1

2

يتضمن هذا الكتيب مجموعة المقاالت التي نشرتها بعد ثورة حاولت خالل رصد أداء األحزاب .. 1144جانفي 41

.السياسية والحكومات التي تعاقبت على قيادة البالد

ال عالقة له بمسار إن ما حدث ويحدث في تونس بعد الثورة أكبر نصيب هو تنافس على الفوز ب. الثورة وال بمبادئها وال قيمها

صنعها شباب القصرين وسيدي بوزيد وقفصة وغيرها " كعكة"من صنعها الشباب العاطل عن العمل وأبناء . من المناطق الداخلية

األحياء الفقيرة لكنها سرقت منهم ووضعت على طاولة األحزاب والحقوقيين وغيرهم وكل يقول إنه ساهم في صنعها أو هيأ

.الظروف لصناعتها

3

المؤقتة تقود البالد بوعود النظام السابقالحكومة

جانفي كان الرئيس المخلوع زين 41صباح يوم الجمعة

العابدين بن علي متفائال، ويعتقد أن األزمة التي ضربت

في طريقها إلى 0242ديسمبر 41نظامه بداية من يوم

....الحل

لم يكن يتصور أنه بعد ساعات سيجد نفسه مضطرا

.سنة 02تونس التي حكمها نحو للهروب خارج

*****

كان بن علي متفائال صباح ذلك اليوم باالستناد إلى ردود

42الفعل األولية التي بلغته حول الكلمة التي ألقاها مساء

كان "... فهمتكم"جانفي والتي أصبحت معروفة شعبيا بـ

يعتقد أن الوعود التي أطلقها بمنح الحريات كاملة وبعث

ث في الفساد والرشوة ومحاسبة المسؤولين لجنة للبح

... في سيدي بوزيد وتالة والقصرين"... األحداث"على

كافية ليعود الشباب إلى منازله ويخلي الشوارع من

.المظاهرات واالعتصامات

*****

4

لكن فيما بن علي متفائل ووكاالت األنباء تنشر

الحزب )تصريحات احمد نجيب الشابي واحمد إبراهيم

االيجابية تجاه ( الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد

وزير الخارجية )وعود بن علي، وتأكيدات كمال مرجان

كان الشعب حدد سقفه ... لتشكيل حكومة ائتالفية( األسبق

أي أنه رفض "... ارحل يا بن علي"السياسي وهو

وعود بن علي متجاوزا بذلك كافة السياسيين

...واألحزاب

*****

جانفي يمكن القول أن بن 41جانفي وصباح يوم 42وم ي

علي ومن معه حددوا المالمح الكبرى ألدائهم في

حكومة ائتالفية وفتح المجال أمام : المستقبل وهي

الخ استجابة لضغط ... الحريات ومقاومة الفساد والرشوة

لكن هروب بن علي جعل هذا المشروع يسقط ... الشارع

41الغنوشي ويواصل العمل به بعد ليتلقفه السيد محمد

.جانفي، باعتباره مشروع الثورة وأحد إفرازاتها

*****

جانفي تاريخ اإلعالن عن أول 41وبدا واضحا منذ يوم

تشكيلة حكومية بعد الثورة أنه ال نية حقيقية لتفكيك البنية

األساسية لنظام بن علي وأن مهمة الحكومة التي أطلق

ستكون تنفيذ مشروع يوم " لحكومة الوطنيةا"عليها اسم

5

طر في قصر قرطاج وقصر 1جانفي الذي س 42

.الحكومة بالقصبة

جانفي كانت 41كل اإلجراءات التي أعلنت عنها حكومة

جانفي 42عناصرها موجودة في كلمة بن علي يوم

( الخ... مقاومة الفساد –اإلصالح السياسي –الحريات )

لذلك تم رفضها وتحول ... ي جديدلم تأت هذه الحكومة بأ

الشعب يريد "الشعار الذي يرفعه الشعب إلى شعار

."إسقاط الحكومة

*****

ومثل اعتصام القصبة الذي ضم اآلالف من أبناء الجهات

الداخلية ممن كانوا وقود الثورة درسا جديدا في الوعي

السياسي للشعب التونسي الذي رفض االلتفاف على

جانفي 41مسك بمطلبه في إسقاط حكومة ثورته وت

.والتخلص من رموز النظام السابق

أسقط المعتصمون الحكومة، واستقال منها من استقال

وتم التخلي عن عدد من الوزراء الذين ارتبطت أسماؤهم

لكن دون أن يعني أنها ... بالتجمع الدستوري الديمقراطي

الحكومة فقد واصلت ... استفادت من درس االعتصام

...جانفي 41إتباع األساليب ذاتها المتبعة قبل يوم

*****

6

أول هذه األساليب كانت الطريقة التي فرقت بها

الحكومة المعتصمين فقد اعتمدت على العنف والقنابل

المسيلة للدموع والكالب المدربة وغيرها من األدوات

...التي اعتقد الشعب أنها ذهبت مع سقوط رمز النظام

لكن كان واضحا أن هناك نية حقيقية لاللتفاف على ثورة

.الشعب

لم تستوعب الحكومة الدرس من اعتصام القصبة وغيره

بل إنها لم تفهم أن ... من االعتصامات في المدن الداخلية

الشعب كان يطمح للتغيير الشامل وال يقبل بااللتفاف

ت بها والدليل على ذلك مرة أخرى الطريقة التي عين

واليا كانت لهم انتماءات للتجمع 41الوالة، نحو

الدستوري الديمقراطي وعديد منهم كان متورطا في

...قضايا فساد

*****

األمر ال يقف عند هذا الحد، فاللجان الثالث التي شكلت

للبحث في قضايا الفساد والتجاوزات واإلصالح السياسي

ابق ومن ذلك أن لم تخل بدورها من عناصر النظام الس

لجنة الفساد تضم بين صفوفها أحد المحاميين المعروفين

.بتعامله مع العائلة التي عاثت فسادا في البالد

إن هذه العناصر وغيرها تبين أن الحكومة التي جاءت

جانفي لم تكن تتصرف بالصدفة بل كانت 41بعد ثورة

ستمرار كانت تعرف أن دورها هو ا... واعية بما تقوم به

7

النظام القديم وإدخال اإلصالحات عليه، وهي

جانفي 42اإلصالحات التي تم اإلعالن عنها يوم

لم تكن تتعامل مع ما أنجزه الشعب ... جانفي 41وصباح

بل على أساس أنه ... جانفي على أنه ثورة حقيقية 41يوم

.انتفاضة فرضت بعض التغييرات

ومة لم تتخذ أي إجراء أوال أن الحك... والدليل على ذلك

42أو قرار جديد غير التي تم اإلعالن عنها يوم

التصريح الذي أدلى به احمد اونيس ... وثانيا .جانفي

إلحدى القنوات التلفزية حين ( وزير الخارجية السابق)

.جانفي ليس ثورة، بل انتفاضة 41أكد أن ما حصل يوم

د الذي كان الوحي(وزير الخارجية األسبق ) احمد اونيس

.واضحا فدفع ثمن وضوحه

*****

من هنا نفهم لماذا هذه المسافة الواسعة بين الحكومة

المؤقتة والشعب بين الحكومة المؤقتة وكافة مكونات

.المجتمع السياسي والمدني

الحكومة المؤقتة تحرص على االلتفاف على ثورة

الشعب وحصرها في انتفاضة تتطلب فقط بعض

على النظام القديم والشعب مقتنع أن ما اإلصالحات

جانفي هو ثورة حقيقية تتطلب تغييرا 41أنجزه يوم

.شامال وحقيقيا

8

!!!وزارة الداخلية تقيل وزير الداخلية

كان يمكن أن يكون خروج السيد فرحات الراجحي من

وزارة الداخلية حدثا عاديا شأنه إقالة أو استقالة أي وزير

جانفي ثالث 41عرفت منذ يوم ، خاصة أن البالد

حكومات ، لكن ربما ثالثة عناصر جعلت من هذا

الخروج حدثا غير عادي على األقل في الشارع

.السياسي

العامل األول تكتم الرئاسة المؤقتة وحكومة الباجي قائد

السبسي على أسباب ودوافع هذه اإلقالة واكتفائها بإصدار

عن البالغات التي كانت بالغ قصير ال تختلف صياغته

.جانفي 41تصدر قبل

أما العامل الثاني فإنه حجم الوزارة التي كان يشرف

عليها فرحات الراجحي وخاصة الملفات المطروحة

عليها والمهام المنوطة لها خالل هذه الفترة الدقيقة التي

شباب "تمر بها البالد ، أما العامل الثالث فإنه ما يحاول

اقحامه وهو شخصية فرحات الراجحي "الفيس بوك

البرودة "المرحة والمقبولة التي قطعت حسب رايهم مع

. التي كانت تميز دائما وزراء الداخلية" الصرامة"و "

9

ونعتقد أن البحث في هذه العوامل الثالثة على أهميته ال

يجب أن يبعدنا عن طرح السؤال الجوهري وهو هل أن

جحي ستساهم في تحقيق المطلب إقالة السيد فرحات الرا

األول للتونسيين وهو األمن الذي مازال يعرف انفالتا

وهل أنها ستساهم في مزيد التقدم بمسار اإلنتقال

الديمقراطي ؟ وبعبارة أخرى هل أن هذه اإلقالة هي

خطوة إلى األمام أم خطوتان إلى الوراء؟

ات يدرك كافة المراقبين للشأن السياسي أن السيد فرح

الراجحي تقلد المسؤولية األولى في وزارة الداخلية في

مرحلة دقيقة وحساسة تمر بها البالد يمكن توصيفها كمن

رميت بيديه جمرة وطلب منه أن يقبض عليها حتى

تطفأ وهي الوقت ذاته هناك من ينفخ في هذه الجمرة

حتى ال تطفأ وهناك من ينصحه بالصبر وهناك من يرفع

.تأكيد أن الوقت كفيل بهذه الجمرةمعنوياته بال

بين "ضائعا" ويبدو أن السيد فرحات اراجحي كان

لقد : هؤالء وال يعرف لمن يدير وجهه حتى قيل له

.فشلت في التجربة ويجب أن ترحل

في البالد وما عرفته ومن خالل تتبع الوضع األمني

ة جانفي يمكن القول بأن اقال 41وزارة الداخلية منذ يوم

السيد فرحات الراجحي مصدرها وزارة الداخلية ذاتها

!! أي أن وزارة الداخلية هي من أقالت وزير الداخلية

10

عندما استلم السيد فرحات الراجحي الداخلية خاض

مه من سماهم فلول النظام البائد في الوزارة " معركة

تجلى ذلك اقالة عديد اإلطارات والكوادر ويبدو أنه قطع

هذه الصدد مستعينا في ذلك بدعم الجيش شوطا في

.الوطني وهذه الحقيقة أكدها هو بذاته

داخل الوزارة تحول بعد ذلك من " الصراع"غير أن

التقليل من " معركة"مع فلول النظام البائد إلى " معركة"

تأثير الجيش الوطني داخل وزارة الداخلية وثمة في هذا

لك ، بدأت هذه الصدد عديد المعطيات التي تؤكد ذ

المعركة بإقالة مدير األمن الوطني السيد أحمد شابير

.وانتهت برأس الوزير ذاته السيد فرحات الراجحي

وربما هذا ما يفسر حكومة السيد الباجي قائد السبسي

على األقل ) على تقديم أي تفسير أو تبرير لهذه اإلقالة

.(مارس 22األربعاء –إلى حد اللحظة

لة السيد فرحات الراجحي ال تقلل من شيء من إن اقا

اإلنجازات التي تحققت خالل تحمله المسؤولية وخاصة

حل جهاز البوليس السياسي ورفع الدعوى لحل التجمع

الدستوري الديمقراطي لكنها أيضا ال تخف أنه عجز عن

تقديم ملف القناصة الذين سقطت األرواح على أيديهم ولم

نفالت األمني الذي تعرفه البالد يتمكن من وضع حد لإل

11

لذلك نقول إن هذه اإلقالة قد تكون خطوة إلى األمام إن

كانت ستضع البالد على سكة اإلستقرار األمني لكنها

داخل " صراعات"تبقى خطوة إلى الوراء إن كانت ثمار

.وزارة الداخلية

12

ة والتسلط عقلية الغنيم: العملية السياسية في تونس

وجهان لعملة واحدة

اليبدو أن العملية السياسية في تونس تسير على قدمين

سليمتين رغم وضوح الهدف وهو الذهاب إلى انتخابات

. المجلس التأسيسي منتصف شهر جويلية المقبل

وقد نبه المراقبون للشأن السياسي في أكثر من مناسبة أن

صر الرئيسية وضوح الهدف ال يعني طي ملف العنا

لعملية االنتقال الديمقراطي واالنغماس في المسائل التقنية

حين 0244جانفي 41ثبت هذا منذ .والتفاصيل الجزئية

حاول البعض حصر مسار العملية السياسية في تونس

لكن الوقائع الميدانية وحجم الملفات " حكومة وطنية"في

م ضبط المطروحة أسقطت هذا الخيار في مناسبتين ثم ت

هدفها واضح لكنها دون مفاتيح " خريطة طريق"

. وبوصلتها مفقودة

العنصر الرئيسي في خريطة الطريق هو الهيئة العليا

لتحقيق أهداف الثورة واالنتقال الديمقراطي واإلصالح

السياسي وحسب الفاعلين في هذه الهيئة فإن مهامها

تخاب ستكون السهر على العملية السياسية إلى غاية ان

. المجلس التأسيسي

13

غير أن هذه الهيئة اصطدمت منذ انطالقها بمعارضة

وانتقادات حول تركيبتها ودورها مما جعلها إلى حد

اللحظة غير قادرة حتى على االجتماع في ظروف عادية

الموجهة إلى والبد من القول أن اغلب االنتقادات.

