نايف العربية للعلوم األمنية جامعة

الدراسات العليا كلية قسم العدالة اجلنائية

تشريع اجلنائي اإلسالميال

القرارات اجلنائية الطبية هليئة كبار العلماء جمع ودراسة وتأصيل

درجة املاجستري يف التشريع اجلنائي اإلسالميل علىمقدم استكماال ملتطلبات احلصوحبث

داد ــإع

املسعدبن حممد حممد بن ناصر 4190027

إشراف معايل الشيخ الدكتور حممد بن سعد الشويعر

املستشار مبكتب مساحة مفيت عام اململكة ورئيس حترير جملة البحوث اإلسالمية

الصادرة من هيئة كبار العلماء باململكة

العدالة اجلنائية التشريع اجلنائي اإلسالمي

القرارات اجلنائية الطبية هليئة كبار العلماء مجع ودراسة وتأصيل

حممد بن ناصر بن حممد املسعد حممد بن سعد الشويعر. د

مشرفا حممد بن سعد الشويعر . د عضوا عبداهللا بن سليمان بن منيع. د عضوا ولد حممدانحممد بن عبداهللا. د

26 1 24 29 3 003 بيب الط ،وما حتتمه أمانة باجلناية على اجلسم من أحكام صلة له لتوسع املعرفة، فيما ملا من تطور يف اجلراحة الطبية مما استجد ما أن ما ،كإلنقاذ املريض ؛التدخل املناسب حماولة من

يف حكمهايئة حتتم معرفة القرارات اجلنائية الصادرة عن اهلؤالت مثار تساارمني،قد يفيد

: لقد اكتسب هذا البحث أمهيته من جوانب عدة، ميكن تلخيص شيء منها كما يلي إىل معرفة قرارات ، ورجال العدالة اجلنائية واألطباء ، والقضاة ، حاجة الناس : أوال . الطيبعملة إىل الفيما يتصل باجلنايات املنسوب، يئةاهل . حسب علميقلـببحث مست، أنه مل يوجد من أفرد هذه القرارات اجلنائية الطبية : ثانيا .إبراز نظرة العلماء املعاصرين للمسائل اليت يشملها هذا املوضوع : ثالثا

.إبراز جانب من جوانب مشولية هذه الشريعة الغراء .1الصادرة ، ة كبار العلماء باململكة العربية السعوديةمجع القرارات اجلنائية الطبية هليئ .2

. من اهليئة باإلمجاع أو باألغلبية . واجلوانب اليت متت مراعاا ، دراسة األصول اليت بنيت عليها هذه القرارات .3 .أثر يف اختاذ مثل هذه القرارات؟ معرفة هل للواقع اجلنائي يف اال الطيب املتطور .4

طبية هليئة كبار العلماء ؟النائية اجلرارات قما ال : 1س على إدراك للمستجدات اجلنائية الطبية املعاصرة ؟، هل تبىن هذه القرارات : 2س هل تبىن هذه القرارات اجلنائية الطبية على املذهب احلنبلي؟ : 3س تغري بتغري الزمان ؟ أن الفتوى ت ، هل تراعي هيئة كبار العلماء يف قراراا اجلنائية الطبية : 4س واللجان الشرعية الطبية ؟ ،واألطباء، للقضاة ،هل قرارات اهليئة اجلنائية الطبية ملزمة : 5س

لقـرارات اهليئـة ، يقوم هذا البحث على املنهج التحليلي االستقرائي التقريري : باستخدام املصادر التالية الطبية ، اجلنائية

.لية للمذاهب ، يف ثالث مصادر لكل مذهب على األقل ما تيسر من املصادر األص-1 . القراراتاتعو الدراسات والبحوث ذات العالقة مبوض-2 . القراراتاتعواليت هلا عالقة مبوض، الدوريات والنشرات واملقاالت -3

جواز إعادة العضو املقطوع -2. عدم جواز إعادة اليد املقطوعة حدا - 1 ،جواز استخدام املخدر عند -3. ق اين عليه ، أو أن اين عليه متكن من اإلعادة قصاصا إذا واف

جواز الغرس الذايت أو النقل الذايت ، لألعضاء من اإلنسان -4تنفيذ القصاص ، إذا وافق اين عليه يح جواز التشر-6 عدم جواز التربع باألعضاء ونقلها من إنسان معصوم إىل آخر -5إىل نفسه

لغرض التحقيق عن دعوى جنائية ، جواز التشريح لغرض التحقق عن أمراض وبائية ، جواز تشريح ال جيوز إجراء أي عملية للمريض إال بعد -7جثة اآلدمي غري املعصوم ؛ لغرض التعلم والتعليم ،

الضرر أخذ أذن الزوجة فقط دون الزوج ، إذا كان-8. أخذ إذنه ، أو أذن وليه إن كان قاصرا حرمة حتديد النسل ومنع احلمل مطلقا ، ما مل يكن -9يتعلق ا دون غريها ، وكانت بالغة عاقلة

أنه -10.هناك ضرورة متحققة تلحق بالزوجة ، بسبب احلمل أو اإلجناب خيشى معها على حياا تها إىل نوع آخر ال جيوز حتويل الذكر الذي كملت أعضاء ذكورته ، واألنثى اليت كملت أعضاء أنوث

ولكن ال . جواز رفع أجهزة اإلنعاش عن املتوىف دماغيا ، إذا تيقن األطباء ذلك تيقنا تاما -11. . جيوز احلكم مبوت اإلنسان ، والقلب والنفس ال يزاالن يعمالن، حىت تظهر عليه عالمات الوفاة

Criminal Justice

The Islamic Jurisprudence of Crime

The Resolutions of the Grand Scholars Board in the field of medical criminology

Collected & Studied from Authentic Sources Mohammed Nasser

Mohammed Al-Mosaad

Dr. Mohammed Saad Al-Shoeir

Dr. Mohammed Saad Al-Soeir ervisor..

Dr. Abdullah Suliman Maneia Member.

Dr. Mohammed Abdullah Waald Mohammdan Member. H. corresponding to 29/3/2003 AD

As there is extensive knowledge related to the rules of body

violation and the commitment of the doctor to interfere in time to save the patient. Developments of surgery techniques of possible benefit to

apprehend criminals raise questions about resolutions on crime issued by the Grand Scholars Board.

The importance of this research is based on the following: First: The need of the people, the judges and the doctors to know the Resolutions of the Grand Scholars related to the crimes that the medical field deals with. Second: No research has been done into the field of medical criminology before. Third: to shed light the contemporary scholars on the topics that the research included.

1-To shed light on the comprehensive aspects of Islamic law. 2- Collect the resolution of the Grand Scholar Board in the filed of medical criminology in the Kingdom of Saudi Arabia issued by consensus and majority.

3-Study the original sources that the resolutions based on, the aspects that were taken into considerations.

1- To know if the development of medical criminology has effects on decisions about these resolutions.

Q :1- What are the resolutions of the Grand Scholars Board in the field

of medical criminology ? Q: 2- Are these resolutions based on the current practice in medical criminology?

Q: 3- Are these resolutions based on Abu Hanafi doctrine? Q: 4- Do the Grand Scholars Board take into consideration that the formal legal opinion (Islamic Law) changes over time? Q: 5- Are these Resolutions mandatory for judges, doctors and the Islamic medical committee?

Research Methodology is based on the precedent and inductive and analytic method related to the resolutions of the Medical Criminology Board. The following sources were used:

1- The original sources of three doctrines.

2- Study and research related to the Resolutions.

3- Periodicals, pamphlets and articles related to the

Resolutions.

1- It is not permissible to stitch amputated hand back on in cases of retribution.

2- It is permissible to stitch the amputated hand back on in

cases of sever punishment if the criminal accepts that.

3- It is permissible to use anesthetic if the criminal accepts

that.

4- Transplantation is permissible from the person to his own body.

5- Transplantation is not permissible from one person to

another.

6- Autopsy is permissible if the purpose is to investigate a criminal case of the crime case or uncover an epidemic disease or for educational purposes.

7- It is not permissible to perform an operation on the patient

without his permission or the permission of his custodian if the patient is underage.

8- If the operation is harmful to the wife, her consent alone is

required, if it isn’t harmful then her husband’s consent is required.

9- Family planning and contraceptives are prohibited unless

there is a specific need or if the wife’s life will be endangered without them.

10- It is prohibited to convert the human race from male to

female and vice versa.

11- It is permissible to disconnect intensive care equipment if

doctors confirm that the brain of the patient is already dead, but the patient can not be judged dead if the heart and the respiratory system still function and no signs of death have appeared.

بسم اهللا الرمحن الرحيم

مقدمة والصالة والسالم على املبعـوث رمحـة احلمد هللا ، رب العاملني ، الرمحن الرحيم ،

على عباده للعاملني ، احلمد هللا الذي بنعمته تتم الصاحلات ، واحلمد هللا املنعم املتفضل بالتقرب إليه بسائر القربات واحلمد هللا الرب األكرم الذي علم بالقلم ، علم اإلنسان

وبعده ، والصالة والسالم ما مل يعلم ، فله احلمد أوال وأخرا وله احلمد قبل كل عمل :على نبينا حممد بن عبداهللا وآله وصحبه أمجعني وبعد

فإين يف بداييت هذه املقدمة ألتقدم بالشكر ألكادميية نايف العربية للعلوم األمنية وخباصة قسم العدالة اجلنائية الذين أتاحوا يل الفرصة لالخنراط يف سلك طلبتها

مايقدمونه للباحثني والدارسني يف الدراسات العليا واألستفادة من أساتذا وعلىوالبحث العلمي ، وما يسروه يل ولغريي من تسهيالت وما هيئوه من وسائل املعرفة

/ يف ااالت األمنية وغريها ، وعلى رأسهم رئيس األكادميية سعادة األستاذ الدكتور رئيس قسم العدالة اجلنائية عبدالعزيز بن صقر الغامدي والدكتور حممد املدين بوساق

. فلهم مين ومن إخواين الباحثني جزيل الشكر والعرفانكما أتقدم بشكري وتقديري لفضيلة شيخي اجلليل معايل الدكتور حممد بن سعد الشويعر الذي بذل جهده ووقته يف توجيهي وتسديدي يف هذا البحث من أوله إىل

ينبه عليها أو يبدي رأيه فيها كتابة أو آخره ، ومل يترك ثغرة من الثغرات دون أن مشافهة ، وإين ألعترف بأنين مل أحقق له رغبته يف االرتقاء ذا البحث إىل أعلى مستوى، وحسيب أنين حاولت أن أليب رغبته وبذلت جهدي ، وال يكلف اهللا نفسا

. ء إال وسعها ، وأسأل اهللا سبحانه أن جيزل له الثواب وجيزيه عين خري اجلزاكما أشكر صاحيب الفضيلة الذين تفضال مبناقشة هذا البحث على ضيق وقتهما

عبداهللا بن سليمان بن منيع عضو ) الوالد(وكثرة مشاغلهما فضيلة الشيخ الدكتور

هيئة كبار العلماء حفظه اهللا ووفقه وسدده ، وشيخي الفاضل الشيخ حممد بن . عبداهللا ولد حممدان حفظه اهللا

من بوادر السرور وحلظاته العزيزة على نفس املرء أن يبدأ عمال مث هذا وإن ( يتمه ، ومن ذاك هذه البحث الذي يضعه الباحث بني أيديكم واملوسوم بـ

، والذي بذلت فيه ) القرارات اجلنائية الطبية هليئة كبار العلماء مجع ودراسة وتأصيل .جهدي مستعينا باهللا جل وعال ، ملتزما خبطته

والشك أن مما جاءت به الشريعة وأستقر يف أذهان الناس أمهية العلم ، والتأكيد على احلرص عليه واجلد يف طلبه ، وهذا ال يكون إال مبالزمة أهله الذين مناهللا عليهم بالعلم ، ورفع مرتبتهم به على غريهم ، فكان لألخذ عنهم والنهل من

. لفنت املتالطمة ، ودركات اجلهل املظلمةمعينهم جناة ونور لألمة ، من أمواج اوالعامل يشهد تطورا يف شىت فنون العلم فقد بزغ للحضارة صبح أشرق فخفي

. على ضعاف البصر عنده التفريق بني النافع والضار وبني املباح احلالل واحلراممسكوا فكان لعلماء األمة وقفات وأقوال ينادون ا أبناء أمتهم ليبصروا الطريق ويت

. باحلق الذي ورثته األمة من نبيها صلى اهللا عليه وسلم ومن هؤالء العلماء ، أعمدة الدين ، والسرج يف الظالم واحلجة يف عصرهم على

. األنام علماء هذا البلد بلد اخلري والعطاء وكان على رأسهم هيئة كبار العلماء باململكة العربية السعودية غفر اهللا مليتهم ووفق

فكم أبانوا لألمة من حكم يف نازلة حارت فيها عقول وتاهت . حفظ احلي منهم و .فيها أفهام وخلطت فيها أقالم

وال خيفى ما تتمتع به هذه اهليئة املباركة من قبول عند عامة الناس وخاصتهم على املستوين الرمسي والشعيب ، يف شىت أقطار العامل اإلسالمي املختلفة ، وال أدل

ك ما تالقيه فتاواهم وقرارام من قبول عند املسلمني عامة ، نفع اهللا م على ذل . وحفظهم ورزقنا اإلفادة من علمهم آمني

وإن من نوازل هذا الزمن ومسائله اليت يحتاج فيها إىل بيان وإيضاح ، ما يتعلق بالطب يف كثري من مستجداته من إعادة األعضاء بعد قطعها حدا أو قصاصا ،

استخدام املخدر عند تنفيذ القصاص فيما دون النفس ، ونقل األعضاء والتربع ا، أووتشريح األموات ، وحتديد النسل ، وإجهاض للحمل وأخذ إذن املريض للتدخل

…الطيب وغريها فكان هليئة كبار العلماء وفقها اهللا يف ذلك القدح املعلى يف إصدار القرارات

املسائل معتمدة يف ذلك على الدليل من الكتاب والسنة اليت بينت فيها أحكام تلك …وأقوال العلماء األئمة واألخذ بالقياس واالجتهاد

وحيث أن لكل موضوع أو حبث خطة ، يبىن عليها ، فهي كاألساس للبناء ، وكلما قوى األساس شاد البناء وارتفع ، وثبت ، وخطة هذا البحث جاءت

مقدمة وخطة هذا البحث جاءت من وتأخري ، بعد طول تأمل وتفكري ، وتقدمي :اشتملت على

. ، وهو اإلطار املنهجي للبحث الفصل التمهيدي

:اآليت ويشمل -1 مشكلة البحث :أوال أمهية البحث : ثانيا أهداف البحث : ثالثا تساؤالت البحث:رابعا

حدود الدراسة : خامسا الدراسات السابقة:سادسا مصطلحات البحث :عا ساب

منهج البحث: ثامنا

. تعريف خمتصر يئة كبار العلماء ونشأا :تاسعا

لقرارات اجلنائية الطبية املتعلقة بتنفيـذ احلـدود عن ا :الفصل األول -2 :والقصاص ويشتمل على مبحثني مها

:مطلبان إعادة العضو املقطوع حدا أو قصاصا وفيه :املبحث األول . حكم إعادة العضو املقطوع حدا : األول املطلب . حكم إعادة العضو املقطوع قصاصا : الثاين املطلب

فيما دون النفس حكم استخدام املخدر عند القصاص:املبحث الثاين

أو ، لقرارات اجلنائية الطبية املتعلقة بنقل األعضـاء عن ا :الفصل الثاين -3 :ا ومهنيبحثويشتمل على م، التربع ا

حكم نقل األعضاء من مسلم أو ذمي إىل نفسه : األولاملبحث . ة إىل مسلم حكم التربع بعضو أو جزئ: الثاين املبحث

بأحكام تشريح القرارات اجلنائية الطبية املتعلقة عن :الفصل الثالث -4 :مباحث وفيه ثالث اجلثة ،

.لتحقيق عن دعوى جنائية التشريح لغرض ا :املبحث األول لتتخذ ؛ التشريح لغرض التحقق عن أمراض وبائية :املبحث الثاين

.على ضوئه االحتياطات الكفيلة بالوقاية منها . التشريح للغرض العلمي تعلما وتعليما :املبحث الثالث

بـاء مـع لقرارات اجلنائية الطبية املتعلقة بتعامل األطا :الفصل الرابع -5 : ويشتمل على ستة مباحث ، ىاملرض

قبل إجراء أية عملية له أو وليهحكم أخذ إذن املريض:املبحث األول

فيما يشتركان ،حكم أخذ إذن الزوجني للتدخل الطيب:املبحث الثاين .فيه

: وفيه مطلبني حكم حتديد النسل واإلجهاض:املبحث الثالث .النسل حكم حتديد : املطلب األول .حكم اإلجهاض : املطلب الثاين

:مطلبانوفيه ، حتويل األنثى إىل ذكر والعكس :املبحث الرابع .حكم من كملت فيه أعضاء ذكورته أو أعضاء أنوثته: األوىل املطلب . حكم من اجتمع يف أعضائه عالمات النساء والرجال: الثاين املطلب

األطباء وفيه يؤوس منها عندحكم احلاالت امل :املبحث اخلامس

: مطلبنيحكم االستفادة من أعضاء املتوفني دماغيا لصاحل : املطلب األول

. املرضى احملتاجنيحكم من أوقف تنفيذ إجراءات إنعاش القلب والرئتني يف : املطلب الثاين

.احلاالت امليؤوس منها عند األطباء

أهم النتائج -: وتشمل اخلامتة -6 التوصياتهم أ -

. وتشتمل على نصوص القرارات املشار إليها يف البحث :مالحق البحث -7

. الفهارس -8

:املعوقات والعقبات والبد لكل عمل من معوقات وعقبات ، تعيق الوصول إليه وحتقيق النجاح فيه ، وقطف مثرته واإلفادة منه ، ومن املعوقات اليت واجهتين عند إعداد البحث

:اءه وأثن

اشتمال فصول البحث على عناوين خمتلفة غري مترابطة مما يعين أن -1كل فصل كان ميثل حبثا مستقال بنفسه ، ملا حيتاج إليه من مراجع

.مستقلة وجهد مستقل صعوبة احلصول على البحوث والدراسات اليت بنيت عليها -2

.القرارات جديدة يف عدم وجود هذه املواضيع يف الكتب املتقدمة ألا -3

.مسائلها ومل يتطرق هلا السابقون قلة من كتب يف هذه املواضيع من املعاصرين والباحثني وندرة -4

. الكتب املؤلفة فيها

الفصل التمهيديونستغفره ونستهديه ونعوذ باهللا من شـرور أنفسـنا ، إن احلمد هللا حنمده ونستعينه

، وأشهد يضلل فلن جتد له وليا مرشدا من يهدي اهللا فهو املهتد ومن وسيئات أعمالنا وأن حممدا عبده ورسوله ، صـلى اهللا عليـه وحده ال شريك له ، أن ال إله إال اهللا

.وسلم تسليما كثريا وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إىل يوم الدين ورضي لنا اإلسالم دينا، وأمت علينا النعمة ،فإن اهللا قد أكمل لنا الدين :وبعد ☺

☺ ☺

، وشريعتنا اإلسالمية )1( قد كملت من مجيع جوانبها ومنها اجلوانب التشريعية واجلنائية ،شريعة خالدة

.وغريها باستنباط األحكام من نصوص الكتاب ، ور وقد عين فقهاء األمة على مر العص

بعد أن جد فيه أمور ، ، عين باستنباط األحكام علماء هذا العصر قدو، والسنة مسامهة فعالة ، –بإذن اهللا تعاىل–أحوجت لذلك ، وكان لعلماء هذا البلد املبارك

: بالدليل فاجتهدوا حسب الطاقة، مستعينني باهللا ، داعمني الرأي الذي توصلوا إليه وعلى من كتاب اهللا وسنة رسوله صلى اهللا عليه وسلم، آخذين باإلمجاع والقياس

.املوقرةرأسهم هيئة كبار العلماء يقتضي من الطالب ، بأكادميية نايف العربية للعلوم األمنية ، وملا كان نظام الدراسة

فقد ، "اجستري امل"إعداد حبث تكميلي لنيل درجة ، الدراسة التمهيديةبعد اجتياز ، املوسوم املوضوععلى _ بعد البحث واالستشارة والتأمل _ وقع اختياري

وكان ، ) مجع ودراسة وتأصيل ،القرارات اجلنائية الطبية هليئة كبار العلماء(بـ

) .3(ة آية رقم املائد سورة -)1(

ما يضطلع به هذا البحث من أمهية ، وما يتميز به من سبب اختياري هلذا املوضوع . ، ومالمستها للواقع املعاصر واحلاجة املاسة هلا إبراز املستجد يف فصوله

مشكلة البحث : أوال دورا يف بروز وكثرة مستجداته ، واتساع نطاق العلم ، إن لتوسع املعرفة

، وحيـث الكثري من املسائل العلمية ، اليت حنتاج إىل معرفة احلكم الشرعي فيها أوفر احلظ والنصيب مـن هـذا اليت كان هلا ، ن جمال الطب من أهم ااالت إ

التوسع ، وملا هلذا التوسع من أحكام قد ال يعرفها الكثري من الناس، وخصوصا هم ، وما د فيما له صلة بأرواح الناس وسالمة أجسا ،فيما يستجد من معارف

من التعدي على جسمه وحقه يف ذلك ، ومـا حتتمـه ، له صلة حبماية اإلنسان إلنقـاذ ؛ التـدخل املناسـب بذل اجلهد يف للطبيب من ، ميةالعل الدينية األمانة

وما يوافق ، املريض الذي بني يديه ، وما حيدث من تعارض بني ما يراه الطبيب .فكان هذا مثار اهتمام األطباء واملرضى على حد سواء، عليه املريض

مما قد -اجلراحة الطبية أمور يستجد من تطور يف استجد وماكما أن ما مثار -أو إخفائه ، يف ختفيف ما يتعرضون له من أمل ارمون يستفيد منه

والقضاة وغريهم من ، ورجال األمن ، تساؤالت الكثري من رجال الطب هيئة كبار ، مما حيتم معرفة القرارات الصادرة عن املختصني يف هذه ااالت

حبمد –ذه الدولة املباركة ، باعتبارها أعلى هيئة علمية، هلالعلماء يف هذا الشأنواليت اهتمت بتطبيق الشريعة اإلسالمية ، منذ بزوغ مشسها وال تزال _ اهللا تعاىل

._ حرسها اهللا ومحاها من كل مكروه إنه مسيع جميب _

أمهية البحث: ثانيا

البحوث واملوضوعات تكتسب أمهيتها ، مما تضطلع به من مسائل تالمس حاجة ميكن أن يصدر عنها من آفاق علمية وعملية جديدة ، وحلول الناس ، وما

ملشكالت يعيشها أو يعاجلها فئة من الناس ، ويبحثون عمن يبني هلم أحكام اهللا فيها ، وأقوال أهل العلم وعن البصرية يف شأا ، وشأن من ابتلي ا ، ولقد

ا يف النقاط اكتسب هذا البحث أمهيته من جوانب عدة ، ميكن تلخيص شيء منه :التالية ، ورجال العدالة اجلنائية واألطباء خاصة، والقضاة ، حاجة الناس عامة : أوال

املتعلقة فيما يتصل باجلنايات ، يف اململكة إىل معرفة قرارات هيئة كبار العلماء . الطيب وسهولة الوصول إليها عملالب

- قلـببحث مست، ائية الطبية أنه مل يوجد من أفرد هذه القرارات اجلن: ثانيا . -حسب علمي

جيدون صعوبة يف العثور ، ن املشتغلني بالبحث يف املسائل اجلنائية الطبية إ : ثالثاكثرية فقهية وتفرقها بني أبواب ؛ نظرا لقلتها ؛ على التخريج الفقهي الشرعي هلا

.مما جيعل احلاجة ماسة إلبرازها ومجعها يف حبث واحد ، ومـا ،إبراز نظرة العلماء املعاصرين للمسائل اليت يشملها هذا املوضوع : ا رابع

. يستفيد الباحث من دراستها وبياا ، ليتبع ذلك من قواعد وأصول

أهداف البحث: رابعا لكل عمل يقوم به اإلنسان يف حياته هدف ، ويرتبط مسو هذا العمل بسمو

، ومن ذلك البحوث ، فلكل حبث أهداف األهداف اليت يسعى العامل لتحقيقها ما يأيت هذا البحث يسعى الباحث للوصول إليها وحتقيقها ، ولعل مما يهدف إليه

: شـريعة اإلسـالم - إبراز جانب من جوانب مشولية هذه الشريعة الغراء -1

. لكل ما حيتاجه املسلم يف حياته –اخلالدة

، كبار العلماء باململكة العربية السـعودية مجع القرارات اجلنائية الطبية هليئة -2يسهل ل ، وإفرادها يف حبث مستقل، الصادرة من اهليئة باإلمجاع أو باألغلبية

من قبل املختصـني يف الشـؤون ، طالع عليها جمتمعة الالوصول إليها وا . وغريهم ، ئية والقضا ،اجلنائية

واجلوانب اليت متت مراعاا ، دراسة األصول اليت بنيت عليها هذه القرارات -3 ؛ من أجل بيان عظمة هذا الدين

، واإلستئناس لدى رجال القضاء ، دراسة عالقة هذه القرارات مبا هو متبع -4وهل ، )2()منتهى اإلرادات ، كشاف القناع (مثل كتب املذهب مبا ورد يف

وختـريج هـذه ما هو مقرر يف تلك املراجـع ؟ ، تراعي تلك القرارات .قرارات على أقوال األئمة ال

ي اإلسـالمي مع الفقه امبا يصدر عن ، البحث يف عالقة هذه القرارات -5التابع لرابطة العامل اإلسالمي مبكة املكرمة ، وجممع الفقه اإلسالمي التـابع

.من حيث املوافقة واملخالفة ملنظمة املؤمتر اإلسالمي جبدة ، تطور اجلرمية وأساليبها ، مع اال الطيب املتطور معرفة هل للواقع اجلنائي يف -6

أثر يف اختاذ مثـل ، ومستجدات العلم اجلنائي الطيب ، وأساليب كشفها ، .هذه القرارات ؟

تساؤالت الدراسة باململكة العربيـة السـعودية تلقـى – املوقرة -إن قرارات هيئة كبار العلماء

ات الرمسية وغري الرمسية ، فهي أعلى هيئـة االهتمام الكبري ، على مجيع املستوي

وال بأن هذين الكتابني من كتب احلنابلة مها املعتمدان ، . حسب ما درسته يف األكادميية -) 2(

، من جهود يف طبع كتب احلنابلة وتوزيعها = رمحه اهللا -خيفى ما قام به امللك عبدالعزيز على القضاة ، بل ال خيفى ما قامت به وما تقوم به هذه الدولة املباركة ، من طبع وتوزيع

. الكتب واملراجع وخباصة يف مذهب احلنابلة

، ء ، بل وتتمتع بالقبول والقناعة من اجلميع بال استثنا )3(شرعية ، يف هذه البالد ، ومن بينها القرارات اجلنائية الطبية ، وأمهية القراراتكل هذا يعطي أمهية هلذه

ن الوقـوف دراستها واالستفادة منها يف هذا البحث وفق خطته ، فكان البد م عند بعض التساؤالت اليت يسعى البحث خبطته هذه لإلجابة عنها قدر اإلمكـان

: تومن هذه التساؤال طبية هليئة كبار العلماء ؟النائية اجلقرارات ما ال : 1سعلى إدراك للمستجدات اجلنائية الطبية املعاصرة ، هل تبىن هذه القرارات : 2س ؟ أو أـا اجلنائية الطبية على املـذهب احلنبلـي؟ هل تبىن هذه القرارات : 3س

.تتجاوزه إىل املذاهب األخرى ؟ أن الفتـوى ، اجلنائية الطبية )4(هل تراعي هيئة كبار العلماء يف قراراا : 4س

تتغري بتغري الزمان ؟ ، واألطبـاء ، للقضـاة ، هل مجيع قرارات اهليئة اجلنائية الطبية ملزمـة : 5س

ية الطبية لألخذ ا ؟ واللجان الشرع

مبوجبه هـ الذي شكلت 8/7/1391يف ) 1/137( لقد صدر املرسوم امللكي رقم - )3(

اهليئة وبني اختصاصها ، ونشر مبجلة البحوث اإلسالمية العدد األول سنة ، نشر ذلك املرسوم ومل ينشر معه مهمات وعمل اللجنة بالعدد )5-4 (ص،هـ 1395

. املذكور وإمنا اكتفى بذكر األمساء ة وقد جاء يف نظام والئحة سري العمل يف هيئة كبار قرارات اهليئة تصدر باإلمجاع أو باألغلبي-) 4(

هـ باملوافقة عليها 8/7/1391 وتـاريخ 1/137العلماء الصادر باملرسوم امللكي رقـم . هـ 13/7/1391 وتاريخ 2387ونشره يف جريدة أم القرى رقم

حدود الدراسة إن الدراسة العلمية ال بد هلا من حدود ، زمانية ، ومكانية ، وموضوعيه ، تتنحصر فيها ؛ ليتم اإلملام جبميع جوانبها ، وحىت ال تفوت بعض األساسيا

املهمة ، أو املعلومات اليت ال يستقيم البحث بدوا ، ومبا أن املوضوع احملدد اسة عن القرارات اجلنائية الطبية هليئة كبار العلماء باململكة العربية السعودية للدر

، فإن حده املكاين معروف فيحتاج إىل حتديد احلد الزماين واملوضوعي للبحث : وهو على النحو التايل

) .هيئة كبار العلماء ( اململكة العربية السعودية : احلد املكاين و هو تاريخ هـ1391ارات اجلنائية الطبية للهيئة من عام القر:احلد الزماين

. وهو تاريخ تسجيل البحث هـ 1420 إىل عام إنشاء اهليئة املوقرة . القرارات اجلنائية الطبية فقط :احلد املوضوعي

الدراسات السابقةاألحباث والدراسات سلسلة علمية متصلة ، وهي عبارة عن تراكمات علمية من

يل ، ومن زمن إىل ما بعده ، وال بد لكل دراسة من مكان بني جيل إىل جالدراسات اليت قبلها واليت تأيت بعدها ، ولعل هذه الفقرة أن تقف بناء على الدراسات ذات العالقة باملوضوع ؛ لتحديد صلتها ذه الدراسة ، ومكان هذا

. البحث بني األحباث األخرى اليت سبقته ، فيما وقع يف يد الباحث من مؤلفات ورسائل ، تبني أنه وبعد البحث واإلطالع ولكن يوجد ، )5( من أفرد هذه القرارات بدراسة مستقلةال يوجد حسب معرفيت

: ا ا عالقة ذا املوضوع ومهم هلدراستان فقط

. أما البحوث اليت استفادت من القرارات واستشهدت بشيء منها فهي كثرية -) 5(

وهي رسالة دكتوراه منشورة ، )6(للدكتور حممد املختار الشنقيطي :األوىل . )7() الطبية واآلثار املترتبة عليها أحكام اجلراحة(بعنوان

، )136 ، 99( واليت استشهد الباحث فيها بقراري هيئة كبار العلماء رقم وحيث إن هذه الرسالة قد استشهدت ذين القرارين ، كما أا تالمس يف مجلة من موضوعاا موضوعات هذا البحث ، فكان من املستحسن اإلشارة إىل

:لنحو التايل كانت على اخطتها و :البحث إىل مقدمة وأربعة أبواب وخامته ضمنها أهم النتائج الباحث قسم

وخطة البحث ، وأمهيته ، بني فيها سبب اختيار املوضوع :املقدمة وهو مكون من أربعة .ومنهجه فيه ، وأهم الصعوبات اليت واجهته

: أبواب وخامتة عرف فيه باجلراحة :الباب األول

.نه اجلراحة الطبية املشروعة ، واجلراحة الطبية احملرمة وضم:ثاين الباب ال . وجعله يف أحكام املمهدات والعمل اجلراحي:الباب الثالث .وجعله يف املسئولية واملسائل اجلراحية وفيه : الباب الرابع

نها الكثري من املسائل ضم ، كل فصل من الفصول مباحثأبان يف وقد .ل املتعلقة بالفص

.اليت توصل الباحث إليها، فإا تشتمل على أهم النتائج وأما اخلامتةالصادرة يف هذا يف اململكة وقد استشهد الباحث بقرارات هيئة كبار العلماء

. الشأن

. عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة باجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة - )6(الناشر مكتبة الصحابة ، النبوية قسم الفقه باجلامعة اإلسالمية باملدينةمقدمة ل رسالة دكتوراه -) 7(

. هـ 1415، الشارقة الطبعة الثانية العربية املتحدة ، اإلمارات

وهي رسالة دكتوراه )8(بن عبد اجلواد حجازي النتشهللدكتور حممد :الثانية . يف جملدين منشورة

، واليت استشهد )9()الطبية املستجدة يف ضوء الشريعة اإلسالميةاملسائل (بعنوان الباحث فيها بقرارات امع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة ، وقرارات جممع الفقه اإلسالمي جبده ، ومل أره استشهد بقرارات هيئة كبار العلماء باململكة

.العربية السعودية ولعله مل يطلع عليها البحث مظنة التعرض ملوضوعات فصول حبثنا هذا ، ولقربه منها وملا كان هذا

وتعرضه لشيء من اجلزئيات واملباحث فيها ، كان هذا مربرا إليراد خطته ضمن الدراسات السابقة ، وقد جاءت يف فصل متهيدي وبابني رئيسيني على النحو

: التايل ممارسة علماء املسلمني الطب والتداوي ، بني نظرة اإلسالم و:الفصل التمهيدي

. اإلجناب حصوله والتخلص منه ، يف الطب احلديث ، ويقع يف :الباب األول

: ثالثة فصول طرق حصول اإلجناب ، يف الطب احلديث ، : الفصل األول

. نشوؤها وحكمها الشرعي طرق حصول اإلجناب يف الطب احلديث ، والئدها : الفصل الثاين

. وأثارها الشرعية .التخلص من اإلجناب يف الطب احلديث : الفصل الثالث

: التصرفات الطبية الفاعلة على بدن اإلنسان ويقع يف أربعة فصول :الباب الثاين

.قاضي شرعي باألردن )8(هـ إصدار جملة 422دكتوراه مقدمه جلامعة أم درمان يف السودان ، الطبعة األوىل رسالة - )9(

. احلكمة، ليدز ، بريطانيا

اية احلياة اإلنسانية ، ورفع أجهزة اإلنعاش : الفصل األول نقل األعضاء وأحكامه الشرعية : الفصل الثاين

بالتغيري يف بدن اإلنسان احلي التصرف الطيب: الفصل الثالث .التصرف الطيب يف األجزاء السائلة من بدن اإلنسان : الفصل الرابع

: فهي - حسب ما أطلعت عليه –وأما الكتب اليت هلا عالقة باملوضوع املوقف الفقهي واألخالقي من ( كتاب للدكتور حممد على البار ، بعنوان :أوال

وهو من الكتب اهلامة ، وخباصة يف موضوع زرع ،) قضية زرع األعضاء األعضاء، وقد أجاد املؤلف فيه وأفاد ، وكانت خطة الباحث يف إخراج هذا

: الكتاب، على قسمني بعد املقدمة ومها : وفيه ثالثة فصول هي : القسم األول

. تعريفه وعالماته وتشخيصه : املوت : الفصل األول . خ غرس األعضاء تاري: الفصل الثاين . تعريف وتصنيف غرس األعضاء : الفصل الثالث

: وفيه مثانية فصول هي : القسم الثاين . حكم التداوي وحفظ النفس : الفصل األول قواعد فقهية ذات صلة مبوضوع زرع األعضاء ، وطهارة : الفصل الثاين

.اإلنسان واألعضاء . وإعادة الغرس الغرس الذايت ،: الفصل الثالث . نقل الدم وحكمه : الفصل الرابع . نقل األعضاء من إنسان حي إىل آخر : الفصل اخلامس . نقل األعضاء من إنسان ميت إىل إنسان حي : الفصل السادس . جتارة وبيع األعضاء البشرية : الفصل السابع . آفاق جديدة يف زرع األعضاء : الفصل الثامن

زهري أمحد السباعي ، وحممد على البار ، : كتـاب للدكتـورين :ثانيا ، وقد جاء الكتاب مبوضوعاته مالمسا جلوانب ) الطبيب أدبه وفقهه : ( بعنـوان

عديدة ، من موضوعات ما سنتطرق إليه ، وهو من الكتب القيمة واملراجع ذات على مقدمة عامة يليها الصلة مبوضوعاته، وقد جاءت خطة هذا الكتاب مشتملة

: بابان على النحو التايل : ويشمل أربعة فصول هي : الباب األول

. ملاذا الدين اإلسالمي : الفصل األول . خصائص الطبيب املسلم : الفصل الثاين . عالقة الطبيب باملريض : الفصل الثالث . عالقة الطبيب باتمع : الفصل الرابع ويشمل مقدمة عن أمهية دراسة القضايا الطبية املعاصرة ، مث مثانية : اين الباب الث

: فصول هي . علم التشريح لدى املسلمني : الفصل األول . املوت ، تعريفه وعالماته وتشخيصه : الفصل الثاين . زرع األعضاء ، نظرة طبية فقهية : الفصل الثالث . سكاين وقضية حتديد النسل اإلنفجار ال: الفصل الرابع . وسائل حتديد النسل وحكمها الشرعي : الفصل اخلامس . مشكلة اخلنثى بني الطب والفقه : الفصل السادس .طرق وأنواع االستيالد املستحدثة : الفصل السابع ) .اللنب ( بنوك احلليب : الفصل الثامن

حكم نقل األعضاء يف : ( لعقيلي ، بعنوان كتاب الدكتور عقيل بن أمحد ا:ثالثا .10)الفقه اإلسالمي وجمموعة حبوث

: وقد جاءت خطته مشتملة على متهيد ومقدمة وبعدها أحد عشر فصال هي . حكم نقل جزء من اإلنسان لزرعه يف جسمه : الفصل األول . يف نقل جزء من حيوان لزرعه يف جسم املسلم : الفصل الثاين يف الكالم على استعمال سوائل اإلنسان بوجه عام : الفصل الثالث . للضرورةيف حكم نقل جزء من بدن إنسان لزرعه يف جسم مسلم : الفصل الرابع

. مضطر له . يف موقف اإلسالم من املسلم بعد موته : الفصل اخلامس . يف وضع امليت يف قربه : الفصل السادس . يف حكم التداوي باخلبيث : الفصل السابع . يف حكم التداوي بالنجس : الفصل الثامن .يف حكم التداوي بأبوال اإلبل : الفصل التاسع . يف التحذير من تتبع الرخص : الفصل العاشر . يف التعقيبات البينة على من تعقب ابن تيمية : الفصل احلادي عشر

مصطلحات البحث ة كل مسألة املصطلحات اخلاصة بالقرار ، املتعلـق ـذه سأذكر يف بداي

القرارات، اجلنائيـة ، : (املسألة، ولكن أكتفي هنا باملصطلحات اخلاصة بالعنوان )الطبية، هيئة كبار العلماء

حكم نقل األعضاء يف : ( لقد جاء عنون هذا الكتاب مطوال حسبما ظهر على طرته وهو -) 10(

) .الفقه اإلسالمي ، والتعقيبات البينة على من تعقب ابن تيمية

أو باإلمجاع، مما ةوأعين ا ما صدر عن هيئة كبار العلماء باألغلبي : القرارات .يندرج حتت عنوان البحث

.مأخوذة من اجلناية ، وهي االعتداء على اجلسد ، أو جزء منه : اجلنائية .كل ماله عالقة بالعالج ، أو التطبيب ، أو بالطبيب ، أو املريض : الطبية

وأعين ا هيئة كبار العلمـاء باململكـة العربيـة : )اهليئة ( هيئة كبار العلماء عنـها أحكـام شـرعية ، السعودية، اليت تعترب أكرب هيئة علمية تصدر

.وسأتكلم عنها يف مبحث مستقل

منهج البحث وأدواتهلقـرارات اهليئـة ، يقوم هذا البحث على املنهج التحليلي االستقرائي التقريري

: باستخدام املصادر التالية الطبية ، اجلنائية ما تيسر من املصادر األصلية للمذاهب ، يف ثالثة مصادر لكل مذهب -1

.قل على األ . القراراتاتعو الدراسات والبحوث ذات العالقة مبوض-2 القرارات اتعواليت هلا عالقة مبوض ، الدوريات والنشرات واملقاالت -3.

