الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

131
م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا ل م ا س ب لام س لا ا عه ي ر ش ن م" وف ص ت ل ا ن) أ لام ب ع لا ا" ف ل) و م ل ا دمه ق م ه،) ائ بِ ح ل ب ل ج اءه ب" ف ص) ا ب ه ه، وو) ل عطائ ي" ز ج اءه ب ل و) ح ا" ن م ي" ه الد ل ل مد ح ل ا ه ت مR ظ ع ده اه ش م ي" ف م ه ل و ق ع ب ه ا ت" ف ماءه، س) ز ا ه اR مط ن مٍ ر هR ظ م ب م ه ل ي لّ ج ت م ه س" ف" ي) ا ن ع م ه ا" ت" ف) ه، وا) ائ" ب سِ سُ دُ ق ي" فً مه) ب م ها ه ح روا) ا ف ه، وطا) أئ رب كب و وجده لا له ل ا لا له ا ا لا ن) هد ا ش) ه، وا) مائ س ه و" رض) ا ي" ف واه سهدوا ا ش ب م ل" ق هد ش) ه، وا) ائ" ز ج ل ب م ح ها ب ب ح و ت س" ب ه، و) ائ ق ل وم ت ل زها" ج د" بً اده ه ش له ك ي ر ش ن م ولاه م ه ت ل ع" اض" ق) ه، ا) ائ ب ب" ي) له وا س ل ر" ض" ف) وله ا س ده ور ب ع مد ح م أ" دب ب س ن) ا

Upload: muhaddith-khadem-al-hadith

Post on 10-Aug-2015

141 views

Category:

Documents


1 download

TRANSCRIPT

Page 1: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

اإلعالم بأن التصوف من شريعة اإلسالم

مقدمة المؤلف

الحمد لله الذي منح أولياءه جزيل عطائه، ووهب أصفياءه جليل ح<بائه، تج:لى لهم بمظهر7 من مظاهر أسماءه،

فتاهت عقولهم في مشاهدة عظمته وكبريائه، وطافت أرواحهم هائمةJ في قHدHس< سنائه، وأفناهم عن أنفسهم

فلم يشاهدوا سواه في أرضه وسمائه، وأشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له شهادةJ ندخرها ليوم لقائه،

ونستوجب بها جميل جزائه، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله أفضل رسله وأنبيائه، أفاض عليه مواله من أنواع

العلوم والمعارف ما تنوء الجبال الشم بحمل أعبائه،J خالدين مع خلود صلى الله عليه وسل:م صالةJ وسالما

الدهر، باقيين بعد فنائه، ورضي الله عن آله الكرام حماة الدين، الدافعين عنه بالسيف والبرهان حمالت أعدائه، وعن أصحابه الفخام، والتابعين لهم بإحسان7 إلى قيام

الساعة وساعة القيام. )أما بعد( فإن التصوف كبير[ قدره، جليل[ خطره، عظيم[

وقعه، عميق[ نفعه، أنواره المعة، وأثماره يانعة، واديه قريع[ خصيب، وناديه يندو لقاصديه من كل خير بنصيب،

HطهdرH األنفاسc من األرجاس، cس، وي fفس من الدfن يزكي الن

Page 2: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

Hوص<لH اإلنسانH إلى Hرقي األرواح إلى مراقي الفالح، وي ويمرضاة الرحمن.

وهو – إلى جانب هذا – ركن من أركان الدين وجزء متمم[ لمقامات اليقين، خالصته: تسليم األمور كلها لله،

وااللتجاء في كل الشؤون إليه. مع الرضا بالمقدور، من غير إهمال في واجب أو مقاربة محظور، كثرت أقوال

العلماء في تعريفه، واختلفت أنظارهم في تحديدهHنبئ وتوصيفه، وذلك دليل على شرف اسمه ومسماه، ي

عن سمو غايته ومرماه، فقيل: التصوف: الج<دn في السلوك، إلى ملك الملوك، وقيل: التصوف: الموافقة

للحق، والمفارقة للخcلق. وقيل: التصوف ابتغاء الوسيلة، إلى منتهى الفضيلة. وقيل: التصوف: الرغبة إلى

المحبوب، في درك المطلوب. وقيل: التصوف: حفظ الوفاء، وترك الجفاء. إلى غير هذا من األقوال التي تبلغ

نحو ألف7 حكاها الحافظ الصوفي: أبو نعيم األصفهاني فيئل اإلمام أبو القاسم الجHنيد – Hاألولياء" وس Hكتابه " ح<لية سيد الطائفة- عن التصوف، فقال: )تصفية القلب عن

:ة، ومفارقة أخالق الطبيعية، وإخماد صفات cري موافقة الب:ة، ومجانبة الدواعي النفسانية، ومنازلة الصفات البشري الروحانية، والتعلHق بالعلوم الحقيقة، واستعمال ما هو

:ة، والنصح لجميع األمة، والوفاء لله على أولى على األبدي:باع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحقيقة، وإت

الشريعة( ا.هـ ولعل هذا أبلغ ما قيل في التصوف وكشف حقيقته، وإن كانت األقوال السابقة مختلفة في اللفظ والمبنى، فهي

Page 3: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

متفقة في الغاية والمعنى، وإنما عبر كل قائل بحسب<ه وعلى نحو اختالفهم في التصوف اختلفوا ب cك<ه ومشر cدرcم

في معنى الصوفي: واشتقاقه، فقال اإلمام أبو عليcئل عن الصوفي: )من لبس الصوف Hالروذباري: وقد س

على الصcفاء، وأطعمc الهوى ذوقc الجفاء، وكانت الدنيا منه على القفا، وسلك منهاج المصطفى صلى الله عليه وآله

وسلم(. وقال اإلمام سهل بن عبد الله التستري:cر وامتأل من الفكر< وانقطعcدc )الصوفي: من صفا عن الك

إلى الله من البشر، واستوى عنده الذهب والمضر(،بكي: Hوأنشد اإلمام تقي الدين الس

تنازع الناس في الصوفي واختلفوا قدما وظنوه مشتقامن الصـوف<

ولست أنحل هذا االسـم غـير فتى صافى فصوفي حتىلقب الصوفي

وهذان البيتان ألبي الفتح البستي. وقال العالمة الشيخ محمد ميارة المالكي في شرح المرشد المعين: )وفي

اشتقاق التصو:ف أقوال، إذ حاصله اتصاف بالمحامد وترك لألوصاف المذمومة وقيل: من الصفاء(. وقال المحقق أبو

حفص الفاسي المالكي: )ظهر لي أنه منسوب إلى الصوف، ألنه في الغالب شعاره ودثاره، وألن هذا اللفظ –يعني لفظ صوفي– مشتمل على ثالثة أحرف منقطعة

من ثالث كلمات دالة على ثالث معان هي أوصافه المختصة به، فالصاد من الصفاء، والواو من الوفاء، والفاء

من الفناء(. قال العالمة ابن الحاج: ) وقد أشرت إلىذلك في ثالثة أبيات، فقلت:

Page 4: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

صفا منهل الصوفي عن علل< الهوى فما شاب ذاك الوردمن نفسه حظ

ووفى بعهد الحب إذ لم يكـن لــه إلى غير من يهوىالتفات وال لحظ

مcحcت آيــةc اإلظالم< شمسH نهـاره< وقــد ذهبت منهاإلشارةH واللفـظ

ثم إن التصوف مبني على الكتاب والسنة، ال يخرج عنهمانيد: )علمنا هذا مشيد بالكتاب Hقيد أنملة, قال اإلمام الج والسنة( وقال أيضا: )الطريق إلى الله تعالى مسدود إال

على المقتفين آثار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( وقال سهل التستري –أحد أئمة القوم-: )أصولنا

سبعة أشياء: التمسك بكتاب الله، واالقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأكل الحالل، وكفاألذى، واجتناب المعاصي، والتوبة، وأداء الحقوق(.

وقال أبو العابس الملثم -أحد كبار الصوفية-: )لم تكنJ، واألولياء أولياءJ، إال J، واألوتاد أوتادا األقطاب أقطابا بتعظيمهم رسولc الله< صلى الله عليه وآله وسلم.

ومعرفتهم به، وإجاللهم لشريعته وقيامهم بآدابه(. وقال اإلمام أبو الحسن الشاذلي الغHم:اري: )مcن دعا إلى الله

تعالى بغير ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو مHد:عى(. وقال: )ليس هذا الطريق بالرهبانية وال بأكل الشعير والنخالة، وإنما هو بالصبر على األوامر،

Jواليقين في الهداية، قال تعالى:" وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لم:ا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون" ]السجدة:

cم كرامة أعظم من كرامة اإليمان،24 [ . وقال أيضا: )ما ث

Page 5: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

Hعطيهما وجعل يشتاق إلى غيرهما ة، فمن أ ـ: ن Hومتابعة الس فهو عبد مفتري كذاب، أو ذو خطأ في العلم والصواب،Hكرمc بشهادة< الملك فاشتاق إلى سياسة الدواب(. كمن أ

بكي في جمع الجوامع –وهو من Hوقال تاج الدين الس الكتب المقررة في األزهر- : )ونرى أن طريق الشيخ

<ه طريق[ مقوم(. قال شارحه جالل المحلي الجHنيد وصcحب فإنه خال من البدع، دائر على التسليم والتفويض والتبري

بكي أيضا في كتابه "مHعيد Hمن النفس..( وقال التاج الس النعم ومHبيد النقم" الصوفية حيـاهم الله وبياهم، وجمعناJ اهم، وقد تشعبت األقوال فيهم تشعبا ـ: في الجنة نحن وإي

cJ عن الجهل بحقيقتهم لكثرة المتلبسين بها، والصحيح ناشئا أنهم المHعر<ضون عن الدنيا، المHشتغلون في أغلب األوقات

بالعبادة. ومن ثم قال الجHنيد: التصو:ف استعمال كل خHلHق7 سني، وترك كلH خHلHق7 دني. وقال أبو بكر الشبلى-تلميذ

الجHنيد- : التصو:ف ضبط حواسك، ومراعاة أنفاسك. وقال ذو النون المصرى: الصوفي من إذا نطق أبان نطقه عن الحقائق، وإذا سكت نطقت عنه الجوارح بقطع العالئق.

نيد- : التصوف إسقاط رؤية Hوقال علي بن بندار -تلميذ الج J، وهذه عبارات متقاربة. والحاصل: J وباطنا الخلق ظاهراHرتجى الرحمة بذكرهم، أنهم أهل الله وخاصته، الذين تHستنزل الغيث بدعائهم، فرضي الله عنهم وعنا بهم، وي

وللقوم أوصاف وأخبار اشتملت عليها كتبهم، قال األستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله: جعل الله هذه الطائفة صفوة أوليائه، وفض:لهم على الكافة من عباده بعد رسله

وأنبيائه -صلوات الله عليهم وسالمه- جعل الله قلوبهم

Page 6: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

HمHمعادن أسراره، واختصهم بين األمة بطوالع أنواره، فه الغياث للخcلق، والدائرون في عموم أحوالهم مع الحق.

ومن أوصاف هذه الطائفة الرأفة والرحمة والعفووالصفح وعدم المؤاخذة(.

Hر في هذا الزمان الذي طغى شره على خيره، من وقد كثHنكر التصوف ويزعHم أنه دخيل[ على اإلسالم، جاء به ي مسلمة الكتابيين والبوذيين ومن على شاكلتهم، وأن

<دع7 وخرافات، إلى غير ذلك من الصوفية أصحاب بHدبنا Hكذ:بها النقل، فانت الدعاوي التي يأباها العقل، وي

إلبطالها بهذا الكتاب الذي نرجو الثواب عليه من الله:ة، تعالى، والتزمنا فيه إيراد األدلة من الكتاب والسن

وقصدنا إيضاح الداللة بعبارة7 مبسطة7 هادئة7 خالية7 من التعقيد، مع االستشهاد بكالم أئمة المسلمين وعلمائهم،

ومن الله نستمد المعونة والتوفيق. في فتوى لموالنا الشيخ اإلمام الوالد رضي الله عنه

_أجاب بها من سأله عن أول من أسس الطريقة؟ وهل تأسيسها بوحي7 سماوي؟_ جاء فيها: وأما أول من أسس

الطريقة؟ وهل تأسيسها بوحي؟... الخ فلتعلم أنHس<سc في الطريقة أسسها الوحيH السماويH في جملة ما أ

الدين المHحمدي:، إذ هي بال شك مقام اإلحسان الذي هو أحد أركان الدين الثالثة التي جعلها النبي صلى الله عليه

J، فقال "هذا J دينا J واحدا :نها واحدا وآله وسلم بعد ما بي جبريل جاء يعلمكم دينكم" فغاية ما تدعو إليه الطريقة

وتشير إليه. هو مقام اإلحسان، بعد تصحيح اإلسالم واإليمان، ليحرز الداخل فيها والمدعو إليها مقامات الدين

Page 7: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

الثالثة الضامنة لمحرزها والقائم بها السعادة األبدية فيJ لمحرزها كمال الدين، فإنه الدنيا واآلخرة، والضامنة أيضا

–كما في الحديث- عبارة عن األركان الثالثة، فمن أخل بمقام اإلحسان الذي هو الطريقة فدينه ناقص بال شك،

لتركه ركنا من أركانه، ولهذا نص المحققون على وجوب،J J عينيا الدخول في الطريقة وسلوك طريق التصوف وجوبا

.J J ونقال واستدلوا على الوجوب بما هو ظاهر عقال ولسنا بصدد بيان ذلك اآلن. وقد بين القرآن العظيم من

أحوال التصوف والطريقة ما فيه الكفاية، فتكلم على المراقبة والمحاسبة والتوبة واإلنابة والذكر والفكر

والمحبة والتوكل والرضا والتسليم والزهد والصبر واإليثار والصدق والمجاهدة ومخالفة الهوى والنفس، وتكلم على

النفس اللوامة واألمارة والمطمئنة، وعلى األولياء والصالحين والصديقين والمؤيدين، وغير هذا مما يتكلم فيه أهل التصوف والطريقة رضي الله عنهم، فاعر<ف

Hسست الطريقة؟.. الخ وتأمل. وأما قولك: هل لما أHعلم مما قبله، فإنها إذا كانت من الدين –بل هي فجوابه ي

أشرف أركانه- وكانت بوحي كما قلناه، وكان الصحابةJ، من المسارعة إلى امتثال بالحالة التي بلغتنا عنهم تواترا

أمر الله، كانوا بالضرورة أول داخل7 فيها، وعامل7 بمقتضاها، وذائق7 ألسرارها وثمراتها، ولهذا كانوا على

غاية ما يكون من الزهد< في الدنيا، والمجاهدة< ألنفسهم، ومحبة الله ورسوله، والدار اآلخرة، والصبر واإليثار،

والرضا والتسليم وغير ذلك من األخالق التي يحبها الله<هما، وهى المHعcبرH عنها بالتصوف HوصلH إلى قرب ورسوله، وت

Page 8: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

والطريقة. وكما كانوا –رضي الله عنهم- على هذه الحالةJ عليها، وإن كانوا دونهم فيها، الشريفة كان أتباعهم أيضا

J إلى أن ظهرت Hمc جرا وكذلك كان أتباع التابعين. وهل البدع، وتأخرت األعمال، وتنافس الناس في الدنيا،

وحييت النفوس بعد موتها، فتأخرت بذلك أنوار القلوب، ووقع ما وقع في الدين، وكادت الحقائق تنقلب، وكان

ابتداء ذلك في أواخر المائة األولى من الهجرة، ولم يزل ذلك يزيد سنة بعد سنة إلى أن وصل ذلك إلى حالة

Hدب عند ذلك تخوف منها السلف الصالح على الدين. فانت العلماء لحفظ هذا الدين الشريف، فقامت طائفة منهم

لحفظ مقام اإلسالم وضبط فروعه وقواعده، وقامت أخرى بحفظ مقام اإليمان وضبط أصوله وقواعده على ما كان عند سلفهم الصالح، وقامت أخرى بحفظ مقام

اإلحسان وضبط أعماله وأحواله. فكان من الطائفة األولى األئمة األربعة وأتباعهم -رضي الله عنهم- وكان من الطائفة الثانية األشعري وأشياخه

وأصحابه، وكان من الطائفة الثالثة الجHنيد وأشياخهنيد هو المؤسس للطريقة، Hوأصحابه. فعلى هذا ليس الج لما ذكرناه من أنها بوحي إلهي وإنما نسبت إليه لتصديه

لحفظ قواعدها وأصولها، ودعائه للعمل بذلك عندما ظهرHسبت العقائد لألشعري، والفقه التأخر. ولهذا السبب ن

لألئمة األربعة، مع أن الجميع بوحي من الله تعالى. وهذاHرك تحقيق نفيس بالغ النهاية في الحHسن واإليجاز، ما تJ. وهذه أحاديث في تأييد مذهب الصوفية، لمنصف قوال

Page 9: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

مشفوعة بما يوضح معناها، ويبين وجه الداللة منها علىما تقتضيه القواعد الحديثية واألصولية.