في الواقعالهيئة هي انتقادات موضوعية لها ما يبررها

ويمكن توصيفها أنها وفاق مغشوش بين من يسعى

لاللتفاف على ثورة الشباب والفئات االجتماعية الفقيرة

جانفي إلى احتكار الحديث 41وبين من سعى منذ يوم

باسم الثورة وكأنه هو من صنعها وهو أمر يدرك الجميع

. انه غير واقعي

ل في هذا إن كل وفاق مغشوش مآله الفشل لكن الفش

الصدد ستتضرر منه تونس ومستقبل أجيالها التي

صنعت التغيير ورسمت النقطة األولى نحو مستقبل

الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة واالنتقال .أفضل

الديمقراطي واإلصالح السياسي التي قدمت على أنها

العنصر الرئيسي في هذه المرحلة االنتقالية يجب أن

المشكل ألنها كانت مسقطة ونتيجة ترتيبات نعترف أنها

عديد جوانبها تمت في الخفاء بعيدا عن أعين صناع

. الثورة الحقيقيين

14

في عهد الرئيس المخلوع يدرك كافة التونسيين خاصة

النخب واألحزاب السياسية والمنظمات الوطنية المهنية

أن البالد كانت محرومة من حوار وطني حقيقي حول

قضايا السياسية واالقتصادية واالجتماعية وان أمهات ال

نظام بن علي حرص على إجهاض أي حوار حقيقي

من يحدد مقدما خياراته ورؤاه على الجميع ووحده

. مصير تونس ومستقبلها

سلك نظام بن علي هذا الخيار في إطار سياسة التهميش

واإلقصاء والتدجين التي كان يعتمدها مع الجميع دون

. اءاستثن

جانفي هل ما زال ما يمنع تنظيم هذا الحوار 41لكن بعد

الوطني ؟ هل ما زال ما يمنع أن تجلس كفاءات تونس

ونخبها وقادتها السياسيين على طاولة واحدة تطرح

برامجها ورؤاها ؟

ثورة الشباب رفعت كل العراقيل عن تنظيم هذا الحوار

هناك من ما غير أن .وهيأت واقعيا كل الظروف لذلك

زال يضع العصا في العجلة وبوضوح ما زال من له

مصلحة في أن ال ينظم أي حوار وطني ألنه ببساطة ال

في المرحلة االنتقالية الحالية إال يملك البدائل وال تهمه

. المكاسب التي يمكن أن يغنمها في المستقبل

15

ي لهذه األسباب قلنا في البداية إن العملية السياسية ف

تونس ال تسير على قدمين سليمتين ألن األطراف الفاعلة

التي ال " الغنيمة " في هذه العملية لم تتخلص من عقلية

. تختلف عن عقلية التسلط ، إنهما وجهان لعملة واحدة

16

حكومة الباجي " خريطة طريق"في .... عوائق الطريق

قائد السبسي

ميليشيات " "المضادة الثورة"، " فلول النظام البائد"

عناصر تسند إليها في كل مرة أسباب التوتر في " التجمع

عدد من جهات البالد خاصة الجهات الداخلية التي ما

زال أبناؤها ينتظرون نصيبهم من ثمار الثورة على األقل

في مستوى اإلستماع إلى شواغلهم وما تحتاجه هذه

.الجهات من مشاريع تنموية

ول النظام البائد وكافة العناصر التي كانت دون شك إن فل

مرتبطة بهذا النظام والتي فقدت مصالحها وامتيازاتها

" تجتهد"وسقطت بسقوط النظام تعمل على خلق التوتر و

حتى ال يتفرغ أبناء الشعب الذين أنجزوا الثورة للبناء

لتونس بل ويحرصون على عرقلة ولرسم مستقبل جديد

إلى األمام باإلشاعات وإثارة النعرات كل خطوة إيجابية

المتخلفة من نعرات جهوية وقبلية وغيرها هدفهم الوحيد

.أن ال تنهض البالد على قدميها

و كل تجارب الثورات في العالم هذا أمر مفهوم ومعلوم

عرفت الثورات المضادة وميليشيات الحرس القديم ولن

جانفي 41ة تكون تونس استثناء في هذا الصدد ألن ثور

ليست استثناء في تاريخ اإلنسانية وإن كانت استثناء في

17

القرن الواحد والعشرين وفتحت األبواب أمام الشعوب

الشعب " العربية لتنتفض وترفع ذلك الشعار العظيم

."يريد إسقاط النظام

" الثورة المضادة"لكن ما هو غير مفهوم أن تصبح

ة المؤقتة أخطاءهاالشماعة التي تعلق عليها الحكوم

في هذه " برأس الخيط"وعدم قدرتها على المسك

حكومة . المرحلة االنتقالية والدقيقة التي تمر بها البالد

ارتكبت أخطاء ( األولى والثانية)السيد محمد الغنوشي

قاتلة في تعاطيها مع الواقع اإلنتقالي فكانت النتيجة أن

تقويض " ة أطرافا خفي " اضطر لإلستقالة محمال

مجهوداته والحال أن الجميع يدرك أن السيد محمد

عندما استند إلى )جانفي 41الغنوشي سعى منذ مساء

إلى تحويل وجهة الثورة في ( من الدستور 15الفصل

والحفاظ على مكونات " مأسسة الديكتاتورية" اتجاه

.النظام السابق

لمضادة حكومة السيد محمد الغنوشي لم تسقطها الثورة ا

التي ندرك ويدرك الجميع أنها ما زالت ناشطة وفاعلة ،

إنما أسقطتها أخطاؤها وخاصة أن السيد محمد الغنوشي

أعطى ظهره للحائط في مواجهة المطالب الرئيسية

. للثورة

18

أما حكومة السيد الباجي قائد السبسي التي ما زال عمرها

ابت ألهم بضعة أيام والقت ترحيبا ومساندة ألنها استج

مطالب وشعارات الثورة خاصة الذهاب إلى انتخاب

المجلس التأسيسي ومحاسبة عدد من رموز النظام

السابق ، فإن الطريق ما زال أمامها غير آمن للوصول

. "بر األمان"بالبالد إلى

التي " فلول النظام البائد" عوائق الطريق هي دون شك

ه من إمكانات مازالت تتحرك وتجمع ما أمكن تجميع

) وعناصر للعرقلة وظهر هذا ببروز النعرات الجهوية

في منطقة الحوض ) والقبلية ( في بعض جهات الساحل

وربما قريحة هؤالء تتفتق في المستقبل على ( المنجمي

أشكال جديدة تثيرها وترفعها في مواجهة أي خطوة جدية

.نحو تحقيق اإلنتقال الديمقراطي

يضا عدم القدرة على إدارة العملية وعوائق الطريق أ

السياسية في هذه المرحلة الدقيقة بما تتطلبه من انفتاح

وتشاور وتفاوض بين كل األطراف على قاعدة الوفاء

. للثورة وأهدافها ومطالبها

جانفي أنجزها الشعب والشعب هو من يحمي 41ثورة

الثورة أما األطراف السياسية التي كان سقفها السياسي

أقل بكثير من السقف 0244جانفي 41لى غاية يوم إ

من غير . الوفاء للثورة وشعاراتها السياسي فمهمتها

19

المقبول أن يسمح أي طرف سياسي لنفسه بالحديث عن

" حماة"حماية الثورة وخاصة أن يتم الفرز على قاعدة

. الثورة وغيرهم

إن المتمعن في تركيبة هيئة دعم الثورة واإلصالح

يقف دون عناء أن " لسياسي واإلنتقال الديمقراطي ا

عملية الفرز تمت على قاعدة غير سليمة أقصت العديد

دون وجه حق واشركت العديد أيضا دون وجه حق

وهذا سلوك في جوهره اقصائي ونتائجه ال يمكن ..