دراسة القرارات

القرارات اليت تصدرها اهليئة ، حيتاج الناس إىل الوقوف على اجلوانب اليت تراعيها كافحة اجلرمية ، ومعرفة الواقع اجلنائي يف اتمع ، اهليئة عند اإلصدار ، مما له عالقة مب

ومراعاة وضع اتمع ، والوقوف إىل جانب السياسة اجلنائية ، القائمة على احلد من انتشار اجلرائم ، وقمع ارمني ، وكذلك محاية حقوق اجلاين ، عند وقوعه يف يد

سيستعرضها البحث عند ومن اجلوانب اليت. العدالة ، وعند تنفيذ العقوبة عليه

أوصت به اهليئة القرارات وما هعالقة هذالوقوف على القرارات اجلنائية الطبية .بالسياسة اجلنائية املعاصرة

تأصيل املسائل يف نهج امل

) عند اهليئة ( رقم القرار العام:أوال .مضمون القرار املتعلق باملسألة: ثانيا

.سألة مصطلحات املبيان : ثالثا .عنوان املسألة حسب ما ورد يف قرار اهليئة كتابة : رابعا :تأصيل املسألة : خامسا

.)فيما وقفت عليه ( هل وردت يف كتب الفقه أو مل ترد ؟ - . إذا مل ترد يف كتب الفقه ، فيكتفى بذكر األدلة إن وجدت مع خترجيها - :النحو التايل إذا ورد هلا ذكر يف كتب الفقه فسأذكرها على -

)رأي اهليئة (أدلة هذا القول - .املوافقون على هذا القول - . القائلون خبالفه -وميكن عقد مبحث أو فقره ملقارنة قرار هيئة كبار العلماء مع ما : سادسا -

يصدره امع الفقهي يف مكة ، وامع الفقهي يف جدة ، أو مها سويا ، .اقشة يف األحكام املتشاة ، مع املن

تعريف خمتصر يئة كبار العلماء ونشأا

( مر بنا عرضا أن هيئـة كبـار العلماء شكلت مبوجب مرسوم ملكي رقـم .هـ 8/7/1391يف ) 1/137

وتضمن املرسوم تكوين اهليئة من عدد من كبار املختصني يف الشريعة اإلسالمية من ند االقتضاء وبأمر ملكي إحلاق السعوديني ، وجيري اختيارهم بأمر ملكي ، وجيوز ع

. أعضاء باهليئة ، من غري السعوديني ممن تتوفر فيهم صفات العلماء السلفيني : )11(وقد حدد يف املرسوم امللكي ما تتواله اهليئة إمجاال

تتوىل اهليئة إبداء الرأي فيما حيال إليها من ويل األمر ؛ من أجل حبثه وتكوين الرأي - . دلة الشرعية فيه املستند إىل األ

تقوم اهليئة بالتوصية يف القضايا الدينية ، املتعلقة بتقرير أحكام عامة ليسترشد ا ويل -األمر ، وذلك بناء على حبوث جيري يئتها وإعدادها طبقا ملا نص عليه األمر املشار

.إليه والالئحة املرفقة أعضاء اهليئة بأمر ملكي، مهمتها يتفرع عن اهليئة جلنة دائمة اختري أعضاؤها من بني -

إعداد البحوث ويئتها للمناقشة من قبل اهليئة ، وإصدار الفتاوى يف الشؤون الفردية، وذلك باإلجابة عن أسئلة املستفتني يف شؤون العقائد، والعبادات واملعامالت

ويلحق ا عدد من ) اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى( الشخصية ، وتسمى . الباحثني

ونص املرسوم امللكي نفسه ، على أن يعني بقرار من جملس الوزراء يف املرتبة اخلامسة -عشرة ، أمني عام للهيئة يتوىل اإلشراف على جهاز األمانة العامة ، ويكون الصلة

. )12(بينها وبني رئاسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء . ضوا يف هيئة كبار العلماء كما صدر املرسوم امللكي نفسه بتعيني سبعة عشر ع -كما تضمن املرسوم امللكي أيضا املوافقة على نظام الئحة سري العمل يف هيئة كبار -

. )13(العلماء

، وجريدة أم ) 5-4( هـ ص 1395 انظر جملة البحوث اإلسالمية العدد األول سنة - )11(

. هـ 13/7/1391 وتاريخ 2387القرى رقم . واألمني العام للهيئة اآلن باملرتبة املمتازة بأمر سامي -) 12( . عضوا ) 21( عند إعداد هذا البحث فإن أعضاء هيئة كبار العلماء - )13(

على أن تكون رئاسة الدورات بالتعاقب بني مخسة من أكرب أعضاء ) 2(ونصت املادة -رئيس افتتاح اهليئة ، سنا ، ويرأسهم أكربهم سنا ، أول دورة تنعقد ويتوىل ال

. )14(اجللسات وإدارا وتنظيم املناقشات فيها ورفعهامن الالئحة على أن تتوىل رئاسة إدارة البحوث العلمية ) 11(كما نصت املادة -

إنشاء جملة دورية تنشر البحوث ) اسم الرئاسة السابق(واإلفتاء والدعوة واإلرشاد لبحوث اليت ترد من بعض الباحثني العلمية اليت توافق اهليئة على نشرها ، وكذلك ا

. بعد موافقة األمني العام للهيئة على نشرها هـ بتعيني سبعة عشر عضوا 8/7/1391 وتاريخ 1/138وقد صدر األمر امللكي رقم

: )15(يف هيئة كبار العلماء هم أصحاب الفضيلة املشايخ .رمحه اهللا .حمضار عقيل -1 .رمحه اهللا .عبدالرزاق عفيفي -2 .رمحه اهللا . حممد األمني الشنقيطي -3 .رمحه اهللا .عبداهللا خياط -4 .رمحه اهللا .عبداهللا بن محيد -5 .رمحه اهللا .عبدالعزيز بن باز -6 .رمحه اهللا .عبدالعزيز بن صاحل -7 .رمحه اهللا .عبدايد حسن -8 .رمحه اهللا . حممد احلركان -9

.هللا رمحه ا .سليمان بن عبيد -10 . إبراهيم بن حممد آل الشيخ -11

وبعد أن صدر األمر السامي بفصل وزارة الشئون اإلسالمية بعد إحداثها عن الرئاسة العامة - )14(

، تعديال ) املفيت العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء : ( لإلفتاء، فقد صار املفيت مسماه . هلذه املادة

) .5-4( جملة البحوث اإلسالمية ، العدد األول ، ص-) 15(

.رمحه اهللا . صاحل بن غصون -12 . راشد بن خنني -13 .عبداهللا بن غديان -14 .رمحه اهللا . حممد بن جبري -15 . عبداهللا بن منيع -16 .صاحل بن حليدان -17

: وأما أعضاء اهليئة عند إعداد هذا البحث فهم العلماء األفاضل التالية أمساؤهم عبدالعزيز بن عبداهللا بن حممد آل الشيخ رئيسا/يت العام للمملكة مساحة املف-1 عضوا) وزير العدل(عبداهللا بن حممد بن إبراهيم آل الشيخ / معايل الدكتور-2 عضوا) رئيس الس األعلى للقضاء(صاحل بن حممد اللحيدان /معايل الشيخ -3 )وان امللكي املستشار بالدي( راشد بن صاحل اخلنني/ معايل الشيخ -4

.وقد اعتذر عضوا عضوا عبداهللا بن عبدالرمحن بن غديان / فضيلة الشيخ -5 عضوا عبداهللا بن سليمان بن منيع: فضيلة الشيخ -6 عضوا)ومل يعوض عنه رمحه اهللا تويف(عبداهللا بن عبدالرمحن البسام: فضيلة الشيخ -7 عضوا لفوزانصاحل بن فوزان ا.د: معايل الشيخ -8 عضوا) أمني عام الرابطة(عبداهللا بن عبداحملسن التركي .د: معايل الشيخ -9

عضوا) رئيس جملس الشورى(صاحل بن عبداهللا بن محيد .د: فضيلة الشيخ -10 عضوا حسن بن جعفر العتمي : فضيلة الشيخ -11 وا عض حممد بن زيد آل سليمان: فضيلة الشيخ -12 عضوا حممد بن عبداهللا بن سبيل: معايل الشيخ -13 عضوا حممد بن سليمان البدر : فضيلة الشيخ -14 عضوا بكر بن عبداهللا أبو زيد.د: معايل الشيخ -15 عضوا عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان. د: معايل الشيخ -16

عضوا مباركي أمحد سري. د: معايل الشيخ -17 عضوا عبداهللا بن حممد املطلق . د: معايل الشيخ -18 عضوا عبداهللا الركبان. د: معايل الشيخ -19 )تويف ومل يعوض عنه بعد( حممد بن إبراهيم بن جبري : معايل الشيخ -20

عضوا )تويف ومل يعوض عنه بعد (وقي عبدالرمحن بن محزة املرز: معايل الشيخ -21

عضوا )16 (.

.-رمحه اهللا –فضيلة الشيخ حممد بن صاحل بن عثيمني : ان من األعضاء بني الفترتني وقد ك-) 16(

الفصل األول

القرارات اجلنائية الطبية املتعلقة بتنفيذ احلدود :والقصاص ويشتمل على مبحثني مها

إعادة العضو املقطوع حدا أو : املبحث األول

:وفيه مطلبان قصاصا . حدا إعادة اليد املقطوعة : األول . إعادة اليد املقطوعة قصاصا :الثاين

حكم استخدام املخدر عند القصاص : املبحث الثاين

.فيما دون النفس

القرارات اجلنائية الطبية املتعلقة بتنفيذ احلدود والقصاص -2 الـديـن -1: جاءت الشريعة املطهرة حبفظ الضروريات اخلمس وهي

.)17( املال-5لعرض ا-4 العقل ، -3النفس ، املقاصد اخلمسة اليت مل : (( جاء يف كتاب اإلحكام يف أصول األحتكام

حفظ الدين : ختل من رعايتها ملة من امللل ، وال شريعة من الشرائع ، وهي والنفس والعقل والنسل واملال ، فإن حفظ هذه املقاصد اخلمسة من الضروريات،

ر يف هذه اخلمسة األنواع ، إمنا كان نظرا وهي أعلى مراتب املناسبات ، واحلص، بانتفاء مقصد ضروري خارج عنها يف العادة ، أما حفظ )18(إىل الواقع العلم

فبشرع قتل الكافر املضل ، وعقوبة الداعي إىل البدع ، وأما حفظ : الدين فبشرع احلد على شرب : فبشرع القصاص، وأما حفظ العقول : النفوس

فبشرع الزواجر للغصاب : ألموال ، اليت ا معاش اخللق املسكر، وأما حفظ ا .)19())والسراق

وسنت األحكام ، اليت حتول دون االعتداء على أي من هذه الضروريات، أو التعرض هلا بأي شكل من األشكال ، ليكمل بذلك عدل هذه

تقوم ، محاية هلم ، وحفظا ملا ال الشريعة، ومشوهلا يف مجيع شؤون حياة الناس، اليت يتساوى الناس فيها ، احلياة إال به، من الضروريات اخلمس اليت مر ذكرها

. وال تستقيم حيام إال ا ، ومن ذلك تشريع احلدود ، وسن القصاص واحلدود والقصاص شرعا للحفاظ على الضروريات اخلمس ، فالتصـلح

احليـاة إلا بـها

) . 9ص ( انظر كتاب اإلسالم وضرورات احلياة ، عبداهللا أمحد قادري ، -) 17( . واقع العلم أو الواقع العلمي : هكذا يف األصل ولعلها -) 18(-200ص/3ج(حممد األمدي أبواحلسن،على بن /لآلمدي اإلحكام يف أصول األحكام-) 19(

201(

⌧

)20( . تطبيق الشريعة ، – بإذن اهللا – وإن مما متيزت به هذه الدولة املباركة

وتنفيذ احلدود والقصاص ، يف عصر قل أو عدم فيه من حيكم بتطبيق شريعة اهللا لى اجلناة واملعتدين ، كل خري يف أرضه وعلى عباده ، وإن لتطبيق هذه األحكام ع

.-زاد اهللا هذه البالد عزا ورفعة ومسـوا-وبركة يقول }ولكم يف القصاص حياة {: وقوله(( : -رمحه اهللا–قـال ابن كثري

ويف شرع القصاص لكم ، وهو قتل القاتل ، حكمة عظيمة ، وهي بقاء : تعاىل ، انكف عن صنيعه ، فكان يف ذلك ، ألنه إذا علم القاتل أنه يقتل املهج وصوا

، فجاءت هذه العبارة يف ) القتل أنفى للقتل(حياة للنفوس ، ويف الكتب املتقدمة . )21( ))القرآن أفصح وأبلغ وأوجز

وهذا احلفظ واحلماية واحلياة للناس ، واحلفاظ هلذه الضروريات باق .تقنية وآلة ومستمر مهما امتد الزمن ، أوتغريت شئون احلياة وازدهرت

والطب له من األمهية ما يصعب حصره ، واحلديث عنه يف مثل هذا .البحث

وإن مما يتحدث عنه بعض الناس ، أنه ما دام يف تطور الطب وازدهاره ، فرصة ألولئك الذين نفذت فيهم أحكام الشريعة ، لستر عيوم وكتم خمازيهم ،

لقصاص ، لتخفيف أمل العقوبة ، وإلغاء بإعادة أعضائهم بعد قطعها يف احلدود واأثرها ، ليدعو إىل التساؤل عن احلكم يف هذا ؟ وهل جيوز هلم ذلك ؟ ولعل

. ) 179(آية رقم البقرة سورة – )20(

عبـد القـادر األرنؤوط ، / عماد الدين إمساعيل بن كثري ، تقدمي / تفسري القرآن العظيم - )21( ) . 286ص/1ج(

وغريها مما له مناسبة ذا الباب ، ويف هذا تهذا الفصل جييب عن هذه التساؤال : الفصل مبحثان

إعادة العضو املقطوع حدا أو : األول :وفيه مطلبان قصاصا

. إعادة اليد املقطوعة حدا : ولاأل إعادة اليد املقطوعة قصاصا :الثاين

.حكم استخدام املخدر عند القصاص فيما دون النفس: الثاين

إعادة العضو املقطوع حدا أو قصاصا: املبحث األول قطع األعضاء وإبانتها مما جاءت به الشريعة املطهرة ، ملنافع ومصاحل :متهيد و اجتماعية ، مما يدرك سرها البعض وتغيب احلكمة عن آخرين وهللا فردية أ

.احلكمة البالغة يف ذلك والقصاص له أحكامه اليت بينها أهل العلم يف كتبهم ، ولعل مما استجد وظهر يف عصرنا احلاضر مما يدور حول أحكام تنفيذ العقوبة ، ما حققه الطب من القدرة

. إبانته على إعادة العضو بعد قطعه وهل له احلق يف إعادة : فبعد تنفيذ العقوبة يف اجلاين يبقى التساؤل مطروحا

هذا العضو ؟ وهل يعد ذلك خمالفا لبعض احلكم من تنفيذ احلدود ؟

وهل للمجين عليه احلق يف منع اجلاين من ذلك ؟ وهل يف قرارها ذا الشأن ؟ – املوقرة –وما الذي استندت عليه اهليئة

للعلماء األوائل كالم عن مثل هذه املسائل ؟ جييب عن الكثري من التساؤالت، – املوقرة –لعل الوقوف على قرار اهليئة

بل ويدل داللة واضحة على مشولية هذه الشريعة ، وسعة أبواب معارفها

وأحكامها ، ويدل أيضا داللة واضحة على معرفة علماء املسلمني ، مبا يستجد رهم ، وما يتطور من العلوم األخرى يف زمام ، وقرم من حاجات يف عص

. ومتطلبات األمن واالستقرار يف جمتمعام . يف هذه املسألة مع دراسته – املوقرة –واآلن سأذكر قرار اهليئة

) . 136 :(الرقم

بداهللا احلمد هللا والصالة والسالم على خري خلق اهللا ، حممد بن ع (( :نص القرار فإن جملس هيئـة كبـار العلماء يف دورته : وبعد ..وآله وصحبه ومن اتبع هداه

السابعة والعشرين العاديـة ، املنعقدة مبدينــة الريــاض ، ابتــداء مـن هـ قد ناقش املوضوع املتعلق حبكم إعادة اليد املقطوعة يف حد ، 6/6/1406

لس أن حبث هذا املوضوع ، يف إىل صاحبها بعملية جراحية وكان قد سبق للمج دورته السادسة والعشرين ورأى إعداد حبث فيه يتضمن كالم أهـل العلـم يف املوضوع ، مث يعاد عرضه يف الدورة السابعة والعشرين ، وقد مت إعداد البحـث املطلوب ، واستمع الس إىل خالصته ، وملا كان تشريع اهللا سـبحانه وتعـاىل

قيقا ملقاصد الشريعة وحفظا ملصـاحل العبـاد ، وأن يف للحدود والتعزيرات ، حت احلدود والتعزيرات ردعا للناس وزجرا هلم ، عن ارتكاب اجلرائم املوجبـة هلـا واملؤدية إليها ، وحفظا لألمن العام وبعثا للطمأنينة يف النفوس واستقرارا ألوضاع

لك مما تصري به العيشة هنيئة احلياة ومنعا للهرج واالضطراب يف اتمع إىل غري ذ واحلياة، سعيدة حضرا وسفرا ، ولذلك شرع إعالن هذه العقوبات ليتحقق أثرها يف اجلاين وغريه ، ممن شاهد احلد أو بلغته إقامته ، هلذا كله وملا ظهر للمجلـس بعد البحث واملناقشة ، وتداول الرأي يف هذا املوضوع اهلام قرر الس باإلمجاع

جيوز إعادة اليد املقطوعة يف حد إىل صاحبها ، ألن املقصود مـن القطـع أنه ال ..الزجر والردع ال اإليالم فقط

.)22 (. ))هيئة كبار العلماء … وصلى اهللا على نبينا حممد وآله وصحبه وسلم

. إعادة اليد املقطوعة حدا : ألول :و هذا املبحث فيه مطلبان

.وعة قصاصا إعادة اليد املقط:الثاين

) املقطوعة ، احلد ، الزجر ، الردع (: مصطلحات القرار

للقطع داللتان لغوية وشرعية فالداللة اللغوية إبانتها وفق )القطع ( املقطوعة فقد جاء يف : الشواهد اللغوية من القرآن الكرمي والسنة املطهرة وفصيح اللغة

قطعه يقطعه . من بعض فصالإبانة بعض أجزاء الـجرم : لسان العرب القطع :قطعا و قطيعة و قطوعا ، قال الشاعر قطوعا حملبوك من الليف حادر فما برحت حتـى استبان سقاا

. )23(مصدر قطعت الـحبل قطعا فانقطع: و القطع فصـل الشـيء مـدركا بالبصـر : القطع : قطع : (( وجاء يف املفردات -

رية كاألشياء املعقولة ، فمن ذلك قطع األعضـاء ، كاألجسام، أو مدركا بالبص ـــوله ــو قــــ الى حنــــ تع

ـــوله و) 24( ــاىل قــ : تعــ

☺

☺ ⌧

هـ ، انظر مالحق البحث امللحق رقم 17/6/1406صادر بتاريخ ) 136( القرار رقم -) 22(

)7.( ) .276ص/8ج ( حممد بن مكرم بن منظور ، / لسان العرب -) 23( ) 49( : آية رقم لشعراءسورة ا_ ) 24(

⌧ ⌧ )25((()26(

فصـل : ((والقطع له تعريفه يف اصطالح العلماء فالقطع هـو :ويف االصطالح . )27())اجلسم بنفوذ جسم آخر فيه

: احلد : يف تعريف احلد )لسان العرب(جاء يف :لغة باآلخر ، أو لـئال الفصل بـني الشيئني ،لئال خيتلط أحدمها : الـحد: حدد ((

حد : وفصل ما بـني كل شيئني . حدود: يتعدى أحدمها علـى اآلخر، ومجعه )). ) 28(حده: بـينهما ، ومنتهى كل شيء

األشياء التـي بـين تـحرميها : وحدود اهللا تعالـى ((:وجاء يف لسان العرب مـر وتـحلـيلها، وأمر أن ال يتعدى شيء ، منها فـيتـجاوز إلـى غري ما أ

. فـيها أو ى عنه عنها، ومنع من خمالفتهاأقام علـيه ذلك ، نسـبه : واحدها حد؛ و حد القاذف ونـحوه حيده حدا

إىل األزهري ، والـحد حد الزانـي ، وحد القاذف ونـحوه ، مـما يقـام ونقل عن األزهـري ومل . علـى من أتـى الزنا ، أو القذف أو تعاطى السرقة

: فحدود اهللا، عز وجل، ضـربان : قال األزهري : لعله املزهر فقال حيدد كتابه و ضرب منها حدود حدها للناس ،فـي مطـاعمهم ومشـارم ومنـاكحهم ، .وغريها مـما أحل وحرم ، وأمر باالنتهاء عما ى عنه منها، وى عن تعديها

) (38: سورة املائدة آية رقم -) 25(

) .408( املفردات يف غريب القرآن للراغب ، ص -) 26( ) .178(للشريف علي بن حممد اجلرجاين ، ص / التعريفات -) 27( ) .140ص/3ج : ( حممد بن مكرم بن منظور / لسان العرب -) 28(

والضرب الثانـي عقوبات جعلت لـمن ركب ما ى عنه ، كحد السـارق، ع ميينه فـي ربع دينار فصاعدا ، وكحد الزانـي البكر ، وهـو جلـد وهو قط

مائة وتغريب عام ، وكحد الـمـحصن إذا زىن وهو الرجم، وكحد القـاذف وهو مثانون جلدة، مسيت حدودا ؛ ألا تـحد أي متنع من إتـيان ما جعلـت

)29(تعديهاعقوبات فـيها، ومسيت األولـى حدودا ؛ ألا ايات ى اهللا عن ((

وحد الزنا واخلمر مسي به لكونه مانعا ملتعاطيـه، (( :وجاء يف املفردات -ـالى عن معاودة مثله ومانعا لغـريه أن يسلك مسلكـه ، : قــال تـعـ

⌧ )30( (() 31(

اختالط أحـدمها احلد احلاجز بني الشيئني الذي مينع :حد ((وقال يف املفردات حددت كذا إذا جعلت له حدا مييز ، وحد الدار ما تتميز به عن : ، يقال رباآلخ

.)33 ()) )32(غريها ، وحد الشيء الوصف احمليط مبعناه املميز له عن غريهعقوبة مقدرة وجبت حقا هللا عز وجل ، ومسيت عقوبـة ((:واحلد يف الشريعة

)) .)34(ودة أو ألا مقدرة اجلاين حدا ألا متنع املعا

) .140ص/3ج: (حملمد بن مكرم بن منظور / لسان العرب - )29( .) 229( آية رقم البقرة سورة -) 30( ) .116ص (: املفردات يف غريب القرآن للراغب األصفهاين -) 31( ) .116(ص : الراغب األصفهاين / املفردات يف غريب القرآن -) 32(، وكتاب ) 140ص/3ج: (حملمد بن مكرم بن منظور / الستزادة نظر لسان العرب ل– )33(

).116ص (:املفردات يف غريب القرآن للراغب األصفهاين للشيخ قاسم القونوي ، / أنيس الفقهاء يف تعريف األلفاظ املتداولة بني الفقهاء : انظر كتاب -) 34(

) .173( ص

الزجر يأيت مبعىن النهي واملنع وقد يكون فيه شدة ، وله معنيان معـىن يف :الزجر . اللغة وآخر يف االصطالح

)35(الزجر املنع والنهي) ز ج ر(من :فالزجر لغة الزجر الـمنع والنهي واالنتهار ، زجـره : زجر : ((جاء يف لسان العرب -

زجــرا وازدجــره فـانزجـــر ، وازدجـــر ، يزجــره ⌧

-رمحـه اهللا –إىل أن قال )36( )37()) وزجرت فالنا عن السوء فانزجر وهو كالردع لإلنسان

حيث وقع الزجر : (( فقد قال ة يف غريب احلديث وأما صاحب كتاب النهاي . )38())يف احلديث فإمنا يراد به النهي

: قال يف املفردات الزجر هو الطرد واملنـع عن ارتكاب املـآمث ، :واصطالحا .)39())أي طرد ومنع عن ارتكاب املآمث : الزجر طرد بصوت ، إىل قوله ((

املنع منه ، يدخل يف معىن الردع ، والرجوع عـن الكف عن الفعل ، و : الردع الفعل وتركه بعد املنع منه يدخل يف معىن االرتداع ، فكأنه ردع فارتدع والردع

. جاء من مادة ردع وهي مبعىن الكف

بكر بن عبد القادر الـرازي ، حتقيق حممود خـاطر ، حملمد بن ايب/ خمتار الصحاح -) 35(

) .113ص/1ج( .) 10 -9 : ( آية رقم القمر سورة -) 36( )318ص/4ج: ( حملمد بن مكرم بن منظور / لسان العرب -) 37( )2/296ج( النهاية يف غريب احلديث - )38( )217ص: (الراغب األصفهاين / املفردات يف غريب القرآن -) 39(

الكف عن الشيء ، ردعـه يردعـه ردعـا : الردع (( جاء يف اللسان : ردع :كفه فكف؛ قال الشاعر : فارتدع

ارتدعوااطيف العدو إذا ما ذكرو إن مالوا ومسهمأهل األمانة )) . )40(ردع بعضهم بعضا: و ترادع القوم

)) .)41(كفه ورده فارتدع:كمنعه : ردعه عنه: ((قال صاحب القاموس –مل اجد يف كتب التعاريف من عرف الردع اصـطالحا : واصطالحا الردع

. الكف عن الفعل : اصطالحا هو ولعل تعريفه الردع _ حسب ما أطلعت عليه . واملنع عنه

:التأصيل ولكي تتضح أحكام املسائل ، البد من الوقوف على األدلة ، اليت ترجع إليها أصول املسائل املستجدة يف كل زمن ، والوقوف على كالم الفقهاء األوائل

مـن يف كل مسألة ، فإن األحكام الشـرعية ، ال تؤخـذ إال –رمحهم اهللا -مصادرها األصلية ، اليت تتميز ا هذه األمة عن سائر األمم ، والـيت قضـى اهللا حبفظها ، إىل يوم القيامة، متمثلة يف كتاب اهللا تعاىل ، وسنة نبيه صلى اهللا عليـه وسلم ، وما بين عليهما من كالم العلماء إمجاعا وقياسا ، وقواعد شرعية بنيـت

.على األدلة من الكتاب والسنة فإىل بعض الوقفات مع شيء من أحكام السرقة، وقطع اليد يف الشـريعة

. املطهرة

:قطع اليد حدا يف السرقة :أوال

)121ص/8ج: (حممد بن مكرم بن منظور / لسان العرب - )40( ) .931(للفريوزآبادي ، ص / القاموس احمليط -)41(

جاء حلكمة أرادها -تعاىل –إن قطع اليد يف السرقة ، حد من حدود اهللا لتصلح به أحوال البشر ، وتشريع فرضه رب العزة واجلالل ، - تعاىل –اهللا

عن أن يتطاول القادر على الغافل والضعيف ، : لعباد واتمعات ، العباد حفظا لواتمعات حىت ال يتخلخل األمن، وتدب الفوضى ، فهي أحكام عادلة ، ال جور فيها وال عنف ، كما يدعيه احلاقدون على اإلسالم ، املريدون تقويض

. دعائمه ، - سبحانه وتعاىل –تشريعي من اهللا وهلذا تقطع اليد حدا يف جرمية السرقة بأمر

الذي هو أعلم مبا تصلح به اتمعات إىل قيام الساعة ،

☺

☺ ⌧ ⌧

فاليد تقطع حدا )42( ⌧ وقد ذكر العلماء شروطا ال بد من توافرها ، -أي جرمية السرقة يف هذه اجلرمية

: عند وقوع السرقة، يف املسروق والسارق ، لكي يتم إقامة احلد عليه، منها رضي اهللا عنها – )43(املقدار وهو ربع دينار فصاعدا ، ملا جاء يف حديث عائشة

-. القطع ال جيب إال أن: ومجلته: (( عن شروط القطع قال صاحب املغين-

:بشروط سبعة .السرقة ومعىن السرقة أخذ املال على وجه اخلفية واالستتار: أحدها

. ) 38(آية رقم املائدة سورة –) 42( . أنظر احلديث يف الشرط الثاين -) 43(

أن يكون املسروق نصابا وال قطع يف القليل يف قـول الفقهـاء :الشرط الثاين - رضي اهللا عنها –كلهم ، إال احلسن وداود وابن بنت الشافعي ، فعن عائشة

ال تقطع يد السارق إال يف ربع دينار «: هللا عليه وسلم قال عن رسول اهللا صلى ا .)44(»فصاعدا

أن يكون املسروق ماال فإن سرق ما ليس مبال كاحلر فال قطع :الشرط الثالث فيه صغريا كان أو كبريا ، وذا قال الشافعي والثوري وأصحاب الـرأي وابـن

.املنذر منه، وهذا قول أكثر أهل العلـم ، أن يسرق من حرز خيرجه :الشرط الرابع

وهو مذهب عطاء والشعبـي ، وأبـي األسود الدؤيل، وعمر بن عبد العزيز ، والزهري ، وعمرو بن دينار ، والثوري ، ومالك ، والشافعي وأصحاب الرأي ، وال نعلم عن أحد من أهل العلم خالفهم ، إال قوال حكي عن عائشة واحلسـن

تاع ، ومل خيرج به من احلرز عليه القطع، وعن احلسن مثل والنخعي فيمن مجع امل قول اجلماعة، وحكي عن داود أنه ال يعترب احلرز ألن اآلية ال تفصيل فيها وهذه

.أقوال شاذة غري ثابتة عمن نقلت عنه كون السارق مكلفا ، وثبتت السـرقة ، :الشرط اخلامس والسادس والسابع

.)45(تنتفي الشبهات، انتهى كالمه رمحه اهللاويطالب ا املالك باملعروف و

) .11/151(، و مسلم ) 6642حديث رقم (رواه البخاري -)44(، ) 177ص/8ج(ه املقدسي ، حتقيق عبداهللا بن عبداحملسن التركي ، عبداهللا بن قدام/ املغين -)45(

بعض الشروط ، وحتفة =على خال ف يف )69ص/5ج(البحر الرائق : ولالستزاده انظر علـى ) 199ص/4ج(على خالف يف بعض الشروط، ومغين احملتـاج ) 155ص/3ج(الفقهاء

كتاب الكايف يف فقه ، و) 109ص/5ج(خـالف يف بعض الشـروط ، وكشـاف القنـاع ، )108-1079ص/2ج(أهل املدينة ، أليب عمر يوسف بن عبداهللا بن عبدالرب النمري القرطيب

، و احلدود والتعازير ) 111-110ص: (و التشريع اجلنائي اإلسالمي لعبداهللا بن ســامل

على خالف من بعض الفقهاء يف بعضها ، )46(فمىت توافرت هذه الشروط السبعة . )47(حكم بقطع يد السارق حدا مىت حتققت الشروط وانتفت املوانع

كما تقطع اليد يف احلرابة ، وتقطع اليد اليمىن لقاطع الطريق مع رجله اليسري ، ☺ ، )48(ملالإذا أخذ ا

⌧

. التفصيل يف املسألة يف آخر املطلب -ىل بإذن اهللا تعا-وسيأيت . )49( وإن أخذ نصابا حمرزا مثله، ممن يقطع بسرقة ماله، وجب : (( قال يف املهذب -

عليه قطع يده اليمىن ورجله اليسرى؛ ملا روى الشافعى ، عن ابن عباس؛ أنه قال ومل يأخذوا إذا قتلوا وأخذوا املال ، قتلوا وصلبوا، وإذا قتلوا، : يف قطاع الطريق

املال، قتلوا ومل يصلبوا، وإذا أخذوا املال، ومل يقتلوا، قطعت أيديهم وأرجلهم من . خالف، أونفيهم من األرض

، ) وما بعدها360ص: ( عند ابن القيم ، دراسـة مقارنة ، لبكر بن عبـداهللا أبوزيد

.اكتفيت بذكر مرجع واحد من مراجع املذاهب األربعة خشية اإلطالة وما بعدها ، كالم آخر البن قدامه حول 416ص/12ج: ( لالستزاده انظر املغين ألبن قدامه -)46(

) .السرقة وشروطها الشيخ حممد بن إمساعيل / انظر سبل السالم شرح بلوغ املرام من مجع أدلة األحكام -) 47(

) .38ص/4ج(لصنعاين، تصحيح وتعليق فـواز أمحـد زمـزيل وإبراهيـم حممد اجلمل ، ا .من هذا البحث ) 57( انظر بعض كالم أهل العلم عن املسألة ص - )48( ) . 33( آية رقم املائدة سورة - )49(

أما إذا هربوا فيطلبوا حىت يؤخذوا، وتقام عليهم احلدود؛ ألن احملـارب سـاوى اليـد، السارق يف أخذ النصاب على وجه ال ميكن االحتراز منه، فساواه يف قطع

)).)50(وزاد عليه بإخافة السبيل بشهر السالح، فغلظ بقطع الرجل

:قطع اليد قصاصا: ثانيا األطراف اليت خلقها اهللا يف جسم اإلنسان من األمهية مبكان ، ومنها اليـدين ، ولقد شرع اهللا القصاص محاية لإلنسان وحرزا له ، والبد للقصاص من األطراف

ماثلة ، فما كان من مفصل ميكن فيه املماثلة يقتص مـن من امل – كما سيأيت –اجلاين ، فلو قطع إنسان يد إنسان من الكف ، يقتص منه من نفس املوضع وذلك

. إلمكانية املماثلة . فاليد تقطع قصاصا إذا جين الشخص جناية على غريه ، تسببت يف قطع يـده

. )51( )النفسفلو قطع مسلم يد مسلم قطعت يده، ألنه يقاد به يف (يقتص بقطع اليد من املفصل ، وإن كانت يد القـاطع (:(جـاء يف البحر الرائق

الى األنـف واألذن لـقـولــه )52(أكرب وكـذا الرجـل ، ومـارن :تع

)53((() 54(.

يف كل ما ينتهي منها ) فيها القصاص(وأما األطراف فيجب ((:املهذب وجاء يف :تؤخذ العني بالعني؛ لقوله تعاىل إىل مفصل، ف

⌧

) . 284ص/2ج(إبراهيم بن على بن يوسف الشريازي أبو اسحاق ، / املهذب -)50(منصور بن يونس بن إدريس البهويت ، حتقيق هالل مصيلحي، ومصطفى / ف القناع كشا-) 51(

) .547ص/5ج(هالل ، املارن األنف وقيل طرفه ، وقيل املارن ما الن من األنف ، : جاء يف لسان العرب املـارن –) 52(

) .404ص/13ج(وقيـل ما الن من األنف منحدرا عن العظم ، وفضل عن القصبة ، ) 45( آية رقم املائدةورة س-) 53( ) .345ص/8ج (زيد بن إبراهيم بن حممد بن بكر ، / البحر الرائق شرح كرت الرقائق -) 54(

وألنه ميكن املماثلة فيها؛ النتهائها إىل مفصل، )55( ؛ ألنه يأخذ )56(أن يأخذ صحيحة بقائمة) جيوز(فوجب فيها القصاص، وال

)) .)57(أكثر من حقه، وجيوز أن يأخذ القائمة بالصحيحة؛ ألنه يأخذ دون حقه فيما فيه القصاص، ويف اجلناية )58( كما أنه يشترط عند تنفيذ القصاص املماثلة -

.وفقا آلية القصاص أو اإليالم ملا يف ذلك من العدل وعدم االجحاف ، واألصل يف جريان القصاص فيما دون النفس ، اعتبـار ((:وقال السرخسي -

املماثلة يف الفعل ، ويف احملل ، أما املأخوذ بالفعل فألن املماثلة يف ضمان العدوان، منصوص عليها ، فيجب اعتبارها يف كل ما يتأتى ، واملتأيت اعتبار املماثلة يف هذه

يعىن باملماثلة يف املأخوذ بالفعل ، املساواة يف املنفعة ، واملسـاواة يف األشياء ، و )).)59(البدل ، ألن التفاوت يف املنفعة املقصودة ، دليل اختالف اجلنس

املماثلة مرعية يف قصاص الطرف، كما هي مرعية : (( قال صاحب الروضة - أطرافه مبثقـل، مل يف قصاص النفس ، بشرط إمكان رعايتها، فلو أبان طرفا من

) 45( آية رقم املائدة سورة –) 55(هي العني السليمة املنظر ، القائمة يف مكاا إال أن صاحبها ال يبصر ا ، : العني القائمة - )56(

، و الفائق يف علم احلديث ، حممود عمر الزخمشري ، ) 13ص / 10ج ( انظر لسان العرب ) . 83ص/1ج( حتقيق ، على حممد البجاوي و حممد أبو الفضل إبراهيم،

) .178ص/2ج : ( املهذب إلبراهيم الشريازي - )57(طالب ، و دليل ال) 345ص/8ج: ( زيد بن إبراهيم بن حممد بن بكر / انظر البحر الرائق -) 58(

) .295ص(ملرعي بن يوسف احلنبلي ، ) .135ص/26ج(حممد بن أيب سهل السرخسي ، / املبسوط -) 59(

يقتص إال بالسيف، ولو أوضح رأسه بالسيف، مل يوضح بالسيف، بل يوضـح حبديدة خفيفة، فإن كان الطريق موثوقا به مضبوطا، قوبل مبثله، كفـقء العـني

.)60())باإلصبعومما سبق يتضح أن قطع اليد جاءت به هذه الشريعة الغـراء ، ولكـن -

لذلك أسبابا تدل داللة واضـحة جعلت لذلك شروطا ولوازم ، وسببت على احترام املسلم يف جسده ، ومحايته من التعدي عليه ، حىت ولـو يف أخذ احلق منه ، أو عند جمازاته على صنيعه ، وعليه فال تقطع اليد إال يف

:حالتني السرقة -1 .القصاص -2

:وهذا املبحث فيه مطلبان . إعادة اليد املقطوعة حدا : األول . إعادة اليد املقطوعة قصاصا : الثاين

. عن كل منهما -بإذن اهللا تعاىل -وسنتحدث

إعادة اليد املقطوعة حدا : املطلب األول : )61(حكم إعادة اليد املقطوعة يف حد إىل صاحبها:عنوان املسألة

مل يرد هلذه املسألة ذكر يف كتب الفقه ، فيما وقفت عليه بالصورة اليت حتدث -لقرار ، وقد ذكر الشيخ بكر أبوزيد عند حديثه عن حكم إعادة اليـد عنها ا

) .232ص/9ج( روضة الطالبني وعمدة املفتني للنووي ، -) 60(هـ ، أيت بلفظ اليد 17/6/1406الصادر بتاريخ ) 136( نالحظ أن القرار رقم - )61(

.احلكم ويدخل معها الرجل ابتداء يف

له مسـاس وتعلـق أنه مل جيد يف كالم الفقهاء ما: املقطوعة حدا إىل صاحبها . )62(باملسألة

إن األحكام اليت شرعها اهللا حفظا للناس ، ومحاية هلم ونفعا ملصاحلهم الدينية - من حكمها ، ومربراا ، وقد ال يعـرف ، قد يعرف الناس شيئا ةو الدنيوي

الناس احلكم اليت من أجلها سن اهللا وشرع هذه األحكام ، وإن العلماء عند إصدارهم لفتاواهم ، يبنون ذلك على مقاصد الشرع املطهر ، فيما جاء بـه

. من مصاحل ، وما دفع من مفاسد الصـادر بتـاريخ ) 136( رقم -املوقرة-وقد صدر قرار هيئة كبار العلماء -

يف حكم إعادة اليد املقطوعة إىل - )63(هـ الذي مر بنا نصه 17/6/1406صاحبها حدا ، مبنيا على تلك املصاحل اليت جاءت ا الشريعة املطهرة، وقـد

وملا كـان تشـريع اهللا : (صدر هذا القرار ببعض املربرات اليت منها قوهلم ت حتقيقا ملقاصد الشريعة، وحفظا ملصـاحل سبحانه وتعاىل للحدود والتعزيرا

العباد ، وأن يف احلدود والتعزيرات ردعا للناس ، وزجرا هلم عن ارتكـاب اجلرائم، املوجهة هلا واملؤدية إليها ، وحفظا لألمن العام ، وبعثا للطمأنينة يف

تمع النفوس ، واستقرارا ألوضاع احلياة ، ومنعا للهرج واالضطراب ، يف اإىل غري ذلك مما تصري به العيشة هنيئة ، واحلياة سعيدة ، حضـرا وسـفرا ، ولذلك شرع إعالن هذه العقوبات ، ليتحقق أثرها يف اجلاين وغريه ، ممـن

) .شاهد احلد أو بلغه إقامته ببعض األدلة ، ووافقها بعض من مفكري – املوقرة –وقد استشهدت اهليئة -

ما خالفها البعض اآلخر ، ولعل يف الوقوف على أدلة وعلماء هذا العصر ، ك

) .2163ص/3ج/6عدد( جملة جممع الفقه اإلسالمي -) 62( ) .7( من هذا البحث ، وامللحق رقم 30 انظر صـ–) 63(

اهليئة وموافقيها ، وكذلك أدلة املخالفني ، ما ينب احلكم يف هـذه املسـألة . ويتضح معه الراجح فيها

: )64(التعليالت اليت استأنست ا اهليئة يف القرارحلكـم مل تورد اهليئة يف القرار أية أدلة نصية ، وإمنا اكتفت بذكر بعض ا -

والتعليالت ، اليت تبىن عليها أحكام الشريعة ومقاصدها ، وممـا جـاء يف : القرار

إن تشريع اهللا تعاىل للحدود والتعزيرات جاء حتقيقا ملقاصد الشريعة -1 . وحفظا ملصاحل العباد

إن يف احلدود والتعزيرات ردعا للناس ، وزجرا هلم عن ارتكاب اجلرائم -2ة إليها املوجهة هلا واملؤدي .

