الملحد واستدلاله الخاطئ بالصدفة

51
وكة ل الأ كة ب ش ى عل ري حص ل د وا دي ج ل ع ا ب ا ي

Upload: -

Post on 27-Jul-2015

93 views

Category:

Spiritual


1 download

TRANSCRIPT

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

الملحد واستدالله الخاطئ بالصدفة

الحم���د لل���ه رب الع���المين، والص���الة والس���الم على خ���اتمر المي��امين، وعلى من اتبعهم المرس��لين، وعلى أص��حابه الُغ��+

بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فق��د انتش��ر في عص��رنا م��رض اإللح��اد، وه��و أح��د األم��راض الفكرية الفتاكة؛ إذ يفتك باإليم��ان، ويعمي الح��واس عن أدل��ة وجود الخالق الرحمن، وتجد المريض به يجادل في البديهيات، ويجم��ع بين النقيض��ين، ويف��رق بين المتم��اثلين، ويجع��ل من، ومن الباط��ل Pومن الحق ب��اطال ، Pا، ومن العلم جهالPالظن علم

حقSا.

ومن عوام��ل انتش��ار ه��ذا الم��رض: الجه��ل بال��دين، وض��عف العقي���دة واليقين، واالسترس���ال في الوس���اوس الكفري���ة، والسماع والقراءة لشبهات أه��ل اإللح��اد دون أن يك��ون ل��دى

اإلنسان علم شرعي مؤصل.

ما هي إال أقوال بال دلي��ل، وادع��اءات بالوشبهات أهل اإللحاد ، ورغم ض��عفها وبطالنه��ا فإنه��ا ق��د ت��ؤثر في بعضمس��تند

المسلمين؛ لقلة العلم، وازدياد الجهل بال��دين؛ ول��ذلك ك��ان ال بد من كشف شبهات ومُغالطات ودعاوى أهل اإللح��اد، ش��بهة تلو األخرى، ومُغالطة تلو المُغالطة، ودعوى تلو الدعوى؛ حتى

ب̀ههم. ال ينخدع أحد بكالمهم وش+

وفي ه��ذا المق��ال س��نتناول - ب��إذن الل��ه - اس��تدالل الملح��دالخاطئ بالصدفة.

المالحدة والصدفة:

، منه��ا: ح��دوث الش��يء dالصدفة عند المالحدة لها ع��دة مع��ان ومنه�ا: ح�دوث الش�يء بعل�ة،1دون علة؛ أي: الحدث ال تعليل له

، ومنه��ا: ح��دوث الك��ون وانتظام��ه ع��بر سلس��لة من2مجهولة العل��ل غ��ير العاقل��ة وغ��ير المدرك��ة، ومنه��ا: التق��اء عرض��ي

1 - يعتبر ص��دفة مطلق��ة؛ كُغلي��ان الم��اء دون أيحدوث الشيء دون علة .حدوث شيء دون علة وسببسبب، وهذا مستحيل؛ فمن المستحيل

- الجهل بالعلة يعني عدم العلم بالعلة، وليس معناه انعدام العلة.2

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

توفر مجموع��ة من العوام��ل، ومنها: 3لسلسلتين من األسباب+شكل ظاهرة. بطريقة غير واعية لت

من المالحدة من ي��دعي أن الك��ون نش��أ ص��دفة من الش��يءو ألن القول بأن كل حادث يحتاج إلى محدnث قولm بالدون علة؛

دليل، وال سبيل للبرهنة عليه، ومهما جمع من أدلة من الع��الم فإنه��ا ال تكفي للوص��ول إلى الكلي��ة؛ الس��تحالة اختب��ار ك��ل

السببيةوالحوادث، ومعرفة هل هي محتاجة إلى محدث أو ال، .ما هي إال عادة ذهنية ترسخت في الذهن عن طريق التكرار

ومنهم من يدعي أن الكون بهذا االنتظام قد و+جد صدفة نتيجةسلسلة من التفاعالت الطويلة، دون تنظيم أو تخطيط سابق.

وبالغ بعض��هم فق��ال: ل�و جلس�ت س��تة من الق��ردة على آالت كاتب���ة، وظلت تض���رب على حروفه���ا لماليين الس���نين، فال نستبعد أن نجد في بعض األوراق األخيرة التي كتبوها قص��يدة من قصائد شكسبير، فكذلك كان الك�ون الموج�ود اآلن نتيج�ة

.لعمليات عمياء خالل باليين السنين

أن الحياة نشأت صدفة عبر سلس�لة طويل��ةومنهم من يدعي Prebiotic Chemicalمن التطور الكيميائي ما قبل الحيوي

Evolutionمن الكيميائي��ات Pاس��تمر لماليين الس��نين، ابت��داء ا بالجزيئات المتعددة Pالبسيطة، مرورpolymersوالجزيئ��ات ،

ا داخل��ة ب��دورات تحفيزي��ة، وص��والP إلى Sالمتعددة الناسخة ذاتي�� ا وصوالP إلى بكتريا بسيطة. Pكائنات "ما قبل بكتيرية"، وأخير

P - في يق��ول البعض:و أن إذا ك��ان هن��اك احتم��ال - ول��و ض��ئيال تنشأ الحياة من المادة ص��دفة بال خ��الق ع��بر ماليين الس��نين،

أن تنش��أ الحي��اة من الم��ادة ص��دفة ع��بر ماليينفمن الممكن الكثير من ال��وقت المس��تحيل يص��بحفي ظل وجودالسنين، و

ا، والممكن يص��بح من المحتم��ل، والمحتم��ل ق��د يص��بح Pممكن��

3 - حدث معين نتيج��ةيعني حدوث التقاء عرضي لسلسلتين من األسباب وه��ذا يعت��بر ص��دفة نس��بية،توافر سببه، ويتفق اقترانه بحدث آخر ص��دفة،

مثل صديق كان يمشي في شارع لزيارة أح��د أقارب��ه،وهذا ممكن الوقوع، Pا لش��راء طع�ام من الس��وق ص��دفة، وهن��ا تراف��ق فوجد صديقPا له كان ذاهب وتزامن مشي الصديق األول مع مشي الص��ديق الث��اني في نفس الش��ارع، ومثال آخر: يمكن أن تجد في مكان واح��د في لحظ��ة واح��دة م��اءP يتجم��د،

وماءP يُغلي.

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

مؤك��دPا، وم��ا على الم��رء إال االنتظ��ار، وال��وقت نفس��ه ينف��ذ.المعجزات

ويقول البعض: مادة الكون كانت موجودة قبل نش��أة الك��ون، وفي اللحظات األولى، ثم انفجرت وتباعدت أجزاؤها وتناثرت

من االنفج���ار الهائ���ل ارتفعت درج���ة الح���رارة إلى ع���دة تريليونات؛ حيث كونت فيها أجزاء الذرات، ومن ه��ذه األج��زاء كونت ال��ذرات، وهي ذرات الهي��دروجين والهلي��وم، ومن ه��ذه الذرات تأل�ف الُغبار الكوني الذي نش��أت من��ه المج��رات فيم��ا

ح��تىبع��د، ثم تك��ونت النج��وم والك��واكب، وم��ا زالت تتك��ون وصل الكون إلى ما نراه علي��ه الي��وم، وك��ل ه��ذا ص��دفة دون

تدخ�ل قوى عاقلة مريدة.

من المالحدة من ي��دعي أن الك��ون نش��أ ص��دفة من الش��يءو لوجود الفوضى في الكون.دون علة

ومنهم من يدعي أن الك��ون به��ذا االنتظ��ام ق��د تك��و�ن ص��دفة سلسلة من العلل المادية غ��ير العاقل��ة وغ��ير المدرك��ة،نتيجة

وت��وافر الظ��روف والعل��ل المادي��ة لنش��أة الك��ون أدى لنش��أةالكون دون الحاجة لقوة عاقلة.

وقبل الرد على دعاوى المالحدة حول الصدفة ال ب��د من بي��انمفهوم الصدفة في اللُغة وفي الفلسفة.

:مفهوم الصدفة في اللغة

الص��دفة: من ص��ادف الش�خص مص��ادفة؛ أي: وج��ده، ولقnي��ه، ، ومعنى وافقه؛ أي: القاه ووج��ده من غ��ير موع��د وال4ووافقه

Pوتص��ادفا:5قصد، وصادف صديقه في الطريق: لقيه مصادفة ، ، ومن هن��ا نعلم أن المص��ادفة في اللُغ��ة6تقابال على غير وعد

ع وال ا من غ��ير قص��د وال توق��� Pت��دل على وق��وع الش��يء اتفاق�� ترتيب مسبق.

مفهوم الصدفة في الفلسفة:

مفهوم الصدفة في الفلسفة بوجه عام: ما يخرج على النظام والقانون المعروف، وال يبدو له س��بب وال غاي��ة واض��حة، وه�و أشبه ما يكون باالتفاق، والمص��ادفة من الناحي��ة العلمي��ة: هي

مادة صدف.24/10 - تاج العروس للزبيدي 4.2/1281معجم اللُغة العربية المعاصرة للدكتور أحمد مختار - 5 1/510 - المعجم الوسيط لمجمع اللُغة العربية بالقاهرة 6

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

النتائج غير المتوقعة والمترتبة على تداخل الظواهر الخاض��عة لق��وانين ثابت��ة دون أن تك��ون ه��ذه النت��ائج أق��ل ض��رورة من

،7النتائج المتوقعة، ويس��تخدم حس��اب االحتم��ال في تحدي��دهاف الصدفة بأنها كل عارض لإلنسان ال يتوقع��ه، ويمكن أن تعر�

، ويمكن أن تع��رف الص��دفة بأنه��ا8أو ال يعرف أسباب ظهوره حدوث حدث معين خالل علة ال تخضع لقانون ع��ام، وال يمكنSا؛ أي: هذا الحدث Pا كلي اعتبار ظهور الحدث بعد تلك العلة قانون

.9ليس مالزمPا لنوع العلة

ولعل أرسطو هو أول من حدد معنى المصادفة فقال: إن من الموجودات ما ه��و ب��الطبع، ومنه��ا م��ا ه��و بالص��ناعة أو الفن، ومنها م�ا ه�و بالمص�ادفة؛ أي: باالتف�اق والبخت، والمص�ادفة: هي اللق��اء العرض��ي الش��بيه باللق��اء القص��دي، أو هي العل��ة

.10العرضية المتبوعة بنتائج غير متوقعة، تحمل طابع الُغائية

والمصادفة عند المحدثين تطلق على معن��يين: أح��دهما ذاتي، واآلخ��ر موض��وعي، أم��ا المع��نى ال��ذاتي فه��و الق��ول: إن المصادفة هي األمر الذي يبدو لنا مخالفPا للسوي من الطبائع؛ كالحوادث المتعلقة بالشخص اإلنساني، أو بأمواله ومص��الحه، فإنها إذا كانت مخالفة للنظام المألوف ومستعصية على التنبؤ ك��ان وقوعه��ا بالمص��ادفة... وأم��ا المع��نى الموض��وعي: فه��و القول: إن المصادفة هي األمر الذي ال يمكن تفس��يره بالعل��ل الفاعلة وال بالعلل الُغائية، أما األول فمثاله األم��ر المتول��د من

