فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/alfiqh_66.doc  · web viewملاحظة:...

777
م ت: ة لاحظ م ح، ي ح ص ت ل ا ب ي ت ر ت حات! ف لص ا% ون ك ي ب س ح ات ت لك ا وع ب مط ل ا ي! ف دار وم ل ع ل ا روت ب% ان! ت لب عام1409 ه. ه ق! ف ل ا ء! ز ج ل اادس س ل ا% ون ب س ل وا1

Upload: others

Post on 09-Jan-2020

9 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

التصحيح، مالحظة: تم هـ.1409 عام لبنان بيروت العلوم دار في المطبوع الكتاب حسب يكون الصفحات ترتيب

الفقهوالستون السادس الجزء

1

Page 2: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

2

Page 3: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الفقهاإلسالمي الفقه في استداللية موسوعة

العظمى الله آيةالشيرازي الحسيني محمد السيد

ظله دامالنكاح كتابالخامس الجزءالعلوم دار

لبنان بيروت

3

Page 4: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الثانية الطبعةم1988 ـ هـ1409

المصادر تخريج مع ومصححة منقحة

طباعة. نشر. توزيع. ـ العلوم دار اللبناني البنك مقابل العبد، بئر حريك، العنوان: حارة

الفرنسي

4

Page 5: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

النكاح كتابالخامس الجزء

5

Page 6: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الرحيم الرحمن الله بسم

الحمد لله رب العالمين، والصــالة والســالم على أشــرف خلقــه سيدنا محمــد وعلى آلــه الطيــبين الطــاهرين، واللعنــة الدائمــة على

أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

6

Page 7: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فصلللفسخ الموجبة العيوب في

وهي في الرجل أمور: قال في الشرائع: )الجنون سبب لتســلط الزوجــة على الفســخ

دائما كان أو أدوارا(. أقول: الجنون من جن، ومنه )الجنة( و)الجنة( و)الجنــة( بمعــنى االســتتار، فكــأن المجنــون مســتور على عقلــه فال يتمكن عقلــه من االشتغال، كما أن )الجنــة( يقــال للجن لســترهم، و)الجنــة( الســتتارــتورة ــيها مس ــة( ألن أراض ــرب، و)الجن ــال الح ــا في ح ــان به اإلنس

باألشجار، و)الجنان( للقلب ألنه مستور. وحيث إن المجنون ال يفعــل بنفســه مــا يصــيبه وإنمــا لــه ســببــا بصــيغة اســم خــارج من مــرض أو جن أومــا أشــبه ســمي مجنون مفعول، وهذا هو األظهر، أما احتمال أن المجنون إنما سمي به ألنه

أصيب جنونه أي قلبه أو أصابته الجن فضعيف الدليل. فإذا رأى العرف أنه مجنون حكم عليه بأحكامه، كما أنه إذا رأى العــرف أنــه ليس بمجنــون لم يحكم بأحكامــه، والســفيه والمعتــوه والمخبط ومن مسه الشيطان ومن أشبه إن سمي مجنونا كــان لــه

أحكامه، وإال لم يكن له أحكامه، أما

7

Page 8: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قولهم بفتور األطراف أو نحو ذلك فليس إال من باب ذكــر بعضالصغريات.

ومنه يعلم أن هيجان المرة أو غلبة المرض أو ضــرب الشــمس أو الصرع الذي ال يسمى بــالجنون األدواري أو اإلغمــاء أو مــا أشــبه

ليس من ذلك. ولعل المراد من الخنــق في كالم الشــيخ الصــرع الــذي يســم ىــبراج: إن ــه ابن ال ــه وتبع ــال في محكي كالم ــالجنون األدواري، ق ب الجنون ضربان، أحــدهما خنــق والثــاني غلبتــه على العقــل من غــير حادث مــرض وهــذا أكــثر، وأيهمــا كــان فالخيــار لصــاحبه، وإن غلبــرئ من مرضــه فال كالم، وإن زال ــار، فــإن ب عقلــه المــرض فال خي

المرض وبقي اإلغماء فهو كالجنون لصاحبه الخيار. ــا أو ثقيال ــا، خفيف وعلى أي حال، فالجنون أطباقيا كان أو أدواري أو متوسطا، يوجب حق المرأة في الفسخ على شــرط أن ال يكــون األدوار بحيث ال يسمى جنونا، كما إذا كان يأخذه كل ســنة مثال يومــا

فيفقد توازنه ويعمل أعمال السفهاء والمجانين. وفي الجواهر: بال خالف معتد به أجده فيــه، بــل اإلجمــاع إن لم

يكن محصال فهو محكي عليه. وفي المســالك: ال خالف في كــون الجنــون من عيــوب الرجــل

المجوزة لفسخ المرأة النكاح في الجملة. ثم إن كان متقدما على العقد أو مقارنا له يثبت لهــا بــه الفســخ مطلقا، سواء كان مطبقا أو أدوارا، وسواء عقــل أوقــات الصــالة أم ال. وإن كان متجددا بعد العقد، سواء كان قد وطأ أم ال، فإن كــان ال يعقــل أوقــات الصــالة فلهــا الفســخ أيضــا، وإن عقــل حينئــذ فــأكثرــدم ــوى ع ــخ، واألق ــدم الفس ــه على ع ــيخ وأتباع ــدمين كالش المتق اشتراطه لعــدم وجــود دليــل يفيــد التقييــد وتنــاول الجنــون بإطالقــه

بجميع أقسامه، فإن الجنون

8

Page 9: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فنون والجامع بينها فساد العقل كيف اتفق. ــالجنون األدواري ــاج في فســخ المــرأة ب ــه ال يحت ثم الظــاهر أن مجيء دور الجنون، فاذا تزوجها مثال في أول شــعبان وهــو يجن في

كــان بقــاء األدوار إذا كل سنة في أول شهر شوال حــق لهــا الفسخقطعا.

وكيف كــان، فقــد اســتدل لحقهــا في الفســخ في الجنــون بنفي الضـرر والضــرار، على مــا اسـتدلوا بــه في خيــار الغبن ومــا أشـبه،

وبالغرور وبالتدليس، وبجملة من األخبار: مثــل صــحيح الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: سألته عن رجل يتزوج إلى قوم فــإذا امرأتــه عــوراء ولم يــبينوا لــه،

ال يــرد، إنمــا يــرد النكــاح من الــبرص والجــذامقال )عليه السالم(: . (1)والجنون والعفل

ــه ــه )علي ــد الل ــا في الجــواهر، عن أبي عب وصــحيحه اآلخــر كم السالم(، إنه قال: في رجل يتزوج إلى قوم فإذا امرأتــه عــوراء ولم

ال يرد، إنما يرد النكاح من البرص والجذام والجنــونيبينوا له، قال: ، قلت: أرأيت إن كان قد دخل بها كيف يصنع بمهرها، قـال:والعفل

لها المهر بما استحل من فرجها، ويغرم وليها الذي أنكحها مثل مــا .(2)ساق إليها

وبرواية المشايخ الثالثة، عن علي بن أبي حمزة، قال: سئل أبو إبراهيم )عليه الســالم( عن امــرأة يكــون لهــا زوج وقــد أصــيب في

عقله بعد ما تزوجها، أو عرض له جنون،

ــائل: ج في الحـــديث صـــدر ( ذكر?)1 العيـــوب أبـــواب من1 البـــاب595 ص14الوسـ. 6ح والتدليس

في وذكــره ،5ح والتــدليس العيــوب أبــواب من2 البــاب597 ص14( الوســائل: ج?)2. 406 ص5الكافي: ج

9

Page 10: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)لها أن تنزع نفسها منه إن شاءتقال )عليه السالم(: ــه ــاح( إلى قول ــرد النك ــا ي ــه إنم ــذيب: )إن وعن موضــع من الته

، كذا في الجــواهر، ثم(2))والعفل(، من دون تقدم شيء آخر وتأخرهــبر ــه خ ــع الشــيخ، ال أن ــك من تقطي ــوم أن ذل ــال: لكن من المعل ق

مستقل للحلبي كما يومي إليه اتحاد السند. ــأن ــل ب ــكل على الك ــا أش ــرروربم ــدل على الحكمال ض ال ي

اإليجابي، وإنمــا يــدل على الحكم الســلبي، والغــرور ال دليــل عليــه، والتدليس ليس في المقام وإنمــا ورد في العــنين، وصــحيح الحلــبي ظاهر في عيوب المرأة بقرينة العفل، وللترديـد في أنـه هـل )يـرد(ــات ــده الروي ــوم، ويؤي ــول أو المعل ــيغة المجه ــة بص في أول الرواي

الحديث، حيث إن الظاهر )الفي رجل يتزوج إلى قوماألخرى له: يرد( بالمعلوم ال بالمجهول.

ــة، ــد الواققي ــه من عم ــعيف، ألن ــزة ض ــبر علي بن أبي حم وخ خصوصا بعد ما رواه عباد الضبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الصــالة

، فلم يبــق في(3)والرجــل ال يــرد من عيبوالســالم( في حــديث: المقام إال اإلجماع، وحيث إنــه دليــل لبي يجب أن يقتصــر فيــه على

موضع اليقين. وإذا تزوج رجل فأصابه بعدأما ما في الرضوي )عليه السالم(:

ذلك جنون فيبلغ به مبلغا حتى ال يعرف أوقات الصالة فــرق بينهمــا، .(4)وإن عرف أوقات الصالة فلتصبر المرأة معه فقد ابتليت

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من12 الباب607 ص14( الوسائل: ج?)1. 1693 الرقم424 ص7( التهذيب: ج?)2. 2ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)3. 1ح والتدليس العيوب أبواب من11 الباب603 ص2( المستدرك: ج?)4

10

Page 11: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فلضعف سنده ال يمكن التمسك به. لكن الظاهر ضــعف الــردود المــذكورة، إذ قــد ذكرنــا مكــررا أن

يمكن أن يستفاد منه الحكم اإليجابي، ولــذا علــل بــهال ضرردليل ، كمــا يظهــر(1)رسول الله )صلى الله عليه وآله( لقلع شجرة سمرة

ذلك منه عند العرف، هذا باإلضافة إلى عدم االحتياج إلى ذلك فــإن اإللزام ضرر، وحيث كان الضرر مرفوعا لم يكن من الشارع إلــزام، كما تقدم مثل ذلك في جملة من موارد الفقــه والــتي منهــا إثبــاتهم

. ال ضررخيار الغبن ونحوه بدليل ــه ودليل الغرور أيضا ظاهر في ذلك، فإن الفقهاء اســتدلوا بقول

في كثــير ،(2)المغــرور يرجــع إلى من غر)عليه الصــالة والســالم(: نهىمن الموارد مما يجبر ضعف سنده، باإلضافة إلى مــا روي أنــه

وظاهرهمــا أن للمغــرور ،(3)النبي )صلى الله عليه وآله( عن الغــررالرجوع، وهو في المقام يتحقق بالخيار.

والتدليس وإن لم يكن في المقام إال أن روايــات التــدليس ممــا سيأتي ظاهرة في العلية عرفا، فإن قولــه )عليــه الصــالة والســالم(

يفــرق بينهمــافي جواب من سأله )إن خصيا دلس نفسه المــرأة(: ظــاهر ،(4)وتأخذ المرأة منه صداقها ويوجع ظهــره كمــا دلس نفسه

ــه الســالم(: ــا ورد في الفقــه الرضــوي )علي ــة، وكــذلك م في العليويوجع ظهره كما دلس نفسه(5).

. 8ح والتدليس العيوب أبواب من11 الباب294 ص5( الكافي: ج?)1. 2ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)2. 2ح وشروطه البيع عقد أبواب من12 الباب266 ص12( الوسائل: ج?)3. 2ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب608 ص14( الوسائل: ج?)4. 2ح والتدليس العيوب أبواب من12 الباب604 ص2( المستدرك: ج?)5

11

Page 12: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وأما حــديث الحلــبي فيمكن أن يقــال إن ظــاهر )إنمــا( أنــه فيــإن ــخ، ف ــر إلى الفاس ــير نظ ــاح من غ ــخ النك ــات فس ــام موجب مق المتحصل من اإليجـاب والقبـول هـو علقـة يصـح ردهـا من كـل من الزوج والزوجة، فهو كما إذا سأل إنسان عن بيع المعيوب وقال: إن المشتري بعد ما أطلــع على العيب مــاذا لــه من الحــق، فيقــال في الجواب: إنما يرد البيع من كذا وكــذا، حيث إن العــرف يفهمــون من الجواب اإلطالق من غير تخصيص بالمورد، ولــذا ال يــرون فرقــا في مثل هــذا الجــواب بين البــائع وبين المشــتري فيمــا إذا كــان بضــاعة

اآلخر معيوبا. ومنه يعلم وجه استدالل المشهور بهــذه الروايــة، وال يــرد عليــه

إشكال الجواهر بقوله: )فيه: إنه كذلك بعد معلومية اســتقالل الجــواب، ومن المحتمــل قراءة الفعل هنا بالمعلوم، فيكون الضمير فيه راجعا إلى الرجل فال يكون مستقال، ولعله لذا لم يحكم األكثر ـ كما ستعرف ـ بالخيار لهــا

في الجذام والبرص. نعم رواه الشيخ في موضع من التهذيب: )إنما يــرد النكــاح( إلى

ــل( ــه: )والعف ــأخره، لكن من(1 )قول ــر وت ــدم شــيء آخ من دون تق المعلوم أن ذلك من تقطيع الشيخ ال أنه خــبر مسـتقل للحلـبي كمــا

. (2)يومى إليه اتحاد السند( وأما خبر علي بن أبي حمزة فإنه وإن كــان واقفيــا إال أن عمــل

ذروا مــااألصحاب بأخبار مثله مع قولهم )عليهم الصالة والســالم(: ال عــذر، وقــولهم )عليهم الصــالة والســالم(: (3)رأوا وخذوا ما رووا

.(4)ألحد من موالينا في التشكيك فيما يرويه عنا ثقاتنا

. 1693 الرقم424 ص7( التهذيب: ج?)1.320 ص30الكالم: ج ( جواهر?)2. 13ح القاضي صفات أبواب من11 الباب103 ص18( الوسائل: ج?)3. 40 ح108 ص18 و23 ص1( الوسائل: ج?)4

12

Page 13: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وما أشبه، ولذا عمل برواياتهم المشــهور، يكفي في االســتدالل به خصوصا بعد اعتماد المشهور عليه هنا، ورواية المشايخ الثالثة له وفيهم الصــدوق والكليــني حيث ذكــرا في أول كتابيهمــا أنهمــا إنمــا

يوردان في الكتابين ما هو حجة بينهما وبين الله سبحانه وتعالى. وبــذلك يظهــر أنــه إن أخــذنا بـــ )الرجــل ال يــرد من عيب( يجب تخصصه بالمقام، باإلضافة إلى أن في داللة هذه الجملة نظر، حيث إنها وقعت في ضمن رواية عبــاد الضــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

في العنين إذا علم أنــه عــنين ال يــأتي النســاء فــرقالسالم(، قال: بينهما، وإذا وقع عليها وقعة واحدة لم يفرق بينهمـا، والرجــل ال يـرد

.(1)من عيب فإنه إذا حمل على ظاهره لزم التهافت بين الصدر والذيل، ولذا حمله بعض الفقهاء على استحباب الطالق سترا لعيب المرأة، وهذا الحمل أقرب من جهة أنه أقل نفرة في نظــر العــرف من التهــافت

بين الصدر والذيل إذا حمل على الحكم. باإلضافة إلى أن الرجــل والمــرأة كالهمــا ال يــردان عن عيب إال عيوب خاصة فأي فرق بينهما، حتى إذا قلنا بأن العيوب التي ترد بها

المرأة أكثر من العيوب التي ترد بها الرجل. ثم إن الشرائع قال ممزوجا مــع الجــواهر: )وكــذا المتجــدد بعــد العقد وقبل الوطي، أو بعد العقد والوطي، بال خالف أجــده فيــه مــع عدم عقل أوقات الصالة، بل يمكن تحصـيل اإلجمـاع عليــه كمـا هـو ظاهر غير واحد، بل مطلقا، وفاقــا لجماعــة بنفي الضــرر والضــرار، وإلطالق الصحيحين، بناء على داللتهما، ولخــبر علي بن أبي حمــزة،

سئل أبو إبراهيم )عليه السالم( عن امرأة يكون لها زوج

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب603 ص14( الوسائل: ج?)113

Page 14: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

لهاقد أصيب في عقله بعد ما تزوجها أو عرض له جنون، قال: (.(1)،(2)أن تنزع نفسها منه إن شاءت

ثم إنه يمكن االستدالل لحقها في الجنون السابق بهــذه الروايــة باألولويــة، فــإن العــرف يــرون أن الجنــون المتجــدد إذا كــان موجبــا للفسخ كان الجنون السابق أولى بإيجابه لــه، والمنــاط في العرفيــة

حجة ألنها من الظاهر الذي أمرنا باتباعه. بل استدل بعض الفقهاء على ذلك بمناســبة الحكم والموضــوع، فإنها قرينة على أن المراد من الجنون هو المطلق الشامل للسابقــد والمقارن أيضا، وأن التقييد بما بعد العقد إنما هو لعدم صحة العق في حال الجنون فيما كان العاقد هــو المجنــون، ونــدرة وقوعــه في هذا الحال لو كان العاقد هو الولي، فالتقييد بما بعد العقــد محمــول على الغــالب، فال يكــون تقييــد في أصــل الحكم وال في موضــوعه،سيما مع وقوعه في كالم السائل ال اإلمام )عليه الصالة والسالم(. ثم إنه ال فرق في الجنون المــوجب لفســخ المــرأة بين شــعوره أوقــات الصــالة وعــدم شــعوره كمــا هــو المشــهور، خالفــا لظــاهر المحكي عن ابن حمزة من تقييد الخيار بذلك مطلقا، بل ربما حكي

أيضا ذلك عن المبسوط والمهذب مشعرين باإلجماع عليه. روي أنــه إن بلــغ بــهوقــد نســبه الصــدوق إلى الروايــة، قــال:

الجنون مبلغا ال يعرف أوقات الصالة فرق بينهما، وإن عرف أوقــات .(3)الصالة فلتصبر المرأة معه فقد بليت

. 1ح والتدليس العيوب أبواب م12 الباب607 ص14( الوسائل: ج?)1.321 ص30الكالم: ج ( جواهر?)2.3ح والتدليس العيوب أبواب م12 الباب607 ص14( الوسائل: ج?)3

14

Page 15: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

واذاولعلــه أراد الرضــوي )عليــه الصــالة والســالم( حيث قــال: تزوج رجل فأصابه بعد ذلــك جنــون فيبلــغ بــه مبلغــا حــتى ال يعــرف أوقات الصالة فرق بينهما، وإن عرف أوقات الصالة فلتصبر المــرأة

.(1)معه فقد ابتليت لكن الظاهر منهما أن المراد البلــوغ هــذا المبلــغ، ال أن الجنــون

في أوقات الصالة. وقــد أجــاد الجــواهر حيث قــال: )الــذي يقــوى في النظــر أنــه ال خالف في المســألة أصــال، وإن كــان أول مــا يــوهم كالمــه ذلــك ابنــه ــنف، وتبع ــه المص ــا أن أول من ظن ــه، كم ــا حكي عن إدريس فيم الفاضل ومن تأخر عنهما، إال أن مراد األصحاب بعـدم عقلـه أوقـات الصالة تحقــق الجنــون الــذي يســقط معــه التكليــف، ال أنــه تقســيم للجنون المسقط للتكليف إلى قسمين أحدهما ما يعقل واآلخر ما الــه ــاني بخالف الســابق فإن ــاني في الث ــار الث يعقــل، والمســلط للخي

بقسميه مسلط للخيار إذ هو كما ترى(. ــق ثم ال يخفى أنه فرق بين الحمق والجنون، فإذا لم يصل الحم

إلى ما يسمى جنونا لم يكن لها حق الفسخ. وقد روى غياث بن إبراهيم، عن جعفر )عليه الســالم(، عن أبيــه

إن عليا )عليه السالم( لم يكن يرد من الحمق ويرد)عليه السالم(: .(2)من العسر

ولعل المراد من الرد بالعســر أنــه يجــبر الــزوج على اإلنفــاق أوالطالق.

ثم ال إشكال في أنه إذ كــان مجنونــا قبــل العقــد ثم أفــاق قبــل العقــد وصــح بمــا ال يســمى مجنونــا لم يكن لهــا حــق الفســخ، إذ ال يسمى مجنونا، أما إذ جن بعد العقــد قبــل الــوطي، أو بعــد الــوطي،

ولم تعلم المرأة مثال ثم أفاق وصح، فهل لها حق

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من11 الباب603 ص2( المستدرك: ج?)1. 2ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب607 ص14( الوسائل: ج?)2

15

Page 16: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــاء ــورة بق ــات إلى ص ــراف الرواي ــاالن، من انص ــخ، احتم الفس الجنون واألصل اللزوم، ومن أنه كالعيب الذي ذكروه في باب البيع، فإنــه إذا زال بعــد االشــتراء بقي حــق الشــخص في الخيــار، واألول

أحوط، وإن كان الثاني أقرب إلى الصناعة. ومثله ما إذا غبنــه في الــبيع ثم ذهب الغبن بالتضــخم أو التــنزل

مثال. ــولي ومنه يعرف االحتماالن في ما إذا تزوجها وطلق من قبل ال أو هو في األدواري مثال، ثم عرفت أنه كـان مجنونــا، فهــل لهــا حــق

الفسخ بما يوجب بطالن الطالق أم ال. وكذا إذا مات الزوج مثال، وقد ورد أن الصبية بعــد مــوت الــزوج

لها حق الفسخ. أما إذا تمتع بهــا وقــد عــرفت بعــد ذلــك أنــه مجنــون، فــإن كــان الجنون مستمرا أطباقا أو أدوارا فالظاهر أن لها حق الفسخ إلطالق األدلة، واالنصراف إلى الدوام بدوي، أما إذا كــانت مــدة المتعــة في

دور صحته فالظاهر عدم حقها في ذلك لالنصراف وليس بدويا. ومنه يظهر وجــه النظــر في إطالق الجــواهر حيث قــال: )ثم إن ظاهر الفتاوى بل كاد يكون صريح جامع المقاصد، عــدم الفــرق فيــدعى شــمول هذا الحكم بين الدائم والمنقطع، وال بأس به، بل قد ي

النص له(. ثم الظاهر عدم الفرق بين أن يكون الزوج هو العاقــد في حــالــه صحته، أو كان الولي عاقدا في حال صغره أو حال جنونه، كمــا أن

ال فرق بين الصغيرة والكبيرة. ويتولى الولي سواء كان األب أو الجــد أو الحــاكم في الصــغيرة

الفسخ إذا رآه صالحا، وإال بأن بقيت إلى حال البلوغ فلها ذلك. ولومات أحدهما قبل الفسخ لم يبعــد بقــاء حــق الفســخ، ويــؤثر

في اإلرث ونحوه، وإن كانت المسألة بعد بحاجة إلى التأمل.

16

Page 17: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم إن ظاهر األدلة المذكورة هو الفسخ بدون طالق، ألنه معــنى )يرد النكاح( ونحوه، وهو القول المشهور بين الفقهاء كما يظهر من كلماتهم، وعليه فما عن ظاهر الشــيخ وبعض آخــر من االحتيــاج إلى

الطالق غير ظاهر. قال الشيخ في محكي النهاية: )فإن حــدث بالرجــل جنــة يعقــل معها أوقات الصالة لم يكن لها اختيار، وإن لم يعقل أوقــات الصــالة

كان لها الخيار، فإن اختارت فراقه كان على وليه أن يطلقها(. ــرة وابن ــا ابن زه ــذب، أم ــبراج في المه ــذا حكي عن ابن ال وك

إدريس فلم يذكرا الطالق. وعن المختلف قال: الوجــه إنــه اليفتقــر إلى طالق ســواء تجــدد

بعدالدخول أو قبله كغيره من العيوب. ــواردتين في ــتين ال ــأن الرواي ــير ب ــدائق: )أنت خب ــال في الح ق المسألة ال داللــة فيهمــا على الطالق بوجــه، وظــاهر روايــة علي بن

إنمــا هــولها أن تنزع نفسها منه إن شاءتأبي حمزة وقوله فيها: الفسخ خاصة وأن االختيار لها فأيهما اختارت مضــى، وعبــارة كتــاب الفقــه وإن كــانت مجملــة إال أن الظــاهر حملهــا على هــذه الروايــة لصراحتها في الفسخ، وبالجملة فالظــاهر ضــعف القــول المــذكور(،

وهو كما ذكره. ثم إن ظاهر النص والفتوى أن الـرد من األمـور الـتي ال تتحقـق إال باإلنشاء، فال يكفي عدم رضاها فقط، فاحتمال كفاية عدم الرضاــتفاد بالعقد من دون احتياج إلى إنشاء الفسخ كما ربما قيل بأنه يس

الــدال علىإن شــاءت فــرق بينهماذلك من قوله )عليه السالم(: حصول التفريق بينهما بمجرد إرادتها له، غير ظاهر الوجه.

ثم ال إشكال وال خالف في أنها لو علمت بــأن الرجــل الخــاطب لها مجنــون فقبلت بــذلك وعقــد عليهــا لم يكن لهــا هــذا الحــق، ألن

ظاهر األدلة المتقدمة إنما

17

Page 18: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

هو في صورة جهلها بجنونه حال العقد. وإذا كانت المرأة مسيحية مثال ليس من دينهــا الفســخ بــالجنون لم يكن لها ذلك لقاعدة اإللزام، من غير فـرق بين أن يكــون الـزوج

مسلما أو كافرا، وكذلك في المخالفة. ــا، ألن ــالقول قوله وإذا ادعت المرأة الرد وأنكر الزوج أو وليه ف

أنها من ملك شيئا ملك اإلقرار به، كما أن الــزوج أو وليــه لــو ادعى رضيت وأنكرت المرأة احتــاج المــدعي إلى البينــة، وإال كــان القــول

قولها.

18

Page 19: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قــال في الشــرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )وأمــا(:ـ 1)مسألة ــاه الخصاء بالكسر والمد، فهو سل االنثيين أي إخراجهمــا، وفي معن بل قيل منــه الوجــاء بالكســر والمــد، وهــو رضــهما، فالمشــهور بين

األصحاب أنه عيب تتسلط به االمرأة الجاهلة على الفسخ(. أقول: وال يبعد أن يكون من ذلك أيضا عدم االنثيين خلقة، ويدل عليه باإلضافة إلى ما تقدم من حــديث الضــرر والتــدليس والغــرور،

جملة من الروايات: فمنها: ما عن ابن بكير، عن أبيه، عن أحدهما )عليهما الســالم(،ــه ــال )علي ــا، فق ــلمة فتزوجه ــرأة مس ــه الم ــي دلس نفس في خص

يفرق بينهما إن شاءت المرأة ويوجع رأســه، وإن رضــيتالسالم(: .(1)به وأقامت معه لم يكن لها بعد رضاها به أن تأباه

وعن سماعة، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، إن خصــيا دلس يفرق بينهما، وتأخذ منه صداقها ويوجــع ظهــرهنفسه المرأة، قال:

.(2)كما دلس نفسه وعن ابن مسكان، قال: بعثت بمسألة مع ابن أعين، قلت: سله )عليه السالم( عن خصــي دلس نفســه المــرأة ودخــل بهــا فوجدتــه

يفرق بينهما ويوجع ظهــره ويكــون لهــا المهــر لدخولــهخصيا، قال: . (3)عليها

وعن أبي عبيدة الحذاء، قال: سئل أبو جعفر )عليه السالم( عن ، قيــل لــه: إنــهجائزخصي تزوج امرأة وهي تعلم أنه خصي، قال:

نعم أليسمكث معها ما شاء الله ثم طلقها هل عليها عــدة، قــال: ، قيل لــه: فهــل كــان عليهــا فيمــا يكــون منــهقد لذ منها ولذت منه

غسل، قال: ، قيل:إن كان إذا كان ذلك منه أمنت فإن عليها غسال .(4)الفله أن يرجع بشيء من الصداق أن طلقها، قال:

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من608 ص14( الوسائل: ج?)1.2ح والتدليس العيوب أبواب من608 ص14( الوسائل: ج?)2.3ح والتدليس العيوب أبواب من608 ص14( الوسائل: ج?)3.4ح والتدليس العيوب أبواب من608 ص14( الوسائل: ج?)4

19

Page 20: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أنها فإن المفهوم من قوله )عليه الصالة والسالم(: )وهي تعلم(إذا لم تعلم ليس كذلك، ولو بمعونة سائر الروايات والفتاوى.

وعن عبد الله بن الحســن، عن جــده علي بن جعفــر، عن أخيــه )عليه السالم( قال: سألته عن خصي دلس نفسه المــرأة مــا عليــه،

يوجع ظهره ويفرق بينهما وعليه المهــر كــامال إن دخــل بهــا،فقال: .(1)وإن لم يدخل بها فعليه نصف المهر

ــه إال أن في ــر في كتاب ــال في الوســائل: ورواه علي بن جعف ق بعض النسخ )خنثى( بدل قولــه )خصــي(، ويحتمــل صــحة الروايــتين

وكونهما مسألتين. وعن ابن مسـكان: كتب إلى أبي عبــد اللـه )عليــه السـالم( مــع إبراهيم بن ميمون، يسأله عن خصي دلس نفسه على امرأة، قــال:

يفرق بينهما ويوجع ظهره(2). وعن سماعة، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، إن خصــيا دلس

يفــرق بينهمــا ويؤخــذ منــه صـداقها ويوجــعنفسه على امرأة، قال: .(3)ظهره

وإن تزوجها خصي فدلس نفســهوفي الرضوي )عليه السالم(: وهي ال تعلم، فــرق بينهمــا ويوجــع ظهــره كمــا دلس نفســه، وعليــه نصف الصداق وال عدة عليها منه، فإن رضيت بذلك لم يفرق بينهما

. وليس لها الخيار بعد ذلك وإن دلس خصــي نفســهوعن المقنع الذي هو متون الرويــات:

. المرأة فرق بينهما وتأخذ منه صداقها ويوجع ظهرهــه ليس ــف أنـ ــوط والخالف والمختلـ ثم إن المحكي عن المبســـا بعيب، ألن الخصي يقدر على اإليالج وعدم إنزاله ليس بعيب، وإنم

العيب عدم الوطي،

. 5ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب609 ص14( الوسائل: ج?)1.7ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب609 ص14( الوسائل: ج?)2.2 ح12 الباب604 ص2( المستدرك: ج?)3

20

Page 21: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــة من ــوص المتقدم ــا في النص ــتندة إلى م ــواهم مس ــل فت ولع االشتمال على التدليس، فاستظهروا أن يكــون خيارهــا من جهتــه ال من حيث كون الخصاء عيبا، وتظهر الثمرة فيما إذا لم يدلس نفسـه لها، بل اعتقد أنها تعلم بالحال، أو جهل بكونه خصيا، فإنــه ليس لهــا الخيار فيه بناء على كونه من جهة التدليس، ويكون لهــا الخيــار فيــه

بناء على كونه من جهة الخصاء. لكن ال يخفى مــا في هــذا االســتظهار، ألن الظــاهر من قــولهم )عليه السالم( في غير واحد من األخبار: )ويوجــع ظهــره كمــا دلســإزاء نفسه( هو أن الخيار من جهة الخصاء وإيجاع الظهر بالضــرب ب

التدليس، ال أن الخيار واإليجاع كليهما من جهة التدليس، فتأمل. ومنه يعلم وجه النظر فيما عن كشــف اللثــام من قولــه: ولعلــه

يحمل األخبار على من ال يتمكن من اإليالج. فإن الظاهر من بعض األخبار المتقدمة أنــه يــولج، مثــل صــحيح

يفـرق بينهمــا ويوجــعابن مسكان: فدخل بها فوجدته خصــيا، قــال: ، إلى غير ذلك.(1)ظهره ويكون لها المهر بدخوله عليها

ثم إنه قد تقـدم لـزوم حمـل مـا ورد من عـدم رد الرجـل بعيبعلى االستحباب أو نحوه.

وممــا تقــدم يعلم وجــه النظــر في نــوع تــردد من الجــواهر فيــد ــا ق ــوص جميعه ــال: إن النص ــد يق ــال: )نعم ق ــألة، حيث ق المس اشتملت على التــدليس، ولعــل خيارهــا من جهتــه ال من حيث كونــه عيبا عساه يــومي إليــه مــا في بعضــها كمــا دلس نفســه، الــذي هــو بمنزلة التعليل مؤيدا ذلك بأصــالة اللــزوم، ومــا في النص اآلتي من

عدم

. 7ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)121

Page 22: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــدليس عــدم ــال: يكفي في الت رد الرجــل بعيب، اللهم إال أن يق إخباره بنفسه، بل لو لم يكن الخصاء عيبــا يتحقــق الخيــار بتدليســه

.(1)أيضا، فتأمل( وهل يتعدى من سل األنثيين أو رضهما ما إذا كان الرض ونحــوه بالنسبة إلى إحداهما، ال يبعد ذلك، ألنه أيضا تدليس فيشمله الدليل، وإن لم يسم في العرف خصيا، بل قــد يقــال بأنــه يســمى بالخصــي

أيضا، وإن كانت المسألة بحاجة إلى التأمل. وكذلك بالنسبة إلى اإلنســان الــذي لم تخلــق لــه إحــداهما، أمــا بالنسبة إلى من لم تخلق له االنثيان فالظاهر تعدي الحكم إليه كمــا ألمعنا إليه في صدر المسألة، أمــا من كــانت لــه ثالث أنثيــات أو مــا

أشبه فال خيار لها. قال في الجواهر: وال إشكال في الوجاء مــع فــرض كونــه فــردا منــه وإن كــان مشــكال، اللهم إال أن يفهم التعليــل من قولــه )عليــه السالم(: )كمــا دلس نفســه( مــع أنــه بمعنــاه، ومنــه يســتفاد ثبــوت الخيــار حينئــذ في فاقــد األنثــيين خلقــة ونحــوه ممــا هــو كالخصــي

والموجوء إن لم يكن داخال فيهما. وحال ما إذا كانت المرأة كافرة ال تعتقد بهذا الحكم، أو مخالفة كــذلك، وحــال مــا إذا كــانت مقلــدة لمن ال يقــول بــه مــا تقــدم في

المسألة السابقة في باب الجنون. كما أن حال من قطع نصف خصية منه أو نصــفهما أو مــا أشــبه

ذلك، على ما تقدم في من لم تكن له خصية واحدة ونحوه. ثم بناء على فتوى الشيخ والعالمة من كون هذا الخيار من جهــة التدليس، هل يكفي في التدليس مجرد عدم إخباره بعيبــه، أو يعتــبرــه فيه إظهاره عدم العيب، الظاهر األول، ألنه يقال له في العرف إن دلس، فهو من قبيل تعريض المعيب الذي يكون في صورة الصحيح

للبيع، فإن العرف ال يشك في أنه قد دلس بذلك،

.324 ـ323 ص30الكالم: ج ( جواهر?)122

Page 23: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فتردد الحائري )رحمه الله( في األمر قائال: )من أن مجرد عــدم األخبار بالعيب ال يصدق عرفا عليه التدليس الذي هو بمعــنى إظهــارــتزويج نظــير ــريض نفســه لل ــه، ومن أن تع ــر على خالف واقع األم تعريض المعيب الذي يكون صــحيحا صــورة للــبيع الــذي ال شــك في

كونه تدليسا(، غير ظاهر الوجه. ثم إن الشرائع قال ممزوجــا مــع الجــواهر: )إنمــا يفســخ بــه أي الخصاء، وما في معناه مع سبقه على العقد دون المقارن فضال عن المتجدد بعده، وخصوصا بعد الوطي لألصل واختصاص النصوص به،

تجدد بعد العقــد وإن ولكن مع ذلك ففي المتن وغيره قيل تفسخ به قبل الوطي، بل قيل وبعد الوطي، ومع أنه ليس بمعتمــد لم نعــرف

دليال معتدا به له(. شــامل للمقــام أيضــا، هــذاال ضــررلكن قــد يقــال: إن دليــل

باإلضافة إلى أنه قد يحقق ذلك تدليسا في مـا إذا كـان محتاجـا إلى عملية إخــراج األنثــيين، فلم يقلــه للمــرأة، وبعــد العقــد ســواء قبــل الدخول أو بعده، أجــرى العمليــة وأخــرج األنثــيين مثال، فإنــه يصــدق

عليه أنه دلس نفسه. أما إذا أخصي بعــد العقــد بمــا ال يتمكن من إتيــان النســاء أيضــا

ويسمى عنينا، فهو داخل في العنوان الثالث اآلتي. وكذلك ال يبعد أن يكون لها الحق في إجبــاره على الطالق فيمــا إذا كان عسرا وحرجا عليها من جهة عــدم تمكنــه من إشــباعها بعــد

لم يسم عنينا. وإن الخصاء، لعدم انتشار العضو انتشارا كامال، وكذلك الحال في كل مورد كان عســرا وحرجــا عليهــا من جهــة عدم تمكن الرجل من الدخول أو عظم اآللة أو صغرها أو مــا أشــبهــيأتي في ذلك، وقد ألمعنا إلى ذلك في بعض المباحث السابقة، وس

آخر مباحث عيوب النساء ما ينفع المقام، والله سبحانه العالم.

23

Page 24: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )والثــالث(:ــ 2)مسألة العنن، وهو مرض تضعف معه القــوة عن نشــر العضــو بحيث يعجــز عن اإليالج، بل ال يبعد اندراج ما كــان عن ســحر موضــوعا أو حكمــا كما في كشف اللثام وغيره، ولعله المراد من بعض النصوص اآلتيــة المشــتملة على أخــذة الــزوج بالضــم الــتي هي على مــا قيــل رقيــة كالسحر، وربما ظهر من بعضــهم اعتبــار عــدم شــهوة النســاء فيــه،

. (1)وفيه منع واضح( وهذا ال إشكال في أنه يوجب فسخ المرأة العقد إن شاءت، بلــد أجمــع ــدائق ق ــه، وفي الح ــميه علي ــاع بقس ــواهر اإلجم في الج األصحاب على أنه من العيوب الموجبة لتسلط المرأة على الفسخ. والظاهر أنه ال فرق بين أن ال يشتهي النساء حتى يســبب عــدم انتشار العضو وإن كان صحيحا، أو ال يتمكن من إتيانهن وإن كان له

االشتهاء. فما عن القاموس من أن العــنين كالســكين من ال يــأتي النســاء

عجزا وال يريدهن. ــان النســاء وال وعن المصباح المنير: رجل عنين ال يقدر على إتي

يشتهي النساء.ــق العنن ــد في تحق إن أرادا التفسير فال بأس، وإن أرادا أنه ال ب من أمرين: أحدهما العجز عن إتيانهن لضعف العضــو وعــدم قدرتــه على االنتشـار، وثانيهمـا عــدم اإلرادة القلبيـة بالكليـة، فال يخفى مــا

فيه. وكيف كان، فيدل على أصل الحكم متواتر الروايات:

ــه ــه )علي مثل ما عن أبي بصير المرادي، قال: سألت أبا عبد الل السالم( عن امرأة ابتلي زوجها فال يقدر على الجماع أتفارقه، قال:

نعم إن شاءت .قال ابن مسكان: وفي رواية أخرى: ينتظر سنة، فإن أتاها وإال

فارقته، فإن

.324 ص30الكالم: ج ( جواهر?)124

Page 25: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)أحب أن تقيم معه فلتقم فيوعن عباد الضبي، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال:

العنين إذا علم أنه عنين ال يأتي النساء فرق بينهما، وإذا وقــع عليهــا.(2)وقعة واحدة لم يفرق بينهما، والرجل ال يرد من عيب

وعن عمار بن موســى، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، إنــه إذا لمسئل عن رجل أخذ عن امرأته فال يقدر على إتيانهــا، فقــال:

وإن يقدر على إتيان غيرها من النساء فال يمسكها إال برضاها بذلك،.(3)كان يقدر على غيرها فال بأس بإمساكها

وعن السكوني، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: قــال من أتى امرأته مرة واحــدة ثم أخــذأمير المؤمنين )عليه السالم(:

.(4)عنها فال خيار لها وعن محمــد بن مســلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، قــال:

شــاءت وإن العنين يتربص به سنة، ثم إن شــاءت امرأتــه تــزوجت .(5)أقامت

ــه ــد اللــه )علي ــا عب ــاني، قــال: ســألت أب وعن أبي الصــباح الكن السالم( عن امرأة ابتلي زوجها فال يقدر على الجماع أبــدا أتفارقــه،

.(6)نعم إن شاءتقال: إذا تــزوج الرجــل المــرأة وهــو ال يقــدروعن أبي الصباح قــال:

.(7)على النساء أجل سنة حتى يعالج نفسه وعن إسحاق بن عمار، عن جعفر، عن أبيه )عليهما السالم(: إن

إذا تزوج الرجل امــرأة فوقــع عليهــاعليا )عليه السالم( كان يقول: وقعة واحدة، ثم أعرض عنها فليس لها الخيار لتصبر

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)1.2ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)2.3ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)3.4ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)4.5ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)5.6ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)6.7ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)7

25

Page 26: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فقــد ابتليت وليس ألمهــات األوالد وال اإلمــاء مــا لم يمســها من .(1)الدهر إال مرة واحدة خيار

وعن أبي البخــتري، عن جعفــر، عن أبيــه )عليهمــا الســالم(: إن يؤخر العــنين ســنة من يــوم ترافعــهعليا )عليه السالم( كان يقول:

امرأته، فإن خلص إليها وإال فرق بينهما، فــإن رضــيت أن تقيم معــه.(2)ثم طلبت الخيار بعد ذلك فقد سقط الخيار وال خيار لها

ــدوعن الصدوق قال: روي إنه متى أقامت المرأة مع زوجها بع.(3)ما علمت أنه عنين ورضيت به لم يكن لها خيار بعد الرضا

أتاها، وإال فارقته فإن روي إنه ينتظر به سنةوعن المقنع قال: .(4)إن أحبت

وعن الحســين بن علــوان، عن جعفــر بن محمــد، عن أبيــه، عن إنه كان يقضــي في العــنين أنــه يؤجــل ســنةعلي )عليهم السالم(: .(5)من يوم ترافعه المرأة

وعن عبد الله بن الحسن، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسـى بن جعفر )عليهم السالم(، قال: سألته عن عنين دلس نفسه المرأة

عليه المهر ويفرق بينهما إذا علم أنه ال يأتي النســاءما حاله، قال: (6).

وعن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال:إذا تزوج الرجل المرأة وهو ال يقــدر على النســاء أجــل ســنة حــتى

، قــال: وســألته عن امــرأة ابتلي زوجهــا فال يقــدر علىيعالج نفسه.(7)نعم إن شاءتالجماع البتة تفارقة، قال:

من أتىوعن الجعفريات، بسنده إلى علي )عليه السالم( قال: امرأة مرة واحدة ثم

.8ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب612 ص14( الوسائل: ج?)1.9ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب612 ص14( الوسائل: ج?)2.10ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب612 ص14( الوسائل: ج?)3.11ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب612 ص14( الوسائل: ج?)4.12ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب612 ص14( الوسائل: ج?)5.13ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب612 ص14( الوسائل: ج?)6.1ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب617 ص2( المستدرك: ج?)7

26

Page 27: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)أعن عليها فال خيار لها وعن جعفر بن محمد، عن أبيــه، عن جــده )عليهم الســالم( أنــه

.(2)ال خيار لها بعد أن غشيها مرة واحدةسئل عن ذلك، فقال: فــإن تزوجهــا عــنين وهي ال تعلموعن الرضوي )عليه السالم(:

أن فيه علة تصبر حتى يعــالج نفســه ســنة، فــإن صــلح فهي امرأتــه على النكاح األول، وإن لم يصلح فرق بينهما ولها نصف الصــداق والعدة عليها منه، فإن رضيت ال يفرق بينهما وليس لها خيار بعــد ذلك

(3). وإذا تزوج الرجل المــرأة وابتلي ولموعن الصدوق في المقنع:

يقدر على الجماع فارقته إن شاءت، والعنين يتربص به ســنة ثم إن.(4)شاءت امرأته تزوجت وإن شاءت أقامت

إن امــرأة رفعتوعن دعائم اإلسالم، عن علي )عليه السالم(: إليه زوجها، فــذكرت أنــه تزوجهــا منــذ ســنين، وأنــه لم يصــل إليهــا، فسأل زوجها ذلك فصدقها، فأجله حوال، ثم قال لها بعد الحــول: إن

.(5)رضيت أن يكسوك ويكفيك المؤنة وإال فأنت بنفسك أملكــرأةوعن جعفر بن محمد )عليه السالم( إنه قال: ما صبرت ام

العنين فهو بها أملك، فإن رفعته أجل سنته، فإن لم يكن منه شــيء فرق بينهما، فإن كان قد دخل بهــا فلهــا المهــر كـامال وعليهــا العــدة

.(6)وتتزوج متى شاءت

.2ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب617 ص2( المستدرك: ج?)1.3ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب617 ص2( المستدرك: ج?)2. 4ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب604 ص2( المستدرك: ج?)3.5ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب604 ص2( المستدرك: ج?)4.6ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب604 ص2( المستدرك: ج?)5.7ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب604 ص2( المستدرك: ج?)6

27

Page 28: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن ابن شهر آشوب في المناقب: وجــاءت امــرأة إليــه، يعــنيعليا )عليه السالم( فقالت:

ماترى أصلحك الله واثرى لك أهالفي فتاة ذات بعل أصبحت تطلب بعال

بعد إذن من أبيها أترى ذلك حال فــأنكر ذلــك الســامعون، فقــال أمــير المؤمــنين )عليــه الصــالة

فأحضــرته فــأمر بطالقهــا ولم يحتجأحضــري لي بعلكوالســالم(: فأقر الرجــل بــذلك،إنه عنينلنفسه بشيء، فقال )عليه السالم(: .(1)فأنكحها رجال من غير أن تنقضي عدة

أقول: الظاهر أن األمر بالطالق كان التماســا من اإلمــام )عليــه الصالة والسالم(، وإال فقد عرفت أن أمثــال هــذه العيــوب ال تحتــاج إلى الطالق، ولعل األمر بالطالق من جهة عدم إرادة اإلمام التأجيل

لمصلحة رآها. وقد تقدم خبر غياث بن إبــراهيم، عن جعفــر، عن أبيــه )عليهمــا

إن عليا )عليه السالم( لم يكن يرد من الحمق، ويــرد منالسالم(: .(2)العنن

وظاهر هذه الروايات أنه ال فرق بين العنن الســابق على العقــد والالحق، قبل الوطي أو بعده، ولذا قــال في الشــرائع ممزوجــا مــع الجواهر: )إن النصوص ظاهرة في أن لها الفسخ به وإن تجــدد بعــد العقد كما هو المعروف بين األصحاب، بل ال أجد فيه خالفا منــا، بــل اإلجماع بقسميه عليه إلطالق األدلة، بل لعله الفرد الظاهر المتجدد

ولو باالستصحاب(. ــذكورة أن ــات الم ــرف من الرواي ــه الع ــذي يفهم ثم الظــاهر ال القيود الواردة فيها باختالفها إنما يكون اعتبارها ألجل طريقيتهــا إلى

تحقق موضوع العنن. ويؤيد ذلك باإلضافة إلى ما دل على ثبــوت الخيــار بمجــرد العلم

بأنه ال يأتي النساء

. 360 ص2( المناقب: ج?)1. 2ح والتدليس العيوب أبواب من12 الباب607 ص14( الوسائل: ج?)2

28

Page 29: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

إذا علم أنــه الكقوله )عليه الصــالة والســالم( في خــبر غيــاث: ، اختالف النصوص في التقييــد ممــا ال يــرى العــرف أنيأتي النساء

الالزم التقييد بجميعها. فإن األخبار الواردة في المقام التي تقــدمت، بعضــها دالــة على أن لها المفارقة إن شاءت، كصــحيحة أبي بصــير، حيث قــال )عليــه

. (2)، وصحيحة الكناني كذلك(1)نعم إن شاءتالسالم(: وبعضها دالــة على ثبوتــه فيمــا إذا لم يقــع عليهــا دفعــة واحــدة،

فــإذا وقــعكخبر غياث، عن أبي عبد الله )عليــه الصــالة والســالم(: من أتى امرأة مرة، وخبر السكوني: (3)عليها دفعة لم يفرق بينهما

.(4)واحدة ثم أخذ عنها فال خيار لها وبعضــها دالــة على ثبوتــه بعــد انتظــار ســنة، مثــل مــا رواه ابن

العــنين يــتربص بــهمسلم، عن أبي جعفر )عليه الصالة والســالم(: .(5)سنة

وبعضها دالة على أنه إذا لم يقدر على إتيــان غيرهــا من النســاء كان لها الحق في الفســخ، مثــل الموثــق، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

إن كان ال يقدر على إتيان غيرهــا من النســاء فالالصالة والسالم(: .(6)يمسكها إال برضاها

ــأتي النســاء، كخــبر وبعضها دالة على ثبوته فيما إذا علم أنه ال ي عبد الله بن الحســين المتقــدم، عن عــنين دلس نفســه المرأتــه مــا

.(7)عليه المهر ويفرق بينهما إذا علم أنه ال يأتي النساءحاله: فإن العرف إذا جمعوا بين هذه الرويات رأوا أن كل تلك األمــور

طريق إلى

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من الباب610 ص14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)1.2ح والتدليس العيوب أبواب من الباب610 ص14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)2. 2ح والتدليس العيوب أبواب من الباب610 ص14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)3.4ح والتدليس العيوب أبواب من الباب610 ص14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)4. 5ح والتدليس العيوب أبواب من الباب610 ص14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)5. 3ح والتدليس العيوب أبواب من الباب610 ص14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)6ح والتــدليس العيــوب أبــواب من البــاب610 ص14 الباب612 ص14( الوسائل: ج?)7

13.29

Page 30: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

اكتشاف العنن، ال أن الروايات تقيد بعضها ببعض حــتى تكــون النتيجة أنه إذا لم يقع عليهــا أصــال ولــو مــرة واحــده ولم يقــدر على إتيان غيرها من النساء ومضى سنة من يــوم مرافعتهــا إلى الحــاكم كان لهــا الحــق في الفســخ، هــذا باإلضــافة إلى أنــه ضــرر وتــدليس

وغرور عرفا كما تقدم.ــدات المــذكورة وبذلك يظهر أن جزم جماعة من الفقهاء بالتقيي

إما مجتمعة أو التقييد ببعضها دون بعض غير ظاهر. ــا، وادعى ولذا حكي عن ابن زهرة وظاهر المفيد تخييرها مطلق

أولهما اإلجماع عليه، وعن المختلف التوقف في المسألة. قــال في الشــرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: وعلى كــل حــال، فالــه وال إشكال في ثبوت الخيار بالمتجدد لكن بشرط أن ال يطــأ زوجت غيرها، فلو وطأها ولو مرة ثم عن، أو أمكنه وطي غيرهــا مــع عننــه عنهــا لم يثبت لهــا الخيــار على األظهــر األشــهر، بــل عن المبســوط والخالف نفي الخالف فيه للخيار التي سمعتها المنجبرة بما عرفت، ولرجاء زواله حينئذ، خالفــا للمحكي عن ابن زهــرة، وظــاهر المفيــد من تخييرها مطلقــا مــدعيا أولهمــا اإلجمــاع الموهــون بمــا ســمعت، وللضرر، وخبر الكناني وما شابهه التي يمكن حملها على غيرها من

األخبار المقيدة. فما في المختلـف من التوقــف في غـير محلـه، كمـا أن في مــا حضرني من نسخة الرياض من نقل الشهرة وغيرها كــذلك، لظهــور

كونه خالفا في النقل. قــال في الحــدائق: )وقــد نقــل الشــهيد الثــاني وقبلــه المحقــق الشيخ علي االتفاق على وجوب التأجيــل ســنة، مــع أن العالمــة في المختلف نقل عن ابن الجنيد أنه إن كانت العنة متقدمة على العقــد جاز للمرأة الفسخ في الحال، وإن كانت حادثة بعد العقد أجل ســنة

من حين الترافع، ثم قال العالمة: إن العلم إنما يحصل بعد

30

Page 31: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

السنة ولو قدر حصوله قبلها فاألقوى ما قاله ابن الجنيد(. أقول: وحتى أنه إذا لم نقل بأن لها الفسخ كان لإلمام أن يأمره بالطالق، لوضوح أن المرأة تحتاج إلى الرجل فبقاؤها بدون الجمــاع في غالب النساء من أشد العسر والحرج والضــرر، وإن كــان حقهــا

في الفسخ أقرب. ــه ــد اللــه )علي ــراهيم، عن أبي عب ــاث بن إب ــده مــا رواه غي ويؤي

ادعت امــرأة على زوجهـا على عهـد أمـير المؤمـنينالسالم( قال: )عليه الســالم( أنــه ال يجامعهــا، وادعى أنــه يجامعهــا، فأمرهــا أمــير المؤمنين )عليــه الســالم( أن تســتدثر بــالزعفران ثم يغســل ذكــره،

. (1)فإن خرج الماء أصفر صدقه، وإال أمره بطالقها قال في الوسائل: )يمكن حمل الطالق على المعنى اللغــوي أي

.(2 )المفارقة( ويظهر من الحائري )رحمه اللــه( أن التقييــد بــالقيود المــذكورة

من باب القدر المتيقن ال من باب أنه ظاهر الدليل. وعلى أي حال، فمقتضى الصناعة ما ذكرناه، وإن كان االحتياط ال يخفى وجهه، لكن يجب أن يراعى االحتيــاط من الجــانبين، جــانب الرجــل بعــدم فســخها، وجــانب المــرأة بعــدم وقوعهــا في الضــرر والحرج وما أشبه، بل االكتفاء بوطيها ولو مــرة خالف ظــاهر جملــة

من الرويات المتقدمة: مثل صحيح أبي بصير، سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن

ــاهره أن االبتالء(3)امرأة ابتلي زوجها فلم يقدر على الجماع ، فإن ظبعد العقد.

.3ح والتدليس العيوب أبواب من15 الباب613 ص14( الوسائل: ج?)1.3الحديث ذيل والتدليس العيوب أبواب من15 الباب613 ص14( الوسائل: ج?)2.1ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)3

31

Page 32: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)والموثق، عن رجل أخذ عن امرأته فال يقدر على إتيانهاــدر على ــا فلم يقـ ــرأة ابتلي زوجهـ ــاني، عن امـ ــحيح الكنـ وصـ

.(2)الجماعإلى غير ذلك.

ثم إن كان المعيار الضرر والحرج والتدليس والغرور ومــا أشــبهــال ــامال، أو من إدخ ــال ك ــدم التمكن من اإلدخ ــرق بين ع لم يكن ف البعض الذي ال ينفع المرأة مما يكون فيه عليها العسر والحرج ومــا أشبه، وكــذلك إذا أمكن دبــرا ال قبال، لوضــوح أن المــرأة غالبــا إنمــا

تريد القبل ال الدبر. ومنه يظهر وجه النظر فيما في الشرائع ممزوجا مــع الجــواهر:ــاع )بل وكذا يسقط خيارها لو وطأها بعد العقد دبرا وعن قبال، الرتف العنن حينئذ، والندراجه في النصوص الســابقة حينئــذ، بنــاء على مــا سمعته من جواز الوطي في الدبر، فإنه أحد المأتيين، أما بنــاء على عدم جوازه فيشكل اندراجه فيها فتبقى اإلطالقات المقتضية للخيار حينئــذ ســالمة عن المعــارض، ولعلــه لــذا قيــد الســقوط بــذلك في

الروضة والمسالك(. ولعله لذا قال بعد ذلك: بل قد يحتمل ذلك على القــول بــالجواز

أيضا، بدعوى انسياق غيره من نصوص التقييد. ثم إن مقتضى القاعــدة أن العنن ســواء كــان بســبب الرجــل أو بســبب زوجتــه أو بســبب خــارجي يكــون الحكم كــذلك، وإن كــانت المرأة تعلم أن ما تفعلـه يسـبب لـه العنن، كمـا أن الجنـون وغـيره

كذلك حيث إن الموضوع إذا تحقق تحقق الحكم. نعم إذا فعلت المرأة ذلك وكان الرفــع بيــدها أيضــا كســحر ومــا

أشبه فالظاهر

.3ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)1. 6ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)2

32

Page 33: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

انصراف األدلة عن مثله، وكذلك في الجنون. ولعل الحائري )رحمه الله( أراد ما ذكرناه، وإال كــان في إطالق كالمــه تأمــل، قــال: )إن مقتضــى إطالق األخبــار ثبــوت الخيــار بهــذا العيب مطلقا، سواء كان حدوثه مستندا إلى األســباب الخارجيــة، أوــار بــه فيمــا كان مستندا إليه، أو إلى المرأة، وتوهم عدم ثبوت الخي كان حدوثه مستندا إليها إلقــدامها على ضــررها، مــدفوع بــأن ثبــوت هذا الخيار ليس ألجل قاعدة نفي الضرر كي يمنــع عن جريانهــا مــع اإلقــدام على الضــرر، بــل ألجــل مــا تقــدم من النصــوص الشــاملة بإطالقها لما إذا كان حدوث هذا العيب بســبب من المــرأة، اللهم إال أن يقــال: إن جعــل هــذا الخيــار لهــا إنمــا هــو ألجــل أن تتمكن من التلخص عما ابتليت به من جهة لزوم العقد عليها، ومن المعلوم أنه فيما إذا كان حدوث هذا العيب بســبب منهــا ال يكــون ابتالؤهــا بهــذه

البلية مستندا إال إليها ال إلى لزوم العقد فتدبر(. ولو كان للرجل كل من الجنون والعنن حق لهــا الفســخ بهــذا أوــاآلخر، بهذا، ورضاها بأحدهما ال يسبب لها عدم التمكن من الفسخ ب ألنه ليس رضى مطلقا، كما إذا كــان في المــبيع عيب وغبن فرضـىــا بأحدهما المشتري فإن له أن يفسخ باآلخر، كما أن اشــتراط كونهــا الطالق وكيلة عنه في طالق نفسها ال يسبب سقوط الخيار، بل له حسب االشتراط كما لها الفسخ حسب العيب، ولكل حكمه على ما

هو مقتضى القاعدة. والظاهر أن حكم العنين جار فيما إذا شــل الرجــل في أعصــابه بحيث لم يتمكن من الجمــاع أيضــا، فإنــه وإن لم يســم عنينــا إال أنــل ــدة الحكم، ب ــاط وح ــة والمن ــات المتقدم ــى بعض العموم مقتض

يشمله بعض الروايات المتقدمة أيضا. ــه مثل ما عن أبي الصباح الكناني، قال: سألت أبا عبد الله )علي

السالم( عن امرأة ابتلي

33

Page 34: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

نعم إن شــاءتزوجها فال يقدر على الجماع أبدا أتفارقه، قــال: (1).

ومما تقدم يظهر وجه النظــر في قــول القواعــد في الجب: )إن األقرب عدم فسخها لو كان قــد صــار منهــا ذلــك عمــدا(، وإن عللــه الجــواهر بقولــه: )ولعلــه ألنهــا حينئــذ هي الــتي فــوتت على نفســهاــذ االنتفاع، كما ال خيار للمشتري لو أتلف المبيع أو عيبه، فتبقى حينئ

أصالة اللزوم سالمة عن قاعدة الضرر وغيرها(. ثم قال: )وربما احتمل الثبوت أيضا ألنه كهــدم المســتأجر الــدار المستأجرة له وللعموم وعدم استلزام رضاها بالعيب رضاها بالنكاح معه، وفيه: منع عموم يشــمل الفــرق، والخيــار على خالف األصــل،

.(2)والقياس باطل عندنا بعد تسليم الحكم في المقيس عليه( إذ قد عرفت ما في ذلك، ألن مقتضــى القاعــدة الثبــوت إال في

مورد انصراف األدلة كما عرفت، سواء في الجب أو العنن. ــار في الجب الســابق على وعلى أي حال، فالظاهر أنه لها الخي العقد والالحق له قبــل الــوطي أو بعــد الــوطي، فلهــا الفســخ أيضــا

مطلقا. ــردد، منشــأه ــه ت ــالجب، في قــال في الجــواهر: )وهــل تفســخ ب التمسك بمقتضــى العقــد، واألشــبه تســلطها بــه لتحقــق العجــز عنــدر ــو ق ــوطي ول ــه ال ــا يمكن مع ــه م ــوطي بشــرط أن ال يبقى ل ال

الحشفة، ولو حدث الجب لم يفسخ به، وفيه قول آخر(. ــد، ففي ــل العق ــان قب ــا تســلطها على الفســخ إذا ك ــول: أم أق الجواهر: ال أجد فيه خالفــا، بــل عن المبســوط والخالف نفيــه عنــه، وأما فيما لو حدث الجب بعد العقد فالــذي ذكرنــاه هــو المحكي عن

القاضي والفاضل في التلخيص وموضع من

. 6ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب611 ص15( الوسائل: ج?)1.329 ص30الكالم: ج ( جواهر?)2

34

Page 35: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــا وبين ــه بينن ــوط نفي الخالف في ــر، وعن محكي المبس التحريغيرنا، خالفا للمحقق على ما عرفت.

وقد ذكر عدم حقه في الفسخ فيما إذا كــان بعــد العقــد جماعــة من الفقهــاء، منهم ابن إدريس والفاضــل في اإلرشــاد وموضــع من التحرير والخالف وموضع من المبسوط، بل عن المبسوط إنه عندنا

ال خيار فيه. ويـــدل على الحكم باإلضـــافة إلى األدلـــة العامـــة من الغـــرور والضرر والحرج والعسر والتدليس بالنسبة إلى ما قبــل العقــد، بــل وما بعده قبل الوطي أو بعده، إطالق جملة من الروايات المتقدمة: كصحيح الكناني وصحيح أبي بصير، ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن امــرأة ابتلي زوجهــا فلم يقــدر على الجمــاع أتفارقــه،

.(1)نعم إن شاءتقال: بل والموثق، )إنه سئل )عليه السالم( عن رجل أخذ عن امرأتــه

فال يقدر على إتيانها(، فإنه يصدق عليه ذلك. ــات: ــإذاوكذا قول الصدوق في المقنع، الذي هو متون الرواي ف

تزوج الرجل المرأة وابتلي ولم يقدر على الجماع فارقته إن شاءت(2).

بل والمناط في سائر الروايات وأن العــرف ال يكــادون يشــكونفي وحدة المالك.

ــه( في االســتدالل ــه الل ــائري )رحم ــه يعلم أن إشــكال الح ومنبالصحيحتين وبالفحوى بقوله:

)وفي كال االســـتداللين مـــا ال يخفى، أمـــا االســـتدالل بـــإطالقالصحيحتين

. 6ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب611 ص14( الوسائل: ج?)1. 5 ح13 الباب406 ص2( المستدرك: ج?)2

35

Page 36: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ألن عدم القدرة على الوطي من عدم الملكــة فليس هــو عــدم القدره مطلقــا بــل هــو عــدم القــدرة عمــا من شــأنه القــدرة، ومن المعلـوم أن المجبــوب ليس من شـأنه القـدرة على الـوطي كمـا ال

يخفى فتدبر. وأمـــا االســـتدالل بـــالفحوى، فألن المـــراد بـــالفحوى ومفهـــوم الموافقة هو أن تكون القضــية مســوقة لبيــان المفهــوم، وكــان هــو المقصــود باألصــالة منهــا، وكــان المنطــوق مقصــودا بــالتبع وألجــل

وال تقـل لهمـاالتوصل به إلى بيان المفهوم، كما في قولـه تعـالى: ، حيث إن المقصــود األصــلي من هــذه القضــية ليس إال بيــان(1)أف

حرمة إيذاء الوالدين بشتم أو ضــرب، وإنمــا نهى تعــالى عن القــولبأف لهما ليفيد شدة مبغوضية إيذائهما(.

ــا غير ظاهر الوجه، فإن أمثال هذه االستدالالت مع الظهور عرف محل نظر، ولــذا أشــكل على اإلشــكالين المــذكورين بقولــه في رد اإلشــكال األول: إن المجبــوب وإن لم يكن قــابال شخصــا لالتصــاف بالقدرة على الوطي لكنه قابل لالتصاف به نوعا، ومعه يكــون عــدم

قدرته من إعدام الملكة. وذلك ألن عدم الملكــة ليس عبــارة من خصــوص انتفــاء وصــف عن موضوع قابل شخصا لالتصاف به، بل هو أعم منــه ومن انتفائــهــذي هــو من عن موضوع قابل لالتصاف به نوعا أو جنسا، كاألكمه ال ــابال ــه ليس ق تولد أعمى، فإن األكمه من إعدام الملكة مع أن األكمــو ــا ه ــو على م ــذي ه ــالعقرب ال ــا، وك ــارة إال نوع ــاف بالبص لالتص المعروف من عدم كونه نوعا قابال لالتصاف بالبصــارة، يطلــق عليــه

األعمى بلحاظ كونه قابال لالتصاف بها جنسا.

. 23 اإلسراء: اآلية ( سورة?)136

Page 37: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

كما أنه رد إشكال الثاني بقوله: )اللهم إال أن يكــون المــراد من الفحـوى هـو األولويـة القطعيـة أو االطمينانيـة بـدعوى أنـه إذا كـان ــا الخصاء والعنن موجبين لثبوت الخيار لها شرعا، يكون الجب موجب

له كذلك قطعا(، إلى آخر كالمه. ومنــه يعلم وجــه النظــر أيضــا في قــول الحــدائق، حيث فصــل بالدخول ولو مرة وعدمه، بعدم الخيار في األول والخيار في الثاني، قال: إنك قد عرفت أنه ليس في األخبــار مــا يــدل على حكم الجب بالكليــة، وإنمــا المرجــع في حكمــه إلى األخبــار المتقدمــة في تلــك األفراد بالتقرير المتقدم، وقــد عــرفت أن الظــاهر من تلــك األخبــارــا ــدها ومجمله باعتبار ضم بعضها إلى بعض وحمل مطلقها على مقي على مفصلها من غير التفات إلى صحيح منه أو ضعيف هــو أنــه مــعــذ ــك، وحينئ الدخول بها ولو مرة فال فسخ والفسخ هو في ما عدا ذل

فيكون الحكم في الجب أيضا كذلك. ثم ال يبعد أنه لو كان مجبوبا قبل العقد لكنه قبــل فسـخ المـرأة أجرى عملية جراحيــة بوضــع آلــة غــيره مكــان آلتــه بمــا ذهب كونــه مجبوبا لم يصح لها الفسخ، وقد ذكرنا في بعض مباحث )الفقــه( أن أمثال ذلك جائز شرعا، ويصــبح العضــو عضــوا من الرجــل المجــري للعملية، فال يقال بحرمة دخول آلة الغــير بالنســبة إلى المــرأة، ألن اآللة أصبحت آلة له كالعين واألذن وغــير ذلــك، وإن كــانت األعضــاء

من الكفار صارت طاهرة أيضا، كما ذكرناه في كتاب الطهارة. ومنه يعرف حال الخصي إذا أجروا عليه علمية جراحيــة بإلحــاق

خصية إنسان آخر في محل خصيته. وهل يصدق الخصي إذا وضعت خصية قـرد مكــان خصـيته، كمــا

اتفق في زماننا،

37

Page 38: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أو ليس هذا من الخصي في شيء، احتماالن. كما أنه إذا لم توضع آلة الغير على المجبوب، بل إنما وضــع في مكانه آلة اصطناعية، كما هو المتعــارف في زماننــا، فهــل لهــا حــق الفسخ باعتبار أنه مجبوب، أو ليس لها حق الفسخ حيث يتمكن منــار الدخول واإلنزال والتحريك، احتماالن أيضا، وإن كان احتمال الخي هنا أقرب من احتماله في الخصي الذي يجعل مكان خصــيته خصــية

القرد مثال. ثم إنه إذا لم يكن لــه مــني خلقــة أو حــدث ذلــك بســبب إجــراء عملية أو ما أشبه، كما رأيت إنسانا ال يمني إطالقــا حسـب مــا قـال هو، بأنه تتحــرك آلتــه كتحــرك ســائر الرجــال األصــحاء لكن اآللــة ال تفرغ، فهل لهــا الفســخ، ال يبعــد ذلــك، لشــمول كمــا دلس والضــرر

ونحوهما له. وال ينقض ذلك بما إذا ال يكون ولد له لضــعف منيــه، حيث إنــه ال إشكال في عــدم حقهــا في الفســخ، للفــرق الواضــح باللــذة وعــدم اللذة، فإن المرأة ال تلتــذ اللــذة الكافيــة بــدون اإلفــراغ، بينمــا ليس كذلك األمر إذا كان إفراغ وال يوجد منه الولــد، وإن كــانت المســألة

محتاجة إلى التتبع والتأمل. أما ما تقدم عن الشرائع من قولــه: )بشــرط أن ال يبقى لــه مــا يمكن معه الوطي ولو بقــدر الحشــفة(، ففيــه تأمــل، لألدلــة العامــة كالضرر والحــرج والتــدليس ومــا أشــبه، وإن قــال في الجــواهر: )ال خيار لها قوال واحــدا لجريــان جميــع أحكــام الــوطي حينئــذ عليــه وال

تشمله أدلة الخيار(. فإنه كيف يدعي وحدة القول في ذلك مع عدم تعرض كثير لــه، وجريان جميع أحكام الوطي ال ينافي العسر والحرج للمرأة والضرر

والتدليس فيما إذا لم تكن تعلم، إلى غير ذلك مما تقدم.

38

Page 39: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أما لو كانت اآللة واقفة ال تنقلص أبدا بإجراء عملية أو ما أشبه، فالظاهر أن ال حــق لهــا في الخيــار، ألن ذلــك ال ينــافي شــؤونها وال

يصدق دلس أو الضرر والحرج وما أشبه. نعم إذا كــانت اآللــة ال تنتصــب إطالقــا وإنمــا يتمكن الرجــل من إدخالها فيها بسبب وسعة المحل لم يكف ذلــك في عــدم حقهــا في

الفسخ. ومما تقدم يعلم حال ما إذا قطع من اآللــة طوليــا نصــفها أو مــا أشبه، فإنه إذا شملته األدلة العامة أو الخاصة كان حق الفســخ، وإال

فال، والله سبحانه العالم.

39

Page 40: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: ولو بان(ـ: 3)مسألة الزوج أو الزوجة خنثى واضحا ولو بأحـد األمــارات المعتــبرة لم يكن

وليسله وال لها الفسخ، ألصالة اللزوم، وقوله في الخبر الســابق: ، وألنــه حينئــذ كزيــادة إصــبع أو ثقبــة، وقيــل(1)يرد الرجل من عيب

والقائــل الشــيخ في موضــع من المبسـوط: لهــا ذلــك للنفــرة، وهــو تحكم واضح مع فرض إمكان الوطي الذي هو المقصود في النكــاح، ومن هنا حكي عن الشيخ في مواضع أخر التصريح بعدم كونــه عيبــا وكون األمارات ظنيــة ال تقتضــي بــذلك بعــد أن كــانت معتــبرة عنــد

الشارع على وجه يشخص الموضوع وتجري عليه أحكامه(. هذا لكن ربما يحتمــل أن الشــيخ إنمــا أفــتى بــذلك اســتنادا إلى قاعدتي الغرور والتدليس المســتفادة من روايــات المقــام وغيرهــا، فإنه ليس المعيار الدخول وعدم الدخول، فإن الخصي أيضا يــدخل، وإنما المعيار في صدق التدليس، ومن الواضح أن الزوج أو الزوجــة

إذا كان أحدهما خنثى كان تدليسا بالنسبة إلى اآلخر. ــثى مشــكل في ــه ال خن ــاب اإلرث أن ــق في كت ــد تحق ــه ق ثم إن المقام، فإن الخنثى إما رجــل وإمــا امــرأة، فلــو ظهــر كــون الــزوج امرأة أو الزوجة رجال بالعالمات التي يستعلم بها ظهر بطالن العقد. وكذا لو ظهر خنثى مشكال، لألمر الذي ذكــروه، وإال فقــد ذكرنــاــه ــات أن ــثى إذا لم يعين بالعالم ــدة أن الخن ــى القاع نحن أن مقتضــترتب أيهما، كان له الحق في أن يلحق نفسه بالرجال أو بالنساء وي

عليه أحكام من ألحق نفسه به، ويحتمل

. 4ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)140

Page 41: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

القرعة وباآلخرة ال يكون إال أحدهما. وقد نقل الشيخ في المبسوط إلحاقه بأحــدهما بــدون العالمــات

عن جماعة من الفقهاء. ــزوج أمــراة ويدل على بطالن النكاح لو ظهر الزوجة رجال، أو ال باإلضافة إلى وضوحه، حديث دينار الخصي وغيره الذي ذكرنــاه في كتــاب اإلرث، فــإن اإلمــام )عليــه الصــالة والســالم( ألحــق الزوجــة

بالرجال بدون طالق. ــاة ــال حي والظاهر أنه ال عدة عليها أيضا، سواء ظهر ذلك في ح

الزوج أو حال موته، كما أنه ال يرث وال يورث. وممــا تقــدم يظهــر وجــه النظــر فيمــا في المســالك، قــال: )إن القائل بجواز الفسخ في الخنثى الشيخ في المبسوط في موضــعين منه، مع أنه قال فيه أيضا في موضع ثالث: إنه ليس بعيب وإنما هــو بمنزلة اإلصبع الزائدة، وهــذا هــو األقــوى، وكــذا لــو ظهــرت المــرأة خنثى ألن الزائد فيها كاإلصبع الزائدة، والزائــدة في الرجــل كالثقبــةــع الخالف الزائدة، ال كما مثل به الشيخ، وكالهما ليس بعيب، وموضــبين ما إذا كان محكوما له بالذكورية أو األنوثية، أما لو كان مشكال ت

. (1)فساد النكاح( كما يظهر حال ما لو كــان كالهمــا خنــثى، وأنــه ال يــوجب بطالن النكاح إذا كان الزوج ملحقا بالرجل والزوجة ملحقة باألنثى، نعم إذا كان كالهما ملحقين بالرجل أو ملحقين بـاألنثى كــان بـاطال، وكـذلك إذا كان أحدهما خنثى مشكال وقلنا بأن الخنثى المشــكل ال يحــق لــهــالطرف اآلخــر التزويج إطالقا، أو حق له التزويج لكنه ألحق نفسه ب حيث أصبح كالهما رجال أو امرأة، سواء بدون القرعة كمــا احتملنــاه

أو بالقرعة.أما لوتبين الرجل امرأة وبالعكس فهل يبطل أم ال، احتماالن.

ولو تزوجت وهي امــرأة ثم أجــريت لهــا عمليــة جراحيــة فصــاررجال، كما

.109 ص8األفهام: ج ( مسالك?)141

Page 42: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

اتفق في زماننا، بطل النكاح أيضــا، لكن هــل النكــاح باطــل منالسابق أو بطل من اآلن، احتماالن.

ــه ــر ل وكذلك لوتزوج وهو رجل ثم أجريت له عملية جراحية ظه الفرج وذويت آلة الرجولية، فــإن ذلــك ممكن حيث إن بعض النــاس له آلة الرجولية في الداخل وإنما تظهر له ثقبة كالفرج وإذا أجــريت العملية الجراحية عليه ظهرت له آلة الرجولية وذوي الفرج، وكذلك

العكس. ويأتي الكالم في المقــامين في مســألة العــدة والمهــر والنفقــة وغــير ذلــك، بــل واألوالد أيضــا، كمــا اتفــق في زمــان اإلمــام )عليــه

.(1)الصالة والسالم( حيث كانت حامال وقد أحبلت زوجته أيضاــذب إلى ــبراج في المهـ ــال: وذهب ابن الـ ــالك قـ ثم إن المسـ اشتراك الرجل والمرأة في كون كل من الجنون والجــذام والــبرص والعمى موجبا للخيــار في النكــاح، وكــذلك ابن الجنيــد، وزاد العــرج

والزنا، ودليلهما في غير الجذام والبرص غير واضح. وأما فيهما ففي غايــة الجــودة، لصــحيحة الحلــبي، عن أبي عبــد

إنما يرد النكاح من الــبرص والجــذام والجنــونالله )عليه السالم(: .(2)والعفل

وهــو متنــاول بإطالقــه للرجــل والمــرأة، وألن ثبوتهمــا عيب في المــرأة مــع أن للرجــل وســيلة إلى التخلص منهــا بــالطالق، يــوجب كونهما عيبا في الرجــل بالنســبة إليهــا بطريــق أولى، لعــدم قــدرتهاــه بالعــدوى باتفــاق ــار، وحصــول الضــرر من على التخلص لــوال الخي

األطباء وأهل المعرفة، مضافا

. 376 ص2طالب: ج أبي آلل ( المناقب?)1. 6ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب599 ص14( الوسائل: ج?)2

42

Page 43: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــه الســالم(: ــه )علي فــر من المجــذومإلى مــا اشــتهر من قولــرارك من األسد ــة ،(1)فـ ــك المنافيـ ــئة من ذلـ ــرة الناشـ وألن النفـ

للمقصود من االستمتاع أزيد من غيره من العيوب المتفق عليها. ــي وأبي علي على ــق القاض ــرف من واف ــواهر: لم أع وفي الج ذلك، عدا جماعة من المتأخرين في خصوص الجذام والــبرص، ممــا

يظهر منه أن جماعة من المتأخرين أيضا قالوا بذلك. وال يبعــد القــول بــذلك في الجــذام والــبرص للغــرور ولإلضــرار

وغيرهما، وللصحيحة المتقدمة. ويؤيده أن البرصاء ترد من جهة التدليس كمــا في الرويــات، وال فرق في كونه تدليسا بين أن يكون رجال أو امرأة فيشمله الروايات

المعللة لرد الرجل بالتدليس. أما اإلشكال في صحيحة الحلبي بــأن موردهــا هــو الســؤال عن عيوب المرأة، وأن نسبة الرد باألمور المــذكورة إلى الرجــل، ـــ أمــا بناء على كون قوله: )إنما يرد( بصــيغة المعلـوم فواضــح، وأمــا بنــاء على كونه بصــيغة المجهــول فألن الفاعــل في قولــه: )ال يــرد( قبــل قوله )عليه السالم(: )وإنما يرد( ال شــك في أنــه هــو الرجــل، فهــذا قرينــة على أن المــراد من الــراد في )إنمــا يــرد( هــو الرجــل أيضــا، والشــتمالها على العفــل الــذي هــو من العيــوب المختصــة بــالمرأة،وعدم اشتمالها على العيوب المختصة بالرجل، ـ فقد تقدم ما فيه. وعليه فمقتضى الصناعة خيارها بهما، وإن كان المشـهور ذهبـوا

إلى عدم الخيار

. 2ح العشرة أحكام أبواب من الباب431 ص8( الوسائل: ج?)143

Page 44: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

بــل لــو ذهب جماعــة من أعــاظم الفقهــاء إلى خيارهــا بكــل مــا يسمى تدليسا من األمراض المعدية وغيرها لكنــا نقــول بــذلك، لكن

الشهرة القطعية بل اإلجماع على العدم حاال دون ذلك. أمــا االســتدالل على العــدم بمــا دل على عــدم رد الرجــل بعيب

فقد عرفت سابقا ما فيه، فال يمكن االستدالل به على العدم. نعم ال إشكال في أن الرجل إذا كــان مبتلى بــاألمراض المعديــة حق للمرأة االجتناب عنه وذلك ال يســمى النشــوز، وكــذلك العكس، بل في بعض األحيان يصح للحاكم الشـرعي إلــزام الرجــل بــالطالق

فإمســاكحيث ال يتمكن من المعاشرة بالمعروف، لقوله ســبحانه: فحيث ال يمكن اإلمساك بالمعروف ،(1)بمعروف أو تسريح بإحسان

حق لها طلب الطالق وحق للحاكم الشرعي ذلك. ثم لعل دليل من قال بــأن الرجــل يــرد من العمى مــا في بعض

الروايات: ــالة ــه الص ــه )علي ــد الل ــباح، عن أبي عب ــا عن أبي الص ــل م مث والسـالم( قــال: سـألته عن رجـل تـزوج امـرأة فـأتي بهـا عميـاء أو

ــذيبرصاء أو عرجاء، قال: ترد على من دلسها ويرد على زوجها ال له ويكون لها المهر على وليها، فإن كانت بها زمانة ال يراها الرجــال

.(2)أجيزت شهادة النساء عليها فإن جعــل العمى في المــرأة موجبــا للفســخ، بضــميمة روايــات الخصي المعللة للفسخ بالتدليس، يعطي أن الرجل أيضا كذلك كلما

تحقق تدليسه، وستأتي روايات العمياء في عيوب المرأة. ــه ــرد ب ــا ليس بعيب ي ــهور إن الزن ــال: المش ــدائق ق ثم إن الحــو النكاح، وقال ابن الجنيد: الزنا قبل العقد وبعده يرد به النكــاح، فل

زنت المرأة قبل دخول

. 229 البقرة: اآلية ( سورة?)1. 2ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)2

44

Page 45: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الرجل بها فرق بينهما، وكــذلك إن كــان الــزاني رجال فلم تــرضالمرأة فرق بينهما.

ــاب ــع في الزوجــة، فقــال في الكت ووافقــه الصــدوق في المقن المذكور: إذا زنت المـرأة قبـل دخـول الرجـل بهـا فـرق بينهمـا، وال صداق لهــا، ألن الحــدث كــان من قبلهــا، لقــول علي )عليــه الصــالة والسالم( في المرأة إذا زنت المرأه قبل أن يدخل بهـا، قـال )عليـه

.(1)يفرق بينهما وال صداق لها ألن الحدث كان من قبلهاالسالم(: وفي رواية طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه )عليهما

إن الرجل إذا تزوجالسالم( قال: قرأت كتاب علي )عليه السالم(: المرأة فزنى قبل أن يدخل بها لم تحل لــه ألنــه زان ويفــرق بينهمــا

.(2)ويعطيها نصف المهر لكن الــدليل المــذكور معــارض بمــا هــو أقــوى منــه، والمشــهور

أعرضوا عنه، ولذا ال يمكن العمل به. فعن رفاعة بن موســى، أنــه ســأل أبــا عبــد اللــه )عليــه الصــالة

،الوالسالم( عن الرجل يزني قبل أن يــدخل بأهلــه أيــرجم، قــال: .(3)القلت: هل تفرق بينهما إذا زنى قبل أن يدخل بها، قال:

أمــا روايــة علي بن جعفــر، عن أخيــه موســى بن جعفــر )عليــه السالم( قال: سألته عن رجل تزوج بامرأة فلم يدخل بها فــزنى مــا

ــه وينفىعليه، قال: ــه وبين أهل يجلد الحد ويحلق رأسه، ويفرق بين.(4)سنة

فلعل المراد من التفريق هو ما فسره بعد ذلــك بقولــه: )وينفىسنة( أي يفرق هذه المدة.

. 3ح والتدليس العيوب أبواب من6 الباب68 ص14( الوسائل: ج?)1. 3ح والتدليس العيوب أبواب من602 ص14( الوسائل: ج?)2.4ح والتدليس العيوب أبواب من602 ص14( الوسائل: ج?)3.2ح والتدليس العيوب أبواب من602 ص14( الوسائل: ج?)4

45

Page 46: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ولذا قال في الجواهر: إنــه ال دليــل على هــذا القــول عــدا بعض النصوص في الزاني زوجها بعد العقد قبل الدخول المعارضة بأقوى منها في ذلك أيضا بوجوه منه الشهرة العظيمــة إن لم يكن إجماعــا

على عدم تسلطها على الفسخ بذلك. وقال في الحدائق في رد ما دل على اختيارها الفسخ: )إنــه قــد

ــحيحة رفاعة ــات،(1)دلت ص ــك الرواي ــه تل ــا دلت علي على خالف م وبهذه الصحيحة أفتى الصدوق في علل الشرائع، مع أنــه قــد أفــتىــه، في المقنع كما عرفت باألخبار الدالة على الفسخ وهو غــريب من وبالجملة فإن ظاهر األصــحاب اإلعــراض عن تلــك الروايــات وعــدم

.(2)العمل بها(ولعله يأتي لذلك مزيد توضيح.

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من600 ص14( الوسائل: ج?)1.352 ص24الناضرة: ج ( الحدائق?)2

46

Page 47: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قــال في الشــرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )وأمــا(:ـ 4)مسألة ــرن ــبرص والق ــذام وال ــون والج ــبعة: الجن ــرأة فهي س ــوب الم عي واإلفضاء والعمى والعرج. أما الجنون الذي ال خالف نصا وفتوى في كونه عيبا فيها، بل اإلجماع بقسميه عليه، فقد عرفت أنه هو فســاد العقل، وأنه ال يثبت الخيار مع السهو السريع زواله وإن كــثر، لعــدم كونه من الجنون، وال مع اإلغمــاء العــارض من غلبــة المــرة ونحوهــا مما اليصدق معه اسم الجنــون، وإنمــا يثبت الخيــار فيــه أي اإلغمــاء ونحوه مع اســتقراره، ولعــل األولى من ذلــك كلــه إيكــال األمــر إلى

العرف الصحيح القاضي بكونه بفنونه عيبا(. وهو كما ذكراه، ويدل عليه متواتر الروايات:

مثل ما عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر )عليه السالم( في حديثــة والمفضــاة ومن كــانقال: إذا دلست العفالء والبرصاء والمجنون

.(1)بها زمانة ظاهرة فإنها ترد على أهلها من غير طالق وعن الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، إنــه قــال في

الالرجل يتزوج إلى قوم فــإذا امرأتــه عــوراء ولم يــبينوا لــه، قــال: .(2)ترد، وإنما يرد النكاح من البرص والجذام والجنون والعفل إنمــا يــردوعن الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:

.(3)النكاح من البرص والجذام والجنون والعفل تــردوعن زيد الشحام، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:

.(4)ال، قلت: العوراء، قال: البرصاء والمجنونة والمجذومة وعن عبد الرحمان بن أبي عبــد اللــه، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

وترد المرأة من العفل والــبرص والجــذامالسالم( في حديث قال: .(5)والجنون، فأما ما سوى ذلك فال

. 5ح والتدليس العيوب أبواب من593 ص14( الوسائل: ج?)1.6ح والتدليس العيوب أبواب من593 ص14( الوسائل: ج?)2.10ح والتدليس العيوب أبواب من593 ص14( الوسائل: ج?)3.11ح والتدليس العيوب أبواب من593 ص14( الوسائل: ج?)4.13ح والتدليس العيوب أبواب من593 ص14( الوسائل: ج?)5

47

Page 48: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

تــردوعن دعائم اإلسالم، عن علي )عليــه الســالم(، إنــه قــال: المرأة من القرن والجــذام والجنــون والــبرص، وإن كــان دخــل بهــاــالمهر على فعليه المهر، وإن شاء أمسك، وإن شاء فــارق ويرجــع ب من غره بها، وإن كانت هي التي غرته رجع به عليها وترك لهــا أدنى شي ء مما يستحل به الفرج، وإن لم يدخل بهــا فارقهــا إن شــاء وال

.(1)شيء عليه إنمــا تــرد المــرأة منوعنه )عليه السالم( إنه قال في حــديث:

.(2)الجذام والبرص والجنون أو علة في الفرج تمنع من الوطيــامرأة فوجــدهاوعن الرضوي )عليه السالم(: وإن تزوج رجل ب

قرناء أو عفالء أو برصاء أو مجنونة أو كان بها زمانة ظاهرة كان لــه.(3)أن يردها إلى أهلها بغير طالق

ــات: ــزوجوعن الصدوق في المقنع، الذي هو متون الروي وإن تــا ــان به رجل امرأة فوجدها قرناء أو عفالء أو برصاء أو مجنونة أو كــزوج زمانة ظاهرة كان له أن يردها إلى أهلها بغير طالق، ويرتجع ال على وليهــا بمــا أصــدقها إن كــان أعطاهــا، وإن لم يكن أعطاهــا فال

. شيء له وعن الجعفريــات، بســند األئمــة )عليهم الصــالة والســالم(، عن علي )عليه الســالم(، في الرجــل يــتزوج المــرأة فيجــدها برصــاء أو

إن شــاء أمســكجذماء أو مجنونة بها قــرن، قــال )عليــه الســالم(: وإن شاء طلق إن كان دخل بها، وإن لم يكن دخل بهــا فــرق بينهمــا

.(4)وال يلزمه شيء من الطالقــق( اإلطالق، ال المعــنى الشــرعي ــ )طل والظــاهر أن المــراد بـ

المتعارف بقرينة الروايات السابقة. ثم إن جملــة من فــروع جنــون الــزوج يــأتي في المقــام أيضــا،

لوحدة الدليل في

.5ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)1.6ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)2.8ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)3. 1ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)4

48

Page 49: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

المقامين، فال داعي إلى تكرارها. قــال في الشــرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )وأمــا الجــذام فهــو المرض السوداوي الذي يظهر معه يبس األعضــاء وتنــاثر اللحم، وال بد أن يكون بينا فال يجزي قوة االحــتراق وال تعجــر الوجــه، أي غلــظ وضخم وصار ذا عجر أي عقد، وال اســتدارة العين إذا لم يعلم كونــه منه، وإال فسخ بها لعــدم اعتبــار االســتحكام فيــه عنــدنا بعــد تحققــه

إلطالق النص والفتوى(. ويدل على ذلك باإلضــافة إلى مــا تقــدم من الروايــات، مــا رواه

تــرد العميــاءمحمــد بن مســلم، قــال أبــو جعفــر )عليــه الســالم(: .(1)والبرصاء والجذماء والعرجاء

ــه، عن علي ــر، عن أبي ــراهيم، عن جعف ــاث بن إب ــا رواه غي وم )عليهم السالم( في رجــل تــزوج امــرأة فوجــدها برصــاء أو جــذماء،

إن كان لم يدخل بها ولم يتبين له فــإن شــاء طلــق وإن شــاءقال: .(2)أمسك وال صداق لها، وإذا دخل بها فهي امرأته

وعن الشــيخ إنــه حمــل الطالق هنــا على المعــنى اللغــوي دونالشرعي لما تقدم.

وفي الوسائل: يحتمل الحمل على الجواز أو االستحباب. ــات ــة على الرواي ــرد هــذه الرواي ــالالزم أن ت وعلى أي حــال، ف

السابقة. في الرجــل إذا تــزوجوعن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، قال:

المرأة فوجد بها قرنا وهو العفل، أوبياضا أو جذاما إنه يردهــا مــا لم .(3)يدخل بها

ثم إن ما ذكره الشرائع والجواهر بعدم االعتبــار بقــوة االحــتراق وال تعجر والوجه وما أشبه إنما هــو فيمــا إذا لم تســم مجذومــة في

العرف، وإال فالحكم دائر

.7ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب593 ص15( الوسائل: ج?)1.14ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب593 ص15( الوسائل: ج?)2. 2ح والتدليس العيوب أبواب من3 الباب598 ص14( الوسائل: ج?)3

49

Page 50: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

مدار صدق الموضوع كما ال يخفى. ولو اختلفــا في أنهــا هــل مجذومــة أم ال، فــالقول قولهــا، إال أن

يشهد به عدالن كما في الجواهر. لكن ال يبعد كفاية قول الثقة، ألنه ال دليــل على اعتبــار العــدلين في أمثال هذه األمور التي يعول فيها على الثقــة من األطبــاء عرفــا

كسائر الموضوعات. نعم إذا اختلف األطباء سقط أقوالهما.

قال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )وأمــا الــبرص فهــو لغــة وعرفا البياض الــذي يظهــر على صــفحة البــدن لغلبــة البلغم، وعنــد األطباء: أو السواد كذلك لغلبة السوداء، لكن قد يمنع تسلط الفسخــه في ــا، وإن ســلم اشــتراكه مع ــدم التســمية عرف ــه لألصــل وع ب العالمــات، فــإن ذلــك أعم وستســمع التعبــير بالبيــاض في خــبر

البصري(. ويــدل على الحكم هنــا أيضــا جملــة من الروايــات الســابقة، باإلضافة إلى بعض الروايــات األخــر، مثــل مــا عن أبي الصــباح، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: سألته عن رجل تزوج امرأة فأتى

ترد على من دلسها، ويرد علىبها عمياء أو برصاء أو عرجاء، قال: ــة ال زوجها الذي له، ويكون لها المهر على وليها، فإن كانت بها زمان

.(1)يراها الرجال أجيزت شهادة النساء عليها وعن رفاعة بن موســى، قــال: ســألته عن المحــدودة ـــ إلى أن

ولم يقض علي )عليــه الســالم( في هــذه، ولكن بلغـني فيقـال: ـ ــه ــا ألن ــر على وليه ــل المه ــا ويجع ــرق بينهم ــه يف ــرأة برصــاء أن ام

.(2)دلسها

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)1. 3ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)2

50

Page 51: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــردوعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: ت .(1)البرصاء والعرجاء والعمياء

وعن دعــائم اإلســالم، عن علي )عليــه الســالم(، إنــه قــال: في الرجل يتزوج المرأة فيــؤتى بهــا عميــاء أو برصــاء أو عرجــاء، قــال:

ترد على وليها(2). إلى غيرها من الروايات، وقــد تقــدم حــديث عبــد الــرحمن، عن

أبي عبــد اللــه )عليــه الصــالة والســالم(: ، والمــراد بــه(3)أو بياضــا البرص.

وال فرق بين أقسام البرص، وإنما المعيار الصدق، كمــا ال فــرق في الجــذام والــبرص بين اشــتمالهما على كــل البــدن أو على جــزء واحد من البدن، مثال على اليد أو على الرأس أو ما أشبه، بــل لعــل الظاهر من دعاء أمير المؤمنين )عليــه الصــالة والســالم( على أنس لما لم يشهد بخبر الغدير فــدعا عليــه ببيــاض ال تواريــه العمامــة أن البرص هو البياض، وإن كان في جزء من اإلنســان، وعليــه فال يبعــد

صدق البرصاء ببقعة واحدة في البدن إذا سميت برصاء. وكيف كــان، ففي الجــواهر: )ال اعتبــار بــالبهق الــذي فــرق بينــه وبين البرص مــع كونهمــا أبيضـين، بـأن الـبرص غــائر في اللحم إلى العظم دونه، ومن عالماته أنه إذا غــرز في الموضــع إبــرة لم يخــرج دم، بل ماء أبيض، وإن ذلك لم يحمر إذا، ويكون جلده أنزل وشعرهــون أبيض، وإذا كان أسودين بأن البرص يوجب تفليس الجلد كما يك

.(4)للمسك( أقــول: وربمــا قيــل بــأن البهــق عبــارة عن النقــط الحمــراء في

الجسم.

. 7ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب594 ص14( الوسائل: ج?)1. 6ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)2. 5ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)3. 332 ص30الكالم: ج ( جواهر?)4

51

Page 52: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وكيف كان، فال إشكال في أنه لو شك في أنه بــرص أو بهــق أو أنه برص أو ال بأن كان مرضا آخر مثال، لم يكن تسلط على الفسخ، والمراد أنه ال ينفسخ ظاهرا أما إذا كان واقعــا الــبرص وفســخ وقــع في موضعه، إذ ال دليل على تقيده بالعلم، فإن األحكام دائــرة مــدار

الواقع. وكـذلك الحــال لــو لم يعلم أنهــا مجنونــة أو برصـاء أو مــا أشــبه

وفسخ وكانت في الواقع بهذه الصفات. كمــا أنــه إذا قطــع بأنهــا مجنونــة أو برصــاء أو مــا أشــبه وفســخ حسب قطعه ولم تكن المرأة كذلك لم يقع فســخ، وكــذلك بالنســبة

إلى فسخها نكاح الرجل. ثم إن الشرائع قال: )وأما القــرن فقــد قيــل إنــه العفــل، وقيــل

عظم ينبت في الرحم يمنع من الوطي، واألول أشبه(. وقد اختلف الفقهاء واللغويون في أنهما شيئان أو شــيء واحــد، والظاهر أنهما شيئان، فالقرن من القرن وهو العظم، والعفل لحم، وكالهما ينبت في الفــرج فيمنــع الــوطي كال أو كــامال، والعظم ينبت هنـاك من العظم المحيطـة بـالفرج، وبينمـا العفـل ينبت من اللحم، وقد ورد كالهما في األخبار، وفسر في بعض األخبار أحــدهما بــاآلخر وال مانع، فإطالق كـل خـبر يـوجب الشـمول لكـل واحـد منهمـا وإن

سمي العفل قرنا أيضا. قال في كتــاب المصــباح المنــير: )عفلت المــرأة عفال من بــاب تعب، إذا خرج من فرجها شيء يشبه أدرة الرجل، فهي عفالء وزان

حمراء، واالسم العفلة مثل قصبة(. وقــال ابن األعــرابي: )العفــل لحم ينبت في قبــل المــرأة وهــو القرن، قالوا: وال يكون العفـل في البكــر وإنمـا يصـيب المــرأة بعـد

الوالدة، وقيل هي المتالحمة أيضا،

52

Page 53: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وقيل: هو ورم يكون بين مســلكي المــرأة فيقبض فرجهــا حــتىيمنع اإليالج(.

وقال في مادة قرن: )والقرن مثل فلس أيضا العفلة وهــو لحم ينبت في الفرج في مدخل الذكر كالغدة الغليظة، وقد يكون عظما، ثم نقل عن االصمعي أنه سمى قرنــا ألنــه اقــترن مــع الــذكر خــارج

الفرج(. ــاألذن، ويناسب ذلك أن قرن الحيوان إنما يسمى قرنا القترانه ب وفي القــاموس: العفــل والعفلــة محركــتين شــيء يخــرج من قبــل

النساء وحياء الناقة كاألدرة للرجال، ولم يذكر القرن. وقال في النهاية األثيرية: القرن بسكون الراء شــيء يكــون في

فرج المرأة كالسن يمنع من الوطي يقال له العفل. وقريب منها قال الجواهري، إال أنه قال في موضع آخــر: العفــلشيء يخرج من قبل النساء وحياء الناقة شبيه باألدرة التي للرجل.

ونقل عن ابن دريد في الجمهــرة: إن القرنــاء هي المــرأة الــتي يخرج قرنة من رحمها، قال: واالسم القرن وضبطه محركا مفتوحا،

وقال: في العفل إنه غلظ في الرحم. ولذا قال في الحدائق عند نقل هذه األقــوال وكالم أهــل اللغــة: )قــد اختلــف في االتحــاد والتغــاير وباختالفــه اختلــف كالم الفقهــاء،ــه وكالم أكثرهم يدل على اتحاد العفل والقرن، ولكنه مختلف في أن هل هو عبــارة عن شــيء يخــرج من قبــل المــرأة إلى خــارج القبــل ويكون كاألدرة للرجال، واألدرة على ما ذكــروه وزان غرفــة انتفــاخ الخصيتين، أو أنه عبــارة عن عظم كالســن يكــون في بــاطن القبــل يمنع من الوطي، أو أنه لحم ينب في باطن القبل، وعلى كان تقدير

فإن النصوص قد دلت على أنه عيب يجوز الفسخ به، فبأي

53

Page 54: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

معنى كــان من هــذه المعــاني، فــإن الفســخ بــه جــائز، لــدوران. (1)الحكم مدار هذا االسم بأي معنى كان(

ــل من والذي يسهل الخطب هو المناط القطعي في مشاركة ك العظم واللحم النابتين أو اللحم المنتفخ في الباطن في الحكم، من جهة مناســبة الحكم والموضــوع، حيث يســتفاد من جهتهــا أن العلــة للحكم هــو المنــع عن الــوطي تمامــا أو المنــع عن بعض الــوطي أوــوطي كمــا إذا حصــلت األدرة، فــإن ــزوج في ال ــة ال ــع عن رغب المن

الوطي ممكن إلى آخره إال أن الرجل ينقبض عن الجماع. بل يفهم من بعض الروايات المتقدمة أن المانع عن الحبل أيضا

وإن لم يكن مانعا عن الوطي يوجب الرد بالعيب. ففي جملة من األخبار ذكر العفل:

ــون والعفلكخبر الحلبي: يرد النكاح من البرص والجذام والجن(2).

إنما يرد النكاح من البرص والجذام والجنــونوفي خبره اآلخر: .(3)والعفل

ــالث: ــبره الث ــذاموفي خ ــبرص والج ــاح من ال ــرد النك ــا ي إنم.(4)والجنون والعفل

ــذاء: ــة الح ــةوفي جمل إذا دلســت العفالء والبرصــاء والمجنون.(5)والمفضاة

وفي جملة أخرى ذكر القرن: كخبر حسن به صــالح، عن رجــل تــزوج امــرأة فوجــد بهــا قرنــا،

،هذه ال تحبــل وينقبض زوجهــا عن مجامعتهــا تــرد على أهلهاقال: إن علم بهــا قبــل أن يجامعهــا فقــدقلت: فإن كان دخل بها، قــال:

رضي بها، وإن لم يعلم بها إال بعد ما جامعها، فإن شــاء أمســك وإن.(6)شاء سرحها إلى أهلها، ولها ما أخذت منه بما استحل فرجها

.361 ص24الناضرة: ج ( الحدائق?)1. 6ح والتدليس العيوب أبواب من10 الباب594 ص14( الوسائل: ج?)2. 10ح والتدليس العيوب أبواب من10 الباب594 ص14( الوسائل: ج?)3. 5ح والتدليس العيوب أبواب من22 الباب594 ص14( الوسائل: ج?)4. 1ح والتدليس العيوب أبواب من22 الباب594 ص14( الوسائل: ج?)5.3 ح514 ص14( الوسائل: ج?)6

54

Page 55: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وفي خبر أبي الصباح الكناني، قال: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه هذه ال تحبل والالسالم( عن رجل تزوج امرأة فوجد بها قرنا، قال:

،يقــدر زوجهــا على مجامعتهــا يــرد إلى أهلهــا صــاغرة وال مهــر لها إن كــان علم بــذلك قبــل أن ينكحهــاقلت: فإن كان دخل بها، قال:

يعني المجامعة ثم جامعها فقــد رضــي بهــا، وإن لم يعلم إال بعــد مــا .(1)جامعها فإن شاء طلق بعد، وإن شاء أمسك

أقول: )صاغرة( ألجل التدليس. وفي بعض األخبار تفسير أحدهما باآلخر:

مثل صحيح عبــد الــرحمن بن أبي عبــد اللــه، عن أبي عبــد اللــه المــرأة تــرد من أربعــة أشــياء: من الــبرص)عليــه الســالم(، قــال:

والجذام والجنون والقرن وهـو العفــل مـا لم يقـع عليهـا، فــإذا وقــع .(2)عليها فال

وفي خبر آخر، عن عبد الرحمن بن أبي عبد اللــه، عن أبي عبــد في الرجــل إذا تــزوج المــرأة فوجــد بهــاالله )عليه السالم(، قــال:

.(3)قرناء وهو العفل أو بياضا أو جذاما أنه يردها ما لم يدخل بها ولذا الذي ذكرناه من اشــتراك األمــور المــذكورة كلهــا في حــق الرجل في الرد، ذكر في الجــواهر أنــه )يمكن دعــوى عمومــه ـــ أي القرن ـ لهما، كمــا عســاه يشــهد لــه مــا عن المغــرب: "القــرن في الفرج مانع يمنــع من ســلوك الــذكر فيــه إمــا غــدة غليظـة أو لحمــة مرتفعة أو عظم"... كما أنه يمكن دعوى مشــاركة نبــات العظم لــه

في الحكم المعلوم إن لم يكن

. 4ح والتدليس العيوب أبواب من3 و1 الباب514 ص14( الوسائل: ج?)1. 1ح والتدليس العيوب أبواب من3 و1 الباب514 ص14( الوسائل: ج?)2. 2ح والتدليس العيوب أبواب من3 الباب598 ص14( الوسائل: ج?)3

55

Page 56: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قرناء وال عفالء، بدعوى كون العلـة المنــع من الـوطي خصوصــا بعد خبر أبي الصباح الكناني... وكان هذا الخالف قليل الجـدوى بعـد تصريح النصوص بكون القرن عيبا والعفل كذلك، فالحكم ثابت علىــاني دون األول تقديري االتحاد والتعدد وإن زاد عدد العيوب على الث

.(1)وهي ليست ثمرة معتدا بها( ولعل خبر محمد بن مســلم يشــمل الجميــع، فقــد روي عن أبي

في كتــاب علي )عليــه الســالم(: منجعفر )عليه السالم( أنه قال: تزوج امرأة فيها عيب دلسته ولم تبين ذلك لزوجها فإنــه يكــون لهــا الصداق بما استحل من فرجها، ويكون الذي ساق الرجل إليها على

.(2)الذي زوجها ولم يبين ال فرق بين تمكن الرجل من الوطي وعــدم(3)والظاهر أنه معها

تمكنه وإرادته وعدم إرادته، ألن ما ذكر في الروايــات حكمــة وليسبعلة.