إن يف احلدود والتعزيرات حفظا لألمن العام ، وبعثا للطمأنينة يف النفوس -3 . ، واستقرارا ألوضاع احلياة ، ومنعا للهرج واالضطراب

. )65(إن املقصود من القطع الزجر والردع ال اإليالم فقط -4يف طرحنا هذا يف القرار املشار إليه ، ولعل – املوقرة –هذا مما أوردته اهليئة

بعض الوقفات مع من وافق اهليئة ، من العلماء وطالب العلم ، يف احلكم بعدم جواز إعادة اليد املقطوعة حدا ، ومن كان له رأي خمالف للهيئة ، ما تتضح به الرؤية ، مع ذكر األدلة اليت استدل ا كل فريق على حدة ، يبني

: حكم املسألة وهي كالتايل

:وافقني من علماء ومفكري هذا العصر أقوال امل-1

هـ يف الدورة السابعة والعشرين ، املنعقدة 17/6/1406 صدر بتاريخ 136 القرار رقم -) 64(

. يف الرياض . نفس القرار السابق - )65(

وقد أصبح عضوا يف اهليئـة ( - حفظه اهللا –ذكر الشيخ بكر أبو زيد يف حبثه املقدم مع الفقه اإلسالمي جبدة ، بعض األدلة اليت ) فيما بعد

استشهد ا يف حترميه إلعادة العضو املقطوع ، يف حد أو قصاص قـال حكم إعادة عضو قطع ، يف حد أو قصاص فإن النظر يف : (( حفظه اهللا

شرعي ، يصار فيه إىل القواعد الشرعية ، وبالتأمل يظهر حترمي إعـادة :)66(عضو قطع يف حد أو قصاص ، ألمور منها

.يف هذا استدراك على الشارع يف حكمه وهذا أمر ال جيوز أصال -1ع بقصاص استدل بأن العضو املقطوع حبد متحض حقا هللا تعاىل ، واملقطو -2

ارتفعت حقوق املقطوع منه : متحض حقا هللا ، وحقا لعبد آخر ، وذا .عن ذلك العضو شرعا

احلياة خمالطة للبدن ، وحياة كل عضو حبسبه ، فالشرع حني حكم بقطع -3اليد حدا يف السرقة ، فهذا احلكم بالقطع هلا ، شامل جلرمها وحياـا،

، وعليه فإن إعادا فيه افتيـات علـى فصال هلا عن البدن على التأبيد .الشرع يف حكمه

جاء النص عن النيب صلى اهللا عليه وسلم حبسم يد السارق ، بعد قطعهـا -4 وفيه أن النيب صلى اهللا عليه -رضى اهللا عنه –كما يف حديث أيب هريرة

واحلسم ألجل سد منافذ )67()اذهبوا فاقطعوه مث احسموه :( وسلم قال إىل تلف النفس ، فرتب النيب صلى اهللا عليه وسـلم ييؤدالدم حىت ال

أن السكوت يف مقـام : ( احلسم على القطع ، ولدى علماء األصول

بل هذا الكالم أنه مل جيد يف كالم الفقهاء ما له مساس وتعلق ق-حفظه اهللا – قد بني -) 66(

. من هذا البحث 42باملسألة أنظر صـوقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ومل ) 422ص/4ج( أخرجه احلاكم يف املستدرك -) 67(

) .271ص/8ج(خيرجاه ، و البيهقي الكربي

وعليه فليس مثة بعد القطع إال احلسم فحسـب ، ) . البيان يفيد احلصر .ولذا فإن إعادة العضو ، استدراك على الشارع من هذا الوجه

أن الـنيب ( – رضي اهللا عنه – بن عبيد ثبت من حديث فضالة : مث قال -5صلى اهللا عليه وسلم أيت بسارق فقطعت يده ، مث أمر ـا فعلقـت يف

فتعليق اليد يف عنق السارق ، حكم شرعي من العقوبـة . )68()عنقه )).)69(احلدية ، والقول بإعادا فيه تفويت الستكمال احلد ومتامه

وهو عضو يف هيئة كبـار ( وقد اتفق معه الشيخ عبد اهللا بن منيع - ، يف حبثه املقدم مع الفقـه تواستدل جبملة من االستشهادا ) العلماء

) حكم إعادة اليد بعد قطعها يف حـد شـرعي (اإلسالمي جبدة بعنوان وباستقراء ما سبق وتأمله ، نستخلص من حـد قطـع اليـد ، :(( فقال

:األهداف اليت منها ما يلي 1- دف من العقوبات واحلدود ، أن ينال اجلاين جزاءه، الشريعة اإلسالمية

مقابل ما اقترفه من جرمية ، وخصوصا حدود اجلرائم اليت قررها الشارع .احلكيم

أنه ال جيوز العفو عنها ، مىت علم ا احلاكم الشرعي ، وال جيوز تأخري -2تنفيذها إال مبسوغ شرعي ، يدل على ذلك أنه صلى اهللا عليه وسلم مل

) 4411(أبو داود حديث رقـم ، و) 19ص/4ج) (23991( رواه أمحد حبديث رقم –) 68(

).51ص/4ج) (1447(، والترمذي حديث رقم ) 143ص/4ج(حكم إعادة ما قطع حبد أو ( جملة جممع الفقه اإلسالمي حبث للشيخ بكر أبو زيد بعنوان -) 69(

، ويف جملة امع الفقهي اإلسالمي اليت تصدر عن امع ) 2163ص/3ج/6عدد): (قصاص . هـ1410السنة الثانية عام) 56-53ص/4عدد(ابطة العامل اإلسالمي الفقهي اإلسالمي بر

لو أن : ( بل الشفاعة يف املخزومية اليت سرقت وقال مقالته املشهورة يق . )70(فاطمة بنت حممد سرقت لقطعت يدها

هذه العقوبة واجلزاء فيها الردع واملنع لنفس اجلاين ، ولغريه من اجلناة ، -3فحينما يرى السارق يده قد قطعت ، ويرى اآلخـرون ذلـك مـاثال

.يا أمامهم، يكون ذلك مانعا قوــة -4 ــتدل باآلي ــد اس وق

☺ ☺ ⌧ ⌧

فالقصـد :مث قال ) 71( .من ذلك النكال

أن الشارع احلكيم ، لو قصد أن ينال السارق غري عقوبـة القطـع ، -5 بعد القطع مبثابة اجلرح املعاجل ، أو الكسر لشرعها ابتداء ، فكأن اإلعادة

الذي عوجل بالتجبري ، فانتفت احلكمة أو اهلدف من القطع ، ويكـون .ذلك تغيري ألمر اهللا ، الذي أمر بالقطع

هو إظهار هذا السارق بني املأل، –واهللا أعلم _ من أهم أهداف القطع -6 .وتنقيصه مبظهر ينبئ عن خسته وينفر اتمع منه

يف إقامة احلد معىن الزجر ، أي ردع اآلخرين عن اإلقدام على السرقة ، -7أو أن يعيث يف األرض فسادا ، وفيه معىن اإلجبار، أي إجبار مرتكـب

.السرقة على عدم العودة إليها

( باب كارهة الشفاعة يف احلد إذا رفع للسلطان ) 6404( رواه البخاري برقم - )70(باب قطع الشريف وغريه والنهي عن الشفاعة يف ) 1688( ، ومسلم برقم ) 2491ص/6ج

) . 1315ص/2ج( احلـدود .) 38( رقم آيةاملائدة سورة –) 71(

يف إعادة يد السارق ، إسدال للستار على هذه اجلرمية ، ونفي للحكمة -8 .التشريعية من إقامة حدها

حسبما يقول به بعض العلماء )72(مر بتعليق يد السارق على عنقه يف األ -9 .، زيادة يف التشهري به

ملوضع القطع ، دليل على عـدم جـواز )73(كما أن يف األمر باحلسم -10 –اإلعادة ، إذ يعترب مبثابة العالج الذي يبقيها على حالتها بعد قطعهـا

.)74())واهللا أعلم

ولكن إذا رجعنا لآلية : (( يقول ف أما الشيخ عبد اهللا الركبان - الكرمية بالنسبة للسرقة

☺ ☺ ⌧ ⌧

ظهر لنا أن قطع اليد )75( بعد القطع مباشرة، ال حيقق هذا الغرض ، فليس فيه نكال وإن اوإعاد فيه جزاء، فاألمر ال يظهر إال إذا تركت يده مقطوعة ، وعلم الناس كان

بذلك ، فاشتهر أمره لريتدع غريه ، ولكن ال أجد ما مينع من أن ميكن الشخص ، من أن يعيد يدا أخرى ، ألن اليد اليت هي وسيلة للسرقة ،

. حديث تعليق يد السارق يف عنقه مع خترجيه 45 مر بنا صـ– )72( . حديث احلسم بعد القطع مع خترجيه 45 مر بنا صـ- )73( ) . وما بعدها 2239ص/3ج/6عدد( جملة جممع الفقه اإلسالمي - )74( .) 38(آية رقم املائدة سورة –) 75(

وليس هناك ما مينع أن . واليت استخدمت عوقب بقطعها وحرمانه منها .)76())يد يدا أخرى ، هذا بالنسبة للحد يع

القول بعدم جواز كما أيد الشيخ حممد بن حممد املختار الشنقيطي -الذي يترجح عندي والعلم عند اهللا، : ((إعادة العضو املقطوع حدا ، فقال

)).)77(هو القول بعدم جواز إعادة العضو الذي أبني يف حد ، أو قصاص

القول بعدم جواز إعادة العضو املقطوع كما أيد الشيخ عمر األشقر -وقد سقت أدلة ايزين ، إلعـادة : (( فقال يف تأييده باملنع مطلقا حدا

العضو املقطوع مطلقا ، أو إلعادا يف احلدود دون القصـاص وبينـت ضعفها ، وعدم وضها لالستدالل على مذهب أصحاا، وأوردت أدلة

هي أدلة قوية ، تنهض للداللة على صـحة هـذا القائلني باملنع مطلقا ، و . )78())القول

عنـد قولـه بأقـوال املفسريـن: (( وقد استشهد بعض الباحثني - تـعـاىل

☺ ☺ ⌧ ⌧

حيث عللت اآلية ، ) 79(

أثناء مناقشات الس ملوضوع ) 2272ص/3ج/6عدد ( جملة جممع الفقه اإلسالمي ،- )76(

. إعادة اليد بعد قطعها ، وقد أصبح فيما بعد عضوأ يف هيئة كبار العلماء حممد بن حممد املختار بن أمحد املزيد / انظر أحكام اجلراحات الطبية واآلثار املترتبة عليها -) 77(

) . ما بعدها و421ص (، ) رسالة دكتوراه مطبوعة (الشنقيطي ، عمر بن سليمان األشقر وجمموعة من الباحثني ، / دراسات فقهية يف قضايا طبية معاصـرة -) 78(

) .297ص/1ج( .) 38(آية رقم املائدة سورة –) 79(

ن القطع جزاء ونكاال فالنكال ما ينكل الناس ، ومينعهم عن أن يسرقوا بأ.

.)80()) فاملقصود التنكيل من اهللا ما على ما فعلوه الشـيخ مولـوي وممن قال بعدم جواز إعادة اليد املقطوعة يف احلد ، -

هل : ( حبثه املقدم مع الفقه اإلسالمي جبدة بعنوان مصطفى العلوي يف :وقال فيه ) إعادة يد السارق إذا قطعت بصفة شرعية أم ال ؟ جيوز

فأما إرجاع العضو املقطوع يف حد السرقة ، عن طريق الطب ، ومـا (( : وصل إليه العلم احلديث ، إىل قوله فال أرى جواز ذلك مستدال بالتايل

أمر الرسول صلى اهللا عليه وسلم بتعليـق يـد السـارق يف -1 .)81(عنقه

.عدم قبول عفو املسروق عن السارق وكذلك ب -2 )) .)82(أن احلدود حق هللا تعاىل ، شرعة للزجر والردع -3

حبثه املقدم مـع الفقـه األستاذ أمحد حممد مجال يف وقال ذا أيضا إن (( ، الذي جاء فيه ) زراعة األعضاء البشرية (اإلسالمي جبدة ، بعنوان

جسد كل منـهما ، بطريقـة إعادة يد السارق ، والرجل احملارب، إىل الزراعة الطبية احلديثة ، يلغي حكمة الشارع من قطعهما ، ويبطل أثره ،

أي نكون ـذه –أي القطع وهو العقوبة الشرعية اإلهلية –كأنه مل يكن

عضو جممع الفقه اإلسالمي ( انظر البحث املقدم من الشيخ حممد بن عبد الرمحن آل الشيخ -) 80(

وانظر ) 2203ص3ج6عدد( واملنشور يف جمملة جممع الفقه اإلسالمي مع الفقه اإلسالمي) ) . 78ص/2ج: (تفسري بن كثري

. 45 سبق ختريج احلديث صـ- )81( ) .2253ص/3ج/6عدد(جملة جممع الفقه اإلسالمي : انظر البحث منشورا يف - )82(

، كأننا مل نقم بتطبيق احلد – أو الزراعة حسب التعبري احلديث –اإلعادة )).)83( ، وإمنا قمنا بدور متثيلي حبتالشرعي ، على السارق أو احملارب

حيث خيشـى :ويورد الدكتور عبداهللا حممد عبد اهللا تعليال لطيفا -عند السماح بإعادة اليد ،يف حدي السرقة واحلرابة ، أن يكون ذلك دافعا للعصابات للتغرير بالسراق ، ووعدهم بإعادة أيديهم ، ودفع األموال هلم،

اخلوف من أن تشـكل عصـابات : ((سرقة فيقول يف ذلك ليقوموا بال إذا أقيم عليك احلد عملنـا لـك : يهونون على السراق املسألة ويقولون

عملية، وأنفقنا عليك حىت تعود كما كنت ، فيكون هنـاك نـوع مـن )). )84(اجلرأة

معلال بـأمور منـها أن ويؤيد هذا القول الشيخ عبد اهللا احلديثي -أن إتالف العضو أو الطرف مقصود من العقوبة، الغرض هو الزجر ، كما

وأن إعادة العضو ال يتحقق به القطع وإن كانت اإلبانة قد حصلت ، كما .)85(يرى أن اإلعادة عبث تأباه الشريعة

وعلى ذلك فإعادة :(( فيقول كما يؤيد هذا القول مصطفى الذهيب -وز ، ألا تنفـي اليد املقطوعة ، يف حد إىل صاحبها بعملية جراحية ال جي

احلكمة من إقامة احلد ، وهي النكال وزجر السارق ، أو من يـراه مـن الناس على تلك احلالة ، إىل قوله وعليه فمن تلف منه عضو بسبب حد ، مل جيز له أن يرده ، وال جيوز لغريه أن يسعى يف رده ، وهذا ما رجحـه

)2262(ص/3ج/6عدد(جملة جممع الفقه اإلسالمي : انظر البحث منشورا يف - )83(، خالل مناقشات جملس جممع الفقه ) 2272ص/3ج/6ع( جملة جممع الفقه اإلسالمي - )84(

.اإلسالمي ملوضوع إعادة اليد بعد قطعها ) 36ص(عبد اهللا بن صاحل احلديثي، / انظر كتاب التداوي يف استيفاء العقوبات البدنية -) 85(

.بتصرف

القود ، وهـو قـول اإلمام القرطيب أيضا يف مسألة رد السن اليت ختلع يف )) .)86(الثوري ، وأمحد ، وإسحاق ، والشافعي

يرى أن اإلعادة حكم جديد خيالف (( والشيخ حممد املختار السالمي - فالبد له من دليل يساوي النص -حكم القطع –استمرارية احلكم السابق

)87 (...))األصلي عادا أما زرع يد السارق وإ (( : والشيخ عقيل العقيلي حيث يقول -

يف مكاا ، فقد إنتهى بعض الباحثني إىل حترمي إعادا ، بعد قطعهـا يف حد اسرقة وحنوه ، وتأثيم الطبيب الذي يقوم ذه العملية ، وذلك ملا يف إعادا من إهدار ملعىن العقوبة ، واحلكمة والغاية اليت قصدها الشـارع إذ

مع غـريه بعـد إعادـا أن يف إعادا تسترا على اجلاين حيث يستوي . )88())فيضعف معىن الزجر يف اتمع اإلسالمي فتنتفي احلكمة

إذن (( حيث يقـول كما أيد هذا القول الشيخ خليل حمي الدين امليس -القول باإلعادة وأا من حق اإلنسان أن يعيدها هي واهللا أعلم ، أن هـذا

ي إعادته ، سواء يف حد أو العضو بعد إبانته متحض حقا هللا تعاىل وال ينبغ .)89())يف قصاص

فلذلك ال أرى أا تعـاد (( .. حيث يقول والشيخ سعود مسعد الثبييت - يد السـارق بعـد قطعهـا تنفيـذا ألمـر اهللا سـبحانه وتعـاىل

☺ ⌧

) . 40-39ص( ، مصطفى حممد الذهيب ، نقل األعضاء بني الطب والدين-) 86(خالل مناقشات جملس امع )2277ص/3ج/6عدد( انظر جملة جممع الفقه اإلسالمي -) 87(

. ملوضوع إعادة اليد بعد القطع ) . 16ص( عقيل بن أمحد العقيلي ، / حكم نقل األعضاء يف الفقه اإلسالمي -) 88( ) . وما بعدها 2275ص/3ج/6ددع( انظر جملة جممع الفقه اإلسالمي - )89(

⌧ )90 ( رأى غريه ما آلت يده إليه فامتنع ، والنكال ال يكون إال إذا امتنع غريه ، و

.)91())عن مثل عمله واهللا أعلم –ولذلك أظن : (( .. الذي يقول والشيخ على أمحد السالوس -

. )92()) أن إعادته اليد إهدار للحكم الشرعي –بالصواب وأرى العكس وهـو : (( ... حيث يقول والشيخ عبد الكرمي الالحم -

حدا ، ملا مسعنا من األدلة والتعليل ، وأنه ليس املنع مطلقا إذا كان القطع )93())املقصود بالقطع جمرد اإليالم بل املقصود النكال والعقوبة املستمرة

. وأنا كمسلم عندما : ( الذي يقول والشيخ حممد عطا السيد سيد أمحد -

قرأت هذا املوضوع ، ولكل إنسان حق التساؤل ، قـد أقشـعر بـدين ألة ، غريب أن تتصـور أو أن حتصـل يف الـدول وشعرت أن هذه املس

.. اإلسالمية ، بأن يسمح ألحد بعد القطع أن يعيد اليد مرة ثانية ، وهذا . )94())لعله إهدار ألحكام اهللا تعاىل وحدوده

.) 38: (آية رقم املائدة سورة –) 90(خالل مناقشات جملس جممع الفقه اإلسالمي ملوضوع ) 2276ص( انظر املرجع السابق -) 91(

. إعادة اليد بعد قطعها خالل مناقشات جملس جممع الفقه اإلسالمي ملوضوع ) 2278ص( انظر املرجع السابق -) 92(

. اليد بعد قطعها إعادةخالل مناقشات جملس جممع الفقه اإلسالمي ملوضوع ) 2279ص( انظر املرجع السابق -) 93(

.إعادة اليد بعد قطعها خالل مناقشات جملس جممع الفقه اإلسالمي ملوضوع ) 2284ص( انظر املرجع السابق -) 94(

.إعادة اليد بعد قطعها

: املخالفون هلذا القول -2وبعد إيراد آراء الذين يرون عدم جواز إعادة العضو املقطوع حدا ، حيسن إيراد

.اء الطرف اآلخر وهم من يقول جبواز إعادة العضو املقطوع حدا آر

الذي يرى جواز إعادة العضو املبان يف الدكتور وهبة الزحيلي وممن قال ذا أما إعادة العضو املستأصل يف حد ، كإعادة اليد أو الرجل بعـد : ((حد فيقول

: ترط أربعة شروط هيولكنه اش) قطعهما يف السرقة واحلرابة، فذلك أمر جائز .التوبة .1 . أن يكون احلد من حقوق اهللا تعاىل .2 . أن تكون اإلعادة حالة قليلة أو نادرة .3 وأن يقوم السارق بإعادة املال املسروق إىل صاحبه .4

يرى اجلواز بال : كما أنه يفرق بني نوع اإلثبات ، فإذا ثبت احلد باإلقرار ، فإنه يزه إذا تاب اجلاين ، ويورد مجلة من االسـتدالالت شك، وإذا ثبت بالشهادة جي

:منهاأن النص قد مت إعماله مبجرد تنفيذ القطع أو البتر وما عدا ذلـك -1

.فيبقى على اإلباحة .أنه ال سلطان للحاكم على احملدود بعد تنفيذ احلد -2 .حتقق أهداف احلد املادية واملعنوية بتنفيذه -3لدرء واإلسـقاط ، واملسـاحمة ، أن حقوق اهللا تعاىل مبنية على ا -4

. خالفا حلقوق اآلدميني

أن االعتبارات اإلنسانية ومساحة اإلسالم ، ورمحة اهللا بعباده تؤكد -5 )) .)95(لنا القول جبواز إعادة اليد

: الترجيح -3لعل الراجح واهللا أعلم القول بعدم جواز إعادة اليد املقطوعة يف حد إىل صاحبها،

.قائلني باملنع أقوى من أدلة من أجاز حيث إن أدلة ال : التأصيل

يرون أن النص قد أعمـل عنـد : بالنظر إىل أدلة من قال باجلواز جند أم -التنفيذ ، ولكن يبقى أن احلد جيب أن يكون حمققا الردع والزجر ، وهذا قد

.ال يتحقق بإعادة العضو املقطوع فيذ ، وهذا خمالف لألمر بتعليق يد كما يرون أنه ال سلطان للحاكم بعد التن -

الذي جاء بأمر من الرسول صلى اهللا عليـه )96(السارق يف عنقه بعد القطع ، وال ميكن اجلمع بني التعليق واإلعادة ، فإن اإلعـادة تسـتلزم )97(وسلم

املسارعة يف إعادة العضو إىل مكانه مباشرة ، دون تأخري حىت يتمكن األطباء ه ، وهذا ال يتم إال باالتفاق املسبق مع األطباء ، حلضور من خياطته ومعاجلت

القطع وإحضار ما يلزم لإلعادة ، وهذا كله يتعارض مع األمر بالتعليق لليـد ورمبا جر هذا الناس إىل التحايـل عنـد القطـع، بتنفيـذه يف . يف العنق

سن املستشفيات ، أو بعدم احلز الكامل لليد رغبة يف اإلعادة ، وهذا باب حي

، )زراعة عضو استؤصل يف حد( ه اإلسالمي حبث بعنوان انظر جملة امع الفق- )95(

.بتصرف )2219-2218ص/3ج/6عدد(، و ) 58ص/15ج(حممد مشس احلق العظيم آبادي أبو الطيب ، / انظر عون املعبود -) 96(

) .283ص/2ج: (املهذب، إبراهيم الشريازي . من هذا البحث 45 انظر احلديث وخترجيه صـ- )97(

إغالقه ألن فتحه رمبا جر إىل ما ال حتمد عقباه ، عند تنفيذ حدود اهللا تعاىل .على ارمني

بأن حقوق اهللا مبنية على الدرء واملسـاحمة ، : واستدل من قال باجلواز أيضا -وهذا ليس بصحيح ، بل احلدود إذا ثبتت ، فإنه ال ينبغي أن تأخذ وىل األمر

عند التنفيذ ؛ ألن هذا عقاب ، والعقاب يف تنفيذه الرمحة ، رأفة ، وال رمحة كل الرمحة ، وليست الرمحة يف فتح األبواب للتحايل علي احلدود ، قال تعاىل

:يف حــــق الزنــــاة

☺

☺ هذا حال اجللد وهو أهون من القطـع ، وكـذلك )98(

الرجم وهو أشد وأنكى من القطع ، فكيف حبال القطع؟ فهذا يعين أن تنفيذ .احلدود هو الرمحة بعينها

كما أن إقامة احلدود معظمة يف اإلسالم ، وإذا ثبت احلد فال جيوز تـأخريه، -إسقاطها أو إضعافها ، وقد جعلها اهللا محايـة والينبغي التحايل على احلدود ب

للناس ، ودرعا حصينا للمجتمع اإلسالمي ، وقد حذر العلماء من تأخري احلد بعد ثبوته ، وبينوا أن إقامة احلدود من العبادات اليت ال ينبغـي التسـاهل يف تنفيذها يف مستحقيها ، وهلذا فإن العضو بعد أن يقطع باحلكم الشـرعي ،

املبادرة بالتنفيذ واجبة لألسباب اليت أوضحها الشيخ عبداهللا بن منيـع كانتالسابقة الذكر ، ومن محاية اتمع التشهري ذا القطع ، مما جنعل معه الرابطة . بني احلالني وثيقة الصلة ألن إعادة العضو املقطوع حدا فيه حتايل على احلكم

.) 2( آية رقم نورال سورة –) 98(

رق ثانية وثالثـة ورابعـة ، جيـد أن فاملتأمل للحكم بعد القطع ، أي عندما يس . اإلسالم شدد يف احلكم على السارق فكيف جنيز له أن يعيد ما قطع منه

ولو أجزنا اإلعادة مث عاد السارق للسرقة فكيف يكون احلكم، هل تقطع يـده مرة ثانية أو تقطع رجله أو ماذا ، وهذا دليل على أن املراد إبقاء السارق للمـرة

، وهذا كله )99(بال يد مدى الدهر ، فإن عاد أبقي بال يد ورجل وهكذا األوىل ، . مناف لإلعادة

وقد اتفق أهل العلم على قطع اليد اليمىن للسارق يف املـرة األوىل ، مث الرجـل اليسرى يف املرة الثانية ، كما يف كالم شيخ اإلسالم السابق ، وكما ذكر الشيخ

الصحابة رضى اهللا عنـهم قطـع الرجـل ثبت عن : (( بكر أبو زيـد فقـال اليسرى يف السرقة بعد اليد اليمىن ، وهذا حمل اتفاق بني أهل العلـم ، منـهم

)))100(األئـمة األربعة وغريهموالقطع يف السرقة أن تقطـع يـد (( : وابن عبدالرب يف كتاب الكايف قال -

ه اليسرى مث إن السارق اليمين، مث حتسم بالنار وتكوى ، مث إن سرق قطعت رجل سرق قطعت يده اليسرى مث إن سرق قطعت رجله اليمىن ، مث إن سرق ضـرب وحبس أبدا لينقطع عن الناس شره وقد قيل تقطع يداه واحدة بعد واحدة يسرى

)101())بعد ميىن مث رجاله بعد ذلك ، كذلك ، واألول هو املذهب املعمول به

ورد أن السارق تقطع يده اليمىن يف املرة األوىل ، فإن عاد تقطع رجله اليسرى ، فإن عاد -) 99(

، و املهذب إلبراهيم ) 439ص/12ج: (تقطع يده فإن عاد تقطع رجله انظر املغين ألبن قدامه وي الـجاوي ، حممد بن عمر بن على بن نو/ ، و ايـة الزين) 283ص/2ج: (الشريازي

) .150ص/6ج( حممد بن أدريس الشافعي ، / ، و األم ) 354ص() 400ص(بكر بن عبد اهللا أبو زيد ، / احلدود والتعزيرات عند ابن القيم ، دراسة مقارنة -) 100(

. كتاب الكايف يف فقه أهل املدينة ، أيب عمر يوسف بن عبداهللا بن عبدالرب النمري القرطيب - )101(

) .1085ص/ 2ج( ،

ا صدر عن جممع الفقه اإلسالمي جبـدة ، يف بني رأي هيئة كبار العلماء ، وم مقارنة : حكم إعادة العضو املقطوع يف حد إىل صاحبه

الصــادر ) 136(رقـم ملا كان قـرار هيئـة كبـار العلـمــاء : أوال يف حكم إعادة اليد املقطوعة حـدا إىل صـاحبها هـ 17/6/1406بتـاريخ

:والذي صدر باالمجاع قد نص على التايل جيوز إعادة اليد املقطوعة يف حد إىل صاحبها ، ألن املقصود من القطع أنه ال ((

.. وصلى اهللا على نبينا حممد وآله وصحبه وسلم ..الزجر والردع ال اإليالم فقط .)102 ())هيئة كبار العلماء

جاء نص قرار جممع الفقه اإلسالمي املنعقد يف دورة مؤمتره السادس جبدة، :ثانيا هـ ، يف حكم إعـادة العضـو املقطــوع إىل 1410ن شعبا23-17من

:كما يلي ) 60/9/6(صاحبـه رقـم إن جملس جممع الفقه اإلسالمي املنعقد يف دورة مؤمتره السادس جبدة ، باململكة ((

هـ ، بعد إطالعه على البحوث الواردة 1410شعبان 17/23العربية السعودية من )عضو استؤصل يف حد أو قصاصزراعة : ( إىل امع خبصوص موضوع

واستماعه للمناقشة اليت دارت حوله ، ومبراعاة مقاصد الشريعة من تطبيق احلد يف الزجر والردع والنكال ، وإبقاء للمراد من العقوبة لدوام أثرها للعربة والعظة وقطع دابر اجلرمية ، ونظرا إىل أن إعادة العضو املقطوع ، تتطلب الفورية يف عرف الطباحلديث ، فال يكون ذلك إال بتواطيء وإعداد طيب خاص ، ينبئ عن التهاون يف

: جدية إقامة احلد وفعاليته ، قرر

من هذا البحث ) 30(هـ ، انظر ص 17/6/1406صادر بتاريخ ) 136( القرار رقم -) 102(

).7(، وانظر مالحق البحث امللحق رقم

ال جيوز شرعا إعادة العضو املقطوع ، تنفيذا للحد ألن يف بقاء أثر احلد -1ومنعا للتهاون يف استيفائها ، وتفاديا ، حتقيقا كامال للعقوبة ، املقررة شرعا

. صادمة حكم الشرع يف الظاهر ملمبا أن القصاص قد شرع إلقامة العدل وإنصاف اين عليه ، وصون حق -2

احلياة للمجتمع ، وتوفري اآلمن واالستقرار ، فإنه ال جيوز إعادة عضو : استؤصل تنفيذا للقصاص ، إال يف احلاالت التالية

. دة العضو املقطوع أن يأذن اين عليه بعد تنفيذ القصاص بإعا– أ . أن يكون اين عليه قد متكن من إعادة العضو املقطوع منه –ب

يف حد أو قصاص بسبب خطأ يف احلكم لجيوز إعادة العضو الذي استؤص -3 .)103 (أو يف التنفيذ

بني القرارين وماصدر فيهما حول حكم إعادة العضو املقطـوع، وباملقارنة : يف حد إىل صاحبة يربز أمامنا

موافقة جممع الفقه اإلسالمي، هليئة كبار العلماء يف القول بعـدم .1 . جواز إعادة اليد املقطوعة يف حد إىل صاحبها إمجاال

، )عدم جواز إعادة اليد املقطوعـة ( أن قرار اهليئة جاء بلفظ اليد .2جيوز (بينما قرار جممع الفقه اإلسالمي جاء بلفظ العضو املقطوع ،

) . العضو املقطوع شرعا إعادةومبا أن قرار هيئة كبار العلماء نص على اليد ، وقرار جممع الفقـه .3

اإلسالمي جاء بلفظ العضو ، فإنه ال منا فاة بينهما ، ولئن كـان لفظ العضو أمشل ، فإن قرار هيئة كبار العلماء حيمل على أن مـا

انظر القرار الصادر ذا الشأن واملنشور يف جملة جممع الفقه اإلســـالمي - )103(

) .21( وانظر مالحق البحث ملحق رقم ) 2301ص/3ج/6عدد(

يف يصدق على اليد ، ينطبق على غريها من األعضاء ، املقطوعـة . حد ، من باب إيراد اجلزء للكل ، وال تنازع بينهما

ولذا فإن يف إصدار هذا القرار من اجلهتني قياما حبـق اتمـع ، .4وحماربة للجرمية يف البيئة اإلسالمية ، وهذا كله موافق للسياسـة اجلنائية القائمة، على احلد من انتشار اجلرمية ، وحماولة سن القوانني

رمني وحتول بينهم وبني الوقوع يف اجلرمية عند كـثري اليت تردع ا من األمم حيث تظهر مكانة اإلسالم ، وما فيه من حدود ، ومـا يربز وراء تطبيقها من حد قوي، يف منع انتشار اجلرمية ، كما أنـه حرمان للمجرمني من االستفادة من هذا التطور الطيب ، حـىت ال

. هم عيشهم يعبثوا بأمن الناس ويفسدوا علي

إعادة اليد املقطوعة قصاصا: املطلب الثاين شرع اهللا القصاص بني الناس يف النفوس واجلراح ، حتقيقا ملبدأ العدالة يف اتمع اإلسالمي، والتساوي بني أفراده يف احلقوق اليت حفظها اهللا هلم ، ومـن ذلـك

صـلى اهللا عليـه حرمة دمائهم وأمـواهلم وأعـراضهم وأبشـارهم ، قـال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم وأبشاركم علـيكم حـرام ، ( ...وسلم

، وقد )104()احلديث ..كحرمة يومكم هذا ، يف شهركم هذا ، يف بلدكم هذا شرع اهللا القصاص لتمكني املظلوم أو اين عليه من احلصـول علـى حقـه ،

ستجد يف علوم الطب ، مـن بالتساوي ، والعدل التام ، ولكن ما احلكم فيما ا إمكانية إعادة ما قطع من جسد اإلنسان طبيا ؟ ما احلكم لو أعاد اين عليه يده أو رجله ؟ هل يسمح للجاين باإلعادة ؟ وهل يسمح له لو مل يتمكن اين عليه

.من اإلعادة ؟ وهل للمجين عليه احلق يف منعه من ذلك ؟ ، كما سيكون -بإذن اهللا -ليها هذا املطلب هذه األسئلة وغريها مما سيجيب ع

يف املطلب ، ذكر لكالم الفقهاء األوائل يف ما حتدثوا عنه من مسائل اإلعـادة يف . القصاص ، فإىل هذه املسائل وأحكامها

حدثنا مسدد حدثنا حيىي حدثنا قرة بن خالد حدثنا بن سريين عن : رواه البخاري قال - )104(

عبد الرمحن بن أيب بكرة عن أيب بكرة وعن رجل آخر هو أفضل يف نفسي من عبد الرمحن بن حممد بن امساعيل البخاري ، حتقيق حممد / صحيح البخاري :احلديث أيب بكرة عن أيب بكرة

أمحد بن على بن / فتح الباري :، وانظر ) 2593ص/6ج) (6667(قم ديب مصطفى ، رحجر العسقالين ، حتقيق األصل لشيخ عبد العزيز بن باز ، وترقيم وترتيب حممد فؤاد عبد الباقي

. حيث وردت لفظة وأبشاركم يف هذه الرواية ) . 32ص /13ج / 7078رقم (، حـديث

: حكم إعادة اليد املقطوعة يف قصاص إىل صاحبها:عنوان املسألة هــ ، مـا 17/6/1406تاريخ و )105()136(مل تذكر اهليئة يف قرارها رقم

يتعلق بإعادة اليد املقطوعة يف قصاص إىل صاحبها ، وإمنا حتدث القـرار عـن اإلعادة يف احلد ، وهذا يدعونا للوقوف على حكم إعادة العضو املقطوع قصاصا

. ):زراعته (القول جبواز إعادة العضو املقطوع يف قصاص إىل مكانه

هلذه - حسب املصادر اليت إطلعت عليها – مل يتطرق أهل العلم األوائلاملسألة على أا زراعة ،كما هو اآلن ، وإمنا حتدثوا عن األذن تسقط ، فيلصقها صاحبها فتلتحم ، وكذلك األنف والعني، وكذلك السن عند

.إعادا، فتثبت أو عندما تنبت بدهلا يف مكاا ى جزء من آراء بعض ولعلنا بعد عرض املسألة وجوانبها ، أن نقف عل

:العلماء عند حديثهم عن األذن تسقط فيلصقها صاحبها ، أو السن

: رأي احلنفية : أوال .احلنفية مل يتكلموا عن احلكم قصاصا وإمنا عن األرش ، هل يسقط باإلعادة أو ال ؟

: فكان من كالمهم ة إذا نزع الرجل وروى احلسن بن زياد ، عن أيب حنيف ((: جاء يف البحر الرائق -

سن رجل ، فنبت نصفها فعليه نصف أرشها وال قصاص يف ذلك ، فإن نبتت بيضاء .تامة مث نزعها آخر ، ينتظر ا سنة فإن نبتت وإال اقتص منه ، وال شيء على األول

جيب عليه ، فإن نبتت صفراء فعليه حكومـة : قال أبو يوسف : وقال ابن أيب مالك .ينتظر ا سنة فإن مل تنبت اقتص منه: السن إذا نزعت عدل وقال ابن مساعة يف

هـ ، انظر مالحق البحث امللحق رقم 17/6/1406صادر بتاريخ ) 136( القرار رقم -) 105(

)7.(

ويف جامع الفتاوى يف االمالء يقتص من ساعته ، وإن نبتت صفراء ففيها حكومـة ينتظر ا الربد مث يقتص : وروى ابن مالك عن أيب حنيفة يف السن إذا نزعت . عدل

)106())من اجلاينفإن نبت مكاا أخرى ) يعين السن ( وإن سقطت (( : وجاء يف بدائع الصنائع -

إىل – رضي اهللا عنه -ينظر ، إن نبتت صحيحة ، فال شيء فيها يف قول أيب حنيفة وعلى هذا إذا قطع أذنه فخاطها فالتحمت ، أنه ال يسقط عنه األرش ؛ : أن قال

ألا ال تعود إىل ما كانت عليه ، فال يعود اجلمال هذا إذا نبتت مكاا أخرى حة ، فأما إذا نبتت معوجة ، ففيها حكومة العدل باإلمجاع، وإن نبتت متغرية ، صحي

بأن نبتت سوداء ، أو محراء ، أو خضراء ، أو صفراء ، فحكمها حكم ما لو كانت )107())قائمة فتغريت بالضربة

: رأي املالكية يف هذا : ثانياثبتت أو األذن ، فرأي كان كالم املالكية عن احلكم يف القود ، إذا عادت السن ف

أغلب املالكية أن ثبوت السن بعد إعادته ، وكذلك األذن ال يـؤثر يف ثبـوت .القود

ورمبا يكون الكالم هنا بعيدا عن املسألة إال أنه يستأنس به ، من جانب عودة ما أقتص ، وأن هذا اليؤثر على حصول القصاص ، فاين عليه لو أعـاد يـده أو

يف املطالبة بالقصاص ، ولكن هل له منع اين عليه من اإلعادة رجله ، فله احلق . وقد أعاد ؟ لعل هذا يتضح من خالل هذا املبحث

أرأيت األذنني إذا قطعهما ) : القول لسحنون ( قلت : (( جاء يف املدونة -1رجل عمدا ، فردمها صاحبهما فثبتت ، أو السن إذا أسقطها الرجـل عمـدا ،

) 346ص / 8ج ( زين بن إبراهيم بن حممد بن يكر ، / البحر الرائق شرح كرت الدقائق -)106(

. ) . 315ص/7ج( عالء الدين الكاساين ، / بدائع الصنائع -) 107(

ها فربئت وثبتت ، أيكون القود على قاطع األذن ، أو القالع السن ، فردها صاحب مسعتهم يسألون عنها مالكا ، فلم يرد عليهم فيهـا ) : وهو ابن القاسم ( قال (

يف السن القود ، وإن ثبتت وهـو : وقد بلغين عن مالك أنه قال ) : قال. (شيئا )) . )108(رأيي ، واألذن عندي مثله أن يقتص منه

وأما القود يف العمد فال خالف يف أنه يقاد : (( يف مواهب اجلليل وجاء -2 )) . )109(منه ولو عادت السن أو األذن

قال مالك يف املدونة من قطعت أذنه عمـدا ((:قال يف التاج واإلكليل -3 )) .)110(فردها فثبتت فله القود فيها والسن كذلك

: رأي الشافعية : ثالثا عن املسألة فكان أقرب من كالم املالكية ، حيث تكلموا عن أما كالم الشافعية

إعادة اين عليه للعضو ، سواء السن أو األذن ، وأن هذا ليس فيه شيء ، وال يلزم احلاكم منعه ، وليس للمجين عليه منع اجلاين من إعادته ، وعللوا ذلك بأن

: مهم أقرب للمسألة القود قد نفذ ، فال مينع من إعادة ما قطع منه ، فكان كالوإن مل يثبته اين عليه، أو أراد إثباته فلـم : (( – رمحه اهللا - قال الشافعي

يثبت، واقتص من اجلاين عليه، فأثبته فثبت، مل يكن على اجلاين أكثر من أن يبان منه مرة ، وإن سأل اين عليه الوايل أن يقطعه من اجلاين ثانية، مل يقطعه الـوايل

قود؛ ألنه قد أتى بالقود مرة ، إال أن يقطعه ألنه ألصق به ميتة ، وإن شق شيئا للمن هذا ، فألصقه بدمه مل أكره ذلك له، ويشق من الشاق ، وإن قدر علـى أن

) .327ص/6ج(مالك بن أنس ، / املدونة الكربى -) 108(ب مـواهب اجلليـل لشرح خمتصر خليـل ، حممد بن عبدالرمحن الـمغريب ، كتا: انظر -) 109(

) . 316ص/7ج() 264ص/6ج(حممد بن يوسف بن أيب القاسم العبدري املعروف باملواق ،/ التاج واإلكليل -) 110(

.

