الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/alfiqh_89.doc  · web viewفلا يخفى ما...

939
: ة لاحظ م ب ي ت ر ت* حات ف لص ا ون ك ي ب س ح ات ت لك ا وع ب مط ل ا ي ف دار وم عل ل ا روت ي6 ب ان ت لب عام1409 ه. ت عل ج* ن ي او ت لع ا ة اف ض م ل ا نL ي ب ن سي و ق ا. كذ ه)) (( ة ق ف ل ا ء ز ج ل ا ع س ا ت ل ا ون ن ماb ث ل وا ات ت ك ضاص ق ل ا1

Upload: others

Post on 08-Mar-2020

8 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

مالحظة: هـ.1409 عام لبنان بيروت العلوم دار في المطبوع الكتاب حسب يكون الصفحات * ترتيب)) (( هكذا. قوسين بين المضافة العناوين * جعلت

الفقهوالثمانون التاسع الجزء

القصاص كتاب

1

Page 2: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الثانية الطبعةم1988 ـ هـ1409

طباعة. نشر. توزيع. ـ العلوم دار اللبناني البنك مقابل العبد، بئر حريك، العنوان: حارة

الفرنسي

2

Page 3: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الفقهاإلسالمي الفقه في استداللية موسوعة

العظمى الله آيةالشيرازي الحسيني محمد السيد

ظله دامالقصاص كتاب

العلوم دارلبنان بيروت

3

Page 4: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الرحيم الرحمن الله بسم

الحمد لله رب العالمين، والصــالة والســالم على أشــرف خلقــه سيدنا محمــد وعلى آلــه الطيــبين الطــاهرين، واللعنــة الدائمــة على

أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

4

Page 5: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

القصاص كتاب

ة واصطالحا(())القصاص لغــا القصاص بالكسر فعال من قص أثره إذا تتبعه، فإنه كمــا ذكرن في بعض مجلدات )الفقه( المادة الواحدة في الصيغ المختلفة تــدل ــا ــد( غالب ــيات، مثال )الوع ــد وإن اختلفت الخصوص ــنى واح على مع يستعمل في الخير، واإليعاد في الشــر، لكنهمــا راجعــان إلى الوعــد

إلى غير ذلك. ولذا كان مادة )قص( في كل صيغها تدل على اتباع األثــر، ولــذا كان المراد هنا اتباع أثر الجناية من قتل أو قطع أو ضــرب أو جــرح،

فالمقتص يتبع أثر الجاني فيفعل مثل فعله. ومنه )القصــة( ألنهــا اتبــاع أثــر التــاريخ ونقلــه كمــا حــدث، قــال

سبحانه: أي اتبعــا األثــر الــذي جــاءا(1)فارتدا على آثارهمــا قصصــامنه.

والقصاص في الجملة يدل عليه األدلة األربعة: فاإلجماع: فيه قطعي، بل الظاهر إنه من الضروريات.

والعقل: دال عليه، إذ كما فعل عامدا يفعل بــه، وليس األحســنــخ، تبديله إلى حبس أو مال أو عقوبة، كأن يؤمر بالمشي مائة فرس

أو يخفف عن ثوبه فيذوق البرد مثال. وجه األحسنية المزعومة: أن ال يفقد البشــر عضــوا ربمــا يكــون نافعا في قصاص القتل، وأن ال يفقد اإلنسان عضوا من أعضــائه، أو

قوة من قواه يكون به ناقصا إلى آخر

.64( سورة الكهف: اآلية ?)15

Page 6: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

العمر. ووجــه العــدم: إنــه تحــد للبشــرية أن يمشــي القاتــل عمــدا بين أظهــرهم، ويــوجب تجــري اآلخــرين، وكــذلك في قصــاص الطــرف

والقوة، ولذا قالت العرب: القتل أنفى للقتل. أما المثال المشهور: )الدم ال يغســل بالــدم(، فــالمراد بــه عــدم سيادة روح االنتقام، بــأن يقتــل ذاك من هــذا، وهــذا من ذاك، وهلم

جرا، كما هي عادة القبائل البدائية.

))القصاص والحنيفية السهلة(( ثم ليس في القصاص مورد يلــزم، بــل األمــر موكــول إلى نظــر المجني عليه، والولي الذي قد يكون الحاكم الشرعي، كما هو شأن اإلسالم في كثير من تشريعاته، حيث جعل المخارج من قوانينه، لئال يكون ثقل القانون شــديدا، ففي الصــالة والصــيام مخــارج للحــائضــاة والنفساء، والسفر يقصر الصالة، ويفطر الصائم، والخمس والزك لهمــا مصــارف تليــق بــأذواق أصــحاب المــال يمكن صــرفهما فيهــا، والجهاد كفائي غالبا، والحج لمن استطاع مما يتركه من عليه عســرــرار من وحرج وضرر، والمعامالت اختيارية، باإلضافة إلى إمكان الفــان شرائط بعضها بالصلح والهبة ونحوهما، والنكــاح والطالق اختياريــا، وليس ــة عن زوجه ــرأة في الطالق إذا شــرطت الوكال ــتى للم حــادرا، ــة إال ن ــدعي، والشــهادات اختياري ــة القضــاء للم الالزم مراجع والحدود ألصحابها أو الحاكم العفو، والديات فيها العفــو كالقصــاص، إلى غير ذلك، ولذا ســمي الــدين بــالحنيف الســهل، فإنــه مائــل عن طريق االنحراف والشدة، فهو حنيف أوال، ثم إنه سهل في طريقــه، تشبيها بالذي ينحرف عن الطريــق المنحــرف الــذي يســير فيــه إلى

الجادة السهلة، ولذا كان أول كلمة اإلخالص النفي. وكيف كان فالعقل السليم يدل على القصاص.

كما أن آياته في الكتاب، وأخباره في السنة المتواترة واردة.

))آيات القصاص((. (1)أولي األلباب ولكم في القصاص حياة ياقال سبحانه:

.179( سورة البقرة: اآلية ?)16

Page 7: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وقال: ه من قتل نفســا من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أناس جميعا ومن أحياها ما قتل الن بغير نفس أو فساد في األرض فكأن

اس جميعا ما أحيا الن . (1)فكأن أقول: )أجــل( بمعــنى االبتــداء، ألنــه بمعــنى المــدة، ولــذا يقــال النتهاء العمر )أجل(، أي أن ابتــداء الكتابــة وتقريــر هــذا الحكم كــان من حين قتل قابيل هابيل، فال يقال: هل يمكن أن يكون قتل إنسان إلنسان سببا لهذا الحكم على الكل، إذ هذا المعــنى تــوهم من كــون

المعنى ألجل )السبب( وليس كذلك. ثم إن معنى )كأنمــا( إمــا مــا يــأتي في الروايــة المفســرة لآليــة ولعله مصداق، وإمــا أن القاتـل حين القتــل ال فــرق عنــده بين قتــل الناس جميعا وبين قتل هذا الفرد، فإن الذي يقتل للحسد أو لسرقة المال أو النتهاك العرض، إذا كان أرواح كــل النــاس في جســم هــذاــع من المقتول أو مرتبطا به، بحيث كان إزهاقه إزهاقا للكل، لم يمن إزهاقه، كما هو واضح، أو أن البشر كلهم كالثوب الواحد، فإذا خرق

ثلم في اإلسـالممكان منه خــرق الثـوب كلـه، وبهـذا المعـنى ورد: ، مع أنــا نــرى أن العــالم الثــاني يســد مســد(2)ثلمة ال يسدها شيء

العــالم األول، إذ شــبه اإلســالم من أول يومــه إلى يــوم القيامــة بمحوطه، والعلمــاء هم األحجــار المحيطـة بهــا لحفظهــا، فــإذا مــات

أحدهم ليس يأتي مكانه أحد، إذ العالم اآلخر هو مكان نفسه. ــه في ــأتي مثل ــل( ي ــا في )القت ــنى قلن ــل مع ــان، فك ــف ك وكي

)اإلحياء(، والتفصيل موكول إلى التفسير. اص فيوقــال ســبحانه: ــوا كتب عليكم القصــ ذين آمن هــا ال ــا أي ي

ــه من ــاألنثى فمن عفي ل ــد واألنثى ب ــد بالعب القتلى الحر بالحر والعبــك تخفيــف من ان ذل ــه بإحســ ــالمعروف وأداء إلي باع ب أخيه شيء فات

كم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم . (3)رب

.32( سورة المائدة: اآلية ?)1.2 باب فقد العلماء ح38 ص1( الكافي: ج?)2.178( سورة البقرة: اآلية ?)3

7

Page 8: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وال يخفى أن العبودية في اإلسالم نشأت من الحروب العدوانية من جانب الكفار، ألنهم يحفظــون خرافــة العقيــدة أو النظــام الــذي يضــطهد النــاس، فــإذا حــاربهم اإلســالم، إمــا ألجــل اعتــدائهم على المســلمين، أو ألجــل اعتــدائهم على البشــرية الــتي ابتليت تحت اضــطهادهم، كــانت حــربهم عدوانيــة، ومن يحــارب اعتــداء البــد أن يجازى، وأحد أقسام المجازات االستعباد، أما سرايته إلى نسله فهو أمــر طــبيعى، كســراية الــذكاء والغبــاوة والجمــال والقبح والبيــاض والســواد إلى غيرهــا إلى النســل، ولخــوف تجمــع األوالد المــأتورين لالنتقام، ولذا لم يقابل العبد بالحر، ثم خفف عن العبد في كثير من

األحكام، رحمة به من هذا االنحطاط الذي لحق به. ومنه يعلم وجه عدم مقابلــة األنــثى بالــذكر، ألن الــذكر عقالني، واألنثى عاطفي، والعقل مقدم على العاطفة، ثم خفف عن المــرأة في كثـــير من األحكـــام ألجـــل هـــذا التفـــاوت، فمقابلـــة التفـــاوت بالتخفيف، وفي بعض النصوص إشارة إلى ما ذكرناه في بابي العبد واألنثى، وليس األمر نقصــا في أي منهمــا، بــل لتســيير دفــة الحيــاةــتي تحمــل ــل الســيارة الصــغيرة ال بصــورة صــحيحة، فمثالهمــا مثــد ليس نقصــا فيهــا عن الركــاب، فعــدم قــدرتها على تحمــل الحدي السيارة الكبيرة، بل اختلف التركيب ألجل تسيير دفــة الحيــاة، وقــد

ذكرنا جانبا من هذه التفصيالت في بعض كتبنا اإلسالمية. ـالحق ومنوقال سبحانه: ـ ب م الله إال تي حر فس ال وال تقتلوا الن

ــان ه ك ه سلطانا فال يسرف في القتل إن قتل مظلوما فقد جعلنا لولي .(1)منصورا

وفي اآلية وجوه، أظهرهــا أن الضــمير في )يســرف( راجــع إلى )السلطان( ألنه أقرب، وإن اإلسـراف في القتـل أن يقتـل غـير منــل يستحق القتل، كما يعتاده بعض الناس من قتل بعض أقرباء القاتــون جماعــة بالواحــد، وإن لم ــا أشــبه، أو يقتل أو من عشــيرته أو م

يشترك

.33( سورة اإلسراء: اآلية ?)18

Page 9: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أولئـــك الجماعـــة في القتـــل، أو اشـــتركوا بـــالمؤامرة بمـــا اليستحقون القتل.

فس والعينوقــال ســبحانه: ــالن فس ب ــا أن الن ــا عليهم فيه وكتبناص بالعين واألنف باألنف واألذن باألذن والسن بالسن والجروح قصــ

. (1)فمن تصدق به فهو كفارة لهر بعــد ظلمــهوقــال ســبحانه في اآليــات المطلقــة: ولمن انتصــ

. (2)فأولئك ما عليهم من سبيلئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجرهوقال سبحانه: ئة سي وجزاء سي

ه ال يحب الظالمين . (3)على الله إنــه ولئنوقال تعــالى: ــل مــا عــوقبتم ب وإن عــاقبتم فعــاقبوا بمث

. (4)صبرتم لهو خير للصابرين.(5)والحرمات قصاصوقال سبحانه: إلى غير ذلك.

))روايات القصاص(( أمــا الروايــات الدالــة على حرمــة القتــل والقصــاص فيــه، فهي

كثيرة:ــه ــر )علي ــا جعف ــال: ســألت أب ــد بن مســلم، ق ــد روى محم فق

ادهللالسالم(، عن قول ا عز وجل: ــ من قتل نفسا بغير نفس أو فس اس جميعا ما قتل الن له في النار مقعده، لو، قال: في األرض فكأن

. (6)قتل الناس جميعا لم يرد إال ذلك المقعد وعن حمران، عن أبي جعفر )عليه الســالم(، في تفســير اآليــة،

يوضعقلت: كيف كأنما قتل الناس جميعا، فربما قتل واحدا، فقال: في موضع من جهنم إليه ينتهي شدة عذاب أهلهــا، لــو قتــل النــاس

، قلت: فإن جميعا لكان إنما يدخل ذلك المكان

.45( سورة المائدة: اآلية ?)1.41( سورة الشورى: اآلية ?)2.40( سورة الشورى: اآلية ?)3.126( سورة النحل: اآلية ?)4.194( سورة البقرة: اآلية ?)5 من ســورة32، في تفســير اآليــة 1 من القصــاص ح1 الباب 2 ص19( الوسائل: ج?)6

المائدة.9

Page 10: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

. (1)يضاعف عليهقتل آخر، قال: ــذلك بالنســبة إلى ــف، وك ــد والشــدة تختل ــان واح ــول: المك أقــادة ــه الســجن، لكن زي ــاء، فهــو مثــل أن يقــال المجــرم مكان اإلحي اإلجرام توجب زيادة المدة أو الشــدة عليــه في الســجن، أو العــالم

مكانه المدرسة، لكن الفرق تالميذ األعلم أكثر. وفي صحيحة الشحام، عن الصادق )عليــه الســالم(، في خطبــة

فإنــه ال يحــل دم امــرئالرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( بمــنى: مسلم، وال ماله إال بطيبة نفســه، وال تظلمــوا أنفســكم، وال ترجعــوا

. (2)بعدي كفاراــا ــ ــين )عليهم ــ ــالي، عن علي بن الحس ــ ــزة الثم ــ وعن أبي حم

ال يغــرنكمهللالسالم(، ثم قال: قال رسول ا )صلى الله عليه وآله(: ، قال: يا رسولهللارحب الذراعين بالدم، فإن له عند ا قاتال ال يموت

. (3)هللا وما قاتل ال يموت، فقال )صلى الله عليه وآله(: النار هللاوعن جابر، عن أبي جعفر )عليه السالم(، قال: قــال رســول ا

هللاأول ما يحكم ا فيــه يــوم القيامــة الــدماء،)صلى الله عليه وآله(: فيوقف ابنا آدم فيقضي بينهما، ثم الذين يلونهما من أصحاب الدماء حــتى ال يبقى منهم أحــد، ثم النــاس بعــد ذلــك حــتى يــأتي المقتــول بقاتله فيشخب دمــه في وجهــه، فيقــول: هــذا قتلــني، فيقــول: أنت

. (4)هللاقتلته، فال يستطيع أن يكتم ا حديثا مــا منوعن أبي الجارود، عن أبي جعفر )عليه السالم(، قــال:

نفس تقتل برة وال فاجرة إال وهي تحشر يوم القيامة متعلقة بقاتلــه بيده اليمني، ورأسه بيده اليسرى، وأوداجه تشــخب دمــا، يقــول: يــا

، هللارب سل هذا فيم قتلني، فإن كان قتله في طاعة ا

.2 من القصاص ح1 الباب 2 ص19( الوسائل: ج?)1.3 من القصاص ح1 الباب 3 ص19( الوسائل: ج?)2.4 من القصاص ح1 الباب 4 ص19( الوسائل: ج?)3.6 من القصاص ح1 الباب 4 ص19( الوسائل: ج?)4

10

Page 11: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أثيب القاتــل الجنــة، وأذهب بــالمقتول إلى النــار، وإن كــان فيهللاطاعة فالن، قيل له: اقتله كما قتلك، ثم يفعل ا فيهما بعد مشــيته

(1) . الهللاوعن هشام بن سالم، عن أبي عبد ا )عليه الســالم(، قــال:

، قــال:يزال المؤمن في فسحة من دينه مــا لم يصــب دمــا حرامــاوال يوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة(2)ــة ال . أقول: المراد به الغلب

الكلية. ــه ــد ا )علي هللاومثلــه مــا رواه ابن ســنان، عن رجــل، عن أبي عب

ال يدخل الجنة ســافك للــدم، وال شــارب الخمــر، والالسالم(، قال: . (3)مشاء بنميم

هللاوعن حنان بن سدير، عن أبي عبد ا )عليه الســالم(، في قــولمــاهللا عز وجل. اد في األرض فكأن من قتل نفسا بغير نفس أو فســ

اس جميعا ، قال: قتل الن هو واد في جهنم، لـو قتـل النــاس جميعـا. (4)كان فيه، ولو قتل نفسا واحدة كان فيه

ــواب مســائل ابن ــه الســالم( في ج ــا كتب الرضــا )علي وفي مــو أحــل،سنان: هللاحرم ا قتل النفس لعلة فساد الخلق في تحليله ل

. (5)وفنائهم وفساد التدبير إن أعــتىهللاوعن الحلبي، عن أبي عبــد ا )عليــه الســالم( قــال:

. (6)هللالناس على ا من قتل غير قاتله، ومن ضرب من لم يضربهــه الســالم( هللاوعن سليمان بن خالد، قال: سمعت أبا عبد ا )علي

هللاأوحى ا إلى موســى بن عمـران: أن يــا موسـى، قـل للمأليقول: من بنى إسرائيل: إياكم وقتــل النفس الحــرام بغــير حــق، فــإن من

.(7)قتل منكم نفسا في الدنيا قتلته مائة ألف قتلة مثل قتل صاحبه

.7 من القصاص ح1 الباب 5 ص19( الوسائل: ج?)1.8 من القصاص ح1 الباب 5 ص19( الوسائل: ج?)2.9 من القصاص ح1 الباب 5 ص19( الوسائل: ج?)3.10 من القصاص ح1 الباب 5 ص19( الوسائل: ج?)4.11 من القصاص ح1 الباب 6 ص19( الوسائل: ج?)5.14 من القصاص ح1 الباب 6 ص19( الوسائل: ج?)6.15 من القصاص ح1 الباب 6 ص19( الوسائل: ج?)7

11

Page 12: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــذا أقول: عدد القتل إما مبالغة للتهويل، وذلك جــائز لالنقالع، ول نرى أن كثيرا من النــاس ينقلعــون من المحرمــات خوفــا من شــدة العقــاب، أو أنــه حقيقــة وأنــه األثــر الطــبيعي للعمــل، كمــا أن نــواةــاب ال ــوف الحناظــل، لكن ال إشــكال في أن العق حنظــل تعطي أل يكون أزيــد من االســتحقاق وإن لم نكن نعــرف خصوصــيات ومزايــا العالم اآلخر، ولعـل مــا بظـاهره ينــافي العــدل هنــا ال ينافيــه هنــاك، لتفاوت األحكام في العوالم، كما تتفاوت الجاذبية في سطح األرض عن سطح القمر، وكما أن إلقاء البلبـل في النـار خالف العـدل دون

إلقاء السمندر، إلى غير ذلك مما محل بحثه كتاب العدل. وعن أسلم، قال: قال أبو جعفر )عليه السالم(: من قتل مؤمنا

هللامتعمــدا أثبت ا على قاتلــه جميــع الــذنوب، وبــرئ المقتــول منهــا،ــون منهللاوذلك قول ا عز وجل: ي أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتك إن

ار . )1(أصحاب الن وأمــا مــاقــال: وعن تفسير النعماني، عن علي )عليه الســالم(

ــكهللالفظه خصوص ومعناه عموم، فقــول ا عــز وجــل: من أجــل ذلاد في ــر نفس أو فســ ه من قتل نفســا بغي كتبنا على بني إسرائيل أناس ــا الن مــا أحي ــا فكأن اس جميعــا ومن أحياه ــل الن مــا قت األرض فكأن

فنزل لفظ اآلية في بني إســرائيل خصوصــا، وهــو جــار علىجميعا جميع الخلق عاما، لكل العباد من بني إســرائيل وغــيرهم من األمم،

. (2)ومثل هذا كثير قــال: قــال وعن الجعفريات، بســنده إلى علي )عليــه الســالم(،

إن في جهنم واديــا يقــال لــههللارســول ا )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: هللاسعيرا، إذا فتح ذلــك الــوادي ضــجت النــيران منــه، أعــده ا تعــالى

. (3)للقتالين

.16 من القصاص ح1 الباب 7 ص19( الوسائل: ج?)1. 19 من القصاص ح1 الباب 7 ص19( الوسائل: ج?)2. 1 من القصاص ح1 الباب 249 ص3( المستدرك: ج?)3

12

Page 13: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إن سفك الدماء بغير حقها )عليه السالم(:وعن أمير المؤمنين . (1)يدعو إلى حلول النقمة وزوال النعمة

مــاقــال: ،)صلى الله عليه وآلــه(وعن جامع األخبار، عن النبي . (2)عجت األرض إلى ربها كعجتها من دم حرام يسفك عليها

ــد اقال: ،)صلى الله عليه وآله(وعنه هللالقتل المؤمن أعظم عن. (3)من زوال الدنيا

ال يقتــل القاتــل حين يقتــل قــال: )صلى الله عليه وآلــه(،وعنه . (4)وهو مؤمن هللاأبغض النــاس إلى ا ثالثــة، قــال: )صلى الله عليه وآله(،وعنه

ملحــد في الحــرم، ومبتــغ في اإلســالم ســنة الجاهليــة، ومطلب دم. (5)امرئ بغير حق يهريق دمه

ســبابقــال: ،)صــلى اللــه عليــه وآلــه(وفي حديث آخــر، عنــه .(6)المؤمن فسوق، وقتال المؤمن كفر

إلى غيرها من الروايات الكثيرة. وال يخفى أن جميع الروايات المشددة، إنما يراد بها ما إذا قصــد القتل ظلما، فإذا لم يقصد أو كان القتل عدال ولو بعقيدته اجتهادا أو

تقليدا صحيحا، فالروايات منصرفة عنه.

. 10 من القصاص ح1 الباب 250 ص3( المستدرك: ج?)1. 11 من القصاص ح1 الباب 250 ص3( المستدرك: ج?)2. 12 من القصاص ح1 الباب 250 ص3( المستدرك: ج?)3. 18 من القصاص ح1 الباب 250 ص3( المستدرك: ج?)4. 19 من القصاص ح1 الباب 250 ص3( المستدرك: ج?)5. 25 من القصاص ح1 الباب 250 ص3( المستدرك: ج?)6

13

Page 14: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

14

Page 15: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فصل(())شروط القصاص

ــانية ــق النفس اإلنسـ ــا إذا أزهـ ــاص في مـ ــق القصـ ــا يحـ إنمـ المعصومة، المساوية لنفس الزاهق في اإلسالم والحريــة وغيرهمــا

من الشرائط اآلتية عمدا عدوانا.فإذا لم يزهق، وإنما سبب اإلغماء ونحوه، لم يكن قصاص.

ــير اإلنســان لم يكن قصــاص، والتكلم وإذا أزهــق، لكن نفس غ حول إزهاق نفس الجن لتساويه مع اإلنس في التكليف، كما يظهــر

من اآليات والروايات، قليل الفائدة. وإذا لم تكن النفس معصومة بأن كــان مســتحقا للقتــل لم يكن

قصاص. وإذا كــانت معصــومة لكن لم يكن عمــدا لم يكن قصــاص، وبــه يخرج ما إذا قتل الصبي والمجنــون إنســانا، ألن عمــدهما خطــأ كمــا

سيأتي. وإذا كــان عمــدا، لكن لم يكن عــدوانا لم يكن قصــاص، كمــا إذاــت ــه حيث ليس ــدا، فإن ــومة عنــد غــيره عم ــق النفس المعص أزهــدوان، فال معصومة عند نفس القاتل، ألنه قتله قصاصا أو حدا فال ع

يقتل به.ــا ــا إم ــة أقســام، ألنه إذ النفس بالنســبة إلى العصــمة على ثالثــا، معصــومة مطلقــا، أو مهــدورة مطلقــا كمــا إذا كــان كــافرا حربي

حيث يقتلــه األدنى فــاألدنى، أو)صلى الله عليه وآله(وكساب النبي مهــدورة ومعصــومة من جهــتين، مثــل قاتــل أبي زيــد، فإنــه مهــدورــد ــإذا لم نقي ــرين، ف ــد، معصــوم بالنســبة إلى اآلخ بالنســبة إلى زي القصاص بالعدوان لزم القصاص في كــل من قتــل نفســا معصــومة

في الجملة عمدا، مع أنه ال قصاص في المعصوم في الجملة،

15

Page 16: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لعدم المنافاة للعصمة في الجملة للغير مع جواز قتلــه بالنســبةــك فيمكن االســتغناء عن إلى ما ال عصمة للنفس عنده، هذا ومع ذل هذا القيد، ولذا لم يذكره في النافع، وإن ذكره في الشــرائع، ولكــل

وجه كما ال يخفى. وكيف كان، فلو قتل اإلنسان غير معصوم الدم، كالحربي وغيره ممن أباح الشارع قتله فال قصاص إذا كان أباحه لكــل أحــد، إمــا إذا أباحه لبعض فقط، كما إذا قتل الزاني المحصن الــذي أبــاح الشــارع قتله للحاكم، أو قتل القاتل لزيد، وهو ليس وليا لزيد، ففي الجواهر ال قصاص وإن أثم في بعض الصور، باعتبار كون قتله حدا مباشــرته

للحاكم. وفيه نظر، إذ إطالقات حرمة القتل تشمله، فحالــه حــال مــا إذا كان زيد سارقا فقطع عمرو يــده عــدوانا عليــه، وبــدون االطالع عن سرقته، وقد ذكرنا في كتاب الحدود االحتيــاج إلى النيــة، فــإذا قتلــه وهو ال يعلم أنه قاتل وليس وليا للمقتول صدق عليه أنه قتــل نفســا

بغير نفس أو فساد في األرض. هللاويؤيد ما ذكرناه، بل يدل عليه صــحيح الحلــبي، عن أبي عبــد ا

إن )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:هللاقال: قــال رســول ا ،)عليه السالم( هللاأعتى الناس على ا عزوجل من قتــل غــير قاتلــه، ومن ضــرب من

، فإن )غير قاتله( يشمل ما إذا كان قاتال. (1)لم يضربهــة مــا رواه المثــنى، عن أبي عبــد ا )عليــههللاومثلــه في الدالل

)صـلى اللـه عليـههللاوجـد في قـائم سـيف رسـول ا قال: ،السالم( هللاصحيفة: إن أعتى الناس على ا القاتل غير قاتلــه، والضــاربوآله(

غير ضاربه، ومن ادعى لغير أبيــه فهــو كــافر بمــا أنــزل على محمــد الحديث. (2))صلى الله عليه وآله(

))صور القتل(( ثم إن البالغ العاقل إذا قتل من ال يستحق القتل، فإما أن يكون

قاصدا أو ال،

.14 من القصاص ح1 الباب 6 ص19( الوسائل: ج?)1. 18 من القصاص ح1 الباب 7 ص19( الوسائل: ج?)2

16

Page 17: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وعلى كل حال، فإما أن يكــون قتلــه بمــا يقتــل غالبــا، أو بمــا اليقتل غالبا، فالصور أربع:

))الصورة األولى(( األولى: أن يقصد القتل بما يقتل غالبا، وال إشكال وال خالف في القصاص في هذه الصورة، ســواء كــان قتلــه غالبــا بــالمرة ونحوهــا كالسيف، أو بالمرات كما إذا ضــربه بالعصــا مكــررا حــتى مــات مــع

قصد القتل. ثم إن الجواهر أضاف على ذلك بقولــه: )بــل وبقصــده الضــرب

ألن القصد إلى الفعــل بما يقتل غالبا عالما به، وإن لم يقصد القتل، المزبور كالقصد إلى القتل، بل قيل يفهم من الغنية اإلجمــاع عليــه، ولعله كذلك، ويعضده المعتبرة المستفيضة، كالصحيح عن أبي عبــد

ســألناه عن رجــل ضــرب رجال بعصــى فلم يرفــع)عليه السالم(،هللا ــال: نعم، ولكنعنه الضرب حتى مات أيدفع إلى أولياء المقتول، ق

، ونحوه خبر ســليمان(1)ال يترك يعبث به، ولكن يجهز عليه بالسيف ، وغيرهما من النصوص الشاملة(3)، وخبر موسى بن بكير(2)بن خالد

بإطالقها لمن قصد القتل بالمفروض الذي هو مما يقتل مثله غالبــا،وعدمه ولكن قصد الفعل( انتهى.

وفيه نظــر، إذ ال يعقــل االنفــاك بين قصــد الفعــل التوليــدي مــع العلم بالوالدة وبين عدم قصد الوالدة، فهل يعقل أن يقصد اإلنسان اإللقاء في النــار وهــو يعلم أن اإللقــاء ســبب االحــتراق ثم ال يقصــد االحتراق، أو أن يقصد اإلنسان ضرب الحجارة على الكوز وهو يعلم إنه يكسر الكوز ثم ال يقصد كسر الكوز، واألخبار التي ذكرها بمعزل

عن إفادة ما ذكره. ثم قال )رحمه الله(: )بل يكفي قصد ما ســببيته معلومــة عــادة وإن ادعى الفاعل الجهل به، إذ لو سمعت دعواه بطلت أكثر الدماء

كما هو واضح( انتهى. وفيه: باإلضافة إلى أنه خلط بين عــالمي الثبــوت واإلثبــات، أنــه

يرد عليه أنه

. 2 من القصاص ح11 الباب 24 ص19( الوسائل: ج?)1. 15 من القصاص ح1 الباب 6 ص19( الوسائل: ج?)2. 10 من القصاص ح11 الباب 26 ص19( الوسائل: ج?)3

17

Page 18: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لو كان الجهل ممكنا في حق الفاعل ال وجه لعدم القبــول فيمــاــد درء الحــدود بالشــبهات، مثال ــه، خصوصــا بع ال يعــرف إال من قبل إيصال الكهرباء ببدن اإلنسان موجب لهالكه، وهذا معلوم عنــد أهــل المدينة فــإذا جــاء من ال كهربــاء لــه من البــدو وأوصــل الكهربــاء ثم ادعى أنــه لم يكن يعلم أن ذلــك ســبب الهالك، خصوصــا إذا قــامت القرينة على صدقه، كمـا إذا فعـل ذلـك بولـده المحبــوب عنـده، لم يكن وجه لعــدم القبــول، وال يسـتلزم القبــول في مثلـه بطالن أكـثر

الدماء.

))الصورة الثانية(( الثانية: أن يقصد القتل بما يقتل نادرا فاتفق القتــل، والمشــهور القصاص به، ونسبه الرياض إلى عامة المتأخرين قال: )بل لم أجــد الخالف فيه وإن نقلوه، نعم في اللمعة التردد فيــه، حيث نســب مــاــه في ــه( انتهى. والوجـ ــعرا بتمريضـ ــل مشـ ــارة إلى القيـ في العبـ

االختالف اختالف الروايات. فمن الطائفة األولى، التي تدل على القصاص: صــحيح الحلــبي،

العمد كلما اعتمد شيئا فأصابه بحديدةعن الصادق )عليه السالم(: أو بحجر أو بعصا أو بوكزة، هذا كله عمد، والخطــأ من اعتمــد شــيئا

. (1)فأصاب غيره هللاوصحيح عبــد الــرحمن بن الحجــاج، قــال لي أبــو عبــد ا )عليــه

هــات، قلت: نعم، قــال: يخالف يحيى بن سعيد قضاتكمالسالم(: ــف فيه ــا اختل ــة، فعضشــيئا مم ــان في الرحب ــل غالم ــال: اقتت ، ق

أحدهما صاحبه فعمد المعضوض إلى حجــر فضــرب بــه رأس الــذي عضه فشجه فكسر فمات، فرفع ذلك إلى يحيى بن ســعيد فأفــاده، فعظم ذلك علي ابن أبي ليلي وابن شبرمة وكثر فيه الكالم وقالوا:

ــال ــهإنما هذا الخطأ، فوداه عيسى بن علي من ماله، قال: فق )علي إن من عنــدنا ليقيــدون بــالوكزة، وإنمــا الخطــأ أن يريــد الســالم(:

. (2)الشيء فيصيب غيره

. 14 من القصاص ح1 الباب 6 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 من القصاص ح11 الباب 23 ص19( الوسائل: ج?)2

18

Page 19: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إنمــا الخطــأ أن يريــدوفي صحيحه اآلخر، عنه )عليه الســالم(: شــيئا فيصــيب غــيره، فأمــا كــل شــيء قصــدت إليــه فأصــبته فهــو

. (1)العمدــه هللاوفي خبره المروي في تفسير العياشي، عن أبي عبد ا )علي

إنما الخطأ أن تريد شيئا فتصــيب غــيره، فأمــا كـل شــيءالسالم(: . (2)قصدت إليه فأصبته فهو العمد

قتــل العمــدوفي خبر آخر، عن أحدهما )عليهما السالم( قــال: كلما عمدت به الضرب فعليه القود، وإنمــا الخطــأ أن تريــد الشــيء

. (3)فتصيب غيره لو أن رجال ضربوخبر أبي بصير، عن الصادق )عليه السالم(:

. (4)رجال بخزفة أو بآجرة أو بعود فمات كان عمدا منهللاوخبر الدعائم، عن أبي عبــد ا )عليــه الســالم(، إنــه قــال:

قصد إلى ضرب أحد متعمدا بما كان منه فمات من ضربه فهو عمد يجب به القود، وإنما الخطأ أن يرمي شيئا غــيره فيصــيبه، أو يعمــل

. (5)عمال ال يريده به فيصيبهــالم(: ــه الس ــوي )علي ــفوالرض ــدا فتل ــرب متعم ــل من ض ك

ــرمي رجال فيصــيب المضروب بذلك الضرب فهو عمد، والخطأ أن ي . (6)غيره، أو يرمي بهيمة أو حيوانا فتصيب رجال

بل ومرسل ابن أبي عمــير، المــروي عن تفســير العياشــي، عن مهما أريد تعين القود، وإنمــا الخطـأأحدهما )عليهما السالم(، قال:

. (7)أن تريد الشيء فتصيب غيرهــه ــاس، عن الصــادق )علي ــبر أبي العب ــة: خ ــة الثاني ومن الطائف

السالم(، قلت له:

. 3 من القصاص ح11 الباب 24 ص19( الوسائل: ج?)1. 18 من القصاص ح11 الباب 28 ص19( الوسائل: ج?)2. 16 من القصاص ح11 الباب 28 ص19( الوسائل: ج?)3. 8 من القصاص ح11 الباب 26 ص19( الوسائل: ج?)4. 1 ح11 الباب 253 ص3( المستدرك: ج?)5. 4 ح11 الباب 253 ص3( المستدرك: ج?)6. 16 من القصاص ح11 الباب 28 ص19( الوسائل: ج?)7

19

Page 20: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

هــذا خطــأ، ثمأرمى الرجل بالشيء الذي ال يقتل مثلــه، قــال: ، قلت: أرمي الشــاة فأصــيب رجال،أخــذ حصــاة صــغيرة فــرمى بها

هذا الخطأ الذي ال شك فيــه، والعمــد الــذي يضــرب بالشــيءقال: . (1)يقتل بمثله

هللاورواية ابن سنان، قال: سمعت أبا عبد ا )عليه السالم( يقول:ــهقال أمير المؤمنين )عليه السالم(: في الخطأ شبه العمد أن يقتل

بالسوط، أو بالعصى، أو بالحجارة، إن دية ذلك تغلظ وهي مائــة من. (2)اإلبل

إنوخبر زرارة وأبي العباس، عنه )عليه الســالم( أيضــا، قــال: العمد أن يتعمده فيقتله بما يقتل مثله، والخطأ أن يتعمــده وال يريــدــد أن يقتله فقتله بما ال يقتل مثله، والخطأ الذي ال شك فيه أن يتعم

. (3)شيئا آخر فيصيبه الخطــأ أن تعمــدههللاوخبر زرارة، عن أبي عبد ا )عليه السالم(:

وتريد قتله بما ال يقتل مثله، والخطأ ليس فيه شك أن تعمــده شــيئا. (4)آخر فتصيبه

العمد أن تعمــده فتقتلــه بمــاوخبره اآلخر، عنه )عليه السالم(: . (5)مثله يقتل

إن ضرب رجــلهللاورواية يونس، عن أبي عبد ا )عليه السالم(: رجال بعصى أو بحجــر فمــات من ضــربة واحــدة قبــل أن يتكلم فهــو شبيه العمــد، فالديــة على القاتــل، وإن عاله وألح عليــه بالعصــاء أو بالحجارة حتى يقتله فهو عمــد يقتــل بــه، وإن ضــربه ضــربة واحــدة

. (6)فتكلم ثم مكث يوما أو أكثر من يوم فهو شبيه العمد هللاوعن الجعفريات، عن علي )عليه السالم(: إن رسول ا )صلى

هللا عليه وآله(

. 7 من القصاص ح10 الباب 25 ص19الوسائل: ج (?)1. 11 من القصاص ح11 الباب 27 ص19الوسائل: ج (?)2. 13 من القصاص ح11 الباب 27 ص19الوسائل: ج (?)3. 17 من القصاص ح11 الباب 28 ص19الوسائل: ج (?)4. 20 من القصاص ح11 الباب 28 ص19الوسائل: ج (?)5. 5 من القصاص ح11 الباب 25 ص19الوسائل: ج (?)6

20

Page 21: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

.(1) الخبرإن شبه العمد الحجر والعصا والسوطقال: العمــد أنهللاوعن زرارة، عن أبي عبــد ا )عليــه الســالم( قــال:

.(2)تعمده فتقتله بما بمثله يقتلإلى غير ذلك.

والطائفتان متكافئتــان داللــة، فال يمكن الجمــع الــداللي بينهمــا، والمرجحات الخارجية كاالحتياط في الدماء المؤيــد للثانيــة، وصــدق القتل عرفا إذ ال مدخلية لإلرادة في الصدق المؤيد لألولى، ال تصــل النوبة إليها بعــد وجــود النص، والــترجيح بالســند لألولى على الثانيــة غير ظاهر الوجه، بعد وجود الحجة في الثانية، واحتمال حمل الثانيةــة ــدم في الطائف ــا تق ــوى ابن أبي ليلى كم ــة فت ــة بقرين على التقي

وإنمـا يبقى في األولى، ليس من القـوة بحيث يحصــل بـه الـترجيح، المقام الشهرة المحققة التي لم يظهر خالفها من أحد، وإنمــا تــردد

بعض فقط، وكفى بمثلها مرجحة فال محيد عن فتوى المشهور.

))الصورة الثالثة(( الثالثة: أن ال يقصد القتل أو يقصد عدم القتــل، لكنــه يعمــد إلى الفعل بما ال يقتــل غالبــا، كمــا لــو ضــربه بحصــاة أو عــود خفيــف أو صفعة فمات، ففي الرياض األظهر األشهر كما هنــا، وفي المســالكــة، إنه خطأ شبيه عمد، وعليه عامة من تأخر حتى الشهيد في اللمع

بل عليه اإلجماع في الغنية، وقرره على ذلك في الجواهر. خالفا للمحكي عن المبسوط من أنه عمــد أيضــا كالســابق، إمــا مطلقا كما حكاه عنه بعض، أو في األشياء المحددة خاصة كمــا هــو مقتضى عبارته المحكية عن كشف اللثام، ممــا حاصــله الفــرق بين

المحدد وغيره، فال يعتبر في عمد األول القصد بخالف الثاني.ــار المتقدمــة الــتي ال استدل المشهور بالطائفة الثانية من األخبــا معارض لها هنا، بل الشهرة المحققة واإلجماع المنقول جابران له

في المقام.ومعه ال مجال ألدلة الشيخ التي هي أمور:

. 3 ح11 الباب 253 ص3المستدرك: ج (?)1. 7 ح11 الباب 253 ص3المستدرك: ج (?)2

21

Page 22: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

األول: صدق القتل عمدا على معنى حصــوله على جهــة القصــدإلى الفعل عدوانا، وقد قتل به فعال.

الثاني: إطالق الطائفة األولى. )عليـــههللالثـــالث: إطالق خـــبر عبـــد ا بن زرارة، عن الصـــادق

.(1)إذا ضرب الرجل بحديدة فذلك العمد السالم(: وفي الكل ما ال يخفى، إذ ال نسلم صدق القتل عمدا، ولذا يقول لم أتعمد قتله، وما في الجــواهر من أنــه )ال ريب في صــدق القتــل عمدا على من ضرب رجال ضربا عاديا غير قاصــد للقتــل، أو قاصــدا عدمه فاتفق، ترتب القتــل على ضــربه المعــادي منــه المتعمــد لــه(ــذا ــده هك ــرب ول ــا يض ــف واألب أحيان ــه، كي ــا في انتهى، ال يخفى م

والعرف ال يقول إنه قتله عمدا، وكذا الزوج بالنسبة إلى زوجته. أما إطالق الطائفة األولى فإنه لو ســلم لــزم أن يقيــد بالطائفــةــد ــدعى على التقيي ــاع الم ــة، واإلجم ــهرة المحقق ــد الش ــة بع الثانيــة المذكور، إن لم نقل بانصراف الطائفة عن هذه الصــورة، والرواي ال داللــة فيهــا، بــل هي من المطلــق إن لم نقــل بانصــرافها إلى

الحديدة القاتلة.وكيف كان فقول المشهور هو المتعين.

))الصورة الرابعة(( الرابعة: أن ال يقصد القتل، أو يقصد عدم القتل، لكن يعمــد إلى الفعل بما يقتل غالبا، وهذا أيضا فيه القــود، إلطالق الطائفــة األولى

بال مخصص أو مقيد لها في المقام. ومن ذلك تحقق أن الصورة الثالثة فقــط ال تــوجب القــود، وأمــا

الصور الثالثة اآلخر، فكلها توجب القود.

))أقسام القتل((قال في الجواهر: )وقد تحصل من ذلك أن األقسام ثالثة:

: عمد محض، وهو قصد الفعل الذي يقتــل مثلـه، سـواء قصـد1القتل مع ذلك أم ال، وقصد القتل بما يقتل نادرا.

. 9 ذيل ح11 الباب 26 ص19انظر: الوسائل: ج (?)122

Page 23: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

: وشبه العمد، قصد الفعل الذي ال يقتل مثله مجردا عن قصد2القتل. ــل، أو يقصــده بشــيء3 : والخطــأ، أن ال يقصــد الفعــل وال القت

فيصيب غيره( انتهى. ثم إنه لو اختلف في اآللة، فقال القاتل ضربته بحجــارة خفيفــة، وقال ولي المقتول: بل ضربته بحجــارة ثقيلــة، أو اختلــف في قصــد القتــل، فقــال القاتــل: لم أقصــد القتــل، وقــال ولي المقتــول: بــل قصدته، أو اختلف في سبب الموت، فقال الولي: إنــه مــات بســبب ضربك، وقال اآلخر: بل مــات بســبب وقوعــه من الســطح إلى غــير ذلك، فاألصــل عــدم القــود، خصوصــا بعــد درء الحــدود وبالشــبهات،

واالحتياط في الدماء، وغير ذلك.

23

Page 24: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))القتل بالمباشرة والتسبيب وحصول الشرط((ــ 1)مســألة ــل(: ــد يحص ــرة، وق ــل بالمباش ــد يحص ــل ق القت

بالتسبيب، وقد يحصل بالشرط. فاألول: كما إذا رماه فقتله.

والثاني: كما إذا أغرى كلبه عليه فقتله. والثالث: كما إذا حفر بئرا فوقع فيها فمات.

والقتــل الــذي يــوجب القصــاص همــا القســمان األوالن، ألن الموجود في عنــوان الــدليل القتــل متعمــدا ونحــوه، فالمــدار عليــه، وليس فيه لفظ المباشر والسبب، فــإذا صــدق القتــل متعمــدا كــان القصاص، وإذا لم يصدق ذلك احتــاج إلى نص أو إجمــاع في ضــمان القصاص أو الدية، وإنما جعلــه الفقهــاء ذا عنــوانين، مــع أن المعيــار صدق القتل عمدا، ألجل اشتراك المباشر والسـبب في الثـاني ممـا

يكون له حكم خاص.

))القتل بالمباشرة وأمثلته(( وكيــف كــان، فالمباشــرة تتحقــق بمثــل الــذبح والخنــق باليــد أو غيرهــا، وكــأن الجــواهر حيث قيــد قــول المحقــق )والخنــق( بقولــه )باليد( أراد المثال، وإال فإذا قعد على حلقه أو ضغط عليه برجله أو

ما أشبه حتى مات كان قتال بالمباشرة. وتتحقق المباشرة بمثل سقي السم القاتل بإيجــاره في حلقــه، أو لطخ جسده به، أو تنقيته بــه، أو صــبه في أذنــه أو أنفــه أو عينــه،

وتزريقه بإبرة مسمومة، أو خنجر مسموم.ــرمي بالنشــاب والرصــاص، والصــلب، والضــرب بالســيف، وال وإلقائه من شاهق، وإلقاء جدار عليــه، وغرقــه في البحــر، وإحراقــه بالنار، وقتله بالسكين، وفصده في عروقه الكبار مع حبســه حــتى ال يتمكن من عالج نفسه فنزف دما حتى مــات، وشــدح رأســه ونحــوه بحجر ونحوه من األجسام الثقيلة فقتله بالنزف، أو بــالكيس وجعلــه في مكان وإخراج الهواء منه، أو إدخال غــاز قاتــل فيــه حــتى مــات، وغرز إبرة في مقتله كالقلب ونحوه، إلى غير ذلك من األمثلة، حتى أن منه مفاجاته بحدث سار أو محزن مع علمه بأنه يموت من شدة الفرح أو الحزن، أو مفاجاته بطرفة أو وثبــة أو مــا أشــبه، كــل ذلــك

لصدق القتل عمدا.وقد أحسن القواعد

24

Page 25: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وشرحها لألصبهاني في ذكر األمثلــة والخصوصــيات، وال وجــه ال شكال الجواهر عليــه بأنــه ال يرجــع إلى محصــل، إذ المقصــود بيــان األمثلة لتوضيح القاعدة، وإال فال محصل أيضا ألمثلة النافع والشرائع

وغيرهما.

))القتل بالتسبيب ومراتبه((ثم إن التسبيب له مراتب.

المرتبة األولى: انفراد الجاني بالتسبيب المتلف، وفيه صور:

))إذا رماه بسهم وما أشبه(( األولى: لو رماه بسهم فقتله، سواء قصــد القتــل أم ال، إذا كــان الرمي مما يقتل به عادة، لما تقدم من أن في مثله ال يعتبر القصد،

فقول الشرائع: )ألنه مما يقصد به القتل غالبا( محل تأمل. وكذا لو رمــاه بحجــر المنجــنيق، أو بالرصــاص، أو بالصــاروخ، أو بالقنبلــة، ســواء كــانت ممــا تقتــل ثقال، أو إحراقــا، أو نشــرا للغــاز

القاتل، أو جرثوما أو غير ذلك. وكذا لو خنقه بيده، أو رجله، أو جسمه، أو حبل، أو ضغط عليــه

بجسمه، أو بجسم آخر، أو بضغطه على الحائط حتى مات. ولو حبس نفسه يسيرا ال يقتــل مثلــه لمثلـه، ثم أرســله فمــات، فإن قصد قتله كان عليه القصاص وإال لم يكن، إذ قد عرفت ســابقا أنه إما يكــون قصــد أو يكــون اعتيــاد أن يقتــل، وإذ ليس كالهمــا فال قود، ولذا قال الجواهر: )نعم لو كان ضعيفا لمرض أو صــغر يمــوت

بمثله فهو عمد، وإن لم يقصد القتل كما صرح به بعضهم( انتهى. ــه، أو عصــر ولو داس بطنه، أو حصر خصييه، أو ضرب على قلب صدغه مع قصده القتل، أو أن العمــل ممــا يقتــل غالبــا فمــات كــان

عليه القود، كما صرح باألولين العالمة في محكي القواعد. وال فرق في أن يموت فورا، أو بعد مــدة ممــا يســند القتــل إلى

عمله. ))إذا ضربه بعصى مكررا((

الثانية: إذا ضربه بعصى مكررا بما ال يحتمل مثلــه لمثلــه فمــات فعليه القود، سواء قصد القتــل أم ال، وفي الجــواهر: بال خالف نصــا

وإن عاله وألحوفتــوى وبال إشــكال، وقــد تقــدم في روايــة يــونس: . (1)عليه بالعصى أو بالحجارة حتى يقتله فهو عمد يقتل به

. 5 ح11 الباب 25 ص19الوسائل: ج (?)125

Page 26: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وفي الصحيح: سألت الصادق )عليــه الســالم( عن رجــل ضــربــدفع إلى ولي ــات، أي ــه الضــرب حــتى م ــع عن رجال بعصــى فلم يقل

الحديث. (1)نعمالمقتول فيقتله، قال: ولــو ضــربه ضــربا لم يكن قــاتال ولم يقصــد القتــل لكنــه مــرض

ومات، ففيه قوالن: األول: القــود، ألن المــوت ســبب عن المــرض المســبب عن الضرب، وهذا هو المحكي عن القواعد والمسالك، وعلله األخير بأن ضربه وإن لم يكن قاتال غالبا، وال قصده إال أن إعقابه المرض الــذي حصل به التلف صير األمرين بمنزلــة ســبب واحــد، وهــو ممــا يقتــل غالبا، وإن كان الضرب على حدته ممــا ال يقتــل، ويؤيــده أن ســراية

الجرح العمدي توجب القود وإن كان الجرح غير قاتل. الثاني: اإلشكال في ذلك، كما في الجواهر، ألن مقوم القود إما القصــد وإمــا كــون العمــد موجبــا للقتــل غالبــا، وكالهمــا مفقــودان، ومسألة السراية غير ثابتة إذا كانت بدون قصــد وال غلبــة لــذلك، فال

تصلح مؤيدة للمقام. وهذا هو األقرب، وال أقــل من االحتيــاط في الــدم، وأن الحــدود

تدرأ بالشبهات.ــات، أو ولو علقه منكوسا مدة تقتل غالبا، أو قصده فمــرض فم

مات بالتنكيس كان عليه القود. وكذلك لو سبب له إيالما متزايــدا ال يتحملــه مثلــه، كمــا إذا قلــع أظافره، أو أجلســه على زجــاج مكســور، أو كســر يــده أو رجلــه أو أصــابعه بالســاطور، أو غــرز في بدنــه المســامير، أو كــوى جســمه بالمكواة، أو أبقاه في غرفة باردة أو حارة جدا مما ســبب موتــه، أو أدخله في الشتاء أو غيره في ماء بارد مما سبب مرضــه وموتــه، أو

أدخله في الصيف أو غيره في ماء حار جدا. ولو حبسه ومنعه الطعـام والشـراب، فـإن كـان مــدة ال يتحمــل مثله البقاء فيها فمات، فهو عمد عليـه القـود، ولـو أعقب كـل ذلـك

مرضا انجر إلى الموت ففيه الكالم السابق.ولو

. 2 ح11 الباب 24 ص19الوسائل: ج (?)126

Page 27: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ضرب المريض بما ال يتحمله، وإن تحمل مثلــه الصــحيح، فمــات من أثر ذلك كان عليــه القــود، أمــا إذا ضــرب الصــحيح بمــا ال يقتــل

مثله، فاتفق أن مرض ومات كان عليه الدية على ما تقدم.

))إذا طرحه في النار(( الثالثة: لو طرحه في النار فمات قتــل بــه، ســواء كــان إلحــراق

النار له، أو مات من الخوف. لكن إنما يقتل به إذا كــان إلقــاؤه في النــار على وجــه ال يتمكن من التخلص، لكثرة النار، أو لضعفه، أو ألنه في وهدة، أو ألنه منعــه هو منــه، أو ألنــه باإليقــاع أغمي عليــه، أو ألنــه انكســرت رجلــه فلمــار فلم يتمكن من الخروج، أو ألن أعصابه قد تشــنجت بمالقاتهــا الن يتيسر له الخروج، أو ألنــه انــدهش ممــا أذهلــه عن الفــرار، أو لغــير

ذلك من الصور الممكنة. ــدا، نعم لو علمنا أنه لم يصبه أي محذور، وإنما ترك الخروج عمــه أراد ألنه كان قد أراد االنتحار قبال فرآه أمرا موافقا لمرامه، أو ألن أن يقتل بالنار حتى يلقي ذنب قتله على الملقي أو مــا أشــبه ذلــك،

فال دية وال قصاص على الملقي.ــه، ففي محكي ــدمهما في مثل ــد بع ــال الخالف والقواع ــذا ق ول الثاني: )ولو تركه في نار فتمكن من التخلص منها لقلتهــا، أو لكونـه في طرفهــا بحيث يمكنــه الخــروج بــأدنى حركــة فلم يخــرج، فال قصاص، وفي الضمان للديــة إشــكال، أقربــه الســقوط إن علم أنــه

ترك الخروج تخاذال( انتهى. وكذا الضمان فيما إذا ألقى الطفل أو المجنون في النار، مما ال شعور لهما بالخروج، ونحوهمــا النــائم والمغمى عليــه والمبنج، ومنــارا فضــل ــبيت ن ــه ال ــاب الخــروج، كمــا إذا أضــرم علي لم يعــرف ب الطريق، أو أغلق الباب، أو كانت النار بحيث ال يمكنه التخلص منها، كمــا إذا القى عليــه مــادة ملتهبــة ال يمكنــه إزالتهــا كمــا في قنابــل النابالم، أو أشعل ثيابه نارا بحيث لم يمكنه إطفاؤها، وإن كان الماء قريبا منه لكنه لم يعلم به أو اندهش، وكذا لو خاف من الخروج من الملقي ألنه أو زبانيته يضربون مريد الخروج، كما في قصة أصحاب

األخدود.ولو

27

Page 28: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

شك في أنه لم يخــرج تخــاذال، أو لعــدم القــدرة بأحــد األســباب الســابقة، فالظــاهر مقــدم لصــدق أنــه قتلــه عرفــا، ولــذا قــال في الجواهر: مبنى المسألة على تحقـق صـدق قتلـه، فـإن صـدق اتجــه

القصاص حينئذ مع فرض كون الشيء مما يقتل غالبا. ــرك ومنه يعلم وجه النظر في كالم العالمة، إنه لو لم يعلم أنه تــار قــد تدهشــه الخروج تخاذال ضمنه، وإن قدر على الخروج، ألن الن وتشنج أعضاءه بالمالقاة، فال يظفــر بوجــه التخلص. إن أراد ضــمان

الدية، في مقابل القصاص. ــرج إذ فيه أوال: ما تقدم من كون النار قاتله، واحتمال أنه لم يخ تخاذال ال ينفع، ألنه خالف الظاهر، وإال لزم عــدم القصــاص فيمــا إذا رماه بسهم فاحتمل أنه مات سكتة ال من أثر السهم، إلى غير ذلــك من االحتماالت التي ال يعتني بها العقالء، إال إذا ثبت علمــا أو شــرعا بالبينة واإلقرار مثال لما ألقاه قــال: إني ال أخــرج حــتى أحــترق، إلى

غير ذلك. وثانيا: إنه لو كان هذا االحتمال مأخوذا به لزم عدم الديـة أيضـا،

ألن الملقي لم يقتله على هذا، فال وجه للدية. ولذا قال في الشرائع: )لو علم أنه ترك الخروج تخاذال فال قــود، ألنه هو الذي أعان على نفسه، وال دية له أيضا، ألنه مستقل بــإتالف نفسه(، وعلق عليه الجواهر بأنه: )وإن كان الجــاني قــد جــني عليــه باإللقاء فيها إال أن ذلك ليس سببا مقتضيا للضمان مع فرض قدرتــه

على التخلص( انتهى. ال يقال: لــو لم يلقــه الجــاني لمــا احــترق، فــإن اإللقــاء بإضــافة

تخاذله سبب له االحتراق. ألنه يقال: المعيار صدق أنه قتله وال صدق في المقام، وإال فإن كان مجرد مثل ذلك ســببا، لــزم القــود فيمــا إذا ســافر بإنســان في البحر فغرق أو أكله سبع أو قتله إنســان أو قتــل نفســه أو وقــع من

شاهق أو ما أشبه ذلك، ألنه لو لم يسافر به لما

28

Page 29: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

حدث له القتل، مع أنه من الواضح عدم القود وال الضــمان علىالذي سافر به.

ثم إن مقتضى القاعدة أنه لو جرحه فــترك المــداواة فمــات، أو سبب له مرضا فــترك المــداواة فــازداد المــرض حــتى مــات، وكــان قادرا على المداواة وعالما بهــا، لم يكن عليــه قــود وال ضــمان، ألن الميت هو الذي سبب موتــه، وإنمــا الضــمان بقــدر الجــرح أو إيجــاد

المرض. ــواهر من ــرائع والج ــره الش ــا ذك ــكال في م ــر اإلش ــه يظه ومن الضمان، قاال: )وال كذلك لـو جــرح فــترك المــداواة فمــات، المتفــق على ضــمان الجــاني فيــه، ألن الســراية المزهقــة للنفس مــع تــرك المداواة من آثار الجــرح المضــمون على الجــاني ابتــداء والســراية،ــا والتقصير بترك المداواة ال ينافي استناد السراية إلى الجرح وكونه من آثــاره، وأمــا التلــف باإللقــاء في النــار فليس بمجــرد اإللقــاء وال بأثره، بل باإلحراق بالنار المتجدد بعد اإللقاء الذي لــو ال المكث لمــا

حصل، فهو شيء غير األول( انتهى. وفيه: إن مثل هذه العلة تأتي في التخاذل في ترك الخروج من النار، وترك دواء الجـرح، فلـو كـانت صـحيحة كـان الالزم القـود، أو الضمان على الملقي، إذ لو لوحظ الحـال األول كانـا مشـتركين في أن السبب هو الملقي والجارح، وإن لوحظ الحال الثــاني كـان تـرك الخــروج وتــرك المــداواة المنجــرين إلى التلــف مســتندا إلى نفس الميت، ولذا لــو أراد الخــروج من النــار مــع إمكانــه الخــروج فمنعــه شخص آخر، كان عليه القود ال األول، وكذا لو أراد المــداواة فمنعــه إنسان ثان، كان عليه القود، والحاصل أن صدق القتل غــير متحقــق

في المسألتين. نعم إذا كان إجماع قطعي في المسألة الثانيــة، كمــا أشــار إليــه الجواهر، كــان القــود تعبــدا اســتثناء، ال لمــا عللــه الشــرائع وصــدقه

الجواهر. ولو أمكنه الخــروج من النــار، لكن إلى حيث البحــر فينغــرق، أو إلى حيث السبع فيفترســه، فلم يخــرج خوفــا منهمــا كــان القــود، إذ

الملقي ألجأه إلى أحد القتلين، فهو مثلما إذا ألقاه من

29

Page 30: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

جبل كان باختياره أن يميــل إلى الوهــدة فيمــوت كســرا، أو إلى البحر فيموت غرقا، فاختار أحدهما في وضع ثقل جسمه المتــدحرج

إلى ذلك الجانب، فإن على الملقي القود، لصدق أنه قتله.ــام، ــف اللث ــد، وكش ــكال في القواع ــه تعلم اإلش ــك كل ومن ذل والجواهر بما ذكروه، قـال في األخـير: )ولـو لم يمكنـه الخـروج من النار إال إلى مــاء مغــرق فخــرج فغــرق، ففي القواعــد في الضــمان إشكال، ولو لم يمكنه إال بقتــل نفســه، فاإلشــكال أقــوى، واألقــرب الضمان، ألنه صيره في حكم غير مستقر الحياة، ووافقــه عليــه في ظاهر كشف اللثام، لكن فيه أنه مع فرض بقائه على اختيــاره عــدم صدق نسبة القتــل إلى األول، ال مباشــرة وال تسـبيبا، ضــرورة عــدم

كون ذلك من تسبيب األول( انتهى. إذ يرد على األولين: لزوم القود ال الضمان، وعلى األخير أنــه لم يكن مختارا في التخلص وعدمه، وإنمــا في أن يقتــل بــأي األمــرين، فهو كما لو أكرهه في أن يقتله خنقا أو حرقا، فاختار أحــدهما، حيث

صدق القتل الموجب للدية. أما إذا لم يخــرج من النــار، ألنــه علم أن خروجــه يصــادف قتــل إنسان آخر له رميا بالرصاص مثال، فالظاهر أن على الملقي القــود، ألنه قتله بالنار عرفا، وإمكانه أن يفعل ما لــو فعلــه لقتلــه غــيره لم

يوجب رفع صدق قتله عن الملقي. نعم لو خرج فقتله الثاني كان على الثــاني القــود، فهــو كمــا إذا جعاله في المأسدة ووقفا على بابين إن بقي أكله األسد، وإن خــرج من أي باب قتله الواقف، فإنه أن بقي كان عليهما القود، وإن خرج

فقتله أحدهما كان على القاتل القود.

ألقاه في الماء((إذا)) الرابعة: لو ألقاه في البحــر أو النهــر أو حــوض كبــير، فــإن كــان بحيث ال يمكنه التخلص منه، ألنه طفل أو مجنون أو نــائم أو شــارب مسكر أو مرقــد أو مغمى عليــه، أو ألنــه ال يعــرف الســباحة والمــاء كثير، أو ألن السباحة ال تنفع، كمــا لــو ألقــاه في وســط بحــر وســيعــه القــود األطراف ال تنجيه السباحة، أو ما أشبه ذلك، فهو عمــد علي

بال

30

Page 31: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إشكال. ولــو أمكنــه الســباحة فلم يســبح، فلم يعلم إنــه تخــاذال، أو ألنــه اندهش، أو ارتخت أعصابه، أو عضه حيوان أو مــا أشــبه، كــان على

الملقي القود أيضا، لما تقدم من أن التخاذل يحتاج إلى الدليل.ــان ولو دلت القرائن، أو إقراره على أنه لم يسبح تخاذال، فإن ك بإمكانه النجــاة، لم يكن على الملقي قــود، وال ضــمان، وإن لم يكن بإمكانــه النجــاة كــان عليــه القــود، وإن لم يســبح إذ الســباحة غــير

المفيدة والعدم سواء. ولو أراد الخروج فمنعه آخر، كان القــود على الثــاني، ولــو كــان بإمكانه الخروج إلى مسبعة فلم يخــرج خوفــا من الســبع كــان على الملقي القــود، إلى غــير ذلــك من الصــور الســابقة، إذ ال فــرق بين

الماء والنار. وإذا غرقا وأخذا يسبحان فركب أحدهما فوق اآلخــر ممــا ســبب سرعة غرقه، فهل على الراكب القود، احتماالن، من أنه كان غارقا على كــل حــال، وإنمــا ركوبــه ســبب تعجيــل موتــه، ومن أن تعجيــل الموت أيضا يوجب الضمان، كما إذا كان المريض يموت إلى ســاعة فقتله، إطالق أدلة القود ومقتضــى القاعــدة الثــاني، وإن كــان ربمــا يستؤنس لألول بانصراف األدلة عمن ال حياة مســتقرة لــه، كمــا لــو ضربه أحدهما طلقة يموت بها بعد ساعة فضربه الثاني طلقة أماتــه

في الحال، فتامل.ولو شك في القود فال ينبغي الشك في الضمان، ألنه أماته.

ولو ألقى الثاني الحبل فأخذه ثم انقطع الحبــل فســقط فمــات،فال إشكال في أن القود على األول الذي ألقاه في البحر.

أما إذا أرخى الثاني الحبل عمدا حتى غرق ومــات، فهــل القتــل عليه، ألنه السبب األخير للقتل، أو على األول، ألن الثاني ليس أكثر

من إنسان أمكنه اإلنقاذ فلم ينقذ، احتماالن، واألرجح الثاني. نعم لو أخرجه إلى السفينة مثال ثم دفعه إلى البحر فغــرق كــان

القود عليه، فإنه مثلما إذا أنجاه من النار ثم ألقاه فيها. ولو فصده الحجام فترك هو شده مع إمكانه حتى نــزف ومــات،

فقد تقدم أن ال شيء على الفصاد.وكذلك لو ألقاه في

31

Page 32: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الماء فأمسك نفسه تحته مع القدرة على الخــروج، فال قصــاص وال دية، كذا قاله الشرائع، وفي الجــواهر إنــه بال خالف وال إشــكال، وذلك ألنه قتل نفسه بإمساك نفسه دون الملقي، باعتبار أن الكون

المتأخر عن كون اإللقاء مستند إليه. ثم إنهم اختلفــوا في مســألة القصــد، وقــد عــرفت أن مقتضــى

القاعدة ما ذكرناه، كما تقدم مثله في الصورة الثالثة. ولو أوجر في حلقه الماء بشدة كالفوارة ونحوها، فإن قدر على التخلص ولم يتخلص لم يكن على الموجر الضمان، ألنه سبب هالك

نفسه، أما لو لم يقدر كان على الموجر القود. ولــو ألقى في فمــه مــاء قليال لم يقتــل مثلــه، وال قصــد القتــل فشرق بالماء فمات، لم يكن على الملقي القود، لعدم توفر أي من

شرطي القود.

))السراية(( الخامسة: السراية مع جناية العمد إن توفر فيها أحد الشــرطين من قصد القتل، أو كون الشيء قاتال غالبا توجب القــود، إذا لم يكن

بإمكانه عالجه، وذلك ألنه يصدق القتل. وإذا لم يتوفر فيهــا أحــد الشــرطين بــأن لم تكن الجنايــة بقصــد القتل، وال كانت مما تسري وتقتــل غالبــا، أو تــوفر فيهــا ولكن كــان بإمكــان المجــني عليــه العالج فلم يعــالج، فقــد تقــدم أن أي ذلــك ال

يوجب القود وال دليل خاص في المسألة. ومنه يظهر اإلشكال في ما ذكره الشرائع والجــواهر حيث قــاال: )السراية عن جناية العمد تــوجب القصــاص مــع التســاوي بال خالف أجده فيــه، بــل الظــاهر االتفــاق عليــه، كمــا اعــترف بــه في كشــف اللثام، بل فيه إن إطالقهم يشمل كل جراحة قصد بهــا القتــل أم ال،

كانت مما تسري غالبا أم ال( انتهى. لكن يمكن أن يقـــال: إن مـــا ذكـــره كشـــف اللثـــام من إطالق كالمهم، محل نظر، إذ الظــاهر أنهم أرادوا مــا ذكــروه في المســألة المتقدمة من وجود أحد الشرطين في القصاص، بــل لعلــه الظــاهر من نفس الشرائع أيضا، حيث قال بعد ذلك: )فلــو قطــع يــده عمــدا فسرت قتل الجارح، وكـذا لــو قطــع إصــبعه عمــدا بآلــة تقتــل غالبــا

فسرت(،

32

Page 33: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فإن ظاهره غلبة قتل اآللة مما يرجــع إلى مــا تقــدم، وعليــه فال وجه لكالم الجواهر: )لكن لم يظهر لنــا وجــه للتقييــد المزبــور، كمــاــاب اعترف به الكركي في حاشية الكتاب، وذلك لما عرفت من إيجــرق بين اآلالت ــير فـ ــال، من غـ ــل حـ ــاص على كـ ــراية القصـ السـ

والجراحات والنيات( انتهى. ــاه من عــدم اإلطالق إلى العالمــة في القواعــد ــد مــا ذكرن ويؤي والتحرير فقط، ثم أشكل عليه بأن تمشية هذا اإلطالق على قاعــدةــام العمد السابقة ال يخلو من إشكال، وتبعه في اإلشكال كشف اللث وتبعهما الجواهر، حيث قال في آخر كالمــه: )واالنصــاف أيضــا عــدم

خلوه من النظر(.ــدة ــ ــه ال إطالق في كالمهم على خالف القاع ــ ــبين أن ــ ــه ت ــ ومن السابقة، بل وال شهرة، فكيف بعدم الخالف أو االتفــاق، كمــا أنــه ال

هللادليل في المقام على خالف القاعدة السابقة، وا العالم.

))لو ألقى بنفسه على إنسان(( السادسة: لــو ألقى بنفســه من علــو على إنســان عمــدا، وكــان الوقوع مما يقتل غالبا، أو أنه قصد القتل بــه، فقتــل األســفل فعلىــه الشــرائع ــد صــرح ب ــدة، وق ــدم من القاع ــا تق ــود، لم ــع الق الواق

والمسالك والجواهر وغيرهم. ولو التفت الــذي في التحت وأمكنــه التنحي فلم يتنح عمــدا، لم يكن على الواقع القود، ألنه ســبب هالك نفســه، كمــا تقــدم في من

لم يخرج من النار أو الماء حتى احترق أو غرق. ولو لم نعلم بأنه هل عرف أم ال، وكذا إذا علمناه بعلمه وشككنا

في إمكانه الهروب وعدمه كان القود، لما تقدم في تلك المسألة. ولو لم يمكنه التنحي فأخذ شــيئا على رأســه لئال يســقط عليــه، وكـــان ســـقوطه ممـــا أوجب مـــوت الملقي الصـــطدامه بالشـــيء المرفوع، كان موته هدرا، ألن الــذي في الســفل وقى نفســه، مثــل أن يرميه بشيء فيقي نفســه بشــيء فــيرجع المــرمي إلى الــرامي

فيقتله حيث إنه هدر. نعم إذا تعمد من في األسفل أن يأخذ بيده ســكينا أو مــا أشــبه، فلما وقع عليه من ألقي نفسه قتلــه بنفــوذه في أحشــائه، ولم يكن

حاجة إلى ذلك في حفظ نفسه، أشكل

33

Page 34: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

األمر، من احتمال القود، ألنه تعمد قتلــه بمــا ال يحتــاج إليــه في الدفاع عن نفسه، ومن احتمال الدية، ألن أدلــة القصــاص منصــرفة عنه، ومن احتمــال الهــدر، ألن الملقي إذا لم يلــق نفســه لم يهلــك، فحالــه حـــال اللص المهــاجم والمطلــع في دار الغـــير، واألحـــوط التصــالح، إال إذا كــان إبقــاء الملقي حيــا خطــرا على الملقى عليــه،

فأراد بذلك الدفاع عن نفسه فهو هدر بال إشكال. ثم إن السقوط لو لم يكن يقتل غالبــا وال قصــد بــه القتــل كــان

خطأ شبيه العمد في الدية مغلظة، كما صرح به الشرائع. ومما تقدم يعرف لزوم تقييد قول المحقق: )ودم الملقي نفسه

هدر بما ذكرناه(، إذ ال إطالق في الهدر. ولو وقع ال عن عمد فال قصاص قطعا، بال إشكال وال خالف ألنــه لم يعمــد، والظــاهر أن عليــه الديــة، ومــا في بعض الروايــات أنــه ال

شيء عليه، لزم حمله على القصاص. ســألته ،)عليــه الســالم(ففي خبر عبيــد بن زرارة، عن الصــادق

. (1)ليس عليه شيءعن رجل وقع على رجل فقتله، فقال: ــل)عليه السالم(،وفي صحيح ابن مسلم: عن أحدهما في الرج

يسقط على الرجل فيقتلــه؟ قــال: ال شــيء عليــه، قــال: ومن قتلــه. (2)القصاص فال دية له

هللاوفي خبر عبيد بن زرارة اآلخر، سألت أبا عبد ا )عليه السالم( عن الرجــل وقــع على رجــل من فــوق الــبيت فمــات أحــدهما، قــال

ــالم(: ــ ــه الس ــ ــفل)علي ــ ــيء، وال على األس ــ ليس على األعلى ش. (3)شيء

. 1 ح20 الباب 40 ص19( الوسائل: ج?)1. 2 ح20 الباب 41 ص19الوسائل: ج (?)2. 3 ح20 الباب 41 ص19الوسائل: ج (?)3

34

Page 35: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وإنما حملناه على عدم القصاص فقــط، لمــا يــأتي من خــبر ابن رئاب، باإلضافة إلى ما يأتي في كتاب الديات من ثبوت الديــة حــتى على النائم والساهي ونحوهمــا، كمــا ورد في مســألة االنقالب على

الطفل فمات، إلى غير ذلك. ولو ألقاه غــيره قاصــدا أن يقتــل الملقى عليــه، أو كــان اإللقــاء يوجب القتل، وإن لم يقصد الملقي ـ بالكسر ـ كــان القصــاص، لمــا

تقدم من القصاص مع أحد األمرين. نعم إن لم يكن أحد األمرين كــان على الــدافع الديــة، وهــذا هــو هللامنصــرف خــبر ابن رئــاب، وعبــد ا بن ســنان، عن الصــادق )عليــه

الديــة علىالسالم(، في رجل دفع رجال على رجــل فقتلــه، فقــال: ، قال: يرجــع المــدفوعالذي وقع على الرجل فقتله ألولياء المقتول

وإن أصاب المدفوع شــيء فهــو علىبالدية على الذي دفعه، قال: . (1)الدافع

وتفصيل الكالم في ذلك في كتاب الديات.

. 1 ح21 الباب 41 ص19الوسائل: ج (?)135

Page 36: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))السحر وأحكامه في القصاص(( ال ينبغي اإلشــكال في وجــود الحقيقــة للســحر(:ــ 2)مســألة

ــهوتأثيره في اإلنسان، قال سبحانه: ــون ب ق مون منهما ما يفر فيتعل. (1)بين المرء وزوجه

ــأثيره أمــر ــل في الجــواهر: إن ت ــه، ب ــة علي ــات دالل وفي الروايوجداني شائع بين الخلق قديما وحديثا.

إما ما ذكره بقوله: )بل فيها ما يدل على وقوعه في زمن النبي حتى قيل إنه سحر بحيث يخيل إليه كأنه فعل)صلى الله عليه وآله(

الشيء ولم يفعله، وفيه نزلت المعوذتان( انتهى. فال يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقــع على عــدم

ويكذبــه القــرآن)صــلى اللــه عليــه وآلــه( ذلــك بالنســبة إلى النــبي الحكيم: رجال مسحورا بعون إال ، وهــذا كالم العامــة، كمــا ال(2)إن تت

يخفى على من راجع كتبهم، ولعل الجــواهر أراد مجــرد النقــل ولــذاقال: )قيل( مشعرا بعدم صحته، إذ يبعد جدا احتماله ذلك.

)صلى الله عليه وآلــه(وكيف كان، فالسحر الذي سحر به النبي لم يؤثر في حواسه ضرورة.

وقــد خــالف في أن للســحر حقيقــة الشــيخ في محكي كالمــه،واستدل له بأمور:

ــإذناألول: قولــه ســبحانه: ب ــه من أحــد إال ين ب ار ومــا هم بضــ. (3)الله

ها تسعىالثاني: قوله سبحانه: ل إليه من سحرهم أن . (4)يخياسالثالث: قوله سبحانه: . (5)سحروا أعين الن

الرابع: إنه لو كان للسحر حقيقــة الشــتبه بــالمعجزة، ومن ذلــك يلزم إفحام األنبياء، فيقال لهم: ما الذي يدل على أن عملكم كإبراء

األكمه واألبرص وفلق البحر معجزة، بل لعلها سحر.وفي الكل ما ال يخفى.

. 102سورة البقرة: اآلية (?)1. 47سورة اإلسراء: اآلية (?)2. 102سورة البقرة: اآلية (?)3. 66سورة طه: اآلية (?)4. 116سورة األعراف: اآلية (?)5

36

Page 37: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إذ يرد على األول: أن كل شيء يقع في العالم مما يكــون اآللــة، ألنه سبحانه خلق اآللة، ولذا قال: هللامن ا ينسب إلى ا وما رميتهللا

ـه أم نحن، وقــــال: (1)إذ رميت ولكن اللــــه رمى ـــ ءأنتم تزرعونارعون ، إلى غير ذلك. (2)الز

وعلى الثاني والثالث: إن التصرف في تخيل الناس وفي أعينهمدليل على تأثير السحر.

ــر ــوة، وإال أظه وعلى الرابع: إن الساحر ال يتمكن من ادعاء النب هللا كذبه، ثم النبي )عليه السالم( يتمكن من كــل شــيء بال أســباب، والساحر ال يتمكن إال من بعض األشــياء الخاصــة بــه ويكــون تمكنــهمسبوقا بأسباب ظاهرة، إلى غيرهما من فروق السحر والمعجزة.

ــذا ــاب، نكتفي به وحيث إن تفصيل البحث خارج عن مقصد الكتالقدر، فنقول:

إذا سحره فمات من ســحره وثبت ذلــك بالبينــة، أو بــإقراره، أو بعلم الحاكم، كان عليه القصاص، إن كان أحــد األمــرين من القصــد أو كون قتل السحر غالبيا، لما تقدم من ميزان القصــاص، وإال كــان

عليه الدية إن صدق أنه قتله. وبما ذكرناه يعرف أن ما ذكره الشرائع على مبــنى الشــيخ، من

أنه لو سحره فمات لم يوجب قصاصا وال دية غير تام. كمــا أن تــردد المحقــق في الجملــة، حيث قــال بعــد نقــل كالم الشيخ: )ولعل ما ذكره الشيخ قــريب غــير أن البنــاء على االحتمــال أقرب( إلى أن قال: )وعلى ما قلناه من االحتمــال يلزمــه بــاإلقرار(

انتهى، محل نظر. كما أن ما ذكره المسالك من أنه )ال طريق إلى معرفته بالبينة، ألن الشــاهد ال يعــرف قصــده وال شــاهد تــأثير الســحر، وإنمــا يثبت بإقرار الساحر، فإذا قال: قتله سحري، األقوى الثبوت على القولين

عمال بإقراره( انتهى. فيــه أوال: إن أهــل الخــبرة يعرفــون ذلـك، فال وجـه لعـدم ثبوتـه

بالبينة.

. 17سورة األنفال: اآلية (?)1. 64سورة الواقعة: اآلية (?)2

37

Page 38: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وثانيا: إن على القول بعدم تــأثير الســحر ال وجــه لثبــوت القتــل باإلقرار، إذ اإلقرار حجة إذا لم يكن علم على خالفه، أال ترى أنه لــو قال: أنا قتلته، ونحن نعلم أن القاتل له غيره، ال يصح أن نأخــذ منــه

دية وال أن نقتله به.

))القتل باإلخافة والدعاء((ــال: ــه ســاحر، ق ــوهم أن ــا ي ــيره مم ــان الســاحر، أو غ ثم إن ك سأسحرك حتى تموت، فخاف فمــات من الخــوف موتــا يســتند إلى قول الساحر أو من تشبه بالساحر، فالظاهر القصــاص، لصــدق أنــه

أزهق نفسا، فيشمله النفس بالنفس. فحاله حال ما إذا ألقى عليه عقربا أو حية، أو ألقاه في مســبعة فمات خوفا، وكذلك لو ألقى عليه صورة الحية فظنهــا حيــة، فمــات خوفا، أو هدده تهديــدا وكــان ضــعيف القلب فمــات خوفــا، إلى غــير

ذلك من األمثلة. وكذا إذا أماته بسبب التنويم المغناطيسي بأن نومه ثم لم يقدر

على إرجاعه. لكن كل ذلك بشرط أن يكون العمــل أو القــول مميتــا، أو كــان

قصد ذلك على ما سبق، أما بدون أحد الشرطين فعليه الدية. ولو دعا عليه وقتله دعاؤه، مع عدم استحقاق المــدعو، فــالالزمــو القصاص أو الدية على التفصيل، أما هل أن الدعاء يميت أم ال فه موضوع خارج عن المبحث، كالقول بأنــه إن كــان مســتحقا فال قــودــه هللاوال دية، وإن لم يكن مستحقا لم يمته ا بسبب دعائه، إذ يرد علي

هللاباإلضـافة إلى أنـه موضـوع خـارج عن المبحث، إمكـان أن يميت ا بدعاء إنسان إنسانا غير مستحق إذا كان أبا أو أما أو ما أشبه، فــإن الدعاء وإن كان سببا غيبيا إال أنه كسائر األسباب إذا حصــلت تعطي

النتيجة، من دون فرق بين االستحقاق وعدم االستحقاق. ويؤيده ما دل على أن المظلوم قــد يكــون ظالمــا إذ دعــا فــوقــه استحقاق الظالم، وما دل على عدم الدعاء في بعض األحوال، ألن قد يشتبه فيقــول: اللهم ال تغفــر لي، عــوض أن يقــول: اللهم اغفــر

لي، إلى غير ذلك. قال في الجواهر: )ولو قال: قتله دعائي أو حسدي أو نحو ذلك، فلم أجد به تصريحا، لكن األصل الــبراءة من الضــمان بــذلك، لعــدم معرفته، وعلى تقديرها ال يخلــو القــول بالضــمان من وجــه، بــل قــد

يثبت القصاص، اللهم إال أن يقال إن ذلك

38

Page 39: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ونحوه ليس من االسباب المتعارف التضمين بها( انتهى. ــا المهم أقول: )اللهم( قليل الوجه، إذ التعارف ليس بمهم، وإنم الصدق، أال ترى أنه لو أماته بوصله بالكهرباء كــان عليــه القصــاص، مع أن ذلك لم يكن متعارفا، إلى غــير ذلــك من األمثلــة، وكــذلك إذا تمكن من إخراج نفسه بوسائل نفسية، كما كــان متعارفــا في بعض

األزمنة، كما يظهر من رواية مذكورة في البحار.

))القتل بالعين واإليحاء(( ومنه يعلم أنه لو قتله بالعين، كان عليه القصـاص أو الديـة على

ذين كفــرواالتفصــيل الســابق، ويؤيــده قولــه ســبحانه: ــاد ال وإن يكمعوا الــذكر ارهم لما ســ هللا، وقولــه )صــلى ا عليــه(1)ليزلقونك بأبصــ

، إلى غــير(2)إن العين لتدخل الرجــل القــبر، والبعــير القــدروآله(: ذلك.

ــه ــان علي ــع أحــد الشــرطين ك ــه باإليحــاء النفســي، م ــو قتل ولالقصاص وإال فالدية.

ثم إن الساحر إذا سحر بقتل إنسان فللحاكم الشرعي قتله لما دل على أن ساحر المسـلمين يقتـل، كمـا أن لوليـه أن يقتلـه لحـق

الناس، ولو تعارضا قدم حق الناس، لما تقدم في كتاب الحدود. وإذا كان سحره بسبب يوجب القتل، كمــا ذكــروا بــأن من ألقى القرآن في النجاســة كــان حــده القتــل، وإن أشــكلنا في ذلــك على، أو هللاإطالقه، بأن كان سحره بإلقاء القرآن في النجاســة والعيــاذ بــاــاء )عليهم الســالم( أو مــا أشــبه، كمــا نقــل عن بعض بســبب األنبي السحرة، كان عليــه حــق القتــل من جهــات، وإن كــان ال دليــل على هللاتقديم جهة على جهة إال جهــة اإلنســان على جهــة ا ســبحانه، كمــا عرفت، وتظهر النتيجة في إعطــاء الديــة لــو قتــل بالســحر ونحــوه،

وعدم إعطائها لو قتل بالقتل. ثم إنه ال حق له بأن يقول: اقتلوني بهــذا الســبب أو بــذلك، بــل

هللالحق للحاكم الشرعي وللولي، وا سبحانه العالم.

))انضمام السبب والمباشر(( المرتبة الثانية من مراتب الســبب: أن ينضــم إلى ســبب القتــل

مباشرة المجني عليه.وفيه أيضا صور:

. 51سورة القلم: اآلية (?)1. 26 و20 ص60كما في البحار: ج (?)2

39

Page 40: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))تقديم الطعام المسموم(( الصــورة األولى: أن يقــدم لــه طعامــا مســموما فيأكلــه ويمــوتــان ــل، وك بسببه، فإن كان السم يقتل غالبا، أو قصد المقدم به القت اآلكــل جــاهال فعليــه القــود، إلطالق األدلــة المتقدمــة مثــل )النفس بالنفس( وغيره، وإن كان اآلكــل عالمــا، فــإن كــان بالغــا عــاقال، فال شيء على المقدم، ألن المباشر أقوى من السـبب، واسـتناد القتــلــيزا، إلى المقدم قسم من المجاز، وإن لم يكن بالغا عاقال وكان مم

فالظاهر القود، ألن عمدهما خطأ. ــه ومنه يعلم أن قول الشرائع: وكان مميزا، وتعليق الجواهر علي بقوله: وإن لم يكن بالغا فال قود وال دية، غير ظاهر الوجه، وإن قال الجواهر: )بال خالف وال إشكال، لكونه هــو القاتــل نفســه بمباشــرته

عالما بالحال ال المقدم( انتهى. كيف وقد صرح الجـواهر في كتــاب الحــدود وغــيره، كمــا صـرح

ــا ورد النص ــأ، كم ــدهما خط ــأن عم ــا، ب ــيره أيض ــبيغ ــد الص عم ، فحالهمــا حــال الحيــوان الــذي يقــدم لــه اإلنســانوالمجنــون خطأ

طعامــا مســموما فإنــه وإن مــيز كــالقرد وأكــل بنفســه، كــان علىالمقدم الضمان.

ثم إنه ال فرق في المسألتين، مسألة جهل اآلكل ومسألة علمه، بين أن يقدم السم إليه خالصا، أو خلطــه بطعــام نفســه، أو بطعــام

األجنبي، أو بطعام اآلكل. ولو أخذ من األجنبي الطعام ولم يعلم بــذلك األجنــبي فال شــيء عليه، وإن علم بذلك فالظاهر أنه ليس عليه ضمان وال قود، ألنه لم ــاون على اإلثم، مثال ــان عاصــيا بالتع يكن مباشــرا وال ســببا، وإن ك اشترى من القصاب اللحم، وكان علم القصاب أنه يريد خلط اللحم بالسم لقتل زيد، كان القصاب عاصيا، وإن لم يكن عليــه ضــمان والــلم دية، ويؤيد كونه عاصيا ما دل على حرمة اإلعانة على قتل المس بشطر كلمة، وما دل على العقاب على من علق سوطا لظالم، إلى

غير ذلك. نعم لو اشترك واضع السم مع األجنبي في تقديم الطعــام، بــأن أعطى أحدهما سما واآلخــر طعامــا ثم قــدماه معــا إلى اآلكــل كــان األجنــبي شــريكا، فعليــه القصــاص أو الديــة، ألنــه ليس المهم ممن

الطعام وممن السم، وإنما المهم التقديم كما هو واضح.

40

Page 41: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ثم إنه قـد تقـدم عـدم الضـمان مـع علم شـارب السـم، وعــدم الضمان إذا كان بدون القصد وكان العمل غير غالب اإلهالك، وربمــا

اورد على ذلك بإشكالين:

))األئمة )عليهم السالم( وشرب السم(( األول: إن األئمة )عليهم الســالم( الــذين شــربوا الســم كاإلمــام الحسن واإلمام الرضا )عليهما السالم(، أو استعملوه كاإلمام الباقر واإلمام الجواد )عليهما السالم( كانوا يعلمـون بأنــه سـم، ومــع ذلــكــك يلعن أعداؤهم الذين سقوهم ويعدون قتلة لهم، مع أن بعض أولئ األعداء كانوا ضعافا فلم يكن كره في المقام، مثــل زوجــتي اإلمــامــذا وبين الحسن واإلمام الجواد )عليهما السالم(، فكيف يجمع بين هما تقدم من اشتراط عدم علم الشارب للسم في ضمان الساقي.

وفيه: إن الذي يســتفاد من مختلــف األدلــة، أن األنبيــاء واألئمــة هللا)عليهم السالم( والذين يمنحهم ا علم الغيب ال يؤثر علمهم الغيبيــأثيره في ســلوكهم، فهم يعلمــون ــف بت حــتى في مشــاعرهم، فكيــأنهم يعلمــون، كمــا أن قــدرتهم وكــأنهم ال يعلمــون، وإن صــرحوا بــالهم، فهم يتصــرفون ــف بأعم ــؤثر في مشــاعرهم فكي ــة ال ت الغيبي

وكأنهم ال يقدرون، وإن صرحوا بأنهم يقدرون. مثل اإلمام الحســين )عليــه الســالم( كــان يعلم أن عليــا األكــبر )عليه السالم( ذهب إلى الجنة، بل كان يرى ذلك، ومع ذلك لم يؤثر علمــه ورؤيتــه في أن يبكي ألجــل فقــده أشــد البكــاء، مــع العلم أن أحدنا لو علم ورأى ولده في قصور وأنهار وبســاتين يضــحك عــوض

أن يبكي. ويعقــوب )عليــه الســالم( كــان يعلم أن ولــده حي، وأنــه يملــك مصر، ومع ذلك كان يبكي، مع أن أحدنا لو علم بأن ولده سافر وهو

حي ومآله إلى خير كبير، يضحك ويفرح ال أنه يبكي.هللاوكذلك كان بكاء رسول ا )صلى ا عليه وآله( إلبراهيم، وبكاء هللا

هللاعلي )عليه السالم( لفاطمة )سالم ا عليها( إلى غير ذلك. أليس ذلك كله دليال على أن علمهم الغيبي بــل إدراكهم الغيــبي

بالرؤية والسماع ال تؤثر في مشاعرهم، فكيف في سلوكهم. وكذلك ميثم كان خارج الكوفــة في إمــارة ابن زيــاد، ومــع ذلــك

جاء إلى الكوفة وهو يعلم أنه يقتله، ولو كان أحدنا

41

Page 42: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

كان الواجب عليه أن ال يأتي، ألنه إلقاء النفس في التهلكة. وعلي )عليــه الســالم( كــان يعلم أن ابن ملجم يقتلــه في نفس ذلك الصباح، ومع ذلــك لم يأخــذ معــه ســيافين يحفظونــه منــه، إلى

األمثلة الكثيرة. وهكذا األمر بالنسبة إلى قدرتهم الغيبية فإنهم ال يعملون حسبــع تلك القدرة، وإال لقدروا على إفناء الكفار، وإنعــاش الفقــراء، ومن المنكرات، وعمارة البالد، وإسعاد العباد، إلى غير ذلك، ومع ذلك لم يفعلوا شيئا من ذلك مــع أن الــواجب على اإلنســان الهدايــة، ورفــع المنكر مع القدرة، أليس ذلك دليال على عــدم تــأثير القــدرة الغيبيــة

في سلوكهم. ــة إذا نعم ربما يعملون بعلمهم الغيبي ويتصرفون بقدرتهم الغيبيهللاأذن ا لهم إعجازا وهو نادر جدا، كما أن ا سبحانه ال يتصــرف في هللا شؤون العباد حسب تلك القدرة، وإال فهو يملــك أن يهلــك الفراعنــة وأن ينقذ المؤمنين وأن يلجيء اإلنســان على الهدايــة، وإن ال يــترك

جائعا، وال عاريا، وال مظلوما، وال منكرا. ولعل السر في ذلك كله، أن الدنيا خلقت لالختبار، ولــو تصــرف فيه حسب العلم والقدرة الغيبيين لخرج عن ذلك، أال ترى أن اإلمام أمير المؤمنين )عليه السالم( إذا كــان يقي نفســه عن ابن ملجم لمــبر مؤيــدو ــبر اإلمــام بصــبره، وابن ملجم بشــقوته، كمــا لم يخت يخت اإلمام من مؤيدي ابن ملجم، كعمران بن حطان، الذي قال في حق

ابن ملجم: يا ضربة من تقي ما أراد بها

إال ليبلغ من ذي العرش رضواناإني ألذكره حينا فأحسبه

هللاأوفى البرية عند ا ميزانا وكذلك إذا تصــرف األنبيــاء واألئمــة )عليهم الســالم( ومن إليهم حسب علمهم كانوا شواذا في االجتماع لم يصــلحوا لقيــادة البشــر،

يضــحك حين قتــل علي)عليــه الســالم( مثال لو كان اإلمام الحســين األكبر )عليه السالم( لعده الناس شاذا، ولقال الناس: إنــا ال نضــحي

، فإن الحسين ضــحى ألنــه)عليه السالم( إنمــا هللابأوالدنا في سبيل ا رأى دخوله الجنة، وإنا ال نــرى، فلم يصــبر الحســين )عليــه الســالم(

فكيف نصبر نحن، إلى غير ذلك.ولقال الناس: فليعط اإلمام الحجة )عليه السالم(

42

Page 43: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــا، وإذ ال يعطي اإلمــام للفقراء ما ينعشهم، فال داعي إلى عطائنــتي ال ــوالي الفاســدة ال ــك من الت ــير ذل ــاذا نحن نعطي، إلى غ فلم

تخفى. وعلى هذا فعلمهم )عليهم السالم( بأنه سم، ال يخــرج ذلــك عن كون من سقاهم حاله كحال من سقى إنسانا سما وهــو ال يعلم أنــهــالم( ــاص، وأنهم )عليهم الس ــتحق للقص ــل مس ــه قات ــم، في إن س

هللامظلومون بذلك يستحقون الندبة والبكاء، وا سبحانه العالم. الثـاني: إنـه لـو يشـترط عـدم علم الشـارب للسـم في ضـمان الســاقي، فلمــاذا نجــد أن في مثلــه وهــو الطــبيب ليس كــذلك، إذ

الطبيب ضامن كما تقدم مع أن المريض مختار في التناول. وفيه: إن المريض ال يعلم بأن الــدواء ضــار، بــل ظنــه أن شــاف اعتمادا على الطبيب، فهو كشارب السم الذي ال يعلم أنه سم، بــل ظنه أنــه شــيء عــادي، فهمــا وإن كانــا مختــارين في شــرب الســم والضار، إال أن اعتمادهما على الساقي والطبيب يجعلهما مغرورين، مما يوجب صدق القاتل على الطبيب والساقي، فــإن علم الطــبيب والســاقي بالضــرر كــان عليهمــا القــود، وإن لم يعلمــا كــان عليهمــا الدية، كما أنه لو علم الشارب والمريض بأنه سم قاتل ودواء ضــار، ومع ذلــك شــرباه لم يكن على الطــبيب والســاقي شــيء، فال نقض بالطبيب على الساقي للسم، بل هما سيان قصاصا وضمانا وبرائة. ومنه يعرف أن جــواب الجــواهر عن اإلشــكال بقولــه: )وضــمان الطبيب للمريض والمختار في التناول، إنما هو للدليل( انتهى، محل

نظر.ــة ــوت الدي ومن ذلك تعرف أن ما ذكره المحقق والعالمة من ثب فيما لــو حفــر بــئرا في داره فــدعا غــيره فوقــع في البــئر وإن كــانــداعي، ــو ال ناسيا، هو مقتضى القاعدة، ألن سبب القتل أو الجرح ه

لضعف المباشر بالغرور. والحاصــل: إن الصــور في كــل المــذكورات أربعــة، علمهمــا وجهلهما، وعلم أحدهما على قســميه، فمــع علم الشــارب والمــدعو

والمريض ال قصاص وال دية، ألنه

43

Page 44: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

هو قاتل نفسه، وفي صورة جهل المباشــر وعلم الســبب، على السبب القصاص، وذلك ألنه القاتل عرفــا وشــرعا لضــعف المباشــر

بجهله. وفي صورة جهلهمــا على الســبب الديــة ألنــه القاتــل، وجهلــه الــاط في ــافة إلى المن ــعي، باإلض ــه حكم وض ــه، ألن ــة من ــع التبع يرف الطـبيب الـذي لم يأخــذ الـبراءة، والظـئر الـتي تنقلب على الطفـل فيموت، وإن كانت في حالة النوم وغيرهـا، نعم ليس عليــه قصـاص

لعدم العمد، وال ذنب لعدم العلم. ثم إنه إذا وضع السم في الطعام، لكن لم يقصــد قتلــه وال كــان السم مما يقتل غالبا، لكنه اتفق أن مات فعليه الدية، لما تقــدم من

اشتراط القصاص بأحد األمرين من القصد أو غلبة القتل. ولو مات المسموم فاختلف الولي والســاقي في أنــه قصــده أم ال، أو أنه كان مما يقتل أو ال، فعلى الولي البينة، ألنه مدع، وألنه إن ترك ترك، وألن القصد مما ال يعرف إال من قبل القاصــد، لكن ربمــا يقال: إن العرف يرى أنه قاتل فيشــمله أدلــة القصــاص إال أن يــأتي بالبراءة، حاله حال كل قاتل يدعي أنه لم يقصد القتل، كما إذا رماه بطلقة أو ألقاه من شاهق أو أشعل عليه النار أو ألقــاه في مســبعةــوت ــه يم ــه لم يكن يعلم أن ــا ثم ادعى أن ــر مكتف ــاه في البح أو ألق بالطلقة إلى غير ذلك، وهذا غــير بعيــد، وإن كــانت المســألة بحاجــة

إلى مزيد من التأمل. قال في الجواهر: )فإن قامت البينة وثبت أنــه ممــا يقتــل غالبــا فادعى الجهل بأنه كذلك، فعن التحرير احتمل القود، ألن الســم من جنس ما يقتل غالبا فأشبه ما لو جرحــه وقــال: لم أعلم أنــه يمــوت بــه، وعدمــه لجــواز خفائــه، فكــان شــبهة في ســقوط القــود فتجب الدية، وفي كشف اللثام: األقوى الثــاني إذا حصــلت الشــبهة، قلت: قد يقال إن األقوى األول بعـد فــرض ثبــوت العمــد إلى القتــل منــه،

لعموم النفس بالنفس، وصدق القتل عمدا وغير ذلك( انتهى. ولو قدم المسموم إلى زيد فأعطاه ولــده فمــات، فالظــاهر أن عليه القود، ألنــه قاتــل عمــدا، وال يهم واســطة المختــار لجهلــه، وال

عدم قصده قتل الولد بعد صدق

44

Page 45: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أنه قاتل، لكن في مسألة تامال، ولو شك درء الحد وكانت الدية. ولو قدم إليه طعامــا مسـموما بظن أنــه زيــد وكــان عمــروا، فال شك في أن عليه القود، ألنه القاتل العامد، وظنــه ال يرفــع الصــدق، وما في الجواهر من ضمانه دية اآلكل ألنه خطأ، غير ظــاهر الوجــه، فإن قصد الخصوصية ال دليل عليه، فهو كمــا إذا أعطــاه عالمــا بأنــه ولد زيد لكن ظنه زيدا العالم فظهر زيدا التــاجر، إلى غــير ذلــك من األمثلة، كما إذا قتله بظن أنه نافسه في تجارتــه فتــبين أنــه لم يكن

تنافس أصال. نعم إذا شك في مورد كــان المرجــع الديــة، لــدرء الحــدود، ولــو جعل الطعام المسموم في مكان يأكلــه آكــل، فأكلــه فمــات فعليــه القــود، وإن لم يعلم من يأكلــه، للصــدق، وكــذا لــو ألقي الســم في الماء فشربه أنــاس، لم يعلم بهم ولم يقصــدهم بخصوصــهم، وإنمــا

قصد جماعة من أهل البلد مثال، فماتوا كان عليه القود. ولو جعل الســم القاتــل في طعــام صــاحب المــنزل مــع قصــده

قتله، فأكله صاحب المنزل ففيه احتماالت. األول: القـــود مطلقـــا، كمـــا عن المبســـوط والخالف ومجمـــع البرهــان، بــل في المســالك نســبته إلى األشــهر، ألنــه عامــد بــذلك

والسم قاتل فاجتمع الشرطان. الثاني: عدم الضــمان مطلقــا، ألنــه لم يقــدم الطعــام إلى أحــد،

وإنما أكله صاحب المنزل بنفسه، وهذا محكي عن بعض العامة. الثالث: الدية، كما يظهر من إشــكال الشــرائع في كالم الشــيخ، وذلك لقوة المباشر وعدم إلجائــه إلى األكــل وال قدمــه إليــه، وإنمــا

تثبت الدية لترتب القتل على فعله وعدم بطالن دم امرئ مسلم. الرابــع: التفصــيل بــالقود، إال فيمــا لــو ســم طعامــا ووضــعه في منزل اآلكل ولم يخلطه بطعامــه وال جعلــه بحيث يشــتبه عليــه، بــلــه أكله وهو يعلم أنه ليس له فال ضمان، ولو جعله بحيث يشــتبه علي

كان عليه الدية، كما اختاره الجواهر.

45

Page 46: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أقول: اإلقدام على أكل الحرام غــير اإلقــدام على قتــل النفس، ولذا إذا أعطاه طعاما حراما ذاتا كالـدم، أو عرضـا ككونــه مغصــوبا، وخلطه بالسم فقتله كان على المقدم القــود، ألنــه قتلــه عمــدا بمــا يقتل غالبا، وإنه ليس له أكله شرعا ال يرفــع صــدق القتــل، والنفس بالنفس، ولذا فاستثناء الجواهر غير ظاهر الوجه، وحيث إن إشــكال المحقق أيضا محل تامــل، فــاألقرب هــو مــا ذكــره األشــهر على مــا

نسبه إليهم الشهيد الثاني. أما إذا خلط الطعام بالسم ألجل الفــئران مثال، ووضــعه في دار نفسه، فجاء إنسان وأكله، سواء كان جــائز الــدخول كمن تضــمنتهم

اآلية، أو ال، فالظاهر عدم الضمان بعد القطع بعدم القود. ــا يعلم أما عدم القود فواضح، ألنه لم يقصد قتل أحد وال فعل م

أنه يقتل أحدا. وأما عدم الضمان، فألن القتل ال ينسب إليه، ولم يغر أحدا، فهو مثل ما إذا نصب سلما إلصالح داره فصعد عليه من لــه الصــعود، أو من ليس له الصعود، فســقط فانكســر أو مــات، إلى غــير ذلــك من

األمثلة. نعم يشكل األمر إذا كان الســم الموضــوع في طعــام الفــأر في معرض األكل، كما إذا كان هناك أطفال يظفرون على الطعام عادة

ويأكلونه، فإنه ال شك في أن عليه شيئا. أما هل إنه القود ألنه كالمتعمد، أو الديــة ألنــه لم يقصــد القتــل،

احتماالن، ولوشك فالدية لدرء الحد.

))لو حفر بئرا فوقع فيها أحد(( الصورة الثانية: لو حفر بئرا بعيدة القعر، فهو على ثالثة أقسام،ــا ألنه إما أن يحفرها في ملكه، أو في ملك الغير، أو في غيرهما مم

هو طريق، أو غير طريق. األول: أن يحفرها في ملكه، فإذا دخلــه الغــير وكــان مجــازا فيــة، أو غــير مجــاز كمشــتبه أو عــاص ــدخل، كمن تضــمنتهم اآلي أن ي

فسقط فيها فمات، أو انكسر

46

Page 47: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فال شيء على الحافر، لعدم صدق القتل أو ما أشبه عليه. نعم ال يبعــد أن يكــون عليــه الديــة إذا كــان معرضــا ولم يعمــل احتياطا، كما إذا حفرها في وسط الــبيت بــدون ســياج، وكــان يكــثر دخــول أطفالـه وأطفــال أقربائـه إليــه ممــا هـو معـرض ســقوطهم، ويؤيده ما يأتي في كتاب الديات في من لم يصلح حائطه المشرف

على االنهدام. ثم إن حــافر البــئر في داره إذا دعى غــيره، وكــان في معــرضــك، ولم يعمــل السقوط فيها لظلمة أو عمي المدعو، أو ما أشبه ذل احتياطا فوقع فمات، فال شك أن عليه شيئا، لكن هــل عليــه القــود، فيه احتماالن، من أنه بفعله ذلك ينسب إليــه القتــل، وينطبــق عليــهــة، النفس بالنفس، ومن أنه لم يقصد القتل، ولو شك فالقاعدة الدي

لدرء الحدود. ومنه يعلم الكالم في الثاني، وهو ما إذا حفر بئرا في ملك الغير عدوانا أو مجازا، كما إذا خــاف من الهالك من العطش فحفــر بــئرا،

ألن يشرب منها. نعم ال شــك في أن عليــه القــود لــو حفــر بــئرا في ملــك الغــير قاصدا به قتل صاحب الملك إذا مر عليها فسقط فيها، كما أن عليه القود إذا حفر في ملك نفسه ودعى إنسانا وقصد أن يســقط فيهــا، أو لم يدع ولكنه كان يعلم أنه يــدخل الــدار، ألنــه من أهلهــا، أو ألنــه يجــوز دخولــه ألنــه من أهــل اآليــة، أو ال يجــوز لكن ليس من قبيــل المتغلب كالجار الذي يدخل الدار بــدون اإلجــازة ليلعب مــع أطفــال صــاحب الــدار، وذلــك لمــا تقــدم من أن فعـل الحــرام ال يالزم هــدر

الدم، ففي كل ذلك عليه القود. الثــالث: أن يحفرهــا في الطريــق، وكــان قاصــدا لقتــل إنســان يدعوه، أو كان القتل به عادة ودعى غيره مع جهالته، فجاء وســقط فيها فمــات، وال ينبغي في أن عليــه القــود، كمــا أفــتى بــه الشــرائع

وقرره المسالك والجواهر وغيرهم، وذلك لصدق

47

Page 48: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

عنوان القتل عمدا إذا تحقــق أي األمــرين من قصــده القتــل، أوكون القتل به غالبا كما تقدم.

أما إذا لم يقصد القتــل ولم يكن غلبــة القتــل كــان عليــه الديــة،ويدل عليه جملة من الروايات.

قــال: قلت ،)عليه الســالم(هللامثل ما رواه زرارة، عن أبي عبد ا ــال ــا، فق له: رجل حفر بئرا في غير ملكه فمر عليها رجل فوقع فيه

ــان )عليه السالم(: عليه الضمان، ألن كل من حفر في غير ملكه ك. (1)عليه الضمان

من أضر بشــيء )عليه السالم(:هللاوخبر الكناني، قال أبو عبد ا . (2)من طريق المسلمين فهو له ضامن

وخبر سماعة، قال: ســألته عن الرجــل يحفــر البــئر في داره أو أما ما حفر في ملكه فليس عليه ضمان، وأما مافي أرضه، فقال:

حفــر في الطريــق، أو في غــير مــا يملــك فهــو ضــامن لمــا يســقط. (3)فيه

هللاوعن زرارة، عن أبي عبد ا )عليه الســالم(، قــال: لــو أن رجالــيء وال حفر بئرا في داره ثم دخل رجل فوقع فيها، لم يكن عليه ش

. (4)ضمان ولكن ليغلطها بل ويدل عليه األخبار الواردة في من أضــر بطريــق المســلمين هللاوأنه ضامن، مثل صــحيح الحلــبي، عن أبي عبــد ا )عليــه الســالم(، قــال: ســألته عن الشــيء يوضــع على الطريــق فتمــر الدابــة فتنفــر

كل شيء يضر بطريق المسلمين بصاحبها فتعقره، فقال:

. 1 ح8 الباب 179 ص19الوسائل: ج (?)1. 2 ح8 الباب 179 ص19الوسائل: ج (?)2. 3 ح8 الباب 180 ص19الوسائل: ج (?)3. 4 ح8 الباب 180 ص19الوسائل: ج (?)4

48

Page 49: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

. إلى غير ذلك. (1)فصاحبه ضامن لما يصيبهــاه ومنه يعلم أنه لو حفر في الطريق ودعى إنسانا ولم يكن دع إياه على وجــه يقتضــي وقوعــه فيــه، وال يقصــد ذلــك، إال أنــه اتفــق مجيئه في طريق وقع فيه بال شعور منه، فالظاهر الديــة، كمــا قالــه الجواهر، وذلك ألنه حيث كان طريقا كان عليه الدية، لمــا تقــدم من

الروايات. أما إذا كــان حفــر البــئر في غــير الطريــق، كمــا لــو حفرهــا في صحراء بقصد اإلحياء بالزراعة ونحوها، فاتفق أن مــر إنســان فوقــعفيها، فالظاهر عدم الدية، ألنه مقتضى األصل، وال دليل على الدية. أمــا القصــاص فمقطــوع العــدم، وســيأتي بعض الكالم في هــذه

المسالة في باب الديات. ثم إن مثالهم بالبئر من بــاب المصــداق وتبعــا لبعض الروايــات، وإال فالحكم كذلك لو حفر أساسا لبناء، أو ألجل زبية الحيوانــات، أو

لصنع السرداب، أو لمحل النجاسة واألوساخ. ومنه يعلم أنه لو حفر سرداب داره وكــان متصــال بــالطريق فلم يحجزه، فوقع فيــه إنســان كــان ضــامنا، وكــذلك ســائر المحفــورات

ألجل األغراض الصحيحة. ويؤيده انهدام الحائط مما يكون به ضـامنا، كمــا دل عليــه النص

والفتوى كما سيأتي. ومثل البئر إذا رفع علوة في الطريق فاصــطدم بهــا إنســان، أو وضع أسالك الكهرباء أو ما أشبه، فقتل بها إنسان، كل ذلك لإلطالق

ووحدة المناط. ولو اختلف الــولي والفاعــل، ولم يكن إطالق ومــا أشــبه، كــانت البينة على الولي واليمين على الفاعل، وقــد تقــدم شــبيه ذلــك في

بعض المسائل السابقة.

))إذا جرحه شخص فداوى بدواء مسموم(( الصورة الثالثة: إذا جرحــه جــارح فــداوى نفســه، أو داواه غــيره

بدواء مسموم

. 1 ح9 الباب 181 ص19الوسائل: ج (?)149

Page 50: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فمات، فاألقسام كما يظهر من المسالك وغيره ثالثة: األول: أن يكون الجرح هو القاتل والدواء ال أثــر لــه، بحيث كــان وجوده كعدمه، وإن كان له تأثير في األلم أو في شــدة الــنزع أو مــا أشبه، وال شك في أن الجارح مع أحــد الشــرطين، أي كونــه قاصــدا للقتل أو كون جرحه قاتال عادة، يكون عليه القــود، وبــدونهما يكــون

عليه الدية.ــه: وقد قرره الشرائع والمسالك على ما ذكره الجواهر، أما قول )مــع فــرض صــحة الفــرض( فلم يظهــر وجهــه، إذ هــذا الفــرض من

الفروض الصحيحة. الثاني: أن يكون الدواء هــو القاتــل، وإال فــالجرح لم يكن قــاتال، وهنا يكون القتل مستندا إلى المداوي طبيبا كان أو نفس المجروح، وعلى الجـارح القصـاص أو الديــة حسـب مــا قــرر في العمــد وغــير

العمد، فالمقام مثل ما إذا جرحه إنسان وقتله آخر. الثالث: أن يشــتركا في قتلــه، بحيث لــو كــان أحــدهما فقــط لمــد من ــل واح ــك في أن على ك ــا، وال ش ــه جمعهم ــا قتل يمت، وإنم الجارح والمداوي نصــف الديــة مــع عــدم العمــد، والقــود مــع العمــد ألنهما بمنزلة قاتلين أثرا في قتله، هذا إذا كان تــأثير كــل واحــد من الجرح والدواء السمي بقدر النصف، كما أنه لو كان المداوي نفسه،ــة، أو كان الجارح نفسه والمداوي غيره، فعلى ذلك الغير نصف الدي

أو القتل مع رد نصف ديته إلى وليه. أما إذا كان ألحدهما الثلث من األثر، ولآلخر الثلثين أو مــا أشــبه ذلك، فهل توزع الدية على ذلك، وكــذلك يــرد الــولي على من قتلــه لجرحه أو سمه مقتوله بالنسبة، أو أن لكل واحد نصـف القتــل على كل تقدير، مثل من جرح نفسه وكان مقدار أثره ثلثي قتله وأعطــاه الطبيب سما عمدا بحيث كان للسم أثر ثلث القتل، فإذا أراد الولي الدية أخــذ من الطــبيب الثلث، وإذا أراد قتــل الطــبيب رد على ولي الطــبيب ثلــثي الديــة، أو ال يكــون على كــل واحــد إال النصــف مهمــا

اختلفوا في التأثير، احتماالن،

50

Page 51: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

من قاعدة العــدل، وأنــه نظــير مــا لــو اشــترك ثالثــة، فال معــنى لجعل نصف الدية على واحد ونصــفها اآلخــر على المــؤثر في ثلــثي القتل، ومن إطالقات األدلة بأنه إذا اشترك في قتل إنسان إنسانان كان على كل واحد منهمــا نصــف الديــة، أو نصــف القتــل بمعــنى رد الولي نصف الدية، ربما يقال األقرب األول، وال نسلم اإلطالق، ألنــه

منصرف إلى صورة االشتراك الكامل، وفيه نظر. ثم إنه لو جرح نفسه وأعطاه الطبيب دواء سميا فمات مثال، ثم اختلف الولي والطبيب في أنه هل كان للطبيب سهم في الموت أو ال، أو تنازعا في قــدر ســهمه بعــد اتفاقهمــا في أصــل الســهم، على تقدير اعتبــار الســهم، فاألصــل بــراءة الطــبيب من الديــة في أولــه،

هللاومن الزائد في الثاني، وا العالم.

))انضمام السبب إلى حيوان((المرتبة الثالثة: أن ينضم إليه مباشرة حيوان، وفيه صور:

))إذا القاه في البحر فالتقمه الحوت(( األولى: إذا ألقاه في البحر مما يقتل غالبــا، أو قصــد القتــل بــه، فالتقمــه الحــوت قبــل وصــوله إليــه فعليــه القــود، كمــا عن الشــيخ والعالمـــة في بعض كتبـــه وفي المســـالك، وقـــواه الجـــواهر، وعن

غيرهم. وذلك ألنه قتل عمدي، وتبدل السبب ال يوجب عدم صدق القتل عمدا، فإن القصد إلى الســبب المعين يســتلزم القصــد إلى مطلــق القتل، ضرورة وجود المطلق في المقيد، ومطلق القتل صــادق في المقام، فهو كما إذا رماه بقصد أن يقتله في منحره فقتلــه بإصــابتهــد ــه األس ــد أن يفترس ــات بقص ــة الحيوان ــاه في حديق ــه، أو رم قلب

فافترسه النمر، إلى غير ذلك من األمثلة. ــود في ــدم الق ــق في الشــرائع ع ــرجيح المحق ــه يعلم أن ت ومن مفروض أول المسألة، غــير وجيــه، وإن علــل بأنــه لم يقصــد إتالفــه بهذا النوع الذي هو المتيقن في القود، فهو حينئــذ كمــا لــو رمى من شاهق فاستقبله غيره فقده، وفيه: إن قــد الغــير ليس مثــل التقــام الحـوت، إذ وسـاطة فاعــل مختـار يـوجب صـرف صـدق القتـل عن الرامي إليه، بل ما نحن فيه من قبيل ما إذا رماه من شاهق بقصــد

أن تتكسر عظامه، فيموت بارتطامه باألرض،

51

Page 52: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لكن كان سكين في وسط الجبل فقتله عند هويــه قبــل وصــوله إلى األرض، أو ألقاه من شاهق بقصد أن يقع في البحر فوقــع على األرض وكــان أن تكســرت عظامــه فمــات، فإنــه ال شــك في صــدق

النفس بالنفس وما أشبه عليه. ومما تقدم يظهر أنه لو وصــل إلى البحــر فالتقمــه الحــوت فلم يكن سبب موته الغرق بل التقام الحوت، أو ضربه السمك السيافــام ــه: إن التق ــة في محكي كالم ــد صــرح العالم ــه، وق بســيفه فقتل

الحوت بعد الوصول إلى البحر يوجب القود. ــه ومما تقدم ظهر اإلشكال في إشكال الجواهر، فيما لو اختطف الطير حين إلقائه في البحر، مما ال مدخليــة لــه في التلــف باإللقــاء في البحر، قال: أمكن حينئذ عدم القــود، وتعين الديــة على إشــكال

فيه.ــه بعــد قصــد القتــل وعمــل مــا يقتــل ال يهم اختالف ــه: إن إذ في األسباب، كما صرح هو في أول المسألة، فلو ألقــاه الختطافــه نــوع

خاص من الطير فاختطفه طير آخر كان الحكم القود. ثم قال: نعم لو ألقاه في مــاء قليــل ال يغــرق غــير قاصــد بــذلك قتله، فأكله سبع لوقوعه فيه، مثال التقمه الحوت أو التمســاح، كــان

عليه الدية دون القود، لعدم قصده ما يقتله. أقول والالزم إضافة: ولعدم كــون الفعــل ممــا يقتــل غالبــا، لمــا

تقدم من اشتراط أحد الشرطين في القود. وغني عن الذكر ما ذكره الشرائع، من أنه لو ألقاه إلى الحــوت فالتقمه الحوت فعليــه القــود، ولــذا قــال في الجــواهر، بالخالف وال إشكال، ولو ألقاه إلى الحوت ليلقمه فعضه ممــا ســبب موتــه كــان

عليه القود أيضا لما عرفت.

))لو أغرى به كلبا عقورا فقتله(( الصورة الثانية: لو أغرى به كلبا عقورا مما يقتل غالبا، أو قصــد به القتل وإن كان قتلــه نــادرا فقتلــه، كــان عليــه القــود، ألن الكلب

كاآللة، كما أفتى به الشرائع والجواهر والمسالك وغيرهم. ولو أغرى به كلبا فلم يغر، وإنما أغري به كلب آخر فقتله، فهــل عليه القود، ألنه القاتــل عرفــا، إذ لــو لم يغــر الكلب األول لم يقتلــهــر، ــل لم يغ ــا قت ــل، وم ــراه لم يقت ــا أغ ــاني، أو ال، ألن م الكلب الث

احتماالن، والظاهر األول، إذ هو

52

Page 53: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بمنزلة أن رماه بسهم فلم يصل إليه، وإنما ارتطم بحجر فرمىالحجر بسبب السهم.

ولو أغرى الكلب، ومن نبحه أغري كالب أخر فقتلوه بأجمعهم البوحده، ففيه احتماالن، ولو شك في موضع فعليه الدية.

ولو أغـراه في هـذا اليــوم، لكنـه تركـه لمــرض أو ضــعف أو مــاأشبه، وإنما عقره غدا مما كان بسبب إغرائه باألمس كان كذلك.

ولو أغرى الكلب لقتله، فمــات خوفــا من أثــر هجومــه عليــه، أو سقط من مرتفع بسبب هجومه فمات، أو تردى في بئر أو في بحــر فغرق، أو هرب منه فلدغته حية في طريقه، أو افترسه أســد أو مــا

أشبه، فالظاهر أن في الكل القود. نعم لو وصل في طريقه إلى لص فقتله، كان القود على اللص،

ألنه فاعل مختار، وإن كان على المغري التعزير لفعله الحرام.ــا من ــر أو غيره ــد أو نم ــاه إلى أســد ضــار، أو إلى فه ــو ألق ول الحيوانات المفترســة، أو قيــد رجليــه ويديــه وألقــاه في مكــان فيــه فئران كثيرة تأكل مثله مع قصده ذلـك أو غلبـة أكلهـا، أو ألقـاه إلى الطيور آكالت الجيف، كان عليه القود، كل ذلك لصدق القتل عمــدا،

، وغيرهما.(1)والنفس بالنفس ولــو أغــري أو ألقي عنــد مــا ال يقتــل، وإنمــا أراد إيــذاءه، أو أن

يعضه الحيوان فقط فعليه الدية، لعدم توفر أحد الشرطين. ومثله ما لو ألقاه أمام ديك ينقر لكن ال يقتل، فنقر شقيقته مثال

فأماته كان عليه الدية. ولو ألقاه ال بقصد القتل، لكن ال يعلم هــل الحيــوان يقتــل أم ال، كان عليه القود، إلطالقات األدلة، وبه أفتى الجواهر قال: لصدق أنه

قاتل عمدا، وخروج النادر للدليل ال يقتضي خروج المجهول. ــا، أما ما عن القواعد، من أنه لو فعل به األسد مــا ال يقتــل غالب ضمن الدية وال قصاص، فإن أراد مع عدم الشرطين فال بــأس، وإن

أراد مع قصد القتل أو غلبة القتل فال وجه له كما عرفت. ولو أغرى به كلبــا يقتــل غالبــا، لكن الكلب صــرف النظــر عنــه،

وإنما

. 45سورة المائدة: اآلية (?)153

Page 54: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

عاد عليه لرميه بحجــر ومــا أشــبه فقتلــه، لم يكن على المغــري الدية وال القصاص، ألنه توسط فعل فاعــل مختــار، واحتمــال القــود ألنه لوال اإلغراء لم يقتل مردود، بأنــه مثلمــا إذا خوفــه فهــرب وفي طريق هربه قتله إنسان، حيث إنــه لــوال التخويــف لم يصــل إلى مــا يقتله ذلك اإلنسان، فإن مثل هذا ال يسبب الضمان ال قودا وال ديــة،

هللاوا العالم.

))لو أنهشته الحية(( الصورة الثالثة: لــو أنهشــه حيــة مــع أحــد الشــرطين، بــأن كــان النهش قاتال، أو بقصد القتل وإن لم يكن النهش قــاتال غالبــا، فمــاتــه الشــرائع ــل العمــد، كمــا أفــتى ب ــه من قت ــه القــود، ألن كــان علي

والجواهر، وقال في المسالك: بال إشكال. ومثله ما لو جمــع بين الحيــة وبين اإلنســان في مكــان ال يمكنــه الفرار منه، ولو أمكنه الفرار ولم يفــر فلم يعلم أنــه كــان تخــاذال أو

دهشة ونحوها، كان عليه القود، لما تقدم في اإللقاء في النار. وإن كــان المنهش ممن يعتــاد أخــذ الحيــات وال يقتــل بــالنهش، فقتل هذه المرة، فــإن تــوفر أحــد الشــرطين كــان عليــه القــود وإال

فالدية.ومثل الحية العقرب والرتيالء وغيرهما من ذوات السم.

وال فرق بين إلقاء الحية عليه أو إلقائه إلى الحية. ولــو ألقى عليــه زنبــورا أو ســاما أبــرص أو مــا أشــبه ممــا ليس للدغه أثر القتل، لكنه قتــل اتفاقــا، فــإن لم يقصــده فال قــود عليــه،

وإنما عليه الدية، لما سبق من اشتراط القود بأحد الشرطين. ولو ألقى عليه صورة حية فظنها حيــة فمــات خوفــا، كــان عليــه القود، ألنه الســبب المباشــر لقتلــه، إذا قصــد ذلــك أو كــان المــوت

غالبيا لمثله، وإال فالدية. ولو أغرى طفال أو مجنونـا أو جــاهال بالحيــة الـتي تقتــل، فـذهب وأخذ الحية فلدغته فمات، كان عليه القــود، لعــدم وســاطة الفاعــل

العاقل المختار، ولكن ذلك إذا كان أحد الشرطين متوفرا فيه.ــه لم يكن شــيء ولكن لو أغرى بالغا عاقال مختارا فأخذها فقتلت إال التعزير، إذا كان أمرا بالمنكر، ومثــل الحيــة بالنسـبة إلى الطفــل

ونحوه لو أغراه إلى كلب أو أسد أو ما أشبه. ولو ألقى اثنان عليه حية واحــدة قتال بــه، ولــو ألقيــا حيــتين ولمــة يعلم بأي منهما مات، فإن علم أنه مات بإحداهما كان عليهما الدي

نصفين لقاعدة العدل، وإن كان احتمال القرعة غير بعيد، إال أن 54

Page 55: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الظاهر أن قاعــدة العــدل حــاكم على قاعــدة القرعــة، كمــا في مواردها التي فوق العشرة حســب االســتقراء، كــالخنثى في اإلرث،ــا، ألن ــالقود عليهم ــل ب ــا لم نق ــا، وإنم ــودعي، وغيرهم ودرهمي ال

الحدود تدرأ بالشبهات. أما إذا لم نعلم هل مات بإحداهما أو بهما، فالظــاهر أن عليهمــا الدية نصفين لألصــل، ال لقاعــدة العــدل، ألن العــرف ينســب القتــلإليهما، كما إذا رمياه برصاصين ولم يعلم هل مات بهما أو بأحدهما. ولو سمته الحية فصار مريضا حتى مات بــه، كــان عليــه القــود،

ألنه السبب. ولو ادعى الجهل بأن الحية تقتل وأنه لم يقصد ذلــك، فــإن كــان

في حقه ممكنا كان عليه الدية، وإال فالقود.األول: لدرء الحدود.

والثاني: ألنه القاتل ولم يدل ما يخرجه عن إطالقات القود. وال يخفى أن جملة مما ذكرناه ســابقا، ومــا ســنذكره الحقــا في الحوت والكلب واألسد يأتي في المقام، كما أن كثــيرا ممــا ذكرنــاه

هنا يأتي في الثالثة. ولو أغراه أن يــذهب إلى عش زنبــور، أو جحــر حيــة أو عقــرب،

فإن كان بالغا عاقال فال شيء من الدية والقود. أما إذا كان طفال أو مجنونا أو جاهال بأنه عش زنبور ونحوه، كما لو قال له: أنزل هـذا المتـاع من الـرف، فـذهب لينزلـه، كـان عليـه

القود أو الدية على التفصيل.

))لو جرحه ثم عضه األسد(( الصورة الرابعة: لو جرحه ثم عضه األســد فســرتا فمــات بهمــا، كان على الجارح الذي استند القتل إليه وإلى األسد القــود، إذا كــان قاصدا أو كان غالبا، وقد أفتى بالقود الشرائع والمســالك والجــواهر وغيرهم، بل ظــاهرهم أنــه المشــهور، بــل إجمــاعي كمــا يظهــر من األخير، وذلك ألنه مثل مــا إذا قتلــه اثنــان، حيث لكــل منهمــا نصــف القتــل، فــإذا قتلــه الــولي رد نصــف الديــة، ألن نصــف القتــل غــير

مضمون. أما إذا أغرى كلبه عليه وجرحه ممــا كــان موتــه بســببهما فعليــه

القود كامال، ألن كلبه بمنزلة اآللة.

55

Page 56: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أما إذا رأى كلبه تنازع صاحبه مع إنسان فجاء فعقــره من تلقــاء نفسه، كان عليه نصــف القــود، ألن عض الكلب غــير المغــري ليس

مضمونا، فحاله حال عض األسد. والكالم في كل جارح مع غير ضامن كالكالم في الجارح واألسد

لوحدة المالك. ولو اشترك معهما حية، أو جرحــه فعضــه كلب وأســد، إلى غــير ذلك من األمثلــة، فالظــاهر تثليث األمــر، ألن الجــارح لم يكن حظــه

من قتله إال الثلث، فكما إذا اجتمع في قتله ثالثة أشخاص. أما احتمال أن يجعل المضمون نصفا وغير المضمون نصفا فهــو

خالف ما عليه األصحاب، وخالف االعتبار، كما في الجواهر. ومنه يظهر أنه لو اجتمع على جرحه نفران وعضــه أســد فمــات بالثالثة، كان لكــل واحــد منهمــا الثلث، ألن الثلث الــذي لألســد غــير

مضمون. ولو شك في أن القتــل كــان من الجــرح أو من العض، فاألصــل عدم القود، بل وعدم نصف الديــة، وإنمــا عليــه بقــدر الجــرح فقــط ألصالة براءة الذمة، وذلك بخالف ما إذا اجتمع عليه جارحان فشك،ــدة العــدل في كما تقدم في الصورة السابقة، ولم يعلم جريان قاع

مثل اإلنسان واألسد. ولو اختلفا فقال الجارح: مات من األسد، وقال الولي: بل مــات منك، أو قــال: منــك ومن األســد، أو قــال الجــارح: مــات مــني ومن األسد، وقال الولي: بل منك فقط، فإن كان هنــاك دليــل على قــول أحدهما من القرائن العرفية، كما إذا كــان عض األســد في حلقومــه وجرح الجارح في إصبعه مثال، أو بالعكس أخذ بالقرينة، وإال فاألصل

مع الجارح دية أو قودا، ألن كال منهما خالف األصل. ثم إن ما في عنوان المسألة: )جرحه ثم عضــه األســد( وكــذلك في عنوان الشرائع وغــيره، إنمــا هــو من بــاب المثــال، وإال فالحــال كذلك لــو ورد الجــرح والعض عليــه في زمــان واحــد، أو كــان األمــر بالعكس، بأن عضه األسد أوال ثم جرحه الجارح، لوحــدة الــدليل في

الجميع، كما ال يخفى.

))إذا كتفه وألقاه في المسبعة(( الصورة الخامسة: لو كتفــه وألقــاه في أرض مســبعة فافترســه

األسد اتفاقا،

56

Page 57: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــد ــرائع، وعن القواع ــذا في الش ــة، ك ــه الدي ــود، ولكن في فال قوكشف اللثام.

أقول: الظاهر أن المناط أحد األمرين السابقين من قصد القتل وغلبة العطب، إذ ال مخرج للمقام، فإن قصدوا باإلطالق مــا ذكرنــاه بقرينة ذكرهم للشرطين في مكان آخر فال بأس، وإال ففي إطالقهم نظر، ولذا قال في محكي مجمع البرهان: يحتمل القــود أيضــا، ألنــه

قتل نفسا بالتسبيب. ثم الظاهر أن المسالك إنما أراد بكالمه انتفاء الشــرطين، حيث قال: )إنما لم يكن عليه القود، ألن فعل السبع يقع باختياره، وطبعه يختلف في ذلك اختالفـا كثــيرا، فليس اإللقــاء في أرضـه ممــا يقتــل غالبــا، نعم يجب الديــة لكونــه ســببا في القتــل( انتهى، وإال فمن الظاهر عدم صحة الدليل المذكور بعد تــوفر أحــد الشــرطين، ولــذا أشكل على ظاهره الجواهر بقوله: )فيــه: إن ذلــك يجــري حــتى لــو

ألقاه إلى السبع(. ــال، ــاب المث وكيف كان، فال خصوصية للتكتيف، وإنما ذلك من ب فلو ذهب به إلى المسبعة وتركه هنــاك حيث ال يمكن الهــرب لعــدمــبه معرفته بالطريق، أو سعة المسبعة حيث ال يفيد الهرب أو ما أش

ذلك، كان عليه القود، لصدق قتل العمد مع أحد الشرطين. ولو تصاحبا إلى تلك األرض ثم هـرب وأبقى اآلخــر بمـا لــو كـان معه لم يضل الطريق، أو خافهما األسد فلم يأكله، أو ما أشبه ذلــك فال قود قطعا، أما هل عليــه الديــة، فيــه احتمــاالن، من أنــه الســبب

عرفا فيشمله دليل الدية، ومن أصالة البراءة، لكن ال يبعد األول. )عليه الســالم(،ويؤيده ما رواه الجعفريات، بسنده إلى الصادق

قضــى في الرجــل)عليه السالم( إن عليا عن جده )عليه السالم(: عر مــاء فلم يسـقوه حــتى مــات فضــمنهم استسقى أهـل أبيــات شــ

.(1) ديته)عليه السالم( وقدم تقــدم في كتــاب األمــر بــالمعروف الروايــة المرويــة، عن

:)عليه السالم(عيسى

. 4 ح34 الباب 272 ص3المستدرك: ج (?)157

Page 58: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إن تارك مداواة الجريح وجارحه سواء(1) . ولو لم يقتله األسد في مفروض أول المسألة، لكنه مات خوفا،

أو نهشته حية أو ما أشبه، كان الكالم فيه كما في قتل األسد له. ومما تقدم يعرف حكم ما إذا كتفه وألقاه في مكان بارد أو حار

شديد الحرارة حتى مات حرا أو بردا، لوحدة الدليل في الكل. ثم إنه لو لم يفترسه األسد، ولكن جرحه جرحــا مــات بســرايته،

كان كذلك، إذ ال فرق في األمرين.مــا، ولو أغرى به األسد وهو ال يأكــل، فجــاءه مــداعبا لكونــه معل لكنــه خــاف فمــات، فعليــه القــود مــع أحــد الشــرطين، والديــة مــع

عدمهما. ولو كتفه وألقاه في أرض غير مسبعة بدون قصد اإلماتة فــاتفق

أن جاء أسد أو حيوان آخر فأكله كان عليه الدية. ولو كانت القافلة مع إنسان أو مع سيارة فرحلوا في حال نومه

هللافجاء سبع فأكله، وكان األرض مسبعة، فقد تقدم احتمال الدية، واسبحانه العالم.

))انضمام السبب إلى إنسان آخر((المرتبة الرابعة: أن ينضم إليه مباشرة إنسان آخر، وفيها صور:

))إذا دفعه في البئر التي حفرها غيره(( األولى: لو حفر واحد بئرا فوقع فيهـا آخــر بـدفع ثـالث، فالقاتـلــالك، وفي ــده المس ــرائع وأي ــره الش ــا ذك ــافر، لم ــدافع دون الح ال الجواهر بال خالف أجده فيه، قال: ألنه المباشر للقتل بما يقتل وهــو

اإللقاء، دون الحافر الذي هو السبب البعيد وبمنزلة الشرط. أقول: هنا أمور:

األول: إنه إذا كان الحــافر والــدافع قــد تواطئــا على قتلــه بهــذه الكيفية، ربما يقــال كونهمــا شــريكين، ويؤيــده باإلضــافة إلى صــدق

القاتل على كليهما عرفا، ما تقدم من

. 5 ح2 الباب 401 ص11الوسائل: ج (?)158

Page 59: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــدون حفر البئر في الطريق، وما يأتي من ترك الحائط المنهار ب ترميم فوقع على إنسان فقتله، وتوسط فاعل مختار في الدفع غيرــيره ضار بعد أنهما اشتركا في سبب القتل، وسيأتي مسألة اآلمر لغ وأنه يحبس، أو يقتل مع وساطة فاعل مختــار، ومســألة من أمســك

واآلخر قتل، وأن الممسك يحبس. لكن يستشكل ذلك بأن القاتل هو الــدافع، وحــافر البــئر بمنزلــة الشرط، فهو كما إذا هيــأ لــه ســيفا أو ســما أو أعطــاه حيــة ليلقيهــا عليه، أو ما أشبه ذلك، فإنه وإن لم يقتل لوال فعل فاعــل المقدمــة، لكن القاتــل لــه هــو األخــير، ويؤيــده باإلضــافة إلى مجازيــة الصــدق بالنسبة إلى فاعل المقدمات عرفا، وأصالة العدم وغيرهما، ما قاله

، مــع أن جماعــة(1)أال ال يقاتلن بي غير قاتلي :علي )عليه السالم(وهيؤوا المقدمات. )عليه السالم( تآمروا على قتله

نعم ال إشكال في استحقاق أولئك التعزير، لتعاونهم على اإلثم،ويؤيد ذلك حبس الممسك واآلمر، إلى غير ذلك.

ــرطين ــد الش ــود بأح ــه الق ــون علي ــا يك ــل إنم ــاني: إن القات الثالسابقين، من قصد القتل أو غلبة القتل بالدفع.

ثم إنه ال فرق بين مساعدة غير إنسان له في الــدفع أم ال، كمــا إذا كانت حافة البئر منهارة فساعدته على السقوط في البئر، ونحو

ذلك. الثالث: لو لم يكن السقوط قاتال، وإنمــا قتلــه حيــوان هنــاك، أو سيوف نصبت، أو كان فيها ماء فغرق فيه، أو أبقاه هناك حتى مــات جوعــا وعطشــا أو مــا أشــبه، كــان القــود على الــدافع، ومــع عــدم

الشرطين كان عليه الدية، كما تقدم في بعض المسائل السابقة.

))لو ألقاه فمات بارتطامه باألرض(( الثانية: لو ألقاه من شاهق فمات بارتطامــه بــاألرض كــان عليــه

القود، كالصورة

. 6 من القصاص في النفس ح62 الباب 96 ص19انظر الوسائل: ج (?)159

Page 60: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

األولى، ولو اعترضه آخر فقده بسيف مثال نصفين قبــل وصــوله إلى األرض، فالقاتل هو المعــترض للصــدق، ويكــون الملقي بمنزلــة

الشرط عليه التعزير. وقد أفتي بــذلك الشــرائع والمســالك والجــواهر، وقــال األخــير:ــد ــه، إال إذا قصـ ــال وعدمـ ــرق بين علم الملقي بالحـ ــير فـ )من غـ اعتراضـه بالسـيف وكـان المعـترض مجنونـا مثال، فـإن القـود عليـه

حينئذ، إذ هو كإلقائه إلى السبع( انتهى. ولو مات بهما كان القود عليهما، ولو لم يعلم أنــه مــات بأيهمــا، كما إذا قطــع الســيف يــده أو أجافــه وتكســرت عظامــه، فــإن كــان

ظاهر فهو، وإال فال قود، وإنما تقسم الدية بينهما لقاعدة العدل.

))لو أمسكه شخص وقتله آخر(( الثالثة: لو أمسك واحد ألجل أن يقتــل، وقتــل آخــر فـالقود علىــا يحبس الممســك بال ــه المباشــر دون الممســك، وإنم ــل، ألن القاتــك، وفي الجــواهر بال خالف أجــده، وعن إشــكال في شــيء من ذل الخالف والغنيــة وغيرهمــا اإلجمـاع عليــه، والظـاهر لـزوم أن يكـون

اإلمساك ألجل القتل، كما هو المنصرف عن النص والفتوى. أما إذا أمسكه ألجل تقاضي دينه منــه مثال فــاغتنم اآلخــر بقــاءه

فقتله، لم يكن على الممسك شيء. أما إذا أخذه ألن يضــربه اآلخــر ال أن يقتلــه، فهــل عليــه الحبس لإلطالق، أو التعزير لقاعدة فعلــه مــع كــل فاعــل منكــر، احتمــاالن،

والثاني أقرب، النصراف النص والفتوى إلى الذي يمسك للقتل. ثم الظاهر أن في حكم اإلمساك ما لو ربطه بعمــود فلم يمكنــه الفرار، ألن المستفاد من النص والفتوى كون ذلــك من بــاب إبقائــه ليتسنى للقاتل قتله، كما أن المنصرف منهما عــدم لــزوم اإلمســاكــه حال القتل، فلو أمسكه ليجيء القاتل فجاء فأطلقــه حيث ال يمكن الفــرار فقتلــه، كــان على الممســك الحبس، وكــذلك إذا حبســه في غرفة حتى جاء القاتل، والظاهر أن على الدال إلى مكــان المقتــول كــالغالم الــذي صــاحب حميــد بن قحطبــة في قتــل أولئــك الســادة

التعزير، ألنه األصل في مرتكب كل منكر،

60

Page 61: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــان ــل ك ــه للقت ــيره إن علم بأن ــأمر غ ــجن ب ــذي يس ــا أن ال كمكالممسك، وإن لم يعلم كان عليه التعزير.

وكيف كان، فاألصل في المسألة جملة من الروايات: قضــىقــال: ،)عليه السالم(هللاكصحيحة الحلبي، عن أبي عبد ا

علي )عليه السالم( في رجلين أمســك أحــدهما وقتــل اآلخــر، قــال: يقتل القاتل ويحبس اآلخر حتى يموت غما، كمــا حبســه حــتى مــات

. (1)غما )عليــه الســالم(قضــى أمــير المؤمــنين وما رواه سماعة، قال:

في رجل شد على رجل ليقتلـه والرجــل فــار منــه، فاسـتقبله رجــل )عليــه الســالم(آخر فأمسكه عليه حتى جــاء الرجــل فقتلــه، فقتــل

الرجل الذي قتله، وقضى على اآلخر الذي أمســكه عليــه أن يطــرح. (2)في السجن أبدا حتى يموت فيه، ألنه أمسكه على الموت

، وغيرها.(5)، والبحار(4)، والدعائم(3)ومثلها روايات الجعفرياتثم إن عثره اآلخر ولم يمسكه، كان الحكم كذلك للمناط.

ولو زعم الممســك حليــة قتلــه، لم يكن عليــه شــيء، الشــتراطــده الحبس بالعلة، ولم يفعل قتال أو جرحا حتى يوجب الضمان، ويؤي خبر ماعز المتقدم في كتاب الحــدود، حيث إن زبــيرا عقلــه بضــربه

)صــلىهللا، ومع ذلك لم يفعل رسول ا (6)بعظم بعير حتى قتله الناسبزبير شيئا.الله عليه وآله(

ومما يوجب الحبس أيضــا مــا إذا أمســكه حــتى أكلــه الســبع، أوجرفه السيل أو ما أشبه، لوحدة المالك.

ولو أمسكه ليقتله زيد فقتله عمرو، فالظاهر أن على الممســكالحبس، ألن إمساكه

. 1 ح17 الباب 35 ص19الوسائل: ج (?)1. 2 ح17 الباب 35 ص19الوسائل: ج (?)2. 1 ح15 الباب 253 ص3المستدرك: ج (?)3. 3 ح15 الباب 253 ص3المستدرك: ج (?)4. 5 ح15 الباب 253 ص3المستدرك: ج (?)5. 5 باب صفة الرجم ح185 ص7الكافي: ج (?)6

61

Page 62: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

سبب قتله، فإطالق النص أو مناطه آت فيه. ولو أمسك زيدا فجاء أبوه مثال يقديه بنفســه فقتلــه إنســان، لم يكن على الممسك حبس، ألنه كان يمكنــه الفــرار، والمنصــرف من

النص والفتوى بل ظاهرهما عدم إمكان فرار الممسك، بالفتح. ولو أمسك زيد عمروا ألن يقتله خالد، فتعلق عمرو ببكــر فقتلـه

خالد، فالظاهر تخليد عمرو السجن، لصدق الدليل. وال فرق بين أن يشتبه القاتل فيقتل الثــاني بــزعم أنــه األول أم

ال، إلطالق أنه أمسكه على الموت.ــ وإنمــا جــرح، فهــل على ــالفتح ـ ــ ب ثم إذا لم يقتــل الممســك ـ

الممسك ـ بالكسر ـ غير التعزير، الظاهر ال لألصل.ــه، ــا يمــوت ب ــه في الحــال أو يجرحــه بم ــرق بين أن يقتل وال ف

لإلطالق أو المناط. ولو كان الممسك جزء سبب القتل، بأن أخذه وجرحــه، وجرحــه اآلخر أيضا بما سرتا فقتاله، فإن قتل فهو وإال خلد السجن باإلضافة

إلى الدية. وقد تــبين ممــا ســبق أن الممســك إنمــا يخلــد الســجن إذا كــان القتل ظلما، أما إذا كان عدال فال شيء عليــه، بــل لــه الثــواب، ألنــه

تعاون على البر والتقوى. ثم ال إشكال في أنه ال شيء على المأخوذ لو جرح اآلخذ للفرار منه، بل لو قتله لنجاة نفســه من القتــل كــان هــدرا، لمــا تقــدم في

كتاب الحدود في مسألة الداخل على غيره يريد ماله. ثم الظاهر أنه إنما يخلد السجن إذا لم يعف عنه ولي الدم، ألنه حق الناس، فكما للولي العفو عن القاتل بنفسه، له العفو عن هــذا

الذي هو أقل جرما منه، وله أن يعفو في قبال مال ونحوه. وهــل يشــترط في تخليــد الممســك الســجن إرادة القاتــل قتــل المــأخوذ، أو أنــه يخلــد الســجن وإن أراد القاتــل ضــربه دون القتــل فقتل اتفاقا، كما إذا قال المعلم لبعض التالميذ: خــذ تلميــذا، ليؤدبــه تأديبا حراما مثال، كما إذا أراد أن يشفي غيظه، ال بمقدار المشــروع فقط، فضربه ال بقصده القتل فاتفق أن مــات، احتمــاالن، وإن كــان

عدم التخليد أظهر،

62

Page 63: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

النصراف النص والفتوى بــل ظهورهمــا في صــورة إرادة القتــلــل فأخذه اآلخذ على القتل، نعم عليه التعزير لتعاونه على الحرام، ب

مجرد األخذ حرام. ومنه علم أنه لو أخذه على التأديب الحالل فاتفق موتــه لم يكن

عليه شيء من الحبس والتعزير، ألنه لم يقصد حراما.ــل، كمــا إذا ثم هل يخلد الممسك السجن إذا لم يكن القاتل يقت قتل الرجل المرأة، أو المســلم الكــافر، أو االب ولــده أو مــا أشــبه، احتمــاالن، من إطالق النص والفتــوى في تخليــد الممســك، ومن أن ظاهرهما أنه إنما يكون حيث يقتــل القاتــل، لكن ال يبعــد األول، وإن

كان له شك درء الحد بالشبهة. ويأتي االحتماالن في ما إذا عفى الولي عن القاتــل، فهــل يخلــد الممسك أم ال، وإن كان التخليــد هنــا أقــوى، ألن العفــو عن بعض ال

يوجب إسقاط الحكم عن اآلخر. ولو أمسك المــرأة فطـرح آخــر جنينهــا الــذي على قتلــه القــود، ففي تخليــد الممســك احتمــاالن، وكــذا إذا أمســك من على عاتقــه

طفل فقتل آخر الطفل. ولو جعل سياجا ليحفظ الفار عن الفرار حتى يقتلــه القاتــل، لم يبعد كون ذلك من اإلمســاك، كمــا يتعــارف فعــل ذلــك عنــد أعــوان

الظلمة في المظاهرات ونحوها. ثم لو أمسكه القاتل بنفســه ثم قتلــه فعفى ولي الــدم لم يخلــد الســجن، إذ األدلــة في تعــدد الممســك والقاتــل، إلى غــير ذلــك من

هللالفروع، وا سبحانه العالم.