أو إلى الثورة " فلول النظام البائد" تحميلها فقط إلى

. المضادة

تة للسيد الباجي القائد السبسي ما زالت الحكومة المؤق

أيضا لم تلتفت إلى أخطر الملفات وأكثرها دقة وهو ملف

أبناء هذه . الجهات الداخلية التي انطلقت منها الثورة

الجهات ما زالوا ينتظرون أن يتوجه إليهم أعضاء

الحكومة و يستمعون إلى شواغلهم ويلتقطون مطالبهم

. والبعيدةاآلنية منها والمتوسطة

) مازال أبناء هذه الجهات يشعرون بالغبن والتهميش

" ويصفون الحكومة بــ ( نقول هذا ألنه بلغنا وورد علينا

."حكومة المكاتب

20

ألم يكن من الممكن أن يتحول أعضاء الحكومة إلى

.الجهات؟؟ليجلسوا مع من منحهم الثورة

الوقت عوائق الطريق عديدة وتخطيها أمر ممكن لكن في

ذاته من المهم التنبيه أن األخطاء في األداء الحكومي هي

ونحن أمام خيارين " فلول النظام البائد"التي يستفيد منها

إما أن نقدم لهؤالء األخطاء ليستفيدوا منها أو أن نسد

.امامهم الطريق بأداء وفي لمبادئ الثورة

21

... رة حراسها للثو: إلى حكومة الباجي قائد السبسي

ومن يفقد البوصلة عند التأسيس يفقد كل شيء

ربما من حق رئيس الحكومة المؤقتة السيد الباجي قائد

السبسي أن يشعر بقليل من االرتياح بالنظر إلى قدرته

من خالل خطابه األول والثاني على بث وزرع الطمأنينة

ت في نفوس التونسيين لكن عليه أن يدرك أيضا أن الملفا

جانفي تحتاج إلى أكثر من ورشة 41التي فتحتها ثورة

وحضيرة وتتطلب عمال جبارا وخالقا لتنمو هذه

الطمأنينة وتزدهر ويتمكن الشعب التونسي من قطف

. ثمار ثورته

جانفي هي دولة القانون والمؤسسات 41ثمار ثورة

والحريات العامة والفردية والحق في االختالف

للثروة وتنمية جهوية ومحلية تقفز والتوزيع العادل

بالجهات الداخلية المحرومة إلى وضع جديد يقطع مع

. الفقر والخصاصة والحرمان والبطالة

قائد ندرك أن المدة المحددة لحكومة السيد الباجي

السبسي ال تسمح لها بمتابعة كل الملفات إلى نهايتها لكنها

سليمة وعلى مع ذلك تبقى مسؤولة على وضع األسس ال

وضع القطار على السكة وهي مهمة ال تقل أهمية

.. وخطورة عن عملية البناء في حد ذاتها

22

لقد بينت تجربة الحكومة األولى والثانية للسيد محمد

الغنوشي أن من يفقد البوصلة في عملية التأسيس يفقد كل

شيء وهو درس نعتقد انه على السيد الباجي قائد السبسي

ه جيدا دون أن يعني ذلك أننا نعطي الدروس أن يستوعب

. ألي كان ونحن فقط ننبه

إن الحلقة الضعيفة في نظام الرئيس المخلوع زين

الملكية "العابدين بن علي انه حول تونس إلى ما يشبه

مصيرها ومصير شعبها بين يديه وبين أيدي "الفردية

انه عائلته والمقربين منه وكان الرئيس المخلوع يعتقد

أما البقية " ضمان مستقبل تونس "وحده القادر على

. فغير مؤهلين أوال يفهمون

" ارحل "وكان من نتائج هذا التسلط أن قال له الشعب

أما محمد الغنوشي ومنذ يوم فرحل غير مأسوف عليه

جانفي تاريخ إعالن تشكيلة حكومته األولى فقد 41

ة القطع مع أغمض عينيه عن مطالب الشعب في ضرور

النظام السابق ورموزه ومؤسساته واعتقد انه بالخطابات

العاطفية يمكن أن ينتقل بالبالد إلى مرحلة جديدة تتالءم

. ومتطلبات الثورة وشعاراتها

23

الحلقة الضعيفة في حكومتي السيد محمد الغنوشي انه

حاول مع من معه االلتفاف على الثورة وتحويلها إلى

مهمتها ترميم النظام السابق برموز جديدة مجرد انتفاضة

. سعت الستثمار الثورة ألهدافها الحزبية

لم يحرص السيد محمد الغنوشي للتشاور والتفاوض مع

كافة األطراف ولم يحرص على فهم احتجاجات صناع

الثورة من الشباب العاطل عن العمل وأبناء الجهات

.الداخلية

ما سيساعده على تمرير ما واعتقد أن عامل الوقت رب

كان يخطط له لكن حرص الشعب على حماية ثورته

والذهاب بها إلى أهدافها الحقيقية أسقط حكومته األولى

انه منذ سقوط حكومته الثانية " والطريف " ثم الثانية

وصلته أقوى واشد االنتقادات ممن كانوا معه في

. الحكومة وحملوه مسؤولية تذبذب أدائها

ه من وجهة نظرنا بعض الدروس الجوهرية التي من هذ

المفروض أن ينتبه إليها السيد الباجي قائد السبسي

وحكومته المؤقتة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها

. تونس

إن الذهاب إلى انتخاب المجلس التأسيسي على أهميته

وضرورته قد يفقد معناه إذا لم تتم تهيئة الظروف

24

لذلك واهم هذه الظروف التشاور والتفاوض المناسبة

والحوار مع كافة األطراف و ليس هناك ما يبرر استثناء

جانفي هي لكل أبنائها 41هذه الجهة أو تلك فتونس بعد

الذين يرغبون في بناء وتشييد مستقبل البالد وليدرك

السيد الباجي قائد السبسي أن الملفات المطروحة فوق

كة الجميع باألفكار والخبرات الطاولة تتطلب مشار

. واإلرادة الصادقة

ملفات سياسية وأخرى اقتصادية واجتماعية وثقافية

. ومشروع تونس ونخبها الصادقين

أما الدرس األساسي فهو أن لهذه الثورة حراس يراقبون

ويتابعون واثبتوا أنهم بقدر ما يثمنون الخطوات االيجابية

ن في التصدي لكل من يسعى ويدعمونها بقدر ما يستبسلو

.... لاللتفاف على ثورتهم

الشعب التونسي أسقط بن علي وأسقط حكومتي الغنوشي

وال نعتقد انه سيصمت في المستقبل إن حاد القطار عن

. السكة

25

مسار انتقال ديمقراطي أم مسار أحزاب للوصول إلى

السلطة؟

لوجوه قبل أيام أتيحت لي فرصة تبادل اآلراء مع أحد ا

السياسية التي عايشت كبرى المحطات التي عرفتها

عايش أحداث . تونس من موقع الفاعل والناشط السياسي

وتابع أحداث قفصة . بأدق تفاصيلها 4111جانفي 05

ولم يتخل عن النشاط 4111وانتفاضة الخبز 4112

.الحقوقي طيلة التسعينات وبعدها

افا، وال يترك الرجل عندما يتحدث ال يلقي التهم جز

مجاال لالنطباعية أو اإلجابات السهلة على األسئلة

الحقيقية مما يجعل احترام آرائه واالستئناس بها أمرا ال

.مناص منه

41سألته عن قراءته للمشهد العام في البالد بعد ثورة

جانفي وعن مستقبل االنتقال الديمقراطي وهل يمكن أن

ده الشباب الذي فجر يسير في المسار ذاته الذي أرا

الثورة؟

قال ما يهمني اآلن ليس تتبع تفاصيل المشهد العام الذي

يبدو أن هناك من يعمل على إغراقه بالتفاصيل الصغيرة

أنظر المتابعات اإلعالمية والصحفية . عن قصد ووعي

26

وتصريحات بعض األحزاب السياسية ستجد أنها تركز

ية أو الحلقة على الجزئيات، فيما األسئلة الجوهر

.الرئيسية تكاد تكون غائبة

وقال أن الحلقة الرئيسية اليوم هي وضع آليات لحماية

حمايته من االرتداد ليس . المسار االنتقالي من االنتكاس

بل . 0244جانفي 41فقط على ما أنجزه الشعب يوم

أيضا على ما حققته البالد من مكاسب حداثة وتقدم

.وتسامح وانفتاح

أن ما يحدث اليوم في تونس ال عالقة له بمسار وأضاف

هو تنافس على الفوز . الثورة وال بمبادئها وال قيمها

صنعها شباب القصرين " كعكة"بأكبر نصيب من

. وسيدي بوزيد وقفصة وغيرها من المناطق الداخلية

صنعها الشباب العاطل عن العمل وأبناء األحياء الفقيرة

ى طاولة األحزاب لكنها سرقت منهم ووضعت عل

والحقوقيين وغيرهم وكل يقول إنه ساهم في صنعها أو

.هيأ الظروف لصناعتها

لكن من حق األحزاب والنخب أن تساهم في : قلت له

رسم النظام السياسي الجديد وهي مهمة ليست في متناول

أي كان؟

ما يحدث اآلن ال عالقة له برسم نظام سياسي : أجاب

وم من أجل الفوز بنظام سياسي جديد، هو تنافس محم

27

يتوافق وخلفيات كل حزب، ثمة من يستند إلى المال

41وثمة من يستند إلى شرعية نضالية قبل . السياسي

وهو في " شتم بن علي"وثمة من يقول إنه 0244جانفي

! السلطة

أنظر إلى الهوة بين المشهد السياسي والفاعلين : وأضاف

ت والمشهد االجتماعي فيه من أحزاب ومنظمات وجمعيا

والفاعلين فيه من أبناء الجهات الداخلية والعاطلين عن

العمل والفقراء، ستكتشف كم هي شاسعة هذه الهوة، مما

يدفع للسؤال هل يمثل هؤالء الفاعلين السياسيين أبناء

الثورة أم يمثلون أجنداتهم الحزبية؟

ما العمل إذا؟: سألته

م في البالد مما آل إليه بعد تخليص المشهد العا: أجاب

الثورة وهي ليست مسألة هينة خاصة أن بعض األجندات

.الخارجية أصبحت ال تخفي حضورها

لكن الوقت مازال سانحا لمراجعة التجاوزات وأولى هذه

الخطوات ترشيد الخطاب، أن تعمل األحزاب على

ترشيد خطابها في اتجاه التركيز على حماية مسار

تبتعد عن المزايدات ودغدغة العواطف االنتقال و

والمشاعر وأن تعمل الحكومة المؤقتة على ترشيد

خطابها وتسد الثغرات التي تفتحها من حين آلخر

28

لاللتفاف على أهداف الثورة وأن يعمل اإلعالم على

.ترشيد خطابه ويبتعد عن اإلثارة تحت عنوان الثورة

سار ترشيد الخطاب هو المدخل الرئيسي لحماية م

إن ما . االنتقال والوصول به إلى تحقيق أهداف الثورة

يحدث اآلن هو مسار أحزاب سياسية للوصول إلى

السلطة وليس مسارا انتقاليا في اتجاه نظام سياسي جديد

.للبالد والعباد

29

في تحييد " نظريات النظام السابق"إنهم يحيون

المجتمع

ف من الماضي ونبدأ عمليا هل حان الوقت لنتجاوز الخو

في بناء مستقبل تونس الجديد كما أراده شعبها حين اسقط

؟ 0244جانفي 41بن علي يوم

في الحقيقة ثمة سببين اثنين خلف طرح هذا السؤال الذي

( حسب رأيهم ) قد يبدو للبعض في غير محله باعتبار

.أن عملية البناء للمستقبل بدأت فعال

صدره المواطن العادي الذي مازال السبب األول م

األمور " و" البالد موش راكحة " يطرح األسئلة مثل

" أسئلة تكثف موقفا " هللا يقدر الخير " أو " وين ماشية؟

جوهره يكفي مما يحصل ولنتوجه إلى بناء "صافيا

. تونس

أما السبب الثاني فهو هذا التركيز المبالغ فيه أحيانا في

المي و السياسي على تفاصيل الوضع في الخطاب اإلع

مما ال يعطي المساحة الكافية ... جانفي 41البالد ما قبل

وهذه مسالة . للتفكير في مستقبل وآليات بنائه وتشييده

30

يدرك المختصون في االتصال واالتصال السياسي أنها

. عادة ال تكون بريئة

تم وعديد المؤسسات المحيطة به , نظام بن علي سقط

هذه حقيقة نعتقد انه ال , تفكيكها أو هي بصدد التفكيك

كما نعتقد أنها ليست الورشة الوحيدة , احد يجادل فيها

ثمة عدة ورشات أخرى من , المفتوحة في البالد

المفروض أن تعمل بالتوازي مع ورشة تفكيك النظام

السابق ونقصد ورشات البناء ورسم مستقبل تونس

ورشات ما زالت تسير ببطء وال يبدو الجديد لكن هذه ال

أنها تعمل بكافة طاقاتها والسبب أن عديد األطراف عن

وعي ودراية تدفع في اتجاه أن يبقى الرأي العام مشدودا

. إلى الوراء وال ينظر إلى المستقبل حتى ال يشارك فيه

إن هذه األطراف هي ذاتها التي فتحت ورشات خاصة

, النظام السياسي والدولة مستقبال بها لضمان تأثيرها في

تفعل ذلك استنادا إلى نظريات كان اعتمدها بن علي ذاته

تحييد المجتمع إلعادة ) 4111عندما استلم السلطة سنة

. ( بناء مؤسسات الدولة كما يريدها

اليوم هذه األطراف تحيد المجتمع بجعله حبيسا لتفاصيل

يا مسقطة وفي جانفي أو طرح قضا 41مرحلة ما قبل

الوقت ذاته تستأثر هي بمناقشة ورسم مستقبل البالد بما

31

يضمن لها الموقع المتقدم في المستقبل أو ما يضمن لها

. نسبة في المحاصصة وتقسيم الغنيمة

والسيد " عبد العزيز المزوغي"إن ما كشف عنه السيد

حين استقاال من هيئة تحقيق أهداف الثورة " حميد النيفر"

لك ما أشار إليه عديد من المختصين في القانون وكذ

الدستوري والمراقبين يؤكد أن عديد تفاصيل المشهد

وإنما هي مركبة العام في البالد ليست وليدة الصدفة

الشعب الذي أنجز الثورة ودفع الشهداء يجب أن : بإتقان

جانفي 41ال يخرج من دائرة " التخميرة "يبقى في حالة

لسياسية التي نصبت نفسها وصيا على واألطراف ا,

الثورة ترسم لوحدها المستقبل وتقتسم الغنيمة نقول هذا

ليس من باب التقليل من مخاطر الثورة المضادة التي

ندرك كما يدرك المواطن العادي الذي لم يدرس العلوم

نقول هذا , السياسية أنها من االخطار التي تهدد الثورة

الذي تسير عليه البالد منذ مدة من باب تفاصيل المسار

. ومن باب الوقائع الميدانية

إن الشعب الذي أنجز الثورة قادر على صد أعداء

الثورة لكن من حقه أيضا أن يشارك في ورشة بناء

.تونس ورسم مستقبلها

32

؟مسار الثورة" سطوة األحزاب "هل غيرت

شهد العام جانفي ال يبدو الم 41بعد ثالثة أشهر من ثورة

في البالد واضحا أو على األقل يدفع لالطمئنان

فالضبابية والخوف من االنزالق نحو المجهول عناصر

مازالت تلقي بظاللها ويرددها المواطن العادي كما

.المراقب السياسي

وهو مستمد " البالد وين ماشية ؟: " السؤال الذي يتردد

رض ، اقتصاد من الوقائع الميدانية وما يحدث على األ

تكاد تالمس نسبة نموه صفر بالمائة ، شباب يلقي بنفسه

إلى البحر للوصول إلى الضفة األخرى من المتوسط ،

ارتفاع في نسبة البطالة ، موسم سياحي مهدد بالفشل

وخالل األيام األخيرة أكوام الفضالت والروائح الكريهة

. أخذت نصيبها في المشهد

لم تنجز إلحداث هذا 0244جانفي 41األكيد أن ثورة

انما أنجزها الشباب وأبناء . في البالد " االنقالب السلبي"

الجهات الداخلية المعدمون من أجل الحرية والتشغيل

. والتنمية العادلة ، من أجل وجه جديد لتونس

33

حدث؟ ماذافي السياسة التبرير وتركيب الجمل لرسم صورة معينة

ألي ناشط سياسي أن يجد بدل مسألة سهلة ويمكن

كالقول إن المرحلة . التبرير الواحد عشرات التبريرات

الحالية استثنائية، أو أن تونس مازالت تعيش المرحلة

االنتقالية ، أو أن قوى الثورة المضادة مازالت تتحرك

...إلفشال الثورة

قد ال يختلف عاقالن حول هذه العوائق وأهمية تأثيرها

لكنها وحدها ال تفسر ما يحدث عن األرض . في الواقع

ثمة عناصر أخرى ال تقل أهمية وخطورة أهمها أن

العملية السياسية ما زالت تحتل النصيب األكبر في

مسار ) اهتمامات الفاعلين السياسيين مما جعل مسارها

يسير في طريق عكسي لمسار التنمية ( العملية السياسية

ا يذكر بإحدى مفارقات وهو م. واإلصالح االجتماعي

نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي كان

يفتخر بتقدم نسبة النمو وسالمة االقتصاد وفي الوقت

ذاته كان منغلقا سياسيا وال يسمح بالحريات ويقمع الرأي

. اآلخر

أما اليوم فإن الصورة أصبحت مقلوبة فالفاعلون

ة والديمقراطية وتقدم السياسيون يشيدون بفضاءات الحري

34

العملية السياسية وفي الوقت ذاته هناك صعوبات

. اقتصادية واجتماعية خطيرة تنذر بأزمة حقيقية

جانفي اكتشف الجميع أن الرفاه االجتماعي 41بعد

والتقدم االقتصادي لنظام بن علي كانت أكذوبة فهل

نكتشف بعد مدة أن كل ما يقال حول الحرية

!!! هو أيضا أكذوبة والديمقراطية

يحصل هذا ؟ لماذا

ليس سهال اإلجابة عن هذا السؤال لكن بعض الدالئل

عدد من األحزاب " سطو " والمؤشرات تشير إلى أن

على ثورة الشعب هي التي حولت مسار الثورة وجعلته

يعيش هذه التناقضات وهي أحزاب تدرك جيدا ما تفعل

السياسي المقبل يمر عبر وتعرف أن تأثيرها في النظام

.التركيز على المسار السياسي

تفعل ذلك ليس من أجل المزيد من الديمقراطية واالنفتاح

والحريات وأنها من أجل أن يكون لها التأثير األقوى في

. الخريطة السياسية المقبلة

35

41وليس صدفة أن هذه األحزاب رغم إدراكها أن ثورة

محت لنفسها أن تتحدث باسمها جانفي ليست ثورتها ، س

. وتمنح لنفسها شرعية الثورة

هذه األحزاب فعليا آخر اهتماماتها أوضاع الشباب

العاطل عن العمل ، والعائالت الفقيرة والجهات الداخلية

كبيرة حول مشروع الحكومة " خالفات"، لم نتابع

المؤقتة للتنمية أو حول خطتها للنهوض بالوضع

ل مساعدتها للشباب العاطل عن االقتصادي أو حو

وفي الوقت ذاته تقوم الدنيا وال تقعد من أجل من .. العمل

يكون ممثال في ما يسمى بهيئة تحقيق أهداف الثورة تقوم

الدنيا وال تقعد من أجل أحد فصول القانون المنظم

.النتخابات المجلس التأسيسي

ل البالد ال أحد يقلل من أهمية العملية السياسية في مستقب

وإنما المشاركة فيها بعقلية ضمان الهيمنة في المستقبل

على حساب االستحقاقات الحقيقية لمن أنجز الثورة ودفع

."سطوا على الثورة" من أجلها الشهداء يصبح األمر

"وفاق"بعيدا عن تطلعات الشعب هو " وفاق"كل

يتأكد كل يوم أن العملية السياسية في تونس مازالت

عن مسارها الصحيح، رغم تأكيد الجهات تبحث

واألطراف التي تعتبر نفسها محددة في هذه العملية أن

36

أضحت واضحة منذ " خريطة الطريق"كافة عناصر

.مدة

قد ال يتيح المجال لنعدد كافة مظاهر الخلل في العملية

السياسية منذ انطالقها وما سببته وتسببه من آثار ميدانية

لكن تكفي اإلشارة إلى . ماعيا وسياسيااقتصاديا واجت

المأزق السياسي الذي يهدد البالد على خلفية عدم التوافق

على موعد إجراء انتخابات المجلس التأسيسي، رغم أن

" المركزي"جانفي الشعار 41الوفاق مثل منذ

.للحكومات المؤقتة المتعاقبة ولكافة األحزاب السياسية

لكن ال أحد بحث عن الوفاق رفع الجميع شعار الوفاق،

الحقيقي مع أهم طرف في المعادلة الجديدة أي الشعب

.بكافة فئاته

الحكومات المؤقتة المتعاقبة بحثت عن الوفاق مع

األحزاب السياسية وبعض المنظمات والهيئات

واألحزاب السياسية بحثت عن الوفاق بينها ، وهو ما .