وعليه فال يبعد أن يــرث الــوارث للرجــل حــق الفسـخ إذا مــات، لقاعدة )ما تركه الميت من حق فلوارثه( فــإذا فســخ ال عــدة وفــاة عليهــا، وإذا لم يفســخ فلهــا العــدة، ســواء في الــدوام أو االنقطــاع، ويؤيد ذلك ما تقدم من عقــد الصــغيرين حيث مــات الــزوج وتحلــف المرأة على إرادتها له حتى يثبت العقد، وإن كانت المسألة محتاجة

إلى التأمل والتتبع. ثم إن القرن والعفل إذا لم يكن مانعا عن الوطي وعن اإلحبال، فإذا سميت قرناء أو عفالء كان له الحق في الفسخ، إذ الظــاهر أن ذلك من باب الحكمة على ما عــرفت ال من بــاب العلــة، نعم إذا لم

تسم بذلك لم يكن له حق الفسخ.

.333 ص30الكالم: ج ( جواهر?)1. 7ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب514 ص14( الوسائل: ج?)2ظله(. دام )منه المذكورة العيوب ( مع?)3

56

Page 57: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وإذا كــان هنــاك مــانع وأجــرت العمــل الجــراحي حــتى صــارت كالمعتــاد فهــل لــه حــق الفســخ باعتبــار األول أو ال باعتبــار الثــاني، احتمــاالن، من االستصــحاب، ومن تبــدل الموضــوع، لكن قــد ذكرنــا شبه هذه المسألة في السابق واستظهرنا بقاء الحق، ويؤيــده خيــار العيب والغبن إذا طاب وارتفع السوق وإن كان وجــه االحتيــاط غــير

خاف. وأما إذا سبب الزوج ذلــك لعنفــه في الــوطي ممــا أوجب األدرة مثال، فهل له حق الفسخ فيما إذا قلنا بــأن هــذا الحــق ال يفــرق فيــه بين السابق على النكاح والالحق عليــه كــالجنون مثال، ال يبعــد ذلــك، وقد ذكرنا مثل ذلك في بعض المسائل السابقة أيضــا، ألن مقتضــى القاعدة أن يتحقق الحكم كلما تحقق الموضوع، ســواء كــان تحقــق الموضوع بسببها، أو بسبب الــزوج، أو بســبب ثــالث، أو غــير ســبب

إنساني، اللهم إال أن يقال بانصراف الدليل عن مثله. ومما تقدم يظهر وجه اختيار المسالك حيث قال: )إن القرن إنــه، لتطــابق ــار ب منــع من الــوطي أصــال فال إشــكال في ثبــوت الخي النصوص وكالم أهل اللغة والفقهاء عليــه، وإن لم يمنعــه بــأن يمكن

حصوله بعسر فهل يبيح الفسخ، فيه قوالن: ــدم ــثر لع ــه الشــيخ واألك ــذي قطــع ب ــو ال ــدم، وه أحــدهما: الع المقتضي له، فإن الخيار إنما نشأ من حيث المنع من الـوطي الـذي

هو أهم المطالب من التزوج. والثاني: هو الــذي مــال إليــه المصــنف من غــير تصــريح بثبــوت الخيــار أيضــا، تمســكا بظــاهر النص حيث علــق الخيــار على وجــودــه، وفي ــذ وعدم االسم المذكور الشامل لما يمكن معه الوطي حينئ بعضــها تصــريح بــذلك، وهــذا القــول قــوي إن لم يكن اإلجمــاع على

خالفه، إذ ال يظهر به قائل صريحا كما يظهر من عبارة

57

Page 58: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــدخول ــل ال ــخ أمكن، وحم ــل بالفس ــو قي ــه: ول ــنف بقول المصوالجماع في النصوص على غير الجماع في الفرج في غاية البعد(. ــة ــد جمل وهذا القول هو الذي اختاره الجواهر أيضا حيث قال بع من كالمه: )بل ربما احتمل تنزيل كالم الكــل عليــه فال خالف حينئــذ في المسألة، فيراد حينئذ مما في النص والفتــوى من عــدم القــدرة على الجمـاع في العفـل واالنقبـاض أنـه ال يتمكن من كمالـه لكونـهــذا ثابتا في قعر الرحم فيمنع من ولوج الذكر ووصوله إلى محله، ولــار نقصــان ــه كمــال الضــرر باعتب ــا، وكــان في ــل العفالء غالب لم تحب االستمتاع والتلذذ فضال عن غيرهمــا، فناســب إطالق تســلط الــزوج

على الفسخ وإال كان محجوجا بما عرفت(. وهو كما ذكراه، بل هو الظاهر من غير واحد من الفقهاء، نعم ال بأس في كون األحوط األولى عــدم اختيــاره الفسـخ، ولـذا قـال فيــر، ففي مناهج المتقين: )ولو أمكن مع القرن أو العفل الوطي بعس سببيته للخيار وجهان، أظهرهما ذلك، وإن كان األحوط عدم الفســخ

وعدم الفرقة إال بالطالق(. ثم الظاهر أنه ال حق له في الفسخ إذا كان لها فرجان وأحدهما فيه العفل أو القرن وليس في اآلخــر ذلــك، ألنــه ال يمنــع من كمــال المجامعـــة، وتســـميتها بالقرنـــاء والعفالء ال يســـبب حـــق الفســـخ

النصراف اللفظين عن مثلها. كما أنه إذا كان في الــدبر لحم أو عظم كــذلك لم يكن لــه حــق

الفسخ، لظهور الروايات في كون ذلك بالنسبة إلى الفرج. ولو تزوجها دواما أو انقطاعا بشرط عدم الوطي، فهل له الحق في الفسخ إذا كانت عفالء أو قرناء، الظاهر العدم، النصراف األدلة

عن مثله. ومما تقدم ظهر أنها لو كانت قرناء أو عفالء قبل العقد ثم عقــد

عليها بعد

58

Page 59: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

استئصال القرن والعفل لم يكن له حق الفسخ. كما أنه إذا نبت الشعر في داخل الفرج لم يكن له حق ذلــك إال إذا قيل بأنه إذا تحقــق االنقبــاض عن مجامعتهــا ولــو أمكنهــا اإلزالــة بالنورة وما أشبه، كان داخال في العلة المذكورة في الرواية، ولم أر من تعرض للمسألة، وإن كان مقتضــى القاعــدة عــدم حــق الفســخ

لعدم القطع بالمناط. ومنه يعلم حال ما إذا كان المحل واســعا جـدا أو ضــيقا جــدا، أو نديا جدا بحيث يكون اإلدخال كاإلدخال في إناء ماء، وقد سألت عن بعض هذه المسائل عن أشخاص ابتلوا بها، وكذلك حال مــا إذا كــان

مقطوع الشفرتين أو ما أشبه ذلك. ثم قال الشرائع: وأما اإلفضاء فهو تصيير المسلكين واحدا.

أقول: المسالك ثالثة، للبول والحيض والغائط، وكــذلك إذا صــير المسالك الثالثــة واحــدا، وال إشــكال وال خالف عنــدهم في أن ذلــك

أيضا يوجب الفسخ وترد المرأة به. وفي الجواهر: اإلجماع بقسميه عليه.

ويدل عليه صحيحة الحذاء، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، في رجل تزوج امرأة من وليها فوجد بها عيبــا بعــد مــا دخــل بهــا، قــال:

ــالم(: ــه الس ــال )علي ــةفق ــاء والمجنون ــت العفالء والبرص إذا دلس والمفضاة أو من كان بها زمانة ظاهرة فإنها ترد على أهلها من غير

ــات(1)طالق ــات وإطالق بعض الرواي ــبر، باإلضــافة إلى اإلطالق الخالمتقدمة.

وال فرق في أســباب اإلفضــاء بــأن كــانت هي، أو إجــراء عمليــة جراحية، أو قفزة، أو زوج سابق أو مــا أشــبه، لــدوران الحكم مــدار

الموضوع، وسيأتي الكالم في اإلفضاء المتأخر عن العقد. وينبعي أن يكون الحكم كذلك في كل علة في الفــرج تمنــع عن

الوطي

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)159

Page 60: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــة ــده رواي ــة، ويؤي ــل المتقدم ــابقة والعل ــات الس لبعض العموم إنمــا تــردالدعائم، عن علي )عليــه الســالم( إنــه قــال في حــديث:

المرأه من الجــذام والــبرص والجنــون أو علــة في الفــرج تمنــع من .(1)الوطي

ثم إن الشرائع قال ممزوجا مع الجواهر: )وقيل بــل في كشــف اللثام إنه المشهور بل لم نعرف أحــدا تــردد فيــه قبــل المصــنف والــوب ــد العي ــق: أح ــه بعض الفضــالء، الرت ــترف ب ــا اع ــده، على م بع ــوطي أصــال المسلطة على الفسخ، وربما كان ذلك صوابا إن منع ال لفــوات االســتمتاع حينئــذ إذا لم يمكن إزالتــه أو أمكن وامتنعت من

. (2)عالجه( والرتق كما عن الجوهري التحام الفرج على وجــه ال يصــير فيــه مدخل للذكر ويخرج البــول معــه من ثقبــة ضــيقة، وال فــرق بين أن يكون ذلك بالخلقة أو بالخياطة أو بسبب مرض أو ما أشـبه، لوحــدة المالك في الجميع، والدليل على كونه موجبا للفســخ باإلضــافة إلى األدلة العامة كالعسر والحرج والضرر والتدليس وما أشبه، ما تقــدم

وغيرهمــا، ممــا هــو(4) والحســن بن صــالح(3)في خــبر أبي الصــباح كالتعليل للرد بالعفــل والقــرن بعــدم القــدرة على الجمــاع، نعم من

يرى أنه داخل في العفل فالنص شامل له بلفظه ال بالمناط. ــوطي، والظاهر من هذه األدلة أن يكون الزوج غير قادر على الــه فإن كان الزوج صغير اآللة وتمكن من الوطي الكامل لم يكن وجــل للفسخ لعدم شمول العلة، نعم لو دخل في العفل وقلنا بأن العف

عام سواء تمكن الزوج من الوطي

. 7ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)1.337 ص30الكالم: ج ( جواهر?)2. 3ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)3. 3ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب593 ص14( الوسائل: ج?)4

60

Page 61: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أو لم يتمكن أو كان المعيار الزوج المتعارف كــان عــدم الفــرقبين أقسام األزواج هو مقتضى القاعدة.

ــرض ــة أو لم ــة خلق ــبر اآلل ــارف من األزواج لك ــير المتع ــا غ أم فالظاهر أنه ال حق له في الفسخ، ألن المرأة حينئــذ ليســت معيبــة، واألدلة في المرأة المعيبــة، فهــو كمــا إذا تــزوج امــرأة معتــادة لكن لكبر بطنه اليتمكن هو من الجماع، فإن ذلك ليس عيبــا فيهــا، وإنمــا هو عيب فيه، وكأنه لذا قال المسالك: ولو لم يبلغ االرتاق حد المنــع من الوطي ولو لصغر اآللة فال خيار، لبقــاء المقصــود بخالف مــا لــو

منع مطلقا. وفي محكي جامع المقاصــد: ال شــبهة في أن الخيــار إنمــا يثبت بالرتق إذا كان مانعا من الــوطي، صــرح بــذلك المحققــون، ووجهــه بقــاء مقصــود النكــاح فلــو ارتتــق المحــل وبقي منــه مــا يمكن معــه

الوطي فال خيار وإن كان لصغر آلته بخالف العدم. أما رد الجواهر لهما فهو مبني على التعميم في الموضوع، قــال بعد نقل كالمهما: )وهو مع كونه مفروضا في الزوج المتمكن لصــغر آلته، فيه أيضا إنه مناف لدخوله تحت العفل موضوعا أو حكما، وقدــا عرفت أن الخيار به متى منع من الوطي أو كماله فمثلــه يــأتي هن

. (1)حينئذ( ويبقي الكالم في أنــه لــو كـان صــغير اآللــة متمكنـا من الـوطي كامال ثم كبرت آلته بما وصل إلى الحد المتعارف مما لم يتمكن من الوطي، فهل يجوز لــه الفســخ باعتبــار أنــه اآلن متعــارف وهي غــير متعارفة، أو ال يجوز له الفسخ لالستصحاب، وكذلك يــأتي الكالم فيــه عكسه بأن كان متعارف اآللة ال يتمكن من الوطي ثم صــغرت آلت

تلقائيا أو بعمل فتمكن من الوطي. ومقتضى القاعدة أنه كل مــا شــك في حقــه في الفســخ يكــون األصل العدم، ألن الالزم في المقــام التمســك بالعــام ال باالســتثناء،

وليس المقام من التمسك بالعام

.338 ص30الكالم: ج ( جواهر?)161

Page 62: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــرد في الشبهة المصداقية، ألن ذلك فيما إذا لم يعلم هل أن الف داخل في العام أم ال، بخالف ما إذا علمنا أنه داخل في العام، وإنما كان الشك في دخوله في االستثناء، فإن الالزم التمسك بالعام فيه. ومما تقدم يظهر أنه ال يلزم أن يكون الرتق انسدادا كــامال، بــلــك يشمل انسداد البعض، فقول جماعة من أهل اللغة بما يخالف ذل

بيان للفرد الظاهر. فعن مصباح المنير: إنــه رتقت المــرأة رتقــا من بــاب تعب فهي

رتقاء إذا انسد مدخل الذكر من فرجها وال يستطاع جماعها. وعن القاموس: امرأة رتقاء بينة الرتق ال يستطاع جماعهــا أو ال

خرق لها إال المبال خاصة. ولو كان موضع اإلدخــال رتقــا ولكن فوقــه أو تحتــه ثقبــة يتمكنــاء ــد من الرتق ــذا يع ــل ه ــال واإلخــراج بكــل ســهولة، فه من اإلدخ الموجب للفسخ أم ال، وكــذلك الحــال في القــرن والعفــل، الظــاهر حقه في الفسخ ألنه إذا صدق القرناء والعفالء كان الحكم ذلك، هذاــه باإلضافة إلى ما في خبر حسن بن صالح المتقدم، حيث قال )علي

هذه ال تحبــل وينقبض زوجهــا عن مجامعتهــا تــردالصالة والسالم(: ــوجب(1)على أهلها ــرج ال ي ــرج أو تحت الف ــوق الف ــة ف ــإن الثقب ، ف

استيناس الزوج بالجماع كالجماع في الفرج فيحصل معه االنقباض،ولعل مثل هذه العلة كافية في الحكم المذكور.

ثم إن مقتضى القاعــدة أن األمــر ال يــدور مــدار إمكــان اإلزالــة وعدم إمكانها، كما أنه كذلك في خيــار العيب بالنســبة إلى الحيــوان

وغيره، فإن الظاهر من األدلة أنه بمجرد العيب له الفسخ.

. 3ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب593 ص14( الوسائل: ج?)162

Page 63: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وقول الشرائع: )إذا لم يمكن إزالته( محل تأمل، نعم يحتمل أن يكون الحكم كما ذكره العتبار أن ممكن اإلزالة مــع رضــاها باإلزالــةــا يوجب عدم وجود العلة المذكورة في الروايات، ألن المستفاد منه ولــو باالنصــراف بقــاء العلــة الدائمــة ال الموقتــة، فهــو كمــا إذا ورم الفرج مدة قليلة حيث ال يعد ذلك من الداخل في )علة في الفــرج(

المذكورة في رواية الدعائم المتقدمة. قال في المسالك: )وإنما يثبت الخيــار أيضــا إذا لم يمكن إزالــةــه فال المانع عادة بفتق الموضع أو أمكن وامتنعت منه، ولو رضيت ب خيار، وليس للزوج إجبارها على ذلك، ألن ذلك ليس حقــا لــه، ولمــا في اإلقدام على الجراحة من تحمل الضرر والمشقة، كمــا أنهــا لــو

.(1 )أرادت ذلك لم يكن له منعها ألنه ال تعلق له به( ــة إذا لم يكن ضــررا ــا على اإلزال ــه في إجباره ــد حق لكن ال يبع وحرجا كالعمليات الجراحية في الزمان الحاضر حيث ال توجب ذلك،

للمناط المستفاد من تهيأ المرأة للزوج بإزالة الشعر وغيره. ثم ال يخفى أنه من عيوب المرأة التي ترد بها العمى فيها، فإنــه موجب للخيار بالنســبة إلى الــزوج، وفي الجــواهر: بال خالف صــريحــأن ــه، وك ــل عن المرتضــى وابن زهــرة اإلجمــاع علي ــه، ب أجــده في الحــدائق والحــائري نســبا ذلــك إلى الشــهرة باعتبــار مــا يحكى عنــخ إلى بعض ــا للفس ــده موجب ــبة ع ــوط من نس ــيخ في المبس الش األصحاب، حيث إنه عد عيوب المرأة ســتة، ثم قــال: وفي أصــحابنا

من ألحق بها العمى. وعلى أي حال، فما ذكروه هو مقتضى القاعــدة، ألنــه باإلضــافة إلى األدلة العامة كال ضرر والغرور والتدليس وما أشــبه، يــدل عليــه

جملة من الروايات الخاصة: مثل صحيح داود بن سرحان، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(،

في الرجل يتزوج

.121 ص8األفهام: ج ( مسالك?)163

Page 64: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

تــرد علىالمرأة فيأتى بها عمياء أو برصــاء أو عرجــاء، فقــال: وليهــا، ويكــون لــه المهــر على وليهــا، وإن كــان بهــا زمانــة ال يراهــا

.(1)الرجال أجيز شهادة النساء عليها وموثق محمد بن مســلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( قــال:

ترد البرصاء والعمياء والعرجاء(2). . والجذماءوفي النهاية زيادة:

وعن أحمد بن محمــد بن عيســى في نــوادره، عن أبي الصــباح، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: سألته عن رجل تــزوج امــرأة

ترد على من دلسها ويردفأتي بها عمياء أو برصاء أو عرجاء، قال: على زوجها الذي له ويكــون لهــا المهــر على وليهــا، فــإن كــانت بهــا

.(3)زمانة ال يراها الرجال أجيزت شهادة النساء عليها وفي روايــة أخــرى عن نــوادره، عن محمــد بن مســلم، عن أبي

.(4)ترد البرصاء والعرجاء والعمياءجعفر )عليه السالم( قال: وعن دعائم اإلسالم، عن علي )عليه الصالة والسالم( إنــه قــال:

:في الرجل يزوج المرأة فيؤتى بها عمياء أو برصاء أو عرجاء، قال ترد على وليها(5).

ومنه يعلم أنه ال فرق في العمياء بين انفتاح العين أو انسدادها،ــون ــا، نعم ينبغي أن يك ــيره على عينه ــاض وغ ــور نقــط بي وبين ظه الكالم هنا هو الكالم في الرتقــاء حيث يمكن إزالــة المــرض بضــرب ميل أو عملية جراجية أو ما أشبه، ولكن الظاهر أنه ال اعتبار بــالعور

لخروجه عن المتفاهم من العمى.

. 246 ص3( االستصبار: ج?)1. 7ح والتدليس العيوب أبواب من 1 الباب594 ص14( الوسائل: ج?)2. 2ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب 602 ص2( المستدرك: ج?)3. 4ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب 602 ص2( المستدرك: ج?)4.6ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب 602 ص2( المستدرك: ج?)5

64

Page 65: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ويــدل عليــه باإلضــافة إلى مــا اســتدل بــه الجــواهر وغــيره من األصل واالحتياط، صحيح الحلبي، عن الصــادق )عليــه الســالم(، في الرجل يتزوج األمة إلى قوم فإذا امرأة عوراء ولم يــبينوا لــه، قــال:

ال ترد(1). وعن أحمد بن محمــد بن عيســى في نــوادره، عن الحلــبي، عن أبي عبد الله )عليه السـالم(، إنـه قـال في الرجـل يـتزوج إلى قـوم

.(2)ال تردفإذا امرأة عوراء ولم يبينوا له، قال: وعن دعائم اإلسالم، عن علي )عليه الصالة والسالم(، إنه قــال:

ترد البرصاء والمجذومة :قيل: فالعوراء، قال ،ال ترد(3). كمــا أن المــرأة ال تــرد بأســباب غــير العمى من أمــراض العين كالعشماء وغيرها، نعم ربما يشكل بالنسبة إلى عدم الخيار فيما إذا

ــدليسال ضــرركانت معيبة في العين عيبا يوجب الدخول في والت والغرور ومــا أشــبه، كمــا إذا كــانت مقطوعــة األجفــان أو ذات عين واحدة، بأن كان مكــان عينهــا األخــرى ممســوحا، أو كــانت جاحظــة قبيحة الجحوظ أو ما أشبه ذلك، لكنهم له يذكروا ذلك، وســيأتي أن

الشرط اللفظي والبنائي يوجب الخيار. ثم إن األصــحاب قــد اختلفــوا في عــد العــرج في جملــة عيوبهــا الموجبة للفسخ ـ وقد تضمن كون العرج عيبا جملة من األخبار على

ما ذكرناها ـ على أقوال: ــو المحكي عن ــا للفســخ، وه ــا موجب ــا عيب ــده مطلق ــدها: ع أح الشيخين في النهاية والتهـذيب والمقنعـة وابن الجنيـد وأبي الصــالح

وأكثر األصحاب، لألخبار المذكورة. وثانيها: ثبوته بشرط كونــه بينــا، كمــا عن العالمــة في المختلـف

والتحرير،

.6ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب594 ص14( الوسائل: ج?)1.1ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)2.5ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)3

65

Page 66: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــه ببعض ــتدال علي ــه مس ــه عن ابن إدريس في محكي كالم ونقل الروايات المتقدمة، ولعل العالمة أراد بالبين في قبــال مــا لم تســم عرجاء، وعلى هذا يكون القوالن قوال واحدا، ويؤيد ذلــك أن العالمــة نسب هذا القول إلى الشيخ في النهاية والتهذيب، مع أن الشــيخ لم

يقيده بذلك. ــده ببلوغــه حــد اإلقعــاد، وهــو قــول المحقــق في ــا: تقيي وثالثه

الشرائع والعالمة في القواعد واإلرشاد. ــه فيفهم والذي ينبغي هو القول األول، وأما اإلقعاد فهو أسوأ من

منه بالمناط. قال في المسالك: إن ظاهر معــنى اإلقعــاد أن يبلــغ حــدا يعجــز معه من المشي، وفي تسمية مثـل هـذا عرجـا نظـر، والحامـل لهم

على هذا التقييد أمران: أحدهما: استبعاد كون مطلق العرج عيبا موجبا للخيار، خصوصــا مع وقوع الخالف فيه وحصول الشــك في خــروج العقــد من اللــزوم

الســابقة الدالــة على عــدم(1)إلى الجواز، ومعارضة صحيحة الحلبيالرد بغير ما ذكر فيها من العيوب.

والثاني: ورود كون الزمانة عيبــا في صــحيحة داود بن ســرحان:وإن كان بها زمانة ال يراها الرجال اجتزئ بشهادة النســاء عليها(2)

ظاهرها أن الرد منــوط بالزمانــة عمال بمفهــوم الشــرط، وكــذافإن السالفة، فيجب حمل المطلق على المقيد، وفيه(3)رواية أبي عبيدة

نظر، ألن مفهوم الزمانة أمر آخر غير المفهوم من العرج، ومقتضى النصوص كون كل واحــد منهمــا عيبــا برأســه، وليس ذلــك من بــاب

المطلق

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من 4 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)1. 6ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب594 ص14( الوسائل: ج?)2. 1ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)3

66

Page 67: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

والمقيد في شــيء، بــل الظــاهر من الزمانــة أمــر آخــر حــتى اليطلع عليه الرجال، والعرج ليس كذلك.

ــة وقد نقل عن الصدوق أنه جعلهما أمرين، وأثبت الخيار بالزمان دون العرج، واستبعاد كون العرج عيبا مطلقا غير مسموع بعد ورود النص الصحيح، والشك في خروج العقد من اللزوم منتف بعــد ورود

النص الصحيح وعمل أكثر األصحاب. نعم ال بأس بتقييــده بــالبين ليخــرج اليســير الــذي ال يعبــأ بــه وال يظهر غالبا وال يوجب نقصا، وأما حمل العرج البين على الزمانة كما ذكره بعض الفضالء فال شبهة في فســاده، خصوصــا بعــد مــا نقلنــاه

عن قائله من االستشهاد، وهو كالم جيد. ومنــه يظهــر وجــه النظــر في كالم جــامع المقاصــد حيث قــال:ــبين واحــد )الظاهر أن المراد باإلقعاد في المتن والقواعد والعرج ال وهو أن يكون فاحشا ال يستطيع معه التردد في العـادة إال بالمشـقة

الكثيرة فال ترد بالعرج اليسير وهو الذي ال يكون كذلك(. وكذا ما ذكره الفاضل االصبهاني فإنــه بعــد أن ذكــر صــحيح أبيــؤدي ــا ت عبيدة دليال العتبار اإلقعاد قال: )وإن المعهود من الزمانة م إلى اإلقعاد، والوصف بالظهور يدل على العدم مع الخفاء فضال عنــير الظــاهر في العرج الذي ال يبلغ اإلقعاد، بل الظاهر من الزمانة غ ذلــك، هــذا مــع كــون الخيــار على خالف األصــل واالحتيــاط لوقــوعــه الخالف في مطلق العرج، فلنقتصر منه على هذا النوع منه، وكون نوعا منه ألن العــرج في األصــل هــو الميــل، وإنمــا ســمي بــه اآلفــة المعهودة لميل الرجل أو عضو منها عن مكانه أو عن االستقامة في

المشي ونحوه والميل يتحقق في اإلقعاد(. ولذا ردهما الجواهر كما رد األدلــة الــتي اســتدال بهــا وقــال: )إن

الزمانة والعرج

67

Page 68: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أمران، ولــذا حكي عن الصــدوق أنــه جعــل الزمانــة غــير العــرج فــأثبت الخيــار بهــا دونــه، فليس النصــوص حينئــذ من بــاب اإلطالق والتقييد، على أن وصفها بالظهور في الصــحيح إلرادة الــرد بهــا من غير حاجة إلى شهادة النساء بخالف الخفية، فإنها تجوز فيها شهادة النساء كما أوضـحه الصـحيح اآلخــر، وجـواب الشـرط أجـيز شـهادة النساء، ومفهومهــا عــدم جــواز شــهادتهن في الظــاهرة الــتي يمكن اطالع الرجال عليها، فاألقوى كون العرج مطلقا عيبا إال أن ال يكون

بينا على وجه يعد عيبا عرفا(. والظاهر أن الزمانة الواردة في الروايــة يــراد بهــا اإلقعــاد، ألنــه المنصرف عنه في زماننا، فأصالة عدم النقــل محكمــة وإن ورد في

جملة من الكتب تفسيرها باألعم. فعن محكي المصباح: إن الزمانة مرض يدوم زمنا طويال.

وعن الصحاح: الزمانة آفة تكون في الحيوانات، ورجـل زمن أيمبتلى بين الزمانة.

ولو شك في أن المراد بها األعم كــان األصــل العــدم، وإن كــان ربما يحتمل ذلك، للشرط البنائي كما إذا كانت مقطوعــة اليــدين أو مصلومة األذنين أو مجدوعة األنف أو مقطوعة الشفتين أو بال شعر على رأسها إطالقا أوما أشبه ذلك، ألن ذلك تدليس وغــرور وضــرر، ولشمول بعض التعليالت المتقدمة له من عــدم الرغبــة في الجمــاع

وما أشبه، هذا باإلضافة إلى الشرط البنائي. نعم ينبغي أن يلحــق بالعرجــاء والمعقــد مقطوعــة الــرجلين، أو رجال واحــدة للمنــاط، وإن لم أر فيمــا حضــرني من الكتب التعــرض

لهذه األمور. وكذلك حال أمثال هذه العيوب، كما إذا كانت منحنية الظهــر، أو فيه حدبة، أو كبيرة الرأس، أو كبيرة الرقبة، أو بهــا داء الفيــل بكــبر

الرجل، أو نابتة اللحية،

68

Page 69: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وإن أمكن إزالة الشعر بالموسى ونحوهــا، أو كــانت خرســاء، أوــوب واألمــراض طرشاء، أو مقطوعة اللسان، إلى غير ذلك من العي

الكثيرة. ــة شــديدة وكــذلك إذا كــانت قصــيرة شــديدة القصــر، أو طويلــالج حيث ال تتمكن من ــة، أو مبتالة بالف ــوهة الخلق ــول، أو مش الط

الحركة إطالقا، أو ما أشبه ذلك. وعلي أي حال، فقد ظهر مما تقدم أن القول الرابع، وهــو عــدم عده عيبــا مطلقــا، والــذي اســتظهر من كالم الشــيخ في المبســوط والخالف حيث إنه لم يعده في عيوب المــرأة، وكــذا ابن الــبراج في المهذب، والمستظهر من الصدوق في المقنع حيث إنه لم يعده من عيوبها، وإنما نسبه إلى الرواية فقال: واعلم أن النكاح ال يرد إال من أربعة أشياء: من البرص والجذام والجنون والعفل، إال أنــه روي في

الحديث: إن العمياء والعرجاء ترد، غير ظاهر الوجه. كمــا يعلم من ذلــك وجــه النظــر في قــول الحــدائق حيث قــال: )والمسألة عندي ال يخلــو من اإلشـكال لداللــة الخــبرين المــذكورين على عده من العيوب، ومفهوم الحصر في تلك األخبــار الدالــة على

العدم المؤكد بقوله في بعضها، وأما ما سوى ذلك فال(. فــإن الالزم تقييــد الخــبر المــذكور بغــير المــذكورات، والحصــرــار في بــاب الصــوم إضــافي ومــا أكــثر الحصــر اإلضــافي في األخب

وغيره. ولذا قال الحائري )رحمه الله( في جواب هــذا اإلشــكال: إنــه ال يختص بالمقام، بل يأتي بالنسبة إلى غيره ممــا ســوى هــذه األربعــة من اإلفضاء والعمى، فال بد إما من حمل الحصر في الروايتين على اإلضافي بدعوى أن السائل حيث توهم أن مطلق العيب في المرأة موجب للخيار، ولذا ســأل عن العــوراء في الصــحيحة، وعن الزانيــة

في الرواية، حصر اإلمام )عليه السالم( موجبات الخيار في

69

Page 70: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

األربعة، للداللة على أن مطلق العيب ال يكون موجبا للخيار، بلــر الموجب له عيوب خاصة كاألربعة، فأراد )عليه السالم( من الحص في األربعة الحصر فيهــا باإلضــافة إلى مطلــق العيب، فال ينــافي أن

يكون هناك عيب خاص آخر يوجب الخيار أيضا. وإما من حمل مفهوم الحصر ـ وهو المنع عن الرد بغير األربعــةــا من ــرد بغيره ــواز ال ــافي ج ــة، كي ال ين ــق المرجوحي ــ على مطل ـ

العيوب الثالثة من اإلفضاء والعمى والعرج على كراهة، فتدبر. ثم إن الصدوق أفتى بأن زنا المرأة قبل دخول الزوج بها يوجب

في المــرأة إذاالخيار، مستدال بقول علي )عليه الصالة والســالم(: زنت قبل أن يدخل بها يفرق بينهما وال صداق لهــا ألن الحــدث كــان

.(1)من قبلها.(2)وعن السكوني، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، مثله.(3)وكذا عن دعائم اإلسالم، عن أبي جعفر )عليه السالم(

وعن الفضــل بن يــونس، قــال: ســألت أبــا الحســن موســى بن جعفر )عليه السالم( عن رجل تــزوج امــرأة فلم يــدخل بهــا فــزنت،

يفرق بينهما وتحد الحد وال صــداق لهــا، ألن الحــدث كــان منقال: .4قبلها

هذا باإلضافة إلى جملة من الروايات المؤيدة لذلك: مثل مــا عن الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: سألته عن المرأة تلد من الزنا وال يعلم بذلك أحد إال وليها أيصلح له أن يزوجها ويسكت عن ذلك إذا كان قد رأى منهــا توبــة أو معروفــا،

إن لم يذكر ذلــك لزوجهــا ثم علم بعــد ذلــك فشــاء أن يأخــذفقال: صداقها

.3ح والتدليس العيوب أبواب من6 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)1.4ح والتدليس العيوب أبواب من6 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)2. 3ح ذيل والتدليس العيوب أبواب من الباب603 ص2( المستدرك: ج?)3.2ح والتدليس العيوب من 6 الباب601 ص14( الوسائل: ج?)4

70

Page 71: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

من وليها بما دلس عليه، كــان ذلــك على وليهــا، وكــان الصــداق الذي أخذت لها ال سبيل عليها فيه بما استحل من فرجها، وإن شــاء

.(1)زوجها أن يمسكها فال بأس وعن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليه السالم( عن رجل تزوج امرأة فعلم بعد ما تزوجها أنها كــانت

إن شــاء زوجهــا أخــذ الصــداق ممن زوجهــا، ولهــاقــد زنت، قــال: .(2)الصداق بما استحل من فرجها، وإن شاء تركها

لكن حيث إن المشهور لم يعملوا بظــاهر هــذه الروايــات، ال بــد من حملهــا على مــا ذكــره الشــيخ قــائال: )ليس يمتنــع أن يكــون لــه

استرجاع الصداق وإن لم يكن له رد العقد(. وقال في الوســائل: )يمكن حمــل التفريــق هنــا على اســتحباب الطالق أو على مدة النفي لما تقدم ويأتي، وقد تقدم حصر العيوب

وتقدم في عدة أحاديث أن الحرام ال يحرم الحالل، فتأمل(.ومثله في عدم الحق في الرد بالعيب المحدودة بالفجور.

قـــال في الحـــدائق: عـــد الشــيخ المفيـــد في عيـــوب النســـاءــو ــد وأب المحدودة في الفجور، وبه قال سالر وابن البراج وابن الجني

الصالح وقطب الدين الكيدري. المــرأة إذا زنت قبــل الــدخول بهــاوقال الصــدوق في المقنــع:

. فإنه يفرق بينهما، وال صداق لها، ألن الحدث كان من قبلها وقال الشيخ في النهاية: المحــدودة بالزنــا ال تــرد، وكــذلك الــتي كانت قــد زنت قبــل العقــد، فليس للرجــال ردهــا إال أن يرجــع على

وليها بالمهر، وليس له فراقها إال بالطالق.

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من 6 الباب600 ص14( الوسائل: ج?)1. 4ح والتدليس العيوب أبواب من6 الباب601 ص14( الوسائل: ج?)2

71

Page 72: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــرد، وقال ابن إدريس: الذي يقوى في نفسي أن المحــدودة ال ت بل يرجع على وليها بـالمهر إذا كـان عالمــا بدخلـة أمرهـا، فــإن أراد

فراقها طلقها. وفي المســـالك: في المحـــدودة في الزنـــا ذهب أكـــثر قـــدماء األصحاب إلى أنه يجــوز للــزوج فســخ نكاحهــا، ألن ذلــك من األمــور الفاحشة التي يكرههــا األزواج ونفــور النفــوس منــه أقــوى من نحــو العمى والعرج ولزوم العار العظيم بــه يقتضــي كــون تحملــه ضــررا

عظيما. ــات ــه بالرواي ــه إن اســتدل ل ــل ب ــذا أيضــا ال يمكن العم لكن هــق المتقدمة، حيث إن الزنا إذا جوز الفسخ كان في المحدودة بطري

أولى، إال أن إعراض المشهور يقف دون ذلك. ــة بن وقد روى أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن رفاع

ــال: ــدودة، ق ــالم( عن المح ــه الس ــألته )علي ــى: س ــرقموس ال يف .(1)بينهما

ولذا قــال في الجــواهر: )التحقيــق عــدم الــرد بغــير مــا عــرفت لألصــل، ولمــا عــرفت من مفهــومي الحصــر والعــدد، بــل في خــبر

ــاالبصري: ترد المرأة من العفل والبرص والجذام والجنون، وأما م ، وخصوص النصوص في الــزاني والزانيــة والمحــدودسوى ذلك فال

والمحدودة التي تقدمت سابقا(. ــة ــزاني والزاني لكنا لم نجد ما استدل به الجواهر بالنسبة إلى ال

والمحدود والمحدودة مما ينفع المقام. هذا ولكن قد يستدل في خياره بالشرط البنائي، واللــه ســبحانه

العالم.

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من5 الباب600 ص2( الوسائل: ج?)172

Page 73: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فصلالعيوب أحكام في

وفيه مسائل: قال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )ال خالف(ـ: 1)مسألة

ــل العقــد مبيحــة ــالمرأة قب ــة ب ــوب الحادث ــوى في أن العي نصــا وفتــتي هي للفسخ، بل اإلجماع بقسميه عليه، بل هو مورد النصــوص ال مستفيضة أو متواترة، وأما ما يتجدد بعد العقد والوطي، فالمشــهور نقال وتحصيال أنه ال يفسخ به، وفي المتجدد بعد العقد وقبل الــدخول تردد، أظهره أنه ال يبيح الفسخ تمسكا بمقتضــى العقــد الســليم عن معارض، بل هو المشهور شهرة عظيمــة كــادت تكــون إجماعــا، بــل لعلها كــذلك في األعصــار المتــأخرة على المخــالف على وجــه كــان

قوله من الشواذ المقطوع ببطالنها(. أقول: لوال الشهرة المحققة وأصالة اللزوم في العقد واالحتياطــرق بين الســبق على ــل على الف ــه، ال دلي إذا لم يكن معارضــا بمثل العقد أو اللحوق به قبل الوطي أو بعده، فإن الروايــات الدالــة على

سبق العيب والروايات المطلقة أو الدالة على

73

Page 74: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

اللحوق إيجابيان ال يسبب تقييد أحدهما باآلخر أو طرح أحدهما. فمن الطائفــة األولى الدالــة على ســبق العيب، قولــه )عليــه

السالم( في خبر عبد الرحمن: .(1)تزوج امرأة فوجد بها قرناوفي خبر الحذاء: .(2)تزوج امرأة فوجد بها عيبا

تزوج امــرأة فوجــد بهــاوفي خبري الحسن بن صالح والكناني: .(3)قرنا

.(4)تزوج امرأة فوجدها برصاءوفي خبر غياث: تزوج أمرأة فيها عيب دلسته ولم تبينوفي صحيح ابن مسلم:

(5)..(6)زوجها وليها وهي برصاءوفي خبر رفاعة:

إلى غير ذلك من الروايات التي تقدمت جملة منها.ومن الطائفة الثانية الشاملة لكال الحالين:

إنما يرد النكــاح من الــبرص والجــذام والجنــونصحيح الحلبي: .(7)والقرن

.(8)ترد البرصاء والمجنونة والمجذومةورواية الشحام: المرأة ترد من أربعة أشياء: من البرصوصحيحة عبد الرحمن:

.(9)والجذام والجنون والقرنــلم: ــد بن مس ــبر محم ــاءوخ ــاء والعرج ــاء والعمي ــرد البرص ت

.(10)والجذماء بل وكذا مثــل خــبر داود بن ســرحان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه السالم(، في الرجل يــتزوج المــرأة فيــؤتى بهــا عميــاء أو برصــاء أو

.(11)ترد على وليهاعرجاء، قال:

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من 3 الباب598 ص14( الوسائل: ج?)1. 1ح والتدليس العيوب أبواب من 2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)2.3ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب593 ص14( الوسائل: ج?)3.14ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب593 ص14( الوسائل: ج?)4.7ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب598 ص14( الوسائل: ج?)5. 2ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)6.2ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب593 ص14( الوسائل: ج?)7.11ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب593 ص14( الوسائل: ج?)8.1ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب593 ص14( الوسائل: ج?)9

.12ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب593 ص14( الوسائل: ج?)10.6ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)11

74

Page 75: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ألنه كثيرا ما يتفق أحد هــذه األمــراض بين العقــد وبين الزفــافخصوصا فيما يتعارف من طول المدة بينهما من سنة وما أشبه.

بل وخبر فضل بن يونس، قال: ســألت أبــا الحســن موســى بن جعفر )عليه السالم( عن رجل تــزوج امــرأه فلم يــدخل بهــا فــزنت،

يفرق بينهما وتحد الحد، وال صــداق لهــا ألن الحــدث كــان منقال: .(1)قبلها

ــه ــد )عليـ ــر بن محمـ ــاد، عن جعفـ ــماعيل بن أبي زيـ وعن إسـ السـالم(، عن أبيــه )عليــه السـالم(، قــال: قــال علي )عليــه الصــالة

يفــرقوالسالم( في المرأة إذا زنت قبل أن يدخل بها زوجها، قال: .(2)بينهما وال صداق لها ألن الحدث كان من قبلها

بل وصــريح خــبر علي بن أبي حمــزة، قــال: ســئل أبــو إبــراهيم )عليه السالم( عن امرأة يكون لها زوج قد أصيب في عقله بعــد مــا

لها أن تنزع نفسها منه إن شــاءتتزوجها أو عرض له جنون، قال: (3).

وعن أبي بصير المرادي، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم(ــال: نعم إنعن امرأة ابتلي زوجها فال يقدر على جماع أتفارقــه، ق

. شاءت ينتظر سنة فـإن أتاهـا وإالقال ابن مسكان: وفي رواية أخرى:

.(4)فارقته، فإن أحبت أن تقيم معه فلتقم وعن عمار بن موســى، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، إنــه

إذا لمسئل عن رجل أخذ عن امرأته فال يقدر على إتيانهــا، فقــال: يقدر على إتيان غيرها من النساء فال يمسكها إال برضاها بذلك، وإن

. 5كان يقدر على غيرها فال بأس بإمساكها

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من6 الباب601 ص14( الوسائل: ج?)1. 3ح والتدليس العيوب أبواب من6 الباب601 ص14( الوسائل: ج?)2. 1ح والتدليس العيوب أبواب من12 الباب607 ص14( الوسائل: ج?)3. 1ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)4.3ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)5

75

Page 76: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن محمــد بن مســلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، قــال:العنين يتربص به سنة، ثم إن شاءت امرأتــه تــزوجت، وإن شــاءت

.(1)أقامتــه ــد اللــه )علي ــا عب ــاني، قــال: ســألت أب وعن أبي الصــباح الكن السالم( عن أمرأة ابتلي زوجها فال يقدر على الجماع أبــدا أتفارقــه،

.(2)نعم إن شاءتقال: وإذا تزوج رجل فأصابه بعد ذلــكوعن الرضوي )عليه السالم(:

جنون فيبلغ به مبلغا حتى ال يعرف أوقات الصالة فــرق بينهمــا، وإن .(3)عرف أوقات الصالة فلتصبر المرأة معه فقد ابتليت

وعن أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره، قال: وسألته )عليه السالم( عن امرأة ابتلي زوجها فال يقدر على الجماع البتة، تفارقــه،

.(4)نعم إن شاءتقال: إلى غير ذلك.

باإلضافة إلى الحكمة في األمر، واألدلــة العامــة المتقدمــة مثــلال ضرروال حرج وال عسر، وأن الرجل ينقبض عن جماعها وهي ال

تحبل، وما أشبه ذلك. وفي المسالك قال: )يظهر من الشــيخ في المبســوط والخالف جواز الرد بالمتجدد بعد العقــد من غــير تقييــد بكونــه قبــل الــدخول،

فيشمل ما يتجدد منه بعد الوطي(. وعبارة المبسوط: )فإن حدث بها العيب، ـــ وكــل العيــوب الــتي يحدث بها هي الجنون والجذام والبرص والرتق والقرن، فـإذا حـدث

ـ فهل له الخيار أم ال، فيه قوالن: أحدهما: ال خيار له.

والثاني: له الخيار، وهو األظهر لعموم األخبار(. وفي موضع آخر من المبســوط صــرح بــأن العيب الحــادث بعــد

الدخول

. 5 ح14 الباب611 ص14( الوسائل: ج?)1. 6 ح14 الباب611 ص14( الوسائل: ج?)2. 2ح التدليس العيوب أبواب من11 الباب403 ص2( المستدرك: ج?)3. 1ح ذيل13 الباب604( المصدر: ح?)4

76

Page 77: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

يثبت به الفسخ، قال: )فأيهما فسخ نظر فإن كان قبل الــدخول سقط المهر(، إلى أن قال: )وأما إن كان العيب حدث بعــد الــدخول استقر المسمى ألن الفســخ إذا كــان كـالموجود حين حــدوث العيب

فقد حدث بعد اإلصابة فاستقر المهر ثم فسخ بعد استقراره(. ــه ويظهر من المسالك أنه رجح الفسخ إذا كان قبل الدخول، ألن قال: )وأما الحادث بعد العقد وقبـل الـدخول فبهـا قـوالن، أحـدهما: الثبوت، صرح به الشــيخ في المبســوط والخالف وذهب ابن إدريس والمنصف وباقي المتأخرين إلى عدم الفسخ بــه( إلى أن قــال: )وال

بأس بهذا القول، وإن كان القول اآلخر ال يخلو من قوة أيضا(. ثم قال: )ويظهر من ابن الجنيد اختيــار قــول ثــالث، وهــو ثبــوت الفسخ بالجنون المتجدد، وإن كان بعد الــدخول كــان كالرجــل، ألنــه قال: "ولو حدث ما يوجب الــرد قبــل العقــد بعــد الــدخول لم يفــرقــا بينهما إال الجنون فقط"، فجعل الجنون موجبا للخيار في كل منهم

.(1)وإن حدث بعد الدخول( كما أنه يظهر من الحدائق نوع توقــف في المســألة، ألنــه قــال: ظاهر هذه األخبــار تقــدم العيب على العقــد، ومــا أجمــل منهــا وهــو األقل يمكن حمله على ما دلت عليه هذه األخبار من التقــدم، وعلى

هذا فتبقى أصالة لزوم العقد سالمة عن المعارض. وبه يظهر قــوة القــول المشــهور بين المتــأخرين، إال أنــه بعــد ال

يخلو من نوع توقف.ــل بل ظاهر الحائري في تقريراته الميل إلى عدم الفرق بين قب العقد وبعده، ألنه بعد ما استدل لقــول المشــهور قــال: نعم ال يبعــد التمسك بإثباته بالمتجدد باالستصحاب التعليقي، وهو بــأن يقــال: إن

هذا العيب لوكان قبل العقد لكان موجبا

.126 ـ125 ص8األفهام: ج ( مسالك?)177

Page 78: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

للخيار واآلن كما هو، إذ اآلن كما كان، وهذا االستصــحاب حــاكم على استصحاب لزوم العقد الثابت قبل حدوث العيب كما ال يخفى. وعلى أي حــال، فالمســألة مشــكلة خصوصــا في مثــل الجنــون وعدم قدرته على الجماع، وإن كان ال محيص عن الذهاب إلى قــول

المشهور مع رعاية االحتياط من الجانبين إن أمكن.

78

Page 79: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجا الجواهر: )خيار الفسخ(ـ: 2)مسألة على الفور بال خالف أجده فيه، بــل حكى غــير واحــد االتفــاق عليــه، اقتصــارا في مــا خــالف األصــل على المــتيقن، وتحــرزا من الضــررــواله ألمكنت المناقشــة بمــا ــأخير، والعمــدة اإلجمــاع، ول الالزم بالت سمعته غير مرة، وحينئذ فلو علم الرجل أو المرأة بالعيب فلم يبادر بالفسخ لزم العقد، وإن لم يكن ذلك منهما عن رضى باللزوم، وكذا

الخيار مع التدليس بالعيب أو غيره(. وأصــالةال ضــرروعمدة ما يستدل بــه للفــور اإلجمــاع ودليــل

لزوم العقد، بعــد كـون القـدر الخـارج منــه هـو الفــور حسـب كونـه المــتيقن من أدلـة الخيــار، ولــذا اســتدل بــذلك في المســالك قــائال: )ظــاهر األصــحاب االتفــاق على كــون هــذا الخيــار على الفــور، ألن الغرض من الخيار رفع الضرر بالتســلط على الفســخ، وهــو يحصــل بذلك، وتقتصر فيما خالف األصل على مقدار مــا يحصــل بــه، وليس

لهم في ذلك نص بخصوصه(. لكن عن سبطه في شرح النــافع: إن في بعض الروايــات داللــة

على الفورية. نعم ال يبعد أن يكــون ظــاهر الحــدائق التوقــف، ألنــه نســبه إلى األصــحاب ولم يــذكر مــا يــدل على القبــول والــرد، كمــا أن ظــاهرــه مجمــع المامقاني في منهاج المتقين أن الفور هو المشــهور، ال أن عليه، وأنــه اختــار الــتراخي، قــال: المشــهور أن خيــار الفســخ على الفور وأنه لو علم الرجل أو المرأة بالعيب فلم يبــادر بالفســخ لــزم

العقد، وهذا لكونه أحوط يتعين االلتزام به، وإال فاألشبه التراخي. ــيرا ومن الواضح أن االحتياط في جانب ال يسبب التعين، ألنه كث

ما يكون معارضا باالحتياط في جانب آخر. وظاهر الحائري )رحمه الله( أن النصوص ظاهرة في ثبوت هذا

الخيار مطلقا، من غير تقييده بخصوص مقدار من الزمان يتمكن

79

Page 80: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فيه من إعماله بالفسخ. لكن حيث إن ظاهر األصــحاب االتفــاق على الفــور لــزم القــول

بذلك. ــات ــه الرواي ومقتضى األدلة هو التراخي، خصوصا بعد عــدم تنبي بالفور، مع أنه ليس أخذ أحدهما به فورا متعارفا، بل إنما يكون مــع النزاع والتشــاور ومــا أشــبه، ويؤيــد عــدم الفــور تعليــق الحكم على

الرضا في جملة من الروايات: مثل ما عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(،

إذاإنه سئل عن رجل أخذ عن امرأته فال يقدر على إتيانهــا، فقــال: لم يقدر على إتيان غيرها من النساء فال يمسكها إال برضــاها بــذلك،

.(1)وإن كان يقدر على غيرها فال بأس بإمساكها وكذلك خبر أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه )عليهما الســالم(:

يــؤخر العــنين ســنة من يــومإن عليــا )عليــه الســالم( كــان يقــول: ترافعه امرأتـه، فـإن خلص إليهـا وإال فـرق بينهمـا، فـإن رضـيت أن تقيم معــه ثم طلبت الخيــار بعــد ذلــك فقــد ســقط الخيــار وال خيــار

.(2)لهاــاوفي رواية الصدوق: ــد م إنه متى أقامت المرأة مع زوجها بع

. (3)علمت أنه عنين ورضيت به لم يكن لها خيار بعد الرضا إلى غيرها من الروايات التي تقدمت جملة منها.

بل قد تقدم في بعض الروايات ما يدل على السقوط بالدخول، مثل رواية أبي الصباح، قال: سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم( عن رجل تزوج امرأة فوجد بها قرنــا ـــ إلى أن قــال: ـــ قلت: فــإن كــان

إن كان علم بذلك قبل أن ينكحها دخل بها، قال:

. 3ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)1. 9ح والتدليس العيوب أبواب من 14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)2. 9ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)3

80

Page 81: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

يعني المجامعة ثم جامعها فقد رضــي بهــا، وإن لم يعلم إال بعــد . وقد عرفت فيما(1)ما جامعها، فإن شاء بعد أمسك وإن شاء طلق

تقدم أن المراد بالطالق اإلطالق ال الطالق المصطلح. وفي رواية حسن بن صالح، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(،

هــذه ال تحبــل وينقبضعن رجل تزوج امرأة فوجد بها قرنــا، قــال: ، قلت: فإن كان قــد دخــل بهــا،زوجها عن مجامعتها ترد على أهلها

إن كان علم قبل أن يجامعها ثم جامعها فقـد رضـي بهـا، وإنقال: لم يعلم إال بعد ما جامعها فإن شاء بعد أمســكها، وإن شــاء ســرحها

.(2)إلى أهلها، ولها ما أخذت منه بما استحل من فرجهاإلى غير ذلك.

ومنه يعلم وجه النظر في القــول الريــاض حيث قــال: )نعم في بعضها ما يدل على السقوط بالدخول ولكنــه غــير الفوريــة فتــدبر(،

وكأن أمره بالتدبر إشارة إلى النظر في استثنائه. ثم إنه على عدم الفور يحدد االختيار في الفسخ وعدمــه بالقــدر المتيقن وعدم الضرر بالنسبة إلى اآلخــر، فال يقــال: إنــه إذا لم يكن فور يلزم التوسعة ولو إلى سنة مثال، وذلك مما ال يمكن االلتزام به،

ألنه ال يستفاد من األدلة. وال فرق في ذلك بين الرجل والمرأة، نعم لو رضــي أو رضــيت، فالظاهر من األدلة الســابقة ســقوط الخيــار، وال يحتــاج إلى مظهــر

خارجي، وإن كان ال يعرف ذلك غالبا إال باللفظ وما أشبه. أما حالة التروي فليست حالة الرضا، نعم يضر الــتروي بالنســبة

إلى من يقول بالفور.

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من3 الباب 598 ص14( الوسائل: ج?)1. 3ح والتدليس العيوب أبواب من3 الباب598 ص14( الوسائل: ج?)2

81

Page 82: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــدقي العقلي، ــرفي ال ثم ال يبعد أن يراد بالفور عندهم الفور العكما ذكروا مثل ذلك في الخيارات في باب المعامالت وغيرها.

ثم إن الحائري )رحمــه اللــه( قــال: )فوريــة هــذا الخيــار للعــالمبالعيب والخيار يمكن بطريقتين:

أحدهما: أن يلتزم بأخذ خصوصية في الموضوع الذي حكم عليهــار ــالعيب والخي بالخيار يكون عدم مبادرة الزوج بالفسخ مع علمــه ب

موجبا الرتفاع تلك الخصوصية. ثانيهمــا: أن نستكشــف من اإلجمــاع على لــزوم العقــد لــو أخــر الفســخ عالمــا بــالعيب والخيــار، أن من مســقطات هــذا الخيــار هــو

الرضا بالعقد ولو آنا ما، ولو للتروي(. وحاصله: تقييد الموضوع أو تقييد الحكم.

وكيف كان، فيمكن أن يكون الزمان أخذ ظرفا لشــيء محــدود،ــاب ــا في بـ ــد ذكرنـ ــردا، وقـ ــدا مفـ ــان قيـ ــون الزمـ ويمكن أن يكـ االستصحاب أن الزمان إذا كــان ظرفــا يكــون لالستصــحاب مجــال، بخالف ما إذا كان قيدا مفــردا، فإنــه ال مقــام لالستصــحاب ألنــه من تسري الحكم من موضــوع إلى موضــوع، لكن حيث إن الظــاهر من أمثال هذه األمور كون الزمان ظرفا ال قيدا، فــإذا شــككنا بين قــول

المشهور وبين ما اخترناه يكون لالستصحاب مجال واسع. ثم إنه لو علمنا بالفورية، لكن ال نعلم هل أنه فــورا ففــورا مثــل صــالة اآليــات مثال على مــا قــالوا، أو فــورا واحــدا فقــط، فمقتضــى القاعدة الثاني، إذ أصل اللزوم يقتضي ذلك إال بقدر مــا خــرج، فــإذا شك فيما خرج لم يكن مجال للتمســك بالمســتثنى، وليس هــذا منــا إذا لم يعلم التمسك بالعام في الشبهة المصداقية، بل هذا هو فيم هل هذا الفرد داخــل في العــام أم ال، ال مــا إذا علم في دخولــه في

العام وشك في االستثناء.

82

Page 83: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ولعل الجواهر أراد ما ذكرناه حيث قال: )ضرورة كــون الفوريــة فيه قيديــة، فيســقط الخيــار بفواتهــا، ال أنهــا أمــر آخــر على حســب

.(1)التكاليف الفورية التي من الواضح الفرق بينهما( وال يخفى أن )فــورا ففــورا( يمكن في المقــام باعتبــار مخالفــة

الشارع إذا لم يأخذ بالخيار فورا وإن كان صح وضعا ففورا. ثم الظاهر أنه إذا لم يعلم بالخيار لم يسقط خياره إذا لم يأخذه به، ألن الخارج من إطالق األدلــة المتقدمــة على القــول بــالفور هــو صورة العلم بالخيــار، وكــذلك الكالم فيمــا إذا كــان يعلم بالخيــار وال

يعلم بالفورية. ولذا قال في الرياض: )لو أخر من إليه الفسخ مختارا مع علمــه بها بطل خياره، سواء الرجل والمرأة، ولو جهــل الخيــار أو الفوريــة فاألقوى أنه عذر لألصل واإلطالقات مع انتفاء المخصص لهمــا، بنــاء على اختصــاص اإلجمــاع الــذي هــو العمــدة في التخصــيص بغــيره، فيختار بعد العلم على الفور، وكذا لو نسيهما أو منعـه عنـه بـالقبض على فيــه، أو منــع على وجــه يعـد إكراهــا، فالخيـار بحالـه إلى زوال

.(2)المانع، ثم يعتبر الفورية حينئذ( وتبعه في ذلك الجواهر وغيره، كمــا أن القــول في ذلــك محكي

عن جامع المقاصد أيضا. ومنه يعلم وجه النظر فيما رد الحائري ذلك بقوله: )عرفت فيما مــر فســاد هــذا االســتدالل، وأن المــراد من اإلجمــاع الــذي يكــون المتيقن من محله هو ما إذا علم بالفورية أيضا إن كان وهو اإلجماع على فورية هذا الخيار، ففيه إنه مستلزم للدور، إذ على هذا التقدير يتوقـــف اإلجمـــاع على فوريـــة هـــذا الخيـــار على العلم بالفوريـــة،ــل ــا إال من قب ــة، إذ ال علم به ــاع على الفوري ــف على اإلجم المتوق اإلجماع عليها، وإن كان المراد منــه هــو اإلجمــاع على ســقوط هــذاــاع، إذ الخيار بالعلم بفوريته، ففيه إن هذا مستلزم للغوية هذا اإلجم

ال معنى لفورية الخيار إال سقوطه

.343 ص30الكالم: ج ( جواهر?)1.463 ـ462 ص11المسائل: ج ( رياض?)2

83

Page 84: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــرد العلم بفوريتـــه يكفي في ســـقوطه ــأخير الفســـخ، فمجـ بتـ بالتأخير، ومعه يكون قيام اإلجمـاع على سـقوط بــالعلم بفوريتــه بال

فائدة ولغوا(. إذ المدعون لإلجماع إنما يدعون وجــود اإلجمــاع المقيــد إلطالقــالعيب الخيار المستفاد ذلك اإلطالق من األخبــار في صــورة العلم ب

وبالخيار وبالفورية، فال يرد أحد شقي اإلشكال الذي ذكره. وعلى هذا فكل مورد شــك في اإلجمــاع يلــزم األخــذ بــاإلطالق، والقول بعدم الفورية، ولذا صح للمسالك أن يقــول: العيب إن كــان ظاهرا ال نزاع فيه بينهما فالفورية معتبرة بالفسخ، وإن توقف ثبوته على المرافعة والحــاكم فالفوريــة في المرافعــة إلى الحــاكم، فــإذا

ثبت يختار الفسخ فورا. وفي التحرير أطلق أن الفورية هــو المرافعــة إلى الحــاكم، وإن كانــا متفقين على العيب، وكــذلك عن الشــيخ، وهــو حســن حيثــه يعلم أن إشــكال الجــواهر على يتوقــف األمــر على الحــاكم، ومن

المسالك غير ظاهر فراجعه. والحاصل: إن القدر المخرج من إطالق خيار الفسخ مــا إذا أخـر

عالما عامدا بدون محذور. أما إذا كان هنالك نزاع واحتيــاج إلى الرجــوع إلى الحــاكم أو مــا أشبه ذلك، فإطالق دليــل الخيــار محكم، ومن الواضــح أن البت في قضــايا اختالف األزواج في الفســخ ونحــوه ال يكــون إال عنــد الحكــام وبعد أخذ وعطاء ومراودة وما أشبه، فكيف يمكن أن يقال بأن مثل

ذلك ينافي الفور. فقول الجواهر: )األقوى بقاء معقد اإلجماع وهــو فوريــة الفســخ على حاله في جميع ذلك(، غير ظاهر الوجـه، ولـذا قـال في كشـف اللثام: )يتوقف الفسخ على حكم الحــاكم، فالفوريــة بمعــنى فوريــة

المرافعة إليه ثم طلبه منه بعد الثبوت(.

84

Page 85: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

والمراد بفوريــة المرافعــة إلى الحــاكم هي الفــور العــرفي، وإالفليس الحاكم في كل وقت يتقبل الدعاوي وما أشبه.

ولذا الذي ذكرناه من اإلشكال على الجواهر، قال الحــائري راداــه إن كــان لمعقــد هــذا اإلجمــاع إطالق فلم جعلتم العلم ــه: )إن علي بالفورية أيضا شرطا في لزوم العقد بتــأخير الفســخ، مــع أن إطالق معقــد اإلجمــاع يعم مــا لــو لم يعلم بالفوريــة، وإن لم يكن لمعقــده إطالق فلم جعلتم تــأخير الفســخ إلى المرافعــة إلى الحــاكم منافيــاــو لفورية الخيار مع أن المتيقن من معقده بناء على عدم إطالقه، هــة إلى ــوت العيب على المرافع ــة ولم يتوقــف ثب ــا ذا علم بالفوري م

الحاكم(. ومما تقدم يعلم حال ما إذا لم يمكن األخذ فورا بالخيار، إلغمــاء أو جنون أو طفولة أو ما أشبه، فإن مقتضى القاعدة شــمول إطالق

أدلة الخيار لكل هذه الموارد. ــل إذا كــان ــه ولي، أو الوكي ــولي إذا كــان ل وهــل الالزم على ال الوكيل هو المباشر للعقد، األخذ فورا على القول به، احتمــاالن، من أنه قائم مقامه فيكون أحكامه أحكامه، ومن أنه ال دليل على الفــور في المقــام حــتى إذا قلنــا بــالفور في الــزوج، فــإطالق أدلــة الخيــار

محكم. وقد ذكرنا ما ينفـع المقـام في كتــاب الوكالـة، في مسـألة أخـذــل ــذه، أو التفصــيل بين الوكي ــدم أخ ــا، أو ع ــار مطلق ــل بالخي الوكي

المطلق وغيره، والله سبحانه العالم.

85

Page 86: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجا مع الجــواهر: )الفســخ(:ــ 3)مسألة بالعيب ليس بطالق قطعا، لعدم اعتبار لفظ الطالق فيه، وحينئذ فال يطرد معه تنصيف المهر وال يعد في الثالث وال غير ذلــك من أحكـامــرائطه بال خالف وال ــه شـــيء من شـ ــترط فيـ ــا ال يشـ الطالق، كمـ

إشكال(. أقــول: وذلــك لداللــة الروايــات على الفســخ دون الطالق، كمــا فهمها الفقهاء، على ما تقــدم جملــة منهــا، فمــا في بعض الروايــات من لفظ )الطالق( ال يراد به الطالق المصطلح، بل الطالق اللغـوي،

فيمثل ما في خبر غياث، عن جعفر، عن أبيــه )عليهمــا الســالم(: رجل تزوج امرأة فوجدها برصاء أو جذماء إن كان لم يدخل بها ولم يبين له، فإن شاء طلقها وإن شاء أمسك وال صداق لهــا، وإذا دخــل

.(1)بها فهي امرأته ومثله ما تقدم عن ابن شهر آشوب، في المرأة التي جاءت إلى علي )عليه الصالة والسالم( وأنشأت أشعارا، فقال أمــير المؤمــنين

.(2)أحضريني بعلك، فأحضرته فأمر بطالقها)عليه السالم(: فإن المراد بالطالق في أمثال هــذه الروايــات الفــراق والفســخ بدون الطالق المشترط بالشروط المعروفة، لوضوح عدم اشــتراط

الطالق المخصوص بالشرط المزبور. والظــاهر أن الفســخ ال يــوجب انتفــاء حكم النكــاح رأســا حــتى يستلزم ذلك عدم محرمات المصاهرة، وإن كان قبل الدخول بله ما

إذا كان بعد الدخول.

. 14ح والتدليس العيوب أبواب من 1 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)1. 376 ص2طالب: ج أبي آل ( مناقب?)2

86

Page 87: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم إنه قــد ثبت نصــف المهــر في العــنين للــدليل الخــاص الــذي تقــدم فال دليــل على االطــراد، بــل مقتضــى القاعــدة عــدم المهــر للمرأة، سواء كان الفسخ منه أو منها، أما إذا كــان لــه حــق الفســخ فطلق طالقا شرعيا، فإنه يترتب على الطالق كل أحكامه، وال دليل على أنه حيث يكــون لــه الفســخ ال يكــون لــه الطالق، بــل مقتضــى

إطالق أدلة الطالق أنه جار في المقام أيضا. نعم إذا تزوجهــا متعــة فال مــورد للطالق إطالقــا، وإنمــا المــورد للفسخ أو لهبة المدة، ولكل حكمه، وقد تقدم أن العيوب المــذكورة

أيضا جارية في المتعة. وممـــا تقـــدم من أن الفســـخ ال يـــوجب رفـــع ســـائر األحكـــام للمصاهرة، يظهر وجه النظر في قول الحــائري حيث قــال: )ال ريب في أن الفسخ عبارة عن حل العقد وجعله كأن لم يكن من األصــل، ومقتضى هذا أنه لو فسخ الزوج أو الزوجــة بأحــد العيــوب الموجبــة للفسخ لم تستحق الزوجة المهر أصــال مطلقــا، ســواء كــان الفســخ قبل الدخول أو بعده، ضرورة أن مقتضى حل العقد هو حلــه بجميــع توابعه التي منها استحقاق الزوجة للمهر، ثم إنه استثنى ما لو كــان

الفسخ بعد الدخول(. ــه ال من أصــله، إذ قد عرفت أن ظاهر األدلة أن الفسخ من حين وذلك يقتضي ترتب األمــور المرتبطــة على المصــاهرة، وقــد ألمعنــا

إلى مثل هذه المسألة فيما سبق. ثم ال يخفى أنه إذا فسخ لم يكن له الرجوع، ألن الفسخ مــوجبــوجب للقطع حسب ما دل عليه النص والفتوى، فليس كالعدة مما ي

الرجوع وإن كانت موطوءة. وإذا كان لكليهما حق الفسخ للعيب فيهمــا ففســخ أحــدهما ولم يفسخ اآلخر لم ينفع، ألن الفسخ عبارة عن القطع وال يمكن القطــع من طرف مــع بقــاء العقــد، حــال مــا إذا كــان لهمــا خيــار في الــبيع

ونحوه.كما أن قد تقدم أنه إذا

87

Page 88: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

رضي من له الفسخ لم يكن له بعد ذلك الفسخ. نعم إذا رضي بعيب وكان هناك عيبان، كأن كان الرجــل مجنونــا وعنينا، فرضيت المرأة بــالجنون، لكنهــا لم تــرض بــالعنن، كــان لهــا

الفسخ به إلطالق دليل العيوب.

88

Page 89: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشـرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )يجــوز(:ـ 4)مسألة للرجل الفسـخ من دون إذن الحــاكم، وكـذا للمــرأة، إلطالق األدلـة، نعم مع ثبوت العنن يفتقر إلى الحاكم لضرب األجــل كمــا ســتعرف، ولها التفرد بالفسخ عنــد انقضــائه وتعــذر الــوطي كمــا هــو مقتضــى األدلــة المثبتــة للخيــار الســالمة عن معارضــة مــا يــدل على اعتبــار حضور الحاكم أو إذنه فضال عن مباشــرته نفســه الفســخ، ومن هنــا

أفتى األصحاب في الحكم المزبور من غير إشكال فيه وال تردد(. وما ذكره هــو مقتضــى القاعــدة، فــإن الرويــات على كثرتهــا لمــذلك، تشر إلى لزوم الحاكم في األمر، وقد عرفت أن العنن أيضا ك وأن ضرب األجل سنة إنمــا هــو لحصــول العلم فال حاجــة في العنن

أيضا إلى الحاكم إذا حصل العلم. ومنه يعلم أن ما عن ابن الجنيد: )إنه إذا أريدت الفرقــه لم يكن إال عند من يجوز حكمه من والي المســلمين أو خليفتــه، أو بمحضــر من المسلمين إن كانا في بالد هدنة أو سلطان متغلب(، غير ظــاهر

الوجه. قال في الرياض: )ال يفتقر الفسخ بــالعيوب الثابتــة عنــدهما في أيهمــا كــانت إلى الحــاكم على األظهــر األشــهر، بــل كــاد أن يكــون إجماعا، لألصل وإطالق النصوص مــع انتفــاء المخــرج عنهمــا، خالفــا

. (1)لإلسكافي والشيخ الطوسي وهو شاذ(ــع ــذلك في موض ــال ب ــا ق ــي إنم ــيخ الطوس ــاهر أن الش والظــال في موضــع من المبســوط: )ال ــه ق ــه أن االختالف حيث حكي عن

يجوز أن يفسخ بغير حاكم، ألنه فسخ مختلف فيه(. فــإن ظــاهر تعليلــه أن ذلــك ألجــل الــنزاع، ال ألجــل أصــل كــون الفسخ يجب أن يكون عند الحاكم أو بإذنه، أو أنه هـو الــذي يفسـخ، ولذا حكي عنه في موضع آخر: الجزم بأن للمرأة االستقالل بالفسخ

محتجا بإطالق األخبار.ــخ وال يخفى أن طلب الفسخ من الحاكم ليس فسخا، ألن الفس

إنشاء، وطلب اإلنشاء ليس إنشاء،

.463 ص11المسائل: ج ( رياض?)189

Page 90: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فإذا جاءت المرأة إلى الحاكم وطلبت الفســخ لم يقــع الفســخ،وكذلك بالنسبة إلى الرجل.

كما أنه قد يكون الفسخ لفظيا، وقد يكون فعليــا، إذا كــان ذلــك الفعل مظهرا لقصــده الفسـخ، إذ ال دليــل على لــزوم كــون الفســخــة من ــوارد في جمل ــخ الفعلي م ــة الفس ــدل على كفاي ــظ، وي باللف

الروايات: ــاءتكقوله )عليه الصالة والسالم(: إن شاءت تزوجت، وإن ش

.(1)أقامت.(2)تفارقه إن شاءتوفي بعضها: .(3)فإن أتاها في ضمن السنة، وإال فارقتهوفي بعضها: .(4)المرأة ترد على أهلها من غير طالقوفي بعضها:

إلى غير ذلك مما هــو ظــاهر في أنــه ال يلــزم أن يكــون الفســخقوليا.

ومنه يعلم أنها لو تزوجت بقصد الفسخ كان فسخا، كمــا ذكــروا مثل ذلك في الرجــوع في العــدة بفعــل الــزوج، واحتمــال لــزوم أن يكون الفسخ قبل التزويج فال يكفي إجراء العقد لذلك خالف ظــاهر

لهــا أن تــنزعاألدلة المذكورة، مثل قوله )عليــه الصــالة والســالم(: ، فإنه يصدق بالتزويج نزع النفس. نفسها متى شاءت

ثم حيث إن كال منهما له الفسخ، إذا أقر بأنه فســخ قبــل قولــه،.من ملك شيئا ملك اإلقرار بهلقاعدة:

وإذا فسخ أحدهما لم يحتج إلى إعالم اآلخر في تحقــق الفســخ، نعم إذا كانت هنالك جهــة موجبــة لإلعالم وجبت من تلــك الجهــة، ال

من جهة مدخلية اإلعالم في الفسخ.

. 5ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)1.1ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)2.11ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)3. 5ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب593 ص14( الوسائل: ج?)4

90

Page 91: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ولو لم يحضــر من عليــه الفســخ لقبــول فســخ من لــه الفســخ، فإنــه خطــابيفرق بينهماأجبره الحاكم على ذلك، ولعله لذا ورد:

لمن له قوة في األمر والنهي. ولو قال من بيــده الفســخ: فســخت، ثم قــال: كــذبت، لم يقبــل رده، كمــا إذا قــال: علمت ولم أفســخ، ثم قــال: فســخت، لم يقبــلــار قوله في فسخه إن نافى ذلك الفور وقلنا بالفورية، ألنه من اإلنك

بعد اإلقرار، وقد حقق في محله أنه غير مقبول. ولو جعل أمر الفسخ واإلمضاء إلى وكيــل، وحــق لــه ذلــك، نفــذ فسخه أو إمضاؤه، إلطالق أدلة الوكالة بعــد عــدم وجــود دليــل على

لزوم كون الفسخ من نفس الفاسخ. ــإذا كما أنه إذا كان الولي عقد أو عقدها ثم فسخ قبل فسخه، ف بلغ الصبي أو أفاق المجنون ولم يقبل بالفسخ لم يحق لــه الرجــوع،

وذلك إلطالق أدلة الوالية الشامل لما نحن فيه. ــون وأراد أما إذا علم الولي بالعيب ثم بلغ الصبي أو أفاق المجن الفسخ، فهل له ذلك حيث إنه ذو الحق، أو لم يحــق لــه ذلــك لنفــوذ إمضاء الولي بالنسبة إليه، ال يبعد النفوذ، وربما يقال بنفوذ فسخهماــا إذا ــدم أنهم ــاح، حيث تق ــبي ورد النك ــغ الص ــا إذا بل ــاط فيم بالمن

عقدهما الوليان ثم بلغا كان لهما حق الرد. ولو شــك في حــق الصــبي والمجنــون بعــد البلــوغ واإلفاقــة في

الفسخ وعدمه لم يستبعد استصحاب الحق.

91

Page 92: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )إذا اختلفا(: 5)مسألة في العيب، فإن كان جليا كــالعمى والجنــون ونحوهمــا ممــا لم يحتج إلى إقامة بينة وإلى يمين، نظر الحاكم فيه وحكم بمقتضى ما ظهر له، وإن كان خفيا فالقول قول منكــره مــع عــدم البينــة، كغــيره من الدعاوي التي ال يخفى عليك جريان حكمهــا من رد اليمين والنكــول

ونحوهما في المقام الذي هو أحد أفرادها(. أقــول: صــور االختالف كثــيرة، كــأن يختلفــا فيمــا تقــدم، أو في العيب في أنه من المجوز للفســخ أو ال، أو في أنــه هــل حــدث بعــد النكاح أو قبله فيما كان لهما حكمــان، أو في أن الطــرف هــل كــان عالما بالعيب أم ال، أو في أنه بعد ما كان عالما هل جهــل أو نســي،ــه أو ال، أو أو بقي على علمه حين العقد مثال، أو في أنه هل رضي ب في أنه هل حدث بفعل من يريد الفسخ فيما لو قيل بأنــه لــو حــدث بفعله ال حق له في الفسخ، أو في أنه هل حدث وزال، أو لم يحدث أصال، لما قد تقدم أن حدوثه موجب للخيار وإن زال، أو في أنه هل

فسخ على الفور أو مع التراخي، فيما لو قلنا بلزوم الفسخ فورا. ثم إن كان صحيحا ثم ادعى العيب استصحبت الصحة، كمــا أنــهــوازين ــا ثم ادعى الصــحة استصــحب العيب على الم ــان معيب إذا ك

المقررة. ثم لو فسخ بالقرن وكان عفال أو ما أشبه ذلــك، فــإن كــان علىــع، نحو التقييد لم يقع الفسخ، ألن ما وقع لم يقصد وما قصــد لم يق وإال وقع، ألنه صــدر من أهلــه ووقــع في محلـه، كمــا هــو كــذلك في

سائر المعامالت، كما إذا كان له خيار الغبن وفسخ بالعيب مثال.

92

Page 93: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعليه فإذا اختلفا في القيد كــان المتبــع قــول الفاســخ، لقاعــدةمن ملك، إال أن يقيم الطرف البينة.

ومن االختالف ما لو اختلفا في أنه هل وطــأ ثم فسـخ، أو فسـخ قبل الوطي، أو هل رضي بعد الفســخ، أو فســخ بعــد الرضــا، أو مــا

أشبه ذلك.

93

Page 94: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــوب،(:ــ 6)مسألة قال في الشرائع: إذا فسخ الزوج بأحد العيفإن كان قبل الدخول فال مهر.

وفي الجواهر: بالخالف، بل لعل اإلجماع بقسميه عليه.وفي الحدائق: الظاهر أنه ال خالف فيه.

ويدل عليه متواتر الروايات: مثل قول البــاقر )عليـه الصــالة والسـالم( في خــبر أبي عبيــدة:

وإن لم يكن دخل بها فال عدة لها وال مهر لها(1). ــا علىوقول الصادق )عليه السالم( في خبر أبي الصباح: يرده

.(2)أهلها صاغرة وال مهر لها وقول علي )عليه الصالة والســالم( في خــبر غيــاث، عن جعفــر

في رجــل تــزوج امــرأة)عليــه الســالم(، عن أبيــه )عليــه الســالم(: فوجدها برصاء أو جذماء، إن كــان لم يــدخل بهــا ولم يــبين لــه فــإن شاء طلقهــا وإن شــاء أمســك، وال صــداق لهــا، وإذا دخــل بهــا فهي

.(3)امرأتهــراق، ال الطالق ــنى الف وقد تقدم أن المراد بالطالق اللغوي بمع

المصطلح عليه مما له أحكام خاصة. وإنوفي رواية الجعفريات، عن علي )عليه الصـالة والسـالم(:

.(4)لم يكن دخل بها فرق بينهما، وال يلزمه شيء من الصداق وإن لموفي رواية الدعائم، عن علي )عليه الصــالة والســالم(:

. (5)يدخل بها فارقها إن شاء وال شيء عليه إلى غيرها من الروايات.

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب594 ص14( الوسائل: ج?)1. 3ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب594 ص14( الوسائل: ج?)2. 14ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب594 ص14( الوسائل: ج?)3. 14ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)4. 5ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)5

94

Page 95: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

نعم قد تقدم اإلشكال فيما إذا كان النكاح بشرط عدم الــوطي، أو مع عدم قدرة الزوج أو الزوجة على الــوطي ممــا يعلمــان ذلــك، حيث إن مقتضى القاعدة ثبوت المهر، واألدلة في المقــام منصــرفة

عن مثل ذلك، وإن كانت المسألة بعد بحاجة إلى التتبع والتأمل. ــا، وكذا الحال في المتعة إذا كانت صغيرة ال يجوز شرعا جماعه أو تمتع بها وهي حائض لمدة يوم أو يومين مثال، وقلنا بحرمــة وطي

الدبر مثال، إلى غير ذلك من األمثلة. وقد عرفت فيما تقــدم وجــه النظــر في قــول الحــائري )رحمــه اللــه(: )إن الفســخ عبــارة عن حــل العقــد وجعلــه كــأن لم بكن من األصل، ومقتضى هذا أنه لو فســخ الــزوج أو الزوجــة بأحــد العيــوب الموجبة للفسخ لم تستحق الزوجة المهر أصال مطلقــا، ضــرورة أن مقتضى حل العقد هو حله بجميع توابعه التي منها استحقاق الزوجة

للمهر(. إذ قد عرفت أن مقتضى القاعدة هو أن الفسخ من حينــه ال من أصله، فال يستدل به لعـدم المهــر، ولــذا قـال في الجــواهر: الفسـخ ليس إال إلزالة قيــد النكــاح حــال الفســخ، وليس هــو إبطــاال لــه من

أصله. ثم إنه إن كان الفسخ بعد الوطي فلها المســمى، لمــا دل عليــه من النصوص المتواترة واإلجمــاع من غــير خالف بينهم، كمــا يظهــر

من كلماتهم. ففي رواية أبي عبيدة، عن أبي جعفر )عليــه الصــالة والســالم(:

فإنها ترد على أهلها من غير طالق، ويأخــذ الــزوج المهــر من وليهــا . (1)الذي كان دلسها

.1ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)195

Page 96: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وفي روايــة رفاعــة بن موســى المرويــة عن قضــاء علي )عليــه في امرأة زوجها وليها وهي برصاء، إن لها المهرالصالة والسالم(:

بما استحل من فرجها، وإن المهر على الذي زوجها وإنما صار عليه .(1)المهر ألنه دلسها

وفي رواية الحلبي، عن أبي عبد اللــه )عليــه الصــالة والســالم(، المهــرقلت: أرأيت إن كان قد دخل بها كيف يصــنع بمهرهــا، قــال:

لها بما استحل من فرجها، ويغرم وليها الذي أنكحهـا مثـل مـا سـاق .(2)إليها

وفي روايـة داود بن سـرحان، عن أبي عبــد اللـه )عليــه الصـالة .(3)ترد على وليها ويكون لها المهر على وليهاوالسالم(، قال:

ــالة ــه الص ــر )علي ــلم، عن أبي جعف ــد بن مس ــة محم وفي رواي فإنه يكون لها الصداق بمــا اســتحل من فرجهــا، ويكــونوالسالم(:

. (4)الذي ساق الرجل إليها على الذي زوجها ولم يبينإلى غيرها من الروايات الكثيرة.

وبذلك يخرج عما قد يقال: من أن مقتضــى الفســخ هــو رد كــل عـــوض إلى مالكـــه، وحيث إن أحـــد العوضـــين هنـــا وطي البضـــع والمفروض أنه قـد اسـتوفاه وال يمكن إرجاعــه، فال بــد من الرجــوع

إلى مهر المثل الذي هو قيمة له. وال فرق في الحكم المــذكور بين أن تكــون متعــة أو دائمــا، نعمــانت هي ــة أن المــرأة إذا ك ــا ســابقا بالنســبة إلى المتع ــد احتملن ق الفاسخة ال حق لها بالنسبة إلى أكثر من النسبة، ألنهـا مثـل المـرأة

التي تتخلف بعد العقد عليها، حيث يقسم

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 596 ص14( الوسائل: ج?)1. 5ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 596 ص14( الوسائل: ج?)2. 6ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 596 ص14( الوسائل: ج?)3. 7ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 596 ص14( الوسائل: ج?)4

96

Page 97: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــا ــا ذكرن ــف، على م ــدر التخل ــدر المجيء وق ــا على ق ــر له المهتفصيل ذلك فيما سبق.

والظاهر أنه ال فــرق في الحكم المــذكور بين أن يكــون الــوطي اختيارا أو اضطرارا أو إلجاء أو إكراها، أو في حال النوم مثال منه أو منها، أو غير ذلك إلطالق األدلة، واحتمال االنصراف إلى الوطي في حال العلم والعمــد بــدوي، وإن قــالوا بــأن ظــاهر الفعــل المباشــرة

والعلم والعمد إذا لم تكن قرينة على الخالف. وكذلك ال فــرق في الــوطي بين أن يكــون حرامــا أو حالال، كــأن كــانت حالــة الحيض أو اإلحــرام أو االعتكــاف أو في الــدبر إذا قلنــا

بحرمة وطي الدبر. وعليه فإذا لم يكن أعطاها المهر كال أو بعضا وجب عليه إعطــاء الكل أو البقيــة لهــا، وهـو الظـاهر من خـبر حسـن بن صــالح، قـال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجل تــزوج امــرأة فوجــد بهــا

هــذه ال تحبــل وينقبض زوجهــا من مجامعتهــا تــرد علىقرنا، قــال: إن كــان علم قبــل أن، قلت: فإن كــان قــد دخــل بهــا، قــال: أهلها

يجامعها ثم جامعها فقد رضي بها، وإن لم يعلم إال بعــد مــا جامعهــا، فإن شاء بعد أمسكها وإن شاء ســرحها إلى أهلهــا، ولهــا مــا أخــذت

.(1)منه بما استحل من فرجها فاحتمال أن يكون المراد أن القــدر المــأخوذ لهــا ال غــيره، فــإن كان بعض المهر مأخوذا وبعضـه غــير مـأخوذ ال حــق لهـا في البعضــه بن ــد الل غير المأخوذ غير ظاهر، كما أن خبر قرب اإلسناد عن عب

الحسن، عن علي بن جعفر، عن أخيه )عليه السالم(

. 3ح والتدليس العيوب أبواب من3 الباب 599 ص14( الوسائل: ج?)197

Page 98: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال: سألته عن امرأة دلست نفســها لرجــل وهي رتقــاء، قــال:يفرق بينهما وال مهر لها(1).

إنما هو فيما إذا كانت مدلسـة، كمــا ســيأتي من أن المدلســة المهر لها، فال قيمة لوطيها.

ثم إنه ال ينبغي اإلشكال فيما ذكره الشرائع وغــيره بقولــه: ولــهالرجوع به على المدلس وذلك لتواتر الروايات بذلك:

كصحيح الحلبي، عن الصادق )عليه الســالم(، في الرجــل الــذي ال تــرد، إنمــايتزوج إلى قوم فإذا امرأنه عوراء ولم يبينوا له، قــال:

، قلت: أرأيت إنيرد النكاح من الــبرص والجــذام والجنــون والعفل لها المهر بما استحل منكان قد دخل بها كيف يصنع بمهرها، قال:

. فرجها، ويغرم وليها الذي أنكحها مثل ما ساق إليها .(2)ونحوه صحيح محمد بن مسلم، عن الباقر )عليه السالم(

وفي خــبر ابن بكــير: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن هـوالرجل يتزوج المـرأة بهــا الجنــون والـبرص وشـبه ذلــك، قـال:

، إذا قيل بأن الضمير يرجع إلى المدلس.(3)ضامن للمهر وصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في رجل ولته امرأة أمرها أو ذات قرابة أو جارة له ال يعرف دخيلة أمرها فوجدها

يؤخذ المهر منها وال يكــون على الــذيقد دلست عيبا هو بها، قال: .(4)زوجها شيء

. 8ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 598 ص14( الوسائل: ج?)1. 6ح والتدليس العيوب أبواب من 1 الباب 593 ص14( الوسائل: ج?)2. 3ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 596 ص14( الوسائل: ج?)3. 4ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 597 ص14( الوسائل: ج?)4

98

Page 99: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فإنها تدل بمفهومها على أن األمر عليــه إن كــان يعــرف دخليــةأمرها.

وخبر محمد بن مسلم، عن أبي جعفر )عليــه الصــالة والســالم( في كتاب علي )عليه السالم(: من زوج أمــرأة فيهــا عيبإنه قال:

دلسه ولم يبين ذلك لزوجها، فإنه يكون لها الصداق بما اســتحل منــا ولم ــذي زوجه ــا على ال ــذي ســاق الرجــل إليه ــا، ويكــون ال فرجه

.(1)يبين وصــحيح أبي عبيــدة، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، قــال: في رجل تزوج امرأة من وليها فوجد بها عيبــا بعــد مــا دخــل بهــا، قــال:

إذا دلست العفالء والبرصاء والمجنونة والمفضــاة ومن كــانفقال: لها زمانة ظاهرة فإنها ترد على أهلها من غــير طالق، ويأخــذ الــزوج المهر من وليها الذي كان دلسها، فإن لم يكن وليها يعلم بشيء من

ذلك فال شيء عليه ويرد على أهلها . قال: وإن أصـاب الـزوج شـيئا مما أخــذت منــه فهـو لـه، وإن لم يصـب شـيئا فال شـيء لـه، قــال:

وتعتد منه عدة المطلقة إن كان دخل بها، وإن لم يكن دخل بها فال .(2)عدة عليها وال مهر

وصحيح الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( في حــديث ، قلت:إنما يرد النكاح من البرص والجــذام والجنــون والعفلقال:

ــا بمــاأرأيت إن كان قد دخل بها كيف يصنع بمهرها، قال: المهر له .(3)استحل من فرجها ويغرم وليها الذي أنكحها مثل ما ساق إليها

وعن داود بن ســرحان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، فيالرجل يتزوج المرأة

. 7ح والتدليس العيوب أبواب من 2 الباب597 ص14( الوسائل: ج?)1. 1ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)2. 5ح والتدليس العيوب أبواب من 2 الباب597 ص14( الوسائل: ج?)3

99

Page 100: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

تــرد على وليهــافيــؤتى بهــا عميــاء أو برصــاء أو عرجــاء، قــال: .(1)ويكون لها المهر على وليها

تـردوعن دعـائم اإلسـالم، عن علي )عليــه السـالم( إنـه قــال: المرأة من القرن والجــذام والجنــون والــبرص، وإن كــان دخــل بهــاــالمهر على فعليه المهر، وإن شاء أمسك وإن شاء فــارق، ويرجــع ب من غره بها، وإن كانت هي التي غرته رجع به عليها وترك لهــا أدنى شيء مما يستحل به الفرج، وإن لم يــدخل بهــا فارقهــا إن شــاء وال

.(2)شيء عليهوكأن ما في ذيل هذا الحديث محمول على االستحباب.

وعن رفاعــة بن موســى، قــال: ســألته عن المحــدودة، إلى أنــال: ــه الســالم( في هــذه، ولكن بلغــني فيق ولم يقض علي )علي

ــه ــه يفــرق بينهمــا ويجعــل المهــر على وليهــا ألن امــرأة برصــاء وأن. (3)دلسها

إلى غيرها من الروايات. ومنه يعلم وجــه النظــر في اإلشــكال على الحكم المــذكور بأنــه لما استمتع بها ودخل كيف يكون ال شيء عليـه، وربمـا يطـول ذلـك عشــر ســنوات مثال، فــإن النص الخــاص واإلجمــاع على المســألة ال

يدعان موضعا لمثل هذا اإلشكال. نعم الظاهر أن الرجــوع إنمــا هــو بــالمهر فقــط ال بالنفقــة، فلــو أنفق عليها طيلة مدة بقائهمــا معــا بــدون علم منــه بعيبهــا، ال يرجــع بالنفقــة عليــه، لمــا عــرفت من أن الفســخ من حينــه ال من أصــله،

فإطالق أدلة النفقة محكم. ولذا قال في الحدائق: إذا فسخ الــزوج بعــد الــدخول اســتحقت

الزوجة

. 6ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 597 ص14( الوسائل: ج?)1. 5ح والتدليس العيوب أبواب من 1 الباب 602 ص2( المستدرك: ج?)2.2ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)3

100

Page 101: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــك بين ــرق في ذل المسمى، ومقتضى القواعد الشرعية أنه ال ف كون العيب الذي فسخ به كان قبل العقد أو حدث بعده، ألن النكــاح صحيح وإن فسخ بالخيار، وثبوت الخيار فــرع على صــحة العقــد فيــة ــع بالنفق ــذا ال يرج ــله، وله ــه من أص ــخ ال يبطل ــه، ألن الفس نفس

الماضية. ثم إنــه ال فــرق في تحمــل المــدلس المهــر بين كونــه متحــدا أو متعددا، وليــا شــرعيا أو غــيره، في الــدوام أو في التمتــع، كــل ذلــك إلطالق النص، ولوكــان المــدلس متعــددا كــان عليهم بالتســاوي مــعــه مقتضــى ــاالختالف ألن ــع االختالف فب ــدليس، وم التســاوي في الت

الضمان. ولو كان المدلس غــرر أيضــا بســبب غــيره، فمقتضــى القاعــدة كون قرار الضــمان على الغــار، لقاعــدة الغــرور وغيرهــا، ولــو كــان المدلس الزوج كما لو أجرى لها عملية جراحية، ثم قال: إنها ليست ذات قرن أو ذات عفل بينما كانت كــذلك ثم تزوجهــا نفس الطــبيب جاهال بأنها هي، فليس هناك مدلس إذا لم تعرف المرأة عدم برئها،

وإنما يجب عليه دفع المهر لها كامال. ــا على ــه إم ومما تقدم يظهر أن حكم المهر على ثالثة صور: ألن الزوج، وإما ال مهر إطالقا لها حيث كانت هي المدلسة، وإمــا يكــون

على المدلس. قال في الحدائق فيما لو انتفى التــدليس بــأن كـان العيب خفيــا لم تطلع عليه المرأة، فضال عن المتـولي بتزويجهـا: )الظـاهر أنـه ال رجــوع، النتفــاء المتقضــي لــذلك، بــل هــو ظــاهر النصــوص المعللــة باستحقاقها المهر الســتحالله فرجهــا، بــل هــو مقتضــى مــا دل على استقرار المهر بالوطي فيدفع حينئذ لها تمام المسمى لما عرفت(. أقول: قد تقدم في جملة من األحاديث أن لها المهر بما استحل

من فرجها

101

Page 102: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

كما في رواية رفاعة بن موسى، عن أبي عبد الله )عليه الصالةــد والسالم(، وكذلك في رواية الحلبي عنه )عليه السالم(، إن كان ق

المهر لها بما اســتحل من فرجهادخل بها كيف يصنع بمهرها، قال: (1).

فــإنوفي رواية حسن بن صالح، عنه )عليه الصالة والســالم(: شاء بعد أمسكها وإن شاء سرحها إلى أهلها، ولها ما أخذت منه بما

.(2)استحل من فرجها ويكــون لهــا المهــروفي رواية أبي الصباح، عنه )عليه السالم(:

.(3)على وليها وإن كــان دخــلوفي رواية الدعائم، عن علي )عليــه الســالم(:

.(4)بها فعليه المهر فــإنوفي رواية الدعائم، عن الباقر )عليــه الصــالة والســالم(:

.(5)كان دخل بها فلها الصداق ثم إن المسالك قال: )ويظهر من العبارة الرجوع بجميــع المهــر حيث يرجع، وهو الــذي يقتضــيه إطالق النصــوص، واســتثنى جماعــةــا منه ما إذا كان الرجوع على المرأة، فإنه حينئذ يستثنى منه أقل م يصلح أن يكون مهرا وهو مــا يتمــول عــادة، ألن ال يخلــو البضــع عن عوض، وقيل: أقـل مهـر مثلهـا ألنــه عــوض البضـع، واألشـهر األول، وإنما لم يستثن ذلك لو كان الرجوع على غيرها لســالمة المهــر لهــاــواله على تقديره فال محذور بخالف ما إذا كان الرجوع عليها، فإنه لــذا ــة عن هـ ــوص خاليـ ــوض والنصـ ــترم عن العـ ــاح المحـ لخال النكـ

االستثناء(.

. 4ح والتدليس العيوب أبواب من5 الباب 600 ص14( الوسائل: ج?)1. 5ح والتدليس العيوب أبواب من5 الباب 600 ص14( الوسائل: ج?)2. 3ح والتدليس العيوب أبواب من3 الباب 599 ص14( الوسائل: ج?)3. 2ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب 601 ص2( المستدرك: ج?)4. 5ح ذيل والتدليس العيوب أبواب من1 الباب 602 ص2( المستدرك: ج?)5

102

Page 103: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وظاهره أنه ال يقول ببقاء شيء لها فيما إذا كان الرجوع عليهــا،وهو مقنضى القاعدة إلطالق األدلة والتدليس سبب ذلك عقوبة.

ومنه يعلم وجه النظر في قول الريــاض: ويســتفاد من الخــبرين الرجوع بالمهر إليها مطلقا من دون استثناء شيء مطلقا، وبه صرح جماعة وهو أقوى، خالفا للمحكي عن األكثر فاستثنوا منه شيئا، أمــا مهر أمثالها كما عن اإلسكافي، أو أقــل مــا يتمــول كمــا عن األكــثر، ألنه ال يخلو البضع عن العــوض، وهــو األحــوط، وإن كــان في تعيينــه

نظر. وعليه، فاألصل ولزوم االقتصار في مخالفــة النصــوص الحاكمــة بــالرجوع إلى الجميــع على القــدر الــذي ينــدفع بــه الضــرر يقتضــي المصير إلى ما قدره األكثر، وتعليل االستثناء يقتضي المصير إلى ما

قدره اإلسكافي وهو أحوط. ــة عن وفي الحدائق بعد أن نقل عن المسالك أن النصوص خالي االســتثناء قــال: )بــل هي ظــاهرة في رده لمــا عــرفت من حــديث

.(1)رفاعة( أقول: ويدل عليه أيضا غير حديث رفاعة مما تقــدم، وهــو الــذي أيده الجواهر أيضا، فإنه بعد أن نقل عن القواعد: )رجع عليها إال بما يمكن أن يكون مهرا(، قال: )ويمكن القول برجوعه أجمع من حيث التدليس إلطالق األدلة وعدم خلو البضع عن العوض حــتى في مثــل

.(2)الفرض التي كانت هي السبب في ذلك ممنوع( نعم ال بــأس بإعطائهـــا شــيئا من جهــة النســبة إلى الشــهرة المتقدمة والتعليل المذكور، وخصوص ما تقدم عن دعــائم اإلســالم،

وإن كانت هي التي غرتــه رجــع بــه عليهــاعن علي )عليه السالم(: .(3)وترك لها أدنى شيء مما يستحل به الفرج

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من5 الباب 599 ص14( الوسائل: ج?)1.348 ص30الكالم: ج ( جواهر?)2. 5ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)3

103

Page 104: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم لالختالف في المقام صور: األولى: صــورة ادعــاء الــزوج تغريــر الزوجــة لــه، فــإذا صــدقت الزوجة التغرير فال مهر لها، وإذا أنكــرت بــأن ادعت أن الــزوج كــان

يعلم، فإن أقامت البينة فهو، وإال حلف الزوج وكان الحق معه. وإن قالت الزوجة: مــا كنت أعلم بــالعيب الــذي في، فــإن أقــام الزوج البينة على علمهــا كــان الحــق معــه، وإال حلفت الزوجــة على

المغــرورعدم علمها بالعيب وأخذت المهر، وال يأتي هنا احتمال أن بالنسبة إلى عدم الفرق بين كون الغار عالمــا أويرجع إلى من غر

جاهال، لمكان النصوص الخاصة في المقام الـتي قـد تقـدمت جملـةمنها.

الثانية: لو ادعى الزوج تغرير الولي، فــإن صـدق الـولي فــالمهرــولي ــة على ال ــزوج فالبين ــه علم ال ــولي بادعائ ــر ال ــه، وإن أنك علي واليمين على الــزوج، وإن أنكــر الــولي بادعائــه عــدم علمــه بــاألمر

فالبينة على الزوج واليمين على الولي. الثالثة: ما لو ادعى الولي تغرير الزوجة له، فإن صدقت الزوجة فال مهر لها، وإن كذبت الزوجة ففي عــالم الثبــوت إن كــان كالهمــا يعلمان فال مهر لها، وإن كان كالهمــا يجهالن فلهــا المهــر، وإن كــان الولي يعلم دونها كان المهر عليــه، وإن كــانت هي تعلم دون الــولي فال مهر لها، وفي عالم اإلثبات يعمل حسب موازين البينــة والحلــف

مما هو واضح. ثم الظاهر أنه مع مشاركة الولي للزوجة في التغرير بأن صــارا معا سبب تغرير الزوج، حيث إنه لو كــان أحــدهما لم يتغــرر الــزوج، فال مهر لها أيضا وال شيء على الولي، ولو كانت المرأة قــد أخــذت المهر من الزوج فله الرجوع على أيهمــا شــاء، بالكــل أو بــالتبعيض،

تنصيفا أو ال، كما هو مقتضى قاعدة الغرور. ــا بين ــرق فيه ثم إن مقتضى ما تقدم من أن أحكام العيوب ال ف

العيب قبل العقد

104

Page 105: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أو بعده، قبل الوطي أو بعده، أن األحكام المذكورة هنــا أيضـا الفرق فيها بين كل ذلك.

ومنه يظهر وجه النظر في ما ذكره المبســوط، حيث قــال: )إن كان الفسخ بالمتجدد بعد الــدخول فــالواجب المســمى، ألن الفســخ إنما يستند إلى العيب الطارئ بعد استقراره، وإن كان بعيب موجود قبل العقد أو بعده قبل الدخول وجب مهــر المثــل، ألن الفســخ وإن كان في الحال إال أنه مســتند إلى حــال حــدوث العيب فيصــبر كأنــه وقع مفسوخا من حين حدوث العيب فيصير كأنه وقع فاسدا ويلحقه أحكام الفاسد، إن كــان قبــل الــدخول فال مهــر وال نفقــة، وإن كــان

بعده فال نفقة للعدة ويجب مهر المثل(. ولذا قال في الحدائق: )إن األخبار دالة على أنه متى فسخ فإن لهــا المســمى مــع الــدخول، أعم من أن يكــون العيب متقــدما على العقد أو متأخرا، بل ظاهر أكثرهــا كمــا قــدمنا بيانــه إنمــا هــو تقــدمــات ــل، والرواي ــر المث ــه بمه ــذي حكم في العيب على العقــد وهــو ال

صريحة في المسم ى(. وفي الجواهر قال: )فيه إن النكــاح وقــع صــحيحا، والفســخ وإن كان بسبب العيب السابق ال يبطله من أصله، بــل من حين الفســخ، وال يزيل األحكام التي سبقت عليه خصوصا إذا كان العيب حادثا بعد العقــد، فــإن دليلــة ال يجيء عليــه ولم أجــد أحــدا وافقــه عليــه من

أصحابنا(. ــدم، نعم أقول: قد تقدم أن الفسخ من حينه ال من أصله كما تق في الفضــولي إذا لم يــرض الطــرف يكــون الفســخ من أصــله، فال يترتب عليه شيء من أحكام العقــد من النفقــة وأحكــام المصــاهرة

وغيرها. ثم إن الشرائع بعد حكمه السابق قال: وكذا لو فسخت الزوجـة

قبل الدخول

105

Page 106: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فال مهر إال في العنن، ولو كان بعده كان لها المسمى. وقال في الجـواهر بعـد الحكم األول: بال خالف وال إشـكال نصـا وفتوى، وبعد الحكم الثاني: بالمسمى بال خالف معتد به أجــده فيــه،

بل حكى بعضهم اإلجماع عليه. أقول: بعد كــون الحكم في كال المقــامين على حســب القاعــدة على ما عرفت، يدل على الحكم األول ولو بالمناط مــا رواه محمــد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن امــرأة حــرة

هيتزوجت مملوكا على أنه حــر فعلمت بعــد أنــه مملــوك، فقــال: ــل أملك بنفسها، إن شاءت قرت معه، وإن شاءت فال، فإن كان دخ بها فلها الصداق، وإن لم يكن دخل بهــا فليس لهــا شــيء، فــإن هــو

.(1)دخل بها بعد ما علمت أنه مملوك وأقرت بذلك فهو أملك بها وعن نوادر أحمد بن عيسى، عن محمد بن مسلم، قــال: ســألته عن امرأة حرة تزوجت رجال مملوكـا على أنــه حــر فعلمت بعـد أنـه

هي أملك بنفسها، فإن كان دخل بهــا فلهــا الصــداق،مملوك، قال: وإن لم يدخل بها فال شي ء لها، وإن علمت هي ودخــل بهــا بعــد مــا

.(2)علمت أنه مملوك فال خيار لها وعن دعائم اإلســالم، عن علي )عليــه الســالم(، إنــه قضــى في امرأة حرة دلس لهــا عبــد بنفســه فأنكحهــا فظنتــه كمــا قــال حــرا،

. إن شاءت أقامت معه، وإن شاءت فارقتهفقال: فإن كان دخل بها فلها الصداق،وقال أبو جعفر )عليه السالم(:

، قــال:وإن لم يدخل بها فليس لها، شيء، يعني إذا اختــارت فراقهفإن دخل بها بعد ما علمت أنه مملوك فهو أملك بها(3).