))حكم ناظر القتل(( الرابعة: المشهور بينهم، إن كان لهمــا ثــالث عينــا وربيئــة لهمــا، فأخذ أحدهما وقتل اآلخر ونظــر الثــالث ســملت عينــا الثــالث، وفي المســالك عمــل بــه الشــيخ، وتبعــه األصــحاب، وفي الجــواهر نقــل اإلجماع عن الخالف على ذلك، قال: وسمل العين أن تفقأ بالشــوك

أو تكحل بمسمار محمي. وكيف كان، فيدل على الحكم جملة من الروايات:

إن ثالثــة )عليــه الســالم(:هللامثل قوية السكوني، عن أبي عبد ا نفر رفعوا إلى أمير المؤمنين

63

Page 64: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

)عليــه الســالم( واحــد منهم أمســك رجال، وأقبــل اآلخــر فقتلــه، واآلخر يراهم، فقضى في الرؤية )في الربيئة، الرئية، الربية: نسخة بدل( أن تسمل عينيه )عينــاه: نســخه بــدل(، وفي الــذي أمســك أن

.يسجن حتى يموت كما أمسكه، وقضى في الذي قتل أن يقتل وقد رويت هذه الرواية بطرق متعددة، وفي بعضــها روايتهــا عن

ــر ــد بن قيس، عن أبي جعفـ ــالم( محمـ ــه السـ ــا في)عليـ على مـ.(1)الوسائل

ــه ــادق )علي ــات، عن الص ــا عن الجعفري ــتدرك رواه وفي المس السالم(، عن آبائه )عليهم السالم( عن علي )عليــه الســالم( وفيهــا:

وأما اآلخر فنظر إليهم فقضــى )عليــه الســالم( في الــذي يــراه أن . (2)تسمل عينه

قضــى علي )عليــه الســالم(وعن البحار، عن مقصــد الــراغب: في رجل أمسك رجال حــتى جــاء آخــر فقتلــه ورجــل ينظــر، فقضــى بقتل القاتل، وقلع عين الذي نظر ولم يعنه، وخلد الذي أمســك في

. (3)الحبس حتى مات إنــهوعن دعائم اإلسالم، عن أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(:

قضى في رجل قتل رجال وآخر يمسكه للقتل وآخــر ينظــر لهمــا لئال يأتيهما أحــد، فقضــى بــأن يقتــل القاتــل، وأن يمســك الممســك في الحبس حتى يموت بعد أن يجلد ويخلد في السجن ويضرب في كل

. (4)عام خمسين سوطا نكاال، ويسمل عينا الذي كان ينظر لهما وهذه الروايات كما تراها دالة على ســمل العين الــذي هــو فقء العين بحديدة محماة أو غيرها، كما عن النهاية، والظاهر أن المعيــار عماها وإن لم تقلعا، وقد تقدم أنــه إذا عفى الــولي لم تقلــع عينــاه،

ألنه أقل من القاتل الذي إذا عفى عنه أطلق سراحه. إن رجال جــاء إلى عليوفي تفسير العسكري )عليــه الســالم(:

)عليه السالم( بن الحسين

. 3 ح17 الباب 35 ص19الوسائل: ج (?)1. 2 ح15 الباب 254 ص3المستدرك: ج (?)2. 5 ح15 الباب 254 ص3المستدرك: ج (?)3. 3 ح15 الباب 254 ص3المستدرك: ج (?)4

64

Page 65: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

برجل يــزعم أنــه قاتــل أبيــه فــاعترف فــأوجب عليــه القصــاص،. (1)هللايعفو عنه ليعظم ا ثوابه)عليه السالم( أن فسأله

ثم إن الرائي على ثالثة أقسام: األول: المشفق، كنظر اإلنســان إلى ولــده وهــو يقتــل، وهــذا ال

شيء عليه قطعا. الثاني: الذي يحفظ القاتل، وهذا هــو الــذي تســمل عينــاه، كمــا

صرح به غير واحد، وهو ظاهر رواية السكوني ونص خبر الدعائم. الثالث: المتفرج الذي ينظـر، فــإن تمكن من اإلعانــة وأعــان فال شيء عليه، وإن تمكن ولم يعن كــان عليــه التعزيــر، وإن لم يتمكن فإن قلنا بحرمة حضــور مجلس المنكــر كمــا رجحنــاه عــزر، وإال فال

شيء عليه. واحتمال أنه أي فــرق بين الحضــور وعدمــه مــع أن القتــل يقــع، مردود بأن الحضور فيه نوع من التشجيع، ولذا قال اإلمام الحســين

إن لم تنصــرنا)عليه الســالم( كمــا ينقــل عنــه البن الحــر الجعفي: هللافاذهب عن هذا المكان، فإن من سمع واعيتنا ولم يعنا أكبه ا على

. منخره في نار جهنمــو ثم الظاهر أنه ال يحتاج إلى ثالثة في سمل عين الحافظ، بل ل كان نفران أحدهما يحفظ واآلخر يقتل، كــان الحكم كــذلك للمنــاط،

ولوضوح عدم مدخلية الممسك في تشديد الحكم. ولو كان للقاتــل عينــان فهــل تســمل عيناهمــا، وكــذلك إذا كــان ممســكان، بعــد وضــوح أنــه إذا كــان قــاتالن يقتالن، احتمــاالن، من المناط، ومن أصــالة العــدم، خصوصــا وأن الحــد يــدرأ بالشــبهة، وال يبعد الحـق في سـمل أحـدهما وسـجن أحـدهما حسـب القرعـة، أو

حسب تخيير الحاكم أو ولي المقتول. ولو كــان العين يحفــظ ال بواســطة عينــه، بــل بواســطة أذنــه أو نحوه، فهل تسمل عينــه أو ال، احتمــاالن، وإن كــان المنــاط يقتضــي السمل على تأمــل، وعليــه فــاألعمى واألعــور والحافــظ لهمــا نفس

الحكم، ولو شك درئ الحد.

. 7 ح19 الباب 38 ص19الوسائل: ج (?)165

Page 66: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ثم إنه حيث قــد تقـدم أن لإلمــام حـق العفــو جــاز أن يعفــو عن الممسك ابتداء، أو بعد مدة من سجنه، وكذلك بالنسبة إلى الناظر، وال يفـــرق في الحكم بين أن يكـــون المقتـــول مســـلما أو كـــافرا، واحتمال أنه كما ال يقتل المسلم بالكافر ال تسمل عينه وال يخلد في الســجن وإن كــان فيــه قــرب، إال أن اإلطالق حــاكم، اللهم إذا قيــل

بالشك فيدرأ الحد بالشبهة. ثم الظــاهر أن لإلمــام عقوبــة النــاظر والممســك باإلضــافة إلى الحكمين، وذلــك إذا رآه مصــلحة، أمــا كــون عقوبــة الممســك على سبيل الوجوب فهو ما ال يذكره المشهور، واألصل العدم، وإن صرح به في رواية الدعائم، وقال في الجواهر عن المقنعــة بعــد أن ينهــك

إن الصادق )عليــه الســالم( مــر بــهعقوبة، وفي خبر أبي المقدام: فضرب جنبه وحبسه في الســجن ودفــع على رأســه بحبس عمــره،

. (1)ويضرب كل سنة خمسين جلدةــه حكم ــل، وليس ل ــه األســد فهــو قات ــو امســكه ليقتل ــه ل ثم إن الممسك، ولو حفظه ثان فالكالم فيــه كالســابق في مــا قتــل واحــد وحفظ آخر، ولو لم يحتج األمر إلى اإلمساك لضــعف المقتــول على المقاومة، أو إلى النظر لالطمينان بأنــه ال يــدخل أحــد، فالظــاهر أن

عليهما التعزير، ال السجن والسمل. ولو أمسك إنسان إنسانا ليضربه ثان ويحفظــه ثــالث، فالظــاهر أن عليهما التعزير، وكذا في اإلمساك للزنا واللواط وإشراب الخمر والمساحقة ولقطع عضو إنسان، إلى غير ذلك، ألصالة التعزيــر بعــد

عدم الدليل على التعدي، وال مناط كما هو واضح. ثم إن الطريــق البينــة أو اإلقــرار مــرتين حســب مــا تقــدم من االحتياط دون مرة، أو علم اإلمام، سواء كـان برؤيتــه، أو حصــل لــه

العلم بالقرائن الموجبة للقطع.ولو

. 1 ح18 الباب 36 ص19الوسائل: ج (?)166

Page 67: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

كان أحد الثالثة الممسك أو القاتــل أو النــاظر، طفال، أو مجنونــاله شعور، فعليه التأديب، ألن عمدهما خطأ.

ــاقال، أو ــيرا ع ــول طفال، أو كب ــون المقت ــرق بين أن يك نعم ال فمجنونا.

ولو لم يكن للحافظ عين جلــد وال تصــلم أذنــه، وإن كــانت أذنــههللالواسطة في الحفظ لألصل، وا العالم.

))صور اإلكراه في القتل((الخامسة: لو قال له آخر اقتله، ففيه فروع:

))لو أكرهه على القتل، وإال أضره(( األول: أن يكـون اآلخـر مكرهـا لـه على القتــل، ويكــون اإلكـراه على ما دون القتل، فال إشكال وال خالف في أنــه ال يحــق لــه قتلــه، ويلزم عليه تحمــل المتوعــد عليــه، مثال قــال لــه: إن لم تقتــل زيــداــدك، أخذت أموالك، أو سجنتك، أو ضربتك مائة ســوط، أو قطعت يــريض النفس إلى ــإن تع ــر بين األهم والمهم، ف ــدوران األم ــك ل وذل السجن أو قطع اليد أو ما أشبه وإن كان حراما، ـ بل جاز أن يهرب اإلنسان إلى الحرام من الشيء الجــائز عليــه، كــأن يشــرب الخمــر خوفا من أخذ ماله المضر بحاله الموجب لــه العســر والحــرج، فــإن تحمل أخذ المال الموجب للعسر جائز، أما شرب الخمــر حــرام ـــ ، إال أن في مثــل اإلكــراه في المقــام األمــر دائــر بين األهم أي قتــل البريء، والمهم الذي هو قطع يــد المكــره بــالفتح ونحــوه، وال شــك

في لزوم تقديم األهم على المهم.ــبريء، وعلى هذا فإذا فر من المحذور المتوعد عليه إلى قتل ال

،ال يطل دم امرئ مسلمفإن كان جاهال بالحرمة فعليه الدية، ألنه ــه ــا فعلي ــا به ــان عالم ــدرأ بالشــبهة، وإن ك وال قصــاص ألن الحــد ي القصاص، وفي الجـواهر نصـا وفتـوى، بـل اإلجمـاع بقسـميه عليــه،

قال: وإن استشكل فيه في القواعد. وكيف كــان، فالظــاهر أن المكــره ــ بالكسـر ـــ ال ديــة عليــه وال كفارة وال يمنع من المــيراث، وإن كـان عليــه التعزيــر إلكراهــه على الحرام، فإن اإلكــراه محــرم وإن كــان على الحالل فكيــف بــاإلكراه

على الحرام، إال أن يكون السبب أقوى من المباشر.

67

Page 68: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أما ما يظهر من صحيحة زرارة، عن أبي جعفر )عليــه الســالم(،ــه،قال: في رجل أمر رجال بقتل رجل، قال: يقتل به الذي ولي قتل

. (1)ويحبس اآلمر بقتله في الحبس حتى يموت فال ينافي التعزير، ألن إثبات الشــيء ال ينفي مــا عــداه، إذ أدلــة

التعزير بإطالقها تشمل المقام، فيجمع بينهما بالنسبة إلى اآلمر. ثم إن عدم قتل المكــره ـــ بالكســر ـــ هــو المشــهور بينهم كمــا عرفت، لكن ربما يقال: إن ظاهر األدلة التفصيل، وهــو مــا إذا كــان القاتل كاآللة بالنسبة إلى المكره، فعلى المكره القتل قودا، بخالف ما إذا كــان القاتــل مســتقال ولم يكن كاآللــة بــل كــره، فالقتــل على

القاتل.ويدل على ما ذكرناه من االستثناء األدلة الثالثة:

ــا(2)يذبح أبنائهمفمن الكتاب، قوله سبحانه: ، مع أن فرعون م كان يباشر القتل، بل كان يأمر به، وكون النســبة إليــه مجــازا خالف األصــل، فــإن الفعــل ينســب إلى المباشــر لمباشــرته، وإلى اآلمــر ألمره، وكالهما على سبيل الحقيقــة، ولــذا يشــمل روايــات من بــنى مسجدا، أو أطعم جائعــا، أو كســى عاريــا، كال من المباشــر واآلمــر،

هللاومن أظلم ممن منع مساجد ا أن يذكركما يشمل قوله سبحانه: وغيره لمن كان آمرا بذلك. (3)فيها

ومن السنة: قويــة الســكوني الــتي رواهــا المشــايخ الثالث، عن )عليه السالم(قال أمير المؤمنين قال: ،)عليه السالم(هللاأبي عبد ا

ــهفي رجل أمر عبده أن يقتل رجال فقتل، فقال أمير المؤمنين )علي وهــل عبــد الرجــل إال كســوطه أو كســيفه، يقتــل الســيدالســالم(:

. (4)ويستودع العبد السجن

. 1 ح12 الباب 32 ص19الوسائل: ج (?)1. 4سورة القصص: اآلية (?)2. 114سورة البقرة: اآلية (?)3. 2 ح14 الباب 33 ص19الوسائل: ج (?)4

68

Page 69: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فإن المستفاد من هذا الحــديث أن القاتــل لــو كــان كاآللــة كـان القتل على اآلمر، ويؤيــده مــا روي في الحــديث: من أن يزيــد قاتــل

)عليه السالم(.الحسين ال يقال: فعلى هذا ال يقتل العبد كما في النص، مع أنكم تقولون

بقتل كليهما. ألنه يقال: ال يقتــل إذا كــان آلــة محضــة، بــأن يكــون حالــه حــال الطفل والمجنون وما أشبه، أما إذا كان أكثر من آلــة، فعلى كليهمــا القتل، لصدق القاتل على كليهما، فحالهما حــال مــا إذا اشــتركا في القتل، ولذا كان المحكي عن بعضهم أنه قال: وإن كان العبد صغيرا أو كبيرا ال يميز، واعتقد أن جميــع مــا يــأمره بــه ســيده واجب عليــه

فعله كان القود على السيد. ويدل على كون القتل على الفاعل، باإلضافة إلى مـا تقـدم، مـا

هللارواه الكشي في رجاله، عن المســمعي في حــديث: إن أبــا عبــد ا دخل على داود بن علي لما قتــل المعلى بن خــنيس،)عليه السالم(

، فقال: ما أنا قتلته ولكنيا داود قتلت موالي وأخذت ماليفقال: ، فقــال: بغــيربإذنــك أو بغــير إذنكقتله صــاحب شــرطتي، فقــال:

يا إسماعيل شأنك به، فخرج إسماعيل والسيف معــهإذني، فقال: . (1)حتى قتله في مجلسه

بضميمة أن قتله له كان بأمر داود، كمــا هــو مقطــوع بــه حــديثاوتاريخا.

ــد ا ــال داود بن علي ألبي عب ــد بن صــبيح، ق ــة الولي هللاففي رواي ، قــال:فمن قتله ما أنا قتلتــه، يعــني معلى، قــال: )عليه السالم(:

السيرافي وكان صاحب شرطته، قال: أقدنا منه، قــال: قــد أقــدتك، قــال: فلمــا أخــذ الســيرافي وقــدم ليقتــل، جعــل يقــول: يــا معشــر المسلمين يــأمروني بقتــل النــاس فــأقتلهم لهم ثم يقتلــوني، فقتــل

. (2)السيرافي دخل)عليه السالم( وفي رواية أخرى للكشي، قال: إن الصادق

على داود بن علي،

. 2 ح13 الباب 32 ص19الوسائل: ج (?)1. 3 ح13 الباب 32 ص19الوسائل: ج (?)2

69

Page 70: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لــك،هللايا داود لقد أتيت ذنبا ال يغفــر ا له: )عليه السالم( فقال قتلت رجال من أهـل )عليـه السـالم(:قال: ومــا ذلـك الـذنب، قـال

الحديث. (1)الجنةأمر فقتل السيرافي.)عليه السالم( وفيه: إن الصادق

ومن العقل: ما نراه من نسبة العقالء القتل إلى كــل من اآلمــر والقاتل بدون عناية مجاز، ولذا ال يشك عاقــل في أن معاويــة قاتــل

مع أن المباشــر جعــدة، وأن يزيــد وابن زيــاد)عليه السالم( الحسن وابن سعد قتلــة الحســين وأقربائــه وأصــحابه )عليهم الســالم(، وأن المنصور وهارون والمأمون قتلة الصــادق والكــاظم والرضــا )عليهمــاني المســجد وهــادم الســالم( إلى غــير ذلــك، ومــا تقــدم صــدق ب

المسجد على من بناه بأمره وهدمه بأمره، إلى غير ذلك. وعلى هذا فلو كان القاتل كاآللــة المحضــة كالطفــل والمجنــون كان القتل على اآلمر، وإن كان آلة غير محضــة كــان عليهمــا القتــل

آمرا ومأمورا. وكيف كان، فالفتوى على طبق المشهور في عدم القتــل لآلمــر بحاجة إلى تأمل، وإن كان الفتــوى بــالقود على كال اآلمــر والمــأمورــل مؤيدا بقتل شاهد الزور مع أنه لم يباشر القتل، وبقولهم بأن القت على األقــوى من المباشــر والســبب، ممــا الزمــه كــون القتــل علىهللاكليهما إذا كانا متساويين عرفا، أيضا بحاجة إلى تأمل، وا العالم.

))لو أكرهه على القتل، وإال قتله(( الفــرع الثــاني: أن يكــون المكــره أكرهــه على القتــل في قبــالــك القتل، بأن قال له: اقتل زيدا وإال قتلتك، أو قتلت ولدك، أو زوجت مثال، وال إشكال في أنه ال يحق له أن يقتل زيدا, وال إشكال في هذا

وال خالف، بل قد عرفت دعوى الجواهر اإلجماع بقسميه عليه.

. 1 ح13 الباب 253 ص3المستدرك: ج (?)170

Page 71: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــدموفي الصحيح: إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم، فإذا بلغ ال.(1)فال تقية

.(2)ونحوه الموثق ولو قتله والحال هذه كان على القاتل القود على ما تقدم، وقــد

عرفت حال اآلمر في الفرع السابق. وال فرق في عدم جواز القتل بين أن يكــون المكــره ـــ بــالفتح ـ مساويا لمن أمر بقتله أم مختلفا، كما لو أمر الرجــل بقتــل المــرأة،

أو المسلم بقتل الذمي، إلى غير ذلك. ولو لم يتمكن التخلص منه إال بقتله جاز، ألنــه دفــاع عن النفس

كما تقدم في بحث الدفاع. ويلحق بالمسألة ما إذا دار األمر بينه وبين غيره في أكل الســبع ألحدهما مثال، فإنه ال يجوز له أن يقدم غيره، فإنه وإن كان أحــدهما مقتوال ال محالة، إال أن تقديم غيره ال وجه له، فإذا قدمه كــان عليــه

القود. نعم لــو دار بين قتــل واحــد أو قتــل متعــدد، كمــا إذا كــان بقــاء الجــنين في رحم األم خطــرا عليهمــا، أمــا إذا أســقطته كــان القتــل للجنين فقط، لم يبعد تقديم الواحد لدوران األمر بين االهم والمهم، وللمناط في مسألة الدفاع، وبذلك كان يفــتي والــدي )رحمــه اللــه( بشرط أن يكون قتلهما مع بقائه مقطوعا به حسب تجربــة قطعيــة، أو إخبار أهل خبرة موثقين، وفي التعــدد والعدالــة في أهــل الخــبرة

اإلشكال السابق. نعم ربما يقال بوجــوب الديــة لألب، ألن جــواز القتــل ال يســقط الدية، كما في ما إذا تترس بالمسلمين، حيث تعطى ديتهم من بيت

المال، فإذا رضي األب سقطت الدية رأسا. ال يقال: إذا رضي األب بالقتــل كــان كالهمــا شــريكا في القتــل،

فالدية من نصيب من بعدهما. ألنه يقال: إذا جاز القتل لم يكن وجه لعدم الدية، إذ القاتل إنمــا

يمنع من

. 1 ح31 الباب 483 ص11الوسائل: ج (?)1. 2 ح31 الباب 483 ص11الوسائل: ج (?)2

71

Page 72: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الدية إذا كان ظلما، أما إذا كان بإجازة شرعية كان له حق أخــذ الدية، كمــا إذا قتــل األخ أخــاه المتــترس بــه من قبــل الكــافر، فــإن

القاتل يأخذ دية المقتول الذي قتله بنفسه، فكيف بسائر ميراثه. هذا ولكن األظهر أن قتل األم للجنين قــد يكــون من بــاب األهم والمهم، والظــاهر لــزوم إعطائهــا الديــة لألب إن كــان لــه أب، وإال فالوارث هي، وال يعقل أن يكون لإلنســان ذمــة على نفســه فال ديــة أصــال، وقــد يكــون من بــاب المنــاط في أدلــة الــدفاع، وهنــا يكــون

المقتول هدرا فال دية أصال، رضي األب أم كره. ثم إن األم إن اسقطت الجــنين قبــل ولــوج الــروح عمــدا، كــانــا، إال ألمــر أهم في نظــر ــد زن ــر، وإن كــان ول ــة والتعزي عليهــا الدي الشرع، كما أنــه إذا لم تســقطها كــان معــرض الفتنــة والقتــال ومــا أشبه، وإن أسقطته بعد ولوج الروح كان عليها القصاص، لمــا حقــق في محله، من أن الجنين المولوج فيه الــروح حكمــه حكم اإلنســان الكبير في الدية والقصاص، بل لو كان ذكرا لزم الــرد من مــال األم

على ورثة الجنين.

))لو أكرهه على القتل في قبال األشد من القتل(( الفرع الثــالث: أن يكــون المكــره أكرهــه على القتــل في قبــال األشد من القتل، كما إذا هدده بأنه إن لم يقتله قتله وكل أوالده، أو عذبه أشد التعذيب إلى أن يمــوت ممــا هــو أســوأ من القتــل، فهــل يجوز أن يقتله ال فرارا من قتل نفسه، بل فرارا ممــا ال يتحملــه منــاالن، من إطالق ــل المهم، احتم ــظ األهم في مقاب ــذيب، ولحف التع األدلة السابقة المحرمة لقتل البريء، ومن انصرافها عن مثل هــذه

الصورة. ــة معصــية ا أولى من ــأن أقلي ــل ب ــا االســتدالل لجــواز القت هللاأم أكثريتها، فغير تام، وإال فلو قالت لــه: ازن بي زنــا واحــدا، وإال زنيت ثالث مرات مع رجال أجانب، لزم على تلك القاعدة جــواز أن يــزنيــانت بها، ألنه أقل معصية من ثالث زناءات، فإن معصية الغير وإن ك

أكثر ال تبرر معصية اإلنسان وإن كانت أقل. أما جواز أن يقطع اإلنسان يد غيره بإكراه المكره لنجــاة نفســه

من القتل

72

Page 73: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

كمــا ســيأتي، فليس ذلــك لــدوران األمــر بين معصــية أقــل من اإلنسان، ومعصية أكثر من المكره ـــ بالكســر ـــ ، بــل لداللــة األدلــة

إنمــا جعلت التقيــة ليحقن بهــاالــتي منهــا مــا تقــدم من الصــحيح: ، فــإن المنصــرف من الــدم النفس الالدماء، فإذا بلغ الدم فال تقية

مثل الجرح.وكيف كان فالمسألة بحاجة إلى تتبع أكثر وتأمل أدق.

))صور المكره والقاتل((ــل إنمــا فعــل ــيره على القت ــا تقــدم من أن المكــره غ ثم إن م حراما، لكن ال دية عليــه وال قـود، وإنمـا الديـة والقـود على القاتــل، ــع، ألن كال إنما يكون إذا كان القاتل بالغا عاقال، إذ صور المسألة أرب

من المكره والقاتل إما كامل أو غير كامل. فاألولى: أن يأمر الكامل الكامل، وقد تقدم حكمه.

والثانيــة: أن يــأمر الكامــل غــير الكامــل، كالطفــل غــير الممــيز والمجنون، والقصــاص هنــا على المكــره، بال خالف وال إشــكال كمــا

في الجواهر، ألنهما بالنسبة إليه كاآللة كما في الشرائع. ويؤيده ما تقدم في قتل العبد بأمر السيد، وحيث إن القود على اآلمر تكون الدية عليه أيضا ألنها بدلــه، فــإذا صــولح بالديــة، أو كــان الحكم الدية لزمت اآلمر، والظاهر أنه كذلك إذا كان الطفل ممــيزا،

فهــو كاآللــة أيضــا، وإن كــان الــواجب هنــاعمــد الصــبي خطأألن تأديبه، كما يؤدب الطفل والمجنون المميزان في كــل مكــان ارتكبــا

ما يوجب التعزير أو الحد. ــوم ــذي ن ــوعي كال ــد ال ــر فاق ــا إذا أم ــه يعلم الكالم في م ومن

مغناطيسيا وشارب الخمر والمرقد وشبههما. ومما ذكرنا في الطفل المميز أنه ال يقتض منه وال يكلف بالديــة ال هو وال عاقلته، ظهر اإلشــكال فيمــا عن الوســيلة من أن المــأمورــة إن كان مراهقا اقتص منه، وفيما عن الشيخ في المبسوط والنهاي وابن البراج في المهذب والجواهر من أنه يقتص منه إن بلغ عشرا، وفيما في الشرائع وعن القواعد من أنه ال قــود على أحــدهما وإنمــا الدية على عاقلة المباشر، وفيما عن المقنع والمقنعة من أنه يقتص منــه إن بلــغ خمســة أشــبار، وإن لم يكن بلــغ خمســة أشــبار قضــي

بالدية.وإن كان

73

Page 74: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ربما استدل: لالول: بإطالق أدلة القصاص.

ــه وصــدقته ووصــيته ــة على جــواز عتق ــار الدال ــاني: باألخب وللثوطالقه.

وللثالث: بأنه ال قود على المباشـر لعـدم بلوغـه، وال على اآلمـرلعدم مباشرته القتل.

عن ،)عليــه الســالم(وللرابع: بما رواه الســكوني، عن الصــادق إذا بلـغ الغالم خمسـة أشــبار اقتص منـه، وإن :علي )عليه السالم(

. (1)لم يكن بلغ خمسة أشبار قضي بالدية وبما رواه الجعفريــات، عن الصــادق )عليــه الســالم(، عن آبائــه

قضى في رجل اجتمـع هـو)عليه السالم( إن عليا )عليهم السالم(: إذا بلـغ الغالم)عليــه الســالم(:وغالم على قتل رجــل فقتاله، فقــال

خمسة أشبار بشبر نفسه اقتص منه واقتص له، فقاسوا الغالم فلم. (2)بالدية يبلغ خمسة أشبار، فقضى علي )عليه السالم(

لكن شيئا من االستدالالت لألقوال المذكورة غير تام. إذ يرد على األول: حكومة أدلة عمد الصبي خطأ على إطالقــات

القصاص. )عليــهعن أبيـه ،)عليــه الســالم(فعن أبي البخــتري، عن جعفـر

إنــه كــان يقــول في المجنــون :، عن علي )عليــه الســالم(الســالم(ــه والمعتوه الذي ال يفيق، والصبي الذي لم يبلغ: عمدهما خطأ تحمل

. (3)العاقلة، وقد رفع عنهما القلمــه )عليهم)عليه السالم(،وعن الجعفريات، عن الصادق عن آبائ

ليس بين )عليــه الســالم(:السالم(، قال: قال علي بن أبي طــالب . (4)الصبيان قصاص، عمدهم خطأ يكون فيه العقل

. 1 ح36 الباب 66 ص19الوسائل: ج (?)1. 1 ح33 الباب 256 ص3المستدرك: ج (?)2. 2 ح36 الباب 66 ص19الوسائل: ج (?)3. 2 ح8 الباب 288 ص3المستدرك: ج (?)4

74

Page 75: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

مــا قتــلوعن دعائم اإلسالم، عنــه )عليــه الســالم(، إنــه قــال: المجنـــون المغلـــوب على عقلـــه والصـــبي، فعمـــدهما خطـــأ على

. (1)عاقلتهما ومـــا جـــنى الصـــبيقـــال: )عليـــه الســـالم( وعن أبي جعفـــر

. والمجنون على عاقلتهما وبهذا باإلضافة إلى اإلجمــاع المنقــول والشــهرة المحققــة تــبين لــزوم حمــل مــا دل على العكس، من أن خطــأ الغالم أو المــرأة

. (2)عمد مثل مــا رواه أبــو بصــير، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، قــال:

إن خطــأســئل عن غالم لم يــدرك وامــرأة قتال رجال خطــأ، فقــال: . (3) الحديثالمرأة والغالم عمد

إن خطــأ )عليه الســالم(:هللاوفي رواية الكناسي، عن أبي عبد ا . (4) الحديثالمرأة والعبد مثل العمد

على التقية كما ذكره الشيخ، والخبران المذكوران في الوسائلفي باب حكم ما لو اشترك صبي وامرأة في قتل رجل، فراجع.

وعلى الثاني: بأنه على تقدير تسليم مــا ذكـر البـد وأن يخصــص إطالق عمد الصبي خطأ ونحوه بمقــدار مــا في الروايــة ال أكــثر من

ذلك، وإال كان حكمه حكم البالغ وهو مقطوع العدم. وعلى الثــالث: بمــا ذكــره الجــواهر، بــأن ظــاهر تحقــق اإلكــراه بالنسبة إليــه أنــه ال يقــاد منــه إذا قتــل، وإذا تحقــق فالســبب أقــوى

فينبغي القود. وعلى الرابع: بأنه من غير البعيد أن اإلمــام حكم بــذلك بالنســبة إلى أهــل الكوفــة، لعلمــه بــاقتران البلــوغ بهــذا المقــدار، وإال فمن

الواضح عدم التالزم بين

. 4 ح8 الباب 288 ص3المستدرك: ج (?)1. 1 ح26 الباب 255 ص3المستدرك: ج (?)2. 1 ح34 الباب 64 ص19الوسائل: ج (?)3. 2 ح34 الباب 64 ص19الوسائل: ج (?)4

75

Page 76: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــه ضــعيفا األمرين كلية، ولذا قال الشرائع والجواهر: إنه مع كونمطروح عند المعظم.

أقول: بل وحتى عند القائل في بعض كتبــه اآلخــر، ويمكن أن ال من بــاب قاعــدة)عليــه الســالم( يحمــل على التقيــة بفعــل اإلمــام

اإللزام، إذ ببالي أن عمر أمر بتقدير الناس بخمسة أشبار في قضيةخاصة، وكيف كان، فمقتضى القاعده ما ذكرناه.

الثالثة: أن يأمر غير الكامل الكامل ويكرهه عليــه، وذلــك ممكن كما إذا كان غير الكامل ملكــا جبــارا، لتعــارف تــوارث األطفــال في الحكومات االستبدادية، فالكالم بالنسبة إلى المكره ـــ بــالفتح ـــ هــو الكالم السابق في جـبر الكامــل لكامــل آخــر، إذ ال فـرق في األدلـة التي ذكرناها هنــاك بين أن يكــون الجـابر كـامال أو ناقصــا حــتى وإن

كان الجابر مجنونا. وأمــا الكالم في المكــره ـــ بالكســر ـــ فال قصــاص عليــه قطعــا،

وغيره مما تقدم في صــورة كــون القاتــلعمد الصبي خطألدليل )عليــه الســالم(:طفال، وهــل عليــه الديــة، أي على عاقلتــه، لقولــه

تحملـه العاقلةفإنــه إذا كـانت الديــة عليـه فيمـا إذا باشـر القتــل ، كانت الدية عليه فيما إذا أمر، أو أن الدية على القاتل ألنه المباشــر للقتــل، فــإذا لم يكن قصــاص كــان عليــه الديــة، الظــاهر األول، ألن القاتل ال يخلو من أن يحق له القتل ألنه مكره ـ بالفتح ـــ أو ال يحــقــان األول فحيث إن ــإن ك ــل، ف ــراه في القت ــدم تمشــي اإلك ــه، لع لــة على ــانت الدي ــذي هــو الطفــل أقــوى من المباشــر ك الســبب ال السبب، وإن كان الثاني فعليه القصــاص ال الديــة، ألنــه قتــل إنســانا حيث ال يحق له القتــل، وعلى كال التقـديرين ال مجـال لديـة القاتـل،

فتأمل. الرابعة: أن يأمر غير الكامل غير الكامل، كأن يأمر طفل طفال، أو مجنون مجنونــا، أو أحــدهما اآلخــر، بــأن كــان األمــر بــاإلكراه، وال

إشكال في عدم القصاص ألي منهما، ألن عمدهما خطأ. نعم تجب الدية على عاقلة المكره ـ بالكسر ـ ألن السبب أقوى

من المباشر.

76

Page 77: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ومن مصاديق غير الكامل السكران ونحوه، وقد تقدم في بعضــا ــالمجنون في م ــه ك ــاحث الســابقة الكالم في الســكران، وأن المب

يرتكب. ثم إنه لو لم يكن إكراه في الواقع، لكن القاتل ظنه إكراها، كما إذا أمره عبد السلطان الجائر باسم السلطان فنفـذ، ثم ظهــر عـدم أمر السلطان، وأنه إذا لم يكن قتله لم يكن عليه شيء، فالسلطان

ليس عليه شيء. أما اآلمر فهل يخلد السجن إلطالقات أدلة تخليد اآلمــر الســجن أو ال، النصراف الدليل إلى ما لو أمر من نفسه ال من غيره، الظاهر األول للمناط، بل الفحوى، فإن هذا األمر أســوأ من األمــر من قبــلــة ألن نفسه، وأما القاتل فإن حق له القتل لم يقتص منه، بل وال دي السبب أقوى، فالديــة على الســبب، وإن لم يحــق لــه القتــل اقتص

هللامنه، وا سبحانه العالم. ثم إن ما ذكرناه من أول الصورة الخامسة إلى هنا، إنما هو فيــل، أو ما إذا أكرهه المكره على القتل بتهديد أقل من القتل، أو القت

األكثر من القتل. أما إذا لم يكن إكــراه، وإنمــا أمــره فقتــل بــدون إكــراه وال زعم إكراه، فالقود على القاتــل، إلطالقــات األدلــة، والســجن على اآلمــر

للروايات. وكل ما ذكرناه إنما هــو في الحــر، وأمــا إذا كــان المــأمور عبــداــاع إلى ففيه كالم مذكور في الجواهر وغيره فراجع، وقد تقدم اإللم

الفرق بين كونه آلة للسيد أم ال.

77

Page 78: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))فروع في اآلمر بالجناية(((: فيها فروع: 3)مسألة

))لو قال اقتلني وإال قتلتك(( األول: لو قال كامل آلخر: اقتلني وإال قتلتك، إذ قــد يتفــق ذلــك كما نقله المحدث القمي )رحمه الله( في الحسود الذي أمــر عبــده بأن يقتله في ســطح دار جــاره ليلــوث الجــار بــذنب قتلــه، لم يســعــل القتل، كما صرح به الشرائع والمسالك، وفي الجواهر بال خالف ب وال إشكال، وعلاله بأن اإلذن فيه ال ترفع الحرمــة الحاصــلة من نهي

المالك الحقيقي. لكن لو أثم وباشر، فهــل يجب عليــه القصــاص، كمــا يظهــر من المسالك الميل، أو ال يجب، كما عن الشيخ في المبسوط والفاضل في التلخيص واإلرشــاد، بــل في المســالك إنــه األشــهر، احتمــاالن، وتوقف العالمة في محكي القواعد، وينبغي أن يجعــل محــل الــنزاع في ما إذا لم يزعم القاتل جواز ذلك له، وإال فال قصاص قطعــا، ألن

الشرط العلم كما تقدم في كتاب الحدود. أما إذا لم يزعم ومع ذلك قتل، فالظاهر هو قول الشيخ وأتباعه لما علله الشرائع بقولــه: ألنــه كــان ممــيزا أســقط حقــه بــاإلذن فال

يتسلط الوارث. هللاأقول: ألن في القتل حقين حق ا وحق الناس، والقصاص تــابعــاس، لحق الناس، ولذا يصح للوارث إسقاطه، كما أن الدية حــق الن

ولذا يصح لهم إسقاطه. ال يقال: القصاص يتعلق بالقاتل بعد القتــل فهــو حــق لهم ال لــه فال يحق له إسقاطه، وكان إسقاط المقتــول لــه كإســقاط األجنــبي،

حيث ال يؤثر في اإلسقاط. ألنــه يقــال: إنــه أوال وبالــذات حــق المقتــول، وإنمــا ينتقــل إلى الوارث باإلرث، كمــا هــو الظــاهر عرفــا من األدلــة، ويــدل عليــه أن المريض يصح له أن يبرئ الطبيب من دمه إذا مات بســبب طبابتــه، كما دل النص واإلجماع، ومن المعلوم أن الدية بدل القصاص، فــإذا كان أمر الدية في الطــبيب بيــد المــريض كــان أمــر القصــاص بيــده أيضا، فيصح له إسقاط القصاص كما يصــح لــه إســقاط الديــة، هــذا

باإلضافة إلى أصالة البراءة، وقاعدة درء الحد بالشبهة.وبذلك ظهر أنه ال وقع لإلشكال في كونه حقا للميت بأنه قبل

78

Page 79: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــابال ــوت ليس ق ــد الم ــة، وبع ــاص والدي ــك القص ــوت ال يمل المــاوم الظــواهر ــة ال تق ــا، إذ اإلشــكاالت االستحســانية العقلي لملكهم

الشرعية.ــا الشــيخ ــه المســالك والجــواهر وتبعهم ــا أجاب باإلضــافة إلى م المرتضى )رحمه الله( في المكاسب في شــبه المســألة من تصــورــه آنامــا، ثم ينتقــل إلى اآلنامائيــة من كــون الحــق للميت قبــل موت الوارث بدليل نفــوذ وصــاياه وقضــاء ديونــه منهــا، فلــو كــانت الديــة للوارث ابتـداء لم تكن كـذلك، وحيث إن الديـة بـدل القصـاص كـان

القصاص كذلك أيضا. وبما تقدم تبين أن االستدالل القائــل بثبــوت القصــاص بــأن إذن المقتول غير مبيح فال يرتفع به الحد، وأنه المــوجب للقصــاص، فهــو مثل إذن الزانية بزنا الزاني بها، حيث ال يرتفــع بــذلك الحرمــة، غــيرــول، صحيح، إذ ليس الكالم في الحرمة، وإنما الكالم في حــق المقت فهو مثل سقوط مهر البغي وأرش بكارتها بإذنها في البغاء، في مــا

كان على الزاني كال األمرين لو لم تأذن في ذلك. والحاصل: سقوط حق الناس في كال المقــامين، وإن كــان اإلثم

موجودا. ثم إن الجواهر أدرج المسألة في الدفاع، قال: إال أن يندرج في

الدفاع فيتجه حينئذ سقوط القصاص والدية واإلثم. هذا ولو كان المكره ـ بــالفتح ـــ في مــا لــه القتــل، قتــل مورثــه بإكراه المكره ـ بالكسر ـ مما كان السبب أقوى، كان لــه القصــاص عن اآلمر، كما أنه إذا لم يكن له القصــاص كــان لــه أن يأخــذ الديــةــة، ألن منه، إلطالق أدلتهما، ولو لم يكن له القتل فال قصــاص وال دي

القاتل ال يقتص من غيره وال يأخذ الدية. ولو كان اآلمر المكره ـ بالكسر ـ هو الوارث للمقتول، فإن كان

المكره ـ بالفتح ـ كاآللة فليس له قصاص وال دية. أما إذا لم يكن كاآللة، فالظاهر عدم حقه في القصــاص والديــة، ألنه أهدر حقه بأمره بالقتل، كما تقدم في مســألة مــا لــو قــال لــه:

اقتلني وإال قتلتك، فقول الجواهر: )كان

79

Page 80: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــان له القصاص لعموم األدلة، وال يسقط حقه بإكراهه، في ما كاآلمر المكره هو الوارث للمقتول( ال يخلو من إشكال.

ثم إنه قد ظهر مما ســبق الصــور الثالثــة األخــر للمســألة، وهيأمر الكامل للناقص أن يقتله، وبالعكس، وأمر الناقص للناقص.

))لو قال اقتل نفسك(( الثــاني: لــو قــال: اقتــل نفســك من غــير إكــراه لــه على القتــل ففعــل، فــإن كــان المــأمور بالغــا عــاقال فال شــيء على اآلمــر من

القصاص والدية، نعم عليه التعزير، ألنه أمر بالمنكر. هذا هو الذي اختــاره الشــرائع والمســالك والجــواهر، وذلــك ألن المباشر أقوى من السبب، واحتمال وجوب القصاص أو الدية عليــهــو ال ألنه لو لم يأمره لم يفعله كاإلنسان المستعد لالنتحار حتى أنه ل األمر لم يقتل نفسه، فيه: إنه ال يجعله أكــثر من كــل آمــر بــالمنكر،

فال يصدق عليه القاتل الذي هو المعيار في القصاص والدية. ثم إن ما ذكرنــاه من اعتبــار البلــوغ والعقــل أولى من عنــوانهم اعتبار التميز، إذ الطفل والمجنون المميزين إذا أمرهما اآلمــر بقتــلــه فــالالزم نفسهما فقتال، كان عمدهما خطأ فكانا بمنزلة اآللة، وعليــل كون القود والدية على اآلمر، وكذا لو قال لسكران أو نحــوه: أقت

نفسك فقتل، وإن كانت المسألة بحاجة إلى التأمل. أما إذا لم يكن المأمور مميزا، فال إشكال في القود على اآلمــر، كما صــرح بــه المحقــق والعالمــة والشــهيد والجــواهر وغــيرهم، ألن

السبب أقوى من المباشر. أما إذا كان المأمور بالغا عــاقال فأكرهــه على قتــل نفســه، فــإن كان في قبال القتل شيء أقل كقطع يــده، أو مســاو كقتــل المهــدر له، فال إشكال في عدم جواز قتل المأمور نفسه ألقلية األول، وألنه ال معنى لالضطرار إلى قتل نفســه خوفــا من قتــل القاتــل لــه، وإذا قتل نفسه والحال هذه فال قود وال دية على اآلمــر، وإن كــان فــاعال للحرام يعزر عليــه، بــل يحتمــل تخليــده الســجن للمنــاط في تخليــد

اآلمر بالقتل السجن.وإن كان في

80

Page 81: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

قبال القتل شيء أشد كتعذيبه بمــا ال يتحمــل، وقتلــه مــع جميــعــف عائلته، ففي المسالك وكشف اللثام: جاز قتل نفسه، ألن التخوي بنوع من القتل أصعب من النوع الذي يقتل به نفسه يحقق اإلكراه،ــر، ويترتب القصاص حينئذ على اآلمر المكره، ألنه أقوى من المباش وفي الجواهر العدم، إلطالق دليل منع قتل النفس، وإال لجاز للعالم

بأنه يموت عطشا مثال أن يقتل نفسه باألسهل من ذلك. أقول: اإلطالق مشــكوك فيــه، والنقض غــير وارد، ألنــه إذا كــانــرج، موته عطشا شديدا عليه بحيث ال يتحمله من شدة العسر والح لم يكن دليل على عدم جواز إراحة نفسه بالقتل، وكذا في المريضــه الــذي ال يتحمــل شــدة األلم، وإن كــانت المســألة المقطــوع موت

بحاجة إلى تأمل وتتبع أكثر.

))صور اإلكراه التخييري بين نفسه وغيره(( الثالث: لو خيره بين أن يفعل ما يوجب القصــاص بــالغير، أو أن

يفعل اآلمر به ذلك، فالصور ثالثة: األولى: أن يكــون التهديــد أخــف، كــأن يقــول: اقتــل زيــدا، وإال قطعت يــدك، وال ينبغي اإلشــكال في عــدم جــواز أن يقتلــه، ألن محذور التهديد أخف من محذور المأمور به، وكذلك لو قــال: اقطــع

يد زيد وإال قطعت إصبعك، إلى غير ذلك من األمثلة. ــد وإال الثانية: أن يكون التهديد مساويا، كما إذا قال: اقطع يد زي قطعت يدك، والمقام كالســابق في عــدم الجــواز لألصـل، وال دليــلعلى أن اإلكراه يرفع مثل ذلك، ألن المنصرف من أدلته غير ذلك.

الثالثة: أن يكون التهديد باألشد، وهو على نوعين: األول: أن يكون التهديد بالقتل، كما لو قـال: اقطـع يـد هـذا وإال قتلتك، والمشــهور عنــدهم أن لــه قطعهــا ألدلــة اإلكــراه، وللصــحيح

إنما جعلت التقيــة ليحقن بهــا الــدم، فــإذا بلــغوالموثق المتقدمين: ، وال يناقش فيه بعد ذلك الدم فال تقية

81

Page 82: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بأن قطع يد اإلنسان حرام فال يصار إليه فرارا من فعــل إنســان آخر الحرام، فهو كما إذا قــال: اقطــع يــد زيــد وإال قتلت عمــروا، أو كما إذا قالت: قبلني وإال زنيت، إذ يـرد عليـه أن أهميـة النفس عنـد

الشارع توجب الجواز في قطع يد زيد وإال قتلت عمروا. أما مثال قبلني فال دليل على إطالق منع الحرام عن الغير، وإن

كان بفعل حرام ولو أخف، فاألصل عدم الجواز. ومنه يعلم أنه لو قال له: اقطع يد زيد وإال قتلتــك، كــان القطــع واجبا، وتعبير الجواهر بقوله: كان له قطعها، إنما هو في مقام توهم

الحظر، فال داللة فيه على الجواز في قبال الوجوب. وكذا لو خيره بين أن يقطع يد زيد أو أن اآلمر يقتــل عمــروا، ثمــاص إن قال له ذلك فقطع المأمور يد البريء، كان على اآلمر القص دون القاطع، لكون السبب أقوى من المباشر، فما عن القواعد من اإلشــكال فيــه ألن األمــر لم يباشــر القطــع فتجب عليــه الديــة دون القصاص، كاحتمال وجوب الدية على القاطع ألنه ضــمان، وال فــرق في الضمان بين المختار والمكره بل وحتى النــائم، ولــذا لــو انقلبت

الظئر ضمنت دية الرضيع، فيها ما ال يخفى. إذ يــرد على األول: إن قــوة الســبب تــوجب القصــاص كمــا في

القتل، وقد تقدم دليله. وعلى الثاني: إنه فرق بين النائم والمكره، إذ ال سبب في األول بخالف المكره ـ بالفتح ـ ووجود السبب األقوى من المباشر يــوجب

تحمل السبب التبعة.ثم اآلمر يعزر باإلضافة إلى القصاص، ألن إكراه الغير محرم.

))لو خيره بين القطعين وإال قتله(( الرابع: لو قــال لــه اقطــع من هــذا أو من هــذا وإال قتلتــك، فلــه

صورتان: األولى: أن يتساوى المأمور به، كما لو قال: اقطع يد زيــد أو يــد عمرو، فال ينبغي اإلشكال في وجــوب قطـع يــد أحـدهما تخلصـا من

قتل نفسه، والقصاص على

82

Page 83: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

اآلمر، كما أفتى بــه الشــرائع والتحريــر والجــواهر وغــيرهم، ألن الســبب أقــوى من المباشــر، ألنــه على الجــامع الــذي ال يتحقــق إال بإبراز أحد أفراده إلى الوجود، فاحتمال عدم القصــاص ألن التعــيين عري عن اإلكراه فيكون المباشر مختارا في ذلـك ممنـوع، ولـذا لـو اضطر إلى شرب أحد إنائي خمر لم يكن شربه ألحدهما حراما ولم يحــد، إلى غــير ذلــك من األمثلــة، والظــاهر أنــه لــو قــدم يــد عــدوه

فقطعها كان من اإلكراه. الثانية: أن يتفاوت، كما لو قال: اقطع اصبع زيد أو يد عمرو، وال إشكال في لــزوم أن يفعــل األخــف، ألن الضــرورات تقــدر بقــدرها، مثلمــا إذا أكرهتــه على أن يقبلهــا أو يــزني بهــا، فإنــه ال يجــوز الزنــا

قطعا، فإذا قطع اإلصبع كان القود على المكره. ــه أو على اآلمــر، ــة علي ــود أو الدي ــد، ففي الق ــا إذا قطــع الي أم احتماالت، من أنه اكراه على الجامع المحقق في قطع اليد فــالقود على اآلمــر، ومن أن جعــل المباشــر القطــع مــع أنــه كــان بإمكانــه التخلص، فــالقود على المباشــر، ومن الشــك الناشــي من خلــط اإلكراه بغير اإلكراه فالدية على اآلمر ألنــه أقــوى، أو على المباشــرــد إلمكانه التخلص فلم يتخلص، أو كون دية اإلصبع على اآلمر والزائــبع، ــع اإلص ــثر من قط ــر، ألن اآلمــر لم يكــره إلى أك على المباش ويحتمل قطع إصبع اآلمر إلكراهه، ويد المباشــر لعــدم كونــه مكرهــاــر، ــبع على المباش ــة إص ــده أوال دي ــوع ي ــرد المقط ــد أن ي ــه بع في والمسألة بحاحة إلى التأمل، وإن كان التوزيــع بين اآلمــر والمباشــر

في الجملة أقرب، وال يبعد االحتمال األخير. ومنه يعلم حكم ما لو أكرهــه على قطــع يــد زيــد أو إصــبع زيــد، فقطع يده، ولو أمره كرها أن يقطع إصبعه فقطع يده، قطــع إصــبع

اآلمر ويد المباشر، كما تقدم.

83

Page 84: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ولو أمره أن يقطع يده، فقطــع إصــبعه الحتمالــه التخلص، كــان على اآلمر قـود اإلصـبع، ألن أمــره بقطـع اليــد لم ينفـذ، وألن قطـع

اإلصبع كان من إكراهه، والسبب أقوى من المباشر.ــل، أو ــا فقب ومما تقدم يعرف الكالم في أنه إن أكرهه على الزن على القبلة فزنا، أو على أحدهما فاختار القبلة، أو اختار الزنا، وأنــهــه في األول ــر علي ــع، وال تعزي ــاني والراب ــد في الث ــه الح يجب علي

والثالث.

))لو أكرهه على صعود شجرة فوقع(( الخامس: لو أكرهه على صعود شجرة مثال فزلقت رجله فمــات أو انكسر، فال شك في وجوب شـيء على المكــره، لكنـه القصـاص إذا كان قصد قتله وكسره أو كان الغالب كــذلك، وبــدونهما فالديــة، وهذا هو ظـاهر الجـواهر، خالفـا للمحكي عن التحريـر إطالق ثبـوت

الدية، وفيه نظر.ومثله لو أكرهه في نزول بئر أو صعود جبل أو ما أشبه.

وكذا إذا أمره باختراف غابة فأكله السبع، أو قطع عضــوه، وقــد تقدم كون القتــل عمــدا إذا كـان قصــد الهالك، أو كـان الغــالب فيــهذلك، كما في الذي سم آخر أو ألقاه في النار أو البحر أو ما أشبه.

وال فرق في ذلك بين أن يكون واجبا عليه ظاهرا بإجارة ونحوها أم ال، فلو اســتأجر إنســانا لصــعود الشــجرة فتــبين أنــه خطــر ظهــر بطالن اإلجارة، فإذا أجبره على ذلك كان كما تقــدم، ولــو لم يجــبره

لكنه صعد بزعم الوجوب، لم يكن على الموجر قصاص وال دية. ومنه يعلم أن الذين يعملون في المنــاجم والغابــات والعمــارات وأعماق البحر وما أشبه، إذا هلكوا بسبب ســقوط المنجم عليهم أو ما أشبه لم يكن على المستأجر ضمان، نعم لو شرط الضمان عليه

كان عليه الدية حسب الشرط. كما أنه لو علم المستأجر أنه مهلكة، فإن علم األجير بذلك ومع ذلك أقدم لم يكن على المستأجر شيء لألصل، وإن لم يعلم األجير

بذلك كان على المستأجر الضمان، إذ حاله حال

84

Page 85: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

من قدم إلى غيره طعاما مسموما فأكله وهو يعلم أنه مســموم حيث ال ضمان، أو أكله وهو ال يعلم حيث يكون الضــمان، ألن اآلكــل

مغرور كما تقدم. ولو أكرهه على صــعود شــجرة طويلــة فيهــا العطب، أو شــجرةــة لم يكن على المكــره ــة ال عطب فيهــا، فصــعد الطويل غــير طويل

الضمان، ولو كان في كلتيهما العطب كان عليه الضمان. نعم لو كان في الطويلــة عطب كســر اليــد مثال، وفي القصــيرة عطب الجــرح، فصــعد الطويلــة فانكســرت يــده كــان على المكــره الضمان بقدر الجرح، ألنه لم يكــره على أكــثر من ذلــك، كمــا تقــدم

مثله في المسألة السابقة. ولو اختلفــا في أصــل اإلكــراه، أو في الزيــادة والنقيصــة، أو مــاــة أشبه ذلك، كان األصل مع طرف المصاب إال إذا قام المصــاب بين

على دعواه، كما هو واضح.

))لو أقر بما يوجب حدا أو قصاصا(( السادس: لو أقر بما يوجب حـدا أو قصاصـا، مــع تـوفر شـرائط اإلقرار، ثم ظهر كذبه بعد إجراء الحد والقصاص عليه، لم يكن على الحاكم اآلمر والحداد المجري شيء، وذلك ألنه الســبب األقــوى من المباشر كما هو ظــاهر، وال فــرق بين أن يكــون كذبــه عمــدا أو عن

سهو أو ما أشبه. ولو أجبره إنسان على اإلقــرار، فهــل على المكــره ـــ بالكســر ـ شيء، ال يبعد ذلك بأن يكون عليه القصــاص، ألنــه الســبب األقــوى، فيكون حالــه حــال من أمــر طفال أو أغــرى حيوانــا، ولــو قيــل بعــدم

القصاص لالستشكال في ذلك كما تقدم مثله فالبد من الدية. ولو أجرى الحد الحاكم بعلمه ثم ظهر اشــتباهه، فال إشــكال وال خالف في عــدم القصــاص، كمــا ال ينبغي اإلشــكال في الديــة الــتيــه في تكون من بيت المال، كما ذكرناه في مبحث خطأ الحكــام وأن

بيت المال نصا وفتوى. أما لو شهد الشهود، اثنان كــانوا أو أكــثر، في حقــوق النــاس أو هللاحقوق ا بما يوجب قتال، كالقتل واالرتداد، أو رجما كالزنا، أو حرقــا ونحوه كاللواط، وأجري الحد ثم ظهــر أنهم شــهود زور، فال إشــكال

وال خالف في أنه ال يضمن الحاكم وال الحداد،

85

Page 86: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وكــان على الشــهود القــود، ولــو ظهــر اشــتباههم بــدون تعمــد فعليهم الدية، وذلك ألن السبب وهم الشهود أقوى من المباشر، أي

الحاكم اآلمر والحداد المجري.ــوب، ــا رواه ابن محب ويدل على الحكم باإلضافة إلى القاعدة، م

في أربعة شهدوا على رجل محصن ،)عليه السالم(هللاعن أبي عبد ا إن )عليــه الســالم(:بالزنا ثم رجع أحدهم بعد ما قتل الرجلـ فقــال

قال الراجع وهمت، ضرب الحد وغرم الدية، وإن قال: تعمــدت قتل(1) .

إن أمــير المؤمــنين )عليــهوخبر مسـمع، عنــه )عليــه السـالم(: السـالم( قضــى في أربعــة شــهدوا على رجــل أنهم رأوه مــع امــرأة يجامعها فرجم ثم رجع واحد منهم، قال: يغــرم ربــع الديــة إذا قــال: شبه علي، فإن رجع اثنان وقاال شبه علينا، غرمــا نصــف الديــة، وإن رجعوا فقالوا شــبه علينــا، غرمــوا الديــة، وإذا قــالوا: شــهدنا بــالزور

. (2)قتلوا جميعا وخبر الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن )عليه الســالم(، في أربعة شهدوا على رجل أنــه زنى فــرجم، ثم رجعــوا وقــالوا قــد وهمنا، يلزمون الدية، وإن قالوا: إنما تعمدنا، قتــل أي األربعــة شــاء ولي المقتول ورد الثالثة ثالثة أرباع الدية إلى أولياء المقتول الثاني، ويجلد الثالثة كل واحد منهم ثمـانين جلـدة، وإن شـاء ولي المقتــولــدون ــة، ويجل ــهود األربع ــاء الش ــات على أولي أن يقتلهم رد ثالث دي

. (3)ثمانين كل واحد منهم، ثم يقتلهم اإلمام هللاوروى الصدوق في المقنع، عن أبي عبد ا )عليه الســالم(، إنــه سئل عن أربعة شهدوا على رجل بالزنا فـرجم ثم رجــع أحـدهم عن

. (4)يقتل الرجل ويغرم اآلخرون ثالثة أرباع الديةالشهادة، قال:

. 1 ح63 الباب 96 ص19الوسائل: ج (?)1. 1 ح64 الباب 97الوسائل: ج (?)2. 2 ح64 الباب 97 ص19الوسائل: ج (?)3. 1 من القصاص في النفس ح52 الباب 259 ص3المستدرك: ج (?)4

86

Page 87: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فإن شهد أربعة على رجل بالزنا ثم رجعوقال في موضع آخر: ــة، وإن ــه الدي أحدهم عن الشهادة وقال: شككت في شهادتي، فعلي

.قال: شهدت عليه متعمدا قتل والظاهر أن قتل الشاهد إذا اعترف بأنه شــهد زورا إنمــا يكــون إذا كان الشــاهد يقتــل بالمشــهود عليــه في بــاب القصــاص، وإال فال يقتل، إذ قتل الشاهد إنمــا هــو في قبــال المقتــول، ال أنــه لشــهادته

الزور، وإال فشاهد الزور له حد آخر. ويؤيد ذلك أن الدية التي يعطيها شاهد الزور في حال االشــتباه، إنما هي بقدر دية المشهود عليه، مثال لو شــهد الرجــل على المــرأة فقتلت، كان عليه نصف دية الرجل، ولو شهدت المرأة على الرجل

فقتل في مثل الزنا، كان عليها دية الرجل. ولــو شــهد الشــهود على إنســان بمــا يــوجب قطــع الطــرف، أو إذهـــاب القـــوة، ثم اعـــترفوا بالعمـــد، اقتص منهم، ولـــو اعـــترفوا باالشتباه كان عليهم الدية، وليس على القاضي والحداد شيء، لمــا

تقدم من قاعدة أقوائية السبب، وللمناط في باب القتل. ولــو شــهد الشــهود على إنســان بمــا يــوجب الجلــد ثم اعــترفوا

فمن اعتــدى عليكم فاعتــدوابالعمد جلدوا قصاصا، لقوله ســبحانه: .عليه بمثل ما اعتدى عليكم

ولو جنى الحد عليه كان كمن جلــد إنســانا عمــدا، فجــنى الجلــدعليه بموت أو قطع طرف أو إذهاب قوة.

ولو اعترف الشهود بعد الجلــد باالشــتباه، ولم يكن جــنى الجلــد عليه، فالظاهر أنه ال شيء على الشاهد، إذ ال ضمان في ماله، فإن

الجلد ال يوجب الضمان وال قصاص، ألنه خاص بالعمد. ولو سببت الشهادة النفي أو الجــز للــرأس فال قصــاص وال ديــة في االشتباه، أما في العمد فالظــاهر الجــز في قبــال الشــهادة بمــا

يوجب الجز.ــاالن، من إطالق ــال النفي، احتم ــاك نفي في قب فمنوهــل هن

ــدى ــه غــير مــذكور في نص أو في كالمهم، والمســألةاعت ، ومن أنبحاجة إلى التأمل، وإن كان مقتضى القاعدة المقابلة بالمثل.

87

Page 88: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ثم إن الشهود إذا شهدوا بما يــوجب الــرجم عمــدا، كــان عليهمالقتل ال الرجم، لما دل على عدم الزيادة على القتل.

ولو شهدوا بما يــوجب الحبس عمــدا فهــل يحبســون، احتمــاالنكالسابق.

))لو علم الحداد بشهادة الزور(( السابع: لو علم الحداد بأنه شهادة الــزور لم يجــز لــه الحــد وإنــف أمره الحاكم، إذ الباطل ال يكون حقا باشتباه الحاكم العادل، فكي بما إذا كان الحــاكم فاســقا في نظــر الحــداد، بــل ال يجــوز اســتيفاء الحداد إذا علم فسق الحاكم، ألن حكمه غير نافــذ، وإن كــان الحكم

صحيحا في نفسه. ولو علم الولي للقصــاص بــزور الشــهود، كمــا إذا علم المقتــولــد ولده أن القاتل زيد، وقامت الشهود على أنه عمــرو، وطلب الوال من الحاكم إجراء الحد على عمرو، فقتل عمــرو بولــده، فـإن باشـر القتل نفس الولي كان عليه القود بال إشــكال، ألنــه الطــالب للقتــلــاهلين ــهود الج ــاكم وال على الش ــيء على الح ــه، وال ش ــر ل المباش بالواقع، ألن المباشر أقوى من الســبب، وقــد أفــتى بــذلك الشــرائع

والمسالك والجواهر. وأما إذا لم يباشر الولي القتل بل باشره الحداد، فهل القصـاص على الــولي ألنــه الســبب األقــوى، إذ بــدون طلبــه ال يجــرى الحــد، والحاكم والشــهود جــاهلون فال شــيء عليهم، أو أن الســبب الطلب

والمباشرة فيكون نصف الدية على الولي، احتماالن.ــا أن يعلم، أو ال يعلم، وصور المسألة ستة عشرة: ألن الولي إم وعلى كـل حـال فالشـاهد إمــا أن يعلم، أو ال يعلم، وعلى كـل حـال فالحــاكم إمــا أن يعلم، أو ال يعلم، وعلى كــل حــال فالحــداد إمــا أن

يعلم أو ال يعلم.ــة ومقتضى القاعدة أنه إن جهل الكل ثم ظهر الواقع كانت الدي

من بيت المال، ألن ذلك يعد من خطأ الحكام. قضــىقال: ،)عليه السالم(ففي صحيحة أبي مريم، عن جعفر

إن مــا اخطــأت بــه القضــاة في دم أو)عليه السالم(أمير المؤمنين .(1)قطع فعلى بيت مال المسلمين

وإن علم الكل

. 1 من دعوى القتل ح7 الباب 111 ص19الوسائل: ج (?)188

Page 89: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

كان القصاص على الحداد، ألنه ال يحق لــه القتــل أو نحــوه وهــويعلم بطالن ذلك.

وإن جهــل البعض وعلم البعض فالجاهــل ال شــيء عليــه، وإنمــا على العالم، ألنه األقوى المستند إليه قتــل العمــد عرفــا، فــإن كــان العالم هو المباشر، أي الحداد لم يشــترك معــه في الضــمان غــيره،

ألن الحداد أقوى. وإن كان العالم غير المباشر، فالظاهر أنــه إن كــان واحــدا كــانــاكم ــددا كالح ــان متع ــه، وإن ك ــل إلي ــه الســتناد القت القصــاص علي والشــهود، أو الحــاكم والــولي، أو الشــهود والــولي، قســم الضــمان عليهم، الشتراكهم في السببية، وهل يكون التشــريك حســب نســبةــل ــا يكــون المشــترك في القت ــراد، ففي الشــهادة بالزن أعــداد األف خمسة، إذا علم الحاكم والشهود بكذب الشهادة، الحــاكم والشــهود األربعة، أو يكــون التشــريك حســب أقســام الســبب، ففي الشــهادة بالزنا يكون المشترك في القتل اثنان يحتمل الحاكم نصف الضمان

والشهود األربعة نصف الضمان، احتماالت.ــة في ــه مدخلي ــة ل ــد من الخمس ــل واح ــاهر األول، ألن ك الظ السببية، والقتل إنما استند إلى الخمسة، فالالزم أن يكون على كل واحد جزء مســاو، وكــذلك إذا كــان وليــان والحــاكم قســم الضــمان بالتثليث، كولدين قتل أبوهما وهمـا يعلمـان أن القاتـل زيـد، لكنهمـا طلبا قتل عمرو حسب شهادة الشهود، وكان الحــاكم يعلم بــالواقع، فقتل عمروا ظلما، وكذا يكون الحكم بنسبة األفراد فيما إذا صــولح على الدية، ففي المثال األول يــدفع كــل واحــد من الخمســة خمس

الدية، وفي الثاني ثلث الدية. هللاهذا ولكن مع ذلــك المســألة بحاجــة إلى تتبــع وتأمــل أكــثر، وا

العالم.

89

Page 90: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))لو مات بفعل شخصين(( في صورة أخرى من صــور المرتبــة الرابعــة: إن(:ـ 4)مسألة

صدر فعالن من نفرين فمات، فإذا كــان القتــل يســتند إلى أحــدهما فعليه القصاص قودا، وعلى اآلخر ضمان الجراحة، وإذا كــان يســتند

إليهما فعليهما القصاص الشتراكهما في السبب. ــيره األول في أما إن طرأ فعل أحدهما على فعل اآلخر، فإن ص حكم المذبوح، وهــو أن ال تبقى حياتــه مســتقرة فال إدراك وال نطــق وال حركة له اختيارية، ثم جاء الثاني فذبحه، فعلى األول القــود ألنــه القاتل، وعلى الثاني ديـة الميت، ألنـه قطـع رأس من بحكم الميت، ولو كانت حياته مستقرة فاألول جارح يلحقــه حكم الجــرح أرشــا أو قصاصا، والثاني قاتل، ســواء كــانت جنايــة األول ممــا يقضــي معهــا بــالموت غالبــا كشــق الجــوف، أو ال يقضــي بــه كقطــع األنملــة، ألنــاني قطــع ســراية جراحــة األول، كــذا قــال في الشــرائع وتبعــه الث المسالك والجــواهر، بــل في األخــير بال خالف أجــده في شــيء من

ذلك. لكن ربمــا يــورد على ذلــك صــدق القتــل عرفــا، وال دليــل على اعتبار الحياة المستقرة وغيرها، فمثال في الشق األول حيث فسروا عدم استقرار الحياة بال إدراك وال نطق وال حركة له اختياريا، محــل نظر، إذ لو فعلــه هكــذا وبقي ســنة، وبعــد ســنة جــاء الثــاني فقطــع رقبته، أال يصدق على الثاني أنه قتله، وفي الشق الثاني لو كانت لهــاإلدراك والنطــق حياة مستقرة ـ على تفسيرهم للحياة المستقرة ب والحركة ـــ لــو ضــرب عروقــه األربعــة ممــا يــنزف دمــا وال يبقى إال لحظات، ولكن مع ذلك تبقى له الحياة المســتقرة، إذا ذبحــه الثــاني

هل يستند القتل إلى الثاني. ولقد أجاد القواعد وكشف اللثام، حيث علقــا القــود على صــدق القتل عرفــا، كمـا يفهم من كالمهمـا، فقـال األول: لــو قتــل مريضــا مشرفا وجب القود، وعلق عليه الثاني بقوله: وإن لم يكن بقيت لــه

حياة مستقرة، لصدق القتل.

90

Page 91: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ثم إن ما ذكره الجواهر تبعا للشرائع في من ال استقرار لحياته، بأن على الثاني ديــة الميت، ألنــه قطــع رأس من هــو بحكم الميت، محل تامل، إذ دليل قطــع رأس الميت ال يشــمل المقــام، وال منــاط

قطعي في البين، فكيف يحكم بذلك. وكيف كان، فاألقسام أربعة:

األول: صدق القتل عليهما، وال إشكال في اشتراكهما. والثاني: صدق القتل على األول، فهو القاتل والثاني جارح. والثالث: صدق القتل على الثاني، فهو القاتل واألول جارح.

والرابع: الشك، ومقتضى دليل العدل واإلنصــاف تنصــيف الديــة وإن كانا عامدين، وذلك لدرء القتل عن الجــارحين بالشــبهة، ألنــه ال يعلم هل القتل يستند إلى أحدهما أو كليهمــا، فال يصــح قتــل من لم يعلم أنــه القاتــل، وقــد ســبق أن قاعــدة العــدل مقدمــة على دليــل

القرعة. ــو ثم إن صدق القتل على األول فجاء الثاني فقطع رأسه، كما لــه ال ــه، فحيث إن كــان بســبب فعــل األول في آخــر لحظــة من حيات يصــدق القتــل على الثــاني وال أنــه قطــع رأس الميت كمــا عــرفت، فالالزم في قطع رأســه الحكومــة، وكــذا فيمــا إذا فعــل شــبه قطــع

الرأس، مثل أن قده نصفين عرضا أو طوال، إلى غير ذلك. وهكذا إذا كــان المــريض في آخــر لحظــة حياتــه فقطــع شــخص رأسه أو قده نصفين، فالدية على الحكومــة، إلطالق أدلتهــا، ويعــزر فاعل ذلك إذا كان فعله محرما، بأن فعله عامدا عالما مختــارا، إلى

آخر الشروط.

91

Page 92: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))لو قطع واحد يده واآلخر رجله(( لو قطــع واحــد يــده مثال وآخــر رجلــه، فانــدملت(:ـ 5)مسألة

أحدهما ثم هلك بسراية األخــرى، فمن انــدملت جرحــه فهــو جــارح، واآلخر قاتل، لوضوح أن القتــل صــار بســبب من لم ينــدمل جرحــه،

وبذلك أفتى الشرائع والمسالك والجواهر. أما الجارح فالالزم أن يقتص منه، أو يدفع ديــة مــا جــرح، إال إذا

عفى عنه المجروح أو وليه، كل ذلك حسب القواعد العامة. وإنما وقع اإلشكال في أن من لم يندمل جرحه إذا قتل قصاصا، هــل يــرد ولي المقتــول أوال على ولي المقتــول ثانيــا ديــة اليــد مثال،

لفرض كمال الجاني ونقص المقتول أو ال. وجه الرد: إن الجاني قتل ناقصا فــالالزم رد مقــدار النقص على ولي الجاني، مثال الجاني قتل إنسانا بدون يد قيمتـه تسـعمائة دينـار لو فرض عبدا، فإذا قتــل ولي المقتــول الجــاني وقيمتــه ألــف دينــارــالالزم لكمال يده، كان قد استوفى الولي ألفا في قبال تسعمائة، ف

أن يرد مائة حتى يكون ما استوفاه بقدر ما تضرر من قتل مورثه.ــل ــل الكام ووجه عدم الرد: إن القود في مقابل القتل، ولذا يقت إذا قتل مقطوع اليــدين والــرجلين واالذنين، إلطالق قولــه ســبحانه:

النفس بالنفس(1)وما أشبه من سائر األدلــة، فليس حــال الكامــل والناقص إال كحال الصــحيح والمــريض، والعــالم والجاهــل، والهزيــلــاك والسمين، إلى غير ذلك، وال يقاس المقام بالعبد، ألن االعتبار هن

بالقيمة، وهذا هو الظاهر. ومنـــه يظهـــر النظـــر في مـــا عن القواعـــد من اإلشـــكال في المسألة، كمــا يظهــر اإلشــكال في تفريــق الجــواهر بين المقــامين:ــ )على )بأن الجرحين كانا مضمونين عليهما( ـ فيما لو جرحه اثنان ـ وجه لو سريا وقتل أحدهما استحق نصــف الديــة من اآلخــر، بخالف

انتهى. (2)المقطوع سابقا(ــدمال صــار ولذا استدركه بقوله: )اللهم إال أن يقال: إنه بعد االن

كالجرح السابق،

. 45سورة المائدة: اآلية (?)1. 59 ص42جواهر الكالم: ج (?)2

92

Page 93: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

واالستحقاق مــع الســراية ال يقتضــي ثبوتــه مــع عــدمها ضــرورة.(1)وضوح الفرق بينهما(

وكيف كان، فمفروض المســألة فيمــا إذا علم بــأن المــوت كــان بسبب ما لم يندمل جرحه، أما إذا علم بأن الموت استند إليهما ولو

بعد االندمال لسببه تسمم الدم مثال كانا كالقاتلين. ولو لم يعلم هل أن الموت استند إلى هذا أو هذا أو كليهما فقــد تقدم تنصــيف الديــة وعــدم القصــاص، لقاعــدة العــدل ولــدرء الحــد

بالشبهة.

. 59 ص42جواهر الكالم: ج (?)193

Page 94: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))صور ما لو جرحه اثنان(( لو جرحه اثنان كل واحــد جرحـا، فهـو على ثالثـة(:ـ 6)مسألة

أقسام: ألنه إما أن يدعيا اندمال جرحهما، أو ال يــدعي أحــدهما ذلــك، أو

يدعي أحدهما ذلك. ففي األول: إن تمكن أحــدهما من إقامــة البينــة فهــو، وإال كــان

القصاص أو الدية عليهما. كما أن في الثاني كذلك، ولو علم أنه اندمل جــرح أحــدهما ولمــرفت في ــا ع ــاص لم ــا وال قص ــة عليهم ــانت الدي ــه، ك يعلم شخص

المسألة السابقة.ولو ادعى أحدهما ذلك، فهو على أربعة أنواع:

األول: أن يصدقاه الولي واآلخر. الثاني: أن يكذباه.

الثالث: أن يصدق الولي فقط. الرابع: أن يصدقه الشريك فقط.

ففي األول: على من اندمل جرحــه الديــة أو القصــاص لجرحــه،وعلى اآلخر القود أو دية النفس.

وفي الثاني: يكون القصاص أو الديــة بينهمــا، ألن صــرف ادعــاءالجارح ال يثبت شيئا.

وفي الثالث: ينفذ اإلقرار على نفسه لتصــديق الــولي إيــاه، ولم ينفذ تصديقه على اآلخر، لما ذكره الشرائع من أنه قــد يحــاول أخــذ دية الجــرح من الجــارح والديــة من اآلخــر، فهــو متهم في تصــديقه،ــه وألن المنكر مدع لألصل الذي هو عدم االندمال فيكون القول قول مع يمينه، هذا باإلضافة إلى ما ذكره غير واحد من أن اإلقــرار حجــة

على المقر خاصة فنفوذه على غيره غير صحيح. ــد أقول: على هذا فإذا جرحه زيد وعمرو بما مــات، ثم ادعى زي أن جرحه اندمل وأنكر عمرو ذلك وحلف، وصدق الـولي زيــدا، كـان للولي من زيد أرش جرح زيد، مثال قطع إصبعا قميتها مائة دينار، أو

أن يقطع إصبعه قصاصا في العمد،

94

Page 95: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وكان للولي من عمرو أن يقتلــه ويــرد نصــف ديتــه، ألن الثــابت عليه نصف القتـل، أو أن يأخـذ من عمـرو نصـف الديـة، في صـورة

المصالحة في العمد، وفي صورة غير العمد. وبهذا صرح في محكي القواعد وكشف اللثام وغيرهما، وأشكل عليه الجواهر بأنه قد يناقش فيمــا تقـدم من التهمـة بأنـه اليتم بنـاء

على دفع عوض المندمل إلى المقتص منه دون الولي. وفيه ما ال يخفى، إذ عــوض المنــدمل قــد يكــون قليال فال فائــدة في رفعه إلى المقتص منه، كما ذكرناه من مثال اإلصبع، فإن معنى نفوذ إقرار زيد على عمرو، أن تؤخذ من عمرو تســعمائة دينــار، ألن القتل مستند إليه، فيؤخذ منه ألــف ويــرد عليــه مائــة قيمــة اإلصــبع، بخالف ما إذا لم ينفذ إقرار زيد على عمرو، فإن المأخوذ من عمرو

خمسمائة فقط، ألن عليه نصف القتل حينئذ. ولعل الجواهر صور المسألة فيما إذا قطع كل واحــد يــده أو مــا أشبه مما ال فرق بين نفوذ اإلقرار وعدم نفوذه على ذلك، ومع ذلك يرد على الجواهر أنه قد ال يكون لزيد مال يرد على عمرو، إلى غير ذلــك من وجــوه النقض فيمــا ذكــروه من عــدم نفــوذه على عمــرو،

باإلضافة إلى كونه مقتضى القاعدة خال عن النقوض. وفي الرابع: بأن صدقه الشريك دون الولي، نفــذ في حقــه دونــام، حق الولي، كما ذكره الجواهر، ونتيجته ما ذكــره في محكي اللثــه، من أنه ليس له المطالبة بشيء من الدية إذا أريد االقتصــاص من

وال االمتناع من كمال الدية إذا طولب به، انتهى. وإشــكال الجــواهر عليــه غــير تــام، حيث قــال: هــو مبــنى عــدم مطالبته بدية المندمل، إذ قد عرفت أن المطالبــة بديــة المنــدمل ال تفيد في تنصيف الدية على الشريك، فربما يدفع المدعي مائة دينار أو أقل أو أكثر دون خمسمائة، بينما يجب على الشريك المصدق له

هللاأن يدفع ألفا ويأخذ أقل من النصف، وا سبحانه العالم.

95

Page 96: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))فروع في مشاركة الجناة(((: فيها فروع: 7)مسألة

))إذا تداخل الجرحان(( الفرع األول: من صور االشتراك مــا لــو تــداخل جــرح جــارحين، كأن قطع يد أحدهما من الكوع مثال، ثم قطع آخر ذراعه فهلك، فإنه

على ثالثة أقسام: ــل ألم األول إلى ــأن وصـ ــرحين بـ ــراية الجـ األول: أن نعلم بسـ األعضــاء الرئيســية، وبانضــمامه إلى ألم الثــاني حصــل المــوت، وال ينبغي اإلشكال في تقسيم الدية عليهما بالتناصف، وكذلك القصاص

منهما إن حصلت شرائط القصاص. الثاني: أن نعلم بعــدم الســراية وأن المــوت مســتند إلى األول، ألن القطع للذراع كان كقطع يد المشرف على الموت لم يؤثر ألمه في الموت، أو إلى الثاني، وفي الصورتين يكون القصــاص أو الديــة الكاملة على من استند الموت إليه، ويكــون على اآلخــر قصــاص أو

دية ما جرحه فقط. ــا، الثالث: أن ال نعلم باألمر وأن االستناد إلى أيهما أو إلى كليهمــاطع ولم يكن هناك دليل على أحد األمور الثالثة، من استناده إلى ق الزنــد أو قــاطع المرفــق أو إلى كليهمــا، ومقتضــى القاعــدة قاعــدة

العدل تنصيف الدية، كما تقدم مثله في بعض المسائل السابقة. وبما ذكر ظهر اإلشكال في إطالق الشرائع والمسالك والجواهر

وغيرهما، اللهم إال إذا أرادوا بعض صور المسألة. ))إذا لم يتداخل الجرحان((

الفــرع الثــاني: أن ال يتــداخل الجرحــان موضــعا، كمــا إذا قطــع أحدهما إحدى يديه من الزند، وقطع اآلخر يده األخرى من المرفق،ــالفرع ويأتي فيه الوجوه الثالثة، ولذا جعل كشف اللثام هذا الفرع ك الســابق في الحكم، وال يــرد عليــه إشــكال الجــواهر بأنــه خالف

مفروض المسألة بل ودليلها كما ال يخفى.))إذا قطع شخص يده وقتله اآلخر((

الفرع الثالث: لو قطع واحد يده مثال وقتله اآلخر، ففي الشرائع إنـه ليس كـالفرع السـابق، ألن السـراية انقطعت بالتعجيــل، وتبعـهــاهر ــل الظ ــراية األول، ب ــاء س ــع بق ــواهر بمن ــه الج ــر، وعلي التحري

انقطاعها واضمحاللها، إال إذا كانت بآلة مسمومة 96

Page 97: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

يسري جراحها عادة، ولعله ال يخلو من قوة ما لم يعلم بقاء أثــراألولى على وجه يسند القتل إليه وإلى الثانية، انتهى.

أقول: قد يكون القتــل من قبيــل قتــل المــريض المشــرف علىالموت، وقد يكون من قبيل قتل الصحيح، وقد يشتبه األمر.

ــدم في بعض ففي األول: يالحظ استناد القتل إلى أيهما، كما تقالمسائل السابقة.

ــة على ــل، والدي ــة على القات ــود والدي ــون الق ــاني: يك وفي الثالجارح.

وفي الثالث: يكون المرجع قاعدة العدل.

))إذا قطعت يده من مكانين ثم مات(( الفرع الرابع: لو قطــع إنســان يــده من الزنــد ثم قطــع يــده من المرفق فمات، فإن كان موته مستندا إلى أحــدهما، فال إشــكال وال خالف في أنه يتداخل ديته مع الموت، فحاله حال مــا إذا قطــع يــده فمات، حيث ليس للولي إال ديــة واحــدة، بــل في الجــواهر اإلجمــاع

بقسميه عليه. وإن فرض استناد موته إلى شيء ثالث ـ وإن كان هــذا الفــرض خارجا عن موضــوع المســألة ـــ فعلى الجــارح قصــاص الجــرحين أو

ديتهما لإلطالقات. وإن كان موته مستندا إليهما، ففي أن عليه ديتهما ودية المــوت لألصل، أو دية الموت فقط للتــداخل، أو ديــة أحــدهما وديــة المــوت ألن اإلجماع إنما قام في ما قطع عضوا منه ثم مات مثال، ففي غير مورد اإلجماع يعمل بالقاعدة، فإذا تساوت ديــة الجــرحين فهــو، وإال فعلى الولي أن يختار أية الديتين ويــدخل ديــة األخــرى في المــوت،

احتماالت.ــل ــة للحكم في القصــاص في ك ــة تابع ــون الدي ــد أن تك وال يبع

الفروع، كما يأتي في الفرع الخامس:

))تداخل قصاص الطرف وقصاص النفس(( وهو أنهم اختلفوا في أن قصاص الطرف والشجاج، هــل يــدخل في قصاص النفس إذا اجتمعا على ثالثــة أقــوال، باإلضــافة إلى من توقف في المسألة كالمحكي عن النافع والمختلف وظاهر القواعد. األول: عدم التداخل مطلقا، وهو المحكي عن موضع المبســوط

والخالف

97

Page 98: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وابن إدريس وميل ابن زهرة ونكت النهاية. والثاني: التداخل مطلقا، فليس للولي إال قصاص النفس فقــط،ــرة ــاره التبص ــوط والخالف واخت ــر من المبس ــع آخ ــا عن موض كم

والجامع. ــداخل إن ــدم الت الثالث: التفصيل بالتداخل إن اتحد الضرب، وع تعــدد الضــرب، وهــذا هــو المحكي عن النهايــة والتحريــر واإلرشــاد والتخليص واختاره المحقق في الشــرائع والمســالك والروضــة، بــل

نسبه في األخير إلى أكثر المتأخرين. فمن اعتــدى عليكمأما األول: فقد استدل له، بقولــه ســبحانه:

والجــروح، وقولــه ســبحانه: (1)فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم والعين بــالعين واألنــف بــاألنف واألذن، وقولــه ســبحانه: (2)قصاصــاألذن ــة القصــاص، وبمــا اســتدل لــه في نكت ،(3)ب وبإطالقــات أدل

)عليــهقضــى أمــير المؤمــنين النهايــة، من خــبر إبــراهيم بن عمــر: في رجل ضرب رجال بعصى فذهب سمعه وبصــره ولســانهالسالم(

. (4)وعقله وفرجه وانقطع جماعه وهو حي بست ديات . (5)أقول: ورواها المقنع أيضا

وبما في المسـالك، من ثبــوت القصــاص بــالقطع والشـجة عنـدفعلهما فيستصحب.

وأما الثاني: فقد استدل له بأن المتعـارف أن من يقتـل شخصـا يشجه أو يقطع طرفا منه أوال مما يوجب موتــه، فلــو كــان الــواجب إعطاء ديــتين أو قصاصــين كــان الالزم اشــتهار ذلــك في الروايــات، فعدم ذكر له يدل على عـدم التعـدد، باإلضـافة إلى أصـالة الـبراءة،

ســأله)عليــه الســالم(،والعمدة صحيحة ابن عبيدة، عن أبي جعفــر عن رجل ضرب رجال

. 194سورة البقرة: اآلية (?)1.45سورة المائدة: اآلية (?)2.45( سورة المائدة: اآلية ?)3. 1 من ديات المنافع ح6 الباب 280 ص19( الوسائل: ج?)4. 1 من ديات المنافع ح6 الباب 284 ص3( المستدرك: ج?)5

98

Page 99: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بعمود فسطاط على رأسه ضربة واحــدة فأجافــه حــتى وصــلت كــانن إ: )عليــه الســالم(الضربة إلى الــدماغ وذهب عقلــه، فقــال

المضروب ال يعقل منها أوقات الصالة، وال يعقل ما قال، وال ما قيل له، فإنه ينتظر به سنة، فــإن مــات فيمــا بينــه وبين الســنة أقيــد بــه ضاربه، وإن لم يمت فيما بينه وبين سنة، ولم يرجع إليه عقله أغرم

، قــال: فمــا تــرى في الشــجةضاربه الديــة في مالــه لــذهاب عقله ال، ألنه إنما ضربه ضــربة واحــدة فجنت )عليه السالم(:شيئا، قال:

ــربه الضربة جنايتين فألزمته أغلظ الجنايتين وهي الدية، ولو كان ض ضربتين فجنت الضربتان جنايتين أللزمته جناية ما جنى كائنا ما كان

،إال أن يكون منها الموت فيقاد به ضاربه بواحــدة ويطــرح األخــرىــال: ــدة فجنت ثالثق ــد واح ــدة بع ــربات واح ــربة ثالث ض وإن ض

جنايات ألزمته جناية ما جنته الثالث ضربات كائنات ما كــانت مــا لم وإن ضــربه عشــر ضــربات، قال: يكن منها الموت فيقاد به ضاربه

فجنين جناية واحدة ألزمته تلك الجناية الــتي جنتهــا العشــر ضــربات.(1)كائنة ما كانت ما لم يكن فيها الموت

ولما روي من أنه إذا مثل إنسان بغــيره وقتلــه لم يكن عليــه إال. (2)القتل ولم يجز التمثيل به

أما القول الثالث: فقد اســتدل لــه بروايــة محمــد بن قيس، عن أحدهما )عليهما السالم(، في رجل فقأ عين رجل وقطع أنفه وأذنيه

إن كــان فــرق ذلــك اقتص منــه ثم )عليــه الســالم(:ثم قتله، فقال .(3)يقتل، وإن كان ضربه ضربة واحدة ضربت عنقه ولم يقتص منه

عن)عليــه الســالم(وحسنة حفص بن البخــتري، ســئل الصــادق رجل ضـرب رجال فــذهب ســمعه وبصــره واعتقــل لســانه ثم مــات،

إن كان ضربة بعد ضربة اقتص منــه ثم قتــل، )عليه السالم(:فقال . وإن كان أصابه هذا من ضربة واحدة قتل ولم يقتص منه

. 1 من ديات المنافع ح7 الباب 281 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 ح51 الباب 82 ص19( الوسائل: ج?)2. 2 ح51 الباب 83 ص19( الوسائل: ج?)3

99

Page 100: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وهـذا القـول هـو مقتضـى القاعــدة الـذي دل عليـه النص، وقـد عرفت فتوى أكثر المتأخرين به، لكن الظــاهر في القاتلــة إذ تكــون ضــربة أو ضــربات فــإذا ضــربه مثال ثالث ضــربات على رقبتــه حــتى قطعها لم يكن له إال القتل، وال يرد عليه إال ما اســتدل بــه للقــولين

السابقين.ــد ويرد على أولهما: بأن تعارف القتل بضرب العنق أو قطــع الي أو مــا أشــبه ممــا يدخلــه تحت دليــل القــود يــوجب صــرف اآليــات

واإلطالقات المذكورة عن الضرب المتعقب للقتل. أما رواية نكت النهاية، بعد توجيــه االســتدالل بهــا بــأن المحقــق أراد استفادة أن لكل نقص حدث في المجني عليــه أثــره في الديــةــه، وبين مــا في أو القصــاص، فــيرد عليهــا: الفــرق بين مــا نحن في الرواية، ألن بقاء المجني عليه حيا مفقود المنافع جنايات، بخالف ما إذا قتل بالضربة ونحوها، فإنه جناية واحدة، ولــذا ال يقــول المحقــق

بذلك إذا مات بال فاصلة بعد ذهاب المنافع الست. ومنه يعلم حال االستصحاب.

كما يرد على ثانيهما: بأن الدليل األول لــه تــام بالنســبة إلى مــا كــان حصــول الضــرب والضــربات في وقت واحــد، ال بالنســبة إلى أوقات متعددة، وأصالة البراءة ال مجال لها، والصحيحة تدل على ماــاه من أن الضــربة والضــربتين والثالث ضــربات إن كــانت في ذكرن وقت واحد كما هو المنصرف منها ومات بسببها كانت جناية واحدة، وإن كانت في أمـاكن متعـددة، كمـا هـو المتعـارف في القتـال ومــا أشبه، حيث يضرب يده أو رجله فــإذا ســقط على األرض جــاء وحــز رأســه أو ضــرب رأســه بعمــود أو مــا أشــبه، فالصــحيحة دلت على دخول قصاص الطرف في قصاص النفس مع وحدة وقت الضربات

عرفا. ومنه يعلم أن كال من إشكال الجواهر على الشرائع وجوابه عن

اإلشكال محل تأمل. قال: )قد يناقش في ما ذكره المصنف دليال لألقــرب، بــأن أدلــة

القصاص

100

Page 101: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

شاملة التحاد الضربة وتعــددها(، ثم قــال: )نعم قــد يقــوى ذلــك التفاق أكثر النصــوص والفتــاوى عليــه، فتخصــص العمومــات حينئــذ بذلك، بخالف ما لو تعدد الضــرب، البــاقي على مقتضــى العمومــات

واالستصحاب، بل واالعتبار( إلى آخره. فإنه يــرد على المناقشــة بأنــه ال نســلم شــمول أدلــة القصــاص لتعدد الضربة إذا كان في وقت واحــد ممــا حــدث منــه المــوت، بــل العرف يرى أنه مشمول ألدلـة القتــل فقــط، ويؤيــده أن ظــاهر أداء

)صــلى اللــهلديــة مــاعز، إعطــاؤه )صلى الله عليه وآله( هللارسول ا دية واحدة، مع أنه مات بسبب جراحات الرمي المتعــدد،عليه وآله(

لكــل جــرح ديــة وللمــوت)صلى الله عليه وآله( ولم يجعل الرسول دية، بعد وضوح أن الدية قائمة مقام القصاص مما يفهم منــه اتحــاد

حكمهما. كما يرد على رده للمناقشــة، بــأن أدلــة القصــاص ال عمــوم لهــا النصرافها إلى ما ذكرناه، فال تخصيص للعمومات، هذا باإلضافة إلى أن كــون المخصــص اتفــاق أكــثر النصــوص والفتــاوى، محــل نظــر،

خصوصا مع اضطراب الفتاوى وتكافؤ النصوص. وكيف كان، فقــد ظهــر ممــا تقــدم أن ظــاهر األدلــة يقتضــي أن الضربة لــو كــانت واحــدة ومــات فلــه قصــاص واحــد، ســواء أذهبت

الضربة منافع أو أعضاء متعددة، أم ال. فإذا أطار بضربة يديه فمات فال قصاص إال في النفس، وكذا إذا

ضربه ضربة واحدة فعمي وصم ومات. وأن الضربة إن كانت واحدة ولم يمت فلــه قصــاص متعــدد، إن أورثت الضربة ذهاب منافع وأعضاء، كما إذا أطار بالضربة يديه ولم

يمت فإنه تقطع يداه قصاصا، وكذا في ذهاب المنافع. وأن الضربة لو كانت متعددة في وقت واحـد عرفـا ومـات كـان

القصاص واحدا، وال قصاص لذهاب األعضاء والمنافع. وأن الضربة لو كــانت متعــددة في وقت واحــد عرفــا ولم يمت،

كان القصاص متعددا حسب كل ما ذهب من األاعضاء والمنافع. وأن الضربة لو كانت متعددة في أوقات متعددة، كمــا لــو قطــع

في هذا

101

Page 102: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الشهر يده وبعد ستة أشهر رجله وقتله بعد بضربة ثالثة، فعليــه بذهاب كل عضــو ومنفعــة قصــاص، باإلضــافة إلى القــود إلطالقــات

أدلتها. وأن الضربة لو كانت متعددة في أوقات متعــددة ولم يمت كــان

عليه قصاص كل عضو ومنفعة فاتتة.

بقي أمور: ))إن مات بسراية جرحه((

األول: إن مات بسراية جرحه، كمن قطع يد غــيره فســرت إلى نفسه، فالقصاص في النفس ال في الطرف، كما أفتى به الشــرايع، وفي الجواهر بال خالف كمــا عن كشــف اللثــام، بــل االتفــاق محكي عليــه في الريــاض، وعلى هــذا فليس عليــه قطــع اليــد، بــل ضــرب

العنق. ومنه يظهر اإلشــكال فيمــا عن كشــف اللثــام من أنــه لــو قطــع الولي يده ثم ضــرب عنقــه لم يكن عليــه شــيء، ألن القــاطع جــنى

جناية واحدة فال يستحق قطعا ليده وضربا لعنقه. نعم يحتمل أن يقال إن للــولي أن يقطــع يــده قطعــا يــؤدي إلى

، لكنفاعتدوا عليــه بمثــل مــا اعتــدى عليكمموته، لقوله سبحانه: ليس بناؤهم على ذلك، ولعلهم يعدونه من المثلة، أو أنهم استفادوه من أن القتل جزاؤه القتل بالطريق المتعــارف أي ضــرب العنــق، ال بغير المتعارف كأن يغــرز إبــرة في قلبـه حــتى يمـوت، أو مــا أشـبه

ذلك.

))صور الجنايات غير المتوالية(( الثاني: لو قطع يده أول الشهر ويده الثانية وسط الشهر ومــات في آخــر الشــهر مثال، ممــا لم يكن وقت واحــد، فالظــاهر أنــه على

ثالثة أقسام: األول: أن ال يكون الموت بتأثر القطع، وال إشكال في استحقاق

الجاني القصاص بكل جناياته. الثاني: أن يكون بتأثر أحدهما، وال ينبغي اإلشكال في أن الجرح المؤثر ال قصاص عليه وإنما القود، وإنما القصاص على الجــرح غــير المؤثر في المــوت، لمــا عــرفت من االتفــاق المتقــدم بالنســبة إلى

عدم القصاص للجرح الساري، وإلطالق

102

Page 103: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أدلــة القصــاص بالنســبة إلى الجــرح غــير الســاري، فعليــه في المثال قطع يد وقتــل، وإنمــا تقطــع يــده الــتي لم يــؤثر قطعهــا في

موته. ولو شك في أن المؤثر في الموت هل كان يمينه أو شــماله، أو هل كان يده أو رجله، فيما قطع الجاني يدا ورجال، فهل يخير الــولي بينهما، أو القرعة، أو الدية، احتمــاالت، وإن كــان الثــاني أقــرب إلى

الدليل، والثالث أحوط لدرء الحد بالشبهة. الثــالث: أن يكــون بتأثرهمــا، بــأن ســرى قطــع اليــدين فــأوجب الموت، وفيه ال إشكال في حق الولي في القتل، لكن هــل لــه حــقــدم عن ــاق المتق ــل في االتف ــه داخ ــاهر ال، ألن ــاص، الظ في القص

الرياض، ولو شك فالمرجع درء الحد بالشبهة. ثم إنه إنا قيدنا أول المسألة، بأنه مما لم يكن وقت واحــد، ألنــه في الثاني إذا كان وقت واحد لم تكن شبهة في أنــه ليس لــه قطــع اليد، كما إذ قطع يده األولى والثانية في وقــتين من ســاعة واحــدة، وسرى أحد القطعين فمات بعد ســاعة، فإنــه ليس للـولي قطـع يــد

وقتل، بل القتل فقط لما تقدم. وألنه في الثــالث إذا كــانت الســراية من اليــدين وكــان كــل من القطعين والموت في غير وقت واحد تقريبــا، بــل كــان أحــدهما في هذه السنة، واآلخر في سنة ثانية، والمــوت في الســنة الثالثــة مثال، يشكل عدم حقه في القصاص، النصراف ما ذكروه من التداخل في

السراية إلى الوقت الواحد وما أشبه، فيشمله أدلة القصاص.

))إذا ضربه بعمود ثم حز رأسه(( الثالث: لو ضربه بعمود مثال فأخذ في الــنزع فــاحتز رأســه قبــلــده مثال أو جرحــه، فال إشــكال في القصــاص أن يمــوت، أو قطــع ي بالنسبة إلى القتل، كما ال إشكال في عدم حقه بالنسبة إلى القطــع والجرح بعد موته، ألنه من المثلة، لكن هل له ذلك قبــل أن يمــوت، بالنسبة إلى ما يمكن كقطع يده أو جرحه، إلطالقات أدلة القصاص، أو ال ألنه من المثلة، وإذا قيل ال فهل لـه حـق الديـة أو ال، وإذا قيـل

بحق الدية فهل

103

Page 104: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

هو دية الميت، ألنه مشرف على الموت، أو دية الحي ألنه قطع يده مثال في حال الحياة، وكذا هــل لــه حــق الديــة في مثــال مــا إذا احتز رأسه قبل الموت في حال احتضاره بأن يكون للولي حق قتله وحــق ديــة قطــع رأس الحي كاملــة، أو ديــة قطــع رأس الميت،

هللاحتماالت، والتصالح طريق االحتياط، وا سبحانه العالم.

104

Page 105: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا اشترك جماعة في قتل واحد(( اشترك جماعة في قتل واحد، فالمشــهور أن إذا(:ــ 8)مسألة

ــة الولي بالخيار بين قتل الجميع بعد أن يرد عليهم مــا فضــل من ديــه، وبين المقتول، فيأخذ كل واحد منهم ما فضل عن ديتــه من جنايت قتل البعض ويرد الباقون ديــة جنــايتهم على ولي المقتــول قصاصــا، وإن فضل للمقتولين فضل قام به الولي الذي قد استوفى أزيد من

حقه.ــة على المســألة اإلجمــاع، كمــا أن وقــد ادعى في محكي الغني الريـاض ادعى اإلجمــاع على ذلـك، ولكن يظهـر عن المسـالك نـوع توقف فيه، فإنه بعد أن ذكر رواية أبي العباس اآلتية قــال: )وحملهــاــل عن الشيخ على التقية، أو على أنه ال يقتل إال بعد أن يرد ما يفض

دية صاحبه، وكالهما بعيد( انتهى. فإن ظاهره الميل إلى ظاهر الروايــة، كمــا أن ظــاهر الوســائل

والمستدرك من عنوانها الباب التوقف فيه. وكيف كان، فمستند المشهور اعتبارات وروايات، مثل معلوميــة كون شرع القصاص لحقن الدماء، فلو لم يجب عند االشتراك التخذ ذريعة إلى ســفكها، ومثــل صــدق كــون المجمــوع قــاتال فينــدرج في

، ومثل أنهومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطاناقوله تعالى: إن لم يجــز قتــل أي منهم كــان الــولي بــدون الســلطة وهــو خالفــدة ــرجح، والعم ــا بال م ــان ترجيح ــهم ك ــل بعض ــاز قت النص، وإن ج

الروايات. ــه الســالم(،هللامثل ما رواه داود بن سرحان، عن أبي عبد ا )علي

إن شــاء أوليــاء المقتــول أن يــؤدوا ديــةفي رجلين قتال رجال، قال: . (1)ويقتلوهما جميعا قتلوهما

ــد ا ــكان، عن أبي عب ــا رواه ابن مس ــالم(،هللاوم ــه الس في)عليــال: ــةرجلين قتال رجال، ق ــا أدوا دي ــول قتلهم ــاء المقت إن أراد أولي

ــل كاملة وقتلوهما، وتكون الدية بين أولياء المقتولين، وإن أرادوا قتأحدهما قتلوه وأدى المتروك نصف الدية إلى أهل المقتول،

. 1 ح12 الباب 29 ص19( الوسائل: ج?)1105

Page 106: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وإن لم يؤد دية أحدهما ولم يقتل أحدهما قبل الدية صــاحبه من. (1)كليهما، وإن قبل أولياؤه الدية كانت عليهما

إذاقــال: ،)عليــه الســالم(هللاوعن ابن مســكان، عن أبي عبــد ا ــرادوا فضــل ــودا ت ــإن أراد قتلهم ق ــة رجال، ف ــرجالن والثالث ــل ال قتالديات، فإن قبل أولياؤه الدية كانت عليهما، وإال أخذوا دية صاحبهم

(2) . ،)عليــه الســالم( عن أخيــه )عليه الســالم(،وعن علي بن جعفر

قال: سألته عن قوم مماليك اجتمعوا على قتل حر ما حالهم، فقال. (3)يقتلون به )عليه السالم(:

:)عليــه الســالم(وعن فضيل بن يســار، قــال: قلت ألبي جعفــر إن شاء أولياؤه قتلوهم جميعا ودفعوا تسععشرة قتلوا رجال، قال:

ديات، وإن شــاؤوا تخــيروا رجال فقتلــوه وأدي التســعة البــاقون إلىــوالي، قــال: أهل المقتول األخير عشر الدية، كل رجل منهم ثم ال

. (4)بعد يلي أدبهم وحبسهم )عليــه عن أخيــه موســى )عليــه الســالم(،وعن علي بن جعفــر

قال: ســألته عن قــوم اجتمعــوا على قتــل آخــر مــا حــالهم،السالم( . (5)يقتلون بهقال:

ويؤيد ذلك ما تقدم في قتل الشــهود الــذين شــهدوا زورا فقتــلألجل شهادتهم رجل واحد.

أما وجه عــدم قتــل غــير واحــد منهم، فباإلضــافة إلى اعتبــاراتــثر، روايات، إذ النفس الواحدة في قبال نفس واحدة ال في قبال أك فكيف تزهق نفوس متعددة في قبال نفس واحدة، وأنـه هـل يقــول

المشهور بأنه يجوز قتل ألف إنسان في قبال قتلهم

. 4 ح12 الباب 30 ص19( الوسائل: ج?)1. 5 ح12 الباب 30 ص19( الوسائل: ج?)2. 10 ح12 الباب 31 ص19( الوسائل: ج?)3. 6 ح12 الباب 30 ص19( الوسائل: ج?)4. 286 ص10( البحار: ج?)5

106

Page 107: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إنسانا واحدا، إذ هو من أظهر المنكرات في أذهــان المتشــرعة،ــال نفس واحــدة ال وأن ظاهر )النفس بالنفس( نفس واحدة في قب

عشرة، وإن ردت إليهم تسع ديات مثال. ويــرد على اعتبــارات المشــهود أن شــرع القصــاص ألجــل حقن الدماء، أنــه منقــوض بعــدم حقن الــدماء في قتــل متعــدد في قبــال واحد، وصدق كــون المجمــوع قــاتال ال يالزم صــدق كــون كــل واحــدــل قاتال، فهو مثل صدق أن الجيش فتحوا المدينة بدون صــدق أن ك واحد فتح المدينة، والترديد بين كون الولي بال سلطة أو الــترجيح بال مرجح غــير تــام، إذ المــرجح الجــامع بعــد المحــذور في قتــل الكــل، فحاله حــال خــبزي الجــائع وطــريقي الهــارب، والمحــال الــترجح بال

مرجح ال الترجيح بال مرجح. وكيــف كــان، فمن الروايــات الدالــة على عــدم جــواز قتــل كــل المشتركين في القتل، صــحيح الحلــبي المــروي في الكــافي، ورواه

في)عليــه الســالم(،هللالصــدوق بإســناده عن حمــاد، عن أبي عبــد ا يخــير أهــل المقتــول، فــأيهمعشرة اشتركوا في قتل رجــل، قــال:

. (1)شاؤوا قتلوا، ويرجع اوليائه على الباقين بتسعة أعشار الدية ورواية إبراهيم بن هاشم التي رواهــا الصــدوق، يرفعــه إلى أبي

إنه سأل عن أربعة أنفس قتلوا رجال مملوك)عليه السالم(،هللاعبد ا )عليــه الســالم(:وحر وحرة ومكــاتب قـد أدى نصـف مكاتبتــه، قــال

عليهم الدية(2) الحديث . فإنه مع كون ظاهر الســؤال العمــد لم يــوجب اإلمــام إال الديــة،

غلب الدية، ألن الدية)عليه السالم( فإنه وإن جاز قتل بعضهم لكنه الزمة على أي حال.

وصحيحة ابن أبي عمير، عن القاسم بن عروة، عن أبي العباســدة علىهللاوغيره، عن أبي عبد ا )عليه السالم( قال: إذا اجتمــع الع

قتل رجــل واحــد حكم الــوالي أن يقتــل أيهم شــاؤوا، وليس لهم أنومنهللايقتلوا أكثر من واحد، إن ا عز وجل يقول:

. 3 من القصاص في النفس ح12 الباب 29 ص19( الوسائل: ج?)1. 2 من القصاص في النفس ح12 الباب 29 ص19( الوسائل: ج?)2

107

Page 108: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

.(1)قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فال يسرف في القتل ورواه الشيخ، عن ابن أبي عمــير، وزاد: وإذا قتــل ثالثــة واحــدا

خير الوالي أي الثالثة شاء أن يقتــل، ويضــمن اآلخــران ثلــثي لورثــة. المقتول

ــع ــيخ، أي م ــا رواه الش ــاس، كم ــي، عن أبي العب ورواه العياش. (2)الزيادة

في عبــد)عليه السالم(،هللاوعن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد ا إن شاء قتل الحر، وإن شاء قتــل العبــد، فــإنوحر قتال رجال، قال:

. (3)اختار قتل الحر ضرب جنبي العبد وروى الجعفريات، بسند األئمة )عليهم السالم(، عن علي )عليه

ــان :)صلى الله عليه وآله(هللاقال: قال رسول ا السالم(، ال يقتل اثن. (4)بواحد

ال يقتل اثنان بواحدوعن دعائم اإلسالم، قالوا )عليهم السالم(: (5) .

ــد ا ــ ــاس، عن أبي عب ــ ــي، عن أبي العب ــ ــههللاوعن العياش ــ )علي عن رجلين قتال)عليــه الســالم( هللاقــال: ســألت أبــا عبــد ا ،الســالم(

تخير وليه أن يقتل أيهمــا شــاء، ويغــرم البــاقي نصــفرجال، فقال: .(6)الدية، أعني دية المقتول فيرد على ذريته

والطائفتان متكافئتان سندا وداللة، وال جمع داللي بينهما، إذ قــد عرفت اإلشكال في جمعي الشيخ، كما يستشكل على الجمع بينهماــو ــان ل بحمل الثانية على االستحباب، لعدم فهم العرف ذلك، وإن ك

كان اضطرار إلى الجمع كان هذا الحمل ممكنا. ويــرجح الطائفــة األولى الشــهرة المحققــة واإلجمــاع المنقــول،

، فــإنفال يســرف في القتلوالطائفة الثانية ظاهر اآلية المباركة: حملها على قتل غير القاتل، أو قتل القتلة بدون رد فاضل الديــة، أو

نهي القاتل

. 7 من القصاص ح12 الباب 30 ص19، والوسائل: ج33( سورة االسراء: اآلية ?)1. 8 ح31( المصدر نفسه: ص?)2. 9( المصدر نفسه: ح?)3. 1 پ ح2 الباب 253 ص3( المستدرك: ج?)4. 2 ذيل ح12 الباب 253 ص3( المستدرك: ج?)5. 4 ح12 الباب 253 ص3( المستدرك: ج?)6

108

Page 109: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــا خالف ــه بال حــق، كله ــل إســرافا ألن ــل، وســمي القت عن القت الظــاهر، وإن قــال بهــا المفســرون، فــإن ظــاهر اآليــة أن الــولي ال يسرف في القتل، والمنصرف منه عدم قتــل أكــثر من واحــد، فإنــه إذا أكب المعتدي ظرف دهن إنســان فــأكب المعتــدى عليــه عشــرة أظرف المعتدي في قبــال ظرفــه، ســمي إســرافا في االنتقــام وإن أدى قيمة تسعة أظرف، وليس دم اإلنسان بأهون من ظرف الدهن

عقال وال عرفا. وعلى كل حال، فألمسالة بحاجة إلى مزيــد من التتبــع والتأمــل، والعدول عن الشهرة مشكل، وإن كان يقابله مشكليه رفع اليد عن

، وإن كان القــول بتعــدد القتــل ممــا ال(1)قاعدة درء الحدود بالشبهة يسمى إسرافا عرفا كاثنين وثالثة في قبال واحــد أهــون من القــول

هللاباإلطالق، كما هو ظاهر المشهور حــتى في األكــثر من عشــرة، واالعالم.

ثم إنه على ما ذكره المشهور، ففي أخــذ الــولي الديــة إذا قتــل واحدا أو أكثر، وفي إعطاء الولي الدية لمن قتــل إذا قتــل واحــدا أو أكثر يلزم مالحظة النسبة، فإذا كــان القاتــل اثــنين فعلى كــل واحــد

نصف الدية، وإذا كانوا ثالثة، فعلى كل واحد ثلث الدية، وهكذا. فلو قتل الـولي في المثــال األول االثــنين كـان المسـاوي لحقــه واحدا مركبا منهما، إذ على كل واحد منهما نصف نفس، فيبقى لكلــيرد واحد منهما على الولي نصف نفس يجب عليه تداركها بالدية، ف على ولي كل منهما نصف دية، وإذا لم يقتل الــولي أيــا منهمــا أخــذ من كل واحد منهما نصف الدية، وإذا قتل الولي أحدهما أخذ نصــف

الدية ممن لم يقتله ورد نصف الدية على من قتله. وفي المثال الثاني الثالثة، أربع صور: ألنه إن لم يقتل أحدا أخــذ من كل واحد ثلث الدية، وإن قتل واحدا أخذ من االثنين ثلــثي الديــة ورده إلى ولي من قتله، وإن قتل اثنين أخــذ من الثــالث ثلث الديــة

وأضاف من نفسه الدية الكاملة وأعطى

. 1649 ح465 ص2، والدعائم: ج147 ح236 ص1( الغوالي: ج?)1109

Page 110: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

كــل واحــد من ولــيي المقتــولين ثلــثي الديــة، وإن قتــل الثالثــة أعطى من نفسه ديتين كاملتين وقسمهما بين أولياء الثالثة فأعطى

كل واحد من الثالثة ثلثي الدية. وإذا كان القتلة أربعة، فله خمس صــور، وهكــذا كلمــا زاد قاتــل زادت على عدد القتلة صورة، وهي صورة عدم قتل الولي أي واحد

منهم. وفي كــل الفــروض يعطي القاتــل بقــدر جنايتــه بالنســبة إذا لم يقتله الولي، ويأخذ ولي القاتل بقدر تفاوت الدية الكاملة عن جنايــة القاتل إذا قتله الولي، فإذا قتــل الــولي واحــدا لم يخســر ولم يــربح شيئا، وإذا لم يقتل أحدا ربح الدية، وإذا قتــل أكــثر من واحــد خســر

لكل مقتول غير الواحد األول دية كاملة. ثم إن المقتول قد تكون امرأة فللولي نصف الدية، وقــد يكــون خنثى فللولي ثالثة أرباع الديــة على مــذهب المشــهور في الخنــثى،

وإن أشكلنا على ذلك في كتاب الحدود. أمــا إذا كــان القاتــل امــرأة أو خنــثى، وقتلــه الــولي، فــإن كــان منفردا، فإن الولي ال يأخذ شيئا من ورثتهمــا، ألنــه ال يجــني الجــاني أكثر من نفسه كما سيأتي، وإن كــان مشــتركا مــع غــيره رد الــولي حسب المقرر الذي سيأتي الكالم فيه في مكان تعرض الجواهر له. وكيف كان، فتحقق الشركة بأن يفعل كلهم مــا يقتــل إذا انفــرد به أحدهم، كأن أمسكوه جميعا فألقوه من شــاهق، أو ألقــوا حائطــا عليه، أو ألقوه إلى السبع، أو أغروا به سبعا، أو ألقــوه في النــار، أو البحر، أو جرحوه جراحات قاتلة بمجموعها، أو اشــتركوا في تقــديم الطعام المسموم له، أو سجنوه وتركوه بال مــاء أو طعــام أو كســاء في البرد حتى مات، أو صبوا عليه ماء شديد الحرارة حتى أماته، أو

أوصلوا الكهرباء إلى جسمه، إلى غير ذلك. كل ذلك مع القصد وكون الفعل بمجموعه قــاتال، لمــا ســبق في أول الكتــاب من اشــترط قتــل العمــد بأحــد الشــرطين، وإال فعليهم

الدية ال القصاص.

110

Page 111: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ولو اجتمع جماعة فضربه كل واحد سوطا أو نغــزه بــإبرة، كــانعلى الجميع القود أو الدية إن كان الموت مستندا إلى الجميع.

وإن كــان المــوت مســتندا إلى بعضــها، أوال أو وســطا أو أخــيرا، كان القود أو الديــة عليــه، وإذا شــك في االســتناد إلى الكــل أو إلى البعض كان الالزم الدية، كما إذا غرز كل واحد في جسمه إبرة كان بعضها في القلب وبعضها في الرءة، فشك في أنه هل مات بالكــل، أو بالتي غــرزت في القلب، أو في الــتي غــرزت في الــرءة لم يكن القصاص، للشك في كون أحدهما قاتال أو جزء قاتل، فالالزم الديــة،

لقاعدة العدل واإلنصاف. نعم إن علم أن من غرز في قلبه إمــا هــو القاتــل فقــط، أو أنــه مشترك في القتل، جاز قتله مع لزوم رد نصف الديــة إلى وليــه، إذا

كان المشتركون في قتله اثنين مثال. وأما ما في رواية الدعائم فيجب توجيهه بما ال ينافي القواعد.

هللافقد روى عن أمــير المؤمـنين وأبي جعفـر وأبي عبـد ا )عليهم إذا قتل الواحد جماعة، ضربوه كلهم ولم يعلمالسالم(، أنهم قالوا:

من ضرب أيهم مات متعمدين لــذلك، فــإن ولي الــدم يتخــير واحــداــالقود ــول ب ــاء المقت ــاقين ألولي ــه ويكــون على الب ــه بولي منهم فيقتلــان حساب ذلك من الدية، إن كانوا ثالثة فقتل أحدهم بالقود رد االثنــذا ــة، وعلى ه ــان عقوب ــة ويوجع ــثي الدي ــه ثل ــان على أوليائ الباقي

. (1)الحساب في األقل واألكثر ثم إنه ال يعتبر التساوي في كيفيــة الجنايــة، وال في عــددها، في تقسيم الدية أو القصاص على الجانين، فإذا أعطــاه أحــدهم طعامــا مسموما واآلخر غرز إبرة في قلبــه فمــات بهمــا، أو ضــربه أحــدهما سوطا وآخر سوطين فمات بالسببين كــان القصــاص عليهمــا، وكــذاــتركين، الدية كما ذكروه، وكأنه إلطالق أدلة القود والدية على المش

هللامع وضوح غلبة االختالف في قدر السببية، وا العالم.

. 2 ح12 الباب 253 ص3( المستدرك: ج?)1111

Page 112: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))الجماعة وقصاص األطراف(( المشــهور على الظــاهر بينهم في أنــه يقتص من(:ـ 9)مسألة

الجماعة في األطراف، كما يقتص في النفس، كمــا ذكــره الشــرائع والمسالك والجواهر وغيرهم، بل في األخير عدم الخالف فيــه، فلــو اجتمع جماعة على قطع يد إنسان أو قلع عينه فله االقتصــاص منهم جميعا، بعد رد ما يفضل لكل واحد منهم عن جنايته، وله االقتصــاص من أحدهم أو أكثر، ويرد الباقون ديــة جنـايتهم على مــا سـمعته في

النفوس، لفحوى ما تقدم هناك. ،)عليــه الســالم(ولصحيح أبي مــريم األنصــاري، عن أبي جعفــر

المروي في الكافي، في رجلين اجتمعا على قطــع يــد رجــل، قــال:،إن أحب أن يقطعهما أدى إليهمــا ديــة يــد يقتســمانها ثم يقطعهمــا

وإن قطع يد أحدهما رد الذي لم يقطع يــده على الــذي قطعت يــده. (1)ربع الدية

.(2)وإن أحب أخذ منهما دية يدورواه الشيخ وزاد: .(3)وكذا رواه الصدوق

.(4)وكذا أفتى به المقنع الذي هو متن الروايات وقــد عــرفت التوقــف في المســألة الســابقة في بــاب النفس، للروايات المتعارضة، ولظاهر اآليــة، لكن هنــا ال تعــارض وال ظهــور،ــف في ــاب التوق ــا الب ــتدرك من عنوانهم ــائل والمس ــاهر الوس وظ المســألة، وال إشــكال أن الحكم بقطــع االثــنين هنــا أقــل شــأنا من الحكم هناك بقتل االثنين ألهمية الدماء، ولو قيــل بــه هنــا كمــا ذهب إليه المشهور، فالظاهر أنه ال يتعدى إلى مثــل عشــرة أيــد ونحوهــا،

وال أقل من الشبهة الدراءة. ثم الظاهر أنه ال يقال بذلك بالنســبة إلى مــا لــو ســجن جماعــة إنسانا ولو قيل بالقصاص فيه، أو ضربوه سياطا، بل الالزم التوزيــع، فلو ضربه عشــرة عشــرة أسـواط، أو ســجنه عشـرة عشـرة أيــام،

ضرب كل واحد منهم سوطا وسجن كل واحد منهم يوما،

. 7 ح284 ص7( الكافي: ج?)1. 7 ح240 ص10( التهذيب: ج?)2. 1 ح52 الباب 116 ص4( الفقيه: ج?)3. 1 من قصاص الطرف ح19 الباب 264 ص3( المستدرك: ج?)4

112

Page 113: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لوضــوح أن في النفس والطــرف ال عالج، أمـــا في المقــامينفالعالج التوزيع.

ــان بمقــدار إصــبع وهل الحكم جار في الجرح، كما إذا جرحه اثن طوال، الظاهر التفصيل، وهو أنه إن أمكن التوزيع عليهم بــأن يجــرح كل واحــد من الجــارحين قــدر نصــف إصــبع مثال وزع، وإن لم يمكنفإن قلنا بمقالة المشهور جرحهما ورد فاضل ديتهما، وإال أخذ الدية. ويأتي الكالم في إذهاب القوة كذلك، فــإن أعمى إنســانان عينــا واحدة من زيد مثال، بأن أذهبا قوة رؤيته، فإن أمكنــه إذهــاب نصــف القوة من نور بصرهما فعل، وإال فإن قلنا بمقالة المشهور أعماهمـا

ورد فاضل الدية، وإن لم نقل بمقالة المشهور أخذ منهما الدية. ــع وكيف كان، فال إشكال في أنه ال تحصل الشركة في مثل قط اليد، إال باالشتراك في الفعل الواحد المقتضي للقطع، كــأن يشــهدا عليــه بمــا يــوجب القطــع ثم يرجعــا ويعترفــا بأنهمــا شــهدا كــذبا، أو يكرهوا إنسانا على قطعه، أو يلقوه أمام سبع فيقطع يده، أو يضعوا حديدة على المفصل ويعتمدوا عليه أجمع حتى تقطع يده، إلى غــير

ذلك من األمثلة. ــد أحــدهما، أما لو انفرد كل واحد بقطع جزء من يده لم تقطع يــده، لوضوح عدم صدق الدليل هنا، وكذا لو جعل أحدهما آلته فوق يــد على واآلخر تحت يده واعتمدا حتى التقت اآللتان فال قطع في الي أحدهما، ألن كال منهما منفرد بجنايته لم يشاركه اآلخــر فيهــا، فعليــه القصاص في جنايته حســب، كــذا ذكــره الشــرائع وقــرره المســالك والجواهر، بــل زاد المســالك: )بــل لــو وضــعوا منشـارا ونحــوه على عضو ومده كل واحد مرة إلى أن يحصل القطــع، ألن كــل واحــد لم يقطع بانفراده ولم يشارك في قطع الجميع، فــإن أمكن االقتصــاص

من كل واحد على حدته ثبت بمقدار جنايته، وإال فال( انتهى.

113

Page 114: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وفي الجواهر: )عدم المشاركة، حتى الجزء األخير الذي تحصــلبه اإلبانة التي هي من جملة القطع( انتهى.

وال يخفى مــا في الجميــع، إذ يصــدق أنهمــا قطعــا يــده، والحكم دائر مدار الصدق، فإن اإلبانة حصلت وهما سبباه، كالموت الحاصل بسببهما، وهل يقولون بأنه ال دية لليد عليهما، بل على كل واحد دية

الجرح فقط، ألنهما لم يقطعا يده بل جرحاها. ومنه يعلم أنه لو وضع أحدهما يده في التيزاب مثال حتى هشـت ثم قطعها اآلخر بنتر كان عليهما القطــع، لصــدق أنهمــا قطعــا يــده،

وإن كان العامل األخير للقطع هو الناتر. وما ذكرناه من صدق القطع على االثنين ـ على خالفهم ـــ حالــه عرفا حــال مــا إذا جــرح كــل واحــد منهم بعض أمــاكن يــده فســرت الجراحات حــتى ســقطت، ممــا صــرح العالمــة في القواعــد، وتبعــه شـــارحه األصـــبهاني، ثم الجـــواهر بـــأنهم مشـــاركون في القطـــع

كمشاركتهم في القتل إذا سرت جراحاتهم حتى مات. وكيف كان فالمعيار الصدق عرفا، ولــو شــك فيــه كــان المرجــع

الدية.

114

Page 115: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))فروع في االشتراك بالجناية(((: فيها فروع: 10)مسألة

))إذا قتله امرأتان(( الفرع األول: لو اشترك في قتله امرأتان قتلتا به، على القاعدة السابقة، وال رد، إذ ال فاضل لهما عن ديته، كما هو المشهور، إذ دية

المرأة نصف دية الرجل. إنه)عليه السالم(،وفي صحيح محمد بن مسلم، عن أبي جعفر

تقتالن بــه مــا يختلــف فيــه )عليــه الســالم(:ســأله عن ذلــك، قــال . (1)أحد

ومنه يعلم حكم مــا لــو كــان القاتــل أكــثر من امــرأتين كــالثالث ونحوهــــا، فإنــــه إذا قتلهن رد فاضــــل ديتهن بالتســــاوي إن كن متساويات، كما لو كن الجميع مسلمات أو ذميــات، أو بالتفاضــل إذا كن مع االختالف، كما إذا كان بعض القتلة مســلمة وبعضــهن ذميــة،

فإذا كن اثنتين قتلتا رجال تخير الولي بين ثالث صور: ــة ــار نصــف دي األولى: أن يأخــذ من كــل واحــدة خمســمائة دين

الرجل. ــة: أن يقتلهمــا وال رد من ولي الرجــل لوليهمــا، ألن قيمــة الثاني

المرأتين قيمة الرجل الواحد. ــا الثالثة: أن يقتل واحدة وال رد لوليها، ويترك األخرى ويأخذ منه

خمسمائة دينار.

))إذا قتلت ثالثة نساء رجال واحدا(( الفرع الثاني: لو كن ثالث نساء قتلن رجال، تخير الولي بين أربع

صور: األولى: أن يأخذ من كل واحدة ثلث ألف دينار ويتركهن.

ــة الثانية: أن يقتل واحدة، ويرد على وليها التفاوت بين ثلث الدي ( وثلث333ونصفها، ألن المرأة قتلت ثلث الرجــل أي مــا يعــادل: )

ــالالزم500دينار، وولي الرجل لما قتلها كأن قد استوفى ) ( دينار، فــة ) ــرأة المقتول ــول على ولي الم ــل المقت ــرد ولي الرج (166أن ي

ــرأتين ــدة من الم ــل واح ــذ من ك ــل يأخ ــار، ثم إن الرج ــثي دين وثل ( وثلثا دينار، فإذا666الباقيتين ثلث الدية، فمجموع ما يأخذ منهما )

أخرجنا . 15 ح33 الباب 62 ص19( الوسائل: ج?)1

115

Page 116: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ما أعطي للمرأة المقتولة، عما أخذ من المرأتين الباقيتين، كان ( دينار، فيكون الحاصل أنــه حصــل على قيمــة500ما بقي للرجل )

قتيله، ألن قيمة الرجل ألف دينار، وقد استوفى الــولي هــذا األلــف،ألنه قتل امرأة قيمتها خمسمائة، وأخذ نقدا خمسمائة.

ومن الصــورة الثانيــة، يعــرف الكالم في الصــورتين األخــيرتين، وهما مــا لــو قتــل امــرأتين، أو قتــل الثالث، ففي الصــورة الثالثــة ال يخسر وال يربح، ألنه قتل امرأتين في قبــال رجلــه المقتــول، وقيمــة المــرأتين تســاوي قيمــة الرجــل، وفي الصــورة الرابعــة يخســر خمسمائة دينار، ألنه قتل ثالث نساء قيمتهن ألف وخمســمائة بينمــا

كان يطلب أن يقتل ما قيمته ألف فقط. والحاصل: إنه إذا لم يقتل أحـدا ربح ألفـا، وإذا قتـل واحـدة ربح خمســمائة، وإذا قتــل اثنــتين لم يــربح ولم يخســر، وإذا قتــل الثالث

خسر خمسمائة.

))إذا قتل رجالن امرأة واحدة((الفرع الثالث: إذا قتل رجالن امرأة، فلوليها ثالث صور:

ــة، أي مــائتين ــع الدي األولى: أن يأخــذ من كــل واحــد منهمــا ربوخمسين دينارا، ويتركهما بال قود.

الثانية: أن يقتل أحدهما ويرد على وليه ثالثــة أربــاع الديــة، ألنــه كانت قيمته ألف دينار، وقد قتل بمقدار ربــع قيمتــه، ويــترك اآلخــر،ــرأة ــذ يخســر ولي الم ــارا، وحينئ ــائتين وخمســين دين ــه م ــذ من يأخ خمسمائة دينار، ألنه قتل منــه مــا قيمتــه خمســمائة، وقــد اســتوفى

بقتله أحد الرجلين ما قيمته ألف دينار. الثالثة: أن يقتلهمــا ويعطي لــولي كــل واحــد منهمــا ثالثــة أربــاع الدية، ألنه قتل منه ما قيمته خمســمائة دينــار، وقــد اســتوفى بقتــل الرجلين ما قيمته ألفي دينــار، فــالالزم أن يخســر ألــف وخمســمائة

دينار.وعلى هذا فقد يربح خمسمائة، وقد يخسر خمسمائة.

))إذا قتل ثالث رجال امرأة واحدة(( ومن الكالم في الفــرع الثــالث يفــرع الكالم في الفــرع الرابــع:

وهو ما لو قتل ثالث رجال امرأة.

116

Page 117: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا قتل رجل وامرأة رجال واحدا(( الفرع الخامس: لــو اشــترك رجــل وامــرأة في قتــل رجــل، مــع

اشتراك الجميع في الحرية واإلسالم، فللولي أربع صور: ــد من ــل واح ــة، على ك ــا الدي ــذ منهم ــا ويأخ األولى: أن يتركهم

الرجل القاتل والمرأة القاتلة نصف الدية. الثانية: أن يقتل المرأة فقــط، وال يــرد على وليهــا شــيئا، ويأخــذ

من الرجل القاتل نصف الدية، خمسمائة دينار. الثالثــة: أن يقتــل الرجــل فقــط، ويــرد على وليــه نصــف الديــة،

ويأخذ من المرأة نصف الدية. ــرد الرابعة: أن يقتلهما، ويرد على ولي الرجل نصف الدية، وال ي

على ولي المرأة شيئا. وعلى هذا فولي المقتول، إما يربح ألفا، أو خمسمائة، أو يخسر

خمسمائة، أو ال يربح وال يخسر، كما هو واضح.

))أمور في مشاركة الجناة((ثم إن هنا أمورا:

األول: المحكي عن المقنعة أنه قال: لو اشترك في قتلــه رجــل وامرأة فقتلهمــا الــولي، يــرد نصــف الديــة بين ورثــة الرجــل وورثــة المرأة أثالثــا، ال كمــا قالــه المشــهور من أنــه يــرد على ولي الرجــل

فقط. وبنى ذلك على تقســيم الجنايــة بين الرجــل والمــرأة أثالثــا، ألن الجــاني نفس ونصــف نفس جنت على نفس تكــون الجنايــة بينهمــا أثالثــا، فيعطي ثلــثي الخمســمائة لــولي الرجــل، وثلث الخمســمائة

لولي المرأة. وفيه نظر، ألن المرأة نصف الرجل قيمة، ال أنهــا نصــفه جنايــة، فعليه إذ قتلهما أن يرد على ولي الرجل نصف الدية، ولم يــرد على

ولي المرأة شيئا، كما تقدم. الثاني: لو اشترك الرجل والمرأة في قتــل رجــل، وقتــل الــوليــار، الرجل فقط، فقد عرفت أنه يرد على ولي الرجل خمسمائة دين ويأخذ من المرأة خمسمائة دينار، ألنه قدر جنايتها حيث قتلت نصف

إنسان.لكن المحكي عن النهاية والمهذب أن

117

Page 118: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

القدر المأخوذ من المرأة هو مائتان وخمسون دينارا، ألنــه جنت نصف جناية الرجل، وفيه ما تقدم بأن المرأة نصف الرجــل قيمــة ال جناية، ولذا قال في الشرائع: إنــه ضــعيف بــل عن نكت النهايــة إنــه

وهم. الثالث: ورد في المقام بعض الروايــات الــتي ظاهرهــا المنافــاة

لما تقدم فالبد من حملها على التقية أو نحوها. قــال: ســأل)عليــه الســالم( فقد روى أبو بصير، عن أبي جعفــر

إن خطــأ المــرأةعن غالم لم يدرك وامرأة قتال رجال خطــأ، فقــال: والغالم عمد، فإن أحب أولياء المقتول أن يقتلوهما قتلوهما، ويردوا على أوليــاء الغالم خمســة آالف درهم، وإن أحبــوا أن يقتلــوا الغالم قتلوه، وترد المــرأة على أوليــاء الغالم ربــع الديــة، وإن أحب أوليــاءــة، وعلى ــف الدي ــان على الغالم نص ــة، ك ــذوا الدي ــول أن يأخ المقت

. (1)المرأة نصف الدية )عليــه الســالم(هللاوعن ضريس الكناسي، قال: سألت أبا عبــد ا

إن خطأ المرأة والعبــد مثــلعن امرأة وعبد قتال رجال خطأ، فقال: . (2) الحديثالعمد، فإن أحب أولياء المقتول أن يقتلوهما قتلوهما

قال في الوسائل: )ذكــر الشــيخ أن مــا تضــمن الخــبران من أن خطأ المرأة والغالم والصــبي عمــد، محمــول على مــا يعتقــده بعض مخالفينا أنه خطأ، ألن منهم من يقول: إن كل من يقتل بغــير حديــد فإن قتلــه خطــأ، وقــد بينــا نحن خالف ذلــك( انتهى. وقــد تقــدم أنــه

. (3)عمد الصبي خطأخالف الرابع: إذا قطع نفران يده وقلنا بجواز قطع يدهما مع رد دية يد

واحدة

. 1 ح34 الباب 64 ص19( الوسائل: ج?)1. 2 ح34 الباب 64 ص19( الوسائل: ج?)2. 2 ذيل ح34 الباب 65 ص19( الوسائل: ج?)3

118

Page 119: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إليهما، فهــل الالزم أن يــدفع ديــة اليــد أوال ثم يقطــع يــدهما، أويخير بين تقديم الدية على القطع وتأخيرها عنه.

الظاهر عدم الفرق، إلطالق األدلة، ومــا فيهــا من ذكــر أحــدهماأوال من باب المثال.

ولو تعاسرا في التقديم والتأخير كان الحــق مــع من يريــد قطــع اليد، ألنه قبل القطع ال استحقاق عليه، إذ االستحقاق يكون بالقطع. نعم إذا امتنع من يراد قطع يده بدعوى أن مريد القطــع معســر ال يقدر على الوفاء، كان لــه أن يطمئن بعــدم فــوات حقــه، ألنــه إن

الثابتــةال ضــرركان معسرا حقيقة ال حق له في القطــع، لقاعــدة لمن يراد قطع يده.

والظاهر أن الحكم كذلك في مسألة ما لو قتل شخصان إنسانا، فأراد الولي قتلهما، فإنه يجوز لمريد القتــل أن يعطي الفاضــل لمن يراد قتله أوال ثم يقتله، ويجوز أن يؤخره بإعطائه إلى ورثته بعــد أن

قتله، وإن تعاسرا كان الحكم كالسابق. ومنه يعلم أن قول الشرايع: كل موضع يوجب الــرد فإنــه يكــون مقــدما على االســتيفاء، غــير ظــاهر الوجــه، ومــا عللـه الجــواهر لــهــه، بقوله: ولعله لزيادة المستوفي على الحق قبل الــرد، منظــور في ألنــه قبــل االســتيفاء ال حــق، ولــذا قــال في محكي كشــف اللثــام: يعارضه أنه ال يستحق الفاضل ما لم يستوف، ولذا كان أكثر األخبــار

وفتاوى األصحاب إنما تضمنت الرد على الورثة أو األولياء. أقول: وصحيح أبي مريم السابق ال ظهور فيه على لزوم تقــديم اإلعطاء على االســتيفاء، وإن كــان فيــه )ثم( إذ المســتفاد عرفــا أن

)ثم( في أمثال المقام للترتيب الكالمي ال للترتيب الخارجي. الخــامس: إذا كــان القاتــل ألكــثر ممــا يســتحق، وارثــا لكــل من المقتول والقاتل، كما إذا قتل ولــدان لزيــد ولــدا آخــر لــه، وال وارث للولدين القاتلين إال أبوهما، فال رد حينئذ، ألنـه يرثهمـا فال ولي حــتى

يرد األب عليه التفاضل، واحتمال أنه بقتله

119

Page 120: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لهما ال يستحق اإلرث، غير تام، إذ القاتــل إنمــا ال يــرث إذا كــانقاتال بالباطل، أما القاتل بالحق فإنه يرث بدون كالم.

السادس: إذا أخذ المال الفاضل نفس من يراد قتلــه، فالظــاهر أنه يملكه بالشرط المتأخر، أي وقوع القتل، وعليه فإذا تصرف فيــه قبل قتله نفــذ، أي نــوع من التصــرف كــان، ولــو بهبتــه إلى الــذي ال يرثه، فإرث الفاضل يتوقف على بقــاء المــال بعــده أو إعطائــه بعــد القتل، ولو أعطاه المــال ثم لم يقتلــه لمحــذور أو عفــو كــان المــال

للمعطي، ألن الشرط المتأخر لم يحدث، كما هو واضح.

))إذا قتل رجل وخنثى رجال(( الفرع السادس: لو اشترك رجل وخنثى في قتل رجل، فقتلهمــا الولي، كــان عليــه رد ثالثــة أربــاع الديــة، النصــف إلى ولي الرجــل، والربع إلى ولي الخنثى، ألن دية الخنثى ثالثة أرباع دية الرجــل على ما ذكروا، فقد استوفي الولي إنسانا وثالثة أرباع اإلنسـان في قبــال

مقتوله، فالالزم عليه أن يعطي مقدار ثالثة األرباع. ولو قتل الرجل فقط أخذ من الخنثى نصف الديــة بمقــدار قتــل

الخنثى له وأعطاه إلى ورثة الرجل. ولو قتل الخنثى فقط أخذ من الرجل نصف الدية وأعطي لورثة الخنثى ربع الدية، ألنه قتل الخنثى بمقدار خمسمائة دينار، فله على

قاتله )الولي( مقدار الربع فقط. وعلى هذا فقد يــربح الــولي ألــف دينــار في مــا لم يقتــل أحــدا، نصفه من الرجل ونصفه من الخنثى، وقد يخسر سبعمائة وخمسين دينــارا في مــا لــو قتلهمــا، يعطي خمســمائة لــولي الرجــل، ومــأتين وخمسين لولي الخنثى، وقد ال يربح وال يخســر في مــا قتــل الرجــل فقــط، ألنــه يأخــذ من الخنــثى خمســمائة بمقــدار جنايتــه، ألن على الخنثى نصــف القتــل، ثم يعطي هــذه الخمســمائة إلى ولي الرجــلــه المقتول، وقد يربح مائتين وخمسين، في ما قتل الخنثى فقط، ألن يأخذ من الرجل خمسمائة ويعطي لولي الخنــثى مــائتين وخمســين،

ألنه فاضل قيمته على جنايته.

120

Page 121: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــثى، واحــدا ))صور القاتل والمقتول، ذكرا وأنثى وخنأو أكثر((

(:ـ 11)مسألة الصور المتصــورة لكــون واحــد أو اثــنين، قــاتالرجال أو أمرأة أو خنثى، لمقتول واحد هو أحدهم، سبع وعشرون.

ألن القاتل إما رجل، أو امرأة، أو خنــثى، أو رجالن، أو امرأتــان، أو خنثيان، أو رجل وامرأة، أو رجل وخنــثى، أو امــرأة وخنــثى، فــإذا ضــربنا هــذه الصــور التســع في كــون المقتــول رجال، أو أمــرأة، أو

خنثى، حصل ما ذكر: : فلو قتل رجل رجال، قتل به فقط. 1 : ولو قتل رجل امرأة، قتل بها ورد وليها نصف الدية إلى ولي2

الرجل. : ولو قتل رجل خنثى، قتل به ورد ولي الخنثى ربــع الديــة إلى3

ولي الرجل. : ولو قتلت امرأة رجال، قتلت به وال رد. 4: ولو قتلت امرأة امرأة، قتلت بها فقط. 5 : ولو قتلت امرأة خنــثى، قتلت المــرأة بــالخنثى فقــط، وال رد6

إلى ولي الخنثى. : ولو قتل الخنثى رجال، قتل الخنثى به وال رد. 7 : ولو قتل الخنثى امرأة، قتل الخنثى بالمرأة، ورد ولي المرأة8

ربع الدية إلى ولي الخنثى. : ولو قتل الخنثى خنثى، قتل به فقط. 9

: ولو قتل رجالن رجال، قتال بــه، ورد ولي الرجــل ديــة كاملــة10إلى وليهما بالتساوي.

11 : ولو قتل رجالن امرأة، قتال بها، ورد ولي المرأة دية ونصــفاإلى ولي الرجلين بالتساوي.

: ولو قتــل رجالن خنــثى، قتال بــه، ورد ولي الخنــثى إلى ولي12الرجلين دية وربعا.

: ولو قتلت امرأتان رجال، قتلتا به فقط. 13

121

Page 122: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

: ولو قتلت امرأتــان امــرأة، قتلتــا بهــا، ورد ولي المــرأة إلى14ولي المرأتين نصف الدية بالتساوي.

: ولو قتلت امرأتان خنــثى، قتلتــا بــالخنثى، ورد ولي الخنــثى15إلى ولي المرأتين ربع الدية بالتساوي.

: ولو قتل خنثيان رجال، قتال به، ورد ولي الرجــل إلى وليهمــا16نصف الدية بالتساوي.

: ولــو قتــل خنثيــان امــرأة، قتال بهمــا، ورد ولي المــرأة إلى17وليهما دية كاملة بالتساوي.

: ولو قتل خنثيان خنثى، قتال به، ورد ولي الخنثى إلى وليهما18ثالثة أرباع الدية بالتساوي.

: ولو اشترك رجل وامرأة في قتــل رجــل، قتال بــه، ورد ولي19المقتول إلى ولي الرجل نصف الدية.

: ولو اشترك رجل وامرأة في قتل امرأة، قتال بهــا، ورد ولي20ــة، وإلى ولي المرأة المقتولة إلى ولي الرجل القاتل ثالثة أرباع الدي

المرأة القاتلة ربع الدية. ــالخنثى، ورد21 : ولو اشترك رجل وامرأة في قتل خنثى، قتال ب

ــل ) ــثى إلى ولي الرجـ ــرأة )625ولي الخنـ (،125(، وإلي ولي المـوذلك ألن قيمة الرجل ألف، وقد قتل نصــف الخنــثى الــذي قيمتــه )

( فالالزم أن375( فمعنى قتل الرجل لنصف الخنثى أنه قتل )750 ( حتى يكمل له ألف، ومنه يعرف الحكم في المــرأة625يسترجع )

وفي ما سيأتي. : ولو اشترك رجل وخنثى في قتــل رجــل، قتال بــه، ورد ولي22

ــة، وإلى ولي الرجــل المقتــول إلى ولي الرجــل القاتــل نصــف الديالخنثى ربع الدية.

قال في الجواهر: ولو كان معهمـا امـرأة قتلـوا، ورد عليهم ديـةوربع، للرجل ثلثا

122

Page 123: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الدية، وللمرأة سدسها، وللخنثى ثلثها ونصف سدسها. ( وقتلوا مــا قيمتــه ألــف،2250أقول: وذلك ألن قيمة القاتلين ) ( وثلـثي166(، للرجـل )1250فالالزم أن يرد ولي المقتـول إليهم )

ــرأة ) ــدينار، وللم ــثى )166ال ــدينار، وللخن ــثي ال ــثي416( وثل ( وثل(.1250الدينار، والمجموع )

: ولو اشترك رجل وخنثى في قتل امــرأة، قتال بــه، ورد ولي23 المرأة إلى ولي الرجل ثالثة أربــاع الديــة، وإلى ولي الخنــثى نصــف

الدية. ــه، ورد ولي24 ــثى، قتال ب : ولو اشترك رجل وخنثى في قتل خن

( وإلى625الخنثى دية كاملة إلى وليهما، فيعطي إلى ولي الرجل )(، وذلك ألن كل واحد قتل من الخنثى نصفه أي )375ولي الخنثى )

(، فالالزم أن يخرج ذلك من قيمة القاتل وترد بقية قيمته إليه.375 : ولو اشترك امرأة وخنثى في قتل رجــل، قتال بــه، ورد ولي25

الرجل إلى ولي الخنثى ربع الدية. ــه، ورد ولي26 : ولو اشترك امرأة وخنثى في قتل امرأة، قتال ب

المرأة إلى ولي الخنثى نصف الدية، وإلى ولي المرأة ربع الدية.ــه، ورد ولي27 : ولو اشترك امرأة وخنثى في قتل خنثى، قتال ب

( إلى ولي الخنــثى375الخنثى المقتول نصــف الديــة إلى وليهمــا، )( إلى ولي المرأة القاتلة. 125القاتل و)

ومما تقدم ظهر سائر الصــور الثالثيــة في القاتــل، والثنائيــة فيالمقتول، إلى غير ذلك.

والمعيــار الكلي أنــه يحســب كم قيمــة القــاتلين، وكم قيمــة المقتــولين، فتخــرج الثانيــة من األولى، فــإذا بقي من األولى شــيء أعطى ولى المقتول ذلك الشــيء إلى أوليــاء القــاتلين، كال بحســبه،

ومعنى )بحسبه( أنه يالحظ كم جزءا قتل، نصفا،

123

Page 124: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أو ثلثــا، أو أكــثر، وكم قيمــة ذلــك الجــزء من المقتــول، فتخــرج قيمة ذلك الجزء المقتــول من قيمــة القاتــل، ثم يعطي ولي القاتــل

بقية قيمة القاتل. وعلى هذا فاألقسام ثالثة:

األول: أن تتساوى قيمة القاتل مع قيمة المقتول فال رد. الثاني: أن تكون قيمة القاتل أكثر من قيمة المقتول، فيرد ولي

المقتول إلى ولي القاتل تلك األكثرية. الثالث: أن تكون قيمة القاتل أقــل من قيمــة المقتــول، وهنــا ال رد، لقاعدة أنه ال يجني الجــاني أكــثر من قيمتــه، فــإذا قتلت امــرأة

رجال قتلت المرأة بالرجل فقط.

