الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/alfiqh_41.doc · web viewترتيب الصفحات...

804
م ت: ة لاحظ م ح، ي ح ص ت ل ا ب ي ت ر ت حات! ف لص ا% ون ك ي ب س ح ات ت لك ا وع ب مط ل ا ي! ف دار وم عل ل ا روت ب% ان! ت لب عام1409 ه.% ن مت روة لع ا! ر مي م% ن ع رحT ش! ف! ن ص م ل ا ة! هذ ب واس ق_ لا ا{ } ه ق! ف ل ا ء! ر ج ل ا حادي ل ا% ون ع بلا_ ر وا1

Upload: others

Post on 07-Jul-2020

7 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

التصحيح، مالحظة: تم هـ.1409 عام لبنان بيروت العلوم دار في المطبوع الكتاب حسب يكون الصفحات ترتيب

{ } األقواس بهذه المصنف شرح عن مميز العروة متن

الفقهواألربعون الحادي الجزء

1

Page 2: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

2

Page 3: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الفقهاإلسالمي الفقه في استداللية موسوعة

العظمى الله آيةالشيرازي الحسيني محمد السيد

ظله دامالحج كتاب

الخامس الجزءالعلوم دار

لبنان بيروت

3

Page 4: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الثانية الطبعةم1988 ـ هـ1408

المصادر تخريج مع ومصححة منقحة

طباعة. نشر. توزيع. ـ العلوم دار البنك مقابل العبد، بئر حريك، العنوان: حارة

الفرنسي اللبناني

4

Page 5: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الحج كتابالخامس الجزء

5

Page 6: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الرحيم الرحمن الله بسم

الحمد لله رب العالمين، والصالة والسالم على أشــرف خلقه سيدنا محمــد وعلى آلــه الطيــبين الطــاهرين، واللعنــة

الدائمة على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

6

Page 7: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فصلةالعمر أقسام في

أصـــلي، واجب إلى كـــالحج العمـــرة : تنقسم1 مســـألةــدوب، وعرضــي، مكلف كل على الشــرع بأصل فتجب ومن

ــرائط ــرة، العمر في الحج في المعتــبرة بالش بالكتــاب مواإلجماع. والسنة

}فصل في أقسام العمرة{

وفيه مسائل: : تنقســم العمــرة كــالحج إلى واجب أصــلي1}مســألة

وعرضــي ومنــدوب، فتجب بأصــل الشــرع على كــل مكلــف بالشرائط المعتبرة في الحج في العمر مرة{ بال خالف، بل اإلجمــاع بقســميه عليــه كمــا في الجــواهر، وقــد اســتفاضــاء، ــك من الفقه ــدم الخالف على ذل ــاع أو ع ــوى اإلجم دع

كالمستند والحدائق والسرائر وغيرها.}بالكتاب والسنة واإلجماع{. وأتموا الحج والعمــرة﴿أما الكتاب فهو قوله تعــالى:

.(1)﴾لله ولله﴿وعن كشف اللثام: االستدالل لذلك بقوله تعالى:

على الناس حج البيت

.196( سورة البقرة: اآلية ?)1

7

Page 8: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بمنزلة الخلق على واجبة العمــرةزرارة: صــحيحة ففي.لله والعمرة الحج وأتموايقول: تعالى الله فإن الحج،

ــواوجــل: عز الله قول في الفضيل، صحيحة وفي وأتممفروضان السالم(: هما )عليه قال والعمرة الحج

لشــمول حجــه للعمــرة،، (1)﴾من استطاع إليه سبيال لكن ال يخفى عدم صــراحة الكتــاب في وجــوب العمــرة، إذ العمرة لم تذكر في الكتاب إال في اآلية األولى، وفي قولــه:

فمن حج البيت أو اعتمر فال جناح عليه أن يطوف﴿ــه،(2)﴾بهما ، واألولى في مقام وجوب اإلتمام ال أصــل وجوب

وال تنافي بين عدم الوجوب، ولكن لو شــرع وجب، كمــا في اليوم الثالث من االعتكاف وغيره، واآلية األخيرة ليست فيــاب أو ــرة للكت ــار المفس ــال، نعم األخب ــوب أص ــام الوج مق

المستقلة في الداللة على الوجوب كثيرة.ــه }ففي صحيحة زرارة{ بن أعين، عن أبي جعفــر )علي

ــال: } ــديث ق ــقالســالم( في ح ــة على الخل ــرة واجب العم وأتمـوا الحج والعمـرةبمنزلة الحج، ألن الله تعـالى يقـول:

.(3){ وإنما نزلت العمرة بالمدينةلله }وفي صحيحة الفضيل{ أبي العباس، عن أبي عبد الله

ــه الســالم( }في قــول اللــه عــز وجــل: وأتمــوا الحج)علي ،}(4)همــا مفروضــان{ لله }قال )عليه السالم(: والعمرة

قد

.97( سورة آل عمران: اآلية ?)1.158( سورة البقرة: اآلية ?)2.2 من أبواب العمرة ح1 باب 235 ص10( الوسائل: ج?)3.1 من أبواب العمرة ح1 باب 235 ص10( الوسائل: ج?)4

8

Page 9: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فــإن اللهوقع في نسخ الكتــاب في الصــحيحة األولى .الفضل مكان الفضيل، وفي الثانية ألن اللهمكان

وعن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم(:العمــرة واجبــة على الخلــق بمنزلــة الحج، ألن اللــه تعــالى

وإنمــا نــزلت العمــرة﴾ وأتموا الحج والعمرة لله﴿يقول: . قلت: فمن تمتع بــالعمرة إلى الحج أيجــزي عنــه،بالمدينة

.(1)نعمقال: وعن معاوية بن عمار، قال: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه

ــال: ــبر، فق ــوم الحج األك ــالم( عن ي ــر،الس ــوم النح ــو ي ه.(2)واألصغر هو العمرة

وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:العمرة مفروضة مثل الحج(3).

وعن عمــر بن أذينــة قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه وللــه على النــاس حجالســالم( عن قــول اللــه عــز وجــل:

يعــنى بــه الحج دون العمــرة،البيت من استطاع إليه سبيالال، ولكنه يعني الحج والعمرة جميعا ألنهما مفروضــانقال:

(4). وعن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(

العمرة واجبة على قال:

.3 و2 من أبواب العمرة ح1 باب 235 ص10( الوسائل: ج?)1.4 من أبواب العمرة ح1 باب 236 ص10( الوسائل: ج?)2.5 من أبواب العمرة ح1 باب 236 ص10( الوسائل: ج?)3.7 من أبواب العمرة ح1 باب 236 ص10( الوسائل: ج?)4

9

Page 10: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كالحج، فوري الشرائط تحقق بعد ووجوبها

الخلق بمنزلــة الحج على من اســتطاع إليــه ســبيال، ألن. (1)وأتموا الحج والعمرة للهالله عز وجل يقول:

ــال: ــالم( ق ــه الس ــه )علي ــد الل وعن زرارة، عن أبي عبالحج األكــبر الوقــوف بعرفــة وبجمــع ورمي الجمــار بمــنى

.(2)والحج األصغر العمرة يــوم الحجوعن عبد الرحمان، عنه )عليه السالم( قال:

.(3)األكبر يوم النحر، ويوم الحج األصغر العمرة وعن عمر بن أذينــة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

وأتمــوا الحجفي حديث: وسألته عن قول اللــه عــز وجــل: يعني بتمامهمــا أداءهــا واتقــاء مــا يتقي، قال: والعمرة لله

.(4)المحرم فيهماإلى غير ذلك من الروايات.

}ووجوبها بعد تحقق الشرائط فـوري كـالحج{ قـال في الحدائق: المشهور بين األصحاب )رضــوان اللــه عليهم( بــل

ربما ادعي عليه اإلجماع، وجوب الفورية في العمرة. وقال في المستند: يجب العمرة على الفــور في العمــر مرة بأصل الشرع على كل مكلف بالشــرائط المعتــبرة في

.(5)الحج، بالكتاب والسنة واإلجماع وقال في الجواهر: وال خالف أيضــا أجــده في أنهــا على

الفور، كما صرح

.8 من أبواب العمرة ح1 باب 236 ص10( الوسائل: ج?)1.11 من أبواب العمرة ح1 باب 237 ص10( الوسائل: ج?)2.10 من أبواب العمرة ح1 باب 237 ص10( الوسائل: ج?)3.1 من وجوب الحج وشرائطه ح1 باب 3 ص8( الوسائل: ج?)4.1 مسألة 3 باب 178 ص2( المستند: ج?)5

10

Page 11: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

به الشيخ والحلي والفاضالن وغيرهم، بــل عن الســرائر، انتهى.(1)نفي الخالف فيه، بل عن التذكرة اإلجماع عليه

أقول: أمــا كــون عمــرة التمتــع فوريــة فال إشــكال فيــه، الرتباطهـــا بـــالحج الـــذي هـــو فـــوري بال خالف للنصـــوص المتقدمة في أول الكتاب، مضافا إلى ما ســيأتي في كيفيــةــه في ســنة ــالحج وعمرت ــأتي ب ــا أن ي ــتي منه ــع ال حج التمت

واحدة. وأما كون عمرة القران واإلفراد فوريا والعمرة المفردةــوط ــا حكى عن المبس ــد م ــام بع ــف اللث ــة، فعن كش فوري والسرائر وجــوب الفوريــة قــال: لم أظفــر بموافــق لهم وال

، انتهى.(2)دليل إال على القول بظهور األمر فيه وتبعه على ذلك في المستمسك، فإنه بعد نقل اإلجمــاع عن التــذكرة وعــدم الخالف عن الســرائر والجــواهر، قــال:

، انتهى.(3)ودليله كلية غير ظاهر لو ال اإلجماع أقول: أما عدم ظفر كشــف اللثــام بموافــق للمبســوط والسرائر فقـد عـرفت موافقـة المحقـق والعالمـة، بـل عن ــه منحصــرا الثاني اإلجماع عليه، وأما جعل المستمسك دليل في اإلجماع، ففيه عدم االنحصار، وذلــك لمــا نبــه عليــه فيــة ــار الدال الحدائق وتبعه في الجواهر باالستدالل عليه باألخب

على مساواتها للحج في كيفية الوجوب

.422 ص20( الجواهر: ج?)1 المقصد الثالث.384 ص1( كشف اللثام: ج?)2.134 ص11( المستمسك: ج?)3

11

Page 12: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــار: ــحيح ابن عم ــإن ص ــقف ــة على الخل ــرة واجب العمــاربمنزلة الحج ، بضميمة ما تقدم في أول الكتاب من األخب

الدالة على عدم جواز تسويف الحج، كالصريح في الفورية. هــذا مضــافا إلى جعلهــا في ســياق الحج في االســتفادة من اآلية في األخبار وكذا األخبــار المبتدئــة الــتي جعلهــا في ســياقه في كونهمــا مفروضــين، وبعــد هــذا الحاجــة إلى مــا تمســك بــه في المستمســك بقولــه: بنــاء على أن مقتضــى الالم وجوب الفورية، كمــا تقــدم في مبحث نــذر الحج يــدل

اآلية على فورية العمرة،﴾ولله على الناس﴿قوله تعالى: ،(1)بضميمة ما ورد في تفسير الحج فيها بما يشـمل العمـرة

انتهى. فإنه قد تقدم عدم داللة الالم على ذلك.ــان في وكيف كان، فالفورية في المقام ال يراد بهــا اإلتي أول أزمنة اإلمكــان، بـل في السـنة كمـا هـو كـذلك في حج التمتع، منتهى األمر تقيد عمرتــه بأشــهر الحج كمــا ســيجيء إن شاء الله، بخالف العمــرة المقبولــة فإنهــا ال تجب كونهــا في أشهر الحج كما سيأتي إن شاء الله، وبهذا يدفع ما ربما يـذكر من أنـه لـو وجبت فـورا لـزم للنــائي أن يـأتي بعمـرة مقبولة حين االستطاعة، وال يجوز أن يؤخر إلى أشــهر الحج حتى يأتي بها مـع الحج، ولـو بقيت االسـتطاعة لـزم اإلتيـان بعمرة أخرى وهــذا خالف مــا دل على وجوبهــا مــرة واحــدةــدفع أن ــان ال ــروري، بي ــذا كخالف الض ــرع، وه ــل الش بأص الفوريــة ال تكــون بمعــنى أول أزمنــة اإلمكــان، بــل بمعــنىــع اإلتيان في السنة، ويؤيده ما سيأتي من كفاية عمرة التمت

عن المفردة الواجبة.

( المصدر نفسه.?)1

12

Page 13: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

تكفي بل الحج، اســـــتطاعة وجوبها في يشـــــترط وال الحج، اســتطاعة تتحقق لم وإن وجوبهــا، في اســتطاعتها

وجب دونها للحج اســـــتطاع فلو كـــــذلك، العكس أن كمادونها،

}واليشـــترط في وجوبهـــا اســـتطاعة الحج، بـــل تكفيــا، وإن لم تتحقــق اســتطاعة الحج{ اســتطاعتها في وجوبه مثال لو علم أنه يموت في أشهر الحج وكــان مســتطيعا فعال

لزم اإلتيان بها. }كما أن العكس كذلك، فلو اســتطاع للحج دونهــا وجب دونها{ مثال لو علم المفرد بأنه لو حج يمنع من دخول البيت من اليــوم العاشــر إلى اآلخــر، أو يمـوت كـذلك، ولم يتمكن

من إتيانها قبل ذلك لزم عليه اإلتيان بالحج فقط. وهذا القول هو المشــهور كمــا في المســتند، وقــال في الجواهر عند بيان المصنف )رحمه الله( صورة حج اإلفــراد، بل صرح غــير واحــد من األصــحاب، بــأن من اســتطاع الحج مفــردا دون العمــرة وجب عليــه الحج دونهــا، ثم يــراعى االســتطاعة لهــا، ومن اســتطاعها دونــه وجبت هي عليــهــا من هــذه ــال: فالمســألة ال إشــكال فيه خاصــة، إلى أن ق

، انتهى.(1)الجهة وفي المستمسك: إن هذا هو المشهور شــهرة عظيمــة،

، انتهى.(2)كما يقتضيه إطالق أدلة الوجوب

.43 ص18( الجواهر: ج?)1.134 ص11( المستمسك: ج?)2

13

Page 14: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وكيف كان فالدليل على ذلك أن األخبار الدالــة بوجــوب كل واحد منهما مطلق، وال دليل على ارتباط أحدهما باآلخرفي الوجوب، وفي المستند نسبة هذا الدليل إلى غير واحد.ــبين اإلطالق، فعن ــار لت أقــول: ولنــذكر جملــة من األخب

فيمعاويــة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( أنــه قــال: القارن ال يكون قران إال بسياق الهدي وعليه طواف بــالبيت وركعتــان عنــد مقــام إبــراهيم وســعي بين الصــفا والمــروة وطواف بعد الحج وهو طواف النساء، وأما المتمتع بالعمرة إلى الحج فعليــه ثالثــة أطــواف بــالبيت وســعيان بين الصــفا

التمتــع، قال: وقال أبو عبد اللـه )عليــه السـالم(: والمروة أفضل الحج وبه نزل القرآن وجــرت الســنة، فعلى المتمتــع إذا قدم مكة طواف بــالبيت، وركعتــان عنــد مقــام إبــراهيم، وسعي بين الصفا والمروة، ثم يقصر، وقد حل هذا للعمــرة وعليه الحج: طوافان، وسعي بين الصــفا والمــروة، ويصــلي عند طواف بالبيت ركعتين عند مقام إبــراهيم، وأمــا المفــرد للحج فعليــه طــواف بــالبيت، وركعتــان عنــد مقــام إبــراهيم، وسعي بين الصفا والمــروة، وطــواف الزيــارة وهــو طــواف

.(1)النساء، وليس عليه هدي وال أضحية فإنك ترى أن هذه الروايــة في مقــام البيــان، وقــد ذكــر العمرة في حج التمتع الرتباط أحــدهما بــاآلخر، ولم يــذكرها

في القران واإلفراد، لعدم ارتباط أحدهما باآلخر.

.2 و1 من أقسام الحج ح2 باب 149 ص8( الوسائل: ج?)1

14

Page 15: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــول ــار والق ــتطاعتين باعتب ــوب في االس منهما كل وجضعيف، مرتبطان وأنهما

وعن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( القــارن الــذي يســوق الهــدي عليــه طوافــان بــالبيتقــال:

.(1)وسعي واحد بين الصفا والمروة وعن الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

إنمــا نســك الــذي يقــرن بين الصــفا والمــروة مثــل نســك المفرد ليس بأفضل منــه إال بســياق الهــدي، وعليــه طــواف بالبيت وصالة ركعتين خلف المقام وسعي واحــد بين الصــفا

.(2)والمروة وطواف بالبيت بعد الحج إلى غير ذلك من األخبار المذكورة في باب كيفية أنــواعــة أطــواف وســعيين ولغــيره ــع ثالث ــذكر للتمت ــا ت الحج، فإنه طوافين وسعي، وقد ذكرنا في أول المسألة روايات وجوب

العمــرة واجبــة على الخلــقالعمرة، كقوله )عليه السالم(: ، وغــيره ممــا(3)بمنزلة الحج على من اســتطاع إليــه ســبيال

اليظهر منه إال وجوبها االستقاللي.}و{ في المقام قوالن آخران:

ــار االســتطاعتين في وجــوب كــل األول: }القــول باعتبــرة أو منهما وأنهما مرتبطان{ فلو استطاع للحج بدون العمــف على ــول لم نق ــذا الق ــدون الحج لم يجب، وه ــرة ب للعم قائله، كمــا صــرح بــه في الجــواهر وغــيره، وعلى كــل فهــو

}ضعيف{

.3 من أبواب أقسام الحج ح2 باب 150 ص8( الوسائل: ج?)1.6 من أبواب أقسام الحج ح2 باب 154 ص8( الوسائل: ج?)2.8 من أبواب العمرة ح1 باب 237 ص10( الوسائل: ج?)3

15

Page 16: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

العمرة. دون الوجوب في الحج باستقالل كالقول

لما عــرفت من إطالق أدلــة الوجــوب، ولم نعــرف لهــذا القول دليال، كمــا لم يتعــرض أحــد ممن ذكــره لدليلــه، فهــو }كــالقول باســتقالل الحج في الوجــوب دون العمــرة{ فلــو استطاع الحج دون العمرة وجب، ولو استطاع للعمــرة دونــه( الحج لم تجب، وهذا القول محكي عن الشهيد )رحمه الل

في الدروس، وقد احتج لهذا القول بأمور: األول: األصل بالنســبة إلى عــدم وجــوب العمــرة إذا لم يستطع للحج، وظهــور اآليــة بالنســبة إلى وجــوب الحج ولــو

بدون االستطاعة للعمرة. الثاني: إنها لو وجبت بــدون االســتطاعة للحج لكــان من استكمل االستطاعة لها فمات قبل أدائهــا وقبــل ذي الحجــة يجب استيجارها عنه من التركـة، ولم يــذكر ذلـك في كتــاب

وال خبر. الثــالث: إن المســتطيع للحج والعمــرة إذا دخــل الحــرم قبل أشهر الحج يجب أن يأتي بالعمرة بنيــة حجــة اإلســالم،

الحتمال أن يموت أو ال تبقى استطاعته.لكن في هذه األمور ما ال يخفى.

أما األول: فألن األصل مردود بأنه يلـزم القــول بوجــوب العمرة ولو بدون الحج ألدلتهــا، إذ دليــل الوجــوب ال ينحصــر في اآلية، حتى يقال بأنها ال داللة فيها على وجوبهــا، مضــافا

كافيــة فيأتمــوا الحجإلى أن األخبار المفسرة لآلية وآلية .داللة اآلية

وأما الثاني: فألنه ال مــانع من االلــتزام بــذلك، وكــل منــا مســتقال يشــمل هــذا الفــرض إطالق كالمــه قــال بوجوبه

وكذلك األخبار فقد ذكر في الكتب واألخبار،

16

Page 17: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــذامن فاتته فريضةووجوب القضاء لدليل ونحــوه، ول قال في الجواهر: فالمتجه الــتزام إخراجهــا من التركــة مــع

،(1)االستطاعة لها والتمكن من أدائهــا ولــو قبــل أشــهر الحجانتهى.

وبعــد هــذا ال وقــع لمــا ذكــره كاشــف اللثــام في محكي جوابه عن هذا الدليل بما لفظه: إن المستطيع لهمــا فرضــه عمرة التمتع أو قسيميه، وليس له اإلتيان بعمرة اإلسالم إال

.(2)عند الحج فما قبله كالنافلة قبل فريضة الصبح وأما الثالث: فألنه ال دليل يدل على وجوب الفورية بهذا المقدار، كما تقــدم عنــد قــول المصــنف )فــوري( واحتمــال

الموت أو عدم التمكن منفي باألصل فتدبر.

.444 ص20( الجواهر: ج?)1.4 سطر 385 ص1( كشف اللثام: ج?)2

17

Page 18: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

المفردة العمرة عن بها المتمتع العمرة : تجزي2 مسألةواألخبار باإلجماع

ــرة2}مســألة ــا عن العم ــع به ــرة المتمت ــزي العم : تج المفردة{ بمعنى أنهــا هي العمــرة الواجبــة في حــق النــائي }باإلجماع{ كما في المستند، وبال خالف كمــا في الجــواهر،ــه }واألخبار{ ففي صحيح الحلبي أو حسنه، عن أبي عبد الل

إذا تمتع الرجل بالعمرة فقد قضى ما عليــه)عليه السالم(: .(1)من فريضة العمرة

الصحيح، عن يعقــوب بن شــعيب، قــال: أو وفي الموثق عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــول اللــه عــز وجــل: ألبي قلت

وأتمــوا الحج والعمــرة للهتمتــع بــالعمرة إذا يكفي الرجل كــذلك أمــرإلى الحج مكــان تلــك العمــرة المفــردة، قــال:

.(2)رسول الله )صلى الله عليه وآله( أصحابه وفي صحيح معاوية بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه السالم( في حديث قال: قلت: فمن تمتع بالعمرة إلى الحج

.(3)نعمأيجزي ذلك، قال: وفي خبر البزنطي: سـألت أبـا الحسـن )عليـه السـالم(

. قلت: فمن تمتع يجــزينعمعن العمرة واجبة هي، قال: .(4)نعمعنه، قال:

وفي مصحح أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه السالم(العمرة مفروضة قال:

.1 من أبواب العمرة ح5 باب 242 ص10( الوسائل: ج?)1.4 من أبواب العمرة ح5 باب 243 ص10( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب العمرة ح5 باب 242 ص10( الوسائل: ج?)3.3 من أبواب العمرة ح5 باب 243 ص10( الوسائل: ج?)4

18

Page 19: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــتطاع إذا التمتع حج وظيفته من على تجب وهل ــ لها اس أرســـله بل عدمـــه، المشـــهور للحج، مســـتطيعا يكن ولم

األقوى. وهو المسلمات إرسال بعضهم

. (1)مثل الحج، فإذا أدى المتعة أدى العمرة المفروضةإلى غير ذلك من األخبار.

}وهل تجب على من وظيفته حج التمتع إذا استطاع لها ولم يكن مســـتطيعا للحج، المشـــهور عدمـــه، بـــل أرســـله بعضهم إرسال المسلمات، وهو األقوى{ ربما يقال إن ذلــك

للجمع بين طوائف ثالث من األدلة.ــ الشــامل للحج األولى: ما دل على عدم وجــوب الحج ـ والعمرة ـ في العمــر إال مــرة واحــدة، كقــول الرضــا )عليــه

إنما أمروا بحجــة واحــدة الالسالم( في حديث ابن شاذان: .(2)أكثر

:(3)وقول الصادق )عليه الســالم( في حــديث ابن ســالموكلفهم حجـــة واحـــدة وهم يطيقـــون أكـــثر من ذلكإلى

غيره، والــدليل على شــمول الحج لألعم من الحج والعمــرة وللــهلما نــزلت بعد وضوح ذلك قول علي )عليه السالم(:

قـــالعلى النـــاس حج الـــبيت من اســـتطاع اليـــه ســـبيال المؤمنون: يا رسول اللــه أفي كــل عــام، فســكت، فأعــادوا

، بضميمة مــا ورد في تفســير(4) الحديثعليه مرتين، فقالاآلية أن المراد به الحج والعمرة.

.6 من أبواب العمرة ح5 باب 243 ص10( الوسائل: ج?)1.2 من وجوب الحج وشرائطه ح3 باب 12 ص8( الوسائل: ج?)2.1 من وجوب الحج وشرائطه ح3 باب 12 ص8( الوسائل: ج?)3.2 من أبواب وجوب الحج وشرائطه ح3 باب 2( مستدرك الوسائل: ج?)4

19

Page 20: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الثانية: ما دل على دخول عمــرة التمتــع في الحج، ومــا دل على انتفاء المتعة أو ذهابها بزوال الشمس يوم الترويــة أو عرفة أو غروبها أو ليلة عرفة، واآلمرة بجعلها حينئذ حجةــيأتي مفردة، فإن هاتين الفرقتين من األخبار وغيرها مما س في موضعه إن شاء الله تــدل على لــزوم اتحــاد ســنة الحج والعمرة، بل جملة من الروايات تــدل على لــزوم وقوعهمــا

في أشهر الحج فقط، كما سيأتي تفصيله إن شاء الله. الثالثة: ما دل على أن فرض النائي التمتــع فقــط، فإنــه إذا اســتطاع النــائي للعمــرة المفــردة ولم يســتطع للحجــول فاعتمر ثم بعد سنين استطاع للحج، فاألمر دائر بين القــه باإلتيان بالحج تمتعا والعمرة على وجه الوجوب، فيلزم من خالف الطائفــة األولى من األخبـــار، أو على وجــه النـــدب، فيلزم منه التفكيك في الوجوب مع اســتلزامه جــواز الــترك المسـتلزم لعـدم تـداخل العمـرة في الحج، أو بـالحج فقـط تمتعا، وهو خالف التداخل، أو فرادا وهــو خالف مــا دل على

أن فرض النائي التمتع ال غير.ــه ــا على وج ــرة مع ــالحج والعم ــان ب ــزم اإلتي ــول: يل أق الوجوب، ويكشف ذلك عن عدم وجوب العمرة األولى التي

أتى بها، وبهذا يسقط هذا الدليل.ــك في ــله: الش ــه حاص ــك بوج ــتدل في المستمس واس شمول اإلطالقات، فالمرجع أصل البراءة، لكنه ممنوع جدا،ــان ــوز في أذهـ ــأن المركـ ــوب بـ ــدم الوجـ ــتدالل لعـ كاالسـ المتشرعة أن النائي ال يجب له غير التمتــع، فإنــه في قبــال

اإلطالقات ال وقع له

20

Page 21: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــذا وعلى ــ ــير على تجب فال ه ــ عمل عن فراغه بعد األجمكة، في وهو لها مستطيعا كان وإن النيابة

ــدعائم، عن ــواردة في خــبر ال ــة ال وربمــا يســتدل بالعلــه الســالم(: ألن أهــل الحــرم يقــدرون علىالصــادق )علي

العمرة متى أحبوا، وإنما أوســع اللــه في ذلــك لمن أتى من البلدان، فجعل لهم في سفرة واحــدة حجــة وعمــرة رحمــة

ــه وإحســانا لهم ــه بخلف ــه يكشــف عن عــدم(1)من الل ، فإنعمرة مستقلة عليهم.

وفيـــه: مـــا ال يخفى، إذ هـــو في مقـــام بيـــان أن الحج والعمرة إذا وجبا اجتمعا، أما عــدم وجــوب العمــرة بنفســها

مستقلة حيث لم يجب الحج، فال. ومثله في الضــعف االســتدالل بــأن األخبــار الدالــة على وجــوب العمــرة مســتقلة في ســياق وجــوب الحج مســتقال، ومن المعلـوم أن النــائي ال يجب عليــه الحج مسـتقال، فكــذا العمرة، إذ ال نسلم اتحــاد الســياق بعــد التصــريح في جملــة من تلك الروايات بإجزاء عمرة التمتع عن تلك العمرة الــتي ظاهرها أن وجوب العمرة عامة، وبهذا كله يظهر أنه ال قوة في هذا الكالم واألحوط وجوبهــا بالنســبة إلى النــائي أيضــا،

والله العالم. }و{ كيف كان فبناء }على هذا{ الذي اختاره المصــنف )رحمه اللــه( }فال تجب على األجــير بعــد فراغــه عن عمــل النيابــة وإن كــان مســتطيعا لهــا وهــو في مكــة{، قــال في الجواهر: وبــذلك ـــ أي بمــا دل على عــدم وجــوب المفــردة على النائي ـ يتجه عدم وجــوب عمــرة على النــواب النــائين

ــرعية ــتطاعة ش ــتطاعوها اس ــة، وإن اس ــنة النياب ،(2)في سانتهى.

.8 سطر 300 ص1( دعائم اإلسالم: ج?)1.445 ص20( الجواهر: ج?)2

21

Page 22: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الحج من يتمكن ولم منها تمكن من على تجب ال وكـــــذابها. اإلتيان األحوط ولكن لمانع،

ــان على ــ ــار يجب اإلتي ــ ــاء على المخت ــ لكن ال يخفى بن األحوط، كمــا احتــاط فيــه غــير واحــد من المعاصــرين ومن

قاربنا عصره.ــه( ــه الل ــنف )رحم ــار المص ــذا ال تجب{ على مخت }وكــانع، ولكن ــ ــا ولم يتمكن من الحج لم ــ }على من تمكن منهــان األحوط{ استحبابا على رأيه، ووجوبا على المختار }اإلتي بها{ ويتفرع عليه أنه لو مــات المســتطيع قبــل أشــهر الحج

لزم أن يقضى عنه.

22

Page 23: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

والعهد والحلف بالنــــذر العمــــرة تجب : قد3 مســــألةواإلفساد واإلجارة العقد ضمن في والشرط

: قــد تجب العمــرة بالنــذر والحلــف والعهــد3}مســألة ــذلك في غــير واحــد والشرط في ضمن العقد{ كما صرح ب

لعموم أدلتها }واإلجارة{ والصلح لذلك.ــذ نعم يشترط أن ال يقيد بعمرة التمتع وحدها، فإنه حينئــة في ال تنعقد األمور المذكورة لعدم مشروعيتها، ألنها داخلــد ــدة لم يبع ــدها بالوح ــو لم يقي ــة، ول ــوم القيام الحج إلى يــه ــان بحج ــخص اإلتي ــحة، لكن يجب على الش ــول بالص الق

مقدمة للوفاء. }واإلفساد{ قال في المستند: أي إذا أفسد عمرة يجب عليه فعلها ثانيا، وإن كانت مندوبة، كالحج على ما قطــع بــه

، انتهى.(1)األصحابــإن من أقول: ومن المحتمل أن يراد به إفســاد الحج، ف أفســده وجب عليــه اإلتيــان بــه من قابــل، وذلــك مســتلزم

لإلتيان بعمرته أيضا. وكيف كان، فيدل على أن إفساد كـل من العمــرة الــتي في ضــمن الحج الــذي مــع العمــرة، والحج مــوجب للحج والعمرة في القابل، إطالق الروايات بأن المحــرم إذا جــامع

أهله كان عليه من قابل. ففي صحيحة معاوية: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم(

عن رجــل محــرم وقــع على أهلــه، فقــال: إن كــان جــاهال فليس عليه شيء، وإن لم يكن جاهال فــإن عليــه أن يســوق بدنة ويفرق بينهما حتى يقضيا المناسك ويرجعا إلى المكان

.4 كتاب الحج مسألة 178 ص2( المستند: ج?)1

23

Page 24: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــه الحج من قابل ــا أصــابا وعلي ــه م ــذي أصــابا في .(1)ال ونحــوه غــيره، فــإن إطالق المحــرم يشــمل المحــرم بــالحجــرد والعمرة، هذا أما لو كان محرما بعمرة مفردة أو حج مف فهل هو كــذلك أم ال، الظــاهر كــون األمــر كــذلك في الحج،

لشمول اإلطالق المتقدم. وأما العمرة فالرواية المتقدمــة وشــبهها ال تشــملها ألن الحكم بوجوب الحج عليه من قابل قرينــة على كونــه حاجــا

أعم من الحج والعمرة التي في ضمنها.نعم يدل على الحكم فيه بعض األخبار الخاصة.

كصحيحة أحمد بن أبي علي: في الرجــل اعتمــر عمــرة مفردة ووطــأ أهلــه وهــو محــرم قبــل أن يفــرغ من طوافــه

عليــه بدنــة لفســاد عمرتــه، وعليــه أن يقيموســعيه، قــال: بمكة حــتى يــدخل شــهر آخــر، فيخــرج إلى بعض المــواقيت

.(2)فيحرم منه ثم يعتمرــك في(3)وقريب منها عن مسمع ، وسيأتي الكالم في ذل

الكفارات إن شاء الله. وقد تحصــل بــذلك أن العمــرة إذا فســدت ســواء كــانت عمرة مفردة أو متمتع بهــا، واجبــة أو مندوبــة، وســواء كــانفسادها بفساد نفسها أو فساد حجها، وجب اإلتيان بها ثانيا.

.2 من أبواب كفارات االستمتاع ح3 باب 255 ص9( الوسائل: ج?)1.4 من أبواب كفارات االستمتاع ح12 باب 269 ص9( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب كفارات االستمتاع ح12 باب 268 ص9( الوسائل: ج?)3

24

Page 25: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــد تجب ــام شـــيء، وهـــو أن العمـــرة قـ بقى في المقـبالفوات.

قــال في الجــواهر عنــد قــول المصــنف )والفــوات( أي فوات الحج: فإن من فاته وجب عليــه التحلــل بعمــرة، ومن وجب عليه التمتع مثال فاعتمر وفاته الحج فعليــه حج التمتــع

، انتهى.(1)من قابل وهو إنما يتحقق باالعتمار قبله وقال في المستند: وبفوات الحج فإنه يجب التحلل منــه

، انتهى.(2)بعمرة مفردة وقال في الحــدائق: والفــوات فــإن من فاتــه الحج يجب عليه أن يتحلل بعمرة مفردة ويقضيه في العــام المقبــل إن

كان واجبا، وإال استحب قضاؤه، انتهى. أقول: ويدل عليه صحيحة حريــز، عن رجــل مفــرد للحج

إلى طلــوع الشــمس يــومفاته الموفقان جميعا، فقال لــه: النحر، فــإن طلعت الشــمس من يــوم النحــر فليس لــه حج

.(3)ويجعلها عمرة، وعليه الحج من قابل ونحوها الصحيحة األخرى إال أنــه زاد في آخرهــا: فقلت:

يــأتي مكــة فيطــوف بــالبيتكيــف يصــنع بإحرامــه؟ قــال: الحديث، إلى غير ذلك.(4)ويسعى بين الصفا والمروة

وأما ما ذكره الجواهر: ومن وجب عليه التمتع إلخ، فهــوواضح كما ال يخفى

.448 ص20( الجواهر: ج?)1.4 مسألة 178 ص2( المستند: ج?)2.1 من أبواب الوقوف بالمشعر ح23 باب 57 ص10( الوسائل: ج?)3.5 من أبواب الوقوف بالمشعر ح23 باب 58 ص10( الوسائل: ج?)4

25

Page 26: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وتجب ــا ــدخول أيض ــنى مكة ل ــدونها حرمته بمع ال فإنه بمحرما إال دخولها يجوز

وبهذا ظهر النظر فيما يأتي من المصــنف )رحمــه اللــه(بقوله: وما عدا ما ذكر مندوب.

}وتجب أيضا لدخول مكة بمعنى حرمتــه بــدونها فإنــه ال يجوز دخولها إال محرما{ إجماعــا منقــوال ومحققــا، كمــا في المستند، وفي الجواهر عنــد قــول المصــنف: كـل من دخــل مكــة وجب أن يكــون محرمــا بال خالف أجــده فيــه، بــل في المـــدارك ومحكي الخالف اإلجمـــاع عليـــه، وإن دخـــل في

، انتهى.(1)السنة مرتين أو ثالثا، كما عن المقنعويدل على ذلك أخبار كثيرة.

ــالم( ففي صحيح ابن مسلم: سألت أبا جعفر )عليه الس ال، إال مريضا أو بههل يدخل الرجل مكة بغير إحرام، قال:

.بطنــه الســالم( ــه )علي أيضــا:(2)وفي صــحيحته األخــرى، عن ال، إال أنسألته هل يدخل الرجل الحرم بغير إحرام، قــال:

.(3)يكون مريضا أو من به بطن وفي صحيح عاصم بن حميد، قلت ألبي عبد اللــه )عليــه

ال، إال مــريضالسالم(: أيدخل أحد الحرم إال محرما، قــال: .(4)أو مبطون

ــه ــراهيم )علي وفي خبر علي بن أبي حمزة: سألت أبا إبالسالم( عن رجل

.437 ص18( الجواهر: ج?)1.4 من أبواب اإلحرام ح50 باب 67 ص9( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب اإلحرام ح50 باب 67 ص9( الوسائل: ج?)3.1 من أبواب اإلحرام ح50 باب 67 ص9( الوسائل: ج?)4

26

Page 27: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

يــدخل مكــة في الســنة المــرة والمــرتين والثالث كيــفإذا دخل فليدخل ملبيا، وإذا خرج فليخرج محاليصنع، قال:

(1). وعن رفاعة بن موسى قال: سألت أبا عبــد اللــه )عليــه السالم( عن رجل بــه بطن ووجــع شــديد يــدخل مكــة حالال،

، الحديث.(2)ال يدخلها إال محرماقال: وعن وردان، عن أبي الحسن األول )عليه السالم( قال:

من كان من مكة على مسيرة عشرة أميــال لم يــدخلها إال .(3)بإحرام

إلى غير ذلك من األخبــار الــتي ســتأتي بعضــها إن شــاءالله.

ثم إنه هل دخول الحــرم كــدخول مكــة في عــدم جــواز دخوله بغــير إحــرام أم ال، أمــا لــو كــان الــداخل فيــه مريــدا دخول مكة فال إشكال في وجوب اإلحــرام، ويــدل عليــه مــا تقدم ويأتي من األخبار، وأما لو كان الداخل فيــه غــير مريــد

: مقتضــى بعض هــذه األخبــار(4)دخــول مكــة، ففي المســتند عدم جواز دخول الحرم بغــير إحــرام كمــا حكي الفتــوى بــهــواهر عن جمع، وهو األحوط بل األظهر، لكن أشكل في الج فإنه بعد ذكر بعض األخبار قال: وظاهرها عدم جـواز دخـول الحرم إال محرما فضــال عن دخــول مكــة، كمــا عن التــذكرة والجامع وفي الوسائل التصريح به، ولكن قد عــرفت ســابقا

عدم وجوب اإلحرام على من لم يرد النسك، بل أراد

.10 من أبواب اإلحرام ح50 باب 69 ص9( الوسائل: ج?)1.3 من أبواب اإلحرام ح50 باب 67 ص9( الوسائل: ج?)2.5 من أبواب اإلحرام ح50 باب 68 ص9( الوسائل: ج?)3.4 مسألة 3 باب 178 ص2( المستند: ج?)4

27

Page 28: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

حاجة في خارج مكة، بــل في المــدارك إجمــاع العلمــاء عليه، وحينئذ فيمكن حملها على داخل الحــرم إلرادة دخــول

، انتهى.(1)مكة الذي ال إشكال في وجوب اإلحرام عليه لكن ال يخفى أن اإلجماع محقــق عدمــه، وحينئــذ فال بــد من األخذ بظاهر تلك الروايات المصــرحة بــالحرم، كصــحيحــإن محمد بن مسلم الثانية، وصحيح عاصم، وخــبر وردان، ف الظــاهر كــون عشــرة أميــال لتحديــد الحــرم ال ألمــر آخــر،

ويؤيده جملة مما رتب حكم الحرم على مكة. ففي خبر بشر النبال، عن الصــادق )عليــه الســالم( في

إن النبي )صلى الله عليــه وآلــه( قــال: إالحديث فتح مكة: أن مكة محرمة بتحريم اللــه، لم تحــل ألحــد كــان قبلي ولمــوم الســاعة، ال يختلي ــار إلى أن تق ــل إال ســاعة من نه تحــا إال خالها وال يقطع شجرها وال ينفر صيدها وال تحــل لقطته

. (2)لمنشد ولذا قــال في الجــواهر: قــد يقــال: إن النصــوص الدالــة على حرمة مكة يراد بها ما يشـمل حرمهـا، ولــذا ذكـر فيهـا

، انتهى.(3)عدم تنفير الصيد وغيره مما هو من أحكام الحرم وعلى هذا فكل ما دل على حرمة مكة يدل على حرمــة

الحرم. ففي حســن معاويــة بن عمــار، قــال: قــال رســول اللــه

إن اللــه حــرم مكــة يــوم)صلى عليه وآله( يــوم فتح مكــة: خلق السماوات واألرض وهي حرام إلى أن تقوم

.12 من أبواب اإلحرام ح50 باب 65 ص9( الوسائل: ج?)1.438 ص18( الجواهر: ج?)2.440 ص18( الجواهر: ج?)3

28

Page 29: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الســاعة لم تحــل ألحــد قبلي والتحــل ألحــد بعــدي، ولم.(1)تحل لي إال ساعة من نهار

إذ الظاهر أن المــراد من تحريمهــا عــدم جــواز الــدخولإليها إال بإحرام.

ــه ــه )علي ــد الل وفي صــحيح ســعيد األعــرج، عن أبي عب إن قريشــا لمــا هــدموا الكعبــة وجــدوا فيالســالم( قــال:

قواعده حجرا فيه كتاب لم يحسنوا قراءته حــتى دعــوا رجالــه: ــإذا في ــرأه ف ــوم خلقتفق ــا ي ــة حرمته ــه ذو مك ــا الل أن

ــا ــذين الجبلين وحففته الســماوات واألرض ووضــعتها بين ه.(2)بسبعة أمالك صفا

إن رسول الله )صــلى اللــهوفي حسن كليب األسدي: عليه وآله( استأذن الله عز وجــل في مكــة ثالث مــرات من الدهر، فأذن له فيها ساعة من النهــار، ثم جعلهــا حرامــا مــا

.(3)دامت السماوات واألرضــد ــة في التأيي ــذه الجمل ــح من ه ــك، وأوض ــير ذل إلى غــه( ــه وآل ــه علي ــبي )صــلى الل ــه، روي عن الن مرســل الفقي

.(4)وجب اإلحرام لعلة الحرمواألئمة )عليهم السالم( أنه ــل، عن ومرسل العباس بن المعروف المــروي عن العل

حــرم المســجد لعلــةأبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: الكعبة، وحرم الحــرم لعلــة المســجد، ووجب اإلحــرام لعلــة

.(5)الحرم

.7 من أبواب اإلحرام ح50 باب 68 ص9( الوسائل: ج?)1.6 من أبواب اإلحرام ح50 باب 68 ص9( الوسائل: ج?)2.9 من أبواب اإلحرام ح50 باب 68 ص9( الوسائل: ج?)3.3 من أبواب اإلحرام ح1 باب 3 ص9( الوسائل: ج?)4.1 ح156 باب 415( علل الشرايع: ص?)5

29

Page 30: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ثم إن ما دل على عدم جواز دخول الحرم أو مكة حــتىــه على ــد من حمل المريض، كخبر رفاعة المتقدم وغيره ال ب الندب، بقرينــة الروايــات المجــوزة المعمــول بهــا، كمــا عن

الشيخ وغيره، واختاره صاحبا الجواهر والمستند وغيرهم. وأمــا الجمــع بينهمــا بحمــل المجــوز على غــير المتمكن، والمانع على المتمكن، بال شاهد، بل ينفيــه ظــاهر قولــه في

.وجع شديدخبر رفاعة: بقى شيء، وهو أن الظاهر كما عرفت إرادة الحرم من مكــة، ال أن للحــرم حكمــا مســتقال ولمكــة حكمــا مســتقال، وعليه يتفرع أن من خرج من مكة ولم يخرج من الحــرم ثم أراد العــود إلى مكــة لم يلزمــه اإلحــرام، كمــا عن المــدارك التصريح به، قال: والظــاهر أنــه إنمــا يجب اإلحــرام لــدخول مكة إذا كان الدخول إليها من خارج الحرم، فلــو خــرج أحــد من مكة ولم يصل إلى خارج الحرم ثم عاد إليها دخــل بغــير

، انتهى.(1)إحرام ويظهــر من الجــواهر الــتردد أو اإلشــكال فيــه، تمســكا بإطالق النص والفتوى، وليس في محله، إذ بعــد مــا عــرفتــه مــرتب على الحــرم ال يكــون من كــون الحكم واحــدا وأن

إلطالق النص والفتوى وقعا، مضافا إلى منع اإلطالق. ويترتب على هذه المســألة مــا لــو اتســعت مكــة بحيث صارت إلى خارج الحرم، كمــا ليس من المســتبعد في هــذه األزمنة، فإنه يجب اإلحرام لدخولها إذا قلنا كون مكة عنوانا مقابــل عنــوان الحــرم، وال يجب على المختــار، اللهم إال أنــدور ــان ص ــدار زم ــة هي مق ــرف من مك ــال: إن المنص يق

الروايات أو قريب منها فال يلزم القول

.23 سطر 463( المدارك: ص?)1

30

Page 31: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بلزوم اإلحرام لدخول الخارج من الحرم منها حتى علىاحتمال الجواهر، فتأمل.

وكيف كان، فقد ظهر مما تقدم أنه ال يجب العمرة علىالتعيين، بل ولو كان اإلحرام ألجل الحج المفرد في وقته.

وأمــا احتمــال كفايــة مجــرد اإلحــرام وأنــه يحــل بمجــرد الوصول إلى مكة أو بالتقصير أو بغــير ذلــك ال دليــل عليهــا،ــال: ويجب على ــدارك، ق ــه في محكي الم ــترف ب كمــا اع الداخل فيها أن ينوي بإحرامه الحج أو العمرة، ألن اإلحــرام عبادة وال يستقل بنفســه، بــل إمــا أن يكــون بحج أو عمــرة،

ــل من اإلحــرام ،(1)ويجب إكمال النسك الذي تلبس به ليتحلانتهى.

وال مــورد لمــا أشــكل عليــه في الجــواهر بأنــه إن كــان إجماعا فذاك، وإال أمكن االستناد في مشــروعية نفســه إلى إطالق األدلة في المقام وغيرها، وكونه جزءا منهما ال ينافيــاس مشروعيته في نفسه، ثم استدل بمرسلي الفقيه والعب

كانت بنو إسرائيلالمتقدمين، وبخبر أبي المعزا عنه أيضا: ــه وأن ــل من ــان من قب إذا قربت القربان تخرج نار تأكل قرب

.(2)الله جعل اإلحرام مكان القربانــالم(: ــه الس ــر )علي ــابر، عن أبي جعف ــبر ج ــرموخ أح

قال: موسى من رملة مصر ومر بصــفاع الروحــاء محرمــا يقود ناقته بحطام من ليف عليــه عباءتــان قطوانيتــان يلــبي

.(3)وتجيبه الجبال إلى غير ذلك ممــا يمكن االســتدالل بــه في مشــروعيته

في نفسه،

.24 سطر 463( المدارك: ج?)1.1 من أبواب اإلحرام ح1 باب 2 ص9( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب اإلحرام ح1 باب 3 ص9( الوسائل: ج?)3

31

Page 32: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

انتهى. لكنه )قــدس ســره( رجــع عن ذلــك معترفــا بــأن ظاهر األدلة خالفها، وأنه يمكن القطع بالتوقف على اإلتيــان

بالحج أو العمرة.ــل يجب ــاإلحرام فلم يحــرم، فه ــداخل ب ــو أخــل ال ثم ل قضــاؤه، كمــا عن المســالك الحكم بالقضــاء، وعن التــذكرة اإلجمــاع عليــه في مســألة تــارك اإلحــرام عمــدا، قــال في محكي المسالك: حيث يتعذر رجوعه مع التعمد بطل نســكه ويجب عليه قضاؤه وإن لم يكن مستطيعا للنســك بــل كــان وجوبه بسبب إرادة دخول الحرم، فإن ذلك موجب لإلحرام،

فإن لم يأت به وجب قضاؤه كالمنذور، انتهى. أو ال يجب قضــاؤه، كمــا عن المنتهى وحاشــية الكــركي والمــدارك والجــواهر، لألصــل وأن اإلحــرام مشــروع لتحيــة البقعة فإذا لم يأت به ســقط كتحيــة المســجد، وأن القضــاء فرض مستأنف يتوقف على الدليل وهو منتف، وربما حمــل كالم الشــهيد على وجــوب القضــاء على تــارك اإلحــرام من الميقات، ومع ذلك قــد دخـل الحـرم حاجــا ولــو بـإحرام من

دونه. وكيف كان، فاألحوط اإلحرام بالنسبة إلى مريــد البقــاء، الحتمــال كــون لــزوم اإلحــرام حكمــا بقائيــا كمــا ذكــروا في مسألة وجوب إزالة النجاسة المستفاد من حرمــة التنجيس، وإن كان يحتمل أنه لالحترام، فإذا دخل بدونه وقع الهتك وال

تدارك له. وأمــا من خــرج بال بقــاء أو بقي مــدة ثم خــرج فال دليــلــة على لزوم القضاء، لما تقدم من كون اإلحرام شــرع لتحي

البقعة. وأما إطالق بعض األدلــة بالقضــاء، فالظــاهر أنــه لمريــد

األعمال بقرينة بعض

32

Page 33: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كالحطـــاب وخروجه دخوله يتكـــرر من إلى بالنســـبة إالوالحشاش،

األخبار األخر، وسيأتي تفصــيلها في مســألة اإلحــرام إنشاء الله.

هذا بالنسبة إلى إحرام نفسه، أما أنه لو مات فالظــاهرأنه ال إشكال في عدم وجوب القضاء عنه. من فاتتــه فريضةال يقال: مقتضى المرسل المشــهور

وجوب القضاء مطلقا حيا وميتا. ألنا نقول: المنصرف منه الواجب األصــلي ال الشــرطي، مثال تحرم النافلة بدون الطهارة، لكنــه لــو صــلى بــدونها لم يجب القضاء قطعا، وكذلك غيرهــا من الشــرائط، واإلحــرام واجب شرطي بالنسبة إلى مريد الدخول، كما صرح بــه في

الحدائق والجواهر وغيرهما.ثم إنه يستثنى من حرمة الدخول بغير إحرام أمور:

األول: ما أشار إليه المصــنف )رحمــه اللـه( بقولـه: }إالــاب ــ ــه كالحط ــ ــه وخروج ــ ــرر دخول ــ ــبة إلى من يتك ــ بالنس والحشاش{ فإن لهم الدخول حالال، نسبه في الحــدائق إلى األصحاب، وفي الجواهر بال خالف أجده فيه، بــل عن ظــاهرــه في صــحيح رفاعــة بن المبســوط والســرائر االتفــاق علي موسى، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجل به

البطن ووجع شديد يدخل مكة حالال، قال )عليــه الســالم(: ــدخلها إال محرما ــال: (1)ي ــة، وق ــه، إن الحطاب يحرمــون عن

والمجتلبة أتوا النبي )صلى

.3 من أبواب االحرام ح50 باب 67 ص9( الوسائل: ج?)1

33

Page 34: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــدخلوا مكــة ــه وآلــه( فســألوه فــأذن لهم أن ي اللــه علي.(1)حالال

ومن المجتلبة فهم الفقهاء العموم..(2)فقال في الشرائع: أو يتكرر كالحطاب والحشاش

وعن كشف اللثام زيادة الراعي وناقل الميرة ومن كانله صنيعة يتكرر دخوله وخروجه إليها.

وقـال في الحـدائق: والظـاهر أن المـراد بالمجتلبــة منــعير ــدقيق والشـ ــة والـ ــد كالحنطـ ــياء إلى البلـ يجلب األشـــا والحشــيش والفواكــه ونحوهــا، واألصــحاب قــد عــبروا هن

بالمتكرر، انتهى. وقد عرفت أن الجواهر ادعى عــدم الخالف فيمـا ذكـره الشرائع، لكن أشكل في الحكم صــاحب المــدارك قــال فيــيره محكي كالمه: ومقتضى عبارة المصنف )رحمه الله( وغــم ــدخل في قس ــه وإن لم ي ــرر دخول ــل من يتك ــتثناء ك اســورد النص المجتلبة، وهو غير بعيد وإن كان االقتصار على م

، انتهى.(3)أولىوفي المستند اقتصر على استثناء الحطابين والمجتلبة.

أقــول: واألحــوط االقتصــار على مــورد النص أخــذا فيغيره بعموم أدلة التحريم، والله العالم.

وال فرق في ذلك بين الوقوع في الشهر مــرة أو مــراتإذا صدق

.2 من أبواب اإلحرام ح51 باب 70 ص9( الوسائل: ج?)1 باب في الوقوف بعرفات.158( الشرائع: ص?)2.3 سطر 464( المدارك: ص?)3

34

Page 35: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــرر في االسم، كما أنه إذا لم يصدق لزم اإلحرام ولو تك الشــهر مــرات، وبعــد هــذا فال حاجــة إلى الــنزاع في كفايــة وقــوع الخــروج والــدخول في الشــهر مــرة أو يلــزم وقوعــه

مرات، كما في الجواهر وغيره.ــر لفـــظ ــائل ذكـ ــه: في الوسـ من بـــابالمجلبةتنبيـ

اإلفعــال، وفي الحــدائق والجــواهر من بــاب االفتعــال، كمــا بالخــاء المعجمــةالمختليةذكرنــا هنــا، وفي المستمســك:

التي هي بعد الحاء المهملة، لكن الظاهر صحة أحد األولين.ــة الثاني: العبيد، فعن الشيخ وجماعة تجويز دخولهم مك بغير إحرام، وعن المنتهى االستدالل له بأن السـيد لم يـأذنــذا لم تجب عليهم ــه، ول ــك عن خدمت ــاغل بالنس لهم بالتش حجــة اإلسـالم، فعـدم وجــوب اإلحــرام أولى، واسـتجود فيــارة ــل عب ــد نق ــال: األول بع ــدارك وق ــدائق محكي الم الح المنتهى، وهــو جيــد ومرجعــه إلى أن اإلحــرام إنمــا يجب للنسك والنسك غير جائز بدون إذن السيد فيسقط اإلحــرام

حينئذ، انتهى. لكن أشكل عليه في الجواهر بأنه كما ترى ال يرجــع إلى حاصل صــالح لتخصــيص األدلــة المزبــورة، إلى أن قــال: إن مقتضــى العمــوم اســتثناؤه كالصــالة ونحوهــا من الواجبــات الشرعية عليه، وكون العبد ال يقدر على شيء من دون إذنــذا ــات الشــرعية، وعلى ه ــير الوجب ــو في غ ــا ه ــواله إنم م

،(1)فالمتجه صحة إحرامــه للــدخول وإن لم يــأذن لــه مــوالهانتهى.

.442 ص18( الجواهر: ج?)1

35

Page 36: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــول أقول: ما ذكره الجواهر فإن العبد لو اضطر إلى دخ الحرم أو أذنه مواله في الدخول ال يجوز لــه الــدخول بــدون

ال طاعــة لمخلــوقاإلحرام للعمومات، وإن نهاه المولى، إذ ، كمـا ورد بـذلك الروايـة عن العيــون(1)في معصية الخــالق

والدعائم ومعتبر المحقق، كما سبق. نعم لو تعارض األمران، بأن قال لــه المــولى: أدخــل وال تحــرم، فهــل يقــدم إطاعــة الــدخول بمعصــيته ال تحــرم، أو

بالعكس، احتماالن، والتخيير أوجه. ولو أبق لم يجز له الدخول ال مــع اإلحــرام لعــدم اإلذن، وال بــدون اإلحــرام لعــدم الجــواز شــرعا، وال وجــه إلشــكال

الجواهر أو كامله فيه. الثالث: البريد، اســتثناه بعض على إشــكال، ولعلــه ألنــه أجير على عمل قد ينافيه اإلحرام مع سبق حق المســتأجر، وفيه: إنه ال حق للمخلوق مع تقدم حق الخالق، فالبد له أن

ال يدخل أو يحرم. الرابع: المريض أو الذي به البطن، كما عرفت استثناؤه في الرواية، ويحمل ما دل على عدم جواز دخوله إال محرما محموال، على االستحباب ألنــه مقتضــى الجمــع العــرفي بين الدليلين، وال وجه لما جمع بينهمــا صــاحب الحــدائق بقولــه: ويمكن الجمع بينهما بحمل الرواية المبيحة للدخول من غير إحــرام على من ال يتمكن باإلتيــان بالمناســك ولــو بالحمــل،ــه األقــرب واألخــيرين على من يتمكن، ويحتمــل أيضــا ولعل حمل خبري رفاعة على التقية، فإن مذهب أبي حنيفــة على

ما نقله في المنتهى أنه

.7 من أبواب وجوب الحج ح59 باب 111 ص8( الوسائل: ج?)1

36

Page 37: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ال يجوز ألحد دخول الحرم بغــير إحــرام إال من كــان من دون الميقات، وال ريب أن مذهب أبي حنيفــة في زمانــه لــه

صيت وشهرة وقوة بخالف سائر المذاهب، انتهى. أقول: أما جمعه األول فال شاهد له، وأمــا جمعــه الثــانيــع ــا دام يمكن الجم ــد إذ م ــه خالف القواع ــافا إلى أن فمض الداللي ال مجال للرجوع إلى المرجحات، أن أبا حنيفــة كــان مذهبه شائعا في العراق، وأما في المدينــة الــتي هي محــل صدور الروايات فكان مذهب مالك رائجــا، وعليــه فــالعكســه أولى، وال أقــل من التكــافؤ فال يمكن حمــل أحــدهما بعين على التقيــة، فالعمــل بالصــحاح الثالث المتضــمنة لســقوط اإلحرام عن المــريض، كمــا عن الشــيخ في جملــة من كتبــه والمحقق في النافع وغيرهمــا هــو المتعين، ويحمــل صــحيح رفاعة على ما حمله الشيخ )رحمه الله( في التهذيب، وهــو

الفضيلة واالستحباب. الخامس: من دخلها لقتال، فإنه يجــوز أن يــدخلها محال، كما دخل النبي )صلى الله عليه وآله( وأصــحابه عــام الفتح،ــذلك مشــهور بين األصــحاب، ــال في الحــدائق: والحكم ب ق

انتهى.ــوهم وعن المنتهى أنه بعد تجويز الدخول للحطابين ونحــا ــوم فيه قال: وكذا من يريد دخولها لقتال سائغ كأن يرتد ق أو يبغون على إمام عــادل ويحتــاج إلى قتــالهم، فإنــه يجــوز لهم دخولها من غير إحرام، ألن النبي )صلى الله عليه وآله(

دخلها عام الفتح وعليه عمامة سوداء.ال يقال: إنه كان مختصا بالنبي )صلى الله عليه

37

Page 38: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كالحج، تكرارها ويستحب مندوب، ذكر ما عدا وما

وآله(، ألنـه قـال )صـلى اللـه عليـه وآلـه( وذكـر حــديث معاوية المتقدم، ثم قال: ألنا نقول: يحتمل أن يكــون معنــاه

، انتهى.(1)أحلت لي ولمن هو في مثل حالي لكن األقوى المنع، وفاقــا للحـدائق والجـواهر وغيرهمـا، لما تقدم من خــبر معاويــة وكليب األســدي والطبرســي في

أعالم الورى، واالحتمال الذي ذكره العالمة خالف الظاهر. السادس: من دخلها بعــد اإلحــرام قبــل شــهر، وســيأتي تفصــيل الكالم فيــه إن شــاء اللــه في المســألة الثانيــة من مسائل فصل صورة حج التمتع، وقد اختاره هنــاك مــا ادعى عليــه اإلجمــاع من عــدم لــزوم اإلحــرام، فــالالزم كــان هنــا

استثناؤه أيضا. }وما عدا مــا ذكــر منــدوب{ لكن عــرفت أنــه قــد يجب

بالفوات أيضا }ويستحب تكرارها كالحج{. فعن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(

ــلم( ثالثقال: اعتمر رسول الله )صلى الله عليه وآله وس عمر متفرفــات، عمــرة ذي القعــدة أهــل من عســفان وهيــرة ــة وهي عم ــل من الجحف ــرة أه ــة، وعم ــرة الحديبي عم القضاء، وعمرة من الجعرانة بعد مــا رجــع من الطــائف من

.غزوة حنينــال: ــه قـ ــال، إال أنـ ــدوق مرسـ ــرورواه الصـ ثالث عمـ

.(2)متفرقات كلهن في ذي القعدة اعتمروعن أبان، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال:

رسول الله )صلى الله عليه

.2 من أبواب العمرة ح2 باب 238 ص10( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب العمرة ذيل ح2 باب 238 ص10( الوسائل: ج?)2

38

Page 39: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فقيل: يعتــبر العمرتين بين الفصل مقدار في واختلفواشهر،

وآله وسلم( عمرة الحديبية وقضــى الحديبيــة من قابــل ومن الجعرانة حين أقبــل من الطــائف ثالث عمــر كلهن في

.(1)ذي القعدة.(2)وعن سماعة قريب منها

وعن ابن عباس: إن النبي )صلى الله عليه وآله وســلم(ــل، اعتمر أربع عمر، عمرة الحديبية، وعمرة القضاء من قاب

.(3)والثالثة من الجعرانة، والرابعة التي مع حجتهإلى غير ذلك مما يأتي من الروايات إن شاء الله.

}واختلفــوا في مقــدار الفصــل بين العمــرتين، فقيــل{ــبي، وابن ــزة، والحل والقائل الشيخ في أحد قوليه، وابن حمــف، ــة في المختلـ ــافع، والعالمـ ــق في النـ ــرة، والمحقـ زهـ والشــهيد في الــدروس، وغــيرهم: }يعتــبر شــهر{ فال يجــوز اإلتيان بعمرة قبل فصل شــهر من العمــرة الســابقة، وذلــك

لجملة من النصوص: ففي صحيح عبد الرحمان بن الحجاج، عن أبي عبد اللــه

في كتاب علي )عليه السالم(: في كل)عليه السالم( قال: .(4)شهر عمرة

وفي موثق يونس بن يعقوب، قال: سمعت أبا عبد اللــه في كــل)عليه السالم( إن عليا )عليه السالم( كــان يقــول:

.(5)شهر عمرة

.3 من أبواب العمرة ح2 باب 238 ص10( الوسائل: ج?)1.4 من أبواب العمرة ح2 باب 238 ص10( الوسائل: ج?)2.6 من أبواب العمرة ح2 باب 238 ص10( الوسائل: ج?)3.1 من أبواب العمرة ح6 باب 244 ص10( الوسائل: ج?)4.2 من أبواب العمرة ح6 باب 244 ص10( الوسائل: ج?)5

39

Page 40: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أيام، وقيل: عشرة

وفي صحيح معاوية بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــهــالم(: ــهرالس ــل ش ــول: لك ــالم( يق ــه الس ــان علي )علي ك

.(1)عمرة وصحيح إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبد اللــه )عليــه

ــالم(: ــهرالس ــل ش ــر لك ــهرا يعتم ــر ش ــنى عش ــنة اث الس.(2)عمرة

ــال: ــه الســالم( ق وعن ابن أبي نصــر، عن الرضــا )عليلكل شهر عمرة(3).

وعن كتاب حسين بن عثمان، قــال: قــال أبــو عبــد اللــه في السنة اثنا عشر عمــرة، في كــل شــهر)عليه السالم(:

.(4)عمرةإلى غير ذلك من الروايات.

}وقيل: عشرة أيـام{ والقائـل اإلسـكافى، والشـيخ في القــول اآلخــر، والمهــذب والجــامع، واإلصــباح والتحريــر،ــة من ــك لجمل ــا، وذل ــذكرة والمنتهى، واالرشــاد وغيره والت

النصوص: ففي خبر علي بن أبي حمزة، قال: ســألت أبــا الحســن )عليــه الســالم( عن الرجــل يــدخل مكــة في الســنة المــرة

إذاوالمرتين واألربعــة كيــف يصــنع؟ قــال )عليــه الســالم(: ولكــل، قــال: دخل فليدخل ملبيا، وإذا خرج فليخــرج محال

في كل عشرة أيام، فقلت: يكون أقل، فقال: شهر عمرةوحقك لقد كان في عامي ، ثم قال: عمرة

.4 من أبواب العمرة ح6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)1.9 من أبواب العمرة ح6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)2.12 من أبواب العمرة ح6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)3.1308 ح 242( جامع أحاديث الشيعة: ص?)4

40

Page 41: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

يوم، كل إتيانها فيجوز فصل، اعتبار عدم واألقوى

كنت مــع، قلت: ولم ذاك؟ قال: هذه السنة ست عمر.(1)محمد بن إبراهيم بالطائف، وكان كلما دخل دخلت معه

وفي رواية الصدوق عنه، عن أبي الحسن موسى )عليه ، قال: قلت: يكون أقل منلكل شهر عمرةالسالم( قال:

.(2)لكل عشرة أيام عمرةذلك، قال: ــه ــرى عن الصــادق )علي ــة أخ ــواهر رواي ــر في الج وذك السالم(، واستظهر في المستمسك أنهــا روايــة علي )عليــه

السالم(. وهنــاك قــول ثــالث اعتــبر الفصــل بين العمــرتين ســنة،وحكي الفتوى به عن العماني، ويمكن أن يستدل له بأخبار: ففي صحيح الحلبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

.(3)العمرة في كل سنة مرةقال: وفي صـحيح حريـز، عن أبي عبـد اللـه )عليــه الســالم(:

واليكون عمرتان في سنة(4).ــه ــ ــر )علي ــ ــحيح زرارة بن أعين، عن أبي جعف ــ وفي ص

.(5)ال يكون عمرتان في سنةالسالم( قال: }واألقوى عدم اعتبار فصــل، فيجــوز إتيانهــا كــل يــوم{

وهذا هو المحكي عن

.3 من أبواب العمرة ح6 باب 244 ص10( الوسائل: ج?)1.10 من أبواب العمرة ح6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)2.6 من أبواب العمرة ح6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)3.8 و7 من أبواب العمرة ح6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)4 من أبواب العمرة.6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)5

41

Page 42: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــرائع، ــق في الشـ ــديلمي، والمحقـ ــيد والحلي والـ الســـواهر ــل في الج ــام، ب ــف اللث ــة، وكش ــهيد في اللمع والش والمستند نسبه إلى كثير من المتأخرين، بل عن الناصريات

نسبته إلى أصحابنا مؤذنا بدعوى اإلجماع عليه. وغاية ما استدل لهذا القول اإلطالقات اآلمرة باالعتمار،

فال يتقيد بوقت دون وقت. قال في المستند: واإليراد عليه بأن اإلطالقــات بالنســبة إلى تحديد المدة بينهما مجملــة، غــير واضــح الداللــة، وإنمــا هي مسوقة لبيان الفضيلة، مردود بكفاية الفضيلة، لحســنها في كــل مــرة، وال يحتــاج إلى تحديــد المــدة مــع أن المقــام مقام االســتحباب المحتمــل للمســامحة، فيكفي فيــه فتــوى

، انتهى.(1)األجلة، فظاهر اإلجماع المحكي وقال في الجــواهر: وال ينافيــه نصــوص الشــهر والعشــر الـــتي أقصـــاها عـــدم تـــرتب االســـتحباب المخصـــوص، أو

، انتهى.(2)الكراهة أقــول: أمــا القــول بالســنة المحكي عن العمــاني، فــإنــار الشــهر العبارة المحكية عنه ظاهرة في عدم ظفره بأخبــان والعشرة، وأنه لو اطلع ال يقول بها، قال: ال يكــون عمرت

، وقــد تــأول بعض الشــيعة هــذا الخــبر على(3)في عام واحد معنى الخصوص، فزعم أنها في التمتــع خاصــة، فأمــا غــيره

فله أن يعتمر في أي الشهور

.11 سطر 179 ص2( المستند: ج?)1.465 ص20( الجواهر: ج?)2.462 ص20( الجواهر: ج?)3

42

Page 43: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

شاء وكم شاء من العمرة، فإن يكن ما تــأولوه موجــودا في التوقيــف عن لســان الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه وسلم( فمــأخوذ بــه، وإن كــان غــير ذلــك من جهــة االجتهــاد والظن فــذلك مــردود عليهم، وراجــع في ذلــك كلــه إلى مــا

قالته األئمة )عليهم السالم(.ــبرين، ــرح الخ ــا من ط ــد إم ــه ال ب ــافا إلى أن ــذا مض ه لمعارضــتهما لألخبــار المشــهورة المعمــول بهــا الدالــة على العشرة والشهر، أو تأويلهما بما ذكره الشــيخ )رحمــه اللــه( من الحمل على التمتع، أو حملها بقرينة األخبــار األخــر على

الكراهة.ــع لكن الثاني أقرب بشهادة ما دل على عدم جواز التمت في الســنة مــرتين، فــإن الطــرح بعــد عــدم إمكــان الجمــع الداللي، والحمل على الكراهة ينافي ما صــنعه أبــو الحســن )عليه السالم( من االعتمــار في ســنة واحــدة ســت مــرات،ــال األئمــة )عليهم ــا يوجــه أعم ــا م ــد ســبق من ــان ق وإن ك

السالم( التي هي مكروهة. وأما حملهمــا على التقيــة كمــا عن المحــدث الكاشــاني مستندا إلى أخبار الشهر، وأنه مذهب علي )عليه الســالم(، مضافا إلى ما ربما يؤيده المحكي عن المنتهى، من أنه كره العمــرة في الســنة مــرتين الحســن البصــري وابن ســيرين ومالــك والنخعي، ففيــه مــا ال يخفى، ألنــه مضــافا إلى عــدم وصول النوبـة إليــه بعـد إمكـان الجمـع الـداللي، أن جمهـور العامة على اعتبار الشهر، كما عن المنتهى أيضا، وهؤالء لم

يقولوا إال بالكراهة، وظاهر الخبرين الحرمة.

وكيف كان، فنرد علم الخبرين إلى أهله.ــار فصــل، وهــو القــول األخــير وأمــا القــول بعــدم اعتب

المختار في المتن، فقد عرفت

43

Page 44: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

دليله، لكنه تابع لفهم عدم إرادة التحديد من المقيــدات، وهو مشــكل جــدا، خصوصــا بعــد عــدم تــنزل اإلمــام )عليــهــان ــو ك ــه ل ــام، فإن ــرة أي ــهر إال إلى عش ــالم( عن الش الس المستحب مطلق العمــرة ولــو بفصــل أقــل من عشــرة، لم يكن لهذا التنزل وجه قريب، أال تــرى أنــه لــو قــال المــولى: ادخلــوا داري ومن دخــل داري منكم فلــه كـذا درهمــا ونحــو ذلك، ثم قال: في كل سنة مرة، فسأله أحدهم يكون أقــل،قال: في كل شهر مرة، لم يفهم الترخيص إال بهذا المقدار. وعلى هذا فيدور األمر بين الشهر والعشــرة، ومقتضــى القواعد الثــاني، للتصــريح بــه في الخــبرين بعــد التــنزل عنــال في ــه، ق ــير محل ــة في ســنده في غ الشــهر، والمناقش المستمسك: وأما القـائلون بالعشـر فعولـوا على خـبر علي بن أبي حمزة لروايــة الصــدوق لــه في الفقيــه بســنده إليــه وسنده صــحيح، وهــو إن كــان الثمــالي فهــو ثقــة، وإن كــانــير من ــع كث ــة جم ــه لرواي ــار حديث البطــائني فالظــاهر اعتب األعاظم عنــه، وفيهم جمــع من أصــحاب اإلجمــاع، وجماعــة ممن نصوا على أنهم ال يروون إال عن ثقــة، ولغــير ذلــك من

، انتهى.(1)القرائن المذكورة في كتب الرجال ثم إن الجواهر بعد اختيار جواز التوالي مطلقا، قال: بلــوهم بعض ــد ت ــان ق ــوم، وإن ك ــل ي ــوازه في ك ــد ج ال يبع العبــارات أن أقــل الفصــل يــوم، على معــنى أن لكــل يــومــوم ــرق بين الي ــدم الف ــا ع ــا ذكرن ــى م ــرة، لكن مقتض عم

، انتهى. وهو (2)وغيره

.146 ص11( المستمسك: ج?)1.466 ص20( الجواهر: ج?)2

44

Page 45: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

محله. إلى موكول المطلب وتفصيل

جيد، إذ ال دليل على أنه ال يجوز أقل من يوم. }و{ أما ما دل على أن المتمتع إن خرج من مكة ورجعــل ــهر دخ ــير الش ــل في غ ــل محال، وإن دخ ــهره دخ في ش محرما معلال بأن لكــل شــهرة عمــرة، وكــذا مــا دل على أن من أفســد عمرتــه قضــاها في الشــهر اآلتي، فهمــا حكمــان

اليرتبطان بما نحن فيه.ــه{ ــول إلى محلـ ــا }موكـ ــيل المطلب{ فيهمـ و}تفصـ

وسيأتي إن شاء الله.

45

Page 46: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فصلالحج أقسام في

واألخبار باإلجماع ثالثة، وهي

}فصل في أقسام الحج{}وهي ثالثة، باإلجماع{ المتواتر نقله }واألخبار{.

ففي الصــحيح أو الحســن، عن معاويــة بن عمــار، قــال: الحج ثالثــةســمعت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( يقــول:

أصناف، حج مفرد، وقــران، وتمتــع بــالعمرة إلى الحج، وبهــا أمر رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( والفضل فيهــا،

.(1)وال نأمر الناس إال بها وخــبر منصــور الصــيقل، المــروي عن الكــافى والفقيــه،

الحج عنــدنا علىقال: قال أبــو عبــد اللــه )عليــه الســالم(: ثالثة أوجــه: حــاج متمتــع، وحــاج مفــرد للحج، والســائق هــو

.(2)القارن وصـــحيح زرارة وأبي بصـــير، عن أبي جعفـــر )عليـــه

الحاج على السالم( قال:

.1 من أبواب أقسام الحج ح1 باب 148 ص8( الوسائل: ج?)1.1 في وجوه الحج ح110 باب 203 ص2( من ال يحضره الفقيه: ج?)2

46

Page 47: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ثالثة وجوه: رجل أفرد الحج وساق الهدي، ورجــل أفــرد.(1)الحج ولم يسق الهدي، ورجل تمتع بالعمرة إلى الحج

قــال في الحــدائق: وينبغي أن يعلم أن حج التمتــع إنمــا نزل في حجة الوداع وأن الحج قبل ذلك إنما هــو حج قــرانــذين ــا، وتخصــيص ه ــد عنه ــة والبعي ــراد لحاضــري مك أو إفــة ــه اآلي الفردين بحاضري مكة والتمتع بالبعيد، كما دلت علي

، انتهى.(2)والرواية إنما وقع بعد نزول حج التمتع يومئذ ففي الصحيح، عن معاوية بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه

لمــا فــرغ)عليه السالم(، عن آبائــه )عليهم الســالم( قــال: رسول اللـه )صـلى اللـه عليـه وآلـه وسـلم( من سـعيه بين الصفا والمروة أتــاه جبرئيــل عنــد فراغــه من الســعي وهــوــوا على المروة فقال: إن الله يأمرك أن تأمر الناس أن يحل إال من ساق الهدي، فأقبل رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( على الناس بوجهه فقال: يا أيها الناس هذا جبرئيل ـ وأشار بيده إلى خلفه ـ يأمرني عن اللــه عــز وجــل أن آمــر الناس أن يحلوا إال من ساق الهدي فآمرهم بما أمر الله به،ــه نخــرج من مــنى ــا رســول الل ــه رجــل فقــال: ي فقــام إلي ورؤوسنا تقطــر من النســاء، وقــال آخــرون: يأمرنــا بشــيء ويصنع هو غيره، فقال: يا أيها الناس لو استقبلت من أمري ما استدبرت صنعت كما صــنع النــاس ولكن ســقت الهــدي، وال يحل من ســاق الهــدي حــتى يبلــغ الهــدي محلــه، فقصــر

الناس وأحلوا

.3 من أبواب أقسام الحج ح1 باب 149 ص8( الوسائل: ج?)1.311 ص14( الحدائق: ج?)2

47

Page 48: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وجعلوها عمرة، فقام إليه ســراقة بن مالــك بن جشــعم المدلجي، فقال: يا رسول الله، هذا الــذي أمرتنــا بــه لعامنــا هذا أم لألبد، قــال: بــل لألبــد إلى يــوم القيامــة، وشــبك بين

فمن تمتــع وأنــزل اللــه تعــالى في ذلــك قرآنــا: (1)أصــابعه.(2)بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي

ــه ثم ان الرجل الذي اعترض على النبي )صلى الله عليــأس باإلشــارة إلى بعض وآله وسلم( هو عمر باالتفاق، وال ب

الكالم فيه عن كتاب النص واالجتهاد. فعن الــرازي في تفســير آيــة المتعــة: )إن عمــر خطب ذات يوم فقال: متعتان كانتا على عهــد رســول اللــه )صــلى الله عليــه وآلــه وســلم( وأنــا أنهى عنهمــا وأعــاقب عليهمــا:

.(3)متعة الحج ومتعة النساء( وعن القوشجى أنه قال: أيها الناس ثالث كن على عهــد رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( وأنــا أنهى عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن، متعة الحج، ومتعــة النســاء، وحي

.(4)على خير العمل وعن صــحيح مســلم في بــاب المتعــة بــالحج، عن أبي

نضرة، قال: كان ابن عباس يأمر بالمتعــة وكــان ابن الزبــير ينهى عنها، قال: فــذكرت ذلــك لجــابر بن عبــد اللــه، فقــال: على يدي دار الحديث، تمتعنا مــع رســول اللــه )صــلى اللــه عليه وآله وسلم( فلما قام عمر ـ أي بــأمر الخالفــة ـــ قــال:

إن الله كان يحل لرسوله ماشاء بما شاء

.1 من أبواب أقسام الحج ح3 باب 172 ص8( الوسائل: ج?)1.196( سورة البقرة: اآلية ?)2 عن تفسير الفخر الرازي.2 ح211 ص6( الغدير: ج?)3 عن شرح التجريد للقوشجي.7 ح213 ص6( الغدير: ج?)4

48

Page 49: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كــان من فــرض واألول وإفــراد، وقــران تمتع عن بعيــدامكة،

وأن القرآن قد نزل منازله فــأتموا الحج والعمــرة، كمــا أمركم الله وأبتــوا نكــاح هــذه النســاء فلن أوتي برجــل نكح

.(1)أمرأة إلى أجل إال رجمته بالحجارة وعن مسند أحمد، عن أبي موســى: أن عمــر قــال: هي سنة رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( ـ يعني المتعة ـ لكني أخشى أن يعرسوا بهن تحت األراك ثم يروحــوا بهن

حجاجا.إلى غير ذلك من األخبار.

وال يخفى أن العامــة وإن أخــذوا بقــول عمــر في متعــة النساء، لكنهم لم يأخذوا بقوله في متعة الحج، فقد أطبقت المذاهب األربعــة على جوازهــا والتخيــير بينهــا وبين القــران واإلفراد، بل عن بعضــهم أنهــا أفضــل من األخــيرين، كمــا اليخفى على من راجع )الفقه على المذاهب األربعة( وغيره.

وكيف كان، فقد تحقق أن الحج }تمتــع{ ســمي بــه لمــا فيــه من المتعــة أي اللــذة بإباحــة محظــورات اإلحــرام في

المدة المتخللة بين اإلحرامين. }وقران{ يقرن عقد إحرامه بالسياق، }وإفراد{ مفــرد عن األمرين، أو النفصــاله عن العمــرة وعــدم ارتباطــه بهــا،

كما في الحدائق والمستند وغيرهما. }واألول فـــرض من كـــان بعيـــدا عن مكـــة{ قـــال في المستند: بإجماعنا المحقق والمحكي في االنتصــار والخالف

والغنية والمنتهى والتذكرة والمعتبر وغيرها.

.186 ص2( المستند: ج?)1

49

Page 50: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــه عليهم( وقال في الحدائق: أجمع العلماء )رضــوان الل على أن فــرض من نــائي عن مكــة هــو التمتــع ال يجــوز لهم

.(1)غيره إال مع الضرورة وقال في الجواهر: فهذا القسم فــرض البعيــد عن مكــة ممن لم يكن قد حج مع االختيــار بإجمــاع علمائنــا والمتــواتر

، انتهى.(2)من نصوصناونحوهما عبائر غيرهم.

ــاب ثم إن الدليل على المطلب الكتاب والسنة، أما الكتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر﴿فهو قوله تعالى: فمن تمت

بعة ام في الحج وســ ــة أي يام ثالث من الهدي فمن لم يجد فصــ إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضريــاب ه شديد العق ه واعلموا أن الل قوا الل ﴾المسجد الحرام وات

سواء كــانت إلى التمتــع، كمــا عنذلك، فإن االشارة بـ (3) بعض فضالء العربية، أو إلى الهدي المالزم مــع التمتــع يفيــد

اختصاص التمتع بالنائي. نعم ال يستفاد من اآليــة اختصــاص النــائي بــالتمتع، فهــو مفيدة لحصر التمتع في النائي، فال يكون تكليــف الحاضــر ال حصر النائي في التمتع حتى تفيد عدم جواز القران واإلفراد

للنائي.

.420 ص14( الحدائق: ج?)1.5 ص18( الجواهر: ج?)2.196( سورة البقرة: اآلية ?)3

50

Page 51: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وأما السـنة: فمتـواتر، فمنهـا مــا ورد في تفسـير اآليـة، ليس ألهـل سـرف وال ألهـل مـر وال ألهـلكرواية األعــرج:

ذلــك لمن لم يكن أهلــهمكة متعة، يقــول اللــه عــز وجــل: .)1(حاضرى المسجد الحرام

ذلــكوصحيحة زرارة، قــول اللــه عــز وجــل في كتابــه: يعــني قــال: لمن لم يكن أهله حاضــري المســجد الحــرام

أهــل مكــة ليس لهم متعــة، كــل من كــان أهلــه دون ثمانيــة وأربعين ميال ذات عرق وعسفان كما يدور حــول مكــة فهــو ممن يــدخل في هــذه اآليــة، وكــل من وراء ذلــك فعليهم

.(2)المتعة وصحيحة علي: ألهل مكة أن يتمتعوا بالعمرة إلى الحج،

ــك لمنال يصلح أن يتمتعوا لقول الله عز وجــل: فقال: ذل، إلى غير ذلك.)3(لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام

ــا، كصــحيحة ــع مطلق ــرة بحج التمت ــار اآلم ــا: األخب ومنه صفوان الواردة في حج رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه

إن هذا جبرئيل يأمرني أن آمر من لم يســقوسلم( وفيها: منكم هــديا أن يحــل، ولــو اســتقبلت من أمــري مثــل الــذي استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم، ولكني ســقت الهــدي وال

، إلىدي محلهينبغي لسائق الهدي أن يحــل حــتى يبلــغ الهــ أن قيل له )صلى الله عليه وآله وسلم(: فهــذا الــذي أمرتنــا

به لعامنا هذا أو لما

.6 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 187 ص8( الوسائل: ج?)1.3 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 187 ص8( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 186 ص8( الوسائل: ج?)3

51

Page 52: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

يستقبل، فقال لـه رسـول اللـه )صـلى اللـه عليــه وآلــه بل هــو لألبــد إلى يــوم القيامــة، ثم شــبك أصــابعهوسلم(:

بعضــها إلى بعض، قــال: دخلت العمــرة في الحج هكــذا إلىديث.، الح(1)يوم القيامة

وأحــرم النــاسوقــريب منهــا صــحيحة الحلــبي، وفيهــا: كلهم بالحج ال ينوون عمرة وال يــدرون مــا المتعــة، حــتى إذا قدم رسول الله )صلى الله عليه وآلــه وســلم( مكــة طــاف

فلما قضى طوافه عنــد إلى أن قال: بالبيت وطاف الناس المروة قام خطيبا فأمرهم أن يحلوا ويجعلوهــا عمــرة وهــو شيء أمر الله عز وجل به، فأحل النــاس، إلى أن قيــل لــه: أرأيت هذا الذي أمرتنا بــه لعامنــا هــذا أم لكــل عــام، فقــال

.(2)ال بل لألبدرسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(: ــبي: ــحيحة الحل ــوموص ــرة في الحج إلى ي دخلت العم

:إلى أن قــال فمن تمتع﴿القيامة، ألن الله تعالى يقــول: ــه ــك في كتاب ــزل ذل ــه أن ــع، ألن الل ــد إال أن يتمت فليس ألح وجرت بــه الســنة من رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه

.(3)وسلم( من حج فليتمتع، إنا ال نعدل بكتابوصحيحة ابن عمار:

.(4)الله وسنة نبيه )صلى الله عليه وآله وسلم(

.4 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 151 ص8( الوسائل: ج?)1.14 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 157 ص8( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب أقسام الحج ح3 باب 172 ص8( الوسائل: ج?)3.14 من أبواب أقسام الحج ح3 باب 175 ص8( الوسائل: ج?)4

52

Page 53: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بعيد، غير أي حاضرا، كان من فرض واآلخران

ما نعلم حجا لله غير المتعــة، إنــا إذا لقينــاوفي أخرى: .(1)ربنا قلنا ربنا علمنا بكتابك وسنة نبيك

ــد الحج ــا نري ــمي: إن ــل الهاش ــد بن الفض ــة محم ورواي فإنا ال نتقي ثم قال: عليك بالتمتعوبعضنا صرورة، فقال:

ــح على ــ ــكر والمس ــ ــاب المس ــ ــالعمرة إلى الحج واجتن ــ ب. (2)الخفين

إلى غير ذلك من األخبــار الكثـيرة الـتي يجـدها الطـالب في كتــاب الوســائل والمســتدرك في البــاب األول والثــاني

والثالث من أبواب أقسام الحج. ووجه داللة هذه األخبار ما ذكره في المستند: إنهــا دلت على وجوب التمتع مطلقا، خــرج منــه غــير النــائي باإلجمــاعــثر وما مر من األخبار وما يأتي، فبقي النائي مع أن مورد أك

، انتهى.(3)تلك األخبار والمخاطب بها الناؤون عن مكة لكن ربما يقال: إن الظاهر من األخبار بعــد ضــم بعضــها إلى بعض، كون النائي تكليفه التمتع، وغيره تكليفــه القــران واإلفــراد، ففي صــورة الشــك المفهــومي ال يتمســك بعــام

التمتع، وسيأتي توضيح لهذا إن شاء الله تعالى.ــد{ ــير بعي ــرا، أي غ ــان حاض ــرض من ك ــران ف }واآلخ باإلجماع كما في المســتند، وعن الغنيــة، وحكي عن الشــيخ

في المبسوط والخالف. وعن يحيى بن سعيد في الجــامع القــول بجــواز العـدول إلى التمتــع اختيــارا، وســيأتي في المســألة الثانيــة التعــرض

لكالمهما.

.13 من أبواب أقسام الحج ح3 باب 175 ص8( الوسائل: ج?)1.5 من أبواب أقسام الحج ح3 باب 173 ص8( الوسائل: ج?)2.186( المستند: ص?)3

53

Page 54: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وأربعـــون ثمانية لألول المـــوجب البعد وحد كل من ميالالمشهور على جانب

وكيف كان، فيدل على كون الفرض ذين األمرين أخبــار كثــيرة، ففي صــحيح عبيــد اللــه الحلــبي وســليمان بن خالــد وأبي بصــير كلهم، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

ليس ألهل مكة وال ألهل مر وال ألهل ســرف متعــة، وذلــك ذالــك لمن لم يكن أهلــه حاضــريلقــول اللــه عــز وجــل:

. (1)المسجد الحرام وعن علي بن جعفر قال: قلت ألخي موســى بن جعفــر )عليه السالم(: ألهــل مكــة أن يتمتعــوا بــالعمرة إلى الحج؟

ــك لمنال يصلح أن يتمتعوا، لقول الله عز وجل: فقال: ذل. (2)لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام

ــا في ــتي ذكرناه ــيرة ال ــار الكث ــك من األخب ــير ذل إلى غ الوسائل في بــاب وجــوب القــران واإلفــراد عينــا على أهــل

مكة إلخ، وسيأتي بعضها.ــل }وحد البعد الموجب لألول ثمانية وأربعون ميال من كــ أي جانب على المشهور{ قال في الحدائق: المشهور أنه ـ

، وقــال في(3)حد البعد ـ ثمانية وأربعــون ميال من كــل ناحية المستند: حد البعد الموجب للتمتع ثمانيــة وأربعــون ميال من كل جانب، وفاقا للمحكي عن علي بن إبراهيم في تفسيره، والصدوقين والشيخ في التهذيب والنهايــة والنــافع والمعتــبرــالك ــ ــر والمس ــ ــذكرة والمنتهى والتحري ــ ــف والت ــ والمختل والدروس واللمعة والروضــة والمــدارك والــذخيرة وغــيرهم

من المتأخرين

.1 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 186 ص8( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 186 ص8( الوسائل: ج?)2.321 ص14( الحدائق: ج?)3

54

Page 55: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الســالم(، )عليه جعفر أبي عن زرارة، لصــحيحة األقــوى يكن لم لمن ذلككتابــه: في وجل عز الله لــه: قــول قلتــرام المســجد حاضــري أهله ــال ،الح الســالم(: )عليه فق

دون أهله كــان من كل متعــة، عليهم ليس مكة أهل يعــني وأربعين ثمانية ــدور كما وعســفان عــرق ذات ميال حــول ي

وراء أهله كان من وكل اآلية، هذه في دخل ممن فهو مكة.المتعة فعليه ذلك

بل عند أكــثر األصــحاب كمــا في األخــيرين، وفي شــرح المفاتيح أنه المشهور، وفي المعتــبر أن القــول اآلخــر شــاذ نادر، إلى أن قـال: خالفـا للسـرائر والشـرائع والمحكي عن االقتصاد والمبســوط والبيــان ومجمــع البيــان وفقــه القــرآن وروض الجنان والجمل والعقود والغنيــة والكــافي والوســيلة

،(1)والجامع واإلصباح واإلشارة والقواعد، فــاثني عشــر ميال انتهى.

وفي الجواهر اختــار القــول الثــاني بعــد أن ذكــر أنــه لم.(2)تتحقق الشهرة عنده

وكيف كان، فالقول األول هو }األقوى، لصــحيحة زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم( قلت له: قــول للــه عــز وجــل

ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرامفي كتابه: ــهفقال: ــان أهل يعني أهل مكة ليس عليهم متعة كل من ك

دون ثمانية وأربعين ميال ذات عرق وعسفان كما يدور حول مكة فهو ممن دخل في هذه اآلية، وكل من كان أهلــه وراء

.}(3)ذلك فعليهم المتعة

.1 سطر 187 ص2( المستند: ج?)1.6 ص18( الجواهر: ج?)2.3 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 187 ص8( الوسائل: ج?)3

55

Page 56: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وجل عز الله قــول عن سألته السالم(، )عليه عنه وخبرهذلك ،قــــــــال: إلخعليهم وال متعة لهم ليس مكة ألهل

وأربعون ثمانيةقال: ذلك؟ حد قلت: فما ،عمرة من ميالــواحي جميع ــفان دون مكة ن ــرق وذات عس ــتفادع . ويسأخر، أخبار من جملة من أيضا

}وخبره عنه )عليه السالم(، ســألته عن قــول اللــه عــز ذلك ألهـل مكــة ليس لهم متعـة وال إلخ، قال: ذلكوجل:

ــال: عليهم عمــرة ــك، ق ــال: قلت: فمــا حــد ذل ــة، ق ثمانيوأربعين ميال من جميع نواحي مكة دون عسفان وذات عرق

.ــار أخــر{ ــة من أخب كصــحيح(1)ويســتفاد أيضــا من جمل

الفضالء المتقدم. وخبر سعيد األعرج، قال أبو عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

ليس ألهل سرف وال ألهل مر وال ألهــل مكــة متعــة، يقــول جد﴿الله تعالى: ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المســ

.(2)﴾الحرامــك لمن لمثم قال عز وجــل: وعن الفقه الرضوي: ذل

مكــة ومن حولهــا علىيكن أهله حاضري المسجد الحــرام ثمانية وأربعين ميال، من كان خارجــا عن هــذا الحــد فال يحج

.(3)إال متمتعا بالعمرة إلى الحج، وال يقبل الله غيره منه وسيأتي بعض األخبار النافية الثني عشر بالزمها، فيكون مؤيدا لهذه األخبار باإلجماع المــركب، وليس مجــال للعكس

كما ال يخفى.

.7 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 187 ص8( الوسائل: ج?)1.6 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 187 ص8( الوسائل: ج?)2.28 سطر 26( فقه الرضا: ص?)3

56

Page 57: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ثم إنــه وقعت أســماء محــال في هــذه األخبــار ال بــأسببيانها:

األول: ذات عـــرق، وهي كمـــا في كتـــاب )كيـــف تحج(ــعين لألديب: قرية تبعد عن مكة المكرمة بمقدار أربعة وتس

كيلومترا تقريبا. أقول: حيث إن الكيلو مــترا نصــف الميــل، والميــل ثلث الفرسخ، تكون ذات عرق على سبعة وأربعين ميال من مكــة المكرمة، وهذا التحديد تحقيقي كما يظهــر ذلــك لمن اطلــعــة على التحقيــق على المساحات والتحديدات الحديثة المبنيــان من مكــة، ال التقريب، فما عن التذكرة ذات عرق مرحلت بضميمة أن المرحلتين مسافة يومين، لما عن الفيــومي فيــو المصباح: المرحلة المسافة التي يقطعها المسافر في نح

يوم، والجمع مراحل. وعن شمس العلــوم: يقــال بينهمــا مرحلــة، أي مســيرة يوم، بضميمة أمر ثان، وهو أن مسافة اليوم ثمانية فراسخ، المنتج كون ذات عــرق على ســتة عشــر فرســخا من مكــة،ــون المرحلـــة ــبي ال تحقيقي، بـــل من الممكن أن تكـ تقريـ مختلفة باختالف بعد المنزل وقربه، ولذا قــال الفيــومي في نحو يوم، وذلك ألنهم كانوا يسـيرون إلى المـنزل في بيــاض يوم، فـإذا كــان أقـل من ثمانيــة فراسـخ وصــلوا قبــل تمــام

اليوم، وإن كان أكثر وصلوا بعده أو جدوا في السير. الثاني: عسفان، وهــو كعثمــان على مرحلــتين من مكــه

كما عن القاموس.رف ككتــف، موضــع من مكــة على عشــرة الثــالث: ســ

أميال، كما عن ابن األثير.ــا عن الرابع: مر كفلس على خمسة أميال من مكة، كم

الواقدي، لكن

57

Page 58: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

عن القاموس أن بطن مر موضع من مكة على مرحلة.ــة ــة في ثماني ومن هذه تعرف أن هذه الحدود كلها داخل

وأربعين ميال. ولكن يبقى شيء، وهو أن صــحيح زرارة ال إشــكال فيــه أصال، إذ الراوي ســأل عن حكم مفهــوم اآليــة: أي من كــان أهله حاضري المسجد الحرام، فأجاب اإلمام )عليه السالم(ــه الســالم( ــأن أهــل مكــة ليس عليهم متعــة، ثم بين )علي ب معيار كونه من أهل مكة، دفعا لتوهم اختصاص الحكم بأهل

كــل من كــان أهلــه دونالبلدة فقط، فقال )عليه السالم(: ـ ثمانية وأربعين ميال

ــدم ــفان، ثم بين ع ــرق وعس ــذات ع ــدون ب ــل ال ثم مث اختصاص دون بهذين المكــانين، بــل كلمــا يــدور حــول مكــة بعيدا عنها كبعــد ذات عــرق وعســفان، فهــو ممن دخــل في هذه اآلية، أي منطوقها، وكــل من كــان أهلــه وراء ذلــك، أيــه ــ فعلي ــة وأربعين ميال،ـ ــذي هــو ثماني المقــدار المــذكور ال

المتعة، وهذا في كمال الوضوح.ــة ــة الثالث ــال: الجه ــا في المستمســك ق ــر م ــه يظه وبــه الســالم(: التشويش الواقع في عبارة الصحيح لقوله )علي

فيــه ذات عــرق وعســفانفإنــه إن جعــل تمــثيال للثمانيــة . واألربعين فهو تفسير باألخفى.