المؤلفالشيخ عبد الله الصديق الغماري

الحديث األول"اإلحسان - المراقبة - المشاهدة"

عن عمر رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، ال يرى عليه أثر

السفر وال يعرفه منا أحد، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه

على فخديه -تأدبا كهيئة المتعلم- وقال: يا مHحمد أخبرني عن اإلسالم؟ قال "اإلسالم أن تشهد أن ال إله إال الله وأن

Hؤتي الزكاة وتصوم J رسول الله، وتقيم الصالة، وت محمداJ"، قال <ليه سبيال رمضان، وتحج البيت إن استطعت إ

<رني Hصدقه!! قال فأخ�ب صدقت قال: فعجبنا له يسأله وي عن اإليمان؟ قال "اإليمان أن تؤمن بالله ومالئكته وكتبه

Hؤمن بالقدر خيره وشره، قال: ورسله واليوم اآلخر، وت<رني عن اإلحسان؟ قال "أن تعبد الله صدقت قال فأخ�ب كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قال: فأخبرني

عن الساعة؟ قال "ما المسئول عنها بأعلم من السائل"cمةH ربتها وأن قال فأخبرني عن إماراتها قال "أن تلد األ

ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في

Page 10: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

J ثم قال "يا عمر أتدري البنيان" فانطلق الرجل فلبثت مليا من السائل؟" قلت الله ورسوله أعلم، قال "فإنه جبريل

أتاكم يعلمكم دينكم" رواه مسلم في صحيحه، ورواه الشيخان من حديث أبي هريرة، وله ألفاظ وطرق، وهو

حديث مستفيض.<شارة قال الهروي في "منازل السائرين": هذا الحديث إ

جامعة لمذهب هذه الطائفة. قال شارحه: ألن أصل هذه الطريقة الخاصة كمال المعرفة ودوام المراقبة للحق

سبحانه في الحركات والسكنات، بل في األنفاس واللحظات، حتى يستولي سلطان الحق على القلوب،

<ليه من األحوال فيضمcحل ما تعلقت به أو سكنت إ والخطوب. فاإلحسان يشتمل على مقامين )المراقبة ثم

<لى علو:ها <شارة إ المشاهدة(، والحديث بدأ بالمشاهدة إcرق:ي وسHمو:ها، وأنها المقصد األهم، أما في السلوك والت

فيكون البدءH بالمراقبة، ألن دوامها يورث المشاهدة،<لى خاله نيد الدخول في الطريق وذهب إ Hولهذا لما أراد الج

<ليه برغبته، قال له: يا وأستاذه السري السقطي يفضي إ<ذا أردت أن تنام من الليل <ني ألقنك ثالث كلمات، إ بني إ

، الله شاهد fلي> فقل عند نومك: الله معي، الله ناظر إنيد: فواظبت عليها نحو شهر، ثم قال لي Hقال الج ،fعلي

<ليك وشاهد <ذا كان الله معك وناظر إ Hني إ أستاذي: يا ب عليك، فهل يصح أن تعصيه؟ قال الجHنيد فنفعني الله بهذه

الكلمات طوال حياتي، كلما هcمcمت بمعصية7 تذكرتها فما عصيت الله قط. فانظر كيف لقfنc السري تلميذه الجHنيد

<لى المشاهدة القلبية، أما Hوصل إ مقام المراقبة ألنه ي

Page 11: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

المشاهدة البصرية فهي في الدنيا خاصة بنبينا صلى اللهHعطc لغيره؛ قال ابن عباس: إن الله عليه وآله وسلم، لم تلة إلبراهيم، والكالم لموسى، والرؤية لمحمد Hأعطى الخ

صلى الله عليه وآله وسلم. وفي صحيح مسلم في حديث الدج:ال وأنه يقول للناس أنا ربكم قال النبي صلى الله

J منكم لن يرى ربه حتى عليه وآله وسلم "واعلموا أن أحداcم� يرc المؤمنون ربهم في <مc ل ئل اإلمام مالك ل Hيموت" وس

<نما يرونه في اآلخرة؟ فأجاب بأنهم في الدنيا الدنيا وإJ فانون، والفاني ال يرى الباقي، وفي اآلخرة أعطوا أبصارا

باقية، فرأو الباقي بالباقي، ولهذه المناسبة أذكر حادثة<لى الخليفة أن أحد مشايخ فع إ Hوقعت في بغداد، فقد ر الطريق ادعى أنه رأى الله ببصره وقامت عليه البينة،

فأمر بقتله. فعلم القطب الكبير الشيخ عبد القادر الجيالني رضي الله

<لى عنه –وهو حنبلي المذهب صوفي المشرب- فذهب إ<ن هذا الشيخ ضاقت عنه العبارة الخليفة، وقال له: إ

فصدر عنه ما ال يقصد، فقال الخليفة: وماذا يقصد؟ فقال<نه شاهد الله ببصيرته، فانعكس نور الشيخ عبد القادر: إ

بصيرته على بصره فشاهد ذلك النور، فصدر عنه ما<ال هذا، وصدر سمعتموه فقال ذلك الشيخ: والله ما أردت إ

الحكم ببراءته، وسالمة عقيدته. وهكذا أغلب األلفاظ المشكلة المنقولة عن بعض الصوفية، لها محامل

صحيحة، ووجوه من التأويل حسنة ولكن المعترضينعليهم مHغر<ضون.

الحديث الثاني

Page 12: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

"محاربة الله لمن عادى أولياءcه. المجاهدة. الفناء فيالله"

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي: صلى الله عليهJ <ن الله تعالى قال: من عادى لي وليا وآله وسلم قال "إ

fلي> <ليf عبدي بشيء أحب إ فقد آذنته بالحرب وما تقرب إ مما افترضت عليه وال يزال عبدي يتقرب إليf بالنوافل

م�عه الذي يسمع به، وبصره cحتى أحبه، فإذا أحببته كنت س Hبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي الذي ي:ه" رواه Hعيذن :ه، ولئن استعاذني أل Hعطين بها، ولئن سألني ألHمامة البخاري في صحيحه، وله طرق عن عائشة وأبي أ

وعلي وأنس ومعاذ وحذيفة. في هذا الحديث بيان مبدأ طريق الصوفية ونهايته، ذلك

أنهم يبدأون بالمجاهدة، وال يزالون يجاهدون أنفسهم،Hباعد عن الله، ويجتهدون في تطهير قلوبهم م<ن� كل ما ي

<ليه من األقوال واألعمال ب إ Hقر: وتزيينها بكل ما ي واألحوال، ولزوم اإلقبال عليه، ودوام المHثول بين يديه،

في كل وقت وعلى كل حال بحسب اإلمكان حتى يصلوا<لى هذا المقام كان <لى مقام الفناء، ومن وصل منهم إ إ

J، فنى عن نفسه، وبقي J محفوظا J، ومربوبا J ملحوظا محبوبا بربه، فكان الله وليf أمره، وحافظ س<ره، فهو لذلكسمعه وبصره ويده ورجله، أي متولي شؤونه كلها.

الحديث الثالث"علم الظاهر والباطن"

Hبي: بن كعب رضي الله عنه عن النبي: صلى الله عليه عن أ وآله وسلم "أن موسى قال للخضر –عليهما السالم-:

Page 13: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<نك لن J، قال إ شدا Hلمت رHعلمن< مما عH )هل أتبعك على أن ت

> <ني على علم من علم J( يا موسى إ تستطيع معي صبراcمكfلc7 ع الله علمنيه ال ينبغي لك أن تعلمه، وأنت على علم

لcمه، أي جميعه، وكذا قوله: ال اللهH ال ينبغي لي أن أعـ� ينبغي لك أن تعلمه، أي جميعه، قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: وتقدير ذلك معتبر، ألن الخضر كان يعرف م<نc الحكم الظاهر ما ال غنى للمكلف عنه، وموسى كان

يعرف م<نc الحكم الباطن ما يأتيه بطريق الوحي. ا هـ وهذا الحديث رواه أصحاب الكتب الستة من طرق، وفيه

<ثبات علم الباطن الذي يقول به الصوفية، ولهذا قال إ<ن الخضر نبي: وكان علمه معرفة بواطن الجمهور: إ

<ليه، وعلم موسى الحكم بالظاهر.نقله أبو حيان Hوحيت إ أ في "البحر المحيط" فالجمهور -كما ترى- موافقون

J cن: لكل منهما أهال <ثبات الباطن والظاهر، وأ للصوفية على إ<ال أن في الحديث يختصون به، فماذا يقول المHعترضون؟ إJ أجاب عنه الحافظ ابن حجر بما سبق في كالمه، <شكاال إHلقيني في وسلك في الجواب عنه الشيخ سراج الدين الب

J آخر حيث قال: هذا الحديث قد شرح البخاري مسلكا يشكل، فإن العلم المذكور في الجهتين كيف ال ينبغي

<شكال أن علم الحقائق والكشوف علمه؟ وجواب هذا اإل<م الحاكم بالظاهر الذي ينافي علم الظاهر، فال ينبغي للعال

<م هو مHكلف به أن يعلم الحقائق للتنافي، وال ينبغي للعالJ به الذي بالحقيقة أن يعلم العلم الظاهر الذي ليس مكلفا

ينافي ما عنده من الحقيقة ويمكن حمل العلم على تنفيذه، والمعنى: ال ينبغي لك أن تعلمه لتعمل به ألن

Page 14: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

العمل به مناف< لمقتضى الشرع، وال ينبغي لي أن أعلمه فأعمل بمقتضاه، ألنه مناف< لمقتضى الحقيقة، فعلى هذا<ذا ال يجوز للولي: التابع للنبي: صلى الله عليه وآله وسلم إ<نما cف:ذ ذلك بمقتضى الحقيقة، وإ Hن اط:لع على حقيقة أن ي

cف:ذ الحكم الظاهر. ا.هـ ويؤيد حمل الع<لم على Hن عليه أن ي التنفيذ ما جاء في رواية7 لمسلم: أن: الخضر قال لموسى

J وكيف تصبر <نك لن تستطيع معيc صبرا عليه السالم )إ<ذا Hمرت به أن أفعله إ Hحط به خHبرا( شيء[ أ على ما لم ت

رأيته لم تصبر، فهذا صريح في حcمل< الع<لم على تنفيذه،Hبي: في <ليها العالمة األ وفي الحديث مسألة أخرى أشار إ

شرح مسلم حيث قال -في شرح قول موسى )هل<لخ-: ع<لم الخضر هو الع<لم بالمغيبات الموهوبة أتبعك(إ

Hكتسب؟ الدينية غير المكتسبة، فكيف يسأل تعليم ماال ي<مام ابن عرفة الذي قيل فيه وكان الشيخ -يعني شيخه اإلHجيب بأن ذلك قد <نه المHجدد على رأس المائة الثامنة- ي إ

يكون باعتبار تعلم أسبابه فيمكن اكتسابها بالتزام نوع من<لى ما اتفق عليه طاعة الله تعالى ا.هـ وهو يشير إ

الصوفية أنf المجاهدة والتزام الذكر مع حضور القلبJ وهبية، ويؤيده ما رواه الحسين المروزي Hورث علوما ي في" زوائد الزهد" لشيخه عبد الله بن المبارك فقال

حدثنا أبو معاوية أنبأنا حجاج عن مكحول عن النبي صلىJ الله عليه وآله وسلم قال: "مcن� أخلص لله أربعين يوما

ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه" إسناده صحيح، ورواه ابن عدي في الكامل من حديث ابن عباس

Page 15: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<سناد ضعيف: ورواه أبو نعيم في الحلية من حديث أبي بإ.J <سناد ضعيف أيضا أيوب بإ

الحديث الرابع" للقرآن ظاهر[ وباطن[ "

عن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لكل آية ظهر[ وبطن ولكل حرف حد ولكل

<سناد صحيح، حد مطلع" رواه الفريابى في تفسيره بإ ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن عن الحسن أيضا

:زار والطبراني في <سناد حسن، وروى أبو يعلى والب بإ األوسط عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول اللهHنزل القرآن على سبعة صلى الله عليه وآله وسلم: "أ

أحرف لكل آية منها ظهر وبطن" رجال الحديث ثقات كما قال الحافظ الهيثمي قال ابن النقيب في تفسيره: ظهر اآلية ما ظهر من معانيها ألهل العلم بالظاهر، وبطنها ما

تضمنته من األسرار التي أطلع الله عليها أرباب الحقائق. ا.هـ والحد هو الغامض من المعاني، والمطلع ما يتوصل

<ال أرباب <لى غامض المعاني إ <لى معرفته، وال يتوصل إ به إالحقائق بما أفاض الله عليهم من األسرار والمعارف.

علي� عليه السالم عنده علم الظاهر والباطن: روى أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود رضي الله عنه<ال Hنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إ <ن القرآن أ قال إ

<ن عليf بن أبي طالب عنده منه علم له ظهر وبطن وإJ عن ابن عباس رضي الله الظاهر والباطن(، وروي أيضا

عنهما قال: )كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه وآله

Page 16: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<لى غيره(. J لم يعهده إ <لى علي� سبعين عهدا وسلم عهد إ فهذا تصريح بأن الصحابة كانوا يعترفون لعلي: بتفوقه في علوم الحقائق واألسرار، وهذا مما ال نزاع فيه، وقد قال

فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا مدينة العلم وعلي� بابها" وهو حديث صحيح كما بينه شقيقي الحافظ

أبو الفيض في كتاب "فتح الملك العلي، بصحة حديث باب:مc الصحابة لعلي مدينة العلم علي: " وقال ابن عباس: )سل تسعة أعشار العلم، وشاركهم في العHشر العاشر(، وكان

عمر رضي الله عنه يقول: )أعوذ بالله من قضية ليس لهاJ عليه السالم، وقال أيضا: )لوال علي: أبو حسن( يعني عليا

cصc المناوي على أن عمر لم يكن يبعث لهلك عمر(، ونJ في الفتوحات مع شجاعته الفائقة الحتياجه إلى عليا

علمه، وحصلت حادثة في عهد أبي بكر رضي الله عنه<لى أشكلت عليه وعلى الصحابة، فأرشدهم ابن عباس إ

<حالتها على علي� عليه السالم فلم:ا أجاب عنها وحل إ مغلقها، قال له أبو بكر والصحابة: يا مHفرج الكروب،

<سنادها في كتاب المجتنى البن وهذه الحادثة مروية بإ دريد. ولهذا كان علي: عليه السالم أستاذ الصوفية

نيد وابن العربي الحاتمي وغيرهما، Hورئيسهم، كما قال الج <ال إليه <ال به، وال تنتهي إ وسلسلة الطريق ال تتصل إ

Hرهان بالتلقين واالقتداء والصحبة كما فص:له أخي في البالجلي.

الحديث الخامس<ال المغرورون" Hنكرها إ "علوم الحقائق ال ي

Page 17: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله<ال أهل <ن: م<نc العلم كهيئة المكنون ال يعلمه إ وسلم: "إ

<ال أهل الغرة بالله" العلم بالله، فإذا نطقوا به لم ينكره إ رواه الطبسي في الترغيب، ورواه الديلمي في مسند

الفردوس وهو حديث ضعيف، لكنه يتأيد بشيئين "أحدهما" ما ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة أيضا قال:

حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمcما أحدcهHما فبثـثـته، وأما اآلخر فلو بثـثـته لقطع وعاءين فأ

Hلعوم: مجرى الطعام وهو Hلعوم، قال البخاري الب هذا الب بضم الباء، وفي رواية لقHط<ع هذا يعنى رأسه، فذلك

الوعاء الذي لم يبثه محمول على األحاديث التي فيها بيانHمية وعلى األحاديث التي تتعلق أمراء السوء من بني أ

بأشراط الساعة والمالحم في آخر الزمان فينكر ذلك من<نكار المهدي لم يألفه طبعه كما حصل من مبتدعة العصر إ ونزول عيسى وخHروج الدجال والميزان، وغير ذلك. وعلى ما تلقاه من األسرار والحقائق التي يضيق نطاق كثير من

<نكارها: "ثانيهما" ما هو <لى إ الناس عن فهمها فيبادرون إHنكر علوم الصوفية وما وهبهم الله من واقع مشاهد، فال يHونون أصحاب مطامع7 وأغراض. <ال األغرار المفت الحقائق إ

ومما يصحح به الحديث الضعيف عند أهل الحديث أن يكون الواقع على وفقه ألنه ليس بعد الواقع المشاهد

دليل.الحديث السادس

"علم الباطن هو العلم النافع"

Page 18: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

عن الحسن عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "العلمH ع<لمان فعلم[ ثابت بالقلب

فذاك العلم النافع وعلم في اللسان فذاك حHجةH الله علىنهH الحافظان زكي عباده" رواه الخطيب في التاريخ، وحcس:

الدين المنذري وزين الدين العراقي، وأعله ابن الجوزيHصب، ورواه أبو نعيم والديلمي في مسند الفردوس فلم ي

من حديث أنس بإسناد ضعيف. وهذا الحديث أورده قطب الدين القسطالني -وهو قبل

القسطالني صاحب المواهب اللدنية- في كتابه في<لى أن J للحديث السابق، يشير بذلك إ التصوف شاهدا

العلم الثابت بالقلب هو علم الباطن، بدليل حديث "منJ ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه أخلص لله أربعين يوما

على لسانه" وقد تقدم تخريجه، وأن: علم اللسان هو علم<نما <ذا لم يعمل به. وإ الظاهر وهو حجة الله على عبده إ

J ألنه ال يحصل كان علم الباطن الذي هو علم القلب نافعا<ذ هو <ال بعد المHجاهدة والعمل بالعلم الظاهر إ للشخص إ<ال من نتيجته وثمرته، بخالف علم الظاهر فال ينتفع به إ

.J يعمل به، وليس كل عالم عامال وقد روى ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن رجل قال كان يقال:

7 بأمر< الله. العلماء ثالثة عالم[ بالله يخشى الله، ليس بعالم وعالم[ بالله عالم[ بأمر الله يخشى اللهc فذاك العالم

الكامل -لجمعه بين علمي الظاهر والباطن- وعالم[ بأمر<7 بالله ال يخشى الله، فذلك العالم الفاجر، الله ليس بعالم

J ألنه لم يعمل بعلم الظاهر، واألول <نما كان هذا فاجرا وإ

Page 19: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

من علماء الباطن وهو من األبرار ألنه خشي الله واتقاه،)واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم(.