124

Page 125: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فصلالقصاص في المعتبرة الشروط في

وهي خمسة:

))التساوي في الحرية والرقية((ــنى أن الحــر ال ــة، على مع ــة والرقي األول: التســاوي في الحريــالحرة، يقتل بالعبد، وإن كان العبد يقتل بالحر، فيقتل الحر بالحر وب بال إشكال وال خالف، بــل عليــه دعــاوي اإلجماعــات متــواترة، ويــدل

عليه الكتاب والسنة. ــة، وهي نعم إذا قتل الحر بالحرة، رد إلى ولي الحر فاضــل الدي

النصف، ألن قيمة المرأة على النصف من قيمة الرجل. ثم إن قتــلففي خبر أبي بصير، عن أحدهما )عليهما السـالم(:

الرجل امرأة، وأراد أهل المرأة أن يقتلوه أدوا نصف الدية إلى أهل. (1)الرجل

وخبره اآلخر، عن أحدهما )عليهما السالم( أيضا، قلت له: رجــل أراد أهــل المــرأة أن يقتلــوهن إ :)عليــه الســالم(قتل امرأة، فقال

. (2)أدوا نصف ديته وقتلوه، وإال قبلوا نصف الدية هللاأتي رســول ا )عليه الســالم(:وخبر أبي مريم، عن أبي جعفر

برجل ضرب امــرأة حــامال بعمــود الفســطاط)صلى الله عليه وآله( أولياءها خمسة آالف )صلى الله عليه وآله( هللافقتلها، فخير رسول ا

. 6 ح33 الباب 60 ص19( الوسائل: ج?)1. 7 ح33 الباب 60 ص19( الوسائل: ج?)2

125

Page 126: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وغرة وصيف أو وصيفة للــذي في بطنهــا، أو يــدفعوا إلى أوليــاء.(1)الرجل القاتل خمسة آالف ويقتلوه

إلى غير ذلك من الروايات اآلتية. ــد ا ــاس، عن أبي عب ــو العب ــا رواه أب ــه يعلم أن م ــههللاومن )علي

، البــد أن يحمــل على(2)ليس للنســاء عفــو وال قــودقــال: السالم( التقية، أو على معنى إيكالهن األمر إلى الرجال لئال يخدعن كما هــو

شأن المرأة كثيرا، حيث إنها تخدع لكونها عاطفية. ولو امتنــع الــولي من رد الفاضــل أو كــان فقــيرا، فعن القواعــد األقرب أن له المطالبة بدية الحرة وإن لم يرض القاتل، إذ ال سبيل إلى طل الدم، وأشكل عليه في الجواهر )بــأن المتجــه العــدم، بنــاء على أن األصل فيهــا القــود، والديــة إنمــا تثبت صــلحا موقوفــا علىــذل التراضي، فمع عدم رضا القاتل تقف مطالبته بالقصــاص على ب الولي الزائد وامتناعه عن ذلك ال يوجب الدية، بل وكــذا فقــره، بــل

أقصاه التأخير إلى وقت الميسرة، وليس مثل ذلك طال( انتهى. أقول: الظاهر من األدلــة أن حــق القصــاص لــولي القتيــل، وأن حق الصلح بالمال لهما، وأنه لو أراد الولي القتــل فــالالزم عليــه أن يعطي المال، فإذا أراد القتل بدون إعطاء المال لم يكن لــه القتــل، سواء كان عدم إعطائــه المتنــاع أو لفقــر أو لكــره إنســان لــه أن ال

يدفع. وعلى كل حــال، فــإذا لم يكن مــال حــق للقاتــل االمتنــاع، فــإذا ترافعا إلى الحاكم فإن تمكن الحاكم من أخذ المال من ولي القتيلــع عن ــل وامتن أجاز للولي قتل القاتل، وإال فال، وإذا قتل الولي القات رد بقية المال مع امتناعه، أجبره الحاكم وإذا لم يكن له مال انتظــر

به الميسرة. ومنه يظهر وجه التأمل في قــول الجــواهر، أقصــاه التــأخير إلى

وقت الميسرة،

. 5 ح33 الباب 60 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 من القصاص ح56 الباب 87 ص19( الوسائل: ج?)2

126

Page 127: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إذ ربما ال يكــون لــه ميســرة حســب ظــاهر الحــال، فللقاتــل أن يمتنع عن أن يقتله الولي، وطل دم القتيل معارض بطل دم القاتل،ــدفع الفاضــل، ويمكن أن يستفاد من دليل الطل تدخل بيت المال ل أو لدفع الدية، كما يظهر من بعض الروايات أن عــدم الطــل يــوجب

ذلك.

127

Page 128: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))تقتل الحرة بالحرة وبالحر(( تقتل الحرة بالحرة وبالحر، بال إشــكال والخالف،(:ــ 1)مسألة

ويدل عليه الكتاب والسنة واإلجماع بل والعقل، وال يؤخذ مــا فضــل من دية الحر من تركتها أو من الولي، إذ ال يجــني الجــاني أكــثر من

جنايته على نفسه، بال إشكال وال خالف. هللافعن عبد ا بن سنان، قال: سمعت أبا عبــد ا )عليــه الســالم(هللا

ــوهيقول في رجل قتل امرأته متعمدا، قال: ــا أن يقتل إن شاء أهله قتلوه ويردوا إلى أهله نصف الدية، وإن شــاؤوا أخــذوا نصــف الديــة

.خمسة آالف درهم إن في امرأة قتلت زوجها متعمــدة، قــال: )عليه السالم(وقال

شاء أهلها أن يقتلوها قتلوها، وليس يجني أحد أكــثر من جنايــة على. (1)، كذا رواه الكليني والشيخنفسه

. (2)وروى الصدوق الحكم الثاني مرسالهللاوعن عبد ا بن مسكان، عن أبي عبد ا قــال:)عليــه الســالم( هللا

إذا قتلت المرأة رجال قتلت به، وإذا قتل الرجل المرأة فــإن أرادوا القود أدوا فضل دية الرجــل على ديــة المــرأة وأقــادوه بهــا، وإن لميفعلوا قبلوا الدية، دية المرأة كاملة، ودية المرأة نصف ديــة الرجل

(3) .ــال: في الرجــل ،)عليه السالم(هللاوعن الحلبي، عن أبي عبد ا ق

ذاك لهم إذايقتل المرأة متعمدا فأراد أهل المرأة أن يقتلوه، قال: أدوا إلى أهله نصف الدية، وإن قبلوا الدية فلهم نصف ديــة الرجــل،

. (4)وإن قتلت المرأة الرجل قتلت به ليس لهم إال نفسها إنفي حــديث: )عليه السالم( هللاوعن أبي بصير، عن أبي عبد ا

قتل رجل امرأته

. 4 ح181 ص10، والتهذيب: ج4 ح299 ص7( الكافي: ج?)1. 4 ح89 ص4( الفقيه: ج?)2. 2 ح33 الباب 59 ص19( الوسائل: ج?)3. 3 ح33 الباب 59 ص19( الوسائل: ج?)4

128

Page 129: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

عمدا فأراد أهل المرأة أن يقتلوا الرجل، ردوا إلى أهــل الرجــل ، قــال: وســألته عن امــرأة قتلت رجال، قــال:نصــف الديــة وقتلــوه

. (1)تقتل وال يغرم أهلها شيئا قلت: ،)عليه السالم(وعن أبي مريم في حديث، عن أبي جعفر

ــال:يقتلونهافامرأة قتلت رجال، قال: ــرأة، ق ، قلت: فرجل قتل امإن شاؤوا قتلوا وأعطوا نصف الدية(2) .

ــد ا ــالم، عن أبي عب ــام بن س ــالم(،هللاوعن هش ــه الس في)علي ال يجــني الجــاني )عليه السالم(:المرأة تقتل الرجل ما عليها، قال

. (3)على أكثر من نفسه في رجــل)عليــه الســالم(،هللاوعن زيد الشــحام، عن أبي عبــد ا

إن شــاء أهلهــا أن يقتلــوه قتلــوه، ويــؤدواقتل امرأة متعمدا، قال: . (4)إلى أهله نصف الدية

إلى غيرها من الروايات الكثيرة التي تتعــرض لقتلــه لهــا وقتلهــاله.

ــا على بعض ــد من حمله ــة الب ــات المخالف ــه يعلم أن الرواي ومن قــال: ،)عليه السالم(المحامل، مثل: خبر أبي مريم، عن أبي جعفر

. (5)تقتل ويؤدي وليها بقية المالفي امراة قتلت رجال، قال: ــرأة ــار الم ــتحباب، أو على يس ــهم على االس ــا بعض ــد حمله وقــة، أو على ــدي، أو على التقي والصحاح على إعسارها كما عن الراون اإلنكار كما في الجواهر وغيره، ألنها مخالفة لظاهر الكتاب ولمتواتر

الروايات ولإلجماع المقطوع به. إن )عليــه الســالم(:هللاومثل ما رواه الســكوني، عن أبي عبــد ا

عليه أمير المؤمنين )

. 4 ح33 الباب 59 ص19( الوسائل: ج?)1.8 ح33 الباب 59 ص19( الوسائل: ج?)2.10 ح33 الباب 61 ص19( الوسائل: ج?)3.13 ح33 الباب 61 ص19( الوسائل: ج?)4.17 ح33 الباب 62 ص19( الوسائل: ج?)5

129

Page 130: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

(السالم قتل رجال بامرأة قتلهــا عمــدا، وقتــل امــرأة قتلت رجال ، المحمولة على رد بقية الدية، كما في الوسائل. (1)عمدا

إن )عليــه الســالم(:ومثل ما عن إسحاق بن عمار، عن جعفــر ــه الســالم( ــل امــرأة فلم يجعــل علي )علي رجال قت بينهمــا قصاصــا

، المحمولة على أن يكون القتل خطأ ال عمــدا، كمــا(2)وألزمه الديةــدم ــدين، أو على عـ ــاويهما في الـ ــدم تسـ ــيخ، أو على عـ عن الشـ

القصاص بدون الرد، أو ما أشبه ذلك. ومن ذلــك كلــه يعلم الحكم في قتــل كــل من الرجــل والخنــثى اآلخــر، ومن قتــل كــل من المــرأة والخنــثى اآلخــر، لوحــدة المالك،ــاني ال ــات المســألة من أن الج ــة في بعض رواي باإلضــافة إلى العل يجــني على أكــثر من نفســه، وال ينــافي هــذه العلــة مــا ســيأتي منــثر من النفس ال على القصاص في األطراف، إذ العلة تنفي على أك

أكثر من الطرف. ال(3)الحر بــالحر... واألنــثى بــاألنثىثم إن ما في اآلية الكريمة

ينافي ما تقدم، ألن إثبات الشيء ال ينــافي مــا عــداه، كمــا أن هــذه ، ألنه أسلوب الجمــع العــرفي(4)النفس بالنفساآلية مخصصة آلية

بينهمــا، ال أن الثانيــة ناســخة لألولى كمــا عن بعض، وال أن األولىناسخة للثانية بالمعنى االصطالحي للنسخ، بل بمعنى التخصيص.

ولذا حمـل الوسـائل النسـخ عليــه في المـروي عن علي )عليــهــوراة منفي حديث قال: السالم( ومن الناسخ ما كان مثبتا في الت

وكتبنــا عليهم فيهــا أنالفــرائض في القصــاص وهــو قولــه تعــالى: إلى آخرهــا، فكــان الــذكر واألنــثى(5)النفس بالنفس والعين بالعين

كتبهللاوالحر والعبد شرعا فنسـخ ا مـا في التــوراة، بقولـه تعـالى: عليكم القصاص في

. 14 ح33 الباب 61 ص19( الوسائل: ج?)1. 16 ح33 الباب 62 ص19( الوسائل: ج?)2. 178( سورة البقرة: اآلية ?)3. 45( سورة المائدة: اآلية ?)4. 45( سورة المائدة: اآلية ?)5

130

Page 131: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فنسخت هــذه(1)القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد واألنثى باألنثى. )2(وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفساآلية

ثم إنه قد يشك في أن المقتول ذكر أو أنثى، كمــا لــو قتــل زيــد وعمرو بكرا وهندا في ليلة ظلمــاء، فلم يعلم أن أيهمــا قتــل أيهمــا، فإنه ال شك في جواز قتــل القــاتلين، كمــا ال شــك في أن الالزم أن يرد ولي المرأة نصف الدية، والظــاهر أن الــرد يكــون بإعطــاء ولي القاتلين كل ولي ربع الدية، لقاعدة العدل الــتي ذكرناهــا في جملــة ــاتلين واحــدا، وإال من المســائل الســابقة، هــذا إذا لم يكن ولي الق أعطى له المردود كال بقصد ما يطلب من دية أحد القاتلين كما هــو

واضح. ولو شك في أن القاتل ذكر أو أنثى، كما إذا قتل زيد وهند بكــراــام، لقاعــدة أن ــا، وحيث ال رد في المق ــا يقتالن بهم ــدا، فإنهم وخال

الجاني ال يجني أكثر من نفسه، فال أثر لجهالة القاتل. ومن الصــورتين يعلم ســائر الصــور المشــكوكة رجال وامــرأة

وخنثى.

. 178( سورة البقرة: اآلية ?)1. 19 ح33 الباب 63 ص19( الوسائل: ج?)2

131

Page 132: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))قصاص األطراف بين الرجل والمرأة وديتها(( يقتص للرجــل من الرجــل في األطــراف، ومن(:ــ 2)مســألة

المرأة للمرأة، ومن المرأة للرجل، ومن الرجل للمرأة، من غير ردــة ــه األدل في الجملة، بال إشكال وال خالف في كل ذلك، بل يدل علي

الثالثة، بل والعقل في الجملة. ثم إنه تتساوى ديتهما في األطراف، ما لم تبلــغ جراحــة المــرأة ثلث دية الحر أو تتجاوزه، على خالف يأتي، فإذا بلغته ديــة أو جنايــة ترجع الدية والجناية إلى النصف من الرجل، فال يعطى لها إال نصــف الدية، وال يقتص لها منه إال مع رد التفاوت على حسب ما تقـدم في

النفس. فلو قطع رجــل إصـبع رجــل قطعت إصـبعه، ولـو قطعت امــرأة إصبع امرأة قطعت إصبعها، ولــو قطعت امــرأة إصــبع رجــل قطعت إصبعها، ولو قطع رجل إصبع امرأة قطعت إصبع الرجــل إلى الثلث،

فإذا جاز الثلث رجع القصاص والدية إلى النصف. قال: قلت له: ،)عليه السالم(هللاففي صحيح أبان، عن أبي عبد ا

ما تقول في رجــل قطــع إصــبعا من أصــابع المــرأة كم فيهــا، قــال:عشر من اإلبل :قلت: قطع اثنتين، قــال ،عشــرونقلت: قطــع ،

ــا، قــال: ــونثالث ، قلت:عشــرون، قلت: قطــع أربعــا، قــال: ثالثــه هللاسبحان ا يقطع ثالثا فيكون عليه ثالثون، ويقطع أربعا فيكون علي عشرون، إن هذا كان يبلغنا ونحن بالعراق فنــبرؤ ممن قالــه ونقــول

ــهالذي جاء به شيطان، فقال: مهال يا أبان إن هذا حكم رســول اللــإذا )صلى الله عليه وآله(، إن المرأة تقابل الرجل إلى ثلث الدية، فــاس، ــك أخــذتني بالقي ــان إن ــا أب بلغت الثلث رجعت إلى النصــف، ي

. (1)والسنة إذا قيست محق الدين في حــديث ،)عليــه الســالم(هللاوصــحيح الحلــبي، عن أبي عبــد ا

جراحات الرجال والنساء ســواء، ســن المــرأة بســن الرجــل،قال: وموضحة المرأة بموضحة الرجل، وإصبع

. 1 ح44 الباب 268 ص19( الوسائل: ج?)1132

Page 133: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

المرأة بإصبع الرجل حتى تبلــغ الجراحــة ثلث الديــة، فــإذا بلغت. (1)ثلث الدية ضعفت دية الرجل على دية المرأة

عن)عليــه الســالم(هللاوعن أبي بصــير، قــال: ســألت أبــا عبــد ا جراحة المرأة مثل جراحة الرجل حتى تبلــغ ثلثالجراحات، فقال:

الدية، فإذا بلغت ثلث الدية سواء، أضعفت جراحــة الرجــل ضــعفين. (2)على جراحة المرأة، وسن الرجل وسن المرأة سواء

عن)عليه الســالم(هللاوعن جميل بن دراج، قال: سألت أبا عبد ا نعم، في الجراحــات حــتىالمرأة بينها وبين الرجل قصــاص، قــال:

تبلغ الثلث ســواء، فــإذا بلغت الثلث ســواء، ارتفــع الرجــل وســفلت. (3)المرأة

ومقتضى هذه الروايات أنه إذا وصل األمــر إلى الثلث رجــع إلى النصف، وهذا هــو المشــهور، بــل المجمــع عليــه بينهم، وإنمــا ينقــل الخالف عن الشيخ في النهاية، وابن إدريس في الســرائر، والعالمــة في اإلرشاد، فإن ظاهر عبائرهم أنه ينتصف للمــرأة إذا جــاز الثلث، ممــا يســتلزم إنــه لــو بلــغ رأس الثلث، تكــون المــرأة كالرجــل في القصاص والدية، مثال إذا كانت القيمة تســعين، فالمشــهور يقولــون إذا بلغت جراحة المرأة بقــدر ثالثين أعطيت نصــف ديــة الرجــل أي خمسة عشر، وهــؤالء يقولــون تعطي ثالثين، نعم إذا بلغت جراحتهــا

واحدا وثالثين مثال أعطيت النصف. لكن خالفهم غير محقق، حــتى قــال في الريــاض: )لــوال شــهرة نسبة الخالف إلى النهاية لكدت أن أقول ال خالف في المسألة، وأنــون إلى التعبير بالتجاوز عن الثلث إنما وقع مسامحة أو نظرا إلى كــدرة( ــة الن ــادرة غاي ــاده ونقيصــة من األفــراد الن الثلث، من دون زي

انتهى.

من قصاص الطرف. 1 ح1 الباب 122 ص19( الوسائل: ج?)1. 2 ح1 الباب 122 ص19( الوسائل: ج?)2. 3 ح1 الباب 122 ص19( الوسائل: ج?)3

133

Page 134: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ويؤيــده أن اإلرشــاد المنســوب إليــه الخالف لفظــه يظهــر منــه اإلجمال، قال: )ويقتص للرجــل من المــرأة وبــالعكس وال رد مــا لم يتجاوز ثلث الدية فينتصف المرأة، وكذا يتســاويان في الديــة مــا لم تبلغ الثلث فتنتصف المرأة( انتهى، فأنت ترى أنه عبر تارة بالتجــاوز

وتارة ببلوغ الثلث، مما يظهر منه وحدة األمرين. وكيف كان، فالــذي يمكن أن يســتدل بــه للتجــاوز، مــا رواه ابن

عن رجــل قطــع)عليــه الســالم(هللاأبي يعفور، قال: سألت أبا عبــد ا تقطع إصبعه حــتى تنتهي إلى ثلث المــرأة، فــإذاإصبع امرأة، قال:

.(1)جاز الثلث أضعف الرجل عن)عليــه الســالم(هللاوما رواه الحلــبي، قــال: ســئل أبــو عبــد ا

جراحــات الرجــال والنســاء في الــديات والقصــاص، الســن بالســنــغ الجراحــات ثلث والشجة بالشجة، واإلصبع باإلصبع سواء، حتى تبل الدية، فــإذا جــازت الثلث صــيرت ديــة الرجــل في الجراحــات ثلــثي

. (2)الدية، ودية النساء ثلث الدية والمــرأةقــال: ،)عليــه الســالم(هللاوخبر الدعائم، عن أبي عبد ا

تعاقل الرجل في الجراح مــا بينهمــا وبين ثلث الديــة، فــإذا جــاوزت الثلث رجعت جراح المــرأة على النصــف من جــراح الرجــل، لــو أن أحدا قطع إصبع امرأة كان فيه مائــة دينــار، وإن قطــع لهــا إصــبعينــة كان فيهما مائتا دينار، وكذلك في الثالثة ثالثمائة دينار، وفي األربع مائتا دينار، ألنها لما جاوزت ثلث الدية كان في كــل إصــبع خمســون دينارا، ألن دية المرأة خمسمائة، وهي في الجراح ما لم تبلــغ الثلث

. (3)ديتها كدية الرجل وهذا لو تعارضت الروايات كـان الـترجيح لروايـات المشـهور، ال للسند والعدد، بل ألنها صريحة، وروايات غير المشهور غير صريحة،

للتعارض بين صدرها وذيلها مما يوجب

. 4 ح1 الباب 123 ص19( الوسائل: ج?)1. 6 ح1 الباب 123 ص19( الوسائل: ج?)2. 1 ح1 الباب 263 ص3( المستدرك: ج?)3

134

Page 135: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إجمالها، باإلضـافة إلى ذهـاب المشـهور إلى األول ممــا هـو منالمرجحات.

ومنه يعلم أن قول كاشــف اللثــام في جهــة الــترجيح إن )أخبــار غــير وجيــه، إذ يكفي وجــود حجــة في األخبــار(1)األول أكــثر وأصــح(

الثانية.ــة ــحيحة حجـ ــار الصـ ــالك من أن األخبـ ــا في المسـ ــا أن مـ كمـ المشهور، محل تأمــل، إذ لغــير المشــهور أن يقــول الخــبر الصــحيح

حجتي.

))رجوع المرأة إلى النصف بعد الوصول إلى الثلث(( وكيف كان، فالمراد أن المرأة في جراحاتها تصعد كالرجــل إلى مقدار ثلث دية الرجل، فإذا وصلت إلى ثلث دية الرجــل رجعت إلى النصف من جراحة الرجل، فاإلصـبع الواحــدة من أيهمــا لهــا عشــرة من اإلبــل، واإلصــبعان من أيهمــا لهمــا عشــرون من اإلبــل، والثالث أصابع من أيهما له ثالثــون من اإلبــل، ومن المعلــوم أن الثالثين من اإلبل أقل من ثلث دية الرجــل الــتي هي مائــة إبــل، فــإذا قطــع من الرجل أربع أصابع كانت ديتها أربعين من اإلبل، إمــا إذا قطعت أربـع أصابع من المرأة لم تكن ديتها أربعين من اإلبــل، إذ األربعــون فــوق ثلث الدية، الدية التي هي مائة إبــل، فــالالزم أن ترجــع المــرأة إلى نصف دية جراح الرجل، وحيث إن ديــة أربــع أصـابع الرجــل أربعــون

كانت دية أربع أصابع المرأة عشرين. وال فــرق بين جعــل الديــة اإلبــل، أو غيرهــا من الــديات الســتللنفس، ولذا تقدم في رواية الدعائم المثال بمائة دينار، إلى آخره. ــنان ــير النفس، مثال ألس ــل غ ــذلك في ك وال يخفى أن الحكم ك الرجــل والمــرأة ديــات خاصــة مــذكورة في بابهــا، فــالمرأة تصــعد كصعود الرجل في الدية ما لم تبلغ ديتها مقدار ثلث ألف دينار، فإذا وصــلت ديتهــا مقــدار ثلث ألــف دينــار رجعت ديتهــا إلى نصــف ديــة

الرجل. وهكذا في المنافع، ففي ذهاب سمع الرجــل الديــة ألــف دينــار، وفي ذهــاب ســمع إحــدى أذنيــه خمســمائة دينــار، وفي ذهــاب قــوة سماع أذن واحدة بقدر نصف قوة السمع مائتــان وخمســون دينــارا،

وفي ذهاب أربعة أخماس

.47 ص11كشف اللثام واإليهام عن قواعد األحكام: ج (?)1135

Page 136: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

قوة سمع أذن واحدة أربعمائة دينــار، فــإذا أذهب الجــاني أربعــة أخماس قوة سمع أذن واحدة من المرأة كان عليه مائتــا دينــار، ألن أربعمائة أكثر من ثلث األلف، وإذا أذهب الجاني ثالثة أخمــاس قــوة سمع أذن واحدة من المرأة كان عليه ثالثمائة دينــار، ألنــه لم يصــل

إلى الثلث، فتكون كالجناية على الرجل. وهكذا الكالم في الجراحات، فالمرأة كالرجل في الجراحة التي فيها بعــير، وهكــذا تصــاعدا إلى أن تصــل الجراحــة إلى )المأمومــة(ــدماغ، فحيث وهي التي تبلغ أم الرأس، وهي الخريطة التي تجمع ال إن فيها للرجل ثلث الديــة، أي ثالث وثالثــون بعــيرا، كــانت مأمومــة المرأة فيها نصــف ذلــك، أي ســت عشــرة ونصــف من البعــير، كمــا

هللاسيأتي الكالم في ذلك عند تعرض الشرائع لها إن شاء ا تعالى. ومما تقدم ظهر أن إطالق خبر الجعفريات، بسند األئمة )عليهم

جراحــات النســاء على قــال: ،الســالم(، إلى علي )عليــه الســالم( ، محمــول على مــا تقــدم، ألن مــا تقــدم(1)أنصاف جراحات الرجال

كالمقيد لهذا اإلطالق.

))أمور في رجوع دية المرأة إلى النصف((وفي المقام أمور:

األول: حكمة رجــوع جــراح المــرأة إلى النصــف إذا بلغت الثلث واضحة، إذ هو مقتضى كون المرأة نصف الرجل، أما تساوي المرأة مع الرجل إلى الثلث ال أن يكون لها النصف من األول مطلقا فلعله

لحكمة عدم االستهانة بدمها في القليل. وحيث إن العمــد كــان إلى الثلث ففي غــير العمــد أيضــا إلى

الثلث، لوحدة القانون. أما إشكال أنه لما ذا إلى الثلث ال الربــع أو النصــف مثال، ففيــه: إنه أحد المصاديق، ولو قال الشارع: إلى النصف أو الربع لكان هــذا

اإلشكال باقيا أيضا كما ال يخفي. والحاصل: إن حكمة النصف في المرأة، وحكمة ضرب القانون،

وحكمة

. 2 ح1 الباب 263 ص3( المستدرك: ج?)1136

Page 137: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

عدم االستهانة بها أوجبت مساواتها للرجــل إلى حــد مــا، وكونــه الثلث من باب أنه أحــد المصــاديق، ويكفي في علـة التشــريع كونــه مصداقا لكلي وإن لم يكن في هذا الفــرد بالــذات علــة زائــدة، ومــاــا إال عالم ــام ال يعرفه ــل األحك ــريب، وإال فعل ــاب التق ــاه من ب ذكرن

الغيوب، ومن ألهمهم من لدنه سبحانه علما. الثاني: قد عرفت أن المعيار وصول جراح المرأة إلى ثلث ديــة الرجل، ومنه يعرف أنه لو أعمي لها عينا واحدة كانت الدية ربع دية الرجل، أي نصف دية عين الرجل، إذ لو أخــذت ديــة بقــدر ديــة عين الرجل كان أكثر من ثلث دية الرجل، وكذا لو قطع ثالث أنامل منهــا كان بقدر قطع ثالث أنامل من يد الرجل، ألن ديتها ال تصل إلى ثلث

دية الرجل، إلى غير ذلك من األمثلة، كما هو واضح. الثالث: مقتضى القاعدة المتقدمة أن تكون دية الخنــثى نصــفي الديتين، وهل تأتي مسألة الثلث هنا أيضــا بالنســبة، لقاعــدة العــدل واإلنصــاف والمنـاط في المــرأة، أم ال، بــل يعمــل بمقتضــى قاعــدة الخنثى في الثلث من دية الرجل، وفي األزيد من الثلث احتماالن، الــتي هي يبعد األول، والمعادلة المنطقية أن يقال إذا كانت المــرأة ال على النصف تساوي الرجل إلى الثلث ثم ترجع إلى النصــف، كــانت الخنــثى الــتي هي على ثالثــة أربــاع تســاوي الرجــل إلى النصــف ثمــثى ترجع إلى ثالثة أرباع، ففي مثال قطع األصابع إذا قطــع من الخن أربعــا أعطــاه أربعمائــة دينــار مثال، فــإذا قطــع منهــا خمســا أعطــاه ثلثمائة وخمسة وسبعين دينارا، أي ثالثة أرباع الخمسمائة، وهذا هــو مقتضى قاعدة العدل، إذ للمرأة مائتان وخمســون في قطــع خمس أصــابعها، وللرجــل خمســمائة، ونصــف المجمــوع ثالثمائــة وخمســة

هللاوسبعون، وا العالم. الرابع: لقد ظهر مما تقدم أنه لو قطع الرجل إصبعا أو إصــبعين أو ثالثا من المرأة قطع مثلها منــه قصاصــا من غــير رد، ألن المــرأة تساوي الرجل إلى ثلث الدية، ولو أخــذت المــرأة الديــة أخــذت إلى

ثالثين بعيرا، أو ثالثمائة دينارا، ولو

137

Page 138: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

قطع الرجل أربع أصابع منها، فإن أرادت الديــة أخــذت عشــرين بعيرا، أو مائتي دينار مثال، ولها قطع إصــبعين منــه بــدون رد شــيء، كما لها قطع ثالث أو أربع مع رد عشرة أو عشرين بعيرا، وذلك لمــا

يستفاد من أدلة حقها في قتل الرجل القاتل مع رد التفاوت. ومنه يعلم أن اإلشكال في قطع إصبعين منه بأنه ليس قصاصــاــة، وليســت اإلصــبعان نصــف أربعــة أصــابع، الختالف وال أخــذا للدي األصابع في الخصوصيات، ال وجه له، كما ال وجه لإلشكال في حقهــا في قطع ثالث ورد قيمة الواحدة، إذ إذا كان لها قطع األربع كان لها قطــع الثالث بــالطريق األولى، ألن األمــر ـــ كمــا يســتفاد عرفــا من األدلة ـ دائر بين األقل واألكثر غير االرتبــاطيين، كمــا أن الظــاهر أن لها أن تقطع واحدة وتأخذ دية اإلصبع الثانية إذا قطع الرجل إصبعين من أصــابعها، كمــا أفــتى بــه الجــواهر وقــال: وإن كنت لم أجــد من

صرح بذلك. أقول: والحق للمرأة، فال حق للرجل بأن يقول: إما تأخــذ الديــة كال أو تقتص كال، فهو كما إذا قطع القاطع يدين لزيد، حيث يجوز أن يقتص منه في اليدين، أو يأخذ منه ديتهما، أو يأخذ دية يد ويقطع يد،

إلى غير ذلك من األمثلة. وإذا قطع الرجل أربع أصابع المرأة دفعة، فهل لها أن تعفــو عن إصبع لتأخذ دية ثالث، يحتمل ذلك، وإن كان في الجــواهر أنــه خالف النص والفتوى، وجه االحتمال أن المنصرف من النص والفتــوى أنــه إذا لم يعــف، إمــا إذا عفي كــان كمن قطــع ثالث أصــابع، ومثلــه إذا قطع إصبعين وعفت عن واحدة، أو قطع ثالثــا وعفت عن واحــدة أو

اثنتين. نعم ال ينبغي اإلشـــكال في أن الحكم بالتنصـــيف إذا بلـــغ الثلث إنما هو إذا كان القطــع لألربــع بضــربة واحــدة، وأمــا لــو كــان بــأربع

ضربات يقطع بكل وحدة إصبعا

138

Page 139: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أو بضــربتين يقطــع بكــل منهمــا إصــبعين، أو يقطــع بإحــدى الضربتين واحدة وبالثانية ثالثا، أو يقطع باثنتين ثالثا، وبالثالثة اإلصبع الرابعة، فالظاهر ثبوت دية األربع، أو القصاص في الجميــع من غــير

رد، كما صرح به غير واحد. لمــا عللــه الجــواهر من أنــه كلمــا جــني عليهــا جنايــة يثبت لهــا حكمها، وال دليل على سقوطه بلحوق جناية أخرى، والجناية األخيرة

إنما هي قطع ما دون األربع، فلها حكمها، وال تسقط بسبق أخرى.ــان ولو قطع كل إصبع منها إنسان، أو كل اثنتين، أو كل ثالث، ك عليه كامل القصاص وكامل الدية، وكذا لــو قطــع األربــع اثنــان بــأن

وضعا عليها حديدا واعتمدا عليه حتى قطع.

139

Page 140: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))صور قتل حر لحرين أو أكثر((لو قتل حر حرين أو أكثر، فله صور: (: 3)مسألة

األولى: أن يأخذ أحدهما الدية منه بالتراضي ويقتله الثاني، وهذاال إشكال فيه وال خالف.

الثانية: أن يأخذا منه الدية بالتراضــي، وهــذا أيضــا ال خالف فيــهوال إشكال.

الثالثة: أن يقتاله معا، وال إشكال وال خالف في أنه ال يحق لهمــا أخــذ الديــة من وليــه، فإنــه ليس ألوليائهمــا إال قتلــه، وفي الريــاضــه، وعن المبســوط والخالف اإلجمــاع والجــواهر بال خالف أجــده في عليه، وذلك لألصل، وللروايات المستفيضة من أن الجــاني ال يجــني

على أكثر من نفسه. ــدر ولي ــدر فقتلــه، ســواء ب ــأن ب الرابعــة: أن يقتلــه أحــدهما، ب السابق أو ولي الالحق، فيما كان سبق ولحوق، أو بدر أحدهما فيمــا

ال سبق وال لحوق. ــبق ــإن لم يكن س ــاح، ف ــيين التش ــع بين الول ــة: أن يق الخامس ولحوق فال إشكال في تساوي حقهما، فأيهما استوفى كان له ذلــك،ــترك وهــل يفصــل بينهمــا الحــاكم أو القرعــة، ال يبعــد ذلــك، إذ ال ي الشــارع النــاس في حالــة نــزاع، وحيث ال خصوصــية للقرعــة كــان للحاكم المجعول لصالح المسلمين الفصل بينهمــا، وكــذا في أمثــال هذه الموارد، كما إذا تنازعا على االسـتقاء من بـئر أو حصـد عشـب

مباح أو ما أشبه ذلك. ومثل ما إذا لم يكن سبق ولحوق، ما إذا كان لكنــه جهــل ذلــك،

وإن كانت القرعة هنا أولى، ألنها لكل أمر مشكل. أما إذا كان سبق ولحوق، فهل يكون الســابق أولى لتعلـق حقــهــة به أوال كما يظهر من بعض، فكأنه ال موقع لحق الثاني، أو ال أولوي إذ الحق ما لم يستوف ال يتجاوز عن كونه حقا، فهو كدين أول ودينــذي ثان على من ال يملك إال بمقدار أحد الدينين، وهذا هو األقرب ال نقــل عن التحريــر، لتســاوي الجميــع في ســبب االســتحقاق، وأيــده

الجواهر. وكيف كان، فلو قتله أحدهما فهل للثاني حــق الديــة من تركتــه،

قوالن:

140

Page 141: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أحــدهما: نعم، كمــا عن ابــني الجنيــد وزهــرة، والقواعــد وفخــر ال يطــل دمالدين والمقداد، وفي المسالك هــو الوجــه، وذلــك ألنــه

. امرئ مسلمــيلة ــة والوس ــوط والخالف والنهاي ــا عن المبس ــاني: ال، كم والث والسرائر والجــامع والشــرائع والمعتــبر والنــافع، وفي الجــواهر إنــهــاع عن المبســوط ــة اإلجم ــام حكاي ــل عن كشــف اللث المشــهور، ب

والخالف، وجعله الرياض األوفق باالصل. وذلك لألصل، وألنه ال يجني على أكثر من نفســه، وألن الــواجب القصاص وقد فات محله، كما إذا مات قبل االقتصــاص ولم يكن لــه

مال. واألقــرب األول، إذ األصــل ال موضــع لــه بعــد الــدليل، واإلجمــاع مخدوش كبرى وصغرى، وال يجني الجــاني إنمــا ورد في قصــة قتــل

ال يطــل دم امــرئالمرأة للرجل الواحد، فال يقــاوم إطالقــه إطالق ــعمسلم ، والقصاص أحد الواجبين، فإذا فات بقي اآلخر، كما إذا قل

عين إنسان أو صلم أذنه وال عين وال أذن له، ويؤيده أنه لــو لم يكن حق في الدية لزم أن يكون قتل الخطـأ أصــعب من قتــل العمــد، إذ في قتل الخطأ عليه ديتان بينما في قتل العمــد عليــه شــيء واحــد،

وهو مستبعد جدا، وإن كان االستبعاد ال يثبت الحكم.

141

Page 142: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))لو قطع يمينين من رجلين(( لــو قطــع حــر يميــنين من رجلين، قطعت يمينــه(:ــ 4)مسألة

باألول ويساره بالثــاني، بال خالف أجــده فيــه كمــا في الجــواهر، بــل صريح الخالف والغنية اإلجماع عليه، وكــذا ادعى اإلجمــاع المســالك وقــرره الريــاض، ويؤيــده مــا يظهــر منهم من اإلجمــاع على أن من

قطع يمينا وال يمين له قطعت يساره، وإجماعهم هذا تابع للنص. قطــع يمينفإن :)عليه السالم(قال: فقلت: تقطع... إلى قوله

رجل وقد قطعت يمينه في القصاص قطعت يــده اليســرى، وإن لمــه يكن له يدان قطعت رجله باليد التي قطع ويقتص منه في جوارح

. (1)كلها إذا كانت في حقوق الناس وكيف كان، فيدل على أصــل الحكم روايــة حــبيب السجســتاني

ــة في الكتب الثالثة ــحيحة إلى(2)المروي ــبرقي، الص ــن لل ، والمحاس حبيب، وكالصحيحة من أصلها، لرواية الحســن بن محبــوب المجمــع

ــالم(على تصحيح ما يصح عنه، قال: سألت أبا جعفر عن)عليه الس يــا :)عليــه الســالم(رجل قطع يدين لرجلين اليمينين، قــال: فقــال

حبيب، تقطع يمينــه للــذي قطــع يمينــه أوال، وتقطــع يســاره للرجــل الذي قطع يمينــه أخــيرا، ألنــه إنمــا قطــع يــد الرجــل األخــير ويمينــه

كــان)عليه السالم( إنما ، قال: فقلت إن عليا قصاص للرجل األول إنما كان يفعل ذلك فيمايقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى، فقال:

، فأما يا حبيب حقوق المسلمين فإنــه تؤخــذ لهم هللايجب من حقوق اــد حقوقهم في القصاص، اليد باليد إذا كانت للقاطع يد، والرجل بالي

ــهإذا لم يكن للقاطع يد ــترك ل ، فقلت له: أو ما تجب عليه الدية وت إنما تجب عليه الدية إذا قطع يد رجل، )عليه السالم(:رجله، فقال

وليس للقاطع يدان وال رجالن، فثم تجب عليه الدية،

. 3 ح12 الباب 131 ص19( الوسائل: ج?)1. 9 ح99 ص4، والفقيه: ج55 ح259 ص10، التهذيب: ح4 ح319 ص7( الكافي: ج?)2

142

Page 143: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

. (1)ألنه ليس له جارحة يقاص منها هذا ومنه يعلم أنه لو قطــع إصــبع إنســان في يــده اليمــني، ولمــالعكس، وكــذا في عكس تكن له إصبع قطعت إصبعه اليسرى، أو ب مفروض الرواية بأن قطع يسار إنسان وال يسار له وإنما له اليمين، فإنه تقطع يمينه بدال عن يســار المجــني عليــه، ولــو قطــع يســارين

قطعت يمينه ويساره. وإنما الكالم في أنه دل النص والفتوى بأنــه تقطــع يمينــه للــذي قطع يمينه أوال، ثم تقطع يساره للذي قطع يمينه ثانيــا، فهــل يجــوز العكس بأن تقطع يمينــه للــذي قطــع يمينــه ثانيــا، ثم تقطــع يســاره للذي قطع يمينه أوال، احتماالن، من أن النتيجــة واحــدة بانســبه إلى الجاني والمجني عليهما، ومن أن ما ذكــر في الروايــة والفتــوى هــو مقتضى القاعدة، فهو كما إذا قطع يد زيد ورجل عمرو ثم قطع زيد رجله وعمرو يــده، حيث إنــه خالف القواعــد، ومجــرد كــون النتيجــة واحدة بالنسبة إلى الجاني والمجني عليه ال يغــير الحكم، فهــو مثــل أن قطع يد زيد وقتل بكرا فيقطع ولي بكر يده ويقتله زيد، حيث إن

وحدة النتيجة ال تؤثر في صحة ذلك، ولذا كان األقرب الثاني. ثم إنه لو قطع اليمينين بضــربة واحــدة، لم يكن أول وثــان، بــل جاز أن يقطع أيهما األول في القصاص يمينه، وكذا لو شــك في أنــه

قطع يد زيد أوال أو قطع يد عمرو، وإن كان األقرب هنا القرعة. ولو قطع يد ثالث ورابع، قطعت لهمــا رجلــه اليمــنى واليســرى، كما عن المشهور، بل عن الخالف والغنية اإلجماع على ذلك، للخــبر المتقدم الذي هو حجة من جهة السند، ومن جهة العمل، ومن جهــةــحابها ــمن أص ــاه، حيث ض ــا اخترن ــة على م ــه في الكتب األربع كون حجيتها، خصوصا الكافي والفقيه، بل نفس حــبيب الــذي في الســند

حجة لوصف غير واحد للخبر بالصحة، وإن رموه بالجهالة. ومنــه يعلم أن قــول الجــواهر: )حملــه على اطالعهم على حــال

حبيب أولى من

. 16 ح321( المحاسن: ص?)1143

Page 144: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

حمله على إرادة الصحة التي ال تفيد الخـبر حجــة إليــه( انتهى، منظور فيــه، إذ لــو كــان في الســند من أصــحاب اإلجمــاع كفى في

صحة الخبر، وفي سند خبره ابن محبوب كما تقدم، فتأمل. وكيف كان، فقول ابن إدريس وتبعه الشهيد الثاني، بأنه لو قطع

يد ثالث سقط القصاص إلى الدية لفوات المحل، محل نظر. ثم ال يخفى أنه البد وأن يكون مرادهما ما إذا قطع األوالن يديه، وإال فلو عفيا أو أخذا الدية لم يكن وجه لسقوط القصــاص كمــا هــو

واضح. وهل ينعكس األمر فيما لو قطع أربعة أرجل مثال، ال يبعــد ذلــك، فتقطع يداه ورجاله، ألن المفهوم عرفا من قيام الرجــل مقــام اليــد في القصاص قيام اليد مقام الرجل أيضــا، وكــذا بالنســبة إلى قطــع الرجل اليمنى لمن ليس له يمنى فتقطع اليســرى بــدال، وبــالعكس،

بل الظاهر أن أصابع اليد والرجل كذلك. ولو قطع من ال يد له وال رجــل، أو قطــع يــد خــامس ولم يــرض األربعة إال بالقصاص كان عليه الديــة، بال خالف وال إشــكال كمــا في الجواهر، وذلك للخبر المتقدم، وألنه ال تفوت الدية بفوات القصاص

نصا وإجماعا. ــة ــا، للعل ــنان ونحوه ــدي الحكم إلى األس ــرف تع ــك يع ومن ذلــه المذكورة في الرواية، ولوحدة المناط، فإن كان من المجــني عليــان أقل قيمة دفع الجاني باإلضافة إلى القصاص بقية القيمة، وإن ك

أكثر قيمة دفع المجني عليه التفاوت. وبأصــل الحكم أفــتى الحلــبي في األصــابع واألســنان، وإن كــان المنسوب إلى الفاضل في التحريــر وغــيره عــدم القصــاص، وعللــهــالالزم الجواهر بأن ما تقدم من اليد والرجل خرج عن العمومات، ف

في غيرهما األخذ بالعموم. وكيف كان، فالجروح أيضا كذلك، فإذا جــرح يــده اليمـني وال يـد يمنى له، جرح المجني عليه يــده اليســرى وهكــذا، للعلــة والمنــاط،

كما أن بالعلة والمناط

144

Page 145: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بــل واإلطالق يتعــدى من كــل زوج إلى نظــيره، فلــو قلــع عينــه اليمــنى، أو أذنــه اليمــنى، أو منخــره األيمن، أو ثديــه اليمــنى، أو مــا أشبه وال مثيل للمجني عليه، اقتص منه باليســرى، وكــذلك العكس،

وهذا هو ظاهر الجواهر. نعم ال تعدي من العين إلى األنف، أو من الشفة إلى األذن، إلى غير ذلــك لألصــل، أمــا الشــفتان فيتعــدى من إحــداهما إلى األخــرى

للجامع بينهما. ولو كانت له يمينان أصليتان ظاهرا، فالظاهر أنه لو قطع يميني رجلين قطعتا، ال اليمين والشمال منـه، وهــل الزائــدة ظــاهرا تقــوم

مقام يمين الرجل الثاني، أو ينتقل إلى الشمال، احتماالن. ثم إن اليد التي تقطــع قصاصـا هي من حيث مــا قطـع الجــاني، من األشاجع، أو الزند، أو المرفق، أو الكتف، والرجل بقــدرها، فــإذا قطع الجاني أربعة أيمــان من الزنــد قطعت يــداه من الزنــد ورجاله من أصل الســاق، أي منتهى عظم الســاق، وإن قطعهــا من أصــول األصابع قطعت يــداه ورجاله من أصــولها، وإن قطعهــا من المرفــقــة، وإن قطعهــا من قطعت يداه من المرفــق ورجاله من عين الركب الكتف قطعت يداه من الكتــف ورجاله من أصــل الفخــذ، وإن قطــع

اليد من األواسط قطعت يداه ورجاله من األوساط. والظاهر أن في القطع يالحظ النسبة ال المقــدار، مثال إذا قطــع من نصف الذارع قطعت رجله من نصف عظم الساق، ال أن نصــف الذراع لو كان مقدار شبر، وكان عظم الساق مقدار شبرين ونصفــو تقطع ساقه بقدر شبر، بل تقطع بقدر شبر وربع شبر، ألن ذلك ه

المنصرف من األدلة.

))شرط التساوي في الدين(( الشرط الثاني: من الشــروط المعتــبرة في القصــاص التســاويــكال وال خالف، في الدين، فال يقتل مسلم بكافر في الجملة، بال إش بل دعــاوي اإلجمــاع عليــه متــواترة، خالفــا للمحكي عن المقنــع منــه تسويته بين المسلم والذمي في أن الولي إن شاء اقتص من قاتل

المسلم بعد رد فاضل الدية، وإن شاء أخذ الدية، وقد استدل

145

Page 146: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لــه بإطالقــات اآلتيــة، وســتعرف وجــه الجمــع بينهــا وبين نافيــةالقصاص، ويدل عليه باإلضافة إلى ذلك جملة من الروايات.

ــتدالل بـ ــا االسـ ــنينأمـ ــافرين على المؤمـ ــل ا للكـ هللالن يجعـ، ففيه ضعف كما ال يخفى.(1)سبيال

ــني والصــدوق: ــا رواه الكلي ــال إســماعيل بن الفضــل، في م قــد ا ــا عب ــه الســالم( هللاســألت أب ــود)علي ــوس واليه ــاء المج عن دم

والنصارى، هل عليهم وعلى من قتلهم شــيء إذا غشــوا المســلمين )عليــه الســالم(:وأظهــروا العــداوة لهم، قــال ال أن يكــون متعــودا

، قــال: وســألته عن المســلم هــل يقتــل بأهــل الذمــة وأهــللقتلهمــادا لــذلك ال يــدع قتلهمالكتاب إذا قتلهم، قال: ال، إال أن يكون معت

. فيقتل وهو صاغر )عليــه الســالم(وعن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا

. (2)مثله القــال: ،)عليــه الســالم(وعن محمد بن قيس، عن أبي جعفــر

يقـاد مسـلم بـذمي في القتــل، وال في الجراحـات، ولكن يؤخـذ من. (3)المسلم جنايته للذمي على قدر دية الذمي ثمانمائة درهم

رواه الكليني والشــيخ بســند صــحيح إلى ابن محبــوب، وهــو منأصحاب اإلجماع.

ــد ا ــا عب ــال: ســألت أب ــههللاوعن إســماعيل بن الفضــل، ق )علي ال، إال أن يكــونعن المسلم هل يقتل بأهــل الذمــة، قــال: السالم(

. (4)متعودا لقتلهم فيقتل وهو صاغر قــال: قلت لــه: رجــل قتــل ،)عليــه الســالم(وعنه، عن الصادق

رجال من أهــل الذمــة، قــال: ال يقتــل بــه، إال أن يكــون متعــودا. (5)للقتل

. 141( سورة النساء: اآلية ?)1. 1 ح47 الباب 79 ص19( الوسائل: ج?)2. 37 ح188 ص10، والتهذيب: ج9 ح310 ص7( الكافي: ج?)3. 6 ح47 الباب 80 ص19( الوسائل: ج?)4. 7 ح47 الباب 80 ص19( الوسائل: ج?)5

146

Page 147: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

)عليــهوروى مثلــه محمــد بن الفضــل، عن أبي الحســن الرضــا السالم(.

إذاقــال: ،)عليه الســالم(هللاوعن دعائم اإلسالم، عن أبي عبد ا قتل المسلم اليهودي أو النصراني أدب أدبــا بليغــا وغــرم ديتــه وهي ثمانمائة درهم، وإن كان معتادا للقتل وأدى أوليــاء المشــرك فصــل

. (1)ما بين ديته ودية المسلم قتل به ال يقتــلقــال: )صلى الله عليــه وآلــه( وعن الغوالي، عن النبي

. (2)مسلم بكافر، وال ذو عهد في عهده لـو كنت قـاتلتقـال: )عليـه السـالم( وروي أن أمير المؤمنين

. (3)مسلما بكافر لقتلت حراشا بالهذلي وال إشكال وال خالف في أنه يعزر ويغرم ديـة الـذمي، بـل عليــه

النص كما عرفت، واإلجماع. وكأن الشارع الحظ تقليل قتل القتلــة بهــذه الشــروط الخمســة التي ثانيها عدم قتل المسلم بالكافر، باإلضافة إلى إنه نــوع تضــييق على الكافر ليــترك عقائــده الخرافيــة، فــإن الكــافر إذا تــرك بــدون تضييق كان تشجيعا على رواج الخرافة في المجتمــع، كمــا إذا تــرك الجاهل والظالم بدون التضييق، هــذا مضــافا إلى أن اإلســالم جعــل االمتيازات حسب العقيــدة الصــحيحة، حيث يجعــل قــوانين الوطنيــة والقومية واللونية االمتيازات حسب هذه المفاهيم الــتي ليســت هيــجع على ــوارق ممــا يش ــة، إذ الالزم أن تكــون الف ــوارق حقيقي بف االستقامة والكفاءة ال على أمور وهمية، وســائر األديــان والمــذاهب التي تجعل االمتيازات حسب العقيــدة إنمــا تجعلهــا حســب العقيــدة

الباطلة التي قامت األدلة على زيفها.

))إذا اعتاد مسلم قتل الكافر(( وكيف كان، فإذا اعتاد المسلم قتل الكافر قتـل بهم، كمــا أفـتى به المشهور، بل عن المهذب البــارع إنــه قــريب من اإلجمــاع، وعن

ظاهر الغنية نفي الخالف فيه،

. 1 ح41 الباب 258 ص3( المستدرك: ج?)1. 39 ح588 ص3، وج140 ح235 ص1( الغوالي: ج?)2. 40 ح588 ص3( الغوالي: ج?)3

147

Page 148: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وعن االنتصار وغاية المراد والروضة اإلجماع عليه، خالفا لتردد ــا حكى عنهم ــة ابن إدريس، كم الشرائع والقواعد واللمعة، ولمخالف الجواهر، والمشهور هو األصح، لداللة جملة من الروايات عليه، وقد تقدم بعضها مما به يجمع بين مطلق عدم قتله به، ومطلق قتله به.

في)عليـه السـالم(،هللامثل ما رواه ابن مسكان، عن أبي عبـد ا هـذا حــديث )عليـه السـالم(:رجل قتل رجال من أهل الذمة، فقـال

شديد ال يحتمله الناس، ولكن يعطي الذمي دية المسلم ثم يقتل به.المسلم

. (1)وفي رواية أخرى عن أبان مثله إذا قتــلقــال: ،)عليه السالم(هللاوعن أبي بصير، عن أبي عبد ا

المســلم النصــراني فــأراد أهــل النصــراني أن يقتلــوه قتلــوه، وأدوا. (2)فضل ما بين الديتين

)عليــه الســالم(ولعل اإلطالق في الرواية لما أشار إليــه اإلمــام في رواية ابن مسكان، فإن بعض العامة يقتلــون المســلم بالكــافر،

ومنهم أبو يوسف الذي قال فيه الشاعر: يا قاتل المسلم بالكافر

جرت وما العادل كالجائريا من ببغداد وأطرافها

من فقهاء الناس والشاعرجار على الدين أبو يوسف

بقتله المسلم بالكافرفاسترجعوا وابكوا على دينكم

أال اصبروا فاألجر للصابروكما قال الشاعر اآلخر:

أبا يوسف خنت حكم الكتاببفتواك في قتلك المسلمين

هللاألم يقل ا لن يجعال وجاء به سيد المرسلين

ثم إنه ال فرق في المسلم الذي ال يقتص منه للكافر بين أقسام المسلمين، وإن كــان في الفــرق المحكــوم بكفــرهم نظــر، من أنــه

مسلم فيشمله اإلطالق، ومن أنه محكوم

. 3 ح47 الباب 79 ص19( انظر الوسائل: ج?)1. 4 ح47 الباب 80 ص19( انظر الوسائل: ج?)2

148

Page 149: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بحكم الكافر، فالالزم االقتصاص منه بعد الشــك في دخولــه فيــك ــو ش ــالنفس(، ول ــه في )النفس ب ــد العلم بدخول ــتثنى، بع المس

فالالزم تحكيم قاعدة درء الحدود بالشبهة. كما أنه ال فرق بين أقسام الكفار الـذمي والمسـتأمن والحــربي والمعاهد والحيــاد، وهــو الــذي ليس بيننــا وبينهم ذمــة وال حــرب وال

عهد. ــاده قتلهم، ثم إنهم اختلفوا في أن قتل المسلم بالذمي مع اعتي

قصاص أو حد.ذهب إلى األول: المقنعة والنهاية والجامع والوسيلة وغيرهم.

وإلى الثاني: اإلسكافي والحلبي والفقيه. وتظهر الفائدة في سقوط القود بعفو الولي، وتوقفه على طلبه على القصــاص دون كونــه حــدا، وإرثــه على القصــاص، وإمكــانهللالمصالحة، إلى غير ذلك من الفوارق بين حقوق ا وحقوق الناس. وقــد جمــع في الروضــة والكــركي بين األمــرين، فقــال بإمكــان الجمع بين الحكمين، فيقتل لقتلــه وإفســاده ويــرد الورثــة الفاضــل،ــه والظاهر كما في الرياض والجواهر وغيرهما أن القتل قصاص، ألن الظاهر من األدلة الســابقة، ولظهــور خــبر ســماعة في ذلــك، قــال:

ــا، فقــال: )عليه السالم(هللاسألت أبا عبد ا هــذا عن مسلم قتل ذمي شيء شديد ال يحتمله الناس، فليعط أهله دية المســلم حــتى ينكــل

لو :)عليه السالم(، ثم قال عن قتل أهل السواد، وعن قتل الذميــؤدي إلى أن مسلما غضب على ذمي فأراد أن يقتله ويأخذ أرضه وي أهلــه ثمانمائــة درهم إذا يكــثر القتــل في الــذميين، ومن قتــل ذميــاــة ظلما فإنه ليحرم على المسلم أن يقتل ذميا حراما ما آمن بالجزي

. (1)وأداها ولم يجحدها أمــا قــول من جعلــه حــدا، فقــد اســتدل لــه بــأن القتــل ســبيل،

، فــإنال يقاد مسلم بذمي في القتل وال في الجراحــاتولصحيحة الجمع بين األدلة السابقة وهذين الدليلين أنه يقتــل، لكن ال قصاصــا

بل حدا، ثم لما دل الدليل على رد فاضل الدية، قال الشهيد

. 1 من ديات النفس ح14 الباب 163 ص19( الوسائل: ج?)1149

Page 150: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

والمحقق الثانيين بــذلك أيضــا، ورد الجــواهر لهمــا بأنــه إحــداثــير وارد، إذ ــه، غ ــركب على خالف ــاع الم ــوى اإلجم ــول يمكن دع ق اإلجماع المركب على تقدير وجوده صغرى ال حجية فيه بعد وضــوح المستند، فالعمدة هو ظــاهر األدلــة، حيث عــرفت ظهورهــا في أنــه

قصاص. وقد عرفت عدم داللة اآلية على المنع حتى يقال إنها غير قابلــة

ــحيحة ــيص، وص ــادللتخص ــالقولال يق ــد، ف ــة للتقيي ــة قابل مطلقالمنسوب إلى المشهور هو األقرب.

وسيأتي الكالم في الطرف في أنــه هــل يكــون المســتوفي عنقبل الذمي للقصاص هو اإلمام أم الذمي بنفسه.

ثم الظـاهر عـدم تحقـق التعـود بــالمرة الثانيــة، ولـو شـك كـان مقتضى القاعدة درء الحد بها، فالقتل للمســلم إنمــا يكــون إذا قتــلــيرهم وذكــرهم ــة من أهــل الذمــة، وال فــرق بين صــغيرهم وكب ثالث وأنثاهم، بل يمكن أن يشمل حتى الجنين، واالنصراف لــو كــان فهــو

بدوي. ــيره، إذ ليس نعم ال إشكال في أنه في قتل العمد، فال يشمل غ

في غير العمد قصاص. ثم الظاهر أن القصاص بعد التعود يكــون ألي منهم طلب ذلــك، ال كما ذكره الجواهر من أن الظاهر أنه يقتل باألخير الذي يتحقق به صدق التعــود، إذ فيــه: إن الصــدق يحقــق موضــوع القصــاص، ال أن

القصاص يكون للفرد المحقق لشرط القصاص.ــرق بين ــه الف ــه أدى ولي ــل المســلم ب ــل من قت ــذا فك وعلى هــل ــو قت ــه، ول ــه أعطى المســلم ديت ــل ب ــل من لم يقت ــديتين، وك ال لجميعهم أو لجملة منهم كان حكم إعطاء المسلم أو أخذه بالنسبة، كما تقتضــيه القاعــدة، وقــد تقــدم بحث أنــه إذ لم يســتعد من عليــهــه ذلــك، فهــل لــه الفاضــل من رد الفاضــل، أو كــان فقــيرا ال يمكن

القصاص أم ال، ويأتي هنا مثل ذلك الكالم.

150

Page 151: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا قتل ذمي ذميا((ــف دينهمــا بال(:ــ 5)مســألة ــذمي، وإن اختل ــذمي بال ــل ال يقت

الكفر كله ملة واحــدةإشكال، إلطالق أدلة )النفس بالنفس(، وألن .

أمير المؤمنينن إ ،)عليه السالم(ولخبر السكوني، عن الصادق يقتص لليهــودي والنصــراني والمجوســيكان يقول: )عليه السالم(

.(1)بعضهم من بعض، ويقتل بعضهم ببعض إذا قتلوا عمدا. (2)كذا رواه الكليني والشيخ، وروي قريبا منه الجعفريات

قــال في)عليــه الســالم( إنــه هللاوخــبر الــدعائم، عن أبي عبــد ا . (3)في اليهودي والنصراني يقتل بعضهم ببعضحديث:

ثم ال يخفى أن أصل القصــاص طرفــا أو نفســا بين بعضــهم مــعــا إذا ــا عليهم الحكم، أم ــا وأجرين ــوا إلين ــون إذا رجع ــا يك بعض، إنم تقاضوا فيما بينهم أو رجعوا إلينا وأرجعنــاهم إلى أهــل ملتهم فــإنهم يعملون حسب دساتيرهم، وال شأن لنــا بهم، لمــا ذكرنــاه في كتــاب

الحدود. وكذا حال غير الذمي من سائر فرق الكفار، إذ إطالق القصــاص نفسا وطرفا يشملهم إذا رجعوا إلينـا وأجرينـا عليهم الحكم، وإال فال شأن لنا بهم، سـواء أرجعنـاهم إلى أهـل ملتهم، أو لم يرجعـوا إلينــا

أصال، وذلك ألن هذا هو معنى الذمة والعهد واالستيمان. أما الكافر المحايد، إذ ال عداء بيننا وال صداقة، فال شــأن لنــا بهم حـتى نتعـرض لهم، وإن جــاؤوا إلينـا جـاز إرجــاعهم إلى أهـل ملتهم للمناط، وكذا الحربي إذا لم نرد أن نقتله لكونه محاربا، أو لم يصــح لنا قتله ألمــر أهم، إذ في حــال الحــرب ليســت الحــرب قائمــة ليــل

نهار.

. 46 ح190 ص10، والتهذيب: ج6 ح309 ص7( الكافي: ج?)1. 1 من القصاص ح42 الباب 258 ص3( المستدرك: ج?)2. 2 من القصاص ح42 الباب 258 ص3( المستدرك: ج?)3

151

Page 152: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــا، ــتين وراجعون ــر من مل ــدهم اآلخ ــل أح ــإذا قت ــان، ف ــف ك وكي فالظاهر جواز إحالتهم إلى إحدى الملتين بالتخيير، مثال يهودي قتــل نصرانيا يجوز تحويلهم إلى اليهود أو النصارى، إلطالق أدلة إرجاعهمــه إلى أهل ملتهم، والظاهر عدم جواز أن نرجعهم إلى ملة ثالثة، ألن

خالف األصل بعد عدم مساعدة الظواهر له.ــذهبين من دين واحــد، جــاز ــول من م ــل والمقت ــان القات وإذا ك إرجاعهم إلى أي المذهبين من مذهبهما، فإنه المنصرف من الــدليل

بعد اإلطالق، وعليه فال يرجع بهما إلى مذهب ثالث. وهل اإلرجــاع إلى أهــل ملتهم حــتى في مــا إذا كــان دســتورهم مخالفــا لــدينهم، مثــل أن نرجــع النصــراني في الحاضــر إلى قضــاةــا الــذين ال يعملــون باإلنجيــل في أحكــامهم، احتمــاالن، من بريطاني إطالق األدلة، ومن احتمال االنصراف إلى ما لــو عملــوا بــدينهم، وال يبعد األول خصوصا وأن العمــل بــدينهم باطــل، فال فــرق بين باطــل وباطل، ولذا فمن البعيد جدا أن يقول أحد بوجوب األمر بــالمعروف والنهي عن المنكــر بالنســبة إلى أهــل الكتــاب إذا كــان فاســقا في دينه، مثال إذا لم يصم أحدهم الصــوم المقــرر عنــدهم، أو لم يحضــرــاالنحراف، الكنيسة، ألن المنصرف من األدلة األمــر باالســتقامة ال ب

والمفروض أن دينهم انحراف. نعم الظاهر وجوب األمر والنهي إذا ارتكبوا ما هــو إثم في ديننــا

لــوال ينهــاهم الربــانيون واألحبــار عن قــولهمودينهم، قال ســبحانه: فــإن الظــاهر أن نفس األمــرين مكــروه عنــداإلثم وأكلهم السحت

، فال خصوصية للربانيين واألحبار إال ألنهم يستمعون الكالم منهم. هللا ويتبــع الكالم في ذلــك، الكالم في أنــه هــل يجــوز أن نحــول المراجع إلينا منهم إلى نفس الملة والمذهب لكن باختالف النظــام،ــاثوليكي أيضــا، كأن نرجع البريطاني الكاثوليكي إلى أمريكا، وهي ك إذا كان قانون الثاني يختلف عن قانون األول، ال يبعــد ذلــك، إلطالق

الدليل في إرجاعهم إلى ملتهم، وعدم الدليل على

152

Page 153: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــدادي إلى ــاع المســيحي البغ ــو كارج ــدة النظــام، فه ــزوم وح لــل، المسيحي الموصلي، مع اختالف اجتهاد العالمين في حكم اإلنجي

وإن كان البغدادي تابعا لعالمه في بغداد. هذا وإن رجع أهل السنة إلينــا، جــاز أن نحكم لهم بحكمنــا، وأن نــرجعهم إلى علمــاء الســنة، وفي إرجــاع الحنفي إلى المــالكي إلى

غير ذلك الكالم السابق. وكذا الظاهر أن القاضي منا يحكم على الشــيعة حســب فتــواه،ــد ال إلطالق األدلة، وإن كان المراجع مقلدا لعالم آخر، إذ أدلة التقلي

تخصص أدلة القضاء.

))فروع(( ثم إنه كما يقتــل الكــافر بالكــافر قصاصــا، كــذلك يقتــل الكــافر بالكافرة بعد رد فاضل الدية، كما أفتى به المشهور، إذ معنى إجراء

حكمنا عليهم أنهم مثلنا في األحكام. نعم ال يبعد جواز أن نحكم بحكمهم عليهم كمــا تقــدم في كتــاب

الحدود. ــذ ــون حينئ ــب حكمهم، ونك ــا حس ــه إذا قتله ــل في ــه فنعم وعلي

مخيرين في إجراء أي الحكمين على القاتل. وكذلك تقتل الكافرة بالكافرة وبالكافر، وال رد لفاضل الدية لما تقدم من أن الجاني ال يجــني على أكــثر من نفســه، إال إذا كــان فيــرفت شريعتهم ذلك، وأردنا تطبيق شريعتهم على أنفسهم، إذ قد ع

جوازه. ثم إنـه ال فـرق في قتــل بعضـهم ببعض بين الطوائـف الخمس:

الذمي، والحربي، والمعاهد، والمستأمن، والحياد، إلطالق األدلة. قــال في الجــواهر: )نعم في كشــف اللثــام ال يقتــل الــذمي وال المستأمن بــالحربي، ولعلــه ألن الحــربي غــير محقــون الــدم، إال أن مقتضى ذلك عدم القود لو قتله حربي والتزامه مشــكل، وإن جــزم به الفاضل في القواعد، فإن أهل الذمة فيما بينهم كــالحربيين، إذ ال

ذمة لبعضهم على بعض، فالعمدة حينئذ اإلجماع إن كان( انتهى. أقول: إطالق )النفس بالنفس( ونحوه يقتضي قتل أيهما باآلخر،

إذ قد تقدم

153

Page 154: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أنه ليس معنى الحربي الحرب ليــل نهــار، بــل للحــرب مــوازينــل حــربي خاصة ال يتعداها المحارب في غير وقت المحاربة، فإذا قت

مستأمنا قتل به، وكذا العكس. وكونه حربيــا مهــدور الــدم في حالــة اشــتعال الحــرب لنــا ليس يالزم هــدر دمــه في غــير حالــة االشــتعال، ولغيرنــا ممن ليس بينهمــا حـــرب على ــود وبيننـ ــال الحاضـــر بين اليهـ حـــرب، مثال في الحـ فلسطين، فإذا قتل يهودي فرنسيا وراجعونا قتلنا اليهــودي قصاصــا،

ال ألنه مهدور الدم، وفي العكس نقتل الفرنسي قصاصا. وال دليل على أنه ال ذمــة لبعضــهم على بعض، فــإن المعاهــدات مما يحترمها الجميع، كما في رواية ذكرناها في كتــاب الجهــاد، فــإن احترامهمــا في مــا بينهمــا واحترامنــا لعهودنــا الــتي منهــا أن يكــونــاحترامهم ــودهم ك ــا لعه ــوازين خاصــة، يقتضــي احترامن للحــرب م

لعهودنا. نعم إذا كان بينهما حرب فقتل أحدهم اآلخر في حالة حربهم فال

قود.

154

Page 155: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا قتل الذمي مسلما(( لو قتل الذمي مسلما عمدا دفــع هــو ومالــه إلى(:ــ 6)مسألة

أولياء المقتول، وهم مخــيرون بين قتلـه وبين اسـترقاقه بال إشـكال وال خالف، وفي الريـاض على األظهـر األشـهر، بـل عليـه عامــة منــاع تأخر، وعن االنتصار والسرائر وظاهر النكت، وفي الروضة اإلجم عليه، وفي الجواهر على المشــهور بين األصــحاب نقال وتحصــيال، ثمــهور بين ــو المش ــذا ه ــالك ه ــاض، وفي المس ــره الري ــا ذك ــل م نق األصحاب لم يخالف فيــه ظــاهرا إال ابن إدريس، فإنــه لم يجــز أخــذ

المال إال بعد استرقاقه حتى لو قتله لم يملك ماله. ــروي في كتب ــريس الم ــحيح ض ــه ص ــدل علي ــان، في ــف ك وكي

في نصــراني قتــل :)عليــه الســالم(المشايخ الثالثة، عن أبي جعفر ــدفع إلى أوليــاء المقتــول، فـإن شــاؤوا قتلـوا، وإن شـاؤوا مسـلما ي عفوا، وإن شاؤوا استرقوا، وإن كان معه عين ماله رفــع إلى أوليــاء

. (1)المقتول هو وماله )عليــهوفي حسنته، وحسنة ابن سنان أو صحيحه، عن الصــادق

ــه به في نصراني قتل مسلما فلما أخذ أسلم، قال: السالم(، ،اقتل. (2)يدفع إلى أولياء المقتول هو ومالهقيل: فإن لم يسلم، قال:

ثم الظــاهر أن هــذا حكم قتلــه المســلم، ال لخروجــه بــذلك عن الذمــة المــبيح لنفســه قتال واســترقاقا ولمالــه، كمــا ذكــره الجــواهر ونقله عن كشف اللثام والتقي وابن زهرة والكيدري، وإال لجاز لغير أولياء المقتول أي الحاكم الشرعي، كمــا هــو مقتضــى الخــروج عن

الذمة. ــد الحــاكم ــار بي ــان االختي ــة ك ــذلك عن الذم ــو خــرج ب ــه ل ثم إن

الشرعي، إن شاء

ــافي: ج?)1 ــه: ج7 ح310 ص7( الك ــذيب: ج4 ح91 ص4، الفقي 47 ح190 ص10، التهصدر الحديث.

. 47 ذيل ح190 ص10( التهذيب: ج?)2155

Page 156: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــاء، قتله حدا، وإن شاء أعطاه إلى ولي المقتول يفعل به ما يش وإن شاء اســترقه، فــإن لم يســلمه إلى أوليــاء المقتــول لــزم عليــه

.ال يطل دم امرئ مسلمإعطاء الدية لهم، فإنه وال يخفى أن حكم الدفع إلى أولياء المقتول أو قتله الحاكم إنما هو فيمــا إذا كــان القتــل عمــدا ولم يكن بحــق، ألنــه المنصــرف من الــدليل، والمنصــوص عليــه في الفتــاوى بالنســبة إلى تقييــد القتــل بالعمد، وأما بالنسبة إلى ما لو كان قتله بحق، كما إذا كان المســلم محاربا فقتله فهو مقتضى ما تقـدم، واألدلـة ال تشـمله فعليــه الديـة

في األول، ودم المسلم هدر في الثاني. ثم هل األموال التي تعطى إلى أولياء المقتول هــو كــل أموالــه، كما هو ظــاهر غــير واحــد وصــريح التحريــر وغــيره، أو مــا معــه من األموال كما هو ظاهر الصحيح المتقدم، أو يؤخذ من ماله فضــل مــا بين دية المسلم والذمي، كما صرح بــه الصــدوق في المقنــع، قــال:

وإن قتل ـ أي الذمي مسلما ـ ــه أو من قتلوه به ويأخــذوا من مال. (1)مال أوليائه فضل ما بين الديتين

ــع أقول: الظاهر أن مراده بأوليائه، مثل ضامن الجريرة، أو يرج على تركته وأهله بدية المقتول، كما عن الحلبيين، أو أنه إنما يؤخــذ ماله مع استرقاقه، ألن مال المملوك لمواله، فال يجــوز أخــذ المــالــه ــام إن ــف اللث ــا عن ابن إدريس، وعن كش ــترقاق، كم ــدون االس ب

يحتمله الخبر وكالم األكثر. وإن كان معه عين مال لـه دفـعالظاهر الثاني، ألن النص قال:

يــدفع إلى. ومــا في الخــبر الثــاني: إلى أولياء المقتــول هــو وماله أقل ظهورا من الخبر األول، فظهور األولأولياء المقتول هو وماله

حاكم عليه، لكون ظهــور األول من بــاب الشــرط الــذي لــه عقــدان إيجابي وسلبي بخالف الثاني، فهما مثل )إن طلعت الشمس ائتني(

و)ائتني(، حيث يقدم ظهور األول

. 1 ح43 الباب 258 ص3( المستدرك: ج?)1156

Page 157: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

على ظهور الثاني.وبذلك تعرف أن سائر األقوال بحاجة إلى دليل مفقود.

وال فرق في المسلم المقتول بين الرجــل والمــرأة، بــل ال يبعــد أن يشمل حتى مثل الجنين إذا ولج فيه الروح، وال فرق في القاتــل بين الذمي وغيره من سائر فرق الكفار، والنص على النصراني فيــع الصحيحين من باب المثال كما فهمه الفقهاء، خصوصا وفي المقن الذي هو متون الروايات لفظ )الـذمي(، وإذا كـان هــذا حكم الـذمي كان غيره أولى، اللهم إال أن يقال بأنه ال أولوية، الحتمــال أن يكــون تشديد العقوبة في الذمي لخرقــه الذمــة، وإن لم يكن أخــذه ألجــل

ذلك. وكيف كان، ففي المناط واإلجماع كفاية.

ثم إنه لو أسلم قبل االســترقاق، فــإن كــان أســلم ال فــرارا عن هذا الحكم، كما إذا لم تكن حكومة إســالمية قائمــة، أو ال يعلم بهــذا الحكم أصال، وإنمــا اســلم عن اقتنــاع، ففي قتلــه احتمــاالن، من أن

اإلسالم يجب ما قبلهــل ، ومن انصراف ذلك عن مثل هذا القتل، ب اإلســالم يجب في مثــل قتلى الحــرب، ال إذا قتــل كــافر مســلما ثم

أسلم، واالنصراف غير بعيد. نعم يمكن أن يكون للحاكم الشرعي حق العفو مع تــدارك قتــل المسلم بالدية، إما من نفس القاتــل أو من بيت المــال، وقــد تقــدم في كتاب الحــدود حــق عفــو اإلمــام، أمــا إذا عفى عنــه الــولي ولــو

بالتماس اإلمام، فاألمر اوضح. وامــا إذا أســلم فــرارا، فال شــك في أنــه يقتــل، لمــا تقــدم من الرواية، وللعلة في رواية نصراني زنى بمسلمة ثم أسلم، كما تقدم

في كتاب الحدود. وكيف كان، فال حــق بعــد إســالمه في اســترقاقه وأخــذ أموالــه،

للقاعدة وللرواية، وقال في الجواهر: إنه بال خالف وال إشكال. ثم إنه ال فرق بين إســالمه قبــل رفــع أمــره إلى الحــاكم وبعــده

لإلطالق. ثم إنه لو قتل الكافر كــافرا وأســلم القاتــل، لم يقتــل بــه لعــدم

المساواة، وألزم الدية إن كان المقتول ذا دية. ثم إنه إذا استرق الكــافر القاتــل للمســلم، فهــل يســترق ولــده

الصغار

157

Page 158: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــروجهم عن كما عن المفيد وابن حمزة وسالر، ألنهم تبع له ولخ الذمــة بفعــل أبيهم، أو ال يســترق كمــا عن ابن إدريس، واختــاره الشرائع وتبعهما غير واحد لألصــل، وال دليــل على التبعيــة، خصوصــا

.ال تزر وازرة وزر أخرىلما في الجواهر من أنه أقول: إال فيما خرج بالدليل لمصــلحة، كنجاســة األوالد وقبــولهم لالسترقاق في الكافر الحربي وما أشبه، وأما أن القتل خرق للذمة

فقد تقدم بطالنه. ثم إنه لـو كـان خرقـا للذمــة كـان األوالد رقـا لإلمـام، ال ألوليـاء

المقتول.ــا أن ــة، كم ــا على الذم ــه فال إشــكال في بقائه ــا زوجت ــذا، أم هــل األب الظاهر أن من قال باالسترقاق للذرية، نظر إلى مســألة قت ال قتــل األم، فــإذا قتلت الذميــة مســلما لم يكن اســترقاق ألوالدهــاــذت قطعا، ألنهم ليسوا تابعين لها في الذمة، إال إذا لم يكن أب فأخ

الذمة هي لهم تبعا لها. ومما تقدم يعــرف الكالم في فــروع المســألة، الــتي منهــا قتــل هللاذمي ألكثر من مسلم، أو لمسلم ولكافر، إلى غير ذلك، وا العالم.

158

Page 159: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))ال فرق في القصاص بين ولد الحالل وغيره(( كل من ولد الحالل وولد الشـبهة وولــد الزنــا من(:ـ 7)مسألة

المسلمين يقتل بعضهم ببعض، إلطالق أدلة القصاص، كما يتساوونفي قصاص األطراف أيضا.

قال في الشرائع: )ويقتل ولد الرشــيدة بولــد الزنيــة لتســاويهما في اإلسالم(، وقد علق عليه المسالك بقوله: )بعد بلوغــه وإظهــاره

اإلسالم(، وتبعه الجواهر فقال: )بعد وصفه اإلسالم(. وكأن اشتراط البلوغ في كالم المسالك، ألنــه قبـل البلـوغ ليس

ــوينعمده خطأبمسلم وإن أظهر اإلسالم، إذ وال تبعية له، إذ ال أب له، ولذا نقل في الجواهر قال: )قيل ال يقتل بــه وهــو صــغير، لعــدم إسالمه التبعي بعدم األبــوين لــه شــرعا(، كمــا أن اشــتراط إظهــارهــه اإلسالم في كالم المسالك والجواهر، ألنه حيث ال تبعية ال إسالم ل قبل البلوغ، فإذا بلغ لم يكن مسلما وال كافرا، فال يقتل به المســلم، ألنه أشــرف منــه، ويشــترط في القصــاص التســاوي في الشــرافة،

فالالزم في قتل المسلم به أن يظهر اإلسالم. ويرد على الشرط األول: إن إسالم الصبي المميز مقبــول، كمــا دل عليه النص والفتوى، ولو فرض عــدم قبولــه فال ينبغي اإلشــكال

ــدل علىللعاهر الحجرفي أنه تابع ألبويه ولو كانا زانيين، إذ إنما ي أنه لو دار األمر بين الفراش والعهر كان الولد تابعا لألول، ولم يــدلــون البنت ــوا إلى ك ــذا ذهب ــا، ول ــزاني مطلق ــد عن ال على نفي الول محرما مع أبيه الـزاني والولـد مـع أمــه الزانيـة، وأنـه ال يجـوز لهمـا نكاحهما، وأن المحارم النسبية والرضاعية والمصــاهرية محــارم في باب الزنا، كما هن محارم في باب النكاح، وأن ولد الزنا للمسلم لهأحكام المسلمين في الغسل وسائر مراسم األموات، إلى غير ذلك.

ــة حــرمت عليكمواستدل المشهور لحرمة النكاح وما أشبه بآي اآليــة، قــالوا: لصــدق العنــاوين لغــة، والشــارع لم ينكرهــا،أمهاتكم

ــاب ــوارث بينهمــا، وتفصــيل الكالم في ذلــك في كت وإنمــا قطــع التالنكاح.

كما يرد على الشرط الثاني: إنه حيث ثبتت التبعية فهــو مســلمإذا بلغ، إال أن يكفر فحاله حال سائر أوالد المسلمين،

159

Page 160: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

باإلضافة إلى أنــه ال دليــل على تسـاوي الشـرف في القصــاص، وإنما دل الدليل على أن المســلم ال يقتــل بالكــافر، فهــو خــارج عن إطالق أدلة القصــاص، ويبقي البــاقي ومنــه المســلم في قبــال ولــد الزنا مشموال للمطلق، وإلى هذا أشار الجواهر بقولــه: )مــا ســمعته من النصوص عدم قتــل المســلم بالكــافر، وولــد الزنــا قبــل وصــفه اإلسالم ال يحكم بكفره، ولذا قلنا بطهارته، فيندرج في قوله تعــالى:

النفس بالنفس(1) .وغيره مما دل على القصاص( انتهى ــا، وأن ــد الزن ثم إنه سيأتي الكالم في كتاب الديات حول دية ول المشهور بين المحققين أنه كسائر المسلمين في الدية، وأن ما دل

على أن ديته دية الذمي ضعيف. ومما ذكرنا ظهر حال ولد الزنــا من ســائر األديــان إذا كــانوا في دينهم ولد زنا، إذا رجعوا إلينا وقد قتل ولــد الحالل منهم ولــد الزنــا، ولنا أن نحكم بحكمنا، وأن نحكم بحكمهم، وأن نرجــع إلى قضــاتهم،

كما ذكرنا وجهه في كتاب الحدود، فراجع. أما ولد الشبهة، فال إشــكال في أنــه بحكم الحالل نصــا وفتــوى،

كما تقدم في كتاب النكاح. وحيث عرفت الكالم في ولد الزنا تعرف حكم مــا لــو كــان أحــد

هللاأبويه فقط زانيا، وا سبحانه العالم.

. 45( سورة المائدة: اآلية ?)1160

Page 161: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا سرت الجناية على الذمي(( لو قطع مسلم يد ذمي عمدا، ثم أســلم الــذمي،(:ــ 8)مسألة

وقد سرت الجراحة إلى نفسه فمات، فهل على المسلم القصــاص، ألنه قتل مسلما، أو ال قصــاص، ألن وقت القطــع كــان غــير مســلم، الظاهر الثاني، وفاقا للشرائع والمسالك والجواهر، ألن التكــافؤ في اإلسالم غير حاصل وقت الجناية كي يصدق أنه قتــل مسـلما عمــدا، فاألصل عدم القصاص، ويؤيد ذلك أنه لو قطع يد محــارب ثم أســلم ومات، فإنه ال شك في عدم قتل المسلم القاطع يده بالحربي الذي

أسلم بعد القطع. ومنه يعلم أن احتمــال القتــل إلطالق دليــل )النفس بــالنفس( ال

وجه له، ألنه مشروط بشرط مفقود في المقام. وكذا الصبي والمجنون لو قطعا يد بــالغ عاقــل ثم بلغــا وســرت الجناية فمات المجني عليه حال بلوغهما، فإنه ال قصاص عليهمــا، إذ

فعلهما كان بحكم الخطأ كما دل على ذلك النص واإلجماع. ومن ذلك يعــرف أنـه ال قصــاص في اليـد أيضــا، إذ ال يقتص من المسلم للكافر، وال من المجنون والطفل للبالغ العاقل، ألن الجنايةــدد ــولها، فال يتج ــال حص ــاص ح ــة للقص ــع لم تكن موجب في الجمي

القصاص بعد ذلك لألصل. ثم هـل على القـاطع ديـة اليـد، أو ديـة النفس، أو ال ديـة أصـال،

احتماالت: األول: ألنه فعله حال كان فعله يــوجب الديــة، فكــان عليــه ديــة

اليد. والثاني: ألن الجناية حال حصولها وقعت مضمونة بالمال، فكان االعتبار بها حين االستقرار الذي هو المعتــبر في مقــدار المضــمون،وبه يحصل الفرق بين الدية والقصاص، كما في الشرائع والجواهر. الثالث: ألن اليد كانت مندكة في النفس ـ كما في من قطع يــد إنسان فمات به، حيث ال دية ليده، وإنما الدية لنفسه ـ فحيث ال دية

للنفس فال دية أصال. والظــاهر األول، لعــدم شــمول أدلــة قتــل المســلم لــه فال ديــة

كاملة، واليد إنما كانت مندكة إذا

161

Page 162: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أخذت دية النفس، فحيث ال اندكاك فال وجــه لســقوط ديــة اليــدبعد شمول األدلة له.

ويؤيد ما ذكرناه من عدم دية النفس أنه لو قطع يد الحــربي فالدية أصال وإن أسلم ومات متأثرا بذلك الجراح.

هذا بالنسبة إلى قطع يد الذمي.ــة أما بالنسبة إلى قطع غير البالغ والمجنــون، فالظــاهر أن جناي الســراية عليهمــا لصــدق أنهمــا قتال إنســانا، منتهى األمــر أن كــون

عمدهما خطأ يقتضي كون الدية على العاقلة.ومن حكم الذمي تعرف حكم المحايد والمستأمن والمعاهد.

ولو قطع ذمي يد ذمي ثم أسلما وسرى ومات فال قصــاص، ألناإلسالم يجب ما قبلهــة النفس، أو ــد، أو دي ، وهل ال دية، أو دية الي

يرجــع إلى حكم دينهم حين القطــع، احتمــاالت، وال يبعــد األخــير ألنذلك مقتضى إقرارهم على دينهم، ولقاعدة ألزموهم.

ــد ــى العه ــتأمن، ألن مقتض ــد والمس ــرف حكم المعاه ــه يع ومنواألمان إقرارهم على قواعدهم.

أما المحايد فلعله يشمله قاعدة ألزموهم، والمسألة بعد بحاجــةإلى التأمل.

162

Page 163: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))فروع في الجناية بين مسلم وغيره(((: فيها فروع: 9)مسألة

))إذا قطع المسلم يد كافر ثم أسلم(( األول: لو قطع مسلم يــد حــربي أو يــد مرتــد فأســلم ثم ســرت ومات فال قود، بل في الجواهر عند ذكر الشرائع أنه ال قود )قطعا(، وذلك ألنه ال يصدق عليه أنه قتل مسلما، إذ شرط القصاص الصدق

فال يكفي إطالق )النفس بالنفس( في الحكم بالقود. وإنما الكالم في أنه ال دية، كما اختاره المحقق، ألن الجناية لم تكن مضمونة بقصاص وال دية فلم تضمن سرايتها، فحــال ذلــك حــال القطــع بالسرقة والقصــاص، وكـذا في كـل جنايــة غــير مضــمونة حــال وقوعهــا

فتجدد لها حال يضمن به ابتداء.ــد الحــربي ــه في قطــع ي ــد ال النفس، إذ ال حــق ل ــة الي ــه دي أو علي والمرتد، ألن الحربي يحارب، ال أنــه تقطــع يــده في غــير حــال الحــرب،

والمرتد يقتل، ال أنه تقطع يده. أو عليه دية النفس، كما قــواه الجــواهر، لتحقــق عنــوان الديــة، ألن

قتل المسلم ينسب إليه ولو بالسراية المتولدة من فعله.أو يفصل:

: بين المرتد، فعليه دية قتله، إال فيما كان قتله لكل أحــد، كســاب1 )صلى الله عليه وآله(.النبي

أما المستثنى منه: فألنه قتله في ما ال حق له، إذ السراية من فعل القــاطع، وال حــق لكــل إنســان في قتــل المرتــد، بــل هــو حــق الحــاكم الشرعي، كما أنه ال حق لكل إنسان في قتل مستحق القصاص، بل هو

شأن ولي الدم. ــه فال ضــمان، ألن وأما المستثنى، فلوضوح أنه حيث كان له قتل

القتل مجاز من الشارع مما يالزمه أنه ال ضمان وإن أسلم. : وبين الحربي، حيث إن المحارب يجوز للمســلم قتلــه وقطــع2يده.

إلى غير ذلك، احتماالت، وهذا الثالث هو األقرب. ومنــه يعلم أن إطالق الشــرائع أن الجنايــة لم تكن مضــمونة، وأيده المسالك، غير ظاهر الوجــه، كمــا أن إطالق الجــواهر بضــمان

دية النفس كذلك. وممــا تقــدم يعلم الكالم في قطــع يــد المســتأمن والمعاهــد

والمحايد. رمى ذميا فأسلم قبل اإلصابة((إذا))

163

Page 164: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الثاني: لو رمي المسلم ذميا بسهم فأسلم ثم أصــابه فمــات فالــاره الشــرائع ــه، لعــدم العمــد إلى قتــل المســلم، كمــا اخت قــود في

وشارحاه، وهل فيه دية

164

Page 165: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

النفس المسلمة، ألنه قتلها حين اإلسالم، أو دية النفس الذمية، ألن الرمي كان في ذلك الحال فال يحمل ما لم يفعله، إذ عدم إرادة قتل المسلم يوجب عدم صدق أنه قتل مســلما، لظهــور الفعــل في مــا يصــدر عن اإلرادة، احتمــاالن، واألول هــو األقــوى، كمــا اختــاره الشرائع وشـارحاه، إذ الديـة ال تحتـاج إلى القصـد، ولم يكن الـرمي

جائزا شرعا حتى يقال بالتالزم بين الجواز الشرعي وعدم الدية.

رمى حربيا فأسلم قبل اإلصابة((إذا)) الثالث: ولو رمي حربيا كان له رميه فأسلم فأصــابه فمــات، فال قود وال دية، ألن الرمي كان مجازا من قبل الشارع، فال وجه للديـة، فهو مثل أن يجرح المحارب ثم يسلم فيموت، فقــول الشــرائع بأنــه ثبت الدية ألن اإلصابة صادفت مسلما محقون الدم، وأيده المسالك

والجواهر، غير ظاهر الوجه. ولــو رمي ذميــا فأســلم فأصــابه كــان عليــه الديــة، وإن لم يكن القود لعدم الكفاءة حالة الرمي، وإنمــا كــان عليــه الديــة للمنــع عن رمي الذمي، فجعــل الشــرائع وشــارحاه حكمــه حكم الحــربي، غــير ظاهر الوجه وإن كانت النتيجة هنا الدية كما ذكروه، نعم الظاهر أنه دية المسلم ال دية الذمي، ألنــه قتــل مســلما، وليس االعتبــار بحــال

الرمي بل بحال االستقرار. ومما ذكر يعلم حال ما إذا حفر بئرا ألن يــتردى فيهــا حــربي، أو وضع كمينا لذلك فأســلم ثم تــردى فيهــا، لم يكن عليــه شــيء، لمــا

تقدم من أنه مأمور من قبل الشارع بذلك. أما إذا حفرها ألن يتردى فيها ذمي، كان عليه الضمان.

ــأمر ــئر ب ثم في صور عدم ضمانه الدية إذا كان الرمي وحفر الب ال يطــل دم امــرئالشارع أو بإجازته، فهل على الشارع ديته، ألنــه

، ولما ذكروه من تترس الكفار بالمســلمين ممــا أوجب قتــلمسلمــه، ــة عليـ ــال ديتهم، أم ال ديـ ــلمين لهم، حيث على بيت المـ المسـ

ــو كــانال يطلالنصراف عن مثل ذلك، وقيام الدليل في مورد ـ ل دليل ـ ال يوجب قياس مورد آخر عليه، للفرق بأن في التترس عمــد إلى قتل المسلم، بخالف المقــام، احتمــاالن، الثــاني أقــرب، واألول

أحوط.

165

Page 166: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

جرح مسلما ثم ارتد ومات سراية((إذا)) إذا قطــع المســلم يــد مســلم فارتــد، فســرت(:ــ 10)مسألة

الجراحة حتى مات، كان عليــه القصــاص في اليــد، لشــمول األدلــة، وارتداده في ما بعد ال يسقط الحكم الثابت عليه حال الجناية، وهذا هو الذي اختاره الشرائع والعالمــة وغــير واحــد، خالفــا للشــيخ حيث قــال بعــدم شــيء ال قصاصــا وال ديــة، ألن قصــاص الطــرف وديتــه يــدخالن في قصــاص النفس وديتهــا، والنفس هنــا ليســت مضــمونة

قصاصا وال دية، فكذا ما دخل فيها. وفيــه: إن الــدخول إنمــا يكــون مــع اســتيفاء قصــاص النفس أو ديتها، أما إذا لم يستوف لمانع فال دخول، فإن أدلة الدخول منصرفة

إلى حالة االستيفاء، كما ال يخفى. هذا ولكن ربما يحتمل الفرق بين أن صــار مرتــدا وبين أن صــار محاربا، ففي الثاني ال دية للنفس ألنها مهدورة، أمــا في األول فــإن

)صلى الله عليه وآله(كان ارتداده يبيح لكل أحد قتله، كساب النبي كان الحكم الهدر، أمــا إذا لم يكن كــذلك كــان على قــاطع يــده ديــة النفس، ألنه وإن كان مهدورا للشـارع لكنــه محقــون لغـيره، فحالـه حال ما إذا قطع يد مسلم فقتل ذلك المسلم المقطوع اليد مســلما فمات بأثر السراية، فإنه على قــاطع يــده الديــة، ألن كونــه مهــدورا بالنسبة إلى ولي القتيل، ال يسقط حرمته بالنسبة إلى غــيره، وهــذا االحتمــال غــير بعيــد، إلطالق أدلــة الديــة وإن لم يكن قصــاص، ألن

المسلم ال يقتل بالمرتد. نعم في مثــال مــا لــو قطــع يــد مســلم فقتــل مســلما ثم مــات بالسراية يكون القصاص على قاطع اليد، ألنه قتله بقطــع يــده، وإذاــة قلنا بوجوب الدية للنفس كما لم نستعبده، كانت دية الكــافر ال دي

المسلم كما هو واضح. ولو قطع يــد مســلم ثم ارتــد ثم عــاد إلى اإلســالم فمــات، فلــه

صورتان: األولى: أن تحصل السراية حال ارتداده.

الثانية: أن تحصل السراية حال إسالمه الثاني.

166

Page 167: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

: ففي األولى قوالن: 1ــا عن الخالف وأبي علي، وفي ــاص، كمـ ــه القصـ األول: إن عليـ الشرائع والجواهر، وعن العالمـة وغـيرهم، ألن االعتبــار في الجنايـةــقط المضمونة بحال االستقرار، والمفروض أنه مسلم حالته فال يســوان الضمان باالرتداد المتخلل بين االبتداء واالستقرار بعد تحقق عن

القصاص، كذا علله الجواهر. الثاني: محكي الشيخ عن المبسوط بأنه ال قصــاص، ألن وجوبــه مستند إلى الجناية وكل السراية، وهذه بعضها هــدر ألنــه حصــل في حال الردة، فلم تكن السراية بأجمعها مضمونة بعد فــرض متعارفــة بعضها لحــال االرتــداد، والقصــاص ال يتبعض، وحيث ال قصــاص كــان

الالزم الدية لئال يطل دم امرئ مسلم. وهناك احتمال ثالث، وهو أن عليه القتل مع رد نصف الدية، ألن المسلم والسراية غــير المضــمونة ســببان لقتلــه، فللــولي أن يأخــذــة، وهــذا االحتمــال هــو ــرد نصــف الدي ــة أو أن يقتــل وي نصــف الدي

األقرب، بل لعل ظاهر المسالك الميل إليه. ورد الجواهر له بأن التخلل المزبور بعد عــدم قدحــه في تحقــق عنوان القصاص وهو قتل المسلم عمــدا، ال يصــلح مانعــا وال موجبــا لرد النصف، غير ظاهر، إذ قتل المســلم عمــدا ال يســتند إلى قــاطع يده، بل إلى أمرين، أحدهما مضمون واآلخر غير مضمون، لكن يقــع الكالم في المسألة هنا بما تقدم من أن المرتــد الــذي ال يحــق لغــير الحاكم قتله يكون مضمونا، فإطالق الكالم في المرتد ليس على ما ينبغي، بل إن كان جرح المرتد وقتله مضمونا كان القــود بال شــبهة،

وإن لم يكن مضمونا كان األقوال الثالثة. : وفي الثانية، وهي مــا إذا حصــلت الســراية حــال إســالمه، ال2

ينبغي اإلشكال في القصاص، ألن القتــل مسـتند إلى القـاطع بــدون شركة شيء آخر، واالرتداد ال شأن له في المقام، ولذا أفــتى بــذلك الشــرائع وشــارحاه، بــل قــال في الجــواهر بال خالف أجــده فيــه وال

إشكال. ثم إنه إن وقعت الجناية خطأ، فعلى الجاني الدية أو نصــفها، أو

ال شيء

167

Page 168: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

حسب القصاص، فإن كــان في العمــد القصــاص الكامــل كــانتــة، وإال فال الدية الكاملة، وإن كان مع رد نصف الدية كان نصف الدي

دية كما هو واضح. ولــو شــك في أن الســراية هــل حصــل حــال اإلســالم أو حــال االرتداد، كان األصل براءة ذمة الجاني من كل القصاص أو من كــل

الدية، كما ال يخفى.

168

Page 169: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إذا قتل مرتد ذميا((((لو قتل مرتد ذميا، ففي قتله به قوالن: (: 11)مسألة

ــا عن المبســوط والخالف والشــرائع ــه، كم ــل ب ــه يقت األول: إن والتحرير واإلرشاد، وذلك إلطالق أدلة القصــاص ولم يخــرج المــورد منها، إذ ليس القاتل مسلما حتى يشمله دليل أنــه ال يقتــل المســلم بالكافر، بل لعــل الــذمي أشــرف من المرتــد، لمــا ذكــره المســالك بقولــه: )ألن المرتــد واجب القتــل مــع عــدم التوبــة، والــذمي ليس كذلك، وألن المرتد ال تحل ذبيحته إجماعا، بخالف الــذمي فإنــه فيــه خالفا، وألنـه ال يقـر بالجزيـة فيكــون المرتـد أسـوأ حــاال من الـذمي

فيقتل به بطريق أولى( انتهى. الثاني: الــتردد في قتلــه بــه كمــا عن القواعــد، لتحــريم المرتــد باإلسالم، ولذا يمنع من نكاحه الذمية ونكــاح الــذمي لهــا، ومن إرث الذمي له، ومن استرقاقه، ولوجوب قضاء الصالة والصيام عليــه لـو

رجع. لكن الظاهر عدم استقامة هذه الوجوه، إذ بعد كفرهما، والكفرــد ــذه الوجــوه بع ــة القصــاص، وه ــدة، يشــملهما أدل ــة واح ــه مل كلــر ــاوي في الكف ــدم التس ــوجب ع ــا، ال ت ــة منه ــة في جمل المناقشــع الجــواهر وغــيره ــذا تب ــة لهمــا، ول المــوجب لشــمول إطالق األدل

الشرائع وغيره في قتله بالذمي. ــذمي ــير ال ــذمي وغ ــري والملي، وال ــرق بين الفط ــه ال ف ثم إن

كالمستأمن ونحوه. نعم لو قتل المرتد حربيا إن كان في حالة الحــرب كــان مهــدور الدم، ويبعــد أن يكــون لقاتلــه إثم أو قصــاص أو ديــة، بــل وإن قتلــهــا محارب آخر منهم وراجعا حاكم اإلسالم، فمثال إذا قتل أبو جهــل أب

لم يكن)صــلى اللــه عليــه وآلــه( هللاســفيان حــال حــربهم رســول ا قصاص وال دية، ال أبــا ســفيان مهــدور الــدم، وال دليــل على أنــه من جهة دون جهة حتى يكون حالــه حــال القاتــل والــزاني بــإكراه حــتى يكون مهدور الدم من جهة دون جهة، ولو شك في القصاص والديــة

كان األصل عدمهما. ثم إنه لو قتل المرتد الذمي ثم رجع إلى اإلسالم فال قود قطعا، كما في الشرائع والجواهر، وإن تكافئا حال الجنايــة، لعمــوم ال يقــاد

مسلم بكافر، ولجب اإلسالم

169

Page 170: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

، لكن ربما يقــال: إناإلسالم يعلو وال يعلى عليهما قبله، والن )عليــهإســالمه لــو كــان فــرارا عن القتــل يشــمله مــا عللــه اإلمــام

ــا تقــدم فيالسالم( في قتل الكافر الزاني بالمسلمة إذا أسلم، كمباب الحدود.

نعم إذا كان اإلسالم ال فــرارا ال تشــمله العلــة كمــا تقــدم هنــاكــذمي، إذا لم ــة ال ــه دي ــكال في أن علي ــا، لكن ال خالف وال إش أيض يقتص منه ولو لدرء الحد بالشبهة، كما صرح به الشــرائع والقواعــد وغيرهمــا، بـل احتمـل الجــواهر أن عليـه اإلجمـاع، وذلـك ألنـه قتـل محترم ففيه إما القصــاص أو الديــة، وحيث ال يكــون األول البــد وأن

يكون الثاني. أما قول الجواهر مع إمكان القول بعدمهما باعتبار كون الواجب عليه القصاص، والفرض سقوطه عنه باإلسالم، ففيه عــدم اإلمكــانبعد كون الذمي محترما حــتى لــو قتلــه المســلم فكيــف بالمرتــد، و

اإلسالم يجب ما قبله(1)ال يشمل أمثــال هــذه األمــور، كمــا أشــرنا إليه في بعض المباحث السابقة.

. 38 ح224، وص 145 ح54 ص2( الغوالي: ج?)1170

Page 171: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

جرح المسلم نصرانيا ثم ارتد((إذا )) لو جرح مسلم نصرانيا ثم ارتد الجارح وســرت(:ـ 12)مسألة

الجراحــة فال قــود، بال خالف أجــده فيــه بين من تعــرض لــه، لعــدمــة في إزهــاق نفســه مــع ــا مدخلي ــتي له ــة ال التســاوي حــال الجناي السراية، فال يصدق عليه كــافر تعمــد قتــل كــافر، كــذا في الشــرائع والجواهر، وقال في المسالك: األصل في هــذه المســألة ونظائرهــا أن كل واحدة من الجناية والسراية لهــا مــدخل في االقتصــاص، فال

يكفي الكفاءة في إحدى الحالتين دون األخرى. ــة أقول: وال ينقض ذلك بما تقدم من القصاص مع رد نصف الدي من ولي القتيل في ما كان الجرح في حال الكفــاءة، والســراية في حال عدمها، ألن المقام يختلف عن ذلك، حيث إنه الجــرح هنــا ليس موجبا للقصاص، والســراية ليســت من الجــارح، بــل هي كالشــريك

والسبع كما تقدم هناك. لكن ربما يقال: إن الجراحة والسراية من الجارح، لكن ال يؤخــذــافر، ــذ بالك ــة، ألن المســلم ال يؤخ ــدهما وهي الجراح المســلم بأح ويؤخــذ بأحــدهما أي الســراية، لوجــود المماثلــة في حــال الســراية، فمقتضى القاعدة قتل المرتد بالنصــراني، لكن ولي النصــراني يــرد على وليه نصف الدية، مع لزوم أن يعطي المسلم للنصــراني قيمــة

جراحته أيضا، ألن جرح المسلم للنصراني مضمون.ــل بالنصــراني، أما من ال يرى القصاص فيقول بأن المرتد ال يقت

وإنما يعطي دية الذمي لولي النصراني. وهذا الذي ذكرناه في )ربما يقال( أشكل الجــواهر على حكمهم بالدية وعدم القصاص: )بإمكان المناقشة فيه لعموم أدلة القصــاص المقتصر في الخروج عنها على عدم قتل المسلم بالكافر، وال دليلــة وســرايتها، وال ريب في يدل على اعتبار المساواة في حال الجنايــا ثم عدم صدق ذلك في الفرض، بل وال في ما لو قتــل مســلم ذمي ارتد، وعدم القصاص عليه في تلك الحال لوجود اإلسالم المــانع من اقتضاء المقتضي، وهو إزهاق النفس، فمع فرض عدمه يتجه العمل

بما تقتضيه(، انتهى. وكالمه وإن كان تامــا في الشــق األول كمــا ذكرنــاه، وال إجمــاع

على الظاهر، إال

171

Page 172: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أنه مشكل في ما لو قتل مسلم ذميا ثم ارتد، إذ وقت القتل لم يستحق القتل، فكيف يستحقه بعد ذلك، مع وضوح أن ظاهر األدلــة كون االعتبار بحال القتل ال بما قبله أو ما بعده، وإال لزم أن لو قطع مسلم يد كافر خطأ ثم أسلم الكافر لــزم أن يعطيــه ديــة المســلم،

وهذا ما ال يظن أن يلتزم به الجواهر، وهكذا في األمثلة األخرى.

172

Page 173: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا قتل ذمي مرتدا(( لو قتل ذمي مرتدا، أي لون من ألوان الــذمي،(:ــ 13)مسألة

وأي ارتداد كــان عن فطــرة أو ملــة، قتــل بــه، كمــا ذكــره الشــرائعوشارحاه، بل في الجواهر بال خالف أجده فيه، بل وال إشكال.

وذلك لعموم أدلة القصاص، وكون المرتد مهدور الدم في بعض األحيان ال كلية لـه، ألنــه محقــون أيــام االسـتتابة، باإلضــافة إلى أنــه محقون بالنسبة إلى القاتل، وإن كان مهدورا بالنســبة إلى الحــاكم،ــل كما تقدم الكالم في مثله، وبهذا ظهر أنه ال وجه الحتمال عدم قت

الذمي ألنه أفضل من المرتد. ألنه أوال: ال دليل على األفضلية كما سبق.

وثانيا: ال دليل على مالحظة أمثال هذه األفضليات بعد التســاوي في الكفر، وإال لزم أن ال يقتل المسيحي باليهودي، ألنه بقبوله نبوة

أفضــل ممن ال يقبــل)عليه الســالم(وعيسى )عليه السالم( موسى : )عليــه الســالم(،إال نبــوة موســى لتجــدن أشــد النــاسهللا ولقــول ا

أقــربهم مــودة للــذين آمنــوا إلى قولــه:عداوة للذين آمنوا اليهــود. (1)الذين قالوا إنا نصارى

وكيف كان، فإن الكفر كله ملة واحدة، سواء كــان كــافرا أصــلياأو مرتدا، بل وأي لون من الكفر كان.

))إذا قتل مسلم مرتدا(( ولو قتل مسلم مرتدا فال قود قطعــا، كمــا في الشــرائع وقــرره

شارحاه، لعدم المكافاة، وهل له دية، فيه وجهان:ــاره الشــرائع والعالمــة والمســالك ــة، كمــا اخت ــه ال دي األول: إن وغيرهم لألصل، وألنه غير محترم لحكم اإلسالم بقتله، منتهى األمــر أن قتله بدون إذن اإلمام حرام كقتل الحربي بدون إذن اإلمام، كمــا

إذا تسرع إلى الحرب بدون إذنه. الثاني: إنه له الدية، كما احتمله الجواهر، قال: )لكن قد يناقش

بأن ذلك

. 82( سورة المائدة: اآلية ?)1173

Page 174: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

يقتضي عدم القود في األول( أي ما لو قتل الذمي مرتدا )فــإن دعوى اختصاص عدم االحــترام بالنســبة للمســلمين خاصــة ال دليــل عليها، ومن هنا احتمل وجوب الدية، ألنه محقون الــدم بالنســبة إلى

)بل ينبغي عدم القــود أيضــا بقتــل المرتــد:غير اإلمام( إلى أن قال مرتدا، مع أنه جزم به الفاضل في القواعد وشارحه األصبهاني( إلى

آخر كالمه، وهو كالم وجيه، وعليه كان الالزم الدية. نعم قــد ســبق الكالم في أن ذلــك في غــير مثــل ســاب النــبي

الذي لكل أحــد أن يقتلــه من دون رفعــه إلى)صلى الله عليه وآله( اإلمام، كما سبق في كتاب الحدود.

))إذا قتل محكوما بالقتل(( ثم إنه لو وجب على مسلم قصاص، فقتله غير الولي كان عليــهــكال، القود، كما ذكره الشرائع، وقال في الجواهر: بال خالف وال إش

لما تقدم من أنه محترم بالنسبة إلى غير ولي الدم. ومنه يعلم حكم مـا إذا وجب على غــير مسـلم القصــاص فقتلـه غير الولي، فعليه القصاص مع الشرائط، والديــة بــدونها، ولــو وجب قتله بزنا أو لواط فقتله غير اإلمــام، فالظـاهر أن عليـه القـود، ألنـهــول ــل، فق ــبة إلى القات ــترم بالنس ــه مح ــه، فدم ــأمورا بقتل ليس م

قــال)عليــه الســالم( الشرائع: لم يكن عليه قــود وال ديــة، ألن عليــا لرجل قتل رجال وادعى أنه وجده مع امرأته: عليك القود إال أن تأتي

ببينة، غير ظاهر الوجه. لوضوح أن الروايات المتعرضة لهــذا الحكم إنمــا هي في مقــام حق اإلنسان في قتل من رآه مع زوجته، فحاله كحــال ســاب النــبي

في جواز قتل الزوج لــه، فال داللــة للروايــات)صلى الله عليه وآله( على جواز قتل كل إنسان يستحق القتل بزنا أو لـواط أو مــا أشـبه، وقد تقدمت جملــة من الروايــات المربوطــة بهــذا الحكم في كتــاب

الحدود.ــة كتب إلى أبي ــيب، روى أن معاوي ــعيد بن المس ــا أن س ومنهــه، ــه فقتل موسى األشعري، أن ابن أبي الحسين وجد رجال مع امرأت

عن هذا األمر، قال)عليه السالم( وقد أشكل علي، فاسأل لي عليا فلقيت عليا )عليه السالم(، قــال: فقــال:)عليه السالم(:أبو موسى

هللاوا ما هذا في هذه البالد يعني الكوفة، وال هذا بحضرتي، فمن أين ، قلت: كتب إلي معاوية أن ابن أبي الحسين وجد جاءك هذا

174

Page 175: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــك في ــه فرأي مع امرأته رجال فقتله، وقد أشكل عليه القضاء في أنا أبو الحسن، إن جاء بأربعة يشــهدون )عليه السالم(:ذلك، فقال

. (1)على ما شهد وإال دفع برمته واألئمــة )عليهم)صـلى اللـه عليـه وآلـه( أقـول: مـدح الرسـول

الصالة والسالم( ألنفسهم ليس من باب تزكيــة النفس، وإنمــا كــان هللامن باب وجوب تعريف الناس بمن جعله ا علما لئال يضــل النــاس، مثل دعوة الطــبيب إلى نفســه لئال يراجــع النــاس من ليس بطــبيبــك فيهلكوا جسديا، وهالك الدين والدنيا أسوأ من هالك الجســد، وذل يتحقـق إذا أخـذ النـاس يمينـا وشـماال والتفـوا حـول من ال يسـتحق

االلتفاف حوله. ــواهر: لكن وكيف كان، فالمسألة غير ما نحن فيه، ولذا قال الج قــد يشــكل ذلــك باختصــاص الــزوج في الحكم المزبــور، وإن قــالــد أو القواعــد: وهــذا حكم ينســحب على كــل قــريب للرجــل أو ول

مملوك. أقول: قوله: )وإن قال( لبيــان مجــرد تعميم الحكم ال أنــه يرفــع اإلشكال، إذ حتى لو قيل بالتعميم من باب الــدفاع ونحــوه فال ربــط له بعدم القود على من قتل من يســتحق القتــل لزنــا أو لــواط، بــل الظاهر أن الذي دخل دار غيره عنــوة إن قتلــه إنســان آخــر لعــداوة بينهما مثال بــدون قصــده الــدفاع عن صــاحب المــنزل الضــعيف عن دفعه كان عليه القود، ألن ظاهر أدلة قتله لصاحب البيت أو المدافعــه ــه أن يقتل عنه دفاعا ال يغير ذلك، هذا خصوصا إذا قتله من ليس ل بغــير الكيفيــة المقــررة شــرعا، كمــا إذا قتــل بالســيف من يســتحق الــرجم، أو أحــرق بالنــار من ال يســتحق ذلــك، أو أغــرى عليــه كلبــا

فقتله، أو رجم من ال يستحق الرجم، إلى غير ذلك. وفي المســالك قــرر كالم الشــرائع، إال أنــه أشــكل على دليلــه،ــدر واستدل له بأن دم الزاني والالئط هدر، وفيه: أن ال دليل على ه دمهما، والمثال المتقدم في تأييد الشرائع بمن قتــل الحــربي بــدون

إذن اإلمام، غير

. 2 ح69 الباب 102 ص19( الوسائل: ج?)1175

Page 176: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ظاهر، إذ المستفاد من األدلة هدرية دم الحــربي، إال أن معرفــةــإذا الوقت المناسب للقتال وزمام األمر بيد اإلمام، فهو كالشرط، فــه فعــل إثمــا وإن لم يســتوجب ذلــك ــدون إذن ــال ب تســرع إلى القت قصاصا وال دية، ومثل هذا لم يسـتفد من أدلـة كـل من كـان حكمـه

القتل، كما هو واضح.

))شرط أن ال يكون القاتل أبا للمقتول((ــبرة في القصــاص، أن ال ــالث: من الشــروط المعت الشــرط الث يكون القاتل أبا للمقتول، فلــو قتــل الوالــد ولــده لم يقتــل بــه، كمــا صرح به غير واحد، بل في الجواهر اإلجماع بقسميه عليه، أما الولد

فيقتل بوالده وبوالدته، ويدل على ذلك متواتر الروايات. ال يقـادكصحيح حمـران، عن أحــدهما )عليهمـا السـالم(، قـال:

. (1)والد بولده، ويقتل الولد إذا قتل والده عمدا قــال: ســألته ،)عليــه الســالم(هللاوصحيح الحلبي، عن أبي عبــد ا

.(2)ال :)عليه السالم(عن الرجل يقتل ابنه أيقتل به، قال القــال: )عليــه الســالم( هللاوعن فضيل بن يسار، عن أبي عبد ا

. (3)يقتل الرجل بولده إذا قتل، ويقتل الولد بوالده إذا قتل والدهــه الســالم(:هللاوصحيح العالء بن فضيل، قال: قال أبو عبد ا )علي

ال يقتل الوالد بولده، ويقتل الولد بوالــده، وال يــرث الرجــل الرجــل . (4)إذا قتله وإن كان خطأ أقول: المراد بالخطأ الخطيئة ال مقابــل العمــد، فــالمعنى ســواء كان ألجل دينه، أو كان خطيئة كسائر قتل العمــد، أمــا إذا أخــذ على

ظاهره فالالزم حمله على التقية، كما قاله الوسائل أو غير ذلك. عن)عليــه الســالم(وصحيح أبي عبيدة، قال: ســألت أبــا جعفــر

رجل قتل أمه، قال:

. 1 ح32 الباب 56 ص19( الوسائل: ج?)1. 2 ح32 الباب 56 ص19( الوسائل: ج?)2. 3 ح32 الباب 57 ص19( الوسائل: ج?)3. 4 ح32 الباب 57 ص19( الوسائل: ج?)4

176

Page 177: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

يقتل بها صاغرا، وال أظن قتله بها كفارة له، وال يرثها(1) . ال يقتـلقـال: ،)عليه السـالم(هللاوعن أبي بصير، عن أبي عبد ا

. (2)األب بابنه إذا قتله، ويقتل االبن بأبيه إذا قتل أباه قــال: ســألته عن ،)عليه الســالم(هللاوعن الحلبي، عن أبي عبد ا

ــر إذا قتلهالرجل يقتل ابنه أيقتل به، قال: ال، وال يرث أحدهما اآلخ(3) .

)عليه عن أبيه )عليه السالم(،وعن إسحاق بن عمار، عن جعفر كان يقول: ال يقتل والــد بولــده إذا)عليه السالم( إن عليا السالم(:

قتله، ويقتل الولد بالوالد إذا قتلــه، وال يحــد الوالــد للولــد إذا قذفــه،. (4)ويحد الولد للوالد إذا قذفه

في الرجل يقتــل ابنــه ،)عليه السالم(وعن جابر، عن أبي جعفر ال يقتل بــه، ولكن يضــرب ضــربا شــديدا، وينفى عنأو عبده، قال: . (5)مسقط رأسه

قــال: ،)عليــه الســالم(وفي كتاب ظريــف، عن أمــير المؤمــنين وقضــى أنــه ال قــود لرجــل أصــابه والــده في أمــر يعيب عليــه فيــه

. (6)فأصابه عيب من قطع وغيره ويكون له الدية وال يقادــادق ــديث، عن الص ــالم(وفي ح ــه الس ــه )عليهم ،)علي عن آبائ

لعلي)صــلى اللــه عليــه وآلــه( الصــالة والســالم(، في وصــية النــبي . (7)يا علي ال يقتل والد بولدهقال: ،)عليه السالم(

القــال: ،)صلى الله عليه وآلــه(وفي رواية الغوالي، عن النبي يقام الحدود

. 5 ح32 الباب 57 ص19( الوسائل: ج?)1. 6 ح32 الباب 57 ص19( الوسائل: ج?)2. 7 ح32 الباب 58 ص19( الوسائل: ج?)3. 8 ح32 الباب 58 ص19( الوسائل: ج?)4. 9 ح32 الباب 58 ص19( الوسائل: ج?)5. 10 ح32 الباب 58 ص19( الوسائل: ج?)6. 11 ح32 الباب 58 ص19( الوسائل: ج?)7

177

Page 178: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

.(1)بالمساجد، وال يقتل الوالد بالولدإلى غيرها من الروايات.

))فروع((ــل ــل، ب ــدم القت ــات ع ــاط في رواي ــف، والمن ــة ظري ومن رواي ومناسبة االحترام، يعلم عدم الفرق بين النفس والطرف، كما أفتى

به الجواهر، فال يقطع عضو األب لعضو االبن وهكذا. وال ينبغي اإلشكال في عـدم قتــل األب بولـده من الشــبهة، أمــا هل يقتل بولده من الزنا، احتماالن، من انصـراف النص إلى الحالل، ومن أنه والد لغة وشرعا، ولذا ال يجوز لــه أخــذ بنتــه المخلوقــة من ماء الزنا، إلى غير ذلك ممـا تقـدم في كتــاب النكــاح وهنــا، والثـاني

أقرب، وأقله درء الحد بالشبهة. ثم إنه ال ينبغي اإلشكال في أن على األب القاتل كفــارة الجمــع والدية لمن يرث، والتعزير بقدر ما يراه الحاكم، وما تقــدم في خــبر جــابر من التغــريب محمــول على مــا إذا رآه الحــاكم، وإال فوجوبــه

مطلقا ال يثبت بذلك.ــه في وهل أن حكم أب الكافر والولد المسلم ذلك، كما صرح ب المسـالك، احتمـاالن، من اإلطالق، ومن أن ذلـك نـوع من االحـترام الذي ال يستحقه الكافر بالنسبة إلى الولد المسلم، ولو شــك فالحــد

يدرأ بالشبهة. وهل الحكم كذلك إذا قتل أوالدا كثيرين، احتماالن، من اإلطالق،ــل ــذي ال يقت ــدم أن المســلم ال ــد تق ومن االنصــراف، خصوصــا وق بالكافر إذا لم يتعود قتل الكافر، وهذا الثاني أقرب، للمنــاط ولقــوة

االنصراف. وفي أب األب، احتمــاالن، من ظهــور األب في األب بال واســطة فيقتل، ومن أن األب وولده ألبيه، وقد صرح بعــدم الفــرق الشــرائع وشارحاه وغــير واحــد، بــل في الجــواهر: لم أجــد فيــه خالفــا، وعن

ظاهر الخالف أو صريحه اإلجماع عليه. ومنه يعلم أن األجداد كذلك، وأقله الشبهة الدارئة للحد.

ثم إن الولد إنما يقتــل بأبيــه إذا لم يقتلــه بحــق، كمــا في الجالد واللص)صــلى اللــه عليــه وآلــه( والحــاكم الشــرعي وســاب النــبي

المهــاجم، ومريــد الزنــا بزوجتــه ومــا أشــبه، وإال فال قتــل للولــد، بال إشكال، ألنه قتله بأمر الشارع، ولذا كان يرثه وال كفارة، كما صــرح

به غير واحد.. 6 ح29 الباب 256 ص3( المستدرك: ج?)1

178

Page 179: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وفي ما سوى القتل الجائز يقتل

179

Page 180: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الولــد بأبيــه، بال إشــكال وال خالف، بــل في الجــواهر اإلجمــاع بقسميه عليه، إلطالق األدلة.

وهل تقتل األم بولــدها، احتمــاالن، من إطالق أدلــة القتــل، وقــد صرح به غير واحــد، ومن أن الظــاهر من األدلــة الســابقة األعم من األب واألم، ألن الوالد إذا قيل في سياق الولد شمل االثنين، كما أن

ــا ولدالولد يشمل االثنين الذكر واألنثى، قال سبحانه: ،(1)ووالد وم ولذا ال يشك أحد في أن األب ال يقتل إذا قتــل بنتــه، مــع أنــه ال نص في المقام إال األلفاظ الســابقة، وهــذا أقــرب، كمــا عن اإلســكافي،

العلــةويؤيده العلة في روايــة العلــل لمحمــد بن علي بن إبــراهيم: هللافي أنه ال يقتل والد بولده أن الولد مملــوك لألب، لقــول رســول ا

.(2) أنت ومالك ألبيك)صلى الله عليه وآله(: وعليه فاألجداد من طرفها كالجدات من طرف األب، لهم نفس

الحكم، وأقله الشبهة الدارءة. أمــا قتــل األوالد باألمهــات، فال إشــكال فيــه وال خالف، بــل فيــدة الجواهر اإلجماع بقسميه عليه، وقد تقدم داللة صــحيحة أبي عبي

عليه. كما أنه ال خالف وال إشكال في أن األقرباء يقتل بعضهم ببعض،

إال من المحكي عن أبي علي.وكذا الزوجان.

من إنــه قــال: )عليــه الســالم(،وفي خبر الدعائم، عن الصادق قتل ذا رحم له قتل بــه، ومن قتــل أمــه قتــل بهــا صــاغرا ولم يــرث ورثته تراثه عنها، ويقاد من القرابـات إذا قتــل بعضـهم بعضـا إال من

. (3)الوالد إذا قتل ولده وال فــرق في أن الوالــد ال يقتــل بولــده بين أقســام القتــل ولــو إحراقا بالنار، كما أنــه ال يقتــل بــه إذا قتلــه، ال مــا إذا الط بــه أو مــا

هللاأشبه، ألنه قتل بحد ا ال به.

. 3( سورة البلد: اآلية ?)1. 3 ح29 الباب 256 ص3( المستدرك: ج?)2. 1 ح29 الباب 256 ص3( المستدرك: ج?)3

180

Page 181: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))لو ادعى أن فالنا أبوه(( لــو ادعي إنســان أن فالنــا أبــوه، ومن دون أن(:ــ 14)مسألة

يعترف أو ينكر األب ذلك، فقتله لم يقتل به، ألن إقرار العقالء على أنفسهم جائز، إذا كان المدعي بالغا عاقال، وإال توقف على اعــتراف أو إنكار القاتل، فإن اعترف لم يقتل، وإن أنكر قتل، وإن سكت لم يقتل للشبهة الدارءة، اللهم إال أن يقال: إنه ال عــبرة بــاعتراف غــير

البالغ، فالمرجع عمومات أدلة القصاص. لكن األقرب عدم القتــل للشــبهة الدارئــة، فــإن اعــتراف الولــد

يورث الشبهة، وإن لم يكن حجة. وكذا ال يقتــل األب إذا ثبت أبوتــه بالشــهرة والشــياع أو بالبينــة،

فإن األول من طرق ثبوت النسب، والثانية حجة شرعية مطلقا. وإذا ادعى اثنان ولدا مجهوال كاللقيط، فإن أقرع بينهمــا حيث ال دليل غيرها، وخرجت القرعة باسم أحدهما فهو أبوه، وتــترتب عليــه كل األحكام، وإن قتله أحدهما قبل القرعة، فالظاهر أنه يقرع أيضا، ألنها لكل أمر مشكل، وقتل أيهما وإرثــه وواليــة تجهــيزه ومــا أشــبه كلها مشكلة قبل القرعة، ولذا قــال الشــرائع: ربمــا خطــر االســتناد إلى القرعة، بل عن كشف اللثام وغيره احتماله قويا، إلطالق النص والفتوى بإلحاقه بالقرعة التي هي لكل أمر مشكل، واإلشكال على القرعة بأنها قبل قتل الولــد ال لبعــده، ال وجــه لــه، ألن المقــام أمــر

مشكل، فيشمله دليل القرعة. ومنه يعلم إنه لو قتاله كان الحكم كذلك، فــإن خــرجت القرعــة باسم أحدهما لم يقتل به، وإنما قتل بــه اآلخــر مــع رد نصــف الديــة

إلى ولي المقتول قصاصا. ولو ادعياه وقتله أحدهما ثم رجع القاتــل وقــال إني لســت أبيــه قتل به، ألن إقرار العقالء على أنفسهم جائز، ولو رجــع غــير القاتــلــل، ألن ــه القات ــل ب ــا قت ــو رجع ــه، ول ــل ب ــل لم يقت ــع القات ولم يرج اعترافهما به لم يجعله ألحدهما، ولــو قتاله ولم يرجــع أحــدهما كــان

على كل منهما الكفارة، وال يقتل من خرجت القرعة باسمه. ولو ولد مولود محتمل ألحد الرجلين، سواء كانا شــبهة وطئاهــا، أو أحدهما زوج واآلخر شبهة، أو كالهما زنا، بناء على أن حكم الولد

ثابت بالزنا، فكما تقدم.

181

Page 182: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

نعم، ال شك بأنه لو كان أحدهما زوجــا واآلخــر زانيــا كــان الولــدللزوج، ألن على العاهر الحجر.

ــون ــدهما يك ــه بأح ــتبه الحكم في لحوق ــل، نفي المش وعلى كــة بالقرعة، سواء قبل القتل أو بعده، لما عرفت من أن حكم القرعــا ــع هن ــه، وال ينف ــتركا في قتل ــو اش ــذا ل ــا، وك ــل أيض ــد القت آت بع جحودهمــا، ألنــه ثبت البنــوة بــالفراش ال بــاإلقرار، اللهم إال إذا كـان النفي باللعان بشرائطه مع عدم العلم بأنــه مولــود لــه، وإال فاألدلــة

الظاهرية ال تقاوم العلم كما هو واضح. ثم إن الجــواهر تكلم حــول المســألة باســتيعاب، لكن حيث إنهــا

مرتبطة بالنكاح واإلقرار واللعان أوكلنا الكالم إلى تلك الكتب.

))إذا قتل الرجل زوجته((ولو قتل الرجل زوجته فهل يثبت القصاص لولدها منه قوالن:

ــيخ ــره الش ــا ذك ــده، كم ــك أن يقتص من وال ــه ال يمل األول: إن والعالمة، بل في المســالك إنــه المشــهور، إذ كمــا ال يثبت قصاصــه بالولد، كذلك ال يثبت إرث الولد قصاصه، قال في المسالك: لعمــوم

األدلة وصالحية العلة. الثاني: إنه يملك، كما هو ظاهر الشرائع وأيــده الجــواهر، وذلــك

إلطالق أدلة القصاص، والخارج منها صورة قتل الوالد بولده. وهذا هو األقرب، وما ذكروه من األولوية ممنوعة، ألنه قتل بغيرــة ــام العل ــا ال تشــمل المق ــة المســتثنى، كم ــد، وال عمــوم ألدل الول

ــه(المنصوصة بقول الرسول يهب لمن يشــاء :)صلى الله عليه وآل . (1)إناثا

أما ما ذكــره المســالك من العلــة فهي مســتنبطة ال منصوصــة،وبمثلها ال يصح التعدي.

ومنه يعرف حال ما إذا ورث الولد القصاص لغير أمه كأخته منغير األب، إلى غير ذلك.

، ال(2)ال يقــاد والــد بولد )عليــه الســالم(:وكيف كان، فإن قوله يشمل إال إذا قتل الوالد بالولد

82 ح1 ب236 ـ 235 ص8 ، والرواية في التهذيب: ج49 الشورى: اآلية ( سورة?)1. 1 ح32 الباب 56 ص19( الوسائل: ج?)2

182

Page 183: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

دون ما سواه، ولذا تقدم جواز قتله له بسائر األسباب، كمــا لــو قتله ألنه يريد نفسه قتال أو لواطا، أو ولــده أو زوجتــه أو غــير ذلــك، وكــذا البحث لــو قــذف األب زوجتــه ومــاتت قبــل اللعــان والحــد وال

وارث لذلك إال ولده منها، فإن الولد يملك استيفاء الحد من أبيه.ــير ــا هي في غ ــافرين، إنم ــا ك ــو كان ــالمعروف ول والمصــاحبة ب الحقوق الثابتة شرعا، فال يمكن التمسك بها ألجل الحكم بعدم حــق

الولد في استيفاء حق أمه المتوفاة. ــو ــه ل نعم، ال إشكال كما ال خالف على ما ادعاه الجواهر، في أن كان لألم المقتولة ولد من غير األب القاتل، كان لــه القصــاص، ولــه استيفاء الحد في القذف كــامال كمــا تقــدم في حــد القــذف، من أن لكل أن يطالب به وأنه ليس كاإلرث يوزع عليهم، بل لكل استيفاؤه

وإن عفى اآلخرون. ثم إن المفروض أن الزوج قتــل زوجتــه، فــإذا أراد ولي الزوجــة قتل الرجل كان عليه أن يــرد نصــف الديــة إلى ولي الرجــل، وحيث إن المفروض أن مريد قتل الرجل ولدها منه أو من غيره فـإن كـان للرجل وارث غير هذا المريد لقتله كان الالزم على مريــد القتــل أن يرد نصيب ذلك الوارث من النصف الذي يجب عليه رده على ورثــة

الرجل الذي يريد قتله. ولو كان أبوان وولدان فقتل أحد الولدين أباه، واآلخر أمــه كــانــرث ــل ال ي لكل منهما على اآلخر القود وال يشاركه القاتل، ألن القات قصاصا وال دية من مقتولــه إذا قتلــه ظلمــا، فللولــدين أن يــوكال من يقتل اآلخر، ولو كــان الــوكيالن يقتالهمــا في وقت واحــد كــان لهمــا

ذلك. ــدم ــاحا في المق ــر وتش ــل اآلخ ــد أن يقت ــل واح ــا إذا أراد ك أمــدم في فالمرجع القرعة، والظاهر أنه ال وجه لتقديم القاتل الذي تق قتله، إذ ال دليل له، فال يقــال ال حاجــة إلى القرعــة، بــل القاتــل أوال يقتــل أوال، ثم يتــولى وكيــل المقتــول قتــل القاتــل ثانيــا، ولــو تقــدم

أحدهما فقتل دون القرعة ففي كونه آثما احتماالن.

183

Page 184: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وكيف كان، فورثة اآلخر يقتله، ومنه تبين أنه ال وجــه لمــا ذكــره الجواهر من أنه قد يقال بتقديم االقتصاص من األقــدم جنايــة إذا لم

هللايقترنا، وا سبحانه العالم.

))شرط أن يكون القاتل بالغا عاقال(( الشرط الرابع: من الشــروط المعتــبرة في القصــاص أن يكــون القاتــل مكلفــا بالعقــل والبلــوغ، وال إشــكال وال خالف في اشــتراطــكال في ــا ال خالف وال إش ــه كم ــميه علي ــاع بقس ــل اإلجم األول، ب

اشتراط الثاني في الجملة، بل اإلجماع بقسميه عليه. نعم عن الشيخ في النهاية واالستبصار أنه يقتص من الصــبي إذا بلغ عشــرا، لكن المشــهور بــل اإلجمــاع قبلــه وبعــده على اشــتراطــاع على البلوغ الشرعي، بل عن الخالف للشيخ نفسه والغنية اإلجم

اشتراطه في االقتصاص. وكيــف كــان، فيــدل على اشــتراط العقــل والبلــوغ حــديث رفــع

ــتىالقلم، وأنه رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون ح. يستفيق، وعن النائم حتى يستيقظ

ــهوخبر أبي البختري، المروي عن قرب اإلسناد، عن جعفر )علي كــان إنــه عن أبيه )عليه السالم(، عن علي )عليه الســالم(السالم(،

في المجنون والمعتوه الذي ال يفيق والصبي الــذي لم يبلــغ،يقول: . (1)عمدهما خطأ تحمله العاقلة، وقد رفع عنهما القلم

يجعــل)عليــه الســالم( كان أمير المؤمــنين وفي صحيح محمد: . (2)جناية المعتوه على عاقلته، خطأ كان أو عمدا

إن محمد بن أبي بكر كتب إلى أمير المؤمنينوخبر السكوني: )عليه يسأله عن رجل مجنون قتل رجال عمدا، فجعل )عليه السالم(

. (3)الدية عل قومه، وجعل عمده وخطأه سواءالسالم( إلى غيرها من الروايات العامة والخاصة، وقــد تقــدم جملــة منــري على ــد ال يج ــألة أن الح ــدود في مس ــاب الح ــات في كت الرواي

المجنون.

. 2 ح36 الباب 66 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 من العاقلة ح11 الباب 307 ص19( الوسائل: ج?)2. 5 من العاقلة ح11 الباب 307 ص19( الوسائل: ج?)3

184

Page 185: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

)عليــه عن أبيــه )عليه السالم(،مثل ما رواه حماد، عن الصادق ال حــد على مجنــون حــتىقــال: عن علي )عليه السالم(،السالم(،

. (1)يفيق، وال على صبي حتى يدرك، وال على النائم حتى يستيقظ ورواية المفيد، حيث أمــر عمــر بحــد مجنونــة زانيــة فردهــا علي

)صــلىإن هــذه مجنونــة آل فالن، وأن النــبي وقال: )عليه السالم( قد رفع القلم عن المجنون حتى يفيق، وأنها مغلوبــةالله عليه وآله(

. (2)، فردوها إلى عمر فدرأ عنها الحدعلى عقلها ونفسهاإلى غير ذلك.

ثم إنه قد تقدم في كتــاب الحــدود مســائل الشــك في الجنــون،وأنه لو قال: أنا مجنون، أو أنا عاقل.

ثم إنه إذا لم يكن للمجنون عاقلة أو كان ولم يكن لهم مال ولم يرج أن يحصلوا على مال وكان للمجنــون نفســه مــال، فهــل يعطي المــال من نفســه، احتمــاالن، من أن النص والفتــوى على أنــه ليس عليه، ومن انصرافهما إلى صورة العاقلة ذات القدرة، وإال فاألصــلــه توجه الضمان إلى نفس المتلف، كما في ضمانات األموال، ولقول

، والثاني أقرب.(3)وال تزر وازرة وزر أخرىسبحانه: وكذا إذا كانت له عاقلة ذات مال، لكن ال يمكن الوصــول إليهم،ــذ منهم أو ــدرة على األخ ــدفعون وال ق أو أمكن الوصــول لكنهم ال ي

. (4)ال يطل دم امرئ مسلمالتقاص من أموالهم، بضميمة ومما تقدم يعلم أنه لو كان له عاقلة يــرجى إعطـاؤهم المـال ال

تصل النوبة إلى مال المجنون.

))إذا لم يكن للمجنون وال لعاقلته مال((ــة على بيت ــون مــال أيضــا فهــل الدي وإذا لم يكن لنفس المجنــو لم تكن المال، كما عن النهاية والتهذيب والجامع في مسألة مــا ل

له عاقلة، ويوافقه خبر بريد

. 1 ح8 الباب 316 ص18( الوسائل: ج?)1. 2 ح8 الباب 316 ص18( الوسائل: ج?)2. 164( سورة األنعام: اآلية ?)3. 441 ح160 ص2( الغوالي: ج?)4

185

Page 186: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

العجلي اآلتي كمــا عن كشــف اللثــام، أو أن الديــة على اإلمــامنفسه كما عن السرائر، أو تسقط الدية، احتماالت.

استدل لألول: بأنه المعد لمصالح المســلمين وأن المقــام منهــا، هللا، وأنــه من )ســبيل ا تعــالى(ال يطــل دم امــرئ مســلمبضــميمة

فيشمله دليل الزكاة. بل وما رواه المسـتدرك في بــاب حكم عمـد األعمى من كتـاب

ــد ا ــدة، عن أبي عب ــاباطي، عن أبي عبي ــديات، عن الس ــههللال )علي عن أعمى فقــأ عين)عليــه الســالم(قال: سألت أبا جعفر ،السالم(

يا أبا عبيدة عمــد األعمى مثــل الخطــأ،رجل صحيح متعمدا، فقال: ــام، هذا فيه الدية من ماله، فإن لم يكن له مال فدية ذلك على اإلم

. (1)وال يبطل حق امرئ مسلم )صــلىفإن المنصرف من )على اإلمام( بيت مالــه، مثــل قولــه

ــه دين فديتــه علي الله عليه وآله(: ، ومــا ورد من(2)من مات وعلي ، إلى غير ذلك،(3)أن اإلمام إذا لم يؤد دين الغارم الميت فعليه وزره

حيث إن ظاهرها بيت المال. ويؤيد ذلك أن بيت المال له الغنم، ومن لــه الغنم عليــه الغــرم، ففي مسألة أن المسلم إذا قتلــه مســلم وليس لــه ولي إال الــذمي،

ــادق ــالم( ورد عن الص ــه الس ــديث: )علي ــلم منفي ح إن من أس فــإن لم يســلم من )عليــه الســالم(: إلى أن قــال قرابته فهو وليه

قرابته أحد كان اإلمام ولي أمره، فإن شاء قتل، وإن شاء أخذ الدية. (4)فجعلها في بيت مال المسلمين

وللثاني: بأن هذا ليس من مصالح المســلمين عامــة، وحيث إنــهال يطل دم امرئ مسلمكان على اإلمــام، وأنــه لإلمــام الغنم كمــا

في الخمس، حيث ورد: إن الزائد له والمعــوز عليــه، فعليــه الغــرم،ولما تقدم من رواية المستدرك.

. 1 ح32 الباب 256 ص3( المستدرك: ج?)1. 5 من أبواب الدين والقرض ح9 الباب 92 ص13( كما في الوسائل: ج?)2. 2 من أبواب الدين والقرض ح9 الباب 91 ص13( الوسائل: ج?)3. 1 من القصاص ح60 الباب 93 ص19( الوسائل: ج?)4

186

Page 187: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وللثالث: أصالة عدم كون الدية على أحد بعد فوات موردها. ويرد على أدلة الثاني: بأنه فرد من مصالح المســلمين، ولإلمــام الغنم في غير مورد الديــة، وقــد عــرفت انصــراف الروايــة إلى بيت

المال. وعلى الثالث: إنه ال مجال لألصل بعد وجود الدليل.

فالقول األول هو األقوى، وعلى هذا فالمجنون ال يقتــل ال بقتلــهعاقال وال مجنونا.

نعم إذا كان مدركا يميز أدب على ما تقدم في باب الحدود.

))ال يقتل الصبي إذا قتل(( وكذا ال يقتــل الصــبي ال ببـالغ وال بصــبي، وإذا كـان ممـيزا أدب، وديتــه على عاقلتــه، وقــد عــرفت اإلجمــاع عليــه، وذلــك لمــا تقــدم ولألصل واالحتياط في الــدماء، ولحــديث رفــع القلم المجمــع عليــه،

كما عن السرائر، بل يمكن تحصيل اإلجماع عليه. عمــد الصــبي )عليه الســالم(:وصحيح ابن مسلم، عن الصادق

. (1)وخطأه واحد في خبر إســحاق بن عمــار:)عليه السالم( وقول أمير المؤمنين

عمد الصبيان خطأ تحمله العاقلة(2) . عمــد الصــبي الــذي لم يبلــغ خطــأوالمروي في قرب اإلســناد:

.(3)تحمله العاقلةإلى غير ذلك.

ثم إن هناك روايات تدل على خالف المشهور، مثل ما دل على، وقد تقدم مع جوابه. (4)خطأ الغالم عمدأن

ومثل ما دل على أنه إذا بلــغ طولــه خمســة أشــبار اقتص منــه، إن أمـــير )عليـــه الســـالم(:هللاكروايـــة الســـكوني، عن أبي عبـــد ا

سئل عن رجل وغالم )عليه السالم(المؤمنين

. 2 من العاقلة ح11 الباب 307 ص19( الوسائل: ج?)1. 3 من العاقلة ح11 الباب 307 ص19( الوسائل: ج?)2. 2 ح8 الباب 288 ص3( انظر المستدرك: ج?)3. 34 الباب 64 ص19( الوسائل: ج?)4

187

Page 188: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إذا بلــغ الغالم خمســة أشــباراشــتركا في قتــل رجــل، فقــال: . (1)اقتص منه، وإذا لم يكن قد بلغ خمسة أشبار قضي بالدية

وقد تقدم احتماله للتقية، ألن عمر أفتى بمثل خمسة أشبار في مورد، واحتماله لكونه في مــورد لم يعلم أهــل البلــد األعمــار وكــان

من بــاب)عليـه السـالم( البلوغ يصادف ذلك غالبا، فحكم به اإلمـام ضــرب القاعــدة، ال من بــاب الكليــة، وإنمــا ضــرب )عليــه الســالم( القاعدة بذلك من باب األهم والمهم، مثــل مــا دل على أنــه إذا بلــغــموله ــدعوى ش ــد ب ــه الح ــاياه وأقيم علي ــه ووص ــاز طالق ــرا ج عش للقصــاص، أو لمــا رواه الشــيخ مرســال مقطوعــا من أنــه يقتص من الصبي إذا بلغ عشــرا، وقــد حكي عن الشــيخ العمــل بمضــمونه في النهاية والمبسوط واالستبصار، لكن في الجواهر إنــه لم نظفــر بهــا

مستندة، كما اعترف به غير واحد من األساطين. أقول: وعلى أي حال، فال يقاوم ذلك ما تقــدم، حــتى لــو فــرضــاع ــة واإلجم ــهرة المحقق ــذا بالش ــابق على ه ــدم الس ــأة ق المكاف

المنقول حتى من نفس الشيخ. ومثل ما دل على إقامة الحدود إذا بلغ ثمــان ســنوات، مثــل مــا

)عليــهرواه سليمان بن حفص، والحسن بن راشــد، عن العســكري إنه إذا بلـغ ثمـان سـنين فجـائز أمـره في مالـه وقـدقال: السالم(

ــدود ــرائض والحـ ــه الفـ ــة للنص(2)وجبت عليـ ــا مخالفـ ، وحيث إنهـ واإلجماع كان البد من حملهــا على أنــه في هــذا الحــال ممــيز غالبــا فيصــح تصــرفاته بالنســبة إلى مــا يصــح التصــرف فيــه للممــيز من األشياء الحقيرة، وقد اخترنا في كتاب التجــارة مــا اختــاره الشــرائع وآخرون من كراهة معاملة غير البالغ ال حرمتــه، ومعــنى )الوجــوب(ــة على ــات ثابت ــا واألدب في المحرم ــالة ونحوه ــإن الص ــوت، ف الثب المميز كما هو واضح، أو يحمل على التقية، أو يــرد علمــه إلى أهلـه

ولذا قال ، السالم(م)عليه

. 1 ح36 الباب 66 ص19( الوسائل: ج?)1. 4 ح15 الباب 321 ص13( الوسائل: ج?)2

188

Page 189: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــع ضــعف ســندها شــاذة ــات م ــذه الرواي في المســالك: )إن ه مخالفة لألصول الممهدة، بل لما أجمع عليه المسلمون إال من شذ،ــوغ بأحــد األمــور ــوت القصــاص البل ــبر في ثب ــا، ويعت فال يلتفت إليه

الثالثة( انتهى.

))فروع(( ثم إنه إذا قتل المجنون إنسانا فال يقتل به، بال إشكال والخالف، بل عليه النص واإلجماعــات، أمــا إذا قتــل العاقــل إنسـانا ثم خولـط وجن، فهل يقتل، كما هو المشهور بينهم، بل في الجــواهر بال خالف أجده فيــه بيننــا، أم ال، كمــا يظهــر من الوســائل والمســتدرك عــدم حكمهما بذلك، حيث عنونا الباب بـ )حكم من قتل أحــدا وهــو عاقــل ثم خولط(، بل والمسالك لم يذكر المسألة، ولعله لتوقفه فيها، وإال

كان الالزم عليه شرح عبارة المحقق، احتماالن. من النص الخاص في المسألة، وهــو مــا رواه بريــد العجلي: إن

ســئل عن رجــل قتــل رجال عمــدا فلم يقم)عليــه الســالم(أبا جعفر عليه الحد ولم تصح الشهادة حتى خولط وذهب عقلــه، ثم إن قومــا

إن شــهدوا عليــهآخرين شهدوا عليه بعد ما خولط أنه قتل، فقــال: ــه، أنه قتله حين قتله وهو صحيح ليس به علة من فساد عقل قتل ب وإن لم يشهدوا عليه بــذلك وكــان لــه مــال يعــرف دفعت إلى ورثــة المقتول الدية من مال القاتل، وإن لم يــترك مــاال أعطي الديــة من

.(1)بيت المال وال يطل دم امرئ مسلم قتــلإذا :)عليــه الســالم(وفي دعائم اإلسالم، قــال أبــو جعفــر

رجل رجال عمدا ثم خولط القاتل في عقله بعد أن قتل وهـو صـحيح العقل، قتل إذا شــاء ولي الــدم، ومــا جــنى الصــبي والمجنــون على

. (2)عاقلتهما ومن إطالقــات رفــع القلم عن المجنــون الشــامل لفعلــه حــال الجنون أو جن بعده، ومن المستبعد جدا أن يفتوا بأنــه لــو ارتــد عن

ملة ثم جن قتل، أو أنه إذا زنى

. 1 ح29 الباب 52 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 ح26 الباب 255 ص3( المستدرك: ج?)2

189

Page 190: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

محصنا رجم، أو إذا الط قتل، إلى غــير ذلــك، وإن أفتــوا بــه فيبعض الموارد.

وقوة اإلطالق تمنع عن العمل بهــذه الروايــة وإن كــانت خاصــة، كما أن قوة إطالقات الدية منعتهم عن العمل بروايات دية ولد الزنا وإن كانت الثانية أخص، خصوصا ويشكل إجراء الحد بــدون السـماع إلى دفاع المدعى عليه، فلعله إن كان عاقال دافــع عن نفســه، وأنــه لم يقتله، أو جرح الشهود بما يقبله الحاكم، أو قال: قتلته دفاعا عن نفسي، ألنــه أراد اللــواط بــه أو أراد قتلــه مثال وأقــام القــرائن على

ذلك. أما دعوى الجواهر ال خالف أجــده، فهــو دليــل على عــدم تتبعــه

التام، إذ فرق بين )ال خالف( وبين )ال خالف أجده( كما هو واضح. وكيف كان، فال أقل من الشك الموجب لدرء الحد.

ــه ــه إن قتل هذا باإلضافة إلى أنه يرد اإلشكال على رواية بريد أن وهو مجنون كانت الديــة على العاقلــة، وإن قتلــه وهــو صــحيح كــان عليه القود، فكــون الديــة في مالــه خالف القاعــدة، وهــل يلــتزمون

بذلك على خالف القاعدة.