ن اهتمامات الشعب جعل العملية السياسية تجري بعيدا ع

الذي يبديه " التفاؤل السياسي"وهذا ما يفسر أيضا أن

.البعض يقابله تشاؤم ميداني عند المواطنين

37

إن الوفاق مع الشعب يعني الوفاق حول مطالبه وتطلعاته

التي يبدو أنها وضعت على الرف في انتظار أن تنتهي

.األحزاب السياسية من اقتسام الغنيمة السياسية

لم تحرص حكومتي السد محمد 0244جانفي 41منذ

الغنوشي وحكومة الباجي قائد السبسي على توفير

ال يوجد اليوم ..فضاءات حقيقية للحوار مع أبناء تونس

أي إطار فعلي من خالله يمكن االستماع إلى صوت

المواطن، كل اهتماماتها توجهت إلى األحزاب السياسية

لم يختلف عن تلك التي كانت باسم التشاور، وهو تشاور

مشاورات أطرها غير واضحة ... تتم في العهد السابق

.ومضمونها ال يكشف

أما األحزاب السياسية فإنها وضعت جانبا المطالب

الحقيقية والشعارات الرئاسية للشعب التونسي واكتفت

.بالبحث عما يمكن أن تغنمه في المرحلة القادمة

الذي يهدد البالد يكون بالرجوع إن المخرج من المأزق

إلى الشعب باعتباره العنصر الرئيسي في المعادلة

والتوافق حول مطالبه الحقيقية ويكون ذلك ببعث أطر

وهياكل معينة للحوار معه واالستماع إليه، مما يجعل

العملية السياسية تسير على أسس متينة وتتجاوز مظاهر

38

م وتتقدم في مسارها الخلل التي تعيقها اآلن على التقد

.الصحيح

39

!ال تخذلوا هذا الشعب

0244جانفي 41إلى يوم 0242ديسمبر 41من يوم

كان الحفاة العراة أبناء سيدي بوزيد والمكناسي والمزونة

وتالة والقصرين وسليانة وجندوبة واألحياء الفقيرة في

العاصمة وغيرها من المدن يواجهون رصاص الرئيس

مخلوع بحناجر لم تكل من رفع الشعارات التي تنادي

بالحق في التشغيل والتنمية العادلة والتوزيع العادل

.للثورة والحرية والكرامة

ملؤوا الشوارع بالمظاهرات وفرضوا على القنوات

التلفزية والفضائيات أن تكون أخبارهم على رأس

ا في النشرات اإلخبارية ليعطوا للعالم كله دراسا جديد

.إرادة الشعوب في التغيير

لم ينتفض أحفاد علي بن غذاهم وبشير بن سديرة

والطاهر الحداد وفرحات حشاد بإشارة من احد القيادات

الحزبية في المنازه أو المنارات أو حي النصر أو في

رادو الحياة "باريس أو لندن أو واشنطن انتفضوا ألنهم

."فالبد أن يستجيب القدر

0244جانفي 41إلى يوم 0242ديسمبر 41من يوم

والشعب بعفويته وإرادته يقود األحزاب والنخب يجرها

أن تساير إرادته يجرها نحو التغيير الحقيقي، يجرها نحو

الثورة، في مشهد من المفروض أن ينكب في

40

األخصائيون في دراسته واستخالص الدروس النظرية

.منه

****

اغلب األحزاب السياسية جانفي وفيما 41صباح يوم

وعديد النخب تنتقي العبارات المالئمة لتبشر بالمرحلة

الجديدة التي ستدخلها تونس بعد خطاب الرئيس المخلوع

جانفي ؛ وفيما البعض اآلخر يعد نفسه لمنصب 42مساء

كان أبناء الشعب وفئاته الذين عانوا . جديد وعد به

ى المضي الحرمان والخصاصة والكبت مصرون عل

قدما بثورتهم حتى تحقيق أهدافها في إسقاط بن علي ؛

ولسان حالهم يقول إن دم الشهداء الذي سكب على

. الشوارع ثمنه ليس اقل من سقوط النظام

****

سقط رأس النظام مساء اليوم ذاته في مشهد ربما يكون

الرجل الذي حكم البالد ... مستقبال سيناريو ألحد األفالم

قرن يفر مستترا ؛ تحت ضغط قوة الحناجر نحو ربع

اسقط الشعب بن " ديقاج " التي ما كلت لحظة من ترديد

علي دون أن يبحث في قاموس عن العبارات المنمقة

وقدم " السياسة هي فن الممكن "ودون أن يفكر في أن

قدم لهم الثورة . لألحزاب و النخب هدية من السماء

لتونس الجديدة وكأنه يقول لهم والتغيير قدم لهم المفتاح

41

اآلن جاء دوركم إلعادة ترتيب البيت كما نريده إنها أمانة

. ال تضيعوا الثورة وال تسرقوها. بين أيديكم فال تخذلونا

الثورة يمكن أن تضيع إذا لم يحسن المؤمنون بها حمايتها

وإذا لم تحسن النخب التقدم بها سياسيا واقتصاديا

ثورة ليست فقط سقوط بن علي إنها أيضا ال... واجتماعيا

بناء مؤسسات سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة ؛

إنها مسار كامل لألحزاب والنخب المسؤولية الكبرى

.فيه

****

الثورة يمكن أن تسرق في غفلة من الجميع وتحول وجهة

أهدافها وقيمها لخدمة طرف بعينيه وكم من شعب سرقت

.ثورته

ت خذالن الشعب وسرقة ثورته بدأت غير أن محاوال

ساعات قليلة بعد سقوط رأس النظام من خالل تلك

من الدستور وما 11و 51المسرحية المعروفة بالفصل

تالها من محاوالت لاللتفاف على ثورته تحت شعار

ويافطات مختلفة، وبدأت أيضا عندما نصبت أحزاب

ع ونخب نفسها وصيا على الثورة تتكلم باسمها وتوز

صكوك الوالء لها وتقسم أبناء الشعب كما تريد، إنها

ذات األحزاب والنخب التي ارتبطت سرا وعلنا بالنظام

.السابق وبأجهزته

اسقط . من هنا بدا مسار خذالن الشعب وسرقة ثورته

حكومتي السيد محمد الغنوشي 0و 4شباب القصبة

42

ء ألنهما لم تستجيبا لمتطلبات الثورة وخذلتا دم الشهدا

وفي نفس الوقت وجه رسالة قوية إلى األحزاب وغيرها

ال أحزاب وال "شعار عندما دوى في ساحة القصبة

، رسالة يبدو أن عديد "نقابات، ثورتنا ثورة الشباب

األطراف لم تفهمها جيدا، لم تفهم أن من كنس بن علي

.يمكن أن يكنس أي كان ،حكومات وأحزاب

****

الثورة اآلن، هي أشهر قصيرة نحو أربعة أشهر هو عمر

لكن كل عوامل خذالن الشعب وتضييع ثورته مازالت

قائمة واهم عناصرها حكومة ال تتعامل بشفافية ووضوح

وشبقه فاقدة للبوصلة، أحزاب أثبتت أن أولوياتها الحزبية

الضيقة فوق الجميع، ووضع اجتماعي وامني منفلت

.يةيمثل التربة المالئمة لعودة الديكتاتور

فال تخذلوا ... إنها مرحلة دقيقة وخطيرة في عمر الثورة

! وتضيعوا ثورة... الشعب

43

إلى األحزاب "المؤتمن على التغيير "من الحزب

ما الفرق ؟".... المؤتمنة على الثورة "

ربما ال نبالغ في شيء حين نقول إن المرحلة الراهنة

ال التي تمر بها تونس هي مرحلة خطيرة وحرجة،

تختلف في خطوطها العريضة عن األيام األخيرة في

عمرنظام الرئيس السابق، حين كان الوضع في البالد

مفتوحا على كافة االحتماالت وال أحد يعرف أين تسير

. األمور

ضبابية المشهد وعدم وضوح بعض األطراف الفاعلة

فيه وغياب المعلومات الدقيقة حول ما يحدث وما يطبخ

كونها تدفع لالرتباك فإنها ال تسمح بالسير في فضال عن

خط مستقيم في اتجاه تحقيق أهداف الثورة وتبقى إمكانية

.االرتداد والعودة إلى المربع األول احتماال واردا

هذا ال تثبته فقط تجارب الثورات األخرى إنما يدفع إليه

جانفي الذي ما زال يسير على قدم 41أيضا مسار ثورة

.واحدة

بعد أكثر من ثالثة أشهر من الثورة واقل من ثالثة أشهر

النقطة الرئيسية في )من انتخابات المجلس التأسيسي

ال يبدو "(. خريطة طريق حكومة الباجي قايد السبسي"

44

العملية السياسية : أن األمور تسير في االتجاه الصحيح

تحكمها الصراعات والتناقضات وإلقاء التهم يمينا

الوضع االجتماعي في حالة توتر حقيقية بعد ويسارا و

بروز نزعات العروشية والجهوية واستهداف المحالت

العمومية بالحرق والتخريب، والوضع االقتصادي سيء

.للغاية وفق األرقام الرسمية المقدمة

األكيد أن هذا المشهد المشوه لم يكن يحلم به أبناء الشعب

ديسمبر من اجل 41 الذين بدأوا انتفاضتهم منذ يوم

التشغيل والتنمية العادلة وانتهوا بها إلى ثورة حقيقية يوم

جانفي حين تجاوزوا بسقفهم كافة األحزاب السياسية 41

."ارحل"وقالوا لبن علي

الجميع يدرك أن قوى الثورة المضادة ما زالت في أكثر

من مفصل من مفاصل الحياة السياسية واالقتصادية

، ويدرك أن مسار أي عملية انتقالية ال يسير واالجتماعية

دائما وفق خط مستقيم، هذه حقائق ال بد من التعامل

معها في الواقع، لكنها وحدها ال يمكن أن تفسر كل ما

إلى ( كما تعرض غيرنا)لقد سبق أن تعرضنا . يجري

الموضوعية مخاطر قوى الثورة المضادة وإلى العوائق

نعتقد اليوم أنه من المهم االلتفات إلى للمسار االنتقالي، و

الجانب اآلخر ، أي العوائق الذاتية للثورة ونقصد

األطراف التي وضعت نفسها وصيا على الثورة

45

واالنتقال بها إلى تحقيق أهدافها وهي عوائق من وجهة

.نظرنا ال تقل أهمية عن العوائق األخرى

ذلك سنترك)لن ندخل في هذه الورقة في التفاصيل

وسنكتفي باإلشارة إلى العناصر الكبرى ( لورقات أخرى

:التالية

إلى مجرد كلمة " حماية الثورة"تحول شعار -

مما يذكرنا بشعارات . يلقى بها في مكانها وغير مكانها

تونس "و" تونس فوق الجميع"النظام السابق مثل

."للجميع

-

لشعارات وفي الوقت ذاته النظام السابق كان يرفع هذه ا

يمارس عكسها بأن حول تونس ملكا لعائالت بعينها

تستأثر بكافة خيراتها والذين يرفعون صباحا مساء شعار

يمارسون عكس ذلك يبحثون عن أكبر " حماية الثورة"

.وان كان على حساب الثورة ذاتها" الغنيمة"نصيب من

لون بين بعض الفاعلين السياسيين ال يفص -

مستقبل تونس وبين مستقبل احزابهم وهيئاتهم مما يحيلنا

التجمع هو الحزب "الى ممارسات النظام السابق وشعار

الذي تحول اليوم إلى أحزاب "المؤتمن على التغيير

."مؤتمنة على الثورة"بعينها

-

46

نعتقد انه إذا تواصل األمر على هذه الصورة فان وأد

. على يد الذين نصبوا انفسهم وصاة عليها الثورة سيكون

ولنا عودة

47

المجلس " بروفة"هيئة تحقيق أهداف الثورة هل هي

التأسيسي؟

. االستنتاجات األولى التي يمكن الخروج بها من متابعة ما

يحدث داخل هيئة تحقيق أهداف الثورة من تجاذبات و

:اتهامات متبادلة أن

ب أرضية ومناخا وخاصة وعيا حقيقيا الوفاق يتطل: أوال

ليكون حلقة متينة تدفع إلى التقدم وانجاز المهام

.المشتركة

كل إرادة مسقطة ال يمكن أن تستمر وتتواصل :ثانيا

.مهما كانت حججها ومبرراتنها وأدواتها

.ال تصنع بالضرورة موقفا سليما" الجملة الثورية" :ثالثا

داء األحزاب السياسية و هل أن أ: والسؤال المقلق هو

الشخصيات المستقلة وغيرها في المجلس التأسيسي

المقبل سيكون كما هو عليه اآلن داخل هيئة تحقيق

التي " الضمانات" أهداف الثورة ؟ وبصورة أوضح ما

يمكن أن تقدمها األحزاب السياسية التي سيتم انتخابها

48

تابعه ليكون الجدل والنقاش حول دستور البالد غير ما ن

داخل الهيئة؟

02تطالب األحزاب السياسية بضمانات الحترام موعد

أكتوبر و لتكون االنتخابات نزيهة وشفافة ، وهذا من

لكن في الوقت ذاته أليس من ..حقها وهو أمر مشروع

حق الشعب أن يطلب من األحزاب السياسية الضمانات

الالزمة لتعبر عن إرادته و أن ال تحول المجلس

أسيسي إلى ميدان للتجاذبات الحزبية الضيقة؟الت

الجدل و النقاش داخل هيئة تحقيق أهداف الثورة يمكن

أو تجربة لما سيكون عليه داخل " بروفة"اعتباره

المجلس التأسيسي المقبل، ألن األحزاب هي ذاتها و

ونعتقد أن .التباينات هي ذاته و المناخ السياسي هو ذاته

لوفاق في لحظة حرجة من من عجزوا على تحقيق ا

الوفاق ، لن تاريخ البالد تتطلب أكثر من غيرها

يستطيعوا تحقيقه عندما تصبح لهم شرعية صناديق

.االقتراع

49

محاكمة بن علي فصل آخر من االلتفاف على الثورة

إذا كان علينا أن نشبه محاكمة الرئيس المخلوع أول

جانفي 41أمس االثنين فإننا سنشبهها بما حصل مساء

حين ظهر السيد محمد الغنوشي على شاشة 0244

15التلفزة يعلن توليه رئاسة الدولة استنادا إلى الفصل

.4111من دستور

جوهر ما فكر فيه السيد محمد الغنوشي و المجموعة

ديسمبر 41لمحيطة به وقتها أن الثورة التي انطلقت يوم ا

هدفها إسقاط بن علي فقط أما المنظومة السياسية 0242

و االقتصادية و االجتماعية التي حكمت البالد نحو ربع

قرن فيجب أن تتواصل مع إدخال بعض التعديالت و

.اإلصالحات عليها

ة ذلك وصفت تلك الخطوة أنها التفاف على الثور

.ومحاولة إلجهاض مسار ثوري تشكل ميدانيا وسياسيا

كذلك الشأن بالنسبة لمحاكمة الرئيس المخلوع التي

والقصرين سيدي بوزيد انتظر أبناء الشعب في

و األحياء الفقيرة في المدن الكبرى والحوض المنجمي

أن تكون محاكمة تستهدف باألساس منظومة سياسية و

50

اقتصادية واجتماعية وثقافية تم من خاللها تسيير البالد

ولم تخلف إال التفقير والتفاوت الجهوي والفساد وكبت

لكنها تحولت إلى محاكمة في ..الحريات العامة والفردية

عن محاكمة أي مسؤول إداري قضية حق عام ال تختلف

وكأن هناك من مازال يدفع للمحافظة على المنظومة .