.185 - المعجم الفلسفي لمجمع اللُغة العربية بالقاهرة ص 78 - مثل صديق كان يمشي في شارع لزيارة أحد أقاربه فوجد ص��ديقPا ل��ه

Pا لشراء طعام من السوق صدفة، فكل صديق لم يتوق��ع أن يلتقي كان ذاهب بصديقه اآلخر، وهذا االلتقاء حدث عارض؛ أي: مؤقت، وليس دائمPا، أما ل��و كان أحدهم يعلم أنه سيلتقي بصديقه فال يعت��بر األم��ر ص��دفة بالنس��بة ل��ه، ومثال آخر: يمكن أن تجد في مك��ان واح��د في لحظ��ة واح��دة م��اءP يتجم��د

وماءP يُغلي، فأنت ال تتوقع أن هذا الماء سيتجمد لحظة غليان الماء اآلخر.ا، فهو لم يتوقع أن يجد9 Pا عن الماء، فوجد كنزP - مثل رجل يحفnر+ األرض بحث

Pا عن ا، وقد عثر على الكنز من غير قصد، وليس كل من يحفnر أرضPا بحث Pكنز ا للعث��ور على Pا عن الم��اء مالزم�� Pا؛ أي: ليس حف��ر األرض بحث�� Pالماء يجد كنز Pا إلى عمل��ه، فاص��طدم برج��ل كنز، ومثال آخر: رجل كان يقود سيارته ذاهبPا لمنزله، فصاحب السيارة لم يتوقع أن يص��طدم بالرج��ل يعبر الطريق ذاهب الذي كان يعبر الطريق، وقد اصطدم به من غير قصد، وليس كل من يقود

Pا إلى عمله يصطدم برجل. سيارة ذاهب.383 - المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا ص 10

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

، وأما الثاني فمثال��ه11تالقي سلسلتين من األسباب المستقلة.12األمر الذي ليس له غاية واضحة

وقد بين كورنو أن المصادفة هي التالقي الممكن بين ح��ادثين�ا ال يمكن تفس��يره بالعل��ل المعلوم��ة، وإن Pا عرضي أو أكثر تالقي ك��ان لك��ل حادث��ة من ه��ذه الح��وادث عل��ل تخص��ها، فليس��تا عن ق��وانين الطبيع��ة، وإنم��ا هي أم��ر Pا خروج��Pالمص��ادفة إذ طبيعي يعجnز العق��ل عن اإلحاط��ة بش��روطه المعق��دة وعلل��ه كثيرة االشتباك، لنفرض أن قرمي��دة س��قطت على رأس أح��د السائرين في الطريق، فسقوطها خاضعm لسلس��لة من العل��ل الفيزيائية الميكانيكية، ومرور أحد المشاة ب��ذلك المك��ان ت��ابع لسلسلة أخرى من العلل الفيزيولوجية والنفسية، والمص��ادفة

؛13في هذا المثال هي التالقي العرضي بين هاتين السلس��لتينسقوط القرميدة مرور أحد المشاة. أي: راف̀ق وزا̀من

الصدفة تصف كيفية الحدث، وال تنفي وج""ود فاع""لللحدث:

مما ينبُغي معرفته: أن الصدفة تصف كيفي��ة الح��دث، ومع��نى أن الفعل حدث صدفة؛ أي: الفع��ل ح��دث دون قص��د وت��رتيب مسبق من الفاعل، ووصف كيفية حدوث الفعل ال ينفي وجودا من اآلثار الفرعوني��ة اكتش��ف Pفاعل له، وعندما نسمع أن أثر

، وعن��دما14صدفة ال نفهم من ذلك أن األثر ليس ل��ه مكتش��ف نسمع أن أحد القوانين الفيزيائية اكتش��ف ص��دفة ال نفهم من

ا في لحظ��ة افتتاح��ه ص��دفة، - مثل 11 Sصاعقة كهربائية ضربت مب��نى تجاري�� وهنا ترافق وتزامن سقوط الصاعقة الكهربائي��ة م��ع لحظ��ة افتت��اح المب��نى التجاري، ومثال آخر: ص��ديق ك��ان يمش��ي في ش��ارع لزي��ارة أح��د أقارب��ه،Pا لش��راء طع�ام من الس��وق ص��دفة، وهن��ا تراف��ق فوجد صديقPا له كان ذاهب

وتزامن مشي الصديق األول مع مشي الصديق الثاني في نفس الشارع.ا، فه��ذا الك��نز ق��د ع��ثر12 Pا عن الماء فوجد كنزP - مثل رجل يحفر األرض بحث

ر أن nعليه من غير قصد في العث��ور علي��ه؛ أي: لم يكن في ذهن��ه وه��و يحف�� يحصل على كنز.

.384 - 383 - المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا ص 13 ومن ذل��ك - يوجد الكثير من المقابر الفnرعوني��ة ال��تي اكتش��فت ص��دفة، 14

اكتشاف أهالي إحدى قرى أشمون المنوفية مصر بالص��دفة م��دخل مق�برة فرعونية أثناء إجراء حفائر لتشييد مسجد، وقاموا بإبالغ مس�ؤولي المجلس األعلى لآلثار، الذين أوفدوا لجنة فنية وأثرية متخصصة، وت��بين لهم أن��ه من االكتشافات األثرية المهمة، ويع��ود إلى العص��ر الفرع��وني المت��أخر للدول��ة

الفرعونية القديمة.

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

Pا15ذلك أن القانون ليس له مكتشف ، وعن��دما نس��مع أن ش��يئ من األش��ياء اخ��ترع ص��دفة ال نفهم من ذل��ك أن ه��ذا الش��يء

، وعن��دما نس��مع أن جريم��ة من الج��رائم16ليس ل��ه مخ��ترع اكتشفت صدفة ال نفهم من ذل��ك أن ه��ذه الجريم��ة ليس له��ا

.17مرتكب

P على وجود والمالحدة الذي يقولون: "نشأة الكون ليست دليال نتيج��ة سلس��لة من التف��اعالتخالق؛ ألن الك��ون نش��أ ص��دفة

" كالمهم ه��ذا ال يص��ح،الطويلة، دون تنظيم أو تخطيط س��ابق وينم عن جهلهم بمفهوم الص�دفة؛ إذ على التس�ليم الج�دلي -

P معهم - أن الك���ون نش���أ ص���دفة نتيج���ة سلس���لة منت���نزال ه��ذا ال ينفيالتفاعالت الطويلة دون تنظيم أو تخطيط س��ابق

وجود خالق للكون، ومكون للكون؛ ألن الصدفة ليست فاعلة، ولكنها صفة للفعل الصادر من الفاعل، والفعل ال يوجد ب��دون

فاعل.

نتيجة سلسلة من التف��اعالت الطويل��ةولو كان الكون قد نشأ د للك��ون فال بد من وج��ود دون تنظيم أو تخطيط سابق، nموج��

أنش��أ الم��ادة ال��تي ك��ونت الك��ون، وجع��ل جزيئاته��ا تتفاع��ل، وأعطاه��ا القابلي��ة للتفاع��ل والتش��كل، وه��ذه السلس��لة من التفاعالت لها شروط معين��ة للح��دوث، فتحت��اج إلى من يه��يئ لها الشروط المعينة لحدوثها، وهذه السلس��لة من التف��اعالت

تحتاج إلى من يحافظ عليها كي تعطي نتائجها.

وإن قيل: قابلية التفاعل في المادة التي نشأ منها الك��ون هي التي كونت الكون، فمعنى هذا أن خص��ائص م��ادة الك��ون ق��د

، ومحصلة هذا القول أن الكون قد أنشأ نفسه18أنشأت الكون ، وهذا يقتضي أن يكون الك��ونعلة لنفسهأي: الكون بنفسه؛

ا على Pا على نفسه في الوجود من حيث هو علة، ومتأخرPسابق نفسه في الوجود من حيث هو معلول، وهذا ظاهر التناقض.

- يوجد الكثير من القوانين الفيزيائي��ة ال��تي اكتش��فت ص��دفة، ومن ذل��ك15اكتشاف أرشميدس لقانون الطفو، واكتشاف نيوتن للجاذبية.

- من األشياء التي اخ��ترعت عن طري��ق الص��دفة: اخ��تراع ه��انز لي��برش16 للنظ��ارة الطبي��ة، واخ��تراع ج��ون واك��ر ألع��واد الثق��اب، واخ��تراع ليب��ارون

سبنسر للميكروويف. - ومن أشهر الجرائم التي اكتشفت صدفة: جريمة ريا وسكينة.17القابلية للتفاعل خاصية من خصائص المادة. - 18

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

الصدفة وحدها أصُغر من أن تفسر نشأة الكون، وتكوين هذاو الكون من ذرات على النحو الذي هو عليه يس��تلزم أن تك��ون ه��ذه ال��ذرات ق��د ص��ممت وه��يئت، بحيث إنه��ا إذا اجتمعتP تتجم��ع بطريقة معينة يتكون منها شيء معين في الكون، مثال ال��ذرات بطريق��ة معين��ة تك��ون م��اءP، وبطريق��ة أخ��رى تك��ون أكسجين، وبطريقة أخ�رى تك�ون ني�تروجين، وبطريق�ة أخ�رى

Pا، وهكذا، فال بد من وجود مصمم لها ومهيئ لها قبلتكون ذهبوجودها وقبل نشأة الكون.

ا يس��ود ه��ذا Pا معج��زPإن فروع العلم كافة تثبت أن هنالك نظام الكون، أساسه القوانين والسنن الكونية الثابتة ال��تي ال تتُغ��ير وال تتبدل، والتي يعمل العلماء جاهدين على كشفها واإلحاط��ةا يمكنن��ا من التنب��ؤ Pبه��ا، وق��د بلُغت كش��وفنا من الدق��ة ق��در بالكس��وف والخس��وف وغيرهم��ا من الظ��واهر قب��ل وقوعه��ا

بمئات السنين.

فمن ال��ذي س��ن ه��ذه الق��وانين وأودعه��ا ك��ل ذرة من ذرات الوجود، ب�ل في ك�ل م�ا ه�و دون ال�ذرة عن�د نش�أتها األولى؟ ومن الذي خلق ك��ل ذل��ك النظ��ام والتواف��ق واالنس��جام؟ من الذي صمم فأبدع وقد�ر فأحسن التقدير؟ ه��ل خل��ق ك��ل ذل��ك من غير خ��الق أم هم الخ��القون؟ إن النظ��ام والق��انون وذل��ك اإلبداع الذي نلمسه في الكون حيثما اتجهت أبصارنا يدل على

.19أنه القدير، وعلى أنه العليم الخبير من وراء كل شيء

P على وجود والمالحدة الذي يقولون: "نشأة الحياة ليست دليال ألنه��ا نش��أت ص��دفة ع��بر سلس��لة طويل��ة من التط��ورخالق؛

Prebioticالكيمي����ائي م����ا قب����ل الحي����وي Chemical Evolutionمن الكيميائي��ات Pاس��تمر لماليين الس��نين ابت��داء

ا بالجزيئات المتعددة Pالبسيطة، مرورpolymersوالجزيئ��ات ، ا داخل��ة ب��دورات تحفيزي��ة، وص��والP إلى Sالمتعددة الناسخة ذاتي�� ا وص��والP إلى بكتري��ا بس��يطة" Pكائنات ما قب��ل بكتيري��ة، وأخ��ير

علىكالمهم هذا ال يصح، وينم عن جهلهم بمفهوم الصدفة؛ إذ P معهم - أن الحياة نش��أة ص��دفة نتيج��ةالتسليم الجدلي - تنزال

فهذا ال ينفي وج��ود خ��الق للحي��اة؛ ألنسلسلة من التفاعالت

ال���دكتور - من مقدم���ة م���ترجم كت���اب: الل���ه يتجلى في عص���ر العلم، 19.7 ص الدمرداش عبدالمجيد

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

الصدفة ليست فاعلة، ولكنها صفة للفعل الصادر من الفاعل،والفعل ال يوجد بدون فاعل.