))إذا قتل البالغ الصبي(( ثم إنــه لــو قتــل البــالغ الصــبي قتــل بــه على األصــح، كمــا في الشــرائع، وهــو مــذهب أكــثر األصــحاب، بــل هــو المــذهب كمــا في المسالك، ووفاقا للمشهور نقال وتحصــيال، وفي محكي السـرائر هــو األظهر بين أصحابنا والمعمـول عليـه عنـد المحصـلين منهم، بـل لم أجد فيه خالفــا بين المتــأخرين منهم، بــل وال بين القــدماء، عــدا مــا

يحكى عن الحلبي من عدم قتله به، كما في الجواهر. أقول: يدل على المشهور إطالقات أدلة القصاص.

ومــا رواه الشــيخ، عن ابن فضــال، عن بعض أصــحابه، عن أبي كــل من قتــل شــيئا، صــغيرا أو كبــيرا،قال: ،)عليه السالم(هللاعبد ا

. (1)بعد أن يتعمد فعليه القود

. 4 ح31 الباب 56 ص19( الوسائل: ج?)1190

Page 191: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ولعل إطالق شــيء من جهــة شــموله حــتى طفــل ســاعة، فــإنــرب من إطالق شــخص، وإذا جمــع الشــيء ــه أق إطالق شــيء علي والشخص قد يغلب األول على الثاني باعتبار أن كل شـخص شـيء، هللامثل )رأيت ا أكبر كل شيء( وقد يطلق الثاني على األول، باعتبار

. فمنهم من يمشي على بطنهشرافة ذي العقل من قبيل وكيــف كــان، فقــوة أدلــة التســاوي والتكــافؤ حاكمــة بالتســاوي

مطلقا إال فيما خرج بالدليل. خطب )عليــه الســالم(:فعن ابن أبي يعفــور، قــال الصــادق

المســلمون، إلى أن قــال: هللارسول ا )صلى الله عليه وآله( بمــنى إخــوة تتكــافى دمــاؤهم ويســعي بــذمتهم أدنــاهم وهم يــد على من

.(1)سواهمــدعائم، عن الصــادق ــة ال ــه الســالم(،وفي رواي ــه)علي عن آبائ )صلى اللههللا عن رسول ا ،)عليهم السالم(، عن علي )عليه السالم(

المؤمنون تتكــافى دمــاؤهم، ويســعى بــذمتهم أنه قال: عليه وآله(،ــاص في النفس أدناهم، وهم يد على من سواهم، فهذا يوجب القص وفيمــا دون النفس بين القــوي والضــعيف، والشــريف والمشــروف،

والجميل والـذميم، والمشــوه والوسـيم، ال فـرق،والناقص والسوي. (2)في ذلك بين المسلمين

ــه( أقول: الروايات الناقلة لخطبة النبي في)صلى الله عليه وآلمنى متواترة، وهي بألفاظ متحدة أو متقاربة.

ويؤيد قتل البالغ بالصبي كون ديتهما واحد، بل الظاهر أنه كذلك حــتى في قتلــه الجــنين لإلطالق، والمؤيــد المــذكور، ومنــه يعلم أن

االنصراف لو كان فهو بدوي. أما مــا يمكن أن يســتدل بــه للحلــبي، فهــو درء الحــد بالشــبهة، واالحتياط في الدم، واألصل، ومناسبة حكم الطفل للمجنون، فكمــا أن العاقل ال يقتل بالمجنون، كذلك ال يقتــل البــالغ بالصــبي، وللعلــة

في صحيح

. 1 ح31 الباب 55 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 ح28 الباب 256 ص3( المستدرك: ج?)2

191

Page 192: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

، فحيث إن الطفــل(1)فال قود لمن ال يقاد منهأبي بصير اآلتي: ــل أحــد الطفــل لم يقتــل ــه كــذلك إذا قت ــل ب ــل أحــدا لم يقت إذا قت

بالطفل. وفي الكل ما ال يخفى، إذ الثالثة األول ال تقاوم الــدليل، والرابــع قياس لعدم وضوح المناط، والخامس ال إطالق له، لمكــان )الفــاء(، فإن أقله إجمال مدخوله بإرادة اإلطالق منه خصوصــا وهنــاك من ال يقتل وإن كان يقتل كالوالد والولد، والمسلم والكافر، وغيرهما، ولو

فرض التكافؤ كانت الشهرة المحققة مؤيدة للمشهور.

. 1 ح28 الباب 51 ص19( الوسائل: ج?)1192

Page 193: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))لو ادعى القاتل أنه صبي(( لو قال القاتــل: أنــا صــبي، فــإن علمنــا صــدقه(:ـ 15)مسألة

أدب، وكانت الدية على عاقلته، وإن علمنا كذبه كان عليه القصاص، وإن لم نعلم أحدهما، وكان هناك شهود ونحوها فــالحكم على ذلــك،

وإال اختبر باإلنبات. وهل يجوز االختبار بدفق المني باالستمناء، احتماالن، من حرمةــر أهم، وألن ذلك، وأنه ليس دليال على سبق البلوغ، ومن جوازه ألم الظاهر الســبق إذا انــدفق، وإال بــأن لم يمكن االختبــار كــان األصــل

عدم القود لدرء الحد بالشبهة. ولو قال القاتل: كنت حين القتل صــبيا، واحتمــل ذلــك، فــالقول قوله مع يمينه، كما في الشرائع، وفي الجــواهر بال خالف أجــده بينــوز على ــا يج ــرار العقالء إنم ــرار، إذ إق ــه إق ــه، ال ألن ــرض ل من تع أنفسهم ال ألنفسهم، بل ألن االحتمال متحقق فيدرء الحــد بالشــبهة،ــة، واألدب إن كــان عمــدا، كمــا هــو مفــروض ــه الدي ولكن تثبت في المســألة، والظــاهر أنــه على العاقلــة، ألن عــدم ثبــوت الشــرط أيــرق بين أن البلوغ، يكفي في كون المال عليه، إلطالق أدلته، إذ ال ف نعلم بالصبا، أو تقوم به البينة، أو يستصحب، فقول الجواهر: )الدية في ماله لالعتراف بالقتل الذي يمضي في حقــه دون العاقلــة( غــير

ظاهر الوجه.

))فروع(( ثم إن االعتبار بحال الــرمي ال بحــال اإلصــابة وال بحــال المــوت، فإذا رماه وهو صبي فأصابه حال كون الــرامي بالغــا، أو مــات حــال كونه بالغا كانت الدية على العاقلــة، ألن رميــه عمــد جعلــه الشــارع

خطأ، ولو شك في الحكم درء الحد. ــه ال فــرق في األحكــام الســابقة بين إنكــار الــولي لقــول ثم إن الجاني إنه كان صغيرا، أو هو اآلن صــغير، وبين ادعائــه عــدم العلم، أما لو صدقة الولي فالظاهر أنه ال شيء إال الديــة، إذ حــتى الحــاكم الذي يمثل االدعاء العام على االصطالح الحديث، ال حق له في قتل

الجاني إال إذا طلبه الولي. هذا كله في دعوى الجاني الصبا، أما لو ادعى الجاني أنه اآلن ال عقل له، أو ادعى أنه حال القتــل لم يكن لــه عقــل، فــإن علم أحــد الطرفين من وجــود العقــل وعدمــه أخــذ بــه، وإن لم يعلم ولم يكن

شهود 193

Page 194: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وما أشبه، فإذا ادعى أنه ال عقل له اآلن لم يكن إلقراره أثر، إذال يشمله إقرار العقالء، سواء كان عاقال أو مجنونا.

أما األول: فألن إقرار العقالء إذا شمل قول العاقل إنه مجنــون،لزم التناقض فال يشمل ما يناقضه.

وامــا الثــاني: فالنتفــاء الموضــوع، إذ ليس بعاقــل حــتى يشــملهإقرار العقالء.

وعلى هذا فالالزم فحص حاله، فإن وصـلت القـرائن إلى شـيءفهو، وإال فالظاهر أصالة السالمة.

وإذا ادعى وهو عاقل اآلن أنــه لم يكن عــاقال حــال القتــل، فــإنكان مستصحب الجنون قبل لالستصحاب، وإال لم يقبل.

ــان قال في الجواهر: )ولو لم يعمد للقاتل حال جنون فادعاها ك القول قول المدعي، ألن األصل السالمة، ولعله لــذا قــال المصــنف وغيره بعد إفاقته، ولكن مع ذلك في المسالك احتمـال تقـديم قـول الجاني أيضا، لقيام االحتمال المــانع من التهجم على الــدماء، وفيــه: إن مثله أيضا ال يبطل به دماء المسلمين( انتهى، وهــو كالم جيــد، إذ

كل قول خالف األصل العقالئي بحاجة إلى دليل.

194

Page 195: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا قتل عاقل مجنونا(((:ــ 16)مسألة لو قتل عاقل مجنونا، سواء كان جنونــا إطباقــا

أو إدوارا حــال دوره، لم يقتــل العاقــل بــه كمــا هــو المشــهور، وفي الجواهر أنه ال خالف أجده فيه، وعن كشف اللثام نســبته إلى قطــع

األصحاب، وعن كشف الرموز اإلجماع عليه. عن)عليه السالم(ويدل عليه صحيح أبي بصير، سألت أبا جعفر

إن كــان المجنــون أراده فدفعــه عنرجل قتل رجال مجنونا، فقال: نفسه فقتله فال شيء عليه من قود وال دية، ويعطى ورثته الدية من

ــال المســلمين ــال: بيت م ــون، ق ــير أن يك ــه من غ ــان قتل وإن ك المجنون أراده فال قود لمن ال يقاد منــه، وأرى أن على قاتلــه الديــة هللافي ماله يدفعها إلى ورثة المجنــون ويســتغفر ا عــز وجــل ويتــوب

. (1)إليه هللاوفي خــبر أبي الــورد، قلت ألبي عبــد ا أو أبي جعفــر )عليهمــا، رجل حمل عليه رجل مجنون بالسيف فضــربه هللالسالم(: أصلحك ا المجنون ضربة فتناول الرجل السـيف من المجنــون فضـربه ضـربة

أرى أن ال يقتل به وال يغرم ديته وتكون :)عليه السالم(فقتله، قال . (2)ديته على اإلمام

))إذا قتل مجنونا دفاعا(( ثم إنه ال شك في أن إذا قتلــه دفاعــا لم يكن عليــه إثم وال قــود

وال دية، وإن قتله ظلما كان عليه اإلثم والتعزير والدية. وفي قتلــه دفاعــا هــل على بيت المــال ديتــه، كمــا عن المفيــد والجامع، وفي الجواهر لعله ال يخلو من وجه، أو ال، بل هو هدر، كما عن النهاية والتهذيب والسرائر وكشــف الرمــوز والتنقيح والمقتصــر وروض الجنان ومجمع البرهان وغيرها، وهو ظاهر الشرائع، بــل عن

غاية المراد أنه المشهور، قوالن: استدل لألول: بما تقدم عن الرواية.

وللثاني: باألصل، وأدلة دفع المحارب وأنه هدر.واألول أقرب، ألنه أخص

. 1 ح28 الباب 51 ص19( الوسائل: ج?)1. 2 ح28 الباب 52 ص19( الوسائل: ج?)2

195

Page 196: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

من أدلة الدفع ويناسبه االعتبار، إذ المجنون ليس بقاصــد ظــالم ، لكن حيث الال يطــل دم امــرئ مســلمحتى يكون هدرا، فيشمله

وجه لكون الدية على القاتل كان من الجمع بين الحقين كونهــا علىبيت المال.

ثم إن ما في رواية أبي الورد، من أن ديته على اإلمام، ينصرف إلى بيت المــال، لمــا ذكرنــاه في بعض المســائل الســابقة من إنــه

المنصرف من اإلمام، فاحتمال العكس ال وجه له.ــه والظاهر أن ما كان كالمجنون مثل النائم الذي تحرك في نوم فــأراد قتــل غــيره والمســحور ومــا أشــبه، حكمهم حكم المجنــون،

لوحدة المالك.

))حكم السكران القاتل(( وهل على السكران اآلثم في سكره القصاص كالعامد، كما عن األكــثر، بــل عن غايــة المــراد نســبته إلى األصــحاب، وعن اإليضــاح دعواه اإلجماع عليــه، أم ال قصــاص عليــه وإنمــا الديــة، كمــا اختــاره

المسالك تبعا للعالمة في بعض كتبه، قوالن. هللاســتدل لألول: باإلطالقــات، وبخــبر الســكوني، عن أبي عبــد ا

كان قوم يشربون فيتباعجون بسكاكين كـانتقال: ،)عليه السالم( فســجنهم، فمــات)عليه الســالم( معهم، فرفعوا إلى أمير المؤمنين

منهم رجالن وبقي رجالن، فقال أهل المقتولين: يــا أمــير المؤمــنين للقــوم: مــا)عليــه الســالم( أقدهما بصــاحبينا، فقــال )عليه السالم(

فلعل ذينك:ترون، قالوا: نرى أن تقيدهما، قال علي )عليه السالم( الذين ماتا قتل كل واحد منهما صاحبه، قــالوا: ال نــدري، فقــال علي

بل أجعل دية المقتولين على قبائل األربعة وأخذ دية )عليه السالم(:. (1)جراحة الباقين من دية المقتولين

إلى آخــرهفلعل )عليه السالم(:وجه االستدالل بذلك أن قوله ظاهره في المفروغية عن كون القود عليهمــا لــو فــرض العلم بــأن الباقين قتالهما، والظاهر أن وجه جعــل ديــة المقتــولين على قبائــل األربعة قاعدة العدل واإلنصاف، كما أن أخــذ ديــة الجراحــة من ديــة القتيــل قاعــدة العــدل أيضــا، ألنــه لم يضــرب نفســه قطعــا حســب

الظاهر، فالالزم

. 2 من موجبات الضمان ح1 الباب 173 ص19( الوسائل: ج?)1196

Page 197: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــه ــريك ل ــاء الحي الش ــرين، وحيث إن أولي ــة اآلخ تخســير الثالثأعطوا الدية فالالزم أن تؤخذ دية الجراحة من المقتولين.

ــول لكن ال يخفى أن هذه الرواية أدل على قول المسالك من قــة)عليه السالم( المشهور، إذ اإلمام نزل الضاربين الباقين حيا منزل

الصبي والمجنون في أن عمدهم خطــأ، ولــذا حمــل الديــة العاقلــة، )لعل( ال داللة له على مــا ذكــر، إذ لــو فــرض :)عليه السالم(وقوله

العلم بأن الباقين قتالهما يأتي إمكان القائل هــل قتالهمــا في حــال السكر أو حال الصحو، ثم ذلك من مفهوم اللقب الذي ليس بحجة،

وإن سلم إشعاره. )عليــهوالظــاهر أن صــحيح محمــد بن قيس، عن أبي جعفــر

قضــى أمــيرهــو نفس القصــة، نقلت بلفــظ آخــر، قــال: الســالم( في أربعــة شــربوا فســكروا فأخــذ بعضــهم)عليه السالم( المؤمنين

على بعض السالح فاقتتلوا، فقتل اثنــان وجــرح اثنــان، فضــرب كــل واحد منهما ثمانين جلدة، وقضى بدية المقتــولين على المجــروحين، وأمر أن يقاس جراحة المجروحين فيرفع من الدية، وإن مــات أحــد

. (1)المجروحين فليس على أحد من أولياء المقتولين شيء ومنه يعلم أن جعل الشيخ له كالصــاحي في كــل األحكــام حــتى طالق زوجتــه محــل منــع، وكيــف والعقــود وااليقاعــات بحاجــة إلى القصود، ولــذا ذكــروا أن نكــاح الســكرى الــذي ورد فيــه النص على

خالف القاعدة.ــدم ومما يؤيد عدم محكومية السكران بالحدود والقصاص ما تق من الدليل على أن حد السكران ثمانون، معلال بأنه يقذف، ولو كان

حكمه كالصاحي كان الالزم عليه حدان، حد السكر وحد القذف.كما يؤيده أيضا رفع الحكم عن المجنون والجاهل ومن أشبه.

واستداللهم بأنــه من الخــارج عن االختيــار بســوء االختيــار، كمن ألقى نفســه من الشــاهق حيث يــأثم بقتــل نفســه مــع أن ارتطامــه

باألرض ليس باختياره، فيه: إنه لو كان كذلك

. 1 من موجبات الضمان ح1 الباب 173 ص19( الوسائل: ج?)1197

Page 198: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لزم أن يقولــوا بــأن من أجن نفســه أو نــام أو شــرب مــا أغمي عليه، حكمه كذلك، مع أنهم ال يقولون به، وعليه فما ذكــره العالمــة

والشهيد من الدية ال القصاص هو األقرب. ومنــه يعلم حــال كــل مــا يزيــل العقــل، كشـارب المرقــد والبنج وغيرهما، وأنه ال قصاص عليه، وإن كان عليــه الديــة، خالفــا للشــيخ

واإليضاح حيث جعال عليه القصاص إذا شرب ذلك ال لعذر. ثم إن مقتضى القاعدة أن من يقول بالقصــاص، إنمــا يقــول بــه هنا وقبل ذلك فيما إذا لم يكن لــه عــذر في شــرب الخمــر وغيرهــا، فإذا شربها لعدم علمه بحرمتها أو لعدم علمه بخمريتها، أو اضــطر،ــذا أو أكره، أو أوجر في حلقه أو ما أشبه لم يكن عليه القصاص، ول قيد الجواهر شــارب الخمــر بقولــه: )آثمــا(، وإذا اتفــق مثــل القصــة السابقة في تباعج السكارى بالسكاكين ونحوها، فمقتضي النص بل

ــا إذ ،)عليه السالم(القاعدة ما ذكره اإلمام ــورد كم ال خصوصية للمهو واضح.

198

Page 199: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا قتل النائم شخصا(( ال قود على النائم، بال خالف وال إشكال، بل في(ـ: 17)مسألة

الجواهر اإلجماع بقسميه عليه، وذلك لعدم القصد الذي يخرجــه عن اسم العمد، أما التعليل لــذلك بكونــه معــذورا في ســببه، ففيــه إنــه

أخص من المدعى، إلمكان أن يكون النوم عمدا. وربما يقيد النوم بما إذا لم ينم عمــدا ألجــل الجريمــة، وإال كــان عليه القصاص، كما إذا نام على سطح بــدون محجــر وهــو يعلم أنــه كثير الحركة في حال نومه، وكان تحتــه إنســان نــائم فنــام ليســقط عليه، ويكون له العذر عنــد النــاس في تلــف عضــوه أو قتلــه، وكــذا بالنسبة إلى شارب المسكر والمرقد ونحوهما، وذلك النصراف أدلة القصد الفعلي في القود عن مثل ذلــك، كانصــراف أدلــة االضــطرار عن مثل من أخــذ الميتــة والخمــر وابتعــد بهمــا إلى مكــان يعلم أنــه يضطر إليهمــا، يريــد بــذلك االحتيــال في اســتعمالهما، وحيث تكــون األدلة منصــرفة يشــمل المقــام إطالق النفس بــالنفس ونحــوه، بــل الظــاهر أن كالم مثــل العالمــة والشــهيد الثــاني منصــرف عن هــذه

الصورة. وكيف كان، فالنــائم عليــه الديــة في مالــه أو مــال عاقلتــه على خالف يأتي في كتاب الديات في مسألة مــا لــو انقلبت الظــئر على

الولد فمات.ــه في ــائم في النفس، كــذلك ال قــود علي وكمــا ال قــود على الن

الطرف. وحكم النوم غالب على السكر لو قيل بالقود عليــه، فــإذا ســكر ونام كان محكوما بذلك، ال بحكم الســكر، إذ الحكم تــابع لرافعــه، ال لما ال يرفعه، بل وإن كان نومــه بســبب الســكر، إلطالق رفــع القلم

عن النائم حتى يستيقظ. نعم إذا كان النوم غير طبيعي بسبب الســكر، كــان الحكم تابعــا للسكر، النصراف األدلة عن مثــل هــذا النــوم، كمــا إذا كــان ســكره سببا لطول نومه الموجب لقضاء الصالة وهــو يعلم ذلــك، فإنــه يعــد تاركا للصالة عمدا، فحاله حال من يشرب المرقد عمــدا، لئال يقــوم حال الصالة في ما لو لم يشرب قام، فإنه يعد تاركــا للصــالة عمــدا

عرفا، وأدلة معذورية النائم ال تشمله.

199

Page 200: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا جنى األعمى(( ثم الظاهر أن األعمى حالــه حــال المبصــر مــع العمــد، كمــا عنــة الشــيخ المحقق وأكثر المتأخرين، وذلك إلطالق األدلة، خالفا لنهاي وابني الــبراج وحمــزة والصــدوق والصهرشــتي والطبرســي، فقــالوا بعدم توجه القصاص إليه، بــل عن غايــة المــرام أن هــذا القــول هــو المشهور بين األصحاب وبــه األثــر، فجــاز مخالفــة األصــل لــه، وعن

ثاني الشهيدين في روض الجنان موافقته.ــه الســالم(هللاواستدل لذلك بصحيح الحلبي، عن أبي عبد ا ،)علي

قال: سألته عن رجل ضرب رأس رجل بمعول فســالت عينــاه على )عليـه السـالم(:خديه فوثب المضــروب على ضـاربه فقتلـه، فقـال

هذان متعديان جميعا فال أرى على الذي قتل الرجل قودا، ألنه قتله حين قتله وهو أعمى، واألعمى جنايته خطــأ تلــزم عاقلتــه، يؤخــذون بها في ثالث سنين في كل سنة نجمــا، فــإن لم يكن لألعمى عاقلــة لزمته دية ما جنى في مالــه يؤخــذ بهــا ثالث ســنين، ويرجــع األعمى

. (1)على ورثة ضاربه بدية عينيهــألته عن أعمى)عليه السالم(،وموثقة أبي عبيدة، عن الباقر س

ــا عبيــدة )عليه السالم(:فقأ عين رجل صحيحة متعمدا، فقال ــا أب ي إن عمد األعمى مثل الخطأ، هذا فيه الدية من ماله، فإن لم يكن له

. (2)مال فإن دية ذلك على اإلمام، وال يبطل حق مسلم إنــه ســئل)عليــه الســالم(،وعن دعائم اإلسالم، عن أبي جعفــر

يغرم الدية وينكل )عليه السالم(:عن أعمى فقأ عين صحيح، فقال . (3)إن تعمد ذلك، وإن كان خطأ فالدية على العاقلة

ثم إن المشهور بعد ذكــرهم للروايــتين أشــكلوا عليهمــا بضــعفالسند تارة،

. 1 من العاقلة ح10 الباب 306 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 من العاقلة ح7 الباب 258 ص3( المستدرك: ج?)2. 2 ح32 الباب 256 ص3( المستدرك: ج?)3

200

Page 201: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وبامتناع تخصــيص الكتــاب بــالخبر الواحــد أخــرى، وبمخالفتهمــا لألصول، الشتمال األولى على كون الديــة تجب ابتــداء على العاقلـة ومــع عــدمها تجب على الجــاني، وهــذا مخــالف لحكم الخطــأ، وفيــدم الثانية مع جعله الجناية كالخطأ أوجب الدية على الجاني، ومع ع ماله على اإلمام ولم يوجبها على العاقلة ثالثا، وبــأن الروايــة األولى ظاهرها قصــد الــدفع فال داللــة فيهــا على المطلــوب رابعــا، وبأنهمــا

مخالفتان للشهرة المحققة فقد حصل اإلعراض عنهما خامسا.وفي الكل ما ال يخفى.

إذ يرد على األول: إن السند كما عرفت حجة. وعلى الثاني: إن الكتاب يخصص بالخبر الحجة.

وعلى الثالث: إنه لو ثبتت مخالفتهما لألصــول كانتــا مخصصــتين لها فال محذور، باإلضافة إلى عــدم المخالفــة، إذ قــد تقــدم أن كــون الدية على اإلنسان هــو األصــل، وإنمــا نجعلهــا على العاقلــة للــدليل الخاص، فــإذا لم تكن عاقلــة أو ال مــال لهــا رجــع إلى حكم األصــل. وفي الثانية كون الجناية كالخطأ كمــا هــو الواقــع، جعــل الديــة علىــه في بعض ــدم مثل ــا تق ــال، كم ــام بيت الم ــراد باإلم ــه، والم نفس

المسائل السابقة. وعلى الرابع: بأن الحمل على قصد الدفع مخالف للحكم بالدية.ــا ــون كاســرة إذا لم يكن له ــأن الشــهرة تك ــامس: ب وعلى الخ

مستند، وإال فهي كاإلجماع المحتمل االستناد ال حجية فيها. هذا والظــاهر أن الروايــات أرادت بيــان شــيء واقعي، وهــو أن األعمى غالبا ال يعلم تعمده إال بإقراره، أو بالقرائن القطعية، فليس

ــيرعمد الصبي خطأالمقام مثل بل المراد إنه خطأ واقعا، ومن غ الممكن أن يقول الذين قالوا بــأن عمــد األعمى خطــأ، إنــه لــو أمــرــل، أو المس، أو الط، أو بقتل إنسان فقتل، أو قــذف، أو زنى، أو قب ليط به، أو شرب الخمر، أو ربطت يدا إنسان وجيء به إليه فذبحه، أو قطع يده أو رجله أو ما أشــبه ذلــك، أنــه ليس عليــه أحكــام هــذه

األمور،

201

Page 202: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ألن عمده خطأ، بل يؤدب فقط مع العمد ويتحمل ديته عاقلته. وكيف كان، فقول المشهور هو الحجة.

ثم الظـــاهر أن الحكم حيث كـــان على القاعـــدة يكـــون شـــبه األعمى كالمشدود عيناه، ومن في الظلمة، ومن تحت الماء ال يــرى أو في الضــباب أو الــدخان أو مــا أشــبه ذلــك، حكمــه حكم األعمى،ــون على حســب وهل غير المشهور يقولون باتحاد حكمهما، أو يقولــو لم تكن في نص الرواية، احتماالن، ولعلهم ال يقولون بالتنظير، ول البين إال القرائن التي ذكرناها من أمثلة سائر جــرائم األعمى لكفت في حمل الروايات على ما ذكرناه من أن المراد بها الخطأ واقعــا ال

هللاتنزيال، وا سبحانه العالم.

))شرط كون المقتول محقون الدم(( الشرط الخامس من الشروط المعتبرة في القصاص: أن يكون المقتول محقون الدم بالنسبة إلى القاتل بال خالف وال إشــكال، بــل عليه النص واإلجماع، فالمحارب غير محقون الدم بالنســبة إلى من

)صلىيحاربه، وكذا بالنسبة إلى من يأتي إلى نجدته، والساب النبي غير محقون الدم بالنســبة إلى كــل من ســمع ذلــك،الله عليه وآله(

والذي يريد الفاحشة باإلنسان رجال أو امرأة، أو بذويه غــير محقــون الدم بالنسبة إليه، ومن وجد رجال يزني بزوجته غير محقون بالنسبة

إلى الزوج، إلى غير ذلك. أما كون اإلنسان مستحقا للقتــل في الجملــة فال ينفــع في قتــل أي إنسان له، بل يوجب قتله القود، كما إذا قتــل زيــد عمــروا، فــإن ولي عمرو له حق القصاص، فإذا قتله بكر كان لوليه على بكر حــق القود، إلى غير ذلك، وقد تقدم الكالم في ذلك، ولــذا فال حاجــة إلى

اإلعادة.

202

Page 203: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فصل

به يثبت وما القتل دعوى في

دم اشتراط الجزم(())ع الظاهر أنه ال يشترط الجزم بدعوى القتل، ال الجزم في مقابــل الجهل اإلجمالي كأن يقول: أحد هذين أو أحد هؤالء قتل ابني، فإنــه تســمع دعــواه، وال الجــزم في مقابــل الظن والشــك والــوهم، كــأن يقول: أظن أنه قتل ابني، أو يقــول احتمــال خمســين في المائــة أو عشرة في المائة، فإنه تسمع دعواه، وذلــك إلطالق األدلــة، ولكــون

كثير من الموارد من هذا القبيل.ــو ــا ل كما أن الظاهر أنه ال يشترط الجزم في إبراز الدعوى، كم قال: أشك في أنه هل قتل ولدي، وأشك في أن هذا هل هو القاتــل مثال، لــو كــان ابنــه حارســا في بعــد وســمع إطالق رصــاص وصــياح مشرف على القتل يظهر ذلك من صوته، ورأى إنسانا يهرب، فشك في أنه هل قتل ولده أم ال، وهل أن القاتــل هــذا أم ال، فقدمــه إلى الحـــاكم مظهـــرا تـــردده في الجنايـــة، وفي أن الجـــاني هـــذا على

تقديرها، فإنه تسمع دعواه، إذ لو لم تسمع الحتمل إبطال الحق. )عليــه الســالم(،هللاوقد ورد في رواية السكوني، عن أبي عبــد ا

كــان يحبس)صــلى اللــه عليــه وآلــه( إن النبي )عليه السالم(:قال في تهمة الدم ستة أيام، فــإن جــاء أوليــاء المقتــول يثبت، وإال خلى

. (1) كذا رواه الكليني )رحمه الله( والشيخ )رحمه الله(سبيله

. 5 ح370 ص7 والكافي: ج23 ح174 ص10( التهذيب: ج?)1203

Page 204: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))هل يشترط البلوغ في مدعي الجناية(( وهل يشترط في المدعي البلوغ، قال في الشرائع بذلك، وكأنه

ألن كالم غير البالغ ال أثر له.ــا ال ــدعوى، مم ــة ال ــتراط، إلطالق أدل ــدم االش ــاهر ع لكن الظ

، ومــا دل على ســلبعمــد الصــبي خطأيقاومهــا مــا دل على أن عبارته، هذا باإلضــافة إلى أنــه كثــيرا مــا يبطـل الحــق إذا لم يسـمع كالمه، كما إذا كان الصبي مع أبيه فرأى أنه قتلــه زيــد فــادعى عنــد الحاكم، فإنه إذا لم يسمع لزم إبطال دم األب القتيــل، بــل هــذا هــو

الظاهر عن بعض الروايات. رفعقال: )عليه السالم( هللاففي رواية السكوني، عن أبي عبد ا

ســتة غلمــان كــانوا في الفــرات)عليــه الســالم( إلى أمير المؤمنين فغرق واحد منهم فشهد ثالثة منهم على اثــنين أنهم غرقــاه، وشــهد

بالديـة اثنان على الثالثة أنهم غرقـوه، فقضـى علي )عليـه السـالم( ، كــذا(1)أخماســا ثالثــة أخمــاس على االثــنين وخمســين على الثالثة

رواه الكليني )رحمــه اللــه( والشــيخ )رحمــه اللــه( والمفيــد )رحمــهالله(.

ــل ــدل على أن اإلمــام أخــذ بشــهادتهم فقــط، ب ــه وإن لم ي فإن)عليه السالم( الظاهر أنه حكم مع ذلك قاعدة العدل واإلنصاف، إال

سمع دعــواهم ألنــه جعــل ثالثــة)عليه السالم( أن ظاهره أن اإلمام أخماس على اثنين وخمسين على ثالثة، فإنــه ال يســتقيم إال بســماع دعواهم، وإال كان على كل واحد خمس فقــط ال أكــثر وال أقــل كمــا

هو ظاهر. ومنــه يعلم أن تصــديق الجــواهر للشــرائع، بــل قولــه بعــد قــول المحقق: يشترط في المدعي البلوغ والرشد، بل ال أجد خالفا بينهمفيه إلخ، البد من تأويله بما ال ينافي ما ذكرناه، وإال كان محل نظر.

))هل يشترط الرشد في الدعوى(( ومنه يعلم اإلشكال في اشتراط الرشد، فإن دعوى غير الرشيد يســمع في الجملــة، وتفصــيل الكالم فيــه إنــه حيث كــان بالغــا غــير رشيد، فما كان دائرا مدار البلوغ فقط كان فيه كالرشيد، ومــا كــان

فإن دائرا مدار الرشد كالمال، حيث قال تعالى:

،15 سطر 106، واإلرشاد: ص3 ح239 ص10، والتهذيب: ج284 ص7( الكافي: ج?)1. 35 سطر 118والمقنعة: ص

204

Page 205: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــوالهم ــادفعوا إليهم أم ، إذ ظــاهره أن(1)آنســتم منهم رشــدا ف التصرف في ماله بأي تصرف كــان ممــا لــه خطــر منــوط بالرشــد، وبدونه يكون محجورا عليه لم يصــح تصــرفه، وإنمــا قيــدناه بمــا لــه خطر، ألن تصرفه في ما ال خطر لــه جــائز حــتى قبــل البلــوغ، حيث

فإن االبتالء المالي قبل بلوغ النكاحوابتلوادل عليه قوله سبحانه: معناه التصرف في الجملة لتظهر كفاءاتــه ولتتــدرب حــتى إذا رشــد

كان له ملكة التصرف. وكيف كان، فدعواه القتل قبل الرشد صحيح إذا أراد القصــاص، ولذا قال الجــواهر: )إن اشـتراط الرشــد ال يخلـو من وجـه لـو كـان متعلـق الـدعوى ممـا حجـر عليــه فيــه، أمــا لـو كـانت قصاصـا مثال،

فالظاهر صحة دعواه به لعدم الحجر عليه فيه( انتهى. وربما يقال: ال تصــح دعــواه قبــل الرشــد بــالفحوى، ألنــه إذا لم تصح دعواه بالنسبة إلى المال الذي هــو أقــل خطــرا من النفس لم

تصح دعواه بالنسبة إلى النفس التي هي أكثر خطرا من المال. وفيــه: إن ادعــاء القتــل ال محــذور فيــه، بخالف األمــر المربــوط

بالمال الذي فيه المحذور. هذا غاية ما يقال في وجه اشتراط الرشد في الــدعوى إذا كــان متعلقا بالمال، كما إذا ادعى خطأ القاتل، حيث تكون عليه الدية، أو ادعى القتــل العمــدي في مــا ال كفــاءة، حيث يكــون الــواجب دفــع القاتل المال، كالمسلم والكــافر، واألب والولــد وغــير ذلــك، أو أراد

الصلح عن القود بالدية. وفيه: إن قبول الــدعوى وســماعها ال يلــزم تصــرفه في المــال، فإن دليل الحجر ال يقتضي إال عدم تصرفه في المال، ال أنه ليس له حق الــدعوى، فلــو ادعى قتــل الخطــأ وقبلت الــدعوى أخــذ الحــاكم الدية من القاتل وسلمه إلى الولي حتى يأنس منــه الرشــد، وإذا لم يكن ولي أبقى الحاكم المال عنــد نفســه حــتى يكــبر ويرشــد الولــد

المدعي، فالوجه عدم صحة هذا

. 6( سورة النساء: اآلية ?)1205

Page 206: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الشرط في سماع دعوى القتل. هذا كله في دعوى غير البالغ وغير الرشيد.

))دعوى المجنون في القتل(( أما دعوى المجنون، فإن كان له شيء من التميز، فالظاهر أنــه تسمع دعواه لإلطالقات، وما يرد عليــه هــو مــا تقــدم ممــا ورد على الطفل وغير الرشيد، وقد عرفت جوابهما، أمــا إذا لم يكن لــه تمــيز فال تسمع دعواه، إذ ال يصدق عليها الدعوى فال تشــملها األدلــة كمــا

هو واضح. ولـو شـك في تمـيزه لم تسـمع إال إذا تحقـق الموضـوع بقرينـةــال ــر بالم حجة شرعا، كما أنه لو شك في رشده عند ما يرتبط األم

ال ينفذ تصرفه إال بعد ثبوت الرشد، ألصالة عدم النفوذ بدونه.

))هل يشترط اإلسالم في المدعي(( وال يشترط اإلسالم في المدعي، ولو كان المدعى عليه مســلما

هللالن يجعــل الإلطالق، وليس مثل ذلــك ســبيال ليكــون منفيــا بآيــة: . (1)للكافرين على المؤمنين سبيال

هذا تمام الكالم في المدعي.

))شروط المدعى عليه في الجنايات(( أما المدعى عليه فال يشترط فيه حتى التميز، إلمكــان أن يقتــل المجنــون إنسـانا، فإطالقــات األدلــة تشــمله، وحينئــذ يتــولى وليهمــا المحاكمة، ولو لم يكن ولي كان الحاكم وليهما حسبة، ألنه ولي من ال ولي له، فإذا غلب المدعي أجرى على طرفه القصــاص أو الديــة،

وإال بطلت الدعوى. وممــا تقــدم تعــرف صــحة أن يكــون الســفيه مــدعيا، أو مــدعى عليه، كما صرح بذلك القواعــد وكشــف اللثــام والجــواهر إلطالقــات األدلة، وإذا كــان األمــر مربوطــا بالمــال لم يصــح تصــرفهما كســائر

السفهاء.ــرار العقالء ال ــة إق ــل، لحجي ــه قت ــون بأن ــرار المجن وال يصــح إقالمجانين، كما وال يصح إقرار غير البالغ، النصراف األدلة عن مثله.

لكن ربمــا يقــال إنــه إذا قبلت شــهادة الصــبيان في القتــل كــان )عليــهاألولى أن يقبل إقرارهم، وقد تقدم مــا يــدل على أن اإلمــام

اعتمد على شهادة الخمسة بعضهم على السالم( . 141( سورة النساء: اآلية ?)1

206

Page 207: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بعض في غرق السادس في الماء، كمــا أن هنــاك روايــات تــدلعلى قبول شهادتهم.

تجوز)عليه السالم(:هللاففي صحيح جميل، قال: قلت ألبي عبد ا نعم في القتــل يؤخــذ بــأول )عليــه الســالم(:شهادة الصبيان، قــال

. (1)كالمه، وال يؤخذ بالثاني منه )عليــه الســالم(هللاوعن محمد بن حمران، قال: سألت أبا عبــد ا

ال، إال في القتل يؤخذ بأول )عليه السالم(:عن شهادة الصبي، قال . (2)كالمه، وال يؤخذ بالثاني

عن آبائــه)عليــه الســالم(،وعن طلحــة بن يزيــد، عن الصــادق شــهادة الصــبيانقــال: )عليهم السالم(، عن علي )عليــه الســالم(،

. (3)جائزة بينهم ما لم يتفرقوا أو يرجعوا إلى أهلهم لكن ال يبعد أن يكون ذلك في ما إذا أورثت الشهادة االطمينان، كما يؤيده الرواية األخيرة، وال يبعد أن يقــال مثلــه في إقــراره عمال

بالعلم ال باإلقرار. وكيف كان، فتفصيل الكالم في ذلك في باب الشهادات.

إما إقرار البالغ غير الرشيد كــإقرار الســفيه، فالظــاهر قبولهمــا في غير المال، ألن الصبي إذا بلغ شــمله اإلطالق، وإنمــا خــرج منــه التصــرف المــالي إذا لم يكن رشــيدا، وقــد تقــدم في روايــة قــرب

، وعليه فــإذاعمد الصبي الذي لم يبلغ خطأ تحمله العاقلةاإلسناد: بلغ وقتــل بمــا يــوجب المــال كــان في مــال نفســه، وليس هــذا من التصرف الممنوع، إذ المنصــرف التصــرفات أمثــال الــبيع والهبــة، ال

الضمانات، كضمانه إذا كسر آنية الناس أو أتلف شيئا منهم. وكيف كان، فإذا أقر البـالغ غـير الرشـيد أو السـفيه بمـا يـوجبــل المال لم ينفذ إقراره، ولذا قال العالمة في محكي القواعد: ويقبإقرار السفيه بما يوجب القصاص ال الدية، وظاهر الجواهر تقريره. هذا تمـام الكالم في اشــتراط العقـل والبلـوغ والرشـد لمـدعي

القتل على إنسان.

. 1 ح22 الباب 252 ص18( الوسائل: ج?)1. 2 ح22 الباب 252 ص18( الوسائل: ج?)2. 6 ح22 الباب 253 ص18( الوسائل: ج?)3

207

Page 208: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أمــا إذا تحمــل العلم حــال الطفولـة والجنــون وعــدم الرشـد ثم ادعى ذلك في حال البلــوغ وكمــال العقــل والرشــد فال إشــكال في قبــول الــدعوى، إلطالق أدلــة قبــول دعــوى المــدعي، ويــدل عليــه

الفحوى في باب الشهادة. قال: قــال أمــير ،)عليه السالم(هللافعن السكوني، عن أبي عبد ا

إن شــهادة الصــبيان إذا أشــهدوهم وهم )عليــه الســالم(:المؤمنين . (1)صغار جازت إذا كبروا ما لم ينسوها

)عليــههللاوعن عبيد بن زرارة في حديث قــال: ســألت أبــا عبــد ا عن الــذمي يشــهد على الشــيء وهــو صــغير قــد رآه فيالســالم(

تجعــل شــهادته )عليه الســالم(:صغره ثم قام به بعد ما كبر، فقال . (2)نحوا من شهادة هؤالء

إلى غير ذلك، وتفصيل الكالم في باب الشهادات.

. 2 ح21 الباب 251 ص18( الوسائل: ج?)1. 3 ح21 الباب 251 ص18( الوسائل: ج?)2

208

Page 209: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))شرط أن تكون الدعوى ممكنة(( تصح الــدعوى على من تصــح منــه مباشــرة إنما(:ــ 1)مسألة

الجنايــة، نظــرا إلى نفســه والزمــان والمكــان وســائر الشــرائط بالإشكال، بل على بعضها دعوى عدم الخالف واإلجماع.

فلو ادعى على غائب وقت الجناية، سواء الغيبــة الزمانيــة، كمــا إذا قال: إن من عمره دون العشرين قتل إنســانا قبــل ثالثين ســنة،ــران وقت أو المكانية، كما إذا قال: من في كربالء قتله من في طه القتل قتال بالسيف، أو ادعى على طفل ال يــأتي منــه ذلــك، كمــا إذا ادعي أن من عمره شهر قتل هذا اإلنســان. أو ادعى القتــل بآلــة ال تقتل، كما إذا ادعى أنه قتله بإلقاء مثقال من القطن عليه، أو ادعى أن من رأيناه مات حتف أنفه أنه قتله، أو ادعى من لم يمت بعد أنه

قتله، أو ما أشبه ذلك، لم يصح. وكذا إذا ادعى أنه قتله كل أهل البلد في بلد فيــه ألــوف، بــدون أن يكون قصده الرضــا بقتلــه ونحــوه، أو ادعى أن زيــدا قتــل ألوفــا

بالسيف ونحوه، إلى غير ذلك من األمثلة. نعم لو فسر قتل الغائب بإرسال السم إليه، أو بأمره بقتلــه، أو بفعله ما يوجب حزنه إلى حد الموت، أو فسر قتل جميع أهل البلــد له دفعهم إنسانا فقتله، أو فسر قتله لجميع أهل البلد إرسال جيشه إليهم فقتلهم، إلى غير ذلـك من التفاســير الممكنــة، صــحت دعــواهــل ونوعــه ولزم سماعها، ولو حرر الدعوى بتعيين القاتل وصفة القت

صحت دعواه، بال إشكال وال خالف.

))فروع في الدعوى((ــا ال ــواهر: إنه ــولين، ففي الج ــة مجه ــو ادعى على جماع ــا ل أمــف بتعقيب ــاكم مكلـ ــور، وإال فالحـ ــدون الظهـ ــراده بـ ــمع، ومـ تسـ المجهولين بال إشكال، ألنه مقتضــى جعلــه قيمــا على البالد والعبــاد،

فالسماع من هذا الحيث ال إشكال فيه. وكما تسمع الدعوى مفصلة، تسمع مقتصرا على مطلق القتــل، من دون ذكر صفة المباشرة والتسبيب والعمــد والخطــأ ومــا أشــبه كما سيأتي، فال وجه لتردد الشرائع أوال، وإن قال بعـد ذلــك: أشـبهه

ال يطل دم امــرئ مســلمالقبول، وذلك إلطالق أدلة الدعوى، وألنه فلو لم تسمع ،

209

Page 210: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لزم طل دمه، خصوصا فيما لم يعلم المدعي إال المطلق. ولو قال: قتله أحد هذين مثال من دون تعيين ألحدهما، بل قــال: ال أعرفه عينا، وأراد يمين كل واحد سمع، كما قالــه المحقــق وتبعــه العالمة وولده والشــهيدان وأبــو العبــاس واألردبيلي، كمــا حكي عن بعضهم، إلطالقات أدلة قبول الدعوى، وألنه لو لم تسمع لزم إهــدار دم المسلم، وال ينقض ذلك بأن الفردين حران في عدم اليمين، ألن الناس مسلطون على أنفسهم، إذ هذا اإلشكال وارد حــتى فيمــا لــو ادعى على إنسان واحد، فالدليل على لــزوم ســماع دعــواه وإلــزام

المدعى عليه باليمين إذا أنكر آت هنا أيضا. والحاصــل: إن أدلــة الــدعوى مقدمــة على أدلــة الســلطة على

النفس نصا وإجماعا، والمورد بعض أفرادها. ومنه يعلم أنه لم يظهر وجه رد الجــواهر ألدلــة ســماع الــدعوى في المقام بقوله: )إن الجميع كما ترى ال يقتضي استحقاق السماع

على وجه يترتب استحقاق اليمين( انتهى. ولو أقام بينة على أن أحدهما القاتل ســمعت، وال ينفــع حلفهمــا في براءتهما، ألن الحلف ال يقــاوم الشــهود، فــإذا نكال أو حلفــا على العدم، فهل ال يثبت عليهما شيء لألصل بعد عدم ثبوته بالخصــوص، أو يثبت عليهمــا الديــة موزعــة لقاعــدة العــدل واإلنصــاف، أو يقــرعــه بينهما، األوجه الوسط، ألن األصل ال مساغ له بعد القاعدة، كما أن قد تقدم أن القرعة ال مجال لها مع القاعدة، ويؤيد القاعدة ما تقدم من جعل اإلمام )عليه السالم( دية الغريق في المــاء على الخمســة المصــاحبين لــه مــع أنــه لم يعلم الــذي أغرقــه، ومن المحتمــل أنــه أغرقــه إحــدى الطــائفتين، وكــذا مــا تقــدم في مســألة من تبــاعجواــوارد ــة في المـ ــات المستفيضـ ــافة إلى الرويـ ــكاكين، باإلضـ بالسـالمختلفة المثبتة لألحكام التي ظاهرها أنها من باب قاعدة العدل.

ــرئومنه يعلم أنه ال مجال الحتمال هدر الدم، إذ ال يطل دم ام، كما ال مجال مسلم

210

Page 211: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لكون الدية من بيت المال، إذ هو في ما إذا لم يكن هناك محلآخر له.

نعم، ال شك في أنه ال يقتص منهما أو من أحــدهما، ألن الحــدود لم يقتص من)عليـــه الســـالم( تـــدرأ بالشـــبهات، كمـــا أن اإلمـــام

المغرقين والمتباعجين. ومما ذكرنا يعلم وجوه النظــر فيمــا أشــكل الجــواهر على بعض معاصريه، حيث احتمل التوزيع عليهما أو القرعــة، بــل بــالغ )رحمــه الله( فقـال: )إن مـا ذكـره ذلـك المعاصـر ال يسـتأهل أن يسـود بــه

األوراق(. وكيف كان، فإذا حلف أحدهم ونكل اآلخر لم يبعد أخذ الدية منه فقط، ألن الحالف بيمينه بــرأ نفســه، فلم يبــق إال الناكــل وال يقتص منه للشبهة الدارءة، وال فرق في كل ذلك بين دعوى عمــد أحــدهما

في قتله أو خطئه، ألن النتيجة الدية على كل حال. ومنه يعلم الحال فيما لو قــال المــدعي: القاتــل إمــا أحــدهما أو كالهما، وكذا لو أقرا بأن القاتل أحدنا وال نعلمه بعينــه، أو اقــرا بــأن القاتل إما أحــدنا أو كالنــا، ألنــا رمينــاه كــل منــا بندقــة لم نعلم هــل أصابتاه أو أصــابته إحــداهما، أو قــاال: علمنــا أصــابة إحــداهما لكن ال نعلم ما أصابته هل كانت مني أو من صاحبي، إلى غيره من األمثلة. ثم إن األخذ بالنكول في المقام وفي غير المقــام، ســواء رددنــا اليمين على المدعي أم ال، إنما هو إذا نكل مع علمه بالواقع، أما معــه للحكم ــه أم ال، فال وج ــه قتل ــل أن ــان ال يعلم ه ــا إذا ك ــه، كم جهل

بالنكول. وإذا حصلت الشبهة في أنه هل قتل أم ال، كمــا إذا ســمه ثم لم يعلم هل قتل بذلك أم بالسكتة القلبية غير المستندة إلى السم، لم

يكن عليه قصاص وال دية. نعم إذا كان الظاهر أنه قتل بالسم بحيث نسـب إليــه القتــل، أو شيئا من القتل بأن كان األمر مشــتركا بينهمــا، كــان عليــه القــود أو

الدية مستقال أو مع إرجاع نصف

211

Page 212: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الدية، أو نصف الدية. ولو قتل اثنــان اثــنين وعلم قاتــل كــل واحــد فهــو، وإن لم يعلمــل ــا منهمــا يقت يجــوز أن يقتلهمــا الحــاكم بهمــا، وإن لم يعلم أن أي بأيهما، إذ ال يشترط مثل هذا العلم، إلطالق األدلــة، ولــو كــان هنــاك رد كما إذا كان أحد المقتولين امرأة حيث يدفع الولي نصــف الديــة،

كان مقتضى قاعدة العدل أن يقسم بينهما. ومما تقدم يظهر أنه لو كان هناك ميتان يعلم بأن أحــدهما قتلــه أحدهما، كما إذا مرت سيارة سريعة وسيارة سريعة أخرى وضربت إحــداهما إنســانا على األرض حــتى مــات من الصــدمة، ومــرت ريح ضربت اآلخر فمات، ولم يعلم هل المقتول زيد أو عمرو، وأن قاتله هل هو بكر أو خالد، فإن مقتضى القاعدة أن يدفع كل من صــاحبي

السيارة نصف الدية، ويأخذ كل من الوليين نصف الدية. وهناك أمثله أخرى في العلم اإلجمالي يعرف مما تقدم.

212

Page 213: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا ادعى أن جماعة قتلوا شخصا(( لو ادعى ولي المقتول على شخص أنه قتل قتيله(ـ: 2)مسألة

مع جماعة ال يعرف عــددهم، وكــان ذلــك ممكنــا، مثــل أن يقــول: ال أعرف هل كانوا عشرة، أو ثالثة، أو عشــرين رمــوه بالحجــارة حــتى مات، ال ما إذا لم يكن ممكنا، كمــا إذا قــال: قتلــوه مــع المتهم كــلــه يثبت على المتهم أهل البلد الكبير مثال، فال ينبغي اإلشــكال في أن الديــة والقصــاص بقــدره، إن أقــام المــدعي على ذلــك الشــاهد، أو

اعتراف المتهم به. وهل مقتضى القاعدة في المقام الصلح، كما ذكره الجواهر بأن

يأخذ قدرا من الدية عنه صلحا. أو يقتله في العمد، ويرد على وليه قدرا من المال صلحا.

أو يؤخذ حسب الظن بعدد القتلة لو كان ظن. أو يجري أصل البراءة من الزائــد فيؤخــذ حســب المــتيقن، فلــوــل كان الشك في أنهم عشرة أو خمسة كان األصل براءة ذمة القات من أكــثر من عشــر الديــة، ولــو قتلــه الــولي في العمــد في الشــك المزبور، كان األصــل بــراءة الــولي من رد أكــثر من أربعــة أخمــاس

الدية.ــف ــتيقن ونص ــدر الم ــدل، أي يعطي الق ــدة الع ــل بقاع أو يعم

المشكوك فيه. مثال إذا شك في أنهم كـانوا بين خمسـة وعشـرة، فعلى الصــلحــانوا ســبعة يعطي المتهم ســبع واضــح، وعلى الظن إذا ظن أنهم كــيف على الدية، وعلى البراءة يعطي عشر الدية، وعلى القاعدة يض عشر الدية نصف العشر أيضــا، ألنهم إن كــانوا عشــرة كــانت الديــة الــتي يــدفعها المتهم مائــة، ولــو كــانوا خمســة كــانت الديــة مــأتين، فالمائة متيقنة والمائة الثانية المشكوكة تنصف حسب قاعدة العدل واإلنصاف إلى النصف والنتيجة إعطاء المتهم للولي مائة وخمســين

وهكذا. احتماالت، ال شك في أن الصلح خير، أما مقتضى القاعــدة فهــو

العمل بقاعدة العدل. ومنــه يعلم أن للــولي القــود في العمــد ويــرد على ولي القاتــل

حسب قاعدة العدل. ومنـه يعلم أن إلغـاء الشـرائع القـود وجعلـه الصـلح حقنــا للـدم

مشكل من جهتين.

213

Page 214: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

األولى: نقضه بالصلح بإعطاء القاتل الديــة، فإنــه كمــا يصــح أنيصالح القاتل

214

Page 215: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

كذلك يصح أن يصالح ولي المقتول مع ولي القاتل بعد أن يقتل القاتل، فإن أدلة القود تشمل المقام، وكما يصح الصلح بدون القود

يصح الصلح مع القود. الثانية: إنــك قــد عــرفت أن مقتضــى القاعــدة قاعــدة العــدل ال الصــلح، كمــا ظهــر ممــا تقــدم اإلشــكال على مــا اختــاره المســالك

والجواهر فراجع كالمهما. ثم إنه ال يبعـد أن يريـد المحقــق بصـلح ولي القتيــل مــع القاتــل صورة عدم إرادته إعطاء المحتمل من فاضــل الديــة، وإال فال ينبغي

اإلشكال في صحة ذلك.

215

Page 216: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا ادعى القتل مجمال(( لو ادعي القتل مجمال، ولم يبين أنه كان عمدا أو(ـ: 3)مسألة

خطأ، على وجه االنفراد أو االشتراك، وأن المقتول رجــل أو امــرأة، وأن القاتل ممن يقتص منه أو يوخذ منه أو من عاقلته الديــة، ســمع منه، بــل ال ينبغي اإلشــكال في الســماع، إلطالقــات أدلــة الــدعوى،

واحتمال عدم السماع ألنه مجمل وال حكم للمجمل، مردود: أوال: إنه قد ال يعلم التفصيل، فإذا لم يسمع دعواه لزم أن يطل

دم المسلم. وثانيا: إنــه إذا علم ولم يقــل حــتى مــع استفســار الحــاكم، فــإن أمكن األخذ بقدر اليقين المشترك أخذ به، وإال كان المرجــع الصــلح

فتأمل.ثم إذا ادعى مجمال استفسره الحاكم.

قــال في الشــرائع: )وليس ذلــك تلقينــا، بــل تحقيقــا للــدعوى(، وفسره المسالك بقولــه: )ألن التلقين أن يقــول(: ـــ الحــاكم تعقيبــاــه على كالم المدعي ـ )قتل عمدا أو خطأ جازما بأحدهما، ليبني علي المدعي، واالستفصال أن يقول له: كيف قتل، عمدا أو خطأ لتحقــق

انتهى.(1)الدعوى( ثم إن مقتضــى القاعــدة أنــه إن أمكن الصــلح ونحــوه فال يجب االستفصــال على الحــاكم، وإال وجب لوجــوب إيصــاله الحــق إلى

مستحقه، فإن المنصوب لذلك. ومنه يعلم أن إطالق الجواهر أنه إذا استفصلها الحاكم وبان أنها

مجملة عند المدعي أعرض عنها، محل منع. وكيف كان، فقد يعرف المدعي التفصيل، وقد ال يعرف، فإذا لمــة ــدل والقرع يعرف وترتب على الحكم ثمر ولو بالصلح وقاعدة الع سمع دعواه الحاكم، إلطالق أدلة السماع، وإذا لم يعرف ولم يترتب عليه ثمر أصال لم يسمعه الحاكم، إذ ال أثر له، والسماع إنمــا يكــون

لألثر، وإال فهو لغو واألدلة ال تشمل مثل ذلك. أمــا إذا عــرف المــدعي التفصــيل استفصــله الحــاكم وجوبــا إن

توقف األثر،

.172 ص15مسالك األفهام: ج (?)1216

Page 217: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

واستحبابا إن لم يتوقف األثر، وإن كان عــدم التوقــف ألجــل أن جميع األطراف يقبلـون بالصــلح ونحــوه، فــإذا استفصــله وبين فهـو،

وإن لم يبين: قــال الشــيخ في محكي المبســوط: طــرحت دعــواه وســقطت البينة بذلك، إذ ال يمكن الحكم بها بــدون العلم بالصــفة من عمــد أو

خطأ، فال تفيد الشهادة على مقتضاها وال اليمين. وفي الشرائع فيه تردد، ووجهــه أن إطالقــه عــدم الســماع غــير تام، إذ كثيرا ما يترتب على الدعوى الفائدة، وإن لم يعلم أنــه خطــأ أو عمد، وحيد في قتله أو مشترك، مثل حرمانه من اإلرث، أو كــون الدية من بيت المال، أو ال عاقلــة لــه فالديــة من نفس القاتــل، إلى

غير ذلك.ــل الحكم وربما يكون للمدعي محذور في بيان الخصوصــيات، ب كــذلك وإن تعمــد عــدم البيــان عنــادا، إذ عنــاده ال يســقط حقــه، وال

. (1)يوجب أن يطل دم امرئ مسلم

. 441 ح160 ص2( الغوالي: ج?)1217

Page 218: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))لو ادعى أنه القاتل ثم ادعى غيره(( لو ادعى على شخص القتل ثم ادعى على آخــر،(:ــ 4)مسألة

فإن كانت الدعويان مطلقتان بحيث يمكن انطباقهمــا على المنفــردــتراك، إلطالق والمشترك سمع كلتاهما، وكان مقتضى القاعدة االش

أدلة سماع الدعوى. وإن كانت الــدعوي األولى قتلــه منفــردا، ثم أضــرب في الثانيــة وقال باشتراك الثاني مع األول، أو بانفراد الثاني، ففي الشــرائع لم

تسمع الثانية، وعلله بإكذابه نفسه بالدعوى األولى. وعن القواعد إنه جعل من شرائط صحة الدعوى عدم التناقض،

وفرع عليه ذلك.ــرى، فال يمكن وحاصل كالمهما أن كال من الدعويين تناقض األخ

األخذ بأي منهما. والظاهر أنه ال وجه لهذا االشتراط، ألنــه إن كــان المحتمــل أنــهــل إطالقــات اشتبه في دعواه األولى، فال وجه لعدم سماع دعواه، ب أدلة الــدعاوي تشــمله، ولــو لم يســمع كــان الالزم إبطــال كثــير من الحقوق، إذ كثيرا ما يشتبه اإلنسان، وإن لم يكن المحتمل اشتباهه، بل قال إني تعمدت الكــذب فهــو على قســمين، ألنــه إمــا أن تقــوم

البينة على إحدى الدعويين، أو ال. فعلى األول: ال ينبغي اإلشكال في األخذ بما قامت عليــه البينــة، إذ البينة حجة شرعية، وتكون دعوى وفاقهــا أو خالفهــا كــالحجر في

جنب اإلنسان. وعلى الثاني: فإن أقر أحد من المدعى عليهما بأنــه قتــل، كــانــرار ــق اإلق ــإن واف ــرار العقالء، ف ــدة إق ــراره لقاع ــوذ إق الالزم نف والدعوى أخذ المقر بمقتضى إقراره للقاعدة والتكذيب الســابق، أو الالحق من صاحب الحق ال يقيد دليــل اإلقــرار لكــثرة تعمــد النــاس بالكذب مصلحة، ولذا ذكروا أنه لو أقر كتابة أو لفظا بأنــه أخــذ ثمن

المبيع ثم قال: بأني كذبت لمصلحة، سمع دعواه. وإن خالف اإلقرار الدعوى، بأن قال: زيد فقــط قتلــه، ثم قــال:ــه، ــا قتلت بل عمرو فقط، وأضرب عن قتل زيد له، لكن زيدا قال: أن أخذ كل منهما بميزان إقــراره، فــالواجب على المقــر إعطــاء الديــة مثال، كما أنه ال يحق للولي أخذ الدية منه، فهو من قبيل ما لــو قــال أحدهما: تطلب مــني ألفــا، وقــال اآلخــر: ال أطلب، فــإن المــال إمــا

يبقى عند الحاكم حتى يظهر

218

Page 219: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

صاحبه، أو يكون مجهول المالك. نعم ال يقتل المقر لو أقر بالعمد، ألنه حـق اإلنسـان ومــا دام لم

يطلبه صاحبه ال يكون له إجراؤه كما تقدم. وإن لم يقر أحد من المدعى عليهما بأنــه قتــل، ألغيت الـدعوى، ألنه دعوى بال بينة وال إقرار من المدعى عليه مــع تنــاقض الــدعوى،وإن امكن أن يقال إنه لوث فيعمل فيه بموازين اللوث كما سيأتي. وكـذب المـدعي أوال بنسـبة القتــل إلى المــدعى عليــه األول، ال يضر بعد ما عرفت من كثرة أمثــال هــذه األكــاذيب، فعــدم الســماع

يوجب بطالن الحقوق وطل دم المسلم، وكالهما خالف األدلة.وبما ذكرناه تعرف وجه النظر في كثير من كلماتهم.

219

Page 220: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا ادعى شيئا وفسره بآخر(( لو ادعى قتل العمد ثم فســره بالخطــأ، أو ادعى(:ـ 5)مسألة

قتــل الخطــأ ثم فســره بالعمــد، أو ادعى وحــدة القاتــل ثم فســره باالشتراك وقال: بــأن مــراده أن هــذا الواحــد هــو العمــدة، أو ادعىــأن غــير الواحــد تعــاون مــع الواحــد في ــل ثم فســره ب تعــدد القات المقدمات، أو ادعى أنه قتلــه ثم فســره بالضــرب الشــديد أو ادعى جرح رقبته ثم فسره بالقتل، إلى غير ذلــك، قبــل التفســير إن كــانر، وال يعد ذلك من ر والمفس ممكنا عرفا، لكثرة تفوه الناس بالمفس

التناقض والتهافت. ولذا قال في المسالك: )ألن كل واحد منهما( أي العمد المفسر بالخطأ وبــالعكس )قــد يخفى مفهومــه على كثــير من النــاس، فقــد يظن ما ليس بعمد عمدا فيتـبين بتفسـيره أنــه مخطئ في اعتقــاده

وبالعكس( انتهى. أما لو قال: تعمدت الكذب أوال، فقد عرفت حكمه من المسألة

السابقة. ــد، أو ومما تقدم ظهر أنه لو ادعى أحدهما ثم فسره بشبه العم

ادعى شبه العمد ثم فسره بأحدهما. ولــو ادعى عليــه قتــل العمــد فقتــل بــه ثم قــال: تعمــدت يقتــل قصاصا، ولو قال: ســهوت أخــذت منــه الديــة، ولــو صــولح بمــال ثم قال: بل قتله خطأ، وكان المال أكــثر من ديــة القتــل اســترجع منــه الزائد، ألنه غالبا من باب التقييد، اللهم إال إذا كــان من بــاب تخلــف الداعي، ولو كان بقدر دية القتل بطل الصلح، ألنه كان مقيدا وصــار المأخوذ دية، ولو كــان أقــل فــإن كــانت المصــالحة من بــاب تخلــف الداعي صحت، وال حق لولي القتيــل في أخــذ التفــاوت، وإن كــانت

من باب التقييد بطلت، وكان له حق أخذ التفاوت، كما هو واضح. ولو قال: هذا المال الذي أخذته دية حرام، وفسره بأنــه لم يكن ملك الباذل قبل قوله، فإن عين له مالكا أعطــاه إيــاه، وإن لم يعين له مالكا أعطاه بيد الحاكم، ألنه ولي الغــائب إن كــان مالكــه غائبــا، وولي الصغير إن كان وليــه صـغيرا، إلى غــير ذلـك، وال يحــق لــه أن يبقيه عنــد نفســه إذ ال واليــة لــه، إال إذا ذكــر مــبررا لــذلك، مثــل أنــل ــال طف صاحب المال صديقه وهو راض ببقاء ماله عنده، أو أنه م

تحت واليته، إلى غير

220

Page 221: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ذلك، فيقبل قوله من باب أنه ذو اليد على المــال، فقولــه حجــةفيه.

ثم إن قال: هذا المال الذي أعطانيــه القاتــل حــرام، فــإن أقــامبينة على ذلك قبل قوله، وإال كان القول قول القاتل ألنه ذو اليد.

نعم الظاهر أن له االمتناع عن أخــذ هــذه العين قبــل أخــذها، إذ الالزم على القاتل فرد من الكلي، وال دليل على أن له إلــزام اآلخــذــال بفرد خاص، ومثله في كل مورد، كما إذا أراد المشتري إعطاء م إلى البائع فامتنع البائع بحجة أنه حرام وأنه يريــد غــيره، فــإن اآلخــذ بدعواه ذلك يدعي أن األخذ ضرر عليــه فال ضــرر يعطيــه حــق عــدم األخذ لهذا المال الخاص، وبضميمة وجوب إعطــاء المــال لــه يكــون

الالزم على المعطي إعطاء مال آخر. أما إذا أخذه ثم ادعى أنه تبين له أنــه حــرام، فهــو دعــوى أصــل

الصحة على خالفه فالالزم إثباته. هللاثم إن كان محقــا في مــا بينــه وبين ا كــان لــه بعــد رفعــه إلىــه صاحبه أو إلى الحاكم، أو حفظه إلى أن يوصله إلى صاحبه فيما ل

ذلك، كان له أن يأخذ من مال القاتل ونحوه بعنوان التقاص.وتمام الكالم في ذلك في غير هذا المكان.

221

Page 222: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))ثبوت الدعوى باإلقرار بالقتل((ــ 6)مســألة ــة(: ــرار والبين ــاكم واإلق ــدعوى بعلم الح تثبت ال

والقسامة، وقد سبق حجية علم الحــاكم في كتــاب الحــدود وغــيره، من غير فرق بين أن يحصل له العلم بمشاهدته أو بالقرائن، كما إذا كان اثنان في غرفة ليال ثم وجــد أحــدهما مــذبوحا في صــباحه وقــد هرب اآلخر ولم يكن هناك ثالث، بل قد تقــدم أن الوســائل العلميــة

الموجبة للقطع تكفي في اإلثبات، قتال كان أو غيره. .إقــرار العقالء على أنفســهم جــائزاما اإلقرار فيشمله إطالق

)عليــه الســالم(ويؤيده ما سيأتي من إقرار ذلك اإلنسان عند اإلمام . (1)قتل الرجل في الخربةبأنه

ثم هل يكفى اإلقرار مرة، أو يلزم فيه مرتان، قوالن: األول: هــو المنســوب إلى األكــثر، كمــا في المســالك، بــل في الجواهر عليه عامة المتأخرين عدا نــادر، ويؤيــده الروايــة اآلتيــة في

قصة قاتل الخربة. والثــاني: هــو المنســوب إلى الشــيخ وابــني إدريس والــبراج والطبرسي ويحيى بن سعيد، وكان وجهه ما تقدم في كتاب الحدود من بعض األدلة الدالة على االحتياج في الجنايــات إلى المــرتين، وال شك أنه أحوط، وإن كان يعارضه االحتياط في الــدماء لئال يطــل دم

، ولعل كفاية المرة في الديــة أهــون من كفايتهــا في(2)امرئ مسلمالقود.

وكيف كان، فلو شك لم يبعد الرجوع إلى عموم إقرار العقالء.

))شروط اإلقرار بالجناية(( ثم إنه يشترط في المقــر البلــوغ على مــا تقــدم مــع المناقشــة فيه، وكمال العقــل بال خالف وال إشــكال، وتقــدم الكالم فيــه أيضــا، واالختيــار فال عــبرة بــإقرار المكــره والمضــطر والســاهي والغافــل

والنائم والسكران ونحوهم، النصراف األدلة عن مثلهم،

. 1 ح4 الباب 107 ص19( الوسائل: ج?)1. 441 ح160 ص2( الغوالي: ج?)2

222

Page 223: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بل ال يبعــد دعــوى اإلجمــاع والضــرورة عليــه، كمــا أنــه يشــترطالحرية في صحة اإلقرار، كما ذكروه في المفصالت.

أما احتمال اشتراط أن ال يــوجب اإلقــرار خســارة آخــر، فــيرده إطالق إقرار العقالء، فإذا كانت المزوجة تعترف بالقتل ممــا يــوجب قتلهـا وخسـارة الـزوج، أو كـان األجــير يعـترف بالقتــل ممـا يــوجب

خسارة المستأجر، إلى غير ذلك من األمثلة، أخذ بإقرارهم. ــوازين ــب الم ــل حس ــارة وعم ــير بطلت اإلج ــل األج نعم إذا قت المقـررة في بطالن اإلجـارة في األثنـاء، كمـا تقـدم الكالم فيـه فيــا كتاب اإلجارة، وكذلك إذا قتلت المتعة كان للزوج الحق في أخذ م يقابــل بقيــة المــدة، ألنهن مســتأجرات، كمــا يظهــر ذلــك من كتــاب

النكاح. أما المحجور عليه لسفه أو فلس فيقبــل إقــراره بالعمــد، لعــدم الحجر عليه في نفسه، فتشمله العمومات، كمــا أفــتى بــه الشــرائعــة النفس من وقرره الجواهر وسكت عليه المسالك، فاحتمال أولوي

المال ال وجه له. ثم إن استيفاء القصاص منه في الحال فال ينتظر فك حجــره، إذــو أراد ال ربط بين األمرين بحيث يكون مقيدا إلطالق أدلة القــود، ولــه، فالظــاهر صــحته بالنســبة إلى ــال في ذمت ــور الصــلح بم المحج

المفلس، إذ الحجر على ماله ال على ذمته. أما السفيه فهل يصح ذلك فيه، ألن معامالتــه الســفهية محجــور عليه فيها، وهذه ليست سفهية، أو ال، إلطالق أدلة الحجر، احتماالن،

وإن لم يبعد األول، النصراف أدلة الحجر عن مثله. والظاهر أنهمــا لــو اعترفــا بالخطــأ قبــل، ألنــه ليس تصــرفا في مالهمــا، إذ الخطــأ على العاقلــة، وال دليــل على أنهمــا ال يحــق لهمــا

اإلقرار بما يخرج المال من كيس الغير، فاألصل صحة إقرارهما. وفي الخطأ الشبيه بالعمد الموجب إلثبات الدية في ذمته، وفيمثل قتل الوالد ولده مما ال قصاص، إذا أقر به السفيه والمفلس،

223

Page 224: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فالظاهر قبول إقرارهما فيثبت المال في ذمتهمــا، ال في المــال الخارج لفرض أنه محجور عليه فيه، والمفلس إذا خــرج عن الحجــرــة في دفع المال، أما السفيه فحيث ال يرجى زوال سفهه كانت الدي بيت المال، لئال يطل دم امرئ مسلم، أو يقال: إنــه في مالــه لقــوة عدم الطل مما ال يدع مجاال لدليل الحجر، والمسألة مشكلة، وتمام

هللالكالم في كتاب الحجر، وا العالم.

224

Page 225: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا أقر اثنان بقتل واحد(( لو أقر اثنان بقتل واحد، فــإن أقــر بالتشــريك، أو(:ـ 7)مسألة

بما ال ينافي التشريك كما إذا قال كــل واحــد: إنــه رمــاه بســهم، فال ينبغي اإلشــكال في أنهمــا يشــتركان قصاصــا أو ديــة، أو بــاالختالف حسب إقرارهما، فإن قاال تعمدنا قتال، وإن قاال إنه كان خطأ أو شبه خطأ منا، أخذ منهما أو من وليهما الدية، وإن قال أحــدهما تعمــدت، وقــال اآلخــر أخطــأت، قتــل األول وأخــذ الديــة من الثــاني، حســب

موازين العمد والخطأ وشبه الخطأ. أما لو كان اإلقراران متنافيين، بأن كــان ينفي إقــرار كــل واحــد منهما إقرار اآلخر، بأن قال: أنا قتلته وحــدي، ولــوال الــدليل الخــاص لكــان مقتضــى قاعــدة العــدل التنصــيف، إال أن الــدليل الخــاص في موردين فقط، وهما ما لــو قــال أحــدهما قتلتــه عمــدا، وقــال اآلخــرــا المســألتين، خطأ، وفيما قاال قتلناه عمدا في صورة خاصة من كلت فهل يعمل بالقاعدة في سواهما، أو يتعــدى بالمنــاط من الصــورتين إلى ســائر الصــور، احتمــاالن، وإن كــان ال يبعــد التفصــيل بين بعض الصور فتلحق، وبعضها اآلخر فال تلحق، وتفصيل الكالم في ذلك في

صور:

))صور المسألة(( األولى: لو أقر أحــدهما بقتلــه عمــدا، وآخــر بقتلــه خطــاء، تخــير الولي في تصديق أحدهما، كما ذكــره الشــرائع، وقــرره الشــارحان، بل قال ثانيهما: إنه صرح به غير واحد، وعن االنتصار اإلجماع عليــه، وقال أولهما: ألن كل واحد من اإلقرارين سبب مستقل في إيجــاب مقتضاه على المقر به، وال يمكن الجمع بين األمرين فيتخــير الــولي

في العمل بأيهما شاء. ولكن ال يخفى ما فيه، إذ عــدم إمكــان العمــل جمعــا مســتقال ال

يمنع العمل جمعا تشريكا، كما هو مقتضى قاعدة العدل. وكيف كان، فالمستند في ذلك خبر حسن بن صالح المروي في كتب المشايخ الثالثة، بسند صحيح إلى حسن بن محبــوب الــذي هــو

عن)عليــه الســالم(هللامن أصحاب اإلجماع، قــال: ســألت أبــا عبــد ا رجل وجد مقتوال فجاء رجالن إلى وليه، فقال أحدهما:

225

Page 226: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

)عليــه الســالم(:أنا قتلته عمدا، وقال اآلخر: قتلته خطــأ، فقــال إن هو أخذ صاحب العمد فليس له على صاحب الخطأ ســبيل، وإن

. (1)أخذ بقول صاحب الخطأ فليس له على صاحب العمد سبيل الثانية: لو انعكس الفرض بــأن أقــر األول بقتلــه خطــأ، والثــانيــه كالســابق، لعــدم فهم الخصوصــية في ــه عمــدا، فالظــاهر أن بقتل التقديم والتأخير والمعية، كمــا ال تفهم الخصوصــية لــو كــان أحــدهم أقر بالعمد والثاني بشبه الخطــأ، أو أحــدهما بالخطــأ والثــاني بشــبه

الخطأ، وكذلك ال تفهم الخصوصية بالنسبة إلى اثنين أو أكثر. الثالثة: لو كان القتل أو أخذ الدية متوســطا بين اإلقــرارين على حسب قــول األول، فهــل لــه التحــول إلى قــول الثــاني بعــد تــداركــاني الممكن بالنسبة إلى األول، كما إذا أقر بالقتل عمدا ثم جــاء الث فأقر بالقتل خطأ، بأن يأخذ الدية من الثاني ويعطيها لولي األول، أوــل عمــدا، إذا أقر بالقتل خطأ فأخذ منه الدية فجاء الثاني وأقر بالقت فيرد الدية على األول، ويقتل الثاني، احتماالن، من ظهور النص من تواردهما قبل العمل، ومن وحدة المالك، والظاهر األول، ألنه إذا لم يكن له سبيل على اآلخر كما في النص، ال يفرق ذلك بين اإلقرارين

المتواردين وبين اإلقرارين المتوسط بينهما العمل فتامل. الرابعة: هل الحكم بالتخيير بــاق لــو رجــع أحــدهما عن إقــراره، الظاهر نعم في الخطأ وشبه الخطأ، ألن إطالق أدلة اإلقرار يشــمل ما لو رجع، نعم من كان أقر بالعمد ثم رجــع لم يقتــل، ففي صــحيح ابن دراج، عن بعض أصحابه، عن أحدهما )عليهما السالم(، إنه قال:

إذا أقر الرجــل على نفســه بالقتــل، إذا لم يكن عليــه شــهود، فــإن .(2)رجع وقال: لم أفعل، ترك ولم يقتل

وقد تقدم الكالم في ذلك في كتاب الحــدود، وظــاهر الصــحيحةأنه ال شيء

. 1 ح3 الباب 106 ص19( الوسائل: ج?)1. 4 ح12 الباب 320 ص18( الوسائل: ج?)2

226

Page 227: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

عليه حتى الدية، وأنه في ما لو أقر بمــا يــوجب قتلــه كالعمــد ال الخطأ، وال يتعدى عن مورده بما إذا أقر بقتــل الخطــأ ثم رجــع بــأن تســقط الديــة، لعــدم المنــاط، لقــرب احتمــال أن القتــل حيث كــان

عظيما يرفعه اإلنكار، وليس كذلك الدية. ومما تقدم يعلم عدم فائدة الرجوع في مــا إذا قتــل عمــدا لكن

ليس عليه قصاص، كالوالد القاتل ولده ونحوه. الخامسة: لو أخذ ولي القتيل بأحــد القــولين فقتــل مقــر العمــد وأخذ الدية من مقر الخطأ ثم ظهر الخالف، فالظاهر لزوم التــدارك بالنســبة إلى من قتلــه أو أخــذ منــه المــال، بإعطائــه ديــة المقتــول اشتباها ورد الدية على المأخوذ منه المــال ديــة، ثم يتــدارك لنفســه عن المجرم الواقعي بقتله إن كان عمدا وبأخــذ الديــة منــه إن كــان

خطأ. السادسة: لو قام الشاهد على قتل أحدهما عمدا أو خطــأ وأقــر

الثاني، بأن تعارض اإلقرار والشهود، فسيأتي الكالم فيه. وإذا تعارض اإلقرار مع علم الحاكم فــإن علم الحــاكم يقــدم، إذ الطرق واألمارات ال شــأن لهــا في قبــال العلم، ألنهــا موضــوعة في ظرف الجهل، باإلضــافة إلى أخــذ الجهــل في موضــوع األمــارة كمــاــوع ــرف وال موض ــل فال ظ ــع الجه ــول، والعلم يرف ــق في األص حق

للطريق واألمارة. ومنــه يعلم أنــه إذا تعــارض الشــهود مــع علم الحــاكم قــدم علم

الحاكم. إنمـا أقضـي بينكم باأليمـان )صـلى اللـه عليـه وآلـه(:أما قوله

)صــلى اللــه عليــه وآلــه( . فلوضوح أنــه (1)والبينات لم يكن مــأمورابالعمل حسب علمه الغيبي كما قرر في محله.

السابعة: لو أقرا بقتله عمــدا على ســبيل االنفــراد ال التشــريك، كما أقر جماعة من أهـل الكوفـة بـأن كـل واحــد منهم قتــل عــابس

(، لم يقتال به، للعلم بعدم قتل هللا)رحمه ا

. 1 ح2 الباب 169 ص18( الوسائل: ج?)1227

Page 228: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

كليهما، وأن القاتل أحدهما فقط، وعلى هذا فهل يخير في قتــل أيهمــا وتــرك اآلخــر، أو مــع أخــذ نصــف الديــة منــه وإعطائــه لــوليــة نصــفين، أو المقتول المقر، أو ال يقتل أحدهما بل يأخذ منهما الدي يأخذ الدية من أيهما شاء، أو يقرع بينهما، فمن خرج باسمه القرعــة يقتل أو يأخذ منه الدية، احتماالت، واألقــرب أخــذ الديــة من كليهمــا نصفين، لقاعدة العدل المقدمــة على القرعــة كمــا تقــدم، وال يقتــل أحــدهما، ألن العلم اإلجمــالي بــبراءة أحــدهما يمنــع عن ذلــك، وقــد

تقدم أن اإلقرار ال يقاوم العلم. الثامنة: لو أقرا بالقتل خطأ، كان على كــل واحــد منهمــا نصــف

الدية لقاعدة العدل. التاسعة: لو أقر بقتله عمدا فأقر آخر أنه هو الــذي قتلــه، ورجــع األول عن إقراره درئ عنهما القصــاص والديــة، وودي المقتــول منــال: لم بين المال كما في الشرائع، وفي الجواهر إنه المشــهور، وقــوز أن ــف الرم ــل عن كش ــأتي، ب ــك إال من ي ــا في ذل ــد مخالف نجــل عن االنتصــار ــا، ب ــك، وال أعــرف مخالف ــوا إلى ذل األصــحاب ذهب

اإلجماع عليه. لكن المسالك وأبا العبــاس خالفــا ذلــك، وقــال أولهمــا: األقــوى تخيــير الــولي في تصــديق أيهمــا شــاء واالســتيفاء منــه، بعــد أن رد مستند المشهور بأنه مرسلة مخالفة لألصل، وفيه باإلضــافة إلى مــا تقدم في كتــاب الحــدود وهنــا من أن اإلقــرار بالقتــل إذا رجــع عنــه المقر لم يقتل، أن الروايــة رواهــا المشــايخ الثالثــة في كتبهم الــتيــه( فهي ــه الل ــد )رحم ــا المفي ، ورواه ــة بينهم وبين ا ــا حج هللاجعلوه كالمتواترة، باإلضــافة إلى عمــل المشــهور بهــا قــديما وحــديثا، فهي حجة قطعا، وعن السرائر نســبتها إلى روايــة أصــحابنا، وعن التنقيح

وغاية المرام: إن عليها عمل األصحاب. وأمــا مــا ذكــره من تخيــير الــولي، فال وجــه لــه بعــد العلم بــأن

أحدهما لم يقتل كما ذكرناه. وكيــف كــان، فمســتند المشــهور مــا روي في الكتب المــذكورة

بسندهم إلى

228

Page 229: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

)عليـهأتي أمــير المؤمــنين قـال: ،)عليـه السـالم(هللاأبي عبـد ا ــدم، وإذا رجــلالسالم( برجل وجد في خربة وبيده سكين ملطخ بال

ما :)عليه السالم(مذبوح متشحط في دمه، فقال له أمير المؤمنين اذهبــوا بــه فأقيــدوه بــه،)عليــه الســالم(:تقول، قال: أنا قتلته، قال

)عليهفأقبل رجل مسرع فقال: ال تعجلوا وردوه إلى أمير المؤمنين هللافردوه، فقال: وا يا أمير المؤنين ما هــذا قتــل صــاحبه أنــاالسالم(

لالول: مــا حملــك على)عليــه الســالم( قتلته، فقال أمير المؤمــنين نفسك، فقال: ومــا كنت أســتطيع أن أقــول وقــد شــهد علي أمثــال هؤالء الرجال وأخذوني وبيدي سكين ملطخ بالدم والرجــل يتشــحط في دمه وأنـا قـائم عليـه، خفت الضـرب فـأقررت، وأنـا رجـل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة وأخذني البول فدخلت الخربة فرأيتــؤالء ــا فـــدخل علي هـ ــه فقمت متعجبـ الرجـــل متشـــحطا في دمـ

: خذوا هــذين فــاذهبوا)عليه السالم(فأخذوني، فقال أمير المؤمنين وقولوا له: مــا الحكم فيهمــا، قــال:)عليه السالم(بهما إلى الحسن

فـذهبوا إلى الحســن )عليــه الســالم( وقصـوا عليــه قصــتهما، فقـال كانن إ)عليه السالم( قولوا ألمير المؤمنين )عليه السالم(:الحسن

ومن أحياهــاهللاهذا ذبح ذلك فقد أحيى هذا، وقــد قــال ا عــز وجــل: ــة المــذبوح من(1)فكأنما أحيى الناس جميعا ، يخال عنهما وتخــرج دي

. (2)بيت المال إن الحسناتوهذه الرواية يمكن أن تجعل موافقة للقاعدة، فـ

، هــذا باإلضــافة إلى أن العقــل يــرى التكــافؤ بينيــذهبن الســيئاتالحسنة والسيئة فتتساقطان.

وكون الدية من بيت المال، ألنه من التشــجيع على الخــير، هــذاباإلضافة إلى أن لإلمام العفو كما تقدم.

وبهذه المناسبة يمكن التعدي عن ذلك بما إذا قتلــه خطــأ فأخــذ غيره بجرم قتله له عمدا، فعرف القاتــل نفســه، فإنــه تعطى الديــة

من بيت المال. وهكذا في الجروح بطريق أولى، فــإذا قطـع يـد إنسـان ثم أخــذ

غيره بتهمة أنه قطع يده وأريد

. 3( سورة المائدة: اآلية ?)1 ح14 ص3، والفقيــه: ج19 ح173 ص10، والتهــذيب: ج2 ح289 ص7( الكــافي: ج?)2 عن البحــار، عن مقصــد1 من دعــوى القتــل ح4 البــاب 261 ص3، والمســتدرك: ج8

الراغب. 229

Page 230: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

قصاصه فظهر القاطع الحقيقي لعله تكون الدية عن بيت المال ويعفى عنــه إن قطعهــا عمــدا، إلى غــير ذلــك، إال أن الفتــوى بــذلك مشكل إال مع عفو اإلمــام أو رضـى ذي الجــق، أمــا كــون الديــة من

بيت المال فأمره أسهل. ثم ال يخفى أن ذلك خاص بمورد الرواية من حيث صدق األمــر، فلــو تباينــا على الخــداع، فال إشــكال في قتــل القاتــل، وهــل يمكنــع، إجراء الحكم في مثل السرقة إذا نجى السارق المتهم عن القط

احتماالن، من األولوية، ومن أنه على خالف القاعدة. ثم إن ما ذكرناه في الصور التسع إنمــا هي بعــد الفحص وعــدم الوصول إلى الواقع، وذلك لوضوح أن أخذ المال واتهام غير الجــاني غير جائز شرعا، وألن الحاكم وضع إلحقاق الحــق وإبطــال الباطــل، ولما ذكرناه مكــررا في )الفقــه( من وجــوب الفحص في الشــبهات

الموضوعية إال ما خرج بالدليل، وليس المقام من المستثنى. ولو لم يوجد بيت المال، فهل يؤخذ حقه من القاتــل حقيقــة، لم يبعد ذلك، ألنه لوال ذلك ذهب الدم هدرا، كما ذكره الريــاض وغــيره، وكفى في اإلحسان إلى القاتل عمدا تــرك القــود، ولــو بــادر الــولي فقتل القاتل فهل يقتص منــه أم ال، احتمــاالن، واالحتيــاط في الــدمــاقي، يقتضي عدم قتله، ألن الظاهر أن الحكم بعدم قتل القاتل إرف

وإن كانت المسألة بحاجة إلى تأمل أكثر. ثم إن لم يرجــع األول عن إقــراره كــان من تعــارض اإلقــرارين، وقد عرفت أن مقتضى القاعدة الديــة بالتنصــيف، فقــول الجــواهر: )إن مقتضى التعليل ذلك أيضا، وإن لم يرجع األول عن إقراره( غير

ظاهر الوجه.

230

Page 231: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))ثبوت القتل بالبينة(( يثبت القتل بالبينــة، بال إشــكال وال خالف، ويــدل(:ــ 8)مسألة

ــة في ــات الخاص ــة، بعض الرواي ــة العام ــافة إلى األدل ــه باإلض عليالمقام.

مثل ما رواه الكليــني، بســنده إلى أبي حنيفــة، قــال: قلت ألبي : كيف صار القتل يجوز فيه شاهدان، والزنا ال)عليه السالم(هللاعبد ا

)عليــهيجــوز فيــه إال أربعــة شــهود، والقتــل أشــد من الزنــا، فقــال السالم(: ألن القتل فعــل واحــد، والزنــا فعالن، فمن ثم ال يجــوز إال

. (1)أربعة شهود، على الرجل شاهدان، وعلى المرأة شاهدان. (2)ورواه الشيخ أيضا، كما روى العلل قريبا منه

)عليــه الســالم(هللاوروى الشيخ، عن ابن شبرمة، عن أبي عبــد ا هللاأيمــا أعظم عنــد األبي حنيفة: )عليه السالم( في حديث، أنه قال )عليــه، قال: بــل قتــل النفس، قــال لــه جعفــر قتل النفس أو الزنا

هللافإن ا تعالى قد رضــي في قتــل النفس بشــاهدين، ولم السالم(:. (3)يقبل في الزنا إال أربعة

. (4))عليه السالم(وروى قريبا منه الدعائم عنه هللاوعن عبد ا بن طلحة، قال: سألت أبا عبــد ا )عليــه الســالم(هللا

عن رجل دخل عليه امرأة فأصبحت ميتة، فقال أهلهــا: أنت قتلتهــا، هللاعليهم البينــة أنــه قتلهــا، وإال يمينــه بــا مــا )عليــه الســالم(:قــال . (5)قتلها

إلى غير ذلك. ثم في قبول شهادة النساء منفردات أو منضمات، وفي شــهادة الرجــل بيمين كالم مــذكور في كتــاب الشــهادات، فال حاجــة إلى

تفصيل الكالم فيه هنا. كما أن الالزم أن تكون الشهادة صريحة، فال ينفــع مثــل: ضــربه بالسيف، أو ضربه فانهر دمه، أو ضــربه فمــرض، أو مــا أشــبه، ولــو قال ضربه فمات، فإن كان صريحا في عرفهم كفى، وإال لم يكــف، وكــذا في ســائر األلفــاظ، ولــذا فــاألمر ليس بحاجــة إلى التكلم في

صيغة صيغة،

. 165 ح277 ص6، والتهذيب: ج7 ح404 ص7( الكافي: ج?)1. 2 من دعوى القتل ح1 الباب 103 ص19( الوسائل: ج?)2. 25 من صفات القاضي ح6 الباب 29 ص18( الوسائل: ج?)3. 1 ح1 الباب 260 ص3( المستدرك: ج?)4. 3 ح1 الباب 260 ص3( المستدرك: ج?)5

231

Page 232: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

والمنازعــة في الظهــور وعــدمها، وكــذلك بالنســبة إلى اإلقــرار،فإنه إنما يؤخذ به إذا كان صريحا في عرفهم.

ولو شك في الصراحة فاستفسر الشهود أو المقــر فســكتوا، أو قالوا: أردنا ذلك المعنى الذي ليس شــهادة بالقتــل، فال قصــاص وال دية، إذ في األول تــدرأ الحــدود بالشــبهات، وفي الثــاني لم يشــهدوا بالقتل ولم يعترف بالقتل، نعم إن فسروا كالمهم بمــا هــو دال على

القتل أخذ بشهاداتهم وبإقرارهم. ولو شهد ثم مات قبـل االستفسـار، ال تكـون حجـة على القتــل، وكذا لو أقــر ثم مــات قبــل التفســير، ومثــل موتهمــا خروجهمــا عن

قابلية البيان، إلغماء أو جنون أو ما أشبه. وهل يشترط في الشهادة واإلقرار اللفــظ، الظــاهر العــدم، ألن اللفــظ مظهــر فقــط، فــإذا أظهــر غــيره ذلــك بمــا يقطــع بــه كفى،

لشمول أدلتهما له.

232

Page 233: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))لو أنكر الجاني البينة(( لو أنكر المــدعى عليــه مــا شــهدت بــه البينــة لم(:ـ 9)مسألة

ينفــع، بال إشــكال وال خالف، ولــو لم تشــهد البينــة إال بالضــرب مثال،ــوت ــح كالم الشــهود لكن لم يحصــل الم ــه يص ــارب: إن ــال الض وقــه بالضرب، وإنما بسبب آخر، قبل قوله بال يمين، إذ األصل عدم قتل

له، والشاهد لم يشهد بقتله له. ــه يعلم أن قــول الشــرائع وتصــديق الجــواهر احتياجــه إلى ومن اليمين، البــد وأن يكــون نــاظرا إلى مــا لــو ادعى الــولي أنــه قتلــه،

ــدة ــل، لقاع ــل من القت ــهادة أق ــانت الش ــدعيوك ــة على الم البين.واليمين على من أنكر

وكذا الكالم في الجراح، فإن شهد أنه ضرب على يــده بالســيف ولم يشهد بقطع يده، لكن المــدعي قــال: إنــه قطــع يــدي، لم يثبت

واحتاج األمر إلى حلف المدعى عليه.ــا، لم يثبت ولو قال الشاهد: اختصما ثم افترقا ورأيناه يقطر دمــل أن بذلك ما يدعى المدعي من أنه هشم أنفه مثال، إذ من المحتميد نفس المدعي الحت أنفه فهشم، كما يتفق ذلك عند المخاصمة.

ولو قال الشاهد: رأيت أنــه جرحــه، فقــال المــدعى عليــه: نعم، لكن جرحت يده ال وجهه، أو جرحته بهــذا الجــرح الصــغير ال الكبــير، ولم تقم بينة على خالفه، كان عليه ما يعترف به ال مــا يــدعى عليــه

المجروح. وقال في الشرائع وشرحه الجواهر: )لو قال الشــاهد: أوضــحه، ووجدنا فيه موضحتين وعجز الشــاهد من تعــيين موضــحة المشــهود عليــه ســقط القصــاص، لتعــذر المســاواة في االســتيفاء، إذ من المعلوم اعتبار تعيين محل الجراحة ومساحتها في ثبوت القصــاص، فيرجع حينئذ إلى الدية... وربمــا خطــر في البــال أن لــه االقتصــاص بأقلهما بناء على أنه المتيقن، وفيه ضعف ظــاهر، ألنــه اســتيفاء في محل ال يتحقــق توجــه القصــاص فيــه فال مــتيقن حينئــذ بعــد اشــتباه

انتهى. (1)المحل( أقول: هذا إنمــا يتم في مــا إذا كــانت الموضــحتان في محلين ال يتشــابهان، كاليــدين أو الــذراع والعضــد أو مــا أشــبه، أمــا إذا كــانت

كلتاهما في مقدم الرأس بفاصلة نصف

. 212 ـ 211 ص42جواهر الكالم: ج (?)1233

Page 234: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــة، إصبع، فالظاهر أنه ال خصوصية للمحل الخــاص، إلطالق األدل وانصــرافها إلى خصوصــية المكــان بالدقــة العقليــة غــير ظــاهر وال

متفاهم عرفا. ولو قال الشاهد: قطع إحــدى يديــه، أو إحــدى رجليــه، أو إحــدى أصابعه، أو إحدى عينيــه، أو أذنيــه، أو ثدييــه، أو مــا أشــبه، ووجــدناه مقطوعهمــا لم ينفــع في القصــاص، للــزوم التســاوي بين العــدوان

والقصاص، وال يعلم ذلك في المقام. نعم لو قال شاهد على أنه قطع يــدا من زيــد، ويــدا من عمــرو، ولم يعلم قطعه ألي يــد من أيهمــا قطعت يــداه، ولم يشــترط العلم

بأن اليمين لمن واليسار لمن. ثم إنــه ال إشــكال وال خالف في لــزوم التــوارد على الوصــف الواحــد في قبــول الشــهادة، فلــو اختلفــا في الزمــان أو المكــان أو الخصوصــيات المفرقــة لم يثبت، كمــا إذا قــال أحــدهما: قتلــه يــوم الجمعة، واآلخر: يوم السبت، أو قال أحدهما: في الدار، واآلخر: في

الشارع، أو قال أحدهما: بالسيف، واآلخر: بالبندقية. نعم لو اختلفا في شيء ال مدخلية له، فإن كان االختالف حسب اختالف الناس في االستجابة لحقيقة واحدة، كمــا إذا قــال أحــدهما: كــان ثوبــه وقت القتــل وســخا، وقــال اآلخــر: كــان نظيفــا، أو قــال أحدهما: والهواء حارة، وقــال اآلخــر: والهــواء بــاردة، إلى مــا أشــبه ذلــك، لم يضــر، لوضــوح أن اســتجابة النــاس مختلفــة وإن اتحــدت

الحقيقة، فالهواء الواحدة يرى بعض أنها حارة واآلخر أنها باردة. أما إذا كــان االختالف أكــثر، كمــا إذا قــال أحــدهما: وكــان ثــوب القتيــل حــال القتــل أبيض، وقــال اآلخــر: أســود، فالظــاهر أنــه من

االختالف الموجب لعدم توارد الشهادة. ثم إنه لو اختلفا بما يسقط شهادتهما، فهل يكــون ذلــك لوثــا أم

ال، سيأتي الكالم فيه. ولــو شــهد أحــدهما بالقتــل واآلخــر بــإقراره لم يثبت الشــهادة،ــل ــاذب ب ــدم التك ــا، لع ــون لوث ــه يك ــا في المشــهود، لكن الختالفهم التعاضد، ولو شهد أحدهما بأنــه رآه يــرمي الســهم إلى جــانب زيــد،

وقال اآلخر: إنه رأى

234

Page 235: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

السهم وصل إليه، في ما لم يكن هناك سهم غيره، كان شــهادةعلى شيء واحد.

ولو قال أحـدهما: إنـه رأى زيـدا يضـربه، وقـال اآلخـر: إنـه رأىعمروا يضربه، لم ينفع، لعدم الشهادة على شيء واحد.

ولو قال أحدهما: إنه أوجــر الســم في حلقــه، وقــال اآلخــر: إنــهأكرهه بشرب السم فشربه بنفسه، لم ينفع، لعدم التوارد.

ولو قال أحدهما: إنه ألقاه في محــل الســباع فافترســه األســد، وقال اآلخر: إنه ألقاه في محــل الســباع فافترســه النمــر، فالظــاهر القبول، ألن اإللقاء في محل السباع يوجب الموت، وافتراس األسد والنمر زيادة ال شأن له في القتل، وكذا لو شهدا بأنه ألقاه في بحرــدون ــرق ب لجي، فقال أحدهم: ثم التهمه الحوت، وقال اآلخر: بل غ

التهام. ولو قال أحدهما: بــأن زيــدا هــاجم عمــروا فقتلــه عمــرو، وقــال اآلخر: بل لم يكن تهاجم وإنما قتله عمرو تبرعا، كان أصل قتلــه لــه مــورد التــوارد، أمــا غــيره فحيث تختلــف الشــهادة فيــه لم يثبت بــه

شيء.ــه لم ــل بنت ولو قال أحدهما: قتل زيد ابن عمرو، وقال اآلخر: قتــه شــهادة على قتــل ولــده في الجملــة يثبت، واحتمــال الثبــوت ألن ممنوع، إذ ال توارد، وإال ففي كل مورد االختالف هنــاك شــهادة على أصل القتل، ومثله ما إذا شهد أحدهما بأنه قتله في محــرم، واآلخــر

بأنه قتله في صفر، كما هو واضح.

235

Page 236: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))من موارد االختالف بين الجاني والشهود(( لو شهد أحدهما باإلقرار بالقتــل، ولم يقــل إنــه(:ـ 10)مسألة

عمدا أو خطأ أو ما أشبه، وشــهد اآلخــر بــاإلقرار عمــدا، ثبت القتــل الذي اتفقا عليه دون الوصف الذي انفرد به أحدهما، وكلف المدعى عليه البيان، فإن أنكر أصل القتل لم يقبل منــه ألنــه إكــذاب للبينــة،

وقد تقدم أن تكذيب الجاني للبينة غير مسموع. وإن اعترف بالقتل، وقال: إنه كان عمدا، أخــذ بقولــه وال حاجــة إلى تصديق الولي، إذ اإلقـرار مثبت، وإن كذبـه الـولي فاحتمـال أن القبول يكون مع تصديق الولي له، غير ظاهر الوجه، واحتمال أنه الــد فائدة إلقراره بدون تصديق الولي له، ألن الولي إذا لم يصدق عم القاتــل ال يقتلــه، غيرتــام، إذ الفائــدة ال تنحصــر في ذلــك، فإنــه إذا

اعترف بأنه قتله عمدا وكان وارثا حرم من اإلرث، إلى غير ذلك. وعلى هذا، فإن قال الجاني: إن قتله كان عمدا، أو إن قتله كان خطأ، أو شبه عمد، قبل منه ورتب على إقــراره األثــر، وإن قــال: ال أعلم، ويفرض أنه قتل أناسا عمدا وأناسا خطأ مثال، وال يعلم هل أن هذا المقتول كان في القسم األول أو الثاني، فالظاهر لزوم تنصيف الديــة بين العاقلــة وبين نفســه، لقاعــدة العــدل، إذ ال يقتــل الجــاني للشك في العمد، وال قرعة بينه وبين العاقلة في الديــة، ألن قاعــدة

العدل واإلنصاف واردة على القرعة كما تقدم. وإن اعترف بالقتل وقال: إنه كــان خطــأ، أخــذ بقولــه وال حاجــة

إلى تصديق الولي أيضا. نعم الظاهر في المقــامين ـــ أي قــول الجــاني إنــه كــان عمــدا، وقال الجاني إنه كان خطأ ـ أنــه إن أنكــر الــولي قــول الجــاني كــان على الجاني اليمين، وفائدة ذلك أنه قد يريد الولي الديـة منــه، ألنـه ال يقدر على قتله، أو ال يريد قتله، فيقــول الجــاني: إنــه كــان عمــدا، حتى يقـول للـولي: اقتلـني وال أعطي الديـة، فإنكــار الجـاني لقــول الولي إنما يكون إلسقاط الدية عن نفسه، فالولي مدع ال شاهد له، والجاني منكر فيلـزم عليــه الحلـف، وقــد يريــد الــولي قتــل الجــاني

فيقول الجاني: إنه كان خطأ حتى

236

Page 237: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

يتخلص من القتل ومن الدية، فإنكار الجــاني لقــول الــولي إنمــا يكون إلسقاط كل شيء عن نفسه، فيلزم عليه الحلــف، ولــذا قــال العالمة في محكي القواعد وصدقه الجواهر: إن فسر الجــاني قتلــه بأنه كان عمدا أو خطأ قبل، والقول قوله مــع اليمين إذا لم يصــدقه

الولي. ومنه يعلم وجــه النظــر في إطالق الشــرائع في العمــد وتقييــده في الخطأ، حيث قال: )وإن قال عمدا قبل، وإن قال خطــأ وصــدقه

الولي فال بحث، وإال فالقول قول الجاني مع يمينه( انتهى. ــف وكيف كان، فإن لم يصدقه الولي وكلف الجاني بالحلف وحل كان القول قــول الجــاني، وإن لم يحلــف جعــل نــاكال وحلــف الــولي

وثبت ما قاله الولي. ثم إن ثبت الخطأ في قتله ولو بتصديق العاقلة بأنه كــان خطــأ،

فال كالم في أن الدية عليهم. أما إذا لم يثبت ذلك، ال بالشهود وال بتصــديق العاقلــة، بــل كــانــع ثبوت الخطأ بقول الجاني مع تصديق الولي له، أو بقول الجاني م حلفه حال تكذيب الولي لكونه خطأ، ففي الجواهر قال: )مــع ثبـوت الخطأ بيمينه تكون الدية في ماله دون العاقلة الــذي ال ينفــذ إقــرارــة، الغير في حقه، وكذا لو ثبت باليمين المردودة وإن قلنا إنها كالبين

لكن في حق المتخاصمين دون غيرهما( انتهى. لكن يمكن أن يقال بقاعدة العدل، أي تنصيف الدية بين العاقلة وبين الجاني، ال من باب إقــراره حــتى يقــال بــأن إقــرار العقالء فيــه، أو من حقهم نافذ ال في حق غيرهم، وال من باب تصديق الولي ل باب حلف الجاني أو حلـف الـولي، حـتى يقــال إن الحلـف نافـذ في حق المتخاصمين، بل من باب أن العاقلة إما ال شيء عليها إن كــان القتل عمدا، وإما عليها كل الدية إن كان القتل خطأ، فقاعدة العدل

أن تنصف

237

Page 238: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

، وأن القاتــل على(1)ال يطــل دم المســلمالديــة عليهــا، وحيث ــدم في ــا تق تقدير العمد عليه القتل أو الدية بدله صلحا أو جبرا، كم بعض المسائل السابقة جبره بالدية في العمد، كان الالزم أن يكون

عليه النصف الثاني من الدية. أما احتمال أن تكون الدية كال أو نصفها الثــاني على بيت المــال

فال وجه له بعد وضوح انحصارها بين القاتل والعاقلة. ولو شهد الشاهدان بأنه قتل، لكن قال أحدهما: إنه قتل عمــدا،

وقال اآلخر: ال أعلم كيف قتله، ثبت أصل القتل. ولو ادعى الولي أنه قتله عمدا كــان لوثــا، فيثبت الــولي دعــواهــه الحــاكم بالقسامة إن شاء، وسيأتي أن المراد باللوث كلما يظن ب

القتل من القرائن. ولــو شــهد أحــدهما بالقتــل عمــدا، واآلخــر بالقتــل خطــأ، ففيــك من االختالف في ــل إشــكال، وذل ــوت أصــل القت القواعــد في ثب الصفة ال في أصل القتل، ومن أنه من موارد التكاذب، مثل اختالف

الزمان والمكان وما أشبه، واألقرب الثاني. وصور المسألة: أن أحدهما إن شــهد بــالمطلق، فــاآلخر إمــا أن يشهد بالعمد أو الخطــأ أو شــبه العمــد، وإن شــهد أحــدهما بأحــدها، فاآلخر يمكن أن يشهد بأحد اآلخرين، ففي كل مورد ال تكاذب يكون الثــابت أصــل القتــل ال الخصوصــية الزائــدة، وفي كــل مــورد يكــون تكاذب تسقط الشـهادة، وهــل يكــون لـوث، سـيأتي الكالم فيــه في

هللامسألة اللوث، إن شاء ا تعالى.

. 441 ح160 ص2( الغوالي: ج?)1238

Page 239: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــر ــه اآلخ ــدعى علي ــهود والم ــل من الش ــو اتهم ك ))لبالقتل((

لو شهد شاهدان بقتل زيد وعمرو بكرا، فشهد(ـ: 11)مسألة زيــد وعمــرو أن الشــاهدين همــا القــاتالن لبكــر، وقلنــا بــأن التــبرع بالشهادة جائز، أو لم يكن تبرع بأن كــان لــولي القتيــل وكيالن، كــل وكيل استشهد بشهيدين، أو غير ذلك من الصور التي ال يحصــل بهــا

التبرع، كان من مورد التكاذب المسقط للشهادتين. وقــد صــور المســالك المســألة بــأربع صــور: ألن الــولي إمــا أنــه ــذبهما، وتبعـ ــدقهما، أو يكـ ــذبها، أو يصـ ــدق األولى، أو أن يكـ يصـ

الجواهر. وحيث إن الظاهر أن إطالق أدلة الشهادة يشملهما مع جمعهمــا لشرائط الشهادة، فالظاهر أنه تتساقطان، وال وجه لتقديم إحداهما على األخرى، والمسألة طويلة الذيل من شاء تفصيلها فلــيرجع إلى

المفصالت.

))فروع في قبول الشهادة((ــول ــا للمقت ــان الشــاهد قريب ــا ســواء ك ــل مطلق والشــهادة تقب والمجروح أو بعيــدا، يرثــه أو ال يرثــه، كــانت الشــهادة قبــل انــدمال الجرح أو بعده، عفى المجروح وولي المقتــول عن الجــارح والقاتــل

أم ال، كل ذلك إلطالق أدلة الشهادة. والقول بأنه إذا شهدا لمن يرثانه أن فالنـا جرحــه لم تقبــل قبــل االندمال، الحتمال السراية فتكون الشهادة حينئذ جارة نفعا، فتشــبه الشهادة لنفسه، كما ذكــره بعض واحتملــه الشــرائع، غــير تــام، لمــا قاله الجواهر من عدم ثبوت رد الشهادة بمطلق التهمــة، وإنمــا هــو

في أشياء خاصة ال يدخل فيها المفروض. ومن ذلك تعرف الحكم في كــل فــروع المســألة المترتبــة على

عدم قبول الشهادة في موارد التهمة. ولــو كــانت القتلــة أربعــة فشــهد اثنــان على اثــنين، والمشــهود عليهما على الشاهدين قبلت إذا كــانوا عــدال، ســواء كــان قتلهم لــه بحق كالمتترس به الكفار، أو بدون عصيان كالخطأ، أو مع العصــيانثم تابا وعدال، وذلك إلطالق األدلة، وكذلك في الشهادة على الجرح. ولو شهد شاهدان من العاقلة بفسق شــاهدي القتــل، فالظــاهرــول في القبول، إلطالق أدلة الشهادة، ولما عرفت من أن عدم القب

239

Page 240: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

موارد التهمة خــاص بمــوارد خاصــة ليس المقــام منهــا، ومــا فصــلةجملة من الفقهاء من عدم القبول في مورد يؤخذ

240

Page 241: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

من الشاهد المال إن ثبت القتــل، ألنــه متهم في شــهادته، وفي ، فيـــه: إن المنصـــرف منإن شـــهادة المتهم ال تقبلالروايـــات:

ــالزوج ــام، وإال ف ــأنية االته ــه ش ــل، ال من ل ــات المتهم بالفع الرواي والزوجة والوالد والولد ونحــوهم أيضــا لهم شــأنية االتهــام مــع ورود النص والفتوى بقبول شهادتهم، وليس ذلك تخصيصا، بل المنصــرف

من المتهم ما ذكرنا. وعليه فإذا كانت العاقلة متهمة لم تقبل شهادتها، دون ما إذا لم تكن متهمة فعال، وإن كـان لـو ال قبــول شـهادتها ألخــذ منهــا المـال،

وتفصيل الكالم في باب ذلك في كتاب الشهادات.

241

Page 242: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا تعارضت البينتان في القاتل(( لو شهد اثنان أن فالنا منفردا قتل هــذا القتيــل(:ــ 12)مسألة

عمدا، وشهد آخران على أن فالنا اآلخــر منفــردا قتــل القتيــل، وقــد صحت شهادتهما، إما لصحة التبرع بالشهادة حسبة، وإما ألن الــوليــدين له وكيالن كل وكيل أقام شاهدين، أو أنه كان للميت وليان كول كل ولي أقام شـاهدين، إلى غــير ذلــك من الصــور، فالظـاهر أنــه ال

قصاص، وأن الدية توزع عليها نصفين. أما أنه ال قصاص، فألنه ال يعرف القاتل فال يشمل أحدهما دليل القصاص، وألن عدم القصاص إلى بدل أهم من قتــل كليهمــا لــدرك الواقع، أو قتل أحدهما إذ قتل البريء ومحتمل البراءة ال يجوز عقال

وشرعا، بل نصا وإجماعا. وأما أن الدية توزع عليهما، فلقاعدة العدل واإلنصاف، كما تقدمــر من الكالم في ذلك مكررا، فإن هناك روايات تتجاوز العشرة يظه جميعها أنها من فروع هـذه القاعـدة، كمـا أن الفتـاوى في مواردهـا وســائر المــوارد كثــيرة ممــا يــدل على أنهم عملـوا بهــا، وقــد أفــتىــل بالتوزيع عليهما هنا في الشرائع وغيره، تبعا للشيخين وآخــرين، ب لعلــه المشــهور، وفي المســالك )أن مقتضــى عبــارة الشــيخين في الكتابين يدل على أن به رواية، وبــه صــرح العالمــة في النهايــة ولم نقف عليها( انتهى. وكفى به مرسلة معموال بهــا، وفي الجــواهر عن

السرائر والتحرير التصريح بوجود الرواية بها. أقــول: ولعلــه كــان في مدينــة العلم ولم يحصــل عليــه الشــهيد

الثاني. أما مقابل هذا األمر، فاحتماالت كلها على خالف القاعدة.

األول: تخيير الولي في تصــديق أيهمــا شــاء، كمــا حكي عن ابنإدريس.

وفيه: إنه ال دليل عليه، فاألصل عدمه. الثاني: بطالن الدية أيضا، ألصالة براءة كل واحد منهمــا كــبراءة

واجدي المني. ، وفــرق بين واجــدي المــنيال يطل دم امرئ مسلموفيه: إنه

هللاوالمقام، بأن هنــاك حــق ا وهنــا حــق النــاس، بــل الظــاهر جريــان هللاقاعدة العدل أيضا في حقوق ا سبحانه، كما إذا علما بــأن أحــدهما

مديون بوقف لتعمير مسجد، مثال أعطى إنسان

242

Page 243: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

دينارا من وقف لمسجد لزيد أو عمرو لكي يعمــر بــه المســجد، ثم شكا أيهما أخذ الــدينار، فــإن قاعــدة العــدل تقتضــي إعطــاء كــل واحد منهما نصف الدينار ألجل التعمير، وقاعــدة العــدل المصــطيدة من النصــوص والمفــتى بهــا في مــوارد كثــيرة مقدمــة على أصــالة

البراءة، ألنها ال تدع مجاال للشك الذي هو مورد البراءة. الثالث: كــون الديــة من بيت المــال، تنظــيرا بمــوارد حكم فيهــا

بذلك. وفيه: إن األصل عدم ذلك بعد وجود الذي يؤخــذ منـه، والتنظـير

بالموارد من قسم القياس. .(1)الرابع: القرعة ألنها لكل أمر مشكل

وفيه: ما سبق أن ذكرنا أن دليل القرعة محكوم بقاعدة العدل. الخامس: تساقط الشهادتين لتكاذبهما، فعلى المــدعي اإلثبــات،

وال تصل النوبة إلى هذه األمور. وفيه: إن المعلوم بنص الخمسة الذين غــرق سادســهم وغــيره، وبالفتوى عدم التساقط، بل التساقط في كـل طــريقين متعارضـين

محل إشكال، ذكرناه في )الفقه( كتاب التقليد. السادس: التخيير في الرجوع على كل منهما، كما عن المحقــق الثاني الجزم به، وربما لعله محتمل عبــارة المحقــق في النكت، والــير يخفى أن هذا غير األول، إذ األول تخيير في التصــديق، وهــذا تخي

في أخذ المال، وإن كانت النتيجة واحدة. وكيف كان، ففيــه: إنــه ال دليــل على هــذا التخيــير، بــل مقتضــى

قاعدة العدل خالفه.ــاض في ــر من الري ــا يظه ــكال في م ــر اإلش ــدم ظه ــا تق ومم المسألة، وفي مــا ذكــره الجــواهر من أن المتجــه بحســب القواعــد

سقوط القود والدية حتى يتبين الحال.

. 11 ح3 الباب 189 ص18( الوسائل: ج?)1243

Page 244: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))لو تعارضت البينة مع إقرار شخص بالقتل(( لو شهد شاهدان أن فالنا قتل زيدا عمدا، فأقر(ـ: 13)مسألة

آخر أنه هو القاتــل وبــرأ المشــهود عليــه، فالمشــهور ذهبــوا إلى أن للمولى قتل المشهود عليه، ويرد المقــر إلى أوليــاء المشـهود عليــه نصف الدية، وله قتل المقر وال يرد على أوليائــه، ولــه قتلهمــا ويــرد على المشهود عليه نصف ديته، وال يرد على ولي المقــر شــيئا، هــذاــف إذا أراد القتل قصاصا، أما إذا أراد الدية، كان على كل منهما نص

الدية. وال يخفى أن هذا الحكم بالنسبة إلى الديــة موافـق للقاعــدة، إذ

أن ذلك مما يقتضيه قاعدة العدل واإلنصاف، كما تقدم مرات. أما بالنسبة إلى قتل أحدهما أو كليهما، فالحكم موافق للقاعــدة إذا احتمل االشتراك منهما في القتل، وخالف القاعــدة إذا علم بأنــه

لم يقتله إال أحدهما. وأما بالنسبة إلى الرد على ولي المشهود عليه دون ولي المقــر فهـــو على خالف القاعـــدة، وحيث دل على ذلـــك روايـــة صـــحيحة معمول عليها ال بد من العمل عليها، خالفــا آلخــرين حيث لم يعملــوا بها وقالوا بتخيير الولي في أحدهما خاصة، وهذا القول هــو المحكى عن السرائر، قال في الشرائع: إن له وجهــا قويــا، وتبعهمــا العالمــة في التحرير، وولده في اإليضاح، وأبو العباس والمقــداد، ونفى عنــه البــاس المختلــف، على مــا حكي عنهم، ومســتندهم في مــا ذكــروه

القاعدة، ومن المعلوم أنها ال تقاوم الرواية الصحيحة. قــال: ســألته ،)عليه الســالم(ففي صحيح زرارة، عن أبي جعفر

عن رجل شهد عليه قوم أنه قتل عمــدا، فدفعــه الــوالي إلى أوليــاء المقتول ليقاد به، فلم يرجعوا حتى أتاهم رجل فأقر عند الوالي أنــه قتل صاحبهم عمدا، وأن هذا الذي شهد عليه الشهود بريء من قتل

ــه الســالم(:صاحبكم فال تقتلوه وخذوني بدمه، فقال أبو جعفر )علي،إن أراد أولياء المقتول أن يقتلوا الــذي أقــر على نفســه فليقتلــوه

وال سبيل لهم على اآلخــر، وال ســبيل لورثــة الــذي أقــر على نفســهعلى ورثة الذي شهد عليه، فإن أرادوا أن يقتلوا الذي شهد عليه

244

Page 245: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فليقتلوه وال سبيل لهم على الذي أقر، ثم لــيرد الــذي أقــر على ، قلت: أرأيت إننفســه إلى أوليــاء الــذين شــهد عليــه نصــف الدية

ذلــك لهم، وعليهم )عليــه الســالم(:أرادوا أن يقتلوهما جميعا، قال ــاحبه أن يردوا إلى أولياء الذي شهد عليه نصف الدية خاصة دون ص

)عليــه، قلت: فــإن أرادوا أن يأخــذوا الديــة، فقــال ثم يقتلوهمــا به ،الدية بينهما نصفان، ألن أحدهما أقر واآلخــر شــهد عليه السالم(:

قلت: وكيف جعل ألولياء الذي شهد عليه على الذي أقر نصف الدية حين قتل، ولم يجعل ألولياء الذي أقر على أولياء الــذي شــهد عليــه

ألن الذي شــهد عليــه ليس مثــل الــذي أقــر، الـذيولم يقر، فقال: شهد عليه لم يقر ولم يبرئ صاحبه، واآلخر أقر وبــرأ صــاحبه فلــزم

.(1)الذي أقر وبرأ ما لم يلزم الذي شهد عليه ولم يبرئ صاحبهــا في ثم إن المسالك نقل عن النكت أنه قال: )إنما اإلشكال هن

مواضع: األول: لم يتخير األولياء في القتل.

وجوابه: لقيام البينة على أحدهما الموجبة للقــود وإقــرار اآلخــرعلى نفسه مما يبيح دمه.

الثاني: لم وجب الرد لو قتلوهما. وجوابه: ما تقرر من أنــه ال يقتــل اثنــان بواحــد إال مــع الشــركة، ومع الشركة يردوا فاضل الدية وهو دية كاملــة، لكن المقــر أســقط

حقه من الرد فيبقى الرد على المشهود عليه. الثالث: لم إذ قتل المقــر وحــده ال يــرد المشــهود عليــه، بخالف

العكس. وجوابه: إن المقــر أســقط حقــه من الــرد، والمشــهود عليــه لم يقر، فيرجع على ورثة المقر بنصـف الديــة العترافــه بالقتــل وإنكــار

المشهود عليه( انتهى. وال يخفى أن بعض األجوبة محــل نظــر، كمــا أن كــل ذلــك على تقدير تسليمه ال يجعل الرواية على طبق القاعــدة كمــا ال يخفى، إذ

الرواية لم تشمل كل صور المسألة

. 1 من دعوى القتل ح5 الباب 108 ص19( الوسائل: ج?)1245

Page 246: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

مثل ما لو كان اإلقرار بقتله خطأ أو شبه عمد، أو قــامت البينــةعلى أحدهما، إلى غير ذلك من صور مسألة اإلقرار والبينة.

ثم إن المحقق قال: هــذا كلــه بتقــدير أن يقــول الورثــة: ال نعلم القاتل، أما لو ادعوا على أحــدهما ســقط اآلخــر، وظــاهر المســالك تقريره على ذلك، كما تبعه على ذلك أبو العباس والمقداد والفاضلــذلك، ــه ك ــواهر: )لعل ــال في الج األصــبهاني في المحكي عنهم، وق ضرورة أنه مع فرض كون الدعوى على المقر ال عــبرة بالبينــة بعــد

توافق من له الحق وعليه على خالفها( انتهى. أقول: توافق من له الحق وعليــه شــيء ال يــوجب ســقوط آثــار الحكم الشرعي في الطرف اآلخر، فلو قامت البينة على أن القاتل زيد، وقال الولي: إنه يصح كالم البينة وأن القاتل زيد، ثم أقر عمرو بأنه هو القاتل عمدا، فهل يعطى لعمـرو من إرث المقتــول إذا كـان

وارثا، مقتضى القاعدة العدم. وكذا لو قالت هند: أنا زوجة زيد وصدقها زيد، وأقر عمــرو بأنهــا

زوجته، فهل يقدر أن يأخذ أخته أو ابنته أو أمه أو الخامسة. وفي صورة العكس لو أقر زيد أنه القاتل وصدقه الولي وقامت البينة أن القاتــل عمــرو، فهــل يضــرب بقــول البينــة عــرض الحائــط ويورث عمرو من تركة المقتول إذا كان المقتول أبا عمرو، إلى غير

ذلك. وهذه المسألة طويلة الذيل ولها فروع كثيرة، وتنقيح بعضها فيــه على اإلشــكال في إطالق باب القضاء والشهادات، والغرض التنبي

المحقق في النكت، وفي إطالق من تبعه.

246

Page 247: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا ادعى العمد وأقام شاهدا وامرأتين(((:ـ 14)مســألة لــو ادعى قتــل العمــد وأقــام شــاهدا واحــدا

وامرأتين، وقيل بعدم ثبوت القصــاص بهمــا، ثم إن الــولي عفى عنحقه صح.

وفائدة ذلك سقوط الدعوى فيــه بعــد ذلــك، واإلبــراء من الديــةبحكم العفو، على ما ذكره الشرائع والمسالك والجواهر.

وقال الشــارحان: إن غــير القصــاص من الحقــوق الــتي تســقطباإلسقاط مثله في ذلك.

خالفا للمحكي عن المبسوط، حيث قــال: لم يصــح عفــوه، ألنــهعفو عما ال يثبت.

وفيه نظر، إذ الكالم في مقام الثبوت ال مقام اإلثبات، فإذا كــان الحق ثابتا في الواقع كان عفوه تامــا، إذ المقتضــي موجــود والمــانع مفقود كما هو ظاهر، ولعل الشيخ أراد في عالم اإلثبــات، وأنـه لغـو

ظاهرا.

247

Page 248: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

248

Page 249: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فصلالقسامة في

))القسامة لغة واصطالحا(( قال في المسالك: )هي اسم أقيم مقام المصــدر، يقــال أقســم

.(1)إقساما وقسامة، وهي االسم كما يقال: أكرم إكراما كرامة( أقول: يمكن أن يقال: إنها بقيت على كونها اسم مصــدر، إذ قــد تفسر بمعــنى األقســام، وقــد تفســر بمعــنى نفس القســم، فيكــون حالها حال أمثال الوضوء والغسل ونحوهمــا ممــا هــو اســم مصــدر،

وقد بقي بمعنى االسمي وهي الهيئة الحاصلة من الفعل. وعلى كل حال، فهي عبارة عن األيمان، سواء كانت في الـدماء أو في غيرها، وقد تستعمل في الذين يحلفون من باب عالقة الحال

والمحل، أو السبب والمسبب. ولعــل األصــل في القســم المشــتق من القســمة، أن الحــالف يجعل إنشاء هذا األمر الذي يريد تأكيده من قسمة الــذي يحلــف بــه أي من نصيبه، فكما أن نصــيب الشــخص الكبــير لــه احــترام خــاص كذلك هنا، فكــأن الحــالف يقــول: إن هــذا األمــر الــذي أحلــف عليــه نصيب ذلك الشخص فله احترامه، وليس من نصيبي حــتى ال يكــونــل له االحترام األكيد، وإنما ذكرنا ذلك جمعا بين المعنى اللغوي ألص مادة )قسم( حيث إن المشتقات من مادة واحــدة تجتمــع في إرادة

المعنى األولي من تلك المادة، وبين

.198 ـ 197 ص15( مسالك األفهام: ج?)1249

Page 250: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

هللامعنى إنشاء القســم، وأنــه إذا قــال: وا أصــوم غــدا مثال، فــأي، فيجب ، فكأنه جعل الصــوم حصــة ا هللاربط بين صومه وبين اسم ا هللا هللاأن يحترم واحترامه بأخذه بأن يصوم، وإذا قال: وا جاء زيد، فكأنه، وحصة ا محققــة، فهــو جــاء قطعــا، هللاجعل مجيء زيد من حصة ا هللا

إلى غير ذلك. وكيــف كــان، ففي الجــواهر: )هي األيمــان تقســم على جماعــة يحلفونهــا كمــا في الصــحاح، أو الجماعــة الــذين يحلفونهــا كمــا في القاموس، وال يبعد صدقها عليها كمــا في الصــحاح، وعن غــير واحــد أنها لغة اسم لألولياء الذين يحلفون على دعــوى الــدم، وفي لســان

الفقهاء اسم لأليمان( انتهى. وكيف كــان، فالقســامة في الــدم هي عبــارة عن األيمــان الــتي تحلف لتمييز القاتل ومعرفته، بأن يوجد قتيــل في موضــع ال يعــرف من قتله وال بينة وال إقرار، ويدعي الــولي على شــخص أو أشــخاص أنــه أو أنهم القــاتلون، ويقــترن بالواقعــة مــا يشــعر بصــدق دعــواه،ــل، أو فيحلف الولي هو أو مع جماعة فيثبت على ذلك الطــرف القت

يحلف المنكر وجماعة فينفي عنهم القتل، على ما سيأتي تفصيله.وعن ابن األثير: إن القسامة جاهلية وأقرها اإلسالم.

أقول: ولعــل لهــا أصــال في األديــان الســابقة، ال أنهــا كــانت منمخترعات الجاهلية.

))روايات القسامة(( وكيف كان، فاألصل اإلسالمي في ذلك، ما رواه الكليني )رحمه

ــد ا ــة، عن أبي عب ــد بن معاوي ــه( في الصــحيح، عن بري ــههللالل )عليــة علىقال: سألته عن القسامة، قال: ،السالم( الحقوق كلها، البين

ــإن ــدم خاصــة، ف ــه، إال في ال المــدعي، واليمين على المــدعى علي بينما هو بخيــبر، إذ فقــدت األنصــار)صلى الله عليه وآله( هللارسول ا

رجال منهم فوجــدوه قــتيال، فقــالت األنصــار: فالن اليهــودي قتــل للطــالبين: أقيمــوا)صلى اللــه عليــه وآلــه(هللاصاحبنا، فقال رسول ا

رجلين عــدلين من غــيركم أقيــده برمتــه، فــإن لم تجــدوا شــاهدين هللافأقيموا قسامة خمســين رجال أقيــده برمتــه، فقــالوا: يــا رســول ا

ما عندنا شاهدان من غيرنا، وإنا لنكره أن )صلى الله عليه وآله(

250

Page 251: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــه(هللاتقسم على ما لم نره، فواده رسول ا ــه وآل )صلى الله علي وقال: إنمــا حقن دمــاء المســلمين بالقســامة، لكي إذا رأى الفــاجر الفاسق فرصة من عدوه حجزه مخافة القسامة أن يقتل به، فكــف عن قتله وإال حلف المدعى عليه قسامة خمسين رجال ما قتلنــا، وال علمنا قاتال، وإال أغرمــوا الديــة إذا وجــدوا قــتيال بين أظهــرهم إذا لم

. (1)يقسم المدعون أراد من غــير)صــلى اللــه عليــه وآلــه( هللاأقــول: كــان رســول ا

األنصار لئال يتهم األنصار بأنهم أرادوا اتهام اليهود، انسياقا لما بينهما من العداوة، فإن بين اليهود وبين أهل المدينة كانت عداوة من قبل هللامجيء رسول ا )صلى الله عليه وآله( إلى المدينة، فإذا كان هناك شاهدان أو اعترف القاتل فال قسامة، وإال فإن ادعى أحد على أحــد أو على جماعة، فإن حلف هــو وغــيره خمســين قســما أنهم رأوا، أو علموا أن المتهم قتلــه ثبت القتــل، وإال يحــول خمســون قســما إلى المتهم وأوليائه أنه لم يقتله، إذا لم يكن شــاهدان عــادالن يشــهدان

أنه لم يقتله، وإال لم يحتج المتهم في براءته إلى القسامة. أما كيف تحجز القسامة الفاجر والفاســق، فلوضــوح أن األغلب معرفة أولياء القتيل وأولياء القاتل بالقاتل، ألن القتل غالبا مســبوق بمقدمات، وملحقون بمؤخرات، والتي منها فـرار القاتـل واختفــاؤه، فإذا علم القاتل أنه يعرف بسبب األقســام حجــزه ذلــك عن القتــل، بخالف ما إذا كان المثبت للقتل اإلقرار والبينة، إذا اإلقــرار ال يكــون

إال نادرا جدا، والبينة ال تتوفر إال نادرا. قــال:)عليــه الســالم( هللاوفي روايــة ابن ســنان، عن أبي عبــد ا

)عليــه الســالم(:سألته عن القســامة هــل جــرت فيهــا ســنة، فقــال نعم، خــرج رجالن من األنصــار يصــيبان من الثمــار فتفرقــا فوجــد

ــه(:هللاأحدهما ميتا، فقال أصحابه لرسول ا ــا)صلى الله عليه وآل إنم يحلــف)صلى الله عليــه وآلــه(:هللاقتل صاحبنا اليهود، فقال رسول ا

كيف يحلف اليهــود)صلى الله عليه وآله( هللاليهود، قالوا: يا رسول ا على

361 ص7، عن الكــافي: ج3 من دعــوى القتــل ح9 الباب 114 ص19( الوسائل: ج?)1. 4ح

251

Page 252: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أخينا، قوم كفار، قال: فاحلفوا أنتم، قالوا: كيف نحلف على مــا. (1))عليه السالم(لم نعلم ولم نشهد، فوداه النبي

سـألني )عليــه الســالم(:هللاوفي رواية ابن سدير، قال أبو عبد ا ابن شبرمة ما تقول في القسامة في الدم، فأجبته بمــا صــنع النــبي

فقال: أرأيت لــو لم يصــنع هكــذا كيــف كــان)صلى الله عليه وآله(، فقــد)صلى الله عليه وآلــه( القول فيه، فقلت له: أما ما صنع النبي . (2)أخبرتك، وأما ما لم يصنع فال علم لي به

أقول: حيث إن سؤال ابن شبرمة كان تعنتا لم يجبه اإلمام. ثم ال يخفى أنه لو لم يشرع القسامة كــان المــيزان هــو األمــور

الثالثة في كل دعوى من العلم والبينة واإلقرار. ــالم(:لكن في خبر سليمان بن خالد، عن الصادق إن)عليه الس

السائل كان عيسى وابن شــبرمة، وأن ابن شــبرمة قــال: أرأيت لــو قلت: ال )عليه الســالم(: قال )صلى الله عليه وآله(،لم يؤده النبي

،لــو لم يصــنعه)صلى الله عليه وآلــه( هللانقول لما قد صنع رسول ا . (3)على أهل القتيلقال: فقلت فعلى من القسامة، قال:

عن)عليــه الســالم(هللاوعن أبي بصــير، قــال: ســألت أبــا عبــد ا )صلى اللههللاكان من قبل رسول ا القسامة أين كان بدؤها، فقال:

لمــا كــان بعــد فتح خيــبر تخلــف رجــل من األنصــار منعليــه وآلــه( ــاءت أصحابه فرجعوا في طلبه فوجدوه متشحطا في دمه قتيال، فج

ــا رســول ا)صلى الله عليه وآله(،هللاألنصار إلى رسول ا هللا فقالوا: ي قتلت اليهــود صــاحبنا، فقــال: ليقســم منكم)صلى الله عليــه وآلــه(

ــههللاخمسون رجال على أنهم قتلوه، قالوا: يا رسول ا )صلى الله علي كيــف نقسـم على مــا لم نـر، قـال: فيقسـم اليهـود، قـالوا يـاوآله(

: من يصدق اليهود، فقال: أنا إذن هللارسول ا

. 1 من دعوى القتل ح10 الباب 116 ص19( الوسائل: ج?)1. 4 من دعوى القتل ح10 الباب 118 ص19( الوسائل: ج?)2. 7 من دعوى القتل ح10 الباب 119 ص19( الوسائل: ج?)3

252

Page 253: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

هللاأدي صــاحبكم، فقلت لــه: كيــف الحكم فيهــا، فقــال: إن ا عــز وجــل حكم في الــدماء مــا لم يحكم في شــيء من حقــوق النــاس لتعظيمه الدماء، لو أن رجال ادعى على رجل عشرة آالف درهم، أوــانت اليمين أقل من ذلك أو أكثر، لم يكن اليمين على المــدعي، وكــانت ــوا ك على المدعى عليه، فإذا ادعى الرجل على القوم أنهم قتل اليمين لمدعي الــدم قبــل المــدعى عليهم، فعلى المــدعي أن يــأتي بخمسين يحلفون أن فالنا قتل فالنا فيدفع إليهم الــذي حلــف عليــه، فإن شاؤوا عفوا، وإن شاؤوا قتلوا، وإن شاؤوا قبلوا الديــة، وإن لم يقسموا فإن على الـذين ادعي عليهم أن يحلـف منهم خمسـون مــا قتلنا، وال علمنا لـه قـاتال، فــإن فعلـوا أدى أهــل القريـة الـذين وجــد فيهم، وإن كــان بــأرض فالة أديت ديتــه من بيت المــال، فــإن أمــير

. (1)كان يقول: ال يبطل دم امرئ مسلم)عليه السالم( المؤمنين إلى غيرها من الروايات التي تأتي جملة أخرى منها.

))القسامة واللوث(( ثم إن المشهور في القســامة اللــوث، ولم يــرد بهــذا اللفــظ وال

بمعناه حسب تتبعنا نص، ولعلهم استفادوه من أمور: األول: إنه لو ال اللوث لم يكن وجه التهــام أهــل القتيــل إلنســان

خاص أو جماعة خاصة. وفيه: يمكن أن يكون ذلــك أحــد أطــراف االحتمــال، ويــدل على

ذلك ما ورد من كون القتيل في فالة. الثاني: ما ورد من لفظ: كون القتيل في القبيلة، ونحو ذلك.

وفيه: إنه ال مفهوم له، بل هو من مصاديق القسامة. الثالث: اإلجماع المحتمل.

وفيه: إنه محتمل االســتناد، بــل ظــاهره، الســتداللهم بــالظواهرالمذكورة فال حجية فيه.

. 5 من دعوى القتل ح10 الباب 118 ص19( الوسائل: ج?)1253

Page 254: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الرابــع: مــا دل على أن القتيــل لــو كــان في محــل مــزدحم فالقسامة.

وفيه: ألنه ال طرف ألولياء القتيل هناك، وإال فلو كان لهم طرفيحتملون أنه قتله، ال وجه لعدم القسامة فيه.

هللالخامس: ما في قضية عبد ا بن سهل المشهورة، والتي تقدم بعض رواياته في قصة خيبر، بل أكــثر النصــوص في ذلــك، كمــا في

الرياض وفيها اللوث.وفيه: إن ذلك من باب المورد، والمورد ال يخصص.

السادس: إنه القدر المتيقن.وفيه: إنه ال اعتبار به بعد اإلطالق.

السابع: ما في الجواهر، من أن عدم اعتبار اللوث يستلزم عدم الفرق بين قتيل يوجد في قرية، أو محلــة، أو نحـو ذلـك من األمثلـة اآلتيــة، وقتيــل يوجــد في ســوق، أو فالة، أو جهــة، مــع أن الفتــاوى والنصــوص مطبقــة بــالفرق بينهمــا بثبــوت القســامة في األول دون

الثاني، ومن جملة تلك النصوص: كــان أبي )عليــه )عليــه الســالم(:صحيح مسعدة، عن الصــادق

الســـالم( إذا لم يقم المـــدعون البينـــة على من قتـــل قـــتيلهم ولم يقسموا بأن المتهمين قتلـوا حلـف المتهمين بالقتــل خمسـين يمينــا هللابا ما قتلنا، وال علمنا له قــاتال، ثم تــؤدى الديــة إلى أوليــاء القتيــل، ذلك إذا قتــل في حي واحــد، فأمــا إذا قتــل في عســكر أو ســوق أو

. (1)مدينة، تدفع الدية إلى أوليائه من بيت المال إنمــا جعلت القســامة )عليه السالم(:وخبر زرارة، عن الصادق

ليغلظ بها في الرجل المعروف بالشيء المتهم، فــإن شــهدوا عليــه.(2)جازت شهادتهم

وفيــه: عــدم داللــة الروايــتين على االشــتراط، على وجــه إن لم تحصل أمارة للحاكم لم تشـرع القســامة، كمــا اعــترف هـو )رحمــه

الله به(. الثامن: عبارة )اللطخ( في كالم الدعائم.

وفيه: إنه من كالمه ال من روايته

. 6 ح9 الباب 115 ص19( الوسائل: ج?)1. 7 ح9 الباب 116 ص19( الوسائل: ج?)2

254

Page 255: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

.(1)فراجعه في المستدرك في باب كيفية القسامة ولمــا ذكرنــاه أشــكل األردبيلي في محكي كالمــه على اشــتراط

اللوث، وسيأتي تتمة للكالم في ذلك.

))القسامة وسائر األيمان(( ثم إن المسالك قال: )القسامة خالف غيرها من أيمان الدعاوى في أمور: منها كون اليمين ابتداء على المدعي، وتعدد األيمان فيها، وجواز حلف اإلنسان الثبــات حــق غــيره، فالــدعوى عن حــق غــيره، وعدم سقوط الدعوى من نكول من تــوجهت عليــه اليمين إجماعــا،

بل يرد اليمين على غيره(. أقول: أما في سائر األمور فهي كسائر األيمــان من لــزوم كــون، وكونه على القطــع، وكونــه مســتندا إلى العلم الحاصــل هللالحلف با ــاقال ــا ع ــون الحــالف بالغ ــة أو المشــاهدة، وك ــرائن القطعي من القــذه ــة ه ــوم أدل ــك لعم ــرائط، وذل ــك من الش ــير ذل ــارا، إلى غ مخت

الشروط، أو مناطها الشامل للمقام بال إشكال. ثم الظاهر أنه تأتي القسامة مع االحتمال، ولعـل هـذا هـو مــراد الشــرائع، حيث قــال: ال قســامة مــع ارتفــاع التهمــة، ولــذا شــرحه الجواهر بقوله: )وعدم األمارة التي تــورث ظنــا بصــدق المــدعي بال

خالف فيه، بل اإلجماع بقسميه عليه( انتهى. وعليه فإذا علم أن زيدا لم يقتلــه لم يكن مــورد القســامة، كمــا

هو واضح، وأما إذا ظن أو احتمل ولو وهما كانت القسامة. ومنه ومما تقدم يعلم أنه لو كان مرادهم باللوث ما يشمل ذلك لم يكن به بأس، وأما إذا كان مــرادهم مــا ذكــره غــير واحــد من أن المراد به أمارة يغلب معها الظن للحاكم بصدق المــدعي، فال دليــل

عليه، بل إطالقات األدلة تنفيه. ثم إن االحتمال المــوجب للقســامة أعم من كونــه بالنســبة إلى واحد أو أكثر، أو مرددا كأن يحتمل أن زيــدا قتلــه أو إنــه مــع عمــرو

قتاله، أو إنه أو عمرو قتله، ففي كل هذه الصور تأتي القسامة.

. 3 ح8 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)1255

Page 256: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــا( محــل(1)وبهذا يعلم أن قول الجواهر: )ليس أخبار القتيــل لوث نظر، فإذا قال زيد: إن عمروا هدده بالقتل، أو إنه يريــد قتلــه أو مــا أشبه ذلــك ثم وجــد قــتيال كــان محــل القســامة، وإذ قــد عــرفت أن الميزان االحتمال ظهر لك اإلشــكال في قــول الشـرايع: )ولــو وجــد القتيل بين القريتين فاللوث ألقربهما إليه، ومع التساوي في القرب

والبعد فهما سواء في اللوث( انتهى. إذ قد ال يحتمل القتــل بالنسـبة إلى القريــة القريبــة، أو بالنسـبة إليهما في المتساوي، أو بالنسبة إلى إحدى المتساويتين، مثال كانتــداهما في ــانت إحـ ــة، أو كـ ــر ال القريبـ ــل شـ ــدة أهـ ــة البعيـ القريـ المتساويتين أهــل شــر، أو كــان لــه عــدو خــارجي يحتمــل أنــه وجــدــزم القســامة حســب ــل يل ــا، وفي الك ــاك دون أي منهم فرصــة هنــة القســامة، والعلــة ــه هــو الــذي يقتضــيه إطالق أدل االحتمــال، فإن

المذكورة فيها، وبهذين يحمل ما ظاهره المنافاة على ذلك. ــادق ــماعة، عن الص ــة س ــبي وموثق ــحيحة الحل ــهففي ص )علي

سألته عن الرجــل يوجــد قــتيال في القريــة أو بين قريــتين،السالم(، .(2)يقاس ما بينهما فأيهما كانت أقرب ضمنت )عليه السالم(:قال

ــر ــا جعف ــهومثلهمــا صــحيحة محمــد بن قيس، ســمعت أب )علي في رجــل قتــل)عليه السالم( قضى أمير المؤمنين يقول: السالم(

في قرية أو قريبا من قرية أن يغرم أهــل تلــك القريــة إن لم توجــد. (3)بينة على أهل تلك القرية أنهم ما قتلوه

بعد نقل الخــبرين،(4)ولذا كان المحكي عن الشيخ في التهذيبيناشتراط االتهام بالقتل واالمتناع عن القسامة،

.233 ص42( جواهر الكالم: ج?)1. 4 ح8 الباب 112 ص19( الوسائل: ج?)2. 5 ح8 الباب 112 ص19( الوسائل: ج?)3. 3 ذيل ح278 ص4، واالستبصار: ج15 ذيل ح205 ص100( التهذيب: ج?)4

256

Page 257: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فإذا لم يكونــوا متهمين، أو أجــابوا إلى القســامة فال ديــة عليهموتؤدى الدية من بيت المال.

ــة والمراســم وابن إدريس والمختلــف والشــهيد في وعن النهايحواشيه: اشتراط االتهام أو العداوة.

وقد عرفت أن المراد باالتهام االحتمال. ــاديق، وإال فال ــر المص ــر ألظه ــه ذك ــداوة فكأن ــرط الع ــا ش أم خصوصية ال نصا وفتوى، ولعله )رحمه اللــه( أخــذه من قصــة خيــبر، وحاصــل المســتفاد من النصــوص أنــه إذا كــان احتمــال كــان محــلــو، وإال وديت القسامة، فإن وجدت القسامة من إحدى الطرفين فه

من بيت المال.ــة من بيت ــال فال قســامة، والدي ــإذا لم يكن احتم ــذا ف وعلى ه المال، وإن كان احتمال ولم يحلــف أحــد الطــرفين فالديــة من بيت المال، وإن كان احتمال حلف طرف القتيــل ال طــرف المتهم، ألنهم ليس لهم الحلف مـا دام يحلـف طـرف القتيــل، ومن المحتمـل أنـه

لدى حلف الطرفين يتساقطان وتكون الدية من بيت المال.

))الجمع بين روايات القسامة(( وبما ذكرناه يجمع بين ما دل على أنه ال شيء مــع ظهــور النص في االحتمال، وبين ما دل على أنــه يعطى الديــة، وبين مــا دل على

القسامة. في)عليــه الســالم(،هللاففي صــحيح ابن مســلم، عن أبي عبــد ا

ــال: ليسرجل وجد في قبيلة وعلى باب دار قوم فادعي عليهم، ق. (1)عليهم شيء وال يبطل دمه

ــدم ــا على ع ــد من حمله ــه الب ــنان، فإن ــحيحا ابن س ــوه ص ونح القســامة مــع االحتمــال، و)ال يبطــل دمــه( يــراد بــه أخــذه من بيت

المال. إذا وجد )عليه السالم(:هللاوخبر علي بن الفضل، عن أبي عبد ا

الرجل مقتوال في قبيلة قوم حلفوا جميعا ما قتلــوه وال يعلمــون لــه قاتال، فإن أبوا أن يحلفوا غرموا الدية بينهم في أموالهم، ســواء بين

.(2)جميع القبيلة من الرجال المدركينفإنه ال بد وأن يحمل

. 1 ح8 الباب 110 ص19( الوسائل: ج?)1. 5 ح9 الباب 115 ص19( الوسائل: ج?)2

257

Page 258: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

على أن لم يحلــف أوليــاء القتيــل، وكــان االحتمــال قائمــا، فــإن حلف أولياء القتيل سلم القاتل إليهم، وإن لم يحلف الطرفان كانت

الدية من بيت المال. )عليــههللاوعن محمد بن سهل، عن بعض أشياخه، عن أبي عبد ا

ســئل عن رجــل كــان)عليــه الســالم(إن أمير المؤمــنين السالم(: جالسا مع قوم فمات ونفر معه، أو رجل وجد في قبيلــة أو على دار قوم فادعي عليهم، قــال: ليس عليهم قــود، وال يبطــل دمــه، عليهم

.(1)الديةفيحمل على ما لو حلفوا قسامة.