ــثيال ــع تم ــورة تق ــة المعم ــول: ليس أخفى، ألن القري أقلحدود المسافة، وذلك أوضح عند العرف كما ال يخفى.

ثم قال: وال يناسب موضوع الشرطية، وإن جعل تمــثيال لما دونها كان مخالفا لما ذكروه من أن ذات عرق وعسفان على مرحلتين من مكة، مضافا إلى أن قوله )عليه السالم(:

كما يدور حول مكةانتهى.(1) لم يتضح ارتباطه بما قبله ،

.154 ص11( المستمسك: ج?)1

58

Page 59: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وعلى هــذا يحمــل خــبر زرارة المحتمــل اتحــاده مــع دون عســفان وذاتالصحيح، فيكون قوله )عليه الســالم(:

عرق مثاال للداخل في الحد الذي هــو ثمانيــة وأربعــون ميالــهدونمع كونهما أيضا داخال، فإن ــراد ب قد يطلق عرفا وي

المضاف إليه، فما بعده لمقابلته لفوق الذي هــو بعــد الحــد، كما قد يطلق فوق ويراد به المضاف إليه، فما بعده والســر في ذلك أن العرف ال يجعلون األقســام ثالثــة، الحــد وفوقــه وتحته، بل يجعلون طرفين الفوق والتحت، مثال يقال: الزائد عن الكر ال ينجس بالمالقاة مع أن المــراد الكــر فمــا فــوق،ــرة وما دون العشرة تميزه جمع مجرور مع أن المراد العش

فما دون.ــذا ــه: وك ــا في المستمســك بقول ــر م ــذا أيضــا يظه وبهــه ــه )علي التشــويش الواقــع في متن خــبر زرارة، فــإن قول

ــه: ، ظــاهر في أندون عســفان وذات عــرقالســالم( في الثمانية واألربعين دون عسفان وذات عرق، مع أن المذكورــة ــون الثمانيـ ــتين، فال تكـ ــا على مرحلـ ــاتهم أنهمـ في كلمـ

، انتهى.(1)امواألربعون بقول دونهما بل تكون نفسه وبما ذكرنـا من عـدم التنـافي بين صـحيح زرارة وخـبره يرتفع اإلشكال بأن ظــاهر خــبر زرارة خروجهمــا عن الحــد،ــا ويجب على أهلهما التمتع، وظاهر صحيحه أنه ليس ألهلهم متعة، ويوافقهمـا خـبر أبي بصـير، عن أبي عبـد اللـه )عليـه

ال، وال ألهــل بســتان،السالم( قلت: ألهل مكة متعة، قــال: .(2)وال ألهل ذات عرق، وال ألهل عسفان

.155 ص11( المستمسك: ج?)1.12 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 188 ص8( الوسائل: ج?)2

59

Page 60: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

عشر اثني حده بأن والقول عليه كما جانب، كل من ميال جملة مقتضى فإن األصل، إال عليه دليل ال ضعيف جماعة،

المــتيقن والقــدر أحــد، كل على التمتع وجــوب األخبار منالمذكور الحد دون كان من منها الخارج

فتحصل من جميع ما ذكرناه أن صحيح زرارة وخــبر أبي بصير صريحان في دخــول ذات عــرق وعســفان في ثمانيــة وأربعين ميال، وال تشــويش فيهمــا بوجــه أصــال، وخــبر زرارة وإن لم يكن بهذه الصراحة، إال أنــه ال بــد من جعلــه مســوقا

المضــاف إليــهدونحسب الكالم العــرفي، فــيراد بلفظــة وما بعده، ويشهد له أمران:

األول: ما وقع في صدره من التحديد، وهو نص ال يمكنحمله على غير معناه.

الثاني: خبر أبي بصير، وصحيح زرارة، المحتمــل اتحــادهمع الخبر.

ــار ــار ألخب ــذه األخب ــة ه ــو معارض ــيء، وه نعم يبقى ش التحديد بالميقات والثمانيــة عشــر ميال، وســيأتي التكلم في

ذلك. }والقول بأن حده اثــني عشــر ميال من كــل جــانب كمــا عليه جماعة{ تقدمت أسماؤهم }ضــعيف، ال دليــل عليــه إال

األصل{ أي أصالة العموم اللفظي، ال األصل العملي. }فإن مقتضى جملة من األخبار وجوب التمتع على كــلــد ــان دون الح ــا من ك ــارج منه ــتيقن الخ ــدر الم ــد، والق أح

المذكور{ الذي هو اثنى عشر ميال. }وهو مقطوع بما مر{ من األدلة الدالة على كون الحد ثمانية وأربعين ميال، فــإن الخــاص مخصــص للعــام، على أن

فيه إشكاال آخر نبه عليه المستمسك بقوله:

60

Page 61: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

مقابل الحاضر أن دعــــوى أو مــــر، بما مقطــــوع وهوفراسخ، أربعة والسفر للمسافر،

على أن ثبوت هذا العموم محــل إشــكال، فــإن الظــاهر أن الخطابــات إنمــا هي للنــائي، ضــرورة انقســام الحج إلى األقسام الثالثــة، ومشــروعية القــران واإلفــراد في الجملــة،

.(1)فكيف يصح مثل هذا العموم، انتهى وإن شئت قلت: إن الحكم في األخبار منقسم بانقســامــو ممن ــة وأربعين ميال فه ــان دون ثماني ــوع، فمن ك الموض دخل في هذه اآلية، ومن كان أهله وراء ذلـك فعليـه المتعـة كما في الصحيح زرارة، بل اآلية الكريمة أيضــا كــذلك، فمن كان أهله حاضري المسجد الحرام فعليه غــير المتعــة، ومن

لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام فعليه المتعة. }أو دعوى أن الحاضر مقابل للمســافر، والســفر أربعــة فراسخ{ وأربعة فراسخ اثني عشر ميال، وقــد اســتدل بهــذا جماعـــة مقتصـــرين على هـــذا القـــدر، وهـــو الظـــاهر من البيضاوي في تفسير اآلية، قــال: وهــو من كــان من الحــرم

على مسافة القصر عندنا، انتهى. وغاية ما يمكن في توضــيحه مــا ذكــر في مجلس درس الوالد )دام ظله( وهو أن اآلية الكريمة في باب الذبح بمــنى

ــالعمرة إل﴿حيث قال تعالى: ىفإذا أمنتم فمن تمتع بيام ــ الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فص

ثالثة أيام في الحج

.156 ص11( المستمسك: ج?)1

61

Page 62: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــك لمن ــة ذل رة كامل وسبعة إذا رجعتم تلك عشــ اآليــة، فهــذا (1)﴾لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام

الشــخص الحاضــر في مــنى الــذي هــو موضــوع الكالم، إمــا حاضر المسجد الحرام، وال يكــون ذلــك إال بالنســبة إلى منــافر ــخ، أو مس ــة فراس ــل من أربع ــجد أق ــه وبين المس بين بالنسبة إلى المسجد الحرام، وال يكــون إال بالنسـبة إلى من بينــه وبين المســجد أكــثر من أربعــة فراســخ حــتى يتحقــق الســفر الشــرعي بذهابــه وإيابــه، وحينئــذ فاآليــة تقــول: إن الهدي الالزم للتمتــع ـــ إذ ال هــدي في غــيره ـــ لمن لم يكن حاضرا أي المسافر، فمن كان بعد أربعة فراسخ صدق عليه

أنه مسافر فعليه الهدي الالزم للتمتع. والحاصـل: أن الهــدي الالزم للتمتــع على غــير الحاضــر،ــخ من ــة فراس ــان على أربع ــل من ك ــادق على ك ــذا ص وه

المسجد فما بعد.لكن يرد عليه:

أوال: إن المتبـــادر من الحاضـــر في اآليـــة ليس مقابـــل المسافر، بل مقابل الغائب الصادق على من بعــد عن مكــة ولـو قـدر ميـل، فإنـه ال يشـك أحـد في عـدم صـدق حاضـر كربالء على من يسكن قرب الحر )عليــه الســالم(، وحاضــر النجف على من يسكن الكوفة، ولو ال تفسير األئمة )عليهم السالم( كان المرجع هو المعــنى المتبــادر العــرفي، وحينئــذ فاآلية ال يستفاد منها الحد ال اثــنى عشــر ميال وال غــيره، بــل مــع قطــع النظــر عن األخبــار يظهــر منهــا الحضــور مقابــلــة الغياب، ومع النظر إليها كانت هي المرجع في الحد ال اآلي

الكريمة بمجردها.

.196( سورة البقرة: اآلية ?)1

62

Page 63: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وجــوب عليه المعلق الحاضر أن دعــوى أو ترى، كما وهو من أزيد على يســاعد ال والعــرف عــرفي، أمر التمتع غــير وهذا ميال، عشر اثني ترى. كما أيضا

ــو وثانيا: وهو العمدة في حل اإلشكال، إذ االستدالل بنح ما تقدم على تقــدير الغض عن الجــواب األول، إنمــا يتم لــو كانت اآلية: ذلك لمن لم يكن حاضر المسجد الحــرام، حــتى يكون المناط هو حاضر المسجد وعدمــه، لكن ليس كــذلك،

ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحــرامفإن اآلية: فالمناط حضور األهــل أي مكــان الشــخص وأهلــه، ال أنــه ،

ينظر إلى نفس الشخص الذي هو فعال في مــنى، وأنــه هــلهو حاضر أو مسافر.

ومن المعلــــوم أن األهــــل ليس مقســــما للحاضــــر والمســافر، فــإن من أهلــه في كــربالء مثال وســافر هــو إلى مكة وحضر منى ال يصدق عليه أن أهلــه حاضــري المســجد

الحرام، وال أن أهله مسافر المسجد الحرام. }و{ من جهة وضوح عدم تمامية هــذا االســتدالل، قــال المصنف )رحمه الله(: }هو كما ترى{ من غــير تعــرض إلى

وجهه أصال. أو دعوى }أن الحاضر المعلق عليه وجــوب غــير التمتــع أمر عــرفي، والعــرف ال يســاعد على أزيــد من اثــني عشــر ميال، وهذا أيضا كما ترى{ إذ ال يساعد العــرف على تســمية من كان خارجا عن مكة بحاضــر المســجد الحــرام، اللهم إال أن يريــد األخــذ من العــرف بالنســبة إلى الطــرف الســلبي، والطرف اإليجابي يســتفاد من اإلجمــاع، فالخــارج من اثــنيــه التمتــع ــه ليس علي عشــر ميال ليس بحاضــر، والــداخل في

إجماعا، لكنه أيضا غير تام بعد األخبار المفسرة للحاضر.

63

Page 64: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

على التوزيع وأربعين ثمانية من المراد أن دعوى أن كما عشر اثنى جهة كل من فيكون األربع، الجهات منافية ميالاألخبار، تلك لظاهر

}كما أن دعـوى{ ابن إدريس }أن المـراد من{ األخبـار الذاكرة }ثمانية وأربعين التوزيع على الجهات األربع، فيكون من كل جهة اثنى عشــر ميال منافيــة لظــاهر تلــك األخبــار{، قـــال في الجـــواهر: وحـــاول ابن إدريس رفـــع الخالف بين األصحاب بتقسيط الثمانية واألربعين على الجــوانب، فقــال: وحده من كان بينـه وبين المسـجد الحـرام ثمانيــة وأربعـونــنى عشــر ميال، ميال من أربع جوانب البيت، من كل جانب اث ولعله استشعره ممــا في محكي المبســوط، وهــو: كــل من كان بينه وبين المسجد الحرام اثــنى عشــر ميال من جــوانبــانب البيت، واالقتصار من كان بينه وبين المسجد من كل ج

إلخ.(1)اثنى عشر ميال وال يخفى ما فيه، إذ يرد عليه:

أوال: إن صــريح صــحيح زرارة ينافيــه، ألنــه بين أن أهــلعسفان وذات عرق ال متعة عليهم، بل المتعة لورائهم.

وثانيا: إنه لو اعتبر أن كل اثــني عشــر ضــلع من أضــالع مربع تقع مكة في وسطه ففيــه لــزوم االختالف، إذ الزاويــة أبعد عن الوسط من الضلع، بــل وكــذا األقــرب إلى الزاويــة من نقاط الضــلع أبعــد عن الوســط من األبعــد عن الزاويــة، كما هو بــديهي، واالختالف مقطــوع العــدم عنــد الكــل، ولــو اعتبر جعل األربعة والعشــرين الــذي هــو مــركب من األثــني

عشر مرتين، بحيث يقع المسجد في

.9 ص18( الجواهر: ج?)1

64

Page 65: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــحيحة وأما ــ عشر ثمانية البعد حد أن على الدالة حريز صبها. عامل فال ميال

وسطه، ويقاطعه األربعة والعشــرون الثــاني على زوايــا قوائم، ففيه مضافا إلى لزوم نقصــان قــدر نصــف المســجد عن االثــني عشــر ميال، فمن كــان على اثــني عشــر إال قــدر نصف المسجد يلزمه التمتــع، وهــو خالف ظــواهر كلمــاتهم، أن الخط الواصل بين رأس الخطين إن كان مســتقيما لــزم ــلعا المحذور السابق الالزم على فرض جعل االثني عشر ضــأن من لزوم اختالف البعد، وإن كان على نحــو االســتدارة بــع يكون كل اثني عشر نصف قطره، فمثل هذا التعبير الواق في الرواية وإرادة هذا المعنى ممــا ال يكــاد يقــرب من ذهن الهندسي، فكيف بســائر أهــل العــرف، ومجمــل القــول: إن

هذا المعنى خالف الظاهر بدون قرينة تعينه.ــه الســالم( }وأما صحيحة حريز{ عن أبي عبد الله )علي }الدالة على أن حد البعد ثمانية عشــر ميال{ في قــول اللــه

ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرامعز وجل: قال )عليه السالم(: من كان منزله على ثمانيــة عشــر ميال

من بين يديها، وثمانية عشر ميال من خلفهــا، وثمانيــة عشــر ميال عن يمينها، وثمانية عشر ميال عن يسارها، فال متعة لــه،

، }فال عامل بها{ فالالزم رد علمهــا إلى(1)مثل مر وأشباهه أهلها، لمعارضتها لصحيح زرارة ونحوه مما عمل به العلمــاءــة على قديما وحديثا، مضافا إلى أنها تدل على وجوب المتع

القاطن بعد الثمانية عشر قبل الثمانية

.10 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 188 ص8( الوسائل: ج?)1

65

Page 66: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

والحلـــبي عثمـــان بن حمـــاد بصـــحيحتي عامل ال كمامكة، إلى المواقيت دون كان من الحاضر أن على الدالتين

واألربعين بالمفهوم، وهــو ال يقــاوم المنطــوق، على أنــهــان يحتمل الغلط في جعل عشر مكان أربعين، أو الميل مك الفرسخ، أو أن المراد بالميــل الفرســخ، لوقــوع اختالف في الميـــل في الجملـــة، وإن لم يصـــل إلينـــا هـــذا النحـــو من

االختالف. وكيف كان، فاالحتيــاط الــذي ال معــدل عنــه هــو العمــل بتلــك الروايــات الــتي ال أقــل من دخولهــا في قولــه )عليــه

ــاب التســليم وســعكالســالم(: ــهبكــل أخــذت من ب واللالعالم.

ــبي ــاد بن عثمــان والحل ــا ال عامــل بصــحيحتي حم }كمــواقيت إلى ــان دون المـ ــر من كـ ــدالتين على أن الحاضـ الـ

مكة{. فاألول: عن حماد، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في

ما دون المواقيت إلى مكةحاضري المسجد الحرام، قال: (1).

ــه الســالم(، والثاني: عن الحلبي، عن أبي عبد الله )علي ما دون المواقيتقال: في حاضري المسجد الحرام، قال:

.(2)إلى مكة من حاضري المسجد الحرام، وليس لهم متعة ومثلهما رواية حماد، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(،

مــا دونفهو حاضري المسجد الحرام، قال )عليه السالم(: .(3)األوقات

قال في الحــدائق بعــد نقــل الخــبرين: وهــذان الخــبرانــا دون ــكال، ألن م ــوان من اإلش ــا ال يخل ــب ظاهريهم بحس

األوقات أعم من أن يكون ثمانية واألربعين

.4 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 187 ص8( الوسائل: ج?)1 من أبواب أقسام الحج.6 باب 187 ص8( الوسائل: ج?)2.5 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 187 ص8( الوسائل: ج?)3

66

Page 67: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ميال أو أزيــد، وال قائــل بــذلك مــع ظهــور مخالفتهمــا لصــحيحة زرارة المتقدمــة وروايتــه األخــرى، وحينئــذ فيجب

، انتهى.(1)تقييدهما بعد الزيادة على الثمانية وأربعين ميال مضافا إلى أنه ال يستقيم، إذ لو كــان المــراد مــا يصــدق عليه أنه دون جميع المواقيت، فهو خالف الظاهر عــرق عن الحد، وهــو منــاف لنص تلــك األخبــار بــأن ال متعــة لهم، وإن كان المراد دون أي ميقات لزم أن يكــون دون ذي الحليفــةــدخل وراء الذي يبعد عن مكة مائتان واثنان وثالثون ميال، في عسفان وذات عرق في الحد، مع أن المصــرح بــه في تلــك الروايات خروج ما ورائهما عن الحد وأن عليهم المتعة، وإن كــان المــراد دون أي ميقــات كــل بحســب قربــه إلى ذلــك الميقات، فالقريب إلى ذي الحليفة اعتباره ببعده، والقــريبــزم االختالف، وهــو خالف ــاره ببعــدها ل من ذات عــرق اعتب

جميع الروايات المحدودة للبعد بقدر معين من كل طرف. وعن صاحب الذخيرة، وحمل هذه الروايات على التقيــة لموافقتهــا لمــذهب أبي حنيفــة، ورده في الحــدائق بــأن أبــا حنيفــة يــرى أن الحكم بــالقران واإلفــراد عــام حــتى ألهــل

المواقيت، والخبران يخصه بما دون المواقيت. يطلــق على المضــاف إليــهدونأقول: قد عــرفت أن

وما بعده، مضافا إلى أن ظاهر البيضــاوي في تفســير اآليــة حيث نسب إلى أبي حنيفــة كــون التمتــع لمن كــان مســكنه

وراء الميقات، موافق لما ذكره الذخيرة. نعم قد يمكن أن يقال: المراد بالمواقيت المعهودة منها

وهي قرن المنازل

.324 ص14( الحدائق: ج?)1

67

Page 68: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــبر وهل ــ ــذكور الحد يعت ــ ــجد، من أو مكة من الم ــ المسوجهان.

ويلملم، وذات عــرق، إذ جميعهــا على حــد واحــد، أعــنيسبعة وأربعين ميال تقريبا.

ــار ــع بين األخب ــدائق من الجم ــره في الح ــا ذك ثم إن مــه: ويمكن ــر ميال بقول ــة عش ــد بثماني ــبر التحدي األولى، وخ الجمع بينه وبين صــحيحة زرارة المتقدمــة بالحمــل على أن من بعد ثمانية عشــر ميال كــان مخــيرا بين اإلفــراد والتمتــع،

ــه التمتع ــة واألربعين تعين عليـ ــد بالثمانيـ ، خالف(1)ومن بعـظاهر النصوص والفتاوى، مع كونه تبرعا بالجمع.

فاألجـــدر هـــو قـــول المشـــهور من التحديـــد بالثمانيـــة واألربعين، ورد علم الطـــائفتين األخـــريين إلى أهلـــه، كمـــا تحقــق أنــه ال دليــل الثــني عشــر أصــال، ومن العجيب جمــع صــاحب الجــواهر بين اثــني عشــر ميال وثمانيــة عشــر، بــأنــه أخــيرا: ــه قول الثاني من أفراد األول التقريبية، وأعجب من

إن بهذا يمكن الجمع بين النصوص كلها. }وهـل يعتـبر الحـد المــذكور من مكـة أو من المسـجد،

وجهان{ بل قوالن:ــا ــر وغيره فعن المبســوط واالقتصــاد والجمــل والتحري

التحديد بالمسجد.ــا ــة وغيره ــد والمســالك والروضــة والكفاي وعن القواع

التحديد بمكة. والجــواهر حيث اختــار التقريبيــة، قــال: فال ريب في أنــتي األقوى التحديد باالثني عشر مع احتمال التقريبية منها اليندرج فيها الثمانية عشر، فضال عن كون مبدأ التحديد مكة

.324 ص14( الحدائق: ج?)1

68

Page 69: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

األول، أقربهما

أو المسجد، وأن من كان على رأسهما فهو من الــداخل أو الخارج، ضرورة أن ذلك كلــه إنمــا يجيء على التحقيقي،

، انتهى.(1)ال التقريبي الذي يندرج فيه ذلك كله }أقربهما{ الثاني، ألن مكة داخــل في حاضــر المســجدــراد، الحرام، الذي هو المناط في كون الفرض القران واإلف فالتمتع لغير الحاضر، وهما للحاضر الصادق على أهل مكة، ولو كان مبدأ التحديد آخر مكة كــان حكم مكــة غــير معلــوم من اآلية، ال منطوقا وال مفهوما، وهو خالف الظاهر، أال ترى أنه لو قال حاضر حرم الحسين )عليه الســالم( حكمــه كــذا، ومن ليس حاضره حكمــه كــذا، ثم فســر الحاضــر بمن علىــة في ــربالء داخل ــدة ك ــرف في أن بل ــك الع ــخ لم يش فرس الحاضر، وكأنه إلى هذا نظر المستمسك، فالنصــوص خاليــة

عن التعرض لذلك. نعم صحيح زرارة وخــبره لمــا كــان الســؤال فيهمــا عن اآلية الكريمة، وتفسير المراد من حاضري المسجد الحرام، فالمنسبق من التقدير أن يكــون المبــدأ نفس المســجد، وال

منينافي ذلك ما في خبر زرارة من قوله )عليه الســالم(: فإن مكة أخذ موضــوعا للنــواحي ال مبــدأجميع نواحي مكة

، انتهى.(2)للتقدير، فالحظــه وأما قول المصنف: أقربهما }األول{ فلم يعلم له وج سوى خبر زرارة الذي عرفت الجواب عنــه، ونحــوه صــحيح حريز، مضافا إلى أنه يرد عليه لــزوم االختالف بزيــادة مكــة

ونقصانها، وذلك خالف الظاهر، فإن مكة زيدت في

.10 ص18( الجواهر: ج?)1.158 ص11( المستمسك: ج?)2

69

Page 70: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

التمتع وظيفته أن فالظاهر الحد نفس على كان ومن

بعض أطرافهــا أكــثر من ميــل في زماننــا، والقــول بــأنــة على ــات إحال ــار هــو مكــة في زمــان صــدور الرواي المعي المجهول، والنقض بالزيادة في المسجد غير تام، إذ الزيــادة قليلة جدا مع معلومية حدود المسجد في زمان نــزول اآليــة

وصدور الروايات، والعمدة ما ذكرنا أوال.ــه ــاهر أن وظيفتـ ــد فالظـ ــان على نفس الحـ }ومن كـ التمتع{ ال يخفى أن موضوع ما ذكر نــادر جــدا بحيث يلحــق بالمعدوم، إذ الحد كما هو بناؤهم كخيط، فذو الخباء الواقــع على هذا الخيط فرضا يكون حاله كــذي الوطــنين، ألنــه في خبائه يكون في هذا الطرف مدة، وفي ذلك الطرف أخرى،

ولو بالتلفيق. نعم يمكن فرضــه فيمن يكــون لــه خبــاء يســع شخصــهــه على نفس فقط مثال، وهو دائما يجلس وينام ويفعل أفعال الخط، ومثل هذا التدقيق ال بأس به، فقد ورد من قبيله في باب الحج في مسألة تأديب المحــرم في الحــرم، فقــد روى في الوسائل في باب من جنى ثم لجأ إلى الحــرم، عن أبي نصر، عن الرضا )عليــه الســالم(، قــال: ســأله صــفوان وأنــا

كان أبوحاضر عن الرجل يؤدب مملوكه في الحرم، فقال: جعفر )عليه السالم( يضرب فسطاطه في حد الحــرم بعض أطنابــه في الحــرم وبعضــها في الحــل، فــإذا أراد أن يــؤدب

.(1)بعض خدمه أخرجه من الحرم فأدبه في الحل

من أبواب مقدمات الطواف ومــا يتبعهــا14 باب 338 ص9( الوسائل: ج?)1.8ح

70

Page 71: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

شك ولو الحد، دون ما على والقران اإلفراد حكم لتعليقالفحص، عليه وجب خارجه أو الحد في منزله كون في

وكيف كان فلو تحقق مثل هذا فالظــاهر أنــه مخــير بين الوظيفتين، ألنه من قبيــل ذي الوطــنين، وإن كــان األحــوط

الجمع. وأما ما ذكره المصنف )رحمــه اللــه( من كــون وظيفتــه التمتع، فقد بين وجهه بقوله: }لتعليق حكم اإلفراد والقران

ــه دونعلى ما دون الحد{، ففي الصحيح: كل من كان أهل ، وفيــه النقض بــأن بعــد هــذه الفقــرة(1)ثمانية وأربعين ميال

، والوكـل من كـان أهلـه وراء ذلكقولـه )عليـه السـالم(: ترجيح إلدخال الحد في أحد األمرين، إذ ال يرى العرف فرقا بين تقديم العبارة األولى على الثاني وبين عكســه، والقــول بأن مجمــوع الــداخل والخــارج خــارج غــير تــام، إذ هــو ليســور بداخل وال خارج، والوجوه االستحسانية غير محقق للظه

الذي هو المناط. وبهذا يظهر ما في المستمسك، فإنه إذا تردد التصــرف في الكالمين بين التصــرف في األول والتصــرف في الثــانيــون ــذهن يك ــد اســتقراره في ال ــاني، ألن األول بع يتعين الث

، انتهى.(2)الكالم الالحق جاريا عليه }ولــو شــك في كــون منزلــه في الحــد أو خارجــه وجب عليه الفحص{ لما تقــدم في هــذا الكتــاب وكتــاب الطهــارةــوعية، ــبهات الموض ــوب الفحص في الش ــا من وج وغيرهم خصوصا هذا القسم منها، مضافا إلى أن الوجوب فوري في

المقام

.3 من أبواب أقسام الحج ح6 باب 187 ص8( الوسائل: ج?)1.159 ص11( المستمسك: ج?)2

71

Page 72: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

القول يبعد ال كان وإن االحتياط، يراعى تمكنه عدم ومع غيره ألن التمتع، عليه فيجب الخارج، حكم عليه يجري بأنه

ــوان على معلق ــكوك، وهو الحاضر عن ــون مش لو كما فيك يصــــلى فإنه ال، أو فراسخ ثمانية المســــافة أن في شك

مشكوك. وهو السفر على معلق القصر ألن تماما،

ــا في ــنة واحـــدة، كمـ ــا في سـ وال يمكن الجمـــع بينهمـ المستمسك، لكن فيه ما ال يخفى، إذ يمكن الجمع بأن يأتيــع أو ــرة التمت ــة من عم ــا في الذم ــداء بقصــد م ــرة ابت بعم

االستحبابية، ثم يأتي بالحج كذلك، ثم بعمرة أخرى. }ومع عدم تمكنه يراعى االحتياط{ بما تقدم من اإلتيان بحجة وسط عمرتين، بقصد ما في الذمة، ال اإلتيان بحجتين لمنافاة ذلك للفورية }وإن كــان ال يبعــد القــول بأنــه يجــري عليه حكم الخارج، فيجب عليه التمتع، ألن غيره معلق على عنوان الحاضر وهو مشـكوك، فيكــون كمــا لـو شـك في أن المسافة ثمانية فراسخ أو ال، فإنه يصلى تمامــا، ألن القصــر معلــق على الســفر وهــو مشــكوك{، لكن فيــه إشــكال من

جهات: األولى: إنه قد تقدم أن كال من التمتــع وقســيميه معلــق على عنوان خــاص، فليس أحــدهما معلقــا على عنــوان دون

اآلخر. الثانية: إن ذلك إنما يتم فيمن لم يكن لـه حالـة سـابقة، وإال استصحب، كما لو كان منزله سابقا خارجا عن الحــد ثم

اقترب قليال، أو العكس. الثالثة: إن التنظير غير تام، فــإن استصــحاب الموضــوع أو حكم التمام جار في الشــك في مســافة القصــر دون مــا

نحن فيه.

72

Page 73: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــبة هو إنما ذكر ما ثم ــ ــالم حجة إلى بالنس ــ ال حيث اإلس القــران، أو اإلفــراد إال للحاضر وال التمتع، إال للبعيد يجزي البعيد من لكل فيجـــوز النـــدبي الحج إلى بالنســـبة وأما

إشكال، بال الثالثة األقسام من كل والحاضر

}ثم ما ذكر إنما هو بالنسبة إلى حجــة اإلســالم، حيث ال يجزي للبعيــد إال التمتــع، وال للحاضــر إال اإلفــراد أو القــران،ــبة إلى الحج النــدبي فيجــوز لكــل من البعيــد وأمــا بالنس والحاضر كل من األقسام الثالثة بال إشكال{ وال خالف، قال في المستند: اعلم أن ما ذكر من تعيين التمتع للنــائي، إنمـا هو في حجة اإلسالم دون التطوع والمنذور، وصــرح الشــيخ في التهذيبين، والمحقــق في المعتــبر، والفاضــل في جملــة من كتبــه، والشــهيد في الــدروس وغــيرهم بــأن من أراد التطــوع بــالحج كــان مخــيرا بين األفــراد الثالثــة، بــل ظــاهر الــذخيرة عــدم الخالف فيــه، حيث قــال: إن موضــع الخالف

، انتهى.(1)حجة اإلسالم دون التطوع والمنذور وإنمــا نقــول بــذلك لألخبــار الكثــيرة الــتي يــأتي بعضــها، ومنها األخبار الدالة على إتيان النبي )صلى اللــه عليــه وآلــه وسلم( بحج القران مع كونه )صلى الله عليــه وآلــه وســلم(

.(2)من أهل مكة وإن كان في داللتها تأمل وروي عن علي بن الحســين )عليــه الســالم( أنــه أفــرد الحج، فلما نزل بذي طوى أخذ طريــق الثنيــة إلى مــنى ولم

يدخل مكة.

.7 مسألة 190 ص2( المستند: ج?)1.4 من أبواب أقسام الحج ح19 الباب 20 ص2( المستدرك: ج?)2

73

Page 74: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

التمتع، اختيار األفضل كان وإن

ــه ــه )علي وعن عبد الملك بن عمرو، أنه سأل أبا عبد الل الســـالم( عن المتمتـــع بـــالعمرة إلى الحج، فقـــال )عليـــه

تمتع فقضى أنه أفرد الحج في ذلك العام أو بعدهالسالم(: فقلت: أصــلحك اللــه ســألتك فــأمرتني بــالتمتع وأراك قــد

أما والله إن الفضل لفي أمرتكأفردت الحج العام، فقال: به ولكني ضعفت فشق علي طوافان بين الصــفا والمــروة،

.(1)فلذلك أفردت الحج مــاوعن جميل، قال: قال أبو عبد الله )عليه الســالم(:

دخلت قط إال متمتعا إال في هذه السنة، فإني والله ما أفرغ.(2)من السعي حتى تتقلق أضراسي والذي صنعتم أفضل

}وإن كان األفضل اختيــار التمتــع{، قــال في الحــدائق: وأما المتطوع بالحج والنــاذر لــه مطلقــا فيتخــير بين األنــواع

، انتهى.(3)الثالثة، وإن كان التمتع أفضل وقــال في الجــواهر: ال خالف أيضــا في أفضــلية التمتــع على قســيميه لمن كــان الحج منــدوبا بالنســبة إليــه، لعــدم استطاعة أو لحصول حج اإلسالم منه، والنصوص مستفيضة

،(4)فيــه أو متــواترة، بــل هــو من قطعيــات مــذهب الشــيعةانتهى.

.10 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 179 ص8( الوسائل: ج?)1.22 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 181 ص8( الوسائل: ج?)2.312 ص14( الحدائق: ج?)3.10 ح18( الجواهر: ج?)4

74

Page 75: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ويــدل عليــه نصــوص مستفيضــة، بــل متــواترة، بــل عن المدارك أنها أكثر من أن تحصى، وقد عنونهــا في الوســائلــران والمستدرك بباب االستحباب اختيار حج التمتع على الق

واإلفراد حيث ال يجب قسم بعينه وإن حج ألفا وألفا، إلخ. كصحيح البزنطي قال: سألت أبا جعفــر )عليــه الســالم( في الســنة الــتي حج فيهــا، وذلــك في ســنة اثنــتي عشــرة ومـائتين، فقلت: بــأي شـيء دخلت مكـة مفـردا أو متمتعـا،

فقال: ، فقلت له: أيها أفضل المتمتــع بــالعمرة إلىمتمتعا كــان أبــو جعفــرالحج، أو من أفــرد وســاق الهــدي، فقــال:

)عليه السالم( يقول: المتمتع بــالعمرة إلى الحج أفضــل من المفــرد الســائق للهــدي، وكــان يقــول: ليس يــدخل الحــاج

.(1)بشيء أفضل من المتعة وصــحيح معاويــة بن عمــار، قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه السـالم( ونحن بالمدينــة: إني اعتمـرت في رجب وأنـا أريـدــه ــال )علي ــع، ق ــرد الحج أو أتمت ــدي أو أف الحج فأســوق اله

ــل حسنالســالم(: ــل فضــل وك ــكفي ك ــأي ذل . قلت: ف إن عليا )عليه السالم( كان يقول: لكل شهرأفضل؟ فقال:

.(2)عمرة، تمتع فهو والله أفضل ومكاتبــة علي بن حديــد قـال: كتب إليـه علي بن جعفـر يسأله عن رجل اعتمر في شهر رمضان ثم حضــر الموســم

يتمتــعأيحج مفردا للحج أو يتمتع أيهما أفضــل، فكتب إليــه: .(3)أفضل

.1 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 177 ص8( الوسائل: ج?)1.18 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 180 ص8( الوسائل: ج?)2.4 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 177 ص8( الوسائل: ج?)3

75

Page 76: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وصــحيح عبــد اللـه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه ولمالسالم( قال: قلت له: إني سقت الهدي وقرنت، قال:

.(1)فعلت ذلك، التمتع أفضلــه ــد اللــه )علي وصــحيح حفص بن البخــتري، عن أبي عب

المتعة والله أفضل، وبها نزل القرآن وجــرتالسالم( قال: .(2)السنة

وعن صفوان الجمــال قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه السالم(: إن بعض النــاس يقــول: جــرد الحج، وبعض النــاســالعمرة إلى ــع ب يقول: أقرن وسق، وبعض الناس يقول: تمت

.(3)لو حججت ألف عام لم أقربها إال متمتعاالحج، وقال: وعن إبراهيم بن عيسى قال: سألت أبا عبد اللــه )عليــه

ــونالسالم( أي أنواع الحج أفضل، فقال: المتعة، وكيف يك شيء أفضل منها ورسول الله )صلى الله عليه وآله( يقول:ــل ــا فع ــتدبرت فعلت كم ــا اس ــري م ــتقبلت من أم ــو اس ل

.(4)الناس وعن صفوان قال: قلت ألبي عبد اللــه )عليــه الســالم(:ــق، وبعض ــرن وس ــول: أق ــاس يق ــأبي وأمي إن بعض الن ب

لو حججت ألفي عاميقول: تمتع بالعمرة إلى الحج، فقال: .(5)ما قدمتها إال متمتعا

إلى غير ذلك من األخبار الكثيرة.

.7 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 178 ص8( الوسائل: ج?)1.8 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 178 ص8( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 177 ص8( الوسائل: ج?)3.16 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 180 ص8( الوسائل: ج?)4.14 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 180 ص8( الوسائل: ج?)5

76

Page 77: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــذا ــواجب إلى بالنســبة وك ــالحج اإلســالم حجة غــير ال كوغيره. النذري

ــير في ــرق بين الحج عن النفس وعن الغـ ــه ال فـ ثم إنـذلك، لإلطالقات الدالة على أن طبيعة التمتع أفضل.

وخصوص ما عن موسى بن القاســم البجلي قــال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: ربما حججت عن أبيــك، وربمــا حججت عن أبي، وربمـــا حججت عن الرجـــل من إخـــواني،

،تمتعوربمــا حججت عن نفســي فكيــف أصــنع، فقــال: فقلت: إني مقيم بمكـــة منـــذ عشــر ســـنين، قـــال )عليـــه

.(1)تمتعالسالم(: ــة ــير حج ــق }غ ــواجب{ المطل ــبة إلى ال ــذا بالنس }وكــالحج اإلسالم كالحج النذري{ المطلق }وغيره{ كالوصــية ب والعهد والقسم والشـرط وغيرهمــا، لمـا عــرفت من إطالق

منصــرف إلى حجــةالنــائي فرضـه التمتعاألدلـة، وقــولهم اإلسالم.

أما إذا كان النذر ونحوه أو الوصية بــالحج مقيــدا بقســم خــاص، فال يجــوز العــدول لعمــوم أدلــة الوفــاء بــاألمور المــذكورة، قــال في المستمســك: وأمــا الــواجب باإلفســاد فالظـاهر من دليلـه لـزوم مطابقتـه للـواجب الـذي أفسـده

، انتهى.(2)للتعبير فيه بالقضاء الظاهر في مطابقته للمقضيوهو في محله.

.3 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 177 ص8( الوسائل: ج?)1.163 ص11( المستمسك: ج?)2

77

Page 78: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

واآلخر الحد في وطنــان: أحــدهما له كــان : من1 مسألةــا، فرض لزمه خارجه في أبي عن زرارة، لصــحيحة أغلبهم

أهل من فهو سنتين بمكة أقام منالسالم(: )عليه جعفر السالم(: أرأيت )عليه جعفر ألبي فقلت ،له متعة وال مكة الســالم(: )عليه فقال بمكة، وأهل بالعراق أهل له كان إنالغالب أيهما فلينظر، كــان فــإن تســاويا فإن مســتطيعا

الوظيفتين بين تخير منهما كل من

ــان: أحــدهما في الحــد،1}مســألة ــه وطن ــان ل : من كــتند: واآلخر في خارجه، لزمه فرض أغلبهما{ قال في المس ذو المنزلين يعتبر في تعيين الفــرض أغلبهمــا إقامــة فيتعين

، انتهى.(1)عليه فرضه بال خالف وقال في الجواهر: عنــد عنــوان المصــنف ذي المــنزلين

، }لصــحيحة(2)وأنه يلزمه فرض أغلبهما بال خالف أجــده فيه من أقــام بمكــةزرارة، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(:

، فقلت ألبي جعفــرسنتين فهو من أهــل مكــة وال متعــة له )عليه السالم(: أ رأيت إن كان له أهل بالعراق وأهل بمكــة،

، }فــإن(3)فقال: فلينظر أيهما الغالب{ عليــه فهــو من أهله تساويا فإن كــان مســتطيعا من كــل منهمــا{ ففي المســألة

احتماالت: األول: ما ذكره المصــنف )رحمــه اللــه( }من أنــه تخــير

بين الوظيفتين{، بال خالف

.12 مسألة 290 ص2( المستند: ج?)1.92 ص18( الجواهر: ج?)2.1 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 191 ص8( الوسائل: ج?)3

78

Page 79: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــدم كما في المستند والجواهر، واستدل له في األول بع ســـقوط الحج عنـــه وال وجـــوب المتعـــدد إجماعـــا وبطالن

الترجيح بال مرجح.ــه ــا، فإن الثاني: التفصيل بين ما كان سابقا مكيا أو آفاقي يستصــحب الحالــة الســابقة، وبين مــا كــان من أول عمــره كذلك، كمــا لــو فــرض كونــه يتيمــا في حجــر عمين أحــدهما مكي واآلخر أفاقي فكان يكفله كل واحد منهما ثالثة أشهر، فإنه ال مجال لالستصحاب حينئذ، ويرجع إلى التخيير، ونحوه فيما لو جهل الحالة السابقة، أما االستصحاب فيما لو كانت له حالة ســابقة معلومــة فألنــه يشــك في انقالب موضــوعه إلى ما يخالفه، ولو فرض قطعــه بــانقالب الموضــوع يجــري

استصحاب الحكم التعليقي.الثالث: القرعة، ألنها لكل أمر مشكل، وهذا منه.

الرابع: االحتياط بالجمع بين الوظيفتين. الخامس: تعين التمتع، ألنه األصل خرج منه صورة غلبـة

كونه في مكة وكونها محله فيبقى الباقى تحت العموم. لكن يـــرد على األول المحكي عن المشـــهور أنـــا وإن سلمنا المقدمتين األوليين أعني عدم سقوط الحج عن مثله وعــدم وجــوب حجين عليــه شــرعا، إال أنــا ال نســلم النتيجــةــيرا ــه تخي المتوقفة المقدمة الثالثة أعني وجوب أحدهما علي المتناع الترجيح من غــير مــرجح، إذ القاعــدة في مثــل هــذه الموارد االحتياط، فمثله مثل الشاك في وجوب القصر عليهــه ــه يجب علي أو التمــام مــع عــدم استصــحاب ونحــوه، فإن

االحتياط للعلم اإلجمالي ولم يقل أحد بالتخيير

79

Page 80: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــه صــالتان ــه الصــالة وال وجبت علي ــه لم تســقط عن ألن وترجيح أحدهما بال مرجح فإذن يتخير، بــل يقولــون بمــا هــو مقتضى القاعدة من لزوم االحتيــاط بــالجمع بين الصــالتين، ومــا نحن فيــه كــذلك، فيجب الجمــع بين الوظيفــتين التمتــع

وأحد قسيميه. وربمــا اســتدل للتخيــير في المستمســك تبعــا للجــواهر بوجــه آخــر، قــال: ووجهــه إطالق مــا دل على وجــوب الحجــدها من دون ــيص بأحـ ــة والتخصـ ــواع الثالثـ ــامل لألنـ الشـ مخصص، وما دل على وجوب التمتع بعينه يختص بمن كــان منزله نائيا ، كما أن مــا دل على وجــوب القــران أو اإلفــراد فإنه يختص أيضــا بمن كــان من أهــل مكــة، والمــورد خــارج عنهما فال مانع من األخذ بــإطالق دليــل الوجــوب المقتضــي

إلخ.(1)للتخيير بين األفراد الثالثة وفيــه: مضــافا إلى أن اإلطالقــات مســوقة لبيــان أصــلــد قســمت بانقســام األشــخاص فال مجــال المشــروعية وق للتمســك بهــا، أن شــمول اإلطالق مفيــد لوجــوب حج عليــه فيكــون التكليــف مجمال، وفي مثلــه ال بــد من االحتيــاط، أال ترى أنهم في المجمل يوجبون االحتيــاط ال التخيــير، مثال لــو قال المولى: تطهر، وشك في أن مراده الوضــوء أو الــتيمم

لزم الجمع. هذا مضافا إلى أنه لو سلم مقدمات اســتدالل المســتند نقول: إن المقام ليس من صــغريات الــترجيح بغــير مــرجح، الحتمال وجود المــرجح وهــو أفضــيلة التمتــع، ودوران األمــر بين التعيين والتخيير يقتضي الرجوع إلى التعيين على مذاق كثير من األصوليين، وإن كنا أشكلنا فيه في األصول، وكيف

كان فالقول بالتخيير منظور فيه.

.163 ص11( المستمسك: ج?)1

80

Page 81: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ويرد على الثاني: بعدم جريان االستصحاب الموضــوعي بعــد معلوميــة ذهــاب الموضــوع، وال الحكمي بعــد عــدم

الموضوع، والتخيير قد عرفت ما فيه.ــك في ــل الش ــه من قبي ــا نحن في ــالث: إن م وعلى الث الحكم، ألنه شبهة حكمية يلزم اســتطراق بــاب الشـارع في حلها، والمعروف أن القرعة لرفع االشتباه في الموضوعات ال األحكام، مضافا إلى احتياجها إلى العمــل على المشــهور،

وإن تأملنا في ذلك سابقا. وعلى الخامس: ما عرفت ســابقا من أنــه ال دليــل على أصالة التمتع بالنسبة إلى غير الخــارج عن الحــد، ألن األدلــة قســمت الحج بالنســبة إلى الــداخل والخــارج فال أصــل من

العموم يرجع إليه عند الشك.ــرد على فيبقى الرابع وهو االحتياط بالجمع سليما عما ي

االحتماالت األخر. وربما أورد عليــه بأنــه خالف الفوريــة الواجبــة في بــاب

الحج. والجواب أوال: إنه مما ال بد منه، ودليل وجــوب الفوريــة ال يشمل مثله، إذ الظــاهر منهــا مقابــل اإلرجــاء بال عــذر، أال ترى أنه لو وجب عليه الحج ولم يتمكن من الذهاب ثم بعــدــه سنين شك في أنه هل وجب عليه التمتع أو غيره لزم عليالجمع، وحيث كان ال بد منه لم يكن في تأخير الثاني حرمة. وثانيا: إنا ال نقول باإلتيان بحجتين في سنتين حتى يكون الثاني منافيا للفورية، بل نقول باالحتيـاط في سـنة واحـدة، بأن يأتي بعمرة قبل الحج وبعمــرة بعـدها ناويــا بــالجميع مــا

عليه من التمتع أو اإلفراد.

81

Page 82: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــرام حج ــات، وإح ــع من ميق ــرام حج التمت ــال: إح ال يق اإلفراد من ميقات آخر، فال يمكن اإلتيان بإحرام واحد ينــوي

به التكليف الفعلي من التمتع أو اإلفراد.ــاتين، ألنا نقول: على فرض ذلك يأتي بإحرامين من ميقــاط، وال مانع فيه لالحتياط كاإلتيان بصالتين في موارد االحتي إذا كان الخروج عن مكــة بعــد إحــرام التمتــع حرامــا، وكــان ميقــات اإلفــراد مســتلزما للخــروج عن مكــة حــرم الخــروج حينئــذ، فقــد يمكن الجمــع بين اإلحــرامين، لكن على فــرض ذلك ال مانع، ألن الخروج محتمــل الحــرام إذا كــانت عمرتــهــا، وإرجــاء الحج الثــاني األولى واجبة لكون التمتع عليه واجب إلى العــام الثــاني أيضــا محتمــل الحــرام، فيــدور األمــر بينــاط، ــوز االحتي ــدهما فيج ــرجيح ألح ــرامين محتملين، وال ت ح فتنقيح المسألة يتوقف على مسألتين، مســألة الخــروج عن مكة بعد اإلحرام، ومسألة ميقــات حج اإلفــراد، فيحتــاج إلى

المراجعة، والله العالم. بقي في المقام شيء وهــو: أن مــراد المصــنف )رحمــه اللــه( بقولــه: فــإن كــان مســتطيعا من كــل منهمــا إلخ، أنــه يتمكن من الحج عن المــنزل اآلفــاقي وعن المــنزل المكي، سواء حصلت االستطاعتان في أحد المنزلين أو في الخارج عنهما، بأن كان الشـخص جامعــا للشــرائط من كــل منهمــا، فلو كان في منزلــه اآلفــاقي يخــاطب بــالحج، وإن كــان في منزله المكي يخاطب بالحج، مقابل من لم تجتمع الشرائط له من أحد المنزلين، مثال ليس عنده حــال كونــه في منزلــه اآلفاقي مؤنة الذهاب واإليــاب، فإنــه ال يخــاطب بــالحج هنــا

لعدم اجتماع الشرائط، وحينئذ لو ذهب

82

Page 83: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

التمتع، اختيار األفضل كان وإن

ــاك لم ــا من هن بالمشقة إلى منزله المكي، وكان متمكن يتخير، بل يجب عليــه القــران أو اإلفــراد، وليس المــراد من العبارة المتقدمة حصــول االســتطاعة، وأن العــبرة بالمكــانــه، فلــو كــان في اآلفــاق ــه االســتطاعة في الــذي حصــلت ل وحصلت له االستطاعة من المنزلين، لزم عليه التمتع فقط وبــالعكس، مثال لــه مــنزل بمكــة وآخــر بــالعراق وكــان هــو بالمدينة، فحصلت له االســتطاعة في كــل من منزليــه، بــأن بلغ ثمر نخيله في كل مــنزل قــدر الحج، بحيث لــو كــان في

اآلفاق تمكن، ولو كان في مكة تمكن.ــو لم يكن ــه ل ــه أن ــرد علي ــارة، لكن ي ــرح العب ــذا ش ه مســتطيعا من منزلــه فتســكع إلى الحج، وحين وصــوله إلى المنزل الثاني يتمكن من الحج من هنا، والرجوع إلى اآلفاق أو إلى محله، فإنه يجــري الــدليل الســابق الحــاكم بــالتخيير

هنا، كما سيأتي بيانه. وكيــف كــان، فالمســتطيع من المــنزلين على المشــهور مخــير بين الوظيفــتين }وإن كــان األفضــل اختيــار التمتــع{ وفاقا للجواهر، بل قال: بل على القول بجــوازه ألهــل مكــة

، انتهى.(1)هو األحوط وكيف كــان، فأفضــلية التمتــع إنمــا هي لمــا يســتفاد من األخبار من أفضلية التمتع مطلقــا، خــرج منــه صــورة تعــيينأحد الوظيفتين، وبقي الباقي الذي منه ما نحن فيه، فتأمل.

.94 ص18( الجواهر: ج?)1

83

Page 84: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كــان وإن فــرض لزمه اآلخر دون أحــدهما من مســتطيعااالستطاعة. وطن

}وإن كان مستطيعا من أحدهما دون اآلخر لزمه فرض وطن االستطاعة{، قال في الجواهر: هذا كله ـ أي التخيــير ـ مع االستطاعة من كل منهما ولو كــان في غيرهــا، أمــا لــو استطاع في أحدهما لزمــه فرضــه، كمــا في كشــف اللثــام،

، انتهى.(1)لعموم اآلية واألخبار ومــراده باالســتطاعة في أحــدهما إلخ، االســتطاعة من أحدهما، بقرينة قوله السابق: مع االستطاعة من كل منهمــا

إلخ. ولما تقدم من أن المناط هو االستطاعة من المــنزل، ال االســتطاعة في المــنزل، وكيــف كــان ففي المقــام أقــوال

ثالثة: األول: مـــا ذكـــره المصـــنف تبعـــا لمن عـــرفت من أن

الفرض يتبع الوطن الذي يستطيع منه. الثاني: إنه إذا استطاع في غير الوطــنين تخــير، أمــا لــو

استطاع في أحدهما دون اآلخر ففرضه فرض أهله. الثالث: التخيير، اختاره الســيد الــبروجردي، وبين وجهــه في المستمسك بقوله: إنه وال وجــه لتعــيين أحــد الفرضــين في جميع ذلك، ألنه بعــد أن كــان مســتطيعا يكــون المرجــعــير إطالق وجـــوب الحج على المســـتطيع المقتضـــي للتخيـ العقلي بين األفـــراد الثالثـــة، بعـــد أن لم يكن مـــا يقتضـــي

، انتهى.(2)التعيين وهذا هو مقتضى القاعدة، بناء على التخيير في الفرض

األول، ألنه بعد كونه ذا منزلين واآلن

.94 ص18( الجواهر: ج?)1.164 ص11( المستمسك: ج?)2

84

Page 85: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

في مكة يستطيع الحج بكل واحد من النحــوين، ال وجــه لترجيح أحدهما، ومجرد كون االستطاعة من أحــد المــنزلين ال يعين قسما، ألن االستطاعة من المنزل غير معتبرة، ولذا ذكرنا في مبحث االستطاعة أنه لو تسكع اآلفاقي إلى مكة،

وكان مستطيعا للحج من هناك مع سائر الشرائط وجب. لكن المختار االحتياط بالجمع في هذا الفرض أيضا، لمــا

تقدم من اإلشكال على القول بالتخيير، والله العالم.

85

Page 86: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

األمصار بعض إلى وخرج مكة أهل من كان : من2 مسألة وكونه له، التمتع حج جواز فالمشهور إليها، رجع ثم مخيرا

الوظيفتين، بين

: من كــان من أهــل مكــة وخــرج إلى بعض2}مســألة األمصار{ بل إلى ميقات من المــواقيت، ولــو ال إلى مصــر، وأما الخروج عن الحــد قبــل الوصــول إلى الميقــات، فليس

حكمه ذلك }ثم رجع إليها{ فالكالم فيه يقع في موضعين:ــا األول: في وجوب اإلحرام عليه من الميقات، وهذا مم ال خالف فيـــه وال إشـــكال، كمـــا صـــرح بـــه في الحـــدائقــد والجواهر وغيرهما، لما تقدم من وجوب اإلحرام لمن قص

الحرم غير من استثني. ففي صحيح صفوان بن يحــيى، عن أبي الحســن الرضــا

إن رســول اللــه )صــلى اللــه)عليه السالم(، أنه كتب إليه: عليه وآله وسلم( وقت مواقيت ألهلها، ولمن أتى عليهــا من غــير أهلهــا، وفيهــا رخصــة لمن كــانت بــه علــة، فال يتجــاوز

، وقد تقدم الكالم في ذلك مفصال.(1)الميقات إال من علة الثــاني: إنــه لــو كــان حج فرضــه اإلســالمي، أو لم يكن مستطيعا، فال إشكال في جواز كل من األقسام الثالثــة لــه،ــه ــو لم يكن حج فرضـ ــا لـ ــا، وأمـ ــة وعمومهـ إلطالق األدلـ اإلسالمي مع وجوب عليه، فهل يتعين عليه فرض أهل مكــة

من القران واإلفراد، أم يتخير بين الفرضين، فيه خالف:ــيرا بين ــه مخ ــه، وكون ــع ل ــواز حج التمت }فالمشــهور جالوظيفتين{ قال في الحدائق: المشهور أنه يجوز له التمتع،

.1 من أبواب المواقيت ح15 باب 241 ـ 240 ص8( الوسائل: ج?)1

86

Page 87: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

عبد أبي عن الحجــاج، بن الرحمن عبد بصحيحة واستدلوا بعض إلى يخرج مكة أهل من رجل عن السالم(، )عليه الله

أن أله المــواقيت، ببعض فيمر مكة، إلى يرجع ثم األمصار،ــع، ــال يتمت ــالم(: )عليه ق لو له ليس ذلك أن أزعم ماالس

.إلي أحب اإلهالل وكان فعل،

ذهب إليه الشيخ في جملة كتبه، والمحقق في المعتــبر، ، وقـــال في(1)والعالمـــة في المنتهى والتـــذكرة وغـــيرهم

المستند: وهل يجوز له التمتع حينئذ أو يحرم للنوع الذي هوفرض المكي، فاألكثر إلى الجواز.

عن الشيخ والفاضلين: جواز التمتع(2)وقال في الجواهرــا ــل في غيره له حينئذ، بل في المدارك نسبته إلى األكثر، ب

.(3)إلى المشهور {(4)}واســـتدلوا بصـــحيحة عبـــد الـــرحمن بن الحجـــاج

المــروي في الكــافي }عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم({ــرج إلى بعض ــة يخ ــل مك ــل من أه ــألته }عن رج ــال: س ق األمصار ثم يرجع إلى مكــة فيمــر ببعض المــواقيت، ألــه أن

مــا أزعم أن ذلــك ليس لــه لــويتمتع، قال )عليه الســالم(: ــان اإلهالل أحب إلي ــل، وك ــاإلهالل اإلهاللفع ــراد ب { والم

.(5)بالحج في قبال التمتع

.406 ص14( الحدائق: ج?)1.9 مسألة 289 ص2( المستند: ج?)2.79 ص18( الجواهر: ج?)3.2 من أبواب أقسام الحج ح7 باب 190 ص8( الوسائل: ج?)4.5 باب حج المجاورين وقطان مكة آخر ح301 ص4( الكافي: ج?)5

87

Page 88: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ونحوها صحيحة أخرى عنه، وعن عبد الرحمن بن أعين،عن أبي الحسن )عليه السالم(.

}ونحوهــا صــحيحة أخــرى عنــه، وعن عبــد الــرحمن بنــا ــاال: ســألنا أب ــه الســالم({ ق أعين، عن أبي الحســن )علي الحسن )عليه السالم( ــ موســى )عليــه الســالم( خ ــــ عن رجل من أهل مكــة خــرج إلى بعض األمصــار ثم رجــع فمــر ببعض المواقيت الــتي وقت رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه

ــه،وآله وسلم( له أن يتمتع، فقال: ما أزعم أن ذلك ليس ل واإلهالل بالحج أحب إلي، ورأيت من سأل أبــا جعفــر )عليــه السالم( وذلك أول ليلة من شهر رمضان، فقــال لــه: جعلت فداك إني قد نويت أن أصوم بالمدينة، قال: تصوم إن شــاء الله تعالى، قال له: وأرجو أن يكون خروجي في عشــر من شوال، فقال: تخرج إن شاء اللــه، فقــال لــه: قــد نــويت أن أحج عنك أو عن أبيك فكيف أصـنع، فقـال لـه: تمتــع، فقــال له: إن الله ربما من علي بزيارة رســوله )صــلى اللــه عليــه وآله وسلم( وزيارتــك والســالم عليــك، وربمــا حججت عنــك وربما حججت عن أبيك، وربما حججت عن بعض إخوانى، أو عن نفسي فكيف أصنع، فقال لــه: تمتــع، فــرد عليــه القـولثالث مرات، يقول: إني مقيم بمكة وأهلي بها، فيقول: تمتع

فسأله بعــد ذلــك رجــل من أصــحابنا فقــال: إني أريــد أن ، أنتأفرد عمــرة هــذا الشــهر ـــ يعــنى شــوال ـــ فقــال لــه:

ــةمرتهن بالحج ــنزلي بالمدين ، فقال له الرجل: إن أهلي ومــه: أنتولي بمكة أهل ومنزل وبينهما أهل ومنازل، فقال ل

، فقال له الرجل: فإن لي ضياعا حول مكةمرتهن بالحج

88

Page 89: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

عليه يتعين وأنه ذلــك، جــواز عــدم عقيل أبي ابن وعن الحج كــان إذا المكي فــرض لما جماعة وتبعه عليــه، واجبــا

مكة، ألهل متعة ال أنه على األخبار من دل

.(1)وأريد أن أخرج حالال، فإذا كان أبان الحج حججتــة ســماعة، عن أبي ــذلك برواي ــل يمكن أن يســتدل ل ب الحســن )عليــه الســالم( قــال: ســألته عن المجــاور ألــه أن

نعم يخــرج إلى مهــل أرضــهيتمتع بالعمرة إلى الحج، قال: .(2)فيلبي إن شاء

ــه ــه يتعين علي }وعن ابن أبي عقيل عدم جواز ذلك، وأنــه، وتبعــه جماعــة{ ــا علي ــان الحج واجب فــرض المكي إذا ك كأصــحاب الريــاض والمنتقى والمســتند والحــدائق وغــيرهم }لما دل من األخبــار على أنــه ال متعــة ألهــل مكــة{ كقــول

ليس ألهــل مكــة وال ألهــل مــر والالصادق )عليه السالم(: ــك لمن لمألهل سرف متعة، وذلك لقول الله عز وجل: ذل

ــار (3)يكن أهله حاضري المسجد الحرام ــيره من األخب ، وغالمتقدمة.

ــة حفص بن ــورد الكالم رواي ــك في م ــدل على ذل ــل ي ب البخــتري، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في المجــاور

بمكة يخرج إلى أهله ثم يرجع إلى مكة بأي

.1 من أبواب أقسام الحج ح7 باب 189 ص8( الوسائل: ج?)1 من أبواب أقسام الحج.8 باب 190 ص8( الوسائل: ج?)2 من أبواب أقسام الحج.6 باب 186 ص8( الوسائل: ج?)3

89

Page 90: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــوا ــبرين وحمل ــدبي الحج على الخ ــبر ذيل بقرينة الن الخالثاني،

إن كان مقامه بمكة أكثر من ســتةشيء يدخل، فقال: ــه أن ــان أقــل من ســتة أشــهر فل ــع، وإن ك أشــهر فال يتمت

ــد(1)يتمتع ــهر بقصـ ــتة أشـ ــراد من سـ ــاء على أن المـ ، بنـ االستيطان، أو إلغاء هذه الجهة، ورد علمها إلى أهلها، وأخــذ أصل الحكم الذي هــو دوران األمــر مــدار اإلقامــة الــتي قــد

سبق تحققها بسنتين. }وحملوا الخبرين على الحج الندبي بقرينــة ذيــل الخــبر الثاني{، قال في المستند: ويمكن حملها على المندوب، بل

، وعن المنتقى بعــد كالم وبمــا(2)هــو الظــاهر من بعضــها حررنــاه يظهــر أنــه ال داللــة للحــديثين على الجــواز في حج

ــا(3)اإلسالم وإنما يدالن عليه في التطوع ، وفي الحدائق: إنه غير صريحة في حج اإلسالم بل لو ادعي عدم الظهور أيضــا لكان متجها، فإن بقــاء المكي بغــير حج اإلســالم مــدة كونــه

، انتهى.(4)في مكة أبعد بعيد وفي الجواهر: إال أنهما كما تــرى ال صــراحة فيهمــا بحج اإلسالم، خصوصا مع بعد عدمه من المكي إلى حال الخروج المزبور، بل لعل ظاهر الثاني منهما الذي هو خبر آخــر أورد

، انتهى.(5)على أثر الخبر األول الندب

.3 من أبواب أقسام الحج ح8 باب 191 ص8( الوسائل: ج?)1.9 مسألة 289 ص2( المستند: ج?)2 من أبواب أنواع الحج والعمرة.338 ص2( منتقى الجمان: ج?)3.409 ص14( الحدائق: ج?)4.80 ص18( الجواهر: ج?)5

90

Page 91: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

القول هذا قوة يبعد وال

}وال يبعد قوة هذا القول{ فإن قول الرواي: ورأيت من سأل أبا جعفر )عليه السـالم( مــورده النــدب، والخـبر األول

يأتي فيه استبعاد صاحب الجواهر. وفي المقام مضافا إلى قول المشــهور وابن أبي عقيــل

مع من تبعه قوالن آخران: األول: التوقف، وهو المحكي عن العالمة في المختلف،

حيث نقل القولين بدون ترجيح. الثاني: قول المحقق األردبيلي، فإنه فصل في المسألة مع تردد، حيث حكم بأنه مع سبق االستطاعة على الخــروج يجب فرض أهل مكة، ومــع تــأخره تــردد في المســألة، إلى أن قال: فحكم بعض األصحاب بجواز التمتع له مطلقا محل

التأمل، انتهى.ــه ــا ذهب إليـ ــو مـ ــر هـ ــوى في النظـ ــول: لكن األقـ أقـــالتهم، ــكاالت على مق ــيء من اإلش ــرد ش ــهور، وال ي المش

ولنذكر اإلشكاالت واحدا واحدا مع جوابها. االول: اســتبعاد عــدم حج المجــاور المقتضــي لحمــل

الخبرين على الندب. وفيه: إنــه ال اســتبعاد في ذلــك للنقض أوال: بمــا ذكــروه من انتقال فرض المجاور إلى اإلفراد والقران بعد السنتين، لصحيحتي زرارة وابن يزيد اآلتيتين من أن االستبعاد موجود فيهمــا، والحــل ثانيــا: بــأن كثــيرا من العمــال الــذين يتوقــفــف يتمكن من ــومي، كيـ ــتهم على عملهم اليـ دوران معيشـ التخلف عن العمل ولــو يومــا واحــدا، فيكــف بأيــام عرفــات

ومنى وسائر لوازم الحج، واآلن نرى أن كثيرا من

91

Page 92: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

هذه الطبقة ال يتمكن من زيــارة أمــير المؤمــنين )عليــهالسالم( وهو في كربالء مع كثرة الوسائل ورخص السفر.

وكيف كان، فتقييد الروايــة باالســتبعاد مــع قطــع النظــرعن الجهتين خالف القاعدة.

الثاني: اشتمال ذيل الصحيحة الثانية لقرينة االستحباب. وفيه: إن الذيل رواية مستقلة ألصــقها الــراوي بالروايــةــه األولى، وال ربط بينهما أصال، ولذا قال في المستمسك: إن ال ينبغي التأمل في أن ذيل الصحيح مختص بالنــدب لكنــه ال يرتبط بصدره وال يكــون قرينــة عليــه، ألنــه ســؤال آخــر من

، انتهى.(1)سائل آخرــريح في المطلب، إذ ــة كالص ــماعة المتقدم ــة س ورواي الســؤال كــان عن الحج الــواجب، وإال فــالتمتع المنــدوب ال يخفى على مثل سماعة جوازه، والخروج إنما كان للتحصــل

على الميقات، وال أقل من إطالقه الكافي في المقام. الثالث: ما ذكره في المستند بعــد حملــه الخــبرين علىــار الندب بقوله: ولواله أيضا لتعارض في الــواجب مــع األخب المعينــة لغــير التمتــع على المكي بــالعموم والخصــوص من

،(2)وجه والترجيح ألخبار المنــع عن التمتــع لموافقــة الكتــابانتهى.

أقول: لم أعلم وجها للعمــوم من وجــه، إال من جهــة أن الصحيحتين أعم من الواجب والمســتحب، واألخبــار المعينــة

للقران واإلفراد على المكي أعم من الخارج

.167 ص11( المستمسك: ج?)1.3 سطر 9 مسألة 289 ص2( المستند: ج?)2

92

Page 93: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــتراق من طـــرف ــورد االفـ ــيره، فمـ ــات وغـ إلى الميقـ الصــحيحتين الحج المســتحب، ومــورد االفــتراق من طــرف األخبار المعينة الذي لم يخرج إلى الميقات، وتتعارضان في الحج الواجب للذي خرج، ولكن فيه: إن بينهما عموم مطلق ال من وجه، إذ األخبار المعينــة للقــران واإلفــراد للمكي أعم

من الواجب والمستحب فتكون الصحيحتان أخص مطلق. ال يقال: األخبار اآلمرة بالقران واإلفراد للمكي، واألخبار الدالة على أنه ال متعــة لهم مختصــة بــالواجب، ولــو بقرينــة األخبار الدالة على أن لهم المتعة المستحبة، وحينئذ فبينهما

عموم من وجه كما ذكره المستند. ألنا نقــول: هــذا من انقالب النســبة الــذي ذكــره شــيخنا المرتضى )رحمه اللـه( وغـيره، وذلـك غــير جــائز، فـإن هنـا

طوائف ثالث من األخبار: األولى: ما دل على أنه ال متعة ألهل مكة، الذي هو أعم

بحسب إطالقه من المستحب والواجب.الثانية: ما دل على أن لهم المتعة المستحبة.

الثالثة: ما دل على أن الخــارج إذا مــر بميقــات جــاز لــه المتعة، ومن المعلــوم أن تــوارد الطــائفتين األخــيرتين على الطائفة األولى دفعة واحدة، ألن ظهور الجميع متكافئة، فال يصــح أن نجعــل التعــارض بين األولــيين ابتــداء حــتى نخــرجــك نجعــل التعــارض بين األولى ــة من األولى، وبعــد ذل الثاني والثالثة، فتنقلب نســبتهما من العمــوم المطلــق الــذي كــان

قبل التخصيص بالثانية إلى العموم من وجه، ومن هذا

93

Page 94: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

والتعـــيين، التخيـــير بين دائر األمر ألن أحـــوط، أنه معالثاني، هو االشتغال ومقتضى

ــا ذكـــره في الجـــواهر وتبعـــه في تعلم اإلشـــكال فيمـــه،(1)المستمسك ــوم من وج ــرع على العم ــر المتف من األم

فراجع. الرابــع: مــا ذكــره في الريــاض وتبعــه المصــنف )رحمــه الله( بقولــه: }مــع أنــه أحــوط، ألن األمــر دائــر بين التخيــير والتعيين، ومقتضى االشتغال هو الثاني{، وفيه: إن االحتياط تــبرع بعــد قيــام الحجــة، وفي دوران األمــر بين التخيــير والتعيين المختار هو البراءة، للشــك في خصوصــية التعــيينــل الزائدة والمرجع البراءة ال االشتغال، مضافا إلى أن األص

ليس في أفق الدليل االجتهادي الموجود في المقام. الخــامس: روايــة حفص البخــتري المتقدمــة، وفيــه: إن المستشــكلين ال يلــتزمون بمضــمونها، لعــدم رؤيتهم دوران األمر مدار ستة أشهر، ولــو قيــل إن ذلــك في صــورة قصــد االستيطان، قلنا إن إطالقها كإطالق الصــحيحتين فال بــد من حملهما على االستحباب، كما صــرح بــذلك في قولــه )عليــه

.(2)واإلهالل أحب إليالسالم(: ــؤال في ــورد الس ــرى على أن م ــة أخ ــذا قرين ثم إن هــراد في الصحيحة هو الحج الواجب، إذ اإلهالل بالقران واإلف المستحب ليس أحب من التمتع بعد تواتر النصــوص بأحبيــة

التمتع، وإن حج ألفا وألفا. والقول بــأن تلــك األخبــار تخصــص بهــذا الخــبر ألخصــية

مورده، غير تام لقوة المطلقات جدا، مضافا إلى أن هذا

.167 ص11( المستمسك: ج?)1.2 من أبواب أقسام الحج ح7 باب 190 ص8( الوسائل: ج?)2

94

Page 95: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كان إذا خصوصا قبل فخرج مكة في كونه حال مستطيعا صــورة كالمهم محل يقــال: إن أن يمكن بل بالحج، اإلتيان

ــول ــتطاعة حصـ ــروج بعد االسـ ــا، الخـ ــان إذا وأما عنهـ كـــتطيعا ــ ــرض عليه فيتعين منها خروجه قبل فيها مسـ ــ فـ

أهلها.

الخــبر ليس أخص، ألن المفــروض أن مريــد التمتــع من أهل مكة يخرج إلى الميقــات فتلــك األخبــار تقــول بأفضــلية التمتع حينئذ، وهذا الخبر يقول بأحبية اإلهالل فبينهما تــدافع،

وحمل األحبية على التقية ال يخفى ما فيه. ومما تقدم يعلم أن قوله: }خصوصا إذا كــان مســتطيعا حال كونه في مكة فخرج قبل اإلتيان بالحج{ محل تأمل، إذ

لم يعرف وجه لهذا التخصيص بعد إطالق النص.ــل يمكن أن يقــال: إن محــل كالمهم ــه: }ب كمــا أن قول صورة حصول االستطاعة بعد الخــروج عنهــا، وأمــا إذا كــان مستطيعا فيها قبل خروجه منها فيتعين عليه فــرض أهلهــا{

مناف لكلماتهم فراجع، والله العالم.

95

Page 96: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

صار إذا : اآلفاقى3 مسألة ذلك كان فإن مكة في مقيما بقــاء في إشــكال فال عليه التمتع ووجــوب اســتطاعته بعد

بقصد إقامته كانت سواء حكمه،

: اآلفاقي إذا صار مقيمــا في مكــة فــإن كــان3}مسألة ذلك بعد استطاعته ووجوب التمتع عليه فال إشكال في بقاءــر، حكمه{، في المدارك: وفي استفادة ذلك من األخبار نظ وفي الحدائق وهو جيد، فإن المفهوم من األخبــار المتقدمــة هو انتقــال حكمــه من التمتــع إلى قســيميه مطلقــا تجــددت

االستطاعة أو كانت سابقة، انتهى. وعبائر كثير ظاهر في االنتقال الشامل للقســمين، ففي محكي النهاية: فإن جاور بها ثالث سنين لم يجز لــه التمتــع،

وكان حكمه حكم أهل مكة. وفي الشرائع: فإن دخل في الثالثة مقيما ثم حج انتقــل

.(1)فرضه إلى القران أو اإلفراد وعن الــدروس: ولــو أقــام النــائي بمكــة ســنتين انتقــل

. (2)فرضه إليها في الثالثة ونحوها غيرهــا، ومن هنــا يظهــر النظــر فيمــا ذكــره في الجواهر بعد عنوان المسألة بقوله: بال خالف أجده فيه نصــاــه كــذلك لألصــل ــل إن ــل قي ــه إجمــاعي، ب ــل لعل ــوى، ب وفت

، انتهى.(3)وغيره فإنـــا لم نعـــرف موافقـــا لـــه إال المســـالك في محكي

المدارك، نعم نسبه إلى غيره أيضا، لكنه غير معلوم. وكيف كان، فاإلجمــاع محقــق العــدم والنصــوص ـــ كمــا ســتراها ـــ شــاملة للصــورتين، فــاألقوى هــو االنقالب ســواء

سبقت االستطاعة أم ال. ثم إنه ينقلب الحكم باإلقامة المــذكورة مطلقــا }ســواء

كانت إقامته بقصد

.175( شرائع اإلسالم: ص?)1.25 درس أقسام الحج سطر 91( الدروس: ص?)2.82 ص18( الجواهر: ج?)3

96

Page 97: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

سنتين، من بأزيد ولو المجاورة أو التوطن

ــد من ســنتين{ إلطالق ــو بأزي ــاورة ول ــوطن أو المج التــدائق: إطالق النص وكالم ــ ــال في الح ــ ــوى، ق ــ النص والفت األصحاب يقتضي عدم الفرق في اإلقامــة الموجبــة النتقــال الفرض بين كونها بنية الدوام أو المفارقة، فإن الحكم تعلقــة وفي بعض على ــ ــ ــوص في بعض على اإلقام ــ ــ في النص المجاورة وفي بعض على القطون، وهي حاصلة على جميع التقادير، وربما قيل إن الحكم مخصوص بالمجاورة بغير نية اإلقامــة، أمــا لــو كــان بنيتهــا انتقــل فرضــه من أول ســنة،

، انتهى.(1)وإطالق النص يدفعهأقول: سيأتي الكالم في نية اإلقامة واالستطان.

ــال في الجــواهر: ال إشــكال وال خالف في صــيرورة وق المجــاور بعــد المــدة المزبــورة وإن لم تكن بقصــد التــوطن

كالمكي في نوع الحج. نعم عن بعض الحواشي تقييد ذلــك بمــا إذا أراد المقــام

،(2)بها أبدا، لكن عن المســالك أنــه مخــالف للنص واإلجمــاعانتهى.

ــدم ــوى ع ــى إطالق النص والفت ــتند: ومقتض وفي المس الفرق في اإلقامة الموجبة النتقــال الفــرض بين كونهــا بنيــة

.(3)الدوام أو المفارقة، كما صرح به جماعة إلخ

.429 ص14( الحدائق: ج?)1.90 ص18( الجواهر: ج?)2.290 ص2( المستند: ج?)3

97

Page 98: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــتطيعا يكن لم إذا وأما ــتطاع ثم مسـ في إقامته بعد اســـكال فال مكة ــرض إلى فرضه انقالب في إش في المكي ف

اإلقامة، بمجرد االنقالب عدم في إشكال ال كما الجملة،

}وأما إذا لم يكن مستطيعا ثم استطاع بعــد إقامتــه في مكــة فال إشــكال في انقالب فرضــه إلى فــرض المكي في الجملة{، قال في المستند: المجــاور بمكــة إذا أقامهــا ثالث

.(1)سنين ينتقل فرضه إلى القران أو اإلفراد إجماعا وقال في الجواهر: فإن دخــل في الثالثــة مقيمــا ثم حج انتقل فرضه إلى القران أو اإلفراد كما صرح به جماعة، بل نسبه غير واحد إلى المشــهور، بــل ربمــا عــزى إلى علمائنــا

، انتهى.(2)عدا الشيخ وتخصيصه بالنســبة إلى مقــدار البقــاء ال أصــل االنتقــال

في الجملة كما ال يخفى. }كما ال إشكال في عدم االنقالب بمجرد اإلقامة{، قــال

ــدارك ــيه إطالق(3)في محكي الم ــه، ويقتض ــه ال ريب في : إنالنصوص اآلتية.

وقال في الجواهر: ال خالف نصا وفتوى في عدم انتقاله عن فرض النــائي بمجــرد المجــاورة، وإن لم يكن قــد وجب

.(4)عليه سابقا، بل لعله إجماعي أيضا

( المصدر نفسه.?)1.87 ص18( الجواهر: ج?)2.35 سطر 433( المدارك: ص?)3.82 ص18( الجواهر: ج?)4

98

Page 99: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فاألقوى االنقالب، يتحقق به الذي الحد في الكالم وإنماــهور هو ما ــدخول بعد أنه من المش ــنة في ال ــة، الس الثالث

أقــام منالســالم(: )عليه جعفر أبي عن زرارة، لصــحيحة وصــحيحة إلخ، له متعة وال مكة أهل من فهو ســنتين بمكةالسالم( )عليه الصادق عن يزيد، بن عمر

}وإنمـــا الكالم في الحـــد الـــذي بـــه يتحقـــق االنقالب، فاألقوى ما هــو المشــهور من أنــه بعــد الــدخول في الســنة الثالثة{، بــل عــرفت عن الجــواهر نســبته إلى علمائنــا عــدا الشــيخ، لكن ســيأتي مــا في النســبة، نعم هــو المحكي عن الشيخ في كتابي األخبار والفاضلين والشهيدين وغيرهم، بلــه المشــهور بين في المسالك وغيره ـ كما في المستند ـ أن األصحاب، وكذا نسب هذا القول إلى الشــهرة في الحــدائقــتي قال: اختلف األصحاب )رضوان الله عليهم( في المدة الــة، ــل مك ــرض أه ــة إلى ف ــرض المقيم بمك ــا ف ــل فيه ينتق

ــد المــذكور ،(1)فالمشهور أنه بعد مضي سنتين عليه في البلانتهى.

من}لصـحيحة زرارة: عن أبي جعفـر )عليـه السـالم(: إلخ{ وقــدأقام بمكة سنتين فهو من أهل مكة وال متعــة له

المسألة الواحدة المتعرضة لحكم ذي(2)تقدمت بتمامها فيالوطنين.

ــالم({، }وصحيحة عمر بن يزيد، عن الصادق )عليه السفعن الشيخ بسنده، عن

.425 ص14( الحدائق: ج?)1.1 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 191 ص8( الوسائل: ج?)2

99

Page 100: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فـإذا سنتين، إلى الحج إلى بالعمرة يتمتع بمكة المجاور بأنه وقيل ،يتمتع أن له وليس قاطنــا، كــان ســنتين جــاور

األخبار من لجملة الثانية في الدخول بعد

عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد اللــه )عليــه الســالم(: }المجاور بمكــة يتمتــع بــالعمرة إلى الحج إلى ســنتين، فــإذا

.}(1)جاور سنتين كان قاطنا، وليس له أن يتمتعوهذان الصحيحان كما تراهما نص في المطلب.

ــاهر ــع، وظ ــدوق في المقن ــه الص ــل ب ــل{ والقائ }وقي الــدروس أو محتملــه، وكاشــف اللثــام على مــا حكي عنهم }بأنه بعد الدخول في الثانية، لجملــة من األخبــار{ كصــحيح الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم(: ألهــل مكــة

إذا أقاموا، قلت: فالقاظنين بها، قال: الأن يتمتعوا، قال: سنة أو سنتين صنعوا كما يصنع أهل مكة، فإذا أقاموا شهرا

.(2)فإن لهم أن يتمتعواــه الســالم( وصحيحة حماد قال: سألت أبا عبد الله )علي

ــال: ــون، قـ ــة يتمتعـ ــل مكـ ، قلت:ليس لهم متعةعن أهـ إذا أقام سنة أو سنتين صنع صــنع أهــلفالقاطن بها، قال:

.(3)يتمتع، قلت: فإن مكث الشهر، قال: مكة وصحيحة عبد اللــه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

المجاور بمكة سنة السالم( قال:

.2 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 192 ص8( الوسائل: ج?)1.3 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 192 ص8( الوسائل: ج?)2.7 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 194 ص8( الوسائل: ج?)3

100

Page 101: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

عنها، المشهور بإعراض لضعفها ضعيف وهو

يعمل عمل أهل مكة يعني يفرد الحج مع أهل مكة، وما.(1)كان دون السنة له أن يتمتع

وخبر حريز، عمن أخبره، عن أبي جعفر )عليه الســالم( من دخــل مكــة بحجــة عن غــيره ثم أقــام ســنة فهــوقــال:

ــا ــد م مكي، فإذا أراد أن يحج عن نفسه أو أراد أن يعتمر بع انصرف من عرفة فليس له أن يحرم من مكة، ولكن يخرج

.(2)إلى الوقت وكلما حول رجع إلى الوقت وصحيح محمد بن مسلم، عن أحدهما )عليهما السالم(:

من أقام بمكة سنة فهو بمنزلة أهل مكة(3). }وهو ضعيف لضــعفها بــإعراض المشــهور عنهــا{، وقــد

أجيب عنها بأمور أخر: األول: ما عن المدارك من أنه جمع بين األخبار بــالتخييرــه ــد الســنتين، وتبع ــد الســنة والســنة أشــهر والتحتم بع بع صاحب المستند قال: وخــير بعض بين الفرضــين في األدونــاب الجمــع أو ــل هــو ليس من ب من الســنة وهــو حســن، ب

التأويل، بل

.8 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 194 ص8( الوسائل: ج?)1.9 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 194 ص8( الوسائل: ج?)2.4 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 191 ص8( الوسائل: ج?)3

101

Page 102: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بعد بأنه القــول وأما لألصــل، موافق األول القول أن مععليه دليل فال سنين ثالث تمام

التأمل في األخبــار األخــيرة ال يثبت منهــا ســوى الجــواز، انتهى.(1)الذي هو معنى التخيير

الثــاني: مــا في الحــدائق قــال: وال يحضــرني اآلن وجــه وجيه تحمل عليه هذه األخبار إال التقيــة، وإن لم ينقــل ذلــك

.(2 )عن العامة، لما حققناه في مقدمات الكتابــإرادة(3)الثالث: ما في الجواهر تبعا للشهيد من الجمع ب

الدخول في الثانية من السنتين. الرابع: ما عن كشف اللثام من أنه يراد من سنتي الحج الزمان الذي يمكن فيــه وقــوع حجــتين، كمــا يــراد ذلــك في

شهر الحيض.لكن في الكل تأمل ال يخفى.

}مــع أن القــول األول موافــق لألصــل{ اللفظي، أعــني عموم وجوب التمتــع على كـل أحــد، خــرج منــه مــا لــو بقي سنتين، أو األصل العملي للشك في انقالب التكليف إذا كانــدثت ــحاب التعليقي إذا حـ ــل، واالستصـ ــتطيعا من قبـ مسـ

االستطاعة، فتأمل. }وأما القول بأنه بعد تمــام ثالث ســنين{ والــدخول في الرابعة، كما عن الشيخ في المبسوط والنهايــة وابن إدريس

واإلسكافي }فال دليل عليه{ كما اعترف به غير

.428 ص14( الحدائق: ج?)1.16 آخر سطر 290 ص2( المستند: ج?)2.89 ص18( الجواهر: ج?)3

102

Page 103: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

محقق غير به القول أن مع ذكر، بما المقطوع األصل إال في الــدخول بــإرادة المشهور القول إلى إرجاعه الحتمال

أشــهر ســتة بعد أنه على الدالة األخبار وأما الثالثة، السنةأشهر خمسة بعد أو

واحد، قال في الحــدائق: وأمــا مــا نقــل عن الشــيخ منــد(1)الثالث فلم نقف له على مستند ، وقال في الجواهر: وق

ــتند }إال ــوف لهم على مس ــدم الوق ــد بع ــير واح ــترف غ اعــر{ من ــا ذكـ ــوع بمـ ــل{ اللفظي أو العملي }المقطـ األصـ

، }مع أن القول به غــير محقــق، الحتمــال إرجاعــه(2)األخبار إلى القول المشهور بــإرادة الــدخول في الســنة الثالثــة{ ال تماميتها، كما هو ظاهر الــدروس والجــواهر، وناقشــهما في

ــه(3)المستمسك ــيخ في كتابيـ ــاهر من كالم الشـ ــأن الظـ بـــدخول في ــة الثالث ســنين ال ال والحلي في الســرائر تمامي

الثالثة، وكيف كان فال أهمية في تحقيق ذلك. }وأما األخبــار الدالــة على أنــه بعــد ســتة أشــهر أو بعــد خمســة أشــهر{ أو المعلقــة على المجــاورة بــدون التحديــد الصادقة على أقل من سنتين، كصحيح حفص ابن البخــتري، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في المجــاور بمكــة يخــرج

إن كــانإلى أهله ثم يرجع إلى مكة بأي شيء يدخل، قال: مقامه بمكة أكثر من سـتة أشــهر فال يتمتــع، وإن كـان أقــل

.(4)من ستة أشهر فله أن يتمتع

.428 ص14( الحدائق: ج?)1.88 ص18( الجواهر: ج?)2.171 ص11( المستمسك: ج?)3.3 من أقسام الحج ح8 باب 191 ص8( الوسائل: ج?)4

103

Page 104: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

حملها وإمكــان تقيــة، صــدورها احتمال مع بها عامل فالأخر، محامل على

ومرسل الحسين بن عثمــان وغــيره، عن أبي عبــد اللــه من أقام بمكة خمســة أشــهر فليس لــه أن)عليه السالم(:

.(1)خمسة أشهر، وفي بعض النسخ: يتمتعــا ــد )عليهم ــر بن محم ــالم، عن جعف ــائم اإلس وعن دع

ــك لمن لم يكنالسالم( أنه قال في قول الله عز وجل: ذل ليس ألهـل مكــة أن قـال: أهله حاضري المسـجد الحـرام

.(2)يتمتعوا، وال لمن أقام بمكة مجاورا من غير أهلها وهناك أخبار أخر مجملة }فال عامل بهــا{ لكن المســتند تبعا لما نقلــه من ميــل بعض المتــأخرين استحســن التخيــير بين الفريضين في األدون من الســنة وقــد تقــدمت عبارتــه، وعن المدارك إمكان الجمع بينهــا وبين غيرهــا بــالتخيير بعــد السنة والستة أشهر، لكن هذا جمع بال شاهد كمــا صــرح بــه

.(3)في المستمسك }مــع احتمــال صــدورها تقيــة{ كمــا في الجــواهر، وعن كشف اللثام: إال أنه لم يعلم موافقتها لمذهب العامة، اللهمــذلك مــا تقــدم عن الحــدائق من أن صــدورها ــراد ب إال أن ي

لمجرد إيقاع الخالف، فتأمل. }وإمكان حملها على محامل أخر{، قــال في الجــواهر:ــة في ــاء العام ــاء على اكتف ــة، بن ــا على التقي ويمكن حمله

صيرورته من حاضري المسجد الحرام باالستيطان

.5 من أقسام الحج ح8 باب 191 ص8( الوسائل: ج?)1.318 ص1( دعائم اإلسالم: ج?)2.173 ص11( المستمسك: ج?)3

104

Page 105: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

و

ــدخول في الشــهر الســادس أو على ســتة أشــهر أو ال اعتبــار مضــي ذلــك في إجــراء حكم الــوطن لمن قصــدــان حكم ذي ــام: أو على إرادة بي ــوطن، وفي كشــف اللث الت الوطنين بالنسبة إلى قيام الســتة أشــهر أو أقــل أو أكــثر أو

، انتهى.(1)غير ذلكــاواألظهر أن الذهاب إلى قول المشهور من باب بأيهم

، إذ المرجحــات المنصوصــةأخذت من باب التسليم وسعك مفقــودة، ومــا ذكــره المــاتن تبعــا لغــيره من المناقشــات ال

تصلح لرفع اليد عن األخبار األخر. }و{ كيف كان، فهل االنقالب بعد سنتين مختص بقاصد التــوطن حــتى أن من لم يقصــد التــوطن لم ينقلب تكليفــه وإن بقي أكثر من ســنتين، أو مختص بقاصــد عــدم التــوطن حتى أنه لو قصد التوطن انقلب حكمه قبل مرور سنتين، أو يعمهما حتى أن انقالب الحكم دائر مدار إقامة سنتين سواء

قصد التوطن أو لم يقصد، احتماالت وأقوال. األقوى الثالث، إلطالق النص، فإن قوله )عليه الســالم(:

من أقام بمكة ســنتين :)وقولــه )عليــه الســالم ،المجــاور كما يشمل قاصد التوطن يشمل غيره، فتكون هاتــانبمكة

ليسالصحيحتان مبينتين لموضوع قولهم )عليهم الســالم(: حتى أنه لوالهما لزم القول بأنه ربمــا يبقىألهل مكة متعة

أقل من سنتين والمتعة له، كما في قاصــد التــوطن، وربمــاــروج يبقى أكثر من سنتين وله المتعة، كما في من يريد الخ

كل آن. وما ذكره في المستمسك لتوجيه أن الصــحيحتين لبيــان حكم من لم يقصد التــوطن، بقولــه: وألجــل أن الظــاهر من

قوله )عليه السالم(

.90 ص18( الجواهر: ج?)1

105

Page 106: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

، وقولــه )عليــهفهــو من أهــل مكةفي الصحيح األول: ، أنـه في مقـاموكـان قاطناالسـالم( في الصـحيح الثـاني

تنزيله منزلــة أهــل مكــة، وأنــه محــط النظــر والمحتــاج إلى البيان تكون الروايتان ظــاهرتين في الثــاني غــير المتــوطن، فإن المتوطن إنما يحتاج إلى بيان حكمه فيما قبل السنتين، وفيــه الخــروج عن القاعــدة كمــا عــرفت، هــذا مضــافا إلى

، انتهى.(1)اإلشكال في عموم لفظ المجاور للمتوطن محل منع، إذ كون الصــحيحتين في مقــام بيــان التنزيــل منزلة أهل مكة ال ينافي كونهما لألعم من المتوطن وغيره، فإن الشارع نزل الكائن في مكة سنتين منزلة أهلها، ســواءــا أم ال، وليس الكالم في ــة أهله ــرف بمنزل ــر الع ــان بنظ ك االحتياج وعدمه، بل الكالم في مفاد هــاتين بعــد صــدورهما، وإال فالحاجة إلى البيان أصال، إذ أهــل مكــة الــذي هــو مــدار حكمي القــران واإلفــراد والتمتــع من الموضــوعات العرفيــة

التي ال ترتبط بالشارع لو لم يكن تصرف منه في ذلك. والحاصل: إنــه لــو لم تكن الصــحيحتان كــان المتبــع في الموضــوع هــو العــرف، وبعــد الصــحيحتين الظــاهرتين في كونهما إلفادة بيان الموضوع في أخبــار المتعــة وأخويهمــا ال

فهــو من أهــليبقى مجال للعرف، وقوله )عليــه الســالم(: ال ظهور لهما في غير المتوطن أصال.كان قاطنا ومكة

وأمــا اإلشــكال في عمــوم لفــظ المجــاور للمتــوطن فاليخفى ما فيه، فهو مثل

.174 ص11( المستمسك: ج?)1

106

Page 107: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــاهر ــحيحين من الظ ــاص الص ــانت إذا بما الحكم اختص ك فينقلب التوطن بقصد كانت فلو المجاورة، بقصد اإلقامة

أعم كونها من بعضهم من يظهر فما األول، من قصده بعد إذا بما االختصــاص من آخر عن ما الغــريب ومن له، وجه ال

التوطن بقصد كانت

اإلشكال في عموم لفظ المجاور لغير المتوطن. وبهــذا كلــه تعــرف أن }الظــاهر من الصــحيحين{ األعم ــبرا من قصد المجاورة وعدمها، كما أنهما أعم من الكائن ج كالمحبوس وغيره، كما نقول بذلك في من أقــام ببلــد جــبرا

عشرة أيام بالنسبة إلى الصالة والصيام. وأما القول بـ }اختصــاص الحكم بمــا إذا كــانت اإلقامــة بقصــد المجــاورة، فلــو كــانت بقصــد التــوطن فينقلب بعــد قصده من األول{ كما ذهب إليه الماتن تبعــا لبعض آخــر فال

وجه له. }فمــا يظهــر من بعضــهم{ كصــاحب الجــواهر، وعن المــدارك ناســبا لــه إلى إطالق النص وكالم األصــحاب }من كونها أعم{ هو األقوى، وإن كــان بنظــر المصــنف }ال وجــه

له{. وفي المســتند: ومقتضــي إطالق النص الفتــوى عــدم الفرق في اإلقامة الموجبة النتقــال الفــرض بين كونهــا بنيــة

، انتهى.(1)الدوام أو المفارقة، كما صرح به جماعة }ومن الغريب ما عن آخر من االختصاص بمــا إذا كــانت

بقصد التوطن{

.290 ص2( المستند: ج?)1

107

Page 108: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــاهر ثم ــورة في أن الظـ المكي حكم يلحقه االنقالب صـ الحج وجــوب في فيكفي أيضــا، االســتطاعة إلى بالنســبة

االســتطاعة حصــول فيه يشــترط وال مكة، من االستطاعةبلده، من

قال في الجــواهر: نعم عن بعض الحواشــي تقييــد ذلــك بما إذا أراد المقام بها أبدا، لكن عن المســالك أنــه مخــالف

، انتهى.(1)للنص واإلجماعوقد تحصل من ذلك أن األقوال في المقام ثالثة:

األول: إنه أعم من قاصد التوطن وعدمه.الثاني: اختصاصه بغير قاصد التوطن.

الثالث: اختصاصه بقاصد التوطن.ــألة ــتند مس ــواهر والمس ــاض والج ــر في الري ــد ذك وق

التعارض، لكنه غير محتاج إليه كما ال يخفى. }ثم الظاهر أن في صــورة االنقالب يلحقــه حكم المكي بالنســـبة إلى االســـتطاعة أيضـــا، فيكفي في وجـــوب الحج االستطاعة من مكــة، وال يشــترط فيــه حصــول االســتطاعة من بلده{، وذلك إلطالق اآلية وغيرها ممــا دل على وجــوبــتطيع، فال ــذا مس ــروض أن ه ــتطيع، والمف الحج على المس وجه للحكم بعــدم وجــوب الحج عليــه إذا لم يكن مســتطيعاــدم ــذلك في صــورة ع ــل الظــاهر أن الحكم ك ــده، ب من بل االنقالب أيضا، كما صرح به بعض المعاصــرين فقــال: يكفي استطاعته من مكة في وجوب الحج عليه إذا كان فيها، وإن

كان الواجب بها هو التمتع.

.90 ص18( الجواهر: ج?)1

108

Page 109: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــاحب من يظهر لما وجه فال ــ ــواهر ص ــ ــار من الج ــ اعتب االنقالب وأن أدلتهــا، لعمــوم وجوبه في النــائي استطاعة

عليه ما فعلى الشـــرط وأما الحج، نـــوع تغيـــير أوجب إنماهذا التمتع، إلى بالنسبة فيعتبر

ــع، وال يكفي ــتطاعته لحج التمتـ ــذ اسـ ــبر حينئـ نعم يعتـاستطاعته لحج المكي دونه، انتهى. وهو جيد.