يلصقه، فإن لصق من الشاج، ومل يلصق من املشجوج، أو من : يأيت مبثله ويقول .)111())حد منهما على صاحبهاملشجوج، ومل يلصق من الشاج، فال تباعة لوا

وإن أبان أذنه فأخذه املقطوع، وألصقه فالتصق ، مل : (( وجاء يف املهذبيسقط القصاص ، ألن القصاص جيب باإلبانة، وما حصل من اإللصاق ال حكم

)) .)112(.له؛ ألنه جيب إزالتهوقد توسع الشافعية يف متكني رأيهم هذا تربيرا ملا أصلوه من رأي كما

وال جتوز الصالة معه، وإن قطع أذنه فاقتص منه، وأخذ (جاء يف املهذب أيضا اجلاين أذنه فألصقه فالتصق، مل يكن للمجين عليه أن يطالبه بقطعه؛ ألنه اقتص منه باإلبانة، وما فعله من اإللصاق ال حكم له، ألنه يستحق إزالته للصالة، وذلك إىل

ين عليه بعض أذن اجلاين، فألصقه اجلاين السلطان، وإن قطع أذنه، فقطع ا .فالتصق فللمجين عليه أن يعود فيقطعه، ألنه يستحق اإلبانة، ومل يوجد ذلك

وإن قلع سن رجل، فاقتص منه، مث نبت للجاين سن يف : إىل أن قال يف السن إن النابت هبة جمددة، مل يكن للمجين : مكان السن الذي اقتص منه ، فإن قلنا

.قلعه، ألنه استوىف ما كان لهعليه إن النابت هو املقلوع من جهة احلكم، فهل جيوز للمجين عليه قلعه : وإن قلنا

:فيه وجهانله أن يقلعه، ولو نبت ألف مرة، ألنه أعدمه السن، فاستحق أن أن:أحدمها

.يعدم سنه يكون هو له قلعه؛ ألنه جيوز أن يكون هبة جمددة، وجيوز أن ليس:والثاين

)) .)113(املقلوع، فلم جيز قلعه مع الشك

) .52ص/6ج: (حممد بن ادريس الشافعي / األم -) 111( ) .2/179ج: ( اسحاق إبراهيم بن على الشريازي أبو/ املهذب - )112( ) .180-2/179ج: (إبراهيم بن على الشريازي أبو اسحاق / املهذب - )113(

: رأي احلنابلة : رابعاورأي احلنابلة يف املسألة مل يكن واضحا ، ألن كالمهم كان عن اين عليه كما أم فرعوا يف املسألة ، بأن جعلوا األرش حمل القود حىت تسقط األذن فيعيد

متعذرة إذا أعاد اين عليه العضو األرش وميلك القود ، كما جعلو املماثلة فالتصق ، فالقصاص عندئذ ، وأما اإلمام أمحد فكان كالمه أعم حيث ميكن

: االستناد عليه يف املسألة : (( قال ابنه صاحل يف مسائل اإلمام أمحد : -رمحه اهللا- جاء عن اإلمام أمحد

ذاك أن فيه الروح، قطع عضو من اجلسد ؟ قال ال بأس أن يعيده مكانه ، و: قلت )).)114(مثل األذن تقطع فيعيدها بطراا

مسألة إذا قطع بعض أذنه فالتصق ، فله أرش اجلرح وال : (( وجاء يف املبدع قود فيه ، وإن شقها فألصقها صاحبها فالتصقت فكذلك ، وإن قطعها فأباا

. اإلبانة فألصقها صاحبها ، فالتصقت فله القود يف قول القاضي، ألنه وجب بال قود فيها ، ألا مل تبق على الدوام ، أشبه الشق ، وعلى هذا : وقال أبو بكر

له أرش اجلرح ، فإن سقطت بعد ذلك قريبا أو بعيدا ، رد اإلرش وملك القود أو )) .)115(الدية ، إن اختارها على القولني

اصويستشهد ذه األقوال يف حكم إعادة العضو املقطوع يف القص : ومن استعراض آراء العلماء السابقة يتبني لنا أن هذه املسألة يتفرع منها قسمان

.إذا كان اين عليه قد متكن من إعادة العضو املقطوع منه -1 .إذا مل يتمكن اين عليه من اإلعادة -2

مسائل اإلمام أمحد بن حنبل رواية ابنه أيب الفضل صاحل ، حتقيق ودراسة وتعليق فضل -) 114(

) . 74ص /3ج(الرمحن دين حممد ، ) 309ص/8ج(ح احلنبلي أبو اسحاق ، إبراهيـم بن حممد بن عبد اهللا بن مفل/ املبـدع –) 115(

.

: األقوال يف حكم إعادة العضو املقطوع قصاصا هذه املسألة ، مستدلني بأقوال العلماء ومما سبق فقد تعددت أقوال العلماء يف

فمنهم من أجاز اإلعادة بعد القصاص ومنهم من مل جيـز - السابقة الذكر - : ذلك ، ومنهم من اشترط موافقة اين عليه ، فكانت األقوال ثالثة وهي

:أجاز القائلون به إعادة العضو املقطوع قصاصا : القول األول وقال به أيضا الشيخ – كما سبق -لشافعية ، واحلنابلة وبه قال املالكية ، وا

فالراجح عندي مذهب الشافعية ومجاعـة :(( حممد العثماين فقال بعد كالم ، أن القصاص حيصل بإبانة العضو من احلنابلة، وهو مقتضى مذهب احلنفية

مرة واحدة، ولكل واحد من الفريقني احلرية يف إعادة عضوه بعملية طبية إذا شاء فلو فعل ذلك اجلاين ، ومل يفعله اين عليه ، فإن ذلك مبين على أن كل واحد يتصرف يف جسمه مبا يشاء ، وال يقال إن عمل اجلاين خمالف ملقتضى القصاص ، كما إذا أعاده اين عليه ، ومل يعده اجلاين ، فإن ذلك ال يؤثر يف

مه مبا يتيسر لـه ، وال أمر القصاص ، وكل واحد خيتار يف معاجلة ضرر جس )). )116(سبيل إىل إحداث املساواة بني الناس يف عالج أجسامهم

، والـذي يـرى -سـلمه اهللا –عبداهللا الركبان : كما قال به الشيخ -منع اين عليه من اإلعـادة ، أو مل مينعـه ، التفريق، بني ما إذا كان اجلاين

أن يفرق بني مـا إذا كـان أما بالنسبة للقصاص ، فينبغي (( : حيث يقول اجلاين منع اين عليه من إعادة اليد أو مل مينعه ، فإذا كان قد منعه من إعادة يده ، بأسلوب أو بآخر ، فال ميكن اجلاين من إعادة يده ، معاملة باملثل ، أما

هذه يدك ، فإن شئت فأعدها ، وكـان يف وضـع : إذا مل مينعه بأن قال له

) زراعة عضو استؤصل يف حد ( انظر جملة جممع الفقه اإلسالمي حبث بعنوان - )116(

) . وما بعدها 2187ص/3ج/6عدد(

، لكن اين عليه أىب ، فال أرى وجها ملنـع اجلـاين ، إذا يتمكن من إعادا .)117())قطعت يده ، من إعادا مرة أخرى

ويرى القائلون به املنع من إعادة العضو املقطوع قصاصا مطلقا : القول الثاين : وقد أيده كل من

يف خصوص : (( حيث يقول - سلمه اهللا - )118(الشيخ بكر أبو زيد -فإنه حياة لألمة ، وعدل يف مماثلة العقاب ، وشفاء للبدن املوتور بفوات القصاص

: عضو منه عدوانا ، ففي إعادة العضو قصاصا تفويت هلذه املعاين ، إىل أن قال : ويف حـق العقوبات قال تعال

☺

: قـال تعاىل ، ويف خصوص القصاص )119(

فإذا )120( )).)121(أعيد العضو املقطوع بقصاص ،مل تكن العقوبة مثلية على الدوام

ذه التعليقات أعود : (( حيث يقول و حممد عبد الرمحن آل الشيخ -3فأوكد رأيي أنه ال جتوز الرأفة باجلاين والعطف عليه بإعادة عضوه

.)122())اصاالذي قطع حدا أو قص

أثناء مناقشات الس ملوضوع ) 2272ص/3ج/6عدد( جملة جممع الفقه اإلسالمي ، -)117(

. إعادة اليد بعد قطعها ) .44ص .إعادة العضو يف احلد ( مه يف املسألة األوىل من البحث انظر كال- )118( .) 126(آيه رقم النحل سورة -) 119( .)45(آيه رقم املائدة سورة - )120( .يف مناقشات الس ) 2165ص/3ج/6عدد( جملة جممع الفقه اإلسالمي - )121(حملمد آل ) ة عضو استؤصل يف حد زراع( انظر جملة جممع الفقه اإلسالمي حبث بعنوان - )122(

) .2207ص / 3ج/6عدد: (الشيخ

إذن القول : (( .. والذي يقول و الشيخ خليل حميي الدين امليس -4باإلعادة وأا من حق اإلنسان أن يعيدها هي ، واهللا أعلم ، أن هذا العضو بعد إبانته متحض حقا هللا تعاىل وال ينبغي إعادته ، سواء يف حد

.) 123())أو يف قصاص الذي يترجح يف : (( قول حيث يوالشيخ حممد املختار الشنقيطي -5

نظري والعلم عند اهللا هو القول بعدم جواز إعادة العضو الذي أبني يف . ) 124())حد أو قصاص

ويرى القائلون به جواز إعادة العضو املقطوع : القول الثالث

:قصاصا إذا وافق اين عليه

: وممن قال هذا الرأي كل منأنه إذا أجاز اين عليـه للجـاين : (( قول إذ ي الشيخ عبد الكرمي الالحم -

إعادة العضو ، جاز ، ألنه له أن يعفو عن قطعه ، وإذا جاز له العفو عن األصل ، جاز له العفو عن التبع ، وإن منع ذلك مل جتز اإلعادة ، حتقيقا للعدالة ، وخوفـا

)) )125(من إثارة غريزة حب االنتقام –ففي احلالة األوىل : (( حيث يقول ني الضرير والدكتور الصديق حممد األم -

جيوز أن تعاد اليد ، ولو على الفور ، إذا أذن بذلك اين -إذا قطعت قصاصا عليه، ألن هذا كما قال بعض األخوة وحتدث عن هذه اجلزئية ، هذا حق لـه ،

. خالل مناقشات جملس امع ملوضوع إعادة اليد املقطوعة ) 2275ص: ( املرجع السابق - )123(حممد بن حممد املختار الشنقيطي / انظر أحكام اجلراحات الطبية واآلثار املترتبة عليها -) 124(

) . وما بعدها 421ص ) : (رسالة دكتوراه مطبوعة( . مناقشات الس ) 2285ص/3ج/6عدد( جملة جممع الفقه اإلسالمي - )125(

وهو يستطيع أن بعفو حىت عن القطع ، فمن باب أوىل لـه أن يـأذن بإعادـا (()126(. تبني لدينا أن إعادة أي عضو قطع : (( حيث يقول ووهبة مصطفى الزحيلي -

قصاصا ال جيوز شرعا ما مل يأذن اين عليه ويسقط حقه ، منعـا مـن إثـارة .)127())األحقاد والضغائن

ومن هذا العرض لألقوال الثالثة اليت توصل إليهـا العلمـاء قـدميا :الترجيحجح القول الثالث ، وهو وإن مل يكن قوال مستقال ، وإمنا هو يف وحديثا، فإنين ار

احلقيقة راجع للقول األول ، وهو عدم اجلواز ، ألن القصاص حق للمجين عليه ، فإن تنازل عن بعض حقه جاز ، ومنه لو رضي يإعادة العضو املقطوع ، ولعـل

واين عليـه ترجيح هذا القول راجع ألن اجلروح قصاص أي مقاصة بني اجلاين له العفو فلو مل يطالب اين عليه حبقه فال شيء على اجلاين ، حيث أن اين عليه

.عن اجلاين ، العفو عن الكل ، فمن باب أوىل فله أن يسمح له بإعادة العضو ويبقى ما إذا متكن اين عليه من اإلعادة ، ومل يسمح للجاين باإلعـادة ، -

نه ال ميكن من منع اجلـاين مـن اإلعـادة الشـتراط والظاهر واهللا أعلم أ فبما أنه متكن من اإلعادة ، فيسقط حقه يف منـع اجلـاين مـن )128(املماثلة

اإلعادة ، وهذا فيه مجع بني األدلة وحتقيق ملبدأ املماثلة ، وكـذلك حتقيـق . العدالة والتساوي

للمجـين عليـه يف وأما إذا منع اجلاين اين عليه من اإلعادة ، فيبقى احلـق . -كما سبق -السماح للجاين باإلعادة أو منعه من اإلعادة

) .2293صفحة ( املرجع السابق - )126( .مناقشات الس ) 2271ص/3ج/6عدد( جملة جممع الفقه اإلسالمي -)127(مود إبراهيم، حممد حممد حممد بن حممد بن حممد الغزايل ، حتقيق أمحد حم/ انظر الوسيط -)128(

) .292ص/6ج(تامر،

بني رأي اهليئة ، وما صدر عن جممع الفقه اإلسالمي جبدة ، يف حكم مقارنة - :إعادة العضو املقطوع قصاصا إىل صاحبه

على العضو املستأصل حـدا - - اقتصر قرار اهليئة الذي أصدرته :اهليئة -قرر الس باالمجاع أنه ال جيوز إعادة اليد املقطوعة يف حـد إىل :(فيه ومماجاء

) 129(مر معنا القرار ) صاحبها ، ألن املقصود من القطع الزجر والردع ال اإليالم

. أما جممع الفقه اإلسالمي جبدة ، فكان قراره بشأن إعادة العضو املقطوع -

جملس جممع الفقه اإلسالمي املنعقـد إن ( : حدا ، أو قصاصا ، حسب النص التايل شعبــان 17/23يف دورة مؤمتره السادس جبدة باململكة العربية السعوديـة مـن

زراعة : ( هـ بعد إطالعه على البحوث الواردة إىل امع خبصوص موضوع 1410واستماعه للمناقشة اليت دارت حوله ، ومبراعـاة ) عضو استؤصل يف حد أو قصاص

من تطبيق احلد يف الزجر والردع والنكال، وإبقاء للمراد من العقوبة مقاصد الشريعة لدوام أثرها للعربة والعظة وقطع دابر اجلرمية ، ونظرا إىل أن إعادة العضو املقطـوع تتطلب الفورية يف عرف الطب احلديث ، فال يكون ذلك إال بتواطيء وإعداد طـيب

: وفعاليته ، قرر خاص ينبين عن التهاون يف جدية إقامة احلد ال جيوز شرعا إعادة العضو املقطوع تنفيذا للحد ألن يف بقاء أثر احلد حتقيقا -1

ومنعا للتهاون يف استيفائها ، وتفاديا ملصادمة ، كامال للعقوبة ، املقررة شرعا . حكم الشرع يف الظاهر

حق مبا أن القصاص قد شرع إلقامة العدل وإنصاف اين عليه ، وصون -2احلياة للمجتمع ، وتوفري األمن واإلستقرار ، فإنه ال جيوز إعادة عضو استؤصل

: تنفيذا للقصاص ، إال يف احلاالت التالية

من هذا البحث ، ) 30(هـ ، انظر ص17/6/1406صادر بتاريخ ) 136( القرار رقم -) 129(

).7(و انظر مالحق البحث امللحق رقم

. أن يأذن اين عليه بعد تنفيذ القصاص بإعادة العضو املقطوع –أ . أن يكون اين عليه قد متكن من إعادة العضو املقطوع منه –ب

يف حد أو قصاص بسبب خطأ يف احلكم لة العضو الذي استؤصجيوز إعاد -3 ) . )130(أو يف التنفيذ

: وتربز املقارنة بينها يف . اهليئة أقتصر قرارها الذي أصدرته ، على العضو املستأصل حدا -1فكان قراره بشأن إعادة العضو املقطوع : أما جممع الفقه اإلسالمي جبدة -2

. علق بالعضو املستأصل قصاصا حدا أو قصاصا ، يعين ما يتفكان قرار جممع الفقه اإلسالمي أعم ، فهما متفقان يف منع إعادة العضو

.املقطوع حدا ، وامع حتدث يف قراره عن العضو املقطوع قصاصا

انظر القرار الصادر ذا الشأن واملنشور يف جملة جممع الفقه اإلسـالمـي - )130(

) .21(ق البحث ملحق رقم ، وانظر مالح) 2301ص/3ج/6عدد(

حكم استخدام املخدر عند القصاص فيما دون : املبحث الثاين .النفس

ني مما جاءت به الشريعة الغراء ، وهو رمحة تنفيذ األحكام يف اجلناة وارم باجلاين، ومحايـة للنـاس علـى السـواء

⌧ )131( .

وقد راعت الشريعة حقوق اجلناة ، عند تطبيق أحكام اهللا فيهم ، ومـن عذيبهم ، أو التمثيل بأجسادهم، واالقتصار على ما أقرته ذلك الرفق م ، وعدم ت

الشريعة ، من صلب احملاربني واملفسدين يف األرض ، وتعليق يد السارق يف عنقه، .لرياها الناس فريتدعوا

وإن تطور الطب، وما نتج عنه من اكتشاف بعض األدوية، اليت هلا األثر و مس اجلسد طبيا، أو عقابيا، قد أحـدث البالغ يف ختفيف اآلالم، عند اجلرح، أ

دورا ميكن أن يفاد منه يف ختفيف اآلالم اليت يتعرض هلا اجلناة عند تنفيذ األحكام .فيهم

فهل جتيز الشريعة املطهرة استخدام املواد املخدرة ، واألدوية اليت ختفف على . منه ؟ اجلاين أمل الشعور ، بتنفيذ احلكم الشرعي فيه عند االقتصاص

يف جلستها -املوقرة–هذه املسألة من املسائل اليت درستها اهليئة استخدام املخدر عند (هـ بعنوان 27/10/1419بالرياض بتاريخ

، وقد ناقش األعضاء هذا املوضوع وصدر عنهم القرار رقم ) القصاص)191 . (

.) 179: (آية رقم البقرة سورة – )131(

) .191 (:الرقم على رسول اهللا وعلى آله وصـحبه احلمد هللا ، والصالة والسالم :نص القرار

: ومن أهتدى داه وبعد فإن جملس هيئة كبار العلماء يف دورته اخلمسني املنعقدة يف مدينة الرياض ، ابتداء

هـ ، اطلع على كتاب صاحب السمو امللكي نائب 20/10/1419من تاريخ هـ ، حول حكم 28/2/1419وتاريخ ) م/4/35(رئيس جملس الوزراء رقم

تعمال البنج يف تنفيذ القصاص فيما دون النفس لضمان عدم التجاوز ، وقـد اسنبعث لسماحتكم نسخة من برقية مسو وزير الداخلية رقـم : (( جاء فيه مانصه

هـ ، ومشفوعاا بشأن مسألة 28/8/1418-27وتاريخ ) 16/59861(ية العليــا تنفيذ القصاص فيما دون النفس ، اليت صدر فيها قرار اهليئة القضـائ

هـ ، املتضمن أن اهليئة القضائية الترى أن يتم 14/3/1393يف ) 82(رقـم ، ولو كان موضعيا ألنه ال حيصل باسـتيفاء ) البنج ( القصاص حتت تأثري خمدر

التشفي للمجين عليه من اجلاين ، فتفوت حكمـة ) البنج ( القصاص مع املخدر ، باآلالم اليت أحس ا اين عليه عند القصاص لفوات احساس اجلاين املقتص منه

هـ ، املبين 1/11/1415يف ) 16485(وقوع اجلناية ، كما صدر األمر رقم يف ) 455/3(على قـرار جملس القضاء األعـلى يئـتـه الدائـمة رقــم

هـ ، بأنه ينبغي انفاذ القصاص بواسطة خمتص ، يؤمن جانبـه 12/10/1415ما انفاذ احلدود كقطع اليد والرجل ، فقد سبق أن من احليف من أهل الطب ، أ

يف ) 45/5/20(صدر قـرار جملس القضاء األعـلى يئتـه الدائـمة رقـم

هـ ، املتضمن أنه مل يظهر للمجلس ما مينع من استعمال البنج عند 7/6/1406، ) احلق العـام (قطع اليد أو الرجل يف احلدود ، وهذا ما خيص القطع باحلدود

مسو أمري منطقة الرياض أشار إىل أن الوضع يتطلب استصدار فتوى ، بإجازة وأن استعمال البنج بالقطع بالقصاص ، أسوة باحلدود لضمان عدم التجاوز ، وانفاذا

هـ املشار إليه من إجراء القطع مـن 1/11/1415يف ) 16485(لألمر رقم البنج ، ويرى مسو وزير قبل أهل الطب ، وهم ال ينفذون العمليات إال حتت تأثري

إحالة األمر لس هيئـة كبـار –الداخلية تأييدا ملا رآه مسو أمري منطقة الرياض العلماء الصدار فتوى بذلك ، ونرغب إليكم أن يدرس جملس هيئة كبار العلماء

إهـ)) .املوضوع ، ويصدر فتوى بشأنه ، فأكملوا ما يلزم مبوجبهعد يف ذلك ، وبعد الدراسة واملناقشة وتـداول وقد اطلع الس على البحث امل

، عند القصـاص ) البنج ( الرأي ، قرر الس باألكثرية جواز استعمال املخدر وباهللا التوفيـق ، ) .اين عليه (فيما دون النفس ، إذا وافق صاحب احلق وهو

. )132 (.))وصلى اهللا وسلم على نبينا حممد وآله وصحبه اءهيئة كبار العلم

) .املخدر ،القصاص فيما دون النفس ( :مصطلحات املسألة مأخوذ من التخدير وهو الفتور والكسل ، وهو إمالل يغشى األعضاء ، :املخدر

وخدر العني فتورها ، واخلدر من الشراب والـدواء فتـور يعتـري الشـارب .)133(وضعف

: القصاص فيما دون النفس

هـ يف الدورة اخلمسني للهيئة املنعقدة 27/10/1419صادر بتاريخ ) 191( القرار رقم -) 132(

انظر مالحق البحث ملحق -رمحه اهللا–يف الرياض ، رئيس اجللسة الشيخ عبد العزيز بن باز ) .13( رقـم

) .232ص/4ج: (حملمد بن مكرم بن منظور / لسان العرب -) 133(

و القص )134(مأخوذ من القص وهو القطع بكسر القاف وهو :لغة : القصاص )135(هو تتبع األثر

☺ والقصاص تتبع الـدم بالقـود )136(

⌧ )137( ، )138(

.)139( هو أن يفعل بالفاعل مثل ما فعل:والقصاص شرعا تتبع : ملا كان التعريف لغويا وشرعيا للقصاص هو :القصاص فيما دون النفس

الدم بالقود ليفعل باجلاين مثل ما فعل باين عليه ، فإن القصاص إما يتعلق : بالنفس ، أو فيما دون النفس كما يف آية املائدة قال تعاىل

)140 ( . : لنفس نوعان والقصاص فيما دون ا

. يف الطرف :األول .اجلروح : والثاين

: وذا التقسيم أخذ العلماء -

حيي بن شرف بن مري النووي أبو زكريا ، حتقيق عبد الغين الدقر ، / حترير ألفاظ التنوير -) 134(

حممد بن أمحد بن األزهر األزهري اهلروي أبو منصور ، حتقيق / وانظر الزاهر ) . 293ص( ) . 365ص(حممد بن جرب األلفي ،

) . 405ص : (الراغب األصفهاين / ات يف غريب القرآن املفرد- )135( .) 64( آيه رقم الكهف سورة - )136( .) 179(آية رقم البقرة سورة - )137( .) 45(آيه رقم املائدة سورة - )138(، وانظر أنيس الفقهاء ) 176ص: (الشريف على بن حممد اجلرجاين / كتاب التعريفات -) 139(

) .292( ص : لقاسـم القونـوي / ملتداولة بني الفقهاء يف تعريفات األلفاظ ا .) 45(آيه رقم املائدة سورة - )140(

نوعان - أي القصاص فيما دون النفس -وهو (( : جاء يف زاد املستقنع -أحدمها يف الطرف ، فتؤخذ العني بالعني ، واألنف باألنف ،واألذن باألذن،

الشفة ، العليا بالعليا ، والسفلى والسن بالسن، واجلفن باجلفن ، والشفة ببالسفلى ، واليد باليد، اليمىن باليمىن ، واليسرى باليسرى ، والرجل بالرجل كذلك ، واإلصبع بإصبع متاثلها يف موضعها ، والكف بالكف املماثلة ، واملرفق مبثله ، والذكر واخلصية واإللية والشفر بضم الشني ، وهو أحد اللحمني احمليطني

: إىل أن قال.... حم ، كإحاطة الشفتني على الفم، كل واحد من ذلك مبثله بالرالنوع الثاين من نوعي القصاص فيما دون النفس ، اجلراح فيقتص يف كل جرح ، ينتهي إىل عظم، إلمكان استيفاء القصاص ، بال حيف وال زيادة ، وذلك

و جرح الفخذ، كاملوضحة يف الرأس والوجه ، وجرح العضد ، و جرح الساق ، و جرح القدم ، لقوله تعاىل

)141( (()142( .

) 45(آيه رقم املائدة سورة - )141() بدون (، السنة ) بدون (لشرف الدين أبو النجا ، الطبعة / زاد املستقنع يف اختصار املقنع -) 142(

مجع /الروض املربع على شرح زاد املستقنع ، وانظر حاشية ) 133ص (دار البخاري بريدة ، ، و ذا القول جاء يف املقنع ، ) وما بعدها 213ص/7ج(عبد الرمحن بن حممد بن قاسم ،

ملوفق الدين عبداهللا بن أمحد بن قدامه املقدسي ، والشرح الكبري ، لشمس الدين عبد الرمحن بن عالء الدين علي / فة الراجح من اخلالف حممد بن أمحـد بن قدامه املقدسي ، واالنصاف يف معر

منصور بن يونس بن ادريس / و كشاف القناع ) 232ص/25ج: (بن سليمان املــرداوي ) .547ص/5ج: ( البهويت

هل جيوز استعمال املخدر عند تنفيذ القصاص فيمـا : عنوان املسألة دون النفس ؟

قبل احلديث عن استعمال املخدر عند تنفيذ القصاص فيما دون النفس حيسن بنا . ، فيما دون النفس الوقوف عند شيء من أحكام القصاص

:تنفيذ القصاص فيما دون النفس شروطه وأدواته : التأصيل )143(جيب القصاص فيما دون النفس باإلمجاع

⌧

،ويف احلديث عن أنس رضي اهللا عنه أن الربيع ، )144(

وهي ابنة النضر ،كسرت ثنية جارية ، فطلبوا األرش ، وطلبوا العفو، فأبوا فأتوا النيب صلى اهللا عليه وسلم فأمرهم بالقصاص ، فقال أنس بن النضر أتكسر ثنية

يا أنس : ( والذي بعثك باحلق ال تكسر ثنيتها ، فقال الربيع يا رسول اهللا ، ال: ( فرضي القوم ، وعفوا فقال النيب صلى اهللا عليه وسلم) كتاب اهللا القصاص

زاد الفزاري عن محيد عن )145 ()إن من عباد اهللا من لو أقسم على اهللا ألبره . أنس فرضي القوم وقبلوا األرش

، واألم ، حممد ) 18ص/4ج: ( عبداهللا بن قدامه املقدسي / انظر الكايف يف فقه ابن حنبل -) 143(

لشمس الدين / رح الزركشي على خمتصر اخلرقي ، و ش) 50ص/6ج: (بن ادريس الشافعي ) .ومابعدها 92ص/6ج(حممد بن عبداهللا الزركشي ، حتقيق عبداهللا بن عبدالرمحن اجلربين ،

.) 45(آيه رقم املائدة سورة - ) 144( ). 961ص/2ج: (حممد بن امساعيل أبو عبد اهللا البخاري / صحيح البخاري - )145(

، وذكـر )146(د به فيما دوا ومن ال فـال و كل من أقيد بغريه يف النفس ، أقي :الفقهاء للقصاص فيما دون النفس شروطا أربعة

.العمد والعدوان فال قصاص يف غريه : األول .إمكان االستيفاء بال حيف : الثاين

املساواة يف االسم : الثالث .)147(مراعاة الصحة والكمال: الرابع

.وهو أن تنتهي إىل عظم: ويزاد شرط خامس للقصاص يف اجلروح

: ثالثة شروط وهي : و للقصاص يف الطرف اشترطوا .أن يكون القطع من مفصل : األول

. الثاين ، املماثلة يف املوضع . )148(استواؤمها يف الصحة والكمال: الثالث

موفق / وانظر املقنع ) . 306ص/8ج: (بن حممد بن عبد اهللا بن مفلح إبراهيم / املبدع -) 146(

الدين عبداهللا بن أمحد بن قدامه املقدسي ، والشرح الكبري ، لشمس الدين عبد الرمحن بن حممد بن أمحد بن قدامه املقدسي ، واالنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف ، لعالء الدين علي بن

، و كشاف القناع ، ملنصور بن يونس بن ) 229ص/25ج : (سليمان بن أمحد املـرداوي ) .547ص/5ج: ( ادريس البـهويت

عبداهللا بن عبد العزيز بن عقيل ، حتقيق نظر حممد / انظر منار السبيل يف شرح الدليل -) 147(: ، وانظر دليل الطالب ملرعي بن يوسف احلنبلي ) وما بعدها 948ص/3ج(الفاريايب ،

) .دها وما بع294ص(موفق الدين عبداهللا بن أمحد بن قدامه املقدسي ، والشرح الكبري، لشمس / وانظر املقنع -) 148(

الدين عبد الرمحن بن حممد بن أمحد بن قدامه املقدسي ، واالنصاف يف معرفة الراجح من ) .245ص/25ج: (اخلالف ، لعالء الدين علي بن سليمان بن أمحد املرداوي

تكلم العلماء عن املماثلة يف تنفيذ القصاص يف النفس وفيما دوا، وعن آلة ، ويف كيفية القصاص تفصيال ، وسنورد بعض أقواهلم الذي به يتضح القصاص

: املماثلة يف القصاص إذا قتل بالسيف، مل يقتص منه، إال بالسيف، لقوله : (( قال الشريازي-

☺ :تعاىل

☺ السيف أرجى اآلالت، فإذا قتل به، وألن )149(

واقتص بغريه، أخذ فوق حقه؛ ألن حقه يف القتل، وقد قتل وعذب، فإن أحرقه، أو غرقه، أو رماه حبجر، أو رماه من شاهق، أو ضربه خبشب، أو حبسه، ومنعه

:تعاىلالطعام والشراب، فمات؛ فللويل أن يقتص بذلك؛ لقوله

☺ )150(.

من حرق، :(وملا روى الرباء رضي اهللا عنه أن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال؛ وألن القصاص موضوع على املماثلة، واملماثلة )151()ومن غرق غرقناه حرقناه

ممكنة ذه األسباب، فجاز أن يستوىف ا القصاص، وله أن يقتص منه بالسيف، وجب له القتل والتعذيب، فإذا عدل إىل السيف، فقد ترك بعض حقه، ألنه قد .)152())فجاز

.) 194(آيه رقم بقرة ال سورة - )149( .) 126(آيه رقم النحل سورة - )150(أمحد بن احلسني بن علي البيهقي ، حتقيق حممد عبد القادر عطا / سنن البيهقي الكربى - )151(

) .43ص/8ج(، ) .186ص /2ج(إبراهيم الشريازي ، / املهذب - )152(

هذا بالنسبة للقصاص يف النفس أما القصاص فيما دون النفس فكان - . كالم عند حديثهم عن آلة االستيفاء ، وشرط املماثلة-رمحهم اهللا–للعلماء

العلماء أن تكون أما آلة االستيفاء يف القصاص فيما دون النفس ، فاشترطمستدلني حبديث . بآلة حادة ، ويؤمن معها احليف ، كالسكني والسيف

ثنتان حفظتهما عن رسول اهللا صلى اهللا : شداد بن أوس رضي اهللا عنه قالإن اهللا كتب اإلحسان على كل شئ ، فإذا قتلتم : ( قال . عليه وسلم

ليحد أحدكم شفرته، ولريح فأحسنوا القتلة ، وإذا ذحبتم فأحسنوا الذحبة ، و .) 153()ذبيحته

وال جيوز استيفاء القصاص يف النفس بسكني، ألن :((قال يف الكشاف - ، وال جيوز استيفاء القصاص يف طرف إال ا ، أي بسكني )154(السيف أوحىوال يستوىف القصاص فيما دون النفس بالسيف، ..إىل قوله ... )155(لئال حتيف

ستوىف بآلة خيشى منها الزيادة ، ألا عدوان ، وسواء كان فوق التعدي ، وال يإن اهللا : (اجلرح ا ، أي باآللة اليت خيشى منها الزيادة ، أو بغريها ، حلديث

، فإن كان اجلرح موضحة ، أو ما أشبهها )156()كتب اإلحسان على كل شيء الزيادة وال فإنه يستوىف باملوسى ، أو حديدة ماضية معدة لذلك ، ال خيشى منها

يستوىف ذلك، إال من له علم بذلك ،كاجلرائحي ومن أشبهه ممن له خربة بذلك ، فإن مل يكن للويل علم بذلك أمره باالستتابة ؛ ألنه أحد نوعي القصاص

حيح وترقيم حممد فؤاد عبد مسلم بن احلجاج القشريي ، حتقيق وتص/ صحيح مسلم - )153(

رقم ( الباقي، كتاب الصيد والذبائح ، باب األمر بإحسان الذبح والقتل ، وحتديد الشفرة ، ) .1548ص/3ج/1955احلديث

) . 297ص/1ج(أسرع أنظر خمتار الصحاح : أوحى -) 154( ) .5/539ج: (منصور بن يونس بن ادريس البهويت / كشاف القناع -) 155( ) .1(حلديث سبق خترجيه يف نفس الصفحة حتت رقم ا-) 156(

كالنفس، وال يقتص ذلك ، أي جرح ينتهي إىل عظم من الشجاج ، واجلرح املوضحة كاهلامشة واملنقلة كما دون املوضحة ،كالباضعة أو أعظم منها ، أي

واملأمومة، وأم الدماغ، ألنه ليس له حد ينتهي إليه، وال ميكن االستيفاء . )157())حيف

عن استعمال املخدر عند - فيما وقفت عليه - ومل يتكلم العلماء - .)158(تنفيذ القصاص

ومبا أن من حقوق اين عليه التشفي من اجلاين ، ولذلك ميكن من تنفيذ-القصاص عند اكتمال الشروط ، وقدرته على التنفيذ ،وذلك ليحصل التشفي، ومن التشفي أيضا أن يذوق اجلاين نفس األمل ، الذي أنزله باين

. عليه هلما ) استيفاؤه(أي الصغري وانون ) وليس ألبيهما (( (: قال يف الكشاف - حيصل ذلك باستيفاء ، ألن القصد التشفي وترك الغيظ، وال) كوصي وحاكم(

.)159(األب ، أو غريه خبالف الدية، فإن الغرض حيصل باستيفائه: حلديث) ماضية(اليت يستويف ا القصاص ) وجيب أن تكون اآللة:(وقال أيضا

أي آلة االستيفاء ألن ) وعلى اإلمام تفقدها( ، )160(»إذا قتلتم فأحسنوا القتلة«كالة أو مسمومة منعه من : (اآللة ) ن كانتفإ. (منها ما ال جيوز االستيفاء به

، ولئال يعذب املقتول، وألن » إذا قتلتم فأحسنوا القتلة«: حلديث) االستيفاء ا

) .558ص/5ج ( املرجع السابق - )157( وقد أطلعت على حبوث كثرية عرضت على اامع الفقهية ، ومؤلفات كثرية ومل أجد -) 158(

. من تطرق للمسألة من الباحثني ، حتقيق هالل كشاف القناع عن منت اإلقناع ، منصور بن يونس بن إدريس البهويت- )159(

)4/456ج(مصيلحي ، ومصطفى هالل ) . 78ص ( سبق خترجيه -) 160(

أي ) واستوىف ا(الويل ) فإن عجل. (املسمومة تفسد البدن ورمبا منعت غسلهأو نائبه يف ينظر اإلمام ) و. (لفعله ما ال جيوز) عزر(باآللة الكالة أو املسمومة

إن كان الويل حيسن االستيفاء ، ويقدر عليه بالقوة واملعرفة ، مكنه منه (الويل، :لقوله تعاىل). اإلمام ، وخريه بني املباشرة والتوكيل

أتاه رجل : ، وألنه عليه الصالة والسالم )161(م » اذهب فاقتله«: إن هذا قتل أخي ، فاعترف بقتله فقال النيب : آخر فقاليقود

أمره ( أي وإن مل حيسن الويل االستيفاء ، أو مل يقدر عليه، ) إال. (رواه مسلمألنه عاجز عن استيفائه ، فيوكل فيه من حيسنه، ألنه قائم ) بالتوكيل

)) . )162(مقامهأنا أقتص : الم املصنف أنه لو قال اجلاين قد يفهم ك:(( وقال يف مغين احملتاج -

من نفسي ، وال أؤدي األجرة ال جياب، وهو األصح لفقد التشفي، فإن أجيب وفعل أجزأ يف أصح الوجهني كما قاله األذرعي حلصول الزهوق وإزالة الطرف ، خبالف اجللد فإنه ال جيزئ ، ألنه قد ال يؤمل نفسه ، ويوهم اإليالم، فال يتحقق

: ل املقصود، ولو أذن اإلمام للسارق يف قطع يده ، جاز وإن قال الدمرييحصوالصحيح أنه ال ميكن من قطع يد نفسه ، فقد نسب للسهو، وجيزئ عن احلد وإن خالف الرافعي يف الباب الثاين من أبواب الوكالة، ألن الغرض منه التنكيل، وهو

)) . )163(لك وال جيزئ حيصل بذلك خبالف الزاين، والقاذف ال جيوز فيه ذ

.)33(آيه رقم إسراءال سورة - )161(

كشاف القناع عن منت اإلقناع ، منصور بن يونس بن إدريس البهويت ، حتقيق هالل -) 162( ) . 4/465ج(مصيلحي ، ومصطفى هالل ،

) . 38ص/4ج( الشربيين ، مغين احملتاج ، حملمد اخلطيب- )163(

: املناقشة واخلالصة مما سبق يتبني أن التشفي مقصود يف القصاص ، وهو من حق اـين -1

عليه أو وليه ، ولذا كان تنفيذ القصاص والعفو عنه ، كل هذا حق له .وخمول له يف الشريعة ، فمىت عفا ، أو طلب الدية ، كان له ذلك

و ، عن حقه يف اإليالم ، كأن يسمح وعليه فإن له من باب أوىل العف -2 . ، عند القصاص من اجلاين يف اجلراح أو الطرف )بنج(باستخدام خمدر

كما أن األصل هو اإلباحة ، ما مل يأت املانع أو احملرم ؛ -3فلذلك تبقى هذه املسألة على اإلباحة ، فإذا تنازل صاحب احلق وهو

. ر األمر إىل اإلباحة اين عليه ، عن حقه يف املماثلة والتشفي صا

مل يصدر من امع الفقهي يف مكة املكرمة ، و ال عن امع الفقهي :املقارنة يف جدة ، أي قرار بشأن استخدام املخدر عند تنفيذ القصاص فيما دون النفس ، وإمنا جاءت آراء بعض العلماء يف امع الفقهي جبدة ، أثناء املناقشات وقيدوها

. بشروط أماهيئة كبار العلماء فإن يف إصدارها هلذا القرار رمحة باجلاين ، الذي -

ثبتت عليه اجلرمية، ودليال على أن العلماء يف هذا البلد املبارك ، ال يغفلون مصلحة اجلاين وحفظ حقوقه ، حىت بعد ثبوت اجلرمية ، بل حىت عند

. تنفيذ العقوبة

الفصل الثانيت اجلنائية املتعلقة بنقل األعضاء أو التربع ا القرارا

:ويشتمل على مبحثني حكم نقل األعضاء من مسلم أو ذمي :املبحث األول

.إىل نفسه .حكم التربع بعضو أو جزئه ملسلم : املبحث الثاين

بعد أن انتهى احلديث يف الفصل األول ، عن القـرارات اجلنائيـة :متهيـد يذ احلدود والقصاص ، ينتقل البحث إىل الوقوف على قـرارات ، املتعلقة بتنف

يف موضوعات هلا جانب جنائي ، وذلـك لتعلقهـا – املوقرة –أصدرا اهليئة باالعتداء على جسد اآلدمي ، أو جزء منه ، كنقل األعضاء مـن املسـلم أو

لكا له ، الذمي إىل نفسه ، أو التربع ا لغريه ، ومبا أن جسم اإلنسان ، ليس م ، ولذلك - جل وعال – وأمانة استودعه اهللا إياها –تعاىل –وإمنا هو هبة من اهللا .ال جيوز التعدي عليه

فالتعدي على هذا اجلسم ، مبا يعود عليه بالضرر ، صورة من صور اجلناية ، وال شك أن نقل عضو ، أو جزئه من جسم ، فيه تدخل يف ذلك اجلسم ، وتعد