)عليــه الســالم(،هللاوخبر فضيل بن عثمان األعور، عن أبي عبد ا في الرجل يقتل فيوجد رأسه في قبيلة، ووسطه وصدره في قبيلة،

ديته على من وجد في قبيلته صدره وبدنهوالباقي في قبيلة، قال: (2) .

فإنه محمول على ما كان االحتمال في تلك القبيلــة ولم يحلفــوا قسامة، وذلك ألن الغالب أن القتيل في مكان يؤخــذ رأســه ورجلــه

إلى مكان آخر، ال العكس. إلى غير ذلك من الروايات، ولــذا كــان المحكي عن الشــيخ أنــه قال: )ال تنافي بين األخبار، ألن الدية إنما تلزم أهل القرية والقبيلــة الـــذين وجـــد القتيـــل فيهم إذا كـــانوا متهمين بقتلـــه وامتنعـــوا من القسامة، فأما إذا لم يكونــوا متهمين بقتلــه أو أجــابوا إلى القســامة

فال دية عليهم، ويؤدى دية القتيل من بيت المال(. أقول: وقــد عــرفت أن الالزم االحتمــال، وإن لم يكن كمــا قالــه

الشرائع وغيره من الظن ونحوه. عن)عليه السالم(،أما رواية أبي البختري، عن جعفر بن محمد

بقتيل وجد بالكوفة إنه أتي علي )عليه السالم( )عليه السالم(:أبيه صلوا عليه ما قدرتم عليه منه، ثم )عليه السالم(:مقطعا، فقال

. 7 ح8 الباب 113 ص19( الوسائل: ج?)1. 6 ح8 الباب 113 ص19( الوسائل: ج?)2

258

Page 259: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

هللاستحلفهم قسامة با ما قتلنــاه، وال علمنــا لــه قــاتال، وضــمنهم.(1)الدية

فلعل المراد ضمن لهم، أي جعلها في بيت المــال، فــإن الفعــل قد يتعدى بنفسه بعد حذف حرف الجر، أو أن االستحالف كان بدون أن يحلفوا، ألن االسـتحالف اسـتفعال بمعـنى الطلب، أو غـير ذلـك، وإال لزم رد علمه إلى أهله، ولعــل الصــدوق في المقنــع أخــذ فتــواه

فــإن أبى )المــدعي( أن يقســم قيــلمن هذه الروايــة، حيث قــال: للمدعى عليه أقسم، فإن أقسم خمسين يمينا أنه مــا قتــل وال يعلم قاتال، أغرم الدية إن وجــد القتيــل بين ظهــرانيهم، وإال فقــد عــرفت

. النص والفتوى بأنهم إن أقسموا كانت الدية في بيت المال )عليــهوبما ذكرناه ظهر الوجــه في روايــة الــدعائم، عن البــاقر

ــه الســالم( الســالم(: ــان علي )علي ــه على إذا ك ــل حمل أتي بالقتيــة :)عليه السالم(الصقب، قال أبو جعفر يعني بالصقب أقرب القرب

إليه، وإذا أتي به على بابها حمله على أهل القريــة، وإذا أتي بــه بين قريــتين قــاس بينهمــا ثم حملــه على أقربهمــا، فــإذا وجــد بفالة من األرض ليس إلى قرية واداه من بيت مال المسـلمين ويقـول: الـدم

.(2)ال يطل في اإلسالم فإن الالزم حمله على االحتمال وعدم القســامة، وســيأتي بعض

الكالم في فروع هذه.

. 8 ح70. وقرب اإلسناد: ص8 ح8 الباب 113 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 ح6 الباب 261 ص3( المستدرك: ج?)2

259

Page 260: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا وجد القتيل في مكان عام(( ما تقــدم هــو حكم القتيــل إذا وجــد في األمــاكن(:ـ 1)مسألة

المذكورة في المسألة السابقة. أما إذا وجد في زحام على قنطرة أو بئر أو جسر أو مصنع، ولم تكن جهة يحتمل أنها قتلته ثم ألقت به هناك فديته على بيت المال، وكذا لو وجد في جامع عظيم أو شارع كــذلك، أو فالة أو مــا أشــبه،ــة بال خالف أجده في شيء من ذلك، كما في الجواهر، بل عن الغني

اإلجماع عليه. ويدل عليه نصوص مستفيضة، باإلضــافة إلى أنــه لــو لم يحتمــل أن قاتلــه أحــد، فــاألمر دائــر بين أن يطــل دمــه، أو يؤخــذ من بيت

المال، والنص واإلجماع المدعى والفتوى على أنه ال يطل دمه. ــل، وإال ــائف الحي ــل بلط ــتخراج القات ــذا إذا لم يمكن اس لكن ه

وجب الفحص. إنــه )عليــه الســالم(،فقــد روى الــدعائم، عن أمــير المؤمــنين

،رخص في تقرير المتهم بالقتل والتلطــف في اســتخراج ذلــك منه ال يجوز على رجل قود وال حد بإقرار بتخويف )عليه السالم(:وقال

. وال حبس وال ضرب وال قيد . (1)ورواه الجعفريات أيضا

وكيف كان، فيدل على أصل الحكم ما رواه عبد الملك، عن أبي قــال: من)عليه الســالم( أمير المؤمنين ن إ :)عليه السالم(هللاعبد ا

مات في زحام الناس يوم الجمعة، أو يــوم عرفــة، أو على جســر ال. (2)يعلمون من قتله فديته من بيت المال

ــىأيضا، قال: )عليه السالم( وخبري ابن سنان وبكير، عنه قض في رجــل وجــد مقتــوال ال يــدرى من)عليــه الســالم( أمير المؤمنين

إن كــان عــرف لــه أوليــاء يطلبــون ديتــه)عليه الســالم(:قتله، قال . (3)أعطوا ديته من بيت مال المسلمين

ــاقر ــد بن مســلم، عن الب ــبر محم ــه الســالم(وخ ازدحم :)علي بالكوفــة فقتلــوا الناس يوم الجمعة في إمــرة علي )عليــه الســالم(. (4)رجال، فؤدى ديته إلى أهله من بيت مال المسلمين

. 1 ح11 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)1. 5 ح6 الباب 110 ص19( الوسائل: ج?)2. 1 ح6 الباب 109 ص19( الوسائل: ج?)3. 2 ح6 الباب 109 ص19( الوسائل: ج?)4

260

Page 261: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــه الســالم(،وخــبر الســكوني، عن جعفــر ــه )علي ــه عن أبي )علي من مات في زحــام يــوم جمعــة قال علي )عليه السالم(:السالم(،

أو عيــد أو عرفــة، أو على بــئر أو على جســر، ال يعلمــون من قتلــه،. (1)فديته على بيت المال

ــل )عليه السالم(:هللاوخبر أبي بصير، عن أبي عبد ا إن وجد قتي )عليــهبأرض فالة أديت ديتــه من بيت المــال، فــإن أمــير المؤمــنين

. (2)كان يقول: ال يطل دم امرئ مسلمالسالم( ــن ــوار، عن الحس ــبر س ــالم(:وخ ــه الس ــا )علي ــهإن علي )علي

لمــا هــزم طلحــة والزبــير، أقبــل النــاس ينهزمــون، فمــرواالسالم( بامرأة حامــل على ظهــر الطريــق ففــزعت منهم وطــرحت مــا في بطنها، فاضطرب حتى مــات ومــاتت أمــه من بعــده، فمــر بهــا علي

ــالم( ــه الس ــق، و)علي ــده على الطري ــة وول ــحابه وهي مطروح أص فسألهم عن أمرها، قالوا لــه: إنهــا كــانت حــامال ففــزعت حين رأت القتال والهزيمة، قال: فســألهم أيهم مــات قبــل صــاحبه، قــالوا: إن

بزوجهــا أب الغالم)عليــه الســالم( ابنهــا مــات قبلهــا، قــال: فــدعى الميت فورثه من ابنه ثلــثي الديــة، وورث أمــه ثلث الديــة، ثم ورث الــزوج من امرأتــه الميتــة نصــف ثلث الديــة الــذي ورثتــه من ابنهــا الميت، وورث قرابــة الميت البــاقي، قــال: ثم ورث الــزوج من ديــة المرأة الميتة نصف الدية وهو ألفان وخمسمائة درهم، وورث قرابة الميت نصف الدية وهو ألفان وخمســمائة درهم، وذلــك أنــه لم يكن لها وله غير الــذي رمت بــه حين فــزعت، قــال: وأدى ذلــك كلــه من

. (3)بيت مال البصرةــه فقــط، لألب ــه بين أبوي ــد مــات أوال فإرث أقــول: حيث إن الول الثلثان ولألم الثلث، ولم يكن للجنين إخوة حـتى تـرد األم من الثلث إلى السدس، وهذا اإلرث إنما حصله الجنين من الدية التي أعطاهــا

من بيت المال. )عليه السالم( اإلمام

. 5 ح6 الباب 110 ص19( الوسائل: ج?)1. 3 ح8 الباب 112 ص19( الوسائل: ج?)2. 3 ح10 الباب 393 ص17( الوسائل: ج?)3

261

Page 262: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وعلى هذا، فقد صار لألم باإلضافة إلى ما تملــك هي ثلث الديــة ( وثلث درهم، ثم لما ماتت األم كــان3333من عشرة آالف درهم )

لزوجها نصف الدية، حيث إن الزوج يرث نصف ما تملكه الزوجة إذا لم يكن للزوجة ولد، والنصف الباقي من ثلث الديــة لقرابــة المــرأة

الميتة في أية مرتبة كانت تلك القرابة. ثم إن المرأة لمــا مــاتت فــديتها خمســة آالف درهم نصــف ديــة الرجل، والزوج يرث من الزوجة غير ذات الولــد النصــف، أي ألفــان

وخمسمائة درهم، وأعطى اإلمام النصف الثاني لقرابة المرأة. وعلى هذا، فاإلمام دفع من بيت المال خمسة عشر ألف درهم،

( وثلــثي درهم، ونصــف6666حصل الزوج منــه ثلــثي ديــة المــرأة )ــه من ابنهــا الميت وهــو ) ــذي ورثت ــة ال ــا درهم،666ثلث الدي ( وثلث

( وثلث درهم كمــا10833( والمجمــوع )2500ونصف دية المــرأة )هــو واضــح، وأعطى اإلمــام البــاقي ألقربــاء المــرأة الميتــة، وهــو )

( وثلثا درهم. 4166 )عليهثم إنه يعلم مما تقدم أن ما في رواية السكوني من قوله

ليس في الهايشات عقل والقصاص، والهايشــات الفزعــة السالم(: تقع بالليــل والنهــار فيشــج الرجــل فيهــا أو يقــع فال يــدرى من قتلــه

، فالمراد عــدم قتــل إنســان وقصاصــه في الهايشــة، إذ ال(1)وشجه يعلم القاتــل والجــارح، وأنــه ال ديــة على إنســان، وليس نفيــا لكــون

الدية من بيت المال. هللاويؤيده أن الكافي ذكر متصال بالخبر المزبور: وقال أبــو عبــد ا

)عليــهرفــع إلى أمــير المؤمــنين في حــديث آخــر: )عليــه الســالم( . (2)فوداه من بيت المالالسالم(

ومما تقدم يعلم أنه لو علمنا بقاتله في الزحام، كان عليه الديــةأو القصاص، كما أنه

. 1 من دعوى القتل ح6 الباب 110 ص19( الوسائل: ج?)1. 6 ح355 ص7( الكافي: ج?)2

262

Page 263: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لو حصر بين أفراد كان الحكم قاعدة العدل، كمــا إذا علمنــا أنــهقتله زيد أو عمرو.

لكن إذا علمنا أن الزحــام ســبب ســقوط هــؤالء على هــؤالء، أو ضغط هؤالء على هؤالء حــتى مــاتوا خنقــا، أو نزفــا، أو ســقوطا من شاهق، أو سقوط شاهق عليهم، أو وقوعهم في الماء، أو في النار،ــه لم يكن ــة على المســببين، ألن ــدم الدي ــا أشــبه، فالظــاهر ع أو م

باختيارهم، واألدلة منصرفة عن مثلهم. كما أن أدلة الزحام والهايشة ونحوها شاملة للمقتولين، كمـا أن الصفوف البعيدة الضاغطة ليس عليهم شيء أيضا، وأخبار الزبيــة ال

تشمل المقام، كما هو واضح.

263

Page 264: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))بيت المال ودية القتيل(( إعطاء الدية من بيت المــال واجب، وهــل يعطى(:ـ 2)مسألة

من الصدقات، أو من الخليط، الظاهر الثاني، نعم يشــكل إعطاؤهــا من الزكاة للسادة، أو من حق الســادة لغــيرهم، اللهم إال أن يقــال:، ومن حق السادة لغير هللايصح من الزكاة للسادة، ألنه سهم سبيل ا السادة، ألن اإلمام الزائد له والمعوز عليه، وكالهما غــير بعيــد، كمــا

ذكرنا قريبا من ذلك في كتابي الخمس والزكاة من )الفقه(. والظاهر أن الدية من بيت المال ال فرق فيها بين كون المقتولــه المســلمون أو الكفــار، وكــذلك الحكم في مســلما أو كــافرا، قتل القسامة إلطالق األدلة، وما في بعض الروايات من لفظ )المســلم(

من باب الغلبة، فاإلطالقات محكمة. نعم ليس هــذا حكم الكــافر المحــارب، وال المســلم في ســاحة الجهاد، ألن قتله هناك سواء كان بالسيف أو بالزحــام أو بمــا أشــبه،

، وليس له هذا الحكم. هللافإنما هو في سبيل ا وال يخفى أن الزحام الذي ال شيء عليه في القتــل إنمــا هــو إذا لم يكن عن عمد ألجل قتل إنسان أو أفراد، فإذا اتفق ألــف إنســان مثال للركض قاصدين قتل إنسان بهذا الشكل حتى يبرؤون أنفســهم ويدعون أنه اتفق القتل، كان عليهم القصاص والدية كل في مورده

حسب ما ذكرنا في قتل الجماعة لواحد. وال يبعد أن يكــون ثمن المتلفــات في مســألة الزحــام على بيتــاب المال، فلو ازدحم الناس فمات حيوان ملك لشخص، أو خرق ثي أفراد، أو شب الحريق، أو هدم مكان، أو كسرت أوان، أو مــا أشــبه ذلك، كان كل ذلك على بيت المال، للمنــاط، وألنــه المعــد لمصــالح

المسلمين وهذا من تلك. ولو كان الزحام أوجب إلصاق زيد بعمرو مثال، فمات عمــرو من الضغط، وقد كان بإمكان زيد أن ال يضــغط عليــه عمــدا، كــان عليــه

القود، لخروج هذا من إطالقات األدلة. كما أنه لو تمكن المقتول من الفرار فلم يفر تكاســال في مــوردــاب من ألقى الزحام، كان هدرا، وقد تقدم مثل هذه المســألة في ب

إنسانا في بحر، أو نار، أو مسبعة.ــه، أو ــف أنف ــات حت ــو لم يعلم أن الميت في الزحــام هــل م ول

بالضغط

264

Page 265: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــرائن ونحوه، عمل بالظاهر من أنه مات بالزحام، إال إذا كانت ققطعية تدل على خالف ذلك.

وال فرق بين أن يموت حال الزحام، أو بعد أيام من أثر الزحام،إلطالق األدلة ومناطها.

ولو علم المقتول بأن هذا الزحــام يقتلــه لمــرض قلبــه أو ضــيق نفسه أو ما أشبه، ومع ذلك دخله كان هدرا، ألنه كالمتكاســل الــذي

أوقعوه في النار. وإن علم بأن كل مرة يموت أناس في هــذا الزحــام وأقــدم، لم

يكن هدرا، ألنه ليس ممن تعمد في قتل نفسه. ثم إنه إن وهب الولي الديــة لم يجب شــيء ال على بيت المــال وال على ولي القاتــل من مــال القاتــل وال على العاقلــة في مســألة

الزحام وقتيل القرية وما أشبه، ألنه حقه، فإذا أسقطه سقط.

265

Page 266: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))االحتمال ميزان القسامة(( قــد عــرفت أن مــيزان القســامة االحتمــال، فلــو(:ـ 3)مسألة

احتمل ولي القتيل أنه قتله زيد كان لــه إقامــة الــدعوى عليــه، فــإن وجــد خمســين قســما في جانبــه ثبت القتــل عليــه، وإال فــإن وجــد

خمسون حلفا في جانب المتهم برئ، وإال ودي من بيت المال. ومنه يعلم اإلشكال في كالم الشرائع، حيث قال: ال يثبت اللوث

بشهادة الصبي وال الفاسق وال الكافر، ولو كان مأمونا في نحلته. إذ يرد عليه:

أوال: إنه لماذا ال يشمل مثل ذلك األدلة، خصوصا إذا كانوا ثقــاة، وتعليلهم لذلك بعدم اعتبــار أخبــارهم شــرعا، فيــه إنــه ال دليــل على لزوم كون االحتمــال مســتندا إلى أخبــار الثقــة، بــل اإلطالق يمنعــه، ومنــه يعلم اإلشـكال في كالم كشـف اللثــام، حيث زاد المـرأة على

الثالثة المذكورة في الشرائع. وثانيا: ما ذكره الجواهر منه أنه لو قيل بثبوته مع إفــادتهم الظن

كان حسنا، ألن مناطه الظن وهو قد يحصل بذلك. أقول: خصوصا وهؤالء قد تحف بكالمهم القرائن الموجبــة حــتى للوث، للمشهور الذين اعتبروا اللوث، فهل يمكن أن يقال إن الولــد غير البالغ إذا رأى أن زيدا قتــل أبــاه وجــاء وشــهد بــذلك لم يحصــل اللوث، وكذا في الفاسق من جهة أنــه يشــرب الخمــر أو يســتغيب،

لكنه ال يكذب وهو ثقة من هذه الجهة، وكذا في الكافر والمرأة. وللمستشكل على الشرائع أن يتســاءل أنــه مــا هــو الفــرق بين الواحد من هؤالء وبين جماعة منهم حيث قال: )نعم لو أخبر جماعة من الفساق أو النساء مع ارتفاع المواطاة، أو مع ظن ارتفاعها كان لوثا(، بأنه إن كــان المعيــار الظن فهــو حاصــل في األول، وإن كــان

أكثر من ذلك فهو غير حاصل في الثاني أيضا. وأشكل منه قول الشرائع: )ولو كان الجماعــة صــبيانا أو كفــارا، لم يثبت ما لم يبلغوا حد التواتر( فإنــه من أين هــذه التفاصــيل، مــع

وضوح إطالق النص. وال لفظ للوث في الروايات، حتى أنه لو كــان لفــظ هنــاك كــان

يشمل كل ذلك،

266

Page 267: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

هذا باإلضافة إلى ما أشكله الجواهر بأنه لو بلغ حد التواتر ـ كماقاله المحقق ـ يوجب ثبوت القتل ال اللوث.

ــواتر، ــياع من الت ــه أراد الش ــام بأن ــف اللث ــذار كش ــا أن اعت كم باإلضافة إلى أنه خالف الظاهر، ال يرفع إشكال ثبــوت اللــوث بأقــل

من الشياع أيضا، فال حاجة إلى الشياع. وال فرق في القسامة كون االتهام مقترنا بالشك أم ال، فلو وجد بالقرب من القتيل ذو سـالح ملطخ بالـدم مــع سـبع من شـأنه قتــل اإلنسان صح االتهام، إلطالق أدلة القسامة، فهو مثــل مــا إذا عــرف الولي أن من قتله إما زيد أو عمرو فأقام عليهما الدعوى، فإن وجد خمسين حلفا على أنه قتله المتهم ال السبع، أو قتلــه زيــد ال عمــرو،ــو ــف ه ــان على المتهم أن يحل ــل، وإال ك ــد ثبت القت ــرو ال زي أو عم

وأولياؤه أنه لم يقتله. وعلى هذا يرد اإلشكال على ما أفتاه الشرائع من اشتراطه في

اللوث خلوصه عن الشك، ففي ذي السالح والسبع ال لوث. كما أنه يرد اإلشكال على الشيخ في أنه لو قــال الشــاهد: قتلــه أحد هذين كان لوثا، ولو قال: إن فالنا قتــل أحــد هــذين القــتيلين لم

يكن لوثا، إذ إطالق أدلة القسامة يشملهما. وفي المسالك علـل كالم الشـيخ بقولـه: )ألن ذلـك ال يوقــع في القلب صدق ولي أحدهما إذا ادعى القتل عليه بالتعيين، هكذا ذكره الشيخ فارقا بما ذكر، والمصــنف تــردد في الفــرق، وتــردده يحتمــلــاني إرادة تساوي األمرين في إثبات اللوث وعدمه، والظاهر هــو الثــالمعين، وبهــذا الشــتراكهما في اإلبهــام المــانع من حصــول الظن بــة المســألة، ثم اســتظهر المســالك صــرح العالمــة وغــيره من نقل الفرق، وإن قول الشاهد: إنه قتــل أحــد هــذين لــوث، بخالف قولــه:

أحد هذين قتل فالنا( انتهى. أقول: الظاهر أن كليهما يوجب القسامة، لما عرفت من إطالق أدلتها، وتعليل الشيخ ال يقاوم اإلطالق، وقول الولي أحد هذين قتل، ال وجه لعدم القسامة فيه، إال تعليل المســالك بأنــه ال يحصــل الظن بأحدهما على الخصوص، وفيه: إنه ال حاجة إلى ذلك، بل يضاف إلى

إطالق أدلة القسامة الشاملة لهذه الصورة ما ذكره الجواهر

267

Page 268: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــتي هي األصــل في ــد ا بن ســهل ال هللامن )أن ظــاهر قضــية عبــة ــوث في القري ــوت الل ــا دل على ثب ــل وم مشــروعية القســامة، ب والقريتين ونحو ذلك ممــا لوثــه على القــدر المشــترك دون المعين،

انتهى. (1)االكتفاء بالقسامة في أمثال تلك الموارد( ثم إنــه إذا حلفت القســامة أنــه قتــل أحــد هــذين قتــل بأحــدهما المجهول، كما إذا قــام الشــاهدان بــذلك، وإذا حلفت القســامة بــأن أحد هذين قتل هــذا القتيــل ولم يمكن تعــيين، كــان الالزم على كــل منهما نصف الدية، كما تقدم في بعض المســائل الســابقة، لقاعــدةــل أحــد العدل واإلنصاف، ولو حلفت القسامة على أن أحد هذين قت هــذين، أعطى كــل واحــد منهمــا نصــف الديــة وأخــذ كــل واحــد من

الوليين نصف الدية. ثم إنه ال يشترط في اللوث وجود أثر القتل، كما أفــتى بــه غــيرــك واحد، بل في الجواهر ال أجد فيه خالفا بيننا إال من أبي علي، وذل إلطالق األدلة، بل هو ظاهر ما رواه محمد بن مســلم، عن أبي عبــد

في رجل كان جالسا مع قــوم فمــات وهــوهللا )عليه السالم(، قال: معهم، أو رجل وجد في قبيلة أو على باب دار قــوم فــادعى عليهم،

. بعــد مــا تقــدم من تقييــد(2)قال: ليس عليهم شيء وال يبطــل دمهذلك بعدم القسامة، فإن ظاهر )مات( عدم وجود أثر القتل.

ثم إنه ال يشــترط في القســامة حضــور المــدعى عليــه، إلطالق األدلة، واحتمل في التحرير االشتراط، لكنه خــال عن الــدليل إال مــاــه إذا يتوهم من احتمال لزوم حضوره لعله يدافع عن نفسه، وفيه إن حضر وأقام الدليل على أنه لم يكن القاتل بطــل حكم القســامة، ال أن القسامة تتوقف على حضوره، فحال المقــام حــال ســائر مــوارد

الدعوى من حجية الشهود.وال حاجة في القسامة إلى الرؤية، بل يكفي العلم في

.241 ص42( انظر جواهر الكالم: ج?)1. 1 ح8 الباب 111 ص19( الوسائل: ج?)2

268

Page 269: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الحلف، إلطالق األدلة، ومفهوم روايــة ابن ســنان المتقدمــة فيــاحلفوا أنتم، )صلى الله عليه وآله(:قصة قتيل قليب اليهود، قال ف

. فــإن ظــاهره أنهم(1)قالوا: كيف نحلف على ما لم نعلم ولم نشهدلو علموا صح حلفهم.

ومنه يظهر أن قــول األنصــار في خــبر أبي بصــير وغــيره: كيــفنقسم على ما لم نر، يراد به األعم من الرؤية البصرية والقلبية.

ــل ثم إنه قد ظهر مما تقدم أنه لو ادعى الولي أن واحدا من أه الدار قتلــه فيمــا لــو وجــد مقتــوال فيهــا، كــان لــه أن يقيم القســامة فيكون الحق معه، وإال فعليهم القســامة، فــإذا حلفــوا ودي من بيت المال، وقد سبق أن رواية ابن مسلم محمــول على عــدم القســامة

)عليــهمن الجانبين، بــدليل جعــل ديتــه على بيت المــال، حبث قــال . وال يبطل دمه السالم(:

. 1 ح10 الباب 117 ص19( الوسائل: ج?)1269

Page 270: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))القسامة وعددها(( في كمية القسامة، وهي في قتل العمد خمسون(ـ: 4)مسألة

ــه ــاع والنصــوص علي ــه اإلجم ــل علي ــا، بال إشــكال وال خالف، ب يمينمتواترة.

ــه، فقــال: )إنهــا وخــالف في ذلــك ابن حمــزة على المحكي عنــل خمسة وعشرون في العمد إذا كان هناك شاهد واحد(، ولعله جع الخمسين مقام الشاهدين، لكنه اعتباري لم يــدل عليــه دليــل، ولــذا

رماه الجواهر بالندرة. (:هللا)صــلى ا عليــه وآلههللاففي رواية زرارة، قــال: لهم رســول ا

فليقسم خمسون رجال منكم على رجل فأدفعه إليكم(1) .ــة أبي بصــير، فقــال ــه وآلهوفي رواي ليقســم(: هللا)صــلى ا علي

. (2)منكم خمسون رجال على أنهم قتلوه فعلى المـــدعي أن يجيء بخمســـينوفي مكـــان آخـــر منهـــا:

. يحلفون أن فالنا قتل فالنا فإن على الذين ادعي عليهم أن يحلــفوفي موضع ثالث منها:

. منهم خمسون في القسامة خمســون رجال في العمــد،وفي رواية ابن سنان:

. (3)وفي الخطأ خمسة وعشرون رجال والقسامة جعـل في النفس على العمـدوفي رواية أبي عمرو:

خمسين رجال، وجعل في النفس على الخطأ خمسة وعشــرين رجال(4) .

فــأقيموا قســامة(: هللاصلى ا عليه وآلهوفي رواية الدعائم، قال . (5)خمسين رجال

. 3 ح10 الباب 117 ص19( الوسائل: ج?)1. 5 ح10 الباب 118 ص19( الوسائل: ج?)2. 1 ح11 الباب 119 ص19( الوسائل: ج?)3. 2 ح11 الباب 120 ص19( الوسائل: ج?)4. 1 ح7 الباب 261 ص3( المستدرك: ج?)5

270

Page 271: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وفي الرضوي: . (1)فقسامته وهي خمسون رجال والقســامة في النفس جعــل على خمســينوفي أصل ظريف:

.(2)رجالإلى غيرها من الروايات.

ــرق بين ــدم الف ــا ال خالف في ع ــكال، كم ــه ال ينبغي اإلش ثم إن الوارث للقصاص والدية وغير الوارث، وأنه ال حاجــة إلى األكــثر من خمسين، وعن الروضة وكشــف اللثــام: وإن زادوا حلــف منهم عــدد القسامة، فما عن الشهيد من أنه لو كانوا أكــثر من خمســين حلــف كل واحد يمينا، لم يظهر وجهه، بل في الجواهر: إنــه منــاف لظــاهر

النص والفتوى. ثم إنه ال يبعد وجــوب الحلــف على من علم من الطــرفين، ألنــهــان ــني إذا ك ــالوجوب عي ــا، ف ــتي يجب إظهاره ــة الشــهادة ال بمنزل

منحصرا، وكفائي إذا قام به من فيه الكفاية.ــه عن ــ ــاذلون لليمين مع ــ ــر الب ــ ــدعي أو المنك ــ وإن نقص المــامة، بال خالف وال ــوا القس ــتى يكمل ــان ح ــررت األيم ــين ك الخمس إشكال، بل عن ظاهر الخالف والغنية اإلجمــاع عليــه، وأرســله غــير

واحد إرسال المسلمات. حلــف المتهمين بالقتــلويدل عليــه روايــة مســعدة المتقدمــة:

. هللاخمسين يمينا با ما قتلناه وال علمنا له قاتال هللاورواية أبي عمرو المروية، عن أبي عبد ا )عليه السالم(، فيما

بالنســبة إلى النفس)عليــه الســالم( أفــتى بـــه أمـــير المؤمــنين فــإن لم يكن للمصــاب من يحلــف )عليــه الســالم(:واألعضاء، قال

يحلــفنــه أ)عليــه الســالم( ، ثم ذكــر معــه ضــوعفت عليــه األيمــان ،(3)مرتين، وثالث مرات، وأربع مرات، وخمس مرات، وست مــرات

ووحدة السياق تقتضــي وحــدة الحكم، كمــا ال يخفى على من راجــعالرواية.

. 1 ح7 الباب 261 ص3( المستدرك: ج?)1. 1 ح9 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)2. 2 ح11 الباب 120 ص19( الوسائل: ج?)3

271

Page 272: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــوي ــالم(:وفي الرض ــه الس ــف المتهم )علي ــد حل ــإن لم يج ف خمسين يمينا أنه ما قتلــه، وال علم لــه قــاتال، فــإن حلــف فال شــيء

. (1)عليه وفي أصل ظريف الذي رواه المستدرك: إنــه أفــتى علي )عليــه

.(2)ذكر مثل رواية أبي عمرو المتقدمة إلى أن السالم(،ــات على مــا ذكــروا: وفي المقنع للصدوق الذي هو متون الرواي

وإن ادعى رجل على رجــل قتال، وليس لــه بينــة، فعليــه أن يقســم ، فإذا أقسم رفع إليه صــاحبه فقتلــه، فــإن أبى أن هللاخمسين يمينا با يقسم قيل للمدعى عليه أقسم، فإن أقسـم خمسـين يمينــا أنــه مـا

.(3)قتل، وال يعلم قاتال أغرم الدية إن وجد القتيل بين ظهرانيهموالظاهر أن مراده غرامة الدية من قبله، ولو من بيت المال.

وكيف كان، فال ينبغي اإلشكال في الحكم بعد النص واإلجماع. ومنه يعلم أنهم لو كانوا أقــل من خمســين وزع األيمــان عليهم، وقد اختلفوا في أنه هل توزع عليهم بالسـوية، أو حسـب حصصـهم، كمــا ســيأتي الكالم فيــه، وإن كــان الظــاهر التوزيــع عليهم مطلقــا، فيجوز أن يحلــف الــوارث ثالثــة وغــير الــوارث خمســة مثال، إلطالق

األدلة.ــة يخــير ــانوا تســعة وأربعين رجال مثال، ففي اليمين الباقي وإذا ك أيهم يحلف، كمــا هــو ظــاهر بعضــهم، ونص عليــه آخــرون، لكن عن

القرعــةالشهيد القرعــة في أن أيهم يحلــف، ولعلــه اســتند إلى أن ، لكن ال دليل على لزوم ذلك، ولذا قــال الجــواهر:لكل أمر مشكل

)ال إشــعار في شــيء من النصــوص بالقرعــة، وإنمــا هــو حــق لهم مختارون فيه حتى أن لهم جميعا االمتناع منه، فال إشكال حينئذ كي

يكون محال للقرعة(.

. 2 ح8 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)1. 1 ح9 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)2. 2 ح7 الباب 261 ص3( المستدرك: ج?)3

272

Page 273: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أقول: في اختيارهم االمتناع اإلشكال المتقــدم، ألن فيــه إظهــارالحق كالشهادة، وظاهر األدلة لزوم ذلك عليهم، فتأمل.

))إذا لم يكن هناك خمسون يحلفون((ــوم من ــير ق ــوم، أو غ ــدعي ق ــإذا لم يكن للم ــان، ف ــف ك وكيــان ــا، أو ك ــوا قوم ــامة أن يكون ــترط في القس المطلعين، إذ ال يشــدم ولكنهم لم يحلفوا عصيانا إن قلنا بالوجوب عليهم، أو ألن لهم عــره ــا ذك الحلف كما ذكره الجواهر، حلف المدعي خمسين يمينا، كم

غير واحد، بل في الرياض نفي الخالف فيه. فإن لم يحلفوا ولم يحلف، وكــان للمــدعى عليــه قــوم أو نحــوهــو ــف ه ــارا حل ــوا عصــيانا أو اختي ــإن لم يحلف ــون خمســين، ف يحلف

خمسين يمينا، كما هو ظاهرهم، بل عن الغنية اإلجماع عليه. هذا ولكن ال يبعد أن يقيد كفاية الخمســين من المــدعي بمــا إذا لم يكن فاسقا يعرف من حاله عدم المبــاالة بــاليمين، فإنــه يشــكل هدر دم إنسان بيمين ال يطمأن إليها من جهة الحالف، وكذا إذا كــان

الحالفون معه ال يطمأن إليهم، الحتمال توطأتهم. ويؤيده باإلضـافة إلى انصـراف األدلـة عن مثـل ذلـك، الرضـوي

ــه الســالم(: ــإن لم يجــد شــاهدين عــدلين فقســامته، وهي )علي فــهدون بالقتل ــارهم يشـ ــون رجال من خيـ ــديث، حيث(1)خمسـ الحـ

اشــتراط أن يكونــوا من خيــارهم ظــاهر في غــير مثــل احتمــالتوطئتهم.

وعلى هذا فإن كان الخمسون يمينا أو رجال أو ما أشبه كاأليمان الموزعة على أقــل من خمســين مــورد االتهــام، وصــلت النوبــة إلى المدعى عليه، فإن كان فيه شك أيضا كان مثل مــا إذا لم يكن علم

وال بينة وال قسامة، حيث تكون الدية من بيت المال، فتأمل. وكيف كان، فإن وجد خمسون حلفا من المدعي مــع االطمينــان به، أو ممن يحلف معه سلم المدعى عليه إليهم في العمــد، وأغــرم

عاقلة المدعى عليه في الخطأ،

. 2 ح8 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)1273

Page 274: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وإال حلف المدعى عليــه خمســين هــو ومن يحلــف معــه وكــانتالدية من بيت المال.

وإن لم يحلفوا، ففي العمد يسلم المــدعى عليــه إلى المــدعي،وفي الخطأ أغرموا الدية.

وإذا كانوا أقل من الخمســين وزعت األيمــان عليهم، ســواء في المدعي أو في المدعى عليه، كل ذلك بال خالف كمــا في الجــواهر، وعن الغنية اإلجماع عليه، وقد عرفت أن النصــوص أيضــا تــدل على كـــل حكم من هـــذه األحكـــام بحيث إن من جمعهـــا يســـتفاد هـــذا

التفصيل. هللاوما في بعض نصوص قصة عبــد ا بن ســهل من تقــديم حلــف المـدعى عليــه أوال ثم حلـف المـدعي، فالظـاهر أنـه من بـاب ذكـر األحكام من غير قصد الترتيب، وإال فالنصوص األخــر والفتــاوى، بــلاإلجماع بقسميه كما في الجواهر، دليل على تقديم حلف المدعي.

274

Page 275: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا حصل التواتر دون الخمسين(( كون الحلف خمسين إنما هو في العمد، وفيما إذا(: 5)مسألة

لم يكن دون الخمسين رجال يــوجب قــولهم التــواتر المــوجب للعلم، أمــا إذا كــان دون ذلــك أوجب التــواتر كفى األقــل، للعلم الــذي قــد عرفت غير مرة كفايته للحــاكم في إجــراء الحكم، وقــد ذكــره غــير

واحد. كما أنه إذا لم يكن الدعوى قتــل العمــد، إمــا بالجهــل في كونــه خطأ أو عمدا، أو يعلم المدعي أنه خطأ أو شبه عمــد، فقــد اختلفــوا

فيه على قولين: األول: تساويه مع العمــد في االحتيــاج إلى خمســين يمينــا، كمــا عن المفيد والديلمي والحلي والعالمة وولــده والشــهيدين في بعضــل عن ــهور، ب ــبته إلى المش ــة نس ــل عن الروض ــيرهم، ب كتبهم وغ

السرائر اإلجماع عليه. أقول: وكال الشهرة واإلجمــاع محــل نظــر، بــل منــع، ولــذا قــال

الجواهر: وإن كنا لم نتحققها. ودليل هؤالء هو بعض اإلطالقات الواردة في القسامة، حيث لم يفصل بين العمد وغيره، وإن األنصاري الــذي قتــل لم يقــل األنصــار

)صــلى اللــه عليــه وآلــه(إن اليهود قتلوه عمدا، ومع ذلــك الرســول طلب منهم حلــف خمســين، وفي كال األمــرين نظــر، إذ اإلطالقــات مقيــدة بالنصــوص المفصــلة، وظــاهر قصــة األنصــاري أنهم اتهمــوا

اليهود بالقتل العمدي. الثاني: إن في غير العمد يحتاج اإلثبــات إلى خمســة وعشــرين، اختـــاره الشـــيخ والقاضـــي والصهرشـــتي وأبـــو حمـــزة والعالمـــة والشهيدان في بعض كتبهم والمحقق والمقداد وغيرهم، بل اعترف العالمة بأنه المشهور، وهو ظاهر عبارة الشــرائع، حيث إنــه بعــد أنــا( حيث إن ــال: )ومن األصــحاب من ســوى بينهم ــر التفصــيل ق ذك ظاهره أن الشهرة في جانب التفصــيل، بــل عن الغيبــة نســبته إلى رواية األصحاب مشعرا باإلجماع عليــه، وعن الشــيخ ادعــاء اإلجمــاع

صريحا. ويــدل على التفصــيل جملــة من الروايــات الــتي فيهــا الصــحيح

وغيره.

275

Page 276: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

في )عليــه الســالم(:هللاكصحيح ابن سنان، قال: قال أبــو عبــد ا القسامة خمســون رجال في العمــد، وفي الخطــأ خمســة وعشــرون

. (1)هللارجال، وعليهم أن يحلفوا با )عليه السالم(وعن محمد بن عيسى ويونس جميعا، عن الرضا

. (2)مثلهــة أبي عمــر المتطبب، عن الصــادق ــه الســالم(،وفي رواي )علي

في)عليــه الســالم( حيث عرض عليه مــا أفــتى بــه أمــير المؤمــنين ــديات، قــال: والقســامة جعــل في النفس على العمــد خمســينال

. (3)رجال، وجعل في النفس على الخطأ خمسة وعشرين رجالــالم(وفي أصل ظريف الذي رواه عن أمير المؤمنين )عليه الس

مثله. إنـــه قـــال:)عليـــه الســـالم(،هللاوفي الـــدعائم، عن أبي عبـــد ا

القســـامة في النفس على العمـــد خمســـون رجال، وعلى الخطـــأ . (4)خمسة وعشرون رجال

فجعــل للنفس على العمــد منوفي الرضوي )عليــه الســالم(: .(5)القسامة خمسون رجال، وعلى الخطأ خمسة وعشرون رجال

ثم إنه حيث إن الخطأ جعــل في هــذه الروايــات مقابــل العمــد،يستفاد منه األعم من شبه العمد أيضا، كما أفتى به المشهور.

))من يحلف في القسامة(( ثم إنه ال خصوصية للورثة وال لألقرباء وال للقوم، بــل يحلــف فيــالواقع، وذلــك كل جانب من المدعي والمدعى عليه، حسب علمه بــاب ــو من ب ــوم ه ــارات من الق ــا في بعض العب ــة، وم إلطالق األدل

المثال. والحلــف ال يلــزم أن يكــون بالتســاوي وال بالتفــاوت فيمــا كــان الحالف أقـل من الخمسـين، ومن الخمسـة والعشـرين، فـإذا كـانواــنين مثال، لإلطالق عشرين مثال يصح أن يحلف أحدهم ثالثة واآلخر اث

أيضا، فقول الشرائع: إن

. 1 ح11 الباب 119 ص19( الوسائل: ج?)1 صدر الحديث. 2 ح11 الباب 120 ص19( الوسائل: ج?)2. 8 ح169 ص10( التهذيب: ج?)3. 2 ح9 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)4.3 ح9 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)5

276

Page 277: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

التقسيم بالسوية، ال دليل عليه، كما أن التفــاوت في الــوارث ال يوجب التفاوت في األيمان، فإذا كان هنــاك من يــرث ضــعف اآلخــر

ليس عليه ضعف أيمان اآلخر لإلطالق. خالفا للمحكي عن المبسوط، وأحتمله الفاضل في القواعد من تقســيم األيمــان بينهم على حســب الحصــص، وكأنــه ألنهم يحلفــون خالفة عن القتيل فيحلف كل بقدر خالفته، ولذا نــرى األيمــان تنقص

بحساب نقص ديات الجراحات واألعضاء عن دية النفس. وفيه: إنه ال دليل على كونها خالفة عن القتيل، فإطالقات األدلة محكمــة، بــل في الجــواهر يمكن دعــوى القطــع من التأمــل في

النصوص بخالفه. ثم إن المــدعي أيضــا من جملــة الحــالفين، إلطالق النص، فــإن

: )صلى الله عليه وآله(قول الرسول ،ليقسم منكم خمسون رجاليشمل المدعي أيضا.

وال يشترط أن يكون المدعي وارثــا وال قريبــا، فــإذا وجــد قتيــل ولم يكن له أحــدهما صــح أن يقــوم بــذلك بعض المؤمــنين من بــاب

الحسبة. نعم إن كان له وارث عفى وترك القصــة لم يكن لغــيره القيــام

بذلك. واشتراط أن يكون الحالف ذكرا هو الذي قــال بــه بعض، لقــول

إذا وجــد رجــلفي رواية علي بن الفضــيل: )عليه السالم( الصادق مقتول في قبيلة قوم حلفوا جميعا ما قتلــوه، وال يعلمـون لـه قـاتال، فإن أبوا أن يحلفوا أغرموا الدية فيما بينهم في أموالهم، ســواء بين

.جميع القبيلة من الرجال المدركين: )من الرجال( راجعا إلى الجملتين.)عليه السالم(إذا كان قوله :)عليــه الســالم(ولورود قوله ، وهــذا هــو الــذيخمســين رجال

اختاره الجواهر، لكن الظاهر من آخرين نصا أو إطالقا كون المــرأةــد ــة ابن الفضــيل ال داللــة فيهــا، حيث إن القي أيضــا تحلــف، إذ روايــة المتعقب للجمــل ظــاهرة رجوعــه إلى األخــير، إال أن تقــوم قرين

قطعية وليست في المقام. ومــا في الروايــة من لفــظ: )خمســين رجال( ال داللــة فيــه علىــول، حيث ال ــو المقت ــل ه ــون الرج ــل ك ــو من قبي ــية، فه الخصوص خصوصية ألن يكون المقتول رجال، مــع أنــه هــو مــورد روايــات قتــل

اليهود لألنصاري، فإنه صرح بلفظ الرجل

277

Page 278: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

في بعض الروايات األخر. في حــديث:)عليــه الســالم( مثــل صــحيحة زرارة، عن الصــادق

الحديث. (1)كيما إذا أراد الفاسق أن يقتل رجال أو يغتال رجال ويؤيــده حلــف المــرأة لنفســها في بــاب الجراحــات، مــع وحــدة السياق في النفس والجراحة، وعلى هذا فالظاهر عــدم الفــرق في

الحالف بين الرجل والمرأة، كما ال فرق في القتيل بينهما. نعم الظاهر اشتراط البلوغ في الحالف، كاشتراط العقل قطعا،

ألن عمد الصبي خطأ. أما المقتول فال يشترط أن يكــون بالغــا وال عــاقال، بال خالف وال

إشكال. وال فرق في االحتياج إلى الخمســين بين كــون المقتــول رجال أوــة امــرأة، فاحتمــال أن في المــرأة النصــف لكــون ديتهــا نصــف دي الرجل، ال وجه له، بل الزمه أن في خطأ قتل المــرأة اثنــتي عشــرة

ونصف. ــرف ــدعي أو ط ــرف الم ــالفين من ط ــان في الح ــه إذا ك ثم إن المنكر اثنان عدول، لم يحتج إلى القسامة كمــا صــرح بــه الجــواهر،

لثبوت القتل بالبينة، فثبوت البراءة بها بالمناط أو باألدلة.

. 1 ح9 الباب 114 ص19( الوسائل: ج?)1278

Page 279: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا ادعي على أكثر من واحد(( لو كان المدعى عليه القتل أكثر من واحد، فهــل(:ــ 6)مسألة

المدعي والباذلون معه يحلفون خمسين أيمانا بصــيغة التثنيــة، مثــل هللاقول: وا إنهما قتاله، أو مائة أيمــان لكــل واحــد يمين، وكــذلك فيــة ــوه، أو مائ ــع: وا إنهم قتل ــيغة الجم ــون بص ــثر يحلف ــة وأك هللالثالث

وخمسين يمينا، احتماالن، وإن كان الظاهر كفاية التثنية والجمع. وكذلك العكس بأن كان المدعى عليه واحدا متهمــا بقتــل اثــنينهللاأو ثالثة، فيحلفون: وا إنه قتلهمــا أو قتلهم، أو وا إنــه قتــل زيــدا، هللا

هللاوخمسين أخرى: وا إنه قتل عمروا.وذلك لشمول إطالق األدلة لكال األمرين، فال خصوصية ألحدهما. وأما لــو كــان المــدعي لم يحلــف وكــان المتهم واحــدا في قتــل اثنين، فالظاهر كفاية أن يحلف هو والباذلون له خمسين حلفا لنفي هللاقتله لهما، فيحلف كل واحد: وا إنــه لم يقتلهمــا، أو خمســين لنفي

قتله زيدا وخمسين لنفي قتله عمروا، وذلك إلطالق األدلة أيضا. نعم قد اختلفوا في أنه لو كان المتهم اثنين في قتل واحد، فهل على كل واحد من المتهمين خمسون يمينا، فاأليمان مائة، وهذا هــو الذي اختاره المبسوط ومن تأخر عنه والمحقق وغيرهم، واســتدلوا لذلك بأن كل واحــد منهم تتوجـه عليـه دعـوى بــانفراده، ألنـه منكـر يلزم باليمين، والفــرض أن هنــا خمســين، كمــا إذا اتهم زيــد عمــروا

وبكرا بالسرقة، حيث إن كل منكر يحلف، وال يكفي حلف أحدهما. خالفا للمحكي عن الشيخ في الخالف، فاكتفى بالخمسين منهم أجمــع، مــدعيا عليــه اإلجمــاع، لكن في الجــواهر نفى صــحة إجمــاع الشيخ، واستدل للشــيخ بــأن في جملــة من الروايــات ممــا ظــاهره

كفاية خمسين يمينا فيما إذا ادعى الرجل على القوم أنهم قتلوه. ولعل هذا هو األقرب، فإذا كان الخمسون غير المتهمين حلفــوا:هللاوا ما قتاله، وإن كانا في الحالفين يحلف كل واحد منهمــا: وا مــا هللا قتلنا، وذلك لشمول إطالق األدلة لــه، فيصــح أن يحلــف لكــل واحــد

خمسون، كما يصح أن يحلف الخمسون لنفي قتل كليهما.

279

Page 280: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

نعم إذا كان كل بعض من الحالفين يعلم عدم قتل أحدهما يلزم تكميل العدد، مثال أربعون منهم يعلمون عدم قتلهمــا، وعشــرة يعلم عدم قتل زيد، كــان بحاجــة إلى عشــرة أخــرى يحلفــون بعــدم قتــل

عمرو، وذلك ألن يكمل الخمسون لنفي االتهام عن كل واحد. ثم الظاهر أنه ال حاجة إلى يمين المدعي أو المدعى عليه، فــإذا امتنع أحدهما عن اليمين، لكن كان عنده من يحلــف خمســين يمينــا

كفى، إلطالق األدلة. نعم يشكل أنــه لــو كــان عنــده إنســان واحــد أو إنســانان أو مــا أشبه، ولم يحلف هو أصال، وإنما جعل كل األيمان على ذلك الشاهد له، وذلك ألن مصدر يقتسم الحلـف الصــريح في الموضـوع هـو في ديات األعضاء، وقد صرح المصدر بأنه يحلــف األيمــان المتعــددة فال يمكن جعل األيمــان المتعــددة على غــير صــاحب القضــية، وســيأتي

الكالم فيما كان صاحب القضية صغيرا أو مجنونا أو ما أشبه.

))فروع(( ولو حلــف الخمســون ثم انســحبوا، لم يكن ينفــذ الحكم ديــة أو قصاصا إذا كان االنسحاب قبل التنفيذ، وإن كان بعده فإن كان ديــة استرجعت، وإن كان قصاصا فالظاهر ضمانهم كضــمان الشــهود إذارجعوا، لوحدة المالك في البابين، وألن الحلف قائم مقام الشهود.

ثم إنه لو كان عنده أقل من الخمسين ولم يستعدوا ألن يحلفواــا لم يثبت الحكم في جــانب المــدعي، وال النفي في خمســين أيمان

جانب المدعى عليه، لعدم اكتمال الشرط كما هو واضح.ــامة ولو لم يكن للمدعي خمسون حلفا وامتنع المنكر عن القس بأن لم يكن له خمسون حلفا، فهل يلزم بالدعوى بمجرد عدم وجودــه الخمسين له، كما عن السرائر والجامع، بل قيل إنه األشهر، وعلي عامــة متــأخري أصــحابنا كــالمحقق ومن تبعــه، أو يــرد اليمين على المدعي، كما عن الشيخ في مبسوطه، بل حكي عن ظــاهر عبارتــه

اإلجماع عليه، احتماالت: ــاب القضــاء األول: أن يكون المقام تابعا للمسألة العامة في كت

في باب النكول،

280

Page 281: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وأنه هل يــرد اليمين إلى المــدعي أم ال، فــإن قلنــا هنــاك بــالرد نقول به هنا، وإن قلنا هناك بأن الحكم تابع لمجرد النكول نقــول بــه

هنا أيضا، وذلك لوحدة الدليل في المقامين. الثاني: ما اختــاره المشــهود، وإن قيــل هنــاك بلــزوم رد اليمين،

)عليــهفهذه المسألة ليست تابعة لذلك المقام، وذلك إلطالق قولــه وإال حلــف المــدعى عليــه قســامةفي الصــحيح الســابق: الســالم(

ــد خمسين رجال ما قتلناه وال علمنا له قاتال، وإال أغرموا الدية إذا وج. (1)قتيال بين أظهرهم إذا لم يقسم المدعون

إذا وجد مقتول في قبيلة قــوم حلفــوا جميعــا مــاوالخبر اآلخر: قتلوه وال يعلمون له قاتال، فإن أبــوا أن يحلفــوا أغرمــوا الديــة فيمــا

.(2)بينهم في أموالهم سواء بين جميع القبيلة من الرجال المدركينــال: ،)عليه السالم(وخبر أبي بصير، عن الصادق هللاإن ا حكمق

ــة على المــدعي ــوالكم، إن البين ــا حكم في أم ــير م ــائكم بغ في دمــة على ــائكم أن البينـ ــه، وحكم في دمـ واليمين على المـــدعى عليـــرئ ــ ــل دم ام ــ ــه واليمين على من ادعى، لئال يبط ــ ــدعى علي ــ الم

. (3)مسلم بتقريب أنه لم يذكر الرد عند عدم وجدان المدعى عليــه البينــة،

وال ما يقوم مقامهما من حلف خمسين. ــوى ــالم(:وفي الرض ــه الس ــف المتهم )علي ــد حل ــإن لم يج ف

خمسين يمينا أنه ما قتله وال علم له قاتال، فإن حلف فال شيء عليه(4) .

فإن مفهومه أنه إن لم يحلف كان عليه شــيء، وإطالقــه قــاضبعدم االحتياج إلى

. 3 ح9 الباب 114 ص19( الوسائل: ج?)1. 5 ح9 الباب 115 ص19( الوسائل: ج?)2. 4 ح9 الباب 115 ص19( الوسائل: ج?)3. 2 ح8 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)4

281

Page 282: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

رد اليمين، وال يخفى أن هذا هو األقرب. ــاره الشــيخ، فدليلــه اإلجمــاع المــدعى، ــالث: الــذي اخت أمــا الث

، وتبعيــة هــذه المســألة(1)واالحتيــاط في الــدم، ودرء الحــد بالشـبهةــاك تــرد للمســألة العامــة في بــاب نكــول المنكــر، بضــميمة أن هن

اليمين.وفي الكل ما ال يخفى.

ــه: أن ال ــه رد القســامة، وفي ــة عن ــه المحكي ثم إن ظــاهر عبارت معنى لرد القسامة، ألن المدعي إن كانت له قسامة لم يــرد اليمينــدو ــا يب ــال: ربم ــه، اللهم إال أن يق ــدعى علي ــر إلى الم من أول األم للمدعي وأصحابه أن يحلفوا، أو يجد المدعي من يحلف له ثانيا بعــد أن كان بناؤهم على عدم الحلــف أوال، أو أنهم لم يجــدوا من يحلــف

لهم في األول. وكيف كان، فاالحتمــال األول والثــالث ال يقـاوم أدلـة المشـهور،

فهو األقوى.

. 1649 ح465 ص2، والدعائم: ج147 ح236 ص1( الغوالي: ج?)1282

Page 283: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))ثبوت القسامة في األعضاء(( القسامة تثبت في األعضاء كما تثبت في النفس،(ـ: 7)مسألة

كما هو المشهور، بل ظاهر المبســوط والخالف حيث قــال )عنــدنا( على مــا حكي عنهمــا اإلجمــاع عليــه، بــل ظــاهر المســالك أنــه من المسلمات، حيث جعــل االختالف في كونهــا ســتا أو خمســين، وفي الجواهر السكوت على ما حكاه التنقيح عن الشيخ من لفظ )عندنا(

الظاهر في اإلجماع. والظاهر هنا ما ذكرناه هناك من كفايــة االحتمــال دون االحتيــاج إلى اللوث، لعدم الدليل عليــه، وإن ذهب المشــهور على مــا يظهــر من كلماتهم، إلى االحتياج إلى اللوث، خالفا للمحكي عن المبسوط

فلم يعتبره، وذلك إلطالق األدلة في المقام. أما حجة المشهور: فهــو االنصــراف إلى اللــوث، ووحــدة المالك في المقــامين، فــإذا احــتيج إلى اللــوث في النفس احــتيج إليــه هنــا

بطرين أولى. وفيه: إنه ال انصراف وال مناط، إذ النفس أهم، باإلضافة إلى مــا

تقدم من عدم دليل على اللوث هناك. ثم الظاهر أن قدر القسامة في المقام ست أيمان في مــا فيــهــذي ــو ال دية النفس، وبحسابه من ست فيما فيه دون الدية، وهذا ه اختاره الشيخ وأتباعه، بل قيل إنه األشهر، وعن كشف اللثام وغيره إنه المشهور، بل عن الخالف والمبسوط والغنية اإلجمــاع ظــاهرا أو

صريحا.ــالر وابن إدريس، ــاء وس ــاب النس ــد في محكي كت ــا للمفي خالف فجعلوا قدر القسامة في المقام خمســين يمينــا كــالنفس إن كــانت الجناية تبلغ الدية، مثــل جــدع األنــف وقطــع الــذكر، حيث إن فيهمــاــا في العمــد، وفي ــة، وإال فبنســبتها من خمســين يمين ــة الكامل الدي الخطأ من خمس وعشرين بنــاء على أنــه كــذلك في النفس، وهــذاــه المشــهور، وعن القول ذكر المسالك أنه مذهب األكثر، بل قيل إن

السرائر اإلجماع عليه. لكن ال يخفى ما في النسبة إلى األكثر والمشهور، بــل اإلجمـاع، وال دليل على هذا القول إال االحتياط في الدماء، وأصالة عدم ثبوت

الجناية بأقل من خمسين. وفيه: إنهمـا ال يقاومــان دليــل المشـهور، وهـو مـا رواه الكــافي والتهذيب والفقيه بطريق فيها الصحيح والموثــق والحســن وغيرهــا،

عن أبي عمرو المتطبب، قال: عرضت 283

Page 284: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

)عليهما أفتى به أمير المؤمنين )عليه السالم( هللاعلى أبي عبد ا في الديات، فما أفتى به في الجسد وجعله ســت فــرائض:السالم(

النفس والســمع والكالم ونقص الصــوت من الغنن والبحح والشــلل من اليدين والرجلين، ثم جعل مع كل شــيء من هــذه قســامة على نحو ما بلغت الدية، والقسامة جعل في النفس على العمد خمسين رجال، وجعل في النفس على الخطــأ خمســة وعشــرين رجال، وعلى ما بلغت ديته من الجروح ألف دينــار ســتة نفــر، ومــا كــان من دون ذلك فحسابه من ستة نفر، والقســامة في النفس والســمع والبصــر والعقــل والصــوت من الغنن والبحح ونقص اليــدين والــرجلين، فهــو ســتة أجــزاء الرجــل تعين ذلــك إذا أصــيب الرجــل من هــذا األجــزاء الستة، وقيس ذلك فإن كان سدس بصره أو سمعه أو كالمه أو غير ذلك حلف هو وحده، وإن كان ثلث بصره حلف هو وحلف معه رجلــان واحد، وإن كان نصف بصره حلف هو وحلف معــه رجالن، وإن كــة أخمــاس ثلثي بصره حلف هو وحلف معه ثالثة نفر، وإن كان أربع بصره حلف هو وحلف معـه أربعـة، وإن كـان بصـره كلـه حلـف هـو وحلف معه خمسة نفر، وكذلك القسامة في الجروح كلهــا، فــإن لم يكن للمصــاب من يحلــف معــه ضــوعفت عليــه األيمــان، فــإن كــان سدس بصره حلف مرة واحدة، وإن كــان الثلث حلــف مــرتين، وإن كان النصف حلف ثالث مرات، وإن كان الثلثين حلــف أربــع مــرات، وإن كان خمسة أسداس حلف خمس مــرات، وإن كــان كلــه حلــف

. (1)ست مرات ثم يعطى وما في الجواهر من )أن الظاهر كــون قــول وتفســير ذلــك إلى آخره من الكليني ال من الرواية، كمــا ال يخفى على من تأمــل، وقــد اعترف به بعض األفاضل(، خالف الظاهر، خصوصا من مثل الكليني

وأضرابه الذين هم مقيدون بذكر النصوص،

. 2 ح11 الباب 120 ص19( الوسائل: ج?)1284

Page 285: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

حتى إنهم يجعلون فتاواهم نفس النص. ويدل على ما ذكرنــا مــا رواه المســتدرك من أصــل ظريــف بن

ناصح قال: ــا في الجســد وجعلــه ســت)عليــه الســالم( وأفــتى يعــني علي

فرائض، النفس والبصــر والســمع والكالم ونقص الصــوت من الغننــك ــاس ذل ــذا بقي ــرجلين، فجعــل ه ــدين وال والبحح والشــلل من الي الحكم، ثم جعل مع كل شيء من هــذه قســامة على نحــو مــا بلغت الدية، والقسامة في النفس جعل على العمــد خمســين رجال، وعلى الخطأ خمسة وعشرين، وعلى ما بلغت ديته ألف دينار من الجــروح بقســامة ســتة نفــر، فمــا كــان دون ذلــك فحســابه على ســتة نفــر، والقسامة في النفس والسمع والبصــر والعقــل والصــوت من الغنن والبحح ونقص اليدين والرجلين، فهــذه ســتة أجــزاء الرجــل، فالديــة

.في النفس ألف دينار القسامة على ستة نفــر على قــدر )عليه السالم(:إلى أن قال

ما أصيب من عينــه، فــإن كــان ســدس بصــره حلــف الرجــل وحــده وأعطي، وإن كان ثلث بصره حلف هو وحلف معــه رجــل آخــر، وإن كان نصف بصره حلف هو وحلف معه رجالن، وإن كان ثلـثي بصـره حلف هو وحلف معــه ثالثــة رجــال، وإن كــان أربعــة أخمــاس بصــره حلف معه أربعة رجال، وإن كان بصره كلــه حلــف هــو وحلــف معــه

.خمسة رجال، وذلك في القسامة في العين في من لم يكن معه من يحلف معه)عليه السالم( وأفتى قال:

ولم يوثق به على ما ذهب من بصــره أنــه يضــاعف عليــه اليمين إن كان سدس بصره حلف واحدة، وإن كــان الثلث حلــف مــرتين، وإن كان النصف حلف ثالث مرات، وإن كان الثلثين حلــف أربــع مــرات، وإن كان خمسة أسداس حلف خمس مـرات، وإن كـان بصـره كلـه حلف ست مرات ثم يعطى، وإن أبى أن يحلف لم يعط إال ما حلــف عليه ووثق منه فصدق، والوالي يستعين في ذلك بالســؤال والنظــر والتثبث في القصــاص والحــدود والقــود، وإن أصــاب ســمعه شــيء فعلى نحو ذلك يضرب له شيء لكي يعلم منتهى ســمعه، ثم يقــاس

ذلك والقسامة على نحو ما ينتقص من سمعه، فإن

285

Page 286: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

. (1)كان سمعه كله فعلى نحو ذلك إنـــه قـــال:)عليـــه الســـالم(،هللاوفي الـــدعائم، عن أبي عبـــد ا

ــأ ــون رجال، وعلى الخط ــامة في النفس على العمــد خمس والقس. (2)خمسة وعشرون رجال، وعلى الجراح بحساب ذلك

وقــد جعــل للجســد كلــه ســت )عليــه الســالم(:وفي الرضــوي فـــرائض، النفس والبصـــر والســـمع والكالم والشـــلل من اليـــدين والــرجلين، وجعــل مــع كــل واحــدة من هــذه قســامة على نحــو مــا قســمت الديــة، فجعــل للنفس على العمــد من القســامة خمســون رجال، وعلى الخطأ خمسة وعشرون رجال على ما يبلــغ ديــة كاملــة،وعلى الجروح ستة نفر، فما كان دون ذلك فبحسابه من الستة نفر

(3) . ثم إنه البد أن يجعل جعل القســامة في ســتة على المثــال، ألن هناك أعضاء آخر كالسمع والبصر، فالبــد وأن تكــون القســامة فيهــا

كالقسامة في الستة. ثم الظــاهر أنــه لــو كــانت الــدعوى في الجراحــة دون الســدس كالسبع مثال حلف أيضا واحدة، وكـذا يحلـف لكــل كسـر، إذ ال كسـر في الحلف، ففي اليــد الواحــدة ثالثــة أيمــان، وفي اإلصــبع الواحــدة يمين واحدة ألنه ال عشر للستة إال الكسر الذي عرفت عدم تبعضه، فالالزم أن يالحظ أنه لو كانت دية كان للجرح كم من الدية، فبتلــك النسبة يكون اليمين، فكــان لكــل يمين مائــة وســتة وســتون دينــارا وثلثا الدينار، فكلما كان أقل من ذلك كان له يمين، ثم يكون يمينان

ــون333إلى أن يصل ) ( وثلث دينار وهكذا، من غير فرق بين أن يك نقص عضو، أو نقص قوة، أو شجاج، كان فيه مقدار أم ال، بل كانت

الحكومة، فإذا حلف المدعي

. 1 ح9 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)1. 2 ح9 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)2. 3 ح9 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)3

286

Page 287: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وأصدقاؤه فهو، وإال حلــف هــو بنفســه إن كــانت واحــدة فحلــف واحد وإال فأيمان متعددة، وقد تقدم أنه لو كان عليه واحــد لم يصــحــف المنكــر أن يحلف غيره، وإن امتنع هو وأصدقاؤه عن الحلف، حل بقدر ما كان المقرر أن يحلف المــدعي هــو وأصــدقاؤه، فــإن حلــف بــرئ، وإن لم يحلــف فــالكالم كالســابق في أنــه يثبت عليــه بمجــرد

النكول، أو بعد حلف المدعي حين نكول المنكر. ثم إن الظاهر أن قــدر الحلــف في األعضــاء والقــوى والشــجاج ستة، عمدا كان أو شبه عمد أو خطــأ، إلطالق األدلــة، خصوصــا وأن في رواية ظريف ذكر التفصيل بين العمــد والخطــأ في النفس، ولم يذكر إال الست في الجراح، مما يدل على أنه مطلق على أي حــال،

ولذا أطلق القائلون بالست بدون تفصيل بينهما. وحيث إن دية المرأة نصف الرجل فمقتضى القاعدة أن النسبة تكون بين الست وبين الخمســمائة الــتي هي ديــة المــرأة، فــالحلف

( وثلث دينار، فــإذا تجــاوز ذلــك حلــف مــرتين إلى )83فيها يعادل )( وثلثي دينار، كما هو واضح.166

وسيأتي الكالم في أنه لو كان المجروح غير بالغ أو غير عادل.

287

Page 288: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))اشتراط العلم في القسامة(( يشترط في القسامة علم المقســم، ســواء كــان(:ـ 8)مسألة

هو صاحب القصة أو من أصــدقائه، مــدعيا أو منكــرا، وفي الجــواهر إنـــه ال خالف فيـــه وال إشـــكال، فال يكفي الظن، ولـــذا لم يقســـم

ال بــأس بــأن)صلى الله عليه وآله( هللاألنصار، ولم يقل لهم رسول ا يقسموا، مع أنهم كانوا يظنون بأن اليهود قتلوه.

ــالظن في وما في كشف اللثام من نقله عن الشيخ أنه اكتفى ب مبسوطه، غير تام، إذ قال الشيخ فيــه: ال يجــوز عنــدنا أن يحلــف إال

على علم.ــة ــات أدل ، كما نص بذلك هنا وفي مطلق هللاوالحلف ال يكون إال با

الحلف.

))فروع في الحالف(( ثم إنه ال إشكال في صحة حلــف الكــافر للكــافر وعلى الكــافر، وحلــف المســلم للمســلم وعلى المســلم، وحلــف المســلم للكــافر وعلى الكافر، أمــا في حلــف الكــافر للمســلم على المســلم، وعلى

المسلم للكافر، فالظاهر أنه جائز، إلطالق أدلة الحلف. وعن المبسوط قبول قســامة الكــافر على المســلم في الخطــأ والعمــد، في النفس وغيرهــا، خالفــا للشــيخ في بعض كتبــه اآلخــر،وتبعه المحقق والعالمة وولده ووالده وغيرهم، فقالوا بعدم القبول.

واستدل لذلك بأمور: )صــلىاألول: ورود لفظ )المسلم( في بعض الروايــات، كقولــه

ــه( ــه وآلـ ــه عليـ ــحيح: اللـ ــلمينفي الصـ ــاء المسـ ــا حقن دمـ إنمـ.(1)بالقسامة

ــر: ــ ــبر آخ ــ ــدماءوفي خ ــ ــا ل ــ ــامة احتياط ــ ــا جعلت القس ــ إنم.(2)المسلمين

المســلم من ســلموفيه: إن هــذا من بــاب المثــال، فهــو مثــل ، بينمـا من سـلم الكـافرون أيضـا من(3)المسلمون من يده ولسانه

يده ولسانه، ومثل قولهم: )حمل فعــل المســلم على الصــحيح( مــع أن فعل الكافر أيضا يحمل على الصــحيح، فــإذا لم نعلم هــل ســرق

. 1 ح7 الباب 261 ص3( المستدرك: ج?)1. 3 ح10 الباب 117 ص19( انظر الوسائل: ج?)2. 115( انظر الغوالي: ح?)3

288

Page 289: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الكافر هذه البضاعة أم تملكها بالطرق الصــحيحة حمــل فعلــه علىأن لم يسرقها، أو شككنا

289

Page 290: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

هــل أنــه يــزني بهــذه المــرأة أم هي زوجتــه ففعلـه يحمــل علىــك في بعض الصحيح، إلى غير ذلك، وقد ذكرنا تفصيل الكالم في ذل

أبواب الفقه. هذا ويؤيده ما ورد في جملة من الروايات القســامة بــدون ذكــرــة: ــات، ففي رواي ــل في بعض الرواي ــو معل ــا وه ــلم، خصوص المس

القسامة حق ولوالها لقتل الناس بعضهم بعضاو ،القســامة نجــاة والقسامة حق وهي مكتوبة ولــوال ذلــك لقتــل، وفي أخرى: الناس

، إلى غيرهما من الروايات. بعضهم بعضا الثاني: إن القســامة ذكــرت حكمي العمــد بقتــل من ثبت عليــهــل لألول ــأ، وجع ــه الخط ــة على من ثبت علي ــأ بالدي ــد، والخط العم خمسين، وللثاني خمسة وعشرين، والكافر ال يحق له قتل المسلم، لعدم مكافئــة دمائهمــا فال تثبت لــه القســامة عمــدا إذ ال فائــدة، وال

خطأ لوحدة السياق بين العمد والخطأ. وفيه أوال: إنه قد يقتل المســلم بالكــافر إذا اعتــاد قتــل الكفــار، والموجبة الجزئية كافية في صدق الدليل، كما أن في المسلم قد ال يقتل بالمسلم كاألب والولد، ومع ذلــك تثبت القســامة في المســلم

لوجود الموجبة الجزئية. وثانيا: إن قتل العمد يثبت، وال تالزم بين ثبوت العمد وعدم قتل القاتل عمدا لمحذور خارجي، فإذا ثبت قتل المســلم للكــافر عمــدا وجبت الديــة، وثبت عليــه التعزيــر، وال يــرث المســلم منــه إذا كــان

وارثا، إلى غير ذلك من أحكام القتل عمدا. الثالث: إن تمكن الكــافر من القسـامة ضــد المســلم ســبيل لـه

ــال ســبحانه: ــد ق ــافرين علىعلى المســلم، وق ــل ا للك هللالن يجع.(1)المؤمنين سبيال

وفيه: ما ذكره الجواهر أنه ليس بســبيل تشــمله اآليــة، ضــرورةعدم كون الحق على الوجه الشرعي سبيال منفيا.

أقول: فهو من قبيل حقه في الشكاية على المسلم الــذي أكــلماله، أو هتك

. 141( سورة النساء: اآلية ?)1290

Page 291: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

عرضه أو ما أشبه ذلك، وإن شئت قلت: اآلية منصرفة عن مثلذلك.

وحيث إن تفصيل الكالم في هذه اآلية خارج عن محل البحث النسهب الكالم حولها. ــائهم)صلى الله عليه وآله( الرابع: إن النبي قرر األنصار على إب

من بيت)صــلى اللــه عليــه وآلــه( قبــول قســامة اليهــود، ولــذا أداه المال، وذلك يدل على عدم صحة قسامة الكفار.

)صلى اللهوفيه: إنه لو لم تصح قسامة اليهود لم يأمر الرسول )صلىبها أوال، وإنما امتنع األنصار وقبل كالمهم الرسول عليه وآله(

( استرضاء لهم، كما هو معلوم من سيرته )صــلى اللــههللا عليه وآلهعليه وآله( حيث كان يحمع الناس حول نفسه بكل صورة مشروعة. ولــذا اختــار الجــواهر تبعــا للشــيخ قبــول القســامة في الكــافرــده، كالمسلم، وعليه فالظاهر أن الكافر يحلف بالذي هو مقدس عنــدم ــه ا لع ــذي ال يردع ــافر ال ــردع، والك ــالحلف ال هللاألن المقصــود ب، وتمام الكالم في ذلك هللاعتقاده به، أو ألنه ال يردعه ال ينفع حلفه با

في باب القضاء. ــف وعلى هذا، فلو كان له أولياء مسلمون وأولياء كفار صــح حل

أيهما، وإن كان األفضل حلف المسلمين منهم إذا قبلوا ذلك. وإذا كان الكافر الذي هو ولي القتيل، حيث اتهم المسلم بقتلــه،يقتنع بأقل من خمسين جاز وكفى، لقاعدة ألزموهم بما التزموا به. والكافران المدعي والمدعى عليـه، إذا راجعونـا جــاز لنـا الحكم حسب مذهبنا، وحسب مذهبهم، وإرجاعهم إلى حكــامهم كمــا تقـدم

مكررا.

291

Page 292: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))قبول قسامة المرتد(( الظاهر قبول قســامة المرتــد مطلقــا، فطريــا أو(:ـ 9)مسألة

مليا، في الجراح أو في النفس، في الملي في الثالثة أو بعدها، كان ممن يطبق عليه حكم االرتداد من قتله وتقســيم أموالــه أو ال، قلنــا بقبــول توبــة الفطــري في رفــع الحــد عنــه، كمــا اخترنــاه في بــاب

االرتداد، أم ال، كما اختاره المشهور، وذلك إلطالق األدلة. وما ذكروه من المحاذير مطلقا أو في الجملة غير تام، فقد قال الشــــيخ في محكي المبســــوط: )األولى أن ال يمكن اإلمــــام منــة، فمــتى خــالف وقعت ــدا لئال يقــدم على يمين كاذب القســامة مرت موقعها لعموم األخبار، وقال شـاذ ال يقـع وهـو غلـط، ألنـه اكتسـاب

وهو غير ممنوع منه في مدة اإلمهال وهي ثالثة أيام( انتهى. وقال المحقق: ولو ارتــد الــولي منــع من القســامة، ولــو خــالف وقعت موقعها ألنه ال يمنع من االكتساب، ويشكل هــذا بــأن االرتــداد يمنع اإلرث فيخرج عن الوالية فال قسامة، وفي الجواهر نقــل المنــعــال: ــة ق عن العالمة وولده والشهيدين، وفي المسالك في آخر كالم

)واألظهر أن قسامة المرتد مطلقا ال أثر لها(. أقول: الذي به استدل به المانعون أمور:

األول: إن المرتد يقدم على اليمين الكاذبة. وفيه أوال: النقض بما إذا كان ثقة، إذ ليس كـل مرتـد حصــل لـه

شبهة فارتد يكون كاذبا، كما هو واضح. وثانيا: بأن هذا االحتمال جار في المسلم الكاذب غالبا، فمــا هــو

العالج في المسلم هو العالج في المرتد. وثالثا: بأن الولي ال يحلف دائمــا، بــل يحــول الحلــف أحيانــا كــل

الخمسين أو األقل ألصدقائه، فال مانع حينئذ. الثاني: إن االرتداد يمنع اإلرث فال والية، والقسامة للولي.

وفيه أوال: إنه ال دليل على التالزم بين اإلرث والواليــة، فــإن منال مال له أصال له ولي وال إرث له.

292

Page 293: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وثانيا: إن انقطاع والية المرتد على الكــافر القــريب لــه ال دليــلله.

وثالثا: كون القسامة للولي فقط خال عن الدليل، فمن الممكنأن يقيم الولي الدعوى ويحلف غيره.

ثم إن ذلــك إن تم في المــدعي ال يتم في المــدعى عليــه، فــإذاــه ــانع من حلف ــا الم ــه فم ــه قتل ــد أن ــل على المرت ادعى ولي القتي

وأصحابه على براءة نفسه. الثالث: إن المرتد محجور عليه بالتصرف الذي منه القسامة. وفيه أوال: عدم الدليل على حجره في غير التصرفات المالية.

ــال، ال في أن وثانيا: إنه إذا كان محجورا فهو في أن يصرف الميحصل المال، أو يثبت له حق يوجب به قتله لقاتل عمد.

وثانيا: إنه إن تم فهو في المدعي، ال في المدعى عليه. إلى غير ذلك من وجوه المنع، واإليرادات عليها وعلى مــا ســبق ممــا ال حاجــة إلى إطالــة الكالم فيهــا، وقــد أطــال الجــواهر وغــيره

الكالم حول ذلك مما يطلع عليها مريد االستيعاب.

))قسامة األخرس(( ثم إنه يشترط في اليمين اللفظ في من يقدر عليه، ويكفي في األخرس اإلشارة، والظاهر أنه لــو كــان هنــاك أخــرس ونــاطق خــير بينهما، إذ ال دليل على تقديم اللفظ بعد صدق اليمين، وليس المقام من قبيل صالة قضاء الميت ال تصح من األخــرس مــا دام يمكن من

الناطق.

))كيفية القسامة(( وقد ذكر جملة من الفقهاء اشتراط ذكــر القاتــل والمقتــول في الحلف، وذكر االنفراد أو الشركة، وذكر نوع القتل والصــراحة، وعن المبسوط أنه يحتاج في يمين المــدعى عليــه إلى ذكــر ســتة أشــياء يقول: ما قتل فالنا وال أعان على قتله وال ناله من فعلــه وال بســبب

فعله شيء وال وصل شيء إلى بدنه وال أحدث شيئا مات منه. أما القتل فالبد منه، وقوله: )وال أعــان( لــدفع الشــركة، وقولــه: )وال ناله( ألنه قد يرميه بسـهم أوغـيره فيقتلـه، وقولـه: )وال بسـبب فعله( ألنه قد يرميه بحجر فيقــع على حجــر فيطفــر الثــاني فيصــيبه

فيقتله، وقوله: )وال وصل إلى بدنه شيء( لرفع سقيه السم،

293

Page 294: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وقوله: )وال أحدث سببا مات منه( ألنه قد ينصب ســكينا ويحفــربئرا فيتلف بسببه، إلى آخر كالمه.

أقول: الالزم أن يكــون مصـداقا للحلــف ليشـمله إطالق األدلــة،فكل ما له مدخلية في ذلك وجب.

وهذه الشــروط ال يــراد بهــا اجتماعهــا، بــل ذكــر مــا كــان مــورد التهمة، كما أن الشروط الســابقة إنمــا تشــترط مــع العلم، فــإذا لم يعلم إال أن زيــدا أو عمــروا قتــل أو قتــل، أو لم يعلم أنــه هــل قتلــهــبه بالشركة أو باالنفراد، أو أنه هل قتله بالسم أو باإلغراق أو ما أشــة القســامة ــات أدل ــا يعلم، إذ إطالق ــف على م ــك، تمكن أن يحل ذل

تشمل كل ذلك كما تقدم. ولذا قال الجواهر: )من المعلوم إرادة االســتظهار في ذلــك من حيث كون الدعوى في الدماء، ال أن اليمين في المقام مخالفــة لهــا في غيره من المقامات، على أنه إن أريد بذلك التحــرز عن التوريــة التي تكون في قلب الحالف، ففيه إن ذلك وأضــعافه غــير مجــد في دفــع ذلــك(، إلى أن قــال: )ولعلــه لــذا اقتصــر غــير من عــرفت من

أساطين األصحاب على ذكر كيفية اليمين هنا( انتهى.

))فروع(( ثم الظاهر عدم لزوم التلفظ الصحيح بالكلمــة وال بــاإلعراب إذاــدق، ، بترقيق الالم وضم الهاء صح للص هللاصدق اليمين، فإذا قال: وا ولذا ترك األكثر في المحكي منهم ذكر هذا الشــرط، خالفــا لمحكي المبسوط والقواعد وغيرهما، وصرح بــه الشــرائع بأنــه إن كــان من أهله كلف به، وإال قنع بما يعرف معه القصد، واســتدل لــه الجــواهر بأصالة عــدم تــرتب الحكم على غــير المعهــود والمــتيقن في جميــعــل الصيغ التي منها صيغة اليمين في المقام، وفيه: إنه ال مقام لألص بعد الصدق، ولذا كان المحكي عن التحريـر أنـه أطلـق االجـتزاء بـه مرفوعا وإن كان لحنا، ألن الواو جارة، وإنما جاز اللحن لعــدم تغــير

المعنى به. وعلى هذا، فيصح الحلف بسائر اللغات، كسائر صيغ العقود.

أما االكتفاء

294

Page 295: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بأن يحلف أحدهم ويشير اآلخرون بــأنهم كــذلك، فالظــاهر عــدم هللالكفاية، لعدم صدق الحلف، وكذا إذا لم يســم ا ســبحانه، كمــا إذا

قال: احلف أنه قتل، أو ما قتل. هللاأما سائر أسامي ا ســبحانه مثــل )والرحمــان(، )ورب الكعبــة(

وما أشبه، فال يبعد الكفاية. )عليــههللاومــا في روايــة ليث المــرادي، قــال: ســألت أبــا عبــد ا

عن القسامة على من هي، على أهــل القاتــل أو على أهــلالسالم( هللاعلى أهل المقتول، يحلفون با الــذي ال إلــه إال هــوالمقتول، قال: . (1)لقتل فالن فالنا

فهو من باب المثال، وإال فمن الواضح عدم اشتراط ذكر )ال إلهإال هو(.

ــددة على ــل اليمين المش ــق في جع ــاكم الح ــاهر أن للح والظ بعضهم أو على كلهم، إذا احتمل الردع عن الكذب، مثل أن يحلفوا: هللاوا المهلك المدرك، أو ما أشــبه، ويؤيــده باإلضــافة إلى أن الحلــف وضع لظهور الحق، فما كان له مدخلية فيه كــان الموضــوع إلرجــاع

ــة )عليه السالم( الحقوق ذلك، ما أحلف به اإلمام في حضور الخليف عنــد الخليفــة في قصــة)عليــه الســالم( ذلــك الواشــي على اإلمــام

معروفة. ــة ــدفاع أن الني ــالف في يمين ال ــذكر الح ــبر أن ي ــه ال يعت ثم إن للمدعي، إذ ال دليل على ذلك، وفي الشرائع إنــه قيــل بــه بعض، ثم قال: واألشبه إنــه ال يجب، وعن التحريــر نســبته إلى قــوم، لكن في الجــواهر: لكن لم نعــرف أحــدا منهم، وربمــا نســب إلى الشــيخ في

المسبوط، لكنه غير تام. وكيف كان، فكأن الوجه في االشــتراط إســقاط احتمــال توريــة الحالف، وفيه: إنه من الممكن التورية في هذا الكالم أيضا كمــا هــو

هللاواضح، فاألخذ باإلطالق هو األقرب، وا سبحانه العالم.

. 6 ح10 الباب 119 ص19( الوسائل: ج?)1295

Page 296: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فصل((أحكامهاو القسامة ))شروط

ــاص في ــا القص ــامة يثبت به ــكال وال خالف في أن القس ال إشــه، لكن إنمــا النفس والطرف، بل في الجواهر اإلجماع بقسميه علي يكون ذلك بالشــروط المعتــبرة في القصــاص، فــإن إطالقــات أدلــة القسامة محمولة على المقيدات، حالها حال إطالقات أدلــة اإلقــرار

والبينة وعلم الحاكم. كما ال إشــكال والخالف في أن في طــرف المــدعي إذا لم تكن

قسامة تمكن المدعى عليه من دفع التهمة بالقسامة.ــل ــة على القاتـ ــوت الديـ ــكال وال خالف في ثبـ ــذلك ال إشـ وكـ بالقسامة نفسا أو طرفا في عمد الخطـأ، وأمــا ثبوتهـا على العاقلـة في الخطأ المحض فهو المشهور، على ما عن كشف اللثام، لظهور

ــههللالنص في أن القسامة كالبينة، ولذا قال رسول ا )صلى الله عليبالقسامة إذ لم تكن لألنصار بينة.وآله( خالفــا للمحكي عن التحريــر حيث قــال: وإن كــان القتــل خطــأ

ثبتت الديــة على القاتــل ال على العاقلــة، فــإن العاقلــة إنمــا تضــمن الدية، قال: ال تعقل العاقلة إال ما قــامت عليــه البينــة، لكن حيث إن

القســامة تقــوم)صــلى اللــه عليــه وآلــه( أن ظاهر روايات الرسول مقام البينة كان المشهور هو األوفق بالقواعد، ورواية زيــد ظاهرهــا

الحصر في قبال اإلقرار. ولو قامت القسامة على أصــل القتــل، ولم يعلمــوا أنــه عمــد أو غير عمــد، فال قصــاص قطعــا، لــدرء الحــد بالشــبهة، وقــد تقــدم أن

القصاص فرع من الحد أيضا، ولالحتياط في الدم. فإن علم أنه لو لم يكن عمد كان خطأ أو شبه عمد، كانت الدية

على العاقلة في األول، وعليه في الثاني،

296

Page 297: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وذلك ألن أحــد طــرفي العلم اإلجمــالي إذا ســقط ثبت الطـرفاآلخر.

أما إذا تردد األمر بينهما لم يبعد تقسيم الدية بين العاقلــة وبينــهعلى التناصف، لقاعدة العدل التي تقدمت غير مرة.

ثم الظــاهر أنــه ال يشــترط في القســامة المــواالة، فــإن حلــفــل، عشرة منهم هذا اليوم، والبقية مثال بعد شهر أو ما أشبه ذلك قب إذ ال دليل على المواالة، كما ال يشترط المواالة في الشهود إلطالق

األدلة. وال يضر تردد الحــالفين أوال قبــل الحلــف، كمــا ال يضــر جــزمهم بعدم الحلــف ثم حلفــوا، إذ الــتردد في الحلــف، أو الجــزم بعدمــه ال

يضر إطالق القسامة. إما إذا ادعــوا أوال عــدم العلم ثم حلفــوا، فــإن علمنــا أن حلفهم اعتباطي فال شك أنه ال اعتبار به، أمــا إذا احتملنــا أنهم علمــوا ذلــك بالقرائن كفى في القبول، إلمكان أن يتبــدل الجهــل علمــا، واألصــل

حمل فعل المسلم على الصحيح.

))إذا تراجع عن حلفه((ــالحلف ــا وال علم لي، ف ــال: حلفت اعتباط ــف ثم ق ــا إذا حل إمــر بعــد لم ساقط، ألن األدلة ال تشمل مثله، وعليه فإذا لم يرتب األث يرتب حتى يقوم حلف آخر مقــام الحلــف الســاقط، ولــو رتب األثــر

ففيه تفصيل، وهو أنه إما أن يكون أخذ الدية أو القصاص. : فإذا كان قصاصا، فله صورتان: 1

األولى: أن ال يقوم حلف آخر مقــام الحلــف الســاقط، وال ينبغي اإلشكال في أن للولي أن يقتص من هــذا الراجــع عن حلفــه مــع رد التفاوت بين قيمته وقيمة حلفــه إلى وليــه، حالــه حــال مــا إذا شــهد أربع على الزنا وبعد قتل المرجوم مثال قال احدهم: تعمدت الكذب، حيث للولي قتله مع رد ثالثة أرباع الدية إليــه، كمــا تقــدم في كتــاب

الحدود. ــل ــه، قت ــذي ســبب القســامة قتل ــول ال هــذا إذا أراد ولي المقت الحالف اعتباطا، وإن لم يرد قتله أخذ منــه الديــة بقــدر حلفــه، فــإذا حلف واحدة من خمســين، كــان عليــه جــزء من خمســين جــزءا من

الدية، وإذا حلف عشر حلفات مثال كان عليه خمس الدية، وهكذا

297

Page 298: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

للمناط في الشاهد الراجع عن شهادته. ولو قال الحالف عشــر حلفــات مثال: إني حلفت خمســة صــادقا وخمسة كاذبا، كان عليه عشر الدية، ألنه أغرى في الخمس الكاذبة وهكذا، وإذا أراد الولي قتله في هــذه الصــورة قتلــه ورد على وليــه تسعة أعشار الدية، ألنه بخمس أيمان كاذبة سبب قتل عشر إنسان لفرض وجود خمســة وأربعين أيمــان صــادقة، فهــو كمــا إذا اشــترك عشرة في قتله وكان أحدهم فقط ظالما، حيث إنه يقتــل ويـرد إلى

وليه تسعة أعشار الدية. الثانية: أن يقوم حلــف آخــر مقــام الحلــف الســاقط، مثال حلــف خمسون على أن زيدا القاتل فقتل زيد بذلك، ثم رجع أحدهم وقال: إني حلفت كاذبــا، وحلــف إنســان آخــر جديــد مكانــه، أو حلــف أحــد

القسامة السابقة حلفا ثانيا، وهنا احتماالن: األول: ال شيء على الحالف كذبا، وإنما عليه التعزير لكذبه.

الثاني: إن عليه الدية جزءا من خمسين جزءا، أو القصــاص ورد التفاوت، وذلك ألن القتل استند إليه بغير حق، والحلف الجديــد بعــد القتل ال دليل على فائدته، ومثله لو قــام شــهود على الــرجم فقتــل المشهود عليه رجما ثم رجع الشهود وقالوا إنما شهدنا كذبا، ثم قامــان ــو لم يكن رجم لك ــا ل ــن مم ــاه المحص ــرون على زن ــهود آخ ش

مستحقا للرجم. ففي القصاص من الشهود األول لشهادتهم بما أوجب القتل، أو الدية ألن القتــل يــدرأ بالشــبهة الحاصــلة من الشــك في قتلهم بعــدــر شهادة أربعة أخرى بالزنا المحصن على المقتول رجمــا، أو التعزي

فقط، احتماالت. ولو شــك كــان التعزيــر متيقنــا، ألن أدلــة قتــل المشــهود الــذينــل المقــام، وال أقــل من الشــك في اعــترفوا بكــذبهم ال يشــمل مث

شمولها لمثل المقام، واألصل عدم الدية. والمسألة بعد بحاجة إلى التتبع والتأمل في كال الموضوعين، أي ما لو رجع القسامة أو رجع الشهود بعد القصاص، ثم بعد القصــاص قام شهود أو قسامة أخرى محل القسامة والشهود الــراجعين، هــذا

تمام الكالم فيما لو رتب األثر بعد القسامة وكان قصاصا.

298

Page 299: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

: وأما إذا كان دية، فله صورتان: 2 األولى: أن ال تقوم قسامة أخــرى مقــام القســامة الراجعــة، وال شــك في اســترجاع الديــة إن أمكن، وإن لم يمكن أخــذت الديــةــع إلى المعطاة لولي القتيل من الراجع عن حلفه، ألن المغرور يرج

من غر، كما هو واضح. الثانية: أن تقــوم، وال ينبغي اإلشــكال في أنــه ال تســترجع الديــة من ولي القتيل وال تؤخذ الديــة من الحــالف الراجــع، إذ الديــة ثابتــة بالحالف ثانيــا، وإنمــا كــانت الديــة أعطيت قبــل موعــد إعطائهــا، إذ موعــد إعطائهــا بعــد الحــالف الجديــد، بينمــا أعطيت قبــل الحــالف

الجديد، فحالها حال ما إذا أعطيت في بين األيمان ال بعدها. ــاج الديــة من نعم الظــاهر أن لمعطي الديــة أن يأخــذ نمــاء ونت وقت إعطائها إلى وقت الحلف الجديد، إذ ليســت هي ديــة مملوكــة للمعطى لــه قبــل الثبــوت، وإن لم يتمكن من اســترجاع النمــاء من المعطى له كان أخذه من الحالف، ألنه الغــار، والمغــرور يرجــع إلى

من غر. ثم إن الحــالف الرابــع إذا شــهد على ســائر الحــالفين بــأنهمــوجب علم كاذبون، لم يقبل قوله إذا لم يجمع شروط البينة، أو ما ي الحاكم بصدقه في تكذيبهم، لعدم حجيــة كالم الحــالف الراجــع كمــا

هللاهو واضح، وا سبحانه العالم.

299

Page 300: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا ادعى القتل على اثنين(( لو ادعى على اثنين مثال، فالظاهر أنه يثبت عليها(ـ: 1)مسألة

بالقسامة، سواء كان عليهما لــوث أو على أحــدهما أو ال لــوث، لمــاتقدم من إطالق أدلة القسامة.

ومنه يعلم أن قول الشرائع: )إنه لو ادعى على اثــنين ولــه على أحدهما لوث حلف خمسين وثبت دعواه على ذي اللوث، وكان على اآلخــر يمين واحــدة كالــدعوى في غــير الــدم( انتهى، بال خالف كمــا

علقه عليه الجواهر. محل نظر. خصوصا وظاهر كالم الجواهر حيث قال: )فإذا حلفها ـ المنكــر ـــإن رد اليمين على ــر، ف ــل منك ــا في ك ــدعوى كم ــه ال ــدفعت عن ان المدعي حلف( انتهى، إنه يثبت القتل بعد رد المنكر وحلف المدعي فيما ال لوث، ويؤيد هذا الظهور قوله بعد ذلــك: )وكــذا لــو ثبت على اآلخر باليمين المردودة وأراد قتله( محل إشكال، إذ يلزم أن يكــون األمر مع عدم اللــوث أســوأ منــه مــع اللــوث، إذ مــع اللــوث ال يثبت

القتل إال خمسون يمينا، بينما يثبته بدون اللوث يمين واحدة. وكيف كان، فإذا ادعى على اثنين وكان له على أحدهما قســامة وقتله، رد على وليه نصف ديته العترافه بأنه أحد القاتلين، فله قتــل نصفه، فإذا قتله كان عليه رد نصف الدية، أما إذا أراد أخذ الدية من

أحدهما فليس له إال أخذ نصف الدية، كما هو واضح. ــان وأحــدهما حاضــر واآلخــر غــائب، كــان ــو كــان للميت ولي ول للحاضر أن يقيم على المدعى عليه القسامة ويقتص منه، وال ينتظر

حتى يجيء الولي اآلخر، إلطالق أدلة القسامة. ولــو أقــام بعض القســامة، فــإذا حضــر الشــريك وأقــام البقيــة األخرى اقتصا منــه إن شــاءا، وإال فــإن شــاء أحــدهما كــان لــه حــق االقتصاص منه ورد بقية الدية، ألنه ليس لــه حــق قتــل كــل القاتــل، لفرض أنه أحد الشريكين، وإذا حلف الحاضر خمســين وأخــذ نصــف الدية، أو قتــل وحضــر الغــائب وصــدق الحاضــر في اتهــام المــدعى عليه، لم يحتج إلى قسامة جديــدة من رأس، وال إلى قــدر حقــه من

الوالية، فال يحتاج

300

Page 301: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــان ــرين إذا ك ــف خمس وعش ــين، وال إلى حل ــف خمس إلى حل الولي اثنين، وال إلى حلف سبع عشرة إذا كــان الــولي ثالثــة، وإنمــا حلف الخمسين الذي أقامه الــولي األول كــاف في إثبــات حــق هــذا الولي الغائب أيضا، فإذا كان قتله قبــل حضــور الثــاني وأراد الثــاني

ذلك فهو، وإال لزم على األول أن يدفع من الدية إلى الولي الثاني. وإذا كان لم يقتله األول بعد، بل أخذ منه الدية بقدر نصيبه، كان للثــاني أن يقتلــه بنفس القســامة الســابقة، ويــرد على وليــه نصــف الدية، وإنما نقــول بكفايــة قســامة واحــدة، ألنــه مقتضــى إطالقــات

القسامة. ومنه يعلم اإلشكال في ما ذكره الشرايع بقوله: )ولو كــان أحــد الوليين وهناك لوث حلف الحاضــر خمســين يمينــا، ويثبت حقــه ولم يجب االرتقاب، ولــو حضــر الغــائب حلــف بقــدر نصــيبه وهــو خمس وعشرون( انتهى، وأيده المســالك، ولــذا قــال الجــواهر في ردهمــا: )إنه ليس الحكم هنا كذلك، ضــرورة عــدم انطباقــه على الضــوابط، ألن القسامة إن كانت كالبينة في إثبات الحق، كما هــو مقتضــى مــا سمعته سابقا من النص والفتوى( إلى أن قال: )فالمتجه حينئذ عدمــول ــديقه الحاضــر، لحص ــرض تص ــع ف ــائب إلى يمين م ــاج الغ احتي الخمسين المثبتة للحق في نفســه، وإن كــانت كــذلك في خصــوص المدعي دون غيره فالمتجه حينئذ حلف آخر تمام الخمســين، لعــدم مدخلية ما وقع من األول في إثبــات حقــه( إلى أن قــال: )ومن هنــا احتمل األردبيلي االكتفاء بقسامة الحاضــر في حــق الغــائب( انتهى،

وهو كالم جيد كما ال يخفى. وكيف كان، فمقتضـى القاعــدة أن الحاضـر من الولـيين إمــا أن يتهم أو ال، فإن اتهم وحلــف ثبت، ســواء اتهم اآلخــر أم ال، ألن حــال القسامة حال البينة توجب اإلثبات، وإن كان أحــد الولــيين في حــال قيام البينة غير متهم للمدعى عليه، وحينئــذ يأخــذ كـل الديــة بعضــها للمتهم وبعضـها لغـير المتهم، إن أراد أخــذ الديـة، وإن أراد الحاضـر

القتل قتل، فإذا وافقه الغائب في القتل فهو، وإال أعطى

301

Page 302: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الولي الحاضر نصف الدية للولي الغــائب الــذي لم يوافــق علىالقتل بل أراد أخذ الدية.

وإن جاء الولي الغائب وأنكر أن يكــون القاتــل من قــامت عليــهــل، رد على ولي ــولي المقيم للقســامة القت ــإن أراد ال القســامة، ف القاتل نصف الدية، والظاهر عدم حرمان الــولي الغــائب من نصــف

ــلمالدية، وإنما يأخذ من بيت المال، لقاعدة: ال يطل دم امرئ مس .

وأما إذا أراد الولي الحاضر بعد إقامته للقسامة أخذ الديــة، فلــه أخذ نصف الدية فقط، فإن جاء الغائب ولم ينكر أخذ النصف الثــاني

من الدية، كل ذلك حسب اإلطالقات. وال يخفى أن مقتضى القاعدة كون الصغير والمجنــون كالغــائب في أنه لو كانا شريكين لبالغ عاقل فأقام القسامة، فهــو على ثالثــة أقسام، ألنه إذا بلغ وعقل إما أن يصــدق شــريكه، أو يقــول ال أعلم،ــائب إذا ــة كحكم الشــريك الغ ــل األقســام الثالث ــه، وحكم ك أو يكذب

حضر. أما إذا كان ولي المقتول صغيرا أو مجنونــا، أو وكــل إنســانا في جميع شؤونه فأقــام الـولي، أو الوكيــل القسـامة على المتهم فأخــذ الدية، أو قتل المتهم، ثم بلغ وعقل الولي أو جاء الموكل وصدق مــا فعله الولي والوكيل، أو قال ال أعلم هل صدق أم ال، فال إشكال فيــال ــدم من أن ح ــا تق ــه، لم ــة من ــذه الدي ــه للمتهم أو أخ صــحة قتل

القسامة حال البينة توجب إثبات الحكم.أما إذا لم يصدق ما فعاله فله صورتان:

ــوال، ــد مقت ــد زي ــواله، مثال وج ــل المتهم لم ــر قت األولى: أن ينك وادعى ولي ولد زيد أن القاتل بكر، وأقام القسامة فقتل بكرا، ولما كبر الولد أنكر أن بكــرا كـان قـاتال، ففي هـذه الصـورة ال شـيء، إذ الولي ال يكلف برد الدية، ألنه على قسـامته، والصــغير الـذي كـبر ال

دية عليه، ألنه لم يأخذ شيئا حتى يرده. نعم إن كــان الــولي أخــذ الديــة وأعطاهــا للولــد، كــان عليــه أن

يردها، ألنه

302

Page 303: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

يعترف بأنه ال يستحق الدية من المتهم بالقتل. الثانية: إن الطفــل إذا كــبر لم ينكــر أصــل قتــل المتهم لوالــده، وإنما أنكر إجراء وليه، كما إذا أخذ الولي الديــة وأراد الطفــل البــالغ القتل، أو قتل الولي وأراد الطفل البالغ أخــذ الديــة، فالظــاهر عــدم إمكانه إبطال ما فعله الولي، ألن فعل الولي نافذ في حــق الصــغير إذا فعلــه عن مصــلحة أو بــدون مفســدة، على الخالف في نفــوذ

أعمال األولياء وأنها هل تشترط بالمصلحة أو بعدم المفسدة. نعم إذا كان ما اتخذه الولي مفسدة، كان للطفل إذا بلغ إبطاله

وتترتب اآلثار على البطالن إذا كان له آثار. ومثل الطفل المجنون إذا عقل، والغائب الموكل إذا فعل وكيله

المطلق أمرا ثم خالفه الموكل إذا حضر. هللاومما تقدم تعرف كل فروع المسألة، وا سبحانه العالم.

303

Page 304: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا أكذب أحد الوليين صاحبه(( لو أكذب أحد الوليين صاحبه، بأن قــال أحــدهما:(:ــ 2)مسألة

ــه قتله زيد، وقال اآلخر: إن زيدا لم يقتله، أو إن عمــروا قتلــه، أو إن مات حتــف أنفــه، أو مــا أشـبه ذلـك، لم يقــدح التكــذيب في دعــوى الولي المدعي لقتل زيد إياه وحلف إلثبات حقه خمسين يمينـا، كمـا

عن الخالف والمبسوط والقواعد، وفي الشرائع والمسالك. وذلك ألن إطالقات أدلة القسامة تشمل المقــام، وال دليــل على أن التكذيب يسقط القسامة، فحال المقــام حــال مــا إذا أقــام أحــد الوليين شاهدين على أنه قتله زيــد، ونفى الــولي اآلخــر ذلــك، فــإن

نفيه ال يسقط الشاهد إلطالق أدلة الشهادة.ــه اآلخــر لم وكذا لو اعترف هو بالقتل وصدقه أحد الوليين وكذب

يضر تكذيبه، لشمول إقرار العقالء له. وقــد ذكــر في الجــواهر للقبــول عــدة أدلــة كلهــا ترجــع إلى مــا ذكرناه، لكن مع ذلك كان المحكي عن العالمــة اإلشــكال في قبــولــة واحــدة القسامة إذا كذبه أحد الوليين، ولعله ألن لكل الوليين والي فإذا لم يجتمعــا فال واليــة، وتكــون إقامــة القســامة كــالتبرع مــع أن ظاهر أدلتها أنها حق للــولي، فــإذا لم يقمهــا الــولي لم يثبت، أو ألن إنكار الولي الثاني يســقط اللــوث الــذي هــو شــرط عنــدهم، أو ألن األدلة منصرفة إلى إقامة كل األوليــاء، فحيث ال إقامــة من كلهم فال

قسامة. وفي الكل نظر، إذ الظاهر أن القسامة حق الــولي وقــد أقامهــا الولي، وال دليل على أكثر من ذلك، ولذا أفتـوا بصـحتها مـع غيبـة أو صغر أو جنون أحـدهما، واللـوث ال يسـقط باإلنكـار، مضــافا إلى مـا

تقدم من عدم الدليل على اللوث، واالنصراف ممنوع. ــه وعلى هذا فلو قال أحدهما: قتل أبانا زيد، وقال اآلخر: بل قتل عمرو، وأقام األول القسامة، كان له نصــف الديــة، أو قتلــه وإرجــاع نصف الدية إلى وليه، والمنكر ال يحق له أن يأخذ نصــف الديــة ألنــه

بإقراره ال يستحق شيئا. نعم يحتمل أن يقــال باســتحقاقه الربــع لقاعــدة العــدل، إذ هــذا النصف الثاني إما أن يستحقه القاتل أو المنكر، فينصف بينهما، ألنه

بينهما فهو كما إذا قال: تطلبني

304

Page 305: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

دينارا، وقال: ال أطلب شيئا، فإن هــذا الــدينار حيث كــان بينهمــايوزع بينهما، إال أن بناءهم على عدم استحقاق المنكر شيئا.

ولو أقــام الثــاني قسـامة على أنــه قتلـه عمــرو، فهــل تتســاقطــرو شــيء كالشــاهدين ــد وعم القســامتان وال يثبت على أي من زي

المتعارضين، أو ال، بل على كل متهم نصف الدية، احتماالن. لكنا حيث قلنا بعدم تساقط الطــريقين المتعارضــين كمــا تقــدم

في كتاب التقليد وغيره، ال نقول هنا بالتساقط، بل بالتناصف. ولو قال أحدهما: قتله زيد وآخر، لكــني ال أعــرف الثــاني، وقــال الولي الثاني: قتله عمرو وآخــر، لكــني ال أعــرف الثــاني، أخــذ األول من زيد ربع الدية، ألنه يعترف بأن زيدا ليس عليــه إال نصــف الديــة، وحيث إن الــولي الثــاني ال يهمــه أعطى زيــد الــولي المتهم لــه ربــعــه الدية، أي بقدر نصف دعواه، ولو أراد الولي قتله أرجــع إلى أوليائ ثالثــة أربــاع الديــة، وكــذلك بالنســبة إلى الــولي الثــاني الــذي اتهم عمروا، ولو قال الولي األول بعد أن أخذ ربع الدية: قــد تــبين لي أن ــروا الذي لم أكن أعرفه عمرو، وأقام القسامة على ذلك طالب عم

بالربع من الدية. وكذا إذا قال الولي الثاني: تبين لي أن الذي لم أكن أعرفه زيد.

وبذلك يظهر الكالم في ما إذا كان المتهم ثالثة أو أكثر. ولو قال كل منهما تبين لي أن اآلخر الــذي لم أكن أعرفــه غــير الذي ذكره أخي حصل التكاذب، وقد عرفت أن مقتضــى الطــريقين المتعارضين األخذ بهما إن أمكن كما في المقام، واألخذ بأيهما شــاء في ما ال يمكن األخذ بهما، وعليه فعلى كــل واحــد من زيــد وعمــرو نصف الدية يقســم لكــل ولي نصــفه، فيأخــذ كــل ولي من زيــد ربــع الديــة ومن عمــرو ربــع الديــة، وكــذا الحــال إذا أقــام كــل واحــد من

الوليين شاهدين على دعواه. ولو قال أحد الوليين: قتله زيد وحــده، وقــال الــولي اآلخــر: بــل قتله زيد وعمرو، أخذ األول من زيد نصــف الديــة، وأخــذ الثــاني من

كال زيد وعمرو نصف الدية، أي على كل واحد منهما ربع

305

Page 306: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الدية، فيحصل الولي األول على ثالثة أرباع الدية، والولي الثاني على ربــع الديــة، وهــذا هــو األوجــه من االحتمــالين الــذين ذكرهمــا

الجواهر، فراجع كالمه. ومما تقدم يعلم أنه لو أراد الوليان قتلهما، أرجعا إلى األول ربع

الدية، وإلى الثاني ثالثة أرباع الدية.ــد أو عمــرو، ولو قال أحدهما: قتله زيد، وقال اآلخر: قتله إما زي أخذ الولي من زيد نصف الدية، وأخذ الثاني من كليهمــا معــا نصــف

الدية على كل واحد الربع لقاعدة العدل.

))القسامة وموت الولي(( ثم إنه إذا مات الولي، فهو إما أن يموت قبل أن يقيم القسامة،

أو في أثنائها، أو بعدها. ما تركه الميت من حــقففي األول: يقوم وليه مقامه، إلطالق

، وقد ادعى الجواهر أنه ال خالف فيه وال إشكال.فلوارثه ثم إن كان الولي جازما بــأن الــذي قتلــه زيــد، فلمــا مــات شــك الوارث أو جزم بخالف جزم مورثه، أو اختلــف وارثــاه، فالظــاهر أن الحكم تابع لرأي الــوارث، ال لــرأي الــولي، إذ إطالق أدلــة القســامة يشمل الوارث اآلن، وجزم المورث بخالف ذلك ال أثر لــه، فهــو كمــا إذا كان المورث أراد أن يقيم الشــاهد على أن القاتــل عمــرو، فــإن إطالق أدلــة الشــاهد يعطي الحــق للــوارث، ومجــرد إرادة المــورث

خالف ذلك ال يسقط الشهادة. ــة القســامة، ألن وفي الثاني: الظاهر كفاية أن يقيم الوارث بقي المعيار القسامة، وموت وحياة المدعي كموت وحياة المدعى عليــه ال يؤثران في ذلك، كما أن مــوت وحيــاة بعض الحــالفين ال يــؤثران، فــإذا كــان خمســون رجال حلــف جماعــة منهم ومــاتوا لم يحتج إلى

التجديد إلطالق األدلة. ولكن عن الشيخ أنه لو مات في أثناء األيمان يســتأنف األيمــان، ألنه لو أتم ألثبت حقه بيمين غيره، كذا ذكره الشــرائع ســاكتا عليــه، ولكن المسالك وغيره لم يرتضوا بذلك، ووجهــه أن القســامة بــنيت

على إثبات الحق بحلف إنسان آخر فال مانع من ذلك، ومنه يعلم وجه النظــر في كالم الجــواهر، قــال: )قــد يقــال: إن

الثبوت بالقسامة

306

Page 307: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

على خالف األصل، والمتيقن من دليلها غير الفرض(. إذ يرد عليه أوال: إنه أصل في الديات والقصاص.

وثانيا: إن إطالقه ال مانع عنه، إال توهم االنصراف الممنوع. وفي الثالث: ثبت للوارث حقه من غير يمين، ألنه قد ثبت الحق

قبل ذلك، ألن حال القسامة حال اإلقرار والشاهد كما عرفت.ــامة، ألن ثم إن الجواهر قال: )وإذا مات من ال وارث له فال قس

وارثه اإلمام وإحالفه كفر( انتهى. أقول: مراده اإلمام األصل، أما نــائب اإلمــام فال إشــكال في أن له اإلحالف، كما أن لمتهمــه االســتحالف وال محــذور إلطالق األدلــة، وأما إمــام األصــل )عليــه الســالم( فأدلــة القسـامة تشـمله فيحلــف ويستحلف بالنســبة إلى غــير المعتقــد بإمامتــه، كمــا اســتحلف والي

في قصــة زوجتــه، كمــا أن إقامتــه)عليــه الســالم( المدينة الســجاد الشهود وطلب الشهود من خصمه ممكن، كما طلب أبوبكر الشهود

، وطلبها شريح من علي )عليه السالم((1)من فاطمة )عليها السالم(. (2)في قصة الدرع

نعم من يعتقد بإمامته ال يحــق لــه أن يفعــل مــا يظهــر منــه رده كان خارجا عن المذهب، سواء في وإال ،)عليه السالم(لكالم اإلمام

باب اإلقرار أو الشهادة أو القسامة أو غيرها.

. 3 ح25 الباب 215 ص18( الوسائل: ج?)1. 5 ح11 الباب 197 ص3( المستدرك: ج?)2

307

Page 308: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))التعارض بين القسامة والشهود واإلقرار(( لو تعارضت القسامة والشهود، أو مع اإلقرار، أو(ـ: 3)مسألة

الشهود مع اإلقرار، فالظاهر تقــدم الشــهود على اإلقــرار، فلــو أقــر إنمــا أقضــيبأنه قتل زيدا فقامت الشــهود على كذبــه فــإن ظــاهر

هي األصــل، وألن البينــة نفــران واإلقــراربينكم باأليمــان والبينــات يصدر من مقر واحد، وهذا ليس بــدليل، وإنمــا يســتأنس منــه ذلــك،

ويؤيده أن البينة عدول، والمقر على األكثر ليس بعادل. )صــلى اللــهأما وجه تقدم الشــهود على القســامة، فألن النــبي

طلب أوال من األنصار الشهود، مما يدل على أنه األصل.عليه وآله( ومما تقدم يعلم وجه تقدم القسامة على اإلقرار.

وإن كان المحتمل وقوع التعارض بين كل ذلــك، ألن االعتبــارات المذكورة ال تكفي في الحجية شرعا، فالالزم عنــد تعارضــها القــولبالسقوط أو التخيير، وهذا االحتمال ليس ببعيد، إذا لم يكن ترجيح. وكيف كان، فلو حلف المدعی القسامة واستوفى الدية ثم شهد اثنان على عدم قتله له لغيبة له في ذلك الحال، أو ألنه كان مريضــا ال يقـــدر معـــه على ذلـــك، أو لحبس أو مـــا أشـــبه، ففي الشـــرائع والقواعد وغيرهما بطلت القســامة واســتيعدت الديــة، وعن كشــف اللثام: )وكذا لــو اقتص بالقســامة أخــذت منــه الديــة مــا لم يعــترف

بتعمد الكذب وإال اقتص منه( انتهى. ــاه من تقــديم الشــهود على ــني على مــا ذكرن وكالمهم هــذا مب القسامة، لكن في الجواهر: قد يناقش في أصل الحكم بأنــه منــاف

لذهاب اليمين بما فيها كما في غيرها من الدعاوي. أقول: ربما يستشكل على الجــواهر بـأن ظــاهر روايــات إبطــال اليمين لحق المدعي، أنه في ما إذا كــان يمين المنكــر، بــأن ترافعــا عند الحاكم فطلب من المدعي البينة فلم يكن له فاستحلف المنكر فحلف، فال يشمل مثل المقام، ولو شــك في إطالق تلــك الروايــات لمثل المقام كان مقتضى األصل عدم إذهاب اليمين لحجية الشاهد،

308

Page 309: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لكن ربما يؤيد الجواهر أنه لو لم يكن للمدعي شاهد ولم يحلفــامت ــف القســامة ثم ق ــر وحل القســامة وأحــال اليمين على المنكــال اليمين الشهود للمدعي يشمل المقام إطالق تلك الروايات بإبط لحــق المــدعي، وحيث إن من المســتبعد جــدا الفــرق بين قســامة المدعي وقسامة المدعى عليه، كــان الالزم أن يكــون حكم قســامة المدعي مثل قسامة المنكــر في إبطالهــا لحــق الطــرف اآلخــر وإن

قامت بعد ذلك عليه شهود. ــة ــام في غاي ــف اللث ــا كش ــتي ذكره ــة ال ــذا، فالمقاص وعلى ه

اإلشكال، لدرء الحد بالشبهة. أما ما ذكره المسالك من الفرق بين مــا ذكــره الشــرائع فتقبــل الشهود، وبين ما لو قالت الشــهود لم يقتلــه هــذا واقتصــر عليــه فال تقبل شهادتهم، فلم يظهر دليله، إذ لو كان الشاهد حجة ال فرق بين إثباته عدم صالحيته للقتل، وبين نفيه للقتــل مقتصــرا عليــه، إلطالق

أدلة الشهادة.

))إذا أتى بالقسامة واستوفى الدية ثم تراجع(( ولــو حلــف المــدعي القســامة واســتوفى الديــة، ثم قــال: هــذه

حرام، : فإن فسره بكذبه في اليمين عمــدا أو ســهوا اســتعيدت منــه1

الديــة، كمــا في الشــرائع وقــرره الشــارحان، ألنــه اعــتراف بأنــه ال يملكـه، وهــذا ال ينــافي مــا تقــدم من تقــدم القسـامة على اإلقـرار، وذلك ألن اإلقرار وارد على القسامة والشهود، هــذا غايــة مــا يقــال

في وجه كالمهم. لكن يرد عليه: إن الكالم قد يكون في عالم الواقـع، فهـو ملـزم

اقتطعت لــه قطعــة من )صلى الله عليه وآلــه(:بما علم، ولذا قال . النار

ــاهد ــدم أن الش ــد تق ــه ق ــاهر، وفي ــالم الظ ــون في ع ــد يك وق والقسامة مقــدمان على اإلقــرار، فلــو قــامت الشــهود أنهــا زوجتــه فقال إنها حرام علي، ألزم بالنفقة والمضاجعة وغيرهمــا، وكــذا فيــه، لكن إذا ــه وارث القسامة فإذا مات بعد قوله: إنه عليه حــرام، ورث قلنا في تلك المسألة بالتعارض كان تقديم الشهود والقســامة فيمــا ال يمكن الجمع، وإال كان الالزم الجمع بمقتضى قاعــدة العــدل، كمــا

سيأتي مثالها في المسألة التالية.

309

Page 310: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

نعم إذا رد المــال كــان للمتهم بالقتــل أن يأخــذه، ألنــه إن كــان كاذبا في قسامته فهو للمتهم، وإن كان صادقا كان إعطــاؤه للمتهم

بمنزلة اإلعراض، والمسألة بعد بحاجة

310

Page 311: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إلى مزيد من التتبع والتأمل. وإن فسره بأنه حنفي ال يرى القســامة، لم يكن للمــدعى عليــه

أن يعترضه بإعادة الدية، لما علله الجواهر بتقدم اجتهاد الحاكم. ــالفروع أقول: ال إشكال في أن الكفار والمخالفين محكومــون ب ككونهم محكومين باألصول، وعليه فإذا قــامت القســامة في جــانب المخالف الذي ال يعتقد بها كان الواقــع معــه وإن أبــاه هــو، فال حــق للمدعى عليه في ماله الذي دفعه إلى المخالف، وإن قال المخالفــره ــذي ذك ــاد الحــاكم ال ــدم اجته ــك لتق ــه ال للقســامة، وليس ذل إن الجواهر، بل ألنه الواقع حتى لو فرض في ما ال اجتهاد للحاكم، كمــا

في أمثال المقام. واحتمال أن يكون للمدعى عليه استرجاع الدية من باب قاعــدة اإللزام، يرد عليه إنه ليس حقا للمدعى عليه، وإنمــا قاعــدة اإللــزامــير تقول: إن المخالف إن عمل عمال من باب رأيه يؤخذ به، ال أن لغ المخالف إلزامه بالباطــل واقعــا، مثال إذا تــزوج المخــالف أختــه من الرضاعة التي ارتضع معهــا ثالث رضــعات، حيث يــرون هم الحرمــة بـذلك، ثم تـبين للمخــالف ذلـك فتركهـا بــدون طالق، ألن رأيــه أنهـا حرام عليه أبــدا، كــان لنــا أن نأخــذ هــذه المــرأة بعــد انقضــاء عــدة المخالف، العدة التي حصلت من وطيه لها شــبهة حســب اعتقــاده، ألنه حين علم يزعم أنه وطأهـا شــبهة، وأخــذنا لهــا من بــاب قاعــدة اإللــزام، ولكن ليس لنــا أن نلزمــه بــترك زوجتــه تلــك، أو أن نحــول بينهما حــتى إذا انقضــت عــدتها أخــذناها، وذلــك ألن قاعــدة اإللــزام

تشمل األول ال الثاني، بل الثاني مشمول لقاعدة الواقع. والحاصل: إن الحكم تــابع للواقــع، إال بقــدر التزامــه فعال بخالف

الواقع. وال يخفى أن قاعــدة ألزمــوهم ال تخص مــا إذا كــان ضــررا على المخالف، إلطالق القاعدة، بل تشمل ما كان نفعا لــه أيضــا، مثال إن بقاءها زوجة له في المثال نفع له ولهــا، ال ضــرر، وكــذلك إذا حجت ولم تطف طواف النساء، فإعطاء الزوج لها منا نفقتها ووطيها نفــع

لها ال ضرر، ومع ذلك واجب علينا من باب احترام مبدئهم، إلى

311

Page 312: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

غير ذلك من األمثلــة، فمــا ذكــره بعض من أن القاعــدة تمشــي في الضــرر عليهم ال النفــع لهم، خالف إطالق القاعــدة، بــل وخالف

الفتاوى. ومنه يعلم وجـه قــول الجـواهر أن المــدعى عليــه الحنفي لـورد

الدية إلى المدعي باختياره أخذها منه. أقول: وذلك لقاعدة اإللزام، كما تأخذ منهم حسب التعصيب مع

أن المال لهم واقعا. : وإن فسره بأن الدية ليست ملكا للباذل، فإن تمكن من أخذ2

بدله أخذه، ألنه حقه باعتقاده، أما ما بيده فالالزم عليه إرجاعــه إلى مالكه إن عرف له مالكا، ألن إقراره حجة عليــه، وإن لم يعــرف لــهــا للشــرائع ــك كمــا في المســالك، خالف مالكــا، كــان مجهــول المال

والقواعد، حيث قاال: إنه يقر في يده، ولم يظهر وجهه.3 : وإن فسره بأنه ال يستحق هذا المــال، ألنــه ليس بــولي، مثال

كان المعـروف أن زيــدا ولـد المقتــول وأقــام القســامة على قاتلـه،ــإن ــيره وارث وولي، ف ــده وأن غ ــه ليس بول ــرف أن ــدا يع ولكن زي اعترافه بــذلك يقتضــي أن يرجــع المــال إلى المالــك إن عرفــه، وإال

كان مجهول المالك كالصورة المتقدمة. وإن فسره بأن المال غير قابل، كمــا إذا أقــام كــافر على كــافر قسامة، وكان المال الذي دفعه إلى المدعي ما ال يملك في شريعة اإلسالم، وادعى المدعي أنه أسلم قبل ذلك خفيــة، فال يحــق لــه أن يأخذ هذا المال، فالظاهر أن له الحــق في إرجاعــه وأخــذ بدلــه، ألن قوله: إنه اسلم، مقبول فال يحق لمن ثبت عليه الــدعوى أن يعطيــه

هللاإال ما له مالية عند اآلخذ، وا سبحانه العالم.

312

Page 313: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا ادعى آخر أنه القاتل((ــدا هــو القاتــل(:ــ 4)مســألة إذا قــامت القســامة على أن زي

ــردا، فاستوفى الولي المال، أو لم يستوف، فقال آخر: أنا قتلته منف وليس المدعى عليه قاتال، فعن الشيخ في الخالف أن الولي بالخيار بين البقـــاء على مقتضـــى القســـامة، وبين العمـــل على مقتضـــى

اإلقرار. وعنـــه في المبســـوط أنـــه ليس لـــه االختيـــار، بـــل يبقى على القسامة، ألنه ال يقسم إال مع العلم فهو مكذب للمقر، ومقر بأنــه ال

يستحق عليه شيئا، فكيف له بأن يأخذ منه. أقول: للمسألة ثالث صور.

األولى: إن الولي يدعي كــذب المقــر، وفي هــذه الصــورة يبقى على قسامته، وال حق له أن يأخذ من المقر شيئا، ألنه بدعواه كذبه

يسقط حقه في أن له عليه شيئا. أما المقر فإن علم حقيقة أنه القاتــل لــزم عليــه إيصــال المــال إلى الـولي أو وارثــه، إال أن يسـتخلص منــه ولـو بـأن يقــول الـولي: أبرأتك لو كان لي حق عليك، أو أعرضت مما لي عليك، أو ما أشـبه

ذلك. ــابقا عن علم ثم الثانية: أن ال يعلم الولي كذبه، إما بأن حلف س شك، أو حلــف كــل الخمســين آخــرون، إذا قلنــا بصــحة حلفهم دون الولي، أو أنه بقي على علمه وكــان علمــه أن فالنــا قاتــل، لكنــه لمــه يعلم أنه هل قتل منفردا أو مع غيره، فيحتمل صحة كالم المقر أن

قتله في الجملة أو غير ذلك. والظاهر أن في هذه الصــورة تقســم الديــة بينهمــا، أي بين من قامت عليه القسامة وبين المقر، إما الحتمال اشتراكهما في القتل، وإما للعلم بأن أحدهما قاتل، فمقتضى قاعدة العــدل تقســيم الديــة بينهما، فحال المقام حال ما إذا قــامت بينتــان على قــاتلين، أو بينــةــدم ــررا من ع ــرفت مك ــا ع ــتين، لم ــا متعارض ــامة بحيث كانت وقس السقوط في أمثال المقام، ومثل هذه الصــورة مــا إذا مــات الــولي ــا الحالف مع القسامة وورثه من ال يعلم بالواقع، أو كان الولي عامي

يصح له الحلف بالظن كما نسب إليهم. ــتبهت، الثالثة: أن يقول الولي الحالف على القطع: كذبت أو اش

واآلن علمت

313

Page 314: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أن المتهم السابق لم يكن قاتال، فالظاهر حينئذ أنــه ال يحــق لــه أخذ شيء من المدعى عليه، ألنه يعلم اآلن أنه قطعة من النار، كما

، كما يحق لــه األخــذ من المقــر)صلى الله عليه وآله(قاله الرسول . (1)بقاعدة إقرار العقالء

ومما تقــدم ظهــر حــال القصــاص، وأنــه في الصــورة األولى لــهالقصاص عن المدعى عليه.

وفي الصورة الثانية إن احتمل اشــتراكهما كــان لــه قتلهمــا ورد نصف الدية على كل واحــد منهمــا، ألنــه قــام على كــل واحــد حجــة شرعية، وإن لم يحتمل اشتراكهما لم يكن له قتل أيهما، لمــا ســبق في بعض المسائل السابقة من أنه لو علم أن القاتل زيــد أو عمــرو ال يحق له قتــل أحــدهما، بــل يأخــذ الديــة منهمــا بالتنصــيف لقاعــدة

العدل. وفي الصورة الثالثة يحق له قتل المقــر، ألنــه بــإقراره اســتحق القتل، والمفروض أن المــدعي علم بكــذب نفســه أو اشــتباهه ممــا

يبرئ المدعى عليه. بقيت صورة رابعة بالنسبة إلى كــل من الديــة والقصــاص، وهي ــا أنه لو علم باشتباه نفسه في دعواه أو كذبه، وعلم بأن المقر أيض كاذب عمدا أو اشتباها، وفي هذه الصــورة ال حــق لــه في القصــاص

وال الدية كما ال يخفى. ومما ذكرنا ظهر مواقــع النظــر في كثــير من الكلمــات، فراجــع

المفصالت.

. 2 ح3 الباب 111 ص16( الوسائل: ج?)1314

Page 315: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))حق الحبس والكفالة((ــة ونحوهمــا(:ــ 5)مسألة الظــاهر أن للحــاكم الحبس والكفال

بالنسبة إلى الحق المجهول، إذا خاف انفالت من عليه الحــق إذا لميحبسه أو لم يأخذ الكفالة منه.

والمراد بـ )نحوهما( كلما يوجب عدم انفالته، مثل جعــل حافــظــه أن عليه، أو تجميد ماله في البنك مثال، أو ما أشبه ذلك، ويدل علي الحاكم هــو المكلــف بإحقــاق الحــق، وإحقــاق الحــق أهم من حريــةــه المســتفادة من قاعــدة تســلط النــاس على أمــوالهم المشــتبه ب وأنفسهم، مما يوجب تحريم الحبس والكفالة وتجميد المال وغيرها،

فيعمل على ذلك لقاعدة األهم والمهم. وجعل القسامة عليـهاليمين على من أنكرويؤيده المناط في

وإحضاره في المحكمة وغــير ذلــك، مــع أنــه كثــيرا مــا يكــون بريئــا، ويكون إحالفــه أو إحضــاره أو مــا أشــبه خالف قاعــدة تســلطه على نفسه وعلى ماله الذي يحتاج إلى صرفه ألجل حضوره عند الحاكم.ــة ــة والكيفي ــدة، وأن الكمي ــه على القاع ــر أن ــا ظه ــا ذكرن ومم منوطتان بنظر الحاكم الشرعي، وأنه البد وإن يالحــظ الحــاكم أقــل

قدر ممكن، ألن الضرورات تقدر بقدرها. ــه ــل، فالشــيخ وأتباع ــوا في مســألة المتهم بالقت ثم إنهم اختلف والصهرشتي والطبرسي والعالمة في القواعــد وغــيرهم قــالوا بــأن

للحاكم الحبس ستة أيام في تهمة القتل إذا التمس الولي. واستدلوا لذلك بقوية السـكوني، الـتي رواهـا الكليـني والشـيخ،

)صــلى اللــه عليــهإن النــبي قــال: )عليــه الســالم( هللاعن أبي عبد ا كان يحبس في تهمة الدم ستة أيام، فإن جاء أوليــاء المقتــولوآله(

. (1)بثبت وإال خلى سبيلهــه الســالم(، ــدعائم، عن علي )علي ــده مــا رواه ال القــال: ويؤي. (2)حبس في تهمة إال في دم، والحبس بعد معرفة حق ظلم

. 1 ح12 الباب 121 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 ح10 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)2

315

Page 316: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــدم، وقال الحلي والفخر وجده وغيرهم على ما حكي عنهم بالع ألصــالة الــبراءة، وألنــه تعجيــل عقوبــة ال مقتضــي لــه، وألنــه خالف

تسلط الناس على أنفسهم، وهو ظاهر الشرايع وصريح المسالك. والمحكي من ابن حمزة أن الحبس ثالثــة، ورده الشــهيد الثــاني بأنه ال شاهد له هنــا، وإن علــق عليهــا بعض األحكــام، كمــدة إمهــال

المرتد والشفيع. وعن المختلف التفصيل بأنه إن حصـلت التهمــة للحـاكم بسـبب لزم الحبس ستة أيام عمال بالروايــة وتحفظــا للنفــوس عن اإلتالف،

وإن حصلت لغيره فال حبس عمال باألصل.ــق كالم وعن اإلسكافي: الحبس سنة، وربما قرئ بالتائين فيواف

الشيخ وأتباعه.وعن ابن إدريس رد الرواية رأسا استضعافا لها.

وفي الجــواهر: )ال يخلــو العمــل بــالخبر المزبــور هنــا من قــوة، العتضــاده بعمــل من عــرفت، وحكايــة اإلجمــاع على العمــل بأخبــار

الراوي المزبور(، إلى آخر كالمه. ــه ال ــه يعلم أن ــدة، ومن ــه مقتضــى القاع ــرفت أن ــد ع ــول: ق أق خصوصية لأليام، وإنمــا هــو من بــاب أحــد المصــاديق، ويؤيــده ذيــل

)بعد معرفة الحــق( :)عليه السالم(رواية الدعائم، فإن مفهوم قوله أنه قبل معرفة الحق ال ظلم.

حبس شــراحة)عليــه الســالم( كمــا يؤيــده أيضــا أن اإلمــام الهمدانية، وحبس النجاشي لمــا أراد أن يجــري عليهمــا بقيــة الحــد،

ــوم الجمعة ــاش إلى ي ــذين(1)وحبس النب ــة ال ــك الثماني ، وحبس أولئ )صلى اللــه عليــه وآلــه(هللا، وأمر رسول ا (2)قطع أيديهم حتى يبرؤوا

. (3)لي الواجد يحل عقوبته وحبسهبحبس كفار بدر، وفي الخبر: وجه التأييد أن كل تلك المحابس كانت ألجل عدم فوات الحق.

كما يؤيده أيضا خبر الرجل، من مزينة الــذي اعــترف عنــد أمــيربالزنا، )عليه السالم( المؤمنين

. 17 ح19 الباب 514 ص18( الوسائل: ج?)1. 2 ح28 الباب 239 ص3( المستدرك: ج?)2. 4 ح8 الباب 90 ص13( الوسائل: ج?)3

316

Page 317: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ثم رجمهاحتفظ بهلقنبر: )عليه السالم( فلما أقر أربعة، قال . (1))عليه السالم(

وخبر أبي مريم، في المرأة التي اعترفت عند اإلمام بالزنا، إلى )عليه السالم(:أن قال أبو جعفر فأمر بها فحبســت وكــانت حــامال

. (2))عليه السالم(فتربص بها حتى وضعت ثم رجمها عمــا يصــنع)عليــه الســالم(:وفي قصــة عمـر أنــه ســأل اإلمــام

احتفظ عليها حــتى تلــد، فــإذا )عليه السالم(:بالزانية الحاملة، قال . (3)ولدت ووجدت لولدها من يكفله فأقم الحد عليها

إلى غير ذلك مما ظاهرها أن الحبس كــان لعــدم فــوات الحــق،وبالمناط يفهم حكم الكفالة ونحوها.

. 2 ح16 الباب 379 ص18( الوسائل: ج?)1. 5 ح16 الباب 380 ص18( الوسائل: ج?)2. 7 ح16 الباب 381 ص18( الوسائل: ج?)3

317

Page 318: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))قتل العمد يوجب القصاص عينا(( ال خالف معتدا به عندنا، كما اعترف به غير واحد،(: 6)مسألة

في أن قتل العمد يوجب القصاص ال الدية عينا، وفي الجــواهر عينــا قطعا بل ضــرورة، وال تخيــيرا، بــل عن ابن إدريس في الخالف فيــه تارة، ونسبته إلى األصحاب أخرى، واإلجماع عليه ثالثــة، قــال: )إنــه ظاهر الكتاب والمتواتر من األخبار وأصول مــذهبنا، وفي المبســوط إنه الذي نص عليه أصحابنا واقتضته أخبارهم، بــل عن الخالف عليــه إجمــاع الفرقــة وأخبــارهم، بــل عن الغنيــة اإلجمــاع عليــه، بــل هــو محصل، إذ لم يحك الخالف إال عن العمــاني واإلســكافي، بــل األولــذا اقتصــر غــير واحــد على نســبة منهمــا ال صــراحة في كالمــه، ول

الخالف إلى الثاني( انتهى. النفسواستدل له في المسالك وغيره بظـاهر قولـه سـبحانه:

فمن اعتــدى عليكم فاعتــدوا عليــه بمثــل مــا، وقولــه: (1)بــالنفس كتب عليكم القصـــاص في، وقولـــه ســـبحانه: (2)اعتـــدى عليكم

، إذ ظاهر هذه اآليــات(4)والجروح قصاص، وقوله تعالى: (3)القتلىأن مقابل القتل القتل.

وأما قوله: ــه، إذ ظــاهرهفكأنما قتل الناس جميعا فال داللة في أن من يقتل إنسانا بال استحقاق فال فرق بين أن يقتل الكل أو يقتل واحدا في أنه قتل خالف الموازين، كما أن إحياء النفس تعطفــا فيــان ال حكم إحياء كل الناس، إذ من يعطف على اإلنسان بما هو إنس

فرق عنده بين كل أفراد اإلنسان أو بعض افراده. ويدل عليه أيضا باإلضافة إلى اآليات واإلجمــاع والعقــل، متــواتر الروايات المتضمنة لوجوب القصاص من غير إشــعار بــالتخيير حــتى أنه لو لم يدل عليه دليل من الخــارج كــان الالزم القــول بالقصــاص

فقط.

. 45( سورة المائدة: اآلية ?)1. 194( سورة البقرة: اآلية ?)2. 178( سورة البقرة: اآلية ?)3. 45( سورة المائدة: اآلية ?)4

318

Page 319: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

)عليه السالم(:كصحيح ابن سنان، عن الصادق من قتل مؤمنا متعمدا به أقيد منه إال أن يرضــى أوليــاء المقتــول أن يقبلــوا الديــة،

. (1)فإن رضوا بالدية وأحب ذلك القاتل فالدية اثنى عشر ألف قــال: ســألته ،)عليــه الســالم(هللاوصحيح الحلبي، عن أبي عبــد ا

، فقــال:(2)فمن تصــدق بــه فهــو كفــارة لههللاعن قوله ا عز وجــل: يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما عفا:هللا. وسألته عن قــول ا عــز وجــل ــه ــالمعروف وأداء إليـ ــاع بـ ــيء فاتبـ ــه شـ ــه من أخيـ فمن عفى لـ

ينبغي للذي له الحق أن ال يعسر أخاه إذا كان قد، قال: (3)بإحسان صالحه على دية، وينبغي للذي عليه الحق أن ال يمطل أخاه إذا قــدر

.(4)على ما يعطيه ويؤدي إليه بإحسان أقول: ظاهر اآلية المباركة أن القصــاص األصــل، وأن الديــة من

يـا أيهـا الـذين آمنــوا كتب عليكمباب البدل بالرضا، قـال سـبحانه: القصاص في القتلى، الحــر بــالحر، والعبــد بالعبــد، واألثــنى بــاألثنى، فمن عفى له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليــه بإحســان،

اآلية. ذلك تخفيف من ربكم ورحمة )عليــههللاومنه يظهر وجه داللة ما رواه أبو بصير، عن أبي عبــد ا

)عليــه في حــديث ســأله فيــه عن اآليــة المتقدمــة، قــال الســالم(، . فــإن ظــاهره أن الديــة(5) الحديثهو الرجل يقبل الدية السالم(:

ليست أصال، وإنما هي على سبيل القبول. )عليهمثله، قال )عليه السالم( وفي رواية سماعة، عن الصادق

. (6)هو الرجل يقبل الدية السالم(:

. 9 ح1 الباب 144 ص19( الوسائل: ج?)1. 45( سورة المائدة: اآلية ?)2. 178( سورة البقرة: اآلية ?)3. 1 ح57 الباب 88 ص19( الوسائل: ج?)4. 2 ح57 الباب 88 ص19( الوسائل: ج?)5. 3 ح57 الباب 89 ص19( الوسائل: ج?)6

319

Page 320: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

قــال: ،)عليــه الســالم(هللاوفي رواية أبي عثمان، عن أبي عبــد ا وفي العمــد يقتــل الرجــل بالرجــل إال أن يعفــو ويقبــل الديــة ولــه

الحديث. (1)ماتراضوا عليه وفي روايــة جميــل بن دراج، عن بعض أصــحابه، عن أحــدهما

. (2)العمد كلما عمد به الضرب ففيه القود)عليهما السالم( قال: إلى غيرها من الروايات التي تأتي جملة أخرى منها. )صــلى اللــهأما ابن الجنيد، فقد استدل له بــالمروي عن النــبي

من قتل له قتيل فهــو يخــير النظــرين، إمــا أنقال: عليه وآله( إنه .(3)يفدى، وأما أن يقتل

من أصــيب بــدم أو )صلى الله عليــه وآلــه(:ورواية أخرى، عنه ــل الجــراح ـ خيل ــا أن ـ والخي ــار بين إحــدى ثالث، إم ــو بالخي فه

.(4)يقتص، أو يأخذ العقل، أو يعفو، فإن أراد رابعة فخذوا على يديهــه ورواية العالء بن الفضيل، عن الصادق قــال:)عليه السالم( إن

والعمد هو القود، أو رضى ولي المقتول(5) . وفيه: أمــا الروايتــان فهمــا عاميتــان فال يمكن االســتدالل بهمــا، باإلضافة إلى أنه ال داللة فيهما، إذ ظاهرهما بعد الجمــع بينهمـا وبين سائر الروايات أن للولي كال األمرين، وال داللــة فيهمــا على التخيــير

االبتدائي، فحال الدية حال العفو. ومنه يعلم وجه عدم الداللة في روايــة العالء، في جملــة أخــرى

من الروايات بهذا المضمون. في حديث ،)عليه السالم(هللامثل صحيحة الحلبي، عن أبي عبد ا

قال: سألته

. 4 ح57 الباب 89 ص19( الوسائل: ج?)1. 6 ح11 الباب 25 ص19( الوسائل: ج?)2. 476 ص2( المسالك: ج?)3.476 ص2( المسالك: ج?)4. 13 ح1 الباب 145 ص19( الوسائل: ج?)5

320

Page 321: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

،(1)فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليمهللاعن قول ا عز وجل: هو الرجل يقبل الدية أو يعفو أو يصالح ثم يعتدي فيقتل فلهفقال:

. (2)هللاعذاب أليم، كما قال ا عز وجل هللافي قول ا عز وجل: ،)عليه السالم(ومثله روايته األخرى، عنه

فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم :فقــال الرجــل يعفــو ويأخــذ . (3)الدية ثم يجرح صاحبه أو يقتله فله عذاب أليم

هــوفي الديــة، قــال: ،)عليــه الســالم(وفي رواية سماعة، عنه هللالرجل يقبل الدية أو يصالح ثم يجيء بعد فيمثل أو يقتل، فوعده ا

. (4)عذابا أليما وفي مجمع البيــان، عن البــاقر والصــادق )عليهمــا الســالم( في

.(5)من قتل بعد قبول الدية والعفواآلية، أي بل نفس هذه الروايــات ظــاهرة في أن العفــو والديــة يحتاجــان إلى القبول مما يدل على أنهما في طــول القصــاص، ال في عرضــه

على سبيل التخيير.

))استحباب تبديل القصاص بالدية والعفو(( ثم الظـاهر اســتحباب تبــديل الـولي القصــاص بالديــة أو العفــو، لظاهر اآلية الكريمة، إال أن يكون هناك محذور خارجي، كما إذا كان

القاتل إنسانا شريرا مما قتله في نظر اإلسالم أفضل. ويؤكد استحباب العفو أو الدية إذا صار إنسانا صالحا ينفع الدين

والدنيا فإبقاؤه أفضل، هذا بالنسبة إلى الولي. إما بالنسبة إلى القاتل فهل يجب عليه بذل الدية وخالص نفسه من القتل أو ال، قوالن، قال في الجواهر: )مــال جماعــة إلى القــول بوجوب البذل على الجاني، كالفاضل وولده حيث قويا الوجوب، بــل عن الشهيد في الحواشي نفي البأس عنه تارة، وفيــه مــرة أخــرى،ــا على الجــاني ــة في وجوبه ــاه عن ابن إدريس، وفي اللمع ــل حك ب

بطلب الولي وجه، لوجوب

. 94( سورة المائدة: اآلية ?)1. 1 ح58 الباب 90 ص19( الوسائل: ج?)2. 2 ح58 الباب 90 ص19( الوسائل: ج?)3. 3 ح58 الباب 90 ص19( الوسائل: ج?)4. 4 ح58 الباب 90 ص19( الوسائل: ج?)5

321

Page 322: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــول حفظه نفسه، ونفى عنه البأس في الروضة، وإن ظنه أنه ق ابن الجنيد، لكنه اشتباه، وظاهر المسالك القول به، أو الميــل اليــه، وعن الكركي إنه جيد، ونفى عنه البعد في مجمــع البرهــان( إلى أن هللاقال: )بل ظاهر ما تســمعه من المصــنف إن شــاء ا والفاضــل فيــل القواعد واإلرشاد أو صريحه، بل وصريح التحرير عدم الوجوب، ب

هو الذي فهمه غير واحد من المشهور( انتهى. أقول: وما نقله واختاره من عدم الوجوب هـو األقـرب، لصـحيح

فــإن رضــوا بالديــة )عليــه الســالم(:ابن سنان السابق، حيث قــال الحديث. (1)وأحب ذلك القاتل

وال دليل على وجوب حفــظ النفس في المقــام بعــد تعلــق حــق الغير بها واألمــر بإعطــاء القصــاص، فهــو مثــل عــدم وجــوب حفــظ النفس فيما اعترف بما يوجب عليه القتل، كالزنا المحصن، أو الزنا بإكراه أو ما أشبه، ومثل عدم وجوب حفــظ العضــو بــاالعتراف بمــا يوجب عليه القصاص إلى غير ذلك، فهل يقول أحد بحرمة مثل هــذا االعتراف، فإن أدلة حفظ النفس والعضــو ومــا أشــبه منصــرفة عن مثل ذلك، أو أن أدلة بذل النفس والعضو للقصاص واردة على أدلة

حفظ النفس. نعم الظاهر وجوب البذل فيما كان االتهـام كـذبا، إذ أدلـة حفـظ

النفس ال وارد عليها.

. 9 ح1 الباب 144 ص19( الوسائل: ج?)1322

Page 323: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا عفى الولي عن القصاص(( عفى الولي عن القصاص ولم يشــترط الديــة إذا(:ـ 7)مسألة

فال شيء على المجني عليه، بناء على ما اخترناه تبعا للمشهور من أن الدية بدل، وليست أحد فــردي المخــير، ألن الــواجب القصــاص، فمع فرض ســقوطه من دون اشــتراط للمــال لم يجب بعــد شــيء،

وقد ذكر هذا الشرائع والجواهر وغيرهما. لكن لو قال: إني لم أقصد إسقاط الديــة، بــل قصــدت إســقاط القصاص بما هو قصاص، فالظاهر القبــول، وذلــك إلمكــان التفكيــك بين األمرين فيما لو صرح، وحيث ال يعرف قصده إال من قبل نفسه

يقبل. ولو ادعى الجاني أنه قصد العفو المطلق، وأنكــر المجـني عليـه

.واليمين على من أنكرأو وليه، فليس عليهم إال الحلف، إلطالق وأما اإلسكافي على الذي قد تقــدم في المســألة الســابقة، أنــهــولي عن ــو ال ــة، فعف ــد بين القصــاص والدي ــير في العم ــرى التخي يــان القصاص ال يالزم إسقاط الدية، فإذا عفى الولي عن القصاص كله أخذ الدية، إذ سقوط أحد فردي التخيير ال يستلزم سقوط اآلخر.

ولو بذل الجاني القود لم يكن للولي غيره، إذ ال تخيير.))تبديل القصاص بالدية أو األقل أو األكثر منها((

ولو طلب الولي الدية أو أكثر أو أقل فبذلها الجــاني صــح، وفي الجواهر بال خالف وال إشكال، وذلك ألن الحق ال يعدوهما، فإذا رضيا بشيء فال منع وال دليل على لزوم االقتصــار على قــدر الديــة فقــط

حتى ال يصح الصلح على األكثر أو األقل. وإذا طلب الولي الدية وامتنع الجاني كان له االمتناع بأن يقول: ابذل نفسي، إذ قد تقدم داللة النص والفتوى على أن القصاص هــو

األصل، والتبديل بحاجة إلى رضى كليهما. ولو لم يرض الولي إال بأزيــد من الديــة، أو لم يــرض الجــاني إال بأقل منها، جاز لآلخر القبول، بال خالف وال إشكال، لمــا عــرفت من

أن الحق ال يعدوهما، وال دليل على لزوم االقتصار على قدر الدية.))تبديل القصاص بقطع عضو((

ولو قال الولي: إني آخذ الدية مع قطع يد الجــاني مثال، أو أبــدل القصاص بقطع يده، فهل يصح ألنه إذا كان له قتلــه فلــه قطــع يــدهــيره يبقى باألولى، أو ال يصح، ألن الدليل دل على القتل ال غيره، فغ

323

Page 324: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــوز، وبين ــال األول فال يج ــل بين المث ــة، أو يفص ــل الحرم على أصالمثال الثاني فيجوز، ألن الشارع جعل

324

Page 325: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أخذ الدية بدال مستقال فال يجوز قطــع اليــد معهــا، بخالف مــا إذاــل، ــة عن القت ــة العرفي ــط، حيث األولوي ــاني فق ــد الج ــع ي أراد قط احتماالت، والثالث وإن كان غير بعيد إال أنه خالف االحتياط، فالثاني

هو مقتضى القاعدة فتأمل.

