التعارض والترجيح بين الأقيسة دراسة تحليلية أصولية

42
1 قيسة :ض والترجيح بين التعار اية أصولية دراسة تحليلي لمادة بحث تكميلض و الترجيحلتعار اى الهدويحمد جابر علاد: معد ا الرقم:G1011119 اف : الدكتورشر الصالح يونس اسم الفقه قأصوله ونسانيةعلوم احي والرف الو كلية معاميةسلمية العامعة الجا ازيا مالي أكتوبر0202

Upload: jabir-ali

Post on 06-Jul-2015

517 views

Category:

Law


3 download

DESCRIPTION

conflict and preference among Qiyas (analogy) in Islamic Jurisprdence

TRANSCRIPT

Page 1: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

1

التعارض والترجيح بين األقيسة :

دراسة تحليلية أصولية

التعارض و الترجيحبحث تكميلي لمادة

اإلعداد: محمد جابر على الهدوي

G1011119الرقم:

يونس الصالح اإلشراف : الدكتور

وأصولهقسم الفقه

كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية

ماليزيا –الجامعة العالمية اإلسالمية

0202 أكتوبر

Page 2: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

2

خطة البحثالباب التمهيدي:

المقدمة

ومما يمأل .اإلجماعالقياس هو المصدر الرابع من مصادر الشريعة اإلسالمية بعد القرآن، والسنة، و

أصال أساسيا مع أصولها الثالثة سالنفس إعجابا وتعظيما بالشريعة اإلسالمية الغراء أنها اعتبرت القيا

أبد الدهور، وبه اتسعت الشريعة لتشمل مصالح الناس أبقى أحكام الشريعة المطهرة ألنه مماالمذكورة،

فيللباحث من معرفته . وال بدوطالب كل مجتهد ليهإ فلذا يحتاج مع كر الزمان وتغير الثقافات والبلدان.

.تعلق باألحكام الشرعيةأي مادة تأو الفقه وأصوله

من أدق مصادر الشريعة وأشدها لذلك أطال األصوليون المبحث القياسى قديما وحديثا. ومعلوم أن القياس

أساسها ،اإلجماعاألدلة من القرآن والسنة و قيةألن ب ؛صحيح عقل سليم وفكرإلى يحتاج على المجتهد،

القياس أساسها العقل ورسوله وجب العمل به. ولكن بأنه وارد من هللاعنده ثبت إذا ف ؛والسماع النقل

.رةاإشأو يما لم يرد فيه النص صريحاف يهيحتاج ال ماالصحيح، ألن

اإلسالم، ولم يذكرها القرآن والسنة، ينظر المجتهد ويقيس فيحدث للناس حادثة جديدة ال عهد لها إذا ف

معرفة الشريعة حتى يلحق به من الفروع الجديدة ما أشبهها. وهذا يقتضي فيعلى األصول المعروفة

لذا مجتهد. إلى انسان ومن مجتهد إلى من انسان ان متفاوت وهما ، ومداره على العقل والفكر،علل األحكام

الترجيح بين القياسين المتعارضين حتى يعمل على إلى لمسائل القياسية، واحتاج ا فيكثر التعارض

القياس واسع. فياألصح منهما. وباب الترجيحات

إشكالية البحث

باب حساس، حيث يؤمن المؤمن أنه ال يوجد تعارض في األدلة النقلية التعارض بين األدلة الشرعية

صوليون عن دفع التعارض الحادث عند المجتهد. ، لذلك تكلم األولهالنقلية الصادرة من هللا و رس الشرعية

، فمرجعه اإلجتهاد؛ فال غرابة في التعارض بين اإلجتهادات في مسألة واحدة ليس كالنقلي و لكن القياس

. فهذا امر واسع تكلم ؟بأيهما نعمل؟ و إذا تعارض القياسان فعلنحسب فكر المجتهدين و علمهم، فماذا

عنه األصوليون، و اختلفوا في تعيينه، و البحث عن ذلك موجود في الكتب األصولي التراثي ممنتشرة في

Page 3: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

3

كتبهم عند ما يبحث عن الترجيحات بين األدلة الشرعية. و ليس هذا مجموعا في كتب واحد حتى يسهل

على الطالب و الباحثين فيها.

ها والتى ذكر ، تجمع آراء األصوليينبين األقيسة الواقع فع التعارضعن طرق دخاصة فهذه دراسة

األقوال المختلفة فيه. الباحث فيها ما يرجحه من بعد المناقشة التراثي، و يذكر منتشرة في كتبهم

سئلة البحثأ

و ،من خالل هذا البحث، سيقوم الباحث بمحاولة اإلجابة عن عدد من األسئلة حول التعارض بين األقيسة

كيفية الترجيح بينها، أهمها ما يلي :

؟، و ما أهميته في الشريعة اإلسالميةعند األصوليين القياسما مفهوم -1

ما هو أركان القيس؟ -2

؟ةالشريعة اإلسالمي في مقبولة هل القياس حجة -3

بعضها مع بعض؟ يتعارض األقيسة هل -4

رضة؟اكيف الترجيح بين األقيسة المتع -5

عن الترجيح بين األقيسة المتعارضة؟ما هو آراء األصوليين -6

أهداف البحث

هذا البحث يهدف الوصول إلى تحقيق األمور اآلتية :

بيان معاني القياس لغة و اصطالحا، مع إلقاء الضوء إلى أهميته في الشريعة. -1

أركان القياس. بحث -2

.إثبات أن القياس حجة في الشرع -3

.ةسبين األقي اقوعوال عارضتال إلقاء الضوء الى -4

ح بين األقيسة المتعارضة.يتوضيح طرق التراج -5

ترجيح بعض األٌقيسة على معارضها، مع بيان قول الراجح. جمع أقوال المختفلة عن -6

Page 4: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

4

دراسات السابقةال

لقياس و التعارض و الترجيح بين األقيسة من قبل و من بعد، حيث ان ا ،لقد تكلم األصوليون عن القياس

أبوابا خاصا للتعارض ،ب كل أصولي فى كتبهم التراثيمجتهد. وبو ى عنه لال غن الذيهو المصدر الرابع

، و وبين الدليلين العقليين ،تحدثوا فيها عن التعارض بين الدليلين النقليين ،بين الدليلين والترجيح بينهما

التعارض و ،عن القياس كتاب تراثي في أصول الفقه من بحثفال يكاد يخلو بين دليل نقلي ودليل عقلي؛

الموضوع، فهم ما بين موسع هذا ولكن نجد أنهم يتفاوتون في تناول ، و طرق الترجيح بينها؛بين األقيسة

فقط، من غير ذكر األدلة و كالمهم عن القواعد الكلية إختصر منهم منفو مضيق في الحديث عنه،

تاج ، و’مختصر المنتهى‘، وابن الحاجب في ’ولوصمنهاج ال‘البيضاوي فى ناصر الدين ك :األمثلة

ذهب إلى التفاصيل الترجيح وأنواع كالمهم في توسع منهم من و ؛... ’جمع الجوامع‘السبكي فى الدين

سيف الدين و ،’إحكام الفصول‘الباجي في مثل أبو الوليد :لة لكل مسائلو التفريعات مع إيراد األمث

.كل أصولي مع كتابه تطويل اليحتاج إليه البحثوتسمية ؛...’اإلحكام في أصول األحكام‘اآلمدي في

البحوث في إال بعد مجيء دور ،خاصةاألقيسة التعارض في يتناول موضوعكتاب ولكن لم يكن هناك

وصنفوا في ،في كتب األصول والفروع رما انتش فجاء الباحثون وجمعواالجديدة، اإلسالمية الجامعات

بين األدلة كالتعارض ،يتعلق بمواضع مختلفة كتبا خاصا يحتوي على مسائل عديدة التعارض الترجيح،

كتاب أبراهيم محمد من هذا القبيل و ؛التعارض بين األقيسة، وما إليهاو ،بين القياس و النقلالنقلية، و

ن يبحث فيه ع’. التعارض و الترجيح عند األصوليين وأثرهما في الفقه األسالمي‘، يسمى الحفناوي

التعارض الحاصل بين األدلة كلها ويشتمل البحث على طرق الخالص منه. و ألف عبد اللطيف البرزنجي

يبحثان آلراء المتنوعة. ولكن هذين الكتابين ذكر اك كثير من التفاصيل،أيضا في نفس الموضوع. و فيه

الحاصل بين األقيسة عن التعارض الواقعة بين األدلة الشرعية كلها عموما، و ال يركز على التعارض

خصوصا.

في ،و كيفية الترجيح فيه ،بحث لخضر لخضاري عما وقع من التعارض بين القياس و خبر الواحدو

ال يحتوي عن التعارض أيضا هذا ؛ ولكن،وأثره في الفقه اإلسالمي خبر الواحدتعارض القياس مع ‘ كتابه

، يتركز على التعارض بين األقيسة، في هذا الموضوع كتابا خاصا د الباحثفما وج أصال. بين األقيسة

فيريد بهذا البحث جمع ما قال فيه األصوليين، و مناقشة ما اختلفوا في تفصيله، حتى يصل إلى قول

راجح.

Page 5: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

5

المناهج البحث

المناهج اآلتية:سير الباحث في دراسته عن التعارض في القياس و كيفية الترجيح فيه، ي

و نقل ما قال فيه ، في القديم و الحديث و ذلك بمراجعة ما كتب عن هذا الموضوع نهج التحليلي :لما -1

د التفاصيل و اإلختالفات في المسائل المهمة.وتحليل معانيه، و إيرااألصوليون،

جحا في ح منها قوال رايرج ثمما اختلفوا فيه من التفاصيل، ة أقوالهم فيناقشو المنهج النقدي: و ذلك بم -2

ضوء األدلة الثابتة.

اإلمكان. وهذا يشتمل كل ما كتب عن حسب و يتم تحليل الباحث من خالل اهتمامه بالمصادر األصلية

و يعتمد على المصادر الثانوية القياس و عن التعارض والترجيح بينها، من الكتب التراثي و المعاصر؛

إذا لم يحصل الكتب األصلي.أيضا، و ذلك

العامة للبحثهيئة

: واخترت لتحقيق هذا البحث الهيئة التالية

منهما إلى عدة فصول، ويحتوي كل فصل على مباحث كثيرة: أوال قسمت البحث إلى بابين، وكال

الترجمة.ذات صلة بألفاظ مفهوم الباب األول:

القياس الفصل األول:

القياس لغة وشرعا.تعريف المبحث األول:

حجية القياس. المبحث الثاني:

أركان القياس. المبحث الثاللث:

معنى التعارض الفصل الثاني:

التعارض لغة المبحث األول:

التعارض إصطالحا المبحث الثاني:

Page 6: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

6

معنى الترجيح الفصل الثالث:

الترجيح لغة المبحث األول:

الترجيح إصطالحا المبحث الثاني:

األقيسة التعارض والترجيح بين الباب الثاني:

التعارض بين األقيسة الفصل األول:

إمكانية التعارض في القياس المبحث األول:

أسباب التعارض في القياس المبحث الثاني:

طرق الخالص من التعارض المبحث الثالث:

الترجيح بين القياسين المتعارضين الفصل الثاني:

المرجحات بحسب األصل المبحث األول:

المرجحات بحسب الفرع الثاني:المبحث

المرجحات بحسب العلة المبحث الثالث:

المرجحات بحسب الحكم المبحث الرابع:

المبحث الخامس: المرجحات بأمور خارجية

نتائج البحث

الخاتمة

Page 7: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

7

ألفاظ الترجمةبيان معاني :الباب األول

فيأي القياس والترجيح والتعارض، ونبين فيه معانيها –هذا الباب عن معانى ألفاظ الترجمة فينبحث

كي يكون توطئتا إلى البحث عن ،مع ذكر ما نحتاج إليه من معرفة أركانها وشروطها ،اللغة واإلصطالح

القياس. فيالتعارض والترجيح

القياسالفصل األول:

.اإلسالمية جيته في الشريعةأركان القياس وح يحتوي هذا الفصل تعريف القياس لغة وإصطالحا، وبيان

المبحث األول: تعريف القياس

.عن حقيقة القياس لغة وإصطالحانبحث هنا موجزا

المطلب األول: القياس لغة

قدره علىإذا ،واقتاسه وقيسهيقيسه قيسا و قياسا يقال قاس الشيء ؛مصدران لقاس :القياس والقيس لغة

والمقياس : المقدار؛ والقيس والقاس : القدر، ؛ ويقال: بينهما قيس رمح، وقاس رمح، أي قدر رمح؛ مثاله

1ويقال: قيست بين الشيئن إذا قادرت بينهما

- كما يقال : فالن يقاس بفالن ،يضاف أحدهما إلى اآلخر بالمسواة ،أن القياس يستدعى أمرينويتبين منه

وقعت الذيأن القياس لغة فى األحكام : رد الشيئ إلى نظيره ليكون مثال له في الحكم أي يساويه، و

الحاجة إلى إثباته.