من اخلطورة ، ما ال خيفى على ذوي األلباب ، كما أن فيـه مـن عليه ، وفيه املصاحل الشيء الكثري ، من إنقاذ حلياة مريض ، أو إعمال جلزء مهم يف جسمه قد تعطل ، ولذا حيسن الوقوف على مثل هذه النوازل ، وتبيني حكم الشـرع

در من فيها ، والوقوف على أقوال العلماء فيها ، ومن ذلك الوقوف على ما ص ، من قرارات حول هذا املوضوع ومنه الوقوف على القرار - املوقرة –اهليئة هـ بشأن حكم نقل عضو من إنسان 6/11/1402الصادر بتاريخ ) 99(رقم

.فإىل مباحث هذا الفصل. إىل آخر ودراسته

: نقل األعضاء والتربع ا وفيه مبحثان صيب اإلنسان من األدواء ، ورد األمر التداوي وطلب الشفاء مما قد ي :متهيد

به من الرسول صلى اهللا عليه وسلم ، على خالف بني أهل العلم ، هل األمر واألرجح عندي أنه للجواز كما ظهر من حال –للندب أو هو للجواز

، ويدل على ذلك حديث أسامة بن شريك -الصحابة رضي اهللا عنهم أمجعني نعم يا : ( يا رسول اهللا أال نتداوى قال : عراب قالت األ: قال-رضي اهللا عنه–

) عباد اهللا تداووا فإن اهللا مل يضع داء إال وضع له شفاء أو قال دواء إال داء واحدا، فمشروعية التداوي ، أمر ظاهر )164()اهلرم : ( يا رسول اهللا وما هو قال: قالوا

احلديث النهي عن للعيان ، ولكن بشرط أال يكون التداوي حبرام ، فقد ورد يف إن ( قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : قال ءالتداوي باحلرام فعن أيب الدردا

.)165()اهللا أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا وال تداووا حبرام وليس اال هنا للكالم عن التداوي ، وأحكامه ، ولكن مثة حاالت مستجدة ،

بسبب –يب ، املستمد من البحث واملتابعة ، فيحتاج الناس تظهر مع التطور الط إىل إظهار أحكام الشريعة ، يف هذه املسائل ، ومن ذلك التداوي بنقل -ذلك

األعضاء ، من اإلنسان إىل نفسه ، ومنه إىل غريه ، ولعل مطالب هذا الفصل أن والتربع جتيب على بعض هذه التساؤالت واألحكام اليت ختص النقل الذايت ،

.باألعضاء وغريها

رقم / 383ص /4ج : (والترمذي ) . 3855رقم /3ص/4ج( يف سننه د رواه أبو داوو-)164(

رقم /1137ص/2ج: (وابن ماجه . ، قال الترمذي حديث حسن صحيح ) 20383436 .(

. وغريه ) 3874رقم /7ص/4ج: ( رواه أبو داوود - )165(

حكم نقل األعضاء من مسلم أو ذمي إىل : املبحث األول .نفسه

حكم التربع بعضو أو جزئه إىل مسلم : املبحث الثاين )166( )99 : ( الرقم

احلمد هللا والصالة والسالم على عبداهللا ورسوله نبينا حممد وعلى :نص القرار ئة كبار العلماء يف دورته العشرين املنعقدة، فإن جملس هي: آله وصحبه وبعد

مبدينة الطائف ابتداء من اخلامس والعشرين من شهر شوال ، حىت السادس من هـ ، حبث حكم نقل عضو من إنسان إىل آخر ، بناء 1402شهر ذي القعدة

على األسئلة الواردة فيه إىل الرئاسة العامة إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء واإلرشاد ، وكان منها السؤال الوارد من الدكتور نزار فتيح املدير والدعوة

التنفيذي بالنيابة ، واملستشار واملشرف على أعمال اإلدارة مبستشفى امللك هـ ، والسؤال الوارد من 15/8/1401فيصل التخصصي ، بكتابه املؤرخ يف

احملاالن إىل الشيخ عبدامللك بن حممود رئيس حمكمة االستئناف يف نيجرييا ، األمانة العامة هليئة كبار العلماء ، من مساحة الرئيس العام إلدارات البحوث

وتاريخ 1427العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد بكتابيه رقـم هـ ؛ لعرضهما 1/5/1402ب وتاريخ /590هـ ورقم 16/6/1402

هـ 20/8/1396 وتاريخ 47على الس ، وقد رجع الس إىل قراره رقم هـ 7/2/1399 وتاريخ 65الصادر يف حكم نزع القرنية ، وإىل قراره رقم

الصادر يف حكم التربع بالدم وإنشاء بنك حلفظه ، مث استمع إىل البحث الذي أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء من قبل يف حكم نقل الدم أو

هـ يف الدورة العشرين للهيئة املنعقدة يف 6/11/1402صادر بتاريخ ) 99( القرار رقم - )166(

). 5(رقم انظر مالحق البحث ملحق.الطائف ، رئيس اجللسة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رمحه اهللا

وتداول اآلراء قرر الس عضو أو جزئه ، من إنسان إىل آخر ، وبعد املناقشة باإلمجاع جواز نقل عضو أو جزئه ، من إنسان حي مسلم أو ذمي إىل نفسه إذا دعت احلاجة إليه ، وأمن اخلطر يف نزعه ، وغلب على الظن جناح زرعـه

: ، كما قـرر باألكثريـة على جواز نقل عضو أو جزئه من إنسان ميت إىل مسلم ، إذا اضطر إىل ذلك -1

لفتنة يف نزعه ، ممن أخذ منه ، وغلب على الظن جناح زرعه فيمن وأمنت ا . سيزرع فيه

جواز تربع اإلنسان احلي بنقل عضو منه ، أو جزئه إىل مسلم مضطر إىل -2وباهللا التوفيق وصلى اهللا على حممد وآله وسلم ، هيئة كبار . ذلك .العلماء

:مصطلحات القرار

الذايت وإعادة )167( يسمى الغرس:نقل األعضاء من إنسان إىل نفسه يتم نقل عضو أو نسيج من موضع إىل آخر يف الشخص (( الغرس، وفيه

:ذاته وله األمثلة التالية اخل ، وهو فرع واسع من فروع ... ترقيع اجللد وإصالح األنف واألذن -1

، وفيه يتم إصالح التشوهات اليت ) جراحة التجميل ( الطب يسمى وهذا قد عرفه اهلنود منذ . أو احلروب أو األمراض حتدث نتيجة احلروق

غرس ( الشائعة االستعمال ، بعبارة ) زرع األعضاء ( يفضل بعض الباحثني استبدال عبارة - )167(

ذرة يف األرض بينما عبارة غرس تعين إثبات الشيء ، ألن الزرع هو طرح الب) األعضاء ، انظر جملة ...) يف مكان الغرس فيقال غرس الشجر أي أثبته يف األرض ) الغريسة ( املغروس ،

انتفاع اإلنسان بأعضاء جسم ( حبث ) 125ص/هـ 1/1408ج/4ع(جممع الفقه اإلسالمي إعداد حممد ) إلنسان مشكالته االجتماعية إنسان آخر ، حيا أو ميتا ، غرس األعضاء يف جسم ا

. أمين صايف

عام وجاء وصف بعض هذه العمليات البارعة يف كتاب 2700أكثر من .قبل امليالد 700اهلندي الذي صنف سنة ) سرسوتاسايتا (

عمليات نقل األوتار والعضالت ، وهذه قد متت يف القرن السابع عشر -2ات التجارب مث استخدمت يف اإلنسان والثامن عشر امليالديني على حيوان

. بنجاح وامتدت لتشمل الغضاريف وأجزاء من األمعاء نقل الصمامات من األوردة يف الساقني ؛ إلصالح صمامات القلب -3

واألر، ونقل بعض أوردة القلب يف عمليـات إصـالح شرايني القلب وهي عمليات حديثة بدأت منذ اخلمسينات من القرن) التاجية (

العشرين حيث كان ينقل الشريان الثديي إىل القلب لتغذيته ، مث توسعت .بعد ذلك توسعا كبريا

نقل دم اإلنسان يف وقت الصحة واالحتفاظ به لوقت احلاجة وإلجراء -4 .)168(عملية

.نقل جزء من األمعاء ليحل حمل املريء -5الشلل (ملداواة مرض باركنسون ) النخاع ( نقل جزء من الغدة الكظرية -6

. وذلك بوضعها يف األنوية القاعدية يف الدماغ ) الرعاش ))، إىل موضعها يف كيس العفن ) يف البطن ( نقل اخلصية غري النازلة -7

)169( .

هـ وتضمن جواز تربع 7/2/1399 بتاريخ 65 صدر قرار هيئة كبار العلماء رقم - )168(

كما تضمن . اإلنسان من دمه مبا ال يضره عند احلاجة إىل ذلك،إلسعاف من حيتاجه من املسلمنياس من دمائهم،وحفظ ذلك إلسعاف من حيتاج جواز إنشاء بنك إسالمي لقبول ما يتربع به الن

إليه من املسلمني،بشرط أال يأخذ البنك مقابال ماليا من املرضى أو أولياء أمورهم،عوضا عما يسعفهم به من الدماء ، وبشرط أال يتخذ ذلك وسيلة جتارية للكسب انظر مالحق البحث ملحق

). 4(رقم

يقصد به نقل عضو :من جسم إنسان إىل آخر ) زراعتها ( نقل األعضاء قوم لي) متربع له (سليم أو جمموعة من األنسجة من متربع إىل مستقبل

.)170(مقام العضو أو النسيج التالف

). 115/116ص: (حممد على البار / ة زرع األعضاء املوقف الفقهي واألخالقي من قضي- )169(

، و حبث )49ص/2ج(بكر بن عبداهللا أبو زيد ، / وانظر فقه النوازل قضايا فقهية معاصرة ) . 98ص/1ج/4ع: (حممد على البار ، مـجلة جمـمع الفقه اإلسـالمـي

) . 89ص: (بار املوقف الفقهي واألخالقي من قضية زرع األعضاء ، حممد علي ال- )170(

حكم نقل األعضاء من مسلم أو ذمي إىل : األولاملبحث

)النقل الذايت ( نفسه

حكم نقل عضو أو جزئه من إنسان حي مسلم أو ذمي إىل :عنوان املسألة نفسه ، إذا دعت احلاجة إليه وأمن اخلطر يف نزعه وغلب على الظن

. جناح زرعه

فيما - يف هذه املسألة - رمحهم اهللا –مل يتكلم الفقهاء : ملسألة تأصيل ا وكان غالب كالمهم عن املضطر هل يباح له أكل جزء -وقفت عليه

: ، فكان خالفهم على قولني ةمن أجزائه خوف التهلكملن يرى اجلواز ، وهؤالء يشترطون أال جيد غريه ، وأن : القول األول

.، وبه قال بعض الشافعية تترجح عنده النجاة به ولو أراد املضطر أن يقطع قطعة من فخذه أو غريها ليأكلها ، :( قال النووي -

فإن كان اخلوف منه كاخلوف يف ترك األكل أو أشد حرم ، وإال جاز على األصح ، بشرط أن ال جيد غريه ، فإن وجد حرم قطعا ، وال جيوز أن يقطع

)171() وال للغري أن يقطع من نفسه للمضطرلنفسه من معصوم غريه قطعا ، حترمي - حيث مل جيد املضطر شيئا يأكله -واألصح (: جاء يف مغين احملتاج -

قطع بعضه كجزء من فخذه ؛ ألكله بفتح اهلمزة وسكون الكاف ؛ ألنه قد األصح جوازه ؛ ألنه : أخذا من الرافعي يف الشرح : يتولد منه اهلالك ، قلت

-أي اجلواز- الستبقاء كله ، فأشبه قطع اليد بسبب األكلة وشرطه إتالف بعضه

) .285ص/3ج : ( روضة الطالبني وعمدة املفتني للنووي - )171(

أن يكون اخلوف يف قطعه : و األمر الثاين ... فقد امليتة وحنوها : أمران أحدمها )172()أقل من اخلوف يف ترك األكل فإن كان مثله أو أكثر حرم جزما

جيوز له أن إن اضطر ومل جيد شيئا فهل: (( وجاء يف اموع شرح املهذب -جيوز ؛ ألنه إحياء : يقطع شيئا من بدنه ويأكله؟ فيه وجهان ، قال أبو إسحاق

نفس بعضو فجاز، كما جيوز أن يقطع عضوا إذا وقعت فيه اآلكلة إلحياء نفسه، ال جيوز ؛ ألنه إذا قطع عضوا منه كان املخافة عليه : ومن أصحابنا من قال

)).)173(أكثر كلحمة من - أي جزء نفسه -وحل قطع جزئه ( : (اب وجاء يف فتح الوه-

فخذه ألكله ؛ ألنه إتالف جزء الستيفاء الكل ، كقطع اليد لألكلة ، هذا إن فقد أقل من اخلوف - أي خوف قطعه -كمرتد وحريب وكان خوفه .... حنو ميتة

يف ترك األكل ، أو كان اخلوف يف ترك األكل فقط كما فهم باألوىل ، خبالف اخلوف يف القطع فقط ، أو مثل اخلوف يف ترك إذا وجد حنو ميتة ، أو كانما

األكل أو أشد فإنه حيرم القطع ، وخرج جبزئه قطع املعصوم ، وبأكله قطع جزئه . )174()ألكل غريه فال حيالن

حممد اخلطيب / مغين احملتاج إىل معرفة ألفاظ املنهاج على منت منهاج الطالبني للنووي - )172(

) . 310ص/4ج: (الشربيين ) . 37ص/9ج: (حميي الدين بن شرف النووي / اموع شرح املهذب - )173(، وهو مارجحه الدكتور ) 337ص/2ج/ (زكريا بن حممد األنصاري / فتح الوهاب - )174(

حبث مقدم من الدكتور ) 271ص/1ج/4ع( جملة جممع الفقه اإلسالمي انظر / حسن الشاذيل

انتفاع اإلنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حيا أو ميتا يف الفقه ( حسن على الشاذيل بعنوان ) . اإلسالمي

وهو )175(ويرى عدم اجلواز وبه قال احلنابلة ، واحلنفية: القول الثاين :)176(قول عند الشافعية

أال ترى أن املضطر كما ال ( : (- رمحه اهللا –وقال السرخسي احلنفي -يباح له قتل اإلنسان ، ليأكل من حلمه ، ال يبـاح له قطع عضو من

.)177 ())أعضـائهوكذلك قطع املضطر قطعة من فخذه ال (( :-رمحه اهللا –وقال الرازي -

)) .)178(جيوز ، ألنا ال نقطع بأنه يصري ذلك سببا للنجاة وكذا قطع املضطر قطعة من فخذه إىل أن ((: - رمحه اهللا -وقال الغزايل -

جيد الطعام فهو كقطع اليد ، لكن رمبا يكون القطع سببا ظاهرا يف اهلالك، )) .)179(فيمنع منه ؛ ألنه ليس فيه يقني اخلالص ، فال تكون املصلحة قطعية

: وقد قال ذا من احلنابلة كل من ومن مل جيد إال آدميا معصوما ، مل يبح له قتله ألنه ال (: يف الكايف جاء -

حيل وقاية نفسه بأخيه ، وال حيل له قطع شيء من نفسه ليأكله ، ألنه يتلفه يقينا ، ليحصل ما هو موهوم ، وإن وجد آدميا ، مباح الدم فله قتله وأكله ،

األوىل إباحته لدخوله يف عموم ألن إتالفه مباح ، وإن وجد ميتا معصوما ، ففيه حفظ احلي املعصوم ، اختار هذا أبو اخلطاب وقال غريه من اآلية ، وألن

)180()أصحابنا ال يباح ؛ ألن كسر عظم امليت ككسر عظم احلي

. ا املالكية فلم أقف هلم على رأي حسب ما أطلعت عليه من كتبهم ومراجعهم أم-)175( . النقل عن النووي يف اموع أن يف املسألة وجهان : مر معنا يف الصفحة السابقة -) 176( ) .48ص/24ج: (حممد بن أيب سهل السرخسي / املبسوط - )177( ) .221ص/6ج: (حممد بن عمر بن حسني الرازي / احملصول - )178( ) .176ص: (حممد بن حممد الغزايل أبو حامد / املستصفى - )179( ) .492ص/1ج: (عبد اهللا بن قدامـه املقدسـي / الكايف يف فقه أمحد بن حنبل - )180(

وإن مل جيد املضطر إال آدميا معصوما ، فليس ((: -رمحه اهللا –وقال البهويت - . )181 ()) نفسهله أكله ، وال أكل عضو من أعضاء

إذا مل جيد املضطر شيئا مل يبح له : ((-رمحه اهللا – وقال ابن مفلح احلنبلي - .)182())أكل بعض أعضائه ، ألنه يتلفه لتحصيل ما هو موهوم

وإن مل جيد املضطر شيئا مباحا وال حمرما مل يبح (: وجاء يف كشاف القناع - )183()ما هو موهومله أكل بعض أعضائه ؛ ألنه يتلفه لتحصيل

: النقل الذايت لألعضاء مل يكن معروفا ، ولذلك مل يذكر يف كتب علماء ) النقل الذايت ( نقل األعضاء

السلف ، فهو من املسائل العلمية احلديثة ، وقد تكلم حوهلا بعض علماء ، هذا : العصر ومفكريه فكانت أقواهلم على قولني

:القول األول من يرى اجلواز هذا القول جاء به مجهور ممن أفىت يف العصر احلديث ، بل لقد نقل الدكتور حممد على البار اإلمجاع عمن أفىت يف هذه املسـألة يف العصر

قد أمجع كل من أفىت يف العصر احلديث يف هذه النازلة : ((احلديث ، فقال أفىت باجلواز وقد استدل من )184())بإباحة الغرس الذايت ال أعلم هلم خمالفا

: باألدلة التالية

شرف الدين أيب النجا احلجاوي ، شرح منصور بن / الروض املربع شرح زاد املستقنع - )181(

) .357ص /2ج: (يوسف البهويت ) .209ص/9ج: (إبراهيم بن حممد بن عبد اهللا بن مفلح احلنبلي / املبدع - )182( ) .198ص/6ج: (منصور بن يونس بن إدريس البهويت / كشاف القناع - )183(انظر كتـاب املوقف الفقهي واألخالقي من قضية غرس األعضـاء ، حملمد على البـار -) 184(

) . 109ص/1ج/4ع: (

أنه يباح لإلنسان قطع عضو من أعضائه ؛ للتخلص من ضرر قد -1 . يصيب كامل اجلسد

أن بعض العلماء أباحوا للمضطر أكل شئ من جسده ؛ لينجو -2 . من املوات ،كما سبق ذكر ذلك

. أباح بعض العلماء شق بطن احلامل املتوفاة الستخراج اجلنني -3

قطع العضو خمافة اهللكة وكان غالب كالم أهل العلم عن : األولاالستدالل : اآلكلة حينما تصيب اإلنسان وفيه

حدثنا وكيع عن سفيان : حدثنا أبو بكر قال (: ورد يف مصنف ابن أيب شيبة -عن سعد بن إبراهيم قال رأيت عروة أصابه هذا الداء يعين اآلكلة فقطع رجله

. )185()من الركبةال بأس بقطع العضو إن وقعت فيه اآلكلة ؛ (( :د يف الفتاوى اهلندية قال ور-

.)186 (.. ))لئال تسري كما جيوز أن يقطع عضوا إذا وقعت فيه اآلكلة ؛ ((: وجاء يف اموع -

.)187())إلحياء نفسه

: أبو بكر عبـد اهللا بن حممد بن أيب شيـبـة الكـويف / ف ابن أيب شيبـة مصنـ- )185(

) .54ص/5ج/23633رقم(للشيخ نظام ومجاعة من علماء اهلند / الفتاوى اهلندية يف مذهب أيب حنيفة - )186(

). 360ص/5ج:(حميي الدين بن شرف النووي ، حتقيق حممود / اموع شرح املهذب - )187(

).37ص/9ج:(مطرحي

عن معمر عن الزهري قال وقعت : (( وذكر الذهيب يف سري أعالم النبالء- عروة فصعدت يف ساقه فبعث إليه الوليد فحمل إليه ودعا األطباء اآلكلة يف رجل

.)188 ())فقالوا ليس له دواء إال القطع ، فقطعت فما تضور وجهه وأما ما ال ميكن حتصيل مصلحته إال : ((قال العز بن عبدالسالم يف ذلك -

ه بإفساد بعضه ، اليد املتآكلة حفظا للروح ، إذا كان الغالب السالمة ، فانجيوز قطعها ، وإن كان هلا ملا فيه من حتصيل املصلحة الراجحة ، وهو

. )189 ())حفظ الروح

أباح بعض العلماء للمضطر قطع شئ من جسده ليأكله، : االستدالل الثاين . )190(كما سبقت اإلشارة إىل ذلك: إذا غلب على ظنه النجاة

مل الستخراج اجلنني أباح بعض العلماء شق بطن احلا: االستدالل الثالث .) 191(احلي

شق بطن احلامل املتوفاة الستخراج اجلنني احلي : ملا كان شق بطن احلامل بعد وفاا الستخراج اجلنني احلي ، موضوع خالف بني العلماء ، فمن املستحسن استعراض ما تيسر من األقوال يف هذا ، حىت يستأنس

: - رمحهم اهللا تعاىل –قوال العلماء املهتم ، ذا اجلانب ، فإىل شيء من أيف امرأة ماتت وعلم أن يف بطنها جنيا حيا، (( : فقد جاء يف الفتاوى اهلندية -

بأنه يشق بطنها من الشق األيسر ، وكذلك إذا كان كبريا ، رأيهم أنه حي يشق

) . 430ص/4ج: (حممد بن أمحد بن عثمان الذهيب / سري أعالم النبالء - )188(: عـز الدين عبـد العزيز بن عبـد السالم السـلمي / قواعد األحكام يف مصاحل األنام - )189(

) . 79-78ص ( . من هذا البحث 94 انظر صـ-)190(، و جملة جممع الفقه ) 38ص / 2ج( ، بكر أبو زيد / انظر فقه النوازل : لالستزادة – )191(

) . 168ص/1ج/4عدد: ( اإلسالمي

فعاش بطنها كذا يف احمليط ، وحكى أنه فعل ذلك بإذن أيب حنيفة رمحه اهللا تعاىل . )192 ())الولد

شق بطن حامل اعترض الولد وقت الوالدة، وخيف : ((وجاء يف حتفة امللوك -عليها ، ومل ميكن إخراجه إال بقطعه ،مل جيز قطعه إال إن كان ميتا ، وحامل ماتت ، فتحرك الولد ، فإن غلب على الظن حياته يشق من اجلانب األيسر

.)193 ())وخيرج لو دفنت امرأة يف بطنها جنني ترجى حياته ، ((... :تاج وجاء يف مغين احمل-

بأن يكون له ستة أشهر فأكثر ، نبشت وشق جوفها ، وأخرج تداركا للواجب، .)194 ())ألنه جيب شق بطنها قبل الدفن

وإن ماتت امرأة ويف جوفها جنني حي شق جوفها ألنه ((:وجاء يف املهذب - فأشبـه إذا اضطر إىل أكـل جـزء استبقاء حي بإتالف جزء من امليت ،

. )195 ())مـن امليت فإن ماتت امرأة ويف جوفها جنني حي شق : (( وجاء يف حلية العلماء -

إذا قال القوابل إنه ملدة يعيش يف : جوفها وأخرج ، ومن أصحابنا من قال . )196 ())مثلها اخرج وإال ترك

: للشيخ نظام ومجاعة من علماء اهلند / الفتاوى اهلندية يف مذهب أيب حنيفة - )192(

).360ص/5ج(: حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي احلنفي ، عبد اهللا نذير أمحد / حتفة امللوك - )193(

) . 239ص(حممد اخلطيب الشربيين ، على منت منهاج الطالبني / مغين احملتاج إىل معرفة ألفاظ املنهاج - )194(

) . 367ص/1ج: ( للنووي ، مع تعليقات جوبلي بن إبراهيم الشافعي ) .138ص/1ج: ( ابراهيم الشريازي الشافعي / املهذب -) 195( ) . 299ص/2ج: ( شافعي حممد بن أمحد الشاشي القفال ال/ حلية العلماء -) 196(

ل حرم ، وأخرج النساء من وإن ماتت احلام: ((وجاء يف دليل الطالب -ترجى حياته ، فإن تعـذر مل تدفـن حىت ميوت ، وإن خـرج بعضـه

.)197 ())حيـا شـق للباقي وإن ماتت احلامل حرم شق (( : وجاء يف منار السبيل يف شرح الدليل -

بطنها ، ألنه هتك حرمة متيقنة ، إلبقاء حياة متومهة ، واحتج أمحد حبديث )) كسر عظم امليت ككسر عظم احلي (( مرفوعا – عنها رضي اهللا-عائشة

وإن خرج بعضه حيا ، شق الباقي لتيقن حياته ، : رواه أبو داود إىل أن قال .)198()) بعد أن كانت متومهة

رمحه اهللا وهو من علماء احلنابلة املعاصرين ولكنه -وقال الشيخ بن عثيمني -هذه :(( لعملية إلخراج اجلنني عن حكم إجراء ا-يأخذ بالدليل الراجح

: املسألة ال ختلو من أربعة أحوال أن تكون األم حية ، واجلنني حيا فال جيوز إجراء العملية إال عند :األوىل

احلاجة كتعسر الوالدة وحنوها ، وذلك ألن إجراء العملية بال حاجة غري جائز، ال يتصرف فيه مبا خيشى فإن البدن أمانة عند العبد جيب عليه مراعاته ، وأن

عليه منه إال إذا كان ذلك ملصلحة أكرب ، وأيضا رمبا إجراء العملية ضرر على . اجلنني أن تكون األم ميتة ، واجلنني ميتا ، فال جيوز إجراء العملية أيضا لعدم :الثانية

.احلاجة إىل ذلك جراء العملية إلخراجه ، أن تكون األم حية ، واجلنني ميتا ، فيجوز إ: الثالثة

أن مثل هذا ال يكاد خيرج إال بالعلمية ، لكن مىت – واهللا أعلم –ألن الظاهر

) .62ص: (مرعي بن يوسف احلنبلي / دليل الطالب - )197(: إبراهيم بن حممد بن سامل بن ضويان احلنبلي / منـار السبيـل يف شـرح الدليـل - )198(

) .232-231ص/1ج(

خيف على األم من ذلك فإنه ال جيوز إجراء العملية هلا ألن خوف املفسدة مينع .من فعل ما فيه مصلحة

د نعم لو قدر أن احتمال الضرر عليها ضعيف وأن بقاء اجلنني يف بطنها ق . يستمر فال بأس بالعملية ؛ ألن بقاء اجلنني يف بطنها مينع احلمل

. أن تكون األم ميتة واجلنني حيا ، فقد ذكر أصحابنا يف هذه املسألة:الرابعة أنه حيرم شق بطنها إلخراجه ، وعللوا ذلك بأنه مثلة وهتك حلرمة متيقنة

: فيشق إخراج باقيه ، قالوا إلبقاء حياة موهومة ، إال إذا كان خرج بعضه وإذا كان مل خيرج منه شيء فإن القوابل تسطوا عليه فتخرجه ، وقد ذكر ابن

أن أمحد ذكر له قول سفيان ، يف امرأة 3ج413القيم يف أعالم املوقعني ص: قال أمحد . ماتت ويف بطنها ولد يتحرك ، ما أرى بأسا أن يشق بطنها

اهللا بئس ما قال أهـسبحان: بئس ما قال يردد ذلك وتعليل األصحاب بأنه مثلة يقتضي ) : الكالم للشيخ بن عثيمني (قلت

إباحته، يف مثل يومنا هذا ، فإن العملية ليست مثلة ، وعلى هذا فالصواب قول سفيان أنه يشق بطنها وجوبا إن ظنت سالمته ، واستحبابا إن احتمل ،

: وه وإباحة مع ضعف الظن ، وذلك من وج الذي هو علة املنع عند األصحاب قد زال يف وقتنا إن التعليل باملثلة: األول

. احلاضر ، فإذا شق البطن مث خيط بعد إخراج اجلنني فقد زالت املثلة ، فلو فرضنا أن يف شق بطنها أعظم من حرمة امليت إن حرمة احلي: الثاين

. من انتهاك حرمة احلي انتهاكا حلرمتها لكان انتهاك حرمتها ، أهون معرض للموت ، ويف شق بطن أمه إن اجلنني آدمي حي حمترم :الثالث

. إخراجه إنقاذا له من اهللكة ، وذلك واجب ، حلصول املصلحة بال مفسدة وتعليلهم ذلك إن جتويز األصحاب شق بطنها ، إذا خرج بعضه :الرابع

ياته موهومه يقتضي أن الفرق بأن حياته معلومة ، وقبل أن خيرج بعضه ، ح

بني احلالتني ، حالة ما إذا خرج بعضه ، أو مل خيرج منه شيء ، إذا تيقنا . حياته

وجوبا ، أو استحبابا فيما إن من املعلوم أن الشرع جاء باألمر :اخلامس ترجحت مصلحته ، وال ريب أن شق بطن احلامل امليتة ؛ إلنقاذ جنينها

ني أن يكون إما مأمورا به وجوبا ، أو استحبابا ، وإما مصلحة راجحة ، فتع .)199 ())مباحا ، رجاء حياته وعدمه

الذي : (( يف أحكام اجلراحة الطبية حيث يقول وهو ما رجحه الشنقيطي -وهو القول جبواز شق بطن احلامل _ يترجح يف نظري هو القول األول

. )200())_الستخراج اجلنني احلي

: جبواز النقل الذايت من املعاصرين وممن قالالنقل الذايت من مكان من بدن : ((الشيخ بكر أبو زيد حيث يقول -

اإلنسان إىل مكان آخر منه ذاته ، هو يف احلكم كإجراء عملية له كالفتق، والزائدة الدودية ، وقطع العضو املتآكل ، وهذا طردا لقاعدة التداوي

.)201( ))واي العامة يف إطار شروط التد))اجلواز (( حيث صنف النقل الذايت إىل حالتني األوىل وحممد املختار الشنقيطي -

وهاتان احلالتان موجبتان للترخيص : ((ضرورية ، والثانية حاجية ، مث قال شرعا ، فيجوز للطبيب اجلراح القيام مبهمتهما ، مىت غلب على ظنه

، األحكام والفتاوى الشرعية لكثري من املسائل الطبية ، مجع على بن سليمان الرميحان-) 199(

) . 53-52ص : ( مراجعة عبد العزيز حممد السدحان أحكام اجلراحة الطبية واآلثار املترتبة عليه ، حممد بن حممد املختار بن أمحد املزيد - )200(

) .320ص: ( الشنقيطي ) .54ص/2ج: (بكر بن عبد اهللا أبو زيد / فقه النوازل قضايا فقهية معاصرة - )201(

ميكن بواسطته حتقيق وجود النفع ، بشرط عدم وجود البديل ، الذي .)202())اهلدف املنشود دون ضرر أعظم من اجلراحة

حيث يقول يف حكم نقل أجزاء من جسم اإلنسان وأمحد فهمي أبو سنة -الذي يظهر يل أن ذلك جائز ، إذا مل يضره (( إىل مكان آخر يف جسمه

.)203())ضررا بليغا ، وغلب على الظن نفع العالج جيوز أن ينقل عضو من : (( حيث يقول ار السالمي و الشيخ حممد املخت -

.)204 ())اإلنسان ذاته من مكان إىل آخر نقل العضو من مكان -وهذه الصورة (( : وأما عبد اهللا موسى فيقول -

ال خالف يف جوازها،ألن مصلحة العالج -آلخر يف اجلسد نفسه راجحـة على املفسدة ، لكن بشرط أال يضـر ذلك صاحبـه ضـررا

.)205 ())ليغـا ب اليت سوف -مشترطا بعض الشروط وقال ذا القول إبراهيم اليعقويب -

إن شاء اهللا -ترد يف املبحث الثالث ، من الفصل الرابع يف هذا البحث ، ال جيوز نقل : فهل بعد ذلك القول يقول قائل : (( حيث يقول -تعاىل

ما جامدا ، وجيعل األعضاء ، وال التداوي باحملرم ، ويفهم النصوص فهالدين عسرا ، ويضيق على املسلمني ما وسعه اهللا تعاىل عليهم ، هذا ال

حممد بن حممد املختار بن أحـمد الشنقيطي / راحة الطبية واآلثار املترتبة عليه أحكام اجل- )202(

)335ص: ( حبث عن حكم العالج بنقل دم اإلنسان أو نقل أعضاء أو جزء منها ، أمحد فهمي أبو - )203(

) . 24ص /هـ 1/1408ج/1عدد(سنة، جملة امع الفقهي ، ) زراعة خاليا اجلهاز العصيب وخاصة املخ ( نوان جملة جممع الفقه اإلسالمي حبث بع- )204(

) . 1758ص / هـ3/1410ج/6عدد( حملمد املختار السالمي ، ) . 190ص : (عبد اهللا بن إبراهيم موسى / املسئولية اجلسدية يف اإلسالم - )205(

يكون أبدا ، بل علينا أن نرجع إىل فهم كتاب اهللا تعاىل ، وسنة نبيه صلى اهللا عليه وسلم ، ونفهم كالم الفقهاء من األئمة على ضوء الكتاب

من األحكام عن هذا املنهج ، وإن والسنة؛ ألم مل يحيدوا فيما دونوه اختلفت أنظارهم يف تطبيق هذه األحكام الكلية العامة على الوقائع اجلزئية

)) . )206(احلادثة ) 208( ، وحسن الشاذىل)207(عقيل العقيلي: وقال ذا القول غريهم مثل -

) .209(و مصطفى حممد الذهيب. وجود - العلماء كما مر يف كالم بعض-لكن اشترط جلواز النقل الذايت

الضرورة للنقل ، وأن يغلب على الظن جناح النقل الذايت ، وأن تترجح مصلحة .)210(النقل على عدمه ويتحقق ذلك بشهادة طبيبني مسلمني عدلني

: القول الثاين من يرى عدم اجلواز وهذا املوضوع مل أجد له سوى قول واحد فقط ، يستدل عليه قائله بأن جسد

: ملكا له ، كما أن جسد اإلنسان وأعضاءه شيء حمترم قال به اإلنسان ليس

) 84ص ( :إبراهيم اليعقويب / شفاء التربايح واألدواء يف حكم التشريح ونقل األعضاء - )206(. عقيل بن أمحد العقيلي ....) / حكم نقل ألعضاء يف الفقه اإلسالمي وحكم ( انظر كتاب - )207(

) . 15ص: (جملة ( انظر حبث انتفاع اإلنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حيا أو ميتا ، حلسن الشاذىل - )208(

. 267، ص) هـ1/1408ج/4عدد ( جممع الفقه اإلسالمي مصطفى حممد الذهيب ، الطبعة األوىل ، / ب نقل األعضاء بني الطب والدين كتا- )209(

) .38ص: (هـ دار احلديث ، القاهرة 1414حممد عبد اجلواد / انظر كتاب املسائل الطبية املستجدة يف ضوء الشريعة اإلسالمية -)210(

) .59ص/2ج: (حجازي النتشه

ومن املعروف أن العضو (( : وهذا نص قوله الشريف حممد عبد القادر-املبتور من جسد اإلنسان يعترب جنسا ، ومحل النجس وربطه جبسد اإلنسان ، ال

: اله جيوز كما ال جتوز الصالة يف هذه احلالة ، وقد يستنتج مما ذكر أعأن أعضاء اإلنسان شئ حمترم ، فال جيوز بترها لزرعها يف مكان آخر ، من -1

نفس اجلسد أو يف جسد آخر حىت ولو كان لغرض العالج ؛ ألن ذلك يعترب .انتهاكا لكرامة اإلنسان وأعضاء جسده

أن أعضاء جسد اإلنسان ليست سلعا تباع وتشترى ، وال ميلك اإلنسان -2 ، بل هي ملك خالص هللا سبحانه وتعاىل إىل أن قال فال أعضاءه ملكا تاما

جيوز لإلنسان ، هبة أو بيع عضو من أعضائه مثل العني واملخ أو الكلية . وغريها يف حياته أو بعد موته

أن اجلثة اهلامدة وامللقاة يف العراء ، أو يف احلي جمهولة اهلوية ، واجلثة -3 . إىل آخر ما قال )). )211( املشرحة حمترمة ، كجثة أي إنسان آخر

:الراجح يف املسألة بالنظر والتأمل يف أدلة القائلني جبواز النقل الذايت ، ومن قال بعدم جواز النقل الذايت ، يتبني أن القول الراجح يف املسألة ، هو القول األول ، والذي يرى جواز

وافقته ملقاصد الشرع النقل الذايت ، وذلك لقوة األدلة وللحاجة املاسة لذلك ، ومل .املطهرة ، من تقدمي أخف الضررين ، ودفع أعلى املفسدتني

، وما صدر -املوقرة –ومن هذا العرض ميكن املقارنة بني رأي اهليئة املقارنة عن امع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة ، وجممع الفقه اإلسالمي جبدة ، يف

الشريف حممد عبد : وحكمه يف الشريعة اإلسالمية انظر حبث بعنوان زراعة األعضاء -)211(

) .1766ص( ، ) هـ 1410/ 3ج/6عدد( القادر، جملة جممع الفقه اإلسالمي

ثة حبثت هذا املوضوع يف جلساا بتواريخ حكم النقل الذايت وهذه اامع الثال :متباعدة وذلك فيما يلي

: )212(الذي مر معنا: جاء يف قرار هيـئـة كـبـار العلـمـاء : أوال -قرر الس باإلمجاع جواز نقل عضو أو جزئه من إنسان حي مسلم ، أو ((

على الظن ذمي إىل نفسه إذا دعت احلاجة إليه ، وأمن اخلطر يف نزعه ، وغلب : جناح زرعه ، كما وافق باألكثرية على

جواز نقل عضو أو جزئه من إنسان ميت ، إىل مسلم إذا اضطر إىل ذلك، -1وأمنت الفتنة يف نزعه ممن أخذ منه ، وغلب على الظن جناح زرعه فيمن

. سيزرع فيه جواز تربع اإلنسان احلي بنقل عضو منه ، أو جزئه إىل مسلم مضطر إىل -2

.)213(.)) وباهللا التوفيق وصلى اهللا على حممد وآله وسلم . ذلككما نص قرار امع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة يف قرار الصادر : ثانيا -

احلمد هللا وحده والصالة والسالم على من ال نيب : (هـ ما نصه 1405عام : أما بعد . بعده، سيدنا ونبينا حممد صلى اهللا عليه وعلى آله وصحبه وسلم

فإن جملس امع الفقهي اإلسالمي يف دورته الثامنة ، املنعقدة مببىن رابطة (( ربيع اآلخر 28العامل اإلسالمي يف مكة املكرمة ، يف الفترة من يوم السبت

ينلري 28-19هـ املوافق 1405 مجادى األوىل 7هـ ، إىل يوم االثنني 1405 اإلنسان ، وزرعها يف إنسان م قد نظر يف موضوع أخذ بعض أعضاء1985

آخر ، مضطرا إىل ذلك العضو ، لتعويضه عن مثيله املعطل فيه ، مما توصل إليه الطب احلديث ، وأجنزت فيه إجنازات عظيمة األمهية بالوسائل احلديثة ، وذلك

.من هذا البحث ) 85( انظر ص-)212(هـ يف الدورة العشرين للهيئة املنعقدة يف 6/11/1402صادر بتاريخ ) 99( القرار رقم - )213(

). 5(انظر مالحق البحث ملحق رقم. عبد الرزاق عفيفي رمحه اهللالطائف ، رئيس اجللسة الشيخ

بناء على الطلب املقدم إىل امع الفقهي من مكتب رابطة العامل اإلسالمي . دة األمريكية بالواليات املتح

عبداهللا بن عبد / واستعرض امع الدراسة اليت قدمها فضيلة األستاذ الشيخ الرمحن البسام يف هذا املوضوع ، وجاء فيها اختالف الفقهاء املعاصرين يف جواز نقل األعضاء وزرعها ، واستدالل كل فريق منهم على رأيه باألدلة الشرعية اليت

. رآها املستفيضة بني أعضاء جملس امع ، رأى الس أن استدالالت وبعد املناقشة

: القائلني باجلواز هي الراجحة ، ولذلك انتهى الس إىل القرار التايل إن أخذ عضو من جسم إنسان حي ، وزرعه يف جسم إنسان آخر :أوال

ة هو مضطرا إليه إلنقاذ حياته ، أو الستعادة وظيفة من وظائف أعضائه األساسيعمل جائز ال يتناىف مع الكرامة اإلنسانية بالنسبة للمأخوذ منه ، كما أن فيه مصلحة كبرية ، وإعانة خرية للمزروع فيه ، وهو عمل مشروع ومحيد إذا

: توافرت فيه الشروط التالية أن ال يضر أخذ العضو من املتربع به ، ضررا خيل حبياته العادية ، ألن -1

الضرر ال يزال بضرر مثله ، وال بأشد منه ، القاعدة الشرعية أنوألن التربع حينئذ يكون من قبيل اإللقاء بالنفس إىل التهلكة ، وهو

. أمر غري جائز شرعا . أن يكون إعطاء العضو طوعا من املتربع دون إكراه -2أن يكون زرع العضو هو الوسيلة الطبية الوحيدة املمكنة ملعاجلة -3