))فروع(( ولو جرحه فمات فلم يعلم أن موته بسبب الجــرح ســراية أو ال، ال يصح القصاص، ألصالة عدم كون الموت بسبب الجرح إذا لم يكنــة علم وال بينة وال إقرار من الجاني، وإذا أريد قصاص العضو أو الدي كان له ذلك بالنسبة إلى قدر األرش في الديــة، إذ كمــا يمنــع أصــلعدم الموت بسبب الجرح من قصاص النفس يمنع من دية النفس. ولو أقر الجاني بأن موته كــان بســبب جرحــه، فــإن علم الــولي بصدقه أو شك جاز له القصاص أو الدية الكاملة، أمــا لــو علم كذبــه عمــدا أو اشــتباها لم يجــز لــه أكــثر من قصــاص الجــرح أو ديتــه، إذ اإلقــرار طــريقي، فــإذا علم بأنــه ليس بطريــق لم يجــز تــرتيب أثــر الواقع عليه، فهو مثــل أن يــدعي زيــد أنــه قتــل عمــروا، بينمــا يعلم الولي أن القاتل لــه بكــر ال زيــد، إذ ال يجــوز للــولي قصــاص أو ديــة

بالنسبة إلى زيد المقر.ــه زنى أو الط، ــد بأن ــر زي ــاكن، كمــا إذا أق وكــذا في ســائر األم

والحاكم الشرعي يعلم كذبه، حيث ال يجوز له إجراء الحد عليه. نعم يعزره لكذبه إن علم أنــه يكــذب عمــدا، ألن في كــل حــرام

تعزير، كما تقدم في كتاب الحدود.

325

Page 326: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))يرث القصاص من يرث المال(( يرث القصاص من يرث المال، كما في الشــرائع(:ـ 8)مسألة

وأيـــده الشـــارحان، وحكي عن المبســـوط وموضـــع من الســـرائرــة، والتحرير والمختلف واإلرشاد واإليضاح واللمعة والرياض والروض بــل عن المبســوط نســبته إلى األكــثر، بــل عن ابن فضــال اإلجمــاع

عليه. واســـتثنى الشـــرائع هنـــا وفي كتـــاب اإلرث الـــزوجين، وأيـــدهــر على الشارحان وادعيا عليه اإلجماع ولم يقيما وال غيرهما دليال آخ

عدم إرث الزوجين للقصاص. نعم في المســالك قــال: وعلــل بــأن القصــاص يثبت للــولي

للتشفي، وال نسب في الزوجية من حيث هي زوجية يوجبه.وال يخفى ما في االستداللين.

امــا اإلجمــاع فال يتمكن أن يقــاوم األدلــة المطلقــة، فإنهــا علىكثرتها لم تستثن الزوجين.

وأما االستدالل المذكور فهو أشبه باالستحسان، وكأنه لذا نسـبه المســالك إلى القيــل مشــعرا بتمريضــه، فــالقول بعــدم إرثهمــا لــه مشــكل، وإن كــان القــول بإرثهمــا لــه مشــكل أيضــا حيث اإلجمــاع المدعى والشهرة المحققة، والمسألة بحاجة إلى تتبــع أكــثر وتأمــل

أعمق. ــة ابن أبي يعفــور، عن الصــادق ــه الســالم(ففي رواي ، في)علي

. (1)يرثها وترثه من كل شيء ترك وتركتإرث الزوجين: ــا رواه ومثلها غيرها، ويؤيد ذلك ما دل على إرثهما للدية، مثل م

للمــرأة منقــال: ،)عليــه الســالم(هللاعبيد بن زرارة، عن أبي عبد ا . (2)دية زوجها، وللرجل من دية امرأته ما لم يقتل أحدهما صاحبه

وإن: )عليــه الســالم(وفي خبر محمد بن قيس، عن أبي جعفر ــل ــا لم يقت ــه م ــل ورثت هي من ديت ــا، وإن قت قتلت ورث من ديته

. (3)أحدهما صاحبه

. 1 ح7 الباب 522 ص17( الوسائل: ج?)1. 1 ح11 الباب 395 ص17( الوسائل: ج?)2. 4 ح8 الباب 391 ص17( الوسائل: ج?)3

326

Page 327: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

)عليــه الســالم(:هللاوفي خــبر محمــد بن مســلم، عن أبي عبــد ا فإن قتل أو قتلت وهي في عــدتها ورث كــل واحــد منهمــا من ديــة

. (1)صاحبهإلى غير ذلك.

ومنه يعلم أنه إذا كانت دية لقتل عمــد صــلحا وتراضــيا، أو قتــل خطأ أو شبه خطأ، أو في العمــد الــذي يــوجب الديــة، كقتــل الوالــدــواهر: )بال ولده ونحوه، ورث كل واحد من الزوجين اآلخر، وفي الج ــا خالف وال إشكال، بل اإلجماع بقسميه عليه، بل لم أجد فيه مخالف من العامة، إال من ابن أبي ليلى بناء منه على زوال الزوجية بالوفاة

وال ريب في فساده( انتهى. وكأن الجواهر لم تحضره الروايــات الــتي نقلناهــا، ولــذا تمســك

بعموم نصوص اإلرث. وكيف كان، فالعمومات والروايات التي تقدمت تدل على إرثها.

)عليــهومنه يعلم أن ما في خبر السكوني، عن أمــير المؤمــنين ال يورث المرأة من دية زوجها شيئا، وال يورث الرجل من السالم(:

، محمــول على(2)ديــة امرأتــه، وال األخــوة من األم من الديــة شــيئا كون القاتل أحدهما، كما يدل عليه أنه مقتضى المطلقــات الســابقة

الدالة على اإلرث، بقرينة بعض الروايات الخاصة في المقام. ،)عليــه الســالم(مثل مــا رواه محمــد بن قيس، عن أبي جعفــر

المــرأة تــرث من ديــة زوجهــا، ويــرث من ديتهــا مــا لم يقتــلقال: . (3)أحدهما صاحبه

:)عليه السالم(هللاوما رواه ابن أبي يعفور، قال: قلت ألبي عبد ا هل للمرأة من دية زوجها، وهل للرجل من دية امرأتــه شــيء، قـال

.(4)نعم، ما لم يقتل أحدهما اآلخر )عليه السالم(: إلى غير ذلــك ممــا تقــدم بعضــها، والمــراد قتــل أحــدهما لآلخــر

عمدا، إذ قتل

. 3 ح11 الباب 395 ص17( الوسائل: ج?)1. 4 ح11 الباب 396 ص17( الوسائل: ج?)2. 2 ح8 الباب 290 ص17( الوسائل: ج?)3. 3 ح8 الباب 291 ص17( الوسائل: ج?)4

327

Page 328: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الخطأ وشبه العمد ال يمنع اإلرث، كما دل عليــه النص والفتــوى،كما قرر في باب موانع اإلرث من كتاب الفرائض، فراجع.

ومما تقــدم ظهــر حــق الــزوجين في القصــاص والديــة إذا كــان الجاني جــنى على الطــرف ومــات المجــني عليــه بســبب آخــر غــير

الجناية، وذلك للمناط وإطالق األدلة. ثم إن الزوجين إنما يرثان القصاص إذا كان العقــد دائمــا، لعــدم

التوارث في المتعة على التفصيل المذكور في بابه. وإذا كــان لهمــا حــق القصــاص كــان لهمــا حــق العفــو للتالزم، والظاهر أن حق القصاص يــأتي حســب مــراتب اإلرث، ســواء كــان

بالسبب والنسب أو الوالء إلطالق األدلة.

))كاللة األم وإرث القصاص((ثم إن في المسألة قولين في غير الزوجين:

األول: إنه ال يرث القصــاص إال العصــبة، دون اإلخــوة واألخــوات من األم ومن تقرب بها، وهذا هــو المحكي عن النهايــة واالستبصــار ومختصر الفرائض والحلي في موضع من الســرائر، قــال: إن كاللــة األم ال تـــرث الديـــة وال القصـــاص وال القـــود بال خالف، والمقنعـــة والخالف والكافي والشــهيد في الحواشــي، وهــذا هــو الــذي اختــارهــثر أو ــك، ألن األك ــيرهم ذل ــال غ ــواهر احتم ــل في الج ــرائع، ب الش المشهور على عدم إرث المتقرب باألم للديــة إذا قيــل بــالتالزم بينــا للمحكي عن ابن إدريس، حيث ــة، خالف ــاص وإرث الدي إرث القص

قال بإرثهن للدية كإرثهن لسائر أموال الميت.

))النساء وإرث القصاص(( الثاني: إنه ليس للنساء وإن تقــربن بــاألب عفــو وال قــود، حكي عن المبسوط وكتابي األخبــار واإليجــاز وجنايــات الخالف، ألنــه قــالــا في األخيرين والتهذيب: ال يرث الدية النساء من يتقرب باألب، كمــك، ال يرثها من يتقرب باألم مطلقا، بضميمة أولوية القصاص من ذلأو التالزم بين القصاص والدية، فإذا لم يرثن الثاني لم يرثن األول.

وهذا القول خالف المشهور. امــا القــول األول: فقــد اســتدل ابن إدريس لمذهبــه بإطالقــات

األدلة، لكن

328

Page 329: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فيه: إن اإلطالقات ال تقاوم األدلــة الخاصــة الصــريحة في عــدم إرث اإلخوة واألخوات، وفيها الصحيح والموثق، وحيث ال إرث للمال

ال إرث للقصاص، لما دل على أن إرث القصاص كإرث المال. ،)عليــه الســالم(هللامثل ما رواه سليمان بن خالد، عن أبي عبد ا

في دية المقتول أنــه يرثهــا الورثــة قضى علي )عليه السالم(قال: ــول دين، إال اإلخــوة هللاعلى كتاب ا وسهامهم، إذا لم يكن على المقت

. (1)واألخوات من األم فإنهم ال يرثون من ديته شيئاــه الســالم( أنقضى أمير المؤمنين وعن ابن سنان، قال: )علي

الدية يرثها الورثة إال األخوة واألخوات من األم، فإنهم ال يرثــون من . (2)الدية شيئا

قال: سألته ،)عليه السالم(هللاورواية أبي العباس، عن أبي عبد ا . (3)ال )عليه السالم(:هل لإلخوة من األم من الدية شيء، قال

إلى غيرها من الروايات. ومما تقدم يظهر أن غير اإلخوة منها يرثون، لإلطالقــات الــتي ال

دافع لها، والقول بالمناط ونحوه يحتاج إلى قطع مفقود. ــل أعمــام وأخــوال األم ألنهم ــاط في مث نعم يمكن دعــوى المن

أبعد. وعل أي حال، فالمتقرب باإلخوة ال يرث بال إشكال.

واستدل للثــاني: بمــا رواه علي بن الحســن بن فضــال، بســنده هل للنساء قود أو)عليه السالم(:عن أبي العباس، أنه قال للصادق

. (4)ال، وذلك للعصبةعفو، قال: قال: ،)عليه السالم(ويؤيده مارواه الدعائم، عن أمير المؤمنين

لكل وارث عفو في الدم إال الزوج والمرأة، فإنه ال عفو لهما، ومن عفى عن دم فال حق له في الدية

. 1 ح10 الباب 393 ص17( الوسائل: ج?)1. 2 ح10 الباب 393 ص17( الوسائل: ج?)2. 6 ح10 الباب 394 ص17( الوسائل: ج?)3. 6 ح8 الباب 432 ص17( الوسائل: ج?)4

329

Page 330: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

.(1)إال أن يشترط ذلك لكن الظاهر من النصوص والفتاوى أن هذا محمول على التقية.

ــد ا ــنان، عن أبي عب ــد روى ابن س ــالم( هللافق ــه الس ــال:)علي قــه الســالم( وعثمــان في الرجــل اختلــف علي بن أبي طــالب )علي

يموت وليس له عصبة يرثونه وله ذو قرابة ال يرثونه ليس لهم سهم هللا ميراثــه لــذوى قرابتــه، ألن ا:مفروض، فقال علي )عليه الســالم(

(2)هللاوأولــوا األرحــام بعضــهم أولى ببعض في كتــاب اتعالى يقول:

. (3)وقال عثمان: اجعل ماله في بيت مال المسلمينــاب التعصــيب من ويؤيده جملة من الروايات التي ذكروها في ب كتاب الميراث، ولذا قال علي بن الحســين ـــ على مــا نقلــه الشــيخ

عنه ـ إنه قال في رواية أبي العباس: إنه خالف ما عليه أصحابنا. قال:)عليه السالم( وجعل الوسائل رواية زرارة، عن أبي جعفر

عفو كل ذي سهم جائز(4)معارضا لرواية أبي العبــاس، وقــال في ، الجواهر بعد تصديقه كالم علي بن الحسين: بل هــو خالف مقتضــى

األدلة أيضا. أقــول: وعلى هــذا فــالقول الثــاني خــال عن الوجــه، بــل الالزم

العمل بمقتضى عمومات األدلة.

. 1 ح45 الباب 258 ص3( المستدرك: ج?)1. 75( سورة األنفال: اآلية ?)2. 9 ح8 الباب 433 ص17( الوسائل: ج?)3. 2 ح56 الباب 88 ص19( الوسائل: ج?)4

330

Page 331: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))القصاص وإذن الحاكم الشرعي(( هل يجوز للولي المبادرة في القصاص بدون إذن(ـ: 9)مسألة

الحاكم الشرعي مجتهدا أو نائبا عنه، أو ال يجوز، قوالن: األول: هو المحكي عن المبسوط والمحقق والعالمة والشهيدين وأبي العباس والمقدس األردبيلي وغيرهم، وفي الرياض نسبته إلىــثر، على أكثر المتأخرين، بل عامتهم، وفي المسالك نسبته إلى األك

اإلطالق. الثـــاني: هـــو المحكي عن جماعـــة، ففي الخالف: )ال ينبغي أن

ــأمره بال خالف( ــك لإلمــام أو من ي ــه، ألن ذل انتهى.(1)يقتص بنفسوآخر كالمه قرينة على أن مراده بال ينبغي الحرمة.

وعن الغنية: )وال يســتقيد إال ســلطان اإلســالم أو من يــأذن لــه(انتهى.

ــر من ــع آخ ــذيب وموض ــة والته ــو المحكي عن المقنع ــذا ه وهالمبسوط والقواعد وغيرهم.

ــالى: ــه تع ــة، كقول ــإطالق األدل ــون: ب ــتدل األول ــلاس ومن قت ، وبالمطلقــات من الروايــات،(2)مظلوما فقد جعلنــا لوليــه ســلطانا

وبما دل على قتل المرأة الحامل للص الذي قتل ولدها كما تقدم. واســتدل اآلخــرون: بعــد منــع اإلطالقــات ألنهــا في مقــام أصــل

الزانيــة والــزانيالتشريع فال إطالق لها، بل حالها حال مثــل قولــه: الســارق والســارقة، وقولــه: (3)فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة

، ومنع داللة رواية الحامل ألنها في مقام الــدفاع(4)فاقطعوا أيديهماوهو غير مقامنا، وال تالزم بين األمرين، بجملة من األمور.

من )عليه السالم(:األول: جملة من الروايات، مثل قول الباقر قتله القصاص

.205 ص5( الخالف: ج?)1. 33( سورة اإلسراء: اآلية ?)2. 2( سورة النور: اآلية ?)3. 38( سورة المائدة: اآلية ?)4

331

Page 332: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

. وقريب منه غيره.(1)بأمر اإلمام فال دية له في قتل وال جراحةالثاني: االحتياط.

الثالث: إن القصاص يحتاج إلى النظر واالجتهــاد، ألنــه في بعض المــوارد ال قصــاص، كمــا أن كيفيــة اســتيفائه بحاجــة إلى االجتهــاد،

وذلك ما ال يتأتى إال من الفقيه. الرابع: نفي الخالف المتقدم.

ــه ــدليل قول ــة اإلطالق، ب وفي الكــل مــا ال يخفى، إذ ظــاهر اآليــير(2)فال يسرف في القتلتعالى: ، ومن المعلوم أن هذا توصية لغ

الفقيه العادل، إذ هو ال يسرف في القتل، اللهم إال أن يقال: إنه فيــدم ــو ســلم ع ــر، ول ــام النهي عن المنك ــام التشــريع، ال في مق مق اإلطالق فال شــك في أن اشــتراط الفقيــه شــرط زائــد لم يعلم بــه

فاألصل عدمه. ويرد على األول: إن الروايات ليس بصدد ما نحن فيه، بل بصدد

حد دية دم من قتله القصاص والحد، كما هو واضح. وعلى الثاني: إن االحتياط حسن ال واجب.

وعلى الثالث: إنه خارج عن محل الكالم، إذ الكالم في من علمباألمرين اجتهادا أو تقليدا.

وعلى الرابع: إنه ليس كذلك، لما عرفت من شهرة الخالف، بل لو فرض عدم الخالف أيضا كان من محتمل االستناد الذي ليس هــو

بحجة، بل في الجواهر استنباط حمله على الكراهة. نعم، ال شك في أن االحتياط األكيد عــدم المبــادرة بــدون إذنــه، خصوصا والمبــادرة تفتح البــاب إلى التقاتــل كثــيرا، أال تــرى أنــه إذا لطم إنسان إنسانا فضربه المضروب رجع الضــارب وضــربه لطمــة ثانية وهكذا، وفي العشائر يتولد حس االنتقام من تعــدد القتــل، وإن

كان قتل الولي للقاتل كان قتال بحق، إلى غيرهما من

. 8 ح24 الباب 47 ص19( الوسائل: ج?)1. 33( سورة اإلسراء: اآلية ?)2

332

Page 333: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

األمثلة، بخالف ما إذا كان القصاص بــإذن الحــاكم، حيث يــرهب الجميع الحاكم، كما أنها تفتح الباب إلى عدم مالحظة المــوازين فيــا قتل القاتل، إذ ليس كل أحد عالما بمواقع جواز القتل قصاصا، كم ليس عالما بالكيفيــة، وفتح البــاب محــذور عقلي، ويظهــر من بعض

الروايات كونه شرعيا أيضا. قــال: ،)عليــه الســالم(هللافعن داود بن فرقــد، عن أبي عبــد ا

سألني داود بن علي عن رجل كان يــأتي بيت رجــل فنهــاه أن يــأتي بيته فأبى أن يفعل، فذهب إلى السلطان فقال السـلطان: إن فعـل

أرى أن ال يقتلــه، إنــه إنفاقتله، قال: فقتله فما ترى فيــه، فقلت: ــتي ــل بي ــدوه دخ ــان لع ــل إنس ــول ك ــاء أن يق ــذا ثم ش ــتقام ه اس

. (1)فقتلته أقول: هذا المحذور موجود في المقام، إذ يمكن كل إنســان أن يقتل إنسانا أو أكثر بحجة أنه قتل مقتوله وإن لم يكن قــاتال لعــداوةــل بينهما، وقد جهل الولي القاتل الحقيقي، أو كان القاتل واحدا وقت

غيره أيضا معه. وكيف كان، فإن قيل بحرمة المبادرة فبادر وقتــل، فالظــاهر أن عليه التعزير ال أكثر من ذلــك، إذ أنــه لم يــزد على أن فعــل حرامــا، وفي كل حرام تعزير، كما تقدم في كتاب الحدود، فيكون حاله حال ما إذا بادر المسلم إلى حــرب الكــافر وقتلــه بــدون إذن اإلمــام في الحرب، وكما إذا بادر السياف لإلمام فقتل من أمر بقتله بعد ساعة

مثال، حيث ليس له أن يسرع في قتله له متخطيا أمر اإلمام. وكذا إذا عكس، بأن أمر اإلمام بقتله اآلن فأبطــأ بمــا عــد خالفــاــرد على ــه، وال له، فالظاهر أنه حرام يوجب تعزيره ألنه يعد ردا علي الفقيه حرام كما في الحديث، وكذا إذا قال: اقتل زيــدا قبــل عمــرو

فعكس، أو ما أشبه ذلك من أنواع المخالفة.ولو بادر الولي فقتل قبل

. 3 ح69 الباب 102 ص19( الوسائل: ج?)1333

Page 334: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أن يثبت كونه قــاتال، فــالالزم على الفقيــه التحقيــق، فــإن تمكن الولي من إثبات أن مقتوله كــان قــاتال فهــو، وإال كــان لــولي المتهم بالقتل أن يقتل الولي، لقاعدة القصــاص في كــل مــا لم يثبت كــون

القتل بحق.

))إذن الحاكم في قصاص الطرف(( ثم إنهم اختلفوا في أنه هل قصاص الطرف يكــون بــأمر اإلمــام وإذنــه، كمــا ذهب إليــه بعض، بــل عن التهــذيب والمقتصــر اإلجمــاع عليه، أم ال، بل تجوز المبادرة، كما ذهب إليه آخرون، وقد قــال في الشرائع وغيره إنــه تتأكــد فيــه الكراهــة بالنســبة إلى القصــاص في

النفس. وكتبنــااســتدل المجــوزون: باإلطالقــات، مثــل قولــه ســبحانه:

اآلية، وبأصالة عــدم(1)عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعيناشتراط إذن الحاكم.

أما المانعون، فقد استدلوا: باألدلة السابقة في قصاص النفس، باإلضافة إلى جواز التخطي فيه إذا لم يكن بإذن الحاكم، كأن يقطع اليد من فوق ما قطعه الجاني، وإلى كونه معرض السراية الموجبة لمزيد رد االعتداء على أصل االعتداء أو موت المقتص منــه، مــع أن

المقصود في القصاص االستيفاء بقدر الجناية فقط. ــة، وإال وكأن هذين الوجهين هما مستند القائلين بأشــدية الكراه ــد دليال فال دليل خاص لهم على ما يظهر من كلماتهم، كما أنا لم نج خاصا لذلك، وال بــأس بــالقول باألشــدية إمــا من بــاب التســامح في أدلة السنن، حيث إن من المحتمـل أنهم ظفــروا على مــا لم نظفــر به، وإما من باب االحتياط الذي ال يبعد كون مطلقاتــه منشــأ ألصــل

الكراهية ولشدتها. ــدالن على الحرمــة ممــا أرادهــا وعلى أي حــال، فالوجهــان ال ي

القائل بالحرمة،

. 45( سورة المائدة: اآلية ?)1334

Page 335: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إذ أن إذن الحاكم ال يرفع جواز التخطي بدونه أيضا، والمعرضيةال ترتفع بإذنه، للعموم من وجه هنا أيضا.

ومما تقدم ظهر الكالم في قصاص الجرح، وفي قصاص إذهابالقوة بدون قطع طرف أو جرح، لوحدة الدليل في الكل.

335

Page 336: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))لو كان أولياء المقتول جماعة(( لو كان أولياء المقتول جماعة، فال إشــكال في(:ــ 10)مسألة

أن لهم أن يوكلوا أحـدهم أو أجنبيـا أو نفس الجـاني في االقتصـاص منه، كما ال إشكال في اشــتراكهم في قتلــه بضــربهم عنقــه بســيف

واحد مرة واحدة مثال، كل ذلك إلطالق النصوص والفتاوى. والظـاهر أنــه ال فــرق في تــوكيلهم أو جعلهم شـيئا آلـة، بين أن يكون الوكيل مكلفا كالبالغ العاقـل، أو ال، كمـا إذا أوكلـوا مجنونـا أو

غير بالغ، أو أغروا حيوانا معلما أن يضرب عنقه مثال. لكن الظاهر أن حقهم جميعهم في االســتيفاء إنمــا يكــون إذ لم يعين المقتول أحدهم أو غيرهم، أما إذا عين فالمعين هو الولي، كما إذا قال ألرشد أوالده: أنت الــولي في القصــاص، فإنــه يســقط حــق الباقين، ألنه أولى بنفسه، ودليل والية اإلنســان على نفســه يشــمل

نــهأ)عليــه الســالم( مثل ذلــك، وفي وصــية اإلمــام أمــير المؤمــنين ، ويؤيده ما(1)بأمر ابن ملجم)عليه السالم( أوصى إلى ولده الحسن

ذكروه في باب الوصــية بــأمر تجهيزاتــه بعــد موتــه، وكــذا إذا وصــىاألجنبي فيكون الحق له دون الورثة.

والظاهر أنه إذا لم ينفذ الموصى إليه كان للورثة حق القصاص، إذ الحق حسب المســتفاد عرفــا رتــبي، كمــا إذا أوصــى إلى إنســان بتجهـــيزه فلم يقم بـــذلك عـــذرا أو عصـــيانا، فال يقـــال: إنـــه ينتفي

الموضوع بعدم قيام الموصى إليه بالقصاص، فلم يقم. وللمجني عليه سقوط القود أصال، ألن المقتول له حق إســقاط قود نفسه، بدليل أنه أولى بنفسه، ويؤيده ما ورد في تبرأة الطبيب نفسه عند العالج، فإنــه ال ديــة قطعــا نصــا وإجماعــا، ومن المعلــوم

التالزم بين عدم الدية وعدم القصاص، ألنهما بدالن كما تقدم.ــيره بالقصــاص ــول غ ــنى وصــية المقت ــإذا لم يكن مع ــه ف وعليــان إسقاط القصاص إذا لم يقم به الموصى إليه، لعذر أو عصيان، ك لألولياء أحد األمرين من الدية أو القصاص، إما إذا كان معنى وصــية المقتــول اإلســقاط إذا لم يقم بــه الموصــى إليــه فلم يقم، لم يكن لألولياء القصاص وال أخذ الدية لفرض أن المقتول هو بنفسه أسقط

حقه.ولو فهم من كالم

. 5 ح51 الباب 259 ص3( المستدرك: ج?)1336

Page 337: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

المقتول التفكيك بين األمرين، بــأن القصــاص من حــق األجنــبي مثال، أما إذا لم يحصل قصاص كان لهم أخذ الدية، كان كما أوصــى،

كما هو مقتضى ما ذكرناه من القاعدة. ثم لو كان أولياء المقتول متعددين واتفقوا على قصاص أحــدهم أو األجنبي فهــو، وإن لم يتفقــوا أقــرع بين وجهــة نظــر المتنــازعين، ألنها لكل أمر مشكل، وقد أفتى بذلك في الجــواهر، لكن هــذا فيمــا إذا لم يمكن اشــتراك الجميــع في قتلــه بضــربة واحــدة مثال، وإال

اشتركوا وال وجه للقرعة حينئذ. والظاهر أنه ليس لهم أن يضربه كل واحد ضربة، وإن كــان هــو

فاعتــدوا عليــه بمثــل مــاقتل المقتول بضربات، إذ بناؤهم أن أدلــة اعتدى عليكم ال يشمل أمثال ذلك، فإذا قتله خنقا أو إغراقا أو رميا

من شــاهق لم يقتــل إال بالســيف أو مــا أشــبه، كمــا إذا قلنــا بقتلــهبالرصاص.

نعم، ال يبعد القول بجواز رميه بأجمعهم بالرصاص، كما يتعارفــل على اآلن عند بعض الحكومات على تأمل في ذلك، من أنه ال دلي منعه، فيشمله إطالق أدلة القصاص، ومن أنــه داخــل في مــا ذكرنــا

هللامن أنه ليس بناؤهم عليه، وا سبحانه العالم.

337

Page 338: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))مبادرة أحد الورثة بالقصاص(( هل يجوز ألحد الورثة المبادرة إلى قتل القاتــل(:ـ 11)مسألة

بدون إذن الباقين، أم ال، قوالن: أولهما: للشــيخ في المبســوط والخالف وأبي علي وعلم الهــدى والقاضي والكيــدري وابن حمــزة وابن زهــرة، وعن مجمــع البرهــان نســـبته إلى األكـــثر، وعن المرتضـــى والخالف والغنيـــة وظـــاهر

المبسوط اإلجماع عليه، بل عن الخالف نسبته إلى أخبار الفرقة. ــداد ــد والمق ــة والشــهيدين والقواع ــق والعالم ــا: للمحق وثانيهم واألردبيلى والكاشاني، بل ذكر غاية المرام أنــه المشــهور، على مــا حكي عن بعضهم، وربما حمل كالم غاية المرام على إرادة الشــهرة

المتأخرة. أقول: استدل المسالك وغيره لألول بعدة أمور، جمعها الجواهر

بعد نقله اإلجماع وأخبار الخالف بقوله: )وهو الحجة بعــد تأييــده ببنــاء القصــاص على التغليب، وكــذا إذا عفى األولياء إال واحدا كان لــه القصــاص، مــع أن القاتــل قــد أحــرزــل بعض نفسه، وألنه إذا جاز القصاص مع عفو الباقين وإحــراز القات بعض نفســه، فمــع الســكوت أو الجهــل وعــدم اإلحــراز أولى، وبــأن ثبوت الســلطان للــولي يقتضــى تســلط كــل واحــد منهم على ذلــك منفردا، كما هو مقتضــى اإلضــافة، وإال لم يتم لــه الســلطان، وبــأن الباقين إما أن يريدوا قتله أو الدية أو العفو، والفــرض أن األول قــدــاق في محلــه، فــإن ــة مبذولــة من القاتــل، والعفــو ب حصــل، والدي المقصود به المثوبة وهي موجــودة، وبأنــه مخــالف لمــا أجمــع عليــه هللالعامـــة، أو معظمهم الـــذين جعـــل ا الرشـــد في خالفهم، وبـــأن اشتراك الحق المزبور ليس على حسب غــيره من األمــوال الــتي ال يجوز التصرف فيها بدون إذن الشريك، بل المــراد من اشــتراكه أن لكل واحد منهم استيفاؤه، ال كونه بينهم على الحصص، وال أنه حــق للمجموع من حيث كونه كذلك، ضرورة عــدم القتــل األول ومنافــاة

الثاني لبقائه مع عدم عفو البعض، وغرم الدية إنما هو لدليله ال

338

Page 339: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الشتراكه، بل لعــل ذلــك ظــاهر كــل مــا يســتفاد منــه من كــون القصاص ألوليائه من كتاب أوسنة، بعد العلم بعــدم إرادة المجمــوع من حيث كونه كذلك، ولعله لذا نسبه فيما ســمعته من الخالف إلى

أخبار الفرقة( انتهى. ولكن للنظر في استدالله ومؤيداته مجال:

إذ اإلجماع مقطوع العدم بعد مخالفة من عــرفت، والقــول بأنــه حصل إجماع المتقدمين، فيه: إن اإلجماع إذا كان حجة فهــو إجمــاع

الكل ال البعض، باإلضافة إلى أنه محتمل االستناد. واألخبار المذكورة إن أراد بها الشيخ مــا ذكــره الجــواهر أخــيرا، فال داللة فيهــا كمــا ســيأتي، باإلضــافة إلى أنــه خالف ظــاهر نســبتهــاب ــبه إلى الكت ــك لنس ــراده ذل ــان م ــو ك ــار، إذ ل الحكم إلى األخب والسنة، ولذا قال الجــواهر: من كتــاب أو ســنة، وإن أراد بهــا أخبــار ظاهرة الداللة في ما ذكره فهي مراسيل لم يصل إلينا منها شــيء،

ومثل هذه المراسيل ال حجية فيها، نعم إنها تصلح مؤيدة.ــد ــام، بع ــاء القصــاص على التغليب ليس دليال شــرعيا للمق وبن اإلشكال في صغراه، وكون حــق القصــاص للــذي لم يعــف إذا عفى سائر األولياء ال يالزم عدم حقهم في حــال عــدم عفــوهم، بــل ذلــك يؤيــد حــق كلهم، إذ الواحــد الــذي لم يعــف إذا كــان لــه الحــق كــان لسائرهم الحق أيضا، فكيف يستبد أحدهم بكل الحــق فيقتــل بــدون

إجازة اآلخرين. ومنه يعلم اإلشكال في قوله: وألنه إذا جاز القصــاص إلخ، فإنــه إنما يجوز القصاص ألحدهم حينذاك ألن الشركة انتفت، فهو مثل ماــيز الميت، إذا كان للميت وليان ال يريد أحدهما األخذ بحقــه في تجه حيث يبقى الحق للولي اآلخر، وليس الزم ذلـك جــواز اسـتبداد أحــد

الوليين في صورة عدم تنحي أحدهما عن حقه. وأما قولــه: بــأن ثبــوت الســلطان إلخ، ففيــه: إن ظــاهر ســلطةــتبد ــير المسـ ــوع، وإال لم يتم لغـ ــق إال للمجمـ ــدم الحـ ــدد عـ المتعـ

، فقد جعلنا لوليه سلطاناالسلطان، فقوله سبحانه:

339

Page 340: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

معناه للمجموع، كما هو المتفاهم عرفا منــه ومن أمثالــه، وهــذاهو عمدة دليل القول الثاني.

وأما ترديده بأن الباقين إمــا كــذا وإمــا كــذا، ففيــه: إنهم يريــدواــادر قتله بوالية أنفسهم ال بمبادرة أحدهم، وإال انتقض ذلك بمــا إذا ب أحدهم في تجهيز الميت بأن يقال الثاني إمــا أن يريــد تجهــيزه فقــد حصــل، وإال فال حــق لــه إذا أراد عــدم التجهــيز، وكــذا في كــل حــق

مشترك تصرف أحدهم باستبداد في ما كان مثل المقام. ومخالفة العامة ال أثر لها إال في مورد الــدليلين المتعارضــين إذا

وصلت النوبة لذلك. وأما قوله بأن اشتراك الحق المزبــور، فــيرد عليــه أن الثــاني ال ينافي مع عفو البعض، إذ الحق المجموعي وضع على هذا األسلوب مراعاة لحق كل واحد منهم، حتى إذا أراد الجميــع كــان الحــق لهم،

وإذا لم يرد البعض لم يسقط حق المريد منهم. ثم إنه إذا بدر أحد الوليين مثال فقتــل الجــاني بــدون إذن الــولي

اآلخر، فالكالم هنا في مقامين:

))هل لولي الجاني القصاص((ــه األول: في أنه هل لولي الجاني القصاص من قاتل الجاني، ألن قتل مــا ال حــق لــه في قتلــه، بنــاء على مــا اخترنــاه من عــدم حــق

من قتــلمبادرة أحدهم بالقتل بــدون إذن اآلخــرين، فيشــمله أدلــة ، فحـال قتــل ولي المجـني(1)نفسا بغـير نفس أو فسـاد في األرض

عليه الجاني حال قتل األجنبي له، فإذا كان زيد قتــل عمــروا ظلمــا، وكان لعمرو ولدان محمـد والحسـن، وكـان لزيـد القاتـل ولـد علي، فإذا قتل محمد زيدا بدون إجازة أخيــه، كــان علي لــه الحــق في أن يقتل محمدا، إذ ال فرق بين قتل أجنبي لزيد وببن قتل محمــد لزيــد،

إذ األجنبي وزيد كالمهما مشترك في عدم حق لهما في قتل زيد. أو ليس لولي الجاني القصاص من قاتل الجاني، إذ قاتل الجاني ليس كــاألجنبي، إذ القاتــل لــه بعض الحــق في قتــل الجــاني فليس

كالقاتل ظلما.أو يفصل بين ما إذا أذن الولي

. 32( سورة المائدة: اآلية ?)1340

Page 341: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الثاني كالحسن في المثال، فال حق لولي الجــاني في القصــاص من ولي المجني عليه لرضا الوليين، والحق ال يعدوهما، وبين ما إذاــه، كمحمــد لم يأذن الحسن فلولي القاتل أن يقتل ولي المجني علي

في المثال.احتماالت، أقواها الثاني.

ــه( إى على ولى قال في المسالك: )ففي وجوب القصــاص علي (1)فــإذا وجبت جنوبهاالمقتــول، ومــراده بــالوجوب الثبــوت، مثــل:

)وجهان، أصحهما أنه ال يجب، ألنه صاحب حق في المستوفي وذلك شبهة دارئة للعقوبة، والختالف العلماء في جــواز القتــل، وهــو أيضــا شبهة دارئة للعقوبــة. والثــاني: يجب، ألنــه اســتوفى أكــثر من حقــه فيلزمه القصاص، كما لو اســتحق الطــرف فاســتوفى النفس، وألن القصاص لهما، فإذا قتل أحدهما فكــان أتلــف نصــف النفس متعــديا وهو سبب يوجب القصاص، كمــا إذا قتــل االثنــان واحــدا(، إلى آخــر

كالمه. أقــول: ومــا جعلــه األصــح أصــح، نعم ال ينبغي اإلشــكال في أن

الولي المبادر لقتل الجاني يستحق التعزير، ألنه فعل ما ليس له.

))إذا بادر أحد الوليين بالقصاص((ــع على الثاني: في أنه إذا بدر أحد الوليين فقتل الجــاني ثم اطل

ذلك الولي اآلخر، فهو ال يخلو عن ثالث حاالت: األول: أن يوافق أخاه القاتل للجاني، وال كالم في هذا، ألنــه من قبيل إجازة الفضــولي، فكمــا أن إجــازة أحــد الولــيين للــولي اآلخــر يكفي في عدم شيء على أي إنسان، كذلك إذن أحــدهما بعــد قتــل

أحدهما. الثاني: أن يعفو عن قاتــل أبيــه مثال، وال ينبغي اإلشــكال في أن ولي الجاني له حينئذ أن يأخذ نصــف الديــة من ولي المقتــول الــذي قتل الجاني، إذا كان لولي المقتــول النصــف، وهكــذا بالنســبة، فــإذا

كان الوليان بنت وولد، وقتل الولد وعفت

. 36( سورة الحج: اآلية ?)1341

Page 342: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

البنت كان ولي الجاني أن يأخذ ثلث الدية، إلى غير ذلك. الثــالث: أن ال يرضــى الــولي الثــاني بقتــل أخيــه لقاتــل أبيهمــاويطلب الدية، وهنا يأخذه نصفه أو بقدر حقه من تركة القاتل ألبيه. ثم إن ولي قاتل األب يرجع بمــا أعطــاه إلى قاتــل الجــاني، ألن قاتــل الجــاني اســتوفى بقتلــه للجــاني أكــثر من حقــه، والكالم في

المسألة طويل نكتفي منه بهذا المقدار.

342

Page 343: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))كيفية إجراء القصاص(( قــال في الشــرائع والجــواهر: )ينبغي لإلمــام(:ــ 12)مســألة

)عليه السالم( أو نائبــه أن يحضــر عنــد االســتيفاء شــاهدين فطــنين عارفين بمواقعه وشرائطه احتياطا في الدماء، وإلقامة الشهادة إن حصلت مجاحدة بين المقتص وأولياء المقتص منه، فيودي ذلــك إلى أخذ الدية أو قضاء القاضي مع احتمال اتهامه. وقــد عــبر غــير واحــدــا لم باالستحباب، ويمكن أن يكون هو المراد مما في المتن، وإن كن

. (1)نعثر على أثر فيه بالخصوص( ،(2)أقــول: وقــد أخــذ الجــواهر بعض كالمــه من المســالك بنصه

والظاهر كفاية فتواهم في جريان قاعدة التسامح، وربمــا يؤيـده مـاورد من الروايات في باب عدد من يشترط حضوره في الجمعة.

)صــلى اللــه عن النــبي )عليــه الســالم(،مثل ما رواه أبو جعفــر تجب الجمعــة على ســبعة من المؤمــنين، والقــال: عليه وآله( إنــه

تجب على أقل منهم، اإلمام وقاضيه والمدعي حقا، والمدعى عليه،، ومثله غيره.(3)والشاهدان، والذي يضرب الحدود بين يدى اإلمام

فإن الظاهر من ذلك أن الشاهدين غالبا بمحضــر اإلمــام، والبــد أن يكون مرادهم شــاهدين لهمــا الشــرائط المعتــبرة في الشــهاده، وقد تقدم في بعض المبــاحث الســابقة عــدم بعــد قيــام النســاء فيــل أمثال المقام مقام الرجال، كما ال يبعد أن يقوم القدر الذي يحصبه الشياع مقام الشاهدين إذا لم يكن شاهدان بالشرائط المعتبرة.

))شروط في آلة القصاص(( ثم إنه ال يجوز أن يكون القصاص بآلة توجب تمثيال أو زيادة أذية على المتعارف، أو ما يــوجب هتكــا ولــو بعــد حين، كــأن تكــون كــاالــل توجب التمثيل أو بطء القتل، أو مسمومة توجب تهري الجسد قب دفنه، وذلك ألدلة حرمة التمثيل حيا أو ميتــا، وحرمــة أذيــة اإلنســان

أكثر مما دل على استثنائه. وهذا الحكم هو المحكي عن جماعة، منهم المبسوط والقواعد،

وصرح به في الشرائع والجواهر والمسالك وغيرهم.

.294 ص42( جواهر الكالم: ج?)1.232 ص15( انظر مسالك األفهام: ج?)2 ح57 البــاب 267 ص1، والفقيــه: ج2 ح252 الباب 418 ص1( انظر االستبصار: ج?)3. 9 ح2 الباب 9 ص5، وعنهما وعن التهذيب في الوسائل: ج6

343

Page 344: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــة، ال ــار لآلل ــق، إذ االعتب ــه طري ــير المحقــق فواضــح أن ــا تعب أمخصوصية له، وإنما المهم أن ال تكون كذلك.

ــه ال يقتص ــ ــوط بأن ــ ــع من المبس ــ ــا أن المحكي عن موض ــ كم بالمسموم لعدم إمكان تغسيله، قال: )إن مقتضى المذهب الجــواز، ألنه يغســل أوال ويكفن ثم يقــام عليــه القــود وال يغســل بعــد موتــه( انتهى، البد وأن يريد ما ال يوجب التشويه وزيــادة األذيــة كمــا يرشــد

إليه قوله: )إنه مقتضى المذهب(. ثم إنــه إن أوجبت اآللــة التشــويه وهــو حي لم يبعــد وجــوب القصاص إذا كان عن عمد، إلطالق أدلتــه، والديــة إذا لم يكن عمــد، وكذلك الدية إن كان ذلك بعـد موتـه ممـا فيـه الديـة، باإلضـافة إلى التعزير في صورة العمد ألنه حرام، فقول الجواهر: )ولكن ال شــيء عليه من دية أو غيرها إال التعزير الذي صرح به في المبسوط قــال: ألنه بمنزلة جناية عليه بعد استيفائه القصاص فهــو كمــا لــو قتلــه ثم

عاد فقطعه( انتهى، ليس تاما على إطالقه. أقول: ومثله في الحرمة والتعزير ما إذا قــده نصــفين مثال، إذ ال

يجوز ذلك كما سيأتي، لكنه ال دية إذ ال دليل عليها. ثم إن الكالم في القتل قصاصا يأتي في القتل في من يســتحق القتل حدا لزنــا بــإكراه، أو ارتــداد أو مــا أشــبه، إلطالق أدلــة حرمــة

األذية وحرمة التمثيل. نعم في مثل االرتداد الظاهر عــدم القصــاص وإن تعمــد، ألنــه ال

يقتص من المسلم للكافر إن قلنا به. وقال في الجواهر مازجــا مــع الشــرائع: )هــذا كلــه في قصــاص النفس، أما في قصاص الطرف فال خالف وال إشــكال في تحريمــه،ــذ ألن المقصود معه بقاء النفس، والمسموم يجهز عليه غالبا، وحينئ فلو كانت اآللة مسمومة فحصلت منهـا جنايـة بسـبب السـم ضـمنه

الولي المباشر مع العلم، بال خالف وال إشكال( انتهى. أقول: علقه بالمسموم الذي يجهز تلميح إلى الوجه في الجملة، وإال فالمســموم المــؤذي أكــثر من المتعــارف إمــا إيالمــا أو تشــويها

حرام وإن بقيت النفس، كما أنه يحرم

344

Page 345: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وإن كان المقصود عــدم بقائــه، كمــا إذا أريــد القصــاص منــه ثمقتله، ألن جنى جنايتين.

ويأتي الكالم بمثل القصاص في حد المرتــد إذا أريــد قطــع يــدهورجله.

كما يأتي مثل هــذا الكالم في الســجن إذا كــان مؤذيــا أكــثر من المتعارف، إذ المنصرف من األدلة حبســه فقــط، ال إيــذاؤه برطوبــة السجن، أو ظالمه نهارا، أو ليال بعد اإلسراج، أو مــا أشــبه ذلــك، ألن إطالق أدلة حرمة أذية اإلنسان وإن كان كافرا قاض بأن المســتثنى

قدر المتوقف عليه صدق السجن كما هو واضح. ويؤيد ما ذكرناه مما هو مقتضى القاعــدة في اآللــة المســمومة والكالة، باإلضافة إلى فتوى المشهور بذلك، مــا ذكــره الجــواهر من أنه ال خالف أجده فيه، بــل هــو ظــاهر المســالك أيضــا، حيث نســب

المنع عن الكالة إلى األصحاب. ــبي ــه( ومــا روي عن الن ــه وآل إذا قتلتمقــال: )صــلى اللــه علي

. فأحسنوا القتلةوالمناط في تحديد الشفرة في الذبح، ففي اآلدميين أولى.

ومما تقدم ظهر عدم جواز القتل والقصاص باآللــة الحــارة ممــاتؤذي المستوفى منه أزيد من المتعارف.

ثم لو خــالف واقتص باآللــة المســمومة أو الكالــة وأوجبت ذلــك زيــادة الجنايــة، فال إشــكال في االقتصــاص منــه مــع العمــد، والديــة بدونه، إلطالق أدلتهما، ولو أوجب ذلك المــوت ففي الجــواهر يــدفع نصف الدية إليه، ألن موته كان من أمرين أحدهما مضــمون واآلخــر

غير مضمون، أو يقتل بعد رد نصف الدية اليه. وفيه: إن قتله بال حق فالالزم القصاص أو كل الديــة، فهــو مثــل أن يضــربه الجالد المــأمور بضــربه لشــرب الخمــر الضــربات بشــدة

توجب موته، حيث إنه يضمن كله ال نصفه. ومنه يعلم اإلشكال في قول المســالك: )ولــو فــرض اســتيفاؤه بالمسموم فمات المقتص منه فال قصاص، ألنــه مــات من مســتحق

وغير مستحق، ويجب نصف الدية على

345

Page 346: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

المستوفى إن كان هو الولي( انتهى. ثم إن القصاص بالسيف الكال أو المسموم يوجب التعزير على الفاعل إن كان مع العلم، وإال فال تعزير، وهــو الــذي صــرح بــه غــير

واحد.

346

Page 347: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا قتله بالسيف أو بغيره(( ال إشــكال وال خالف في أنــه إذا قتــل بالســيف(:ـ 13)مسألة

قتل به، وال يجوز قتله بغيره، بل ظاهرهم أن المسألة إجماعي.ــق، أو ــالتغريق، أو التحري ــه ب ــني علي ــه للمج ــان قتل ــا إذا ك أم بالمثقل، أو بالرضخ، أو باإللقاء من شاهق، أو إلقاء شاهق عليــه، أو برض بيضته، أو بإدخال إبرة في قلبــه، أو حبســه حــتى مــات جوعــا وعطشا، أو حبسه في مكان بارد أو حار فمات بهمــا، أو إلقــاء ســم في طعامه، أو غير ذلك من أشباه القتل بغــير الســيف، أو بالســيف في غير رقبته، كما لو قده نصفين، طوال أو عرضــا، إلى غــير ذلــك،

فهل يكون القصاص بقتله بالسيف فقط، أو يجوز بالمثل.فيه قوالن:

األول: هو الذي ذكره األكـثر، كمــا في المسـالك، بـل المشـهور كما نقله الجــواهر عن بعض، وعن المبســوط عنــدنا تــارة، ومــذهبنا أخرى، وعن الغنية ال يستقاد إال بضرب العنق، وال يجوز القتــل بغــير الحديد وإن قتــل بغــير ذلــك، وعن التنقيح والروضــة اإلجمــاع عليــه،

وعن الخالف عليه إجماع الفرقة وأخبارهم. والثاني: هو المحكي عن أبي علي وابن أبي عقيل وعن الجامع، أنه يقتص بالعصى ممن ضـرب بهـا، وعن المختلـف بعـد االسـتدالل بآية االعتداء أنه وجه قريب، وفي المســالك ال بــأس بــه، وقــال في جواز االقتصاص بالكال في ما إذا قتــل بالكــال أنــه محتمــل لعمــوم األمر بالعقوبة المماثلة، وعن مجمع البرهان الظــاهر الجــواز إن لم يكن إجماع، والظاهر عدمه كما يفهم من شرح الشرائع مع أنه قال

في الروضة وهو متجه لوال االتفاق على خالفه. استدل األولون، بجملة من الروايات:

في رجل)عليه السالم(،مثل خبر موسى بن بكير، عن الكاظم يــدفع إلىضرب رجال بعصى فلم يرفع العصــى حــتى مــات، قــال:

أولياء المقتول ولكن ال يترك يتلذذ

347

Page 348: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

. (1)به، ولكن يجاز عليه بالسيف )عليــهونحــوه حســن الحلــبي وصــحيح الكنــاني، ســأال الصــادق

عن رجــل ضــرب رجال بعصــى فلم يقلــع عنــه حــتى مــات،الســالم(ــول فيقتلــه، قــال: ــدفع إلى ولي المقت ــه،أي ــترك يعبث ب نعم، وال ي

.ولكن يجيز عليه. (2)ومثله صحيح سليمان بن خالد

هللا: إن ا)عليه الســالم(هللاوعن إسحاق بن عمار، قلت ألبي عبد ا ومن قتــل مظلومــا فقــد جعلنــا لوليــه ســلطانا فاليقول في كتابه:

)عليههللا، ما هذا اإلسراف الذي نهى ا عنه، قال (3)يسرف في القتل.(4)نهى أن يقتل غير قاتله، أو يمثل بالقاتل السالم(:

ــهوفي روايات متعددة في قصة قتل اإلمام أمير المؤمنين )عليــالم(:قال ،)عليه السالم(ووصيته لولده الحسن السالم( )عليه الس

فإن بدا لكم أن تقتلوه فال تمثلوا به(5) . )عليــه الســالم(:وفي رواية الرضــي في نهج البالغــة، إنــه قــال

انظروا إذا أنــا مت من هــذه الضــربة فاضــربوه ضــربة بضــربة، وال يقــول:)صلى الله عليه وآله( هللايمثل بالرجل، فإني سمعت رسول ا

ــه، ثم أقبل على ابنه الحسن إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور )علي يــا بــني أنت ولي األمــر، وولي الــدم، فــإن عفــوتفقــال: السالم(

. (6)فلك، وإن قتلت فضربة مكان ضربة وال تأثم وأمــا القــول الثــاني: فقــد اســتدل لــه بــإطالق قولــه ســبحانه:

فاعتدوا عليــه بمثــل مــا اعتــدى عليكم(7)بعــد رد داللــة الروايــات ، المتقدمة، إذ الممنوع فيهــا التمثيــل، وال يصــدق بالقتــل بالمثــل وإال

لكان ممنوعا في حال الحياة بالقصاص، وفي الحدود، وقد أمر

. 3 ح62 الباب 95 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 ح62 الباب 95 ص19( الوسائل: ج?)2. 33( سورة اإلسراء: اآلية ?)3. 2 ح62 الباب 95 ص19( الوسائل: ج?)4. 4 ح62 الباب 96 ص19( الوسائل: ج?)5. 6 ح62 الباب 96 ص19( الوسائل: ج?)6. 194( سورة البقرة: اآلية ?)7

348

Page 349: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

،(2) ومرتد(1)بــوطي نبــاش)عليــه الســالم( اإلمام أمير المؤمنين ، وفي حــد المرتــد الصــلب(3)وفي حــد اللــوطي الحــرق ومــا أشــبه

والغرق في البحر، وفي حد بعض الزناة الرجم. ــو ــل، ول ــا إذا لم يمث ــد بم ــة مقي والحاصــل: إن النهي عن المثل بقرينة هذه الروايات، وبقرينة ما فعله المختار بقتلة اإلمام الحسين

ولم يستبشع األئمة )عليهما السالم( المترحمين على)عليه السالم( المختار فعله، بل ظاهر دعــاء اإلمــام الســجاد )عليــه الســالم( على

حرملة بإذاقته حر النار وحر الحديد جواز ذلك. كــل ذلــك، ألنهم)عليــه الســالم(وإنمــا جــاز بالنســبة إلى قتلتــه

فعلوا كــل ذلــك من قطــع األيــدي واألرجــل وســحق االجســاد، وفي بعض التواريخ أن بعض األطفــال احــترقوا بالنــار، والتمثيــل بــالجثث بقطــع رؤوســها، بــل ذكــر الجــواهر في كتــاب المــزار قصــة مهولــة

فراجع. )عليه السالم( بالنسبة إلى رأس اإلمام الحسين أما ما دل على عدم العبث والتلــذذ، فالظــاهر أنــه العبث الــذيــة عن يعبثه المنتقم، والتلذذ زيادة عن المقابلة بالمثل، فصــرف اآلي ظاهرها بعد حكم العقل بأن القاتل كالجارح ونحوه يستحق مثل مــا فعل بحاجة إلى دليل مفقود، وإن كان األقــرب إلى رحمــة اإلســالم

ما ذكره الشهيد. ويؤيد القول الثاني مــا رواه المفيــد في اإلرشــاد من أن اإلمــام

أوصى بأن يصنع بابن ملجم مــا يصــنع)عليه السالم( أمير المؤمنين ــذا)صلى الله عليه وآله( بقاتل النبي من القتل ثم الحرق بالنار، وك

. (4)رواه البكري على ما في المستدرك )صــلى اللــه عليــهوسيأتي ما استدل به المســالك من النبــويين

لجواز القتل بالمثل. وآله( ال يقــادقــال: إنــه نعم روى الدعائم، عن علي )عليــه السـالم(،

من أحد إذا قتل إال بالسيف،

. 3 ح19 الباب 511 ص18( الوسائل: ج?)1. 4 ح1 الباب 545 ص18( الوسائل: ج?)2. 2 ح3 الباب 419 ص18( الوسائل: ج?)3. 11 ح55 الباب 260 ص3( المستدرك: ج?)4

349

Page 350: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــير ذلك ــل بغ ــهور لم(1)وإن قت ــند، والمش ــعيف الس ــه ض ، لكن يســتندوا إليــه، وإن كــانت فتــاواهم مطابقــة لمضــمونه، ولــذا الــذي ذكرناه أفتى بعض المعاصرين بجواز القتل بالرصاص المتعارف في هذا الزمان، وقد تقدم أنــه غــير بعيــد، خصوصــا إذا كــان في ضــرب

العنق بشاعة توجب النفرة من اإلسالم. نعم ال يجوز أن يقتل القاتــل بكيفيــة مخالفــة لمــا قتــل، كمــا إذا قتــل بــاإلحراق فنقتلــه بــاإلغراق وهكــذا، لألصــل بعــد عــدم شــمول

الدليل له، وإنما دل الدليل بالسيف وإن كان مخالفا لكيفية قتله.

))أحكام القتل بالسيف(( ثم إن قلنا بالسيف فالظـاهر ضـرب الرقبـة، وفي الجـواهر إنــه الموجود في عبارات األصحاب من المقنعــة إلى الريــاض، وإن كــان ربما يستظهر من عبارة نهج البالغة المتقدمة )مكــان ضــربة( جــواز أن يضرب مكان ضرب القاتل، فإذا قده نصفين فعل بــه ذلــك، وإذا ضرب هامه ضرب هامــه، إلى غــير ذلــك، اللهم إال أن يقــال: معــنى

)مكان( المماثلة في الضربة. نعم ال إشكال في أنه إذا ضربه القاتل ضربة واحدة فقتله، لكن لما ضربه المقتص ضربة واحدة لم يقتل جاز تكرار الضــربة، لكــثرة ما ينبو السيف، ولم ينبه في األدلة خالفه، فال قصاص لــولي القاتــل عن قاتل الجاني إذا ضربه ضربتين فنبى ضربه األول وقتل بالضرب

الثاني. نعم إن كان خالف المتعارف كان له حق القصاص، إلطالق أدلةالقصاص بعد عدم شمول دليل القتل في قبال قتل الجاني لمثله.

ويؤيده ما رواه الكليني )رحمه الله(، عن أبان بن عثمــان، عمن أتي عمــر بن الخطــابأخبره، عن أحدهما )عليهما الســالم( قــال:

برجل قال: قتل أخا رجل، فدفعه إليه وأمره بقتله

. 4 ح51 الباب 259 ص3( المستدرك: ج?)1350

Page 351: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فضربه الرجل حتى رأى أنه قد قتله فحمل إلى منزلــه فوجــدوا به رمقا فعالجوه فبرأ، فلما خرج أخذه أخــو المقتــول األول، فقــال: أنت قاتل أخي ولي أن أقتلك، فقال: قد قتلتــني مــرة، فــانطلق بــه هللاإلى عمر فأمر بقتله، فخــرج وهــو يقــول: وا قتلتــني مــرة، فمــروا

فــأخبره خــبره، فقــال: ال تعجــل)عليه الســالم( على أمير المؤمنين ليس)عليــه الســالم(:حــتى أخــرج إليــك، فــدخل على عمــر فقــال

ــال: يقتص هــذا من الحكم فيه هكذا، فقال: ما هو يا أبا الحسن، فق أخ المقتول األول ما صنع به ثم يقتله بأخيــه، فنظــر الرجــل أنــه إن

.(1)اقتص منه أتى على نفسه فعفا عنه.(2)وكذا رواه الصدوق والشيخ )رحمهما الله(

. (3)وروى قريبا منه ابن شهر آشوب في المناقب ثم إنه ال يلزم القتل بالحديد بال إشــكال، إذا قــام غــيره مقامــه، كما إذا كان بفلز آخــر يعطي نفس الفائــدة، كمــا ال يلــزم أن يكــون بالسيف فيجوز أن يكون بشيء مشابه له، مثل ما يســمى بالقامــة، وإذا أراد القتل بالرصاص على ما ذكرناه لم يجز استعمال أكــثر من قدر الحاجة، ألن األصل عدمه، كما ال يجوز أن يضربه بالســيف بعــد

موته. ثم إن المسالك استدل لجواز المماثلة في القتل، باإلضافة إلى

)صلى اللــه عليــه وآلــه(، وبالنبوي (4)اآلية، بالنبوي من حرق حرقناه )صـلى اللـهاآلخر: إن يهوديـا رضـخ رأس جاريـة بالحجـارة، فـأمره

.(5)فرضخ رأسه بالحجارةعليه وآله( ثم قال: يستثنى من المماثلة ثالث صور:

األولى: إذا قتله بالسحر. الثانية: إذا قتله باللواط.

الثالثة: إذا أوجره خمرا أو نجسا حتى مات.

. 1 ح360 ص7( الكافي: ج?)1 .1 ح94 ص19، وعنهما وعن الفقيه في الوسائل: ج13 ح278 ص10( التهذيب: ج?)2. 1 ح50 الباب 258 ص3( المستدرك: ج?)3. 362 ص2( الخالف: ج?)4. 362 ص2( الخالف: ج?)5

351

Page 352: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أقــول: الظــاهر التعميم لكــل حــرام كقتلهــا بالزنــا قبال أو دبــرا، ووجــه االســتثناء وضــوح أن المماثلــة في اآليــة والروايــة ال تشــمل المحرم، وهناك قول بصنع آلة كالذكر يقتل به، ويوجر المحلل حــتى

يقتله مراعاة لما يمكن من المماثلة. ثم على القول بعدم جواز غير السيف، إن قتله بغير الســيف لم يكن عليه إال اإلثم دون الضمان، ألنه مهدور الدم بالنسبة إليــه، كمــا

صرح به الجواهر، فعليه التعزير.ــه ــل األولى كون ــة، ب ــاة الرقب ــا: )األولى مراع ــه أيض ــال في وقــافع ومحكي ــردد في الن ــارات، وإن ت ــثر العب ــا في أك بالســيف، كمــة والخالف ــبر في محكي النهاي ــراه، وع ــرى مج ــا ج المبســوط وم والغنيــة بالحديــد، بــل ظــاهر األصــحاب اعتبــار الضــرب دون النحــر

والذبح( انتهى. أقول: إذا كان النحر والذبح أقل من ضرب الرقبــة كــان الــدليل عليه يشملهما باألولى، كما أنه ال يالحظ على الظاهر اإلبانة وعدمها في المماثلة، فإن أبان القاتل رأس المقتول لم يلزم أن يبان رأسهــبين المقتص ــاز أن ي ــل ج ــه إذا لم يبن القات ــا أن ــاص، كم في القص رأسه، إلطالق األدلة، وهــذا هــو ظــاهر الجــواهر، وإن كــان الروضــة

تردد فيه. وال فرق في ضرب الرقبــة بين أطرافهــا األربــع، إلطالق األدلــة،ــوع ــا أوجب وق ــه فقفــز مم وإن أهــوى الجالد ســيفه ليضــرب رقبت الضرب على عضو آخر منه، فإن كان قاتال لم يكرر، ألنه أذية زائدة ال دليل عليها، بل أصالة حرمة األذى المنع عنهــا، فلــو كــرر والحــال هذا كان عمله حراما يوجب التعزير، بل القصاص إذا كــان من شــبه

مورد الرواية المتقدمة في قصة عمر.ــرار وإن لم يكن قاتال كرر الضربة ولم يكن عليه شيء، أما التك فألجل أن يقتله مما يشمله دليل القصاص، وأمــا عــدم شــيء عليــه فألن كثرة تكرر مثل ذلك في القصــاص ونحــوه وعــدم التنبيــه على

حكم فيه دليل العدم. ومنه يظهر أنه لو قطع الضرب األول يـده أو أذنـه أو مــا أشــبه،

لم يكن على

352

Page 353: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الجالد شيء، ويؤيده ما دل على عــدم شــيء على الضــارب إذاسرى القصاص ونحوه كما سيأتي.

نعم، إن عمد الســياف ضــرب مكــان آخــر أوال أو ثانيــا، أو عمــد ضرب العنق والعاتق مثال في ضربة واحدة أو مــا أشــبه ذلــك، كــانــد من عليه القصاص، إلطالق أدلته بعد أن لم يكن له حــق في الزائ القتل، وإن ادعى الخطأ المحتمل في حقه قبــل وكـان عليـه الديـة، ثم الولي الذي يريد االقتصاص إذا كان عارفا ترك وشأنه، ألنه حقه. ويؤيده ما رواه الكليني )رحمه الله(، عن إسحاق بن عمار، عن

في حــديث، قـال: قلت: مــا معــنى قولــه)عليه السالم( هللاأبي عبد ا تعالى: وأي نصــرة أعظم من أن يــدفع، قــال: (1)إنه كان منصورا

القاتل إلى أولياء المقتول فيقتله وال تبعــة يلزمــه من قتلــه في دين. (2)وال دنيا

وإال لم يجز لــه االسـتيفاء إذا كــان المحتمــل أذيــة المقتص منــه أكثر من القدر المعتاد، فلو استوفى والحال هذا وأورث أذيــة زائــدة مما يوجب قصاصا أو ديــة اقتص منــه وأعطى الديــة، باإلضــافة إلى

التعزير. كما أن الواجب على الحاكم أن يحول دون غــير عــارف بالقتــل ألنه المكلف بإقامــة أحكــام اإلســالم، كمــا أن القاتــل لــه الحــق في االمتناع عن إجراء الجاهل االقتصاص، سواء كان الجاهل هو الولي،

هللاأو من جعلــه لــذلك، ألنــه امتنــاع بحــق وليس امتنــاع عن حــق، واسبحانه العالم.

. 33( سورة اإلسراء: اآلية ?)1. 1 ح66 الباب 89 ص19( الوسائل: ج?)2

353

Page 354: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا اقتص من الملتجأ إلى الحرم(( ال ضمان على من اقتص ممن التجأ إلى الحرم،(: 14)مسألة

وإن كــان اقتصاصــه حرامــا، وذلــك ألنــه مهــدور الــدم بالنســبة إلىــة ــه حفظــا لحرم ــوجب عــدم قتل المقتص، والتجــاؤه إلى الحــرم ي الحرم، ال أنه يخرج من هــدر الــدم، ألنــه المســتفاد من النص، وقــد

أفتى بذلك الجواهر. ومن دخلــهأما حرمة االقتصاص منه فيدل عليه قوله ســبحانه:

، لوضوح أنه ليس المراد أمنه تكوينا في الــدنيا وال أمنــه(1)كان آمنامن عذاب اآلخرة، بل كونه مأمونا شرعا بحيث ال يمس بسوء.

وقد ادعى على ذلك الخالف اإلجماع، كما يــدل عليــه جملــة من هللاإن أعــتى النــاس على ا )عليه الســالم(:الروايات التي منها قوله

القاتل غير قاتله، والقاتل في الحرم، ولكن يضيق عليه في المطعم. والمشرب إلى أن يخرج منه ثم يستوفى منه

في)عليــه الســالم(،هللاورواية هشــام بن الحكم، عن أبي عبــد ا ــهالرجل يجني في غير الحرم ثم يلجأ إلى الحرم، قال: ال يقام علي

الحد وال يطعم وال يسقى وال يكلم وال يبــاع، فإنــه إذا فعــل بــه ذلــك يوشك أن يخرج فيقام عليه الحد، وإن جــنى في الحــرم جنايــة أقيم

. (2)عليه الحد في الحرم، فإنه لم ير للحرم حرمة قــال:)صــلى اللــه عليــه وآلــه( هللاوعن الجعفريات، عن رسول ا

من قتل قتيال وأذنب ذنبا ثم لجأ إلى الحرم فقــد أمن، ال يقــاد فيــه ــايع ما دام في الحرم، وال يؤخذ وال يؤذى وال يطعم وال يستقى وال يب

. (3)وال يضيف وال يضافإلى غيرها من الروايات المذكورة في كتابي الحج والحدود.

لكن ينبغي تقييد ذلك بمن لم يتخذ الحرم ملجأ لتمرير جرائمــه،كما

. 97( سورة آل عمران: اآلية ?)1. 1 ح34 الباب 346 ص18( الوسائل: ج?)2. 1 ح31 الباب 221 ص3( المستدرك: ج?)3

354

Page 355: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــك إذا كان يخرج فيقتل وينتهك ثم يلتجئ إلى الحرم وهكذا، وذلالنصراف األدلة عن مثله.

ثم إنه حكي عن النهاية والتهذيب إلحاق مشاهد األئمة )عليهمــا السالم( بـالحرم، قـال في الجـواهر: )بـل لعلـه ظـاهر المحكي عن

السرائر أيضا وال بأس به(. أقول: كأن وجهه دل على أن اإلمام أهم من الكعبة، وأن كربالء

بمائتي ألــف صــالة أفضل منها، وأن الصالة عند علي )عليه السالم( بينمـــا الصـــالة في المســـجد الحـــرام بأقـــل، إلى غـــير ذلـــك من اإلشعارات، إال أن الفتوى بذلك مشكل، بعــد ظهــور هــذه الروايــات أن الحكم في المشـــاهد من بـــاب الفضـــيلة، ال من بـــاب الحكمــذا الشرعي، فهو مثل أن المؤمن أعز من الكعبة وما أشبه ذلك، ول لم يذهب المشهور إلى اإللحــاق، وقــد ذكرنــا بعض الكالم في ذلــكــاهد ــ ــاوى بين المش ــ ــل كالم من س ــ ــارة في نق ــ ــاب الطه ــ في كت

والمساجد، ومن جعل المشاهد أفضل، فراجع. ثم إن النص والفتوى على أنــه إذا أجــرم في الحــرم أقيم عليــه الحد فيه، وإذا كان محرما لم يالحظ إحرامه، بل يجــرى عليــه الحــد في حال اإلحرام، كما أفــتى بــه الجــواهر، وإن كــان في حج واجب، ألنه ال تأخير في الحد وجوبـا على المشـهور، كمـا تقـدم الكالم فيــه

في كتاب الحدود. كمــا أنــه ال يالحــظ كونــه في االعتكــاف، أو عليــه صــيام وصــالة

واجبات، أو أنه في حال الصوم.ــه ــأس ب وهل يجرى الحد في المسجد والمشهد، الظاهر أنه ال ب

إذا لم يوجب هتك المسجد والمشهد وتلويثهما، إلطالق األدلة. ولو لم يمكن إخراجه ألنه يهرب أو ما أشبه وأوجب الحد تلويث المشهد والمسجد، فهــل يقــدم احترامهمــا أو الحــد، احتمــاالن، وإن كان المستفاد من األدلة أهمية الحد، وكــذا إذا وجــده ولي المقتــول فيهمــا ممــا ال يمكنــه قتلــه إذا خــرج منهمــا، ولــو شــك في األهميــة

فأصالة عدم الحرمة بعد التزاحم بين األمرين محكمة.ولو هرب إلى ملك إنسان وأظهر ذلك

355

Page 356: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

اإلنسان عــدم رضــاه بــدخول ملكــه ســقط اعتبــار إذنــه وأدخــلالحاكم من يخرجه عنوة، وذلك لوضوح أهمية الحد من مثل ذلك.

نعم لو كان للتصرف في ملكه أجرة، كما إذا كــان الالزم البقــاء في ملكه ليلة مثال حــتى يظفــر بــه، وكــان لبقــاء الليلــة إيجــار كــان الالزم دفعــه إلى المالــك جمعــا بين الحقين، وهــل األجــرة من بيت المـال ألنـه المعـد لمصــالح المسـلمين، أو من المجـرم ألنـه أوجب

يشمله، وقد ذكرنا مثله في كتــاب الحــدود،ال ضررالضرر، فدليل احتماالن، والثاني هو األقرب، وإن كان المشهور ال يقولون به.

ــه ال ينبغي اإلشــكال في أن أجــرة جالد الحــاكم على بيت ثم إن المال، ألنــه من مصــالح المســلمين، ويؤيــده روايــات الســبعة الــتيــاكم ــون الح ــذين يك ــابقة ال ــائل الس ــها في بعض المس ــدم بعض تق

أحدهم، كما ذكروه في صالة الجمعة. ــاج االســتيفاء إلى ــذي يســتوفي القصــاص إذا احت أمــا أجــرة ال األجرة، ففيه احتماالت، بيت المال، ألنه المعـد للمصــالح، والمجـرم ألنه المسبب لهذا الضرر، والــولي ألنــه الطــالب، فهــو مثــل من لــه

الغنم الذي فعليه الغرم. ويؤيد كون من له الغنم فعليه الغرم في باب القصــاص ونحــوه،

ــل)عليه السالم(،رواية أبي والد الحناط، عن الصادق في مسلم قت ـ أي من قرابتــه ـفــإن لم يســلم أحدوورثته كفار، إلى أن قــال:

كان اإلمام ولي أمره فإن شاء قتل، وإن شــاء أخــذ الديــة فجعلهــا ــانت على اإلمــام ــول ك ــة المقت في بيت مــال المســلمين، ألن جناي

الحديث.(1)فكذلك تكون ديته إلمام المسلمين واألوفق بالقاعــدة كــون األجــرة على الجــاني ثم بيت المــال ثم

الولي. وفي الشرائع: وأجرة من يقيم الحدود من بيت المــال، فــإن لم يكن بيت مــال أو كــان هنــاك مــا هــو أهم منــه، كــانت األجــرة على

المجني عليه. ــذا هـــو المحكي عن الخالف، خالفـــا للمحكي عن ــول: وهـ أقـ المبسوط، حيث جعل األجرة على المستوفي، ألنه عامل له فأجرته

عليه، وهذا هو الذي جعل الجواهر

. 1 ح60 الباب 93 ص19( الوسائل: ج?)1356

Page 357: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

لعله أقوى. ثم لو قال الجاني: أنا أقتل نفسي بنفسي، أو يقتلــني فالن دون فالن، فالظــاهر أنــه ال حــق لــه، بــل الحــق للــولي، فإنــه الزم جعــل السلطان له، وفي قباله احتمال العدم، ألنه ال حق لــه في أكــثر من

قتله، أما من يقتله فاالصل عدم حقه فيه، واألول أقوى. ولو قال الولي لزيد: اقتله، فبادر عمرو فقتله، فــإن كــان عمــدا كان لولي الجاني حــق القصــاص منــه، ألنــه قتــل من ال يســتحق أن يقتله، وكون دم الجاني هدرا لولي المقتول ال يالزم كونه هدرا لكــل أحــد، وإن كــان خطــأ كــان عليــه الديــة لــولي الجــاني، ويرجــع ولي

هللالمقتول إلى ولي الجاني بالدية، وا العالم.

357

Page 358: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))السراية في القصاص(( إذا(ـ: 15)مسألة اقتص فزاد فسرى القصاص، فهو إما عمدا

ــة أو ال، فإذا كان عمدا ضمن بال إشكال وال خالف، ألنه مشمول ألدل القصاص، مثال كان المقرر أن يقطع يد زيد، ألنه قطع يده من الزند فقطع يده من المرفق انتقاما فسرى حتى سقطت يده من الكتف،

فإن القاطع عليه قطع يده من الكتف، إلطالق أدلة القصاص.وإن لم يكن عمدا كان عليه الدية، إلطالق أدلة الدية.

وأما إذا اقتص بال زيــادة فســرى، فإمــا أن يعلم بالســراية أو ال، فإن كان علم بالسراية، فالظاهر عدم جواز القصــاص، إذ القصــاص شرع للمقابلة بالمثل، فاألدلة ال تشمل ما إذا كان أكــثر من المثــل، وعليــه فــإذا علم بالســراية واقتص كــان عليــه القصــاص أو الديــة،ــا والظاهر أنه إذا نقص في القصاص فسرى مع علمه بالسراية، كم إذا قطع الجاني يده من الزند فقطع يده من وســط الكــف حيث إنــع في ذلك كسر العظم الموجب للسراية كان كذلك، وإن كــان المن

في األول بحاجة إلى التأمل. أمــا إذا لم يعلم بالســراية لم يضــمن نصــا وإجماعــا، فقــد روى

في حديث قال: ســألته عن)عليه السالم( هللالكناني، عن أبي عبد ا ،لو كان ذلك لم يقتص من أحدرجل قتله القصاص له دية، فقال:

.من قتله الحد فال دية له :)عليه السالم(وقال . (1)مثله)عليه السالم( وعن زيد الشحام، عن الصادق

ــد ا ــكونى، عن أبي عب ــالم(هللاوعن الس ــه الس ــال: ،)علي منق. (2)اقتص منه فمات فهو قتيل القرآن

هللاوعن الصدوق قال: قال أبو جعفر وأبو عبد ا )عليهما السالم(:من قتله القصاص فال دية له(3) .

ــديث وعن محمد بن مسلم، عن أحدهما )عليهما السالم( في حومن قتله قال:

. 1 ح24 الباب 46 ص19( الوسائل: ج?)1. 2 ح24 الباب 46 ص19( الوسائل: ج?)2. 4 ح24 الباب 47 ص19( الوسائل: ج?)3

358

Page 359: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

. (1)القصاص فال دية لهــان، عن أبي عبــد ا في)عليــه الســالم(،هللاوعن معلى بن عثم

. (2)من قتله القصاص أو الحد، لم يكن له ديةحديث قال: منقال: ،)عليه السالم(وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر

. (3)قتله القصاص بأمر اإلمام فال دية له في قتل وال جراحة أيمــا رجــلقــال: ،)عليه السالم(هللاوعن الحلبي، عن أبي عبد ا

. (4)قتله الحد أو القصاص فال دية لهــراية من إلى غيرها من الروايات، وتقييدها بما إذا لم يعلم بالس

جهة االنصراف لغلبة عدم القتل وقد تقدم التأمل في ذلك. ــه الســالم(هللاومنه يعلم أن ما رواه الثوري، عن أبي عبد ا ،)علي

هللامن ضربناه حدا من حدود ا فمات فال دية لــهقال: سمعته يقول: . (5)علينا، ومن ضربناه حدا من حدود الناس فمات فإن ديته علينا

البد أن يحمل على تدارك اإلمام استحبابا لطيب خاطر أهلــه أوما أشبه ذلك.

وحيث لم يكن الموت المســتند إلى الســراية مضــمونا، لم تكنالسراية بأقل من الموت مضمونا بطريق أولى.

نعم، ال إشكال في لزوم االحتياط في اإلنسانين المتالصــقين إذا كان خوف السـراية إلى الــبريء، ولــو اقتص من مجرمهمــا فســرى

إلى البريء ضمن، لألصل بعد عدم شمول األدلة المتقدمة له. ثم إن الطريق إلى ثبوت أن الزيادة عمدية أم ال، وأنه هل مات

بالسراية أو

. 5 ح24 الباب 47 ص19( الوسائل: ج?)1. 6 ح24 الباب 47 ص19( الوسائل: ج?)2. 8 ح24 الباب 47 ص19( الوسائل: ج?)3. 9 ح24 الباب 47 ص19( الوسائل: ج?)4. 3 ح24 الباب 46 ص19( الوسائل: ج?)5

359

Page 360: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بحتف األنف البينة واإلقرار وعلم الحاكم كما في سائر الموارد. ولو قطع الجاني يد إنسان مثال، فسرى إلى شلل نصف جســمه مثال أو مات، فقطع المجــني عليــه أو وليــه يــد الجــاني فســرى إلى نصفه فشل أو مات، لم يكن ضمان بال إشكال، ألن كال األمرين من الشلل في األول والموت في الثاني هدر بالنسبة إلى المجني عليه،

وبالنسبة إلى وليه، وقد صرح ببعض ذلك الجواهر. ولو قــال الجــاني: أخطــأت، وقــال المجــني عليــه: بــل تعمــدت، فالقول قول الجاني، ألصالة عدم العمد، وألصــالة عــدم تــرتب آثــار

العمد كما صرح به الشرائع، وذلك ألنه أعرف بنيته. ولو قال الجاني: إنــه زاد في الجنايــة لكن ال بســببه بــل بســبب المجني عليه بنفسه، ألنـه اضـطرب عنـد إرادة الجنايـة بمـا لم يـرد الجاني بــذلك القــدر، مثال إنــه أراد قطــع إصــبعه وباضــطرابه ســبب قطع يــده من الزنــد، فال يبعــد أن يكلــف بالــدليل، وإال أجــري عليــهــدليل على قصاص اليد، ألن الظاهر في األفعال العمد، إال إذا قام ال خالفه، فهو مثل أن يزني أو يشرب الخمــر ثم يــدعي أنــه زعم أنهــا زوجته، أو أنهــا مــاء العنب غــير المســكر، وبــاألخص حيث علم منــه

العدوان بإرادته قطع اإلصبع مثال. وقد تقدم في بعض المباحث في الحــدود أنــه لــو ادعى اإلكــراه

لم يقبل منه إال إذا أقام دليال على ذلك، إلى غيره من الموارد. ولــو ادعى المقتص أنــه أراد قطــع يــد الجــاني من الزنــد جــزاء لجنايته العمدية، فاضطرب وحصلت الزيادة بـأن قطـع من المرفــق مثال، فإن صدقه الجـاني فال شـيء، ال القصـاص إذ ال عمـد، وال ديـة

ألنه من قبيل السراية إذا كان الحد والقصاص بحق. وإن كذبه الجاني أو قال ال أعلم، ففي الجواهر أن كشف اللثام

قال: بأنه يقبل ولم يضمن، ورده بأن فيه ما ال يخفى. أقــول: مقتضــى القاعــدة قــول الجــواهر، لمــا تقــدم من أصــالةــه اختيارية األفعال إال إذا قام الدليل على خالفها، وعلم الجاني بكذب

وعدم علمه بصدقه أو كذبه ال يؤثر في رفع األصل المذكور.ثم إنهما وإن لم يفصال بذكر صورتي التكذيب

360

Page 361: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

والجهل، إال أن إطالقهما يشملهما. ثم إنه قال في الشرائع: وكــل من يجــري بينهمــا القصــاص في النفس يجري في الطرف، ومن ال يقتص له في النفس ال يقتص له

في الطرف. أقـــول: ويـــدل على الحكم األول: إطالقـــات أدلـــة القصـــاص،ــل يمكن دعــوى اإلجمــاع ــه ال إشــكال وال خالف، ب باإلضــافة إلى أن

عليه. أما الثاني: فقد سكت عليه المســالك، وقــال في الجــواهر: لمــا

عرفته من اتحاد حكم الجملة واألبعاض نصا وفتوى. أقول: لم يظهر لي ذكره لنص في ذلك سابقا، ولعله أراد بذلكــدليل على ــإذا ورد ال ــة والبعض، ف ــرفي بين حكم الجمل التالزم الع عدم القصاص في النفس استفيد منــه بــالتالزم عــدم القصــاص في الطرف، فمثال إذا قطع أب يــد ابنــه ال تقطــع يــد األب قصاصــا، بــل يعطي الدية ويعزر لفرض أنه عمد إلى ذلك، ويمكن أن يســتدل لــه باإلضــافة إلى التالزم المــذكور الــذي ال بــأس بــه الســتفادته عرفــا،

ببعض الروايات الخاصة: قـال:)عليــه الســالم( مثل ما رواه ظريف، عن أمــير المؤمــنين

وقضــى أنــه ال قــود لرجــل أصــابه والــده في أمــر يعيب عليــه فيــه كــذا رواهفأصابه عيب من قطع وغيره، ويكــون لــه الديــة وال يقــاد

. (1)الوسائل. (2)ورواه المستدرك )تعنت( بدل )يعيب(

. (3)وال يقاد الوالد بولده، ويقاد الولد بوالدةوالرضوي: ال يقــادأما رواية حمران، عن أحدهما )عليهمــا الســالم(، قــال:

والد بولده، ويقتل الولد

. 10 ح32 الباب 58 ص19( الوسائل: ج?)1. 5 ح29 الباب 256 ص3( المستدرك: ج?)2. 2 ح29 الباب 256 ص3( المستدرك: ج?)3

361

Page 362: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

، فال داللة لصــدرها بقرينــة ذيلهــا، كمــا ال(1)إذا قتل والده عمدايخفى.

ــة مــا رواه محمــد بن ــتين في الدالل ــتين األول ــل الرواي ومن قبي ال يقاد مسلم بذمي فيقال: ،)عليه السالم(قيس، عن أبي جعفر

القتل، وال في الجراحــات، ولكن يؤخــذ من المســلم جنايتــه للــذمي. (2)على قدر دية الذمي ثمانمائة درهم

قــال: وما رواه الجعفريات، بإســناده إلى علي )عليــه الســالم(،ليس بين الصبيان قصاص، عمدهم خطأ، ويكون فيه العقل(3).

إلى غيرها مما يجدها المتتبع. أما دل على قصاص الكافر من المســلم ويعطي فضــل مــا بين الديتين، فال ينافي ما تقدم بعد أن كانت تلــك الروايــة تقــول بوجــود قصاص النفس بينهما، إذ الكلية التي ادعاها الشرائع وغيره هي من ال يقتص له في النفس ال يقتص لــه في الطــرف، والكليــة ال تنهــدم

بذلك كما هو واضح. أما الكالم في العمل برواية القصــاص مــع رد الكــافر فضــل مــا

بين الديتين وعدم العمل بها، فله موضع آخر.

. 1 ح32 الباب 56 ص19( الوسائل: ج?)1. 5 ح47 الباب 80 ص19( الوسائل: ج?)2. 2 ح33 الباب 256 ص3( المستدرك: ج?)3

362

Page 363: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا غاب بعض أولياء القتيل((ــل وغــاب البعض إذا(:ــ 16)مســألة ــاء القتي حضــر بعض أولي

اآلخــر، إمــا عن البلـد وإمــا عن مكــان إعطـاء الــرأي، كمــا لــو كــانــك، فعن الشــيخ في ــه، أو مــا أشــبه ذل محبوســا، أو ال يعــرف محل الخالف والمبسوط إنه يجوز للحاضــر االســتيفاء بشــرط أن يضــمن حصص الباقين من الدية، وكذا إذا كــان بعضــهم صــغارا أو مجــانين، وادعى في الخالف أن على ذلــك إجمــاع الفرقــة وأخبارهــا، وفي المبسوط إنه كــذلك عنــدنا، كمــا أن المحكي عن الغنيــة أنــه معقــد

إجماعه، وظاهر الشرائع اإلشكال عليه.وال يخفى أن وجه ما قااله واضح بناء على عدم اعتبار اإلذن.

أما عليه، فقد قال في الجواهر: )لعل وجهه تــرتب الضــرر على الحاضر أو الكامل بالتأخير الــذي هــو معــرض زوال الحــق، وحبســه إلى أن يقــدم الغــائب ويبلــغ الصــبي ويفيــق المجنــون، أو يموتــون فيقوم ورثتهم مقامهم، أو يرضى الحاضر الكامل بالدية، ضــرر علىــه الفاضــل في ــه، وإن احتمل ــل علي ــة ال دلي ــل عقوب ــل، وتعجي القات القواعـــد مقدمـــة لحفـــظ حقـــوقهم وجمعـــا بين مصـــلحة التعيش

واالستيثاق( انتهى. أقــول: مقتضــى القاعــدة أن يقــوم ولي الصــغير والمجنــون

مقامهما. أما ما دل على التأخير فال يدل على لزومــه، مثــل مــا رواه أبي

سـأله عن رجــل قتـل ولـه أوالد ،)عليــه الســالم(والد، عن الصــادق ال يقتــل،صــغار وكبــار، أرأيت إن عفــا األوالد الكبــار، قــال فقــال:

ويجوز عفو األوالد الكبار في حصصهم، فإذا كبر الصغار كان لهم أن. (1)يطلبوا حصصهم من الدية

الســالم(:ما)عليهوعن إسحاق بن عمــار، عن جعفــر، عن أبيــه قال: انتظروا الذين قتــل أبــوهم أن يكــبروا،)عليه السالم( إن عليا

. (2)فإذا بلغوا خيروا، فإن أحبوا قتلوا أو عفوا أو صالحوا

. 1 ح53 الباب 84 ص19( الوسائل: ج?)1. 2 ح53 الباب 85 ص19( الوسائل: ج?)2

363

Page 364: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أما الغائب، فحيث إن الالزم الجمع بين حقي الحاضر والغــائب، فإذا كان الغائب يمكن اســتعالمه بســرعة عرفيــة، أو يمكن مجيــؤهــاكم ــام الح ــا بين الحقين، وإال ق ــر الحكم جمع ــذلك، أخ ــرعة ك بس مقامه، ألنه ولي الغائب، وسيأتي في الفــرع الثــاني مــا يؤيــد ذلــك،

وهو ما لو كان الولي صغيرا أو مجنونا. فعن الشيخ في الكتابين، لم يكن ألحد حتى الولي أن يستوفي، كمــا إذا أم المجنــون والطفــل قتلت، ولــه أب أو جــد، وإنمــا يحبس القاتل حتى يبلغ الصبي أو يفيق المجنون، وظاهر المبسوط وصريحــأخير الخالف اإلجماع على ذلك، لكن الشرائع أشكل في كل من التــدم ــع المصــلحة أو ع ــة م ــوم الوالي ــواهر بعم ــه الج والحبس، وعلل المفسدة، وقد حكي ذلك عن الفاضل في اإلرشاد وحجــر القواعــد،ــر، والشــهيدين في الحواشــي ــا وفي الحج ــده في اإليضــاح هن وول والروضة والمسالك، والكركي في حجر جامع المقاصد، والكاشــاني في المفاتيح، بل في الروضة نســبة مراعــاة المصــلحة إلى الشــيخ،

وأكثر المتأخرين. ومما تقدم يعلم صحة ما ذكروه، كما يعلم أن حكم الغــائب هنــا

كما ذكرناه في الفرع السابق. أما الحبس، فقد استدل لــه بعــدم تفــويت الحــق، لكن فيــه إنــه

تفويت حق المحبوس. والقول بأنه إن كان قتل فقد انتهت سلطته والحبس أقل انتهاء

لسلطته منه، ال يخفى ما فيه. إذ يــرد عليــه أوال: باإلضــافة إلى حفــظ حــق الطفــل والمجنــون والغائب باالستيثاق بالكفالة ونحوها، كما يمكن ذلك أحيانا، أن جواز انتهاء السلطة بالقتل ال يالزم انتهاء الســلطة بــالحبس، وإال جــاز أن يحبس الزاني المكره ومن أشبه ممن يستحق القتل، باإلضــافة إلى

أن القتل ليس بمحتم، إذ ربما بلغ الطفل ولم ير القتل، بل

364

Page 365: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــراء ــثر من إج العفو أو الدية، وقد وردت روايات تؤيد مقالة األكالقصاص وعدم االنتظار.

ــده )عليهم مثل ما رواه الجعفريات، عن جعفر، عن أبيه، عن ج ولــه أوالد كبــار)عليــه الســالم( قتل أمير المؤمــنين السالم(، قال:

( ولم ينتظــروا األوالد هللاوأوالد صغار، فقتلوا الكبار ابن ملجم )لعنــه ا. (1)الصغار

إذاقــال: )عليه السالم( إنــه هللاوما رواه الدعائم، عن أبي عبد ا ــه ــر من أوليائ ــغار وغيب، وطلب الحض ــه أوالد ص ــل ول ــل الرج قت

ــالم( واقتص الحسن ، قال: القصاص فلهم ذلك من ابن)عليه الس( ولعلي أوالد صــغار ولم ينتظــر أن)عليــه الســالم( هللاملجم )لعنــه ا

. (2)يبلغوا أقول: لعل في االستدالل بأولهما وذيــل الثــاني ضــعفا من جهــة

)عليــهكــان وليــا من قبــل اإلمــام )عليه الســالم( أن اإلمام الحسن وال ينبغي في مثله اإلشكال. السالم(

ثم إنه لو قتل الولي، ولمــا جــاء الغــائب أو كمــل النــاقص أنكــرذلك، لم ينفع إنكاره، ألن النظر إلى الولي شرعا، ففعله ممضي.

ــدم أما إذا أخذ الدية فأنكروا وأرادوا القصاص، فهل لهم ذلك لع فوات المحل، أو ال ألن أخذ الدية مســقط، كمــا في الكبــير إذا أخــذ الدية لم يكن له بعد ذلك القصاص وإن رد الدية، احتماالن، أقربهمــا الثــاني، ألن المنصــرف من األدلــة أنــه إذا وقــع العفــو من أحــدهما

انتهى. فكمــا ال يمكن الرجــوع عن العفــو، كــذلك ال يمكن الرجــوع عن

الدية، بل ظاهر إطالق جملة من الروايات ذلك. في حــديث)عليه الســالم( هللافعن صحيح الحلبي، عن أبي عبد ا

قال: سألته عن قول

. 2 ح55 الباب 259 ص3( المستدرك: ج?)1. 6 ح55 الباب 260 ص3( المستدرك: ج?)2

365

Page 366: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

، فقــال:(1)فمن اعتدى بعد ذلك فله عــذاب أليمالله عز وجل: هو الرجل يقبل الدية أو يعفو أو يصالح ثم يعتدي فيقتل فله عذاب

. (2)هللاأليم، كما قال ا عز وجل في تفســير)عليه السالم(،وفي رواية أخرى، عنه، عن الصادق

الرجل يعفو ويأخذ الدية ثم يجرح صاحبه أو يقتله فله عــذاباآلية: . (3)أليم

ــة،)عليه السالم(،هللاوعن سماعة، عن أبي عبد ا في تفسير اآليــل،قال: هو الرجل يقبل الدية أو يصالح ثم يجيء بعد فيمثل أو يقت

.هللافوعده ا عذابا أليما. (4)مثله)عليه السالم( وعن أبي بصير، عنه

)عليــهوالصــادق )عليــه الســالم( وروى الطبرســي، عن البــاقر . (5)أي من قتل بعد قبول الدية والعفو في تفسير اآلية: السالم(،

إلى غيرها من الروايات، بل ظاهر األدلة ذلك. وإن حصل من الجاني إقالة، بأن قال الجــاني: ال بــأس أعطــني المال واقتص مني، فاحتمال صحة اإلقالة والتبــديل ال وجــه لــه، بــل الظــاهر أنــه إن رد الجــاني المــال لم يملكــه الــولي إذا كــان مقيــدا بعنوان رد القصاص، ألنه أكل المال بالباطل، كما أنه ال حــق للــولي في قتله، ألنه قتل لمن ال يستحق القتل، بل تســليم الجــاني نفســه للقتل حرام، ألنه من إلقاء النفس في التهلكة بــدون وجــه شــرعي،

وكذا في العفو أو إعطاء الدية في الطرف. ثم الظاهر أنه إذا جنى على من ال ولي لــه، وإنمــا وليــه اإلمــام، لعدم أقرباء له أو ما أشبه، كـان وليــه اإلمـام في العفــو والقصـاصــامع والدية، كما حكي ذلك عن لقطة التذكرة والتحرير واإلرشاد وج

المقاصد ومجمع البرهان، بل المسالك

. 178( سورة البقرة: اآلية ?)1. 1 ح58 الباب 89 ص19( الوسائل: ج?)2. 2 ح58 الباب 90 ص19( الوسائل: ج?)3. 3 ح58 الباب 90 ص19( الوسائل: ج?)4. 4 ح58 الباب 90 ص19( الوسائل: ج?)5

366

Page 367: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

نسب ذلك إلى األكثر، وقواه الجـواهر لعمـوم الواليـة في قولـه.(1)ويسألونك عن اليتامى قل إصالح لهم خيرسبحانه:

ولو كان الولي صغيرا، أو مجنونا، أو غائبا ففعــل الــولي مــا رآهــد اإلجــراء ــاملين عن ــا ك ــر اشــتباهه، وأن األولين كان صــالحا ثم ظه والثالث كــان حاضــرا، أو تــبين اشــتباهه في أنــه ولي، ألن من زعم واليته عليه كان كامال، كان مــا فعلــه بــاطال وإن كــان معــذورا، فــإذاــا أراده، كان عفى أو أخذ الدية وأراد الولي الحقيقي غيرهما فعل م ولو كان قتــل الجــاني ولم يريــدوا قتلــه، ففي أخــذ الديــة من تركــة الجاني وهم يرجعـون إلى الــولي المزعــوم واليتــه، أو يرجعـون إلى الولي المزعوم، أو يخيرون في ذلــك، احتمــاالت، وإن كــان الظــاهر

األول. نعم لو كان الولي المزعوم يعلم أنه ليس بولي ومــع ذلــك قتــلــد الجاني، كان لورثة الجاني قتله قصاصا، إلطالق أدلة القصــاص بع

أن لم يكن للولي المزعوم حق في هذا القتل.

.220( سورة البقرة: ?)1367

Page 368: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا عفى البعض وطالب البعض بالقصاص(( المشهور كما في الشرائع والمسالك وغيرهما،(ـ: 17)مسألة

أن عفو بعض األولياء على مــال وغــيره ال يســقط حــق البــاقين منــدر ــول بق ــرد على المقت القــود، ولكن على من أراد القصــاص أن ي

نصيب من عفى عن ديته. ومن قتــلأقول: استدل المشهور لذلك بإطالق قوله ســبحانه:

. (1)مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطاناــد ا ــا عب ــال: ســألت أب ــاط، ق ــههللاوبصــحيحة أبي والد الحن )علي

عن رجل قتل ولــه أب وأم وابن، فقــال االبن: أنــا أريــد أنالسالم( أقتل قاتل أبي، وقال األب: أنــا أعفــو، وقــالت األم: أنــا آخــذ الديــة،

فليعط االبن أم المقتول الســدس من الديــة، )عليه السالم(:فقال ويعطي ورثة القاتل السدس من الدية حق األب الذي عفى وليقتله

(2).ــير ــه إلى أمـ ــحابه، رفعـ ــل بن دراج، عن بعض أصـ وروى جميـ المؤمنين )عليه السالم(، في رجــل قتــل ولــه وليــان فعفــا أحــدهما

إن أراد الذي لم يعــف أن )عليه السالم(:وأبى اآلخر أن يعفو، قال . (3)يقتل قتل ورد نصف الدية على أولياء المقتول المقاد منه

والصحيحة تدل على أن كال من إرادة بعض األولياء العفو وبعض األولياء الدية ال يسقط القتل، كما أن الرواية تــدل على أن العفــو ال يسقط القتل، وقد عــرفت أن الشــهرة قائمــة على أن أخــذ البعض الدية ال يسقط حق اآلخر في القــود، كمــا أن اإلجمــاع قــام على أن عفو البعض ال يسـقط حـق اآلخــر في القـود، وفي الجـواهر الجــزم بعدم سقوط القصــاص بعفــو البعض، ونســبه المســالك وغــيره إلى األصحاب، وفي محكي الخالف إلى إجماع الفرقة وأخبارها كمــا عن ظـــاهر المبســـوط وغايـــة المـــرام وصـــريح الغنيـــة اإلجمـــاع على المفروض أيضا مؤيدا على عدم العثور فيــه على مخــالف منــا، كمــا

اعترف به غير واحد، انتهى.

. 33( سورة اإلسراء: اآلية ?)1. 1 ح52 الباب 83 ص19( الوسائل: ج?)2. 2 ح52 الباب 84 ص19( الوسائل: ج?)3

368

Page 369: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــذا يجب وكيف كان، فالحكم مسلم من حيث النص والفتوى، ولــة حمل ما دل على أن العفو يسقط القود على االســتحباب أو التقي أو ما أشبه ذلك، فقد نقل المسالك أنه مــذهب جماعــة من العامــة، والرواية بذلك عن علي )عليه السالم( إمــا تقيــه بــأن لم يقلــه علي )عليــه الســالم( وإنمــا نســب إليــه تقيــة، أو كــان هــذا مــذهب بعض

فاتقى منهم اإلمــام، أو أن اإلمــام أفــتى)عليه السالم( الخلفاء قبله . ألزموهم بما التزمواأتباع الخلفاء بما هو مذهبهم من باب

، ســأل الصــادق )عليــههللامثل صحيح عبد الرحمن بن أبي عبــد ا عن رجلين قتال رجال عمدا وله وليــان، فعفى أحــد الولــيين،السالم(

إذا عفى بعض األوليــاء درئ عنهمــا القتــل )عليــه الســالم(:فقــال ــاقي من ــا الب ــا وأدي ــدر حصــته إن عف ــة بق ــا من الدي وطــرح عنهم

. (1)أموالهما إلى الذين لم يعفوا منقــال: )عليه الســالم( وما رواه إسحاق، عن أمير المؤمنين

عفــا عن الــدم من ذي ســهم لــه فيــه فعفــوه جــائز، ويســقط الــدم. (2)ويصير دية وترفع عنه حصة الذي عفا

في رجلين قتال)عليــه الســالم(،وما رواه زرارة، عن أبي جعفر إذا عفى عنــهرجال عمــدا ولــه وليــان، فعفى أحــد الولــيين، فقــال:

بعض األولياء درئ عنهما القتل وطرح عنها من الدية بقــدر حقــه إن )عليــه وقــال عفى وأديــا البــاقي من أموالهمــا إلى الــذي لم يعف

. (3)عفو كل ذي سهم جائز :السالم( قضــى أمــير )عليــه الســالم(:وخبر أبي مــريم، عن أبي جعفــر

في من عفــا من ذي ســهم، فــإن عفــوه)عليــه الســالم( المؤمــنين جائز، وقضى في أربعة إخوة عفا أحدهم، قال:

. 1 ح54 الباب 85 ص19( الوسائل: ج?)1. 4 ح54 الباب 86 ص19( الوسائل: ج?)2. 3 ح54 الباب 86 ص19( الوسائل: ج?)3

369

Page 370: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

. (1)تعطي بقيتهم الدية وترفع عنهم حصة الذي عفا عن رجــل قتــل)عليه الســالم(هللاوخبر أبي والد، سألت أبا عبد ا

)عليــهولــه أوالد صــغار وكبــار، أرأيت إن عفــا أوالده الكبــار، فقــال ــبر السالم(: ــإذا ك ال يقتل ويجوز عفو األوالد الكبار في حصصهم، ف

. (2)الصغار كان لهم أن يطلبوا حصتهم من الديةإنه إذا عفا واحد من أولياء الدم ارتفع القودوفي الفقيه، روي:

(3) . إذا عفــاقــال: ،)عليــه الســالم(هللاوعن الدعائم، عن أبي عبــد ا

بعض األولياء زال القتل، فإن قبل الباقون من األولياء الديــة، وكــان اآلخرون قد عفوا من القتل والدية زال عنه مقدار ما عفوا عنه من حصصهم، وإن قبلوا الدية جميعا ولم يعف أحد منهم عن شيء منها

. (4)فهي لهم جميعا

. 2 ح54 الباب 85 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 ح53 الباب 84 ص19( الوسائل: ج?)2. 5 ح54 الباب 86 ص19( الوسائل: ج?)3. 1 ح44 الباب 258 ص3( المستدرك: ج?)4

370

Page 371: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا كان للمقتول وليان(( إذا كان للمقتول وليان، فادعى أحد الوليين أن(ـ: 18)مسألة

شريكه عفا عن القصاص، فإن كان هناك شاهد ثان بــذلك بحيث تم شرائط الشهادة، سقط حق الشــريك، وإن أنكــر هــو، لقيــام البينــة بذلك، وحينئذ يكون للمقر القصاص مــع رد بقيــة الديــة بقــدر حصــة

الشريك، إلى ولي الجاني.وإن لم يكن هناك شاهد ثان، فله صورتان:

األولى: أن يدعي أنه عفى عن القصاص إلى الدية. الثانية: أن يدعي أنه عفى عن القصاص والدية معا.

))الصورة األولى((أما األولى: ففيها مسائل ثالث.

األولى: أن يصدقه الشريك. الثانية: أن يكذبه.

الثالثة: أن يبقى ساكتا. ففي األولى: يكــون الحكم كمــا إذا أقــام الشــاهد بعفــوه، حيث

يكون للمقر أن يقتص مع رد التفاوت إلى ولي الجاني. وفي الثانية: لم ينفذ إقراره في حق الغير، ولكن ينفــذ في حــق نفسه بالنسبة إلى ما يترتب عليه، فإن الزم إقراره أنــه ال يجــوز لــه قتــل الجــاني، إال أن يــرد بقــدر نصــيب العــافي من الديــة إمــا علىــا الجاني أو على العافي، على تقدير عدم وصول ما أقر به إليه، كم ذكره الشرايع والمسالك والجواهر، والمحكي عن القواعد واإلرشاد

والتحرير.ــالالزم فإن المقر لما قتل الجاني فقد استوفى أكثر من حقه، ف عليه أن يرد التفــاوت، فــإن أخــذ العــافي التفــاوت من ولي الجــاني كان ولي الجاني مســتحقا للتفــاوت، وإن لم يأخــذ العــافي من ولي الجــاني بــأن لم يقــدر عليــه مثال، كــان اســتحقاق العــافي في مــال المقر، فإن أخذ العافي من المقر فهو، وإن لم يأخذ بزعم أن حقــه في مال الجاني كــان على العــافي أن يدســه في مالــه، كمــا ذكــره

الجواهر. ويؤيده جملة من النصوص:

371

Page 372: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

)عليـــهفقـــد روى الكليـــني في حـــديث: إن علي بن الحســـين قيل له: إن محمد بن شهاب الزهــري اختلــط عقلــه فليسالسالم(

يتكلم فخرج حتى دنا منه، فلما رآه محمد بن شــهاب عرفــه، فقــال ، قــال: وليت واليــةمــا لك )عليــه الســالم(:لــه علي بن الحســين

فأصبت دما، قتلت رجال فدخلني ما ترى، فقال له علي بن الحسين هللاألنا عليك من يأسك من رحمة ا أشــد خوفــا مــني)عليه السالم(: ــأبوا،أعطهم الدية، ثم قال له: عليك مما أتيت ، قال: قد فعلت ف

. (1)اجعلها صررا ثم انظر مواقيت الصالة فألقها في دارهمقال: :)عليــه الســالم(هللاوعن عيسى الضعيف، قال: قلت ألبي عبــد ا

، قلت: يخــاف أنيمكن من نفسهرجل قتل رجال ما توبتــه، قــال: ــذلك، قــال:فليعطهم الديةيقتلوه، قال: ، قلت: يخاف أن يعلموا ب

ــتزوج إليهم امــرأة ، قلت: يخــاف أن تطلعهم على ذلــك، قــال:فيفلينظر إلى الدية فيجعلها صررا ثم لينظر مواقيت الصــالة فليلقهــا

. (2)في دارهمإلى غير ذلك من الروايات.

والمراد بمواقيت الصالة الوقت الذي ليس أهل الدار موجــودين ألنهم ذاهبــون إلى الصــالة، كمــا أن الظــاهر من الروايــتين أنــه في مقــام مــا إذا كــان الــولي واحــدا يصــل المــال إليــه، ال مــا إذا كــانوا

متعددين يشك بوصول المال إليهم حسب حصصهم. والمــراد بــالتزويج إليهم أنــه يســبب حبهم لــه فال يقتلــوه إذا

أخبرهم. وفي الثالثة: يكون حال سكوته حال تكذيبه، ألنه ثبت حقــه علىــإقراره وال ــه ال ب ــقوط حق ــل على س ــاني، وحيث لم يــدل دلي الج

بالشهود وال بعلم الحاكم كان الالزم إيصال حقه إليه.

))الصورة الثانية(( وأما الثانية: وهي ما إذا أدعى أحد الوليين أن الولي اآلخر عفى عن القصاص والدية معا، فإنه لما قتل أكثر حقه بقدر حق العــافي،

كان الالزم أن يرد التفاوت

. 1 ح30 الباب 53 ص19( الوسائل: ج?)1. 4 ح30 الباب 54 ص19( الوسائل: ج?)2

372

Page 373: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

على ولي الجــاني، إن قبلــه أعطــاه، وإن لم يقبلــه دســه إليــه،سواء أخذ العافي من ولي الجاني شيئا أم ال.

وبهذا تبين الفرق بين صورة قـول المقــر: إن شــريكه عفى عن القصاص والدية معا، حيث ال يعطيــه التفــاوت على كــل حــال، وبينــة، حيث صورة قول المقر: إن شريكه عفى عن القصــاص إلى الدي

يعطيه التفاوت إذا لم يحصل شريكه التفاوت من ولي الجاني. ثم إنه لو أقر أحد الشريكين كزيد مثال، بأن شريكه كعمرو مثال، عفى سواء إلى الدية، أو حتى عن الدية، وبعــد ذلــك قتــل الشــريك كعمرو الجاني، كــان للشــريك المقــر أن يســتوفي حصــته من مــال الجاني، أو من مال الشريك كعمرو، ألنه يطلب حصــته من دم أبيــه مثال على ولي الجاني أوال وبالذات، فــإذا لم يعطــه كــان لــه الطلب

من الشريك، ألن الشريك كعمرو استوفى أكثر من حقه. ثم إنه إذا كان هناك ثالثة أولياء، فشهد اثنـان منهم على الثـالث أنه عفى، واجتمع فيهما شرائط الشهادة نفذت في حــق الثــالث، إذ

ال فرق بين أن يكون الشاهد الثاني غريبا، أو الشريك اآلخر. ولو شهد كل اثــنين من األوليــاء الثالثــة على الثــالث بأنــه عفى، سقط القود والدية مطلقا، كما إذا شهد زيــد وعمــرو على بكــر أنــه عفى، وشهد زيد وبكر على عمرو أنه عفى، وشهد عمرو وبكر على

زيد أنه عفى. وقول كل واحد منهم إنــه لم يعــف مــع قبــول شــهادته في حــق اآلخرين، إذ لعله اشتبه، فال يكون كاذبا عمدا في حق نفســه أنــه لم

يعف. وإذا بــادر الشــريك المقــر بــأن شــريكه عفى إلى القصــاص، لم يكن عليه تعزيــر لمبادرتــه في مــا لم يكن لــه كــل الحــق، وإن قلنــا بالتعزير في غير المقام، إذ ادعاؤه أن الشــريك عفى معنــاه أنــه لم يعص بالمبادرة فال تعزير، كما صرح بــذلك الجــواهر، وذلــك للشــبهة

الدارئة عن الحد. ولو قال أحد الشــريكين: إن شــريكه اآلخــر عفى عن القصــاص وعن بعض الدية، كان عليه إعطاء التفاوت لولي الجــاني وللشــريك بالنســبة، مثال لــو ادعى أن شــريكه عفى عن ربــع الديــة، أعطى

النصف الذي يعطيه إلى الولي والشريك بالتساوي.

373

Page 374: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا اشترك من يقتل به ومن ال يقتل في قتله(( اشترك المسلم وغير المسلم في قتل غــير(: إذا 19)مسألة

ــاطئ، أو ــد والخ ــد، أو العام ــل الول ــيره في قت ــلم، أو األب وغ مس اإلنســان والســبع في قتــل إنســان، لم يقتــل المســلم وال األب وال الخاطئ، ألن المسلم ال يقتل بالكافر، وال األب بالولــد وال الخــاطئ، وإنما يقتل الكافر وغير األب والعامد، ويرد المسلم القاتل مقدار ما عليه من الدية للذمي المقتول، كما أن عليه التعزير، كمــا يــرد األب نصــف الديــة على ورثــة الولــد المقتــول ويعــزر أيضــا، ويــرد عائلــة الخــاطئ نصــف الديــة على ولي المقتــول، وال شــيء على نفس الخاطئ من دية أو تعزير، ويقتل المشترك مع السبع ونحــوه، ويــرد

ولي المقتول على ولي الجاني نصف الدية. وإذا كان خطأ شبيها بالعمــد، كـانت الديــة على نفس القاتــل، ال على عاقلتــه، كــل ذلــك حســب القواعــد العامــة، وفي الجــواهر بال

خالف نجده في شيء من ذلك عندنا نصا وفتوى. وهذا كله فيما إذا كان اشــتراك في القتــل، إمــا إذا كــان القتــل مستندا إلى أحدهما كما إذا خدشه أحدهما خدشة مما ال أثر لها في القتل، لم يكن عليه إال أرشها، وإنما القاتل هو اآلخر، كما هو واضح

بال إشكال وال خالف. قال في المسالك عند قول الشرائع بما تقدم: )وخالف في كــل واحد من هذه الفروض بعض العامــة، فمنهم من قــال في اشــتراك العامد والخاطئ أن ال قود على أحدهما، وألحقوا به ما كان أحدهما عامدا واآلخر شــبيه العمــد، ومنهم من قــال في شــريك األب إنــه ال قصاص على أحدهما، ووافقنا في مســألة الخــاطئ والعامــد، ومنهم من ألحق شريك السبع لشـريك الخــاطي في نفي القصــاص عنهم(

انتهى. ولو أن ولي المقتول قتل المســلم واألب والخــاطئ كــان عليــه القصـاص، مــع رد التفـاوت بين ديتــه وبين مــا عليـه من الديــة على

ورثة ولي المقتول.ــذهبنا، ــل م ــا، أو من أه ــل ملتن ــا من لم يكن من أه ــو راجعن ول تخيرنــا بين أجــراء حكمنــا، أو حكمهم عليــه، أو تســليمهم إلى أهــل

ملتهم ومذهبهم ليجروا عليه حكمهم، لكن ال يسلم المسلم إلى

374

Page 375: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الكافر، ألنه . (1)هللالن يجعل ا للكافرين على المؤمنين سبيال ثم إن ما ذكرناه من اشتراك السبع إنمــا هــو إذا لم يكن الســبع آلة، وإال كان القاتل المشترك معه في قتله قاتال بالكامل، كما تقدم

في بعض المباحث السابقة.

. 141( سورة النساء: اآلية ?)1375

Page 376: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))المحجور عليه وحق القصاص(( المحجور عليه لسفه أو فلس له حق القصاص،(ـ: 20)مسألة

ــك ــال، وذل ــا لم يســتلزم القصــاص الم بال إشــكال وال خالف في م الختصاص الحجر عليهما بالمال، وليس ذلـك منــه، وحــتى إذا رضـي القاتل ببذل المال لم يجب عليه القبول، ألنه ليس تصرفا في ماله،

والتكسب ليس بواجب عليه. نعم إذا استلزم القصاص الرد لم يكن له ذلــك، ألنــه كالتصــرف

في المال. أما المحجور عليه لصغر أو جنون فلهمــا القتــل بإجــازة وليهمــا، وذلك ال يسمى اســتيفاء للقصــاص كمــا هــو واضــح، ولــو قتال بــدون إجازة الولي فالظاهر أنه ال شيء فقد استوفي الحق، وإذا كان فيــا في النص ــأ كم ــدهما خط ــة، ألن عم ــان على العاقل ــا رد ك قتلهم

والفتوى. ثم في المفلس لو رضي على مال، سواء كان أقل من الدية أو أكثر أو مساو، قسم على الغرماء كغيره من األموال الــتي يكســبها، وإنما يجوز له الصلح على األقل ألنـه ليس تصـرفا في المـال، ولـذا

قال في الجواهر: وللسفيه والمفلس العفو مجانا. أقول: وكذلك في كل مــال يحصــالنه، فلهمــا أن يــؤجرا أنفســها بأقل من أجرة المثل، أو للمرأة المفلسة أن تنكح نفسها بأقــل من مهر المثل، إلى غير ذلك من األمثلة، وللورثة أن يعفــوا أو يصــالحوا باألقل، وإن كان على الميت دين، ألنه حقهم فيشمله إطالق األدلة. نعم لو أخذوا الدية صرفت في ديون المقتول ووصاياه كمــا في الشرائع، وقرره المســالك، بــل في الجــواهر بال خالف معتــد بــه وال

إشكال، بل اإلجماع بقسميه عليه.ويدل عليه جملة من الروايات:

)عليــهففي خبر عبد الحميد بن سعيد، سألت أبا الحسن الرضا عن رجل قتل وعليه دين ولم يترك ماال، وأخــذ أهلــه الديــةالسالم(

من قاتله، أعليهم أن يقضوا الدين،

376

Page 377: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إن أخــذوا الديــة، قلت: وهو لم يــترك شــيئا، قــال: نعمقال: . (1)فعليهم أن يقضوا الدين

ــه عن الســالم(،ما)عليهوفي خبر السكوني، عن جعفر، عن أبي )عليــه في رجل أوصى بثلثه ثم قتل خطأ، قال ،علي )عليه السالم(

. (2)ثلث ديته داخل في وصيته السالم(:إلى غيرهما مما هو مذكور في كتاب الميراث وغيره.

ومنه يعلم أنه ال فــرق بين أن تؤخــذ الديــة اســتحقاقا أو صــلحا،ــاط ــالة أو ردا، إلطالق النص والمنـ ــثر، أصـ ــل أو أكـ ــدرها أو أقـ بقـ

والفتوى.

))قصاص الورثة وضمان ديون الميت(( ثم إنهم اختلفوا في أنه هل يجوز للورثة اســتيفاء القصــاص من دون ضـــمان مـــا عليـــه من الـــديون إذا لم يكن للميت تركـــة تفي

باستيفائها، على قولين: األول: الجواز، كما عن ابن إدريس والمحقق والعالمة في أكــثر كتبه، والمسالك والجواهر وغيرهم، بل في األخير القائــل بــذلك ابن إدريس ومن تأخر عنه، بل عن ظاهر األول أو صريحه اإلجماع، وإن

كنا لم نتحققه. الثاني: عدم الجواز، كما عن نهايــة الشــيخ وأبي علي والقاضــي وأبي الصالح وابن زهرة والصهرشتي والكيدري وصــفي الــدين، بــل

عن الدروس نسبته إلى المشهور، وعن الغنية اإلجماع عليه. فقــداستدل األولون: بإطالق أدلــة القصــاص، كقولــه ســبحانه:

وغيرهمـــا من(4)النفس بـــالنفس، و(3)جعلنـــا لوليـــه ســـلطانااإلطالقات األخر المعتضدة بالشهرة المحققة واإلجماع المدعى.

هللاواسـتدل اآلخـرون: بخـبر أبي بصـير، سـألت أبـا عبــد ا )عليــه السالم( عن رجل قتل وعليه دين وليس له مــال، فهــل ألوليائــه أن

إن أصحاب الدين يهبوا دمه لقاتله وعليه دين، فقال:

. 1 ح24 الباب 111 ص13( الوسائل: ج?)1. 1 ح23 الباب 171 ص19( الوسائل: ج?)2. 33( سورة اإلسراء: اآلية ?)3. 45( سورة المائدة: اآلية ?)4

377

Page 378: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

هم الخصماء للقاتل، فإن وهب أولياؤه دمه للقاتل ضمنوا الدية. (1)للغرماء، وإال فال

ــر ــهوفي خــبره اآلخــر، عن أبي الحســن موســى بن جعف )عليالســالم(، قلت لــه: جعلت فــداك رجــل قتــل رجال متعمــدا أو خطــأ

إنوعليه دين ومــال، وأراد أوليــاؤه أن يهبــوا دمــه للقاتــل، فقــال: إن قتــل، قلت: فــإنهم أرادوا قتلــه، قــال: وهبوا دمه ضمنوا الدين

، قلت:عمدا قتل قاتله وأدى عنه اإلمام الدين من ســهم الغــارمينــدين فإن قتل هو عمدا وصالح أولياؤه قاتله على الدية، فعلى من ال

)عليه السالم(:على أوليائه من الدية، أو على إمام المسلمين، قال بل يؤدوا دينه من ديته التي صالح عليها أولياؤه فإنه أحق بديته من

. (2)غيرهــا من االختالف حــتى أن الظــاهر من ــات لمــا بينه وهــذه الرواي الوسائل والمستدرك مع التزامهما بالعمل بالروايات حسب القــدرة التوقف فيها، وندرة القائل بهــا كمــا يظهــر من المحقــق في محكيــا، ــراض المشــهور عنه ــة، وإع ــة للعام ــا في الجمل ــه، وموافقته نكت وتفريق الرواية األولى بين الهبة فجوزهــا للــوارث، وبين القــود فلم يجوزه، مع أنهما مشتركان في تفويت حق الدين، يشــكل تخصــيص العمومات واإلطالقات بها، فالذي ذهب إليه المشــهور هــو األقــرب،

هللاوإن كانت المسألة بحاجة إلى تتبع أكثر وتأمل أعمق، وا العالم. ثم ال يبعد وجوب إعطاء الدين من سهم الغارمين، كما دل على

ذلك جملة من الروايات التي ذكرناها في كتاب الزكاة. كمــا أن حكم القصــاص والعفــو في إتالف الطــرف إذا مــات المجني عليه وعليه دين وورثة ممن لم يــرد الديــة هــو حكم القتــل، لوحدة المالك بالنسبة إلى من يقــول بالضــمان للــوارث إذا عفى أو

اقتص، وإلطالق األدلة بالنسبة إلى قول المشهور.

. 1 ح59 الباب 92 ص19( الوسائل: ج?)1. 2 ح59 الباب 92 ص19( الوسائل: ج?)2

378

Page 379: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا قتل واحد جماعة(( إذا قتل واحــد جماعــة، كــان عليــه قتــل واحــد(:21)مسألة

وديات بعدد من قتل إال واحد، إذ ال يمكن تكرار القتل لــه، وال يطــلدم امرئ مسلم، فإذا قتل ثالثة كان عليه قتل وديتان وهكذا.

فإذا قتله الثالثــة معــا وزعت ديتــان بين أوليــاء الثالثــة، ألن كــلواحد استوفى ثلث حقه، فله ثلثا الدية، وثالثة ثلثين هي ديتان.

ــق وال فرق بين أن يبادر أحدهم أو االثنان منهم بقتله، إذ لكل ح القرعــة لكــل أمــركامل في قتله، وال إشكال في األمر حتى يقــال

فالالزم القرعة لمعرفة من يقتص.مشكل كما ليس المقام من قبيل حقهم في مال له بقدر أحدهم، حيث يوزع المال بينهم بالنسبة، إذ مقتضى إطالق نص القصاص حق لكل أحد منهم، وحيث ال يمكن الجمع كان البــد من الديــة لغــير أحــدهم، وحيث ال ترجيح كانوا متساويين في استيفاء الحــق معــا أو اســتيفاء

أحدهم. ولــو قيــل: فــالالزم تقــديم حــق األســبق ألنــه أحــق بســبقه، أو االشتراك في االستيفاء ألنــه مقتضــى الجمــع بين الحقــوق، رد بــأن السبق في قتل الجاني ألحدهم ال يستلزم كون الحــق لــه فقــط، إذ إطالق أدلة القصاص يمنعه، وعدم إمكان استيفاء الجميــع ال يــوجب االشتراك، إذ حيث لم يكن االستيفاء صار عليه قتــل وديتــان في مــا لو قتل ثالثة، وال دليــل على خصــوص االشــتراك، كمــا ال دليــل على خصوص أن يقتله أحدهم ويأخذ الدية اآلخران، وكذلك ال دليــل على أن يشترك اثنان ويأخذ الدية ويعطى الدية الثانية للشــخص الثــالث، وحيث ال دليــل على إحــدى الصــور كــان الكــل جــائزا، إلطالق أدلــة

القصاص والدية.وربما أورد على ما ذكرناه من أن عليه قتال وديتين بأمور: األول: ما ورد من أن الجاني ال يجني على أكثر من نفسه.

الثاني: إن الدية ال تثبت في قتــل العمــد إال صــلحا، والمفــروضأنه ال صلح في المقام.

الثــالث: ســكوت الروايــة عن الديــة، في مــا رواه ابن مســكان،عمن ذكره، عن

379

Page 380: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إذا قتــل الرجــل الــرجلين أوقــال: )عليــه الســالم( هللاأبي عبد ا .(1)أكثر من ذلك قتل بهم

وفي الكل ما ال يخفى، إذ ال يجني الجاني مجمل، يمكن أن يراد به قضية حقيقية، وهي أن الجاني ال يملك إال نفسه فجنايته ال تقابل بنفس أخرى، ولذا ذهب غير واحد في أنه لــو اســتوفى أحــدهم إمــا لسبقه أو بالقرعة أو لمبادرته، أن لغير المســتوفى الديــة، كمــا عنــد، ورآه في ــع من القواع ــاد، وموض ــل في اإلرش أبي علي والفاض

موضعين من اإليضاح، والمقداد واختاره المسالك وغيره. نعم المحكي عن الشـــيخين وبـــني حمـــزة وإدريس والـــبراج والسعيد والشـهيد، بـل عن المبسـوط والخالف اإلجمـاع عليـه، أنـه يسقط حق البــاقين باســتيفاء أحــدهم، ألن الــواجب القصــاص وقــد

فات محله. بضميمة مطلقات أدلة القصاص والديةال يطلوفيه: إن دليل

يرد هذا الوجه االعتباري، باإلضــافة إلى أنهم ال يلــتزمون بــه في مــا إذا فقــأ أعمى عين صــحيح، أو صــلم من ال أذن لــه أذن صــحيح، أوــال حيث ال جدع من ال أنف له أنف صحيح، أو ما أشبه ذلك، فهل يق عضو للجاني سقط القصــاص وال ديــة بحجــة أن الــواجب القصــاص

وقد فات محله. ويدل عليه ما سيأتي في مسألة من قطع فرج امــرأة، ومســألة من قطع يمين إنسان وال يد وال رجل له، أو قطع أيدي جماعــة على التعاقب، حيث دل النص والفتــوى على الديــة، وكــذلك ال يســتدلون بهذا الوجه االعتبارى لسقوط الحق في امرأة قطعت ذكر رجــل، أو

رجل قطع ثدي امرأة، إلى غير ذلك. ويرد على الثاني: أن ثبوت الدية بالصلح إنما هو في ما إذا كــان موضع القتل باقيا، ال فيما إذا فقد موضعه، ولذا أفتوا بالدية في من قتل وهرب ومــات وفي من خلصــه أوليــاء المقتــول، بــل تقــدم في

رواية الزهري أنه مع أنه كان قد قتل إنسانا عمدا، كما

. 1 ح15 الباب 34 ص19( الوسائل: ج?)1380

Page 381: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أمــره بإعطــاء أهلــه)عليــه الســالم( هو ظاهر نصــه، أن اإلمــام (1)الدية . (2)، بل يؤيده دليل الميسور أيضا

ويرد على الثالث: إن عدم تعــرض الروايــة ال يــدل على العــدم، وذلك مثل عدم تعرضها لسائر الشرائط والخصوصيات لقتل الرجل بالرجلين بأن ال يكون أبا، ويكــون مثلهمــا في اإلســالم والكفــر، إلى

غير ذلك. والحاصل: إنه من مفهوم اللقب الذي ليس بحجة.

وممــا تقــدم يعلم أن تــردد المحقــق في الشــرائع بين القــولين، كفتــوى الجــواهر حســب مــذهب الشــيخين وأتباعهمــا، غــير ظــاهر

الوجه.وإن استدل الثاني لما ذهب إليه بأمور:

أقواها: ال يجــني الجــاني، المعتضــد باألصــل، وإجمــاعي الخالف والمبسوط، قال: وعدم بطالن دم المسلم مع أنــه ال يقتضــي كونــه على تركة الجاني، ومعارض بالخبر المزبــور يمكن تنزيلـه على غــير

الفرض الذي عرض له البطالن بفوات المحل. إذ يرد عليه أن األصل ال مكان لــه مــع وجــود الــدليل، واإلجمــاع مقطوع العدم، ولو فرض التعارض بين الخبرين كان الجمع العرفي

بينهما بما تقدم في تفسير )ال يجني الجاني( ال ما ذكره. وكيف كان فإذا عفى بعض المســتحقين على مــال أو بدونــه، أو كان ال يقدر بعضهم على القصاص ألنه ولد أو ما أشبه، كان للباقين

القصاص، وال يضمن شيئا لفرض أن الجاني قتل وليهم. قــال:)عليــه الســالم( هللاوفي صحيح عبد الرحمان بن أبي عبد ا

سألته عن رجل قتل رجلين عمدا ولهما أولياء، فعفى أولياء أحدهما يقتله الذين لم يعفــوا، وإن أحبــوا أن يأخــذواوأبى اآلخرون، فقال:

. (3)الدية أخذوها

. 2 ح30 الباب 54 ص19( الوسائل: ج?)1. 205 ح58 ص4( الغوالي: ج?)2. 3 ح52 الباب 84 ص19( الوسائل: ج?)3

381

Page 382: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ثم إنه ال فرق في ما تقدم بين قتل الواحد الجماعة دفعــة، بــأنألقى عليهم جبال مثال، أو على التعاقب.

ولو قتل الجــاني الــذي قتــل جماعــة إنســان أجنــبي ليس بــولي ألحــدهم، كــان على ولي الجــاني أن يأخــذ من القاتــل للجــاني ديــة واحـدة، ويـرد على أوليــاء المقتــولين كـل واحــد ديــة، هــذا إذا قتلــه األجنبي بغير عمد، إما إذا قتله عمـدا كـان للـولي أن يقتلـه، إلطالقــاني، أدلة القصاص، ويرد على أولياء المقتولين دياتهم من تركة الج

وما ذكرناه هو الظاهر من كالم القواعد وشارحه األصبهاني. ولو قتل القاتل نفسه، أو مــات، أو قتلــه الحــد، أو قتلــه من لــه قتله كاللص المهاجم الذي يقتلــه صــاحب الــدار مثال، كــانت الــديات في تركته، من غير فرق بين أن يكون القاتل لــه بحــق، أحــد أوليــاء المقتولين أو ال، كما إذا كــان الــولي ســياف الحــاكم فقتلــه حــدا، أو صاحب الدار الــتي هجم عليهــا القاتــل فقتلــه دفاعــا، إذ هــذا القتــل الدفاعي أو الحدي ليس بقصاصه حتى تسقط الدية بسببه، كما هــو

واضح. ومما تقدم ظهر الكالم في ما لو قتل جماعة اثنين أو أكثر، كما يظهر الحكم فيما إذا كــان القاتــل قتــل رجلين، أو امــرأتين، أو رجال

وامرأة، إلى غير ذلك.

382

Page 383: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))التوكيل في استيفاء القصاص((ــل في(:ــ 22)مســألة ال إشــكال والخالف في صــحة التوكي

اســتيفاء القصــاص، وفي الجــواهر اإلجمــاع بقســميه عليــه، وذلــكــولين ال ــاء المقت ــالب أولي ــإن غ ــيرة، ف ــة وللس ــة الوكال إلطالق أدل

يتمكنون من استيفاء القصاص بأنفسهم، كما هو واضح.وهنا صور:

األولى: أن يوكله في استيفاء القصاص ثم يظهــر عــدم صــالحيةــل وهــو ال الموكل، لطفولة أو جنون أو ما أشبه، وقد استوفى الوكي يعلم عدم الصالحية، ويكون على الوكيل الدية، ألنه قتل بغــير حــق، وال قصاص، إذ أدلة قتــل العمــد ال تشــمل مثــل ذلــك لالنصــراف، أو باعتبار أنه محسن، أو ألن السبب أقــوى من المباشــر، وإذا لم يكن استوفى وعلمه ثم استوفى كان عليه القصاص، ألنه قتل عمد، وإذا

علم قبل االستيفاء حرم عليه القتل كما هو واضح. الثانية: إذا عزل الموكل الوكيل بعد استيفائه وقع عزله في غيرــل ــه قب ــو عزل ــة انتفى وال شــيء، ول موضــعه، ألن موضــوع الوكال استيفائه وعلم بالعزل لم يجز له االستيفاء، فإن استوفى كان عليــهــواهر، وإن لم يعلم ــا في الجـ ــكال كمـ ــاص بال خالف وال إشـ القصـــه بالعزل واستوفى، فإن قلنا بأن الوكيل ال يعزل بالعزل إذا لم يبلغــو العزل فال إشكال في أنه ال قصاص عليه وال دية، ألنه استوفى وه وكيل، وإن قلنــا بــاالنعزال بمجــرد العـزل فال قصــاص قطعــا، لعــدم تحقق موضوع القصاص، وهل عليــه الديــة ويرجــع بهــا إلى الموكــل الغار له، إذ ال يشترط في ضمان الغار قصده الغرر، كمــا حقــق في موضعه، لقاعدة )المغــرور يرجــع إلى من غــر(، أو ليس عليــه ديــة،ــل ألن السبب أقوى من المباشر، وال شيء على أحد، ألن القاتل قت أب زيد مثال، وزيــد بتســبيبه قتــل القاتــل، الظــاهر الثــاني، كمــا عن

مجمع البرهان، وإن كان األحوط األول. ثم إنــه إن علم الوكيــل بــالعزل ثم نســي واســتوفى كــان عليــهــو ــدا، ول ــل عم ــه ليس من القت ــاص، ألن ــه القص ــة، وليس علي الدي

النصراف عن مثله.ولو ادعى

383

Page 384: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

النسيان بما حصل لنا شبهة في صــدقه وكذبــه درئ عنــه الحــد، ألن القصاص نوع منــه، وكــذا لــو اختلــف الوكيــل والموكــل في أنــه

عزل أم ال، أو أنه هل علم الوكيل بعزله أم ال، بما أوجب الشبهة. الثالثة: لو عفى الموكل عن القصــاص، فــإن كــان بعــد اســتيفاءــه الوكيل فال حكم، كما في الجواهر، وإن كان قبل استيفائه وعلم ب الوكيل ثم استوفى كان عليه القصاص إذا لم ينس، وإن نسي كــان عليه الدية، لما تقدم في الصــورة الثانيــة، وإن كــان قبــل اســتيفائه ولم يعلم به الوكيل واستوفى، كــان حالــه حــال العــزل، وقــد تقــدم

الكالم فيه. الرابعة: إذا مات الموكل فإن كان بعد االستيفاء فال شــيء، وإن كان قبله وقــد علم بــه الوكيــل واســتوفى فعليــه القصــاص، وإن لم يعلم به فعليه الدية، وال يرجــع بهــا إلى تركــة الموكــل، ألنــه لم يكنغرور من أحد، إذ ال يصدق على الميت في المقام أنه غر، فتأمل.

وممــا تقــدم ظهــر حــال مــا إذا زعم أنــه وكيــل ولم يكن وكيال،واإلذن والجعل كالوكالة.

كما أن ولي الطفل إذا قتص فظهــر كــبر الطفــل، ظهــر حكمــههللابفروعه مما تقدم، وا العالم.

384

Page 385: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))ال يقتص من الحامل حتى تضع(( ال يقتص من الحامل حــتى تضــع حملهــا، ولــو(:ـ 23)مسألة

ــو تجدد حملها بعد الجناية، بل ولو كان ذلك فرارا عن القصــاص، ولكان الحمل عن زنا.

ذكر الحكمين األولين الشرائع، وأيــده الشــرحان، وفي الجــواهر بال خالف أجده، وفي كشف اللثام االتفاق عليه، وذلك ألنه جناية لم يجوزها الشارع، كما إذا كان إنسانان متالصــقان مثال فقتــل أحــدهما مما كان القصاص يوجب قتل اآلخـر أيضـا، ويؤيـده روايـات الحـدود كما تقدمت في كتابه، حيث ال يجرى الحد على الحامــل، وقــد علــل

فيها بأنه )إن كان سبيل عليها ال سبيل على ما في بطنها(. نعم لـو أمكن نقـل الحمـل بمــا ال يتضـرر بـه، كمـا يفعلـه العلم الحديث جاز، بل وجب إذا كان التأخير معرضا للتفويت، وكــذلك في

باب الحدود. هذا إذا تحقق الحمل، ولو شك فيــه وكــانت هي شــاكة أيضــا لم يجز القصاص، ألن مجرد االحتمــال كــاف إذا كــان عقالئيــا في مثــل

النفس. ومنه يعلم ما في الجواهر بأنه لم تكن األمــارات وال ادعتــه جـازــاوم القصاص، وإن كان الحمل محتمال لألصل وغيره، إذ األصل ال يق االحتياط، فكما ال يجوز أن يرمي ما يحتمل أن يكون إنســانا، كــذلك

في المقام. ولو ادعت هي الحمل وكانت بينة فال إشــكال، وكــذا إذا لم تكن بينة كمــا جـزم بــه العالمــة وولــده والشــهيدان والكـركي واألردبيلي وغيرهم، واحتاط بذلك الشرائع وجوبا، ألنها مصدقة، قــال ســبحانه:

هللاوال يحل لهن أن يكتمن مــا خلــق ا في أرحــامهن(1)ولغــير ذلــك ، مما ذكرناه في كتاب الطهارة وكتاب النكــاح، وألنهــا ذات اليــد علىــام من ــرج، وليس المق ــا خ ــة إال فيم ــد حج ــول ذي الي ــها وق نفس

المستثنى.ــا، ألن ومنه يظهر أن ما ينسب إلى القيل من عدم األخــذ بقوله هللافيه دفعا للولي عن السلطان الذي جعله ا له، وأن األصل يقتضي

عدم الحمل ال وجه له، وفي الجواهر

. 228( سورة البقرة: اآلية ?)1385

Page 386: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــرائع ــد والش ــوط والقواع ــريحا، ألن المبس ــا ص ــد مخالف لم أجاحتاطوا في المسألة، ال أنهم أفتوا بالجواز.

ولو قتل الحامل عمدا وكان الجنين مما يقتص لــه قتــل بــه، وإالفعليه الدية سواء كان جاهال أو كان الجنين ممن ال يقتص له.

نعم إذا كان عمدا فعليه التعزيــر كمــا عليــه التعزيــر في صــورةالشك.

ثم الظاهر عدم جواز قتلها إذا وضــعت، إذا كــان الطفــل يحتــاج إليهــا في الرضــاع، بحيث إنــه لوالهــا لكــان احتمــال الخطــر عليــه،

ويؤيده تأخير الحد كما تقدم في كتاب الحدود. ولو شك في احتياجه إليها أيضا أخر القصاص، الحتمــال الخطــر الدارئ للحد والذي منه القصاص، وإذا بادر إلى قتلهــا والحــال هــذه ومات الطفل، كان عليه القصاص بشروطه كما صرح به غير واحد،

إذ حاله حال ما إذا حبس إنسانا ومنعه من الطعام والشراب. قال في الجــواهر: ويحتمــل العــدم، لعــدم صــدق التســبيب إلى فعله على وجه يترتب عليه القصاص، ألنه كمن أكل طعام رجــل أو سلبه فتركه حتى مات جوعا أو بردا، لكن يمكن حصول الغــذاء لــه،

ألنه اتفق العدم. أقول: هذا االحتمال غير تام، ألنه قد يسلب الغذاء حيث ال غذاء ويعلم بذلك أو أنه يحتمله، وقد يسلبه بــدون العلم واالحتمــال، ففي األول ال شك في استناد المــوت إليــه، كمن حبســه في ســطح بــارد ومثله يقتـل أو يحتمـل أنـه يقتلـه احتمـاال عقالئيــا، حيث يسـند إليـه المــوت عرفــا، فيشــمله أدلــة القتــل، بخالف الثــاني، فإنــه حيث لم

يحتمل موته ينصرف الدليل عنه. وقد تقدم في كون القتل عمدا أن يكون الفعــل قــاتال، أو قصــد القتل بذلك، والفعل في المقام قاتل، إذ تــرك الطفــل بال لبن قاتــل

له. ومنه ينقدح أن احتمال جواز المبــادرة إلى القصــاص فضــال عن وجوبه ال وجه له، وعليه فالقصاص مرفوع إذا لم يقصــد بــذلك قتــل الطفل، وال كان مثله سببا، وال احتمل ذلــك لصــدق قتــل العمــد في

)صلى الله عليه وآلــه( المحتمل، ولذا قال النبي لمن غســل إنســانامريضا

386

Page 387: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

، مع وضوح أنه كان معرضا لموته، ال(1)هللاقتلوه قتلهم افمات: أنه كان مقطوعهم أنه يموت، حسب المســتفاد من ظــاهر الــدليل،

حيث إنهم لم يكونوا يغسلونه لو علموا موته. ثم إنه إذا وجدت للطفــل من يرضــعه من امــرأة، أو حيــوان، أوــان في وجد له طعام جازت المبادرة، بل وجبت في مثل الحد إذا ك تركه التفويت، ومع طلب الولي في القصاص، ولــذا قــال الشــرائع: )وهل يجب على الولي الصبر حــتى يســتقل الولــد باالغتــذاء، قيــل: نعم، دفعا لمشقة اختالف اللبن، والوجه تسلط الولي إن كان للولدما يعيش به غير لبن األم، والتأخير إن لم يكن ما يعيش به( انتهى. ومما تقــدم يظهــر أن المنــاط في المنــع عن القصــاص الخــوف على الولد، ومنه يظهر أنه ال خصوصية لألم في ذلك، فلو كان للولد مرضع غير األم إذا قتلت أحدا فقتلت قصاصا مات الولد ولو احتماال لم يجز القصاص، فلو اقتص والحــال هــذا كــان عليــه القصــاص مــع العلم بــذلك، وإال كــان عليــه الديــة، بــل الحكم كــذلك إذا قتــل من يعيشه ولو كان رجال لوحدة المالك، بــل هــو كــذلك في كــل أقســام الحدود، فالزانى المحصن إذا توقف عليه بقــاء إنســان، ألنــه يتكفــل بطعامــه ونحــوه بحيث إذا قتــل لم يكن لــذلك اإلنســان من يعيشــه

فيموت لم يجز قتله، وقد أشرنا إلى ذلك في كتاب الحدود.

))قصاص األطراف في الحامل(( ومما تقدم ظهر إنه ال يجــوز أن يقتص من الحامــل وغيرهــا في الطرف، وال يجوز جلدها في ما إذا استحقت الجلد حــذرا من موتهــاــذلك الجــواهر، بالسراية فيهلك ولدها الجنين أو الرضيع، كما أفتى ب ولو اقتص أو جلد والحال هذه، فـإن علم أو احتمــل احتمــاال عقالئيــا

كان عليه القصاص، وإال كان عليه الدية.

. 6 ح5 الباب 967 ص2( الوسائل: ج?)1387

Page 388: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))فروع(( ثم إنه لو قتلت المرأة قصاصا، فقد يفعل ذلك الولي بدون إذن الحاكم، وقد يفعله الحاكم ألنه ولي من ال ولي له، وقد يفعله الولي

بإذن الحاكم، أو بالعكس. ففي األولين يكون القصاص للمباشر إن كان عالمــا، والديــة إن

كان جاهال حسب القواعد العامة. وفي الثالث إن علما كان القصاص على األقوى منهمــا، لقاعــدةــا قوة السبب أو المباشر، وإن جهال لم يبعد ذلك في الدية أيضا، كم إذا زعم الحاكم أن زيدا مستحق القتل فــأمر جالده أن يقتلــه، حيث إن الجالد مباشر والحاكم غار أقــوى، فتكــون الديــة عليــه، ويحتمــل عليهــا، لعـدم أولويـة أحــدهما، وإن علم أحــدهما وجهـل اآلخــر كـان القصاص على العالم، إذ لــو كــان حاكمــا كــان غــارا للقاتــل فيكــون أقوى من المباشر، ولو كان قاتال لم يكن له ذلــك وإن أمــر الحــاكم فيكــون قتــل عمــد، وقــد ســبق الكالم في ذلــك في مســألة اآلمــر

والمباشر. ومنه يعلم أن كالم الجــواهر: في صــورة علمهمــا بــأن الضــمان

على القاتل مطلقا، غير ظاهر الوجه.ــاكم ألن ــمان على الح ــون الض ــالك بك ــال المس ــا أن احتم كم االجتهاد والنظر إليه والبحث واالحتياط عليه، وفعل الولي صادر عن رأيه واجتهاده، أو يكون الضمان عليهما بالسوية، ألن القاتل مباشــر

وأمر الحاكم كالمباشرة فيشتركان في الضمان، غير ظاهر الوجه. كما أن ما عن التحرير من كون الدية في بيت المال مع جهلهما

كذلك، ألن الجهل ال يوجب رفع الضمان.ــاكم ولو لم يعلم الحاكم وال الولي بالحمل فأمر بقتلها فعلم الح قبل أن تقتل فرجع عن اإلذن ولم يعلم الولي برجوعــه فقتــل، ففي المسالك بني ذلك على مــا إذا عفى الــولي عن القصــاص ولم يعلم

الوكيل كما تقدم الكالم فيه. أقول: الظاهر إنه كالجــاهلين، ال كمــا ذكــره الجــواهر من كونــه

على المباشر مطلقا. ولو كانت حــامال بــاثنين أو رضــيعا لهمــا فماتــا بقتلهــا كــان على القاتل قصاص وديــة، أو ديتــان، وقــد ســبق أن القاتــل الثــنين عليــه

قصاص ودية، وال مجال لقاعدة )ال يجني

388

Page 389: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الجاني أكثر من نفسه(. ولو اقتصت المرأة في الطــرف أو حــدت ثم حملت وأســقطت من جزاء القصاص أو الحد، لم يكن شيء على المقتص والحاد، لما

سبق من أن السراية غير مؤثرة. ولــو يســبب القصــاص من األم ذات الولــد الفطيم هــول الولــد وموته لم يحق القصاص، إذ ال فرق بين المقــام وبين الولــد الجــنين والرضيع لوحدة المالك، ويأتي الكالم الســابق هنــا في صــورة العلم

والجهل ومباشرة الولي وتسبيب الحاكم، إلى غير ذلك. ولو احتمل حملها ومع ذلك اقتص منها ولم يعلم بعد موتهــا هــل كانت حامال أم ال، فالظاهر عدم وجوب الفحص لألصل بل األصــول،

فتأمل. نعم لو ادعى وليها حملهــا وأنــه مــات بســبب ذلــك، كــان الالزم إجــراء مراســيم الــدعوى، وهــل يجــوز شــق بطنهــا لكشــف ذلــك، احتماالن، وإن كان ال يبعد العدم، ألنه مثلة وإهانة لها، وحرمتها ميتة

هللاكحرمتها حية فتأمل، وا العالم.

389

Page 390: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا قطع يد شخص ثم قتل شخصا(( لو قطع يد رجل ثم قتل آخر، لزم قطــع يــده(:ــ 24)مسألة

ــك إلطالق أوال ثم قتله، جمعا بين الحقين، كما ذكره غير واحــد، وذلاألدلة.

مثال زيد قطع يد عمرو ثم قتل بكرا، فإنه تقطع يــد زيــد أوال، ثم يقتل في مقابل قتله بكرا، وحينئذ فإن كــان بكــر مقطــوع اليــد، فال إشكال، ألن زيدا قتل بكرا المقطوع يده ويقتل زيــد بــه والحــال أن زيدا مقطوع اليد أيضا، إما إذا كان بكر صحيح اليــد، فقــد قتــل زيــد المقطوع يده إنسانا صحيح اليد، فال يكــون زيــد في قبالــه وبقــدره، فهل يأخذ ولي بكر دية اليد، باإلضافة إلى قتــل زيــد، ســيأتي الكالم

في ذلك في مسألة آتية، فيما لو قطع يد إنسان ثم قتله. وكــذا يكــون الحكم فيمــا لــو بــدأ الجــاني بالقتــل ثم القطــع، أو

فعلهما معا، لوحدة المالك في الجميع. فإن سبق ولي المقتول فقتله قبل قطع يده، فهل عليه ضمان،

ألنه استوفى أكثر من حقه، إذ ليس حقه في اليد. أم ال، كما في الجواهر، وإن تأمل فيه أخيرا ألنه اســتوفى حقــه

في قتل القاتل وإن أساء إن علم بأن الجاني مستحق بقطع يده.أم يفصل، كما يأتي من رواية ابن الحريش في المسألة اآلتية.