}فال وجــه لمــا يظهــر من صــاحب الجــواهر من اعتبــار استطاعة النائي في وجوبه لعموم أدلتها، وأن االنقالب إنمــا أوجب تغيير نوع الحج، وأما الشرط فعلى مــا عليــه، فيعتــبر بالنسبة إلى التمتع، هــذا{ قــال في الجــواهر: ال إشــكال وال خالف في صـيرورة المجــاور بعـد المـدة المزبــورة، وإن لم تكن بقصــد التــوطن، كــالمكي في نــوع الحج، إلى أن قــال: وأمــا بالنســبة إلى غــير ذلــك من أحكــام الحج فقــد احتملــهــتطاعة ــه االس ــوب الحج علي ــترط في وج ــهم، فال يش بعض المشــروطة لــه، ولــو إلى الرجــوع من بلــده، بــل يكفي استطاعة أهل مكة، إلطالق اآلية وكثير من األخبار، بل ربما احتمل جريان غير أحكــام الحج من أحكــام أهــل مكــة حــتى الوقوف والنذور ونحوهما، لما سمعته مما في النصوص هو من أهل مكة وهــو مكي وبمنزلـة أهـل مكــة، إال أن الجميـع كما ترى مع عدم قصد التوطن، ضرورة إرادة انسياق إرادة نوع الحج خاصة من الجميــع، فيبقى عمــوم أدلــة اســتطاعة

، انتهى.(1)النائي بحاله، وكذا استصحابها

.90 ص18( الجواهر: ج?)1

109

Page 110: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــار ــة واألخب ــتطاعة في اآلي ــات االس ــله أن مطلق وحاص فسـرت بــالزاد والراحلـة، فال مجــال للتمسـك بالمطلقـات، والمــتيقن من انقالب الحكم إنمــا هــو بالنســبة إلى النــوع ال

الشرط، فيبقى الشرط بحاله. وفيه: ما تقــدم ســابقا من أن اشــتراط الــزاد والراحلــة

بقرينة بعض األخبار إنما هو في المحتاج إليهما. أما من سافر إلى الميقات متسكعا يجب عليــه الحج إذا كان جامعا لسائر الشــرائط، وحينئــذ فتقييــد أدلــة الشــروطــير ــبة إلى غ ــتى بالنس ــا ح ــدا مطلق ــتطاعة ليس تقيي لالســاقي عمــوم ــل مقــدر بقــدره، فــالمرجع في الب ــاج، ب المحت

االستطاعة.ــاج إليهمــا في ــزاد والراحلــة المحت هــذا بالنســبة إلى ال الذهاب، أما المحتاج إليهما في اإلياب فقــد تقــدم أيضــا أنــه إن كان عازما على اإلياب شاقا عليه البقاء بحيث لو صرفــه لم يجب ــبة إلى إيابـ ــة في الحج بقي معطال بالنسـ النفقـ لعدم االستطاعة، وإال وجب على التفصــيل المــذكور هنــاك، فراجــع المســألة السادســة والتاســعة من أول الكتــاب في

الشرط الثالث الذي هو االستطاعة. : أن الفــرق بين(1)وإلى ما ذكرنــا أشــار في المستمسك

ــع ــة أو الموض ــتطاعة من مك ــد واالس ــتطاعة من البل االسالقريب من وجهين.

أحدهما: من حيث االبتــداء، وقــد تقــدم أنــه ال يعتــبر فياالستطاعة أن تكون من البلد، إلى أن قال:

وثانيهما: من حيث االنتهاء، وقد تقدم أيضــا إنــه إذا كــانمنصرفا عن الرجوع

.176 ص11( المستمسك: ج?)1

110

Page 111: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــلت ولو ــتطاعة حصـ قبل لكن مكة في اإلقامة بعد االسـ فيجب بلده في حصلت لو كما أنه فالظاهر السنتين مضىــدار أزيد، أو الثالثة السنة إلى بقيت ولو التمتع، عليه فالماالنقالب، بعد حصولها على

إلى بلــده ال يعتــبر في وجــوب حج اإلســالم االســتطاعةإليه، إلخ.

ثم إن ما ذكره الجــواهر من اإلشــكال في جريــان حكمــام المكي على هذا الشخص بالنسبة إلى غير الحج من أحك النذور ونحوها ليس في محله، إذ الظــاهر من النصــوص أن انقالب الحكم إنما هو النقالب الموضــوع، فــإن قولــه )عليــه

من أقام بمكة سنتين فهو من أهل مكة وال متعــةالسالم(: ــلله ، ظاهر في أن عدم المتعة من متفرعات كونه من أه

مكة. فاذا جاوز سنتين كــان قاطنــا وليس لــه أنوكذا قوله:

.يتمتع }ولو حصلت االستطاعة بعد اإلقامة في مكة، لكن قبل مضي السنتين، فالظاهر أنه كما لو حصلت في بلــده فيجب عليه التمتع، ولو بقيت إلى الســنة الثالثــة أو أزيــد، فالمــدار على حصولها بعــد االنقالب{ ألن العــبرة مجــال االســتطاعة التي كلف فيها بالحج، والمفروض أنه كلف بــالحج في حــال

كان الواجب عليه التمتع، فانقالبه يحتاج إلى دليل.ــال ــل ال بحـ ــال الفعـ ــبرة بحـ ــون العـ ــوى كـ لكن األقـــة االستطاعة، لما عرفت من أن مقتضى المطلقات الحاكم باالنقالب بعد سنتين أن الحكم القران واإلفــراد، ولــو كــانت

االستطاعة قبل ذلك.ــنتين، ال وإن شئت قلت: إن النص أدار الحكم مدار الس

مدار االستطاعة،

111

Page 112: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فالعبرة بالبقاء سنتين وإن حصلت االستطاعة قبلهما. ومنه يعلم حال التفصيل الذي ذكره الســيد الــبروجردي بقوله: هذا إذا كان الحج الــواجب بهــا على فــرض المبــادرة إليه يقع قبل التجــاوز عن الســنتين، وأمــا إذا كــان يقــع بعــد السنتين ال محالة فالظاهر وجوب القران واإلفراد، وإن كان

، انتهى.(1)قد وجب باالستطاعة الحاصلة قبلهما ثم إن الظاهر لــو وقــع بعض الفعــل في الســنة الثانيــة، وبعضها في السنة الثالثة، كما لو تخرج الثانية بيوم األضحى كان التكليف التمتع، ألنه قبل تمــام الســنتين واالنقالب إنمــا

يأتي بعدهما. كمــا أن الظــاهر عــدم العــبرة بــالعمرة المتقدمــة على خــروج الســنتين إذا كــان الحج بعــدهما، والعمــرة المتــأخرة عنهما في القران واإلفراد إذا كــان الحج قبلهمــا، وذلــك ألن الظاهر من األدلة اعتبــار الســنتين بالنســبة إلى الحج الــذي

معظمه أفعاله، ال العمرة وحدها. وعلى هذا فلو ينتهي سنته الثانيــة بــدخول ذي الحجــة ال يصح له اإلتيان بعمــرة التمتــع قبــل ذلــك، كمــا أنــه لــو كــان انتهاء السنتين يوم الخامس عشر من ذي الحجة لم يكن له اإلتيان بحج اإلفــراد مــع تــأخير عمرتــه إلى الســادس عشــر مثال، ولــو كــان االنتهــاء في العيــد أو نحــوه فالظــاهر لــزوم التمتــع، لوجــوب الحج عليــه قبــل ذلــك، وال يمكن أن يكــون

إفرادا أو قرانا لعدم كونه مكيا، والله العالم.

.130( تعليقة البروجردي: ص?)1

112

Page 113: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

األمصــار ســائر إلى خــرج إذا المكي وأما ــا فال بها مقيم وبطالن الدليل لعدم عليه، التمتع تعيين في حكمها يلحقه

وحصــلت التوطن بقصد فيها اإلقامة كانت إذا إال القياس، بمقتضى التمتع عليه يتعين فإنه بعــــــده، االســــــتطاعة

ــدة ــ ــنة في ولو القاع ــ ــانت إذا وأما األولى، الس ــ بقصد كفال، مكة في حاصلة االستطاعة كانت أو المجاورة

ــا فال ــا به }وأما المكي إذا خرج إلى سائر األمصار مقيم يلحقه حكمها في تعيين التمتع عليه{ بعــد الســنتين }لعــدم الدليل{ على االنقالب }وبطالن القياس{ على غــير المكي

المقيم بمكة الذي هو مورد النص. قال في الجواهر: ولو انعكس الفرض بــأن أقــام المكي في غيرها لم ينتقـل فرضـه ولـو سـنين لألصـل وغـيره بعـد حرمة القياس، إال أن يكون بنية االستيطان فينتقــل من أول

.(1)سنة لصدق النائي عليه حينئذ كما هو واضح وقال في المســتند: ولــو انعكس الفــرض فأقــام المكيــة في اآلفاق لم ينتقل فرضه مطلقا ما لم يخــرج عن المكي

، انتهى.(2)بنية الدوام، لألصل وحرمة القياسوعن المدارك ذلك أيضا.

ــوطن وحصــلت ــا بقصــد الت ــة فيه ــانت اإلقام }إال إذا ك االستطاعة بعده، فإنه يتعين عليه التمتع بمقتضــى القاعــدة ولــو في الســنة األولى، وأمــا إذا كــانت بقصــد المجــاورة أو

كانت االستطاعة حاصلة في مكة فال{.أقول: الظاهر أن الحكم دائر مدار

.92 ص18( الجواهر: ج?)1.23 سطر 290 ص2( المستند: ج?)2

113

Page 114: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كونه ممن يصدق عليه النــائي عرفــا، فكلمــا لم يصــدق على شخص أنه حاضر المسجد الحرام وأنه من أهــل مكــة، أو أهل ما دون الحد المالزم لصــدق كونــه نائيــا، لــزم عليــهــع، ســواء قصــد التــوطن في مكــان أم ال، ومــع عــدم التمت القصد سواء جاور مكانا أم ال، وذلــك ألن الحكم دائــر مــدار صدق كونه من حاضري المسجد الحرام ونحــوه، وال اعتبــار

للتوطن لألخبار حتى ندير الحكم مداره. وعلى هذا فال يفــرق في جريــان حكم النــائي عليــه بين كون خروجه عن مكة ستة أشهر أم ال، مثال لو باع داره في مكة وانتقل إلى العراق وتزوج فيــه وكــان بنــاؤه على عــدم العود إلى مكــة وإن لم يبن على البقــاء في العــراق، صــدقــه ليس من أهــل أنه ليس من حاضري المسجد الحرام، وأن مكة، وإن لم يمض من خروجــه من مكــة ســتة أشــهر، ولــوشك في الصدق العرفي كان المرجع استصحاب الموضوع.ــا أن ــحيحة زرارة ونحوهـ ــاهر من صـ ــال: إن الظـ ال يقـ السنتين هي المقدار العرفي الموجب لصدق كونه من أهل مكة، وحينئذ فيفهم منها أن المقــدار المــوجب لالنقالب هــو الســنتين، فــالالزم القــول بهــذا المقــدار في العكس أعــني

اإلقامة في غير مكة وحدودها، وهذا ليس من القياس. ألنا نقول: بــل الظــاهر منهــا كــون ذاك المقــدار تحديــدا شرعيا، وإال فمن المقطوع أن قبل ســنتين بيــوم كالســنتينــد المــذكور ليس في نظر العرف، وكذا بعدها بيوم، فالتحدي

إال شرعيا محضا ال ينسحب في غير المورد المنصوص.ــول ــتراط حص ــه( من اش ــه الل ــره )رحم ــا ذك ثم إن م

االستطاعة بعد قصد التوطن لم

114

Page 115: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فعلى الســابقة، المســألة في حينئذ دخوله الظــاهر نعميتخير، المشهور عن كما فيها بالتخيير القول

يعلم لـه وجـه، إذ الحكم في األخبـار دائـر مــدار حضـور المسـجد الحـرام وعدمــه، فكلمـا كـان حاضـرا كـان حكمــة القران واإلفــراد، وإن حصــلت االســتطاعة قبــل ذلــك، ومن مصاديق الحضــور من أقــام ســنتين، وكلمــا لم يكن حاضــراــل كــان حكمــه التمتمــع وإن كــانت االســتطاعة حاصــلة قب االنقالب، ومجرد توجه التكليف في حــال لــو عمــل بــه كــانــوجب بقــاؤه، إذ ال تالزم عقال كمــا هــو واضــح، وال كــذا ال ي شرعا كما هو معلــوم في القصــر والتمــام بالنســبة إلى من حضر في وسط الوقت، أو سافر في وقته ولم يصل إال بعد تبدل حاله، واالستصحاب ال مجــال لــه بعــد إطالق دليــل أن

الحاضر حكمه كذا، وغير الحاضر حكمه كذا. ومن مــا ذكرنــا يعلم النظــر في كالم المصــنف )رحمــه الله( حيث علق الحكم بالتمتع على قصد التــوطن وحصــولــه من االستطاعة بعده، بل الحكم دائر مدار عدم صدق كونــائي ــوه المالزم لصــدق الن ــرام ونح حاضــري المســجد الح ونحوه، سـواء قصــد االسـتيطان أو المجــاورة أم ال، وسـواء

حصلت االستطاعة قبل انقالب الموضوع أم ال. }نعم الظــاهر دخولــه{ أي هــذا المجــاور في غــير مكــة }حينئـــذ{ أي حين خروجـــه من مكـــة لإلقامـــة في ســـائر األمصار }في المســألة الســابقة{ أي مســألة من كــان من

أهل مكة وخرج إلى بعض األمصار ثم رجع إليها. }فعلى القول بالتخيير فيهــا كمــا عن المشــهور يتخــير{

بين التمتع وبين أخويه

115

Page 116: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

المكي. وظيفة عليه يتعين عقيل أبي ابن قول وعلى

}وعلى قول ابن أبي عقيل يتعين عليه وظيفــة المكي{ لكن فيه نظر ال يخفى، إذ أدلة تلــك المســألة ظــاهر في أن الشخص من أهــل مكــة ابتــداء واســتدامة، وإنمــا خــرج إلى

بعض األمصار لحاجة، ال أنه خرج بقصد اإلقالع عن مكة. وممــا ذكــر يعلم أن تفصــيل المستمســك بين الصــورة

األولى والثانية ليس في محله.

116

Page 117: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

إذا كما التمتــع، عليه وجب إذا مكة في : المقيم4 مسألةــتطاع أو بلده في استطاعة كانت انقالب قبل مكة في اس

ــرة إلحرام الميقات إلى الخروج عليه فالواجب فرضه، عمالتمتع.

مهل أحدها: أنه أقوال، على ميقاته تعيين في واختلفوا كما المشــهور إلى يســند ربما بل جماعة، إليه ذهب أرضه،

الحدائق في

: المقيم في مكة إذا وجب عليه التمتــع، كمــا4}مسألة إذا كانت استطاعته في بلده{ على ما عرفت من اإلشــكال فيــه }أو اســتطاع في مكــة قبــل انقالب فرضــه، فــالواجبــع{ بال خالف عليه الخروج إلى الميقات، إلحرام عمرة التمت

وال إشكال التفاق النص والفتوى على ذلك. }واختلفــوا في تعــيين ميقاتــه على أقــوال، أحــدها: أنــه مهل أرضه{، المهل بضم الميم وتشــديد الالم، اســم مكــانــان ــماء المكـ ــاد اسـ ــول، التحـ من اإلهالل على وزن المفعـ والزمان والمفعول والمصدر الميمي في الثالثى المزيد كما

قرر في علم الصرف.ــة والكـــافي والخالف }ذهب إليـــه جماعـــة{ كالمقنعـــر ــافع والمنتهى والتحري ــبر والن ــامع والمعت ــذيب والج والته والتذكرة وموضع من النهاية، }بل ربما يسند إلى المشــهور كما في الحدائق{ فإنــه بعــد اختيــاره لهــذا القــول قــال: إنــول ــاه من القـ ــا اخترنـ ــق لمـ ــدوق موافـ ــه أي الصـ مذهبـ

، إلخ.(1)المشهور

.422 ص14( الحدائق: ج?)1

117

Page 118: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

عن السالم( ســألته )عليه الحسن أبي عن سماعة، لخبرــاور ــ ــالعمرة يتمتع أن له أ المج ــ ــال الحج، إلى ب ــ )عليه ق

،شـــاء إن فليلب أرضه مهل إلى يخـــرج نعمالســـالم(: والناسي الجاهل في الــواردة األخبــار من بجملة المعتضد

ذلك على الدالة

}لخبر سماعة، عن أبي الحسن )عليه الســالم(، ســألته نعمعن المجــاور أ لــه أن يتمتــع بــالعمرة إلى الحج، قــال:

، المعتضــد بجملــة(1)يخرج إلى مهل أرضــه فليلب إن شــاء من األخبار الواردة في الجاهل والناسي الدالــة على ذلــك{ كما في الحدائق والمستند والجواهر وغيرها من االســتدالل لهــذا القــول بهــذه األخبــار، وإن اشــكلوا بعضــهم على هــذا

االستدالل. ففي صحيحة الحلبي، قال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( عن رجل ترك اإلحــرام حــتى دخــل الحــرم، فقــال:

يرجع إلى ميقات أهل بالده الذي يحرمون منه، فإن خشـي أن يفوته الحج فليحرم من مكانــه، فــإن اســتطاع أن يخــرج

.(2)من الحرم فليخرج وصحيحته األخرى، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في رجل نسي أن يحرم حتى دخل الحرم، قال: قال أبي )عليه

أن يخرج إلى ميقات أهل أرضهالسالم(:

.1 من أبواب المواقيت ح19 باب 244 ص8( الوسائل: ج?)1.7 من أبواب المواقيت ح14 باب 239 ص8( الوسائل: ج?)2

118

Page 119: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

لكونه ذلك وأن والنســيان، للجهل خصوصية عدم بدعوىالتمتع، حكم مقتضى

فـــإن خشـــي أن يفوتـــه الحج أحـــرم من مكانـــه، وإن.(1)استطاع أن يخرج من الحرم فليخرج ثم ليحرم

وصحيحة معاويــة بن عمــار، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليه السالم( عن امرأة كانت مع قــوم فطمثت، فأرســلت إليهم فســألتهم، قــالوا مــا نــدري أعليــك إحــرام أم ال وأنت حائض، فتركوها حتى دخلت الحرم، فقــال )عليــه الســالم(:

إن كان عليها مهلة فترجع إلى الوقت فلتحرم منه، وإن لم يكن عليها وقت فلترجع إلى ما قدرت عليــه بعــد مــا تخــرج

.(2)من الحرم }بــدعوى عــدم خصوصــية للجهــل والنســيان، وأن ذلــك لكونــه مقتضــى حكم التمتــع{ قــال في الحــدائق: وجــه التقريب فيها أنهــا قــد اشــتركت في الداللــة على أن هــؤالء يجب عليهم الرجــوع إلى ميقــات أهــل بالدهم، ومــا ذاك إال من حيث إن الواجب على اآلفــاقي الخــروج إلى مهــل أهــل أفقه. والظاهر أن خصوصية الجهــل والنســيان غــير معتــبرة

، انتهى.(3)وإن وقع السؤال عن ذلكــا ــة فيه ويرد عليه مضافا إلى أن الصحيحة الثالثة ال دالل

على مهل األهل، بل

.1 من أبواب المواقيت ح14 باب 238 ص8( الوسائل: ج?)1.4 من أبواب المواقيت ح14 باب 238 ص8( الوسائل: ج?)2.414 ص14( الحدائق: ج?)3

119

Page 120: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كل وتخصـيص المـواقيت، تـوقيت في الواردة وباألخبار الرجــوع أن دعــوى بعد عليهــا، مر من أو منها، بواحد قطرعليه المرور غير الميقات إلى

على إحدى المواقيت أن اســتظهار عــدم الخصوصــية الــر على ــة لم يم ــذي في مك ــأن ال ــرق ب ــد الف ــه، بع ــه ل وج الميقات، ومن في الصحاح مــروا عليهــا، فلعــل أن الرجــوعــد الــدخول في لتدارك ما فات من وجوب اإلحــرام لمن يري

الحرم. }وباألخبار الواردة في توقيت المواقيت، وتخصيص كــل قطر بواحد منها، أو من مــر عليهــا، بعـد دعــوى أن الرجــوعــيره، إلى الميقات غير المرور عليه{ ذكره في الحــدائق وغــة على تقســيم ــار الدال ــك أيضــا األخب ــدل على ذل ــال: وي ق المواقيت وتخصيص كل أفق بميقات على حدة، فإنــه يجب بمقتضــى ذلــك على أهــل كــل أرض اإلحــرام من الميقــات المعين لهم والمخصوص بهم، ســواء كــان بــالمرور عليــه أو الرجــوع إليــه، خــرج منــه من تــوطن مكــة المــدة الموجبــة

،(1)النتقال حكمــه، ومن مــر على غــير ميقاتــه وبقي البــاقيانتهى.

وإنما قيده المصنف )رحمه الله( بقوله: بعد دعــوى إلخ، لئال يتوهم أنه إذا رجع المكي إلى ميقــات غــير مهــل أرضــه فقد عبر عليهـا، وذلـك يقتضـي جـواز اإلحــرام منهـا، لقولـه

.ولمن أتى عليها من غير أهلها)عليه السالم(: ، واإلتيــانلمن أتىلكن فيه: إنه )عليه الســالم( قــال:

غير المرور، فيشمل الراجع من مكة، والقول بأن الظاهر

.414 ص14( الحدائق: ج?)1

120

Page 121: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

المخصوصة المواقيت أحد ثانيها: إنه وإليه بينهــا، مخيرااألخبار من أخرى لجملة أخرى، جماعة دهب

من اإلتيان، اإلتيان من الخارج ال من طرف مكــة، يــرده مضافا إلى بدويــة هــذا الظهــور أنــه على هــذا يكــون ظــاهر

أيضا ذلــك، فالوقت المواقيت ألهلهاقوله )عليه السالم(: يمكن االستدالل بهذه الرواية لقول أصال، ال لمن يعين مهــلــذا ــة على ه ــواقيت، إذ الرواي ــير بين الم األرض وال لمن يخ

ناظرة إلى من يأتي من الخارج.ــة، فــالمرجع ال يقال: إذا سقطت هذه الرواية عن الدالل أخبــار التــوقيت غــير المشــتملة على حكم من مــر بميقــات

وجب اإلحرام منها.ــار ــار يفهم من تلــك األخب ألنا نقول: بعد ورود هذه األخب عدم الخصوصــية لهــذه المــواقيت، بــل إن توقيتهــا لمن في طرفها ليس إال لغلبـة مـرورهم عليهـا وكـونهم في طرفهـا، وعلى هذا فاالستدالل لهذا القول بأخبــار المــواقيت ضــعيف

أيضا. }ثانيهــا: إنــه أحــد المــواقيت المخصوصــة مخــيرا بينهــا، وإليه ذهب جماعــة أخــرى{ كالصــدوق في المقنــع والشــيخ في المبســوط والمحقــق في ظــاهر الشــرائع وأصــحاب اإلرشاد والقواعد والنهايــة والــدروس والمســالك والروضــة

وغيرهم.ــز، عمن ــل حري ــار{، كمرس ــرى من األخب ــة أخ }لجمل

من دخــل مكــةأخبره، عن أبي جعفر )عليه السالم( قــال: بحجة عن غيره ثم أقــام ســنة فهــو مكي، فــإذا أراد أن يحج عن نفسه أو أراد أن يعتمر بعد ما انصرف من عرفة فليس له أن يحرم من مكة وليكن يخرج إلى الــوقت وكلمــا حــول

.(1)رجع إلى الوقت

.9 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 194 ص8( الوسائل: ج?)1

121

Page 122: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

خصوصية استفادة عدم بدعوى المواقيت، بأخبار مؤيدةمعين. بقطر كل

وموثق سماعة، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:من حج معتمرا في شوال وفي نيته أن يعتمــر ويرجــع إلى

بالده فال بأس بذلك، وإن هو أقام إلى الحج فهو يتمتــع، ألن أشهر الحج شوال وذو القعــدة وذو الحجــة من اعتمــر فيهنــع إلى بالده ولم يقم ــة، ومن رج ــام إلى الحج فهي متع وأقــه إلى الحج فهي عمرة، وإذا اعتمر في شهر رمضان أو قبل وأقام الحج فليس بمتمتع، وإنمــا هــو مجــاور أفــرد العمــرة، فإن هــو أحب أن يتمتــع في أشــهر الحج بــالعمرة إلى الحج فليخــرج منهــا حــتى يجــاوز ذات عــرق أو يجــاوز عســفان، فيدخل متمتعــا بــالعمرة إلى الحج، فــإن هــو أحب أن يفــرد

.(1)الحج فليخرج إلى الجعرانة فليلبي منها وخبر إســحاق بن عبــد اللــه، ســألت أبــا الحســن )عليــه السالم( عن المقيم بمكة، يجرد الحج أو يتمتع مــرة أخــرى،

يتمتــع أحب إلي، وليكن إحرامــه من مســيرة ليلــة أوقال: .(2)ليلتين

}مؤيــدة بأخبــار المــواقيت، بــدعوى عــدم اســتفادةــه خصوصية كل بقطر معين{ فإن قوله )صلى الله عليه وآل

.(3)هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهنوسلم(: إن رسول الله )صلى اللهوقول الرضا )عليه السالم(:

عليه وآله وسلم( وقت المواقيت ألهلها، ومن أتى عليها من، ونحوهما يشمل كل أحد يريد(4)غير أهلها

.2 من أبواب أقسام الحج ح10 باب 195 ص8( الوسائل: ج?)1.20 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 181 ص8( الوسائل: ج?)2.3 سطر 2 المسألة 183 ص2( المستند: ج?)3.1 من أبواب المواقيت ح15 باب 240 ص8( الوسائل: ج?)4

122

Page 123: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــا: إنه ــل، أدنى ثالثهـ ــبي عن نقل الحـ بعض وتبعه الحلـاألخبار، من ثالثة لجملة المتأخرين متأخري

أتى عليهن النــائيدخول الحــرم، والقــول بــأن ظــاهر العابر، ليس في محله، أال ترى أنـه لـو كـان مقـام أحـد في نفس مسجد الشجرة ال يشك في أنه لــو أراد اإلحــرام لــزم اإلحرام من هذا الميقات أو سائر المواقيت، وكــذا لــو كــان أحد في نفس وادي العقيق، وليس ذاك إال ألجل أن الظاهر من هذه األخبار أن المريد لدخول الحرم يلزم عليه اإلحرام

من أحد هذه المواقيت. }ثالثها: إنه أدنى الحــل، نقــل عن الحلــبي، وتبعــه بعضــه اســتظهره، وعن ــأخرين{ فعن األردبيلي أن ــأخري المت مت المدارك أنه يحتمل قويا، وعن الكفاية أنــه استحســنه، وفي

المستند مال إليه }لجملة ثالثة من األخبار{. كصحيح الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم(

، قلت: فالقاطنين بها، قــال:الألهل مكة أن يتمتعوا، قال: إذا أقاموا سنة أو سنتين صنعوا كما يصنع أهــل مكــة، فــإذا

ــوا ــإن لهم أن يتمتع ــهرا ف ــاموا ش ــال:أق ، قلت من أين، قيخرجــون من الحــرم:قلت: من أين يهلــون بــالحج، قــال ، من مكة نحوا ممن يقول الناس(1).

ورواية حماد: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن أهلمكة أ يتمتعون، قال:

بتفاوت.3 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 192 ص8( الوسائل: ج?)1

123

Page 124: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــوط ــان وإن األول واألح ــوى ك ــاني، األق ــدم الث فهم لعسماعة، خبر من الخصوصية

ليس لهم متعة :قلت: فالقاطن بها، قال ،إذا أقام بها ــل مكة ــنع أه ــنع ص ــنتين ص ــنة أو س ــإن مكثس ، قلت: ف

يخرج من، قلت: من أين يحرم، قال: يتمتعالشهر، قال: .(1)الحرم

وصحيح عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(:من أراد أن يخرج من مكة ليعتمــر، أحــرم من الجعرانــة أو

، بنــاء على إطالق العمــرة على مــا(2)الحديبية أو ما أشبههايشمل التمتع أيضا.

ينبغي للمجــاورومرسل المقنعة، قال )عليــه الســالم(: بمكة إذا كان صرورة وأراد الحج أن يخرج إلى خارج الحرم فيحــرم من أول يــوم من العشــر، وإن كــان مجــاورا وليس بصــرورة فإنــه يخــرج أيضــا من الحــرم، ويحــرم في خمس

.(3)تمضي من العشر }واألحوط األول{ الذي هو مهل أرضــه، وذلــك ألن فيــهــة، }وإن كــان جمعا بين األقوال، وأنه موجب للبراءة اليقيني األقوى{ بنظر المصنف )رحمه الله( }الثاني{ الذي هو أحد المواقيت }لعدم فهم الخصوصية من خبر سماعة{ المعين

لمهل

.7 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 194 ص8( الوسائل: ج?)1.1 من أبواب المواقيت ح22 باب 246 ص8( الوسائل: ج?)2.24 باب صفة اإلحرام سطر 62( المقنعة: ص?)3

124

Page 125: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــار أحد بــاب من المهل ذكر وأن والناســي، الجاهل وأخباألفراد،

،أحرم عن مهل أرضكاألرض، ألن الجمع العرفي بين ــوقتوبين فليخــرج الظــاهر في اإلطالق، وأحــرم من ال

، هو ذلك.حتى يجاوز ذات عرق وعسفان وأشكل على خــبر ســماعة بأنــه ضــعيف الســند بمعلى،

الظاهر فيإن شاءوضعيف الداللة لقوله )عليه السالم(: عدم الوجوب.

وأجيب عن األول باالنجبار، مضافا إلى كونه من روايات الكافي الذي قد عرفت المختار في رواياته، وأنها يعمل بهــا ما لم يدل على خالفها دليــل معتــبر، لضــمانه )رحمــه اللــه(

ذلك.ــق ــاني بمــا في المســتند، أن الظــاهر أن متعل وعن الث

المشية التمتع بالعمرة دون الخروج إلى مهل أرضه. }وأخبار الجاهل والناســي، وإن ذكــر المهــل{ لكن يــرد عليها مضافا إلى ما تقدم من أن حمــل مــا نحن فيــه عليهــاــدل على قياس، أن تعيين المهل }من باب أحد األفراد{، وي ذلك قولــه )عليــه الســالم( في صــحيحة معاويــة المتقدمــة:

فلــترجع إلى الميقــات فتحــرم منه(1)مضــافا إلى مــا دل ، على أن من أتى عليهن من غير أهلهن كان حكمــه اإلحــرام

من ذلك الميقات الشامل لما نحن فيه. من دخــل المدينــة فليس لــه أنوقوله )عليه السالم(:

، وإن كان ظــاهر جملــة من األخبــار(2)يحرم إال من المدينةخصوصية ميقات أهله، كصحيحتي الحلبي المتقدمتين

.4 من أبواب المواقيت ح14 باب 238 ص8( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب المواقيت ح15 باب 241 ص8( الوسائل: ج?)2

125

Page 126: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــية ومنع ــرور خصوص ــار في للم على الدالة العامة األخبالمواقيت.

مقيــدة بها العامل نــدرة فمع الثــالث القــول أخبــار وأماالتعذر صورة على محمولة أو المواقيت، بأخبار

يرجــعوخبر علي بن جعفر، عن أخيــه )عليــه الســالم(: .(1)إلى ميقات أهل بالده الذي يحرمون به فيحرم

وسيأتى الكالم في ذلك إن شاء الله تعالى. }ومنع خصوصية للمرور في األخبار العامــة الدالــة على المواقيت{، لما عرفت من أنهــا لم تشــتمل إال على لفظــة

أتىوهي غــير ظــاهرة في من يــأتي من الخــارج، بــل ، يشمل من أتى عليها ولو من الداخل، بل ومن كــان ســكناه

فيها. }وأما أخبار القول الثالث فمع ندرة العامــل بهــا مقيــدةــالخروج عن ــول ب ــار تق ــك األخب ــواقيت{ ألن تل ــار الم بأخب الحرم، وهذه األخبار تقول باإلحرام من الميقات، فهمــا من

قبيل المطلق والمقيد، فال بد من حمل األول على الثاني. }أو محمولة على صورة التعذر{ بقرينة األخبار الــواردة في تـــارك اإلحـــرام، كقولـــه )عليـــه الســـالم( في مســألة

إن كان عليهاالحائض، التي مرت على الميقات بال إحرام: مهلة فـترجع إلى الـوقت فلتحـرم منــه، فـإن لم يكن عليهـا وقت فلترجع إلى ما قدرت عليه بعــد مــا تخــرج من الحــرم

، إلى غـــير ذلـــك، بنـــاء على عـــدم فهمبقـــدر ال يفوتها الخصوصية، وأن هذا حكم كل من كان دون الوقت من أهل

اآلفاق، ولم تتمكن من الرجوع إلى الوقت.هذا ولكن األقوى في النظر هو القول الثالث.

.7 من أبواب المواقيت ح14 باب 239 ص8( الوسائل: ج?)1

126

Page 127: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أما ندرة القائل به فغير مضر بعد مــا عــرفت غــير مــرة من أن اإلجماع المحتمل االستناد غير صالح لالعتماد، فكيف

بالشهرة وهي غير معلومة التحقق ههنا. وأما ما ذكره )قدس سره( من التقيد بأخبار المــواقيت،ــق ــع بين المطل ــد، إذ الجم ــير صــالحة للتقيي ــا غ ــه: إنه ففيــه والمقيد ليس إال ألظهرية المقيد، بحيث يرى العرف تقدم على المطلق، أما لو لم يكن كذلك ال بــد من حمــل المقيــد على االستحباب، ولهــذا اشــتهر بين األصــوليين أن المطلــقــد، والعام لو كانا ذا داللة قوية لم يحمال على الخاص والمقي كما ذكره شيخنا المرتضى )رحمه الله( في أواخر الرســائل على مــا ببــالي وغــيره، والمقــام من هــذا القبيــل إذ أقــرب المواقيت إلى مكة مرحلتــان، ومن المعلــوم أن بين الحــرمــو ــا ه ــة كم ــوم بالراحل ــثر من ي ــواقيت أك ــرب الم وبين أق المتعارف في تلك األزمنة، فإطالق يخرج من الحرم وإرادة أقرب ميقات خالف الجمـع العـرفي، فيكـف بـإرادة ميقـاتــو أهله الموجب لمسير أيام إذا كان من أهل المدينة، كما هــول: من أراد ــل أن يق ــه من قبي ــول األول، فإن مقتضــى الق زيارة الحسين )عليه السالم( من مجاوري كربالء يخرج منــة كربالء ويغتسل ثم يزور، ويريد بذلك الخروج إلى الكاظمي

على األقل واالغتسال فيها.ــة الخــروج من والحاصل: إن الروايات الدالــة على كفاي الحــرم مــع كونهــا في مقــام البيــان أبيــة عن الحمــل على الذهاب إلى الميقات أقربها فكيــف بأبعــدها، فــالالزم حمــل

ونحوها على االستحباب.مهل أرضهرواية ويدل على المختار خبر إسحاق المتقدم في أدلة القول الثاني أيضا، إذ ال ينطبق مسير ليلــة إال على خــارج الحــرم، فإنها ال تصل إلى الميقات قطعــا، فــذكرها من أدلــة القــول

الثاني

127

Page 128: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــان من كل حكم ذكرنا ما أن الظــاهر ثم وأراد مكة في كمستحبا، ولو بالتمتع اإلتيان

في غير محله. هذا مضــافا إلى أن موثــق ســماعة مجمــل، إذ عســفان ليس من المواقيت، وذات عــرق وإن كـانت منهــا، إال أنــه ال يلزم تجاوزها الذي هو نص الرواية، فلم يبــق للقــول الثــانيــه ــه مشــكل، إذ لم يصــرح في ــز، والعمــل ب إال مرســل حري

، ومن المعلــوم أن حجأن يحج أو يعتمربالتمتع، بــل قـال: المكي قران أو افراد، والعمــرة أعم، فيحتمــل أن يــراد من

الوقت مثل التنعيم والجعرانة. فالقول الثاني إذا ال دليل عليه أصــال، والقــول األول قــد عرفت حال دليله، فلم يبق إال القول الثالث، وقد أطال في الحدائق والجــواهر الكالم والنقض واإلبــرام، وفيمــا ذكرنــاه

غنية، فال نتعرض لمواقع النظر فيهما. وقد مــال المستمســك إلى المختــار أيضــا، فقــال: وأمــا القول الثالث فالعمــدة فيــه الصــحيح، فــإن لم يكن موهونــا باإلعراض كان المتعين األخذ به، وحمل خــبر ســماعة األول على االستحباب، كما هو الغالب في المتعارضين في األقــلــاد ــح االعتم ــاإلعراض لم يص ــا ب ــان موهون ــثر، وإن ك واألك

، فتأمل.(1)عليه }ثم الظــاهر أن مــا ذكرنــا حكم كــل من كــان في مكــةــك حكم ــا كــون ذل ــو مســتحبا{ أم ــالتمتع ول ــان ب وأراد اإلتي القاطنين فواضح، ألن النصــوص إمــا عامــة أو خاصــة، وأمــا بالنسبة إلى أهــل مكــة إذا أرادوا التمتــع اســتحبابا أو وجوبــا بنذر ونحوه، فهــل يكــون الحكم هكــذا أم ال، يحتمــل اعتبــار

أحد المواقيت، لما تقدم

.4 رقم 183 ص11( المستمسك: ج?)1

128

Page 129: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

تعــذر إذا وأما المــواقيت، إلى الرجوع إمكان مع كله هذا ما إلى الرجوع األحوط بل الحل، أدنى إلى الرجوع فيكفي لم وإن الميقـــات دون هو مما الحـــرم خـــارج من يتمكنيتمكن

ــا ــد م ــل أقســام الحج بع ــة من فص في المســألة الثاني عرفت من عدم خصوصية للخــروج إلى بعض األمصــار، بــل

لمنيكفي الخروج ولو إلى الميقات، هذا مضافا إلى صدق .أتى عليهن من غير أهلهن

ويحتمل أن يكون إحرامه من دويرة أهله، بنــاء على أنــرم من ــات أح ــه دون الميق ــان منزل ــا دل على أن من ك مــاهر ــك الظ ــه، لكن في المستمس ــا نحن في ــه، يعم م منزل

التسالم على خالفه. ويحتمل أن يكون إحرامه من أدنى الحل، لصــحيح عمــر

ــه الســالم(: ــه )علي ــد الل ــد، عن أبي عب من أراد أنبن يزي يخرج من مكة ليعتمر أحرم من الجعرانة أو الحديبيــة أو مــا

، الحديث. بناء على شموله لعمرة التمتع.(1)أشبههما والمســألة مشــكلة، واألحــوط اإلحــرام من الميقــات

وتجديد النية من أدنى الحل. }هذا كلــه مــع إمكــان الرجــوع إلى المــواقيت، وأمــا إذاــواقيت ــدى الم ــه، أو إح ــل أرض ــاء على تعين مه ــذر{ بن تع }فيكفي الرجوع إلى أدنى الحل، بــل األحــوط الرجــوع إلى ما يتمكن من خارج الحــرم ممــا هــو دون الميقــات، وإن لم

يتمكن

.1 من أبواب المواقيت ح22 باب 247 ص8( الوسائل: ج?)1

129

Page 130: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

واألحــوط موضعه، من أحرم الحل أدنى إلى الخروج منيتمكن ما إلى الخروج

من الخروج إلى أدنى الحل أحرم من موضعه، واألحوطالخروج إلى ما يتمكن{، عن المدارك أنه مقطوع به.

وقال في المستند: هــذا مــع اإلمكــان، وأمــا مــع التعــذر فيحرم من أدنى الحل على المشهور، بل المقطــوع بــه في كالم األصحاب كمــا قيــل، بــل ادعى بعضــهم االتفــاق عليــه، ودليله واضح مما مر، فإنه ال شـذوذ حينئــذ حـتى يرفـع اليـد عن دليله، ولو تعذر في أدنى الحل أحرم من مكة بال خالفــا نحن ــير م أيضا، ويدل عليه ما دل على ثبوت الحكم في غ

، انتهى.(1)فيه وقال في الحــدائق: قــد قطــع األصــحاب )رضــوان اللــه عليهم( بأن المجاور في مكة )شرفها اللــه تعــالى( مــدة لمــالم، تنتقل حكمه وفرضه عن حكم اآلفاقي لو أراد حج اإلس فإنه يجب عليه الخروج إلى الميقات واإلحرام بعمرة التمتع منه، وإن تعذر خــرج إلى أدنى الحــل، فـإن تعــذر أحــرم منــه ــر في ــاعي لم يظه مكــة، وظــاهر كالمهم أن الحكم إجم

، انتهى.(2)مخالف لكن لنا في ذلك تأمل، إذ لو كان الحج مستحبا أو نحوه كالنذر الموسع وغــيره، فمــا الــدليل الــذي يــدل على كفايــة

اإلحرام من مكة لمن ال يتمكن الخروج

.9 سطر 290 ص2( المستند: ج?)1.412 ص14( الحدائق: ج?)2

130

Page 131: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

إلى أدنى الحـــل، وحملـــه على الحج الـــواجب المعين يتوقــف على القطــع بالمنــاط المفقــود، وللمســألة شــقوق

وتفاريع تحتاج إلى مالحظة أخبار المواقيت. فال تجـاوزنعم ربما يقال إن إطالق مثل صحيح صفوان

ــه، بتقــريب أنــه دالالميقات إال من علة يشمل ما نحن في على جواز اإلحرام من غير الميقــات مطلقــا إذا كــانت علــة

.(1)تمنع عن اإلحرام من الميقات، والله العالم

ــف )دام?)1 ( إلى هنا انتهى الجزء الثالث من كتاب الحج، حسب تجزأة المؤلظله(.

131

Page 132: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فصلاإلجمال: على التمتع حج صورة

المتمتع بــالعمرة الميقــات من الحج أشــهر في يحرم أن ســبعا، بــالبيت فيها فيطــوف مكة يــدخل ثم الحج، إلى بها

ــتين ويصــلي الصــفا بين لها يســعى ثم المقــام، في ركع األصح كان وإن احتياطا، للنساء يطوف ثم سبعا، والمروة

ــدم ــه، ع ينشئ ثم ويقصر وجوب ــا في مكة من للحج إحراميدرك أنه يعلم وقت

}فصل{ في بيان }صــورة حج التمتــع على اإلجمــال{ وحيث إن كل واحد من األحكام المــذكورة تــأتي بأدلتهــا في مواضــعها نــذكر المتن عفــوا، وهي }أن يحــرم في أشــهر الحج منــة ــدخل مك ــا إلى الحج، ثم ي ــع به ــالعمرة المتمت ــات ب الميق فيطــوف فيهــا بــالبيت ســبعا، ويصــلي ركعــتين في{ خلــف }المقام، ثم يسعى لها بين الصفا المروة سبعا، ثم يطــوف للنساء احتياطا، وإن كـان األصـح عــدم وجوبـه، ويقصـر، ثمــه ــة في وقت يعلم أن ــر }للحج من مك ــا{ آخ ينشــئ إحرام

يدرك

132

Page 133: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــوف ــة، الوقـ ــوم إيقاعه واألفضل بعرفـ ــة، يـ ثم الترويـ ثم الغروب، إلى الزوال من بها فيقف عرفات إلى يمضي بعد به ويقف فيه، فيبيت المشعر إلى منها ويمضي يفيض

مــنى إلى يمضي ثم الشــمس، طلــوع إلى الفجر طلــوع ثم منه، ويأكل هديه يذبح أو ينحر ثم العقبة، جمرة فيرمي

والطيب، النســاء إال شــيء كل من فيحل يقصــر، أو يحلق حرمته عدم األقوى كان وإن أيضا، الصيد اجتناب واألحوط

اإلحرام. حيث من عليه طواف فيطوف ليومه مكة إلى يأتي أن بين مخير هو ثم ثم الطيب، له فيحل ســعيه ويســعى ركعتيه ويصــلي الحج

ركعتيه ويصلي النساء طواف يطوف

الوقوف بعرفة، واألفضل إيقاعه يوم التروية، ثم يمضي إلى عرفات فيقف بهــا من الــزوال إلى الغــروب{ من يــوم

عرفة.ــف }ثم يفيض ويمضي منها إلى المشعر فيبيت فيه ويق به بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس{ من يوم العيد }ثم يمضي إلى منى فيرمي جمرة العقبة، ثم ينحر أو يذبح هديه ويأكل منه، ثم يحلق أو يقصر{ كل ذلك يــوم العيـد }فيحـل من كل شيء إال النساء والطيب، واألحــوط اجتنــاب الصــيد أيضا، وإن كان األقوى عدم حرمته عليه من حيث اإلحرام{ بــل الحرمــة من حيث الحــرم فقــط }ثم هــو مخــير بين أنــه{ يأتي إلى مكة ليومه فيطوف طواف الحج ويصلي ركعتيــه الطيب، ثم يطــوف خلف المقام. }ويسعى سعيه فيحل ل

طواف النساء ويصلي ركعتيه{

133

Page 134: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فيبت الجمــار لــرمي مــنى إلى يعود ثم النساء، له فتحل عشر والثـــاني عشر الحـــادي وهي التشـــريق ليـــالي بها

الثالث. الجمار أيامها في ويرمي عشر، والثالث يــرمي حــتى بمــنى يقيم بل ليومه، مكة إلى يأتي ال وأن ثم عشر الثــاني يوم ومثله عشر الحادي يوم الثالث جماره

ــزوال بعد ينفر ــان إذا ال ــاء اتقى قد ك ــيد، النس وإن والص الــزوال قبل ولو عشر الثــالث وهو الثــاني النفر إلى أقامأيضا. جاز الرمي بعد لكن في عليه إثم وال والســعي للطــوافين مكة إلى عــاد ثم

ــيء ــ ــح، على ذلك من شـ ــ ــتزاء األصح أن كما األصـ ــ االجـالحجة. ذي تمام والسعي بالطواف

مكة إلى يمضي بــأن األول اختيــار هو األحــوط واألفضل أيـــام عن فضال لغـــده التـــأخير ينبغي ال بل النحـــر، يـــوم

لعذر. إال التشريق

كــذلك } فتحــل لــه النســاء، ثم يعــود إلى مــنى لــرميــادي الجمار فيبت بها ليالي التشريق وهي{ ليلة اليوم }الح عشر والثاني عشر والثالث عشر، ويرمي في أيامها الجمار الثالث، و{ بين }أن ال يأتي إلى مكة ليومه، بــل يقيم بمــنى حتى يـرمي جمــاره الثالث يـوم الحـادي عشـر، ومثلـه يــوم الثاني عشر ثم ينفر{ فيه }بعــد الــزوال، إذا كــان قــد اتقى النساء والصيد، وإن أقام إلى النفر الثاني وهو الثالث عشر ولو{ نفر }قبل الزوال لكن بعد الــرمي جــاز أيضــا، ثم عــادــه في إلى مكة للطوافين{ وصالتيهما }والسعي وال إثم علي شـــيء من ذلـــك على األصـــح، كمـــا أن األصـــح أالجـــتزاء بالطواف والسعي تمـام ذي الحجــة، واألفضــل األحــوط هــو اختيار األول بأن يمضــي إلى مكــة يــوم النحــر، بــل ال ينبغي التـأخير لغــده فضـال عن أيـام التشـريق إال لعـذر{ وسـيأتي

تفصيل كل ذلك إن شاء الله تعالى.

134

Page 135: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

قصد بمعــنى النية:أحدها ،أمور التمتع حج في ويشترط إحــرام في الشــروع حين الحج من النــوع بهــذا اإلتيــان بينه نيته في تــردد أو غــيره نــوى أو ينــوه لم فلو ،العمــرة

يصح لم غيره وبين

ــة{ وقــد ــع أمــور، أحــدها: الني }ويشــترط في حج التمت اختلفــوا في المــراد بهــا ههنــا، فبعضــهم فســرها بــالخلوص والقربة، وبعض بنية كل من الحج والعمرة، وبعض بنية كــلــة اإلحــرام خاصــة، وبعض من أفعالهما المتفرقة، وبعض بني

بينة المجموع جملة. وأشكل بعض على آخر في تفســيره، لكن األظهــر أنهــاــروع في }بمعنى قصد اإلتيان بهذا النوع من الحج حين الش إحرام العمرة، فلو لم ينوه أو نــوى غــيره أو تــردد في نيتــه بينــه وبين غــيره لم يصــح{، وبهــذا المعــنى فســرها فيــيز عن ــع ليتم ــوص التمت ــه خص ــراد من ــال: الم ــتند ق المس القسمين األخيرين، أو عن العمرة المفردة كمــا أوجبهــا في

، انتهى.(1)المختلف وغيره بل هو ظاهر الجواهر أيضا، قال: ولعله لــذا كــان األولى

، انتهى.(2)إرادة نية حج التمتع بجملتهــذا وكيف كان، فالنزاع في هذا ال طائل تحته، إذ النية به المعــنى المــذكور في المتن شــرط لتمــيز المنــوي وقــد دل

عليه األخبار الكثيرة.ــع؟ ففي صــحيحة أحمــد، كيــف أصــنع إذا أردت أن أتمت

ــالبيتفقال: لب بالحج وانو المتعة، فإذا دخلت مكة طف ب(3).الحديث ،

السطر ما قبل األخير.190 ص2( المستند: ج?)1.11 ص18( الجواهر: ج?)2.4 من أبواب اإلحرام ح22 باب 31 ص9( الوسائل: ج?)3

135

Page 136: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ال تســم حجــا والوصحيحة أبان، بأي شيء أهل، فقال: عمرة واضمر في نفسك المتعــة، فــإن أدر كت متمتعــا وإال

.(1)كنت حاجا وصحيحة البزنطي، عن رجل متمتــع كيــف يصــنع، قــال:

ينوي المتعة ويحرم بالحج(2).ــون في ــار: إن أصــحابنا يختلف ــة إســحاق بن عم وموثق وجهين من الحج، يقـــول بعضـــهم: أحـــرم بـــالحج مفـــردا، وبعضهم يقــول: أحــرم وأنــو المتعــة بــالعمرة إلى الحج، أي

.(3)انو المتعةهذين أحب إليك، قال: اللهم إني أريــد أنبل واألخبار المتضمنة لمثــل قولــك:

، وأخبــارأتمتــع بــالعمرة إلى الحج على كتابــك وســنة نبيك في الجملــة، حيث أمــرهم )صــلى اللــه عليــه(4)حجة الوداع

وآله وسلم( أن يحلــوا ويجعلوهــا عمــرة، إلى غــير ذلــك مناألخبار.

وقد يقال بمنافاة ذلــك لمــا دل على جــواز تجديــد النيــة ، وما دل على إهالل علي )عليـه(5)إلى وقت التحلل إن فات

السالم( بما أهل بــه النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( بالمناط، إذ ال فرق بين التمتع والقران واإلفــراد في وجــوب

نيته على القاعدة، لكن الظاهر عدم التنافي.

.4 من أبواب اإلحرام ح21 باب 29 ص9( الوسائل: ج?)1.1 من أبواب اإلحرام ح22 باب 31 ص9( الوسائل: ج?)2.1 من أبواب اإلحرام ح21 باب 28 ص9( الوسائل: ج?)3.2 من أبواب اإلحرام ح16 باب 24 ص9( الوسائل: ج?)4.6 باب حج النبي ح249 ـ 246 ص4( الكافي: ج?)5

136

Page 137: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

في مفــردة بعمــرة أتى لو أنه األخبــار من جملة في نعم في بقي إذا ذلك يستحب بل ،بها يتمتع أن جاز الحج أشهر

ويتأكد ،الحجة ذي هالل إلى مكة

قال في المستند: وال ينافي ذلك جواز تجديــد النيــة إلى وقت التحلل إن فات، كما ال يضر في اشتراط الصوم بالنيةــدها إلى الــزوال إن فــات أول الــوقت، وكــذا ال جــواز تجدي ينافيه قضية إهالل علي )عليه الســالم( بمــا أهــل بــه النــبي )صلى الله عليه وآله وسلم( ألنها قضية في واقعة ال عموم

إلخ، والســر في(1)لها فيمكن أن يكون عالمــا بكيفيــة إهالله عدم التنافي أن جواز التأخير لدليل مخصص لعموم اإلدلــة، وإهالل علي )عليـــه الســـالم( مجمـــل جـــدا، إذ في بعض الروايات أنه ساق وفي بعضها أنـه لم يسـق، ومن المعلـوم أن القران ال يتحقق إال بالسوق فكيف أهــل )عليـه السـالم(ــار، مضــافا إلى كإهالله مع عدم السوق، بناء على تلك األخب إمكان أن يكون عالما بإهالل النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه

وسلم(، وأن يكون معذورا لعدم الوجوب مع عدم العلم. وكيف كان، فهذه األخبار ال تصلح لرفع اليد عن القاعدة

واألخبار المتقدمة والله العالم. }نعم في جملة من األخبــار أنــه لــو أتى بعمــرة مفــردة في أشهر الحج جاز أن يتمتع بها، بل يســتحب ذلــك إذا بقي

في مكة إلى هالل ذي الحجة، ويتأكد

.4 سطر 191 ص2( المستند: ج?)1

137

Page 138: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،حينئذ وجوبه القاضي عن بل ،التروية يــوم إلى بقي إذا.خالفه على اإلجماع تحقق الظاهر ولكن

ــذ، إذا بقي إلى يوم التروية، بل عن القاضي وجوبه حينئــام ــه{ ففي المق ــاع على خالف ــق اإلجم ولكن الظــاهر تحق

أمران: األول: جواز العــدول عن العمــرة المفــردة إلى التمتــع، وهذا على تقدير ثبوته يكــون مخصصـا لمـا دل على وجــوب

النية. الثـــاني: إنـــه مســـتحب مطلقـــا أم يجب في الجملـــة، فنقول: فال إشكال في جواز ذلك في الجملة، قال المحقــقــوي في الشرائع: ومن أحرم بالمفردة ودخل مكة جاز أن ين

التمتع بها ويلزمه دم، انتهى. عند ذلك كما صرح به غير واحــد، بــل ال(1)وفي الجواهر

أجد فيه خالفا، وفي موضع آخر بال خالف أجده، بل اإلجمــاع محكي صريحا وظاهرا عليه في جملــة من الكتب كــالخالف

والمعتبر والمنتهى، انتهى. وفي الحــدائق: المعــروف في كالم األصــحاب )رضــوان الله تعالى عليهم( أن من دخل مكة بعمرة مفــردة في غــير أشهر الحج فليس له أن يتمتع بها، وإن كان في أشهر الحج فإن له أن يتمتع بها، وإن شاء ذهب حيث شاء، واألفضل أن يقيم حـــتى يحج ويجعلهـــا متعـــة، ثم نقـــل عن ابن الـــبراج

الوجوب إذا بقي إلى يوم التروية. وفي المســتند من أحــرم بــالعمرة المفــردة في أشــهر

الحج ودخل مكة جاز

.71 ص18( الجواهر: ج?)1

138

Page 139: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

حج من: الســالم( )عليه الصادق عن سماعة موثق ففيــوال في معتمرا فال بالده إلى ورجع يعتمر أن نيته ومن ش

أشــهر ألن ،متمتع فهو الحج إلى أقــام هو وإن ،بذلك بأســوال الحج ــ ــدة وذو ش ــ فيهن اعتمر فمن ،الحجة وذو القع

يقم ولم بالده إلى رجع ومن ،متعة فهي الحج إلى فأقـــام أو رمضـــان شـــهر في اعتمر وإن ،عمـــرة فهي الحج إلى أفرد مجاور هو وإنما ،بمتمتع فليس الحج إلى فأقام قبله

بــالعمرة الحج أشــهر في يتمتع أن أحب هو فــإن ،العمــرة يتجــاوز أو عــرق ذات يجــاوز حــتى منها فليخرج ،الحج إلى

ــفان ــإن الحج إلى بعمرته متمتعا عس ــرد أن أحب هو ف يفالجعرانة إلى فليخرج الحج

أن ينوى بها عمرة التمتع ويحج بعدها ويلزمه دم الهــديحينئذ إلخ.

ويدل على الحكم المذكور روايات كثيرة. }ففي موثق سماعة{ أو صــحيحه الــذي رواه الصــدوق

من حج معتمــرا في شــوال}عن الصادق )عليــه الســالم(: ومن نيته أن يعتمر ورجع إلى بالده فال بأس بــذلك، وإن هــوــهر الحج شــوال وذو ــام إلى الحج فهــو متمتــع، ألن أش أق القعدة وذو الحجة، فمن اعتمــر فيهن فأقــام إلى الحج فهي متعــة، ومن رجــع إلى بالده ولم يقم إلى الحج فهي عمــرة، وإن اعتمر في شهر رمضان أو قبله فأقـام إلى الحج فليس بمتمتع، وإنمــا هــو مجــاور أفــرد العمــرة، فــإن هــو أحب أنــا حــتى يتمتع في أشهر الحج بالعمرة إلى الحج فليخرج منه يجاوز ذات عرق أو يتجاوز عسفان فيــدخل متمتعــا بعمرتــه إلى الحج، فإن هو أحب أن يفرد الحج فليخرج إلى الجعرانة

139

Page 140: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

.منها فيلبيــحيحة وفي ــ : الله عبد أبي عن ،يزيد بن عمر صـ من ــرة اعتمر ــردة عم ــرج أن فله مف يدركه أن إال أهله إلى يخ.ةالتروي يوم الناس خروج

ــ وفي ــالم( )عليه عنه ةقوي ــرا مكة دخل من: الس معتم أن إلى أقــام وإن ،ذلك له كان عمرته فيقضي للحج مفرداــانت الحج يدركه ــ ــال ،متعة عمرته ك ــ ــالم(: )عليه ق ــ الس

الحج أشهر في إال متعة تكون وليس.دخل من: السالم( )عليه عنه ةصحيح وفي

.}( 1)فيلبي منها }وفي صحيحة عمر بن يزيد{ التي رواها الصدوق أيضــا

من اعتمر عمرة مفردة}عن أبي عبد الله )عليه السالم(: فلــه أن يخــرج إلى أهلــه إال أن يدركــه خــروج النــاس يــوم

، وفي قويــة{ الــتي رواهــا الشــيخ )رحمــه اللــه((2)التروية من دخــل مكــة معتمــرا مفــردا للحج}عنه )عليه السالم(:

فيقضي عمرته كان له ذلـك، وإن أقـام إلى أن يدركـه الحج كانت عمرته متعة، قال )عليه الســالم(: وليس تكــون متعــة

.(3)إال في أشهر الحج }وفي صحيحة{ التي رواها الشــيخ )رحمــه اللــه( أيضــا

من دخل }عنه )عليه السالم(:

.2 من أبواب أقسام الحج ح10 باب 195 ص9( الوسائل: ج?)1.9 من أبواب العمرة ح7 باب 248 ص10( الوسائل: ج?)2.1 من أبواب أقسام الحج ح15 باب 205 ص8( الوسائل: ج?)3

140

Page 141: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

يخرج أن له فليس الحجة ذي هالل إلى فأقام بعمرة مكة.سالنا مع يحج حتى

أشــهر في اعتمر منالقاســم: بن موسى مرسل وفي.األخبار من ذلك غير إلى ،فليتمتع الحج

مكــة بعمــرة فأقــام إلى هالل ذي الحجــة فليس لــه أن{.(1)يخرج حتى يحج مع الناس

من اعتمـــر في}وفي مرســـل موســـى بن القاســـم: ، لكن في الحــدائق قــال: ومــا رواه}(2)أشهر الحج فليتمتع

الشيخ عن موسى بن القاسم قــال: أخــبرنى بعض أصــحابنا )رحمه الله( أنه سأل أبا جعفر )عليه السالم( في عشر منــه: شوال فقال: إني أريد أن أفرد عمرة هذا الشهر، فقال ل

أنت مرتهن بالحجفقال: إن المدينة منزلي ومكــة منزلــة ، أنت مرتهن بالحجولي بينهما أهل وبينهما أموال، فقال له:

:فقال له الرجل ،ــاج إلى فإن لي ضياعا حــول مكــة واحت.(3)تخرج حالال وترجع حالال إلى الحج فقال: الخروج إليها

}إلى غير ذلك من األخبار{ كصحيح يعقوب بن شــعيب، قال: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه السـالم( عن المعتمــر في

.(4)هي متعةأشهر الحج، قال )عليه السالم(: وخبر علي ـ كما في الحدائق ـ قال: سأله أبو بصير وأنا

حاضر عمن أهل بالعمرة

.6 من أبواب العمرة ح7 باب 247 ص10( الوسائل: ج?)1.339 ص16( الحدائق: ج?)2.410 ص14( الحدائق: ج?)3.4 من أبواب العمرة ح7 باب 247 ص10( الوسائل: ج?)4

141

Page 142: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،خالفا فيه أجد ال الجواهر في بل ،جماعة بها عمل وقد

ــال: ــع، ق ــه أن يرج ليس في أشــهرفي أشــهر الحج ل الحج عمرة يرجع منها إلى أهلــه ولكنــه يحتبس بمكــة حــتى

.(1)يقضي حجه ألنه إنما أحرم لذلك وصحيح عبد الله بن سنان، أنه سأل أبا عبد اللــه )عليــه السالم( عن المملوك يكون في الظهر يــرعى وهــو يرضــى

إن كــان اعتمــر في ذي القعــدةأن يعتمر ثم يخرج، فقال: .(2)فحسن، وإن كان في ذي الحجة فال يصلح إال الحج

وخبر عبد الرحمن بن أبي عبــد اللـه، عن أبي عبـد اللـه.(3)العمرة في العشر متعة)عليه السالم( قال:

إلى غير ذلك مما ذكره في الحدائق وغيره. }وقــد عمــل بهــا جماعــة، بــل في الجــواهر ال أجــد فيــه خالفا{، وقد تقــدمت عبارتــه وعبــارتي الحــدائق والمســتند، فليس في أصل ذلك في الجملة إشكال، وإنمــا في القرينــة الموجبة لحملها على االسـتحباب كمــا هـو المشـهور، خالفــا

البن البراج.وما يمكن أن يستدل به لذلك أمور:

األول: اإلجماع، وفيه: المناقشة صغرى وكبرى. الثاني: ما دل على عدم وجوب أزيــد من حجــة واحــدة، وفيه: إنه إنما دل على عدم الوجوب بال ســبب، أمــا بســبب فال، ومن األسباب ما ذكــر في هــذه الروايــات، كمــا أن من

األسباب النذر والعهد واليمين واإلفساد واإلجارة وغيرها.

.338 ص16( الحدائق: ج?)1.11 من أبواب العمرة ح7 باب 248 ص10( الوسائل: ج?)2.10 من أبواب العمرة ح7 باب 248 ص10( الوسائل: ج?)3

142

Page 143: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــد ــة بع الثالث: خروج الحسين )عليه السالم( يوم الترويما كان اعتمر بعمرة مفردة.

وفيه: ــا ــ ــالم( اختالف كم ــ ــه الس ــ ــه )علي ــ أوال: إن في خروج

ستعرف. وثانيـــا: إنـــه كـــان مجبـــورا كمـــا ال يخفى، والكالم في

المختار.الرابع: جملة من الروايات:

كصــحيح عبــد اللـه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه.(1)ال بأس بالعمرة المفردة في أشهر الحجالسالم( قال:

وصــحيح إبــراهيم بن عمــر اليمــاني، عن أبي عبــد اللــه )عليه الســالم(، إنــه ســئل عن رجــل خــرج في أشــهر الحج

ال بــأس إن حج في عامــهمعتمرا ثم رجع إلى بالده، قــال: ــه دم، فــإن الحســين بن علي ــك وأفــرد الحج فليس علي ذل )عليهما السالم( خرج قبل الترويــة بيــوم إلى العــراق، وقــد

، هكذا عن الكافي.كان دخل معتمرا.(2)خرج يوم الترويةوعن التهذيب:

وعن معاوية بن عمار، قال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــهــال: ــر، فق ــع والمعتم ــترق المتمت ــالم(: من أين اف إنالس

المتمتع مرتبط بــالحج، والمعتمــر إذا فــرغ منهــا ذهب حيث شاء، وقد اعتمر الحسين )عليه الســالم( في ذي الحجــة ثم راح يوم التروية إلى العراق والناس يروحــون إلى مــنى، وال

.(3)بأس بالعمرة في ذي الحجة لمن ال يريد الحج

.1 من أبواب العمرة ح7 باب 246 ص10( الوسائل: ج?)1.3 باب العمرة المبتولة ح535 ص4( الكافي: ج?)2.3 من أبواب العمرة ح7 باب 247 ـ 246 ص10( الوسائل: ج?)3

143

Page 144: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

والظاهر أن هذا الخبر كاف في حمل تلــك األخبــار على االســتحباب، وكــذا مــا قبلــه بقرينــة اســتدالل اإلمــام )عليــه السالم( بفعل الحسـين )عليــه الســالم(، واإليـراد بأنـه كـان مجبورا غير وارد، فإنه لم يكن مجبورا في أصل العمرة، وال في الخروج يوم الترويــة، ال قبلــه على تقــدير خروجــه ذلــك

اليوم.ــه وأما صحيح عبد الله بن سنان، فال يمكن االســتدالل ب في قبال أخبار ابن البراج، إلمكان تقييــده بغــير البــاقي إلى

يوم التروية. ومثله في ضــعف الداللــة من هــذا الحيث حســن نجيــة،

إذا دخــل المعتمــر مكــةعن أبي جعفر )عليه السالم( قال: غير متمتع فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وصــلى الركعتين خلف مقام إبراهيم )عليه الســالم( فليلحــق بأهلــه

إنما نزلت العمرة المفردة والمتعة، إال أن، وقال: إن شاء.(1)المتعة دخلت في الحج ولم تدخل العمرة في الحج

ومن الغريب ما في الحدائق: إن ظاهر الخــبر المــذكور عــدم جــواز الــدخول في حج التمتــع بــالعمرة المفــردة وإنــه الشــيخ على العمــرة كــانت في أشــهر الحج، ولهــذا حمل

المفردة في غير أشهر الحج، انتهى. إذا معــنى دخولهــا في الحج وجــوب إيقاعهــا في أشــهرــاض، عن ــل بن عي ــبر فض ــذلك في خ ــرح ب ــا ص الحج، كم

فقال )صلى اللــه عليــه وآلــهالصادق )عليه السالم( وفيه: ــوم القيامــة، وســلم(: دخلت العمــرة في الحج هكــذا إلى ي

، الحديث.(2)وشبك بين أصابعه، يعني في أشهر الحج

.5 من أبواب العمرة ح5 باب 243 ص10( الوسائل: ج?)1.33 من أبواب أقسام الحج ح2 باب 168 ص8( الوسائل: ج?)2

144

Page 145: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وعلى هذا فمعنى خبر نجية أن المتعــة يلــزم كونهــا فيأشهر الحج، دون العمرة فإنها ال يلزم أن تقع في أشهره.

وكيف كان، ففي ما تقــدم من خــبري إبــراهيم ومعاويــةــافا إلى ــهور، مضـ ــول المشـ ــة على القـ ــة في الداللـ كفايـ المؤيدات التي قــد عرفتهــا، وقــد عــرفت من بعض األخبــار المتقدمة وجه قول المصــنف )رحمــه اللــه( ويتأكــد إذا بقي

إلى يوم التروية. ثم إنه حكي عن المسالك تقييد االنقالب بما إذا لم تكن العمرة المفردة متعينة عليه بســبب من األســباب، ونــوقش

(1)فيه بأن مقتضى إطالق األدلة خالفه، ودفعــه في الجــواهر

بأن مــراد المســالك مــا إذا كــان هنــاك ســبب يقتضــي تعين المفردة على وجه ال يكفي في امتثالــه المتمتــع بهــا، وفيــه: إن الظاهر من كالم الشــهيد والمنــاقش كــون البحث حــول مثل العمرة المفردة الواجبة مطلقا، ال مثل ما ذكره كما لو

كان نذر أن يعتمر مفردة ال تنقلب إلى المتعة. وكيــف كــان، فــإطالق اإلدلــة شــاملة للعمــرة المفــردة المتـــأخرة عن حجـــة اإلفـــراد والقـــران في ســـنة أخـــرى، والمفــردة الواجبــة باســتقاللها لالســتطاعة لهــا دون حجهــا،ــا لم تنقلب لم والواجبة بالنذر والعهد واليمين، ولو قيدها بمــاالنقالب ــول ب ــهر الحج على الق ــا في أش ــف إذا أتى به تك القهري، وهل تنقلب عليه فيما لــو قــدمها في ســنة واحــدةــه على اإلفراد والقران بناء على المختار من جــواز ذلــك في

تردد، والله العالم.

.459 ص20( الجواهر: ج?)1

145

Page 146: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

إتيـــان حين قصـــده عـــدم مع التمتع صـــحة ومقتضـــاها من قهــرا تمتعا يصــير أنه بعضــها من الظــاهر بل ،العمــرة

،بعدها بها التمتع نية إلى حاجة غير

}ومقتضــاها صــحة التمتــع مــع عــدم قصــده حين إتيــانــير العمرة، بل الظاهر من بعضها أنه يصير تمتعا قهرا من غــه الســالم( ــه )علي حاجة إلى نية التمتع بها بعدها{، فإن قول

ــه متعة. وفي القوية: فهو متمتعفي الموثق: كانت عمرت :وفي صحيح يعقوب .هي متعة:وفي خبر عبد الرحمان ، العمرة في العشر متعة.ونحوها نص في االنقالب القهري

وقد صــرح بــذلك الجــواهر قــائال: كمــا أن المتجــه إرادة التمتع بها بالنية ال أنهــا تكــون قهــرا، وإن لم ينــو وإن أفــادهــه، بــل األصــل بعض النصوص السابقة، إال أنا لم نجد قائال ب

، انتهى.(1)يقتضي خالفه أيضا أقول: لكن ظاهر المستند العمل بــذلك، ألنــه بعــد ذكــر صحيحة عمر بن يزيد قال: بل مقتضى الصحيحة جواز إيقاع

.(2)حج التمتع بعدها وإن لم ينو بها التمتع، انتهى وأمــا مــا ذكــره من مخالفــة األصــل فال يمنــع بعــد ورود النص، كما أن عدم وجــدان القائــل بعــد عــدم تعــرض كثــير منهم للمسألة غير ضــائر، وأيــد مضــافا إلى أن االنقالب لــو كان قهريا كان اإلتمــام واجبــا، ولم يجــز الخــروج إلى أهلـه، وهو خالف النص والفتوى، وأيضا ال يصح له حج اإلفراد وهو

خالف صريح خبر اليماني، انتهى.

.462 ص20( الجواهر: ج?)1.19 المسألة الرابعة سطر 291 ص2( المستند: ج?)2

146

Page 147: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

عقيب الحج هو التمتع أن منها يســــــــتفاد أن يمكن بل بــأس وال ،بها أتى نحو بــأي الحج أشــهر في وقعت عمــرة،بها بالعمل

وفيه نظر، فإن االنقالب إنما يحصـل إذا حج بعـده حجـة بنية التمتع، كما هو مقتضى الجمع بين دليل االنقالب ودليــل

جواز الخروج وعدم الحج ودليل صحة حج اإلفراد له.ــه وفي الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليهما السالم( أن

ومن دخل مكة بعمــرة في شــهور الحج ثم أقــام بهــاقال: إلى أن يحج فهو متمتع، وإن انصــرف فال شــيء عليــه وهي

.(1)عمرة مفردة ثم إنه ال ينافي مــا ذكرنــا من االنقالب القهــري مــا رواه الصــدوق )رحمــه اللــه(، عن أبي بصــير، عن أبي عبــد اللــه

العمرة مفروضة مثــل الحج، فــاذا أدى)عليه السالم( قال: المتعة فقد أدى العمرة المفروضــة، ومن اعتمــر في أشــهر الحج عمــرة مفــردة فــإن شــاء ذهب حيث شــاء، وإن شــاء

.(2)دخل بها في الحج وجعلها عمرة تمتع فإن الجعل إنما هو بالدخول في الحج بنية التمتع كمــا ال

يخفى. }بل يمكن أن يســتفاد منهــا أن التمتــع هــو الحج عقيب عمرة وقعت في أشهر الحج بأي نحو أتى بها{ فإن مضمرة

أبي بصير المتقدمة وغيرها كالصريح في ذلك. }وال بأس بالعمل بها{ وال ينافيه خبر اليمــاني، ألنــه في

فرض الخروج من مكة

.318 ص1( الدعائم: ج?)1.6 من أبواب العمرة ح5 باب 243 ص10( الوسائل: ج?)2

147

Page 148: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وجب إذا ففيما الندبي الحج هو منها المتيقن القدر لكن عمــرة يجعلها أن أراد ثم مفــردة بعمــرة فأتى التمتع عليه

كــان ســواء ،عليه وجب عما بــذلك االجــتزاء يشــكل التمتعاالستيجار أو بالنذر وجب مما غيرها أو اإلسالم حجة

ــد ــع بعـ ــة في حج التمتـ ــار النيـ ــاع على اعتبـ وال اإلجمـ االضطرار الذي عرفت في تفسيرهم للنية المعتبرة، وكونــه معلوم االستناد المسقط لحجيته على فرض حجية الحــدس

منه. نعم فيــه نظــر من جهــة أخــرى، وهي أن المســتفاد من الروايـــات أن مـــا ال يحتـــاج إلى نيـــة التمتـــع هي العمـــرة المتقدمة ال الحج الواقــع بعــدها، فــاألقوى احتيــاج الحج إلى

النية لألخبار المتقدمة، فإنه ال مخصص لعمومها. نعم المســتفاد من بعض األخبــار كــون العمــرة الواقعــةــوى ــة، وإن ن ــها متع ــر بنفس ــهر الحج، أو في العش في أش

غيرها، وهذا غير االنقالب، ففي العمرة احتماالت ثالث:األول: إنها تنقلب بالنية.

الثاني: إنها تنقلب بال نية.الثالث: إنها ال تقع إال متعة. وهذا هو األقرب.

هذا في العمرة، أما في الحج فال بد من النية. }لكن القدر المــتيقن منهــا هــو الحج النــدبي، ففيمــا إذا وجب عليــه التمتــع فــأتى بعمــرة مفــردة ثم أراد أن يجعلهــا عمرة التمتع يشكل االجتزاء بــذلك عمــا وجب عليــه، ســواء كان حجة اإلسالم أو غيرها مما وجب بالنــذر أو االســتيجار{

لكن

148

Page 149: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،الحج أشــهر في وحجه عمرته مجمــوع يكون أن:الثاني يتمتع أن له يجز لم غيرها في بعضــــها أو بعمرته أتى فلو،بها

األقرب العموم، لعدم ما يدل على التقييــد، ومجــرد أنــه فرد تنزيلي غــير ضــائر، بــل قــد عــرفت أن بعض النصــوص مصرح بأنــه ال عمــرة إال المتعــة الموجبــة لكونهــا من األول كــذلك، والقــدر المــتيقن إنمــا يكــون في مــا كــان الخطــاب

مجمال، وليس المقام منه، والله العالم. ثم إنه يجوز للمفرد العدول إلى التمتع، كما ســيأتي في

موضعه، وهذا تخصيص آخر ألدلة النية. }الثـــاني{ ممـــا يشـــترط في حج التمتـــع: }أن يكـــون مجموع عمرته وحجــه في أشــهر الحج، فلــو أتى بعمرتــه أو بعضها في غيرها لم يجــز لــه أن يتمتــع بهــا{، عن المــداركــواهر بال ــه بين األصــحاب، وفي الج ــع علي ــذا الحكم مجم هــا ــه، وفي المســتند ثم م ــاع بقســميه علي ــل اإلجم خالف، ب ذكرناه من اشتراط كون المجموع في أشهر الحج مما وقع عليــه اإلجمــاع، ونقلــه عليــه في كلمــاتهم متكــرر، ثم نقــل

اإلجماع عن بعض.ــذا ولم أجــد في الحــدائق دعــوى عــدم الخالف على ه الشرط وإنما ادعاه على الشرط الثالث الــذي هــو أن يــأتي بالحج والعمرة في عام واحد، قال: وهــو ممــا ال خالف فيــه

بينهم. وكأن ما في المستمسك من نقله عدم الخالف عنه في هــذه المســألة في غــير محلــه، وأن النظــر إنمــا وقــع على

الشرط الثالث.ــوص ــراط نص ــذا الش ــدل على ه ــا ي ــان، فم ــف ك وكي مستفيضة، كصحيح عمر بن يزيد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

السالم( في حديث، وقال:

149

Page 150: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ليس تكون متعة إال في أشهر الحج(1). وصحيحة زرارة قال: ســألت أبــا جعفــر )عليــه الســالم(

،المتعةعن الــذي يلي المفــرد للحج في الفضــل، فقــال: يهل بالحج في أشهر الحج، فإذافقلت: وأما المتعة، فقال:

طاف بالبيت وصلى ركعتين خلف المقام وسعى بين الصــفا ،(2)والمروة وقصر وأحل، فإذا كان يوم التروية أهــل بــالحج

الحديث. ورواية ســعيد األعــرج، قــال: قــال أبــو عبــد اللــه )عليــه

ــع في أشــهر الحج ثم أقــام بمكــة حــتىالســالم(: من تمت يحضر الحج فعليه شاة، ومن تمتــع في غــير أشــهر الحج ثمجاور حتى يحضر الحج فليس عليه دم إنما هي حجة مفردة

(3). وموثقــة ســماعة بن مهــران، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

من حج معتمــرا في شــوال ومن نيتــه أنالسالم( أنه قال: يعتمـر ويرجـع إلى بالده فال بــأس بـذلك، وإن هـو أقـام إلىــع ألن أشــهر الحج شــوال وذو القعــدة وذو ــو متمت الحج فه

ــام إلى الحج فهي متعة ــر فيهن وأق ــة، فمن اعتم ـ(4)الحجالحديث، إلى غير ذلك.

}وأشــهر الحج شــوال وذو القعــدة وذو الحجــة بتمامــهــدوق ــكافي والصـ ــو المحكي، عن اإلسـ ــح{ وهـ على األصـ

والشيخ في النهاية والمفيد في األركان

.1 من أبواب أقسام الحج ح15 باب 205 ص8( الوسائل: ج?)1.3 من أبواب أقسام الحج ح5 باب 183 ص8( الوسائل: ج?)2.1 من أبواب أقسام الحج ح10 باب 195 ص8( الوسائل: ج?)3.2 من أبواب أقسام الحج ح10 باب 195 ص8( الوسائل: ج?)4

150

Page 151: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

على بتمامه الحجة وذو القعــدة وذو شــوال الحج وأشهر بن معاوية كصحيحة األخبار من وجملة اآلية لظاهر ،األصح،زرارة وخبر سماعة وموثقة عمار

والقاضــي في شــرح الجمــل، وابن إدريس والشــرائع ووافقهم المســـتند، بـــل حكي عن األكـــثر، بـــل عن كافـــة

الحج أشهر﴿المتأخرين، }لظاهر اآلية{ وهي قوله تعالى: فإن األشهر ظاهر في تمامها.، (1)﴾معلومات

}وجملة من األخبــار كصــحيحة معاويــة بن عمــار{، عن إن اللـه تعـالى يقـول:أبي عبد اللـه )عليـه السـالم( قـال:

الحج أشهر معلومــات فمن فــرض فيهن الحج فال﴿وق وال جــدال في الحج وهي شــوال﴾،رفث وال فســ

.(2)وذو القعدة وذو الحجةــة في المتن في الشــرط ــة ســماعة{ المتقدم }وموثق

األول. }وخبر زرارة{ الذي رواه الكليني، عن أبي جعفر )عليه

الحج أشــهر معلومــات: شــوال وذو القعــدةالسالم( قــال: .(3)وذو الحجة، ليس ألحد أن يحرم بالحج في سواهن

وصحيح أبان، المروي عن الصدوق، عنه، عن أبي جعفرــل: ــز وج ــه ع ــول الل ــالم( في ق ــه الس ــهر)علي الحج أش

شوال وذو القعدة وذو الحجة، وليس ألحد قال: معلومات.(4)أن يحرم بالحج فيما سواهن

.197( سورة البقرة: اآلية ?)1.1 من أبواب أقسام الحج ح11 باب 196 ص8( الوسائل: ج?)2.5 من أبواب أقسام الحج ح11 باب 197 ص8( الوسائل: ج?)3.8 من أبواب أقسام الحج ح11 باب 197 ص8( الوسائل: ج?)4

151

Page 152: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وخبرى معاوية بن عمار الحســن والقــوي، عن أبي عبــد الحج أشــهرفي قول اللــه عــز وجــل: الله )عليه السالم(:

والفرض التلبية واإلشــعارمعلومات فمن فرض فيهن الحج والتقليد، فأي ذلك فعل فقــد فــرض الحج، وال يفــرض الحج

الحج أشــهرإال في هذه الشهور التي قال اللــه عــز وجــل: .(1) وهي شوال وذو القعدة وذو الحجةمعلومات

مــا خلــق اللــهومرسل الصدوق، وقال )عليه السالم(: بقعة أحب إليه من الكعبة وال أكــرم عليــه منهــا، ولهــا حــرم الله عز وجــل األشــهر الحــرم األربعــة في كتابــه يــوم خلــق الســماوات واألرض ثالثــة منهــا متواليــة للحج وشــهر مفــرد

.(2)للعمرة رجبــا بمعــنى آخــر غــير المعــنى أقــول: األشــهر الحــرم هن المشهور لدخول شوال وخروج المحرم، والمعنى المشــهور

بالعكس. وفي الــدعائم، عن أبي جعفــر محمــد بن علي )عليهمــا

الحج أشــهرالســالم( أنــه قــال: في قــول اللــه عــز وجــل: األشــهر اآليــة قــال: معلومــات فمن فــرض فيهن الحج

المعلومات شوال وذو القعــدة وذو الحجــة وال يفــرض الحج.(3)في غيرها

إلى غير ذلك من األخبار.

.2 من أبواب أقسام الحج ح11 باب 196 ص8( الوسائل: ج?)1.10 من أبواب أقسام الحج ح11 باب 197 ص8( الوسائل: ج?)2.291 ص1( الدعائم: ج?)3

152

Page 153: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ذي من األول العشر مع األوالن الشــهران بأنها فالقولــام ثمانية مع أو ،بعض عن كما الحجة مع أو ،آخر عن كما أي ،ثالث عن كما فجره طلوع إلى النحر يوم وليلة أيام تسعة

أن على ،ضـــــعيف ،رابع عن كما شمسه طلـــــوع إلى أو،لفظي النزاع أن الظاهر

}فالقول بأنها الشهران األوالن مع العشر األول من ذي الحجة كمــا عن بعض{: الحســن والتبيــان والجــواهر وروض الجنان والسيد والعماني والديلمي، كما حكى عنهم الجواهر والمستند، ويدل عليــه مــا رواه الكليــني )رحمــه اللــه(، عن

ــال: ــراهيم بإســناده، ق أشــهر الحج شــوال وذوعلي بن إب.القعدة وعشرة من ذي الحجة

}أو مع ثمانية أيام كما عن آخر{: ابن زهرة في الغنية،ألنه جعلها الشهرين وتسع ليال فيخرج التاسع.

.وثمان ليال فيخرج الثامنوعن الكافي: }أو مع تسعة أيام وليلة يــوم النحــر إلى طلــوع فجــره،ــالث{: الخالف والمبســوط والوســيلة والجــامع، كمــا عن ث وظاهر جمل العلم والعمــل، والمصــباح ومختصــره ومجمــعــر البيان ومتشابه القرآن، ألنه عبر فيها بأنها الشهران وعش من ذي الحجــة بالتــأنيث الظــاهر في أن المــراد الليــالي

فيخرج اليوم العاشر. }أو إلى طلوع شمسه كمــا عن رابــع{: ابن إدريس في

موضع.ــبة ــيره في نسـ ــتند وغـ ــالف بين المسـ وال يخفى التخـ

األقوال، والظاهر وقوع الخلط في الجملة. }ضــعيف{ لمــا عــرفت من أن النصــوص على خالفهــا، والمرسل الذي هــو مســتند القــول األول ال يقاومهــا، }على أن الظاهر أن الــنزاع لفظي{ كمــا اعــترف بــه العالمــة في محكي المنتهى والمختلف، وكــذا غــيره، قــال في المسـتند:

وال فائدة في

153

Page 154: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ذي آخر إلى األعمال بعض إتيان جواز في إشكال ال فإنهــات هذه أن مرادهم يكون أن فيمكن ،الحجة آخر هي األوق

.الحج إدراك بها يمكن التي األوقات

هــذا الــنزاع، بــل في الحقيقــة هــو لفظي لالتفــاق علىــاء وقت ــرة، وبق ــي العش ــال بمض ــروج وقت بعض األفع خ

البعض إلى ما بعدها أيضا. وكذا ال تنــافى بين األخبــار المستفيضــة المصــرحة بأنهــا الثالثــة كمال، والنــادر المتضــمن لألولين والعشــر، إذ ليس المــراد في األولى أنــه يصــح وقــوع جميــع األفعــال في كــلــوع من ــا في المجم ــه يجب إيقاعه ــة، وال أن وقت من الثالث حيث المجموع، وال المراد في الثاني أن األولين مــع العشــر

إلخ، وقريب منه في الجواهر.(1)هي األشهر وعن الدروس: إن الخالف فيها لعله مبــني على الخالفــه اآلتي في فوات وقت المتعة، وفيه ما في الجــواهر من أن

ال يتم في بعضها, وكيف كان فمن حدد بثمــان ليــال ونحــوه فــالمراد آخــرــتي وقت فوت حج التمتع الذي يفوت بفوات وقت عمرته الــك ــوال في تل ــاء على األق ــة، ونحــوه بن ــوم التروي تفــوت بي المسألة، فما في المستمسك من أن جعل ذلك آخر الوقت

غير صحيح، محل نظر. وعلى كل حــال }فإنــه ال إشــكال في جــواز إتيــان بعض األعمال إلى آخر ذي الحجــة، فيمكن أن يكــون مــرادهم أنــا إدراك الحج{ هذه األوقات هي آخر األوقات التي يمكن به

وسيأتي وجه ذلك في موضعه إن شاء الله.

.15 سطر 191 ص2( المستند: ج?)1

154

Page 155: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بها قاصــدا الحج أشــهر قبل بــالعمرة أتى : إذا1 مســألة تصح هل لكن ،تمتعا صـــحتها عـــدم عـــرفت فقد ،التمتع

في الثـــاني اختـــار ،قـــوالن ،األصل من تبطل أو مفـــردةوبعض ،ينوها لم والمفردة ،يقع لم نواه ما ألن ،المدارك

: إذا أتى بالعمرة قبل أشهر الحج قاصدا بهــا1}مسألة التمتع، فقد عرفت عدم صحتها تمتعا، لكن هل تصح مفردة أو تبطل من األصــل، قــوالن{ قــال في الجــواهر عنــد قــول المحقق: ولو أحرم بالعمرة المتمتع بها في غير أشهر الحج

ــع العمــرة(1)لم يجز له التمتع بها إلخ، ما لفظه: لكن هل تقصحيحة، وإن لم يجز التمتع بها، كما تشعر به العبارة.

بــل عن التــذكرة والمنتهى التصــريح بــه، بــل عنهمــا التصريح بما هو أبلغ من ذلك، وأن من أحرم بالحج في غــير أشهره لم ينعقد إحرامه له، وانعقد للعمرة، إلى أن قال: ال ريب في البطالن بمقتضــى القواعــد العامــة، ولكن ال بــأس بالقول به إلخ، ومن هذا يعلم أن القائل بالصــحة صــريحا أو إشعارا هو الشرائع والتذكرة والمنتهى والجواهر، و}اختار{ القول }الثاني في المدارك، ألن ما نواه لم يقع، والمفــردة

واألصـح عــدم الصــحة مطلقــا، أمــا عن(2)لم ينوهــا{، قــال: المنوي فلعدم حصول شرطه، وأما عن غــيره فلعــدم نيتــه، ونية المقيد ال تستلزم نية المطلق، كما بينــاه مــرارا، وتبعــه في محكي كشـــف اللثـــام، وتـــردد في محكي التحريـــر،

}وبعض{

.19 ص18( الجواهر: ج?)1.3 سطر 427( المدارك: ص?)2

155

Page 156: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــار ــ ــبر األول اخت ــ ــول لخ ــ )عليه الله عبد أبي عن ،األح :قـال ،الحج أشـهر غير في الحج فرض رجل : فيالسالم(

عمرة يجعلها. عبد أبو قــال ،األعــرج ســعيد خــبر من ذلك يستشعر وقد

أقـــام ثم الحج أشـــهر في تمتع من: الســـالم( )عليه الله في تمتع وإن ،شــاة فعليه قابل من الحج يحضر حتى بمكةــتى جاور ثم الحج أشهر غير ،دم عليه فليس الحج يحضر ح.األمصار أهل على األضحى إنما ،مفردة حجة هي إنما

وهم من تقدم ذكرهم، }اختار األول لخــبر األحــول، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في رجل فــرض الحج في غــير

{.يجعلها عمرةأشهر الحج؟ قال: }وقد يستشعر ذلك من خبر سعيد األعرج، قال أبو عبد

من تمتع في أشهر الحج ثم أقام بمكةالله )عليه السالم(: حتى يحضر الحج من قابل فعليــه شــاة، وإن تمتــع في غــير أشهر الحج ثم جاور حتى يحضر الحج فليس عليــه دم، إنمــا

.}(1)هي حجة مفردة، إنما األضحى على أهل األمصار وال ينافي هــذين األخبــار الدالــة على عــدم صــحة ذلــك،

ــال: ــالم( ق ــه الس ــر )علي ــبر زرارة، عن أبي جعف الحجكخ أشهر معلومات: شوال وذو القعدة وذو الحجــة، ليس ألحــد

.(2)أن يحرم بالحج فيما سواهن كذلك.(3)وخبره الثاني

.1 من أبواب أقسام الحج ح10 باب 195 ص8( الوسائل: ج?)1.5 من أبواب أقسام الحج ح11 باب 197 ص8( الوسائل: ج?)2.13 من أبواب أقسام الحج ح11 باب 198 ص8( الوسائل: ج?)3

156

Page 157: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وخبر ابن اذينة قال: قال أبو عبــد اللــه )عليــه الســالم(:من أحرم بالحج في غير أشهر الحج فال حج له، ومن أحرم

.(1)دون الميقات فال إحرام له إذ ال منافاة بين عدم كونه حجا مع صيرورته عمرة، كما أنه ال إشكال فيهما من جهة الداللة، إذ ظــاهر خــبر األحــول أنه أحــرم بــالحج، ال أنــه يريــد اإلحــرام بــالحج، حــتى يكــونــهر الحج ثم ــير أش ــرض الحج في غ ــنى أن من أراد ف المع جاور حتى يحضــر الحج ال يقــع حجــه صــحيحا، بــل ينبغي أن يجعل النسك الــذي يريــد فعلــه عمــرة، والحمــل على ذلــك يحتاج إلى قرينة مفقودة، والقول بأنه في من فــرض الحج، والكالم فيمن فــرض العمــرة متعــة مــردود، إذ فــرض الحج أعم من فرض عمرة التمتــع وفــرض حج القــران واإلفــراد،

فإنه يطلق عليهما إطالقا لغويا وشرعيا وعرفيا، وال مجاز..(2)﴾فمن فرض فيهن الحج﴿قال تعالى:

ــالى: ــال تع إلى(3)﴾ولله على الناس حج البيت﴿وقغير ذلك.

وأمــا خــبر ســعيد فهــو أصــرح في كــون المــراد عمــرةالتمتع.

ويؤيد الخبرين خبر معاوية بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( ونحن بالمدينـــة: إني اعتمـــرت في رجب، وأنـــا أريـــد الحج

في كـل فضــلفأسوق الهدي أو أفرد الحج أو أتمتع، قــال: إن عليا كان ، قلت: فأي ذلك أفضل؟ فقال: وكل حسن

.4 من أبواب أقسام الحج ح11 باب 196 ص8( الوسائل: ج?)1.197( سورة البقرة: اآلية ?)2.97( سورة آل عمران: اآلية ?)3

157

Page 158: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،المدارك صاحب ذكره ما هو كان وإن القاعدة ومقتضى.للخبرين البعض ذلك ذكره بما بأس ال لكن

ــدة سنة في والعمرة الحج يكون أن:الثالث هو كما ،واحعليه المدعى المشهور

ــه أفضل ــو والل ــع فه ــرة تمت ــل شــهر عم ــول: لك (1)يق

الحديث، فاألقرب ما ذكره المصنف )رحمه الله(. }و{ هو أن }مقتضــى القاعــدة وإن كـان هــو مــا ذكـره صــاحب المــدارك، لكن ال بــأس بمــا ذكــره ذلــك البعض

للخبرين{ والله العالم. ثم إنه يأتي في الشرط الثــالث االضــطراب الواقــع في

.في القابلالرواية بالنسبة إلى لفظة }الثـــالث{ من شـــرائط حج التمتـــع: }أن يكـــون الحج

والعمرة في سنة واحدة{.ــالحج وعمرتــه في ــأتي ب قال في المستند: الثالث: أن ي سنة واحدة بال خالف يعلم، كما في الــذخيرة، ومطلقــا كمــاــا عن ــاق كم ــل باالتف ــرحه، ب ــاتيح وش ــدارك والمف في الم

، انتهى.(2)التذكرةــا ــة، كم ــاء كاف ــه بين العلم ــواهر: بال خالف في وفي الج

ـ انتهى.(3)اعترف به في المدارك وغيرها وفي الحــدائق: وهــو ممــا ال خالف فيــه بينهم }كمــا هــو

المشهور المدعى عليه

.18 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 180 ص8( الوسائل: ج?)1.20 سطر 191( المستند: ص?)2.14 ص18( الجواهر: ج?)3

158

Page 159: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

حج لكيفية المبينة األخبـــار من المتبـــادر ألنه ،اإلجمـــاع على الدالة ولألخبــار ،العبــادات توقيفية ولقاعــدة ،التمتع عــدم على والدالة ،به وارتباطها الحج في العمــرة دخــول

،بالحج اإلتيان قبل العمرة بعد مكة من الخروج جواز

اإلجماع{ وذلك }ألنه المتبادر من األخبار المبينة لكيفية حج التمتع{ التي منهــا أخبــار حجــة الــوداع، بيانــه أن النــبي )صلى الله عليه وآله وســلم( أمــر أصــحابه بأخــذ المناســك عنه، وقد كانت الكيفية المأخوذة هي الجمع بينهما في عــام واحد، ألنه )صلى اللـه عليــه وآلــه وســلم( أمــرهم بـاإلحرام

للحج في تلك السنة التي اعتمروا فيها باالنقالب. وعليه فكل كيفية عدا تلك الكيفية المأخوذة تحتــاج إلى دليل، وليس في المقام دليل على جواز اإلتيان بالعمرة في ســنة، والحجــة في ســنة أخــرى، فــالقول بالتفكيــك بينهمــا كالقول بالتفكيــك بين وقــوف عرفــات ووقــوف مشــعر في

سنتين، فتأمل. }ولقاعدة توقيفية العبادات{ ولم يــرد إال حجهم )عليهم السالم( في سنة واحدة، فغيره يحتاج إلى دليل، ويمكن أنــك، وفعلهم ــة الحج ذل ــار كيفي ــرق أن ظــاهر أخب ــون الف يك

)عليهم السالم( أيضا كذلك، كأخبار حجة الوداع، فتدبر. }ولألخبار الدالة على دخول العمرة في الحج وارتباطها به، والدالة على عدم جــواز الخــروج من مكــة بعــد العمــرة

قبل اإلتيان بالحج{.