.ذاتها ويحميها من أي محاكمة

إن محاكمة الرئيس المخلوع ال يمكن أن تكون مفصولة

عن الشعارات التي رفعها الشعب أيام الثورة وال يمكن

أن تكون في مسار غير مسار التغيير الذي انطلقت فيه

.البالد

" من الشعارات المركزية التي رفعت في الثورة شعار

وهو شعار بمثابة " التشغيل استحقاق يا عصابة السراق

اتهام صريح لنظام الرئيس المخلوع في خياراته التنموية

وكان من المفروض أن .واالقتصادية وما بلغه من فساد

يمثل قاعدة محاكمة الرئيس المخلوع استجابة لتلك

لكن محاكمة أول أمس .تي رفعته طويال الحناجر ال

حادت عنه وأهملته

الشعب " ومن الشعارات التي رفعت أيام الثورة أيضا

الشعب يريد إسقاط بن علي "وليس " يريد إسقاط النظام

51

إسقاط النظام السياسي واالقتصادي و االجتماعي و ".

وهو شعار كان أيضا من .الثقافي الذي حكم به بن علي

غير أن ..ن يكون قاعدة أساسية في المحاكمة المفروض أ

هناك من يريد أن ال يسقط النظام

ومن المفارقات انه في الوقت الذي يحاكم فيه بن علي في

كان هو يدافع عن نظامه و عن ..قضايا حق عام

كان يدافع .في فترة حكمه " المكاسب التي حققها للبالد "

التي نشرها ظهر ذلك من خالل الرسالة .عن خياراته

محاميه اللبناني و التي خصص جزء هاما منها لما أنجز

.االتجاهألنه كان يعتقد انه سيحاكم في ذلك ..في عهده

إن محاكمة الرئيس بن علي بالطريقة التي تمت بها أول

أمس ال يمكن أن تكون إال محاولة جديدة لاللتفاف على

ولي الثورة شأنها شأن محاولة السيد محمد الغنوشي ت

.منصب رئاسة الدولة

52

مسار الثورة تهدده هشاشة مؤسسات حماية الثورة

جانفي 41ثمة حقيقة ال بد أن نعترف بها،هي أن ثورة

مازالت هشة وأن األشهر الخمسة األولى من عمرها لم

تمنحها المناعة األساسية لتستمر و تنجز أهدافها كاملة

بداد إلى في التغيير واالنتقال من منظومة االست

.الديمقراطية

ديسمبر 41مرت الثورة التونسية منذ انطالقها يوم

بمسارات نوعية من حركة احتجاجية تطالب 0242

بالحق في التشغيل و التنمية العادبة الى حركة تطالب

بتغيير النظام تم ذلك وفق نسق تصاعدي ومتسارع فاجأ

أكبر الجميع، األحزاب السياسية و النخب و استخبارات

.الدول

02أقل من شهر كانت كافية لسقوط النظام الذي حكم

سنة و للمنظومة التي سادت نحو نصف قرن، سقط

النظام دون أن يتبلور البديل و دون أن يكون هناك أي

.سيناريو للمرحلة االنتقالية

53

" لوفيغارو"ربما هذا ما دفع أحد الصحفيين في صحيفة

من سقوط بن علي إن ثورة الفرنسية يكتب بعد يومين

".هشة"تونس هي ثورة

هشاشة الثورة تعني ضعف مؤسساتها و هياكلها القادرة

على حمايتها و االرتقاء بها في نسق تصاعدي نحو

انجاز كافة مهامها أي القطع مع منظومة االستبداد و بناء

المنظومة الجديدة القائمة على الديمقراطية و الحريات

.توزيع العادل للثروة و التنمية المتوازنةالعامة و ال

المؤسسات الحالية التي تتحدث باسم الثورة لم تقم على

شرعية الثورة إنما على شرعية الوفاق الذي تتطلبه

المرحلة غير أن هذا الوفاق ثبت في أكثر من محطة أنه

وفاق هش و مغشوش ألنه وفاق بين من سعى لاللتفاف

ها الرئيسية وبين من نصب نفسه على الثورة في مطالب

.وصيا على الثورة

إن أحداث مدينة المتلوي وغيرها من حاالت اإلرباك

التي تقف وراءها أطراف و جهات ال تريد أن تتقدم

الثورة نحو مهامها كاملة تكشف أن هشاشة مؤسسات

54

الثورة تجعلها قادرة على فعلها التخريبي إلجهاض مسار

التغيير

55

على هامش اجتماعات هيئة تحقيق أهداف

مسار انتقال ديمقراطي أم مسار أحزاب للوصول :الثورة

إلى السلطة؟

ما حصل أمس وقبله في اجتماعات هيئة تحقيق أهداف

أن يمر دون الوقوف الثورة واإلصالح السياسي ال يجب

عند األسباب الحقيقية التي تجعل اجتماعات هذه الهيئة

كل الذي يسئ إلى اسمها و دورها و مهمتها بذلك الش

. والى مبادئ وقيم الثورة أصال

إن تحقيق أهداف الثورة ال يمكن أن تكون بذلك األداء و

تلك االتهامات المتبادلة و التلويح باالستقاالت

.واالنسحاب

ويجب أن نكون واضحين إن ما حدث ال عالقة له

سي جديد، إنما بتحقيق أهداف الثورة أو برسم نظام سيا

هو تنافس محموم من أجل الفوز بنظام سياسي يتوافق

. وخلفيات كل حزب، ثمة من يستند إلى المال السياسي

."جانفي 41شرعية نضالية قبل "وثمة من يستند إلى

ال عالقة له بمسار الثورة وال بمبادئها وال ما حدث

" كعكة"هو تنافس على الفوز بأكبر نصيب من . قيمها

ا شباب القصرين وسيدي بوزيد وقفصة وغيرها صنعه

صنعها الشباب العاطل عن العمل . من المناطق الداخلية

وأبناء األحياء الفقيرة لكنها سرقت منهم ووضعت على

56

طاولة األحزاب وغيرها وكل يقول إنه ساهم في صنعها

.أو هيأ الظروف لصناعتها

ثورة أم هل يمثل هؤالء مبادئ ال: وهذا ما يدفعنا للسؤال

يمثلون أجنداتهم الحزبية؟

أن هيئة سبق أن نبهنا و نبه غيرنا في أكثر من مرة

هي وفاق تحقيق أهداف الثورة بتركيبتها وظروف بعثها

مغشوش بين من يسعى لاللتفاف على ثورة الشباب

41والفئات االجتماعية الفقيرة وبين من سعى منذ يوم

ورة وكأنه هو من جانفي إلى احتكار الحديث باسم الث

.صنعها وهو أمر يدرك الجميع انه غير واقعي

إن كل وفاق مغشوش مآله الفشل لكن الفشل في وقلنا إن

هذا الصدد ستتضرر منه تونس ومستقبل أجيالها التي

صنعت التغيير ورسمت النقطة األولى نحو مستقبل

وبيدو أن األمر يسير بوضوح في اتجاه الفشل .أفضل

ن التضخيم فيما يحصل و أيضا دون التقليل ،نقول هذا دو

. من خطورته

إن متابعة أداء الفاعلين في هيئة تحقيق الثورة التي قدمت

على أنها العنصر الرئيسي في هذه المرحلة االنتقالية

المشكل ألنها أوال كانت يدفعنا للقول إنها أصبحت

مسقطة ونتيجة ترتيبات عديد جوانبها تمت في الخفاء

دا عن أعين صناع الثورة الحقيقيين وثانيا غير ممثلة بعي

وثالثا أصبحت لكافة مكونات المشهد السياسي و المدني

. عائقا أمام تقدم العملية السياسية في تونس

57

ربما الوقت مازال الوقت سانحا لتجاوز هذه المعوقات

في أداء الهيئة لكن شرط ، أن تعمل األحزاب على

اه التركيز على حماية مسار ترشيد خطابها في اتج

االنتقال وتبتعد عن المزايدات ودغدغة العواطف

والمشاعر وعلى وضع آليات لحماية المسار االنتقالي

حمايته من االرتداد ليس فقط على ما . من االنتكاس

بل أيضا على ما . 0244جانفي 41أنجزه الشعب يوم

.تاححققته البالد من مكاسب حداثة وتقدم وتسامح وانف

ترشيد الخطاب هو المدخل الرئيسي لحماية مسار

أما . االنتقال والوصول به إلى تحقيق أهداف الثورة

يحدث اآلن فهو مسار أحزاب سياسية للوصول إلى

السلطة وليس مسارا انتقاليا في اتجاه نظام سياسي جديد

.للبالد والعباد

58

الشعب الذي كان سقفه أعلى من كافة األحزاب

جانفي هو القوة الثورية الوحيدة 41السياسية يوم

إن التناقض الرئيسي الذي يحكم هذه المرحلة من تاريخ

الثورة التونسية هو بين القوى التي تدفع في اتجاه أن

تنجز الثورة كافة مهامها السياسية و االقتصادية

واالجتماعية ، وبين القوى التي تعمل من أجل إجهاض

األمام وكل منجز من شأنه يدعم مكاسب كل تقدم إلى

.الثورة

هذا التناقض حكم كل الثورات في العالم وكل حركات

التغيير ونتائجه حسمت إما لقوى التغيير أو لقوى الثورة

المضادة بحسب استعدادات كل طرف ودرجة تنظيمه

.وخاصة إرادة كل طرف في تحقيق أهدافه

41البالد منذ يوم وتونس ليست استثناء ، فما تعيشه

هو صراع على قاعدة التناقض بين قوى 0244جانفي

.الثورة و الثورة المضادة

ولكن خصوصية الثورة التونسية التي تفجرت بمعزل

عن األحزاب السياسية وعن قياداتها، تدفع لطرح السؤال

من هي القوى الثورية ؟: التالي

ية في التغيير القوة الثورية الوحيدة التي لها مصلحة حقيق

هو الشعب الذي كان سقفه أعلى من كافة األحزاب

.0244جانفي 41و 42السياسية يومي

59

بعيدا عن تطلعات الشعب هو " وفاق"كل

.فاشل"وفاق"

يتأكد كل يوم أن العملية السياسية في تونس مازالت

تبحث عن مسارها الصحيح، رغم تأكيد الجهات

دة في هذه العملية أن واألطراف التي تعتبر نفسها محد

أضحت واضحة منذ " خريطة الطريق"كافة عناصر

.مدة

قد ال يتيح المجال لنعدد كافة مظاهر الخلل في العملية

السياسية منذ انطالقها وما سببته وتسببه من آثار ميدانية

لكن تكفي اإلشارة إلى . اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا

د على خلفية عدم التوافق المأزق السياسي الذي يهدد البال

على موعد إجراء انتخابات المجلس التأسيسي، رغم أن

" المركزي"جانفي الشعار 41الوفاق مثل منذ

.للحكومات المؤقتة المتعاقبة ولكافة األحزاب السياسية

رفع الجميع شعار الوفاق، لكن ال أحد بحث عن الوفاق

أي الشعب الحقيقي مع أهم طرف في المعادلة الجديدة

.بكافة فئاته

الحكومات المؤقتة المتعاقبة بحثت عن الوفاق مع

األحزاب السياسية وبعض المنظمات والهيئات

واألحزاب السياسية بحثت عن الوفاق بينها ، وهو ما .