. املريض املضطر ن يكون جناح كل من عملييت الرتع والزرع ، حمققا بالعادة أو أ -4

.غالبا : تعترب جائزة شرعا بطريق األولوية احلاالت التالية :ثانيا

أخذ العضو من إنسان ميت إلنقاذ إنسان آخر مضطر إليه ، بشرط أن -1 . يكون املأخوذ منه مكلفا وقد أذن بذلك يف حالة حياته

من حيوان مأكول أو مذكى مطلقا ، أو غريه عند أن يؤخذ العضو -2 . الضرورة لزرعه يف إنسان مضطر إليه

أخذ جزء من جسم اإلنسان لزرعه أو الترقيع به يف جسمه نفسه ، -3كأخذ قطعة من جلده أو عظمه لترقيع ناحية أخرى من جسمه ا عند

. احلاجة إىل ذلك يف جسم اإلنسان لعالج وضع قطعة صناعية من معادن أو مواد أخرى -4

حالة مرضية فيه كاملفاصل وصمام القلب وغريمها ، فكل هذه احلاالت . األربع يرى الس جوازها شرعا بالشروط السابقة

وصلى اهللا على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثريا واحلمد هللا .)214())رب العاملني

4/8/08/88د) 1(سالمي جبدة رقم ونص قرار جممع الفقه اإل : ثالثا-إن جملس جممع الفقه : ( هـ ، يف الفقرة األوىل ما نصه 23/6/1408وتاريخ

-18اإلسالمي املنعقد يف دورة مؤمتره الرابع جبدة باململكة العربية السعودية من بعد إطالعه . م 1988فرباير 11-6هـ ، املوافق 1408 مجادى اآلخر 23

انتفاع " والطبية الواردة إىل امع خبصوص موضوع على األحباث الفقهية " . اإلنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حيا أو ميتا

ويف ضوء املناقشات اليت وجهت األنظار ، إىل أن هذا املوضوع أمر واقع ، فرضه التقدم العلمي والطيب ، وظهرت نتائجه اإلجيابية املفيدة واملشوبة يف كثري من

، وأيضا يف ) 41-39ص/هـ 1/1408عدد( انظر نص القرار يف جملة امع الفقهي - )214(

15( ، ومالحق البحث ملحق رقم ) 319-318ص (هـ 1417العد العاشر من نفس الة . (

ألضرار النفسية واالجتماعية ، النامجة عن ممارسته دون ضوابط ، األحيان ، باوالقيود الشرعية اليت تصان ا كرامة اإلنسان ، مع إعمال مقاصد الشريعة اإلسالمية الكفيلة بتحقيق كل ما هو خري ، ومصلحة غالبة للفرد واجلماعة ،

. والداعية إىل التعاون والتراحم واإليثار وضوع يف النقاط اليت يتحرر فيها حمل البحث وتنضبط وبعد حصر هذا امل

. تقسيماته وصوره وحاالته اليت خيتلف احلكم تبعا هلا : قرر ما يلي

: من حيث التعريف والتقسيم (( يقصد هنا بالعضو أي جزء من اإلنسان، من أنسجة وخاليا ودماء :أوال

. أم أنفصل عنه سواء أكان متصال به ، . وحنوها، كقرنية العني االنتفاع الذي هو حمل البحث ، هو استفادة دعت إليها ضرورة املستفيد : ثانيا

الستبقاء أصل احلياة ، أو احملافظة على وظيفة أساسية من وظائف اجلسم ، . على أن يكون املستفيد يتمتع حبياة حمترمة شرعا . كالبصر وحنوه

: األقسام التالية تنقسم صورة االنتفاع هذه إىل:ثالثا . نقل العضو من احلي -1 . نقل العضو من امليت -2 . النقل من األجنة -3

: وهي نقل العضو من احلي ، تشمل احلاالت التالية :الصورة األوىل نقل العضو من مكان من اجلسد إىل مكان آخر من اجلسد نفسه ، كنقل –أ

. اجللد والغضاريف والعظام واألوردة والدم وحنوه وينقسم العضو . نقل العضو من جسم إنسان حي إىل جسم إنسان آخر -ب

. يف هذه احلالة إىل ما تتوقف عليه احلياة وما ال تتوقف عليه

أما ما تتوقف عليه احلياة ، فقد يكون فردا ، وقد يكون غري فردي ، فاألول . كالقلب والكبد ، والثاين كالكلية والرئتني

ف عليه احلياة ، فمنه ما يقوم بوظيفة أساسية يف اجلسم ، ومنه وأما ما ال تتوقومنه ما يتجدد تلقائيا كالدم ، ومنه ماال يتجدد ، ومنه ماله . ماال يقوم ا

تأثري على األنساب واملوروثات ، والشخصية العامة ، كاخلصية واملبيض . وخاليا اجلهاز العصيب ، ومنه ماال تأثري له على شيء من ذلك

: وهي نقل العضو من ميت :الصورة الثانية : ويالحظ أن املوت يشمل حالتني

موت الدماغ وتعطيل مجيع وظائفه تعطال ائيا ال رجعة فيه :احلالة األوىل . طبيا

. توقف القلب والتنفس توقفا تاما ال رجعة فيه طبيا :احلالة الثانية . )215(ر امع يف دورته الثالثةفقد روعي يف كلتا احلالتني قرا

وهي النقل من األجنة ، وتتم االستفادة منها يف ثالث :الصورة الثالثة : حاالت

.حالة األجنة اليت تسقط تلقائيا . حالة األجنة اليت تسقط لعامل طيب أو جنائي

" . اللقائح املستنبتة خارج الرحم "حالة : من حيث األحكام الشرعية

أكتوبر 16 بتاريخ 3/07/86د) 5(ي القرار رقم صدر يف الدورة الثالثة للمؤمتر اإلسالم-)215(

م ، بشأن أجهزة اإلنعاش ، وجاء فيه اعتبار الشخص مات موتة تترتب عليها أحكام 1986( ومنها إذا تعطلت مجيع وظائف دماغه تعطال ائيا ، انظر القرار بنصه : الوفاة يف حالتني

) . 18(حق البحث ملحق رقم ، ومال) 809ص/2ج/3عدد(جملة جممع الفقه اإلسالمي

جيوز نقل العضو من مكان من جسم اإلنسان ، إىل مكان آخر من : أوالجسمه ، مع مراعاة التأكد من أن النفع املتوقع من هذه العملية أرجح من الضرر املترتب عليها ، وبشرط أن يكون ذلك إلجياد عضو مفقود ، أو

سبب إلعادة شكله أو وظيفته املعهودة له ، أو إلصالح عيب أو إزالة دمامة ت . للشخص أذى نفسيا أو عضويا

جيوز نقل العضو من جسم اإلنسان إىل جسم إنسان آخر ، إن كان :ثانيا هذا العضو يتجدد تلقائيا ، كالدم واجللد ، ويراعى يف ذلك اشتراط كون

. الباذل كامل األهلية ، وحتقق الشروط الشرعية املعتربة من اجلسم لعلة لالعضو الذي أستؤص جتوز االستفادة من جزء من :ثالثا

مرضية لشخص آخر ، كأخذ قرنية العني إلنسان ما ، عند استئصال العني . لعلة مرضية

حيرم نقل عضو تتوقف عليه احلياة كالقلب من إنسان حي إىل إنسان :رابعا . آخر

حيرم نقل عضو من إنسان حي ، يعطل زواله وظيفة أساسية يف :خامسا وإن مل تتوقف سالمة أصل احلياة عليها ، كنقل قرنية العينني كليهما، حياته ،

أما إن كان النقل يعطل جزء من وظيفة أساسية ، فهو حمل حبث ونظر كما . يأيت يف الفقرة الثامنة

جيوز نقل عضو من ميت إىل حي تتوقف حياته على العضو ، أو :سادسا بشرط أن يأذن امليت أو ورثته . تتوقف سالمة وظيفة أساسية فيه على ذلك

بعد املوت ، أو بشرط موافقة ويل املسلمني إن كان املتوىف جمهول اهلوية أو ال .ورثة له

وينبغي مالحظة أن االتفاق على جواز نقل العضو يف احلاالت اليت مت :سابعا إذ ال جيوز إخضاع . بياا ، مشروط بأن ال يتم ذلك بواسطة بيع العضو

. ضاء اإلنسان للبيع حبال ما أعأما بذل املال من املستفيد ، ابتغاء احلصول على العضو املطلوب عند

.الضرورة، أو مكافأة أو تكرميا ، فمحل اجتهاد ونظر كل ما عدا احلاالت والصور املذكورة ، مما يدخل يف أصل املوضوع ، :ثامنا

حث يف دورة قادمة على فهو حمل حبث ونظر ، وجيب طرحه للدراسة والب .) 216())ضوء املعطيات الطبية واألحكام الشرعية

: وقبل املقارنة نوجز ما تضمنه كل قرار يف حكم النقل الذايت -جواز نقل : يف حكم النقل الذايت – املوقرة – تضمن قرار اهليئة –أ

. عضو أو جزئه من إنسان حي مسلم ، أو ذمي إىل نفسه مع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة يف حكم النقل وتضمن قرار ا-ب

جواز أخذ جزء من جسم اإلنسان لزرعه أو الترقيع به يف : الذايت . جسم نفسه

: وتضمن قرار جممع الفقه اإلسالمي جبدة يف حكم النقل الذايت -جـجواز نقل العضو من مكان من جسم اإلنسان إىل مكان آخر من

. جسمه بني القرارات السابقة وما صدر فيها ، يف حكم النقل الذايت يتبني وباملقارنة-

: التايل

-507ص/هـ 1/1408ج/4عدد( انظر نص القرار يف جملة جممع الفقه اإلسالمي - )216(

) . 19(ومالحق البحث ملحق رقم ) . 510

الذي صدر ) 99( رقم - املوقرة–ملا كان قرار هيئة كبار العلماء -1هـ هو األقدم يف حبث هذه املسألة فقد وافقه 6/11/1402بتاريخ

امع: يف احلكم جبواز النقل الذايت امعان الفقهيان اإلسالميان هـ 1405الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة يف قراراه الصادر بتاريخ

وتاريخ 4/8/08/88د)1(وجممع الفقه اإلسالمي جبدة بقراره رقم .هـ 23/6/1408

والقرار الصادر من – املوقرة –خلت نصوص القرار الصادر من اهليئة -2امع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة من القيود ، سوى اشتراط

: احلاجة ، بينما زاد قرار جممع الفقه اإلسالمي جبدة الشروط التالية التأكد من أن النفع املتوقع من هذه العملية أرجح من الضرر - أ

. املترتب عليها أن يكون ذلك إلجياد عضو مفقود ، أو إلعادة شكله ، أو - ب

وظيفته ، أو إلصالح عيب ، أو إزالة دمامة ، تسبب لشخص أذى . و عضويا نفسيا أ

بلفظ عضو أو جزئه ، بينما جاء قرار – املوقرة –جاء قرار اهليئة -3، وقرار امع الفقهي ) العضو ( جممع الفقه اإلسالمي جبدة بلفظ

اهليئة املوقرة - قرار-، فكان ) جزء ( اإلسالمي مبكة املكرمة بلفظ ) .عضو أو جزئه ( مشتمال على اللفظني

)217(حكم التربع بعضو أو جزئه إىل مسلم: ين املبحث الثاوبعد التعرف على أحكام النقل من اإلنسان إىل نفسه، يف املطلب األول ، حيسن الوقوف على احلكم فيما إذا أراد اإلنسان التربع بعضوه إىل

.غريه ، وماذا قال الفقهاء األولون عن هذه املسألة

.زئه إىل مسلم حكم التربع بعضو أو ج:عنوان املسألة : تأصيل املسألة

مل يتكلم الفقهاء قدميا على هذه املسألة فيما وقفت عليه ، وكان غالب كالمهم عن حكم بيع اآلدمي احلر ، فكان إمجاعهم على حرمة بيع احلر مطلقا ، سواء كان صغريا أو كبريا ، معتمدين يف ذلك حديث أيب هريرة رضي اهللا عنه عن

ثالثة أنا خصمهم يوم القيامة : قال اهللا (( : لى اهللا عليه وسلم أنه قال النيب صرجل أعطى يب مث غدر ، ورجل باع حرا فأكل مثنه ، ورجل استأجر أجريا

- املوقرة -هـ وقد أجازت فيه اهليئة 25/10/1398وتاريخ ) 62( صدر القرار رقم - )217(

موته وزرعها يف عني إنسان مسلم مضطر إليها ، جواز نقل قرنية عني من إنسان بعد التأكد من، كما أجاز نقل قرنية سليمة ..وغلب على الظن جناح عملية زرعها ، ما مل مينع أولياؤه ذلك

من عني قرر طبيا نزعها من إنسان ؛ لتوقع خطر عليه من بقائها ، وزرعها يف عني مسلم آخر رمحه اهللا عن القرار ، كما توقف الشيخ عبداهللا بن وقد توقف العالمة بن باز ...) مضطر إليها

، وانظر القرار بنصه يف جملة )3(قعود حفظه اهللا يف النقل من مسلم ، انظر مالحق البحث رقم . هـ 1412الطبعة الرابعة ) 35ص/1/1408عدد( امع الفقهي

ت فيه اهليئة أن هـ ، أجاز7/2/1399وتاريخ ) 65(كما صدر عن اهليئة املوقرة قرار رقم يتربع اإلنسان من دمه مبا ال يضره عند احلاجة إىل ذلك إلسعاف من حيتاجه من املسلمني ، كما أجازت إنشاء بنك إسالمي ؛ لقبول ما يتربع به الناس من دمائهم وحفظ ذلك ؛ إلسعاف من

أو أولياء أمورهم حيتاج إليه من املسلمني ، على أن ال يأخذ البنك مقابال ماليا من املرضى ، عوضا عما يسعفهم به من الدماء ، وأال يتخذ ذلك وسيلة جتارية للكسب ، ملا يف ذلك من

) . 4(انظر مالحق البحث رقم ) . املصلحة العامة للمسلمني

قال ابن حجر عند كالمـه على هذا احلديث )218()فاستوىف منه ومل يعطه أجرا .)220(حلر يعين منع بيع ا)219()واستقر اإلمجاع على املنع : ( وأما علماء هذا العصر ومفكروه فقد تكلموا يف حكم التربع باألعضاء -

: فكانت آراؤهم على قولني : القول األول ويرى أصحابه عدم اجلواز

: فمنهم من تكلم عن تربع احلي وهم - 1إن التربع بالقرنية أو الكلية ، : (( عندما قال الشيخ أبو األعلى املودودي-

قف عند جمرد التربع ا ، بل ميكن أن تثبت أن أعضاء اإلنسان األخرى لن ي ومنافع أخرى ، فإذا فتح هذا تجمدية لغريه من الناس ، وقد تظهر استخداما

الباب فإن املسلم سوف توزع باقي أجزاء جسمه كليا كتربع ، وحينئذ لن يبقى )). )221(منه شيء يدفن يف القرب

اإلنسان ال ( يف حبثه بعنوان )222(ىل الشعراويكما يرى ذلك الشيخ متو - )ميلك جسده فكيف يتربع بأجزائه أو يبيعها

رواه البخاري يف كتاب البيوع باب إمث من باع حرا ، انظر خمتصر صحيح البخاري ، - )218(

، زين الدين أمحد بن عبد اللطيف الزبيدي ، ) اديث اجلامع الصحيح التجريد الصريح ألح( ).225ص/1ج) ( 1046(حتقيق إبراهيم بركه ، ومراجعة أمحد عرموش ، حديث رقم

فتح الباري شرح صحيح البخاري ، أمحد بن حجر العسقالين ، حقق األصل عبد العزيز - )219( ) 526ص/4ج(مد فؤاد عبد الباقي ، بن باز ، ورقم كتبها وأبواا وأحاديثها حم

حبث عن حكم بيع اآلدمي يف الفقه اإلسالمي ، حلسن على الشاذيل ، : لالستزادة ، انظر - )220( ) . 285ص/1ج/4ع(جملة جممع الفقه اإلسالمي

) .125-124(ص : مصطفى حممد الذهيب / كتاب نقل األعضاء بني الطب والدين - )221(اإلنسان ال ( مفسر معروف ، نشر حبثا بعنوان -رمحه اهللا–تويل الشعراوي الشيخ حممد م- )222(

اخلميس /226ع(، نشر يف جملة اللواء اإلسالمي ) ميلك جسده فكيف يتربع بأجزائه أو بيعها ) . 1407عام / شهر مجادى اآلخرة 27

ومن هنا يتبني : (( ، حيث يقول كما يرى ذلك الرأي حسن على الشاذىل -لنا أن حياة اإلنسان ، وأن أجزاء النفس اآلدمية ، هي مجيعها من حقوق اهللا

ال ميلك فيه اإلنسان تصرفا ، بيعا أو شراء أو تعاىل، وأن ما كان حقا هللا تعاىل فتربعا ، أو بعبارة أخرى ال جيري فيه عفو ، وال صلح ، وال إبراء ، وال بيع ، وال

. )223 ())شراء ، وال تربع )) .)224(ال يصح أن يتربع اإلنسان جبزء من أجزائه لغريه:(( وقال أيضا

فإنه يرى أنه ال فرق بني التربع والبيع ، ، وأما الشيخ حممد املختار السالمي- . )225(فهذا ال يتحقق إال ملن ميلك الشيء

: ومنهم من تكلم عن املسألة يف حكم التربع من أعضاء امليت - 2

: قال يف كتاب جمموع مقاالت وفتاوى -رمحه اهللا -وبه قال العالمة ابن باز إن يف : باألعضاء وقال بعضهم وقد وقع اخلالف بني العلماء يف جواز التربع(

ذلك مصلحة لألحياء؛ لكثرة أمراض الكلى ، وهذا فيه نظر ، واألقرب عندي أنه ؛ وألن يف ذلك تالعبا بأعضاء امليت وامتهانا له )226(ال جيوز ، للحديث املذكور

انتفاع (حبث بعنوان ) 322ص/ هـ1/1408ج/4ع( انظر جملة جممع الفقه اإلسالمي - )223(

) . اإلنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حيا أو ميتا ) . 388ص( املرجع السابق - )224( ) .465ص/ هـ1/1408ج/4ع( انظر جملة جممع الفقه اإلسالمي -) 225(رواه أبو داوود يف باب يف احلفار جيد ) كسر عظم امليت ككسره حي ( : احلديث هو - )226(

كان ، انظر سنن أيب دود أليب داود سليمان بن األشعث السجستاين العظم هل يتنكب ذلك امل، و ) 212ص/3ج) (3207( األزدي ، حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد ، حديث رقم، وسنن البيهقي ) 437ص/7ج(صحيح بن حبان ، حممد بن حبان ، حتقيق شعيب األرنؤوط ،

ق حممد عبد القادر عطا، رواه موقوفا على الكربى ، أمحد بن احلسني بن علي بن موسى ، حتقي ) . 58ص/4ج) ( 870(عائشة رضي اهللا عنها ، برقم

، والورثة قد يطمعون يف املال ، وال يبالون حبرمة امليت ، والورثة ال يرثون عندما سئل عن ما إذا -رمحه اهللا–وقال أيضا ) إمنا يرثون ماله فقط جسمه، و

األرجح أنه ال جيوز : ( أوصى املتوىف بالتربع بأعضائه ، هل تنفذ الوصية ؟ فقال .)227 ())تنفيذها ؛ ملا تقدم ، ولو أوصى ، ألن جسمه ليس ملكا له

فيها توقف ؛ ألن عندي: (( فقال ويف إجابة أخرى توقف الشيخ يف املسألةاملسلم حمترم ، وتقطيع أعضائه فيه ضرر ، والنيب صلى اهللا عليه وسلم قال

فأنا عندي توقف يف شرائها ويف التربع ا ، )) كسر عظم امليت ككسره حيا ((نعم يل : توقف وليس حترميا ؟ فأجاب الشيخ يرمحه اهللا : فسأله السائل قائال

م أجازوا ذلك ؛ للمصلحة ؛ وألا تكون ترابا بعد توقف فيها ، بعض أهل العلالدفن ، والبعض منهم توقفوا يف ذلك ، وأنا من املتوقفني يف جـواز هذا

)).)228(األمروأما انتهاك حرمته ((:علي يؤيد عدم اجلواز حيث يقول وآدم عبد اهللا-قبيل ذلك بقطع عضو من أعضائه ؛ جلعلها قطع غيار لغريه ، فليس من -امليت_

جمموع فتاوى ومقاالت متنوعة ، عبد العزيز بن عبد اهللا بن باز ، مجع وترتيب حممد بن - )227(

وقد أجاز الشيخ يف نفس الفتاوى أخذ األعضاء من الكفار ) . 364ص/13ج(سعد الشويعر ، وبناء على ( .... - يف جوابه على سؤال عن حكم كسر عظم امليت الكافر –ل رمحه اهللا فقا

ذلك جيوز أخذ األعضاء من املتوىف احلريب ، أما املعاهد والذمي املستأمن فال ؛ ألن أجسادهم أنظر كتاب جمموع فتاوى ومقاالت متنوعة ، عبد العزيز بن عبد اهللا بن باز ، مجع ( حمترمة ، وقد وقع الشيخ على قرار امع الفقهي )) ) 362ص/13ج( حممد بن سعد الشويعر وترتيب

هـ بشأن موضوع زراعة األعضاء ، وقد أجاز القرار 1405يف دورته الثامنة عام )1رقم(التربع والزرع ، ومل يتحفظ الشيخ رمحه اهللا على القرار أو يتوقف ، كما توقف يف قرار اهليئة

. هـ بشأن زراعة القرنية 6/11/1402 يف99املوقر رقم حممد . جمموعة فتاوى ومقاالت متنوعة ، للشيخ عبد العزيز بن باز رمحه اهللا مجع وترتيب د-)228(

) . 40ص/8ج: ( بن سعد الشويعر

يعين ما أباحه العلماء من شق بطن احلامل ، وشق بطن امليت ؛ إلخراج ما –يف -ابتلعه من مال ، والتشريح للمجين عليه إلثبات اجلرمية وغريه فال أجد

وجها إلباحة ذلك مطلقا ، ال بوصيته حال حياته ، وال بإذن -نظري القاصر رض على االضطرار باجلوع غري صحيح أقاربه بعد موته ، وقياس االضطرار بامل

)) .)229(لوجـود الفرق بينهما وممن تكلم يف هذه املسألة أيضا ورأى عدم جواز التربع باألعضاء من -

، )231(، الشيخ عقيل العقيلي) 230(رجب بيوض التميمي: أعضاء احلي أو امليت ، وعبد اهللا )233( ، وحممد برهان السنبهلي)232(وعبد السالم السكري

و غالب ما استدل به هؤالء ، ما . )235( ، وحسن هاشم السقاف)234(الغماري : يلي

إعداد فضيلة ) انتفاع اإلنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حيا أو ميتا ( انظر حبث بعنوان - )229(

)425ص/ هـ1/1408ج/4ع(هللا علي ، جملة جممع الفقه اإلسالمي الشيخ آدم عبد ا )468ص( املرجع السابق - )230(: عقيـل بن أمحـد العقيـلي .... / حكم نقل األعضـاء يف الفقه اإلسالمي وحـكم -) 231(

) . 121-115( ص 104ري صعبدالسالم السك.نقل وزراعة األعضاء اآلدمية من منظور إسالمي ، د: انظر - )232(

املسائل الطبية املستجدة يف ضوء الشريعة :حممد عبد اجلواد حجازي النتشه يف كتابه : نقال عن ) .176ص/2ج: (اإلسالمية

، حممد برهان ) حكم الشريعة اإلسالمية يف زرع األعضاء اإلنسانية (حبث : انظر - )233(: عبد اجلواد حجازي النتشه يف كتابه حممد : ، نقال عن 67قضايا فقهية معاصرة ص(السنبهلي

) . 176ص/2ج: (املسائل الطبية املستجدة يف ضوء الشريعة اإلسالمية

أحكام اجلراحة الطبية واآلثار : حممد بن حممد املختار الشنقيطي يف كتابه : نقال عن - )234(

) .354ص(املترتبة عليها ، أحكام اجلراحة الطبية واآلثار : الشنقيطي يف كتابه حممد بن حممد املختار : نقال عن - )235(

) . 354ص(املترتبة عليها ،

أن اإلنسان ال ميلك جسده فكيف يتربع به ؟ ، بل هو من حق اهللا -1 . تعاىل

مستدلني حبديث عائشة عن النيب . أن حرمة امليت كحرمة احلي -2 )236()كسر عظم امليت ككسره حيا ( صلى اهللا عليه وسلم قال

يف ذلك تالعبا بأعضاء اإلنسان وامتهانا هلا وقد كرمها اهللا ، أن -3 مستدلني بقوله تعاىل

⌧ )237(

أن التربع ال فرق بينه وبني البيع ، فما جاز هبته جاز بيعه ، ومل يقل -4أحد جبواز بيع أعضاء اآلدمي ، بل اإلمجاع على حرمة بيعه أو بيع

. - كما سبق -ء منه ، وقد جاء التحرمي ببيع احلر وأكل مثنه أجزاأن اجلسم ليس ملكا للورثة ، فهم ال يرثونه ، بل يرثون ماله ، أما -5

جسد امليت فإن الشريعة املطهرة ، جاءت بأحكام واضحة وجلية ، فعلى األمة أن تتوىل تغسيله وتكفينه ، والصالة عليه ودفنه ، وذلك

. بني املسلمني على الكفاية : القول الثاين ويرى أصحابه اجلواز

، وانظر ) 437ص/7ج( صحيح بن حبان ، حممد بن حبان ، حتقيق شعيب األرنؤوط ، - )236(

سنن البيهقي الكربى ، أمحد بن احلسني بن علي بن موسى ، حتقيق حممد عبد القادر عطا ، ورواه أبو داوود ) ، ) 58ص/4ج) ( 6870(ائشة رضي اهللا عنها ، برقم رواه موقفا على ع

، سنن أيب دود أليب داود 3207يف باب يف احلفار جيد العظم هل يتنكب ذلك املكان برقم سليمان بن األشعث السجستاين األزدي ، حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد ،

).212ص/3ج( .) 70(آيه رقم اإلسراء سورة–) 237(

وهو ما أفتت به اهليئة املوقرة ، وعليه كل من رأى جواز النقل من إنسان إىل .)238(الشيخ عبد الرمحن السعديإنسان ، وممن قال به ،

يف إجابة على سؤال عن - حفظه اهللا -فقد قال وفضيلة الشيخ ابن جربين - عضوا من أعضائه التالفة ، بعضو من كافر خارج البالد ، حكم من استبدل

ال بأس عليه إن شاء اهللا ، ولو كانت من غري مسلم ، فإن اإلنسان إمنا : (( قالكلف بعقله وروحه ، ففي يوم القيامة تعاد األعضاء إىل أرباا وتنال الثواب

.) 239())والعقابفإذا علمنا رضا صاحب العضو ( :(فقد قال وأما الشيخ عبد اهللا البسام ، -

املرتوع منه، وموافقته يف حال هو متصرف بنفسه ، وعلمنا ضرورة املريض إىل ..ذلك العضو، وقال األطباء الكبار الثقاة أنه يف اإلمكان

إىل قوله علمنا من النصوص الكرمية ومن القواعد الشرعية العامة ، أن الشرع متضرر ، من نقله منه كثريا ، إىل إنسان آخر الشريف يبيح نقل عضو إنسان غري

. )240()) يف ضرورة ماسة إىل ذلك العضو ، وإنه عمل مباح ال إمث فيه وال حرجوشرط إذنه أو إذن ورثته ، ألن : ((حيث يقول والشيخ بكر أبو زيد ، -

رعاية كرامته حق مقرر له يف الشرع ، فال ينتهك إال بإذنه ، فهو حق موروث فاعلم أن األصل : (، ويقول يف موضع آخر) لبة من الوارث يف حد قاذفه كاملطا

) .325-320ص) (1( انظر الفتاوى السعدية ، لعبد الرمحن السعدي ، سؤال رقم - )238(األحكام والفتاوى الشرعية لكثري من املسائل الطبية ، على بن سليمان الرميخان ، : انظر - )239(

) . 896عدد(، وانظر جملة اليمامة )141ص(راجعه وقدمه عبد العزيز بن حممد السدحان ، زراعة أعضاء اإلنسان يف (، حبث بعنوان ) 19ص/هـ 1/1408ع( جملة امع الفقهي - )240(

. ، لعبد اهللا بن عبد الرمحن البسام ) جسم اإلنسان

)واهلبة ملنفعة حي بسد ضرورته. يكون بطريق التربع - أيضا–لذلك البذل )241(.

، مع أنه ال يرى جواز األخذ من احلي ، فإنه أما الشيخ أمحد فهمي أبو سنة-الذي ينقدح :( ها إىل آخر يقول عن أخذ أجزاء من جسم اإلنسان احلي ، ونقل

عندي أنه ال جيوز األخذ أصال ، إال أن يكون شيئا يسريا ، ال تضعف بسببه ؛ وذلك ألن اإلنسان ما - بالشروط اليت ذكرناها يف الدم -الصحة ، كاجللد

، إال أنه ...) دام حيا ال يستغين يف حياته العادية القوية عن أي عضو من أعضائه تربع باألعضاء بعد املوت أو أن يتربع ا أولياء امليت ، فيقول عن يرى جواز ال

الذي يظهر يل أن ذلك : (نقل أجزاء من جسم إنسان ميت إىل آخر للعالج أن يأذن من سيؤخذ منه العضو قبل موته ، وهو بالغ -:جائز بثالثة شروط

يقينية ، أن يتعني عاقل خمتار ، أو يأذن أولياؤه بعد موته ، أن تكون فائدة العالج .)242()ذلك العالج

يترتب على هذا الذي أوضحناه ، أن : (( وحممد سعيد البوطي حيث يقول -لإلنسان أن يتنازل عن أي جزء من أجزاء جسده ، أو دمه إلنسان آخر ، ذي حياة حمترمة مشرف على اهلالك ، إذا قرر طبيبان عدالن أن زرع العضو ، أو

حياته من اهلالك ، وميتعه حبياة سليمة ، وأن اقتطاعه من اجلزء يف جسده ينقذ ، هذا يف )) جسم األول ، ال يسبب هالكه بل يظل متمتعا حبياة مستقرة سليمة

وبناء على هذا ، وملا كان : (حال احلياة ، أما بالنسبة ملا بعد الوفاة فقد قال م ، وحبيث لو انقطاع جزء من امليت خمال بكرامته ، من حيث هو إنسان مكر

( حبث بعنوان ) 183ص/ هـ1/1408ج/4ع(جملة جممع الفقه اإلسالمي : انظر - )241(

. عبد اهللا أبو زيد لبكر بن ) التشريح اجلثماين والنقل والتعويض اإلنساين حكم العالج بنقل دم اإلنسان أو نقل ( ، حبث بعنوان ) 26-25ص ( جملة امع الفقهي - )242(

. ، ألمحد فهمي أبو سنة ) أعضاء أو أجزا منها

كان حيا لكان له حق املنع ، ورعايته لكرامته ، وحق اإلذن إيثارا وإسقاطا حلظه وال - إىل ورثته ، فإن شاءوا منعوا - بسبب موته -فإن النظر يف هذا يؤول –

وإن شاءوا جتاوزوا حقهم ، ومسحوا باقتطاع عضو أو -سلطان عليهم من أحد )243() اقتضت الضرورة إسعافهجزء من مورثهم ؛ إلسعاف من

بأن اإليصاء بعضو من : ومما تقدم خنلص إىل القول : (( وخليل امليس يقول -

األعضاء يف حال احلياة على أن يفصل من املوصي بعد الوفاة لينتفع به آخر تتوقف حياته عليه ، أو حياول دون فقدان حاسة من حواسه كالعني أو سواها ال

)) .)244(يعة حتول دون مشروعيتهنرى أن قواعد الشرفإنه مييل إىل هذا الرأي ، ولكنه يشترط مجلة من الضوابط، أما وهبة الزحيلي -

منها مبدأ التعاون على الرب والتقوى ، ومبدأ الضرورة الشرعية ، وأن النقل ينبغي .أال يكون إال يف حاالت ضرورية جدا ، تتوافر فيها ضوابط الضرورة الشرعية

فإذا توافرت هذه الضوابط ، ومت ذلك على أساس التربع ، وكان : (( يقول مث . )245())ذلك ضمن قيود مشددة ، عندئذ ال أرى مانعا من هذا

حيث رجح القول جبواز نقل األعضاء اآلدمية من والشيخ حممد الشنقيطي - .)246(احلي وامليت ،ولكن بشرط أن يكون املنقول منه كافرا

انتفاع ( حبث بعنوان ) 183ص/ هـ1/1408ج/4ع( انظر جملة جممع الفقه اإلسالمي - )243(

، حممد سعيد رمضان البوطي ) ر حيا أو ميتا اإلنسان بأعضاء جسم إنسان آخوانظر قضايا فقهية معاصرة ، حملمد سعيد البوطي ، الطبعة اخلامسة ، ) 203/209ص(

) . 128-109ص/1ج(هـ ، مكتبة الفاريايب ، دمشق ، 1414 ) . 403ص( املرجع السابق - )244(انتفاع اإلنسان بأعضاء جسم يف مناقشان الس ملوضوع ) 461ص( املرجع السابق - )245(

. إنسان آخر حيا كان أو ميتا

وعلى هذا جيوز استعمال أعضاء : (( فإنه يقول يف حبثه اهللا موسىوأما عبد - ..امليت يف معاجلة احلي

غري أن استعمال عضو من أعضاء امليت ، أو انتزاع شيء من : إىل أن قال وذكر منها أن يتربع امليت بعضوه حال .. جسده يكون على أحوال ثالثة

)) .)247( احلالة من إمضاء تربعه فال مانع يف هذه: مث قال بعد ذلك.. حياته حممد )248( الشيخ جاد احلق علي جاد احلق وقال بذلك أيضا كل من-

، )251( ، وأمحد هريدي)250( ، حسن مأمون)249(خاطر : و غالب ما أستدل به هؤالء-

. و الضرورة هلا أحكامها . أن الضرورات تبيح احملظورات -1 فال تنتهك إال بإذنه ، كما أن كرامة املسلم حق مقرر له يف الشرع ، -2

أن له العفو عمن اعتدى عليه ، أو جىن عليه جناية ، وكذلك الورثة، فكما أن هلم احلق يف العفو عن القصاص وغريه ، فلهم احلق يف اإلذن

. بأخذ عضو من أعضاء ميتهم أن حرمة احلي ومصلحته مقدمه على حرمة امليت ، مستدلني جبواز -3

امل املتوفاة ؛ الستخراج اجلنني احلي ، وكذلك شق شق بطن املرأة احل

: حممد بن حممد املختار الشنقيطي / أحكام اجلراحة الطبية واآلثار املترتبة عليها - )246(

) . 389ص( ) . 204ص : (عبد اهللا إبراهيم موسى / املسئولية اجلسدية يف اإلسالم : كتاب - )247( ) .106ص ( اهللا موسى يف كتابه املسئولية اجلسدية يف اإلسالم ، نقل ذلك عنه عبد- )248(( يف حبث بعنوان ) 105ص/ هـ1/1408ج/4ع( انظر جملة جممع الفقه اإلسالمي - )249(

) .انتفاع اإلنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حيا أو ميتا . حممد على البار ، انظر املرجع السابق نفس الصفحة : نقال عن - )250( . حممد على البار ، انظر املرجع السابق نفس الصفحة : نقال عن - )251(

بطن من ابتلع مال غريه ؛ الستخراجه منه ، وكذلك جواز أكل احلي .كما مر سابقا. املضطر من ميتة اآلدمي

أن كرامة اإلنسان مل تنتهك ومل متس إال بطيب خاطر منه ورضاه -4 . حال حياته ، أو موافقة أوليائه حال وفاته

دلوا مبا ورد عن بعض الفقهاء األولني ، من جواز وصل كما است -5 .)252(العظام بعظم إنسان ميت ، أو عظم حيوان طاهر أو جنس

ولو وصل عظمه : ( فقد قال – رمحه اهللا – ومن ذلك ما ورد عن النووي . )253()بنجس فمعذور ، وإال وجب نزعه إن مل خيف ضررا ظاهرا

:الراجح يف املسألةلنماذج من آراء القائلني جبواز التربع بعضو أو جزئه إىل مسلم ، بعد هذه ا

والقائلني بعدم اجلواز ، ويف اية قول كل فريق ملخص ملا استدل به كل منهما وهي حكم التربع باألعضاء حال احلياة أو بعد : فإن املتأمل يف هذه املسألة

لصعوبة مبكان أن يتبني له الوفاة ، وما جاء فيها من كالم أهل العلم ، ليجد من االرأي الراجح بسهولة ؛ وذلك لقوة أدلة كال الفريقني ؛ وألن احلال اليت آل إليها الطب يف احلاضر وما قد يؤول إليه من تطور يف املستقبل ، يستلزم التأين يف إصدار احلكم ، يف مثل هذه النوازل ألا حباجة إىل تأمل وطول تفكر ؛ ألن ما

احلال إليه يف حال إطالق األمر للناس باإلباحة ، وما قد حيصل يف ذلك قد تؤول من شفائهم يف سمن مفاسد قد يدفع مثنها الضعفاء ، وكبار السن واملرضى امليؤو

نظر األطباء ؛ ولضعف الرقابة على املستشفيات ، وخصوصا خارج هذه البالد

انتفاع ( حبث ) 104ص /هـ 1/1408ج/4ع ( انظر جملة جممع الفقه اإلسالمي - )252(

. حممد على البار : ، للدكتور ) اإلنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حيا أو ميتا ) . 13ص(ف النووي أبو زكريا ، حيي بن شر/ منهاج الطالبني - )253(

الناس الستعجال الوفـاة، املباركة ، مـما قد تتعرض بسببه ، الكثري من أراوح . وابتزاز الضعفاء - واألعمار بيد اهللا تعاىل -كل ذلك يدفع إىل ترجيح عدم اجلواز ، دفعا للضرورة املتوقعة، وسدا

.لذريعة املفسدة اليت قد تنجم عن هذا : وذلك لألسباب التالية

.)254()كسر عظم امليت ككسره حيا ( ورود النص يف حرمة امليت .1أن قواعد الشريعة اليت جاءت بإباحة احملظورات للضرورات ، جـاءت .2

باحترام املوتى ، وحفظ حقوقهم ، وهذه الشريعة املطهرة قد - أيضا –أحاطت املسلم املتوىف ، جبملة من األحكام اليت تدل داللة واضحة على حرمة امليت ، واحلفاظ على كرامته ، ومن ذلك تغسيله ، وتكفينه ،

الة عليه ، ودفنه ، ومن حقوق امليت بعد ثبوت موته ، اإلسراع يف والصأسرعوا باجلنـازة ، فإن تك : ( ؛ لقوله عليه الصالة والسالم )255(جتهيزه

صاحلـة فخري تقدموا إليه ، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن . )256()رقابكم

ال حتمد أنه قد جيين على الصحيح ، حبجة التربع لغريه ، فقد حيدث ما .3عقباه لذلك الصحيح ، الذي يأيت إىل املستشفى معافا من األمراض ،

. من هذا البحث ) 115( سبق خترجيه - )254(عبد الرمحن بن عبد اهللا الغيث ، تقدمي عبد اهللا بن عبد الرمحن / الوجازة يف جتهيز اجلنازة - )255(

) . 48ص ( اجلربين ، عنه ، ورواه مسلم)442ص/1ج /1252رقم ( رواه البخاري عن أيب هريرة حديث - )256(

، انظر ) 651ص/ 2ج / 944(أيضا كتاب اجلنائز ، باب اإلسراع باجلنازة ، حديث رقم ، ) 156ص/1ج) ( 669(حديث رقم : خمتصر صحيح البخاري ، لزين الدين أمحد الزبيدي

وانظر خمتصر صحيح مسلم ، لزكي الدين املنـذري ، حتقيق ، ناصر الدين األلبـاين ، حديث ) . 128ص) (470( رقـم

وبصحة جيدة ، مث ما أن يدخل غرفة العمليات ، والتخدير ، وجيري عليه مشرط اجلراح حىت حيدث له ما ال حتمد عقباه ، فكم من األخطار حتدق به

ة االقتصادية وهو يف هذه احلالة ، ولعل مما يستأنس به ما نشر يف جريدبأنه قد تويف أحد األطفال وهو يف صحة جيدة بسبب خطأ : السعودية

طيب، دون أدىن ذنب ، أو مرض حبجة أن والديه طلبوا منه أن يتربع ألخيه املصاب باللوكيما ، فكانت النتيجة أن مات الصحيح ، وبقي املريض،

املسكني ، والسبب خطأ طيب ويف غرفة العلميات ، فما ذنب هذا الطفل . )257(وقد بلي باملرض غريه

والناظر إىل حال كبار السن واملرضى من الوالدين وغريهم ، عند كثري .4من الناس يرى الزهد فيهم ، ويف متريضهم ، فكيف لو فتح هلؤالء الباب

.للتكسب والتزلف بأعضائهم أننا نعيش يف زمن قد قلت فيه األمانة ، وكثرت فيه اجلهالة ، وقل فيه .5