159

Page 160: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

دخلت العمرة فيكقوله )صلى الله عليه وآله وسلم(: .(1)الحج هكذا وشبك بين أصابعه

والصحيح أو الحسن، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبدــا في أشــهرالله )عليه السالم(، قال: من دخل مكة متمتع

، الحديث.(2)الحج لم يكن له أن يخرج حتى يقضي الحج ورواية معاوية بن عمار، قال: قلت ألبي عبد الله )عليــه

ــال: ــر، فق ــع والمعتم ــترق المتمت ــالم(: من أين اف إنالس المتمتع مرتبط بــالحج، والمعتمــر إذا فــرغ منهــا ذهب حيث

، الحديث.(3)شاء إذاوصحيح صفوان، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال:

دخل المعتمر مكة غــير متمتــع فطــاف بــالبيت، وســعى بين الصفا والمروة، وصلى ركعتين خلــف مقــام إبــراهيم )عليــه

ــزلت العمــرة، وقال: السالم( فليلحق بأهله إن شاء إنما نــرة في والمتعة ألن المتعة دخلت في الحج، ولم تدخل العم

.(4)الحج وخــبر أبــان، عمن أخــبره، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

المتمتع محتبس ال يخرج من مكة حتى يخرجالسالم( قال: إلى الحج، إال أن يأبق غالمه، أو تضل راحلته، فيخرج محرما

.(5)وال يجاوز إال على قدر ما ال تفوته عرفة

.33 من أبواب أقسام الحج ح2 باب 168 ص8( الوسائل: ج?)1.6 من أبواب أقسام الحج ح21 باب 219 ص8( الوسائل: ج?)2.3 من أبواب العمرة ح7 باب 246 ص10( الوسائل: ج?)3.5 من أبواب العمرة ح5 باب 242 ص10( الوسائل: ج?)4.9 من أبواب أقسام الحج ح3 باب 220 ص8( الوسائل: ج?)5

160

Page 161: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وصحيح زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: قلت ، إلى أن قـال:تـأتي الموقــف فتلـبيله: كيف أتمتع، قال:

وليس لك أن تخرج من مكة حتى تحج(1). وصحيحته األخرى، عنه )عليــه الســالم( قــال: قلت ألبي

تــأتي الموقــفجعفر )عليه الســالم(: كيــف أتمتــع، فقــال: فتلبي بــالحج، فــإذا أتى مكــة طـاف وسـعى وأحــل من كـلــتى ــة ح ــرج من مك ــه أن يخ ــو محتبس، ليس ل ــيء وه ش

.(2)يحج وحسن معاوية، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: إنهم يقولون في حجة متمتع حجته مكيــة وعمرتــه عراقيــة،

كذبوا، أو ليس هو مرتبطا بحجته ال يخرج منها حــتىفقال: .(3)يقضيه

كــان أصــحاب رســول اللــهوخــبر ســعيد بن المســيب: )صلى الله عليه وآله وسلم( يعتمرون في أشهر الحج، فإذا

.(4)لم يحجوا من عامهم ذلك لم يهدوا وأشــكل في هــذه الروايــات في محكي كاشــف اللثــام، بــأن داللــة الجميــع ظــاهرة الضــعف، وكــذلك في المســتند، قال: وال يخفى ما في جميع تلك األدلــة من قصــور الداللــة،

، وتبعهما في المستمسك.(5)وعدم التمامية أقول: وذلـك ألن قولـه )صـلى اللـه عليــه وآلـه وسـلم(

معناه أن الحج والعمرة

.1 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 218 ص8( الوسائل: ج?)1.5 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 219 ص8( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 218 ص8( الوسائل: ج?)3.16 ص18( الجواهر: ج?)4.23 سطر 191 ص1( المستند: ج?)5

161

Page 162: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

في أشــهر الحج، كمــا تقــدم من تفســير اإلمــام )عليــهالسالم( له.

وصحيح حماد وما سيق مساقه إنمـا يمنـع عن الخـروج،أما من يعتمر ويبقى إلى السنة القابلة فال.

ومادل على ارتباطهما ال يدل على أزيـد من أن أحـدهماــراد ــان، بخالف اإلف ــوب واإلتي ــر في الوج ــك عن اآلخ ال ينف والقران، حــتى يجب أحــدهما دون عمرتــه، ويمكن أن يــأتي

بأحدهما مستحبا دون عمرته، أو بالعكس. وخبر ســعيد معنــاه أنهم إذا اعتمــروا عمــرة مفــردة لمــد أنهم إذا يهدوا، وذلك لعدم الهدي للعمرة المفردة، وال يري اعتمروا للتمتــع وأخــروا الحج إلى العــام القابــل حــتى يــدلــاج إلى ــير المحت ــراد غ ــذ إلى حج اإلف ــه ينقلب حينئ على أن

الهدي. هذا ولكن اإلنصاف أن العرف يفهمون من هذه األخبــار جملة االرتباط السنوي ال االرتباط بــالمعنى المــذكور فقــط، أال ترى أنه لو قال المولى لعبــده: اشــتر لنــا كــذا وكــذا في شهر رمضان، وذان األمران مرتبط أحدهما بــاآلخر، لم يكــد يشك العرف في أنه ال يصح أن يشتري أحدهما في رمضانــة هذه السنة واآلخر في رمضان السنة األخرى، وهذه الدالل وإن لم تكن لفظية لكنها داللة سياقية وكفى بها حجة، ولــذا قال في الجواهر بعد نقلــه عن كشــف اللثــام اإلشــكال في

الداللة ما لفظه: ال يخلو من نظر، خصوصا بالنسبة إلى بعضها الــذي هــو كالصــريح في أن عمــرة التمتــع مــع حجــه في تلــك الســنة كالعمل الواحد، بل ظاهرهــا أنــه ال يجــوز لــه االقتصــار على العمرة وجعلها مفردة بعد أن دخل متمتعــا بهــا، فإنــه بــذلك

يكون مرتبطا ومحتبسا

162

Page 163: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــار من دل وما بل ــاب على األخب ــزوال المتعة ذه ــوم ب ي،ونحوها عرفة يوم أو التروية

بحج تلك السنة معها إال مع الضرورة كما اعترف به في ،(1)المدارك حاكيا له عن صريح الشيخ وجمــع من األصــحاب

انتهى. }بل وما دل من األخبار على ذهاب المتعــة بــزوال يــوم التروية أو يوم عرفة ونحوها{ مما يأتي في المسألة الثالثــة

من هذا الفصل.ــرحة قال في المستند: يدل عليه األخبار المتكثرة المص بانتفاء المتعة أو ذهابها بزوال شمس يوم الترويــة أو عرفــة أو غروبها أو ليلة عرفة، واآلمرة بجعلها حينئذ حجــة مفــردةــبر في ــو لم يعت ــة، ول المتقدمــة أكثرهــا في المســألة الثاني المتعــة اتحــاد ســنة النســكين لم يصــح ذلــك النفي والحكم بالذهاب واألمر بالعدول على اإلطالق، بل مطلقــا، والتقييــدــاء بمن أراد الحج في سنة العمرة أو من لم يتمكن من البقــاإلرادة إلى آخر عام تقييد بال دليل مع أن في جواز التقييد ب

، انتهى.(2)من أصله نظرا وأشكل عليــه في المستمســك بأنهــا واردة في العــدول من عمرة التمتــع إلى اإلفــراد لضــيق الــوقت، ال في أن من

،(3)أتم عمرتـــه وضـــاق وقتـــه عن إدراك الحج بطلت متعتهانتهى.

.19 ص18( الجواهر: ج?)1.27 سطر 191 ص2( المستند: ج?)2.200 ص11( المستمسك: ج?)3

163

Page 164: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

المراد أن بدعوى ،المتقدم األعرج سعيد خبر ينافيها وال إيقـــاع جـــواز على فيـــدل ،القابل العـــام فيه القابل من

المــراد بل ،ذلك لمنع ،أخــرى في والحج ســنة في العمــرةالقابل الشهر منه

لكن الظاهر أن المستمسك لم يعــط الحجــة حقهــا من النظر، فإنه لو لم يكن الواجب اإلتيان بحج التمتــع في هــذه الســنة لم يكن وجــه للعــدول عن عمــرة التمتــع إلى حج اإلفراد، بل كان الالزم أن يتم العمرة ويؤخر حج التمتـع إلى

السنة الثانية أو الثالثة ونحوها. }وال ينافيها خبر ســعيد األعــرج المتقــدم{ في الشــرط الثاني، وبين وجه المنافــاة بقولــه: }بــدعوى أن المــراد من القابل فيه العام القابل، فيدل على جواز إيقــاع العمــرة في ســنة والحج في أخــرى{ وإنمــا قلنــا بعــدم المنافــاة }لمنــعــه في ــا احتمل ــل{ كم ــه الشــهر القاب ــراد من ــل الم ــك، ب ذل الوسائل، قال: المراد من قابل الشهر ال الســنة، لئال ينــافي

ما تقدم، انتهى. والــذي يهــون الخطب اضــطراب النســخة، فــإن الشــيخ

، كما نقلــه عنــه في الوســائل،من قابلرواه بحذف كلمة فيكون الحــديث نــاظرا إلى الفــرق بين المعتمــر في أشــهر الحج، وإن كان فصل بين عمرته وحجه فإن عليه الـدم ألنـه تمتع، وبين المعتمر في غير أشــهر الحج، فإنــه لــو حج ال دم عليه، أما الهــدي فألنــه ليس بمتمتــع، وأمــا األضــحية فألنهــا على أهل األمصــار، بــل في الحــدائق في بــاب الهــدي نقــل

، وإن رواه عنــهمن قابلالرواية عن الكافي بــدون لفظـة في الحدائق في شرائط حج

164

Page 165: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــير السابقة األدلة لمعارضة أنه على ــذا وعلى ،قابل غ هــالعمرة أتى فلو ــام إلى الحج وأخر عــام في ب لم اآلخر الع

رجع أو ،القابل العــام إلى مكة في أقام سواء ،تمتعا يصحــاد ثم أهله إلى ــواء ،إليها ع ــرام من أحل وس أو عمرته إح

ــنة إلى عليه بقي ــرى الس ــدروس عن لما وجه وال ،األخ ال،الصورة هذه في الصحة احتمال من

ــع، وفي الوســائل عن الكــافي مــع تلــك اللفظــة، التمتــقوط عن ــوجب للس ــطراب م ــذا االض ــال فه ــل ح وعلى ك

الحجية بالنسبة إلى هذه الجهة. }على أنــه لمعارضــة األدلــة الســابقة غــير قابــل، وعلى

هذا{ فاألقوى هو مختار المشهور المدعى عليه اإلجماع. }فلو أتى بالعمرة في عام وأخر الحج إلى العــام اآلخــر لم يصح تمتعــا، ســواء أقــام في مكــة إلى العــام القابــل، أو رجع إلى أهله ثم عاد إليها، وسواء أحل من إحــرام عمرتــه، أو بقي عليه إلى السنة األخــرى{، كــل ذلــك إلطالق األدلــة

الدالة على هذا الشرط، كإطالق الفتاوى. }ال وجه لما عن الدروس من احتمــال الصــحة في هــذهــة فليس ــالحج في الســنة القابل ــه: أو أتى ب الصــورة{ بقول

بمتمتع. نعم لو بقي على إحرامه بالعمرة من غير إتمام األفعال

إلى القابل احتمل اإلجزاء، انتهى.ــالث لكن فيه مضافا إلى ما تقدم، أنه مناف للشرط الث الذي هــو وقــوع الحج والعمــرة في أشــهر الحج، فإنــه وقــع

بعض اإلحرام في غير أشهره، إذ ظاهر أدلة

165

Page 166: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

في معا يكونا أن واحــدة ســنة في كونهما من المــراد ثم من أزيد بينهما يكــون ال أن ال ،واحــدة سنة من الحج أشهر

بعمــــرة أتى لو أيضا يصح فال وحينئذ ،شــــهرا عشر ياثن من الحجة ذي في بــالحج وأتى الحجة ذي أواخر في التمتع.القابل العام

ــار مع مكة بطن من حجه إحــرام يكون أن:الرابع ،االختيلإلجماع

الوقوع في أشهر الحج الوقوع بتمام خصوصياته. }ثم المراد من كونهمــا في ســنة واحــدة أن يكونــا معــا في أشهر الحج من سنة واحدة، ال أن ال يكــون بينهمــا أزيــد من اثــني عشــر شــهرا{ ألن األدلــة دلت على األول ال على الثــاني }وحينئــذ فال يصــح أيضــا لــو أتى بعمــرة التمتــع فيــام ــة من الع ــالحج في ذي الحج ــة، وأتى ب ــر ذي الحج أواخ القابل{ وقد علم بذلك أيضا أن عمرة التمتــع يفــوت وقتهــا من اليـــوم العاشـــر قطعـــا، بـــل وقبلـــه في الجملـــة على

االختالف اآلتي.نعم العمرة المفردة تصح في هذه األوقات.

}الرابع{ من شرائط حج التمتع: }أن يكون إحرام حجهمن بطن مكة مع االختيار، لإلجماع{.

قال في المستند: بال خالف كما قيل، بل بإجماع العلماء، انتهى.(1)كما في المدارك والمفاتيح وشرحه وغيرها

.191 ص2( المستند: ج?)1

166

Page 167: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

واألخبار

وقــال في الحــدائق: وقــد أجمــع علماؤنــا كافــة على أن، انتهى.(1)ميقات حج التمتع مكة

وقال في الجواهر: بال خالف أجده فيه نصا وفتــوى، بــل، انتهى.(2)في كاشف اللثام اإلجماع عليه

}واألخبار{ كصحيحة عمرو بن حــريث الصــيرفي، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: من أين أهــل بــالحج،

ــال: ــة، وإنق ــئت من الكعب ــك، وإن ش ــئت من رحل إن ش.(3)شئت من الطريق

من بــــدل (4)من المســــجدوفي بعض الروايــــات: .الكعبة

وهذه الصحيحة الصريحة كافيــة في المقــام بعــد كونهــافي مقام البيان، مضافا إلى غيرها.

ــد اللــه )عليــه ــة بن عمــار، عن أبي عب كصــحيحة معاوي إذا كــان يــوم الترويــة إن شــاء اللــه تعــالىالســالم( قــال:

فاغتســل، ثم البس ثوبيــك وادخــل المســجد حافيــا، وعليــك السكينة والوقار، ثم صل ركعتين عند مقــام إبــراهيم )عليــه السالم( أو في الحجر، ثم اقعد حتى تزول الشــمس، فصــل المكتوبة ثم قل في دبر صالتك كمــا قلت حين أحــرمت من

.(5)الشجرة فأحرم بالحجــه ــه )علي ــد الل ــا عب ــبي، قــال: ســألت أب وصــحيحة الحل

السالم( ألهل مكة أن يتمتعوا،

.359 ص14( الحدائق: ج?)1.2 من أبواب المواقيت ح21 باب 246 ص8( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب المواقيت ح21 باب 246 ص8( الوسائل: ج?)3.1 من أبواب اإلحرام ح52 الباب 71 ص9( الوسائل: ج?)4

5

167

Page 168: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

إذا أقاموا سنة أو، قلت: فالقاطنين بها، قال: القال: سنتين صنعوا كما صنع أهـل مكــة، فـإذا أقـاموا شـهرا فـإن

ــوا ــالم(:لهم أن يتمتعـ ــه السـ ــال )عليـ ، قلت: من أين، قـيخرجون من الحــرمقلت: من أين يهلــون بــالحج، فقــال ،

.(1)من مكة نحوا ممن يقول الناس)عليه السالم(: ــالعمرة إلى الحج وصحيحته األخرى: عن الرجل يتمتــع ب

،(2)يهـل بــالحج من مكةيريد الخــروج إلى الطـائف، قـال: الحديث.

وصـحيحة حمـاد، وفيهـا: فـإن مكث شـهرا، قـال )عليـه ،يخــرج من الحــرم، قلت: من أين، قال: يتمتعالسالم(:

من مكة نحوا مما يقول النــاسقلت: أين يهل بالحج، قال: (3).

ــا ــد )عليهم ــر بن محم ــائم اإلســالم، عن جعف وخــبر دع إذا كــانالسالم( أنه قــال في المتمتــع بــالعمرة إلى الحج:

ــوب إحرامــه وأتى المســجد ــة اغتســل ولبس ث ــوم التروي ي ثم يحــرم كمــا يحــرم من الميقــات، إلى أن قال: الحرام

وأهــل مكــة كــذلك يحرمــون للحج منقال )عليه السالم(: .(4)مكة، وكذلك من أقام بها من غير أهلها

ــار إلى غــير ذلــك من الروايــات، هــذا مضــافا إلى األخبالمعينة للمسجد ونحوه، بعد عدم الخصوصية.

.3 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 192 ص8( الوسائل: ج?)1.7 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 219 ص8( الوسائل: ج?)2.7 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 194 ص8( الوسائل: ج?)3.319 ص1( الدعائم: ج?)4

168

Page 169: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ثم إنهم إنما قيــدوا اإلحـرام بكونـه من بطن مكـة حـتى يصــدق اإلحــرام من مكــة الــذي هــو مــورد جملــة من تلــكــا الروايات، فإن المراد بالبطن ما كان عليه شــيء من بنائه

الصادق حتى على السطح الخالي عن الحائط. وعلى هذا فيتسع موضع اإلحرام باتســاع مكــة، ويضــيق بضيقها، واحتمال أن يكون المراد مكة التي في زمن صدور الروايــات مــردود، بــأن الحكم معلــق على العنــوان، فيــدور مداره، فهــل مثــل أن يقــال أكــرم العــالم فإنــه يــدور مــدارــو لم يكن ــيره، فل ــان في زمن الصــدور وغ العلم، ســواء ك

عالما ثم صار أكرم، ولو انعكس لم يكرم. وكيف كان، فيخرج الظهر الذي هو خــارج البنيــان إال أن

يحتمل كفاية حد الترخص وهو بعيد. أما على نفس البنيان كما أحرم على الســور، فالظــاهر

صدق مكة عليه وإن لم يصدق عليه بطن مكة فتدبر. وهل جو مكة محكوم بحكمهــا، فلــو أحــرم في الطــائرة المحلقــة على ســمائها كفى، فيــه تأمــل، وإن كــان ال يبعــدــد، فيكفي األول دون التفصــيل بين الســماء القــريب والبعي

الثاني. وأما العمارات المرتفعة كــاثنتي عشــرة طبقــة ونحوهــاــماء في مما هو المعمول اآلن فالمقطوع كفايته، ومثل الس الحكم البئر فإن كـان قرارهـا قريبــا وأحـرم منــه كفى، وإن

كان بعيدا جدا بحيث لم يصدق عليه مكة لم يكف. ثم إنه ال يتوقف صدق مكة على البنيان، بل لو كــان لــه

متصال بداره الواقعة

169

Page 170: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

منالسالم( )عليه الحسن أبي عن ،إسحاق خبر في وما ،هــؤالء بعض يتلقى فخــرج هاهنا مجــاورا أبي كانه: قول

ودخل ،بالحج عرق ذات من أحرم عرق ذات فبلغ رجع فلما اإلحرام جواز منه يستفاد ربما إنه حيث ،بالحج محرم وهو

أن أحســـنها محامل على محمـــول ،مكة غـــير من بـــالحج،أعماله أول إنها حيث ،عمرته بالحج المراد

في آخر مكة حديقة له بدون سياج صــح اإلحــرام منهــا، لصدق مكة عليها، وأما صدقها على البساتين التابعة ونحوها

ففيه تأمل، والله العالم. }ومـــا في خــبر إســحاق{ الصــحيح الــذي رواه عنــه صفوان، }عن أبي الحسن )عليه السالم( من قولــه{ اآلتي،

حيث قال: ســألت أبــا الحســن )عليــه الســالم( عن المتمتــع يجيءــة وإلى فيقضي متعته ثم تبدو له الحاجة فيخــرج إلى المدينــالم(: ــه الس ــال )علي ــادن، ق ــرق، أو إلى بعض المع ذات ع

يرجع إلى مكة بعمرة إن كان في غــير الشــهر الــذي تمتــع ــالحج ، قلت: فــإنفيه، ألن لكل شهر عمرة، وهو مــرتهن ب

كاندخل في الشهر الذي خرج فيه، قال )عليه السالم(: } أبي مجاورا هاهنا فخرج يتلقى بعض هؤالء، فلما رجــع فبلــغ ذات عــرق أحــرم من ذات عــرق بــالحج ودخــل هــو محــرم

، حيث إنه ربما يستفاد منه جواز اإلحرام بالحج من(1)بالحجغير مكة{ ألنه في جواب من فعل عمرته ويريد الحج.

}محمول على محامل أحسنها أن المراد بالحج عمرتــه، ــا ــا شــائع عرف ــه{، وإطالق الحج عليه ــا أول أعمال حيث إنه

وشرعا. لكن هذا غير تام، ألن السؤال إنمــا وقــع عن الــذي أتى

بعمرة

.8 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 220 ص8( الوسائل: ج?)1

170

Page 171: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

التمتــع وهــو يريــد الحج، ولــو كــان مــراد اإلمــام )عليــه السالم( اإلحرام بــالعمرة لم يكن جوابــا عن الســؤال، وهــو

خالف الظاهر. وأما المحامل األخر، فقد قال في الجواهر بعد اإلشكال

المذكور: لكن قــد يــدفع بــإرادة العمــرة من الحج فيــه، بنــاء على جواز عمرتين في شهر، أو بإرادة التعبد هنا باإلحرام به من غيرها، ثم تجديده بها، إلى أن قال: أو بالعــدول إلى اإلفــراد والقــران، أو بجــواز أن ال يكــون الســؤال عن المتمتــع، بــل عمن خــرج فعــاد في شــهر خروجــه، على أن يعــود ضــمير

فإنهإلى الرجل ونحوه، ثم احتمــل إعــراض اإلمــام )عليــه السالم( عن الجواب وأجاب بأن له اإلحرام بعمرة، إلى غير

، انتهى.(1 )ذلك من كلماته )رحمه الله(وربما احتمل الحمل على التقية.

وفي الكل ما تــرى، خصوصــا الحمــل على التقيــة، فــإن فعل أبيه )عليه السالم( تقية ال يوجب بيانــه )عليــه الســالم( في مقام إعطاء الحكم، واألقرب تخصيص األدلة األول بهذاــة إذا لم الصحيح، وأنه إنما يجب اإلحرام بحج التمتع من مكــرام يخرج. وأما إذا خرج ومر بذات عرق، فإنه يجوز له اإلح

منها. وإنما لم نقل بالوجوب، جمعــا بين هــذا الصــحيح وبين

منحسن حمــاد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: دخل مكة متمتعا في أشهر الحج لم يكن له أن يخرج حــتى يقضــي الحج، فــإذا عرضــت لــه حاجــة إلى عســفان أو إلى الطائف أو إلى ذات عرق، خرج محرما ودخــل ملبيــا بــالحج

فال يزال على إحرامه، فإن رجع إلى مكة

.443 ص18( الجواهر: ج?)1

171

Page 172: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

رجع محرما ولم يقرب البيت حتى يخرج مع النــاس إلى . قلت: فـإن جهـل فخـرج إلى المدينــة أو نحوهـا بغـيرمنى

ــد الحج ــاج يري ــهر الح ــان الحج في أش ــع إب ــرام، ثم رج إح إن رجــع في شــهرهأيدخلها محرما أو بغير إحــرام، فقــال:

،(1)دخل بغير إحرام، وإن دخل في غير الشهر دخل محرماالحديث.

ونحوه في هذه الجهة غيره، فــإن صــريحه أن من تمتــعــل محال، ــهر دخ ــدخول في الش ــرج وأراد ال ــالعمرة ثم خ ب والصحيح األول يــدل على الــدخول محرمــا بــالحج، والجمــع

بينهما يقتضي جواز األمرين. ولــذا قــال في محكي الــدروس: ولــو رجــع في شــهره دخلها محال، فإن أحرم فيــه من الميقــات بــالحج، فــالمروي عن الصادق )عليه السالم( أنه فعله من ذات عرق وكان قد

خرج من مكة إليها. وفي محكي التذكرة: لو خرج من مكة بغير إحرام وعاد في الشهر الذي خــرج فيــه اســتحب لــه أن يــدخلها محرمــا

بالحج، ويجوز له أن يدخلها بغير إحرام على ما تقدم. وفي المستمسك: ولو أمكن تخصيص األدلة األول بهــذاــو ــان ه ــا ك ــورده منه ــراج م ــ وإخ ــ أي بصــحيح إســحاق ـ ـ

، انتهى.(2)المتعينوقد عرفت أنه أحد احتماالت

.6 من أبواب أقسام الحج ح21 باب 219 ص8( الوسائل: ج?)1.204 ص11( المستمسك: ج?)2

172

Page 173: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،لإلجماع سككها في ولو ،كان منها موضع أي يكفي نعم منالســالم(: )عليه الصــادق عن ،حــريث بن عمــرو وخــبر

من شئت وإن ،رحلك من شئت إن :فقال ،بالحج أهل أين،الطريق من شئت وإن ،المسجد

الجواهر، لكن ما ذكره من التجديد ال دليل عليه.ــككها، ــو في س ــا كــان، ول ــع منه }نعم يكفي أي موض

{ المتقــدم }عن الصــادق(1)لإلجماع، وخبر عمرو بن حــريث إن شــئت من)عليه السالم(، من أين أهــل بــالحج، فقــال:

{رحلك، وإن شــئت من المســجد، وإن شــئت من الطريق واحتمــال الجــواز من الرحــل الخــارج من مكــة، والطريــق

كذلك خالف الظاهر. فــإذا كــان يــوم الترويــةثم إن ما في الفقــه الرضــوي: ويــدخل، إلى أن قــال: وجب أن يأخذ المتمتــع من شــاربه

البيت ويحرم منه أو من الحجر، فإن الحجــر من الــبيت وإن خرج من غير ما وصفت من رحلــه، أو من المســجد، أو من

، انتهى.(2)أي موضع شاء يجوز أو من األبطحإن أريد باألبطح خارج مكة كما هو الظاهر.

قال في مجمع البحــرين: في الحــديث أنــه )صــلى اللــه عليه وآله وسلم( صـلى بـاألبطح، يعـني مسـيل وادي مكـة، وهــو مســيل واســع فيــه دقــاق الحصــى أولــه عنــد منقطــع الشعب بين وادي منى، وآخره متصل بالمقبرة التي تسمى

بالمعلى عند

.2 من أبواب المواقيت ح21 باب 246 ص8( الوسائل: ج?)1.3 من المواقيت ح12 باب 21 ص2( المستدرك: ج?)2

173

Page 174: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،المسجد مواضعها وأفضل

أهل مكة ويجمع على األباطح والبطاح بالكسر على غير، انتهى.(1)القياس

فالبد من عدم العمـل بـه لمنافاتـه لمـا تقــدم من النص واإلجماع، اللهم إال أن يريد آخره المتصل بــالمقبرة الــداخل

في مكة. }وأفضل مواضعها المسجد{ اتفاقــا كمــا في الحــدائق،

، انتهى.(2)قال: وقد وقع االتفاق على أفضليته من المسجدوعن المدارك وعن غيرهما أيضا ذلك كما في المستند. ويدل عليه األمــر المتكــرر بــه في النصــوص، بعــد عــدم

تعيينه اتفاقا كما عن التذكرة، مضافا إلى ما عرفت.ــع فيففي رواية إبراهيم بن ميمون، وفيها: فإنك متمت

.أشهر الحج وأحرم يوم التروية من المسجد الحرامــه ــد اللـــه )عليـ ــار، عن أبي عبـ وفي صـــحيحة ابن عمـ

إذا كان يوم التروية إن شاء الله فاغتسل ثمالسالم( قال: ثم صـــل، إلى أن قـــال: البس ثوبيـــك وادخـــل المســـجد

ركعتين عند مقام إبراهيم )عليه الســالم(، أو في الحجــر ثم.(3)أحرم بالحج

وموثقــة أبي بصــير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( إذا أردت أن تحرم يــوم الترويــة فاصــنع كمــا صــنعتقال:

ثم ائت ، إلى أن قال: حين أردت أن تحرم

مادة بطح.242 ص2( مجمع البحرين: ج?)1.359 ص14( الحدائق: ج?)2.1 من أبواب اإلحرام ح52 باب 71 ص9( الوسائل: ج?)3

174

Page 175: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

تحت أو:يقــال وقد ،الحجر أو المقــام مواضــعه وأفضل،الميزاب

المسجد الحرام فصل فيه ست ركعــات قبــل أن تحــرمــد الحج ــول: اللهم إني أري ــال: وتق ــك، إلى أن ق ــرم ل أح، الحديث.(1)شعري وبشرى ولحمي ودمي

وفي خبر الدعائم المتقدم، عن الصادق )عليه السالم(:وأتى المسجد الحــرام :إلى أن قــال ،وأحــرم كمــا يحــرم

.(2)من الميقات إذا كان يــوم الترويــة فاصــنعوفي رواية عمر بن يزيد:

ــام ثم أهــل كما صنعت بالشجرة ثم صل ركعتين خلف المق بــالحج، فــإن كنت ماشــيا فلب عنــد المقــام وإن كنت راكبــا

.(3)فإذا نهض بعيرك وعن الــدعائم في ســياق حج رســول اللــه )صــلى اللــه

ــلم(: ــ ــه وس ــ ــه وآل ــ ــجدعلي ــ ــوا للحج من المس ــ ثم أحرم.(4)الحرام

وفي صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله أمـا عملت أن أصـحاب)عليه السـالم( في حـديث، فقـال:

رسول الله )صلى الله عليه وآلــه وســلم( إنمــا أحرمــوا من المســـجد، فقلت: إن أولئـــك كـــانوا متمتعين في أعنـــاقهم

الحديث، إلى غير ذلك من األخبار.(5)الدماء }وأفضل مواضعه المقام أو الحجر، وقد يقــال: أو تحت

الميزاب{، قال في

.1 من أبواب اإلحرام ح52 باب 71 ص9( الوسائل: ج?)1.319 ص1( الدعائم: ج?)2.2 من أبواب اإلحرام ح46 باب 63 ص9( الوسائل: ج?)3.300 ص1( الدعائم: ج?)4.5 من أبواب أقسام الحج ح9 باب 193 ص8( الوسائل: ج?)5

175

Page 176: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــا، المستند: وأفضله مقام إبراهيم أو الحجر مخيرا بينهم وفاقا للهداية والمقنع والفقيه والمدارك لصحيحة ابن عمــارــد، المتقدمة، وال ينافيها األمر بالمقام في رواية عمر بن يزي ألنه ال يفيد هنا أزيد من الرجحــان اإلضــافي، أو أحــد فــردي المستحب، ألنهما أيضــا من المجــازات المحتملـة بعــد عــدم إرادة الحقيقـة باإلجمــاع، وفي النــافع وعن الكـافي والغنيـة والجامع والتحرير والمنتهى والتذكرة والدروس وموضع من القواعد التخيير بين المقــام وتحت المــيزاب، وفي الشــرائعــذب ــة والمبســوط والمصــباح ومختصــره والمه وعن النهاي والسـرائر والمختلــف االقتصــار على المقــام، وفي اإلرشــاد

، انتهى.(1)على تحت الميزاب أقول: أما التخيير بين المقام والحجر فيدل عليه صـحيح

ــراهيم أوابن عمار المتقدمة: ــام إب ثم صل ركعتين عند مق، الحديث.في الحجر

وأما ما دل على المقام بالخصوص، فهو صحيح عمر بن ثم صل ركعتين خلف المقــام ثم أهــليزيد المتقدم، وفيه:

.(2)بالحج وإذا كان يوم التروية فاغتسل والبس ثوبيكوالرضوي:

ــك الســكينة ــا وعلي اللــذين لإلحــرام وادخــل المســجد حافي والوقار وصل عند المقــام الظهــر والعصــر واعقــد إحرامــك

، الحديث.(3)دبر العصر وإن شئت دبر الظهر

.1 من أبواب اإلحرام ح52 باب 71 ص9( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب اإلحرام ح46 باب 63 ص9( الوسائل: ج?)2.16 سطر 28( فقه الرضا: ص?)3

176

Page 177: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،يتمكن مما أحرم مكة من اإلحرام تعذر ولو

استدل به في الحــدائق، لكن فيــه: إنــه للمفــرد بقرينــةقوله بعد ذلك: .بالحج مفردا

وأما ما دل على الحجــر بالخصــوص فهــو مــا تقــدم في ويــدخل الــبيت ويحــرم منــه أو من الحجــر فــإنالرضــوي:

.الحجر من البيت هــذا ومنــه يعلم أن مــا عن الشــيخ من قولــه: وأفضــلــد ــا المســجد وفي المســجد عن ــتي يحــرم منه المواضــع ال المقام، كمــا عن ابن إدريس وابن بابويــه والمفيــد والعالمــةــام في المختلف والدروس قائال: واألقرب إن فعله في المق أفضــل من الحجــر تحت المــيزاب، كمــا حكــاه عنهم في الحــدائق وغــيره، غــير تــام، بــل همــا على السـواء، كمــا أن تخصيص تحت الميزاب لم يظهر له دليل، كمــا صــرح بــذلك

الحدائق والجواهر وغيرهما.ــا دل على ــافي بين م ــدم التن ــدم يعلم ع ــا تق ثم إن مم أفضــلية الحجــر أو المقــام، ومــا دل على المســجد مطلقــا، كموثق يونس بن يعقوب، سألت أبا عبد الله )عليه السالم(

ــال: من أي المســجدمن أي المسجد أحرم يوم التروية، ق.(1)شئت

ونحوه غيره.ــه أراد ثم إن من خصص تحت الميزاب قبال الحجــر كأن بــه أنــه أفضــل أمكنــة الحجــر، وإال فهــو من الحجــر كمــا ال

يخفى.ــا يتمكن{ بال ــذر اإلحــرام من مكــة أحــرم مم ــو تع }ول

إشكال، لصحيحة علي

.3 من أبواب المواقيت ح21 باب 247 ص8( الوسائل: ج?)1

177

Page 178: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــألته ابن جعفر، عن أخيه موسى )عليه السالم( قال: س عن رجل نسي اإلحرام فذكره وهو بعرفات ما حالــه، قــال:

اللهم على كتابك وسنة نبيك فقــد تم إحرامــه، فــإنيقول: جهل أن يحرم يوم الترويــة بــالحج حــتى رجــع إلى بلــده إن

.(1)كان قضى مناسكه كلها فقد تم حجه قــال في الحــدائق: لــو تعــذر االســتيناف من مكــة فقــد صــرح جملــة من األصــحاب بأنــه يســتأنف حيث أمكن ولــو بعرفة إن لم يتعمد ذلك، بمعــنى أنــه إن تعمــد اإلحــرام من غير مكة مع إمكان اإلحرام منها، فإنــه يبطــل إحرامــه، وإن أحرم من غيرها جهال أو نسيانا فإنه يجب عليــه أن يســتأنفه

، انتهى.(2)حيث أمكن ولو بعرفة وقال في المستند: لو أحــرم بحج التمتــع من غــير مكــة عمدا اختيارا لم يجزه ويستأنفه منها لتوقف الــواجب عليــه، وال يكفي دخولهــا محرمــا، وال بــد من االســتيناف منهــا على المعروف من مذهب األصحاب لما مر، ولــو نســي اإلحــرام منها يعيد إليها وجوبا لإلحرام مــع المكنــة، ولــو تعــذر العــودــو إليها لخوف أو ضيق وقت أو غيرهما أحرم من موضعه ول

، انتهى.(3)بعرفاتــود إلى أقول: تارك اإلحرام بمكة، إما أن يتمكن من الع مكة واإلحرام منها بــدون فــوت شــيء من الواجبــات أم ال،

فإن تمكن وجب للنصوص المتقدمة

.8 من أبواب المواقيت ح14 باب 239 ص8( الوسائل: ج?)1.360 ص14( الحدائق: ج?)2.19 سطر 192 ص2( المستند: ج?)3

178

Page 179: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الدالة على وجوب اإلحرام من مكــة من غــير فــرق بين أن أحرم من غيرهــا أم ال، لإلطالق، وإن لم يتمكن فإمــا أن يكون تركه عمدا أو نسيانا أو جهال أو عذرا أو غيرها، كما لو كان مغمى عليه فأحضر في الموقــف بال إحـرام، فـإن كـان عمدا فالظاهر البطالن، لعــدم دليــل على الصــحة في هــذه الصورة، ال بإحرام من هناك وال بــدون إحــرام، وقــد يحتمــل الصحة لصحيحة الحلبي الــواردة في إحــرام العمــرة، قــال: سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم( عن رجــل تــرك اإلحــرام

يرجع إلى ميقات أهل بالده الذينحتى دخل الحرم، فقال: يحرمون عنه فيحرم، فإن خشي أن يفوته الحج فليحرم من

.(1)مكانه، فإن استطاع أن يخرج من الحرم فليخرجبناء على عدم فهم الخصوصية، لكن فيه ما ال يخفى.

وإن كان نسيانا فالصــحة بال إشــكال، لصــحيحة علي بنجعفر المتقدمة.

والظاهر عــدم الفــرق بين الــذكر بعرفــات وغيرهــا لمــا يفهم من الذيل، كما أنه لــو لم يــذكر إلى اآلخــر صــح أيضــا لذلك، ثم إن الظاهر أنه إنما يكتفى باإلحرام من عرفات إذا لم يتمكن من الرجــوع بال فــوت شــيء من الواجبــات، فــإن الصحيحة ال إطالق لها بعد معلومية استلزام الرجوع الفوت في تلك األزمنــة، وإن كــان حضــرها قبــل الظهــر، وإن كــان جهال فهو كالنسيان على األصح، لمرسل جميل، عن أحدهما )عليهما السالم( في رجل نسي أن يحرم أو جهل وقد شهد

المناسك كلها وطاف وسعى؟ قال:

.7 من أبواب المواقيت ح14 باب 239 ص8( الوسائل: ج?)1

179

Page 180: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

يجزيه نيته إذا كان قد نوى ذلــك فقــد تم حجــه وإن لم .(1)يهل

وصحيح علي بن جعفر، عن أخيه )عليــه الســالم( قــال: سألته عن رجــل كــان متمتعــا خــرج إلى عرفــات وجهــل أن

إذايحــرم يــوم الترويــة بــالحج حــتى رجــع إلى بالده، قــال: .(2)قضى المناسك كلها فقد تم حجه

ــتين تســاوي الجهــل ــاء على أن المســتفاد من الرواي بن أيمــاللنسيان، ويدل عليه أيضا عموم قوله )عليه السالم(:

.(3)امرئ ركب أمرا بجهالة فال شيء عليه وإن كـان عـذرا كمـا لــو ألجــأ إلى الخـروج ولم يكن لــه وقت اإلحرام، كما لو كان آخر بلدة مكة فــدفع إلى خارجهــا قسرا، وال يبعد أن يكون حكمه حكم الناسي والجاهل للعلة

في مرسل جميل وصحيح ابن جعفر.وإن كان إلغماء ونحوه فهو أيضا كذلك للعلة.

فيومرسل جميل، عن أحدهما )عليهما السالم( قــال: .(4)مريض أغمي عليه حتى أتى الوقت؟ فقال: يحرم عنه

ومرسله اآلخر في مريض أغمي عليــه فلم يعقــل حــتى.(5)يحرم عنه رجلأتى الوقت، فقال:

فإن الظاهر أن المراد إنه يفعل بــه فعــل المحــرم فــإذاكان ذلك كان

.1 من أبواب المواقيت ح20 باب 245 ص8( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب المواقيت ح20 باب 245 ص8( الوسائل: ج?)2.3 من أبواب تروك اإلحرام ح45 باب 126 ص9( الوسائل: ج?)3.1 من أبواب المواقيت ح20 باب 245 ص8( الوسائل: ج?)4.4 من أبواب المواقيت ح20 باب 245 ص8( الوسائل: ج?)5

180

Page 181: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

لم ولو ،إحرامه بطل متعمدا اختيارا غيرها من أحرم ولو بل ،التجديد بدون إليها العود يكفيه وال ،حجه بطل يتداركه

أحــرم ولو ،كالعــدم غيرها من إحرامه ألن يجــدده أن يجب مع والتجديد ،إليها العــود وجب نســيانا أو جهال غيرها من

،اإلمكان

فعله بنفســه كافيــا لعــدم فهم الخصوصــية، مضــافا إلى مــا غلب اللــه عليـــه فهــو أولىقولــه )عليــه الســالم(:

.(1)بالعذر وممــا ذكرنــا يعلم وجــه قولــه: }ولــو أحــرم من غيرهــاــالرجوع إلى اختيارا متعمدا بطل أحرمه، ولو لم يتداركــه{ ب مكة واإلحرام منها }بطل حجه، وال يكفيه العود إليهــا بــدون التجديد{ إذ مجرد دخول مكة بهيئة اإلحرام غير كــاف، ألنــه

ليس بإحرام. قــال في الجــواهر: ال إشــكال، بــل والخالف محقــق في فســاد اإلحــرام لحج التمتــع من غــير مكــة مــع االختيــار، فال يجديه حينئذ المرور فيها ما لم يجدد اإلحرام منها له كما هو

.(2)واضح، انتهى }بل يجب أن يجدده ألن إحرامه من غيرها كالعدم{ بل

عدم، ومن هنا يعلم أن تسميته تجديدا مجاز للمشاكلة.ــا، }ولو أحرم من غيرها جهال أو نسيانا وجب العــود إليهــى ــه مقتض ــرفت من كون ــا ع ــان{ لم ــع اإلمك ــد م والتجدي

القاعدة.

.13 من أبواب قضاء الصلوات ح3 الباب 353 ص5( الوسائل: ج?)1.15 باب في وجوب استئناف اإلحرام سطر 21 ص18( الجواهر: ج?)2

181

Page 182: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ه.مكان في جدده عدمه ومع مجمــوع يكــون أن فيه يشــترط إنه يقــال ربما:الخامس

ــان جرؤاست فلو ،واحد وعن واحد من وحجه عمرته لحج اثنميت عن التمتع

}ومــع عدمــه جــدده في مكانــه{ ألن اإلحــرام الســابق باطل، وقد اختاره هذا في الشرايع وتبعه الجواهر والمستند وغيرهما، خالفا للمحكي عن الشيخ وكشف اللثام والتــذكرةــا ــه لم حيث اكتفوا باإلحرام السابق لألصل ومساواة ما فعل

يستأنفه في الكون من غير مكة. أقول: ال يبعد التفصيل بأنه إن أحــرم أوال من غــير مكــة في وقت ما كان يسعه الرجوع إلى مكــة لــو أراد، فالصــحة وعدم االحتياج إلى التجديد للعلة المتقدمــة المؤيــدة بالعلــة في موثقة زرارة الواردة في الحائض التاركــة لإلحــرام جهال

إنهــا تحــرم من مكانهــا قــد علممن قوله )عليــه الســالم(: .(1)نيتها

هذا مضافا إلى أنه حينئذ ليس مكلفا بالرجوع إلى مكة، الستلزامه فوت الحج المفــروض أن الشــارع ال يريــده، وإن كان التجديد أحوط، وإن أحرم في وقت كان يسعه الرجــوع بالبطالن ألنه ما كان مكلفا بذلك واألصل الفساد والمساواة

قياس، والله العالم. }الخامس{ من شــرائط حج التمتــع: }ربمــا يقــال: إنــه يشترط فيه أن يكون مجموع عمرته وحجــه من واحــد وعن

واحد، فلو استؤجر اثنان لحج التمتع عن ميت

.6 من أبواب المواقيت ح14 باب 239 ص8( الوسائل: ج?)1

182

Page 183: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

حج لو وكــذا ،عنه يجز لم هلحجــ واألخرى لعمرته أحدهما،يصح لم آخر عن وحجه شخص عن عمرته وجعل شخص

أحدهما لعمرتــه واألخــرى لحجــه لم يجــز عنــه{، إذ هــومناف الشتراط كونه من واحد.

}وكذا لو حج شخص وجعل عمرتــه عن شــخص وحجــهعن آخر لم يصح{ إذ هو مناف الشتراط كونه عن واحد.

قال في الجواهر: وظاهر األصحاب عــدم اشــتراط أمــر آخر غير الشرائط األربعة أو الثالثة في حج التمتع، لكن عن بعض الشافعية اشتراط أمر آخــر وهــو كــون الحج والعمــرةــخص ــع الحج عن ش ــع المتمت ــو أوق ــد، فل ــخص واح عن ش والعمرة عن آخر تبرعا مثال لم يصح، ويمكن أن يكون عــدم ذكر أصــحابنا لــذلك اتكــاال على معلوميــة كــون التمتــع عمالــدهم، وال وجــه لتبعيض العمــل الواحــد، فهــو في واحــدا عن الحقيقة مستفاد من كون حج التمتع قسما مســتقال، ويمكن أن ال يكون ذلك شرطا عندهم، لعــدم الــدليل على الوحــدة المزبورة، ثم استدل بالخبر اآلتي إلى أن قال: وأما الوقــوع عن شخص واحد فلم أجد في كالم أحد التعرض له، بمعــنىــه أنه لو فرض إلتزامه بحج التمتع بنذر وشبهه فاعتمر عمرت ومات مثال فهل يجزي نيابة أحد عنه مثال يحج عن مكة، وإن

،(1)كــان الــذي يقــوى عــدم اإلجــزاء إن لم يكن دليــل خــاصانتهى.

.21 ص18( الجواهر: ج?)1

183

Page 184: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بن محمد خـــــــــبر من يظهر ربما بل ،تأمل محل ولكنه حيث ،الثــاني صــحةالســالم( )عليه جعفر أبي عن ،مسلم

ــألته ــال: سـ ــال ؟أيتمتع أبيه عن يحج رجل عن قـ نعم:قـ.أبيه عن والحج له المتعة

}ولكنه محل تأمل، بل ربمــا يظهــر من خــبر محمــد بن مسلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( صــحة الثــاني، حيث

ــال: ــع؟ ق ــه أيتمت ــل يحج عن أبي ــال: ســألته عن رج نعمق.}(1)المتعة له، والحج عن أبيه

ومثله في الداللــة خــبر الحــرث بن المغــيرة الــذي رواه الشــيخ والصــدوق، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، فيــه ــال )علي ــه؟ ق ــل بحجــة عن أبي ــه وأه ــع عن أم رجــل تمت

إن ذبح فهــو خــير لــه، وإن لم يــذبح فليس عليــهالســالم(: .(2)شيء ألنه إنما تمتع عن أمه وأهل بحجة عن أبيه

وظاهر الخبرين التفكيك في من عنه الحج، واالحتماالت التي ذكرها المستمسك خال ما ذكر خالف الظــاهر، كمــا أن قوله: واإلنصاف أنه على تقدير الظهــور ال مجــال لألخــذ بــه

، انتهى.(3)في مقابل النصوص الدالة على االرتباط ممنــوع، إذ االرتبــاط ال ينــافي كــون ذين عن نفــرين، فاألقرب جواز ذلــك بالنســبة إلى من عنــه، وال وجــه لحمــلــا الوسائل الخبر الثاني على حج اإلفراد، بقولــه: العمــرة هن محمولــة على المفــردة والحج على اإلفــراد ووجــه المجــاز

، انتهى.(4)تقدم العمرة على الحجكما ال وجه لما في حاشيته

.11 من أبواب أقسام الحج ح4 باب 179 ص8( الوسائل: ج?)1.5 من أبواب الذبح ح4 باب 86 ص10( الوسائل: ج?)2.207 ص11( المستمسك: ج?)3.5 من أبواب الذبح ذيل ح4 باب 86 ص10( الوسائل: ج?)4

184

Page 185: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

من الحمل على ذلك، وأن وجه المجاز مقارنتهمــا زمانــاــا لم تكن ظاهرا، فإن ذلك خالف الظاهر وال وجه الرتكابه م

قرينة والفرض فقدها في المقام. وأما جواز التفكيك بالنسبة إلى الفاعل بأن يأتي شخص العمــرة واآلخــر الحج، فــاألقوى عدمــه ألنــه خالف كــون المعتمر مرتهن بالحج، ودخــول العمــرة في الحج، وغيرهمــا

مما تقدم من أدلة االرتباط، والله العالم.

185

Page 186: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــ 2 مســألة بعد مكة من الخــروج يجــوز ال أنه المشــهور:ــالحج يأتي أن قبل التمتع عمرة من اإلحالل أراد إذا وأنه ،ب

ــرج وإن ،به محرما فيخرج بالحج يحرم أن عليه ذلك محال خ،بالعمرة يحرم أن فعليه شهر بعد ورجع

: المشهور أنه ال يجوز الخروج من مكــة بعــد2}مسألة اإلحالل من عمرة التمتع قبل أن يــأتي بــالحج، وأنــه إذا أراد ذلك عليه أن يحرم بالحج فيخرج محرما به، وإن خــرج محالــهر فعليــه أن يحــرم بــالعمرة{، قــال في ورجــع بعــد ش الحدائق: األشهر األظهــر أنــه ال يجــوز للمتمتــع بعــد اإلتيــان بعمرتــه الخــروج من مكــة على وجــه يفتقــر إلى اســتيناف إحرامه، بل إما أن يخرج محرما، وإما أن يعــود قبــل شــهر،

، انتهى.(1)فإن انتفى األمران جدد عمرة وهي عمرة التمتع وقال في الجواهر مازجا: وال يجوز للمتمتع الخــروج من مكة حتى يأتي بالحج، وفاقا للمشهور على ما في المدارك، ألنه صار مرتبطا به، كما سمعت المعتبرة المستفيضة به إال

، انتهى.(2)على وجه ال يفتقر إلى تجديد عمرة وقال في المستند: مرجوحية خروج المتمتع بعــد قضــاء مناسك العمـرة وقبــل الحج عن مكــة في الجملـة إجمــاعي فتوى ونصا، وفي المستفيضة تصريح بها، وإنمــا الخالف في أنهـــا هـــل هي على التحـــريم كمـــا عن المشـــهور، أو على

الكراهة

.362 ص11( الحدائق: ج?)1.24 ص18( الجواهر: ج?)2

186

Page 187: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أنه على والدالة ،للخروج الناهية األخبار من لجملة وذلكــالحج ومحتبس مــرتهن الخــروج أراد لو أنه على والدالة ،ب

رجع فــإن محال خــرج لو أنه على والدالة ،بــالحج ملبيا خرج دخل شـــهره غـــير في رجع وإن ،محال دخل شـــهره في

،محرما

، انتهى.(1)كما عن الحلي والفاضلين في بعض كتبهما }وذلك لجملة من األخبار الناهيــة عن الخــروج، والدالــة على أنه مرتهن ومحتبس بــالحج، والدالــة على أنــه لــو أراد الخروج خرج ملبيــا بــالحج، والدالــة على أنــه لــو خــرج محال فإن رجع في شــهره دخــل محال، وإن رجــع في غــير شــهره دخل محرما{، كصحيح زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم(

تــأتيقــال: قلت لــه: كيــف أتمتــع؟ قــال )عليــه الســالم(: وليس لك أن تخــرج من مكــة، إلى أن قال: الوقت فتلبي

.(2)حتى تحجــه ــه )علي ــد الل ــى، عن أبي عب ــاد بن عيس ــحيح حم وص

من دخل مكة في أشهر الحج لم يكن لــه أنالسالم( قال: يخرج حتى يقضي الحج، فإن عرضت له حاجة إلى عسفان، أو إلى الطائف، أو إلى ذات عرق خرج محرما ودخــل ملبيــا بالحج فال يزال على إحرامه، فإن رجع إلى مكة رجع محرما

. قلت:ولم يقرب البيت حــتى يخــرج مــع النــاس إلى مــنىفإن جهل فخرج إلى المدينة أو إلى نحوها

.27 سطر 192 ص2( المستند: ج?)1.1 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 218 ص8( الوسائل: ج?)2

187

Page 188: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بغير إحرام ثم رجع في إبان الحج في أشــهر الحج يريــد الحج فيدخلها محرما أو بغــير إحــرام، قــال )عليــه الســالم(:

إن رجع في شهره دخــل بغــير إحــرام، وإن دخــل في غــير . قلت: فأي اإلحرامين والمتعتين متعتــهالشهر دخل محرما

ــهاألولى أو األخيرة، قال )عليه السالم(: األخيرة هي عمرت . قلت: فما فرق بينوهي المحتبس بها التي وصلت بحجته

المفردة وبين عمرة المتعة إذا دخل في أشــهر الحج، قــال:أحرم بالحج وهو ينوي العمرة ثم أحل منها وليس عليــه دم

.(1)ولم يكن محتبسا ألنه ال يكون ينوي الحجــه ــه )علي ــد الل ــار، عن أبي عب ــة بن عم ــحيح معاوي وص

ــه أفضلالسالم( في حديث قال: ــال:تمتع فهو والل ، ثم قإن أهل مكة يقولون إن عمرته عراقية وحجته مكية، كذبوا

.(2)أليس هو مرتبطا بالحج ال يخرج حتى يقضيه وصحيح الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن الرجـــل يتمتـــع بـــالعمرة إلى الحج يريـــد الخـــروج إلى

يهل بالحج من مكة وما أحبالطائف، قال )عليه السالم(: أن يخرج منها إال محرما، وال يتجاوز الطائف إنهــا قريبــة من

.(3)مكة وخبر علي بن جعفر )عليــه الســالم(، عن أخيــه موســى ــا ــدم متمتع بن جعفر )عليه السالم( قال: سألته عن رجل ق

الثم أحل قبل يوم التروية أله الخروج؟ قال:

.6 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 219 ص8( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 218 ص8( الوسائل: ج?)2.7 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 219 ص8( الوسائل: ج?)3

188

Page 189: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

.(1)يخرج حتى يحرم بالحج وال يجاوز الطائف وشبههاــه ومرســل موســى بن القاســم، عن بعض أصــحابنا، إن سأل أبا جعفر )عليه الســالم( في عشــر من شــوال فقــال:

أنت مــرتهنإني أريد أن أفــرد عمــرة هــذا الشــهر، فقــال: . فقال له الرجــل: إن المدينــة مــنزلي ومكــة مــنزليبالحج

.أنت مــرتهن بــالحجولي بينهما أهل وبينهما أموال، فقال: فقــال لــه الرجــل: فــإن لي ضــياعا حــول مكــة وأحتــاج إلى

الخروج إليها، فقال )عليه السالم(: تخرج حالال وترجع حالال.(2)إلى الحج

وصحيح زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: قلتــه ــال )علي ــع، فق ــف أتمت ــالم(: كي ــه الس ــر )علي ألبي جعف

تأتي الوقت وتلــبي بــالحج، فــإذا أتى مكــة طــافالسالم(: وسعى وأحل من كل شيء وهو محتبس وليس له أن يخرج

.(3)من مكة حتى يحجــد اللـــه )عليـــه وصـــحيح حفص البخـــتري، عن أبي عبـ السالم(، في رجل قضى متعته وعرضــت لــه حاجــة أراد أن

فليغتسل لإلحرام وليهل باإلحراميمضي إليها، قال: فقال: بالحج وليمض في حاجتــه، فــإن لم يقــدر على الرجــوع إلى

.(4)مكة مضى إلى عرفات

.11 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 221 ص8( الوسائل: ج?)1.3 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 218 ص8( الوسائل: ج?)2.5 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 219 ص8( الوسائل: ج?)3.4 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 218 ص8( الوسائل: ج?)4

189

Page 190: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

لألخبــار حمال ،محال وجــوازه الخروج حرمة عدم واألقوىــرى وجماعة إدريس ابن عن كما ،الكراهة على ــ بقرينة أخ

ــير ــ ــ ــار تلك بعض في أحب بال التعب ــ ــ )عليه وقوله ،األخبــالم( ــلة فيالسـ ــدوق مرسـ ــه(: )رحمه الصـ أراد إذااللـ

له فليس المواضع بعض إلى مكة من الخــــــــروج المتمتع،ذلك

وخــبر علي بن جعفــر، عن أخيــه )عليــه الســالم( قــال: الوسألته عن رجل قدم مكــة متمتعــا فأحــل أيرجــع، قــال:

يرجع حتى يحرم بالحج وال يجاوز الطائف وشبهها مخافة أن ال يدرك الحج، فإن أحب أن يرجع إلى مكة رجع، وإن خــاف

.(1)أن يفوته الحج مضى على وجهه إلى عرفات إلى غير ذلك من األخبار الــتي تــأتي جملــة أخــرى منهــا

أيضا. }واألقــوى عــدم حرمــة الخــروج وجــوازه محال، حمال لألخبار على الكراهة، كما عن ابن إدريس وجماعــة أخـرى{ كالشيخ في ظاهر التهذيب وموضــع من النهايــة والمبســوطــع من ــذكرة وموضـ ــافع والمنتهى والتـ ــلين في النـ والفاضـ

التحرير. }بقرينة التعبير بال أحب في بعض تلك األخبار{ كما في

.(2)وما أحب أن يخرج منها إال محرماصحيح الحلبي: }وقولــه )عليــه الســالم( في مرســلة الصــدوق )رحمــه

إذا أرادالله({ في الفقيه، قال الصــادق )عليــه الســالم(: }المتمتع الخروج من مكة إلى بعض المواضع فليس له ذلك

.12 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 221 ص8( الوسائل: ج?)1.7 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 220 ص8( الوسائل: ج?)2

190

Page 191: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

يفوته ال أنه يعلم أن إال ،يقضــيه حــتى بالحج مرتبط ألنه فيالســـالم( )عليه وقوله بل ،الرضـــوي ونحـــوه الحج

ــاوز وال :أبان مرسل ــدر على إال يتج ،عرفة تفوته ال ما ق فيخرج:قوله بعد كان وإن هو إذ

ألنه مرتبط بالحج حتى يقضــيه إال أن يعلم أنــه ال يفوتــه الحج{ وإن علم وخرج وعاد في الشهر الذي خرج فيه دخل

.(1)مكة محال، وإن دخلها في غير ذلك الشهر دخلها محرماــة}ونحوه الرضوي{: فإذا أراد المتمتع الخروج من مك

إلى بعض المواضع فليس له ذلك، ألنه مرتبــط بــالحج حــتى يقضــيه إال أن يعلم أنــه ال يفوتــه الحج، فــإن علم وخــرج ثم رجع في الشهر الذي خرج فيــه دخــل مكــة محال، وإن رجــع

.(2)في غير ذلك الشهر دخلها محرما المعتمر ال يخــرجوعن بعض نسخه، عن أبيه، أنه قال:

.(3)حتى يقضي حجه }بل وقوله )عليه السالم( في مرسل أبان{ بن عثمان،

المتمتععمن أخبره، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: محتبس ال يخرج من مكة حتى يخــرج إلى الحج إال أن يــأبق

.(4)غالمه أو تضل راحلته فيخرج محرما }وال يتجاوز إال على قدر ما ال تفوتــه عرفــة، إذ هــو وإن

فيخرج كان بعد قوله:

.1 في المتمتع يخرج من مكة ... ح121 الباب 238 ص2( الفقيه: ج?)1.1 سطر 30( فقه الرضا: ص?)2.3 من أبواب أقسام الحج ح5 الباب 18 ص2( المستدرك: ج?)3.9 من أبواب أقسام الحج ح22 باب 220 ص8( الوسائل: ج?)4

191

Page 192: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الحج فوت المدار أن منه يستفاد أن يمكن أنه إال ،محرما،وعدمه

ــا ــده من جــوازمحرم ــا نري ــاف لم ــو بظــاهره من { وهــه أن ــه يمكن أن يســتفاد من ــرام، }إال أن ــير إح ــروج بغ الخ

المدار فوت الحج وعدمه{.ــدل ونحوه في الداللة خبر علي بن جعفر المتقدم، بل ي عليه أيضا صحيح إسحاق المتقدم، فإنه لــو لم يكن الخــروج جائزا إال لضرورة لزم تنبيه اإلمام )عليه الســالم(، إذ مجــرد الحاجة غير كاف إذا لم يبلغ حــد الضــرورة، مضــافا إلى أنــهــروج ال إلى يلزم عليه حينئذ اإلحرام، ألن االضطرار إلى الخ

ترك اإلحرام.ــر من ومثله ترك اإلمام )عليه السالم( اإلحرام كما يظه إحرامه )عليه السالم( من الميقات، بل ومرسل موسى بن القاسم أيضا في الجملة، إذ اإلضطرار إلى الخروج ال ينافي

اإلحرام للحج.ــك ــل تل ــد من حم ــار ال ب ــة من األخب ــذه الجمل ــد ه وبعــواردة في ــواهي ال ــثر الن ــا أك ــة، وم ــواهي على الكراه الن

الشريعة التي يراد بها التنزه ال التحريم. والقول بعــدم حجيــة مرســل الصــدوق إلرســاله، وعــدمــه، تمامية داللته الحتمال استناده إلى االجتهاد، في غير محل إذ مراسيل الفقيه بعد ضمانه في حكم المســانيد، واحتمــال

االجتهاد خالف الظاهر. على الجــواز ألنــهمــا أحبومثلــه القــول بعــدم داللــة

ال يحب كــل مختــال﴿يستعمل في الحرام، كقوله تعالى: ونحوه، إذ مجرد االستعمال غير صارف للظاهر. (1)﴾فخور

مخافــة أن الومن ذلـك يظهــر دفــع اإلشـكال في نحــو ، وجه اإلشكال أنه حكمة التشريع ال علة الحكميدرك الحج

لو ال أن أشــق على أمــتيحتى يدور مدارها، فهو من قبيل فخــوف المــولى أوجب تحــريم الخــروجألمرتهم بالســواك

وإن لم يخف العبد، بل تيقن .18( سورة لقمان: اآلية ?)1

192

Page 193: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــال أن يمكن بل ــ ــاق إن:يق ــ ــار جميع من المنس ــ األخبــون وفوته الحج إدراك عدم عن للتحفظ ذلك أن المانعة لك

عــدم دعــوى فيمكن هــذا وعلى ،ذلك معــرض في الخــروج ،منه الحج فوات بعدم علمه مع أيضا الكراهة

عدمه، وجه الدفع إنالم نذكر هذا إال مؤيــدا، وبعــد حمــل النهي على استحباب بقرينة رواية الفقيــه وغيرهــا ال يضــرنا حمل المخافــة ونحوهــا على الحكمــة، ومن هنــا اختــار غــير واحد من المعاصرين ما اختاره المصنف )رحمــه اللــه( تبعــا

لمن عرفت من الشيخ والحلي والفاضلين وغيرهم.ــار ــع األخب ــال: إن المنســاق من جمي ــل يمكن أن يق }ب المانعــة أن ذلــك{ النهي عن الخــروج }للتحفــظ عن عــدم إدراك الحج وفوته، لكون الخــروج في معــرض ذلــك{ فــإن

ــة من مكةقوله: ــه: وال يجاوز الطائف إنها قريب وال، وقول فإن لم يقدر على الرجــوع، وقوله: يجاوز الطائف وشبهها

مخافــة أن ال يــدرك، وقولــه: إلى مكة مضى إلى عرفــات إلى غير ذلك من قرائن اإلرشاد.الحج

ولذا رفع )عليــه الســالم( اليــد عن النهي إذا علم أنــه الــا إذا لم يعلم ــه بم ــه، وخصص ــة الفقي ــه الحج في رواي يفوت الفوت وعدمه أو علم الفوت، ولو كان النهي مولويا بحكمة معرضية الفوت لم يكن فرق بين علم المكلف بعدم الفوت

وبين غيره. }وعلى هذا فيمكن دعوى عــدم الكراهــة أيضــا{ كعــدمــه التحريم }مع علمه بعدم فوات الحج منه{ لكن الظاهر أن على هذا يكون العلم طريقيا ال موضــوعيا، كمــا هــو الشــأن

في سائر األوامر والنواهي اإلرشادية.

193

Page 194: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــوز ال نعم ــروج يج ــود بنية ال الخ ــوات العلم مع أو الع بف كــان إذا بــاإلحرام األمر نإ الظــاهر ثم ،خــرج إذا منه الحج

ال ،عمــرة شــهر لكل أن جهة من هو إنما شــهر بعد رجوعهــدا ذلك يكــون أن ألجل أو ،الســابقة عمرته لفســاد أو ،تعب

،مكة دخل من على اإلحرام وجوب

}نعم ال يجوز الخروج ال بنية العود، أو مــع العلم بفــوات الحج منه إذا خرج{ بناء على اإلرشادية ال يكون الخروج فيالصورتين حراما، بل المحرم هو ترك الحج إذا صادف ذلك. نعم في الخــروج حينئــذ تجــر، لكن اإلنصــاف أن النفس غير مطمئنة باإلرشـادية، فــاألقرب هــو حمــل النــواهي على الكراهـــة حمال لألصـــل في األوامـــر والنـــواهي الـــذي هـــو

المولوية، والله العالم. }ثم الظاهر{ لدى المصنف }إن األمر باإلحرام إذا كان رجوعه بعد شهر إنما هو من جهــة أن لكــل شــهر عمــرة، ال أن يكون ذلــك تعبــدا، أو لفســاد عمرتــه الســابقة، أو ألجــل وجوب اإلحرام على من دخل مكة{ وذلك ألن التعبــد بعيــد، والفساد ال وجه له بعد وقوعها على وجه الشرعي، ووجوب اإلحرام على من دخل مكة وإن احتمله الشــهيد حيث قــال: هل هذه عمرة التمتع حقيقة أو لضــرورة الــدخول إلى مكــة لمكان اإلحرام احتمــاالن، انتهى. إال أن األخبــار الدالــة على

أنها عمرته ال األولى تنافي ذلك فتدبر.مضافا إلى أنه قد ال يكون خرج عن الحرم مع أنه

194

Page 195: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أبا قــال: ســألت ،عمــار بن إســحاق خــبر صــريح هو بل متعته فيقضي يجيء المتمتع عنالســـالم( )عليه الحسن

أو عــرق ذات إلى أو المدينة إلى فيخــرج حاجة له تبــدو ثم مكة إلى يرجعالســالم(: )عليه قــال ،المنــازل بعض إلى

لكل ألن ،فيه تمتع الــذي الشــهر غــير في كــان إن بعمــرة الحكم فيكــون وحينئذ ،إلخ بــالحج مرتهن وهو ،عمرة شهر

ال االستحباب وجه على شهر بعد رجع إذا باإلحرام

خرج عن مكة، فإنه إذا كان اإلحــرام لــدخول الحــرم لمــه ــه علي ــاإلحرام المقتضــي لوجوب ــع إطالق النص ب يجب، م

أيضا. }بل هو صريح خبر إسحاق بن عمــار، قــال: ســألت أبــاــه ثم الحسن )عليه السالم( عن المتمتع يجيء فيقضي متعتــة أو إلى ذات عــرق أو إلى تبدو له حاجة فيخرج إلى المدين

يرجــع إلى مكــة بعمــرةبعض المنازل، قال )عليه السالم(: إن كــان في غــير الشــهر الــذي تمتــع فيــه، ألن لكــل شــهر

ــأن(1)عمرة، وهو مرتهن بالحج إلخ{ فإن التعليل لالعتمار ب لكل شهر عمرة ظاهر في استحباب هذه العمرة، إذ عمــرة كل شهر مسـتحبة، فهـو مثـل أن يقـول صـل بعـد المغـرب

ركعتين، ألن ذلك يوجب سعة الرزق. }وحينئذ فيكون الحكم باإلحرام إذا رجع بعد شــهر على

وجه االستحباب

.8 من أبواب أقسام الحج ح22 الباب 220 ص8( الوسائل: ج?)1

195

Page 196: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ليست شــهر كل وظيفة هي الــتي العمــرة ألن ،الوجوبلكن ،واجبة

ــل شــهر ــة ك ــتي هي وظيف ــرة ال ال الوجــوب، ألن العم ليســت واجبــة، لكن{ األقــوى وجــوب العمــرة، ألن األخبــار ظاهرة في الوجوب وأنها عمرة التمتع، وال تنافي بينها وبينــافي بين العمــرتين، ــوهم التن التعليل، إذ لعل التعليل لدفع ت وإال فلو أخذ بظاهر التعليل نافى كون الثــاني عمــرة التمتــع المفروضــة مرتبطــة بــالحج بحيث ال يتــأتى إال من المعتمــر

قبال. والحاصــل: إن األمــر دائــر بين رفــع اليــد عن ظــاهر التعليل، وبين رفع اليد عمــا دل على أن الثانيــة متعتــه وهيــالحج، واألول أقــرب في الجمــع العــرفي، إذ ال المرتبطــة ب

يبقى مجال للثاني لو أخذ بظاهر األول. ومنـــه يعلم أن التكليـــف بـــالعمرة الثانيـــة ليس محض التكليف حتى أنه إذا لم يأت بها خالف حكما شــرعيا فقــط، بل له وضع أيضا حتى أنــه إذا أتى بــالحج من دونهــا لم يقــع تمتعا، فليست الثانية ألجــل وجــوب اإلحــرام على من دخــلــا ــافي بين عــدم ارتباطه مكــة وال لفســاد الســابقة، إذ ال تن بالحج بعد كون الدخول في غير شهر الخروج وبين صــحتها، وال تعبدا محضا بمعنى أنــه لم يشــر إلى وجهــه األخبــار، بــل ألن الشــارع جعــل الــدخول في غــير شــهر الخــروج منافيــا

لالرتباط. ومنه يعلم النظر في كالم السيد البروجردي حيث قال: اســتحبابها من حيث هي ال ينــافي عــروض مــا تصــير واجبــة بسببه، وهو لزوم دخول الحرم بغير إحــرام لوالهــا في غــير

، انتهى.(1)موارد االستثناءإذ هذا صريح في أن وجه الوجوب

في صــورة حج2 مسألة 131( تعليق السيد البروجردي على العروة: ص?)1التمتع.

196

Page 197: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

شهر في الدخول على المدار كون األخبار من جملة فيوحفص حماد كصحيحتي ،بعده أو الخروج

دخول الحــرم وليس كــذلك كمــا عــرفت، وإن قلنــا إنــهأيضا سبب آخر للوجوب.

والحاصل من ما تقدم وما يأتي أمور:األول: إن الخروج بال إحرام ليس بحرام.

الثاني: إنه مكروه على األقرب. الثالث: لو أحرم وخرج، فــإذا رجــع ال يحتــاج إلى شــيء

آخر. الرابــع: لــو لم يحــرم وخــرج، فــإذا رجــع في غــير شــهر

الخروج وجب عليه عمرة أخرى وهي المرتبطة بالحج. الخامس: إنه لو لم يحرم وخرج ورجع في شهر الخروج كانت العمــرة األولى هي المرتيطــة بــالحج، وهــل يجــوز لــه

إحرام آخر أم ال، فيه تردد. السادس: إنه لو خرج بال إحرام ورجع في شهر الخروجــدخول محال ثم ــات، وال ــرام للحج من الميق ــير بين اإلح يخ

اإلحرام من مكة. السابع: إنه لو خرج بال إحــرام وأراد الرجــوع بعــد شــهر

الخروج لم يجز له اإلحرام بالحج من الميقات. الثامن: لو رجع بعد شهر الخروج بال عمرة وحج لم يقــع

تمتعا.إذا عرفت ذلك فلنرجع إلى شرح الكتاب فنقول:

}في جملة من األخبــار كــون المــدار على الــدخول فيشهر الخروج أو بعده، كصحيحتي حماد وحفص

197

Page 198: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وظاهرها والرضــوي الصــدوق ومرســلة البخــتري بناالوجوب

ابن البخــتري{ أمــا صــحيحة حمــاد فقــد تقــدمت، وأمــاصحيحة حفص فهي ما رواه الشيخ عنه.

وعن أبان بن عثمان، عن رجل، عن أبي عبد الله )عليه إنالسالم(، في الرجل يخرج في الحاجة من الحرم، قال:

رجع في الشهر الذي خرج فيه دخل بغير إحرام، وإن دخــل ، وقد سماها في الحدائق صحيحة،(1)في غيره دخل بإحرام

وتبعه المصنف )رحمه الله(. نعم له صحيحة أو حسنة أخرى ال ترتبـط بمـا نحن فيـه،ــه الســالم(، في رجــل قضــى ــه )علي ــد الل وهي عن أبي عبــه متعته وعرضت له حاجة أراد أن يمضي إليها؟ فقــال )علي

فليغتسل وليهـل بـالحج وليمض في حاجتـه، فـإنالسالم(: .(2)لم يقدر على الرجوع إلى مكة مضى إلى عرفات

وكيف كان فداللــة روايــة حفص على كــون المــدار علىشهر الخروج أصرح من داللة رواية حماد.

والرضوي{(3)}و{ مثلهما في الداللة }مرسلة الصدوق وقد تقدمتا }وظاهرها الوجوب{ وحينئــذ ال مجــال لحكومــة التعليــل المتقــدم على ظاهرهــا الختالف مــورد التعليــل مــع موردها، إذ ظاهر التعليل كون المناط فصــل شــهر وعدمــه،

سواء كان

.4 من أبواب اإلحرام ح51 الباب 70 ص9( الوسائل: ج?)1.4 من أبواب أقسام الحج ح22 الباب 218 ص8( الوسائل: ج?)2.1 س30، وفقه الرضا: ص1 ح238 ص2( الفقيه: ج?)3

198

Page 199: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بال العمرة بعد الخروج كون من الغالب على تحمل أن إال كــان إذا بــاإلحرام االحتيــاط يــترك فال ،بعيد لكنه ،فصل

،الخروج شهر غير في الدخول

الخروج في شهر الدخول أم ال، وظاهرها كــون المنــاطالرجوع في شهر الخروج وعدمه سواء فصل شهر أم ال.

}إال أن تحمل{ تلك الروايات األربــع }على الغــالب من كون الخروج بعد العمــرة بال فصــل{ حــتى ينطبــق موردهــا على مورد التعليل، فتحمـل ألجلـه على االسـتحباب، }لكنـه بعيد{ مضافا إلى أنه يبقى مورد التخالف على هــذا التقــدير أيضا، إذ لو قلنا إن المدار األشهر الهاللية ـ كما هو الظاهر ـ ال ثالثين يوما، فلـو اعتمـر آخــر يــوم من شـوال وخــرج أولــإن ــدة، ف ــع في نفس ذي القع ــدة ثم رج ــة من ذي القع ليل

لكل شهر عمــرةالدخول وإن كان في شهر الخروج، لكن يقول بوجوب العمرة عليه، وخبر حفص وأبــان يقــول بعــدم وجوب العمرة عليه، ألنه رجع في الشــهر الــذي خــرج فيــه، بل وكذا لو قلنا بــأن المــراد بالشــهر ثالثــون يومــا، فــإن لــو اعتمر في آخر يوم شــوال وخــرج في ليلــة أول ذي القعــدة ورجع في آخر يوم منه فقد فصل بين العمرتين شهر أيامي

كما فصل شهر هاللي. ومن هذا كله تحقق محذور آخــر لحمــل األخبــار اآلمــرة بالعمرة على االستحباب بقرينة التعليل }فال يترك االحتياط

باإلحرام إذا كان الدخول في غير شهر الخروج{. وال يخفى أن هــذا مختص بمــا إذا لم يحــرم للحج حين الخروج، فمــا ذكــره الخونســاري )رحمــه اللــه( في تعليقتــه بقولــه: الظــاهر وجــوب اإلحــرام إذا كــان رجوعــه في غــير الشهر الذي خرج فيه محرمــا كــان أو غــير محــرم عصــيانا،

انتهى. ممنوع جدا.

199

Page 200: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كونه صــورة محال الــدخول جــواز من المــتيقن القدر بل إحــرام في الشــروع أي ،اإلهالل حين من شهر مضي قبل

،الخروج حين ومن ،منها واإلحالل العمرة

ــروج حين ثم هل المعيار في اختالف شهر الدخول والخــل{ من حين اإلهالل ــابق أو ال، }ب ــرة الس اإلحالل من العم

لها، احتماالن. ذهب المصنف )رحمه الله( إلى أن }القدر المتيقن من جواز الدخول محال صورة كونــه قبــل مضــي شــهر من حين اإلهالل، أي الشروع في إحرام العمرة واإلحالل منهــا، ومن حين الخروج{، فلو أهل بــإحرام العمــرة في خــامس عشــر شوال وأحــل منهــا في العشــرين منــه وخــرج في الخــامس والعشرين، فبناء على اعتبار اإلهالل يجب عليه اإلحــرام لــوــاء أراد الرجوع في سادس عشر ذي العقدة لفصل شــهر بن على كون المراد منه ثالثين يوما، وبنــاء على اعتبــار اإلحالل

أو الخروج ال يجب. ثم بناء على اعتبــار اإلحالل يجب عليــه اإلحــرام لــو أراد الرجوع في الواحد والعشرين من ذي القعدة، وال يجب بناء على اإلحالل، وبناء على الخروج ال يجب إال إذا أراد الرجــوع في الســادس والعشــرين من ذي القعــدة كمــا هــو واضــح، فجواز دخوله بال إحرام إنما يكون المتيقن منه فيما لو رجــع قبل السادس عشر من ذي القعدة، لعدم فصل شهر ال من

اإلهالل، وال من اإلحالل، وال من الخروج.

200

Page 201: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــاالت إذ ــ ــهر في االحتم ــ حين من يوما وثالثين ثالثة الش إســـحاق خـــبر بمقتضى اإلحالل حين من وثالثين ،اإلهالل

،األخبــار هذه بمقتضى الخروج حين من وثالثين ،عمار بن األخبــار في الشــهر من المــراد كــون احتمال حيث من بل االثني األشهر عمرة شهر لكل أن على الدالة واألخبار هنا

ــة، عشر ــنى ال المعروف إذا أنه ذلك والزم ،يوما ثالثين بمع ودخل فخــرج الشــهور هذه من شهر آخر في عمرته كانت

ــهر في ــون أن ،آخر شـ ــرة عليه يكـ ــاة األولى ،عمـ مراعـ.أيضا الجهة هذه من االحتياط على المــدار كــون:ستة االحتماالت أن ذكرنا مما وظهر الشــهر التقــادير وعلى ،الخــروج أو ،اإلحالل أو ،اإلهالل،المعروفة األشهر أحد أو ،يوما ثالثين بمعنى

}إذ االحتمــاالت في الشــهر ثالثــة وثالثين يومــا من حين اإلهالل، وثالثين من حين اإلحالل بمقتضــى خــبر إسـحاق بن عمار، وثالثين من حين الخروج بمقتضــى هــذه األخبــار، بــل من حيث احتمــال كــون المــراد من الشــهر في األخبــار هنــا واألخبار الدالة على أن لكل شهر عمرة األشهر االثني عشر المعروفة، ال بمعنى ثالثين يوما{ يكون وجه االحتياط أضيق }و{ وذلــك ألن }الزم ذلــك أنــه إذا كــانت عمرتــه في آخــر شهر من هذه الشهور فخرج ودخــل في{ أول }شــهر آخــر أن يكــون عليــه عمــرة{ ثانيــة، وحينئــذ فـــ }األولى مراعــاة االحتياط من هذه الجهة أيضا، و{ كيف كان فقد }ظهر مما

ذكرنا أن االحتماالت ستة: ــروج، وعلى كون المدار على اإلهالل، أو اإلحالل، أو الخ التقـــادير الشـــهر بمعـــنى ثالثين يومـــا أو أحـــد األشـــهر

المعروفة{.

201

Page 202: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فالكالم حينئذ في مواضع ثالث: األول: إن المراد من الشــهر في أخبــار المقــام األشــهر

المعروفة أم ثالثون يوما. الثاني: إن المراد من الشهر في أخبار لكل شهر عمــرة

ما ذا، وهل أن المراد من الشهر في المقامين واحد أم ال.ــاإلحالل أو اإلهالل أو ــار في المقــام ب ــالث: إن االعتب الث

الخروج. فنقول: أما المقام الثالث فالظاهر أن االعتبار بالخروج،

للتصريح بذلك في األخبار المتقدمة.وعاد في الشهر الذي خــرج فيهففي مرسل الصدوق:

(1)..(2)ثم رجع في الشهر الذي خرج فيهوفي الرضوي:

إن رجع في الشهر الــذي خــرجوفي خبر حفص وأبان: .(3)فيه

.(4)إن رجع في شهرهوفي صحيح حماد: يرجــع إلى مكــة بعمــرة إنلكن يعارضها خبر إســحاق:

إلخ.كان في غير الشهر الذي تمتع فيهــع في شــوال ــو تمت ــا، فل ــك بينهم ــوم التفكي ومن المعل وخرج ودخل في ذي القعــدة فإنـه بمقتضــى تلـك األخبــار ال تجب عليه العمرة، وبمقتضى خبر إسحاق تجب، لكن يمكن الجمع بينهمــا بحمــل خــبر إســحاق على االســتحباب بقرينــة التعليــل، وتلــك األخبــار على الوجــوب، وال تنــافي بين كــونــون ــروج، وك ــهر الخ ــدخول في ش ــوب ال ــدار في الوج الم

المناط

.1 ح238 ص2( الفقيه: ج?)1.2 س30( فقه الرضا: ص?)2.4 من اإلحرام ح51 باب 70 ص9( الوسائل: ج?)3.6 باب من أقسام الحج ح219 ص8( الوسائل: ج?)4

202

Page 203: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

في االستحباب الرجــوع في شــهر التمتــع، لكن األقــوى في غير الشهر الذيعدم التنافي، وأن ما في خبر إسحاق

إما تصحيف، واألصل: في غير الشهر الــذي خــرجتمتع فيه فيه، وإما أن يكون المفــروض وقــوع الخــروج بعقب التمتــع حتى اتحدا في الشهر، وذلك بقرينة ذيل نفس الخبر، قلت: فإن دخل في الشهر الذي خرج فيه إلخ، فإنه يظهر منــه أن

الكالم ومدار الحكمين هو هذا ال شهر المتعة. وأما المقام الثــاني: فالظــاهر أن العــبرة في اســتحبابــادر من ــا المتب ــة، ألنه ــهر الهاللي ــهر األش ــل ش ــرة لك العم

إطالقها. ففي الصــحيح، عن عبــد الرحمــان بن الحجــاج، عن أبي

ــال: ــالم( ق ــه الس ــه )علي ــد الل ــهعب ــاب علي )علي في كت.(1)السالم(: في كل شهر عمرة

وفي موثق يونس بن يعقوب، قال: سمعت أبا عبد اللــه )عليه السالم( يقــول: ان عليــا )عليــه الســالم( كــان يقــول:

في كل شهر عمرة(2). وفي صحيح معاوية بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

في كل شهرالسالم( قال: كان علي )عليه السالم( يقول: .(3)عمرة

.1 من أبواب العمرة ح6 باب 244 ص10( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب العمرة ح6 باب 244 ص10( الوسائل: ج?)2.4 من أبواب العمرة ح6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)3

203

Page 204: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وفي موثق إسحاق بن عمــار، قــال: قــال أبـو عبــد اللـه السنة اثنى عشر شــهرا يعتمــر لكــل شــهر)عليه السالم(:

.(1)عمرة ونحو هذا الخبر رواه في الجواهر، قــال الصــادق )عليــه

،السنة اثنا عشر شهرا يعتمر لكــل شــهر عمــرةالسالم(: لكل عشرة أيامقال: فقلت له: أيكون أقل من ذلك، قال:

.(2)عمرة وفي خبر أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا )عليه

.(3)لكل شهر عمرةالسالم( أنه قال: وهذه األخبار كما تراهــا كالصــريح في األشــهر الهالليــة،ــبر علي بن وال تنافيها الروايات المشتملة على العشرة، كخ حمزة، قال: سألت أبا الحســن )عليــه الســالم( عن الرجــل يدخل مكة في السنة المرة والمرتين واألربــع كيــف يصــنع،

، قال:إذا دخل فليدخل ملبيا، وإذا خرج فليخرج محالقال: ولكل شــهر عمــرة :فقلت: يكــون أقــل، فقــال .في كــل

وحقك لقد كان في عامي هذا، ثم قال: عشرة أيام عمرة كنت مع محمد بن، قلت: ولم ذاك، قال: السنة ستة عمر

.(4)إبراهيم بالطائف، فكان كلما دخل دخلت معه

.9 من أبواب العمرة ح6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)1.463 ص20( الجواهر: ج?)2.12 من أبواب العمرة ح6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)3.3 من أبواب العمرة ح6 باب 244 ص10( الوسائل: ج?)4

204

Page 205: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وخبره اآلخر، عن أبي الحســن موســى )عليــه الســالم( ، قــال: قلت: يكــون أقــل منفي كــل شــهر عمــرةقــال:

.(1)لكل عشرة أيام عمرةذلك؟ قال: إذ ال يرتفع ظهور الشهر في الهاللية بظهور العشرة في األيام، أال ترى أنه لو قال المولى لعبــده: اشــتر لي في كــل شهر كــذا، ثم قــال: وإن شــئت في كــل عشــرة أيــام، كــان ظهور األول في الهاللي باقيا حتى أنــه لــو اشــترى في آخــر يوم من الشـهر األول وأول يـوم من الشـهر الثـاني لم يكن

مخالفا. كمــا أنــه ال ينــافي أخبــار الشــهر والعشــرة مــا دل على

اعتبار السنة.ــال: ــالم( ق ــه الس ــر )علي ــحيح زرارة، عن أبي جعف كص

اليكون عمرتان في سنة واحدة(2).ــال: وصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( ق

العمرة في كل سنة مرة(3). إذ ال بد من حمل ذلك على عمــرة التمتــع، بقرينــة تلــك األخبار الصـحيحة الصـريحة، والحمـل على الكراهـة إنصـافا

بعيد جدا.ــام ــر الكالم في المق ــام يظه ــذا المق ومن الكالم في هــامي، ــو الهاللي ال األيـ ــهر هـ ــرف من الشـ األول، إذ المنصـ

وحينئذ فيتحد المراد من الشهر في البابين، والله العالم. وقد أطال في الجواهر وغــيره الكالم في المقــام، وفي ما ذكرناه كفايــة، ثم إن في عبــارة المصــنف )رحمــه اللــه(

خلال كما ال يخفى.

.10 من أبواب العمرة ح6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)1.8 و7 من أبواب العمرة ح6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)2.6 من أبواب العمرة ح6 باب 245 ص10( الوسائل: ج?)3

205

Page 206: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

آخر شهر في الدخول مع اإلحرام ترك إذا حال أي وعلى ،السابقة عمرته لبطالن موجبا يكون ال ـ بحرمته قلنا ولو ـ

،بعدها حجه فيصح

ــدخول في شــهر }وعلى أي حال إذا ترك اإلحرام مع ال آخـر ــ ولـو قلنــا بحرمتـه ــ ال يكـون موجبــا لبطالن عمرتـه الســابقة، فيصــح حجــه بعــدها{ وفاقــا للجــواهر حيث قــال: ليس في كالمهم تعرض لما لو رجع حالال بعد شهر ولو آثما، فهــل لــه اإلحــرام بــالحج بانيــا على عمرتــه األولى، أو أنهــا بطلت للتمتع بالخروج شهرا، ولكن الــذي يقــوى في النظــر

، انتهى.(1)األول لعدم الدليل على فسادها أقـول: لكن األقـوى عـدم قابليـة تلـك العمــرة لالتصـال بـالحج، ال من جهـة بطالنهــا لعــدم الـدليل على البطالن، وال من جهـة انقالبهـا مفـردة حـتى يتفـرع عليـه فـروع العمـرة المفردة من طواف النســاء ونحــوه، بــل من جهــة أن النص

دل على أن الثانية متعته. قال في الحدائق: مقتضى صــحيحة حمــاد المتقدمــة أن

،(2)عمرته هي الثانية، وهي المحتبس بها التي وصلت بحجتهانتهى.

وقال في المستند: وإن رجع بعــده أحــرم بــالعمرة ثانيــا ودخل مكة محرمــا وأتى بمناســك العمــرة ثم يحــرم بــالحج

، انتهى.(3)ويكون عمرته المتمتع بها األخيرة وكــذلك اختــار المستمســك، قــال بعــد كالمــه وبالجملــة

مقتضى النصوص ينبغي

.29 ص18( الجواهر: ج?)1.363 ص14( الحدائق: ج?)2.31 سطر 192 ص2( المستند: ج?)3

206

Page 207: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

غــير في هو إنما به القول على الخروج جواز عدم إن ثم أو الضـــرورة مع وأما ،الحاجة مطلق بل ،الضـــرورة حـــال

فال عليه حرجا أو ممكن غير بالحج اإلحرام كون مع الحاجةــول على المنع اختصاص الظاهر وأيضا ،فيه إشكال به الق

إلى بـــالخروج بـــأس فال البعيـــدة المواضع إلى بـــالخروجباختصاصه يقال أن يمكن بل ،فرسخين أو فرسخ

، انتهى.(1)أن يكون عدم االجتزاء بعمرته األولى ويؤيد النص ما بنــوا عليــه من أن األوامــر والنــواهي فيــاألمر مثل هذه المقامات تقتضي الوضع ال التكليف فقط، ف

بالعمرة دال على الوضع كما سبق إليه اإلشارة منا. }ثم إن عدم جواز الخروج على القول بــه إنمــا هــو في غير حال الضرورة، بل مطلق الحاجة، وأما مع الضــرورة أو الحاجة مع كون اإلحرام بالحج غير ممكن أو حرجا عليــه فال إشــكال فيــه{ للنص والفتــوى، كصــحيح إســحاق المتقــدم، خصوصا ذيلـه الـدال على خـروج اإلمـام )عليـه السـالم( بال

إحرام. تخــرج حالال وترجــع حالالومرسل موسى بن القاســم:

.(2)إلى الحجــه يعلم أن الحكم ليس تابعــا لقاعــدة الحــرج حــتى ومن

يقال إنها رافعة للتكليف وال تفيد رفع الوضع.ــالخروج }وأيضا الظاهر اختصاص المنع على القول به بــخ أو ــالخروج إلى فرس ــأس ب ــدة، فال ب ــع البعي إلى المواض

فرسخين، بل يمكن أن يقال باختصاصه

.217 ص11( المستمسك: ج?)1.3 من أبواب أقسام الحج ح22 الباب 218 ص8( الوسائل: ج?)2

207

Page 208: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

خالفه األحوط كان وإن ،الحرم خارج إلى بالخروج

بالخروج إلى خارج الحــرم، وإن كــان األحــوط خالفــه{،في المسألة أقوال أربعة:

األول: إطالق المنع من الخروج. الثــاني: التفصــيل بين الخــروج إلى المســافة فال يجــوز،

والخروج إلى ما دونها فيجوز.ــرم فال ــارج الح ــروج إلى خ ــيل بين الخ ــالث: التفص الث

يجوز، والخروج من مكة داخل الحرم فيجوز.ــع: مــا ذكــر المصــنف من التفصــيل بين المواضــع الراب

البعيدة وغيرها.ــه ــار كقول أما مطلق المنع فهو ناظر إلى إطالقات األخب

ليس لــك أن تخــرج من)عليه الســالم( في صــحيح زرارة: .(1)مكة حتى تحج

ــال: وأما الثاني: فكأنه ينظر ما ذكره في المستمسك قــا في بعض الحواشـــي من التحديـــد وأشـــكل من ذلـــك مـ بالمسافة فيجوز الخروج إلى ما دونها، إذ ال مأخذ لــه ال في

، نعم في صـــحيحة أبي والد(2)النصـــوص وال في الفتـــاوى الـواردة في المقيم عشـرة أيـام إذا عـدل عن اإلقامــة بعـد

، والمــراد من الخــروج(3)الصالة تماما: إنه يتم إلى أن يخرجفيه السفر، لكن مقايسة المقام به غير ظاهرة، انتهى.

.1 من أبواب أقسام الحج ح22 الباب 218 ص8( الوسائل: ج?)1.218 ص11( المستمسك: ج?)2.1 من أبواب صالة المسافر ح18 باب 532 ص5( الوسائل: ج?)3

208

Page 209: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــواجب الحج بين المســألة في فــرق ال أنه الظــاهر ثم ال يكــون بعمرته أتى ثم مستحبا التمتع نوى فلو ،والمستحب

محال أو محرما الخـــروج في حاله ويكـــون ،بـــالحج مرتهنا،الواجب كالحج ،كذلك والدخول

وأما الثالث: فألنه المستفاد من إيجاب اإلحرام إذا خرج لحاجة، إذ ميقات إحرام العمرة إحدى المواقيت الــتي كلهــا

خارجة عن الحرم. وأما الرابع: فكأنـه ينظـر إلى قولـه )عليـه السـالم( في

.وال يجاوز الطائف وشبههاخبر علي بن جعفر: وال يتجــاوزوقوله )عليه السالم( في صــحيحة الحلــبي:

ــا قريبــة من مكة ــائف إنه ــهالط ــويزه )علي ــميمة تج ، بض السـالم( الخــروج إلى حــوالي مكـة في مرسـل موسـى بن

القاسم. والظاهر عدم تمامية غير القول األول، لمــا عــرفت من إطالق أدلة المنع من الخروج عن مكــة، ومــا ذكــر في أدلــة سائر األقوال المفصلة ال يصلح لتقييده، وهذا هو مختار غير

واحد من المعاصرين، والله العالم. }ثم الظاهر أنه ال فرق في المســألة بين الحج الــواجب والمستحب، فلو نوى التمتع مســتحبا ثم أتى بعمرتــه يكــون ــا أو محال ــه في الخــروج محرم ــالحج، ويكــون حال ــا ب مرتهن والدخول كــذلك، كــالحج الــواجب{ وذلــك إلطالق النصــوصــك، والفتاوى، وال ينافي االستحباب االبتدائي الوجوب بعد ذلــوم كما أن من دخل في االعتكاف يجب عليه اإلتمام بعد الي الثاني، بل ومن دخل في حج أو عمرة وجب عليــه إتمامهــا،

.(1)﴾وأتموا الحج والعمرة لله﴿لقوله تعالى: كما أن الظاهر

.196( سورة البقرة: اآلية ?)1

209

Page 210: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

قبل ودخل محال خرج عمن اإلحرام وجوب سقوط إن ثم لم من وأما ،التمتع بقصد بعمــرة أتى إذا بما مختص شــهر

حرمة في مكة دخل من حكم فيلحقه عمــرة منه سبق يكن،ونحوهما والحشاش الحطاب مثل إال اإلحرام بغير دخوله

عدم الفرق في الواجبي بين اإلسالمي والنــذري ونحــوه واالستيجاري ونحوه، وفي االســتحبابي بين كونــه لنفســه أو

غيره لما ذكر. }ثم إن سقوط وجوب اإلحرام عمن خــرج محال ودخــل قبل شهر مختص بما إذا أتى بعمرة بقصد التمتــع، وأمــا من لم يكن سبق منــه عمــرة فيلحقــه حكم من دخــل مكــة في حرمــة دخولــه بغــير اإلحــرام إال مثــل الحطــاب والحشــاس ونحوهما{ على ما سبق في فصل العمرة، كمــا أن من أراد الدخول قبل الشهر إنمــا يســقط منــه اإلحــرام إذا كــان في حين يدرك الحج، أما لو أراد الرجوع في اليوم الحادي عشر مثال، فإنــه يجب عليــه اإلحــرام ألنــه خــارج عن مــورد تلــك

النصوص والفتاوى. ثم إن جماعة من المعاصرين قيدوا ذلــك بمــا إذا كــانت وظيفته التمتع، وإال يكفي مطلق العمرة ولو كانت مفــردة، وربمــا اســتفيد ذلــك من صــحيح إســحاق المتقــدم لمكــان التعليل المقتضي ألعمية الحكم من المورد الذي هو التمتع، بل يستفاد ذلك من أدلة انقالب العمرة المفردة إلى المتعة إذا وقعت في أشــهر الحج كمــا تقــدم مفصــال، فمن اعتمــر مفردة في أشهره ثم أراد الحج وخرج انقلبت عمرته متعة، ويأتي فيه ما قلنا في المعتمر بعنوان التمتــع، لكن المســألة

تحتاج إلى التأمل.