القياس اصطالحاالمطلب الثاني:

تعريف وتوكأ كل صاحب ؛مناهج ثالثوهم فيه على تعريف القياس إصطالحا، فيتنوعت أقوال العلماء

إبطال ما عداه. في على ما ذهب إليه، وبرهن

.طلب الحق فيالقياس هو االجتهاد المنهج األول:

:الرسالة فيقال حيث ،الشافعي رأي وهذا هو

188-6/181م( 1991هـ/1411( ابن منظور، لسان العرب )بيروت، دار صادر،1

Page 8: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

8

قال: فما .لمعنى واحدإسمان هما، قلت: قال: فما القياس:؟ أهو اإلجتهاد؟ أم هما مفترقان؟"

داللة موجودة، وعليهعلى سبيل الحق فيه أو كل ما نزل بمسلم ففيه حكم الزم، جماعهما، قلت:

؛ اللة على سبيل الحق فيه باإلجتهادلم يكن فيه بعينه طلب الدإذا و كان فيه بعينه حكم : إتباعه؛إذا

.2"واالجتهاد هو القياس

اإلمام تعقبه، والتعريف عامة أهل العلم على خالف هذاس و اإلجتهاد، و لكن افسوى الشافعي القي

فين من كان يجتهد بسبب أ؛ فاسد طلب الحق، فياالجتهاد بالقياس تسوية( بأن 2)البرهان، ج الحرمين

طلب النص ليس قايسا مع أنه مجتهد.

كما قال النبي صلى مبالغة فقط،جازي، فسوى بينهما مالمعنى ال عن الشافعي رحمه هللا أنه أراد بهيتعذرو

القياس الحقيقي كما . و ليس مرا ده بهإذ القياس هو أهم مباحث اإلجتهاد هللا عليه وسلم: "الحج عرفة"؛

.3"هذا المقصود صلويسمى ذلك)القياس( اجتهادا مجازا ايضا، ألن ببذل المجهود يح": السرخسي بين

.نظر المجتهد فيالقياس هوإدراك العلة : الثانيالمنهج

فيذهب بعض األصوليون إلى أن القياس من عمل المجتهد، ويرى أصحاب هذا المنهج أن للمجتهد دخال

كان مدركا لحكم هللا تعالى الحكم في الفرع، سواء إثبات فيإدراك العلة المشتركة بين األصل والفرع، و

: ما يلىالقياس ك واعرفمخالفا له. فأو

نفيه عنهما، بأمر جامع بينهما أو حكم لهما إثبات فيوم على معلوم حمل معل (القياس"أنه ): لياالعز قال

.4"نفيهما عنهماأو حكم أوصفة إثباتمن

.5علة الحكم عند المثبت" فيشتراكهما معلوم آخر ال فيإثبات حكم معلوم عرفه اليضاوي:"وهو

.6"علة حكمه عند الحامل فيهو حمل معلوم على معلوم لمساواته "عرفه ابن السبكي:

قولهم "إثبات" أو "حمل"، وقولهم "عند الحامل" أو"عند المثبت" إشارة إلى أن مدار القياس عندهم فيو

ويعترض على هذا بأن اإلثبات هو ثمرة وأنه فعل من أفعال المجتهد. نظر المجتهد، فيإدراك العلة

القياس ال القياس نفسه.

413م(، 2116هـ/1426العلمية،)بيروت، دار الكتب ( اإلمام محمد بن إدريس الشافعي، الرسالة2

2/143( أبوبكر محمد بن أحمد السرخسي، أصول السرخسي)بيروت، دار المعرفة( 3

2/96)بيروت، دار إحياء التراثى العربي(، ( أبو حامد الغزالي، المستصفي من علم األصول4

3/5م(، 2114هـ/1424)بيروت، دار الكتب العلمية،( ناصر الدين عبد هللا بن عمر البيضاوي، منهاج الوصول إلى علم األصول 5

81م( 2113هـ/1424( تاج الدين عبد الوهاب السبكي، جمع الجوامع في أصول الفقه )بيروت، دار الكتب العلمية،6

Page 9: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

9

الفرع المقيس عليه. فيظهار الحكم إالقياس هو المنهج الثالث:

مثل ،وضعه الشارع ،دليل شرعية وهو ،هللا تعالى من عملعمال القياس اعتبروأنصار هذا المنهج إو

.ويدرك حكم هللا فيه عن طريق النظر ،وانما المجتهد يظهر عالمات القياس ؛كتاب والسنةلا

: ومن تعريفاتهم ما يلى

حد القياس أن يقال فيختار متعريفاته المعروفة وإبطال كل واحد منها:" والقال األمدي بعد إيراد جميع

.7العلة المستنبطة من حكم األصل" فيأنه عبارة عن اإلستواء بين الفرع واألصل

8."علة حكمه في صل ألا هو مساواة فرع "وقال ابن الحاجب:

وليس له إال إظهار المساواة التى نصبها وتعريفهم بـ"المساواة" مشعر على أنه ليس من عمل المجتهد،

إنما المساواة ، ففعل القائس من والقياس ،لمقيسلى هذا التعريف أن المساواة صفة لولكن يرد ع هللا فيه.

والحق في الحد أن .لقياس الفاسدا ال يشمل نتيجة قياسه ال نفس القياس، ويعترض عليه أيضا بأنهتكون

ثم يفرق بين الصحيح والفاسد. ،يعرف الماهية بما هي

التعريف الراجحالمطلب الثالث:

أحد إال ز، ولم يعرفهبمعنى المجا أخذإذا خص إالتعريف باأل ،قياس باإلجتهادأن تعريف الذكرنا

،رفكلها صحيح ومعتب ،ىخراألمن تعريف أصحاب المناهج رحمه هللا. وما أورد الباحث –عي فالشا

و ، وال مشاحة فيه؛صطالحألنه راجع إلى اإلو ؛ومانعا عن غيره ،لكونها جامعا ألفراد القياس المعتبرة

. القياس وال الفروع الفقهية معنى فيال أثر له التعريف فيتنوعات فهذا ال ،مآل التعريفات واحد اليختلف

وصف واحد فيإشتركا إذا ،وأن حكم األصل يلحق بالفرع ،أربعة اسأركان القي على أن اتفقوا وكلهم

هم إشارة إلى رأي ،تعريفاتهم في على إختيارهم بعض األلفاظ اتاالعتراض الشرع؛ ولكن يرد فيمعتبر

إلي هذه اإلعتراضات، عند بيان التعريفات؛ ر ، و قد أشيأهو فعل هللا أم فعل المجتهد؟ صفة القياس؛ عن

ه هنا.ال حاجة إلى تفصيلف

إلحاق صورة فيتحقيقا لكل ما قيل فيه: أن القياس بذل الجهد وضيح ماهية القياس،ت فيالباحث قول وي

يقتضي ذلك الحكم. ،مجهولة الحكم بصورة معلومة، الشتراكهما على جامع

111-3/111( سيف الدين أبى الحسن اآلمدي، اإلحكام في أصول األحكام )بيروت، دار الكتب العلمية( 7

4/131مختصر ( ابن الحاجب ،8

Page 10: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

10

شرح التعريف:

أصحاب كما قال –كان مثبتا سواء هد" على أن للمجتهد نظر في القياس،"بذل الج يشعر قول الباحث

والتسوية ويشمل "اإللحاق" الحمل .أنصار المنهج الثالثكما قال –، أو مظهرا لحكم هللا فيه المنهج الثاني

أي المقيس. والمقصود -الحكم بجامع. والمراد بـ"الصورة المجهولة " هو الفرع فيبين األصل والفرع

أي المقيس عليه، ألن حكمه معلوم من النص. و"الجامع" هو العلة –من "المعلومة" هو األصل

.المشتركة بين األصل والفرع

المثال للقياس:

أن األرزهو :وبيان ذلك ثبوت الربا بجامع وجود الطعم فيه. فياألرزعلى البر قياسله ب ويمكن أن يمثل

إثباته فال نعرف حكمه قبل ، الخبر في ، لعدم ورود حكمههو محل النزاع الذيالمقيس أي –الفرع

ن حكمه ثابت بحديث الربا إل ،هو محل اإلتفاق الذيالمقيس عليه أي –والبر هو األصل القياسحب

وبه ،والطعم هو العلة المشتركة بين األرز والبر ؛الفرع فينريد إثباتها الذيوالربا هو الحكم المشهور؛

الفرع. فيثبت الحكم ي

حجية القياسالمبحث الثاني:

حجية القياس أيضا على ور الدنيوية، واتفق العلماءاألم فيعلى أن القياس حجة بين المفكرين ال خالف

شرعية أصلية عند حجة فهو ،القياس الشرعي فيوإنما الخالف ؛صلى هللا عليه و سلمالصادر من النبي

واتفق عليه و عمل به األصحاب والتابعين، والفلسفيين،الجمهور من الفقهاء والمتكلمين والمنطقيين

شرطوا لقبولها وغيرهماال ان بعض الظاهرية ،الفروع فيو اعتمدوا عليها ،المذاهب األربعة المشهورة

اإلجماعتنوعة من الكتاب والسنة وبدالئل م ،واستدل كل منهم على ما ذهب إليه !،بتمام انكروهاأو

. 9أيضا عقليةالدلة األبرأيهم واستنصروا

حجية القياس فيالمذاهب المطلب األول:

؛على مذاهب ،باعتباره دليال شرعيا كالنص ،ى القياسب العمل بمقتضوجو فيتنوعت آراء العلماء

:أشهرها ما يلى

14-3/9( 2114هـ/1424( تقيى الدين على السبكي، اإلبهاج في شرح منهاج الوصول )بيروت، دار الكتب العلمية، 9

Page 11: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

11

مذهب الجمهوراألول:

الصحابة ؛ وبه قالووجوب العمل به شرعا ،جواز التعبد بمقتضي القياس عقال ذهبوا إلى جماهير العلماء

رحمهم هللا. واستدلوا لجوازه -أي أبو حنيفة والشافعي واإلمام مالك وأحمد -ربعة ألئمة األن واووالتابع

األمثال واألشباه من قضية العقل، فهو يسوي بين ، وبأن اعتبار بأنه ال يلزم من وقوعه محال أصال ،عقال

.10ال يحصل بغيره، والعقل يجوز ما فيه مصلحة تعبد بالقياس مصلحة فيالحكم. و فيالمتماثالت

مذهب المعتزلة :الثاني

أكده، فثبت يوإنما الشرع والنصوص عقال القياس يجب العمل ب أنه ،من المعتزلةقال أبو الحسين البصري

من أصحاب مذهب الشافعية، –وقال القفال وأبوبكر الدقاق عندهم وجوب العمل بالقياس عقال وشرعا.

.11بهذا المذهب

ولكن بالنبي صلى هللا عليه وسلم، والنبوة قد انتهى يشمل كل الحوادث، واستدلوا له بان الشريعة كاملة

، لكي ال فوجب القياس شرعا فيما ال نص فيه من الحوادث الجديدة ؛حوادث يحدث ويتجدد وال نهاية لهاال

. ألنه يوجب قياس ما اتفق فيه العللاما عقال فو. يخلو شريعة هللا من األحكام

مذهب الظاهرية الثالث:

الجمهور. فالتعبد بالقياس ما قال به عكس إلى - وعلى رأسهم ابن حزم األندلس -أصحاب الظاهرية ذهب

الشرع ما يدل على العمل بالقياس، وإكان فيأي لم يرد – شرعايجوزالتعبد به ال عندهم عقال، وجائز

. و ال يعمل النص ودليله بفحوىأو ،بالنصفيها حكم هللا ثابتا ال توجد حادثة اال و ألنه ؛وقوعه جائزا عقال

ولكن الداود الظاهري يقبل القياس الجلي فقط، فقياس األولى و المساوئ .اإلجماعاال بالكتاب و السنة و

.12مقبول عنده

مذهب الشيعة الرابع:

قالوا بحجية -فرق من الشيعة - ولكن الزيدية ؛عبد بالقياس عقالبعض علماء الشيعة قالوا باستحالة الت

القياس

112-2/99؛ الغزالي، المستصفي 199( محمد بن على الشوكانى، إرشاد الفحول إلى تحقيف الحق من علم األصول )دارالفكر( 10

199؛ الشوكاني، إرشاد الفحول 3/9؛ ابن السبكي، اإلبهاج 2/198نهاية السول في شرح منهاج الوصول ( جمال الدين اإلسنوي، 11

( المراجع السابق12

Page 12: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

12

وذهب إليه أبو بكر القاسانى ؛مواضع خاصة فيالقياس حجة كقبول ،أخرىآراء في حجية القياسو

:13صورتين فيكالهما من الشافعية؛ فيجب العمل عندهم –النهروانى فيوالمعا

]والسارق قوله تعإلى في، كما اإلجماعمنصوصا عليها ولو باألصل علة كانت إذا االول :