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من11 الباب 606 ص14( الوسائل: ج?)1. 2ح والتدليس العيوب أبواب من10 الباب 603 ص2( الوسائل: ج?)2. 2ح والتدليس العيوب أبواب من10 الباب603 ص2( المستدرك: ج?)3

106

Page 107: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن الصدوق في المقنع نحو ذلك، ومنه يعلم وجه المسمى. أما مسألة العـنين الـتي ذكرهـا الشـرائع فسـيأتي الكالم حولهـا لألدلة الخاصة، نعم قد ذكرنا سابقا أن مقتضى ما دل على تقســيطــذلك المهر إذا خالفت المرأة في المتعة ولو بعد الدخول، أن ذلك كــداق، وإن في المقام أيضا، ألن دليل التقسيط حاكم على دليل الص

لم أجد من تعرض له. ثم إن الشرائع قال: )وكذا لو كان ـ أي الفســخ ـــ بالخصــاء بعــد

الدخول، فلها المهر كمال أن حصل الوطي(. أقول: وذلك للعمومات وللروايات الخاصــة الــواردة في المقــام

مما تقدم اإلشارة إلى جملة منها. مثل ما عن سماعة، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، إن خصــيا

يفرق بينهما وتأخــذ منــه صــداقها ويوجــعدلس نفسه المرأة، قال: .(1)ظهره كما دلس نفسه

وعن ابن مسكان، قال: بعثت بمسألة مع ابن أعين، قلت: سله )عليه السالم( عن خصــي دلس نفســه المــرأة ودخــل بهــا فوجدتــه

يفرق بينهما ويوجع ظهــره ويكــون لهــا المهــر لدخولــهخصيا، قال: .(2)عليها

وعن عبد الله بن الحســن، عن جــده علي بن جعفــر، عن أخيــه )عليه السالم( قال: سألته عن خصي دلس نفسه المــرأة مــا عليــه،

يوجع ظهره ويفرق بينهما وعليه المهــر كــامال إن دخــل بهــا،فقال: .(3)وإن لم يدخل بها فعليه نصف المهر

لكن هذه الروايــة خالف المشــهور، فــإن المشــهور أفتــوا بعــدمالمهر

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب 608 ص14( الوسائل: ج?)1. 3ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب 608 ص14( الوسائل: ج?)2. 5ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب 608 ص14( الوسائل: ج?)3

107

Page 108: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

مع عدم الــدخول اطلالقــا، خالفــا للمحكي عن الصــدوقين حيث جعال نصف المهر لها مطلقا، وكأنــه للفقــه الرضــوي )عليــه الصــالة

وإن تزوجهــا خصــي وقــد دلس نفســه لهــا وهي ال تعلموالســالم(: فرق بينهما ويوجع ظهره كما دلس نفسه وعليه نصــف الصــداق وال

.(1)عدة عليها منه ولذا جمع بعض بين الرضوي وبين إطالقات المهــر كال بصــحيحة قرب اإلسناد، وإن كان يؤيده روايــة الــدعائم، عن جعفــر بن محمــد )عليهمــا الســالم( أنــه ســئل عن رجــل مجبب دلس بنفســه المــرأة فتزوجته فلما دخلت عليه اطلعت منه على ذلك فقامت عليه، قال:

يوجع ظهره ويفرق بينهما وعليه المهر كامال إن كان دخل بها، وإن ، قيــل لـه: فمــا تقـول في العـنين،لم يدخل بها فعليه نصـف المهر

.(2)هو مثل هذا سواءقال: أقول: وكأنــه ألن العــنين أيضــا يتمكن من الــدخول وإن لم يكن الدخول بانتصاب ويتعذر عليه إدخال الجميع، ومن هنــا كــان المتجــه مساواة الخصاء لغيره في الحكم الذي ذكرناه، وهو أنـه ال مهـر مـع عدم الــدخول، والكــل معــه، ولــوال الشــهرة المحققــة لكــان القــول

بالتفصيل موجها. وعلى هــذا، فال فــرق بين أن يكــون الخصــي دخــل بالزوجــة ثم فسخت، أو طلقها هو، لعموم األدلة وخصوص خبر أحمــد بن محمــد بن نصر، قال: سألت الرضا )عليه السالم( عن خصــي تــزوج امــرأة

لهــا األلــف الــتيعلى ألف درهم ثم طلقها بعد ما دخل بهــا، قــال: .(3)أخذت منه وال عدة عليها

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من12 الباب603 ص2( المستدرك: ج?)1. 864 ح230 ص2( الدعائم: ج?)2. 1ح المهور أبواب من44 الباب 52 ص15( الوسائل: ج?)3

108

Page 109: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

سيأتي الكالم في العدة في باب العدد إن شاء الله تعالى. ــدخول ال ــر ال ــار في اســتحقاقها كــل المه ثم الظــاهر أن المعي الخلــوة، وإن قــال في الجــواهر: )ظــاهر بعض وصــريح آخــر إلحــاق

الخلوة بالدخول في وجوب الكل(. وفي المسالك نقال عن المختلف: )المهر يجب كمال بالخلوة كما

يجب بالدخول(.ــار وذلك الذي ذكرناه، ألن ظاهر األدلة في المقام، هو أن االعتب بالدخول وهو غير الخلوة المجــردة، ولــذا اختــار الجــواهر المشــهور

بأن المعيار بالدخول فقط، فمع عدم الدخول ال عدة وال مهر. إن لم يكن دخــل بهــا فال عــدة والوقد تقدم صحيح أبي عبيدة:

.(1)مهر لها.(2)وعليه المهر كامال إن دخل بهاوخبر قرب اإلسناد:

إلى غير ذلك. ويؤيده الروايات المطلقة: مثل مــا عن حفص بن البخــتري، عن

إذا التقى الختانــان وجب المهــرأبي عبد الله )عليه الســالم( قــال: .(3)والعدة والغسل

وفي خبر عبد الله بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الصــالة إذا أدخلــهوالسالم(، فإن كان واقعها في الفرج ولم يــنزل، فقــال:

.(4)وجب الغسل والمهر والعدة وخبر يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، قــال:

.(5)ال يوجب المهر إال الوقاع في الفرجسمعته يقول: ــه إلى غيرها من الروايات التي تأتي في باب المهور إن شاء الل

تعالى. إذافما ورد في روايــة، عن علي بن الحســين )عليــه الســالم(:

أغلق بابا وأرخى سترا

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 596 ص14( الوسائل: ج?)1. 108اإلسناد: ص ( قرب?)2. 4ح المهور أبواب من54 الباب 65 ص15( الوسائل: ج?)3. 1ح المهور أبواب من54 الباب65 ص15( الوسائل: ج?)4. 6ح المهور أبواب من54 الباب 66 ص15( الوسائل: ج?)5

109

Page 110: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

يجب أن يحمل على الطريقية. ،(1)وجب المهر والعدة ويدل عليه ما واه يــونس بن يعقــوب،قــال: ســألت أبــا بــد اللــه )عليه السالم( عن رجل تزوج امرأة فأغلق بابا وأرخى سترا ولمس

وقبل ثم طلقها أيوجب عليه الصــداق، قــال: ال يــوجب الصــداق إال .(2)الوقاع

إلى غير ذلك مما سيأتي تفصيل الكالم فيه إن شاء الله تعالى. ثم إن مقتضى القاعدة هو عدم الفرق بين الوطي في القبل أو

الدبر، ألنه أحد المأتيين. وقد تقدمت مسألة عدم اختياره في الوطي بــأن كــان مضــطرا أو مكرها أو ملجئا أو ما أشبه ذلك، كما أنه قد تقدم اإللماع إلى أنهــدخول لم يكن ــل ال ــالعيب وحص ــو أو لم تعلم هي ب ــو لم يعلم ه ل

الدخول مسقطا للخيار. وفي الجــواهر: لم أجــد فيــه خالفــا، بــل يمكن تحصــيل اإلجمــاع

ــدة ــحيح أبي عبيـ ــل وصـ ــك لألصـ ــه، وذلـ ــبر الحسن(3)عليـ ،(4)، وخـــدخول يجب أن(5)والكناني ــار بال ، وغيرها، فما دل على سقوط الخي

يحمل على الدخول مع العلم ال مطلقا. والظاهر أنه إذا كان علم ثم نسي كان في حكم الجهل، كما أن الظاهر أن يكون الــدخول اختياريــا في ســقوط الخيــار ال إكراهــا أو إلجــاء، أو في نــوم أو مــا أشــبه، وذلــك لمــا تقــدم في حــديث أبي الصباح، قال: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن رجــل تــزوج امرأة فوجد بها قرنا، إلى أن قال: قلت: فإن كــان دخــل بهــا، قــال:

إن كان علم بذلك قبل أن ينكحها يعني المجامعــة ثم جامعهــا فقــد رضي بها، وإن لم

. 2ح المهور أبواب من55 الباب 66 ص15( الوسائل: ج?)1. 41ح المهور أبواب من55 الباب 66 ص15( الوسائل: ج?)2. 1ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 596 ص14( الوسائل: ج?)3. 3ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب 593 ص14( الوسائل: ج?)4. 4ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب 593 ص14( الوسائل: ج?)5

110

Page 111: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)يعلم إال بعد ما جامعها فإن شاء بعد أمسك وإن شاء طلق فإن ظاهر )رضي بها( أن يكون الجماع عن علم وعمد، فإذا لم يكن أحدهما ال يوجب الجماع السقوط، وظــاهر التعليــل أن كــل مــا يدل على الرضا بعد العلم كاف في إســقاط الخيــار، ولــذا قــال في الجواهر: )هل يقتصر في ذلك على الوطي أو يلحق به كل فعل يقع منها على مقتضى الزوجية كاللمس والتقبيل والتفخيــذ ونحــو ذلــك،

وجهان، أقواهما الثاني(. ومنه يعلم أنه لو تصورها زوجة أخرى فجامعها باعتبار أنهــا غــير المعيبة، أو تصورها فاجرة فجامعها زنــا بهــا، لم يكن ذلــك مســقطا

للخيار، لعدم وقوع الرضا الذي هو المعيار في اإلسقاط. ثم إن الجواهر قال: )ولو رضي بــبرص مثال ثم اتســع بعــده في ذلك العضو، ففي الخيار وعدمــه وجهــان، أقواهمــا العــدم، كمــا عنــه عيب التحرير والجامع، ألن الرضا بالشيء رضا بما يتولد منه، وألن واحد قد حصل الرضا به، خالفا للفاضل في القواعد فله الخيار ألنها عيب لم يحصل الرضا به، نعم لو حصل البرص في غير ذلك العضو اتجه ثبوت الخيار فيه، لظهــور المغــايرة حينئــذ مــع أن المحكي عنــه المبسوط التوقف منه، ألن اتفاق الجنس ال يوجب الرضا بفرد من

. (2)الرضا بغيره، أما مع اختالف الجنس ال إشكال في ثبوت الخيار( لكن مقتضى القاعدة دوران األمر مدار الرضا، سواء بمــا يتولــدــد أو في عضو آخر، وإال فليس الرضا بالشيء مالزما للرضا بما يتول

منه، كما يمكن أن يكون

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من3 الباب 598 ص14( الوسائل: ج?)1.352 ص30الكالم: ج ( جواهر?)2

111

Page 112: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــر، فليس ــان آخ الرضا بالشيء رضا بما يحدث من مثله في مكالمعيار ما ذكر في الموضوعين.

ومنه يعلم حال ما لو رضــي الــزوج بجنــون المــرأة في الصــيف مثال حيث قيــل لــه: إنهــا تتجنن في الصــيف، فظهــر أنهــا تتجنن في الشتاء والصيف معا أو في الشتاء، فإن الرضا بشيء ال يالزم الرضا بغيره، فيكــون لـه حــق الفسـخ، كمــا بالنسـبة إلى حــق المــرأة في

الفسخ إذا كان الزوج كذلك. وكذلك الحال إذا رضي بنوع من الجنون فظهــر نــوع آخــر منــه، مثال رضي بالجنون المالزم لتلويث البدن وخرق الثــوب ومــا أشــبه،ــر أو خمش فظهر الجنون بنوع آخر مثل النزاع والسباب وخنق اآلخ الجسم أو ما أشبه، فــإن الرضــا بشــيء ال يالزم الرضــا بغــيره، وإن

كان كالهما يسمى باسم واحد. وكذلك الحال إذا رضي مثال بعفل المرأة، فظهر قرنا، أو بقرنها فظهر عفال، أو بأحــدهما فظهــرت مفضــاة أو بمــا أشــبه ذلـك، كــأن رضي بالبرص فظهرت قرنــاء، أو رضــي بــالقرن فظهــرت مقعــدة، إلى غير ذلك، سواء في الرجل بالنســبة إلى المــرأة، أو في المــرأة

بالنسبة إلى الرجل. ولو لم يكن أحدهما مجنونا لكنه تجنن فال حــق في الفســخ، ألن التجنن غــير الجنــون، وظــاهر األلفــاظ معانيهــا الواقعيــة ال معانيهــا الخياليــة، وكــون التجنن عيبــا ال يســتلزم الحــق في الفســخ، ألنــه ال

يفسخ بكل عيب. ولو شك في جنونه، فإن كــان مستصــحب الصــحة استصــحبت، وإن كــان مستصــحب الجنــون استصــحب، وإن لم يكن استصــحاب كان مقتضى القاعدة عدم الحــق في الفســخ، ألن الموضــوع مــا لم

يتحقق لم يتحقق الحكم. ــنة أو ولو جن فرضيت، ثم أفاق وبقي على اإلفاقة مدة، مثال س

سنتين أو ما

112

Page 113: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أشبه، ثم جن ثانيا، وقلنا بأن الجنون الحادث أيضــا يــوجب حــقــالجنون الســابق ال الفسخ، فهل لها حق الفسخ باعتبار أنها رضيت ب بهذا الجنون، أو ال، ألن الجنون شيء واحد وإنما الصحة هبة لها في البين، احتماالن، وإن كان ال يبعد حقها في الفسخ إلطالق األدلة بعد

عدم شمول الرضا لمثل ذلك.ــدة تجــدد وكذا الحال لو رضي ببرصها ثم زال البرص، ثم بعد م

البرص، إلى غير ذلك فتأمل. أمــا إذا رضــي بعيب ثم زال ذلــك العيب وحــدث عيب آخــر، فال شك في حقه كحقها في الخيار على مــا تقــدم من أن المتجــدد من

العيوب أيضا يوجب الخيار. ثم إنه لوكان مجبوبا أو عنينا فوضع آلة اصطناعية كمــا يتعــارف في بعض البالد، لم يســقط حقهــا في الفســخ، وإن أدخــل وحصــل سائر شرائط اللذة من االنتصاب واإلدخال الكامل والحركة واإلمناء ثم التقلص لآللة االصطناعية، فــإن كــل ذلــك ال يــوجب عــدم الحكم

بالخيار لعدم الموضوع. كما أن مثل ذلك ال يوجب محرمــات المصــاهرة، وال الغســل وال الحد وال العدة وال ما أشبه ذلك، فإن كل ذلــك من أحكــام الــدخول،

وال دخول في المقام.

113

Page 114: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع: ال يثبت العنن إال بإقرار الــزوج(:ـ 7)مسألة أو البينة بإقراره أو نكوله.

أقول: مقتضى القاعدة أن العيب يثبت بــالعلم ســواء للرجــل أو للمرأة أو للحاكم، فإذا علم الرجل بالعيب حق لــه الفســخ، كمــا إذا علمت المرأة بالعيب حق لها الفسخ، وحق الفســخ واقعــا ال ينــافي احتياج اإلثبات عند الحاكم لترتب اآلثار في مورد التنازع، وال إشكال في ثبوت العيب بالبينة، ألنها حجة مطلقــا، بــل ال يبعــد ثبوتــه بقــول

األشياء كلها على ذلــكأهل الخبرة، لقوله )عليه الصالة والسالم(: كان األحوط خالف ذلك. وإن ،(1)حتى تستبين أو تقوم به البينة

ــذلك ــة العلم ب وفي الجواهر: )بل يعتبر في الشاهدين مع العدال العيب، ككونهما طبيبين عارفين يقطعان بوجوده إن كان مما يمكن علم الغير به كالبرص والجذام الخفيين، وإن كـان ال يعلمــه غالبـا إال

صاحبه كالعنن لم تسمع البينة(. وفيه نظر، فإن العنن كما يمكن معرفة صاحبه بــه كــذلك يمكن

معرفة البينة له أيضا. ومنه يعلم وجــه النظــر في قــول الشــرائع الســابق حيث حصــرــإقراره اإلثبات باألمور المذكورة بدون ذكر البينة، وأما كفاية البينة ب

. من ملك شيئا ملك اإلقرار بهفلقاعدة فإن من الممكن أن تكون البينة حال لمسها لعننه غير عادلة ثم صارت عادلة فشــهدت بــذلك، كمــا أنــه ال يبعــد جــواز تجربــة البينــة

العادلة له كما ذكروا مثله في باب الخنثى وغيره.

. 4 ح4 الباب60 ص12( الوسائل: ج?)1114

Page 115: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ومنه يعلم وجه النظر في ما قاله الجواهر: )ال تسمع منها البينة على العنن نفسه، لكونه ال يعلم إال من قبله، ضرورة كونــه أعم من

العجز عن وطي امرأة بخصوصها(. إذ قد عرفت إمكان اطالع البينة على ذلك، وقولــه )ضــرورة( ال يمكن أن يكون علة للحكم المذكور، ولعله لذا قــال أخــيرا: نعم قــد يشكل أصل الحكم بأن قبول يمينها يقتضي إمكان اطالع الغير عليه

ال من جهة اإلقرار فيتجه سماع البينة عليه. والظاهر أن استطالع الحاكم بنفســه عن حقيقــة األمــر يســاوي البينة، سواء كانت البينة في جهة الرجل أو في جهة المــرأة بادعــاء

الرجل عيب المرأة أو ادعاء المرأة عيب الرجل. وطرق االستطالع المذكورة في الروايات طريقي على الظاهر،

ال أن لها موضوعية. فعن عبد الله بن الفضــل الهاشــمي، عن بعض مشــيخته، قــال: قالت امرأة ألبي عبد الله )عليه السالم(، أو سأله رجــل: عن رجــل

تحشــوها القابلــةتدعي عليه امرأته أنه عنين وينكــر الرجــل، قــال: الخلوق وال نعلم الرجل ويدخل عليه الرجل، فإن خــرج وعلى ذكــره

.(1)الخلوق كذبت وصدق، وإال صدقت وكذبورواه هو أيضا عن أبي عبد الله )عليه الصالة والسالم(.

وعن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد اللـه )عليــه السـالم( قـال:)ــه الســالم ادعت امرأة على زوجها على عهد أمير المؤمــنين )علي

أنه ال يجامعها وادعى أنه يجامعها، فأمرها أمير

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من15 الباب613 ص14( الوسائل: ج?)1115

Page 116: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

المؤمنين )عليه السالم( أن تستدثر بالزعفران ثم يغسل ذكره،.(1)فإن خرج الماء أصفر صدقه، وإال أمره بطالقها

ــا، والظاهر أن األمر كان الدعاء المرأة أنه عنين ال أنه ال يجامعه فــالمراد بطالقهــا إطالقهــا، ولــذا قــال في الوســائل: )يمكن حمــل

الطالق على المعنى اللغوي بمعنى المفارقة، فإن للزوج الفسخ(. إذاوعن الصدوق، قال: قال الصادق )عليــه الصــالة والســالم(:

ادعت المرأة على زوجها أنــه عــنين وأنكــر الرجــل أن يكــون ذلــك،ــو ــره فه فالحكم فيه أن يقعد الرجل في ماء بارد، فإن استرخى ذك

.عنين، وإن تشنج فليس بعنين إنــه يطعم المســك الطــري ثالثــة أيــام ثمقال: وفي خبر آخر:

يقال له: بل على الرماد، فإن ثقب بولــه الرمــاد فليس بعــنين، وإن.(2)لم يثقب بوله الرماد فهو عنين

وعن الرضوي )عليه السالم(: وإذا ادعت أنــه ال يجامعهــا عنينــا كان أو غير عنين، فيقول الرجل إنه قد جامعهــا، فعليــه اليمين ألنهــا المدعية، وإذا ادعت عليه أنه عنين وأنكــر الرجــل أن يكــون كــذلك، فإن الحكم فيه أن يجلس الرجل في ماء بارد فـإن اســترخى ذكـره

.(3)فهو عنين، وإن تشنج فليس بعنين وإذا ادعت المــرأة على زوجهــا أنــهوعن الصدوق في المقنــع:

وساق الحديث مثله.عنينــالم(وعن كتاب صفوة األخبار: قضى أمير المؤمنين )عليه الس

في رجل ادعت امرأته أنه عنين، فأنكر الزوج ذلك، فأمر النساء أنيحشون فرج المرأة بالخلوق،

. 3ح والتدليس العيوب أبواب من15 الباب613 ص14( الوسائل: ج?)1. 4ح والتدليس العيوب أبواب من15 الباب613 ص14( الوسائل: ج?)2. 5ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب604 ص2( المستدرك: ج?)3

116

Page 117: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ولم يعلم زوجها بذلك، ثم قال لزوجها: ايتهــا، فــإن تلطخ الــذكر. (1)بالخلوق فليس بعنين

ولما ذكرناه من سماع بينــة المــرأة بالنســبة إلى كونــه عنينــا أو مجبوبا أو غير ذلك، كسماع بينته بالنسبة إلى كونهــا قرنــاء أو عفالء

أو ما أشبه. قال الحائري )رحمه الله( في رد من قــال بعــدم ســماع بينتهــا: إنه لو كان العنن مما ال يمكن اطالع الغير عليه إال من جهة اإلقرار،ــه، ــا علي ــاه وســماع يمينه ــة إي ــه لســماع دعــوى الزوج لم يكن وج فسماعهما منه كاشــف عن إمكــان اطالع الغــير عليــه، ومعــه يتجــهــه، ودعــوى الفــرق بين الزوجــة وغيرهــا بإمكــان ــة علي ســماع البين اطالعها عليه بمرور األيام وتكــرر األحــوال وتعاضــد القــرائن بخالف غيرها، كما ترى ضرورة إمكان تعاضد القرائن للغير أيضــا خصوصــا مع االختبار بالعالمات المذكورة في الكتب الطبية، والمنصــوص بهــا

في بعض األخبار. ومنه يعلم وجه النظر في قــول الحــدائق حيث قــال: )إن العنــة عبارة عن ضـعف اآللـة عن االنتشـار والولـوج في الفـرج فهـو أمـر مخفي ال يطلــع عليــه غــير من ابتلي بــه، فال يمكن االطالع عليــه للشــهادة حينئــذ، فال طريــق إلى الحكم بــه إال بــإقرار صــاحبه على نفسه أو قيام بينة إلقراره، فعلى هــذا لــو ادعت المــرأة عليــه ذلــك وأنكر الرجل فالقول قوله بيمينه، عمال بأصالة السالمة الراجعة إلى أصالة العدم، فإن حلف استقر النكاح، وإن نكل فإن قضــينا بمجــردــإن حلفت ثبت النكول ثبت العيب، وإال ردت اليمين على المــرأة، ف

العيب، إال أنه البد في حلفها من حصول العلم لها به(.

. 3ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب604 ص2( المستدرك: ج?)1117

Page 118: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم ال يبعد حجية قول النساء في كون الرجــل عنينــا، بــأن تــزوج قبلها مثال زوجات عادالت فشهدن على عننه، كما أن العكس كذلك بأن شهد الرجال على كونهــا قرنــاء أو عفالء أو مــا أشــبه، وكــذا إذا شهدن أن الرجــل مجبــوب أو خصــي، إلطالق بعض األدلــة في بــاب

الشهادة. ولخصوص صحيح أبي حمزة، سمعت أبا جعفــر )عليــه الســالم(

إذا تــزوج الرجــل المــرأة الــثيب الــتي قــد تــزوجت غــيره،يقــول: فزعمت أنـه لم يقربهـا منـذ دخـل بهـا، فـإن القـول في ذلـك قـول

فــإن، قــال: المدعيةاالرجل وعليه أن يحلف بأنه لقد جامعها ألنهــ تزوجها وهي بكر فزعمت أنه لم يصــل إليهــا فــإن مثــل هــذا يعرفــه النساء فلينظر إليها من يوثق به منهن، فإذا ذكرت أنها عذراء فعلى اإلمام أن يؤجله ســنة، فــإن وصــل إليهــا وإال فــرق بينهمــا وأعطيت

.(1)نصف المهر وال عدة عليها فإن مثلفإن العلة في هذه الرواية وهي قوله )عليه السالم(:

شامل للمقام، ولــو منــع اإلطالق في العلــة قلنــاهذا يعرفه النساءبوحدة المناط في المقامين.

ويؤيد ما ذكرنــاه مــا رواه إســماعيل بن أبي زيــاد، عن أبي عبــد الله، عن أبيه، عن علي )عليهم السالم(، إنه أتي رجــل بــامرأة بكــر زعم أنها زنت فأمر النســاء فنظــرن إليهــا فقلن هي عــذراء، فقــال

ما كنت ألضرب من عليه خاتم من الله، وكان يجيز)عليه السالم(: .(2)شهادة النساء في مثل هذا

ــه وعن الشيخ، عن الصدوق والطبرسي في صحيفة الرضا )عليالسالم( روايته كذلك.

هذا باإلضــافة إلى روايــة زرارة، قــال: ســألت أبــا جعفــر )عليــهالسالم(، عن رجل تزوج

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من15 الباب613 ص14( الوسائل: ج?)1. 3 ح19 الباب211 ص3والمستدرك: ج ،13 ص261 ص18الوسائل: ج ( انظر?)2

118

Page 119: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

جارية لم تــدرك ال يجــامع مثلهــا، أوتــزوج رتقــاء فــأدخلت عليــه هاتــان ينظــر إليهن من يوثــق بــهفطلقها ساعة أدخلت عليه، قال:

من النساء، فإن كن كما دخلن عليه فإن لهــا نصــف الصــداق الــذي ، قلت: فإن مات الزوج عنهن قبل أنفرض لها وال عدة عليهن منه

ــةيطلق، قال: فإن لها الميراث ونصف الصداق وعليهن العدة أربع .(1)أشهر وعشرا

ثم الظاهر أن الصحيحة المذكورة إنمــا هي في العــنين، بقرينــة ذيل الرواية، وإال فمن الواضح أن الرواية ليست مخصصــة للقاعــدة األولية، إذ القاعدة األولية أن الدخول أمر حادث فكــل واحــد منهمــا يدعي الـدخول عليـه البينــة، وكـل واحــد منهمـا يـدعي عدمـه عليـه الحلف، ولذا فمقتضى القاعدة أنه كل ما ادعت العنن احتــاجت إلى اإلثبات ألصل السالمة ونحوها، أما إذا ادعت عليه عــدم جماعــه لهــاــالت: ال ــإذا جــاءت إلى الحــاكم وق ــات، ف ــاج إلى اإلثب فالرجــل يحت يجــامعني كــل أربعــة أشــهر مــرة، على المشــهور من اشــتراطهم الوطي مرة في كل أربعة أشهر، كان األصل معها، فالرجــل إمــا أن يثبت الجماع، وإما أن تحلف هي، كما أنها لــو ادعت الجمــاع وأنكــر

الرجل كانت البينة عليها وعلى الرجل الحلف. ومنه يعلم وجه النظر في قــول الشــرائع حيث قــال: )ولــو ثبتــه الجــواهر العنن ثم ادعى الوطي فالقول قوله مع يمينه(، وإن عللــه ــه ال يعلم أيضــا إال من قبل ــه: كــدعوى عــدم العنن أصــال، ألن بقول ويتعذر أو يتعسـر إقامــة البينــة عليــه فيقبــل قولـه كـدعوى االمــرأة انقضاء العدة باألقراء، ولعدم ثبوت العنن قبل مضي ســنة التأجيــل،

وإنما الثابت قبلها العجز الذي يمكن معه العنة وعدمها، ولذا أجل

. 1ح المهور أبواب من57 الباب70 ص15( الوسائل: ج?)1119

Page 120: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

سنة لينظر أيقدر على الوطي أم ال، فإن قــدر فالعنــه وإال ثبت، فــيرجع حينئــذ دعــواه إلى إنكارهــا كــاألول الــذي قــد عــرفت عــدم الخالف واإلشكال في ثبوت قوله فيــه، واستصــحاب العجــز الثــابت ســابقا ال يصــلح إلثبــات العنن، بنــاء على اعتبــار العجــز ســنة فيــه،

ضرورة عدم كون ذلك مما يثبت باالستصحاب(. فإن كل ذلك كالمناقشة في قبال الدليل.

ــاب أما قوله: فيرجع حينئذ دعواه إلى إنكارها، فقد ذكرنا في كت القضــاء أن المعيــار في المــدعي والمنكــر المصــب ال المــآل، فــإذا اختلفا في أنها متعة أو دائمــة ال ينظــر إلى مــآل الــدعوى من عــدم وجوب النفقه على المتعة، فال يقال: إن األصل مــع مــدعي المتعــة،

إلى غير ذلك من األمثلة. ولذا أشكل المسالك في االستدالل على الصحيح المزبـور، بـأن محل البحث ما إذا ثبت عننه، ومورد الرواية دعــواه عليــه ذلــك مــع عدم ثبوت ذلك، وقبول قوله هنا واضح كما مر في المســألة األولى ألنها المدعيــة وهــو المنكــر، لموافقــه قولــه أصــل الســالمة، بخالف موضع النزاع، لتحقق العيب فهو فيــه المــدعي لــزوال مــا كــان قــد

ثبت. ورد الجــواهر لــه بقولــه: )يدفعــه ظهــور الصــحيح في أن مــورد الخالف بينهما في الــوطي وعدمــه الشــامل بإطالقــه محــل الــنزاع، وقــد جعلهــا المدعيــة فيــه مــع موافقــة قولهــا ألصــالة عــدم وطئهــاــلط على ومخالفة قوله لذلك، وما هو إال ألنها تريد بذلك إثبات التس الفسخ للصورتين(، غير وارد بعد أن عرفت أن ذيــل الصــحيح دليــل

على صدره. إذا ادعت أنه ال يجامعهاوأما استدالل الجواهر بصدر الرضوي:

عنينا أو غير عــنين، فيقــول الرجــل: إني قــد جامعتهــا فعليــه اليمين، وعليها البينة ألنها المدعية

120

Page 121: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فغير الظاهر، إذ الظاهر أن قوله )عليه الصالة والسالم(: عنينا ، إنمــا أراد أن يــبين الحكمين، فــذكر حكم العــنين فيأو غير عــنين

هذه القطعة كمــا ذكــر حكم غــير العــنين في القطعــة الثانيــة، وهيــا، مضــطربة باإلضــافة إلى ضــعف الســند حيث ال يمكن العمــل به

وإذا ادعت عليــهالداللة حيث ذكر بعــد هــذه القطعــة من الروايــة: عــنين وأنكــر الرجــل أن يكــون كــذلك، فــإن الحكم فيــه أن يجلس الرجل في مــاء بـارد، فـإن اســترخى ذكـره فهــو عــنين، وإن تشـنج

.(1)فليس بعنين وال يبعد أن يكون ذلك من عبارة والــد الصــدوق، ولــذا ذكــر في

)وإذا ادعت: المقنــع نفس ذلــك بتفــاوت أنــه في صــدر كالمــه قــال المرأة على زوجها أنه عــنين(، ولعــل الرضــوي جمــع بين الروايــتين

صدر الصحيح والرواية الثانية في االختبار ولذا حصل االضطراب. ولذا الــذي ذكرنــاه قــال في منــاهج المتقين: ولــو ثبت العنن ثمــع نســاء ثقــات وثبت ادعى الــوطي فــإن كــانت بكــرا اختبرتهــا أربــوق بحيث بشهادتهن، وإن كانت ثيبا فقد ورد أنه يحشى فرجها الخل ال يعلم به الزوج ويدخل عليها، فإن خرج وعلى ذكره الخلوق كذبتــره وصدق، وإال صدقت وكذب، ولكن ال وثوق بذلك ألن خروجه وذك خال من الخلوق إنما يشهد بعدم وطيه لها في ذلك المجلس، وذلك

ال يدل على عدم صدور الوطي منه قبل ذلك. ثم عند إمكان استعالم الحــال في صــورتي كونهــا بكــرا أو ثيبــا، فقد قال جمع: إن القول قوله بيمينــه، ولي فيــه نظــر، ألن الغــرض ثبوت العنن، وكون الــنزاع في وقــوع الــوطي منــه، فهــو في إثبــات الوطي مدع وهي منكرة، فالالزم هو كون القول قولها بيمينهــا على

عدم وقوع الوطي منه.

. 4ح والتدليس العيوب أبواب من15 الباب633 ص14( الوسائل: ج?)1121

Page 122: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وال فرق في ذلك بين دعواه وطيها أو وطي غيرها في القبل أوالدبر.

ال يقال: ظــاهر جملــة من الروايــات كــون األصــل الــوطي، وأن المنكر يحتاج إلى الدليل، مثل مــا رواه أبــو بصــير، قــال: قلت ألبيــه عبد الله )عليه السالم(: الرجل يتزوج المرأة فــيرخي عليهــا وعلي الستر ويغلق الباب ثم يطلقها، فتسأل المرأه هل أتــاك فتقـول: مــا

ال يصـدقان،أتاني، ويسأل هو هـل أتيتهــا، فيقـول: لم آتهـا، فقـال: وذلك أنها تريد أن تدفع العدة عن نفسها، ويريد هو أن يــدفع المهــر

.(1)عن نفسه، يعني إذا كانا متهمينــل ورواية أبي عبيدة، عن أبي عبد الله )عليه السالم(: في الرج يتزوج المرأة البكر أو الثيب فيرخى عليه وعليها الستر ويغلق عليــه وعليها الباب ثم يطلقها، فتقول: لم يمسني، ويقول هو: لم أمســها،

ال يصــدقان، ألنهــا تــدفع عن نفســها العــدة ويــدفع عن نفســهقال: .(2)المهر

فإنه يقال: إنه كما سيأتي في باب المهــور المســألة في المتهم ال حسب القواعد األولية، ولهذا ورد عن إســحاق بن عمــار، عن أبي الحسن )عليه السالم(، قال: سألته عن الرجل يتزوج المرأة فيدخل بها فيغلق عليهــا بابــا ويــرخي عليهــا ســترا، ويــزعم أنــه لم يمســها،

، قلت: فإنــه شــيء دونالوتصدقه هي بــذلك، عليهــا عــدة، قــال: ــال: ــيء، ق ــأمونينش ــا م ــني إذا كان ــدت، يع ــاء اعت ــرج الم إن أخ

.(3)صدقا وممــا تقــدم يعــرف وجــه النظــر في قــول الشــرائع بعــد قولــه المتقدم في ثبوت العنن: )ولو ادعى أنه وطأ غيرها، أو وطأها دبرا،

كان القول قوله مع يمينه، ويحكم عليه

. 1ح المهور أبواب من56 الباب609 ص15( الوسائل: ج?)1. 4ح المهور أبواب من56 الباب609 ص15( الوسائل: ج?)2. 2 المهورح أبواب من56 الباب609 ص15( الوسائل: ج?)3

122

Page 123: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

إن نكل، وقيل: بــل يــرد اليمين عليهــا وهــو مبــني على القضــاءبالنكول(.

ــة وهي فإنه إذا ادعى وطيها دبرا فهو المدعي المحتاج إلى البين المنكرة، وأما ادعاؤه وطي غيرها فقد تقدم أن مثــل ذلــك حــتى إذا

ثبت قطعا ال ينفع في عدم اختيارها في الفسخ. وقد تحصل من جميع ذلك أنــه إن أمكن معرفــة صــحة الــدعوى وفسادها بطريق من الطرق ولو الطرق العلميــة الثابتــة في الحــال الحاضر كالكشف عن الموضع ومــا أشــبه ممــا يتــبين منــه الــدخول وعــدم الــدخول بحيث يحصــل العلم بــذلك فعــل ذلــك، ألن الحــاكم مأمور بالفحص إلرجاع الحقوق إلى أصحابها، وقــد ذكرنــا في كتــابــه الصــالة القضاء أن الحاكم الشرعي كالحاكم العرفي، فقوله )علي

والسالم(: يجب أن يعمل كما يعملنه إ ،(1)قد جعلته عليكم حاكماــتي زاد أو نقص الشــرع في الحكــام في العــرف إال في المــوارد ال

الموضوع، أما األحكام فكلها راجعة إلى الشرع. ــان المرجــع إلى وإن لم يمكن معرفة صحة الدعوى وفسادها ك قاعدة المدعي والمنكر، فإن ادعت كونه عنينــا كــانت هي المدعيــة وهــو المنكــر، وإن ادعت عــدم الــوطي كــان الرجــل المــدعي وهي

المنكرة. ومنه يعلم النظر في قول الجواهر: )إن المحصل من النصــوص أجمــع أنــه إن أمكن معرفــة صــحة الــدعوى وفســادها بطريــق من الطرق على وجـه يحصـل العلم بـذلك فعـل، وإال كـان المرجـع إلى

قاعدة المدعي والمنكر وأنها هي المدعية وهو المنكر(.

. 1ح القاضي صفات أبواب من11 الباب98 ص18( الوسائل: ج?)1123

Page 124: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجا مع الجــواهر: )إذا ثبت(:ــ 8)مسألة ــة بالموضــوع والحكم العنن بأحد الوجوه السابقة، فإن صبرت عالمــك إذا ــد ذل ــا بع ــار له راضــية فال كالم، كمــا ال خالف في عــدم الخي

أرادته، بل لعل اإلجماع بقسميه عليه(. ــة ويدل عليه باإلضافة إلى ما ادعى من اإلجماع على ذلك، جمل

من الروايات: روي أنه مــتى أقــامت المــرأة مــعمثل ما رواه الصدوق، قال:

زوجها بعد مــا علمت أنــه عــنين ورضــيت بــه لم يكن لهــا خيــار بعــد .(1)الرضا

إنوخبر البختري، عن أبي جعفـر، عن أبيـه )عليهمـا السـالم(: عليا )عليه السالم( كان يقول: يؤخر العــنين ســنة من يــوم مرافعــة امرأته، فإن خلص إليها، وإال فرق بينهما، فإن رضــيت أن تقيم معــه

.(2)ثم طلبت الخيار بعد ذلك فقد سقط الخيار وال خيار لها فإن تزوجهــا عــنين وهي ال تعلم فيــهوالرضوي )عليه السالم(:

علة، تصبر حــتى يعــالج نفســه لســنة، فــإن صــلح فهي امرأتــه علىــدة النكاح األول، وإن لم يصلح فرق بينهما ولها نصف الصداق وال ع

.عليها منه، فإن رضيت ال يفرق بينهما وليس لها خيار بعد ذلك ثم الظــاهر أن هــذا الخيــار يســقط باإلســقاط، ســواء في أثنــاءالسنة أو قبل العقد أو بعد السنة، ألنه حق والحق قابل لإلسقاط.

وقد تقدم أن الســنة إنمــا هي لكشــف الواقــع، وإال فلهــا الحــقبمجرد العلم بالعنن.

قال في الجواهر: )الظاهر سقوط هذا الخيار باإلسقاط ولو فيأثناء السنة

. 9ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)1. 10ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)2

124

Page 125: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

لعدم الفــرق فيمـا قبلهــا وبعـدها وأثنائهــا، بـل لـولم تعلم بعننــه فأســقطت خيارهــا على تقــدير عننــه فالظــاهر الســقوط على نحــوــه، بال خالف أجــده في إسقاط خيار العيب في البيع قبل العلم بثبوت

شيء من ذلك(. ثم إنها لو أسقطت الخيار فال حــق لهــا بعــد ذلــك في المطالبــةــة بالطالق، إال إذا كان األمر عسرا وحرجا عليها أو ضررا، فــإن األدل الثانوية تقتضي أن لها الحق أن ترفــع أمرهــا إلى الحــاكم، والحــاكمــه ال ــا ولكن ــو لم يكن عنين ــه ل ــبره على الطالق، ومثل يتمكن من ج يجامعها عصيانا أو لعدم رغبته أو لتضرره بالجماع لمنع الطبيب وما

أشبه، ألنه مقتضى إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. ثم الظــاهر أنــه ليس عليهــا أن تراجــع الحــاكم فــورا فيمــا قلنــا باشتراط ذلك بالمرافعة إلى الحاكم ومرور سنة، لعدم الدليل على ذلك، فإن إطالق الروايات يعطي عــدم الفوريــة في ذلـك، خصوصـا يظهر من قوله )عليه السالم(: )فإن رضيت( أن المدار على الرضا، فإذا لم تــرض وإنمـا أرادت الرجــوع إلى الحـاكم بعـد أسـبوع أو مــا

أشبه كان مشموال للروايات. بــل لعــل في خــبر أبي البخــتري، عن جعفــر، عن أبيــه )عليهمــا

ــنة منالسالم(: إن عليا )عليه السالم( كان يقول: أخروا العنين س .(1)يوم ترافعه امرأته

وخــبر حســين بن علــوان، عن جعفــر بن محمــد، عن أبيــه، عن إنه كان يقضــي في العــنين أنــه يؤجــل ســنةعلي )عليهم السالم(: .(2)من يوم ترافعه المرأة

أن المرافعة ليست فورية، بل هــو الظــاهر من مــا رواه دعــائماإلسالم، عن

. 9ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب611 ص14( الوسائل: ج?)1. 12ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب611 ص14( الوسائل: ج?)2

125

Page 126: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

مــا صـبرت امــرأةجعفر بن محمــد )عليــه الســالم(، إنــه قــال: العنين فهو بها أملك، فإن رفعته أجل سنته، فإن لم يكن منه شــيء فرق بينهما، فإن كان قد دخل بها فلهــا المهــر كــامال وعليــه العــدة،

.(1)وتتزوج متى شاءت ثم المراد بالسنة القمرية ال الشمسية كما هــو الظــاهر في كــلــاع إلى روايات األزمان ما عدا مثل الثمار في الزكاة كما تقدم اإللم ذلك، كما أن الظاهر أنه بعد السنة لــو طــاب لم يكن لهــا خيــار ألن

النسبة حسب المفهوم العرفي طريقي إلى العجز ال موضوعي. وقد تقدم وجه النظر في إطالق الشرائع ممزوجا مــع الجــواهر، حيث قال: )فإن لم تصبر بل رفعت أمرهــا إلى الحــاكم أجلهــا ســنة من حين المرافعــة، فــإن واقعهــا أو واقــع غيرهــا فال خيــار(، إذ قــدــذا ذهب عرفت أن مواقعة الغير ال تنفع بالنسبة إلى هذه المرأة، ول

المفيد إلى االكتفاء بالعجز عنها. كما أنه تقدم أنه ال فرق في حقها في الفسخ بين العنن السابقــه أجــده على العقد والحادث بعده، ففي الجواهر: )ال خالف معتــد ب فيه، بــل عن جماعــة اإلجمــاع عيلــه(، وقــد تقــدمت روايــات الســنة ووجه الجمـع بينهــا وبين الروايــات األخــر ممـا أوجب حمـل روايـات

السنة على الطريقية. فــإن العجــز قــد يكــون لحــر فيــتربص بــه إلى الشــتاء، أو بــرد فيــتربص بــه إلى الصــيف، أورطوبــة فيــتربص بــه إلى الخريــف، أو يبوسة فيتربص به إلى الربيع، أو مرض فيتربص بــه إلى الصــحة، أوــه انقباض نفس لموت قريب أو انكسار تجارة أو ما أشبه فيتربص ب إلى الحالة االعتيادية، وكذلك بالنسبة إلى المسحور حيث يتربص به

إلى الحل عن عقده عن حليلته.

. 7ح التدليس من13 الباب604 ص2( المستدرك: ج?)1126

Page 127: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــل ولو كان العنن بسبب سحر مما يبرؤ مثال بعد سنة ونصف فهاألمر كذلك، احتماالن.

وكذلك إذا كان بسبب مرض يبرؤ بعد ســنة ونصــف مثال حســبتشخيص األطباء.

وال يبعد كون األمر كذلك، لما تقــدم عن محمــد بن مســلم، عن العــنين يــتربص بــه ســنة، ثم إنأبي جعفــر )عليــه الســالم( قــال:

.(1)شاءت امرأته تزوجت، وإن شاءت أقامتإلى غيرها من الروايات المطلقة.

نعم في خبر أبي الصباح الكناني، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن امرأة ابتلي زوجها فال يقدر على الجماع أبــدا أتفارقــه،

.(2)نعم إن شاءتقال: لكن كلمة )أبدا( في عبارة الســائل ال في جــواب اإلمــام )عليــهــو ــذا ل الصالة والسالم(، ولذا ال تصلح مقيدة لمطلقات الروايات، ول فــارقت بعــد الســنة على المشــهور ثم قــدر على الجمــاع ال يكــون الحكم استرجاعها بتبين بطالن الفسخ، وكأنه ال إشكال فيه على مــا

يظهر من كلماتهم. وقد تقدم أنه ال فــرق بين العنن الســابق على العقــد أو الالحــق

عليه، قبل الوطي أو بعده في حقها في الفسخ إذا تبين عننه. وقد عرفت ما في فتوى المشهور باالحتياج إلى السنة.

كمــا أن مــا عن أبي علي من قصــر التأجيــل على الحــادث بعــد العقد دون السابق، فيجوز لها الفسخ فيه في الحال، لقول الصادق

إذا علم أنه عنين ال يأتي )عليه السالم(:

. 5ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب611 ص14( الوسائل: ج?)1. 6ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب611 ص14( الوسائل: ج?)2

127

Page 128: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــير(1)النساء فرق بينهما ، وخبر أبي الصباح المتقدم وغيرهما، غتام.

ــد في ثم إنا ذكرنا سابقا أنه ال اعتبار بإدخال الحشفة بمعونة اليالفرج، فإن ذلك ممكن حتى بالنسبة إلى العنين.

ومنه يعلم أن قول الجواهر: )ومن المعلوم ســقوط حكم العنــة بتغيب الحشفة في الفرج بحيث يشتمل عليه شــفراها اتفاقــا، فإنــهــتمل أقل وطي معتبر شرعا مستوجب لسائر أحكامه، نعم لولم يش عليه الشفران بأن انقلبا ففي االعتبار وجهــان للشــافعي، أظهرهمــا االعتبار لحصول التقاء الختانين، فإن المشــهور في معنــاه التحــاذي ولتحقق اإليالج الذي ال يقدر عليه العنين، وكون الشفرين بمنزلة ما

يلف على الذكر من خرقه ونحوها(، محل نظر. أما مقطوع بعض الــذكر، فــإن كــان يبقى منــه قــدر يكتفي منــه النساء فهــو، وإال فهــو مجبــوب يحكم عليــه بجــواز الفســخ على مــا تقدم فيه، وبقاء قــدر قليــل بقــدر الحشــفة ممــا ال يكتفي النسـاء ال يكفي في عــدم حقهــا في الفســخ، فإنــه ال يحصــل بــذلك العشــرة

بالمعروف ونحوه. ويؤيده باإلضافة إلى األصل، حديث دعــائم اإلســالم، عن جعفــر بن محمد )عليــه الســالم( أنــه ســئل عن رجــل مجبب دلس بنفســه المرأة فتزوجته، فلمــا دخلت عليــه اطلعت منــه على ذلــك فقــامت

يوجع ظهره ويفرق بينهما وعليــه المهــر كــامال إن كــانعليه، قال: ، قيل له: فمــا تقــولدخل بها، وإن لم يدخل بها فعليه نصف المهر

.(2)هو مثل هذا سواءفي العنين، قال:

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب611 ص14( الوسائل: ج?)1. 4ح والتدليس العيوب أبواب من12 الباب603 ص2( المستدرك: ج?)2

128

Page 129: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ومنه يعلم وجــه النظــر في قــول الجــواهر: )ولــو كــان مقطــوع الحشفة فالظاهر اعتبار قدرها، وربما احتمل اعتبار دخول المجموع ألنه مع وجـود الحشـفة يكــون للـوطي المعتــبر حــد يرجــع إليــه، وال كذلك مع القطع فال يقطع بحصــوله المعتــبر منــه إال بتغيب الجميــع،

.(1)وعن التحرير التردد( ومما تقدم ظهر حال ما لو كان عنينــا لكنــه يقــدر على اإلدخــال فيها ملتويا، كما فرض مثل ذلــك كاشــف الغطــاء )رحمــه اللــه( في

مبحث الجنابة. ــر، وإال ــل المه ثم إن المشهور أنه إذا جامعها ثم فسخت فلها ك

فلها نصف المهر، ويدل على ذلك جملة من الروايات: فــإنمثل قول الباقر )عليــه الســالم(، في صــحيح أبي حمــزة: .(2)وصل إليها وإال فرق بينهما وأعطيت نصف المهر وال عدة عليها

فــإن تزوجهــا عــنين وهي ال تعلم أن فيــه علـة،وفي الرضــوي: تصبر حتى يعالج نفسه بســنة، فــإن صــلح فهي امرأتــه على النكــاحــا األول، وإن لم يصلح فرق بينهما ولها نصف الصداق وال عــدة عليه

.(3)منه، فإن رضيت ال يفرق بينهما وليس لها خيار بعد ذلك ولذا يلزم حمل خبر قرب اإلسناد، عن عنين دلس نفسه المرأة

عليه المهر ويفرق بينهما إذا علم أنه ال يأتي النســاءما حاله، قال: (4).على المهر في الجملة ،

ــا في ــدوام، أم وقد تقدم أن المنصرف من هذه الروايات في ال االنقطاع فعلى قاعدة التنقيص من المهر بقدر التخلف حسب بعضــد من ــة إلى مزي األدلة التي ذكرناها هناك، وإن كانت المسألة بحاج

التتبع والتأمل، والله العالم.

.360 ص30الكالم: ج ( جواهر?)1. 1ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب611 ص14( الوسائل: ج?)2. 4ح والتدليس العيوب أبواب من13 الباب604 ص2( المستدرك: ج?)3. 13ح والتدليس العيوب أبواب من14 الباب610 ص14( الوسائل: ج?)4

129

Page 130: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الجواهر: )يثبت غــير العنن من العيــوب(:ــ 9)مسألة ــول، وشــهادة ــول على ق ــردودة والنك ــإقرار صــاحبه، واليمين الم بــع من النســاء ــة للنســاء بشــهادة أرب ــوب الباطن ــدلين، وفي العي ع

عادالت(. ويدل على ما ذكره األدلة العامة، كما أن مقتضى القاعدة ثبوت غــير العنن من العيــوب بــالطرق المتعارفــة للعلم، فمثال في العمى يثبت بالنظر، وفي البرص بشــهادة أهــل الخــبرة، وقــد تقــدم الكالم حول كفاية الموثق الواحد في أمثال هذه األمور، ألن ذلك من قوله

)عليه الصالة والسالم(: )يستبين(. أما االحتياج إلى شهادة أربــع من النســاء العــادالت في العيــوب الباطنة للنساء، فألن كل امــرأتين تقــوم مقــام رجــل واحــد، لكن ال يبعد كفاية اثنتين منهن في المقام إلطالق بعض الروايات المتقدمــة

مما يستبعد تقيده بالروايات المذكورة. ــا في ــق أيهم ــرق في ح ــه ال ف ــة أن ثم إن مقتضــى إطالق األدل الفسخ بين أن يكون الطرف المعيوب مورد ابتالئه أم ال، ولــذا قــال في الجواهر: )ولو كان لكل من الرجل واالمرأة عيب موجب للخيار يثبت لكل منهما، إلطالق األدلة، حتى في الرتق الممتنــع إزالتــه مــع الجب(، فقوله بعد ذلك: )وإن كان ال يخلو من إشكال باعتبار ظهور النص في أن العلة في ذلك تضرر أحدهما بعدم التمكن من الـوطي

وهنا ال ضرر الشتراكهما(، محل نظر. ــذكورة في ــل الم ــأغلب العل ــة، ك ــت بعل ــة وليس ــك حكم إذ ذل الروايــات، ولــذا أطلــق المامقــاني حيث قــال: )لــو كــان بكــل منــر الزوجين عيب ثبت لكل منهما الخيار، فإن اختار أحدهما كان لآلخ

الفسخ(. ثم إنــه إذا فســخ الــزوج بأحــد عيــوب الزوجــة، فــإن كــان قبــل الدخول لم تستحق الزوجة شيئا من المهر، وإن كــان بعــد الــدخول

جهال بالعيب أو بالحكم فلها المهر

130

Page 131: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــة من ــا تقــدم في جمل ــا، كم ــا اســتحل من فرجه المســمى بم النصوص، وأما لو فسخت الزوجة بعيب في الــزوج فــإن كــان قبــل الدخول بها لم تستحق شيئا من المهر، إال في العنن خاصة على مــا دل عليه النص المتقدم، وإن كان بعد الدخول فإن كان بتمكينها بعد علمها بالعيب والخيار سقط خيارها، وإن كان ال بتمكينها أو بتمكينهاــه مع جهلها بالعيب أو الحكم استحقت تمام المسمى، كمــا صــرح ب

غير واحد ودلت عليه األدلة. ــه، ثم إنه لو طلق من له الفسخ عالما بأن له الفسخ معرضا عن فال إشكال في صحة الطالق وسقوط حقه في الفسخ، أما لو طلــق ثم علم بــالعيب فهــل يســقط حقــه في الفســخ ويلــزم عليهــا آثــار

الطالق، أو له أن يفسخ فيسقط آثار الطالق، احتماالن. واختار في الجواهر سقوط حقه في الفســخ، قــال: )ولــو طلــق قبل الدخول ثم علم بالعيب لم يسـقط عنــه مــا وجب بــالطالق، وال فسخ له هنا لعدم الزوجية، بل وكذا بعده حــتى في الرجعيــة، لــذلك أيضا مع احتماله فيها لبقاء العلقة فيفيد حينئذ تعجيل البينونــة وحــل الخامسه واألخت وانقطاع اإلرث ونفقة العدة وليس لــه الرجعــة ثم الفسخ بالعيب لكونها بعد العلم به رضا بــه، نعم لــو لم يعلم إال بعــد

الرجعة كان له الفسخ بال إشكال(. لكن تعليله بعدم الزوجية غير تام، إذ قد عــرفت فيمــا ســبق أنــزوج في ــد مــوت ال للمــرأة الحــق في الفســخ أو الرضــا حــتى بع الصــغيرين، وليس لــدليل خــاص في المســألة، وإنمــا هــو مقتضــى القاعدة مؤيدا بالدليل الخاص، وقد ذكرنــا مثلــه في بعض المبــاحث السابقة، فهو كما إذا باع من له الخيار مــا فيــه الخيــار ثم علم بــأن فيه الخيار، فإن لــه الحــق في الفســخ على مــا ذكــروا تفصــيله في

كتاب المكاسب.

131

Page 132: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ومنه يعلم حال ما لو كان لها حق الفســخ فطلقهــا الــزوج قبــل الفسخ، فإن قيل بمقالة الجواهر لم يبق لها الحق في الفســخ، وإن

قيل بما ذكرناه من االحتمال كان لها حق الفسخ. وقــد تقــدم أن لكــل من الفســخ والطالق أحكامــا خاصــة، فــإذا فسخت تــترتب عليــه أحكامــه دون أحكــام الطالق، أمــا لــو رضــيت بالطالق بعد علمها بحقها في الفسخ فال إشــكال في ســقوط حقهــا

فيه. ومنه يعلم ما في إطالق المامقاني، حيث قال: )لو طلق الــزوج ذات العيب وهو ال يعلم بالعيب ثم علم به بعد الطالق لم يسقط ما

وجب بالطالق نصف المهر بائنا كان الطالق أو رجعيا(. ــه أو ــر أو بكل ــا إذا اختلعت بشــيء من المه ــذا يعلم حــال م وك بغيرهما ثم علمت بحقهــا في الفســخ، حــق لهــا الفســخ واســترجاع

العوض على ما احتملناه. ال يقــال: إنــه كمــا فســخ وهــو يتمكن من الطالق، ال يتمكن من الطالق بعــد الفســخ لســقوط الطالق بالفســخ، كــذلك العكس بــأن

طلق وله حق الفسخ. ألنه يقال: حق الفسخ كالغبن ونحوه، فكما أنــه إذا بــاع الســلعة أو أتلفها ثم علم بذلك كان له حــق الفســخ، كــان المقــام من قبيــل

ذلك. ومنه يعلم أنها لو ماتت كان له حق الفسخ، وكذلك بالنسبة إلى

فسخ بعد موت الزوج، وإن كانت المسألة بعد بحاجة إلى التأمل. ثم قال المامقاني: )إذا فســخ أحــد الــزوجين بعيب صــاحبه بعــد الدخول وجبت العدة على الزوجة وال نفقة لها مع عدم الحمل، وأما

مع الحمل فلها النفقة بناء على كون النفقة للحمل ال الحامل(. أقول: ســيأتي تفصــيل الكالم في كــون النفقــة لمن في محلــه،

لكن يجب أن

132

Page 133: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

يراد بالدخول الدخول الصحيح، أما إذا كان الدخول بالنسبة إلىــا الصبية غير البالغة فال شأن للدخول، وعليه فال عدة عليها، كما أنه لو كــانت يائســة لم تكن عليهــا عــدة، للــدليل على عــدم العــدة في الصغيرة واليائسة، كما أنها لو كانت حاملة من الزوج بدون الدخول

وجب عليها العدة. ومنه يعلم حــال فســخ الزوجــة، فــإذا كــانت مــدخوال بهــا دخــوال

يوجب العدة أو كانت حاملة وجب عليها العدة وإال فال. ثم إن العدة لما كانت عــدة بائنــة، فــإذا مــات الـزوج في العـدةــة من ــوم من جمل ــل والمفه ــا لألص ــاة عليه ــدة للوف ــة فال ع البائن

الروايات: مثل مــا رواه محمــد بن قيس، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(،

أيما امرأة طلقت ثم توفي عنها زوجها قبل أنقال: سمعته يقول: ــا تنقضي عدتها ولم تحرم عليه فإنها ترثه ثم تعتد عدة المتوفى عنه

.(1)زوجها، وإن توفيت وهي في عدتها ولم تحرم عليه فإنه يرثها وعن جميــل بن دراج، عن بعض أصــحابنا، عن أحــدهما )عليهمــا السالم(، في رجل طلق امرأته طالقــا يملــك فيــه الرجعــة ثم مــات

عنها، قال: .(2)تعتد بأبعد األجلين، أربعة أشهر وعشراإلى غير ذلك مما سيأتي الكالم فيه في باب العدد.

ومنه يعــرف أن مــا عن بعض أصــحابنا في المطلقــة البائنــة إذا توفي عنها زوجها وهي في عدتها، قال: تعتــد بأبعــد األجلين، يحمــل على االستحباب كما ذكره الوسائل وغيره، ويحتمل أن تكون البائنة

مستعملة بالمعنى اللغوي فيراد به الرجعي وعليه

. 3ح الطالق أبواب من36 الباب463 ص15( الوسائل: ج?)1. 5ح الطالق أبواب من36 الباب463 ص15( الوسائل: ج?)2

133

Page 134: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فال إرث أيضا حيث البائنة ليست زوجة. ثم إن الجــواهر قــال: )وهــل يثبت لألوليــاء الخيــار إذا ظهــر لهم العيب، الوجه ذلك كما في القواعد مع مصلحة المولى عليــه، زوجــا ــا ــه نص ــروج الطالق من ــر على خ ــوم المقتص ــة، للعم ــان أو زوج ك وإجماعا، وحينئذ فإذا اختار اإلمضاء لم يكن للمولى عليه بعد كمالــه فسخ، لكن في القواعد: لم يسقط خياره وكأنه مناف إلثباته للولي، نعم قد يحتمــل عــدم الخيــار للــولي كمــا ســمعته ســابقا في نظــائر المقام، ألنه منوط بالشهرة فهـو كـالطالق، بـل لعلـه المشـهور في

.(1)غير المقام، لكن سمعت المناقشة فيه هنا( وهو كما ذكره الجواهر ألنه مقتضى الوالية بدون تقييد، أما وجه

ما في القواعد فكأنه االستصحاب المحكوم بما عرفت. ــل ــولي ثم كم ــخ ال ــه إذا لم يفس ــكال في أن نعم ال ينبغي اإلش المولى عليه حق له الفسخ إلطالق أدلته، وهو مثــل مــا إذا اشــترى الولي للمولى عليه شيئا للــولي فيــه الخيــار ولم يأخــذ بــه ثم كمــل المولى عليه، فإن مقتضى القاعده بقــاء خيــاره، لكن يحتمــل أيضــا هنــا وفي بــاب الــبيع ونحــوه أنــه لــو أســقط الــولي الخيــار لم يكن

للمولى عليه الخيار، ألن ذلك مقتضى الوالية. وهل يصح اختيار الصبي المراهق ونحوه زوجا أو زوجة بالنســبة إلى مــا إذا كــان طرفــه معيوبــا، ال ينبغي اإلشــكال فيــه مــع إجــازة الولي، أما بدون إجازته فمقتضى ما ذكــروه في كتــاب الحجــر ودل عليه إطالق بعض النصوص، عدم االختيار وهو مقتضى القاعــدة، إال

أن يقال بالمناط في الوصية والشهادة بالقتل والطالق وما أشبه.

.361 ص30الكالم: ج ( جواهر?)1134

Page 135: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم إنه لو فسخ الرجل مدعيا أنها قرناء، فادعت أن القرن حدث جديدا بعد الفسخ، أو فســخت مدعيــة أنــه مجبــوب، فقــال الرجــل: الجب جديد، كــان الفاســخ محتاجــا إلى الــدليل، ألصــل الصــحة، وال يعارض ادعاء الفاسخ القدم بادعاء المنكر الجدة بدعوى أن كليهمــا خالف األصل، ألن الفاسخ يريد تــرتيب األثــر على ادعائــه، والمنكــر

إنما يتمسك باالستصحاب فليس هو مدعيا. ولو تزوج الفاسخ بأختها أو الربيبة بدون الدخول أو الخامسة ثم لم تتمكن من إثبات دعواه بطل نكاحه بالجديــدة، ولهــا مهــر المثــلــاح إن دخل بها، وأصالة الصحه ال تنفع في المقام بعد كون صحة نك الجديدة مبنية على الـدعوى المحكومــة بــالبطالن، وكـذا الحــال في

العكس بما لو ادعت عيب الرجل وفسخت وتزوجت. ــاء ــه في أثن ــزواج ب ــة ال ــة واألخت والربيب ــح للخامس ــل يص وه المرافعة قبــل إثباتــه عيب الزوجــة، عمال بأصــالة الصــحة في فعلــه وقوله، وكذا بالنســبة إلى الــزوج الجديــد في فســخها لنكــاح الــزوجــرأة القديم، احتماالن، الجواز ألصالة الصحة، ومرافعة الرجل أو الم مع إنســان ال يســبب ســلب أصــالة الصــحة بالنســبة إلى الزوجــة أو الزوج الجديدين، مثل بيع ذي اليد داره إلنسان بالنسبة إلى ما كــان هنــاك مــدع بــأن الــدار لــه، ومن انصــراف أدلــة الصــحة عن مثلــه

خصوصا في الفروج التي هي محل االحتياط.

135

Page 136: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

136

Page 137: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فصل التدليس في

ال يخفى أن بين العيب والتدليس عمومــا من وجــه، فــإذا كــانت معيبة بال تدليس كان األول، وإذا كانت مدعية لصــفة الكمــال بــدون

عيب كان الثاني، وقد يجتمعان. قال في المسالك: )تفعيل من الدلس، وهو الظلمة، وأصله من المخادعة، كأن المدلس لمــا أتى بــالعيب أو النــاقص إلى المخــدوع وقد كتم عليه عيبه أتاه به في الظلمــة وخدعــه، والفــرق بينــه وبين العيب: إن التدليس ال يثبت إال بسبب اشتراطه صفة كمال هي غير موجودة أو ما هو في معنى الشرط ولــواله لم يثبت الخيــار، بخالف العيب فإن منشأه وجوده، وإن لم يشترط الكمــال ومــا في معنــاه، فمرجع التدليس إلى إظهار ما يــوجب الكمــال أو إخفــاء مــا يــوجب

النقص، ومنشأ الخيار فوات مقتضى الشرط أو الظاهر(. وهذا الذي ذكره هو مقتضى ما ينقل عن اللغويين:

فعن المصباح المنير: دلس البائع تدليســا كتم عيب الســلعة منالمشتري وأخفاه.

ــاب ضــرب، وعن الخطــائي وجماعــة، يقــال: دلس دلســا من بوالتشديد أشهر في االستعمال.

137

Page 138: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وقال األزهري: سمعت أعرابيا يقــول: ليس لي في األمــر دنسوال دلس، أي ال خيانة وال خديعة، والدلسة بالضم الخديعة أيضا.

وقال ابن فارس: أصله من الدلسة، وهي الظلمة. إلى غير ذلــك من أقــوالهم الظــاهرة فيمــا ذكــره الشــهيد، فمــاــل ــو تفعي يظهر من الجواهر من المقابلة بين األمرين حيث قال: )ه من المدالســة بمعــنى المخادعــة، والــدلس محركــا الظلمــة، فكــأن المـدلس كمــا دلس وخــدع أظلم األمــر على المخــدوع، ذكـروه في كتاب البيع وأثبتوا به الخيــار إن فعــل مــا يظهــر بــه ضــد الواقــع من تحمير وجه الجارية ووصل الشعر والتصرية للشاة ونحو ذلك، ولعلــو ذلك هو المنساق منه إال أن الذي يظهر من نصوص المقام، بل ه صريح جماعــة من األصــحاب تحققــه هنــا بالســكوت عن العيب مــع العلم بــه، فضــال عن اإلخبــار بضــده(، إلى آخــر كالمــه، غــير ظــاهر

الوجه. كما أنه يظهر منه أن اتباع الحائري له ناقال بعض كالمه، إلى أن قال: )فالتدليس في الباب أوسع دائــرة منــه في بــاب الــبيع( محــل

نظر. نعم لما كان ظـاهر إسـناد الفعـل إلى الفاعــل أنـه فعلـه عالمــا عامدا، فإذا دل الدليل على غير ذلك كان مخصصا للقاعدة بالدليل،

حيث ذكــروا أنالمغرور يرجــع إلى من غركما خصصوه في مثل الغار ال يلزم أن يكون عالما عامــدا بتغريــره، فــإذا أعطى زيــد مــال عمرو لبكر لزعمه أنه لنفسه وتصرف فيه بكر باإلتالف فإن المالــك إذا رجع إلى المتلف حــق لــه أن يرجــع إلى من غــره، وإن كــان من

غره لم يكن عالما بأنه مال غيره، بل زاعما أن مال نفسه. ــانوي ــو خالف األصــل الث ــام ه ثم الظــاهر أن الفســخ في المق لتطابق النص والفتــوى على أنــه ال ينفسـخ النكــاح إال بمــا دل عليــه

الدليل بصورة خاصة، وإنما

138

Page 139: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

جعــل األصــل ثانويــا، ألن األصــل عنــد العقالء لــوال الشــرع هــوــف الشــرط ــع تخل ــا م ــبيع وفي غيرهم ــاح وفي ال الفســخ في النك

الصحيح أو الضمني. ومنه يعلم أن جعل الحائري األصل األولي هو عــدم الفســخ في النكاح مفرقا بينه وبين البيع ونحوه بقوله: )واستقرار ســيرتهم على جواز الفسخ في باب النكاح عند ظهور العيب أو تخلــف الشــرط أو

الوصف ممنوع جدا(، محل نظر. ثم قال: )إن العيب والتدليس قد يجتمعان، وقد ينفرد كل منهما عن اآلخر، أما اجتماعهما فهو كما لو دلس بالعيب وال حكم له زائدا

على خيار العيب إال الرجوع بالمهر على المدلس. وأما انفراد العيب عن التدليس، فهــو كمــا إذا كــان العيب خفيــا

على الزوجة ووليها. ــا إذا دلســها باشــتراط ــدليس عن العيب، فكم ــراد الت ــا انف وأم صفات الكمال فيها أو توصيفها بها مع فقدها لهــا(، وقــد ســبقه إلى

ذلك الجواهر. ثم إنـــه ال إشـــكال في أن الســـكوت عن العيب مـــع العلم بـــه تدليس، وفي الجواهر: إنه المحكي عن مبسوط الشيخ وابن الجنيد وصريح المحكي عن التحرير وصرح به ثاني الشــهيدين والمحققين، بل في موضــع من جــامع المقاصــد إنــه المفهــوم من كالم الفقهــاء

والنصوص عن أئمة الهدى )صلوات الله عليهم أجمعين(. ــو أن ــر الحــائري: إن صــريح جماعــة من األصــحاب ه ــد ذك وق التدليس يتحقق في الباب بمجرد السكوت عن العيب مع العلم بــه،

فضال عن اإلخبار بضده من وصف الصحة والسالمة. وفي الرياض: التدليس )يتحقق بأحد أمــرين، إمــا الســكوت من العيب مع العلم به، أو دعوى صفة كمال من الزوجة أو من بحكمها

139

Page 140: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

. (1)للمتزوج أو من بحكمه مع عدمها والمراد به هنا الثاني( ومنــه يعلم وجــه النظــر في تخصــيص منــاهج المتقين األمــر باإلخبار، فإنه قال: )التدليس يتحقــق بإخبــار أحــد الــزوجين أو وليــه عقيب االســتعالم منــه أو بدونــه، بالســالمة من النــواقص أو بوجــود صفة من صفة الكمال فيه، ويجري العقد على ذلــك وينكشــف بعــد

ذلك الخالف(. ــف في ذلــك، حيث قــال في محكيــه: ــاهر القواعــد التوق وظ )يتحقق بإخبار الزوجة أو وليها أو ولي الزوج أو السفير بينهمــا على إشكال بالصحة أو الكمالية عقيب االستعالم أو بدونه، وهــل يتحقــقــار لو زوجت نفسها أو زوجها الولي مطلقا إشكال، وال يتحقق باإلخب

. (2)ال للتزويج أو له لغير الزوج(وعلى أي حال، فيدل على قول المشهور جملة من الروايات:

مثل ما عن رفاعة بن موسى، قال: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه قضــى أمــيرالسالم( ـ إلى أن قال: ــ وسـألته عن البرصــاء، قــال:

المؤمنين )عليه السالم( في امرأة زوجها وليها وهي برصــاء أن لهــا المهر بما استحل من فرجهــا، وأن المهــر على الــذي زوجهــا، وإنمــاــه إياهــا صار عليه المهر ألنه دلسها، ولو أن رجال تزوج امــرأة وزوج رجل ال يعرف دخيلة أمرها لم يكن عليه شــيء وكـان المهــر يأخــذه

.(3)منهاــالم(، في ــالة والس ــه الص ــادق )علي ــبي، عن الص ــحيح الحل وصــال: ــه، ق الرجل الذي يتزوج إلى قوم فإذا امرأته عوراء ولم يبينوا ل

ال تــرد، إنمــا يــرد النكــاح من الــبرص والجــذام والجنــون والعفل، لهــاقلت: أرأيت إن كان قــد دخــل بهــا كيــف يصــنع بمهرهــا، قــال:

المهر بما استحل من فرجها، ويغرم وليها الذي أنكحها مثل ما ساق .(4)إليها

القديمة. ط137 ص2المسائل: ج ( رياض?)1.69 ص3األحكام: ج ( قواعد?)2. 2ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)3. 247 ص3( االستبصار: ج?)4

140

Page 141: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وصحيح محمد بن مسلم، إنــه ســأل أبــا جعفــر )عليــه الســالم(، .(1)وذكر نحوه إال أنه ترك ذكر العفل

ورواية ابن بكير: سألت أبا عبد الله )عليــه السـالم( عن الرجـل هــو ضــامنيتزوج المرأة بهــا الجنــون والــبرص وشــبه ذلــك، قــال:

.(2)للمهر وصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في رجل ولتهــة أمرهــا، ــه ال يعــرف دخلي ــة أو جــارة ل امــرأة أمرهــا أو ذات قراب

يؤخــذ المهــر منهــا وال يكــونفوجدها قد دلست عيبا هو بها، قــال: .(3)على الذي زوجها شيء

وخبر محمد بن مسلم، عن أبي جعفر )عليه الســالم(، إنــه قــال من زوج امرأة فيها عيب دلسه ولمفي كتاب علي )عليه السالم(:

يبين ذلك لزوجها فإنــه يكــون لهــا الصــداق بمــا اســتحل من فرجهــا .(4)ويكون الذي ساق الرجل إليها على الذي زوجها ولم يبين

وصحيحة الحذاء، عن أبي جعفر )عليه السالم(، قال: في رجــل تزوج امرأة من وليها فوجد بها عيبا بعد مــا دخــل بهــا، قــال: فقــال:

إذا دلســت العفالء والبرصــاء والمجنونــة والمفضــاة ومن كــان لهــا زمانــة ظــاهرة فإنهـا تــرد على أهلهــا من غـير طالق، ويأخـذ الــزوج المهر من وليها الذي كان دلسها، وإن لم يكن وليها علم بشيء من

ذلك فال شي عليه ويرد على أهلها ، قــال: وإن أصــاب الــزوج شــيئا وتعتــد منــهمما أخذت لقوله وإن لم يصب شيئا فال شيء له، قال:

عدة المطلقة إن كان دخل بها وإن لم يكن دخل بها فال عــدة عليهــا .(5)وال مهر لها

. 1ح ذيل والتدليس العيوب أبواب من1 الباب594 ص14( الوسائل: ج?)1. 3ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)2. 2ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)3. 7ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)4. 1ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)5

141

Page 142: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــا إلى وهذه الرواية تدل على أن عدتها عدة المطلقة، كما ألمعنذلك فيما سبق.

وصحيح داود بن سرحان، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، في الرجل يتزوج المرأة فيــؤتى بهــا عميــاء أو برصــاء أو عرجــاء، قــال:

ترد على وليها ويكون لها المهر على وليها(1). وخبر غياث بن إبــراهيم، عن جعفــر، عن أبيــه، عن علي )عليهم

إنالسالم(، في رجل تزوج امرأة فوجدها برصاء أو جــذماء، قــال: كان لم يدخل بها ولم يتبين له، فإن شاء طلق وإن شاء أمســك وال

.(2)صداق لها، وإذا دخل بها فهي امرأتهوالمراد بطلق: اإلطالق، كما أن المراد الدخول عالما.

وخبر الحلبي، المروي في نوادر أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، إنه قال: في الرجــل يــتزوج إلى قــوم،

ال يــرد، إنمــا يــرد النكــاح منفإذا امرأته عوراء ولم ينبئوا به، قال: الحديث. (3)البرص والجذام والجنون والعفل

وخبر دعــائم اإلســالم، عن علي )عليــه الصــالة والســالم( قــال:ترد المرأة من القرن والجذام والجنون والبرص، وإن كان دخل بها

فعليه المهر، وإن شاء أمسك وإن شــاء فــرق، ويرجــع بــالمهر على الحديث. (4)من غره بها، وإن كانت هي التي غرته رجع به عليها(

وعن الحلبي، قال: سألته عن المرأة تلد من الزنا وال يعلم ذلـك إال وليها، يصلح له أن يزوجها يسكت على ذلك إذا كان قد رأى منها

إذا لم يذكر لزوجها ثم علم بعــد ذلــك فشــاءتوبة أو معروفا، قال: أن يأخذ صداقه من وليها بما دلس له كان

. 6ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب596 ص14( الوسائل: ج?)1. 14ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب595 ص14( الوسائل: ج?)2. 2ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)3. 5ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب603 ص2( المستدرك: ج?)4

142

Page 143: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ذلك له على وليها، وكان الصداق الذي أخذت منه لها وال ســبيلــا أن يمســكها فال ــا، وإن شــاء زوجه ــا اســتحل من فرجه ــا بم عليه

.(1)بأســالظهور أو ــدل بالصــراحة أو ب ــتي ت ــات ال إلى غيرهــا من الرواي

بالمفهوم على ما ذكرناه. ثم الظاهر أن الــولي الشــرعي كــاألب والجــد والحــاكم ووكيلــهــفير والقيم والوصي والمنصوب من طرفها كالوكيل والمأذون والس بينهما، بل والفضولي هو الــذي يتحمــل الغرامــة، ألن األدلــة تشــمل كل ذلك، أما العاقد األجنبي عنهم كمن وكلوه للعقد فإنــه ال يتحمــل

غرامة، وإن علم باألمر، إال أن يكون متواطئا معهم. قال في محكي جامع المقاصد: )ويناسب الحال أن يراد بــالولي هنا المتــولي ألمرهــا، وإن كــان وكيال بحيث يكــون تزويجهــا مســتندا إليه، سواء باشر العقد أم ال، واإلخبــار ال تــدل على أمــر غــير ذلــك،

والدليل ال ينهض إال عليه، ألن التدليس منوط بالباعثية(. وفي الجــواهر: )الــذي يظهــر من نصــوص المقــام أن المــدلس الذي يرجع عليه بالمهر هو المتــولي شــرعا ألمــر االمــرأة، أو عرفــا ولو بتوليتها هي أمرها، إذا كان عالما بعيبها عارفا بدخيلة أمرها، وال مدخلية لألجنبي المباشر للفظ العقد، واإلنكاح الموجود في النص ال يراد منه مباشرة العقد، بل المراد منه من يسند إليــه الــتزويج على وجه إسناده إلى األولياء العرفيين الذي يكون العقد عليهــا على حــد ما وقع بـأمرهم من مقـدمات النكـاح، وهـو الـذي يـراد منــه اإلعالم باألمر وإظهار الحال للزوج، كما أنه هــو الــذي يســند إليــه التفريــط

وترك اإلخبار.

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب601 ص14( الوسائل: ج?)1143

Page 144: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

بل الظــاهر اختصاصــه بالغرامــة وإن كــان قــد شــاركته االمــرأة بعدم إعالم الزوج إال أنه حيث كان المتولي الــذي يــراد منــه اإلخبــار بنحو ذلك اختص بالغرامة دونها، بل ربما كان القول قولها بيمينها لو

أنكر العلم بالعيب الظاهر فيها الذي يبعد خفاؤه على مثله(. وقوله: )وإن كان قــد شــاركته االمــرأة بعــدم إعالم الــزوج( هــو الظاهر من النصــوص، ألن الغــالب أن المــرأة تعــرف بعيب نفســها

ومع ذلك جعل المهر على وليها دونها، فتأمل. ثم لـو كـان المـدلس أكـثر من واحـد فالظـاهر أن المهـر يـوزع عليهم بالتساوي فيما لو كان كل واحد سببا كامال لـو انفـرد أو جـزء سبب بالتساوي، أما لو كان جزء سبب باالختالف فهــل يــوزع عليهم بالتساوي كمــا ذكــروا مثــل ذلــك في بــاب الجنايــة من أنهــا حســب

الجناة ال حسب الجنايات، أو باالختالف، احتماالن. ولو قــالت المــرأة للــزوج: إني صــحيحة، وصــدقها الــولي وهمــا يعلمان بالعيب، لم يستبعد االشتراك في خسارة المهر، وليس ذلك من مورد الروايات على ما ذكرنــاه تبعــا للجــواهر الــذي قــال: )وإنــور كان قد شاركته االمرأة( على ما تقدم، وقد تقدم اإللماع إلى ص االختالف بين الزوج والولي، وبينه والمرأة، وبين الولي والمرأة في

العلم والجهل. ولو قال الولي أو المرأة للزوج: إنها معيبة، فظنه الــزوج هــازال،ــالت: بكــل عيب، لم يكن لم يكن هناك تدليس، كما أنه لو قال أو ق

من التدليس في شيء. ولـو ظن الرجــل أن العيب مثال طفيــف، فظهـر عيب شـديد، أو

ظن أن العيب القرن فظهر العفل أو ما أشبه ذلك،

144

Page 145: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ولو جعل المهــر ســورة قــرآن مثال وعلمهــا رجـع على المــدلسبالقيمة.

ثم إنه ذكر غــير واحــد من الفقهــاء أنــه ال يتحقــق التــدليس في اإلخبــار بالصــحة أو الكمــال ال للــتزويج، وإن وقــع الــتزوج بعــد ذلــك

مستندا إلى ذلك اإلخبار. ولو أخبره بالصحة كيــدا ألنــه يعلم أنــه يريــد الــتزويج بهــا بــدون سؤال الزوج منه، وبدون إظهار المخبر أنه يخبره ألنه يريد التزويج، أو أخبر المخبر إنسانا آخر أظهر ذلك اإلنسان أنه يريــد الــتزويج بهــا كيدا حتى يقع السامع في االشــتباه فــتزوج المكيــد لــه بهــا اعتمــادا

على اإلخبار المذكور، ففي كون المخبر هو المدلس احتماالن.

145

Page 146: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع: )إذا تزوج امرأة وشرط كونهــا(:ـ 1)مسألة بكرا فوجدها ثيبا، لم يكن له الفسخ إلمكان تجدده بسبب خفي(.

أقول: اختلفوا في ذلك، ففي الحدائق: )إذا تزوج الرجــل امــرأةــحاب ــة من األص ــاهر كالم جمل ــا، فظ ــرت ثيب ــر فظه ــا بك على أنه التفصيل في ذلك، إنه إن كان شرط كونها بكرا وثبت سبق الثيبوبة على العقد فإنه يجوز له الفسخ لفـوات الشـرط المقتضـ ي للتخيـير

كنظائره، وإال فال(. وفي المسالك: )وإن تحقق سـبقها على العقـد فــاألقوى تخـيره

في الرد، لفوات الشرط المقتضي للتخيير كنظائره(. ــأخرين، عمال ــثر المت ــا ألك ــه الفســخ وفاق ــاض: )إن ل وفي الري بمقتضــى الشــرط الالزم الوفــاء بــه، خالفــا للمحكي عن األكــثر فال

فسخ لألصل(. وفي الجواهر: )إن له الفسخ النتفاء الشرط الذي قد عرفت أن فائدتــه ذلــك، ولعلــه ال خالف فيــه كمــا ال إشــكال، لكن في كشــف اللثام: إن ظاهر األكثر وصريح بعض عدم الخيار، وفيه إنا لم نتحقق

ما حكاه(. وفي مناهج المتقين: الفتوى بأن لــه الخيــار، إلى غــير ذلــك من أقوالهم التي يظهر منها وجود خالف كبــير في المســألة. والحــائري

نسب حقه في الفسخ إلى المشهور. المؤمنــون عنــدأقول: استدل القائلون بأن لــه حــق الفســخ بـ

وروايات بنت المهيرة، مثل صحيح محمــد بن مســلم، ،(1)شروطهم عن أبي جعفر )عليه السالم(، ســألته عن رجــل خطب إلى ابنــه لــه

من مهيرة، فلما كان ليلة دخولها على

. 4ح المهور أبواب من20 الباب30 ص15( الوسائل: ج?)1146

Page 147: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

تــرد على أبيهــازوجها أدخل عليه ابنة له أخرى من أمــة، قــال: .(1)وترد إليه امرأته، ويكون مهرها على أبيها

وصحيحه اآلخر: سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم( عن الرجــل تــرد الــتييخطب إلى الرجل ابنته من مهيرة فأتــاه بغيرهــا، قــال:

.(2)سميت له بمهر آخر من عند أبيها والمهر األول للتي دخل بها ومثلهما ما رواه ابن شهر آشــوب في المنــاقب، عن إســماعيل بن موسى بإسناده: إن رجال خطب إلى رجل ابنة له عربية فأنكحها إياه، ثم بعث إليه بابنة له أمها أعجمية، فعلم بذلك بعد أن دخل بها، فأتى معاوية وقص عليه القصة، فقال: معضلة لها أبو الحسن )عليه السالم(، فاسـتأذنه وأتى الكوفـة وقص على أمـير المؤمــنين )عليـه

على أب الجارية أن يجهز االبنة الــتي أنكحهــا إيــاهالسالم(، فقال: بمثل صداق التي ساق إليه منها ألختها بما أصاب من فرجها، وأمره أن ال يمس الذي تزف إليه حتى تقضي عدتها، ويجلد أبوها نكاال لما

.(3)فعله باإلضافة إلى الروايات المرتبطة بالمقام، مثل خــبر القاســم بنــتزوج المــرأة الفضيل، عن أبي الحسن )عليه السالم(، في الرجل يــالم(: على أنها بكر فيجدها ثيبا أيجوز أن يقيم عليها، قال )عليه الس

قد تفتق البكر من المركب ومن النزوة(4). وخــبر الجعفريــات، عن موســى، عن أبيــه، عن جــده )عليهمــه الســالم( الســالم(، إن رجال أقبــل إلى أمــير المؤمــنين علي )علي ومعــه امــرأة فقــال: يــا أمــير المؤمــنين إني تــزوجت امــرأة عــذراء

ويحك إن العذرة تذهب منفدخلت بها فوجدتها غير عذراء، فقال:

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من8 الباب603 ص14( الوسائل: ج?)1. 1ح والتدليس العيوب أبواب من8 الباب603 ص14( الوسائل: ج?)2. 1ح والتدليس العيوب أبواب من7 الباب603 ص2( المستدرك: ج?)3. 1ح والتدليس العيوب أبواب من10 الباب605 ص14( الوسائل: ج?)4

147

Page 148: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)الوثبة والقفزة والحيض والوضوء وطول التعنس وعن دعائم اإلسالم، عنه )عليــه الصــالة والســالم( مثلــه، إال أن

.(2)وطول التعنيسفيه: هذا باإلضافة إلى أن الخيــار وهـو مقتضــى العـرف ولم يعلم أن الشارع غيره، ومقتضى القاعدة أن مــا كــان عرفيــا ولم يعلم تغيــير

الشارع له في باب المعامالت أن يؤخذ بالعرف. ال يمكن االلــتزام بــه، ولــذا ال(3)المؤمنون عند شروطهملكن

يجرونــه في كــل شــرط شــرطه الــزوج على الزوجــة أو بــالعكس، فإنهم ال يقولون بحــق الشــارط في الخيــار إذا ظهــر خالف شــرطه مما يوجب القول بانصرافه إلى المعــامالت، كمــا هــو منصــرف عن

اإليقاعات كالطالق ونحوه. باإلضافة إلى عدم داللتها في نفسها، ال(4)وروايات بنت المهيرة

ترتبط بالمقام إال أن يقال بالمالك القطعي وهو محل نظر. أما روايات المقام فال داللة فيها على اختيار الفســخ، ولــذا قــال

، هو أنه(5)الحائري: الظاهر من قول السائل: )أيجوز أن يقيم عليها( توهم حرمة القيام معهــا، أو كونــه ذا حــزارة من جهــة داللــة انتفــاء بكارتها على فجورها وأنها زانية، فســأل اإلمــام )عليــه الســالم( عن جواز القيام معها وأنه هل يكون القيام معها مع تبين حالها حراما أو

وأما احتمال كون الســؤال عن ثبــوت الفســخ فبعيــد ذا حزازة أو ال،في الغاية

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من 9 الباب603 ص2( المستدرك: ج?)1. 1ح والتدليس العيوب أبواب من 9 الباب603 ص2( المستدرك: ج?)2. 4ح والتدليس العيوب أبواب من20 الباب30 ص15( الوسائل: ج?)3والتدليس. العيوب أبواب من8 الباب30 ص14( الوسائل: ج?)4. 1ح والتدليس العيوب أبواب من10 الباب605 ص14( الوسائل: ج?)5

148

Page 149: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

لمنافاتة لقوله: أيجوز أن يقيم عليها، ضرورة جواز القيـام معهـامع ثبوت الفسخ أيضا، إذ له أن ال يفسخ هذا.

.(1)أقول: ومنه يعلم وجه عدم داللة خبر الجعفريات وأما خيــار الفســخ عنــد العــرف فغــير ظــاهر، باإلضــافة إلى أن الشارع لم يجعل الفسخ في باب النكاح إال في موارد معدودة، كمــا

تقدم الكالم حول ذلك وسيأتي اإللماع إليه أيضا. ومنه يعلم ما في اســتدالل بعضــهم على الحكم، بأنــه لــو تــزوج جارية على أنها بكر فوجدها ثيبا يجوز له أن ينقص مهرهــا، بتقــريب أن األرش في باب البيع يكون أحــد طــرفي الخيــار فالبــد أن يكــون

كذلك في هذا الباب. وفيه: إنه قياس ال يمكن القول به، وعليه فاألصل عدم حقه في الفســخ، ويؤيــد ذلــك بجملــة من الشــواهد، مثــل كلمــة: )إنمــا( في روايات الفسخ، ومثل ما دل على عدم الرد بكون المرأة عوراء مــع

وضوح وجود الشرط الضمني هناك. كصحيحة الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، إنه قال: في

الالرجل يتزوج إلى قوم فــإذا امرأتــه عــوراء ولم يــبينوا لــه، قــال: .(2)ترد، وانما يرد النكاح من البرص والجذام والجنون والعفل

وفي روايــة عبــد الــرحمن بن أبي عبــد اللــه، عن أبي عبــد اللــه وتــرد المــرأة من العفــل والــبرص)عليه السالم( في حديث قــال:

.(3)والجذام والجنون، فأما ما سوى ذلك فال

. 1ح والتدلييس العيوب أبواب من9 الباب603 ص2( المستدرك: ج?)1. 6ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب595 ص14( الوسائل: ج?)2. 13ح والتدليس العيوب أبواب من1 الباب595 ص14( الوسائل: ج?)3

149

Page 150: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعليه فمقتضى الصناعة عدم حقه في الفسخ، إال أن المشــهور شهرة محققه مع الفسخ، فإذا قلنــا بــأن فهمهم حجــة أخــذنا بــذلك،

وإال فمقتضى القاعدة االحتياط خصوصا في الفروج. وعلى عدم حقــه في الفســخ بــل لــه الطالق، فــإن كــان هنالــك مدلس منها أو من وليها أخذ المهر من المدلس إذا جامعها، وإذا لم يكن هنالك مدلس خسر المهــر بســبب البضــع، فحــال الطالق حــال

الفسخ في الجملة. قال في الجواهر: )فإذا فسخ حيث يكون له الفســخ، فــإن كــان قبل الدخول فال مهر، وإن كان بعــده اســتقر المهــر ورجــع بــه على المدلس وإن كانت هي، بل األصح عدم اســتثناء قــدر مــا يتمــول أو

مهر المثل له إذا رجع عليها، لما عرفته في المسائل السابقة(. ــل في ــه المســتفاد من التعلي ــك فألن أمــا كــون حكم الطالق ذل روايات التدليس، مثــل قــول البــاقر )عليــه الســالم( في روايــة أبي

.(1)ويأخذ الزوج المهر من وليها الذي كان دلسهاعبيدة: وإنمــاوقول الصادق )عليه السالم( في خبر رفاعة بن موسى:

رجال تزوج امرأة وزوجه إياها رجل وإن صار عليه المهر ألنه دلسها، .(2)ال يعرف دخيلة أمرها لم يكن عليه شيء وكان المهر يأخذ منها

ورواية ابن بكير، عن بعض أصحابه، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليه السالم( عن الرجل يتزوج المرأة بها الجنــون والــبرص وشــبه

.(3)هو ضامن للمهرذا، فقال: خصوصا إذا قلنا بأن )شبه ذا( شامل للمقام، بل ال يبعد شــمول

صحيحة الحلبي

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 597 و596 ص14( الوسائل: ج?)1. 2ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 597 و596 ص14( الوسائل: ج?)2. 3ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 597 و596 ص14( الوسائل: ج?)3

150

Page 151: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

له، فقد روي عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( في رجــل ولتــه امرأة أمرها ذات قرابة، أو جار لها ال يعلم دخيلة أمرها، فوجدها قد

يؤخــذ المهــر منهــا، وال يكــون على الــذيدلست عيبا هو بها، قال: .(1)زوجها شيء

وفي رواية الحلبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الصــالة والســالم( المهر لها بما اســتحل من فرجهــا ويغــرم وليهــا الــذي أنكحهــاقال:

.(2)مثل ما ساق إليها تــردوفي رواية داود بن سرحان، عنه )عليه الصالة والســالم(:

.(3)على وليها ويكون لها المهر على وليها وفي رواية محمد بن مسلم، عن الباقر )عليه الصالة والسالم(:

يكون الذي ساق الرجل إليها على الذي زوجها ولم يبين(4). إلى غير ذلك من روايــات التــدليس الظــاهرة في دوران الحكمــة مداره وجودا وعدما فيشمل المقام، وإن كانت المسألة بعد بحاج

إلى التتبع والتأمل. ثم ال يخفى أنـــه إن زالت بكارتهـــا بفجـــور أو زواج أو وثبـــة أو طفرة أو ما أشبه ثم رجعت، ألن البكارة قد ترجــع قبــل العقــد، فال إشكال ألنها ال تسمى ثيبا، كمــا أنـه ال فــرق في حكم الـثيب بين أنتولد ثيبا كما قد يكون أحيانا، وبين أن تذهب البكارة بأحد األسباب. ــا أما التدليس في إرجاعها بصورة البكر بسبب بعض األدوية كم

يتعارف

. 4ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 597 و596 ص14( الوسائل: ج?)1. 5ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 597 و596 ص14( الوسائل: ج?)2. 6ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 597 و596 ص14( الوسائل: ج?)3. 7ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 597 و596 ص14( الوسائل: ج?)4

151

Page 152: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

عند األطباء فذلك ال يرفع حكم الثيبوبة، ألن األلفاظ دائرة مدارمعانيها الواقعية ال معانيها الخيالية.

ثم إن على تقدير القول بالخيــار الــذي تقــدم أنــه المشــهور لــو اختار الفسخ فإن كان قبــل الــدخول فالمهــر لهــا ألن ذلــك مقتضــى الروايات المتقدمة في التدليس وانه قبل الــدخول المهــر، كمــا أنــه العدة عليها، نعم الظاهر تــرتب محرمــات المصــاهرة على ماتقــدم من أن الفسخ من حينه المن أصله كما يســتفاد من غــير واحــد من الروايات، وإن كان الفسخ بعد الدخول اســتقر المهــر ولــه الرجــوع على المدلس إذا كان هناك مدلس، وقــد تقــدم في بعض المســائل

السابقة مسألة تعدد المدلس. ــة، أما إذا اختار البقاء أو لم يكن له الفسخ الحتمال تجدد الثيبوب فالظاهر أن لــه أن ينقص من مهرهــا إذا كــان مهــر البكــر أكــثر من مهر الثيب، ألن هذه الصورة هي المنصــرفة من الفتــاوى والروايــة، وهي صحيحة محمد بن جزك: كتبت إلى أبي الحسن )عليه السالم( أسأله عن رجل تزوج جارية بكرا فوجدها ثيبا، هل يجب لها الصداق

.(1)ينقصوافيا أو ينقص، قال )عليه السالم(: وهذا هو الذي ذهب إليه المشــهور، خالفــا للمحكي عن الحلــبي وابن براج فلم ينقصا منــه شــيئا، وذلــك لألصــل المقطــوع بالــدليل،ــا والظاهر أن قدر النقص ما عن القواعد والتحرير واإلرشــاد وغيرهــه إلى من أنه ما بين مهر البكر والثيب من التفاوت ويرجع في تعيين العادة، ألنه المستفاد من سكوت اإلمام )عليه الصالة والسالم( عنالتعيين، واكتفاء السائل بمجرد حكمه بالنقصان، فإن المستفاد من

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من10 الباب 605 ص14( الوسائل: ج?)1152

Page 153: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الرواية المركوز في ذهن السائل كان السؤال عن جواز نقصان مــا بذلــه من المســمى بــإزاء وصــف البكــارة بحيث لــو كــان عالمــاــه الســالم( عن جــواز ــه، فأجــاب )علي ــدم على بذل ــا أق ــدمها لم بع النقصان وسكت عن تعيين مقداره إيكـاال لـه على مـا هـو المركـوز

في ذهنه. وعليه فاالعتبار بالنسبة، فإذا كان التفاوت بقدر الربــع نقص من المهر الربع، سواء كان المسمى بقدر حقها واقعا أو أنقص أو أكــثر، وكذلك حال الثلث والنصف والثالثة األرباع وما أشــبه، وال يخفى مــا في تضــعيف المســالك لهـذا القــول بـأن ذلـك إنمــا يتم حيث يكــون

فواته قبل العقد. أما مع إمكان تجدده، أو العلم بتجدده، بناء على كونه كذلك فال، لعدم مقتضي السـقوط حينئــذ أو عــدم العلم بــه، إذ فيــه إن اإلمــام )عليه الصالة والسالم( أطلق حقه في ذلك من غير فرق بين كونــه محتمل التجدد ومقطوع كونه قبــل العقــد، أمــا العلم بتجــدده بعــده

فليس له ذلك الحكم لما عرفت، فتأمل. ومنــه يعلم وجــه النظــر في ســائر األقــوال األخــر، مثــل قــولــديره بالنصــف عمال بالنصــوص ــال: )إن األولى تق ــواهر حيث ق الج المعتبرة المسنفيضة الــواردة في تقــديره في األمــة بعشــر قيمتهــاــة ونصف عشر قيتها الظاهرة في كون التفاوت بين البكارة والثيبوب التي ال فرق فيهما بين األمة وغيرها بالنصف، وإن اختلفــا في كــون ذلــك نصــف عشــر القيمــة ونصــف المســمى الــذي قــد وقــع العقــد والتراضي عليه، بل هــو األقــوى في النظــر إن لم يكن إجمــاع على

.(1)خالفه( وفيه: إن ذلك أشــبه شــيء بــالتنظير بــدون وحــدة مالك قطعي

عند العرف. ومثله في الضعف قول قطب الدين الراونــدي بنقص الســدس،

ألنه المراد من الشيء في الوصايا.وفيه: إن

.378 ص30الكالم: ج ( جواهر?)1153

Page 154: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

خلو الخبر هنا عن لفظ الشيء وعدم دليــل على حمــل المقــامعلى الوصية يمنع عن هذا الحمل.

ــه على رأي الحــاكم، ومثله ما عن المحقق في النكت من إحالتكما هو الشأن في كل ما ال تقدير له شرعا.

وفيه: ما عرفت من أن هنــاك التقــدير الشــرعي المســتفاد منــان العرف المخاطب، ولذا الذي ذكرناه قال في مناهج المتقين: وكــع ــادة م ــثيب ع ــري البكــر وال ــا بين مه ــا م ــه أن ينقص من مهره ل مالحظة الصفات، وقيـل ينقص السـدس، وقيـل النصـف، وقيـل مـا

عينه الحاكم، وكل ذلك ضعيف. وهــذا هــو الــذي اختــاره الريــاض أيضــا حيث إنــه ذكــر األقــوالــدبر، المذكورة وجعلها ثالث األقوال، ثم قال: ولعل الثالث أقرب فت

وكذلك اختاره الحائري وغيره. ثم إنه لــو شــك أو اختلفــا في أنــه بعــد العقــد أو قبلــه كــان من مجهولي التاريخ في مجهولهما، ومجهول ومعلوم التاريخ في الجهل

بتاريخ أحدهما والعلم بتاريخ اآلخر. ــزوج، والظاهر أنه ليس على الزاني بها قهرا بعد العقد شيء للــه لألصل وعدم الدليل، فاحتمال ضمانه للزوج بقدر قيمة البكارة ألن

وغيره غير ظاهر، بعــدمن أتلفأورد النقص على الزوج، فيشمله ما يســتفاد من النص والفتــوى من عــدم القيمــة البضــائعية للبضــع، وعليه فال ضمان عليها لــو زنت اختيــارا، أو ســببت أوســبب مســبب

ذهاب بكارتها بإصبع أو طفرة أو إلقاء من شاهق أو ما أشبه. ولو وطأها واطئ بالشبهة بعد العقد، فــإن المهــر يرجــع إليهــا ال

إليه. كمــا أنهــا لــو تــزوجت قبــل العقــد متعــة أو دوامــا ثم طلقت أو انقضى مدتها فالمهر لها، سواء أخـذت من الـزوج الجديـد أكـثر من

حقها مجتمعا مع المهر السابق أو

154

Page 155: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أقل أو مساويا إلطالق األدلة. ــزوج وأثبتهــا ــو اختلفــا في أنهــا كــانت بكــرا أم ال، فنفاهــا ال ول الزوجة، فالزوج هو المدعي والزوجة هي المنكرة، فهــو بحاجــة إلى

الدليل، وإال حلفت هي. مما تقدم يعلم حال اشتراط الرجل أن ال تكون قد تــزوجت قبال وهو يعلم أنها ثيب أو أنها بكر، لكن يريد الزوج عدم ذهابهــا قبال إلى زوج متعة أو دوامـا، وحـال اشـتراطها عليـه أن ال تكـون لـه زوجـة، وغير ذلك من أنحاء االشتراط مما سيأتي الكالم في بعضها إن شاء

الله تعالى. ومقدار فورية الخيار في المقام على القول بــه هــو مــا ذكرنــاه

في مسألة العيب لوحدة الدليل في المقامين. ــانت ثم إنه ال فرق في الحكم المذكور بين الدوام والمتعة إذا ك البكــارة مشــروطة في المتعــة، كمــا ال فــرق بين أن تكــون المــرأة كتابيــة أو مســلمة، أمــا في الكــافرين والمخــالفين فالمعيــار الحكم

عندهم لدليل اإللزام.

155

Page 156: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قــال في الشــرائع: )إذا اســتمتع امــرأة فبــانت(:ــ 2)مســألة كتابية، لم يكن له الفسخ من دون هبة المدة، وال له إســقاط شــيء من المهر، وكذا لوتزوجها دائمــا على أحــد القــولين، نعم لــو شــرط

إسالمها كان له الفسخ إذا وجدها على خالفه(. وهـو كمــا ذكـره، لمقتضــى القاعــدة في المسـألتين حسـب مــا عــرفت في المســألة الســابقة من أن الشــرط يقتضــي الفســخ إذا أحب، ولو شرط كتابية من نوع كالمسـيحية فظهـرت من نــوع آخـر

كاليهودية فكذلك. وكذا الحال لو شرط كونها مسلمة من مــذهب خــاص فظهــرت مسلمة من مذهب آخــر، أو شــرطت المــرأة إســالما خاصــا فظهــر

إسالما على نحو آخر. وهكذا الحال في شرط كونها عالمة فظهرت جاهلــة، أو عاملــة فظهرت عاطلـة، إلى غـير ذلـك، وكـذلك في العكس بـأن شـرطت

المرأة أن يكون الزوج كذلك. وفي الجواهر: )ولــو شــرط كونهــا كتابيــة فبــانت مســلمة، ففيــل تسلطه على الخيار وجهان، أقواهما األول، لعموم المقتضي، ولع له غرضا في ذلك، وكذا كل شرط صــفة نقص فبــان الكمــال، وفي إلحاق التدليس به هنا إشكال من صدقه، ومن ظهور تلك األدلة في

.(1)تدليس الناقص بالكامل ال العكس، ولعله األقوى(ــون ــد تك ــفة النقص ق ــدليس ألن ص ــه ت ــا أن ــاهر أيض لكن الظ مقصودة للزوج، كما إذا شرط كونها ثيبا لعدم قدرته على افتضاض البكر فبانت بكــرا، أو شــرط كونهــا قبيحــة ألن القبيحــة تتحمــل من األزواج ما ال تتحمــل غيرهــا، كمــا في روايــة من جــاء إلى الرســول

ذكرناهــا في ،(2)ال تتحملــني امــرأة)صلى اللــه علــه وآلــه( وقــال: أوائل الكتاب فبــانت جميلــة، أو كــان يخــاف على زوجتهــا إذا كــانت

جميلة من الفساق بخالف

.379 ص30الكالم: ج ( جواهر?)1. 1 ح22 الباب38 ص14الوسائل: ج ( انظر?)2

156

Page 157: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ما إذا كانت قبيحة، إلى غير ذلك من األغراض العقالئية. وقد عرفت فيما تقدم صحة تزويج الكتابية دائما.

ومنه يعلم مواقع القبــول والــرد في كالم منــاهج المتقين، حيث قــال: إذا اســتمتع امــرأة فبــانت كتابيــة لم يكن لــه الفســخ، وال لــه إسقاط شيء من المهر، بل له أن يفارقها بهبة المدة، ولــو تزوجهــا دائما فبظهور كونها كتابية تزول الزوجية، لعدم جواز تزويجها بالعقد الدائم ويبطل حينئذ المسمى، وتستحق مهر المثل إن كان قد دخل بها، ولو شرط إسالم المتمتع بها فبانت كتابية كان لــه الفسـخ، ولـو تزوجها على أنها كتابية فظهرت مســلمة، فــإن لم يكن شــرط ذلــك في العقد فال خيار، وإن شرطه ففي تخيره قوالن، أقربهما الثبوت. ثم إن مقتضى القاعدة مجيء مسألة التدليس، ومسألة الفسخ قبل الدخول وبعده، ومسألة الفورية في الفسخ، ومســألة التفــاوت

بين البكر والثيب إذا أراد البقاء معها، في المقام أيضا. ولو ظهرت كتابية حيث له حق الفسخ فأسلمت، فالظـاهر بقـاء حق الفسخ، لما عرفت في بعض المسائل الســابقة من أن المقــام كخيار العيب، حيث اشترى وهو معيوب بدون علم ثم طاب، وكذلك في خيار الغبن، حيث إن مقتضى القاعــدة أن الخيــار بــاق والتحــولالذي حصل عنده ال يوجب ذهاب خياره، إلى غير ذلك من األمثلة.