210

Page 211: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

هو إنما شــهر قبل العمــرة بعد كــان إذا ســقوطه وأيضا عــــدم من األقــــوى هو ما على بنــــاء الرخصة وجه على

بإحرام الدخول فيجوز ،العمرتين بين شهر فصل اشتراطــهر قبل ــإحرام دخل إذا ثم ،أيضا الش ــرة فهل ب التمتع عم أنها حمــاد حســنة مقتضى ،األخــيرة أو األولى العمرة هي

،النساء طواف فيها يجب ال وعليه ،بالحج المتصلة األخيرة

}وأيضا سقوطه إذا كــان{ الرجــوع }بعــد العمــرة قبــل شهر إنما هو على وجه الرخصــة، بنــاء على مــا هــو األقــوى من عدم اشتراط فصل شهر بين العمرتين، فيجوز الــدخول بإحرام قبل الشهر أيضا{ لكن لنــا في ذلــك تأمــل من جهــة احتمال مضرة مثل هذا الفصــل بين الحج والعمــرة والتمتــع بها، إذ الثانية ال تقع متعة، وحينئذ فاتصال ما قبلها بما بعدها مع كون ذلك خالف الطريقة الواردة من الشرع محل نظر،ــا حــتى يرفــع وهــذا ليس من الشــك في الشــرطية ونحوه باألصل، بل من جهــة أن الكيفيــة الــواردة من الشــرع الــتي هي عدم الفصل بين الحج والعمــرة بعمــرة أخــرى تقتضــي

عدم جواز ذلك، والمسألة تحتاج إلى التمعن. نعم قد تقدم جواز اإلحرام بــالحج إذا أراد الرجــوع قبــل

شهر. }ثم إذا دخل بإحرام{ للعمــرة في المــورد الــذي يجــوز ذلــك }فهــل عمــرة التمتــع هي العمــرة األولى أو األخــيرة،ــا عن ــالحج{ كم مقتضى حسنة حماد أنها األخيرة المتصلة ب

غير واحد، بل ربما ادعي االتفاق عليه. }وعليه ال يجب فيهــا طــواف النســاء{ على األصــح من عدم طواف النساء في عمرة التمتع، كما يأتي إن شاء الله

تعالى.

211

Page 212: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

نعم أقواهما وجهان ،ال أو األولى في حينئذ يجب وهل

}وهــل يجب حينئــذ في األولى أو ال، وجهــان أقواهمــا{ــذا ــال: وعلى ه ــدائق، ق ــا للح ــنف }نعم{ وفاق ــد المص عنــر ــالعمرة األولى صــارت عمــرة مفــردة، واألشــهر األظه ف وجوب طواف النســاء فيهــا، ومقتضــى إفرادهــا هــو وجــوب

.(1)ذلك فيها إال أني لم أقف على قائل بذلك قــال في الــدروس: وفي اســتدراك طــواف النســاء في

األولى احتمال. وقــال في المــدارك: وهــل تفتقــر األولى إلى اســتدراك طواف النساء، وجهان من أن مقتضــى إفرادهــا ذلــك، ومن تحقق الخروج من أفعال العمرة ســابقا وحــل النســاء منهــا

. ثم قــال الحــدائق:(2)بالتقصير التحريم، ولعــل الثــاني أرجح ، لكن في المستند وهل يحتــاج إلى(3)والمسألة محل توقف

طواف النساء حينئذ لألولى أم ال، األرجح هو الثاني، انتهى. أقول: وهو األقوى لمــا عــرفت ســابقا من عــدم التالزمــالحج وصــيرورتها بين عدم صالحية العمرة األولى لالتصال ب مفردة، بل هي عمــرة متعــة ســقطت من قابليــة االتصــال، ويؤيد ذلك عدم اإلشــارة في هــذه األخبــار المستفيضــة إلى االحتيــاج إلى طــواف النســاء، وهــذا هــو الــذي اختــاره في الجــواهر قــائال: والظــاهر عــدم طــواف النســاء عليــه، وإن

احتمله بعضهم ألنه حل منها بالتقصير، وربما أتى

.368 ص14( الحدائق: ج?)1.38 سطر 427( المدارك: ص?)2.368 ص14( الحدائق: ج?)3

212

Page 213: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أو لىلألو كونه بين مـــردد بطـــواف اإلتيـــان واألحـــوط أثناء في الخروج جواز في إشكال ال أنه الظاهر ثم ،الثانيةا.منه اإلحالل قبل التمتع عمرة

النســاء قبــل الخــروج، ومن البعيــد جــدا حــرمتهن عليــه، انتهى.(1)بعده من غير موجب

}و{ من ذلــك يعلم أنــه ال مجــال لقولــه )رحمــه اللــه(:ــة{ ــه لألولى أو الثاني }األحوط اإلتيان بطواف مردد بين كون فإن الثانية عمرة التمتع وال طواف للنساء فيهــا، واألولى لم يكن فيها طواف للنساء، وبعد ذلــك لم تنقلب إلى المفــردة

لعدم دليل عليه. }ثم الظاهر أنه ال إشــكال في جــواز الخــروج في أثنــاء عمرة التمتع قبل اإلحالل منها{ لعدم دليل على النهي عنــه

وإن لم أر من تعرض للمسألة، والله العالم.

.27 ص18( الجواهر: ج?)1

213

Page 214: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــألة ــ 3 مس ــوز ال: ــدل أن التمتع وظيفته لمن يج إلى يعا.اختيار األخيرين القسمين من غيره

: ال يجــوز لمن وظيفتــه التمتــع أن يعــدل إلى3}مسألة غيره من القسمين األخيرين{ القــران واإلفــراد }اختيــارا{، قال في المستند: وإذ عرفت أن فرض من كــان على الحــدــه العــدول إلى غــيره ــه ليس ل ــع تعلم أن المــذكور حج التمت

.(1)اختيارا، بال خالف فيه بين األصحاب، كما في الذخيرةوعن المعتبر وجملة من كتب الفاضل: إجماعا.

ــان ــكال في أن من كـ ــدائق: ال خالف وال إشـ وفي الحـ.(2)فرضه التمتع فإنه ال يجوز له العدول اختيارا إلى غيره

وفي الجواهر عند قول المصنف: فــإن عــدل هــؤالء إلى القران أو اإلفراد في حجة اإلسالم اختيارا لم يجز، قــال: بال

، انتهى.(3)خالف أجده فيه، بل اإلجماع بقسميه عليه وكيف كان، فيدل على ذلك أن فرض البعيد التمتع، فلو عدل إلى غيره لم يكن آتيا بالمأمور به فال يجزيه، بل يحــرمــار المتقدمــة ألنه تشريع، مضافا إلى تصريح جملة من األخب بأنه ليس ألحد إال أن يتمتع، ثم إن المــراد بالعــدول أعم من العدول قبل اإلحرام بأن ينشئ اإلحــرام للقــرأن أو اإلفــراد،

والعدول بعده

.187 ص2( المستند: ج?)1.327 ص14( الحدائق: ج?)2.10 ص18( الجواهر: ج?)3

214

Page 215: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

له جــاز الحج وإدراك العمرة إتمام عن وقته ضاق إن نعمــراد إلى النية نقل ــأتي وأن ،اإلفـ ــالعمرة يـ بال الحج بعد بـ

المســـوغ الضـــيق حد في الكالم وإنما ،إشـــكال وال خالف: أقوال على فيه واختلفوا لذلك

.عرفة وقوف من االختياري فوات خوف:أحدها

بأن ينشئ اإلحرام للتمتع أوال ثم يعدل إلى اإلفراد. }نعم لو ضاق وقته عن إتمام العمرة وإدراك الحج جــاز له نقــل النيــة إلى اإلفــراد، وأن يـأتي بـالعمرة بعـد الحج بال خالف وال إشــكال{، كمــا في المســتند والحــدائق، بــل في الجواهر اإلجماع بقسميه عليه، بل نقل االتفاق عن جماعــة أخرى، ويدل على ذلك األخبار اآلتيــة في بيــان حــد الضــيق،فإنها على اختالفها تدل على األمر الجامع الذي هو العدول. }وإنما الكالم في حد الضيق المســوغ لــذلك، واختلفــوا فيــه على أقــوال{ ســبعة على مــا ذكــره المصــنف )رحمــه

الله(:ــال }أحدها: خوف فوات االختياري من وقوف عرفة{ ق في المستمسك: لم يتضح لي وجود القائــل بــذلك، نعم فيــو ــا، وهـ ــتراط اختيارهـ ــحيح زرارة اشـ ــدروس: وفي صـ الـ

، انتهى. وظاهر العبارة اشتراط إدراك تمام الواجب(1)أقوىاالختياري فتأمل، انتهى كالم المستمسك.

أقــول: لكن يحتمــل أن يكــون نــاظرا إلى رابــع األقــوالالتي ذكرها في المستند، قال:

.221 ص11( المستمسك: ج?)1

215

Page 216: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وهو ،االختيــاري الوقــوف من الــركن فــوات:الثــاني.منه المسمى.منه االضطراري فوات:الثالث

الرابع: إنه إذا خاف فوات اختياري عرفة من غير تحديد له بزمان حتى لو لم يخف منه لم يجز العدول، ولو كان بعد زوال الشمس من يوم عرفــة، حكي عن الغنيــة والمختلــف والدروس، واختاره أيضا بعض شيوخنا المعاصــرين، بــل هــو

، إلخ.(1)ظاهر التهذيب واالستبصارلكن ال يخفى ما فيه، إذ ال مائز حينئذ بينه وبين الثاني.

ــو ــاري وه ــوف االختي ــركن من الوق ــوات ال ــاني: ف }الث المســـمى منـــه{ قـــال في الجـــواهر: ففي القواعـــد وعن الحلبيين وابني إدريس وسعيد يحصل التمتع بإدراك مناســك العمرة، تجديــد إحــرام الحج، وإن كــان بعــد زوال الشــمس يوم عرفة، إذ علم إدراك الوقوف بها، وحينئــذ فحــد الضــيقــه يرجــع خوف فوات اختياري الركن من وقوف عرفة، ولعلــذب من ــة والوســيلة والمه ــا عن المبســوط والنهاي ــه م إلي الفوات بزوال الشمس من يوم عرفة قبــل إتمــام العمــرة، بناءا على تعذر الوصــول غالبــا إلى عرفــة بعــد هــذا الــوقت

، انتهى.(2)لمضي الناس عنه من المصــنف إشــارةأحــدهاأقــول: ويمكن أن يكــون

إلى هذا القول، بناء على الجمود على ظاهر كالمهم. }الثالث: فــوات االضــطراري منــه{ قــال في المســتند:

وهو مذهب الحلي في

.9 سطر 188 ص2( المستند: ج?)1.29 ص18( الجواهر: ج?)2

216

Page 217: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

.التروية يوم زوال:الرابع. غروبه:الخامس.عرفة يوم زوال:السادس العـــدول بين التروية يـــوم زوال بعد التخيـــير:الســـابع

الفوت يخف لم إذا واإلتمام

.(1)السرائر، وحكي عن محتمل الحلبي }الرابع: زوال يوم التروية{ حكاه في المستند عن والد

الصدوق، وعن السرائر، وعن المفيد. }الخامس: غروبه{ حكاه في المستند عن الصدوق في

المقنع والمفيد في المقنعة. }السادس: زوال يوم عرفة{، قال في المستند: إنه إذا زالت الشمس من يــوم عرفــة ولم يتحلـل من المتعـة فقــدــة، وحكي فاتت العمرة، اختاره الشيخ في المبسوط والنهايــزة في ــذب وابن حمـ ــي في المهـ ــكافي والقاضـ عن اإلسـ

.(2)الوسيلة، واختاره في المدارك والوسيلة وكشف اللثام }الســابع: التخيــير بعــد زوال يــوم الترويــة بين العــدول واإلتمام إذا لم يخف الفوت{ قال في الجواهر: وربما ظهــر

من بعض متأخري المتأخرين

.20 سطر188 ص2( المستند: ج?)1.7 سطر188 ص2( المستند: ج?)2

217

Page 218: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــع واإلفــراد إذا ــالتخيير بين التمت الجمــع بين النصــوص ب، انتهى.(1)فات زوال يوم التروية أو تمامه

ــر ــد من ذك ــتدالل ال ب ــروع في االس ــل الش ــول: وقب أقاألخبار، وهي طوائف:

األولى: ما دل على الفوت بهالل ذي الحجة.الثانية: ما دل على الفوت بصالة الصبح من يوم تروية.

الثالثة: ما دل على الفوت بزوال يوم التروية. وهذه الثالثة مجتمعة في صحيح ابن بزيع، قــال: ســألت أبا الحســن الرضــا )عليــه الســالم( عن المــرأة تــدخل مكــةــه متمتعة فتحيض قبل أن تحل حتى تذهب متعتها، قال )علي

كان جعفر )عليه الســالم( يقــول: زوال الشــمسالسالم(: يــوم الترويــة. وكــان موســى )عليــه الســالم( يقــول: صــالة

، فقلت: جعلت فداك عامــة مواليــكالصبح من يوم التروية يدخلون يوم التروية ويطوفون ويسعون ثم يحرمون بــالحج،

فــذكرت لــه روايــةزوال الشــمسفقال )عليــه الســالم(: إذا زالت الشمس فقال )عليه السالم(: (2)عجالن بن صالح

، فقلت: فهي على إحرامها أو تجــدد إحرامهــاذهبت المتعةــه الســالم(: ــال )علي ، قلت:ال هي على إحرامهاللحج، فق

ال إال أن تحب أن تتطوعفعليها هدي، قال )عليه السالم(: أما نحن فإذا رأينا هالل ذي الحجــة قبــل أن نحـرمثم قال:

.(3)فاتتنا المتعة

.35 ص18( الجواهر: ج?)1( تأتي هذه الرواية في المسألة اآلتية إن شاء الله.?)2.14 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 216 ص8( الوسائل: ج?)3

218

Page 219: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بعــدالأقول: والمراد من قولــه في الصــحيحة فقــال: ذكر الراوي رواية عجالن، يعــني ليس مطلــق يــوم الترويــة،

وإنما هو زوال شمسه. وعن جميـل بن دراج قــال: سـألت أبـا عبـد اللـه )عليـه السالم( عن المرأة الحــائض إذا قــدمت مكــة يــوم الترويــة،

تمضي كمــا هي إلى عرفــات فتجعلهــاقال )عليه السالم(: ، الحديث.(1)حجة

ــوم ــمس ي ــروب الش ــوت بغ ــا دل على الف ــة: م الرابعالتروية.

كصحيح العيص بن القاسم، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليه السالم( عن المتمتــع يقــدم مكــة يــوم الترويــة صــالة

ال، مــا بينــه وبينالعصر تفوته المتعة، قال )عليه الســالم(: غروب الشمس، وقد صنع ذلك رسول الله )صلى الله عليه

.(2)وآله( أقول: يمكن أن يكون المراد بصنع رســول اللــه )صــلى الله عليه وآله( أمره بذلك، كمــا يمكن أن يكــون ذلــك قبــل حجة الوداع، فإنه )صلى الله عليه وآله( حج عشــرين مــرة،

كما تقدم في الروايات. وخــبر إســحاق بن عبــد اللــه قــال: ســألت أبــا الحســن موسى )عليه السالم( عن المتمتع يدخل مكة يــوم الترويــة،

.(3)ليتمتع ما بينه وبين الليلفقال:

.2 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 214 ص8( الوسائل: ج?)1.10 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 212 ص8( الوسائل: ج?)2.11 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 212 ص8( الوسائل: ج?)3

219

Page 220: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ورواية عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، إذا قدمت مكــة يــوم الترويــة، وقــد غــربت الشــمس،قال:

.(1)فليس لك متعة، أمض كما أنت بحجك إذاوروايته األخرى، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(:

قدمت مكــة يــوم الترويــة وأنت متمتــع فلــك مــا بينــك وبين.(2)الليل أن تطوف بالبيت وتسعى وتجعلها متعة

ــه ــه، عن أبي الحســن )علي ــد الل ــبر إســحاق بن عب وخــاالسالم(: المتمتع إذا قدم ليلة عرفة ليس له متعة، يجعله

.(3)حجة مفردة، إنما المتعة إلى يوم التروية وخبر موسى بن عبد الله، عن المتمتع يقــدم مكــة يــوم

المتعة له، يجعلها حجة مفــردة،عرفة، قال )عليه السالم(: ويطوف بــالبيت ويســعى بين الصــفا والمــروة، ويخــرج إلى

.(4)منى وال هدي عليه، إنما الهدي على المتمتع وخبر علي بن يقطين: سألت أبا الحسن موســى )عليــه السالم( عن الرجل والمرأة يتمتعان بــالعمرة إلى الحج، ثم

يجعالنهــا حجــةيدخالن مكة يوم عرفة، كيف يصنعان، قال: .(5)مفردة، وحد المتعة إلى يوم التروية

إلى غير ذلك من الروايات. الخامسة: ما دل على امتداد وقتها إلى السحر من ليلــة

عرفة، إما صريحا

.12 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 216 ص8( الوسائل: ج?)1.12 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 212 ص8( الوسائل: ج?)2.9 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 215 ص8( الوسائل: ج?)3.10 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 216 ص8( الوسائل: ج?)4.11 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 216 ص8( الوسائل: ج?)5

220

Page 221: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــد اللــه كصــحيح محمــد بن مســلم، قــال: قلت ألبي عب إلى)عليه السالم(: إلى مــتى يكــون للحــاج عمــرة؟ قــال:

.(1)السحر من ليلة عرفة أو بالداللــة على الجــواز إلى ليلــة عرفــة، كالمرســل المروي عن التهذيب واالستبصــار، روى لنــا الثقــة من أهــل الــبيت )عليهم الســالم( عن أبي الحســن موســى )عليـــه

أهل بالمتعة بالحج يوم الترويــة إلى زوالالسالم( أنه قال: الشمس وبعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء ما بين ذلك

.(2)كله واسع ومــا عن ابن أبي عمــير، عن هشــام بن ســالم ومــرازم وشعيب كلهم، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في الرجــل المتمتع يدخل ليلة عرفة فيطوف ويســعى ثم يحــرم فيــأتي

.(3)ال بأسمنى، فقال )عليه السالم(: ونحوه صحيح ابن أبي عمير المروي عن الكــافي، اال أن

.(4)ثم يحل ثم يحرمفيه: وعن الحلبي، عن أحدهما )عليهما السالم(.

ــو ــدم أب ــال: ق ــون، ق ــد بن ميم ــاد، عن محم وعن حم الحسن )عليه السالم( متمتعا ليلة عرفة فطاف وأحل وأتى

.(5)جواريه ثم أحرم بالحج وخرج

.9 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 212 ص8( الوسائل: ج?)1 باب في الوقت الذي يلحق اإلنسان فيه المتعة248 ص2( االستبصار: ج?)2.14ح.1 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 210 ص8( الوسائل: ج?)3.1 باب الوقت الذي يفوت فيه المتعة ح443 ص4( الكافي: ج?)4.2 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 210 ص8( الوسائل: ج?)5

221

Page 222: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــه ــا الحســن )علي ــال: ســألت أب ــا بن آدم ق وخــبر زكريــه ــال )علي ــة، ق ــوم عرف ــل ي ــع إذا دخ ــالم( عن المتمت الس

.(1)ال متعة له يجعلها عمرة مفردةالسالم(: ــا إلى حيث يمكن ــداد وقته ــا دل على امت ــة: م السادس إدراك الناس بمنى، كصحيح أبي بصير: قلت ألبي عبــد اللــهــل أن ــة فتطمث قب ــرأة تجىء متمتع ــالم(: الم ــه الس )علي تطــوف بــالبيت فيكــون طهرهــا ليلــة عرفــة، فقــال )عليــه

إن كانت تعلم أنها تطهــر وتطــوف بــالبيت وتحــلالسالم(: .(2)من إحرامها وتلحق الناس بمنى فلتفعل

ــد ــا عب ومرسل ابن بكير، عن بعض أصحابنا، أنه سأل أب يتمتــع مــاالله )عليه السالم( عن المتعة متى تكون، قــال:

. قلت: أي ذاهبين إلى عرفة.(3)ظن أنه يدرك الناس بمنى ومرسل أبي بصير، قلت ألبي عبد الله )عليــه الســالم(: المرأة تجيء متمتعة فتطمث قبل أن تطوف بالبيت فيكون

إن كانت تعلم أنهاطهرها ليلة عرفة، فقال )عليه السالم(: تطهر وتطوف بالبيت، وتحــل من إحرامهــا وتلحــق بالنــاس،

.(4)فلتفعل وخبر العقرقوني، قال: خــرجت أنــا وحديــد فانتهينــا إلى البســتان يــوم الترويــة، فتقــدمت إلى حمــاد، فقــدمت مكــة

فطفت وسعيت وأحللت من تمتعي، ثم أحرمت

.8 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 215 ص8( الوسائل: ج?)1.3 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 211 ص8( الوسائل: ج?)2.6 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 211 ص8( الوسائل: ج?)3.4 من أبواب أقسام الحج ح84 الباب 498 ص9( الوسائل: ج?)4

222

Page 223: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بالحج، وقدم حديــد من الليــل، فكتبت إلى أبي الحســن مره يطــوف)عليه السالم( أستفتيه في أمره، فكتب إلي:

ويسعى ويحل من متعته ويحرم بالحج، ويلحق الناس بمنى،.(1)وال يتبين بمكة

المتمتــعوخــبر الحلــبي، عن الصــادق )عليــه الســالم(: يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمــروة مــا أدرك النــاس

.(2)بمنىــه ــه )عليـ ــد اللـ ــرازم بن حكم، قلت ألبي عبـ ــبر مـ وخـ السالم(: المتمتع يدخل ليلة عرفة مكة، أو المــرأة الحــائض

مــا أدركــوامتى تكون لهما المتعة، فقــال )عليــه الســالم(: .(3)الناس بمنى

إلى غير ذلك.السابعة: ما دل على أن المناط خوف فوت عرفة.

ففي رواية يعقوب بن شــعيب المحــاملي، المرويــة عن الالكافي، قال: سمعت أبا عبد الله )عليه الســالم( يقــول:

ــه بأس للمتمتع إن لم يحرم من ليلة التروية متى ما تيسر ل.(4)ما لم يخف فوت الموقفين

ورواية محمد بن مسرور، المروية عن الشيخ الذي قالــه ابن حــزك، والغلــط من الناســخين، قــال: في المنتقى إن كتبت إلى أبي الحسن الثالث )عليه السالم(: مــا تقــول في رجــل متمتــع بــالعمرة إلى الحج وافى غــداة عرفــة، وخــرج

الناس من

.4 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 211 ص8( الوسائل: ج?)1.8 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 212 ص8( الوسائل: ج?)2.14 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 212 ص8( الوسائل: ج?)3.4 باب الوقت الذي يفوت فيه المتعة ح444 ص4( الكافي: ج?)4

223

Page 224: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

منى إلى عرفات، أعمرتــه تامــة أو قــد ذهبت منــه، إلى أي وقت عمرته تامة إذا كان متمتعا بالعمرة إلى الحج، فلمــه يواف يوم التروية وال ليلة التروية فيكف يصنع، فوقع )علي

ساعة يدخل مكــة إن شــاء اللــه يطــوف ويصــليالسالم(: ــه، ــرم خ ل( بحجت ــرج )ويح ــر ويخ ــعى ويقص ــتين ويس ركع

.(1)ويمضي إلى الموقف، ويفيض مع اإلمامــه ــه )علي ــد الل ــا عب ــبي، قــال: ســألت أب وصــحيحة الحل السالم( عن رجل أهل بالحج والعمرة جميعا، ثم قــدم مكــة والناس بعرفات، فخشــي إن هــو طــاف وســعى بين الصــفا

ــه الســالم(: ــه الموقــف، قــال )علي يــدعوالمــروة أن يفوت العمرة، فإذا أتم حجه صــنع كمــا صــنعت عائشــة، وال هــدي

. (2)عليه بنــاء على مــا هــو المتبــادر من جــواز العمــرة مــع عــدم

الخشية. ومرسل محمــد بن أبي حمــزة، عن بعض أصــحابه، عن أبي بصير، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(: المــرأة تجيء متمتعــة، فتطمث قبــل أن تطــوف بــالبيت فيكــون

إن كانت تعلم أنهاطهرها يوم عرفة، فقال )عليه السالم(: تطهر وتطــوف بــالبيت وتحــل من إحرامهــا وتلحــق بالنــاس

.(3)فلتفعلــالم(: ــه الس ــه )علي ــد الل ــل، عن أبي عب ــحيح جمي وص

المتمتع له المتعة إلى زوال

.16 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 213 ص8( الوسائل: ج?)1.6 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 215 ص8( الوسائل: ج?)2.3 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 211 ص8( الوسائل: ج?)3

224

Page 225: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــار اختالف والمنشأ ــ ،االختالف أشد مختلفة فإنها األخبـ تلك من مستفيضة لجملة ،األولين القــولين أحد واألقــوىــار ــ ــتفاد فإنها ،األخب ــ ــنتها اختالف على منها يس ــ أن ألس

ــوف فوت خوف عدم اإلتمام في المناط منها ،بعرفة الوقبن يعقوب رواية فيالسالم( )عليه قوله

الشمس من يوم عرفــة، ولــه الحج إلى زوال الشــمس.(1)من يوم النحر

بـــل واألخبـــار الكثـــيرة الصـــحيحة الدالـــة على كفايـــةاضطراري عرفة.

ــع، ــو بجم ــام وه ــل أدرك اإلم ــار: رج كصــحيحة ابن عم إن ظن أنه يأتي عرفات فيقــف بهــا قليال، ثم يــدركفقال:

جمعا قبل طلوع الشمس فليأتها، وإن ظن أنه ال يأتيها حتى يفيض النـــاس من جمـــع فال يأتهـــا، وليقم بجمـــع فقـــد تم

.(2)حجهونحوها غيرها، لكن فيها إشكال يأتي.

}و{ إذا عرفت شطرا من األخبار عرفت أن }المنشأ{ــا رأيت ــا{ كم ــار، فإنه ــاوى }اختالف األخب في اختالف الفت }مختلفة أشد االختالف، واألقوى أحد القــولين األولين{ من الفوت بفوت اختياري عرفة، أو فوت الــركن منــه، }لجملــة مستفيضة من تلك األخبار{ وهي ما ذكرناه بعنوان الطائفــة

السابعة. }فإنها يستفاد منها على اختالف ألسنتها أن المناط فيــد عــرفت أن اإلتمام عدم خوف فوت الوقوف بعرفة{ إذ ق

}منها: قوله )عليه السالم( في رواية يعقوب بن

.15 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 213 ص8( الوسائل: ج?)1.1 من أبواب أقسام الحج ح22 الباب 55 ص10( الوسائل: ج?)2

225

Page 226: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ليلة من يحــرم لم إن للمتمتع بــأس ال :الميثمي شــعيب ،المــوقفين فــوات يخف لم ما له تيسر ما مــتى التروية

.إلخ عرفة ليلة يحرم أن للمتمتع بأس ال :نسخة وفي أو بغروبه أو التروية يــوم بــزوال المحــددة األخبــار وأماعرفة بليلة

ال بأس للمتمتــع إن أو المحاملي: }(1)شعيب الميثمي{ لم يحرم من ليلــة الترويــة مــتى مــا تيســر لــه مــا لم يخــف

ال بــأس للمتمتــع أن يحــرم، وفي نســخة: فوات الموقفين إلخ{ فإن الظاهر منهـا أن المنـاط خــوف فـوتليلة عرفة

عرفة، ال أن المــراد المجمــوع من حيث المجمــوع الصــادقعلى إدراك المشعر فقط.

وما في المستمســك من قولــه: لكن في كــون الروايــة فيما نحن فيه تأمل ظاهر الحتمال كــون المــراد أن المتمتــعــالحج إذا فرغ من متعته ال تجب عليه المبادرة إلى اإلحرام ب

انتهى.(2)ليلة التروية ألنه ال يجب عليه العدول إذ ال منافــاة بين هــذه اإلرادة وبين كــون المنــاط خــوفــه فوت الموقفين الموجب للتعدي عنه إلى غيره، أال ترى أن لو قال: ال بأس للمكلف إن لم يصل العصر متى ما تيسرت له ما لم يخف ذهاب الوقت، استفيد منــه عــدم الفــرق بين

مصلي الظهر وغيره.وكيف كان فداللة الرواية ظاهرة ال غبار عليها.

ــار المحــددة{ فــوت المتعــة }بــزوال يــوم }وأمــا األخب التروية{ كالطائفــة الثالثــة }أو بغروبــه{ كالطائفــة الرابعــة }أو بليلة عرفة{ ليست هذه أخبــار تقابــل الطائفــة الرابعــة

كما ال يخفى.

.5 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 211 ص8( الوسائل: ج?)1.222 ص11( المستمسك: ج?)2

226

Page 227: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

إال اإلدراك إمكــان عــدم صورة على فمحمولة سحرها أو واألحوال األوقات باختالف مختلف فإنه األوقات هذه قبل

ــخاص ــوا لم إذا التقية على حملها ويمكن ،واألش مع يخرج كما التقية ألجل االختالف كون ويمكن ،التروية يوم الناس

وربما ،للصلوات األوقات أخبار في

}أو ســـحرها{ كالطائفـــة الخامســـة }فمحمولـــة علىــه ــات فإن ــذه األوق ــل ه ــان اإلدراك إال قب ــدم إمك صــورة ع ــيف مثال ــ ــتاء والص ــ ــات{ كالش ــ ــاختالف األوق ــ ــف ب ــ مختل }واألحــوال{ كالشــاب والهــرم }واألشــخاص{ كالســريع والبطيء، وقد ذكر هــذا الحمــل في الجــواهر قــال: أو على اختالف أوقــات التمكن إلى الوصــول إلى عرفــات بــاختالف

، انتهى.(1)الناس أقول: ال يبعد ذلك، إذ األئمــة )عليهم الســالم( كثــيرا مــا كانوا يالحظون الظروف في بيان األحكام، خصوصا بالنسبة إلى األزمنة السابقة التي مــا كــانت تتهيــؤ الوســائل للســفر إلى عرفــات بعــد مضــي النــاس لخطــر الطريــق ســيما فيــواريخ، وهــذا الحمــل وإن كــان ال الحج، كمــا يظهــر من الت شاهد له من األخبــار إال أن العــرف بالقرينــة الحاليــة تجمــع

بينها بما ذكر. نعم ال يستقيم هذا مع ما في بعض النصوص، سيما خبر موسى المذكور في الطائفة الرابعــة، ثم إن هــذا حمــل في

قبال الطرح الذي ال بد منه عند الدوران. }ويمكن حملها على التقية{ بالنسبة إلى المكلفين }إذا لم يخرجوا مع الناس يوم التروية{ كما في الحــدائق، قــال:

واألظهر عندي في اختالف هذه األخبار

.35 ص18( الجواهر: ج?)1

227

Page 228: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بعد الفضل في المتعة أفــراد مــراتب تفاوت على تحمل أن التمتع أنــواع أفضل فــإن ،المنــدوب بــالحج التخصــيص

يــوم قبل عمرته تكــون ما ثم ،الحجة ذي قبل عمرته تكونعرفة يوم قبل يكون ما ثم ،التروية

إنما هو الحمل على التقية على الوجه الذي قدمنا ذكره في المقدمة األولى من مقدمات الكتاب، من أنهم كثيرا مــاــه من يلقــون االختالف بين الشــيعة في األحكــام، لمــا يرون المصلحة التي تقدمت اإلشارة إليها في المقدمة المذكورة،

، انتهى.(1)وإن لم يكن شيء منها مذهبا للعامة أقول: وربما يؤيد الحمل على التقية مــا تقــدم في خــبر

،(2)وال يتــبين بمكةالعقرقــوني من قولــه )عليــه الســالم(: وكذا يمكن الحمل على التقية بالنسبة إلى نفس المعصــوم

)عليه السالم(، ويؤيده صحيح ابن بزيع وغيره. لكن كل ذلك مشكل كما ال يخفى، وإن كان مثله واردا، }كما في أخبار األوقات للصلوات، وربما تحمل على تفاوتــالحج مــراتب أفــراد المتعــة في الفضــل بعــد التخصــيص بــل ذي المندوب، فإن أفضل أنواع التمتع أن تكون عمرته قب الحجة، ثم ما تكون عمرته قبل يــوم الترويــة، ثم مــا يكــون

قبل يوم عرفة{ كما عن الشيخ في التهذيب، قال: المتمتع بالعمرة إلى الحج تكــون عمرتـه تامــة مــا أدرك الموقفين، سواء كان ذلك يــوم الترويــة أو ليلــة عرفــة، إلى بعد زوال الشمس، فإذا زالت الشمس من يوم عرفــة فقــد فاتت المتعة، النه ال يمكنه أن يلحق الناس بعرفات، والحال

على ما

.340 ص14( الحدائق: ج?)1.4 من أبواب أقسام الحج ح20 باب 211 ص8( الوسائل: ج?)2

228

Page 229: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وصفناه، إال أن مراتب الناس تتفاضل بالفضل والثواب،ــثر فمن أدرك يوم التروية عند زوال الشمس يكون ثوابه أك ومتعته أشــمل ممن لحــق بالليــل، ومن أدرك بالليــل يكــون ثوابه دون ذلك، وفوق من يلحق يوم عرفة إلى بعد الزوال، واألخبار التي وردت أن من لم يدرك يوم التروية فقد فاتت المتعة، المراد بها فوات الكمال الــذي يرجــوه بلحوقــه يــوم التروية، ومــا تضــمنت من قــولهم )عليهم الســالم( ويجعلهــا حجة مفردة، فاإلنسان بالخيار في ذلك بــأن يمضــي المتعــة وبين أن يجعلها حجة مفردة إذا لم يخـف فــوات المـوقفين، وكانت حجته غير حجة اإلسالم التي ال يجوز فيها اإلفراد مــع اإلمكان حيثمــا بينــاه، وإنمــا يتوجــه وجوبهــا والحتم على أن تجعــل حجــة مفــردة، لمن غلب على ظنــه أنــه إن اشــتغلــه ــالحج يفوتـ ــرام بـ ــعي واإلحالل ثم اإلحـ ــالطواف والسـ بـ

، انتهى.(1)الموقفان لكن فيه: إن ذلك جمع بال شاهد، فالقول بجواز العــدول عن التمتع بعد اإلحرام لعمرتــه إلى حج اإلفــراد مــع الســعة خالف األصل، مضــافا إلى أن صــحيح ابن الحجــاج المتقــدم في التحديد بيــوم الترويــة مــورده صــيرورة النســاء فيكــون حجهن ظاهرا في حجة اإلسالم، على أن عدة من النصــوص المتقدمة لسانها آبية عن الحمــل على األفضــل، وبهــذا كلــه

تعرف ما في هذه المحامل من اإلشكال.

.170 ص5( التهذيب: ج?)1

229

Page 230: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

اختالفها شـــدة جهة من األخبـــار عن أغمضـــنا لو أنا معــها ــ ــول وتعارض ــ ــدة مقتضى نق ــ ألن ،ذكرنا ما هو القاعــروض ال ممكنا دام فما ،التمتع هو عليه الـــواجب أن المفـ

صورة العدول جواز من المسلم والقدر ،عنه العدول يجوزالحج إدراك إمكان عدم

}مع أنا لو أغمضنا عن األخبــار من جهــة شــدة اختالفهــا وتعارضـــها نقــول مقتضـــى القاعـــدة هــو مــا ذكرنــا، ألن المفروض أن الــواجب عليــه هــو التمتــع، فمــا دام ممكنــا ال يجوز العدول عنه، والقدر المسلم من جواز العــدول صــورة عدم إمكان إدراك الحج{، وفيــه مــا ذكــره في المستمسـكــا إذا ــار، ألنه ــه: لكن اإلشــكال في اإلغمــاض عن األخب بقولــا كانت متعارضة ولم يمكن الجمع العرفي بينهما فالالزم إمــود ــع وج ــالراجح م ــذ ب ــع عــدم المــرجح، أو األخ ــير م التخي

، انتهى.(1)المرجح، وحينئذ ال مجال للرجوع إلى القواعدثم جمع هو بثالثة أنحاء أخر:

األول: أخذ قول المشهور بموافقة الكتاب واألصل. الثاني: إرجاع نصوص التحديد بزوال عرفة إلى نصــوص

المشهور، فتكون أكثر عددا، فتكون أولى باألخذ. الثالث: إن جميع الطوائف غير معمول بهــا، إال مــا حــدد بزوال الترويــة أو بغروبهــا، وهمــا خالف المشــهور، فــالالزم

أخذ المشهور، انتهى.ــاب إال ــة، إذ ليس للكت ــذه الثالث ــا في ه ــير بم وأنت خب عمــوم يمكن تخصيصــه، واألصــل يرجــع إليــه حيث ال دليــل، واإلرجاع والترجيح بأكثرية العـدد فيهمـا مـا ال يخفى، وعـدم

العمل

.228 ص11( المستمسك: ج?)1

230

Page 231: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــاري إدراك والالزم ــ ــوف من االختي ــ ــإن ،الوق ــ كفاية ف أحد ترجيح في الكالم يبقى ،األصل خالف منه االضطراري

ــاء أولهما رجحــان يبعد وال األولين القــولين ــون على بن كــالوقوف والغروب الزوال بين ما تمام استيعاب الواجب ،ب

،المسمى هو الركن كان وإن

غــير تــام، والــترجيح بمثــل هــذه الشــهرة المســتند إلى االجتهاد على تقدير تسليمها غــير مســتقيم، فلم يبــق إال أن يقال إنها أخبار متعارضة لم يعلم تــرجيح بعضــها، فــالمتيقن جواز العمل بالطائفــة األخــيرة، إمــا من جهــة االستصــحاب،ــاب، وإمــا من جهــة أنهــا أحــد وإمــا من جهــة موافقــة الكت

، واللـهبأيهمـا أخـذت من بـاب التسـليم وسـعكمصـاديق العالم.

}و{ كيف كان، فإذ قد عرفت أن األقــوى أحــد القــولين األولين فنقول: القدر المسلم من جواز العدول صورة عدم إمكان إدراك الحج، }والالزم إدراك االختيــاري من الوقــوفــع فإن كفاية االضطراري منه خالف األصل{ الموافــق لجمي النصوص المتقدمة المحددة للمتعة بإدراك االختياري، وعلى هذا فليس مجال للقول بمعارضة أصالة عدم جواز العــدول

لهذا األصل. }يبقى الكالم في تـــرجيح أحـــد القـــولين{ األولين }وال يبعد رجحان أولهمــا{ فجــواز المتعــة مختص بصــورة إدراك الوقوف االختياري بعرفــة من أولــه إلى آخــره، فــإن ظــاهرــوقفين أن ــوت الم ــوف ف ــد خ ــدول عن ــوغ للع النص المس المسوغ للعدول فوات الواجب من الوقــوف ال الــركن منــه فقط }بناء على كون الواجب استيعاب تمام ما بين الــزوال والغروب بالوقوف وإن كان الركن هــو المسـمى{ كمــا عن الدروس، واللمعة، والروضــة، بــل عن الــذخيرة نســبته إلى

غير واحد من عبارات األصحاب، لكن ال يخفى أن األقرب

231

Page 232: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كمــا ســيأتي عــدم وجــوب االســتيعاب من أول الــوقت،ــالة ــوط ورس ــة والمبس ــه والنهاي ــا للمحكي عن الفقي وفاق الديلمي والسرائر والمنتهى والــذخيرة وغيرهــا، لجملــة من

األخبار: كصحيحة ابن عمار، المتضمنة لصــفة حج النــبي )صــلى

حــتى، إلى أن قــال: ثم غدا والناس معهالله عليه وآله(: ــه انتهى إلى نمرة وهو بطن عرنة بحيال األراك فضــرب قبت وضرب النــاس أخــبيتهم عنــدها، فلمــا زالت الشـمس خــرج رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( ومعــه قــريش، وقــد اغتسل وقطع التلبية حتى وقــف بالمســجد، فوعــظ النــاس وأمرهم ونهاهم، ثم صلى الظهـر والعصــر بـأذان وإقــامتين،

، الحديث.(1)ثم مضى إلى الموقف فوقف به لمــا كــان يــوم الترويــة قــالوفي صــحيحة أبي بصــير:

جبرئيــل آلدم )عليــه الســالم(: تــرو من المــاء، فســميت التروبــة، ثم أتى مــنى فأباتــه بهــا، ثم غــدا بــه إلى عرفــات فضرب خباه بنمرة دون عرفة فبـنى مسـجدا بأحجـار بيض، وكان يعرف أثر مسجد إبراهيم حتى أدخل في هذا المسجد الذي بنمرة حيث يصلي اإلمام يوم عرفة، فصلى بها الظهرــات ــال: هــذه عرف ــات، فق ــه إلى عرف والعصــر، ثم عمــد ب

.(2)فاعرف بها مناسكك واعترف بذنبك، فسمي عرفات وإنما تعجل العصر وتجمع بينهماوفي موثقة ابن عمار:

لتفرغ نفسك للدعاء

.4 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 152 ص8( الوسائل: ج?)1.24 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 163 ص8( الوسائل: ج?)2

232

Page 233: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــار جملة من فإن ،إشكال عن يخلو ال ذلك مع ولكن األخب متمتع فيالســالم( )عليه الله عبد أبي عن ســهل مرفــوع

ــوم دخل ــال ،عرفة ي ــاس يقطع أن إلى تامة متعته :ق الن وصحيحة ،عرفة يوم بزوال التلبية قطع إن حيث ،تلبيتهم

ــمس زوال إلى المتعة له المتمتع :جميل ــ ــوم من الش ــ يإلى الحج وله عرفة

، ثم تــأتي الموقــف إلى غــير(1)فإنه يوم دعــاء ومســألةذلك، بضميمة أن عرنة ونمرة ليستا من عرفات.

}ولكن مــع ذلــك ال يخلــو عن إشــكال{ الحتمــال كفايــة إدراك الركن }فإن من جملة األخبار مرفــوع ســهل{ الــذي رواه في الكافي، عن العدة، عن سهل بن زياد، رفعه }عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( في متمتــع دخــل يــوم عرفــة،

{، فإنه لــو(2)متعته تامة إلى أن يقطع الناس تلبيتهمقال: ــوم جاز له المتعة إلى الظهر }حيث إن قطع التلبية بزوال ي عرفة{ يتأخر قهرا وصوله إلى عرفات بمقدار أربع ساعات على األقل في أزمنة صدور الرواية لبعــد عرفــات عن مكــة هــذا المقــدار، فيكــون مــدركا للــركن من عرفــات، فيكــون

مقتضاه القول الثاني. }وصحيحة جميل{ بن دراج الــتي رواهــا الشــيخ بســنده

المتمتــع لــهعنه، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: المتعة إلى زوال الشمس من يوم عرفة وله الحج إلى

.3 باب الغدو إلى عرفات ح461 ص4( الكافي: ج?)1.5 باب الوقت الذي يفوت فيه المتعة ح444 ص4( الكافي: ج?)2

233

Page 234: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

إدراك كفاية ومقتضاهما.النحر يوم من الشمس زوال العمــرة إتمــام البعيد من فــإن ،االختياري الوقوف مسمى

ــزوال قبل ــاس وإدراك عرفة من الـ ــزوال أول في النـ الـــات ــ ــدق وأيضا ،بعرف ــ قبل أدركهم إذا الموقف إدراك يص

تمــام إدراك منه المنســاق فإن الصدق يمنع أن إال الغروبــواجب ــاب ال ــحيحة المرفوعة عن ويج ــذوذ والص كما بالش

ادعي

.}(1)زوال الشمس من يوم النحر بل وخــبر محمــد بن مســرور المتقــدم، حيث ســأل عن اإلمام )عليه السالم(: إنــه وافى غــداة عرفــة، فوقــع )عليــه

ساعة يدخل مكــة إن شــاء اللــه يطــوف ويصــليالسالم(: ركعتين ويسعى ويقصر ويخرج ـ يحرم خ ـــ بحجتــه ويمضــي

، إذ الظــاهر منــه كفايــة(2)إلى الموقــف ويفيض مــع اإلمــام إدراك اإلمام في الموقف، مضــافا إلى أن الغــداة الصــادقة على ساعتين بعــد الشــمس ونحوهــا إذا ورد مكــة فطوافــه وسعيه وتقصــيره وإحرامــه الثــاني، خصوصــا مــع مقدماتــه،ــر المالزم للوصــول إلى ــريب الظه ــراغ ق ــون الف ــوجب ك ي

عرفات قبيل الساعة العاشرة ونحوها.ــة }ومقتضاهما{ كمقتضى خبر محمد بن مسرور }كفاي إدراك مســمى الوقــوف االختيــاري، فــإن من البعيــد إتمــامــاس في أول ــة، وإدراك الن ــزوال من عرف ــل ال ــرة قب العم الـزوال بعرفـات، وأيضـا يصـدق إدراك الموقـف إذا أدركهم قبل الغروب، إال أن يمنع الصدق فــإن المنســاق منــه إدراك تمام الــواجب، ويجــاب عن الموفوعــة والصــحيحة{ والخــبر

}بالشذوذ كما ادعي{ لكن هذا خالف ما يظهر

.15 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 213 ص8( الوسائل: ج?)1.16 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 213 ص8( الوسائل: ج?)2

234

Page 235: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــالث القــول يؤيد وقد االضــطراري إدراك كفاية وهو الث إفاضة بعد يــــأتي من أن على الدالة باألخبــــار عرفة من

نإ وفيه ،حجه تم النحر ليلة وأدركها عرفـــات من النـــاس ،هو حيث من اإلدراك عـــدم وهو فيه نحن ما غـــير موردها أثنــــاء في كونه والمــــانع ،اإلدراك يمكن فيه نحن وفيما

.بها يقاس فال العمرة

من كلماتهم لما قد عرفت من ذهاب جمع كثير إلى هذاالقول، فيكف يكون شاذا كما صرح به في المستمسك.

}وقد يؤيد القول الثالث، وهو كفاية إدراك اإلضــطراريــأتي بعــد إفاضــة ــة على أن من ي ــار الدال من عرفــة، باألخب الناس من عرفات وأدركها ليلة النحر تم حجه{ كصحيح ابن عمار المتقدم وغيره مما هو مذكور في مسألة كفاية إدراك

اضطراري عرفة. }وفيه{ أوال: }إن موردها غير ما نحن فيه، و{ ذلك ألنــان موردها }هو عدم اإلدراك من حيث هو { بعد فرض اإلتي بالعمرة في التمتع وال ربــط لــه بــانقالب عمــرة التمتــع إلى

الحج.ــاء ــه في أثن }وفيما نحن فيه يمكن اإلدراك، والمانع كون

العمرة فال يقاس بها{. وثانيا: إنه لو فرض عموميــة تلــك األخبــار لمــا نحن فيــه لزم تخصيص ما نحن فيه عن تلك العمومات، لتصريح أخبار هذه المسألة بأنه إنما ال يعــدل إلى اإلفــراد إذا أدرك اإلمــام بعرفات، كما في خبر محمد بن مسرور، وأنه إذا خشــي أنــد ــل ق يفوته الموقف يدع العمرة، كما في صحيح الحلبي، ب

عرفت أن جملة من األخبار

235

Page 236: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

يــدرك لم أنه اتفق ثم الوقت سعة في عمرته أتم لو نعم مورد في ودخل ،االضطراري كفاه الوقوف من االختياري

ــأتم الوقت سعة اعتقد من دخول يبعد ال بل ،األخبار تلك ف،األخبار تلك في مضيقا الوقت كون بان ثم عمرته

ــرد النقض ــا، ثم ي تحتم العدول بقدوم ليلة عرفة ونحوه على هذا القائل بأنه لو عملنا بتلك األخبــار لــزم العمــل بهــا حتى في كفاية إدراك المشعر فقط، لما دل على أن إدراك

المشعر كاف. }نعم لو أتم عمرتــه في ســعة الــوقت ثم اتفــق أنــه لم يدرك االختياري من الوقــوف كفــاه االضـطراري ودخــل في مورد تلك األخبار، بل ال يعبد دخول من اعتقد ســعة الــوقت فأتم عمرته ثم بان كون الوقت مضيقا في تلك األخبار{ بل يشمله قول الصــادق )عليــه الســالم( في خــبر عبــد الصــمد المذكور: في من كان لبس قميصه في حال األحرام وأفتاه

أي رجل ركب أمرا بجهالةأصحاب أبي حنيفة بفساد حجه، .(1)فال شيء عليه

بل يدل عليه األخبــار الكثــيرة الــتي أدارت الحكم مــدار إن كانت تعلم أنهــا تطهــرالعلم ونحوه، كصحيح أبي بصير:

وتطــوف بــالبيت وتحــل من إحرامهــا وتلحــق النــاس بمــنى.(2)فلتفعل

ــاسومرسل ابن بكير، قال: يتمتع ما ظن أنه يدرك الن.(3)بمنى

.3 من أبواب تروك اإلحرام ح45 الباب 126 ص9( الوسائل: ج?)1.3 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 211 ص8( الوسائل: ج?)2.6 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 211 ص8( الوسائل: ج?)3

236

Page 237: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وتلحـــقومرســـل أبي بصـــير كصـــحيحه، إال أن فيـــه: .(1)بالناس فلتفعل

للمتمتــع أن يحــرم من ليلــةورواية يعقوب بن شعيب: .(2)التروية متى ما تيسر له ما لم يخف فوت الموقفين

فخشي إن هو طــاف وســعىومفهوم صحيحة الحلبي: بين الصفا والمروة أن يفوته الموقف، قال )عليه الســالم(:

.(3)يدع العمرةومرسل محمد كمرسل أبي بصير، إلى غير ذلك.

وعلى هذا فاألقوى مــا ذكــره المصــنف، لمــا يظهــر من هذه األخبار من كونها مقيدة بالملتفت، ومنــه يظهــر مــا فيــه: هــذا يتوقــف على كــون النصــوص المستمســك من قولــه واردة في الملتفت، ولكن دعــوى ذلــك غــير ظــاهرة، فإن

.(4)خالف إطالق النصوصــاء على صــحة حجــه حينئــذ من بــاب حج نعم يمكن البن اإلفراد، ثم يعتمر بعد ذلك ويكون إتمامه للعمرة غير مجزئ عنها، بل هو باق على إحرامه وال يحــل بالتقصــير وال بغــيره حــتى يــدرك الحج ولــو بــإدراك المشــعر االختيــاري لدخولــه حينئــذ في النصــوص جميعهــا، وال تتوقــف صــحة حجــه على

إدراك اختياري عرفة وال اضطراريها، انتهى.

.4 من أبواب الطواف ح84 الباب 498 ص9( الوسائل: ج?)1.5 من أبواب أقسام الحج ح20 الباب 211 ص8( الوسائل: ج?)2.6 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 215 ص8( الوسائل: ج?)3.232 ص11( المستمسك: ج?)4

237

Page 238: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــاهر إن ثم ــوم الظ ــام حكم عم ــبة المق الحج إلى بالنس وضــاق نــدبا التمتع نــوى فلو ،له األخبار وشمول المندوب

إلى العــدول له جــاز الحج وإدراك العمــرة إتمــام عن وقته عــدم واألقــوى ،إشــكال بعده العمرة وجوب وفي ،اإلفرادــيق التمتع وظيفته من علم ولو ،وجوبها ــ ــوقت ض ــ عن ال

هل العمــرة في يــدخل أن قبل الحج وإدراك العمــرة إتمام؟اإلفراد إلى األول من العدول له يجوز

وكذا سكت غير واحد من المعاصرين على المتن. ثم إنــه ال فــرق في اعتقــاد ســعة الــوقت بين كونــه من معتقداته الشخصية أو النوعية، كما لو لم يثبت الهالل فظنه الناس يوم التروية ثم ثبت عنــد الحــاكم الشــرعي أنــه يــوم

عرفة وهو قد اعتمر بعد الظهر أو نحو ذلك. }ثم الظـــاهر عمـــوم حكم المقـــام بالنســـبة إلى الحج المندوب، وشمول األخبار لــه فلــو نــوى التمتــع نــدبا وضــاق وقته عن إتمــام العمــرة وإدراك الحج جــاز لــه العــدول إلىــوص اإلفراد{ بل قد تقدم عن الشيخ )رحمه الله( حمل نص التحديد لغير الضيق على خصــوص المنــدوب، وإن كــان قــد

عرفت أنه حمل ال شاهد له.ــار ــده إشــكال{ من أن األخب }وفي وجــوب العمــرة بع المتقدمة نصــت على االعتمــار بعــد الحج، ومن أنهــا إرشــاد إلى ما هو بدل حج التمتع حينئــذ، وليســت في مقــام كونهــا ــا واجبة أو مندوبة فتكون العمرة تابعة للمبدل منه، إن واجب

فواجبة، وإال فمندوبة. }و{ عليه فـ }األقوى عدم وجوبها{ فيما لم تكن واجبة

باألصل أو بعارض. }ولو علم من وظيفتــه التمتــع ضــيق الــوقت عن إتمــام العمرة وإدراك الحج قبل أن يدخل في العمــرة، هــل يجــوز

له العدول من األولى إلى اإلفراد{ بأن يحرم

238

Page 239: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بعيد غير كان وإن إشكال فيه

بالحج ابتداء أم ال، }فيــه إشـكال{ ألن ظـاهر النصـوص والفتاوى العدول في األثناء، فالعدول من االبتداء يحتاج إلى دليل، والقول بأنه يلزم منه ســقوط الحج في هــذه الســنة، وذلك مناف ألدلة الفورية ال محصل له، إذ ما هو تكليفه غير قادر عليه، وما هو قادر عليه ليس بتكليفه بعد فــرض عــدمــل حيث ال يتمكن إال من ــون كمن وص ــة، فيك ــمول األدل ش العمرة المفردة، فهل نقول بانقالب تكليفــه، والمنــاط إنمــا

يفيد للقاطع. }وإن كان{ جواز العدول ابتداء }غير بعيد{ لكنه محتاج

إلى التتبع والتأمل في غير الحج االستحبابي ونحوه. نعم قـــد يستشـــعر ذلـــك من بعض األخبـــار، كمفهـــوم

أهــل بالمتعــةالمرسل المتقدم عن التهــذيب واالستبصــار: إلخ، إذ مساق هذا الخبر مســاق غــيره(1)بالحج يوم التروية

من األخبار الذي يقول بأنه لــو لم يتمكن في هــذه األوقــات يفرد الحج، منتهى األمــر تلــك في مــورد مــا أهــل بــالعمرة،

وهذا في ما لم يهل، فتأمل.ــألة ــة في المس ــذيب المتقدم ــيخ في الته ــة الش وروايــه الرابعة والعشرين من فصل النيابة، قال أبو عبد الله )علي

المتمتــع إذا فاتتــه عمــرة المتعــة أقــام إلى هاللالســالم(: .المحرم واعتمر فأجزأت عنه مكان عمرة المتعة

.14 مسألة 248 ص2( االستبصار: ج?)1

239

Page 240: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــوقت ســعة في التمتع بنية العمرة في دخل ولو وأخر ال جــواز ففي الــوقت ضــيق إلى متعمــدا والســعي الطــواف

االكتفــاء وعــدم العدول واألحوط ،إشكال وكفايته العدول.عليه واجبا الحج كان إذا

}ولو دخل في العمرة بنية التمتع في سعة الوقت وأخرــوقت ففي جــواز ــدا إلى ضــيق ال الطــواف والســعي متعم العدول وكفايته إشكال{ من اختصــاص النصــوص والفتــاوى بغير هذه الصورة كما قيل، ومن كــون المنــاط واحــدا، لكنــل ــدم اختصــاص النصــوص بالمــذكور، ب ــاني لع ــوى الث األق

إطالقها كالفتاوى يشمل ما نحن فيه، فراجع. ابتــداء من أن(1)وبه يظهر أن ما ذكــره في المستمسك

ــرة الالزم الرجوع إلى القواعد المقتضية لوجوب إتمام العم واالجتزاء في فعل الحج بإدراك المشــعر، لعمــوم من أدرك الوقوف بالمشعر فقد تم حجه إلخ غــير تــام، ولهــذا أضــرب هو عنه بقوله: هذا بناء على اختصاص نصوص المقــام بغــير الفرض، لكنه غير ظاهر فالحظ النصوص تجدها كغيرهــا من موارد األبدال االضطرارية شاملة للعامد وغيره، وأن العامد

آثم في التأخير. }و{ على هذا }فاألحوط{ إن لم يكن أقوى }العدول{ وحينئذ فال وجه لقوله: }وعدم االكتفـاء إذا كـان الحج واجبـا عليه{ بــل يكتفى بــذلك وإن أثم بالتــأخير كســائر من أوقــع

نفسه في االضطرار.

.234 ص11( المستمسك: ج?)1

240

Page 241: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــألة ــ 4 مس ــوا: ــائض في اختلف ــاء الح ــاق إذا والنفس ض على الحج وإدراك العمـــــرة وإتمـــــام الطهر عن وقتهما:أقوال

ثم ،واإلتمــام اإلفــراد إلى العــدول عليهما نإ :أحــدها.األخبار من لجملة ،الحج بعد بعمرة اإلتيان

: اختلفــوا في الحــائض والنفســاء إذا ضــاق4}مســألة وقتها عن الطهر وإتمام العمــرة وإدراك الحج على أقــوال{

خمسة:ــام ثم ــراد واإلتم ــدول إلى اإلف ــا الع ــدها: إن عليهم }أح اإلتيان بعمرة بعد الحج{ وهذا هو األشهر، كما عن المدارك والــذخيرة والكفايــة، بــل المشــهور بين األصــحاب كمــا في الحدائق، بل شهرة عظيمــة كمــا في الجــواهر، بــل كــاد أن يكون إجماعا كما عن المفاتيح وشرحه، بل إجماعا كمــا عن ــدارك أيضــا ــل الم ــذكرة، ب ــبر والمنتهى والت الخالف والمعت

}لجملة من األخبار{: كصحيح جميل، سألت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن المرأة الحــائض إذا قــدمت مكــة يــوم الترويــة، قــال )عليــه

تمضــي كمــا هي إلى عرفــات فتجعلهــا حجــة ثمالســالم(: تقيم حتى تطهر فتخرج إلى التنعيم فتحرم فتجعلها عمــرة

.(1)قال ابن أبي عمير: كما صنعت عائشة وصـــحيح إســـحاق بن عمـــار، عن أبي الحســـن )عليـــهــل أن ــة فتطمث قب السالم(، سألته عن المرأة تجيء متمتع تطوف بالبيت حتى تخرج إلى عرفات، قال )عليه الســالم(:

تصير حجة مفردة وعليها دم أضحيتها(2).

.2 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 214 ص8( الوسائل: ج?)1.13 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 216 ص8( الوسائل: ج?)2

241

Page 242: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وصحيح ابن بزيع المقتدم في المسألة السابقة، وفيه: .إذا زالت الشمس ذهبت المتعةفقال )عليه السالم(:

فقلت: فهي على إحرامهـــا أو تجـــدد إحرامـــا للحج، فقـــال . قلت: فعليهــا هــدي،ال هي على إحرامها)عليه الســالم(:

، الحديث.(1)ال، إال أن تحب أن تتطوعقال: بل ومرسلة إسحاق بياع اللؤلؤ الصحيحة، عمن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح منه، عمن سمع أبــا عبــد اللــه

المــرأة المتمتعــة إذا طــافت بــالبيت)عليه السالم( يقــول: ــا تامة ــدم فمتعته ــة أشــواط ثم رأت ال ــا دلت(2)أربع . فإنه

بالمفهوم على أنها قبل أربعة أشواط ال يكون متعتها تامة. ومرسلة إبــراهيم بن إســحاق عمن ســأل أبــا عبــد اللــه

عن امرأة طافت بالبيت أربعــة أشــواط ثم)عليه السالم(، ــة أشــواط رأت الدم فمتعتها تامة، وإن هي لم تطف إال ثالث فلتستأنف الحج، فإن أقام بها جمالها بعد الحج فلتخــرج إلى

.(3)الجعرانة أو إلى التنعيم فلتعتمر إذا حاضــت المــرأة قبــل أن تحــرموالفقــه الرضــوي:

ــاب فعليها أن تحتشي إذا بلغت الميقات وتغتســل وتلبس ثيــجد ــرب المس ــة وال تق ــة وهي محرم ــدخل مك ــا فت إحرامه الحرام، فإن طهرت ما بينها وبين يوم الترويـة قبــل الــزوال

فقد أدركت متعتها

.6 سطر 14 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 217 ص8( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب الطواف ح86 الباب 503 ص9( الوسائل: ج?)2.4 من أبواب الطواف ح85 الباب 502 ص9( الوسائل: ج?)3

242

Page 243: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الطــــواف تــــرك عليها أن من جماعة عن ما:الثــــاني طــواف وقضــاء الحج وإدراك اإلحالل ثم بالســعي واإلتيانــرة ــده العم ــون بع ــواف عليها فيك ــرات ثالث الط ــرة ،م م

على ويدل ،للنساء ومرة للحج ومرة العمرة طواف لقضاء.األخبار من جملة أيضا ذكروه ما

فعليها أن تغتســل وتطــوف بــالبيت وتســعى بين الصــفا والمروة وتقضي مــا عليهــا من المناسـك، وإن طهــرت بعــدــة ــا حج ــا فتجعله ــد بطلت متعته ــة فق ــوم التروي ــزوال ي ال

.(1)مفردةلكن سيأتي داللتها على القول الرابع بضميمة باقيها.

ــه وأبي الصــالح }الثاني: ما عن جماعة{ كعلي بن بابوي والحلــبي وابن زهــرة واإلســكافي وغــيرهم، بــل عن الغنيــة اإلجماع عليه، }من أن عليها ترك الطواف واإلتيان بالسعي ثم اإلحالل وإدراك الحج وقضاء طواف العمرة بعده، فيكون عليها الطــواف ثالث مــرات، مــرة لقضــاء طــواف العمــرة، ومرة للحج{ وهو طواف الزيارة }ومرة للنساء، ويدل على ما ذكروه أيضــا جملــة من األخبــار{، منهــا صــحيح العالء بنــه صبيح، وعبد الرحمن بن الحجاج وعلي بن رئاب وعبيد الل بن صــالح، كلهم يروونــه عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

المرأة المتمتعة إذا قــدمت مكــة ثم حاضــت تقيم مــاقال: بينها وبين التروية، فإن طهرت طافت بالبيت وسعت وإن

.3 سطر 30( فقه الرضا: ص?)1

243

Page 244: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

لم تطهر إلى يوم التروية اغتسلت واحتشــت ثم ســعت بين الصــفا والمــروة ثم خــرجت إلى مــنى، فــإذا قضــت المناســك وزارت الــبيت طــافت بــالبيت طوافــا لعمرتهــا ثم طافت طوافا للحج ثم خرجت فسعت، فإذا فعلت ذلك فقد أحلت من كل شيء يحل منه المحرم إال فراش زوجها فــإذا

.(1)طافت أسبوعا حل لها فراش زوجهاــه ــه )علي ــد الل ــالح، قلت ألبي عب ــبر عجالن أبي ص وخ السالم(: متمتعة قدمت مكة فرأت الـدم كيــف تصــنع، قــال

تســعى بين الصــفا والمــروة وتجلس في)عليــه الســالم(: بيتها، فإن طهرت طــافت بــالبيت، وإن لم تطهــر فــإذا كــان يوم التروية أفاضت عليها الماء وأهلت بــالحج وخــرجت إلى منى فقضت المناسك كلها، فإذا قدمت مكة طافت بــالبيت طوافين ثم سعت بين الصفا والمروة، فإذا فعلت ذلك فقــد

. قــال: وكنت أنــاحل لها كل شــيء مــا عــدا فــراش زوجها وعبد الله بن صالح سمعنا هذا الحديث في المسجد، فدخل عبيد الله على أبي الحسن )عليه السالم( فخرج إلي فقال:ــة عجالن، فحــدثنا سألت أبا الحسن )عليه السالم( عن رواي

.(2)بنحو ما سمعنا عن عجالن وروايـة عجالن األخــرى، أنــه سـمع أبــا عبــد اللـه )عليــه

إذا اعتمــرت المــرأة ثم اغتســلت قبــل أنالسالم( يقــول: تطوف، قدمت السعي وشهدت المناسك، فإذا طهرت

.1 من أبواب الطواف ح84 الباب 497 ص9( الوسائل: ج?)1.6 من أبواب الطواف ح84 الباب 499 ص9( الوسائل: ج?)2

244

Page 245: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وانصرفت من الحج قضت طواف العمرة وطواف الحج.(1)وطواف النساء ثم أحلت من كل شيء

وروايته الثالثة، سألت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عنــه الســالم(: تســعىمتمتعة دخلت مكة فحاضت، قال )علي

بين الصفا والمروة ثم تخرج مع الناس حتى تقضي طوافهــا.(2)بعده

ورواية يونس بن يعقوب، عن رجــل، عن أبي عبــد اللــه )عليه السالم(، عن امــرأة متمتعــة طمثت قبــل أن تطــوف

ــال: ــنى، فق ــاس إلى م ــع الن أو ليس هي علىفخــرجت م.(3)عمرتها وحجتها فلتطف طوافا للعمرة وطوافا للحج

وصحيحة الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:ليس على النســاء حلــق وعليهن التقصــير ثم يهللن بــالحج

ــة وكــانت عمــرة وحجــة، فــإن اعتللن كن على ــوم التروي ي.(4)حجهن ولم يضررن بحجهن

وصــحيحة الكــاهلي، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه يصــلحن مــا أردنالسالم( عن النساء في إحرامهن، فقال:

فــإذا قضــين طــوافهن وســعيهن، إلى أن قال: أن يصلحن قصرن وجازت متعــة ثم أهللن يــوم الترويــة بــالحج فكــانتــردن ــ ــة، وإن اعتللن كن على حجهن ولم يف ــ ــرة وحج ــ عم

.(5)حجهن

.3 من أبواب الطواف ح84 الباب 498 ص9( الوسائل: ج?)1.10 من أبواب الطواف ح84 الباب 500 ص9( الوسائل: ج?)2.8 من أبواب الطواف ح84 الباب 499 ص9( الوسائل: ج?)3.2 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 214 ص8( الوسائل: ج?)4.12 من أبواب الطواف ح84 الباب 500 ص9( الوسائل: ج?)5

245

Page 246: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

من المتأخرين متأخري وبعض اإلسكافي عن ما:الثالث.بذلك الطائفتين بين للجمع األمرين بين التخيير

ــا }الثالث: ما عن اإلسكافي{ نقله عنه في المستند كمــه نقل القول الثاني عنه أيضا، ومن المحتمــل اختالف كلمات

يحتمل االشتباه في النقل.ــه صــاحب ــد ب ــه يري ــأخرين{ لعل ــأخري المت }وبعض مت المــدارك، كمــا في المستمســك }من التخيــير بين األمــرين للجمع بين الطائفتين{ المتقدمتين اآلمــرة بتــأخير الطــوافــدارك واآلمرة بالعدول }بذلك{ التخيير، قال في محكي الم

بعد نقل صحيحة عالء: والجواب إنه بعد تسليم السند والداللة يجب الجمع بينها وبين الروايــات الســابقة المتضــمنة للعــدول إلى اإلفــرادــالتخيير بين األمــرين ومــتى ثبت ذلــك كــان العــدول أولى ب

،(1)لصحة مسـتنده وصـراحة داللتــه وإجمـاع األصـحاب عليهانتهى.

قال في الحدائق بعد نقله عن المدارك ما ذكر: أقول: ال أعرف في مناقشته في ســند الروايــة وداللتهــاــه هنا وجها غير مجرد التسجيل وهو قد نقل الســند في كتاب بهذه الصورة: الكليني )رحمه الله(، عن عــدة من أصــحابنا، عن أحمد بن عيسى، عن محمــد ابن أبي عمــير، عن حفص ابن البخــتري، عن الجماعــة المتقــدم ذكــرهم، وليس في السند من يتوقف في شــأنه إال العالء بين صــبيح وعبــد اللــه بن صالح، وهما مشتركان في النقل مع علي بن رئاب وعبد الرحمن بن الحجاج المتفق على توثيقهما، وأما الداللة فهي

، انتهى.(2)أظهر من أن تنكر

.6 سطر 429( المدارك: ص?)1.344 ص14( الحدائق: ج?)2

246

Page 247: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــيل:الرابع ــانت إذا ما بين التفص ــرام قبل حائضا ك اإلح الحيض طــرأ ثم فيه الشــروع حال طاهرا كانت أو ،فتعدل

،الحج بعد وتقضي العمرة وتتم الطواف فتترك األثناء فيــاره ــدعوى بعض اخت ،الطــائفتين بين الجمع مقتضى أنه بــالم( )عليه الله عبد أبا سمعت ،بصير أبي خبر بشهادة الســول ــرأة في:يق ــرمت إذا المتمتعة الم ــاهر وهي أح ثم ط تطهر حتى تطف ولم سعت متعتها تقضي أن قبل حاضت

ــرمت وإن ،عمرتها قضت وقد طوافها تقضي ثم وهي أحـ.تطهر حتى تطف ولم تسع لم حائض

}الرابع: التفصيل بين ما إذا كانت حائضــا قبــل اإلحــرام فتعدل، أو كانت طاهرا حــال الشــروع فيــه ثم طــرأ الحيض في األثناء فتترك الطواف وتتم العمــرة وتقضــي بعــد الحج، اختاره بعض{ هو صاحب الحدائق تبعا للكاشاني في محكيــع بين ــى الجمـ ــه مقتضـ ــدعوى أنـ ــاتيح }بـ ــوافي والمفـ الـ الطـائفتين، بشــهادة خــبر أبي بصــير{ المــروي في الكــافي قال: سألت }سمعت{ خ ل }أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم(

ــول: ــرمت وهي طــاهر ثميق ــة إذا أح ــرأة المتمتع في المــر حاضت قبل أن تقضي متعتها سعت ولم تطف حــتى تطه ثم تقضــي طوافهــا وقــد قضــت عمرتهــا وإن أحــرمت وهي

.}(1)حائض لم تسع ولم تطف حتى تطهر

.5 ح447 ص4( الكافي: ج?)1

247

Page 248: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

إلى تحرم أن قبل من المرأة حاضت إذا :الرضوي وفي التروية يــوم الزوال بعد طهرت وإن :السالم( )عليه قولهــردة حجة فتجعلها متعتها بطلت فقد ــ بعد حاضت وإن ،مف

المناسك من وفرغت والمروة الصفا بين سعت أحرمت ما الطــواف قضت طهــرت فــإذا بــالبيت الطــواف إال كلها

الحج طواف وعليها الحج إلى بالعمرة متمتعة وهي بالبيت الفــرق توجيه في وقيل ،النســاء وطواف العمرة وطواف

تدرك لم األولى الصورة في إن الصورتين بين

ــرم}وفي الرضوي: إذا حاضت المرأة من قبل أن تح وإن طهــرت بعــد الــزوال يــومإلى قولــه )عليــه الســالم(:

التروية فقد بطلت متعتها فتجعلها حجة مفردة وإن حاضــت بعــد مــا أحــرمت ســعت بين الصــفا والمــروة وفــرغت منــت ــرت قض ــإذا طه ــالبيت ف ــواف ب ــا إال الط ــك كله المناســا ــالعمرة إلى الحج وعليه ــة ب ــالبيت وهي متمتع ــواف ب الط

{.(1)طواف الحج وطواف العمرة وطواف النساء وبهذا ظهر أن االستدالل بجزئه األول للقــول األول كمــاــاني للقــول سبق ليس في محله، فهو كاالستدالل بجزئه الث

الثاني. }وقيل في توجيه الفرق بين الصورتين أن في الصــورة

األولى لم تدرك

.5 سطر 30( فقه الرضا: ص?)1

248

Page 249: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــاهرا العمــرة أفعــال من شــيئا إلى العــدول فعليها ط أفعالها بعض أدركت فإنها الثانية الصــورة بخالف ،اإلفراد

ــاهرا ــني طـ ــواف وتقضي عليها فتبـ وعن ،الحج بعد الطـ نإ :محصــله ما الفــرق وجه فيســره( )قــدس المجلسي

أنها تعلم ألنها العمرة نية على تقدر ال األولى الصورة فيــواف تطهر ال ــ ــورة بخالف ،الحج وإدراك للط ــ الثانية الص

.فيها والدخول النية منها وقعت طاهرة كانت حيث فإنهابعض عن نقل ما:الخامس

ــدول إلى ــا الع ــاهرا فعليه ــرة ط ــال العم ــيئا من أفع ش اإلفــراد، بخالف الصــورة الثانيــة فإنهــا أدركت بعض أفعالهــا طاهرا، فتبني عليها وتقضي الطواف بعد الحج{ وهذا قــول

مجهول القائل ضعيف غايته، كما ال يخفى.ــرحه ــره{ في ش ــدس س ــي{ األول }ق }وعن المجلس على الفقيه }في وجه الفــرق مــا محصــله: إن في الصــورةــة العمــرة، ألنهــا تعلم أنهــا ال تطهــر األولى ال تقــدر على نيــة فإنهــا حيث للطــواف وإدراك الحج، بخالف الصــورة الثاني كانت طاهرة وقعت منها النية والدخول فيهــا{، وفيــه أيضــا ما ال يخفى من النقض بمــا إذا علمت بطهرهــا في الصــورة األولى ثم امتـــد الحيض، أو علمت بوقـــوع حيضـــها قبـــل الطواف في الصــورة الثانيــة ثم لم تحض، هــذا مضــافا إلىــر، إذ يكفي في صــحة ــذا العلم ليس منشــأ لألث ــل ه أن مث

وقوع النية العلم بإتيان بعض األعمال كالسعي والتقصير. }الخامس: ما نقل عن بعض{، حكــاه في الجــواهر عن

بعض الناس، وجعله

249

Page 250: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،من أنها تستنيب للطواف ثم تتم العمــرة وتــأتي بــالحج.لكن لم يعرف قائله

للفرقة األول القـــول هو األقـــوال هـــذه من واألقـــوى ،الثانية الفرقة من أرجح هي الــــتي األخبــــار من األولى التخيــير وهو الثــالث القــول وأما ،دونها بها العمل لشهرة

ــدعوى الواقعي منه المراد كان فإن الجمع مقتضى كونه بــائفتين بين ــ ــدان نهماإ ففيه الط ــ ــين من يع ــ ،المتعارض

فهم فـرع لـدالليا والجمع منهما التخيير يفهم ال والعرفذلك الخبرين مالحظة من العرف

في المستند قوال خامسا }من أنها تستنيب للطواف ثم تتم العمرة وتأتي بالحج لكن لم يعرف قائله{ وال دليله كمــا

في الجواهر والمستند بالنسبة إلى الدليل. }واألقــوى من هــذه األقــوال هــو القــول األول{ القائــلــتي هي أرجح من ــار ال ــة األولى من األخب ــدول }للفرق بالع الفرقة الثانية، لشهرة العمل بهـا دونهـا{، وفيــه: إن شــهرة العمل ليست من المرجحات، وإنما المرجح شهرة الروايــة،

والمفروض عدمها في المقام. }وأما القول الثالث وهو التخيير، فإن كــان المــراد منــه الواقعي{ فقيــل هــذا الطــرف مــرة وذاك أخــرى }بــدعوى كونه مقتضى الجمع بين الطائفتين{ فــإن العــرف يفهم من ذكر طرف مرة وذكر آخر أخرى أنهما في حــد ســواء بنظــر اآلمر }ففيه إنهما يعــدان من المتعارضــين والعــرف ال يفهم التخيــير منهمــا، والجمــع الــداللي فــرع فهم العــرف من مالحظة الخبرين ذلــك{ والقــول إنهمــا ليســا متعارضــين إذ موضوع كل واحد منهما غير موضــوع اآلخــر بشــهادة روايــة

أبي بصير والرضوي، في غير محله كما ستعرف.

250

Page 251: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــان وإن ــراد ك ــير الم ــرع فهو العملي الظــاهري التخي فــتين مكافئة ــروض ،الفرقـ أرجح األولى الفرقة أن والمفـ

بها العمل شهرة حيث من

}وإن كان المراد التخيــير الظــاهري العملي{ المــترتب من غــيرإذا فتخــيرعلى التعارض وعدم المرجح من بــاب

فرق بين القول بكون التخيير استمراريا حتى يوافق التخييرــتين، ــة الفرق ــرع مكافئ ــو ف ــدائيا }فه ــواقعي عمال، أو ابت ال والمفروض أن الفرقة األولى أرجح من حيث شهرة العمــل بها{, لكن عرفت مــا فيــه، وفي المســتند اســتوجه ســقوط أخبار القــول الثــاني، بقولــه: ال يخفى أن أدلــة قــول الثــاني برمتهــا خاليــة عن التصــريح في الوجــوب، ألنهــا بين جملــة

خبرية أو محتملة لها. فإنمــا هــو بعــدفلتطفوأما قوله في مرسلة يــونس:

كونها على عمرتها، ولكن ال داللة فيهــا على وجــوب الكــون على العمرة، فإذن فــالقول الثــاني المتضــمن لتعين الكــونــالمرة، ســاقط عن درجــة على العمــرة خــال عن الــدليل ب

، إلخ.(1)العبرة وفيه: إن ذلك إنما يتم على مبنى كون الجملــة الخبريــةــا عــرفت في ال تدل على الوجوب، وهو خالف التحقيق، كم

األصول. وربمـــا أشـــكل عليـــه بـــإعراض األصـــحاب، وفيـــه: إنــه في ــام، وموهنيت ــه في المق ــدير تماميت اإلعــراض على تق نفســه ال يضــر في المقــام، الحتمــال االســتناد إلى الوجــوه المذكورة ونحوها من المرجحات، كما هو المعلــوم من كالمــترجيح بين الطــائفتين، كمــا أن غــير واحــد ممن تعــرض للــزوال ــد ب اإلشكال على األخبار واألدلة بكونها تتضمن التحدي

التروية، وال نقول

.31 سطر 189 ص2( المستند: ج?)1

251

Page 252: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــدم فموهــون المــذكور التفصــيل وأما أن مع ،العمل بع بعد الحيض كون صورة في ظاهر األول القول أخبار بعض

حـــال حائضا كونها فـــرض لو نعم ،اإلحـــرام في الـــدخولالحج إلدراك تطهر ال بأنها لمتوع اإلحرام

ــو صــحيح إســحاق عن ــد خل ــه بع ــير محل ــذلك، في غ ب التحديد، واشتمال غيره عليه، منزل على تلك األوقات الــتي ال يدرك الشخص النــاس إذا أخــر عن الــزوال، مــع االحتيــاج

إلى إدراكهم لعدم أمن الطرق وغيره. وقد تقـدم الجمــع بين األخبـار بهـذا النحــو في المسـألة

السابقة فراجع. }وأما التفصيل المذكور فموهــون بعــدم العمــل{ لكنــه موهون بعدم الضــرر في ذلــك }مــع أن بعض أخبــار القــول األول ظـــاهر في صـــورة كـــون الحيض بعـــد الـــدخول في اإلحــرام{ فال يمكن حملهــا على مــا كــانت حائضــا حــال

ــع: ــرام، مثال صــحيح ابن بزي ــةاإلح ــدخل مك ــرأة ت عن الم.(1)متمتعة فتحيض

تجيء متمتعــة فتطمث قبــل أنوصــحيح ابن عمــار: ، الحديث.(2)تطوف بالبيت

صريح أو كالصريح في عروض الحيض بعد اإلحرام. وهذا هو السر في رفع اليد عن خــبر أبي بصــير ونحــوه لعدم مقاومته لتلك األخبــار، وعلى هــذا فمقتضــى القاعــدة

التخيير وإن كان األحوط هو القول األول.ــا }نعم لو فرض كونها حائضا حال اإلحــرام وعلمت بأنه

ال تطهر إلدراك الحج

.14 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 216 ص8( الوسائل: ج?)1.13 من أبواب أقسام الحج ح21 الباب 216 ص8( الوسائل: ج?)2

252

Page 253: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــال أن يمكن ــدول عليها يتعين يقـ ــراد إلى العـ من اإلفـ إلى العدول ثم العمرة في الدخول في فائدة لعدم ،األول.معلوم قائل له وال له وجه فال الخامس القول وأما ،الحج

يمكن أن يقــال يتعين عليهــا العــدول إلى اإلفــراد من األول لعدم فائــدة في الــدخول في العمــرة ثم العــدول إلى الحج{، وفيه: إنــه لم يعلم أن الشــارع اعتــد بعلمهــا، فلعلــه حكم الشارع بذلك حتى مع علمها لما يمكن في الواقــع من

كون علمها جهال مركبا. والحاصل: إن إطالقــات وجــوب حج التمتــع على النــائي تشملها، والمخصص إنما هو في صورة االستمرار إلى حيث تفوت عرفة، فالالزم االقتصــار على قــدره، مضــافا إلى أنــه يلزم أن يقــول بــذلك فيمــا علمت أنهــا تحيض بعــد اإلحــرامــرق بين ــ ــه أي ف ــ ــوف، فإن ــ ــد الحيض إلى وقت الوق ــ ويمت الصــورتين، مــع أن إطالق صــحيح ابن بزيــع الــدال على أن

أوالمتعة تذهب بزوال الترويــة يشــمله، وفي بعض النســخ لكنه غير تام، وإن شــمل الصــورة الثانيــة أعــني مــاعلمت

أوردنا عليه بقولنا مضافا، إلخ. وكيف كان فال وجه لهذا التفصيل أيضا، مــع أنــه إحــداث لقـول سـادس موهـون بعـدم ذهـاب أحـد إليـه فعلى مبنــاه

)رحمه الله( ال يتمكن االلتزام به. }وأما القول الخامس فال وجه له وال لــه قائــل معلــوم{ فال يرفع اليد عن األخبار ألجله، كما أن كونــه احتياطــا أيضــا

كما في بعض المناسك غير تام. بقي في المقام شــيء، وهــو أن مقتضــى مــا تقــدم من

األخبار في المسألة السابقة، وفي هذه

253

Page 254: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــائض المسألة بعد ضم بعضها إلى بعض هو أن حكم الح والنفســاء حكم من ضــاق وقتــه عن إتمــام العمــرة وإدراك عرفة، فالمنــاط في عــدولهما هــو ضــيق الــوقت عن إدراك

العمرة واإلحرام بعدها للحج والحضور في عرفات. ويظهر من صاحب المستند كــون اتحــاد المســألتين من هذه الجهة إجماعي، قال: المناط للحائض والنفساء أيضا ما مر في حق من ضاق وقته من عدم إدراكــه زوال الشــمس من يوم عرفة كما سبق دليله، وقد أختــار صــاحب الــذخيرة فيهما زوال الشمس من يــوم الترويــة بعــد اختيــاره في من ضاق وقته ما اخترناه، والظاهر أنه خرق لإلجماع المــركب، ونسبة هذا القول فيهما إلى علي بن بابويه والمفيد ال يفيد،

، انتهى.(1)ألنهما قاال بذلك فيه أيضا وال حاجة إلى إطالة الكالم في ما اســتدل بــه الــذخيرة،

ورده.

الفقرة الرابعة.190 ص2( المستند: ج?)1

254

Page 255: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

عمــرة طــواف أثناء في وهي الحيض حدث : إذا5 مسألة اطوافهــ بطل أشــواط أربعة تمــام قبل كــان فــإن التمتع

،األقوى على

ــألة ــواف5}مس ــاء ط ــدث الحيض وهي في أثن : إذا ح عمرة التمتع فإن كان قبل تمام أربعة أشواط بطل طوافها على األقوى{، وفاقا للصــدوقين والشــيخين والقاضــي وابن حمـــزة والمحقـــق والعالمـــة وغـــيرهم، بـــل عن المـــدارك والذخيرة كونه األشــهر، وفي الحــدائق أنــه المشــهور، وفي الجواهر على المشهور بين األصحاب شــهرة عظيمــة، وفي

،(1)المستمســك بــل ال يعــرف الخالف فيــه إال من الصــدوقانتهى.

وإن كان فيه نظر، وفي المسألة قوالن آخران:األول: للصدوق )رحمه الله(، وهو صحة المتعة مطلقا.

ــة ــو بطالن المتع ــدارك، وه ــه الم ــاني: للحلي وتبع والثمطلقا.

ففي المسألة أقوال ثالثة، واألقــوى هــو المشــهور، لمــا رواه الصــدوق، عن ابن مســكان، عن إبــراهيم بن إســحاق، عمن سأل أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن امــرأة طــافت

يتم طوافهــاأربعة أشواط وهي معتمــرة ثم طمثت، قــال: ــفا وليس عليها غيره، ومتعتها تامة، ولها أن تطوف بين الص والمروة، وذلك ألنها زادت على النصف وقــد قضــت متعتهــاــة أشــواط فلتســتأنف بعــد الحج، وإن هي لم تطــف إال ثالثــة فلتستأنف الحج، فإن أقام بها جمالها فلتخرج إلى الجعران

.(2)أو إلى التنعيم فلتعتمر

.234 ص11( المستمسك: ج?)1.4 من أبواب الطواف ح85 الباب 502 ص9( الوسائل: ج?)2

255

Page 256: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ورواه الشــيخ مرســال، عمن ســأل أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم(، ومسندا عن إبــراهيم ابن أبي إســحاق، عن ســعيد

.(1)األعرجــكان، عن أبي ــحيح، عن ابن مسـ ــا في الصـ وروي أيضـ إسحاق صاحب اللؤلؤ، حدثني من سمع أبا عبــد اللــه )عليــه

ــة: ــرأة المتمتع ــول في الم ــالم( يق ــةالس ــافت أربع إذا ط أشــواط ثم حاضــت فمتعتهــا تامــة، وتقضــي مــا فاتهــا من الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة، وتخرج إلى منى قبــل

.(2)أن تطوف الطواف اآلخر.فمتعتها تامةورواه الكلينى )رحمه الله( إلى قوله:

ويؤيده مــا رواه الكليــنى )رحمــه اللــه(، عن أبي بصــير، إذا حاضــت المــرأةعن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:

وهي في الطواف، أو بين الصفا والمروة، فجــازت النصــفــة ــأتمت بقي ــرت رجعت ف ــإذا طه ــع، ف ــك الموض علمت ذل طوافها من الموضع الـذي علمتــه، وإن هي قطعت طوافهـا في أقـــل من النصـــف فعليهـــا أن تســـتأنف الطـــواف من

.(3)أوله ومـــا رواه أيضـــا عن أحمـــد بن عمـــر الحالل، عن أبي الحسن )عليه السالم( قال: سألته عن امرأة طافت خمسة

إذا حاضت المرأة وهي في الطوافأشواط فاعتلت، قال: بــالبيت أو بالصــفا والمــروة، وجــاوزت النصــف علمت ذلــك

الموضع

.1 من أبواب الطواف ح86 الباب 502 ص9( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب الطواف ح86 الباب 503 ص9( الوسائل: ج?)2.1 من أبواب الطواف ح85 الباب 501 ص9( الوسائل: ج?)3

256

Page 257: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــا في أقـــل من ــإذا هي قطعت طوافهـ الـــذي بلغت، فـ.(1)النصف فعليها أن تستأنف الطواف من أوله

إذا حاضـــت المـــرأة وهي فيوفي الفقـــه الرضـــوي: ــة الطــواف خــرجت من المســجد، فــإن كــانت طــافت ثالث أشواط فعليها أن تعيد، وإن كانت طافت أربعة أقامت على مكانها، فــإذا طهــرت بنت وقضــت مــا عليهــا وال تجــوز على المسجد حتى تتيمم وتخرج منــه، وكــذلك الرجــل إذا أصــابه علة وهو في الطواف لم يقدر على إتمامــه أعــاد بعــد ذلــك طوافه إن لم يجز نصــفه، فــإن جــاز نصــفه فعليــه أن يبــني

.(2)على ما طافــال: استدل الصدوق لمذهبه بصحيح محمد بن مسلم، ق سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم( عن امــرأة طــافت ثالثــة

ــا،أشواط أو أقل من ذلك ثم رأت دما، قال: تحفــظ مكانه.(3)فإذا طهرت طافت بقيته واعتدت بما مضى

وفيـــه: إنـــه مطلـــق فال بـــد أن يحمـــل على الطـــواف المســتحب، بقرينـــة الروايــات الدالــة على التفصــيل بين الــواجب والمســتحب، كروايــة أبــان بن تغلب، عن أبي عبــد الله )عليه السالم( في رجــل طــاف شــوطا أو شــوطين ثم

إن كــان طــواف نافلــة بــنىخرج مع رجل في حاجة، قال: .(4)عليه، وإن كان طواف فريضة لم يبن

.2 من أبواب الطواف ح85 الباب 501 ص9( الوسائل: ج?)1.7 سطر 30( فقه الرضا: ص?)2.3 من أبواب الطواف ح85 الباب 502 ص9( الوسائل: ج?)3.5 من أبواب الطواف ح41 الباب 448 ص9( الوسائل: ج?)4

257

Page 258: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ومرسل ابن أبن عمــير، عن أحــدهما )عليهمــا الســالم( إن كـان طـاف الشـوط والشـوطين وإن كـانفي حـديث:

.(1)طواف فريضة ثم خرج في حاجة مع رجل لم يبن إلى غير ذلك، وبها يقيد مطلق الطــرفين، أعــني مــا دل على عــدم البنــاء مطلقــا، ومــا دل على البنــاء مطلقــا، كمــا

سيأتي في محله إن شاء الله. ولهذا حمل الشـيخ خــبر محمــد بن مسـلم على طــواف النافلة، وتبعه الحدائق وغيره، وبما تقدم ظهــر مــا في كالم

الصدوق حيث إنه بعد ذكر خبر محمد بن مسلم قال: وبهـــذا الحـــديث أفـــتي دون الحـــديث الـــذي رواه ابن مسكان عن إبــراهيم عن إسـحاق عمن ســأل أبــا عبــد اللــه )عليه السالم(، ثم ســاق الخــبر المتقــدم ثم قــال: ألن هــذا الحــديث إســناده منقطــع، والحــديث األول رخصــة ورحمــة،

وأسناده متصل، انتهى.ــاء على ــا بن إذ فيه: إن إسناد هذا الخبر وإن كان منقطع ما نقله، إال أنه بناء على ما نقله الشيخ متصل كمــا عــرفت، مضافا إلى اعتضــاده باألخبــار الــواردة في المقــام واألخبــار

الواردة في الطواف والشهرة المحققة.ــه في محكي ــتدل ل ــد اس ــذهب ابن إدريس فق ــا م وأم كالمه بقوله: والذي تقتضيه األدلة أنــه إذا جــاء الحيض قبــل جميع الطواف فال متعة لها، وإنما ورد بمــا قالــه شــيخنا أبــو جعفر خبران مرسالن فعمل عليهما، وقــد بينــا أنــه ال يعمــل

بأخبار اآلحاد وإن كانت مسندة فكيف بالمراسيل، انتهى. وقواه صاحب المدارك قــائال: وهــذا القــول ال يخلــو من

قوة، المتناع إتمام العمرة المقتضي لعدم وقوع التحلل

.8 من أبواب الطواف ح41 الباب 449 ص9( الوسائل: ج?)1

258

Page 259: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــإن وحينئذ ــان فـ ــوقت كـ ــعا الـ بعد عمرتها أتمت موســـرة وتأتي اإلفراد حج إلى فلتعدل وإال ،الطهر مفــردة بعم الطــواف فتقطع أشــواط أربعة تمــام بعد كــان وإن ،بعــده سعة مع وتقصر وتسعى األخرى بالثالثة تأتي الطهر وبعد

الوقت

ويشهد له صحيحة محمــد بن إســماعيل المتقدمــة حيث قــال فيهــا: ســألت أبــا الحســن الرضــا )عليــه الســالم( عن المرأة تدخل مكة متمتعة فتحيض قبل أن تحل متى تــذهب

، انتهى.(1)متعتها وفيه: إن الخبر ليس مرسال وهو حجة، بل صحيح، وخبر محمد بن إسماعيل مطلق، فال بد من تقييــده بمــا ذكــر، وال

مجال لألصل في المقام. ــعا }وحينئذ{ فإذا بطل الطواف }فإن كان الوقت موس أتمت عمرتها بعد الطهر{ ألنه مقتضى وجوب العمــرة قبــلــدم التمكن، ــات صــورة ع ــارج من العموم ــا الخ الحج، وإنم وليس ما نحن فيه منه، }وإال فلتعدل إلى حج اإلفراد وتأتيــا في ــدول عليه بعمرة مفردة بعده{ لما تقدم من لزوم الع

هذه الصورة. }وإن كان بعد تمــام أربعــة أشــواط فتقطــع الطــواف{ وتعلم الموضع من كونها على الحجر أو بعــده، إذ قــد يكــون

ذلك بين الشوط الرابع والخامس. }وبعد الطهر تأتي بالثالثة األخرى{ أو ما بقي ولــو أقــل منها وتصلي }وتسعى وتقصر مــع ســعة الــوقت{ ثم تحــرمــل تمــام الطــواف في صــورة للحج، ال أنهــا تحــرم للحج قب السعة ثم تطوف البقية، وال أنهــا تكتفي باألربعــة فقــط، وال

أنها حتى في حال

.16 سطر 429( المدارك: ص?)1

259

Page 260: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وتــأتي للحج تحــرم ثم وتقصر بالســعي تأتي ضيقه ومع ،بعــده أو الحج طواف قبل طوافها بقية تقضي ثم بأفعاله

تمتعا صحيح وحجها ،الحج أعمال ببقية تأتي ثم

السعة تعدل إلى اإلفراد ألن ذلك كله مخالف للقواعــد، وإن كان ربما قيل باستفادة بعضــها من كالم القواعــد، لكن

فيه ما فيه. }ومع ضيقه تأتي بالسعي وتقصر، ثم تحرم للحج وتأتي بأفعاله ثم تقضي بقية طوافها{ للعمرة }قبل طــواف الحج أو بعده{ لعــدم دليــل على تعــيين أحــدهما }ثم تــأتي ببقيــة

أعمال الحج وحجها صحيح تمتعا{.وبهذا كله ظهر أن صور المسألة أربعة:

ألنها إما تحيض قبــل األربعــة أو بعــدها، وعلى كــل حــالفإما أن يسع وقتها إلتيان بقية الطواف قبل الحج أم ال.

ــتأنفت ــوقت اس ــع ال ــة ووس ــل األربع ــت قب ــإن حاض فالطواف وتأتي بسائر األعمال مرتبا.

وإن لم يسع الــوقت جعلت عمرتهــا حجــة مفــردة وأتتبالحج، وبعده تأتي بعمرة مفردة.

وإن حاضــت بعــد األربعــة ووســع الــوقت أتت باألعمــالــعي ــر، ثم الس ــواف بعــد الطه ــة، فتــأتي ببقيــة الط مرتب

والتقصير، ثم اإلهالل بالحج إلى آخر األعمال. وإن لم يســع الــوقت ســعت وقصــرت وأحــرمت بــالحج

وأتت ببقية الطواف بعد الطهر قبل طواف الحج أو بعده. ثم لو تمكنت من السعي والتقصير في حــال الحيض ثم تطهر بمقدار بقية الطواف فقــط فيمــا أتت باألربعــة، فهــل لهــا تقــديم بقيــة الطــواف قبــل الحج أم ال، الظــاهر األول،ــدل على ــة الطــواف ال ي ــأخير بقي ــا دل على ت ــك ألن م وذل

تأخيرها بعد الحج فيجوز تقديمها قبله.