الحديث السابع"اإللهام – التحديث"

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله<ن يكن وسلم "لقد كان فيما قبلكم من األمم مHحدfثون، فإ

<نه عمر"، وفي رواية "قد كان فيمن في أمتي أحد فإ<سرائيل يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، قبلكم من بني إ

<ن يكن في أمتي أحد فعمر" رواه البخاري، ورواه فإ مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها، ولفظه "قد كان يكون في األمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي منهم

أحد، فعمر منهم" قال ابن وهب: تفسير محدfثون-بفتح الدال المشددة- مHلهمون. قال أكثر العلماء: المHلهم هو

الرجل الصادق الظن، يلقى في روعه شيء من قبل المأل األعلى فيكون كالذي حدثه غيره به. وقيل مHكلم

<حدى روايتي Hكلمه المالئكة من غير نبوة كما تقدم في إ ت أبو هريرة، وجاء في حديث أبي سعيد الخدري قيل: ياHحcد:ث؟ قال "تتكلم المالئكة على رسول الله: وكيف ي

لسانه" رواه الجوهري في فوائده، قال الحافظ ابن حجر:<ن Hكلمه في نفسه وإ <لى المعنى األول، أي ت ويحتمل رده إ

<ن <لى اإللهام. وقوله "فإ لم ير مHكلما في الحقيقة، فيرجع إ يكن في أمتي أحد" الخ قال الحافظ ابن حجر: قيل لم

<ذا يورد هذا القول مورد الترديد، فإن أمته أفضل األمم، وإ<مكان وجوده فيهم أولى، ثبت أن ذلك وجد في غيرهم فإ

<ن يكن لي <نما أورده مورد التأكيد كما يقول الرجل: إ وإ

Page 20: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<نه فالن، يريد اختصاصه بكمال الصداقة، ال نفي صديق فإ األصدقاء. وقيل: الحكمة فيه أن وجودهم في بني

<سرائيل كان قد تحقق وقوعه، وسبب ذلك احتياجهم إ حيث ال يكون حينئذ فيهم نبي واحتمل عنده صلى الله

<لى ذلك الستغنائها عليه وآله وسلم أال تحتاج هذه األمة إ بالقرآن عن حدوث نبي، وقد حصل ذلك -أي حصل

<ن المHحدfث منهم- بفتح الدال االستغناء بالقرآن- حتى إ<ذا تحقق وجوده ال يحكم بما وقع له، بل ال بد المشددة- إ<ن وافقه أو وافق السنة عمل من عرضه على القرآن فإ

<ن جاز أن يقع -لكنه نادر ممن يكون <ال تركه، وهذا وإ به وإJ على إتباع الكتاب والسنة، وتمcحcضcت أمره منهم مبنيا

الحكمة في وجودهم وكثرتهم بعد العصر األول، في زيادة شرف هذه األمة بوجود أمثالهم فيه، وقد تكون الحكمة

<سرائيل في كثرة األنبياء فيهم، في تكثيرهم مضاهاة بني إ فلما فات هذه األمة كثرة األنبياء فيها لكون نبيها خاتم

األنبياء، عوضوا بكثرة الملهمين. ا.هـ كالم الحافظ.J هذا وقد اهتم علماء األصول باإللهام، وعقدوا له بحثاJ تكلموا فيه على معناه، واالحتجاج به. قال التاج خاصا

<يقاع شيء في <لهام إ السبكي في جمع الجوامع: )اإلcجH له الصدر( أي ينشرح له: وقال الشوكاني في Hثل القلب ي<لهام ذكرها بعض الصوفية، وحكى <رشاد الفحول: داللة اإل إ

<لهام الماوردي والروياني في كتاب القضاء في حجية اإلJ، قال الزركشي في البحر المحيط: واختار جماعة خالفا

<مام الرازي في <لهام، منهم اإل من المتأخرين اعتماد اإل تفسيره في أولة القبلة، وابن الصالح في فتاواه، فقال:

Page 21: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<لهام خاطر الحق من الحق، قال: ومن عالمته أن ينشرح إ له الصدر، وال يعارضه معارض آخر. وقال أبو علي

التميمي في كتاب التذكرة في أصول الدين: ذهب بعضJ للعباد على سبيل <لى أن المعارف تقع اضطرارا الصوفية إ

<لهام، بحكم وعد الله سبحانه وتعالى بشرط التقوى، اإل<ن تتقوا الله واحتج بقوله تعالى )يا أيها الذين ءامنوا إ

J( أي ما تفرقون به بين الحق والباطل، يجعل لكم فرقاناJ( أي من كل وقوله تعالى )ومن يتق الله يجعل له مخرجا

ما يلتبس على غيره وجه الحكم فيه، وقوله تعالى )واتقوا<ذا الله ويعلمكم الله( فهذه العلوم الدينية تحصل للعباد إ

زكت أنفسهم وسلمت قلوبهم لله تعالى بترك المنهيات،هH صدق[ ووعدهH حق. واحتج: Hبرcوامتثال المأمورات، وخ

<لهام بقوله تعالى شهاب الدين السهروردي على اإل<لى أم موسى أن أرضعيه( وبقوله )وأوحى ربك )وأوحينا إ

<ن من <لهام، ثم إ <لى النحل( فهذا الوحي هو مجرد اإل إJ تحدث في النفوس الزكية المطمئنة، قال الوحي علوما

<ن من أمتي المHحد:ثين صلى الله عليه وآله وسلم "إ<ن عمر لم<نهHم" وقال تعالى: )ونفس7 وما والمHكل:مين وإ

واها فألهمها فجورها وتقواها( فأخبر أن النفوس س:<لهام حجة لمن وقع له مHلهمة، واختار السهروردي أن اإل

<ليه سعد الدين التفتازاني في بعض دون غيره، ومال إ مصنفاته، والراجح عند الجمهور أنه ليس بحجة، النتفاء

العصمة، وهو قول جمهور الصوفية أيضا.

Page 22: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

الحديث الثامن"الحـقيقـة"

J عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقي رجالHقال له: حارثة، في بعض سكك المدينة فقال: " كيف يJ حقا، فقال: " أصبحت يا حارسة؟" قال: أصبحت مؤمنا

<يمانك؟"، فقال: عزفت إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة إ نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري، وكأني

<لى أهل الجنة <لى عرش ربي، وكأني أنظر إ أنظر إ يتزاورون فيها، وكأني أسمع عواء أهل النار، فقال "مؤمن[Hالله cالله قلبه" وفي رواية "عرفت فالزم، مؤمن[ نو:ر cنو:ر قلبه" رواه البزار في مسنده والبيهقي في الشعب، وله

طرق عند ابن المبارك في الزهد، وعبد الرزاق في التفسير، والطبراني في المعجم، وابن منده. في هذا<ثبات المجاهدة، والزهد، وجوالن الروح في الحديث إ

العرش والجنة والنار بطريق التفكير والمشاهدة القلبية،<ثبات الحقيقة، وهو المقصود هنا، قال شارح J إ وفيه أيضا

منازل السائرين: حقيقة الشيء عند أهل هذا الشأن عالماته الدالة عليه، واستدل بهذا الحديث. قال الحافظ

<نما سم:وا السيوطي: ويظهر لي أن أهل هذا الشأن إJ من لفظ الحقيقة في هذا ع<لمcهم علcم الحقيقة أخذا

<لى علم الحديث، وقد ظهر لي أن نسبة علم الحقيقة إ<لى علم النحو، فهو الشريعة كنسبة علم المعاني والبيان إ سره ومبنى عليه، فمن أراد الخوض في علم الحقيقة من

غير أن يعلم الشريعة فهو من الجاهلين وال يحصل على شيء، كما أن: من أراد الخوض في أسرار ع<لم المعاني

Page 23: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

Hحكم النحو فهو يخبط خبط عشواء، والبيان من غير أن ي<ليه والمHسند <سناد والمHسند إ Hدرك أحوال اإل وكيف ي

ومتعلقات الفعل من لم يعرف المبتدأ من الخبر والفاعل:ن لكل أحد، والحقيقة سر الشريعة من المفعول؟ هذا بي

ولبها الخالص، كما أن المعاني والبيان سر النحو ولطائفه، والتصوف فقه بال شك، فإن أكثره تكاليف واجبة ومندوبة، ومنها محرمة ومكروهة، وقد نصf على أن أبواب التصوف من الفقه جماعة من أهل األصول، ووافقهم ابن السبكي

في جمع الجوامع واعلم أن دقائق علم التصوف لو عرضت معانيها على الفقهاء بالعبارة التي ألفوها في

علومهم الستحسنوها كل االستحسان، وكانوا أول قائل<يرادها بعبارة مستغربة لم يألفوها. Hنفرهم منها إ بها، وإنما ي

Hعلم، وأقبح ما ولهذا قال بعضهم: الحقيقة أحسن ما يJ تعرف به صحة ذلك. قال في Hقال، وأنا أورد لك مثاال ي

منازل السائرين: حقيقة التوبة ثالثة أشياء تميز الثقة من<ن سمع J، فإ الغرة ونسيان الجناية، والتوبة عن التوبة أبدا

Hتاب من J، وقال: كيف ي الفقيه هذا اللفظ استغربه جدا<نما يتاب من المعاصي، وتقرير معناه: أن العبد التوبة؟ وإ<لى أعماله ولم <لى الله لم يلتفت إ <ذا كمل في رجوعه إ إ<لى <ليها توبةJ كانت أو غيرها، فيتوب من سكونه إ يسكن إcس�ب< العبد- فهي من <ن كانت من ك توبته. ألن التوبة –وإ

Hب عليه لما تاب، قال تعالى cت خcلق< الله وتوفيقه، ولو لم ي )ثم تاب عليهم ليتوبوا( فرؤية العبد التوبة من نفسه ذنب[:ة الله عليه بها HستغفcرH منه، بل عليه أن يشهد محض م<ن ي وتوفيقه لها، ويلغي نفسه أصال عن درجة االعتبار، وهذا

Page 24: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

مقام الفناء في التوبة، وهي أول منازل السائرين، ويقاس به مقام الفناء في التوحيد فال يشهد في توحيده

:ة الله عليه به، وتوفيقه له، وهذا J، بل محض م<ن صنعا<ذا عرض على الفقيه بهذه< العبارة المألوفة كان المعنى إ

أول قائل به، وناصر له. ا.هـ.<مام عز: الدين بن عبد السالم في لطان العلماء اإل Hوقال س

cصلح <صالح القلوب التي ت قواعد األحكام: الطريق في إ<فسادها: تطهيرها من كل ما cفسد ب <صالحها وت األجساد ب

<ليه، ويزلف لديه، يباعد عن الله، وتزيينها بكل ما يقرب إ من األحوال واألقوال واألعمال، وحسن اآلمال، ولزوم<ليه، والمثول بين يديه، في كل <صغاء إ اإلقبال عليه، واإل

<مكان وقت7 من األوقات وحال7 من األحوال، على حسب اإل<لى السآمة والمcلcل، ومعرفة ذلك هي من غير أداء إ<علم الحقيقة، وليست الحقيقة خارجة عن المHلقبةc ب

<صالح القلوب بالمعارف الشريعة، بل الشريعة طافحة[ بإ واألحوال والعزوم والنيات، وغير ذلك مما ذكرناه من<جHل: أعمال القلوب، فمعرفة أحكام الظواهر معرفة[ ل

<دق الشريعة، وال الشرع، ومعرفة أحكام البواطن معرفة[ ل<ال كافر أو فاجر، وقد يتشبه بالقوم من J منهما إ ينكر شيئا ليس منهم وال يقاربهم في شيء من الصفات، وهم شر[

<لى من قHط:اع الطريق ألنهم يقطعون طريق الذاهبين إالله تعالى ا.هـ.

فتلخص من جميع ما تقدم: أن الحقيقة صلب الشريعة،Hثار حولها من ها الخالص، وأن ما ي nر nها وس< Hب بل هي ل

<لى أمرين J، مرجعه إ <لى الكفر أحيانا اعتراضات قد تصل إ

Page 25: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

"أحدهما" صcوغ معانيها في عبارات غامضة غير مألوفة:ه الدHخالء cشب <ليها الحافظ السيوطي "ثانيهما" ت كما أشار إ

<ليه عز: الدين بن عبد السالم، بأهل الحقائق كما أشار إJ من قHط:اع الطريق، وهذا ما وجعل هؤالء الدHخالء شرا

حمل رجال العشيرة المحم:دية _وcفcقcهم اللهH _على القيام

Hلصق به من بدع7 بحملة7 واسعة7 لتطهير التصو:ف مما أ<لى ما كان عليه أيام السلف الصالح <رجاعه إ وخرافات، وإ

مو: الروحي، والتهذيب الخHلقي، وcفcقc اللهH الخHطى، Hمن الس وحcقcقc اآلمال.

الحديث التاسع"المHكـاشـفـة"

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي: صلى<نه الله عليه وآله وسلم قال "اتقوا فcراسة المؤمن فإ

ينظرH بنور< الله" رواه الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم، ورواه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الطب النبوي:

Hمامة والترمذي الحكيم في نوادر األصول من حديث أبي أ رضي الله عنه، ورواه ابن جرير وأبو نعيم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، ورواه ابن جرير من حديث ثوبان

<نه ينظر رضي الله عنه ولفظه "احذروا فcراسة المؤمن فإ بنور الله، وينطقH بتوفيق< الله" وهو حديث[ حسن[ كما قال

الحافظان نور الدين الهيثمي، وجالل الدين السيوطي، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب، وروى ابن جرير والبزار عن أنس قال: قال رسول الله صلى

J يعرفون الناس <ن لله عبادا الله عليه وآله وسلم "إ<سناده على شرط الحسن، هذا الحديث أصل :وcسHم" إ بالت

Page 26: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

في الكشف الذي يقع لكثير من األولياء، تجد الواحد منهم يكاشف الشخص بما حصل منه في غيبته كأنه كان

cص الحافظ ابن حجر في فتح الباري –في J معه، ون حاضرا<جابة شرح حديث قتل خHبيب- رضي الله عنه- على أن إ الدعوة في الحال وتكثير الطعام والماء والمكاشفة بما

J Hثر جدا <خبار بما سيأتي ونحو ذلك قد ك يغيب عن العين واإل<لى الصالح كالعادة. Hنسب إ حتى صار وقوع ذلك ممن ي

J –في شرح حديث "في خمس7 ال يعلمهن ا.هـ وقال أيضاcص< القرآن أن عيسى عليه السالم <ال الله": وأما ما ثبت بن إ

Hخبرهم بما يأكلون وما يد:خرون، وأن يوسف <نه ي قال: إ<لى غير ذلك <نه ينبئهم بتأويل الطعام قبل أن يأتي إ قال: إ مما ظهر من المعجزات والكرامات، فكل ذلك يمكن أن<ال من ارتضى من Hستفاد من االستثناء في قوله تعالى: )إ ي

<نه يقتضي اطالع الرسول على بعض الغيب، رسول( فإHكرم: والولي: التابع للرسول عن الرسول يأخذ، وبه< ي

والفرق بينهما أن الرسول يط:لع على ذلك بأنواع الوحي7 والله <لهام 7 أو إ <ال بمنام كلها، والولي: ال يط:لع على ذلك إ

أعلم . ا.هـ .الحديث العاشر

<لى الله" "الخلوة واالنقطاع إHدئ به رسول عن عائشة رضي الله عنها قالت: أول ما ب

الله صلى الله عليه وآله وسلم من الوحي الرؤيا<ال جاءت مثل فcلcق< الصHبح، ثم الصالحة، فكان ال يرى رؤيا إ:ثH فيه –وهو cحcن cت <ليه الخالء فكان يخلو بغار حراء، في <بc إ حHب التعبد- الليالي ذوات العدد، ويتزودH لذلك، رواه البخاري.

Page 27: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

في هذا الحديث دليل للصوفية في الخHلوة< واالنقطاع عن الخcل�ق< في الزوايا والمساجد، قال العارف أبو محمد بن

أبي جمرة في بهجة النفوس: )في الحديث دليل على أن<نسان على تعبده وصالح دينه، ألن النبي الخHلوة عcون[ لإل

صلى الله عليه وآله وسلم لم:ا اعتزل عن الناس وخال بنفسه أتاه هذا الخير العظيم، وكل أحد امتثل ذلك أتاه الخير بحسب ما قسم الله له من مقامات الوالية(. ا.هـ

لوة تعين على التفكر في عظمة الله، وسعة Hوألن الخ قHدرته، وعموم نعمته، وباهر حكمته، وقد كان تعبد النبي

J صلى الله عليه وآله وسلم في خلوته بغار حراء تفكراJ، وحض: القرآن الكريم على التفكر في غير آية، واعتبارا

<نf في خلق السموات واألرض واختالف منها قوله تعالى )إJ الليل والنهار آليات ألولي األلباب الذين يذكرون الله قياما

J وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات وقعوداواألرض(.