157

Page 158: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قــال في الشــرائع: )إذا تــزوج رجالن بــامرأتين(:ــ 3)مســألة فأدخلت امرأة كل واحدة منهما على اآلخــر فوطأهـا، فلكــل واحـدةــه ــا، وعلي منهما على واطئها مهر المثل، وترد كل واحدة على زوجه مهرها المســمى، وليس لــه وطؤهــا حــتى تنقضــي عــدتها من وطئ األول، ولو ماتتا في العدة أو مات الزوجــان ورث كــل واحــد منهمــا

زوجة نفسه وورثته. وفي الجواهر: بال إشــكال في شــيء من ذلــك وال خالف، وإنمــا

ذكره األصحاب بخصوصه للنص فيه. وفي المسالك: )ما ذكره هو الموافق للقواعــد الشــرعية، فــإن وطي اإلنسان زوجة اآلخر بشبهة منهما يــوجب لهــا مهــر المثــل وال تزول الزوجية بذلك، واالعتداد من وطي الشــهبة ال ينــافي الزوجيــة أيضــا، بــل تحريمهــا حينئــذ على الــزوج بســبب عــارض للفــرق بين المائين كتحريمها عليه في زمان الحيض فال يؤثر في اإلرث لو مات

.(1)أحدهما وال يوجب نقص المهر، سواء كان قد دخل بزوجته أم ال( أقول: تعليله بـالفرق بين المـائين من بـاب الحكمـة ال من بـاب العلة، فإن الوطي يوجب العدة ونحوهــا وإن لم يكن إنــزال أو كــانــروا، لكن ينبغي أن يســتثنى من حكم ــا ذك ــدبر على م ــا في ال وطي الرجوع بعد العدة إلى زوجته ما لو وطأ األم أو البنت فيما لو كــانتــون حكم وطي ــرب أن يك ــدم ق ــد تق ــا، حيث ق ــا وبنت ــان أم الزوجت

الشبهة حكم الوطي الصحيح في محرمات المصاهرة. وكيف كان، ففي رواية محمد بن مسـلم، عن أبي جعفــر )عليــه السالم( قال: سألته عن رجلين نكحا امرأتين، فأتى هذا امرأة هــذا،

تعتد هذه من وهذا امرأة هذا، قال:

.154 ص8األفهام: ج ( مسالك?)1158

Page 159: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)هذا، وهذه من هذا، ثم ترجع كل واحدة إلى زوجها وعن جميل بن صالح، إن أبا عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال في أختين أهديتا ألخوين، فأدخلت امرأة هذا على هذا وامرأة هــذا على

لكـل واحـدة منهمـا صـداق بالغشـيان، وإن كـان وليهمـاهذا، قال: تعمد ذلك أغرم الصداق، وال يقرب واحد منهما امرأته حتى تنقضــي العدة، وإذا انقضت العدة صارت كل امرأة منهمــا إلى زوجهــا األول

يرجــع، قيل له: فإن ماتتا قبل انقضــاء العــدة، قــال: بالنكاح األول ، قيل: فإنالزوجان بنصف الصداق على ورثتهما فيرثانهما الرجالن

ترثانهمــا ولهمــا نصــف المهــرمات الزوجان وهما في العدة، قــال: ــدة ــدان ع ــدة األولى تعت ــان من الع ــا تفرغ ــد م ــدة بع ــا الع وعليهم

.(2)المتوفى عنها زوجها ورواه في المقنع مرسال، كما رواه الكليني والشيخ على ما في

الوسائل. ثم إن الرواية تضمنت تنصيف المهر بــالموت قبــل الــدخول منــيخ أيهما كان، وفي كشف اللثام: لم يقل به أحد، ولذا عمل بها الشــة إال في تنصــيف المهــر لهمــا إذا مــات الزوجــان في محكي النهاي فأثبت لهما تمام المسمى، وحملها في المختلــف على أن المــرأتين ليس لهما ولد فيرجع الزوجان بالنصف مما دفعــا مهــرا على ســبيل

الميراث. وقال في الجواهر: )المحتاج إلى التأويل فيهــا التنصــيف بمــوتالزوجة دون العكس الذي ستسمع داللة كثير من النصوص عليه(.

ــواهر ــر إلى كالم الج ــه( نظ ــه الل ــائري )رحم ــاهر أن الح والظ الحــاكي عن كشــف اللثــام اإلجمــاع ســاكتا عليــه، فقــال: وال وجــه

لطرحها رأسا ألجل مخالفة ما في ذيلها

. 1ح بالمصاهرة يحرم ما أبواب من49 الباب395 ص14( الوسائل: ج?)1. 2ح بالمصاهرة يحرم ما أبواب من49 الباب395 ص14( الوسائل: ج?)2

159

Page 160: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

من تنصيف المهــر بمــوت الزوجــة قبــل الــدخول لإلجمــاع، إذ ال يضر ذلك بصحة األخذ بغــير هــذه الفقــرة من الفقــرات مــع إمكــان حمله على ما إذا لم يكن لها ولد فيرجع الزوج بالنصــف ممــا دفعــه

مهرا على سبيل الميراث. وأما مــا في ذيلهــا أيضــا من تنصـيف المهــر بمــوت الـزوج قبــل الدخول فهو ممــا دل عليــه النصــوص الكثــيرة، وإن كــانت معارضــة

بغيرها من النصوص. وال يخفى وقوع االختالف في كلتا المسألتين، فليس األمــر كمــا

ذكره كشف اللثام والحائري. قال في الرياض: )ويستقر الجميـع بمـوت الـزوج على األشـهر، بل عليه اإلجماع عن الناصــريات، لألصــل ومفهــوم الكتــاب وعمــوم

وآتوا النساء صدقاتهن(1). إلى أن قال: )خالفا للمحكي عن صريح المقنــع فكــالطالق وهــو ظاهر الكافي والفقيه، بل حكى عليه بعض المتــأخرين الشــهرة بين قــدماء الطائفــة، واختــاره من المتــأخرين جماعــة، وعليــه تــدل

المستفيضة(. ــدا ــا ع ــا لم ــهر أيض ــة على األش ــوت الزوج ــال: )وبم إلى أن ق المستفيضة من األدلة المتقدمة، وفيها مضافا إلى ما مر، استفاضةــحيح ــا الص ــال، منه ــارض أص ــا من دون مع ــيف هن ــبرة بالتنص المعت

ــال: ــا، فق إنالمتقدم، والموثق عن رجل تزوج امرأة ولم يدخل به هلكت أو هلك أو طلقها فلها نصف المهر وعليــه العــدة كاملــة ولهــا

. الميراث ونحوه آخر: في امرأة توفيت قبل أن يدخل بها زوجها مالها من

ــا نصــفالمهر وكيف ميراثها، فقال: إذا كان قد مهرها صداقها فلهالمهر وهو يرثها، وإن

. 4 النساء: اآلية ( سورة?)1160

Page 161: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.لم يكن فرض لها صداقها فهي ترثه وال صداق لها إلى غــير ذلــك من األخبـــار، والعمـــل بهــا متعين لخلوهــا عن المعارض مع اعتضـادها بمـا مـر، وعمـل جماعـة من األصـحاب بهـا

. (1)كالشيخ والقاضي والكيدري وجماعة من المتأخرين( وفي مناهج المتقين: ولو ماتتا في العدة أو مــات الزوجــان ثبتــأتي من التوارث بين كل معقودة وزوجها ولكن ينتصف المهر، لما ي

إيجاب موت أحد الزوجين قبل الوطي االنتصاف على األقوى. ثم إنه ذكر الجواهر: )إن للــزوجين الرجــوع بمــا غرمــا من مهــر المثل إال أن الزوجة هنا إذا كانت هي الغارة لم يكن لهــا مهــر أصــال

لكونها بغيا حينئذ(. ، ولقاعــدةالمغــرور يرجــع إلى من غروهو كما ذكره، لقاعدة

ال مهر لبغي .ــالغرور فعلى مــا تقــدم من تنصــيف المهــر ولــو كــان ســببان ب عليهما، سواء كان كل سبب مسـتقال واجتمعـا، أو كـل واحــد منهمـا نصف السبب وإن كان باالختالف، فعلى مــا تقــدم من أنــه كالجنايــة

االعتبار بالجناة أو أنه بالنسبة. ومنه يعلم أنه ال وجــه لترديـد الجـواهر حيث قـال: )لـه الرجــوع على كل منهما مع فرض كون الغرور من كل منهما إذا كانا جاهلين

أو توزع الغرامة عليهما(. كما أنه يعلم مما ذكرناه ما في عبارة جامع المقاصد حيث قال: )يرجع كل من الزوجين بما غرمه من مهر المثــل على الــولي، وفي الرواية التقييد بتعمده، وكذا في عبارة الشيخ على ما ســبق ذكــره، وينبغي أن يقال: إن تعمد الولي والزوجة أو كانا معا جاهلين فالغرم عليها دون الولي ألن سببيتها أقوى، نعم يستثنى لها أقــل مــا يصــلح مهرا، وإن تعمد أحدهما خاصة فالغرم مختص به، فــإن تعمــدت هي فال بد من استثناء األقل، ولو علم الزوج وجهلت المــرأة غــرم مهــر المثل وال يرجع به على أحد، وينبغي تأمل هذا التفصيل وإن لم أجــد

. (2)به قائال(

.43 ـ42 ص12المسائل: ج ( رياض?)1.308 ص13المقاصد: ج جامع (?)2

161

Page 162: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

إذ ال وجه مع تعمدها ألن يكــون لهــا أقــل مــا يصــلح مهــرا، فــإن حاكم على األدلة الدالــة على أن لهــا شــيئا بمــاال مهر لبغيدليل

ــاك مســتحال استحل من فرجها، فإنها هي التي أباح فرجها، ال أن هنباإلكراه أو بجهلها.

ولذا رده الجواهر بقوله: )إنه مناف لقاعدة عدم المهر لبغي معفرض كونها المتعمدة، فال وجه الستثناء أقل ما يصلح(.

ــات المتقدمــة أقول: ولعل المحقق الثاني نظر إلى بعض الروايبالمناط.

ومما تقدم علم حال الصـور األربــع للمسـألة، وهـو علم الرجـلــالعكس، والمرأة، وجهلهما، واالختالف بعلم الرجل دون المرأة، أو ب

وإنما يكون لها المهر في صورة جهلها. أمــا العــدة فهي في صــورة جهــل أحــدهما، ألن الجاهــل يــوجب احـترام دخولـه، ولـو كـان الطـرف اآلخـر عالمـا لكن بشـرط عـدم

اليأس، أما مع اليأس فال عدة، وكذلك حال صغرها. ومنه يعلم حال الحد، فإنه على العالم منهما فقط إذا كان هناك

عالم منهما. كما أن الولد إرثا للمشتبه منهما، فإذا اشتبها فالولــد لهمــا، وإذا اشــتبه أحــدهما فالولــد لــه، وإذا علم كــل منهمــا، فــإن الولــد لهمــا بالنسبة إلى المصاهرة ونحوها ال بالنسبة إلى اإلرث كمــا حقــق في

محله. ثم الظاهر أنــه مــع اشــتباه أحــد الــزوجين بين اثــنين أو أكــثر أو كليهما في الزوجتين أو الزوجين، فالمحكم القرعة، ألنهــا لكــل أمــرــإن علم ــك، ف ــل ذل ــات في مث ــة من الرواي مشــكل، مــع ورود جمل أحدهما واشتبه اآلخر وأقرعا فإن خرجت حســب علم العــالم فهــو،

وإن خرجت خالف علمه لم يحق للعالم ترتيب آثار

162

Page 163: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الزوجيه، وإذا خرجت القرعة في صــورة تحكيمهــا تــرتب عليهــاكل آثار الزوجية.

ولو علم ثالث بعدم مطابقة القرعة للواقع صح له عــدم تــرتيب آثار الزوجية بينهما كأخذه فورا المرأة اليائســة أو الصــغيرة أو غــير المــدخول بهــا إذا طلقهــا من ليس بــزوج، فــإن اللمس ونحــوه من الــذي خــرجت القرعــة باســمه ال يــوجب تحريمهــا على من يعــرف

بطالن القرعة ألنها طريقي. نعم مــع الــدخول وعــدم اليــأس وعــدم الصــغر ال يحــق للثــالث تــرتيب اآلثــار بالنســبة إلى المصــاهرة على مــا تقــدم في وطي الشبهة، نعم يحق له ترتيب آثار عدم اإلرث مثال، وعدم عدة الوفاة، ألن عدتها في نظره عدة وطي الشــبهة ال عــدة الزوجيــة، إلى غــير

ذلك من الحكم في الجانبين مما يترتب ومما ال يترتب. ــبهة وهل القرعة كاشفة أو ناقلة، فإذا وطأ الرجل في حال الش قبل القرعة التي خرجت باسمه بعد ذلــك، هــل يكــون زنــا لــه حــده وعدم مهرها ومــا أشــبه، أو حــرام عليهمــا التعزيــر فقــط مثال، أو الــرض ــد الكشــف، ولم أر من تع ــان ال يبع ــاالت، وإن ك شــيء، احتم

للمسألة، وهي بحاجة إلى تأمل أكثر وتتبع أوسع. نعم ال شك في أن في مورد االشتباه األفضل الطالق.

قال في الجواهر: )أما إذا اشتبه على كل منهما زوجته ولم يكن ثم طريق إلى معرفتهما منع كــل واحــد من الــرجلين عن االمــرأتين حتى يقرع، فإن القرعة لكل أمــر مشــكل، لكن في القواعــد: ألــزم كــل منهــا الطالق، وفي غيرهــا احتمــال طالق الحــاكم أو فســخه أوتسلط المرأتين على الفسخ وانتفاء الجميع، ولعل األقوى ما ذكرنا(

(1) . ولو كانت المرأتان أما وبنتا مشتبهتين، ووطأ الــرجالن في حــال

االشتباه

.382 ص30الكالم: ج جواهر (?)1163

Page 164: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وطيــا عمــديا قبــل القرعــة، ثم خــرجت القرعــة خالف الــوطي، فلهما الرجوع إلى زوجتيهمــا اللـتين خــرجت القرعــة باســمهما، ألن

وطيهما يعد زنا أو نحوه ومثله ال يحرم األم والبنت. ولوخرجت القرعــة وفــق الــوطي حرمتــا عليهمــا على الكشــف

دون النقل. ومن الكالم في األم والبنت يظهــر حــال الكالم فيمــا إذا كــان

الرجالن أبا وولدا. ثم إن الجواهر قال: )ويلزم كل من الرجلين بنصــف المهــر مــعــذت الطالق قبل الدخول، فإن اتفق النصفان جنسا وقدرا وصفة أخ كل منهمــا أحــد النصــفين، وإن اختلفــا قســم بينهمــا أحــد النصــفين بالتســوية إن تــداعياه وتصــادم دعواهمــا بــأن حلفتــا أو نكلتــا ويبق ى النصف اآلخر مجهول المالك إال أن يرجــع إحــداهما إلى ادعائــه، فال يبعد سماعه منها وإعطاؤها إياه وارتجاع ما أخذته من النصف األولــا ــاء على م ــة بن ــك القرع ــل األولى من ذل ــرى، ولع ــليمه لالخ وتس عرفت، فكل نصف خرج على أحداهما أعطيت إياه ويعطى األخرى النصف اآلخر لتعينه، وربمــا احتمــل أيضــا إيقــاف كــل من النصــفين حتى يصطلحا، وإن سكتا ولم يتداعيا شيئا منهما فــاألولى بنــاء علىــا القرعــة أيضــا، وربمــا احتمــل اإليقــاف أيضــا، وإن كــان مــا ذكرن االختالف بين النصفين في القدر خاصة أعطيت كل منهما ما تساويا

فيه(. ــات ــررا أن مقتضــى القاعــدة في المالي ــد عــرفت مك ــك ق لكن التقسيم بقاعدة العــدل ال القرعــة، وهــو الــذي رجحــه الجــواهر في

كتاب الخمس. ثم الظاهر أنه لو مات أحــدهما أوكالهمــا أو كلهم أو ثالثــة منهم مثال قبل القرعة، فالظاهر وجود مجــال القرعــة بعــد المــوت أيضــا،

ألن األحكام باقية، ويؤيده ما ورد بالنسبة إلى

164

Page 165: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الصغيرين حيث يتزوجان ويموت أحدهما. ولــو زوج امــرأة ثم شــك في أن المزوجــة ذات المحــرم لــه أو غيرها، فمقتضى حمــل الفعــل على الصــحيح الحكم بأنهــا غــير ذات المحرم، ألصـالة الصــحة الحاكمــة على االستصـحاب، ويـترتب على

الصحة كل أحكامها من العدة واإلرث وغير ذلك. كما أن منه يعرف فروع العلم اإلجمالي في المقــام المحكومــة بأصالة الصحة في أحد الطرفين، نعم لــو كــانت أصــالة الصــحة في كال الجــانبين تعارضــتا وتســاقطتا، ويكــون الرجــوع إلى القرعــة في

الزواج وإلى قاعدة العدل في اإلرث والمهر ونحوهما. ثم إن الجواهر قال: )ومع عــدم البنــاء على القرعــة ال ريب في أنه يحرم على كل منهما أم كل واحدة منهما لالشتباه، وكــذا يحــرم كل منهما على أب الزوج وابنه، أما على ما ذكرنــاه من القرعــة فال

إشكال وال اشتباه(. وهو كما ذكره، ثم ال يخفى أن القرعة ونحوها إنمــا يكــون فيمــا إذا لم يكن أحدهما خارجا عن محل االبتالء لمــا ذكــر في بــاب العلم

اإلجمالي من أن الخروج عن محل االبتالء يوجب انحالل العلم. ومما ذكر يعلم الكالم في عدم الفــرق في المســائل المــذكوره بين المتعة والدوام، بل يأتي بعض األحكــام المــذكورة بالنســبة إلى

المحللة واألمة. ولو قال أحدهما: اعلم أن هذه زوجتي، وقال اآلخــر: ال أعلم أن أيتهما زوجة لي، لم يحق للشاك اتخاذها زوجــة، ألن أصــالة الصــحةــر، ــا بالنســبة إلى إنســان آخ ــير مجراه ــر ال يثبت غ ــل اآلخ في عم

فالالزم الرجوع إلى القواعد األولية. ومما تقدم يظهر الكالم في أنه لو طلق إحدى زوجتيــه ثم شــك

في أن أيتهما

165

Page 166: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

المطلقة، أو فسخ نكاح إحداهما، أو وهبت المدة في المتعة، أوانقضت مدتها، أو شكت هي، إلى غير ذلك.

ثم إنه ذكر الحائري )أنه إذا اشتبه على كل من الرجلين زوجته،ــد من ــل واح ــع ك ــل: من ــا، قي ــق إلى معرفتهم ــاك طري ولم يكن هن

القرعــة لكــل أمــرالــرجلين عن االمــرأتين حــتى يقــرع، فــإن .(1)مشكل

وفيه: إن الحكم بوجوب االحتراز عن االمــرأتين على كــل واحــد من الرجلين وإن كان صحيحا لمكان علم كل منهما بحرمة إحداهما عليه، إال أن الرجوع إلى القرعــة مشــكل، ضــرورة أن الرجــوع إلىــق إلى التلخص عن ــاك طري ــا إذا لم يكن هن ــو فيم ــا ه القرعــة إنم العويصة، والتلخص عنها هنــا ممكن بــأن يطلــق كــل منهمــا من هي زوجته واقعا من االمرأتين، ثم يجدد كل منهما العقــد على من شــاء

منهما، وإن امتنع أحدهما أو كالهما عن الطالق أجبرهما الحاكم. نعم ال يبعــد الرجــوع إلى القرعــة في تعــيين مــا تســتحقه كــل واحدة منهما من نصف المهر مع اختالف مهرهما زيــادة ونقيصــة أو

نقدا وجنسا(. وفيه نظر:

ــا ــاهر من رواياتهـ ــإن الظـ ــة أعم من ذلـــك، فـ أوال: ألن القرعـ االقتراع وإن أمكن التلخص بوجه آخر، كما إذا اختلفا في أن المرأة

زوجة أيهما، أو أن الزوج أليتهما، إلى غير ذلك. فإن الروايات المطلقة أو الخاصــة في القرعــة تــدل على ذلــك باإلطالق أو بالمناط، مثل ما رواه التهــذيب والفقيــه، عن محمــد بن حكيم، قال: سألت أبا الحسن )عليه السالم( عن شيء، فقــال لي:

كل مجهــول ففيــه القرعة،قلت لــه: إن القرعــة تخطئ وتصــيب ، . (2)كل ما حكم الله به فليس بمخطئقال:

. 11 ح3 الباب 189 ص18( الوسائل: ج?)1. 11ح الدعوى وأحكام الحكم كيفية أبواب من3 الباب 189 ص18( الوسائل: ج?)2

166

Page 167: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــالم(: ــه الس ــادق )علي ــه، عن الص ــوموفي الفقي ــازع ق ــا تن م ، وقـال:ففوضوا أمرهم إلى اللـه عـز وجـل إال خـرج سـهم المحق

أي قضية أعدل من القرعــة إذا فــوض األمــر إلى اللــه، أليس اللــه . )1(فساهم فكان من المدحضينيقول:

ــا عبــد وفي رواية منصور بن حازم، قال: سأل بعض أصــحابنا أبــرج في القرعةالله )عليه السالم( عن مسألة، فقال: ، ثمهذه تخ

فأي قضية أعدل من القرعة إذا فوضوا أمــرهم إلى اللــه عــزقال: .)2(فساهم فكان من المدحضينوجل، أليس الله يقول:

وعن الشيخ في النهاية، قال: روي عن أبي الحســن موســى بن جعفر )عليه الســالم( وعن غــيره من آبائــه وأبنائــه )عليهم الســالم(

ــولهم: ــه القرعةمن ق ــول ففي ــل مجه ــةك ــه: إن القرع ، فقلت ل .(3)كل ما حكم الله به فليس بمخطئتخطئ وتصيب، فقال:

إلى غيرها من الروايات المطلقة. وعن سيابة وإبراهيم بن عمرو جميعا، عن أبي عبــد اللــه )عليــه السالم(، في رجل قال: أول مملوك أملكه فهــو حــر، فــورث ثالثــة،

ــال: ــة أعتقق ــابه القرع ــرع بينهم فمن أص ــال: يق ــة، ق والقرع .(4)سنة

ــون وعن محمد، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في الرجل يكــه الســالم(له المملوكون فيوصي بعتق ثلثهم، قال: كان علي )علي

.(5)يسهم بينهم

. 13ح الدعوى وأحكام الحكم كيفية أبواب من13 الباب190 ص18( الوسائل: ج?)1. 17ح الدعوى وأحكام الحكم كيفية أبواب من13 الباب191 ص18( الوسائل: ج?)2. 18ح الدعوى وأحكام الحكم كيفية أبواب من13 الباب191 ص18( الوسائل: ج?)3. 2ح الدعوى وأحكام الحكم كيفية أبواب من13 الباب191 ص18( الوسائل: ج?)4. 3ح الدعوى وأحكام الحكم كيفية أبواب من13 الباب188 ص18( الوسائل: ج?)5

167

Page 168: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن المختار، قال: دخــل أبــو حينفــة على أبي عبــد اللــه )عليــه مــا تقــول في بيتالسالم(، فقال له أبو عبد الله )عليــه الســالم(:

ســقط على قــوم فبقي منهم صــيبان أحــدهما حــر واآلخــر مملــوك ، فقال أبــو حنيفــة: يعتــق نصــفلصاحبه فلم يعرف الحر من العبد

ليس كــذلكهذا ونصف هذا، فقال أبــو عبــد اللــه )عليــه الســالم(: ولكنــه يقــرع بينهمــا، فمن أصــابته القرعــة فهــو الحــر، ويعتــق هــذا

.(1)فيجعل مولى لهذا وعن حريز، عمن أخبره، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:

قضى أمير المؤمنين )عليه السالم( باليمن في قوم انهدمت عليهم ــير ــهم أم ــوك، فأس ــر ممل ــر واآلخ ــدهما ح ــبيان أح دارهم وبقي ص المؤمنين )عليه السالم( بينهما، فخرج الســهم على أحــدهما فجعــل

.(2)له المال وأعتق اآلخر وعن الصدوق في معاني األخبار، في رواية: اختصــم رجالن إلىــ إلى النبي )صلى الله عليه وآله( في مواريث وأشياء قد درســت، ـ أن قال: ـ فقال كل من الرجلين: يا رسول الله حقي هذا لصــاحبي،

ال ولكن اذهبا فتوخيا ثم استهما ثم ليحلل كــل واحــد منكمــافقال: ، قــال: وقولــه: )اســتهما( أي اقترعــا، هــذا حجــة لمن قــالصــاحبه

.(3)بالقرعة في األحكام وثانيا: إن ما ذكره من تعيين ما تستحقه كــل واحــدة منهمــا منــه: نصف المهر مع اختالف مهرهما زيادة ونقيصة أو نقدا وجنسا، فيــدل، ما ذكرناه مكررا من أن القاعدة في الماليات إجراء قاعدة الع

كما دلت عليه جملة من الروايات الواردة متفرقة

. 7ح الدعوى وأحكام الحكم كيفية أبواب من13 الباب188 ص18( الوسائل: ج?)1. 8ح الدعوى وأحكام الحكم كيفية أبواب من13 الباب189 ص18( الوسائل: ج?)2. 6 ح11 الباب200 ص3( المستدرك: ج?)3

168

Page 169: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

في أبــواب مختلفــة يفهم منهــا الحكم الكلي في كــل مــواردالمال.

وثالثا: ربما ال يمكن النكاح بعد الطالق كمــا في من طلـق ثمانــاإلى غيرها.

ثم إنه لو دخل الزوج بهـا قبـل تمـام عــدة الشـبهة عامــدا فعـل حراما، وإن لم يكن زنا، وعليه الصبر إلى انقضاء عدة الشبهة، فـإن الــوطي ال يرفــع العــدة، واذا جــاء ولــد محتمــل لهمــا كــان المحكم القرعة، إلطالق أدلتها وجملة من الروايات الخاصة الشاملة للمقــام

بالمالك: مثل ما عن عاصم بن حميد، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفــر

)عليه السالم(، قال: بعث رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( عليــا )عليه السالم( إلى اليمن، فقال لــه حين قــدم: حــدثني بــأعجب مــا ورد عليك، فقال: يا رسول الله أتاني قوم قد تبايعوا جارية فوطأهــا جميعهم في طهر واحــد فولـدت غالمــا، فــاحتجوا فيــه كلهم يدعيــه، فأسهمت بينهم فجعلته للذي خرج ســهمه وضــمنته نصــيبهم، فقــال رسول الله )صلى الله عليه وآله(: ليس من قوم تنازعوا ثم فوضوا

.(1)أمرهم إلى الله إال خرج سهم المحق وفي رواية معاوية بن عمار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

إذا وطأ رجالن أو ثالثة جارية في طهر واحد فولــدت فــادعوهقال: جميعا، أقرع الوالي بينهم، فمن قرع كــان الولــد ولــده، ويــرد قيمــة

فــإن اشــترى رجــل جاريــة فجــاء، قال: الولد على صاحب الجاريةــه رجل فاستحقها وقد ولدت من المشتري رد الجارية عليه وكــان ل

. (2)ولدها بقيمته إلى غيرها من الروايات.

ولو قالت المرأة: لم يطأها الرجل المشتبه، وقال: بــل وطــأت،صدقت، إال إذا أثبت الرجل ذلك.

. 5ح الدعوى وأحكام الحكم كيفية أبواب من13 الباب188 ص18( الوسائل: ج?)1. 14ح الدعوى وأحكام الحكم كيفية أبواب من13 الباب188 ص18( الوسائل: ج?)2

169

Page 170: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ولــو قــالت: وطــأ، وقــال: لم أطــأ، صــدقت أيضــا، لعمــوم أدلــةتصديق المرأة ولو بالمالك.

ولو قال: وطــأت، وقــالت: وال أعلم، فهــل يصــدق ألنــه مــدع بال معارض، أم ال ألصــالة عــدم الــوطي، احتمــاالن، وإن كــان مقتضــى

القاعدة الثاني. ولو تعدد المشتبهون في وطيهــا كــان ابتــداء العــدة من الــوطي

األخير. ولو وطؤوها شبهة وزنا، لم يبطل الزنا حكم وطي الشبهة.

ولو وطئت المرأة من قبل الدخول عليها إكراها أو اضــطرارا أو إلجاء أو بدون وعي كحالــة النــوم، فالظــاهر كــون العــدة عليهــا ألن الوطي حالل بالنسبة إليها فيشمله دليل الشبهة، فإن وطي الشبهة قد يكون من طرفها، وقد يكون من طرفه، وقد يكون من طرفهما،

فيشمله دليله ولو بالمالك. والظاهر عــدم الفــرق في األحكــام المــذكورة بين وطي القبــل والدبر، كما أن في حكم اضطرار المرأة وما أشبه اضطرار الرجل،

ونحو االضطرار. ولو لم يطأها المدخولة عليه أو المشتبه وإنما أفرغ على فرجها حيث حملت، وجب اجتنــاب الــزوج حــتى تضــع، نعم ال بــأس بســائر

االستمتاعات. ــه، وال يقاس المقام بجواز دخول الزوج بالحائض دبرا، إن قيل ب للنص هنــاك بخالف المقـام، حيث ظـاهر األدلـة والفتــاوى وتسـاوي المــدخلين في حرمــة وطي من وطي شــبهة، ففي روايــة الكليــني، عن عبد الملك بن عمرو، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( ما

كل شيء ما عــدا القبــل بعينهلصاحب المرأة الحائض منها، فقال: .

ولو لم يعلم الزوج هل وطأها المشتبه ولم يمكن االستعالم كان األصل العدم، أمــا إذا أمكن االســتعالم وجب، لمــا ذكرنــاه في بعض المبــاحث من وجــوب الفحص في الشــبهات الموضــوعية، خصوصــا

في مثل المقام.

170

Page 171: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــا أو ولو علم بدخوله بها، لكن لم يعلم هل كان ذلك عن علم زن جهل شبهة، حمل فعل الواطي على الصحيح من كونــه بجهــل حيث

يجب اجتنابه زوجته حتى انتهاء العدة. ولو طلقها الزوج بــدون دخــول اعتــدت عــدة المشـتبه، أمـا مـع دخول الــزوج فتتــداخل العــدتان، بإضــافة التفــاوت بينهمــا، من غــير

فرق بين دخول الزوج حراما أو حالال للجهل ونحوه. ولو طلقها ولم يطأهــا لم يجــز لــه نكاحهــا من جديــد، ألن وطي الشبهة يــوجب العــدة، وال يجــوز النكــاح في العــدة، بينهــا إذا طلــق

زوجته المدخولة جاز له نكاحها من جديد في عدتها. ولو دخل بها غير الزوج حراما مــرة وحالال أخــرى، وجبت عليهــاــان أو عدة الشبهة، ألن الدخول الحرام ال يبطل حكم الحالل، قبال ك

بعدا.

171

Page 172: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع: )كل موضع حكمنا فيه ببطالن(ـ: 4)مسألة العقد فللزوجــة مــع الــوطي مهــر المثــل ال المســمى، وكــل موضــع حكمنــا فيــه بصــحة العقــد فلهــا مــع الــوطي المســمى، وإن لحقــه الفسخ، وقيل: إن كان الفسخ بعيب سابق على الـوطي لزمـه مهـر

المثل، سواء كان حدوثه قبل العقد أو بعده، واألول أشبه(. أما الفرع األول: فقد استدلوا له بــأن مهــر المثــل هــو مقتضــى

ومــا أشــبه، وفي الحــدائق قــال:على اليدالقاعــدة، حيث قاعــدة علل ذلك بأن مهر المثل عوض البضع المحــترم حيث ال عقــد، ومــعبطالن العقد ينزل كعدمه فيكون كالوطي لشبهة المجرد عن العقد.ــون والحائري ذكر أنه يظهر من غير واحد تحقق اإلجماع على ك

المهر هو مهر المثل. ويؤيده الروايات الواردة فيمن تزوج امرأة ولم يســم لهــا مهــرا

ودخل بها. فعن الحلبي قال: سألته عن الرجل تزوج امرأة فــدخل بهــا ولم

لهــا مهــور مثــل مهــور نســائهايفــرض لهــا مهــرا ثم طلقهــا، قــال: .(1)ويمتعها

وعن منصور بن حازم، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(: ال شيء لها منفي رجل يتزوج امرأة ولم يفرض لها صداقا، قال:

.(2)الصداق، فإن كان دخل فلها مهر نسائها وعن عبد الــرحمن بن أبي عبــد اللــه، قــال: قــال أبــو عبــد اللــه )عليه السالم(، في رجــل تــزوج امــرأة ولم يفــرض لهــا صــداقها ثم

.(3)لها صداق نسائهادخل بها، قال:

. 1ح المهور أبواب من12 الباب 24 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور أبواب من12 الباب 24 ص15( الوسائل: ج?)2. 3ح المهور أبواب من12 الباب 24 ص15( الوسائل: ج?)3

172

Page 173: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

لكن بعضهم حكم باستحقاقها بالوطي مهر المسمى فيمــا كــان العقد فاســدا، ولعلــه لألخبــار الدالــة على تــزويج المــرأة في عــدتها جاهال، حيث إن فيها: إن كان دخل بها فلهــا المهــر بمــا اســتحل من

فرجها. ففي رواية أحمد بن محمد بن عيســى في نــوادره، بســنده إلى ابن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في الرجــل يــتزوج

ــا صــداقهاالمرأة قبل أن تنقضي عدتها، ـ إلى أن قال: ـ ويكون له فــإن الظــاهر من .(1)إن كان واقعها، وإن لم يكن واقعها فال شــيء

)صداقها( الصداق المعين ال صداق المثل. فأماومثله رواية الدعائم، عن الصادق )عليه الصالة والسالم(:

إن تزوج الرجل المرأة في عدتها وكان قد دخل بها فرق بينهما ولم .(2)تحل أبدا، ولها صداقها بما استحل من فرجها

وال يبعد التفصيل في المسألة، وهو أنــه إذا كــانت المــرأة الــتي عقد عليها الرجل عقدا فاسدا من جهة الصيغة ، أو من جهــة كونهــا من المحرمــات عليــه مطلقــا، أو في الجملــة كــاألخت وعنــده أخت أخرى، أو ما أشبه، قبلت بمهر أنقص من مهر المثل كان لهــا ذلــك،

، فإنها هي التي أباحت نفسها باألقــلما ال يضمن بصحيحهلقاعدة فال حق لها في األكثر، كمن باع بضاعته وهي تســوى مائــة بتســعين

ــافأتلفها المشتري ثم ظهر بطالن البيع، حيث إن مقتضى قاعدة م عدم حق البائع في األكثر من التسعين. ال يضمن

وإن كانت المرأة لم تقبل إال بالمهر األكــثر وقبــل الرجــل ذلــك، فمقتضى القاعدة إعطاؤها األكــثر الــذي هــو المســمى، ألن الرجــلــل ــاوت بين المث ــو التف ــال نفســه، وه ــترام م ــدم اح ــدم على ع أق

والمسمى، كما إذا باع البضاعة وهي تسوى مائة

. 1ح المهور أبواب من12 الباب607 ص2( المستدرك: ج?)1. 7ح بالمصاهرة يحرم ما أبواب من17 الباب578 ص2( المستدرك: ج?)2

173

Page 174: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

بمائة وعشرة ثم تلفت فتبين بطالن الــبيع، فإنــه يضــمن المائــة .(1)ما يضمن بصحيحه يضمن بفاسدهوالعشرة لقاعدة

أما دليل المطلقين بالمثــل أو بالمســمى فليس إال إطالقــات أواجماعات محتملة االستناد مما يلزم تقييدها بما ذكرناه.

ومنه يعلم ما إذا وطئا شبهة زوجتين أدخلتــا على غــير زوجهمــا،حيث إن المرأة إذا كان مهرها أقل من المسمى لم تستحق المسم ى، نعم إذا كان مهرها أكثر فإن بناءهــا بأكثريــة المهــر بــدون قبــول

على الــداخل،ما يضــمنالداخل بها شبهة ال يوجب انطباق قاعدة ألن الرجل لم يبن التسلم باألكثر، فهو كما إذا أخذ البضاعة بالسومــأن ولكن المالك يريدها بأكثر، أما اآلخذ فلم يأخذها في حال علمه ب المالك يريدها باألكثر، فإذا تلفت البضاعة في يد اآلخذ لم يضمن إال

المثل ال األكثر الذي أراده المالك. وعليه فلو وطأ شبهة بأن تصــورها زوجتــه فوطأهــا بــدون كونــه من السألتين السابقتين، فمقتضى القاعدة المثل لمــا عــرفت، لكن

بنائهم أن المثل يكون هو مقتضى االصل مطلقا. ثم إنك قد عرفت أنه إن كان هناك تدليس منها أو من وليهــا أو

ما أشبه فال شيء على الواطي شبهة، وإال فعليه المهر المذكور. ويدل على عدم شيء لها إن كانت هي المدلســة باإلضــافة إلى ما تقدم، ما رواه بريد العجلي، قال: سألت أبا جعفر )عليه السالم( عن رجل تزوج امرأة فزفتها إليه أختها وكانت أكــبر منهــا، فــأدخلت

منزل زوجها ليال، فعمدت إلى ثيات امرأته فنزعتها

. 162 ص2( المبسوط: ج?)1174

Page 175: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــأت منها ولبستها، ثم قعدت في حجلة أختها ونحت امرأته وأطفــا المصباح واستحيت الجارية أن تتكلم، فدخل الزوج الحجلة فواقعه وهو يظن أنها امرأته التي تزوجها، فلما أن أصبح الرجل قامت إليــه امرأته، فقالت: أنا امرأتك فالنة التي تزوجت، وإن أختي مكرت بي فأخذت ثيابي فلبستها وقعــدت في الحجلــة ونحتــني، فنظــر الرجــل

أرى أن ال مهـر للـتي دلسـتفي ذلــك فوجـد كمـا ذكـرت، فقــال: نفسها، وأرى أن عليها الحد لما فعلت حد الــزاني غــير محصــن، وال يقرب الــزوج امرأتــه الــتي تــزوج حــتى تنقضــي عــدة الــتي دلســت

.(1)نفسها، فإذا انقضت عدتها ضم إليه امرأته أقول: والظاهر أن وجه العدة أن الرجل كان وطيه لهــا بشــبهة، ووطي الشبهة له عدة على ما تقدم، وإال فإن كان زنا فالزنا ال عدة

له. وأما الفرع الثاني من فرعي الشرائع حيث قــال: )وكــل موضــع حكمنا فيه بصحة العقد فلها مع الوطي المسمى( فالدليل عليه بعد تقييده بعــدم التــدليس منهــا، هــو مــا ذكــروه من أن المســمى تــابع

أوفــوالصحة العقد، فمتى صح العقد وجب المسمى ألنــه مقتضــى من غير فرق بين أن يتعقبه الفسخ أو ال. ،(2)بالعقود

وقد عرفت فيما تقدم أن الفسخ إنمــا يرفــع العقــد من حينــه ال من أصل العقد، فال يبطل المسمى الذي قــد اســتقر بالــدخول، من

غير فرق بين أن يكون الفسخ بعيب سابق أو الحق. وقد دل على استحقاقها كل المهر وإن كانت دخلة واحدة النص

واإلجماع على ما تقدم تفصيل الكالم في بعض ذلك.

. 1ح والتدليس العيوب أبواب من9 الباب 602 ص14( الوسائل: ج?)1. 1 المائدة: اآلية ( سورة?)2

175

Page 176: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وقول الشيخ في المبسوط الذي أشار إليــه الشــرائع قــد تقــدمسابقا ضعفه.

ومما تقدم ظهــر ضــعف إطالق مــا ذكــره منــاهج المتقين، حيث قال: )كل موضع حكمنا فيه ببطالن العقد ال تستحق المرأة مع عدم الدخول شيئا، ولها مع الدخول مهر المثل ال المسمى، وكــل موضــع حكمنا فيه بصــحة العقــد فلهــا مــع الــوطي المســمى، ســواء يلحــق الفسخ أو لحقه، وســواء كــان الفســخ بعيب ســابق على الــوطي أو

الحق له(. ثم إنك قد عرفت أنه لو وطأ غير الزوج شــبهة لم تخــرج بــذلك المرأة عن حبالة الزوج، وإنما يلزم عليه االجتناب عن الــدخول إلى انقضاء العدة، سواء كان االشتباه من الرجــل أو المــرأة أو كليهمــا،ــد انقضــاء عــدة ــا إال بع ــه نكاحه ــزوج لم يحــق ل ــا ال لكن إذا طلقه المشتبه إذا لم يكن دخــل بهــا، وإن كــان دخــل بهــا حــق لــه النكــاح

جديدا حسب القاعدة. فال يقال: ال يحق له الزواج من جديد ألنها في عدة إنسان آخــر، لما عرفت من القاعدة، فهــو مثــل عــدم جــواز أخت الملــوط وأمــه وبنته إذا سبق اللواط النكاح دون مــا إذا ســبق النكــاح اللــواط، بــل ينبغي أن يكون األمر كذلك بالجواز في عقدهن إذا سبق النكــاح ثم الط ثم طلق، حيث يجوز له الرجوع إليها في الــرجعي وعقــدها من جديد، فال يقال: إنه نكاح سبقه اللواط، النصراف الــدليل عن مثلــه،

فتأمل.

176

Page 177: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

لو شرط االستيالد فخرجت عقيمــا، فالظــاهر أن(:ـ 5)مسألة لـه الفسـخ بنــاء على مــا تقــدم من عمــوم دليــل الشـرط، والمـراد بالشرط الصفة العادية، فال يقال: إنه من فعله سبحانه، ولــو شــرطــرطها الولودية فظهرت خالف ذلك كان كذلك، ومنه يعرف صحة ش عليه أحــد األمــرين، إذ لــو قلنــا بصــحة مثــل هــذا الشــرط صــح في

الجانبين. ــان الشــرط ثم الظاهر أنه لو ظهرت عقيما أو غير ولود، فإن ك في الجملة حق له الفسخ، وإن عالجت نفسها حــتى أزالت الصــفة، وإن كــان الشــرط عــدم الصــفة حــتى في المســتقبل لم يحــق لــه الفسخ، ومما ذكر يعلم أنه لو كان الشرط فعلية الوالده فلم تستعد

لذلك كان له حق الفسخ كالعكس. ومما تقدم يعرف مواقــع النظــر في قــولي القواعــد والجــواهر،

قال: )لــو شــرط االســتيالد فخــرجت عقيمــا، ففي القواعــد: ال فســخ إلمكان تجدد شـرطه ولـو في الشـيخوخة، وعــدم العلم بـالعقم منــافي دونه وجواز استناده إليه. وفيه أوال: إن فرض خروجها عقيما ين هذه االحتماالت التي منها جواز والدتها في الشيخوخة التي لــو وقــع ذلك فيهــا عــد من المعجــزات، والمــراد من العقم المشــترط عــدم حملها، فجواز كونه لمانع ال للعقم غــير مجــد، وجــواز اســتناده إليــه ينفيه والدته من غيرها، وأن المراد من اشتراط االســتيالد مــا يرجــع إلى صفاتها ال إلى ما يرجع إلى فعــل اللــه الــذي ال اختيــار ألحــدهما

فيه، فإن ذلك ال يجوز اشتراطه. ودعوى أنه وإن أريــد بالشــرط مــا يرجــع إلى صــفاتها إال أنــه ال يعلم بوجه، فال يفيد اشــتراطه انتفــاءه، فــإن انتفــاء الــوالدة ال يــدل على العقم، يدفعها أنه يمكن معرفة ذلك بالقرائن العادية التي تفيد

الطمأنينة بذلك،

177

Page 178: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

. (1)وكذا حكم اشتراطها عليه االستيالد( ولواختلف األطباء في أنها عقيمة أم ال، أو كان االختالف في أنه منها أو منه، أو في أنه هل كان قبل النكاح أو حدث بعد النكــاح، لم

يحق له الفسخ لعدم العلم بتحقق الموضوع للشرط. والظــاهر أنهمــا لــو اختلفــا في عقمهــا وعدمــه، يكــون الرجــل المدعي، لوجود أصالة الصحة في جانبها، كما هو حال مدعي العيب في بضاعة الطرف اآلخر، وقد تقدم شبه هــذه المســألة في ادعــاء

أحد الزوجين عيب الزوج اآلخر بالعفل والعنن ونحو ذلك.

.384 ـ383 ص30الكالم: ج ( جواهر?)1178

Page 179: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الظاهر أن للمغــرور مطالبــة الغــار، ســواء قبــل(:ـ 6)مسألة دفعه الغرامة أو بعد دفعه لها، من غير فرق بين المقــام الــذي فيــه التدليس وبين غيره، وذلك إلطالق األدلة الشامل لما قبل الدفع وما

بعده. ومن ذلك يظهــر وجــه مــا ذكــره القواعــد خالفــا للجــواهر، قــال الثاني: )ال يرجع المغرور بالغرامة على الغار إال بعـد أن يغـرم، ألنـه إنمــا يرجــع بمــا غرمــه، وكــذا الضــامن، نعم في القواعــد: للمغــرور مطالبة الغار ليخلص من مطالبة المرأة أو الســيد كمــا أن للضــامن أن يطالب المضمون عنه بالتخليص، ولعله لكونه ليس رجوعا، لكن ال يخلو من نظــر، لعــدم دليــل على اســتحقاق هــذه المطالبــة قبــل

الدفع(. إذ تعليله بأنه إنما يرجع بما غرمه ليس دليال شرعيا، فإن الدليل

الشرعي هو إطالق األدلة. ثم لو علم أب الزوجة مثال الذي دلسـها أنــه إذا دفـع المهـر إلى الزوج لم يعطه الــزوج إلى ابنتــه، حــق لــه المنــع عنــه إال بكفيــل أو

االرتبــاط بين األمــرينالمغرور يرجع إلى من غرنحوه، ألن ظاهر فليس المقام مثل مطالبة زيــد من عمــرو، وعمــرو من بكــر، حــتى يقال ال ربط بين األمرين وأنه يجب عليه الدفع إليه سواء أعطاها أو

لم يعطها. نعم الظاهر أنه يجب على الزوج دفع المهر إلى الزوجة وإن لم

يعطه الغار، إذ ال دليل في الربط بين األمرين من هذه الجهة.

179

Page 180: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في القواعد: )لو انتسب إلى قبيلة فبان من(ـ: 7)مسألة غيرها أعلى أو أدون من غــير شــرط، فــاألقرب أنــه ال فســخ، وكــذا المرأة، نعم لوشرط أحدهما على اآلخر نسبا فظهر من غــيره كــان له الفسخ لمخالفة الشرط، وكذا لوشرط بياضا أو سوادا أو جماال(. ومثــل ذلــك شــرط قوميــة مخصوصــة أو لغــة خاصــة أو صــنف خاص، كأن يكون الزوج من العلمــاء فظهــر كونــه من الكســبة، إلى

غير ذلك سواء في جانب الرجل أو جانب المرأة. قال في الجواهر: )قــد تكــرر منــا غــير مــرة قــوة ثبــوت الخيــار بالتدليس بصــفة من صــفات الكمــال على وجــه يتزوجهــا على أنهــا كذلك فبان الخالف، أي صفة كانت، لظهــور نصــوص التــدليس فيــه خصوصا المشتمل منها على التعليل الذي يكشــف عن الوجــه فيمــا

ورد الخيار به من التدليس بالحرية ونحوها(. أقول: أشار بالعلل بما في جملة من الروايات:

مثل قوله )عليه الصالة والســالم( في خــبر رفاعــة بن موســى:ألنه دلسها(1).

وقــول الصــادق )عليــه الصــالة والسـالم( في خــبر الحلــبي، في رجل ولته امرأة أمرها ذات قرابة أو جــار لهــا ال يعلم دخيلــة أمرهــا

يؤخــذ المهــر منهــا وال يكــونفوجدها قد دلست عيبا هو بها، قــال: .(2)على الذي زوجها شيء

وقول الباقر )عليه الصالة والسالم( في خــبر محمــد بن مســلم من زوج امرأة فيها عيب دلسه ولمفي كتاب علي )عليه السالم(:

يبين ذلك لزوجها فإنه يكون لها الصداق بما

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 594 ص14( الوسائل: ج?)1. 4ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 594 ص14( الوسائل: ج?)2

180

Page 181: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

استحل من فرجها، ويكون الذي ســاق الرجــل إليهــا على الــذي.(1)زوجها ولم يبين

إلى غير ذلك من الروايات. هــذا باإلضــافة إلى جملــة من الروايــات الــواردة في نفس هــذاــه ــد اللــه )علي ــة إســماعيل بن جــابر، عن أبي عب البــاب، ففي رواي الصالة والسالم(، سأله عن رجل نظر إلى امــرأة فأعجبتــه، فســأل عنها فقيل هي ابنة فالن، فأتى أباها فقــال: زوجــني ابنتــك، فزوجــه

تــردغيرها فولدت منه فعلم بها بعد أنها غير ابنته وأنها أمــة، قــال: الوليدة على مواليها والولــد للرجــل، وعلى الــذي زوجــه قيمــة ثمن

.(2)الولد يعطيه موالي الوليدة كما غر الرجل وخدعهــتزوج المــرأة ومــا رواه الحلــبي في حــديث، قــال: في رجــل ي

تفسـخ النكــاحفيقول لها: أنا من بني فالن، فال يكون كذلك، فقال: :أو قال ،ترد(3).

روي أن الرجــل إذاوعن ابن إدريس في آخــر الســرائر، قــال: انتسب إلى قبيلة فخــرج من غيرهــا ســواء كــان أدنى منهــا أو أعلى

.(4)منها يكون للمرأة الخيار في فسخ النكاح قد روي أن الرجــل إذاوروى المختلف عن ابن البراج أنه قال:

ادعى أنه من قبيلة معينة وعقد على امــرأة ثم ظهــر أنــه غيرهــا أن. (5)عقده فاسد

ــات األخــر، نعم إن والمراد بالفساد حق الفسخ له بقرينة الرواي كان األمر على نحو التقييد كان فاسدا.

. 7ح والتدليس العيوب أبواب من2 الباب 594 ص14( الوسائل: ج?)1. 1ح والتدليس العيوب أبواب من7 الباب 603 ص14( الوسائل: ج?)2. 1ح والتدليس العيوب أبواب من16 الباب 614 ص14( الوسائل: ج?)3. 3ح والتدليس العيوب أبواب من16 الباب 614 ص14( الوسائل: ج?)44ح والتدليس العيوب أبواب من16 الباب 614 ص14( الوسائل: ج?)5

181

Page 182: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــه )عليهمــا أمــا مــا رواه حمــاد بن عيســى، عن جعفــر، عن أبي خطب رجل إلى قوم فقالوا لــه: مــا تجارتــك، قــال:السالم(، قال:

أبيع الدواب، فزوجوه، فإذا هو يبيع السنانير، فمضوا إلى علي )عليه .(1)السالم( فأجاز نكاحه، وقال: السنانير دواب

فهو يدل بمفهومه على حق الفسخ في الشرط إذا ظهر خالفه، ولعل األمر كان من باب الداعي ال من بــاب الشــرط، وذكــر اإلمــام

أن السنانير دواب من باب تقريب وجهات النظر لرفع االختالف. ومما تقــدم يعلم وجــه النظــر في المحكي عن ظــاهر أبي عليــك في ــار وإن لم يشــترط ذل ــة والخالف والوســيلة من الخي والنهاي العقد، اللهم إال أن يريدوا فيما كان الشرط بنائيا، إذ ال وجــه للخيــار

مع الداعي، كما ال وجه له مع التقييد وإنما الالزم البطالن. وال فــرق بين أن يكــون الشــرط النــاقص أو الكامــل، قــال فيــرطية ــاع منهم على أن ش ــيل اإلجم ــوى تحص ــواهر: )يمكن دع الج الصفات توجب الخيار إذا بان الخالف، بل قد عرفت فيما تقدم قوة ذلك حتى مع اشتراط الناقص من الصــفات فبــان الكامــل، الختالف

األغراض والنحصار فائدة الشرط بذلك هنا(. أمــا قولــه بعــد ذلــك: )نعم لــو كــان الشــرط من األفعــال أمكن القول بعدم الخيار بتعذره أو امتناعه للفرق بين النكاح والبيع بذلك،

بل يلزم المشترط عليه بأدائه(. فهــو محــل تأمــل، إذ أي فــرق بين األمــرين بعــد شــمول دليــل الشرط له فيما إذا لم يمكن إلــزام المشــترط عليــه أو فــات محــل اإللزام، كمــا إذا شــرط عليــه أن ال يســافر فســافر، أو أن ال يــتزوج فــتزوج، ولم نقــل بــأن الشـرط يقتضــي الوضــع ممــا يــوجب بطالن

النكاح.

. 2ح والتدليس العيوب أبواب من16 الباب 614 ص14( الوسائل: ج?)1182

Page 183: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ولــو شــرط عليــه أن ال يطلقهــا فطلقهــا، فــإن قلنــا باقتضــاء الشرط الوضع بطــل الطالق، وإن لم نقــل كــان لهــا إبطــال النكــاح بتخلف الشرط فيبطل الطالق، ويكون لها مهر المثل فيما كان أكثر من المسمى وقلنا بذلك، وعليها عدة وطي الشــبهة، إلى غــير ذلــك

مما يترتب على مثل هذا الشرط، لكن كل ذلك محل تأمل.

183

Page 184: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

184

Page 185: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فصلالمهور في

المهور جمع مهر، وعن الصحاح والقاموس تعريفه بالصداق، ثم قال: )الصداق بكسر الصاد وفتحهــا المهــر(، وهــو من بــاب تعريــف

اللفظ، حيث يعرفون هذا اللفظ بهذا وهذا اللفظ بهذا. وفي المسالك: )وهو مال يجب بوطي غــير زنــا منهمــا وال ملـكــوه ــرا على بعض الوج ــع قه ــويت بض ــاح أو تف ــد النك يمين، أو بعقــيرة، منهــا الصــداق كإرضاع ورجوع شهود(، ثم قال: )وله أسماء كث بفتح الصــاد وكســرها، ســمي بــه إلشــعاره بصــدق رغبــة باذلــه في النكاح الذي هو األصل في إيجابه، والصدقة بفتح أولــه وضــم ثانيــه، والنحلة واألجر والفريضة، وقــد ورد بهــا القــرآن الكــريم، قــال اللــه

فمــا اســتمتعتم بــهوقــال: ،(1)وآتوا النساء صدقاتهن نحلةتعالى: ــآتوهن أجــورهن ــال: ،(2)منهن ف ــد فرضــتم لهن فريضةوق ،(3)وق

والعليقة والعالئق، وقد روي: أن النبي )صلى الله عليه وآلــه( قــال:أدوا العالئق :قيل: وما العالئق، قال ،

. 4 النساء: اآلية ( سورة?)1. 24 النساء: اآلية ( سورة?)2. 237 البقرة: اآلية ( سورة?)3

185

Page 186: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ما ترضى به األهلون(1)، والعقر بالضم والحباء بالكسر، ويقــال من لفظ الصداق والصدقة صــدقتها، ومن المهــر مهرتهــا، وال يقــال أصدقتها وأمهرتها، ومنهم من جوزه، وقد استعمله المصنف وغــيره

. (2)من الفقهاء( انتهى كالم المسالك وإنما يسمى نحلة، ألن معناها االنتساب، كأن المال ينتسب إلى

المرأة بعد انتسابه إلى الرجل، ومنه تسمى الهدية نحلة. يــا أيهــا النــبي إنــاواألجر واضح، وقد جــاء في القــرآن الحكيم:

.(3)أحللنا لك أزواجك الالتي آتيت أجورهنوالفريضة ألنه يفرض.

والعقر بعالقة السبب والمسبب، ألن المهـر سـبب العقـر الـذي هــو بمعــنى الجــرح ونحــوه، كــأن الرجــل يجــرح المــرأة بافتضــاضــرح األرض بكارتها، ومنه يسمى العقار بالعقار، ألن اإلنسان كأنه يج

بالزرع ونحوه، ومنه يسمى عقر الدور بذلك.والحباء بمعنى اإلعطاء.

والظاهر أنــه إنمــا يســمى مهــرا من جهــة أنــه أول األمــر، ولــذاــا ــة وغيره يسمى ولد الفرس وأول ما ينتج من الخيل والحمر األهلي

بالمهر على وزن قفل. ــة حيث ــر بخالف األم ــا تمه ــالمهيرة فألنه ــا تســمية الحــرة ب أم تشترى، ولذا يسمى السابق في كل شــيء بالمــاهر ألنــه أول، وقــد ذكرنا مكررا أن االشتقاقات المختلفة من مــادة واحــدة كلهــا ترجــع إلى أمر واحد، وإذا تزوج إنسان زوجة بمهر سميت ممهرة من باب اإلفعال، وحيث إنه يكفي في االسم أدنى مناسبة سمي المهر بهذه

األمور. ــتي من ــورة ال قال في الجواهر: )األمر سهل في األسماء المزب المحتمل اخصاص اسم األجر منها في مهــر المتعــة، بــل قــد يــدعى

تسميته بالنحلة وإنما الواقع في

. 298 ص3األثير: ج ابن ( نهاية?)1.158 ـ157 ص8األفهام: ج ( مسالك?)2. 50 األحزاب: اآلية ( سورة?)3

186

Page 187: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

اآليات وصـفه بهــا، كمـا أنــه قـد يمنــع تسـميته بالفرضـية وإنمــايوصف بها باعتبار كونه فرضا على الزوج ونحو ذلك(.

ثم إنا قد ذكرنا في بعض مباحث النكاح أنه لوال الشــريعة لصــح مهرها له كمهره لها، ومهر ثالث لهما، وعدم المهر، ألن األصــل في النكاح هو تقارب الرجل والمــرأة بمــا ينتفــع كــل منهمــا من اآلخــر، وإنما المهر شيء زائد في البين ألجل تطييب خاطرها أو خاطره أوــدة، ــاة جدي خاطرهما، أو ألجل اشتراء متاع ونحوه، حيث يدخالن حي

إلى غير ذلك.

187

Page 188: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )المهــر(:ـ 1)مسألة كلما يصح أن يملكه المسلم، عينا كان أو منفعة، لعقار أو حيــوان أو إنسان، عبد أو حر، ولو الزوج نفسه، لألصل والمعتبرة المستفيضــة تحديد الصداق بما تراضيا عليه، وأن المنساق منها ذلك بالنسبة إلى

الكثرة والقلة(. أقــول: يملكــه المســلم إنمــا هــو بالنســبة إلى المســلم، وأمــا بالنســبة إلى غــير المســلم فاالعتبــار بمــا يملكــون عنــدهم لقاعــدة اإللزام، كما أنه بالنسبة إلى المؤمن والمخــالف يعتــبر بالنســبة إلى كل واحد منهما حسب عقيدته، فالنبيذ مثال ال يملكــه المــؤمن وإنمــا يملكــه المخــالف العتقــادهم بصــحة اســتعماله فيصــح جعلــه مهــرا بالنسبة إليهم، أما بالنســبة إلينــا فال يصــح، وعليــه فــإذا كــان الــزوج مؤمنا والزوجة مخالفة ال يصح جعل النبيذ مهرا لها، كما أنه إذا كان الزوج مسلما والزوجة كافرة ال يصــح جعــل الخمــر والخــنزير مهــرا

لها. ــافرين ــبة إلى الكـ ــذلك بالنسـ ــر كـ ــون األمـ ــل ينبغي أن يكـ بـ والمخالفين، حيث يرى أحدهما الحليــة واآلخــر الحرمــة، فــإن الالزم جعل المجمع بينهمــا مهــرا دون المختلــف فيــه، بــل وكــذا ينبغي أن يكــون الكالم بالنســبة إلى المجتهــدين والمقلــدين، ومجتهــد ومقلــد

حيث يختلفان. وكيف كان، فالروايات بما ذكرناه بأن يكون المهــر ممــا تراضــيا

عليه مما يصح جعله مهرا متواترة: فعن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال:

.(1)ما تراضى عليه الناسسألته عن المهر ما هو، قال:

. 1ح المهور أبواب من1 الباب1 ص15( الوسائل: ج?)1188

Page 189: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال:ــه: أدنى مــا يجــزي في المهــر، قــال: ــال من ســكرقلت ل ،(1)تمث

والمراد بأدنى ما يتعارف، وإال فيصح األقل من ذلك كما سيأتي. ــال: ــالم(، ق ــه الس ــر )علي ــار، عن أبي جعف ــل بن يس وعن فض

الصداق ما تراضيا عليه قليل أو كثير فهذا الصداق(2). ــألته عن وعن الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: س

ما تراضى عليه الناس، أو اثنتــا عشــرة أوقيــة ونش،المهر، فقال: .(3)أو خمسمائة درهم

.(4)ومثله ما رواه جميل، عنه )عليه الصالة والسالم(ــال: ــالم( قـ ــه السـ ــر )عليـ وعن زرارة بن أعين، عن أبي جعفـ

الصداق كل شيء تراضــى عليــه النــاس قــل أو كــثر، في متعــة أو .(5)تزويج غير متعة

الصــداق مــاوعن زرارة، عن أبي جعفر )عليــه الســالم( قــال: .(6)تراضيا عليه قل أو كثر

وعن جميل بن دراج، قال: سألت أبـا عبــد اللـه )عليــه السـالم( هو ما تراضى عليه الناس أو اثنتا عشــرة أوقيــةعن الصداق، قال:

األوقيــة أربعــون درهمــا والنشونش، أو خمســمائة درهم، وقــال: .(7)عشرون درهما

وعن سهل بن سعد، عن النبي )صلى الله عليه وآله(، إنــه قــال .(8)تزوجها ولو بخاتم من حديدالرجل:

. 2ح المهور أبواب من1 الباب402 ص15( الوسائل: ج?)1. 3ح المهور أبواب من1 الباب402 ص15( الوسائل: ج?)2. 4ح المهور أبواب من1 الباب402 ص15( الوسائل: ج?)3. 5ح المهور أبواب من1 الباب402 ص15( الوسائل: ج?)4. 6ح المهور أبواب من1 الباب402 ص15( الوسائل: ج?)5. 9ح المهور أبواب من1 الباب402 ص15( الوسائل: ج?)6. 10ح المهور أبواب من1 الباب402 ص15( الوسائل: ج?)7. 4ح المهور أبواب من1 الباب402 ص2( الوسائل: ج?)8

189

Page 190: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن صفوان، عن أبي الحسن )عليــه الســالم(، في حــديث إنــه وقد كان الرجل عند رسول الله )صلى الله عليه وآله( يتزوجقال:

المــرأة على الســورة من القــرآن، والــدرهم، وعلى القبضــة من .(1)الحنطة

وعن دعائم اإلسالم، عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(، إنــهــد منسئل عن المهر، فقال: ــاس، ولكن الب هو ما تراضى عليه الن

.(2)صداق معلوم قل أو كثر، وال بأس أن يكون عروضا إنه أتى رجل إلى رسول الله )صــلىوعن علي )عليه السالم(:

الله عليه وآله( فقال: يا رسول اللــه أردت أن أتــزوج هــذه المــرأة، قال: وكم تصدقها، قال: ما عندي شيء، فنظــر إلى خــاتم في يــده

.(3)فقال: هذا الخاتم لك، قال: نعم، قال: فتزوجها عليه ال جنــاحوعن الغوالي، عن النبي )صلى الله عليــه وآلــه( قــال:

، وقــال )صــلى اللــه عليــهعلى امــرئ يصــدق امــرأة قليال أو كثــيرا .(4)من استحل بدرهمين فقد استحلوآله(:

وعن الجعفريـــات، عن جعفـــر بن محمـــد، عن أبيـــه، عن علي )عليهم السالم(، في الرجل يتزوج المــرأة على جهــاز الــبيت، قــال:

ال وكس وال شطط(5). وعن محمــد بن مســلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، قــال:

،جاءت امرأة إلى النــبي )صـلى اللـه عليــه وآلــه( فقـالت: زوجـني فقال رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: من لهــذه، فقــام رجــل فقال: أنا يا رسول الله زوجنيها، فقــال: مــا تعطيهــا، فقــال: مــا لي شيء، قال: ال، فأعادت فأعاد رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( الكالم، فلم يقم أحد غير الرجل، ثم أعادت فقال رسول الله )صلى

الله عليه وآله(

. 5ح المهور أبواب من1 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)1. 6ح المهور أبواب من1 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)2. 7ح المهور أبواب من1 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)3. 8ح المهور أبواب من1 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)4. 1ح المهور أبواب من1 الباب612 ص2( المستدرك: ج?)5

190

Page 191: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــد في المرة الثالثة: أتحسن من القرآن شيئا، قال: نعم، قال: ق .(1)زوجتكها على ما تحسن من القرآن فعلمها إياه

وفي رواية أخرى، عنه )عليه الصالة والسالم(، سألته عن رجــل تزوج امرأة على أن يعلمها سورة من كتاب الله عــز وجــل، فقــال:

، قلت:ما أحب أن يدخل بها حتى يعلمهــا الســورة ويعطيهــا شــيئا ال بــأس بــذلك إذا رضــيت بــهأيجوز أن يعطيها تمرا أو زبيبا، فقال:

.(2)كائنا ما كان والظاهر أن السورة من بــاب المثــال، وإال فاآليــة واآليــتين ومــا أشبه مما يكون تعليما منه لها صــحيح أيضــا، بــل الظــاهر أنــه يصــح

على أمم ممن معكعلى أقل من ذلك مثل تعليمها قولــه تعــالى: حيث تجتمع ثمان ميمات، بل وغير ذلك أيضا.

وعن الشيخ المفيد في رسالة المتعة: إن في خبر قــال للرجــل قال: نعم ســورة،أتحسن القرآنالرسول )صلى الله عليه وآله(:

.(3)علمها عشرين آيةفقال: وعن الغوالي، إن سـهل السـاعدي روى عن النـبي )صـلى اللـه عليه وآله( أنـه جــاءت إليـه امـرأة فقـالت: يـا رسـول اللـه إني قـد

ال أربــة لي فيوهبت نفسي لــك، فقــال )صــلى اللـه عليــه وآلــه(: ، فقالت: زوجني بمن شئت من أصحابك، فقام رجل فقــال:النساء

، فقــال:هــل معــك شــيء تصــدقهايا رسول الله زوجنيهــا، فقــال: إن أعطيتهــا إيــاه تبقى وال رداءوالله ما معي إال ردائي هذا، فقال:

فقال: نعم ســورة كــذا وكــذا، قــاللك، هل معك شيء من القرآن .(4)زوجتكها على ما معك من القرآن)صلى الله عليه وآله(:

. 1ح المهور أبواب من2 الباب3 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور أبواب من7 الباب3 ص15( الوسائل: ج?)2. 1ح المهور أبواب من2 الباب605ص2( المستدرك: ج?)3. 2ح المهور أبواب من1 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)4

191

Page 192: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن دعائم اإلسالم، عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(، إنــه الرجل يــتزوج المــرأة على أن يعلمهــا ســورة من القــرآن، أوقال:

.(1)يعطيها شيئا ما كان ويصح كون جميع المهر حاضرا أو غائبا، أو بعضه حاضرا وبعضهــر بن ــدعائم، عن جعف ــا رواه ال ــة، وخصــوص م ــا، إلطالق األدل غائب

إذا تــزوج الرجــل على صــداق منــهمحمد )عليه السالم(، إنه قال: عاجل ومنه آجل فتشاجرا وتشاحا في الدخول لم تجبر المرأة على الدخول حتى يدفع إليها العاجــل، وليس لهــا قبض اآلجــل إال بعــد أن يدخل بها، وإن كان إلى أجــل معلــوم فهــو إلى ذلــك األجــل وإن لم

.(2)يجعل له حدا فالدخول يوجبه وإن أنكرت المرأة العاجل وقد دخل بها وادعاه الرجل، فــالقول قولــه من يمينــه، وإن ادعى دفعــه اآلجــل وأنكرتــه المــرأة فــالقول

قولها مع يمينها، وعلى الرجل البينة فيما يدعي من الدفع. وقد ألمعنا في باب المتعة إلى بعض ما ينفع في المقام أيضا.

. 1ح المهور أبواب من2 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)1. 2ح المهور أبواب من7 الباب607 ص2( المستدرك: ج?)2

192

Page 193: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )ال إشكال(ـ: 2)مسألة في أنه يصح العقد على منفعــة الحــر كتعليم الصــنعة والســورة من القرآن والشعر والحكم واآلداب وكل عمل محلل، بــل وعلى إجــارة الزوج نفسه مدة معينة أو على عمل مخصوص، وفاقا للمشهور لما عرفت، وقيــل والقائــل الشــيخ في النهايــة وجماعــة على مــا حكي: بالمنع استنادا إلى رواية ال تخلو من ضعف في الســند مــع قصــورها عن إفــادة المنــع، وهي روايــة الــبزنطي، عن الرضــا )عليــه الصــالة

والسالم(، إلى آخر كالمه. أقول: الروايات الــواردة في المقــام في هــذا البــاب هي عبــارة

عن: روايــة أحمــد بن محمــد بن أبي نصــر، قــال: قلت ألبي الحســن

إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هــاتين)عليه السالم(: قول شعيب ، أيعلى أن تأجرني ثماني حجج، فــإن أتممت عشــرا فمن عنــدك

ــال: ــدهما عشــر ســنيناألجلين قضــى، ق ــا أبع ، قلت:وفى منهم قبــل أنفدخل بها قبل أن ينقضي الشرط أو بعــد انقضــائه، قــال:

، قلت: فالرجل يتزوج المرأة ويشترط ألبيها إجارة شــهرينينقضي إن موسى )عليه السالم( قد علم أنــه ســيتم لــهيجوز ذلك، فقال:

شرطه فكيف لهذا بأن يعلم أن سيبقى حتى يفي، وقد كان الرجــل على عهد رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( يــتزوج المــرأة على

.(1)السورة من القرآن وعلى الدرهم وعلى القبضة من الحنطةــه وفي رواية أخرى، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحســن )علي السالم( قــال: ســألته عن الرجــل يــتزوج المــرأة ويشــترط اإلجــارة

.(2)شهرين، وذكر نحوه ال يحـلوعن السكوني، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قـال:

النكاح اليوم في اإلسالم

. 1ح المهور أبواب من22 الباب33 ص2( الوسائل: ج?)1.1ح المهور أبواب من22 الباب33 ص2( الوسائل: ج?)2

193

Page 194: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

بإجارة بأن يقول: أعمل عندك كذا وكذا ســنة على أن تزوجــني .(1)حرام ألنه ثمن رقبتها وهي أحق بمهرها، قال: ابنتك أو أختك

وعن إســماعيل بن أبي زيــاد، عن جعفــر، عن أبيــه، عن علي)عليهم السالم( مثله.

إنما كان ذلك لموسى بن عمرانقال الصدوق في حديث آخر: )عليه السالم( ألنه علم من طريق الوحي أنه يموت قبل الوفــاء أم

.(2)ال، فوفى بأتم األجلين وعن الطبرسي في مجمع البيان: روى الحســين بن ســعيد، عن صفوان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: قلت: أيتهــا الــتي

، قيــل: فــأي األجلينالــتي تــزوج بهاقــالت إن أبي يــدعوك، قــال: ، قيل: فــدخل بهــا قبــلأوفاهما وأبعدهما عشر سنينقضى، قال:

ــه:قبل أن ينقضيأن يمضي الشرط أو بعد انقضائه، قال: ، قيل ل فالرجل يتزوج بالمرأة ويشترط ألبيهــا إجــارة شــهرين أيجــوز ذلــك،

.(3)إن موسى )عليه السالم( علم أنه سيبقى حتى يفيقال: ــالة ــ ــة إلى علي )عليهم الص ــ ــند األئم ــ ــات، بس ــ وعن الجعفري

ال يحــل النكــاح اليــوم بإجــارة في اإلســالم، أنوالسالم(، أنه قال: يقول الرجل: أعمل عندك كــذا وكــذا ســنة على أن تزوجــني ابنتــك

ــق بمهرها، قال: أوأمتك فإنه حرام ألن مهرها ثمن رقبتها فهي أح(4).

وعن دعائم اإلسالم، عن علي )عليه السالم(، إنه قال في قــول إني أريــد أنالله عز وجل في قصة موســى )عليــه الســالم( قــال:

أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني

. 2ح المهور أبواب من22 الباب33 ص15( الوسائل: ج?)1.3ح المهور أبواب من22 الباب33 ص15( الوسائل: ج?)2. 4ح المهور أبواب من22 الباب34 ص15( الوسائل: ج?)3.1ح المهور أبواب من19 الباب608 ص2( المستدرك: ج?)4

194

Page 195: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

عقد النكاح على أجــرة فقال علي )عليه السالم(: ثماني حجج سماها، وال يحل النكاح في اإلسالم بإجرة لولي المــرأة ألن المــرأة

.(1)أحق بهاــد بن ــنده إلى محمـ ــيره، بسـ ــراهيم في تفسـ وعن علي بن إبـ مســلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، في حــديث قصــة موســىــالم(: أي )عليه السالم(، إلى أن قال: قلت ألبي عبد الله )عليه الس

، قلت له: فــدخل بهــا قبــلأتمهما عشر حججاألجلين قضى، قال: ، قلت: فالرجــل يــتزوج المــرأةقبلأن يمضي األجل أو بعد، قال:

إن موسى علمويشترط ألبيها إجارة شهرين مثال أيجوز ذلك، قال: .(2)أنه يتم بشرطه، فكيف لهذا أن يعلم أنه يبقى حتى يفي

هذا ما ظفرت عليه من األخبار، ومقتضى القاعــدة صــحة كــون المهر نفس إجارة الزوج نفســه لهــا أو ألبيهــا أوغيرهمــا ممــا ترجــع مصلحته إليها، لوجود غرض عقالئي لهــا في ذلــك، أو جعلــه متعلــق اإلجارة أي المنفعــة ألي منهم على نحــو الكليــة في الذمــة، على أو نحــو الشخصــية فيهــا، أو على نحــو الشخصــية في الخــارج، لوجــود

االعتبار العقالئي في كل من األربعة. واإلشكال في كونه مهرا لعدم العلم بالوفاء، أو بأن المهر للغير بينما يلزم أن يكون للمرأة، أو بأنه ينافي األخبار الخاصة غير ظاهر، ألن الكالم إنما هو فيما يعلم بالوفاء علما عاديا، فأي فرق بين كون المهر تعليمها ســورة أو صــنعة أو عشــرين ســورة أومــا أشــبه وبين

المقام. وال نقول بكون المهر للغــير يصــحح النكــاح، وإنمــا نقــول بكــون

المرأة لها

.2ح المهور أبواب من19 الباب608 ص2( المستدرك: ج?)1. 4ح المهور أبواب من19 الباب608 ص2( المستدرك: ج?)2

195

Page 196: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

مصلحة في جعل المهــر لألب أو نحــوه ممــا يرجــع بــاآلخرة إلى المرأة، فهناك فرق بين أن يعطي اإلنسان شيئا لزيد من غــير ربــط

له بعمرو، أو أن يكون له ربط بعمرو. وقد ذكرنا سابقا في مهــر المتعــة وغــيره أنــه إذا كــان اإلعطــاء للثالث له ربط عقالئي بالطرف للنكاح والــبيع ونحوهمــا صــح ذلــك،

ألنه عقالئي ويشمله األدلة العامة. وأما المنافاة لألخبار الخاصة، ففيه إنــه كــان في موســى )عليــه

السالم( أمران: األول: إن المهر كان لألب من دون ربط له بــالبنت، وهــذا مــا ال يصح عندنا، وقد أشير إليه في جملة من الروايــات المتقدمــة، فإنــه إذا كــان ال يربــط المهــر بــالبنت إطالقــا لم يصــح جعلــه مهــرا، ومــا ذكرناه من الصحة كــان في صــورة الربــط، والفــرق بينهمــا واضــح، وظاهر الروايات أنه مع عدم الربط كان ذلك جائزا في دين موسى

)عليه السالم( دون ديننا. الثاني: إن المدة كانت طويلة في قصــة موســى )عليــه الصــالة والسالم( وكانت األجرة نفس عمل موسى، وذلك إنما صح لموسى )عليه الصالة والســالم( دوننــا بســبب علمــه ببقائــه، أمــا إذا لم يكن كذلك بأن كانت المدة قصيرة يعلم عادة بالبقاء، جاز لنا أيضا، وكذا إذا كــانت األجــرة كلي العمــل، أو العمــل أو بدلــه جــاز أيضــا، وممــا

ذكرناه يجمع بين الروايات، وإال كان التدافع بينها واضحا. ال يقال: فلما ذا نفي الروايات مدة شهرين أيضا.

ألنه يقــال: إن ظــاهر الروايــات نفي ذلــك فيمــا لم يعلم حســبالعاده بالبقاء.

وبعد ذلك ال حاجة إلى حمل الروايات على الكراهــة ممــا يأباهــاظاهرها،

196

Page 197: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

باإلضافة إلى تواتر الروايات كما عرفت، فال وجه لرميها بضعفالسند.

ومما تقــدم ظهــر عــدم بعــد مــا ذكــره الجــواهر، بقولــه: )إال أن يقال: إن محل النزاع اإلصداق بإجارة خصــوص نفســه، ال اإلصــداق بعمل في ذمته كلي غير مشروط عليه المباشرة بنفسه، فإن ذلــك جائز عند الجميع، وهو مضمون المعتبرة المستفيضة والمحكي عليه اإلجماع، ومن هنا صرح بعضهم بل لعلــه ظــاهر المتن أيضــا، بكــون النزاع في جعل الزوجة المهر استئجار الزوج، ألن يعلم أو يعمل هو بنفسه لها أو لوليها مدة معينة كشهر أو شهرين أو سنة، وربما كان وجه المنع في حينئذ عدم الطمأنينة للمرأة بحصول المهــر باحتمــال موته قبل العمل، والفرض عدم كون الشيء في ذمتــه حــتى يؤخــذــع لها من تركته، وليس هو كاإلجارة على ذلك التي ال إشكال فيها م

عمله ومع عدمه يرجع بأجرته إذا انفسخت بموت ونحوه(. والظاهر أن مراده بالمعتبرة المستفيضة الروايــات الــواردة في

جعل المهر تعليمها سورة ونحوها. أما قول الجواهر بعـد ذلــك مستشـكال على )اللهم إال أن يقــال(

بقوله: )فيه أوال: إنه إذا جعل عمله نفسه مهرا، فإن فعــل فال إشــكال، وإن مات بعد الدخول مثال ولم يعمل كان لها قيمة ذلــك العمــل من تركته، إذ هو مضمون عليه حتى يوصــله إليهــا، وليس هــو كاإلجــارة في االنفساخ بتلف العين المستأجرة، على أنه لــو ســلم يكــون لهــا مهر المثـل حينئـذ لعـدم خلـو البضـع عن المهـر، والفـرض انفسـاخ

العقد بالنسبة إلى المسمى. وثانيــا: إن األصــل في هــذا الشــيخ في النهايــة وظــاهر الخالف، وليس في كالمهما تعرض للفرق بين العمل في الذمــة وبين إجــارة

النفس بمعنى اشتراط

197

Page 198: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

المباشرة أو على كونه كاألجير الخاص(. فال يخفى ما فيه، إذ يرد:

على األول: إنه خالف فرض جعــل المهــر عمــل نفســه بحيث اليصح عمل غيره وال أنه يبدل بالمال.

وعلى الثاني: إن المنصرف من كالمه )رحمه الله( إجــارة نفس الشخص ال الكلي، بـل ال يبعـد ظهـوره في مـا ال يبــدل بالمـال تبعـا للنص، حيث إن موسى )عليه السالم( لم يكن له مــال حــتى يتعلــق

الحق بماله على تقدير موته، فكانت اإلجارة شخصية بحتة. وعلى أي حال، فالجواز هو المشهور.

قال في الحدائق: )وقع الخالف في جعل المهر عمال من الــزوج للزوجة أو وليها، فمنعها الشيخ في النهاية، والمشــهور الجــواز وهــو قوله في الخالف والمبسوط، وإليه ذهب الشيخ المفيد وابن الجنيــدــل وابن إدريس وجملة من تأخر عنه( إلى أن قال بعد استدالل طوي للجانبين: )الظاهر هو القول المشهور لما عرفت من ظهور األخبــار

المتقدمة في ذلك، وعدم ظهور المنافاة من هذه األخبار(. وقــال في الكفايــة: )والمشـهور أنــه يجــوز جعــل منفعــة الــزوج مهرا، ومنع الشيخ في النهاية من جعل المهر عمال من الزوج لها أو

.(1 )لوليها، واألول أقرب( ولعل مستند الشيخ حسنة أحمد بن محمــد، وهي غــير مصــرحة

بالتحريم. وقال الحائري )رحمه الله(: )ال إشكال فيما ذهب إليه المشهور من أنه يصح جعل المهر منفعة عقار أو حيوان أو إنسان عبد أو حر،ــورة ولو كان نفس الزوج، ولو كانت المنفعة مثل تعليم صنعة أو س من القرآن ونحوهــا، وأنــه فيمــا إذا تزوجهــا على المنفعــة يجــوز لــه الدخول بها قبل استيفائها لها، خالفا للشيخ في محكي النهايــة حيثــد اســتدالل ــال بع ــرا( ثم ق ــة مه ــع من جعــل المنفع ذهب إلى المن

للجانبين:

.213 ص2األحكام: ج ( كفاية?)1198

Page 199: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

)نعم ال يبعــد حملــه على الكراهــة من جهــة مــا فيهــا من تعليــل الحكم بعــدم العلم بالبقــاء، ألن عــدم العلم بالبقــاء غــير قــادح في الصحة إجماعا، وكيف كان، فمستند الشيخ لضــعفه ســندا وإعــراض

المشهور عنه ال يصلح ألن يقيد به إطالق النصوص المتقدمة(. لكنك قد عرفت أن الحمل على الكراهة أيضا محل تأمل.

وفي منــاهج المتقين: )ويصــح العقــد على منفعــة الحــر، كتعليم الصنعة والسورة من القرآن وكل عمل محلل، وكذا إجارة اإلنســان نفسه مدة معينة، وقيل بالمنع في خصوص األخير، ومستنده قاصــر

والصحة أقوى(. وبالجملة فالمدار في المهـر على الماليــة الــتي تصــح أن تكــونــال ــافع واألعم ــروض والمن ــرق بين العين والع ــير ف ــا، من غ عوض

ونحوها. وبذلك يظهر وجه النظر فيمــا ذكــره المحقــق القمي في كتابــه جامع الشتات، من نسبة المنع إلى المشهور، قال في جواب سؤال منه )هل يجوز أن يجعل الزوج نفسه أجيرا ألب الزوجــة في عــوض المهر كما جعل موسى )عليه السالم( نفســه أجــيرا لشــعيب )عليــه السالم(: إن المشهور ال يجوز في شرعنا، بل عليه دعوى اإلجماع(. بل في الرياض ادعى اإلجماع على قــول المشــهور، حيث قــال:

ال جنــاح عليكمأشهر القولين الصحة والجواز، لألصل وعموم اآلية: والمعتــبرة المستفيضـة بــأن المهـر مــا تراضــيا ،(1)فيما تراضيتم به

عليه، ثم ذكر رواية النهاية وقال: وبالجملة فمثل هذه الرواية كيــفــة يعارض ما مر من األدلة مع اعتضادها باألصل وعموم اآلية الكريم والشهرة العظيمة التي كادت تكون إجماعا، بل إجماع في الحقيقة، فقد رجع عنه الشيخ في المبسوط والخالف مــدعيا فيــه على جــواز

جعل اإلجارة

. 24 النساء: اآلية ( سورة?)1199

Page 200: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

مهرا على اإلطالق الوفاق. ــذلك للشــيخ في ــول ب ــيره أن الق ــر من المســالك وغ نعم يظه النهاية وجماعــة آخــرون، وقــد رد دليلهم المســالك بقولــه: )إن في مستندهم بعد ضعف السند قصور الداللة عن إفادة المنع، أمــا أوال: ألن شعيبا استأجر موسى )عليه السالم( لــيرعى لــه ال البنتــه، وقــد كــان جــائزا في شــرعهم وليس بجــائز في شــرعنا، والمتنــازع فيــه إجارته نفسه لها، وأما ثانيا: فألنهــا ليســت صــريحة في المنــع، فــإن

إن موسى )عليه السـالم( علم ومن أين لهــذاقوله )عليه السالم(: ليس داال على اشتراط العلم وإن أشعر به، ولعله أراد أنهأن يعلم

ال ينبغي التعاوض التحمل بما ال يثق بالوفاء به على جهة الكراهــة ال المنع، بدليل جريانه في كل مهر قبل تسليمه، فإنــه ال وثــوق للبقــاءــالجواز إلى أن يوفيه، مع أنه غير قادح في الصحة إجماعا، فالقول ب

أصح(، إلى آخر كالمه. ثم الظاهر أنه على الجواز ال فرق بين أن تكــون المــرأة كبــيرةــاد، راضية بذلك، أو صغيرة يرى األب الصالح في ذلك أو عدم الفس ومثل األب الجد على االختالف في كيفية واليتهما، وإنما نقول بعدم

الفرق لوحدة المالك. ففـــرق المحقـــق القمي بين األمـــرين بـــالجواز في األول دون

الثاني محل نظر. وقد عرفت أنه ال فرق بين األب وغيره وليا كان أو غــير ولي إذا كانت المرأة راضية بمعنى عــود شــيء إليهــا، ولــو من جهــة اإلرادة ونحوها، كما ذكرنا مثله في مســألة الــبيع واإلجــارة ونحوهمــا، كــأن

يستأجر اإلنسان شخصا لكنس الشارع غير المرتبط به. فال يقال: إنه كيف يخرج المال من كيســه وال يــدخل البــدل في

كيسه. ألن البدل ال يجب أن يكون عينا، بل كثيرا ما يكون البدل تحقق

إرادة اإلنسان، فإطالقات األدلة تشمل مثل ذلك. ومنه يعرف أنه ال فرق بين أن يكون الــزوج أجــيرا عنــد األب أو

يجري معه

200

Page 201: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ســائر أنحــاء المعاملــة مثــل المضــاربة والــرهن والمزارعــةوالمساقاة وغير ذلك، لوحدة المالك في الجميع.

ولذا قال الجواهر تبعــا لغــيره وتبعــه غــيره: )المــدار في المهــر على الماليــة الــتي تصــح أن تكــون عوضــا من غــير فــرق بين العين والعوض والمنافع واألعمال ونحوها، بل الظــاهر جــواز جعــل المهــر

حقا ماليا كحق التحجير ونحوه مما يصح المعاوضة عليه(. بل قد ذكرنــا في مهــر المتعــة صــحة أن يكــون المهــر ملــك أن يملك، كما أشــكلنا في كتــاب إحيــاء المــوات وغــيره في كــون حــقــه ــك، كقول التحجير حقا ال ملكا، لما ذكرناه من أن ظاهر األدلة المل

أومن ســبق إلى مــا لم يســبق إليــه أحد)عليه الصالة والســالم(: نحو ذلك.

أما الحـق الـذي هـو للـزوج اآلن كحقـه في أن يـتزوج أكـثر من واحــدة، فهــل يصــح جعــل إســقاطه مهــرا لهــا حيث تنتفــع الزوجــة بإسقاطه، وكذا ما ليس للزوجة على الزوج بعد الزواج، فهــل يصــح جعله مهرا حتى تكون ذا حق عليه، مثل أن يجعـل مهرهـا مواقعتهـا

كل أسبوع مرة مثال. ــا تراضــيا(، وللمالك في ــدة الصــحة، إلطالق )م مقتضــى القاعــون على تعليم السورة، وألنه عقالئي، وكل ما لم يغيره الشــارع يك العرف، والعرف يرون الصــحة حيث إن مكســب للزوجــة بتحصــيلهاــروه في ــا ذك عدم مزاحم أو فائدة أو ما أشبه ذلك، باإلضافة إلى م الشرط بأنه كل ما لم ينــاف مقتضــى العقـد والكتــاب والسـنة ممـا

مالكه يشمل المقام، حيث إنه ينافي إطالق العقد ال مقتضاه. لكن هنا رواية تــدل على العــدم ممــا يصــلح أن يكــون مخصصــا لكل ما تراضيا عليه، لو لم نقـل بانصـراف )مــا تراضـيا( إلى المـال

ونحوه، وهي رواية حمادة بنت أخت

201

Page 202: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أبي عبيدة الحذاء التي رواها الكليني والشيخ، قالت: سـألت أبـا عبد اللــه )عليــه السـالم( عن رجــل تــزوج امــرأة وشــرط لهــا أن ال يتزوج عليهــا ورضــيت أن ذلــك مهرهــا، فقــال أبــو عبــد اللــه )عليــه

هذا شرط فاسد ال يكون النكاح إال على درهم أوالصالة والسالم(: .(1)درهمين

نعم يمكن أن يستشــكل في داللــة الروايــة بأنهــا محمولــة علىاالستحباب، ألن قوله )عليه الصــالة والســالم(: ال يكــون النكــاح إال

ال يمكن األخــذ بــه بعــد الروايــات المتــواترةعلى درهم أو درهمينالدالة على صحة جعل المهر تعليم السورة ونحوه.

ويظهر من الجواهر نوع تــردد في المســألة مــع تــرجيح العــدم،ــدعوى قال: )أما الحقوق التي يصح المعاوضة عن إسقاطها كحق ال واليمين والخيار والشــفعة ونحوهــا في صــحة جعلهــا مهــرا وجهــان،

وأولوية ،(2)ما تراضيا عليهينشئان من عموم قوله )عليه السالم(: المهر من غيره من المعاوضــات باعتبــار كونــه ليس عوضــا صــرفا،ــل إلى ــه ينتق ــا على وج ــه مملوك ــار كون ــاوى اعتب ومن إطالق الفت الزوجة ويقبل التنصيف لو احــتيج إليــه بطالق قبــل الــدخول ونحــوه ولو بتقويمه، واحتمـال االلـتزام بـالتقويم في الفـرض حينئــذ يدفعــه عدم كون مثل ذلك من المتقومات العرفيــة، وإنمــا تقــع المعاوضــة عليــه بمــا يتراضــيان عليــه، اللهم إال أن يــدعي إمكــان تقويمــه ولــو

بمالحظة الدعوى مثال، لكنه كما ترى، مضافا إلى خبر حمادة(. ــإن ــبر، ف ــر إال الخ ــدم من النظ ــة الع ــا في أدل لكن ال يخفى م

التقويم هنا كالتقويم

. 1ح المهور أبواب من20 الباب29 ص15( الوسائل: ج?)11ح المهور أبواب من1 الباب1 ص15( الوسائل: ج?)2

202

Page 203: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــافة إلى أن ــذا باإلض ــا، ه ــورة ونحوهم ــنعة والس في تعليم الص حشر هذه الحقوق كلها في مالك واحد غير ظاهر بعد عموم األدلة، فحق الدعوى واليمين والخيار والشفعة ونحوها ليس مثل حق أن ال يتزوج عليها، نعم يستفاد التساوي من ذيل الخبر، حيث قــال )عليــه

ــالم(: ــاح إال على درهم أو درهمينالس ــون النك ــدال يك ــك ق ، لكن عرفت ما فيه، والمسألة بحاجة إلى تتبع أكثر، والله سبحانه العالم.ــا أو وسيأتي الكالم في بعض الشروط كشرط أن ال يتزوج عليه

ما أشبه ذلك. ثم الظــاهر أنــه إن جعــل ملــك الغــير أو حقــه مهــرا، فإنــه يقــع فضـوليا يتوقــف على إجازتـه، فــإن أجــاز فهـو، وإال كـان المطلـوب المثل أو القيمة أو مهر المثل، أو أقل األمرين منهما على ما يــأتي،

وتقدم اإللماع إلى مثل ذلك. وذلك لعموم دليل الفضولية الشــامل للمقــام بعــد أن ال مخــرج

من األدلة عنه. وإن جعل مال الغير مهرا ثم انتقل إليه كان على ما ذكــروه في

مسألة من باع فضولة ثم ملك، لوحدة المالك في البابين. واحتمال أنه ال يصــح جعلــه مهــرا حــتى مــع إجــازة المالــك، ألن المهر يلزم أن يكون من كيس الزوج، فيه: إنــه خالف ظــاهر إطالقأدلة الفضولية، وجملة من األخبار الواردة في تزويج الولد الصغير: مثل صحيح ابن مسلم، عن أحدهما )عليه الســالم(، ســألته عن رجل كان له ولد فزوج منهم اثنين وفرض الصداق ثم مــات من أين

من جميـعيجب الصـداق، من جملـة المـال أو من حصـتهما، قـال: .(1)المال إنما هو بمنزلة الدين

. 3ح المهور أبواب من28 الباب39 ص15( الوسائل: ج?)1203

Page 204: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وفي صحيح الفضل بن عبد الملك، ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه ، قلت:ال بــأسالسالم( عن الرجل يــزوج ابنــه وهــو صــغير، قــال:

على، قلت: على من الصــداق، قــال: اليجــوز طالق األب، قــال: األب إن كان ضمنه لهم، وإن لم يكن ضمنه فهــو على الغالم، إال أن

.(1)يكون للغالم مال فهو ضامن له وإن لم يكن ضمنإلى غير ذلك مما سيأتي في مبحث من زوج ولده الصغير.

وما ذكرناه هو الذي يظهــر من الجــواهر الميــل إليــه حيث قــالعند قول الشرائع: كما يصح أن يملك المسلم:

)الصحة المحققة على وجه ينتقل منه إلى غيره كي يتجه حينئـذــد عن جعل الزوج له مهرا متنقال إلى االمرأة، وربما خرج بذلك العق مال الغير بغير إذنه فإنه ال يصح ملكه فعال لمسلم بدون إذن مالكه. ويمكن أن يكون المصنف أراد االحتراز عن مثله بمثل هذه العبــارة، وعدم جواز جعله مهرا لحرمة التصرف في مــال الغــير، وإن صــدق عليه صحة تملك المسلم له، بل قد يمنع صحته مهرا حــتى مــع إذن المالك إذا لم يكن على وجه يــدخل في ملــك الــزوج، لكــون المهــر كاإلعواض التي ال يصح أن تكون لمالك والمعوض آلخر، اللهم إال أن يمنع اعتبار ذلك في المهــر، وإن اعتــبر مثلــه في المعاوضــات. لكنــزوج على ليس هو منها فيصح حينئذ بذل الغير له، بل يصح العقد لل أن يكون المهر في ذمة غيره، بــل يظهــر من الفاضــل في القواعــد وغيره المفروغية عن مشروعية بذل الغير المهر عن الولد الموسر

الصغير، بل وغيره(.

. 2ح المهور أبواب من28 الباب39 ص15( الوسائل: ج?)1204

Page 205: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وقــد ذكرنــا في مبحث المعاوضــة صــحة أن يــدخل العــوض في كيس إنسان ويخرج المعــوض من كيس آخــر، على تفصــيل ذكرنــاه

هناك. ومنه يعلم صحة أن يكون المهر تعليم غير الزوج للزوجــة مهــرا

للزواج صنعة أو سورة أو ما أشبه، لوحدة المالك في الجميع. وجعل الغير المهر هو الظــاهر من عبــارة منـاهج المتقين أيضـا، حيث قال: )ال يصح جعل مــال الغـير من غـير إذنـه مهـرا، وإن كـان عليه أنه يصح جعل مال الغــير مهــرا إذا أجــاز، إذ ال فــرق بين اإلذن

السابقة واإلجازة الالحقة(. ــه: أما عبارة المسالك فهي مجملة، قال: )احترز المنصــف بقول )ما يصح أن يملك( عما ال يقبل الملك أصال كالخنزير، وما هــو ملــك للغير حيث ال يرضى بنقله عن ملكه، فإنــه ال يصــح أن يملــك لغــيره

على هذا الوجه، فال يصح لغير مالكه جعله مهرا(. ثم إن الشرائع قال: )ولــو عقــد ذميــا على خمــر أو خــنزير صــحــة، ألنهما يملكانه، ولو أسلما أو أسلم أحدهما قبل القبض دفع القيم

لخروجه عن ملك المسلم، سواء كان عينا أو مضمونا(. لكن الظاهر عدم خصوصية ذلك بالذميين، بل الحكم كــذلك في كل الكفار ذميا أو حربيا أومعاهــدا أو محايــدا، كتابيــا أو غــير كتــابي،

وغــير ذلــك ممــاألزموهم بما التزموا به ولكل قوم نكاحلقاعدة ذكرنا بعض تفصيل الكالم فيه في كتاب القضاء وغيره.

ــات، ثم الظاهر أن الشارع سامح في قبول ملك الكفار للمحرم ال أنه يراها ملكا لهم، إلطالق أدلة تكليف الكفــار بــالفروع كتكليفهم باألصـــول، فهم معـــاقبون على خالفهم في التكليفيـــات، كمـــا أنهم

معاقبون على خالفهم في الوضعيات،

205

Page 206: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وذلك على المشــهور الــذين يــذهبون إلى أن األحكــام الوضــعيةغير األحكام التكليفية.

أما على ما استظهرناه تبعا للشيخ المرتضــى )رحمــه اللــه( في الرسائل، من أن األحكام الوضــعية ليســت غــير األحكــام التكليفيــة، وإنما هي شؤون من شؤونها، فـاألمر أوضـح ألنـه ليس هنـاك وضـع

وتكليف وإنما الكل التكليف فقط. ومنه يظهر وجه النظر فيما ذكــره الحــائري )رحمــه اللــه( حيث قال: )لو عقــد الــذميان ونحوهمــا من أصــناف الكفــار على خمــر أو خنزير ونحوهما مما ال يصح أن يملكه المســلم، صــح العقــد والمهــرــار ليســوا مكلفين ــار من أن الكف ــا هــو المخت ــاء على م ــة، بن حقيق باألحكام الوضــعية، وأن مــا بأيــديهم من األســباب صــحيح مــؤثر في حصول ما قصدوه منــه من المســببات، ال كمــا ذهب إليــه بعض من أنهم مكلفون باألحكام الوضعية كالتكليفية، وإنما يقرون على صــحة ما في أيديهم من األسباب مماشــاة معهم وإلزامــا لهم بمــا ألزمــوا على أنفسهم مع كونها فاسـدة غـير مــؤثرة فيمــا قصــدوه منهـا من اآلثار، وذلك ألن الخمــر والخــنزير ونحوهمــا ممــا ال يصــح أن يملكــهالمسلم يصح تملكها في شريعتهم ودينهم فيصح لهم جعلها مهرا(. ولـــذا الـــذي ذكرنـــاه من عـــدم ملكهم للمحرمـــات، قـــال فيــيره من ــنف وغ ــر من المص ــا يظه ــواهر: )ينبغي أن يعلم أن م الجــافر ملكية الكافر للخمر والخنزير ونحوهما مناف لقاعدة تكليف الك بالفروع، ولما دل على عدم قــابليتهم للملــك شــرعا من غــير فــرق بين المسلم والكافر، وعدم التعرض لمــا في أيــديهم من أديــانهم ال يقتضــي ملكيتهم ذلــك في ديننــا، بمعــنى أن المســلم فيــه ال يملــك بخالف الكافر فإنه يملك ذلك، ضرورة منافاته لمــا عــرفت، ولنســخ دينهم فهــو حــرام عليهم، والثمن الــذي يأخذونــه في مقابلتــه حــرام

عليهم وتصرفهم فيه حرام أيضا، وإن جاز لنا تناوله

206

Page 207: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

منهم ومعاملتــه معاملــة المملــوك وإجــراء حكم الصــحيح عليــه. (1)إلزاما لهم بما ألزموا به أنفسهم(

ثم ال بأس باإللماع إلى شيء ينفع في المقام، لتوضــيح ملــك أو عــدم ملــك الكــافر، فــإن الظــاهر من االســتقراء أن األحكــام على

خمسة أقسام: األول: األحكــام األوليــة، كحكم الصــوم والصــالة والحج والزكــاة

وما أشبه. ــار في شــهر رمضــان ــاني: األحكــام االضــطرارية، كاإلفط الث

للمريض، وتناول المحرم للمضطر غير باغ وال عاد. الثالث: األحكام الظاهرية التي يتــدخل الجهــل في موضــوعاتها، مثل: )كل شيء لك حالل حتى تعرف أنه حرام(، و)كل شيء طاهر حــتى تعــرف أنــه قــذر(، وقاعــدة الفــراغ وقاعــدة التجــاوز وقاعــدة الوقت وما أشبه، فإنها على رأي القدماء أحكام ظاهريــة وإن ذهب المتأخرون إلى أنها تنجيز وإعذار ال أكــثر من ذلــك، والمهم مدخليــة

الجهل في الموضوع بخالف األقسام األخر. ــاب األهم ــتي جعلهــا الشــارع من ب ــة ال ــع: األحكــام الالبدي الراب والمهم، مثل: إلزام الكفــار بمــا الــتزموا بــه، وإقــرارهم على دينهم على حسب الموازين المذكورة في كتاب الجهــاد، فإنــه ال شــك في أنهم مخطئون، ويدل على ذلــك األدلــة الــتي تــدل على أن األحكــام

قــالوالكافــة النــاس، باإلضــافة إلى مثــل قولــه ســبحانه وتعــالى: ــك نطعم ــلين ولم ن ــك من المص ــالوا لم ن ــقر، ق ــلككم في س ماس

ــإن،(2)المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين فسلوكهم

.10 ـ9 ص31الكالم: ج ( جواهر?)1. 42 المدثر: اآلية ( سورة?)2

207

Page 208: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

في سقر كان بسبب فساد عقيدتهم في أصول الــدين، وبســبب عدم أدائهم الصالة وإعطائهم الزكــاة، إلى غــير ذلــك ممــا ذكــر في محله من أن الكفار مكلفــون بــالفروع كتكليفهم باألصــول من غــير

فرق بين األحكام الوضعية واألحكام التكليفية. ــام الخامس: األحكام التطبيقية، بمعنى تدخل االجتهاد بين األحك الشــرعية والفــروع المتوقفــة على تلــك األحكــام، مثــل مــا يجعلــه الحاكم اإلسالمي من قوانين المــرور والشــرطة والجيش واإلدارات والصحة والثقافة وغير ذلك، فإن هــذه ليســت أحكــام اللــه األوليــة، وإنما أحكام تطبيقية منوطة بتطبيق المجتهد، فربمــا يطبــق مجتهــد

غيرما يطبقه المجتهد اآلخر. مثال يأتي مالك األشتر إلى مصر ويجعــل مــرور الســيارات على األيمن، فإنه ال يجوز للناس مخالفتــه، ثم يــأتي بعــد ذلــك محمــد بن أبي بكر إلى مصر ويجعل مرور السيارات على الجانب األيسر، فإن هذه أحكام اجتهادية بسبب اجتهاد الحاكم المنصوب من قبل اإلمام )عليـــه الصـــالة والســـالم( نائبـــا خاصـــا أو عامـــا، فـــالواجب على المسلمين إطاعة الحاكم في مثل هذه األمور، فإذا جاء حــاكم آخــر وغير وبدل يجب على المسلمين إطاعة الحاكم الثاني وتلغى أحكام

األول. فإن هذه ليست أحكاما كالصالة والزكاة، وال أحكاما اضــطراريةــة، فهي من ــة، وإنمــا هي من األحكــام التطبيقي ــة أو البدي أو ظاهري

الــذي مفــادهالنــاس مســلطون لــدليل ال ضــررحيث تخصــيص الحرية، وإن كان حكمــا اضــطراريا إال أن كــون تطبيقــه على كيفيــة

خاصة بنظر الحاكم اإلسالمي يوجب جعله من القسم الخامس. والدليل على تدخل االجتهــاد أنهــا تختلــف بــاختالف االجتهــادات، فالحاكم الذي يرى مرور السيارات على األيمن تفاديــا عن األخطــار

وغيره ال ضرربدليل

208

Page 209: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ال يلزم حكمه أبدا حتى ال يتمكن حـاكم إسـالمي آخــر من جعـل مرور السيارات على اليسار وإلغاء مرور السيارات على اليمين، إذ

دليل عام يشمل هــذا وذاك، ويكــون التطــبيق بنظــرال ضرردليل الحاكم، وإذا أمر الحاكم وجبت إطاعته.