احتماالت، وسيأتى الكالم فيه. ولو سرى القطع في المجني عليه والحال هذه، فـإن كـان قبـل القصاص تساوى وليــه وولي المقتــول في اســتحقاق القتــل، وصــار الجاني كما لو قتلهما، ألنه قتلهما حقيقة إذا كان قطـع اليــد قــاتال أو

قصد الجاني به بذلك كان قتلهما عن عمد. أما إذا كان القطع غير قاتل وال قصده، كـان عليـه الديــة لـذلك،ــة والقصاص لقتله اإلنسان اآلخر، حسب القاعدة الســابقة في كيفي

تحقق قتل العمد. أما إذا كانت السراية بعد القصاص، بـأن قتـل ولي بكـر الجـاني يوم الجمعة، أما الذي قطع الجاني يده فقد مات يــوم الســبت مثال،

ففي استحقاق ولي المقطوع يده أقوال: ــه ــرائع، من أن ل ــاره الش ــوط واخت ــا حكي عن المبس األول: م نصف الدية في تركــة الجــاني، وذلــك ألن قطــع يــد الجــاني بمنزلــة

نصف الدية، فقد استوفى المجني

390

Page 391: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

عليه نصف ديته وهو حى، فإذا مات بالسراية كان له نصف آخر من الدية، ومنه يعلم أن الجاني لو كــان جــنى بقــدر ربــع ديتــه كــان

للولي ثالثة أرباع الدية وهكذا. ــة ال تثبت الثاني: إنه ال يجب له في تركة الجاني شيء، ألن الديــل في العمد إال صلحا، والفرض عدمه وقد فات محل القصــاص بقت

الجاني، واختاره الجواهر، وأيد ذلك باألصل وغيره. الثــالث: الرجــوع بالديــة أجمــع، ألن للنفس ديــة على انفرادهــا،ــر والذي استوفاه في العمد وقع قصاصا فال يتداخل، واختاره التحري

والمسالك، وعن كشف اللثام إنه المشهور. أقول: وهذا الثالث هو األوفق بالقواعد، ويؤيده أنه لــو لم يقتــل الجاني بمن قتله وكان حيا إلى أن مات مقطوع اليد بالسراية، وقــد قصد الجاني بقطع يده قتله، أو كــان الفعــل ممــا يقتــل غالبــا، حــقــال لولي مقطوع اليد أن يقتل الجاني، وإذا حق له قتله في هذا الح حق له أخذ الدية من تركته إذا وجد الجاني ميتا أو مقتوال قصاصا أو

مقتوال بحد. ولو قطع الجــاني يــدي إنســان فــاقتص منــه، ثم ســرت جارحــة المجني عليه ومات، جاز لوليه القصاص في النفس، إلطالق األدلة،ــه وإن كان لو ال االستيفاء بقطع يدي الجاني، كان الذي للمجني علي هو قتل الجــاني فقــط، ال قطــع يديــه ثم قتلــه، كمــا دل عليــه النص

والفتوى. ولو قطــع ذمي يــد مســلم، فــاقتص المســلم ثم ســرت جراحــة المسلم ومات، كان للولي قتل الذمي إلطالق أدلــة القصــاص، لكن الكالم في أنه هل يلزم على الولي إذا طالب بالديــة من الــذمي أن يرد عليـه ديـة يـد الـذمي، ألن الـذمي إذا قطـع يـد المسـلم فمـاتــد المسلم كان لوليه أن يقتل الذمي أو يأخذ منه الدية، فإذا قطــع ي الذمي كان له دية قطع يده كما عن المبسوط، وكذا قال أيضــا في

ما لو قطعت المرأة يد رجل

391

Page 392: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فاقتص ثم سرت جراحته، كــان للــولي القصــاص في النفس بال رد، ولو طالب بالدية كان له ثالثة أرباعها والربــع اآلخــر عــوض اليــد الــتي اســتوفاها، وكــذا قــال أيضــا في مــا لــو قطعت يديــه ورجليــه فاقتص منها ثم ســرت جراحاتــه، كــان لوليــه القصــاص في النفس، ولكن ليس له المطالبة بالديــة هنــا، ألنــه اســتوفى مــا يقــوم مقــام

الدية. وتردد المحقق في الشرائع في كل ذلــك، ألن للنفس ديــة على انفرادها أوجبتها السراية التي هي جناية أخرى، ومــا اســتوفاه وقــع

قصاصا عن جناية غيرها، فال يقوم مقام شيء منها فضال عنها. ــاني، قال في المسالك: )وتقريره إن العدوان قد حصل من الج فيثبت مقابلته بمثله أو بدله ما لم يمنع مــانع، أمــا حصــول العــدوان

فألنه حصل بسراية مضمونة وجرح المضمون مضمون. فمن اعتدى عليكموأما وجوب المقابلة بالمثل، فلقوله تعالى:

فقــد، والبدل لقوله تعــالى: (1)فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم، وثبوت كون الدية بدال عن النفس شرعا. (2)جعلنا لوليه سلطانا

وأما عــدم المــانع، فألنــه ليس إال اســتيفاء البعض، فــإن أقصــاه القصاص في اليدين والرجلين، وهو بالنسبة إلى النفس بعض وذلكــع قصاصــا عن الفعــل األول، ال عن ــانع، ألن المســتوفي وق غــير م

(3)السراية الحادثــة فال يكــون لــه تــأثير في إســقاط عــوض النفس(

انتهى. وأشكل في الفــرع األول بــأن الــذمي بقتلــه المســلم يــدفع هــو

وماله للمسلم، فإن شاء استرقه وإن شاء قتله. أقــول: وكالمــه تــام، لمــا دل عليــه النص والفتــوى، وقــد تقــدم تفصــيل الكالم في ذلــك، أمــا إشــكاله الثــاني على قــول المبســوط

حيث قال الشيخ: )لو طالب ولي

. 194( سورة البقرة: اآلية ?)1. 33( سورة اإلسراء: اآلية ?)2.260 ـ 259 ص15( مسالك األفهام: ج?)3

392

Page 393: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــذمي( المسلم من الذمي الدية كان له دية المسلم إال دية يد ال انتهى، بقوله: )بأن الدية ال تجب إال صلحا، فقد يزيد وقد ينقص وقد يساوي، فقول الشيخ مما ظاهره تســلط الــولي على الجــاني قهــراــير ظــاهر، إذ بأخذ الدية إال دية اليد غير تام( انتهى نقال بالمعنى، فغ كالم الشــيخ في مــا إذا أراد الديــة العادلــة بــدون الصــلح، فهــو كاإلشكال في أن دية العمد ألف دينار، إذ المراد أن الديــة المقــررة

أوال وبالذات ال ما إذا صولح عليها. وأما إشكاله الثالث بقوله: )يتوقف أيضا في القصــاص من غــير رد شيء بان أن ما استوفاه من قطع اليد قــد وقــع في غــير محلــه باعتبــار الســراية المقتضــية، لــدخول قصــاص الطــرف في النفس، وكذا الدية فالبد مع إرادته القصاص أن يرد دية اليد التي قد بان أنــام، كعــدم استيافها كان في غير محله(، فيرد عليه أن إطالقه غير ت تمام إطالق القصاص من غير رد شيء، إذ قد تكون السراية توجب استقالال في القصاص والدية، وقــد ال تــوجب ذلــك، لمــا ســيأتي في كتاب الديات من أنه لو ضرب على رأســه فــذهب عقلــه انتظــر بــه سنة، فإن مات فيها قيد به، وإن بقي ولم يرجع عقلــه ففيــه الديــة، حيث نذكر هناك أنه فرق بين جنايتين وبين جناية واحدة، فإن كــانت

جنايتين سببتا قطع اليد والموت لم يكن اإلشكال في مورد. نعم ظــاهر الكالم الجنايــة الواحــدة، فيتم كالم الجــواهر، ويــدل عليه ما في الديات، كما يكون مؤيدا في القصاص جملة من الديات

التي تأتي في المسألة اآلتية من كتاب الديات، فراجع.

393

Page 394: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا هلك قاتل العمد قبل القصاص(( إذا هلك قاتل العمــد بــالموت الطــبيعي أو بــأن(:ـ 25)مسألة

قتلــه غــير الــولي قصاصــا أو حــدا أو اعتباطــا ســقط القصــاص بال إشكال، بل هو من الواضحات النتفاء الموضوع، لكن الظــاهر لــزومــه ــل: إن الدية في تركته، كما عن القواعد واإلرشاد والتبصرة، بل قي خيرة الخالف في أول كالمــه، بــل ال يبعــد أن يريــد المشــهور ذلــك، حيث عنونوا المسألة بأنه إذا هرب ولم يقدر عليه حتى مات أخــذت من مالــه، إذ المنــاط موجــود في غــير الهــرب أيضــا، بــل العــرف ال

يفرق بينهما. فقد ذكــر ذلــك أبــو علي والمرتضــى والشــيخ في النهايــة، وابن زهرة والقاضي والتقي والطبرسى وابن حمــزة والكيــدري وغــيرهمــثر ــبته إلى أك ــرام والتنقيح نس ــة الم ــل عن غاي ــا حكي عنهم، ب كم

األصحاب تارة، وإليهم أخرى، وعن الغنية اإلجماع عليه. ويؤيد ما ذكرناه من عدم فرقهم بين هروب القاتل وعدمــه، أن المسالك بعــد أن ذكــر عنــوان الشــرايع )إذا هلــك قاتــل العمــد( إلخ

نسب إلى األكثر أنه يقع للقود بدل. وقد خالف في لزوم الدية آخرون، كالشــيخ في آخــر كالمــه فيــراد ــة الم ــف وغاي ــاهر المختل ــركي وظ الخالف، وابن إدريس والك

ومجمع البرهان وغيرهم. ال يطــل دم امــرئ )عليــه الســالم(:ويــدل على المختــار قولــه

، وما دل على الدية في كل مكان تعذر فيه القصاص. (1)مسلمــافي ــة في الكـ ــير المرويـ ــة أبي بصـ ــل موثقـ (3) والفقيه(2)ومثـ

)عليــه الســالم(هللا بتفاوت يسير، قال: ســألت أبــا عبــد ا (4)والتهذيب عن رجل قتل رجال متعمدا ثم هــرب القاتــل فلم يقــدر عليــه، قــال:

،إن كان له مال أخذت الدية من ماله، وإال فمن األقــرب فــاألقرب . فإن لم يكن له قرابة أداه اإلمام، فإنه ال يبطل دم امرئ مسلم

. 160 ح56 ص1( تفسير العياشي: ج?)1. 3 ح365 ص7( الكافي: ج?)2. 1 ح69 الباب 124 ص4( الفقيه: ج?)3. 11 ح170 ص10( التهذيب: ج?)4

394

Page 395: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ثم للــوالي بعــدقال الكليني )رحمه اللــه(: وفي روايــة أخــرى: . (1)أدبه وحبسه

ــر ــر، عن أبي جعفـ ــهوعن أحمـــد بن محمـــد بن أبي نصـ )عليـ في رجل قتل رجال عمدا ثم فر فلم يقدر عليه حتى مــات، ،السالم(

. (2)إن كان له مال أخذ منه، وإال أخذ من األقرب فاألقربقال: عن رجل قتل)عليه السالم(ويؤيده صحيح حريز، سئل الصادق

ــوم رجال عمدا، فرفع إلى الوالي فدفعه إلى أولياء المقتول فوثب ق أرى أن يحبس الــذين :)عليــه الســالم(فخلصوه من أيديهم، فقــال

، قيل: فــإن مــاتخلصوا القاتل من أيدي األولياء حتى يأتوا بالقاتلفإن مات فعليهم الدية )عليه السالم(:القاتل وهم في سجن، قال

(3)ــالح في ، فكون الدية عليهم يؤيد بدليته عن القصاص بدون التصما ال يتمكن الولي من القصاص.

استدل من قال بسقوط الدية باإلجماع الذي ادعــاه المبســوط، حيث قال: إنه الذي يقتضيه مذهبنا، وباألصل، وبــأن الديــة في قتــل العمد بالتراضي على المختار، فإذا لم يكن تراض لم تكن دية، وبأنــراءتهم من إعطــاء شــيء من ــوارث ومقتضــى األصــل ب التركــة لل

أموالهم للولي. كمــا أنهم ردوا أدلــة القــول األول، بــأن )ال يطــل( ال يالزم كــون الدية في التركة، إذ لعلها على بيت المال، وبــأن مـا دل على وجـود الدية في كل مكان تعذر فيه القصاص، كمن قطــع يــد رجــل وال يــد له، استقراء ناقص أشبه بالقياس، والروايات ال داللة فيها، ألنهــا في الهروب، فإن القاتل بهربه أخل بدفع الواجب عليه حتى تعذر فكأنــه باشر التفويت فوجب عليــه عوضــه، بخالف كــل مكــان مــات بــدون

الهروب كما هو محل الكالم، والصحيح ال ربط له بالمقام.وفي الكل ما ال يخفى،

. 3 ح365 ص7( الكافي: ج?)1. 12 ح170 ص10( التهذيب: ج?)2. 1 ح16 الباب 34 ص19( الوسائل: ج?)3

395

Page 396: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إذ لم يدع الشيخ اإلجماع، حيث إن العبارة المنقولة عنه ال ربط لها باإلجماع، وابن ادريس وإن ادعاه لكنــه ممنــوع صــغرى وكــبرى، واألصل ال يقــاوم الــدليل، وكــون الديــة بالتراضــي في مــا إذا أمكن التراضي ال ينافي وجودها في ما إذا لم يمكن، وكون التركة للوارثــه، و)ال يطــل( وإن ال كلية له بعد ورود الدليل في المقام على خالف كان أعم من نفسه، إال أنه ال وجه لكونها على بيت المال بعد وجــود المال للجاني، كما يشهد به تتبع موارد كونها على بيت المال، وأنهــا في ما إذا لم تكن تركة معلومــة، واالســتقراء وإن كــان ناقصــا لكن فهم العرف عدم الفرق كشف لكبرى كلية تشمل كل أفراد أمثاله،ــد وقد تقدم أن العرف يرى أن الهرب ال خصوصية له، والصحيح يؤي

أنه إذا لم يكن القصاص انتقل إلى الدية فيفهم منه المقام أيضا. وبهــذا تــبين أن مــا ذكــره ابن إدريس في رد الشــيخ بــأن قــول الشيخ غير واضح، ألنه خالف اإلجماع وظاهر الكتــاب والمتــواتر من األخبــار وأصــول المــذهب، وهــو أن مــوجب قتــل العمــد القــود دون الديــة، فــإذا فــات محلــه وهــو الرقبــة ســقط ال إلى بــدل، إلى آخــر

كالمه، ممنوع.ــدم، ــا تق ــار مخصــص بم ــاب واألخب ــه من الكت ــا اســتدل ب إذ م واإلجماع قد عرفت منعــه، وال أصــول للمــذهب بعــد ذلــك يمكن أن

يستند إليه في مدعاه. والظاهر أنــه إذا لم يكن لــه مــال فعلى األقــرب، كمــا دل عليــهــل ــام مث ــة، فالمق ــاع الغني ــد إجم ــل في معق ــد، وداخ النص المعتم

هللالعاقلة، حيث إن من له غنم اإلرث عليه غرم الدية، وا العالم.

396

Page 397: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))فروع في السراية(( لو اقتص من قاطع اليد مثال، ثم مــات المجــني(:ـ 26)مسألة

عليه بالسراية ثم الجاني، فهل يقع القصــاص بالســراية من الجــاني موقعه، كما عن الشيخين والفاضلين والشهيدين، وفي المسالك إنه

الواضح. وكذا لو قطع يد إنسان ثم قتله، ثم قطــع الــولي يــد الجــاني ثم

سرت إلى نفسه فمات، كما عنهم أيضا. أم أن السراية على الجاني هــدر، ولــذا لــو مــات وبقي المجــني عليه لم يكن له شــيء إجماعــا، فال تقــوم مقــام النفس المضــمونة

بالجناية وسرايتها، كما احتمله الجواهر.ــان فال احتماالن، وإن كان األقرب األول، ألنه وقع قطعــان وموتــك، وكــون الســراية على الجــاني هــدرا إذا لم يمت شــيء بعــد ذل المقتص ال يلزم الهدرية إذا مات، ألن الجاني إذا مــات قوبــل عرفــا بموت المجني عليــه فال شــيء وراء ذلــك، ولــذا قــال في الجــواهر: )وقد يجاب بأن السراية وإن لم تكن مضـمونة إال إنـه يسـند الفعـل

بسببها إلى المقتص فيصدق عليه أنه قتله بعد جنايته( انتهى. ولو انعكست المسألة بأن قتل إنسان بضــرب شــديد بحيث إنــه بعد الموت بترت يده، أو سمه بأن ســرى الســم فبــتر يــده بعــد أن مات، فال إشكال في عدم حقين على الجاني من قطع اليد والقتل، أو من ديتين إذا لم يكن عمدا، بــل عليــه قتــل واحــد أو ديــة واحــدة للنفس، للتداخل الذي دل عليه ما ورد في من جرح إنســانا فمــات،

كما سيأتي في كتاب الديات. ثم إنه على االحتمال الثاني، هل يكون على تركة الجاني نصــف الدية، ألن المجني عليه قد استوفى مــا يقــوم مقــام النصــف اآلخــرــة على ــة الكامل ــه بالنســبة، أو الدي ــد، وكــذا في أمثال ــال الي في مث المشهور، فإنه ال ضمان للنفس إال دية مستقلة، كمــا عن القواعــد، أو ال يكون له شــيء لفــوات محــل القصــاص، احتمــاالت، قــد تقــدم الكالم في مثلها، وقد سبق أن األوسـط أوسـط، إال أن ظــاهر بعض األدلة األول، حيث يتداخل األمران، كما في من جرح إنسانا فمــات، حيث ليس على الجارح إال دية النفس، نعم يتصور التعدد في مــا إذا

قطع يده فسرى فعمى عينه مثال، حيث للمجني عليه القصاص

397

Page 398: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فيهما أو أخذ الدية لهما ألصل وجود الديــة والقصــاص، فيشــملهاإلطالقات، وال دليل على التداخل هنا حتى يخصص اإلطالقات.

هذا كله فيما إذا مــات المجــني عليــه ثم مــات الجــاني، أمــا لــو سرى القطع إلى الجــاني أوال ثم ســرى القطــع إلى المجــني عليــه، فــالمحكي عن الشــيخ والفاضــلين والشــهيدين أنــه لم تقــع ســراية الجاني قصاصا، ألنها حاصلة قبل سراية المجني عليه، والقصــاص ال يكون سلفا، فسراية الجاني هدر وســراية المجــني عليــه مضــمون، ولكن ال يبعد أن يكون المقام مثل موت الجاني بالسراية بعد مــوت المجني عليه بالسراية، ألنه جرح مماثل فال يزيد حكم أحــدهما على اآلخر، فكالهما قطع يد اآلخر، وكالهما مات بسبب ذلك، ســواء ماتــا معا، أو مات أحدهما قبل اآلخر، ويصدق عرفــا أنــه اعتــدى المجــني عليه على الجاني بمثل ما اعتدى الجــاني على المجــني عليــه، فــإن

العملين متماثالن في المهية.ــا وإشكال الجواهر )بأن تماثلهما في المهية ال يمنع من تخالفهم في بعض العوارض إذا حصل مقتضيه وهو هنا موجــود، فــإن الجــرح األول ســبب إلزهــاق نفس معصــومة فيجب ضــمانها، وليس اآلخــر بإزاء النفس، بل بإزاء الطرف وسرايته غير مضمونة فتبقى النفس

بغير عوض( انتهى. فيه: بــأن نفس الجــاني ليس بــإزاء الطــرف، بــل الشــارع حكمــه بهدرها، وإنما بإزاء الطرف هو الطرف، ولذا ال يجوز للمجــني علي قتل الجــاني الــذي قطــع يــده، والهــدر إنمــا كــان إذا لم يكن بإزائــه شيء، وإال فلو قطع المجــني عليــه يــد الجــاني ثم قتلــه كــان عليــه القصــاص، وإنمــا حكم الشــارع بالهــدر في الســراية ألهميــة تحكيم القصــاص الــذي بــه يــؤمن االجتمــاع على حفــظ نفس الجــاني ولمــا في يوجب على المجني عليه الدية في السراية، ألنه أخذ حقه، أم المقام فقد أتلـف كـل واحـد منهمـا اآلخــر، فلمــا ذا يكــون حــق من

أحدهما على اآلخر فآية االعتداء تشمله ولو بالمناط. نعم لو قطع الجاني يد المجني عليه ثم اقتص منه المجني عليه

وسرى في

398

Page 399: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

المجني عليه ومات، ومات الجاني ال بالسراية بل حتــف أنفــه، أو قتله إنسان حدا أو اعتداء كــان لــولي المجــني عليــه طلب الديــة من تركته، ألن مقابل نفس المجني عليه لم يقــع شــيء، ولــذا قــال في محكي كشف اللثام: إنه لو مات الجاني ال بالســراية فلم يقتصــة منه في النفس مع استحقاقه عليه يؤخذ الدية من تركته، كل الدي على المشهور، ونصفها على مــا تقــدم من المبســوط الســتيفاء مــا

يقوم مقام النصف. ثم إنه لو شك في أن الجاني أو المجني عليه مات بالســراية أم حتف أنفــه، كــان األصــل عــدم الضــمان، ولــو كــان موتهمــا بــأمرين

أحدهما السراية كان كما لو اشترك في قتلهما. ومما تقدم يعرف حــال مــا إذا جرحــه فســرى، أو قطــع إصــبعه فسرى، إلى غير ذلــك، حيث إنــه لــو مــات كــان المــأخوذ من تركــة الجــاني على قــول المبســوط التفــاوت بين قيمــة الجراحــة وقيمــة

النفس.ــه ومما تقدم ظهر حال ما إذا كان أحد من الجاني والمجني علي امــرأة، أو ذميــا، أو أبـا ممـا يختلـف الديــة أو القصــاص بين الجــاني

والمجني عليه.

399

Page 400: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))لو عفى عن قطع يده ثم قتله الجاني(( لـو قطــع يـد إنسـان فعفى المقطـوع يـده عن(:ـ 27)مسألة

الجاني ثم قتله القاطع، فللولي القصــاص في النفس، لعمــوم أدلــةــذا القصاص، لكن بعد رد دية اليد، ألنه ال يقابل الكامل بالناقص، وه

هو المشهور. واليد في كلماتهم من بــاب المثــال، وإال فلــو قلــع عينــه أو غــير

ذلك كان كذلك. ويدل على الحكم باإلضافة إلى أنه مقتضى القاعدة في الجملةــورة، ــحيحة إلى س ــورة بن كليب، وهي ص ــة س ــرفت، رواي ــا ع كم ويظهر من رواية حسن بن محبوب الــذي هــو من أصــحاب اإلجمــاع عن هشام بن سالم عنه حسن حاله كما في الجواهر، فهي حســنة،

قــال: ســئل عن ،)عليه الســالم(هللاكما في المسالك، عن أبي عبد ا إن كــانترجل قتل رجال عمدا وكان المقتول أقطع اليدين، فقــال:

قطعت في جناية جناها على نفسه، أو كان قطع يده وأخذ دية يــده من الذي قطعها فأراد أولياؤه أن يقتلوا قاتله أدوا إلى أوليــاء قاتلــه دية يده التي قيد منهــا ويقتلــوه، وإن شــاؤوا طرحــوا عنــه ديــة يــده

وإن كــان يــده قطعت من غــير جنايــة جناهــا، قال: وأخذوا الباقي على نفسه وال أخذ لها دية قتلوا قاتلــه وال يغــرم شــيئا، وإن شــاؤوا

.(1)أخذوا دية كاملة، هكذا وجدنا في كتاب علي )عليه السالم( وجه الداللة أن العفو مثل أخــذ الديــة عرفــا، فــإذا وجب رد ديــة اليد على القاتل في ما إذا أخذ المقتول دية يده، وجب رد ديــة اليــد على القاتــل في مــا إذا عفى المقتــول عن ديــة يــده أيضــا، وقولــه

)في جناية جناها على نفســه( يشــمل كــون الجنايــة :)عليه السالم(قصاصا أو حدا كما في المحارب.

ويؤيده بل يدل عليه بضميمة وحدة المالك، المرسل: في رجــل شج رجال فوضحه ثم طلبها منه فوهبهــا لــه ثم انتفصــت بــه فقتلــه،

هـو ضـامن للديـة إال قيمـة الموضـحة، ألنـه )عليـه السـالم(:فقال . (2)وهبها ولم يهب النفس

ــن بن ــه(، عن الحس ــا الل ــيخ )رحمهم ــني والش ــا رواه الكلي وم العباس بن الحريش، عن أبي جعفــر الثــاني )عليــه الســالم(، قــال:

يــا بنهللاقــال أبــو جعفــر األول )عليــه الســالم( لعبــد ا بن عبــاس: عباس، أنشدك

. 1 ح50 الباب 182 ص19( انظر الوسائل: ج?)1. 1 من ديات الشجاج ح7 الباب 297 ص19( الوسائل: ج?)2

400

Page 401: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

، هل في حكم ا اختالف هللا فمــا تقــول، قال: فقال: ال، قــال: هللا في رجل قطع رجــل أصــابعه بالســيف حــتى ســقطت فــذهب وأتىرجل آخر فأطار كف يده فأتي به إليك وأنت قاض كيــف أنت صــانع

قال: أقول لهذا القاطع أعطــه ديــة كفــه، وأقــول لهــذا المقطــوع ، )عليه الســالم(صالحه على ما شئت وابعث إليهما ذوي عدل، فقال

هللاقد جاء االختالف في حكم ا ونقضت القــول األول، أبى ا أنله: هللا يحدث في خلقه شيئا من الحدود، وليس تفسيره في األرض، اقطع

. (1)هللايد قاطع الكف أصال ثم أعطه دية األصابع، هذا حكم ا أقول: ال إشكال في أن القاطع يجب أن يعطي المقطوع الدية، ولكن في كمية الدية، قال ابن عباس تارة بالمصالحة وتارة بتقــدير

ذي العدل وهو اختالف. وكيف كان فصور المسألة أربعة:

األولى: أن يقطـــع شـــخص يـــد شـــخص ثم يقتلـــه، وقـــد عفىــل ــول أن يقت المقتول عن القاتل في قطع يده، فإذا أراد ولي المقتالقاتل رد عليه دية اليد، ألن الجاني قتل من ال يد له لمكان العفو.

الثانية: أن يقتل القاتل إنسانا ال يد لــه، وقــد كــانت قطعت يــده وأخذ ديتها، وهي كالصورة السابقة، حيث إن القاتــل قتــل إنســانا ال

يد له لمكان أخذه دية يده. الثالثة: أن يقتل القاتل إنسانا ال يد لــه، وقــد كــانت قطعت يــده في جنايــة جناهــا على نفســه، كــان قطــع يــد إنســان فقطعت يــده قصاصــا، أو قطعت ألجــل كونــه محاربــا مثال، وهي كالســابقين، ألن القاتل قتل من ال يد له، فإذا قتل به يسـتحق قيمــة اليــد، ألنــه قتــل

ناقص اليد، واقتص منه وهو كامل اليد. الرابعة: أن يقتل القاتل من ال يــد لــه، لكن كــان عــدم اليــد إمــا

خلقة، أو ألنها

. 1 من قصاص الطرف ح10 الباب 129 ص19( الوسائل: ج?)1401

Page 402: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

قطعت في حادث سقوط أو مــا أشــبه، وهنــا إذا قتلــوا قاتلــه ال يردون على القاتل دية يده، وكان ذلك ألن المقتــول مثــل المقتــول الذي له يد حيث لم يستوف بدل يده، وهذا وإن كان خالف القاعدة

إال أن الشارع قرره والمشهور قالوا به. ثم إنه إن أخذ من القاتل الدية كان الالزم عليــه الديــة باســتثناء دية اليد في الموارد الثالثة األول، والدية الكاملة في المورد األخير، إذ الدية بدل القصاص، فكلما كان في القصــاص رد كــان في الديــة

نقص، وكلما لم يكن في القصاص رد كانت الدية كاملة. هذا ولكن البد من تخصيص حكم الصــور الثالث األول بقطــع يــد واحدة وما أشبه كعين واحدة ورجل واحدة وأذن واحدة، وهكــذا في غيرهــا وفي الجــراح، أمــا في غيرهــا ممــا يكــون النقص مســتوعبا لمقدار الدية فالالزم العمل بالقاعدة األولية وهي قتل القاتل مع ردــد أن عفى دية في الجملة إليه، فإذا قطع زيد يدي عمرو ثم قتله بع عمرو عنه قتله ولي المقتول، ولم يرد عليه كل الديــة، كمــا أنــه إذا كــان قتــل القاتــل لمقطــوع اليــدين بعــد عفــوه عنــه ممــا ال يــوجبــرء القصاص أخذ ولي المقتول دية في الجملة منه، وإال طل دم الم

المسلم. أمــا مقــدار الديــة المــردودة إلى ولي القاتــل في مــا إذا قتلــوا القاتل، ومقدار الدية المأخوذة من القاتل إذا لم يكن قتله لمقطوع اليدين عمدا، فذلك يجب أن يكون بالتصالح، إذ الدية موجودة قطعا

وكميتها مجهولة فالمرجع التصالح. نعم ال إشكال في أنه ال يكون الصلح على األكثر من النصف، إذ

قدر النصف أسقطه الشارع، حسب الرواية المتقدمة. ومما تقدم ظهر اإلشكال في إشكال القواعد في الحكم األول،ــع أي رد دية اليد لو قتل القاتل من قطع يده أوال بعد عفوه عن قط يده، وعلله الجواهر باحتمال أن وجـه إشـكاله أن القتـل بعـد العفـو عن القطــع كالقتــل بعــد انــدمال الجــرح، فللــولي كمــال الديــة، أو

القصاص بال رد، وفيه: إنه ال وجه لهذا التشبيه، لوضوح الفرق

402

Page 403: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــوع بين اندمال الجرح حيث ال نقص، وبين المقام حيث إن مقطاليد ناقص.

ــة أو ــام كمــال الدي ــة كشــف اللث كمــا ظهــر اإلشــكال في تقوي القصاص، وإن كان ربما يوجه بــإطالق أدلــة القصــاص بعــد أن كــان قتل نفسـا، وال مدخليــة للنقص والكمـال الجسـدي، كمـا ال مدخليـةــه عــالم، للنقص والكمال النفسي، فكما أنه إذا قتل الكامل حيث إن

الناقص حيث إنه جاهل، اقتص منه من غير رد، كذلك المقام. وفيه: إنه ال وجه لذلك بعد تساوي القانون بالنسبة إلى الجميــع، وإن كان أحدهما صغيرا أو رضيعا أو مجنونا أو غيرهم، وكــان اآلخــرــو لم يوضــع القــانون متســاويا، كــان الالزم ألــف بخالف ذلــك، إذ ل فارق، ومع ذلك كان محل االضطراب مما يســقط القــانون ويجعلــهــديا، محل التالعب كما هو واضح، وهذا بخالف الناقص والكامل جس

حيث له ضوابط معلومة كما ال يخفى.ــرق بين ــوط، حيث ف ــيل المبس ــكال في تفص ــر اإلش ــا ظه كم القصاص والدية، فإذا كان قصــاص اقتص منــه بال رد، بخالف مــا إذا كان دية فهي ناقصة يرد على القاتل بقــدر نقصــه، وقــد نســب هــذاــر ــاني، وعن الفخ ــه استحس ــه بوج ــذهبنا، وأتى ل ــيل إلى م التفصــة المــراد والمســالك، لكن قــال ــه، وحكــاه احتمــاال في غاي موافقت الجواهر: )ظــني أنــه للعامــة الــذين هم محــل هــذه الخرافــات، وإالــاب والســنة فأصحابنا أجل من ذلك، ألنه واضح الفساد مخالف للكت

واإلجماع( انتهى. ثم إنه إذا قطع الجاني يد إنســان فقــال لــه المجــني عليــه: قــدــات ــة، ثم م ــذه الجناي ــترتب على ه ــا ي ــل م ــك وعن ك ــوت عن عف بالسراية، لم يكن لوليه القصاص وال الدية، ألنــه كــان أحــق بنفســه

وقد عفا، وكذا إذا ضربه بالرصاص مثال وعفا عنه وهو بعد حي. ــه يعلم حــال مــا إذا عفــا عن الســراية دون النفس، فقــدر ومن

عفوه يسقط من الدية، أو يرد على ولي القاتل إن اقتص منه. ثم بالنسبة إلى المسألة الثانية وهي ما لو قطع كفا بغير أصــابع

قطعت كفه، فقد تقدمت فيه الرواية السابقة. قال الجواهر: قد عمل بها الشـيخ والمصـنف وغيرهمـا، بـل عن

المبسوط إنه

403

Page 404: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

رواه أصحابنا، بل في غاية المراد والمسالك عمل بها األكثر، بل عن الخالف والمبسوط اإلجمــاع على من قطــع ذراع رجــل بال كــف كان للمجني عليه القصاص ورد دية، بــل عن الخالف منهمــا نســبته إلى أخبار الفرقة أيضا، بل عن الغنية اإلجماع على أنه إذا كــانت يــد المقطوع ناقصة األصابع أن له قطع يد الجاني ورد الفاضل، ثم ذكرــرك ــذ األرش وت ــة بأخ ــه الحكوم ــل في ــه جع خالف ابن إدريس وأن

القصاص. أقــول: مقتضــى القاعــدة أن يــأتى هنــا الصــور األربــع للمســألة السابقة الــتي هي صــور قطــع اليــد ثم قتــل المجــني عليــه، وعــدم الفـرق بين قطـع اإلصـبع ثم قطـع الكــف، أو قطـع الكــف ثم قطـع

الذراع، أو قطع القدم ثم قطع الساق، إلى غير ذلك. كما يأتي هنا مسألة ما لــو كــان األقــل مســتوعبا لقيمــة األكــثر،

هللابدون زيادة أو مع زيادة، وا سبحانه العالم.

404

Page 405: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))لو ضربه في القصاص ولم يمت(((:ـ 28)مسألة لو ضرب ولي الدم الجاني قصاصا وتركــه ظنــا

منه أن الضرب قتلــه وكــان بــه رمــق فعــالج نفســه وبــرئ، لم يكنــتند للولي القصاص في النفس حتى يقتص منه بالجراحة أوال، ومســو من ــان، وه ــان بن عثم ــة، عن أب ــا رواه المحمــدون الثالث ــك م ذل أصــحاب اإلجمــاع، عمن أخــبره، عن أحــدهما )عليهمــا الســالم( إنــه

أتي عمر بن الخطاب برجل قتل أخا رجل، فدفعه إليه وأمرهقال: بقتله، فضربه الرجل حتى رأى أنه قتله، فحمل إلى منزلــه فوجــدواــه: به رمقا فعالجوه حتى برئ، فلما خرج أخذه أخو المقتول وقال ل أنت قاتل أخي ولي أن أقتلك، فقال له: قد قتلتني مرة، فانطلق به هللاإلى عمر فأمر بقتله، فخرج وهو يقول: أيهــا النــاس قــد وا قتلــني

فــأخبروه خــبره،)عليــه الســالم(مرة، فمروا به إلى أمير المؤمنين ــال: ليس فقال: ال تعجل عليه حتى أخرج إليك، فدخل على عمر فق

ــال:)عليه الســالم(الحكم فيه هكذا، فقال: ما هو يا أبا الحسن ، فق يقتص هذا من أخ المقتول األول ما صنع به ثم يقتلــه بأخيــه، فنظــر

. (1)أنه إن اقتص منه أتى على نفسه، فعفى عنه وتتاركا وهذه الرواية حجة لرواية الكافي والفقيه لها، وقد ذكرا أنهما ال، ومثله يجعل الرواية حجة كما هللايذكران إال ما هو حجة بينهما وبين ا ذكرناه غير مرة، وقد عمل بها الشيخ وأتباعه، بل الغالب عملوا بهــا حتى مثــل ابن إدريس الــذي ال يعمــل إال بالمقطوعــات، بــل الفقيــه رواهــا بســند صــحيح إلى أبــان، وفي الجــواهر دعــوى اإلجمــاع على

العمل به في الجملة. لكن المحقق وبعض من تبعــه رفضــوا العمــل بهــا لضــعف أبــانــا ال يخفى، إذ لم يعلم ــا مـ ــند، وفيهمـ ــال السـ ــية، وإلرسـ بالناووسـ ناووسية أبان، بل عن األردبيلي أن الموجود في نسخة الكشي التي عنــده كــان أبــان من القادســية، أي القريــة المعروفــة في العــراق، باإلضافة إلى ذكر بعض حسن حــال أبــان، وأنــه على تقــدير ضــعفه عقيدة حجة شرعا، حاله حال سائر الثقات المنحــرفين عقيــدة، إمــا

إرسال السند فقد

. 1 من القصاص ح61 الباب 94 ص19( الوسائل: ج?)1405

Page 406: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

عرفت أنه من أصحاب اإلجمــاع، باإلضــافة إلى شــهرة القــدماءبالعمل بروايته، ورواية المحمدين له.

ثم إن المحقق لما لم يعمل بالرواية قال في الشرائع: واألقرب أنه إن ضرب الولي بما ليس له االقتصاص به اقتص منــه، وإال كــانــالحه له قتله، كما لو ظن أنه أبان عنقه ثم تبين خالف ظنه بعد انص

فهذا له قتل وال يقتص من الولي، ألنه فعل سائغ.ــة على والظاهر من المسالك موافقته قال: ويمكن حمل الرواي هذا بأن يكون قد ضربه أخ المقتول بما ليس له قتلــه بــه، قــال: إن التفصــيل الــذي ذكــره الشــرائع وأتباعــه على طبــق القاعــدة لــو ال الرواية، ألن الجرح إذا كان مباحا لم يستعقب الضمان، ألن الشارع أجاز ذلك في القصاص، وما أجازه الشارع ال ضــمان لــه، أمــا إذا لم يكن جائزا كما إذا ضــربه بالعصــا أو بالســيف في غــير الرقبــة مثــل الساق مثال، أو بسيف كال في الرقبة بما ال يقتــل، أو بســيف حديــد في الرقبة لكنه لم يكن يعرف القتــل ممــا لم يبح لــه ذلــك، إلى مــا

أشبه، فحيث إن عمله لم يكن جائزا كان عليه القصاص. أقول: لم يبح الشارع الضرب الذي ال يقتــل، فالضــرب الــذي ال ينتهي إلى القتل فيه الدية أو القصــاص، وحيث لم ينتــه ضــرب األخ إلى القتل كان غير جائز، فهو كما لو ألقاه من شاهق بزعم جــوازهــور على ــق المكس ــقط ح ــه ال يس ــه، حيث إن زعم ــرت رجل فتكس

الكاسر. وكيف كان، فالالزم العمــل على إطالق الروايــة، بــل هــو كــذلك في غير موردها إذا لم يكن للمقتص ذلك، كما إذا كســر الجــاني يــد المجني عليه، فضرب يده المجني عليه بما زعم أنه كسره، ثم تبين عدم كسره، فإن على المجني عليه القصاص أو الدية لمكان ضربه

غير الكاسر، إلى غير ذلك من األمثلة. وال فرق في المسألة بين أن يكــون حــق الجــاني على المجــني عليه، الشتباه المجني عليه، أكثر أو أقل أو مساو في أن للجاني أن

يمتنع عن أداء حقه، إال إذا استوفى الجاني عن المجني

406

Page 407: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

عنه بمقدار حقه، ألن له حقا على المجني عليه، وإن كــان أقــلمن حق المجني عليه.

ومنه يعلم ما إذا جــنى المجــني عليــه على الجــاني عمــدا، حيثــاص الجــاني عن يحق للجاني االمتناع عن أداء حقه، إال في قبال تق المجني عليه، مثال قتل الجاني ولد زيد عمدا وأثار ذلك زيدا، فقطــع يد الجاني عمدا، فإنه إذا أراد زيد قتل الجاني قصاصا، كــان للجــاني أن يقول إني أمتنع عن ذلــك إال أن أقطــع يــدك قصاصــا، فــإن قبــلالمجني عليه ذلك كان له أن يقتل الجاني، وإال كان للجاني االمتناع. وإذا امتنع الطرفان كان للحاكم جبرهما على دفــع زيــادة جنايــة أحدهما على اآلخر إلى األنقص منهما، مثال في مثــال القتــل وقطــعــاوت بين النفس اليد كان للحاكم أن يجبر مقطوع اليد أن يدفع التف واليد، وهو نصف الدية، إلى المجــني عليــه، أي أب الولــد المقتــول، ألن الجاني استوفى ألف دينار بقتله ولده، والمجني عليــه اســتوفى خمسمائة دينار بقطعه يد الجاني، فعلى الجاني أن يدفع الخمسمأةــا عن ــا همـ ــا على ذلـــك إذا امتنعـ ــاكم أن يجبرهمـ األخـــرى، وللحـ القصاصين ولم يقبال بالدية المذكورة، ويؤيد جــبر الحــاكم لمن قتــل

ــالم(ولده بأخذ حقه، رواية الزهري التي قال له السجاد :)عليه السأن ، كما تقدم. (1)يجعل الدية صررا

. 2 ح30 الباب 54 ص19( الوسائل: ج?)1407

Page 408: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فصلالطرف قصاص في

والمراد بـالطرف األعم من األعضـاء، كاليـد والرجــل وغيرهمـا، ومن غير األعضاء، كالبطن والظهــر وغيرهمــا، والخالف وال إشــكال

في القصاص في القطع والجرح ونحوهما. ويــدل عليــه الكتــاب والســنة واإلجمــاع والعقــل، قــال ســبحانه:

ولكم في القصاص حياة يا أولي األلباب(1).وغيرها ،والروايات الواردة فيه فوق التواتر.

ودعوى اإلجماع عليه مستفيض.والعقل يدل على المقابلة بالمثل في الجملة في باب الجرائم.

ثم القصاص البد فيه من أحد أمرين، إما الجناية بما يتلف غالبا، سواء قصد الجاني االتالف أم ال، وإما قصد اإلتالف وإن لم يكن بمــا

يتلف غالبا، ودليل ذلك ما تقدم في قصاص النفس. فإن لم يقصد اإلتالف ولم يكن بمــا يتلــف غالبــا، كمــا إذا ضــربه بعود خفيف لكن اتفق شلله مثال لم يكن قصــاص، وإن كــانت الديــة

إلطالق أدلة الدية. ويشترط في القصاص البلــوغ والعقــل واالختيــار والمماثلــة في اإلسالم والحرية والسالمة، أو يكــون المجــني عليــه أكمــل، وانتفــاء

األبوة للجاني، وعدم اإلذن من الشارع.ــدها إما البلوغ والعقل، فلرفع القلم عن الصبي والمجنون، وعم

خطأ، كما دل عليه النص واإلجماع.وأما االختيار، فلرفع اإلكراه

. 179( سورة البقرة: اآلية ?)1408

Page 409: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

واالضطرار، كما إذا أكرهه المكره أن يقطع يــد زيــد، أو اضــطر إلى أن يقطع بعض لحم فخذ زيــد، ألن يأكلــه نجــاة من المــوت في المخمصة، إذا لم يكن عالج لبقاء نفسه إال بذلك، كما ما ذكروه في

باب المخمصة، وذلك لرفع االضطرار، ولقاعدة األهم والمهم. ويدل على المماثلة في اإلسالم، أو كــون المجــني عليــه أكمــل،

ال يقــادقــال: )عليه السالم( صحيح محمد بن قيس، عن أبي جعفر مسلم بذمي في القتل، وال في الجراحات، ولكن يؤخذ من المسلم

إلى غــير ذلــك(1)جنايته للذمي على قدر دية الذمي ثمانمائــة درهممما تقدم في قتل النفس، وسيأتي الكالم في مقدار دية الذمي.

أما إذا كان المجني عليه مسلما، والجاني كافرا، فإطالقات أدلةالقصاص وغيرها محكمة.

ويقتص للمســلم من المســلم وإن اختلفــوا في المــذهب، كمــاــة، ــدين، إلطالق األدل يقتص للكــافر من الكــافر وإن اختلفــوا في ال ويجوز أن نعمل حسب دينهم، أو نحــولهم إلى دينهم كمــا ســبق في

القتل. ويدل على المماثلة في الحرية، أو كون المجني عليه أكمل، مــا

في)عليــه الســالم( هللارواه مســمع بن عبــد الملــك، عن أبي عبــد ا ــر والعبدحديث: أم الولد يقاص منها للمماليك، وال قصاص بين الح

(2) .ــه،)عليه السالم(هللاوما رواه الفضيل بن يسار، عن أبي عبد ا إن

إن شــاء الحــر اقتص منــه، وإن شــاءقال في عبد جرح حرا فقال: . (3) الحديثأخذه إن كانت الجراحة تحيط برقبته

إلى غيرهما من األحاديث، وسيأتي تفصــيل الكالم في المماثلــةفي السالمة.

ويدل على انتفــاء األبــوة في الجــاني مــا تقــدم في النفس ممــا كما ذكــره كتــاب ظريــف: يشمل المقام، كقول علي )عليه السالم(

وقضى أنه ال قود لرجل أصابه والده(4) .الحديث، إلى غير ذلك

. 5 ح47 الباب 80 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 ح43 الباب 76 ص19( الوسائل: ج?)2. 1 من قصاص الطرف ح3 الباب 124 ص19( الوسائل: ج?)3. 10 ح32 الباب 58 ص19( الوسائل: ج?)4

409

Page 410: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــدم اإلذن من أما العكس فيدل عليه إطالق األدلة، ويدل على ع الشارع أنه لو أذن فهــو جــائز شــرعا، ومــا يجــوز شــرعا ال قصــاص عليه، وإن كان فيه الدية أحيانا، كما إذا ضرب المحارب أو المتطلــعأو اللص أو ما أشبه، أو ضرب من تترس به الكافر من المسلمين.

ــل ــه، ب وبالجملة فالحكم في جميع المذكورات مما ال إشكال في جملة منهــا إجمــاعي أو ضــروري، كمــا صــرح باإلجمــاع فيهــا الغنيــة

والجواهر وغيرهما. ويقتص في الطرف للرجل من الرجل ومن المرأة، وال يؤخذ له الفضل، ويقتص لهــا منهــا ومن الرجــل بعــد رد التفــاوت في النفســا تقــدم تســاويهما في ــك، كم ــدم الكالم في ذل ــد تق والطــرف، وق القصاص وفي الديــة إلى ثلث الديــة، ثم يرجــع إلى النصــف فيقتص لها منه مــع رد التفــاوت إلى الثلث، وال رد في مــا نقص عن الثلث، أما في ما بلــغ الثلث فقــد تقــدم الخالف فيــه، وحيث فصــلنا الكالم

واالستدالل في كل ذلك، فال حاجة إلى اإلعادة. جراحــاتفي حــديث الحلــبي: )عليه الســالم( هللاقال: أبو عبد ا

الرجــال والنســاء في الــديات والقصــاص، الســن بالســن، والشــجة بالشجة، واإلصبع باإلصبع ســواء، حــتى تبلــغ الجراحــات ثلث الديــة، فإذا جازت الثلث صيرت دية الرجل في الجراحات ثلثي الدية، ودية

. (1)النساء ثلث الدية في رجــل فقــأ)عليــه الســالم(،هللاوروى الحلبي، عن أبي عبــد ا

إن شاؤوا أن يفقؤوا عينه ويؤدوا إليه ربع الدية،عين امرأة، فقال: في امرأة فقــأت عين رجــل، وقال: وإن شاءت أن تأخذ ربع الدية

. (2)إنه إن شاء فقأ عينها وإال أخذ دية عينهإلى غيرهما من الروايات.

. 6 ح1 الباب 123 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 ح2 الباب 124 ص19( الوسائل: ج?)2

410

Page 411: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))قصاص اليد الصحيحة والشالء(( المشهور أنه ال تقطع اليد الصحيحة باليد الشالء،(ـ: 1)مسألة

وأرسله في المسالك إرســال المســلمات، وفي الجــواهر: بال خالف أجده فيه، وعن ظاهر المبسوط أو صريحه وصريح الخالف اإلجماع

عليه. )عليههللاوقد استدل له بما رواه سليمان بن خالد، عن أبي عبد ا

.(1)عليــه ثلث الدية في رجل قطع يد رجــل شــالء، قــال: السالم(،فإن إطالقه يشمل ما إذا قطع عمدا أو غير عمد.

،(2)فاعتدوا عليه بمثــل مــا اعتــدىوال يخفى ما فيه بعد إطالق ، إذ(3)وإن عــاقبتم فعــاقبوا بمثــل مــا عــوقبتم بهوقولــه ســبحانه:

ــل كثرت في الروايات ذكر الديات بدون أن تكون ناظرة إال إلى أص الدية، فال إطالق فيها من هذه الجهــة، كمــا ال يخفى على من راجــع كتاب الديات، فلم يبـق في المسـألة إال اإلجمـاع المـدعى الـذي لمــى ــول بمقتض ــزم الق ــه، وإال ل ــأن ب ــإن اطم ــه، ف ــا خالف ــر لن يظه

اإلطالقات. وعليه فإذا قطعت الصحيحة بالشالء يرد على صاحب الصــحيحة التفاوت، ألنهمــا تختلفــان في الديــة، للقاعــدة المشــهورة الــتي دل عليها النص والفتوى، من أن الكامل إذا أخذ بالنــاقص جــبر الكامــل بدفع التفاوت، ألنهما تختلفان في الدية، ولذا إذا قتل الرجل بالمرأة

رد على وليه نصف الدية. قال في الشرائع: )يقتص للرجل من المــرأة وال يؤخــذ الفضــل،

ويقتص لها منه بعد رد التفاوت في النفس أو الطرف( انتهى. وقد تقــدم روايــة الحلــبي، في فقــأ أحــدها عين اآلخــر، وأنــه إذا

. (4)فقأت عين الرجل في قبال فقئه عين المرأة أدي إليه ربع الديةإلى غير ذلك من الروايات والفتاوى في الموارد المختلفة.

. 1 ح28 الباب 253 ص19( الوسائل: ج?)1.194( سورة البقرة: اآلية ?)2. 126( سورة النحل: اآلية ?)3. 1 ح2 الباب 124 ص19( الوسائل: ج?)4

411

Page 412: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وكيــف كــان، فأصــل مســألة عــدم قطــع الصــحيحة بالشــالء أو قطعها مشكلة، ويؤيد القطع أنها تقطع بالبرصــاء، كمــا أفــتى بــذلك

المسالك والجواهر، وبالعوجاء وبما أشبه، إلطالق األدلة. نعم إذا شك فالحد يدرأ بالشبهة، وقــد تقــدم في كتــاب الحــدود وهنــا أن هــذه الكليــة تشــمل القصــاص أيضــا، والظــاهر من إطالق

كالمهم شمول ذلك لشلل اإلصبع والكف والذراع والعضد. وهــل يقولــون بعــدم القطــع إذا كــان الشــلل في اإلصــبع فقــط وقطع من الكف، أو في الكــف وقطــع من المرفــق، أو في الــذراعــة ــى إطالق أدلـ ــان مقتضـ ــاالن، وإن كـ ــع من المنكب، احتمـ وقطـ القصاص أن نقول بالقطع للصــحيحة بهــا، إال أن يشــك فالحــد يــدرأ

بالشبهة. ــل وهل هم يقولون بإلحاق كل عضو شلل باليد في ذلك، كالرج الشــلل واألذن واألنــف وأشــفار العين الشــالء، لوقــوع الشــلل فيهــا أيضا، ظاهر الجواهر الترديد، ألنه قال في اإلصبع الشالء: )بناء على إلحاق كل ما كــان فيــه شــلل باليــد(، وســيأتي الكالم في اقتصــاص الذكر الصــحيح بــالعنين، ومقتضــى القاعــدة األخــذ بــاإلطالق، إال إذا ســلمنا باإلجمــاع المتقــدم، وقلنــا بشــمول مناطــه لســائر األعضــاء

المشلولة، واألول مشكل، والثاني أشكل. ثم إن الشلل عبارة عن مرض يصيب اإلنسان في تمام جســمه أو بعضه يسبب له ضــعف الحس والحركــة أو انعــدام أحــدهما، وإن

بقي فيه الروح. أما سائر أمراض اليد فظاهرهم بل صــريح بعضــهم االقتصــاص، كما إذا كانت وارمــة، أو عوجــاء، أو مقلوبــة الكــف على الــذراع، أو

ضامرة، أو خالفها، إلى غير ذلك مما ذكر في الطب.

412

Page 413: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــزال والســمن وشــدة ــوة والضــعف واله ــاوت في الق ــا التف أم البطش وضعفه وما أشــبه فال فــرق في االقتصــاص إلطالق األدلــة،

كما إنه كذلك في سائر األعضاء. ثم إنه على المشهور من عدم قطع الصحيحة بالشالء لــو بــذلها الجاني لم يجز قطعها، كما عن الفاضلين والشهيدين وغــيرهم، إذ الــه في حق لإلنسان أن يقطع عضوا منه اختيارا، فيكون كما بذل عين قبال بذل يده التي عليها القصاص، ولو بذل لم يجــز للمجــني عليــه قطعها، فلو قطعهــا عــزر ولم يضــمن، إذ هــو حــرام ففيــه التعزيــر، وحيث إن الجاني أهدر نفسه لم يكن على المجــني عليــه الضــمان، كما لو قال اقتلني فقتله، فإنه فعل حراما لكنه لم يضمن، وال تالزمــا وبين ــه في قطعه ــني علي ــق للمج ــه ال ح ــا وكون ــه حرام بين كون الضمان، إذ أدلـة الضـمان ديـة وقصاصـا ال تشـمل المقــام، فيكــون

مرجعه أصل البراءة. ثم لو بذل الجــاني يــده الصــحيحة وقطعهــا المجــني عليــه على خالف القاعدة، لم يســقط حــق المجــني عليــه على الجــاني، إذ مــا قطعه لم يكن حقه وال مسقط لحقــه غــيره، إال إذا أســقط المجــني

عليه حقه بهذا القطع. ــام ومنه يعلم اإلشكال فيما عن المبسوط والقواعد وكشف اللث من أنه ال يضمن القـاطع مـع البـذل شـيئا وإن أثم واسـتوفى حقـه، وجه اإلشكال أنه لم يستوف حقه كما عرفت، ولــذا قــال الجــواهر: إن كالمهم ال يخلو من إشكال بل منــع، ضــرورة عــدم حــق لــه غــير

الدية كي يكون مستوفيا له. ثم إنـــه ال خالف وال إشـــكال في قطـــع الصـــحيحة بالصـــحيحة والشالء بالشالء إن لم يكن محذور لبقــاء فوهــات العــروق مفتوحــة توجب الســراية، وذلــك إلطالق أدلــة القصــاص، كمــا تقطــع الشــالء

بالصحيحة، بال إشكال وال خالف.ــة أن ــه ال يضــم إلى الشــالء األرش بحج ــا ال إشــكال في أن كمــا ال يضــم للقاعــدة ــا قلن ــل من الصــحيحة، وإنم ــا أق الشــالء قيمتهــاقص في ــتوفى الن ــه إذا اس ــوى من أن ــتفادة من النص والفت المس مقابل الكامل، نفسا أو طرفا، لم يجبر الناقص بضميمة أرش، ولـذا

إذا قتلت المرأة في

413

Page 414: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

قبال قتلها للرجل لم يؤخذ من تركتها نصــف الديــة، وإذا فقــأت عين المرأة لفقئها عين الرجل لم يؤخذ من المـرأة ربــع الديــة، إلىــه قــولهم )عليهم غير ذلك، كما تقدم في المسألة السابقة ودل علي

. (1)ال يجني الجاني على أكثر من نفسهالسالم(: نعم إذا خيف على اليــد الشــالء إن قطعت في قبــال الشــالء أو الصحيحة أن ال تنحسم بجريــان الـدم لبقـاء أفــواه عروقهــا مفتحــة، حيث إنها مريضة فال تقدر الطبيعة على إمساك نفسها ولــو بمعونــة الحسم، لزم العدول إلى الدية درءا لخطر الســراية ممــا يــوجب أن يكون االستيفاء أكثر من الجناية، وذلك ال يجوز شرعا، فهــو كمــا إذا فقأ عين المجني عليه، وخفنا عليه أنه إذا فقئنا عينه أن تتلــف عينــه

الثانية، فإنه ال يجوز ذلك. قال في الجواهر: بال خالف أجــده في شــيء من ذلــك، بــل عن

الغنية اإلجماع عليه، بل وال إشكال. أقول: والمعتــبر الخــوف، ألنــه الرافــع للتكليــف، وإن كــان دونــع ــا يرتف ــا مم ــا في الصــوم والوضــوء والغســل وغيره الشــك، كم بالخوف، فلو كانت آنية في مائة آنية سما لم يشربها العقالء، وحرم شرعا شرب أحدها مع أنه وهم، إذ الشك إذا كان االحتمال خمسين

في المائة، واالحتمال في المقام واحد في المائة. والظاهر لــزوم مراعــاة عــدم الســراية في قطــع يــد المحــارب والسارق إذا كانت شالء وأردنا قطع يــد المحــارب ال قتلـه، وإال فلــو أردنا قتله وقلنــا ال بــأس بمثــل هــذا القتــل لم يكن بــه بــأس، وهــذا االعتبار هو الــذي اختــاره الجــواهر قــال: )األولى حمــل اإلطالق في

. (2)قطعها على ما صرح به غير واحد من اعتبار المراعاة( نعم قيـل: إن المشـهور قطـع يـدهما وإن كـانت شـالء من غـير

اعتبار حكم

. 10 ح33 الباب 61 ص19( الوسائل: ج?)1.349 ص42( انظر جواهر الكالم: ج?)2

414

Page 415: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أهل الخبرة، بل عن الخالف والغنية اإلجماع عليه. أقول: ويمكن أن يحمــل إجماعهمــا على أنــه ال يلــزم اســتطالع أهل الخبرة في قطع كل سارق ومحارب، ال أنــه مــع الخــوف يجــوز

القطع.

))فروع((ــف وكيف كان، فما ذكرناه في اليد الشالء يأتي في الرجل واألن

واألذن والذكر الشالءات أيضا، لوحدة المالك. ولو قال المجني عليه: إن يدي كانت صحيحة حين قطعتهــا فلي حق أن أقطع يدك الصحيحة بهــا، وقــال الجــاني: إنهــا كــانت شــالء،

عمل بأصل الصحة إذا لم يكن دليل على كونها كانت شالء. ثم إنه لو لم تكن اليد شالء، لكن كان خوف السراية لضــعف أومرض أو لبرودة هواء أو ما أشبه لم تقطع، لنفس العلة المتقدمة. نعم إن استحق الجاني قطعا وقتال لجنايتين على واحد أو اثــنين

ورضيا بقتله كذلك، وقلنا بجواز القتل هكذا، جاز قطع اليد. ولو كان الشلل في طريقه إلى الصحة وأراد المجني عليه الدية لم يكن له ذلك إذا كان وقت الصــحة قريبــا، ألن األصــل القصــاص، كما سبق في القتل، بل يصبر إلى حال الصــحة والقصــاص، أمــا إذا كان الوقت بعيدا، كما لو أخــبر أهــل الخــبرة بأنــه يصــح بعــد خمس سنوات مثال، فالظاهر أنه له حق الدية، وســيأتي في كتــاب الــديات اعتبار السنة في بعض الديات، ممــا يمكن أن يســتفاد منــه االعتبــار

هنا، وفي أمثاله ولو بالمناط. ولعل من قبيل الشلل حيث ال ينحسم، ما إذا كان بــه مــرض إذا قطعت يده أوجب عدم برء جرحه، كما هــو المشــهور عنــد األطبــاء في مــرض الســكر، حيث إن ظــاهر األدلــة ولــو بقرينــة االنصــراف القصاص للذي يبرؤ جرحه، وكــذا في الســرقة وغيرهمــا، ولــو شــك

درئ الحد بالشبهة. قال في الجواهر: )ولو كان بعض أصــابع المقطــوع شــالء، ففي القواعــد وكشــف اللثــام ومحكي المبســوط، لم يقتص من الجــاني الصحيح األصابع في الكف، بــل في أربــع األصــابع الصــحيحة ويؤخــذ منه ثلث دية إصبع صحيحة عوضا عن الشالء، وحكومة ما تحتها وما

تحت األصابع

415

Page 416: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

األربع من الكف، وهو كذلك، بناء على إلحاق كل مــا فيــه شــلل انتهى. (1)باليد(

أقول: قد عرفت اإلشكال في أصل عــدم قطــع اليــد الصــحيحة باليــد الشــالء، فاإلشــكال هنــا آكــد، إذ مقتضــى القاعــدة إطالق

ــاص ــروح قص ــدى، وإطالق (2)والج ــا اعت ــل م ــه بمث ــدوا علي فاعت، ولو سلم خروج اليد الشالء باإلجماع ونحوه. (3)عليكم

ثم لو كان األمر بالعكس، فكانت أصابع المجني عليــه صــحيحة، وإصبع أو أكثر من أصابع الجاني في اليــد الموافقــة للمقطوعــة، أوــة، اليد التي تقطع وإن لم تكن موافقة كما سيأتي في المسألة اآلتي

شالء قطعت كف الجاني، ألن الناقص يقطع بالكامل كما تقدم. نعم مع خوف السراية لشلل تلك اإلصبع يأتي الكالم المتقدم.

ثم إنه لو قلنا بعدم قطع الصحيحة بالشالء، أو عدم قطع الشالء بالشالء أو بالصحيحة لخوف السراية، فأعطى الدية لم يبعد التعزير أيضا ألنه عصيان، ولم يثبت التعزير عليه في صــورة القصــاص، بــل ظاهر األدلة عدم التعزيـر، أمــا إذا لم يكن قصــاص فإطالقــات أدلــة

التعزير في كل معصية محكمة. ولو أخذ الدية ثم ظهر االشتباه بــأن اليــد ليســت شــالء، أو أنهــا شالء ال يضر قطعها، فهل آلخذ الدية الرجوع مطلقــا، ألن أخــذ اليــدــل ــا على الشــلل المضــر، فــإذا ظهــر الخالف شــمله دلي كــان مبني )الجروح قصــاص(، أو ليس لــه الرجــوع مطلقــا، ألن التكليــف كــان القصاص والدية بدله، فإذا أخذ البدل لم يكن مجال للمبدل منــه، أو يفصــل بين إطالق أخــذه الديــة فال رجــوع، وبين كــون اآلخــذ مقيــدا بالشلل أو بمضرة قطع الشــلل، فــإذا تــبين عــدم القيــد ظهــر عــدم

المقيد، احتماالت، وال يبعد هذا الثالث. أما لــو أخــذ الديــة ثم عــالج الشــلل، فهــو من انقالب الموضــوع

الذي يوجب عدم

.351 ـ 350 ص42( جواهر الكالم: ج?)1. 45( سورة المائدة: اآلية ?)2. 194( سورة البقرة: اآلية ?)3

416

Page 417: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

حقه في ردها والتقاص، فهو مثل ما قلع أعمى عين صحيحة ثم أجرى عملية جراحية بعد إعطاء الدية فبصرت عينه، حيث ال مجــال

للقصاص. وكذا إذا أجرى مقطوع اليــد عمليــة جراحيــة فخــاط يــدا أجنبيــة مكان يده، أو وضع سنا مكــان ســنه، إلى غــير ذلــك، فإنــه موضــوع

جديد ال حق للمجني عليه بمطالبة القصاص. نعم لو لم يكن أخذ الدية بعــد، فالظــاهر أن لــه حــق القصــاص، لشمول إطالق الدليل له، فهو مثل ما إذا قلع ســن إنســان وال ســن

له ثم نبتت له سن.

417

Page 418: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))التساوي في محل القصاص(( ال إشكال والخالف في اعتبار التساوي في محل(ـ: 2)مسألة

القصاص مــع وجــوده، وادعــاه الجــواهر وأرســله المســالك إرســالــه، وعن الخالف نفي ــاق علي ــام االتف المســلمات، وعن كشــف اللث

الخالف فيه بين المسلمين.ــات ويدل عليه إطالقات األدلة، الكتاب والسنة، وخصوص الرواي

الخاصة. هللامثــل روايــة إســحاق قــال: ســمعت أبــا عبــد ا )عليــه الســالم(

وغيره مما سيأتي.(1)تقطع يد الرجل ورجاله في القصاصيقول: وإن لم تكن لـــه يمين قطعت يســـاره، وإن لم تكن لـــه يـــدانــة اإلجمــاع قطعت رجله على المشهور شهرة عظيمة، بل عن الغني عليه، وعن الخالف اإلجمـاع وأخبــار الفرقـة عليـه، ومسـتنده أخبـار قطــع الرجــل اليســرى من الســارق إذا ســرق مــرة ثانيــة، مــع أنــه

، فإنــه دليــل على قيــام الرجــل مقــام اليــد،(2)أيديهماسبحانه قال هللاوحيث إنه حق ا لم تقطع شماله لمصلحة، كما تقدم في بــاب حـد

السارق. وخصوص صحيحة حبيب السجستاني التي وصفها بالصحة جملة كبيرة من أعاظم الفقهاء، مما يكفي في وثاقة حبيب بعــد معلوميــة وثاقة من قبلــه، وقــد نقلهــا المحــدثون الثالثــة في ثالثــة من كتبهم،

، كمــا في الوســائل، قــال:(3)باإلضافة إلى نقل المحاســن لهــا أيضــاــدين لــرجلين ــه الســالم( عن رجــل قطــع ي ــا جعفــر )علي ســألت أب

يا حــبيب تقطــع يمينــه أوال، وتقطــعاليمينين، فقال )عليه السالم(: يساره للذي قطعت يمينه أخــيرا، ألنــه إنمــا قطــع يــد الرجــل اآلخــر

)عليــه الســالم(، قال: فقلت: إن عليــا ويمينه قصاص للرجل األول إنما كان يفعــلكان يقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى، فقال: إنما

ــا يجب من حقــوق ــا م ــالى، فأم ــك فيمــا يجب من حقــوق ا تع هللاذل المســلمين، فإنــه تؤخــذ لهم حقــوقهم في القصــاص اليــد باليــد، إذا

كانت للقاطع يدان، والرجل باليد

. 1 ح12 الباب 130 ص19( الوسائل: ج?)1. 38( سورة المائدة: اآلية ?)2. 16 ح321( المحاسن: ص?)3

418

Page 419: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

، فقلت لــه: أمــا تــوجب عليــه الديــةإذا لم تكن للقــاطع يــدانــل وليسوتترك رجله، فقال: إنما توجب عليه الدية إذا قطع يد رج

للقاطع يدان وال رجالن، ثم توجب عليه الدية، ألنه ليست له جارحة. (1)يقتص منها

وعن معقد إجمــاع الخالف والغنيــة الــترتيب في الــرجلين، قــالفي الجواهر: ولعله كاف في إثبات ذلك بعد عدم العلم بخطاه.

أقول: ويؤيده أنه الــترتيب الطــبيعي، والظــاهر بمعونــة المنــاط والفهم العرفي أنه تقطع إحــدى اليــدين بـاألخرى، وإحـدى الـرجلين باألخرى، وإحدى اليدين بإحدى الــرجلين، وبعض أصــابعهما بــالبعض اآلخر، وقد قال في الجواهر: في قطــع اليــد اليمــنى باليســرى بأنــه يستفاد من النص والفتوى، وقــال الحلي بالتعــدي إلى األصــابع، بــلــبه، الظاهر التعدي إلى العينين واألذنين والثديين والمنخرين وما أشــحيحة ــة في الص ــل العل ــاط، ب ــوه، وللمن ــالعين ونح إلطالق العين ب

المتقدمة. ــع نعم، ال إشكال وال خالف في أنه ال تفقأ العين باألذن، وال تقطــة، ومجــرد تســاوي ــدي مثال، إذ ال نص وال مشــابهة وال عل ــد بالث الي

القيمة ال يوجب ذلك كما هو واضح.ــع ويؤيد قطع المشابه من اليد والرجل ونحوهما ما ورد من قط

ذكر الرجل في قصاص فرج المرأة كما سيأتي. ثم الظــاهر أنــه لــو لم يقتص لألول ألنــه ال يقتص بــه كــاألب، أو صـالح على الديـة، أو مــا أشـبه ذلـك، كـانت اليمـنى للمجـني عليــه

الثاني. كما أن الظاهر أنه لو اشــتبه فقطــع اليســرى مكــان اليمــنى لم تقطع يمناه ثانيا للمشابهة الكافية، وقد تقــدم شــبه ذلــك في قطــع

اليد اليسرى للسارق مكان اليد اليمنى فراجع.ــع ــوز أن يقط ــع، فيج ــرتيب في القط ــه ال ت ــاهر أن ــذلك الظ وك اليسرى للثاني قبل أن يقطع اليمنى لألول، إلطالق األدلة، وال يبعــد أن يجوز لهما التبادل بقطع اليسرى لألول واليمنى للثاني، ألنه حــق

وفيه

. 2 ح12 الباب 131 ص19( الوسائل: ج?)1419

Page 420: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

يجوز التبادل، لكن مع رضى الجــاني، ألن لــه شــائبة حــق، فــإذاأرادا التبديل ورضي جاز، ألن الحق ال يعدوهم.

ومما تقدم يعلم أنه لو كان قطعت يده حدا فقطع يمين إنسان،حق للمجني عليه قطع يسراه للمناط.

ــاألول ولو قطع أيدي جماعة على التعاقب قطعت يداه ورجاله ب فاألول، وكان لمن يبقى الدية، كما لو جنى فاقد اليدين، كمــا ذكــره

الشرايع والجواهر وغيرهما. ولو كان القطع دفعة فالظاهر القرعة، ألنها لكــل أمــر مشــكل، ويجــوز االشــتراك في القطــع والديــة، مثال قطــع من اثــنين األيــادي واألرجــل دفعــة واحــدة، فاقتصــا منــه على نحــو االشــتراك، وحينئــذ يعطيهم ديتين دية لهذا ودية لذاك، إلطالق أدلة القصــاص والديــة أو

المناط فيهما، وقد تقدم بعض الكالم في ذلك سابقا. هللاوكذا الكالم لو قطع آذانا أو سمل أعينــا أو مــا أشــبه ذلــك، وا

العالم.

420

Page 421: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))التساوي في مساحة الشجاج(((: 3)مسألة الظاهر اعتبار التساوي في مساحة الشجاج طوال

وعرضا وعمقا، إلطالق أدلة المماثلة والقصاص ونحوهما، فال يقابــلــير العمــق بقليلــه وال ــل كث ضــيقه بواســعه وال العكس، كمــا ال يقاب

العكس. وقــد ادعى الفقهــاء اإلجمــاع في الضــيق والســعة، كمــا ادعــوا اإلجماع على عدم اعتبار مالحظة العمق، واســتدلوا للثــاني بتفــاوت الرؤوس في السمن والهزال وغلظ الجلد ورقته على وجه لو اعتبرــال الجــواهر: العمــدة ــذا ق ــا ال يخفى، ول ــه م انتفى القصــاص، وفي

اإلجماع. أقول: وحيث إنه محتمل االستناد، بل مظنونه فال حجية فيه.

ثم إن أمكن المماثلــة طــوال وعرضــا وعمقــا عمــل بــه، وإن لمــذ ــاهر األخ ــاوي، فالظ ــذور في المس ــل لمح ــأن أمكن األق يمكن ب بالممكن وأخذ األرش للزيادة غــير الممكنــة، إلطالق دليليهمــا، فهــو كمــا إذا كــانت شــجتان أمكن القصــاص بالنســبة إلى إحــداهما دون

األخرى، إذ ال فرق بين شجة كبيرة وشجتين كلتيهما بقدر الكبيرة. وأما إذا أمكن األكــثر، مثال إن الجــاني شــج بقــدر أنملــة، لكن ال يمكن أن نشجة بقدرها، وإنما الشــج يكــون بقــدر أنملــة ونصــف إذا أردنا أن نقتص منه، فهل يرجع األمر إلى الدية، إذ ال تجــور الزيــادة، فحالها حــال مــا إذا لم نقــدر من أن نعمي إحــدى عينيــه قصاصــا إال وعميت الثانية، إذ ال يجوز ذلــك، أو يجــوز القصــاص، إلطالق دليلــه، ومــا يزيــد جــبرا يعطي المقتص ديتــه، أو يكــون األمــر بيــدهما، فمــا اختارا جاز، ألن الحق ال يعدوهما، الظاهر الثالث إذا لم تكن الزيــادة محرمــة شــرعا، ألنــه ضـرر قليــل، فحالـه كالحجامــة ونحوهمــا، وإال

األول، ألن األمر ليس بيد الجاني لفرض حرمة الزيادة. ــر بنفس أو ــه ال يثبت القصــاص في مــا في قصاصــه تغري ثم إن طرف كالجائفــة والمأمونــة، وقــد قــال في الجــواهر: ال خالف نصــا وفتوى في عدم القصاص فيهما، بــل اإلجمــاع بقســميه عليــه، وفي

الجائفة المقطوع الذي رواه الصدوق، عن أبان:

421

Page 422: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

.(1)ما وقعت في الجوف ليس لصاحبها قصاص إال الحكومةوسيأتي في المسألة اآلتية روايتا الدعائم والجعفريات.

ويؤيده ما رواه أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن أبيه، )عليـه السـالم(أمـير المؤمـنين ن إ ،)عليه السـالم(هللاعن أبي عبد ا

. (2)ال يمين في حد، وال قصاص في عظمقال: فإن نفي القصاص في العظم يدل على نفي القصــاص في كــل مكان في قصاصــه تغريــر، ولــذا لــو لم يكن في العظم تغريــر جــاز

القصاص فيه. ،)عليــه الســالم(هللاويدل عليه ما رواه أبو بصــير، عن أبي عبــد ا

قال: سألته عن السن والــذراع يكســران عمــدا لهمــا أرش أو قــود، ، قــال: قلت: فــإن أضــعفوا الديــة، قــالقود :)عليه السالم(فقال

.(3)إن أرضوه بما شاء فهو له )عليه السالم(: فإن الجمع العرفي بينهما أن األول فيما كان فيه تغرير، والثاني فيما ال تغرير فيه، وهــذا وإن كــان أشــبه بــالتبرع، إال أن العــرف إذا

فهم ذلك ولو بالقرائن الداخلية والخارجية كفى في الجمع. وكيف كان، فإذا كان في الجائفة والمأمومة تغرير لم يجز، ألنــه ال حق للمجني عليه في أكثر من حقــه، وفي صــورة التغريــر يكــون محل أخذه أكثر من حقه بما ال يجوز شرعا، وعليه فإذا أمكن بــدون التغرير كمــا إذا كــان أمكن ذلــك بســبب تخــدير طــبي يســبب عــدم التأثير على الجاني أكثر من الحــق، لــزم االســتجابة لرغبــة المجــني عليه في القصاص، وكذا إذا كــان الجــاني مســتحقا للقتــل، كمــا لــو أجاف إنسانا ثم بعد برئه قتله، حيث للــولي الحــق في األمــرين، إذا قلنا بجواز قتله بهذه الصــورة بــأن يجيفــه ولي المجــني عليــه، فــإن قتل به وقع قصاصا، كما ال يبعد، فإن المحرم المثلــة وليس المقــام

منه.

.294 ص10( التهذيب: ج?)1. 2 ح24 الباب 140 ص19( الوسائل: ج?)2. 4 ح13 الباب 132 ص19( الوسائل: ج?)3

422

Page 423: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ثم إن كان تغرير في القصاص وأمكن األقل مــع إعطــاء األرشــو للزائد كان مقتضى القاعدة جوازه إذا طلبه المجني عليه، وهذا هــاره المحقــق في المحكي عن المبســوط والقواعــد والتحريــر واخت

الديات. لكن عن الخالف عدم جوازه، مستدال بإجماع الفرقة وأخبارهم، ولعله أراد باألخبار مــا تقــدم من خــبر العظم ونحــوه، وفي الريــاض ظاهر األصــحاب على الظـاهر المصــرح بــه في المســالك االقتصــار

على الدية مطلقا. قال في الجواهر: ولعله لعدم صدق القصاص فيه.

أقول: وإنمـا اســتظهر الريــاض، لقــولهم بعـدم ثبـوت القصــاص فيهمــا، لكن ال ظهــور لــذلك، إذ مــرادهم ولــو باالنصــراف المقابلــة

بمثلهما ال بما ال تغرير فيه، ويؤيده استداللهم للعدم بالتغرير. من اعتدى، والجروح قصاصوكيف كان، فال شك في صدق

إلى غيرهما، إذ من يوصل بالضــربة إلى الجــوف أو إلى أم الــدماغ،فقد جرح الجلد واللحم أيضا، فهو استيفاء لبعض حقه.

نعم قد يشكل ذلــك في مــا إذا قطــع الجــاني يــده من المرفــق مثال، وكان في قطع المجني عليه من المرفق خــوف الســراية، ولم يكن في قطعــه من الزنــد ذلــك، فإنــه ال ينبغي اإلشــكال في جــواز قطعه من الزند، ألنه بعض حقه، ودليــل الميســور وغيرهمــا، إال أنــه يشكل أخذ الدية للبقية، إذ اليــد إلى الزنــد فيهــا نصــف الديــة، وإلى المرفق فيها نصف الدية، فإذا أخذ المجني عليه أرشا باإلضــافة إلى القطــع إلى الزنــد فقــد جمــع بين العــوض والمعــوض، إال أن يرضــيا

هللابالمصالحة، وا العالم.

423

Page 424: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))القصاص في سائر الجروح(( يثبت القصاص في الخارصة والباضعة والسمحاق(ـ: 4)مسألة

والموضحة وسائر الجروح التي ال تغريــر فيهــا على المشــهور، وقــد قيده الشرائع بما تغلب سالمة النفس فيها، والظــاهر أن مــراده أن العــرف يــرون ســالمة النفس عن الزيــادة أو الهالك، ال أن احتمــالــواز ــك في الج ــع ذل ــال العطب، إذ ال ينف الســالمة أغلب على احتم

لوجود التغرير الممنوع شرعا كما عرفت. ــل في ــا، ب وكيف كان، فقد نفى الخالف في ثبوت القصاص فيه

الجواهر اإلجماع بقسميه عليه، وذلك إلطالق أدلة القصاص.

))ال قصاص في الهاشمة والمنقلة وكسر العظام(( وال يثبت في الهاشمة وال المنقلة وكسر شيء من العظام على المشهور، بل عن المبسوط والخالف والغنية والسرائر نفي الخالف

في الجميع. وما ذكره جمع من القصاص في المذكورات البد وأن يريدوا مــا ال تغريــر فيــه، وهــذا هــو وجــه الجمــع بين الروايــات الــتي ظاهرهــا المنافاة، كمــا تقــدم في روايــتي العظم وفي المقطــوع الــذي رواه

والمنقلة تنقل منها العظام، وليس فيها قصاصالصدوق، عن أبان: وأمـــا مـــا كـــان من الجراحـــات في، وفي الموثـــق: إال الحكومة

الجسد، فإن فيها القصاص، أو يقبل المجروح دية الجراحــة فيعطاها .

إنــه قــال:)عليه الســالم(،هللاوعن دعائم اإلسالم، عن أبي عبد ا ــا، يعــني ال يقتص من المنقلة، وال من السمحاق، وال مما هو دونهم

)عليــه الســالم(، قــال مما هو دونهما إلى الــدماغ، وداخــل الــرأســر وفيهما الدية، وال يقاد من المأمومة، وال من الجائفة، وال من كس

.(1)عظما، وفي ذلك كله العقل في الرجــل يصــيبوعن الجعفريات، عن علي )عليه الســالم(:

الجراحة عمدا مثل الجائفــة والمأمومــة والمنقلــة وكســر العظم إن. (2)ذلك كله في ماله خاصة

. 1 ح11 الباب 264 ص3( المستدرك: ج?)1. 2 ح11 الباب 264 ص3( المستدرك: ج?)2

424

Page 425: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وكيف كان فعمــوم أدلــة القصــاص تقضــي العمــل إال فيمــا ثبتــة خروجه، ولم يثبت الخروج إال في ما كان سببا للتغرير، وحيث غلبــا العظــام التغرير في ما ذكر في بعض الروايات المتقدمة التي منه

نهي عن ذلك فيها. ال يقتص منقــال: وفي خبر الدعائم، عن علي )عليه السالم(،

. (1)وال من كسر عظم إلى أن قال: المنقلة وعلى هذا فإذا لم يكن تغريــر، أو كــان التغريــر غــير ضــار، ألنــه

يقتل بعد ذلك لحد أو قصاص، لم يكن في القصاص محذور. ومنه ما إذا نشر العظم بالمنشار الكهربــائي مــع تخــدير موضــع النشر مثال أو ما أشبه ذلك، وقد تقــدم أنــه ال يقتص إذا كــان تغريــر

في سائر األعضاء لمرض أو نحو ذلك. أما ما دل على عدم الضمان في من قتله القصاص، فالمراد به

ما لم يكن تغرير ولو بمعونة القرائن والفتاوى. قــال: ،)عليه السالم(فقد روى محمد بن مسلم، عن أبي جعفر

من قتله القصاص بأمر اإلمــام فال ديــة لــه في قتــل وال جراحة(2)، إلى غير ذلك.

ثم المشهور أنه يقتص من الجاني في حال طلب المجني عليه، وإن احتمل البرء أو برأ، وذلك إلطالق األدلة، خالفــا للمراســم حيثإنه قال: ال قصاص في ما يبرأ أو يصح، وإنما القصاص فيما ال يبرأ. واستدل له بمرسل جميــل، عن أحــدهما )عليهمــا الســالم(، في

ليس :)عليــه الســالم(رجل كسر يد رجل ثم برأت يد الرجل، قــال . (3)في هذا قصاص، ولكن يعطي األرش

. 1 ح18 الباب 264 ص3( المستدرك: ج?)1. 1 ح21 الباب 138 ص19( الوسائل: ج?)2. 1 ح14 الباب 133 ص19( الوسائل: ج?)3

425

Page 426: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ويؤيده ما رواه أيضــا، عن أحــدهما )عليهمــا الســالم(، أنــه قــال ، في سن الصــبي يضــربها الرجــل فتســقط ثم تنبت،)عليه السالم(

. (1)ليس عليه القصاص، وعليه األرش )عليه السالم(:قال لكن الالزم حمل األول على ما إذا كان تغرير كما هو الغالب، إذ ليس في النص أنه ليس فيه القصاص ألجل البرء، وإذا كان احتمال لم يمكن االستدالل به لمطلوب المراسم، كما أن الثاني ظــاهر في أنه ال يقلع سن الكبير الــذي ال ينبت لســن الصــغير الــذي ينبت، وإال فقد دل الكتاب والسنة واإلجماع على كون السن بالســن، وال يبعــدــؤ الســن أن نقول بمضمون المرسلة إذ ليست السن التي تنبت كف

التي ال تنبت. وفي الغوالي، روى أنس قال: كسرت الربيع بنت مســعود وهي عمــة أنس ثنيــة جاريــة من األنصــار فطلب القــوم القصــاص، فــأتوا

ــر،)صلى الله عليه وآله( النبي فأمر بالقصاص، فقال أنس بن النض، فقــال رســول هللاعن أنس بن مالك: ال وا ال تكسر ثنيها يا رسول ا هللا

، فرضــيهللايــا أنس كتــاب ا القصــاص :)صلى اللــه عليــه وآلــه(هللا نإ :)صــلى اللــه عليــه وآلــه(هللالقوم وقبلوا األرش، فقال رسول ا . (2)هللامن عباد ا من لو أقسم ألبر قسمه

أمــا مســألة جــواز االقتصــاص قبــل االنــدمال، فقــد عــرفت أنــه المشهور الذي يقتضيه عموم األدلة، خالفا لمــا عن المبســوط حيث نقــل عنــه الشــرائع أنــه ال يقتص قبــل االنــدمال، لمــا ال يــؤمن من السراية الموجبة لدخول الطــرف فيهــا فال يســلم حينئــذ قبــل العلم بحالها أن حقه القصــاص في الطــرف أو النفس، لكن في الجــواهر إن الشيخ قال: إن التأخير أحوط، وهو بعينه االستحباب الـذي أشـار

إليه في الخالف فتخرج المسألة حينئذ عن الخالف. وكيف كان، فقد استدل للمنع: بموثق إسحاق، عن جعفر )عليــه

ــى منكان يقول: )عليه السالم( السالم(، إن عليا ال يقضى في ش. (3)الجراحات حتى تبرء

. 2 ح9 الباب 263 ص3، والمستدرك: ج1 ح576 ص3( الغوالي: ج?)1. 4 ح42 الباب 211 ص19( الوسائل: ج?)2. 2 ح14 الباب 134 ص19( الوسائل: ج?)3

426

Page 427: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــدعاه، وأن بعض ويرد عليه بعد اإلشكال في أخصية دليله عن م الجروح ال يندمل، بل يبقى لمرض في المجــني عليــه يمنــع من بـرء جرحه كمرض الســكر ونحــوه، كمــا قــرر في الطب، أن المنصــرف من النص صورة تعارف الزيادة سواء في القصــاص أو في الــديات، فال إطالق للنص، مع أن ظاهره ولو بــالقرائن اســتحباب ذلــك، كمــا

جعله المحقق مستحبا، ألنه أشبه بأصول المذهب وقواعده.وقد تحقق مما تقدم أمور.

ــة، وإال لم يتحقــق األول: إن القصــاص إنمــا يكــون مــع المكافئ موضوع القصاص، كما إذا قلع سنا تنبت، حيث ال يحق للمجني عليه أن يقلع سنا ال تنبت، أما عكسه بأن قلع سنا ال تنبت فللمجني عليه

أن يقلع سنا تنبت مع األرش. الثاني: مثل السن حكم قطع قطعة من اللحم ينبت أو ال ينبت. الثالث: لو قطــع يــدا أو نحوهــا تنــدمل، فهــل للمجــني عليــه أن

يقطع ما ال يندمل أم ال، ال يبعد الثاني. الرابع: يجوز االقتصاص قبل االنــدمال، أمــا إذا احتمــل الســراية

احتماالن. ومما تقدم يظهر العكس أيضا بمــا يــوجب الــدخول في النفس،

فاألفضل التأخير، وإن جازت المبادرة. هللاوسيأتي لهذا الفرع زيادة توضيح في المسألة اآلتية، وا العالم.

427

Page 428: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))لو قطع الجاني أكثر من عضو(( لو قطع عدة من أعضائه فهي إما عمد أو خطــأ،(:ــ 5)مسألة

فــإذا كــان عمــدا كــان للمجــني عليــه االقتصــاص قبــل االنــدمال أوــزم السراية، كما كان له المصالحة بالدية إذا رضي الجاني، إذ لم يلعلى الجاني الدية في العمد إال بالرضا، كما تقدم الكالم في ذلك.

ــة ــة إطالق األدل أما االقتصاص قبل االندمال، فلما تقدم من دالل عليه، وأما قبل السراية فلما تقدم أيضا من اإلطالق الــذي ال يضــره احتمال السراية الموجبة لدخول الطــرف في النفس، وســيأتي في

كتاب الديات بعض الروايات الدالة على الصبر سنة. وأما الدية فإلطالق األدلــة، وبعض الروايــات الخاصــة اآلتيــة في

الديات. )عليــه الســالم(هللامثل ما عن إبــراهيم بن عمــر، عن أبي عبــد ا

)عليــه الســالم( قضى أمــير المؤمــنين قال: في رجــل ضــرب رجال بعصى فذهب سمعه وبصره ولسانه وعقله وفرجه وانقطــع جماعــه

.(1)وهو حي بست ديات فقد ذهب غير واحد إلى أنــه جــاز للمجــني عليــه،وإن كان خطأ أخذ دياتها أجمع، ولو كانت أضعاف الدية، وال ينتظر بــه حــتى يظهــر االندمال أو السراية، إلطالق األدلة، ولكن عن الشيخ في المبســوط وابن البراج والعالمة في التحرير واإلرشاد والشهيد في غاية المراد واألردبيلي أنه يقتص على دية النفس المعلوم اســتحقاقها على كــل

حال حتى يندمل ثم يستوفى الباقي أو يسري فيكون له ما أخذه. وفي المسالك إنه األشهر، وفي مجمــع البرهــان إنــه المشــهور، وفي المبسوط إنه الــذي يقتضــيه مــذهبنا، وفي الشــرائع إنــه أولى، على ما حكي عن بعضهم، ألن دية الطــرف تــدخل في ديــة النفس، وألنه لو اندمل بسرعة لم تكن له تلك الدية، مثال ضربه على رأســه فذهب نور بصره وسمعه وعقله، فإنه من المحتمــل أن يمــوت بعــد أسبوع فيكون له دية واحدة، ومن المحتمل أن يشــفى عينــه وأذنــه

فله

. 1 ح6 الباب 280 ص19( الوسائل: ج?)1428

Page 429: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

دية واحدة لعقله، فكيف يمكن للمجني عليه أخذ ثالث ديات.ويدل على التداخل والتأخير بعض الروايات: في)عليه السالم(،مثل رواية أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر

رجل ضرب رجال بعمود فسطاط على رأسه ضــربة واحــدة فأجافــه إن كــان المضــروبحتى وصلت الضربة الدماغ فذهب عقله، قال:

ال يعقل منها أوقات الصالة، وال يعقل ما قال، وال ما قيــل لــه، فإنــه ينتطر به سنة، فإن مات فيما بينه وبين السنة أقيد بــه ضــاربه، وإن لم يمت فيما بينه وبين الســنة ولم يرجــع إليــه عقلــه أغــرم ضــاربه

، قلت: فما ترى لــه في الشــجه شــيئا،الدية في ماله لذهاب عقله ال، ألنه إنما ضرب ضربة واحدة فجنت الضربة )عليه السالم(:قال

الحديث. (1)جنايتين فألزمته أغلظ الجنايتين، وهي الدية ،)عليــه الســالم(وفي رواية أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفــر

قال: قلت له: جعلت فداك مــا تقــول في رجــل ضــرب رأس رجــل ، قلت:عليــه الديةبعمود فسطاط فأمــه حــتى ذهب عقلــه، قــال:

فإن عاش عشرة أيام أو أقل أو أكثر فرجع إليه عقلـه ألــه أن يأخــذ الحديث. (2)ال، قد مضت الدية بما فيهاالدية، قال )عليه السالم(:

وسيأتي تمـام الكالم في ذلـك في كتــاب الـديات، وقـد ورد في جملة من روايــات الســمع والشــعر والعقــل والعين والحيض اعتبــار

الصبر سنة، مما يؤيد قول المشهور. والظاهر اتحــاد حكمي الديــة والقصــاص، ألن أحــدهما بــدل عن

اآلخر، ولظهور األدلة في ذلك، وهذا هو األقرب. وتمسك القول اآلخــر بــاإلطالق ال وجــه لــه بعــد األدلــة الخاصــة

المعتضدة بالشهرة المحققة. ــة، وإال ــاب الغلب ــنة من ب ــدير بالس ــال إن التق نعم يمكن أن يق

فالمعيار اتباع

. 1 ح7 الباب 281 ص19( الوسائل: ج?)1. 2 ح7 الباب 281 ص19( الوسائل: ج?)2

429

Page 430: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الموازين الطبية مما يطمأن إليها في االنــدمال ونحــوه كرجــوعالعقل ونور البصر.

وفي السراية، قال في الجواهر: ثم على القــول بتعجيــل األخــذ إن حصلت السراية يجب إرجاع الزائد عن ديــة النفس، ومــا انــدمل

من الجراح لما عرفته من الدخول. ــه أراد ثم إن المسالك ذكر قوال ثالثا، وظاهره أنه للخاصة، ولعلــيء به المبسوط، ألنه ربما يحكي عنه، وهو عدم جواز المطالبة بش أصال، لعدم االســتقرار إال بعــد االنــدمال، وال وجــه لــه بعــد المــتيقن

بشيء. ولو أخذ الزائد فظهرت الزيادة أرجع، ولــو أخــذ النــاقص فظهــر النقص استوفى، مثال ضربه فأذهب ســمعه وبصــره فأخــذ ديــتين ثمــو أضــيف إلى رجع أحدهما إليه، فإنه يسترجع الجاني دية واحدة، ول

سمعه وبصره لسانه أخذ المجني عليه دية ثالثة كما هو واضح. ولو ضربه فعمي فأعماه المجني عليه فرجع نور بصــر المجــني عليــه، كــان للجــاني الديــة بعــد إخــراج أرش العمى المــوقت الــذي أصاب المجني عليه، هذا إذا أعماه المجني عليه خطأ، أما إذا أعماهــدم عمدا في وقت ليس له أن يعميه، مثل قبل السنة وقبل تيقن ع البرء، فال يبعد أن يكون للجاني أن يعمي المجني عليه، إلطالق أدلةــه لم يكن ــني علي ــاني للمج ــاء الج ــروض أن إعم ــاص، والمف القص

ليستحق القصاص ألنه كان موقتا. وعلى أي حال، فالعمى الموقت لــه أرش بال إشــكال وال خالف،

بل األرش ثبت في ما دون ذلك. إنقال: ،)عليه السالم(هللاففي رواية أبي بصير، عن أبي عبد ا

صــحيفة فيهــا كــل حالل، قلت: وما الجامعــة، قــال: عندنا الجامعة وحرام، وكــل شــيء يحتــاج إليــه النــاس حــتى األرش في الخــدش،

ــاوضرب بيده إلي فقال: أتاذن يا أبا محمد ، قلت: جعلت فداك إنم. (1)حتى أرش هذااأنا لك فاصنع ما شئت، فغمزني بيده وقال:

. 1 ح48 الباب 271 ص19( الوسائل: ج?)1430

Page 431: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــانا أقول: أراد اإلمام )عليه السالم( بيان أنه إذا غمز إنسان إنسبدون إذنه ولو بالفحوى، كان في غمزه األرش.

ــيئا هذا، ولكن ال يبعد عدم استرجاع الجاني من المجني عليه ش إذا كان البرء بعد ســنة، لمــا رواه الكليــني والصــدوق في الصــحيح، هللاعن سليمان بن خالد، قال: ســألت أبــا عبــد ا )عليــه الســالم( عن

يؤجــلالعين يدعي صاحبها أنه ال يبصر شيئا، قال )عليــه الســالم(: ، قــال:ســنة ثم يســتحلف بعــد الســنة أنــه ال يبصــر ثم يعطى الدية

. (1)هللاهو شيء أعطاه ا إياهقلت: فإن هو أبصر بعده، قال: هذا بعض الكالم في المسألة.

هللاوسيأتي في كتاب الديات بعضه اآلخر إن شاء ا تعالى.

. 5 ح8 الباب 283 ص19( الوسائل: ج?)1431

Page 432: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))كيفية القصاص في الجراح(( قال في الشرائع: )وكيفية القصاص في الجــراح(:ــ 6)مسألة

أن يقــاس بخيــط وشــبهه ويعلم طرفــاه في موضــع االقتصــاص، ثم يشق من إحدى العالمتين إلى األخرى، فإن شــق على الجــاني جــاز

أن يستوفي منه أكثر من مرة( انتهى. أقول: كل ذلك من بــاب المقدمــة، كمــا أن االســتيفاء في أكــثر من مرة حسب إطالق األدلة، ولذا يجوز ذلك حتى إذا لم يشق على الجـــاني في مـــرة، وهـــل للجـــاني أن يطلب المـــرة أو المـــرتين،

احتماالت: أن يكــون لــه ذلــك، ألصــالة عــدم تســلط غــيره على نفســه إال بمقدار الحق، ومقدار الحق أصل القصــاص ال خصوصــياته، ولــذا إذا طلب بآلة خاصة أو في وقت خاص أو في مكان خاص كان مقتضى

األصل ذلك. وأن يكون بنظر الحــاكم، ألنــه المكلــف بــإجراء القصــاص، ممــا

الزمه اإليكال إلى نظره في الخصوصيات. وأن يكون بنظر المجني عليه، ألن الحق له، فله اســتيفاؤه بــأي

شكل أراد، واألوسط أوسط، وإن كان األول أقرب. ومنه يعلم حكم ما لــو تعــدد الجــراح، فــأراد أحــدهم تعــدد وقت

القصاص وأراد اآلخر وحدته، إلى غير ذلك من الخصوصيات. أما ما ذكره الجواهر من أنه )يحلق الشــعر الــذي على المحــل، إن كــان عليــه شــعر يمنــع من ســهولة اســتيفاء المثــل، وأن يربــط الرجـــل الجـــاني على خشـــبة أو غيرهـــا بحيث ال يضـــطرب حالـــة االستيفاء( انتهى، فإن كان شيء له مدخلية في القصاص، فال شــك في لزومــه، وإال كــان من الرفــق المســتحب شــرعا كمــا تقــدم في

كتاب الحدود. وقد تقدم هناك مسألة جواز أن يشرب الجاني مرقدا أو مخدرا أو ما أشبه حتى ال يشعر بألم الحد والقصــاص، أمــا أن يشــرب بعــد إجراء القصاص فالظاهر أنه ال بأس به لألصل بعد عدم الدليل على

العدم. ثم إنه إن زاد المقتص في جرحه الضــطراب الجــاني فال شــيء

عليه، الستناد التفريط إلى نفس الجاني.

432

Page 433: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

نعم إن رأى المقتص اضــطرابه بمــا ال يــؤمن ذلــك، لم يجــز لــه االقتصاص في هذا الحال، ولو اقتص في هــذا الحــال كــان كمتعمــد

الزيادة في وجوب القصاص عليه.ــا وكذا الحكم في الفروع الثالثة ما إذا اقتص من مكان آخر، كم إذا أراد أن يصلم أذنه فجرح رقبته مثال، وعلى هـذا فاألحكــام ثالثـة:ــا أشــبه، ــد وم ــه في العم ــه أو تخلف القصــاص على المقتص لزيادت والدية في غير العمد إن كان المقتص السبب، وعدم شيء إن كــان

اضطراب الجاني ونحوه بما كان السبب أقوى من المباشر. ولو اختلفا في قصده العمد أم ال، كان القول قول المقتص مــع يمينه، كما ذكره الجواهر، ألن ذلــك مــا ال يعــرف إال من قبلــه، وهــو

منكر فعليه اليمين، وألن الجاني إذا ترك ترك، إلى غير ذلك. ثم الظـــاهر كمـــا عن المبســـوط، وفي الجـــواهر، أن الزيـــادة موضحة جديدة كاملة، ألن الزيادة جنايــة وليســت من جنس األصــل فلهــا حكمهــا، ال كمــا عن الكــركي من أن الجميــع موضــحة واحــدة حقيقة فتقسـط ديتهـا على األجـزاء فيلزمـه مـا قابــل الزيـادة منهـا

حسب. وتظهر الثمــرة بين القــولين في الديــة كمــا ال يخفى، ولــو شــك فاألصل عدم الزيادة عن قدر النســبة، فيكــون كمــا ذكــره الكــركي، وحيث إن الظاهر لزوم مالحظة قدر عمق الجرح كما ســيأتي، فــإنــر في العمــد، زاد المقتص عمــدا أو ســهوا، كــان األرش مــع التغري

ويحتمل االقتصاص في الزيادة من ظاهر الجلد على إشكال. نعم إذا كان في بدنه جرح مثله يمكن تعميقــه جــاز االقتصــاص،

لشمول )الجروح قصاص( لمثله.

))الرفق في القصاص(( ثم إن في قصاص الطرف أو الجرح األفضل أن يالحــظ األرفــق

بالجاني من حيث الحر والبرد، كما تقدم في كتاب الحدود. ــه إما إجراؤه في وقت يخشى من السراية ونحوها فال يجوز، ألن ال حق للمجني عليه في الزيادة المحتملة المحرمة شرعا، ألنه إيذاء

ال دليل عليه.

433

Page 434: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــادة، اللهم إال إذا ــان، إذ ال زي ــية للزم نعم في النفس ال خصوص كان في وقت شديد الحر، بحيث إن القصاص يــوجب تعفنــه وهتكــه بعد الموت، بخالف ما لو آخر قليال إلى برد الليل مثال، أو إلى مكــان

أبرد وهم في طريقهم إليه، إلى غير ذلك من األمثلة. وال يجوز االقتصاص بحديدة كالة توجب أذيــة أكــثر أو مســمومةــة ــوجب أذي كــذلك، ســواء في الطــرف أو النفس إذا كــان الســم ي القتيل أكثر، أو يوجب تفسخ جسمه وما أشبه، وقد تقدم الكالم في

ذلك في مسألة القتل. نعم إذا جنى بحديدة كالة أو مسمومة جاز المقابلــة بالمثــل من باب )فاعتدوا عليه بمثل ما اعتــدى عليكم( في مــا لم يــوجب مثلــة

ونحوها، للنهي عن المثلة ونحوها، كما تقدم في النص والفتوى. وإذا قلع عينه أو أذنه أو أنفه بيده أو بآلة جازت المقابلة بالمثــل بقلعها باليد وباآللة، لصدق المثــل في القلــع باآللــة إذا لم تكن أكــثر أذية، وكذا العكس إذا قلعها الجاني باآللة جاز القلع باليد إذا لم تكن

اليد أكثر أذية. والحاصل تجوز المقابلة بالمثــل، كمــا أن األفضــل األســهل كمــاــالك يفهم من الشرائع والقواعد وكشف اللثام والجواهر، بل والمس حيث سكت على المتن، أما إذا اقتص باألصعب فالظاهر استحقاقه التعزير كما في الجواهر، ألنه تعد ال يستحقه الجاني فما عن كشف اللثام من أنه ال يستحق عليه تعزيرا وال تأديبا ال وجــه لــه، وإن كــان

ربما يستدل له بإطالق األدلة، إال أن اإلطالق منصرف بال إشكال.

434

Page 435: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

)) أمور ال تالحظ في القصاص(( ال إشكال وال خالف في أنه ال يالحظ في قصاص(ـ: 7)مسألة

ــزال والســمن، وال ــير عمــرا وجســما، وال اله النفس الصــغير والكبالممراض والصحة، إلى غير ذلك، إلطالق األدلة، بل عليه اإلجماع.

وكذلك ال يالحظ في قصــاص العضــو أو القــوة، فــاألذن واألنــف ــا واللسان والعين وغيرها تقابل بأمثالها، وإن كان أحدها أصغر حجم أو أقل قوة، مثال إذا كان نور بصر المجــني عليــه قليال ونــور البصــر الجاني كثيرا يقتص منه له، وذلك إلطالق األدلـة، بـل يمكن تحصـيل

اإلجماع عليه. أما الجراحات، فلــو كــانت مســاحة الجراحــة في المجــني عليــه تستوعب عضو الجاني وتزيد عليه لصــغره، لم يخــرج في القصــاص إلى العضــو اآلخــر، وال يجــرح ذلــك العضــو جرحــا آخــر كي يســاوي الجنايــة، كمــا ذكــره الشــرايع والجــواهر بالنســبة إلى الفــرع األول،

والمسالك بالنسبة إليهما، بل في األخير: بال خالف أجده فيه. وذلك لوضوح عدم صدق القصاص على كال األمــرين، فــإذا كــان جرح جبهته بمقدار طول إصبع وكانت جبهة الجــاني بمقــدار نصــفها لم يكن يجرمها جرحين كل واحد بمقــدار نصــف اإلصــبع، وال جرحــه بمقدار إصبع مبتــدئا بجبهتــه منتهيــا إلى بعض رأســه ألنــه ال يســمى قصاصا، فإذا جرح المجني عليه الجاني بمقدار عرض جبهتــه ســميقصاصا كامال وإن كانت جبهة الجاني أصغر من جبهة المجني عليه.

وهــل بالنســبة إلى القــدر الزائــد تؤخــذ الديــة بالنســبة كمــا هــو المشهور، فإذا كانت موضحة وكان قدر الممكن نصف قدر الجميع، أعطى الجاني نصف دية الموضحة بعد االقتصاص من الجاني بقــدر النصف الممكن وهكذا، ألن المقام كما لو قطــع نــاقص اإلصــبع يــدا

كاملة حيث تقطع يده ويؤخذ منه أرش األصابع الناقصة. ولو لم يكن للجرح دية مقدرة أعطى المجروح مــا قابــل الزائــد مما تقتضيه الحكومة، أو يكتفي بالمقدار الممكن فال أرش عليه مع

الجرح الذي يجرح قصاصا، إذ ال فرق بين الجرح وبين قصاص

435

Page 436: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــال األذن ــاني في قب ــا أن األذن الصــغيرة من الج العضــو، فكم الكبيرة من المجني عليه، كذلك الجرح في األذن الصغيرة مستوعباــيرة مســتوعبا طــول ــال الجــرح في األذن الكب طــول األذن في قب

األذن.أو أن المقام مما يتعذر فيه القصاص فالمرجع الدية.

أو يخير المجني عليه بين القصاص الممكن وبين الدية. احتماالت، وإن كان الثاني أقــرب للصــدق، فكمــا يصــدق كمــال القصاص بالنسبة إلى قطع العضو، يصدق بالنسبة إلى قدر الجراحة عرفا، وال تهم الشهرة على القــول األول بعــد وضــوح أنهــا مســتندة

إلى اجتهاد غير ثابت عندنا صحته. وما اســتدل بــه الجــواهر لــرد هــذا الوجــه من أن المســاحة في الشجاج عندنا كاالسم في األطراف، فال يتحقق تمــام القصــاص بهــاــاص إال بمراعاة المساحة فيها، بخالف اليد مثال الصادق تحقق القص فيها بقطعها صغيرة أو كبيرة، غير واضح الوجـه، إذ كمــا يصــدق في العضو يصدق في الجرح، فكما إذا قطــع الكــف كــان القصــاص في قطع كفه، كذلك إذا جـرح كـل الكـف بـأن كشـط جلـدها مثال، كـان القصاص في كشط جلد كفه، وكذا إذا جرح كفه من أصول األصـابع إلى الزند، كان القصاص في جرح كفه من غير فرق بين تســاويهما

أو اختالفهما. نعم في ما كان يمكن مالحظة الطول والعرض ال يصــدق كمــال

القصاص إال بمالحظة قدر المساحة بدون زيادة أو نقيصة. ومنه يعلم العكس، وهو ما إذا كــانت كــف الجــاني أوســع، لــزم كشط كل جلدها أو جرحها في كل طولها في قبــال المجــني عليــه، ولو كانت كــف المجــني عليــه أقــل مســاحة، إذ ال يصــدق القصــاص الكامل إال بذلك، والفارق بين إمكان مالحظــة المســاحة وبين عــدم

إمكانها العرف، حسب ما يستفاد من النص. وبما ذكرناه يظهــر اإلشــكال في كلمــات كثــير منهم، كالشــرائع

والقواعد و

436

Page 437: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

المسالك وكشف اللثام والجواهر وغيرهم. ــة في ثم إنه لو فعل الجرح الواحد جرحين، كالهاشمة والمأموم مكانين، أو جــرح وجهــه ورأســه بضــربة واحــدة، كــان لكــل حكمــه،

إلطالق أدلتهما، كما صرح به غير واحد. فلو أهوى إليه بالسيف فأطار أذنه ووضح رأســه وجــرح وجهــه، كان له ثالثة أمور وهكذا، فإذا كان لبعضها القصاص ولبعضــها الديــة

هللاولبعضها الحكومة كان للمجني عليه كل ذلك، وا العالم.

437

Page 438: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا ألصق العضو بعد القصاص(( لو قطع أذن إنسان فــاقتص ثم ألصــقها المجــني(:ـ 8)مسألة

عليه، فهل للجاني إزالتها، كما في الشرائع بــل قــال في المســالك: قال المصنف وجماعة بذلك، أو ليس له ذلك، كما يظهــر من عبــارة

المسالك المتقدم قول بذلك، احتماالن. ،)عليــه الســالم(األول: لموثقة إسحاق بن عمار، عن أبي جعفر

إن رجال قطع من بعض أذن رجل شــيئا فرفــع ذلــك إلى عليقال: فأقاده فأخذ اآلخر ما قطع من أذنــه بدمــه فــالتحمت)عليه السالم(

فاســتقاده، فــأمر بهــا وبرئت، فعاد اآلخــر إلى علي )عليــه الســالم( إنمــا يكــون)عليــه الســالم(:فقطعت ثانية، وأمر بها فدفنت، وقــال

. (1)القصاص من أجل الشين )عليــههللاورواه الصدوق في المقنع، عن إسحاق، عن أبي عبــد ا

.(2)السالم( وربما علله بعضهم بأنها نجســة ألنهــا ميتــة وال يصــح حملهــا في

الصالة. والثاني: لألصل بعد حصــول االقتصــاص بــالقطع األول، ومــا فيــل الرواية محمول على خصوصية في المورد، إذ ليس القصاص ألج الشــين، فهي علــة اســتحبابية، وإال لــزم الجــرح ثانيــا إذا بــرأ جــرح المقتص منه بمــا زال أثــره، ولم يــبرأ جــرح المجــني عليــه بمــا زال

أثره، ومن المستعبد جدا أن يقول به أحد. أما التعليل بالنجاسة في كلمات بعض الفقهاء، فــيرد عليــه أنهــا إن اتصلت لم تكن ميتة، ولو فرض الموت كان من المحمول، وفي قطعه عسر وحرج، بل ربما كان في الكافر وهو ال يصلي ويقر على

دينه في مثل الكتابي. لعمــر ثم إنه يؤيد الثاني ما تقدم من قول علي )عليــه الســالم(

في إرادته قتل الجــاني ثانيــا: إنــه يقتص من ولي المجــني عليــه ثم يقتله، إذ يكون معنى ذلك أن المجني عليه قطع أذن الجاني مــرتينفي قبال قطع الجاني أذنه مرة، كما يؤيده أيضا ما تقدم في رواية

. 1 ح23 الباب 139 ص19( الوسائل: ج?)1. 184( المقنع: ص?)2

438

Page 439: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

سليمان بن خالد، في من أعمى إنسانا فاخذ الدية ثم رجع نــور. (1)هللاهو شيء أعطاه ا إياه :)عليه السالم(بصره، قال

وقد ســبق أن الظــاهر وحــدة الحكم في الديــة والقصــاص، ألن فاعتــدوا عليــهأحدهما بدل عن اآلخر، هذا باإلضــافة إلى أن ظــاهر

ونحــوه يؤيــد االحتمــال الثــاني، وال أقــل منبمثل ما اعتدى عليكم الشك الدارئ للحد، وقــد عــرفت مكــررا أن المــراد بالحــد أعم من

القصاص.ــأ وهل يقول القائل باألول فيما إذا أخذ الدية صلحا، أو ألنه أخط في قلع أذنه ثم أعاد أذنه، إنه يعيد الدية، وهل يقول بذلك في سائراألعضاء، كما إذا بتر كفه أو جدع أنفه أو قلع عينه أو ما أشبه ذلك.

نعم قال في الشرائع والجواهر: )وكــذا الحكم لــو قطــع بعضــها كشــحمتها أو غيرهــا، ضــرورة عــدم الفــرق بين الكــل والبعض في

جميع ما ذكرنا( انتهى. ثم إنــه ال يمكن االلــتزام بإبقــاء الشــين حــتى في األذن، ولـذا ال ينبغي اإلشكال في جـواز أن يجعـل مكـان أذنــه مصـنوعا، أو مكــان شعره الذي نتفه الجاني شعرا صناعيا، وكذا مكــان ســائر مــا قلعــه

كالسن ونحوها. ولو وضع المجني عليه أذنــه المقطوعــة مكانهــا، ففي الجــواهرــكافي... )لم يسقط بذلك القصاص، بال خالف أجده فيه إال من اإلس فليس له حينئذ االمتناع حتى تزال، كما عن المبســوط والتهــذيب...ــين، لم يكن بل لو قلنا للجاني حق اإلزالة باعتبار المساواة في الشــر من ــا يظه له االمتناع من القصاص الذي تحقق مقتضيه بذلك، فم

. (2)بعض الناس من تفريع ذلك على القولين في غير محله( أقول: بل الظاهر ذلك، إذ ظاهر الروايــة أنــه كمــا شــانه منظــر المجني عليه لزم شين منظر الجــاني، هــذا باإلضــافة إلى مــا تقــدمــزة في من من بعض الروايات المناسبة، لما ذكرناه كرواية أبي حم

بعــدم حقــه)عليــه الســالم( ذهب عقله بالضرب ثم رجع، حيث قال في أخذ الدية

. 5 ح8 الباب 283 ص19( الوسائل: ج?)1. 365 ـ 364 ص42جواهر الكالم: ج (?)2

439

Page 440: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وعليه، فالالزم إعطاء الجاني للمجـني عليـه الديـة مــع تعزيـره، ألنه فعل حراما فإن أدلة القصاص والدية منصرفة عما إذا رجــع مــا

فقده المجني عليه، خصوصا إذا كان بعد مدة يسيرة. ثم إذا ألصق المجني عليه أذن نفســه بعــد قطعــه أذن الجــاني، فهل للجاني طلب إزالتها، الظاهر ال، لألصل، والفحــوى المســتفادة

من رواية الشين ليست بقوة إثبات الحكم. ومما تقدم تعرف أنــه لــو وضــع الجــاني مكــان ســنه المقلوعــة قصاصا سنا من حيــوان أو اصــطناعية بحيث لم يبــق الشــين، وكمــا كان المتعارف حــتى في زمــان األئمــة )عليهم الســالم( حيث كــانوا يصنعون أســنان الحيوانــات مكــان ســنهم الســاقطة، لم يكن بــذلك

بأس. ولو قطع الجاني األذن كال أو بعضــا بحيث بقيت معلقــة بجلــدة، فالكالم في القصــاص والديــة كمــا في مــا إذا قطعهــا بالكليــة، وفي مسألة إرجاع الجاني أو المجني عليه إياهــا يكــون الحكم كالســابق،

لوحدة األدلة إطالقا أو مناطا في كلتا المسألتين.

440

Page 441: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))القصاص في العين(( يثبت القصــاص في العين كتابــا وســنة وإجماعــا،(:ـ 9)مسألة

ولو كان الجاني أعور خلقة أو بآفة سماوية أو بجناية، لعموم األدلة،وإن كان لو اقتص منه عمي.

ــأ)عليه السالم(:قال محمد بن قيس، قلت ألبي جعفر أعور فق الحق، قال: قلت: يبقى أعمى، قال: تفقأ عينهعين صحيح، قال:

. (1)أعماه ســألته عن)عليــه الســالم(،هللاوفي روايــة أبــان، عن أبي عبــد ا ، قلت: فيكــونتفقــأ عينهأعــور فقــأ عين صــحيح متعمــدا، قــال:

.(2)الحق أعماهأعمى، قال: رواهمــا الكليــني والشــيخ، ويكفي بمثــل روايــة الكليــني حجــة،ــا عن ــاق على الحكم، وم ــواهر من االتف ــا في الج ــافة إلى م باإلض الخالف من أن على الحكم إجماع الفرقة وأخبارها، ويؤيده ما تقدم من قطع األيدي واألرجل في القصاص ألنه حــق النــاس، بخالف مــا

هللاإذا كان حق ا حيث تقطعان من خالف فراجع. ومنه يعلم حكم ما إذا كان له نور بصر واحد، أو قوة سمع واحد أو ما أشبه، حيث إنه يقتص منه وإن أورث ذلك عمــاه أو صــممه أو

ما أشبه ذلك. وإذا كان له عينان فقلع عيني الصحيح، أو عينا واحدة منه اقتص منه نصا وإجماعا، وكذا إذا كان أعور وقلع عين أعــور اقتص منــه بال

إشكال وال خالف، ويشمله عموم األدلة. ولو انعكس الفرض األول، ففقــأ الصــحيح عين األعــور خلقــة أوــه، بال ــع عين ــه بقل ــان لألعــور أن يقتص من ــة من ا ســبحانه، ك هللابآف إشكال وال خالف، بــل عليــه اإلجمــاع، باإلضــافة إلى إطالق الكتــاب

والسنة. كما إنه ال إشكال في أنه ليس لألعــور أن يفقــأ عيــني الصــحيح، ألنه أكثر من حقه، وكون األعور عمي وإن كان مســتندا إلى الجــزء

األخير من العلة، إال أن ذلك ال يوجب شمول أدلة القصاص له.لكنهم اختلفوا في

. 5 ح276 ص10، والتهذيب: ج3 ح319 ص7( الكافي: ج?)1. 4 ح267 ص10، التهذيب: ج9 ح321 ص7( الكافي: ج?)2

441

Page 442: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أنه هل لألعور أن يأخذ نصــف الديــة من الجــاني، باإلضــافة إلى فقــأ األعــور عينــا واحــدة منــه أم ال، قــال بالعــدم المفيــد والخالف والحلي والتحرير كما حكي عنهم، وذلك لألصل بعــد أنــه اقتص منــه

بقلع عينه. وقال بالرد المشــهور، كالنهايــة والمبســوط والوســيلة والجــامع واإليضاح وغايــة المــراد والمقتصــر والمقنــع والمهــذب البــارع وأبي علي والقاضي والطبرسي والصهرشتي، بل والمفيــد وأبي الصــالح،ــافع وحواشــي وعن المختلــف نفي البــأس عنــه، بــل مــال إليــه الن الشهيد، والروض والروضة، والمفاتيح والرياض على مــا حكي عنهم الجواهر، وذلك لألحاديث الدالة على ذلك الذي ال يدع مجاال لألصــل

ونحوه. )عليــه الســالم(:ففي صــحيح محمــد بن قيس، قــال أبــو جعفــر

في رجــل أعــور أصــيبت عينــه)عليه السالم( قضى أمير المؤمنين الصحيحة ففقأت، أن تفقــأ إحــدى عيــني صــاحبه ويعقــل لــه نصــف

. (1)الدية، وإن شاء أخذ دية كاملة ويعفى عن صاحبههللاوخبر عبد ا بن الحكم، عن أبي عبد ا ســألته)عليه الســالم(،هللا

عليه الدية كاملة، فــإن شــاءعن رجل صحيح فقأ عين أعور فقال: الــذي فقئت عينــه أن يقتص من صــاحبه، ويأخــذ منــه خمســة آالف

. (2)درهم فعل، ألن له الدية كاملة، وقد أخذ نصفها بالقصاص في عين األعــور)عليــه الســالم( قضى أبو جعفر وخبر المقنع:

إذا أصــيبت عينــه الصــحيحة ففقئت، أن يفقــأ عين الــذي فقــأ عينــه. (3)ويعقل له نصف الدية، وإن شاء أخذ الدية كاملة

. 2 ح27 الباب 252 ص19( الوسائل: ج?)1. 4 ح27 الباب 253 ص19( الوسائل: ج?)2. 1 ح12 الباب 264 ص3( المستدرك: ج?)3

442

Page 443: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

في: )عليه السالم(ويؤيد ذلك ما رواه العجلي وأبو بصير، قال . (1)عين األعور الدية

بل في المسالك، وعن الخالف والغنية والمختلف وغاية المــرادوالمهذب والبارع والرياض اإلجماع عليه.

ــل ولو قبل الصحيح أن يفقأ األعور كلتا عينيه لم يجز، ألنه ال دلي عليه، وكمال الدية ال يجوز ذلك بحجة أنها بــدل عنــه، فاألصــل وهــوــتر عدم تسلط اإلنسان على قلع إحدى عينيه كعــدم تســلطه على ب

أي عضو من أعضائه محكم. نعم لو كان مريضا يريــد بنفســه أن يقلــع إحــدى عينيــه لم يبعــد جواز ذلك، ألنه ال دليل على المنع حينئذ، وال يبعد التعــدي من مــورد الرواية إلى ما كان ذهب نور إحدى عينيه، فــأذهب الجــاني الصــحيح

نور عينه األخرى. هذا تمام الكالم فيما إذا كــان قــد ذهبت إحــدى عيــني األعــور ال

بجناية جان. أما إذا كان قد ذهبت إحدى عينيه بجناية جان ولــو كــان الجــانيــة، وفي نفسه كأن قد قلع عينه بنفسه، فالظاهر أن فيه نصــف الدي الجواهر ذكر في ما لو ذهب بجناية جان أنه بال خالف أجده فيه، بــل عن الخالف والغنيــة اإلجمــاع عليــه، وعن ديــات كشــف اللثــام إنــه

اتفاقي. أقول: وذلـك إلطالق أدلــة أن فيهــا نصــف الديــة، بعــد انصــراف النصوص السابقة عن مثله، وإال لزم أن يحصل على دية ونصف، أو

على قصاص ودية كاملة، وكالهما خالف النص والفتوى. ومنه يعلم ما لو قلع بنفسه عين نفسه، إذ قــد اســتوفى بنفسـه

نصف دية عينه فال دية كاملة له على اآلخرين.ــدم ولو شك في أنها هل ذهبت بجناية جان أو خلقي، فاألصل عــارج عن زيادة الدية، إلطالق أدلة نصف الدية، ويشك في أنه فرد خ

ذلك اإلطالق. وهل التخيير لألعور بين أخــذ الديــة كاملــة وبين القصــاص بأحــد

العينين

. 3 ح27 الباب 252 ص19( الوسائل: ج?)1443

Page 444: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وأخذ نصف الدية، أو أن لــه القصــاص، وإنمــا لــه أخــذ الديــة إذارضي الجاني، احتماالن:

ذهب إلى األول غير واحد، بل قيل إنه المشهور بين المتقــدمين حــتى كــاد أن يكــون إجماعــا منهم، بــل عن الخالف اإلجمــاع عليــه،

وذلك لظاهر النص المخير بين األمرين. وعن آخرين الثاني، للقاعدة العامــة بــأن العمــد فيــه القصــاص،ــة بالتراضــي لظــاهر اآليــة والروايــة، ومــا تقــدم في قصــاص والدي النفس، وهذا هـو األقـرب، وإن أفـتى الجـواهر بـاألول، لظـاهر نص

التخيير الذي ال داعي إلى حمله على صورة التراضي. وفيــه: إن ظــاهر النص كظــاهر أغلب نصــوص الــديات وارد في مقام كميــة الديــة، ال في مقــام هــذه الخصوصــية، وإال لــزم القــول بــالتخيير في غــالب بــاب الجنايــات، وعليــه فظــاهر أدلــة القصــاص

محكمة في الكل. وإن شئت قلت: إن إطالقهــا ليس من هــذه الجهــة، مثــل عــدم

لموضع عض الكلب.(1)فكلوا مما أمسكن عليكمإطالق ولو قلع عينا عمياء وقائمة فال قصاص من العين الصحيحة، ألنها

هللاليست مثلها، بل فيها ثلث الدية، كما ســيأتي في محلــه إن شــاء اتعالى.

ــاص ــه القص ــني علي ــاز للمج ــذلك ج ــالع عين ك ــان للق ــو ك ولللمشابهة، فيشمله إطالق األدلة.

ــوالء ــحيحة والح ــاص بين الص ــوت القص ــرق في ثب ــه ال ف ثم إنــور البصــر والعمشاء والخفشاء والجهراء والعشياء، ومن له نصف ن أو أقل أو أكــثر، والجاحظــة، إلى غيرهــا من آفــات العين، كمــا ذكــر بعضها بعضهم، وذلك إلطالق األدلة، فالتفاوت بينهمــا كالتفــاوت بين الهزيل والسمين، والصــغير والكبــير في قصــاص النفس، إذ الحــول االعوجاج، والعمش خلــل في األجفــان يقتضــي ســيالن الــدم غالبــا،ــد والخفش صغر البصر عن المتعارف، والجهر عدم البصر نهارا، ض

العشاء الذي هو عدم البصر ليال، والجحظ نتو العين.

.4( سورة المائدة: ?)1444

Page 445: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ثم إنه لو جنى عليه فأذهب نور العين مــرة وقلــع الحدقــة مــرة ثانية، كان له نصــيبه من الديــة على األول وثلثهــا على الثــاني، ولــو أذهب ضوء العين دون الحدقــة، فــإن لم يكن القصــاص ألنــه تغريــر

بعضو آخر كانت الدية، كما سيأتي في كتاب الديات. وإن أمكن توصل إلى إذهاب نورها بكل وجه ممكن، الــتي منهــا هللاما في رواية رفاعة، عن أبي عبد ا )عليه السالم( قال: إن عثمــانــا وهي أتاه رجل من قيس بمولى له قد لطم عينه فأنزل المــاء فيه قائمة ليس يبصر بها شيئا، فقال: أعطيك الدية فأبى، قال: فأرســلــة بهما إلى علي )عليه السالم( وقال: احكم بين هذين، فأعطاه الديــد فأبى، قال: فلم يزالوا به يعطونه حتى أعطوه ديتين، فقال: ال أري

بمــرآة فحماهــا ثم إال القصاص، قــال: فــدعى علي )عليــه الســالم( دعى بكرسف فبلــه ثم جعلــه على أشــفار عينيــه وعلى حواليهــا ثم استقبل بعينه الشمس قال: وجاء بالمرآة، وقال: انظر فنظر فذاب

. (1)الشحم وبقيت عينه قائمة وذهب البصر وقــد رواهــا الكليــني والشــيخ، وقــال في المســالك بــأن ضــعف

سندها يمنع من تعين االستيفاء بهذا النحو. أقــول: بــل الروايــة ال تــدل على التعين بنفســها، فــإطالق أدلــة القصاص محكمة، ولذا قال الشيخ في محكي المبســوط: يســتوفي بما يمكن من حديدة حارة أو دواء يذر من كافور وغيره، إما مــا في الروضة من أن االستيفاء بهذا الوجه هــو المشــهور، بــل عن الشــيخ في الخالف أن عليــه إجمــاع الفرقــة وأخبــارهم، البــد وأن يــراد بهــاــأخرين ــذا كــان المشــهور بين المت االســتيفاء ال تعين االســتيفاء، ول

االستيفاء بأي نحو كان، وأن ما ذكر في الرواية نحو منه. ثم ال يبعد أن المراد بالمرآة ما كانت من النوع الذي يجمع النورــوري حــارق، ــورة حــتى يكــون عكســها للشــمس في خــط ن في ب

حماها بالنــار لســرعة جمعهــا)عليه السالم( إنما والظاهر أن اإلمام لنور الشمس، ثم إن صارت عين المجني عليه بيضاء

. 1 ح11 الباب 129 ص19( الوسائل: ج?)1445

Page 446: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

من جراء نزول الماء، فإن أمكن فعله بالجــاني كــان لــه الحــق، وإال ففي الجــواهر ال شــيء، ضــرورة كونــه كــاختالف صــورة شــجة

المقتص بعد االندمال في الحسن والقبح. أقول: ويمكن القول باألرش في البياض بخالف الشجة، إذ كثرةــا على ــات له ــرض الرواي ــدم تع ــا في الحســن والقبح، وع اختالفهم

كثرتها، تدل على عدم شيء زائد على أصل الدية أو االقتصاص. نعم لو شك كان األصل العدم.

ــراء ــاني من ج ــاف في عين الج ــاض أو االنخس ــار البي ــو ص ول الحرق، فال شيء على المجني عليه، لما تقدم من عــدم ضــمان مــا

يوجبه القصاص والحد نصا وفتوى. نعم لو أحرق الحدقة بدون وضع الكرسف ونحــوه كــانت زيــادة

غير مأذون بها، فعلى المجني عليه القصاص أو الدية. ولو كانت العين للجاني المساوية لعين المجني عليه بدون النور جاز للمجني عليه االقتصاص من عينه األخرى، وقد تقدم الكالم في

ذلك في مسألة من قطع أيادي جماعة. ــيء ثم إنه إن رجع نور بصر المجني عليه بنفسه أو بعالج فال ش للجاني، حيث قــد تقـدم في روايـة سـليمان بن خالـد مــا يــدل على ذلك، كما أنه إذا رجع نور بصر الجاني لم يكن للمجني عليه شــيء، وقد تقدم عدم داللة قصة قطع األذن ثم إلصاقها على لــزوم تكــرار

هللالقصاص، وا العالم.

446

Page 447: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))القصاص في الشعر((ــألة ــ 10)مس ــة(: ــرأس واللحي ــعر ال ــاص في ش يثبت القص

ــد ــرائع والقواع ــره الش ــا ذك ــاجبين، كم ــداب والح ــارب واأله والش والتحرير والشهيد والمسالك والجــواهر وغــيرهم، وإن كــان بعضــهم

لم يذكر إال بعضها، وذلك إلطالق أدلة القصاص ومناطها.ــرأس، أمــا والظاهر تساوي الذكر واألنثى إن كان لهما كشعر الــدم ــاص، لع ــل لم يكن قص ــرأة من الرج ــا الم ــإذا حلقته ــة ف اللحي المشابهة بين شعر لحيته وشــعر رأســها، اللهم إال أن يقــال إنــه من قبيل اليد والرجل، كما تقدم في قطع الرجل باليــد لمن لم يكن لــه

يد، لكنه مشكل في المقام. وإذا ترك شعر جسده كصــدره ويــده وزهــاره، ألنــه نــوع جمــال

عنده أو عند المجتمع، فالظاهر جريان القصاص فيه. وال فرق في النتف والقص والحرق واإلزالــة بالموســى والنــورة وغير ذلك، فإذا أمكن المماثلة فهو وإال كــان لــه اإلزالــة بــاألقرب أو األدون، مثال إن أحرق ولم يمكن الحرق أزال بالموسى، إمــا اإلزالــة باألصعب فال يجوز، كما إذا حلق الجاني فنتــف المجــني عليــه شــعر

الجاني.ــه ــني علي ــه األيمن ولم يكن للمج ــه إن أزال حاجب ــاهر أن والظ حاجب أيمن، جاز للمجني عليه إزالة حاجبه األيسر، لصدق المماثلة

عرفا، كما تقدم في اليدين والرجلين والعينين وغيرها. ويؤيــد القصــاص باإلضــافة إلى المطلقــات ونحوهــا مــا ورد في

الديات بعد ما تقدم من أن الدية بدل عن القصاص. ــال: ،)عليه السالم(هللاففي خبر مسمع، عن أبي عبد ا قضــىق

في اللحيــة إذا حلقت فلم تنبت الديــة)عليه السالم( أمير المؤمنين .(1)كاملة، فإذا نبتت فثلت الدية

ونحوه خبر السكوني. أيضــا،)عليــه الســالم( وفي مرسل علي بن خالد أو حديد، عنــه

قلت له: الرجل يدخل الحمام فيصب عليه صاحب الحمام ماء حــارا. (2)عليه الدية كاملةفيمتعط شعر رأسه فال ينبت، قال:

. 1 ح37 الباب 260 ص19( الوسائل: ج?)1. 2 ح37 الباب 261 ص19( الوسائل: ج?)2

447

Page 448: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

)عليــه الســالم(هللاونحوه خبر ســليمان بن خالــد، عن أبي عبــد ا أيضا.

وفي خبر سلمة بن تمام قال: أهرق رجل قدرا فيها مــرق علىــه ــك إلى علي )علي ــذهب شــعره، فاختصــموا في ذل ــل ف رأس رج

. (1)فأجله سنة، فجاء ولم ينبت شعره فقضى عليه بالدية السالم( وقد تقدم لزوم المهلــة إن كــان مشــكوكا، فــإن علم بأنــه ينبت كــان لــه القصــاص أو األرش، وإن علم بأنــه ال ينبت كــان لــه إزالــة شعره إن لم ينبت أو الدية، وإن علم بأنه ينبت كان له اإلزالة وأخــذ

الفرق، وإن لم يعلم لزم التأجيل أو التصالح. وستأتي بقية الكالم في الروايات ومقــادير الــديات ونحوهــا في

كتاب الديات. ثم إنه لو جنى الجاني فقطع جلد الحاجب أو الوجه أو الرأس أو أشفار العين أو الزهار مثال وكان عليه الشــعر، فالظــاهر أنــه جنايــة واحدة، كما إذا قلع العين، حيث يذهب النور أيضــا، فلــه ديــة واحــدة

وقصاص واحد. ــد نعم إذا لم يكن من الجاني عليه شعر وقلع المجني عليه الجل المجــرد، فهــل على الجــاني الديــة للشــعر أم ال، ســيأتي الكالم في

ذلك في كتاب الديات.

. 3 ح37 الباب 261 ص19( الوسائل: ج?)1448

Page 449: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))القصاص في قطع الذكر(( يثبت القصاص في قطع الــذكر، بال إشــكال وال(:ـ 11)مسألة

خالف، بــل عن التحريــر وكشــف اللثــام اإلجمــاع عليــه، فلــو قطــع الرجل ذكر رجل قطع ذكره ولو كان متزوجا، وال يالحظ حق زوجتــه فيه، فإن الحق تابع للموضــوع، فــإذا انتفى الموضــوع انتفى الحكم، وكذلك ال يالحــظ حــق الــزوج في شــفري المــرأة، فإنهمــا يقطعــان

قصاصا، بال إشكال وال خالف. ويــدل عليــه عمــوم األدلــة، وبعض الروايــات الخاصــة في بــاب

الديات، حيث عرفت أنها بدل عن القصاص.ــالغ، ــبي والب ــيخ، والص ــاب والش ــر الش ــك ذك ــاوى في ذل ويتس والفحل والذي سلت خصيتاه، واألغلف والمختون، كل ذلــك إلطالق األدلة، ولذا قــال في الجــواهر: بال خالف أجــده في شــيء من ذلــك

من بيننا، ويؤيده روايات الديات. في ذكرقال: ،)عليه السالم(فعن بريد العجلي، عن أبي جعفر

. (1)الغالم الدية كاملةــير ،)عليه السالم(هللاوعن السكوني، عن أبي عبد ا قال: قال أم

في ذكر الصــبي الديــة وفي ذكــر العــنين )عليه السالم(:المؤمنين .(2)الدية

. (3)ونحوه عبارة المقنع الذي هو متون الروايات وهل يقاد الصحيح بذكر العنين لإلطالق أم ال، كما في الشــرائع،ــوع وعن العالمة وثاني الشهيدين، ولعله لعدم المماثلة، فإن العنن ن من الشــلل، فهــو كاليــد، ففيــه ثلث الديــة، بــل عن الخالف إجمــاع الفرقة وأخبارها عليه، ال يبعد األول، وســيأتي الكالم فيــه في كتــاب

الديات. ويقطع العنين بالصحيح، إلطالق األدلة، وفي التفــاوت مــا تقــدم

في اليد.ويقطع العنين بالعنين، بال إشكال والخالف، كما يقطع

. 1 ح35 الباب 259 ص19( الوسائل: ج?)1. 2 ح35 الباب 259 ص19( الوسائل: ج?)2. 1 ح32 الباب 281 ص3( المستدرك: ج?)3

449

Page 450: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

األشل باألشل بال خالف، ويقطع األشل بالصحيح بال خالف، وفي التفاوت ما تقــدم، وفي الجــواهر: )ال يقطــع الصــحيح بالمشــلول بال خالف، والمراد به أن يكون منقبضا ال ينبسط ولـو في المــاء الحـار، أو منبسطا ال ينقبض ولو في الماء البــارد، وإن التــذ صــاحبه وأمــنى

بالمساحقة وأولد( انتهى. وفي أصل الحكم ودعواه عدم الخالف نظر، إذ اإلطالق يشــمله خصوصـــا إذا كـــان منبســـطا ال ينقبض، أو كـــان بإمكـــان المنقبضــون ســببا لصــرف ــدم الخالف ال يك ــال كســائر األصــحاء، وع اإلدخ

اإلطالق، إذ المراد به عدم الخالف عند جماعة تعرضوا للمسألة. والظــاهر أن الحشــفة عضــو برأســها، مختونــة أو غــير مختونــة، فتقطع بمثلها صغرت أو كــبرت لإلطالق، وفي بعضــها كبعض الــذكر القصاص بالنسبة، ال بقدر القطع، فإذا قطع نصف ذكر طولــه إصــبع وكان طول ذكر الجاني إصــبعا ونصــفا قطـع نصــف ذكـر الجــاني، ال بقدر نصف إصــبع منــه، لمــا تقــدم في اليــد ونحوهــا أن العــبرة فيــة النســبة ال ــادر من المماثل األعضــاء ليســت بالمســاحة، ألن المتب

المساحة. قال في الجــواهر: وإال ألفضــت إلى قطــع جميــع القصــير ببعض

الطويل. أقول: كأنه أراد ما ذكرناه من الدليل، وإال فال دليــل على فســاد

ذلك لوال ما ذكرناه.ولو قطع بعضه طوال اقتص كذلك للمماثلة.

450

Page 451: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))القصاص في الخصيتين((ــ 12)مســألة ــيتين، بال خالف وال(: ــاص في الخص يثبت القص

ــع التســاوي لصــدق ــداهما م ــذا في إح ــة، وك ــوم األدل إشــكال لعم المماثلة، أما إذا قطع من له خصية يمــنى فقــط الخصــية اليســرى، فالظاهر أن للمجني عليه أن يقطع يمناه للمماثلــة بعــد مــا عــرفت

الحكم في اليد وغيرها. نعم إذا خشي من قطع خصية الجاني ذهــاب منفعــة األخــرى أو منفعة الذكر لم يقتص، وإنما كانت الدية، ألنــه تغريــر لم يجــز، كمــا

تقدم مثله. وال فرق بين صغير الخصية وكبيرها، بل حتى ما إذا كان أحدهما به أدرة لإلطالق، كما ال فرق بين أن يكون أحدهما يولد له واآلخر ال يولد له، أو كانا متسـاويين في الـوالدة والعـدم، وأن يكـون أحــدهما

كبير السن واآلخر صغير السن، إلى غير ذلك. وال فرق في المقابلة بالمثل بين السل والجب وغيرهما، فيجوز

أن يفعل بالجاني مثله. ولو كان للجاني خصية واحدة خلقــة، فــالكالم فيهــا كــالكالم في

ذي العين الواحدة خلقة، كما تقدم من فهم المناط من دليلها. وال فرق بين العنين وصحيح الــذكر لإلطالق، ولعــدم الربــط بين

العضوين. نعم لو خيف من القصاص على ذكره بمــا لم يجن الجــاني على

ذكر المجني عليه، كانت الدية للتغرير. وال فرق بين أن يقطع الجاني الخصيتين دفعة أو بالتدريج، قطع

معها الذكر أم ال، فيفعل به مثل ما فعل بالمجني عليه. نعم، ال يلزم التدريج إذا فعله تــدريجا، إذ ال اعتبــار بالزمــان كمــا

هو واضح. ولو قطع ذكر الجاني أو خصيته فــأثر في اآلخــر شــلال أو نحــوه، كان للمجني عليه باإلضافة إلى القصاص في مثــل مــا فعــل، الديــة بالنسبة إلى أثر القطــع، أمــا إذا أحــدث القصــاص ذلــك في الجــاني بدون كونه تغريرا من أول األمر، لم يكن للجاني شــيء، لمــا تقــدم

من أن السراية في الجاني هدر.

))القصاص في الشفرين((ويثبت القصاص في الشفرين للمرأة كثبوته في الشفتين.

451

Page 452: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــا(، وذلــك إلطالق قــال في الجــواهر: )بال خالف أجــده فيــه بينناألدلة.

فإن قطع أحدهما قطع مماثله، وإن لم يكن مماثل قطــع اآلخــرللمماثلة كما تقدم في اليدين.

ــه ــا فعل ــل م ــه القصــاص بمث وقطــع كليهمــا أو بعض منهمــا فيالجاني.

ــة ــثيب، والمزوج ــر وال ــاص بين البك ــوت القص ــرق في ثب وال ف وغيرها، والصغيرة والكبيرة، والصحيحة والرتقاء، والقرناء والعفالء، والمختونة وغيرها، والمفضــاة والســليمة، كــل ذلــك إلطالق األدلــة،

وصرح ببعضها الجواهر. والظاهر أن القصاص يجــري في محــل االختتــان الــذي هــو في وسط الشفرين كعرف الديك، كما أنه يجــرى في الحشــفة، إلطالق األدلة، لكن ذلك إذا لم يكن الواجب االختتان وإال فال، كمــا إذا قطــع كافر حشفة مسلم يجب عليه االختتــان فــإن جريــان القصــاص فيــه

محل نظر، إذ أدلة الجناية منصرفة عن مثله. ــان، ــا االختت ــه يعلم الحكم في األقســام األربعــة، وهي واجب ومن

وجائزاه، والمختلفان.

))فروع((ــه ذلــك كــالزوج ــو أزال إنســان بكــارة بكــر لم يكن جــائزا ل ول بالنسبة إلى زوجته، كان لها القصــاص إذا كــان المزيــل بكــرا أيضــا،

وإال كانت الدية. ولو قطع الرجل شفر المرأة، أو المــرأة ذكــر الرجــل، فال يبعــد القصاص للمماثلة عرفا كــاليمين واليســار، واليــد والرجــل فيشــمله

المطلقات. هللاويــدل عليــه حســنة عبــد الرحمــان بن ســيابة، عن أبي عبــد ا

لــو أن رجال قطــع إن في كتاب علي )عليه السالم( )عليه السالم(:. (1)فرج امرأة ألغرمته لها ديتها، فإن لم يؤدها قطعت لها فرجه

ــدوق في وحيث إن الرواية حسنة، ورواها الكليني والشيخ والصــا، ألن ــة فيه ــاص على الدي ــرتيب القص ــه، وت ــل ب ــاز العم كتبهم ج

المتعارف طلب الدية في مثل ذلك ال القصاص.

. 1 ح36 الباب 259 ص19( الوسائل: ج?)1452

Page 453: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

نعم المشهور بينهم الديــة ال القصــاص، بــل في الجــواهر إنــه ال خالف فيه، وفي الشرائع إن الرواية بــذلك متروكــة، لكن )ال خالف( الجواهر مستند إلى وجدانه في كتب بعض الفقهــاء، وكــون الروايــة متروكــة كأنــه لظن عــدم حجيتهــا، كمــا يظهــر من المســالك وبعض

كلماتهم فليس إعراضا. ولكن يؤيـــد المشـــهور مـــا رواه الجعفريـــات، عن علي )عليـــه

إنه رفع إليه رجل قطع فرج امرأته فغرمه الديــة وأجــبرهالسالم(، . (1)على إمساكها

ــال إنه ،)عليه السالم(وفي رواية الدعائم، عن أمير المؤمنين ق في امرأة قطعت ذكر رجل، ورجل قطع فرج امرأة متعمدين، قال:

ال قصاص بينهما ويضمن كل واحد منهما الديــة في مالــه، ويعــاقب . (2)عقوبة موجعة، ويجبر الرجل إن كان زوج المرأة على إمساكها

أتي برجل قــد قطــع)عليه السالم( إن عليا وفي رواية المقنع: . (3)قبل أمرة فلم يجعل بينهما قصاصا، وألزمه الدية

ــديات إن شــاء ا ــاب ال ــك في كت هللاوســيأتي تتمــة الكالم في ذلتعالى.

))الخنثى وأحكام القصاص(( ثم الظاهر أن آلتي الخنثى إذا ظهرتا عاديتين كان حكمهما حكمــان آلتي الرجل واألنثى، والقول بأن أحدهما زائد ال وجه له، سواء ك خنثى ذكرا، أو خنثى أنثى، أو خنثى مجهوال، وذلك لصــدق المماثلــة، فإنهما كما إذا كان إلنسان أربع أعين أو يدان في أحد طرفيه كل يد

كاملة، إلى غير ذلك. فإذا قطع الخنثى الذكر ذكر خنثى، كان للخنثى أن تقطع ذكــره، إلى غير ذلك، ولو كـانت هنــاك ديـة كـان كديـة ذكـر المـذكر وفـرج

المؤنث.

. 1 ح7 الباب 263 ص3( المستدرك: ج?)1. 2 ح7 الباب 263 ص3( المستدرك: ج?)2. 3 ح7 الباب 263 ص3( المستدرك: ج?)3

453

Page 454: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ومنه يعلم أن تفصيل الشرائع وشارحيه غير ظاهر الوجه. نعم لو كان أحد اآللتين زائدة ال يصدق عليهــا المماثلــة ال يكــون فيها القصاص بل الحكومة، من غــير فــرق بين أن تكــون تلــك ذكــر الخنثى المذكر، أو ذكر الخنثى المؤنث، إلى غير ذلــك، لعــدم صــدق

المماثلة التي هي ميزان القصاص. والحكم كذلك في غير الخنثى، فإذا كــان لرجــل ذكــر قــد كمش على نفسه، حيث ال يماثل الذكر الصــحيح، لم يكن قطعــه من قبــل الجاني موجبا لقطع ذكر الجاني الصحيح، وكذا في فرج األنثى، وقد

تقدم الكالم فيه. ولو كان له ذكران أو فرجــان، كــان كــل منهمــا صــحيحا، فجــنى على إنســان فللمجــني عليــه قطــع أيهمــا للصــدق، وليس لــه قطــع كليهما، إذ هو فوق حقه، وقد ألمعنا في كتاب الحــدود إلى بعض مــا

يرتبط بالمقام في مسألة الخنثى فراجع. ثم هل الدية في كل فرج من فــرجي اإلنســان الواحــد كــذكرين لمذكر، أو ذكر وفــرج في ذكــر، أو خنــثى أو أنــثى، كاملــة أو نصــف

الدية، أو للذكر كاملة وللفرج نصف الدية، احتماالت: األول: إنهما عضوان إذا كان أحدهما في إنسان كانت له الدية.