الورع ، والزهد ، واخلوف من عواقب األمور ، فلو فتح الباب حلدث ، حلدث استعجال على املوتى ، واستخفاف بأجساد الناس ، وتكسب ، إما بيعا أو تزلفا ألهل األموال وأصحاب اجلاه ، بأجساد املوتى املساكني من

.ضعاف النفوس ، وممن ال حيترمون ميتا وال أهال وال أقارب األمور كائنة بتقدير اهللا لكل إنسان من الصحة واملرض ، فال أن .6

تستباح حرمة ميت ، من أجل إنقاذ حياة شخص ، ليس له صلة به وال

هـ 25/8/1422 يف يوم السبت املوافق 2953 اخلرب نشرة جريدة االقتصادية يف عددها -)257(

عاما وسبق 22أنه يعمل يف اجلراحة منذ : ، وعلى الصفحة األوىل ، ونقلت عن اجلرح قوله أن حققت يف قضايا مماثلة ، إنه القدر وال نستطيع منعه ، وأعتقد أن إنكار اخلطأ ليس يف

) .جلميع صاحل ا

قرابة ، وال والء ، إال ألن أهله وذويه زهدوا فيه بعد وفاته أو نظروا .ملصلحة غريه واستباحوا حرمته

فى بالنقل والزرع من أن يف جثث الكفار غنية وسدا للحاجة ، فيكت .7 .جثث الكفار غري احملترمة كحرمة املسلم أو الذمي املعاهد

: مناقشة أقوال املخالفني أن من قال بتقدمي مصلحة احلي يف إنقاذ حياته ، على حق امليت يف احلفاظ .1

على حرمته وعدم انتهاكها ، جاء ذا االفتراض متناسيا أننا يف غنية عن لحتني ، ألن كل مصلحة مستقلة عن األخرى ، وليس مثة املقارنة بني املص

عالقة بني مسلم تويف ، أو على سرير املرض ، وقد يئس منه األطباء يف حدود علمهم ، وبني مريض يسعى أهله وذووه إىل إنقاذ حياته ، فما

وال عالقة لآلخر به ، هالعالقة بني املصلحتني ، فكل واحد منهما له شأن . بني املصلحتني وال وجه للربط

وأما االستدالل مبا نقل عن بعض الفقهاء األوائل ، من جواز وصل .2العظام بعظم إنسان ميت ، فإن الفقهاء مل يتكلموا عن متزيق جثة امليت ،

. واستخراج عظامه منه ، وإمنا كان احلديث عن االستفادة من العظمم حق التصرف فيه ، كما أن الورثة ال يرثون جسد امليت فكيف يكون هل .3

بالتربع واهلبة وغريها ، بل إن املقرر يف الشريعة أم يرثون ماله ، وأما جسده فليس هلم فيه حق ، بل إن من حقوقه عليهم إكرامه ، وذلك

. بتعجيل تغسيله والصالة عليه ودفنه ، وليس بابتذاله والتربع به اج اجلنني احلي من إن إباحة بعض الفقهاء لشق بطن احلامل ، الستخر .4

بطنها ، ال يكفي دليال ، فإن جسد األم كان وعاء لذلك اجلنني بل اجلنني جزء منه ، وهو امتداد ألمه وصدقة جارية هلا بدعائه وصالحه ، أما غريه

. فال عالقة له باملتوىف فكيف يقاس هذا مع ذاك

، فيه نكاية به أن شق بطن املتوىف الذي ابتلع مال اآلخرين الستخراجه منه .5على جرمه وابتالعه مال غريه ، فهو قد ارتكب ما يستحق معه انتهاك

. حرمته بعد موته على أنه ال جيوز قطع شيء من جسم )258(كما أن العلماء قد أمجعوا .6

.إنسان معصوم الدم ، لينتفع به إنسان مضطر شيء ال يرون جواز قطع - عدا بعض الشافعية -كما أن مجهور الفقهاء .7

من جسد اإلنسان احلي ليأكله عند االضطرار ، كل هذا صيانة للمعصوم وحرمته ، وبالنظر والتأمل جند أن االستفادة من أعضاء املتوفني قليل ، ويف

فتربع –شروط وظروف صعبة ، مما قد يفتح الباب لو قلنا جبواز التربع ا قبل وفام ، باألخذ من املتوفني دماغي-ذوي املريض أو كبري السن

املعتربة شرعا ، أو األخذ من امليؤوس منهم يف نظر الطب ، ينتج عنه فتح باب عظيم من الشر ، قد يستهان فيه بأبشار الناس وأجسادهم ، وهم على فراش املوت ، والشريعة جاءت بصيانة وحرمة املسلم حيا وميتا ، واهللا

. أعلمرنة بني رأي اهليئة وما صدر عن جممع ومن هذا العرض ميكن املقا : مقارنة

الفقه اإلسالمي مبكة وجممع الفقه اإلسالمي جبدة يف حكم التربع باألعضاء :وفق ما يلي

الصـادر )259( )99( تضمن قرار هيئة كبـار العلماء رقم : أوال -هـ جواز التربع باألعضاء وذلك باألكثرية فقد جاء 6/11/1406بتاريـخ

. 89 سبق الكالم عن األكل من امليت وأكل اإلنسان من نفسه ، يف مبحث سابق صـ- )258(

انظر جملة جممع الفقه . وأما كالم الفقهاء يف أكل املضطر من املعصوم ، فهو إمجاع على حرمته انتفاع اإلنسان بأعضاء جسم إنسان آخر ( حبث ) 276ص/ هـ 1/1408ج/4ع(اإلسالمي

. إعداد حسن على الشاذىل ) و ميتا يف الفقه اإلسالمي حيا أ

جواز نقل عضو أو جزئه ، من إنسان حي : فيه الس على أمجع: (فيه مسلم أو ذمي إىل نفسه ، إذا دعت احلاجة إليه ، وأمن اخلطر يف نزعه،

: ووافق الس باألكثرية على ) . وغلب على الظن جناح زرعه جواز نقل عضو أو جزئه من إنسان ميت ، إىل مسلم إذا اضطر إىل - 1

.يف نزعه ممن أخذ منه ، وغلب على الظن جناح زرعه ذلك، وأمنت الفتنة جـواز تربع اإلنسـان احلي ، بنقل عضو منـه أو جزئـه ، إىل مسلم - 2

.)260())مضطر إىل ذلك 4/08/88د) 1(تضمن قرار جممع الفقه اإلسالمي جبده يف قراره رقم : ثانيا -

تربع باألعضاء ، جواز ال: بشأن التربع باألعضاء : هـ 23/6/1408وتاريخ جيوز نقل عضو من ميت إىل حي ، : ( فقد جاء يف الفقرة األوىل منه ما نصه

تتوقف حياته على ذلك العضو ، أو تتوقف سالمة وظيفة أساسية فيه على ذلك، بشرط أن يأذن امليت أو ورثته بعد موته ، أو بشرط إذن وىل املسلمني إن كان

)261() لهاملتوىف جمهول اهلوية أو ال ورثة

تضمن قرار امع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة الصادر عــام : ثالثا -هـ ، على جواز التربع باألعضاء ، فقد جاء يف الفقرة األوىل منه ما 1405 . )262()أن يكون إعطاء العضو طوعا من املتربع دون إكراه : (نصه

هـ يف الدورة العشرين للهيئة املنعقدة يف 6/11/1402صادر بتاريخ ) 99( القرار رقم - )259(

). 5(انظر مالحق البحث ملحق رقم.الطائف ، رئيس اجللسة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رمحه اهللا ) . 4(ث ملحق رقم انظر القرار بنصه مالحق البح-)260() . 510-507ص/هـ 1/1408ج/4ع( انظر نص القرار يف جملة جممع الفقه اإلسالمي - )261(

) . 19(ومالحق البحث ملحق رقم ، وأيضا يف العد ) 41-39ص/هـ 1/1408ع( انظر نص القرار يف جملة امع الفقهي - )262(

) . 15(لبحث ملحق رقم ، ومالحق ا) 319-318ص (هـ 1417العاشر من نفس الة

: وباملقارنة بني القرارات الثالثة يتبني التايل -التربع بعضو أو جزئه ، إىل مسلم إذا إمجاع القرارات على جواز -1

اضطر إىل ذلك ، وأمنت الفتنة يف نزعه ممن أخذ منه ، وغلب على .الظن جناح زرعه

قرار اهليئة إىل مسلم : جاء حتفظ لدى بعض هذه القرارات ، ففي -2 . مضطر ، وأمنت الفتنة يف نزعه ، وغلب على الظن جناح زرعه

تتوقف حياته على ذلك العضو، : قرار جممع الفقه اإلسالمي جبدة ويف . بشرط إذن امليت أو ورثته بعد موته ، أو ويل األمر إذا كان جمهوال

أن يكون إعطاء : ويف قرار امع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة . العضو طوعا من املتربع دون إكراه

العلماء ، ويف جممع الفقه اإلسالمي قيد نقل العضو يف قرار هيئة كبار -3جبدة بأن يكون من ميت ، أما امع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة

. فلم يقيد باملوت بل جاء مطلقا

الفصل الثالث

بأحكام تشريح اجلثة ،القرارات اجلنائية الطبية املتعلقة :مباحث ةوفيه ثالث

لغرض التحقيق عن ؛التشريح : املبحث األول .دعوى جنائية

لغرض التحقق عن ؛ التشريح :املبحث الثاين . أمراض وبائية

للغرض العلمي تعلما ؛ التشريح : املبحث الثالث .وتعليما

بأحكام تشريح اجلثة القرارات اجلنائية الطبية املتعلقة

ية ، املتعلقة باحلدود مر معنا يف الفصلني املاضيني احلديث عن القرارات اجلنائ واحلديث عن القرارات اجلنائية الطبية املتعلقة – يف الفصل األول –والقصاص

، واحلديث يف هذا الفصل - يف الفصل الثاين –بنقل األعضاء ، والتربع ا ينتقل إىل موضوع له صلة مبا قبله ، لتعلقه جبسم اإلنسان والتدخل فيه ، من جهة

. أخرى لم له حرمته ، حال حياته وبعد وفاته ، وقد عظمت الشريعة وجسم املس

اإلسالمية املطهرة من شأن املسلم ، وحرمت املساس جبسمه حال حياته ، أو بعد .- كما مر معنا –وفاته بغري وجه حق

والطب بتطوره ، يزداد تدخله يف جسم اإلنسان ، حال حياته وبعد الوفاة ، جسم اإلنسان ، حال حياته وبعد وفاته ، أو بعد ومن ذلك تدخله يف تشريح

.موت الدماغ عن التشريح أنواعه – بإذن اهللا تعاىل –واحلديث يف هذا الفصل سوف يكون

وأحكامه ، وكالم أهل العلم عنه ، ولعلنا نقف اآلن مع رأي هيئة كبار العلماء 47ة رقم حول التشريح وأحكامه ، من خالل الوقوف على قرار اهليئة املوقر

. هـ 20/8/1396الصادر بتاريخ

) 47:(الرقم

:نص القراراحلمد هللا وحده وصلى اهللا وسلم على من ال نيب بعده حممد وعلى آله وصحبه ،

: وبعد ففي الدورة التاسعة لس هيئة كبار العلماء املنعقدة يف مدينة الطائف ، يف شهر

طاب معايل وزيـر العـدل ، هـ ، جرى اإلطالع على خ1396شعبان عام خـ املبين على خـطاب وكيـل وزارة اخلارجيـة رقـم /3231/2رقـم

هـ ، املشفوع به صورة مذكرة 6/8/1395 وتاريخ 34/1/2/13446/3السفارة املاليزية جبدة ، املتضمنة استفسارها عن رأي وموقف اململكة العربية

ميت مسلم ، وذلك ألغراض السعودية ، من إجراء عملية جراحية طبية على . مصاحل اخلدمات الطبية

كما جرى استعراض البحث املقدم يف ذلك ، من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية : واإلفتاء ، وظهر أن املوضوع ينقسم إىل ثالثة أقسام

. التشريح لغرض التحقق من دعوى جنائية : األول ائية ؛ لتتخذ على ضوئه التشريح لغرض التحقق من أمراض وب: الثاين

. االحتياطات الكفيلة بالوقاية منها . تعلما وتعليما : التشريح للغرض العلمي: الثالث

وبعد تداول الرأي واملناقشة ودراسة البحث املقدم من اللجنة ، املشار إليه أعاله : قرر الس ما يلي

أن يف إجازما حتقيقا : بالنسبة للقسمني األول والثاين ، فإن الس يرى (( ملصاحل كثرية ، يف جماالت األمن ، والعدل ، ووقاية اتمع من األمراض الوبائية ، ومفسدة انتهاك كرامة اجلثة املشرحة ، مغمورة يف جلب املصاحل ، الكثرية

والعامة املتحققة بذلك ، وإن الس ذا يقرر باإلمجاع إجازة التشريح هلذين . سواء كانت اجلثة املشرحة ، جثة معصوم أم ال الغرضني ،

وهو التشريح للغرض التعليمي ، فنظرا إىل أن : وأما بالنسبة للقسم الثالث الشريعة اإلسالمية قد جاءت بتحصيل املصاحل ، وتكثريها وبدرء املفاسد وتقليلها، وبارتكاب أدىن الضررين لتفويت أشدمها ، وإنه إذا تعارضت املصاحل أخذ بأرجحها ، وحيث أن تشريح غري اإلنسان ، من احليوان ال يغين عن تشريح اإلنسان ، وحيث إن يف التشريح مصاحل كثرية ، ظهرت يف التقدم العلمي ، يف

. جماالت الطب املختلفة فإن الس يرى جواز تشريح جثة اآلدمي يف اجلملة ، إال أنه نظرا إىل عناية

كرامة املسلم ، ميتا كعنايتها بكرامته حيا ، وذلك ملا روى الشريعة اإلسالمية بأمحد وأبو داوود وابن ماجد عن عائشة رضي اهللا عنها ، أن النيب صلى اهللا عليه

) . كسر عظم امليت ككسره حيا : ( وسلم قال ونظرا إىل أن التشريح فيه امتهان لكرامته ، وحيث إن الضرورة إىل ذلك منتفية ،

احلصول على جثث أموات غري معصومة ، فإن الس يرى االكتفاء بتيسريبتشريح مثل هذه اجلثث ، وعدم التعرض جلثث أموات معصومني ، واحلال ما

واهللا املوفق وصلى اهللا على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم ، هيئة . ذكر . )263())كبار العلماء

هـ وكانت الدورة برئاسة الشيخ حممد 20/8/1396صادر بتاريخ ) 47( القرار رقم -) 263(

) .2(انظر مالحق البحث امللحق رقم ، بن على احلركان

) التشريح ( : مصطلحات القرارش ر ح الشرح الكشف ، تقول شرح الغامض أي فسره ، : مادة :لغة

وبابه قطع ، ومنه تشريح اللحم ، والقطعة منه شرحية ، وكل مسني من اللحم ممتد فهو شرحية ، و شريح ، و شرح اهللا صدره لإلسالم فانشرح ، وبابه أيضا

)264(قطعفتح أجزاء : لإلنسان هو تقطيع اللحم إىل شرائح رقيقة وبالنسبة :واصطالحا

من جسمه ، للوصول إىل هدف جنائي أو علمي ، أو كشف أثر وبائي ، وال .يكون إال بواسطة املختصني حىت ال تضيع حرمة املسلم امليت

شرح الشرح و التشريح قطع اللحم عن العضو : (( قال يف لسان العرب شرحة و شرحية ، وقيل قطعا، وقيل قطع اللحم على العظم قطعا ، والقطعة منه

الشرحة من الظباء الذي جياء به : القطعة من اللحم املرققة، ابن مشيل : الشرحية خذ لنا شرحة من الظباء ، وهو حلم مشروح ، : يابسا كما هو مل يقدد ، يقال

حنو من التشريح ، وهو ترقيق البضعة من : وقد شرحته و شرحته ، والتصفيفقته ، مث يلقى على اجلمر ، و الشرح الكشف ، يقال اللحم حىت يشف من ر

بينها ، و شرح الشيء : أي أوضحه ، و شرح مسألة مشكلة : شرح فالن أمره فتحه وبينه وكشفه ، وكل ما فتح من اجلواهر فقد : يشرحه شرحا و شرحه

شرحت الغامض إذا فسرته ، ومنه تشريح اللحم قال : شرح أيضا ، تقول م قد أكلت كبدا وإنفحه مث ادخرت آلية مشرحه وكل مسني من ك: الراجز

اللحم ممتد فهو شرحية و شريح ، وشرح اهللا صدره لقبول اخلري ، يشرحه شرحا ☺ : فانشرح وسعه لقبول احلق فاتسع ، ويف التنـزيل

) . 140ص( حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي ، / خمتار الصحاح - )264 (

أكان األنبياء يشرحون إىل الدنيا مع : يث احلسن قال له عطاء، ويف حد )265(نعم إن هللا ترائـك يف خلقه ، أراد كـانوا ينبسطون : علمهم برم ؟ فقال له

.) 266())إليها ويشرحون صدورهم ويرغبـون يف اقتنائها

فالشرح الكشف تقول شرحت الغامض ومنه (( :وقال يف تفسري القرطيب مث – استشهد ببيت الرجز السابق الذي جاء به ابن منظور مث–تشريح اللحم

. ) 267())والقطعة منه شرحية وكل مسني من اللحم ممتد فهو شرحية : قال وينقسم التشريح من حيث الغرض منه إىل ثالثة أقسام كما مر ذلك يف نص

: القرار وهي . التشريح لألغراض الطبية -1 . التشريح لألغراض اجلنائية -2 . )268(لتشريح لألغراض التعليميةا -3

.- بإذن اهللا تعاىل-وسنعرض لتعريف كل قسم عند احلديث عنه يف مبحثه

.) 125(آية رقم نعام سورة األ–) 265( ) . 497ص / 2ج ( حممد بن مكرم بن منظور ، / لسان العرب - )266(حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح القرطيب ، حتقيق أمحد / تفسري اجلامع ألحكام القرآن -)267(

) .81ص/ 7ج(عبد العليم الربدوين ، ، ) 41ص / 4ع ( انظر جملة البحوث اإلسالمية ، حبث اللجنة الدئمة للبحوث العلمية -) 268(

) .12ص / 2ج ( وأنظر أحباث هيئة كبار العلماء نفس البحث

يف حرمة املسلم ووجوب تكرميه حيا وميتا: مبحث قبل الدخول يف مباحث هذا الفصل ، حيسن بنا احلديث يف مبحث مستقل عـن

ع الوجوه ، وتكرمي الشريعة لـه وصيانة شريعة اإلسالم له من مجي حرمة املسلم ، .يف حياته وبعد وفاته

دينه ، ونفسه، وعقله، وعرضه ، : جـاء اإلسالم باحتـرام املسلم يف ، فال جيوز التعدي عليه حبال ، يف شيء من هذه املصاحل ، ولقد )269(وماله

حفظها الشرع لكل الناس خاصتهم وعامتهم ، ومل يفرق يف ذلك بني شريف غين وفقري ، أو ذي سلطان وجاه ، وغريه فالناس يف هذه املصاحل ووضيع ، أو

. اخلمس متساوون يف احلرمة ، وحق الصيانة واحلفظ مسعت رسول اهللا صلى اهللا عليه : قال - رضي اهللا عنه –فعن سعيد بن زيد

من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، : ( وسلم يقول ، فأمهية هذه )270()دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل

: الضرورات اخلمس تربز باختصار فيما يلي فالدين هو أعلى املصاحل اليت جاءت الشريعة حبفظها ومحايتها ، :الدين -أوال

وعدم التعدي عليها ، فهو يتلقى من لدن حكيم خبري ، ويؤخذ من هادي عليه وسلم ، ويستفىت يف أمـور الدين أهـل العلم ، البشرية صلى اهللا

العاملـون بعلمهم ، وجـاء التحرمي الشديد فيمن تكلم على اهللا بغري علـم ، ☺ ⌧

⌧

من هذا البحث ، ومن العلماء من جعلها ستا كالسبكي الذي زادها النسل ، 27 انظر صـ-)269(

. وشيخ اإلسالم ابن تيمية جيعلها غري حمصورة حممد بن عيسى / رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، انظر سنن الترمذي - )270(

) .30ص / 4ج ( الترمذي،

)271( .

األول : ويلزم اإلمام عشرة أشياء (( : جاء يف كشاف القناع قال البهويت -حفظ الدين على األصول اليت أمجع عليها سلف األمة ، فإن زاغ ذو شبهة عنه

خذه مبا يلزمه من احلقوق ؛ ليكون الدين حمروسا من أجة وبين له باحل .)272())اخللل

: واملتأمل للشريعة املطهرة جيد أن الدين حمفوظ من وجوه عديدة منها فقد حفظ بالقرآن ، وهو املصدر األول، : احلفظ يف مصادر التلقي -1

هابذة هلذا الدين ج-تعاىل–وحفظ بالسنة وهي املصدر الثاين ، وقيض اهللا . واملتون ، وأمضوا جل أوقام يف خدمة العلم دالعلماء ، فحفظوا األساني

. يف تعلمه والعمل به وحىت تعليمه للناس احلفظ بالتحذير من القول على اهللا بال علم ، كما يف آية األعراف -2

أن رسول – رضي اهللا عنه –السابقة وغريها ، وكما يف حديث أيب هريرة من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من : ( ه وسلم قال صلى اهللا علي

.)273()النـار احلفظ بالتحذير من كتمان العلم ، وضرورة إظهاره ، وبيانه للناس -3

⌧

☺

) . 33( آية رقم األعراف سورة - )271( ) . 160ص / 6ج ( منصور بن يونس بن إدريس البهويت ، / كشاف القناع -)272(،حديث رقم ) باب تغليظ الكذب على رسول اهللا صلة اهللا عليه وسلم ( رواه مسلم ، يف -) 273(

) .10ص /1ج) (3(

⌧

، ويف )274( : ( احلديث عن عبد اهللا بن عمرو أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال

.)275()من كتـم علما أجلمه اهللا يوم القيامة بلجـام من نار يه ، والدليل على هذا ، ما األمر بتعلمه واحلث على ذلك والترغيب ف -4

قدم رجل من : رتبه اهللا من الثواب لطالب العلم ، فعن قيس بن كثري قال: ما أقدمك يا أخي ؟ فقال : وهو بدمشق فقال ءاملدينة على أيب الدردا

أما : حديث بلغين أنك حتدثه عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال . ال : أما قدمت لتجارة ؟ قال : ل قا. ال : جئت حلاجة غري هذا ؟ قال

فإين مسعت : قال . نعم : ما جئت إال يف طلب هذا احلديث ؟ قال : قالمن سلك طريقا يبتغي فيه علما، : (رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول

سلك اهللا له طريقا إىل اجلنة ، وإن املالئكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب حىت ، ر له من يف السماوات ومن يف األرضالعلم ، وإن العامل ليستغف

احليتان يف املاء ، وفضل العامل على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة األنبياء ، إن األنبياء مل يورثوا دينارا وال درمها،

)276()إمنا ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ حبظ وافر هذه الشريعة ، بأن جعلها مهيمنة -اىل سبحانه وتع– لقد حفظ اهللا -5

على مجيع الشرائع إىل يوم القيامة ، فال يقبل من أحد بعد بزوغ نور

) . 187( آية رقم آل عمرانة سور-)274(، ورواه بن أيب شيبة ) 298ص/1ج) (96( رواه ابن حبان يف صحيحة ، حديث رقم -) 275(

) . 316ص/5ج) (26454(يف مصنفة ، حديث رقم ص / 3ج ( ، ورواه أبو داوود ) 2682رقم / 48ص / 5ج ( رواه الترمذي -) 276(

) .3641الرقم / 317

، دين غري اإلسالم ، اإلسالم

⌧

)277(

ا يلبس على الناس دينهم ، أو يشككهم فيه ، أو يشوش عليهم تعاليمه ، وكل م

جاءت الشريعة بالنهي عنه ، واألمر بضده ، وهو لزوم مجاعة املسلمني ، وأخذ وهم أهل العلم الدين من مصادره األصلية ، وأخذ األحكام من أهلها ،

والراسخون فيه ،

:و قال تعاىل )278(

⌦

☺

)279(

وغريها من اآليات الدالة على سؤال العلماء وأخذ العلم منهم ، والكالم يف هذا . ظاهر للعيان، ومما يعرف من الدين بالضرورة

جاءت أحكام الشريعة حبماية النفس ، واحلرص على إحاطتها : النفس -ثانيا ن بسياج من األحكام ؛ كل ذلك محاية ومنعة هلا ، بل شرع اإلسالم الدفاع ع

النفس ، ولو كلف ذلك أن لك النفس املعتدية ومتوت، فقد شرع قتل القاتل بالقصاص يف اجلروح ، املعتدي على غريه ، وقتل الصائل ، وجاءت الشريعة

) .85( آية رقم رانآل عمسورة -)277( .) 43(آية رقم النحل سورة - )278( .) 83(آيه رقم النساء سورة –) 279(

:قال تعاىل

☺

⌧

وقال تعاىل ، )280( ☺ ⌧: ⌧

فإن دماءكم ( : عليه وسلموقال صلى اهللا )281(

وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، يف شهركم هذا ، يف كسر عظم امليت : ( ، وقال صلى اهللا عليه وسلم )282()احلديث ..بلدكم هذا

، واآليات واألحاديث يف حرمة االعتداء على النفس أكثر )283()ككسره حي .من أن حتصر

: بن آدم وفضله على سائر خلقه قال تعاىل بل لقد كرم اهللا ا ⌧ ⌧

.) 93(آية رقم النساء سورة –) 280( . ) 45(آية رقم املائدة سورة - )281(، ورواه مسلم ، حديث ) 1599ص/4ج) ( 4144( حديث ( رواه البخاري - )282(

. ن هذا البحث م) 61(، وأنظر صـ) 1306ص/2ج) (1679(/ ، وانظر سنن البيهقي الكربى ) 437ص/7ج(حممد بن حبان ، / صحيح بن حبان - )283(

، برقم -رضي اهللا عنها-أمحد بن احلسني بن علي بن موسى ، رواه موقوفا على عائشة ورواه أبو داوود يف باب يف احلفار جيد العظم هل يتنكب ذلك ) 58ص/4ج) ( 6870(

) .212ص/3ج(سليمان بن األشعث السجستاين ، / ، سنن أيب دود 3207رقم املكان ب

☺

⌧ )284( .

فظ العقل ، وشرعت يف ذلك شرائع ، عدة ، جاءت الشريعة حب: العقل -ثالثا فحرمت كل ما يفسد العقل أو يشينه ، فحفظت العقل من مفسداته ، و هي

: على نوعني وهي أن يتلقى العقل تصوره عن األمور الغيبية ، : املفسدات املعنوية -1

قتصادي والسياسي واألفكار املتعلقة بتوجيه نشاطه االجتماعي ، واال من غري منهج اهللا سبحانه -إضافة إىل اجلانب التعبدي -واألخالقي

. )285(وتعاىلفلم تترك هذه الشريعة العقل دون ضوابط وحدود يلزمه الوقوف عندها، وعدم جتاوزها ، بل يلزمه االستنارة بنور هذه الشريعة يف تفسريه لظواهر

حداث ، عديدة ، وفهم ما يدور حوله ، وما حيدث له يف هذه احلياة من أ . وغريها

اسم - مجيعا -كتناول املسكرات ، اليت يشملها : املفسدات احلسية -2 ) 286()كل مسكر حرام(قال صلى اهللا عليه وسلم .اخلمر

. هو كل ما خيامر العقل ، ويسيطر عليه ، وحيوله من حالة إىل حالة : واخلمر : العرض -رابعا

.) 70(آية رقم اإلسراء سورة –) 284( ) 114ص ( اإلسالم وضروريات احلياة ، عبد اهللا بن أمحد قاري ، -) 285(، ومسلم ) 1579ص/4ج) (4088برقم ( رواه البخاري من حديث أبو موسى األشعري -)286(

) 1733(ربة ، باب بيان أن كل مسكر مخر وكل مخر حرام ، حديث رقم ، كتاب األش ) . 1586ص/3ج(

املراد بالعرض الشرف واألصل أن " ض ، لقد جاءت الشريعة املطهرة حبفظ العر ")287(املؤمن مصون شرفه ال جيوز تناوله مبا يقدح فيه

: ولقد أحاطت الشريعة املطهرة عرض املسلم بسياجات عديدة منها .حرمة الغيبة والنميمة بني املسلمني -1 .حرمة السخرية باآلخرين ومهزهم وملزهم -2 . د مرتكبها حرمة القذف فجعلته من الكبائر اليت حي -3

. وهذا ظاهر ملن تأمله

) .102ص (اإلسالم وضرورات احلياة ، عبد اهللا قادري ، - )287(

: املال -خامسا جاءت الشريعة باألمر حبفظ املال ، وبينت أمهيته ، ودعت إلنفاقه يف وجوه اخلري، وحرصت على التحذير من التعدي على أموال اآلخرين ، بل لقد

ولقد حضت املؤمنني على . قضت بقطع يد السارق ، كل هذا حفظا لألموال رضي اهللا -فظ أمواهلم ، والدفاع عنها ، فقد ورد عن عبد اهللا بن عمرو ح

من قتل دون (: يقول - صلى اهللا عليه وسلم -مسعت النيب : قال -عنهما )288()ماله فهو شهيد

هذه بعض اجلوانب اليت يتضح من خالهلا عناية الشريعة باملسلم ، كما أن -ء اهللا له دون سائر املخلوقـات ، وتسخري اإلسالم جاء بتكرميه ، واصطفا

الكـون خلـدمتـه ،

☺ ☺

☺ ⌧ )289(

و

☺

877ص / 2ج) ( 2348( حملمد بن إمساعيل البخاري ، حديث رقم / صحيح البخاري -)288(

( ) .29(آية رقم البقرة سورة -)289(

⌧ )290( .

القـرآن الكـرمي بالتصريح بتكرمي بين آدم وجعله خليفة يف بل لقد جـاء ⌧ األرض ،

⌧

☺

:تعاىل قال و، ) 291( ⌧

☺ ⌧

⌧ ⌧ ☺

☺

)292( وال أدل على هذا التكرمي ، واالستخالف يف األرض ، من إرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، وتسخري املالئكة، حلفظ هذا اإلنسان ، وكتابة أعماله

، وإحصائها

⌧

)293(.

) .13-12(آية رقم اجلاثية ة سور-)290(

) . 70( آية رقم اإلسراء سورة -)291( .) 30( آية رقم البقرة سورة –) 292( ) .11( آية رقم الرعد سورة -)293(

:مي بعد الوفاة التكر-كما كرمت الشريعة املسلم يف حياته ، فقد جاءت بتكرميه والعناية به بعد وفاته،

بني الرسول صلى اهللا عليه وسلم حرمة املسلم امليت ، بل لقد سواها حبرمة إذكسر عظم :( قال صلى اهللا عليه وسلم- كما مر يف الفصل السابق -احلي

. )294()امليت ككسره حي وجعلت لذلك ، ميوت املسلم حثت الشريعة على سرعة تغسيله وتكفينه وحني

فضال ومزية ، وعند ما يدفن املسلم ويوارى يف قربه ، فإن له حرمته واعتباره يف الشريعة املطهرة ، حرمت املشي على القرب ، أو اجللوس عليه أو أن يوطأ عليه ،

: ل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قـا: قال -رضي اهللا عنه- فعن أيب هريرةألن جيلس أحدكم على مجرة فتحرق ثيابه فتخلص إىل جلـده خيـر له من (

)295()أن جيلـس على قرب وهذه التشريعات وغريها دالة مبا ال يدع جماال للشك ، على عناية اإلسالم

، وبعد وفاته، باملسلم يف مجيع شؤونه ، ومنها عنايتها به يف جسده ، حال حياته . وهو جثة هامدة

والتشريح تعد على امليت ، وانتهاك حلرمته ، ومتثيل بتلك اجلثة ، اليت جاءت - الشريعة بالعناية ا واحترامها ، ومهما يكن من املصاحل اليت نسعى ملراعاا ،

واألخذ ا وحنن ننتهك هذه احلرمة ، فيجب أن نتساءل هل هذه املصاحل تفوق .ح ، على ما جاءت به الشريعة من العناية باملسلم امليت ؟ وترج

. 115 سبق خترجيه صـ-)294( رواه مسلم ، من حديث أيب هريرة ، كتاب اجلنائز ، باب النهي عن اجللوس على القرب -) 295(

) .667ص / 2ج / 971ث رقم حدي( والصالة عليه ،

بوجه حق ، فإن األصل هو احترام املسلم امليت ، وعدم التعدي على جسده إالوال ينقل من األصل إال بدليل أو مصلحة راجحة ، ولعل هذا يتضح من خالل

. مباحث هذا الفصل إن من قواعد : (( واإلفتاء جاء يف حبث اللجنة الدائمة للبحوث العلمية-

الشريعة الكلية ، ومقاصدها العامة ، أا إذا تعارضت مصلحتان قدم أقوامها ، وإذا تعارضت مفسدتان ، ارتكب أخفهما تفاديا ألشدمها ، ومسألة التشريح داخلة يف هذه القاعدة على كل حال ، فإن مصلحة حرمة امليت سواء كان

ألمة واملتهم عند االشتباه، ارضت مع مصلحة أولياء امليت ، ومسلما أو ذميا ، تعافقد ينتهي األمر بالتشريح والتحقيق مع املتهم ، إىل إثبات اجلناية ، ويف ذلك حفظ حلق أولياء امليت ، وإعانة لويل األمر على ضبط األمن ، وردع من تسول

ر بثبوت موته موتا له نفسه ارتكاب مثل هذا اجلرمية اخلفية ، وقد ينتهي األمعاديا ، ويف ذلك براءة املتهم ، كما أن يف التشريح املرضي ، معرفة ما إذا كان هناك وباء ، ومعرفة وضعه ونوعه ، فيتقى شره بوسائل الوقاية املناسبة ، ويف هذا احملافظة على نفوس األحياء، واحلد من أسباب األمراض ، وقد حثت الشريعة

مراض ، وعلى التداوي مما أصاا ، ويف هذا مصلحة لألمة على الوقاية من األوحمافظة على سالمتها وإنقاذها مما خيشى أن يصيبها ، جريا على ما اقتضت به

. سنة اهللا شرعا وقدرا ويف تعريف الطالب تركيب اجلسم وأعضائه الظاهرة واألجهزة الباطنة

ى ذلك عمليا وتعريفهم ومواضيعها وحجمها صحيحة ومريضة ، وتدريبهم علمصاحل كثرية : )296(إىل قوهلم ...- يف هذا وغريه –بإصاباا وطرق عالجها

تعود على األمة باخلري العميم ، فإذا تعارضت مصلحة احملافظة على حرمة امليت،

.أي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء -) 296(

املصاحل نظر العلماء أي املصلحتني أرجح قدم أقوامها فبين علي ذلك مع هذه . )297())احلكم منعا أو إباحة

. )64-63ص / 2ج( أحباث هيئة كبار العلماء باململكة العربية السعودية ، - )297(

تشريح اجلثة-

: التأصيل - ، )298( كالم عن التشريح-حسب ما اطلعت عليه-مل يرد يف كتب الفقه

ولكن حتدثت كتب الفقه عن انتهاك حرمة امليت يف بعض املسائل ، كاستخراج اجلنني احلي من بطن املرأة املتوفاة ، وكأكل املضطر من حلم اإلنسان امليت ،

ا ابتلع مال غريه يف حياته الستخراجه ، وقد سبق احلديث عن وشق بطن امليت إذ .هذه املسائل يف الفصلني السابقني بشيء من التفصيل مبا يغين عن اإلعادة

إىل ثالثة أقسام كما بينا )299(والتشريح ينقسم من حيث اإلفادة منه أو سببه : ذكر يف السابق وفقا ملا جاء يف مربرات هيئة كبار العلماء اآلنف ال

. التشريح لألغراض الطبية -4 . التشريح لألغراض اجلنائية -5 . التشريح لألغراض التعليمية -6

والبد من الوقوف مع كالم املعاصرين حول كل قسم على حده ، ليتضح . احلكم ، فيها مفصال

) . 164 ، 163( زهري السباعي ، وحممد البار ، ص / انظر كتاب الطبيب أدبه وفقهه -)298(أنظر كتاب املسؤوليـة اجلسديـة يف اإلسـالم ، عبـداهللا إبراهيـم موسى ، لالستزادة -)299(

) .215 – 214(ص

ملا كان الفصل الثالث املتعلق بالقرارات اجلنائية الطبية ريح ، قد وزع حسب اخلطة إىل ثالثة املتعلقة بأحكام التش

فسوف نتكلم عن مباحث هذا الفصل تباعا نسأ اهللا )300(مباحث . تعاىل التوفيق والسداد فإىل أوىل مباحث هذا الفصل

املبحث األول التشريح لغرض التحقيق عن دعوى جنائية املهمات األمن ضرورة من ضرورات احلياة ، و ال حياة مستقرة بال أمن ، ومن أوىل

توفري األمن للناس ، يف مجيع أمورهم ، وخباصة حقهم يف العيش بأمان وسالم ، ولتوفري هذا حنتاج لرجال األمن ، وال بد من توفري األسباب اليت يستطيعون من خالهلا حتقيق أهدافهم ، لينعم الناس يف حيام وعيشهم بسالم ، ومن ذلك الطب

إىل كشف ما ال تتم معرفته إال به، ومن من الوصول الشرعي الذي يسخر لرجال األفما هو التشريح للغرض اجلنائي أو ...االشتباه يف سبب الوفاة ذلك التشريح عند

. التشريح اجلنائي التشريح لغرض :جاء يف حبث اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء -

عي بتشريح اجلثة عند يقوم الطبيب الشرأن : التحقيق عن دعوى جنائية ، هو االشتباه يف جرمية ؛ ليعرف ما إذا كانت الوفاة نتيجة اعتداء خبنق ، أو وخز ، أو ضرب مبحدد ، أو سقي سم ، أو غري ذلك من ألوان االعتداء ، فتثبت اجلرمية يف نفسها ، مث يبحث يف املتهم عن أمارات قد تصله باجلرمية ، أو تنتهي إىل اعترافه ا ،

هذا إثبات للحق واحلد من االعتداء ، وردع من تسول له نفسه أن يقتل خفية ، ويف أو بوسائل يرى فيها اخلالص من ضبطه وعقوبته ، وذا حتقن الدماء وحتفظ النفوس، ويعم األمن واالطمئنان ، وقد ينتهي التشريح بإثبات الوفاة بسبب عادي ال اعتداء

وذا تذهب الظنون واألوهام وخيلى .... فيه، أو باعتداء من الشخص على نفسه

)127( أنظر ص-) 300(

سبيل املتهم ، ورمبا يعثر على بعض اجلثة ، وبالبحث عن باقيها يعثر على أجزاء أخرى ، قد تكون منها وقد تكون من غريها ، فيعرف الطبيب الشرعي بالتشريح أوصاف كل جزء ومميزاته من حيث السن والذكورة واألنوثة، وطول العظام وقصرها

واص اجللد ، وما إىل ذلك، وقد يتوصل بذلك إىل أن األجزاء من جثة واحدة أو وخأكثر ، ورمبا انتهى األمر بالبحث واالستقصاء إىل نتيجة تعود على أولياء الدم خبري ،

. )301(وعلى األمة باألمن واالطمئنان .مل يرد هلذه املسألة ذكر يف كتب الفقه حسب ما وقفت عليه -ى اجلرائم وتتبع ارمني ، وكشف مالبسات الوفيات ، يستلزم القضاء عل -

االستفهام من املعتدى عليه ، إن كان حيا ومعرفة مالبسات اجلرمية اليت وقعت عليه .من هو حسبما يدعيه بقوله ، أو ما يديل به من أدلة

، عندها لكن عندما يكون املعتدى عليه قد فارق احلياة ، وال مثة دليل أو شاهد عيان حنتاج للكشف على جثة امليت ، وإن لزم األمر تشرحيها لدى أطباء متخصصني ؛ ليتبني سبب الوفاة ، ومالبساا ، فهل لنا يف هذه احلال التعدي على حرمة امليت بتشريح جثته ؛ لنتمكن من حتقيق العدالة ، وكشف ارمني ، وتطبيق أحكـام اهللا

. فيهم ؟ - جل وعال –ن حرمة اجلثة اليت جاءت ا الشريعة ، تقف مانعا دون التعرف على ما حدث أم أ

هلذا امليت ؟ أو ما الذي سبب له الوفاة ؟ ، فما احلكم يف مثل هذه املسائل ؟ ، اليت حنتاجها ، صيانة ألمن الناس ، وحتقيقا للعدالة ، وقمعا للمجرمني، وكشفا هلم ،

أو عم الناس باألمن ورغد العيش ، دون عبث عابث ، نيلتطبيق أحكام اهللا فيهم ، ل . إفساد جمرم ، أو انتقام حاقد

حبث بعنوان حكم تشريح جثة املسلم للجنة الدائمة للبحوث أحباث هيئة كبار العلماء ، -)301(

إلسـالميـة ، وأنظر البحث ذاته يف جملـة البـحوث ا ) 12ص / 2ج ( العلمية واإلفتاء ) .41ص / 4ع(

– حسب ما اطلعت عليه - اتفق كل من كتب يف هذه املسألة على اإلباحة - . ولنقف على شيء من أقواهلم

ذكر بعض أقوال أهل العلم والكتاب املعاصرين حول جواز التشريح ؛ - : عوى جنائية لغرض التحقيق عن د

يف إجابة عن سؤال عن حكم - رمحه اهللا -قال الشيخ عبدالعزيز بن باز - )302())إذا كان لعلـة فـال بـأس : (( قال: تشريح اجلنازة املشكوك يف قتلها

. أما ((... : وجاء يف فتوى للشيخ حسنني حممد خملوف رمحه اهللا قوله -

، ملعرفة سبب الوفاة وحتقيق التشريح ألغراض أخر كتشريح جثث القتلى ظروفها ومالبستها ، واالستدالل به على ثبوت اجلناية على القاتل أو نفيها عن متهم ، فال شبهة يف جوازه أيضا إذا توقف عليه الوصول إىل احلق يف أمر اجلناية، لألدلة الدالة على وجوب العدل يف األحكام ، حىت ال يظلم برئ وال يفلت من

. م أثيم العدل جمرإىل أن قال .... وكم كان التشريح فيصال بني حق وباطل ، وعدل وظلم ،

وهنا قد يثار حديث كرامة اإلنسان ، وما يف كشفه وتشرحيه من : رمحه اهللا هوان، فيظن جاهل أنه ال جيوز مهما كانت بواعثه ، ولكن بقليل من التأمل يف

رعية على رعاية املصاحل واملفاسد ، قواعد الشريعة ، يعلم أن مدار األحكام الشفما كان فيه مصلحة راجحة ، يؤمر به وما كان فيه مفسدة راجحة ينهى عنه ، فال شك أن املوازنة بني ما يف التشريح من هتك حرمة اجلثة ، وما له من مصلحة

حممد بن سـعد . جمموع فتاوى ومقاالت متنوعة البن باز ، مجع وترتيب وإشراف د-)302(

) . 367ص /13ج(الشويعر،

من العقاب ، وإثبات التهمة ءوإنقاذ الربي يف التطبيب والعالج وحتقيق العدالة303())رم اجلاين ، تنادي برجحان هذه املصاحل على تلك املفاسد على ا( .