وعلى التسليم الج��دلي أن المالح��دة ق��دموا اآللي��ة الص��حيحة وليس لماذالنشأة الحياة، فهم تكلموا عن كيفية نشأة الحياة،

ومن الذي أنشأها؟ ومن الذي جعلها تنشأ بهذهنشأت الحياة، الطريق��ة؟ إذ العلم يبحث عن الفع��ل، وال يبحث عن الفاع��ل،

ويبحث عن الحدث، وال يبحث عن الحادث.

نتيج��ة سلس��لة من التف��اعالت، فاللو كانت الحياة قد نشأت و موجnد للمواد التي تتفاعل، وال ب��د من وج��ود منمن وجود بد

أعطى ه��ذه الم��واد القابلي��ة للتفاع��ل، وه��ذه السلس��لة من التفاعالت لها شروط معين��ة للح��دوث، فتحت��اج إلى من يه��يئ لها الشروط المعينة لحدوثها، وهذه السلس��لة من التف��اعالت

تحتاج إلى من يحافظ عليها كي تعطي نتائجها.

ولو كانت الحياة قد تط��ورت من م��ادة غ��ير حي��ة، فمن ال��ذي طور هذه المادة؟ إذ أي تطور ال بد له من مط��و̈ر، وإن قي��ل: المادة هي التي طورت نفسها عبر ماليين السنين، ف��الجواب: ه���ذا الكالم يس���تلزم أن األدنى يتط���ور بنفس���ه إلى األعلى، والتط��ور ال��ذاتي إلى األكم��ل دون ت��دبير حكيم عليم ق��ديرd؛ إذ الناقص ال ينتج الكامل في خط��ة Pمستحيل عقال mخالق، أمر

، ويل��زم من ه��ذا الكالم20ثابتة، وهو بمثابة إنتاج العدم للوجود قبول تحول الن��اقص إلى الكام��ل بنفس��ه، وه��ذا نظ��ير وج��ود

.21الشيء من العدم الكلي المحض

احتمال وقوع الحدث ال يستلزم وقوعه:

الموجnدة لهوال يعني إمكانية وقوعه بمعزل عن األسباب

ومما ينبُغي التنبيه عليه أن احتم��ال وق��وع الح��دث ال يس��تلزم وقوعه، واحتمالية وقوعه تكون في ك��ل م��رة، فل��و أن عن��دنا

نلقيه��ا علىماقطعة معدنية بها وجه صورة ووج��ه كتاب��ة عن��د األرض، فاحتمال وقوع وجه الص��ورة في ك��ل م��رة واح��د من

، ويمكن أن تلقي القطعة المعدنية عشر م��رات وال1/2اثنين تحصل على وجه الصورة، ويمكن أيضPا تلقيها عشرين مرة وال

تحصل على وجه الصورة.

.331 - كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ص 20.446 - كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ص 21

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

فاحتمال الحص��ول علىولو أن عندنا حجر نرد به ستة وجوه، ، ويمكن1/6" في كل م��رة س��يكون واح��دPا من س��تة 1وجه "

"،1"عش��ر م��رات وال تحص��ل على وج��ه أن تلقي حجر النرد يمكن أيضPا تلقيه عشرين مرة أو ثالثين مرة وال تحص�ل علىو

."1"وجه

أن الح���دث يمكن حس���اب احتمالي���ة وقوع���هوليس مع���نى دة ل��ه، بالصدفة أنه ممكن الوقوع بمعزل nعن األسباب الموج��

أن الح��دث قاب��ل ألن يخ��رج إلىال تعني فاالحتمالية الرياضية حيز الواق��ع دون أن تت��وافر ل��ه المق��دمات ال��تي تنس��جم م��ع

، وعلى س��بيل المث��ال: إن ق��ال22القوانين الموجدة للظاهرة %، قي��ل50طالب ال يذاكر: إن من المحتمل أن أنجح بنس��بة

احتمالي��ة نجاح��ك فيمع��نى ل��ه: النج��اح ل��ه أس��بابه، وليس م��ذاكرة؛ فمن ج��د وج��د، ومندون االمتحان إمك��ان أن تنجح

زرع حصد.

P -من المالحدة من يقول: "و إذا كان هناك احتمال - ولو ضئيال أن تنش��أ الحي��اة من الم��ادة ص��دفة بال خ��الق ع��بر ماليينفي

أن تنشأ الحياة من المادة ص��دفة ع��بر فمن الممكن السنين، الكثير من ال��وقت المس��تحيلفي ظل وجودماليين السنين، و

ا، والممكن يص��بح من المحتم��ل، والمحتم��ل ق��د Pيص��بح ممكن�� يصبح مؤكدPا، وما على المرء إال االنتظار، والوقت نفسه ينف��ذ

P معكم أيهاالمعجزات "، والجواب: على التسليم الجدلي، تنزال المالحدة، أن من المحتمل أن تنشأ الحياة من الم��ادة ص��دفة

ال يستلزم أن تنشأبال خالق عبر ماليين السنين، هذا االحتمال أن الحياة يمكن أن تنش��أ، وليس معنى صدفة بال خالق الحياة

عن أنه��ا يمكن أن تنش��أ بمع��زلع��بر ماليين الس��نين ص��دفة األسباب الموجدة لها.

أن تنشأ الحياة من المادة ص��دفة ع��بروقولهم: "من الممكن الكثير من ال��وقت المس��تحيلفي ظل وجودماليين السنين، و

ا، والممكن يص��بح من المحتم��ل، والمحتم��ل ق��د Pيص��بح ممكن�� " يستلزم أن الم��ادة ال�تي ال حي��اة فيه��ا يمكن أنيصبح مؤكدPا

تعطي الحياة لُغيرها، وهذا باطل؛ ألن فاق�د الش�يء ال يعطي�ه إذا ك��ان ال يملnك��ه وال يمل��ك أس��بابه، والم��ادة تفتق��د الحي��اة، فكيف تهب الحياة لُغيرها؟! والحياة شيء غ��ير م��ادي، فكي��ف

.337 - خرافة اإللحاد للدكتور عمر شريف ص 22

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

تكون ناتجة من شيء مادي؟! ما هذه العقول التي تص��دق أن الش��يء )وه��و الم��ادة( يمكن أن يتح��ول لُغ��ير جنس��ه )وه��و

الحياة( بنفسه دون تدخل قوة خارجية قادرة مريدة؟!

والحياة ال تأتي إال من حي، والكائنات الحي��ة ال يمكن أن ت��أتي وكالم هؤالء المالحدة يستلزم قب��ولإال من كائنات حية مثلها،

تحول الناقص إلى الكامل بنفسه، وه��ذا نظ��ير وج��ود الش��يء.23من العدم الكلي المحض

والبون الشاسع بين المادة والكائنات الحية ال يمكن تُغافله؛ إذ المادة ال حياة فيها، وال نمو وال حركة وال تكاثر، والك��ائن الحي

كاإلنسان والحيوان يتمتع بالحياة والنمو، والحركة والتكاثر.

الكثير من الوقت المستحيل يص��بحفي ظل وجودووقولهم: "ا، والممكن يص��بح من المحتم��ل، والمحتم��ل ق��د يص��بح Pممكن��

" قول ال يص��ح؛ ألن ال��وقت عام��ل ه��دم ال عام��ل بن��اء؛مؤكدPا فالكائن���ات من إنس���ان وحي���وان ونب���ات وأس���ماك وطي���ور وحشرات كلها ته̀رم+ وتم��وت بم��رور ال��وقت، والجم��ادات مند+ وتبلى بم��رور ال��وقت، وإذا بي��وت وقص��ور وغ��ير ذل��ك تفس��+ تركت طعامPا أو لحمPا تجده يفسد بعد مدة معينة، حتى النجوم

ال��ذي غ��از الهي��دروجين من اوقودهتفقد بمرور الوقت تجدها أضn̄ف إلى ذلك أن الشيء الممكن ق��د يص��يريزودها بالطاقة،

P بمرور الوقت. مستحيال

وهؤالء المالحدة ال��ذين ي��رون أن الم��ادة ق��د أدت إلى ظه��ورP - هم في نهاي��ة األم��ر عناص��ر متج��اوزة له��ا - كالحي��اة مثال ينسبون للمادة مقدرات غير مادية، ومن ثم فإنهم يكونون قدا وأن فرض��ياتهم Pخرجوا من مقاصد الفلسفة المادية، خصوص�� ال تخ���رج عن كونه���ا تكهن���ات عني���دة طفولي���ة تض���من لهم االستمرار في ماديتهم، وتضمن لهم في ال��وقت ذات��ه تفس��ير

.24ما حولهم من تركيب ووعي وغائية

تكرار الحدث يقلل من احتمالية الصدفة:

تك��رار الح��دث يقل��ل من احتمالي��ةمم��ا ينبُغي معرفت��ه أن ،ح��تى يص��بح احتماله��ا في حكم الع��دم والمس��تحيلالص��دفة

.446 - كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ص 2324 - الفلسفة المادية وتفكيك اإلنسان لل��دكتور عب��دالوهاب المس��يري ص

27.

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

وعندما يتكرر حدث معين بنفس النم��ط تس��تبعد الص��دفة من ال تک��ون أکثري��ة أو فالص��دفة؛ الحس��بان، وتبحث عن س��بب

في الحدوث، بل عشوائية، ال قصد فيها وال ت��رتيب، وال دائميةيمكن التنبؤ بها قبل حدوثها.

: لو وجدت حادث��ة من الح��وادث تتك��رر من حين آلخ��ر1مثال في نفس المك��ان وبنفس النم��ط، ال ش��ك أن��ك ستس��تبعد الصدفة، وتبحث عن سبب وراء ذلك، وهذا السبب ربما يكون

Pا يتسبب في ذلك. P ما في هذا المكان، أو شخصPا معين خلال

: لو رسب طالب مدرسة معينة في امتحان معين دون2مثال باقي المدارس، ال ش��ك أن��ك ستس��تبعد الص��دفة، وتبحث عنP في المنظوم�ة التعليمي�ة، أو سبب وراء ذلك، ربما يك�ون خلال

+̀سرn الطالب ألبنائهم. إهمال أ

: شخص يسكن في شقة وحيدPا، ي��ذهب لعمل��ه ص��باحPا3مثال ا وج��د ناف��ذة حج��رة الن��وم Pوعندما عاد لشقته يوم�� ،P ويأتي ليال مفتوحة، رغم أنه يُغلق جميع نوافذ الشقة قبل خروج��ه منه��ا، ثم تكرر هذا األمر، ال شك أنه سيستبعد الص��دفة، ويبحث عن

سبب وراء ذلك، ويفكر في أن شخصPا ما يتسلل إلى شقته.