J فإن الخلوة أجمعH لقلب< المHريد وأعونH له على وأيضاHبعدH التفرغ لذكر الله وأبعدH عن الرياء، وأيضا فإن الخHلوة تcغcط، وتهيئهH لقبول الواردات المHريد عن مواطن< اللغو: والل

:انية: ولهذا رغب الشارع فيها، <يات الرب ل cجc <لهية والت اإل وجعلها من العادات المطلوبة، وأفردها فقهاء المذاهب

بباب خاص لها هو باب االعتكاف ذكروا فيه أحكامه وشروطه وآدابه، وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله

عليه وآله وسلم كان يعتكف في العشر األواخر منHقبل رمضان، فيلزم المسجد النبوي، ويعتزل نساءه، وي<ال لقضاء على العبادة والذكر وتالوة القرآن، وال يخرج إ

Page 28: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<سناد ال بأس به عن نن أبي داود بإ Hنسان، وفي س> حاجة اإل:ةH على المعتكف أن ال ن Hعائشة رضي الله عنها قالت: الس Hباشرها J وال يشهد جنازة وال يمس امرأة وال ي يعود مريضا

Hد له منه، فهذه هي الخHلوة <ال لما ال ب وال يخرج لحاجة إ التي اتخذها الصوفية، وسموها تجريدا، ألن المHريد يتجرد<لى الذكر والعبادة مدة قد من العالئق والعوائق وينقطع إمc له: لكنهم تطول وقد تقصر بحسب استعداده وما قHس<<ذا كان له عمل يتكسب به حوا مع ذلك بأن المHريد إ صر:<لى الخHلوة كالتجارة أو صناعة مثال، فال ينبغي له تركه إ

والتجريد، بل يبقى في عمله الذي أقامه الله فيه، ويستطيع أن يذكر الله في حالته تلك وفي أوقات فراغه،<رادتك التجريد مع ولهذا قال ابن عطاء الله في الحكم: إ

<رادتك :ة، وإ :اك في األسباب من الشهوة الخفي <ي <قامة الله إ إ:اك في التجريد انحطاط عن <ي <قامة الله إ األسباب مع إ

:ة: ودليلهم على ذلك حديث كعب بن عجرة الهم:ة العلي رضي الله عنه قال: مرf على النبي صلى الله عليه وآله

وسلم رجل فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جلده ونشاطه، فقالوا يا رسول الله! لو

كان هذا في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليهJ فهو <ن كان خرج يسعى على ولده صغارا وآله وسلم "إ

<ن كان خرج يسعى على أبوين شيخين في سبيل الله، وإ<ن كان خرج يسعى على كبيرين فهو في سبيل الله، وإ<ن كان خرج يسعى نفسه يع<ف:ها فهو في سبيل الله، وإ

رياءJ ومHفاخرةJ فهو في سبيل الشيطان" رواه الطبراني<سناد صحيح: وقد كان في الصحابة أهل التجريد، بإ

Page 29: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

وأصحاب األسباب، أما أهل التجريد فهم أهل الصnفcة كانواJ مقيمين بالمسجد النبوي: ال أهل لهم نحو سبعين صحابيا

Hنفق وال مال، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ي<لى أبي هريرة يتحدث عن نفسه وعنهم – عليهم، واسمع إ

<ن كنت ألعتمد <ال هو إ <له إ وهو أحدهم- فيقول: والذي ال إ<ن كنت ألشد الحجر بكبدي على األرض من الجوع، وإ

على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر بي أبو بكر فسألته عن آية في

<ال ليشبعني فلم يفعل، ثم مر عمر كتاب الله، ما سألته إ<ال ليشبعني فلم فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إ

يفعل، ثم مر أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلمم حين رآني وعرف ما في وجهي وما في نفسي، فتبس:

فقال "يا أبا هريرة" قلت: لبيك يا رسول الله قال "الحق" وcمcضى، فاتبعته فدخل فاستأذن، فأذن له فدخل

J في قدح، فقال "من أين هذا اللبن" قالوا: فوجد لبنا أهداه لك فالن أو فالنة، قال "يا أبا هريرة" قلت: لبيك يا

<لى أهل الصفة فادعهم رسول الله، قال: "الحق إ<سالم ال يلوون على أهل7 لي"،قال: وأهل الصفة أضياف اإل

<ليهم ولم �هH صدقة[ بعث بها إ cت <ذا أت وال مال7 وال على أحد، إ<ليهم وأصاب منها <ذا أتته هدية أرسل إ يتناول منها شيئا، وإ وأشركهم فيها، فأتيتهم فدعوتهم، فأقبلوا واستأذنوا فأذن

لهم وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: "يا أبا هريرة" قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "خذ فأعطهم" فأخذت

القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد على القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وآله

Page 30: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

وسلم وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فتبسم فقال "يا أبا هريرة" قلت: لبيك يا رسول

الله، قال "وبقيت أنا وأنت" قلت: صدقت يا رسول الله، قال "اقعد فاشرب" فشربت، فقال "اشرب" فشربت،

فما زال يقول "اشرب" حتى قلت ال والذي بعثك بالحق الJ، قال "فأرني" فأعطيته القدح، فحمد الله أجد له مسلكا

تعالى وسمى وشرب الفضلة" رواه البخاري وغيره. وجاء في حديث ألبي هريرة أن أهل الصفة كانوا سبعين

J، قال الحافظ ابن حجر: وليس المراد حصرهم في صحابيا<ال هذا العدد، بل المراد عد:تهم في أول األمر، وإ

فمجموعهم أضعاف ذلك، وقد سرد أبو نعيم أسماءهم في أول الحلية فزادوا على المائة، وأما أصحاب األسباب

فمعظم الصحابة، فاألنصار كانوا أهل نخل وزرع،J <ال عليا والمهاجرون أهل تجارة وفيهم الخلفاء األربعة إ<نه كان على حال النبي صلى الله عليه عليه السالم فإ

<ال في القليل النادر، وآله وسلم من الزهد وترك األسباب إ ولذا كان من أوصافه الالزمة له لزوم الشجاعة والعلم،

زهده.

الفتــــــوةنيد: الفتوة كف األذى، وبذل Hقال األستاذ أبو القاسم الج

الندى "وقال أبو القاسم القHشيري: أصل الفتوة أن يكونJ في أمر غيره، ونقل عن شيخه األستاذ أبي بكر العبد أبدا<ال لرسول الله الدق:اق أنه قال: هذا الخHلHق ال يكون كماله إ

Page 31: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<ن كل أحد في القيامة صلى الله عليه وآله وسلم، فإ يقول: نفسي نفسي: وهو صلى الله عليه وآله وسلم

مcتي": ثم استدل القHشيري لهذا الخHلق بماH مcتي أ

H يقول "أ رواه بإسناده عن أبي هريرة عن زيد بن ثابت عن رسول

الله صلى الله عليه وآله وسلم قال "ال يزال الله فيحاجة العبد ما دام العبد في حاجة أخيه المسلم".

<سناد رجاله ثقات كما J بإ وهذا الحديث رواه الطبراني أيضانن األربعة Hقال الحافظ المنذري، وفي صحيح مسلم والس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال

Hرب الدنيا نف:س اللهH عنه HربةJ من ك "من نف:س عن مسلم كcس:ر على مHعسر في Hرب< يوم القيامة، ومن ي HربةJ من ك كر اللهH عليه في الدنيا واآلخرة، ومن ستر على الدنيا يس:

Hعليه في الدنيا واآلخرة، والله H7 في الدنيا ستر الله مHسلم في عون< العبد ما كان العبد في عون أخيه" وفي

الصحيحين عن ابن عمر عن النبي: صلى الله عليه وآله وسلم قال "المسلم أخو المسلم ال يظلمه وال يثمله، من

ج عن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فر:Hرب يوم القيامة، HربةJ من ك ج اللهH عنه بها ك HربةJ فcر: 7 ك مسلمJ ستره الله يوم القيامة": وهذا الخHلHق – ومن ستر مسلما<لى سخاوة النفس، وهو شرط في أعني الفتوةc- مرجعHه إ

المريد كما قال جدHنا العارف الكبير أبو العباس أحمد عcج<يبةc الحcسني في شرح المباحث األصلية، فقد قالوا:

cقبح< القبيح صوفي� شحيح، ثم هو يشتمل على عدة م<ن� أ<يثار. وقد مدحه الله تعالى في كتابه معان "األول": اإل

الكريم بقوله )ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم

Page 32: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

خصاصة( وسبب نزول هذه اآلية ما ثبت في الصحيحينJ أتى النبي صلى الله عليه وآله عن أبي هريرة أن رجال<لى وسلم فقال: يا رسول الله أصابني الجهد: فبعث إ<ال الماء، فقال رسول الله صلى نسائه فقHلن: ما معنا إ الله عليه وآله وسلم "من يضHم أو يضيف هذا؟" فقال

<لى امرأته، فقال رجل من األنصار: أنا، فانطلق به إ أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،

<ال قHوتc صبياني، فقال هيئي طعامك فقالت: ما عندنا إ<ذا أرادوا عشاء، فهيأت وأصبحي سراجك ونو:مي صبياني إcو:مت صبيانها ثم قامت كأنها طعامها وأصبحت سراجها ونHصلح سراجها فأطفأته، فجعال يريانه كأنهما يأكالن فباتا ت<لى رسول الله صلى الله عليه طاويين، فلما أصبح غدا إ

وآله وسلم فقال "ضحك الله الليلة، أو عجب من فعالكما" فأنزل الله )ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم

خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون( الرجل الذي اشتكى الجهد هو أبو هريرة واألنصاري الذي ضيفه هو أبو طلحة، وروى ابن مردويه في تفسيره عن

<ن أخي وعياله Hهديc لرجل رأسH شاة، فقال إ ابن عمر: )أ<ليه، فلم يزل يبعث به واحد <لى هذا، فبعث به إ أحوج م<نا إ<لى آخر، حتى رجعت إلى األول بعد سبعة فنزلت اآلية، إ

قال الحافظ ابن حجر: ويحتمل أن تكون نزلت بسبب<يثار عند الصوفية ما ذلك كله(، ا.هـ ومن أروع مواقف اإل حكاه الجالل المحلى في شرح جمع الجوامع فقال: )وال

:دقة عند مcاهم في جملة الصوفية بالزن cن� رcم> التفات ل<ال خليفة السلطان حتى أمر بضرب أعناقهم، فأمسكوا إ

Page 33: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

نيد فإنه تستر بالفقه وكان يفتي على مذهب أبي ثور Hالج cط�ع فتقدم من آخرهم أبو الحسن شيخه، وبسط لهم الن

<مc تقدمت؟ فقال: أوثر النوري للسياف فقال له: ل أصحابي بحياة ساعة، فبهت، وأنهى الخبر للخليفة،

د:هم إلى القاضي فسأل النوري عن مسائل فقهية cفر <ذا J إ <ن لله عبادا فأجابه عنها، ثم قال -أي النوري- : وبعد فإ

<ذا نطقوا نطقوا بالله، الخ كالمه, قاموا قاموا بالله وإ<ن كان هؤالء فبكى القاضي وأرسل للخليفة يقول: إ زناد<قة فما على وجه األرض مسلم، فcخccل:ى سبيلهم

رحمهم الله ونفعنا بهم(. ا.هـ والخليفة هو أبو الفضل<سحق <سماعيل بن إ <مام إ جعفر المقتدر، والقاضي هو اإل

أحد أئمة المالكية.<لى شيخه، ودليلها من القرآن "الثاني" هدية المريد إ

<ذا cة، أما القرآن فقوله تعالى )يا أيها الذين ءامنوا إ ن Hوالس ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة(. قال علي� عليه السالم: لم:ا نزلت هذه اآلية قال لي النبيJ" قلت ال صلى الله عليه وآله وسلم "ما ترى؟ أدينارا يطيقونه، قال "فنصف دينار" قلت: ال يطيقونه قال<نك لزهيد" قال فنزلت "فكم؟" قلت شعيرة، قال "إ

)أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات(، قال: فبى خفف الله عن هذه األمة،: رواه ابن جرير والترمذينه، وقوله: شعيرة، يعنى وزنها من ذهب، وقال علي: وحcس:<ن: في كتاب الله آلية ما عمل بها أحد وال يعمل بها أيضا: إ

<ذا ناجيتم أحد بعدي آية النجوى )يا أيها الذين ءامنوا إ الرسول(، قال: كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم

Page 34: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

فناجيتH النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكنت كلماHس<خcت فلم يعمل J ثم ن ناجيته قدمت بين يدي نجوايc درهما

بها أحد فنزلت )أأشفقتم أن تقدموا(، رواه الحاكم وصحcحcهH على شرط الشيخين وسلمه الذهبي، وروى

الطبراني عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال<ذا ناجيتم الرسول(، نزلت في )يا أيها الذين ءامنوا إ

فقدمت شعيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآلهHقد:موا بين يدي <نك لزهيد" فنزلت )أأشفقتم أن ت وسلم "إ

نجواكم صدقات( وفي سنده راو7 مختلف فيه، ويمكنJ من علي� وسعد7 لم يط:لع الجمع بينه وبين األول بأن كال على قصة اآلخر، فتكلم بحسب ما في علمه وعن ابن

عباس في قوله تعالى )فقد:موا بين يدي نجواكم صدقة( وذلك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله

ق:وا عليه، فأراد اللهH أن cصلى الله عليه وآله وسلم حتى ش Hنc كثير[ يخففc عن نبيه عليه السالم، فلم:ا قال ذلك، جcبcف:وا عن المسألة فأنزلc اللهH بعد هذا من المسلمين وك

Hقد:موا بين يدي نجواكم صدقات(، فوس:ع )أأشفقتم أن تHضcيق. اللهH عليهم ولم ي

يؤخذ من هذا أن تقديم الصدقة عند مناجاة الرسولخc وجوب شيء بقي Hس< <ذا ن Hس<خcت، وإ كانت واجبة ثم ن

J ثم نيته، كما في صوم عاشوراء كان واجبا Hاستحبابه بل س :ة فما ثبت بالتواتر ن Hنة، وأما الس Hسخ برمضان فبقي سH ن في قضايا متعددة أن الصحابة كانوا يهدون للنبي: صلىJ وغيرهما، وكان يقبل J وطعاما الله عليه وآله وسلم ثياباJ حديث أبي هريرة في أهل الصفة، هديتهم وتقدم قريبا

Page 35: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<ليهم ولم يتناول منها شيئا، <ذا أتته صدقة بعث بها إ وفيه: إ<ليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، <ذا أتته هدية أرسل إ وإ

<سناد صحيح عن سلمان الفارسي وفي مHسند أحمد بإ رضي الله عنه قال: كان النبيn صلى الله عليه وآله وسلم

<سناد J بإ يقبل الهدية وال يقبل الصدقة، وفي المسند أيضا صحيح عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه

<ن Hتيc بطعام من غير أهله سأل عنه، فإ <ذا أ وآله وسلم إ<ن قيل صدقة قال "كلوا" ولم يأكل، بل قيل: هدية أكل، وإ

مcرc عليه الصالة والسالم بقبول الهدية ونهى عن ردها،c أ

ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت عمر يقول كان رسول الله صلى الله عليه وآله

<ليه أفقر وسلم يعطيني العطاء فأقول: أعطه مcن� هو إ<ذا جاءك من هذا المال شيء وأنت مني، فقال "خذه، إ

<ن Hله وإ <ن شئت ك غير مشرف وال سائل، فخذه فتموله فإ شئت فتصدق به، وماال فال تتبعه نفسك" قال سالم بن

J شيئا وال عبد الله: فألجل ذلك كان عبد الله ال يسأل أحدا<سناد رجال ثقات عن Hعط<يه، وفي المHسند بإ يرد شيئا أ

المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: أهدى عبد الله بن<لى عائشة رضي الله عنها نفقة وكسوة، فقالت عامر إ

J، فلما خرج Hني ال أقبل من أحد شيئا للرسول: أي ب<ني ذكرت د:وه عcليf، فرد:وه فقالت: إ Hالرسول قالت ر

J، قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا شيئا عائشة من أعطاك عطاءJ بغير مسألة فاقبليه، فإنما هو

رزق عرضه الله عليك" وفي المسند أيضا بإسناد صحيح<ليها رجل عن أم سلمة رضي الله عنها أن امرأة أهدت إ

Page 36: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

شاة تصدق بها عليها -أي على المرأة- فأمرها النبي صلىJ بإسناد الله عليه وآله وسلم أن تقبلها وفي المسند أيضا

صحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآلهJ من غير أن وسلم قال" من آتاه الله من هذا المال شيئا<ليه "فهذه األدلة يسأله فليقبله فإنما هو رزق[ ساقه الله إ

J مستند شيوخ المتعددة وغيرها مما لم نذكره اختصارا الصوفية -على ممر الزمان- في قبول هدايا المريدين من نقود وثياب وطعام وغير ذلك، ثم هم ينفقونها على الزو:ار

cع�ظHم في البيت أو الزاوية فتكون منفعتها عامة، وبذلك ي<ن <لى ذلك أن الهدية –وإ Hر أجره، أضف إ �ث cك ثواب المHهدي وي

Hوج<د� محبة ومودة بين المHهدي والمHهدcى قcلcت� قيمتها- ت<ليه، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم "تهادوا تحابوا" إ رواه أبو يعلى عن أبي هريرة بإسناد جيد، وله طرق، وال

<نما ينتفع في السلوك على قدر حب شك أن المHريد إ شيخه له وعنايته به، بل كل طالب ع<لم7 من العلوم ال

<ال بقدر حب أستاذه له، وعنايته Hدرك من الع<لم غايته، إ يcم السائرة: "مcن� عرف ما طلب، هان بتعليمه، ومن الح<ك

cذل". عليه ما ب "الثالث": الضيافة، واألحاديث في األمر بها والحcض عليها كثيرة بالغة حد التواتر المعنوي، ويكفي حديث الصحيحين

Hكر<م ضيفه" وقد �ي "من كان يؤمن بالله واليوم اآلخر فلJ على الحضري والبدوي والفقيه جعلها الظاهرية فرضا

:ة مHرغب[ فيها وهي من ن Hوالجاهل، والجمهور على أنها س J مكارم األخالق ومحاسن الشيم، والصوفية –خصوصا

الشاذلية- في القيام بحقها القدح المعلى، فزوايا الشاذلية

Page 37: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

في مHدن< المغرب وقHراه معدة الستقبال الضيوف، ال ينزل<ن كان في Hتحفونه، وإ Hكرمونه وي J ي <ال لقي أهال بها غريب إ

<لى مساعدة مدnوه بها وذلك بأن يجمع مHقد:م حاجة إHقد:مه J من المال ي الزاوية من الفقراء –الدراويش- مبلغا<ن كان من أهل الطريق، أو ذوي للضيف عند سفره، وإ

<كرامه في بيوتهم، ومهاداته <لى إ الفضل والعلم تسابقوا إ بما يليق به، والمقصود أن الزوايا عندنا أشبه بالفنادق

J، بل <ال أنها ال تأخذ أجرا Hزالء، إ العامة المHعدة الستقبال الن تساعد من يرجو المعونة، وتهادي من يستحق التكريم،<لى ما يقوم به أصحابها من عيادة المرضى وتشييع هذا إ

J <قامة حفالت للمولد النبوي الشريف تكون خيرا الجنائز، وإJ للمساكين والضعفاء بما يتناولون من طعام وبرا

وصدقات، هذا بعض فضل التصو:ف ومزاياه في القطراكشي، قبل أن تكثر فيه النزعة الوcه:ابية، مع ابتالئه المcر:J قت بين أهله وجعلتهم شيعا باألحزاب السياسية التي فر:

J، وبثت فيه جرثومة التحلل من األخالق والدين، وفرقانسأل الله اللطف والسالمة.