وكذلك حــال الحــاكم الــذي يجعــل مركزيــة اإلدارات في مكــان واحد، ال يلزم إال ما دام هذا الحاكم موجودا ويرى هــذا الــرأي، فــإذا ذهب يمكن أن يجعل حاكم آخر تبعثرها في أماكن متعــددة، وكــذلك إذا تبــدل رأي الحــاكم األول ســواء كــان الثــاني يــرى األفضــلية في

نظامه أو يرى التساوي، إلى غير ذلك من األمثلة. ثم الظاهر أنه ال يصح جعل المهر الملك المحجور إال بإجازة من الحجر في نفعه، أما إذا أجاز فقد جــاز، إذ قــد عــرفت صــحة المهــر

في الفضولي، فهنا أولى. ــه ــنى أن اإلنســان ال يحــق ل ــك محجــورا بمع ــان المل نعم إذا ك التصرف فيه، في المهر أو في األعم من ذلك لم يصح جعله مهــرا، كما لو وهبه إنسان دينارا حــاجرا عليــه بــأن يتصــرف فيــه في أكلــه وشربه وقد مات ذلك اإلنسان حيث ال يمكنه رفع اليــد عن شــرطه،ــرب أو كان ثمر الموقوف محجورا على تصرفه فيه في األكل والش

وما أشبه مما ينافي جعله مهرا. ــك ــا بف ــان حي ــة يمكن إذا ك ــورة األولى وهي الهب نعم في الص

،الوقوف على ما وقفهــا أهلهاالحجر، أما في الصورة الثانية حيث ال يصح للواقف فك الحجر، ألنه خرج من يده.

ــا واالعتبار بالملكية حسب الواقع ال حسب الظن، فلو ظناه ملك ولم يكن بملك لم يصح مهرا، أمــا لــو ظنــاه غــير ملــك وكــان ملكــا

فيكون مهرا، مثل ما إذا ظنا الخنزير شاة، أو الشاة خنزيرا. ثم إنه يؤيد ما ذكرناه من صحة جعل الخمر والخــنزير ونحوهمــا

مهرا في

209

Page 210: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

غير المسلم على مــا ذكرنــاه، مـا رواه طلحـة بن زيــد، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: ســألته عن رجلين من أهــل الذمــة أو من أهل الحرب تزوج كل واحد منهما امرأة ومهرها خمرا أو خنازير

ذلــك النكــاح جــائز حالل ال يحــرم من قبــل الخمــرثم أسلما، قال: إذا أسلما حــرم عليهمــا أن يــدفعا، وقال )عليه السالم(: والخنازير

.(1)إليهما شيئا من ذلك يعطياهما صداقهما وعن عبيد بن زرارة، قال: قلت ألبي عبد اللــه )عليــه الســالم(:ــا خمــرا وثالثين خــنزيرا ثم النصراني يتزوج النصرانية على ثالثين دن

ينظــر كم قيمــة الخنــازيرأسلما بعد ذلك ولم يكن دخل بهــا، قــال: ــا وهمــا على ــدخل عليه ــا، ثم ي ــه إليه وكم قيمــة الخمــر ويرســل ب

.(2)نكاحهما األول وعن الجعفريات، بسنده إلى علي )عليه الصـالة والسـالم(، في رجل أصــدق امــرأة نصــرانية خنــازير ودبــاب خمــر ثم أســلم، قــال:

صداق مثلها ال وكس وال شطط(3). ومما تقدم يعلم حال ما إذا يرى أحدهما كونه ملكــا دون اآلخــر، الختالف في الدين كالمسلم واليهــودي، أو في المــذهب كــالمؤالف والمخالف، أو في االجتهاد والتقليد، أما إذا كان الكفار ال يرونه ملكا والمسلمون يرونــه ملكــا وراجعونــا، فــإن شــئنا حكمنــا بحكمهم من باب اإللزام، أو بحكمنا من باب أنه الواقع، كما ذكرنا مثله في بعض

المباحث السابقة. ومنه يعلم حال ما إذا رأى الكــافران أحــدهما ملكــا دون اآلخــر،

وكذلك بالنسبة إلى المخالفين.

. 1ح المهور أبواب من3 الباب4 ص15( الوسائل: ج?)1. 1ح المهور أبواب من3 الباب4 ص15( الوسائل: ج?)2. 1 ح3 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)3

210

Page 211: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعلى أي حال، فقد قال الجواهر: )ينبغي أن يعلم أنه قــد يقــال بعدم وجوب القيمة في المقام لو كان المهر مثال خمرا معينــا، وقــد أسلم الزوج وقد قبضته هي من دون إذن منــه، أو مــع عــدم منعــه، لعدم جواز تعرضه لها في ملكها، بــل من يتلــف على الــذمي خمــرا يضمنه له، فوجوب القيمة في ذلــك محــل نظــر، وإن لم أجــد ذلــك ألحــد من أصــحابنا، نعم عن بعض العامــة الفــرق بين الــدين والعين وهو جيد في هذا الفرد، ال في مــا إذا أســلمت الزوجــة قبــل القبض وكان مهرها خمرا معينا، فإنــه بإســالمها يتعــذر عليــه قبضــها وتلــف عليها، والفرض ضمانه في يــد الــزوج، وليس ذلــك تفريطــا بعــد أن

كانت مأمورة به شرعا، فاإلسالم يرفعها ويعزها(. ومــا ذكــره جيــد، لكن ينبغي أن يكــون حــال مــا إذا منــع الــزوجــون الحكم الزوجة من قبض الخمر وهو قد أسلم وهي كافرة أن يك كذلك، إذ بعد كون المهر لها ال شأن في إذنه أو منعــه أو مــا أشــبه، بل لو أذن أيضا لم يكن غير الحــرام تكليفــا، أمــا وضــعا فهي تكــونــه مملوكة للزوجة، فالتقييد بقوله )وقد قبضــته هي من دون إذن من

أو مع عدم منعه( محل نظر. وبذلك يظهر حال الصور األربــع للمســألة، كمــا إذا تزوجــا وهمــا مخالفان وجعل مهرها نبيذا خاصا، فتبصر أو تبصرت أو تبصرا، فإنــه يصح القبض واإلقباض في حال خالفهما، كما يصح في حــال تبصــره وخالفها، والمراد بالصحة الوضعية وإن كــان حرامــا تكليفــا على مــا

عرفت. أما في حال تبصرها دونه فال تتمكن من القبض، لكن ال يبعد أن يجبر الزوج في الحالة الرابعة على تبديل النبيذ حيث إنه يـراه ملكـا

دونها، وقد ألمعنا إلى ما يفيد المقام في كتاب الرهن.

211

Page 212: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم إن الشرائع قال ممزوجا مــع الجــواهر: )ولــو كانــا أي الــزوج والزوجة مسلمين أو كان الزوج مسلما، وعقد على خمــر أو خــنزير مثال عالمين بعدم صحة ذلك، أو جــاهلين أو مختلفين، قيــل والقائــل جماعة منهم الشيخان في المقنعــة والنهايــة والقاضــي والتقي علىــل عن ما حكي: يبطل العقد، وقيل والقائل المشهور: يصح العقد، ب

بعض نفي الخالف فيه إال من مالك وبعض األصحاب(. أقول: استدل القائل بالبطالن بتعليق الرضا بالباطــل المقتضــي لعدم الصحة حيث ال يصح الباطل، وبأنه معاوضة بين المهر والبضع،

كمــا ورد بلفــظ )الملــك(، بــل إن ،(1)يشتريها بأغلى ثمنولذا ورد أحللنــا لـك أزواجـك الالتيقلنا بأنه نوع إجارة كما في قوله تعالى:

بل هو إجارة حقيقة في المتعــة، بقولــه ســبحانه: ،(2)آتيت أجورهنــورهن ــآتوهن أج ــه منهن ف ــتمتعتم ب ــا اس ــه ،(3)فم ــولهم )علي وق

يكون األمر كذلك. (4)السالم(: )هن مستأجرات( وبأنــــــه مقتضــــــى عكس النقيض حيث ورد في المعتــــــبرة المستفيضة أن المهر ما تراضيا عليــه، وهــو ينعكس بعكس النقيض إلى أن مــا ال يتراضــيان عليــه ال يكــون مهــرا، فيقتضــي عــدم غــيرــع المذكور في العقد مهرا، وذلك ينافي ما دل على عدم إخالء البض عن المهر فليس حينئذ إال البطالن، ويؤيده أو يــدل عليــه جملــة من

الروايات: مثل ما عن زرارة، قال: سألته )عليه السالم( كم أحل لرســول

،مــا شــاء من شــيءالله )صلى الله عليه وآله( من النساء، قــال: وامــرأة مؤمنــة إن وهبتقلت: فأخبرني عن قول اللـه عــز وجــل:

ال تحل الهبة إال لرسول الله )صـلى اللـه عليـه، قال: نفسها للنبيوآله(، وأما غيره

. 1ح النكاح مقدمات أبواب من36 الباب14 ص15( الوسائل: ج?)1. 50 األحزاب: اآلية ( سورة?)2. 24 النساء: اآلية ( سورة?)3. 2ح المتعة أبواب من4 الباب446 ص14( الوسائل: ج?)4

212

Page 213: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)فال يصلح له نكاح إال بمهر وعن دعائم اإلسالم، عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(، إنــه

يا أيهـا النـبي إنـا أحللنــا لـك أزواجــكسئل عن قول الله عز وجل: أحل له من النساء ما شــاء، وأحــل لــه، قال: الالتي آتيت أجورهن

وامــرأةأن ينكح المؤمنات بغير مهر، وذلــك قــول اللــه عــز وجــل: ثم بينمؤمنة إن وهبت نفسها للنــبي إن أراد النــبي أن يســتنكحها

عز وجل أن ذلك إنما هو خاص للنبي )صلى الله عليه وآلــه( فقــال:ــا مــا فرضــنا عليهم في خالصــة لــك من دون المــؤمينن قــد علمن

.)2(أوزاجهم وما ملكت أيمانهمثم قــال جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(: ــة إال فال تحــل الهب

لرسول الله )صلى الله عليه وآله(، وأما غيره فال يصلح لــه أن ينكحــانير أو إال بمهر يفرضه قبل أن يدخل بها ما كان ثوبا أو دراهم أو دن

.(3) )ثوبا أو درهما أو شيئا قل أو كثر، خ ل(خادما هذا لكن األقوى الصــحة ألنــه ال تعليــق، نعم ال يبعــد البطالن إذاــد ال على نحــو الــداعي الــذي هــو الغــالب، وال كــان على نحــو القيــل ــة بين الرج ــا المعاوض ــالعقود وإنم ــاح ك ــة، إذ ليس النك معاوض والمرأة، وكونه ملكا أو إجارة من باب المثال، ولـذا يعـبر عنــه بهـذا

تارة وهذه أخرى، وإال كان بين األمرين تناقض. ودليل عكس النقيض ظاهر البطالن، إذ االستنباط متوقــف علىــة، وليس الظهور الذي عرفته في المقام ال على االستدالالت العقلي المراد أن الشرع يخالف العقل حــتى يقــال يلــزم أن يــؤول الظــاهر من الشرع، بل المراد أن االستدالل على نحو الدقة ال مجال له في

الشرعيات، ولذا ال يحكم بنجاسة ما بقي لونه ورائحته فيما إذا

. 1ح المهور أبواب من19 الباب28 ص15( الوسائل: ج?)1. 50 األحزاب: اآلية ( سورة?)2. 1ح المهور أبواب من16 الباب608 ص2( المستدرك: ج?)3

213

Page 214: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

كان المحل متنجسا ثم زالت العين وبقيا، إلى غير ذلك. هذا باإلضافة إلى أنه يدل على صحة العقد العرفية، بعد أن كان مقتضــى القاعــدة أن الشــارع بــنى على العــرف إال مــا غــير، وليس

المقام مما غير، كما ألمعنا إليه مكررا. ــاح المشــتمل على ــا دل على الصــحة في النك ــذا فحــوى م وك الشــروط الفاســدة، وال يخفى عــدم الفــرق بين مثــل هــذا الشــرط والمهر من حيث الرضا المزبور، فلو كان النكاح فاســدا بــذلك كــان

فاسدا بهذا أيضا. مثل ما عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر )عليه الســالم(، في الرجل يتزوج المرأة إلى أجل مسمى، فإن جــاء بصــداقها إلى أجــل مســمى فهي امرأتــه، وإن لم يــأت بصــداقها إلى األجــل فليس لــه عليهــا ســبيل، وذلــك شــرطهم بينهم حين أنكحــوه، فقضــى )عليــه

.(1)إن بيده بضع امرأته، وأحبط شرطهمالسالم( للرجل: وعنه أيضا، عن أبي جعفر )عليه السالم(، في رجل تزوج امــرأة وشرط لها إن هو تزوج عليها امرأة أو هجرها أو اتخــذ عليهــا ســرية

إن شرط اللــه قبــل شــرطكم، فــإنفهي طالق، فقضى في ذلك: شاء وفى لها بما اشترط، وإن شاء أمسكها واتخذ عليها ونكح عليها

(2). وعن عبــد اللــه بن المغــيرة، عن ابن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليه السالم(، في رجل قال المرأتــه: إن نكحت عليــك أو تســريت

ليس ذلــك بشــيء، إن رســول اللــه )صــلى اللــهفهي طالق، قال: عليه وآله( قال: من اشترط شرطا سوى كتاب الله فال يجــوز ذلــك

.(3)له وال عليه

. 2ح المهور أبواب من10 الباب20 ص15( الوسائل: ج?)1. 1ح المهور أبواب من38 الباب46 ص15( الوسائل: ج?)2. 2ح المهور أبواب من38 الباب46 ص15( الوسائل: ج?)3

214

Page 215: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن سعيد بن إسماعيل، عن أبيــه، قــال: ســألت الرضــا )عليــه السالم( عن رجــل تــزوج امــرأة بشــرط أن ال يتوارثــا، وأن اليطلب

.(1)ال أحبمنها ولدا، قال: إلى غيرها من الروايات التي وردت بهذا الشأن.

بل وكذا يــدل على المقصــود أيضــا مــا رواه الوشــا، عن الرضــا لو أن رجال تزوج المرأة وجعــل)عليه السالم(، قال: سمعته يقول:

مهرها عشـرين ألفـا وجعـل ألبيهـا عشـرة آالف، كـان المهـر جـائزا .(2)والذي جعله ألبيها فاسدا

ثم إن مقتضى القاعدة فيما لو عقد على الخمر والخنزير يكون المهر قيمتهما، ســواء جهــل أحــدهما أو جهال، بالموضــوع أو الحكم، وذلك لكفاية علمهما أو علم متعارف العقالء بالحجم والقيمــة، فــإذا

بطل األول بقي الثاني، والشارع لم يغير ذلك. ولقاعدة ما يضمن بصحيحه يضمن بفاسده.

وللمناط في الكافر العاقد على الخمر والخــنزير مناطــا عرفيــا، وإن لم نقل به دقة، بل ربما يكون ذلك دليال آخــر للمقــام، حيث إن الكفار مكلفون بالفروع كما تقدم، فالخمر والخنزير لم يصبحا ملكــا

للكافرة كما لم يكونا ملكا للكافر المعطي لهما إياها. ومنه يعلم وجه النظر في اإلشكال في القيمة، بــأن الزوجــة لم تســتحق العين فلمــاذا يكــون لهــا القيمــة، إذ إنهمــا دخال على ذلــك

والشارع لم يبطل إال العين، باإلضافة إلى ما تقدم. ال جنــاح عليكم إنأما االستدالل لوجوب القيمة بقولــه تعــالى:

بتقــريب ،(3)طلقتم النساء مــالم تمســوهن أو تفرضــوا لهن فريضةأن المراد من قوله تعالى

. 1ح المهور أبواب من43 الباب52 ص15( الوسائل: ج?)1. 1ح المهور أبواب من9 الباب19 ص15( الوسائل: ج?)2. 236 البقرة: اآلية ( سورة?)3

215

Page 216: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

)ال جناح( هو عدم ثبوت المهر، فتدل اآلية بمفهومها على ثبــوتــرض ــيئين من المس وف ــد الش ــه بأح ــمونا علي ــه مض ــر وكون المه الفريضة، فتدل بإطالقها على ثبوت المهر وكونه مضمونا عليه فيما نحن فيه، إذ يصدق على ما ذكــر في العقــد من المهــر الفاســد أنــه فرض فريضة، فإذا كـان المهـر المسـمى الفاسـد ثابتــا على الـزوج

ومضمونا عليه فيجب عليه دفع قيمته عند تعذر دفع نفسه. ففيه ما ذكره الحائري، بأن اآلية ليست إال في مقام بيان ثبــوت ما ذكر في العقد من المهــور القابلــة للتملــك، فال إطالق لهــا بحيث يشمل ما نحن فيــه، والحاصــل: إن اإلطالق متوقــف على مقــدمات

الحكمة المفقودة في المقام. ولذا قال الشــيخ في موضــع من المبســوط على مــا حكي عنــه بالقيمــة، ووجهــه في المســالك بــأن الــزوجين لمــا ذكــرا في العقــد عوضا كــان مقصــودهما ذلــك العــوض دون قيمــة البضــع وهــو مهــر المثل، ولذلك العوض خصوص وهو عينه، وعموم وهو ماليته العتبار مقابلة البضع وهو متقوم في الجملة، فإذا لم يمكن اعتبار خصوصه

لمانع بقي اعتبار المالية، فيعتبر قيمته على ذلك التقدير. ومما ذكرناه يعرف وجه النظر في سائر األقــوال والــتي ذكرهــا

المسالك وغيره بقوله: أحــدها: وهــو الــذي اختــاره المصــنف، وجــوب مهــر المثــل مــع الــدخول كالمفوضــة، وهــو مــذهب الشــيخ في الخالف وابن إدريس والعالمة، إال أنه لم يقيد بالدخول في غير اإلرشاد فيحتمــل أن يريــد

المطلق. الثاني: الفرق بين كون المهر المتعذر اعتبار قيمتــه متقومــا في الجملة كالخمر والخنزير، وغــير متقــوم كــالحر، فيعتــبر قيمــة األول ومهر المثل في الثاني، ووجه الفرق أن الحر ليس ماال أصال فيكون

ذكره كالمعدوم، بخالف الخمر فإن ماليته

216

Page 217: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

منفيــه للمســلم ال عليــه ألنــه مضــمون عليــه للــذمي المســتتر وللذمي على مثلــه، فيكــون الماليــة فيــه ملحوظــة في الجملــة، فال

يكون العقد خاليا عن المهر أصال بخالف الحر. ــك ولذا قال في الجواهر في رد األقوال: )فدعوى إيجابه مــع ذل مهــر المثــل، أو التفصــيل في المــذكور بين مــا لــه قيمــة ولــو عنــد مستحله، وغيره كالحر، فيجب مهــر المثــل في الثــاني والقيمــة في األول، والتفصيل بين ما علم كونه خمرا أو خــنزيرا وبين غــيره ممــا ظن كون خال وحيوانا مملوكا فبــان خمــرا أو خــنزيرا، فيجب بالعقــد مهر المثل في األول والقيمة في الثاني، أو مقدار ذلــك الخمــر خال،

أو غير ذلك من األقوال فيه نظر(.

وعلى أي حال، فقد عرف مما تقدم أن مهر المثل لو كان أكــثرــا دخلت على لم يكن على الزوج إعطاؤه لقاعدة ما ال يضمن، وألنهــر المهر األقل، كما إذا استأجر إنسانا لخياطة ثوبه بثمن أقل ثم ظه بطالن اإلجارة، حيث ال حق لألجير في أجــرة المثــل، إلى غــير ذلــك في سائر المعامالت، كما أن مهر المثل لــو كــان أقــل لم يكن على الزوج النقص لقاعدة ما يضمن، كما ألمعنا إلى مثــل هــذه المســألة

سابقا.

217

Page 218: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )وال تقدير(ـ: 3)مسألة في المهر في جانب القلة، بل ما تراضيا عليه الزوجان وإن قــل مــا لم يقصر عن التقويم كحبة من حنطة ونحوها مما يعــد نقلــه عوضــا من السفه والعبث، بال خالف أجده في شيء من ذلك نصا وفتــوى،

بل لعل اإلجماع بقسميه عليه(. وهو كما ذكره.

نعم إذا كانت حبة الحنطة ممــا تنفــع دواء أو مــا أشــبه ال يكــون نقله عوضا سفها وعبثا وصح ذلك، كما أنها تقابــل بالمــال أيضــا في مثل هذه الحالة، ومــرادهم من المثــال هــو المتعــارف، ومــراده من

النصوص ما دل على صحة كون المهر قليال: مــامثــل روايــة أبي الصــباح، ســألته عن المهــر مــا هــو، قــال:

.(1)تراضى عليه الناس الصداق ما تراضياورواية فضيل بن يسار، قال )عليه السالم(:

.(2)عليه، قليل أو كثير مــاورواية الحلــبي، ســألته )عليــه الســالم( عن المهــر، فقــال:

.(3)تراضى عليه الناس الصداق كــل شــيء تراضــىورواية زرارة، قال )عليه السالم(:

.(4)عليه الناس قل أو كثر، في متعة أو تزويج غير متعة ورواية جميل بن دراج، سأله )عليه السالم( عن الصداق، قــال:

هو ما تراضى عليه الناس(5). إلى غير ذلك من الروايات التي تقدمت جملة منها أيضا.

ثم قال الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )وكذا ال حد له في الكثرة على المشهور بين األصحاب شهرة عظيمة كادت تكون إجماعا، بل

لعلها كذلك،

. 1ح المهور أبواب من1 الباب1 ص15( الوسائل: ج?)1. 3ح المهور أبواب من1 الباب1 ص15( الوسائل: ج?)2. 4ح المهور أبواب من1 الباب2 ص15( الوسائل: ج?)3. 6ح المهور أبواب من1 الباب2 ص15( الوسائل: ج?)4. 5ح المهور أبواب من1 الباب2 ص15( الوسائل: ج?)5

218

Page 219: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــل حكي عن اإلســكافي ولكن مع ذلك قيل والقائل المرتضى، ب والصدوق بالمنع من الزيادة عن مهر الســنة وهــو خمســمائة درهم، بل لــو زاد عليــه رد إليهــا، بــل في االنتصــار دعــوى إجمــاع الطائفــةعليه(، إلى آخر كالمه، وهو كما ذكره المشهور من الصحة مطلقا.

ويدل عليه صحيح الوشــا المتقــدم، عن الرضــا )عليــه الســالم(، لو أن رجال تزوج امرأة وجعل مهرهــا عشــرينقال: سمعته يقول:

ألفا، وجعل ألبيها عشرة آالف كان المهر جائزا، والذي ســماء ألبيهــا .(1)فاسدا

وصحيح الفضيل، سألت أبا عبـد اللـه )عليــه الســالم( عن رجــل تزوج امرأة بألف درهم فأعطاها عبدا آبقــا وبــردا بــألف درهم الــتي

ــأس، إن هيأصدقها، قال: إذا رضيت بالعبد وكانت قد عرفته فال ب .(2)قد قبضت الثوب ورضيت بالعبد

وعن المبســوط، إنــه قــال: روي أن عمــر تــزوج أم كلثــوم بنت.(3)علي )عليه السالم( فأصدقها أربعين ألف درهم

ــة ــة جاري قال: وتزوج الحسن )عليه السالم( امرأة فأصدقها مائمع كل جارية ألف درهم.

.(4)قال: وروي غير ذلك مما هو أزيد مهراــة أبي القاســم وعن ابن إدريس في آخر السرائر، نقال عن روايــر بن بن قولويه، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، قال: خطب عم الخطاب وذلك قبل أن يتزوج أم كلثوم بيومين، فقال: أيها الناس ال تغالوا بصدقات النساء فإنه لو كان الفضل فيهــا لكــان رســول اللــه )صلى الله عليه وآله( يفعله، كان نــبيكم يصــدق المــرأة من نســائه

المحشوة وفراش

. 1ح المهور أبواب من9 الباب19 ص15( الوسائل: ج?)1. 1ح المهور أبواب من24 الباب35 ص15( الوسائل: ج?)2. 2ح المهور أبواب من9 الباب19 ص15( الوسائل: ج?)3. 3ح المهور أبواب من9 الباب19 ص15( الوسائل: ج?)4

219

Page 220: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الليف والخاتم والقدح الكــثيف ومــا أشــبه، ثم نــزل عن المنــبر، فما أقام إال يومين أو ثالثة حتى أرسل في صداق بنت علي بأربعين

.(1)ألفا وعن دعائم اإلسالم، عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(، إنــه

ــد منسئل عن المهر، فقال: ــاس، ولكن الب هو ما تراضى عليه الن .(2)صداق معلوم قل أو كثر، وال بأس أن يكون عروضا

وعن عبيد بن زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: ســألتهــدار شــركاء، عن رجل تزوج امرأة على بيت في دار وله في تلك ال

.(3)جائز له ولها، وال شفعة ألحد من الشركاء عليهاقال: فإن إطالقه شامل للبيت الرفيع والوضيع.

وعن الشـــيخ المفيـــد في رســـالة المهـــر عن مجالـــد: إن ابن الخطاب خطب الناس فقال: ال تغالوا صداق النساء فإنــه ال يبلغــني أحد ساق أكثر ممــا ســاق رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( إال جعلت فضل ذلك في بيت المال، فلما نــزل عرضــت لــه امــرأة من قريش فقالت: كتاب الله أحــق أن يتبــع أو قولــك، قــال: بــل كتــاب

ــهالله، قالت: فإن الله يقول: وآتيتم إحداهن قنطارا فال تأخــذوا من ، فجعل عمر يقــول: كــل أحــد أفقــهشيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا

.(4)من عمر، أال فليفعل الرجل في ماله ما بدا له قال في الجواهر: ويدل عليه )آية األجـور ومــا فرضـتم وغيرهــا،

وألنه نوع

. 5ح المهور أبواب من9 الباب20 ص2( الوسائل: ج?)1. 5ح المهور أبواب من1 الباب604 ص2( المستدرك: ج?)2. 8ح المهور أبواب من43 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)3. 3ح المهور أبواب من9 الباب607 ص2( المستدرك: ج?)4

220

Page 221: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

معاوضـــة فيتبـــع اختيـــار المتعاوضـــين في القـــدر كغـــيره منــل أو المعاوضات، وخصوص المعتبرة المحددة له بما تراضيا عليه ق

أكثر، وقوله تعالى: الذي هو المال العظيم،وآتيتم إحداهن قنطاراــا أوقيــة، أو أو وزن أربعين أوقيــة من ذهب أو فضــة، أو ألــف ومائت سبعون ألف دينار، أو ثمانون ألف دينار، أو مائــة رطــل من ذهب أوــتي فضة، أو ملء مسك ثور ذهبا أو فضة، وقضية عمر مع المرأة ال حجته بهذه اآليــة حين نهى عن المغــاالة في المهـر حــتى قــال: كــل

.(1 )الناس أفقه منك يا عمر حتى المخدرات معروفة( أقول: وقد ذكر تفصيله العالمــة األميــني في الغــدير في الجــزء

السادس منه، كما ذكره غيره أيضا مفصال. هذا وال يخفى أن تــزويج علي )عليــه الســالم( بنتــه لعمــر محــل خالف كبير، كما أن إعطاء الحسن )عليــه الســالم( مهــر كــذا، لعلــه كان ألجل أن في ذلك الزمان كان إعطــاء المــال الكثــير في أمثــال هذه الموارد من جهة إنه إعطــاء ألهــل بلــدة أو قبيلــة أو مــا أشــبه، حيث كــان يصـرف المــال بـاآلخرة فيهم، كمــا يظهـر من جملـة من

التواريخ. وقد ذكر هامش الجواهر المبطوعة جديدا مصادر لما تقــدم عنــه الجواهر في تفسير القنطار، وقال بعضهم: إنما سمي قنطــارا ألن يكفي اإلنســان إلى آخــر حياتــه، فكأنــه قنطــرة اإلنســان في حــال

الحياة إلى الموت. أما السيد المرتضى واإلسكافي والصدوق ممن منع عن الزيادة عن خمسمائة درهم، فقــد اســتدل لهم بمــا رواه مفضــل بن عمــر، قال: دخلت على أبي عبد الله )عليه السالم( فقلت له: أخبرني عن مهر المرأة الذي ال يجوز للمؤمن أن يجوزه، فقال )عليــه الســالم(:

،ــك إلى الســنة السنة المحمدية خمسمائة درهم، فمن زاد على ذلــا من ــإن أعطاهـ ــمائة درهم، فـ ــثر من خمسـ ــه أكـ ــيء عليـ وال شـ

الخمسمائة درهم درهما أو أكثر من ذلك

.14 ص31الكالم: ج ( جواهر?)1221

Page 222: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

، قال: قلت: فإن طلقها بعد ما دخلثم دخل بها فال شيء عليه ال شيء لها عند ما كــان شــرطها خمســمائة درهم، فلمــابها، قال:

أن دخل بها قبل أن تستوفي صداقها هــدم الصــداق فال شــيء لهــا، إنما لها ما أخذت من قبل أن يدخل بهــا، فــإذا طلبت بعــد ذلــك في

.(1)حياته أو بعد موته فال شيء لهاــال: وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، ق

كان صداق النساء على عهــد النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( اثنتــا .(2)عشرة أوقية ونشا قيمتها من الورق خمسمائة درهم

ــديث وعن أبي بصير، عن الصادق )عليه الصالة والسالم( في ح تــزويج فاطمــة )عليهــا الصــالة والســالم( في الســماء، إلى أن قــال

قال أبو أيوب: يا رسول الله فماكانت نحلتها، قال:)عليه السالم(: يا أبا أيوب شــطر الجنــة وخمس الــدنيا ومــا فيهــا والنيــل والفــرات وســيحان وجيحــون والخمس من الغنــائم كــل ذلــك لفاطمــة )عليــه

. السالم( نحلة من الله ال يحل ألحد أن يظلمها فيه بوبرة فقــام حذيفــة بن اليمــان على قدميــه وقــال: يــاإلى أن قــال:

ــوم األربعين من ــال: ي ــا في األرض، ق ــتى تزوجه ــه فم ــول الل رســا رســول تزويجها في السماء، قال حذيفة: فما نحلتهــا في األرض ي الله، فقال: يا أبا عبد الله ما يكون سنة أمــتي من آمن منهم، قــال:

وكم هو، قال: خمسمائة درهم.

. 14ح المهور أبواب من8 الباب130 ص15( الوسائل: ج?)1. 9ح المهور أبواب من4 الباب5 ص15( الوسائل: ج?)2

222

Page 223: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال حذيفة: يا رسول الله ال يزداد عليهــا في نســاء األمــة، فــإن بيوتات العــرب تعظم العــرب وتنــافس فيهــا، قــال لــه رســول اللــه )صلى الله عليه وآله(: الخمســمائة درهم تــأديب من اللــه ورحمــة،ــا رســول اللــه فمن لم ولألمة في ابنتي وأخي أسوة. قال حذيفة: ي يبلغ الخمسمائة درهم، قــال رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: يكون النحلة ما تراضيا عليه. قال حذيفة: يا رســول اللــه فــإن أحب أحد من األمــة الزيــادة على الخمســمائة درهم، قــال: قــد أخــبرتكم معاشر الناس بما كرمني اللــه بــه وكــرم أخي عليــا وابنــتي فاطمــة )عليهما السالم( وتزويجهما في السماء، وقد أمرني ربي أن أزوجــهفي األرض وأن أجعل نحلتها خمسمائة درهم، ثم تكون ســنة ألمــتي

. وهــذا رســولإلى أن قال: قال أمير المؤمنين )عليه الســالم(:

الله )صلى الله عليه وآله( قــد زوجــني ابنتــه فاطمــة وصــدقها على .(1)خمسمائة درهم

هذا باإلضافة إلى بعض الروايات الناهية عن المغــاالة: مثــل مــا وراه البحار نقال عن المجازات النبوية للســيد الرضــي، بإســناده عن

ال تغالوا بمهــور النســاء فإنهــاالنبي )صلى الله عليه وآله( أنه قال: .(2)هي سقيا الله سبحانه

ال تغالواوفي رواية الدعائم، عن علي )عليه السالم(، إنه قال: .(3)في مهور النساء فتكون عداوة

وعن الدعائم، عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(، إنــه قــال:من تزوج امرأة على مهر مجهول لم يفسد النكاح ولها مهــر مثلهــا

.(4)ما لم يجاوز مهر السنة خمسمائة درهمهذا باإلضافة إلى أن السيد المرتضى ادعى اإلجماع على ذلك. قال في محكي االنتصار: )ومما انفرد فيه اإلمامية أنه ال يتجــاوز

بالمهر خمسمائة

. 10ح المهور أبواب من4 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)1. 4ح المهور أبواب من5 الباب606 ص2( المستدرك: ج?)2. 3ح المهور أبواب من5 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)3. 2ح المهور أبواب من43 الباب612 ص2( المستدرك: ج?)4

223

Page 224: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

درهم جياد قيمتها خمسون دينارا فما زاد على ذلك رد إلى هذهالسنة، وباقي الفقهاء يخالفون في ذلك(.

إلى أن قال: )والحجة بعد إجماع الطائفــة أن قولنــا مهــر يتبعــه أحكام شرعية، وقد أجمعنا على أن األحكام الشرعية تدفع ما قلناه إذا وقع العقد عليه، وما زاد عليه ال إجماع على أنــه يكــون مهــرا وال

.(1)دليل شرعي فيجب نفي الزيادة( لكن هذه الروايــات واإلجمــاع يجب حملهــا على بعض المحامــل

كاالستحباب والكراهة وما أشبه. ويؤيده خبر محمد بن إسحاق، قـال أبــو جعفــر )عليــه السـالم(:

تدري من أين صار مهور النساء أربعة آالف درهم:ــال ، قلت: ال، قــبي ــا الن ــانت في الحبشــة فخطبه ــة بنت أبي ســفيان ك إن أم حبيب )صلى الله عليه وآله( فساق عنه النجاشي أربعــة آالف درهم، فمن

.(2)ثم هؤالء يأخذون به، أما األصل فاثنتا عشرة أوقية ونشــه الســالم( عن وخبر أبي العباس، قال: سألت أبا عبد الله )علي

ــه، ثم قال: الالصداق أله وقت، قال: كان صداق النبي )صلى اللــة ــة، واألوقي عليه وآله( اثنتا عشرة أوقية ونشا، والنش نصف األوقي

.(3)أربعون درهما فذلك خمسمائة درهم وفي الجواهر: )قد يقال: إن مــراد المرتضــى أن المهــر وإن لمــل حكم في ــذلك، وك ــمى ك ــه مس ــرعي إال أن ل ــع ش ــه وض يكن ل الشريعة كان عنوانه لفــظ مهــر يــراد منــه الشــرعي، فــإذا أمهــرت ــا إال االمرأة أزيد من الخمسمائة كان الجميع واجبا على الزوج قطعــد مهــر عــرفي واجب ــه الخمســمائة والزائ أن المهــر الشــرعي من شرعي على الزوج أيضا، وإن شئت فسمه نحلــة. وكأنــه إليــه أومــأاإلمام الجواد )عليه السالم(، فإذا قال الشارع مثال لالمرأه االمتناع

،243 ص3األفهام: ج مسالك عنه وحكاه ،292اإلمامية: ص انفرادات في ( االنتصار?)1.15 ص31الكالم: ج وجواهر

. 6ح المهور أبواب من4 الباب5 ص15( الوسائل: ج?)2. 8ح المهور أبواب من3 الباب4 ص15( الوسائل: ج?)3

224

Page 225: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــة على إرادة ــر ولم تكن ثم قرين ــزوج حــتى تتســلم المه عن الــك أشــار ــه إلى ذل ــذا، ولعل ــواجب الشــرعي وهك ــان ال ــرفي ك العــذ فالوجــه المرتضى )رحمه الله( بقوله: قولنا مهر إلى آخره، وحينئ في رده منع المسـمى الشـرعي للمهـر على الوجـه المزبـور فمنـعــا، وضعه كذلك وإن اشتهر التلفظ بمهر السنة في النصــوص وغيره لكن ليس المراد منه مسمى شرعيا للمهر على وجـه يكـون عنوانـا لألحكام الشرعية المعلقة على المهر الظاهر عرفا بالعوض المقابل

للبضع في العقد(. ــال: ــد، ق ويؤيده ما رواه العياشي في تفسيره، عن عمر بن يزي قلت ألبي عبد الله )عليــه الســالم(: أخــبرني عمن تــزوج على أكــثر

إذا جــاز مهــر الســنة فليس هــذامن مهر السنة أيجوز ذلــك، قــال: ــارا فالمهرا، إنما هو النحل، ألن الله يقول: وإن آتيتم إحداهن قنط

عنى النحل ولم يعن المهر، أال ترى أنها إذا إنما ،(1)تأخذوا منه شيئا أمهرها مهرا ثم اختلعت كان له أن يأخذ المهر كــامال، فمــا زاد على مهــر الســنة فإنمــا هــو نحــل كمــا أخبرتــك، فمن ثم وجب لهــا مهــر

. قلت: كيف يعطي وكم مهــر نســائها، قــال:نسائها لعلة من العللإن مهر المؤمنات خمسمائة وهو مهر السنة، وقــد يكــون أقــل من

خمسمائة، وال يكون أكثرمن ذلــك، ومن كــان مهرهــا ومهــر نســائها أقــل من خمســمائة أعطي ذلــك الشــيء، ومن فخــر وبــذخ المهــرــل لم فازداد على الخمسمائة ثم وجب لها مهر نسائها بعلة من العل

.(2)يزد على مهر السنة خمسمائة درهم وما رواه محمد بن محمود، عن أبيــه ـــ كمــا في كتــاب البحــار ـ

قال: حضرت

. 20 النساء: اآلية ( سورة?)1. 10ح المهور أبواب من4 الباب8 ص15( الوسائل: ج?)2

225

Page 226: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــأمون، إلى أن ــزويج الم مجلس أبي جعفر )عليه السالم( حين ت وهــذا أمــيرقــال: قــال أبــو جعفــر )عليــه الســالم( بعــد الخطبــة:

المؤمنين زوجني ابنته على ما جعل الله للمسلمين على المسلمين من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وقد بذلت لها من الصداق ما بذله رسول الله )صلى الله عليه وآله( ألزواجــه خمســمائة درهم

.(1)ونحلتها من مالي مائة ألف درهم ومــا رواه ابن شــهر آشــوب في المنــاقب، عن عبــد الملــك بن عمير والحاكم والعباس، قال: خطب الحسن )عليه السالم( عائشــةــير، ثم إن معاويــة بن عثمان، فقال مروان: أزوجها عبد الله بن الزب كتب إلى مروان وهو عامله على الحجاز يأمره أن يخطب أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر البنه يزيد، فأتى عبد اللــه بن جعفــر فــأخبرهــد اللــه: إن أمرهــا ليس إلي إنمــا هــو إلى ســيدنا ــذلك، فقــال عب ب الحسين )عليه السالم( وهو خالها، فــأخبر الحســين )عليــه الســالم(

أستخير الله تعالى، اللهم وفق لهــذه الجاريــة رضــاكبذلك، فقال: ــاس في مســجدمن آل محمــد )عليهم الســالم( ، فلمــا اجتمــع الن

رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أقبــل مــروان حــتى جلس إلى الحسين )عليه السالم( وعنده من الجلة وقــال: إن أمــير المؤمــنين

أمرني بذلك وأن أجعل مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ. وساق الحديث إلى أن قال:

يا مــروان قــد قلت فســمعنا، أمــاقال الحسين )عليه السالم(: قولك: مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله )صلى الله عليه وآله( في بناته ونسائه وأهــل بيتــه

.وهو اثنتا عشرة أوقية، يكون أربعمائة وثمانين درهما فاشهدوا جميعــا أني قــد زوجتإلى أن قال: ثم قال بعد كالم:

أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر من ابن عمها القاسم بن محمد بن ،جعفر على أربعمائة وثمانين درهما، ولقد نحلتهــا ضــيعتي بالمدينة

أرضي بالعقيق، وإن أو قال:

. 4ح المهور أبواب من4 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)1226

Page 227: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

غلتها في السنة ثمانية آالف دينار ففيها لهما غنى إن شــاء الله .(1)الخبر

أقول: واختالف األخبار في خمسمائة درهم أو أربعمائة وثمانينــدنانير، كمــا أو ما أشبه إنما هو الختالف الدراهم حسب الموازنة بالــك ــة في ذل ــانت متداول ــتي ك ــادير ال ــع المق ال يخفى على من راج

الزمان. ــه ويؤيد كون ذلك على سبيل االستحباب، ما رواه الرضوي )علي

إذا تزوجت فاجهد أن ال تجاوز مهرها مهر السنة وهوالسالم( قال: ــه( خمسمائة درهم، فعلى ذلك زوج رسول الله )صلى الله عليه وآل

.(2)وتزوج نساءه وهل العبرة بمهر السنة خمسمائة درهم على كــل حــال، أو في

حال عدم التضخم والتنزل، احتماالن: االول: لما يظهر من الروايات من أنه المعيــار من زمــان النــبي )صلى الله عليه وآله( إلى زمان اإلمام الجواد )عليــه الســالم(، مــع

وضوح حصول التضخم والتنزل في قرابة مائتي سنة. والثاني: النصراف النقد إلى حالته العادية، ولــذا إذا أوصــى بــأن يعطى كل صائم درهما، فصار الدرهم بمقدار عشرة أضــعاف حــال الوصــية، أو مقــدار عشــر حالــة الوصــية يعطى بقــدر الفطــور ألنــه

المرتكز، وكذلك في باب النذر والوقف وغيرها. لكن األفضل عدم التجاوز عن مهر السنة في كال الحالين.

وعلى أي حال، فالمســتحب هــو مهــر الســنة، لتــواتر الروايــاتبذلك:

. 38 ص2آشوب: ج شهر ابن ( مناقب?)1. 2ح المهور أبواب من4 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)2

227

Page 228: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فعن معاوية بن وهب، قال: سمعت أبا عبد الله )عليــه الســالم( ساق رسول الله )صلى الله عليه وآله وســلم( اثنتــا عشــرةيقول:

أوقية ومنشأ، واألوقية أربعون درهما، والنش نصف األوقية عشرون .(1)نعم، قلت: بورقنا، قال: درهما، وكان ذلك خمسمائة درهم

وعن الحسين بن خالد، قال: سألت أبا الحســن )عليــه الســالم(ــارك وتعــالىعن مهر السنة كيف صار خمسمائة، فقال: إن الله تب

أوجب على نفســه أن ال يكــبره مــؤمن مائــة تكبــيرة ويســبحه مائــة تسبيحة ويحمده مائة تحميدة ويهلله مائة تهليلة ويصلي على محمد وآله مائة مرة، ثم يقــول: اللهم زوجــني من الحــور العين إال زوجــه الله حوراء عيناء، وجعل ذلك مهرها، ثم أوحى الله إلى نبيــه )صــلى الله عليه وآله(: أن ســن مهــور المؤمنــات خمســمائة درهم، ففعــل ذلك رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه(، وأيمــا مــؤمن خطب إلى أخيه حرمته فبذل له خمسمائة درهم فلم يزوجه فقد عقه واستحق

.(2)من الله عز وجل أن ال يزوجه حوراءــه الســالم( وعن عبيد بن زرارة، قال: سمعت أبا عبد اللــه )علي

مهر رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( نســاءه اثنتــا عشــرةيقول: أوقيـة ونشـا، واألوقيــة أربعـون درهمـا، والنش نصـف األوقيـة وهـو

.(3)عشرون درهما وعن حماد بن عيسى، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، قــال:

ــه(سمعته يقول: قال أبي: ما زوج رسول الله )صلى الله عليه وآل شيئا من بناته، وال تزوج شيئا من نسائه أكثر من اثنتي عشرة أوقية

.(4)ونش، واألوقية أربعون، والنش عشرون درهماإلى غيرها من الروايات.

. 1ح المهور أبواب من4 الباب5 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور أبواب من4 الباب5 ص15( الوسائل: ج?)2. 3ح المهور أبواب من4 الباب5 ص15( الوسائل: ج?)3. 4ح المهور أبواب من4 الباب5 ص15( الوسائل: ج?)4

228

Page 229: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وبذلك ظهر أن جعل مهر أم حبيبة بنت أبي سفيان ما تقدم من أربعة آالف درهم ليس منافيا لذلك، ألنه كان من صنع النجاشي كما

ذكر في الرواية. ثم إنه ال ينبغي اإلشكال فيما ذكره الشرائع بقولــه: )ويكفي في المهر مشاهدته إن كان حاضرا، ولو جهل وزنه وكيلــه كالصــبرة من

الطعام والقصعة من الذهب(. ولذا قال في الجواهر بعد إضافته مجهول العدد والذرع والثــوب واألرض ونحو ذلك: بال خالف أجده فيه، بل نسبه بعضــهم إلى قطــع األصحاب، وذلك إلطالق األدلة الــتي ال يقاومهــا دليــل الغــرور إذا لمــرفي على ــرر الع ــو الغ ــرعي ه ــرر الش ــرفي، ألن الغ ــرر ع يكن غ

ماذكرناه في غير مورد. ولذا قال في القواعد: إنــه يشــترط في صــحته ـــ أي في صــحة المهر مع ذكره ـــ التعــيين إمــا بالمشــاهدة، وإن جهــل كيلــه ووزنــه، كقصعة من ذهب وقبة من طعام، أو بالوصــف الرافــع للجهالــة مــع

ذكر قدره إن كان ذا قدر، فلو أبهم فسد المهر وصح العقد. ويدل عليه باإلضافة إلى اإلطالقات على ما عرفت، مثل قــولهم

ــا تراضــيا عليه)عليهم الصــالة والســالم(: ــا ورد فيم ونحــوه، م األحـــاديث: من تـــزوج المـــرأة على الســـورة، وعلى القبضـــة من الحنطة، وعلى الخادم والبيت والخاتم من حديد وغير ذلــك، مضــافا إلى فحوى االكتفاء بالقبضة ونحوها في نصوص المتعـة بعـد وضـوح

اتحادهما في الحكم. أما قول الجواهر: )وحديث الغرر مع أنه من طــرق العامــة إنمــا هو النهي عن بيع الغرر، أو ما كان كالبيع في اعتبار المعلومية الــتي ال تكفي فيها المشاهدة كــاألجرة في اإلجــارة، وحينئــذ فيصــح جعــل

المهر شيئا ونحوه ويتعين على الزوج أقل ما يتمول(.

229

Page 230: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فمحل نظر، ألن حديث الغرر ورد مرة بنهي النــبي )صــلى اللــهــه( عليه وآله( عن بيع الغرر، وأخرى بنهى النبي )صلى الله عليه وآل عن الغرر، والحديث الثاني كما هو في كتب العامة كــذلك في كتب الخاصة، وال يمكن أن يقال بعدم اعتبار الغرر في المقام بعد ذهــاب المشهور إلى ضرره ووجود النص بذلك ممــا يكــون ضــعفه مجبــورا بذهابهم، ولذا نقول بعدم صحة جعل الشـيء مهـرا كمـا ال يصــح أنــد أو يأخذ في يده شيئا محتمال، ال يكون درهما أو دينارا أو خاتم حدي

ما أشبه ويقول إنه المهر، إلى غير ذلك من األمثلة. قال في مناهج المتقين: )إنهم قد اعتبروا تعيين المهر بما يرفــع الجهالة، وفرعوا على ذلك أنه لو أصدقها تعيين سورة وجب تعيينها،

وأنه لو أبهم فسد المهر وكان لها مع الدخول مهر المثل(. وقال الحائري: )قد صرح األصحاب بأن المهر إذا ذكر في العقد يعتبر تعيينه، إما باإلشارة كهذا الثوب، أو بالوصف الــذي يحصــل بــه التعيين ليخرج عن الجهالة، وظاهرهم االكتفاء في ذلــك بمشــاهدته، ولــو جهــل وزنــه أو كيلــه أو عــده أو ذرعــه فــالمعتبر معلوميتــه فيــزوم ــة تحقــق اإلجمــاع على ل ــوال مخاف ــال: )ول ــة( إلى أن ق الجمل معلومية المهر ولو من جهة ألمكن القول بصحة جعل المهــر شــيئا،

وأنه يتعين على الزوج أقل ما يتمول(، إلى آخر كالمه. ــا وإن لم يكن متســاوي ــر كلي ــون المه ــذا يصــح أن يك وعلى هــات وفي ــك في الرواي ــل ذل ــا ورد مث ــوه، كم ــالبيت ونح ــراد، ك األفــد ــية والعه ــذر والوص ــق والن ــارة والعت ــاة والكف ــوالهم في الزك أق

والخمس وغيرها. فإذا كان المهر شخصــيا فهــو وإن كـان كليــا اعتــبر الوســط من األفــراد، وإن كــان الوســط مختلفــا أيضــا كمــا في ســائر المقــادير

كتقدير الفرسخ والميل والكر باألشبار

230

Page 231: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

والرطل وغير ذلك مع وضوح االختالف في الوسط منها أيضا. ويدل عليه باإلضافة إلى ذلك في المقام جملة من الروايات:

مثل ما رواه علي بن أبي حمزة، قال: سألت أبا إبراهيم )عليــه السالم( عن رجل زوج ابنه ابنة أخيه وأمهرها بيتــا وخادمــا ثم مــات

، قــال: قلت: والــبيتيؤخذ المهــر من وســط المــالالرجل، قال: ،وســط من الــبيوت، والخــادم وســط من الخــدموالخــادم، قــال:

ــال: ــك، فق ــو من ذل ــبيت نح ــارا أو ال ــذاقلت: ثالثين أربعين دين ه .(1)سبعين ثمانين دينارا مائة نحو من ذلك

ــة أخــرى، عن علي بن أبي حمــزة، قــال: قلت ألبي وفي رواي الحسن الرضا )عليه السالم(: تزوج رجــل امــرأة على خــادم، قــال:

وســط، قــال: قلت: على بيت، قــال: وسط من الخدمفقال لي: .(2)من البيوت

وعن موســـى، عن بعض أصـــحابنا، عن أبي الحســـن )عليـــه .(3)لها دار وسطالسالم(، في رجل تزوج امرأة على دار، قال:

وعن الجعفريات، بسنده إلى علي )عليه الصـالة والسـالم(، في .(4)ال وكس وال شططالرجل يتزوج المرأة على وصيف، قال:

.(5)وعن دعائم اإلسالم، عنه )عليه الصالة والسالم( مثله من تزوج امــرأةوعن جعفر بن محمد )عليه السالم(، إنه قال:

.(6)على بيت وخادم فللمرأة بيت وخادم ال وكس وال شطط

. 1ح المهور أبواب من25 الباب35 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور أبواب من25 الباب35 ص15( الوسائل: ج?)2. 3ح المهور أبواب من25 الباب35 ص15( الوسائل: ج?)3. 1ح المهور أبواب من22 الباب609 ص2( المستدرك: ج?)4. 2ح المهور أبواب من22 الباب609 ص2( المستدرك: ج?)5. 3ح المهور أبواب من22 الباب609 ص2( المستدرك: ج?)6

231

Page 232: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن الشيخ المفيد في رسالة المهر، روى السكوني، عن جعفر بن محمــد، عن أبيــه، عن علي )عليهم الســالم(، في الرجــل يــتزوج

.(1)ال وكس وال شططالمرأة على وصيف، قال: وعن الجعفريات، بسنده إلى علي )عليــه الســالم(، في الرجــل

.(2)ال وكس وال شططيتزوج المرأة على جهاز البيت، قال: وال يخفى أن اعتبار الوسط إنما هــو الوســط بالنسـبة إلى حــال الــزوجين، لوضــوح اختالف الوســط بالنســبة إلى األثريــاء والفقــراء والمتوسطين، كما يختلف الوسط في زمــان دون زمــان، وبلـد دون

بلد، وحالة دون حالة. ثم إنه لو نكح على مهر مجهول بطــل المهــر وبقي العقــد، لمــا تقدم من أن بطالن المهـر ال يـوجب بطالن العقـد فيكـون لهـا مهـر

المثل، واألفضل أن ال يتجاوز مهر السنة. ويؤيده ما رواه الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليه السالم(، إنه

من تزوج امرأة على مهر مجهول لم يفسد النكاح ولهــا مهــرقال: .(3)مثلها ما لم يجاوز مهر السنة خمسمائة درهم

وحيث قد عرفت أن الميزان في الحكم الوسط في كل شــيء، فال اختصاص بالخادم والــدار والــبيت، ولــذا قــال بعضــهم: الملحفــة والخمار والقميص واإلزار والقــرط والســوار والشــاة والبعــير ونحــو

ذلك من الحلي والحلل واألنعام وغيرها كلها كذلك. ثم إن المحكي على مضـــمون روايـــات الوســـط الشـــهرة بين

األصحاب، بل

. 1ح المهور أبواب من22 الباب609 ص2( المستدرك: ج?)1. 2ح المهور أبواب من43 الباب43 ص2( المستدرك: ج?)2. 3ح المهور أبواب من43 الباب43 ص2( المستدرك: ج?)3

232

Page 233: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــة ــبه إلى رواي ــد أن نس ــة بع ــاع الفرق ــوى إجم في الخالف دع أصحابنا، بل قال: إنــه مــا اختلفت فيــه روايــاتهم وال فتــاواهم، وفي المبسوط فيما إذا أصــدقها عبــدا مجهــوال قــد روى أصــحابنا أن لهــاــه، ــتي ب خادما وسطا، وكذلك قالوا في الدار المجهولة وهو الذي نف

وفي موضع آخر من المبسوط لها عبد وسط عندنا وعند جماعة. قال في الجــواهر: )وحينئــذ فمــا في جــامع المقاصــد من طــرح هــذه الروايــات للطعن في ســندها بــل وفي داللتهــا، ضــرورة عــدم انحصار الوسط وشــدة اختالف أفــراده بمــا ال يتســامح فيــه، وتبعــه عليه ثاني الشهيدين وغيره، واضــح الضــعف، إذ هي مــع أن ابن أبي عمير في سندها وإرساله مقبول عند األصحاب منجبرة بمــا عــرفت من الشهرة تحصيال ونقال، وصريح اإلجماع وظــاهره واختالف أفــراد الوسط بعد أن اجتزأ الشــارع بــأي فــرد منهــا كاالجتهــاد في مقابلــة

. (1 )النص( وفي منـــاهج المتقين: )ولـــو تزوجهـــا على خـــادم أو بيت غـــير مشاهد وال موصوف فاألظهر صحة العقـد واسـتحقاقها الوسـط من الخــادم والــبيت، وكــذا الحــال في الثــوب والحنطــة ونحوهمــا على

األقرب(. ثم الظاهر اعتبار الوسط بالنسبة إلى الزمان والمكان وحالتهما حين العقد، فـإذا تغـير الزمـان أو المكــان أو الحالـة بعـد مــدة كـان المهــر هــو مــا كــان حين العقــد، ســواء كــان أرفــع أو كــان أخفض، وليست العبرة بحال العطاء ونحوه، ألن المنصرف من الوســط هــو

حال العقد دون حال العطاء ونحوه. وإذا اختلفا في أنه هل يسلمها هذا الخادم أو ذاك أو هـذه الــدار أو تلك أو ما أشبه ذلك، فالعبرة بـإرادة الـزوج ألنـه مكلـف بإعطـاءالوسط وهو كلي، والكلي ينطبق على إرادته كما في سائر الديان. ولو وهبت المرأة صداقها في هذا الحال ثم طلقت قبل الدخول فاالعتبار بنصف الوسط الــذي تريــده المــرأة المديونــة حينئــذ ال مــا

يريده الزوج.

.21 ص31الكالم: ج ( جواهر?)1233

Page 234: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم مقتضــى القاعــدة أنــه لــو زوجهــا على تعليمهــا ســورة لــزم مراعاة الوسط هنا أيضــا، وإن احتمــل أنــه يصــح إلى أصــغر ســورة

ألنه كلي يشمل كــل ذلــك، وكــذا إذا تزوجهــاقل هو الله أحدمثل على تعليمها عشرين آية من القرآن مثال، لكن األقرب األول.

وكذا لو تزوجها على تعليمها دعاء واردا أو قصــيدة من القصــائدالحكمية أو نحو ذلك مما فيه طويل وقصير ومتوسط.

ثم فيما إذا كان المهر مجهــوال بمــا ال يســتلزم الغــرر، قــال فيــاه الجواهر: )فإن قبضته ولم يتوقف األمر على العلم بقدره أو علم بعــد ذلــك فال كالم، وإن اســتمر مجهــوال واحــتيج إلى معرفتــه قبــل التسليم أو بعده، وقد طلقها قبــل الــدخول لــيرجع بنصــفه، فالوجــه الرجوع إلى الصــلح النحصــار الطريــق فيــه، واحتمــال وجــوب مهــر المثل حينئذ كما عن بعضهم مناف ألصول المذهب وقواعــده، حــتى لو فرض تلفه قبــل القبض، فــإن ضــمان المهــر عنــدنا ضــمان يــد ال ضمان معاوضة، ولذا وجبت قيمته لو تلف في يد الزوج. وليس هذا كما لو تزوجها ابتداء على المجهول الذي ال يجوز جعله مهرا، لعــدم إمكان استعالمه في نفسه بال خالف أجده فيــه، بــل ربمــا ظهــر من

بعضهم اإلجماع عليه المتناع تقويم المجهول(. وهو كما ذكره.

ولــو اختلفــا في قيمــة المجهــول هــل كــانت مائــة أو خمســين،فاألصل مع مدعي األقل.

ولو اختلفا في جنسه هل كان حنطة أو شعيرا مثال، كــان الالزمالتحالف، ويرجع بعده إلى الوسط بينهما لقاعدة العدل.

ولو فسخ الرجل في التدليس بعد الدخول وقد أعطاها وســطا، أو المعين المجهول قدره، رجع بمثــل ذلــك الوســط على المــدلس،

وفي المجهول إلى مثله

234

Page 235: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

إذا أمكن وإال فالتصالح، وال حق للمدلس في إعطاء وسط آخــر ألنه مأمور بإعطاء مثل ما دفع الزوج، فال يــأتي هنــا الكالم المتقــدم

في المديون. ــالتخيير في ولو مات الزوج فيما أمهر الدار والخادم وما أشبه ف الوسط بيد الوارث إذا كان للزوج مال، أمــا إذا لم يكن لــه مــال فال

شيء على الوارث كما هو واضح. ولو ماتت الزوجة لم يكن لوارثها التخيير، وإنمــا يأخــذ مــا ســلم

إليه. ولو جن الزوج أو نحوه انتقل التخيير إلى يــد القيم، ســواء كــان

حاكما أو غيره. ــير فيهــا بيــد قال في الجواهر: )والتخيير بيد الزوج كما أن التخي

الوارث(. ــة ثم إنه ال فرق في ذلك بين المتعة والدوام، إلطالق بعض األدل

المتقدمة، والمناط القطعي بعد تساويهما في هذا الشأن. ولو اختلفا في أن الــدار أو الخــادم أو مــا أشــبه كــان مطلقــا أو معينا، فالمعين بحاجة إلى الدليل، ألنه قيد زائد فال يثبت إال به، كمــا

في كل اختالف بين الكلي والفرد. وإذا صح الكلي صح أن يقول الــزوج: زوجتــك على إحــدى هــذه الدور، أو على أحد هذه الكتب مثال. وكما ال تضر الجهالــة في الكلي

ال تضر في المقام. وكذلك يصح أن يكون المهر مشاعا، سواء مشاعا معينا كنصــف هذه الدار، أو مشاعا مطلقا مثــل نصــف دار، أو مشــاعا في المعين

كنصف إحدى هذه الدور. والمشاهدة في كالمهم من باب المثــال، وإال فــاللمس والــذوق

وغيرهما من

235

Page 236: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

سائر أنحاء االستعالم بالجوارح مثـل المشـاهدة بـالعين، ولعلهمأرادوا بالمشاهدة األعم.

وقد ذكرنا مثل ذلــك في بــاب الشــاهد، فــإن الشــاهد إذا تــذوق شيئا وعلم طعمــه حــق لــه أن يــدعي المشــاهدة، وكــذلك إذا لمس علم باللمس خشونته ونعومته، إلى غير ذلك من األمثلــه المرتبطــة

بالجوارح. ثم إنــه ال ينبغي اإلشــكال في جــواز أن يــتزوج امــرأتين أو أكــثر بعقد واحد، بل في الجواهر: )إن صــريح بعض وظــاهر آخــرين عــدم الفرق في ذلك بين اتحاد الزوج وتعــدده، كمــا لــو قــال مثال: زوجت

فاطمة زيدا، وهندا بكرا، فقال وكيلهما: قبلت. والمراد باتحاد العقــد اتحــاد إيجابــه وقبولــه أو أحــدهما، فتعــدده

يكون بتعدد إيجابه وقبوله. وعلى ذلك يمكن اجتماع البيع والنكاح وغيرهما من العقود بعقد واحد، فضال عن اجتماع المنقطـع والــدائم، بــأن يقــول: بعتــك العبــد

وأجرتك الدار وزوجتك فاطمة بكذا، فيقول الرجل مثال: قبلت(. وهو كما ذكره، إلطالق األدلة والعرفية بعد أن الشــارع لم يمنــع عنها، وقد ذكرنا غير مرة أن كل ما كان في العقــود واإليقاعــات لم يمنع الشارع عنها وكان إطالق في أدلتها كــان مقتضــى القاعــدة أن

الشارع أمضاها وإال كان غيرها. ويدل عليه بالخصوص صــحيح جميــل، عن أبي عبــد اللــه )عليــه السالم(، في رجــل تــزوج خمســا في عقــدة، قــال )عليــه الســالم(:

يخلي سبيل أيهن شاء ويمسك األربع(1).

. 1ح العدد باستيفاء يحرم ما أبواب من4 الباب403 ص14( الوسائل: ج?)1236

Page 237: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــال: ومنه يعلم أنه ال وجه لتوقف مناهج المتقين في المسألة، ق )والمعروف جواز تزويج امرأتين بعقد واحــد ومهــر واحــد، ولي فيــه

تأمل، وعلى الصحة ففي صحة المهر وفساده وجهان(. ــد ــه يري إذ ال وجه للتأمل في األول وال للوجهين في الثاني، ولعل التمسك باالنصراف، وفيه ما عرفت، وقد تبــع الكفايــة فيمــا ذكــره، حيث قال فيها: )ولو تزوج امرأتين وأكــثر بمهــر صــح النكــاح عنــدنا،

وهل يصح المهر، فيه وجهان(. ــول: ــة، وأن يق ــدا وفاطم ــك هن ــول: زوجت ــح أن يق ــه يص ثم إن زوجتكما إياهما، بعد تعيين أن أيتهما أليهما، أما أن يقــول: زوجتكمــا هندا مرتبا الليل لزيــد والنهــار لعمــرو متعــة أو مــا أشــبه فال، إذ قــد

عرفت في بحث المتعة عدم صحة مثل ذلك حتى في عقدين. وكذلك ال يصح إذا قال: زوجتكما إياهما بدون التعيين، فإنه مثــل

زوجتك إحدى المرأتين، أو زوجت المرأة أحد الرجلين. وكذا ال يصح أن يقــول: زوجتــك هنــدا وفاطمــة، إحــداهما متعــةــة ــام واألخــرى متع ــة بعشــرة أي ــداهما متع ــا، أو إح ــرى دوام واألخ

بعشرين يوما بدون التعيين. والحاصل: يجب أن يكون األركــان والخصوصــيات معلومــة، وإن

جمعهما في عقد واحد. ــرا واحــدا ــر مه ــا إذا ذك ــر فيم ــوا في صــحة المه ثم إنهم اختلف للجميــع وبطالنــه، فــذهب المشــهور إلى األول، ألن المــتيقن من اشتراط معلومية المهر هو معلوميته في العقد وهي حاصلة، وعــدم معلومية حصة كل واحدة ال يوجب الجهالــة في المهــر المــذكور في

العقد، وهو على ما ذكروا. فاإلشكال في ذلك بالجهالة غير تام، وال فرق في هذا األمر بين

النكاح وسائر

237

Page 238: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

العقود فيجوز بيع مالين لمالكين من متحد أو متعدد بثمن واحد،ويقسط حينئذ على ما يخص كل واحد بحسب قيمته.

وعلى هــذا فمقتضــى القاعــدة االحتمــال الــذي ذكــره الجــواهر أخيرا، ال ما ذكــره أوال، قــال: )لــو فــرض تعــدد العقــد بتعــدد إيجابــه وقبوله وجب حينئذ معلوميــة عوضــه وال يكفي التقســيط حينئــذ، فال يجوز مثال: زوجت فاطمة زيدا وزوجت هندا بكــرا بمائــة، فقــال كــل منهما: قبلت، ضرورة تعدد العقد حينئذ، فال يكفي معلوميــة العــوضــة إلى العقدين، مع احتماله أيضا، اكتفاء بالمعلومية في هذه المقابل وإن تعدد العقد، لعدم دليل على اعتبار األزيد من ذلك، كما لو قال: بعت الدار زيدا وبعت العبد عمروا بمائــة، فقــال كــل منهمــا: قبلت،

فتشتغل ذمة كل منهما بما يخص المبيع من التقسيط(. لكن ال يخفى أنه لو زوج المرأتين من رجل فهو زواجان ال زواج واحد، أما إذا باع المالين من إنســان واحــد فهــو بيــع واحــد إذا كــان مالك المالين واحدا، أما إذا كــان مالــك المــالين اثــنين فهمــا بيعــان

أيضا. نعم يصح إذا كان المالك واحدا أن يجعلهمــا بيعين وأن يجعلهمــا

بيعا واحدا. ثم لو زوجهما لهما وشك في أنــه زوج أيتهمــا أليهمــا، فــإن قلنــا بالقرعة في التعيين فهو، وإال فإن قلنــا بــالطالق والنكــاح من جديــد في الدائم، أو الهبة للمدعي انقضاءها والنكاح من جديد في المتعة، فإنه ال يصـح ذلـك في مــا كـان الزوجــان أبـا وابنــا، للعلم اإلجمــالي

وال ووحالئل أبنائكمبحرمة هذه المرأة على هذا أو هذا، من جهة ،(1)تنكحوا ما نكح آباؤكم

. 23 و22 النساء: اآلية ( سورة?)1238

Page 239: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وكــذا إذا كــانت الزوجتــان أمــا وبنتــا فيمــا إذا كــان الشــك بعــدالدخول، لنفس ذلك العلم اإلجمالي.

ــة وهــذه خمســين أو ــه أمهــر هــذه مائ ــو كــان الشــك في أن ول بالعكس مثال، كان المحكم مقتضى قاعدة العدل، وقد سبق اإللماع

مثل هذه المسألة. وحيث قد عرفت تعدد العقد في النكاح وإن كانا بصيغة واحــدة، فال إشكال في أنه لو كان الزوج أو الزوجة معيبا يكون الرد بالنسبة

إلى المعيب فقط ال بالنسبة إلى األخرى. وبذلك يظهر وجه النظر في قول الجواهر، حيث قــال: )المتجــه بناء على ما عرفت فسخ العقد بوجــود العيب في إحــدى الزوجــتين أو أحد الزوجين، ضرورة اتحاد العقد، وال يتصور تبعيضه في الفســخ الطارئ عليه، كما لو باع شيئين وكان أحدهما معيبا، ويلزم حينئذ ردــي نكاح االمرأة الصحيحة أو الرجل الصحيح من دون عيب مع تراض الزوجين وعدم إرادتهمــا الفســخ، بــل يتجــه حينئــذ مــع نظم العقــود المتحدة بقبول واحد فسخ النكاح منهــا وغــيره بخيــار في الــبيع مثال

. (1)لكون المفروض اتحاد العقد الذي ال يتبعض بالنسبة إلى ذلك( أما بالنسبة إلى البيع فهو تابع للقصد، فإن قصــد بيعين فيمــا إذا كان البــائع والمشــتري واحــدا والجنس متعــددا أمكن التبعيض، وإن

قصد بيعا واحدا لم يمكن التبعيض. نعم إذا كان البائع متعــددا أو المشــتري متعــددا فال إشــكال فيــل مــا إذا كــان أحــد أنهمــا عقــدان، وإنمــا ال يمكن التبعيض في مث المبيعين حيوانا واآلخر غير حيوان، حيث له الخيار في الحيوان دون غيره، إذا ال يمكن إسراء خيار الحيوان إلى غــيره، وال إســراء غــيره

إليه حسب ما يستفاد من األدلة، أما إذا كان المبيعان جنسين

. 23 ص31الكالم: ج ( جواهر?)1239

Page 240: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــأي أحــدهما، ألن هــذا ــار ب ــه الخي ــع واحــد فالظــاهر أن ل في بي المجموع فيه العيب المــوجب للخيــار، بــل يمكن أن يقــال في مثــل الجمع بين الحيــوان وغــيره ال خيــار للحيــوان أيضــا، النصــراف أدلــة

خياره إلى بيع الحيوان المجرد وهذا قريب. ثم الظاهر ـ الذي يفهم من العرف الــذي هــو المعيــار في مثــل هذه األمور ـ أن المهر إذا كان واحدا لهما أو متعــددا، كمــا إذا جعــل المهر لهما مائة وفرسا باعتبار كون المجموع مهرا، يكــون مقســطا بينهما على حسب مهــر أمثالهمــا، وكــذلك فيمــا إذا جمــع بيعين في

بيع، أو بيعا وإجارة، أو بيعا ونكاحا، لوحدة الدليل في الجميع. قال في الشرائع: )ويكون المهر بينهن بالســوية، وقيــل يقســط

على مهور أمثالهن، وهو أشبه(. وفي الجــواهر: إن هــذا القــول الثــاني أشــهر من األول، وأشــبهــده، وإن ذهب الشــيخ في المبســوط إلى ــذهب وقواع بأصــول المــع األول، وعلله بظهور إرادة معنى المعاوضة مع ذكر المهر، ولذا يق البحث في زيادته ونقصــانه تبعــا لزيــادة قيمــة المعــوض ونقصــانها،ــو وليس للبضع قيمة إال مهر المثل فيقسط المسمى حينئذ عليه نح

. (1)تقسيطه في المبيعين لمالكينــال: ومنه يعرف أنه ال وجه لتوقف الكفاية في المســألة حيث ق )وعلى القـــول بالصـــحة قيـــل يقســـط المســـمى على رؤوســـهن بالسوية، وقيل يقسط على مهــور أمثــالهن ويعطى كــل واحــدة مــا

تقتضيه التقسيط(، كما ال وجه لتوقف مناهج المتقين. ــه كما يظهر وجه النظر في اتباع الحائري للشيخ، حيث قال: )إن األقوى، ألن المهر ليس عوضا حقيقيا حتى يقســط على حســب مــا يقع بإزائه من المعوض نظير تقسيط الثمن في المــبيعين لمــالكين، بل هو نحلة وعطية التزم بها الزوج في العقد فإذا جعل شيئا واحــدا

مهرا المرأتين يكون نظير ما إذا وهب شيئا واحدا من شخصين

.25 ص31الكالم: ج جواهر ( انظر?)1240

Page 241: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

في كونه بينهما بالســوية من غــير فــرق بين كونهمــا متســاويينفي الشأن أو مختلفين(.

إذ ال يخفى مــا فيــه، فــإن أمثــال هــذه األمــور إذا قصــد العاقــد أحدهما فهو، ألن العقــود تتبــع القصــود، وإن لم يقصــد وإنمــا أحــال

األمر إلى العرفية فإن العرف يرون التقسيط. ــنين إلتيانهمــا بعملين مختلفين، ــذلك فيمــا إذا جعــل جعال الث وك حيث يرى العرف التقســيط بينهمــا ال التســاوي، وليس األمــر دائــرا

بين العوضية والالعوضية الذي استدل به. ومما تقدم يظهــر وجــه النظــر في قــول المســالك، حيث قــال: )ولو كان له بنات وآلخر بنين فــزوجهن صــفقة واحــدة بمهــر واحــد، بأن قال: زوجت بنــتي فالنــة من ابن فالن، وفالنــة من فالن وهكــذا بألف، ففي صحة الصداق كالسابقة وجهان، وأولى بالبطالن هنــا لــو قيل به ثم، ألن تعدد العقد هنا أظهــر لتعــدد من وقــع العقــد لــه من

الجانبين(. إذ قد عرفت أن مقتضى القاعدة الصحة والتقســيط إذا لم يكنــه يمكن ــه: )إن ــذا رده الجــواهر بقول متســاويات وإال فالتســاوي، ولــا القول بالحصة مع فرض تعدد العقد بتعدد إيجابه وقبوله، فضال عمــذه فرضه من المثال المتحد فيه اإليجاب اكتفاء في العلم بالمهر به المقابلة، وأنه ال دليل على اعتبار األزيد من هذه المعلومية خصوصا لو قلنا بالصحة في البيع لو قال: بعت زيدا العبد وبعت عمروا الــدار

. (1)بمائة في ذمتيها، وقال كل واحد منهما أو وكيله: قبلت( ولو ظهر بطالن أحد العقدين لرضاع أو ما أشــبه فالعقــد اآلخــر

صحيح بقدره من المهر.

.26 ص31الكالم: ج ( جواهر?)1241

Page 242: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ولو اختلف قدر المهر باالنضمام واالنفراد بــأن كــان كمصــراعيــد ــردا ومنضــما، ولم يقصــد العاق ــة منف ــف القيم ــاب حيث يختل الب الخالف، كان الصحيح بقدر مهر المنفرد منضما، وكذلك في مســألة

البيعين في بيع، وهكذا الحال في بيع ونكاح. ولو زوج اثنتين مسلمة ومســيحية وجعــل المهــر خمــرا وخال، أوــبة إلى المســلم إذا ــنزير بالنس ــر والخ ــنزيرا، بطــل الخم شــاة وخ زوجهما من مسلمين، أما إذا زوجهما من كــافر ومســلم، فــإن كــان قصده كون الخمر أو الخــنزير للكــافر فال إشــكال، أمــا إذا قصــد أن كليهما لكليهما صح بالنسبة إلى الكــافر ولم يصــح الخمــر والخــنزير بالنسبة إلى المسلم، وإنما يرجع إلى مــا تقــدم من أنــه لــو أمهرهــا خمرا وهمــا مســلمان حيث ذكرنــا أن المعيــار القيمــة على تفصــيل

تقدم. ثم إن الشرائع قال: )ولو تزوجها على كتاب الله وسنة نبيه ولم

يسم مهرا، كان مهرها خمسمائة درهم(. وفي الجــواهر: )بال خالف أجــده فيــه، بــل هــو مجمــع عليــه مــع قصدهما عالمين، بل ظاهر األصحاب ذلك مطلقــا، بــل في الروضــة

وغيرها اإلجماع عليه(. واستدلوا له بما رواه التهذيب، عن أســامة بن حفص القيم ألبي الحسن موسى )عليه السالم( ـ المعتبر بوجــود من هــو مجمــع على تصحيح ما يصح عنه في سنده، وفي االنجبار بعمل األصحاب ـ قال: قلت له: رجــل تــزوج امــرأة ولم يســم لهــا مهــرا، وكــان في الكالم أتزوجك على كتاب الله وسنة نبيــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( فمــات

،مهــر السـنةعنها، أو أراد أن يدخل بها، فما لها من المهــر، قــال: ــلهو مهر السنةقال: قلت: يقول أهلها: مهور نسائها، فقال: ، وك

.(1)مهر السنةما قلت له شيئا قال )عليه السالم(:

. 1ح المهور أبواب من 13 الباب35 ص15( الوسائل: ج?)1242

Page 243: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

لكن هذا إن قصد العموم من كتاب الله وسنة نبيه بحيث يشمل المهر، أو كان قصدهما في المهر فقط ال في أصــل النكــاح، أمــا إذا قصد أصل الزواج بأن يكون نكاحا غير سفاح فهو مما لم يسم فيــه المهر، فإن كان المتعارف أنه مهر السنة أيضا كان له ذلك، وإال فله

مهر المثل. أمــا في األول: فلالنصــراف، ويؤيــده مــا رواه أبــو بصــير، قــال: سألته )عليه السالم( عن رجــل تــزوج امــرأة فــوهم أن يســمى لهــا

.(1)السنة، والسنة خمسمائة درهمصداقا حتى دخل بها، قال: قال في الوسائل: هذا محمول إمــا على أنــه تزوجهــا على مهــر السنة لما تقدم هنا، وفي عقد النكاح وفي المتعة مما يدل على أنه كان متعارفا أن يقال في الصيغة: على كتاب الله وسنة نبيه )صــلى الله عليه وآله(، وإما على االستحباب بالنســبة إلى المــرأة لمــا مــر

أيضا. وأمــا الثــاني: فألنــه مقتضــى القاعــدة، وعليــه فالروايــة األولى محمولة على خصوص المهر أو على األعم، سواء علمــا بقــدر ســنة

النبي )صلى الله عليه وآله( أو جهال، أو علم أحدهما فقط. وهذا المقدار من الجهالة غير ضار، لمــا عــرفت ســابقا من أنــه إنما يمنع عن الغرر، واإلحالة إلى ما ســنه النــبي )صــلى اللــه عليــه

وآله( ليس إحالة على الغرر. قال في الجواهر: )ولما كان ذلك معلوما في الشـريعة لم يضـر خفاؤه عليهما، لعدم الدليل على اعتبار المعلوميــة في المهــر بأزيــد من ذلك، بل إن لم يكن إجماع على فساد المهر لو قال: مهر فالنة

أو أمها أو غير ذلك مما هو معلوم ومضبوط

. 2ح المهور أبواب من13 الباب25 ص15( الوسائل: ج?)1243

Page 244: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

كان المتجه فيه الصحة أيضا، لما عرفته في محله(. ــة أنــه ال فــرق بين أن ثم إن مقتضى إطالقهم في إطالق الرواي يكون مهر مثلها أقل من خمسمائة درهم أو مســاويا، فاحتمــال أنــه

إذ كان أقل لم يكن لها حق في التفاوت غير ظاهر. ولذا قال في مناهج المتقين: )كان لها خمسمائة درهم إن قصد بكونه على كتاب الله وســنة نبيــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( العمــوم بحيث يشمل المهر، ولو أراد بذلك أنه نكـاح غـير سـفاح ولم يقصـد المهر ثبت لها مهر المثــل، ولــو قصــد أحــدهما العمــوم أو خصــوص المهر، وقصد اآلخر أصل النكاح في قبال السفاح، كان مما لم يذكر فيه مهر، ألنه إذا لم ينصب القصدان على موضع واحــد لم يكن من

العقد في شيء، ألن العقود تتبع القصود(. ما آتاكم الرسـولوالظاهر أن المراد بكتاب الله قوله سبحانه:

ونحوه، وإال ففي القرآن لم يذكر مهر السنة، وإنمــا ذكــر (1)فخذوه .(2)آتيتم إحداهن قنطارا

وال يضر عدم معروفية الدراهم في أمثال زماننــا، حيث إن ذلــك معــروف محفــوظ عنــد المتشــرعة، فهــو كمــا إذا اشــترى بــدينارهــا تومانين وهو ال يعرف قيمة التومانين من جهة التنزل والتضخم وم أشبه، فإن معروفية كل شــيء عنــد أهلــه يخــرج األمــر من الجهالــة

والغرر، إال إذا عد ذلك غررا أيضا. والظاهر أنه ال فرق بين ذكر )على كتــاب اللــه وســنة نبيــه( فيــائي العقد أو سابقا على العقد، وبين العقد عليه فهــو كالشــرط البن

الذي ال يضر عدم ذكره في العقد، كما

. 59 الحشر: اآلية ( سورة?)1. 20 النساء: اآلية ( سورة?)2

244

Page 245: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

تقدم االلماع اليه. ولو قال: على كتــاب اللــه، وقصــد ولمآتيتم إحــداهن قنطــارا

يذكر ســنة رســوله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( صــح أيضــا، إذا توافــق القصدان، وكذلك إذا قال: على كتاب اللــه في ســنة موســى )عليــه

الصالة والسالم(، فيما إذا قيل بصحة ذلك، لكن تقدم الكالم فيه. ومنه يعلم أنه لو قال: على سنة رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآله( في تزويج زوجته التي زوجها لــه النجاشــي، كــان أربعــة آالف درهم، كما أنه إذا قيل على سنة اإلمام الجواد )عليــه الســالم( مثال،ــه أعطــاء وأراد بالسنة أعم من المهر والنحلة كان كذلك، وجب علي المهر خمسمائة درهم وإعطاء النحلــة المســاوية لمــا نحلهــا اإلمــام

الجواد )عليه السالم( لزوجته. ولو ماتا مثال ولم يعرف هل أرادا أصل النكاح أو مع المهر، فإن كان ظهور فهو، وإال كان الالزم مهر المثل، ال أصــل النكــاح محقــق

وكونه شامال للمهر محل إشكال فاألصل عدمه. وكذلك لو كان األمــر مــرددا بين أصــل النكــاح وبين المهــر، ألن مقتضى القاعدة أن المهر هو مهــر المثــل إال مــا خــرج، ولم يعــرف

خروجه عن مقتضى القاعدة فالالزم إعطاؤها مهر المثل. ثم إنه إذا دخــل وتـبين بطالن العقـد لم يكن لهـا أكـثر من ذلـك فيما كان مهر المثل أكثر، لقاعدة مــا ال يضــمن بصــحيحه ال يضــمن

بفاسده. وكذلك إذا كان مهرها أقل، ألن الرجل دخــل على مهــر الســنة،

فما يضمن بصحيحة يضمن بفاسده.ــه، هذا كله في الدائم، أما إذا تمتع بها على كتاب الله وســنة نبي كان لها مهر المثل، إذ الخمسمائة في الدائم كما يســتفاد من النص

والفتوى.

245

Page 246: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قــال في الشــرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )ولــو(:ـ 4)مسألة سمى للمرأة مهــرا وألبيهــا أو غــيره ـــ واســطة على عمــل مبــاح أو أجنبي ـ شيئا معينــا، لــزم مــا ســمى لهــا بال خالف، بــل عن الخالف اإلجماع عليه، وسقط ما سمى ألبيها بال خالف محقق أيضا، بــل عن

الغنية اإلجماع عليه(. والدليل على ذلك صــحيح الوشــاء، عن الرضــا )عليــه الســالم(،

ــرينقال: سمعته يقول: لو أن رجال تزوج المرأة وجعل مهرها عش ألفا وجعل ألبيها عشرة آالف كان المهر جــائزا، والــذي جعــل ألبيهــا

.(1)فاسدا ثم إن الجعل لألب ونحوه قد يكون من باب المهر كال، بأن قصد جعل مهــرين لهــا ولــه، أوجــزءا بــأن قصــد جعلهمــا جــزئي مهــر، أو مستقال بأن جعل المهر له ال لها، والكل باطل ال يستحق ذلــك شــيئا

للنص والفتوى والقاعدة، إذ الالزم لها ال لغيرها. وقد تقدم حديث الســكوني، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

ال يحل النكاح اليــوم في اإلســالم بإجــارة، بــأن يقــول: اعمــلقال: حــرام، قال: عندك كذا وكذا سنة على أن تزوجني بابنتك أو أختك

.(2)ألنه ثمن رقبتها وهي أحق بمهرها الوفي رواية الجعفريات: إن عليا )عليه الصالة والسالم( قال:

يحل النكاح اليوم بإجارة في اإلسالم، أن يقول الرجل: اعمل عندك فإنــه حــرام، ألن، قــال: كذا سنة على أن تزوجــني ابنتــك أو أمتك

.(3)مهرها ثمن رقبتها فهي أحق بمهرها وفي رواية دعائم اإلسالم، عن علي )عليه الصالة والسالم( في

حديث:

. 1ح المهور أبواب من9 الباب19 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور أبواب من22 الباب33 ص15( الوسائل: ج?)2. 1ح المهور أبواب من19 الباب608 ص2( المستدرك: ج?)3

246

Page 247: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وال يحل النكـاح في اإلسـالم بـأجرة لـولي المـرأة، ألن المـرأة .(1)أحق بمهرها

من غير فرق في كل ذلــك بين أن يكــون عينــا، أو دينــا، أو عمال كخياطة ثوبه، أو حقا، أما إذا جعل له جعال أو أجـرة أو صـلحا أوهبــة أو ما أشبه مقابل عمل له أو لداعي أن يسهل أمــر زواجــه أو أن ال يخرب أو أن يرضـى األب في البكـر مثال أو مـا أشـبه ذلـك، وكـانت المعاملة بشــرائطها كــان صــحيحا، وال ربــط للمقــام بــالممنوع نصــا

وفتوى. ولذا قال في محكي المختلف: )إن كان قد جعل للواسطة شيئا على فعل مباح وفعله لزمه ولم يســقط منــه شــيء بــالطالق، ألنــه ــا جعالــة على عمــل محلــل مطلــوب في نظــر العقالء، فكــان واجب بالعقد كغيره، وإن لم يكن على جهة الجعالة بل ذكره في العقد لم

يكن عليه شيء سواء طلق أو ال(. وقال في الجواهر في صــورة مــالم يكن مهــرا: )من غــير فــرق بين المجعول ألبيها تبرعا محضا أو ألجل وساطة وعمــل محلــل، وال بين كون المجعول مؤثرا في تقليل مهــر الزوجــة بســبب جعلــه فيــور العقد وقصدها إلزامه به وعدمه، كما هو مقتضى الصــحيح المزب

على ما اعترف به في المسالك وغيرها(. ولــذا الــذي ذكرنــاه قــال الحــائري: )ال إشــكال في أن مقتضــى القاعدة هو فساد ما جعله ألبيها فيما كان من جملــة المهــر، كمــا ال إشكال في أن مقتضاه هو فساد ما جعلــه ألبيهــا فيمــا كــان شــرطا خارجا عن المهر وكان الشرط كالمشروط لألب، وذلك ألن الشرط في العقد إنما يلزم الوفاء به فيما إذا كـان لمن لـه العقـد، وأمــا إذا

كان لغيره

. 2ح المهور أبواب من19 الباب608 ص2( المستدرك: ج?)1247

Page 248: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فهو ملحق بالشرط االبتــدائي الــذي ال يلــزم الوفــاء بــه، كمــا ال إشكال في أن مقتضى القاعدة هو صحة ما جعلــه ألبيهــا فيمــا كــان شرطا خارجا عن المهر وكان الشــرط للمــرأة والمشــروط عمال أو ماال اشترط تمليكه لألب، وذلك ألن الشرط في هــذه الصــورة لمن له العقد فيلزم الوفاء به وإن كان المشروط لغيره، نظير ما إذا باع شيئا وشرط على المشتري خياطه ثوب لزيــد مثال الــذي ال إشــكال

في صحة الشرط(. وهو كالم جيد.

نعم ذكر أمرين فيهما نظر: قال: )ال إشكال في فساد ما جعله لألب فيما كان شرطا خارجا عن المهر وكان الشرط للمرأه، ولكن كان المشروط مــاال اشــترط ملكيتــه لألب على نحــو شــرط النتيجــة، وذلــك ألن أســباب الملــك

محصورة وليس الشرط منها(. وفيه نظر، ألنه سـبب عقالئي والشــارع لم يـردع عنــه، فشـرط النتيجة وإن كان باطال في مثل اشتراط النكاح والطالق ومــا أشــبه،

لكنه صحيح في مثل الملك ونحوه. ثم قال: )مقتضى إطالق صحيحة الوشا فساد ما جعله لألب في الصورة األخيرة، ومراده بالصورة األخيرة ما كان شرطا خارجــا عن المهر وكان الشرط للمرأة والمشروط عمال أو ماال اشترط تمليكــه

والــذيلألب، ووجه البطالن أن قوله )عليه السالم( في الصحيحة: يعم بإطالقــه مــا إذا كــان المجعــول لألب ممــا (1)جعله ألبيها فاسدااشترط للمرأة(.

وفيه: إن المهر يرجع إلى المــرأة حينئــذ وهــو خــارج عن ظــاهر الصحيحة، ولذا قال أخيرا: )اللهم إال أن يمنــع عن إطالقهــا بالنســبة

إلى هذه الصورة بدعوى

. 1ح المهور أبواب من9 الباب19 ص3( الوسائل: ج?)1248

Page 249: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وجعــل ألبيهــا عشــرةأن الظاهر من قوله )عليه السالم( فيها: هو كون الشرط كالمشروط لألب(. آالف

وعلى أي حال، فقد ظهر مما تقدم أنه ال يصح أن يجعــل المهــر لغيرها وأن يشترط في ضمن ذلك لها شيئا، إذ قد عرفت أن المهـر

يجب أن يكون لها دون غيرها. ــد نعم يصح أن يجعل لها مهرا ويشترط عليها أن يسلم المهر بي

. المؤمنون عند شروطهمغيرها، إلطالق ومما تقدم يظهر وجه القبول والرد في قول المسالك، قال:

)وإطالق الرواية يقتضي عدم الفـرق بين كـون المجعـول ألبيهــا تبرعا محضا أو ألجل وساطة وعمل محلـل، وال بين كــون المجعـول له مؤثرا في تقليل مهــر الزوجــة بسـبب جعلـه في العقــد وقصــدها إلزامه به وعدمــه، ولم يخــالف في ذلــك أحــد من األصــحاب إال ابن الجنيد، قال: وال يلزم الزوج غــير المهــر من جعالــة جعلهــا لــولي أو واسطة، ولــو وفى الــزوج بــذلك تطوعــا كــان أحــوط، لقــول النــبي

، فإن(1)أحق الشروط ما نكحت به الفروج)صلى الله عليه وآله(: طلقها قبل الدخول لم يكن عليه إال نصف الصداق دون غـيره، فـإن كــان قــد دفــع ذلــك يرجــع عليهــا بنصــف المهــر وكــل الجعالــة على

الواسطة(. ــراحة في كالم أبي علي في الخالف ــواهر: )ال صـ لكن في الجـ بعد ظهور إرادة النــدب من االحتيــاط في كالمــه المبــني على عــدم ــه جعال ــار كون ــه باعتب ــال وجوب ــطالحية، واحتم ــة االص إرادة الجعال

مصطلحا على محلل فيجب حينئذ مع الفعل، خروج

وفيه: »أحق ،248 ص7البيهقي: ج سنن عن . ذكره28 ص31الجواهر: ج في ( كما?)1الفروج«. به استحللتم ما بها يوفى أن الشروط

249

Page 250: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

عن مفروض المسألة الذي هو الوجــوب من حيث التســمية فيالعقد(.

وال يخفى أن ما رواه عن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( يمكن االعتماد عليه ولو من بــاب االســتحباب في الســنن، فقــول هــامش

أحق الشروط، وأن الحديث هكذا: (1)الجواهر إنه عن سنن البيهقي غير ظاهر الوجه. أن يوفى بها مااستحللتم به الفروج

ثم إنها إن رضيت بجعل مهرها كذا، ألن الزوج جعــل ألبيهــا كــذا من المهر أيضا، فإن كان الرضا بالعقد مقيدا بذلك بطل العقــد، ألن العقــود تتبــع القصــود، فحيث ال رضــا ال عقــد إذ ال قصــد، وإن كــان الرضا بالمهر مقيدا دون الرضا بالعقد بطــل المهــر ورجــع إلى مهــر المثــل، وإن كــان بنحــو الــداعي لم يبطــل أيهمــا كمــا هــو مقتضــى

القواعد. ومن ذلك يظهر وجه النظر في قول المسالك، حيث قــال: )قــد يشكل الحكم في بعض فروض المسألة، كما لو شــرط ألبيهــا شــيئا وكان الشــرط باعثــا على تقليــل المهــر وظنت لــزوم الشــرط، ألن الشرط حينئذ يكون كالجزء من العوض الذي هنا هو المهر، فــإذا لم يتم لها الشرط يشكل تعيين ما سمته من المهر خاصـة، كمـا ســبق في نظائره من المعاوضات، وذلك ال ينــافي الروايــة، ألن مــا عينتــه من المهر ثابت على التقديرين، وإنما الكالم في شــيء آخــر، ولــوال ــا الرواية الصحيحة لكان القول بفساد المهر ووجوب مهر المثل قوي الشتمال المهر على شرط فاسد فيفسده كما يفسد العقد لــو كــان

العوض من لوازمه(. وفيــه: باإلضــافة إلى مــا عــرفت في كالمــه األول، أن الشــرط الفاسد ال يوجب فساد العقد وفساد المهــر، ألنــه الــتزام في الــتزام كما حقق في محله، نعم يصح هذا بالنسبة إلى من يرى أن الشرط

الفاسد مفسد.

. 248 ص7الكبرى: ج ( السنن?)1250

Page 251: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــزوم ــا ل أما جواب الجواهر عنه: )بأنه قد يدفع إشكاله أن زعمه ذلك الجعل ال يقتضــي فســادا في المهــر، وإن كــان ذلــك ســببا في رضاها به، ضــرورة كــون ذلــك من الــدواعي الــتي ال تــؤثر شــيئا، إذ المهر ليس من العقود وال يؤثر فساده في العقد شــيئا، فالرضــا بــه لزعم شيء آخر ال يوجب فســادا وإن قلنــا إن الشــرط الفاســد في عقد يقتضي فساد العقد، لكن ذلك إنما هــو لتعليــق رضــا التعــاوض

عليه، وليس رضا معاوضة هنا كما هو واضح(. ــرط، ــداعي والش ــرق بين ال ــوح الف ــه، لوض ــاهر الوج ــير ظ فغ ومفروض المسالك في الشرط بينما مفروض الجواهر في الداعي. ثم الظاهر أن لو أمهرها مهرا وشرط أن تعطي أباها منــه شــيئا معينا صح المهر والشرط، كما عن ظاهر الشهيد في شرح اإلرشــادــه )صــلى الميل إليه، وكذلك المحقق الشيخ علي، وذلك لعموم قول

أحق، والنبوي المتقدم: المؤمنون عند شروطهمالله عليه وآله(: فمــا ذهب إليــه المشــهور على ،(1)الشـروط مــا نكحت بــه الفــروج

المحكي منهم من البطالن غير ظاهر الوجه. ولــذا قــال في منــاهج المتقين: )ولــو أمهرهــا شــيئا وشــرط أنــزم الشــرط على ــد ول ــه شــيئا صــح العق ــيره من ــا أو غ يعطي أباه

األشبه(. ومنه يعرف وجه النظر فيما ذكره الكفاية، حيث قال: )ولو كان المشروط ألبيها جزءا من المهر، بأن أمهرها وشرط أن يعطي أباها

منه شيئا معينا صح المهر وبطل الشرط على المشهور(.

. 4ح المهور أبواب من20 الباب29 ص2( الوسائل: ج?)1251

Page 252: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وقيــل يصــح الشــرط أيضــا، ولعــل القائــل بــالبطالن يــرى أنــهمشمول للنصوص المتقدمة من الصحيحة وغيرها.

لكن ذلــك غــير تــام، حيث إن الصــحيحة ال تشــمل ذلــك، ودليــل هي أحــقالشرط حاكم على ما تقدم في خــبر الســكوني من أنهــا

ــق فيبمهرها ــا حق ــة كم ــة األولي ــإن الشــرط محكم على األدل ، فمحله.

والظاهر من عبارة الشرائع أنه مال إلى هذا القول، حيث قــال:ــل يصــح )ولو أمهرها مهرا وشرط أن يعطي أباها منه شيئا معينا قي

المهر ويلزم الشرط بخالف األول(. ثم إن مقتضى القاعــدة أن هــذا القــدر المشــروط هنــا ينتصــف بالطالق ألنه من جملة المهر كما هو المفــروض، ألنــه شــرط عليهــاــوع، بعد فرض كونه مهرا لها، فمتى طلقها رجع عليها بنصف المجم وهو الذي صرح بــه الشــيخ علي فيمــا حكي من كالمــه، وتبعــه على

ذلك صاحب الحدائق. ثم إن مقتضى مــا تقــدم أنــه لــو جعــل المهــر تعليم ســورة منــول الشــرائع ــه ســابقا، فق ــا إلي ــا ألمعن ــرآن، وجب الوســط كم الق ممزوجا مع الجواهر: )والبد من تعيين المهر بما يرفع الجهالــة، فلــو أصدقها تعليم ســورة وجب تعيينهــا رفعــا للجهالــة، ضــرورة اختالف أفرادها اختالفا شديدا، وحينئذ فلو أبهم فســد المهــر وكــان لهــا مــع الدخول ال بدونه مهر المثل بال خالف أجده في شيء من ذلك(، غير

تام. ويظهر من مناهج المتقين نوع تردد في ذلــك، ألنــه قــال: )إنهم قد اعتبروا تعيين المهر بما يرفع الجهالة وفرعــوا على ذلـك أنــه لــو أصدقها سورة وجب تعيينها، وأنه لو أبهم فسد المهر وكــان لهــا مــع

الدخول مهر المثل(، فإنه إن لم يكن

252

Page 253: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

مترددا لم ينسبه إليهم. نعم صرح في الكفاية بما هو المشهور فقال: )والبــد من تعــيين

السورة فلو أصدقها لزم تعيينها(. ولذا الذي ذكرناه أشكل في الجواهر في ذلك قائال: )قد يشــكل

(1)أصل الحكم بما سمعت، بل قد تقدم ما في خبر سهل الســاعدي

من تزويج النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( إيــاه على مــا يحســنه من القرآن الذي استدل به في الرياض على اغتفــار مثــل هـذه الجهالــة

في المهر(. أقول: ويؤيده ما تقدم عن الشيخ المفيد في رسالة المتعة، أنــه قال رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( للرجــل في المــرة الثالثــة:

زوجتكمــا على مــا فقــال: نعم، قــال: تحســن من القــرآن شــيئا .(2)تحسن من القرآن أن تعلمها إياه

وما رواه في خبر آخر، فقال له رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه علمهــا عشــرين، قال: نعم ســورة، فقــال: أتحسن القرآنوآله(:

.(3)آية ومــا رواه في خــبر الــدعائم، عن جعفــر بن محمــد )عليهمــا

للرجل أن يتزوج المــرأة على أن يعلمهــا ســورةالسالم(، إنه قال: .(4)من القرآن

إنا أعطيناكوقد احتملنا سابقا كفاية تعليم سورة قصيرة، مثل ، وال حاجة إلى سورة متوسطة، وإن كــان ذلــك ال يخلــو عنالكوثر

إشــكال ولــو بقرينــة الروايــات المتقدمــة في الــدار ونحوهــا، حيثصرحوا )عليهم الصاله والسالم( بلزوم الوسط،

. 1ح المهور أبواب من2 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)1. 1ح المهور أبواب من2 الباب605 ص2( المستدرك: ج?)2. 1ح المهور أبواب من2 الباب2 ص15( الوسائل: ج?)3. 3ح المهور أبواب من2 الباب604 ص2( المستدرك: ج?)4

253

Page 254: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

بــل هــو المنصــرف أيضــا من أمثــال هــذه األلفــاظ في مختلــفاألبواب.

وهل يلزم تعليم الصحيح، أو يجوز الغلط مطلقا، أو الغلط الذي يتعارف، مثل الغلط عند غير العربي بتبديل الضاد زاء والعين همزة

وما أشبه، احتماالت، والمأخوذ في ذلك المنصرف عندهم. وال يعتبر الترتيب في التعليم، فإذا علمها الســورة مثال معكوســا

بما تعلمت مستقيما كفى. ــراد ــ والم ــرف ـ ــيين الح ــل يجب تع ــال: )وه ــرائع ق ثم إن الش

، بنــاءنـزل القـرآن على سـبعة أحـرفبالحرف القـراءة من بـاب على أن المراد منــه القــراءات الســبع، وإن كــان في نصوصــنا نفي ذلك، وأن المراد أنواع التراكيب من األمر والنهي والقصص ونحوهــا

كما في الجواهر ـ قيل: نعم، وقيل: ال، فيلقنها الجائز وهو أشبه(. أقول: ال دليل على القــراءات الســبع وال العشــر، وإنمــا القــرآن حسب الظاهر المستفاد من النص والفتوى أنــه نــزل بهــذه الكيفيــة التي تقرأ في الحال الحاضر بال زيادة وال نقيصة حتى بفتحة وكسرة وما أشبه، بل قد أشكلنا في كتــاب الصــالة على قــراءة )ملــك يــومــواتر ــالقول بت ــوا(، ف ــان )كف ــؤا( مك ــك(، و)كف ــان )مال ــدين( مك ال

القراءات محل نظر، وإن قال به الشهيد وغيره. ثم لو صح هذا القول لم يكن يلزم أحدها، بل كما ذكره الشرائع وغيره من التخيــير إذا لم يكن انصــراف، وذلــك لإلطالق في العقــد، باإلضافة إلى عدم تعيين النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( ذلــك على

سهل وعلى غيره، مع أنه ربما قيل إن التعدد

254

Page 255: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

كان موجودا في ذلك الزمان وأن مثل هذه الجهالة ال تضــر بعــدفرض جواز الجميع، ويؤيده روايات الدار ونحوها.

ومن الواضــح أن تعليم القــرآن غــير تعليم التجويــد فال يلــزمالتجويد.

وإذا أراد تعليمها سورة فأرادت غيرها، أو قراءة فأرادت غيرها،ــاول ــه إجابتهــا، ألن الشــرط لم يتن أو مــا أشــبه ذلــك لم يلــزم عليــرائع ــذلك الش ــتى ب ــا أف ــا، كم ــه امتثاله ــية كي يجب علي الخصوص

والجواهر وغيرهما. وال يصح تعليمها نصفي سورتين ونحو ذلــك، النصــراف الســورة

إلى السورة التامة. وإذا أراد أن يعلمها البراءة ال يلزم تعليمها البسملة، أمــا إذا أرادتعليمها غير البراءة فالالزم تعليم البسملة أيضا، ألن البسملة جزء. والظاهر أن المفهوم من التعليم هو االســتقالل بــالتالوة، فتعليم السورة إنما يتحقق باستقاللها بتالوتهــا بتمامهــا، فــإذا علمهــا آيــة أو

كلمة فنسيت وجبت اإلعادة حتى تستقل بالتعلم لكل السورة. هــذا في الســور القصــار، أمــا في الســور الطــوال فال يبعــد أن يكون حالها حال كل القرآن، فــإذا كــان المهــر تعليمهــا كــل القــرآنــل لم يجب ــيت األوائ ــرآن نس ــط الق ــاه، لكن في أواس ــا إي فعلمه

االبتداء، للصدق عرفا للتعليم للكل. ــة وبعض ــ ــجادية ونهج البالغ ــ ــحيفة الس ــ والكالم في تعليم الص

األدعية هو الكالم في تعليم القرآن. وال يلزم في التعليم تعليم النسـخ الــتي هي أبــدال عن المتــون، النصراف تعليم الدعاء الفالني أو نهج البالغة إلى ما في متنهما، أما

لو

255

Page 256: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

كانت نسختان فالظاهر صحة تعليمها إحداهما. قال في الشرائع: )ولو أصدقها تعليم صنعة ال يحســنها، أو تعليم

سورة كذلك، جاز ألنه ثابت في الذمة(. وفي الجواهر: )سواء أصدقها التعليم مطلقا بنفسه أو بغــيره أو

تعليم نفسه،ــه، نعم أما األول: فظاهر، إذ ال يتوقف تحصيل التعليم على علم إن تعذر الغير ففي وجوب تعلمه ليعلمها إشكال، من أنه كالتكســب

لوفاء الدين، أو من توقف الواجب عليه وهو الوجه. وأما الثاني: فألنه يكفي القدرة على المهر وال يشــترط الفعليــة العقلية، وعن المبسوط وجه بالعدم، وعن القاضي االحتيــاط بــه، إذ ال يصح إصداق منفعة شيء بعينه وهو ال يقدر عليها، كإصداق منفعةعبد ال يملكه، والفرق ظاهر، فإن منفعة الغير ال تثبت في الذمة(.