ومن المالحدة من يقول: "إن مادة الك��ون ك��انت موج��ودة ثم وفي اللحظ��ات األولى، انفج��رت وتباع��دت أجزاؤه��ا وتن��اثرت

من االنفج���ار الهائ���ل ارتفعت درج���ة الح���رارة إلى ع���دة تريليونات، حيث كونت فيها أجزاء الذرات، ومن ه��ذه األج��زاء كونت ال��ذرات، وهي ذرات الهي��دروجين والهلي��وم، ومن ه��ذه الذرات تأل�ف الُغبار الكوني الذي نش��أت من��ه المج��رات فيم��ا

ح��تىبع��د، ثم تك��ونت النج��وم والك��واكب، وم��ا زالت تتك��ون وصل الكون إلى ما نراه علي��ه الي��وم، وك��ل ه��ذا ص��دفة دون

تدخ�ل قوى عاقلة مريدة".

Pا ما لم وحسب قانون نيوتن األول: الجسم الساكن يبقى ساكن تؤثر عليه قوة خارجي��ة فتحرك��ه، والجس��م المتح��رك بس��رعة ثابتة في خط مستقيم يبقى على هذه الحالة ما لم تؤثر علي��ه

، وم��ادة الك��ون األولىقوة خارجية فتُغير الحال��ة الحركي��ة ل��ه كانت ساكنة ثم انفجرت، فال بد من وج��ود ق��وة خارجي��ة أدت

إلى ذلك؛ فكل حدث ال بد له من محدnث.

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

تن���اثر ألش���الء عدي���دة يتبع���هومن المعل���وم أن أي انفج���ار ع للجزئي��اتوجس��يمات ص��ُغيرة، فكي��ف يتب��ع االنفج��ار تجم���

والجسيمات، وتكوين أرض وجبال وك��واكب ونج��وم ومج��رات وغير ذلك دون وجود قوة خارجية حكيمة عالمة أدت ل��ذلك؟! وقلنا: قوة عالnمة حكيمة؛ ألن تناسق الك��ون وانتظام��ه يش��هد بذلك، وكل شيء في الكون يوجد في المك��ان المناس��ب ل��ه، وجم��ال الطبيع��ة دلي��ل على حكم��ة وعلم وإب��داع خالقه��ا،P أنه��ا أنتجت ال P وت��نز� والعشوائية ال تنتج نظامPا، ولو س��لمنا ج��دال

نظامPا، فسرعان ما يزول+ هذا النظام.

دم��ار، فكي��ف يتب��ع االنفج��ار يتبعهومن المعلوم أن أي انفجار الكوني العظيم عمار وتكوين أرض وجب��ال وبح��ار ومحيط��ات وأنهار وكواكب وأقمار ونجوم ومجرات دون وجود قوة عالمة

حكيمة؟!

ه��دم، فكي��ف يتب��ع االنفج��ار يتبعهومن المعلوم أن أي انفجار الكوني بن��اء أرض وجب��ال وك��واكب وأقم��ار ونج��وم ومج��رات

دون وجود قوة عالمة حكيمة؟!

وعلى التس��ليم الج��دلي أن االنفج��ار الك��وني أدى إلى تك��وين الكون ونشأته صدفة، فكي��ف يبقى ويس��تمر دون وج��ود ق��وة

خارجية تحافظ على بقائه واستمراره؟!

وإذا كان الكون ق��د تط��ور من الم��ادة األولى ل��ه، فمن ال��ذي طور هذه المادة؛ إذ أي تطور ال بد له من مط��ور؟ وإن قي��ل: المادة هي التي طورت نفسها عبر ماليين السنين، ف��الجواب: ه���ذا الكالم يس���تلزم أن األدنى يتط���ور بنفس���ه إلى األعلى، والتط��ور ال��ذاتي إلى األكم��ل دون ت��دبير حكيم عليم ق��دير

؛ إذ الناقص ال ينتج الكام��ل Pمستحيل عقال mويل��زم25خالق، أمر ، من هذا الكالم قبول تحول الناقص إلى الكامل بنفس��ه، وه��ذا

.26نظير وجود الشيء من العدم الكلي المحض

إذا ك��ان وج��ود ه��ذا الك��ون عن طريق��ة الص��دفة، أليس منو الممكن، والحال هكذا، أن توجد صدفة أخرى تقضي على هذا الك�ون كل�ه؟ وتتعط�ل ك�ل ه�ذه المص�الح من ش�مس وقم�ر ونج��وم وغ��ير ذل��ك، مم��ا في ه��ذا الك��ون المتراب��ط المنتظم

.331 - كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ص 25.446 - كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ص 26

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

بصورة تضمن استمرار الحياة سليمة عن الخ�راب والت��داخل؛ إذ الشمس تجري لمستقر لها، والنجوم زينة للسماء، والقم��ر ض��ياء، والري��اح ل�واقح، والس�حب تحم��ل المط��ر، واللي��ل في وقته، والنهار في وقته، كله��ا تج��ري لص��الح اإلنس��ان، ولبق��اءا إال الل��ه تع��الى، ب��ل Pالحياة هذه الدهور التي ال يعرف لها وقت�� واإلنسان نفسه أعظم آية، كيف أوجدته الص��دفة من الع��دم؟

.27وكيف وجد اإلنسان الحي من مادة ليس لها حياة؟!

وعلى التسليم الج��دلي أن تك��وين ك��وكب من الك��واكب ك��ان صدفة، فكيف تفسر الص��دفة تك��وين الك��واكب األخ��رى؟ ول��و كان تكوين أحد األقمار صدفة، فكي��ف تفس�ر الص��دفة تك�وين األقمار األخرى؟ ولو كان تك�وين أح��د النج�وم ص��دفة، فكي��فP أن تفسر الصدفة تكوين النج��وم األخ��رى؟ ف��إذا س��لمنا ج��دالPا، فال يمكنها أن تكرر إحداث كوكب آخ��ر الصدفة أحدثت كوكب

كل مرة.

ا، فال يمكنها أن تك��رر Pأن الصدفة أحدثت قمر P وإذا سلمنا جدالP أن الصدفة أحدثت إحداث قمر آخر كل مرة، وإذا سلمنا جدالا، فال يمكنه��ا أن تك��رر إح��داث نجم آخ��ر ك��ل م��رة، وإذا Pنجم�� P أن الص��دفة أح��دثت مج��رة، فال يمكنه��ا أن تك��رر سلمنا ج��دال إحداث مج��رة أخ��رى ك��ل م��رة؛ أي: نحن أم��ام كم² هائ��ل من األحداث المتكررة، التي يحيل العقل حدوثها دون وج��ود ق��وة

نحن أم��ام سلس��لة من الص��دفعالم��ة حكيم��ة أدت ل��ذلك، .المنظمة، وليس صدفة واحدة

ا، ولم يكن Pا رهيب��Pوما دام الكون لم يكن إال مادة راك��دة رك��ود هناك شيء غير المادة الراكدة، فمن أين أتت هذه "الصدفة" التي حركت الكون كله، مع أن هذا الحادث الذي وقع لم تكن له أية أسباب موجودة، ال داخل المادة وال خارجها؟! وأط��رف تناقض هنا: أن هذا التفسير يقرر وج��وب واقع��ة قب��ل ح��دوث واقعة أخرى، حتى يمكن إرج��اع نس��بة ه��ذه الواقع��ة األخ��يرة إلى ال��تي س��بقتها، ولكن ب��الرغم من ه��ذا يب��دأ ه��ذا التفس��ير نفسه من واقعة ال سابقة لها؛ فهذا هو االفتراض القائم بدون أي أس��اس، وه��و االف��تراض ال��ذي أقيم علي��ه البن��اء الكام��ل

لنظرية الخلق الصدفي )االعتباطي( للكون.

27 - لل��دكتور غ��البالمذاهب الفكرية المعاصرة ودوره��ا في المجتمع��ات .1175 - 2/1174عواجي

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

ا بوق��وع بعض Pوش��يء آخ��ر: أن ه��ذا الك��ون، إذا ك��ان مرهون�� المصادفات، فكي��ف نفس��ر اض��طرار ك��ل الوق��ائع والح��وادث على نهج طرق معينة ثابتة نهجنا بالفع��ل، ل��وال ه��ذا النهج لم��ا كن��ا الي��وم موج��ودين لنفك��ر في ه��ذه القض��ايا، ألم يكن من

الممكن أن يحدث شيء آخر نقيض تمامPا لما حدث؟

ألم يكن من الممكن أن ت����رتطم النج����وم ببعض����ها البعض وتتحطم؟ وبع��د ح��دوث الحرك��ة في الم��ادة، أم��ا ك��ان من الممكن أن تبقى حرك����ة مج����ردة دون أن تص����بح حرك����ة "ارتقائية"، تجري في سلس��لة مدهش��ة من العم��ل التط��وري

إليجاد الكون الخالي؟

ما هو ذلك المنطق الذي جعل النجوم والسيارات تتحرك بهذا النظام العجيب في الكون الالمتناهي؟ وما ه��و ذل��ك المنط��ق الذي أوجد النظام الشمسي في ركن بعيد من أركان الكون؟ وما ه��و ذل��ك المنط��ق ال��ذي أمكن بواس��طته إج��راء تُغ��يرات مدهش��ة أت��احت الفرص��ة لنش��أة الحي��اة اإلنس��انية على ك��رة

األرض؟

وهذه التُغيرات التي ق��د ح��دثت بالفع��ل على كرتن��ا ال نع��رف حتى اآلن ما إذا كانت موج��ودة على ظه��ر س��يار أو نجم آخ��ر من ماليين المج��رات المنتش��رة في أرك��ان الك��ون، فم��ا ه��و المنطق الذي تس�بب في إيج�اد مخل�وق حي من م�ادة ب�دونا معق��والP لتوض��يح: كي��ف Pحياة؟ هل ألحد أن يق��دم لن��ا تفس��ير وجدت الحياة على س��طح األرض؟ ولم��اذا؟ وتحت أي ق��انون

!تستأنف الحياة وجودها المدهش بهذا التسلسل؟

ثم ما هو ذلك المنطق الذي أوجد في حيز مك��اني ص��ُغير ك��ل تلك األشياء الالزمة لحياتنا ومدنيتنا؟ ثم ما ه��و ذل��ك المنط��قا في ص��الحنا كم��ا Pالذي يعم��ل على إبق��اء ه��ذه األح��وال دائم�� هي؟ أي صدفة واتف��اق يتيح��ان ح��دوث ه��ذه اإلمكان��ات به��ذا التسلسل وال��ترتيب الجمي��ل، ثم اس��تمرارها لماليين الس��نين

بحيث ال يطرأ عليها أدنى تُغير يخالف مصالح اإلنسان؟

هل لديكم أيها المعارضون تفسير واقعي ب��ه ص��فة "الل��زوم" ال��تي ال��تزمت به��ا وق��ائع مادي��ة ح��دثت - ب��زعمكم - بمحض

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

الص�دفة؟ ومن أين أتت بحنينه�ا لالرتق�اء ال�دائم نح�و األص�لح.28بطريقة غريبة؟

أجيبوا أيها المالحدة: من أين حص�ل له�ذا الع�الم ه�ذا النظ�ام العجيب، والترتيب الحكيم، ال��ذي ح��ارت في��ه العق��ول؟ كي��ف ينس�ب ذل�ك إلى االتف�اق والمص�ادفة ومج�رد البخت؟ وكي�ف اجتمعت تلك األج��زاء على اختالف أش��كالها، وتب��اين موارده��ا وقواعدها؟ وكيف حفظت وبقيت على تآلفها؟ وكي��ف تج��ددت

.29المرة بعد المرة؟!