.14والسارقة فاجلدوا ايديهما ...[

]وال تقل لهما قوله تعالى فيالفرع كقياس الضرب على التأفيف فيولى أكان الحكم إذا :الثاني

.15أف[

فيابن السبكي موجزا . واوردها وحجيته الكتب عند البحث عن القياس فييوجد خرىتفاصيل أ هناكو

جمع الجوامع، وقال:

اتفاقا، وأما غيرها فمنعه قوم عقال، وابن :)الرازي( قال اإلمام ؛األمور الدنيوية في"وهو حجة

الحدود والكفارات والرخص والتقديرات، وابن فيحزم شرعا، وداود غير الجلي، وأبو حنيفة

أصول العبادات، وقوم فيقوم األسباب والشروط والموانع، و فيعبدان مالم يضطر إليه، وقوم

فيالعقليات، وآخرون فيلم يرد نص على وفقه كضمان الدرك وآخرون إذا الجزئي الحاجي في

.16"ياألصلالنفي

: خالصة الكالم

: حجية القياس فيأن هناك ثالث فرق األقوال السابقةهم من هذه ويف

.قبول القياس الصحيحة مطلقا؛ منهم الجمهور والمعتزلة يرى (1

من الشيعة و بعض الظاهرية. يزعم بعدم قبوله مطلقا؛ مسلك فرق (2

.أماكنة مخصوصة؛ منهم النهروانى والقاسانى فيقبول القياس يرى (3

من األدلة النقلية والعقلية.القول األول هو الصحيح لما أوردنا

199؛ الشوكاني، إرشاد الفحول2/198( اإلسنوي، نهاية السول13

3( سورة المائدة:14

23( سورة بنى إسرائيل 15 81( ابن السبكي، جمع الجوامع 16

Page 13: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

13

موجزينأدلة الالمطلب الثاني:

وغيرها. وردوا جميع ما استدل به اإلجماعو بادلة شتي من الكتاب والسنة ،لقبول القياس استدل الجمهور

المنكرون للقياس.

:من القرآن ألدلةا

فاعتبروا يا ]كقوله تعالى: آياته. فياستدلوا بعموم االيات اللتي يطلب هللا فيه التفكير واالعتبار (أ

.17[أولى االبصار

إلى من شيئ معلوم فهكذا القياس انتقالٌ ؛غيرهإلى شيئ انتقال من ووجه االستدالل أن معنى االعتبار هو

شيئ غير معلوم.

منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل ن آمنوا ال تقتلوا الصيد وأنتم حرم، ومن قتلهالذيياأيها ]( قوله تعالي: 2

.18 [من النعم، يحكم به ذوا عدل منكم

والقياس ايضا اجتهاد ليفهم االجتهاد.إلى مثل ولم يبينه ولكن وك ل االمر االستدالل بأن هللا لم يحدد الو

المثل.

االمر لى أوالرسول وإلى لو ردوه والخوف أذاعوا به، أو ر من األمنجاءهم أمإذا و]( وقوله تعالى: 3

.19[منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم

، واإلستنباط هو استخراج ’ن يستنبطونهالذيب‘هللا ووصفهم والمراد بأولي االمر هم العلماء والمجتهدون.

المعنى من النص بالرأي والفكر، وهو المراد بالقياس.

هو واستدلوا بآيات أخري التى يذكر هللا فيه عن ضرب المثال. فقالوا أجاز هللا تشبيه الشيئ بالشيئ. فهذا

.20القياس

2( سورة الحشر:17

95( سورة المائدة/18

83( سورة النساء:19

14-3/11؛ ابن السبكي، اإلبهاج 813-2/811؛ اإلسنوي، نهاية السول 212-211؛ الشوكاني، إرشاد الفحول 411( الشافعي، الرسالة 20

Page 14: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

14

: دلة من السنةاأل

على اإلجتهاد. فروي شعبة عن معاذ أن معاذ بن جبل ،أقر النبي صلى هللا عليه وسلم ما -1

إلى اليمن قال: كيف تصنع إن عرض لك قضاء؟ قال: لما أرسله النبي صلى هللا عليه وسلم

كتاب هللا؟ قال: فبسنة رسول هللا صلى هللا عليه فيكتاب هللا، قال: فإن لم يكن فيأقضى بما

فضرب رسول قال: قال : أجتهد رأيي، وال آلو.سنة رسول هللا؟ فيفإن لم يكن قال وسلم،

.21رسول هللا" ههللا لما يرضا رسول وفق رسول الذيالحمد هلل "وقال: ،يهللا صدر

حكم إذا و ؛ثم أصاب فله أجران ،حكم الحاكم فاجتهدإذا هللا عليه وسلم :" صلىقال النبي -2

.22فاجتهد ثم أخطأ فله أجر"

عدة أمور. كجواب فيهللا عليه وسلم انه طبق القياس واستدلوا ايضا بما ورد عن النبي صلى -3

فقال:"أرأيت ؛هللا عليه وسلم لجارية الخثعمية لسؤالها عن أبيها مات وعليه قضاء صلى النبي

23ال:"فدين هللا أحق بالقضاء"ان ينفعه ذلك؟" قالت: نعم. قلو كان على أبيك دين فقضيته ، أك

الشرع. فيعلى أن القياس مقبول دليال فييك وقائعهذه ال فيقياس النبي صلى هللا عليه وسلم و

: االدلة من أقوال الصحابة

المانع - رضي هللا عنه -بكري التي قاس فيها الصحابة. كقتال أبمن الوقائع مارويب واستدل الموجزون

بحده ،الشارب المسكر على القاذف -كرم هللا وجهه –ي وقياس عل ،الةلصمن الزكاة قياسا على تارك ا

قولو فعليه حد المفتري. ؛هذي افتريإذا هذي وسكر إذا شرب سكر، وإذا ثمانين جلدة وعلل بانه

صدرك مما لم يبلغك فيالفهم الفهم فيما يحتاج "ي البصرة قال : البي موسى االشعري لما أرسله العمر

على ابن . وقياس ابن عباس الجد "الكتاب والسنة. واعرف االشباه واالمثال وقس االمور على ذلك في

غيرهم من الصحابة رضوان هللا عليهم أجمعين دليل ظاهر هكذا ما روي من و حجب االخوة. فياالبن

.24على أن القياس دليل شرعيى أقره االسالم

: باب ما جاء في القاضي كيف في السنن الترمذي أخرجهو ؛3119: باب إجتهاد الرأي في القضاء، رقم الحديث: في السنن ابو داودأخرجه ( 21

1/162م( 2112هـ/1422؛ ابن قيم الجوزي، إعالم الموقعين )القاهرة، دار الحديث، 1249يقضى، رقم الحديث:

4584( رواه مسلم، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ، رقم الحديث: 22

2149رقم الحديث : ( رواه مسلم، كتاب الصيام، باب قضاء الصيام عن الميت: 23

213؛ الشوكاني، إرشاد الفحول 165-1/163؛ ابن قيم، إعالم الموقعين 816-2/814( اإلسنوي، نهاية السول24

Page 15: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

15

: دلة العقليةاأل

القرآن والسنة. فيواستدل الجمهور بأدلة عقلية يوجب االستدالل بالقياس. وقالوا بأن النصوص محدود

ولكن لم.ة مع الرسول هللا ى هللا عليه وسوال مجال لنص جديد حيث اكمل هللا هذا الدين و اختتم النبو

حكم هللا من ولئال يعطيى شيئٌ ،االمور والمشاكل يتجدد واحد اثر اخري. فال بد من القياس ليتم أمر هللا

و ال يلزم من وقوعه محال أصال، بل فيه مصلحة يقبله.وقالوا أيضا بأن العقل السليم يقر القياس و فيه.

صورة من الصور، وعلم من فيرأي دليال قطعيا يثبت حكما إذا وذلك ألن المجتهد يميل إليه العقل؛

صورة أخرى، فيوجد هذا المعنى إذا ثمالحكم، ذلك القرائن أن هناك معنى يمكن أن يكون داعيا إلثبات

ومخالفته يوجب العقاب ألنه .أيضا هذا الحكم؛ غلب على ظنه ثبوت الحكم فيهما يعارض هناكولم يكن

مخالفة لما ثبت عنده من حكم هللا، فالعقل يرجح فعل ذلك جلبا للمصلحة ودفعا للمفسدة.

حجية القياس فيالقول الراجح المطلب الثالث:

أهي -دليلها فيوان اختلفوا ،أكثرالمسائل الفرعيةبحثنا الكتب الفقه ظهر لنا أن العلماء متفقون على إذا

فيابن حزم بالغ اال ما ،لى حجية القياس لفظية. فما ذكرنا من االختالف بين العلماء ع؟نص أم قياس

.اإلجماعلما أسلفنا من األيات القرآنية واألحاديث النبوية و ،ودعواه مردود بال شك .حجيتهانكار

مية،التس فيمع إختالفهم انهم من الجدير بالذكروفالذي يظهر للباحث أن القياس حجة في الدين بال شك.

ما اومنه؛ ها بعضهم باسم آخراسم وان - الفرع فيثابت صلعلى ان حكم االفي مسائل عديدة، متفقون

: يلى

.اإلجماعو السنةو الكتاب ك ألصل بأدلة قطعية ا فيكانت علية القياس ثابتة إذا (1

.كل منهما مشتمل علىبجامع االيذاء الالضرب على التافيف حرمة القياس الجلي كقياس (2

ا التسمية، واال فهم يعترفون انكرو لقياسامنكرو فكأن استنباطا.أو سماها داود الظاهري اما استدالال و

: 25كما بينه الشوكانى؛ به

"أن نفاة القياس لم يقولوا بكل ما يسمى قياسا وان كان منصوصا على علته أومقطوعا فيه بنفي

الفارق بل جعلوا هذا النوع من القياس مدلوال عليه بدليل األصل مشموال به مندرجا تحته. وبهذا

هذا النوع فييهون عليك الخطب ويصغر عندك ما استعظموه ويقرب إليك ما بعدوه ألن الخالف

214( الشوكاني، إرشاد الفحول 25

Page 16: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

16

الخاص صار لفظيا، وهو من حيث المعنى متفق على األخذ به والعمل عليه؛ واختالف طريقة

العمل ال يستلزم االختالف المعنوي"

ركان القياسأالمبحث الثالث:

اتفق ويفهم من تعاريف القياس أن له أربعة أركان، وهي: األصل، والفرع، والعلة، وحكم األصل.

هذا فيوكالمهم . ، وشروطها، و تفاصيلهاتسميتها فيولكن اختلفوا ر، ون على هذا القدالمجيز العلماء

.مايشبعه هذا البحث. ونورد هنا فيالباب كثير، ال نحتاج إليه

األصل األول: المطلب

وهو محل اإلتفاق إصلطالح األصوليين على الصورة المقيس عليها، في الركن األول هو األصل. ويطلق

:26على ثالث طرق األصلعلى تعيين و اختلفوالدالة النص على حكمه.

، وهذا مسلك المثال المذكور فيي الخمر أ - هو المحل الحكم المشبه به األصل الطريق األول:

.و نظار الفقهاء

المتكلمين.أي النص الدال على الحكم، وهذا مسلك - م المشبه بهكهو دليل الح: الثانيالطريق

، مسألة الخمر فيأي الحرمة - حكم نفسهال هو الطريق الثالث:

ولكن لكل وجه، ألن األصل ما يبتني عليه غيره وحكم الفرع مبني على كل واحد من األمور الثالثة؛ و

إستعماله لمعنىكون األصل هو النص نظر، ألنه ان كان كذلك، لبني الحكم على النص، ال القياس؛ و أما

الكتب والبحوث. فيهو الشائع ،األول

الفرعالثاني: المطلب

،تعدي إليه الحكم الذيقيس مالصورة ال هو الفرع، يقصد األصوليون بهمن أر كان القياس الركن الثاني

فيسبق الخالف الذي تعيينه فييجري والنصوص. فيلم يرد عنه شيئ الذيوهو محل النزاع

محل النزاع، ولم في الذيأي النبيذ، وقيل هو الحكم نفسه –؛ فيقال أنها محل الحكم المختلف فيه األصل

بن حزم، ؛ د. لخضر لخضاري، تعارض القياس مع خبر الواحد وأثره في الفقه اإلسالمى )بيروت، دار ا3/111( اآلمديي، اإلحكام، 26

4/156؛ ابن الحاجب، مختصر مع رفع الحاجب 121م( 2116هـ/1421

Page 17: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

17

هو النص الدال على الحكم، ألن الدليل هنا هو األصلب قياسا على ماذكر بأن المراد دليله يقل أحد أنه

القياس.

الثالث: العلة المطلب

بينه وبين األصل، ويلحق بها حكم العلة هي الركن الثالث للقياس، وعليه مداره. وهو األمر المشترك

ابن السبكى المحتوي قول فيه بنقل فيتعريفه أقوال ال يسع لها هذا البحث، فنكت فياألصل إلى الفرع. و

: قال ابن السبكى لهذه الخالفات إختصارا.