وهو كما ذكره. ولم يذكر الماتن والشارح مــا إذا كــان اإلصــداق تعليم صــنعة أو

سورة بغيره، بأن يكون سببا في ذلك مع أنه صحيح أيضا. ثم المنصرف من التعليم هو العاجل حسب المتعارف، فال يحــق للزوج أن يقـول: سـأعلمك السـورة أو نحوهـا بعـد عشـيرين سـنة،

اللهم إال إذا لم يكن هناك انصراف. ويصح أن يقصدا بالتعليم التعليم الكامل، فيما إذ كــانت متعلمــة

لكن بأغالط.ــد أو الترجمــة أو ــر تعليم التجوي ــه يصــح أن يكــون المه ــا أن كمــيا التفسير أو الكتابة أو القراءات أو ما أشبه، إلطالق أدلة )ما تراض

عليه( وغيره. واذا أراد أن يعلمها في حــال الحيض والنفــاس ســورة العزيمــة

صح إذا لم

256

Page 257: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

تقرأ بلسانها، وإن تذاكرها بقلبها، أما إذا احتاج ذلك إلى القراءة باللســان حــرم، لكن إذا فعــل هــذا الحــرام ســقط المهــر، لحصــول التعلم والتعليم، كما أنه كذلك إذا حرم عليه القراءة ألنــه كــان جنبــا

مثال أو مريضا تضره القراءة. والظاهر أنه إذا أراد أن يعلمهــا مثال كــل صــباح، وهي تريــد كــل عصر، كان الحق له، ألن الكلي يؤدى بذلك، فهــو من حــق المعطي

ال من حق اآلخذ. ــه، ــل التعليم لم يكن مســقطا للحــق الــذي علي ولــو طلقهــا قب

فيعلمها ولو بعد أن تزوجت إذا لم يكن محظور. ثم قال الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )ولو تعــذر عليــه التوصــل إلى تعليمها بنفسه وغيره، كان عليه أجــرة مثــل ذلــك التعليم، ألنهــا قيمة المهر حيث تعذر عليه، بــل ظــاهر األصــحاب عــدم الفــرق في ذلك بين أن يكون قد اشترط تعليمها بنفسه فعرضت لــه مــا يمنعــه من ذلك وغــيره، بــل ال فــرق بين أن يكــون منفعــة عين مخصوصــة

وتعذرت وغيرها، كل ذلك ألدلة وجوب المهر(. وهو كما ذكره، فإن العرف يرون أنه مهما تعذر مثل ذلك انتقل إلى القيمة، وهل ينتقل إلى المثل قبل القيمة، كمــا إذا كــان المهــر تعليمها سورة التوحيد فنسي الرجل ويريد أن يعلمها سورة الكــوثر مثال، ال يبعد ذلك، ألنه مثل عرفي، والمثل مقــدم على القيمــة، وإن

كان األحوط التصالح والتراضي. ومنه يعلم أنه ال فرق في ذلك بين أن تمــوت هي أو يمــوت هــو فيما كــان المهــر المباشــرة، وإال أخــذت أجــرة تعليم الغــير لهــا عن

تركته، وكذلك الحال إذا جنت أو جن أو ما أشبه ذلك. ومنه يعلم أن ما عن جامع المقاصد وكشف اللثــام من احتمــال

وجوب مهر

257

Page 258: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

المثل حينئذ غير تام، ولذا ردهما الجواهر بقولــه: )ليس اإلمهــار من قبيل عقد اإلجارة الذي ينفسخ بتلـف العين المسـتأجرة وبتعــذر وقوع العمل من األجير المشروط عليه المباشرة لألدلة الدالة على ذلك بخالف ما هنا، فإن عقد النكـاح المـذكور فيـه المهـر ال ينفسـخ بذلك قطعا لما عرفته من عدم كون المهــر ركنــا فيــه والمهــر ليس هو عقدا بنفسه، وإنما هو واجب بعقد النكاح ومضمون على الــزوج ضمان يــد، فمــتى تعـذر انتقــل إلى المثــل أو القيمــة، وفي الفـرض

أجرة مثل العمل المتعذر قيمته كما هو واضح(. وهو كما ذكره، ألن المعيار في مثــل هـذه األمــور العرفيــة، لمـا ذكرناه مكررا من أن الشارع ما لم يغير شيئا من العرف يبقى على العــرف، والعــرف يفرقــون بين تلــف العين المســتأجرة وبين تعــذر

التعليم. ــد ــدر مثال، فبع ــد أو الق ــر تعليم الجح ــا في أن المه ــو اختلف ول

التحالف يعلمها نصفي السورتين، لقاعدة العدل، ويحتمل القرعة. والالزم تعليمها وإن صعب غاية الصعوبة لبالدتها، إال إذا كان من

المتعذر عرفا حيث ينتقل إلى القيمة. ــوارث، ألن ــورة ال ــول: أعلم الس ــه أن يق ــاتت لم يكن ل وإذا م العرف يرون عــدم إرث مثــل ذلــك عينــا، فينتقــل إلى القيمــة، إذ ال

يشملها )ما تركه الميت( من حق وإنما يشمل قيمتها. ولو اختلف المقومون فالوسط بينها، كمــا ذكــر مثلــه في كتــاب

المكاسب. ثم إن القواعد ذكر في جملــة تعــذر التعليم صــورة أنهــا تعلمت من غيره، وأشكل عليه الجواهر بأنه ال يجب عليه القيمة حينئــذ مــع بذل الزوج التعليم واستناد التقصير إليها بــترك التعلم، قــال: )وكــذا

لو أمهرها منفعة عين مخصوصة مدة، وقد بذلها لها

258

Page 259: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــا فلم تستوف منفعتها(، ثم أشكل في رده للقواعد قائال: )إن م في القواعد وإطالق غيره يقتضي القيمة، ولعــل وجهــه مــا عــرفت،

لكنه محتاج إلى التأمل(. والظاهر أقريبة سقوط المهر وإن كان األحوط التصالح، نعم لو لم يبذل الزوج التعليم حسب المتعارف فذهبت وتعلمت، كــان على الزوج القيمة، ألنه هو المفوت لحقها، فيشــمله دليــل )اليــد( وغــيره

ولو بالمناط. ومثله لو كان المهر نقلها إلى زيــارة النجــف، أو كــربالء لعرفــة،

فذهبت هي. وهل يعتــبر في تعليم غــيره لهــا المحرميــة، قــال في الجــواهر: )الظاهر عدمه مــع فــرض عــدم توقفــه على مــا يحــرم من نظــر أو

لمس بفرض تجرده عن الريبة والفتنة كما سمعته في محله(. أقــول: الظــاهر اعتبــار ذلــك بالنســبة إلى الحكم التكليفي، أمــا بالنسبة إلى الحكم الوضعي فيكون مؤديا للمهر، لعدم االرتباط بين

األمرين. ــان التعليم للتضــخم ولو اختلفت قيمة زمان المهر من قيمة زمــليم، والتنزل، وكذلك بالنسبة إلى مكانهما فالعبرة بقيمة وقت التس

ألن السورة هي التي في الذمة ال القيمة. ولواختلفا في أنه هل علمها أم ال، فمدعي العــدم معــه األصــل، من غير فرق بين أن تكون متعلمة للسورة اآلن أو ال، كما لــو ادعى

الرجل تعليمها وأنها نسيت، أو ادعى أنها تتجاهل ما علمته. ولو كــان المهــر تعليمهــا خمســين آيــة مثال، جــاز لــه أن يعلمهــا خمســين آيــة في وســط ســورة أو أولهــا أو آخرهــا، أو ســورة ذات خمســين آيــة مثال، أمــا البســملة فهي آيــة، نعم ال يصــح أن يعلمهــا

خمسين آية متفرقة إذا لم يكن إطالق في قصدهما عند جعل

259

Page 260: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــات ــة اآلي ــك، ألن المنصــرف من خمســين آي ــر يشــمل ذل المهالمتتاليات.

ولو طلقها قبل الدخول وقد علمها نصف السورة فهو، وإن كان علمها كل السورة فله أن يرجــع إليهــا بقيمــة النصــف، ولــو اختلفت قيم تعليم السور المشمولة إلطالق المهــر ولم يعلمهــا ومــات كــان

عليه أقل القيم. ــك، كما أنه إذا تبدلت السورة إلى قيمتها في حياته كان عليه ذل

ألنه أحد افراد الكلي الذي عليه، فال تأتي هنا قاعدة العدل. ولو اختلفت قيم نصفي السورة وقد علمهــا كلهــا وطلقهــا قبــل الدخول، استرجع نصف كــل القيمــة، أمــا إذا علمهــا النصــف األغلىــاوت، ــه بالتف ــف األرخص رجعت إلي ــاوت، أو النص ــا بالتف ــع إليه رج ويحتمل أن يكون الواجب أوال عليه تعليمها شيئا من الســورة بقــدر

التفاوت، ألن الشيء أقرب إلى نفسه من قيمته. ومن ذلك يعرف أنه لو كان المهر سورتين، وقــد علمهــا ســورة دون ســورة واختلفت قيمتهمــا فعلمهــا الســورة األرخص أو األعلى،

لوحدة المالك في المسألتين. كما يعرف حال ما إذا أصدقها السورة في المتعة وعلمها ثم لم

تف بالمجيء بعض الوقت.إلى غير ذلك من الفروع التي تتضح مما ذكرناه.

260

Page 261: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشـرائع: )ولـو أصـدقها ظرفـا على أنـه(:5)مسألة خل فبان خمرا، قيل: كان لها قيمة الخمر عند مسـتحليه، ولــو قيــل

كان لها مثل الخل كان حسنا(. أقول: مقتضى القاعدة هو ما اختاره الشرائع، وهــو الــذي حكي عن ابــني الجنيــد وإدريس والفاضــل في المختلــف، ال القــول األول المحكي عن الشيخ في مبسوط وخالفه، واستدل لقول الشيخ بأنها أقرب شيء إليــه عنــد التعــذر، فاإلشــارة تقــدم على الوصــف، وإذا

تعذر إعطاء الخمر لبطالنها عند المسلم أعطيت قيمتها. وفيه: إن الخمر لم تكن مقصودة أصــال، ولم يكن التراضــي قــد وقع عليها، والعقود تتبع القصــود، فكيــف يكــون الــواجب في المهــر الخمر حتى تنتقل إلى القيمــة، وحيث إنهمــا عقــدا على الخــل بهــذا

القدر وتعذر اإلعطاء انتقل إلى المثل. وال يرد على ذلــك إشـكال الجــواهر، حيث قــال: )إن المفــروض وقوع العقد على خصوص ما في الظرف على أنه خل بهــذا القــدر،ــذا فالمعقود عليه حينئذ الكلي المقترن بالمشخصات الموجودة، وه يمتنع بقاؤه إذا ارتفعت المشخصات، فــالمحكوم بوجوبــه هــو الكلي في ضمن شخص آخر لم يقــع عليــه التراضــي أصــال فإيجابــه حينئــذ إيجــاب لمــا لم يتراضــيا عليــه، وكونــه أقــرب إلى المقعــود عليــه ال يستلزم وجوبه وأن المهر الذي يجب بالعقد هو مــا يتراضــيان عليــه

وال يلزم من التراضي بأحد المثلين التراضي على اآلخر(. إذ فيه: إن الشخصية إذا تعذرت بقيت الكلية، فــإن الرضــا كــان على الكلي في ضمن الشخص كما يراه العرف والشارع لم يغيره، ولذا إذا أتلف شخص ماله كان عليه إعطاء مثله مما هــو فــرد آخــر،

فإذا تعذر مثله أيضا أعطى قيمته. نعم إذا كان العقد على الشخص بقيــد الشخصــية بطــل المهــر،

ألن المقصود لم

261

Page 262: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

يكن، وغيره ليس بمقصود، لكن هذا ليس بمتعارف، والمشــهورالذين قالوا بالمثل جروا على المتعارف.

وإذا بطل المهر كان على الزوج قيمة الخل مهرا، ال مهر المثل إال إذا تطابقا، وذلــك لقاعــدة مــا يضــمن ومــا ال يضــمن، كمــا ســبق

اإللماع إليه. ومما ذكرناه يظهر وجوه النظر فيما ذكره المسالك بقولــه: )إن الجزئي الذي وقع عليــه التراضــي، وإن لم يســاوه غــيره من أفــراد الكلي، إال أن األمر لما دار بين وجوب مهر المثل أو قمية الخمــر أو مثل الخل كان اعتبار المثل أقرب الثالثــة، وأن العقــد على الجــزئي المعين اقتضى ثالثــة أشــياء: ذلــك المعين بالمطابقــة، وإرادة الخــل الكلي بااللتزام، وكون المهر واجبا بالعقد، بحيث ال ينفك المرأة من استحقاقه حتى لو طلق كان لها نصــفه، أو مــات أحــدهما فجميعــه، فإذا فات أحد الثالثــة وهــو األول يجب المصــير إلى إبقــاء األخــيرين

إذا، وعمــوم ال يســقط الميســور بالمعســوربحســب اإلمكــان، إذ ، وهمــا ال يوجــدان في ضــمنأمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم

وجوب مهر المثل، ألنه ال يجب إال بالدخول عند القائل به، وإن كــان وجودهما في ضـمن قيمـة الخمــر قــد عــرفت فسـاده، فلم يبــق إال المثل، وال شبهة في أن الرضا بالخــل المعين في الظــرف يســتلزم

إرادة كون الخمر خال بخالف القيمة ونحوها(. إذ فيه: إنه ال التزام بمعنى الداللــة، وإن كــان بمعــنى الكلي في قبال الشخصي، باإلضافة إلى أن الدليل هو إرادتهمــا الكلي، وعليــه فكالمه وإن كان صحيحا من جهة مثل الخل، إال أنه محــل تأمــل من

هاتين الجهتين. فإشكال الجواهر عليه بقوله: )إنه من غرائب الكالم، فإنــه على

طوله ال محصل

262

Page 263: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

له وال ينطبق على شيء من القواعد الشرعية، بــل هي منافيــة لهــا، فال ريب في أن األحســن من ذلــك وجــوب مهــر المثــل وفاقــا للفاضل في أكثر كتبه، لعدم الرضــا الكلي إال في ضــمن الشخصــي المعين المفروض بطالنه بخروجه عن المالية، فيرجع األمر إلى ذكر

مهر لم يسلم لهما فينتقل إلى مهر المثل(. ــه من غــرائب الكالم وليس ــة جعل ــتين، جه محــل نظــر من جهــدة بذلك، وجهة جعل الواجب مهر المثل، وقد عرفت أنه خالف قاع

)ما يضمن، وما ال يضمن(. ولــذا الــذي ذكرنــاه قــال في الكفايــة: )إنــه إذا عقــد على هــذا الظرف على أنه خل في زعمهما فبــان خمــرا صــح العقــد بال خالف

وبطل المهر المعين، وفيما يجب أقوال: أحدها: إن الواجب مثل الخل.

وثانيها: وجوب مهر المثل. وثالثها: وجوب قيمة الخمر عنــد مســتحليه، وال يبعــد الميــل إلى

القول األول(. وقال في مناهج المتقين: )ولو أصدقها ظرفا على أنه خل فبان خمرا، أو على عبد فبان حرا أو مملوكا للغير، ففي ثبوت مثل ذلــك من الخل والرق أو قيمتهما أو مهر المثل وجــوه: أولهــا ال يخلــو من

وجاهة والصلح الزم(. نعم في الريـاض: إن مهـر المثـل هـو األشـهر، قـال: )إذا عقـدا على الشيء ظانين خليته صح العقد قــوال واحــدا كمــا يظهــر منهم، وفي ثبــوت المثــل مطلقــا، أو مــع الــدخول، أو عدمــه ولــزوم مثــل

الخمر من الخل، أو القيمة مطلقا، أقوال، واألشهر األول(. ولذا الذي ذكرناه اختار في الحدائق مثل الخل قــائال: )والظــاهر

أنه يحصل

263

Page 264: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

بالتراضي على مهــر المثــل أو مثــل الخــل، والثــاني أظهــر ألنــهاألقرب إلى ما ظناه وعقدا على تقديره(.

ومنه يعلم حال ما لو تزوجها على عبــد فبــان حــرا أو مســتحقا، وفيما إذا تزوجها على خل فبان مستحقا، وهكذا بالنســبة إلى ســائر

المحرمات والمستحقات. ومنه يعرف وجه النظر في قول الجــواهر حيث قــال: )الرجــوع في مثلــه إلى مهــر المثــل أقــوى من األول، إذ ال مثــل للحــر يــدفع

عوضه وال قيمة، ودفع قيمته بعد تنزيله عبدا لم يقع عليها العقد(. إذ فيــه مــا عــرفت من األقربيــة العرفيــة، وأن الشـارع لم يغـير ذلك، ومهــر المثــل خالف قاعــدة )مــا ال يضــمن بصــحيحه ال يضــمن

بفاسده(. وحيث قد عرفت استواء األمــر بين الخمــر والحــر، وبين ظهــور المهــر مســتحقا، ظهــر وجــه النظــر في قــول العالمــة في القواعــدــتحقا، وحكم بالفرق بين ما لو ظهر خمرا أو حرا، وبينه لو خرج مس في األولين بمهر المثل وفي األخير بالمثل أو القيمة، واحتمــل مهــر

المثل احتماال. ولذا أشكل عليــه الجــواهر بقولــه: )لم يظهــر لنــا وجــه الفــرق، ضرورة اقتضاء ما سمعت مهر المثل مطلقا، إذ ليس هــو من قبيــل ما إذا تلف المهر في يد الزوج بعد صحته في العقد كما هو واضح(. نعم قد عــرفت أن مقتضــى القاعــدة المثــل أو القيمــة، ال مهــر

المثل الذي ذكره الجواهر. ــر: هذا، وربما يقال بالنسبة إلى ما اختاره الشيخ من قيمة الخم إنه إنما ذكر ذلـك فيمـا إذا كـان المقصـود اإلشـارة، وكـان الوصـف

عرضا، فالعقد كان على الخمر، وحيث

264

Page 265: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

تعــذرت تبــدلت إلى القيمــة، كمــا ورد في إمهــار النصــراني ثم إسالمه، وعليه فال تدافع بين قول الشيخ وقول المشــهور من لــزوم

قيمة الخل، ألن لكل منهما موردا غير مورد اآلخر. ولو أمهرها شيئين فظهر أحدهما مــا ال يملــك أو ال يملــك، فهــل

لها خيار الفسخ بتبعض الصفقة أو ال، احتماالن: من المنــاط في أدلتــه الــتي ذكروهــا في بــاب الــبيع حيث دلت

الروايات على الصحة وعلى الخيار: فقد روي الطوسي )رحمه الله( عن محمد بن الحسن الصــفار، أنه كتب إلى أبي محمد الحسن بن علي العســكري )عليــه الســالم( في رجل له قطاع أرضين يحضره الخــروج إلى مكــة، والقريـة على مراحل من منزله ولم يكن لــه من المقــام مــا يــأتي بحــدود أرضــه، وعرف حدود القرية األربعـة، فقــال للشـهود: اشــهدوا أني قـد بعت فالنا، يعني المشتري جميع القرية التي حد منها كذا والثاني والثالثــل يصــلح ــة قطــاع أرضــين، فه ــه في هــذه القري ــا ل ــع، وإنم والراب للمشتري ذلك، فإنما له بعض هذه القرية وقد أقر لــه بكلهــا، فوقــع

ال يجوز بيع ما ليس يملــك، وقــد وجب الشــراء من)عليه السالم(: .(1)البائع على ما يملك

وعن عمــر بن حنظلــة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، فيــه ــك من رجل باع أرضا على أنها عشرة أجربة فاشترى المشتري ذل بحدوده ونقد الثمن ووقع صفقة البيع وافترقا، فلما مسح األرض إذا

ــذ األرض،هي خمسة أجربة، قال: إن شاء استرجع فضل ماله وأخوإن شاء رد البيع وأخذ ماله كله، إال أن يكون له إلى جنب

. 1ح وشروطه البيع عقد أبواب من2 الباب252 ص12( الوسائل: ج?)1265

Page 266: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــه ــه وعلي تلك األرض أيضا أرضون فليؤخذ ويكون البيع الزما عليــاع، الوفاء بتمام البيع، فإن لم يكن له في ذلك المكان غــير الــذي ب فإن شاء المشتري أخذ األرض واسترجع فضــل مالــه، وإن شــاء رد

.(1)األرض وأخذ المال كله ومن أن لها تبديل ما ال يملك أو ال يملك بغيره، أما في ما يملك

ويملك فاألصل اللزوم.ــا ــتي لم يغيره ــة ال ــل هــو مقتضــى العرفي لكن األول أقــرب، ب الشارع بعد عدم الخيار لها، حيث إن النكــاح ال يدخلــه الخيــار بمثــلــاألمور المــذكورة بإضــافة ــار ب ــة الحاصــرة للخي هــذه األمــور، لألدل الشرط على ما تقدم في الخيارات في باب العيوب، فــإذا فســخت المرأة المهر كان لها إما مهر المثــل للقاعــدة فيمــا لــو كــان كلــه ال يملك أو ال يملــك، أو بقــدر قيمــة أو مثــل المســمى، لقاعــدة )مــا ال

يضمن( أو يكون كمفوضة البضع. لكن األوسط أقــرب، على مــا تقــدم وجهــه في بعض المســائل السابقة، وإذا لم تفسخ أخذت ما يملك أو يملــك وكــان لهــا مثــل أو

قيمة غيره. ويضاف على القيمة التفاوت إذا كان للهيئة االجتماعية دخل في القيمة، كمصراعي الباب أحدهما لغير الزوج، فإن الزوجة إمــا تأخــذ مصراعا ثانيا إذا كان مثليا، أو تأخــذ قيمتــه ثالثــه دنــانير مثال وأربعــة دنانير أخرى حيث كانت قيمة المصــراعين معــا عشــرة وكــل واحــد

ثالثا. وبذلك يظهــر مواقــع النظــر في قــول الجــواهر حيث قــال: )لــو أمهرها عبدين مثال فبان أحدهما حرا لم ينحصــر الصــداق في اآلخــر

كما عند أبي حنيفة، ألنها لم

. 1ح الخيار أبواب من14 الباب361 ص12( الوسائل: ج?)1266

Page 267: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ترض به، بل يجب لها بقدر حصة الحر من مجموع المسمى إذا قوما من مهر المثل بنــاء على المختــار، إذ هــو مقتضــى الجمــع بين األدلة، وكون المذكور في العقد قائما مقــام مهــر المثــل يعــني أنــه لواله وجب هــو بالــدخول، فــإن فــات أجمــع ثبت بتمامــه، وإن فــات بعضه ثبت فيه بمقدار الفائت بالنسبة، هــذا كلــه على المختــار، وإال فبنــاء على وجــوب دفـع القيمــة فيجب دفـع قيمـة الفـائت كمــا هـو

واضح(. وفي محكي التحريــر: )هــل لهــا المطالبــة بقيمتهــا ودفــع اآلخــرــدم الفســاد بتبعيض ــاء على ع ــدنا، بن إشــكال، قلت: ال إشــكال عن

الصفقة عندنا، وال دليل على الخيار(، إلى آخر كالمه. ثم الظاهر أنه يصح اشــتراط الخيــار من المــرأة في المهــر في كله أو بعضه، سواء مستقال أو بمؤامرة أبيها أو ما أشــبه أو بشــرط كذا، كما لو قال: إذا سافرت أو تزوجت فلي الخيار في المهر، وكذا يصــح جعــل الخيــار من الرجــل، وذلــك ألنــه عــرفي ولم يمنــع عنــه

بعــد عــدم المنــع ،(1)المؤمنون عنــد شــروطهمالشارع، بل يشمله عن شمول الشرط لمثل المقام.

قال في الجواهر: )أما اشتراطه ـ أي الخيــار ـــ في الصــداق فال بــأس بــه، كمــا صــرح بــه الفاضــل والكــركي للعمــوم، وفي المتعــة

.(2)إشكال إن لم تكن مندرجة في النكاح الذي هو معقد اإلجماع(ــاح ــدا النك نعم في الشرائع: وخيار الشرط يثبت في كل عقد ع

والوقف. وبناء على دخول الخيار، فإذا شرط أحدهما الخيــار، وفســخ من

له الخيار،

. 4ح المهور أبواب من20 الباب29 ص15( الوسائل: ج?)1.63 ص23الكالم: ج ( جواهر?)2

267

Page 268: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــه فهل لها مهر المثل أو بقدر المسمى قيمة أو مثال، الظــاهر أن حسب إجراء العقد، ألن العقــود تتبــع القصــود، فــإذا كــان قصــدهما المنصب عليه العقد أنه بعد الفسخ لها هذا أو ذلك كــان كــذلك، وإالــوه إذا كان المرجع االرتكاز، كما ذكروا االرتكاز في باب الوقف ونح تعذر المصرف ونحوه، ألنه داخل أيضا في )عقودكم( المســتفاد من

كمــا هــو داخــل ،(1)يا أيها الذين آمنوا أوفوا بــالعقودقوله سبحانه: .(2)الوقوف على حسب ما وقفها أهلهافي

ــادةوإن لم يكن ارتكاز فمهر المثل، إال إذا دخل على عــدم الزي عن المسمى أو دخلت على الزيادة على المثل حيث يكون مســرحا لقاعــدتي )مــا يضــمن بصــحيحه يضــمن بفاســده(، و)مــا ال يضــمن بصــحيحه ال يضــمن بفاســده(، وإن كــانت المسـألة بعــد بحاجــة إلى

التأمل والتتبع. ومنه يعلم صحة جعل الخيار في بعض المهر، ســواء في البعض المعين أو المردد، كما إذا جعل مهرها دارين بشرط منه أو منها في

خياره أو خيارها في الدار الكبرى أو في إحداهما. والظاهر أنه يصح دخول خيار الرؤية أيضا في المهــر، بــأن كــانــه على المهر كله أو بعضه غير مرئي، وإنما يجعل بالوصف، فإذا رأت

غير ذلك يكون لها الخيار. بل يصح خيار الرؤية أيضا للرجل إذا كانت المرأة قد رأت المهر دون الرجل، وإنما عقدها عليه بالوصف منها، ويــدل عليــه باإلضــافة إلى العرفية التي ذكرنا أن مثلها المعيار في هذه المقامات، المناط

في صحيح جميل بن دراج، قال:

. 1 المائدة: اآلية ( سورة?)1. 2ح الوقوف أبواب من2 الباب295 ص13( الوسائل: ج?)2

268

Page 269: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجل اشــترى ضــيعة وقــد كان يدخلها ويخرج منها، فلما أن نقد المال وصار إلى الضيعة تقلبها

لــو أنــهثم رجع فاستقال صاحبه فلم يقله، فقــال )عليــه الســالم(: قلب منها نظر إلى تسعة وتسعين قطعــة ثم بقي قطعــة ولم يرهــا

.(1)لكان له في ذلك خيار الرؤية بل والمناط في رواية زيد الشـحام، قــال: ســألت أبــا عبــد اللـه )عليه السالم( عن رجل اشترى سهام القصابين من قبــل أن يخــرج

ال تشــتر شــيئا حــتى تعلم أين تخــرج الســهم، فــإنالسهم، فقــال: .(2)اشترى شيئا فهو بالخيار إذا خرج

ثم إنه ال إشكال في صحة إسقاط هذا الخيار، ألنه حــق والحــقــافة بعض ــة بإض ــه العرفي ــدل علي ــا ي ــه حق ــقاط، وكون ــل لإلس قاب

اإلشعارات في الروايات. كما أنه يصح بيعه إذا قلنا بأنــه ال ينحصــر الــبيع في مبادلــة مــال

بمال، كما لم نستبعده في كتاب البيع. أما الصلح عنه، فإنه جائز بال إشكال، إلطالق أدلة الصلح.

ثم الظاهر أنه ال يصح جعل المهر اثنين حاال بكذا ومــؤجال بكــذا، بحيث لم يبت على األمــر حــتى يكــون الخيــار لهــا أو لــه بعــد تمــام

العقد، فهو كالبيع بثمنين ثمن حال وثمن مؤجل بدون البت.

. 1ح الخيار أبواب من15 الباب361 ص12( الوسائل: ج?)1. 2ح الخيار أبواب من15 الباب362 ص12(الوسائل: ج?)2

269

Page 270: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع: )وإذا تزوجها بمهر سرا وبــآخر(:ـ 6)مسألة جهرا، كان لها األول(.

وفي الجواهر: عنــدنا، واألصــل في ذلــك خــبر زرارة عن البــاقر )عليــه الصــالة والســالم( في رجــل أســر صــداقا وأعلن أكــثر منــه،

. هو الذي أسر وكان عليه النكاحفقال: أقول: للمسألة صور:

األولى: أن يعقد عليها بمهر سرا أو جهرا، ويظهر أو يســر مهــرا آخر، وال إشكال في عدم صحة المهر اآلخــر، بــل الــذي جعــل عليــه العقــد، أمــا إســرار األقــل وإعالن األكــثر فلحفــظ مــاء الوجــه كمــا يتعارف عند بعض الناس، وأما عكسه فللحفاظ على قلة الضــرائبــري أو حيث تأخذ الدولة الجائرة الضرائب على المهر أو إخفاء أنه ث

ما أشبه ذلك. ــواقعي أن وال فرق في بطالن المهر الذي لم يكن عليه العقد ال يكون ضمن عقد ظاهري أو بمجرد اإلظهار وحده في قبالة ونحوها. الثانيــة: أن يقــول: ألفين، ويريــد بــذلك األلــف، أويقــول: األلــف ويريد بذلك األلفين، متواطيــا مــع الطــرف، والظــاهر أنــه يقــع حيث القصد ال اللفظ، فإن اللفظ إما مجاز في المراد وهــو صــحيح، وإمــا غلط عرفي فمثله ال ينافي االصطالح، ولو لم يكن تواط بطل المهر واقعا، ألنهما أرادا شيئين فلم ينصب العقد على شــيء واحــد بحيث

يكون متعلق )عقودكم(. ومنه يظهر وجه النظر في قول المسالك في هذه الصورة ـ أي صورة األلف واأللفين ـ: إن فيــه وجهين مبنــيين على أن اللغــة هــل هي توقيفيــة أو اصــطالحية، وعلى أن االصــطالح الخــاص يــؤثر في

االصطالح العام ويغيره أم ال، فعلى األول

270

Page 271: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

يفسخ المهر، ألن األلف غير ملفوظــة، واأللفين غــير مقصــودة، ولم تقــع عبــارة عنهــا لمباينتهــا لهــا وينتقــل إلى مهــر المثــل، وعلى الثاني: يحتمل الصحة ويكون المهر األلف، الصطالحهما عليه، وكون األلفين بوقوع العدد عليــه باتفاقهمــا والوضــع العــام ال يتغــير، وهــذا االحتمال يجــري أيضــا على األول، وقطـع في المبسـوط بوقـوع مــا يلفظانه وال يلتفت إلى ما يتفقان عليه سرا، محتجا بأن العقــد وقــع

صحيحا، سرا كان أو عالنية، وفيه نظر يعلم مما قررناه. ولــذا أشــكل عليــه في الجــواهر بقولــه: مــع فــرض العلم بعــدم إرادتهما المعــنى من اللفــظ ال جهــة بالتزامهمــا بمعنــاه وال مدخليــة لتوقيفيــة اللغـات واصـطالحيتها في ذلـك، إذ مـع تسـليم األول إنمـا يكون ذلك على سبيل الغلط في اللغــة منهمــا، وال يعتــبر فيمــا عــدا

صيغة النكاح من مهر وغيره الجريان على القانون العربي. ومنه يعلم حال ما إذا قال: بعت الــدار، وأراد الــدارين أو نصــف الدار من باب المجــاز أو االصــطالح أو اللفــظ فقــط بــدون القصــد،

وكذلك في سائر أنحاء المعامالت. ــد في كما يعلم حال ما إذا قال: أنكحت هندا، واستعمل لفظ هن فاطمة اصطالحا بتواط أو بغير تــواط أو مجــازا للمشــابهة ونحوهــا،

وكذلك في الطالق. الثالثــة: أن يســتعمل األلفين في معنــاه اللغــوي وهــو عشــرونــا مائة، ولكن ال يكون معناه اللغوي مرادا لهما جدا، بل يكون حالهم كحال الهازل، والظاهر هنا فساد المهر، ألن مــا ذكــر في العقــد من األلفين لم يكن مقصودا ومرادا جدا، وما كــان مــرادا جــدا لم يــذكر

في العقد فال وجه لاللتزام به. ــذ وإلى هذا أشار الحائري )رحمه الله( وأفتى كما ذكرناه، وحينئ

يرجع فيه

271

Page 272: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

إلى مهر المثل على ما ذكر في بعض المسائل السابقة. الرابعة: ما إذا عقد على ألفين وقصــد معنــاه جــدا، لكن تواطيــا على عدم االلتزام به، وإنما قصدهما االلتزام بألف فقط، وهذا أيضا يوجب بطالن المهر لعدم القصد بانصباب النكاح على هــذا المتعلــق

الذي يؤول إلى )عقودكم(. أوفوا بالعقودفهو كالهزل، وال يشمله وإلى هــذا أشــار الحــائري وإن كــان في جعلــه التنــاقض بين األمرين ما ال يخفى، قال: )إذا عقدها على ألفين قاصدا لمعناه جــدا لكن تواطأ على عدم االلتزام إال بنصف ما ذكــر في العقــد، الظــاهر فساد المهر في هذه الصورة رأسا، وكون العقد ممــا لم يــذكر فيــه مهر لرجوع التواطي على عدم االلتزام بما عقد عليـه إلى التنـاقض في القصد فألن من اآلثــار العرفيــة لــذكر المهــر في العقــد قاصــدا لمعناه جدا هو االلتزام به خارجا فيكــون قصــد معنــاه مالزمــا عرفــا لقصد االلتزام به، وهو ينافي التواطي على عدم االلتزام به، فيؤول إلى قصد معنى مــا ذكــر في العقــد من المهــر وعــدم قصــده وهــذا

تناقض واضح(. ــر ــو المه ــد وأن المقصــود ه ــاح واح ــات أن النك وظــاهر الرواي

السري وإن ذكر مهرا آخر لفظا. ومنه يعلم وجه النظر فيما عن كاشـف اللثــام، من أن الصـوابــه ــه )علي ــه المــراد من قول حمــل الحــديث على أن يعقــد ســرا وأن

.(1)وكان عليه النكاحالسالم(: ولــذا قــال في الجــواهر في رده: إنــه منــاف لظــاهر الروايــة أو

صريحها. كما أن ما عن كشف اللثام إنه ال يبعد القــول بفســاد المهــرين، لخلــو العقــد عن األول وخلــو لفظــه عن قصــد الثــاني، غــير ظــاهر

الوجه، لعدم خلو العقد بعد تواطي المتعاقدين على إرادته من

. 1ح المهور أبواب من15 الباب26 ص15( الوسائل: ج?)1272

Page 273: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــذلك ــده ال لغــة وال اصــطالحا عامــا، وب اللفــظ، وإن كــان ال يفيأشكل عليه في الجواهر أيضا.

ومنه يظهر وجه النظر فيما عن المبســوط والمهــذب من كــون المهر الالزم هو ما ذكر في العالنية، ألنه الذي وقــع عليــه العقــد والــنين، ــاص بين اث ــطالح خ ــوعاتها باص ــاظ عن موض ــدل في األلف يع ضرورة ال وجه اللتزامهما بما لم يريداه ولم يتراضيا عليــه وليس ذا

عدوال عما كان بينهما في السر. ولذا أشكل عليه الجواهر بأنه خالف المفروض.

كما أن منه يظهر وجه النظــر في توقــف الكفايــة في المســألة قائال: )وإن تواطئــا على إرادة األلــف بعبــارة األلفين، فــذكر األلفين وكان المقصــود األلــف فقيــل يثبت مهــر المثــل وقيــل يثبت األلــف،

وقيل األلفان(. وال يخفى أن الصــور المــذكورة في األلــف واأللفين تــأتي فيمــا عقدا متعة وأرادا الدوام، أو بالعكس، وكـذا بالنسـبة إلى المـدة في

المتعة كأن ذكر عشرة أيام وأراد شهرا أو بالعكس. أمــا إذا كــان المــراد شــهرا عربيــا إســالميا وأجريــاه على لفــظ الشهر بدون قيد المنصرف منه أو ما أشبه فال إشــكال إطالقــا، ألن الشــهر يطلــق على كليهمــا حقيقــة، واالنصــراف غــير المقصــود لــو فرض ال يضر بالمقصود، ومما ذكر يظهر الكالم في الشــروط الــتي

يراد بها غيرها، فإن الصور األربع تأتي فيها أيضا.

273

Page 274: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجا مع الجــواهر: )والمهــر(:ــ 7)مسألة مضمون على الزوج حتى يســلمه إلى الزوجــة عينــا كــان أو دينــا أو منفعة أو عمال، بال خالف وال إشكال، بل لعل اإلجماع بقسميه عليه،

مضافا إلى أصول المذهب وقواعده في الجملة(. وهــو كمــا ذكــراه، نعم ينبغي أن يســتثنى من ذلــك مــا إذا كــان المهر بيد الزوجة حيث إنه ال ضمان، فإنــه بمجــرد العقــد فيمــا كــان المهر حاضرا يرتفع الضمان عن الزوج، ولعل قول الجــواهر: )حــتى

يسلمه(، يكفي في استثناء ذلك. كما أنه كذلك إذا كان له دين عليها فجعل الدين المهر.

قــال في المســالك: )ال إشــكال في كــون المهــر مضــمونا على الزوج إلى أن يسلمه إلى الزوجة، ولكن جهة الضمان مختلفة، فــإن من المال ما يضمن ضــمان معاوضــة كــالمبيع في يــد البــائع والثمن في يد المشتري قبل التسليم، ومنه ما يضمن ضمان يد كالمستعار المضمون والمقبوض بالسوم، وفي النكاح شــبه من األمــرين، فمن

،(1)وآتــوهن أجــورهنحيث إنه عوض كما يظهــر من قولــه تعــالى: وقــولهم: زوجتــك بكــذا كقولــه: بعتــك بكــذا، وألنهــا تتمكن من ردهــب بالعيب فتحبس نفسها لتستوفيه، وهما من أحكام األعواض يناس القول األول، ومن حيث جواز إخالء النكاح عنه وعدم انفساخ النكاح بتلفه وال برده وال يسقط بمنعها نفسها إلى موتها ويدخل عليه اسم

يناســب (2)وآتــوا النســاء صــدقاتهن نحلةالنحلة، كما قــال تعــالى: القول الثاني، والمعروف من مذهب األصــحاب هــو الثــاني. ويتفــرعــل على الوجهين مسائل كثيرة، منها ما ذكره هنا من تلف المهــر قب تسليمه إلى الزوجة، فعلى المشهور بين األصــحاب يكــون مضــمونا

على الزوج بالمثل

. 24 النساء: اآلية ( سورة?)1. 4 النساء: اآلية ( سورة?)2

274

Page 275: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أو القيمة كغيره من األموال المضمونة ضمان اليد، وعلى األول يجب مهر المثل كما لو تلف أحــد العوضــين في الــبيع قبــل القبض، فإن الـبيع ينفسـخ ويجب مثــل المــبيع أو قيمتــه، وال سـبيل هنــا إلى فساد أصل النكاح، ألن الصداق ليس ركنا فيه كما مــر، وقــد أطلــقــوا األصحاب هنا ضمان المهر التالف بمثله أو قيمته من غير أن ينقل

وجوب مهر المثل قوال أو وجها(، انتهى كالم المسالك. أقــول: الظــاهر أنــه ضــمان يــد، ألنــه العــرفي الــذي لم يغــيره الشارع، وألن واقع المبادلة إنما هــو بين الرجــل والمــرأة، ولــذا قــد يعطي الرجل للمرأة المهر وقد يكــون بــالعكس وقــد ال يكــون مهــرــل ــر على الرج ــارع المه ــل الش ــا جع ــراف، وإنم ــف األع في مختلــدير ــو الم ــة وه ــه النفق ــده الطالق وعلي ــه القيم وبي ــى كون مقتض

والمسؤول عن العائلة. حيث إن الشــارع الحــظ عــدم جعــل القيمومــة ألحــدهما وذلــك يوجب الفوضى، أو جعلهــا لهمــا وذلــك أكــثر فوضــى، أو جعلهــا بيــد المـرأة وهي عاطفيــة ال تصــلح لكونهــا مــديرة، فجعلهــا بيــد الرجــل

وال نريــد وأوجب عليه أمورا تبعا لــذلك، فــإن ســيد القــوم خــادمهم، االســتدالل بــذلك، وإنمــا نريــد االســتيناس، نعم مــا ذكرنــاه أوال هــو

الدليل. ولذا قــال في الجــواهر: )أمــا كونهــا ضــمان يــد فهــو المعــروف عنــدنا، بـل لم أجـد األول قــوال ألحـد من أصـحابنا، وإنمـا هـو لبعض العامة، إذ لوكــان ضــمان معاوضــة القتضــى تبعيض العقــد، ضــرورة عدم انفساخه بتلفه الذي هو ليس بأولى من عدمــه من أول األمــر، وإنما ينفسخ بالنسبة إليه خاصــة وهــو تبعيض للعقــد من غــير دليــل

شرعي، فليس هو حينئذ إال ضمان معاوضة(.

275

Page 276: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وفي الكفاية: )المشهور بين األصحاب أن ضمان المهــر ضــمان يد ال ضمان معاوضة، فلــو تلــف قبــل تســليمه كــان عليــه المثــل أوــا القيمة، وعلى الثاني كان عليه مهر المثل، وقد أطلق األصحاب هن ضمان المهر التالف بالمثل أو القيمة من غير أن ينقلوا وجوب مهــر

المثل قوال أو وجها(. ــه ــه بمثل وفي مناهج المتقين: )لو تلف قبل القبض كان ضامنا لــتندا إلى إن كان مثليا، وبقيمته إن كان قيميا، إن لم يكن التلف مس

فعل الزوجة وإال لم تستحق شيئا، بل كان ذلك منها قبضا له(.إلى غير ذلك من عباراتهم.

ثم على ما ذكرناه، لو تلف المهر قبل تسليمه بفعل المرأة فعالــف موجبا للضمان برئ، وكان اإلتالف منها كالقبض، وإنما قيدناه بتل موجب للضمان ألنه ربما يتلف بما ال يوجب الضمان، كمــا إذا كــانت مغرورة بتغرير الزوج لها، مثال إذا أهدى إليها المهــر بعنــوان الهديــة

، أوالمغرور يرجع إلى من غروهي ال تعلم أنه مهر، وذلك لقاعدة كانت صغيرة أو مجنونة إذا قلنا بعدم الضمان في إتالفهمــا، أو كــان هناك ملجئ بما يرفع الضمان عن الملجأ )بالفتح(، أو ما أشبه ذلك. نعم لو كــانت مضــطرة أو مكرهــة كــان عليهــا الضــمان، منتهى

األمر أن المرجع األخير المكره )بالكسر(. وأما إذا كان التلف بفعل األجنبي فهي مخــيرة بين الرجــوع إلى األجنبي أو الزوج، وإن كان لو رجعت على الزوج رجــع هــو بــه على

وغيرها. من أتلف مال الغيراألجنبي لقاعدة وإن كان التلــف بفعــل الــزوج أو بغــير فعــل أحــد، كمــا إذا كــان بسبب ريح أو حيوان أو ما أشبه، كان الزوج ضامنا له بمثله إن كان

مثليا، وبقيمته إن كان قيميا. وقد ذكرنا في كتاب الغصب أن مقتضى القاعدة اعتبــار القيمــة

وقت التسليم،

276

Page 277: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ألن الشيء بعينه ينتقل إلى الذمة، وإنمــا يبــدل إلى القيمــة فيوقت فراغ الذمة وهو وقت التسليم.

وبذلك يظهـر وجــه النظــر فيمـا ذكــره الشـرائع من قولـه: بــأنالضمان بالقيمة وقت التلف، وقد نسبه إلى المشهور.

قال في الجواهر: )ألنه وقت االنتقال إليها، وأما القــول بضــمان أعلى القيم من حين العقد إلى حين التلف، أو من حين المطالبة بهإن كانت إليه، فقد عرفت فساده في نظائر المسألة في محالها(.

وقد ذكرنا تفصيله في كتاب الغصب. ومنه يعرف وجه النظر في قول المسالك أيضا، حيث قال: )إن القول بضمانه يوم التلف ليس هو المشهور، وإن كان هو المنصـور، بل المشهور خالفه، وسيأتي في الغصب نقــل المصــنف عن األكــثر ضمان المغصوب بقيمته يوم الغصب ال يوم التلف، فيناســبه القــول هنا بضمان قيمته يــوم العقــد، لكن ال قائــل بــه هنــا معلومــا، وكيــف كان، فاعتبار يوم التلف ليس هو القــول المشــهور وال محــل توقــف من المصنف، فإن اقتصاره على نسبته إلى القول يؤذن بتوقف فيه أو تمريض، وإنما المراد ما ذكرناه سابقا من حكم ضمان القيمــة أو

. (1)المثل ال مهر المثل، فإنه محل البحث واإلشكال(ــال: ــاهج المتقين، حيث ق ــول من ــر في ق ــه النظ ــا يعلم وج كم )والمدار في القيمة على القيمة يوم التلف إال أن تكون قــد طالبتــه بالمهر وقصــر في اإلقبــاض مــع تمكنــه منــه فــأعلى القيم من يــوم

المطالبة إلى يوم التلف(. كمــا ال يعــرف وجــه لتوقــف الكفايــة في المســألة، حيث قــال: )على تقــدير الضــمان بالقيمــة فقيــل المعتــبر القيمــة وقت التلــف، وقيل يعتبر أعلى القيم من حين العقد إلى حين التلف خصوصــا مــع

مطالبتها بالتسليم ومنعها(.

.190 ص8األفهام: ج ( مسالك?)1277

Page 278: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وقال في المبسوط: )إنه مــع المطالبــة يلزمــه األعلى من حينالمطالبة إلى وقت التلف وال أعرف في المسألة نصا(.

نعم ذكرنا في كتاب الغصب أنه إذا تضرر المالك بسبب التأخيربما أوجب ضرره، فالضرر على من ضره.

ثم إن االختالف في اعتبــار أيــة قيمــة إنمــا هــو فيمــا إذا تبــدلت القيمة السوقية، أمــا إذا كــان االختالف من جهــة الزيــادة والنقيصــةــزلت، فال ــرا ثم ه ــتي جعلت مه ــأن ســمنت الشــاة ال في العين، ك

إشكال في ضمان السمن لقاعدة اليد وغيرها. وإذا ســـقطت العين عن القيمـــة، كمـــا إذا كـــانت ثلجـــا وذهب الصــيف، أو كــان دينــارا ورقيــا فســقط لتبــدل الحكومــة، فهــو كمــا

ذكرناه في كتاب الغصب، لوحدة الدليل في المقامين. قال في الشرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )ولــو وجــدت بــه عيبــا سابقا كان لهــا رده بــالعيب والرجــوع إلى قيمتــه، بنــاء على ضــمانــإذا لم اليد، ولها إمساكه باألرش بأن العقد إنما وقع على السليم، فــروه بال خالف ــذا ذك تجده كذلك أخذت عوض الفائت وهو األرش، ك

فيه(. والظاهر أنه كما ذكروه، ألنه العــرفي الــذي لم يغــيره الشــارع، من غير فرق بين المهر وغيره، وإنما المهر هو صــغرى من الكــبرى

الكلية. أما إشكال الجواهر على المشهور بقوله:

)قــد يشــكل أوال: باقتضــاء رده فســخ العقــد بالنسـبة إليــه وهــوتبعيض محتاج إلى الدليل.

ــد وثانيا: إن مقتضى ذلك الرجوع إلى مهر المثل، ضرورة أنه بع رده يكون العقد خاليا عن المهر، والرجوع إلى القيمــة إنمــا هــو في الواجب بالعقد التالف في يد الزوج، بل قد يشكل األرش أيضــا وإن

ثبت في المبيع بدليل خاص،

278

Page 279: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

مضافا إلى أنه جزء من الثمن مقابل الجزء الفــائت من المــبيع، فالمتجه مالحظته هنا بالنسبة إلى مهر المثل، نحو ما سمعته سابقا فيما لو أمهرها بعبــدين فبــان حريــة أحــدهما، وبالجملــة إثبــات هــذا الحكم الذي هو الخيار بين الرد وأخذ القيمــة، وبين اإلمســاك وأخــذــون األرش بغير دليل مشكل، لعدم وفاء القواعد به، اللهم إال أن يك

إجماعا(. ــا ــتي لم يرده ــة ال ــا عــرفت من العرفي ــه: باإلضــافة إلى م ففي الشــارع، فينصــب إطالق الشــارع عليهــا، إنــه مقتضــى إطالق بعض

العلل في باب البيع. فعن داود بن فرقد، قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن رجل اشترى جارية مدركة فلم تحض عنده حتى مضى ســتة أشــهر

إن كان مثلها تحيض ولم يكن ذلك من كــبروليس بها حمل، فقال: .(1)فهذا عيب ترد منه

فإن قوله: )فهذا عيب تــرد منــه( كــالكبرى الكليــة طبــق اإلمــام )عليه السالم( الصغرى الشخصية عليهــا، ممــا يســتفاد منــه أن كــل عيب يوجب الرد، سواء في الــبيع أو اإلجــارة أو الــرهن أو المهــر أو

غير ذلك. بل قد عرفت أن ذلك مقتضــى األصــل أيضــا في بــاب الزوجــة، وإنما خصه الشارع ببعض العيوب ممــا لــو لم يخصــه الشــارع لقلنــا

بالرد من كل عيب. وإن قيل بعدم إطالق مثله بما يشــمل المقــام نقــول: بأنــه ممــا يستأنس منه بال شك، باإلضافة إلى أنه ال يقتضــي رده فســخ العقــد بالنســبة لمــا تقــدم من أن المهــر ليس ركنــا وال الرجــوع إلى مهــر

المثل حيث إن ما تراضيا عليه هو المسمى، فإذا لم

. 1ح العيوب أحكام أبواب من3 الباب413 ص12( الوسائل: ج?)1279

Page 280: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

يمكن عينه وصلت النوبة إلى بدله للمناط في أمثاله، باإلضــافةإلى ما عرفت من العرفية.

وأما األرش فيؤيــده باإلضــافة إلى مــا تقــدم، مــا ورد في الــبيع، فإنه ،(1)يشتريها بأغلى ثمنبضميمة قوله )عليه الصالة والسالم(:

ال أقل من االستيناس للحكم المذكور بذلك مما يؤيد العرفية. فعن حماد بن عيسى، قال: سمعت أبا عبد الله )عليــه الســالم(

كــان القضــاء األوليقول: قال علي بن الحسين )عليهما الســالم(: في الرجل إذا اشــترى األمــة فوطأهــا ثم ظهــر على عيب أن الــبيع

.(2)الزم وله أرش العيب خصوصا إذا قلنا بأن له )أرش العيب( كبرى كلية، فقد تكرر في

الروايات هذه العبارة أو مثلها. ثم إن الشرائع قال ممزوجا مــع الجــواهر: )وأمــا لــو عــاب بعــد العقـــد، قيـــل والقائـــل الشـــيخ في محكي الخالف وموضـــع من المبسوط والقاضي في محكي المهــذب: كــان لــه الخيــار أيضــا في أخذه مع األرش لكونه مضمونا عليه ضمان يد، أو أخــذ القيمــة بعــد رده، ألن العقد وقع عليه سليما، فإذا تعيب كــان لــه رده، ولــو قيــل ليس لها القيمة ألصالة لــزوم ملكهــا لــه، وإنمــا عليــه عينــه وأرشــه لكونه مضمونا ضمان يد كــان حســنا، بــل في القواعــد إنــه األقــرب

وهو كذلك(. ــا إذا لم يكن أقول: البد أن يراد بالعيب المضمون على الزوج م بامتناع الزوجة عن القبض مع حق الزوج في إقباضه إياهــا ولم يكن بقــاؤه في يــد الــزوج برضــى منهــا ولم يكن التغيب بواســطة نفس

الزوجة مما يوجب هدر مال نفسها،

. 1 ح36 الباب59 ص14( الوسائل: ج?)1. 1ح العيوب أحكام أبواب من4 الباب415 ص12( الوسائل: ج?)2

280

Page 281: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

سواء كان مباشرة منهـا أو بتسـبيب، وإال لم يكن مضــمونا علىالزوج.

أما األول: فألصالة عــدم الضــمان بعــد عــدم شــمول دليــل )من أتلف( ونحوه له، حيث إن المنصرف من أدلــة الضــمان مــا إذا كــان

بقاؤه بسبب من بيده ال بسبب من له المال. وأما الثاني: فألنه حينئذ أمين، وليس عليه ضمان بدون التفريط

والتعدي نصا وإجماعا. وأما الثالث: فلما تقدم حيث إنها المتلفة فال يضمن غيرها.

والظاهر أن لها الخيار حينئذ بين الرد وأخذ بدله مثال أو قيمــة أو على، ومن أتلف مال الغــير فهــو لــه ضــامناألرش، وذلك لدليل

وغيرهما كالعرفية المتقدمة، وكل ذلك دليل على كالاليد ما أخذتالتبديل واألرش.

وقد ذكرنا في كتاب الغصــب أن الشــخص لــو عيب مــال غــيره حق له أن يأخذ منه بدله مع إعطــاء المعيب لــه، كمــا حــق لــه أخــذ األرش، إذ كثيرا ما ال يريد اإلنسان المعيب ولو مــع األرش، كمــا إذا كان يريد الشاة لجمع قمامة داره أو اللحم الطري إلطعام ضــيوفه، فإلزامه بأخذ الشاة المذبوحة مع أرشــها أو اللحم العفن مــع أرشــه

. ال ضررفيما إذا ذبحها الغاصب أو أوجب نتنه، ضرر يمنعه دليل وعليه فمقتضــى القاعــدة مــا اختــاره الشــيخ، ال المنســوب إلىالمشهور، كما ال وجه لتوقف صاحبي الحدائق والكفاية في الحكم. ــون ثم إنه ظهر من الحكم في العيب الحكم في التلف، وهنا يك المعيار المثل أو القيمة ال مهر المثــل لمــا عــرفت، ويمكن أن يؤيــدــواهر، ذلك بالنبوي المنجبر بعمل األصحاب كافة، كما في تجارة الج

كل مبيع تلف حيث قال )صلى الله عليه وآله(:

281

Page 282: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)قبل قبضه فهومن مال بايعه والمعتضد بخبر عقبة بن خالد، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في رجل اشترى متاعا من رجل وأوجبه غير أنه تــرك المتــاع عنــده ولم يقبضه، قال: آتيك غدا إن شــاء اللــه، فســرق المتــاع، من مــال

من مال صــاحب المتــاع الــذي هــو في بيتــه حــتىمن يكون، قال: يقبض المتاع ويخرجه من بيته، فإذا أخرجه من بيته فالمبتاع ضــامن

، فتأمل.(2)لحقه حتى يرد ماله إليه ومما تقدم ظهر حال تلف بعض المهــر أو تعيب بعضــه، كمــا أن من التلف والتعيب مصادرة الظالم له أو حجــره عليــه، وقــد ألمعنــا

إلى مثل ذلك في كتاب الغصب. ثم الظاهر أن غبن كل واحد من الزوجين في قدر المهــر بمــا ال يتغابن به، بأن جعــل األكــثر مهــرا جهال، أو قبلت األقــل جهال يــوجب خيار الغبن للمغبون، للعرفية واألدلة العامــة الــتي اســتدلوا بهــا في باب خيار الغبن في البيع ونحوه، مثل النصــوص المــذكورة في كتب الفتاوى واألحــاديث كالوســائل وغيرهــا من قولــه )صــلى اللــه عليــه

غبن المــؤمنكمــا في أحــدها، و (3)غبن المسترسل سحتوآله(: (5)ال يغبن المسترســل فــإن غبنــه ال يحلكمــا في آخــر، و (4)حرام

كما في خبر ثالث. ــان، ــا ورد عن النهي عن تلقي الركب ــاط فيم باإلضــافة إلى المن

مثل ما عن الغنية:

. 1 ح8 الباب437 ص2( المستدرك: ج?)1. 1 ح10 الباب358 ص12( الوسائل: ج?)2. 1ح الخيار أبواب من17 الباب363 ص12( الوسائل: ج?)3. 3 ح9 الباب293 ص12( الوسائل: ج?)4. 7ح التجارة من2 الباب285 ص12( الوسائل: ج?)5

282

Page 283: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فــإن، وقــال: (1)نهى )صلى الله عليــه وآلــه( عن تلقي الركبــانــديثتلقى متلق فصاحب السلعة بالخيار إذا دخل السوق ، ومثل ح

الضرار على ما استدل بــه الشــيخ وغــيره في بــاب الغبن وإن كــانبعض االستدالالت المذكورة محل نظر.

ثم ال يبعد أن يكون اختالط المهــر بغــيره بحيث ال يتمــيز يــوجب خيار الزوجة بين الفسخ للمهــر والرجــوع إلى مثلــه أو قيمتــه، وبين قبولها له فيكون شريكا مع صاحب المال لعين مــا ذكــروه في بــاب

البيع. ــد قال الشرائع في كتاب اإلجارة: )إذا اختلط المبيع بغيره في ي البائع اختالطا ال يتمــيز، فــإن دفــع الجميــع إلى المشــتري جــاز، وإن امتنع البائع قيل ينفسخ البيع لتعــذر التســليم، وعنــدي أن المشــتري بالخيار إن شاء فسخ وإن شاء كان شريكا للبائع كما إذا اختلطا بعد

القبض(. ــيله في ــاك فال داعي إلى تفص ــذكورة هن ــألة م وحيث إن المس المقام، فــإن البــابين من أصــل واحــد، وإن لم أر من تعــرض لخيــار

الغبن ولهذه المسألة في باب المهر.

. 1ح التجارة أبواب من36 الباب326 ص12( الوسائل: ج?)1283

Page 284: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قــال في الشــرائع: )ولهــا أن تمتنــع من تســليم(:ــ 8)مسألة نفسها حتى تقبض مهرها(.

أقول: استدلوا لذلك بأمور: األول: االتفاق المحكي عن كشف اللثام وغيره.

الثـاني: إن النكــاح المـذكور فيــه المهـر من العقـود المعاوضـية كالبيع وغيره، حيث إنه ثبت هناك أن لكــل من الــبيعين االمتنــاع من تســليم مــا عنــده حــتى يقبض العــوض، ألن ذلــك هــو معــنى الوفــاء بالعقد الالزم بحكم العرف والشرع، أن يعطي كل واحــد منهمــا مــا عنده في قبــال أن يأخــذ مـا عنــد صـاحبه، فإنهــا التزمــا وتعهــدا فيــا ــة بين العوضــين، وتســليط كــل منهم ــة المالي ــد على المبادل العق صاحبه على ما عنده من أحد العوضين في قبال تسليط اآلخــر إيــاهــه ــاب النكــاح أن ــده من العــوض اآلخــر، وقــد ورد في ب على مــا عن

.(1))يشتريها بأغلى ثمن( فعن محمــد بن ســنان، عن الرضــا )عليــه الســالم(، في حــديث

علــة المهــر ووجوبــهالعلل التي كتب بها إليه في جــواب مســائله: ــاء أن يعطين أزواجهن، ألن على ــال وال يجب على النسـ على الرجـ الرجل مؤنة المــرأة، ألن المــرأة بائعــة نفســها والرجــل مشــتر، وال يكون البيع إال بثمن وال الشــراء بغــير إعطــاء الثمن، مــع أن النســاء

.(2)محظورات عن التعامل والمتجر مع علل كثيرة الثالث: خبر زرعة، عن سماعة، سأله )عليه الســالم( عن رجــل تزوج جارية أو تمتــع بهــا ثم جعلتــه في حــل من صــداقها، يجــوز أن

نعم إذ جعلتــه في حــل فقــديدخل بها قبل أن يعطيها شــيئا، قــال: .(3)قبضته منه

. 1 ح36 الباب59 ص14( الوسائل: ج?)1. 9ح المهور أبواب من11 الباب23 ص15( الوسائل: ج?)2. 2ح المهور أبواب من41 الباب50 ص15( الوسائل: ج?)3

284

Page 285: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وحيث إن هــذا الحكم من جهــة مراعــاة حقهــا ال إطالق للروايــةــل القبض، فال يقــال: إن ــدخول قب حــتى يشــمل صــورة رضــاها بال مقتضى إطالق الرواية هو عدم جواز الــدخول بهــا قبــل القبض ولــو مع عدم امتناعها، وهو مخــالف لإلجمــاع قطعــا، حــتى أنــه لــو ســلم

اإلطالق لهذه الصورة يجب رفع اليد عنها بالضرورة واإلجماع. ــة على جــواز الــدخول ــات الدال هــذا باإلضــافة إلى بعض الرواي بدون إعطاء المهر، مثل ما رواه حماد بن عثمان، عن أبي عبد اللــه

من تزوج امرأة وال يجعل في نفسه أن يعطيها)عليه السالم( قال: مما يدل على أنه إذا جعل في نفســه أن يعطيهــا ،(1)مهرها فهو زنا

مهرها كان حالال. منومثله ما رواه الصدوق، قال: قال الصادق )عليه الســالم(:

.(2)تزوج امرأة ولم ينو أن يوفيها صداقها فهو عند الله زانــروطوما رواه عن أمير المؤمنين )عليه السالم(: إن أحق الش

، مما يدل على جواز الــوطي(3)أن يوفى به ما استحللتم به الفروج مع النية إذا توفر رضاها.

ــال: قلت ألبي الحســن ــد بن أبي نصــر، ق ــد بن محم وعن أحمــدخل )عليه السالم(: الرجل يتزوج المرأة على الصداق المعلــوم في

يقدم إليها ما قل أو كثر، إال أن يكون لهبها قبل أن يعطيها، فقال: .(4)وفاء من عرض إن حدث أدى عنه فال بأس

وعن عبد الحميد بن عواض، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــهالسالم( عن الرجل

. 3ح المهور أبواب من11 الباب22 ص15( الوسائل: ج?)1. 6ح المهور أبواب من11 الباب22 ص15( الوسائل: ج?)2. 7ح المهور أبواب من11 الباب22 ص15( الوسائل: ج?)3. 1ح المهور أبواب من8 الباب13 ص15( الوسائل: ج?)4

285

Page 286: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

اليتزوج المرأة فال يكون عنــده مــا يعطيهــا فيــدخل بهــا، قــال: .(1)بأس إنما هو دين عليه لها

ــه ــه )علي ــد الل ــال: قلت ألبي عب ــد الطــائي، ق ــد الحمي وعن عب نعم يكونالسالم(: أتزوج المرأة وأدخل بها وال أعطيها شيئا، قال:

.(2)دينا عليك وعن عبد الحميــد بن عــواض، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــهــدها من ــا ولم أنق ــا أيصــلح لي أن أواقعه الســالم(: المــرأة أتزوجه

.(3)نعم إنما هو دين عليكمهرها شيئا، قال: إلى غيرها من الروايات الدالة على جواز الدخول بــدون المهــر، فال يمكن االستدالل برواية زرعة لعدم جواز الدخول بها قبل القبض

ولو مع عدم امتناعها. الرابع: األدلة العامة كالحرج والعسر والضــرر والظلم عليهــا إن لم يكن لها االمتناع، إذ هو مثــل أن يقــال ألحــد الطــرفين في الــبيعــا واإلجارة ونحوهما: أعط ما عندك لغيرك بدون أن يعطيك غيرك م

عنده. ومنــه كمــا من غــيره يعلم أنــه ليس لهــا أن تمتنــع من الــدخول فقط، وإنما لها أن تمتنع من كــل أنــواع المباشــرة حــتى المالمســة والقبلة وما أشبه، وإن ذكر الفقهاء الدخول فقط باعتبــار أن البضــع في قبال المهر إال أن ظاهر )يشتريها بأغلى ثمن( ونحوه أن المهــر

في قبال الكل. الخامس: الروايات المستفيضــة الدالــة على عــدم الــدخول بهــا قبل إعطائها شيئا، مثل ما رواه أبو بصير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

إذا تــزوج الرجــل المــرأة فال يحــل لــه فرجهــا حــتىالسالم(، قال: .(4)يسوق إليها شيئا درهما فما فوقه أو هدية من سويق أو غيره

. 2ح المهور أبواب من8 الباب14 ص15( الوسائل: ج?)1. 9ح المهور أبواب من8 الباب16 ص15( الوسائل: ج?)2. 10ح المهور أبواب من8 الباب16 ص15( الوسائل: ج?)3. 1ح المهور أبواب من 7 الباب12 ص15( الوسائل: ج?)4

286

Page 287: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ورواية عبيــد بن زرارة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في ينظرالنصراني يتزوج النصرانية على خمر وخنزير ثم أسلما، قال:

.(1)قيمة الخنازير والخمر ويرسل به إليها ثم يدخل عليها ورواية الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في المــرأة

إنمـا كـان هـذا للنـبيتهب نفسها للرجل ينكحها بغير مهـر، فقـال: )صلى الله عليه وآله(، وأما لغيره فال يصلح هذا حتى يعوضــها شــيئا

، وقــال:يقدم إليها قبل أن يدخل بها، قل أو كثر ولو ثــوب أو درهميجزي الدرهم(2).

ورواية أحمد بن محمد بن أبي نصــر، قــال: ســألت أبــا الحســن إن أبــا جعفــر)عليه السالم( عن رجل تزوج امرأة بنســيئة، فقــال:

)عليه السالم( تــزوج امــرأة بنســيئة، ثم قــال ألبي عبــد اللــه )عليــه السالم(: يا بني ليس عندي من صــداقها شــيء أعطيهــا إيــاه أدخــل

.(3)عليها فأعطني كساك هذا فأعطيها إياه فأعطاها ثم دخل عليهاإلى غيرها من الروايات الكثيرة التي هي بهذا المضمون.

لكن ال يخفى ما في بعض األدلة المــذكورة، خصوصــا الروايــات األخيرة حيث إنها محمولــة على الكراهــة أو االســتحباب في إعطــاء

الشيء قبل الدخول، ويدل عليه جملة من الروايات: مثل ما عن بريد العجلي، عن أبي جعفر )عليــه الســالم(، قــال: سألته عن رجل تزوج امرأة على أن يعلمها ســورة من كتــاب اللــه،

فقال: ، قلت:ما أحب أن يدخل حتى يعلمها السورة ويعطيها شيئاال بأس بذلك إذا أيجوز أن يعطيها تمرا أو زبيبا، قال:

. 3ح المهور أبواب من7 الباب 13 ص15( الوسائل: ج?)1. 4ح المهور أبواب من7 الباب13 ص15( الوسائل: ج?)2. 5ح المهور أبواب من7 الباب13 ص15( الوسائل: ج?)3

287

Page 288: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)رضيت به كائنا ما كان هذا باإلضافة إلى جملة من المؤيــدات المــذكورة في الروايــات

مما يدل على أنه ال يحق له التسلم قبل تسليم المهر: مثل ما رواه الفضيل، عن أبي جعفر )عليه الســالم(، في رجــل تــزوج امــرأة فــدخل بهــا فأولــدها ثم مــات عنهــا فــادعت شــيئا من صــداقها على ورثــة زوجهــا فجــاءت تطلبــه منهم وتطلب المــيراث،

أمــا المــيراث فلهــا أن تطلبــه، وأمــاقــال: فقــال )عليــه الســالم(: ــذي ــو ال الصداق فإن الذي أخذت من الزوج قبل أن يدخل عليها فه حل للزوج به فرجها قليال كــان أو كثــيرا إذا هي قبضــته منــه وقبلتــه

.(2)ودخلت عليه فال شيء لها بعد ذلك تــزوج أبــووخبر أبي بصير، عن أبي جعفر )عليه السالم(، قال:

ــا ــألقى عليه جعفر )عليه السالم( امرأة فراودها فأراد أن يجامعها ف ، قلت: أرأيت إذا أوفى مهرها أله أن يرتجع الكســاء،كساه ثم أتاها

.(3)ال إنما استحل به فرجهاقال: إلى غيرها من الروايات.

هذا ولكن شارح النــافع وتبعــه الحــدائق أشــكال على المشــهور،ــذي ــألة على نص، وال ــذه المس ــف في ه ــا لم نق ــال األول: )إن فق يقتضيه النظر فيها أن تســليم الزوجــة لنفســها حــق عليهــا وتســليم المهــر إليهــا حــق عليــه فيجب على كــل منهمــا إرســال الحــق إلىــق مستحقه، وإذا أخل أحدهما بالواجب عصى وال يسقط بعصيانه ح اآلخر، فإن تم اإلجماع على أن لهـا االمتنــاع من تسـليم نفسـها إلى أن تقبض المهر كمــا ذكــره األكــثر، أو إلى أن يحصــل التقــابض من

الطرفين فال كالم، وإال وجب المصير إلى ما ذكرناه(.

. 2ح المهور أبواب من7 الباب12 ص15( الوسائل: ج?)1. 13ح المهور أبواب من8 الباب17 ص15( الوسائل: ج?)2. 1ح المهور أبواب من33 الباب43 ص15( الوسائل: ج?)3

288

Page 289: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم قال الحدائق بعد نقله له: )وهو جيد وجيه وإنــه نعم مــا قــالفهو أصح من أقوال المشهور(.

وفيه: ما عرفت من ثبــوت حــق االمتنــاع لكــل منهمــا بمقتضــى المعاوضة الثابتــة بينهمــا عرفــا وشــرعا، فال يحــق ألحــدهما التســلم

بدون التسليم. ثم إن المسالك قال:

)إن الزوجة إن كانت كاملة صالحة لالستمتاع ولم يكن قد دخل بها الزوج والمهر حــال وهــو مصــر فلهــا االمتنــاع من التمكين حــتى تقبض مهرها بتمامه اتفاقا، ال بمعـنى وجـوب ابتـداء الـزوج بتسـليم المهر أوال، بل إما بذلك أو بتقابضهما معا، بــأن يــؤمر الــزوج بوضــع الصداق في يد من يتفقان عليه أو يـد عـدل وتـؤمر بـالتمكين، فـإذا

تمكنت سلم العدل الصداق إليها. وهذا في الحقيقة في معنى إقباض المهــر أوال إال أن مــا يخافــه الــزوج من فواتــه بوصــوله إليهــا يســتدرك بوضــعه على يــد العــدل، فيصير في معنى التقابض معا، حيث إن القابض نائب عنهمــا، وإنمــا اعتبر ذلك لما تقرر أن في النكــاح معــنى المعاوضــة، وأن لكــل من المتعاوضين االمتناع من اإلقباض حتى يقبض اآلخر، وطريق الجمــع

ما ذكر.وفي المسألة وجهان آخران:

أحدهما: إنه يجــبر الــزوج على تســليم الصــداق أوال، فــإذا ســلم ســلمت نفســها، والفــرق بينهمــا أن فــائت المــال يســتدرك وفــائت

البضع ال يستدرك. والثــاني: إنــه ال يجــبر واحــد منهمــا، ولكن إذا بــادر أحــدهما إلى

التسليم أجبر اآلخر على تسليم ما عنده.ــه يحصــل ــه من الجمــع بين الحقين، وب وأصــحها األول، لمــا فيــنزاع الجواب عن الوجه الثاني، وفي الثالث إنه قد يؤدي إلى بقاء البعدم بداءة أحدهما وال بد من نصب طريق شرعي يحسم مادته(.

289

Page 290: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

لكن فيه: إن مقتضى المعاوضة التقابض، وليس أحــد الطــرفين الوطي، بل تسليم المرأة نفسها للزوج فيمكن التسـالم بــأن تسـلم

نفسها إليه في حال تسلمها المهر من الزوج. ــر أوال إلى وبذلك يظهر وجه النظر في جبر الزوج بتســليم المه العدل، وفي جبر الزوج بتسليمه، إليها، وقوله: إن فائت البضــع إلخ، وجه اعتباري ال يمكن االعتماد عليه في األحكام الشرعية في عــدم جبر واحد منهما، إذ ليس الكالم في ما إذا لم يريــدا التقــابض، فــإن الحق حيث ال يعدوهما ال بأس بذلك، فــإذا رضــيا بعــدم التســالم فال إشكال، وإنما الكالم فيما إذا أرادا، لكن االمتناع كان من جهة عــدم

استعداد كل واحد تقديم تسليمه على تسلمه. ومنه يظهر وجــه النظــر فيمــا ذكــره الجــواهر بعــد أن نقــل عن المســالك وكشــف اللثــام إيــداع المهــر من يثقــان بــه فــإذا وطأهــا قبضــته، قــال: )قلت: هــو مــع أن الوضــع في يــد العــدل حكم علىــا الزوج ال دليل على وجوب امتثاله، بناء على ثبوت الحق لكل منهم بمقتضى المعاوضة، وإن وجهه في المسالك بأنــه طريــق جمــع بين الحقين. وعليــه ال ينحصــر األمــر في ذلــك، إذ الطــرق متعــددة، قــد يشكل بظهور الفتــاوى كالعبــارة ونحوهــا باســتحقاق المــرأة تســلم المهر أوال خصوصا مع اعتبار ذلك في النكاح، والنصوص الدالة على عدم الدخول بها حتى يقدم لهــا ولــو شــيئا، ومــا ســمعته ســابقا في نكاح المتعة الذي ال فرق بينــه وبين المقــام بالنســبة إلى ذلــك على

الظاهر، بل هو المأثور والسنة في النكاح. ومن هنا احتمل في المســالك وكشــف اللثــام أنــه يجــبر الــزوج

على التسليم،

290

Page 291: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ألن فائت المال يستدرك دون البضع(. إلى أن قال: )فاالحتمال األول متجه، وإن لم يكن فيه جمــع بين الحقين، لعــدم حــق للرجــل في الفــرض بنــاء على مــا عــرفت، وال استبعاد في اختصاص النكاح بذلك الذي هو ليس معاوضــة حقيقيــة،

ويكفي في مشابهته لها في طرف واحد(. إذ أن الجواهر سلم بنظر المسالك وكشف اللثــام باإليــداع عنــد أمين، وقد عرفت وجه النظر فيه، كما قد عرفت اإلشكال في داللة النصوص الدالة على عدم الدخول بها حتى يقدم لها ولو شيئا، حيث قد تقدم أنهــا محمولــة على االســتحباب، أو أن تركــه محمــول على الكراهة، وفرق بين المتعة والدوام بــأن المتعــة إجــارة، وقــد ذكرنــا فيما سبق أنه يحق للرجــل أن يقســط المهــر في المتعــة لهــا شــيئا

فشيئا حتى إذا خالفت لم يحتج إلى االسترجاع. ثم إن المسالك قال: )وهل يختلف ذلك بإعسار الزوج ويساره، األكــثرون على عدمــه وهــو الــذي يقتضــيه القاعــدة، ألن عجــز أحــد المتعاوضــين ال يســقط حــق اآلخــر ممــا يثبت لــه، ويظهــر من ابن إدريس أنه ليس لها االمتناع مع اإلعســار لمنــع المطالبــة، ويضــعف بما ذكرناه، فإن منع المطالبة ال يقتضي وجوب التســليم قبــل قبض العوض، لكن يختلف الحال حينئذ، فإنــه مــع يسـاره ومطالبتهـا يــأثمــذلت ــها إذا ب ــلم نفس ــة وإن لم تس ــتحق النفق ــالمنع وتس ــزوج ب ال التمكين بشرط تسليم المهــر، ألن المنـع حينئــذ بحــق فال يقـدح في

التمكين، وأما مع إعساره فال إثم عليه بالتأخير(. وفي الكفاية وافق ابن إدريس، قــال: )المشــهور بين األصــحاب أن الزوج إذا كان معسرا كان حكمه كالموسر فللزوجة االمتناع من تسليمها بــدون المهــر، خالفــا البن إدريس حيث ذهب إلى أنــه ليس

لها االمتناع مع إعسار الزوج، ولعله

291

Page 292: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

األقرب، ومع يسار الزوج ومطالبتها يأثم الزوج بالمنع وتســتحقــليم ــرط تس ــذلت التمكين بش ــها إذا ب ــلم نفس ــة، وإن لم تس النفق

المهر، وأما مع إعساره فال إثم عليه بالتأخير(. وعلى أي حال، فما ذكره المشهور هــو مقتضــى القاعــدة، لكن الحائري استثنى صــورة فقــال: )نعم لــو كــان إعســاره ســابقا على العقد وكــانت هي عالمــة بــذلك وأنــه ال يصــير موســرا للتــالي كــان إقدامها على العقد مع ذلك كاشفا عن إســقاطها لحــق االمتنــاع، وال يلزم من إســقاطها لــه التنــاقض في العقــد كي يلــزم فســاد المهــر رأسا، ألن المعاوضــة وإن كــانت مقتضــية لثبــوت حــق االمتنــاع لهــا عرفا إال أن اقتضاءها له ليس على نحو العلية التامة، بــل على نحــو االقتضاء القابل ألن يمنع عنه مانع، ولذا يصح اشتراط ســقوطه في ضمن العقد، اللهم إال أن يقال: إن مع إعساره قبــل العقــد وعلمهــا بذلك وأنه ال يصير موسرا للتالي ال يتمشى منهما القصد الجدي إلى إرادة معــنى المهــر المــذكور في العقــد، فيكــون فاســدا من هــذه

الجهة(، إلى آخر كالمه. أقول: ال فرق في اقتضاء المعاملة التســالم بحيث لــولم يســلم أحدهما ال حق له في التسليم، بين علم أحدهما بأن اآلخــر ال يتمكن من التسليم وبين جهله، بل ال يضــر بــذلك علمهمــا معــا، ألن فائــدةــان الزواج ال تنحصر في المقاربة ونحوها، فإذا كانا في سجنين يعلم بعدم االتصال بينهما وعدم حصولهما على المهر والنفقة صح العقد. ولعل فيما ذكره الشيخ التستري في كتابه )فوائد المشاهد( منعقد اإلمام الحسين لقاسم )عليهما الصالة والسالم( ما يؤيد ذلك.

292

Page 293: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ومن الواضح أن العقد إطالقه يقتضي التســالم ال أصــله، فليس عدم التسالم خالفا لمقتضى أصل العقد، وكثيرا ما يريدان العقــد ال لداعي االستفراش ونحــوه، بــل بــدواعي أخــر، وإطالق أدلــة العقــد

يقتضي الصحة مطلقا. وقول الحائري: اللهم إلخ، أخص من المــدعى، إلمكــان تحصــيل المهر من بيت المال أو المتبرعين أو بقائه دينا عليــه تحســبه عليــه خمسا أو زكاة أو ما أشبه، أو تأخذه من تركته بعده موتـه، إلى غـير

ذلك. ثم قال المسالك: )وفي اســتحقاقها النفقــة حينئــذ وجهــان، من انتفاء التمكين، إذ هو متعلق بأمر ممتنع عادة، وهــو الــذي جــزم بــه الشهيد في شرح اإلرشاد، ومن أن المنع بحق كالموسر الشتراكهما في بــذل التمكين بشــرط تسـليم المهــر، وامتنــاع التسـليم عــادة ال دخل له في الفرق مع جواز االجتماع باالقتراض ونحوه وهذا متجه(.

واختار الثاني الجواهر أيضا. ثم إن الحائري فصل في المســألة، قــال: )هــذا بنــاء على كــون ــا التمكين شرطا الستحقاق النفقة، وأما بناء على كون النشوز مانع فــالحق أنــه ال فــرق بين الصــورتين بعــدم اســتحقاقها لهــا، لصــدق النشوز الذي هو بمعنى الخــروج عن اإلطاعــة بمجــرد امتناعهــا عن تسليم نفسها ولو كان بحق، ولــذا ال تســتحق لهــا فيمــا امتنعت من تسليم نفسها لمكان صغرها مع أن امتناعها عنه يكون بحق، وكذا ال تستحق لها لو خرجت عن بيت زوجها بدون إذن منه لحفــظ نفســها

مع أن خروجها يكون بحق(. وفيه نظــر، فــإن إطالق األدلــة تــدل على وجــوب النفقــة إال أن يكون الخروج على غير حق، أو يكــون الكــف بغــير حــق، ولــذا تجب

نفقة الحائض والنفساء

293

Page 294: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

والمريضة التي يضرها الوقاع ونحــوه فتمتنــع عنــه، والمســافرةسفرا واجبا إلى الحج، إلى غير ذلك من األمثلة.

فعن الســكوني، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: قــال أيما امرأة خرجت من بيتها بغيررسول الله )صلى الله عليه وآله(: .(1)إذن زوجها فال نفقة لها حتى ترجع

فإن المنصرف فيما إذا كان إذن زوجها مجوزا لخروجها، أمــا إذاــواجب ــزوج لوجــوب الخــروج وســفر الحج ال لم يكن شــأن إلذن ال

لم يكن موضوعال طاعة لمخلوق في معصية الخالقونحوه حيث إلذن الزوج.

وعن الحسن بن علي بن شــعبة، في كتــاب تحــف العقــول، عن إن لنسائكمالنبي )صلى الله عليه وآله( أنه قال في خطبة الوداع:

عليكم حقا، ولكم عليهن حقــا، حقكم عليهن أن ال يــوطئن فرشــكم وال يدخلن بيوتكم أحدا تكرهونــه إال بــإذنكم، وأن ال يــأتين بفاحشــة،ــروهن في ــلوهن وتهج ــد أذن لكم أن تعض ــه ق ــإن الل ــإن فعلن ف فــإذا انتهين وأطعنكم فعليكم المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح، ف

.(2)رزقهن وكسوتهن بالمعروف فإن الظاهر من هذا الحــديث أيضــا أنهــا إذا كــانت عاصــية ال إذا كانت مطيعة لله سبحانه وتعــالى في فعلهــا، كمــا إذا أدخلت الــبيت

الطبيب اضطرارا شرعيا مما جوزه الشارع مثال. وعن دعائم اإلسالم، قال: روينا عن جعفر بن محمــد، عن أبيــه،

إن رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه(عن آبائه )عليهم السالم(: ــال: لهن عليكم رزقهن ــاء فق ــذكر النس ــوداع ف ــة ال خطب في حج

.(3)وكسوتهن بالمعروفإلى غيرها من الروايات.

. 1ح النفقات أبواب من6 الباب23 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح النفقات أبواب من6 الباب23 ص15( الوسائل: ج?)2. 1ح النفقات أبواب من1 الباب635 ص2( المستدرك: ج?)3

294

Page 295: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ولذا قال في الشرائع ممزوجا مــع الجــواهر في بــاب النفقــات: )ولو كــانت مريضــة أو قرنــاء أو رتقــاء لم تســقط النفقــة بال خالف أجده فيه، بــل وفي كــل مــا امتنــع االســتمتاع فيــه لعــذر شــرعي أو عقلي، لألصــل وعمــوم أدلــة اإلنفــاق، وإمكــان االســتمتاع بمــا دون الوطي قبال، وظهور العذر فيه، فإسقاط النفقــة حينئــذ بــه من غــيرــزم المعاشرة بالمعروف، وألنه إن لم تجب النفقة مع دوام عذرها ل دوام الزوجية بال نفقة وهو ضرر عظيم، وأيام المرض كأيام الحيض في ظهور العذر وتوقع الــزوال ورضــاه لمــا تــزوج، فــإن اإلنســان ال ينفك عنه دائما، فاستثناؤها ال ينــافي تماميــة التمكين، خصوصــا مــع علمه وإقدامه على التزويج بمن يتعذر االستمتاع بها بالوطي، فكأنه أسقط حقه من التمكين من الوطي، ورضي بما عداه فهــو التمكين

التام في حقه، إلى غير ذلك مما ذكروه في المقام. ــانت ضــئيلة وفيما لو اتفق الزوج عظيم اآللة وهي ضعيفة، أو ك وهــو غيــل يضــر وطــؤه بهــا، وإن لم يكن عظيم اآللــة بالنســبة إلى غــيره، من أنــه إذا كــان الحــال كــذلك منــع من وطئهــا ولم تســقط

.(1)النفقة وكانت كالرتقاء( إلى آخر كالمهما ممــا ســيأتي إن شــاء اللــه تعــالى تفصــيله في

باب النفقات. ثم قـال المسـالك: )وال فـرق مـع عـدم الـدخول بين كونهـا قـد مكنت منه فلم يقع، وعدمه فلها العود إلى االمتناع بعد التمكين إلى أن تقبض المهر، ويعود الحكم إلى ما كــان قبلــه، لمــا تقــرر من أن

القبض ال يتحقق في النكاح بدون الوطي(. وهوكما ذكره فتعليق الجواهر عليه بقوله: )قلت: قــد يقــال: إن ذلــك منهــا إســقاط لحقهــا وليس في األدلــة تعليــق الحكم على

الوطي(.

.312 ص31الكالم: ج ( جواهر?)1295

Page 296: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

محــل نظــر، ألنــه أخص من المــدعى، إذ ربمــا يكــون التســليم إسقاطا، وربما ال يكــون إســقاطا وإنمــا تريــد االســتمتاع الوقــتي ثم

ترجع إلى االمتناع. ومنه يظهر عدم وجه تردد الحائري في المسألة، حيث قال: )لو مكنت الزوج من الوطي ولم يطأها فهل لها العودة إلى االمتناع بعد التمكين حــتى تقبض المهــر أو ال، وجهــان، من أن القبض ال يتحقــق في النكاح إال بالوطي، ومن أن تمكينها من الــوطي مــع عــدم قبض المهر كاشف عن إســقاطها لحقهــا، إذ ليس مقتضــى المعاوضــة إالــليم تسليم أحد العوضين بإزاء تسلم اآلخر، وجواز االمتناع عن التس قبل التسلم، فــإذا ســلمت نفســها بــالتمكين من الــدخول مــع عــدم تســلمها المهــر يكشــف تســليمها عن إســقاطها لحــق االمتنــاع من

قبلها(. ــات، أمــا والحاصل: إن الكالم في مقام الثبوت ال في مقام اإلثب مقــام الكشــف وعــدم الكشــف فهــو من المقــام الثــاني دون األول

المفروض فيه الكالم. ومما ذكــر يعــرف أن لهــا الحــق في االمتنــاع ولــو بعــد الــدخول مكررا إذا لم تسقط حقهــا، بخالف مــا إذا أســقطت حيث ليس لهــا

ذلك بعد اإلسقاط. وعليه فاألقوال الثالثة المذكورة في المسالك محل تأمل، قال: )وجميع هذا البحث على تقدير عــدم الـدخول، وأمــا بعـده فهـل لهـااالمتناع إذا أرادته حتى تقبض المهر كما كان لها ذلك قبله، قوالن:

أحدهما: العدم، وهو الذي اختاره المصنف وجماعة المتــأخرين، ومن المتقدمين الشــيخ في الخالف والمرتضــى وأبــو الصــالح، وهــو األقــوى، عمال بمقتضــى القواعــد الســابقة، فــإن المهــر قــد اســتقرــالوطي وقــد حصــل تســليمها نفســها برضــاها، ولمــا تســلم أحــد ب

المتعاوضين الذي قبله باختياره لم يكن له بعد ذلك حبسه.

296

Page 297: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ومن حكم بما ذكرناه من االحتمــال في المقدمــة الرابعــة جــوزــد، امتناعها بعد الدخول أيضا لعدم التقابض ولم يخالف باقي القواع وهــو خــيرة الشــيخ في النهايــة والمبســوط، وقبلــه المفيــد وبعــده

القاضي. وفرق ابن حمـزة بين تسـليمها نفسـها اختيــارا أو إكراهـا فحكم بسقوط حقها من االمتناع في األول دون الثاني، وهو مبني على مــا

ذكر في المقدمة السابقة، وفي قوله قوة. ومراده بالمقدمة الرابعة ما ذكره سابقا أن الــوطي في النكــاح هو القبض، إذ البضع ال يدخل تحت اليد، وإن كانت الزوجة أمــة، ألن ملك الرقبة لغير مالك االستمتاع، ولهذا ال يجب عليه عــوض البضــع بالغصب مالم يطــأ، ويحتمــل كــون الــوطي ليس قبضــا تامــا كقبض المبيع، ألن المعتــبر منــه قبض مجمــوع العــوض الواقــع في مقابلــة اآلخر، والواقع في مقابلة المهر ليس هو الــوطي مــرة واحــدة، بــلــه متجــددة، مجموع من الجانبين، فيبقى حق قبضه مــا دامت منفعت

بخالف ما يمكن قبضه جملة كالمهر والمبيع(. وعلى ما ذكرناه يحق لها أن تمتنع مع الوطي مرة وتمنح نفسهاــازة، أخرى، وهكذا بالنسبة إلى مختلف االستمتاعات لها المنع واإلج

وإن كانت المسألة بعد بحاجة إلى التأمل. أمــا قــول الحــائري بعــدم حقهــا في االمتنــاع بعــد الــدخول، ألن تمكينها منه قبل تسلم المهر كاشف عن إسقاطها لحق امتناعها وال

دليل على عوده. فقد عرفت أنه أخص من المدعى فال يمكن االعتماد عليه كليا. كما أن قوله بعد ذلك: ومن المعلــوم أن الزوجيــة ليســت قابلــة للتجزية، وهي بتسليم نفسها سلمت زوجيتها إليه وسقط بتســليمها

حقها فال موجب لعوده،

297

Page 298: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

بحاجة إلى دليل. ثم لو دخل بهــا بــإكراه منــه أو من غــيره قبــل أن يســلم المهــر

إليها، فال إشكال في استقرار المهر بذلك. ال يقال: دليل رفع اإلكراه يوجب رفع المهر.

ألنه يقال: إنما هو لمراعاة حال المكره )بالفتح( فال يجري فيمــاــافع كان جريانه مضرا بحاله ونافعا بحال المكره )بالكسر(، أو غير ن

بحال أحد. ومما تقدم يعرف حال ما إذا كان الوطي باضــطرار منهــا، حيث

إن لها الحق في االمتناع بعد ذلك، كما أن ذلك ال يسقط مهرها.ــا أما إذا كان بإلجاء، كما إذا وطأها قهرا عليها، أو في حال نومه

أو ما أشبه، فاألمر أظهر. ثم الوطي وإن كان حراما من الزوج إلكراهها أو نحوه، إال أنه ال

يوجب حد الزنا، بل هو كوطي الحيض ونحوه يوجب التعزير. وهل للمكــره الخــارجي )بالكســر( إعطــاء المهــر ألنــه المفــوتلحقها، ال يبعد ذلك فيما إذا لم يؤده الزوج وكان يؤديه لو امتنعت.

ومما تقدم يعلم حال ما إذا غرها الزوج أو غيره. وربما يتوهم أن رفع االضطرار يوجب عدم المهر، وفيه ما تقدم من رفع اإلكــراه، بــل هنــا أولى، فهــو كمــا إذا اضــطر إلى بيــع دارهــوجب أن ال ألجل دواء ولده، حيث إن كون رفع االضطرار لالمتنان ي رفع حيث ال منة، بل كان الرفع خالف المنة، فإن بطالن البيع خالف المنة كما هو واضح، وكذلك في الطالق والنكاح اإلضــطراريين، إلى

غير ذلك من سائر المعامالت. وقد أشار إلى بعض فروع اإلكراه الحائري، قال: )لــو دخــل بهــا

وهي كارهة

298

Page 299: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قبل أن يسلم المهر إليها فال إشكال في استقرار المهر به، ألن دليل رفع ما استكرهوا عليه، إنما هو لمراعاة حال المكره )بــالفتح(ــه ونافعــا بحــال المكــره ــه مضــرا بحال فال يجــري فيمــا كــان جريان )بالكسر(، كما ال إشكال في عدم استحقاقها النفقة به، لعدم صدق

التمكين مع اإلكراه(. ــق لكن في األخير ما تقدم من اإلشكال من أن عدم تمكينها بح ال يوجب إسقاط نفقتها، مما دل عليه النص والفتوى على ما ألمعنـا

إليه سابقا، وسيأتي في باب النفقات أيضا. ثم قال الحائري: )كما ال إشكال أيضا في أن لهــا االمتنــاع بعــده حتى تقبض المهر، وأن االمتناع حق اقتضته المعاوضة من غير تقييد بحال دون حــال، نعم خرجنــا عن مقتضــاها فيمــا دخــل بهــا قبــل أنــقاطها يسلم المهر برضاها، من جهة أن رضاها بذلك كشف عن إس لحقها، ولم يدل دليل على سقوط حقهــا بــالوطي مطلقــا ولــو كـان

بغير رضاها، وعلى تقديره فهو محكوم بأدلة نفي اإلكراه(. والفرع األول هو مقتضى القاعدة.

أما الفرع الثاني فقــد تقــدم أن لهــا الحــق في الرضــا في وقت دون وقت، وحال دون حال، وأما الرضا في الجملــة فليس إســقاطا

للحق بالكلية، فالدليل أخص من المدعى. ولو اختلفا في الرضا وعدمه، فاألصــل مــع عــدم رضــاها، نعم ال يوجب ذلك تعزير الرجل إال إذا ثبت شــرعا عــدم الرضــا منهــا ببينــة

ونحوها، وذلك ألن الحدود تدرء بالشبهات. وحيث إن حق االمتناع لها ال لــه، فـإذا أســقطت حقهـا كــان لهـا

واجب الدخول

299

Page 300: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

كل أربعة أشهر مــرة على المشــهور، لكنــا ذكرنــا أن الحــق في إشباعها بما يسمى إمساكا بمعروف، كمــا لهــا واجب القســم وغــير

ذلك من شؤون الزوجية. ثم إنــك حيث عــرفت أن المهــر في قبــال التســليم ال خصــوص الوطي، فإن شرطت في العقد عدم الدخول كــان تســليمها نفســها إليــه لســائر االســتمتاعات في قبــال المهــر، فال يتــوهم أنــه حيث ال دخول ال يجب تسليم المهر في قبال تسليمها نفسها، وكذلك الحال فيمــا إذا لم يمكن الــدخول لجب فيــه أو نحــوه، أو لمــرض فيهــا أو

نحوه. ثم إن الدخول ال فرق فيــه بين القبــل والــدبر، كمــا ســيأتي في أحكام الطالق قبل الدخول وبعده إن شاء الله تعالى، ألن الدبر أحد

المأتيين. كما ال فــرق بين كــون الــدخول بــإكراه أو اضــطرار أو تغريــر أو جهل منها بحقها عدم الدخول أو إلجاء أو في حالة نوم أو مــا أشــبه

في استحقاقها تمام المهر. واحتمال عدم االستحقاق إال للنصــف إذا كــان دخولــه بهــا بجــبر منها ونحوه، حيث إن دليل اإلكراه يجعل دخوله كال دخــول، ال يخفى ما فيه، إذ الدخول حكم وضعي ال يرفع أثره باإلكراه، ولــذا كــان لــه العــدة وحــرمت بنتهــا لكونهــا ربيبــة أم مــدخول بهــا، وغيرذلــك من محرمات المصــاهرة التابعــة للــدخول، ويكــون فيــه الغســل، ومنيــه

نجس، نعم ال حد على المكره للنص والفتوى. ويــدل على مـــا ذكرنـــا إطالق متـــواتر الروايـــات في مختلــف

األبواب: مثل ما عن أبي بصير، عن أبي عبد اللـه )عليــه السـالم(، قــال:

إذا طلق الرجــل امرأتــه قبــل أن يــدخل بهــا فقــد بــانت وتــزوج إن شاءت من ساعتها، وإن كان فرض لها مهرا

300

Page 301: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)فلها نصف المهر، وإن لم يكن فرض لها مهرا فليمتعهاــق وعن الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في رجــل طل

عليه نصف المهر إن كان فرض لهاامرأته قبل أن يدخل بها، قال: شيئا، وإن لم يكن فرض لها فليمتعها على نحو ما يمتع به مثلها من

.(2)النساء إذا طلــقوعن الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قــال:

إلى أن قــال:الرجل امرأته قبــل أن يــدخل بهــا فليس عليهــا عــدةوإن كان فرض لها مهرا فنصف ما فرض(3).

وعن عبيد بن زرارة، قال: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( إن هلكت أو هلــك أوعن رجل تزوج امرأة ولم يــدخل بهــا، فقــال:

.(4)طلقها فلها النصف، وعليها العدة كاملة ولها الميراثإلى غيرها مما علق الحكم على الدخول إيجابا ونفيا.

وقد عرفت أن دليل اإلكراه ال يرد على تلــك األدلــة، وإن كــانتالمسألة في بعض فروعها محتاجة إلى التأمل والتتبع.

ومنه يعلم وجــوه النظــر في كالم الحــائري، ننقلــه لمــا فيــه منالفوائد، قال في المقام:

)ولو انعكس األمر، بأن دخل بها قبل أن يسلم المهر إليهــا وهــو كاره بأن أجبرته على الدخول، فإن قلنا بأن المرأة ال تملــك بالعقــد إال نصف المهر ونصفه اآلخــر تملكــه بالــدخول، أو قلنــا بأنهــا تملــك تمامــه بالعقــد ملكيــة متزلزلــة وتســتقر ملكيتــه لهــا بالــدخول، فال

إشكال في أن هذا الدخول حيث يكون عن إكراه ال

. 1ح المهور أبواب من51 الباب61 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور أبواب من51 الباب61 ص15( الوسائل: ج?)2. 3ح المهور أبواب من51 الباب61 ص15( الوسائل: ج?)3. 4ح المهور أبواب من51 الباب250 ص15( الوسائل: ج?)4

301

Page 302: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

يكون مؤثرا ال في تمليك المهر وال في استقراره. وإن قلنا بأنها تملك بالعقد تمــام المهــر ملكــا مســتقرا، وإنمــا يكــون الطالق قبــل الــدخول موجبــا لعــود نصــفه إليــه، فقــد يتــوهم أنــه لــو طلقهــا بعــد الــدخول بهــا كرهــا فحيث إن الــدخول عن إكــراه يكــون كال دخــول،

فيكون هذا الطالق كالواقع قبل الدخول فيكون منصفا للمهر. ــة األحكــام وفيه: إن دليل رفع اإلكراه حيث يكون ناظرا إلى أدل الواقعية، فيـدل على أن العنـاوين الـتي تكـون لهـا أحكـام وآثـار إذاــار، ومن ــترتب عليهــا تلــك األحكــام واآلث صــارت مكرهــا عليهــا ال ي المعلوم أن الدخول بناء على القول بأن المهــر يملــك بالعقــد ملكــا مستقرا، والطالق قبل الدخول منصفا له، ال أثــر لــه كي يرفــع عنــه

ذلك األثر عند وقوعه عن إكراه. نعم حيث إن المنصف للمهر هـو الطالق قبــل الـدخول، فيكــون الــدخول مانعــا عن تحقــق موضــوع ذي أثــر، وليس هــذا من اآلثــار الشرعية كي يرفع عنه عند وقوعه عن إكــراه، مثال لــو قــال: أكــرم زيدا إن جاءك قبل مجيء عمرو، فليس لمجيء عمرو أثر إال المنــع عن تحقق الشرط لوجوب إكرام زيد، ومن المعلــوم أن هــذا المنــع ليس من اآلثار الشرعية لمجيء عمــرو كي يرتفــع عنــد مجيئــه عن إكــراه، فال ينتقض مــا نحن فيــه بــاإلكراه على التفريــق عن مجلس البيع حيث حكموا بأنـه ال يـوجب سـقوط خيـار المجلس بـدعوى أنــر الخيار من آثار االجتماع، وليس للتفريق أثر إال رفع موضوع ذي أث وهــو االجتمــاع، وذلــك ألن األثــر لم يــترتب في األدلــة على عنــوان

االجتماع، بل على عدم االفتراق، فاالفتراق جزء

302

Page 303: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

للموضوع ال أنه رافع لموضوع ذي أثر(. ثم إنه لو لم يتمكن الرجل من تسلم المــرأة لحبســه أو حبســها أو منع جــابر عن اجتماعهمــا أو مــا أشــبه فال حــق عليــه في تسـليم المهر لها لما تقدم من كونه مقتضى المعاوضة، كما هــو الحــال في كل معاملة ال يتمكن أحد الطرفين من تسليم بضاعته، حيث ال يحق

له طلب تسلم بضاعة طرفه. ومن ذلك يظهر وجــه مــا ذكــره المســالك، حيث قــال: )ولــو لمــزم تكن المرأة مهيئة لالستمتاع بأن كانت مريضة أو محبوسة لم يل تسليم الصداق، لما تقدم من اشتراط وجوبه عليه في التقابض من

الجانبين(. ومنه يظهر أنه ال يصح اإلشـكال على لــزوم دفـع الرجـل المهـر فيما لو كانت قد عقدها غير مهيئة لالســتمتاع بحجــة أن الرجــل هــو الذي أقدم على تعجيل حقهــا بعــد علمــه بــذلك، إذ أن اإلقــدام على

النكاح ليس إقداما على إعطاء الحق إال إذا تسلم الحق. وهل لها الحق في قبض المهــر إذا كــانت مســلمة نفســها، لكن الرجل ال يتسلمها حيث يخاف من عــدوى مرضــها إليــه أو من جــائر يمنعهــا عن اتصــال الــزوج بهــا ألنهــا ضــد الجــائر وهــو قــادر عليهــا، احتماالن، من أن مقتضى المعاوضه عدم التسليم إال بالتسلم، ومن

أنها مسلمة وإنما الرجل ال يتسلمها لمصلحة، والثاني أقرب. وأوضح منــه في وجــوب تســليمها المهــر مــا إذا كــان الرجــل ال يتسلمها لمرض فيه، أو منع جــائر لــه كــذلك، مالحظــة منــه حــتى ال

يعدي مرضه إليها أو ال يسبب لها مشكلة جائر أو ما أشبه ذلك. ومن ذلك يظهر وجه النظر فيما ذكره الحائري، حيث قال: )لــو

عقد المرأة

303

Page 304: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

غير مهيئة لالستمتاع، إمــا لعــدم صــالحيتها لــذلك كالصــغيرة، أو لوجود المانع كما إذا كانت مريضة أو محبوسة، ففي جــواز امتناعــه عن تســليم الصــداق وجهــان، من اشــتراط وجــوب التســليم عليــه بالتقابض من الجانبين المتعذر في المقام لعــدم إمكــان االســتمتاع،ــد ــا عن ــه إليه ــد، فيجب دفع ــا بالعق ــق ثبت له ــداق ح ومن أن الص مطالبتهــا، واقتضــاء المعاوضــة اشــتراط وجوبــه عليــه بالتقــابض ال يوجب جواز امتناعه بعد إقدامه على عقدها غير مهيئة الكاشف عن

إسقاط حقه، واألقوى هو األخير(. إذ فيه ما عرفت سابقا على كالمه أيضا من أن دليلــه أخص من المدعى، ألن اإلقدام على العقد ليس معنــاه إســقاط حقــه مطلقــا، بل ربما يسقط حقه وربما ال يسقط حقه، ثم قــد عــرفت أن الكالم

في مقام الثبوت ال في مقام اإلثبات. وكأن الحائري تبع المسالك فيما ذكــره حيث قــال: )ولــو كــانت صغيرة ال تصلح للجماع وطلب الولي المهــر، فهــل يلزمــه التســليم قبل كمالها، وجهان، من تعــذر التقــابض من الجــانبين لعــدم إمكــانــابت االستمتاع وهو خيرة الشيخ والمبسوط، ومن أن الصداق حق ث وقـد طلبــه المسـتحق فـوجب دفعـه إليـه، وعـدم قبض مقابلـه من العوض قد أقدم الزوج عليــه حيث عقــد عليهــا كــذلك، وأوجب على نفسه المال في الحال كــالعكس لــو كــان المهــر مــؤجال، وهــذا هــو

األقوى(. ــك الشــيخ، ونســبه إلى الفاضــل في ــع الجــواهر في ذل وقــد تب القواعد أيضا، وقال: )خالفــا للمحكي عن المبســوط والكــافي حيثــه مقتضــى ــد عــرفت أن ــذي ق ــدم وجــوب التســليم ال ــا إلى ع ذهب

القاعدة(. ومما تقدم يظهر النظر في إطالق المســالك أيضــا، حيث قــال: )ومحل اإلشكال ما لو لم تصلح لالستمتاع مطلقــا، أمــا لــو صــلحت

لغير الوطي فطلبها الزوج لذلك

304

Page 305: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــواز ففي وجوب إجابته وجهان، من تحقق الزوجية المقتضية لج االســتمتاع فال يســقط بعضــه بتعــذر بعض فيجب التســليم للممكن، ومن أن القصد الذاتي من االستمتاع الوطي والباقي تابع، فإذا تعذر المتبوع انتفى التابع، وإمساكها لغير ذلــك حضــانة والــزوج ليس أهال لهــا، وإنمــا هي حــق لألقــارب، وألنــه ال يــؤمن إذا خال بهــا أن يأتيهــا فيتضرر، وعلى هذا فلو بــذلت لــه لم يجب عليــه القبــول، ألن حقــه االستمتاع ولم يخلق فيها، ولو وجب للزمه نفقــة الحضــانة والتربيــة

وهو منتف هنا، وهذا أقوى وهو خيرة المبسوط(. إذ أدلته أخص من المدعى، ولــذا أشــكل عليــه الجــواهر بقولــه: )لكن قد يحتمل وجوب التسليم إن طلبهــا إلمكــان االســتمتاع بغــير الــوطي كالحــائض، خصوصــا في الكبــيرة المريضــة، نعم قــد يقــوى

المنع إذا لم يؤمن منه المواقعة( انتهى كالم الجواهر. لكن عــدم األمن من المواقعــة أيضــا أخص من المــدعى، حيث يمكن التســليم إمــام امــرأة أو مــا أشــبه للقبلــة والمالمســة بــدون المواقعة، بل هو أظهر فيما إذا لم يتمكن الرجل من المواقعة لجب

أو عنن أو مرض ال ينتشر بسببه عضوه أو نحوه. وعلى أي حال، فالمعيار التسلم في قبال التسليم، وإال لم يجب التسليم إال فيما دل الدليل على خروج فرع عن مقتضى المعاوضة. ثم إنه ظهر مما تقدم أنه لو امتنعت عن تسليم نفسها للــوطي، ألن في اجتهادها أو تقليدها أنهــا حــائض، أو في عــدة وطي الشــبهة

حيث جامعها المشتبه، أو

305

Page 306: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

هي اشتبهت في تقبل الوطي من األجنبي مثال، والــزوج ال يــرى أنها حائض أو في عدة وطي الشبهة اجتهادا أو تقليدا، حــق لــه منــع المهر عنها، ألن االمتناع عن تسليم نفسها يجعل الزوج في حل عن تسليم المهر، وإن كان االمتناع فيها لوجه شرعي بنظرها، ألن ذلــك

مقتضى المعاوضة. ــاد أو وكذلك حال العكس بأن امتنع الزوج عن بذل المهــر الجته تقليد، بينما تخالفه الزوجة اجتهادا أوتقليــدا بــأن تــرى أن لهــا الحــق في أخذ المهر، فإن لها والحال هذه أن تمتنع من تسليم نفسها ألنه

مقتضى المعاوضة. ولو اختلفا وراجعــا الحــاكم، وجب على المخــالف لـرأي الحــاكم قبول رأي الحاكم، وإن خالفه اجتهادا أو تقليدا، كما حقق في كتــاب القضاء، إال إذا علم بطالن رأي الحاكم قطعــا، فال يحــق اتباعــه ألنــه

طريقي. ــيرة والــزوج صــغيرا، ــا معــا صــغيرين أو كــانت كب ــه لوكان ثم إنــال ــذا ح ــولي، وك ــو ال ــا ه ــار في تســليمهما أو تســليمه إنم فالمعي

المجنونين، وحال كونه دونها مجنونا. ومنه يعرف وجه النظر في قول المسالك، حيث قال: )ولو كاناــع ــير م ــان في الكب ــه فالوجه ــر من ولي ــغيرين فطلب المه ــا ص معــتواؤهما الصغيرة، وأولى بعدم الوجوب لو قيل به ثم، وأجودهما اس فيه، ولو انعكس فكانت كبيرة والزوج صغيرا فالوجهان، واختــار في المبسوط عدم وجوب تسليم المهر في الجميع كما ال تجب النفقــة، محتجا بأن االستمتاع غير ممكن، وهــو يتم في النفقــة ال في المهــر

لما قررناه، بل قد عرفت الكالم في النفقة أيضا(. ــا ــع تهيئهـ ــة مـ ــو منعت الزوجـ ــد: ولـ ثم إن في محكي القواعـ

لالستمتاع من

306

Page 307: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

التمكين ال للتسليم أي تسليم المهر إليها، ففي وجوب التســليم ــا ــرف وجه ــائال: )ال أع ــواهر ق ــكاله الج ــكل على إش ــكال، وأش إش لإلشــكال بعــد البنــاء على اقتضــاء المعاوضــة التقــابض المفــروضــا يجب إذا امتنعت من ــر إنمـ ــليم المهـ ــام، وتسـ ــاؤه في المقـ انتفـ التسليم لتتسلمه فإنه االمتنــاع المشــروع، فــإذا امتنعت لغــيره ولم تبذل نفسها فلم تستحق عليه المهر وصــدق االمتنــاع من التســليم، وإن لم يكن ألجل التسليم ال يوجب تســليم المهــر عليــه( وهــو كمــا

ذكره. ــوطي، ومنه يعرف حال ما إذا امتنعت عن تسليم نفسها لغير الــائر ــها لس ــلم نفس ــا ال تس ــا، لكنه ــزوج له ــوطي ال ــأت ل ــأن تهي ب االستمتاعات في كل بــدنها أو في جــزء من بــدنها، كمــا لــو امتنعت عن لعبه بثديها مثال إلى غير ذلك، إذ الظاهر لزوم أن يكون التسليمــع كامال، ومع عدم التسليم الكامل ال حق لها في التسلم، كما إذا منــاع عن ــه االمتن البائع المشتري عن تسليمه الدار كاملة حيث يحق ل

تسليم الثمن، وبالعكس، ألنه مقتضى المعاوضة. وكذا حال العكس بأن أمتنع الرجل عن تسليم كل المهر الحال،

فإن لها أن ال تسلم نفسها إال بتسليمه لكل المهر. ولو سلمها المهر فسلمت نفسها ثم ظهر أنه مغصوب حــق لهــا االنفصال منه، ألنـه لم يسـلم إليهــا المهـر، وكـذلك إذا ســلم المهــر فســلمت ثم ظهــر أنــه محجــور عليــه فيمــا ســلم إليهــا، ألن الملــك

المحجور كال ملك من جهة عدم صحة تسليمه. ولو سلم ما فيه الشفعة فأخذه الشفيع حق لها االنفصــال أيضــا لما عرفت، أما إذا لم يأخذ الشفيع فال حــق لهــا في االنفصــال، ألن

تسليم المهر كامل. ولو وطئت بعد العقد شبهة كفى في وجوب تسليمه المهــر لهــا تسليمها نفسها وإن لم يتمكن من وطيها ألنها في عدة الشبهة، لما تقدم من أن المعيار ليس مــا يحــرم شــرعا فحالهــا حــال الحــائض،

حيث إن تسليمها لنفسها يوجب تسليم الرجل المهر

307

Page 308: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

لهــا وإن لم يتمكن وطيهــا، بــل وكــذلك إن لم يتمكن من ســائراالستمتاعات، كما إذا كانت في حالة اإلحرام أو االعتكاف.