إن الصدفة في مجال الكون مستحيلة في ذاتها، فضالP عن أن ينبثق عنه��ا ه��ذا اإلحك��ام والنظ��ام، ول��و س��لمنا ج��دالP بص��دفة واحدة في البداية، فهل يقبل عقلن��ا بسلس��لة طويل��ة متتابع��ة

.30من المصادفات؟

والعالمة المميزة للمصادفة: هي عدم االطراد وعدم النظ��ام، بينما النظام السائد في هذا الكون ثابت كل الثبات، مطرد بالا Pده، تحكم��ه ق��وانين نتوق��ع معلوالته��ا توقع�� ف، على تعق��� تخل���Sا: فكيف يدعى أن مثل هذا النظام المطرد ناتج مصادفة؛ يقيني

أي: من عدم النظام وعدم االطراد؟

P علىو من المالح��دة من يق��ول: "نش��أة الحي��اة ليس��ت دليال ألنه��ا نش��أت ص��دفة ع��بر سلس��لة طويل��ة منوج��ود خ��الق؛

Prebioticالتط��ور الكيمي��ائي م��ا قب��ل الحي��وي Chemical Evolutionمن الكيميائي��ات Pاس��تمر لماليين الس��نين، ابت��داء

ا بالجزيئات المتعددة Pالبسيطة، مرورpolymersوالجزيئ��ات ، ا داخل��ة ب��دورات تحفيزي��ة، وص��والP إلى Sالمتعددة الناسخة ذاتي�� ا وص��والP إلى بكتري��ا بس��يطة"، Pكائنات ما قبل بكتيري��ة، وأخ��ير

ك��ونت وح��ال كالم ه��ؤالء المالح��دة أن جزئي��ات غ��ير عض��ويةا أميني��ة بالص��دفة، وه��ذه األحم��اض األميني��ة ك��ونت Pأحماض�� بروتينات بالصدفة، والبروتينات كونت الم��ادة الوراثي��ة وب��اقي مكون��ات الخلي��ة األولى؛ أي: نحن أم��ام سلس��لة من الص��دف

هذا غير مسل�م.المنظمة، وليس صدفة واحدة، و

.47 - 46الدين في مواجهة العلم لوحيد الدين خان ص - 2829 - الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى، للدكتور س��عيد بن علي بن وه��ف

.352القحطاني ص .150عقيدة التوحيد للدكتور محمد ملكاوي ص - 30

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

وعلى فرض إيجاد الصدفة لم��ركب معق��د يك��ون خلي��ة، فه��ل الصدفة تبث فيه الحياة وتجعله ينمو ويتحرك ويتُغذى ويتك��اثر

ويخرج الفضالت؟!

وعلى فرض أن الصدفة أوجدت الخلية األولى بكل مكوناته��ا،فإنها ال يمكنها أن توجد العديد من هذه الخاليا كل مرة.

ا بكامل أعضائه وأجهزته، Pوعلى فرض أن الصدفة أوجدت ذك̀ر ا Pفه��ل يمكن للص��دفة أن توج��د أن��ثى مماثل��ة لل��ذك̀ر تمام�� ومخالفة له في الجهاز التناس��لي، به��دف التناس��ل واس��تمرار

الحياة على األرض؟!

Sا، فكيف توجد الُغ��ذاء Pا حي وعلى فرض أن الصدفة أوجدت كائنالذي يناسبه صدفة؟!

Sا، فكيف تحافظ عليه Pا حي وعلى فرض أن الصدفة أوجدت كائنPا مثله؟! وتضمن له الحياة حتى يتكاثر وينتج كائن

لسان هؤالء المالحدة: إن جمع أجزاء ومكونات الخلي��ة األولى كفيل بأن تتجمع هذه المكونات، وكفي��ل بنش��أة الحي��اة، وه��ذا كالم في غاية السخف والسقوط؛ إذ الحياة شيء منفصل عن ه��ذه المكون��ات واألج��زاء؛ أي: ش��يء من غ��ير جنس ه��ذه المكون��ات واألج��زاء؛ أي: ش��يء متج��اوز له��ذه المكون��ات واألجزاء، وتجم��ع أج��زاء ومكون��ات الك��ائن الحي ال يكفي ألن ينشأ كائن حي، وهذا المنطق ش��بيه بمن يق��ول تجم��ع أج��زاء ومكون��ات الس��يارة كفي��ل ب��أن تتك��ون الس��يارة دون مجم��ع ومركب لهذه المكونات واألجزاء، وه��ل وج��دنا أج��زاء س��يارة

تتجمع وتتركب بالصدفة دون مجمع ومركب؟!

P مع المالحدة أن أجزاء ومكونات الخلي��ة P وتنزال ولو سلمنا جدالdاألولى تجمعت بذاتها، فهل تجمع أجزاء ومكونات الخلية كاف ا لحي��اة Pلبث الحي��اة فيه��ا؟ ثم بث الحي��اة وح��ده ليس كافي�� الخلية، فالخلية تحت��اج طاق��ة وغ��ذاءP، فكي��ف س��توفر لنفس��ها الطاقة والُغذاء؟ ومن ال��ذي يلهمه��ا ب��أن ه��ذا الُغ��ذاء يناس��بها دون غيره من األغذية؟ وكيف تس��تفيد من ه��ذا الُغ��ذاء لتنم��و وتتكاثر دون أن تكون مهيأة للنمو والتكاثر؟! والحياة والطاقة للخلية كالوقود للسيارة، فلن تعمل الخلي��ة األولى إذا لم تكن

حية وبها طاقة، كما أن السيارة لن تعمل دون وقود.

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

أمثلة تبين تفاهة القول بالص""دفة في نش""أة الك""ونوالحياة:

يق��ال للق��ائلين بالص��دفة: ل��و أن ه��زة أرض��ية قلبت ص��ناديق الح��روف في مطبع��ة، به��ا نص��ف ملي��ون ح��رف، فخلطته��ا ببعض��ها، فأخبرن��ا ص��احب المطبع��ة أن��ه تك��ون من اختالط الح��روف ص��دفة عش��ر كلم��ات متفرق��ة؛ فالمس��ألة تحتم��ل التصديق وتحتمل النفي، لكنه لو أخبرنا ب��أن الكلم��ات العش��ر كونت جملة مفيدة، الزدادت درجة النفي واالستبعاد، لكننا ق��د ال نجزم باالستحالة، ولو أخبرنا بأن الح��روف المبع��ثرة ك��ونتPا من مائة صفحة، وبه قص�يدة كامل�ة منس�جمة بألفاظه�ا، كتاب

وأوزانها، فاالستحالة في هذه الحالة بحكم البديهية.

والمس�ألة في الك�ون وأجزائ�ه، وم�ا فيه�ا من إتق�ان وإحك�ام وعناية: أعقد بكثير من مثال ح��روف المطبع��ة؛ ألن الح��روف هنا جاهزة معبأة في صناديقها، إن الصدفة في مج��ال الك��ون مس��تحيلة في ذاته��ا، فض��الP عن أن ينبث��ق عنه��ا ه��ذا اإلحك��ام والنظام، ول��و س��لمنا ج��دالP بص��دفة واح��دة في البداي��ة، فه��ل

.31يقبل عقلنا بسلسلة طويلة متتابعة من المصادفات؟

ا من Pا ش��ديد الجم��ال، مكون�� Pول��و ق��ال ش��خص: وج��دت قص��ر خمسة طوابق، فيه ثالثون غرفة، كل غرفة مفروش��ة بأجم��ل أنواع الفرش، ومزخرفة بأجمل أنواع الزخارف، وه��ذا القص��ر، وال مص��مم، وإنم��ا تك�و�ن ص��دفة ع��بر عش�رات dليس له ب��ان السنين، أترى أحدPا يصدق هذا الكالم؟! وإذا لم يصدق أحد أن هذا القصر تكون صدفة، وهو جماد ال حي��اة في��ه، وال وعي وال إدراك وال مش�اعر وال أحاس�يس، فكي�ف يص�دق أح�دm أن ه�ذا الكون تكون صدفة دون قوة عالمة حكيمة رغم ما في الكونا Pمن جم��ال وإب��داع، وتج��د حيوان��ات مختلف��ة األن��واع، وطي��ور Pا مختلف��ة األن��واع، وحش��رات مختلف��ة مختلفة األنواع، وأسماك

ا مختلفة األنواع؟! Pاألنواع، ونباتات مختلفة األنواع، وأشجار

ويقال لكل قائل بالصدفة: ما تقول في دوالب دائر على نه��ر، قد أحكمت آالته، وأحكم تركيبه، وقدرت أدواته أحس��ن تق��دير وأبلُغ���ه، بحيث ال ي���رى الن���اظر في���ه خلالP في مادت���ه وال في صورته، وق��د جع��ل على حديق��ة عظيم��ة فيه��ا من ك��ل أن��واع

.150 - 149عقيدة التوحيد للدكتور محمد ملكاوي ص - 31

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

الثم��ار وال��زروع يس��قيها حاجته��ا، وفي تل��ك الحديق��ة من يلم شعثها، ويحسن مراعاتها وتعهدها والقيام بجميع مصالحها، فال يخت��ل منه��ا ش��يء، وال يتل��ف ثماره��ا، ثم يقس��م قيمته��ا عن��د الج��ذاذ على س��ائر المخ��ارج بحس��ب حاج��اتهم وض��روراتهم، فيقسم لك��ل ص��نف منهم م��ا يلي��ق ب��ه، ويقس��مه هك��ذا على الدوام، أترى هذا اتفاقPا بال صانع وال مختار وال مدبر، بل اتف��قا من غ��ير فاع��ل Pوجود ذلك الدوالب والحديقة وكل ذلك اتفاق�� وال مدبر؟ أفترى ما يقول لك عقل��ك في ذل��ك ل��و ك��ان؟ وم��ا

.32الذي يفتيك به؟ وما الذي يرشدك إليه؟

ا في علم من العل��وم، Pا محك̀م�� Pولو ق��ال ش��خص: وج��دت كتاب�� يتكون من مجل��دين، والمجل��د يتك��ون من ج��زأين، وك��ل ج��زءا، Pمكون من ثالثمائة صفحة، وكل ص�فحة به�ا عش�رون س�طر وكل سطر به عشرون كلمة، وهذا الكتاب ليس له مؤلف، وال كاتب، وإنما تألف وكتب صدفة ع��بر عش��رات الس��نين، أت��رى أحدPا يصدق هذا الكالم؟! وإذا لم يصدق أح��د أن ه��ذا الكت��اب+ل̈ف صدفة، وهو جماد ال حي��اة في��ه، وال وعي وال إدراك +تب وأ ك وال مشاعر وال أحاسيس، فكي��ف يص��دق أح��د أن ه��ذا الك��ون تك��و�ن ص��دفة بم��ا في��ه من آالف الحيوان��ات، وآالف الطي��ور، وآالف الزواح��ف، وآالف النبات��ات، ويمكن أن تكتب عش��رات

المجلدات في إحكام ونظام كل نوع من هذه الكائنات؟!