جعل العملية السياسية تجري بعيدا عن اهتمامات الشعب

60

الذي يبديه" التفاؤل السياسي"وهذا ما يفسر أيضا أن

.البعض يقابله تشاؤم ميداني عند المواطنين

إن الوفاق مع الشعب يعني الوفاق حول مطالبه وتطلعاته

التي يبدو أنها وضعت على الرف في انتظار أن تنتهي

.األحزاب السياسية من اقتسام الغنيمة السياسية

لم تحرص حكومتي السد محمد 0244جانفي 41منذ

ئد السبسي على توفير الغنوشي وحكومة الباجي قا

ال يوجد اليوم ..فضاءات حقيقية للحوار مع أبناء تونس

أي إطار فعلي من خالله يمكن االستماع إلى صوت

المواطن، كل اهتماماتها توجهت إلى األحزاب السياسية

باسم التشاور، وهو تشاور لم يختلف عن تلك التي كانت

واضحة مشاورات أطرها غير ... تتم في العهد السابق

.ومضمونها ال يكشف

أما األحزاب السياسية فإنها وضعت جانبا المطالب

الحقيقية والشعارات الرئاسية للشعب التونسي واكتفت

.بالبحث عما يمكن أن تغنمه في المرحلة القادمة

إن المخرج من المأزق الذي يهدد البالد يكون بالرجوع

عادلة إلى الشعب باعتباره العنصر الرئيسي في الم

والتوافق حول مطالبه الحقيقية ويكون ذلك ببعث أطر

وهياكل معينة للحوار معه واالستماع إليه، مما يجعل

العملية السياسية تسير على أسس متينة وتتجاوز مظاهر

61

الخلل التي تعيقها اآلن على التقدم وتتقدم في مسارها

.الصحيح

62

أوقفوا هذا المسار

ار يجب أن يتوقف، ألن في استمراره وتواصله ثمة مس

جانفي وما جاءت به من 41خطورة ليس فقط على ثورة

قيم ومبادئ وإنما أيضا على وحدة التونسيين والمشترك

.بينهم

هذا المسار الذي يسعى البعض للنفخ فيه وتضخيمه

ليكون من األولويات المطروحة ليس أمام النخب

المواطن "أمام بل أيضا حسبوالناشطين السياسيين ف

، هو تحويل قاعدة الفرز بين من يدفع لتنجز "العادي

الثورة مهامها السياسية واالقتصادية واالجتماعية وبين

من يبحث بكافة الوسائل لاللتفاف عليها وحصرها في

أفق محدود، إلى قاعدة فرز جديدة بين المؤمنين

وبين " اتالغيورين على المقدس"والعلمانيين، بين

".المشككين فيها"

قاعدة الفرز هذه التي يحرص البعض إليجاد المبررات

الميدانية والواقعية لها، تبقى مسقطة ومفتعلة ألنها تمس

من وحدة التونسيين حول دينهم وعروبتهم، وتشكك في

.المشترك بينهم منذ قرون

63

الموقف من المسالة الدينية لم يكن في يوم من األيام

ف بين التونسيين وعامل صراع بينهم، فلماذا عنصر خال

النفخ في هذه النقطة وتحويلها إلى واجهة رئيسية في هذه

المرحلة الدقيقة والحرجة من عمر الثورة؟

جانفي مازالت تترصد بها المخاطر الداخلية 41ثورة

وتوجيه بوصلة الشعب الذي أنجز هذه .والخارجية

ه ودفعها النجاز كافة الثورة إلى وجهة غير حماية ثورت

مهامها نعتقد انه أمر مشبوه، وال يخدم إال أغراض

.المتربصين بها

64

معركة مواقف أم مواقع: كلية اآلداب بمنوبة

ما تشهده كلية اآلداب بمنوبة هو حلقة غير منفصلة عن

سلسلة كاملة من الممارسات الممنهجة بدأت بعدد من

اتيب و الفضاءات العمومية المساجد و الجوامع و الكت

.لتصل إلى الجامعة في انتظار بقية الحلقات

اكتفت هياكل الدولة و مؤسسات المجتمع المدني و

األحزاب السياسية بمراقبة ما يحدث دون أن تتدخل

لوضع حد لتزايد حلقات السلسلة و أقصى ما قامت به

تكون بيانات اإلدانة التي تعبر عن القلق، فيما اآلخرون يف

.المساحة تلوى المساحة

المعركة من وجهة نظر المجتمع المدني و األحزاب

السياسية هي معركة مواقف ، فيما هي معركة مواقع

افتكاك أوسع ما يمكن من : بالنسبة للسلفيين شعارهم

.المساحات وفرض األمر الواقع

هياكل ومؤسسات الدولة لم تتحرك إما ألنها مشلولة أو

الحياد في وقت ال حياد فيه مع مكتسبات ألنها تمارس

.المجتمع و بنيته

ذراعك يا " المعركة مازالت ستتواصل تحت شعار

ما دامت الدولة مستقيلة و المجلس التأسيسي " عالف

مهتم بخالفات صلوحيات الرئاسات الثالث و األحزاب

منها المهتم بالحقائب الوزارية و منها من يبحث عن

عارضةآليات ممارسة الم

65

.حركة النهضة بين االنفتاح و الهيمنة

كان بإمكان حركة النهضة باعتبارها الحزب الفائز في

االنتخابات أن تؤكد منذ البداية أنها ستقود البالد في هذه

المرحلة المؤقتة بالطريقة التي تراها مناسبة ، دون أن

تضطر إلى بعث رسائل اطمئنان و دون أن تؤكد أن

قتة ستكون حكومة ائتالف وطني مفتوحة الحكومة المؤ

. أمام الجميع للمساهمة في إنجاح هذه المرحلة

ال أحد كان سيلومها على ذلك باعتبارها الحزب الفائز

في انتخابات شرعية وبالتالي فإن قيادتها لهذه المرحلة

.هي قيادة شرعية مصدرها الناخب

و لكن أن تدعو حركة النهضة إلى حكومة ائتالف وطني

إلى االنفتاح على كافة األطراف ، وفي الوقت ذاته تعمل

من أجل الهيمنة على السلطة التنفيذية و التشريعية مما

يجعل بقية األطراف مجرد ديكور ، فهذا غير معقول و

.غير مقبول

مؤشرات نزعة الهيمنة المطلقة لحركة النهضة تظهر

:من خالل ما يلي

وزارات بما في ذلك وزارات استئثارها بأغلب ال -

.السيادة

السلطة شبه المطلقة لرئيس الحكومة و في -

) المقابل تحديد صالحيات بقية أعضاء السلطة التنفيذية

66

مشروع قانون تنظيم السلط العمومية الذي قدم للمجلس

.(التأسيسي

نزعة الهيمنة على أشغال المجلس التأسيسي و -

. اللجان سيطرتها على

ربما من حق حركة النهضة أن تستثمر األغلبية التي

أكتوبر للمحطات المقبلة 02حصلت عليها في انتخابات

وهو أمر مشروع و كان يمكن أن يمارسه أي حزب فاز

خطابها الداعي لالنفتاح باألغلبية ، لكن هذا يتناقض مع

على الجميع و يتناقض مع خصوصية المرحلة التي تمر

تونس التي تتطلب مشاركة الجميع في إعادة بناء بها

مشاركة حقيقية و ...الدولة و مؤسساتها و اقتصادها

.ليست مشاركة صورية

67

هناك من يسعى إلعادة إنتاج القيود على حرية الرأي و

التعبير

كان شعار و مطلب حرية 0244جانفي 41ثورة قبل

لعمل النقابي الصحفي الرأي و التعبير حلقة رئيسية في ا

و النشاط الحقوقي و السياسي في تونس ، أغلب القوى

رفعت هذا الشعار و دافعت عن هذا المطلب ألن حرية

الرأي و التعبير هي إحدى المداخل الرئيسية ألي عملية

. تغيير

و بعد الثورة سقطت أغلب القيود عن ممارسة هذه

اعتبارهم اإلعالميين ب الحرية خاصة المفروضة على

الجهة األولى المعنية بهذه الحرية من خالل األشكال

. الصحفية التي ينتجونها

وكشف المناخ الجديد قوة التعدد و االختالف و هي

.مسالة طبيعية لصيقة بأي مجتمع

لكن ما يالحظ أن هناك من يسعى إلعادة إنتاج القيود

ير و على حرية الرأي و التعبير بأشكال جديدة مثل التكف

فقط لالختالف في ..التخوين و التشكيك حتى في النوايا

. الرأي

االختالف في الرأي مبدأ أساسي ألي عملية تقدم و شرط

هام ألي نقاش و جدل حقيقيين ، ومن يعمل على تقييد

حرية الرأي و التعبير فإنه يضع القيود أمام أي تقدم

.حقيقي وجاد

68

عالميين خاصة من و أعتقد أن ما يتعرض له عدد من اإل

تكفير وتخوين بسبب أراء عبروا عنها تختلف نسبيا أو

كليا مع أراء آخرين هي مسألة خطيرة و تمس بالدرجة

األولى من مساحة حرية الرأي و التعبير التي تحققت بعد

. جانفي 41ثورة

69

الحلقة المفقودة في المخرج من :الحكومة الجديدة

الوضع الراهن

رك حركة النهضة وحليفاها أن عوائق كثيرة ومتنوعة تد

تمأل الطريق أمام الحكومة الجديدة ، أهم هذه العوائق و

أخطرها الملف االقتصادي و تداعياته االجتماعية

،خاصة في الجهات التي كانت تنتظر نصيبها من التنمية

.في فترة بن علي و تنتظر اليوم نصيبها من الثورة

قتصادي و االجتماعي ال تكمن فقط في خطورة الملف اال

المؤشرات الحالية التي تنذر بأزمة حقيقة حسب

األخصائيين و الفاعلين االقتصاديين ، بل أيضا في خطط

و آليات الخروج من هذا الوضع الذي يرفض التعامل

.بالعواطف و حسن النوايا و اإلرادة االيجابية

غيب عنهم الحكومة الجديدة ت" مهندسي"ال نخال أن

حقيقة أنهم سيحاسبون على نتائج أعمالهم و أدائهم

الملموس و ليس على شعارات الوفاء للثورة و الصدق

في العمل، و هو األمر الذي يتطلب منهم فهما دقيقا لواقع

. دقيق يتداخل فيه أكثر من معطى

لم تبدأ الحكومة الجديدة بعد في عملها و تنفيذ مخططاتها

عليها و حتى إن بدأت فإن األمر يتطلب للحكم لها أو

لكن ذلك ال يمنع من ..منحها الوقت الكافي للتقييم

اإلشارة أن المقدمات و الخطوات األولى في اتجاه

70

ممارسة الحكومة تدفع للتساؤل عن مدى التآلف

الحكومي الجديد وعموده الفقري حركة النهضة واع

. بحجم التحديات و خاصة بمخارج األزمة

حلقة الرئيسية في مخرج األزمة هي الوفاق الحقيقي ال

بين الفاعلين السياسيين و االقتصاديين و االجتماعيين

على أرضية مشاركة هذه األطراف مع بعضها في رسم

خطة الخروج من الوضع الراهن، هذه الحلقة ال يبدو أنه

.تم المسك بها على األقل إلى حد اللحظة

:ويظهر ذلك من خالل

ع المسؤوليات الحكومية لم يتم على قاعدة ما توزي

يتطلبه الوضع في البالد من وفاق بين الفاعلين السياسيين

و االقتصاديين و االجتماعيين ، بل تم على قاعدة حزبية

. ضيقة

تعمق الهوة بين عدد من الفاعلين السياسيين بسبب

سيطرة منطق األغلبية و األقلية، رغم أن المرحلة

.لبالد ال تحتمل هذا التقسيم وهذا الفرزالحالية ل

تعدد اإلشارات و التصريحات حول وجود

مؤامرات لعرقلة الحكومة المقبلة ، وهي إشارات خطيرة

ألنها ربما تضع من اآلن تفسيرا ألسباب فشل الحكومة

.(إن فشلت) الجديدة

71

التعاطي السلبي مع بعض التحركات االحتجاجية

و النظر إليها فقط من زاوية ذات الطابع االجتماعي

. المؤامرة

التقليل من حجم األزمة االقتصادية و اعتبار

بعض التصريحات في هذا الصدد، تصريحات سياسية

.باألساس

نأمل كما يأمل أي تونسي أن تثبت الحكومة الجديدة أن

و أن فترة إدارتها لشؤون البالد .هذه المؤشرات ظرفية

. سيا و اقتصاديا و اجتماعياستؤسس لمرحلة جديدة سيا

72

!الصورة المقلوبة

ال يبدو المشهد العام في البالد واضحا أو على األقل يدفع

لالطمئنان فالضبابية والخوف من االنزالق نحو

المجهول عناصر مازالت تلقي بظاللها ويرددها

.المواطن العادي كما المراقب السياسي

وهو مستمد " البالد وين ماشية ؟ : "السؤال الذي يتردد

من الوقائع الميدانية وما يحدث على األرض ، اقتصاد

تكاد تالمس نسبة نموه صفر بالمائة و مصانع ال تعمل و

ارتفاع في نسبة البطالة و القطاع السياحي يعاني

.وتجاذبات سياسية عميقة صعوبات

هذا هو المشهد العام رغم حصول انتخابات أفرزت

مجلسا تأسيسيا أنتخب حكومة لتسيير البالد و الخروج

. بها من عنق الزجاجة

لم تنجز إلحداث هذا 0244جانفي 41األكيد أن ثورة

إنما أنجزها الشباب وأبناء . في البالد " االنقالب السلبي"