"الرابع": صلة اإلخوان واألقارب وغيرهم بمختلف أنواع الصالت المادية واألدبية، وفي ذلك أحاديث كثيرة تفوقJ، ومنها ما في أوسط معاجم الحcص�ر، منها ما تقدم قريبا الطبراني عن عمر عن النبي: صلى الله عليه وآله وسلم

cدخال السرور على المؤمن، كسوت> "أفضل األعمال إ عورته أو أشبعتc جوعcته، أو قضيتc له حاجcته" ورواه أبو

<لى الشيخ من حديث ابن عمر ولفظه "أحبH األعمال إHدخله على مسلم، أو تكشف عنه الله عز: وجل: سرور[ ت

Page 38: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

J" وله طرق J، أو تقضي عنه دينا Hربة، أو تطرد عنه جوعا ك وألفاظ متعددة، وأهلH التصو:ف مcضرب المثل في التواصل والتعاون، ومساعدة أصحاب الحوائج في

قضائها، وكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عناهمHالناس Hفزعc J خلcقهم لحوائج الناس، ي <ن: لله< خلقا بقوله "إ

<ليهم في حوائجهم، أولئك اآلمنون من عذاب الله" رواه إ الطبراني من حديث ابن عمر، وله طرق، وممن أخذ من<مام الوالد رضي هذا الخلق بالحظ األوفر موالنا الشيخ اإلJ عن الله عنه فقد كان ال يمر عليه يوم دون أن يقضي دينا<يجار، أو مدين، أو يدفع أجرة عن شخص تأخر في دفع اإل

<ذا كان له أوالد كساهم J ليس عنده ثياب، وإ يكسو فقيراHصلح بين متخاصمين طالت خصومتهما واشتد معه، أو ي عداؤهما فيدعهما أخوين متحابين، أو يشفع عند الحاكمJ من طرفه فما مشى في مظلوم، على أن يبعث رسوالJ من اإلعدام <لى حاكم قط، ولقد أنقذ بشفاعته شخصا إ

حكمت به عليه الحكومة اإلسبانية الغاشمة التهامه بتدبيرJ كثيرة في مؤامرة لقلب نظام الحكم، ويتعاهد بيوتا

األعياد والمناسبات كزكاة الفطر واللحم في عيد األضحى وغير ذلك، أما تصد:قه بالثياب التي عليه وقعوده في

البيت حتى يتيسر له غيرها فقد حصل منه مرات عديدة حتى كان بعض اإلخوان ممن له عليه دالة يعتب عليه في

ذلك فيظهر له من الثقة بالله والتوكل عليه ما يحمله<عطاء. على تشجيع الشيخ في االستزادة من التصدق واإلJ، وقرأنا عنها في هذه أخالق الصوفية كما شاهدناها عيانا

كتب التراجم والطبقات، فإذا وجد في شيوخ الطريقة من

Page 39: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

هو على ضد هذه الخصال، فهو دcع<ي: دخيل، والتصوف بريء منه ومن أمثاله، ويجب هنا أن نعرض لرد مسألة

طالما تشد:ق بها المنتقدون للتصو:ف، ذلك أنهم يزعمون أن: الصو:فية أصحاب كسل وخمول وتواكل، وأن: اإلسالم

يدعو إلى العمل والكسب والسعي في طب الرزق، وهذا كالم من قcصHرc نظره على الجانب المادي: الضيق

المحدود، وانصرفc عن الجانب الروحي الواسع الشامل،<سالم راعى الجانبين، وأعطى لكل منهما حظه مع أن اإل من العناية واالعتبار، بل غلب الجانب الروحي ألنه أعم:ة للعوام كالتجارة وأبقى، وأسباب الرزق كما تكون مادي:ة لخلوص كالصالة والتقوى، والصناعة مثال، تكون روحيcبر عليها ال نسألكcبالصالة< واص�ط cهلكc مHر� أ

�c قال تعالى )وcأJ جا cخ�رcم Hهc cج�عcل ل قك( وقال )ومcن� يتق< اللهc ي Hرزc J نحنH ن رزقا

cسب(. cحت �ثH ال ي قهH م<ن� حcي Hويرز" J cانc غcفfارا fهH ك <ن Hم� إ fك ب cوا ر Hغ�ف<رc ت س<ل<10وقال }فcقHل�تH اس� Hر� " ي

" J ارا cد�رdم مH �ك cي مcاءc عcل f11السcين> cن م�وcال7 وcبc <أ Hم ب Hم�د<د�ك " وcي

cوتقدم أن: أهل }J �هcارا نc Hم� أ fك cج�عcل ل fات7 وcي ن cم� جH fك cج�عcل ل وcي

الصفة كانوا أكثر من مائة، ال أهل لهم وال مال، وكانHنف<ق عليهم، ولم يقل :م ي النبيn صلى الله عليه وآله وسلبوا واسعوا على رزق<كم بالتجارة وغيرها، نعم cس: cك لهم: ت

J، بل دافع اللهH تعالى عنهم، حين قال cم� يقل لهم هذا أصال ل المنافقون في حقهم )ال تنفقوا على مcن� عندc رسول< الله<

Hولله< خزائن( تعالى عليهم بقوله Hفرد: الله )حتى ينفضوا السموات< واألرض ولكن المنافقين ال يفقهون( وهذا

شرف[ عظيم ألهل الصفة، ينطوي على التنويه بما كانوا

Page 40: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

عليه من االنقطاع للعبادة والتفرغ لها، أما ما رواه أبوJ من الصحابة داود في مراسيله عن أبي قالبة أن: ناسا

J، قالوا: ما رأينا مثل قcد<مHوا يثنون على صاحب لهم خيرا<ال كان في قراءة وال نزلنا فالن قط، ما كان في مسير7 إ<ال كان في صالة. قال رسول الله صلى الله عليه J إ منزال

وآله وسل:م "فمcن� كان يكفيه ضيعته؟" حتى ذكروا منcته؟ قالوا: نحن، قال "فكلكم خير[ cه أو داب cع�ل<ف جمل كان ي

منه"، فهو حديث ضعيف؛ ألنه مHرسcل، وعلى فcرcض< صحته فهو محمول[ على أن ذلك الشخص كان يستخدم غيره في شؤونه الخاصة به كعلف دابته، وتهيئة مكان نومه،

<عداد طعامه، ونحو ذلك كما هو صريح الحديث، وليس وإ من المروءة أن يستخدم الشخص غيره في مثل ذلك، بل

<عداده السيما في السفر المبني على يقوم هو بنفسه بإ<لى النبي: صلى الله عليه وآله التعاون التام، أال ترى إ وسل:م حين أراد الصحابة –وكانوا معه في سفر- أن

J لغدائهم، وتعهد بعضهم بذبح الشاة، وآخر يطبخوا طعاما بسقي الماء، فتعهد هو صلى الله عليه وآله وسل:م بجمع الحطب، فقال الصحابة: نكفيك هذا يا رسول الله، قال

"علمت أنكم تكفوني ذلك ولكن كرهتH أن أتميزc عنكم" أو كما قال، وهذا من كمال المروءة، وآداب الصحبة

والمعاشرة، وهو بمعزل عما نحن فيه، فالذين يستدلون بذلك الحديث المHرسل على الكcسب والسعي مخطئون

في فهمه، مع غفلتهم عن ضعفه، ومما يؤيد ما نقول حديث أنس قال: كان أخوان على عهد النبي: صلى الله

عليه وآله وسل:م، فكان أحدهما يأتي النبي: صلى الله عليه

Page 41: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

وآله وسل:م، واآلخر يحترف فشكا المحترف أخاه إلى النبي: صلى الله عليه وآله وسل:م، فقال "لعلك ترزق به" رواه الترمذي، صحcحcه الحاكم وسلfمه، فالنبيn صلى الله

عليه وآله وسل:م أخبر األخ المحترف بأن: الله يرزقه ببركة<نفاقه على أخيه المتفرغ للعبادة ومالزمة الرسول وليس إ

بعد بيان الله ورسوله بيان.األولــــياء

�هم� وcال هHم� cي cاءc الله ال خcو�ف[ عcل و�ليc <نf أ ال إ

c قال الله تعالى )أ" cونH ن cح�زc fقHونc "62ي cت Hوا ي cان Hوا وcك fذ<ينc آمcن cهHم63H" ال " ل

cا وcف<ي اآلخ<رة<( قال الزمخشري �ي cاة< الدnن �حي ى ف<ي ال cر Hش� �ب الcول:ى الله بالطاعة، فتواله الله في الكشاف: الولي: مcن ت

بالكرامة، وقال السعد في شرح العقائد النسفية، والجالل المحلي في شرح جميع الجوامع: الولي: العارف بالله

حسبما يمكن، المHواظب على الطاعات المHجتنب للمعاصي، المHعر<ض عن االنهماك في اللذات والشهوات،<ال لله، وقيل: Hح<به إ Hحب أخاه المؤمن ال ي وقيل: الولي: من ي

غير ذلك؟<ن كانت في الظاهر مختلفة- فهي في وهذه األقوال –وإ

<ال وهو مHتص:ف[ بما ذكر <ذ ما م<ن� ولي[ إ الحقيقة متفقة، إم بغيرها من كريم الخالل فيها من الصفات، ومHتس: والسمات، وجاءت األحاديث في هذا الباب مختلفة

كاختالف األقوال وذلك محمول على اختالف األحوال، مع قصد الشارع الحض: على أنواع من فضائل األعمال،

ونحن نورد منها ما تيسر:

Page 42: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه1J فقد وآله وسل:م "إن: الله تعالى قال: من عادى لي وليا

آذنته بالحرب" الحديث، وتقدم أول الكتاب. - عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى2

J ما هم بأنبياء <ن: من عباد الله ناسا الله عليه وآله وسل:م" إ وال شهداء يغبطهم األنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم

:رنا مcن� هم؟ قال من الله تعالى" قالوا: يا رسول الله، فخب "هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، وال

<نهم لعلى <ن: وجوههم لنور، وإ أموال يتعاطونها فو الله إ<ذا حزن <ذا خاف الناس، وال يحزنون إ نور، ال يخافون إ

<ن أولياء الله ال خوف[ عليهم وال هم الناس" ثم قرأ )أال إ يحزنون(. رواه أبو داود في سننه، وروى النسائي نحوه

عن أبي هريرة، وله طرق كثيرة. - عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي: صلى الله3

cن: فيه استحق واليةH عليه وآله وسل:م قال: "ثالث من كفهH السفيه عن نفسه، وورع[ cدفع به سH الله: ح<لم[ أصيل ي صادق[ يحجزه عن معاصي الله، وخHلHق[ حسن يداري به

الناس" رواه ابن أبي الدنيا في كتاب األولياء. - عن عمرو بن الجموح رضي الله عنه قال: سمعت4

النبيf صلى الله عليه وآله وسل:م يقول: "ال يجد العبدHبغض لله، فإذا أحب Hحب لله تعالى وي <يمان حتى ي صريح اإل

لله تبارك وتعالى وأبغض لله فقد استحق الوالية لله"رواه أحمد في المسند.

ئل رسولH الله صلى الله عليه5 Hعن ابن عباس قال: س - Hالله Hرc Hذك وآله وسل:م مcن� هم أولياء الله؟ قال "هم الذين ي

Page 43: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

عندc رؤيتهم" رواه النسائي والبزار، ورواه ابن أبي شيبةJ وله وابن أبي الدنيا وغيرهما عن سعيد بن جبير مرسال طرق، منها عن أنس قال قالوا: أينا أفضل؟ كي نتخذه

<رc اللهH برؤيته" رواه ؤيc ذHك Hذا ر> J، قال "الذي إ J معلما جليساالحكيم الترمذي.

- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله6<ال <لc وليn لله عز: وجل: إ صلى الله عليه وآله وسل:م "ما جHب

على السخاء< وحHسن الخHلHق" رواه أبو الشيخ ابن حيانفي كتاب الثواب.

- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول7 الله صلى الله عليه وآله وسل:م يقول "قال الله تعالى: حق:ت محبتي للمتحابين فيf، وحق:ت محبتي للمتزاورين

، الذين يعمرون fوحق:ت محبتي للمتجالسين في ،fفي <لى مساجدي بذكري، ويعل:مون الناس الخير، ويدعونهم إ

طاعتي، أولئك أوليائي الذين أظلهم في ظل عرشي، وأسكنهم في جواري، وأؤمنهم من عذابي وأدخلهم الجنة قبل الناس بخمسمائة عام، يتنعمون فيها وهم خالدون"cأولياء fن> ثم قرأ نبي الله صلى الله عليه وآله وسل:م )أال إ

نون( رواه ابن مردويه في cح�زc �ه<م وال هHم� ي cي الله ال خcوف[ عcلتفسيره.

- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه8:ما أتقبل الصالة م<مcن� وآله وسل:م "يقول الله تعالى إن

cف: نفسه عن تواضع لعظمتي ولم يتعاظم على خcل�قي، وك الشهوات ابتغاء مرضاتي، فقطع نهاره في ذكري، ولمHطعم الجائع، ويكسو العاري، J على خطيئته ي يبت مصرا

Page 44: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

Hوجهه HضئH ويرحم الضعيف، ويؤوي الغريب، فذاك الذي يcسألني فأعطي، :ي، وي لب

H cدعوني فأ Hضئ نور الشمس، ي كما ي،J ويقسم عليf فأبر: قcسمcه، أجعل له في الجهالة علماJ، أكأله بقوتي، وأستحفظه مالئكتي" وفي الظلمة نورا

رواه أبو نعيم في الحلية والبزار بنحوه، واألحاديث في هذا المعنى كثيرة، يستخلص الباحث من مجموعها أن

الولي: من تولى الله بأنواع القرابات، فتواله اللهH بأنواع7J Hلحق باألحاديث السابقة أثرا من المواهب والمكرمات، ونJ في وصف األولياء، رواه أحمد في الزهد، وابن أبي جامعا

حاتم في التفسير، وأبو الشيخ عن وهب بن منبه قال: قال الحواريون: يا عيسى مcن أولياء الله الذين ال خوف

عليهم وال هم يحزنون؟ قال عيسى –عليه السالم- :<لى <لى باطن الدنيا حين نظر الناس إ الذين نظروا إ

<لى آجل الدنيا حين نظر الناس ظاهرها، والذين نظروا إ<لى عاجلها، وأماتوا منها ما يخشون أن يميتهم، وتركوا إ

منها ما علموا أن سيتركهم، فصار استكثارهم منهاJ، وفرحهم بما أصابوا منها <ياهم فواتا J، وذكرهم إ استقالالJ، وما عارضهم من نائلها رفضوه، وما عارضهم من حزنا

cت الدنيا عندهم فليس <ي cل رفعتها بغير الحق وضعوه، بcت بينهم فليس يعمdرونها، وماتت في Hج:ددونها، وخcر<ب ي

صدورهم فليس يحيونها، يهدمونها فيبنون بها آخرتهم، ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم، ويرفضونها فكانوا

برفضها هم الفرحين، وباعوها فكانوا ببيعها هم المربحين،<لى أهلها صرعى، قد خلت فيهم المثالت، فأحبوا ونظروا إ

ذكر الموت وتركوا ذكر الحياة، يحبون الله تعالى

Page 45: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

ويستضيئون بنوره ويضيئون به، لهم خبر عجيب، وعندهم الخير العجيب، بهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق

الكتاب وبه نطقوا، وبهم علم الكتاب وبه علموا، ليسواJ J مع ما نالوا، وال أماني: دون ما يرجون، وال خوفا يرون نائال

دون ما يحذرون.األبــــــدال

Hسمون بهذا االسم، وقد وردت وهم طائفة من األولياء ي أحاديث وآثار في تسميتهم ووصفهم وعالماتهم وأماكن

وجودهم، أفردها الحافظ السيوطي برسالة خاصة سم:اها "الخبر الدال على وجود القطب واألوتاد والنجباء

واألبدال"، قال في خطبتها: وبعد فقد بلغني عن بعض من<نكار ما اشتهر عن السادة األولياء م<ن أن: ال علم عنده إ

J، وقد وردت J وأقطابا Hجباء وأوتادا Hقباء ون J ون منهم أبداال األحاديث واآلثار بإثبات ذلك، فجمعتها في هذا الجزء

Hستفاد، وال يعول على إنكار أهل العناد، ولو فرض أنه لم لت يرد في ذلك حديث وال أثر، وكان مجرد اصطالح تواطأ

<نكاره، ألن كل طائفة من طوائف عليه الصوفية لما صح إ العلماء كالفقهاء واألصوليين والنحاة والمناطقة وأهل

المعاني اصطلحوا على ألفاظ لها معاني خاصة يتفاهمونJ من بها فيما بينهم ودو:نوها في كتبهم، وصارت جزءا عHلومهم، ولم يعترض عليهم أحد في ذلك. فما وجه

تخصيص الصوفية باالعتراض؟! على أن لفظ األبدال اشتهر في عهد السلف، ووصف به جماعة من األئمة، قال الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة –بعد أن

تكلم على بعض طرق حديث األبدال- : ومما يتقوى به

Page 46: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<مامنا الشافعي – الحديث ويدل النتشاره بين األئمة قول إ في بعضهم- : كنا نعده من األبدال، وقول البخاري في

غيره: كانوا ال يشكون أنه من األبدال، وكذا وصف غيرهما من النقاد والحفاظ واألئمة غير واحد بأنه من األبدال،

ونقل عن يزيد بن هارون –أحد الحفاظ- قال: األبدال هم<ن لم يكونوا أصحاب أهل العلم، وعن اإلمام أحمد: إ

الحديث فمن هم؟ وممن وHص<فc بأنه من األبدال: الحسن البصري، وحماد بن سلمة، وأبو توبة الحلبي شيخ أحمد

<مام الشافعي، ومحمد بن واسع، وحسان بن بن حنبل، واإل أبي سنان، ومالك بن دينار، ووكيع بن الجراح، وخالد بن

معدان، وغيرهم كثير تجد تراجمهم في كتب الرجال وطبقات الحفاظ، ومن راجع تذكرة الحفاظ للذهبي،

J من الحHف:اظ وتهذيب التهذيب البن حجر، وجد فيها كثيرا<لى بعض األحاديث في :ة، وبعد هذا فاستمع إ cدcلي وصفوا بالب

هذا الموضوع. - عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي: صلى الله1

عليه وآله وسل:م "يكون اختالف عند موت خليفة فيخرج<لى مكة، فيأتيه ناس[ من أهل J إ رجل من المدينة هاربا

كن والمcقام، Hبايعونه بين الرH Hخ�رجونه وهو كاره في مكة، فيHخ�سcف بهم بالبيداء بين <ليه بعث[ من الشام، في ويبعث إ

مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصائب أهل العراق" الحديث، رواه أبو داود وأحمد وابن

شيبة وأبو يعلى والحاكم والبيهقي وهو حديث صحيح. - عن شريح بن عبيد قال: ذHكر أهلH الشام عند علي: بن2

أبي طالب عليه السالم –وهو بالعراق- فقالوا: العنهم يا

Page 47: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

أمير المؤمنين، قال: ال، سمعت رسول الله صلى الله،J عليه وآله وسل:م يقول "األبدال بالشام وهم أربعون رجالHسقى بهم الغيث، J، ي كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجال

Hصرف عن أهل الشام بهم Hنتصر بهم على األعداء، وي ويJ بين <ال أن فيه انقطاعا <سناد صحيح إ العذاب" رواه أحمد بإ

، ورواه الحسن بن عرفة وابن عساكر عن شريح وعلي:J قال: ذHكر أهل الشام عند علي: عليه السالم شريح أيضا<ني سمعت فقالوا: يا أمير المؤمنون العنهم! فقال: ال، إ

رسول الله صلى الله عليه وآله وسل:م يقول "إن األبدالHسقون الغيث، J، بهم ت بالشام يكونون، وهم أربعون رجالHصرف عن أهل األرض Hنصرون على أعدائكم، وي وبهم تق" وفي المHستدرك عن عبد الله ابن زرير cرcالبالء والغ بوا أهل الشام فإن Hيقول: ال تس J :ا الغافقى أنه سمع عليcهم، صح:حه الحاكم وسل:مه cمcت بوا ظcل Hفيهم األبدال، وس

الذهبي، واآلثار عن علي: عليه السالم في األبدال كثيرةJ ألنها مما ال واردة بطرق متعددة، وهي مرفوعة حكما

مجال للرأي فيه. - عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى3

J الله عليه وآله وسل:م: "لن تخلو األرض من أربعين رجالHنصرون، ما مات Hسقون وبهم ت مثل خليل الرحمن، فبهم ت<ال أبدل الله مكانه آخر" قال سعيد: وسمعت منهم أحد إ

قتادة يقول: لسنا نشك أن الحسن –البصري- منهم، رواه<سناده الطبراني في األوسط، قال الحافظ الهيثمي: إ

حسن.