لحظ��ة تأم��ل في خلي��ة من خالي��ا اإلنس��ان تجع��ل الق��ولو بالصدفة في غاية السخف والس��قوط؛ فخلي��ة اإلنس��ان تش��به المصنع، وأي مصنع به مدير ومشرف على المص��نع، وأرض��ية للمص��نع، وقس��م للتس��وق واالس��تقبال، وعم��ال لهم دور في تص��نيع منتج��ات المص��نع، وقس��م لتعبئ��ة المنتج��ات وتهيئته��ا، وحراس أمن، ومولد للطاقة، وخلية اإلنسان كالمص��نع؛ ففيه��ا النواة، وهي كالمدير للخلية، تتحكم في جميع أنشطة الخلي��ة، وصفات البروتين الذي سوف يصنع، وفي الخلية السيتوبالزم، وهو كاألرضية للخلية، تسبح فيه عضيات الخلي��ة، وفي الخلي��ة غشاء خلوي، وهو يشبه قس��م التس��وق واالس��تقبال؛ حيث إن أي جسم يح�اول دخ�ول الخلي�ة علي�ه أن ي�برز هويت�ه، وينظم مرور المواد عبر الخلية، وما ال��ذي ي��دخل، وم��ا ال��ذي يخ��رج،

.1/214مفتاح دار السعادة البن القيم - 32

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

وفي الخلية الريبوسومات، وهي تشبه العمال، حيث لها الدورفي تصنيع البروتينات.

وفي الخلي���ة الش���بكة اإلندوبالزمي���ة، وهي مك���ان عم���ل الريبوسومات )منطقة عمل(، وفي الخلية جهاز جولجي، وه�و يشبه قسم التعبئة والتهيئة والتُغليف؛ فهو يقوم بإعداد وتهيئ��ة

البروتين لالستعمال أو التصدير.

وفي الخلية األجس��ام الحال��ة، وهي تش��به رج��ال األمن؛ حيث ته��اجم ك��ل جس��م يح��اول اإلض��رار بالخلي��ة، وفي الخلي��ة الميتوكوندريا، وهي كمولدات الطاقة، انظروا أيه��ا اإلخ��وة أي خلية من خاليا اإلنسان مصنع متكامل، وكل شيء فيها يج��ريP يفك��ر في وج��ود مص��نع بنظام ودقة، فه��ل س��معتم أن ع��اقال صدفة دون قوة عالمة مري��دة حكيم��ة؟ وه��ا هي الخلي��ة أح��د المصانع الربانية يعج��ز عن وظائفه��ا عش��رات المص��انع، وم��عذلك هناك مnن البشر ̀من ينكر وجود موجnد عالم مريد حكيم!

وإني أس�أل عن ش�خص يفك�ر في وج�ود جه�از دقي�ق الحجم معقد التركيب محكم الوظائف وجد بال موجد، ما حكم��ه عن��د العقالء؟ وأيهما أعظم في الحكم، هذا الجهاز ال�دقيق أم ه�ذه الخلي�ة الحي�ة، الدقيق�ة الحجم، المعق�دة ال�تركيب، المحكم�ة الوظائف، أضف إلى ذلك أنها تنم��و وتتك��اثر وتتنفس وتتُغ��ذى وتقوم بعمليات حيوية تعج��ز عن محاكاته��ا أك��بر المص��انع في الع��الم، واألعجب من ه��ذا أن الم��واد الميت��ة خ��ارج الخلي��ة - كالكربوهي��درات والبروتين��ات - عن��دما تع��بر غش��اء الخلي��ة ويسمح لها باالندماج مع مكونات الخلية وعضياتها تتحول هذه المواد من مواد ميت��ة ال حي��اة فيه��ا إلى عض��يات حي��ة تتُغ��ذى

وتتنفس؟!

وإني أسأل عن شخص يفكر في وجود أج��زاء س��اعة تجمعت وكونت ساعة في غاية الروع��ة والدق��ة والس��اعة تعم��ل دون الحاجة لمجمع ومركب ومح��رك ع��الم حكيم، م��ا حكم��ه عن��د العقالء؟ والخلية الحية أعظم وأعقد بكث��ير من الس��اعة؛ فهي حية ذاتية الحركة، تستجيب للمؤثرات، تنمو تتكاثر، تنتج طاقة

تخرج فضالتها.

وإني أسأل عن شخص يفكر في وجود أج��زاء س��يارة تجمعت وكونت سيارة في غاية الروعة والدق��ة والس��يارة تعم��ل دون

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

الحاجة لمجمع ومركب ومح��رك ع��الم حكيم، م��ا حكم��ه عن��د العقالء؟ والخلية الحية أعظم وأعقد بكثير من الس��يارة؛ فهي حية ذاتية الحركة، تستجيب للمؤثرات، تنمو تتكاثر، تنتج طاقة

تخرج فضالتها.

رآه��ا كش��جرة وإني أسأل عن ش��خص يفك��ر في لوح��ة فني��ة مثمرة حوله��ا زه��ور جميل��ة ق��رب نه��ر ج��ارd، وادعى أن ه��ذه

ما حكمه عند الصورة تكونت صدفة دون رسام مبدع رسمها، العقالء؟ فكي��ف إذا ك��انت ه��ذه الص��ورة مجس��مة؟ وإذا لم يصدق أحد أن هذه الصورة الجميلة المجسمة تك��ونت ص��دفة دون ت��دخل ك��ائن مري��د مب��دع، فكي��ف به��ذا الك��ون الشاس��ع

المليء بالمناظر الخالبة، والكائنات العجيبة المدهشة؟!

وال��دالئل العلمي��ة المادي��ة المس��تندة إلى الوس��ائل اإلنس��انية ت��رفض المص��ادفة في أي ظ��اهرة كوني��ة ذات إتق��ان دقي��ق معقد، والباحثون العلمي��ون س��واء أك��انوا مث��اليين أم م��اديين، يبحث�ون باس�تمرار عن س�بب أي�ة ظ�اهرة كوني�ة يش�اهدونها،ا؛ ألن المن��اهج Pا قاطع�� Pويرفضون ادع��اء المص��ادفة فيه��ا رفض�� العلمية االستقرائية قد أثبتت للعلماء أنه ما من ظاهرة تحدث في الكون دون أن تك��ون مس��بوقة بس��ببd مك��افئ لح��دوثها، وإذا كانت هذه الظاهرة من الظواهر التي تحتاج إلى ص��احبا على إنتاجه��ا، ق��رروا أن منتجه��ا Pعلم ومهارة حتى يكون قادر

.33صاحب علم ومهارة، وهكذا

.542 - كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ص 33

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

التشكيك في مبدأ السببية

يش��كك بعض المالح��دة في مب��دأ الس��ببية، وي��د�عون أن ق��ول المؤمنين: ك�ل ح�ادث يحت�اج إلى مح�دnث، ق�ول بال دلي�ل، وال سبيل للبرهنة عليه، ومهما جمع من أدل��ة من الع��الم فإنه��ا ال تكفي للوص��ول إلى الكلي��ة؛ الس��تحالة اختب��ار ك��ل الح��وادث،

وي��دعي ه��ؤالء أنومعرفة هل هي محتاجة إلى محدث أو ال؟ السببية عادة ذهنية ترسخت في ال��ذهن عن طري��ق التك��رار، وكالمهم ه��ذا سفس��طة ال أث��ارة عليه��ا من علم؛ إذ مقول��ة:

الحادث ال بد له من محدnث، من البديهيات.

والبديهيات هي حقائق ضرورية ال تحتاج إلى بره��ان؛ أي: إنه��ا تفرض نفسها على الذهن، بحيث ال يحتاج إلى برهان إلثباته��ا، ويجمع العقالء على صحتها واعتمادها كأصول ضرورية الزم��ة،ا وقواع�د أولي�ة ومق�اييس تب�نى عليه�ا ب�اقي Pوهي تعتبر أسس

األفكار، وبراهين إلثبات صnدقn غيرها من األفكار.

ومقولة: ك��ل ح��ادث ال ب��د ل��ه من مح��دnث، هي كمقول��ة: ك��ل كتابة ال بد لها من كاتب، ولو رأى شخص كتابة فقال: ال بد لهاP: )أثبت لي أن هذه الكتاب��ة من كاتب، فاعترض عليه آخر قائال تحتاج لكاتب، وهل اختبر̀ت ك��ل الكتاب��ات لتع��رف ه��ل تحت��اج

Pا. إلى كاتب أم ال؟( - لعد�ه الناس مجنون

ومقولة: كل حادث ال بد له من مح��دnث، بديهي��ة، مس��تُغنية أن+س��تد̀ل له��ا؛ فالس��ؤال عن إثباته��ا +ستد̀ل به��ا، وال ي +ذ̀ب� عنها، ي يا، كالتصديق بأن النار حارة ال يحتاج إلى إثبات Pيعتبر خطأ فادح

وجمع األدلة عليه من كل العالم.

وال يجوز القدح في البديهيات بالنظريات؛ ألن البديهيات أص��ل للنظري���ات، فل���و ج���از الق���دح بالنظري���ات في الب���ديهيات، والنظريات ال تصح إال بصحة الب��ديهيات، ك��ان ذل��ك ق��دحPا في أصل النظري��ات؛ فل��زم من الق��دح في الب��ديهيات بالنظري��ات فساد النظريات، وإذا فسدت لم يصح� القدح به��ا، والق��دح فيالبديهيات بالنظريات يستلزم فساد النظريات وفساد العلوم.

وإذا لم يج+زn القدح في البديهيات بالنظري��ات، فمن ب��اب أولى ال يجوز السؤال عن إثبات البديهيات؛ فالبديهيات ال تحت��اج فيبd ونظ��ر وفك��ر؛ إذ إنه��ا تحص��ل بالبداه��ة حص��ولها إلى كس��¯

، ومن غير إجراء عملية فكرية. dوالضرورة، من غير تعب

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

�ة مب��دأ عقلي، ال مب��دأ حس��ي ن��ابع من االس��تقراء، ومبدأ العnل̈يا على الكون فحس��ب؛ فم��ا م��ا دام Pوليس مبدأ العلية مقصور

ال بد أن يكون له فاعل، س��واء في عالمن��ا أو فيفهناك فعل غير عالمنا، وتخصيص العnل̈ي��ة ب��الكون ال��ذي نعيش في��ه فق��ط

تخصيص بال مخصص.