ثم إن الجواهر قــال: )ولــو دفــع الصــداق فــامتنعت من التمكين أجبرت عليه إن لم يكن لها عذر، لوجود المقتضــي لوجوبــه وانتفــاء المانع، وفي القواعد: ليس له االسترداد، ولعلــه ألنــه حــق لهــا فهــو كالدين المؤجل إذا تبرع المديون بتعجيل أدائه، قلت: قد يقــال بنــاء على ما ســمعته منــا من وجــوب تســليم المهــر على الــزوج أوال لــه االسترداد، فإنه يدفعه دفعا مراعى بسالمة العوض له، فــإذا امتنعت

من التمكين استرد(. وهو وإن كان تاما، لكنه ال يبنى على ما ذكره من وجوب تسليم المهر على الزوج أوال، بل هو كذلك إذا قلنا بوجوب التسالم بينهمــا، كما دل عليه النص والفتوى على ما تقــدم، فــإذا ســلمها المهــر ولم تسلم نفسها استرد المهر، كما أنها لو سلمت نفسها أوال ولم يسلم الزوج المهر لها حق لها االمتناع، وإن كان بعـد الـدخول كمـا تقـدم،

وسيأتي الكالم فيه عند تعرض الشرائع له. ثم إن المحكي عن القواعد أنه قال: إنه إذا سلم الصداق فعليه أن يمهلها مدة استعدادها بالتنظيف واالستحداد، والمراد باالستحداد إزالــة الشــعر بالحديــد أو غــيره، مــأخوذا من الحــديث المــروي عن

امهلــوا كي تمشــط الشــعثة وتســتحدالنبي )صلى الله عليه وآله(: خالفا للمحكي عن التحريــر، فإنــه اســتقرب عــدم وجــوب ،المغيبة

اإلمهال لألصل السالم عن المعارض. وقربــه الجــواهر قــائال: )ال يخفى مــا في أصــل الحكم لإلمهــال،

ضرورة عدم صالحية

308

Page 309: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

مثل ذلك دليال، ودعــوى أن بنــاء اســتحقاقه تســليمها على ذلــك واضحة المنع، لمنافاتها جميع ما دل على تسلط الزوج على الزوجة

كتابا وسنة(. ــه مقتضــى لكن مقتضــى القاعــدة هــو مــا ذكــره القواعــد، فإنــه ــد الل ــابر بن عب ــا رواه ج ــده م ــا يؤي ــالمعروف، وربم اإلمســاك ب األنصاري، قال: نهى رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( أن يطــرق

.(1)الرجل أهله ليال إذا جاء من الغيبة حتى يؤذنهم وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:

يكره للرجل إذا قدم من سفره أن يطرق أهله ليال حتى يصبح(2). ثم إن المبسوط في محكي كالمه نص على اإلمهال ثالثــة أيــام، وعلى عدم إمهالها أكثر من ثالثة أيام إذا استمهلت، ألن الثالثة تسع إلصالح حالها، وفيه ما ال يخفى، ولعله أراد التمثيل بذلك وأن العبرة

بزمان تستعد فيه، وإال فلم نظفر على نص بذلك. وفي الجــواهر: )وال ريب في عــدم وجــوب إمهالهــا ألجــل تهيئــة الجهــاز وال ألجــل الحيض، إلمكــان االســتمتاع بغــير القبــل كمــا هــو

واضح(، وهو كما ذكره. ــبه ثم لو سلم الولي من ليست بكاملة لجنون أو صغر أو ما أش ولم يقبض المهر، فهل لها االمتناع بعد الكمال حتى تقبضه، الظــاهر ذلك، لما عرفت من أنه مقتضــى المعاوضــة، فقــول الكفايــة: )فيــه

وجهان، ولعل الترجيح لعدم االمتناع( محل نظر. كما أنه لو سلم ولي الصغير المهر ولم تسلم الكبيرة نفسها، أو كانت صغيرة وكبرت ولم تسلم، كان للمولى عليه إذا كبر استرجاع

المهر، وكذا الكالم في المجنون ونحوه.

. 2ح السفر آداب من56 الباب329 ص8( الوسائل: ج?)1. 1ح النكاح مقدمات أبواب من65 الباب93 ص14( الوسائل: ج?)2

309

Page 310: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع: )ويستحب تقليل المهر(.(: 9)مسألة وفي الجواهر: بال خالف، كما في المسالك.

ويدل عليه روايات متواترة، كما أن في روايات متــواتره كراهــةكثرة المهر.

ــه الســالم(، قــال: ــد اللــه )علي فعن خالــد بن نجيح، عن أبي عبتذاكروا الشوم عند أبي فقال )عليه السالم(: الشــوم في ثالث في

ــا وعقم ــثرة مهره ــرأة فك ــا شــؤم الم ــدر، فأم ــة وال ــرأة والداب الم .(1)رحمها

وعن ابن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبــد اللــه )عليــه السـالم( إن عليا )عليه الســالم( تــزوج فاطمــة )عليهــا الســالم( علىيقول:

.(2)جرد برد ودرع وفراش كان من إهاب كبش وعن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال:

من بركة المرأة خفــة مؤنتهــا وتيســير والدتهــا، ومن شــومها شــدة .(3)مؤنتها وتعسر والدتها

وعن ابن بكير، قال: سمعت أبا عبد الله )عليه الســالم( يقــول:زوج رسول الله )صلى الله عليه وآله( فاطمة )عليها السالم( على

.(4)درع حطمية تسوى ثالثين درهما وعن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللـه )عليــه الســالم(، قــال:

زوج رسول الله )صلى الله عليه وآله( فاطمة )عليها السالم( على ــوف إذا ــاب كبش يجعالن الصـ ــهما إهـ ــان فراشـ ــة وكـ درع حطميـ

.(5)اضطجعا تحت جنوبهما وعن أبي مريم األنصاري، عن أبي جعفر )عليــه السـالم(، قــال:

كان صداق فاطمة )عليها الســالم( جــرد بــرد حــبرة ودرع حطميــة .(6)وكان فراشها إهاب كبش يلقيانه ويفرشانه وينامان عليه

. 1ح المهور أبواب من 5 الباب9 ص15( الوسائل: ج?)1.2 المهور أبواب من5 الباب9 ص15( الوسائل: ج?)2.3 المهور أبواب من5 الباب9 ص15( الوسائل: ج?)3.4 المهور أبواب من5 الباب9 ص15( الوسائل: ج?)4.5 المهور أبواب من5 الباب9 ص15( الوسائل: ج?)5.6 المهور أبواب من5 الباب9 ص15( الوسائل: ج?)6

310

Page 311: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن عبــد اللــه بن ميمــون، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، الشــؤم في ثالثــةقال: قال رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:

أشياء: في المرأة والدابة والدار، فأما المــرأة فشــؤمها غالء مهرهــا وعسر والدتها، وأما الدابة فشؤمها كثرة علفها وســوء خلقهــا، وأمــا

من بركة المــرأة خفــة، وقال: الدار فشؤمها ضيقها وسوء جيرانها .(1)مؤنتها ويسر والدتها، ومن شؤمها شدة مؤنتها وتعسر والدتها

وفي رواية خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال:ــدار،تذاكرنا الشوم، فقال: الشوم في ثالثة، في المرأة والدابة وال

فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجهــا، وأمــا الدابــة فســوء خلقها ومنعها ظهرها، وأما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها وكــثرة

.(2)عيوبها وعن الطبرسي في مكارم األخالق، نقال عن نوادر الحكمة، عن

.(3)ال تغالوا بمهور النساء فتكون عداوةعلي )عليه السالم( قال: منوعن دعائم اإلســالم، عن علي )عليــه الســالم(، إنــه قــال:

.(4)يمن المرأة تيسير نكاحها وتيسير رحمهاــالم(: ــه الس ــال )علي ــونوق ــاء فتك ــور النس ــالوا في مه ال تغ

.(5)عداوة وعن الرضوي في المجازات النبوية، عن النبي )صلى الله عليه

ال تغالوا بمهور النساء فإنما هي سقيا الله ســبحانهوآله(، إنه قال: (6).

. 10ح المهور أبواب من5 الباب10 ص15( الوسائل: ج?)1. 11ح المهور أبواب من5 الباب10 ص15( الوسائل: ج?)2. 12ح المهور أبواب من5 الباب10 ص15( الوسائل: ج?)3.2ح المهور أبواب من5 الباب606 ص2( المستدرك: ج?)4.3ح المهور أبواب من5 الباب606 ص2( المستدرك: ج?)5.4ح المهور أبواب من5 الباب606 ص2( المستدرك: ج?)6

311

Page 312: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

كانوعن الحميري، عن جعفر، عن أبيه )عليهما السالم(، قال: فراش علي وفاطمة )عليهما السالم( حين دخلت عليه إهاب كبش

.(1)كان صداقها درعا من حديدإلى أن قال: ــال: وفي حديث الحوالء، عن النبي )صلى الله عليه وآله(، إنه ق

والذي بعثني بالحق نبيــا ورســوال مــا من امــرأة ثقلت على زوجهــا .(2)المهر إال ثقل الله عليها سالسل من نار جهنم

ــا روي والظاهر كراهة أن يشبه المهر في القلة أجرة البغي، لم عن الصــادق )عليــه الســالم(، عن آبائــه )عليهم الســالم(، عن علي

إني ألكــره أن يكــون المهــر أقــل من عشــرة)عليه السالم( قــال: .(3)دراهم ألن ال يشبه مهر البغي

وفي روايـة الجعفريـات، بسـند األئمـة إلى علي )عليهم الصـالة إني ألكره أن يكــون المهــر أقــل من عشــرة دراهموالسالم( قال:

.(4)لكي ال يشبه بمهر البغي وعن الشيخ المفيد في رسالة المتعة بعــد مــا نقــل عن الثــوري وأبي حنيفة: إن المهر ال يكــون أقــل من عشــرة دراهم، قــال: وهــو أشبه بالحق، لموافقته قول موالنا أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(:

ــر إني أكره أن يكون المهر أقل من عشرة دراهم لكي ال يشبه مه .(5)البغي

ثم قال الشرائع: )ويكره أن يتجاوز مهر السنة، وهــو خمســمائة درهم(، وذلك لمتــواتر الروايــات تقــدمت جملــة منهــا فال داعي إلى

تكرارها. وال يخفى أن الكراهة لكذا، واالستحباب لكذا، إنما هو باألصــالة،

فال ينافي

.5ح المهور أبواب من5 الباب606 ص2( المستدرك: ج?)1.6ح ذيل المهور أبواب من5 الباب606 ص2( المستدرك: ج?)2. 1ح المهور أبواب من6 الباب11 ص15( الوسائل: ج?)3. 1ح المهور أبواب من6 الباب606 ص2( المستدرك: ج?)4.2ح المهور أبواب من6 الباب606 ص2( المستدرك: ج?)5

312

Page 313: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ما يوجب شيئا آخر خالف ذلك، وعليه يحمل ما تقدم من تــزويج ، كمــا تقــدم من تــزويج رســول(1)الحسن )عليه السالم( بمائــة ألف

الله )صلى الله عليه وآله( بخاتم من حديد، إلى غير ذلك. وأما االختالف في قدر مهــر فاطمــة )عليهــا الســالم( من ثالثين

درهم إلى خمسمائة درهم، فهو محمول على اختالف الدراهم. ــه ومنه يظهر وجه خبر الحسين بن خالد، عن أبي الحســن )علي

أيما مؤمن خطب إلى أخيه حرمة فبــذل خمســمائة درهمالسالم(: فلم يزوجه فقد عقه واستحق من الله عز وجل أن ال يزوجه حــوراء

(2). والظاهر أن الكراهة بالنسبة إلى كــل األطــراف، ولــذا قــال في الجــواهر: )نعم في المســالك ظــاهره أن الكراهــة متعلقــة بــالمرأةــق ــا، ويمكن تعل ــاملة لهم ــنف ش ــارة المص ــالزوج، وعب ــا ال ب ووليهــه إن أســكنه النقصــان، وإال فال ــة علي ــه من حيث اإلعان ــة ب الكراه كراهة عليه، وقد تقــدم إمهـار الحسـن )عليــه السـالم( امـرأة مائـة

قلت: ظاهر الفتاوى الكراهة أيضا للزوج، بل هو المستفاد ،(3)جاريةمن التأمل في النصوص(.

أما حديث بكاء فاطمة )عليها الصــالة والسـالم( من قلــة المهــر فالظاهر أنها كانت تبكي لتعيير الناس لها، حيث ورد عن يعقوب بن

لما زوج رسول اللهشعيب، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: )صلى الله عليه وآله( عليا فاطمة )عليهما السالم( دخل عليها وهي تبكي، فقــال: مــا يبكيــك، فواللــه لــو كــان في أهلي خــير منــه لمــا

زوجتكه، وما أنا زوجته ولكن الله زوجه وأصدق

. 3ح المهور أبواب من9 الباب19 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور أبواب من4 الباب5 ص15( الوسائل: ج?)2. 3ح المهور أبواب من9 الباب19 ص15( الوسائل: ج?)3

313

Page 314: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)عنه الخمس ما دامت السماوات واألرض ــا خسيســا كما أن سؤال فاطمة )عليها السالم( عن جعل مهره

إنما كان للتعليم. فعن الحسن بن علي بن سليمان، عمن حدثه، عن أبي عبد الله

ــه)عليه السالم(، قال: إن فاطمة )عليها السالم( قالت لرسول الل زوجتني بالمهر الخسيس، فقال لها رســول)صلى الله عليه وآله(:

الله )صلى الله عليــه وآلــه(: مــا أنــا زوجتــك ولكن اللــه زوجــك من .(2)السماء وجعل مهرك خمس الدنيا ما دامت السماوات واألرض

ثم الظاهر أن جعل مهرها )عليها الســالم( الخمس )كــذا وكــذا( إنما هو اللتفاف الناس حولهم ليسترشدوا إلى الطريــق المســتقيم، مثل جعل أجر النبوة مودتهم، وإال فهي أغني من االحتياج إلى الدنيا

وما فيها، وال إربة لها في كل الدنيا فكيف بخمسها ونحوه. ــدخل قــال الشــرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )وكــذا يكــره أن ي

بالزوجة حتى يقدم مهرها أو شيئا منه أو غيره ولو هدية(. إذا تـزوج رجـللخبر أبي بصـير، عن الصـادق )عليـه السـالم(:

المرأة فال يحل له فرجها حتى يسوق إليها شيئا درهما فما فوقــه أو .(3)هدية من سويق أو غيره

وجه إليها قبل أن تدخلها مــاوفي الرضوي )عليه السالم( قال: ــوب أو دراهم أو ــثر من ث عليك أو بعضه من قبل أن تطأها قل أم ك

.(4)دنانير أو خادمــه الســالم( عن رجــل وعن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله )علي

التزوج امرأة أيحل له أن يـدخل بهـا قيــل أن يعطيهــا شـيئا، قـال: .(5)حتى يعطيها شيئا

. 7ح المهور أبواب من1 الباب1 ص15( الوسائل: ج?)1.8ح المهور أبواب من1 الباب1 ص15( الوسائل: ج?)2. 1ح المهور أبواب من7 الباب12 ص15( الوسائل: ج?)3. 1ح المهور أبواب من 7 الباب606 ص2( المستدرك: ج?)4. 69الرضا: ص ( فقه?)5

314

Page 315: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن بريد، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: ســألته عن رجــل مــا أحبتزوج امرأة على أن يعلمها سورة من كتاب اللــه، فقــال:

، قلت: ألــه أنأن يــدخل بهــا حــتى يعلمهــا الســورة يعطيهــا شــيئاال بأس بذلك إذا رضيت به كائنا ما كانيعطيها تمرا أو زبيبا، فقال:

(1). إلى غيرهــا من الروايــات المحمولــة على االســتحباب، أوكراهــة

الدخول بدون تقديم شيء. ويــدل عليــه باإلضــافة إلى وضــوح ذلــك عنــد المتشــرعة وأنــه

مقتضى القاعدة، متواتر الروايات: مثل ما رواه عبد الحميد بن عواض، قــال: ســألت أبــا عبـد اللـه )عليه السالم( عن الرجل يتزوج المرأة فال يكون عنــده مــا يعطيهــا

.(2)ال بأس إنما هو دين عليه لهافيدخل بها، قال: ــه ــه )علي ــد الل ــال: قلت ألبي عب ــد الطــائي، ق ــد الحمي وعن عب

نعم يكونالسالم(: أتزوج المرأة وأدخل بها وال أعطيها شيئا، قال: .(3)دينا عليك

وعن عبد الخالق، قال: سألت أبا عبـد اللـه )عليـه السـالم( عن هو دينالرجل يتزوج المرأة فيدخل بها قبل أن يعطيها شيئا، قال:

.(4)عليهــه الســالم( عن رجــل وعن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله )علي تــزوج امــرأة أيحــل لــه أن يــدخل بهــا قبــل أن يعطيهــا شــيئا، قــال:

نعم(5). إلى غيرها من الروايات.

. 1ح المهور أبواب من7 الباب12 ص15( الوسائل: ج?)1. 2 ح14 الباب15 ص15( الوسائل: ج?)2. 9 ح8 الباب16 ص15( الوسائل: ج?)3. 12 ح8 الباب16 ص15( الوسائل: ج?)4. 17ح المهور أبواب من8 الباب18 ص15( الوسائل: ج?)5

315

Page 316: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم ال يخفى أن مــا في متــواتر الروايــات من أن الــدخول يهــدم المهر، أو ال يحق للمرأة المطالبة به بعد ذلك أو ما أشــبه، يلــزم أن يحمل على ما ال ينافي هذه الروايات من التقيــة أو نحــو ذلــك، كمــا ألمع إليه الجواهر في الطــرف الثــالث في مســألة إذا دخــل الــزوج

قبل تسليم المهر. ومنه يظهر وجه النظر فيما ذكره الوافي في طريقة الجمع بين الروايات، حيث قال: )ويخطر بالبال أن يحمل مطلــق هــذه األخبــار على مقيــدها، أعــني يحمــل ســقوط مطلــق الصــداق على ســقوطــه العاجل منه، فإنهم كانوا يومئذ يجعلون بعض الصداق عاجال وبعض آجال كما مر التنبيه عليه في بعض ألفاظ خطب النكاح، وكان معــنىــا العاجل ما كان دخوله به مشروطا على إعطائه إياها، فإذا دخل به قبل اإلعطاء فكأن المرأة أسقطت حقها العاجل ورضيت بتركه له، وال سيما إذا أخذت بعضه أو شيئا آخر، كما دل عليه حديث الفضيل، وأما اآلجل فلما جعلته حين العقد دينــا عليــه فال يســقط إال بــاألداء،

وعليه يحمل أخبار الباب(. ولذا رده الريــاض باشــتراط التكــافؤ في الحمــل، وليس لصــحة المطلق وقصور المقيد بحسب السند مع احتماله التقية كمــا صــرح به جماعــة، ومــع ذلــك الخــروج بمثــل ذلــك عن المستفيضــة األولــة المعتضدة باألصل والعمومات والشهرة العظيمة التي كــادت تكــون إجماعا، بل إجماع في الحقيقة جرأة عظيمة مع كونه إحــداث قــولــه بعض المستفيضــة ــك فال يقبل ــع ذل ــة وم ــالث في المســألة البت ث المسقطة كما يظهر من التدبر فيــه والمالحظــة، وبالجملــة األخبــار

المذكورة وإن صح أسانيدها شاذة ال يتأتى المصير إليها(.

316

Page 317: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــه أشــار وقد أخذ منه الجواهر بعض رده فرد به الكاشاني، ولعلــدم: )في رجــل زوج ــبر أبي بصــير المتق ببعض المستفيضــة إلى خ

مملوكته من رجل على أربعمائة درهم(، إلى آخر الحديث. ــاء ثم إن ظاهر بعض روايات السقوط أنها لو ادعت عدم اإلعطــه، على خالف ــا واليمين علي والزوج ادعى اإلعطاء كانت البينة عليه االستصحاب، وال يبعد ذلك إذا كانت العــادة إعطاءهــا قبــل الــدخول كمــا يتعــارف في زماننــا من إعطــاء كــل المهــر إذا لم يكن معجــل ومؤجل، وإعطاء المعجل إذا كان هناك معجل ومؤجــل، وذلــك ألنــه المتعارف الــذي لم يغــيره الشــارع، بــل أيــده بجملــة من الروايــات المتقدمة، بل ال يبعد أن يكون الحكم كذلك بالنسبة إلى طرفي كل معاملة، فإذا جاء ورثة البائع بعد موتهما يــدعون أن أبــاهم لم يقبضــاربة ــرهن والمض ــال في ال ــذلك الح ــة، وك ــان عليهم البين الثمن ك والمزارعــة والمسـاقاة وغيرهـا، بــل ال يبعـد مثــل ذلـك في الــديات أيضــا، فــإذا وجبت الديــة على إنســان وبعــد موتهمــا جــاء أحفادهمــا يدعي بعضهم على بعض لم يحكم للمدعي إال بالبينة مع أن األصــل عدم اإلعطــاء، إلى غــير ذلــك من المقامــات، بــل ذكرنــا في كتــاب العبــادات أن مقتضــى القاعــدة إتيــان العبــادة من اآلبــاء وإن علمنــا

بالقضاء عليهم في وقتها إذا كانوا ملتزمين. ــدخول ــو طلبت ال ــا ل ــه لوشــرط الرجــل على المــرأة أنه ثم إن فدخل، أو أجبرته عليــه أو ألجأتــه أو مــا أشــبه ســقط مهرهــا كال أوــإذا طلبت أو أجــبرت بعضا، حيث كان شرطه عليها عدم الدخول، ف أو ألجأت أو ما أشبه سقط حسب الشرط، كما أنــه في العكس لــو شرطت المرأة عدم الدخول، وأنه لو دخل بها ضاعف قدر المهر أو

نحو ذلك صح أيضا.

317

Page 318: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

في التفويض، وهو لغة: إيكال األمر إلى الغير. (: 10)مسألة ــال ســبحانه: ــائي، ،(1)أفــوض أمــري إلى اللهق وهــو واوي وي

فالواوي بمعـنى اإليكـال، يقـال: فـوض تفويضـا إليـه األمـر، بمعـنى صيره إليه وجعله الحاكم فيــه والمعتمــد، وفــاوض وتفــاوض بمعــنىــنى ــى( بمع ــه )الفوض ــوانب، ومن ــف الج ــاد من مختل ــون االعتم كــدون رئيس ــ ــاس ب ــ ــدون رئيس، وحيث يغلب أن الن ــ ــاوي ب ــ التس يتشــاجرون ويتحــاربون تســمى مثــل هــذه الحالــة بالفوضــى، ومنــه )الفوضوي( بمعنى الذي يميل إلى مثل هــذا الشــيء، و)الفوضــوية( هي حالــة شـعب ال رأس لــه، وقــد عطلت عنــده الحكومــة وأرجئت

الرئاسة، ومنه قول األفوه األودي من شعراء العصر الجاهلي: ال يصلح الناس فوضى ال سراة لهم

وال سراة إذا جهالهم سادوا وأما اليائي فهو من فاض يفيض فيضا وفيضانا، بمعــنى الســائل جرى، فيقال فاض السيل وفاضت عينه بمعــنى ســال دمعهــا، ومنــه االستفاضة في الخبر، ألن الخبر ينتشر كأنــه يســيل، ومنــه الفيــاض

بمعنى الكثير الماء أو كثير الخير أو ما أشبه. والتفويض في المقام على قسمين:

األول: تفويض البضع. والثاني: تفويض المهر.

واألول: هو أن ال يذكر في العقد مهرا أصال، بأن يقــول: زوجتــكفالنة، أو تقول هي: زوجتك نفسي.

. 44 غافر: اآلية ( سورة?)1318

Page 319: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

والثاني: هو أن يذكر المهــر في العقــد مبهمــا، ويفــوض تقــديرهــا، أو إلى إلى أحد الزوجين بعينه، أو أحدهما ال بعينه، أو إليهما جميع أجنبي، أو إلى أحدهما واألجنبي، أو إلى أحدهما وأجنــبي غــير معين،ــيين، إلى غــير ذلــك من أو إلى كليهما وأجنبي، أو إلى أحدهما وأجنب

الصور. ومنه يعلم أن قول الجواهر: )هو من التفــويض بمعــنى اإلهمــال ضرورة عدم ذكر المهــر فيــه(، تفســير بــالالزم، وإال التفــويض ليس

بمعنى اإلهمال على ما عرفت. وكيف كان، فال إشكال في أنه ليس ذكر المهر شرطا في صحة

العقد، وفي الجواهر: اإلجماع بقسميه عليه. ال جنــاحمضافا إلى ظاهر اآليــة الكريمــة، حيث قــال ســبحانه:

عليكم إن طلقتم النســاء مــا لم تمســوهن أو تفرضــوا لهن فريضــة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قــدره متاعــا بــالمعروف

.(1)حقا على المحسنين والروايات الكثيرة، فعن الحلبي، قال: ســألته عن الرجــل تــزوج

لهــا مهــرامرأة فدخل بها ولم يفرض لهــا مهــرا ثم طلقهــا، فقــال: .(2)مثل مهور نسائها ويمتعها

وعن منصور بن حازم، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(: ال شيء لها منفي رجل يتزوج امرأة ولم يفرض لها صداقا، قال:

.(3)الصداق، فإن كان دخل بها فلها مهر نسائها وعن عبد الــرحمن بن أبي عبــد اللــه، قــال: قــال أبــو عبــد اللــه

)عليه السالم(، في رجل

. 236 البقرة: اآلية ( سورة?)1. 1ح الباب23 ص15( الوسائل: ج?)2. 2ح المهور أبواب من12 الباب24 ص15( الوسائل: ج?)3

319

Page 320: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

لها صداقتزوج امرأة ولم يفرض لها صداقا ثم دخل بها، قال: .(1)نسائها

وعن دعائم اإلسالم، عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(، إنــه قال: في رجل تزوج امــرأة فلم يفــرض لهــا صــداقا فمــات عنهــا أو

إن طلقهــا فليس لهــا صــداق ولهــاطلقها قبل أن يدخل بها، قــال: .(2)المتعة وال عدة عليها، وإن مات قبل أن يدخل بها فال مهر لها

إلى غيرهــا من الروايــات الكثــيرة المــذكورة في الوســائل، في .(3)الباب الثالث عشر والواحد والعشرين والثامن والخمسين

ــواهر: ــع الج ــا م ــال في الشــرائع ممزوج ــد ق ــان، فق ــف ك وكي )لوتزوجها ولم يذكر مهرا في العقد أو شرط أن ال مهر صــح العقــدــه ــو أرادت نفي قطعا مع إرادة نفي المهر المسمى في العقد، أمــا ل حال العقد وما بعده ولو بعد الدخول فال خالف وال إشكال في فساد

الشرط، بل المعروف فساد العقد أيضا(. أقول: أما فساد الشرط فألنه خالف صريح النصوص، مما يظهر منها أنه حكم وليس بحق حتى يكون قابال لإلسقاط بالشــرط، وأمــا فساد العقد فقد يبنى على أن الشرط الفاسد يوجب الفســاد، وقــد عــرفت في كتــاب المكاســب وغــيره عــدم صــحة هــذا الــدليل، ألن الشرط التزام في التزام، وليس من قبيل القيد ممــا يــوجب ذهابــه

ذهاب المقيد.

. 3ح المهور أبواب من12 الباب24 ص15( الوسائل: ج?)1. 1ح المهور أبواب من12 الباب607 ص2( المستدرك: ج?)2. 2ح المهور أبواب من12 الباب602 ص2( المستدرك: ج?)3

320

Page 321: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وقد يبنى على جملة من الروايات: كصحيح الحلــبي، ســألت أبــا عبد الله )عليه السالم( عن المرأة تهب نفسها للرجل ينكحهــا بغــير

إنما كــان هــذا للنــبي )صــلى اللــه عليــهمهر، فقال )عليه السالم(: وآله(، فأما لغيره فال يصلح هذا حتى يعوضها شيئا يقــدم إليهــا قبــل

ــوب أو درهم ــو ث ــثر ول ــل أو ك ــا، ق ــدخل به ــال: أن ي ــدي، وق يج .(1)الدرهم

وصحيح زرارة، عن أبي جعفر )عليــه الســالم( قــال: ســألته عن فقــال:وامرأة مؤمنة إن وهبت نفســها للنــبيقول الله عز وجل:

ال تحل الهبة إال لرسول الله )صلى الله عليه وآله(، وأمــا غــيره فال .(2)يصلح نكاح إال بمهر

ــه الســالم(، في وخبر عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله )علي ال إنما كان ذلكامرأة وهبت نفسها لرجل أو وهبها له وليها، فقال:

لرسول الله )صلى الله عليه وآله( وليس لغيره إال أن يعوضها شيئا .(3)قل أو كثر

ورواية ابن المغيرة، عن الصــادق )عليــه الصــالة والســالم(، في إن عوضــها كــانامرأة وهبت نفسها للرجل من المســلمين، قــال:

.(4)ذلك مستقيما وعن دعائم اإلسالم، عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(، إنــه

اآليــة، قــال:إنــا أحللنــا لــك أزوجكسئل عن قول الله عــز وجــل: أحل له من النساء ما شاء، وأحل لــه أن ينكح من المؤمنــات بغــير

وامــرأة مؤمنــة إن وهبت نفســهامهر، وذلك قول اللــه عــز وجــل: ثم بين ذلك عــز وجــلللنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك

خالصــةأن ذلك إنما هو خاص للنبي )صلى الله عليه وآلــه( فقــال: لك من دون المؤمنين، قد علمنا ما فرضنا

. 1ح النكاح عقد أبواب من2 الباب198 ص14( الوسائل: ج?)1. 4ح النكاح عقد أبواب من2 الباب199 ص14( الوسائل: ج?)2. 3ح النكاح عقد أبواب من2 الباب198 ص14( الوسائل: ج?)3. 5ح النكاح عقد أبواب من2 الباب199 ص14( الوسائل: ج?)4

321

Page 322: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم قال جعفر بن محمدعليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم فال تحــل الهبــة إال لرســول اللــه )صــلى اللــه عليــه)عليه السالم(:

وآله(، وأما غيره فال يصح له أن ينكح إال بمهر يفرضه قبل أن يدخل .(1)بها ما كان، ثوبا أو درهما أو شيئا أقل أو أكثر

ــا، ــام كالمن لكن هذه الروايات ال داللة فيها على البطالن في مق ألنها إما في صدد عدم صحة النكاح بلفظ الهبــة، أو في صــدد عــدم صحة الوطي بدون عقد النكاح، فقول الســائل في صــحيح الحلــبي: )ينكحها بغــير مهــر( أراد يطأهــا، أو أنهــا تحمــل على االســتحباب إن كـانت واردة في مقامنــا لظهورهــا في مفادهــا، وصــراحة الروايــات

السابقة في صحة التفويض. ولذا قال في الجواهر: )فليس حينئذ إال القول بعــدم التالزم بينــذكر ــا ي فساد الشرط وبين فساد العقد هنا، ولذا لم يفسد بفساد م فيه من المهـر الـذي هـو أعظم من الشـرط باعتبـار ذكـره بصـورة العوض، وربما يؤيــده مــا تســمعه فيمــا يــأتي من أن المعــروف بين األصحاب عدم فساد عقد النكاح بفساد الشرط فيه وال صراحة في النصوص السابقة في فساد العقد، بل قد يظهر من بعضها الصــحة،

.(2)وإن وجب عليه أن يدفع عوضا وال يخلو من قوة( ومنه يعلم وجه النظر في تردد الكفاية في المسألة، حيث قال: )ال يشترط في صحة العقد ذكر المهـر، فلـو أخاله عن ذكـره سـواء سكت أو شرط عدم المهر في الحال أو أطلق اشتراط العدم صح، ولو صرح باشتراط عدم المهر في الحــال والمــآل أو قبــل الــدخول

وبعده أو ما يفيد معناه، ففيه أقوال: األول: البطالن.

. 1ح النكاح عقد أبواب من2 الباب563 ص2( المستدرك: ج?)1.50 ص31الكالم: ج ( جواهر?)2

322

Page 323: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الثاني: الصحة وإلحاقه بما لو نفاه مطلقا. الثالث: فساد التفويض دون العقد فيجب مهر المثل(.

هذا لكن ينبغي أن يستثنى من فسـاد هــذا الشـرط مــا لــو كـان الشرط بين كافرين أو مخالفين يــرون صــحة هــذا الشــرط لقاعــدة

اإللزام. أما إذا كان الزوج مسلما والزوجة كــافرة تــرى صــحة الشــرط،ــزويج فال يبعد الصحة للقاعدة بدون مخرج عنها، فال يقال: هو مثل ت المسلم األم والبنت حيث ال يجوز، فإن مثل ذلك خارج عن القاعدة بالدليل، فالالزم التمسك بعموم القاعدة إال ما علم خروجــه، وليس

المقام من ذلك. ومثله بالنسبة إلى المؤمن والمخالفة.

أما إذا تزوجا كافرين بهذا الشرط فأســلما، فهــل الشــرط نافــذ باعتبار حالة الكفر، أو ال باعتبــار حالــة اإلســالم، أو يفــرق بين كــونــة اإلســالم فال ينفــذ، ــة الكفــر فينفــذ الشــرط، أو حال ــدخول حال ال احتماالت، أقربها األول، ألصالة عدم االنقالب عما وقع عليــه العقــد،

حيث ال دليل على مثل هذا االنقالب. ومنــه يعــرف الكالم في المخــالفين حيث يشــترطان مثــل هــذا

الشرط ثم ينقلبان إلى اإليمان. وكيــف كــان، ففي الشــرائع: )فــإن طلقهــا قبــل الــدخول فلهــا المتعة، حرة كــانت أو مملوكــة وال مهــر(، وفي الجــواهر: )بال خالف

أجده، بل لعل اإلجماع بقسميه عليه(. ، والرواياتال جناح ...أقول: ويدل عليه ظاهر اآلية المتقدمة:

المتواترة: فعن محمــد بن مســلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، قــال:

سألته عن الرجل يطلق امرأته،

323

Page 324: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ومتعــوهن علىيمتعها قبل أن يطلق، قــال اللــه تعــالى: قال: .)1(الموسع قدره وعلى المقتر قدره

وعن أحمد بن محمد أبي نصر، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبــد .(2)إن متعة المطلقة فريضةالله )عليه السالم(:

وعن علي بن أحمــد بن أشــيم، قــال: قلت ألبي الحســن )عليــه السالم(: أخبرني عن المطلقة الــتي تجب على زوجهــا المتعــة أيهن هي، فإن بعض مواليك يزعم أنهــا تجب المتعــة للمطلقــة الــتي قــد بانت وليس لزوجها عليها رجعة، وأما التي عليها رجعة فال متعة لها،

.(3)البائنةفكتب )عليه السالم(: أقول: المراد بالبائنة المطلقة قبل الدخول على ما عرفت.

وعن أبي حمزة، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: ســألته عن يمتعهــا قبــلالرجل يريد أن يطلق امرأته قبل أن يدخل بها، قــال:

ومتعــوهن على الموسـع قــدرهأن يطلقها، فــإن اللــه تعــالى قــال: .)4(وعلى المقتر قدره

ــه الســالم(، في وعن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله )علي نعم، أمــا يجب أن يكــون منالرجل يطلــق امرأتــه أيمتعهــا، قــال:

.(5)المحسنين، أما يحب أن يكون من المتقينــة ــة المطلق ــر بعض أصــحابنا أن متع ــال: ذك ــبزنطي، ق وعن ال

.(6)فريضة

. 1ح المهور أبواب من48 الباب54 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور أبواب من48 الباب54 ص15( الوسائل: ج?)2. 3ح المهور أبواب من48 الباب54 ص15( الوسائل: ج?)3. 4ح المهور أبواب من48 الباب54 ص15( الوسائل: ج?)4. 5ح المهور أبواب من48 الباب54 ص15( الوسائل: ج?)5. 6ح المهور أبواب من48 الباب54 ص15( الوسائل: ج?)6

324

Page 325: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــه الســالم(، في الرجــل ــه )علي ــد الل ــبي، عن أبي عب وعن الحل عليــه نصــف المهــر إن كــانيطلق امرأته قبل أن يدخل بها، قــال:

فرض لها شيئا، وإن لم يكن فرض لها شــيئا فليمتعهــا على نحــو مــا .(1)يمتع به مثلها من النساء

وعن أبي الصــباح الكنــاني، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، إذا طلق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها فلهــا نصــف مهرهــا،قال:

وإن لم يكن سمى لها مهرا فمتاع بــالمعروف، على الموســع قــدرهــاءت من ــزوج إن شـ ــدة، تـ ــا عـ ــدره، وليس لهـ ــتر قـ وعلى المقـ

.(2)ساعتها .(3)إن متعة المطلقة فريضةوعن البزنطي أنه روي:

ومتعــوهنوعن الطبرسي في مجمع البيان، في قولــه تعــالى: إنمــا تجب المتعــة قــال: على الموسع قــدره وعلى المقــتر قــدره

، وهو المــروي عن البــاقر والصــادقللتي لم يسم لها صداق خاصة ، والمتعــة خــادم أو كســوة أو رزق وهــو المــروي(4))عليهما السالم(

.(5)عن الباقر والصادق )عليهما السالم(وفي قوله تعالى: عن ابنفمتعوهن وسرحوهن ســراحا جميال

ــا عباس قال: هذا لم يكن سمى لها مهرا، وإذا فرض لها صداق فله نصــفه وال تســتحق المتعــة، قــال: وهــو المــروي عن أئمتنــا )عليهم

.(6)السالم(

. 7ح المهور أبواب من48 الباب54 ص15( الوسائل: ج?)1. 1ح المهور أبواب من48 الباب56 ص15( الوسائل: ج?)2. 2ح المهور أبواب من48 الباب56 ص15( الوسائل: ج?)3. 3ح المهور أبواب من48 الباب56 ص15( الوسائل: ج?)4. 4ح المهور أبواب من48 الباب56 ص15( الوسائل: ج?)5. 5ح المهور أبواب من48 الباب56 ص15( الوسائل: ج?)6

325

Page 326: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

متعــةوعن الدعائم، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، إنه قال: . (1)النساء فريضة

وكل من طلــق امرأتــه من قبــلوعن الرضوي )عليه السالم(: أن يدخل بها فال عدة عليها منه، فــإن كــان ســمى لهــا صــداقا فلهــا نصف الصداق، فإن لم يكن سمى لها صداقا يمتعهــا بشــيء قــل أو

.(2)كثر وفي الجواهر: )فما عن مالك وجماعة من العامة من استحباب

(3)حقا على المحسنينالمتعة نظرا إلى قوله تعالى في آخر اآلية:

واضح الضعف، ضرورة عدم اقتضاء ذلك الخــروج عن ظــاهر األمــرــه: )على( ــا( وقول ــه: )حق ــى قول ــل مقتض ــنة، ب ــاب والس في الكت الوجوب، والمرد بالمحسنين من يحســنون بفعــل الطاعــة واجتنــاب المعصــية، وخصــهم بــالحكم تشــريفا لهم، أو أن المــراد من أراد أنيحسن فهذا طريقه وهذا حقه بأن يعطي المطلقات ما فــرض لهن(

(4) . ثم لــو تزوجهــا بمهــر مثال ودخــل بهــا ثم فارقهــا بطالق بــائن أو فسخ وهي في العــدة، ثم عقــد عليهــا بــدون مهــر وطلقهــا قبــل أن يدخل بها، فهل هذه من الطالق قبل الدخول باعتبار هــذا العقــد، أو بعد الدخول ألن عليها العدة باعتبــار النكــاح الســابق، ال يبعــد األول،

مــنزل على الغــالب، ألنــهوليس لهــا عــدةوما في رواية الكناني: المنصرف منها.

ثم قــال في الشــرائع ممزوجــا مــع الجــواهر: )وإن طلقهــا بعــد الــدخول وقبــل الفــرض فلهــا مهــر أمثالهــا وال متعــة بال خالف، بــل

.(5 )اإلجماع بقسميه عليه( ويدل عليه متواتر الروايات، مثل رواية الحلبي والمنصــور وعبــد

الرحمن المتقدمات.

. 4ح المهور أبواب من33 الباب610 ص2( المستدرك: ج?)1. 5ح المهور أبواب من33 الباب610 ص2( المستدرك: ج?)2. 236 البقرة: اآلية ( سورة?)3.51 ص31الكالم: ج ( جواهر?)4.51 ص31الكالم: ج ( جواهر?)5

326

Page 327: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم الظاهر أنه ال فرق في الدخول بين القبــل والــدبر، واالختيــارــبه، والحالل ــا أش ــوم وم ــطرار، وفي الن ــاء واالض ــراه، واإللج واإلك والحرام كما في حال الحيض واإلحرام، وكان االكراه منه أو منها أو من ثالث، كما إذا أكرهها أو أكرهته أو أكرههما ثالث، إلى غير ذلك.

ال يقال: ظاهر الفعل االختيار. ألنـــه يقــال: المســتفاد من عرفيــة األمـــر األعم في المقــام،

باإلضافة إلى أنه حكم وضعي. ولو اختلفا في الدخول فاألصل مع العدم، ولو اختلفا بعــد أصــل الدخول في أنه هل كان حال النكاح أو قبله أو بعده، كان مع مدعيــاريخ صحة الدخول على إشكال، الحتمال جريان مسألة مجهولي الت

في المقام. ثم قال في الشــرائع: )فــإن مــات أحــدهما قبــل الــدخول وقبــل الفرض فال مهر لها وال متعة وال يجب مهر المثل بالعقد، وإنما يجب

بالدخول(، وفي الجواهر: )عندنا(، مما يشعر باإلجماع عليه.ويدل عليه جملة من الروايات:

مثل ما عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، إنه قال: في امرأة توفيت قبل أن يدخل بهــا مــا لهــا من المهــر وكيــف

إذا كان قد فرض لها صداقها فلها نصف المهر وهــوميراثها، فقال: ، وفي رجــليرثهــا، وإن لم يكن فــرض لهــا صــداقا فال صــداق لها

إن كــان فــرض لهــا مهــرا فلهــاتوفي قبل أن يدخل بامرأته، قــال: نصف المهر وهي ترثه، وإن لم يكن فرض لها مهرا فال مهر لها وهو

.(1)يرثها وعن عبيد بن زرارة، قال: سألت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم(،

لهــا المــيراث وعليــهعن امرأة هلك زوجهــا ولم يــدخل بهــا، قــال: العدة كاملة، وإن سمى لها مهرا فلها نصفه،

. 8ح المهور أبواب من 58 الباب73 ص15( الوسائل: ج?)1327

Page 328: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)وإن لم يكن سمى لها مهرا فال شيء لها إن لموعن الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال:

يكن دخل بها وقد فرض لهــا مهــرا فلهــا نصــف مــا فــرض لهــا ولهــا .(2)الميراث وعليها العدة

ــل وعن زرارة، قال: سألته )عليه السالم( عن المرأة تمــوت قب أيهمــا مــاتأن يدخل بها أو يموت الزوج قبل أن يدخل بهــا، قــال:

.(3)فللمرأة نصف ما فرض لها، وإن لم يكن فرض لها فال مهر لها وعن الحلبي، عن الصــادق )عليــه الســالم(، في المتــوفى عنهــا زوجها قبــل الــدخول إن كــان فــرض لهــا زوجهــا فلهــا، وإن لم يكن

.(4)فرض لها مهرا فال مهر إلى غير ذلك من الروايات.

ومنه يعلم أن إثبات بعض العامة مهر المثــل لهــا غــير تــام، وإن رووا عن النبي )صلى الله عليه وآله وســلم( أنــه قضــى في تــزويج بنت )واشــق( وقــد نكحت بغــير مهــر فمــات زوجهــا بمهــر نســائها

.(5)والميراث وإن صح الخبر فلعل النبي )صلى الله عليه وآله( أراد استحباب ذلك جبرا لخاطرها، ولذا قال في الجواهر: هــذه الروايــة غــير ثابتــة

عند األكثر منهم. ــه ــه )علي ــد الل ــد الشــحام، عن أبي عب ــة زي ــه يعلم أن رواي ومن السالم(، في رجل تزوج امرأة ولم يســم لهــا مهــرا فمــات قبــل أن

، محمولة (6)هي بمنزلة المطلقةيدخل بها، قال:

. 4ح المهور أبواب من 58 الباب73 ص15( الوسائل: ج?)1. 6ح المهور أبواب من 58 الباب73 ص15( الوسائل: ج?)2. 7ح المهور أبواب من 58 الباب73 ص15( الوسائل: ج?)3. 58 الباب79 ص15( الوسائل: ج?)4. 74 ص7البيهقي: ج ( سنن?)5. 4ح المهور أبواب من 59 الباب78 ص15( الوسائل: ج?)6

328

Page 329: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــة ــا بمنزل ــوارث، أو على كونه على االســتحباب بالنســبة إلى ال المطلقة في سقوط المهر ال في ثبوت المتعة، كما حمله على ذلك

الوسائل. ثم لو اختلف الزوجان في الطالق في الفــرض وعــدم الفــرض، فاألصل مع عدم الفرض ألنه حادث، وكذا لو اختلــف البــاقي منهمــا

بعد موت اآلخر مع وارث الميت في الفرض وعدمه.ــانت أما لو بقيت الزوجة وتدعي الدخول وينكره الوارث، فإن ك بينة فهو وإال فهل الحق معها، ألنهن مصدقات كما يستفاد من جملة من الروايــات بــأنهن مصــدقات على فــروجهن، أو مــع المنكــر، ألن األصل معه، وأنهن مصدقات إنما كان فيمــا ال مــدعي على الخالف،

احتماالن. وعلى أي حال، فالدخول بعد الموت النصراف األدلة عنه ال ينفع

في كونه كالدخول قبل الموت. ثم إنه قد تقدم أن الدخول شامل للدبر أيضا، ألنه أحد المأتيين، أما ما رواه يــونس بن يعقــوب، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(،

، فلعــل المــراد منــه(1)ال يوجب المهــر إال الوقــاع في الفــرجقال: األعم، ألن الدبر أيضا فرج.

أما حديث الحلبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الصــالة والســالم(، إثبات الشــيء ال ينفي فإن ،(2)إذا التقى الختانان وجب المهرقال:

ما عداه. ويؤيد العموم، بل يدل عليه مــا رواه داود بن ســرحان، عن أبي

إذا أولجــه فقــد وجب الغسـل والحــدعبد الله )عليه السالم( قــال: .(3)والرجم ووجب المهر

الدخول في الدبر أيضا إيالج. فإن

. 19ح المهور أبواب من 58 الباب75 ص15( الوسائل: ج?)1. 17ح المهور أبواب من 58 الباب75 ص15( الوسائل: ج?)2. 18ح المهور أبواب من 58 الباب75 ص15( الوسائل: ج?)3

329

Page 330: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع: )المعتبر في مهر المثل حال(ـ: 11)مسألة المرأة في الشرف والجمال وعادة نسائها(.

ــة وأضاف في الجواهر: )والسن والبكارة والعقل واليسار والعف ــا ــة اختالف واألدب وأضدادها، وبالجملة مما يختلف به الغرض والرغب

بينا فيكون المعتبر حينئذ المثلية باألهل والصفات جميعا. أقول: إنما ذكر المشهور ذلك لمــا في روايــة الحلــبي من قولــه

.مهور نسائها)عليه الصالة والسالم(: .(1)فلها مهر نسائهاوفي رواية منصور بن حازم:

وفي رواية عبد الرحمن بن أبي عبد الله، قــال )عليــه الســالم(:لها صداق نسائها .

ــات أن المــراد من )نســائها( من فــإن الظــاهر من هــذه الرواي يشبهها في الصفات من النساء، فــإن ذلــك نــوع من التقــويم الــذي

ينبغي فيه مالحظة كل ما له مدخلية في ازدياد القيمة ونقصانها. ومما تقدم يظهر اعتبار الزمان والمكان، بل وخصوصيات الزوجــة أو من كونه كبير السن أو صغيره، ثريا أو فقيرا، ذا مكانة اجتماعي

ال، ألن مهور النساء تختلف بكل ذلك كما ال يخفى. ولذا قال في الجواهر: )ومما تقدم يعلم الوجه فيمــا ذكــره غــير واحد من األصحاب من اعتبار كون أقاربها من أهــل بلــدها، لتفــاوت البلدان في المهور تفاوتا بينا، فلو لم يعتــبر البلــد أشــكل األمــر مــع االختالف، وكما اعتبر االختالف في الصــفات إليجابــه اختالف المهــر لــزم اعتبــار االختالف في البلــد للضــرر العظيم إن لم نعتــبر البلــد، وألن الظاهر منها الرضــا بمهــر أمثالهــا في البلــد إذا مكنت، وحينئــذ

فاحتمال عدم اعتبار البلد إلطالق األخبار في غير محله(.

. 3ح المهور أبواب من 12 الباب24 ص15( الوسائل: ج?)1330

Page 331: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وهو كما ذكره، ويضاف عليه ما ذكرناه. وكذلك بالنسبة إلى المرأة التي تكون بكــرا أم ال، كمــا عــرفت، بل في غير البكر بالنســبة إلى ذات الولــد من الــزوج األول وغــيره، لقلة الرغبــة في ذات الولـد بخالف غـير ذات الولـد وإن كـانت غــير بكــر، ولــذا ورد )اللفــوت( في بعض األخبــار، إلى غــير ذلــك من

الخصوصيات. قــال في الجــواهر: )بــل ربمــا ظهــر من بعضــهم مالحظــة حــال الــزوج بالنســبة إلى مهرهــا، الختالف مهــر النســاء بــاختالف األزواج

اختالفا بينا، وال يخلو من وجه، بل جزم به العالمة في القواعد(. وفي الكفاية: )والمعتبر في مهر المثل حال المرأة في الشرف والجمال والعقل واألدب والبكارة وصراحة النسب واليســار وحســن

التدبير وكثرة العشائر وعادة نسائها وأمثال ذلك(. كما أنه ينبغي أن يضاف إلى ذلك حالتهــا الجســمية من الصــحة

والمرض والمصحاحية والممراضية وغير ذلك. ثم إن المشهور أنه يعتبر األقارب مطلقا من غير فــرق بين من يرجع منهم إلى األب أو األم، وذلك لوضـوح االختالف بحسـب ذلـك، فما حكي عن المهـذب والجــامع من اعتبــار األقـارب من قبـل األب

دون األم غير ظاهر الوجه. ومقتضـى اإلطالق كمــا صـرح بــه بعضــهم أن المــدار في مهــور النساء على الجاري على مقتضــى الحــال، فال اعتبــار بمــا إذا خففن

بعضهن مسامحة أو لغرض آخر أو غالين بعضهن باعتبارات. ولو اختلف مهور النساء مع المماثلــة من جميــع الجهــات اعتــبر

األغلب إن

331

Page 332: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــإن اســتوين ــارة، ف ــذه العب ــل ه ــه المنصــرف من مث ــان، ألن ك فالظاهر إجراء قاعدة العدل، خالفا لمناهج المتقين حيث قال: )فإن

استوين ففي الحكم إشكال والصلح الزم(. ثم إنه إذا لم يكن لها أقارب تزوجن، ففي اعتبار مثلها من أهــل

بلدها، ومع فقد أهل البلد أقرب البلدان إلى بلدها وجه قوي. لكن ال خصوصــية في الــزواج أو الحيــاة، فــإذا لم يــتزوجن بعــد القريبات، لكن إذا تزوجن يكون المهر هكذا حسب نظر أهل الخبرة كفى ذلك، كما أنه إذا كن قد متن قبــل زواجهــا ال يمنــع المــوت من

الرجوع إليهن. ثم إن القواعد اعتبر قدر المهر في يوم العقد، والجواهر اعتبره بيــوم الــدخول معلال بأنــه هــو يــوم الثبــوت في ذمتــه كقيمــة المــال المضمون، وعن بعض العامة إنه أكثر مهر لمثلها من يوم العقد إلى الوطي، لكن ال يبعد األول، ألن العرف يرونه ميزانــا لقيمــة المــرأة، ولذا إذا زاد المهر بعد العقد عمــا كــان عليــه يــوم العقــد أو نقص ال

يقول أحدهما خسرت، بل لعله المنصرف من األخبار. ثم إنه لو فــرض عــدم المهــر ألمثالهــا حيث ســقوط المهــر بعــد الحروب الموجبة لقلة الرجال وكثرة النساء أو مــا أشــبه، فهــل لهــا شــيء باعتبــار إطالق النص والفتــوى، أو ال باعتبــار انصــرافهما إلى الحاالت المتعارفة، ال يبعد الثــاني، وإن كــان االحتيــاط في إعطائهــا

ولو خاتم حديد أو ما أشبه. وكذا الحال فيما لم يكن لمثل هذه المرأة مهــر لقبحهــا أو نحــو

ذلك. بل وكذا إذا كــان المتعــارف في تلــك البالد الــتي يســكنها عــدم المهر لها، ألن الرجل يأخذ المهر ال المرأة، أو ألن تلك البالد ال يمهر

أحدهما اآلخر.

332

Page 333: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم إن الشرائع قال ممزوجا مع الجواهر: )ويقيد مهر المثــل بمــا لم يتجــاوز مهــر الســنة وهــو خمســمائة درهم، وإال رد، بل هو المشهور نقال وتحصيال، بــل عن الغنيــة وفخــر المحققين اإلجماع عليه وهو الحجــة، مضــافا إلى موثــق أبي بصــير، عن الصادق )عليه السالم(، سألته عن رجل تــزوج امــرأة فـوهم أن

الســنة، والســنة خمســمائةيسمى صــداقها حــتى دخــل بهــا، قــال: ــبردرهم ــا في خ ــالم( أيض ــه الس ــه )علي ــدم من قول ــا تق ، وإلى م

فمن زاد على ذلك رد إلى السنة وال شيء عليهالمفضل بن عمر: وإلى معلوميـــة دون كـــل امـــرأة ،(1)أكـــثر من الخمســـمائه درهم

ــتزوجن إال بالنسبة إلى بنات النبي )صلى الله عليه وآله( الالتي لم ي بذلك، وإلى فحوى ما ورد فيمن تزوج امــرأة على حكمهــا من خــبر

، وأنها ال تتجاوز مــا سـنه رسـول اللـه )صــلى اللـه(3) وغيره(2)زرارة. (4)عليه وآله(

وفي كل االستدالالت المذكورة ما ال يخفى. أما في اإلجماع، فقــد قــال الكفايــة: )قيــد أكــثر األصــحاب مهــر المثــل بمــا إذا لم يتجــاوز مهــر الســنة وهــو خمســمائة درهم، فــإن تجاوزها رد إليها، وذهب بعض العلمــاء إلى أن مهــر المثــل ال يتقــدر بقدر، والشـيخ فخـر الـدين نقـل اإلجمـاع على القـول األول مــع أن والده صرح بالخالف في المختلف وحكى القولين وتوقف ولم يرجح شيئا، فاألقوى القول الثاني إلطالق الروايـات المتضـمنة السـتحقاق

المفوضة بالدخول مهر نسائها من غير معارض(.

. 2ح المهور أبواب من 3 الباب35 ص15( الوسائل: ج?)1. 14ح المهور أبواب من 8 الباب14 ص15( الوسائل: ج?)2. 1ح المهور أبواب من 21 الباب22 ص15( الوسائل: ج?)3.54 ص31الكالم: ج ( جواهر?)4

333

Page 334: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وفي مناهج المتقين: )المشهور اعتبار عدم تجاوزه مهــر الســنةوإال رد إليه، وال وجه له(.

ــذلك ممــا ال يظهــر بل جماعة من الفقهاء سكتوا على تحديده ب أنهم يقولون بــه، مثال في قواعــد الشــهيد األول: )يجب مهــر المثــل

في مواضع، األول: في مفوضة البضع أو المهر مع الدخول(. بل يمكن أن يقال: إن ظــاهره بقرينــة الســياق ـــ حيث عــد في جملة من يجب مهر المثــل لهــا في اختالفهمــا في تعــيين المهــر إذا تحالفا، وفي ظهور الصداق معيبا فيفسخ للعيب، وفي تلف الصداق المعين قبل القبض وال يعلم قدره، وفي الصــداق الفاســد، إلى غــيرــذي ذلك ـ أن مراده مهر المثل بما لهذا اللفظ من معنى ال المهر ال

يكون المراد منه خمسمائة درهم. وقال في الحدائق بعد كالم المسالك وغيره: )وبذلك يظهــر لــك أن األظهــر هــو القــول اآلخــر وأن القــول المشــهور بمحــل من

القصور(. وعلى أي حال، فال إجماع في المسألة قطعــا، باإلضــافة إلى أن الشهرة محتملة االستناد لو لم تكن ظــاهرة فيــه فال يمكن االســتناد

إليه في ذلك. وأما خبر أبي بصير ففيه: إنه أخص، وإن قلنا بانجبار السند، ألنه ظاهر فيمن أراد ذكر المهر ونسي، فــإذا قلنــا باعتبــاره يخصــص بــه الروايات المتقدمة، فالعقد وإن وقــع بصــورة تفــويض البضــع إال أن ــد إال ظاهر الرواية أنه كان بناؤه على ذكر المهر وتســميته في العق أنه نسيه، فالجمع بينهما يقتضي تخصيص هذه الصورة ال القول بأن

األمر كذلك في مطلق عدم ذكر المهر. ومنه يعرف وجه النظــر في جمــع الحــائري بين خــبر أبي بصــير وسائر األخبار بقوله: اللهم إال أن يجمــع بينهمــا بحمــل مهــر النســاء

في الثاني على مهر السنة بأن

334

Page 335: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــرهن يقال: إن المراد من نسائها هي المؤمنات، والمراد من مه ما سنه رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( لهن من مهــر الســنة، ويشهد لهــذا الجمــع مــا دل على حصــر المهــر في المهــر المســمى

ومهر السنة. كصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، قــال: ســألته

مــا تراضــى عليــه النــاس أو اثنتــا عشـرة أوقيــةعن المهر، فقــال: .(1)ونش أو خمسمائة درهم

ورواية جميل بن دراج، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال:ــة ونش أو ــا عشــرة أوقي ــاس أو اثنت ــه الن ــا تراضــى علي ــر م المه

.(2)خمسمائه درهم وروايتــه األخــرى، عنــه )عليــه الســالم( أيضــا، قــال: ســألته عن

هـو مـا تراضـى عليـه النـاس أو اثنتـا عشـرة أوقيـةالصداق، قال: األوقيــة أربعــون درهمــا، والنش، وقــال: ونش أو خمسمائة درهم

.(3)عشرون درهما كما يشهد لذلك أيضا، بــل يـدل عليــه قولــه )عليــه السـالم( في ذيل رواية العياشي المتقدمة، عن عمر بن يزيد في جواب الســؤال

إن مهــر المؤمنــات خمســمائة وهــو مهــرعن مقدار مهــر المثــل،: السنة، وقد يكون أقل من خمسمائه وال يكون أكــثر من ذلــك، ومن كان مهرها ومهر نســائها أقــل من خمســمائة أعطي ذلــك الشــيء، ومن فخــر وبــذخ بــالمهر فــازداد على خمســمائة ثم وجــد لهــا مهــرــر الســنة خمســمائة ــزد على مه ــل لم ي ــة من العل نســائها في عل

.(4)درهم فإن هذا الجمع خالف ظاهر روايات )مهر نسائها(، باإلضافة إلى

ما ذكرناه

. 4ح المهور أبواب من 1 الباب2 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور أبواب من 1 الباب2 ص15( الوسائل: ج?)2. 10ح المهور أبواب من 1 الباب2 ص15( الوسائل: ج?)3. 10ح المهور أبواب من 4 الباب8 ص15( الوسائل: ج?)4

335

Page 336: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

من وجه الجمع العرفي بين الطائفتين. ومنه يعلم وجه النظر فيما ذكره الرياض، حيث قال بعد تمسكهــال على األول بوجــود ــا يق ــا ربم ــة أبي بصــير: )وم ــاع ورواي باإلجم الخالف فال حجة فيه، وعلى الثاني بقصور السند أوال وضعف الداللة ثانيا، فإن النسيان غير التفــويض، مــدفوع بعــدم القــدح في الحجيــة بخروج معلوم النســب، بــل ومجهولــه على األصــح، وعــدم القصــور لعدم اشتراك الراوي كما تــوهم ووثاقــة بــاقي سلســلة الســند وإن فسد المذهب، والداللة تامة إذ التفــويض أعم من النســيان وعدمــه

.(1)كما فرضوه وساعده إطالق النصوص( وأما خبر المفضل الذي استدل به الجواهر لقول المشهور، فهو أنه قال: دخلت على أبي عبد الله )عليه السالم( فقلت له: أخــبرني

الســنةعن مهــر المــرأة الــذي ال يجــوز للمــؤمن أن يجــوزه، قــال: المحمدية )صــلى اللــه عليــه وآلــه( خمســمائة درهم، فمن زاد علىــإن ذلك رد إلى السنة، وال شيء عليه أكثر من الخمسمائة درهم، ف أعطاها من الخمسمائة درهم درهما أو أكــثر من ذلــك ثم دخــل بهــا

ال، قال: قلت: فإن طلقها بعد مــا دخــل بهــا، قــال: فال شيء عليه شيء لها، إنما كان شرطها خمسمائة درهما، فلما أن دخل بها قبل أن تستوفي صداقها هدم الصداق فال شيء لها، إنما لهــا مــا أخــذت من قبل أن يدخل بها، فإذا طلبت بعد ذلــك في حياتــه أو بعــد موتــه

.(2)فال شي لها وهذا الخبر نقله الجواهر سابقا عند قول الشــرائع )قيــل بــالمنع من الزيادة عن مهر السنة، ولو زاد عليه رد إليها( ورده بقولــه: )إن هــذا الخــبر في غايــة الضــعف ســندا، ومشــتمل على بعض األحكــام

الغريبة الذي لم يقل به أحد، ولذا ذكر

.28 ص12المسائل: ج ( رياض?)1. 14ح المهور أبواب من 7 الباب17 ص15( الوسائل: ج?)2

336

Page 337: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الصدوق مضمونه على معنى رضاها بالــدرهم وإبرائهــا إيــاه عنالباقي، فال بأس بحمله على الندب والكراهة(.

هذا باإلضافة إلى أن الخــبر ليس في المقـام حـتى يسـتدل بــه، وإنما هو على تقدير صحته فرضا من إسراء الحكم من موضوع إلى

موضوع. ومنه يعرف وجه النظر فيما ذكره من خبر زرارة، فهو إنه قال: سألت أبا جعفر )عليه السالم( عن رجل تــزوج امــرأة على حكمهــا،

ال تتجاوز بحكمها مهــر نســاء محمــد )صــلى اللــه عليــه وآلــه(قال: ،اثنتي عشــرة أوقيــة ونش، وهــو وزن خمســمائة درهم من الفضة

مــا حكمقلت: أرأيت إن تزوجها على حكمه ورضيت بذلك، فقــال: ، قال: قلت له: فكيــفمن شيء فهو جائز عليها قليال كان أو كثيرا

ألنــه حكمهــالم تجز حكمها عليه وأجزت حكمه عليها، قال: فقــال: فلم يكن لها أن تجوز ما سن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وتزوج عليه نساءه، فرددتهــا إلى الســنة وألنهــا هي حكمتــه وجعلت األمر إليه في المهر ورضيت بحكمه في ذلك فعليها أن تقبل حكمــه

.(1)قليال كان أو كثيرا إذ من الواضـــح أن ذلـــك من إســـراء الحكم من موضـــوع إلى موضوع بغير ربط بينهما، ولهذا لم يقل الجواهر وغيره بــه فيمــا لــو كان المهر مبهما مما وجب فساده، فقد تقدم عن الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )بأنه لو أبهم فسد المهــر وكـان لهــا مــع الـدخول مهــر

المثل بال خالف أجده في شيء من ذلك(. أما قــول الجـواهر في االسـتدالل على فتــوى المشـهور بقولــه: )وإلى معلومية دون كل امرأة بالنسبة إلى بنات النــبي )صــلى اللــه

عليه وآله( التي لم يتزوجن إال بذلك(، ففيه: إنه شبه استحسان.

. 1ح المهور أبواب من 21 الباب31 ص15( الوسائل: ج?)1337

Page 338: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــط، ثم إنه مما يؤيد كون مهر المثل ال يراد به إلى خمسمائة فق الموارد التي ذكروها من مهر المثل غير المحــددة بــذلك، فقــد ذكــر

في التنقيح موارد عشرة لمهر المثل: األول: مع الوطي في المفوضة.

الثاني: فساد المسمى. الثالث: فساد التفويض.

الرابع: إطالق الوكالة في المهر والتزويج. الخامس: تقسيط الجملة عليــه فيمــا إذا جمــع بين امــرأتين في مهر، أو جمع نكاحــا مــع بيــع أو إجــارة أو غــير ذلــك، وقلنــا بالصــحة

والتقيسط على مهر المثل وهو األصح. السادس: الوطي بالشبهة.

السابع: الوطي كرها. الثامن: اختالفهما في تعيين المهر إذا تحالفا.

التاسع: تلف الصداق المعين قبل القبض وال يعلم قدره. العاشر: ظهور الصداق معيبا مع تعينــه فيفســخ للعيب، واألصــح

وجوب مثله أو قيمته صحيحا أو أخذ األرش(. ثم إنه ينبغي أن يزاد على ذلك مــوارد أخــر أيضــا، كمــا إذا وطــأ المرأة حراما وهي نائمة أو مجنونة أو سكرانة أو شاربة للمرقد، أو

وطأها باإللجاء بأن ربط يدها ورجلها ثم جامهعا، إلى غير ذلك. وقد ذكر الشهيد في قواعده:

)إن أسباب فساد الصداق أمور:

338

Page 339: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

األول: الجهالة، كعبد مبهم أو ثوب. الثاني: عدم قبوله الملك، كالحر والخمر والخنزير.

ــه أو الثالث: أن يكون مغصوبا مع العلم بالغصب، ولو جهال فمثلقيمته، ويحتمل مهر المثل أيضا.

الرابع: أن يشترط شروطا غــير مشــروعة، فــإن ذلــك يــؤثر فيفسخ الصداق والرجوع إلى مهر المثل.

الخامس: أن يتضمن ثبوته نفيه، كما إذا أولد أمة في غير ملكــه بنكاح أو شبهة ولدا، ثم اشترها ثم تزوج ابنــه منهــا امــرأة وأصــدقهاــه فال أمه، فيفسد المهر ألنه يتضمن دخول أمه في ملكه فتعتق علي

تكون صداقا. السادس: العقد على المولية بدون مهر المثل.

السابع: أن يعقد البنه الصغير بزيادة على مهر المثل. الثامن: مخالفة األمر فيجوز عمــا أذن لــه الــزوج أو ينقص عمــا

أذنت له الزوجة. التاسع: أن يأذن الولي للسفيه فيزيــد على مهــر المثــل فيــدخل

بها، فإنه يجب مهر المثل سواء قلنا بصحة النكاح أو فساده. العاشر: مخالفة الشرط في الصداق كالعقد على ثوب على أنهيساوي مائة فظهر يساوي خمسين، ويحتمل الرجوع إلى ما ظن.

الحادي عشر: شرط الخيــار في الصــداق فيتخــير الفســخ فيــه،وهذا يمكن أن ال يعد صداقا فاسدا.

الثاني عشر: لو عقــد ذميــان على فاســد فترافعــا بعــد اإلســالموقبل التقابض.

الثالث عشر: لــو قــال: زوجتــك أمــتي على أن تزوجــني ابنتــك،وتكون رقبة

339

Page 340: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

األمة صداقا للبنت، فإنه يصــح العقــدان إذ ال تشــريك فيمــا يــردعليه العقد ويثبت مهر المثل.

الرابع عشر: لو زوج عبده بامرأة وجعل رقبته صداقا لهــا وقلنــاــل أيضــا(، انتهى بصحة النكاح، فإنه يفسد المسمى ويجب مهر المث

مقتضبا. ثم إن مقتضى كون مهر السنة لها أنه لها وإن كــان مهــر مثلهــاــل نســب إليهم أقل من مهر السنة، وهذا ما يستبعد أن يقولوا به، ب عــدم قــولهم بــه، اللهم إال أن يقــال: إن المنصــرف من الروايــة ــدا ــده ولــو تأيي وكالمهم ما إذا كان مهرها أكثر، وذلك غير بعيد، ويؤي

ــمائة والبعيدا ما في ذيل رواية العياشي: وقد يكون أقل من خمس. يكون أكثر من ذلك

340

Page 341: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )المعتبر(ـ: 12)مسألة في المتعة عند المشهور، بل عن الغنية اإلجماع عليــه، حــال الــزوج

خاصة بالنسبة إلى السعة واالقتار(. ال جنــاحأقول: استدل المشهور لــذلك بظــاهر اآليــة المباركــة:

عليكم إن طلقتم النســاء مــا لم تمســوهن أو تفرضــوا لهن فريضــة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قــدره متاعــا بــالمعروف

.(1)حقا على المحسنينوبجملة من الروايات:

مثل ما رواه محمــد بن مســلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(ــل أن يطلــق،قال: سألته عن الرجل يطلق امرأته، قال: يمتعها قب

ــدرهقال الله تعالى: ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر ق)2(.

وخبر أبي الصــباح الكنــاني، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، إذا طلق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها فلهــا نصــف مهرهــا،قال:

فمتاع بــالمعروف على الموســع قــدرهوإن لم يكن سمى لها مهرا ــدره ــتر قـ ــاءت منوعلى المقـ ــزوج إن شـ ــدة، تـ ــا عـ وليس لهـ

.(3)ساعتها وعن أبي حمزة، عن أبي جعفر )عليه السالم(، قال: سألته عن

يمتعهــا قبــلالرجل يريد أن يطلق امرأته قبل أن يدخل بها، قــال: ومتعــوهن على الموسـع قــدرهأن يطلقها، فــإن اللــه تعــالى قــال:

.)4(وعلى المقتر قدره وعن الطبرســي في مجمــع البيــان، في تفســير اآليــة المباركــة

إنما تجب قال:

. 236 البقرة: اآلية ( سورة?)1. 1ح المهور أبواب من 48 الباب56 و55 ص15( الوسائل: ج?)2. 8ح المهور أبواب من 48 الباب56 و55 ص15( الوسائل: ج?)3. 4ح المهور أبواب من 48 الباب56 و55 ص15( الوسائل: ج?)4

341

Page 342: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

المتعــة لم يســم لهــا صــداق خاصــة، وهــو المــروي عن البــاقر.(1 )والصادق )عليه السالم(

إلى غيرها من الروايات. لكن مقتضى القاعدة أن االعتبار بحاله وبحالها جميعا، كما ذهب إليه غير واحــد، وذلــك لداللــة جملــة من النصــوص على ذلــك، حيث

يجمع بين النصوص السابقة وهذه النصوص باعتبار حالهما معا. في رجــلففي صــحيح الحلــبي، عن الصــادق )عليــه الســالم(:

ــا طلق امرأته قبل أن يدخل بها عليه نصف المهر إن كان فــرض له شيئا، وإن لم يكن فرض لها فليمتعها على مثـل مــا يمتــع مثلهــا من

.(2)النساء وخبر أبي بصير: سألت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن رجــل

فـإن لم يكن فــرضطلق امرأته قبل أن يدخل بها ـ إلى أن قال: ـ .(3)لها شيئا فليمتعها على مثل ما يمتع مثلها من النساء

ويؤيده االعتبار أيضا، فإنه كما أن حال المرء يتفــاوت في مقــام العطية بحسب كونه موسعا أو مقترا، كذلك يتفــاوت األمــر بحســب

كون اآلخذة رفيعة أو وضيعة أو متوسطة. واعتبار حالهما هو الظاهر عن الجواهر والحائري.

ومنه يعرف وجـه النظـر في قـول الريـاض حيث قـال: )ويعتــبر حالــه خاصــة في المتعــة بنص اآليــة والشــهرة العظيمــة، بــل عليــه

اإلجماع عن الغنية، وهو ظاهر المستفيضة

. 10ح المهور أبواب من 48 الباب56 و55 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور أبواب من 51 الباب61 ص15( الوسائل: ج?)2. 7ح المهور أبواب من 48 الباب55 ص15( الوسائل: ج?)3

342

Page 343: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فالقول باعتبار حالها أيضا ضعيف جدا(. ــة وفي الكفاية: )ذكر جماعة من األصحاب أن المعتبر في المتعــار حال الزوج في اليسار واإلعسار، يدل عليه اآلية، وقيل: إن االعتب

بهما معا وال سند له(. ــال: إن ــارض بإجمــاع المبســوط، حيث ق ــة مع ــاع الغني إذا إجم االعتبار بهما جميعا عندنا، وقد عــرفت وجــود الروايــة من الجــانبين،

فلكال القولين سند، والجمع بينهما يقتضي ما ذكرناه. نعم الشهرة في جانب االعتبار بحاله فقط.

ــد ــد يتحــد حالهمــا فال كالم، وق ــار بحالهمــا، فق ــان االعتب وإذا كــرف ــراه الع ــا ي ــب م ــار حس ــر واالنكس ــزم الكس ــا يل ــف وهن يختل

المخاطب بذلك. ثم إن ظاهر اآلية وكثير من النصوص انقســام حــال الــزوج إلى قسمين السـعة واالقنــار، لكن المشـهور عنــد الفقهـاء زيــادة قسـم

ثالث وهو التوسط، ويدل عليه متواتر الروايات. قال في الجواهر: )ولعله لعدم اقتضــاء اآليــة حصــر المتعــة في شــيئين عليــا ودنيــا، وذلــك ألن النــاس ينقســمون باعتبــار اإلعســار واليسار إلى ثالثة، أعلى ومتوســط وفقــير، ولكــل مــراتب، فــالغني يمتع بثوب نفيس أو فــرس أو خــادم أو عشــرة دنــانير أو نحــو ذلــك بحســب مراتبــه في الغــنى، وإن كــان يجزئــه كــل من ذلــك في أي مرتبة كان من الغنى، ويستفاد حكم الوسط حينئذ إما لظهــور إرادة المثال من الموسع والمقتر، وإما ألن ذكر حكمهمــا يقتضــي حكمــه، إذ هو موسع بالنسبة ومقتر كذلك، فله حينئــذ الحالــة الوســطى بين

اليسار واإلقتار(. فيكون مثل تقسيم الناس إلى مؤمن وكافر، بينمــا هنــاك قســم

متوسط وهو

343

Page 344: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــار داخــل المنافق، ألن المنافق باعتبار داخل في المؤمن وباعتبفي الكافر.

فريــق في الجنــة وفريــق فيومثــل مــا ورد في اآليــة من أنــه ــراف، حيث إن من ،(1)الســعير ــو األع ــالث وه ــود قســم ث ــع وج م

المحتمل أن الجنة شاملة لألعراف أيضا، ألن هنــاك أيضــا جنــة، إلىــيمات في نفس غير ذلك من أقسام التقسيمات إلى االثنين والتقس المورد إلى ثالثة، فيكون القسم الثالث داخال إمــا في هــذا وإمــا في

هذا. قال الشاعر:

شباب وشيب وافتقار وثروةفلله هذا الدهر كيف يقلب

مع العلم أن األمر ال ينحصر في الشباب والشيب، وفي االفتقاروالثروة.

وقال شاعر آخر: ... والعواري مستردة إنما الدنيا عواري

شدة بعد رخاء ... ورخاء بعد شدةمع العلم أن األمر ال ينحصر فيهما.

وقال الفرزدق: ما قال ال قط إال في تشهدهلوال التشهد كانت الؤه نعم

ــاك مع العلم أنه ال يكون األمر منحصرا بين )ال( و)نعم( وإنما هنسكوت ليس فيه )ال( وال )نعم(.

وكأنه اعتبر أن كل ما لم يكن )ال( فهو داخل في )نعم(. فــإن لم يكن ســمىويؤيد ذلك ما في الرضوي )عليه السالم(:

لها صداقا يمتعها بشيء قل أو كثر على قدر يساره فالموســع يمتــعبخادم أو دابة، والوسط بثوب، والفقير

.7 الشورى: اآلية ( سورة?)1344

Page 345: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ومتعــوهن على الموسـع قــدرهبدرهم، قال الله تبارك وتعالى: .)1(وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف

وما في دعائم اإلسالم، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، إنــه كــان الموســع يمتــع بالعبــد واألمــة، والمعســر يمتــع بــالثوبقــال:

والحنطة والزبيب والدرهم، وأدنى ما يمتــع الرجــل المــرأة بالخمــار .(2)وما أشبهه، وكان علي بن الحسين )عليه السالم( يمتع بالراحلة

ففي الرضوي: جعل الثوب للوسط. في الدعائم: جعله للمسعر.

ومثله ما رواه العياشي، عن الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــهــةالسالم(، قال: الموسع يمتع بالعبد واألمة، ويمتع المعسر بالحنط

ــدرهم ــوب وال ــزبيب والث ــال: وال ــه، وق إن الحســن بن علي )عليالسالم( متع امرأة طلقها أمة، لم يكن يطلق امرأة إال متعها بشيء

(3). وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( إنــه قــال في

ــع الفقــيرحديث: إن الرجل الموسر يمتع المرأة العبد واألمة، ويمت بالحنطــة والــزبيب والثــوب والــدرهم، وإن الحســن بن علي )عليــه

.(4)السالم( متع امرأة كانت له بأمة، ولم يطلق امرأة إال متعها إن الغني يمتع بدار وخادم، والوسطوعن الصدوق، قال: روي:

.(5)يتمع بثوب، والفقير بدرهم وخاتم .(6)إن أدناه الخمار وشبههقال: وروي:

وعلى هذا، فما في الروايات خارج مخرج التمثيل. فعن الطبرسي في

. 5 ح34 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)1. 6 ح34 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)2. 1 ح34 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)3. 3ح المهور أبواب من4 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)4. 3ح المهور أبواب من49 الباب57 ص15( الوسائل: ج?)5. 4ح المهور أبواب من49 الباب58 ص15( الوسائل: ج?)6

345

Page 346: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــال: ــان ق ــع البي ــومجم ــادم أو كســوة أو رزق، وه ــة خ والمتع .(1)المروي عن الباقر والصادق )عليه السالم(

وعن الحلبي، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، في قــول اللــهــالمعروف حقــا على المتقينتعــالى: ــاع ب إلى أنوللمطلقــات مت

إذا كان الرجل موسعا عليه متع امرأته بالعبد واألمة، والمقترقال: ــع بالحنطــة والــزبيب والثــوب والــدراهم، وإن الحســن بن علي يمت

.(2))عليه السالم( متع امرأة له بأمة، ولم يطلق امرأة إال متعها وفي رواية معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(،

.(3)وكان الحسن بن علي )عليه السالم( يمتع نساءه باألمةقال: وعن أبي بصير، قال: قلت ألبي جعفر )عليـه السـالم(: أخـبرني

وللمطلقــات متــاع بــالمعروف حقــا علىعن قول اللــه عــز وجــل: خمار أو شــبهه ما أدنى ذلك المتاع إذا كان معسرا، قال: المتقين

(4). وعن عبد الله بن بكير، قال: سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم(

متعوهن على الموسع قــدره وعلى المقــترعن قول الله عز وجل: كان علي بن الحسين )عليه ما قدر الموسع والمقتر، فقال: قدره

.(5)السالم( يمتع بالراحلة يمتــعوفي روايــة العياشــي، عن ابن بكــير مثلــه، إال أنــه قــال:

.(6)براحلة، يعنى حملها الذي عليها أن متــع امــرأة طلقهــاوعن الحســن بن علي )عليــه الســالم(:

بعشرين ألف درهم، وزقاقا

. 11ح المهور أبواب من 48 الباب56 ص15( الوسائل: ج?)1. 1ح المهور أبواب من 49 الباب57 ص15( الوسائل: ج?)2.2ح المهور أبواب من 49 الباب57 ص15( الوسائل: ج?)3.3ح المهور أبواب من 49 الباب57 ص15( الوسائل: ج?)4.4ح المهور أبواب من 49 الباب57 ص15( الوسائل: ج?)5.5ح المهور أبواب من 49 الباب57 ص15( الوسائل: ج?)6

346

Page 347: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)من عسل فقالت المرأة: متاع قليل من حبيب مفارقــعيد، عن وعن ابن شهر آشوب في المناقب، عن الحسن بن س أبيه، قال: كان تحت الحسن بن علي )عليه السالم( امرأتان تميمية

أخبرهمــا فلتعتــداوجعفية فطلقهمــا جميعــا وبعثــني إليهمــا، وقــال: وأخبرني بما تقوالن، متعهما العشرة آالالف وكل واحدة منهما بكــذا

ــتوكذا من العسل والسمن ، فأتيت الجعفية فقلت: اعتدي فتنفس الصعداء ثم قالت: متاع قليل من حبيب مفارق، وأمــا التميميــة فلم تــدر مــا اعتــدي، حــتى قــال لهــا النســاء فســكنت، فأخبرتــه بقــول

لوكنت مراجعا المرأة لراجعتهاالجعفية، فنكت في األرض ثم قال: (2).

إلى غير ذلك من الروايات. وال يخفى أن اإلمام الحسن )عليه السالم( إن صح كثرة تزويجه بالنساء، فقد كان ذلك ألمور مثل ربـط القبائــل بأهــل الــبيت )عليـه السالم( من جهة إعالمهن بأخالقهم وسيرتهم، ليظهر من ذلك زيفــه ــه علي أعدائهم والناقمين عليهم، كما كان فعله الرسول )صلى الل وآله( من قبله، وفعله كثير من الكبراء، ومثل بغيــة التعليم والتربيــة كما كان يفعله علي بن الحسين )عليهمــا الصــالة الســالم( بالنســبة إلى العبيد، حيث كان يشــتريهم ويــؤدبهم ســنة ثم يطلــق ســراحهم ويعتقهم في ســبيل اللــه، ومثــل أنــه )عليــه الصــالة والســالم( كــان مكلفا بحماية النساء الالتي قتل أزواجهن في الحروب، أو كن بنــات أولئك الشــهداء أو أخــواتهن فــإن الكبــير مكلــف أدبيــا بــإداره نســاء الشهداء، وقد قتل في الحروب كثير من الرجال سواء في النهروان أو في صفين أو في الجمل، إلى غير ذلك من العلــل المــذكورة في

محلها.

.7ح المهور أبواب من34 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)1. 6ح المهور أبواب من 35 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)2

347

Page 348: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم المستحب كثرة المتعة حســب التمكن، فقــد روى عمــرو بن شـمر، عن جـابر، عن أبي جعفــر )عليــه السـالم( في قولـه تعـالى:

فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميال :قال متعــوهن: حملــوهن بمــا قدرتم عليه، فإنهن يرجعن بكآبة وخســارة وهم عظيم وشــماتة من أعدائهن، فإن الله كريم يستحيي ويحب أهل الحياء إن أكرمكم عند

.(1)الله أشدكم إكراما لحالئلهم ويؤيد ذلك ما عن العياشي في تفسيره، عن أبي عبد اللــه وأبيــة الحسن موسى )عليهما السالم(، قال: سألت أحدهما عن المطلق

.(2)على قدر مال زوجهاما لها من المتعة، قال: ثم الظاهر استحباب أن تكون متعة المطلقة قبــل الطالق فيمــا إذا لم يكن مدخوال بها، فقد روى محمــد بن مســلم، عن أبي جعفــر

يمتعهــا)عليه السالم(، قال: سألته عن الرجل يطلق امرأته، قــال: ومتعــوهن على الموســع قــدرهقبــل أن يطلــق، قــال اللــه تعــالى:

.)3(وعلى المقتر قدره هذا باإلضافة إلى أنه خير وبر، وخير البر عاجلــه، قــال ســبحانه:

سارعوا إلى مغفرة من ربكم(4) . نعم ال يستبعد استحباب تأخير متعة المطلقة المدخول بها، فعن الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في قولــه تعــالى:

وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين :قــال متاعهــا بعــد ما تنقضي عدتها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره، وكيف

. 6 ح49 الباب 58 ص15( الوسائل: ج?)1. 7 ح49 الباب 58 ص15( الوسائل: ج?)2. 1ح المهور أبواب من48 الباب 48 ص15( الوسائل: ج?)3. 133 عمران: اآلية آل ( سورة?)4

348

Page 349: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

يمتعها عدتها وهي ترجوه ويرجوها ويحدث الله عز وجــل بينهمــا .(1)ما يشاء

ويدل عليه ما تقدم من طالق الحسـن )عليـه الصــالة والسـالم( المرأتين حيث إن صريح الرواية أن الطالق كان قبل إعطاء المتعة،

.(2)وأن المتعة كان قبل انقضاء العدة وقد روى دعائم اإلسالم، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، إنــه

إذا أراد الرجــل أن يطلــق امــرأة متعهــا قبــل أن يطلقهــا إنقــال: .شاءت

يمتعهــا بعــد الطالق بعــد أنوقال أبو عبد الله )عليه الســالم(: .(3)تنقضي العدة

وعن العياشي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، وللمطلقــات متــاع بــالمعروف حقــا علىفي قول اللــه عــز وجــل:

متاعها بعد مــا تنقضــي عــدتها، على الموســع قــدره قال: المتقين وعلى المقتر قدره، فأما مــا في عــدتها فكيـف يمتعهـا وهي ترجـوه

.(4)وهو يرجوها ويجري الله بينهما ما شاء ثم الظاهر أن المتعة مستحبة لكــل مطلقــة، نعم ســيأتي الكالم في المختلعة سواء كانت مفوضة أو غير مفوضة، مدخوال بها أو غير

مدخول بها. ــق من ــال: )إن المطل ــال إلى االختصــاص، ق ــواهر م إال أن الج الروايات مــنزل على المطلقــة المفوضــة الــتي لم يفــرض لهــا ولم يدخل بها، حتى اآلية خصوصا بعد ما قيل في نزولها من أنه لما نزل

ومتعوهنقال بعضهم: إن أحببب فعلت وإن لم أرد ذلك لم أفعله إلى آخر اآلية، أو أنها منسوخة بآية وللمطلقات متاعفنزل:

. 3ح المهور أبواب من50 لباب 60 ص15( الوسائل: ج?)1. 6ح المهور أبواب من35 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)2. 4ح المهور أبواب من35 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)3. 6ح المهور أبواب من35 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)4

349

Page 350: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

المتعة، أو أن المراد من المتاع منهــا النفقــة كمــا قيــل، أو غــير ذلك والناص منها على ضرب من التقية ألنه مذهب قوم من العامة منهم سعيد بن جبير والزهري والشافعي في الجديد، أو على ضرب من االستحباب كمــا عن الشـيخ وجماعــة، بــل تأكــده للتعبــير بلفــظ الوجوب ونحوه، وال بأس به وإن أصبن شــيئا جــبرا لكســرهن وألنــه

أو إن ،(1)فتعــالين أمتعكننوع إحسان، وعليــه نــزل قولــه تعــالى: ذلك من خواصه )صلى الله عليه وآله وسلم(، أو لفضل نسائه علىــاص ــوص على اختص ــيمه والنص ــاع بقس ــك لإلجم ــل ذل ــيرهن، ك غ الوجــوب بالمطلقــة المفوضــة الــتي لم يفــرض لهــا ولم يــدخل بهــا باعتبار عدم إصابتها شيئا فناسب إكرامها بالمتعة جــبرا لمــا أصــابها

من الخجل والهوان( انتهى. ــة النســاءوعن زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم(، قال: متع .(2)واجبة دخل بها أو لم يدخل بها، ويمتع قبل أن يطلق

وقوله: واجبة محمولة على االستحباب. وعن الحسين بن علوان، عن جعفــر، عن أبيــه، عن علي )عليــه

.(3)لكل مطلقة متعة إال المختلعةالسالم( قال: ــه كــان ــه الســالم(، إن ــات، بســنده إلى علي )علي وعن الجعفري

.(4)لكل مطلقة متعة إال المختلعةيقول: وعن دعائم اإلسالم، عن أمير المؤمنين وأبي عبد اللــه )عليهمــا

لكل مطلقة متعــة إال المختلعــة فإنهــا ليس لهــاالسالم( إنهما قاال: .(5)متعة

. 28 33 األحزاب: اآلية ( سورة?)1. 1ح المهور أبواب من50 الباب60 ـ59 ص15( الوسائل: ج?)2. 4ح المهور أبواب من50 الباب60 ـ59 ص15( الوسائل: ج?)3. 1ح المهور أبواب من35 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)4. 2ح المهور أبواب من35 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)5

350

Page 351: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــال: متعــةوعن أبي جعفر محمد بن علي )عليه السالم(، إنه ق.(1)النساء فريضة دخل بها أو لم يدخل

إلى غيرها من الروايات. ــة: ــال في الكفاي ــاه من االســتحباب للكــل، ق ــذي ذكرن ــذا ال ول

)يستحب المتعة لكل مطلقة وإن لم يكن مفوضة(. ثم إن ظـــاهر النص والفتـــوى أن واجب المتعـــة إنمـــا هـــو في المطلقة التي لم يفرض لها مهــر ولم يــدخل بهــا، فالمفوضــة الــتي حصلت المفارقة بينها وبين الزوج من قبله بفسخ أو مــوت أو لعــان أو غــير ذلــك، أو من قبلــه وقبلهــا كــالخلع والمبــاراة، أو من أجنــبي كالرضاع، ال مهر لها وال متعة، لألصل، خالفا للمحكي عن المختلــف وميل المبســوط من حكمهمــا بوجــوب المتعــة بجميــع ذلــك، وكأنــه للمناط، لكن ال يمكن التمسك بمثل هــذا المنــاط غــير القطعي في

حكم يخالف األصل. نعم ال يبعد استحباب المتعة في كلهن لما يشعر بــه خــبر جــابر، عن أبي جعفر )عليه الصالة والســالم( المتقــدم، من تعليــل المتعــة

ــه: ــة منبقول ــارة وهم عظيم ومهان ــة وخس ــرجعن بكآب ــإنهن ي فأعدائهن.

ويؤيده قوله سبحانه: فتعالين أمتعكن وأسرحكن ســراحا جميال(2).

ثم إن المحكي عن الروضة إنه ألحق بمفوضة البضع من فرض لها مهــر فاســد، فإنــه في قــوة التفــويض، ومن فســخت في المهــر

لخيار به مثال. ومقتضى القاعدة أن المهر الفاســد ســواء كــان صــحيحا إلزامــا كما في الكتابيين حيث يسلمان بعد الزواج ويبدل المهر إلى القيمة

كما تقدم، أو كان باطال كالمغصوب،

. 3ح المهور أبواب من35 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)1. 28 األحزاب: اآلية ( سورة?)2

351

Page 352: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

علما بذلك ولم يباليا كما في غير المباليين، أو جهال أو ما أشبه،ــذا إذا فســخما يضمن بصحيحهيبدل إلى مهر صحيح، لقاعدة ، وك

ــار أحدهما أو ثالث أو نحو ذلك للمهر بخيار له حيث تقدم صحة الخيفي المهر.

ولذا أشكل على ما ذكره في الروضة بأن فيما ذكره منع، لعدم دخولها فيها موضوعا بعد ما عرفته، فال دليل على ثبوت حكمها لها،

واحتمال كونها التي لم يذكر لها مهر صحيح ال دليل عليه. ثم إنه تصح الهبة من الــزوج ومن غــير الــزوج عنــه، كمــا تقــدمــة صحة المهر كذلك، واحتمال لزوم أن يكون من الزوج لظهــور اآلي والرواية فيه يدفعه كونها بدال عن المهر فمــا قيــل في المهــر يقــال

في المقام. وال إشكال في عــدم صــحة رجــوع الــزوج في المتعــة إذا كــانت واجبــة، أمــا إذا كــانت مســتحبة فيبتــني الكالم فيهــا على الكالم في جواز الرجوع في الهبة بالنسبة إلى الزوجــة وعــدم الجــواز، ومحــل

تفصيل الكالم هناك. فقــد روى محمــد بن مســلم، عن أحــدهما )عليــه الســالم(، إنــه سئل عن رجل كانت له جارية فأذته امرأتــه فيهــا فقــال: هي عليــك

إن كان قال ذلك لله فليمضها، وإن لم يقــل فلــه أنصدقة، فقال: .(1)يرجع إن شاء فيها

لكن في رواية زرارة، عن أبي عبد الله )عليه الصالة والســالم( وال يرجع الرجل فيما يهب المرأته، وال المرأة فيمافي حديث قال:

والتأخــذوا ممــاتهب لزوجها حيز أو لم يحز، ألن الله تعــالى يقــول: فإن طبن لكم عن شيء منــه نفســا فكلــوه وقال: آتيتموهن شيئا

.(2) وهذا يدخل في الصداق والهبةهنيئا مريئا

. 2ح الهبات أبواب من7 الباب340 ص14( الوسائل: ج?)1. 1ح الهبات أبواب من7 الباب340 ص14( الوسائل: ج?)2

352

Page 353: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

نعم إذا كان بعد التلف أو لله سبحانه وتعالى أو ما أشبه لم يجزالرجوع.

ثم إن الجــواهر قــال: )إن المتعــة ال يعتــبر فيهــا رضــا الزوجــة، لظهور اآلية والرواية في كون الخطاب للزوج، خالفــا لبعض العامــة فجعلها كالمهر ما تراضــى عليــه الزوجــان، فــإن لم يتراضــيا قــدرهاــد القاضي باجتهاده ولو فوق نصف المهر، وعن آخر منهم إنها ال تزي على النصف، وعن ثالث منهم إنها ال تزيــد على مهــر المثــل، وليس في شيء من أخبــار البــاب وال فتــاوى األصـحاب تعــرض لـذلك لمــا

عرفت(، وهو كما ذكره. ال يقال: إنما يكــون التعــيين بيـد الـزوج فيمـا أعطى، أمــا إذا لم

يعط فإنما يتعين برضاهما ال بقدر ما يعين فقط. ألنه يقال: إن الشارع لم يجعــل الزوجــة طــرف التعــيين، ســواءــول: ال أعطاها الزوج أو جعله كليا على نفسه، فلها الحق في أن تق أعطيك حقك من التمكين من نفسي إال بعد أن تقــرر حقي بإعطـاء المتعة أو التعيين منك، ال أن تقول: ال أعطيك حتى تعطيني أو تقررــذي ليس الكلي مــع موافقــتي على التعــيين، فهــو كمهــر اآلجــل ال للزوجة المنع إال بأخذه، إذا الشــارع لم يجعــل على الــزوج التعجيــل في إعطاء المتعة، فاألصل أن اختيار السرعة في اإلعطــاء والبطــؤ

معه. نعم ال حق للزوج في تسويف إعطاء المتعــة بــأكثر من الزمــان

المتعارف الذي يستفيده العرف من ظاهر اآلية والرواية. وإذا جن الـــزوج بعـــد الطالق قبـــل المتعـــة كـــان على الـــولي إعطاؤهــا، لظهــور األمــر في الوضــع فليس تكليفــا فقــط، كمــا هــو الشأن في كل الماليات، إال إذا دل دليل من الخارج على أنه تكليف

فقط، كما ذكروا مثل ذلك في نفقة األقرباء، وإن

353

Page 354: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

استشكلنا على ذلك في محله. وكذا إذا مات الزوج بعد الطالق وقبل إعطاء المتعة، ولــذا قــال الجواهر: )إنها بعد تحقق ســبب وجوبهــا من الــدين في ذمــة الــزوج فلالمرأة مع عــدم دفعهــا لهــا الضــرب مــع الغرمــاء بمــوت أو فلس ويبرأ الزوج بــدفعها لهــا كمــا وجبت عليــه، فــإن امتنعت المــرأة من قبضها قبضها الحــاكم، أو كــان ذلــك البــذل بحكم القبض، وبالجملــة

حالها كحال غيرها من الديون(. ومنه يعرف أنه لو ماتت الزوجــة قبــل القبض فلورثتهــا القبض،

ألنها في حكم الدين على ما عرفت. أما مسألة جبر الخاطر فهي حكمة، وال يقال إنهــا بعــد موتهــا أو

جنونها ال مجال لجبر خاطرها فال تجب. ومنه يعرف وجه النظر فيما ذكره الحائري )رحمه الله( قائال:

إنه ال يستفاد من الروايات كونه دينا بالمعنى المصطلح، إال فيما إذا كان مضبوطا محدودا بحد خــاص كمــا في األخمــاس والزكــوات، ــوا بخالف ما لو كان غير مضبوط له مراتب متفاوتة، قلة وكثرة وعلــنى ــا، إذ ال مع ــا ومتعته ــر مثله ــة الزوجــة ومه ــا في نفق ــوا، كم ودن الشتغال الذمة بالمردد بين األقــل واألكــثر والعــالي والــداني كمــا ال يخفى، وعليه فيشــكل مــا ذهب جماعــة من أن المتعــة بعــد تحقــق سبب وجوبها تكــون من الــدين في ذمــة الــزوج فلالمــرأة مــع عــدم

دفعها إليها الضرب مع الغرماء بموت أو فلس(. إذ فيه: إنه قد ذكر األصول صحة التخيير بين األقــل واألكــثر، وال داللة في األدلة على خالف ذلك، فال حاجــة بعــد مــا ذكرنــاه إلى مــا

استثناه الحائري بقوله:

354

Page 355: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــالمعنى المصــطلح إال )اللهم إال أن يقال: إنها وإن لم تكن دينا ب أنه يكفي في وجوب أدائها من تركة الزوج كونها حقا ماليا لها عليه،

(1)من بعـد وصــية... أو دينإذ المراد من الـدين في قولـه تعــالى:

أعم من الدين المصطلح والحق المــالي، ولــذا اســتعمل في الحــق(. دين الله أحق أن يقضىفي قوله )عليه السالم(:

والظاهر أنه إذا مات الزوج وأراد الورثة إعطــاء المتعــة ال يصــح إعطاؤها بحيث يتضرر بعض الورثة فقــط، كإعطائهــا الفــرس الــذي هو حبوة للولد األكبر، أو العمارة التي للزوجة حق فيها فال يبقى لها شيء بعد ذلك، بل الالزم اإلعطاء بحيث يتوزع على كل الورثة، ألنه المستفاد عرفا من كونــه دينــا، ولــذا ال يصــح أن يتضــرر غــير الولــد

األكبر والزوجة بسبب المتعة أيضا. ومما تقدم يعلم أن الورثة يحق لهم اإلعطاء من المتوسط وإن كان في الورثة قصر، ألنه مقتضى التخيير الذي ذكرناه، وقــد ذكرنــا

مثل ذلك في الكفن ونحوه من مصارف الميت. نعم ال شك في أن األحــوط عــدم أخــذ الزائــد من حــق القصــر،

وانما يأخذون من حق القصر بقدر أقل الواجب. ومنه يظهر وجه النظر فيمـا ذكـره الحـائري قـال: )يبقى الكالم حينئذ في أن ما يجب على الورثة أداؤه من التركة هــل هي المتعــة بمرتبتهــا الدانيــة أو العاليــة، أو يكونــون مخــيرين بينهمــا كمــورثهم، وعلى تقدير القول بوجوب إدائها بمرتبتها الدنيا، بدعوى كونها القدر

المتيقن الواجب على الزوج والزائد عليه تفضل منه عليها،

. 11 النساء: اآلية ( سورة?)1355

Page 356: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وإن كان المجموع متعة هل الالزم عليهم التصالح معها على مــا يدفعونه إليها، لتعذر تعيين المرتبــة منهــا ولــو بــالرجوع إلى العــرف بعــدم إمكــان تعيينهــا على نحــو ال يزيــد على مقــدارها الــواقعي وال ينقص إال لعالم الغيوب، إذ الرجوع في تعيينها إلى العــرف من جهــة أن نظرهم حجة في تعيينها، أو من جهة أنه ال واقع لمقدارها غير ما

يراه العرف، وجوه(. ولو ماتت الزوجة قبل إعطائها المتعة، وكان الزوج هــو الــوارث الوحيــد لهــا ســقطت، أمــا إذا كــان شــريكا مــع ســائر الورثــة، فــإن الواجب عليه إعطاء قدر حصــتهم فقــط، ويســقط منهــا قــدر حصــة

نفسه، كما هو مقتضى أدلة اإلرث. ثم إن الجواهر قال: )ولو ابرأت المفوضــة الــزوج قبــل الــوطي والفرض والطالق، من مهر المثل أو المتعة أو منهما، لم يصــح ألنــه

إبراء ما لم يثبت(. لكن ربما يحتمل أنه يصح، ألنهـا تملـك أن تملـك، وملـك الملـك أيضا نوع من الحق، كما ذكروا مثل ذلك في إبرائهــا لــه من النفقــة

ومن القسم، والمسألة بحاجة إلى التأمل. ــح في ــذلك يص ــيلين، ك ــويض في األص ــح التف ــا يص ــه كم ثم إن الوكيلين، ووكيل وأصيل، نعم إذا لم يوكل الموكل بمــا يشــمل مثــل ذلك كان فضوليا، فــإن أجــاز كــان لــه حكم التفــويض، وإن لم يجــز فربما بطل العقد إن كان مقيدا، وربما يبدل إلى مهر المثل أو أقــل األمرين منه ومن المســمى، كمــا ذكرنــا تفصــيل مثــل ذلــك في مــا

سبق إن كان غير مقيد. ــاهج المتقين قـــال: )يتحقـــق التفـــويض في البالغـــة ثم إن منـ الرشيدة، وال يتحقق في الصغيرة وال الكبيرة السفيهة وال المجنونة،

ولو زوجها الولي ولم يذكر مهرا، أو

356

Page 357: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ذكر مهرا أقل من مهر المثل، فإن كان ذلك مقتضــى المصــلحةصح، وإال كان لها االعتراض في العقد على رأي(.