المعرف، وحكم األصل ثابت بها ال بالنص خالفا للحنفية، وقيل الرابع العلة؛ قال أهل الحق "

المؤثر بذاته، وقال الغزالي بإذن هللا وقال اآلمدي الباعث عليه، وقد تكون دافعة أو رافعة أو

.27فاعلة األمرين، ووصفا حقيقيا ظاهرا منضبطا أو عرفيا مطردا..."

األصلحكم الرابع: المطلب

بأدلة ابتاث يتعلق بفعل المكلف وجوبا أو حظرا أو تخييرا. ويكون الذيصل الركن األخير هو حكم األ

لكونه شبيها باألصل بجامع العلة. ،الفرع أيضا في شرعية كالقرآن والسنة. والقياس يثبت هذا الحكم

معنى التعارضالفصل الثاني:

اللغة وإصطالح األصوليين، وال نورد شروطه وأركانه ألنا النحتاج إليه فينفصل فيه معنى التعارض

هذا لبحث. في

التعارض لغةالمبحث األول:

وعارضته فى المسير أي يقال : عارض الشيئ بالشيئ معارضة : قابله، ،التعارض على وزن تفاعل

فالتقيا، ويقال : عارضته بمثل سرت حياله، وعارض فالن فالنا إذا أخذ في طريق وأخذ في طريق آخر

.28ما صنع أي أتيت إليه بمثل ما أتى وفعلت مثل ما فعل

84( ابن السبكي، جمع الجوامع 27

186-1/165( ابن منظور، لسان العرب 28

Page 18: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

18

إصطالحاالتعارض المبحث الثاني:

ه بين وقوع فيإختالفهم شروط التعرض و فيإختلف األصوليون في تعريف التعارض تبعا إلختالفهم

هذا البحث بإيراد بعض في فيفال نذهب إلى تفاصيل هذا اإلختالف، بل نكت األدلة القطعية أو الظنية.

ختيار واحد منها.التعارف المشهور وإ

على وجه يوجب كل واحد منها ،عرفه السرخسي وقال: "وأما الركن، فهو تقابل الحجتين المتساويتين

."29كالحل والحرمة والنفي واإلثبات ى،خراألضد ما توجبه

أن التعارض هو التناقض؛ واعترض على هذه التعريف فيالمستص في وقال ،الغزالي بالتناقضاه وسو

، وقالوا ال يقع التناقض األصوليون، ومنهم من فرق بينهمابأنه تعريف لفظي، وأيضا لم يتفق على تسويته

.30بين األدلة الشرعية أصال

شرحه على المنهاج بأنه تقابل األمرين على وجه يمنع كل واحد منها مقتضى فيوعرف األسنوي

. واستعمل البيضاوي وابن الباب فيصاحبه. وتعقب عليه بأن قوله "األمرين" أشمل وأعم مماهو المراد

.31السبكي والشوكانى التعادل بمعنى التعارض

التعريف ، ولكن هذا 32"األمارتينشرع استواء ال فيوعرفه الشوكانى وقال: "وأما التعادل فهو التساوي و

متعارضين. اأن يكون بين الشيئين اإلستواء ه ال يلزم منألن غير مانع،أعم و

ويمكن أن يقال أن المراد بالتعارض هنا هو التقابل بين األدلة الشرعية بحيث يقتضى أحدهما خالف ما

.اآلخريقتضى

2/12، أصول السرخسي، )بيروت، دار الكتب العلمية( بكر محمد بن احمد بن ابى سهل السرخسى واب (29

32التعارض والترجيح عند األصوليين وأثرهما في الفقه اإلسالمى ( محمد إبراهيم محمد الحفناوي، 30

؛ 2/551م(1998هـ/1418( عبد الرحمن البنانى، حاشية البنانى على شرح المحلي على متن جمع الجوامع )بيروت، دار الكتب العلمية، 31

2/963البيضاوي، منهاج الوصول مع شرح اإلسنوي

213( الشوكاني، إرشاد الفحول 32

Page 19: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

19

الفصل الثالث: معنى الترجيح

هذا الفصل عن معنى الترجيح لغة واصطالحا، وال نذهب إلى أقسامه وصوره. فينبحث

الترجيح لغةالمبحث األول:

ح، ورجح الشيئ بيده: و زنه ونظر ما ثقله. ورجحت ترجيحا إذا أعطيته راجحا؛ الترجيح مصدر رج

.33ورجح الشيئ يرجح رجوحا ورجحانا : مال

األصوليينالترجيح عند المبحث الثاني:

ولكن ذهب ؛الترجيح أحد طرق دفع التعارض بين األدلة الشرعية كالجمع بينهما، ومعناه واضح

تعريف أيضا نظرا لهذه فيالمسائل األصولية، واختلفوا فياألصوليون إلى التفاصيل حسب رأيهم

كي يظهر معناه فقط. ،على نماذج منه فيالتفاصيل، وال نريده هنا ونكت

.34ى ليعمل بها"اآلخروي: "الترجيح تقوية إحدى األمارتين على عرفه اليضا

المجتهد، ولكن يرد على هذاأنه حد عمل من فهذا التعريف مبني على رأيه أن الترجيح صفة األدلة وليس

يشير إلى أي الدليلين الظنين، – وقوله"األمارتين" للرجحان أو الترجح ال للترجيح ألنه عمل شخص.

وبين القطعي والظني. عدم التعارض بين القطعيين

وعرف معناه: "اقتران األمارة بما تقوي بها على معارضها" فيأيضا الشوكانى ابن حاجب و وتعريف

.35وغيره هذا اإلتجاه اآلمدي على

بأنه تقوية أحد الطريقين، ليعلم األقوي فيعمل الرازي هكما عرفأيضا بمعنى أنه عمل المجتهد، وعرف

المجتهد. فعلى عمل هذا هو الصحيح ألن الترجيح يشعر على أنه عمل عامل، وهنا هو به، ويطرح اآلخر.

ي.اآلخرهذا يمكن أن يقال أن الترجيح تقديم المجتهد أحد الدليلن المتعارضين لما له مزية على

التمسك بالترجيح، وأنكر بعضهم العمل بالترجيح وقالوا يلزم التخيير أو و اتفق أكثر العلماء على جواز

التوقف عند التعارض، وال يرجح أحد الظنين وإن تفاوتا. ولكن هذا غير صحيح لترجيح الصحابة بين

.36. واألصح أن العمل بالدليل الراجح واجب اقتداء بالصحابةفي عدة وقائع األخبار المتعارضة

2/445( ابن منظور،لسان العرب 33

2/911( البيضاوي، منهاج الوصول 34

؛ اإلسنوي، نهاية السول 1/19م( 1996هـ/1411( عبد اللطيف البرزنجى، التعارض والترجيح بين األدلة الشرعية )بيروت، دار الكتب العلمية، 35

4/461اآلمدي، اإلحكام ؛ 4/618؛ ابن الحاجب، مختصر 213؛ الشوكاني، إرشاد الفحول 2/911

Page 20: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

20

التعارض والترجيح بين األقيسة الباب الثاني:

،ارض والترجيح بين األقيسة. أوالالتع آن الوقت للبحث، حتاج إليه البحثبيان معانى األلفاظ وما يبعد

و سبب وقوعه، ثم ينتقل إلى بيان كيفية الترجيح بين القياس فيإمكانية التعارض حث عنايتكلم الب

المتعارضين.القياسين

التعارض بين االقيسةالفصل األول:

يحتوي هذا الفصل بحثين:

،وقوع التعارض بين األقيسة إمكانية (1

.الخالص من التعارض بين االقيسة وكيفية(2

المبحث األول: إمكانية التعارض في القياس

:على ثالث صور ينحصر امكانية وقوع التعارض بين قياسين

قياسين قطعيين بين تعارضالاالول :

تعارض بين قياسين ظينينال: الثاني

ظني اآلخرعارض بين قياسين أحدهما قطعي وتالالثالث:

؛ محال قطعيينالقياسين التعارض بين الع وقووالراجح ان الثالث،فتحدث العلماء حول هذه الصور

ظن عند القطع ال يحصل اذ ،قياس ظني وقياس قطعييقع التعارض بين وال ، لكونه إجتماع النقيضين

ظنيين فقط.قياسين يمكن ترجيح القطعيى على الظني ابتداءا. فانما يقع التعارض بين بالنقيض، وأيضا

.37قياسين ظنيين متعارضين الترجيح بين نحصروحينئذ ي

4/461؛ اآلمدي، اإلحكام 4/618؛ رفع الحاجب 3/115( ابن السبكي، اإلبهاج 36

4/462( اآلمدي، اإلحكام 37

Page 21: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

21

القياس فيأسباب التعارض المبحث الثاني:

، فيختلف قوة بعضها قطعي و بعضها ظني –الحكم مختلفة فيؤثرة مالقياس مداره على العلة. والعلل ال

ان كان و ال مجال فيه لكثرة االختالف.ف ،ان كان العلة ثابتة بالنصف. القياس بحسب قوة العلة و الدليل

فيختلف القياس من مسالك العلة. ةلك مختلفتعيينه مسا فيفيسلك كل واحد ،العلة ثابتة باستنباط المجتهد

التعارض بين األقيسة، ألن عقل المجتهدين متفاوت و وقوعو لذا يكثر العلة. همحسب تعيين ،والحكم

مختلف.

: نافالحاصل أن القياس نوع

: و ذلك ما يثبت فيه الحكم قطعا، كما إذا نص الشارع عند الحكم على القياس القطعي: االول

لتعارض اال مجال ل يوجد فيه فال علته، و قطع بثبوتها في الفرع. فال شك أن حكم األصل ثابت في الفرع،

.نادرا

وذلك لكون دليله أو علته ظنيا، كما إذا : وهو ما ال يثبت فيه الحكم قطعا، :القياس الظني الثانيو

ين تلك العلة مسالك مختلفة. وليست هذة المسالك لم ينص الشارع على علة الحكم، فيسلك الفقهاء في تعي

مؤداها الظن.كلها قطعية، بل معظمها ظنية،

فيهفإذا كان العلة ظنيا، وسلك المجتهدون لبيانهم مسالكهم الخاصة، يختلف قياس بعضهم من بعض. ألن

.38العقول واألفهام. ومن هنا يكثر تعارض األقيسة لإلختالف طبعا لتفاوتمجال

طرق الخالص من التعارضالمبحث الثالث:

والجدير بالذكر أنه ال .المتعارضة بقية االدلة فيكما ،فهناك طرق للخالص منه ،تعارض القياسانإذا

. ولم يتكلم في زمن الوحي ألن النسخ خاص باألدلة النقلية ؛يكون هناك مجال لنسخ أحد القياسين

إذ ال يحتاج إليه؛ ألن القياس من عمل ،بين القياسين دفع التعارضطريقة ل ،األصوليون عن الجمع

إن تعارض قياسان من المجتهدين أو من مجتهد واحد بنفسه، فال يضطر المجتهد حسب عقله و فكره، ف

الشارع، ة، فهي صادر من هللا ورسوله وهم إلى الجمع، ألن فيه مجال للخطأ و الغفلة، بخالف األدلة النقلي

جمع بينهما حسب اإلمكان.همنا النصوص، فعلينا أن نفال يقع منهم زلة و ال خطأ، وإنما الخطأ في ف

2/242؛ والبرزنجي، التعارض و الترجيح 381( الحفناوي، التعارض والترجيح 38

Page 22: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

22

ترجيح فيه خصلتان، و هما إنما بقي يبقى الجمع والنسخ طرقا للخالص من التعارض في األقيسة، و فلم

يقدمه ،ألحد الجانبين امرجح اان وجد شيئف .لعمل به ان أمكنلالمجتهد أحدهما إختيارأحد القياسين أو

اسقاط الدليلين. ولكن يجوز إلى فال يتبادر ،يؤيد أحد القياسين اشيئ وان لم يجد. و يعمل به اآلخرعلى

ولكن بعد ،ف يعمل أيضا بأحدهمااألحناوعند ،و يعمل به مطلقا عند الشافعية ،للمجتهد أن يختار أحدهما

.39استفتاء قلبه فقط

متعارضينالقياسين الالترجيح بين الفصل الثاني:

عدده فيوأختلفوا أنواعا كثيرا.تعارضا، وعينوا فيه إذا تكلم األصوليون عن طرق الترجيح بين القياسين

إختالفا شديدا: و تسميته قسيمهوت

أصل القياس، وقد إلى فإن كان التعارض بين قياسين، فالترجيح بينهما قد يكون بما يعود ": 40قال اآلمدي

أمر خارج".إلى مدلوله، وقد يكون بما يعود إلى بما يعود فرعه، وقد يكون إلى يكون بما يعود