Page 48: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

- عن عHبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي: صل:ى4 الله عليه وآله وسل:م أنه قال "األبدال في هذه األمة

، كلما مات رجل أبدل ثالثون مثل خليل الرحمن عز: وجل:J" رواه أحمد، وهو حديث حسن، الله تعالى مكانه رجال

J قال: قال وفي مHسند البزار ومعجم الطبراني عنه أيضاHمتي رسول الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م "ال يزال في أHنصcرون" Hمطcرون، وبهم ت <ه<م ت ثالثون بهم تقوم األرض، وب<ني أرجو أن يكون الحسن منهم، وقوله في قال قتادة: إ

هذا الحديث "ثالثون" ال ينافي أنهم أربعون كما فيcخبر أنهم األحاديث الكثيرة، ألن العدد ال مفهوم له، أو أ

<لى أربعين. cمcه الله بزيادتهم إ ثالثون ثم أعل - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله5

صل:ى الله عليه وآله وسل:م "خيار أمتي في كل قرن خمسمائة واألبدال أربعون، فال الخمسمائة ينقصون، وال

األربعون، كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه، وأدخل من األربعين مكانهم" قالوا: يا رسول اللهHحسنون دHلنا على أعمالهم، قال "يعفون عcمfن ظcلمهم، وي

<ليهم، ويتواسون فيما آتاهم الله" رواه <لى من أساء إ إ الطبراني وأبو نعيم وتمام وابن عساكر، وروى الخcالل في كرامات األولياء عنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله

J يحفظ الله بهم عليه وآله وسلم "ال يزال أربعون رجال األرض، كلما مات رجل أبدل الله مكانه آخر، وهم في

<ن كانا ضعيفين فهما األرض كلها" وهذان الحديثان وإمؤيدان باألحاديث السابقة وغيرها.

<م استحق األبدال تلك الرتبة؟ ب

Page 49: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<ال بشروط بينتها رتبة البدلية من الرتب العزيزة، ال تنال إ األحاديث واآلثار، فإذا ادعى شخص أنه من األبدال، أوJ من تلك الشروط علمنا أن ادعى فيه ذلك، وكان خلوا

وcهوا cخالء الذين شHدعواه باطلة، وعرفنا أنه م<ن جملة الد التصو:ف وأهله بما اقترفوا من آثام، فمن شروط األبدال<لى نون إ Hحس< cعفون عcم�ن ظcلمهم، وي J: أنهم ي ما تقدم قريبا<ليهم، ويتواسون فيما آتاهم الله تعالى، وهذه مcن� أساء إcخcلق بها، ومن شروطهم ما جاء cت صفات عزيزة قلf مcن� ي

في الحديث عن علي: عليه السالم قال: سألت رسول الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م عن األبدال؟ قال "هم

J" فقلت :يا رسول الله ح<ل:هم لي، قال "ليسوا ستون رجالcعم:قين، لم ينالوا ما cدعين وال بالمHت cط<عين وال بالمبت بالمتن

7 وال صدقة، ولكن بسخاء نالوا بكثرة صالة7 وال صيامcنفHس، وسالمة القلوب والنصيحة ألئمتهم" رواه ابن أبي األ

الدنيا في كتاب األولياء، والخالل في كرامات األولياء،cم<ن Hمتي أقلH <نهم يا علي: في أ وزاد في رواية أخرى "إ

الكبريت األحمر" وجاء في حديث أنس عن النبي: صل:ىHمتي عcصcبH اليمن <ن: دcعامة أ الله عليه وآله وسل:م قال " إJ كلما مات رجل أبدل الله cبدال الشام وهم أربعون رجال وأ

مكانه آخر، ليسوا بالمتماوتين وال بالمتهالكين وال7 وال صالة7، المتناوشين، لم يبلغوا ما بلغوا بكثرة صوم

خcاء وصحة القلوب والمHناصحة لجميع cنما بلغوا ذلك بالس> وإد عن الحسن البصري قال: قال رسول cرcوcالمسلمين" و

Hدالء أمتي لم يدخلوا <ن: ب الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م "إ الجنة بكثرة صوم وال صالة، ولكن دخلوها برحمة الله

Page 50: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

cنفHس والرحمة بجميع وسالمة الصدور وسcخاوة األعب Hالمسلمين" رواه الحكيم الترمذي والبيهقي في ش

<يمان وغيرهما. وروى ابن أبي الدنيا في كتاب األولياء اإل:هم ال Hمتي أن عن بكر ابن خنيس رفعه "عالمة أبدال أJ" فالمبتدعة ومن على شاكلتهم من يلعنون شيئا أبدا

متين ال نصيب لهم في رتبة cزc cعcمقين والمHت المتنطعين والمHت البدلية، وكذلك المHتماوتون المHتهالكون الذين يتكلفون

السcمت والوقار. نعم، وال ينالها اللع:انون الطع:انون،فهاء اللسان، خHبثاءH القلب، ولذا قال الحارث ابن حومل Hس

لرجاء بن حيوة –وهما تابعيان- : يا رجاء اذكر لي رجلين صالحين من أهل بيسان –بلد الشام- فإنه بلغني أن الله تعالى اختص أهل بيسان برجلين صالحين من األبدال، الJ J، وال تذكر لي مHهم:ا <ال أبدل الله مكانه واحدا يموت واحد إ<نه ال يكون منهما األبدال، J على األئمة فإ J وال طcع:انا متماوتا رواه ابن عساكر وغيره، فاألبدال أسخياء سمحاء، سليموcون J، أعفاء اللسان ال يلعcن J وال غشا الصدور ال يحملون حقدا

<يجابيون في الحياة، <ال جانب هذا- إ بون وهم –إ Hسc وال ي<يصال يرحمون المسلمين، وينصحونهم ويسعون في إ

Hف cك�شH HنزلH الغيث، وي الخير لهم، وببركاتهم وتوجهاتهم ي<ن كان مc إ cرcب، ويحصل النصر على األعداء، ال ج cر� الك

J بانقراض الخير، وانتهاء <يذانا انقراضهم في آخر الزمان إ<ذا جاء J "فإ الدنيا، كما جاء في حديث عن أنس مرفوعا

HلهHم فعند ذلك تقوم الساعة" رواه الترمذي <ضوا ك األمر قHبالحكيم وابن شاهين وابن عدي وغيرهم.

Page 51: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

Hقباء واألوتاد والغوث Hجcباء والن الن هذه رتب في الوالية اصطلح عليها الصوفية، وهي

مأخوذة عن سلف األمة وأئمتها، فعن أبي الطفيل –وهو صحابي- عن علي: عليه السالم قال :األبدال بالشام،

Hجباء بالكوفة، رواه ابن عساكر، وروى عنه أيضا قال : والنHجباء من أهل مصر، واألخيار من األبدال من الشام والن أهل العراق، وروى ابن عساكر أيضا عن أحمد بن أبي

الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: األبدال بالشام،Hجباء بمصر، والعcصب باليمن، واألخيار بالعراق، وروى والنHقباء ثالثمائة، :اني قال: الن هو والخطيب البغدادي عن الكتHدالء أربعون، واألخيار سبعة، والعمد Hجباء سبعون، والب والنHقباء المغرب، ومسكن cنH الن أربعة، والغوث واحد، فمcسك:احون cن األبدال الشام، واألخيار سي ك Hجباء مصر، ومcس� الن

في األرض، والعمد في زوايا األرض، ومسكن الغوث مكة، فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها

<ن النقباء ثم النجباء ثم األبدال ثم األخيار ثم العمد، فإ<ال ابتهل الغوث فال تتم مسألته حتى تجاب دعوته، أجيبوا وإ

والعHمد بضم العين والميم هم األقطاب، وهم أربعة في كل وقت، والعHصcب بضم العين وفتح الصاد، ويقال:

ه:اد Hة، طائفة من الزcمc ل cعصائب كما تقدم في حديث أم س كما في النهاية وقال ابن أبي الدنيا: حد:ثنا أبو حاتم الرازي –اإلمام العcلcم- حد:ثنا عثمان بن مطيع حد:ثنا

سفيان بن عيينة قال: قال أبو الزناد -أحد شيوخ اإلمام مالك- : لم:ا ذهبت النبوة -وكانوا أوتاد األرض- أخلف الله

Page 52: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

م:ة< محمد7 صل:ىH J من أ مكانهم- يعني األنبياء- أربعين رجال

Hقال لهم األبدال ال يموت الرجل :م، ي الله عليه وآله وسلHنش<ئc اللهH مكانه آخر يخلفه، وهم أوتاد منهم حتى ي

<براهيم عليه األرض، قلوب ثالثين منهم على مثل يقين إcم� يفضلوا الناس بكثرة الصالة وال بكثرة الصيام، السالم، لع وال بحHسن الحلية، ولكن بصدق الورع، وال بحHسن التخش: وحHسن النية، وسالمة القلب، والنصيحة لجميع المسلمين7، وتواضع7 في 7، وقلب7 رحيم ابتغاء مرضاة الله، بصبر7 حليمJ، وال يتطاولون Hؤذون أحدا J، وال ي :ة، ال يلعنون أحدا غير مذلJ فوقهم، Hحcق:رونه، وال يحسدون أحدا على أحد7 تحتهم وال ي

عين وال متماوتين وال معجبين، ال يحبون ليسوا بمتخش:J لدنيا، وال يحبون الدنيا، ليسوا اليوم في وحشة، وال غدا

في غفلة.امـات cر cـ الك

<ثبات الكرامات وأن: اللهH يخHص: بها :ة على إ ن Hاتفق أهل الس بعض أوليائه، لألدلة الد:الة على وقوعها في الكتاب

<مام أبو :ة الصحيحة بل المتواترة، قال اإل الكريم والسن الحسن األشعري –إمام األشاعرة- في كتاب "مقاالت

اإلسالميين واختالف المHصلين": جملة ما عليه أهلسله، Hقرار بالله ومالئكته وكتبه ور> :ة اإل ن Hالحديث وأهل الس

وما جاء من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول اللهدون من ذلك شيئا، وذكر Hرc صل:ى الله عليه وآله وسل:م، ال ي<لى أن قال: وأن: الصالحين قد يجوز أن يخHص:هم العقيدة إ

اللهH تعالى بآيات7 تظهر عليهم، وقال في آخر العقيدة: فهذه جملة ما يأمرون به، ويستعملونه ويرونه، وبكل ما

Page 53: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<ليه نذهب، ونقله الحافظ ابن ذكرنا من قولهم نقول، وإ<لى بالد األفراح" وقال القيم في كتابه "حادي األرواح إ

<مام الحافظ القدوة محيى الدين النووي في كتابه اإل<ثبات "بستان العارفين": اعلcم أن: مذهب أهل الحق: إ كرامات األولياء، وأنها واقعة موجودة مستمرة في

األعصار، ويدل عليها دالئل العقول، وصرائح النقول، أما<لى دالئل العقل فهي أمر يمكن حدوثه، وال يؤدي وقوعه إ

رفع أصل من أصول الدين، فيجب وصف الله تعالىJ كان جائز الوقوع، وأما بالقدرة عليه، وما كان مقدورا

النقول فآيات في القرآن العظيم، وأحاديث مستفيضة. وفي شرح المقاصد لسعد الدين التفتازاني: ظهور

<نكارها كرامات األولياء، تكاد تلحق بمعجزات األنبياء، وإ<نما العجب من ليس بعجيب من أهل البدع واألهواء، وإ<براهيم بن :ة حيث قال فيما روي عن إ ن Hبعض فقهاء الس أدهم أنهم رأوه بالبصرة يوم التروية، وفي ذلك اليوم<نصاف ما بمكة - : أن من اعتقد جواز ذلك يكفر، واإلHحكى أن: الكعبة ئل عم:ا ي Hمام النسفي حين س> ذكره اإل

J من األولياء، هل يجوز القول به؟ فقال: كانت تزور أحدا نقض العادة على سبيل الكرامة ألهل الوالية جائز عند

أهل السنة، وليت شعري ماذا كان يقول ذلك الفقيه<كفار لو رأى مخترعات اليوم، وشاهد <لى اإل المتسرع إ

الطائرة تنقل الشخص في بضع ساعات مسافات كانت<لى هذا وأكثر منه <ذا كان العلم وصل إ تقطع في شهور، فإ فكيف نستبعده على قدرة الله تعالى؟!! ومما يعاب على

<كفار ألسباب بعيدة عن <لى اإل عcهم إ Hفقهاء الحنفية تسر

Page 54: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

الكفر، ومن قرأ باب الرد:ة في كتبهم رأى العجب!! من<م فقال عميمة فإنه ذلك قولهم من صcغ:ر ع<مامcة العال

هرة ما Hيكفر!! ألنه صغ:ر ما عظ:م الله!! ومما ثبت بالش :مة أحمد بابا التنبكتي المالكي في "نيل االبتهاج حكاه العال

بتطريز الديباج" عن الشيخ عبد الخالق التونسي عن شيخه شعيب بن الحسن األندلسي الشهير بأبي مدين

الغوث -وهو شيخ ابن العربي الحاتمي- قال سمعت أنHسم:ى موسى الطيار يطير في الهواء، ويمشي على J ي رجال

الماء، وكان رجل يأتيني عند طلوع الفجر فيسألني عن مسائل الناس، فوقع لي ليلة أنه موسى الطيار الذي

أسمع به، فلما طلع الفجر نقر الباب رجل فإذا هو الذي يسألني، فقلت له: أنت موسى الطيار، قال نعم، ثم

سألني وانصرف، ثم جاءني مع آخر، فقال لي: صليت الصبح ببغداد، وقدمنا مكة فوجدناهم في الصبح فأعدنا معهم وبقينا في مكة حتى صلينا الظهر فجئنا القدس،

Hعيد معهم فوجدناهم في الظهر، فقال صاحبي هذا: ن فقلت: ال فقال: ولم أعدنا الصبح بمكة؟ فقلت له: كذلك

كان شيخي يفعل، وبه أمرنا، فاختلفنا قال أبو مدين:<عادة الصبح بمكة فإنها عين اليقين، فقلت لهم: أما إ

وببغداد علم اليقين، وعين اليقين أقوى من علم اليقين، وصالتكم بمكة وهي أم القرى فال تعاد في غيرها، قال:

فقنعا به وانصرفا.<ثباتها علماء والمقصود أن كرامات األولياء أجمع على إ

:ة، ووافقهم من المعتزلة أبو الحسين البصري، وقد ن Hالس أفرد هذا الموضوع بالمؤلفات الكثيرة، وكتابنا "الحجج

Page 55: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

J ينبغي مراجعته، <ثبات الكرامات" مهم جدا البينات في إ ففيه ما ال يوجد في غيره، مع تخريج األسانيد، وتوخي

<لى بعض األدلة توفية الصحة بغاية الدقة ونشير هنا إللبحث حقه.

<ن ظهر على يد مد:عي النبوة1 - األمر الخارق للعادة إق cشc فإم:ا أن يكون قبل النبوة أو بعدها، فإن كان قبلها ك

<لى <ظالل الغمامة له في مسيره إ صدره الشريف، وإ<ما أن يكون <ن كان بعدها فإ J وإ <رهاصا الشام، سHميc إHسمى J بالتحدي كالقرآن وانشقاق القمر، في مصحوبا

:ما أن يكون غير مصحوب بالتحدي كحنين معجزة. وإن<ن Hسمى آية، وإ الجذع ونبع الماء من األصابع الشريفة، فيHبوة بخالف مHراده ظهر الخارق للعادة على يد مد:عي الن

<هانة، مثل ما روي أن مHسيلمة الكذاب دعا ألعور سHميc إ بأن يفتح الله عينه، فعمي. ومسح بيده رأس يتيم، فقرع.

cغهH أن النبي: صل:ى الله عليه وآله وسل:م تفل في بئر cل وcبHر ماؤها وعذب، بعد أن لم يكن كذلك، فتفل هو في cث فك

<ن ظهر الخارق J، وإ Hجاجا J أ بئر ليعذب ماؤها فصار ملحا على يد مؤمن صالح فهو الكرامة، أو على يد فاسق

J فهو استدراج، وقد يقع الخارق لبعض عوام كالساحر مثالالمسلمين تخليصا له من محنة أو مكروه، ويسمى معونة.