الجهات الداخلية المعدمون من أجل الحرية والتشغيل

.جديد لتونسوالتنمية العدالة ، من أجل وجه

73

حدث؟ ماذا

في السياسة التبرير وتركيب الجمل لرسم صورة معينة

مسألة سهلة ويمكن ألي ناشط سياسي أن يجد بدل

كالقول إن المرحلة . التبرير الواحد عشرات التبريرات

الحالية استثنائية، أو أن تونس مازالت تعيش المرحلة

مازالت تتحرك االنتقالية ، أو أن قوى الثورة المضادة

...إلفشال الثورة

قد ال يختلف عاقالن حول هذه العوائق وأهمية تأثيرها

لكنها وحدها ال تفسر ما يحدث عن األرض في الواقع

ثمة عناصر أخرى ال تقل أهمية وخطورة أهمها أن

العملية السياسية ما زالت تحتل النصيب األكبر في

مسار ) ل مسارها اهتمامات الفاعلين السياسيين مما جع

يسير في طريق عكسي لمسار التنمية ( العملية السياسية

وهو ما يذكر بإحدى مفارقات . واإلصالح االجتماعي

نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي كان

يفتخر بتقدم نسبة النمو وسالمة االقتصاد وفي الوقت

الرأي ذاته كان منغلقا سياسيا وال يسمح بالحريات ويقمع

. اآلخر

أما اليوم فإن الصورة أصبحت مقلوبة فالفاعلون

السياسيون يشيدون بفضاءات الحرية والديمقراطية وتقدم

74

العملية السياسية وفي الوقت ذاته هناك صعوبات

. اقتصادية واجتماعية خطيرة تنذر بأزمة حقيقية

جانفي اكتشف الجميع أن الرفاه االجتماعي 41بعد

دم االقتصادي لنظام بن علي كانت أكذوبة فهل والتق

نكتشف بعد مدة أن كل ما يقال حول الحرية

!!! والديمقراطية هو أيضا أكذوبة

75

خريطة : "حول بيان السيد الباجي القائد السبسي

قديمة لوضع جديد" طريق

لم يأت بيان السيد الباجي القائد السبسي في حجم

من ناحية توصيفه للوضع العام التسريبات التي سبقته

في البالد ودليل الخروج من مظاهر األزمة التي مازالت

. تحيط به

البيان تمت صياغته بطريقة مكثفة شبيهة بالبيانات

التأسيسية التي تكتفي بطرح الخطوط العريضة بعيدا عن

" بديل" ومع ذلك أعطى صورة واضحة على .التفاصيل

.السيد القائد السبسي

قول إن الوضع في البالد يتميز بالضبابية هو أمر إن

معلوم لدى عديد الفاعلين السياسيين والمراقبين وإن كان

كما أن .هناك خالف في تحديد أسباب هذه الضبابية

اختالط المهام التي سادت أعمال المجلس " التأكيد على

هو أمر سبقت اإلشارة إليه من قبل " الوطني التأسيسي

وهذا يدفع للقول إن السيد .تصين و السياسيينعديد المخ

الباجي القائد السبسي يتفق في بيانه مع توصيف العديد

من األطراف للوضع العام في البالد هو وضع دقيق و

يهدد األمن و االقتصاد والوضع االجتماعي " خطير و

."عموما

غير أن االلتقاء في توصيف الوضع ال يعني أن السيد

" بديل" السبسي يتفق مع اآلخرين في الباجي القائد

76

تتكون " خريطة طريق "الخروج من األزمة فقد طرح

نقاط كبرى اعتبارها أساسية لعودة الثقة السياسية 2من

وهي أن يحدد المجلس الوطني التأسيسي مدة عمله و

الشروع فورا في اإلعداد للدستور و الدعوة النتخابات

دة تفعيل مؤسسة الهيئة ثم إعا أكتوبر المقبل 02يوم

" حاال"العليا المستقلة للبالد وتمكينها من استئناف عملها

ودعا أيضا إلى تجميع طاقات القوى السياسية والفكرية و

."التطرف والعنف" تأبى"الوطنية التي

هذه ال تختلف في عمومها " خريطة الطريق "إن -1

سبسي نهاية عن تلك التي جاء بها السيد الباجي القائد ال

ومكنته من قيادة البالد في مرحلة ..شهر فيفري الفارط

أكتوبر 02صعبة و الوصول بها إلى االنتخابات يوم

هل أن أولويات البالد :السؤال الذي يطرح هنا . 0244

هي ذاتها أولويات 0244إلى ديسمبر 0244من مارس

.البالد اآلن ؟

ر أن المسألة السيد الباجي القائد السبسي يعتب -2

السياسية مازالت تحتل األولوية في الخروج من مظاهر

فيما العديد .األزمة التي تميز الوضع العام في البالد

يعتبرون أن المسألة االقتصادية واالجتماعية وعدم قدرة

الحكومة الحالية على تقديم برنامج اقتصادي و اجتماعي

لملفات واضح وعدم قدرتها على تقديم حلول ملموسة

اقتصادية واجتماعية هي السبب في تواصل حالة

. االحتقان و التوتر االجتماعي واألمني

77

السيد الباجي القائد السبسي لم يتعرض إلى -3

المطلوب من الحكومة الحالية في الجوانب االقتصادية

واالجتماعية وهي القاعدة التي ستوفر المناخ اآلمن

وهو ما بذلك يثبت السير في .لتنظيم االنتخابات المقبلة

المسار وهما مسارين غير متوازيين إلى حد اآلن

. السياسي و المسار االقتصادي و االجتماعي

أما دعوته إلى تجميع طاقات القوى السياسية و الفكرية و

الوطنية فهي دعوة انطلقت منذ االنتخابات الفارطة

الي فإنها وقطعت عديد األطراف خطوات هامة فيها وبالت

الدور فقط إذا نظرنا إليها من زاوية ليست دعوة جديدة

الذي يمكن أن يقوم به في هذا التجمع وهو ما لم يشر إليه

.بوضوح

78

في حكومة " صنيعة الثورة المضادة" االعتصامات من

في حكومة " إفشال االنتخابات"الغنوشي مرورا بـ

تالف الثالثيإفشال حكومة االئ"القائد السبسي إلى

إلى اليوم لم تتوقف االعتصامات 0272ديسمبر 71من

و الحركات االحتجاجية من أجل المطالبة بالتشغيل،

حقيقة يجب أن نقر بها حتى نفهم لماذا تواصلت هذه

االعتصامات في عدد من المدن خاصة التي عانت

طويال من غياب مجهود تنموي حقيقي، رغم تشكيل

.ن مجلس تأسيسي منتخبحكومة منتخبة م

ديسمبر 71مطالب أبناء الجهات الداخلية هي ذاتها من

إلى اليوم، لكن التعامل مع هذه المطالب تغير من فترة

:إلى أخرى

وحدت 0277جانفي 71الى 0272ديسمبر 71من

هذه المطالب كافة فئات الشعب التونسي وتم الدفع بها في

كة االحتجاجية إلى اتجاه تصعيدها لتتحول هذه الحر

.حركة تشمل البالد كلها

79

تغير مسار 0277فيفري 01جانفي إلى 71من

المطالب بعد أن كانت المطالب االجتماعية و الحق في

الشغل هي الحلقة الرئيسية أصبحت اإلصالحات

منح –العفو التشريعي العام )السياسية هي الحلقة األولى

منح تراخيص –التراخيص ألكثر من مائة حزب

، تم ذلك على خلفية أن المدخل (الخ...لعشرات النشريات

لكن في الوقت . الرئيسي لإلصالح هو المدخل السياسي

ذاته ظلت مطالب حق التشغيل دون حلول حقيقية وبقي

أبناء الجهات ينتظرون حقهم في التشغيل و حق جهاتهم

.في التنمية

عتصامات و في هذه الفترة تم التعامل مع عديد اال

الحركات االحتجاجية على أنها من صنع قوى الثورة

المضادة التي تريد إجهاض الثورة ومن صنع أيادي

خفية كما جاء على لسان السيد محمد الغنوشي في كلمة

.استقالته

عندما استلم 0277إلى ديسمبر 0277من مارس

السيد الباجي قائد السبسي رئاسة الحكومة طرح خريطة

ورغم أن ( انتخابات المجلس التأسيسي)سياسية طريق

80

فإن المسار 0هذا المطلب كان مطلب اعتصام القصبة

بعد ذلك كان مسارا سياسيا، اهتمت األحزاب باإلعداد

لالنتخابات و تمحور الجدل داخل هيئة تحقيق أهداف

الثورة حول قضايا سياسية، بمعنى أن قضايا التشغيل و

يضا في المرتبة متأخرة في قضايا التنمية بقيت أ

.اهتمامات السياسيين

في هذه الفترة تواصلت االعتصامات و الحركات

االحتجاجية و تم التعامل معها أيضا على أنها من صنع

أيادي خفية مع إضافة أن هناك مخطط إلفشال

.االنتخابات

إلى اآلن وجدت الحكومة الجديدة 0277من ديسمبر

التأسيسي نفسها أمام ملفات عالقة المنتخبة من المجلس

ورغم دعوتها لهدنة اجتماعية و 0272ديسمبر 71منذ

تأكيدها على خطورة الوضع االقتصادي و تداعياته

المستقبلية فإن حركة االعتصامات و االحتجاجات

وهو أمر بديهي ألن ملف التشغيل و .مازالت متواصلة

الرئيسية في التنمية الجهوية العادلة الذي كان الحلقة

81

ثورة الشعب التونسي لم يحتل المرتبة الرئيسية في

.المتابعة من طرف السياسيين منذ سقوط بن علي

ويتم التعامل مع هذه االعتصامات و الحركات على أنها

تندرج ضمن مخطط إلفشال حكومة االئتالف الثالثي و

.عمودها الفقري حركة النهضة

العتصامات المضرة بالعجلة ال ندعو إلى استمرار هذه ا

لكننا في الوقت ذاته ندعو إلى التعامل معها ..االقتصادية

أبناء الجهات الداخلية و العاطلون عن : بوعي و فهم

العمل لن يتوقفوا عن المطالبة باالرتقاء بأوضاعهم

االجتماعية ما لم يلمسوا أن هناك فعال خطوات حقيقية

.في هذا االتجاه

82

.....الحتجاجية ال تفسر بالمؤامرة فقط الحركات ا

اخطأ النظام السابق حين حاول تفسير االنتفاضة الشعبية

ديسمبر بأنها 41التي انطلقت من سيدي بوزيد يوم

مؤامرة ضد مكاسب و انجازات تونس ، وأن أطرافا

مجهولة وملثمة و إرهابية تحرك الشباب و تحرضهم و

.اج تدفعهم إلى التظاهر و االحتج

أخطأ النظام السابق في قراءته لحقيقة ودوافع انتفاضة

العاطلين عن العمل و المهمشين و الفقراء ، ألنه لم

يبحث عن األس

باب في الوقائع الملموسة ، إنما ذهب إلى ما يرضيه وما

يدين اآلخر ، ذهب إلى نظرية المؤامرة ألنها األسهل

. للتفسير و ترمي المسؤولية على اآلخرين

وعلى قاعدة هذا التفسير التآمري جاء خطاب التهديد و

الذي أثبت مسار " بكل حزم"الوعيد و تطبيق القانون

الثورة في تونس أنه زاد المنتفضين قوة و إرادة للوصول

باالنتفاضة إلى آخر مراحلها أي الثورة و إسقاط رأس

.النظام

**************

العاطلين عن العمل إن تعاطي النظام السابق مع مطالب

و المهمشين و الفقراء هو بمثابة الدرس لكافة

الحكومات،درس جوهره أن التفسير التآمري

لالحتجاجات االجتماعية ورمي المسؤولية على اآلخرين

83

ال يزيد األوضاع إال تأزما ، وهو درس ال يبدو أن

جانفي قد 41الحكومات التي تتالت على قيادة البالد بعد

.ه جيدااستوعبت

لم تستوعبه حكومة السيد محمد الغنوشي فاضطرت

، وقال السيد 0لالستقالة تحت ضغط اعتصام القصبة

محمد الغنوشي إن أيادي خفية كانت تحرض على

اإلضرابات و االعتصامات و تضع العصا في عجلة

.الحكومة و ال تريدها أن تنجز برنامجها اإلصالحي

د الباجي القائد السبسي ولم تستوعبه أيضا حكومة السي

التي وزعت االتهامات في أكثر من مناسبة إلى مجهولين

و أيادي خفية تعمل لعرقلة خريطة الطريق التي تقدمت

بها

.

أكتوبر بدورها قد 02وال يبدو أيضا أن حكومة

استوعبت الدرس، فهي بصدد تفسير االحتجاجات

.بالمؤامرة ضدها و بالتخطيط إلسقاطها

****************

دون شك أن فلول النظام البائد وكافة العناصر التي كانت

مرتبطة بهذا النظام والتي فقدت مصالحها وامتيازاتها

" تجتهد"وسقطت بسقوط النظام تعمل على خلق التوتر و

حتى ال يتفرغ أبناء الشعب الذين أنجزوا الثورة للبناء

قلة ولرسم مستقبل جديد لتونس بل ويحرصون على عر

كل خطوة إيجابية إلى األمام باإلشاعات وإثارة النعرات

84

المتخلفة من نعرات جهوية وقبلية وغيرها هدفهم الوحيد

.أن ال تنهض البالد على قدميها

هذا أمر مفهوم ومعلوم و كل تجارب الثورات في العالم

عرفت الثورات المضادة وميليشيات الحرس القديم ولن

جانفي 41هذا الصدد ألن ثورة تكون تونس استثناء في

.ليست استثناء في تاريخ اإلنسانية

" الثورة المضادة"لكن ما هو غير مفهوم أن تصبح

الشماعة التي تعلق عليها الحكومات أخطاءها وعدم

في هذه المرحلة " برأس الخيط"قدرتها على المسك

.االنتقالية والدقيقة التي تمر بها البالد

أكتوبر مهامها أن 02استلمت حكومة كنا نبهنا عندما

عوائق كثيرة ومتنوعة تمأل الطريق أمامها ، أهمها و

أخطرها الملف االقتصادي و تداعياته االجتماعية

،خاصة في الجهات التي كانت تنتظر نصيبها من التنمية

وهو . في فترة بن علي و تنتظر اليوم نصيبها من الثورة

حسن النوايا و اإلرادة ملف يرفض التعامل بالعواطف و

ألنه يتطلب فهما دقيقا لواقع دقيق يتداخل فيه .االيجابية

.أكثر من معطى

85

:صورة تونس في الخارج

إلشعاعالصورة األصلية وحدها القادرة على ا

من ( مشرقة كانت أم عكسها) صورة تونس في الخارج

يرسمها ؟ هل ترسمها الحكومات ؟ أم الشعوب؟ أم

يرسمها اإلعالم من خالل القضايا والملفات التي ينشرها

؟

أسئلة تطرح اليوم على خلفية تصريحات عدد من

الفاعلين السياسيين و المسؤولين الحكوميين ، تقول أن

في الخارج أصبحت مهزوزة بسبب أداء صورة تونس

اإلعالم وما ينشره وتركيزه على ملفات اال

، وغير " الخطر السلفي"عتصامات و اإلضرابات و

ذلك من المسائل التي تعطل قدوم االستثمارات األجنبية

وتثير الخوف لدى السياح ، و الحال أن البالد اليوم في

طمأنة حاجة إلى رسائل طمأنة لكافة الجهات ،

.المستثمرين و السياح و الشركاء االقتصاديين

أغلب الفاعلين السياسيين و الحقوقيين و اإلعالميين في

تونس يدركون أن صورة تونس في الخارج كانت إحدى

عليها النظام السابق ،وسخر من " اشتغل"الواجهات التي

أجلها اإلمكانات المادية والبشرية من أجل أن تكون

و " بلد األمن و االستقرار"ون اآلخرين تونس في عي

" .بلد االنجازات والمكاسب"