-’ اإلحكام في أصول األحكام‘في كتابه - ، و لعل اآلمديكثيرة اواحد منه، وأورد تحته أنواعثم بين كل

واختالفهم بيان آراء العلماء تفاصيل و المع هو الذي أورد أكثر احتمال الترجيح بين األقيسة المتعارضة

.فيه

، والثالث بحسب دليل العلية الثاني، و بحسب العلةاألول الترجيح خمسة وجوه:إلى وقسمها البيضاوى

؛ ولم يتناول كتابه التفاصيل و 41بأمور خارجية، والخامس بحسب كيفية الحكم، والرابع بحسب دليل الحكم

على -’التعارض والترجيح عند األصوليين‘في كتابه - الحفناوي وإعتمد .األمثلة، و إنما عده مختصرا

.42هذا التقسيم

2/243( البرزنجي، التعارض والترجيح 39

4/481( اآلمدي، اإلحكام، 40

216-3/199؛ ابن السبكي، اإلبهاج، 1119-2/1111( البضاوي، منهاج الوصول مع شرح إلسنوي، 41

381( الحفناوي، التعارض والترجيح، 42

Page 23: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

23

بحسب الدليل الدال :الثانيبحسب العلة، و :: األول الترجيح على سبعة أنواع عنده يكونفالشوكانى و أما

:بحسب دليل الحكم، والخامس :الدال عل علية الوصف للحكم، والرابع بحسب :على وجود العلة، والثالث

.43بحسب الفرع :بحسب األمور الخارجية، والسابع :بحسب كيفية الحكم، والسادس

خمسة أقسام؛ ألن الترجيحات فيها يكونإلى تحديد أقسام الترجيح بين األقيسة ،ظن الباحثيغلب على و

فيكون مجموعها منحصرة في خمسة، باعتبار أمر خارج عنها. إما و ،األربعة بحسب أحد أركانه إما

وهي:وأما ما عدوه أكثر منها، فهو مندرج في أحد هذه األقسام الخمسة،

.األصلالمرحجات بحسب (1

.بحسب الفرع المرجحات (2

.ات بحسب العلةالمرجح (3

المرجحات بحسب الحكم. (4

.المرجحات بحسب االمور الخارجية (5

األصل المرجحات بحسب المبحث األول:

فان وجد ،األصلإلى تعارض القياسان يرجع إذا ركن من أركان القياس. ف - أي المقيس عليه - األصل

.ىاآلخرح على يرج ،ينالقياس فيه شيئا يقوي احد

: 44، و من أهمها ما يلىاألصلبحسب للترجيح وجوه هناكو

:األصلقطعية حكم ب الترجيح (0

االول على القياس فيقدم ؛ظني الثاني فيو ،أحدهما قطعي في األصلاسان و حكم تعارض القيإذا

.مما كان حكمه ظنية وأغلب أقوى ،الن ما كان حكمه قطعية ،الثاني

الفاسق في صحة اللعان منه، فيقول الشافعي : يصح، ألن ما صح من المثال: قياس األخرس على

ه الحنفية على شهاداته بجامع أنه يفتقر إلى الفاسق صح من األخرسن كاليمين؛ و وهذا مقدم على قياس

281( الشوكاني، إرشاد الفحول، 43

؛ البرزنجي، 644-4/163؛ ابن السبكي، رفع الحاجب 496-4/481( و التفاصيل موجود فى الكتب األصولى، و من أهمها: اآلمدي، اإلحكام 44

251-2/244و الترجيح التعارض

Page 24: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

24

لفظ الشهادة، ألن اليمين يصح من األخرس باإلجماع، وهو قطعي، و أما جواز شهاداته، ففيه خالف

بين الفقهاء.

، فيكون اآلخرأحدهما أرجح من فيولكن الظن ،هما ظنيافي األصلكان حكم إذا معنى هذا ما فيو

هو األولى.

:عليه امتفق األصل فيالترجيح بكون بقاء الحكم (0

بقاء فيى الذي اختلف اآلخرتعارض القياسان واصل احدهما متفق على بقاء حكمه، فيقدم على إذا

مما قيل فيه بأنه منسوخ، ما سلم من اإلحتمال واإلختالف أولى وأبقىألن حكمه بان قيل انه منسوخ.

.و إن كان القول بأنه منسوخ ضعيفا

:موافقا لسنن القياس األصلالترجيح بكون (3

هو معدول الذيعلى القياس ،حكمه غير معدول عن سنن القياس والقواعد الكلية الذيفيقدم القياس

قياس على ،على العاقلة وجوبه فيما دون الموضحة عليها الشافعية أرش قياس ترجيح : مثاله عنه.

األصل نأ وسبب الترجيح ؛ال على العاقلة على الجارح هبوجو في ،على غرامات االموالله الحنفية

.45الثانية ألنهما مختلفان فيه القياس خالفبالبدن، على جناية كونهما فيمشتركان والفرع فيه

:متفقا عليه األصلبكون تعليل حكم الترجيح (4

فيكون ما اتفق مختلف فيه، اآلخركان أحد القياسين المتعارضين مما اتفق على تعليل حكم أصله وإذا

.أولى مما اختلف فيه، ألن مدار القياس على العلة ،على تعليله

:للحكم الترجيح بقوة دليل المثبت (5

ه تقديم فياتفق العلماء ، فاآلخرأحد القياسين أرجح من دليل في األصلحكم للكان الدليل المثبت إذا

.اإلجماعثابت ب اآلخرو ،كان أحدهما ثابت بالنصإذا . ولكن إختلفوا فيمااآلخر على

2/516( حاشية البنانى على شرح المحلى لجمع الجوامع، 45

Page 25: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

25

واستدلوا لذلك بأن النص قابل للنسخ ،النصيقدم على ما ثبت ب اإلجماعالجمهور على ان ما ثبت بو

أن النص يقدم إلى وبعضهم ذهب .46هذا المذهب السبكي. واختاراإلجماعبخالف ،والتخصيص

.47واختاره البيضاوي مقدم على الفرع. األصلو ،األصل. الن النص هو مطلقا

الحقيقة نصان يرجح أحدهما فيصادر عن النص، فالمتعارض اإلجماعألن ،والصحيح هو األول

قول مقدم على الفرع؛ األصلفرعا للنص، و اإلجماع. وأما ما استدل به البيضاوي بكون بالقياس

المسألة ليس فرعه، بل فرع نص اخر. في اإلجماعكان المراد فرعه، ولكن إذا صحيح

:هعلى تعليل الترجيح بوجود الدليل (6

لبعده عن الخالف ،و جواز القياس عليه األصلعلى تعليل حكم خاص يرجح أحد القياسين بقيام دليل

.ولكونه أقرب للعقول

:ترجيح القياس بكثرة االصول (7

يعتمد على أصول أقل منه. الذيفيرجح على مخالفه ،كان أحد القياسين يعتمد على أصول كثيرةإذا

ومنعه عند الشوافع قياسا على ،على الخف عند الحنابلةقياسا الوضوء فيجواز مسح العمامة المثال:

لكثرة أصوله. الثانيالوجه واليدين والرجلين. فيقدم

الوضوء قياسا على سائر العبادات، وخالف فيه الحنفية وقالوا بعدم وجوبه فيوكذا كون النية واجبة

قياسا على غسل النجاسة. فيقدم القياس االول لكثرة أصوله.

المرجحات بحسب الفرع المبحث الثاني:

قليال؛ ألنخاصة ياسين بحسب الفرع الفرع هو ثانى األركان األربعة للقياس. ويكون التعارض بين الق

، إلتباعه هإثباتوقوة الفرع حكم كيفية إلى بالنظر ، فال يرجح قياسٌ األصل ثبت فيه قياسا علىيالحكم

الفرع فيالفرع؛ فإنه كلما ثبت العلة فية تهو كون العلة ثاب فيه،لترجيح فيه. وإنما يبقى مجال ا األصل

، وان شك في وجود العلة في الفرع يكون ثبوت الحكم فيه بال خالف ساويا لألصل، يثبت فيه الحكممت

، و اتبعه في كتبهم –كالبيضاوي – نلم يذكر بعض األصوليي ولقلة إمكانية الترجيح بحسب الفرع، ،ظنيا

3/215( ابن السبكي، اإلبهاج، 46

3/215؛ ابن السبكي، اإلبهاج، 2/1119( البضاوي، منهاج الوصول مع شرح اإلسنوي، 47

Page 26: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

26

و عد فزاد اآلمدي ، وأما49ذكر ابن حاجب ثالث أمور للترجيح بالفرع و، 48الحفناوي فلم يذكره أيضا

على عادته في خمسةإلى ، ولكن قسم الشوكاني نفس هذه األمور 50، وإتبعه البرزنجىخصلةلذلك أربع

.51التقسيم األمور

: ما يليكثيرة، و منها الفرعإلى الترجيحات العائدة و

:األصل( الترجيح بين القياسين بقوة اإلشتراك بينه وبين 0

على ما دونه. يرجح ما كان اشتراكها به أقوى ،األصلفرعهما مشترك بن الذيعند التعارض بين القياسين

وهذا كما قال ابن حاجب:" الفرع: يرجح بالمشاركة في عين الحكم، و عين العلة، على الثالثة، وعين

.52أحدهما على الجنسين، وعين العلة خاصة على عكسه"

:، و ذلك أربع صور ويحصل من هذا

وهذا يقدم على األقسام عين الحكم وعين العلة: فيأن يكون فرع أحد القياسين مشاركا ألصله (أ

المعنى األخص فقط أغلب على الظن من فياعتبار اإلشتراك ، ألن التعدية ببال شك – الباقية

المعنى األعم. فياإلشتراك

يقدم هذا على ما كان عين العلة وجنس الحكم: فيأن يكون فرع أحد القياسين مشاركا ألصله (ب

م وجنس العلة.جنس الحك فيمشاركا

تقديمه عليه،إلى عين الحكم وجنس العلة خالف؛ ذهب قوم فيتقديمه على ما كان مشاركا فيو

، وابن الهمام، وابن التفتازانى منهم - ذهب آخرونو ومنهم ابن الحاجب و الشوكانى، واآلمدي.

عين فيعلى ما كان مشاركا عين الحكم وجنس العلة فيالقياس المشارك تقديمإلى أمير الحاج،

ترجيح من اعتبار ل، أهم وأولى باالعلة وجنس الحكم. واستدلوا بإن اعتبار الحكم بكونه المقصود

.53العلة

عين العلة وجنس الحكم، ألن فيمن تقديم المشارك ،ما ذهب اليه األولعند الباحث جح والرا

فيالعلة هو األساس ألن ، وفيه لعلةاالفرع إنما هي نتيجة ثبوت إلى األصلتعدية الحكم من

التعدية وعليه مدار القياس.

381( الحفناوي، التعارض والترجيح 48

4/645جب مختصر ابن حا 49

2/214؛ البرزنجى، التعارض والترجيح 4/499( اآلمدي، اإلحكام 50

283( الشوكاني، إرشاد الفحول 51

4/645( مختصر ابن حاجب 52

4/645؛ ابن حاجب، مختصر 283؛ الشوكاني، إرشاد الفحول 2/212؛ البرزنجى، التناقض والترجيح 4/498( اآلمدي، اإلحكام 53

Page 27: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

27

وهذا يقدم على المشارك عين الحكم وجنس العلة: فيأن يكون فرع أحد القياسين مشاركا ألصله (ت

عين العلة وجنس الحكم فيتقديمه على المشارك فيجنس الحكم وجنس العلة إتفاقا، و في

الخالف المذكور.

وهذا أضعف من األقسام جنس الحكم وجنس العلة: فيأن يكون فرع أحد القياسين مشاركا ألصله (ث

من في ثبوته، كان أضعف على الظن ،المعنى األعم فيكلما كان اإلشتراك هألن ،السابقة

المعنى األخص. فياألشتراك

: ( الترجيح بتأخر الفرع عن أصله0

متقدما؛ يرجح ما كان الفرع فيه متأخرا، اآلخر في، واألصلأحد القياسين متأخرا عن فيان كان الفرع

.األصللسالمته عن اإلضراب، وبعده عن الخالف، ألنه يقطع بثبوت الحكم فيه بقياسه على

. 54وهذه الخصلة هي التى أضافه اآلمدي، و ذكره البرزنجي طبعا. و لم يذكر هذا ابن حاجب

: قطع بوجود العلة فيه( الترجيح بال3

ظنيا، فالقياس المقطوع بوجود علته في الفرع اآلخر فيأحد الفرعين قطعيا، و فيكان وجود العلة إذا

.55، لبعده عن إحتمال القادحمقدم على غيره

و مثال: قول الشافعية بنجاسة بول ما يؤكل لحمه، بجامع أنه مما يستحيل من الجوف، فأشبه بول اإلنسان.