- قولهم: "ما وقع معجزة لنبي، جاز أن يكون كرامة2 للولي: " محمول على اآليات التي لم يقع بها التحدي، أما

:ه cب المعجزة التي وقع بها التحدي كالقرآن الكريم فال. ن:مة األبي في شرح مHسلم، ونحوه على هذا المعنى العال

<لى نحو ولد <ن: كرامات األولياء ال تنتهي إ قول القشيري: إ

Page 56: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<لى والدة عيسى عليه السالم فهي دون والد ا.هـ يشير إHمه بسببه كما قال تعالى )وجعلنا ابن آية من الله لنبيه وأل< مريم وأمه آية( وقال تعالى )قال كذلك قال ربك هو علي:

هين ولنجعله آية للناس(.Hثبت كرامات األولياء, منها3 - في القرآن الكريم آيات ت

قصة أصحاب الكهف ونومهم أكثر من ثالثة قرون. الخ ما قcص:ه اللهH من خبرهم العجيب ولم يكونوا أنبياء ومنها

قصة مريم عليها السالم وأن زكريا عليه السالم )كلماfا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم دخل عليها زكري

<ن الله يرزق من يشاء أنى لك هذا قالت هو من عند الله إ بغير حساب( وقد كانت ص<د:يقة بنص: القرآن، ومنها في

قصة سليمان عليه السالم قول الذي عنده علم من<ليك طرفك( وأتى به في الكتاب )أنا آتيك به قبل أن يرتد إ

غمضة عين أي سرير ملكة سبأ. وأما األحاديث فكثيرةJ نذكر منها عشرة كلها صحيحة. جدا

- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول1 الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م يقول "انطلق ثالثة نفر

<لى غار7 فدخلوه ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إد:ت عليهم الغار فقالوا: cفانحدرت صخرة من الجبل فس <ال أن تدعوا الله بصالح <نه ال ينجيكم من هذه الصخرة إ إ أعمالكم قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان

كبيران وكنت ال أغبق قبلهما –أي ال أقدم في شرب اللبنJ فلم أرح J. فنأى بي طلب شجر يوما J وال ماال عليهما– أهال عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمينJ فلبثت والقدح على J أو ماال فكرهت أن أغبق قبلهما أهال

Page 57: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

يدي انتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية<ن يتضاغون عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما. اللهم إ كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من

J ال يستطيعون الخروج" قال هذه الصخرة فانفرجت شيئا النبي صل:ى الله عليه وآله وسل:م "قال اآلخر: اللهم كانت

<ليf فأردتها عن نفسها لي ابنة عم كانت أحب الناس إ فامتنعت مني حتى ألم:ت بها سنة[ من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلى بيني وبين

<ذا قدرت عليها قالت: ال أحل لك أن نفسها ففعلت حتى إ<ال بحقه فتحرجت من الوقوع عليها تفض الخاتم إ

<ليf وتركت الذهب فانصرفت عنها وهي أحب الناس إ<ن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك الذي أعطيتها. اللهم إ فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم ال

يستطيعون الخروج منها" قال النبي صل:ى الله عليه وآلهHجراء وأعطيتهم وسل:م "وقال الثالث: اللهم استأجرت أ

أجرهم، غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه األموال، فجاءني بعد حين، فقال

<ليf أجري فقلت: كل ما ترى من لي: يا عبد الله أد إ<بل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد أجرك: من اإل<ني ال أستهزئ بك، فأخذه الله ال تستهزئ بي، فقلت: إ<ن كنت فعلت كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا، اللهم إ

ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجتالصخرة فانطلقوا يمشون". رواه البخاري ومسلم.

- عن أبي هريرة عن النبي صل:ى الله عليه وآله وسل:م2<ال ثالثة: عيسى، وكان في بني قال "لم يتكلم في المهد إ

Page 58: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

Hمه فدعته، Hصلي جاءته أ <سرائيل رجل يقال له جHريج كان ي إHصلي، فقالت: اللهم ال تمته حتى تريه Hجيبها أو أ فقال: أ

وجوه المومسات، وكان جHريج في صومعته فتعرضت له امرأة فكلمته فأبى، فأتت راعيا فأمكنته من نفسها

J فقالت: من جHريج، فأتوه فكسروا صومعته، فولدت غالما:وه، فتوضأ وصلى، ثم أتى الغالم فقال: من وأنزلوه وسبJ لها Hرضع ابنا أبوك يا غالم؟ فقال: الراعي. وكانت امرأة ت من بني إسرائيل، فمر بها رجل راكب ذو شارة، فقالت:

اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها فأقبل على الراكب فقال: اللهم ال تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها يمHص:ه"

قال أبو هريرة كأني أنظر إلى النبي صل:ى الله عليه وآلهمcة، فقالت: اللهم ال تجعل

c وسل:م يمHص: أصبعه، "ثم مcر: بأ ابني مثل هذه، فترك ثديها وقال: اللهم اجعلني مثلها،

:ار[ م<نc الجبابرة، وهذه فقالت له ذلك، فقال: الراكب جب، ولم تفعل" رواه البخاري نت� cة يقولون: سرقت زcاألم

ومسلم. - عن أبي هريرة عن رسول الله صل:ى الله عليه وآله3

<سرائيل سأل بعض بني J من بني إ وسل:م: أنه ذكر رجاللفه ألف دينار، فقال ائتني بالشهداء Hس� <سرائيل أن ي إ

J، قال:فائتني بالكفيل، أشهدهم، قال: كفى بالله شهيدا<لى أجل <ليه إ قال: كفى بالله كفيال، قال: صدقت، فدفعها إJ مHسم:ى، فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مركباJ، فأخذ Hقدم عليه لألجل الذي أجfله، فلم يجد مركبا يركبها ي

<لى خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إ<لى البحر فقال: صاحبه، ثم زجج موضعها ثم أتى بها إ

Page 59: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

J ألف دينار، فسألني <نك تعلم أنى كنت تسلفت فالنا اللهم إJ فقلت: J، فقلت: كفى بالله كفيال، وسألني شهيدا كفيال

J <ني جهدت أن أجد مركبا J، فرضي بك، وإ كفى بالله شهيدا<ني أستودعكها، فرمى بها <ليه الذي له، فلم أقدر، وإ �بعث إ أ

في البحر حتى وcلcجت فيه ثم انصرف، وهو في ذك<لى بلده، فخرج الرجل الذي كان J يخرج إ يلتمس مركبا

<ذا بالخشبة التي J قد جاء بماله، فإ أسلفه ينظر لعل مركباJ ألهله، فلما نشرها وجد المال فيها المال فأخذها حطبا والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى باأللف دينار

J في طلب مركب آلتيك بمالك فقال: والله ما زلت جاهداJ قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت فما وجدت مركبا

J قبل <لي: بشيء؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركبا بعثت إ الذي جئت فيه، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت

J" رواه البخاري الخشبة، وانصرف باأللف دينار راشداوأحمد والنسائي وابن حبان وغيرهم.

J أن النبي صل:ى الله عليه وآله4 - عن أبي هريرة أيضاJ في وسل:م قال "بينا رجل بفالة من األرض فسمع صوتا سحابة: اسق حديقة فالن، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ

ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقة

يحول الماء لمسحاته، فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟ قال فالن لالسم الذي سمع في السحابة، فقال له يا عبد<ني سمعت صوتا في الله لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إ

السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اس�ق< حديقة فالن، ال<ني أنظر <ذ قلت هذا فإ سمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إ

Page 60: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

،J إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثاوأرد فيها ثلثه" رواه مسلم في صحيحه.

- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه5Hسريc بي مرت بي رائحة طيبة، فقلت: وآله وسلم "لما أ

ما هذا الرائحة؟ قالوا ماشطة بنت فرعون وأوالدها، سقط مشطها من يدها، فقالت: بسم الله، فقالت ابنة

فرعون: أبي؟ قالت: ربي هو ربك ورب أبيك، قالت: أولك رب غير أبي؟ قالت: نعم، فدعاها فقال: ألك رب غيري؟

قالت: نعم، ربي وربك الله، فأمر ببقرة من نحاسJ فأحميت، ثم أمر بها لتلقى فيها وأوالدها، فألقوا واحدا

Hمة وال J فيهم، فقال: قcعي يا أ J حتى بلغ رضيعا واحدا:ك على الحق" رواه أحمد وابن أبي شيبة <ن تقاعسي، فإ

والبزار وأبو يعلى والبيهقي، وصcحcحcهH الحاكم وابن حبانوغيرهما.

Hسيد بن حضير بينما هو6 - عن أبي سعيد الخدري أن: أ يقرأ ليلة في مربده إذ جالت فرسه، فقرأ ثم جالت

Hسيد: فخشيت أن تطأ J، قال أ أخرى، فقرأ ثم جالت أيضا<ذا هو مثل الظHلة فوق رأسي، <ليها فإ يحيى. –ابنه- فقمت إ فيها أمثال السرج عرجت في الجو: حتى ما أراها، فغدوت

على رسول الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م، فقلت: يا رسول الله بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربد7

<ذ جالت فرسي، فقال رسول الله صل:ى الله عليه لي، إ وآله وسل:م " اقرأ يا ابن حضير" قال: فقرأت ثم جالت أيضا فقال "اقرأ يا ابن حضير" قال: فقرأت ثم جالت

أيضا، فقال "اقرأ يا ابن حضير" قال: فانصرفت، وكان

Page 61: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

يحيى قريبا منها فخشيت أن تطأه، فرأيت مثل الظHلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال

رسول الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م "تلك المالئكة كانت تتسمع لك ولو قرأت ألصبحت يراها الناس ما

تستتر منهم" رواه الشيخان، ورواه مسلم من حديثالبراء بن عازب.

وكان أسيد بن حضير حcسنc الصوت كما في رواية أبي<سماعيلي أن عبيد عن أبي بن كعب، وجاء في رواية اإل

Hسيد فقد النبي صل:ى الله عليه وآله وسل:م قال له "اقرأ أHوتيت من مزامير آل داود" وكان يقرأ في تلك الليلة أ سورة البقرة كما في رواية البخاري، ووقع نظير هذه

الكرامة لصحابي� آخر اسمه ثابت بن قيس بن شماس، فروى أبو عبيد في فضائل القرآن عن جرير بن يزيد: أن أشياخ أهل المدينة: أن رسول الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل

:ه قرأ سورة Hزهر مصابيح؟! قال "فلعل داره البارحة تئل ثابت، فقال: قرأت سورة البقرة. Hالبقرة" قال: فس

J من األنصار تحدثا7 Hسيد بن حضير ورجال - عن أنس أن أ عند رسول الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م حتى ذهب من

الليل ساعة في ليلة7 شديدة< الظHلمة، ثم خرجا وبيد كل7 منهما عصاه، فأضاءت عصا أحدهما حتى مشيا في

<ذا افترقت بهما الطريق أضاءت عصا اآلخر، ضوئها، حتى إ فمشى كل منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله، رواه عبد

الرزاق وهذا لفظه وأحمد والبخاري والحاكم وغيرهم،

Page 62: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

وفي رواية لألخيرين تعيـين الرجل من األنصار بأنه عبادبن بشر.

cغcه8 cل :ه ب - روى مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أن أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو األنصاري –والد

جابر- كانا في قبر7 واحد- وهما ممن استشهد يوم أحد فحفر السيل قبرهما فحفر عليهما ليغيرا من مكانهما

فوHجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا باألمس وكان أحدهما قد جHرح فوضع يده على جرحه، فدفن وهو هكذا فأشيلت يده عنHرسلت فرجعت كما كانت وكان بين أحد وبين جرحه ثم أ

ما حفر عليهما ستة وأربعون سنة وروى البغوي عن جابر<لى عامله بن عبد الله رضي الله عنهما قال كتب معاوية إ<نها ال <ليه عامله: إ <لى أحد فكتب إ بالمدينة أن يجري عينا إ<ليه: أن أنقذها قال <ال على قبور الشهداء فكتب إ تجرى إHحHد- يخرجون على رقاب جابر: فرأيتهم –يعني شهداء أ

الرجال كأنهم رجال نوم حتى أصابت المسحاة قدمJ وهذه القصة بلغت حد حمزة رضي الله عنه فانبعثت دما االستفاضة أو التواتر ألن عامل معاوية نادى في المدينة

Hحصى يحض: الناس أن يخرجوا لنقل موتاهم فخرج مcن� ال ي م<نc األنصار وغيرهم وشاهدوا هذه الكرامة العجيبة بعد

بضع وأربعين سنة من استشهادهم رضي الله عنهم.<سناد على شرط الصحيحين9 - روى مالك في الموطأ بإ

J كان أن أبا بكر رضي الله عنه استرجع عند وفاته أرضا وهبها لعائشة رضي الله عنها وقال –يطيب خاطرها-: إنما

<ال هما أخواك وأختاك أي لم أسترجع األرض الموهوبة إ<خوتك قالت ألبيها رضي الله لمصلحة الورثة الذين هم إ

Page 63: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<نما هي أسماء فمن األخرى؟ -أي ليس لي أخت عنهما: إ غير أسماء فمن الثانية؟ فأجابها الصد:يق رضي الله عنها:

J- أراها ذو بطن بنت خارجة- هي امرأته وكانت حامالجارية فولدت بعد وفاته بنتا.

<سناد رجاله رجال الصحيح –كما قال10 - روى الطبراني بإ الحافظ الهيثمي- عن سعيد بن عبد العزيز أن عمار بنHحHد فهزم المشركون ياسر رضي الله عنهما أقسم يوم أ

وأقسم يوم الجمل –اسم موقعة- فغلبوا أهل البصرة وقيل له يوم ص<ف:ين –بكسر الصاد والفاء المشددة موضع

كان فيه قتال بين علي: عليه السالم وبين معاوية- لو أقسمت فقال لو ضربونا بأسيافهم حتى نبلغ سعفات

:ا على الحق وهم على الباطل فلم يقسم هجر لعلمنا أنHحHد: أقسمت يا جبريل ويا ميكال ال فقتل يؤمئذ وقال يوم أ

<نا على الحق وهم جهال. وقد أخرج يغلبنا معشر ضالل، إ الطبراني في األوسط عن عائشة قالت سمعت رسول

الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م يقول "كم من ذي طمرين ال ثوب له لو أقسم على الله ألبره منهم عمار بن ياسر". وباب الكرامات بحر خضم مترامي األطراف، وفي كتابنا<ثبات الكرامات" استيفاء بالغ لكثير "الحجج البينات في إ

من أنواعها المتعددة فعليك بقراءته.

"حلقــات الذكــر"

Page 64: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

للحافظ السيوطي رضي الله عنه في هذا الموضوع رسالة اسمها "نتيجة الفكر في الجهر بالذكر" قال في

أولها:cالحمد لله وكفى وسالم على عباده الذين اصطفى سألت

أكرمك الله عما اعتاده السادة الصوفية من عقد ح<لق الذكر والجهر به في المساجد ورفع الصوت بالتهليل،

وهل ذلك مكروه أو ال؟ الجواب: أنه ال كراهة في شئ من ذلك، وقد وردت أحاديث تقتضي استحباب الجهر

<سرار به، والجمع بالذكر، وأحاديث تقتضي استحباب اإل بينهما: أن ذلك يختلف باختالف األحوال واألشخاص، كما جمع النووي بمثل ذلك بين األحاديث الواردة باستحباب

الجهر بقراءة القرآن، واألحاديث الواردة باستحباب<سرار بها. ثم أورد خمسة وعشرين ما بين حديث وأثر، اإل

نقتطف منها ما يلي: - روى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله1

صل:ى الله عليه وآله وسل:م "يقول الله تعالى أنا عند ظن:<ن ذكرني في نفسه <ذا ذكرني، فإ عبدي بي، وأنا معه إ

<ن ذكرني في مأل ذكرته في مأل خير ذكرته في نفسي وإ<ال عن جهر، من مالئه" قال: والذكر في المأل ال يكون إ

<ال أبا داود. قلت: والحديث رواه بقية الستة إ<سناد صحيح عن ابن عباس عن النبي2 - روى البزار بإ

صل:ى الله عليه وآله وسل:م قال: "قال الله تبارك وتعالى:<ذا ذكرتني في J وإ J ذكرتك خاليا <ذا ذكرتني خاليا يا ابن آدم إ

مأل ذكرتك في مأل خير من الذين تذكرني فيهم".