86

ويدركون أيضا الدور الذي كانت تقوم به الوكالة

التونسية لالتصال الخارجي في هذا االتجاه ،

والضغوطات التي كانت تمارس على المؤسسات

اإلعالمية واإلعالميين في تونس للتعتيم على الملفات و

إلى صورة تونس " تسيء "من شأنها أن القضايا التي

ومع ذلك لم تنجح منظومة النظام السابق في .في الخارج

رسم صورة مشرقة لتونس في الخارج ، ألن الوقائع

.الميدانية كانت دائما أقوى من إرادة التضليل و التعتيم

لم تنجح منظومة النظام السابق ألنها استبعدت أداء

الصورة التي أرادت حكومات بن علي من تفاصيل

رسمها ، استبعدت الفساد و المحسوبية والرشوة والخلل

في البرامج التنموية ، واعتقدت أن تقريرا صحفيا في

إحدى الصحف األجنبية أو الفضائيات من شأنه أن

.يغطي عن الحقائق الملموسة

إن أفضل صورة لتونس في الخارج منذ االستقالل تلك

41سي بكافة مكوناته من التي رسمها الشعب التون

، صورة أصلية 0244جانفي 41إلى 0242ديسمبر

عكست إرادة الشعب التونسي في التغيير و التمسك بقيم

.الحرية و الديمقراطية والعدالة االجتماعية

برز في تلك الصورة أبناء الشعب التونسي ، برز محمد

البوعزيزي الذي أضرم النار في جسده ليمهد الطريق

سنة ،وبرزت 02مام ثورة أسقطت مؤسسات حكمت أ

صورة أبناء سيدي بوزيد و القصرين وتالة و الشمال

87

الغربي و األحياء الفقيرة ينتفضون ضد الحيف

41االجتماعي ، وبرزت صورة الحناجر تهتف يوم

" .ديقاج"جانفي

هذه الصورة األصلية التي رسمها الشعب التونسي

بة التي حاول النظام السابق أسقطت أيضا الصورة المرك

رسمها من خالل شراء التقارير الصحفية في وسائل

اإلعالم األجنبية وفرض الوصاية على اإلعالم المحلي ،

والتقليل من حدة " المكاسب و االنجازات"وإبراز

.المشاكل السياسية و االقتصادية واالجتماعية

لية جانفي أن الصورة األص 41في المحصلة أثبتت ثورة

وحدها القادرة على اإلشعاع ، أما الصورة المركبة فإنها

.غير قادرة على الصمود طويال

88

" مؤامرة"المعارضة إلسقاط الحكومة أم " مؤامرة

المعارضة الحكومة إلسقاط

ين التأكيد و التشكيك يراوح الجدل في تونس مكانه حول

أكتوبر المنتخبة ، ال 02إلسقاط حكومة " المؤامرة"

المسؤولين في الحكومة الذين أثاروا الملف قدموا

اإلثباتات و الدالئل و األطراف المورطة ، وال المشككين

هذا وفي الحقيقة يعكس .تمكنوا من اإلقناع بغيابها أصال

الجدل في جانب منه ما بلغته حالة التجاذب بين الفرقاء

أكتوبر التي فازت فيها 02السياسيين بعد انتخابات

حركة النهضة اإلسالمية بأغلب المقاعد في المجلس

.الوطني التأسيسي

حركة النهضة تقول إن الخاسرين في االنتخابات أو

م كما يحلو ألنصارها أن يصفوه" جماعة صفر فاصل"

، لم يقبلوا نتائج صناديق االقتراع ويعملون من أجل

عرقلة عمل الحكومة من خالل التحريض على

االعتصامات و اإلضرابات وخلق مناخ متوتر ، وفي

المقابل ترفض األحزاب اليسارية والوسطية المتهمة

بعرقلة عمل الحكومة االتهامات الموجهة لها و تعتبر أن

ؤولة عن حالة الالاستقرار أكتوبر هي المس 02حكومة

االجتماعي لعدم تعاطيها مع الملفات االقتصادية

واالجتماعية ألوسع فئات المجتمع ، وتذهب إلى حد

89

اعتبار أن الحكومة ال تملك برنامجا واضح المعالم من

.شأنه أن يخرج البالد من عنق الزجاجة

ورغم أن هذا الجدل لم يكن غائبا عن المشهد السياسي

م في تونس منذ سقوط زين العابدين بنعلي ، فقد سبق العا

أن وجهت الحكومة األولى للسيد محمد الغنوشي

االتهامات ذاتها لخصومها السياسيين وكذلك فعلت

الحكومة الثانية للسيد الباجي القائد السبسي، رغم ذلك

لم تلق المؤامرة بضاللها على المشهد في تونس ولم يتم

وذلك .هو الحال بالنسبة للحكومة الحالية التسويق لها كما

:على األقل لألسباب التالية

أكتوبر هي حكومة منتخبة تستمد 02إن حكومة

شرعيتها من صناديق االقتراع وهو ما يعني أن التآمر

.عليها، هو تآمر على الشرعية

أكتوبر عملت منذ أن تولت تسيير 02إن حكومة

فرز جديدة بين الفاعلين شؤون البالد إلى خلق قاعدة

السياسيين تقوم على من مع الشرعية ومن ضدها ، بعد

أن كانت قبل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بين من

مع استكمال مهام الثورة وبين من يعمل على االلتفاف

.عليها

90

أكتوبر على خالف الحكومتين األولى 02إن حكومة

من األنصار و والثانية، تستند إلى قاعدة واسعة

المتعاطفين تدافع عنها وتروج لخطابها بما في ذلك القول

.إن مؤامرة تحاك ضد الحكومة إلضعافها و إسقاطها

ال بد من القول إن الحديث عن مؤامرة تشترك فيها

أطراف تدعي الديمقراطية وعدد من رموز النظام "

هو من أخطر االتهامات التي " السابق وجهات خارجية

، ألنها 0277جانفي 71ألطراف سياسية منذ وجهت

ترتقي إلى مستوى التآمر على أمن الدولة و البالد مع ما

يعميه ذلك من ضرورة لمحاكمة األطراف المورطة

.على قاعدة هذه التهمة

غير أن عدة إشكاالت حقيقية تطرح حول جدية هذا

:االتهام، بل حول وجود مؤامرة، من ذلك

تهمة غير معلومة إلى حد اآلن وترفض إن الجهات الم

األطراف التي تتحدث عن المؤامرة الكشف عنها رغم

.تصاعد نسق الحديث عن هذه المؤامرة وخطورتها

إن الفريق الحكومي غير متفق على وجود مؤامرة

بالحجم الذي تحدث عنه كل من المستشار السياسي

.لرئيس الحكومة ووزير النقل

91

زارة الداخلية أكد غياب المؤامرة بل إن مسؤوال في و

وذهب إلى حد القول إن الحديث عنها يدخل في خانة

.حرية التعبير

إن األطراف التي قد تكون معنية ضمنيا بتهمة التآمر

تطالب الحكومة بالكشف عن خيوط هذه المؤامرة و

.تفاصليها

جزء من الحكومة يتحدث : وعليه فإن الصورة كالتالي

وجزء آخر ينفيها، معارضة تطالب بالكشف عن مؤامرة

عن المؤامرة فيأتي الرد سيكون ذلك في الوقت المناسب،

لكن دون توضيح هل الوقت المناسب للجزء من

الحكومة الذي يتحدث عن المؤامرة أم الوقت المناسب

لمصلحة تونس؟

92

مؤتمر التمكن من الحكم..مؤتمر النهضة

التاسع لحركة النهضة ، في كلمته في افتتاح المؤتمر

الذي لم تحضره أغلب قيادات أحزاب السياسية بما في

ذلك شريك النهضة في الحكم المؤتمر من أجل

الجمهورية ، وجه السيد حمادي الجبالي رسالة غير

مشفرة إلى المؤتمرين، هي الفوز في االنتخابات

التشريعية المقبلة بأغلبية مريحة

هضة يدرك ما يقول وإن جاءت األمين العام لحركة الن

رسالته بعد كلمة رئيس الحركة السيد راشد الغنوشي

الذي وجه رسائله إلى المجتمع السياسي عموما داعيا

للوفاق و الشراكة و الوحدة

بين الرسالتين سلك متين ال تستطيع حركة النهضة ردمه

الوفاق و الشراكة مع مكونات المجتمع السياسي دون :

وهو الدرس .الفات وما تفرضه من تنازالت ضغوط التح

الذي ربما استفادت منه حركة النهضة من تجربتها

القصيرة في الحكم مع حزبي التكتل الديمقراطي

والمؤتمر من أجل الجمهورية

93

ويبدو أن رسالة السيد حمادي الجبالي وصلت إلى

المؤتمرين واضحة دون تشويش ، كل الخالفات و

م مختلف المحطات التي مرت بها حركة التباينات في تقيي

النهضة يجب أن ال تبعد البوصلة عن وجهتها الصحيحة

أي االنتخابات المقبلة التي ستعطي للحركة شرعية حكم

02أقوى من الشرعية المؤقتة التي منحتها لها انتخابات

. 0244أكتوبر

الحركة التي جاءت إلى الحكم بغبار السرية و الهجرة ال

أن تفرط فيه بعد أن المست معنى الحكم وإن يمكن

هذا . بشرعية يمنحها نظام مؤقت للسلطات العمومية

يجعلنا نفهم لماذا تمت الدعوة إلى مؤتمر استثنائي بعد

سنتين ولماذا تم تأجيل فتح عدد من الملفات الداخلية لهذا

.المؤتمر

في كلمة المؤتمر التاسع لحركة النهضة الذي انعقد تحت

هو مؤتمر التمكن من الحكم" مستقبلنا بين أيدينا" ار شع

.

94

:حول جدل التعويض للمساجين السياسيين

الخطاب ال يغير الواقع و الملفات الملموسة تتطلب

حلوال ملموسة

ال يخلو الجدل حول موضوع التعويضات المادية

للمساجين السياسيين من جوانب شعبوية مستمدة من حالة

. يعرفها المشهد السياسي العام في البالد التجاذب التي

و انتقاء " مع أو ضد التعويض " وحصر الجدل في

األمثلة والمبررات من الجانبين ال أعتقد أنه يدفع بالنقاش

التعويض المادي و المعنوي لمساجين الرأي هو احد

مبادئ العدالة االنتقالية وثمة عدة تجارب في هذا الصدد

ربية و إن كانت مختلفة عن الوضع منها التجربة المغ

وبالتالي إن الذين يدعون إلى . الذي تمر به حاليا تونس

تعويض المساجيين السياسيين في نهاية األمر لم يأتوا

. هذه حقيقة يجب االعتراف بها..ببدعة

لكن الحكمة في األداء الحكومي هي القدرة على تحديد

في تونس "الترويكا"األولويات وبالنسبة لحكومة

: 0244جانفي 41األولوية مازالت أهداف ثورة

95

النهوض بالجهات المحرومة التي انطلقت منها الثورة ،

ملف البطالة والتشغيل ، ملفات شهداء و جرحى الثورة ،

وهي ملفات مازالت لم تعرف بعد طريقها إلى بداية

.التسوية

بل أيام انطلقت ق( مهد الثورة التونسية) في سيدي بوزيد

احتجاجات عمال الحضائر ، وفي القصرين التي دفعت

) أكبر عدد من الشهداء و الجرحى مقر الوالية

الشمال الغربي )مغلق منذ أسابيع ، في الكاف ( المحافظة

وكذلك الشأن ..الوضع االجتماعي مازال يتسم بالتوتر( ..

.في أغلب مدن البالد

زيد و قفصة و وعندما يقول أبناء القصرين و سيدي بو

غيرها من المناطق الداخلية المهمشة أنهم مازالوا

وعندما تكون البطالة احد ..ينتظرون نصيبهم من التنمية

الملفات الرئيسية في الوضع االجتماعي في البالد بعد

وعندما تؤكد األرقام ..أكثر من سنة و نصف من الثورة

حرجة أن الوضع االقتصادي في البالد مازال في مرحلة

وعندما يصيح شهداء و جرحى الثورة أنهم مازالوا في ..

96

تكون اإلجابة دائما أن تسوية هذه ..انتظار تسوية ملفاتهم

وقد يكون األمر كذلك فعال..الملفات يتطلب سنوات

في ظل هذا الوضع هل من الحكمة طرح مشروع

التعويض للمساجين السياسيين ؟ وإعطائه هذه األولوية ؟

تمر هذه " الترويكا"س مبالغة التأكيد أن حكومة ربما لي

األيام بأصعب فتراتها بسب الملفات المفتوحة أمامها و

عليها ، فباإلضافة إلى الوضع االجتماعي و االقتصادي

استقالة وزير المالية وقبل ذلك إقالة محافظ البنك

ورغم أن الخطاب المعلن للمسؤولين . المركزي

لكن .فيف من حدة هذه الصعوبات الحكوميين يحاول التخ

الخطاب ال يغير الواقع ألن الملفات الملموسة تتطلب

حلوال ملموسة

قد تتراجع الحكومة عن أولوية ملف التعويض للمساجين

، لكنها ال يمكن أن تتراجع ( ولن تفرط فيه)السياسيين

ألن أي ( وقود الثورة) عن مطالب الفقراء و المحرومين

يد الصعوبات ، وما حدث في سيدي تراجع يعني مز

بوزيد قبل أيام هو بمثابة ناقوس إنذار حقيقي لمن يريد

أن يستوعب الدروس في حينها

97

حكومة الترويكا التي تمثل حركة النهضة اإلسالمية

عمودها الفقري في موقف حرج و الخروج منه يبدأ أوال

من ضغوطات " الحكومة السياسية "بتخلص هذه

المقبلة ألن الحكومات دورها التعامل مع االنتخابات

مطالب مواطنيها االجتماعية و االقتصادية و السياسية

وليس العمل من أجل مكاسب يتم توظيفها في االنتخابات

المقبلة