أقول: يتصور بالنســبة إلى المجنونــة والســفيهة بمــا إذا فوضــتا وهما على العقل والرشد ثم صارتا مجنونة وســفيهة، إن قلنــا ببقــاء

الحكم خصوصا إذا كان شرطا ضمن عقد الزم. وأما في الصغيرة والمجنونة والسفيهة في حين العقد فيصح إذا كان ذلك داخال في الصالح بمعناه المتقدم في عقد الصغار، وكــذلك يتحقــق بالنســبة إلى تــزويج الصــغار والمجنــون والســفيه من قبــل الولي بتفويض المـرأة الكبـيرة العاقلـة الرشـيدة، هـذا تمـام الكالم

بالنسبة إلى المؤمنين. ــافرين، ــالف، والك ــؤمن ومخ ــالفين، وم ــبة إلى المخ ــا بالنس أم

في كل(1)ألزموهم بما التزاموابهومسلم وكافرة، فيتدخل قاعدة المقامات المذكورة كما هو واضح.

. 5ح الطالق من30 الباب331 ص15( الوسائل: ج?)1357

Page 358: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع: )لو تراضيا بعد العقد بفــرض(:ـ 13)مسألة المهر جاز، ألن الحق لهما، سواء كـان بقـدر مهـر المثـل أو أزيـد أو أقــل، وســواء كانــا عــالمين أو جــاهلين أو كــان أحــدهما عالمــا، ألن

فرض المهر إليهما ابتداء فجاز انتهاء(.ــك بعــد تراضــيهما الزم لهمــا، فليس وأضــاف الجــواهر: )إن ذل ألحدهما الرجــوع عمــا وقــع التراضـي عليــه(، ثم ذكــر أن لهــا حبس

نفسها حتى تسلم المهر المفروض. أقول: استدلوا على هذه األحكام كال أو بعضا بجملة من األدلة:

ال جنــاح عليكم إن طلقتم النســاءفمن الكتاب، قوله ســبحانه: مــا لم تمســوهن أو تفرضــوا لهن فريضــة، ومتعــوهن على الموســع

،(1)قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقــا على المحســنينبتقريب أن فرض الفريضة شامل لحين العقد ولما بعد العقد.

ال يقال: إنها منصرفة إلى المتعارف من فرضها في العقد. ألنه يقال: ال انصراف بعد وجود كثير من الفرض بعد العقد.

ومن السنة: صحيحة الحلبي المتقدمة، سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن المــرأة تهب نفســها للرجــل ينكحهــا بغــير مهــر، فقــال

إنما كان هذا للنـبي )صـلى اللـه عليـه وآلـه(، فأمـا)عليه السالم(: لغيره فال يصلح هذا حتى يعوضها شيئا يقدر إليها قبل أن يدخل بهــا،

.(2)قل أو كثر ولو ثوب أو درهم بتقريب أن المستفاد من الرواية أن لها حقا عليه قبل الــدخول،

فلها المطالبة به قبله. الثــالث: اإلجمــاع المســتفاد من كالمهم، حيث أرســلوه إرســال

المسلمات، مثال

. 237 البقرة: اآلية ( سورة?)1. 1ح النكاح عقد أبواب من2 الباب168 ص14( الوسائل: ج?)2

358

Page 359: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في القواعد: )ولو اتفقا على الفرض جاز(. وفي إيضاح الفوائــد لم يتعــرض لهــذا، بــل تعــرض للحكم الــذي

بعده، مما يدل على أنه مسلم. وفي الكفاية: )وللمفوضة المطالبة بفــرض المهــر وتعيينــه قبــلــالطالق الدخول، لتعرف ما تستحق بالوطي أو الموت، وما تنتظــر ب قبل الدخول، ثم إن اتفقــا على قــدر معين صــح ولــزم، ســواء كــانــل أو بقدر مهر المثل أو أقل أو أكثر، وسواء كانا عالمين بمهــر المث

جاهلين أو بالتفريق، وليس لواحد منهما الرجوع بعد التعيين(. وفي المسالك: )المفوضة ال تستحق المهر بنفس العقد، ولكنها ملكت أن تملك، فلها المطالبة بفرضه وتعيينه قبل الدخول، لتعرف ما تستحق بالوطي أو الموت وما تنتظر بالطالق قبله أو الفسخ، ثمــا غــيره، ألن إن اتفقت هي والزوج على قدر معين صح ولم يكن له الحق لهما، وال فرق بين كونه بقدر مهر المثل أو أقل منــه أو أكــثر،

وليس ألحد منهما بعد اتفاقهما على الفرض الرجوع فيه مطلقا(. إلى غير ذلك من عبائرهم.

ــارة ــدم عب ــد تق ــر، وق ــه معاوضــة بين البضــع والمه ــع: إن الراب )يشتريها بأغلى ثمن( ونحو ذلــك ممــا ورد في جملــة من الرويــات، والمعاوضة مقتضــية بكــون األمــر بيــد المعاوضــين، وإذا قــررا شــيئا

ــوايكون األمر كما قررا، فال رجوع لقوله سبحانه: يا أيها الــذين آمن .(1)أوفوا بالعقود

الخامس: إنها تملك أن تملك فيصح التعامل عليه، كمــا إذا كــان الصياد له أن يصــيد فيتعامــل معــه إنســان على أن يعطيــه كــذا في

قبال أن ال يصيد، أو اإلنسان

. 1 المائدة: اآلية ( سورة?)1359

Page 360: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

يملــك أن يملــك األرض بالســبق فيتعامــل معــه إنســان على أنيعوضه كذا في قبال أن ال يملك، إلى غير ذلك من األمثلة.

لكن الحائري أشكل على أصل الحكم، وزيــف جملــة من األدلــةالمذكورة له بقوله:

)نمنع عن أن لها حــق مطالبــة فــرض المهــر بعــد العقــد وحبس نفسها على فرضه وعلى تسليمه، إذ ال دليل عليه، وذلك لما عرفت فيما مر من أن حق امتناعها قبل الــدخول بهــا ومن تســليم نفســهاــه يكــون حتى تقبض المهر إنما هو ألجل أن النكاح مع ذكر المهر فيــا فيهــا إن لكــل من المتعاقــدين ــتي قلن من العقــود المعاوضــية، ال بمقتضى المعاوضة االمتناع من التسليم حــتى يقبض العــوض، ومن المعلوم أن مع رضــاها بــالتفويض وخلــو العقــد عن المهــر ال يكــون هناك معاوضة كي تكون مقتضــية لحبس نفســها على فــرض المهــر

وعلى تسليمه. وتوهم أن النكاح من العقود المعاوضــية ولــو مــع إهمــال المهــر في العقد وعدم ذكره فيه بالمرة، ولــذا قلنــا: إن رضــاها بــالتفويض إنما يعتبر بالنسبة إلى خلو العقد عن المهر ال عدمه مطلقا ولو بعــد الدخول، مدفوع بأن استحقاقها للمهر بالــدخول تعبــدا ال يجــدي في صيرورة النكاح من العقود المعاوضية، سلمنا لكن رضاها بالتفويض

كاشف عن إسقاطها لحق االمتناع. وتعليل الجواهر بأنها بالعقد ملكت أن تملك المهر عليه بالفرض أو الدخول، فكان لها المطالبــة بــذلك، ال يخلــو من مصــادرة، وذلــكــدخول ال ــل ال لما عرفت من أن استحقاقها لفرض المهر وتعيينه قب دليل عليه، نعم ال يبعد القول باستحقاقها لحبس نفسها على تسليم المهر بعد الفرض، ألن العقد وإن انعقد خاليا عن المهر لكن فرضه

بعد العقد أيضا إنما هو بعنوان

360

Page 361: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

المهر الذي هو عوض عن البضــع، فالمعاوضــة تتحقــق بــالفرضــو عن بعد العقد، وإن لم تكن معاوضة حينئذ فتدبر، فالمسألة ال تخل إشكال لخلوها عن الدليل، نعم من ذكــرهم لهــا ذكــر المســلمات ال

يبعد استظهار كونها إجماعية(، انتهى كالمه. لكن الظاهر استقامة ما ذكروا مع الغض عن اإلجماع، حيث إنه ال شك في أن لها حق عليه بالمهر، فهي تعوض هذا الحق بكذا، كما في سائر الحقوق، ولها االمتنــاع عن تســليم حــق الــزوج إال بتســلمــاء حقها، كما أنهما ليس لهما بعد التعيين النقض، ألنه مقتضــى الوف

حيث إن ظاهره عدم ،(1)أو تفرضوابالعقد، ولظهور قوله سبحانه: صحة التخلف بعد الفرض إال بزيادة هبــة من الرجــل لهــا، أو نقيصـة إبراء من المرأة له، فال يقال: إذا كــان الحــق ال يعــدوهما تمكنــا من تغيير الفرض كمـا في سـائر العقـود حيث يتمكـان من اإلقالـة ومن

تعامل جديد بقيمة أخرى. ــك، ال ــد ذل ــا بع ــا إذا طلقه ــني على م ــا مب وحيث إن كالمهم هن يستشكل عليهم بأن حقها ليس مطلقا حتى في صورة موت الزوج ونحوه، إذ ال متعة حينئذ على ما تقدم، فكيف يطلقون أن لها الحق،ــرض ــك ال ف ــد ذل ــرض الطالق بع ــرفت أن كالمهم على ف ــد ع إذ ق

الموت والفسخ ونحوهما. نعم من يرى المتعة في كل ذلــك للمنــاط، يــرى صــحة التعــيين

وغيره في تلك الحاالت أيضا. وإذا صح لها المطالبة بالتعيين وعدم تسليم النفس قبــل ذلــك ـ إلى آخر ما ذكرناه ـــ صــح ذلــك لوليهــا ووكيلهــا، لوحــدة المالك في الجميع، كما يصح كــل ذلــك بالنســبة إلى مــا كــان الــزوج صــغيرا أو

مجنونا أو نحوهما، فإن الولي والوكيل له

. 237 البقرة: اآلية ( سورة?)1361

Page 362: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أيضا ملزم بالتعيين إذا طلبت الزوجة أو وليها ووكيلها ذلك. ثم إن القواعد قال: )وإن اختلفا ففي فــرض الحــاكم إذا ترافعــا

إليه نظر، أقربه أنه يفرض مهر المثل(. وفي إيضاح الفوائد: )إن منشأ النظر أن النكاح يتعلق بالزوجين فال مدخل لغيرهما فيــه، وألنــه ال يجب المهــر بالعقــد ألنــه لــو مــاتــري أحدهما لم يجب شيء وال يتقدر إال بالتراضي وتقدير الحاكم قه فال يتحقق فيمــا ال يثبت إال بالتراضـي، ومن حيث إن الحـاكم نصــب لرفع الـنزاع ألنــه بـه يتم نظـام النــوع، وألنــه ولي الممتنــع ففرضــه كفرضــهما مــع التعاســر، وقــد اختــار والــدي المصــنف )قــدس اللــه روحه( في هذا الكتاب: إنه يفرض بقدر مهر المثل ال يجــوز الزيــادة والنقصان كما في قيم المتلفات، نعم الزيادة والنقصان بقدر يســير

يقع محل االجتهاد، وهو كما يتغابن بمثله في المعامالت(. وأضــاف في الجــواهر: )ال يفــرض إال مهــر المثــل كمــا في قيمــر التصــريح المتلفات، ما لم يتجاوز السنة فيرد إليها كما عن التحري به، وأما لو رضي بفرضه لزمهما ما فرضه مطلقا، وافق مهر المثل

أم ال، وافق السنة أم ال(. ــدره أقول: مقتضى القاعدة أن األمر بيد الزوج، على الموسع ق وعلى المقتر قــدره، إذ ال حــق للمــرأة في التعــيين على مــا تقــدم، فكل ما أراد الزوج التعيين فهو، وال شــأن للحــاكم في المقــام، إذ ال

ــزوج التخلـــف عن ــد الـ ــتريريـ ــدره وعلى المقـ ــع قـ على الموسـ .(1)قدره

. 237 البقرة: اآلية ( سورة?)1362

Page 363: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــذ نعم إنما للحاكم الشأن فيما ال يريد الزوج التعيين أصال، وحينئ فللحاكم أن يعين نظره بما يوجب قطع الــنزاع بــدون إجحــاف، وإن

كان أقل أو أكثر من مهر السنة ومن مهر المثل. أما عدم التقيد بمهر السنة فلعدم الدليل على مثــل هــذا التقيــد

كما تقدم االلماع اليه. وأما بالنسبة إلى عدم التقيــد بالنســبة إلى مهــر المثــل فألنــه ال دليل على مثل هــذا التقيــد بعــد كــون الحــاكم معــدا لقطــع الــنزاع، والمفروض أنه يرى الصالح في األقل أو األكثر مما ال يقطــع الــنزاع

إال به. ومما تقدم يظهر مواضع القبول والــرد في قــول الكفايــة، حيث قال: )وإن اختلفا بأن فرض لها الزوج شيئا ولم ترض به، فــإن كــان مفروضه بقدر مهر السنة فصاعدا، ففي لزومه من جانبهــا وجهــان، فيحتمل اللزوم ويحتمـل أن يكــون لهـا المطالبــة بمهـر المثـل، وإن كان أقل منــه لم يقــع بغــير رضــاها اتفاقــا، وإن ترافعـا إلى الحــاكم فرض لها مهر المثل من غير زيادة وال نقصان ما لم يتجــاوز الســنة فيرد إليها إن اعتبرنا ذلك في مهر المثل، وإال لم يتقيد بذلك، ولعله

األقوى، وقيل ال يصح فرض الحاكم مطلقا(. ولو أعطاها المتعة ثم أبت من مباشــرته لهــا، كــان حالهــا حــال المهر إذا أعطاها وأبت من الجماع، حيث يكون له الجبر من الحاكم لها إذا لم يتمكن هو من جبرها، ولو لم يتمكن من الجبر لم يستبعد حقه في االسترجاع كما ألمعنــا اليــه في المهــر، ولــو جعلهــا الــولي مفوضة البضع في حال صغرها، ثم لم ترد بعــد أن كــبرت أو عقلت المجنونة، فكما تقدم في مسألة عقد الولي ولم يــرض بعــد الكــبر،

وكذا لو

363

Page 364: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

عقد لهما الولي زوجة مفوضة البضع ثم كــبر المــولى عليــه أو أفاق المجنون وأنكر ذلك.

ولــو كــان اختالف في التضــخم بين وقت النكــاح ووقت العطــاء لهـــا، وكـــذلك إذا كـــان االختالف بين وقت النكـــاح ووقت العطـــاء والوسط بينهما، أو اختلف الزوج أو الزوجــة عســرا ويســرا وشــرفا

وغير ذلك، فإن االعتبار بوقت العطاء ألنه المنصرف من الدليل. فلو أعطاها وقت العطاء شـيئا كـثر بسـبب التضـخم بمــا يكـون خارجا عن قدر الزوج في وقت الحق، لم يحق له االسترجاع للزائد،

كما أنه لو انعكس لم يحق لها أخذ شيء آخر منه. ــة ــير البالغ ــا في غ ــائز كم ــالمس أعم من الج ــراد ب ــل الم وه والموطوءة شبهة أو خصوص الجائز، احتماالت، من أن الوطي غــير شرعي، والمنصرف من الدليل الشرعى، ومن أن الوطي ليس زنا، بل هــو كــوطي الحــائض وال إشــكال في صــدق الــدليل عليــه، ومن الفــرق حيث ال يعتــبر الشــارع وطي الصــغيرة، ولــذا ال عــدة عليهــا بخالف وطي الــتي في عــدة وطي الشــبهة فإنــه كــوطي الحــائض،

والثالث وإن كان أقرب إال أن االحتياط ال ينبغي تركه. ثم إذا كانت مفوضة البضــع ففرضــه األجنــبي صــح مــع موافقــة الزوج، إلطالق أدلة الفضولي الشاملة للمقام، وعلى احتمال لــزوم رضاهما في الفرض على ما سبق اإللماع إليه إنمــا يصــح إذا رضــيا، أما بدون رضاه أورضاها فال يصح، ألنه إذا صح كونه مهرا بدونه لزم

،(1)الناس مسطونالتصرف في سلطتهما وهو مناف لقاعدة

. 272 ص2األنوار: ج ( بحار?)1364

Page 365: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

من غــير فــرق في ذلــك بين كــون الفــرض حين العقــد أو بعــدالعقد.

ثم إذا لم يصح فرضه لعدم دخول الفضولية في المهر أصــال، أو ألنه لم يوافقا على كونه مهرا حيث قلنا إنه يتوقــف على إجازتهمــا، فطلق الزوج قبل الدخول كان عليه المتعة، ألن مــا فعلــه الفضــول لم يقــع مهــرا، أمــا إذا صــح كونــه مهــرا كــان النصــف راجعــا إليهــا، والنصف مرجوعا إلى الزوج، إذ معنى صـحة كونـه مهـرا لـه أحكـام

المهر الذي منه التناصف عند الطالق. ومن ذلك يظهر وجه النظر فيما ذكره القواعد قال: )ولو فرضهــبي، ألن أجنبي ودفعه إليها ثم طلقها احتمل المتعة فــترد على األجن فرض األجنبي يــوجب على الــزوج مــاال، وليس وليــا وال وكيال فكــان وجود فرضه كعدمه، والصحة ألنه يصـح قضـاؤه عنــه فصـح فرضـه، ويرجع نصفه إما إلى الزوج ألنه ملكه حين قضــى بــه دينــا عليــه، أو إلى األجنبي ألنه دفعه ليقضي به ما وجب لها عليه، وبالطالق سقط وجوب النصف فيرد النصف إليه ألنه لم يسقط به حــق عمن قضــاه عنه، ولو لم ترض بما فرضه الزوج بطل الفرض، فــإن طلقهــا قبــل الدخول فالمتعة ولم يكن لها نصف ما فرضه، وإن كان قد رضي به

ألنها لم تقبله(. كما أن منه يظهر وجه اإلشــكال في قــول اإليضــاح، حيث قــال: )الحق عندي أنه ال يصح فرض األجنــبي، وقولــه: يصــح قضــاؤه عنــه ممنوع، ألنه إنما يصح قضــاء مــا وجب عليــه وال يحب بالعقــد وإنمــا

يجب بالتراضي(. ومما تقدم ظهر أنه لو رضي أحــد الــزوجين دون اآلخــر، توقــف كونه مهرا بأحكامه على رضا اآلخــر، فــإن لم يــرض لم يصــح كونــه

مهرا. ولومات األجنبي قبل رضا أحــدهما أو كليهمــا، فــإن رضــيا فهــو،

وإال رد إلى

365

Page 366: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وارثه ولزم على الزوج المتعة. وإنمـا ال يرجــع إلى الـوارث بمجـرد مــوت األجنــبي ألن األجنــبي عمل عمال صالحا للبقاء والرد فانقالب عمله بموته إلى غير الصــالح

للبقاء خالف االستصحاب. ولو مات أحد الزوجين قبل قبولــه، فــإن قبــل كــل ورثتــه أو رد، ففي القبول ال متعة على الزوج، وفي الرد عليه المتعة، ويرجع مال

األجنبي إلى نفسه إن كان حيا وإلى ورثته إن مات. وإن قبــل عمــل الفضــول بعض الورثــه دون بعض، فالظــاهر أن لكل حكمه، لكن يبقى أنه إذا رد بعض ورثة الزوج مما سبب تنصف المهر مثال، كان للزوجة الحق في عدم قبول المهر المنصف، لخيار تبعض الصفقة، ويرجع المال إلى األجنبي، وعلى الزوج المتعة، وإذا رد بعض ورثة الزوجة فإن قبل الزوج بالمنصف لم يكن عليه متعــة،

وإال كانت عليه، إلى آخر ما ذكر في الزوجة.

366

Page 367: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجا مع الجواهر: )يتحقق(ـ: 14)مسألة ــاء على التفــويض في البالغــة الرشــيدة قطعــا، وإن كــانت بكــرا بن األصح من أن أمرها إليها، وال يتحقق في الصــغيرة وال المجنونــة وال في الكبــيرة الســفيهة قطعــا أيضــا، ألنــه ليس لهن الــتزويج بــالمهر

فضال عن التفويض(. أقول: لو أن األب أو الجد أجاز النكاح ولم يجــز المهــر لم يصــح مهرا عند من يجعل االختيــار بيــده وبيــدها، ألن المنصــرف من أدلــة إجازه األب والجد االحتياج إلى إجازتهمــا في كــل األمــور المربوطــة

بالنكاح من أصل النكاح والمهر وسائر الشرائط والخصوصيات. وعليــه فال يصــح تفــويض المهــر، وإن أجــاز األب أو الجــد أصــل النكــاح بعــد أن رفض التفــويض، أمــا إذا أجــاز األب أو الجــد النكــاحــل وجعل اختيار المهر بيدها، فلها أن تفوض المهر، كما لها أن ال تقب

بالنكاح إال بمهر. ومنــه يعلم وجــه النظــر في قــول الجــواهر المتقــدم، بنــاء على األصح من أن أمرها إليها، فإن ذلك الذي ذكره الجواهر إنما هو أحد شقي المســألة، إذ يصــح التفــويض منهــا، بنــاء على أن ليس أمرهــا

بيدها أيضا إذا جعل األب المهر بيدها بعد قبوله أصل النكاح. ومما تقدم يعلم عكس المسألة، بـأن جعـل األب اختيــار النكــاح بيدها لكنه حدد المهر، فإنه يصح لها النكاح بأي شاءت، وال يصح لها

التخلف عن رأي األب في قدر المهر. وكــذلك بالنســبة إلى ســائر الخصوصــيات من الزمــان والمكــان

والشرائط والمزايا وغيرها.

367

Page 368: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم الظاهر أنه يجوز للولي الشرعي أبا أو جدا أو حاكما بالنسبة إلى الصغيرة أو السفيهة أو المجنونة أو ما أشبه، أن يزوجهــا بــدون مهر المثل، أو مع عدم ذكر المهر أصال، وذلك ألن الشارع جعله وليا فله أن ينظر في مصلحتها فيصح منه التفويض فضــال عن دون مهــر المثل إذا كان ذلـك مصـلحة أو بـدون المفسـدة، على االختالف في

كيفية تصرف األولياء في المولى عليهم. هذا باإلضافة إلى ما ورد من الدليل على الحق في العفو، قــال

.(1)إال أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقده النكاحسبحانه: ــى، عن ــان بن عيس ــد، عن عثم ــد بن خال ــد بن محم وعن أحم سماعة جميعا، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( في قــول اللــه عــز

وإن طلقتمــوهن من قبــل أن تمســوهن وقــد فرضــتهم لهنوجــل: ،فنصف ما فرضتم إال أن يعفون أو يعفو الــذي بيــده عقــدة النكــاح

هو األب أو األخ أو الرجل يوصى إليه، والذي يجــوز أمــره فيقال: .(2)مال المرأة فيبتاع لها ويتجر، فإذا عفا فقد جاز

وعن إســحاق بن عمــار، قــال: ســألت جعفــر بن محمــد )عليــه المــرأة تعفــو قال: إال أن يعفونالسالم( عن قول الله عز وجل:

، قــال:أو يعفو الذي بيده عقده النكــاح، قلت: عن نصف الصداقأبوها إذا عفا جاز له، وأخوها إذا كان يقيم بها وهو القائم عليها فهو

بمنزلة األب يجوز لـه، وإذا كــان األخ ال يهتم بهــا وال يقــوم عليهـا لم. (3)يجز أمره

إلى غير ذلك من الروايات التي تأتي في موضعها إن شــاء اللــه تعالى.

. 238 البقرة: اآلية ( سورة?)1. 1ح المهور أبواب من52 الباب 62 ص15( الوسائل: ج?)2. 1ح المهور أبواب من52 الباب 62 ص15( الوسائل: ج?)3

368

Page 369: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

نعم إذا فســد التفــويض أو المســمى ألنــه أقــل من مهــر المثــل وكونهما غــير صــالحين ممــا فيــه المفســدة أو عــدم المصــلحة صــح العقد، لما تقدم مكررا من أن العقد ال يربتط بــالمهر إال في صــورة

التقييد، وهو نادر جدا. ولذا قال في الجواهر عند قول الشرائع: )لو زوجها الولي بدون مهر المثل أو لم يذكر مهرا صح العقــد(: )بال خالف وال إشــكال مــع المصلحة فيه أو عدم المفسدة، وبطــل التفــويض والنقص من مهــر

.(1 )المثل ويثبت لها مهر المثل بنفس العقد( وإنما يثبت مهــر المثــل في هــذه الصــورة لمــا ورد في روايــات

المنصــرف منــه المثــل إذا لم يكنال نكاح إال بمهرمكررة من أنه مسمى.

فعن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:ال تحل الهبة إال لرسول الله )صلى الله عليه وآلــه( وأمــا غــيره فال

.(2)يصلح نكاح إال بمهر وعن زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: سألته عن قول

ال، فقــال: وامــرأة مؤمنــة إن وهبت نفســها للنــبيالله عز وجل: تحل الهبة إال لرسول الله )صلى الله عليه وآله( وأما غيره فال يصح

.(3)نكاح إال بمهر وعن الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في حــديث ذكــر فيه ما أحل الله لنبيـه )صـلى اللـه عليـه وآلـه( من النسـاء، إلى أن

ــة،قال: ــر وهي الهب وأحل له أن ينكح من عرض المؤمنين بغير مه وال تحل الهبة إال لرسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(، فأمــا لغــيرــاح إال بمهر ــح نك ــه( فال يص ــه وآل ــه علي ــلى الل ــه )ص ــول الل رس

.(4)الحديث

.63 ص31الكالم: ج ( جواهر?)1. 2ح النكاح عقد أبواب من2 الباب 198 ص14( الوسائل: ج?)2. 4ح النكاح عقد أبواب من2 الباب 198 ص14( الوسائل: ج?)3. 6ح النكاح عقد أبواب من2 الباب 198 ص14( الوسائل: ج?)4

369

Page 370: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

والحاصل: إنه لو صــح النكــاح ولم يصــح التفــويض أو دون مهــر المثل فالمرجع مهر المثل، ألنــه مقتضــى عــدم نكــاح إال بمهــر، ألن المثل هـو المنصـرف منــه بعــد بطالن المسـمى وبطالن عــدم ذكـر

المهر، وقد تقدم أنه ال يحدد بمهر السنة. ثم إن الجواهر قال: لو سلم عدم جــواز التفــويض لــه أو المهــر باألقل، كان ثبوت مهر المثل بالدخول ال بالعقد الذي لم يــذكر ذلــك فيه صــريحا وال مقــدرا، وال تالزم بين بطالن التفــويض وثبــوت مهــر

المثل بالعقد كما هو واضح. لكن الحائري قوى كون المهر بأصل العقد ال بالدخول، فإنه ذكر الوجهين وقــال: )أقواهمــا األول، إذ مقتضــى الثــاني تســاوي بطالن

التفويض وصحته في الحكم وهو مما يضحك به الثكلى(. أقول: الظاهر أن المثل بالعقد لما تقدم من أنه ال يصح نكاح إال بمهر، ولوال ذلك لم يرد إشــكال الحــائري على الجــواهر، ألن لــه أن يقول: لو صح التفويض كان لها بالدخول مهر المثل، ولو بطل كــان

لها بالدخول مهر المثل أيضا. أما األول: فألدلة التفويض.

وأما الثاني: فلما دل على أن الدخول يوجب المهر في الشبهة، ألنه دخول جائز فله المهر، وتساوي شيئين لــدليلين غــير عزيــز في

الفقه. هذا وربما يقال: إنه لو دخل الــزوج على التفــويض أو المســمى األقل لم يضمن إال ذلك ال المثل، فيما لم يكن عالما بفســاد المهــر،

، فالالزم عليــه إعطــاء المتعــة إذا طلــقما ال يضمنوذلك لقاعدة قبل الدخول، وإعطاء الولي التفاوت ألنه الــذي فــوت على المــولىــك ــه، نعم إذا كــان عالمــا بفســاد المهــر لم يكن دخــل على ذل علي

فمقتضى أن )ال نكاح إال بمهر( أن عليه المسمى كامال.

370

Page 371: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ومثل حال الولي حال الوكيل إذا عقدها مفوضــة البضــع أو دون المثــل، حيث إنــه قــد يكــون عليــه التفــاوت وقــد ال يكــون، حســب

اختالف جهل الزوج وعلمه بفساد المهر. ــر ــل إلى مه ــر المث لكن ال يخفى أن انقالب التفــويض ودون مه المثل إنما هــو فيمــا إذا لم تكمــل وتجــيز التفــويض والمســمى، وإال كانت من المفوضـة أو من عقــدت بإجازتهــا دون مهـر المثـل، فــإن الفضــولية تــدخل في هــذه األمــور أيضــا على مــا عــرفت في بعض

المسائل السابقة. ومنه يظهر الكالم فيما إذا لم يكن أصل النكاح مصلحة فيمــا إذا اشــترطنا المصــلحة، أو كــان مفســدة فيمــا إذا اشــترطنا عــدم

المفسدة، فإن لها بعد الكمال اإلجازة أو الرد ألدلة الفضولية. وعليه يمكن مصلحة كال األمرين ومفسدتهما ومصــلحة أحــدهما

فقط، ولكل حكمه. ــل أو ــر المث ومن الكالم في المهر وأنها من المفوضة أو من مه المسمى، يظهر حال الطالق قبــل الــدخول، فربمــا كــان لهــا نصــف

المثل، وربما كان لها نصف المسمى، وربما كان لها المتعة. ــا ومما تقدم في الفسخ ومثله اللعان وما أشبه يظهــر الكالم هن أيضا بالنسبة الى قــدر المهــر قبــل الــدخول أو بعــده، فالحاجــة إلى

تكراره.

371

Page 372: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع: )تفويض المهر أن يذكر على(ـ: 15)مسألة الجملة، ويفوض تقديره إلى أحد الزوجين(.

أقول: بعد أن عرفت تفويض البضــع بعــدم ذكــر المهــر إطالقــا، يأتي دور تفويض المهر، وهو أن يذكر المهر في العقــد، لكن إجمــاال

ال تفصيال. واإلجمال على أحد قسمين:

أحدهما: أن يذكر المهر في العقد على نحــو اإلجمــال، ويفــوض تعيينه إلى أحد الزوجين أو إلى أجنبي مثال على ما يأتي، مثال يقول: لك شيء أو جزء من ألف دينار أو بعض هذا المــال أو بضــع عشــرة دينــار ـــ حيث إن بعضــة كلمــة يحتمــل فيهــا من الحــادي عشــر إلىــول: المعين العشرين ـ أو ما أشبه ذلك من األلفاظ المجملة، ثم يق

لهذا المجهول هو الزوج أو الزوجة أو األجنبي أو ما أشبه. الثاني: أن ال يذكر المهر في العقد أصال، وإنما يفوض فيه أصــل

فرض المهر وتقديره إلى الزوجين أو األجنبي. أما إذا قال: لك مهر أمثالك، أو مهر السنة، أو بقــدر مهــر فالنــة مثال، فليس ذلــك من المقــامين، وإن كانــا كالهمــا يجهالن المقــدار،

فإنه وإن كان مجهوال مثل القسمين لكنه قسم ثالث. وبذلك يظهر وجه النظــر في كالم الحــائري، حيث جعــل الثــالث

منهما، قال: )تفويض المهر يتصور على قسمين:

أحدهما: أن يذكر المهــر في العقـد على نحــو اإلجمــال، وفــوضتعيينه إلى أحد الزوجين أو إلى أجنبي.

وثانيهما: أن ال يدخل المهر في العقــد أصــال، إال أنــه فــوض فيــهأصل فرض المهر وتقديره إلى أحد الزوجين أو األجنبي.

وال يخفى أنه ال فرق بينهما في أن كليهما من المهــر المجهــول،أما األول فواضح، وأما الثاني فألن مرجع تفويض أصل تقدير المهر

372

Page 373: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

إلى أحد الزوجين إلى جعل مهر يفرضه أحــدهما، ونظــير هــذين القسمين من حيث الجهالة في العوض في المعاوضــات كــالبيع مثال هو أن يبيع المتاع تارة بقيمة السوقية مع جهلهمــا بهــا حــال العقــد،

وأخرى أن يبيعه بما يعينه أحدهما أو كالهما فيما بعد(. كمــا أن منــه يظهــر مــا في منــاهج المتقين، من جعــل تفــويض المهر قسما واحدا فقط، حيث قال: )هو أن يذكر المهــر في العقــد مبهما ويفوض تقديره إلى أحــد الــزوجين بعينــه هــو أحــدهما ال على التعــيين أو إليهمــا جميعــا أو إلى أجنــبي، واألظهــر شــرعيته بجميــع

صوره(. اللهم إال أن يقال: إن قولــه: )مبهمــا( يشــمل كال القســمين بــل

األقسام الثالثة. وعلى أي حال، فالقسم الثالث في كالمنــا وهــو أن يقــول بقــدر مهر فالنة أو بقــدر مهــر الســنة أو بمهــر أمثالــك، مقتضــى القاعــدة الصحة فيه، ألن المنهي عنه هو الغرر، وهذا ليس بغــرر، وليس فيــات ــرر في بعض األوق ــان يفســر الغ ــة، وإن ك ــظ الجهال ــة لف األدل بالجهالــة، لكن اللفظين ليســا متطــابقين، بــل قــد ذكرنــا في بعض مباحث الفقه أن بين الغرر والجهل عموما مطلقا، فإذا قال: المتاع من دينــار إلى عشــرة، واشــتراه بــذلك فهــو جهالــة بالقيمــة وليس غررا، وإذا قال: المتاع بما هو مضموم في يـدي، فهـو غــرر وجهالـةــح إذا لم يعلم ما في يده من المال وال قيمته وال حدوده، ولذا ال يص أن يقول في األول وهو ما إذا علم من أنه من دينار إلى عشرة: إنه غره، بخالف الثاني فهو يقول إنه غره، وربما يكون بينهما من وجه.ــا وعلى أي حال، فاألقسام الثالثة التي ذكرناها كلها صحيحة، أم في مثل مهر السنة ومهر فالنة فللتعين وليس بغرر عرفا، والجهالة في االنطباق ال توجبه، فهو كما إذا أعطاه إنسان ألف تومان وهو ال

يعرف قيمة التومان من الدينار الذي

373

Page 374: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــذا ــإن ه ــان، ف ــة توم ــراق فاشــترى شــيئا بمائ ــه في الع يتزاولــده ــارف عن االشتراء وإن كان ال يعلم أنه كم يكون من الدينار المتع

ال يوجب غررا. والقــول بأنــه حيث ال يعلمــان مهــر فالنــة أو مهــر الســنة مثال ال يمكن تعلق قصدهما به، ألن ثبوت شيء لشيء فــرع ثبــوت المثبت

له، سواء في الخارج أو في الذهن، فيكون كمفوضة البضع. فيه: إنه يتعلق به القصد على نحو اإلجمــال، وهــو صــحيح حــتى

إهاللفي العبــادة، ولــذا قــال )عليــه الصــالة والســالم( في الحج: والفقهــاء على صــحة ،(1)كإهالل رسول الله )صلى الله عليه وآلــه(

مثل هذا القصد عن اإلنسان الجاهل بإهالل فالن. وأما في القسمين اآلخرين فألنــه لــو صــح تفــويض البضــع صــحــان تفويض المهر بطريق أولى، كما يستفاد العرف منه ذلك، ولذا ك

المشهور صحتهما كما يستفاد من كلماتهم. ويدل عليه باإلضافة إلى العرفيــة حســب مــا ذكرناهــا في بعضــواردة في ــات ال ــة من الرواي المســائل الســابقة واإلطالقــات، جمل

المقام، مما تشمل كال األمرين بالنص أو بالمناط. فعن حسن بن زرارة، عن أبيــه، قــال: ســألت أبــا جعفــر )عليــه

ال يجــاوز حكمهــاالسالم( عن رجل تزوج امرأة على حكمها، قــال: مهور آل محمد )صلى الله عليه وآله( اثنتي عشرة أوقية ونشا وهو

ــمائة درهم من الفضة ــ ــا علىوزن خمس ــ ، قلت: أرأيت إن تزوجه مــا حكم من شــيء فهـو جــائزحكمه ورضيت بــذلك، قــال: فقــال:

عليها، قليال كان

. 4ح الحج أقسام من2 الباب 152 ص8( الوسائل: ج?)1374

Page 375: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أو كثيرا، قال: فقلت لـه: فكيـف لم تجـز حكمهـا عليـه وأجـزت ألنه حكمها فلم يكن لها أن تجوز ما ســنحكمه عليها، قال: فقال:

رسول الله )صلى الله عليه وآله( وتزوج عليــه نســاءه فرددتهــا إلى الســنة، وألنهــا هي حكمتــه وجعلت األمــر إليــه في المهــر ورضــيت

.(1)بحكمه في ذلك فعليها أن تقبل حكمه قليال كان أو كثيراــل وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر )عليه السالم(، في رج تـزوج امـرأة على حكمهـا أو على حكمـه، فمـات أو مـاتت قبــل أن

، قلت: فــإنلهــا المتعــة والمــيراث وال مهــر لهايــدخل بهــا، قــال: لم تجــاوزطلقها وقد تزوجهــا على حكمهــا، قــال: )عليــه الســالم(:

حكمها عليه أكثر من وزن خمسمائة درهم فضة مهور نساء رســول .(2)الله )صلى الله عليه وآله(

رجــلوعن األحول، قال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: ليس لهــا صــداقتزوج امرأة بحكمها ثم مات قبل أن تحكم، قــال:

.(3)وهي ترث وعن أبي بصير، قال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن الرجل يفوض إليه صــداق امرأتــه فنقص عن صــداق نســائها، قــال:

تلحق بمهر نسائها(4). إنــه قضــى فيوعن دعائم اإلسالم، عن علي )عليــه الســالم(،

امــرأة تزوجهــا رجـل على حكمهــا فاشـتطت عليــه، فقضـى أن لهـا .(5)صداق مثلها وال وكس وال شطط

وعن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(، إنــه ســأل عن الرجــل .(6)تلحق بمهر مثلهايفوض إليه صداق امرأته فيقصر بها، قال:

. 4ح المهور أبواب من21 الباب 32 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور أبواب من21 الباب 32 ص15( الوسائل: ج?)2. 3ح المهور أبواب من21 الباب 32 ص15( الوسائل: ج?)3. 4ح المهور أبواب من21 الباب 32 ص15( الوسائل: ج?)4. 1ح المهور أبواب من18 الباب 608 ص2( المستدرك: ج?)5. 2ح المهور أبواب من18 الباب 608 ص2( المستدرك: ج?)6

375

Page 376: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن أبي جعفر محمــد بن علي )عليــه الســالم(، إنــه ســئل عن إن اشتطت لم يجاوز بها مهوررجل تزوج امرأة على حكمها، قال:

.(1)نساء النبي )صلى الله عليه وآله( وهو خمسمائة درهم قــال الــدعائم: وقــد روينــا أيضــا عن أبي جعفــر محمــد بن علي )عليه السالم(، إنه قال: في رجل تزوج امرأة على حكمه ورضــيت،

، قيــل لــه: فكيــف يجــوز حكمــهحكم به من شيء جــائزفقال: ما عليها وال يجوز حكمها عليه إذا جاوزت مهور نساء النبي )صلى اللــه

ألنها لما حكمته كان عليها أن ال تمنعه نفســها إذاعليه وآله(، قال: ــاتت أو أتاها بشيء ما، وليس لها إذا حكمها أن تجاوز السنة، فإن م

.(2)مات قبل أن يدخل بها فلها المتعة والميراث وال مهر لها وعن الجعفريــات، بســند األئمــة )عليهم الســالم( إلى جعفــر بن

فيمحمد، عن أبيه )عليهما السالم(: إن عليا )عليه السالم( قــال: امرأة تزوجها زوجها على حكمهــا فاشــتطت فقضــى أن لهــا صــداق

.(3)نسائها وال وكس وال شطط وهذه الروايات كما تراها تشمل كال القسمين، فقــول الحــائري: )إنها ظاهرة فيما لم يذكر المهر في العقد أصــال، وإنمــا فــوض فيــه

أصل فرض المهر وتفويضه إلى أحد الزوجين(، غير ظاهر الوجه. ــالطعن في الســند أوال، ثم إن بعضهم ناقش في روايــة زرارة بــعف المتن حيث إنها مشتملة على الحسن وهو مجهول الحال، وبض

ثانيا، من حيث االشتمال

. 3ح المهور أبواب من18 الباب 608 ص2( المستدرك: ج?)1. 4ح المهور أبواب من18 الباب 608 ص2( المستدرك: ج?)2. 5ح المهور أبواب من18 الباب 608 ص2( المستدرك: ج?)3

376

Page 377: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

على المصادرة، ألن قوله )عليه السالم( إنه حكمها فلم يكن لها أن تتجــاوز مــا ســن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(، إعــادة

الدعوى. ــذه ــدليل في ه ــدم انحصــار ال ــه باإلضــافة إلى ع ــواب: إن والج الرواية، بل قد عرفت تــواتر الروايــات بــالحكم المــذكور، باإلضــافة إلى ما نقل اإلجماع عليــه، أن الحســن حســن لــدعاء اإلمــام )عليــه الصالة والسالم( في حقه، فقد ورد في الحديث الصـحيح الـذي ورد في حق زرارة، وأن اإلمام الصــادق )عليــه الصــالة والســالم( قــال:

ولقــد أدى إلي ابنــاك الحســن والحســين رســالتك، أحاطهمــا اللــه ،(1)وكالهما ورعاهما وحفظهمــا لصــالح أبيهمــا كمــا حفــظ الغالمين

لم نقل بأنه يلحق روايات الحســن بالصــحيح فالبــد وأن يجعلهــافإن حسنا موثوقا به.

وأما المصادرة فهي غــير تامــة، ألنــه لــو فــرض أنــه صــادر عنــه )عليه السالم( بمثل هذه العبارة ولم يكن نقال بمعنى، لم يســتوعب الراوي مراده )عليه الصالة والسالم( ففسـره بمـا في ذهنــه، يمكن دفعها بأنه لما كان الغالب في النساء هو أنه إذا كــان الحكم بيــدهن كن مجحفة وحاكمة بما ال يطاق، وكان اإلجحاف في طــرف الكــثرة مما ال يرده الشارع، ال في النكاح وال في غير النكــاح، ولهــذا منعــوا عن اإلجحاف في المعامالت، قدر الشارع لهن حدا وجعلـه مــا حــده رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( لنســائه وبناتــه من مهــر الســنة

الذي هو خير الحدود. وهذا بخالف الرجــال فــإنهم ليســوا غالبــا مجحفين في حكمهم، وعلى تقدير اإلجحاف يكون اإلجحاف من طرف قلة المهر برضاها،

حيث جعلته بحكمه

. 221 ح139 ـ138الرجال: ص معرفة ( اختيار?)1377

Page 378: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

خــير نســاء أمــتيومطلوب من الشارع قلــة المهــر، ولــذا ورد وكأنه لذا لم يقــدر الشــارع حــدا في القلــة بالنســبة ،(1)أقلهن مهراإلى الرجل.

وربما قيل وجه آخر في رد المصادرة، بأنه لمــا كــان المهــر هــو مهر السنة وكان الزائد عليه نحلة وعطيــة، كمــا تقــدمت في جملــة من الروايات اإلشارة إلى ذلك، وكانت النحلة غير متصورة فيمــا إذا كان المهر بحكم الزوجة، فلذا قدر اإلمــام )عليــه الصــالة والســالم(

المهر في طرف الكثرة فيما إذا كان الحكم إليها بمهر السنة. هذا كله باإلضافة إلى أن عدم فهم جملــة في الروايــة ال يــوجب إسقاط الحكم الذي اشتملت عليه، ومثله غــير عزيــز في الروايــات

حيث التقطيع، ألن ذلك مقتضى الحجية الجعلية. ويؤيد التوجيــه األول في رفــع المصــادرة مــا تقــدم في روايــات

فاشــتطت، فقضــى أن لهــا صــداقالدعائم والجعفريات من قوله: . نسائها وال وكس وال شطط

ــبي ويصــح التفــويض إلى كليهمــا، أو إلى أحــدهما، أو إلى األجن وحده، أو مــع أحــدهما، أو معهــا، وفي صــورة تعــدد من فــوض إليــهــتى إذا يمكن أن يكون الشرط باتفاقهما في مهر واحــد أو األعم، ح عين أحدهما عشرة واآلخر مائة صــح المهــر مائــة وعشــرة، أو عين

أحدهما شاة واآلخر بقرة صح كلتاهما مهرا، إلى غير ذلك. والظاهر صحة تعــيين شــيء مهــرا ثم تفــويض الزائــد عليــه إلى

أحدهما، إلى غير ذلك من الصور الممكنة لإلطالق، للمناط. ومنه يعلم وجه النظر في قــول القواعــد، حيث قــال: )ويفــوض

تقديره إلى

المهور. أبواب من5 الباب 10 ص15( الوسائل: ج?)1378

Page 379: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــبي على إشــكال، مثــل: زوجتــك على أن أحــد الــزوجين أو أجنتفرض ما شئت، أو ما شئت، أو ما شاء زيد(.

وإن قال في اإليضاح: )ينشأ اإلشكال من أنه نوع توكيل، إذ هما قد تراضيا عليه وقد شرطاه في عقد الزم واألصل الصــحة، ولقولــه

ومن حيث إن ،(1)المؤمنون عند شــروطهم)صلى الله عليه وآله(: المهر يتعلق بالزوجين ولجواز إجحافة بأحــدهما وألنــه حكم شــرعي

لم يرد النص عليه(. ــاط ــا عــرفت من المن ــد م ــا ال يخفى بع ــاني م ــه الث إذ في وجه واإلطالق والعرفية وصــحة تعــيين الغــير المهــر كــاألب بالنســبة إلى

الصغير. ولذا قال في الجواهر: )ويفوض تقديره إلى أحد الزوجين بعينه، كما عن ظاهر التحرير وغــيره، وفي كشـف اللثــام: أو مطلقــا، كمــا ربما يظهـر من الخالف والمبسـوط والسـرائر وإليهمـا جميعـا، كمـا

فيها وفي التحرير(. إلى أن قال: )فظهر لــك جـواز اشـتراط جميــع أفـراد الفـروض الجائزة في مفوضــة البضــع من دون اشــتراط لالنــدارج تحت قولــه

، الذي قد اســتدلالمؤمنون عند شروطهم)صلى الله عليه وآله(: به هنا غــير واحــد من األصــحاب، فضــال عن اإلطالقــات والعمومــات

األولية التي سمعتها عن كاشف اللثام(. ويصح التفويض إلى األجنبي معلوما كان كزيد، أو مرددا كزيد أو عمرو، أو كليا في المعين كأحد هؤالء، أو مجهوال موصوفا باإلشــارة

كمن يأتي أوال من هذا الباب.

. 4 ح232 ص2( االستبصار: ج?)1379

Page 380: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــبه، وهل يصح التفويض إلى من يعينه من أحد األجانب أو ما أشال يبعد ذلك.

ــا أو والمفوض إليه واحدا كان أو متعددا، من الزوجين أو غيرهم من الطرفين، إذا عين تعين إال إذا عينه فيما ال يقبله الشرع كالخمر والغصب ومــا أشــبه، ويجــوز التعــيين في الجــزئي والكلي المطلــق

والكلي في المعين والمشاع، بل والمردد على احتمال. وال حاجة إلى قبول غير من فوض إليه لألصل وعدم الدليل.

ثم إن الشرائع قال: )فإن كان الحاكم هــو الــزوج لم يتقــدر في طرف الكثرة وال القلة، وجــاز أن يحكم بمــا شــاء، ولــو كــان الحكم إليهــا لم يتقــدر في طــرف القلــة ويتقــدر في الكــثرة، إذ ال يمضــي

حكمها فيما زاد عن مهر السنة وهو خمسمائة درهم(. وفي الجواهر في كلتــا المســألتين: )بال خالف أجــده في شــيء

من ذلك، بل اإلجماع بقسميه عليه(. هذا باإلضافة إلى الروايات المتقدمة، أما روايــة أبي بصــير فهيــه إما محمولة على الندب، أو على ما عن الشيخ من أنــه فــوض إلي

صداق امرأته على أن يجعله مثل مهور نسائها فنقصها. والظــاهر أنــه يصــح للزوجــة تعــيين األزيــد عن الســنة إذا كــان قصدهما شامال لــذلك، والنص منصــرف عن مثــل هــذه الصــورة، إذ كون الشارع عين خالف قصدهما بعيد جدا، ولعل هذا هو المراد من

خبر أبي بصير أيضا. وعلى تلك الروايات المعمــول بهـا من عــدم حقهــا في الزيــادة،

ال وكس واليحمـــل مـــا تقـــدم عن الـــدعائم والجعفريـــات من حيث إن تلك الروايات لــو لم تكن في الــبين كنــا نحمــل ،(1)شطط

رواية الدعائم والجعفريات على مهر المثل.

. 2 و1ح المهور أبواب من22 الباب 609 ص2( المستدرك: ج?)1380

Page 381: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ثم إذا كان مثلهــا أقــل من مهــر الســنة لكنهــا عينت بقــدر مهــر السنة أو أزيد من مهر مثلها مما كــان دون مهــر الســنة أيضــا، فــإن كان إطالق التفويض شامال لذلك فهو، وإال ردت إلى مهــر المثــل أو

ما يشمل قصدهما. ولو كان الحاكم األجنبي حكم بما فــوض إليــه ســواء بقــدر مهــر المثل أو أزيد أو أقل، وإنما يعرف ذلــك بحســب الظــاهر والقــرائن، فقول بعضهم إنه يقتصر على مهر المثل إال أن يصــرحا بالرضــا بمــا يفرضه أيا كان، كأنه يريد أن مهر المثــل هــو المنصــرف وغــير مهــرــاج إلى التصــريح بالرضــا األعم من الظهــور والصــراحة ــل يحت المث

سواء كان بالقرينة باللفظ. لكن هذا إذا كان األجنبي مفوضا إليه، ال ما إذا كان نائبــا عنــه أوــه، وفي ــا يحكم موكل ــه على األولين يحكم كم ــا، فإن ــا أو عنهم عنه الثالث في النصف يكون كالزوج وفي النصــف اآلخــر كالزوجــة، ألنــه يحكم كالزوجــة ألن ــه، فاحتمــال أن ــوب عن ــائب حكم المن لكــل ن

النتيجة تابعة ألخس المقدمتين، غير ظاهر الوجه. ومنه يظهر حكم ما إذا حكم كل واحد منهما أجنبيا، فإن األجنبي الوكيل للزوج يكون حكمه كحكم الــزوج، واألجنــبي الوكيــل للمــرأة

يكون حكمه كحكم المرأة. وكذلك الحــال إذا حكم الــزوج في النصــف وحكمت المــرأة في النصف، إلى غــير ذلــك من النســب كتحكيم الــزوج في ثالثــة أربــاع

وتحكيم الزوجة في الربع وهكذا. ومنه يظهر وجه التأمل في قول الجــواهر، حيث قــال: )نعم لــو

فرض تحكيم

381

Page 382: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

األجنبي على وجه يكون نائبا عنها ال عن الــزوج، أو بــالعكس، أو عنهما جميعا، جــرى على األولين حكم المنــوب عنــه، وعلى الثــالث يتقيد بما ال يجوز عن مهر السنة، لكن من جعل الحكم إلى األجنــبي كان حاكما أصليا ال نائبا على وجه يراعى فيه حكومة المنــوب عنــه، فالمتجه حينئذ مضي حكمه على كــل حــال كتحكم الــزوج وال يتقيــد

بما قيد به تحكم الزوجة المنصوص عليه بخصوصه(. ــو كــان التحكيم من كــافرين صــح أن يحكم للزوجــة حســب ولــب دينهم لقاعدة اإللزام، نعم إذا لم يكن في دينهم شيء حكم حس حكم اإلسالم، ألنه ال ترد قاعدة اإللزام في المقام حيث ال موضــوع لهــا، والالزم التمســك بعمومــات األدلــة بضــميمة مــا دل على أنهــا شاملة لكل المكلفين، ولو كانت الزوجة الكــافرة محكمــة )بــالفتح(

لم ينفذ حكمها حتى بقدر مهر السنة إذا لم يكن من دينها ذلك. ومما تقدم يظهر أنه لو كان التقدير إلى أحــد الــزوجين ال بعينــه مضى تقدير من قدر أوال، وكذلك إذا كان التقدير إلى نائبهما أو إلى األجنبيين عنهما، ولذا قال مناهج المتقين: )ولو كان التقدير إلى أحد

الزوجين ال بعينه مضى تقدير من قدر أوال(. ويصح أن يكون المفوض إليه كافرا عن مسلمين، أو عن مسلم

وكافرة، وليس هذا من السبيل المنفي عنه. وممــا تقــدم يظهــر حــال مــا إذا كــان كــل من الحكم واحــدا أو متعددا، كافرا أو مخالفا أو مؤمنا، وكل من الزوجين أحــد الثالثــة، ال

كافرا على زوجة مسلمة. ثم إن الجــواهر قــال: )ولــو كــان الحكم إليهمــا فال إشــكال مــعــا عن ــطلحا كم ــتى يص ــف ح ــل: يوق ــالف قي ــع التخ ــي، وم التراض

المبسوط والتحرير، ويحتمل

382

Page 383: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الرجوع إلى الحاكم وإلى مهر المثــل، قلت: قــد يقــال: إذا بــذل الزوج لها ما يساوي مهر السنة لم يكن لهــا اقــتراح الزائــد، لظهــور الخبر المزبور في ذلك، سواء كان الحكم لها خاصة أو مشتركا بينها وبين غيرها، نعم لــو حكم باألقــل من ذلــك كــان لهــا خالفــه فيحتــاج

. (1)حينئذ إلى الحاكم( ومن المحتمل أن يكون في صورة التخالف في غير مثل إعطاء الزوج بقدر مهر السنة يكون المرجع قاعدة العدل، أما القرعة فهي

محكومة بقاعدة العدل كما ذكرناه مكررا. ــذ بثلث وكذلك إذا تخالف حكام ثالثة فوضاهم للتعيين، فإنه يؤخ

الثالثة وهكذا حسب القاعدة المذكورة. قال في الشرائع: )لو طلقها قبل الدخول وقبل الحكم ألزم من

إليه الحكم أن يحكم وكان لها النصف(. أقول: أما عدم سقوط حكومته بالطالق فألن الدليل شــامل لــه بعــد كــون مرادهمــا عنــد العقــد اإلطالق، وبــذلك يفــترق بينهــا وبين مفوضة البضــع حيث قــد عــرفت فيمــا تقــدم أنــه ال فــرض لهــا بعــد الطالق، وأما أن يلزم من إليــه الحكم أن يحكم ففي إطالقــه نظــر، إذ أي دليل على أن األجنبي يجب عليــه أن يحكم، فإنــه خالف دليــل

الناس مسلطون على أموالهم وأنفسهم . واستدالل الجواهر إللزامه بالحكم بأنه مقدمة إليصال الحق إلى صاحبه محل نظر، وإال لــزم أن يتمكن كــل إنســان أن يتصــرف في إنسان آخر فيتبايعان ويجعالن الخيار لألجنــبي ثم يلزمانــه باالختيــار، أو ينذر أن يطعمه أو يلبسه أو يسكنه أو يســافر بــه أو مــا أشــبه ثم

يكون له الحق إلزامه بما نذر، أو يشترط في ضمن عقد

.69 ص31الكالم: ج ( جواهر?)1383

Page 384: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

أن يأتي به إلى دار زيد ثم يلزم عليــه أن يتبــع الشــارط إلى دار زيد، إلى غير ذلك من األمثلة، حيث ال فرق بين إلزامه بــالكالم كمــا

فيما نحن فيه، أو بالمجيء كما في الشرط، أو بغير ذلك. بل ال يبعد أن ال يكون عليه أن يحكم وإن رضي بذلك عند العقد ألنه مجرد وعد، والمشهور بينهم عدم وجوب الوفاء بالوعــد، وعليــهــة ــة في أدل ــبي ولم يحكم كــانت داخل فــإذا جعــل الحكم على األجن

مفوضة البضع، إذ إطالق جملة منها يشمل المقام. نعم ال يبعد أن يلزم المفوض إليه بالحكم إذا كان أحد الزوجين،ــل ــه، فيشــمله دلي ــد شــرط علي ــه الحكم في ضــمن العق ألن قبول

المؤمنون عند شروطهم .على تأمل في ذلك أيضا ، ثم إنه إذا مات الحاكم بعد الدخول قبل الحكم، فالظاهر أن لها مهــر المثــل ألنــه ثمن البضــع، وإنمــا ال يكــون مهــر المثــل إذا حكم الحاكم باألقــل أو األكــثر من ذلــك، وحيث لم يحكم رجــع األمــر إلى

القاعدة األولية. وال يخفى أن الحكم المسقط للمثل أعم من أن يحكم بالكل أو

بالجزء، كأن يقول: نصف المهر كذا، إذ يعني به النصف اآلخر. ويــدل على لــزوم مهــر المثــل باإلضــافة إلى ذلــك، المنــاط في

جملة من الروايات: ففي رواية الحلبي، قال: سألته عن الرجل تــزوج امــرأة فــدخل

لها مهر مثل مهور نسائهابها ولم يفرض لها مهر ثم طلقها، فقال: .(1)ويمتعها

وعن منصور بن حازم، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(:في رجل تزوج امرأة

. 1ح المهور أبواب من12 الباب24 ص15( الوسائل: ج?)1384

Page 385: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ال شيء لها في صــداق، وإن كــانولم يفرض لها صداقا، قال: .(1)دخل بها فلها مهر نسائها

وعن عبد الــرحمن بن أبي عبــد اللــه، قــال: قــال أبــو عبــد اللــه )عليه السالم(، في رجــل تــزوج امــرأة ولم يفــرض لهــا صــداقها ثم

.(2)لها صداق نسائهادخل بها، قال )عليه السالم(: هــذا باإلضــافة إلى المطلقــات مثــل مــا عن الــدعائم، عن علي

والمنصرف من مثلــه ،(3)من عدم الفرج بغير مهر)عليه السالم(: مهر المثل.

أما احتمال أن الحاكم يقوم مقام الحاكم الميت باعتبار أنه ولي القاصر وهو بالموت قد قصر فهو وليه فيكون الحكم له، فهو خالف نظر المتعاقدين أن الحكم ألحدهما أو األجنبي، فال حق حــتى يكــون

للحاكم، وإذا كان حق انتقل إلى وارثه ال إلى الحاكم. ــاط أما احتمال الجواهر أنه ما لم يزد عن مهر السنة فكأنه للمن في بعض الروايات السابقة، لكن المنــاط غــير مقطــوع بــه، والالزم

الرجوع إلى األصل وهو قاعدة المعاوضة. هذا كله في موت الحاكم قبل الحكم وبعد الدخول، أما لو مات قبل الحكم وقبل الــدخول، فقــد قــال المشـهور ســقط المهــر ولهــا

المتعة. وقال العالمة في القواعد: بوجوب مهر المثل، ألنه األصل ما لم

يدل على خالفه دليل، وليس في المقام دليل على خالفه. ــلم ــحيح ابن مس ــك بص ــتدلوا على ذل ــد اس ــهور فق ــا المش أم

المتقدم، وفيه: في

. 2ح المهور أبواب من12 الباب 24 ص15( الوسائل: ج?)1. 3ح المهور أبواب من12 الباب24 ص15( الوسائل: ج?)2. 2ح المهور أبواب من12 الباب607 ص2( المستدرك: ج?)3

385

Page 386: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

رجل تــزوج امــرأة على حكمهــا أو على حكمــه فمــات أو مــاتت .(1)لها المتعة والميراث وال مهر لهاقبل أن يدخل بها، قال:

وأيدوه بأنها ليست مفوضة بضــع حــتى يقــال إنهــا أقــدمت علىــل، إذ ــة وال مســمى لهــا في العقــد وال مقتضــي لمهــر المث المجاني

الفرض كونه قبل الدخول فليس حينئذ إال المتعة. قال في الجواهر: )وبذلك يظهر الفرق بينها وبين مفوضة البضع

التي ال شيء لها عندنا في مفروض المسألة(. لكن ربما يناقش في دليل المشهور بأن الصــحيحة ال تــدل على المطلوب، إذ قول السائل فيها: رجــل تــزوج امــرأة على حكمهــا أو على حكمه فمات أو ماتت، يحتمل أن يكون على نحو اللف والنشر المرتب كي يكون المعنى: رجل تزوج امرأة على حكمهــا فمــات أو على حكمه فماتت، فيدل حينئذ على كون الميت هو المحكوم عليـه

ال الحاكم، ومع قيام هذا االحتمال يبطل االستدالل. وفيه أوال: إنه ال داللة فيه لثبوت المتعــة لمــوت المحكــوم عليــه

،(2)المؤمــنين على شــروطهممــع بقــاء الحــاكم، إذ مقتضــى كــون وانعقاد النكاح على حكمه، أنه إذا كان باقيــا لــه الحكم ســواء مــات

الطرف أو كان باقيا. وثانيا: إن ذيل الخبر يؤيد ذلك، فإنه قد ذكر في آخر الحديث أن الحكم ال يسقط بــالطالق مــع بقــاء الحــاكم، وإذا لم يســقط الحكم بالطالق الذي هو قاطع لعالقة الزوجية لم يسقط بــالموت الــذي لم ينقطع به عالقة الزوجية بطريق أولى، بدليل أنه يتمكن الذي يغسل

كل واحد منهما اآلخر بعد الموت، فيدل هذا على أن

. 2ح المهور أبواب من21 الباب32 ص15( الوسائل: ج?)1. 4 ح232 ص2( االستبصار: ج?)2

386

Page 387: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الصدر أيضا يراد به موت الحاكم. وبذلك ظهر وجه النظر في قول القواعد، حيث قال: )ولو مــاتــة، بخالف الحاكم قبله وقبل الدخول فلها مهر المثل، ويحتمل المتع مفوضة البضع حيث رضيت بغــير مهــر قيــل ليس لهــا أحــدهما، وإن علل فتواه في االيضاح بقوله: إنه اســتحق عليــه بالعقــد المهــر ولم

يعين الحاكم فيرجع إلى قيمة العوض وهو مهر المثل(. إذ فيه: إن الصحيح ال يدع مجاال لهذا الوجه.

ولــذا الــذي ذكرنــاه قــال في منــاهج المتقين: )ولــو مــات قبــل الدخول والحكم معا فقيل: تثبت لهــا المتعــة وال مهــر، وقيــل: يثبت

مهر المثل، وقيل: ال شيء لها، واألول أوجه(. نعم لــو لم يكن الصــحيح المــذكور كــان مقتضــى القاعــدة مهــر

المثل، ألنه العرفي الذي لم يغيره الشارع. فقول الجواهر: )إن المتجه مع قطع النظر عن الصحيح المزبورــا ما عن ابن إدريس من عدم وجوب شيء لها ال متعة وال غيرها، أم عدم مهر المثل فألنــه لم يــذكروه في العقــد وال كــان في قصــدهما فكيف يتصور وجوبه بــه، ودعــوى أن كــل مهــر في العقــد قــد تعــذر تعيينه يقتضي االنتقال إلى مهر المثل ممنوعة على مدعيها، بل قــد يمنع أصل تسمية المهر في العقد في مفــروض المســألة الــتي قــد عرفت أنه من مفوضة البضع إال أنه تعرض في العقد لذكر الفارض

كما أوضحناه في السابق(، غير ظاهر الوجه. وقــد تــبين ممــا تقــدم أنــه لــو مــات طــرف الحــاكم، فمقتضــى

القاعدة أن الحكم باق للحاكم كيف يشاء ويمضي حكمه. ولذا قال في مناهج المتقين: )ولو مات المحكوم عليه فللحاكم

الحكم ويمضي

387

Page 388: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــه ما حكم به، كما أنه يظهر من الكالم في المسائل الســابقة أنلو مات كالهما فلها المتعة يرثها وارثها.

ــات ــو م ــال: ول ــة ق ــا في الكفاي ــه النظــر فيم ــر وج ــه يظه ومن المحكوم عليه وحده الذي قطع به األصحاب أن للحاكم الحكم، ألن التفــويض إليــه قــد ثبت بالعقــد فال يبطــل بمــوت المحكــوم عليــه، ويشكل بما رواه ابن بابويه، عن صفوان بن يحيى في الصحيح، عن أبي جعفر )عليه السالم(، قال: قلت ألبي عبد الله )عليــه الســالم(:

ليس لهــارجل تزوج امرأة بحكمهــا ثم مــات قبــل أن تحكم، قــال: .(1)صداق وهي ترث ميراثا

إذ الصحيحة ال يمكن العمل بها على تقدير صحتها، ألنها معــرضــات ــو م ــاض: )ول ــال في الري ــذا ق ــا، ول ــا عن األصــحاب جميع عنه المحكوم عليه وحده فللحـاكم الحكم بال خالف أجـده، إلطالق النصــويض بثبوت الحكم له مع عدم اشتراط حضور المحكوم عنده والتف إليه قد لزم بالعقد بالضرورة وال يبطل بموت المحكــوم عليــه البتــةــا وألصالة بقائه والنص ال يعارضه، وأما الصحيح فمع قطع النظر عم يلحق سنده من النظر شاذ ال يمكن التعويل عليــه وال العمــل ســيما

.(2 )في مقابلة ما مر(أقول: وتفاديا عن الطرح يمكن حمله على االستحباب.

ولــو اختلفــا في حصــول الــدخول وعدمــه مــع مــوت أحــدهما أو كليهما بعد ذلك أو مع بقائهما، فالمحكوم قــوانين الــدعوى كمــا هــو

واضح. ثم إنــا قــد ألمعنــا إلى وجــه الجمــع بين روايــات ســقوط المهــر بالدخول وغيرها في مسألة كراهة أن يــدخل الرجــل بالزوجــة قبــل

إعطائها شيئا.

. 3ح المهور أبواب من21 الباب32 ص15( الوسائل: ج?)1.36 ص12المسائل: ج ( رياض?)2

388

Page 389: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــألة ــ 16)مس ــواهر:(: ــع الج ــا م ــرائع ممزوج ــال في الش ق )المشهور بين األصحاب شهرة عظيمة أن الدخول المــوجب للمهــرــنزل، هو الوطي قبال أو دبرا على وجه يتحقق عليه الغسل وإن لم ي

ــق ،(1)ما لم تمسوهندون غيره، لألصل وظاهر قوله تعالى: المتف على أنه بمعنى الوطي، على أنــه مــتردد بين إرادة المعــنى اللغــوي

والشرعي، واألول باطل اتفاقا، فيبقى الثاني وهو الوطي(. وهو كما ذكره، ويدل عليه باإلضافة إلى اآلية متواتر الروايات:

فعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قــال: ســأله أبي وأنــا حاضــر، عن رجــل تــزوج امــرأة فــأدخلت عليــه ولم

ــال: إنمــايمسها ولم يصل إليها حتى طلقها هل عليها عدة منه، فق ، قيل لــه: فــإن كـان واقعهــا في الفــرج ولم يــنزل،العدة من الماء

.(2)إذا أدخله وجب الغسل والمهر والعدةفقال: وعن ابن سنان أيضا، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال:

مالمسة النساء هي اإليقاع بهن(3). وعن الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، في رجــل دخــل

.(4)إذا التقى الختانان وجب المهر والعدةبامرأة، قال: وعن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال:

إذا التقى الختانان وجب المهر والعدة والغسل(5).

. 236 البقرة: اآلية ( سورة?)1. 1ح المهور أبواب من54 الباب65 ص15( الوسائل: ج?)2. 2ح المهور أبواب من54 الباب65 ص15( الوسائل: ج?)3. 3ح المهور أبواب من54 الباب65 ص15( الوسائل: ج?)4. 4ح المهور أبواب من54 الباب65 ص15( الوسائل: ج?)5

389

Page 390: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

وعن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال:إذا أولجه فقد وجب الغسل والجلد والرجم ووجب المهر(1).

وعن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، قــال: .(2)ال يوجب المهر إال الوقاع في الفرجسمعته يقول:

وعن محمد بن مسلم، قــال: ســألت أبــا جعفــر )عليــه الســالم( .(3)إذا دخل بهامتى يجب المهر، فقال:

ــه الســالم(، في وعن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله )علي .(4)إذا التقى الختانان وجب المهر والعدةرجل دخل بامرأة، قال:

وعن محمد بن مسلم، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال: إذاســألته عن الرجــل والمــرأة مــتى يجب عليهمــا الغســل، قــال:

.(5)أدخله وجب الغسل والمهر والرجمــالم( وعن يونس بن يعقوب، قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســل ثم عن رجــل تــزوج امــرأة فــأغلق بابــا وأرخى ســترا ولمس وقب

.(6)ال يوجب الصداق إال الوقاعطلقها أيوجب عليه الصداق، قال: وعن يونس بن يعقوب، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم(، عن رجل يتزوج امرأة فــأدخلت عليــه فــأغلق البــاب وأرخى الســتر

وقبل ولمس من غير أن يكون وصل

. 5ح المهور أبواب من54 الباب66 ـ65 ص15( الوسائل: ج?)1. 6ح المهور أبواب من54 الباب66 ـ65 ص15( الوسائل: ج?)2. 7ح المهور أبواب من54 الباب66 ـ65 ص15( الوسائل: ج?)3. 8ح المهور أبواب من54 الباب66 ـ65 ص15( الوسائل: ج?)4. 9ح المهور أبواب من54 الباب66 ص15( الوسائل: ج?)5. 1ح المهور أبواب من55 الباب67 ص15( الوسائل: ج?)6

390

Page 391: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ليس عليــه إال نصــفإليهــا ثم طلقهــا على تلــك الحــال، قــال: .(1)المهر

وعن زرارة، قــال: ســألت أبــا جعفــر )عليــه الســالم( عن رجــل تزوج جارية لم تدرك ال يجامع مثلها، أو تــزوج رتقــاء فــأدخلت عليــه

هاتــان ينظــر إليهن من يوثــق بــهفطلقها ساعة دخلت عليه، قــال: من النساء فإن كن كما دخلن عليه فــإن لهــا نصــف الصــداق الــذي

، قلت: فإن مات الزوج عنهن قبل أنفرض لها وال عدة عليهن منه لهـا المـيراث ونصـف الصــداق وعليهن العـدة أربعـةيطلـق، قـال: .(2)أشهر وعشرا

إن عليــا )عليــهوعن الجعفريات، بسند األئمة )عليهم السالم(: السالم( ســئل هــل يــوجب المــاء إال المــاء، فقــال: يــوجب الصــداق ويهدم الطالق، ويــوجب الحــد، ويهــدم العــدة، وال يــوجب صــاعا من

.(3)الماء، هو لصاع من الماء أوجب اجتمعتوعن جعفر بن محمد، عن أبيه )عليهما السالم(، قال:

قريش واألنصار، فقالت األنصار: الماء من الماء، وقالت قريش: إذاــنين علي التقى الختانان فقد وجب الغسل فترافعوا إلى أمير المؤمــا معشــر بن أبي طالب )عليه السالم(، فقال علي )عليه السالم(: ي األنصار أيوجب الحد، قالوا: نعم، قــال: أيــوجب المهــر، قــالوا: نعم، فقال علي بن أبي طالب )عليه الســالم(: مــا بــال مــا أوجب المهــر

.(4)والحد ال يوجب الماء وعن دعائم اإلسالم، عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(، في

ــه حــدحــديث في المهــر العاجــل واآلجــل، قــال: وإن لم يجعــل ل .(5)فالدخول يوجبه

. 5ح المهور أبواب من55 الباب68 ص15( الوسائل: ج?)1. 1ح المهور أبواب من38 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)2. 2ح المهور أبواب من38 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)3. 4ح المهور أبواب من38 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)4المهور. أبواب من38 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)5

391

Page 392: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

هــذا باإلضــافة إلى الروايــات المتقدمـــة في أبــواب العيــوبوالتدليس مما يدل على أن المعيار هو الوطي دون الخلوة.

لكن عن الصدوق أوجب بــالخلوة المهــر مطلقــا، بــل عن خالف الشيخ إنــه حكــاه عن قــوم من أصــحابنا، وعن جماعــة من فقهائنــا، كابن أبي عمير والشيخ في النهاية وابن البراج والكيدري أن الخلوة توجب الحكم ظاهرا ال واقعا، قــال الصــدوق في محكي المقنــع: إذا تزوج الرجل المــرأة وأرخى الســتور وأغلــق البــاب ثم أنكــر جميعــا المجامعة فال يصدقان ألنها ترفع عن نفسها العدة ويرفع عن نفســه

المهر. واستدل لــه بخــبر أبي بصــير، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه السالم(: الرجل يتزوج المــرأة فـيرخي عليهـا وعليــه السـتر ويغلــق الباب ثم يطلقها، فتسأل المرأة هل أتاك، فتقول ما أتــاني، ويســأل

ال يصدقان، وذلك إهــا تريــد أنهو هل أتاتها، فيقول لم آتها، فقال: تدفع العدة عن نفسها، ويريد هو أن يــدفع المهــر عن نفســه، يعــني

.(1)إذا كانا متهمين وعن أبي عبيدة، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، في الرجــل يتزوج المرأة البكر أو الــثيب فــيرخي عليــه وعليهــا الســتر، أو غلــق عليــه وعليهـا البــاب ثم يطلقهـا فتقــول لم يمسـني، ويقــول هـو لم

ال يصدقان، ألنهــا تــدفع عن نفســها العــدة ويــدفع عنأمسها، قال: .(2)نفسه المهر

. 1ح المهور أبواب من56 الباب69 ص15( الوسائل: ج?)1. 3ح المهور أبواب من56 الباب69 ص15( الوسائل: ج?)2

392

Page 393: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

لكن ال يخفى ما في داللــة الروايــتين باإلضــافة إلى معارضــتهمابما هو أظهر منهما داللة.

فعن إسحاق بن عمار، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(، قــال: سألته عن الرجل يتزوج المرأة فيدخل بها فيغلق عليها بابــا ويــرخى عليها سترا، ويزعم أنه لم يمسها، وتصــدقه هي بــذلك عليهــا عــدة،

ــه شــيء دون شــيء، قــال: القــال: إن أخــرج المــاء، قلت: فإن .(1)اعتدت، يعني إذا كانا مأمونين صدقا

ولعدم داللة الرواية، بل وعدم داللة كالم المقنــع أيضــا على مــا نســبوا إليــه حملــه الجــواهر على كالم الشــيخ والجماعــة المتقدمــة أسماؤهم من الظاهر دون الواقع، قال الشيخ في النهاية: )متى خال الرجــل بامرأتــه وأرخى الســتر ثم طلقهــا أوجب عليــه المهــر على ظاهر الحــال، وكــان على الحــاكم أن يحكم بــذلك، وإن لم يكن قــد

دخل بها، إال أنه ال يحل للمرأة أن تأخذ أزيد من النصف(. وعن أبن أبي عمير، إنه قال: )اختلف الحديث في أن لها المهــرــولي كمال أو بعضه، قال بعضهم: نصف المهر وإنما معنى ذلك أن الــاب وأرخى الســتر وجب ــق الب ــالحكم الظــاهر إذا أغل ــا يحكم ب إنم المهر، وإنما هذا عليها إذا علمت أنه لم يسمها فليس لها فيما بينهــا

.(2)وبين الله إال نصف المهر( وكيــف كــان، فقــد اســتدل بوجــوب المهــر بــالخلوة بجملــة من

الروايات: مثل مــا عن الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال:ــه لم ــا إال أن سألته عن الرجل يطلق المرأة وقد مس كل شيء منه

ابتلي أبو جعفر )عليه السالم( يجامعها ألها عدة، فقال:

. 2ح المهور أبواب من56 الباب69 ص15( الوسائل: ج?)1. 110 ص6( الكافي: ج?)2

393

Page 394: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

بذلك، فقال له أبوه علي بن الحسين )عليه الســالم(: إذا أغلــق .(1)بابا وأرخى سترا وجب المهر والعدة

ــال: ــه الســالم(، ق ــر )علي ــزوجوعن زرارة، عن أبي جعف إذا تــا الرجل المرأة ثم خال بها فأغلق عليها بابا أو أرخى ســترا ثم طلقه

.(2)فقد وجب الصداق، وخالؤه بها دخول وعن إســحاق بن عمــار، عن جعفــر، عن أبيــه، عن علي )عليهم

من أجــاف من الرجــال على أهلــه بابــا أوالسالم(، إنه كان يقــول: .(3)أرخى سترا فقد وجب عليه الصداق

أقول: أجاف الباب بالجيم: رده عليه. ــه الســالم( قــال: وعن محمــد بن مســلم، عن أبي جعفــر )علي

إذا أرخيت الستور وأجيف البــابسألته عن المهر متى يجب، قال: :وقال ،ــه إني تزوجت امرأة في حياة أبي علي بن الحســين )علي

السالم( وإن نفسي تاقت إليها فذهبت إليهــا، فنهــاني أبي وقــال: ال تفعل يا بني ال تأتها في هذه الساعة، وإني أبيت إال أن أفعــل، فلمــا أن دخلت عليهــا قــذفت إليهــا بكســاء كــان علي وكرهتهــا، فــذهبت ألخرج، فقالت موالة لها: فأرخت الستر وأجافت البـاب، فقلت: مــه

.(4)قد وجب الذي تريدين وعن أبي بصـير، قــال: تــزوج أبـو جعفـر )عليــه الســالم( امــرأة

.(5)افتحوا ولكم ما سألتم فلما فتحوا صالحهمفأغلق الباب فقال: وعن الجعفريات، بسنده إلى علي )عليه الصالة والسالم( قــال:

إذا أرخى

. 1ح المهور أبواب من55 الباب68 ص15( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور أبواب من55 الباب68 ص15( الوسائل: ج?)2. 3ح المهور أبواب من55 الباب68 ص15( الوسائل: ج?)3. 5ح المهور أبواب من55 الباب68 ص15( الوسائل: ج?)4. 8ح المهور أبواب من55 الباب69 ص15( الوسائل: ج?)5

394

Page 395: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

.(1)الستر فقد وجب المهر جامع أو لم يجامع إذا أرخى الســتروعن علي بن الحسين )عليــه الســالم(، قــال:

.(2)فقد أوجب المهر كله، جامع أو لم يجامع وعن الروانــدي في نــوادره، بســنده إلى علي )عليــه الصــالة

.(3)والسالم( مثلهــة ــة ال دالل ــات من الطائفــة الثاني لكن ال يخفى أن غــالب الرواي فيها، والتي فيها الداللــة يحتمــل حملهــا على االســتحباب جمعــا بينــاض، حيث روى الطائفتين، ويحتمل حملها على التقية كمــا في الري العامة عن عمر أنه )من أرخى سترا أو أغلــق بابــا فقــد وجب عليــهــة المهر(، وذهب إليه أبو حنيفة وكثير من العامة، مع أن ما في رواي

أبي جعفر )عليه السالم( متعارضة. ــه أراد أن ــه الســالم(، إن ــر )علي ــد روى زرارة، عن أبي جعف فق

فكره ذلك أبي، فمضـيت وتزوجتهــا حــتى إذا كـان بعــديتزوج قال: ذلك زرتها فنظرت فلم أر مــا يعجبــني، فقمت النصــرف، فبــادرتني القائمة إلى الباب لتغلقه، فقلت: ال تغلقيه لك الــذي تريــدين، فلمــا ــك إال ــه ليس علي ــال: إن ــف، ق ــاألمر كي ــه ب رجعت إلى أبي فأخبرت

.(4)النصف يعنى نصف المهر، وقال: إنك تزوجتها في ساعة حارة ويؤيده مــا تقــدم من خــبر أبي بصــير، من قولــه )عليــه الصــالة

. فلما فتحوا صالحهموالسالم(: أما نهي أبيه )عليه السالم( وعدم مباالته )عليه السالم( به، فإن

صح ال بد وأن يحمل على أن

. 1ح المهور أبواب من39 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)1. 2ح المهور أبواب من39 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)2. 3ح المهور أبواب من39 الباب611 ص2( المستدرك: ج?)3. 7ح المهور أبواب من55 الباب68 ص15( الوسائل: ج?)4

395

Page 396: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

النهي كان صوريا لمصلحة في نفس النهي ال في مفاده، كاألمر الصوري لمصلحة في ذاته ال في متعلقه، مثل أن إنســانا يطلب من الشخص أمرا أو نهيا ألحد أقربائه أو أصدقائه أو ما أشبه، والشخص يريد مجاملته وله محذور في رده، ويأمر وينهى بـدون قصـده إتيـان

المأمور وترك المنهي. وأما الزواج في ساعة حــارة، فلعلــه )عليــه الســالم( أراد بــذلك

التنبيه العملي، فإن العمل أكثر أثرا من القول فقط. وعلى أي حـال، فالمعيـار بالـدخول، فـإن علم بـه فهـو، وإن لم يعلم به فإن كان الظــاهر الــدخول حكم بــه، كمــا إذا عاشــرها مــدة حتى حملت أو ولدت فإنه يحكم عليهمــا بالــدخول، وإن احتمــل أنــه إنما أفرغ الماء فقط مما ســبب الحمــل، ألن العــرف يــرون تحقــق الموضوع بذلك فيتبعه الحكم، ولذا كان المحكي عن الشيخ أنه بعــد أن نقل عن ابن أبي عمير الكالم المتقــدم قــال: )هــذا وجــه حســن ونحن إنما أوجبنا نصف المهــر مــع العلم بعــدم الــدخول مــع التمكن من معرفة ذلــك، فأمــا مــع ارتفــاع العلم فــالقول مــا قالــه ابن أبي

عمير(. ومن الكالم المتقدم يعلم وجه النظر فيما يحكى عن ابن الجنيد )من وجوب المهر بالجماع في غــير الفــرج، والتقبيــل وســائر أنــواع

، ولذا قال الجواهر في(1)االستمتاع إذا كان بتلذذ واإلنزال بالمالعبة( رده: )إنه لم أجد لــه في هــذه النصــوص مــا يــدل عليــه، ويمكن أن يكون قد أخذه من النصوص الدالة على قيام نحو ذلك مقام الوطي في حرمة مملوكة الولد على الوالد وبــالعكس، العتبــار تنزيـل ذلـك

.(2)منزلة الجماع، لكنه كما ترى( وقد أشار بـذلك إلى جملـة من الروايـات مـذكورة في بـاب مـا

يحرم بالمصاهرة:

.79 ص31الكالم: ج جواهر عنه ( حكاه?)1.79 ص31الكالم: ج ( جواهر?)2

396

Page 397: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

مثل ما عن محمد بن إسماعيل، قال: سألت أبا الحســن )عليــه السالم( عن الرجل تكون له الجارية فيقبلها هل تحــل لولــده، قــال:

بشهوة :قلت : نعم، قال ،ما ترك شيئا إذ قبلها بشهوةــال ، ثم ق ،إن جردها ونظر إليها بشــهوة حــرمت على أبيــه وابنهابتداء منه:

إذا نظــر إلى فرجهــا وجســدهاقلت: إذا نظر إلى جســدها، فقــال: .(1)بشهوة حرمت عليه

وعن جميل بن دراج، قال: قلت ألبي عبد اللــه )عليــه الســالم(:الرجل ينظر إلى الجارية يريد شــراءها أتحــل البنــه، فقــال: نعم إال

.(2)أن يكون نظر إلى عورتها وعن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال:

إذا جرد الرجل ووضع يده عليها فال تحل البنه هذا(3). ويمكن أن يكون مستند ابن الجنيد ما تقــدم من روايــة إســحاق

إنبن عمار، عن أبي الحسن )عليه الصــالة والســالم(، حيث قــال: ، فإنه جعل الميزان خروج الماء وهــو أعم من(4)أخرج الماء اعتدت

الدخول. وعلى أي حــال، فالــدخول أعم من القبــل والــدبر ألنــه أحــد

المأتيين. ومنه يعــرف وجــه النظــر في تــردد منــاهج المتقين، حيث قــال: )والدخول الموجب الستقرار ملك جميع المهــر للمــرأة هــو الــوطي

قبال وطيا موجبا للغسل، وألحق به الوطي دبرا وفيه تردد(. ثم الظاهر أنه ال فرق في الدخول الموجب لكل المهر أن يكون

حراما أو

. 1ح بالمصاهرة يحرم ما أبواب من3 الباب317 ص14( الوسائل: ج?)1. 3ح بالمصاهرة يحرم ما أبواب من3 الباب317 ص14( الوسائل: ج?)2. 4ح بالمصاهرة يحرم ما أبواب من3 الباب317 ص14( الوسائل: ج?)3. 2ح المهور أبواب من56 الباب69 ص15( الوسائل: ج?)4

397

Page 398: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

حالال، بأن كانت في حيض أو نفاس أو استحاضة بغــير غســل أو إحرام أو صوم أو اعتكاف، أو أن تكون موطــوءة وطي شــبهة، أمــا ــا وطي الصــغيرة ففيــه احتمــاالن، من أن الشــارع ألغى كونــه وطي حيث حـــرم ذلـــك، ومن حيث إنـــه حكم تكليفي ال ينـــافي الحكم

الوضعي كوطي الحائض. ويؤيده ما تقدم عن زرارة، حيث قال: ســألت أبــا جعفــر )عليــه السالم( عن رجل تزوج جاريــة لم تــدرك ال يجــامع مثلهــا، الحــديث،

فإن كن كمــا دخلن عليــه فــإن لهــافإن اإلمام )عليه السالم( قال: . (1)نصف الصداق الذي فرض لها وال عدة عليهن منه

وال عــدةلكن ربما يقــال: بــأن قولـه )عليــه الصــالة والســالم(: ــيرعليهن منه يفهم منه وجوب العدة مع الدخول، وحيث ال عدة لغ

البالغة، فالمراد بجارية لم تدرك مبلغ النســاء ال أنهــا ليســت بالغــة،وتفصيل الكالم في ذلك في وطي الصغيرة.

كما أنه ال فرق بين كون الوطي اختياريا منهما أو من أحدهما أو بدون االختيار كاإلكراه واالضــطرار واإللجــاء، وفي حالــة النــوم ومــا أشبه، ألن المستفاد من النص والفتوى أنــه حكم وضــعي كالطهــارة والنجاسة والجنابة حيث ال يختلــف فيهــا االختيــار وغــير االختيــار، فاليقال: بأن دليل الرفع موجب لرفع الحكم عن الزوج بكل الصداق.

. 1ح المهور أبواب من57 الباب70 ص15( الوسائل: ج?)1398

Page 399: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

قال في الشرائع ممزوجـا مـع الجــواهر: )قيـل(:ـ 17)مسألة والقائل الشيخان وسالر وبني زهرة وإدريس وســعيد على مــا حكي عنهم: إذا لم يســم لهــا مهــرا في العقــد وال بعــده وقــدم لهــا قبــل الدخول شيئا ثم دخل بها كان ذلك مهرها، ولم يكن لها مطالبته بعد الدخول، إال أن تشارطه قبل الدخول على أن المهر غيره، أو أن ما قدمه لها بعض المهــر، وهــو تعويــل على تأويــل روايــة واســتناد إلى قول المشهور، بــل ال أجــد فيــه خالفــا، بــل في محكي الســرائر أنــة ــدا بمــا عن المقنعــة من دالل ــل هــذه المســألة اإلجمــاع، مؤي دليــه، وبصــحيح الفضــيل التمكين على الرضا بذلك، وإن كان فيه ما في

المتقدم وإن لم يكن صريحا في ذلك(. أقول: الدليل على هذه المسألة ثالثه أمور:

األول: إجماع ابن إدريس، وال شك أنه مشـهور، بــل قـد عــرفتعن الجواهر أنه ال خالف فيه.

الثاني: جريان العادة بذلك، فقبول شــيء من الــزوج رضــا بأنــه مهر، وفي المسالك عن المختلف أنه حمل الروايــة اآلتيــة على أنــه قدكان في الزمن األول ال يــدخل الرجــل حــتى يقــدم المهــر، فلعــل

منشأ الحكم العادة، قال: والعادة اآلن بخالف ذلك. الثالث: جملة من الروايات:

مثل ما عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليه السالم( عن الرجل والمرأة يهلكان جميعا، فيأتي ورثة المرأة

ــه الرجــل الصــداق، فقــال: ــدعون على ورث ــك وقســمفي وقــد هل ، قلت: فــإن كــانتليس لهم شــيء فقلت: نعم، فقــال: الميراث

ال شيءالمرأة حية فجاءت بعد موت زوجها تدعي صداقها، فقال: لها

399

Page 400: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

، فقلت: فإن ماتت وهووقد أقامت معه مقرة حتى هلك زوجها وقد أقامت حتى مــاتت الحي فجاء ورثتها يطالبونه بصداقها، قال:

، قلت: فإن طلقها فجــاءتال شيء لهم، فقلت: نعم، قال: تطلبهوقد أقامت فال تطلبه حتى طلقها ال شيء لهاتطلب صداقها، قال:

:ــال ــا، ق ــه لم يكن له ــذي إذا طلبت ــك ال إذا، قلت: فمــتى حــد ذلــا أهديت إليه ودخلت بيته وطلبت بعد ذلك فال شيء لها، إنه كثير له

.(1)أن يستحلف بالله ما لها قبله من صداقها قليل وال كثير قال في الوسائل: )حمله الشيخ على ما تقــدم من عــدم قبــول قولها بعد الدخول بغير بينة، وذلك أنهــا تــدعي خالف الظــاهر خالف العادات، وجوز حمله على ما إذا لم يكن سمى لها مهرا معينا، وقــد ساق إليها شيئا فليس لها بعد ذلك دعــوى المهــر، وكــأن مــا أخذتــهــه موافــق لمــذهب ــة ألن ــه يمكن الحمــل على التقي مهرهــا، على أن جماعة من العامة، وقد ذكــر بعض علمائنــا أن العــادة كــانت جاريــةــذا ــدخول، وأن ه ــل ال ــه قب ــر كل ــة بقبض المه مســتمرة في المدين الحديث وأمثاله وردت في ذلك الزمان، فإن اتفق وجود هذه العادةــه وإال فال(، انتهى كالم ــا دلت علي ــان الحكم م ــدان ك في بعض البل

الوسائل. وإنما أول الشيخ الرواية بذلك لصحيحة الفضيل، عن أبي جعفــر )عليه السالم(، في رجل تزوج امــرأة فــدخل بهــا فأولــدها ثم مــات عنها فادعت شيئا من صداقها على ورثة زوجها فجاءت تطلبه منهم

أما المــيراث فلهــا أنوتطلب الميراث، قال: فقال )عليه السالم(: تطلبه، وأما الصداق فإن الذي أخذت من الزوج قبل أن يدخل عليها

فهو

. 8ح المهور أبواب من 8 الباب 15 ص15( الوسائل: ج?)1400

Page 401: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

الذي حل للزوج بــه فرجهــا، قليال كــان أو كثــيرا، إذا هي قبضــته .(1)منه وقبلته ودخلت عليه فال شيء لها بعد ذلك

قال الشيخ: يدل على صــحة التأويــل قولــه )عليــه الســالم( في رواية الفضيل الذي أخذته قبل أن يدخل بها فهو الــذي أحــل لــه بــه

فرجها وليس له بعد ذلك شيء. وفي المسالك: )نبــه المصــنف بقولــه: وهــو تعويــل على تأويــل الرواية على أن ذلك ليس مدلول الرواية وإنما هــو مجــرد التأويــل، وال فــرق في مخالفــة القواعــد الشــرعية بين حملهــا على المعــنى السابق من أن الدخول يهدم المهر، وبين حملها على جعل ما قدمه مهرا خاصة، سواء رضيت به أم لم ترض، ألن سكوتها والدخول بهــا ال يقتضي رضــاها بــه مهــرا، بــل هــو أعم منــه، والعــام ال يــدل على

الخاص( انتهى كالم المسالك. ومثل رواية عبد الرحمن، رواية المفضل بن عمــر، قــال: دخلت على أبي عبد الله )عليه السالم( فقلت له: أخبرني عن مهر المرأة

الســنة المحمديــةالذي ال يجوز للمؤمنين أن يجوزوه، قال: فقــال: خمسمائة درهم فمن زاد على ذلــك رد إلى الســنة وال شــيء عليــهــمائة درهم ــا من الخمس ــإن أعطاه ــمائة درهم، ف ــثر من الخمس أك

، قال: قلت: فإندرهما أو أكثر من ذلك ثم دخل بها فال شيء عليه ال شــيء لهــا إنمــا كــان شــرطهاطلقهــا بعــد مــا دخــل بهــا، قــال:

خمسمائة درهم، فلما أن دخل بها قبــل أن تســتوفي صــداقها هــدم الصداق فال شيء لها إنما لها ما أخذت من قبل أن يدخل بهــا، فــإذا

.(2)طلبت بعد ذلك في حياة منه أو بعد موته فال شيء لها

. 13ح المهور أبواب من 8 الباب 16 ص15( الوسائل: ج?)1. 14ح المهور أبواب من8 الباب 17 ص15( الوسائل: ج?)2

401

Page 402: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

لكن ال يخفى ما في كل األدلــة المــذكورة، إذ اإلجمــاع المتقــدمــان ــه ليس بحجــة، وجري ــه، ومثل ظــاهر االســتناد إن لم يكن محتمل العادة إنما يكون سببا في مكان يجري العادة في ذلك المكــان دون

غيره، والروايات ال داللة لها، ألن محتمالت الرواية خمسة: ــات ــا في بعض من الروايـ ــر، كمـ ــدخول للمهـ ــدم الـ األول: هـ

المتقدمة. الثاني: احتمال الشيخ من أنها في مفوضة البضع التي قــدم لهــا

شيء. ــه ــا قال ــة، كم ــادة وقت ورود الرواي ــاب الع ــه من ب ــالث: إن الث

المختلف وغيره. الرابــع: إنــه من بــاب رضــاها المكشــوف بالــدخول، ولــذا علــل الرواية بأنها لو لم ترض به مهرا ما مكنته من نفسها حتى تسـتوفي

تمامه أو توافقه على ذلك وتجعله دينا عليه في ذمته. الخامس: الحمل على التقية.

ومع هذه االحتماالت كيف يمكن االستناد إلى الرواية. ولذا كان الظاهر من الشرائع الرجوع إلى القواعد، حيث إنه رد

قول القيل وقال: إنه تعويل على تأويل. ــا إن رضــيت وقال في المسالك: الموافق لألصول الشرعية أنهــل، ــر المث ــدخول مه ــع ال ــا م ــيره، وإال فله ــا غ ــرا لم يكن له ــه مه ب ويحتسب ما وصل إليها منــه إذا لم يكن على وجــه التــبرع كالهديــة، ويمكن حمــل الروايــة على الشــق األول، ألن ال تخــالف غيرهــا من

األدلة. كما أن ظاهر المختلف أيضا عدم العمــل بهــا، حيث قــد عــرفت أنه حملها على أنه قد كان في الــزمن األول ال يــدخل الرجــل حــتى

يقدم المهر، فمنشأ الحكم العادة

402

Page 403: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

فحيث ما كانت العادة بالخالف ال يمكن األخذ بها. وفي الريــاض: إن حجــة القــائلين بــذلك مــع مخالفتــه األصــول المقررة وإطالق المعتبرة المصرحة بثبوت مهر المثل للمفوضة بعد

المواقعة، غير واضحة. وفي الحدائق نقل كالم الشرائع ثم قال: )هو جيــد، وقــد قــدمنا أن األظهر حمل رواية الفضيل على الرضــا بمــا قدمــه مهــرا، ألن ال

يلزم مخالفتها للقواعد الشرعية(. وفي الكفاية بعد نقله عن المشهور قال: )اســتدل عليــه بروايــة غير دالة عليه، مع أن المستفاد من األخبار الصــحيحة أن المفوضــة تستحق بالدخول مهر المثل، فما قدم إليها قبل الــدخول من المهــر يحســب منــه ويبقى البــاقي في ذمــه، ولهــذا أنكــر الحكم المــذكور

جماعة من األصحاب(. وفي مناهج المتقين بعد نقله عن المشهور ما تقدم قــال: )ولــو قيل بعدم كون ذلـك مهـرا واسـتحقاقها بـالوطي مهـر المثــل إال أن

يشارطها أن ال مهر لها غيره كان حسنا(. بل ما ذكرناه من المنع هو الظاهر من غير واحــد، مثال قــال في التنقيح عند قول مصنفه: )قيل إذا لم يسم لها مهرا وقدم لها شــيئا قبل الدخول كان ذلك مهــرا مــا لم يشــترط غــيره، إال أن المصــنف استضــعف هــذا القــول لعــدم الداللــة على أن مــا قدمــه هــو المهــر بشيء من الدالالت الثالث، وعلى تقدير تسليم كونــه مهــرا ال داللــة على كونه كمال المهر، لجواز كونه قدر يسيرا ومهــر أمثالهــا شــيء كثــير أو بــالعكس، والروايــة ليس فيهــا أن المهــر غــير مســمى في العقد، بل هي مبنية على مجرى العادة، فإنه قيــل: إن العــادة فيمــا تقدم من الزمان أن الرجل ال يدخل بزوجتــه إال بعــد تقــديم مهرهــا، واآلن العادة بخالف ذلك، وقول المفيد إنها لو لم ترض به مهــرا مــا

مكنته

403

Page 404: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

ــالمهر، كمــا في من نفسها ممنوع في جواز تمكينها ومطالبتها ب صورة ما لــو لم يقــدم شــيئا ولم يكن ســمى أوال، ودعــوى اإلجمــاع

ممنوعة(.ويؤيده ما دل على أن المهر دين على الرجل.

وعلى هذا، فالالزم العمل على القواعد الشرعية. وال مجال لقول الجواهر حيث قال في رد المخــالفين: )ال يخفى عليك ما في ذلك كله بعد اإلجماع المزبور المعتضد بفتــوى المعظمــذه المســألة الذي به تجبر داللة الصحيح المتقدم فال بأس بخروج ه

. (1)عن القواعد لذلك(

. 79 ص31الكالم: ج ( جواهر?)1404

Page 405: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

المحتوياتفصل

للفسخ الموجبة العيوب في72 ـ7

8..................................والمرأة الرجل في الجنون19..........................الفسخ يوجب الخصاء ـ1 مسألة24.............................الفسخ يوجب العنن ـ2 مسألة40.....................خنثى الزوجين أحد كان لو ـ3 مسألة47.....................................المرأة عيوب ـ4 مسألةفصل

العيوب أحكام في135 ـ73

73.........................العقد وبعد قبل العيوب ـ1 مسألة79..........................فوري الفسخ خيار هل ـ2 مسألة86.............................الفسخ بعد رجوع ال ـ3 مسألة89................................فسخ بأنه أقر إذا ـ4 مسألة

405

Page 406: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

92...........................والخفي الجلي العيب ـ5 مسألة94..........................الدخول بدون فسخ لو ـ6 مسألة114.....................العنن في المرأة بينة تقبل ـ7 مسألة124........................باإلسقاط يسقط الخيار ـ8 مسألة130............................العنن غير به يثبت ما ـ9 مسألةفصل

التدليس في183 ـ137

146..........................ثيبة الزوجة ظهرت لو ـ1 مسألة156.................................النقص شرط لو ـ2 مسألة158......................االشتباه مع للمرأة المهر ـ3 مسألة172.........................المثل؟ مهر للمرأة هل ـ4 مسألة177............عقيما فخرجت االستيالد شرط لو ـ5 مسألة179......................غر من إلى يرجع المغرور ـ6 مسألة180......................كاذبا قبيلة إلى انتسب لو ـ7 مسألةفصل

المهور في404 ـ185

188...............................يكون؟ ماذا المهر ـ1 مسألة193.....................مهره يصح ملكه يصح كما ـ2 مسألة218...............................المهر في تقدير ال ـ3 مسألة

406

Page 407: فصل - 204.93.193.134204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_66.doc  · Web viewملاحظة: تم التصحيح، ترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع

246......................المهر بعض لألب جعل لو ـ4 مسألة261.......................خمرا فبان خال أمهرها لو ـ5 مسألة270..............جهرا وبآخر سرا بمهر تزوجها لو ـ6 مسألة274.....................الزوج على مضمون المهر ـ7 مسألة284..........نفسها تسليمها وقت المهر تسلمها ـ8 مسألة310.............................المهر قلة استحباب ـ9 مسألة318........................................التفويض ـ10 مسألة330.......................المرأة بحال المثل مهر ـ11 مسألة341.....................فقط حاله اعتبر من أدلة ـ12 مسألة358..............المهر بتعيين المفوضة مطالبة ـ13 مسألة367...........والمجنونة الصغيرة في التفويض ـ14 مسألة372.........................أقسام على التفويض ـ15 مسألة389.......................للمهر الموجب الدخول ـ16 مسألة399................المهر كل لها المقدم يكون ال ـ17 مسألة

405.....................................................المحتويات

407