هذا يعارض ما قاله المالكية بطهاة بوله، بجامع أنه مائع وردت الرخصة في إباحة شربه. فيرجح قياس

بال شك، بخال ف علة المالكية، فإنها صفة مختلف فيها، و ال يقطع –الشوافع ألن علتهم موجود في الفرع

.56بجودها في الفرع

: ( الترجيح بثبوت حكم الفرع جملة4

فيه معارضه الذي ثبت الحكمعلى ، يرجحال تفصيال – ثبت حكم الفرع فيه بالنص جملة الذيالقياس

وأما ما ثبت فيه الحكم .في ثبوت الحكم بالقياس لى الظنأغلب ع بغيره، ألن ما ثبت فيه الحكم جملة،

.57تفصيال، فال حاجة إلي القياس إذ الحكم ثابت بالنص

2/214؛ البرزنجى، التعارض والترجيح 4/645؛ ابن حاجب، مختصر 4/498( اآلمدي، اإلحكام 54

( المراجع السابق.55

4/645( ابن السبكي، رفع الحاجب 56

2/214؛ البرزنجى، التعارض والترجيح 4/645؛ ابن حاجب، مختصر 4/498( اآلمدي، اإلحكام 57

Page 28: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

28

المرجحات بحسب العلةالمبحث الثالث:

. بحسب العلةبين القياسين . ومن ثم كثر االختالف والتعارض القياسالذي عليه مدار ركانألأهم امن العلة

وذلك ما ،وفر طرق الترجيح بين القياسين باعتبار العلة. وتحدث العلماء عن كيفية استنباط العلةألذا

بين العلة و سموها قوادح العلة. فالترجيح فيعن اسباب القدح ايضا يسمى بمسالك العلة. وتحدثوا

ومن هنا وسع مجال الترجيحات بحسب العلة، وأطال باعتبار العلة يتعلق بهما. القياسين المتعارضين

األصوليون هذا البحث.

ها.إثباتق طرإلى ما يرجع منها و ،صفة العلةإلى يمكن الترجيح بحسب العلة بأمور، فمنها ما يرجع

الترجيح بحسب صفة العلة األول:المطلب

بأمور:الترجيح بحسب صفة العلة و

:حقيقيا( الترجيح بكونه وصفا 0

علته نفس الحكمة، ألن الذيعلى القياس ،حقيقياأحدهما وصفا فيعلة ال يرجح أحد القياسين ان كانت

مثاله ترجيح هو مظنة الحكمة مجمع عليه، بخالف التعليل بالحكمة. الذيالتعليل بالوصف الحقيقي

هو مظنة المشقة على التعليل بالمشقة. الذيالتعليل بالسفر

حكما أو وصفا عرفياأحد القياسين وصفا حقيقيا، فيقدم على ما كانت علته فيكانت العلة ما اومنه

نهما يحتاج إلى العرف والشرع.أل ألن الحقيقي ال يتفق على شيئ بخالفهما.شرعيا؛

وكذا يقدم ما كانت علته وصفا عرفيا على ما كانت علته حكما شرعيا؛ وذلك إلتفاق العلماء على التعليل

بالوصف العرفي بخال ف الشرعي.

( الترجيح بكون العلة وصفا وجوديا:0

عدمي. اآلخروجودي وأحدهما أو عدميين، يكوناأو قياس، فيقد يكون الوصف والحكم وجوديين

:58فحصل منه أربعة أقسام

.لحكم الوجوديعلى االتعليل بالوصف الوجودي .1

4/639؛ ابن السبكي، رفع الحاجب 2/211؛ البرزنجى، التناقض والترجيح 3/121؛ ابن السبكي، اإلبهاج 2/1113( اإلسنوي، نهاية السول 58

Page 29: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

29

.لحكم العدميى العالتعليل بالوصف العدمي .2

التعليل بالوصف العدمي على الحكم الوجودي. .3

التعليل بالوصف الوجودي على الحكم العدمي. .4

يرجح ما كانا عدمين على القسمين األخيرين، والقسم وهكذا كانا وجوديين على األقسام باقية؛ فيرجح ما

الثالث على الرابع.

فيألنه فرقة ينحصر ملكها الجديد، الخلع طالقٌ فيمثال تقديم الوجوديين على العدميين، قياس الشافعية

فيه فال ةالقديم بأنه فسخ ألنه ال رجع فيالزوج فيكون طالقا، فالحكم والعلة فيه وجودي. لذا يقدم على ما

عدمي.( كونه عدم الرجعية) والعلة (ال يكون طالقايكون طالقا، ألن الحكم )

ومثال تقديم العدميين على ماكان الوصف عدميا والحكم وجوديا، ترجيح قول الجمهور: المرأة ال تلي

التصرف في القضاء، فال تلي النكاح كالمجنون )كالهما عدمي( على قول الحنفية: ال تمنع المرأة من

.59المال، فتلي النكاح كالعاقل

( ترجيح المعلل بالبسيطة على المعلل بالمركبة:3

وصفا مركبا، فيرجح اآلخراي مفردا، وعلة –تعارض قياسان وكانت علة أحدهما وصفا بسيطا إذا

اإلجتهاد فيه أقل، وكلما أقل اإلجتهاد سلم من القدح. وهذا هو الوصف البسيط على الوصف المركب؛ ألن

.60مذهب متأخري الشافعية، واختاره السبكي والبيضاوي

التلخيص على انهما سواء. وقول في. وقال اإلمام الحرمين تقديم المركبة على البسيطإلى وذهب الحنفية

.61لعلة كان القياس أرجح، وهذا غير معقولألنه يؤدي أن يكون كلما زاد تركيب ا ؛ليس بصحيح الثاني

القديم بكونه فياألشياء األربعة الربوية. فيقدم على تعليله فيالجديد بعلية الطعم فيقول الشافعي :مثاله

را.اطعما و مقد

: الترجيح بكون العلة عامة( 4

علته خاصة ال يشتمل الذيعلى القياس ،جميع األفراد فيكان علته عامة توجد إذا ترجح أحد القياسين

بعض األفراد. ألن األعم أكثر فائدة من األخص إلشتماله أفرادا كثيرا.

4/641( ابن السبكي، رفع الحاجب 59

2/1112، البيضاوي، نهاية السول مع شرح األسنوي 111( ابن السبكي، جمع الجوامع 60

3/211( ابن السبكي، اإلبهاج 61

Page 30: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

30

جواز بيعه باإلنتفاع. ألن األول نجاسة، فيرجح على تعليل الحنفية مثاله: تعليل الشافعية منع بيع الكلب بال

.اع بهلعدم اإلنتف يشمل كل أفراد الكلب بخالف الثانية، فال يدخل فيه الجرو

: ترجيح المعلل بالناقلة( 5

ي غير متعدية؛ فيقدم خراألو أفراد كثرة،إلى أي متعدية - تعارض القياسان وكانت علة أحدهما ناقلةإذا

ي لكثرة فوائدها.اآلخرالناقلة على

: 62واختف األصوليون فيه على ثالثة

الجمهور و اختاره االمدي وابن االول: يرجح المتعدية لكثرة فوائده على القاصرة، هذا مذهب

.63الحاجب

: يقدم العلة القاصرة لقلة الخطأ فيهالثاني

أو ، وأنهمامتساويان؛ فال يرجح أحد القياسين بكونه ناقلةالثالث: عدم الترجيح بواحدةمنهما

. وهذا هو قول الباقالنى واالمام الحرمين.صفة أخريإلى قاصرة، ولكن ينظر

ألمرين: ا ذهب إليه الجمهور من تقديم الناقلم عند الباحث والراجح

من فائدة القاصرة، ألن العلة القاصرة ال يستنتج شيئا جديدا.أكثر ( أن فائدة الناقل1

.، فهو المقصود من القياستثبت حكما شرعيا جديدا ( وأن الناقل2

فال يتعدى الحكم ،النقدين كونهما جوهر النقدين من الذهب والفضة فيتعليل الشافعية الربوية :مثال ذلك

إلى باقى النقد سوى الذهب الفضة. وتعليل الحنفية فيهما كونهما موزونين وهما يراج فيتعدي الربا إلى

فروع.إلى فيقدم قياس الحنفية ألن علتهم متعدية باقى الدنانير والدراهيم.

العلة إثباتالترجيحات بقوة طرق الثاني:المطلب

درجاتها من حيث القوة والضعف. فيالقياس، ويتفاوت بعضها عن بعض فيالعلة ثباتهناك طرق إل

الدرجة، واتفق العلماء على هذا القدر؛ ولكن إختلفوا على فييقدم على ما تحتها ،ومعلوم أن أقواها علة

تفاوتة يمكن الترجيح بإعتبارها.أيها أعلى درجة. والحاصل أن هناك درجات م

؛ اآلمدي، 2/214؛ الغزالي، المستصفي 161( 1986ل)بيروت، دار العر اإلسالمي،( أبو الوليد الباجي، إحكام الفصول في أحكام األصو62

4/492اإلحكام

4/641( مختصر ابن الحاجب مع رفع الحاجب،63

Page 31: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

31

: وتفصيل الدرجات والترجيح به مع ما فيه من اإلختالف ما يلى

:األصل في( الترجيح بقطعية العلة 0

ليس وجود العلة فيه الذيأصل أحد القياسين مقطوعا به، فيرجح على معارضه فيإن كان وجود العلة

الداللة وأغلب على الظن. فيقطعيا؛ لكونه أقوى

وجود إحداهما فيأصل كل واحد منهما مظنونا، غير أن الظن فيومن هذا القبيل ما كان وجود العلة

.64القطع، والقطع مقدم على غيرهإلى ؛ ألن ما غلب فيه الظن أقرب ىاآلخرأرجح من

:ح القياس المنصوص العلةيرجت( 0

ورد إذا والقاطع ما دل على عليته بال شك. كما على غيرها مطلقا. فيقدم ما ثبت فيه العلة بالنص القاطع

ومن أجل ذلك ]قوله تعالى: فيكما ؛" من أجل" "كيال" وكي" وبعد االلفاظ القاطعة على العلية مثل "

65[أنما قتل الناس جميعا األرض فك فيفساد أو كتبنا على بنى اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس

ف األحناعند الشافعي ومالك، وقياس إلسكارالحرمة بجامع ا في: قياس النبيذ القليل على الخمر مثاله

الجنة يجب أن يكون من جنسه ما فيحل قليله الذي ال يسكر بجامع أن ما أعده هللا فيالنبيذ على العسل

.هإلسكارقوله الخمر حرام في هو مباح ألن علة االول ثابت بالنص

لظاهر ما يحتمل غير العلية أيضاما ثبت فيه العلة بانص الظاهر على الثابت بدليل ادنى، وا ويقدم ايضا

لليل غسق اإلى أقم الصالة لدلوك الشمس ]قوله تعالى: فية ايضا كما جاء النه يأتى للعاقب "الالم" كـ

66[وقرآن الفجر

:ثبتت عليته بااليماء الذيالقياس ( ترجيح3

أثبتت علته بما الذيعلى معارضه 67اإليماءب أثبتت علته الذيالقياس متعارضين فيقدمكان القياسان إذا

ن التعليل باإليماء أمر متفق عليه، وما أل الشبه؛أو هو أدنى من اإليماء من باقى مسالك العلة كالمناسبة

عليته؛ فما هو متفق عليه مقدم على ما هو مختلف فيه. فيعداه مختلف

2/252، البرزنجى، التعارض والترجيح 4/491( اآلمدي، اإلحكام 64

32( سورة المائدة:65

66( سورة اإلسراء: 66

(2/411؛ حاشية البنانى 212الوصف في كالم الشارح بحكم بحيث يفهم أنه للتعليل )الشوكاني، إرشاد الفحول ( اإليماء هو أن يقترن 67

Page 32: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

32

يماء مشارك اإليماء على المناسبة والدوران والسبر والشبه. ولكن هذا غير مسلم؛ ألن اإل وأخر البيضاوى

شرحهما على في، ونقل السبكي واإلسنوى للنص، وما هو مشرك للنص مقدم جميع الطرق العقلية

. 68نهاج قول اإلمام الرازي بأن الجمهور متفق على تقديم اإليماء على غيرهامال

: اإلجماععليته بترجيح ما ثبت ( 4

فيو ،على ما ثبت علته بغيره من مسالك العلة سوي النص اتفاقا ،اإلجماععلته ثابت ب الذييقدم القياس

الذييقدم القياس ، ولكن بيضاوي؛ فيرجح النص عليه على القول التقديمه على النص الخالف المذكور

ص قابل للنسخ على غيره مطلقا جتى على ما نص عليته عند الجمهور، الن الن اإلجماعثبتت عليته ب

. اإلجماعبخالف ،والتخصيص

:ترجيح ما ثبتت عليته بالمناسبة (5

ما هو أدنى منه من بقية ثبتت عليته ب الذيقياس على غيره من ال ،69ثبتت عليته بالمناسبة الذييقدم القياس

اآلمدي وابن . وكما مر آنفابيضاوي المناسبة على االيماء ولكن يقدم ال .التقسيمكالسبر و ،مسالك العلة

والصحيح تقديم المناسبة على بقية المعقوالت من مسالك .70الحاجب يقدم السبر والتقسيم على المناسبة

العلة؛ ألن داللة المناسبة على العلية أمر الزم بخال ف غيرها، فقد ال يدل عليها.