260

Page 261: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

.صالته وقبل الطواف بعد الحيض حدث إذا الحال وكذا

ــل ــواف وقب ــد الط ــدث الحيض بع ــال إذا ح ــذا الح }وك صالته{ كمــا عن العالمــة وغــيره، بــل هــو االشــهر كمــا في المستند، واستدل عليه في محكي المنتهى بما رواه الشيخ، عن أبي صباح الكناني، سألت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن امرأة طافت بالبيت في حج أو عمــرة ثم حاضــت قبــل

إذا طهرت فلتصــل ركعــتين عنــدأن تصلي الركعتين، قال: .(1)مقام إبراهيم )عليه السالم(، وقد قضت طوافها

ولكن المدارك أشكل في داللة الرواية على ذلك، وكأن نظره إلى أن الرواية ال تدل على جــواز فعــل مناســك الحج قبل صالة الركعتين، فال يمكن الخروج عن مقتضى القواعد الحاكمــة بــالترتيب، ولكن فيــه إن اإلطالقــات تشــمل ذلــك

باألولوية. نعم لو كان له سعة تتمكن من فعــل الصــالة قبــل بقيــة مناسك العمرة لزم تحفظا على الترتيب، قال في الجواهر: نعم ال داللة فيهما على جواز فعــل بقيــة أفعــال العمــرة، ثم

،(2)اإلحالل فيهــا، ثم قضــاء الركعــتين بعــد ذلــك مــع الســعةانتهى.

بقي في المقام شيء، وهــو أنــه لــو حصــل الحيض بعــد الطواف وصالة الركعتين صحت المتعة قطعا، ووجب عليهــا السعي والتقصــير، لعــدم توقفهمــا على الطهــارة، ولألخبــار المستفيضة من الصحاح وغيرها، كما تقــدم بعضــها، وصــرحــة أبي بصــير بذلك في المستند، وعليه فال بد من حمل رواي

المتقدمة العاطفة للسعي على

.24 سطر 857 ص2( المنتهى: ج?)1.42 ص18( الجواهر: ج?)2

261

Page 262: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الطواف على ضرب من االستحباب، الستحباب الســعي مع الطهارة، أو على الزيادة في الكالم من الراوي أو غيره، ولذا كــان بقيــة الروايــة ظــاهرة في االختصــاص بــالطواف،

فتأمل. ثم إن حــال النفــاس حــال الحيض، كمــا يســتفاد من كلماتهم للمناط القطعي، وحال وقوعهمــا في أثنــاء الصــالةــتنابة في ــل على االس ــا ال دلي ــا، وكم ــا قبله ــال وقوعهم ح

الطواف ال دليل على االستنابة في الصالة.وفي المقام فروع كثيرة ال يسعها المقام.

262

Page 263: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فصلالمواقيت في

عليها أطلقت لإلحــرام، المعينة المواضع وهي أو مجــازاوالمذكور متشرعية، حقيقة

}فصل في المواقيت وهي المواضــع المعنيــة لإلحــرام، أطلقت عليها مجازا أو حقيقة متشرعية{ في ابتداء الجعل، أما في

الحال فال ريب في كونها حقيقة فيها..(1)قال في الحدائق: في المواقيت وهي جمع ميقات

ــل ــروب للفع ــوقت المض ــات ال ــوهرى: الميق ــال الج ق والموضــع، يقــال: هــذا ميقــات أهــل الشــام للموضــع الــذي يحرمون منه، ونحوه عبارة القاموس، وظاهر هذا الكالم أن إطالقه على المعنيين المذكورين على جهــة الحقيقــة، وهــو

خالف ما صرح به غيره. قــال في النهايــة األثيريــة: قــد تكــرر ذكــر التــوقيت والميقـــات في الحـــديث، والتـــوقيت والتـــأقيت أن يجعـــل للشيء وقت يختص به، وهو بيان مقدار المدة، يقال: وقت

.433 ص14( الحدائق: ج?)1

263

Page 264: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

خمسة األخبار من جملة في منها

الشيء يوقته ووقتــه تقيــة: إذا بين حــده، ثم اتســع فيــه فأطلق على المكان فقيل الموضع ميقات، وهو مفعال منه،

وأصله موقات فقلبت الواو ياء لكسرة الميم. وقال الفيومي في كتاب المصباح المنــير أيضــا: الــوقت مدار من الزمان مفروض ألمرما، وكل شيء قدرت له حينا فقد وقته توقيتا، وكذلك ما قدرت له غاية، والجمــع أوقــات، والميقــات الــوقت والجمــع مــواقيت/ وقــد اســتعير الــوقت

للمكان، ومنه مواقيت الحج موضع اإلحرام، انتهى. وفي مجمع البحرين قوله: إن يوم الفصــل كــان ميقاتــا، الميقات هو الوقت المحدود للفعل واستعير للمكــان، ومنــه مواقيت الحج لمواضع اإلحرام، إلى أن قــال: والــوقت مثــل

، انتهى.(1)الميقات، ومنه الحديث تأتي الوقت فتلبي ويمكن أن يكــون وجــه االســتعارة محدوديــة المكــان

المجعول وقتا، كمحدودية الزمان المجعول وقتا. وكيـــف كـــان، فـــاإلحرام الـــذي هـــو أول أفعـــال الحج

والعمرة، قد جعل له الشارع مكانا خاصا.ــة{ ــار خمسـ ــة من األخبـ ــا في جملـ ــذكور منهـ }والمـ

اإلحرامكصحيحة الحلبي، قال أبو عبد الله )عليه السالم(: من مواقيت خمسة وقتها رسول الله )صلى الله عليه وآله( ال ينبغي لحــاج وال لمعتمــر أن يحــرم قبلهــا وال بعــدها، وقت

ألهل المدينة

.227 ص2( مجمع البحرين: ج?)1

264

Page 265: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ذا الحليفــة وهــو مســجد الشــجرة يصــلى فيــه ويفــرض الحج، ووقت ألهل الشام الجحفة، ووقت ألهل نجد العقيق، وقت ألهل الطائف قرن المنازل، ووقت ألهل اليمن يلملم، وال ينبغي ألحد أن يــرغب عن مــواقيت رســول اللــه )صــلى

.( 1)الله عليه وآله( وصحيحة أبي أيــوب الخــزار، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليه السالم(: أوقت وقتــه رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه

ــه )صــلىوآله( أو شيء صنعه الناس، فقال: إن رسول الل الله عليه وآله( وقت ألهل المدينة ذا الحليفــة، ووقت ألهــل المغـرب الجحفـة، وهي عنـدنا مكتوبـة مهيعـة، ألهـل اليمن يلملم، ألهل الطائف قرن المنازل، ووقت ألهل نجد العقيق

.(2)وما أنجدتــول: ــا أنجــدتأق ــد وأرادت الحجوم أي إذا دخلت نج

منه، يقال: أنجد وأعرق إذا دخل النجد والعراق. ويدل عليه رواية الفقيــه عن رفاعــة، عن أبي عبــد اللــه

وقت رسـول اللـه )صـلى اللـه عليــه)عليه السـالم( قــال: وآله( العقيق ألهل نجد، وقال: هو وقت لمــا أنجــدت األرضوأنتم منهم، ووقت ألهل الشام الجحفة، ويقال: لها المهيعة

(3). ورواية عمر بن يزيد، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(

ــال: ــه( ألهــلق ــه وآل ــه علي ــه )صــلى الل وقت رســول اللالمشرق العقيق نحوا من بريد ما بين بريد البعث إلى

.3 من أبواب المواقيت ح1 الباب 222 ص8( الوسائل: ج?)1.1 من أبواب المواقيت ح1 الباب 221 ص8( الوسائل: ج?)2.2 في مواقيت اإلحرام ح108 باب 198 ص2( الفقيه: ج?)3

265

Page 266: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ستة بعضها وفي

عمرة، ووقت ألهل المدينة ذا الحليفة، وألهل نجد قــرنــل اليمن يلملم ــة، وأله ــل الشــام الجحف ــازل، وأله ،(1)المن

ونحوها غيرها، وفي بعض الروايـات أقــل من خمسـة كهـذهالرواية.

وصحيح علي بن رئاب، قال: سألت أبا عبــد اللــه )عليــه السالم( عن األوقات الــتي وقتهــا رســول اللــه )صــلى اللــه

ــهعليه وآله( للناس، فقال: ــه علي إن رسول الله )صلى الل وآله( وقت ألهل المدينــة ذا الحليفــة وهي الشــجرة، ووقت ألهل الشام جحفة، ووقت ألهل اليمن قرن المنازل، ووقت

.(2)ألهل نجد العقيقوغيرهما من األخبار.

}وفي بعضها ستة{ كصحيح معاويــة بن عمــار، عن أبي من تمــام الحج والعمــرة أنعبد الله )عليه الســالم( قــال:

تحرم من المواقيت التي وقتها رسول الله )صلى الله عليه وآله(، ال تجاوزهــا إال وأنت محــرم فإنــه وقت ألهــل العــراق ولم يكن يومئذ عراق بطن العقيــق من قبــل أهــل العــراق،ــل ــة، ووقت أله ــة وهي مهيع ــرب الجحف ــل المغ ووقت أله المدينة ذا الحليفة، ومن كــان منزلــه خلــف هــذه المــواقيت

.(3)مما يلي مكة فوقته منزله فــإذا بلغت أحــد المــواقيت الــتيوفي الفقه الرضــوي:

وقتها رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(، فإنــه وقت ألهــلالعراق العقيق، وأوله المسلخ ووسطه غمرة وآخره

.6 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)1.7 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب المواقيت ح1 الباب 222 ص8( الوسائل: ج?)3

266

Page 267: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الــتي المواضع أن األخبــار مجمــوع من المســتفاد ولكن.عشرة منها اإلحرام يجوز

يمر ومن ،المدينة أهل ميقــات وهي ،الحليفة ذو: أحدهاطريقهم على

ذات عــرق، وأولــه أفضــل، ووقت ألهــل الطــائف قــرن المنـــازل، ووقت ألهـــل المدينـــة ذا الحليفـــة وهي مســـجد الشــجرة، ووقت ألهــل اليمن يلملم، ووقت ألهــل الشــام المهيعة، وهي الجحفة، ومن كان منزله دون هذه المواقيت

إلخ.(1)ما بينها وبين مكة فعليه أن يحرم من منزله }ولكن المستفاد من مجموع األخبار أن المواضــع الــتي يجوز اإلحــرام منهــا عشــرة{، وكــذا مــا يســتفاد من فتــاوى الفقهاء، وإن كانوا مختلفين في العدد عند تعــداد المــواقيت أوال، فمنهم من جعلهــا خمســة كــالمنتهى والتحريــر، ومنهم من قال: إنها ستة كالقواعد وغيرها، ومنهم من حصرها فيــك ســبعة، ومنهم من قــال: إنهــا عشــرة كالــدروس، وذل لمالحظة بعض الجهات في العدد، مثال من قال: إنها خمسة نظر إلى ما عينه رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه(، ومن قال: إنها ســتة الحــظ مــا في صــحيح ابن عمــار من إضــافة خلــف الميقــات، ومن قــال: إنهــا ســبعة نظــر إلى ميقــات التمتــع، باالضــافة إليهــا، ومن قــال: إنهــا عشــرة نظــر إلى

جميعها. أقول: وهناك مواقيت أخـرى زائـدة على العشـرة، كمـا

سيأتي إن شاء الله. }أحدها: ذو الحليفة، وهي ميقات أهل المدينة ومن يمر

على طريقهم{ كما

.17 باب الحج سطر 26( فقه الرضا: ص?)1

267

Page 268: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــافع عن المقنعة والناصريات وجمــل العلم والعمــل والن والشــرائع واإلرشــاد والقواعــد والكــافي واإلشــارة، والغنيــة والسرائر والمعتبر والمنتهى والتحرير والمهذب والمبســوط والخالف والنهاية، بل جميع كتب الشيخ والصدوق والقاضي والديلمي والتــذكرة، بــل في الجــواهر والمســتند والحــدائق والمستمسك وغيرها، بل اإلجماع من جملة منهم على ذلك مستفيضة، ويدل على ذلــك األخبــار المتــواترة الــتي بعضــها

بلفظ مسجد الشجرة. فخــرج رســول اللــه )صــلىكصحيحة ابن عمار، وفيها:

الله عليه وآلــه( في أربــع بقين من ذي القعــدة، فلمــا انتهى إلى ذي الحليفة فزالت الشمس اغتسل ثم خــرج حــتى أتى المسجد الذي هو عند الشجرة فصلى فيــه الظهــر ثم عــزم على الحج مفردا وخرج حــتى إلى البيــداء عنــد الميــل األول

، الحديث.(1)نصف الناس له سماطين فلبى بالحج مفردا وصحيحة ابن سنان الواردة في حج رسول اللــه )صــلى

فلما نزل الشجرة أمر الناس بنتــفالله عليه وآله(، وفيها: ــة والغســل والتجــرد في إزار ورداء ــق العان ــط وحل ،(2)اإلب

الحديث. وصحيحة ابن وهب: سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم(

أطــل بالمدينــةونحن بالمدينة عن التهيــؤ لإلحــرام، فقــال: وتجهز بكل ما ترديد واغتسل، وإن شئت استمتعت

.4 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 151 ص8( الوسائل: ج?)1.15 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 158 ص8( الوسائل: ج?)2

268

Page 269: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

.(1)بقميصك حتى تأتي مسجد الشجرة يحـرم من الشـجرة ثم يأخــذ من أيومرسلة الكــافي:

.(2)طريق شاء ولــو كــان كمــا يقولــون لم يتمتــعوروايــة ربــاح وفيهــا:

.(3)رسول الله )صلى الله عليه وآله( بثيابه إلى الشجرة.(4)ونحوها رواية أبي بصير

ومرســلة النضــر: رجــل دخــل مســجد الشــجرة فصــلى وأحرم ثم خرج من المسجد فبدا له قبل أن يلبي أن ينقض

.(5)نعم، والبأس بهذلك بمواقعة النساء أله ذلك؟ فكتب: وقريبة منها مرسلة جميل، ورواية علي بن عبد العزيــز،

إذا صــليتوصحيحتا ابن عمار والحلبي، وصــحيحة البجلي: في مسجد الشجرة فقل وأنت قاعــد في دبــر الصــالة قبــل أن تقوم ما يقول المحرم، ثم قم فــامش حــتى تبلــغ الميــل

.(6)وتستوي بك البيداء، فإذا استوت بك فلبهــد: ــر بن يزيـ ــحيحة عمـ إذا أحـــرمت من مســـجدوصـ

ــجد ،(7)الشجرة فإن كنت ماشيا لبيت من مكانك إلى المسالحديث.

.1 من أبواب اإلحرام ح7 الباب 10 ص9( الوسائل: ج?)1.9 ح321 ص4( الكافي: ج?)2.4 من أبواب المواقيت ح11 الباب 234 ص8( الوسائل: ج?)3.2 من أبواب المواقيت ح11 الباب 234 ص8( الوسائل: ج?)4.12 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 20 ص9( الوسائل: ج?)5.3 من أبواب اإلحرام ح35 الباب 46 ص9( الوسائل: ج?)6 من أبواب اإلحرام .39 الباب 53 ص9( الوسائل: ج?)7

269

Page 270: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وألهل المدينة ومن يليها الشجرةورواية قرب اإلسناد: (1).

ــه وفي العلل: ألي علة أحرم رسول الله )صلى الله عليــه، ــرم من موضــع دون ــه( من مســجد الشــجرة ولم يح وآل

، الحديث.(2)ألنه لما أسري به إلى السماءفقال: وبعضها بلفظ ذي الحليفــة، كصــحيحة أبي أيــوب وفيهــا:

وقت ألهل المدينة ذا الحليفة(3). وأهــلونحوها صحيحة ابن عمار وخبر علي بن جعفــر:

.ووقت ألهل المدينة ذا الحليفة، وعمر بن يزيد: المدينةــر: ــق ومن ذيوعلي بن جعف ــراق من العقي ــل الع أه

.الحليفة.(4)إلى غير ذلك

بالحج بينهمــا، وجعــل أحــدهما تفســير اآلخــر،(5)وبعضهاــة وهيكصحيحتي الحلبيين: ــة ذا الحليف ووقت ألهل المدين

.(6)الشجرة وقت ألهل المدينة ذا الحليفــةوصحيحة علي بن رئاب:

.(7)وهي الشجرةــالي: ــبر األم ــووخ ــة وه ــة ذا الحليف ــل المدين وقت أله

.(8)مسجد الشجرة

.109( قرب اإلسناد: ص?)1.169 الباب 433( العلل: ص?)2.1 من أبواب المواقيت ح1 الباب 221 ص8( الوسائل: ج?)3.6 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)4.8 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)5.4 و3 من أبواب المواقيت ح1 الباب 222 ص8( الوسائل: ج?)6.7 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)7 ، أمـــالي3 من أبـــواب المـــواقيت ح1 البـــاب 20 ص2( المســـتدرك: ج?)8

.5 سطر 518الصدوق: ص

270

Page 271: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،المســجد نفس أو الشــجرة مســجد فيه مكــان هو وهل بعضها وفي الشجرة هو أنه األخبار من جملة وفي ،قوالن

الشجرة مسجد أنه

وألهــل المدينــة ذا الحليفــة وهـو مســجدوخبر المقنــع: . (1)الشجرة

إلى غير ذلك. وبهذا تحقق أن التعبير في الروايات على ثالثــة أقسـام:

ذو الحليفة، ومسجد الشجرة، والشجرة.ــه مســجد ــ }هــل{ الميقــات }مكــان في ــذ فـ }و{ حينئ الشجرة{ أوسع من المسجد حتى يصح اإلحــرام من خــارج المسجد، }أو نفس المسجد{ فال يصح اإلحرام من خارجه، }قــوالن{ فمن تقــدم اســمه على اإلشــارة جعلــوا الــوقت المسجد على ما في المستند، وبعض آخر كجملـة من تــأخر أسمه عنهــا والــدروس واللمعــة الوســيلة والمحقــق الثــاني وغيرهم جعلوه ذا الحليفة، بل عن األخير أن جــواز اإلحــرام

من الموضع كله مما ال يكاد يدفع.ــدوق ــ ــيخ والص ــ ــذب وكتب الش ــ ــبر والمه ــ وعن المعتــة من كتب ــرة وادريس وجمل ــني زه ــالر واب ــي وس والقاض

العالمة أنه ذو الحليفة وأنه مسجد الشجرة.ــه هــو ــار أن ــه }في جملــة من األخب }و{ قــد عــرفت أن الشجرة، وفي بعضها أنه مسجد الشجرة{ وقد جمع بينهمــا وبين أخبــار ذي الحليفــة في المســتند بحمــل المطلـق على المقيد، قال: وبذلك يجمع بين األخبار وكذلك بين فتاوى منــرح ــؤالء ص ــة، إال أن بعض ه ــجد، أو ذا الحليف ــق المس أطل بأفضـلية المسـجد وأحوطيتـه، ويدفعـه مـا سـبق ذكـره منــأن ذا الحليفــة هــو مســجد تصــريح الصــحيحين وغيرهمــا ب

الشجرة

.26 سطر 18( المقنع: ص?)1

271

Page 272: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

مع إذ ،المســجد على االقتصــار فــاألحوط حال أي وعلى المســـجد فيه مكانا كونه ومع ،فواضح المســـجد هو كونه

المقيد على المطلق حمل فالالزم

،(1)واألمر في طائفة من األخبار المتقدمة بـاإلحرام منهاإلخ.

ــد كالم طويـــل ــه بعـ ــواهر، فإنـ ــه في الجـ وقـــريب منـ واالستشهاد باألخبار وكلمات األصـحاب على كـون الميقــات المسجد فقط، نقــل عن الــدروس والكــركي التعميم، وأنــه لعله إلطالق أكثر النصوص قــال: ولكن فيــه مــا عــرفت من

، انتهى.(2)أن مقتضى الجمع بينها تعين المسجد ونحوهمــا الحــدائق حيث إنــه بعــد ذكــر االختالف بين الفقهاء الناشي من اختالف األخبار قال: وحينئذ فيجب تقييد

، وبذلك يظهر ضعف القول األول.(3)إطالق تلك األخبار بهذهــع }وعلى أي حال فاألحوط االقتصار على المسجد إذ م كونه هو المسجد{ كما هو الظاهر من شــرح اإلرشــاد حيث قال في محكي كالمه: ويقال لمسجد الشــجرة ذو الحليفــة،

وكان قبل اإلسالم اجتمع فيه أناس وتحالفوا. ونحوه عن التنقيح }فواضــح{ بــل هــو المتعين حينئــذ ال

األحوط. }ومع كونه مكانـا فيـه المسـجد{ أوسـع منــه }فــالالزمــق حمل المطلق على المقيد{ وهذا وإن لم يكن من المطلــزئى، إذ والمقيد االصطالحي، الذين يقاالن على الكلي والج مــا نحن فيــه من بــاب الجــزء والكــل، إال أنــه من المطلــق

والمقيد اللغوي

.16 سطر 181 ص2( المستند: ج?)1.109 ص18( الجواهر: ج?)2.443 ص14( الحدائق: ج?)3

272

Page 273: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ولو المسجد خارج من اإلحرام جواز األقوى ذلك مع لكنوذلك المسجد هو الحليفة ذا إن قلنا وإن ،اختيارا

الموجود فيه مناط االصطالحي، ولــذا لــو قــال المــولى: اذهب وقــف في الــدار، ثم قــال: قــف في الغرفــة الفالنيــة منها، فهم العرف أن التكليف الواحد هــو الثــاني ال أنــه أحــد

أفراده واألمر لالستحباب. وليس مجال ألن يقال: ما نحن فيــه من قبيــل المثبــتين الذي قد تقــرر في األصــول عــدم حمــل المطلــق فيــه على

المقيد. ألنا نقول الروايات في مقام التحديد الموجب للمفهوم، وإنما ال يحمل مطلـق المثبـتين على المقيـد في غـير مقــام

التحديد. هذا باإلضافة إلى مــا تقــدم من األخبــار المفســرة لــذي الحليفة، بأنــه مســجد الشــجرة، فإنــا وإن قلنــا بعــدم حمــلــد من القــول المطلق على المقيد في نحو المقام، لكن ال ب

به في المقام بهذه القرينة. }لكن مع ذلك األقوى جواز اإلحرام من خــارج المسـجد ولو اختيارا، وإن قلنا إن ذا الحليفة هو المسجد، وذلك{ ألن في جملة من األخبار داللة على عدم انحصــار الميقــات في

المسجد. كصحيحة الحلبي التي رواها الشــيخ والصــدوق، عن أبي

ووقت ألهــل المدينــة ذاعبــد اللــه )عليــه الســالم(، وفيهــا: الحليفة، وهو مسجد الشجرة يصلى فيه ويفرض الحج، فإذا خرج من المســجد وســار واســتوت بــه البيــداء حين يحــاذي

، فإن الظاهر من أحــرم عقــد اإلحــرام(1)الميل األول أحرم هناك، وإن كــان في المســجد فــرض الحج من التجريــد عن

اللباس والصالة ونحوهما.والقول بالعكس بأن المراد

.4 من أبواب المواقيت ح1 الباب 222 ص8( الوسائل: ج?)1

273

Page 274: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــر من الفرض اإلحرام، ومن اإلحرام التلبية خالف األظه بالظاهر، مضافا إلى أنه لو لبى في المسجد لم يصدق عليه أحــرم بعــد ذلــك، وبمثــل مــا نفهم من هــذه الصــحيحة فهم صاحب الذخيرة، خالفا للمستند، فإنه عكس بدعوى أنــه لــو

أريد ما ذكرناه لزم كونه منافيا لصدره. أقول: لم يعلم وجه المنافاة، بل قد عرفت أن ما ذكرنا

تحكيم لألظهر على الظاهر. وأصرح منها صحيحة معاوية بن وهب، قــال: ســألت أبــا

فيعبــد اللــه )عليــه الســالم( عن التهيــؤ لإلحــرام، فقــال: مسجد الشجرة، فقد صلى فيه رسول الله )صلى الله عليه وآله(، وقد تــرى أناســا يحرمــون فال تفعــل حــتى تنتهي إلىــاملكم، ــا أنتم في مح ــون كم ــل فتحرم ــداء، حيث المي البي

، الحديث.(1)تقول: لبيك اللهم لبيك فإن اإلمام )عليه السالم( أمره باتبــاع النــبي من التهيــؤ في المسجد واإلحرام من البيداء، وأنه يخالف الناس الــذين يحرمون في نفس المسجد، وبها يظهر صحة ما ذكرناه من المعنى في صحيحة الحلبي، ومن الغريب جدا أخذ المســتند هذه الصحيحة دليال لنفسه، وأغرب منه جعلهــا شـاهدة على

دعواه العكس في الصحيحة األولى فراجع. وفي صحيحة ابن سنان قال: سمعت أبا عبد الله )عليــه

إن رسول السالم( يقول:

.3 من أبواب المواقيت ح34 الباب 44 ص9( الوسائل: ج?)1

274

Page 275: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( لم يكن يلب حــتى يــأتي.(1)البيداء

وفي صحيحة األخرى: هــل يجــوز للمتمتــع بــالعمرة إلى نعم، إنماالحج أن يظهر التلبية في مسجد الشجرة، فقال:

لبى رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( على البيــداء، ألن الناس لم يكونوا يعرفــون التلبيــة، فــأحب أن يعلمهم كيفيــة

، فإن المراد ابتداء النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه((2)التلبية بالتلبية ال إظهارها بعد االبتداء بها، إذ ال ينــافي تعليم النــاس

ذلك. بل هو الظاهر من خبر هشام بن حميــد، قــال: ســمعت

إن رســول اللــه )صــلىأبا عبد الله )عليه الســالم( يقــول: ــه الله عليه وآله( لما انتهى إلى البيداء حيث الميل قــربت لــك، اللهم ناقة فركبها، فلما انبعثت به لبى باألربع، فقال: لبي لبيك، لبيك ال شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة والملك لك

،(3)ال شريك لك ـ لبيك خ ـ ثم قــال: ههنــا يخســف باألخــابثالحديث.

ــه ــه )علي ــد الل وصــحية منصــور ابن حــازم، عن أبي عب إذا صليت عنــد الشــجرة فال تلب حــتى تــأتيالسالم( قال:

.(4)البيداء، وحيث يقول الناس يخسف بالجيش وصحيحة ابن عمار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(،

ــةقال: صل المكتوبة ثم أحرم أو بالمتعة، وأخرج بغــير تلبيحتى تصعد إلى أول البيداء إلى أول

.5 من أبواب المواقيت ح34 الباب 44 ص9( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب اإلحرام ح35 الباب 46 ص9( الوسائل: ج?)2.6 من أبواب اإلحرام ح36 الباب 49 ص9( الوسائل: ج?)3.4 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9( الوسائل: ج?)4

275

Page 276: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ميل عن يسارك، فإذا استوت بــك األرض راكبــا كنت أو ، بضــميمة أن قبــل التلبيــة ال ينعقــد اإلحــرام،(1)ماشيا فلب

كما سنذكر بعض األدلة عليه. ومثله خبر أبي بصير، ســألت أبــا الحســن الرضــا )عليــه

ــرامالسالم(، كيف أصنع إذا أردت اإلحرام، قال: أعقد اإلحــداء فلب ــك البي ــتى إذا اســتوت ب ــر الفريضــة ح ،(2)في دب

الحديث. بل يظهر من جملة من الروايــات المنــع عن التلبيــة في المسجد، وعليه فيكون التلبية المساوقة لعقــد اإلحــرام من

خارج المسجد مستحبة. ففي خــبر علي بن جعفــر، عن أخيــه موســى بن جعفــر )عليه السالم( قال: ســألته عن اإلحــرام عنــد الشــجرة هــل يحل لمن أحرم عندها أن ال يلبي حــتى يعلــوا البيــداء، قــال:

ــد الشــجرة ال يلبي حتى يأتي البيداء عند أول ميل، فأما عنــوز التلبية ــة(3)فال يج ــة بقرين ــة على الكراه ــا محمول ، لكنهالرواية السابقه.

إذا أحــرمتونحوه خبر المقنعة، قــال )عليــه السـالم(: .(4)من مسجد الشجرة فال تلب حتى تنتهي إلى البيداء

إلى غير ذلك. وأما ما يدل على أنه قبل التلبية غــير محــرم، وإن عقــد

اإلحرام، فهي روايات كثيرة.

.6 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9( الوسائل: ج?)1.7 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 45 ص9( الوسائل: ج?)2.8 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 45 ص9( الوسائل: ج?)3 باب الزيارات في فقه الحج.19 سطر 70( المقنعة: ص?)4

276

Page 277: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كصحيحة عبد الرحمــان بن الحجــاج، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في الرجــل يقــع على أهلــه بعــد مــا يعقــد

.(1)ليس عليه شيءاإلحرام ولم يلب، قال )عليه السالم(: وصحيحه اآلخر، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، أنــه صلى ركعتين في مسجد الشجرة وعقــد اإلحــرام، ثم خــرج

.(2)فأتى بخبيص فيه زعفران، فأكل قبل أن يلبي منه وخــبر جميــل بن دراج، عن بعض أصــحابنا، عن أحــدهما )عليهما السالم( في رجل صلى في مسجد الشــجرة وعقــد اإلحرام وأهل بالحج ثم مس الطيب وأصــاب طــيرا أو وقــع

.(3)ليس بشيء حتى يلبيعلى أهله؟ قال )عليه السالم(: أقول: المراد باإلهالل قراءة الدعاء الــوارد بعــد الصــالة

قبل التلبية، كما ال يخفى.ــه ــ ــن )علي ــ ــال: قلت ألبي الحس ــ ــروان ق ــ وعن ابن م السالم(: مــا تقـول في رجـل تهيـأ لإلحـرام، وفـرغ من كـل شيء إال الصــالة، وجميــع الشــروط إال أنــه لم يلب، ألــه أن

.(4)نعمينقض ذلك ويواقع النساء، فقال:

.2 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 17 ص9( الوسائل: ج?)1.3 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 17 ص9( الوسائل: ج?)2.6 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 18 ص9( الوسائل: ج?)3.10 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 19 ص9( الوسائل: ج?)4

277

Page 278: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

منه اإلحــرام يصــدق المسجد جوانب من اإلحرام مع ألنهالمسجد من باإلحرام األمر بين فرق إذ ،عرفا

وعن النضـــر، عن بعض أصـــحابه، قـــال: كتبت إلى أبي إبراهيم )عليه السالم(: رجل دخل مســجد الشــجرة فصــلى وأحرم، وخرج من المسجد فبدا له قبــل أن يلــبي أن ينقض

.(1)نعم، ال بأس بهذلك بمواقعة النساء، أله ذلك، فكتب: وعن الحفص بن البخـــتري، عن أبي عبـــد اللـــه )عليـــه الســالم( فيمن عقــد اإلحــرام في مســجد الشــجرة ثم وقــع

.(2)ليس عليه شيءعلى أهله قبل أن يلبي، قال: إلى غير ذلك من متواتر الروايات، وبهذا كلــه تحقــق أن المستحب تأخير التلبيــة المســاوقة لعقــد اإلحــرام الموجبــة

لتحريم محرمات اإلحرام عن المسجد إلى خارجه.ــار الشــجرة، ــار مســجد الشــجرة، فهي كأخب ــا أخب وأم لإلشــارة إلى موضــع ذي الحليفــة فال تقيــد تلــك األخبــار المطلقة، وكــذا األخبــار المفســرة فهي من قبيــل فالن في

كربالء مدفن الحسين )عليه السالم(. هذا كله باإلضافة إلى أخبار الحائض والنفساء اآلتية في

المسألة الثالثة. ثم إن ما ذكره المصنف )رحمه اللــه( من وجــه التعميم بقوله: }ألنه مع اإلحرام من جوانب المسجد يصدق اإلحرام منه عرفا، إذ فرق بين األمر باإلحرام من المسجد{ الظاهرفي كونه مبدأ لإلحرام، وإن كان من خارجه نحو سرت من

.12 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 20 ص9( الوسائل: ج?)1.13 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 20 ص9( الوسائل: ج?)2

278

Page 279: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

حد المســجد أن دعــوى إمكــان مع هــذا ،فيه بــاإلحرام أو فقل شـــئت وإن ،محاذاته مع جانبيه فيشـــمل لإلحـــرام

.الميقات من القرب مع ولو كافية ةالمحاذا

البصرة الظاهر في كون مبدأ الســير البصــرة، الصــادق على ما لو كان السير من خارجها، }أو بـاإلحرام فيـه هـذا{ــلم أن ــه، إذ ال نس ــه، ال يخفى مافي ــه في داخل المتعين كون

من( يشمل الخارج من المدخول، فإن الخارج من البصــرة(ــه البصــرة ال يصــح أن يقــال: ســرت من ــولم تصــدق علي ل البصرة إال مجازا، فإنهم وإن اختلفوا في كون الغاية داخلــة في المغيى أم ال، لكن لم يظهر من أحد االختالف في كــون المبدأ داخال في ذي المبدء أم ال، أال ترى أنه لــو قــال: جئتــدار، إال من دار زيد لم يفهم العرف إال كون المبدأ داخــل ال أن تكون هناك قرينــة المجــاز، كــأن يقــول: ســرت في هــذا الشارع من دار زيد إلى دار عمــرو، حيث إن الظــاهر حينئــذ

أن مبدأ السير جدار الدار كمنتهاه. هذا مضــافا إلى أنــه لــو ســلم ذلــك لــزم االقتصــار على الحدود المالصقة ال من جوانبه البعيــدة، إذ ال يكــون االبتــداء حينئذ من المســجد، كمــا أن قولــه: }مــع إمكــان دعــوى أن المسجد حد لإلحرام فيشمل جانبيه مع محاذاتــه وإن شــئت فقل المحاذاة كافية ولو مــع القــرب من الميقــات{ إلطالق اإلحرام مع المحاذاة لمسجد الشجرة في صحيح ابن ســنانــف ــجد لم تكـ ــرام من نفس المسـ ــو وجب اإلحـ اآلتي، ولـ المحاذاة، فيه نظــر، إذ مــورد الصــحيح من أخــذ من طريــق آخر، ومن المعلوم أن العـرف ال يفهم التعــدي منــه إلى من

أخذ من نفس ذلك الطريق، فهو من قبيل التعدي

279

Page 280: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

عن قول المولى: ادخل كل يــوم حــرم الحســين )عليــهــد فاصــعد على ــد بعي الســالم( وزره بكــذا، وإذا كنت في بل السطح وزره بكذا، إلى زيارته )عليه السالم( في كــربال منــذهاب إلى حرمــه المقــدس، وال أظن ان ــدون ال الســطح ب المصــنف )رحمــه اللــه( يلــتزم بكفايــة المحــاذاة في ســائر

المواقيت مع القرب.ثم إنه ربما يؤيد القول بالتوسعة مؤيدان ظنيان:

ــون ــوز أن يك ــالقران يج ــرام ب ــد اإلح ــدهما: إن عق أحــه من ــير في المســجد وإشــعاره في باإلشــعار ودخــول البع المســتعبدات، وعــدم صــحة هــذا القســم من هــذا الميقــات أبعد، وكــذا يســتغرب إدخــال النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه

وسلم( لها في المسجد، فتأمل. الثاني: إن هذا الخلق الكثير الذين كانوا مع النبي )صلى اللــه عليــه وآلــه( كيــف يســعهم المســجد حــتى أنهم دخلــوا

جميعا فيه ولبوا منه.ــد بــل يــدل عليــه صــحيح ابن عمــار ويقــرب هــذا التأييــه(: ــه وآل المتقدم الوارد في حج رسول الله )صلى الله علي

ثم خرج )صلى الله عليه وآله( حتى أتى المسجد الذي هــو عند الشجرة فصلى فيه الظهــر، ثم عــزم على الحج مفــردا وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل األول فصف الناس

، الحديث.(1)له سماطين فلبى بالحج ومما يستأنس به للتوسعة كون جميع المواقيت وســيعة

تشمل ألوف الناس،

.4 من أبواب أقسام الحج ح2 باب 151 ـ 150 ص8( الوسائل: ج?)1

280

Page 281: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فكيف صار هذا الوقت من بينها بهذا الضيق، وكيف كانفاألقوى ما ذكرناه من التوسعة.

نعم األحوط وجوبا عــدم كــون التلبيــة العاقــدة لألحــراممن قبل المسجد إلى المدينة.

تتمة: اختلفوا في ذي الحليفة في أنــه على ســتة أميــال من المدينة، أو سبعة أو أربعة، أو نحو مرحلة أو ثالثة أميال

أو خمسة ونصف؟ وفي أن الحليفة تصغير حلفــة بفتحــات واحــدة الحلفــاءــه، أو وهو النبات المعروف، سمي به ذلك الموضع لكونه في

لتحالف جمع فيه قبل اإلسالم؟وفي أن ذا الحليفة أوسع من المسجد أم ال؟

ــد بن ــبر محم ــه خ ــدل علي ــاهر األول، وي ــان الظ وإن ك المثنى الحضرمي، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال: سألته عن معرس رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( بــذي

عنــد المســجد ببطن الــوادي حيث يعــرسالحليفة؟ فقال: .(1)الناس

لكن كل ذلك ال طائل تحته بعد معلومية المكان والجهـةوالموضع بالتواتر القطعي إلى يومنا هذا.

نعم حدود ذي الحليفة غير معلومة، كمــا أن ســعة ذلــك المسجد في زمان النبي )صلى اللـه عليــه وآلــه( كـان بهــذا

القدر أم ال، غير معلوم.ــه ــد الل ــار، عن أبي عب ــر من صــحيحة ابن عم نعم يظه

ــذي)عليه السالم( في حديث قال: ومسجد ذي الحليفــة الكان خارجا من السقائف عن صحن المسجد ثم

.1 من أبواب المواقيت ح6 الباب 20 ص2( المستدرك: ج?)1

281

Page 282: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

، تغير في الجملة(1)اليوم ليس شيء من السقائف منهفي تلك األزمنة.

كمــا يظهــر من صــحيح ابن ســنان عن الصــادق )عليــه فليكن إحرامــه من مســيرة ســتة أميــال فيكــونالســالم(:

ــتة(2)حذاء الشجرة من البيداء ، أن مسجد الشجرة على سأميال من المدينة.

بل يظهر ذلك من خبر عبد الله بن عطا، عن أبي جعفرــه()عليه السالم( وفيه: إن رسول الله )صلى الله عليه وآل

كــان من أهــل المدينــة ووقتــه من ذي الحليفــة، وإنمــا كــان، الحديث.(3)بينهما ستة أميال

.1 من أبواب المواقيت ح4 الباب 228 ص8( الوسائل: ج?)1.1 من أبواب المواقيت ح7 الباب 230 ص8( الوسائل: ج?)2.5 من أبواب المواقيت ح9 الباب 232 ص8( الوسائل: ج?)3

282

Page 283: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وهي ،الجحفة إلى التــأخير جواز عدم األقوى:ــ 1 مسألة لمرض ،الضرورة مع يجوز نعم ،اختيارا الشام أهل ميقات

،الموانع من غيرهما أو ضعف أو

: األقوى عدم جواز التأخير إلى الجحفة وهي1}مسألة ميقـات أهـل الشــام اختيـارا{ من غـير خالف ظـاهر إال من نادر، كما في المســتند، وفتــوى المعظم كمــا في الجــواهر، وقول األصحاب كما في الحدائق، والمشهور شهرة عظيمة

بل ال يعرف الخالف فيه إال من نادر كما في المستمسك. }نعم يجوز مع الضرورة لمرض أو ضعف أو غيرهما من الموانــع{، ويــدل على الحكمين مضــافا إلى األخبــار الدالــة على عــدم جــواز العبــور عن الميقــات إال محرمــا لمن أراد

الحج في حال االختيار. إن رسول الله )صلى الله عليهكصحيح صفوان، وفيه:

ــا، وآله( وقت المواقيت ألهلها، ومن أتى عليها من غير أهله وفيها رخصة لمن كانت بــه علــة فال يجــاوز الميقــات إال من

.(1)علة وإلى األخبار الدالة على أن مسجد الشجرة ميقات أهل المدينة الظاهرة في التعيين، جملة من األخبار الــواردة في

خصوص المسألة. كرواية إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى )عليه السالم( قال: سألته عن قوم قــدموا المدينــة فخــافوا

كثرة البرد وكثر األيام يعني اإلحرام من

.1 من أبواب المواقيت ح15 الباب 241 ـ 240 ص8( الوسائل: ج?)1

283

Page 284: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الشجرة فأرادوا أن يأخذوا منها إلى ذات عرق فيحرموا ال، ـــ وهــو مغضــب ـــ من دخــلمنها، قال )عليــه السـالم(:

.(1)المدينة فليس له أن يحرم إال من المدينة وخــبر أبي بصــير، قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

، قلت: قــالوا:ومــا هيخصال عابها عليك أهل مكة، قال: أحرم من الجحفة ورسول الله )صلى الله عليه وآله( أحــرم

الجحفة أحد الوقتين فأخــذت بأدناهمــامن الشجرة، فقال: .(2)وكنت عليال

وخــبر أبي بكــر الحضــرمي، قــال أبــو عبــد اللــه )عليــه إني خــرجت بــأهلي ماشــيا فلم أهــل حــتى أتيتالســالم(:

الجحفة، وقد كنت شاكيا، فجعل أهل المدينة يسألون عــنيــد رخص ــه وهم ال يعلمــون وق ــه ثياب ــاه وعلي ــون لقين فيقول رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( لمن كــان مريضــا أو

.(3)ضعيفا أن يحرم من الجحفة وخبر معاوية قال: قلت ألبي عبــد اللـه )عليـه السـالم(:

قــل لهــا: فلتحــرم منإن معي والدتي وهي وجعــة؟ قــال: آخر الوقت، فإن رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وقت

. قــال:ألهــل المدينــة ذا الحليفــة، وألهــل المغــرب الجحفة.(4)فأحرمت من الجحفة

وخبر عبد الحميد بن سعيد، قال: دخــل ســفيان الثــوريــني على أبي عبد الله )عليه السالم( فقال: أصلحك الله بلغ أنك صنعت أشياء خالفت فيها النبي )صلى الله عليه وآله(؟

، قــال: بلغــني أنــك أحــرمت من الجحفــة،ومــا هيقــال: وأحرم رسول

.1 من أبواب المواقيت ح8 الباب 231 ص8( الوسائل: ج?)1.4 من أبواب المواقيت ح6 الباب 229 ص8( الوسائل: ج?)2.5 من أبواب المواقيت ح6 الباب 229 ص8( الوسائل: ج?)3.2 من أبواب المواقيت ح6 الباب 229 ص8( الوسائل: ج?)4

284

Page 285: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الله )صلى الله عليه وآلــه( من الشــجرة، إلى أن قــال: قال: فقال: وما دعــاك إلىقد فعلتقال )عليه السالم(:

رســول اللــه )صــلى اللــهذلك، قال: فقال )عليه الســالم(: عليه وآله( وقت الجحفـة للمـريض والضـعيف فكنت قـريب

.(1)العهد بالمرض فأحببت أن آخذ برخص الله تعالى وعن الرضــوي، عن أبي بصــير أنــه قــال ألبي عبــد اللــه )عليه السالم(: جعلت فداك إن أهل مكة أنكروا عليك ثالثـة

، قــال: أحــرمت من الجحفــة،وما هيأشياء صنعتها، قال: ــرم من وقد علمت أن رسول الله )صلى الله عليه وآله( أح

إن رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه(ذي الحليفة، فقال: جعل ذلك وقتا وهذا وقت، إنا أحرمنا ثم ضمنا أنفسـنا اللـه،ــه ــه ال يصــيبه نصــب وال يلوح إن المســلم ضــمانه على الل

.(2)شمس إال كتب له وما ال يعلم أكثر وعن الجعفي وابن حمزة: جعل الجحفــة ميقاتــا مطلقــا

ــواهر أوال بعض(3)ولو بغير مرض ونحوه ، ومال إلى ذلك الج.(4)الميل

فقال بعــد ذكــر خــبري الحضــرمي وأبي بصــير: بــل قــد يظهر من الخبرين المزبورين جوازه اختيارا، كما عن ظــاهر الجعفي وابن حمزة، بل هو مقتضى إطالق نفي البــأس عن

اإلحرام منها في صحيح آخر،

من أبواب جواز تأخير اإلحرام ح6 الباب 505 ص10( جامع األحاديث: ج?)15..2 من المواقيت ح5 الباب 21 ص2( المستدرك: ج?)2.111 ص18( الجواهر: ج?)3.14 سطر 111 ص18( الجواهر: ج?)4

285

Page 286: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وكونها ميقاتا ألهل المدينة في خبر آخر أيضــا، ثم جمــعبين األخبار بالتقييد المشهور، انتهى.

أقول: وربما يستشهد لهذا القول بعدة أخبار: كصـــحيح علي بن جعفـــر )عليـــه الســـالم( الـــوارد في

ــرام: ــ ــواقيت اإلح ــ ــةم ــ ــة من ذي الحليف ــ ــل المدين ــ وأه.(1)والجحفة

وصحيح معاوية بن عمار، أنه سـأل أبــا عبــد اللـه )عليــه السالم( عن رجل من أهل المدينة أحرم من الجحفة، فقال

.(2)ال بأس)عليه السالم(: ــه الســالم( من وصحيح الحلبي: سألت أبا عبد الله )علي أين يحرم الرجل إذا جاوز الشجرة؟ فقــال )عليــه الســالم(:

.(3)من الجحفة وال يجاوز الجحفة إال محرما.(4)الجحفة أحد الوقتينوخبر أبي بصير المتقدم:

وخبره اآلخــر المتقــدم عن الرضــوي: جعــل ذلــك وقتــا.وهذا وقت

ولكن ال ريب في لزوم تقييــد هــذه األخبــار بعــد تماميــة داللتها باألخبار األول مع أنــه ال داللــة لبعضــها كمــا ال يخفى، فــإن صــحيح علي يــدل على الجمــع بينهمــا، مــع أنــه خالف

المقطوع، فالالزم حمله على الترتيب بقرينة تلك األخبار.

.5 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)1.1 من أبواب المواقيت ح6 الباب 229 ص8( الوسائل: ج?)2.3 من أبواب المواقيت ح6 الباب 229 ص8( الوسائل: ج?)3.4 من أبواب المواقيت ح6 الباب 229 ص8( الوسائل: ج?)4

286

Page 287: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــياق: ــياقه س ــير األول س ــبر أبي بص ــدوخ ــتراب أح ال ، والثاني مجمل محمــول على ذلــك، مضــافا إلىالطهورين

.وكنت عليالما في ذيله: ــواز ــام الج ــتا في مق ــبي ليس ــة والحل ــحيحتا معاوي وص االبتدائي، بل إنه لو فعل الشخص هكــذا لم يبطــل إحرامــه، وهذا ال ينــافي اإلثم، ولــذا قــال في محكي المــدارك: ينبغيــأخيره القطع بصحة اإلحرام من الجحفة وإن حصــل اإلثم بت

، انتهى.(1)من ذي الحليفة وعن الدروس التصريح بذلك، ووافقهما الجــواهر، قــال: بل الظاهر جواز اإلحرام منها أيضا لو أخر عنه بعــد المــرورــذلك للنهي عن ــارا، وإن أثم ب ــر اختي ــات آخ ــه إلى ميق علي مجــاوزة الميقــات بال إحــرام من غــير علــة، وفاقــا لصــريحــل من جماعة لصدق اإلحرام من الميقات الذي هو وقت لك يمر عليه، وإن كان اثما بعدم إحرامه أوال عنــد المــرور على األول، إال أن ذلــك ال يخرجــه عن صــدق اســم المــرور على

، انتهى.(2)الثاني ومن ذلـك يظهـر أنـه ال وجــه لتفصـيل المسـتند بقولـه: على ما ذكرنا لو عصى من ال ضرورة له، وترك اإلحرام من الشجرة هل يصـح لـه اإلحـرام حينئــذ من الجحفـة كمـا عن الـــدروس والمـــدارك، أو ال كمـــا يظهـــر من بعض، الوجـــه

التفصيل

.24 س436( المدارك: ص?)1.112 ص18( الجواهر: ج?)2

287

Page 288: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

انتهى.(1)باإلمكان وعدم المانع فيبطل، واال فيصحــه الحــدائق من عــدم ــر النظــر فيمــا ذهب إلي كمــا ظه الصحة، ألن ما دل على أن من مــر على ميقــات غــير بلــده جاز له اإلحرام منه، إنما هو من لم يمر على ميقــات بلــده، ثم قال: ومما يؤيد ما ذكرناه صحيحة الحلبي، قــال: ســألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجل ترك اإلحرام حتى دخل

يرجع إلى ميقات أهــل بالده الــذي يحرمــونالحرم، فقال: ــرم من ــه الحج فليحـ ــي أن يفوتـ ــرم، وإن خشـ ــه فيحـ منـ

، انتهى.(2)مكانه ولمن أتىإذ التقييد في قوله )صلى اللــه عليــه وآلــه(:

ال وجه له، والرواية مضــافا إلى أن(3)عليهن من غير أهلهن موردها من دخل الحرم بغير إحرام فال تعارض الصــحيحتين الدالتين على الكفاية في غير من دخل الحرم، ما تقدم من عدم لزوم رجوع الشخص إلى ميقــات أهــل بلــده لــو دخــل

الحرم، وحملنا الصحيحة على االستحباب ونحوه فراجع. وال يعارض ذلك خبر إبراهيم بن عبد الحميــد، إذ هــو في مقـــام الحكم التكليفي، وأخبـــار المقـــام تـــدل على الحكم

الوضعي ونحن نلتزم بهما. وكيف كان، فهل جــواز التــأخير خــاص بصــورة الضــعف والمرض، أو يعم أيضا، الظــاهر الثــاني لعمــوم قولــه )عليــه

فال يجاوز السالم( في صحيح صفوان المتقدم:

.11 سطر 182 ص2( المستند: ج?)1.7 من أبواب المواقيت ح14 الباب 239 ص8( الوسائل: ج?)2.20 س182 ص2. والمستند: ج337 ص16( انظر الجواهر: ج?)3

288

Page 289: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

لوجودهما والضعف المرض بخصوص بعضهم خصها لكنــار في ــ ــ ــرورات من غيرهما بهما يلحق فال ،األخب ــ ــ ،الض

ــاهر ــ ــال إرادة والظ ــ ــاألقوى ،المث ــ ــوازه ف ــ مطلق مع ج.الضرورة

. (1)الميقات إال من علة وال يجــوز تــأخيره على الميقــات إال لعلــة أووالرضوي:

.(2)تقيةــوص ــواهر }بخص ــاهر الج ــهم{ كظ ــها بعض }لكن خص المرض والضعف لوجودهما في األخبــار{ كخــبر الحضــرميــا من ــ ــا غيرهم ــ ــق بهم ــ ــا }فال يلح ــ ــير وغيرهم ــ وأبي بص الضرورات، و{ لكن ذكرهما فقط في هــذا البــاب ليس في مقام التحديد حتى يعــارض المطلقــات، بــل }الظــاهر إرادة المثال{، ولذا أطلــق األصــحاب ولم يقيــدوا الضــرورة بهمــا

}فاألقوى جوازه مع مطلق الضرورة{ والله العالم.

من أبواب المواقيت.15 الباب 240 ص8( الوسائل: ج?)1.26( فقه الرضا: ص?)2

289

Page 290: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــألة ــ 2 مس ــوز: ــدول أتاها ومن المدينة ألهل يج إلى الع إلى التــأخير جــواز فعــدم ،العقيق أو كالجحفة آخر ميقات

بل ،الحليفة ذي طريق من مشى إذا هو إنما الجحفة منه الرجـــوع أراد ثم الحليفة ذي إلى أتى لو أنه الظـــاهر،جاز آخر طريق من والمشي

: يجوز ألهل المدينــة ومن أتاهــا العــدول إلى2}مسألة ميقات آخــر كالجحفــة أو العقيــق، فعـدم جــواز التــأخير إلى الجحفة إنما هو إذا مشى من طريق ذي الحليفة{، قال في المســتند: هــل يجــوز ســلوك طريــق ال يؤديــه إلى الشــجرةــدروس ــرم من الجحفــة، كمــا اختــاره في ال اختيــارا فيح والمــدارك وغيرهمــا لألصــل وعمــوم جــواز اإلحــرام من أي ميقات اتفق المرور عليه ولو لغير أهله، وكون المراد بأهــل كل ميقات من يمر عليه، أو ال يجــوز إلطالق األخبــار بكونــه

، انتهى.(1)ميقاتا، الحق هو األول لما ذكرــاص ــ ــك أن االختصـ ــ ــواهر: ثم ال يخفى عليـ ــ وفي الجـ بالضرورة مــع المــرور على الميقــات األول، وإال فلــو عــدل عن طريقه ولـو من المدينـة في االبتــداء جـاز وأحــرم منهـا

. ثم حمــل روايــة إبــراهيم على(2)اختيارا، ألنها أحــد الوقــتينالكراهة.

لكن ال يخفى أنــه ال وجــه الرتكــاب خالف الظــاهر فيهــا بدون قرينة، نعم يأتي الكالم في ضعف السند، }بل الظاهر أنه لــو أتى إلى ذي الحليفــة ثم أراد الرجــوع منــه والمشــي

من طريق آخر جاز{ إذ المحرم إنما هو العبور

.9 سطر 182 ص2( المستند: ج?)1.112 ص18( الجواهر: ج?)2

290

Page 291: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

يجــوز ال الــذي فإن ،رجوع غير من عنه يعدل أن يجوز بل ال آخر طريق إلى عــدل وإذا ،محال الميقات عن التجاوز هو

في وما ،الحليفة ذي في وهو ذلك كان وإن ،مجاوزا يكون أتى إذا العــدول عن المنع من الحميد عبد بن إبــراهيم خبر

الكراهة على منزل ضعفه مع المدينة

على الميقات بغير إحرام، وهذا لم يعبر. }بل يجوز أن يعدل عنه من غــير رجــوع{ كمــا لـو ذهب إلى أن وصل إلى ذي الحليفة ثم أخذ نحو الشــرق إلى ذات عــرق أو قــرن المنــازل أو يلملم }فــإن الــذي ال يجــوز هــو

التجاوز عن الميقات محال{ لمن يريد الحج.ــاوزا، }وإذا عدل إلى طريق آخر{ أو رجع }ال يكون مج وإن كان ذلك{ الرجـوع أو العـدول }وهــو في ذي الحليفــة، وما في خبر إبراهيم بن عبد الحميــد{ المتقــدم }من المنــع عن العدول إذا أتى المدينــة مــع ضــعفه{ لمــا عن المــداركــنزل على ــ ــول }م ــ ــر مجه ــ ــراهيم واقفي وجعف ــ من أن إب

الكراهة{ كما تقدم عن الجواهر. أقول: أما كون إبراهيم واقفيا فغير ضار بعــد كونــه ثقــة

، ولذا قال في المستمسك: غــير قــادح(1)كما عن الفهرست، انتهى.(2)مع الوثاقة

لكن يظهر لمن راجع رجال المامقاني )رحمــه اللــه( أنتوثيقه نشأ من ظن اتحاده مع إبراهيم بن عبد الحميد

.12 رقم 34( الفهرست: ص?)1.256 ص11( المستمسك: ج?)2

291

Page 292: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

آخر، والحــال أن ليس كـذلك، بـل أحــدهما من أصـحاب الموسى )عليــه الســالم( وهــو واقفي، واآلخــر من أصــحاب

الصادق )عليه السالم( وهو ثقة ليس بواقفي.ــه ثقــة مــع وكيف كان فإن إبراهيم هذا لم يظهر لنا كون

ظهور كونه واقفيا، فال يمكن االحتجاج بروايته. وأما جعفر بن محمــد بن حكيم فقــد ضــعفه المجلســي، والمدارك، والوجيزة، وجعلــه المامقــاني من الحســان، لكن الظاهر من كلمات أرباب الرجــال أنــه مجهــول، وهــذا مــانع آخر عن العمل بهذه الروايـة، وعلى هـذا فال نرفـع اليـد عن

القاعدة األولية بهذه الرواية. وأما القول بأنه )منزل على الكراهــة( فهــو تــبرع لعــدم اإلسقاط، وال دليل على مثله إال من باب التسامح في أدلــة

السنن.نعم يبقى في المقام أمران:

األول: إن هــذه الروايــة ولــو قلنــا بعــدم حجيتهــا، لكنهــا تصلح تأييدا، لما يظهر من األخبــار الدالــة على أنــه ال يجــوز ألهل المدينة اإلحــرام من الجحفــة إال من علــة، إذ لــو كــان جاز ذلــك في من لم يمــر على طريــق ذي الحليفــة لم يكن وجه لإلطالق، بل لكان الالزم التفصــيل بين من يمشــي من

هذا الطريق فال يجوز التأخير، وبين غيره فيجوز. وفيه: إن الظاهر من تلك الروايات المرور على مســجد

الشجرة، إذ الطريق المتعارف هو ذلك.

292

Page 293: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

نعم في هذه األزمنة ال يمــر الحــاج على الجحفــة أصــال،فهى خارجة عن الجادة.

الثاني: إن الظاهر من رواية المحاذاة لزوم اإلحرام من مسجد الشجرة أو محاذاته، فكل من خرج من طريــق لــزم أن يحــرم، فال يبقى مجــال لإلحــرام من ميقــات آخــر، إذ الخارج إما أن يمر بالمسجد أو بما يحاذيــه، وعلى هــذا فمــا تداول في هذه األزمنة من ركوب الطــائرة من المدينــة إلى جدة بغير إحرام، مناف لمقتضى ما دل على لــزوم اإلحــرام

من المحاذي للشجرة. وفيه: إنه ســيأتي في مســألة المحــاذاة اختصــاص ذلــك بمن خرج من نفس الطريــق المنتهي إلى الشــجرة، لكن ال إليها بل من طرفها البعيد عنها. نعم نقول بوجــوب اإلحــرام

من المحاذي حينئذ. لكن هذا غير الكلية الــتي هي محــل الكالم، من أن كــل من خرج من المدينة من أي طريق كان لــزم أن يحــرم من

الشجرة. وبهذا كله تحقق التفصــيل في المســألة، وأنــه لــو خــرجــه، ــرام من ــه اإلح ــزم علي ــه ل إلى مســجد الشــجرة أو حذائ لصــحيحتي عــدم جــواز العبــور عن الميقــات بــدون إحــرام، ووجوب اإلحرام من المحاذي، ولو خــرج من طريــق آخــر الــة يمر بالشجرة وال محاذيها، كما لو خرج إلى شــمال المدين

ثم ذهب إلى يلملم مثال، لم يجب اإلحرام من المدينة.ــبر ــنن، لخ ــة الس ــامح في أدل ــك للتس ــتحب ذل نعم يس إبراهيم المتقدم، ومنه يعلم حال الخارجين في هذه األزمنة

إلى المطار بغير إحرام، والله العالم.

293

Page 294: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،المختار على المسجد خارج تحرم الحائض: 3 مسألة

: الحائض{ والنفساء }تحرم خــارج المســجد3}مسألة على المختار{ من عدم انحصــار الميقــات في ذي الحليفــة، }ويدل عليه مضافا إلى ما مــر{ مــا رواه الصــدوق )رحمــه الله( عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(

إن أســماء بنت عميس نفســت بمحمــد بن أبي بكــرقــال: بالبيداء ألربع بقين من ذي القعدة في حجة الــوداع، فأمرهــا رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( فاغتســلت واحتشــت،ــه( ــه وآلـ ــه عليـ ــلى اللـ ــبي )صـ ــع النـ ــرمت ولبت مـ وأحـ

، الحديث.(1)وأصحابه وما رواه الشــيخ بســنده عن العيص بن القاســم، قــال: سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم( عن المستحاضــة تحــرم،

إن أســماء بنت عميسفــذكر أســماء بنت عميس، فقــال: ولدت محمدا ابنها بالبيداء، وكــان في والدتهــا بركــة للنســاء لمن ولدت منهن إن طمثت، فأمرها رسول الله )صلى الله

.(2)عليه وآله( فاستثفرت وتمنطقت بمنطق وأحرمت وعن الكليني، عن عمــر بن أبــان الكلــبي، قــال: ذكــرت

.(3)ألبي عبد الله )عليه السالم( المستحاضة، ثم ذكر مثله وهذه األحاديث كالنص في إحرامها من خارج المســجد، إذ هي كانت مع رسول اللـه )صـلى اللـه عليــه وآلـه( الـذي أحرم من ذي الحليفة، بل في روايــة الكــافي نص بإحرامهــا

من ذي الحليفة، ولو فرض أن أحدا

.1 من أبواب اإلحرام ح49 الباب 66 ص9( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب اإلحرام ح49 الباب 66 ص9( الوسائل: ج?)2( المصدر نفسه: ذيل الحديث.?)3

294

Page 295: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كيفية في يــونس مرســلة ،مر ما إلى مضــافا عليه ويدل وأما ،صــالة بغــير بــالحج وتهل المسجد تدخل وال ،إحرامها

صــبرها إمكان عدم فمع بالمسجد باالختصاص القول على إن االجتيــاز حــال في وتحــرم المسجد تدخل تطهر أن إلى

،أمكن

قال باالنحصار لزم القول بــذلك بالنســبة إلى الحــائض، واحتمال اجتيازها بعيــد جــدا، خصوصــا وخــبر الصــدوق ذكــرــبين أن غالب الخصوصيات ولم يذكر هذه الجهة، ومن هذا ت روايات المقام مؤيدة لعدم انحصار الميقــات في المســجد،

كما سبقت اإلشارة إليه. وأما }مرسلة يــونس في كيفيــة إحرامهــا{ الــتي رواهــاــد بن ــد بن يحــيى، عن أحم ــافي مســندة، عن محم في الك محمد، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، قــال: ســألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن الحائض تريــد اإلحــرام، قــال

ــه الســالم(: تغتســل وتســتثفر وتحتشــي بالكرســف،)علي }وال تدخلوتلبس ثوبا دون ثياب إحرامها، وتستقبل القبلة

المســجد وتهــل بــالحج بغــير صــالة{ فإنهــا حيث تحتمــل أن تكون في باب اإلحرام بالحج من مكــة كمــا ربمــا يشــعر بــه

ــالم(: ــه الس ــه )علي ــل بــالحجقول ــراد(1)ته ــون الم ، فيكبالمسجد، المسجد الحرام ال يصح التمسك بها للمقام.

}وأمــا على القــول باالختصــاص بالمســجد، فمــع عــدم إمكان صبرها إلى أن تطهر تدخل المسجد وتحرم في حــال االجتياز إن أمكن{ بأن كان للمســجد بابــان، أو قلنــا بجــوازــذ فال حاجــة إلى ــاب واحــد، وحينئ ــدخول والخــروج من ب ال

الصبر

.1 باب إحرام الحائض والمستحاضة ح444 ص4( الكافي: ج?)1

295

Page 296: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــزحم يمكن لم وإن ــيره أو ل ــرمت غ ــارج أح ــجد خ المس.محاذاتها أو الجحفة في وجددت

ــرورة، وإن أمكن، إذ االجتياز جائز ولو في غير حال الضــارج المســجد{ ــيره أحــرمت خ ــزحم أو غ }وإن لم يمكن لــذخيرة، لوجــوب فقط، كما عن الشهيد الثاني والمدارك وال

قطع المسافة من المسجد إلى مكة محرما. أو تؤخر إلى الجحفة لكون العذر ضرورة مبيحة للتأخير، وهي ميقات، بخالف خارج المســجد، واختــاره في المســتند

والمستمسك. أو يفصل بين من تعلم بابتالئهــا بــالحيض، فال يجــوز لهــا اإلتيان من هذا الميقات، وكــذا إذ أتت وتمكنت من الرجــوع إلى ميقات آخر، بنــاء على جــواز ذلــك، وبين من ال تعلم وال

تتمكن من الرجوع، أو قلنا بحرمته فيأتي االحتماالن. أو نقول بالجمع بين اإلحــرام خــارج المســجد }وجــددت في الجحفة أو محاذاتها{ إن لم تمر بالجحفة، وقلنــا بكفايــة

محاذاة كل ميقات. احتمــاالت، ال دليــل على شــيء منهــا بالخصــوص، إال القواعد األولية، وإن كــان األقــوى األول، لألخبــار المتقدمــة

في نفاس أسماء بمحمد بن أبي بكر.

296

Page 297: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــان : إذا4 مســألة ــده يكن ولم جنبا ك ــاء عن ــاز م أن له ج للـــدخول يـــتيمم أن واألحـــوط ،المســـجد خـــارج يحـــرم

وكــذا ،المســجد بتعيين القول على ذلك ويتعين ،واإلحراما.نقائه بعد ماء لها يكن لم إذا الحائض العقيق:الثاني

: إذا كان جنبا ولم يكن عنده ماء جــاز لــه أن4}مسألة يحرم خارج المسجد{ كمــا يجــوز لــه أن يحــرم مجتــازا من المســجد وأن يــتيم ويحضــر في المســجد، بنــاء على جــواز

التيمم لمثل هذه الغايات، كما هو األقوى.ــجد }أن }واألحـــوط{ خروجـــا عن خالف معين المسـ يــتيمم للــدخول واإلحــرام، ويتعين ذلــك على القــول بتعــيين المســجد، وكــذا الحــائض إذا لم يكن لهــا مــاء بعــد نقائهــا{ ومثلها النفساء، وأما قبل النقــاء فال مجــال للــتيمم المجــوز

للمكث، وبهذا افترقتا عن الجنب. }الثاني{ من المواقيت: }العقيق{، قــال في الجــواهر: وهو في اللغة، وهو كل واد عقــه الســيل، أي شــقه فــأنهره ووســعه، وســمي بــه أربعــة أوديــة في بالد العــرب، أحــدها: الميقات، وهو واد يتدفق ســيله في غــورى تهامــة، كمــا عن

، انتهى.(1)تهذيب اللغة وفي مجمع البحرين: العقيق هــو واد من أوديــة المدينــة

يزيد على بريد قريب

.104 ص18( الجواهر: ج?)1

297

Page 298: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

غيرهم من عليه يمر ومن والعراق نجد أهل ميقات وهو

من ذات عرق، قبلها بمرحلة أو مرحلتين، وكــل مســيل، انتهى.(1)شقه السيل فوسعه فهو عقيق

وكيف كان فهو أحد المواقيت مما ال خالف فيه، بل نقل عليه اإلجماع مستفيضا، كمــا في المســتند، وإجماعــا ونصــا كما في الجواهر، وإجماعا محققــا حكــاه جماعــة كثــيرة من األصــحاب كمــا في المستمســك، }وهــو ميقــات أهــل نجــدــك ــدل على ذل ــيرهم{ وي ــر عليهم من غ ــراق ومن يم والع

مستفيض النصوص أو متواترها.ــه الســالم(: ــه )علي ــد الل ــبي، عن أبي عب كصــحيح الحل

ووقت ألهل نجد العقيق(2). ووقت ألهــل نجــدوصحيح الخزاز، عنه )عليه الســالم(:

.(3)العقيق وما أنجدت ونحوه صحيح عبيد الله بن علي الحلبي، وخــبر الــدعائم

.(4)وألهل نجد العقيقعن الصادق )عليه السالم(: .(5)وألهل نجد العقيقوصحيح علي بن رئاب:

وقت رســول اللــه )صــلى اللــه عليــهوصــحيح رفاعــة: وآله( ألهل نجد العقيق، وقال: وهو وقت لما أنجدت األرض

.(6)وأنت منهم

.216 ص5( مجمع البحرين: ج?)1.3 من أبواب المواقيت ح1 الباب 222 ص8( الوسائل: ج?)2.1 من أبواب المواقيت ح1 الباب 221 ص8( الوسائل: ج?)3.297 ص1( الدعائم: ج?)4.7 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)5.10 من أبواب المواقيت ح1 الباب 224 ص8( الوسائل: ج?)6

298

Page 299: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وقتوصحيح ابن عمار، عن الصــادق )عليــه الســالم(: ألهل العراق، ولم يكن يومئذ عــراق بطن العقيــق من قبــل

.(1)أهل العراقــه الســالم(: أمــاوصحيح علي بن جعفر، عن أخيه )علي

.(2)أهل الكوفة وخراسان وما يليهم فمن العقيقــالم(: ــه الس ــه )علي ــد، عن ــر بن يزي ــحيح عم وقتوص

رسول الله )صلى الله عليه وآله( ألهل العراق العقيق نحوا.(3)من بريدين ما بين بريد البعث إلى غمرة

وقت رســول اللــه )صــلى اللــهوخــبر علي بن جعفــر: .(4)عليه وآله( ألهل العراق من العقيق

وقت رســول اللــه )صــلى اللــه عليــهومرسلة النهايــة: .(5)وآله( ألهل العراق العقيق

.(6)ونحوها الرضوي.(7)وألهل العراق العقيقومرسلة الهداية:

.(8)وقت ألهل المشرق العقيقومرسلة الغوالي:

.2 من أبواب المواقيت ح1 الباب 222 ص8( الوسائل: ج?)1.5 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)2.6 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)3.9 من أبواب المواقيت ح1 الباب 224 ص8( الوسائل: ج?)4 باب المواقيت.210( النهاية: ص?)5.16 سطر 26( فقه الرضا: ص?)6.4 من أبواب المواقيت ح1 الباب 20 ص2( المستدرك: ج?)7.6 من أبواب المواقيت ح1 الباب 20 ص2( المستدرك: ج?)8

299

Page 300: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،المسلخ وأوله

ووضــع غمــرة والمســلخ وبطنومرســلة المنــاقب: .(1)العقيق ميقاتا ألهل العراق وال عراق يومئذ

إلى غير ذلك من األخبار. وبهـذا يظهـر الخلـل في مرسـلة الغـوالي: فقيـل ألهـل

.(2)لم يكن عراق يومئذالعراق؟ قال: ومن المحتمــل التقيــة فيــه، لمــا عن المعتــبر أنهم رووا عن ابن عمر، أنه لما فتح العراق أتوا عمر فقــالوا: يــا أمــير إن رسول الله )صلى الله عليه وآله( جعل ألهــل نجــد قــرن المنــازل، وإنــا إذا أردنــا قــرن المنــازل: شــق علينــا؟ قــال:

، انتهى.(3)فانظروا حدودها فحد لهم ذات عرق وأما كون العقيق ميقاتا لمن يمر عليه ولو من غير أهل العراق، فذلك واضح للعمومات نصا وفتوى، كما سيأتي في

المسألة الخامسة. ووقت ألهــلوأمــا مــا ورد في صــحيح عمــر بن يزيــد:

ــازل ــد من(4)المدينة ذا الحليفة، وألهل نجد قرن المن ، فال ب توجيهه بأن لنجد طــريقين أحــدهما يمــر بــالعقيق كمــا ربمــا يستفاد من بعض النصوص، واآلخر يمر بقرن المنــازل، كمــا أشــار إلى ذلــك المســتند وغــيره، وأمــا الحمــل على التقيــة

لوجود ذلك في رواياتهم فبعيد.ــاء ــرها، ثم بالخـ ــلخ{ بفتح الميم وكسـ ــه المسـ }وأولـــاء، المعجمة، كما عن الشهيد الثاني حكايته عن بعض الفقه

أي موضع النزع، سمي به ألنه ينزع فيه الثياب

.6 من أبواب المواقيت ذيل ح1 الباب 20 ص2( المستدرك: ج?)1.6( المصدر نفسه ح?)2.6 سطر 342( المعتبر: ص?)3.6 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)4

300

Page 301: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــعه ــمية عن وض ــأخير التس ــك ت ــى ذل ــرام، ومقتض لإلحميقاتا.

أو بالحاء المهملة كمــا عن فخــر المحققين والتنقيح، أي الموضع العالي أو مكان أخــذ الســالح ولبس المــة الحــرب، ويناسبه تسميته ببريد البعث، لما عن الــوافي من أن البعث بالموحدة ثم المهلمة ثم المثلثة، أول العقيــق، وهــو بمعــنى

الجيش كأنه بعث الجيش من هناك، انتهى. قال في مجمع البحرين: وفي الحديث أول العقيق بريــد البعث، بالباء والعين والثاء المثلثة في المشهور، وهو مكان دون المسلخ بستة أميال، مما يلي العراق وبينه وبين غمرة على ما قيل أربعة وعشــرون ميال بريــدان، وفســر المســلح بالسين والحاء المهملتين، اسم مكــان أخــذ الســالح، ولبس المة الحرب، وهذا يناسب تفســير البعث بــالجيش، وضــبطه بعض العلماء بأنــه واحــد المســالح، وهي المواضــع العاليــة، وضبطه البعض بالخاء المعجمة لنزع الثياب، ويحكى ضــبطه عن العالمــة )رحمــه اللــه( ببريــد النغب بــالنون قبــل الغين المعجمة والباء الموحدة أخيرا، وهو خالف وما اشتهرت بــه

، انتهى.(1)الرواية وكيف كان، فالظاهر صحة اإلطالقين، وإن كــان األظهــر

كونه بالحاء المهملة. }وأوسطه غمرة{ بالمعجمة، ثم الميم الســاكنة، وقيــل المكسورة، ثم المهملة، منهلة من مناهل طريق مكة، وهي فصـل مــا بين نجـد وتهامــة، كمــا عن األزهــري والقــاموس،

سميت بها لزحمة الناس فيها، كما عن الفخر.

.237 ص2( مجمع البحرين: ج?)1

301

Page 302: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،عرق ذات وآخره ،غمرة وأوسطه

}وآخره ذات عــرق{ بالمهملــة المكســورة ثم المهملــة الساكنة، وهو الجبل الصغير سميت به ألنــه كــان بهــا عــرق

من الماء، أي قليل، وقيل: إنها كانت قرية فخربت.ثم إن أول العقيق المسلخ، قد اختلفت فيه األخبار.

وقت رســول اللــهففي مرســلة الصــدوق في الفقيــه: ــلخ، )صلى الله عليه وآله( ألهل العراق العقيق، وأوله المس

.(1)ووسطه غمرة، وآخره ذات عرق، وأوله أفضل.(2)ونحوها الرضوى

وفي خبر أبي بصير، قال: ســمعت أبــا عبــد اللــه )عليــه حد العقيق أوله المســلخ، ووســطه غمــرة،السالم( يقول:

.(3)وآخره ذات عرق.(4)وقريب منه خبره اآلخر

ولكن في صحيحة ابن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه أول العقيق بريــد البعث، وهــو دون المســلخالسالم( قال:

ــة ــرة أربع ــه وبين غم ــراق، وبين ــا يلي الع ــال مم بســتة أمي.(5)وعشرون ميال بريدان

ــه ــه )علي ــد الل ــار، عن أبي عب ــده صــحيحة ابن عم ويؤي بريــد، وقــال: آخــر العقيــق بريــد أوطــاسالسالم( قــال:

.(6)البعث دون غمرة ببريدين ويدل عليه أيضا مرسلة الصــدوق، قــال الصــادق )عليــه

أول العقيق بريد السالم(:

.5 في مواقيت اإلحرام ح108 الباب 199 ص2( من اليحضره الفقيه: ج?)1.16 سطر 26( فقه الرضا: ص?)2.7 من أبواب المواقيت ح2 الباب 226 ص8( الوسائل: ج?)3.5 من أبواب المواقيت ح2 الباب 226 ص8( الوسائل: ج?)4.2 من أبواب المواقيت ح2 الباب 225 ص8( الوسائل: ج?)5.1 من أبواب المواقيت ح2 الباب 225 ص8( الوسائل: ج?)6

302

Page 303: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــرة ــد غم ــد من دون بري ــو بري ــا(1)البعث، وه ، وظاهرهتقدم مبدأ العقيق على المسلخ بستة أميال.

أقـــول: واألحـــوط لزومـــا االقتصـــار من المســـلخ، ألن الصحيحة خالف المشهور من كلمـات األصـحاب، وخـبر أبي بصير والمرسلتين، وإن كان مقتضى القاعدة األولية العمــل

ــهبصحيحة عمر بن يزيد: ــه علي وقت رسول الله )صلى الل وآله( ألهـل العـراق العقيــق نحـوا من بريـدين مـا بين بريـد

.(2)البعث إلى غمرة وفي المستند: ويمكن الجمع بـأن المــراد في الصـحيحة مطلــق العقيــق، وفي بــاقي األخبــار الميقــات من العقيــق، وقيل إن هـذه السـتة أميـال وإن كـانت من العقيـق ولكنهـا خارجــة عن بطنــه الــذي هــو الميقــات، كمــا نص عليــه فيــديم ــوز تق ــان فال يج ــف ك ــار األولى، وكي ــحيحة ابن عم ص اإلحرام على المسلح، وكأنه ال خالف فيــه، بــل الظــاهر أنــه

، انتهى.(3)إجماعي، وادعى بعضهم اإلجماع عليه أيضا لكن فيه: إن صحيحة عمر بن يزيــد بصــدد بيــان ميقــاتــان نفس ــا بصــدد بي ــا احتمــال كونه ــأتي فيه اإلحــرام، فال ي العقيق ال الميقــات، والمــراد بــالبطن مقابــل الخــارج كبطن مكة، ال مقابل الرأس، حتى يخرج بعض العقيق بعنــوان أنــه ليس من بطنه، وال يمكن إسقاط الصحيحة بمرسلة الفقيه،

أو الرضوي، أو الخبر، أو بأن المسألة كأنه

.8 من أبواب المواقيت ح2 الباب 226 ص8( الوسائل: ج?)1.6 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)2.12 سطر 180 ص2( المستند: ج?)3

303

Page 304: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

اختيارا مواضعه جميع من اإلحرام جواز والمشهور

ال خالف فيــه ونحــوه، بــل لــو حصــلنا اتفـاق الفقهــاء لم يمكن االستناد إليه بعد قوة احتمال استنادهم في ذلــك إلى المرســلتين والخــبر، هــذا مضــافا إلى احتمــال أن في تلــك األخبار أطلق المسلخ على جميع هذا الموضع الشامل لبريد

البعث مجازا، فتأمل. }والمشــهور جــواز اإلحــرام من جميــع مواضــعه{ حــتى ذات عرق }اختيارا{، بل قيل: كاد أن يكون إجماعا، بل عن جماعة نسبته إلى األصحاب، وإلى المعروف بينهم مشعرين بدعوى اإلجماع عليه، بــل عن الخالف والناصــريات والغنيــة

اإلجماع عليه لمرسلة الفقيه والرضوي. وخبر أبي بصير المتقدمــة المؤيــدة بروايــة مســمع، عن

إذا كان منزل الرجل دونأبي الحسن )عليه السالم( قال: ، بضميمة الروايات(1)ذات عرق من مكة فليحرم من منزله

الدالــة على أن من كــان منزلــه دون الميقــات كــان حكمــهذلك.

وخبر محمــد بن المثــنى الحضــرمي، عن أبي عبــد اللــه )عليه السالم( قال: ســألته عن المحــرم هــل يحتجم، قــال:

نعم إذا خشي الدمفقلت: إنما يحــرم من العقيــق وإنمــا ، ــاء على أن ذات(2)إن الحجامة تختلفهي ليلتين، قال: ، بن

عرق تبعد عن مكة مرحلتين، والمسلخ ثالث. قــال في مجمــع البحــرين: وذات عــرق الموضــع الــذي

وقت ألهل العراق

.3 من أبواب المواقيت ح17 الباب 242 ص8( الوسائل: ج?)1.1 من أبواب المواقيت ح2 الباب 20 ص2( مستدرك الوسائل: ج?)2

304

Page 305: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

سمي بذلك ألن فيه عرقــا، وهــو الجبــل الصــغير، وقيــل العــرق من األرض ســبخة تنبت الطرفــاء، وذات عــرق أول

.(1)تهامة وآخر العقيق، وهو عن مكة نحو مرحلتينــر من الرضــوي: ــاتوفي موضــع آخ ــإذا جئت الميق ف

ــجرة وهي ذي وأنت تريد مكة على طريق المدينة فأت الشــق الجــادة، الحليفــة، أحــرمت منهــا، وإن أخــذت على طري

.(2)أحرمت من ذات عرق وقد تقدم في حديث إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن

كــان أبي مجــاورا ههنــا فخــرج يتلقى بعض)عليه السالم(: هؤالء، فلما رجع فبلغ ذات عرق أحرم من ذات عرق بالحج،

.(3)ودخل وهو محرم بالحج }و{ كذا المشهور }أن األفضــل اإلحــرام من المســلخ،

، والرضــويوأولــه أفضــلهثم من غمرة{ لمرسل الفقيه: ذلك.

ــه ــه )علي ــد الل ــونس بن يعقــوب، عن أبي عب وموثقــة ي ســألته عن اإلحــرام من أى العقيــق أحــرم،السـالم( قــال:

.(4)من أوله وهو أفضلقال: وموثقة إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا الحسن )عليــه

ليس به بـأس، وكـانالسالم( عن اإلحرام من غمرة، قال: .(5)بريد العقيق أحب إلي

.213 ص5( مجمع البحرين: ج?)1 من أبــواب مــواقيت اإلحــرام ح1 البــاب 495 ص10( جامع األحاديث: ج?)2

436..8 من أبواب أقسام الحج ح22 الباب 220 ص8( الوسائل: ج?)3.2 من أبواب المواقيت ح3 الباب 227 ص8( الوسائل: ج?)4.3 من أبواب المواقيت ح3 الباب 227 ص8( الوسائل: ج?)5

305

Page 306: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،غمــــرة من ثم ،المســــلخ من اإلحــــرام األفضل وأن ،تقية أو لمــرض إال عــرق ذات إلى التــأخير عــدم واألحوط

،العامة ميقات فإنه

أقول: المراد ببريد العقيق البريــد الــذي في أولــه، وقــد أول العقيــق بريــد البعث وهــوتقدم في مرسلة الصــدوق:

.(1)بريد من دون بريد غمرة وأما كون األفضل بعـد ذلـك غمــرة، فلمرسـلة الكـافي،

إذا خــرجت من المســلخ فــأحرمعن بعض أصــحابنا، قــال: ــد يســتقبلك ــد أول بري ــاء على أن المــراد من أول(2)عن . بن

بريد بعد المسلخ هو بريد غمرة. قال في المستند: وقد يقال إن أفضــل مواضــع العقيــق بركة الشريف، وهي بركــة مربعــة في يمين من يــذهب من العراق إلى مكة، في حواليهــا أشــجار الشــوك الكثــيرة، وال دليل على تلــك األفضــلية، واحتمــل بعضــهم أن يكــون ذلــكــرة وذات ــل من المســلخ والغم ــة على أفضــلية أول ك مبني العـرق، وكونهـا في أول المسـلخ، ولكن لم يظهـر لي ذلــك

، انتهى.(3 )بعد الفحصــا عن ــا لم }واألحوط عدم التأخير إلى ذات عرق{ وفاق الشــيخ في النهايــة، ووالــد الصــدوق، بــل عن الصــدوق في المقنع والهداية، والشهيد في الــدروس، وصــاحب المــدارك حيث أفتوا بعــدم جــواز التــأخير عن الغمــرة }إال لمــرض أو تقية فإنه ميقات العامة{ لصــحيحة عمــر بن يزيــد، عن أبي

وقت عبد الله )عليه السالم( قال:

.4 مسألة 199( من ال يحضره الفقيه: ص?)1.10 باب مواقيت اإلحرام ح321 ص4( الكافي: ج?)2.180 ص2( المستند: ج?)3

306

Page 307: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( ألهــل المشــرق ،(1)العقيق نحوا من بريدين مــا بين بريــد البعث إلى غمــرة

الحديث. ورواية أبي بصــير، عن أحــدهما )عليهمــا الســالم( قــال:

حد العقيق ما بين المسلخ إلى عقبة غمرة(2). وصحيحة ابن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

أول العقيــق بريــد البعث، وهــو دون المســلخ بســتةقــال: أميال، مما يلي العراق وبينــه وبين غمــرة أربعــة وعشــرون

، بناءا على أن الظاهر منها كــون غمــرة آخــر(3)ميال بريدانالميقات، وإال لكانت ذات عرق أولى بالذكر.

وخبر االحتجاج، الــذي رواه عن محمــد بن عبــد اللــه بن جعفر الحمــيري، في جملــة من كتبــه، إلى صــاحب الزمــان )عليه وعلى آبائه الكرام أفضل الصــالة والســالم( أنــه كتب إليه يسأله عن الرجل يكون مع بعض هؤالء، ويكــون متصــال بهم يحج ويأخــذ عن الجــادة، وال يحــرم هــؤالء من المســلخ، فهل يجــوز لهــذا الرجــل أن يــؤخر إحرامــه إلى ذات عــرق، فيحرم معهم لما يخاف من الشــهرة، أم ال يجــوز أن يحــرم

يحرم من ميقاته،إال من المسلخ؟ فكتب إليه في الجواب: ثم يلبس الثيــاب ويلــبي في نفســه، فــإذا بلــغ إلى ميقــاتهم

.أظهره وال يجــوز اإلحــرام قبــل بلــوغ الميقــات، والوالرضوى:

يجوز تأخيره عن الميقات إال لعلة أو تقية، فإذا كان الرجل

.6 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)1.5 من أبواب المواقيت ح2 الباب 226 ص8( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب المواقيت ح2 الباب 225 ص8( الوسائل: ج?)3

307

Page 308: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،المشهور هو ما األقوى لكن

عليال أو اتقى فال بأس بأن يؤخر اإلحرام إلى ذات عــرق(1).

ــة ســماعة: ــع فيوموثق ــاور إن أحب أن يتمت إن المج أشهر الحج بالعمرة إلى الحج فليخرج منها حتى يجاوز ذات

، الحديث. فإنها لو كانت ميقاتا لم يلزم التجاوز.(2)عرق

}لكن األقوى ما هــو المشــهور{ من جــواز اإلحــرام منــارا، وإن كــان غيرهــا أفضــل، وذلــك لعــدم ذات عــرق اختي مقاومــة الطائفــة الثانيــة من األخبــار للطائفــة األولى فإنهــا على صحة سندها أعرض عنها المشــهور، مضــافا إلى بعضاإليرادات األخر، فرفع اليد عن روايات المشهور ال وجه له.

هذا ولكن اإلنصاف أن ذلــك بمجــرده بعــد وجــود شــاهد التقية محل تردد، فاألحوط االقتصار على ما قبل ذات عرق

إال لمرض أو تقية.ــة غــير قال في المستند: إن الشذوذ المخرج عن الحجيــل ــابت بعــد فتــوى مثــل الصــدوقين والشــيخ والشــهيد، ب ث الكليني أيضا، حيث اقتصر في التحديد على رواية أبي بصير

ــة غمــرةالثانية ـ أي ـحد العقيق ما بين المسلخ إلى عقب وصحيحة ابن عمار، فيبقى دليل الطرفين متكافئتين، فيجبــأخرين الرجوع إلى أصل االشتغال، ولذا لم يجترئ أكثر المت

المرجحين ألدلة المشهور على الفتوى به، وجعلوا

.26( فقه الرضا: ص?)1.2 من أبواب أقسام الحج ح10 الباب 195 ص8( الوسائل: ج?)2

308

Page 309: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

عــرق ذات قبل أوله من اإلحــرام التقية حــال في ويجوزــير من ســرا ــزع غ ــاب من عليه ما ن ثم عــرق ذات إلى الثي

وإن ،األحــوط هو بل ،هنــاك اإلحــرام ثوبي ولبس إظهارهــرده أمكن ــوبين ولبس تج ــرا الث ثيابه ولبس نزعهما ثم س

أولى فهو الثوبين ولبس التجرد ثم عرق ذات إلى

لألخــير أحــوط، وهــو كــذلك لــو لم يكن أظهــر، مــع أنــه، انتهى.(1)األظهر أيضا، لمامر فتدبر

}ويجوز في حال التقية اإلحرام من أوله قبل ذات عرق سرا من غــير نــزع مــا عليــه من الثيــاب إلى ذات عــرق، ثم إظهاره ولبس ثوبي اإلحــرام هنــاك، بــل هــو األحــوط{ لكن هذا بناء على عدم كــون لبس الثــوبين من مقومــات انعقــادــل اإلحرام، مضافا إلى أن الظاهر من التوقيع اإلحرام الكام

يحــرممن ميقاته حتى لبس ثوبيه، لقولــه )عليــه الســالم(: ، فإن ظاهره أنه بعد اإلحــرام(2)من ميقاته ثم يلبس الثياب

الكامل يــنزع ثــوب إحرامــه ويلبس ثيابــه، بــل المحتمــل أنيلبس ثوبي اإلحرام تحت الثياب فال ينزعهما.

}وإن أمكن تجـــرده ولبس الثـــوبين ســـرا ثم نزعهمـــا ولبس ثيابــه إلى ذات عــرق ثم التجــرد ولبس الثــوبين فهــو أولى{، ثم إن المراد من التلبية في النفس قولهــا ســرا، إذ

ال تنافي بين ذلك وبين التقية.

.29 سطر 180 ص2( المستند: ج?)1.10 من أبواب المواقيت ح2 الباب 227 ص8( الوسائل: ج?)2

309

Page 310: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الجحفة:الثالث

ــد وكيف كان، فقد تحصل كون األحوط اإلحــرام بين بري البعث إلى غمرة، ومــع التقيــة يحــرم هنــاك ســرا، ثم يلبس الثياب ويظهر اإلحرام في ذات عرق، ثم الظاهر عدم لزوم الفداء للبس الثياب لعدم تعرض خبر االحتجاج له، واحتمــال أن يكون المراد بالثياب فيه ثــوبي اإلحــرام خالف المتفــاهم

عرفا. وفي تعليقة السيد الــبروجردي على قولــه: ويجــوز إلخ، ما لفظه: إن فرض تحقــق خصوصــية موجبــة لهــا، وإال فهم

متفقون على جواز اإلحرام قبل الميقات، انتهى. وفيه حيث إنهم يعلمون أن الشــيعة يحرمــون قبــل ذات عــرق بخالفهم، كمــا هــو الســيرة إلى هــذه األزمنــة يكــون

اإلحرام قبلها أمارة التشيع كاإلسبال في الصالة. }الثـــالث{ من المـــواقيت: }الجحفـــة{ بالمعجمـــة ثم المهملة ثم الفاء ثم التاء، على وزن غرفة، قــال في مجمــع البحرين: الجحفة بضم الجيم، هي مكان بين مكــة والمدينــة محاذية لذي الحليفة إلى الجانب الشامي، قــريب من رافــع بين بدر وخليص، سميت بذلك ألن السيل أجحف بأهلها، أي ذهب بهم، وكــان اســمها قبــل ذلــك مهيعــة، ويســمى ذلــك السيل الجحاف بالضم، يقــال ســيل جحــاف إذا أجــرف كــل

، انتهى. (1)شيء وذهب بهــدة في التعــرض إلى وهي معروفــة إلى الحــال، فال فائــة وثالث من مكــة، أو على أنها على سبع مراحل من المدين

اثنين وثالثين

.31 ص5( مجمع البحرين: ج?)1

310

Page 311: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ومغرب ومصر الشام ألهل وهي

ــال أو ميالن على ميال من مكة بينها وبين البحر ستة أميــة ــه، ثم إن المهيع ــة والفق االختالف المــذكور في كتب اللغ بفتح الميم وسكون الهاء وفتح اليــاء المثنــاة من تحت وفتح

العين المهملة معناها المكان الواسع. }وهي{ ميقات }ألهل الشام ومصر ومغرب{ بال خالفــه صــحيح ابن وال إشكال، بل اإلجماع في الجملة، ويدل علي

.(1)ووقت ألهل الشام الجحفةرئاب: ــة: ــحيح رفاع ــة وهيوص ــام المهيع ــل الش ووقت أله

.(2)الجحفة ووقت ألهــل المغــرب الجحفــة، وهيوصــحيح الخــزاز:

.(3)عندنا مكتوبة مهيعة ووقت ألهــل المغــرب الجحفــة وهيوصــحيح معاويــة:

.(4)مهيعة.(5)ووقت ألهل الشام الجحفةوصحيح الحلبي:

وأهـــل الشـــام ومصـــر منوصـــحيح علي بن جعفـــر: .(6)الجحفة

.(7)وألهل الشام الجحفةوصحيح عمر بن يزيد: .(8)وألهل الشام ومن يليها من الجحفةوصحيح علي:

.7 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)1.10 من أبواب المواقيت ح1 الباب 224 ص8( الوسائل: ج?)2.1 من أبواب المواقيت ح1 الباب 221 ص8( الوسائل: ج?)3.2 من أبواب المواقيت ح1 الباب 222 ص8( الوسائل: ج?)4.3 من أبواب المواقيت ح1 الباب 222 ص8( الوسائل: ج?)5.5 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)6.6 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)7.9 من أبواب المواقيت ح1 الباب 224 ص8( الوسائل: ج?)8

311

Page 312: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الميقـــات من يحـــرم لم إذا غـــيرهم من عليها يمر ومنا.عليه السابق

ووقت ألهـــل الشـــام المهيعـــة وهيوخـــبر األمـــالي: .(1)الجحفة

.(2)وألهل الشام المهيعة وهي الجحفةوخبر المقنع: .(3)وألهل الشام الجحفةوخبر الدعائم: ووقت ألهــــل الشــــام المهيعــــة وهيوالرضــــوى:

.(4)الجحفة.(5)وألهل الشام من الجحفةوفي نسخة أخرى: ومهـــل ألهـــل الشـــام مهيعـــة وهيوخـــبر العـــوالي:

.(6)الجحفة والجحفــة ألهــل الشــام وليس بــه منوخــبر المنــاقب:

.(7)يحج يومئذإلى غير ذلك.

}ومن يمر عليها من غــيرهم إذا لم يحــرم من الميقــات هن لهنالســابق عليهــا{ لقولــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:

.(8)ولمن أتى عليهن من غير أهلهن إنوقـول الرضـا )عليـه السـالم( في صـحيح صـفوان:

رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( وقت المــواقيت ألهلهــا، ومن أتى عليها من غير أهلها، وفيهــا رخصــة لمن كــانت بــه

، وقد تقدمت اإلشارة(9)علة، فال تجاوز الميقات إال من علةإلى ذلك، كما أنه تقدم

.5 سطر 518( أمالي الصدوق: ص?)1.26 سطر 18( المقنع، من الجوامع الفقهية: ص?)2 ذكر مواقيت اإلحرام.297 ص1( الدعائم: ج?)3.36 باب الحج وما يستعمل فيه، سطر 26( فقه الرضا: ص?)4.3 من أبواب المواقيت ح1 باب 20 ص2( مستدرك الوسائل: ج?)5.6 من أبواب المواقيت ح1 باب 20 ص2( مستدرك الوسائل: ج?)6.7 من أبواب المواقيت ح1 باب 20 ص2( المستدرك: ج?)7.7 من أبواب سياق مناسك الحج ح62 باب 337 ص96( البحار: ج?)8.1 من أبواب المواقيت ح15 باب 241 ص8( الوسائل: ج?)9

312

Page 313: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

.اليمن ألهل وهو ، يلملم:الرابع.الطائف ألهل وهو ،المنازل قرن:الخامس

إن من لم يحــرم عمــدا من مســجد الشــجرة أثم وصــحإحرامه من الجحفة، وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله.

ــاء والالمين ــع{ من المــواقيت: }يلملم{ بفتح الي }الراب.(1)وسكون الميمين

قــال في مجمــع البحــرين: ويلملم وألملم موضــع، وهــوميقات أهل اليمن، انتهى.

وقد يقال يرمرم بالراء مكان الالم، وقد اختلفوا في أنهــل ــو أله ــة، }وه ــتين من مك ــو على مرحل ــل، وه واد أو جب

وألهــل اليمناليمن{ بال خالف، ويدل عليه صحيح الخــزاز: .(2)يلملم

.(3)ووقت ألهل اليمن يلملموصحيح ابن عمار: .(4)ووقت ألهل اليمن يلملموصحيح الحلبي: إلى آخر ما تقدم.

ــازل{ بفتح ــرن المنـ ــواقيت: }قـ ــامس{ من المـ }الخـ القاف وسكون الراء اسم جبل أو واد، وقد كثر الكالم حوله لكنه غير مهم، فال وجه للتعرض له، وهو على مرحلــتين من

مكة كيلملم.ــه صــحاح ــدل علي }وهــو ألهــل الطــائف{ بال خالف، وي

الخزاز ومعاوية والحلبي وغيرها.