وجمي��ع العل��وم الكوني��ة مبني��ة على الس��ببية؛ ول��ذلك ال يمكن للعلوم االستُغناء عن السببية، وبسقوط الس��ببية تنه��ار جمي��ع

العلوم.

وعدم اعتب��ار أص��ل الس��ببية ي��ؤدي إلى ع��دم االس��تدالل؛ ألن اإلثبات والدليل عامل مهم من عوام��ل قب��ول النت��ائج، وإذا لم

يرتبط اإلثبات بالنتائج، فال يؤدي اإلثبات إلى نتيجة.

ومب��دأ العnل̈ي��ة مب��دأ ض��روري، ال يمكن االس��تدالل على رده؛ وذل��ك ألن ال��دليل عل��ة للعلم بالش��يء المس��تدل علي��ه، وإذPا محاولة االستدالل على رد مبدأ العلية تنط��وي على االع��تراف

بمبدأ العلية وتطبيقه.

ولو لم تكن السببية موج�ودة في الواق�ع، لم�ا أمكن التفك�ير،ا، وال الش��رب، وغ��ير ذل��ك Pوال تناول الطعام، وال المش��ي أيض��

من أمور الحياة.

ولو لم تكن الس��ببية موج��ودة في الواق��ع، لم��ا تمكن العلم��اءمن تفسير الظواهر الكونية.

ولو لم تكن الس��ببية موج��ودة في الواق��ع، لم��ا تمكن األطب��اءمن عالج األمراض والوقاية منها.

وقولهم: السببية عادة ذهنية ترس��خت في ال��ذهن عن طري��قPا، ولو +بطnله الواقع؛ فمن يرى كتابة يعرف أن لها كاتب التكرار، يSا يع��رف أن ل��ه ص��انعPا، كانت أول كتابة يراها، ومن يرى كرسي ولو كان أول كرسي يراه، ومن يرى لوحة فنية يعرف أن له��اPا، ولو كانت أول لوحة فنية يراها في حياته، وحتى الطف��ل فنانPا انتبه إلى مكانه ليعرف سببه، وإذا جاع الصُغير إذا سمع صوت

طلب الطعام.

دعوى أن الكون نشأ صدفة بدليل وجود الفوضى في الكون

يدعي بعض المالحدة أن الكون نشأ صدفة، بدليل وجود بعض الظواهر الفوضوية، والجواب: هذه الظواهر التي يد�عون أنه��ا

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

+لُغي وجود نظام في الكون، فكم يوجد في الكون فوضوية ال ت من أش��ياء منظم��ة منس��قة به��رت علم��اء الفيزي��اء واألحي��اء

والكيمياء والفلك والجولوجيا، وغيرهم!

والفوض��ى تس��تلزم ع��دم وج��ود أنظم��ة وق��وانين تحكم ه��ذه الظواهر الفوضوية، وإمكان استنتاج قوانين عام��ة تحكم ه��ذه

األمور: يدل� على انتظامها، وليس على عدم انتظامها.

وم��ا دامت الفوض��ى تخض��ع لق��وانين فليس��ت فوض��ى، ولكننظام مرتب لم يتم الكشف عن ماهيته الحقيقية.

�نn العلماء من وض��ع والنظام هو السائد في الكون، بدليل تمك قوانين للظواهر الفيزيائية والطبيعية، فلو كانت الفوض��ى هي

السائدة ل̀̀ما تمكن العلماء من وضع قوانين تحكم الكون.

العلل المادية ال تكفي لتفسير نشأة الكون دون خالق

يد�عي بعض المالحدة أن الكون بهذا االنتظام قد تكو�ن صدفة، سلسلة من العلل المادية غ��ير العاقل��ة وغ��ير المدرك��ة،نتيجة

توافر الظروف والعلل المادية لنشأة الك��ون أدى إلى نش��أةو في غاية السخفوهذا الكالمالكون دون الحاجة لقوة عاقلة،

والسقوط، وهو كمن يقول: توافر الظروف لح��دوث الجريم��ة أدى إلى ح��دوث الجريم��ة، وعلي��ه فليس للجريم��ة م��رتكب، وكمن يق���ول: ت���وافر الخش���ب والمس���امير أدى إلى ص���نع الكرسي، وعليه فليس للكرس��ي ص��انع، وكمن يق��ول: ت��وافر العوامل المادية لصنع السيارة أدى إلى صنع الس��يارة، وعلي��ه

فليس للسيارة صانع.

وكي��ف للعل��ل المادي��ة تفس��ير النظ��ام واإلب��داع ال��ذي في الكون؟! ووجود النظام واإلبداع يستلزم وج��ود ك��ائن ذي علم وإرادة قد نظمه وأبدعه، هو الله، ال المادة غير العاقل��ة وغ��ير العالمة وغير الحكيمة، والمادة من جهة ذاته��ا ال علم له��ا، فال

يصح أن تكون هي العلة المنظمة المبدnعة.

وكيف للعلل المادية تفسير نشأة الحياة، والحي��اة ليس��ت منجنس المادة؟

وكيف للعل��ل المادي��ة تفس�ير نش�أة األخالق، واألخالق ليس�ت من جنس المادة؟ اإلنسان قد يوصف بالكرم والعدل والوفاء،

أو البخل والظلم والُغدر، والمادة ال توصف بذلك.

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

وكيف للعلل المادية تفسير نش��أة اإلدراك، واإلدراك ليس من جنس الم��ادة؟ اإلنس��ان ي��درك م��ا حول��ه، والم��ادة ال توص��ف

بذلك.

وكي��ف للعل��ل المادي��ة تفس��ير نش��أة المش��اعر واألحاس��يس؛ره واأللم، وك���ل ه���ذه المش���اعر كالس���عادة والح̈ب، والك���+ واألحاسيس ليست من جنس الم��ادة؟ اإلنس��ان يحب ويك��ره،

يفرح ويحزن، والمادة ال توصف بذلك.

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

ة:سخافة مبرهنة القرد

يقول بعض المالحدة: لو جلس��ت س��تة من الق��ردة على آالت كاتب���ة، وظلت تض���رب على حروفه���ا لماليين الس���نين، فال نستبعد أن نجد في بعض األوراق األخيرة التي كتبوها قص��يدة من قصائد شكسبير، فكذلك كان الك�ون الموج�ود اآلن نتيج�ة

.لعمليات عمياء خالل باليين السنين

احتم��ال أن يق��وموهذا القول في غاية السخف والسقوط؛ إذ منقرد يخبط على آلة كاتب��ة فيخ��رج لن��ا بالمص��ادفة قص��يدة

أبس��ط بكث��ير من إنش��اء ك��ون في الدق��ةقص��ائد شكس��بيرواإلحكام ويسير و̀ف¯ق سنن وقوانين ال يحيد عنها.

من قص��ائدقص��يدة ول��و س��لمنا أن الق��رود اس��تطاعت كتاب��ة فهل يمكن أن تتذوقها أو تنط��ق كلماته��ا، أو تجع��لشكسبير،

كلم��ات القص��يدة ناطق��ة؟! وه��ل هن��اك ق��رد يعيش ماليين السنين؟! وهل هناك آلة كاتبة تظ��ل تطب��ع لماليين الس��نين؟! وهل هن��اك أوراق تكفي للكتاب��ة عليه��ا لماليين الس��نين؟! من الذي صنع له الحبر ووفر الحبر له في نفس المكان الذي ه��و فيه؟ من ال��ذي وف��ر ل��ه األوراق في نفس المك��ان ال��ذي ه��و

فيه؟

لو سلمنا أن الصدفة يمكن أن تنتج أشياء غير متوقعة، فليسP، ونش��أة نظ��ام Pا مس��تحيال معنى ذل��ك أنه��ا يمكن أن تنتج ح��دث مس��تمر قاب��ل للتفس��ير بال منظم عاق��ل: ح��د̀ثm مس��تحيل ال يمكن وقوعه مهما طال الزمان، وتحول مادة غير حية بنفسها لمادة حية: حدث مستحيل ال يمكن وقوعه مهما طال الزمان، وتح��ول م��ادة غ��ير واعي��ة بنفس��ها إلى ك��ائن واعي: ح��دث مستحيل ال يمكن وقوعه مهما طال الزم��ان، وتح��ول م��ادة ال تس��مع بنفس��ها إلى ك��ائن يس��مع: ح��دث مس��تحيل ال يمكن وقوعه مهما طال الزمان، وتح��ول م��ادة ال تض��حك إلى ك��ائن

يضحك: حدث مستحيل ال يمكن وقوعه مهما طال الزمان.

:34كالم نفيس في نفي الصدفة والعشوائية

- هذا الكالم للدكتور فرانك ألن من كت��اب: الل��ه يتجلى في عص��ر العلم،34 12 صالدكتور الدمرداش عبدالمجي��د ترجمة نخبة من العلماء األمريكيين،ل

-16.

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

ا عديدة ال يمكن تفس��يرها Pإن مالءمة األرض للحياة تتخذ صور على أساس المصادفة أو العشوائية؛ فاألرض كرة معلق��ة في الفضاء تدور حول نفسها، فيكون في ذلك تتابع الليل والنه��ار، وهي تسب̀ح+ حول الشمس مرة في كل عام، فيك��ون في ذل��ك تتابع الفصول، الذي يؤدي بدوره إلى زي��ادة مس��احة الج��زيء الصالح للسكنى من سطح كوكبن��ا، ويزي��د من اختالف األن��واع النباتية أكثر مما لو كانت األرض ساكنة، ويحيط باألرض غالف غازي يشتمل على الُغازات الالزمة للحي��اة، ويمت��د حوله��ا إلى

ميل(.500ارتفاع كبير )يزيد على

ويبل��غ ه��ذا الُغالف الُغ��ازي من الكش��افة درج��ة تح��ول دونP وصول ماليين الشهب القاتلة إلينا، منقضة بس��رعة ثالثين ميال في الثانية، والُغالف الذي يحيط باألرض يحفظ درجة حرارته��ا في الح���دود المناس���بة للحي���اة، ويحم���ل بخ���ار الم���اء من المحيطات إلى مسافات بعيدة داخل القارات؛ حيث يمكن أنا يحيي األرض بعد موته��ا، والمط��ر مص��در الم��اء Pيتكاثف مطر العذب، ولواله ألصبحت األرض صحراء ج��رداء خالي��ة من ك��ل أثر للحياة، ومن هنا نرى أن الجو والمحيطات الموجودة على

سطح األرض تمثل عجلة التوازن في الطبيعة.

ويمتاز الماء بأربع خواص هامة تعم��ل على ص��يانة الحي��اة في المحيطات والبحيرات واألنه��ار، وخاص��ة حيثم��ا يك��ون الش��تاءP؛ فالم��اء يمتص كمي��ات كب��يرة من األوكس��جين ا وط��ويال Pقارس عندما تكون درجة حرارته منخفضة، وتبلغ كثافة الماء أقص��اها في درجة أربعة مئوية، والثلج أقل كثافة من الماء، مما يجعل الجليد المتكون في البحيرات واألنهار يطفو على سطح الماء؛ لخفته النسبية، فيهيئ بذلك الفرصة الستمرار حي��اة الكائن��ات ال��تي تعيش في الم��اء في المن��اطق الب��اردة، وعن��دما يتجم��د الم��اء تنطل��ق من��ه كمي��ات كب��يرة من الح��رارة تس��اعد على

صيانة حياة األحياء التي تعيش في البحار.