أي المصلحيات ، قد –قد تكون من الضروريات الخمسة المعروفة، وقد تكون من الحاجيات والمناسبة

.اتثم التحسيني يات،ثم المصلح ات،يقدم منه الضروريف أي التتمات؛ –تكون من التحسينيات

ينيةة؛ ألن الدنيوية أيضا لتتمة الدالدنيوي الضرورة على ةالدينيالضرورة يقدم اتالضروري فيو

وقال بعضهم ".دين هللا أحق أن تقضى" :لقوله صلى هللا عليه وسلم ، وهو المقصود بالذات، وولتقويتها

مبني على المسامحة والمساهلة، وحق إلى أن مصلحة الدين مؤخرة عن بقية الضرورات، ألن حق هللا تع

وية، وليس اآلخراآلدمي مبني على المضايقة. وهذا غير مقبول لما ذكرناه وألن المراد بالدينية هوالسعادة

.71له بديل

3/214؛ ابن السبكي، اإلبهاج2/1118( البيضاوي، المنهاج مع شرح اإلسنوى68

(214لشوكاني، إرشاد الفحول ( المناسبة: هي تعين العلة بمجرد إبداء المناسبة مع السالمة من القوادح ال بنص وال غيره )ا69

4/639؛ مختصر ابن الحاجب مع رفع الحاجب 4/491( اآلمدي، اإلحكام70

2/1116؛ اإلسنوي، نهاية السول 3/212( ابن السبكي، اإلبهاج 71

Page 33: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

33

:لسبر والتقسيمتقديم ما ثبتت عليته با (6

ابن أختاره الذيوهذا هو ،عليته بالدوران على ما ثبتت ،72عليته بالسبر والتقسيم ثبتت الذييقدم القياس

. 73 غيرهوالسبر والتقسيم على الدوران مقدت حيث البيضاوي بخالف ،اآلمديو وابن السبكى الحاجب

الفرع يتوقف على تحقيق مقتضيه و نفي المعارض فيه معا، و السبر فيالحكم ألنهو األول، الصحيح و

.74 كل ما ال يليق لها نفييتعرض ل مقتضى العلية و والتقسيم يدل على

وصفه ثبتت بالسبر والتقسيم على ما كان سببه ةكان عليإذا رض بين القياسين يقدم أحدهمااعند التعوكذا

.الشبه والطرد وما دونهما من مسالك العلة

دوران:ل( تقديم ما ثبتت عليته با7

على الثابت بما بعده كالشبه، إلجتماع اإلطراد ،75تثبت علية وصفه بالدوران الذييرجح القياس

العلية المستفادة من الدوران، ولذا قدمه بعضهم على المناسبة أيضا بدليل أن المطردة فياإلنعكاس

المنعكسة أشبه بالعلل العقلية.

هنا مسائل يرجح فيه الدوران بعضها على بعض، وصورته أن يكون القياس 76السبكي اإلسنوي و وأورد

محل لحدوث صفة فيه، وينعدم ذلك فيكأن يحدث حكم ،محل واحد فيثابت عليته بالدوران الحاصل

ر من محل واحد؛ أكث فيى ثابت عليته بالدوران الحاصل خراأل، والحكم عنه بزوال ذلك الصفة عنه

فيخالف الدوران بإلفادته القطع بعدم علية ما عدا الدوران ، و أ فيهحتمال الخطافيرجح األول لقلة

أكثر، فإنه ال يفيد ذلك.أو محلين

بقولك أن العصير لما لم يكن مسكرا لم ،ماء العنب فيعلية اإلسكار إثباتمحل واحد: فيال الدوران مث

يكن حراما، ثم صار حراما بصفة اإلسكار وانعدم بزواله.

مع مع شرح المحلى ( السبر والتقسيم: هو حصر األوصاف الموجودة في األصل وإبطال ما ال يصلح منها للعلية، فيتعين العلة )جمع الجوا72

2/416)

4/4/639؛ مختصر ابن الحاجب 4/491؛ اآلمدي، اإلحكام 3/213؛ ابن السبكي، اإلبهاج 2/1116( البيضاوي، المنهاج مع شرح اإلسنوى73

2/1111، اإلسنوي،نهاية السول4/491اآلمدي، اإلحكام ؛111( ابن السبكي، جمع الجوامع74

(94؛ جمع الجوامع221وجود الوصف ويرتفع بارتفاعه في صورة واحدة )الشوكاني، إرشاد الفحول ( الدوران: هو أن يوجد الحكم عند75

3/213؛ ابن السبكي،اإلبهاج 2/1111( اإلسنوي، نهاية السول 76

Page 34: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

34

:دونه من مسالك العلةرجيح الشبه على الطرد وما ( ت8

ال يناسب الحكم اصال. ما الطرد ، ألن77يرجح ما ثبتت عليته بالشبه على ما ثبتت عليته بالطرد

ال ترجيح تنقيح المناط على ما لم نذكره هنا، مثإلى وهذا التقديم بقوة الدليل الدال على علية الوصف يطيل

الداللة يقدم على ما هو أدنى داللة. فيوالحاصل من هذا البحث أن ما كان أولى الطرد؛

الترجيح بحسب الحكم المبحث الرابع:

حتى يثبت الحكم فيه لتساوى ،األصلواحد من أركان القياس. والمقصود بالقياس هو إلحاق الفرع ب الحكم

أحدهما فيالحكم، فإن كان الحكم إلى العلة فيهما. ولذلك يمكن الترجيح بين القياسين المتعارضين بالنظر

.أليق بمقاصد الشريعة ومحاسن االنسان يرجح على ماليس كذلك

لترك اكثر سبب و الههو نفس ما يرجح بها بين المنقولين، وهذا ،والمرجحات بحسب الحكم بين القياسين

ومن أهم ما يرجح باب الترجيح بين المنقولين. فيما ذكروا إلى المصنفين المبحث عنها، ولكن أشاروا

: به بحسب الحكم مايلى

ترجيح الحظر على اإلباحة:( 0

أي الحرام، فيقدم على ما كان حكمه اإلباحة؛ وهذا هو مذهب الجمهورمن –كان حكم أحدهما الحظر إذا

تساوي إلى وقوم ،ترجيح اإلباحةإلى ، وذهب قوم والرازي والكرخي وغيرهم ،وأحمد بن حنبل ،الشافعية

ورجح الغزالي التساوي وأوردها تحت ترجمة "القول فيما يظن أنه ترجيح وليس الدليلين وتساقطهما.

واحتجوا بأن تحريم المباح كإباحة المحظور، ألن كل من الحرمة واإلباحة من أحكام هللا، .78بترجيح"

ن آمنوا ال تحرموا طيبات ما أحل هللا لكم وال تعتدوا، الذي]ياأيهاالحالل أيضا بقوله: تحريملذلك عاتب هللا

.79أن هللا ال يحب المعتدين[

والصحيح هو قول الجمهورألمرين:

(446-2/442المحلى ( الطرد: هو مقارنة الحكم الوصف من غير مناسبة؛ والشبه : هو ذو منزلة بين الطرد والمناسبة )جمع الجوامع مع شرح 77

283؛ الشوكاني، إرشاد الفحول 2/211( الغزالي، المستصفي 78

81( سورة المائدة: 79

Page 35: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

35

وقال "80: "ما اجتمع الحالل والحرام إال وغلب الحرام على الحاللصلى هللا عليه و سلمقوله أحدهما:

".81ما ال يريبكإلى أيضا:"دع ما يريبك صلى هللا عليه و سلم

: أن اإلحتياط يقتضى األخذ بالتحريم ألن مالبسة الحرام موجبة لإلثم بخالف المباح، ولهذا يقال لو الثانيو

ق بعض نسائه ثم نسيها، حرم عليه وطئ جميع طلإذا الواحدة حظر وإباحة، كما العين فيإجتمع

82.الحرام فيالزوجات، إحتياطا من الوقوع

: ( ترجيح الحرام على الوجوب0

والوجوب لنيل ،مضرةالوجوب. ألن الحرمة غالبا لدفع على ما يفيد ،يقدم ما كان حكمه يفيد الحرام

،لمصلحة افإن من أراد أمر ،مصلحةالالشرع وأتم للعقل من تحصيل فيلمفسدة أهم امصلحة، ودفع

في وأشد. ولهذا كان ما شرعت العقوبات فيه أكثرظهر له من فعله مفسدة مساوية للمصلحةإذا يتركه

المقصود من الواجب، إلى . وأيضا أن الحرمة أفضى كالرجم للزنى إرتكاب المعاصى من ترك الواجبات

ذلك أن المقصود من الحرمة يتأتى بالترك، سواء كان مع بيان على الحرام أولى. وفكانت المحافظة

.83؛ ولكن الواجب ليس كذلكمع الغفلةالقصد أم

: ( ترجيح الحرمة على الكراهة3

يقتضى الكراهة فقط، فيقدم ما يقتضى الحرمة على اآلخرو ،اجتمع قياسان أحدهما يقتضى الحرمةإذا

ى وأبلغ فيه من الكراهة. وألن ترجيح الحرمة ال يلزم منه والحرام أول ،منها التركن المقصود . ألاآلخر

ألنه يقتضى جواز الفعل أيضا فيبطل مقتضى الحرام؛ ،إبطال داللة الكراهة بخالف العمل بالكراهة

البطالن.إلى أولى مما يؤدي الدليل بطالنإلى ومعلوم أن العمل بما ال يفضى

: واإلباحة ى الندب( ترجيح الوجوب عل4

تقديم فيفقط، لما قررناه احة اإلبأو يقتضى الندب الذيعلى القياس ،يقتضى الوجوب الذييرجح القياس

الحرام على الكراهة.

أحد فيالتعارض بين قولى الشافعي عن غسل اللحية التى نزلت عن حد الوجه؛ فقال الشافعيى :مثال ذلك

ثانيهما قال: ال يجب قياسا على فيالوجه؛ و فيقوليه: يجب غسله أيضا قياسا على الوجه ألنه شعر ثابت

13141( البيهقي، سنن الكبري، باب الزنا ال يحرم الحالل، رقم الحديث: 80

11611( رواه الترمذي: باب كراهة مبايعة من أكثر ماله من الربا، رقم الحديث: 81

115؛ ابن السبكي، الجمع الجوامع 4/418؛ اآلمدي، اإلحكام 2/1112؛ اإلسنوي، نهاية السول 3/194منهاج الوصول مع اإلبهاج ( البيضاوي، 82

283؛ الشوكاني، إرشاد الفحول 1113/ 2؛ اإلسنوي، نهاية السول4/489( اآلمدي، اإلحكام 83

Page 36: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

36

، وهو أحق عدم استحباب مسحه. فيرجه قوله األول ألنه يوجب الغسل فيالذؤابة المجاوزة لحج الرأس

.لإلحتياط

: في( ترجيح المثبت على النا5

المثبت زيادة علم وفائدة. فيالحكم ألن فيثبتا للحكم على ما ال ينيرجح أحد القياسين إن كان م

على ما فيه لهما فيق على القياس النالعتون من ترجيح القياس المثبت لومن هذا القبيل ما ذكره األصولي

قول الشافعي رضي هللا عنه: الحربي يصح عتقه لعبده ألن من صلح عتق هومثال .84من الخالف بينهم

غير صحيح، ألن ملكه غير غيره عتق الحربي العتق مطلقا؛ فيقدم هذا على قول عبده المسلم صح منه

مستقر.

المرجحات بأمور خارجية :المبحث الخامس

أمر خارج. وأما إلى هما، ينظر تعارض القياسان ولم يوجد مرجح بحسب أركانها حتى يقوي أحدإذا

لترجيح باعتبار أمر خارج فبأمور.ا

:85اأقسام الخارجية من هذه األمور نىالشوكا ذكرو

يقدم القياس الموافق لألصول بأن يكون علة أصله على وفق األصول (أ

يقدم ما كان حكم أصله موافقا لألصول (ب

الفروع فييرجح ما كان مطردا (ت

أخرى علته علةإلى يرجح ماانضمت (ث

يقدم ما انضم اليه فتوى صحابي (ج

ولكن بعض هذه األمورليس بأمر خارجي، ألنه يمكن أن يعد القسم األول والثالث مما يرجح بحسب العلة،

الترجيح بحسب الفرع. فاألحسن أن يذكر إلى الترجيح بحسب الحكم، والثالث يرجع إلى يرجع الثانيو

ي هو اآلخرموضعه. وأما اعتبار فتوى الصحابي وفق أحد القياسين لترجيحه على فيهذه األمور

الترجيح بأمر خارج عن القياس.