.165 ص6( مجمع البحرين: ج?)1.1 من أبواب المواقيت ح1 الباب 221 ص8( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب المواقيت ح1 الباب 222 ص8( الوسائل: ج?)3.3 من أبواب المواقيت ح1 الباب 222 ص8( الوسائل: ج?)4

313

Page 314: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

.التمتع لحج وهي ، مكة:السادســان لمن وهي ،المــنزل أي األهل دويرة:السابع منزله ك

.مكة إلى الميقات دون

ــة }وهي }الســادس{ من المــواقيت: }مكــة{ المكرم لحج التمتع{ بال خالف، كما في الجواهر والمســتند، بــل في الحدائق وعن كشــف اللثــام والمــدارك والمفــاتيح وشــرحه

اإلجماع عليه. وقــد تقــدم الكالم في ذلــك في الرابــع من شــرائط حج التمتع، وأنه يجوز له اإلحرام بالحج من ذات عــرق إذا خــرج

بعد العمرة، لفعل الصادق )عليه السالم( ذلك. }السابع{ من المــواقيت: }دويــرة األهــل، أي المــنزل، وهي لمن كــان منزلــه دون الميقــات إلى مكــة{، قــال فيــل الجواهر: بال خالف أجده فيه، بل اإلجماع بقسميه عليه، ب

، وفي(1)عن المنتهى أنــه قــول أهــل العلم كافــة إال مجاهــدا المستند بالخالف يعرف كما في الذخيرة، وفي المدارك أنه

إلخ، وفي الحــدائق نســبته إلى(2)مجمع عليه بين األصــحابأكثر األصحاب.

وكيف كان فيدل عليه غير واحد من النصوص: ففي صحيح معاوية بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

ــرم منالسالم(: من كان منزله دون الوقت إلى مكة فليح.(3)منزله

.113 ص18( الجواهر: ج?)1.24 سطر 182 ص2( المستند: ج?)2.1 من أبواب المواقيت ح17 الباب 242 ص8( الوسائل: ج?)3

314

Page 315: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــك: وفي حــديث وفي محكي التهــذيب بعــد مــا روى ذل إذا كان منزله الميقات إلى مكــه فليحــرم من دويــرةآخر: .(1)أهله

وفي صــحيحه اآلخــر الــذي رواه الكليــني، عن أبي عبــد ومن كان منزلــه خلــفالله )عليه السالم( في حديث قال:

.(2)هذه المواقيت مما يلي مكة فميقاته منزله وصحيح عبد الله بن مســكان، قــال: حــدثني أبــو ســعيد قال: سألت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عمن كــان منزلــه

.(3)يحرم منهدون الجحفة إلى مكة، قال )عليه السالم(: إذاوصحيح مسمع، عن أبي عبـد اللـه )عليـه السـالم(:

كــان مــنزل الرجــل دون ذات عــرق إلى مكــة فليحــرم من.(4)منزله

ــه وعن رياح بن أبي نصر، قال: قلت ألبي عبد الله )عليــام السالم(: يروون أن عليا )صلوات الله عليه( قال: من تم

سبحان الله لو كــانحجك إحرامك من دويرة أهلك، فقال: كما يقولون لم يتمتع رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( بثيابه إلى الشـجرة، وإنمــا دويــرة أهلـه من كـان أهلـه وراء

.(5)الميقات إلى مكة وعن الكلينى )رحمــه اللــه(، عن ريــاح، قــال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: إنــا نــروي بالكوفــة أن عليــا )عليــهالسالم( قال: من تمام الحج والعمرة أن يحرم الرجل من

.30 في المواقيت ح6 الباب 59 ص5( التهذيب: ج?)1.1 باب مواقيت اإلحرام ح318 ص4( الكافي: ج?)2.4 من أبواب المواقيت ح17 الباب 242 ص8( الوسائل: ج?)3.3 من أبواب المواقيت ح17 الباب 242 ص8( الوسائل: ج?)4.5 من أبواب المواقيت ح17 الباب 242 ص8( الوسائل: ج?)5

315

Page 316: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

دويرة أهله، فهل قال هذا علي )عليه الســالم(؟ فقــال:ــه قد قال ذلك أمير المؤمنين )عليه السالم( لمن كان منزل

خلف المواقيت، لو كان كما يقولــون مــا كــان يمنــع رســول اللـــه )صـــلى اللـــه عليـــه وآلـــه( أن ال يخـــرج بثيابـــه إلى

.(1)الشجرةــه ــد الل وعن الصدوق، عن أبي بصير قال: قلت ألبي عب )عليه السالم(: إنــا نــروي بالكوفــة أن عليــا )عليــه الســالم( قال: إن من تمام حجك إحرامــك من دويــرة أهلــك، فقــال:

سبحان اللــه لــو كــان كمــا يقولــون لمــا تمتــع رســول اللــه .(2))صلى الله عليه وآله( بثيابه إلى الشجرة

قال الصدوق )رحمه الله(: وسئل عن رجل منزله خلف.(3)من منزلهالجحفة من أين يحرم، قال:

ــاوفي خبر آخر: ــا بينه من كان منزله دون المواقيت م.(4)وبين مكة فعليه أن يحرم من منزله

وعن معاني األخبار، عن عبد الله بن عطا، قال: ســألت أبا جعفر )عليه السالم(: إن الناس يقولــون إن علي بن أبي طالب )عليه السالم( قال: إن أفضل اإلحـرام أن تحـرم من دويرة أهلــك، قــال: فــأنكر ذلــك أبــو جعفــر )عليــه الســالم(

إن رسول الله )صلى وقال:

.5 باب من أحرم دون الوقت ح322 ص4( الكافي: ج?)1.2 من أبواب المواقيت ح11 الباب 234 ص8( الوسائل: ج?)2.6 من أبواب المواقيت ح17 الباب 243 ص8( الوسائل: ج?)3.7 من أبواب المواقيت ح17 الباب 243 ص8( الوسائل: ج?)4

316

Page 317: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الله عليــه وآلــه( كــان من أهــل المدينــة ووقتــه من ذي الحليفة، وإنما كان بينهما ستة أميال، ولو كان فضــال ألحــرم رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( من المدينــة، ولكن عليــا

.(1))عليه السالم( كان يقول: تمتعوا من ثيابكم إلى وقتكمــه في وهــذا الخــبر وإن لم يكن شــاهدا للمســألة، إال أن سياق تكذيب النسبة إلى علي )عليه السالم(، ولذلك نقلناه

تبعا للحدائق.ــا ــد )عليهم ــر بن محم ــالم، عن جعف ــائم اإلس وعن دع

من كان منزله أقرب إلى مكة من المواقيتالسالم( قال: .(2)فليحرم من منزله وليس عليه أن يمضي إلى الميقات

ــه الســالم(: من تمــام الحج أنوقــال: قــال علي )عليتحرم من دويرة أهلك، هذا لمن كان دون الميقات إلى مكة

(3). ومن كان منزله دون هذه المواقيت مــاوعن الرضوي:

.(4)بينها وبين مكة فعليه أن يحرم من منزله ثم إنك قد عرفت نصوصية جملــة من هــذه األخبــار في كون المعتــبر القــرب إلى مكــة، خالفــا للمحقــق في محكي المعتبر فاعتبر القرب إلى عرفات، ولكن أشــكل في صــحةــاعتبر ــة ف ــهيد األول في اللمع ــدائق، وللش ــبة في الح النس

القرب

.12 ح382( معاني األخبار: ص?)1 ذكر مواقيت اإلحرام.289 ص1( دعائم اإلسالم: ج?)2( المصدر نفسه.?)3.36 باب الحج ما يستعمل فيه سطر 26( فقه الرضا: ص?)4

317

Page 318: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

استشــكل وإن األقوى المشهور على أيضا مكة ألهل بلبعضهم فيه

إلى عرفــات في حج اإلفــراد، بــل في المســتند حكايــة ذلك عن جماعة، وفيه ما ال يخفى، ولــذا قــال في المــداركــال في ــه، وق ــار تدفع ــبر: واألخب ــك عن المعت ــل ذل ــد نق بع المسالك: لوال النصوص أمكن اختصاص القرب في العمــرة بمكــة وفي الحج بعرفــة، إذ ال يجب المــرور على مكــة في إحرام الحج من المواقيت، وقال في الجواهر: هو كاالجتهاد

.(2)، وقال في المستند: ال دليل عليه(1)في مقابلة النص }بـــل ألهـــل مكـــة أيضـــا على المشـــهور األقـــوى وإنــال في ــذخيرة، ق ــاحب ال ــهم{ أي ص ــه بعض ــكل في استش المستند: ثم الحكم يعم أهل مكــة أيضــا على المشــهور بين

، انتهى.(3)األصحاب، بل نفى بعضهم الخالف فيه وعن الرياض نحوه قــال: بــل زاد بعضــهم فنفى الخالف فيــه بينهم مشــعرا بــدعوى اإلجمــاع عليــه، كمــا حكــاه في

الذخيرة عن التذكرة، انتهى. وفي الجواهر: عن صــريح ابــني حمــزة وســعيد وظــاهر

، انتهى.(4)األكثر اإلحرام منها بالحجوفي الحدائق نسبته إلى اإلجماع.

ــذا القــول، مضــافا إلى اإلجمــاع ــه له ــذي يســتدل ب وال المحكي المرسل في الفقيه: عن رجل منزله خلف الجحفة

من

.114 ص18( الجواهر: ج?)1.30 المسألة السابعة سطر 182 ص2( المستند: ج?)2( المصدر نفسه.?)3.114 ص18( الجواهر: ج?)4

318

Page 319: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

.(1)من منزلهأين يحرم؟ قال )عليه السالم(: .(2)فمن كان دونهن فمهله من أهلهوالنبوي:

قال ذلك أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(وخبر الرباح: ، بل هو الظاهر من سائر(3)لمن كان منزله خلف المواقيت

األخبار المعبرة بقوله إلى مكة، إذ المنصرف من )إلى( في مثل هذه الموارد دخول مــا بعــدها في حكم مــا قبلهــا، فلــو قال: سرت إلى البصرة، أو خذ ممن كان بعد خــان النصــف إلى النجف كــذا، لم يفــرق العــرف بين مــا قبــل )إلى( ومــا

بعدها. لكن في الحدائق عن الفاضل الخراســاني في الــذخيرة اإلشــكال في ذلــك، ألن في حــديثين صــحيحين مــا يخــالف

المشهور: أحدهما: ما رواه الكليني )رحمــه اللــه( عن أبي الفضــل سالم الحناط في الصحيح قال: كنت مجاورا بمكــة فســألت

منأبا عبد الله )عليه السالم( من أين أحرم بالحج، فقال: حيث أحرم رسول الله )صلى الله عليه وآله( من الجعرانة،

.أتاه في ذلك المكان فتوح فتح الطائف وفتح حنين والفتح إن كنت صرورة فــإذا مضــى منفقلت: متى أخرج، فقال:

ذي الحجة يوم، وإن كنت قد حججت قبل ذلــك فــإذا مضــى.(4)من الشهر خمس

.9 باب مواقيت اإلحرام ح199 ص2( الفقيه: ج?)1.115 ص18( الجواهر: ح?)2.4 من أبواب المواقيت ح11 الباب 234 ص8( الوسائل: ج?)3.9 باب حج المجاورين وقطان مكة ح302 ص4( الكافي: ج?)4

319

Page 320: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وثانيهما: ما رواه الكليني )رحمه الله(، عن عبد الرحمن بن الحجــاج في الصــحيح، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه

إذا رأيتالســالم(: إني أريــد الجــوار فكيــف أصــنع، فقــال: الهالل هالل ذي الحجــة فــاخرج إلى الجعرانــة فــأحرم منهــا

، الحديث.(1)بالحج ولكن أشكل عليه صاحب الحدائق بأنه حكم المجاور إذا

أراد الحج مستحبا دون أهل مكة. أقول: عدم فهم العرف الخصوصية في المقام للمجاور مقابل أهلها، خصوصــا والمجــاور يطلــق على األهــل كثــيرا، يساوي عــدم فهمهم الخصوصــية لمن بين مكــة والميقــات،ــار ــريح في بعض األخب ــاق التص ــذا اإللح ــد ه ــا يبع ــل ربم ب

، فكمــا أن أهــل المــواقيتمــا بينهــا وبين مكةالمتقدمــة: خارجون عن هذا الحكم فكذلك أهل مكة.

وعلى هــذا فإلحــاق أهــل مكــة بمن دون الميقــات ليس بأولى من إلحاقهم بمجاور مكــة، والمنصــرف من المرســل

والنبوي والخبر غير أهل مكة، بل سكان البادية.ــالحج ــدائق الحكم ب ــيص الح ــافا إلى أن تخص ــذا مض هــه ــاط، لتعرض ــحيح الحن ــاهر من ص ــتحبابي خالف الظ االس

لحكم الصرورة بعد الحكم بالخروج إلى الجعرانة. وكيف كان، فالذي ينبغي التفصيل في المسألة، وأنه إن كان مجاورا بمكة لزم عليه الخروج إلى الجعرانــة بمقتضــى الصحيحين سواء كان صــرورة أم ال، وال يعــارض ذلــك هــذه

األخبار، لعدم مقاومتها لهما سندا أو داللة.

.5 باب حج المجاورين وقطان مكة ح300 ص4( الكافي: ج?)1

320

Page 321: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فإنهم

ــق إســحاق المتقــدم أمــا اإلحــرام من ذات عــرق لموثــه، ــا نحن في الحاكي لفعل الصادق )عليه السالم( فليس مم ألنه )عليه الســالم( أحــرم بحج التمتــع، والكالم اآلن في حج القران واإلفــراد، وإن كــان من أهــل مكــة فــاألحوط الجمــعــا بعــد ــرجيح في أحــد اإللحــاقين، والشــهرة ونحوه لعــدم ت استنادها إلى ما بأيدينا غير مفيــدة للـترجيح، مضــافا إلى أن

الشهرة الروائية مرجحة ال الفتوائية. وأما ما ذكره في الجواهر بقوله: أو يحمل على األفضل ـــ أي الصــحيحان ـــ لبعــد المســافة، فــالمراد بــاإلحرام من المــنزل رخصــة ال عزيمــة، ولــذا كــان المحكي عن الكــافي والغنية واإلصباح أن األفضل لمن منزله أقــرب اإلحــرام من الميقــات، وفي كشــف اللثــام وجهــه ظــاهر لبعــد المســافة

، انتهى.(1)وطول الزمان فقريب من التبرع إن لم يكن هو نفسه، مضــافا إلى أن االستشهاد بمن ذكر إنما يصح بتنقيح المناط، إذ كالمهم بين المنزل والميقات ـ كما يظهر من الجواهر ـ وكالمــه )رحمــه

الله( بين المنزل والجعرانة. وكيف كان، فما ذكرناه من التفصيل إنما هو فيما إذا لم يخرج إلى أحد المواقيت، وإال جاز اإلحرام منه، لمــا عــرفت

ــدق ــابقا من ص ــير أهلهنس علىولمن أتى عليهن من غذلك.

وممــا ذكرنــا نعــرف مواقــع النظــر في قــول المصــنف)رحمه الله(: }فإنهم{ أي أهل

.115 ص18( الجواهر: ج?)1

321

Page 322: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

المجاور وكذا بل ،مكة من واإلفراد القران لحج يحرمون األحــوط كــان وإن ،مكة أهل فرض إلى فرضه انتقل الذي

،الحل أدنى مواضع أحد وهي الجعرانة من إحرامه الفرق عدم إطالقهما المقتضي ،فيه الواردين للصحيحين

القــــــدر كــــــان وإن ،ينتقل لم أو فرضه انتقل من بين ما األحــوط لكن ،فيه نحن ما يشــمل فال ،الثــاني المــتيقن

من اإلحرام أن والظاهر ،بإطالقهما عمال ذكرنا

مكة }يحرمون لحج القران واإلفراد من مكة، بــل وكــذا المجاور الذي انتقل فرضه إلى فرض أهــل مكــة، وإن كــان األحوط إحرامه من الجعرانة وهي أحد مواضــع أدنى الحــل، للصحيحين الواردين فيه، المقتضــي إطالقهمــا عــدم الفــرق بين من انتقل فرضه أو لم ينتقل، وإن كــان القــدر المــتيقن الثاني، فال يشمل ما نحن فيه، لكن األحــوط مــا ذكرنــا عمال بإطالقهمــا{ مضــافا إلى أنــه ال مجــال لألخــذ بــالمتيقن في مقــام وجــود اإلطالق المفــروض وجــوده في المقــام، كمــا يعترف هو )قدس سره( بــه، على أن ذيــل الصــحيح الثــاني

، كما صــرح بــه في المستمســك:(1)ظاهر فيما بعد السنتين ثم إن تخصيص الحكم بحج القران واإلفراد ال وجــه لــه، بــل إطالق النصوص الســابقة ككثــير من كلمــات الفقهــاء الــتيــان بين ــو أراد من ك ــع، فل ــا عمــوم الحكم للتمت ظفــرت به الميقات وبين مكة التمتع أحــرم بــالعمرة من منزلــه، واللــه

العالم. }والظاهر{ من ضميمة أخبــار البــاب بأخبــار المــواقيت

}أن اإلحرام من

.271 ص11( المستمسك: ج?)1

322

Page 323: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

لهم فيجــوز وإال ،الرخصة بــاب من للمــذكورين المــنزلــافة لبعد ،أفضل لعله بل ،المواقيت أحد من اإلحرام المس.اإلحرام زمان وطول

المنزل للمــذكورين من بــاب الرخصــة، وإال فيجــوز لهم اإلحرام من أحد المواقيت، بل لعله أفضــل، لبعــد المســافة

، ال لــدليلأفضل األعمال أحمزهاوطول زمان اإلحرام{، و في المقام أو جمع يفهمه العرف كما هو الظاهر من عبــارة

بعض. وليس عليه أننعم ربما يستفاد ذلك من خبر الدعائم:

ليس عليه، بتقريب أن الظاهر من (1)يمضي إلى الميقاتتجويز ذلك، والله العالم.

بقي في المقام شيء، وهو أن كون دويرة األهل ميقاتــا لمن بعد الميقات هل يعم من بين الميقــاتين، كمــا لــو كــان منزله بين الشجرة والجحفة، أم ال، حــتى يكــون الالزم علىــور بعض مثله اإلحرام من الميقات الثاني، فيه تردد من ظهــه، األخبار في كون المناط بعدية الميقات الصادقة على مثل

من كان منزله دون الوقت إلى مكةكقوله )عليه السالم(: .

ونحـوه غــيره، فمقتضـى كــون إحرامــه من منزلـه ومن ظهور بعضها اآلخر في كون المناط عدم ميقات في طريقه

.دون المواقيتكقوله )عليه السالم(: ــا، وإال لم يكن إذ ليس المراد دون جميع المواقيت قطع وجه إلطالق اإلحرام من دويرة األهل لمن بعــد الجحفــة فيــار المتقدمــة، فــإن الجحفــة على ثالث مراحــل، بعض األخب وبعض المواقيت كقــرن المنــازل مثال، هــذا مضــافا إلى أنــهــدم ربما يفهم من سياق أخبار دويرة األهل أن ذلك شرع لع

وجود ميقات في

باب مواقيت اإلحرام.298 ص1( دعائم اإلسالم: ج?)1

323

Page 324: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

البين، بخالف ما لو كان هناك ميقات. وكيف كان، فالمسألة لخلوها عن النص والفتوى حسب اطالعي مشكلة، واألحوط في مثله اإلحرام من دويرة أهلهــرام إلى ــر اإلح ــو أخ ــان ل ــات، وإن ك ــده من الميق ثم تجدي الميقات فأحرم منه كان كافيا، لما تقدم من صحة اإلحــرام

وضعا حتى فيما كان التكليف اإلحرام من ميقات آخر. ثم لو أحرم من كان تكليفــه اإلحــرام من دويــرة األهــلــرام من منزله وبعد ذلك اتفق مروره بميقات، لم يلزم اإلحــا، لموافقــة األمــر المقتضــي لإلجــزاء، كمــا لــو انعكس ثاني وخرج إلى بعض البالد ثم مر بميقات وأحرم منه وبعــد ذلــك

مر بمنزله لم يلزم التجديد منه. ولو كان له منزالن، أحدهما بعد الميقــات واآلخــر قبلــه،ــه ــا، أو من منزل ــات مطلق ــرام من الميق ــزم اإلح ــل يل فه مطلقـــا، أم يفصـــل بين لـــو أراد الحج من منزلـــه الخـــارج فاإلحرام من الميقات، أو من منزلــه الــداخل فــاإلحرام من منزله؟ احتمــاالت، واألحــوط اإلحــرام من الميقــات مطلقــا

، والشـكهن لهن، ولمن أتى عليهن من غير أهلهنلصدق في شــمول نصــوص دويــرة األهــل لمثلــه، ولــو كــان منزلــه محاذيا للميقات، فالظـاهر عــدم صــحة اإلحــرام من منزلـه،

لعدم شمول نصوص دويرة األهل له.ــا، وهــل نعم يصح من جهة المحاذاة في كل مورد قلناه ينتقــل الحكم بمجــرد االنتقــال، فلــو كــان من أهــل الخــارج

فهاجر إلى ما بعد الميقات ولم يمض إال

324

Page 325: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فخ:الثامن

أسبوع مثال أو العكس، كان حكمه حكم ذلك المنزل، أم يتوقف على الصدق العرفي، أم على االستيطان الشرعي؟ احتماالت، والظاهر األوسط لتعليق الحكم في أخبار المنزل على كونــه منزلــه دون الــوقت، وذلــك أمــر عــرفي لم يعلم

تصرف الشارع فيه. ثم لو كان له منزل بين ميقــاتين، أحــدهما قبلــه واآلخــر بعده، فهل تعتبر حاله من الميقات الــذي قبلــه حــتى يكــونــه الميقــات؟ فيــه مهله منزله، أم الذي بعده حتى يكون مهل تـردد، واألحــوط اإلحــرام من منزلـه وتجديــده من الميقــات

الذي بعده.ــه وصاحب المنزل الذي بعضه داخل في الميقات وبعض

خارج إلى طرف مكة كذي المنزلين.ــاء ثم ال فرق في المنزل بين أقسامه من العمارة والخب والبستان، بل واألرض القفرة إذا فرض نزوله فيها بال ســاتر

ونحوه، والله تعالى هو العالم. }الثامن{ من المواقيت: }فخ{ وهو بفتح الفاء وتشديد الخاء المعجمة من فوق، بئر على نحو فرســخ من مكــة، أوــة، أو موضــع على رأس ــد مك ــة، أو موضــع عن موضــع بمك فرسخ من مكة، كما عن كشف اللثــام والقــاموس والنهايــة األثيرية والسرائر، لكن الظاهر رجوع الجميع إلى واحد، كما في الجواهر والمستند، وموضعه على نحو فرســخ من مكــة معروف إلى اآلن، وفيــه قــبر الحســين بن علي بن الحســن بن الحســـن بن الحســـن بن علي أمـــير المؤمـــنين )عليهم السالم( الذي أشــار إليــه دعبــل في قصــيدته: )وأخــرى بفخ نالها صــلواتي( لكنــه فعال مهــدوم هدمــه الوهــابيون كســائرقبور األئمة )عليهم السالم( وغيرهم من الصلحاء والطلحاء

325

Page 326: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،جماعة عند التمتع حج غـــير في الصـــبيان ميقـــات وهو يتعين أنه ال ،المكــان هــذا إلى إحرامهم تأخير جواز بمعنى

ــوط ولكن ،ذلك ــ ــرين عن ما األح ــ ــوب من آخ ــ ــون وج ــ ك،فخ في إال يجردون ال لكن ،الميقات من إحرامهم

الكائنة في المدينة المنورة وغيرها من ربوع الوهابيين. }وهــو ميقــات الصــبيان في غــير حج التمتــع{، أمــا حج التمتع فميقاته مكــة كغــيره كمــا صــرح في المســتند }عنــد جماعة بمعنى جواز تأخير إحـرامهم إلى هـذا المكـان ال أنـه يتعين ذلك، ولكن األحـوط مـا عن آخـرين من وجــوب كـون إحرامهم من الميقات، لكن ال يجردون إال في فخ{ قال في المستند: وبكونه ميقاتا أفتى في المعتبر والمنتهى والتحرير والدروس والمســالك، وجعــل األخــير اإلحــرام من الميقــات

أولى. وتبعه في الجواز جملة من المتــأخرين، ونســبه بعضــهم إلى األكثر، بل ظاهر كالم المفــاتيح بعــدم الخالف فيــه، إلى أن قال: وقيل هــو الميقــات، وإن جــاز تــأخير نــزع المخيــط والثيــاب عنــه إلى فخ، وهــو المنقــول عن الحلي والمحقــق

.(1 )الثاني، وجعله في التنقيح مراد المصنف )رحمه الله(أقول: ففي المقام إحتماالت ثالثة:

األول: كون الميقات فخ متعينا.الثاني: التخيير بينه وبين أحد المواقيت.

الثالث: تعين أحد المواقيت، وإنما يجــوز تــأخير التجريــدإلى فخ.

السطر ما قبل األخير.205 ـ 204 ص2( المستند: ج?)1

326

Page 327: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

واألصل في الحكم المذكور صحيح أيوب بن الحر، قال: سئل أبو عبــد اللـه )عليـه السـالم( من أين تجـرد الصــبيان،

.(1)كان أبي يجردهم من فخقال )عليه السالم(: ــه ــى )عليـ ــه موسـ ــر، عن أخيـ ــحيح علي بن جعفـ وصـ

كــانالسالم(: من أين يجرد الصبيان، قال )عليه الســالم(: .(2)أبي يجردهم من فخ

فهــذان الصــحيحان إن أريــد بهمــا الكنايــة عن اإلحــرام، فهما دليل لجواز تأخير إحرامهم إلى هذا الموضع، وإن أريد بهما ظاهرهما فال داللة فيهما إال على جــواز تــأخير التجريــد

في فخ، أما ميقات إحرامهم فيكون كغيرهم. واإلنصاف أنــه ال ظهــور لهمــا في أحــد األمــرين، فتبقى أدلة حج الصبي بإطالقه المقتضية لكون جميع خصوصــياتهمــالمتيقن من ــ ــذ ف ــ ــة، وحينئ ــ ــار محكم ــ ــيات الكب ــ كخصوص

الصحيحين تأخير التجريد فقط إلى فخ.ثم إن هنا جملة من النصوص تدل على وقت إحرامهم. ففي صحيح معاوية بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

انظروا من كان معكم من الصــبيان فقــدموه إلىالسالم(: .(3)الجحفة أو إلى بطن مر، ثم يصنع بهم ما يصنع بالمحرم

وقريب منه الرضوي. وفي خــبر يــونس بن يعقــوب، عن أبيــه، قلت ألبي عبــد

الله )عليه السالم(: إن معي

.1 من أبواب المواقيت ح18 باب 243 ص8( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب المواقيت ح18 باب 244 ص8( الوسائل: ج?)2.3 من أبواب أقسام الحج ح17 باب 207 ص8( الوسائل: ج?)3

327

Page 328: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

صبية صغارا وأنا أخــاف عليهم الــبرد من أين يحرمــون، ايت بهم العــرج فليحرمــوا منهــا فإنــكقال )عليه السالم(:

فــإن خفت ثم قــال: إذا أتيت بهم العــرج وقعت في تهامة.(1)عليهم فأت بهم الجحفة

قــال في مجمــع البحــرين: والعــرج بفتح العين وســكون الراء قرية من أعمال الفرع على أيــام من المدينــة، إلى أن

ــبرد أتى بهمقال: وفي الحديث: فإن خاف على الصبيان ال.(2)العرج فليحرموا منها

،(3)فـــإن أتيت العـــرج وقعت في تهامةوفي الفقيـــه: انتهى.

وكيف كان، فاإلقوى صحة إحرامهم من الميقات وتغنيها في غير طريق مدينة ألدلة المــواقيت الــتي ال مخصــص لهــا في غير طريق المدينة، والروايات الواردة في طريق مدينة ال تدل على عدم صحة إحرامهم من مســجد الشــجرة حــتى تكون حاكمة على ما دل على اإلحرام من مسجد الشــجرة، وأما طريق مدينة فيجــوز من ذي الحليفــة ألدلــة المــواقيتــة ومن الجحفــة أو بطن مــر مخــيرا بينهمــا، لصــحيح معاوي والرضوي، وبهما يقيد أدلة تعين الشــجرة، وال يقيــدان بخــبر يونس لظهوره في كون الحكم تخفيفيا ال تعيينيا حتى يكــون

له مفهوم. نعم يجوز تأخير التجريد إلى فخ للصحيحين، وبهذا يجمع

بين النصوص

.7 من أبواب أقسام الحج ح17 الباب 208 ص8( الوسائل: ج?)1.317 ص2( مجمع البحرين: ج?)2.3 باب حج الصبيان ح266 ص2( الفقيه: ج?)3

328

Page 329: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

مــروا إذا هو إنما األول القــول على التــأخير جواز إن ثم فخ إلى يصل ال طريقا سلكوا إذا وأما ،المدينة طريق على

.البالغين ميقات من إحرامهم فالالزم

ــجرة ــل من الش ــرامهم من ك ــواز إح ــلها ج ــتي حاص الوالجحفة وبطن مر، مع جواز تأخير التجريد إلى فخ.

وأما العرج فإنــه وإن اشــتمل عليــه خــبر يــونس، إال أنــبرد، بخالف ــوف ال ــني خ ــورده، أع ــار على م الالزم االقتص

الجحفة، إلطالق صحيح ابن عمار في مقام البيان.ــال ــة أمي ــر على وزن فلس، على خمس وال يخفى ان م من مكة، كما عن الواقدي، أو أن بطن مر على مرحلة كما في القاموس، فليس من المواقيت، فمــا في الجــواهر بنــاء على أن بطن مر غير خارج من الميقات إلخ محل منع، ولذا

.(1)أضرب بقوله: ولعله لخروج بطن مر عن الميقاتــداء للبس ــزم الف ــدهم إلى فخ لم يل ــر تجري ــو أخ ثم ل

المخيط، لسكوت الصحيحين عن ذلك في مقام البيان. ومما ذكرنا يظهر لك النظر في كالم الجواهر والمستند والمستمسك، كما ظهر أن المسألة ال إشــكال فيهــا، خالفــا

للرياض حيث جعلها قوية اإلشكال. }ثم إن جواز التأخير على القول األول إنما هو إذا مروا على طريق المدينة، وأما إذا سلكوا طريقا ال يصــل إلى فخ فالالزم إحرامهم من ميقات البالغين{ كما صرح بــذلك غــير

واحد.

.121 ص18( الجواهر: ج?)1

329

Page 330: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــأخير إلى قال في الحدائق: ويؤيد ما ذكرنا تخصــيص الت فخ بمن كان على طريق المدينــة، فلـو حج بهم على غيرهــا وجب اإلحرام بهم من الميقات البتة، وبــذلك صــرح العالمــة )رحمه الله( في القواعد فقال: ويجــرد الصــبيان من فخ إنحجوا على طريق المدينة، وإال فمن موضع اإلحرام، انتهى.

وفي الجواهر: على أن فخ إنما هو على طريق المدينة، أمــا لــو كــان غــيره فال رخصــة لهم في تجــاوز الميقــات بال إحرام الذي صرح في النص بأن اإلحرام من غيره كالصــالة

، انتهى.(1)أربعا في السفرــا يتم إذا أراد الحج، حيث يشــترط ــذا إنم ــول: لكن ه أق كــون إحرامــه من الميقــات، أمــا لــو لم يــرد فال دليــل على

لزوم إحرامه لرفع القلم عن الصبي. والحاصل: إن أراد بعدم الرخصة الوجوب الشرطي كما يظهر من ذيل كالمه )رحمه الله( فهــو، وإال ففيــه نظــر بــل

منع. وكيف كان، فالدليل على ذلك ما عن كشف اللثام حيث إنه بعد أن نقل ذلك عن السرائر قــال: وجهــه ظــاهر وذلــك الختصــاص الــدليل بــه فــيرجع في غــيره إلى األدلــة العامــة

المقتضية لإلحرام من الميقات، انتهى.ــه ــل، وعلي ــاال ألدنى الح ــون فخ مث ــل ك ــا احتم نعم ربم

فيجوز تأخير إحرامهم

.120 ص18( الجواهر: ج?)1

330

Page 331: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــاذاة:التاسع ــواقيت أحد مح ــات وهي ،الخمسة الم ميق.أحدها على يمر لم من

ــذا خالف ظــاهر ــة، لكن ه إلى أدنى الحــل من كــل جهــا ــد عنهـ ــع اليـ ــواقيت، فال يمكن رفـ ــيين المـ ــوص تعـ نصـ باستحســان أن الملحــوظ في جهــة الصــبيان عــدم تحملهم للحر والبرد وذلــك عــام، ولــذا قــال في الجــواهر: واحتمــال حمل أدنى الحل من سائر الطرق على فخ الــذي هــو أدنــاهــح ــذكرة واض ــه كالم الت ــه يعطي ــل إن ــل قي ــا، ب في طريقه

، انتهى.(1)الضعف }التاســع{ من }المــواقيت: محــاذاة أحــد المــواقيت الخمســة، وهي ميقــات من لم يمــر على أحــدها{ قــال في الحدائق: صرح جملة من األصحاب بأن من حج على طريق ال يفضي إلى أحد المواقيت المتقدمــة فإنــه يحــرم إذا غلب على ظنه محاذاة أقرب المواقيت إلى مكة، وصرح آخــرون بأنه يحرم عند محاذاة أحد المواقيت وهو ظاهر في التخيير

، ثم نقــل عن المنتهى(2)بين اإلحــرام من محــاذاة أيهــا شــاءوالتذكرة اعتبار الميقات الذي هو أقرب إلى طريقه إلخ.

وفي الجواهر مازجا: ولو حج على طريق ال يفضــي إلى أحــد المــواقيت قيــل والقائــل جمــع من األصــحاب كمــا في المدارك يحرم إذا غلب على ظنه محاذاة أقــرب المــواقيت

، انتهى.(3)إلى مكة

.120 ص18( الجواهر: ج?)1.451 ص14( الحدائق: ج?)2.115 ص18( الجواهر: ج?)3

331

Page 332: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

اختصاصــهما يضر وال ،ســنان ابن صــحيحتا عليه والدليل وعــدم ،منهما المثالية فهم بعد الشــجرة مســجد بمحــاذاة

،بالفصل القول

وفي المستند: الثامن محاذاة الميقات وهــو ميقــات من حج على طريق ال يفضي إلى أحد المــواقيت، ومنــه طريــق البحر، وكونها ميقاتــا لمن ذكــر مشــهور بين األصــحاب، بــل

، انتهى.(1)نسبه بعضهم إلى الشهرة العظيمة وفي المستمسك: المخالف في أصل الحكم غير ظاهر، نعم استشكل فيه في المدارك والذخيرة والحدائق وغيرهــا

.(2)تبعا لما في مجمع البرهان}والدليل عليه صحيحتا ابن سنان{:

ــوب، األولى: ما رواها في الكافي، عن الحســن بن محب من أقام بالمدينة شــهرا وهــوعن عبد الله بن سنان، قال:

يريد الحج ثم بدا له أن يخرج في غير طريــق أهــل المدينــة الذي يأخذونه فليكن إحرامه من مسيرة ستة أميال، فيكون

.(3)حذاء الشجرة من البيداء والثانية: مـا رواهـا في الفقيــه بأسـناده عن الحسـن بن محبوب، عن عبد اللــه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

من أقــام بالمدينــة وهــو يريـد الحج شــهرا أوالسالم( قال: نحوه ثم بدا له أن يخرج في غير طريق المدينـة، فـإذا كـان

.(4)حذاء الشجرة والبيداء مسيرة ستة أميال فليحرم منها }وال يضر اختصاصهما بمحاذاة مسجد الشجرة بعد فهم المثاليــة منهمــا، وعــدم القــول بالفصــل{ بــل في المســتند

ادعى اإلجماع المركب، لكن أنت

.1 السطر 183 ص2( المستند: ج?)1.274 ص11( المستمسك: ج?)2.9 باب مواقيت اإلحرام ح321 ص4( الكافي: ج?)3.11 من أبواب مواقيت اإلحرام ح108 الباب 200 ص2( الفقيه: ج?)4

332

Page 333: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

في كــان إذا مكة إلى الميقاتين أبعد محاذاة ومقتضاهما،اثنين يحاذي طريق

خبير بعدم فهم المثال بعد الخصوصــيات المــذكورة في الرواية في كالم اإلمام )عليه السالم( من بقائه في المدينة شهرا، وكون طريقه من البيداء، كما يستفاد ذلك من قولــه )عليه السالم( من البيداء، واإلجماع المــركب بعــد معلوميــة اســتناده إلى مــا ذكــر كمــا يظهــر من كلمــات القــائلين والمستشكلين ال يمكن االستناد إليــه، مضــافا إلى اإلشــكال في الصـــغرى والكـــبرى، ولـــذا احتمـــل في محكي مجمـــعــة البرهان االقتصار في العمل بالرواية على من دخل المدين

وجاور فيها شهرا. وقال في الحدائق: وأنت خبير بأن مورد الرواية مســجدــو من ــا ال يخلـ ــواقيت عليهـ ــائر المـ ــل سـ الشـــجرة، فحمـ

ـ انتهى.(1)اإلشكال (2)وأما ما ربما يــذكر من معارضــتهما لخــبر عبــد الحميد

المتقدم الدال على أن من دخل المدينة فليس له أن يحرم الـتي رواهـا(3)إال من ميقات أهل المدينة، ومرسلة الكليـني

بعد الصحيحة السابقة بقوله: وفي رواية يحرم من الشجرة ثم يأخذ أي طريق شــاء، فال وجــه لــه، إذ الصــحيحة حاكمــة على الخبر، والمرسلة مجملة الداللة باعتبار عــدم معلوميــة

السؤال فيها، مضافا إلى اإلشكاالت األخر فيهما. }ومقتضاهما محاذاة أبعــد الميقــاتين إلى مكــة إذا كــان

في طريق يحاذي اثنين{

.452 ص14( الحدائق: ج?)1.1 من أبواب المواقيت ح8 الباب 230 ص8( الوسائل: ج?)2.9 باب مواقيت اإلحرام ح321 ص4( الكافي: ج?)3

333

Page 334: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،مكة إلى أقربهما بكفاية للقول وجه فال

كمــا عن األكــثر، ومنهم العالمــة في المنتهى والتــذكرة،ــك ألن الصــحيحة تضــمنت محــاذاة ــاره المســتند، وذل واختــير تفصــيل بين ــد المــواقيت، من غ ــتي هي أبع الشــجرة ال

المرور من محاذي جحفة وعدمه، مع أن الغالب محاذاته. }فال وجــه للقــول بكفايــة أقربهمــا إلى مكــة{ كمــا عن القواعد، وذكــره في الشــرائع قــوال، واســتجوده في محكي

المدارك. واستدل لذلك بالبراءة ألنه شك في الزائــد عن محــاذاة أقرب المواقيت، فإنــه ال إشــكال في حرمــة تجـاوز محـاذي أقرب المــواقيت، أمــا الزائــد عليــه فهــو مشــكوك واألصــل

عدمه. لكن االستدالل باألصل في قبال الدليل غير تام، كما أن ما حكي عن ابن إدريس من كفايــة محــاذاة أحــد المــواقيت مطلقا غير تام لــذلك، وإن كـان ربمـا اســتدل لـه بـأن حكم المحاذي حكم الميقات، فكما يجوز اإلحــرام من أي ميقــات اتفق، كذلك يجوز من محاذاة أي ميقات، وفيه: إن اإلحــرام من أي ميقات له دليل، أما من محاذاة أي ميقات فليس له

دليل. ثم هل المعيار في المحاذاة المربع أو المــدور من جهــة

مكة أو من جهة المدينة، احتماالت أربع: األول: المربع من جهة مكة، بأن يخط خط مستقيم يمر بالميقات مع مالحظة مكة المكرمة، فيكون الميقات أقــرب إلى مكة من سائر نقاط محاذيــه، كمــا هــو الشــأن في كــل مربــع لــو خــط في وســطه نقطــة، فــإن الخــط المســتقيم الخارج من وسط الضــلع إلى النقطــة الواقعــة في الوســط أقصـر من سـائر الخطـوط المسـتقيمة الخارجـة من سـائر

نقاط الضلع إلى النقطة.

334

Page 335: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

إلى مكة إلى طريقه في يصل بـــأن المحـــاذاة وتتحقق الميقــات ذلك بين وهي ،بــاب مكة وبين بينه يكــون موضع،المستقيم بالخط ومكة

ــا الثاني: المدور من جهة مكة، بأن تفرض دائرة مركزه مكة تمر بالميقات، فيكــون نقــاط المحــاذاة كلهــا متســاوية

القرب إلى مكة مع الميقات.ــه الثالث: المربع من جهة المدينة، وهذا االحتمال كالحق خاص بها، بأن يفرض مربــع وســطه المدينــة وأحــد أضــالعه يمر بذي الحليفة، واألضالع الباقية يكون بعــدها عن المدينــة

كبعد هذا الضلع عنها.ــا الرابع: المدور من جهة المدينة، فتفرض دائرة مركزه

المدينة مارة بذي الحليفة. إذا عرفت هـذا قلنــا: الظـاهر من المحــاذاة التربيعيــة ال االستدارية، فالالزم القول بهــا دون االســتدارية، والمســتفاد من نص المحاذاة كون العــبرة بالمدينــة ال مكــة، ألنــه جعــل العبرة بالبعــد ســتة أميــال عن المدينــة المســاوية لبعــد ذي الحليفة عنها، لكن ال يخفى أن الظــاهر من النص اختصــاص الحكم بالخـــارج من طريـــق البيـــداء ال من كـــل جهـــة من أطراف المدينة، فال يتفاوت التربيع واالســتدارة من مكــة أوــافي الصــدق العــرفي، وعلى هــذا ــيرا ين ــا كث ــة تفاوت المدين فــالالزم االقتصــار في ذلــك على مــورد النص، أعــني ســتة

أميال من طريق البيداء.ــول: ــرح المتن فنقـ ــنرجع إلى شـ ــذا فلـ ــرفت هـ إذا عـــأن يصــل في طريقــه إلى مكــة إلى }وتتحقــق المحــاذاة ب موضــع يكــون بينــه وبين مكــة بــاب، وهي{ كمــا }بين ذلــك الميقات ومكة بالخط المستقيم{، والظاهر وقوع غلــط في العبــارة، والصــواب: جعــل )كمــا( مكــان )بــاب وهي( وهــذا

ينطبق على االحتمال الثاني أعني جعل دائرة

335

Page 336: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الميقــــات إلى موقفه من الخط يكــــون أن آخر وبوجه صــدق على المدار إن ثم ،الطريق ذلك في الخطوط أقصر

،عرفا المحاذاة

تمر بالميقات وبهذا الشخص مركزها مكة، وبهذا تحقــق أن جعل بعض المحشين المحــاذاة التربيعيــة أولى من هــذهــة إال في بعض ــة للدائري ــة مباين ــه، إذ التربيعي ــير محل في غــد ــك، اللهم إال أن يري ــذه أو تل ــول به ــالالزم الق ــاط، ف النق األولوية التعينية فتأمل، كمــا أن مــا ذكــره في المستمســك

من اإلشكال على المتن لم نعرف له محصال. وعلى مــا فســرنا عبــارة المصــنف الــذي هــو ظــاهره ال ينطبق عليه قوله: }وبوجه آخر أن يكون الخــط من موقفــهــو إلى الميقــات أقصــر الخطــوط في ذلــك الطريــق{، إذ ل فرض أن الطريقين أي المــار بالميقــات والــذي ســلكه هــذا الشــخص مســتقيمان إلى مكــة إال أن أقصــر الخطــوط من الطريق المسلوك إلى الميقات عبارة أخــرى عن المحــاذاة التربيعية، وهي تخالف المحاذاة الدائرية، فــإن في الدائريــة تقع قوس من الدائرة بين الميقات وبين الطريق المسلوك،ــط ــالف الخـ ــتين تخـ ــوس بين نقطـ ــوم أن القـ ومن المعلـ المســتقيم، فــإن الفــرق بينهمــا طــول ضــلع من مثلث أحــد أضالعه الخط المستقيم الواقع على الميقات، والضلع اآلخر الطريق المسلوك، والضلع الثالث قوس من الدائرة المـارةــة في ــا مك ــتي مركزه ــالطريق المســلوك ال ــات، وب بالميق

المثال.ــان مكــان الميقــات في المتن )مكــة( وكــان ــو ك نعم ل المراد مثل أقصـر الخطـوط الـتي بين ميقـات ومكـة لكـان

منطبقا على التعريف األول. }ثم إن المــدار على صــدق المحــاذاة عرفــا{، وال يلــزم المحاذاة الحقيقة، إذ المحاذاة إذا وقعت في لسان الشــارع

المخاطب للعرف كان المراد منها المفهوم

336

Page 337: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

كما المســامتة فيها فيعتــبر ،عنه بعيدا كان إذا يكفي فال،يخفى ال

ــان، ــه البيـ ــزم عليـ ــه، وإال لـ ــامح فيـ ــرفي المتسـ العـ مسيرة ســتةوالمفروض عدمه خصوصا وفي لفظ الرواية

، ومن البديهي أن ستة أميال مما ال يضــبطها العــرفأميالــات تحقيقا، بل قريب ربع ميل أو أكثر يختلف حسب التقريبــا العرفية، وفتواهم في هذا المقام بالعرفية مما يؤيد ما بنين عليه في األصول من كون جميــع التحديــدات كــذلك، بحجــة أنهما ملقاة على العرف وهو ال يفهم أزيد ممــا جــرت عليــه سيرته من التسامح، ولكن الفقهاء واألصوليين في كثير من الموارد يضيقون دائرة الحد فال يسامحون فيه أبدا بحجة أن

العرف مرجع في المفهوم ال في التسامح. وكيف كان، فبناؤهم في كثير من الموارد بعدم التسامح ينافي بناءهم في مــوارد أخــر الــتي منهـا مــا نحن فيــه على

التسامح.ــيره، ــورد النص إلى غ ــدي عن م ــا بالتع ــو قلن ــا ل ثم إن

فالالزم االقتصار على المحاذي القريب. }فال يكفي إذا كان بعيدا عنه، فيعتبر فيها المسامتة كما اليخفى{ ولــذا قــال في المستمســك: ال دليــل ظــاهرا على االكتفاء بالمحاذاة مطلقــا، فــإن الــدليل إنمــا ورد في مــوردــال عن خــاص وهــو المحــاذاة للشــجرة بمســيرة ســتة أمي المدينة، والمحاذاة الحاصلة من ذلك إنمــا تكــون مــع قــربــق ــدي إلى مطل ــجرة، فالتع ــخص والش ــافة بين الش المس

المحاذاة العرفية محتاج إلى دليل. ومما يعضد ما ذكرنا وجوب إحرام أهل العراق ونحــوهم من وادي العقيـــق مـــع محـــاذاتهم على الظـــاهر لمســـجد الشـجرة قبــل وادي العقيــق، وليس ذلــك إال لعـدم االعتنــاء بالمحاذاة إذا كانت على بعــد، وكــذا أهــل المغــرب والشــام عند مجيئهم إلى الجحفــة، فــإنهم يحــاذون مســجد الشــجرة

قبل الجحفة، انتهى.

337

Page 338: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــاذاة العلم حصــول والالزم ــالظن وإال ،أمكن إن بالمح ف فــالالزم أيضا عدمه ومع ،الخــبرة أهل قــول من الحاصلموضع أول من اإلحرام أو الميقات إلى الذهاب

ــالظن }والالزم حصول العلم بالمحاذاة إن أمكن، وإال ف الحاصل من قــول أهــل الخــبرة{، أقــول: الظــاهر إن الظن الحاصــل من قــول أهــل الخــبرة في عــداد العلم، فال وجــه لجعله بعده، إذ قاعــدة االشــتغال الموجبــة للــبراءة اليقينيــة

ترفع بكل أمارة التي منها قول أهل الخبرة.نعم الظن غير المستند إلى أمارة ال دليل على اعتباره. فمــا في الجــواهر من قولــه: نعم قــد يقــال إن المتجــهــار العلم بالمحــاذاة لكن صــرحوا بكفايــة الظن، ولعلــه اعتب

،(1)للحــرج واألصــل وانســباق إرادة الظن في أمثــال ذلكانتهى.

محل نظر، فإنه لو أراد الظن غير المستند فال اعتبار له أصال، واألدلة المذكورة غــير تامــة، وإن أراد الظن المســتند

فليس مقابال للعلم المعتبر في المقام. ومثلــه مــا في المســتند قــالوا: ويكفي الظن بالمحــاذاةــا، فال يكــون لعــدم حصــول غــير الظن، إمــا مطلقــا أو غالب

، انتهى.(2)متعلق التكليف إال الظن ومن ذلك يظهر حــال مــا حكي عن المبســوط والجــامع

والتحرير والمنتهى والتذكرة والدروس من كفاية الظن.ــات أو ــذهاب إلى الميق ــالالزم ال ــه أيضــا ف ــع عدم }وم

اإلحرام من أول موضع

.117 ص18( الجواهر: ج?)1.8 سطر 183 ص2( المستند: ج?)2

338

Page 339: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وال ،مواضــعه آخر إلى والتلبية النية واســتمرار احتماله ال أنه مع ،حينئذ الميقــات قبل اإلحــرام كــون احتمال يضر،االحتياط بعنوان كان إذا به بأس ال ألنه ،يجوز

احتماله، واستمرار النية والتلبية إلى آخر مواضعه{ كما في المستند، قال: ومن لم يكن لــه ســبيل إلى الظن أيضــا يحرم من أول موضع يحتمل المحاذاة ويجدد النية إلى آخــر

.(1)موضع كذلكــع }وال يضر احتمال كون اإلحرام قبل الميقات حينئذ، مــات أنه ال يجوز{، لما يأتي من عدم جواز اإلحرام قبل الميق }ألنه ال بأس به إذا كان بعنوان االحتياط{ فيكــون كالصــالة في ثوبين أو بماءين أو إلى أربع جوانب أو غير ذلك، مــع أن

الصالة في النجس أو بال وضوء أو إلى غير القبلة محرمة.ــات لكن يرد عليه أنه لو فرض حرمة اإلحرام قبل الميق فال مجــوز الرتكابــه في غــير موضــع الضــرورة، إذ االحتيــاط المستحســن عقال وشــرعا ليس إال فيمــا كــان طــرف العلم غير محرم كالوضوء بماءين أحــدهما مضــاف، أمــا االحتيــاطــف بارتكاب شيئين أحدهما محرم فال دليل على جــوازه فكي بحسنه، وال نقول بجواز الصالة في ثوبين أحــدهما نجس، أوــير ــوانب في غ ــاء نجس، أو إلى الج ــدهما بم ــوءين أح بوض مورد االضطرار، أما في مورد االضــطرار فــالالزم مالحظــة األهم من الــواجب والحــرام، فــإن دل دليــل على أهميــة الواجب، كمــا يــدل على ذلــك مــا ورد في الصــالة إلى أربــع

جوانب قلنا به، وإال كان للتوقف واإلشكال مجال.هذا كله فيما كان للعلم طرفان، أما لو

.9 ـ 8 سطر 183 ص2( المستند: ج?)1

339

Page 340: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أو المحــاذاة إلى الوصــول عــدم أصــالة إجــراء يجــوز وال بعد ما كــون يثبتــان ال ألنهما ،اإلحــرام وجــوب عــدم أصالة

من اإلحــرام إنشــاء كــون لــزوم والمفــروض ،محــاذاة ذلكــذر أن الشخص هذا لمثل ويجوز ،المحاذاة قبل اإلحــرام يناالحتمال موضع أول في فيحرم الميقات

كان شيء واحد محتمال للوجوب والحرمة، كما لــو كــان ماء يحتمل اإلباحــة والغصــبية المــوجب لــتردد المكلــف بين وجوب اســتعماله للصــالة وحرمتــه كمــا نحن فيــه، حيث إن موضــع الــتردد محتمــل لكونــه قبــل الميقــات المحــرم فيــه اإلحرام، وكونه محاذيا له الواجب فيه، فإن كان هناك أصــل موضـــوعي أو حكمي أخـــذ بـــه، وإال فـــإن أمكن التخلص بالتوضؤ بماء مباح أو اإلحــرام من الميقــات لــزم، وإال كــان الحكم تابعا لألهمية، إذ ال وجه لتقديم محتمل الوجوب على

محتمل الحرمة فتدبر. ومما ذكرناه يعــرف النظــر فيمــا عن المنتهى والتحريــر من أنه لــو لم يعـرف حــذو الميقــات علمــا وال ظنــا احتــاط، ــات إال ــاوز الميق ــه لم يج ــتيقن أن ــد بحيث ي ــرم من بع وأحــأخير اإلحــرام محرما، ولذا أشكل على ذلك بأنه كما يمتنع ت

عن الميقات كذا يمتنع تقديمه عليه. }وال يجوز إجراء أصالة عدم الوصــول إلى المحــاذاة، أو أصالة عدم وجوب اإلحرام، ألنهما ال يثبتان كون ما بعد ذلكــرام من ــاء اإلحـ ــون إنشـ ــزوم كـ ــروض لـ ــاذاة. والمفـ محـ

المحاذاة{ واالشتغال اليقيني يحتاج إلى البراءة اليقينية.ــل ــرام قب ــذر اإلح ــذا الشــخص أن ين ــل ه ــوز لمث }ويج

الميقات، فيحرم في أول موضع االحتمال

340

Page 341: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

واألحوط ،النذر مع ذلك جواز من سيأتي ما على قبله أو هــذه أحد وإعمــال ،به االكتفــاء عدم أيضا الظن صورة في

عــدم األحــوط بل ،االكتفــاء األقــوى كــان وإن ،األمــور لكن ،الميقــات إلى الــذهاب إمكــان مع بالمحــاذاة االكتفاء موضع في أحرم إن ثم ،مطلقا جوازه من ذكرنا ما األقوى تــبين وإن ،إشــكال فال الخالف يتــبين ولم بالمحاذاة الظن

،اإلحرام أعاد يتجاوزه ولم المحاذاة قبل كونه ذلك بعد

أو قبله على ما سيأتي{ في المسألة األولى من أحكــام المواقيت }من جواز ذلــك مــع النــذر{، وممــا تقــدم تعــرف مواقع النظر في قولــه: }واألحــوط في صــورة الظن أيضــا عدم االكتفاء به، وإعمال أحد هذه األمور، وإن كــان األقــوى االكتفــاء، بــل األحــوط عــدم االكتفــاء بالمحــاذاة مــع إمكــانــا من جــوازه ــذهاب إلى الميقــات، لكن األقــوى مــا ذكرن ال مطلقا{، وقد تحصل مما اخترناه عدم اإلحرام من المحاذاة إال بالنســبة إلى مســجد الشــجرة من طريــق البيــداء، ومــع الشك في المحاذاة المتحققة ببعد ستة أميال يلزم النذر أو

الذهاب إلى الميقات.ــبر }بالمحــاذاة }ثم إن أحــرم في موضــع الظن{ المعت ولم يتبين الخالف فال إشكال، وإن تبين بعد ذلك كونــه قبــلــدروس المحــاذاة ولم يتحــاوزه أعــاد اإلحــرام{ كمــا عن ال والمسالك، وفي الجواهر والمستمسك وغيرها، وذلك لتــبين البطالن إذا الحكم دائر مدار المحاذاة ال الظن بها، بل وكــذا

لو تيقن

341

Page 342: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فــإن بعــده كونه تبين أو ،تجاوز وقد قبله كونه تبين وإن الصـــــورة في فيكفي وإال ،تعين والتجديد العـــــود أمكن

الثانية

ــبين العــدم }وإن تــبين كونــه قبلــه وقــد المحــاذاة ثم تــد تعين{ تجاوز، أو تبين كونه بعده، فإن أمكن العود والتجدي لعدم كفاية اإلحرام قبل الميقــات وبعــده اختيــارا، وال دليــل على الكفاية في صورتي اليقين أو الظن، ومنه يظهر النظر فيما ذكره في الجواهر بقوله: بل ال يبعد االجتزاء به لو تبين

.(1)فساد ظنه، لقاعدة اإلجزاء نعم لو تــبين ظنــه بتقــدم اإلحــرام على محــل المحــاذاةــدروس ــق في ال ــذ، لكن أطل ــاد حينئ ــاوزه أع ــان لم يتج وك والمسالك اإلعادة لو ظهر التقدم، وعدمها لو ظهــر التــأخر،ــدة ــا إلطالق قاع ــا ذكرن ــنزل على م ــكل إن لم ي ــو مش وه

اإلجزاء، انتهى. }وإال{ يمكن العود والتجديــد ولــو إلى ميقــات }فيكفي في الصــورة الثانيــة{ لمــا ســيأتي في المســألة الثانيــة من الفصــل اآلتي من كفايــة الرجــوع إلى حيث أمكن واإلحــرام من ذلــك الموضــع، والمفــروض أنــه أحــرم من حيث أمكن، لكن فيه: مضافا إلى أنه ربما أحــرم بعــد الميقــات بمســافة كثيرة كفرسخين مثال، والحــال أنــه متمكن من الرجــوع إلى حيث بينه وبين الميقــات فرســخ، فإنــه يلــزم عليــه الرجــوع بمقتضى تلك األخبــار الدالــة على الخــروج إلى حيث أمكن، وعليه فيشكل إطالق المصنف بالكفاية أن األخبار اآلتية فيــا وردت في تلك المسألة ال تشمل مثل هذا اإلحرام، بل إنه

الناسي والجاهل ونحوهما، كما ال يخفى.

.117 ص18( الجواهر: ج?)1

342

Page 343: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــدد ــرام ويج التجديد واألولى ،مكانه في األولى في اإلح الــبر بين المحــاذاة في اإلحرام جواز في فرق وال ،مطلقاوالبحر

}و{ على هذا يكون حال الصورة الثانيــة حــال الصــورةــة }في ــ }يجــدد اإلحــرام في األولى{، وفي الثاني األولى فـ مكانه{ إن لم يمكن الرجوع، وإال رجع إلى حيث تمكن، لمــا يستفاد من األخبــار اآلتيــة في المســألة الثانيــة من الفصــل اآلتي، من أن المنــاط في اإلحــرام في المكــان عــدم تمكن

الرجوع إلى الميقات، أو إلى حيث ال يفوته الحج، فتأمل. }و{ لذا قال )رحمه الله( }األولى التجديد مطلقــا{، ثم إنه بناء على كفاية اإلحرام من محاذاة كل ميقــات من غــير فرق بين ذي الحليفة }و{ غيرها }ال فرق في جواز اإلحرامــه في الشــرائع، في المحاذاة بين البر والبحر{ كما صــرح ب وقــرره في الجــواهر، وحكي عن القواعــد وغــيره، بــل في الحدائق أنه المشهور بين األصحاب، بل في المستمسك أنــه إال من ابن إدريس، فــذكر ظاهر الشراح عــدم الخالف في

أن ميقات أهل مصر ومن صعد البحر جدة، انتهى. أقول: أما أهل مصر فقد عرفت النص والفتوى على أنــال في ــد ق ــر فق ــعد البح ــا من ص ــة، وأم ــاتهم الجحف ميق الحدائق: رده جملة من تــأخر عنــد بعــدم الوقــوف لــه على دليـــل، ثم وجهـــه بقولـــه: نعم إن كـــانت محاذيـــة ألقـــرب

، وتبعــه(1)المواقيت صح اإلحرام منهــا لــذلك ال لخصوصــيتها في الجواهر بأن ذلـك بنــاء على أنهــا تحــاذي أحــدها، ال أنهــا

ميقات بخصوصها، انتهى.

.454 ص14( الحدائق: ج?)1

343

Page 344: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،ميقــات على يمر ال طريق يتصــور ال أنه الظــاهر إن ثم بــالحرم محيطة المــواقيت إذ ،منها لواحد محاذيا يكون وال،منها واحد محاذاة من بد فال ،الجوانب من

ــإن ــة، ف ــا وال محاذي ــت ميقات ــدة ليس ــان فج ــف ك وكي الخارطات الحديثة المبنيـة على التحقيــق حـددت بعـد جـدة عن مكة المكرمة بخمس وسبعين كيلومترا، ولم تحدد أحدا من المواقيت بهذا المقدار، كمــا ال يخفى على من راجعهــا،ــير ذي ــات في غ ــاذاة الميق ــكلنا في مح ــد أش ــا ق وحيث إن الحليفة ال طائل في تحقيق ذلك، كمــا ال طائــل في تحقيــق أن راكبي البحر ما هو تكليفهم بالنسبة إلى العلم بالمحاذاة وأنه هل يصح االعتماد على قــول الربــان وإن كــان نصــرانياــرام ــار اإلحـ ــإن الالزم عليهم على المختـ ــوه، أم ال، فـ ونحـ بالنذر، أو الذهاب إلى ميقات بعد خروجهم عن البحر، ومنــه

يعرف الحال في راكب الطائرة النازلة في جدة. }ثم الظاهر إنه ال يتصور طريق ال يمر على ميقات، وال يكون محاذيا لواحد منها، إذ المــواقيت محيطــة بــالحرم من الجوانب، فال بد من محاذاة واحد منهــا{ كمــا صــرح بــه في الجــواهر، قــال: ال يخلــو طريــق منهــا بالنســبة إلى محــاذاة

، انتهى.(1)ميقات منها، ألنها محيطة بالحرم لكن أشكل عليــه الســيد الــبروجردي بأنــه ليس كــذلك،ــط وليس الحليفة والجحفة كليهما في شمال الحرم على خــق بين واحد تقريبا، وقرن المنازل في المشرق منه، والعقي

الشمال والمشرق، فتبقى يلملم وحدها

.118 ص18( الجواهر: ج?)1

344

Page 345: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الحل أدنى من اإلحرام فالالزم ذلك إمكان فرض ولو

لثالثة أرباع الدورة المحيطة بــالحرم، وبينهــا وبين قــرن المنازل أكــثر من ثالثــة أثمــان الــدورة، ومنهــا إلى الجحفــة

قريب من ذلك، انتهى. وتبعه على ذلك بعض المحشين، وهو الظــاهر من بعض الخرائط الحديثة المبنية على التحقيــق، وعليــه فال ينفــع مــا ذكـره في المستمسـك لتصــحيح ذلـك بـأن الجحفـة مـا بين الشــمال والمغــرب، ومســجد الشــجرة في جهــة الشــمال، ووادي العقيق بين الشمال والمشــرق، وقــرن المنــازل في

المشرق تقريبا، ويلملم في جنوب مكة، انتهى.ــاذاة، خصوصا بعد ما عرفت من اعتبار القرب في المح على القول بكفاية المحاذاة مطلقــا وعــدم التخصــيص بــذي

الحليفة. }ولو فرض إمكــان ذلــك{ بــل هــو الواقــع كمــا عــرفت }فــالالزم اإلحــرام من أدنى الحــل{ اختــاره العالمــة في القواعــد، وولــده في شــرحه، واستحســنه في المــدارك،

واختاره في المستند، واحتمله في المسالك.ــه في الجــواهر، وأوضــحه في ــذلك بمــا بين واســتدلوا ل المستمسك بقولــه: إلطالق مــا دل على عــدم جــواز دخــول الحرم بال إحرام، ولزوم الخروج عنه فيمن مر بالميقــات أو من حاذاه، لما دل على وجوب اإلحرام من الميقات أو ممــاــبراءة يحاذيه، ال يقتضي خروج غيره من األفراد، واألصــل ال عن وجوب اإلحرام قبله، كما ذكر الجماعة، واحتمــال دخــلــبراءة من ــل الـ ــرام منفي بأصـ ــحة اإلحـ ــات في صـ الميقـ

، انتهى.(1)الشرطية، كما في سائر العبادات الشرعية

.284 ص11( المستمسك: ج?)1

345

Page 346: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

مكة وبين بينه يكــون موضع من يحــرم أنه بعضــهم وعن ،مرحلتــان وهو إليها المــواقيت أقــرب وبين بينها ما بقدر ،عليه دليل ال نهإ :وفيه ،محرما إال قطعه ألحد يجوز ال ألنه.الحل أدنى في وتجديده منه اإلحرام األحوط لكن

}وعن بعضـــهم{ وهم جمـــع من األصـــحاب، كمـــا عن المدارك }أنه يحرم من موضع يكون بينه وبين مكة بقدر ما بينها وبين أقرب المواقيت إليها وهــو مرحلتــان{ أي ثمانيــة وأربعون ميال }ألنه ال يجوز ألحد قطعه إال محرما{، قال في الشرائع: ولو حج على طريق ال يفضي إلى أحــد المــواقيت، قيل يحرم إذا غلب على ظنه محاذاة أقــرب المــواقيت إلى

، انتهى.(1)مكة وتوقــف في الحكم صــاحب الحــدائق بعــد رد األول بــأن ثبوت التكليف يقتضي اليقين بتحصيل البراءة، والثــاني بــأن ذلــك إنمــا ثبت مــع المــرور على الميقــات ال مطلقــا، وإليــه أشار المصنف )رحمه الله( بقوله: }وفيه إنه ال دليل عليــه، لكن األحوط اإلحــرام منــه وتجديــده في أدنى الحــل{، لكن حيث عرفت عدم الدليل على المحاذاة مطلقا، ولم يتم مــاــتفاد من ــل، إذ المسـ ــني أدنى الحـ ــول األول أعـ ــر للقـ ذكـ النصوص بعد ضم بعضها إلى بعض عدم جــواز اإلحــرام في محل قبل المواقيت، وال في محل بعد المــواقيت، وإن كــان الحــاج ال يمــر بالميقــات أصــال، فــإن قــول الصــادق )عليــه

اإلحرام من مــواقيت خمســةالسالم( في صحيحة الحلبي: وقتها رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( ال ينبغي لحــاج وال

، كالصــريح في ذلــك، وإال(2)معتمر أن يحرم قبلها والبعــدهافيرد النقض بمن يحرم قبل

.176( شرائع اإلسالم: ص?)1.3 من أبواب المواقيت ح1 الباب 222 ص8( الوسائل: ج?)2

346

Page 347: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

حج بعد المفردة العمرة ميقات وهو الحل أدنى:العاشر،اإلفراد أو القران

الميقــات كالبصــرة إذا لم يمــر بالميقــات، بتقــريب مــا ذكروه هنــاك، والقــول بــأن مــا دل على عــدم جــواز تقــديم اإلحرام مطلــق يشــمل حــتى من لم يمــر بميقــات، تســليمــات، ــد الميق ــرام بع ــواز اإلح ــدم ج ــا دل على ع إلطالق مــرام من فيشمل حتى من لم يمر بالميقات، كان الالزم اإلح أحد المواقيت أو اإلحرام بالنذر، كما سيأتي تفصيله إن شاء

الله. { من المــواقيت: }أدنى الحــل، وهــو ميقــاتالعاشر}

العمرة المفــردة بعـد حج القـران أو اإلفـراد{ بال خالف عنالتذكرة والمنتهى، وفي المستند وغيره.

وفي الجواهر: قد ذكر غــير واحــد من األصــحاب اعتبــارــارن ــردة للقـ ــرة المفـ ــروج إلى أدنى الحـــل في العمـ الخـ والمفرد بعد الحج، بل في كشف اللثام ال نعلم بذلك خالفــا،

، انتهى.(1)بل حكي عن المنتهى نفي الخالف في ذلك أيضاواستدل له بجملة من الروايات:

كصحيح عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( من أراد أن يخرج من مكة ليعتمر أحرم من الجعرانةقال:

وإن رســول اللــه )صــلىأو الحديبية أو ما أشــبههما، قــال: الله عليه وآلــه( اعتمــر ثالث عمــر متفرقــات، كلهــا في ذي القعدة، عمرة أهل فيهـا من عسـفان وهي عمـرة الحدييــة،

وعمرة القضاء أحرم فيها من الجحفة

.119 ص18( الجواهر: ج?)1

347

Page 348: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وعمرة أهل فيهــا من الجعرانــة، وهي بعــد أن رجــع من.(1)الطائف من غزاة حنين

ــه ــه )علي ــد الل ــا عب ــل بن دراج: ســألت أب وصــحيح جمي السالم( عن المرأة الحــائض إذا قــدمت مكــة يــوم الترويــة،

تمضي كما هي إلى عرفــات، فتجعلهــاقال )عليه السالم(: ــرم ــرج إلى التنعيم، فتح ــر، فتخ ــتى تطه ــة، ثم تقيم ح حج

.(2). قال ابن أبي عمير: كما صنعت عائشةفتجعلها عمرة وصـــحيح حريـــز، عمن أخـــبره، عن أبي جعفـــر )عليـــه

من دخل مكة بحجة عن غيره ثم أقــام ســنةالسالم( قال: فهو مكي، فإذا أراد أن يحج عن نفسه أو أراد أن يعتمر بعد ما انصـرف من عرفـة فليس لـه أن يحـرم من مكـة، ولكن

.(3)يخرج إلى الوقت، وكلما حول رجع إلى الوقت وصــحيح معاويــة بن عمــار، الــوارد عن الصــادق )عليــه السالم( في كيفية حج النبي )صلى اللــه عليــه وآلــه( وفيــه: فقالت عائشة: يا رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( ترجــع نساؤك بحجة وعمرة معا وأرجع بحجة، فأقام باألبطح وبعث معها عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فأهلت بعمــرة ثم جاءت وطافت بــالبيت وصــلت ركعــتين عنــد مقــام إبــراهيم )عليــه الســالم( وسـعت بين الصــفا والمــروة ثم أتت النــبي

.(4))صلى الله عليه وآله(ونحوه غيره.

.2 ـ 1 من أبواب المواقيت ح22 الباب 247 ص8( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب المواقيت ح21 الباب 214 ص8( الوسائل: ج?)2.9 من أبواب المواقيت ح9 الباب 194 ص8( الوسائل: ج?)3.4 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 153 ص8( الوسائل: ج?)4

348

Page 349: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،مفردة عمرة لكل بل

ــدل على ــادة ت ــة العب ــات بضــميمة توقيفي ــذه الرواي وه الوجوب، فال مجال إلشكال بعض المعاصــرين بعــدم داللتهــا

على الوجوب. }بل{ أدنى الحل ميقات }لكل عمرة مفردة{ قال في الحدائق: ميقات العمرة هــو ميقــات الحج لمن كــان خارجــا عن حدود المواقيت المتقدمة إذا قصد مكة، وأما غيره ممــا كان داخال بينها وبين مكة أو من أهل مكــة أو مجــاورا بمكــة وأراد العمرة فإنه يخــرج إلى أدنى الحــل وأفضــله من أحــد المواقيت التي وقتها رسول الله )صلى الله عليه وآله( ثمة

، انتهى.(1)وهي الحديبية وجعرانة وعسفان وتنعيم وفي المسـتند بعـد ذكـر صـحيح عمـر بن يزيـد السـابق قال: وغير ذلــك من األخبــار وإطالقهــا يشــمل كــل من أراد العمرة المفردة من مكة أيضا، وإن لم يكن مفردا أو قارنا، بــل أراد التقــرب بــالعمرة والتحلــل من الحج الفاســد وهــو

، انتهى.(2)كذلك وفي الجواهر: بل لــوال اإلجمــاع ظــاهرا على اختصــاص العمرة المزبورة بذلك ألمكن القــول باعتبــار ذلــك في كــل

، انتهى.(3)عمرة إلطالق بعض النصوص أقـول: ويــدل على اإلطالق، مضــافا إلى صـحيحي عمــر

وحريز المتقدمين

.327 ص16( الحدائق: ج?)1.13 سطر 183 ص2( المستند: ج?)2.119 ص18( الجواهر: ج?)3

349

Page 350: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

جملة من النصوص األخر: كصــحيح عبــد اللـه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

واعتمــر رســول اللــه )صــلىالسالم( في حديث قال فيــه: الله عليه وآله( ثالث عمــر متفرقــات كلهــا في ذي القعــدة، عمرة أهل فيها من عسفان وهي عمــرة الحديبيــة، وعمــرةــا من ــل فيه ــرة أه ــة، وعم ــا من الجحف ــرم فيه القضــاء أح

.(1)الجعرانة وهي بعد أن رجع من الطائف من غزاة حنين.(2)وصحيح معاوية بن عمار، عنه )عليه السالم( مثله

وصــحيح عبــد الــرحمن بن الحجــاج، عن أبي عبــد اللــه )عليه السالم(، لما قال له سفيان: ما يحملك على أن تــأمر

هــوأصــحابك يــأتون الجعرانــة فيحرمــون منهــا، فقلت لــه: ــه( وقت من مواقيت وقتها رسول الله )صلى الله عليه وآل

فقال: وأي وقت من مواقيت رسول الله )صــلى اللــه عليــه أحــرم منهــا حين قســم غنــائم حــنينوآله( هــو، فقلت لــه:

.(3)مرجعه من الطائف إذا عرفت هذا قلنا: ال ينبغي اإلشــكال في لــزوم خــروج من في مكة إلى أدنى الحل إلحرام العمــرة، لمــا تقــدم من

النص والفتوى، وإنما الكالم في أمرين: األول: إنه هل لزوم اإلحرام من أدنى الحل عام يشــمل

من ليس في مكة

.432 ص14( الحدائق: ج?)1.2 من أبواب العمرة ح2 الباب 238 ص10( الوسائل: ج?)2.5 من أبواب أقسام الحج ح9 الباب 193 ص8( الوسائل: ج?)3

350

Page 351: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بأن كان منزله في الحرم خارج مكة، أو بين أدنى الحلوالمواقيت، أم هؤالء يكلفون باإلحرام من منازلهم؟

أحمل الثــاني في المستمســك، فإنــه بعــد اإلشــكال في داللة صحيحي جميل وعمر قال: وحينئــذ يجــوز لــه اإلحــرام من منزلــه، لمــا دل على أن من كــان منزلــه دون الميقــات

، انتهى.(1)أحرم من منزله كما اختاره في الجواهر لكن الظــاهر تخصــيص الحكم بــاإلحرام من أدنى الحــل بغير من كان منزله دون الميقات إلى مكــة إذا أراد العمــرة من منزله، ال ما إذا ذهب إلى الحج وأراد العمــرة من مكــة،ــوم ــل ال عم ــرام من أدنى الح ــا دل على اإلح ــك ألن م وذل بحيث يشمل من كان منزله دون الوقت وأراد العمــرة منــه كمـــا ال يخفى، فيبقى إطالق أدلـــة اإلحـــرام من المـــنزل

بالنسبة إلى ما نحن فيه سليما عن المعارض. الثاني: إن اإلحرام من أدنى الحل، هل هو عــام يشــمل كل أحد يريد العمرة حتى لــو أتى من اآلفــاق، كالمــدني إذاــة ــو في مك ــرة وه ــد العم ــاص بمن يري ــرة، أم خ أراد العم

ونحوها. ظاهر بعض المطلقات من العبائر األول. نعم في عبارة

الحدائق المتقدمة تنصيص على الثاني. والظاهر األول، ألن ما دل على عدم جواز عبــور قاصــد مكة من المواقيت إال محرما مخصــص بفعــل النــبي )صــلى الله عليه وآله(، وعلى هذا فإحرام العمرة المفــردة مطلقــا

من أدنى الحل

.285 ص11( المستمسك: ج?)1

351

Page 352: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

التنعيم أو الجعرانة أو الحديبية من يكــــون أن واألفضل،منصوصة فإنها

بشرط أن ال يكون منزل مريــد اإلحــرام بعــد المــواقيتــرم إذا وإال أحرم من منزله، سواء كان في الحل أو في الح أراد االعتمــار من منزلــه، وســيأتي لهــذا مزيــد توضــيح في

المسألة الرابعة من أحكام المواقيت. ثم هل من أراد العمرة وهو في مكة يلزم عليه اإلحرام من أدنى الحـل بحيث ال يجـوز لــه اإلتيــان إلى الميقـات، أم يجوز ذلك؟ اختار في الجواهر الثاني، قال: وعلى كــل حــالــه، على ــة وأختيـ ــا، أي من الجعرانـ ــد منهـ ال يجب من واحـ التعـيين بحيث ال يجـوز من األخــرى، بال خالف أجـده وال منــوهم من محكي المراســم، وإن أحد المواقيت كما عساه يتــه أفضــل لطــول المســافة ــل لعل ــواز، ب ــان الظــاهر الج كــوز والزمان، وحينئذ فأدنى الحل رخصة ال عزيمة، نعم ال يج

، انتهى.(1)اإلحرام بها من مكة والحرم لكن لنا في ذلك تأمل، لظهــور األمــر في صــحيح عمــر، نعم لو أتى إلى الميقات أحــرم منــه لزومــا، لعمــوم مــا دل

على عدم جواز تجاوز الميقات إال محرما، والله العالم. }واألفضل أن يكون من الحديبية أو الجعرانــة أو التنعيمــة، ــوص المتقدم ــرفت في النص ــا ع ــة{ كم ــا منصوص فإنه

لقاعدة التأسي فعال وأمرا. قال في الجواهر: ولكن يستحب أن يكون من الجعرانــة

أو من الحديبية

.119 ص18( الجواهر: ج?)1

352

Page 353: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

، انتهى.(1)أو من التنعيم وقد تقــدم عبــارة الحــدائق بإضــافة عســفان، والظــاهر

إضافة الجحفة أيضا لفعل النبي )صلى الله عليه وآله(. وكيــف كــان فهــذا ال إشــكال فيــه، وإنمــا اإلشــكال في الترتيب في الفضل الذي ذكره في الدروس، حيث قال في محكي كالمه: وأفضل الجعرانــة إلحــرام النــبي )صــلى اللــه عليـــه وآلـــه( منهـــا ثم التنعيم ال مـــرد بـــذلك ثم الحديبيـــة

الهتمامه بها، انتهى. وعن كشف اللثام قال: وفي التذكرة ينبغى اإلحرام من الجعرانة، فإن النبي )صلى الله عليه وآله( اعتمر منها، فإن فاتته فمن التنعيم ألنه )صلى الله عليــه وآلــه( أمــر عائشــة باإلحرام منه، فــإن فاتتــه فمن الحديبيــة ألنــه لمــا قفــل من حــنين أحــرم بالجعرانــة، ولعــل هــذا دليــل تــأخير الحديبيــةــة فضــال، وتفصــيل لمــا ذكــره أوال من والتنعيم عن الجعران

، انتهى.(2)اعتماره منه أقول: كأن الدروس أشار بقوله: الهتمامــه )صــلى اللــه عليه وآله( بها إلى ما عن درر اللئالي البن أبي جمهور قال: وفي الحديث إن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أحــرم من الجعرانة وأراد اإلحــرام من الحديبيــة وأمــر أســامة بن زيــد

.(3)باإلحرام من التنعيم لكن أشــكل في الــترتيب المــذكور في الحــدائق قــائال:ــذ من ــه( يومئ ــه وآل ــه علي ــلى الل ــه )ص ــاهر أن إحرام الظ

الجعرانة إنما هو من حيث كونها في طريقه

.119 ص18( الجواهر: ج?)1.307 ص2( كشف اللثام: ج?)2.1 من أبواب المواقيت ح13 الباب 21 ص2( المستدرك: ج?)3

353

Page 354: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

القـــرب في بينها اختالف على الحـــرم حـــدود من وهيبئر التشديد أو بالتخفيف الحديبية فإن ،والبعد

ــدل على ــة، فال يـ ــائف إلى مكـ ــه من الطـ ــد رجوعـ بعـ خصوصية تــوجب الفضــل على غيرهــا، وقــد أهــل أيضــا من

، انتهى.(1)عسفان في بعض عمرهوتبعه على ذلك الجواهر والمستمسك.

ــر ــة من أم ــا يســتفاد أفضــلية الجعران ــول: لكن ربم أق الصادق )عليه السالم( أصحابه بذلك، كما تقــدم في صــحيح

عبد الرحمن بن الحجاج، والله العالم. ثم إن قولهم )أدنى الحــل( ال يــراد بــه المتصــل بــالحرم حتى ال يكفي البعيد بقدر ما، بل يراد به مقابل الميقات كماــاز ــع المج ــدد المواض ــتفاد من تع ــا يس ــذا إنم ال يخفى، وه اإلحرام منها بعد القطع بعدم الخصوصية، مضافا إلى قولــه )عليه السالم( في صــحيحة عمــر بن يزيــد المتقدمــة أو مــاــلة أشبههما، فال يرد هذه أن المواضع المذكورة ليست متص بــالحرم، فتســميتها أدنى الحــل كالتعــدي عنهــا إلى مطلــق

أدنى الحل ليس في محله. }و{ هــذه المواضــع المــذكورة }هي من حــدود الحــرم على اختالف بينها في القرب والبعد، فــإن الحديبيــة{ بضــم الحاء المهملة وسكون اليــاء المثنــاة التحتانيــة وكســر البــاء الموحدة و}بالتخفيف{ للياء الثانية المفتوحة }أو التشديد{

لها }بئر

.327 ص16( الحدائق: ج?)1

354

Page 355: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

على أطلق ثم ،مرحلة دون جــدة طريق على مكة بقــربــال ،الموضع ــفه:ويق ــفه الحل في نص ــرم في ونص ،الح

بكسر أو الراء، وتشديد والعين الجيم بكسر والجعرانة

بقــرب مكــة على طريــق جــدة دون مرحلــة، ثم أطلــقــرم{، على الموضع، ويقال: نصفه في الحل ونصفه في الح

أقول: قد اختلفوا في هذا الميقات في أمور:ــب األول إلى األول: إنها بالتخفيف أو بالتشديد، وقد نس أهل اللغة، والثاني إلى أصــحاب الحــديث، لكن الظــاهر من

تصفح كلماتهم أن األول أولى أو أفصح أو متعين. الثاني: إنها اســم بــئر، أو اســم شــجرة، ثم ســميت بهــا

قرية هناك. الثالث: إنها من الحل أو من الحــرم، أو أنهــا بعضــها من الحل وبعضها من الحرم، لكن الظــاهر من تطــابق الفقهــاء على كونهــا من الحــل وأنــه ال يصــح إحــرام العمــرة إال منــه

األول. الرابــع: إنهــا دون مرحلــتين من مكــة أو نحــو مرحلــة أو

تسعة أميال من المسجد الحرام.ــدة، وكيف كان، فبعد معلومية أعالم الحرم من ناحية ج كمعلوميتها من سائر النواحي بالنسبة إلى أدنى الحل الــذيــالمتعين ــا بالنســبة إلى الفضــل ف ــه، وأم ــروج إلي يجب الخــة ــاك، فعال ال داعي إلى إطال الرجــوع إلى أهــل الخــبرة هن

الكالم حول التحديد. }والجعرانة بكسر الجيم والعين وتشديد الراء{ المهملة

المفتوحة، }أو بكسر

355

Page 356: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

مكة بين موضع:الـــراء وتخفيف العين وســـكون الجيم.أميال سبعة على والطائف

الحل أطراف أقرب وهو مكة من قريب موضع:والتنعيمــال ،مكة إلى ــال أربعة مكة وبين بينه:ويقـ ــرف ،أميـ ويعـ

المــواقيت وأما ،البحــرين مجمع في كــذا ،عائشة بمســجدمن أبعدها أن المنتهى في العالمة فعن الخمسة

ــراء{، أو بفتح الجيم ــف ال ــكون العين وتخفي الجيم وســراء، كمــا عن ابن إدريس )رحمــه وكســر العين وتشــديد ال

الله(. }موضــع بين مكــة والطــائف على ســبعة أميــال{ وعن بعض أنها على ثمانيــة عشــر ميال، وعن آخــر أن الحــرم من جهتها تسعة أميال أو بريد، فالقول بأنهــا على ســبعة ســهو،

وقد عرفت عدم الفائدة في تحقيق ذلك. }والتنعيم{ وزن مصدر باب التفعيل }موضع قريب من مكة، وهو أقرب أطراف الحل إلى مكــة، ويقـال: بينــه وبين مكة أربعة أميال{، وقيل ثالثــة، وقيــل على فرســخين على

طريق المدينة. ،(1)}ويعرف بمسجد عائشة، كــذا في مجمــع البحــرين{

وذلك إلحرامها من ذلك المكان كمــا تقــدم، وهنــاك مســجدــدين أمير المؤمنين )عليه السالم(، ومسجد اإلمام زين العاب

)عليه السالم( على ما عن كشف اللثام. }وأمــا المــواقيت الخمســة{ المتقدمــة }فعن العالمــة

)رحمه الله( في المنتهى أن أبعدها من

مادة )نعم(.179 ص6( مجمع البحرين: ج?)1

356

Page 357: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،مكة من مراحل عشــــــــرة على فإنها ،الحليفة ذو مكةــواقيت ،الجحفة البعد في ويليه ــ على الباقية الثالثة والمـ

إن:وقيل ،قاصــدتان ليلتان مكة وبين بينها واحدة مسافة.مكة من مراحل ثالث على الجحفة

مكة ذو الحليفــة، فإنهــا على عشــرة مراحــل من مكــة،ــة الباقيــة على ويليــه في البعــد الجحفــة، والمــواقيت الثالث مسافة واحدة، بينها وبين مكة ليلتــان قاصــدتان، وقيــل: إن الجحفة على ثالث مراحل من مكة{، وقد ضــبطها الفاضــل محمد الحسين األديب في كتابه كيــف تحج، بــأن ذا الحليفــة على بعد أربعمائة وأربعة وســتين كيلومــترا، والجحفــة على اثنين وعشرين، وكال من قــرن المنــازل ويلملم وذات عــرق

على أربعة وتسعين. أقول: الكيلومتر نصف ميل، لكن الظاهر وقوع االشتباه في الجحفــة، وحيث إن هــذا المحــال معلومــة بــالتواتر إلى

يومنا هذا، فليس في تحقيقها ونقل االختالف مزيد فائدة.

357

Page 358: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فميقاته ،طريق على اعتمر أو حج من كل:ـــ 5 مســـألة كما ،غــيره أرضه مهل كــان وإن ،الطريق ذلك أهل ميقات

أرضه مهل من يحـــرم أن يتعين فال ،ســـابقا إليه أشـــرناباإلجماع

: كل من حج أو اعتمر على طريــق، فميقاتــه5}مسألة ميقات أهل ذلك الطريق، وإن كان مهل أرضــه غــيره، كمــا

أشرنا إليه سابقا{ في الثاني والثالث من المواقيت.ــأن كــل من حج قال في الحدائق: قد صرح األصــحاب ب على ميقات لزمه اإلحرام منــه، بمعــنى أن هــذه المــواقيت المتقدمة ألهلها ولمن يمر بها من غير أهلهــا مريــدا للحج أو العمــرة، فلــو حج الشــامي على طريــق المدينــة أو العــراقــه اإلحــرام من ذي الحليفــة، وهــذا الحكم مجمــع وجب علي

، انتهى.(1)عليه بينهم كما يفهم من المنتهى وقال في المســتند: كــل من حج أو اعتمــر على طريــق كالعراقي يمر بمسجد الشجرة، فميقاته ميقــات أهــل ذلــك الطريق بغير خالف فيه يوجد، كما صرح به جماعة، بــل عن جماعة دعوى اإلجماع عليه، بل هو إجماع محقق أيضا، فهو

، انتهى.(2)الحجةوأرسله في الجواهر إرسال المسلمات.

ــه(: }فال يتعين أن ــال المصــنف )رحمــه الل ــا ق ومن هنيحرم من مهل أرضه باإلجماع

.455 ص14( الحدائق: ج?)1 المسألة الثانية.183 ص2( المستند: ج?)2

358

Page 359: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

صــلى) الله رســول إن:صفوان صحيحة منها والنصوص أتى ومن ألهلها المـــواقيت وقت(وســـلم وآله عليه الله

ا.أهله غير من عليها

ــحيحة ــا ص ــيرة }منه ــوص{ الكث ــه }النص ــدل علي و{ ي بن يحيى، عن أبي الحسن الرضا )عليه السالم((1)صفوان{

ــه ــه علي في حديث أنه كتب إليه: }أن رسول الله )صلى الل وآله( وقت المواقيت ألهلها ومن أتى عليها من غير أهلهــا{ وفيها رخصــة لمن كــان بــه علــة فال يجــاوز الميقــات إال من

علة. وصحيح الحلبي، سألت أبا عبد اللـه )عليــه السـالم( من أين يحرم الرجل إذا جاوز الشجرة؟ فقــال )عليــه الســالم(:

.(2)من الجحفة، وال يجاوز الجحفة إال محرما ورواية إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موســى

من دخل المدينة فليس له أن يحــرم)عليه السالم( وفيها: .(3)إال من المدينة

ــه ــه )علي ــد الل ــوب الخــزاز، عن أبي عب وصــحيح أبي أي.(4)ووقت ألهل نجد العقيق وما أنجدتالسالم(:

وقت رســول اللــه )صــلى اللــه عليــهوصــحيح رفاعــة: ــق ألهــل نجد ــه( العقي هــو وقت لمــا أنجــدت. وقــال: وآل

.(5)األرض وأنت منهم

.1 من أبواب المواقيت ح15 الباب 240 ص8( الوسائل: ج?)1.3 من أبواب المواقيت ح6 الباب 229 ص8( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب المواقيت ح15 باب 241 ص8( الوسائل: ج?)3.1 من أبواب المواقيت ح1 باب 221 ص8( الوسائل: ج?)4.10 من أبواب المواقيت ح1 باب 224 ص8( الوسائل: ج?)5

359

Page 360: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

والرضوي، عن النبي )صلى اللــه عليــه وآلــه( أنــه قــال:في هــذه المــواقيت هن ألهلهن ولمن أتى عليهن من غــير

.(1)أهلهن لمن أراد الحج والعمرة وخبر الدعائم، عن الصــادق )عليــه الســالم( في حــديث

فهذه المواقيت التي وقتهــا رســول اللــه )صــلى اللــهقال: عليه وآله( ألهل هذه المواضع ولمن جاء من جهتها من أهل

.(2)البلدان بــل في بعض النصــوص األخــر، كصــحيحتي عمــر بن

، وغيرهما أيضــا إشــارة إلى ذلــك،(4)، وعلي بن جعفر(3)يزيد هذا مضافا إلى إحــرام أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( من ميقــات اليمن على الظــاهر، والصــادق )عليــه الســالم( من

ميقات الشام من العقيق.

.7 باب سياق مناسك الحج ح337 ص96( بحار األنوار: ج?)1.297 ص1( الدعائم: ج?)2.6 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)3.5 من أبواب المواقيت ح1 الباب 223 ص8( الوسائل: ج?)4

360

Page 361: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــألة ــ 6مسـ ــات أن مر مما علم قد:ـ ،مكة التمتع حج ميقـــان واجبا ــ ــتحبا أو ك ــ ــاقي من ،مس ــ ،مكة أهل من أو اآلف

كــذلك محاذاتها أو الخمسة المــواقيت أحد عمرته وميقات،أيضا

ــة،6}مسألة : قد علم مما مر أن ميقات حج التمتع مك واجبا كان أو مستحبا، من اآلفاقي أو من أهــل مكــة{، لكن قد عرفت في الرابع من شرائط حج التمتــع جــواز اإلحــرام لــه من الميقــات إذا خــرج إليــه، كمــا فعلــه الصــادق )عليــه

السالم(. }وميقات عمرته أحد المواقيت الخمسة{ وقــد عــرفت أيضا في السابع من المواقيت أن األحوط ألهل مكة الجمــع بين اإلحـــرام منهـــا ومن الجعرانـــة، والمجـــاور يحـــرم من الجعرانة سواء كان الحج واجبــا أو منــدوبا، نعم يجــوز لهمــا

اإلحرام من أحد المواقيت. كمــا عــرفت أن من كــان منزلــه دون الميقــات، أي بينــه، إلطالق مكة وبينه، يحرم ولو لعمرة التمتع من دويرة أهلــرام األدلة، بل صرح بذلك في الجواهر قال: إن ميقات اإلح لمن كان منزله أقرب من الميقات منزله، سواء كان بعمرة

، انتهى.(1)تمتع أو إفراد أو حج إلطالق األدلةبل هو المنسوب إلى ظاهر عبائر غيره.

}أو محاذاتها كذلك أيضا{ وقد عرفت عدم الدليل عليهإال بالنسبة إلى مسجد الشجرة.

.118 ص18( الجواهر: ج?)1

361

Page 362: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

مطلقا المــواقيت تلك أحد واإلفــراد القران حج وميقاتــان إذا إال ،أيضا ــ ــات دون منزله ك ــ فميقاته ،مكة أو الميق

هو بل ،أيضا المـــــــواقيت تلك أحد من ويجـــــــوز ،منزله ،مكة في كــان إذا الحل أدنى عمرتهما وميقــات ،األفضل

مكة في يكن لم وإذا ،أيضا المـــــواقيت أحد من ويجـــــوز مسـتحبة ،المفـردة العمـرة في الحكم وكذا أحدها فيتعين

واجبة أو كانت

}وميقات حج القران واإلفراد أحد تلك المواقيت مطلقا أيضا{ واجبـا كـان الحج أم مسـتحبا، من أهـل اآلفـاق أم ال،

لكن إذا مر به وكان عليه أن يذكر المحاذاة. }إال إذا كــان منزلــه دون الميقــات أو مكــة، فميقاتــه منزله{ وقد عــرفت في الســابع من المــواقيت أن األحــوط ألهل مكة الجمع بين اإلحرام منها ومن الجعرانة، والمجــاور

يحرم من الجعرانة.ــو األفضــل{ }ويجوز من أحد تلك المواقيت أيضا، بل ه

لما عرفت في الميقات السابع.ــوز }وميقات عمرتهما أدنى الحل إذا كان في مكة، ويج

من أحد المواقيت أيضا{ لما تقدم في الميقات العاشر. }وإذا لم يكن في مكة فيتعين أحــدها{ أو المحــاذي لهــا على قوله )رحمه الله(، أو خصوص الشجرة على المختــار، إن لم يكن منزله أقرب إلى مكة من الميقات، والحــال أنــه

في منزله حين إرادة اإلحرام، وإال فمن منزله. }وكذا الحكم في العمــرة المفــردة، مســتحبة كــانت أو واجبة{ لمــا عــرفت في الميقــات العاشــر، بــل الظــاهر أن

عمرة القران واإلفراد أيضا هي العمرة المفردة،

362

Page 363: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــاور ،تعين معين ميقات من اإلحرام نذر وإن بمكة والمج ،النائي حال حاله ذلك وقبل ،أهلها حال حاله السنتين بعد

الخمسة أحد ميقاته يكــون القــران أو اإلفراد حج أراد فإذاــرد العمـــرة أراد وإذا ،محاذاتها أو ــاز المفـ من إحرامها جـ

.الحل أدنى

إذ ال ارتباط بينهما وبين العمرة، ولذا ما اســتبعدنا جــوازتقديمها عليهما، فتدبر.