Page 65: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

- روى الشيخان واللفظ لمسلم عن أبي هريرة قال:3<ن: لله تبارك قال رسول الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م "إ

<ذا :ارة فHضالء يبتغون مجالس الذكر، فإ وتعالى مالئكةJ سيJ J فيه ذكر قعدوا معهم، وحف: بعضهم بعضا وجدوا مجلسا<ذا تفرقوا بأجنحتهم حتى يمألوا ما بينهم وبين السماء، فإ

<لى السماء، فيسألهم الله عز: وجل: –وهو عرجوا وصعدوا إ أعلم- من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادك في

cحمدونك Hكبرونك ويهللونك وي Hسبحونك وي األرض، ي ويسألونك، قال: فما يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتك، قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: ال أي رب، قال: وكيف لو

رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك، قال: ومم يستجيروني؟ قالوا: من نارك يا رب، قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: ال يا

رب، قال: فكيف لو رأوا ناري، قالوا: ويستغفرونك، قال: فيقول: قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما

استجاروا، قال: يقولون: يا رب فيهم فالن عبد[ خط:اء،<نما مر فجلس معهم، فيقول: وله غفرت، هم القوم ال إ

يشقى بهم جليسهم". - روى البيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صل:ى4

cعوا" <ذا مررتم برياض الجنة فارت الله عليه وآله وسل:م "إ قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة، قال: "ح<لق الذكر"

نه. قلت: رواه الترمذي وحس: - روى الطبراني وابن جرير عن عبد الرحمن بن سهل5

بن حنيف قال: لم:ا نزلت على رسول الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م –وهو في بعض أبياته- )واصبر نفسك مع

الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي(اآلية، فخرج يلتمسهم

Page 66: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

فوجد قوما يذكرون الله تعالى، منهم ثائر الرأس، وجاف الجلد، وذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم وقال:

"الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم" وروى أحمد في الزهد عن ثابت قال: كان

سلمان في عصابة يذكرون الله، فcمcرc النبي: صل:ى الله عليه وآله وسل:م فكفوا، فقال "ما كنتم تقولون؟" قلنا:<ني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت نذكر الله، قال "إ

أن أشارككم فيها" ثم قال "الحمد لله الذي جعل فيHمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم" قلت: للحديث أ

طرق كثيرة.<ذا تأملت ما أوردنا من األحاديث ثم قال السيوطي: إ

:ة في الجcهر< بالذكر، عرفت من مجموعها أنه ال كراهة البتJ، وأما J أو التزاما <ما صريحا بل فيه ما يدل على استحبابه إ معارضته بحديث "خير الذكر الخفي" فالجمع بينهما بأن<خفاء أفضل حيث خاف الرياء، أو تأذى به مصلون، أو اإل نيام، والجهر في غير ذلك أفضل، ألن العمل فيه أكثر،

Hوقظ قلب <لى السامعين، وألنه ي وألن فائدته تتعدى إ<ليه ويطرد النوم، الذاكر ويجمع هم:ه، ويصرف سمعه إ

<ن ويزيد في النشاط، وبهذا يحصل الجمع بين األحاديث، فإJ قلت: قال الله تعالى )واذكر ربك في نفسك تضرعا

وخفية ودون الجهر من القول( قلت: الجواب من ثالثة<سراء )وال تجهر بصالتك :ية كآية اإل أوجه "أحدها" أنها مك

وال تخافت بها( وقد نزلت حين كان النبي صل:ى الله عليهبون Hوآله وسل:م يجهر بالقرآن، فيسمعه المشركون فيس J للذريعة، كما القرآن ومن أنزله، فأمر بترك الجهر سدا

Page 67: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

نهى عن سب األصنام لذلك بقوله تعالى )وال تسبوا الذينJ بغير علم( وقد زال يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا

<لى ذلك ابن كثير في تفسيره. هذا المعنى اآلن، أشار إ "الثاني" أن: جماعة من المفسرين منهم عبد الرحمن بن

زيد بن أسلم وابن جرير حملوا اآلية على الذاكر حالة قراءة القرآن، وأنه أمر له بالذكر على هذه الصفة

J للقرآن أن ترفع عنده األصوات، ويؤيده اتصالها تعظيما<ذا قHرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا( "الثالث" بقوله )وإ

ما ذكره الصوفية أن: األمر في اآلية خاص بالنبي: صل:ى الله عليه وآله وسل:م الكامل المHكمل، وأما غيره ممن هو

محل الوساوس والخواطر الرديئة فمأمور[ بالجهر ألنه<ن قلت: فقد قال تعالى )ادعوا J في دفعها. فإ أشد تأثيرا

<نه ال يحب المعتدين( وقد فسر ربكم تضرعا وخفية إ االعتداء بالجهر في الدعاء، قلت: الجواب من جهتين

"أحدهما" أن الراجح في تفسيره أنه تجاوز المأمور به، أو اختراع دعوة ال أصل لها في الشرع، ويؤيده ما أخرجه

ابن ماجه والحاكم وصcحcحcه عن أبي نعامة أن عبد الله بن<ني أسألك القصر األبيض مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إ

عن يمين الجنة، فقال: أني سمعت رسول الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م يقول "سيكون في هذه األمة قوم يعتدون في الدعاء" فهذا تفسير صحابي وهو أعلم

بالمHراد، "الثاني" على تقدير التسليم فاآلية في الدعاء ال في الذكر، والدعاء بخصوصه األفضل فيه السر، ألنه<ذ نادى ربه نداء <جابة، ولذا قال تعالى: )إ <لى اإل أقرب إ<سرار باالستعاذة في الصالة J( ومن ثم استحب اإل خفيا

Page 68: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

<ن قلت: فقد نقل عن ابن مسعود أنه J، ألنها دعاء، فإ اتفاقا رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد، فقال: ما

<ال مبتدعين، حتى أخرجهم من المسجد، قلت: هذا أراكم إ<لى بيان سنده، ومن أخرجه من األئمة األثر يحتاج إ الحفاظ في كتبهم، وعلى تقدير ثبوته فهو مHعارض[

باألحاديث الكثيرة الثابتة المتقدمة، وهي مقدمة عليه عند<نكار ذلك عن ابن مسعود، التعارض، ثم رأيت ما يقتضي إ قال اإلمام أحمد في كتاب الزهد: حد:ثنا حسين بن محمد المسعودي عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال: هؤالء

الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر، ما<ال ذكر الله فيه، وأخرج J قط إ جالست عبد الله مجلسا

<ن: أهل ذكر الله أحمد في الزهد عن ثابت البنانى قال: إ<ن: عليهم من اآلثام أمثال <لى ذكر الله وإ ليجلسون إ

<نهم ليقومون من ذكر الله تعالى ما عليهم منها الجبال، وإ شئ. هذا ملخص رسالة نتيجة الفكر، وهي مطبوعة

بتعليقاتي عليها، فليراجعها من أرادها."الذكر باالسم المفرد"

اعترض بعض الفقهاء على الصو:فية عنايتهم باالسم المفرد، ولهجهم به، زاعما أن الذكر به بدعة، وأنه ال

يشتمل على جملة مفيدة مثل األذكار الواردة نحو ال إله<لى غير ذلك، وقد تولى إال الله، والحمد لله، والله أكبر، وإ<مام الوالد رضي الرد على هذا االعتراض موالنا الشيخ اإلcص:ه، من مجموعة الله عنه في بحث7 واف7 كاف، ننقله بن

فتاواه وبحوثه في علوم مختلفة، قال –تغمده الله برضوانه-: الحمد لله، ما نقله الحطاب آخر باب الرد:ة م<ن

Page 69: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

شرحه لمختصر خليل من أن عز: الدين بن عبد السالمJ على ذلك، هل ئل عمcن يذكر بصيغة: الله الله. مقتصرا Hس هو مثل سبحان الله، والحمد لله؟ الخ. فأجاب بقوله: هذه بدعة لم تنقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسل:م،<لخ مردود من وجوه "أولها" ما ورد وال عن أحد السلف. إ

في صحيح مسلم من قوله عليه الصالة والسالم "ال تقوم الساعة حتى ال يبقى من يقول: الله. الله" وفي رواية له<ن هذا الحديث الشريف "حتى ال يقول أحد: الله. الله" فإ

شاهد لذكره وتكراره كما ترى، وال سيما على رواية النصب، وقد رد جماعة من المحققين به على ابن عبد

السالم، منهم سيدي عبد القادر الفاسي، والعارف الشعراني، وابن عبد السالم بناني، وجماعة يطول ذكرهم

<ال جملة، فقد قال "ثانيها" أنا ال نسلم أن الذكر ال يكون إ تعالى )ولله األسماء الحسنى فادعوه بها( بناء على أن

:منا أن <ن سل :ا وإ Hمراد بالدعاء الذكر والتسمية. "ثالثها" أن ال<نما يكون جملة فقول الذاكر: الله. الله جملة الذكر إ

<ذ معناه: يا الله، أو الله أعظم، أو الله أكبر، أو تقديرا، إنحو ذلك.

وحذف النداء مع المندوب والمضمر والمستغاث جائز اتفاقا كما في األلفية، "رابعها" ما ورد في بعض األحاديث

<ذا قال: الله، يشهد له كل من يسمعه، من أن العبد إ ذكره ابن زكرى والعهدة عليه، "خامسها" تواطؤ السادات للصو:فية على ذكره واالستهتار به –أي الولوع به- سلفهم

<ذا اختلفت وخلفهم، وهم من الصد:يقين. وقد قالوا: إ أقاويل العلماء فعليك بما قاله الصد:يقون منهم، لمزيد

Page 70: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

نورهم، وكمال عرفانهم، وقربهم من الله ورسوله، والسادات الصو:فية ال خالف عندهم في ذكره، بل ال يصح

<ال بواسطته، ولهم عندهم الفتح والسير في المقامات إ فيه تأليف وترتيبات، على حسب األحوال والمقامات، قال

العارف المحقق شهاب الدين أحمد الغزالي: ما دمت<ثبات بال <لى ما سوى الله فال بد لك من النفي واإل ملتفتا إ

<ال الله، وما دمت تعتمد على رياسة العلم والجاه، فال <له إ إ<ال الله، وما دمت ترى <له إ <ثبات بال إ بد لك من النفي واإل

<ذا غبت في <ال الله، فإ <له إ في الوجود سواه، فال بد من ال إ<له، ووقفت على الكل عن الكل استوحشت من نفي ال إ<ال الله، )قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون(. <ثبات إ إ

وقال العارف الشعراني في المنن: وم<ما من: الله به: مواظبتي –أول دخولي لطريق القوم- على ذكر fعلي

J وعشرين ألف مرة كل يوم الله بلفظ الجاللة الله، أربعا وليلة على عدد األنفاس الواقعة في الليل والنهار، ليكون

J cم يغفل عن الله نفسا حكمي –إن شاء الله- حHكم مcن لJ، ثم قال: قال الشيخ محيى الدين: وينبغي لمن واحدا

يذكر الله بلفظ الجاللة أن يحقق الهمزة ويسكن الهاء،<ن فتح الهاء وأسقط الهمزة ووصل الهاء بالالم المدغمة فإ

Hفتح عليه بشئ، كان تلفظه بها كتلفظه بكلمة: هال. فال ي ألنه تعالى ما هو مHسم:ى بذلك االسم ثم قال: وصورة

الذكر بالجاللة أن يقول: الله. الله. حتى ينقطع نفسه. اهـ.

،J وذكر أبو علي الدق:اق أن رجال كان يقول: الله الله. دائما فأصاب حجر رأسه فشجه فقطر منه الدم وكتب على

Page 71: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

األرض: الله الله، وبقي النوري في منزله سبعة أيام لم يأكل ولم يشرب ولم ينم وهو يقول: الله. الله. الله.،

نيد بذلك فقال: انظروا أمحفوظة عليه أوقاته Hفأعلم الج <نه يصلي الفرائض، فقال: الحمد لله أم ال؟ فقالوا له: إ

ئل الشبلي: لم Hالذي لم يجعل للشيطان عليه سبيال، وس <ال الله؟ فقال: ال أبغي <له إ تقول: الله. الله، وال تقول: ال إ له ضدا، فقال السائل: أريد أعلى من هذا، فقال أخشى<ثبات فقال أريد أعلى من أن أوخذ بين وحشية النفي اإل

هذا فقال: )قل الله، ثم ذرهم في خوضهم يلعبون( فزعق السائل ومات، فتعلق أولياؤه بالشبلي فقال لهم:

روح دعيت فسمعت فلبت وأجابت فما ذنبي؟ فقال:و سبيله، ال ذنب له. قال العارف أبو الوفاء: الخليفة: خل<ليه عند <نما يحتاج إ وتعليل هذا المذهب أن نفي الشئ إ حضور ذلك الشئ بالبال فمن ال يخطر بباله شريك ال

<ال يكلف نفي الشريك، والكامل ال يخطر بباله وال بخياله إ الله فيكفيه أن يقول: الله. الله. ا هـ، وقال القطب

الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه: ليكن ذكرك: الله. الله، فإن هذا االسم سلطان األسماء، وله بساط

وثمرة, فبساطه العلم، وثمرته النور، وليس النورJ لذاته، بل لما يقع به من الكشف والعيان، فينبغي مقصودا

<كثار من ذكره، واختياره على سائر األذكار لتضمنه اإل<ال الله من العقائد والعلوم واآلداب <له إ لجميع ما في ال إ<نه يأتي في: الله، وفي: هو، ما ال يأتي في والحقوق، فإ

غيرهما من األذكار. ا هـ.

Page 72: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

قال الشيخ زروق: ولهذا اختاره المشايخ ورج:حوه على<لى أعلى سائر األذكار، وجعلوا له خلوات، ووصلوا به إ

<ن كان منهم من اختار في االبتداء المقامات والواليات، وإ<ال الله وفي االنتهاء الله. الله. ا هـ. <له إ ال إ

<ال الله <له إ وقال ابن حجر في الفتاوى الحديثية: ذكر ال إJ بلسان أهل الظاهر، وأما أفضل من ذكر الجاللة مطلقا

عند أهل الباطن فالحال عندهم يختلف باختالف حال السالك، فمن هو في ابتداء أمره ومقاساة شهود األغيار<ثبات <لى النفي واإل وعدم انفكاكه عن التعلق بها يحتاج إ

<ذا استولى عليه حتى يستولى عليه سلطان الذكر، فإ<ثبات أعنى: الله. الله. ا هـ باختصار. فاألولى له لزوم اإل

وقال الجHنيد: ذاكر هذا االسم ذاهب[ عن نفسه متصل[<ليه بقلبه، قد أحرقت أنوار بربه، قائم بأداء حقه، ناظر[ إ الشهود صفات بشريته. ا هـ. قال الشيخ محيى الدين:

ومن أراد أن يفتح عليه بذكر هذا االسم الشريف فليتخذ خلوة وليترك سائر األذكار واألوراد غيره، وال يذكره من

<نه يدل على العين فقط، بل ال بد أن يستحضر أنه حيث إ يذكر من ال تحصره األكوان، ومcن� له الوجود المطلق التام، فبهذا االستحضار تحصل الثمرة التي هي النور

:ر الذي يقع به الشهود والعيان، وهذا االستحضار هو المعب عنه بالبساط. ا هـ. وفي صالة القطب موالنا عبد السالم بن مشيش: الله. الله. الله ثالث مرات، أفيجترئ أحدH أن�

يفوه في ذلك بعيب؟! أو طعن وريب؟! كال، وكيف؟ وأصول الشريعة ال تأباه، وال تدل على خروجه عن ذكر

<لى غير هذا من نصوص أولياء الله الله لفظا وال معنى، إ

Page 73: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

الدالة على استحباب ذكره. قال شيخ الشيوخ سيدي عبد القادر الفاسي –بعد كالم في هذا المعنى-: وال يخفى هذا

على من له ممارسة باصطالحهم، فيكفينا التسليم والتصديق لما قصرت عنه مداركنا من مذاهبهم، "فاشدد

J وال تعبأ بمن عذال". يديك على تسليم ما فعلوا، وظن خيرا<ذ التصديق بطريقهم والية، واالعتراض عيلهن جناية، إ

قال: وليس في كالم عز: الدين تصريح بإنكار أو بغيره بل<نه لم ينقل عن السلف، وكم من أشياء لم غاية ما قال: إ

<لى <ذ البدعة تنقسم إ تنقل عن السلف وهي مشروعة، إ<نكار على األقسام الخمسة كما هو معلوم، فال ينبغي اإل

من يذكر هذا االسم الشريف، وال التوقف فيه ا هـ. كالم سيدي عبد القادر الفاسي وهو وحده كاف7 في رد كالم ابن عبد السالم، والله تعالى أعلم ا هـ. قلت: ثبت عن

بالل رضي الله عنه الذكر باالسم المفرد، قال أبو داود: قرئ على سلمة بن شبيب وأنا شاهد، قال: حد:ثنا عبد

الرازق حد:ثنا معمر عن عطاء الخراساني قال: كنت عندJ على :ب فذكر بالال فقال: كان شحيحا سعيد بن المHسي<ذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: الله. الله. دينه، فإ

وذكر بقية الحديث في شراء أبي بكر رضي الله عنه بالال<عتاقه، وثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وإ

<سالم سبعة، رسول الله صل:ى قال: كان أول من أظهر اإل الله عليه وآله وسل:م، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية،

وصHهيب، وبالل، والمقداد، فأما رسول الله صل:ى الله عليه وآله وسل:م فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر

رضي الله عنه فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم

Page 74: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وأصهروهم في<ال وقد واتاهم على ما أرادوا <نسان إ الشمس، فما منهم إ

<نه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه. <ال بالال فإ إ فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة، وهو يقول: أحد. أحد. وهذا خبر مشهور ورد في كتب<ن: الذكر باالسم السيرة بطرق، فكيف يقال بعد هذا: إ المفرد لم ينقل عن السلف؟!! على أن األوامر التي

:ة –وهي كثيرة- حض:ت على ذكر الله في الكتاب والسن تشمل الذكر باالسم المفرد ال محالة، فاشتراط وروده

بعينه –رغم شمول مطلق األوامر له- تعسnف يأباه<نصاف، ونريد أن نقول –زيادة على ما تقدم-: إن اإل

<نشاء أذكار من بنات أفكار الذاكر، بل الشارع أذن في إ حض: عليها. فروى الطبراني في األوسط بسند7 جيد كما قال الحافظ الهيثمي عن أنس أن رسول الله صل:ى الله

عليه وآله وسل:م مcرc بأعرابي: وهو يدعو في صالته ويقول: يا من ال تراه العيون، وال تخالطه الظنون، وال يصفه

الواصفون، وال تغيره الحوادث، وال يخشى الدوائر، يعلم مثاقيل الجبال، ومكاييل البحار، وعدد قطر األمطار، وعدد

ورق األشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليهJ، وال بحر النهار، ال تواري منه سماء سماء، وال أرض أرضا

ما في قعره، وال جبل ما في وcعر<ه، اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتيمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه،

فلما فرغ من صالته دعاه النبي: صل:ى الله عليه وآلهJ أهدى له من بعض المعادن، وقال وسل:م، وcوcهcبc له ذهبا

"وهبت لك الذهب بحسن ثنائك على الله عز: وجل: "

Page 75: الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام

فتأمل هذا الحديث تجده يأذن في إنشاء أذكار وأدعية من غير تقيد بالوارد، بل يمكننا أن نقول: كل ما أنشأه

الصوفية من أذكار وأوراد وأدعية فهو من قبيل الواردلدخوله في عموم هذا الحديث، وبالله التوفيق.