أما األرض اليابس��ة فهي بيئ��ة ثابت��ة لحي��اة كث��ير من الكائن��ات األرضية؛ فالتربة تحتوي العناصر التي يمتصها النبات، ويمثله��ا ويحولها إلى أنواع مختلفة من الطع��ام يفتق��ر إليه��ا الحي��وان،ا من س��طح األرض، مم��ا هي��أ Pويوج��د كث��ير من المع��ادن قريب�� السبيل لقيام الحض��ارة الراهن��ة، ونش��أة كث��ير من الص��ناعات والفنون، وعلى ذل��ك ف��إن األرض مهي��أة على أحس��ن ص��ورة

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

للحياة، وال شك أن كل هذا من تيسير حكيم خب��ير، وليس من المعقول أن يكون مجرد مصادفة أو خبط عشواء، ولق��د ك��انا إلى الل��ه: )لم يخلقه��ا Pأش��عياء على ح��ق عن��دما ق��ال مش��ير

، للسكن صورها( ) P18: 45باطال.)

ا م��ا يس��خر البعض من ص��ُغر حجم األرض بالنس��بة لم��ا Pوكثير حولها من فراغ النهائي، ولو أن األرض كانت صُغيرة ك��القمر، أو حتى لو أن ق+طره�ا ك�ان رب�ع قطره�ا الح�الي لعج�زت عن احتفاظه��ا ب��الُغالفين الج��وي والم��ائي الل��ذين يحيط��ان به��ا، ولصارت درجة الحرارة فيه�ا بالُغ�ة ح�د الم�وت، أم�ا ل�و ك�ان قطر األرض ضnع̀ف ق+طرها الحالي لتضاعفت مساحة س�طحها أربعة أضعاف، وأصبحت جاذبيتها لألجسام ضعف ما هي عليه،ا ل��ذلك ارتف��اع غالفه��ا اله��وائي، وزاد الض��ُغط Pوانخفض تبع�� الجوي من كيلو غرام واحد إلى كيلو غ��رامين على الس��نتيمتر المرب��ع، وي��ؤثر ك��ل ذل��ك أبل��غ األث��ر في الحي��اة على س��طحا، وتنقص Pاألرض، فتتسع مساحة المناطق الباردة اتساعا كبير مساحة األراضي الصالحة للسكنى نقصPا ذريعPا، وب��ذلك تعيش الجماعات اإلنس��انية منفص��لة، أو في أم��اكن متنائي��ة، ف��تزدادPا من العزلة بينها، ويتعذر السفر واالتصال، بل ق��د يص��ير ض��رب

ضروب الخيال.

ولو كانت األرض في حجم الشمس - مع احتفاظها بكثافته��ا - ض��عفPا، ولنقص150لتضاعفت جاذبيتها لألجسام ال��تي عليه��ا

ارتفاع الُغالف الجوي إلى أربع��ة أمي��ال، وألص��بح تبخ��ر الم��اءP، والرتفع الضُغط الجوي إلى ما يزيد على كيل��و150مستحيال

غرامPا على السنتيمتر المربع، ولوصل وزن الحيوان الذي يزنP واح��دPا إلى ا رطال Sولتض��اءل حجم اإلنس��ان150حالي�� ،P رطال

حتى صار في حجم ابن عرس أو السنجاب، ولتع��ذرت الحي��اةالفكرية لمثل هذه المخلوقات.

+ع��دها الح��الي عن الش��مس، ول��و أزيحت األرض إلى ض��عف ب لنقص��ت كمي��ة الح��رارة ال��تي تتلقاه��ا من الش��مس إلى رب��ع كميته��ا الحالي��ة، وقطعت األرض دورته��ا ح��ول الش��مس فيا ل��ذلك ط��ول فص��ل الش��تاء، Pوقت أط��ول، وتض��اعف تبع��

وتجمدت الكائنات الحية على سطح األرض.

ولو نقصت المسافة بين األرض والشمس إلى نص��ف م��ا هي عليها اآلن، لبلُغت الحرارة ال�تي تتلقاه�ا األرض أربع��ة أمث��ال،

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

وتضاعفت سرعتها المدارية ح��ول الش��مس، وآللت الفص��ولا، Pإلى نص��ف طوله��ا الح��الي إذا ك��انت هن��اك فص��ول مطلق��

ولصارت الحياة على سطح األرض غير ممكنة.

+عدها الحاليين عن الشمس وعلى ذلك، فإن األرض بحجمها وب وسرعتها في مدارها، تهيئ لإلنسان أسباب الحياة واالستمتاع بها في صورها المادية والفكري��ة والروحي��ة على النح��و ال��ذي

نشاهده اليوم في حياتنا.

فإذا لم تكن الحياة قد نشأت بحكم��ة وتص��ميم س��ابق، فال ب��د أن تك��ون ق��د نش��أت عن طري��ق المص��ادفة، فم��ا هي تل��ك

المصادفة إذPا حتى نتدبرها ونرى كيف تخلق الحياة؟

إن نظري���ات المص���ادفة واالحتم���ال له���ا اآلن من األس���س الرياضية السليمة ما يجعله��ا تطب��ق على نط��اق واس��ع حيثم��ا انعدم الحكم الصحيح المطلق، وتض��ع ه��ذه النظري��ات أمامن��ا الحكم األقرب إلى الصواب مع تقدير احتمال الخط��أ في ه��ذا

الحكم..

ولقد تقدمت دراسة نظرية المصادفة واالحتم��ال من الوجه��ةا، حتى أصبحنا قادرين على التنبؤ بح�دوث Pا كبيرPالرياضية تقدم بعض الظواهر التي نق��ول: إنه��ا تح��دث بالمص��ادفة، وال��تي ال نستطيع أن نفسر ظهورها بطريقة أخرى )مث��ل ق��ذف الزه��ر

في لعبة النرد(.

وقد صnرنا - بفضل تقدم هذه الدراسات - قادرين على التمييز بين ما يمكن أن يحدث بطريق المصادفة، وما يستحيل حدوثه به��ذه الطريق��ة، وأن نحس��ب احتم��ال ح��دوث ظ��اهرة من الظواهر في مدى معين من الزم��ان، ولننظ��ر اآلن إلى ال��ذي

تستطيع أن تلعبه المصادفة في نشأة الحياة:

إن البروتينات من المركبات األساسية في جميع الخاليا الحية، وهي تتكون من خمسة عناصر، هي: الكرب��ون، واألي��دروجين، والنيتروجين، واألوكسجين، والكبريت، ويبلغ ع��دد ال��ذرات في

ذرة.40000الجزيء البروتيني الواحد

ا92ولم��ا ك��ان ع��دد العناص��ر الكيماوي��ة في الطبيع��ة Pعنص��ر Sا، فإن احتمال اجتماع هذه العناصر موزعة كلها توزيعPا عشوائي̀زيئات البروتين يمكن حس��ابه Pا من ج+ ̀زيئ الخمسة لكي تكو̈ن ج+ا لكي Pا مس�تمرPلمعرفة كمية المادة التي ينبُغي أن تخلط خلط

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

تؤلف هذا الجزيء، ثم لمعرفة طول الف��ترة الزمني��ة الالزم��ةلكي يحدث هذا االجتماع بين ذرات الجزيء الواحد.

وقد ق��ام الع��الم الرياض��ي السويس�ري تش�ارلز ي��وجين ج��ايا، فوج��د أن الفرص��ة ال تتهي��أ عن Pبحساب هذه العوامل جميع��

إلى1طريق المصادفة لتكوين جزيء بروتيني واحد إال بنسبة Pا في نفس��ه1؛ أي: بنسبة 160 10 إلى رقم عش��رة مض��روب

م��رة، وه��و رقم ال يمكن النط��ق ب��ه أو التعب��ير عن��ه160 بكلمات، وينبُغي أن تكون كمية المادة التي تلزم لحدوث ه��ذا التفاعل بالمصادفة بحيث ينتج جزيء واحد أكثر مما يتسع ل��ه كل هذا الكون بماليين المرات، ويتطلب تك��وين ه��ذا الج��زيء على س���طح األرض وح���دها عن طري���ق المص���ادفة باليين ال تحصى من السنوات، قدرها العالم السويس��ري بأنه��ا عش��رة

سنة(.243 10 مرة من السنين )243مضروبة في نفسها

إن البروتين���ات تتك���ون من سالس���ل طويل���ة من األحم���اض األمنية، فكي��ف تت��ألف ذرات ه��ذه الجزيئ��ات؟ إنه��ا إذا ت��آلفت بطريقة أخرى غير التي تتآلف بها، تصير غ��ير ص��الحة للحي��اة، ب��ل تص��ير في بعض األحي��ان س��مومPا، وق��د حس��ب الع��الم

الطرق التي يمكن أنJ. B. Leathesاإلنجليزي ج. ب. ليثز تتألف بها الذرات في أحد الجزيئات البسيطة من البروتين��ات،

(، وعلى ذل��ك فإن��ه من48 10فوجد أن عددها يبلغ الباليين )ا Pأن تتآلف كل هذه المص��ادفات لكي تب��ني جزيئ�� P المحال عقال

Sا واحدPا. بروتيني

ولكن البروتينات ليست إال م��واد كيماوي��ة عديم��ة الحي��اة، وال تدب فيها الحياة إال عندما يحل فيها ذلك الس��ر العجيب ال��ذيPا، والل��ه وح��ده ه��و ال��ذي اس��تطاع أن +نه��ه ش��يئ ال ندري مnن ك يدرك ببالغ حكمته أن مnثل ذلك الجزيء البروتي��ني يص��لح ألن

ا للحياة، فبناه وصو�ره وأغدق عليه سر الحياة. Sيكون مستقر

هذا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

مراجع البحث:

الحكمة في ال��دعوة إلى الل��ه تع��الى لل��دكتور س��عيد بن.1علي بن وهف القحطاني.

الدين في مواجهة العلم لوحيد الدين خان..2

األلوكة شبكة على والحصري الجديد تابع  

الفلسفة المادية وتفكي��ك اإلنس��ان لل��دكتور عب��دالوهاب.3المسيري.

الل�����ه يتجلى في عص�����ر العلم لنخب�����ة من العلم�����اء.4األمريكيين، ترجمة الدكتور الدمرداش عبدالمجيد.

الم��ذاهب الفكري��ة المعاص��رة ودوره��ا في المجتمع��ات.5.للدكتور غالب عواجي

المعجم الفلسفي لمجمع اللُغة العربية بالقاهرة..6.المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا.7.المعجم الوسيط لمجمع اللُغة العربية بالقاهرة.8تاج العروس للزبيدي..9.خرافة اإللحاد للدكتور عمر شريف.10.عقيدة التوحيد للدكتور محمد ملكاوي.11كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني..12معجم اللُغة العربية المعاصرة للدكتور أحمد مختار..13مفتاح دار السعادة البن القيم..14