}وإن نـــذر اإلحـــرام من ميقـــات معين تعين{ لعمـــوم الوفاء بالنذر إذا تعلــق بــالراجح، ورجحــان الخصوصــية غــير شرط، بل رجحان الجــامع كــاف، ولــذا لــو نــذر إعطـاء هــذاــامع ــان إال في ج ــير تعين، وإن لم يكن الرجح ــوب للفق الث

إعطاء ثوب للفقير. }والمجاور بمكة بعد السنتين حالــه حــال أهلهــا{ أي إذا أراد اإلحرام لحج القران واإلفــراد كــان عليــه أن يحــرم من

مكة. }وقبل ذلك حاله حــال النــائي، فــإذا أراد حج اإلفــراد أو القــران يكــون ميقاتــه أحــد الخمســة أو محاذاتهــا، وإذا أراد

العمرة المفردة جاز إحرامها من أدنى الحل{.أقول: في المقام أمور:

األول: إن مكة ميقات حج التمتع مطلقا، لمــا تقــدم في الرابع من شرائط حج التمتع من النص والفتوى، فال إشكالــوز ــة، نعم يج ــع من مك ــاور بحج التمت ــرام المج في أن إح اإلحرام من الميقات إذا خرج، لمــا تقــدم هنــاك من صــحيح

إسحاق. الثاني: قد عرفت في الميقات السابع أن األظهــر كــون

محل إحرام المجاور

363

Page 364: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بحجي القـــران واإلفـــراد من الجعرانـــة، وإطالق النص دافع للتفصيل بين من جاور سنتين وغيره، فقــول المنصــف

)رحمه الله( بالتفصيل ال وجه له.ــات ثم أراد ــد الميق ــا بع ــاور إلى م ــرج المج ــو خ نعم ل الرجــوع جــاز لــه اإلحــرام بــالقران واإلفــراد من الميقــات،

وتقــدم وجهــه فيومن أتى عليهن من غــير أهلهنلعموم السابع من المواقيت.

الثالث: قد تقدم أن العمرة المفردة ميقاتها أدنى الحل، وإطالق بعض النصوص في ذلك المقام، كصــحيحة عمــر بن يزيد المتقدمة في الميقات العاشــر تــدل على هــذا اإلطالقــانت لحجي القــران ــا، أي ســواء ك الشــامل للعمــرة مطلق واإلفــراد أم ال، بــل كــانت مفــردة، وصــحيح حريــز المتقــدمــال ــاك الــدال على الــذهاب إلى الــوقت لإلحــرام في قب هن

اإلحرام من مكة، ال أن المراد به المواقيت الخمسة. الرابــع: الظــاهر أن إحــرام عمــرة التمتــع بالنســبة إلى المجاور محله أدنى الحل لما عــرفت في المســألة الرابعــة من فصل أقسام الحج من داللة بعض النصــوص عليــه، وإن كان األحوط الجمع بين اإلحــرام من الميقــات وتجديــده في

أدنى الحل، والله العالم.

364

Page 365: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

فصلالمواقيت أحكام في

وال ،ينعقد وال ،المواقيت قبل اإلحرام يجوز الـ: 1 مسألة ،جديــدا إنشــائه من بد ال بل ،محرما عليها المــرور يكفي السالم( )عليه الله عبد أبي على ميسرة: دخلت خبر ففي،اللون متغير وأنا

}فصلفي أحكام المواقيت{

: ال يجوز اإلحرام قبل المواقيت{ حرمة ذاتية1}مسألة لظاهر النص، فهو كصالة الظهــر في الســفر أربعــا، وحمــل النهي على اإلرشاد إلى عدم الصــحة أو الحرمــة التشــريعية

خالف الظاهر. }وال يكفي المرور عليهــا محرمــا، بــل ال بــد من إنشــائهــرام من ــزوم اإلح ــة دلت على ل ــوح أن األدل ــدا{ لوض جدي الميقات، فتقديم اإلحرام عليه حالــه حــال تــأخيره عنــه فيــدق ــوجب ص ــا ال ي ــرور محرم ــرد الم ــة، ومج ــدم الكفاي ع )اإلحــرام من الميقــات( المــأخوذ في النص والفتــوى، هــذا

باإلضافة إلى ما في النص الخاص. }ففي خــبر ميســرة: دخلت على أبي عبــد اللــه )عليــه

السالم( وأنا متغير اللون،

365

Page 366: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

من:فقلت ،بالحج أحرمت أين من:السالم( )عليه فقال يزل خير طالب رب:السالم( )عليه فقال ،وكذا كذا موضع ؟أربعا السفر في الظهر صليت نإ أيسرك:قال ثم ،قدمه.ذاك والله فهو:قال ، ال:قلت

اإلحــرام نذر إذا:أحدهما ،موضعان ذلك من يستثنى نعم أبي خــبر: منها ،للنصــوص ويصح يجوز فإنه ،الميقات قبل

ــير ــالم(: )عليه الله عبد أبي عن ،بص ــدا أن لوالس أنعم عب ،البلية تلك من فعافاه ببلية ابتاله أو نعمة عليه تعالى الله

يتم أن عليه كان ،خراسان من يحرم أن نفسه على فجعل

ــالحجفقال )عليه السالم(: ، فقلت:من أين أحــرمت بــيرمن موضع كذا وكذا، فقال )عليه السالم(: رب طالب خ

أيسرك إن صليت الظهــر في الســفر، ثم قال: يزل قدمه . نعم يســتثنى من(1)فهــو واللــه ذاك، قلت: ال، قال: أربعا

ــة ــا عن األدل ــك للنص المســتثني لهم ــك موضــعان{ وذل ذلالعامة والخاصة.

}أحــدهما: إذا نــذر اإلحــرام قبــل الميقــات، فإنــه يجــوز ، عن أبي عبــد اللــه(2)ويصح للنصوص، منها: خبر أبي بصــير

لو أن عبدا أنعم اللــه تعــالى عليــه نعمــة أو)عليه السالم(: ــة فعافــاه من تلــك البليــة فجعــل على نفســه أن ابتاله ببلي

{، ثم إن جماعة منعوايحرم من خراسان كان عليه أن يتمــه ــتناد إلي ــذي يمكن االس ــإن ال ــه، ف ــه ل ــك، وال وج عن ذل

للمانعين أمور قابلة للمناقشة.

.5 من أبواب المواقيت ح11 الباب 235 ص8( الوسائل: ج?)1.3 من أبواب المواقيت ح13 الباب 237 ص8( الوسائل: ج?)2

366

Page 367: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــة، ــات المتقدم األول: المناقشــة في ســند بعض الرواي وفيه: إن صحة بعضها كافية، مضــافا إلى االنجبــار بالشــهرة

العظيمة التي لم يعلم المخالف الصريح إال ثالثة.ــة باحتمــال إرادة المســير ــاني: المناقشــة في الدالل الث لإلحرام من الكوفة أو خراسان أو نحو ذلك، وفيه: إن ذلــك

خالف الظاهر، بل الصريح. الثالث: معارضة هذه الروايات لألخبار الكثيرة المتقدمة الدالة على عدم انعقاد اإلحرام قبل الميقات، وفيه: وضــوح لزوم تقييدها بهذه األخبـار، كمـا هـو القاعــدة المطـردة في

كل عام وخاص ومطلق ومقيد. الرابع: إنه لو انعقد النــذر كــان ضــرب المــواقيت لغــوا، وفيه: إنه ال تالزم أصــال، مضــافا إلى النقض بمطلــق النــذر،ألنه لو انعقد لكان جعل المباح والمكروه والمستحب لغوا.

الخــامس: إنــه لــو قيــل بمقتضــى هــذه الروايــات لــزم االقتصار على موردهما، أعنى النــذر من الكوفــة وخراســانــذر ــون الن فال وجه للتعميم، وفيه: إن المستفاد عرفا منها ك

علة للصحة واالنعقاد وال خصوصية للمكان. السادس: إنه يشترط في انعقاد النذر رجحان المتعلق، كما دل عليــه النص واإلجمــاع، واالنعقــاد في المقــام منــاف لهذا الشرط، ألنه ال رجحان لإلحــرام قبــل الميقــات، وفيــه: إنــه نقــول باالشــتراط في غــير مــا نحن فيــه، إذ ال نص وال

إجماع في المقام، بل النص والشهرة على الخالف.ــان ــذر برجح ــاد الن ــتراط انعق ــئت قلت: إن اش وإن ش

متعلقه ليس من األمور

367

Page 368: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

مع ،النــذر قبل مرجوحيته بل ذلك رجحــان عــدم يضر والالستكشاف وذلك ،راجحا النذر متعلق كون الالزم أن

العقليـــة غـــير القابلـــة لحكم الشـــارع بـــالخالف، بـــل االشتراط إنمــا اســتفيد من الشــرع، فــإذا حكم الشــرع فيــذر وإن لم يكن ــد الن ــه ينعق ــذا الشــرط وأن ــدم ه ــورد بع مــة ــة القائل ــدة األولي ــد عن القاع ــع الي ــا، نرف ــه راجح متعلق

باشتراط الرجحان في المتعلق.ــه ال ثم إن المصنف )رحمه الله( منع الصغرى، أعــني أن رجحان في المتعلق بقوله: }وال يضــر عــدم رجحــان ذلــك{ أي اإلحرام قبل الميقات، }بل مرجوحيته قبل النذر، مع أن الالزم كون متعلق النذر راجحــا، و{ وجــه }ذلــك{ أي عــدمــار، ــذر من األخب ــه بشــرط الن الضــرر }الستكشــاف رجحان

والالزم رجحانه حين العمل ولو كان ذلك للنذر{. والحاصل: إن متعلق النــذر يلــزم أن يكــون راجحــا حين العمل، وإن كان مرجوحا حين النذر، واإلحرام قبل الميقات مرجوح حين النذر، لكنــه إذا تعلــق بــه النــذر يكــون راجحــا، والرجحان المشروط ليس أكثر من هــذا، وبــه يرتفــع الــدور الـذي ذكـره في المستمسـك قــائال: هــذا على ظـاهره غــيرــو معقول، ألن صحة النذر مشروطة بمشروعية المنذور، فل

، انتهى.(1)كانت مشروعيته مشروطة بالنذر لزم الدور إذ ال نسلم أن صحة النذر مشروطة بمشروعية المنذور حال النذر، بل مشروطة بأحــد أمــرين: مشــروعية المنــذورــو كــان غــير ــذر ول ــه ألن يصــير مشــروعا بالن فعال أو قابليت مشروع فعال، وهذا عبارة أخرى عن توسعة الشرط، وليس رفعا لليد عن الشرط حــتى يقــال بــأن منــع الصــغرى كمنــع

الكبرى في النتيجة.

.289 ص11( المستمسك: ج?)1

368

Page 369: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

حين رجحانه والالزم ،األخبــار من النــذر بشــرط رجحانهــذر ذلك كــان ولو العمل في الصــوم مســألة ونظــيره ،للن

صـــحته مع هو حيث من المحـــرم أو المرجـــوح الســـفرــذر ورجحانه ــ ــدل دليل من بد وال ،بالن ــ راجحا كونه على ي

أو مكــروه كل نــذر صحة ذلك الزم أن يرد فال ،النذر بشرطــار هو الكاشف المــذكورين المقــامين وفي ،محــرم األخب

ــالقول ــدم ف له وجه ال ذكر لما جماعة عن كما االنعقــاد بعلوجود

}ونظـــيره مســـألة الصـــوم في الســـفر المرجـــوح أو المحرم من حيث هو{ بال تعلق نذر به }مع صحته ورجحانــه بالنذر، وال بد من دليل يدل على كونه راجحا بشــرط النــذر، فال يرد أن الزم ذلك صحة نذر كــل مكــروه أو محــرم، وفي المقامين المذكورين{ أي الصوم في السفر واإلحرام قبــل

الميقات }الكاشف هو األخبار{.ــذر ــاد الن ــترط في انعق ــول يش ــانع يق ــل أن الم فتحص رجحان المتعلق، وال رجحان في اإلحرام قبــل الميقــات، فال

ينعقد النذر. والجــواب أوال: ال نســلم الكــبرى، إذ هي مســتفادة من

األخبار، وال مانع من تخصيصها بأخبار المقام.ــات ــل الميق ــرام قب ــغرى، إذ اإلح ــلم الص ــا: ال نس وثاني بشرط النذر راجح، ورجحان المتعلق بهــذا القــدر كــاف في

االنعقاد.ــا عن جماعـــة{ تقـــدم ــاد كمـ ــالقول بعـــدم االنعقـ }فـ

أسماؤهم }لما ذكر ال وجه له، لوجود

369

Page 370: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

إلحــاق وفي ،القاعــدة على تطبيقها وإمكــان النصــوصــذر واليمين العهد ــوه وعدمه بالن ــاق:ثالثها ،وج العهد إلحاألخبار من االستفادة إلمكان األول يبعد وال ،اليمين دون

النصوص وإمكان تطبيقهــا على القاعــدة{ وقــد عــرفتعمل المشهور بها.

}وفي إلحاق العهد واليمين بالنذر وعدمه وجوه{.أولها: اإللحاق، كما عن المسالك.

وثانيها: العدم، كما هو ظاهر كل من اقتصر على النــذر، ومال إليه الجواهر، قال: وفي إلحــاق العهــد واليمين بالنــذر وجه استظهره في المسالك لشمول النصوص لهما، لكن ال يخفى عليــك أن معقــد الفتــاوى النــذر، بــل قــد يــدعى أنــه المنساق من النص بل الظاهر عدم دخول اليمين فيــه، كــل ذا مع مخالفة المسألة للقواعد، وينبغي االقتصــار فيهــا على

، انتهى.(1)المتيقن و}ثالثها: إلحاق العهد دون اليمين{ ألن ظاهر الروايــات أنه جعل للــه عليــه، وهــو كمــا يشــمل النــذر يشــمل العهــد،

بخالف اليمين فإن لفظها ليس هكذا، بل نحو والله. }وال يبعــد األول، إلمكــان االســتفادة من األخبــار{ فــإن

، ظــاهر في( 2)وليف لله بما قــالقوله في صحيح الحلبي: كونه علة لوجوب اإلحرام، ألنه وفاء لله، ومن

.123 ص18( الجواهر: ج?)1.1 من أبواب المواقيت ح13 الباب 236 ص8( الوسائل: ج?)2

370

Page 371: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

هــذا ،القاعــدة خالف على الحكم لكــون الثاني واألحوط كــان وإن ،عليها المرور وال ،الميقات في التجديد يلزم وال

الخالف ةشبه عن خروجا التجديد األحوط

ــل على ــون العم ــد واليمين أيضــا يك ــوم أن العه المعل طبقهما وفاء لله، مضافا إلى أن الصيغة المسئول عنهــا في

هذه الصحيحة، أعني أعم من العهــد،جعل لله عليه شكرابل ال يبعد أن يكون اليمين أيضا جعال لله.

وما في المستمسك من أن النذر يتضمن إنشــاء تمليــكــه وبين الله سبحانه نفس المنذور، وبذلك أراد أن يفــرق بينالعهد واليمين، فقد عرفت في فصل نذر الحج أنه غير تام.

}واألحوط الثاني{ فلو أراد الحج من غير الميقــات نــذر بــاإلحرام عنــه، ال أنــه يحلــف أو يعاهــد }لكــون الحكم على خالف القاعــدة{، نعم لــو حلــف أو عاهــد كــان األحــوط لــهــف على ــذي حل ــع ال ــك الموض ــرام من ذل ــع بين اإلح الجم اإلحرام منه أو عاهد واإلحرام من الميقات، ومراد المصنف )رحمه الله( األول، فال يستشكل بأنه وإن كان األحــوط منــام ــذر، والمق جهة، لكنه خالف االحتياط من جهة مخالفة الن

من قبيل الدوران بين المحذورين. }هذا و{ على المختار من كون اليمين والعهد في حكم النذر }ال يلزم التجديد في الميقات وال المــرور عليهــا{ وإن حكي عن المراسم والراوندي، لكنــه ال وجــه لــه بعــد صــحة

اإلحرام.ــا عن شــبهة الخالف{ }وإن كان األحوط التجديد خروج الذي تقدم عن جماعة حيث لم يقولوا بمقالة المشهور، بــل

قالوا بعدم انعقاد النذر، هذا ولكن الظاهر

371

Page 372: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــرام نذر يصح فال المكان تعيين اعتبار والظاهر قبل اإلح القــدر ألنه ،األمكنة بين مخــيرا فيكــون ،مطلقا الميقــاتــار في اإلطالق عدم بعد المتيقن الترديد يبعد ال نعم ،األخب

الكوفة من إما أحــرم أن علي لله:يقول بأن المكانين بينالبصرة من أو

أن مثل هذا االحتياط غــير تــام، إذ مجــرد خالف جماعــة مع معلوميــة اســتنادهم إلى مــا ال يصــلح لالســتناد ال يــوجب

االحتياط حتى االستحبابي منه، والله العالم.ــار تعــيين المكــان{ كالكوفــة والبصــرة }والظــاهر اعتب ونحوهما }فال يصح نذر اإلحــرام مطلقــا فيكــون مخــيرا بين األمكنة{ وهذا هو ظــاهر الحــدائق حيث قــال: نــذر اإلحــرام

، انتهى. وكذا المستند.(1)من موضع معين وذلــك }ألنــه القــدر المــتيقن بعــد عــدم اإلطالق فيــدى عن األخبار{، لكن الظاهر أنه من باب المثال، فكما يتع الكوفة وخراسان اللــتين همــا مــورد النص إلى كــل مكــان،ــرف ــدم فهم العـ ــام، لعـ ــذر عـ ــل نـ ــدى إلى كـ ــذا يتعـ فكـ الخصوصية، فلو نذر اإلحرام قبل وصوله إلى المدينــة صــح، وفاقا للسيد عبد الهــادي الشــيرازي )دام ظلــه(، ومثلــه لــو نــذرت المــرأة مثال اإلحــرام في الطــائرة فإنــه ينعقــد، إذ ال خصوصية للمكان، وقد يستفاد اإلطالق من كالم كل من لم

يقيد بالمكان المعين. }نعم ال يبعد الترديد بين المكانين، بأن يقــول: للــه عليــردد أن أحرم إما من الكوفة أو من البصرة{، وذلك ألن الم كالمعين في التشخص، بخالف الكلي القابل االنطبــاق، ألنــه

ال تعين فيه بوجه من الوجوه، لكن ال يخفى ما فيه.

.461 ص14( الحدائق: ج?)1

372

Page 373: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

للحج اإلحرام كون بين فرق وال ،خالفه األحوط كان وإن للحج كــان لو نعم ،المفــردة للعمرة أو المندوب أو الواجب

العتبــار الحج أشــهر في يكــون أن يشترط التمتع عمرة أوكون

ــألة قال في المستمسك: ال يظهر الفرق بين هذه المس ومــا قبلهــا، فــإن كال منهمــا غــير المــتيقن من اإلطالق، بــلــوص ــار على خص ــتيقن االقتص ــار على الم ــى االقتص مقتض الكوفة أو مع البصرة، بناء على داللة روايتها على المقام أو

.(1)لزوم حملها عليه، انتهى وحيث عرفت أن الظاهر جــواز نــذر غــير المعين، فهــذا أيضا جائز، ثم إنــه كمــا يصــح تعلــق النــذر بغــير المعين من المكــان يصــح تعلقــه بغــير المعين من الزمــان، كــأن ينــذر

إحرام من الكوفة في هذا العام أو العام اآلخر.}وإن كان األحوط خالفه{ أخذا بالقدر المتيقن.

}وال فرق بين كون اإلحرام للحج الــواجب أو المنــدوب، أو للعمـرة المفـردة{ كمــا ال فـرق في كـون الحج تمتعـا أو

قرانا أو إفرادا، كل ذلك إلطالق النص والفتوى. أما لو نذر تأخير اإلحرام فال ينعقــد، لعــدم جــواز العبــور عن الميقات بغير إحــرام، ولم يــدل دليــل على الصــحة هنــا

كما دل في التقديم على الميقات. }نعم لــو كــان{ نــذره تقــديم اإلحــرام }للحج أو عمــرة التمتع يشترط أن يكون في أشهر الحج{ فال يصح أن يحرم

قبل الميقات في غير أشهر الحج }العتبار

.302 ص11( المستمسك: ج?)1

373

Page 374: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الــوقت قبل جــوزت إنما والنصــوص ،فيها لهما اإلحــرام ذلك من يحــرم فلم نــذره وخالف نذر لو ثم ،فقط المكاني من أحـــرم إذا إحرامه يبطل لم عمـــدا أو نســـيانا المكـــانالميقات

كون اإلحــرام لهمــا فيهــا، والنصــوص إنمــا جــوزت قبــل الوقت المكــاني فقــط{ قــال في الجــواهر مازجــا: الظــاهرــه في ــع ل ــذر بشــرط أن يقــع الحج وعمــرة التمت صــحة الن أشهره، أي الحج إن كان نذر اإلحرام لهمــا، لمــا عرفتــه من اإلجماع، على عدم جــواز وقوعهمــا في غيرهــا، مضــافا إلى

ــالى: ــه تع ــات﴿قول هر معلوم ــ ــوص(1)﴾الحج أش ، والنص المزبورة إنما جوزت اإليقاع قبـل الـوقت المكـاني وذلـك ال يقتضي وقوعهما في غير الوقت الزماني، وحينئذ فلو بعدت المسافة بحيث لــو أحــرم في أشــهر الحج لم يمكنــه إتمــام

، انتهى.(2)النسك لم ينعقد النذر بالنسبة إلى المهل ثم هــل يجــري مــا ذكــر من صــحة النــذر فيمــا لــو نــذرــدم، ــاهر الع ــات، الظ ــل الميق ــع من قب ــرام بحج التمت اإلح

النصراف النص إلى ما كان محله الميقات. }ثم لو نذر وخالف نذره فلم يحــرم من ذلــك المكــان{ فيما كان النذر ال يعم غير هذا، أمــا لــو كــان قــابال لالنطبــاق

على غيره فال إشكال في صحة هذا اإلحرام.ــرم من ــه إذا أحـ ــل إحرامـ ــدا لم يبطـ ــيانا أو عمـ }نسـ الميقات{، وذلك لما تقدم في المسألة الســابعة من فصــل

حج النذر، من أن النذر ال يوجب تضييق دائرة الواجب

.197( سورة البقرة: اآلية ?)1.123 ص18( الجواهر: ج?)2

374

Page 375: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أو المنــدوب االبتــدائيين، كي يــوجب بطالن العمــل غــير النذري، بل النذر إنمــا يــوجب إحــداث تكليــف يــوجب تركــه الكفارة لكونه حنثا، وقد سبق هنــاك أن القــول بــأن العمــل حينئذ مصداق للحنث، إذ الحنث يتحقق بأحد أمــرين، الــترك للعمل مطلقـا، والفعـل بـدون الوصـف النـذري، ممنــوع، إذ

ليس العمل حنثا، وإنما الترك حنث. فلــو نــذر أن يصــلي الظهــر في المســجد ثم صــلى في الدار، فهذه الصالة صحيحة لألمــر بهــا في حــد ذاتهــا، وأمــر النذر ال يـوجب تقييــدا، بـل تكليفــا زائـدا، فــإن تــرك العمــل بالنذر إثم، وكان عليه الكفارة، وقد قلنــا هنــاك إنــه لــو قلنــا ببطالن هذا العمل الخالي عن وصف النذر لزم الخلــف، ألن بطالنه يوجب عــدم الحنث، وعــدم كونــه حنثــا يــوجب عــدم

البطالن، فراجع. ومن هذا يظهر ما في تفصــيل المستمســك حيث قــال: أمـــا في النســـيان فظـــاهر لوقـــوع اإلحـــرام على الوجـــه المشروع فيصح، وأما في العمد فمشكل، ألن النذر يقتضي ملك الله سبحانه للمنذور على وجه يمنع من قدرة المكلف على تفويته، واإلحــرام من الميقــات عمــدا لمــا كــان تفويتــا

ــادة ،(1)للــواجب المملــوك كــان حرامــا فيبطــل إذا كــان عبانتهى.

مضافا إلى ما مر في بعض المباحث السابقة من عــدمتمامية اقتضاء النذر ملكا لله سبحانه.

.303 ص11( المستمسك: ج?)1

375

Page 376: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

.متعمدا خالفه إذا الكفارة عليه نعمــرة إدراك أراد إذا:ثانيهما ــيه وخشي رجب عمـ إن تقضـ

قبل اإلحــرام له يجــوز فإنه ،الميقــات إلى اإلحــرام أخر األعمــال ببقية أتى وإن رجب عمــرة له وتحسب ،الميقات

الله عبد أبي عن ،عمــار بن إســحاق لصــحيح ،شــعبان فييجيء رجل عنالسالم( )عليه

ــه الكفــارة إذا خالفــه متعمــدا{ فيمــا لم يكن }نعم علي انطباق النــذر على غــير هــذا، كمــا عــرفت، وإال كــان الالزم

اإلتيان بالمنذور بعد ذلك. }ثانيهما: إذا أراد إدراك عمرة رجب وخشي تقضــيه إنــل ــه اإلحــرام قب ــه يجــوز ل أخــر اإلحــرام إلى الميقــات فإن الميقات وتحسب لــه عمــرة رجب، وإن أتى ببقيــة األعمــالــبر والمنتهى ــ ــاع المحكي عن المعت ــ ــعبان{ باإلجم ــ في شــرف، ــه يع ــتند بال خالف في ــا، وفي المس ــالك وغيره والمســواهر بال خالف واتفاقهم عليه منقول في كلماتهم، وفي الج

أجده فيه، انتهى. وعن ابن إدريس الخالف، قــال في الحــدائق بعــد نقلــهــة ــارة ابن إدريس اآلتي اإلجماع عن المعتبر والمنتهى: إن عب ظاهرة في الخالف، ولعله ـ أي دعواهما اإلجماع ـ إما مبني على الغفلة عن مالحظــة كالمــه، أو عــدم االعتــداد بخالفــه،

، انتهى.(1)والظاهر األول لنقلهم خالفه في المسألة النذر }لصــحيح إســحاق بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

السالم( عن رجل يجيء

.460 ص14( الحدائق: ج?)1

376

Page 377: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أن قبل الهالل عليه فيــدخل رجب عمــرة ينــوي معتمــرا يــؤخر أو لــرجب ويجعلها الــوقت قبل يحــرم أ العقيق يبلغ

قبل يحــرم:قــال ،لشــعبان ويجعلها العقيق إلى اإلحــرام. فضال لرجب فإن لرجب الوقت

)عليه الله عبد أبا ســـمعت ،عمـــار بن معاوية وصـــحيحة الــذي الــوقت دون يحــرم أن ينبغي ليس:الســالم( يقــول

ــوت يخاف أن إال(وآله عليه الله صلى) الله رسول وقت فومقتضى ،العمرة في الشهر

معتمرا ينوي عمــرة رجب فيــدخل عليــه الهالل قبــل أن يبلغ العقيــق أيحــرم قبــل الــوقت ويجعلهــا لــرجب أو يــؤخر اإلحــرام إلى العقيــق ويجعلهــا لشــعبان، قــال: يحــرم قبــل

الوقت لرجب فإن لرجب فضال. وصحيحة معاوية بن عمار، سمعت أبــا عبــد اللــه )عليــه

ــوقت الــذيالســالم( يقــول: ليس ينبغي أن يحــرم دون ال وقت رسول الله )صلى الله عليه وآله( إال أن يخــاف فــوت

.}(1)الشهر في العمرة وفي الوســائل روى صــحيح إســحاق عن الشــيخ هكــذا، قال: سـألت أبـا إبـراهيم )عليـه السـالم( عن الرجـل يجيء معتمرا ينوي عمرة رجب فيدخل عليه الهالل ـ هالل شعبان خ ـ قبل أن يبلغ العقيق فيحرم قبل الوقت فيجعلها لــرجب، أم يؤخر اإلحرام إلى العقيق ويجعلها لشــعبان، قــال: يحــرم قبل الوقت لرجب فيكون ـ فإن خ ـ لرجب فضال وهو الذي

.(2)نوى.(3)وفي الحدائق رواه عن أبي الحسن )عليه السالم(

.1 من أبواب المواقيت ح12 الباب 236 ص8( الوسائل: ج?)1.2 من أبواب المواقيت ح12 الباب 236 ص8( الوسائل: ج?)2.461 ص14( الحدائق: ج?)3

377

Page 378: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أيضا رجب غــير عمــرة إلدراك ذلك جــواز الثانية إطالق ذلك خصصــوا األصــحاب لكن ،عمــرة شــهر لكل إن حيث

،القاعـدة خالف على الحكم إن حيث األحـوط فهو ،بـرجب أن كما ،الميقـــات في التجديد ذلك مع واألحـــوط واألولىالوقت آخر إلى التأخير األحوط

ــه أيضــا مــا رواه في دعــائم اإلســالم ــدل علي ، عن(1)وي جعفر بن محمد )عليهما السالم( }ومقتضى إطالق الثانيــة{ــك إلدراك عمــرة غــير رجب صــحيحة ابن عمــار }جــواز ذل أيضا{ إذ ال تقييد فيها برجب }حيث إن لكــل شــهر عمــرة{

كما في النصوص، وأفتى بذلك غير واحد. }لكن األصحاب خصصوا ذلك برجب{ بحمــل الصــحيحة الثانية على الصحيحة األولى، لكنــه ال وجــه لــه بعــد كونهمــا

مثبتين، فال تنافي حتى يحمل إحداهما على األخرى. }فهو{ وإن كان }األحوط{ لكنــه غــير الزم، واالحتيــاط االستحبابي إنما هو }حيث إن الحكم على خالف القاعــدة{ إذ مقتضى النص والفتــوى أن يكــون اإلحــرام من الميقــات،ــات ــديم على الميقـ ــك{ التقـ ــع ذلـ ــوط مـ }واألولى واألحـ }التجديد في الميقــات{ ألنــه يصــح على كال التقــديرين، فال مانع منه، }كما أن األحوط التأخير إلى آخر الوقت{ ليكــون أقرب إلى الميقات، لكن ال يخفى ضعف هذا االحتياط، إذ ال وجه له، فإنــه ال فــرق بين قــرب الميقــات وبعــده، إذا كــان

كالهما

.334 ص1( الدعائم: ج?)1

378

Page 379: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــدم علم إذا الضيق قبل اإلحرام جواز الظاهر كان وإن ع يقع إنه حيث األولى هو بل ،الميقـــات إلى أخر إذا اإلدراك بين الفــرق عــدم والظــاهر ،رجب في أيضا أعمالها بــاقي

.ونحوه بالنذر أو باألصل والواجبة المندوبة العمرة

خارج الميقــات }وإن كــان الظـاهر جــواز اإلحــرام قبــل الضيق{ أيضا }إذا علم عدم اإلدراك إذا أخر إلى الميقات{ ألن عدم إدراك الميقات في الوقت هو معيار جواز التقديم،ــيق وهو حاصل قبل الضيق أيضا }بل هو{ اإلحرام قبل الض }األولى حيث إنه يقع باقي أعمالها{ أعمــال العمــرة وال بــد وأن يراد به طول اإلحرام }أيضا في رجب{ وإال فال أعمــال

قبل الوصول إلى الميقات. }والظــاهر{ في مســألة جــواز اإلحــرام قبــل الميقــاتــل{ ــة باألص ــة والواجب ــرة المندوب ــرق بين العم ــدم الف }عــد واليمين، كعمرة القران واإلفراد }أو بالنذر ونحوه{ كالعه وذلك إلطالق األدلة، ولو منع اإلطالق، فالمناط آت في غــير

منصرف النص.

379

Page 380: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،الميقــات على اإلحــرام تقــديم يجوز ال كماـ: 2مسألةــذلك ــوز ال ك ــأخير يج ــوز فال ،عنها الت أو الحج أراد لمن يج ،محرما إال اختيارا الميقات يجاوز أن مكة دخول أو العمرة

إال أيضا الميقــات محــاذاة عن المجــاوزة عــدم األحــوط بلــان وإن محرما ــات أمامه كـ ــرم لم فلو ،آخر ميقـ منها يحـ ،آخر ميقــات أمامه كان إذا إال اإلمكان مع إليها العود وجبــرام يجزيه فإنه ــ ــترك أثم إنو ،منها اإلح ــ ــرام ب ــ من اإلح

األول الميقات

: كما ال يجوز تقــديم اإلحــرام على الميقــات،2}مسألة ــات كذلك ال يجوز التأخير عنها{ بال إشكال وال خالف، للروايــير الدالة على وجوب اإلحرام من الميقات فال تشريع في غ الميقـــات مقـــدما أو مـــؤخرا }فال يجـــوز لمن أراد الحج أو العمــرة أو دخــول مكــة{ لغــير مثــل الحطــاب ونحــوه }أن يجاوز الميقات اختيارا إال محرما بل األحوط{ األقوى }عدمــا{ ألن ــا إال محرمـ ــات أيضـ ــاذاة الميقـ ــاوزة عن محـ المجـالمفهوم من النص والفتوى أن المحاذاة في حكم الميقات. نعم يرد اإلشكال على قولـه: }وإن كـان أمامــه ميقــات آخر{ إذ ال إطالق ألدلــة المنــع بحيث يشــمل هــذه الصــورة.

وكذا إذا كان أمامه محاذاة أخرى لميقات آخر. }فلو لم يحرم منها وجب العود إليها مع اإلمكان{ حــتىــه }إال إذا كــان أمامــه ميقــات آخــر{ أو يتحقــق المــأمور ب محاذاة أخرى }فإنه يجزيه اإلحــرام منهــا{ لمــا عــرفت من إطالق األدلة }وإن أثم بــترك اإلحــرام من الميقــات األول{

، هن لهن ولمن أتى عليهنوصح إحرامه لعموم

380

Page 381: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــان وإن ،مطلقا اإلمكان مع إليها العود واألحوط أمامه ك كــان بأن مكة دخول وال النسك يرد لم إذا وأما ،آخر ميقات

اإلحرام يجب فال الحرم في كان ولو مكة خارج شغل له

لكنه كان آثما بتركه اإلحرام من الميقات األول إذا كــان عامدا لذلك، وقد تقدم سابقا في المسألة األولى من فصلالمواقيت وجه األمرين، أي كونه آثما وكون إحرامه صحيحا. }واألحــوط العــود إليهــا مــع اإلمكــان مطلقــا، وإن كــان أمامه ميقات آخر{ لكن ال يترك هذا االحتياط فيما لم يصل

إلى الميقات الثاني، وإال فال دليل على العود. }وأما إذا لم يرد{ المار بالميقات أو المحاذي }النســك وال دخول مكة، بأن كان له شغل خــارج مكــة ولــو كــان فيــرد دخــول الحــرم ــا إذا لم ي الحــرم فال يجب اإلحــرام{، أم فواضح، ألن وجوب اإلحــرام من المــواقيت إنمــا هــو لمريــد دخول الحرم ومكة ال مطلقا، ويــدل عليــه أن النــبي )صــلى الله عليه وآله( حين أراد الخروج إلى بدر مر على الميقــات

ولم يحرم منه، كما في الحدائق. وأما إذا أراد دخول الحــرم دون مكــة، فــاألقوى وجــوب اإلحرام، لجملــة من النصــوص الدالــة على وجــوب اإلحــرام لمن أراد دخول الحرم، كما تقدم جملــة منهــا في المســألة الثالثة من فصل أقسام العمرة، ويــدل عليــه أيضــا مرســلة الصــدوق، روي عن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلـه( واألئمــة

.(1))عليهم السالم( أنه وجب اإلحرام لعلة الحرم

.3 من أبواب اإلحرام ح1 باب 3 ص9( الوسائل: ج?)1

381

Page 382: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

إذا الميقــات من اإلحــرام وجــوب األخبــار بعض في نعم يــدعى قد لكن ،مكة دخــول يــرد لم وإن الحــرم دخول أراد

من اسـتظهاره يمكن كـان وإن ،وجوبه عــدم على اإلجماع.الكلمات بعض

وفي العلل، بإسناده عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(ــال: ــةق ــة، وحــرم الحــرم لعل ــة الكعب حــرم المســجد لعل

.(1)المسجد، ووجب اإلحرام لعلة الحرم وقد عرفت في تلك المسألة أن ذلك مما أفتى به جمــع

فراجع.ــك المســألة ــة في تل ــار{ المتقدم }نعم في بعض األخبــرم وإن لم }وجوب اإلحرام من الميقات إذا أراد دخول الحــه{ ــدم وجوب يرد دخول مكة، لكن قد يدعى اإلجماع على ع ففي محكي المدارك قد أجمع العلماء على أن من مر على الميقات وهو ال يريد دخول مكة، بل يريد حاجة فيما ســواها

.(2)ال يلزمه اإلحرام، انتهىوقد عرفت تزييفه في تلك المسألة.

}و{ لذا قال: و}يمكن استظهاره من بعض الكلمات{، بل صرح بذلك جملة كما تقدم، هذا مضافا إلى إمكان حمل اإلجمــاع المــدعى في كالم المــدارك على إرادة الحــرم من

مكة، فكثيرا ما تطلق عليه تسامحا. ثم لو كان بناؤه على دخــول الحــرم، وبعــد القــرب منــه

أراد ذلك لم يجز إال باإلحرام من الميقات. ــا بقي في المقام شيء، وهو أن حكم من لم يكن مكلف باإلحرام حين المرور على الميقــات كالمجتلبــة والصــبي إذا

كلف به بأن بلغ الصبي وأراد الجالب الحج

.1 ح156 الباب 415( علل الشرايع: ص?)1.439( المدارك: ص?)2

382

Page 383: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــوع إلى ــي في الرجـ ــه حكم الناسـ ــرور عليـ ــد المـ بعـ الميقات، لشمول صــحيح الحلــبي وخــبر علي الآلتــيين لهم، ومثل في الحدائق لذلك بالعبــد والكــافر إذا أعتــق أو أســلم بعــد عبورهمــا الميقــات، ولكن فيــه نظــر، إذ ال يجــوز للعبــد والكــافر العبــور عن الميقــات بال إحــرام، بخالف الصــبي والمجتلبة، اللهم اال أن يريد من يجب عليــه الرجــوع، ســواء

كان عاصيا بمروره أم ال، فتأمل.

383

Page 384: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

عامدا عالما الميقات من اإلحرام أخر لو: 3 مسألة

: لو أخر اإلحرام من الميقات عالمــا عامــدا{3}مسألة فإن تمكن من الرجوع إلى الميقات وجب الرجوع واإلحرام من الميقات، لصــحيح الحلــبي، ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( عن رجل ترك اإلحــرام حــتى دخــل الحــرم؟ فقــال

يرجع إلى ميقات أهل بالده الــذي يحرمــون)عليه السالم(: ــه، منه فيحرم، فإن خشي أن يفوته الحج فليحــرم من مكان

.(1)فإن استطاع أن يخرج من الحرم فليخرج ثم ليحرمــه وخبر علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفــر )عليــتى انتهى إلى السالم( قال: سألته عن رجل ترك اإلحرام ح

ــذينالحرم كيف يصنع، قال: يرجع إلى ميقات أهل بالده ال.(2)يحرمون منه فيحرم

وإطالق الصحيحة دال على وجوب الرجــوع إلى ميقــاتــاذاه أم ال، ــر، ح أهل بلده، سواء مر على الميقات أم لم يم كان مروره أو محاذاته ـ على تقديرها ـــ لميقــات أهــل بالده

أم ال. ومــا في المستمســك حيث قــال: ظــاهر الصــحيحين األولين ـ أي صــحيح الحلــبي الــذي نقلنــاه وصــحيحه الثــاني الذي سيأتي في حكم الناسي ـ خصــوص ميقــات بلــده وإن لم يكن قد عبر عليه، لكن يتعين حملهما على ما عبر عليه، بقرينة التعبير بالرجوع في ثانيهمــا، أو بقرينــة اإلجمــاع على

، (3)خالفهما

.7 من أبواب المواقيت ح14 الباب 239 ص8( الوسائل: ج?)1.9 من أبواب المواقيت ح14 باب 240 ص8( الوسائل: ج?)2.308 ص11( المستمسك: ج?)3

384

Page 385: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

آخر لعذر أو الوقت لضيق إليها العود من يتمكن ولم

انتهى. ال يخفى ما فيــه، إذ الرجــوع ليس بالزم المــرور،ــاب أال ترى أنه لو قال المولى: ال يأتي أحــد داري إال من الب الشرقي، فأتى شخص من غيره، يقال لـه ارجـع إلى البـاب

الذي أمر المولى بالدخول منه ثم ادخل. واإلجماع لم نحققه، كمــا أن احتمــال حمــل الصــحيحين على الغــالب من كــون الرجــوع إلى ميقــات أهــل بالده هــو األســهل غالبــا، منظــور فيــه كــبرى وصــغرى، فاألصــل هــو

هن لهنالتحفظ على القيد وكونه احترازيا، كمــا أن إطالق ونحوه يلزم أن يقيد بهــذينولمن أتى عليهن من غير أهلن

الصحيحين. وبهذا يتضح اإلشــكال فيمــا ذكــره في المسـالك بقولــه: وفي بعض األخبار أنه يرجع إلى ميقاتــه في جميــع الصــور ـ يعنى صور تجاوز الميقات بغير إحــرام ـــ والظــاهر أنــه غــير متعين، بل يجزي رجوعه إلى أي ميقات شاء ألنهــا مــواقيت

، انتهى.(1)لمن مر بها وهو عند وصوله كذلك ولذا رده في المستمسك بــأن المــواقيت مــواقيت لمنــوص مر بها مسلم، لكن ال يصلح للخروج به عن ظاهر النص المذكورة، ألن نسبتها إلى دليل التوقيت نســبة الخــاص إلى العام، فإذا المتعين الرجوع إلى الميقات الذي عبر عليه وال

.(2)يجزى غيره، انتهى ووجوب الرجوع إلى ميقــات أهلــه هــو الــذي اســتظهره

في الحدائق. }و{ لــو }لم يتمكن من العــود إليهــا لضــيق الــوقت أو لعذر آخر{ كالمرض والعــدو والســيل المــانع ونحوهــا، فــإن

كان أمامه ميقات آخر أحرم منه إلطالق

.11 سطر 105 ص1( المسالك: ج?)1.307 ص11( المستمسك: ج?)2

385

Page 386: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

هن لهنــير ــرام من غ ــزوم اإلح ــال ل ــوه، واحتم ونح الميقات، بتقريب أنه كان التكليف اإلحرام من الميقات إلى مكة، فحيث لم يحرم سقط المقدار المتعذر فيبقى الباقى، مردود بأن الثابت هو صــحة اإلحــرام من الميقــات، أمــا من غيره فال، بل عمومــات عــدم جــواز اإلحــرام قبــل الميقــات شــاملة لمــا نحن فيــه، كمــا أن احتمــال لــزوم الرجــوع إلىــه في الميقات األول لما تقدم من وجوب الرجوع إلى ميقات

غير محله، بعد نص الرواية بسقوط الرجوع مع العذر.ــل إلى ــا من وص ــة مورده ــحيحة المتقدم ــال: الص ال يقــان بين ــو من ك ــذي ه ــه ال ــا نحن في ــمل م ــرم، فال تش الح

الميقاتين. ألنـــا نقـــول: المـــورد غـــير مخصـــص بعـــد عـــدم فهم الخصوصــية، أمــا مــا اشــتملت عليــه من اإلحــرام من حيث أمكن الموجب للــزوم اإلحــرام ولــو من بين الميقــاتين ألنــه الممكن، فقد عرفت أن مقتضى عدم جواز تقــديم اإلحــرام على الميقات عدمه فيما نحن فيه، والصـحيحة إنمـا جـوزت اإلحرام من دون الميقات لمن ال يتمكن من الميقات أصــال،

والمفروض أن الشخص متمكن من الميقات الثاني.ــه إذا لم يكن في طريقــه ولذا قال في الجواهر: هذا كل ميقات آخر، وإال لم يجب الرجوع أيضا على كــل حــال، بنــاء على ما تقدم من االجتزاء باإلحرام منه مــع االختيــار، فضــال

، انتهى.(1)عن العذر وفي محكى المدارك: ال يحفى أنــه إنمــا يجب العــود إذا

لم يكن في طريقه

.127 ص18( الجواهر: ج?)1

386

Page 387: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

على وحجه إحرامه بطل آخر ميقــــــــات أمامه يكن ولم ،مســتطيعا كــان إذا قضاؤه عليه ووجب ،األقوى المشهور

اإلحــرام بترك أثم وإن ،يجب فال مستطيعا يكن لم إذا وأمايدخل لم إذا خصوصا ،الميقات على بالمرور

ميقــات آخــر، وإال لم يجب كمــا مــر، بــل يــؤخر إلى، انتهى.(1)الميقات

ــود إلى ــر، إذ المتمكن من العـ ــا نظـ لكن في إطالقهمـ ميقات أهله قد عرفت وجوب عوده للصــحيحين الســابقين،

واالنتهاء إلى الحرم من باب المثال، والله العالم.ــه ــل إحرام ــر بط ــات آخ ــه ميق ــو }لم يكن أمام }و{ ل وحجه{ لو حج بغير إحرام، أو بإحرام من غير ميقاته }على المشهور{ كما عن السرائر واالقتصاد والشرائع وغيرها منــا، وفي الجــواهر ــد وغيره ــة والقواع ــق، والنهاي كتب المحق وفاقا لالكثر، بل المشهور، بل ربما يفهم من غير واحد عدم الخالف فيــه بيننــا، وفي المسـتند أنــه قــول األكــثر فحكمــوا

بفوات الحج عنه، انتهى. أقول: بعض من ذكر اقتصــر على ذكــر بطالن اإلحــرام، وبعضهم ذكر بطالن الحج أيضا وهــذا القــول هــو }األقــوى{ عنــد المصـنف )رحمـه اللـه( وجماعـة من المعاصـرين، ألن ذلك مقتضى إطالق دليل التوقيت الموجب لبطالن اإلحــرام من غير الوقت، ويبطل الحج حينئــذ، ألنــه بال إحــرام، ســواء

أحرم من غير الوقت أم ال. }ووجب عليــه قضــاؤه{ بإتيانــه في الســنة الثانيــة }إذا كان مستطيعا{ ونحوه كالمنــذور وشــبهه }وأمــا إذا لم يكن مســتطيعا{ أو شــبيها بــه }فال يجب وإن أثم بــترك اإلحــرام بالمرور على الميقات، خصوصا إذا لم يــدخل{ الحــرم على

المختار أو

.31 سطر 438( المدارك: ص?)1

387

Page 388: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بدعوى ،مستطيعا يكن لم ولو عليه بوجوبه والقول مكةــاؤه يجب تركه فمع مكة قصد إذا عليه ذلك وجــوب ال ،قض

عليه دليل

}مكة{ على مختــاره )رحمــه اللــه(، إذ الــدليل إنمــا دل على اإلثم بدخول الحـرم أو مكــة بال إحـرام، ولم يـدل على وجوب القضاء، فنظــيره من صــلى النافلــة بال وضــوء، فإنــه

فعل محرما، لكن لم يجب عليه قضاؤه. }والقول بوجوبه عليه ولو لم يكن مســتطيعا{ كمــا عن الشهيد الثاني )رحمه الله(، قال في الحــدائق: قــال شــيخنا المشار إليه في المســالك أيضــا، وحيث يتعــذر رجوعــه مــعــاؤه، وإن لم يكن التعمـــد بطـــل نســـكه ويجب عليـــه قضـــه ــه بســبب إرادة دخول ــان وجوب ــل ك مســتطيعا للنســك، ب الحرم، فــإن ذلــك مــوجب لإلحــرام، فــإذا لم يــأت بــه وجب

.(1)قضاؤه كالمنذور نعم لو رجع بعد تجاوز الميقــات ولمــا يــدخل الحــرم فال قضاء عليه، وإن أثم بتأخير اإلحرام، وادعى العالمــة )رحمـه

الله( في التذكرة اإلجماع عليه، انتهى. واعترضه ســبطه السـيد الســند في المــدارك بأنــه غــيرــو جيد، ألن القضاء فرض مستأنف، فيتوقف على الدليل وه منتف هنا، واألصح سقوط القضاء كما اختــاره في المنتهى، واســتدل عليــه بأصــالة الــبراءة من القضــاء، وبــأن اإلحــرام مشروع لتحية البقعة، فإذا لم يأت به سقط كتحية المسـجد

، انتهى.(2)وهو حسن هذا حكاية الحدائق نقله ساكتا عليه، وهو جيد، إذ القولــه المذكور }بدعوى وجوب ذلك عليه إذا قصد مكة فمع ترك

يجب قضاؤه ال دليل عليه{ إال عموم

.472 ص14( الحدائق: ج?)1.30 سطر 439( المدارك: ص?)2

388

Page 389: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

إنما عليه الــواجب ألن وذلك ،مكة يــدخل لم إذا خصوصاــان ــرف اإلحــرام ك ــالة البقعة لش دخــول في التحية كص

ال لذلك اإلحرام وجوب أن مع ،تركه مع قضاء فال ،المسجد مكة يــدخل ولم له بــدا إذا وأيضا ،عليه الحج وجــوب يوجب أنه إلى بعضــهم وذهب ،األول من الوجوب عدم عن كشف

في كما ،مكانه من أحــرم الميقات إلى العود عليه تعذر لوضاق أن إلى التوضؤ ترك إذا ما نظير والجاهل الناسي

من فاتته فريضة.وهو منصرف عما نحن فيه }خصوصا إذا لم يــدخل مكــة{ أو الحــرم على االختالف في موجب اإلحرام، ووجه الخصوصية أنــه لــو لم يــدخل لم يكن اإلحرام واجبا عليه من االبتداء، بل إنما تخيله، فلو كان

هناك إثم فإنما هو على التجري ال على مخالفة األمر. }وذلــك ألن الــواجب عليــه إنمــا كــان اإلحــرام لشــرفــه بعض الروايــات فيكــون اإلحــرام البقعــة{ كمــا يشــير إلي }كصالة التحية في دخول المسجد، فال قضاء مــع تركــه مــع أن وجوب اإلحرام لذلك ال يوجب وجــوب الحج عليــه{ فإنــهــال إن ــرة، اللهم إال أن يق ــا للعم ــرام ثاني يمكن قضــاء اإلح الــواجب بعــد نيتــه الحج، فلــو قلنــا بعمــوم وجــوب القضــاء

اقتضى قضاء الحج، ال اإلتيان بإحرام ولو لعمرة فتدبر.ــدا لــه ولم يــدخل مكــة كشــف عن عــدم }وأيضــا إذا ب الوجوب من األول{ فال أداء فال قضاء، إذ مجرد اإلرادة غــيرــة }وذهب بعضــهم{ كأصــحاب المبســوط والمصــباح موجب ومختصره وكشف اللثام والحدائق والمستند والمستمســك، وفي الجــواهر أنــه محكي عن جماعــة من المتــأخرين }إلى أن لو تعذر عليه العــود إلى الميقــات أحــرم من مكانــه كمــا في الناسي والجاهل نظير ما إذا ترك التوضى إلى أن ضاق

389

Page 390: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الوضــوء بــترك أثم وإن صــالته وتصح يــتيمم فإنه الوقتــدا ــ ــام في البدلية نإ وفيه ،متعمـ ــ بخالف ،تثبت لم المقـ

.متعمدا عليه وجب ما ترك أنه والمفروض ،التيمم مسألة

الوقت فإنه يتيمم وتصح صــالته وإن أثم بــترك الوضــوءــبي ــحيحة الحلـ ــوى، إلطالق صـ ــو األقـ ــذا هـ ــدا{ وهـ متعمـ

المتقدمة.ــة في ــه إن البدلي ــا يرفــع مــا يقــال من أن }في }و{ به المقام لم تثبت، بخالف مسألة التيمم، والمفروض أنه تــرك ما وجب عليه متعمدا{ ال ناسيا أو نحوه حتى يشمله إطالق دليــل النســيان اآلتي، وذلــك ألن الصــحيحة الدالــة بإطالقهــاــا في على كفاية اإلحرام من مكانه كافية إلثبات البدلية، وم الجواهر من تنزيل إطالقهــا على غــير العامــد، مرفــوع بأنــه

رفع لليد عن اإلطالق بغير دليل.ال يقال: إنما نرفع اليد عن إطالقها لوجوه:

األول: إنه مخالف ألدلة التوقيت.الثاني: إنه مخالف للشهرة.

الثالث: إنه مخالف للحمل على الصحة. الرابع: إن الصحيح الثاني للحلبي اآلتي مورده النسيان، وهو مطابق لهذا الصحيح، فحيث نحتمل أنهما واحد ال يبقى

الثقة باإلطالق.الخامس: إن المنصرف عن الصحيح غير العامد.

ألنا نقول: أما أدلة التوقيت فالصحيحة أخص منهــا، كمــاأن أدلة النسيان

390

Page 391: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أخص منهــا فتقيــد بهــا، وأمــا الشــهرة فهي فتوائيــة وال مرجحية لها، وأما الحمل على الصــحة فال دليــل عليــه حــتى يوجب تقييد اإلطالق، وأما الصحيح الثاني فكفى في كونهما روايتين كون أحدهما عن الصادق )عليه السالم( واآلخر عن أبيه )عليه السالم(، وأما االنصــراف فال وجــه لــه، ولــو كــان

فهو بدوي. وبهذا كلــه تحقــق أنــه لــو لم يحــرم من الميقــات، فــإن تمكن رجع إلى ميقات أهل بالده مطلقا، ولو لم يتمكن فإن كان بين الميقاتين أحــرم من الميقــات الثــاني، ولــو لم يكن فإن كان في الحل أحــرم منــه، واألقــرب عــدم تــأخيره إلى أدنى الحل، بل األبعد حسب المقــدور فتــدبر، وإن كــان في الحرم فإن تمكن من الخروج إلى الحل خــرج وأحــرم فيــه، وإال أحرم من مكانه، ولو كان في مكــة وتمكن من الخــروجــل على ــا ممــا هــو الحــرم أيضــا، إذ ال دلي ــا إلى خارجه منه

الخروج من مكة. ثم الظاهر أنه لو لم يتمكن من ميقات أهله لكنــه تمكن من أحــد المــواقيت لــزم، والصــحيح الــدال على أنــه لــو لم يتمكن من ميقات نفسه أحــرم من خــارج الحــرم منصــرف عن الفرض، وهو كاف قطعا، ألن تكليفه حينئذ إمــا اإلحــرام من الميقــات أو من خــارج الحــرم مطلقــا، وكال األمــرينمجتمعان في اإلحرام من الميقات ألن بينهما عموم مطلق. قال في الحدائق: صرحوا أيضا بأن من كان منزلــه دون الميقات فحكمه في مجاوزة منزله إلى ما يلي الحــرم حكم

المجاوز للميقات في األحوال السابقة

391

Page 392: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ألن منزلــه ميقاتــه، فهــو في حقــه كأحــد المــواقيت، انتهى. (1)الخمسة في حق اآلفاقي

وكذا قال في المستند، ونســبه إلى المــدارك، وال بــأسبه.

.472 ص14( الحدائق: ج?)1

392

Page 393: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

المفــردة للعمــرة الميقات من قاصدا كان لو:ــ 4 مسألة ،الحل أدنى من يحرم أن له يجوز متعمدا لها اإلحرام وترك

له الحل فــأدنى ،الميقــات إلى العــود من متمكنا كــان وإن العــود ذلك مع األحــوط كان وإن ،أمامه الميقات كون مثل،الميقات إلى

: لو كان قاصدا من الميقات للعمرة المفردة4}مسألة وترك اإلحرام لها معتمدا يجوز له أن يحرم من أدنى الحــل، وإن كان متمكنــا من العـود إلى الميقـات، فــأدنى الحـل لـه مثل كون الميقات أمامه، وإن كان األحوط مــع ذلــك العــود إلى الميقات{ وذلك لما دل على إحرام النــبي )صــلى اللــه عليه وآله( من الجعرانة حين رجوعه من الطــائف، كمــا في صحيح ابن سنان، وعبد الرحمن بن الحجاج المتقــدمين في ميقات العمرة المفردة، بضميمة أنه ال خصوصية للجعرانــة،

بل هي مصاديق أدنى الحل. قال في الجواهر: ثم إن ظاهر المتن والقواعد وغيرهما بطالن اإلحرام منه، ولو للعمرة المفردة، وحينئذ ال يبــاح لــه دخول مكة حتى يحرم من الميقات، بل عن بعض األصحاب التصريح بـذلك، لكن قــد يقـال إن المــراد بطالن اإلحــرام ال للعمرة المفردة التي أدنى الحــل ميقــات لهــا اختيــاري وإنــل إن ــل قي ــات، ب ــروره بالميق ــد م ــرام عن ــه اإلح أثم بترك األصحاب إنما صرحوا بذلك ال بطالنه مطلقا، ويمكن صــرف

، انتهى.(1)ظاهر المتن وغيره إليه، ولعله األقوى أقــول: لكن بنــاء على هــذا يجــوز تــرك اإلحــرام من

الميقات اختيارا، وال يخلو

.133 ص18( الجواهر: ج?)1

393

Page 394: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

الحل أدنى من اإلحرام وال العود من يتمكن لم ولو

قربه، إذ األدلة الدالة على عدم جواز تأخير اإلحرام عنــا الميقات تقيد بفعل النبي )صلى الله عليه وآله(، كما أن م دل على عدم جواز التأخير عن الشــجرة إلى الجحفــة يقيــد بفعله )صلى الله عليه وآلـه( ذلـك في عمـرة القضـاء، كمـا تقــدم في ميقــات العمــرة المفــردة، والقــول باالختصــاص بالجعرانة أو نحوها، ألنه المتيقن من التخصــيص ال وجــه لــه بعد عدم فهم الخصوصية، فإنه الظاهر من تعــدد المــواقيت

للعمرة المفردة، كالجعرانة وعسفان والجحفة. وبهذا يرتفع ما ذكره في المستمسك بقوله: قد عــرفت أن األقوى وجوب الرجوع إلى الميقات الذي عبر عليه، وإن كان أمامــه ميقــات آخــر، ولــو بــنى على جــواز اإلحــرام من الميقات الذي أمامــه ال مجــال لجعــل المفــروض منــه، إذ الــدل على أن ميقــات العمــرة المفــردة أدنى الحــل إطالق ي يشمل الفرض كي يرجع إليه فيــه، بــل األدلــة فيــه مختصــة بغيره، كما تقدم في الميقات العاشــر، وحينئــذ يتعين األخــذ

، انتهى.(1)بإطالق التوقيت الشامل للعمرة المفردة وبما ذكر يظهر ما في كالم المصنف )رحمه الله( أيضا، وما في كالم الجواهر من اإلثم بــترك اإلحــرام حين المــرور

على الميقات. }ولو لم يتمكن من العود وال اإلحــرام من أدنى الحــل{ لم يصح إحرامه من الحرم لعدم الــدليل عليــه، ومــا تضــمن

اإلحرام من مكانه مختص بغير العمرة المفردة

.314 ص11( المستمسك: ج?)1

394

Page 395: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

.عمرته بطلت

ــه ــه )علي من عمرة التمتع أو الحج، قرانا أو إفرادا، لقول.(1)إن خشي أن يفوته الحجالسالم(:

ــل ــير أدنى الح ــإحرام من غ ــر ب ــو اعتم ــذا فل وعلى ه}بطلت عمرته{ والله العالم.

.7 من أبواب المواقيت ح14 الباب 239 ص8( الوسائل: ج?)1

395

Page 396: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــ 5 مســألة ــان لو: ــنزع من يتمكن ولم مريضا ك ولبس ال،والتلبية النية يجزيه الثوبين

ــنزع ولبس5}مسألة : لو كان مريضا ولم يتمكن من ال الثوبين يجزيه النيــة والتلبيــة{ كمــا عن الحلي والعالمــة في جملة من كتبه والمسـالك وغـيرهم، خالفـا للشـيخ وجماعــة حيث قالوا بجواز التأخير، وصريح عبارتهم المحكيــة ال يقبــل اإلرجاع إلى ما ذكـره الحلي، فإنـه قـال في محكي النهايـة:ــؤخره عن ــه أن ي ــاز ل ــانع من اإلحــرام ج ــه م من عــرض ل الميقــات، فــإذا زال المــانع أحــرم من الموضــع الــذي انتهى

.(1)إليهأقول: واألقرب ما ذكره الشيخ لعدة روايات.

كرواية التهــذيب، عن أبي شــعيب المحــاملي، عن بعضــال: ــا الســالم( ق ــدهما )عليهم ــافأصــحابنا، عن أح إذا خ

.(2)الرجل على نفسه أخر إحرامه إلى الحرم وصحيح صفوان، عن أبي الحسن الرضا )عليه السالم(،

إن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وقتوفيــه: المواقيت ألهلها ولمن أتى عليها من غير أهلها، فيها رخصــة

.(3)لمن كانت به علة فال تجاوز الميقات إال من علة

باب المواقيت.209( النهاية للطوسي: ص?)1.28 في أبواب المواقيت ح58 ص5( التهذيب: ج?)2.1 من أبواب المواقيت ح15 الباب 241 ص8( الوسائل: ج?)3

396

Page 397: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ولبسهما نزع عندها زال فإذا

وال يجــوز اإلحــرام قبــل بلــوغ الميقــات، والوالرضوي: .(1)يجوز تأخيره عن الميقات إال لعلة أو تقية

والروايــات المتقدمــة في المســألة األولى من فصــل المــواقيت الدالــة على تــأخير اإلحــرام من الشــجرة إلىــه الســالم( الجحفة للمرض ونحوه، وفيها: إن الصــادق )علي

، فلــو كــان الــواجب النيــة والتلبيــة لم(2)أخــر اإلهالل فراجع يؤخرهما )عليه السالم( إلى الجحفة. وبهذه الروايــات يلــزم

الخروج عن قاعدة الميسور. وأما رواية االحتجاج المتضمنة لإلحــرام من الميقــات ثم إظهاره من ميقات العامة، فقد عرفت ما فيها في الميقات

الثاني. ثم إن ما ذكره في المســتند من لفظيــة الــنزاع بقولــه: يمكن أن يقال بلفظية الــنزاع، ألن مرادنــا مــا إذا لم يتمكن من اإلحرام أصال، ومرادهما ما إذا تمكن منــه باطنــا وإن لم

، انتهى.(3)يتمكن من استدامته وإظهاره ال يخفى ما فيه، وبما ذكر تبين ضعف ما ذكره المصنف

)رحمه الله( من النية والتلبية حين المانع. }فــإذا زال عنــدها نــزع{ ثيابــه }ولبســهما{، كمــا ظهــر ضــعف مــا ذكــره في المســتند بقولــه: وإن تمكن من بعض

واجباته دون بعض فاألولى اإلتيان بما أمكن، بل

السطر ما قبل األخير.26( فقه الرضا: ص?)1.5 من أبواب المواقيت ح6 الباب 229 ص8( الوسائل: ج?)2.6 سطر 184 ص2( المستند: ج?)3

397

Page 398: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،الميقات إلى العود عليه حينئذ يجب وال

، انتهى.(1)الظاهر الوجوب لعدم ثبوت االرتباط }و{ كيــف كــان }ال يجب حينئــذ{ أي حين زوال المــانع }عليه العود إلى الميقات{ خالفا للشرائع حيث قال: إنه لو أخـر عن الميقـات لمـانع ثم زال المـانع عـاد إلى الميقـات،

، انتهى.(2)فإن تعذر جدد اإلحرام حيث زالــأخيره عنهــا إال لعــذر وللقواعــد حيث قــال: وال يجــوز ت فيجب الرجوع مع المكنة وال معهــا يحــرم حيث زال المــانع،

انتهى. أقول: أما لو لم يزل المانع، كما لــو كــان مريضــا وبقي فال إشكال في عدم لــزوم الرجــوع، إذ المحــذور بــاق، وقــد أحرم الصادق )عليه السالم( من الجحفة كما عــرفت، وأمــا لو زال فالظاهر عدم لزوم الرجوع، ألنه الظاهر من خــبري صــفوان وشــعيب، بــل وبعض األخبــار األخــر المتقدمــة في

المسألة األولى من الميقات األول. ثم لو زال المانع في وسط الطريــق، فــإن كــان قدامــهــا دل على ميقات آخر كالجحفة أخر اإلحرام إليها، إلطالق م تأخير المعذور إحرامه إليها، وإال أحرم من حيث زال المانع، ألن المنصرف من صحيح صفوان أنه يحرم عند زوال العلة، وعللــه بعض بــأن الــواجب قطــع تمــام المســافة الــتي بين الميقات ومكة محرما، فـإذا رخص للعلـة تــرك اإلحـرام في

بعضها وجب الباقي، ومثله ما لو كانت العلة

.8 سطر 184 ص2( المستند: ج?)1.176( شرائع االسالم: ص?)2

398

Page 399: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أو لمــرض اإلحــرام إنشــاء أصل عن عــذر له كــان لو نعم وإال ،تمكن إذا الميقات إلى العود عليه وجب زال ثم إغماء

ــان ــ ــرام في الناسي حكم حكمه كـ ــ لم إذا مكانه من اإلحـــود تمكن وإن ،منه إال يتمكن ــ وذهب ،وجب الجملة في الع

ــهم ــان إذا أنه إلى بعضـ ــوب عليه مغمى كـ ــيره عنه ينـ غـعن جميل لمرسل

باقية، لكن ال يضره اإلحرام، مثال لو كــانت العلــة مانعــةــا إذا بقي ــدة، دون م ــول الم ــق لط ــرام من العقي عن اإلح نصف مرحلة إلى الحرم، ثم لــو كــانت العلــة ممــا ال يتمكن معها من لبس الثوبين أصال أخذ بدليل الميسور وأحــرم مــع

لبس ثيابه كما سيأتي إن شاء الله. ومما ذكرنا يظهر النظر في قوله: }نعم لو كان له عذر عن أصل إنشاء اإلحرام لمرض أو إغماء ثم زال وجب عليه العود إلى الميقات إذا تمكن، وإال كان حكمــه حكم الناســيــه، وإن تمكن ــه إذا لم يتمكن إال منـ ــرام من مكانـ في اإلحـ العود في الجملة وجب{، وذلك لما عرفت من عموم تأخير اإلحرام، ثم قياس ما نحن فيه بالناسي في الرجــوع ممــا ال

دليل عليه. }وذهب بعضـــهم{ كاألحمـــدي والنهايـــة والمبســـوط والتهذيب والمهذب والجــامع والمعتــبر والقواعــد والــدروس والمختلف والتحرير والمنتهى والمدارك والوسائل وغــيرهم في المحكي عنهم }إلى أنه إذا كان مغمى عليه ينــوب عنــه غــيره، لمرســل جميــل{ المــروي عن الكليــني والشــيخ

)رحمهما الله( باختالف

399

Page 400: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــدهما ــالم( )عليهما أح ــريض فيالس فلم عليه أغمي مــال الموقف أتى حــتى يفق ــرم:الســالم( )عليه ق عنه يح محرمــات عن ويجنبه يحرمه أنه المــراد أن والظاهر ،رجل

هـــذا ومقتضى ،اإلحـــرام في عنه ينـــوب أنه ال ،اإلحـــرام وإن ،إفاقته بعد الميقــات إلى العــود وجــوب عــدم القــول

،ممكنا كان

يسير }عن أحدهما )عليهما الســالم( في مــريض أغمي عليه فلم يفق حتى أتى الموقف{ أو حتى أتى الوقت ـ كما

ــف(1)عن الكليني ـ أو أغمي عليه فلم يعقل حتى أتى الموق يحــرم عنــه }قــال )عليــه الســالم(: (2)ـ كمــا عن الشــيخ ـ

ــه عنرجل ــه يحرمــه رجــل ويجنب ، والظــاهر أن المــراد أن محرمات اإلحرام، ال أنه ينوب عنه في اإلحرام{، وقد صرح بهذا الظهور جملة من األصحاب، ويؤيده ما وقع في روايات

حج الصبي من هذا التعبير. إذا كان يوم التروية فأحرمواففي صحيح عبد الرحمن:

، الحديث.(3)عنه وجردوه وغسلوه كما يجرد المحرممضافا إلى أنه ال معنى إلحرام أحد عن أحد آخر.

}ومقتضى هذا القول عدم وجــوب العــود إلى الميقــات بعد إفاقته، وإن كان ممكنا{ وعدم لــزوم تجديــده اإلحــرام،ــرب ــا ال يخفى، واألق ــتدامة الحكميــة كم لكن يلزمــه االســة ــد الجماع العمل به في مورده، ألن الرواية معمول بها عن

المتقدم أسماؤهم

.8 ح325 ص4( الكافي: ج?)1.37 في المواقيت ح6 الباب 60 ص5( التهذيب: ج?)2.1 من أبواب أقسام الحج ح17 الباب 207 ص8( الوسائل: ج?)3

400

Page 401: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــكل به العمل ولكن ــال مش ــبر إلرس ــدم الخ ــابر وع ،الج.عدمه مع به االكتفاء وعدم اإلمكان مع العود فاألقوى

ــرآة القــول مضافا إلى أنها مرسلة كالحسن، كما عن مــير للمجلسي، على أن رواية الكافي له كافية لما عــرفت غــل ســندها ــا نجه ــافي، وإن كن ــات الك ــة رواي ــرة من حجي م

اللتزامه في أول الكتاب. ومنه يظهر ضعف قول المصــنف )رحمــه اللـه(: }ولكن

العمل به مشكل، إلرسال الخبر وعدم الجابر{. كضــعف مــا في الجــواهر: واألولى عنــدي أن يحــرم بــه وتجنب بــه المحرمــات، فــإن أفــاق في الحج قبــل الوقــوف وأمكنــه الرجــوع إلى الميقــات رجــع فــأحرم منــه، وإال فمن أدنى الحل إن أمكنــه، وإال فمن موضــعه، وإن كــان ميقــات

حجه مكة رجع إليها إن أمكنه، وإال فمن موضعه، انتهى. }فــاألقوى{ عــدم لــزوم }العــود{ حــتى }مــع اإلمكــان وعدم{ لزوم التجديد في مكانه، بل }االكتفاء به{ هذا كلــه لو أحرم به، أما }مــع عدمــه{ فالظــاهر كفايــة اإلحــرام من مكانه، لصدق كونه علة المنصوص بهــا في صــحيح صــفوان

والرضوي المتقدمين.

401

Page 402: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

جــاهال أو ناســيا الميقــات من اإلحرام ترك : إذا6 مسألة،اإلمكان مع إليها العود وجب الموضوع أو بالحكم

: إذا ترك اإلحرام من الميقات ناسيا{ للحكم6}مسألة أو الموضــوع }أو جــاهال بــالحكم أو الموضــوع، وجب العــود إليهــا مــع اإلمكــان{، قــال في المســتند: لــو لم يحــرم منــوقت يجب ــالحكم أو ال الميقــات لمــانع أو ســهو أو جهــل ب الرجوع إليه واإلحــرام منــه مــع اإلمكــان، بال خالف فيــه بين

، انتهى.(1)العلماء، كما عن المنتهىــدائق، وبال خالف وقريب منه بال دعوى عدم الخالف الح

أجده فيه نصا وفتوى في الجواهر. ويدل على الحكم المذكور بجميع صوره صحيح الحلبي،

وخبر علي بن جعفر، المتقدمان في المسألة الثالثة. وفي بعض صوره صحيح الحلبي اآلخـر، سـألت أبـا عبـد الله )عليــه الســالم( عن رجــل نســي أن يحــرم حــتى دخــل

يخــرجالحرم، قال )عليه السالم(: قال أبي )عليه السالم(: إلى ميقات أهل أرضه، فإن خشي أن يفوته الحج أحرم منمكانه، فإن استطاع أن يخرج من الحرم فليخرج ثم ليحــرم

(2).ــه وصحيح معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله )عليــوم فطمثت فأرســلت إليهم السالم(، عن امرأة كانت مع ق فسألتهم فقالوا: ما ندري أعليك إحــرام أم ال وأنت حــائض،

إن كــانفتركوها حتى دخلت الحرم، فقال )عليه الســالم(: عليها مهلة فلترجع

.184 ص2( المستند: ج?)1.1 من أبواب المواقيت ح14 الباب 238 ص8( الوسائل: ج?)2

402

Page 403: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

إلى الــوقت فلتحــرم منـــه، فــإن لم يكن عليهــا وقت فلترجع إلى ما قدرت عليه بعد ما تخرج من الحرم بقدر مـا

ـبقــدر مــا ال يفوتهــا الحجال يفوتها ـــ وفي روايــة الشــيخ: .(1)فتحرم

ــا ــد )عليهم ــر بن محم ــالم، عن جعف ــائم اإلس وعن دع من أتى الميقــات فنســي أو جهــل أنالســالم(، أنــه قــال:

يحرم منه حتى جاوزه وصــار إلى مكــة ثم علم، فــإن كــانت عليه مهلة وقدر على الرجوع إلى الميقات رجع فأحرم منه، وإن خاف فوات الحج ولم يستطع الرجوع أحرم من مكانه، وإن كان بمكة فأمكنه أن يخرج من الحرم فيحرم من الحل

.(2)محرما فليفعل، وإال أحرم من مكانه في امرأة طمثت فسألت منوعن الرضوي، قال أبي:

حضرها فلم يفتــوا بمــا وجبت عليهــا حــتى دخلت مكــة غــير محرمة، فلترجع إلى الميقات إن أمكن ذلك ولم يفت الحج، وإن لم يمكن خرجت إلى أقرب المواقيت، وإال خرجت من

.(3)الحرم فأحرمت خارج الحرم ال يجزيها غير ذلكــالخروج من الحــرم وأما ما في بعض األخبار من األمر بــاني، قــال: إلى خارجه بقول مطلق، كخبر أبي الصــباح الكن سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجــل جهــل أن يحــرم

يخــرج من الحــرم ثمحتى دخل الحرم كيــف يصــنع، قــال: .(4)يهل بالحج

.4 من أبواب المواقيت ح14 الباب 238 ص8( الوسائل: ج?)1.298 ص1( الدعائم: ج?)2.32 ح358 ص96( البحار: ج?)3.3 من أبواب المواقيت ح14 باب 238 ص8( الوسائل: ج?)4

403

Page 404: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أو في بعضــها األخــر من اإلحــرام من مكانــه أو مكــة أوــير، عن زرارة، عن أنـــاس من المســـجد، كموثقـــة ابن بكـ أصحابنا، حجــوا بــامرأة معهم فقــدموا إلى الميقــات وهي ال تصلي فجهلوا أن مثلها ينبغي أن يحرم، فمضوا بها كمــا هي حتى قدموا مكة وهي طامث حالل، فسألوا النــاس فقــالوا: تخرج إلى بعض المواقيت فتحرم منه، فكــانت إذا فعلت لم

تحــرمتدرك الحج، فسألوا أبا جعفر )عليه الســالم( فقــال: .(1)من مكانها قد علم الله نيتها

وموثقــة ســورة بن كليب قــال: قلت ألبي جعفــر )عليــه السالم(: معنــا امـرأة من أهلنــا فجهلت اإلحــرام فلم تحــرم

فمروهــا أنحتى دخلنا مكة ونسينا أن نأمرها بــذلك، قــال: .(2)تحرم من مكانها من مكة أو من المسجد

فالبـــد من حملهـــا على الغـــالب من عـــدم التمكن من الخروج إلى الميقات، كما ربما يشهد لــه صــحيح ابن ســنان قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم(، عن رجــل مــر على الوقت الذي يحــرم النــاس منــه فنسـي أو جهـل فلم يحـرم حتى أتى مكة فخــاف إن رجــع إلى الــوقت أن يفوتــه الحج،

.(3)يخرج من الحرم ويحرم ويجزيه ذلكفقال: ــه ــه يحمــل أيضــا صــحيح علي بن جعفــر، عن أخي وعلي

موسى )عليه السالم( قال:

.6 من أبواب المواقيت ح14 باب 239 ص8( الوسائل: ج?)1.5 من أبواب المواقيت ح14 باب 239 ص8( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب المواقيت ح14 باب 238 ص8( الوسائل: ج?)3

404

Page 405: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

سألته عن رجل نسى اإلحرام بالحج فذكر وهو بعرفــات يقول: اللهم على كتابك وسنة نبيــك فقــد تمما حاله، قال:

إحرامه، فإن جهل أن يحرم يــوم الترويــة بــالحج حــتى رجـع.(1)إلى بلده إن كان قضى مناسكه كلها فقد تم حجه

وال يخفى أن هذه الصــحيحة ليس لهــا ارتبــاط بمــا نحنفيه، لكنا ذكرناها تبعا للقوم وتأييدا للمطلب.

ثم إن في المقــام خــبرا ال يمكن حملــه على مــا ذكرنــا، وهــو خــبر علي بن جعفــر، عن أخيــه )عليــه الســالم( قــال: سألته عن رجل ترك اإلحرام حتى انتهى إلى الحرم فــأحرم

ــهقبل أن يدخله، قال: إن كان فعل ذلك جــاهال فليبن مكانــع إلى ــه، وإن رج ــاء الل ــه إن ش ــك يجزي ــإن ذل ــي، ف ليقض

.(2)الميقات الذي يحرم منه أهل بلده فإنه أفضل وقــد رمــاه صــاحبا الجــواهر والمســتند بالشــذوذ وعــدم القائل، لكن الظاهر عــدم كونــه معارضــا لألخبــار األولــة، إذ هي في بيــان حكم من لم يحــرم، وهــذا في بيــان حكم من

أحرم، وال بأس بالعمل به. ثم إن الظاهر من بعض النصوص الســابقة الرجــوع إلى ميقات أهل بالده، من غير فرق بين إتيانه منه أو من غــيره، أو من ميقـــات أصـــال، ولـــو لم يتمكن منـــه لكن تمكن من ميقــات آخــر رجــع إليــه، مقــدما على خــارج الحــرم بــدون

الميقات

.8 من أبواب المواقيت ح14 الباب 239 ص8( الوسائل: ج?)1.10 من أبواب المواقيت ح14 الباب 240 ص8( الوسائل: ج?)2

405

Page 406: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

أمكن ما فإلى عدمه ومع

ــبة إلى ــوي بالنسـ ــه الرضـ ــذلك في الفقـ ــريح بـ للتصـــه متمكن الطامث، وبالنسبة إلى غيرها فال يبعد اإللحاق، ألن من الميقات، والنصوص الدالة على اإلحرام من الحل بقول مطلق بعد عدم التمكن من ميقاته ال يبعد انصرافه عن هذه

الصورة، فتدبر.ــامث فال ــا في الط ــا أمكن{ أم ــإلى م ــه ف ــع عدم }وم إشكال فيه للتصريح بــذلك في صــحيح ابن عمــار المتقــدم،ــه وهو كاف لتقييد إطالق صحيح الحلبي وغيره الدال بإطالقــا ــات كفاه ــرام من الميق ــو لم تتمكن من اإلح ــا ل على أنه اإلحرام من خارج الحرم مطلقــا، وأمـا في غيرهـا فلم يـدل دليل على ذلك، بل مقتضــى إطالق اإلحــرام من الحــل بعــد عدم التمكن من الوقت كفاية أدنى الحــل مطلقــا، وقاعــدة الميسور وروايات الطــامث بضــميمة عــدم القــول بالفصــلــال في محكى ــذا ق ــوص، ول ــد إطالق النص ــا بع ــع له الموق المــدارك: في وجــوب العــود إلى مــا أمكن من الطريــق وجهان أظهرهما العدم لألصل، ولظاهر الروايات المتضــمنة

.(1)لحكم الناسي وتبعه في المستمســك فقــال: إنــه خالف ظــاهر إطالق النصوص المتضمنة أنه يحرم من مكانه أو بعد ما يخرج من الحرم، فــإن الحمــل على صــورة عــدم إمكــان الرجــوع في

، انتهى.(2)الجملة بعيد وقد ذكره المسالك مشعرا بنوع توقــف فيــه، قــال: في

وجوب العود إلى ما أمكن من الطريق وجه، انتهى.

.32 سطر 438( المدارك: ص?)1.320 ص11( المستمسك: ج?)2

406

Page 407: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

لعدم محال جاوزها إذا وكذا ،آخر ميقات أمامه كان إذا إالــدخول وال للنسك قاصــدا كونه ــدا ثم ،مكة ل فإنه ،ذلك له ب،التمكن مع الميقات إلى يرجع

ــا أمكن ــالرجوع إلى م ــوا ب ــاهر ممن لم يحكم ــل الظ بموافقة المدارك.

وكيف كان، فاألقرب في المسألة التفصيل بين الحائضــرك ــبب ت ــان س ــا أمكنت إذا ك ــع إلى م ــا، فهي ترج وغيره إحرامها الجهل بــالحكم كمــا هــو مــورد النص ال النســيان أو الجهــل بالموضــوع، وفي هــذه الصــور يكــون حكمهــا كحكم

غيره من عدم لزوم الرجوع إال إلى أدنى الحل. ثم لو لم تتمكن من الخــروج عن الحــرم، وإنمــا قــدرت على الخروج من مكة مثال إلى أقصــى الحــرم لم يجب، ألن الدليل إنما دل على رجوعها إلى ما أمكنت بعد الخروج عن

الحرم ال مطلقا. }إال إذا كان أمامــه ميقــات آخــر{ فإنــه يحــرم منــه، وال يشمله ما سبق من األدلة، ألنها فيمن دخل الحــرم، فيكــون

ونحوه.هن لهنممن يشمله }وكذا إذا جاوزهــا محال لعــدم كونــه قاصــدا للنســك واللدخول مكة{ وال لدخول الحرم الذي هو المناط كما تقدم.

ــل ــع، ال مث ــك{ أي الحج أو عمــرة التمت ــه ذل ــدا ل }ثم ب عمرة المفردة الــتي عــرفت أن ميقاتهــا أدنى الحــل }فإنــه يرجع إلى الميقات مع التمكن{، عن المدارك إنه مما قطــع به األصحاب، وفي الجــواهر نفى وجــدان الخالف فيــه، وفي المستند اإلجماع عليه، ويدل عليه صحيح الحلــبي وخــبر ابن

جعفر المتقدمين في

407

Page 408: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

.عدمه مع أمكن ما وإلى

المسألة الثالثــة، والقــول بانصــرافه إلى من تركــه وهــو مريد للنسك، ألن المنصرف من قول السائل ترك اإلحــرام تركه لما ال ينبغي تركه وهــو الــذي يحتــاج إلى الســؤال عن حكمه فال يشمل المقام ـــ كمــا في المستمســك ـــ ممنــوع، فإن ترك اإلحرام أعم، ولو سلم االنصراف فهو بدوي ال يعبأ

به. }وإلى ما أمكن مع عدمه{، فيــه نظــر لمــا عــرفت من عدم الدليل على ذلك، إال في المرأة الطــامث الــتي تجهــل

الحكم وال فرض لها في المورد.

408

Page 409: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

وجب التمتع حج وأراد مكة في مقيما كان منـ: 7 مسألةــرام عليه ــات من لعمرته اإلحـ فحاله وإال ،تمكن إذا الميقـ.الناسي حال

: من كــان مقيمــا في مكــة وأراد حج التمتــع7}مســألة وجب عليــه اإلحــرام لعمرتــه من الميقــات إذا تمكن، وإال فحاله حال الناسي{، أقول: قد عرفت في المسألة الرابعة من فصل أقسام الحج، أن الواجب عليــه الخــروج إلى أدنى الحل، ثم حمل غــير المتمكن على الناســي ممــا ال نجــد لــهــون ــا ك ــمله، ألن ظاهره ــي ال تش ــة الناس ــإن أدل ــا، ف وجه المحكــوم بهــذا الحكم هــو اآلتي من اآلفــاق، ال من هــو في

ــا في صــحيح صــفوان: ــال: إن م ــة، اللهم إال أن يق فالمكــات إال من علة ــاوز الميق ــه، ألن(1)تج ــا نحن في ــمل م يش

المستفاد منه جــواز اإلحــرام من غــير الميقــات في صــورةوجود علة، وما نحن فيه منها، فتأمل.

.1 من أبواب المواقيت ح15 الباب 241 ص8( الوسائل: ج?)1

409

Page 410: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

ــ 8 مســألة ذكر ثم بمكة للحج اإلحــرام المتمتع نسي لو:ــود عليه وجب ــان مع الع ــان ولو ،مكانه ففي وإال ،اإلمك ك

عرفات في

: لو نسي المتمتع اإلحرام للحج بمكة ثم ذكر8}مسألة وجب عليه العود مع اإلمكان{ لوجوب اإلتيان بالمــأمور بــه، ولم يدل دليل على كفاية اإلحرام من محلــه بقــول مطلــق، وما تقدم من صحيح علي بن جعفر المتضــمن ألن من ذكــر عدم اإلحرام وهو بعرفات كفاه اإلحرام هناك، منصرف إلى غير المتمكن كما هو واضح، فإن في أزمنــة صــدور الروايــة كان يستغرق الذهاب من عرفــات إلى مكــة والرجــوع إليهــا بياض يوم فيفوته عرفات كال في الفرض الغــالب الــذي هــو كون الشخص يوم التاسع هناك، وعليــه يحمــل المحكي عن

العالمة )رحمه الله(. قال في الجــواهر: وعن الفاضــل في التــذكرة والمنتهى أن من نسي اإلحرام يوم التروية بالحج حتى حصل بعرفات

.(1)فليحرم من هناك مستدال عليه بصحيح علي بن جعفــر، عن أخيــه موســى )عليه السالم(: سألته عن رجل نسي اإلحــرام بـالحج فـذكر

ــنةوهو بعرفات ما حاله، قال: يقول: اللهم على كتابك وس ،(2)نبيك )صلى الله عليه وآله( فقد تم إحرامــه وال بــأس به

انتهى. }وإال ففي مكانه، ولو كـان في عرفـات{، أمــا لـو كـان في عرفات فألنه مورد النص، وعليــه فال يلــزم الرجــوع إلى حيث يمكن، بتقريب أن الواجب كان اإلحــرام في مكــة إلى عرفات، فــإن لم يتمكن من بعض المــأمور بــه أتى بــالبعض

اآلخر، ألن الميسور ال يسقط بالمعسور.

.130 ص18( الجواهر: ج?)1.3 من أبواب المواقيت ح20 باب 245 ص8( الوسائل: ج?)2

410

Page 411: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

،حجه وصح المشعر بل

وأما لو كان في وسط الطريــق فهــل يحــرم من مكانــه لدليل الميسور مع عدم شــمول صــحيح ابن جعفــر لــه، ألن فرضه من كان في عرفــات وتــذكر، أم ال يحــرم حــتى يبلــغ عرفـــات ألن اإلحـــرام في عرفـــات مـــدلول النص، بخالف الطريــق؟ احتمــاالن، وإن كــان األقــرب األول، واألحــوط

تجديده في عرفات أيضا. }بل{ لــو تــذكر في }المشـعر{ أحــرم }وصــح حجــه{،

وربما أشعر تخصــيص الحكم بعرفــات ـ(1)قال في الحدائق:ــرام ــد اإلح ــواز تجدي ــدم ج ــ بع ــر ـ ــحيح ابن جعف أي في ص بالمشعر، وبه يشعر أيضــا بعض عبــائرهم، إال أن الشــهيدين )رحمهما الله( قد حكما بالجواز، ويمكن أن يستدل عليه بماــن، عن ــحيح أو الحس ــه( في الص ــه الل ــني )رحم رواه الكليــا ــدهما )عليهم ــحابنا، عن أح ــل بن دراج، عن بعض أص جميــهد ــد ش ــل وق ــرم أو جه ــي أن يح ــل نس ــالم( في رج الس المناسك كلها وطاف وسعى، قال: تجزيه نيتــه إذا كــان قــد

، انتهى.(2)نوى ذلك فقد تم حجه، وإن لم يهل أقــول: والظــاهر أن الحكم كمــا ذكــره، ألن األولويــة العرفية الموجبة لفهم العموم من الروايــة ظــاهرة، مضــافا إلى اعتضــاده بمــا ســيأتي في المســألة التاســعة من قولــه

في من جهــل أن يحــرم يــوم الترويــة إذا)عليــه الســالم(: ، فــإن العــرف ال يفهم(3)قضى المناسك كلها فقــد تم حجه

منه إال علية قضاء المناسك كلها، وعليه فيتعدى من مــوردهــرام أصــال إلى ــدم اإلح ــل إلى النســيان، ومن ع ــو الجه وه

اإلحرام

.468 ص14( الحدائق: ج?)1.1 من أبواب المواقيت ح20 الباب 245 ص8( الوسائل: ج?)2.2 من أبواب المواقيت ح20 الباب 245 ص8( الوسائل: ج?)3

411

Page 412: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

مع مكة غــير من له أحرم ولو ،بالحكم جاهال كان لو وكذا وجب بل ،بإحرامه مكة دخل وإن ،يصح لم والعمد العلم أحــرم لو نعم ،حجه بطل وإال ،اإلمكان مع االستيناف عليه إحرامه صح إليها العــود من يتمكن ولم نســيانا غيرها من.مكانه من

في الوسط ولو في منى قبل أعماله. }وكذا لو كان جاهال بــالحكم{ لمــا عــرفت، مضــافا إلىــأتي من لبس عموم قول أبي عبد الله )عليه السالم( فيما ي

.(1)أي رجل ركب أمرا بجهالة فال شيء عليهالمخيط: أما لو تعمد ترك اإلحرام فال دليل على اإلجــزاء، وقولــه

ــه الســالم(: إذا قضــى المناســك كلهــا فقــد تم حجه)عليمنصرف عن العمد.

ــير ــير مكــة{ من غ ــه{ أي الحج }من غ ــو أحــرم ل }ول المحــل المتقــدم جــوازه }مــع العلم والعمــد لم يصــح، وإن دخل مكة بإحرامه{ إذ المأمور به إنشاء اإلحرام في مكة ال

دخولها محرما. }بل وجب عليه االستيناف مع اإلمكان، وإال بطل حجه{

على ما تقدم. }نعم لو أحرم من غيرهــا نســيانا ولم يتمكن من العــود إليها صح إحرامه من مكانه{ أي مكان الذكر، ولـو كـان في

عرفات لما عرفت.

.3 من أبواب تروك اإلحرام ح45 الباب 126 ص9( الوسائل: ج?)1

412

Page 413: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

بجميع أتى حــتى يــذكر ولم اإلحــرام نسي لو:ــ 9 مسألة،عمله صحة فاألقوى العمرة أو الحج من األعمال

ــع9}مسألة : لو نسي اإلحرام ولم يذكر حتى أتى بجمي األعمــال من الحج أو العمــرة فــاألقوى صــحة عملــه{، في الجــواهر أنــه المشــهور شــهرة عظيمــة، بــل في الــدروس نســـبته إلى األصـــحاب عـــدا الحلي، وفي المســـتند وفاقـــا للتهذيبين والنهاية والمبســوط والجمــل والعقــود واالقتصــار والوسيلة والمهــذب والجــامع والمعتــبر والقواعــد والتحريــر والمنتهى والتنقيح والنكت والمسالك وغيرها، بل األكثر كما قيل، وعن المسالك أنه فتــوى المعظم، وعن الــدروس أنــه

، انتهى.(1)فتوى األصحاب عدا الحلي استدل للمشهور بحسن جميل بن دراج أو مرســله، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما )عليهما السالم(: في رجل نسي أن يحرم أو جهل وقد شهد المناسك كلهــا وطــاف وســعى،

يجزيه نيته إذا كان قد نــوى ذلــك فقــدقال )عليه السالم(: .تم حجه وإن لم يهل

وهذه الرواية كافيــة في المقــام بعــد كــون ســندها ممــا يوثق به، مضافا إلى رواية الكليني )رحمــه اللــه( لهــا، الــتي قــد عــرفت غــير مــرة كفايتهــا، لالعتمــاد على أنهــا منجــبرة

بالعمل ومؤيدة بالتعليل في دليل الجهل اآلتي. إذا كــان قــدثم إن الظــاهر من قولــه )عليــه الســالم(:

أنه نوى الحج نوى ذلك

.184 ص2( المستند: ج?)1

413

Page 414: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

.بالجميع أتى حتى جهال تركه لو وكذا

بجميع خصوصياته، ال أنــه نــوى اإلحــرام، إذ ينــافي ذلــكالجهل.

ثم الظاهر شمول الرواية لحج التمتــع وعمرتــه، إلطالق الحج عليها، كما يشمل حجي القران واإلفراد، والتعليــل في

رواية الجهل اآلتية يشملها ويشمل العمرة المفردة أيضا.ــد ــير ضــار، بع ــة ابن إدريس في الحكم فغ ــا مخالف وأمــحة الحج إلى ظهور عدم تمامية دليله، فإنه بعد ما نسب ص ما روي في أخبارنا قال: والذي تقتضيه أصول المــذهب أنــه ال يجزي وتجب عليه اإلعادة، لقوله )صلى الله عليــه وآلــه(:

إنما األعمال بالنيات.وهذا عمل بال نية، انتهى ، وقد تصدى لرده المعتــبر والمنتهى، وال حاجــة إلى بيــان كالمهمــا بعــد وضــوح أن الروايــة أخص على تقــدير تســليمــذه ــدائق في ه ــال الكالم في الح ــد أط ــة، وق ــل الحج أص

المسألة، وتبعه الجواهر في الجملة، وفي ما ذكرناه غنى.ــالجميع{ بال خالف على }وكذا لو تركه جهال حــتى أتى ب الظاهر، حتى قيل عدم خالف ابن إدريس أيضــا، ألن كالمــه

كان مختصا بالناسي.ــل ــة جمي ــافا إلى رواي ــه مض ــدل علي ــان، في ــف ك وكي المتقدمة، صــحيح علي بن جعفــر، عن أخيــه موســى )عليــه الســالم( قــال: ســألته عن رجــل متمتــع خــرج إلى عرفــات وجهل أن يحرم يوم التروية بالحج حتى رجع إلى بلده، قال:

إذا قضى المناسك كلها فقد تم حجه(1). وقد عرفت أن تعليله عام، وإن كــان مــورده حج التمتــع

فقط، والله العالم.

.2 من أبواب المواقيت ح20 الباب 245 ص8( الوسائل: ج?)1

414

Page 415: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

المحتوياتفصل في أقسام العمرة

46 ـ 77...................................العمرة أقسام ـ1 مسألة18المفردة العمرة عن بها المتمتع العمرة إجزاء ـ2 مسألة23............................العمرة وجوب موارد ـ3 مسألة

الحج أقسام في فصل132 ـ47

79.........وخارجه الحد في وطنان له كان من ـ1 مسألة87................إليها الرجوع وثم المكي خروج ـ2 مسألة97.............................بمكة اآلفاقي إقامة ـ3 مسألة118التمتع عليه وجب لو مكة في المقيم ميقات ـ4 مسألة

اإلجمال على التمتع حج صورة فصل264 ـ133

156التمتع بقصد الحج أشهر قبل بالعمرة اإلتيان ـ1 مسألة187التمتع عمرة من اإلحالل بعد مكة من الخروج ـ2 مسألة215...................غيره إلى التمتع من العدول ـ3 مسألة الحج وإدراك العمـرة إتمـام عن والنفسـاء الحــائض وقت ضـيق ـ4 مسألة

242.التمتع عمرة طواف أثناء الحيض حدوث ـ5 مسألة . . .256

415

Page 416: الفِقْه204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_41.doc · Web viewترتيب الصفحات يكون حسب الكتاب المطبوع في دار العلوم بيروت لبنان

المواقيت في فصل366 ـ265

285.............................الجحفة إلى التأخير ـ1 مسألة292األول على المرور بدون آخر إلى ميقات من العدول ـ2 مسألة296الحليفة ذي من والنفساء الحائض إحرام مكان ـ3 مسألة كان لو ـ4 مسألة 299.................ماء لديه يكن ولم جنبا360....أهله ميقات فميقاته طريق على حج من ـ5 مسألة323.........................بالمواقيت تتعلق فروع ـ6 مسألة

المواقيت أحكام في فصل416 ـ367

367.......للنذر الميقات قبل اإلحرام جواز عدم ـ1 مسألة382......الميقات على اإلحرام تقديم جواز عدم ـ2 مسألة386.....عامدا عالما الميقات من اإلحرام تأخير ـ3 مسألة395المفردة للعمرة الميقات من قاصدا كان لو ـ4 مسألة398...................................المعذور إحرام ـ5 مسألة404....جاهال أو ناسيا الميقات من اإلحرام ترك ـ6 مسألة411....................مكة في مقيما كان من حج ـ7 مسألة412...........بمكة للحج اإلحرام المتمتع نسيان ـ8 مسألة415.....................جهال وتركه اإلحرام نسيان ـ9 مسألة

417.....................................................المحتويات

416