؛ البيضاوي، منهاج الوصول مع 2/1113؛ اإلسنوي، نهاية السول 4/481؛ اآلمدي، اإلحكام 249-2/248( البرزنجى، التعارض والترجيح 84

191-3/194األبهاج

281( الشوكاني، إرشاد الفحول، 85

Page 37: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

37

: 86ثالثة أقسامإلى المنهاج في البيضاوي قسمهاو

العلة. فيموافقة األصول (أ

الحكم. فيموافقة األصول (ب

الفروع. فياإلطراد (ت

من قسم الحكم الثانيبصحيح، ألن األول من قسم العلة، ووايراد هذه األمور تحت أمور خارجية ليس

فيوكان ينبغى ذكر كل واحد منها "ا، وقال: والثالث من قسم الفرع. ولذلك اعترضه االسنوي على هذ

.87"موضعه

ولكن لم ينبه على أنها ليست من ،مع األمثلة ابينهثم كتابه أيضا فيوأورد الحفناوى هذا التقسيم بنفسه

.88الحقيقة فياألمور الخارجية

، ومنها:كثيرذكرها األصوليون عند البحث عن ترجيح أحد النقلين المتعارضين األمور الخارجية

السلف. لعمل أحدهما بموافقتهيرجح -أ

على أو عمل خلفاء الراشدين، ،وافقه عمل الصحابةأو ،م ما انضم اليه فتوى الصحابييقدومنه ت

فمن قال أن قول حجية قول الصحابي. فيما ليس كذلك. ولكن هذا يجرى على الخالف الوارد

الصحابي دليل فالقياس الموافق له قطعي، وأما لمن ال يحتج به فهو أوفق للترجيح ألن الصحابة

عليه وسلم. وكذا ما وافق أعلم بالمقاصد لشهودم الوحي واستفادتهم الشريعة من النبي صلى هللا

من خير القرون.عمل أهل المدينة أو عمل سلف الصالح ألنهم

السنة.أو يرجح بموافقة أحدهما لظاهر نص القرآن -ب

ان كان أحد القياسين أوفق لظاهر نص القرآن أو السنة يقدم على معارضه.

يرجح بكون أحدهما أوفق لمقاصد الشريعة. -ت

هو أوفق لمقاصد الشريعة على غيره. الذييرجح القياس

.يرجح أحدهما بموافقته لقياس آخر -ث

بشيئ من الترجيحات ا الصدد، والقاعدة فيه أن ما تقوىهذ فيقد بحثه األصوليون وهناك أمور أخرى

كربهذا إلمكان قياس بقية األقسام على ماذ فيأولى بالعمل مما ليس كذلك. ونكت

2/1119( البيضاوي، المنهاج مع شرح اإلسنوى،86

2/1121( اإلسنوي، نهاية السول،87

396-394( الحفناوي، التعارض والترجيح،88

Page 38: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

38

البحث نتائج

نتائجبعد جولة يسيرة في موضوع التعارض بين األقيسة و طرق الترجيح بينهما، توصل الباحث إلي

: ، أهمها ما يليعديدة

الفروع كثير، وتكلم عنه كل أصولي وتنوعت كالمهم عن فيأن باب القياس واسع، وأثرها -1

و ما إليها. تعريفه، وشروطه، ومسالك العلة

.، و يحتاح إليه كل أصولييعة اإلسالميةالقياس حجة مقبولة في الشر -2

وهو العقل. ، ألن مدار القياسأكثر منه في األدلة النقلية األقيسة بين إمكانية وقوع التعارض -3

، فيختلف قياسهم طبعا.بين المجتهدين متفاوت

ال يكون دفع التعارض فيه بالنسخ، ألنه خاص بالنقلية، و ال يحتاج إلى الجمع أيضا، ألن القياس -4

نتيجة اإلجتهاد، و يقع فيه الخلل و الغفلة.

الخالص من التعارض في القياس بترجيح أحدهما، و يمكن العمل بهما ان أمكن صحتهما. -5

من -بوجوه، وذلك بالنظر إلى أحد أركان القياس يمكن الترجيح بين القياسين المتعارضين -6

.أو ألى أمر خارج منها –و الدليل األصل و الفرع و الحكم

و القاعدة فيه أنه يقدم أحد القياسين إن وجد فيه شيئ يؤيده.واسعة، بين األقيسة طرق التراجيح -1

و ليس في تفصيله اتفاق بين المذاهب، و ال في ، تختلف وجه التراجيح من مجتهد إلى مجتهد -8

.مذهب واحد

لى القواعد فمنهم من اختصر ع، بين األقيسة المتعارضة األصوليين البحث عن الترجيح توسع -9

و منهم من أورد األمثلة و كالبيضاوي في منهاج الوصول ، وابن حاجب في مختصره؛ العامة

.كالغزالي في المستصفى، و اآل مدي في اإلحام اآلراء المختفة مع المناقشة و الترجيح

بعض المتقدمين في بيان أنواع الطرق لدفع التعارض و في سلك بعض المتأخرين منهج -11

نواع و في ترجيح قول في المسائل الفروعية، مثال:تقسيم األ

مسلك ’ تعارض و الترجيح عند األصوليينال‘ في كتابه –محمد إبراهيم الحفناوي يسلك

.في كثير من التفصيالت البيضاوي

Page 39: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

39

: بحسب العلة، و بحسب الدليل على 89أنواع الترجيح بين األقيسة إلى خمسةكما في تقسيمهما

بحسب دليل الحكم، و بحسب كيفية الحكم، و بحسب أمور خارجية.علية الوصف، و

ليست مورثالثة أضرب للترجيح بحسب األمور الخارجية مع أن هذه األ 90و كما في بيانهما

ولكن الحفناوي زاد األمثلة و التفاصيل. عن القياس. خارجة

الفرع أصال.وأيضا في عدم ذكرهما الترجيح بحسب

بل ذكروا في الحقيقة؛ على الواقع ،األصوليون في ذكرهم األنواع لطرق التراجيهلم ينحصر -11

علل بالقاصرة، ألنه ال بعض أنواعها استطرادا، كبحثهم عن تقديم القياس المعلل بالعلة المتعدية على الم

.91قياس في القاصرة أصال

الخاتمة

وما احتوت هذه الدراسة فيه، ، وال أدعي الكمالأخيرا نقدم هذا البحث وأعتذر عن التقصير الواقع فيهو

لما أن إيراد جميع أوجه التراجيح مع األمثلة فى مثل هذا البحث محال ال يمكن ألحد، ؛كلها المسائل

ناقال قول تاج الدين السبكي فى اإلبهاج ه هناما أوردنا. ونكتفي على مستقال ابحثيحتاج والموضوع واسع

: صهلوصول للبيضاوي؛ وهذا نلى منهاج ابعد شرحه ع

"إعلم أن طرق الترجيح ال تنحصر فإنها تلويحات تجول فيها اإلجتهادات، و يتوسع فيها من

توسع في الفقه. فلذلك إقتصرنا على ما في الكتاب، وأما األمثلة في بابي تراجيح األخبار

وأراد اإلتيان لكل قسم بمثال كان طالبا لتطويل ،ضرب الضارب بعضها في بعضإذا ف ،واألقيسة

عظيم، فإن ذلك يحتمل مع االستيعاب وقد يعبر، فلذلك أضربنا عن هذا الغرض وجئنا بالنزر

92، وهللا الموفق والمعين بمنه وكرمه"اليسير في البابين

نا محمد و على آله وصحبه أجمعين،صلى هللا على سيد

ب العالمين.وآخر دعوانا أن الحمد هلل ر

381؛ الحفناوي، التعارض و الترجيح 2/1111( البيضاوي، منهاج الوصول 89

396-394؛ الحفناوي، التعارض و الترجيح 2/1119( البيضاوي، منهاج الوصول 90

1122/ 2( اإلسنوي، نهاية السول91

3/216( ابن السبكي، اإلبهاج 92

Page 40: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

40

عـراجـمـادر والـصـمـال

: دار الغرب اإلسالمي، بيروت - أبو الوليد ،الباجي :أحكام األصول فيإحكام الفصول

.هـ1411م/1986

: دار الفكر. - محمد بن على بن محمد. ،الشوكانى :إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم األصول

م.1993 هـ/1413: مكتبة العبيكان، ضالريا - .محمد أبو حامد ،الغزالى :القياسأساس

بيروت، دار الكتب العلمية. - السرخسي، أبو بكر محمد بن أحمدأصول الفقه:

: دار القاهرة - لجوزية.محمد بن أبى بكر ا ،ابن القيم :إعالم الموقعين عن رب العالمين

.هـ1422/م2112الحديث،

: دار الكتب العلمية، بيروت - تاج الدين. ،السبكىابن تقي الدين ، ،السبكى :شرح المنهاج فياإلبهاج

.هـ1424-م2113

: دار الكتب بيروت - سيف الدين أبو الحسن علي بن أبى علي. ،اآلمدي :أصول األحكام فياإلحكام

العلمية.

: دار الكتب بيروت - عبد اللطيف عبد هللا. ،زنجيالبر :التعارض و الترجيح بين األدلة الشرعية

.هـ1411-م 1996العلمية،

: دار مصر - محمد إبراهيم محمد. ،الحفناوي :الفقه األسالمى فيالتعارض و الترجيح وأثرهما

.هـ1418-م 1981الوفاء،

.هـ1426-م2115: دار الكتب العلمية، بيروت - محمد بن إدريس. ،الشافعي : الرسالة

.هـ1992/1412: دار النفائس، األردن - د.عمر سليمان األشقر. :القياس بين مؤيده ومعارضه

: دار إحياء التراثى العربى. بيروت - أبو حامد محمد بن محمد. ،الغزالي :من علم األصول فيالمستص

: دار ابن حزم، بيروت - لخضر لخضاري. :الفقه االسالمي فيتعارض القياس مع خبر الواحد وأثره

.هـ1421-م2116

Page 41: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

41

: دار الكتب العلمية، بيروت - تاج الدين عبد الوهاب. ،السبكيابن :أصول الفقه فيجمع الجوامع

.هـ1424-م2113

: دار الكتب بيروت - البنانى. :حاشية العالمة البنانى على شرح المحلى على متن جمع الجوامع

.هـ1418م ـ 1998العلمية،

.هـ1411-1981: دار الصحوة، مصر - صالح زيدان. :حجية القياس

: عالم الكتب، بيروت - تاج الدين عبد الوهاب. ،السبكىابن :رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب

.هـ1999-1419

الدعوة، : دار االسكندرية - محمد سليمان. ،داود :نظرية القياس االصولى منهج تجريبى إسالمي

.هـ1414-م1984

: دار ابن يروتب - جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن. ،اإلسنوي :شرح منهاج الوصول فينهاية السول

.هـ1421-م1999حزم،

Page 42: التعارض والترجيح بين الأقيسة  دراسة تحليلية أصولية

42

وياتـتـحـمـال

الصحفة الموضوع

1 ..................................................................................................... البحث خطة: التمهيدي الباب 2 .........................................................................................................................المقدمة 2 ................................................................................................................ البحث إشكالية

3 .................................................................................................................. البحث سئلةأ 3 ................................................................................................................. البحث أهداف

4 ............................................................................................................ السابقة الدراسات 5 ................................................................................................................ البحث المناهج 5 ........................................................................................................... للبحث العامة هيئة

7 .........................................................................................الترجمة ألفاظ معاني بيان :األول الباب 7 .............................................................................................................. القياس: األول الفصل

7 ............................................................................................. القياس تعريف: األول المبحث 10 ............................................................................................ القياس حجية: الثاني المبحث 16 ........................................................................................... القياس أركان: الثالث المبحث

16..........................................................................الفصل الثاني: معنى التعارض.......................

18....................................................................الترجيح............................... الثالث: معنى الفصل

20 ............................................................................... األقيسة بين والترجيح التعارض: الثاني الباب 20 .......................................................................................... االقيسة بين التعارض: األول الفصل

20 .......................................................................... القياس في التعارض إمكانية: األول المبحث 21 .......................................................................... القياس في التعارض أسباب: الثاني المبحث 21 ........................................................................ التعارض من الخالص طرق: الثالث المبحث

22 ......................................................................... المتعارضين القياسين بين الترجيح: الثاني الفصل 23 ........................................................................... األصل بحسب المرجحات: األول المبحث 25 .............................................................................. الفرع بحسب المرجحات: الثاني المبحث 28 ............................................................................... العلة بحسب المرجحات: الثالث المبحث 34 ................................................................................. الحكم بحسب الترجيح: الرابع المبحث 36 ......................................................................... خارجية بأمور المرجحات: الخامس المبحث

31..........................................................البحث.............................................................. نتائج

38.....................................................................................................الخاتمة.........................

40 ......................................................................................................... والـمـراجـع الـمـصـادر