والثاني: ألن لكل اثنين نصف الدية. والثالث: ألن الذكر له دية كاملة والفرج له نصف الدية.

الظــاهر األول، ففي الرجــل حــتى لفرجــه الديــة الكاملــة، وفي األنثى حتى لذكرها نصف الدية، وفي الخنثى تابع إللحاق نفسها بأي

من النصفين، كما ذكرناه في كتاب الحدود، فتأمل. ولو كان ذكره شــيئا مضــمرا، أو فرجهــا كــذلك، فالظــاهر عــدم الدية الكاملة، النصراف األدلة عن مثله، كمــا إذا كــان ذكــره قطعــة

لحم مثقوب بقدر األنملة مثال، أو كان فرجها كذلك. ولو كان أحدهما ممسوحا وإنما هناك ثقبة، كــانت الحكومــة في قطعهما، مثل الحكومة في قطع حلقة الدبر، وإن احتمل فيها الديــة

الكاملة ألنها

454

Page 455: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

واحدة في اإلنسان، هــذا إذا لم يمكن القصــاص، وإال كــان فيهــاالقصاص.

ولو قطـع الجــاني ذكـره إلى الحشـفة مثال، ثم قطـع جـان آخـر ذكره إلى آخره، كان له أن يقطع حشفة األول، وكل ذكر الثاني مع رد دية الحشفة إليه، حاله حال ما إذا قطــع كفــه الــتي ال إصــبع لهــا

كما تقدم. ثم المحكي عن المبسوط والقواعد أنــه ال قصــاص في األلـيين، لتعذر المماثلة، والنهما ال ينفردان من سائر االعضاء بمفصل، وفيه: إن المماثلــة موجــودة، والمفصــل ليس بشــرط، وعليــه ففيهمــا القصاص، كما اختاره الجواهر، وحكــاه عن التحريــر، قــال: ويناســبه ثبوت الدية فيهمــا ونصــفها في أحــدهما، ثم قــال: وعــدم االنفصــال

ممنوع فإنهما نابتان عن استواء الفخذ والظهر. ثم إن المعتــبر في أبعــاض الــذكر والشــفرة والفخــذ النســبة ال

المساحة، كما تقدم وجهه في بعض المسائل السابقة. والعضو المجذوم يقابل بالصــحيح وبــالعكس، كمــا أنهمــا يقابلــه أحدهما باآلخر، سواء سقط من المجــذوم لحم أم ال، وذلــك إلطالق األدلة، والجذام مرض كســائر األمــراض المزمنــة كــالبرص، أو غــير المزمنة، فكما يقتل المجذوم بالمجذوم وبالصحيح وبالعكس كــذلك في األعضاء، وهذا هو الذي اختاره الجواهر، خالفا لغير واحــد، حيث اختاروا أنه ال يقطع الصحيح بالمجــذوم، وكــأنهم منعــوا المماثلــة، أو

جعلوا المجذوم كالشلل، وكالهما ال وجه له. نعم، ال يبعد انضمام األرش إلى المجــذوم إذا تســاقط كثــير من لحمه، كانضمام األرش في قطع الكف الفاقــدة األصــابع كمــا تقــدم في خــبر الحســن بن الحــريش، وكــذا لــو كــان العضــو مقروحــا أو

مجروحا، أو ما أشبه ذلك.وفي الحدود أيضا تقطع يد ورجل المجذوم، إلطالق األدلة.

ولو كان العضو قد ذهب شـيء كثــير من لحمــه بقطــع أو نحــوهكان في مقابله الصحيح، لكن يحتمل انضمام األرش، كما إذا قطع

455

Page 456: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بعض لحم اليد وأخــذ ديتــه فقطــع يــدا كاملــة، حيث تقطــع يــده المجروحة مع إعطاء الجاني أرش التفــاوت للمجــني عليــه الســليم

اليد.وال يبعد جريان القصاص في السرة إذا لم يكن تغرير.

456

Page 457: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))قصاص األنف(( ال إشكال وال خالف في أنه تقطع األنف باألنف،(ـ: 13)مسألة

بل عليه األدلة الثالثــة، وكــذا يقطــع كــل من الشــام والعــادم للشــمباآلخر، لإلطالقات.

ومثلهــا األذن الســميعة والصــماء، ألن الخلــل ليس في العضــو،وإنما في القوة.

ويستوفي األنف األقنى واألفطس، والكبير والصغير، والذي فيه الزائدة المانعــة عن التنفس الكامــل وغــيره، والمســتقيم واألعــوج،إلى غير ذلك، بل والصحيح والعليل، كالمجذوم وإن تناثر منه شيء.ــاثر وما عن كشف اللثام من أنه )ما لم يتناثر منه شيء، فإن تنــاثر إن أوجب بعضه ثبث القصاص بالنسبة إلى الباقي(، فيه: إن التن

عدم صدق المماثلة كان كالمه تاما، وإال لم يكن وجه له.ثم إذا تناثر كان حاله حال الكف إذا قطعت أصابعها كما تقدم.

ــف والظــاهر أن الصــحيح والمستحشــف أي المشــلول من األن واألذن يقتص أحــدهما في مقابــل اآلخــر، إذ االستحشــاف ال يــوجبــد والرجــل، وقــد أشــكل في قطــع نقصــا فيهمــا، بخالف شــلل الي الصحيح بالمستحشف القواعد، وقوى في الجواهر العــدم بنــاء على أنه شلل فيجري عليه الحكم السابق في اليد، ثم نقل عن حواشــيــوط من الشهيد والكركي عدم القصاص، وأيده بما عن ديات المبس اإلجمــاع على أن على قاطعهــا ثلث الديــة، وبمــا عن الخالف مناإلجماع واألخبار على أنه لو ضربها فاستحشف كان عليه ثلثا ديتها.

وفي الجميع مــا ال يخفى، إذ إطالق األدلــة يمنــع من ذلــك كلــه، ولم نظفر بخبر يدل على ما ذكره الخالف، اللهم إال أن يريد المناط

في شلل اليد، وقد عرفت الفرق بينها وبين المقام. ــى )صلى الله عليه وآله(:هللاوفي الدعائم، عن رسول ا إنه قض

في األنف إذا جدع خطأ ففيه الدية كاملــة، ويقتص منــه في العمــد، .(1)وكذلك العين، وإذا انطمس األنف ففيه خمسون دينارا

والقصــاص يجــري في بعض األنــف مارنــا أو قصــبة أو غيرهمــا،إلطالق األدلة،

.433 ص2. والدعائم: ج3 ح4 الباب 274 ص3( المستدرك: ج?)1457

Page 458: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وهذا هو الـذي قـواه الجـواهر، خالفـا لمـا حكــاه عن المبسـوطــل والقواعد وكشف اللثام والكركي من بعض التفصيالت التي ال دلي

عليها. كما أن الظاهر القصاص في طمس األنف وكسره، وقد عرفتــه ال قصــاص في عظم إنمــا هــو إذا كــان ســابقا أن مــا دل على أنــاص تغرير، وفي المقام كذلك، لكن الجواهر أخذ بإطالق عدم القص

في العظم فجعل فيه الحكومة، وفيه ما ال يخفى.ــه ــان في ــو، وإال ك ــاص فه ــإن أمكن القص ــف، ف ــوج األن ــو ع ول

الحكومة. وكل مورد تعمد ولم يكن قصاص كان عليه باإلضــافة إلى الديــة

التعزير، لفعله الحرام المستحق لذلك.ــف وهل يجري القصاص أو الحكومة في ما إذا عوجت القابلة أنــه من ــل للتشــكل بمــا يعطى ل ــد، حيث إن أنفــه هش لين قاب الولي

الشكل، احتماالت، ال يبعد األول، إلطالق األدلة. وكذلك إذا عوجت يده أو رجله أو أذنه، بــل أو فعلت برأســه مــا

يخرجه عن االستقامة طوال أو عرضا، أو ضلعه أو ما أشبه ذلك. ولــو قطــع المــارن شــخص، فقطــع القصــبة آخــر، ففي كشــف اللثام: ال يقتص منه، كما ال يقتص من ذي أصابع قطع كفا بال أصابع،ــدم وأشكل عليه الجواهر بأن مقتضى خبر الحسن الحريشــي المتق

في الكف القصاص، وهذا هو األقوى. ولــو قطعهــا فاقــد المــارن، قــال في الجــواهر: )ففي القواعــد وكشف اللثـام احتمـل القصـاص لالنفـراد عن الغـير، وعدمـه لعـدم

المفصل، وقد عرفت أن األقوى القصاص( انتهى. وما اختاره هو حسب القواعد.

ولو ثقب أنفه ففيــه القصــاص، وكــذا إذا خرمــه أو قلــع بــالثقبشيئا منه، إلطالق األدلة.

ولو ضربه بما استحشف، وكان بإمكانه القصاص كــان لــه ذلــكلإلطالق.

ولو قطعه فقطع أنف الجاني، فقد تقدم في األذن أنه لو أرجعهمكانه لم يكن عليه شيء.

ولو سبب قطع أنفه ذهاب الشم، كان له القصــاص فيهمــا، ولــولم يقدر المجني عليه من إذهاب شمه كان له الدية لفقد الشم.

ولو كان قبيح األنف فجمله بـدون إذنـه، كـان عليـه التعزيـر، والشيء سواه، ولو كان الجاني قبيح

458

Page 459: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

األنف فهل يجري فيه القصــاص، احتمــاالن، من أنــه مثلــه، ومن أن القصاص للشين ال للزين، وهذا االحتمال الثاني أقرب، ومثله مــا لو كانت له يد أو إصبع أو رجل زائدة أو ما أشــبه، فقطعهــا الجــاني

بما أرجعه إلى الحالة الطبيعية، وكان للجاني زائد مثله. ثم لــو قطــع الجــاني مــا دون األنــف فالظــاهر أنــه يالحــظ فيــق ــره الشــيخ والمحق ــا ذك القصــاص النســبة ال المســاحة، على م والعالمــة وثــاني الشــهيدين وغــيرهم، وذلـك ألنــه مقتصــى المقابلــةــك بالمثل عرفا، وإال لزم قطع كل األنف في مقابل بعضه، وشبه ذلــواهر في ــد استشــكل في الج ــا، وق ــف أنفاهم في العكس إذا اختل مالحظة النسبة دون المساحة هنا، ألنه مناف لما تقدم في الشجاج من اعتبار المساحة، ثم ذكر أخيرا: إنه لعل األولى فيه القصاص بما

يمكن عرفا منه والرجوع في غيره إلى الدية. أقول: وكالمه هذا مناف لما ذكره سابقا في مثــل المســألة من

اعتبار النسبة ال المساحة، فراجع. ولو قطع أحد المنخــرين ففيــه القصــاص، فــإن لم يكن للجــاني المنخر في الطرف الــذي جــنى عليــه، فالظــاهر أنــه يقتص المنخــرــع ــه يقط ــه يمين فإن ــع اليمين ولم يكن ل ــا إذا قط ــه، كم ــر من اآلخ الشمال منه، وقــد تقــدم في اليــد والعين وجهــه بأنــه مثلــه، فــدليلــه المماثلة يشمله، باإلضافة إلى وجود الدليل في اليد ممــا يفهم من

هللالمناط، وا سبحانه العالم.

459

Page 460: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))قصاص األذن(( ال خالف نصا وفتــوى كتابـا وسـنة وإجماعـا في(:ـ 14)مسألة

ثبوت القصاص في األذن، ويستوي فيهــا الكبــير والصــغير، والرجــل والمرأة، وكبير األذن وصغيره، والسميع واألصم، إذ ال ربط للجارحة بالقوة، وإن كان ربما يؤثر ذلــك، كمــا إذا كــان المجــني عليــه أصــم والجاني سميعا، فإنه إذا اقتص منــه بصــلم أذنــه لم يســمع إال قليال، بينما لم تؤثر الجناية في المجني عليه ذلك، وكذلك في مثل الشــام والعادم له، وهكذا في األخــرس الــذي ال ينطــق لعــدم احتياجــه فيــثر نطقــه، نطقه إلى األسنان، والذي ينطق مما يسبب قلع سنه بتع إلى غير ذلك، كالجلد للحــاجب بالنســبة إلى األعمى والبصــير، حيث إن قلعه من البصــير يســبب لــه ضــعف البصــر، حيث ال حــاجب عن

النور المتزايد الساقط إلى العين، بخالف قلعه من األعمى. ويقتص الصــحيحة في قبــال المثقوبــة، ســواء ثقبهــا اعتباطــا أو كماال أو نقصا، إذا لم يكن النقص بحيث يوجب التفــاوت عرفــا، أمــاــميمة ــان الالزم ض ــة، ك ــدق المماثل ــاوت بحيث ال تص إذا وجب التف

األرش، كما تقدم في قطع اليد المفقودة األصابع. ومنــه يعــرف الحكم في المثقوبــة والمخرومــة الســاقطة جــزء منها، وهذا هو مقتضى القاعدة، خالفــا لمــا عن الشــيخ وابن حمــزة والعالمــة وثــاني الشــهيدين، حيث قــالوا يقتص إلى حــد الخــرم، والحكومة فيما بقي، ألن أخــذ الصــحيحة بالمخرومــة ظلم، فــالالزم األخذ بقــدر ليس بظلم والبــاقي الحكومــة، فال يظلم وال يظلم، لكن المحقق وكشف اللثام والجــواهر قــالوا بمــا ذكرنــاه من االقتصــاص ورد دية الخرم، وقد تقدم الكالم في األذن المستحشفة، كمــا ظهــر

من المسألة السابقة الكالم في مختلف فروع المقام.ــه كما سبق مسألة ما إذا أرجع الجاني أذنه أو أرجع المجني علي

أذنه. ولو مثل بأذنه جاز التمثيل بأذن الجاني، فإنــه ليس من التمثيــل

المحرم، إذ هو فيما إذا لم يكن قصاص. ولو كان أذنه دون المتعارف في الكبر والصغر هل يقتص أم ال،ــو شــك احتماالن، من انصراف النص، ومن صدق )األذن باألذن(، ول

درئ الحد ولزمت

460

Page 461: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الدية. ولو لم تكن له أحد األذنين قطعت األخــرى للماثلــة، كمــا تقــدم

في اليد والعين وغيرهما. ولو لم يكن له أذنان خلقة أو عرضا كــانت الديــة والتعزيــر كمــا

تقدم مثله. ولو كان في قطع أذنه تغرير لشللها أو مرضــها أو مــا أشــبه لم

تقطع، بل كانت الدية.ــا وتالحــظ النســبة ال وحكم بعض األذن في القصــاص حكم كله المساحة كما تقدم، وهل يقطع األعلى ممن ال أسفل ألذنه إذا قطع األســفل وبــالعكس ألنــه مماثــل، ولمــا تقــدم في اليــدين والعيــنين ونحوهما، أم ال، لعدم المماثلـة، ال يبعـد األول، وإن كـان مـع الشـك

يدرء الحد وينتقل إلى الدية. ولو كـانت لــه أذن واحــدة اقتص من غــير رد، وال يشــبه المقــام ــام، إال بمن له عين واحدة، إذ المعيار هناك النور، وليس كذلك المق إذا كان قص أذنه يوجب ذهاب سمعه فتشــبه األذن عين األعــور إذا

هللافهم المناط من النص في العين، وا العالم.

461

Page 462: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))القصاص في األسنان(( تطــابق الكتــاب والســنة واإلجمــاع في ثبــوت(:ــ 15)مســألة

القصــاص في الســن، وهي اثنثــان وثالثــون من فــوق، ثنيتــان أمــامــا ــط بهم ــان، تحي ــا ناب ــط بهم ــان، تحي ــا رباعيت ــط بهم الفم، ثم تحيــة من اليســار، ضاحكتان، تحيط بهما ثالثة أضراس من اليمين، وثالث تحيط بهن ناجذتان وتســميان بســن العقــل، فهي ســتة عشــرة من

فوق، ومثلها في أسفل. والظاهر المصرح به في المسالك لزوم المماثلة بين السن في المجني عليه والجاني، فالثنية في قبال الثنية وهكذا، وال تقلع الثنيــةــدم، ــع الع ــة م ــدم صــدق المماثل ــده ع ــاب مثال، ويؤي ــال الن في قب

واختالف الديات في الجملة، كما سيأتي دليل عليه في الجملة. ــفل إذا لم يكن نعم، ال يبعــد جــواز المقابلــة بين األعلى واألس للجاني أحدهما، كما ال يبعد جوازها بين اليمين واليســار، كمــا تقــدم مثله في اليدين وغيرهمــا، وأمــا جوازهــا بين الثنيــة والنــاب مثال فال يبعد إذا رد التفاوت، ويؤيده روايــة اليــدين وروايــة الكــف واألصــابع،

وسيأتي بقية الكالم في ذلك. والظاهر أنه يجوز للمجني عليه أن يقلع ســن الجــاني بــأي نحــو قلع الجاني سنه، كالدكمة والقلــع بــالكلبتين وغيرهمــا للماثلــة، فلــو قلــع ســن مثغــر أي المــدفون في اللحم الــذي ســقطت في الصــبا

وعادت، قلعت سنه إذا لم تعد سن المجني عليه.ــه ــا احتمل ــا، كم ــل الظــاهر القصــاص في كســر الظــاهر منه بــا دل على المسالك وأفتى به الجواهر، إلطالق األدلة، وال يشــمله م أنه ال قصاص في عظم، النصراف العظم عن السن، باإلضــافة إلى ما تقــدم من القصــاص في العظم إذا لم يكن تغريــر، وال فــرق بين

كون الكسر عرضا أو طوال لإلطالق. ــا يبقى من الســن، إال إذا نعم الالزم عدم التغرير بالصدع في م

فعل الجاني بالمجني ذلك. ثم إن علم المجني عليه عدم إعادة ســنه جــاز االقتصــاص، وإن علم إعادته لم يجز، وإن شك احتاط لــدرء الحــد بالشــبهة، وال يبعــد

اعتبار السنة العتبارها

462

Page 463: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــا أيضــا في في السمع والشعر والعقل والعين والحيض، بل وهنالجملة.

فــإذا اســودت :ففي كتــاب طريــف، عن علي )عليــه الســالم( الســن إلى الحــول ولم تســقط فــديتها ديــة الســاقط خمســون

. (1)ديناراــائي ثم إن الكسر يجب أن يكون بآلة حــادة أو بالمنشــار الكهرب

مثال. ولو حكم أهل الخبرة بعود سن المجــني عليــه لم يقتص إلى أن تمضي مدة يحصل معها الياس، كما صــرح بــه الجــواهر، ونقــل عن ظاهر المبسوط وغاية المــراد عــدم الخالف فيــه، فــإن لم تعــد ثبت

القصاص.ــاص، ــل القص ــادت قب ــود فع ــدم الع ــبرة بع ــل الخ وإن حكم أه فالظاهر أن في فعــل الجــاني الحكومــة، أي يحكم عــادالن بــأن مــا فعله الجاني بالمجني عليه كم له من الدية، وكذا إذا عــادت ناقصــةــه نقص أو متغيرة تغيرا في شكلها أو في استقامتها أو غير ذلك، ألن

ثبت في مثله الحكومة، كما سيأتي الكالم فيه. ومن المعلوم أن لدى العرف في كل شــيء ميزانــا، إمــا ميزانــا حسب المناسبات االجتماعية أو حسب المناســبات الشــرعية، فإنــه إذا الحــظ العــرف أن الشــارع جعــل الســن إذا لم ينبت كــذا، أخــذ

بمناسبته أنها إذا طلعت كان لها كذا، وهذا هو معنى الحكومة. إما القول بأنه ال أرش، فهو خالف ظاهر أرش الخدش، كما في

النص والفتوى حتى في الغمز كما تقدم في رواية. كما أن القول بأن المعيار جعل العبــد أصــال، فهــو باإلضــافة إلى اإلشكال فيه أوال بأن النسبة في العبد أيضا عرفية، وبأن جعــل هــذا الحر كالعبد أيضا عرفية، فال حاجـة إلى اللـف حـتى نصـل إلى حكم العرف، يرد عليه أن في مثل األزمنة التي ال عبيد فيهــا يبقى الحكم

معلقا، فالالزم جعل الميزان كما ذكرناه.

. 1 ح8 الباب 224 ص19( الوسائل: ج?)1463

Page 464: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ومما تقدم يعلم أن مــا ذكــره الجــواهر بقولــه: )التحقيــق عــدم القصاص والدية مع عودها كاملة، سواء حكم بها أهل الخــبرة أو لم

يحكموا، وسواء كان عودها بعد اليأس أو قبله( غير ظاهر الوجه.

))إذا عادت السن بعد قلعها(( ثم إن اقتص أو أخــذ الديــة ثم عــادت الســن، فــإن كــان العــودــاه، مترقبا، فالظاهر لزوم إرجاع الدية إال مقــدار األرش الــذي ذكرن لظهور بطالن أخــذه، كمــا يلــزم على المجــني عليــه دفــع ديــة ســن الجاني التي قلعها ألن القلع كان بدون الحق، فيأخذ منه أرش ســنه

ويدفع إلى الجاني دية سنه التي قلعها بعنوان القصاص. ــا أما إذا كان العود غير مترقب وإنما عادت اتفاقا، فالظــاهر أنه هللانعمة من ا جديدة، فما فعلــه من أخــذ الديــة أو القصــاص هــو في موضعه، وقد تقدم روايــة أنــه إذا عــاد نــور بصــره، ومناطــه يشــمل

المقام كما هو واضح. ولو قلــع الجــاني من المجــني عليــه، فقلــع المجــني عليــه ســنه ــا قصاصا، فعادت سن المجني عليه بدون ترقب، فقلعها الجاني ثاني كــان على الجــاني القصــاص ثانيــا، ألنهــا ســن جديــدة، وفي قلعهــا القصاص، وقد تقدم أنه ال يلــزم المماثلــة في خصــوص الســن، بــل للمجني عليه قلع سن أخرى، كما تقطع أحد اليــدين بـاألخرى إذا لم

تكن للجاني يد مشابهة في الطرف. فإن لم تكن للجاني سن أصال فالدية والتعزير، وإن عادت ســن المجني عليه مع ترقب ظهــر أن قصــاص المجــني عليــه بقلــع ســن الجاني كان في غير مــورده، فعلى المجـني عليــه إعطـاء ديــة ســن الجاني التي قلعها بزعم القصــاص، كمــا أن للمجــني عليــه أن يقلــع سنا من الجاني في قبال قلع الجاني سنة ثانيا، وقد اختلــف كلمــاتــيرجع إلى ــيل فل ــذكورة، فمن أراد التفص ــام الم ــاء في األحك الفقه

مظانها. ثم إن سن الصبي الذي لم يثغــر ينتظــر بهــا ســنة، فــإن عــادت ففيهــا الحكومــة، قــال في الجــواهر: بال خالف أجــده فيــه، بــل عن

الخالف والسرائر اإلجماع عليه، وإن لم تعد كان فيها القصاص. قال في الجواهر: )عند المشهور بين األصحاب، كما اعترف بــه

غير واحد،

464

Page 465: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــوال ــا، وإن حكى في المســالك ق ــا محقق ــه خالف ــل ال أجــد في ب بالعدم، وعن المهذب والغنية والكــافي والوســيلة واإلصــباح وديــات المبسوط في سن الصبي بعير مطلقـا، وعن المختلـف عليــه عمــل

األكثر، بل عن ظاهر الغنية اإلجماع( انتهى. ــا ــان فيهـ ــادت كـ ــرع األول من الحكم، أي إن عـ ــتدل للفـ اسـ

في ســن الســالم(،ما)عليهالحكومة، بمرســل جميــل، عن أحــدهما ــه قصــاص،الصبي يضربها الرجل فتسقط ثم تنبت، قال: ليس علي

. وعليه األرش واالنتظار سنة لما دل من السنة في بعض الروايات المرتبطــة بالســن، وبعض الروايات المرتبطة بالســمع والشــعر والعقــل والعين والحيض، ممــا يظهر منها قاعــدة كليــة، هي أن الشــارع اعتــبر الســنة آخــر موعــد االستعالم، والظاهر أن المــراد بــاألرش في الروايــة مــا ذكرنــاه من

تقديم العرف الشرعي بعد مالحظة أن في السن كذا من الدية. أما كون المراد بذلك ما عن جماعــة من التفــاوت مــا بين كونــه فاقد السن زمن ذهابها وواجدها لو كان عبدا، أو مــا عن المبســوطــر لي ــدم، فلم يظه ــرح وإســالة ال ــة الج ــا حكوم ــراد به من أن الم

وجههما. ثم الظاهر أن السنة أخــذت طريقيــة، ألنــه المفهــوم، فــإذا علم بأنها تنبت كان لــه األرش، ســواء في أقــل من ســنة أو أكــثر، إذ لم يذكر هنا السنة في النص، ولذا قــال الجــواهر عنــد تحديــد القواعــد األمر بسـنة: )إن األمــر ســهل بعــد معلوميـة إرادة التحديـد بحسـب

العادة( انتهى. والرواية معتضدة بعمل المشهور فال إشكال في هذا الفــرع في

الجملة، وإن كان يأتي لزوم حمله على البعير. ــا ــان فيه ــد ك ــاني من الحكم، أي إن لم تع ــرع الث ــتدل للف واس القصــاص، بإطالقــات األدلــة بعــد تســاوي الكبــير والصــغير في كــل

أبواب القصاص، وهذا هو مقتضى القاعدة أيضا.

465

Page 466: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وأما القــول الــذي حكــاه المســالك، فقــد اســتدل لــه بــأن ســن الصبي فضلة في األصل، كإزالة الشعر الذي ينبت مرة بعــد أخــرى،

فاعتـدواوسن البالغ أصلية فال تكون مماثلـة لهـا، فال يصــدق عليـه وشبهه، وذلك ألن معنى سقوط سن(1)عليه بمثل ما اعتدى عليكم

الصبي بعد مدة أنهــا ليسـت أصــلية، فحالهــا حــال الشـعر إذا حلقــهالجاني حيث ليس فيه إال األرش إذا نبت.

ــه إذا لم يكن وهذا القول وإن كان له وجه، بل لم يبعد القــول ب دليــل على خالفــه، إال أن الــدليل لم يــدع لــه مجــاال، بــل لم يعــرف

القائل به كما هو في الجواهر. بقي القول المقابل للمشهور، وقــد اســتدل لــه بخــبري مســمع

إن أمــير المؤمــنين )عليــه )عليه السالم(:والسكوني، عن الصادق .(2)السالم( قضى في سن الصبي قبل أن يثغر بعيرا في كل سن

وقد أطال الفقهاء الكالم حول ذلك، إال أن الظــاهر لــزوم حمــل خبر جميل باألرش على هذين بعــد عمــل من عــرفت بهمــا، حيث ال يضرهما ضعف السند بعد ذلك، ولذا كان المحكي عن بعضهم حمل

)عليــهالخبرين على حالة العود، بــل هــذا هــو المنصــرف من قولــه : )في سن الصبي( إذ الظاهر من الصبي من كان في حــالالسالم(

يسقط سنه.ــل ــه، كمــا هــو كــذلك في قت ــالبعير قيمت والظــاهر أن المــراد بــة النفس، فال فرق ببن إعطاء البعير وبين إعطاء مــا يعــادل ثلث دي سن الكبير، ألن في أسنان الكبــير ديــة كاملــة هي مائــة بعــير، ففي

أسنان الصغير ثلث دية أسنان كبير. قــال: قــال ،)عليه السالم(ويؤيده ما رواه الكليني، عن الصادق

األسنان واحد وثالثون ثغرة، في كل )عليه السالم(:أمير المؤمنين فتأمل. (3)ثغرة ثالثة أبعرة وخمس بعير

. 194( سورة البقرة: اآلية ?)1. 3 و2 من ديات األعضاء ح33 الباب 258 ص19( الوسائل: ج?)2. 5 ح38 الباب 263 ص19( الوسائل: ج?)3

466

Page 467: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ثم إنه لو مات الصبي المجني عليه قبــل اليــأس من عــود ســنه قضي باألرش، كما في الشرائع والجواهر، وعن القواعــد والتحريــر،ــان وذلك لعدم معلومية القصاص، الموجب لدرء الحد بالشبهة إذا ك عمدا، ولما سيأتي في جواب غاية المراد إذا كان غــير عمــد، خالفــاــع ــام، ألن القل ــه التنقيح وكشــف اللث للمحكي عن المبســوط، وتبع

محقق والعود متوهم، فال يسقط حقه بأمر متوهم. وفيه: إن األصل عدم الزيــادة على األرش، أمــا رد الجــواهر لــه بغلبة العود، ففيه: إن الكالم في الشك، ثم الغلبــة ال تصــحح حكمــا، ولعل الشيخ أراد األرش من الديــة كمــا احتمــل، إال أن الظــاهر من

دليله المتقدم األرش قبال الدية. أما ما عن غاية المراد من تقابل أصل البراءة من جانب وأصــل عدم العود من آخر، ففيه: إن أصل عدم العود مــع معارضـته بأصـل السالمة الموجبة للعود في مورد الشك، وأصل الســالمة مقــدم، أن

أصل عدم العود حاكم، فتأمل. ــون، أو ــيرة الل ــا، أو متغ ــة عن محله ــادت الســن مائل ــو ع ثم ل قصيرا، أو ذات آفة أخرى، فالظاهر أن عليــه األرش بــالمعنى الــذي ذكرناه له، فما عن المبسوط والقواعــد وغيرهمــا من الحكومــة هــو

مقتضى القاعدة، لكن بالمعنى الذي ذكرناه لها. أما ما ذكـروه من الحكومــة لنقص الثانيــة، ألن الظــاهر أنـه من فعله، ففيه: إن التشوه الحاصل بعد برء الجراح ليس على الجــاني، ومناطه آت في المقــام، ولــذا أشــكل كاشــف اللثــام عليهم، وأيــده الجواهر بإمكان منــع كونــه من فعــل الجــاني، ولــو ســلم ال يقتضــي

الضمان بعد أن لم يكن على صحته دليل.ــيرة ثم لو كانت سن المجني عليه محلحلة، فإن كانت حلحلة كثــة بحيث ال تعد سن الجاني مقابلة لها، فالظاهر األرش لعدم المماثل حتى يكون قصــاص، وأقلــه الشــبهة الدارئــة للحــد، وقــد عــرفت أن

األرش موجود حتى في الخدش وحتى في الغمز كما في النص. أما الحلحلة القليلة، فالظاهر أن فيهــا القصــاص، إلطالق األدلــة

بعد ما عرفت

467

Page 468: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

من أن المرض ونحوه ال يمنع من القصاص. ولو قلع المجني عليه سنه المحلحلة كثيرا، لوحظ األرش ناقصا

منه قيمة سنه المحلحلة.ــالغ بالســن من مثلــه فعــادت ســن الجــاني دون ولــو اقتص الب المجني عليه، فالظاهر أنه ليس للمجني عليــه إزالتهــا مطلقــا، كمــا عن ابن إدريس والمحقق والعالمة والشــهيدين واألردبيلي وغــيرهم، كما حكي عن بعضهم، ألن المجني عليه اقتص ما كــان حقــه فليس له شيء آخر، وما تقـدم في روايــة قلـع المجــني عليــه أذن الجــانيــا، مــع أن ثانيا، قد عرفت ما فيه هناك، فضال عن أن يأتي مناطه هن قلــع الســن ليس شــيئا مطلقــا حــتى فيمــا إذا كــانت غــير ظــاهرة، باإلضافة إلى أنه ال يمكن االلتزام بالعلة، وإال منع الجــاني من وضــع

السن المصطنعة، إلى سائر ما قلناه في األذن. ويضاف هنا أن اإلزالــة ليســت حســبة، إذ الســن ليســت نجســةــا كاألذن، ألنها ال روح فيها، وقد استثني من نجاسة الميتة أمــور منه

السن، كما تقدم في كتاب الطهارة.

))اشتراط المماثلة في األسنان(( ثم إنه يشـترط في قصــاص األســنان المماثلــة في المحــل، من فوق وتحت، ويمين ويسار، وثنايا ورباعيات وغيرها، وأصالة وزيــادة، ذكره غير واحد، بل في الجواهر دعوى عدم الخالف واإلشكال فيه. نعم في قوله: )وإن فقد المماثل من الجاني( غير ظاهر الوجه،

ونحــوه،(1)بمثــل مــا اعتــدىإذ وجه لزوم المماثلة قولــه ســبحانه: وذلك ال يأتي إال مع وجود المماثل، أما مــع فقــده فــالحكم كاليــدين والرجلين كما تقدم، فإنه باإلضافة إلى أنه مثــل عرفــا يصــدق عليــه السن بالسن مع أن تساوي القيمة في الجملة يعطي التســاوى فيــاألقرب ــرب ف القصاص ولو في الجملة، فالقول به مع مالحظة األق ال يخلو من قوة، مثال إذا قلع ثنية جانبه األيمن من فوق وال ثنيــة لــه هناك قلع ثنية جانبــه األيســر من فــوق، فــإذا لم تكن لــه من فــوق،

فالجانب األيمن من تحت، ثم الجانب األيسر من تحت وهكذا،

. 194( سورة البقرة: اآلية ?)1468

Page 469: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بل ال يبعد أنه إذا كان للجاني أكثر قيمة قلعها المجني عليه مــع رد الزائــد، وإذا كــان أقــل قيمــة قلعهــا المجــني عليــه مــع رده إلى الجاني التفاوت، كمــا في الكــف بــدون األصــابع من الجــاني، أو من

المجني عليه، لوحدة المالك في الجميع. ثم ال إشكال في مقابلة األصلية باألصلية، والزائدة بالزائدة، أما قلع األصــلية بالزائــدة والعكس فــإن صــدق المماثلــة ولــو كــان مــع تفاوت قلع، وإال فالدية، والتعزير لفعله الحــرام بـالقلع عمــدا، ومنــهيعلم الكالم في األصابع أصلية وزائدة، لوحدة الدليل في المقامين.

469

Page 470: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))صور قطع اليد(( إذا قطع يدا فالصور أربــع، ألن يــد الجــاني إمــا(:ـ 16)مسألة

كاملة أو ناقصة، إصبعا أو أكثر أو أقــل كاألنملــة، وعلى كال الحــالينيد المجني عليه إما كاملة أو ناقصة.

أن تكون يد المجني عليه كاملة ويد الجاني ناقصــة، الاألولى: إشكال وال خالف في أن له الدية التامة وفي أن له قطــع الناقصــة، أما في أنه هل له إذا قطع الناقصة أن يأخــذ ديــة النقص مطلقــا، أو

ليس له شيء مطلقا، أو أنه يفصل، أقوال ثالثة. األول: إن له أن يأخذ ديــة النقص، مثال إذا كــانت إصــبع للجــاني ناقصة قطع يده مــع أخــذ المجــني عليــه من الجــاني عشــرة أبعــرة قيمة اإلصــبع الواحــدة، وهــذا هــو الــذي اختــاره الشــيخ في الخالف مــدعيا عليــه اإلجمــاع، وتبعــه التحريــر وثــاني الشــهيدين والمحقــق

الكركي وغيرهم. واستدل له بأن الكف الناقصة مع األبعرة مثــل الكــف الكاملــة،ــل فهي أقل من المثل، ولذا اشتهرت بينهم القاعدة المعروفة أن ك عضو يؤخذ قودا لو كان ناقصا تؤخــذ الديــة مــع قــوده، ويؤيــده خــبر

كمــا تقــدم، إذ (1))عليــه الســالم(الحسن بن الحريشــي، عن البــاقر المالك في المسألتين واحد، وهذا القول هو األقوى.

الثــاني: إنــه ال شــيء للمجــني عليــه باســتثناء قطــع يــد الجــانيمطلقا، كما حكي عن بعض متأخري المتأخرين، لصدق اليد باليد.

وفيه: إنه ال شك في كونه يدا بيد إال أن نقص يد الجاني يــوجب أن ال يكون المجني عليه استوفى كل حقــه، فلــه أن يســتوفي ذلــك الحق الذي لم يستوفه، وحيث ال يقدر على استيفائه قصاصا كان له

استيفاؤه دية. الثالث: التفصيل في المسألة بأنه ليس للمجني عليــه أخــذ ديــة اإلصــبع إال أن يكــون الجــاني أخــذ ديتهــا أو اســتحقها، أمــا إذا كــانت اإلصبع مفقودة خلقــة أو بآفــة لم يســتحق المجــني عليــه شــيئا من

الدية، بل القصاص فقط، وهذا هو المحكي عن الشيخ

. 1 ح10 الباب 129 ص19( الوسائل: ج?)1470

Page 471: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

في المبسوط وابن البراج في المهذب والقاضي في الجواهر. واستدلوا للجزء الثاني من تفصيلهم بمــا تقــدم من خــبر ســورة بن كليب في القاتل إذا كان أقطع اليد، وبما ذكره المسالك من أن الجاني حيث لم يكن سببا في النقصان ولم يؤخذ عوض الناقص لم

يكن مضمونا.وفي كليهما نظر.

إذ يرد على األول: بما ذكره الجواهر من أن الخبر مقصور على محله، وإال لكان مقتضاه عــدم شــيء على من قطـع يــدا وال يــد لــه

خلقة وهو معلوم البطالن. وعلى الثاني: بأن ما ذكــر ال يصــلح علــة لتخصــيص مــا دل على

القصاص أو الدية مطلقا. أن تكون كلتا اليدين ناقصة وهو على قسمين: الثانية:

ــانت الخنصــر من ــا إذا ك ــون النقص متشــابها، كم األول: أن يك الجاني والمجني عليه مقطوعة، وال إشــكال في اقتصــاص المجــني عليه من الجاني، ولو كان القطع غير عمد أخذ منه دية ناقصة بقدر

اإلصبع. ــاني: أن يكــون النقص غــير متشــابه، كمــا إذا كــانت خنصــر الث أحدهما وســبابة اآلخــر مقطوعــتين، فــإن كــانت هنــاك مســاواة في القيمة، فال ينبغي اإلشكال في االقتصاص ألن القيمة واحــدة، فأدلــةــدون رد أو اســترداد، وإن لم تكن مســاواة في القصــاص تشــمله ب القيمة كما إذا كان المقطوع من أحدهما أنملــة ومن اآلخــر إصــبعا،فالظاهر شمول أدلة القصاص، ويكافى الناقص بالرد أو االسترداد.

ومنه يعلم الكالم في ما إذا لم يكن ألحــدهما عظم الــذراع مثال،ولم يكن لآلخر أصابع، إلى غير ذلك من األمثلة.

أن تكون كلتا اليــدين كاملــة، وال شــبهة في القصــاص،الثالثة: نعم إن اختلف الكمال عند األقوام، فالمعيار الحكم الشــرعي ال مــا لديهم من وجهة نظر، مثال من المعــروف أن بعض المتوحشــين في

أفريقيا يقطعون اإلصبع األخيرة من الرجل في

471

Page 472: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الطفولة ويعد ذلك كماال، فإنه إذا قطع النــاقص رجــل كامــل لمــرد أرش يفد رؤية أولئك الكامل ناقصا وبالعكس، بل تقطع رجله وي

اإلصبع على الكامل. ــهالرابعة: أن يكون النقصان في يد المجني عليه، والظــاهر أن

يقتص من الجاني، ويرد عليه قيمة إصبعه الزائدة، وهذا هو المحكي عن الغنية واإلصباح، بل عن أولهما دعوى اإلجماع عليه، وكذلك عن

الشيخ دعوى اإلجماع على مثله، واختاره الجواهر. خالفا للمسالك والمحكي عن القواعد والتحرير، حيث قــاال بأنــه ال تقطع يد الجاني بل تقطع منها األصــابع الـتي قطعهــا ويؤخــذ منــه حكومة الكف، وال وجه له، وقد تقدم الكالم حــول ذلــك مفصــال وأن ما هو المشهور هو مقتضــى المطلقــات، باإلضــافة إلى ظهــور خــبر

الحريشي فيه. ومما تقدم يظهر حكم ما لــو كــان يــد أحــدهما أو كليهمــا بــدون بعض األنامل أو األظافير، فما عن الروض وغــيره ممــا معنــاه عــدمــل في ــد تأم ــه، وق ــه ل ــوع في األرش ال وج ــر المقل مالحظــة الظف

هللالمسألة األردبيلي، وردهما الجواهر بما ذكرناه، وا العالم.

472

Page 473: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا قطع اإلصبع فسرت إلى كفه(( لو قطع الجاني إصــبع رجــل فســرت إلى كفــه(:ـ 17)مسألة

بحيث سقطت بنفسها أو قطعت ولو بواســطة نفس المجــني عليــه ثم اندملت، ثبت القصاص فيهما بال خالف معتد به كما في الجواهر، وأرسله إرسال المسلمات، وعن المبســوط إنــه هــو الــذي يقتضــيه

مذهبنا.ــا القطــع وذلك لعموم األدلة بعد أن كانت السراية من فعله، أم الحاصل بسبب نفس المجني عليه فال يجعل الجاني بريئــا منــه، ألن هو السبب األقوى من المباشر، وكذا في كل مقام يشــبهه، كمــا إذا سحق يده فاضطر إلى قطعها خوفا من إفسادها ســائر البــدن، إلى

غيرها من األمثلة. ومنه يعلم أن ما عن موضع آخر من المبسوط أن في مثل هذه السراية الدية دون القصاص، غير ظاهر الوجه، إذ أقصى ما يستدل له أن الجاني سبب تلفها ولم يقطعهــا، واإلتالف بــدون القطــع غــير

مشمول لدليل القصاص، بل مشمول لدليل الدية.ــوى من ــه أق ــع، ألن ــتند في القط ــو المس ــاني ه ــه: إن الج وفي

المباشر، فحاله حال اآلمر األقوى من المباشر. والظاهر أنه ليس للمجني عليه القصاص في اإلصبع وأخذ الديةــرايع وعن ــاني بــذلك، كمــا في الش في البــاقي إال إذا رضــي الجــدل عن القصــاص ــة ب القواعــد وقــرره الشــارحان، وذلــك ألن الدي بالتراضــي واألصــل القصــاص كمــا تقــدم الكالم في ذلــك من بــاب

القتل العمدي. ــة فكمــا ليس لــه ألن يأخــذ ديتهــا، كــذلك ليس لــه أن يأخــذ دي أحدهما بــدون رضــى الجــاني كــالعكس، حيث ليس للجــاني إعطــاءــد الدية قهرا وعدم تحمل القصاص، فحال المقام حال ما إذا قطع ي إنســان فمــات، فإنــه ليس للــولي أن يقطــع يــده ويأخــذ منــه الديــة

القهرية ألجل الموت الحاصل بالسراية. كما أنه ليس للجاني إجبار الولي بذلك، وربما يريد المجني عليهــه بقطع يده أخذ الدية، لكن الجاني ال يرضى إال بالقصاص، ألجــل أن يريـد إلحـاق يـده المقطوعـة بجسـمه، حيث تتــوفر إمكـان العمليـة

الجراحية، وخسارتها دون خسارة

473

Page 474: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

الدية، فال يقـال: كيـف يرضــى المجــني عليــه بالديــة وال يرضـى الجاني، وقد عرفت في مــا ســبق أن الشــين حكمــة ال علــة، واليــد المقطوعة خاصة بالمقطوع منــه، ألن العــرف يــرى أنهــا من حقــه،

، كمــا في كــل حــق رآه العــرفال يتوى حق امرئ مسلمفيشمله ولم يمنع عنه الشرع، ألنه من الموضوعات التي يكون المرجع فيهــا العــرف، فــإذا تحققت ثبت الحكم، وكيــف كــان فهــذا بحث ذكــر

اطرادا. وممــا تقــدم ظهــر أن مــا ذكــره الجــواهر من أن )الــواجب فيــه العمد القود، والدية ال تثبت إال صلحا أو بسبب عارض، منظــور في في قصاص الطــرف(، فيــه نظــر واضــح، إذ ظــاهر الكتــاب والســنةــذات، واإلجماع أن الطرف كالنفس في عمد تلفه القصاص أوال وبالــذا وإنما الدية تثبت بالتصالح أو بما أشبه، كعدم إمكان القصاص، ول

بأخــذ الديــة من كــان)عليــه الســالم( لم يجبر اإلمام أمير المؤمنين أذهب الجاني نور بصره، إلى غير ذلك.

))فروع(( ولو قطع يده من مفصل الكــوع مثال، ثبث لــه القصــاص بــالنص المطلــق واإلجمــاع، وال حــق لــه في أن يقطعهــا من المرفــق، وإن رضي الجاني وبذل المجني عليه دية الذراع، ألن الجــاني ال حــق لــه في تلف طرفه، ألنه من أظهر مصاديق الضــرر الممنــوع شــرعا، إذ

إنما خرج منــه بعض األضــرار القليلــة، مثــل المشــيال ضرردليل على الرجل إلى حد تجرحها أو ما أشبه، أمــا األضــرار الكثــيرة فهيــة التهلكــة، داخلة في الدليل، باإلضافة إلى إطالق أو المنــاط في آي وكذلك ال حق لإلنسان في إذهاب قوة من قواه كنور البصــر، وقــوة

الرحم في تربية الولد، إلى غيرهما. وهل له الحق في قطع األصابع وأخذ الديــة بالنســبة إلى الكــف

إذا رضي الجاني، ال يبعد ذلك، ألن األصابع هدر على أي حال. نعم ال حق له في جبر الجاني بذلك ولو بــدون الديــة، إذ الثــابت القصاص، فما دونه ال دليل عليه، ولذا قالوا بأنه إذا أراد الولي قطع يد القاتل فقط دون قتله لم يكن له حق ذلــك، ألن الثــابت القتــل ال

قطع اليد، فاالستحسان العقلي بجوازه ال يكون مستندا للحكم.

474

Page 475: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ثم إنه لو قطع يده من نصف الذراع، فإن أمكن القصاص بدونــة، وإن لم يمكن تغرير جاز، أي كان حقا للمجني عليه، إلطالق األدلجاز القصاص من الكوع أي األقل، وأخذ الدية بالنسبة إلى الباقي.

أمــا القصــاص من الكــوع فلمــا تقــدم من أن األقــل داخــل فياألكثر، فهو هدر على أي حال، ويشمله دليل القصاص.

وأما أخذ الدية فألنه ال يقدر على القصــاص خوفــا من الســراية، والدية بدل القصاص مطلقا، ولعل مراد الشرائع وغــيره ممن قــالوا بالحكومة في الزائدة المقــدار المقــرر، إذ الظــاهر أن القــدر الالزم هو النسبة، فإذا قطع نصف الذراع كان عليه نصف الدية، كما ذكره ابن إدريس هنــا، ويــأتي منهم في كتــاب الــديات، اللهم إال أن يقــال

بأن األصح الحكومة، إذ الذراع تختلف فليس لنصفها نصف الدية. ــه ال وكيف كان، فال حق للجاني في القطع من المرفق بحجة أنــه، وإن يقدر مما دون المفصل، فالزائد إنما هو مقدمة الستيفاء حق كان ذلك محكيا عن أبي علي وحكم برد المجني عليه دية الزائد، إذ يرد عليه ما تقدم من أنه استيفاء زائد على الحق يخرج به من أدلة القصاص، فال حق له في ذلك وإن رضي الجــاني ســواء بــدون أخــذــة الدية أو مع أخذها، فإذا أراد القصاص اقتصر على الكوع وأخــذ دي

الزائد. ومما تقدم ظهر أن له قطــع األصــابع خاصــة، ســواء أخــذ الديــةــا عن ــاني أم ال، فم ــا برضــى الج ــد منه ــف والزائ بالنســبة إلى الك التحريــر من أنــه ليس لــه ذلــك إلمكــان أخــذه قصاصــا، فليس لــه األرش، إن أراد أنه ليس للمجني عليه جبر الجاني باألرش فهو تام،ــه ليس ــة، وإن أراد أن إذ قد عرفت أن في العمد القصاص دون الدي له ذلك حتى مــع رضـى الجــاني ففيـه منــع، وكـذا لـه القصـاص من

األقل إذا صرف النظر عن األرش كما هو واضح. ومما تقدم ظهر أنه لو جنى فقطع يده من نصف الذراع، فقطع

المجني عليه يده

475

Page 476: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

من المرفق، كان للجاني حق القصاص من المجني عليه بقطــع يده من المرفق، ألنه تعدى، فيشمله دليل القصاص، ومن ذلك تبين حكم ما لو قطع أنملة أو إصبعا أو إلى نصف الكف أو إلى الكــوع أو إلى بعض الذراع أو إلى المرفق أو إلى بعض العضد أو إلى الكتف. أمــا لـو خلـع عظم المنكب الـذي هـو المشـط، فــإن حكم أهـل الخبرة بإمكان االستيفاء بالمثل بدون تغرير اقتص منــه، وإال فالديــة أو االستيفاء للبعض الممكن واألرش للزائد غير الممكن االســتيفاء،

كما عن المبسوط والتحرير وكشف اللثام، وأيده الجواهر. والظاهر كفاية أهل الخـبرة بـدون الحاجــة إلى العـدد والعدالـة،

واألشياء كلها على ذلك حتى يســتبين أو تقــوم )عليه السالم(:قال . وقد حققنا ذلك في كتاب الطهارة.(1)به البينة

ولــو قــال الخــبرة إنــه تغريــر فــاقتص من األنقص ثم ظهــرــد ــدم بع اشتباههم فالظاهر أنه ال يستحق االقتصاص ثانيا، ألصل الع

درء الحد بالشبهة، ألنه أكثر إيالما. نعم إذا امكن القطع بــدون اإليالم، ولم يكن أخــذ ديــة الزائــد أو أخذ مشروطا بعدم اإلمكان، ال أخذا مطلقا، فالظاهر شمول األدلــة لــه، إذ ال مــانع من إيالم وال مصــالحة بالديــة صــلحا مطلقــا، أمــا إذا صــالح بالديــة صــلحا مطلقــا فقــد ســقط القصــاص بــذلك، وال حــق للمجني عليه في إرجاع الدية واالقتصاص، بل ال حق لــه وإن رضــى الجاني، إذ ال حــق للجــاني في إتالف نفســه أو عضــوه بعــد ســقوطــوه الحكم الشرعي بالقصاص، فهو كما إذا عفى ثم أراد إسقاط عف

والقصاص وإن كان برضى الجاني. ولو قال أهل الخبرة: إنه ليس فيــه تغريــر، فــاقتص فظهــر فيــه التغرير وحصلت السراية، لم يضمن المجني عليه، بــل الضــامن هم أهل الخبرة، ألن السبب أقوى، ولألدلة الدالة على ضــمان الشــهود،

إذ المقامين من باب واحد. ولــو قطــع الجــاني كفــه مثال، فقطــع أناملــه أوال ثم قطــع كفــه، فعليه التغرير بال إشكال، لكن هل يضمن أرشا، قال في الجواهر ال،

وكأن

. 4 ح4 الباب 60 ص12( الوسائل: ج?)1476

Page 477: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

وجهه األصل بعد أنه لم يقتص أكثر من حقــه، وال يبعــد الضــمان لمـا دل على أرش الخـدش، وأرش الغمـز، والمقـام ليس أقـل من

ذلك، وفي مقداره الحكومة. نعم الظاهر أن الجاني لو قطع أصابعه أوال ثم قطــع كفــه، كــان للمجني عليه ذلك، ألنـه اعتـداء بالمثـل، وال يعـد مثلـة، وإن احتملـه

بعض. إما إذا قطع الجاني أصابعه فقطعهــا المجــني عليــه، ثم ظهــرت السراية إلى الكوع، كان لــه قطــع الجــاني من الكــوع، إلطالق أدلــة

القصاص بدون محذور.ــد، ثم ما ذكرناه في اليد يجري في الرجل، إذ اإلصبع كإصــبع الي والقدم كالكف، والساق كالذراع، والفخــد كالعضــد، والــورك كعظم

الكتف، بل يأتي نفس الكالم في قطع بعض األذن.

477

Page 478: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))القصاص واإلصبع الزائد(( كان لكل من الجاني والمجني عليه إصبع أو إذا(ـ: 18)مسألة

أكثر زائدة، وكانتــا متســاوية في المحــل، كمــا أن كــان لكــل منهمــا إصبع بين السبابة واإلبهام، فقطع الجاني هذه اإلصبع وحدها، أو مــع ســائر األصــابع، أو قطــع الكــف المشــتملة على هــذه اإلصــبع، كــان

للمجني عليه القصاص كتابا وسنة وإجماعا. ولو كانت اإلصبع الزائدة للجاني خاصة، وقد قطع كــف المجــني عليه، كان للمجني عليه قطــع كفــه مــع إعطائــه أرش الزائــدة، أمــاــا القطع فإلطالق أدلة القصاص، ويؤيده خبر الحريشي السابق، وأم األرش فألنه أباح الشارع القطع ولم يجعل ذلك هــدرا، إلطالق أدلــة

األرش. أما إذا كانت اإلصــبع الزائــدة خارجــة عن الكــف، كمــا إذا كــانت نابتــة من آخــر الكــوع بــإزاء اإلبهــام، بحيث إن قطــع الكــف ال يــؤثر عليها، فال كالم في أنه ال يجــوز قطعهــا، وإذا قطعهــا المجــني عليــه كان للجاني عليه حق القصاص إن قلنا به في الزائدة، ألنهــا شــبيهة باألصلية مع أرش التفاوت بين األصلية والزائدة، وحــق الديــة إن لم

نقل بالقصاص. ولو كانت اإلصبع الزائدة للمجني عليه خاصــة قطــع يــد الجــاني وأخذ منه دية اإلصبع الزائدة، وهي ثلث دية األصلية كما ســيأتي في

كتاب الديات. وإذا أراد أن يأخذ الدية في الخطأ أو في العمد صــلحا أخــذ ديــة الكف ودية اإلصبع الزائدة بال إشـكال وال خالف في شـيء من ذلـك كما في الجواهر، وذلك إلطالق أدلة القصــاص، وإطالق أدلــة الديــة،

ويجعمان في الكف والزائدة. أمــا احتمــال ســقوط ديــة الزائــدة ألنهــا لحم زائــد كالســمن فال شـيء فيــه، كاحتمـال أن يكــون للمجـني عليــه الحــق في قطـع يــد الجاني وإصبع من يده األخرى، ألنه كمــا تقــوم اليــد اليســرى مقــام اليمنى وبالعكس في من ال يد له في أحــد الطــرفين، كمــا دل على ذلك النص وغيره على ما تقدم، كــذلك تقــوم إصــبع إحــداهما مقــام

إصبع األخرى،

478

Page 479: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إما ألنه ال إصبع له فيها، أو ألن لهــا إصــبعا زائــدة ال مقابــل لهــا،ــا ــا، إذ ثبت فيه ــا إن اإلصــبع ليســت كالســمن نصــا وإجماع ففيهم القصاص والدية بخالف الســمن، وإن اإلصــبع الزائــدة ليســت بحكم األصلية في االقتصاص من يد أخرى، فإنا وإن قلنا بذلك في األصليةــا، ولو للمناط في اليد، لكنا ال نقول به في الزائدة لعدم المناط فيه

وأقله الشك في المناط الموجب لعدم التعدي. نعم، ال يبعد االحتمال األول إذا لم يصــدق على الزائــدة اإلصــبع، بل كانت لحما كالثالول والثدية، كما كانت لــذي الثديــة في جســمه، كما ال يبعد االحتمال الثاني إذا كانت إصــبعا حقيقــة ال يصــدق عليهــا الزيادة، كما لو كـان لـه سـبابتان مثال، فإنهـا وإن كـانت زيـادة على الخلقة األصلية، إال أنها لم تكن زيادة في هذا الفــرد، بــل كــان مثــل ذي الرأسين وذي أربع أرجل كلها أصــلية، إذ يبعــد القــول بانصــراف النص عن مثلــه، بــل نقــول بجريــان كــل األحكــام في أمثــال هــؤالء الناس، حـتى لـو أنـه سـرق قطعت إحــدى يمينـه أوال ثم تقطـع فيــك في ذي الفــرجين، نعم السرقة األخرى الثانية، وقد تقدم شبه ذل

لو شك درء الحد بالشبهة، ورجع إلى الدية صلحا أو الحكومة. ولو كان للمجني عليه أربع أصــابع أصــلية وخامســة غــير أصــلية مثال، فالظاهر قطع يد الجــاني الكاملــة بهــا، إلطالق أدلــة القصــاص الشاملة للمقام، فكما يقتل الكامل بالناقص، كــذلك تقطــع الكاملــة

بالناقصة. نعم يرد عليه دية إصبعه، ويدل عليه خبر الحريشي المتقدم في

مع ابن عبــاس، حيث قــال)عليه السالم( قصة محاجة اإلمام الباقر ــالم(: ــه الس ــة )علي ــه دي ــال ثم أعط ــف أص ــاطع الك ــد ق ــع ي اقط

، فما في الجواهر من أن الحكم بعدم قطع يــد الجــاني ال(1)األصابعــاقص المســتلزم ــل بالن ــدم قطــع الكام ــه وال إشــكال، لع خالف في

للزيادة في استيفاء الحق، غير

. 1 ح10 الباب 129 ص19( الوسائل: ج?)1479

Page 480: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ظاهر الوجه، إذ لم يعلم عدم الخالف مــع أنهم ذكــروا في بــاب الكف المقطوعة األصابع، كما في خبر الحريشي، وقــد عــرفت أنــه

مقتضى القاعدة، وتعليله ال دليل عليه، بل الدليل على خالفه. نعم إذا أراد المجني عليه قطع األصابع األربع للجاني وأخــذ ديــة الخامسة والكف، كان له ذلك إذا رضي الجاني، لما سبق من جــواز القصاص من أقل من الحق، ومن جواز تبديل القصــاص بالديــة مــعــدون ــع ب ــة الجمي ــيا بدي ــا أن يتراض ــا أن لهم ــرفين، كم ــى الط رض

القصاص. ولو انعكس األمر بــأن كــان للجــاني أربــع أصــابع أصــلية وإصــبعــا ــرد هن ــدليل، وال ي ــمله ال ــف، فيش ــاص في الك ــدة ثبت القص زائــالوا المحذور السابق حتى عند الشرائع والمسالك والجواهر ممن ق في الفــرع الســابق بعــدم القصــاص، إذ النــاقص يؤخــذ بالكامــل بال إشكال وال خالف عندهم، وللمجني عليه أن يأخذ ديــة إصــبع واحــدة منه ألنه استوفى أقل من حقه بعد أن ينقص من تلـك الديــة مقـدار دية الزائدة للجاني، ألن للزائــدة قيمــة لمــا ســبق من وجــود األرش حتى في الخدش، وال أقــل من كونــه كــأرش الخــدش، فلعــل عــدم ذكرهم لها من جهة الوضوح، أو ألن المقصــد هنــا ذكــر القصــاص ال

الدية. ولو كان ألحدهما ست أصـابع أصـليات صـورة على مـا ذكرنـاه،ــة، إلطالق قطع كل منها باألخرى لما تقدم مع إعطاء الدية للسادس األدلة، ولو قطع الجاني األصابع الست فقط قطعت أصــابعه وغــرم دية السادسة، ولو كان في الجاني الست قطع المجني عليه خمسا منها، وال حق له في قطع السادسة فلــو قطعهــا عمــدا اقتص منــه،ــبع وخطأ أخذ منه ديتها، وكذا لو قطع شخص إصبعا منها قطعت إص

منه، هذا حسب ما استظهرناه. أما على رأيهم، فإن كان له إبهامان مثال فإحداهما زائدة وحينئذ فإن قطــع إبهــام المجــني عليــه لم يكن لــه القصــاص، الحتمــال أن يكون ما يقطعها زائدة ال أصلية، والزائدة ال تقطـع باألصـلية، وعليـه فالالزم على الجاني على إحداهما إعطــاء الديــة، وفي كميتهــا ثالثــة

احتماالت:قوى في الجواهر نصف الديتين

480

Page 481: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أي ستة وستين دينارا وثلثــا، لتكــافؤ االحتمــالين، فــالالزم األخــذ بمقتضــى قاعــدة العــدل واإلنصــاف، ويكــون كجــنين ولجتــه الــروح

واحتمل فيه الذكورة واألنوثة، إذ على قاتله نصف الديتين. واحتمل في القواعد سدس دية الزائــدة، ألن الكــف لــو قطعت ضمنت بديــة يــده وديــة إصــبع زائــدة، فعنــد االشــتباه تقســط الديــة

والدية الزائدة على الجميع. وهناك احتمال ثالت بأصالة البراءة من التفاوت بين دية األصلية

ودية الزائدة. أقول: لو قلنا بمقالتهم كان األقوى مــا ذكــره الجــواهر، ويؤيــده أنه لو قلنا بأحد االحتمالين اآلخرين يلــزم أن يحصــل المجــني عليــه على أقل من حقه إذا قطع شخص أحد إصبعيه المشــتبهتين وقطــع آخر األخرى من المشتبهتين، كما أنه يلزم التفــاوت بين مــا يحصــلهــا ــد إذا قطـــع كلتـ ــان واحـ ــله من جـ ــا يحصـ ــانيين وبين مـ من الجـ

المشتبهتين.

481

Page 482: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا كان في إصبعه إظفران أو أنملتان((ــادة(:ــ 19)مسألة لو كان له في إصبع إظفران، فإن علم بزي

ــه، وفي أحدهما كان فيه الحكومة، إال إذا كان للجاني مثله فيقتص باألصلي القصاص أو الدية.

وإن كــان كالهمــا أصــليين بــالمعنى الــذي ذكرنــاه في المســألةالسابقة، فالظاهر أن فيه القصاص.

ولو قلعهما قــالع اقتص بظفــرين من إصــبعين من أصــابعه، لمــا تقــدم من قصــاص اليــد باليــد األخــرى، واإلصــبع باإلصــبع األخــرى،

، بعـد رؤيـة العـرف أنـه مثـل،بمثل ما اعتدىإلطالق قوله تعالى: ولرواية اليد كما سبقت، ولو كان لألنملة طرفــان فقطعهمــا قــاطع، فــإن كــان للجــاني أنملــة مســاوية في ذلــك ثبت القصــاص لتحقــقــكال، ــواهر بال خالف وال إش ــرائع، وفي الج ــا في الش ــاوي كم التســه وذلك لصدق المماثلة في اآلية والرواية، وإال فال إشــكال في أن ل االقتصاص من الجاني بالنسبة إلى أنملة واحدة، وهل للطرف اآلخر أرش كما ذكره المشهور، ألنه ال مثل له في الجاني، أو يقطع أنملة أخرى منه، ألن األنملة شبه األنملــة خصوصــا مــع تأيــده بقطــع اليــد اليســرى لليمــنى إذا لم يكن للجــاني يمــنى وبــالعكس كمــا تقــدم،

احتماالن. ال يبعد األول إذا لم تصدق المماثلــة عرفــا، والثــاني إذا صــدقت

المماثلة عرفا، كما تقدم مثله في اإلصبع الزائدة. ثم في مورد الدية قال المبسوط والمهذب بالحكومة، والقواعد والتحرير بالدية، والشرائع وغيره باألرش، وفي الجــواهر لعـل مــراد

الجميع الدية المزبورة أي ثلث دية األنملة األصلية. أقول: إنمـا يكـون ذلـك إذا كـانت أنملـة، إمــا إذا كـانت كـاللحم الزائد ففيه الحكومة ال ثلث الدية، لعدم دليــل على ثلث الديــة هنــا، بينما دلت األدلة على األرش حــتى في الخــدش، هــذا كلــه فيمــا إذا

كان ألنملة المجني عليه طرفان. أما إذا كان ألنملة الجاني طرفان، فــإن تمــيزت األصــلية وأمكن قطعها بدون سراية، اقتص لعمــوم األدلــة، وإن لم تتمــيز بــأن كانتــا

متساويتين، فالظاهر أن له قطع

482

Page 483: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــان، ال أيتهما شاء، كما ذكرناه في اإلصبع، إذ لهذا الشخص أنملتأصلية وزائدة.

وإن كانت إحداهما زائدة وخيــف من الســراية لم تقطــع، وإنمــاتؤخذ الدية، وقد سبق سقوط القصاص في مواضع التغرير.

ولو كــانت إحــداهما زائــدة واألخــرى أصــلية وقطعهمــا المجــنيــة، ــدة وهي ثلث الدي ــة بالنســبة إلى الزائ ــان للجــاني الدي ــه، ك علي

باإلضافة إلى تعزيره إن تعمد ذلك. ولــو قطــع الجــاني من واحــد األنملــة العليــا، ومن آخــر األنملــةــه األول الوسطى، حيث لم يكن للثاني أنملة عليا، قطع المجني علي

علياه، والثاني وسطاه. ولو عفى صاحب العليا أو أخــذ الديــة أو كـان قطـع الجــاني لهــا خطأ مما ال قصــاص فيــه، فأخــذ المجــني عليــه الديــة، فالظــاهر أن لصاحب الوسطى القصاص مع رده إلى الجاني ديــة األنملــة العليــا، كمــا ذكــره الشــرائع، وحكى عن الشــيخ والفاضــل في بعض كتبــه، وذلك لخبر الحسن الحريشي المتقــدم في مسـألة الكــف واإلصــبع،

الذي قد عرفت حجيته وكونه قاعدة كلية. وقد أيد ذلك الجواهر، بعــد أن نقــل تــردد العالمــة في القواعــد، وميل المسالك إلى العدم، قال: بل هو المحكي عن الكركي أيضــا، بل في كشف اللثام هو أقوى، وذلك ألنــه اســتيفاء ألزيــد من حقــه،

وليس ذلك مثال فالالزم الدية.ــه ولو قطع الجاني العليا والوسطى من واحد في نوبتين، كان ل ذلك بالنسبة إلى الجاني، أما لو قطــع الوســطى أوال حيث ال مجــالــه أرش لقطع العليا بعد ذلك فقط أسقط حقه، ويبعد أن يكــون علي لقطعه العليا، وإن ثبت األرش حتى في الخدش لكنه منصرف عنه،

ولو شك فاألصل العدم. ــتين دفعــة لم يكن للمجــني عليهمــا نعم لــو قطــع الجــاني أنمل

قطعهما دفعتين، ألنه زيادة عن المقابلة بالمثل. ثم في ما لو قطع عليا إنســان ووســطى إنســان آخــر، لــو بــادر صاحب العليا وقطع األنملتين منه كان عليــه القصــاص بالنســبة إلى وسطاه، ولو بادر صاحب الوسطى فقطعهمــا فالظــاهر أن للجــاني أن يقطع أنملة عليا منه لما تقدم من المشــابهة في األنامــل، ولكن في الشرائع إنه قد أساء، ألنه قد اسـتوفى حقــه وزيـادة، ولصـاحب

العليا على الجاني دية أنملته، وفي الجواهر بال خالف أجده

483

Page 484: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بين من تعرض له. ثم إنه إذا لم يكن ألنملة المجني عليه ظفــر، فــإن كــانت أنملــةــه أن ــني علي ــاهر أن على المج ــذلك فال كالم، وإال فالظ ــاني ك الج يعطي أرش الظفر للجاني، كما أنه لــو انعكس كــان للمجــني عليــه

قطع أنملة الجاني وأخذ األرش لظفره منه. وقد ظهر بما تقدم الصور المتعددة لفروع مسألة اشتراك اثنين

أو أكثر في قطع األنامل واألظافر. ثم إن أصابع الرجل حكمها حكم أصابع اليــد في كــل مــا تقــدم،

هللاوا العالم.

484

Page 485: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))صور ما إذا قطع شمال الجاني بدل يمينه(( قطع شمال الجــاني بــدل يمينــه ألنــه قطــع إذا(:ـ 20)مسألة

يمين المجني عليه فالصور أربع، ألنهما إمــا عالمــان، أو جــاهالن، أوأحدهما عالم واآلخر جاهل.

ــه قــال: مقتضــى مــذهبنااألولى : أن يجهال، فعن المبســوط إن ســقوط القــود، وكــأن ذلــك ألن اليســار تكــون بــدال عن اليمين في

الجملة، ولصدق المثل ونحوه. )عليــهولما رواه الكليــني، عن محمــد بن قيس، عن أبي جعفــر

في رجــل أمــر)عليه الســالم( قضى أمير المؤمنين قال: ،السالم(ــالوا به أن تقطع يمينه فقدمت شماله فقطعوها وحسبوها يمينه، وق

ال تقطــع :)عليه السالم(إنما قطعنا شماله ظنا أنا نقطع يمينه، قال .(1)يمينه قد قطعت شماله

والروايــة وإن ذكروهــا في حــد الســرقة إال أن إطالقهــا يشــمل المقام، فال بأس بقوله الشيخ، خصوصا والحد يــدرأ بالشــبهة، ومنــه يعلم أن تردد الشرائع في المسألة بل خــيرة الكثــير من المتــأخرين عدم الكفاية، ألن المتعين للقصاص قطع اليمين فال تجزي اليســرى

مع وجودها، منظور فيه. وال فرق في الحكم بين جهلهما بالموضوع وأنها شماله ال يمينه، أو بالحكم بأن لم يعلما أن الحكم قطع اليمين في قبال اليمين، بــل

زعما كفاية قطع أيتهما أو بكليهما إلطالق الدليل ولو مناطا. ثم على ما ذكروه إن تصالحا على الدية أو قبل المجني عليه ما فعله بالجاني عــوض قطــع يمينــه فال شــيء، وإن لم يقبــل كــان لــه قطع اليمــنى، ولكن يــؤخر حــتى ينــدمل اليســار إذا كــانت الســراية محتملة، وذلــك للتــوقي من الســراية على النفس بتــوارد القطعين،

كما ذكره الشرائع. وقال في كشــف اللثــام: إن أحــدهما مضــمون، فيضــمن نصــف السراية، بخالف ما لو قطع يدين، فإنــه يــوالي بين قطــع يديــه فــإن

السراية إن حصلت فغير مضمون. أقول: أشكل الجواهر عليــه باحتمــال عــدم الضــمان فيهمــا في

الفرض، للجهل

. 1 ح6 الباب 496 ص18( الوسائل: ج?)1485

Page 486: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــاألول ال باألول، واالستحقاق في الثاني، وفيه نظــر، إذ الجهــل ب يرفع ضمان الســراية، ألن القطــع لم يكن بــإذن الشــارع، فهــو كمــا زعم أن زيدا هو قاطع يده فقطع يده فسرى فمــات، فــإن المجــني عليه ضامن وال وجه لرفع ضمانه بالجهل، إذ الجهل يرفــع القصــاص

ال الضمان الذي هو حكم وضعي. ثم إن االستحقاق في الثــاني غــير تــام، إذ ال حــق لــه أن يقطــع

حال خوف السراية، ألن له قدر حقه ال أكثر من ذلك. نعم إشــكال الجــواهر على كشــف اللثــام ثانيــا حيث ذكــر عــدمــال بضــمان النفس الضمان في سراية قطع يدين تمام، قال: قد يق هنــا وإن كــان الجرحــان غــير مضــمونين باعتبــار اشــتراط اســتيفاء القصــاص في الطــرف بعــدم التغريــر بهــا، فــإذا اقتص مغــرورا بهــا

ضمنها، وإن لم تكن الجناية مضمونة لو اندملت. أقول: وعلى هذا إن كــانت الســراية من األولى لم تضــمن، وإن كــانت من الثانيــة ضــمنها كلهــا، وإن كــانت من كليهمــا بحيث كــان النصف من األول والنصف من الثاني، كما إذا سبب كل قطــع عمى إحدى عينيه كان الضمان للنصف الثــاني فيمــا إذا كــان عــدم العمى

للعين الثانية إذا أخر قطع يد الثانية. ثم إن الكالم في قطع الشــمال بــاليمين يــأتي في قطــع اليمين بالشمال، وفي قطع إحدى الرجلين باآلخرين، وكذلك في قلع إحدى العينين ونحوها إذا قلنا بمقالــة الشــيخ، وقلنــا بــأن ذلــك على طبــق القاعــدة، أو أن المنــاط في روايــة ابن قيس جــار في غــيره، لعــدم

فهم العرف الخصوصية في موردها. : أن يعلما، بأن علمــا أن حقــه أن يقطــع اليمين، لكنهمــاالثانية

قطعا الشمال بأن أعطــاه الجــاني وقبلــه المجــني عليــه عالمــا، وال ينبغي اإلشكال في حرمة فعلهما، ألن الجاني ال يحق لــه أن يعــرض عضوه إلى التلف، والمجني عليــه حقــه في اليمين ال في الشــمال، ومع ذلك عمل بغير حقه، كما أنه ال ينبغى اإلشكال في سقوط حق المجني عليه ألنه برضاه قطــع غــير حقــه فقــد أســقط حقــه، وهــل

يضمن المجني عليه الدية، الظاهر ال، ألن

486

Page 487: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــق على الجاني أهدر نفسه، فكما أنه لو أهدر ماله لم يكن له ح المتلف، كذلك إذا أهدر عضوه أو قــوة من قــواه أو نفســه، ويؤيــده

صحة أخذ الطبيب ونحوه البراءة كما دل عليه النص والفتوى. فقول الجواهر مازجا مع الشرائع: )لو قطعها المجني عليــه مــع العلم بكونها اليسار ضــمنها قطعــا، لعمــوم األدلــة الــذي ال يعارضــه اإلذن من ذي اليد صــريحا، بعــد إلغــاء الشــارع لهــا، وكونهــا بمنزلــة العدم، ألنه لم يجعل األمر في البدن إليه(، غير ظاهر الوجه، ألنــه ال ينافي عدم كون األمر إليــه وأنــه يفعــل الحــرام ومــع ذلــك ال يكــون الضمان، ألن الضمان هو حق الناس وقد أسقطه، وإن كان ليس له، فهو كما إذا أعطاه متاعه وقال ألقــه في البحــر، هللاأن يسقط حق ا فإنه ال يجوز ألي منهما ذلك، ألنــه إســراف، ومــع ذلــك لــو ألقــاه لم يكن ضمان، وكذلك إذا قالت المرأة الباكر للزاني: ازن معي، فزنى

بها وخرق بكارتها، لم يكن عليه ضمانها، إلى غير ذلك من األمثلة. ولذا قال في غاية المراد: )إنه هدر ألنه أخرج يده بنيــة اإلباحــة، هللاوال يضمن السراية ويعزران لحق ا تعالى(، وأنت ترى أنه ال غرابة

في هذا الكالم كما قاله الجواهر. ثم قـال غايـة المـراد: )ولـو سـكت الجــاني حين طلب المجـني عليــه يســاره ولم يخرجهــا فقطعهــا، والحــال هــذه أي عالمــا بأنهــا اليسار، فكاإلخراج، ألنه سكوت في محل يحرم فيه، بخالف سكوته على المال(، وجعله الجــواهر أغــرب من كالمــه الســابق، وفيــه: إن السكوت معناه الرضا، وإذا رضي فقد سقط حقه، إذ ال واسطة بين الرضا والكره، فإذا لم يكن كره فهو رضا، أال ترى أنه إذا أراد الزنــا بها فلم تمتنع ال خوفا وال لعدم قدرة لم يكن لها مهر، وكــانت زانيــة

عليها آثار الزنا، إلى غير ذلك من األمثلة.ــوه ال يســقط بالرضــا ــاب ونح هللاوالحاصــل: إن حــق ا في العق

واإلجازة، أما حق الناس فإنه يسقط ألنه بنفسه أهدر حقه. : أن يعلم الجاني ويجهل المجني عليه، كمــا إذا قــال لــهالثالثة

أخرج يمينك حتى أقطعها قصاصا، فأخرج شماله، فالظاهر أن حقــهفي اليمين باق، وأن قطعه لشماله

487

Page 488: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

هدر لما ظهر من الكالم الســابق، إذ ال وجــه لســقوط حقــه فياليمين والجاني هو الذي أهدر حقه في الشمال فال ضمان عليه.

: عكس ذلك، بأن يعلم المجني عليه ويجهل الجاني، والالرابعة شـك في حرمــة فعـل المجـني عليــه، كمــا ال إشـكال في معذوريــةالجاني إذا لم نقل بوجوب الفحص، أو فحص ولم يصل إلى الواقع.

وهل في فعل المجني عليه القصاص، إلطالق أدلــة الجنايــة لــه، فإنه قطع يدا ال حق له فيها وهو عالم عامد، أو ال، ألن الشمال صار بدال عن اليمين، للعلة في الرواية السابقة، فإنه وإن فعل حرامــا إال أن عدم حقه في قطع اليمين بعد ذلك أوجب عدم القصــاص عليــه، إذ لو كان عليه قصاص بدون أن يكون لــه قطــع اليمين كــان معــنىــة ــك خالف أدل ــدة، وذل ــد واح ــال ي ــداه في قب ــه قطعت ي ــك أن ذل القصاص، احتماالن، وإن كان الظــاهر الثــاني، فــإن قطعــه لشــمال الجاني عالما عامدا جعله بــدال عن يمينــه فحصــل القصــاص، نعم ال

إشكال في أن عليه التعزير، ألنه فعل حراما. ومما ذكرناه في األقسام األربعة يظهــر وجــه التظــر في جملــة

من كلماتهم فراجعها. وكيف كان، ففي كل موضع يضمن المجني عليه اليســار ديــة أوــة، إذ ــة للجناي ــراية تابع ــذلك، ألن الس ــرايتها ك ــمن س ــا يض قصاصــل ــرق في الضــمان بين الفع ــدا، وال ف ــاني تولي ــل الج الســراية فع

المباشري والفعل التوليدي لصدق االعتداء في كليهما. ــدعي ــول م ــالقول ق ــل، ف ــا في العلم والجه ــو اختلف ــه ل ثم إن الجهالة، ألنها األصل إال إذا قــام الــدليل على خالفــه، ولــذا قــال في الجواهر مازجا مع الشرائع: )ولو اختلفا فقال المجني عليه للجاني: بــذلتها، أي اليســار مــع العلم بأنهــا اليســار مجانــا ال بــدال عن قطــع اليمين بزعم جوازه، فأنكر الباذل ذلك، فالقول قول الباذل ليســاره بيمينه، ألنه أبصر بنيته، وألن الظاهر عدم بــذل القاتــل كــذلك، وألن

األصل ثبوت العوض لقطع العضو المحترم( انتهى.

488

Page 489: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ومما تقدم ظهر حال ما إذا قطع أذنه بــدل قلــع الجــاني لعينــه،بأن تصالحا على ذلك عالما عامدا، أو مع جهلهما، أو علم أحدهما.

ــال ــام، اللهم إال أن يق ــأتي في المق ــة ال ت ــة المتقدم نعم الروايبانسحاب مناطها فيه، وهو مشكل لعدم القطع به.

489

Page 490: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا قطع يد طفل أو مجنون(( لو قطع إنســان يــد طفــل أو مجنــون فال ينبغي(:ـ 21)مسألة

ــلحتهما ــول لمص ــه المجع ــاص، ألن ــا القص ــكال في أن لوليهم اإلشواستيفاء حقهما ورد االعتداء عنهما، والقصاص من أبرز مصالحهما.ــك في ــل يكفي ذل ــل فه ــون والطف ــو اقتص نفس المجن ــا ل أم

سقوط الحكم مطلقا. أو ال يكفي مطلقا، بل الدية على عاقلتهما ويبقى حق القصــاص إن أمكن القصاص، كمــا إذا قلنــا بقطــع اليســار بــدل اليمين لمن ال يمين له، أو كان العاقل جرح المجنون في يده فرد المجنون فجــرح يده، حيث يمكن جرح يــده ثانيــا لعــدم لــزوم الدقــة في المكــان، أو لفرض أن الجرح اندمل فيجرح الولي مكانه ثانيا، مع مالحظة الدقة

في المكان. أو يفصل بين ما كــان مكــان للقصــاص باقيــا كمثــال جــرح اليــد فيقتص مع إعطاء العاقلــة جــرح الطفــل للجــاني، وبين مــا لم يبــقــه مكان القصاص، كما إذا قلع الكبير عيني الطفل فقلع الطفل عيني حيث ال مكـــان القصـــاص، فال شـــيء من الجـــانبين، ال الديـــة على

العاقلة، وال القصاص على الجاني.ــد حصــل، ــرفي ق ــرب األول، ألن القصــاص الع ــاالت، األق احتمــه، وال ــالمجني علي وحكمة القصاص أن يفعل بالجاني مثل ما فعل ب

خصوصية في القصد إذا صدر القصاص ممن له القصاص. فإذا قطع البــالغ يــد بــالغ، وفي المنــام أو حــال الســكر الــذي الــد الجــاني حصــل ــه ي يشــعر أو مــا أشــبه ذلــك قطــع المجــني علي

القصاص، ألصالة عدم اشتراط القصد. وكذا إذا قطع اإلصابع األربع من إنسان، فزعم المجني عليــه أن الجاني سارق فقطع أصابعه األربــع بعنــوان السـرقة، كـان مقتضـى

القاعدة حصول القصاص إما بكونه تقاصا، أو ألنه تهاتر قهري. وكذا إذا قطع يده فسقط المجني عليه على الجــاني بمــا أوجب

فاعتــدوا عليــه بمثــل مــاقطع يده، إلى غير ذلك من األمثلــة، وآيــة ال تدل على (1)اعتدى عليكم

. 194( سورة البقرة: اآلية ?)1490

Page 491: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أكثر من المماثلــة في االعتــداء، وال تــدل على اشــتراط القصــد والخصوصية بأن يقصد الفعل ويقصد أنه قصــاص ال ألجــل الســرقة المزعومة مثال، وقد نقل الشرائع وقوع القصاص برد المجنون على

القتل. ــاني ذهب إليـــه الشـــيخ في محكي المبســـوط ــال الثـ واالحتمـ والشرائع والقواعد وثاني الشهيدين وغــيرهم، وعللــه المحقــق بأنــه ليس له أهلية االستيفاء، وعليه يكــون قصــاص المجنــون باقيــا علىــه، وفي الجــواهر بال خالف الجاني، ودية جناية المجنــون على عاقلت فيه بيننا وال إشكال، واســتدل لــذلك بأنــه حسـب القاعــدة، إذ قطــع العاقل يمين المجنون بحاجة إلى قصاص ممن لــه أهليــة القصــاص،ــه، ألن عمــده خطــأ كمــا في النص ــه ال أهليــة ل والمجنــون نفس والفتوى، فهو كما لو قطع حيوان يد الجاني، فإذا كان لــه بــدل كمــا في اليدين حيث إن األخرى تكون بدال عن األولى، وكمــا في الجــرح كان للـولي القصـاص، وإال كـان على العاقــل إعطـاء الديـة لجنايتــه على المجنون، ولعاقلة المجنون إعطاء الدية للجاني، ويؤيده أنه لو قطع المجنون يد العاقل كان على عاقلة المجنون الديــة، إذ ال يجب فعله عمدا حتى يكــون على المجنــون القصـاص، وهـذا القـول على

حسب القاعدة إن لم نقل بأن نتيجة القصاص كافية. أما التفصيل، فوجهه أنــه إن كــان مكــان القصــاص باقيــا اقتص، ألن المجنــون والطفــل ال أهليــة لهمــا لالقتصــاص، وأمــا إذا لم يبــق محل القصاص فأدلـة القصـاص ال تشـمله، وتكـون الديـة، فالعاقلـة تعطي الديــة للبــالغ أو العاقــل، والبــالغ أو العاقــل يعطي الديــة لمــا

فعله بالمجنون والطفل. هذا تمام الكالم في ما فعل المجنون والطفل بالجــاني مســتقال بأنفسهما، أما إذا فعاله آلة للــولي فال ينبغي اإلشــكال في الكفايــة،ــوان ألن فعلهما فعله حينئذ، بل يكفي في تحقق القصاص فعل الحي

هللاإذا كان آلة للولي، وكذا في باب الحدود والتعزيرات، وا العالم.

491

Page 492: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا اختلفا في الموت بالسراية(( لو قطع يد رجل ورجليه مثال خطأ شبيه العمد،(ـ: 22)مسألة

ثم مــات الرجــل، فقــال الــولي: مــات بعــد االنــدمال فيســتحق من القاطع ديتين، ألن الموت حتف األنف فلليــدين ديــة وللــرجلين ديــة، وقال الجاني: مات بالسراية فال يستحق إال دية واحدة، ألن الطرف

داخل في النفس، فهو على ثالثة أقسام. األول: أن يكون هناك دليل على الموت قبــل االنــدمال، كمــا إذا كان الزمان بين القطع وبين المــوت قصــيرا ال يكــون فيــه االنــدمال كيــوم مثال، وال شــك هنــا في أن القــول قــول الجــاني، وحكي هــذا

القول عن الشيخ والفاضل والشهيدين وغيرهم.ــون ثم الظاهر االحتياج إلى يمينه كما في الشرائع، إذا احتمل كــا الموت بغير السراية، كلدغ حية أو سكتة قلبية أو حتف األنف أو م أشبه، ألن الجاني ينكر استناد الموت إلى سبب جديد، والولي مــدع ألنه إذا ترك ترك، فالشك في تعلق ديــتين برقبتــه مــع أصــالة عــدم

الدية الثانية يكفي في عدم ضمانه للدية الثانية. والقول بــأن قطــع اليــدين والــرجلين أوجب عليــه ديــتين، إال أن ترفع إحداهما بثبوت كون الموت بالســراية، واالستصــحاب يقتضــيــوع إذ بقاء الديتين، واألصل يقتضي عدم كون الموت بالسراية، ممن قطعهما إنمــا يــوجب عليــه ديــتين إذا لم يمت بالســراية، والســراية ولدغ الحية كالهما خالف األصل فيتساقطان، ويكــون األصــل بــراءة

ذمة الجاني من دية ثانية. الثاني: أن يكون هناك دليل على الموت بعــد االنــدمال، كمــا إذا كان الزمان طويال، مثل قطع يديه ورجليه فمات بعــد ثالث ســنوات مما تقتضي العادة باالنــدمال في هــذه المــدة، وال شــك هنــا في أن القول قول ولي المجني عليه، قال المحقق: ألن احتمالي الســراية ومــوت حتــف األنــف متكافئــان، واألصــل وجــوب الــديتين ولم يعلم

السراية المسقطة.ــاني في ــالكالم في يمين الجـ ــا كـ ــولي هنـ والكالم في يمين الـ

القسم السابق.

492

Page 493: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــا إذا مــات الثالث: أن ال يكون هناك دليل على أحد األمرين، كم بعــد شــهر ممــا يمكن فيــه االنــدمال وعدمــه، الختالف األبــدان في ســرعة الــبرء وبطئــه، والظــاهر هنــا اســتحقاق الــولي لــديتين، ألن السراية الموجبــة لديــة واحــدة لم تتحقــق، فــإطالق أن في اليــدين والرجلين ديتان شاملة للمقام، ومع وجود اإلطالق ال مجــال ألصــالة

براءة ذمة الجاني من الدية الثانية. هذا كله إذا لم يكن اختالف في المدة، إما إذا كان اختالف، كمــا إذا قال الجاني: مات بعد أسبوع فالموت بالسراية، وقال الولي: بل مات بعد شهر حين اندمل فالموت حتــف األنــف، ففي الشــرائع أن القــول قــول الجــاني، وزاد في محكي القواعــد وغيرهــا مــع يمينــه، وعلله في الجواهر بأصــالة بقــاء المــدة حــتى يعلم انتفاؤهــا، وبقــاء الجنايــة والســراية حــتى يعلم برؤهــا، ثم تنظــر هــو في ذلــك ومنــعاألصلين المزبورين، وجعل المرجع أصالة ثبوت استحقاق الديتين.

أقول: وهذا هو األقــرب، ألن إطالق الــديتين محكم مــا لم يثبت حصول السراية المسقطة إلحداهما، وأصالة عدم الموت السريع ال يثبت الســراية الموجبــة لديــة واحــدة ألنــه مثبت، وال مجــال ألصــالة براءة ذمة الجاني من ديــة ثانيــة إذ فعلــه أوجب ديــتين، إال إذا تثبت

السراية والمفروض أنها لم تثبت. ثم إنه لو كانت المسألة بالضد من الفــرض األول كمــا إذا قطــع الجاني يده فمات، وادعى الجاني االندمال حتى ال يغرم إال دية اليد، وادعى الولي السراية حــتى يســتحق ديــة النفس، فــإذا كــان هنــاك دليل على أحــد األمــرين من الســراية وعــدمها، ولــو طــول الزمــانــه وقصره كما عرفته في الفرض السابق، كان محكوما بما قال علي الدليل، وإن لم يكن دليل فأصالة عدم السراية وأصـالة عــدم الديــة الثانية محكمتان، والظاهر لزوم اليمين على الجــاني ألنــه منكــر، إذ

أنه إذا ترك ترك. ولو اختلفا في المدة فقال الجاني: قــد مضــت مــدة ينــدمل في مثلها، وقال الولي: لم تمض، فعن المبسوط أن القول قول الولي،

ألن األصل عدم مضي المدة، وتردد فيه في الشرائع لما تقدم

493

Page 494: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

من أن أصالة عدم مضي المدة ال يثبت الســراية الموجبــة لديــة النفس، فأصالة عدم ضمان الجاني ألكثر من دية اليد محكمة، وهــو الذي اختاره الجواهر، والظاهر حلف الجــاني ألنــه منكــر، إذ أنــه إذا

ترك ترك. ولو ادعى الجاني أنه شرب سما او لدغتــه حيــة فمــات، وادعى الــولي موتــه بالســراية، فعن القواعــد قــدم قــول الــولي مــع قصــر الزمان، وكأنه ألصالة عــدم حــدوث غــير الجنايــة، وفي الشــرائع إنــا ســواء وظــاهره تســاقطهما والرجــوع إلى أصــل ــال فيهم االحتم

البراءة. ــة وأيده الجواهر، فالالزم تحكيم أصالة براءة ذمة الجاني من دي

النفس، ويأتي هنا حلف الجاني أيضا ألنه منكر. ومثلــه الملفــوف في كســاء مثال، إذا قــده قــاد بنصــفين وادعىــه الولي أنه كان حيا، وادعى الجاني أنه كان ميتا، واستصــحاب حياتــة الجــاني ال يقتضي أنه قد حيا، ألن األصل مثبت، فاألصل براءة ذم

من تفاوت الدية بين قده حيا وبين قتله، ويحلف ألنه منكر. وال ينقض ذلك باستصحاب حيــاة الــزوج في وجــوب النفقــة في ماله لزوجته، وعدم جواز تزويج زوجته، إلى غــير ذلـك ألن الحكمين من اآلثار الشرعية للحياة، واألثر الشرعي يترتب على االستصــحاب بخالف السراية ونحوها، حيث إنها آثار عرفية أو عقليـة، وكلتاهمـا ال تترتبان على االستصحاب، لعدم شمول دليله لمثلهما كما حقــق في

األصول. ولذا ذهب الخالف والقاضــي وغيرهمــا إلى عــدم الضــمان، وإن

تردد فيه في الشرائع. ولو ألقاه في البحــر فقــال الــولي: ألقيتــه في البحــر وهــو حي، وقال الملقي إنه ألقــاه ألنــه مــات، وكــان التكليــف الشــرعي ذلــك، فاألصل عدم الضــمان، وأصــالة حياتــه إلى حين اإللقــاء ال يثبت أنــه أماته، لما عرفت من أن األصل مثبت، ويحكى عن بعض العامة: إن كان ملفوفا في الكفن فقده كان القول قول الجاني لظهور الموت

وإال كان قول الولي. أقول: إن أورث ذلك علما لم يكن به بأس، كما يكون كذلك في

ما إذا كان

494

Page 495: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

في المغتسل محفوفا بالقرائن الموجبة للقطع، فقول الجــواهر في رده بأنــه مجــرد اعتبــار، أراد صــورة عــدم حصــول القطــع من

القرائن كما هو واضح. ومما تقدم ظهر أنهما لو سافرا فلم يرجع أحدهما فقال الــولي: قتلتــه، وقــال اآلخــر: مــات حتــف أنفــه، قــدم قــول المصــاحب لــه،

وسيأتي الكالم في باب الديات في بعض فروع المسألة.

))فروع في النزاع بين الجاني والمجني عليه(( ولو ادعى الجاني شلل العضو الذي قطعه فالدية أقــل، أو عمى العين التي قلعها، وادعى المجني عليه الصحة، فالظــاهر أن القــول للجاني بيمينه، ألصــالة عــدم الزيــادة، وأصــل الصــحة ال يثبت وقــوع الجناية على العضو الذي جنى عليه، وال فــرق في ذلــك بين العضــو

الظاهر كالعين، أو الباطن كالعورة فتأمل. ومنه يعلم أن التفصــيل المنســوب إلى الخالف والمبســوط من أنه أن كان العضو ظاهرا قدم قول الجاني، ألصالة الــبراءة وإمكــان إقامة المجني عليه البينة على السالمة، وإن كان مستورا قدم قول

المجني عليه ألصل الصحة، لم يعرف له وجه. كما لم يعرف وجه لتردد القواعد في الفــرع الثــاني، ولــذا حكم

في الجواهر بتقديم قول الجاني في كليهما. ولو أقام المجني عليــه البينــة على الســالمة وقت الجنايــة كــان الحكم له، وإن أقام على الســالمة قبــل مــدة من الجنايــة لم ينفــع، ألن استصحاب السالمة ال يثبت وقوع الجناية على العضــو الســالم، فما عن كشف اللثام من كفاية البينة مطلقا، غير ظاهر الوجه، ولذا

رده الجواهر بتحكيم أصل البراءة.ــه وعن ابن إدريس تقديم قول المجني عليه مطلقا، وادعى علي اإلجماع، وكأنه لتقــديم الظــاهر على األصــل، وفيــه كمــا في دعــواه

اإلجماع نظر بين.ــة، وأن ــقطها نبتت ثاني ــتي أس ــنه ال ــاني أن س ــو وادعى الج ول المجني عليه قلعها، وادعى المجني عليه عدم النبــات، فاألصــل مــع المجني عليه، إذ إطالق دليل )السن بالسن( يشــمله بــدون أن يعلم

مخرج. ولو ادعى المجني عليه أنه أسقط أسنانه بلكمة، وقــال الجــاني لم تكن له أسنان، فالقول قول الجاني، ألصــل الــبراءة، بــل وأصــل

عدم األسنان،

495

Page 496: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

إذ أصل وجود األسنان ال يثبت سقوطها باللكمة. ولو ادعى المجني عليه أنه أذهب نور بصره أو قــوة ســماعه أو ما أشبه بسبب الصفع الذي صفعه، وأنكر الجاني وقال: بل إنه كان

أعمى أو أصم قبل ذلك، فالقول قول الجاني لألصل المتقدم. ولو ادعت المرأة أنــه بضــربه لبطنهــا أســقطت الجــنين، وأنكــر الجاني أن يكون سبب اإلسـقاط، فــالقول قولـه إال إذا كـانت هنــاك

قرائن توجب القطع بصحة قولها. ولو قالت: إنها أســقطت جنينــا، وأنكــر الجــاني بأنهــا اســقطت،ــه لم يكن جــنين أصــال، أو ادعى أن ــه، ســواء ادعى أن فــالقول قول

اإلسقاط للجنين الموجود لم يحصل به. والظاهر أن في كل ذلك يحتاج المنكر إلى الحلف، إلطالق أدلة

الحلف. ومما تقدم يعرف حال كثير من أمثــال هــذه الفــروع الــتي البــد

وأن يكون القول فيها قول المنكر مع الحلف. ولو أقام المجني عليه البينة على أنــه لم يكن بــه شــلل ونحــوه وادعاه الجاني، فإن كانت البينة تنص على عدم العيب عنــد الجنايــة قدمت، ولو لم تنص على ذلك قــدم قــول الجــاني مطلقــا، كمــا هــو ظاهر الجواهر، ألن األصل براءة ذمتــه من الزائــد في مــورد الديــة،

وعدم الحد عليه في مورد القصاص، وأقله درء الحد بالشبهة. فمــا عن المبســوط وكشــف اللثــام ممــا ظــاهره تقــديم قــول المجني عليــه، ألصــالة الصــحة واستصــحابها، غــير ظــاهر الوجــه، إذ االستصحاب مثبت بالنسبة إلى ورود الجنايــة على الصــحيح، وأصــل

الصحة ال تثبت تكليف الغير الذي هو الجاني. ومما تقدم يعلم أن احتمال الفــرق بين الظــاهر والبــاطن، ففي العيب الظــاهر كالشــلل القــول قــول الجــاني، وفي العيب البــاطن

القول قول المجني عليه، ألنه ال يعرف إال من قبله، ممنوع. ولو ادعى الجاني أنه كان صغيرا وقت الجناية فال قصاص عليــه

قدم قوله، ألصالة البراءة من القصاص، وأقله درء الحد بالشبهة. ولو أراد الجاني بذلك دفع الدية إلى العاقلـة، فــإن قــرروا قولــه

فهو، وإال ولو بأن ادعوا عدم العلم لم يكن

496

Page 497: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

عليهم شيء وتكون عليه الدية ألنــه الجــاني، كــذا في الجــواهر، لكن ربما يقــال: إن العلم اإلجمــالي أنــه ال ديــة عليــه، ألنــه إن كـان صغيرا فالدية على العاقلة، وإن كان كبيرا فالقصــاص، وفيــه: إنــه ال علم إجمالي، ألنه إذا تعذر القصاص وصل األمر إلى الدية، واألصول

تفكك بين المتالزمين. وربما احتمل تنصيف الدية بين الجاني والعاقلة، لقاعدة العــدل،ــالغ ألنه إن كان بالغا وال يقتص منه، فكل الدية عليه، وإن كان غير ب

كان كل الدية عليهم، لكن األول أقرب.ــه، وادعى ــاد من ولو ادعى الجاني أن المقتول كان كافرا، فال يق وليه عدم ذلك وال بينة، رفع القصاص لــدرء الحــد بالشــبهة وأخــذت منه الدية، لكن هل الدية دية المســلم لالستصــحاب، أو ديــة الكــافر ألصــالة عــدم الزيــادة، أو بينهمــا لقاعــدة العــدل، احتمــاالت، ولعــل

الثالث أقرب.ــا ولو ادعى الجاني أنه كان كافرا حال الجناية، واإلسالم يجب م قبله في مثل حال حرب المسلمين معهم، فال قصاص وال دية عليه،

ال يطــلولم تكن بينة، لم يبعد أن تكون الدية من بيت المال، ألنــه بعد أصالة عدم ضمان الجاني ال دية وال قصاصا.دم امرئ مسلم

ولو اختلفا في تقديم الجناية على البلوغ أو تأخيره عنه، فالقولقول الجاني في عدم القصاص، وفي الدية ما عرفت.

ولــو قــال الجــاني: كنت مجنونــا حــال الجنايــة، كــان الكالم فيــهكالكالم في دعواه عدم البلوغ.

ولو قال: كنت سكرانا، فقد سبق الكالم في أن السكر هــل هــو عذر مطلقا، أو في مــا إذا لم يكن ســكر بشــرب الحــرام عمــدا، أو

ليس بعذر، والمسأله هنا تبنى على ذلك. ولو ادعى المجني عليه أو وليه عمده في الجناية، وقال الجــاني

إنه وقع خطأ أو شبه خطأ، كان القول قوله، لدرء الحد بالشبهة. ولو اختلفا في قدر الجناية، هــل هي موضــحة أو غيرهــا، أو أنهــا موضحة أو أكثر، إلى غير ذلك من األمثلة، فالقول قول الجاني، أمــاــه األقــل، لم يكن لو انعكس بأن ادعى الجاني األكثر، والمجــني علي

للمجني عليه القصاص األكثر، وأخذ الدية األكثر، ألن الجاني

497

Page 498: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

بريء بنظره عن زيادة القصاص والدية. ــه ــان علي ــادة ك ــه بالزي ــني علي ــه إذا علم المج ــاهر أن لكن الظ التخلص ولو بإعطاء الدية في مكان القصاص، ولو بإلقاء المــال في كيس المجني عليه غفلة، لفرض أن المجني عليه لم يبرأ ذمته، فهو كما إذا كان في يد زيد عباءة لعمرو، وأنكر عمرو العبــاءة جهال منــه

ال يحل مال امرئمثال، كان عليه إيصال العباءة إليه بكل وجه، ألنه .إال بطبيب نفسه

ولو ادعى المجني عليه أو وليه أن جرحــه أو موتــه كــان بســبب هذا الجاني، وأنكر الجاني بل قــال: إنــه ســقط من دابتــه فجــرح أو

فمات، كان القول قوله، إال أن يقيم المجني عليه أو وليه البينة.ــف، ولو قطع الجاني إصبعه فداوى إصبعه المقطوعة فتآكل الك فادعى الجاني تآكله بالدواء، والمجني عليه تآكله بالقطع، قدم قول الجاني ألصل البراءة، وما عن القواعد من تقديم قول المجني عليه إذا لم يكن أهل خبرة يصدق الجــاني، غــير ظــاهر الوجــه، إذ مجــرد ظهور أن اإلنسان ال يداوي بما يضره ال يوجب ضمان الجــاني، ولــذا

قوى عدم الضمان الجواهر. ثم إن كلما ذكرنا من العمل باألصل ونحوه، إنما هــو إذا لم تكن شهود وقرائن قطعيــة تؤيــد قـول من خـالف قولـه األصـل، كمـا أن الالزم فحص الحـــاكم في مـــوارد الخالف والشـــك، ألنـــه موضـــوع

إلحقاق الحق، فال يجوز له العمل بدون الفحص. ولو قال المجني عليه: إنه أخافه فذهبت قــوة من قــواه، وأنكــر الجاني أصل اإلخافة، أو كون اإلخافة بهذا القـدر، كـان القـول قـول

الجاني لألصل. ولو قال الجاني: إني قابلت بالمثل بأن جرحني فجرحته، أو إنيــمان، كنت مدافعا حين أراد التهجم علي، كان عليه البينة، وإال فالض إذ ثبت جنايته فمــا لم يثبت المــبرر يؤخــذ بالجنايــة، ولــذا ورد لــزوم اإلشهاد إذا قتل إنسانا بزعم أنه فعل بزوجتــه كمــا تقــدم في كتــاب

الحدود. ولــو اختلفــا فقــال المجــني عليــه: إن زيــدا هــو الجنــاني، وقــال الجاني: بل إن من جنى عليــه هــو عمــرو، لم يثبت على أحــدهما إال

بالبينة.

498

Page 499: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــه، ــه عمــرو، وأنكــر المجــني علي ــة على أن ــو قــامت البين نعم ل فالظاهر تقديم البينة، ألنها أقوى من اإلقرار واإلنكار، ولــذا لــو أقــر بأنه الجاني وشهدت البينة بأنــه لم يكن حاضــرا أصــال حــال الجنايــة

قدمت على اإلقرار.وقد تقدم شبه هذه المسألة في كتاب الحدود وغيرها.

هللاوفي المقام فروع أخر تظهر مما تقدم، وا سبحانه العالم.

499

Page 500: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا قطع إصبع شخص ويد آخر(( لو قطع اصبع رجــل ويــد آخــر، فهــو على ثالثــة(:ـ 23)مسألة

أقسام: ــا في زمــان واحــد، أو يقــدم أحــدهما على ألنهمــا إمــا أن يقترن

اآلخر. فإن اقترنا فال ينبغي اإلشكال في التخيير بين أن تقطع يــده أوال ويعطي الدية لمن قطع إصبعه، وبين أن تقطع اصبعه أوال، ثم تقطع يده الفاقدة لإلصبع ويعطي الجاني دية اإلصبع لمن قطع يده، وذلك ألنــه ال وجــه للحكم بتقــديم أحــدهما على اآلخــر بعــد اقترانهمــا في

الجناية عليهما. نعم يحتمل أن تقطع يده كاملة وتقطع إصبعه من يده األخــرى،

لم تقدم من قيام اليد اليسرى بدل اليمنى إذا قطع يمينين. أما لــو كــان قطعــه إلحــدى اليــد واإلصــبع مقــدما على األخــرى،ــه يقــدم ــذي ذكــره الشــيخ والفاضــلين والشــهيدين وغــيرهم أن فال القصاص بالنســبة إلى المقــدم، ويعطى الديــة للمتــأخر، فلــو قطــع إصبع رجل ويد آخر اقتص لألول ثم للثاني، ورجــع بديــة إصــبع، ولــو قطع اليــد أوال ثم اإلصــبع من آخــر، اقتص لألول وألــزم للثــاني ديــة

اإلصبع. وعللوا األول بكونه كما إذا قطع يدا كاملــة ويــدا ناقصــة إصــبعا، والثاني بأنه كمن قطع إصبعا وال إصبع له يماثلها، كذا علل الحكمين

الجواهر وغيره. لكن ربما يقال: إنه يرد عليه باإلضافة إلى ما تقــدم في مقارنــة الجنايتين من عدم بعــد االنتقــال إلى اليــد الثانيــة، أنــه ال دليــل على لزوم تقديم المقدم، فإن إطالقات األدلة في القصاص شاملة لهمــا على حد سواء، كشمول إطالق أدلة الــدين للــدائنين إذا كــان عنــده بقدر نصف الدينين، حيث إنه مخير بين تقديم أيهمــا، فكمــا ال يقــال هناك إنه يقدم المقدم لزوما، كذلك القول هنا، مع فــارق أنــه يمكنــرض ــا، وليس الغ ــده بينهم وال يمكن هن ــا عن ــيم م ــدين تقس في ال التنظير حتى يقال بأن الدين في الذمة وهنا في الخارج، بل الغرض بيــان أن اإلطالق كمــا يشــمل في الــدين كال الطــرفين من غــيرــام، ــذلك اإلطالق في المق ــر، ك ــدهما على اآلخ ــدم أح ــة تق مالحظ

ومجرد سبق الحق ال يوجب سبق حقه في القصاص.هذا، لكن

500

Page 501: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ربما يقال إن ظاهر خبر السجســتاني المتقــدم أن المماثــل في الجاني يرتبط بالمجني عليه األول، فكأنــه ال مماثــل لــه في الجنايــة

فيقــال: )عليه الســالم( الثانية، ولذا يلزم االنتقال إلى غيره، فإنه من قطع يمين إنسان ويمين إنسان آخــر، تقطــع يمينــه للــذي قطــع يمينه أوال، وتقطع يساره للرجل الذي قطع يمينــه أخــيرا، ألنــه إنمــا

.(1)قطع الرجل األخير ويمينه قصاص للرجل األول والروايــة حجــة والعلــة عامــة، ولــذا فاحتمــال عــدم الفــرق في اليميــنين بين أن تقطــع يمينــه لألول ويســاره للثــاني وبــالعكس ألن المفروض أنه تقطع يداه فأي فرق بين قصــد هــذا وذاك، غــير تــام، وإال فينقض ذلك بما إذا قلع عين زيد وقطــع يــد عمــرو، فيقــال: أي فرق بين أن تقلع عينه لزيد أو عمرو، وتقطع يده لهــذا أو ذاك، ألنــه

بالنتيجة تقلع عينه وتقطع يده. وكيف كان، فالعمدة النص الذي يســاعده االعتبــار، فمــا ذكــروه

هو األقوى.

. 2 ح12 الباب 131 ص19( الوسائل: ج?)1501

Page 502: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))إذا عفى عن قطع إصبعه(( إذا قطع الجاني إصبعا، فعفي المجني عليه بعد(ـ: 24)مسألة

االندمال، فال شك من أحــد في ســقوط حقــه قصاصــا أو ديــة، وقــد تقــدم في بعض المســائل الســابقة عــدم التعزيــر، إلطالق أدلــة القصاص والعفو مما لو كــان تعزيــر في العمــد وجب التنبيــه عليــه، فعدم التنبيه دليل العدم مما يوجب تخصيص ما دل على أن في كل

معصية تعزيرا أو تخصصه.ولو عفى قبل االندمال، فله ثالث صور:

))إذا توقف الجرح ولم يسر(( األولى: أن يقــف الجــرح وال يســري إلى مكــان آخــر، وال ينبغي اإلشكال في أنه ال شيء على الجاني، ألنه عفــو من أهلــه وقــع في محلــه، وفي الجــواهر بال خالف أجــده فيــه، وفي المســالك االتفــاق عليه منــا، ووافــق عليــه أكــثر العامــة، وعن الخالف إجمــاع الفرقــة

وأخبارهم عليه. ولكن عن المزني من العامة عدم صــحة العفــو قبــل االنــدمال، ألن العبرة في الجناية بحال االندمال الذي هــو حــال االســتقرار، فال

حكم للعفو قبله.ــل على أن العــبرة وفيه: إن إطالقات أدلة العفو تشمله، وال دلي بحال االستقرار، بل قــد تقــدم في بعض المســائل الســابقة أنــه لــو ضربه فعفى عن قتله الــذي يأتيــه من الضــربة لم يكن على القاتــل شيء، ألن المرء أحق بنفسه، ولما دل على أخــذ الطــبيب الــبراءة،

إلى غير ذلك. ثم إنه لو كانت الجنايــة مــا يــوجب الديــة فقــط وقــال: عفــوت، سقط بال إشكال، ولو كانت ما يوجب القصاص فإن كان اللفــظ داال على العفو المطلــق أخــذ بــه فال قصــاص وال ديــة، وإن كــان اللفــظ يحتمل إرادتــه أنــه ال يريــد االقتصــاص إذا قبــل الجــاني بالديــة، بــأن العفو مشروط، لم يســقط القصــاص إذا لم يســتعد الجــاني إعطــاء الدية، وبذلك يظهــر بعض اإلشــكال في كلمــات المبســوط وكشــف

اللثام والجواهر وغيرهم فراجع كلماتهم.ولو اختلفا فقال الجاني: عفوت، وقال المجني

502

Page 503: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

عليه: لم أعف، فالقول قول المجني عليه. ولو قال الجاني: عفوت عن القصاص إلى الدية، وقال المجــني

عليه: لم أعف، كان كذلك. ولو قــال المجــني عليــه لفظــا احتمــل العفــو المطلــق، والعفــوــه، المقيد بالدية، واختلفا في تفسيره، كان القول قول المجــني علي

ألنه أعرف بمراده، وذلك ما ال يعرف إال من قبله. ولو قال المجــني عليــه: عفــوت، وقــال الجــاني: ال أريــد العفــو،

سقط الحق، ألنه إسقاط، وال دليل على اشترطه بقبول الجاني.ــرد إنشــائه ــو بمج ــع، إذ العف ــوع لم ينف ــو عفى ثم أراد الرج ول

مسقط كالعتق ونحوه، فال مورد لرجوعه. والظاهر أنه ال يشترط في العفو سماع الجاني أو إنســان آخــر، فلو قال: عفوت، ولو كان وحــده حين التلفــظ ســقط، كــاإلبراء من

الدين. وأما النية القلبية باإلســقاط، فالظــاهر أنــه ليس بمســقط، ألنــه

إنما يحلل الكالم ويحرم الكالم .ولو قال: سأعفو، كان وعدا ال إسقاطا، والوعد غير الزم الوفاء.

ولو شك في أنه هل عفى أم ال، فاألصل العدم. ولو ادعى الجاني على الورثة عفو المــورت، كفى عــدم علمهم في أخــذ الحــق قصاصــا أو ديــة، ألصــالة عــدم العفــو، وكــذلك في

األموال.

))إذا سرى الجرح(( الثانية: أن ال يقف الجرح بل يسري إلى عضو آخر، كما إذا قطع إصبعه فعفــا عنــه، ثم ســرى إلى كفــه فأتلفهــا، وال شــك في أنــه الــه، ــاق علي قصاص وال دية في اإلصبع ألنه عفى عنه، وظاهرهم االتفــدم ــو مشــروطا بع ــا إذا لم يكن العف ــرادهم م ــوم أن م ومن المعل

السراية، وإال كان له حق القصاص والدية، ألنه ظهر عدم عفوه. واإلشكال بأن العفو إنشاء فال يمكن اشــتراطه، ألنــه إن أنشــأه فقد حصل، وإن لم ينشئه لم يحصل، ال وجــه لــه ألن اإلنشــاء قابــل

للتقيد، مثل: أكرم زيدا إن جاءك، إذ ينشؤه مقيدا. أما بالنسبة إلى الكف، فالظاهر أن فيه القصــاص، كمــا أن فيــهــه لم يعــف فال وجــه ــا، والمفــروض أن ــك إلطالق أدلتهم ــة، وذل الدي للعدم، ومنه يعلم أن ما ذكره الجواهر من القصاص أيضا هو الوجه،

ولم يعلم وجه لتخصيص الشرائع الدية بالذكر وكأنه

503

Page 504: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــاقي األصــابع، تبع المبسوط حيث قال: )ليس له القصاص في ب والكف تابع لها، ألنه ال قصاص في األطراف بالســراية( وفيــه نظــر، إذ أي دليل على أنه ال قصاص في األطــراف بالســراية بعــد شــمول األدلة لها، ويؤيده عدم اإلشكال في القصاص بالسراية في النفس،

ففي األطراف األولى. أما القول بأنه ال قصاص، ألنه لو قطع كفه فقد زاد على الجاني إصبعا كان قد عفا عنها، ففيه ما تقدم من أنه تقطع الكــف الكاملــة بالناقصة مع رد الدية إلى الكاملة بقدر التفاوت، وقد تقدم في خــبر

ــدل(1)مع ابن عباس)عليه السالم( الحريشي في محاجة الباقر ما يعلى ذلك.

ولو أراد المجني عليه القصاص بالنسبة إلى سائر األصابع وأخــذ الحكومة في الكف لم يكن به بأس، ألن للمجني عليه القصاص في

البعض وأخذ الدية في البعض إن رضي الجاني بذلك. ــام، حيث ومنه يعلم وجه النظر في إطالق القواعد وكشــف اللث قــاال: )ولــو أبــرأه عن الجنايــة فســرت إلى الكــف فال قصــاص فيــاقي من ــاواه في النقص، أو في الب ــف إن س ــل في الك ــبع، ب اإلص األصابع، ويطــالب بالحكومــة في الكــف إن لم يســاوه(، وقولــه: إن ساواه في النقص، مراده األعم من المســاوي في النقص أو األكــثر

نقصا كما ال يخفى. ثم ال يخفى أنه لــو أراد العفــو عن القطــع وعن كــل مــا يــترتب

عليه لم يكن على الجاني قصاص وال دية بالنسبة إلى الكف.

))إذ سرى الجرح إلى النفس(( الثالثة: أن ال يقف الجرح بل يسرى إلى النفس، ويكــون للــولى الدية في غير العمد، والقصاص في العمد بال إشكال وال خالف، وقد نسب عدم الخالف الجواهر إلى غــير واحــد، بــل عن المبســوط هــو

الذي رواه أصحابنا، وعن الخالف عليه إجماع

. 1 ح10 الباب 129 ص19( الوسائل: ج?)1504

Page 505: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــو لم ــة القصــاص، والعف ــك إلطالق أدل ــارهم، وذل ــة وأخب الغرفيشمل النفس.

نعم حاله حال ما إذا قتل الجاني الناقص كامال، كما تقدم الكالم ــا فيه في بعض المسائل السابقة، ولذا قال في محكي القواعــد تبعــد للشرائع وغيره بعد رد ما عفى عنه: نعم كان المحكي عن القواع

والتحرير والفخر والشهيد واألردبيلي اإلشكال في الرد.والذي يمكن أن يستدل به لهم أمور:

ــالنفس، األول: دخول الطرف في النفس، إلطالق أدلة النفس ب ونقص العضو مثل الشيخوخة في مقابل الشباب ونحوهما ال يوجبــا ســبق في بعض المســائل الســابقة من أن نقص ــه: م ــرد، وفي ال

العضو له قيمته. الثاني: إنه بعفــوه عنــه كأنــه اقتص منــه، وفيــه: إن العفــو ليس

مثل القصاص فهو قياس مع الفارق. الثالث: أصالة عدم الضمان، وفيه: إن األصل ال يقاوم الدليل.

وعن األردبيلي )رحمه الله( احتمال سقوط القصــاص، ألنــه قــد عفى عن هذه الجناية، وأثر الجناية تابعــة للجنايــة، ولمــا اشــتهر من أن غير المضمون ال تضمن سرايته، ولذا إذا حده في سرقة ونحوها فمات بالسراية لم يكن ضمان، وألن القصـاص ال يتبعض، إذ الـدليل إن شمل فالقصاص ال يتبعض غير تــام مطلقــا، ولــذا إذا قطــع يديــه كان له أن يعفو عن إحداهما دون األخرى، كما أنه إذا قطع يــده من المرفق كان له أن يقطع يــده من األشــاجع ويعفـو عن الزائــد، كمــا

تقدم في بعض المسائل السابقة، وجواب الباقي واضح. ثم إنه قد تقدمت اإلشارة إلى أن للمجني عليه العفو عن قتلــه قصاصا وديــة، وهــذا هــو المحكي عن الخالف والشــهيدين في غايــةــه أحــق ــك ألن ــروض والمقــدس األردبيلي وغــيرهم، وذل المــراد وال

، فـــإن إطالق الواليـــة(1)النـــبي أولىبنفســـة حيـــا وميتـــا بـــدليل المستفادة من اآلية تشـمل حالـة المـوت أيضـا، ولـذا تصـح وصـيته

بالنسبة إلى تجهيزاته

.6 سورة األحزاب: اآلية (?)1505

Page 506: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

فمن تصــدق بــه فهــو كفــارةوغيرهــا، وإلطالق قولــه ســبحانه: ، ولما تقــدم من أخــذ الطــبيب ونحــوه الــبراءة نصــا وإجماعــا،(1)له

والمناط واحد.ــده ــو علي والفاضــل وول ــك المبســوط وأب ــالف في ذل ــد خ وق وغيرهم على ما حكي عنهم، ألنه حــق الورثــة فال حــق للميت فيــه، وألنه إسقاط ما لم يجب، ورد أدلة األولين بأن األحقية لحــال حياتــه

ال حال موته، ومن تصدق ال يشمله، وإبراء الطبيب ال يقاس عليه.وفي الكل ما ال يخفى.

ــإذا ــورث إليهم، ف ــل من الم ــق ينتق ــرد على األول: إن الح إذ يتصرف فيه هو لم يكن موضع للحق.

وعلى الثاني: إنه ال دليل على عــدم صــحة إســقاط مــا لم يجبإذا كان يجب عليه في وقت ما، إذ العقل والنقل دال على صحته.

وعلى الثالث: بأنه ال مخصــص لكــون األحقيــة في حــال الحيــاة، شـاملة لمـا بعــد)صـلى اللـه عليــه وآلــه( ويؤيـده أن أولويـة النــبي

الموت. ــو وعلى الرابع: إن إطالق تصدق شامل، ولو قيل باالنصراف فه

بدوي. وعلى الخامس: بأن المناط في اإلبراء شــامل، فليس ذلــك من

القياس. وهنا وجوه أخر ذكرها المسالك والجواهر وغيرهما ال حاجــة إلى

نقلها لضعفها، فمن أراد االطالع عليها فليرجع إلى محالها. ثم إنه لو جرحه من تكون الدية أو القصاص عليــه، فــأبرأه قبــل موتــه، فهــو وإن جرحــه من ليس عليــه القصــاص والديــة كالطفــل والمجنون، فعفى عن الجــارح لم ينفــع، إذ الديــة على العاقلــة، وإن

عفى عن العاقلة صح، ألنه المكلف بالدية. وإن عفى عن أحدهما، كــاآلمر غــيره بقتلــه، حيث يقتــل القاتــل ويخلد في السجن اآلمر، كــان لــه حكم عفــوه، وكــان لآلخــر حكمــه

الشرعي، والدليل في الكل واضح.

. 45( سورة المائدة: اآلية ?)1506

Page 507: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

))أمور تتعلق بالقصاص(((: فيها أمور: 25)مسألة الظاهر من إطالق النص والفتوى أنــه ال فــرق في حــقاألول:

ــادل والفاســق، والمــؤمن القصــاص في النفس والطــرف، بين العوالمخالف والمنافق، إلطالق األدلة.

أما ما ورد في رواية الــبرقي، عن بعض أصــحابنا، عن أبي عبــد يا أيهــا الــذين آمنــوا كتبهللافي قول ا عز وجل: ،)عليه السالم(هللا

)عليــه الســالم(:، أي لجماعــة المســلمين، قــال (1)عليكم القصاصهي للمؤمنين خاصة(2)فالبد أن يراد به في قبال من حكم بكفره ،

كالناصب. )عليه السالم(وقد ورد في رواية الحلبي، قال: سألت أبا جعفر

هللاعن مؤمن قتل رجال ناصبا معروفا بالنصب على دينه غضبا تعالى أما هؤالء فيقتلونه، ولو دفع إلى إمام عــادل ظــاهريقتل به، فقال:

ال، ولكن إن كان له ورثــة فعلى، قلت: يعطل دمه، قال: لم يقتله هللاإلمام أن يعطيهم الدية من بيت المال، ألن قاتله إنما قتله غضــبا

. (3)عز وجل ولإلمام ولدين المسلمين هللاوفي رواية النرسي، عن أبي عبــد ا )عليــه السـالم(، إنــه قــال

فأما الناصب فال يرقن قلبك عليه، وال تطعمه وال تسقهفي حديث: وإن مات جوعا وعطشا، وال تغثه وإن كان غرقا أو حرقــا فاســتغاث

. (4)فغطه وال تغثه ولعل إعطاء الدية من بيت المال ألجل نوع من االستعطاف، أو

أنه واجب إلظهاره الشهادتين.ــل ــه أن يقت ــذي ليس ل ــدوي ال ــل الب ــلم يحم ــير المس وعلى غ

المهاجري. ــل فعن زرارة، قال: سألت أبا جعفر )عليه السالم( عن رجل قت

وله أخ في دار الهجرة، وله

. 178( سورة البقرة: اآلية ?)1. 2 ح55 الباب 87 ص19( الوسائل: ج?)2. 1 ح68 الباب 99 ص19( الوسائل: ج?)3. 1 ح53 الباب 259 ص3( المستدرك: ج?)4

507

Page 508: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

أخ في دار البـــدو ولم يهـــاجر أرأيت إن عفـــا المهـــاجري وأراد ليس للبـدوي أنالبدوي أن يقتل أله ذلـك، فقـال )عليـه السـالم(:

وإذا عفــا المهــاجري فــإن عفــوه، قــال: يقتل مهاجريا حتى يهاجر وأما المــيراث فلــه، قلت: فللبدوي من الميراث شيء، قال: جائز

. (1)حظه من دية أخيه إن أخذت فإن عدم جعل اإلمام له من مــيراث أخيــه إال من الديــة، قرينــة

ــرعلى ما إذا كان كافرا، ولعل إعطاءه من الدية من باب وإذا حض ، فمــا في عنــوان الوســائل بقولــه: )ليس(2)القسمة أولــوا القــربى

للبدوي أن يقتل مهاجريا قصاصا حتى يهاجر وله ميراث ونصيبه من هللالدية، وأنه ال يقتــل المــؤمن بغــير مــؤمن(، لم يظهــر لــه وجــه، وا

العالم. : يستحب لمن لــه الحــق في الجراحــة والقتــل أن يعفــوالثاني

ويصالح على الدية، وقد تقدم استحباب ذلك لنفس القتيــل قبــل أن يموت، لكن إذا لم يستلزم ذلك محذور التجري ونحــوه، وإال لوحــظ

األهم والمهم. هللافقد روى الحلبي في الصحيح، عن أبي عبد ا )عليــه الســالم(،

فمن تصـدق بـه فهـو كفـارةهللاقـال: سـألته عن قـول ا عــز وجـل: ،يكفــر عنــه من ذنوبــه بقــدر مــا عفا، فقال )عليه الســالم(: (3)له

ــاعهللاوسألته عن قول ا عز وجل: فمن عفى له من أخيه شيء فاتب ينبغي لمن لــه الحــق أن ال، قــال: (4)بالمعروف وأداء إليه بإحسان

يعسر أخاه إذا كان قد صالحه على دية، وينبغي للذي عليه الحق أن. (5)ال يمطل أخاه إذا قدر على ما يعطيه ويؤدى إليه بإحسان

. 1 ح55 الباب 87 ص19( الوسائل: ج?)1.8( سورة النساء: اآلية ?)2. 45( سورة المائدة: اآلية ?)3. 178( سورة البقرة: اآلية ?)4. 1 ح57 الباب 88 ص19( الوسائل: ج?)5

508

Page 509: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

ــالمعروف، ــاع ب ــات أخــر بمضــمون الحكمين واالتب ــاك رواي وهن وغيرهما. (2) والمستدرك(1)يجدها الطالب في الوسائل

إذا قتل مســلم مســلما ولم يكن لــه وارث إال الكــافر،الثالث:ــة ــة في العمــد، وأن يأخــذ الدي ــل أو يأخــذ الدي كــان لإلمــام أن يقت ويجعلها في بيت المال إذا كان خطأ، والظــاهر أن لإلمــام العفــو إذا رآى ذلك صالحا، وما في الروايات من أنه ليس لــه العفــو، فــالمراد به بدون المصلحة، مثل أن الولي له العفو ولــو بــدون المصــلحة، إذــهم اإلمام كالنبي )عليهما السالم( في أنه أولى بالمؤمنين من أنفس

وأموالهم، ويدل على الحكم جملة من الروايات. )عليــههللامثــل صــحيح أبي والد الحنــاط، قــال: ســألت أبــا عبــد ا

عن رجل مسلم قتل رجال مسلما عمــدا فلم يكن للمقتــولالسالم( أوليـاء من المسـلمين إال أوليــاء من أهـل الذمــة من قرابتــه، فقـال

على اإلمــام أن يعــرض على قرابتــه من أهــل بيتــه :)عليه السالم( اإلسالم، فمن أسلم منهم فهو وليه، يدفع القاتل إليه، فإن شاء قتل وإن شاء عفى وإن شاء أخذ الدية، فإن لم يســلم أحــد كــان اإلمــام ولي أمره، فإن شاء قتل وإن شاء أخذ الدية فجعلها في بيت المال المسلمين، ألن جناية المقتول كانت على اإلمام فكذلك تكون ديتــه

إنمــا هــو، قلت: فإن عفا عنه اإلمام، قال: فقال: إلمام المسلمين حــق لجميــع المســلمين وإنمــا على اإلمــام أن يقتــل أو يأخــذ الديــة

. (3)وليس له أن يعفوإلى غير ذلك من الروايات التي هي بهذه المضامين.

ومنه يعلم أن حكم إما إذا قتل كافر مسلما كذلك.

. 57 الباب 88 ص19( الوسائل: ج?)1. 46 الباب 258 ص3( المستدرك: ج?)2. 1 ح60 الباب 93 ص19( الوسائل: ج?)3

509

Page 510: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

شــاهد الــزور في القتــل إذا اعــترف بالعمــد قتــل، وإذاالرابع:اعترف بالخطأ أخذ منه الدية، ألنه األقوى من المباشر.

إن أمير المؤمنين )عليه السالم(:هللافعن مسمع، عن أبي عبد ا قضــى في أربعــة شــهدوا على رجــل أنهم رأوه مــع)عليــه الســالم(

)عليــه الســالم(:امرأة يجامعها فــيرجم ثم يرجــع واحــد منهم، قــال ــا يغرم ربع الدية إذا قال شبه علي، فإن رجع اثنان وقــاال شــبه علين غرما نصف الدية، وإن رجعوا وقالوا شــبه علينــا غرمــوا الديــة، وإن

. (1)قالوا شهدنا بالزور قتلوا جميعا في: )عليــه الســالم(وفي روايــة الجرجــاني، عن أبي الحســن

ــال: رجلين شهدا على رجل أنه سرق فقطع ثم رجع واحد منهما وق وهمت في هذا ولكن كان غيره، يلزم نصف الدية وال تقبــل شـهادته في اآلخر، فإن رجعا جميعا وقاال وهمنا بل كان السارق فالنــا ألزمــا دية اليد وال تقبل شهادتهما في اآلخر، وإن قاال إنا تعمدنا قطعت يــد أحدهما بيد المقطــوع ويــرد الــذي لم يقطــع ربــع الديــة على أوليــاء المقطوع اليد، فإن قال المقطوع األول ال أرضــى، أو قطــع أيــديهما

. (2)معا، رد دية يد فتنقسم بينهما ويقطع أيديهماــدة للمطلب، ومحــل الكالم في ــات المؤي إلى غيرهــا من الرواي

ذلك كتاب الشهادات. ــارح، وبين ولي ــروح والج ــوز التراضــي بين المج ــامس: يج الخــة أو أقــل أو أكــثر في العمــد، بال خالف وال المقتــول والقاتــل بالدي

إشكال. وأما في الخطأ وشبه العمد فال يحق للمجــني عليــه أن ال يقبــل

بالدية المقررة شرعا. نعم إذا أراد الجاني إعطــاؤه األكــثر، أو أراد المجــني عليــه أخــذ

األقل، جاز للقاعدة فيهما.

. 1 ح64 الباب 97 ص19( الوسائل: ج?)1 في الزيادات. 28 الباب 311 ص10، والتهذيب: ج367 ص7( الكافي: ج?)2

510

Page 511: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

قــال: ســألته ،)عليــه الســالم(هللاولخبر أبي بصير، عن أبي عبد ا )عليــهعن السن والذراع يكسران عمــدا لهمــا أرش أو قــود، فقــال

)عليــه الســالم(:، قال: قلت فإن وصفوا الدية، قــال قود السالم(:إن أرضوه بما شاء فهو له(1) .

إلى غيرها من الروايات. وقد تقدم رواية تضعيف الدية لمن أعمى إنسانا.

من داس بطن إنسان عمــدا قوبــل بالمثــل، إلطالقالسادس: أدلة القصاص إذا لم يكن تغرير، إذ ال يجوز التغرير كما تقدم، ويــدل عليــه باإلضــافة إلى ذلــك مــا رواه الكليــني، عن الســكوني، عن

ــادق ــالم(،الص ــه الس ــال )علي ــالم(: ق ــه الس ــير )علي ــع إلى أم رف رجــل داس بطن رجــل حــتى أحــدث في)عليــه الســالم( المؤمــنين

عليه أن يــداس بطنــه حــتى يحــدث في)عليه السالم( ثيابه، فقضى . (2)ثيابه كما أحدث، أو يغرم ثلث الدية

يلزم التثبيت في القصاص والدقة في األدلة والتلطفالسابع:في استخراج الحق، وقد ذكروا في كتاب القضاء ما يفيد ذلك.

ــالم( ــه السـ ــاب ظريـــف، عن علي )عليـ ــديث: وفي كتـ في حـوالوالي يستعين في ذلك بالسؤال والنظـر والتثـبيت في القصـاص

. (3)والحدود والقود رخص فيإنــه وعن دعائم اإلســالم، عن علي )عليــه الســالم(:

ــه، وقال تقرير المتهم بالقتل والتلطف في استخراج ذلك منه )علي ال يجوز على رجل قــود وال حــد بــإقرار بتخــوف وال حبس السالم(:

. (4)وال ضرب وال قيدمثله. وعن الجعفريات، عن علي )عليه السالم(

هللاوا سبحانه العالم.

. 4 ح13 الباب 132 ص19( الوسائل: ج?)1. 1 ح20 الباب 137 ص19( الوسائل: ج?)2. 1 ح9 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)3. 1 ح11 الباب 262 ص3( المستدرك: ج?)4

511

Page 512: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

هللاهذا آخر ما أردنا إيراده في هــذا الكتــاب، وا العاصــم، وأســأله ســبحانه أن يقبلــه بقبــول حســن، ويجعلــه مقدمــة لنشــر األحكــام،

وهداية األنام، وتقوية اإلسالم، وهو الموفق المستعان. سبحان ربك رب العزة عمــا يصــفون، وســالم على المرســلين،

هللاوالحمد رب العالمين، وصلى ا على محمد وآله الطاهرين. هللا

قم المقدسة ه13/4/1400الجمعة

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

512

Page 513: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

المحتويات5........................................................................................القصاص كتاب

ةلغ القصاص 5........................................................................... واصطالحا6....................................................................... السهلة والحنيفية القصاص

6....................................................................................... القصاص آيات9.................................................................................... القصاص روايات

15......................................................................... القصاص شروط: فصل16......................................................................................... القتل صور

17.................................................................................... األولى الصورة18..................................................................................... الثانية الصورة21..................................................................................... الثالثة الصورة22................................................................................... الرابعة الصورة22...................................................................................... القتل أقسام24................................................ الشرط وحصول والتسبيب بالمباشرة القتل24......................................................................... وأمثلته بالمباشرة القتل25......................................................................... ومراتبه بالتسبيب القتل

25........................................................................ أشبه وما بسهم رماه إذا بعصى ضربه إذا 25.......................................................................... مكررا27............................................................................... النار في طرحه إذا30................................................................................ الماء في ألقاه إذا

32............................................................................................ السراية33..................................................................... إنسان على بنفسه ألقى لو

36.................................................................. القصاص في وأحكامه السحر38........................................................................... والدعاء باإلخافة القتل39............................................................................. واإليحاء بالعين القتل

39....................................................................... والمباشر السبب انضمام40......................................................................... المسموم الطعام تقديم41.......................................................... السم السالم( وشرب )عليهم األئمة

حفر لو 46...................................................................... أحد فيها فوقع بئرا49....................................................... مسموم بدواء فداوى شخص جرحه إذا

51...................................................................... حيوان إلى السبب انضمام51............................................................ الحوت فالتقمه البحر في لقاهأ إذا به أغرى لو كلبا 52.................................................................... فقتله عقورا54................................................................................... الحية أنهشته لو55......................................................................... األسد عضه ثم جرحه لو56.................................................................... المسبعة في وألقاه كتفه إذا

58................................................................ آخر إنسان إلى السبب انضمام58........................................................... غيره حفرها التي البئر في دفعه إذا59............................................................... باألرض بارتطامه فمات ألقاه لو60.................................................................... آخر وقتله شخص أمسكه لو

63.................................................................................. القتل ناظر حكم

513

Page 514: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

67........................................................................... القتل في اإلكراه صور67................................................................ أضره وإال القتل، على أكرهه لو70................................................................. قتله وإال القتل، على أكرهه لو72.............................................. القتل من األشد قبال في القتل على أكرهه لو

73............................................................................. والقاتل المكره صور78.......................................................................... بالجناية اآلمر في فروع

78....................................................................... قتلتك وإال اقتلني:قال لو80.............................................................................. نفسك اقتل:قال لو

81...................................................... وغيره نفسه بين التخييري اإلكراه صور82................................................................. قتله وإال القطعين بين خيره لو84............................................................. فوقع شجرة صعود على أكرهه لو يوجب بما أقر لو أو حدا 85................................................................ قصاصا88.................................................................... الزور بشهادة الحداد علم لو90.......................................................................... شخصين بفعل مات لو

94........................................................................... اثنان جرحه لو ما صور96....................................................................... الجناة مشاركة في فروع

96............................................................................... الجرحان تداخل إذا96.......................................................................... الجرحان يتداخل لم إذا96................................................................ اآلخر وقتله يده شخص قطع إذا97............................................................ مات ثم مكانين من يده قطعت إذا

97...................................................... النفس وقصاص الطرف قصاص تداخل102......................................................................... جرحه بسراية مات إن

102.................................................................. المتوالية غير الجنايات صور103................................................................. رأسه حز ثم بعمود ضربه إذا105............................................................. واحد قتل في جماعة اشترك إذا

112................................................................... األطراف وقصاص الجماعة115.................................................................. بالجناية االشتراك في فروع

115................................................................................. امرأتان قتله إذا نساء ثالثة قتلت إذا رجال 115............................................................... واحدا116................................................................... واحدة امرأة رجالن قتل إذا116............................................................. واحدة امرأة رجال ثالث قتل إذا وامرأة رجل قتل إذا رجال 117.............................................................. واحدا

117...................................................................... الجناة مشاركة في أمور وخنثى رجل قتل إذا 120...................................................................... رجال

والمقتول، القاتل صور وخنثى، وأنثى ذكرا 121................................ أكثر أو واحدا

125...................................................القصاص في المعتبرة الشروط في فصل125.................................................................. والرقية الحرية في التساوي

128.................................................................... وبالحر بالحرة الحرة تقتل132............................................... وديتها والمرأة الرجل بين األطراف قصاص

135......................................... الثلث إلى الوصول بعد النصف إلى المرأة رجوع136..................................................... النصف إلى المرأة دية رجوع في أمور140.................................................................. أكثر أو لحرين حر قتل صور

142..................................................................... رجلين من يمينين قطع لو145..................................................................... الدين في التساوي شرط

514

Page 515: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

147.................................................................... الكافر قتل مسلم اعتاد إذا ذمي قتل إذا 151............................................................................... ذميا الذمي قتل إذا 155.......................................................................... مسلما159................................................ وغيره الحالل ولد بين القصاص في فرق ال

161................................................................. الذمي على الجناية سرت إذا163.......................................................... وغيره مسلم بين الجناية في فروع

163........................................................... أسلم ثم كافر يد المسلم قطع إذا رمى إذا 163........................................................... اإلصابة قبل فأسلم ذميا رمى إذا 165.......................................................... اإلصابة قبل فأسلم حربيا جرح إذا 166....................................................... سراية ومات ارتد ثم مسلما مرتد قتل إذا 169.............................................................................. ذميا المسلم جرح إذا 171............................................................ ارتد ثم نصرانيا ذمي قتل إذا 173............................................................................ مرتدا

مسلم قتل إذا 173........................................................................... مرتدا قتل إذا 174........................................................................ بالقتل محكوما

القاتل يكون ال أن شرط 176........................................................ للمقتول أبا أن ادعى إذا 180......................................................................... أبوه فالنا

181.......................................................................... زوجته الرجل قتل إذا القاتل يكون أن شرط بالغا 183............................................................ عاقال

184......................................................... مال لعاقلته وال للمجنون يكن لم إذا186......................................................................... قتل إذا الصبي يقتل ال

189........................................................................... الصبي البالغ قتل إذا192...................................................................... صبي أنه القاتل ادعى لو عاقل قتل إذا 194........................................................................... مجنونا قتل إذا مجنونا 194........................................................................... دفاعا

195.......................................................................... القاتل السكران حكم النائم قتل إذا 198........................................................................... شخصا199................................................................................. األعمى جنى إذا

201........................................................... الدم محقون المقتول كون شرط

202...........................................................به يثبت وما القتل دعوى في فصل202............................................................................ الجزم اشتراط دمع

203....................................................... الجناية مدعي في البلوغ يشترط هل203.............................................................. الدعوى في الرشد يشترط هل

205..................................................................... القتل في المجنون دعوى205............................................................. المدعي في اإلسالم يشترط هل

205.......................................................... الجنايات في عليه المدعى شروط208............................................................... ممكنة الدعوى تكون أن شرط208.............................................................................. الدعوى في فروع

قتلوا جماعة أن ادعى إذا 212............................................................ شخصا القتل ادعى إذا 214.......................................................................... مجمال216........................................................... غيره ادعى ثم القاتل أنه ادعى لو ادعى إذا 218................................................................... بآخر وفسره شيئا

220................................................................. بالقتل باإلقرار الدعوى ثبوت220........................................................................ بالجناية اإلقرار شروط

515

Page 516: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

223........................................................................ واحد بقتل اثنان أقر إذا229.............................................................................. بالبينة القتل ثبوت

231........................................................................... البينة الجاني أنكر لو234................................................... والشهود الجاني بين االختالف موارد من237...................................... بالقتل اآلخر عليه والمدعى الشهود من كل اتهم لو

237....................................................................... الشهادة قبول في فروع239............................................................... القاتل في البينتان تعارضت إذا241.................................................. بالقتل شخص إقرار مع البينة تعارضت لو وأقام العمد ادعى إذا 244...................................................... وامرأتين شاهدا

246...............................................................................القسامة في فصل لغة القسامة 246....................................................................... واصطالحا247................................................................................ القسامة روايات

250................................................................................ واللوث القسامة252........................................................................ األيمان وسائر القسامة

254................................................................... القسامة روايات بين الجمع257................................................................. عام مكان في القتيل وجد إذا

261......................................................................... القتيل ودية المال بيت263...................................................................... القسامة ميزان االحتمال267................................................................................ وعددها القسامة

270........................................................... يحلفون خمسون هناك يكن لم إذا272.............................................................. الخمسين دون التواتر حصل إذا273........................................................................ القسامة في يحلف من276.................................................................. واحد من أكثر على ادعي إذا

280................................................................... األعضاء في القسامة ثبوت285................................................................... القسامة في العلم اشتراط

285............................................................................... الحالف في فروع288............................................................................ المرتد قسامة قبول

289................................................................................ األخرس قسامة289.................................................................................. القسامة كيفية

292............................................................. أحكامهاو القسامة شروط فصل293............................................................................. حلفه عن تراجع إذا296..................................................................... اثنين على القتل ادعى إذا300................................................................. صاحبه الوليين أحد أكذب إذا

302......................................................................... الولي وموت القسامة304................................................... واإلقرار والشهود القسامة بين التعارض

305................................................ تراجع ثم الدية واستوفى بالقسامة أتى إذا308....................................................................... القاتل أنه آخر ادعى إذا

310........................................................................... والكفالة الحبس حق القصاص يوجب العمد قتل 313.............................................................. عينا

316..................................................... والعفو بالدية القصاص تبديل استحباب318................................................................. القصاص عن الولي عفى إذا

318............................................... منها األكثر أو األقل أو بالدية القصاص تبديل318................................................................... عضو بقطع القصاص تبديل

516

Page 517: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

320................................................................ المال يرث من القصاص يرث322..................................................................... القصاص وإرث األم كاللة

322......................................................................... القصاص وإرث النساء325............................................................. الشرعي الحاكم وإذن القصاص

328............................................................. الطرف قصاص في الحاكم إذن330................................................................ جماعة المقتول أولياء كان لو

332.................................................................. بالقصاص الورثة أحد مبادرة334.................................................................... القصاص الجاني لولي هل335................................................................ بالقصاص الوليين أحد بادر إذا

337.......................................................................... القصاص إجراء كيفية337...................................................................... القصاص آلة في شروط

341...................................................................... بغيره أو بالسيف قتله إذا344........................................................................... بالسيف القتل أحكام

348............................................................. الحرم إلى الملتجأ من اقتص إذا352.......................................................................... القصاص في السراية

357.................................................................... القتيل أولياء بعض غاب إذا362.................................................. بالقصاص البعض وطالب البعض عفى إذا365......................................................................... وليان للمقتول كان إذا368.............................................. قتله في يقتل ال ومن به يقتل من اشترك إذا

370................................................................ القصاص وحق عليه المحجور371......................................................... الميت ديون وضمان الورثة قصاص

373........................................................................... جماعة واحد قتل إذا377................................................................ القصاص استيفاء في التوكيل

379............................................................... تضع حتى الحامل من يقتص ال381................................................................. الحامل في األطراف قصاص

قتل ثم شخص يد قطع إذا 384........................................................... شخصا388........................................................... القصاص قبل العمد قاتل هلك إذا

391.............................................................................. السراية في فروع394....................................................... الجاني قتله ثم يده قطع عن عفى لو399............................................................. يمت ولم القصاص في ضربه لو

402......................................................................الطرف قصاص في فصل405................................................................ والشالء الصحيحة اليد قصاص

412.................................................................. القصاص محل في التساوي415................................................................ الشجاج مساحة في التساوي418................................................................... الجروح سائر في القصاص

418........................................... العظام وكسر والمنقلة الهاشمة في قصاص ال422................................................................ عضو من أكثر الجاني قطع لو

426.................................................................... الجراح في القصاص كيفية427............................................................................ القصاص في الرفق

429.................................................................. القصاص في تالحظ ال أمور 432................................................................ القصاص بعد العضو ألصق إذا

435............................................................................. العين في القصاص441............................................................................ الشعر في القصاص443...................................................................... الذكر قطع في القصاص

517

Page 518: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_89.doc  · Web viewفلا يخفى ما فيه، إذ ضرورة المذهب وإجماعنا واقع على عدم ذلك

445........................................................................ الخصيتين في القصاص445........................................................................ الشفرين في القصاص

447...................................................................... القصاص وأحكام الخنثى451.................................................................................... األنف قصاص454.................................................................................... األذن قصاص

456.......................................................................... األسنان في القصاص458..................................................................... قلعها بعد السن عادت إذا

462................................................................ األسنان في المماثلة اشتراط464................................................................................... اليد قطع صور

472....................................................................... الزائد واإلصبع القصاص476....................................................... أنملتان أو إظفران إصبعه في كان إذا

479.................................................. يمينه بدل الجاني شمال قطع إذا ما صور484................................................................... مجنون أو طفل يد قطع إذا486............................................................... بالسراية الموت في اختلفا إذا

489................................................ عليه والمجني الجاني بين النزاع في فروع494................................................................ آخر ويد شخص إصبع قطع إذا496...................................................................... إصبعه قطع عن عفى إذا496..................................................................... يسر ولم الجرح توقف إذا497................................................................................. الجرح سرى إذا498................................................................... النفس إلى الجرح سرى إذ

501.......................................................................... بالقصاص تتعلق أمور

507.........................................................................................المحتويات

518