تشريح جسم اإلنسان بسبب االعتداء عليه، (( :يقول مصطفى الذهيب و-حلفظ حقوقه وهذا يف صاحل املشرح جسمه ، بل واتمع بعد موافقة من له حق

، وكم برأ هذا ) بالتشريح اجلنائي (املوافقة الشرعية على ذلك ، وهذا ما يعرف التشريح ساحة متهم برئ ، أو أثبت التهمة على جمرم أثيم ، وهذا النوع أيضا

.)304())مباح بشرط عدالة املشرحني ، حىت تكون شهادم معتربة شرعا وقد ذهبنا إىل جواز ذلك يف (( : والشيخ حسن مأمون رمحه اهللا حيث يقول -

بل دفنهم يف مقابر الصدقة ، لتحقيق تشريح جثث املوتى ، ممن ال أهل هلم قمصلحة عامة راجحة للناس ، إحياء لنفوسهم أو عالجا ألمراضهم ، أو ملعرفة

.) 305())أسباب احلوادث اليت تقع عليهم جيوز تشريح امليت بالقيود املعتربة يف علم (( : والشيخ إبراهيم اليعقويب يقول-

وآثاره ، ومنشئه أو للتعليم الطب لكشف جرمية أو التعرف على نوعية مرض : بقدر الضرورة ، بال تعد وبالشروط التالية

. وجود الضرورة اليت يباح احلكم من أجلها -1 . التأكد من وجود هذه الضرورة حقيقة أو بغلبة الظن -2أن يعلم أو يغلب على الظن أنه لو مل يتداو ، أدى ذلك إىل املوت أو هالك -3

.عضو من األعضاء

حبث بعنوان حكم تشريح جثة املسلم للجنة الدائمة للبحوث أحباث هيئة كبار العلماء ، -)303(

ه يف جمـلـة البحـوث ، وانظر البحث ذات ) 13ص / 2ج ( العلمية واإلفتاء ).41ص / 4ع( اإلسـالميـة

) .11ص ( مصطفى الذهيب ، / نقل األعضاء بني الطب والدين -)304( ) .282ص ( حممد علي البار ، / املوقف الفقهي واألخالقي من قضية زرع األعضاء -)305(

ر التداوي يف مثل هذا العمل ، وذلك بأن ال يوجد نوع من أن ينحص -4 . التداوي املباح حيل حمل احملرم

.يشترط أن يعلم أو يغلب على ظنه وجود الشفاء ذا التداوي -5 .التأكد من موت من يراد نقل عينه أو قلبه أو كليته أو تشرحيه -6و تكون يشترط مجع كل الوسائل اليت تؤدي إىل جناح هذه العمليات أ -7

. مساعدة للطبيب واملريض على جناحها يشترط يف الطبيب أن ال يهمل شيئا من واجباته العلمية والشرعية -8

.واإلنسانية يشترط أن يبذل يف جناح مثل هذه العمليات حسب الوسائل املتوفرة لديه -9

. ما أمكنه من طاقة وجهد وبذل واعتناء وخدمة وتضحيةهذه األعضاء ماال يف مقابلتها ألنه ال جيوز يشترط أن ال يتناول صاحب -10

. بيع اإلنسان وال بيع عضو من أعضائه يشترط يف املنقول منه العني والكلية والقلب وغريه أو من يراد تشريح -11

جثته أن يكون أوال حربيا ألنه مهدر الدم ، أو يكون حمكوما عليه بالقتل النقل من غري هؤالء إال عند عدم ردة أو قصاصا أو جلرم آخر ، وال جيوز

مبن توفرت اتوافر واحد منهم ، فإذا مل يتوفر جاز النقل من امليت ويبدؤو . )306())فيه الشروط السابقة اليت ذكرناها يف املنقول منه

ويالحظ من الشروط اليت ساقها إبراهيم اليعقويب ، ربط املوضوع بالنقل من ه يف مقدمته كان عن تشريح امليت ؛ لكشف امليت ربطا قويا ، مع أن كالم

.جرمية أو التعرف على نوعية مرض وآثاره ، ومنشئه أو للتعليم بقدر الضرورة

ـم اليعقـويب ، شفاء التباريح واألدواء يف حـكم التشريـح ونقـل األعضـاء ، إبراهي- )306(

) .108-104ص(

التشريح لغرض التحقق عن أمراض وبائية:املبحث الثاين هذا القسم الثاين من أقسام التشريح ، وهو التشريح لغرض التحقيق عن

.أمراض وبائية ويف القسم الثاين : (( جنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء جاء يف حبث الل-

يعرف الطبيب املرض الذي سبب الوفاة ، وقد تكثر الوفاة بسبب : من التشريح هذا املرض ، وخيشى على األمة انتشار الوباء فيها، فيبلغ الطبيب أولياء األمور ،

. )307())ليقوموا مبا يلزم للحد من انتشار هذا أو القضاء عليهحكم التشريح لغرض التحقق عن أمراض وبائية:عنوان املسألة

.- حسب ما وقفت عليه - مل يرد هلذه املسألة ذكر يف كتب الفقه - لكن حثت الشريعة اإلسالمية ، على الوقاية من األمراض الوبائية ، فقد جاء -

حلذر ، ومن هذا من جانب ا. ) 308()فر من اذوم فرارك من األسد(يف احلديث جانب االتكال على اهللا سبحانه وتعاىل ، ألنه مسبب األسباب كما جاء يف هذا

، ويروى لعمر بن )309()ال عدوى وال طرية ويعجبين الفال (النص الكرمي أنه إذا انتشر املرض يف بلدة ى عن دخوهلا وعن اخلروج : اخلطاب رضي اهللا عنه

..) منها

حبث بعنوان حكم تشريح جثة املسلم للجنة الدائمة للبحوث أحباث هيئة كبار العلماء ، - )307(

، وأنظر البحث ذاته يف مـجلـة البـحوث اإلسـالمية ) 13ص / 2ج ( العلمية واإلفتاء ).41ص / 4ع(

قال رسول اهللا صلى اهللا عليه : عنه قالرضي اهللا جزء من حديث رواه البخاري عن أيب هريره -)308(

5380حديث رقم (، )ال عدوى وال طرية وال هامة وال نو وفر من اذوم كما تفر من األسد(وسلم ، وأورده صاحب كتاب نصب الراية ، لعبداهللا بن يوسف أبو حممد احلنفي ) 2158ص/5ج/

.)255ص/2ج(الزيلعي ، حتقيق حممد بن يوسف البنوري حديث رقم (و صحيح مسلم . احلديث السابق ( صحيح البخاري -)309(

) .وفر من اذوم فرارك من الأسد ( ومل يذكر فيه ) 1742ص/4ج/2220

مراض إذا أصابت أحدا من الناس ، تكون عرضة وما ذلك إال أن األوبئة واأللالنتقال إىل غريه من الناس ، والبد من معرفة أسباا ، اليت تنشأ عنها ، أو

بتشريح من تكون سببا يف انتشارها، وال ميكن التحقق من ذلك حتققا وافيا إالأصيب ذه األمراض ؛ إما لعالجه حال وفاته ؛ أو للكشف عن املرض

. باته؛ ليمكن إنتاج املضادات له ، فما احلكم يف التشريح هلذا الغرض ؟ ومسبمع أن احلاجة إليه ماسة جدا ، والفائدة منه حمصلة وثابتة ، وباألخص مع تطور

.الطب، تطورا ملحوظا من وجوه عديدة، يف املختربات، ويف األجهزة، وغريها حياة الناس ، وتطورت أساليب الوقاية وقد حبثها احملدثون ملا جدت األمور يف-

وجند اإلجازة من بعض الباحثني ، . من انتشار األمراض ، خوف العدوى منها . لتحقيق املصلحة املرجوة

وقد ((:يقول حسبما نقل عنه حممد البار -رمحه اهللا- فالشيخ حسن مأمون-بل دفنهم يف ذهبنا إىل جواز ذلك يف تشريح جثث املوتى ، ممن ال أهل هلم ق

مقابر الصدقة ، لتحقيق مصلحة عامه راجحة للناس ، إحياء لنفوسهم ؛ أو )310())عالجا ألمراضهم ؛ أو ملعرفـة أسبـاب احلـوادث اليت تقع عليهم

أجاز ذلك بقيود معتربة يف علم الطب ، كما ورد والشيخ إبراهيم اليعقويب - . )311(يف املبحث السابق

: فقد نقل اإلباحة بال خالف حيث يقول مد الذهيب أما الشيخ مصطفى حم-تشريح جسم اإلنسان ملعرفة مرضه أو للتدخل اجلراحي بغرض العالج وهو ((

161، وانظر صـ ) 282ص (حممد علي البار ، / املوقف الفقهي واألخالقي من قضية زرع األعضاء -)310(

. من هذا البحث ) .104ص( إبراهيم اليعقويب ، / دواء يف حكم التشريح ونقل األعضاء شفاء التربايح واأل -)311(

)) وهذا النوع مباح بال خالف بني العلماء ) التشريح العالجي ( ما يسمى )312(.

املبحث الثالث تعلما وتعليما : التشريح للغرض العلمي

يقوم :(( ما نصه اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتـاءحبث جـاء يف -الطالب بتشريح أجسام املوتى حتت إشراف األطباء؛ ملعرفة تركيب اجلسم وأعضائه الظاهرة ومفاصلها، ومعرفة أجهزته ومكان كل جهاز منها، ووظيفته وحجمه ومقاسه صحيحا أو مريضا، وعالمة مرضه وكيفية عالجه، وغري ذلك مما حيتاج إىل معرفته طالب كلية الطب، يف مراحل الدراسة للنهوض م علميا

–وقاية منها–وعمليا، وإعدادهم خلدمة األمة يف خمتلف اجلوانب الصحية وغريها هي الدواعي اليت دعت املسؤولني عامة، هذه. صا وعالجا هلايوتشخ

ى، وترخص للمسلمني وعلماء الطب خاصة إىل اإلقدام على تشريح جثث املوتمنهم يف ذلك، مع اعتقادهم حرمة املسلم، ومن يف حكمه ووجوب

.)313())تكرميهتعلما وتعليما:حكم التشريح للغرض العلمي:عنوان املسألة

. - حسب ما وقفت عليه - مل يرد هلذه املسألة ذكر يف كتب الفقه -

من هذا ) 61(، وص) 11ص (مصطفى حممد الذهيب ، / نقل األعضاء بني الطب والدين: انظر كتاب -)312(

. البحث

حبث بعنوان حكم تشريح جثة املسلم للجنة الدائمة للبحوث أحباث هيئة كبار العلماء ، -)313() 41ص / 4ع( ، وانظر جملة البـحوث اإلسـالميـة ) 13ص / 2ج ( واإلفتاء العلمية

.

ملعاصرون عن هذه وألمهية الطب وتطوره يف العصر احلاضر ، فقد تكلم ا-املسألة ، وألن الطب من العلوم املهمة ، واليت حتتاجها األمم ، بل إن سالمة

بعد توفيق اهللا –اتمع صحيا ورغد عيشهم ، ال يستقيم بدون أطبـاء مهرة ، يكافحون ما ينتشر من أمراض ، ويعاجلون ما يبتلى به الناس من تلك -تعاىل

بيب وحذقه ملهنة الطب والتطبيب ، ال تكون أو ال األمراض ، وإن مهارة الطتكمل ، إال مبعرفة أجزاء اجلسم البشري ، داخله وخارجه ، ومترنه على القطع ، والوصل ، والفتح والغلق ، يف جسم اآلدمي ، وأنى له تطبيق ذلك على األحياء ،

ى ذلك ، ومن هنا كان ال بد من تشريح الطبيب املتعلم ، جلثة آدمي ومترسه علقبل مباشرة الطب يف أجساد األحياء ، حرصا على سالمتهم ، وتعويدا للطبيب على مهنته ، ولكن كيف ميكن ذلك ؟ ، واإلسالم حرم املساس جبسد اآلدمي

وجثة املسلم املعصوم حمترمة ، وهلا حرمة -حيا أو ميتا ، دون مصلحة راجحة . ؟ -احلي ، كما ورد بذلك احلديث

تغلب مصلحة الطبيب يف تعلمه الطب ، وإفادة األمة بعلمه وعالجه فهللألمراض يف سد حاجة األمة عن االستعانة بغري املسلمني ؟ ، أم أن حرمة اجلثة وحقها يف عدم املساس ا ، يبقى على أصله ومننع الطبيب من أن يتعلم مهنته ،

عن طريق التشريح ؟ :رين يف املسألة على ثالثة أقوال وقد اختلفت آراء الفقهاء املعاص

ويرى أصحابه جواز تشريح اجلثة لغرض التعلم والتعليم:القول األولوهذا الرأي بين على تقدمي مصلحة األحياء على مصلحة املوتى، وأن مطلقا

مصلحة احلفاظ على حرمة امليت وكرامته، ال تقابل مبصلحة احلي املستفيد من ياته، أو يشفى من مرض أو عمى أو عاهة يف جسمه، التشريح والذي قد تنقذ ح

وأن الشريعة جاءت باملوازنة بني املصاحل واملفاسد، وتقدمي أعلى املصلحتني، وارتكاب أخف الضررين، وهذا كله موافق عندهم للقول جبواز التشريح، كما

سلم أم يرون يف تقدم الطب والتقدم العلمي الكبري يف جماالته، ما حيتم على املاإلفادة منه، وعدم التضييق على الناس، وعلى الذين قد ال يتقيدون ذه األحكام، واإلجازة جاءت من باب جلب املصلحة، وهذا من األمور التسهيلية، اليت مل

. ختالف نصا شرعيا

: ذكر من قال ذا الرأي بعد عرضة لشيء من األدلة ، على الشيخ حسنني خملوف حيث يقول -ومن : (( روعية ذلك تعلما وتعليما ، وأنه من فروض الكفاية علما وعمال مش

مقدمات فن الطب ، بل من مقوماته تشريح األجسام ، فال ميكن الطبيب أن يقوم بطب األجسام وعالج األمراض بأنواعها املختلفة ، إال إذا أحاط خربا

داخلة ، وأجزاءه املكونة بتشريح جسم اإلنسان علما وعمال ، وعرف أعضاءه اللبنيته واتصاالا ومواضعها وغري ذلك ، فهو من األمور اليت ال بد منها ملن يزاول الطب ، حىت يقوم مبا أوجب اهللا عليه ، من تطبيب املرضى وعالج األمراض ، وال مياري يف ذلك أحد ، وال يقال قد كان فيما سلف طب ، ومل يكن هناك

با بدائيا لعلة ظاهرة ، وكالمنا يف طب واف لشىت األمراض تشريح ؛ ألنه كان ط . والعلل ، والعلوم تتزايد ، والوسائل تكثر

وإذا كان شأن التشريح ما ذكر ، كان واجبا باألدلة اليت أوجبت تعلم الطب وتعليمه ، ومباشرته بالعمل على األمة ؛ لتقوم طائفة منها به ، فإن من القواعد

أن الشارع إذا أوجب شيئا يتضمن ذلك ، إجياب ما يتوقف عليه : األصولية )314()) إىل آخر فتواه رمحه اهللا .. ذلك الشيء

جثة املسلم للجنة الدائمة للبحوث تشريح بعنوان حكم حبث كبار العلماء، هيئة أحباث -)314(

البحوث،وأنظر البحث ذاته يف جملة )51-50ص/2ج(العلمية واإلفتاء . يف املبحث األول من هذا الفصل وقد ذكرت تتمة الفتوى ) .70ص/4ع(اإلسالمية

فال بأس بتشريح جثة معصوم الدم مطلقا للحاجة :((عبد اهللا موسى يقول - .)315()) العلمية

من نظر إىل أن التشريح : (( وهو قول الشيخ يوسف الدجوي حيث يقول -يكون ضروريا يف بعض الظروف ، كما إذا ام شخص باجلناية على آخر قد

وقد يربأ من التهمة عندما يظهر التشريح ، أن ذلك اآلخر غري جمين عليه، وقد جيين رجل على رجل ، مث يلقى بعد اجلناية عليه يف بئر ؛ بقصد إخفاء اجلرمية

ا يف التشريح من تقدم وضياع اجلناية إىل غري ذلك مما هو معروف ، فضال عمالعلم الذي تنتفع به اإلنسانية كلها ، وينقذ كثريا ممن أشفى على اهللكة ، أو أحاطت به اآلالم من كل نواحية فهو يأتيه املوت يف كل مكان ، وما هو مبيت

. إىل غري ذلك مما ال داعي لإلطالة فيه يسعه إال أن يفيت باجلواز من نظر إىل اإلمجال وما يتبعه من التفصيل ، مل: نقول

تقدميا للمصلحة الراجحة على املفسدة املرجوحة ، ومىت كان تشريح امليت ذا القصد ، مل يكن إهانة له وال منافيا إلكرامه ، على أن هذا أوىل بكثري فيما نراه ، مما قرره الفقهاء ونصوا عليه يف كتبهم ، من أن امليت إذا ابتلع ماال شق بطنه إلخراجه منه ، ولو كان ماال قليال ، ويقدره بعض املالكية بنصاب السرقة ، ربع

غري أنا نرى :إىل قوله ...دينار أو ثالثة دراهم ، وكالم الشافعية قريب من هذاأنه ال بد من االحتياط يف ذلك، حىت ال يتوسع فيه الناس بال مباالة، فليقتصر فيه

األطباء وأولوا األمر الذين يتولون ذلك، وليعلموا على قدر الضرورة، وليتق اهللا .)316()) أن الناقد بصري واملهيمن قدير، واهللا يتوىل هدى اجلميع واهللا أعلم

رسالة ما جستري ( أنظر كتاب املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم ، لعبد اهللا بن حممد موسى -) 315(

) .219( ص ) مطبوعة حبث بعنوان حكم تشريح جثة املسلم للجنة الدائمة للبحوث أحباث هيئة كبار العلماء ، -) 316(

). 41ص/4ع(البحث ذاته يف جملة البحوث اإلسالمية،وأنظر )13ص/2ج(العلمية واإلفتاء

أباح الشارع احلكيم للطبيب أن يعاجل جسم : (( والدكتور حممد البار يقول -جة واحلا(اإلنسان ، ويقتطع منه أجزاء إن دعت الضرورة أو احلاجة لذلك ،

كما أباح الشارع للطبيب أو املتعلم الطب أن ميارس ) . تنـزل مرتلة الضرورة . التشريح جلثة اإلنسان ، مىت ما كانت هناك حاجة لذلك

ومبا أن تعلم الطب ال يتم إال بتعلم التشريح ، ومبا أن الطب من فروض الكفاية ، )317())ح الفقهاء التشريح وهلذا أبا. فإن ما ال يقوم الواجب إال به يصبح واجبا

. ، ومفيت الديار املصرية عبد )318( وبه قال شيخ األزهر حسن حممد العطار-

).320( و إبراهيم اليعقويب)319(ايد سليمحممد سعيد رمضان :ونقل الشيخ حممد املختار الشنقيطي أن هذا رأي كل من .)321(البوطي، وحممود ناظم نسيمي ، وحممود على السرطاوي

كن تلخيص أدلة القائلني بإباحة تشريح اجلثة لغرض التعلم والتعليم يف ومي- : التايل استدلوا جبواز انتهاك حرمة امليت إذا ترتب عليها مصلحة عند بعض -1

: أهل العلم يف بعض املسائل وهى

وأنظر الفتوى يف كتاء شفاء التباريح واألدواء يف حكم التشريح ونقل األعضاء ، إبراهيم

) .95ص( اليعقويب ، ) .64ص ( املسؤولية الطبية وأخالقيات الطبيب ضمان الطبيب وإذن املريض ، -)317(

زهري السباعي ، وحممد على البار ، /ب أدبه وفقهه الطبيمؤلفا كتاب : كما قال - )318( ).164(ص

) 164( ، ص املرجع السابق -)319( ) .104ص( شفاء التباريح واألدواء يف حكم التشريح ونقل األعضاء ، إبراهيم اليعقويب ، -)320(

) 170 ص( أحكام اجلراحات الطبية واآلثار املترتبة عليها ، حممد حممد املختار الشنقيطي -)321(.

. استخراج اجلنني احلي من بطن املرأة املتوفاة -أ . أكل املضطر من حلم اإلنسان امليت -ب . شق بطن امليت إذا ابتلع مال غريه يف حياته ؛ الستخراجه -ج

.وقد سبق الكالم بشيء من التفصيل عن هذه املسائل يف الفصلني السابقني، )الضرورات تبيح احملظورات (استدلوا بقواعد الشريعة اإلسالمية مثل -2

جبواز ( ، و) إذا تعارضت املصلحتان قدمت املصلحة األرجح ( وأن ماال يتم الواجب إال (،و) أخف الضررين لتفويت أعالمها ارتكاب

) .به فهو واجب

ويف استدالهلم بأن ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب ، فحيث إن -3تعلم الطب واجب على الكفاية ؛ وذلك لسد حاجة األمة ؛ ولتستغين

يتم عن غريها من األمم ، وهذا ال يتم إال بتعلم األطباء وإفادم و ال .)322(إال بالتشريح

وقد اشترط بعض الباحثني بعض الشروط ليكون التشريح شرعيا ، - يتوقف احلكم :((ومباحا حسب ما أورده مصطفى الذهيب حيث يقول

: بشرعية التشريح على اجتماع عدة شروط ذكرها املبيحون يف كتبهم أمهها . التحقق من موت اإلنسان الذي سيجرى عليه التشريح -1أي موافقة امليت قبل وفاته على تشريح جثته ، : موافقة ذوي الشأن -2

أو موافقة أهله بعد مماته ، وميكن االستغناء عن الرضا يف حالة تشريح .الذين مل يتعرف على أهل هلم

.أن يتجرد الرضا بالتشريح من كل اعتبار مادي -3

. ) 13ص (، مصطفى الذهيب بتصرف / من كتاب نقل األعضاء بني الطب والدين - )322(

إن الضرورات إذا كانت احلاجة أو الضرورة هي اليت تبيح التشريح ، ف -4 . تقدر بقدرها ، فال جيوز أن يتجاوز الشيء املرخص به

وجود ضرورة تتطلب التشريح ؛ ألن الضرورة هي علة احلكم بإباحة -5

. )323())التشريح فتدور معها وجودا وعدما

من تشريح اجلثة ؛ لغرض التعلم والتعليم ويرى املنع :القول الثاين ناء عن هذا النوع من التشريح ، بأمور خترجه عن وهؤالء يرون أنه ميكن االستغ

احلاجة إليه ، وذا يرجع ألصل حرمة املسلم امليت ، فال تنتهك هذه احلرمة ، مع عدم وجود الضرورة اليت انتفت بانتفاء احلاجة ، وذلك بوجود البدائل اليت

.تفي بالغرض رى بعض الفقهاء وي: (( فقد جاء يف كتاب نقل األعضاء بني الطب والدين -

:أن هذا النوع من التشريح ميكن االستغناء عنه بأمور االكتفاء بالتشريح السابق الذي باشره األطباء السابقون ، وما كتبوه -1

عنه من أحباث ونتائج عملية مستفيضة ، وهو ما يعرف بعلم التشريح . وله أطالسه

ديو ، بل هناك التعلم والتدريب عن طريق مشاهدة دوائر التلفاز والفي -2جسم مركب يعطي خصائص اجلسم اإلنساين وعلى منطه، مصنوع

)أنا(من مواد خاصة لتعليم الطالب ، تشريح اجلسم اإلنساين ويسمى التعلم عن طريق املشاهدة واملساعدة واملباشرة ، يف إجراء العمليات -3

. اجلراحية املختلفة كما هو الواقع امللموس أحد ما حيدث يف غرف التشريح اخلاصة باملستشفيات وال خيفي على: مث قال

الدروس اخلصوصية ، مما قد جعل ) جمازر ( اجلامعية أو العامة ، وكذلك مشارح

) 14ص( قل األعضاء بني الطب والدين ، مصطفى حممد الذهيب ، ن-)323(

أن درء املفاسد مقدم على جلب ( بعض العلماء يقولون بالتحرمي من باب ب ، وهذا ما ذهب إليه مفيت الديار املصرية سابقا الشيخ حممد جني) ()املصاحل

وما نراه ونسمعه عن توسع بعض األطباء وغري األطباء يف مسألة . املطيعي تشريح املوتى ، بال مباالة لكرامة امليت ، وال مراقبة هللا تعاىل ، يدعونا إىل

.)325())االحتياط يف مسألة التشريح التعليمي ، وقصره على قدر الضرورة .)326(و بنحو هذا التعليل قال عقيل العقيلي -- الشيخ العريب بوعياد الطبخي ، والشيخ حممد : ذا القول قال كل من و

برهان الدين السنبهلي ، والشيخ حسن بن علي السقاف ، والشيخ حممد )327(ابن عبد الوهاب حبريي

ومما سبق يتبني أن أدلة القائلني بتحرمي تشريح اجلثة لغرض التعلم والتعليم : تتضح فيما يلي

كرم ابن آدم ، وأعال مكانته عن كثري مما خلق -جل وعال–إن اهللا -1 ⌧

⌧

☺ ⌧ )328( .

أن يكون األمر مباحا يف األصل ، مث : قاعدة سد الذارئع ال يصلح االستدالل ا ألا تعين -)324(

مفسدة يف بعض األمور مينع ، واحلديث هنا عن التشريح للغرض العلمي ، لكونه يفضي إىل . واحلكم فيه مل يتبني بعد فكيف يستدل على منعه ذه القاعدة

) .12– 11( نقل األعضاء بني الطب والدين ، ملصطفى حممد الذهيب ص - )325(ل بن أمحد العقيلي ، حكم نقل األعضاء يف الفقه اإلسالمي وجمموعة حبوث ، لعقي- )326(

).18(ص ) .170( نقل ذلك الشنقيطي يف رسالته أحكام اجلراحات الطبية واآلثار املترتبة عليها ، - )327( ) . 70( آية رقم اإلسراء سورة - )328(

، حيا وميتا وحبرمة املساس جبثته جاءت بتكرمي املسلم أن الشريعة املطهرة -2 .)329()كسر عظم امليت ككسره حيا :(-صلى اهللا عليه وسلم-قال كما

ال (، و)الضرر ال يزال بالضرر(استدلوا ببعض القواعد الشرعية ومنها -3 ). ضرر وال ضرار

يم ويرى جواز تشريح جثة الكافر دون املسلم يف التعل: القول الثالث .وهو رأى اهليئة املوقرة ، والتدريب

تعارضت وهؤالء مع تسليمهم بأمهية التشريح وأن احلاجة إليه قائمة ، وأنه إذااملصاحل قدمت األرجح ، وأن يف التشريح لغرض التعلم والتعليم ، مصاحل كثرية ظهرت يف التقدم العلمي ، يف جماالت الطب املختلفة ، ومع كوم يرون جواز

شريح جثة اآلدمي يف اجلملة إىل أم يرون قصر التشريح على جثث الكفار توغريهم من اجلثث غري املعصومه ؛ وذلك لكرامة املسلم ؛ وألن احلاجة منتفية

.بتيسر احلصول على جثث أموات غري معصومة

.من هذا البحث ) 116ص( سبق خترجيه ، انظر - )329(

: ذكر من قال ذا الرأي سؤال حول وجود حيث جاء يف إجابة على - رمحه اهللا - العالمة ابن باز

مكان للتشريح يف كلية الطب بالقاهرة ، وأن فيها جمموعا من األموات ، رجاال رمحه -ونساء وأطفاال ؛ لتشريح وتقطيع أجزائهم وذلك للعلم العملي ، فأجاب

إذا كان امليت معصوما يف حياته ، سواء كان مسلما أو كافرا ، : (( بقوله -اهللاامرأة ، فإنه ال جيوز تشرحيه ؛ ملا يف ذلك من اإلساءة إليه وسواء كان رجال أو

كسر : ( وانتهاك حرمته ، وقد ثبت عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ، أما إذا كان غري معصوم كاملرتد واحلريب ، فال أعلم ) عظم امليت ككسره حيا

. )330())حرجا يف تشرحيه للمصلحة الطبية واهللا سبحانه أعلم الذي يترجح يف نظري ، هو جواز تشريح : (( قال حيث وبه قال الشنقيطي -

: جثة الكافر دون املسلم وذلك ملا يلي ألن األصل عدم جواز التصرف يف جثة املسلم ، إال يف احلدود الشرعية :أوال

. املأذون ا ، والتشريح ليس منه ، فوجب البقاء على األصل املقتضي للمنع أن احلاجة إىل التشريح ميكن سدها جبثث الكفار ، فال جيوز العدول عنها :نيا ثا

. إىل جثث املسلمني ، لعظم حرمة املسلم عند اهللا ، حيا كان أو ميتا أن أدلة املنع ميكن ختصيصها باملسلم دون الكافر ، فال حرج يف إهانته :ثالثا

ملكان كفره ، كما

، قال اخلازن )331( ☺ .يف تفسريه أي من يذله اهللا فال يكرمه أحد

حممد بن سعد .ب وإشراف دابن باز ، مجع وترتي/ جمموع فتاوى ومقاالت متنوعة - )330(

.من هذا البحث 160وانظر صـ ) . 366-365ص / 13ج (الشويعر، ) .18( آية رقم احلج سورة - )331(

أن استدالل القائلني جبواز التشريح مطلقا بقياسه على نبش قرب امليت :رابعا ألخذ الكفن املغصوب مردود بكونه قياسا مع الفارق ، حيث إن هناك استرداد

.و الكفن املغصوب إلعادة احلق ألهله حق دفن مع هذا امليت وه أن تشريح جثة املسلم يعطل عن فعل كثري من الفروض املتعلقة ا بعد :خامسا

. )332())الوفاة ، من تغسيلها وتكفينها ، والصالة عليها ، ودفنها

وبالنظر والتأمل يف هذه االستدالالت ، والتأمل يف أقوال :القول الراجح يتبني أن األمر فيه تعارض قوي -ما سقنا شيئا منها يف السابق ك-القائلني ا

جدا ، ولعل حاجة الناس، والواقع الذي فرض نفسه ، وذلك بانتشار التشريح ، األول أو -يف كليات الطب ، وعموم البلوى به ، جند أن ترجيح أحد القولني

ول الثالث جيد أنه أسلم ولعل املتأمل يف الق على اآلخر بالغ الصعوبة ، -الثاين ، وأوىف بالغرض وأبعد عن احلرج ، وخباصة أن املسألة تتعلق جبثث األقوال

موتى ، وباألخص املعصومني ، كما أا تتعلق مبؤسسات تعليمية ، ال ميكن أن تستجيب وتغري من موقفها ، بالسهولة املتصورة، بل هو كما قال الشيخ

قول ضمن إجابته على سؤال عن حكم أخذ السعدي يف كالمه السابق حيث يألن أكثر الناس ال : ( ... جزء من جسد مسلم وتركيبه يف إنسان آخر

يستفتون وال يبالون ، وكثر ممن يستفيت إذا أفيت خبالف رغبته وهواه تركه ومل يلتزمه ، فالتسهيل عند تكافؤ األقوال خيفف الشر ، ويوجب أن يتماسك الناس

...) . )333(عف اإلميان وعدم الرغبة يف اخلريبعض التماسك لض

حممد بن حممد املختار الشنقيطي بن أمحد / أحكام اجلراحة الطبية واآلثار املترتبة عليها - )332(

) .177( مزيد، ص بعنوان حكم تشريح جثة املسلم للجنة الدائمة للبحوث حبث أحباث هيئة كبار العلماء ، -)333(

، وأنظر البحث ذاته يف مـجلة البحوث اإلسالميـة ، ) 61ص / 2ج ( العلمية واإلفتاء . من هذا البحث 162وانظر صـ) ص / 4ع(

الفصل الرابع

القرارات اجلنائية الطبية املتعلقة بتعامل األطباء مع املرضى : ويشتمل على مخسة مباحث هي

.حكم أخذ إذن املريض قبل إجراء أية عملية:املبحث األول

ركان حكم أخذ إذن الزوجني للتدخل الطيب فيما يشت: املبحث الثاين .فيه

: وفيه مطلبان حكم حتديد النسل واإلجهاض: املبحث الثالث حكم حتديد النسل: املطلب األول حكم اإلجهاض: املطلب الثاين

: حتويل األنثى إىل ذكر والعكس وفيه مطلبان:املبحث الرابع

.حكم من كملت فيه أعضاء ذكورته أو أعضاء أنوثته : املطلب األول

حكم من اجتمع يف أعضائه عالمات األنوثة والرجولة :لثايناملطلب ا

: حكم احلاالت امليؤوس منها عند األطباء وفيه مطلبني:املبحث اخلامس . حكم االستفادة من أعضاء املتوفني دماغيا لصاحل املرضى احملتاجني: املطلب األول

لرئتني يف احلـاالت حكم من أوقف تنفيذ إجراءات إنعاش القلب وا : املطلب الثاين .امليؤوس منها عند األطباء

متهيـد احلياة مليئة باحلوادث واألمراض ، واحلاجة للعالج والوقوف بني يدي األطباء واردة يف أي وقت ، وعافية اهللا خري ، وكم حيدث من تنازع عندما يدلف

أو يف املريض على الطبيب ، وخباصة يف احلاالت اليت مرضها خطري أو كبري ، اإلصابات بسبب احلوادث ، أو عند حاالت الوالدة وغريها ، حيدث االختالف بني ما يراه الطبيب أو يظنه يف صاحل املريض ، وما يعتقده املريض أو وليه أو يراه يف صاحله ، فالطبيب يرى أن من واجبه وأمانته أن يتدخل ، عندما يعتقد أن

قد يزعجه ذلك ، ويرى أن عدم تدخله ضروري والزم ، واملريض أو وليهالتدخل أوىل وأحرى بالصواب ، يف هذا املوقف من له احلق يف الفصل وإاء

. االختالف؟ أهو الطبيب املستأمن ؟ ، أم املريض ، أو وليه ؟ وكم يتنازع الزوجان ، ويرى كل واحد منهما أنه األحق باألمر فيما خيص

عمليات القيصرية وما يف حكمها من اجلنني، أو اإلجناب من عدمه ، أو الاإلجهاض وغريه ، فمن املسئول عن حتديد احلـاجة أو الفصل يف أمـر

. يشتركان فيه ؟ وعندما يولد الطفل وال تبدو عالمات ذكورته أو أنوثته واضحة احلكم ، فهل جترى له العمليات الالزمة للتحويل ؟ ، أم أن هذا من تغيري خلق اهللا ؟ ، وهل

. ز أن جترى له عملية للكشف عن حقيقة جنسه ؟ جيووموت الدماغ الذي حتدثنا عنه يف املبحث الثاين من الفصل الثاين ، وأرجأنا الكالم عنه إىل هذا الفصل ، سوف يكون الكالم فيه عن حكم من أوقف

. إجراءات إنعاش املريض ، حىت تويف هذا املريض ، فهل يضمن ؟ .ها مما سيتضح يف هذا الفصل بإذن اهللا تعاىل ولعل هذه األمور وغري

حكم أخذ إذن املريض قبل إجراء أية عملية له : املبحث األول التداوي تكلم عليه العلماء فمنهم من أباحه ومنهم من أوجبه وخاصة فيما ينتشر

من األمراض ، واملسلم مأمور بالتداوي من األمراض ، حيث ورد الدليل باألمر

شهدت األعراب يسألون النيب صلى : ( ، فعن أسامة بن شريك قال بالتداوي

عباد : أعلينا حرج يف كذا ؟ أعلينا حرج يف كذا ؟ فقال هلم : اهللا عليه وسلم

اهللا وضع اهللا احلرج ، إال من اقترض من عرض أخيه شيئا فذاك الذي حرج ،

تداووا عباد اهللا ، : ل قا. يا رسول اهللا هل علينا جناح أن ال نتداوى ؟ : فقالوا

: قالوا يا رسول اهللا . فإن اهللا سبحانه مل يضع داء إال وضع معه شفاء إال اهلرم

.)334()خلق حسن: قال . ما خري ما أعطي العبد ؟

فالتداوي يف أقل أحواله مستحب ، ولكن هل يلزم الطبيب بأخذ إذن املريض

ن اهللا تعاىل ، وذلك عند الوقوف هذا ما سيستوفيه هذا املبحث بإذ. لعالجه ؟

هـ 26/5/1404الصادر بتاريخ ) 119( رقم – املوقرة –على قرار اهليئة

بشأن ما يواجهه األطباء يف املستشفيات ، من عدم موافقة املرضى أو أوليائهم

. على إجراء بعض العمليات اجلراحية هلم ، فإىل قرار اهليئة بنصه

واللفظ له ، وابن حبان يف صحيحه برقم 1137ص/2 ج3436 رواه بن ماجه ، برقم - )334(

. 220ص / 4ج / 7430واحلاكم يف املستدرك برقم . 426ص/13ج / 6061

) 119 ( الرقماحلمدهللا وحده ، وصلى اهللا وسلم على من ال نيب بعده حممد (( :نص القرار

: وعلى آله وصحبه وبعد ففي الدورة الثالثة والعشرين لس هيئة كبار العلماء املنعقد يف مدينة الرياض من

هـ ، أطلع الس على كتاب صاحب 26/5/1404هـ حىت 17/5/1404م /4/1607قم اجلالله ، رئيس جملس الوزراء حفظه اهللا ر

هـ، ومشفوعـه ، خطاب معـايل وزيـر الصحـه رقـم 20/5/1404يفهـ ، بشأن ما يواجهه األطباء يف 14/3/1404 يف 1756/101/17

املستشفيات ، من عدم موافقة املرضى أو أوليائهم على إجراء بعض العمليات اسة اجلراحية هلم ، وما قد يترتب على ذلك من نتائج ، وقد رغب جاللته در

. املوضوع من مجيع جوانبه ، من قبل الس ، وبيان احلكم الشرعي فيه وبعد دراسة الس للموضوع، وتداول الرأي واملناقشة ، وتبادل وجهات النظر،

أنه ال جيوز إجراء عملية جراحية إال بإذن املريض، : فإن الس يقرر باإلمجاع مـرأة ، فإن مل يكن بالغـا البـالغ العاقـل ، سواء كان رجـال أم إ

وباهللا التوفيق ، وصلى اهللا على نبينا حممد وآله . عـاقـال ، فبـإذن وليه .)335())وصحبه وسلم

) عملية جراحية ، بالغ ، عاقل ، إذن املريض ( :مصطلحات القرار

: هي ) أو ما يسمى يف عرف األطباء اجلراحة الطبيـة ( :العملية اجلراحية ء جراحي بقصد إصالح عاهة ، أو رتق تمزق ، أو عطب ، أو بقصد إجرا((

، إفراغ صديد أو سائل مرضي آخر ، أو الستئصال عضو مريض أو شاذ

هـ، انظر مالحق البحث امللحق رقم 26/5/1404صادر بتاريخ ) 119( القرار رقم - )335(

)6.(

وبعض العمليات ال حيتاج إىل قطع اجللد ، بل تتم املعاجلة من خالل اجللد ، حتتاج إىل السليم، كإصالح الكسور ، غري أن الغالبية العظمى من العمليات

شق اجللد لكشف مكان العملية، كاستئصال الزائدة الدودية ، وجترى بعض . )336())العمليات بواسطة منظار ، كمنظار املثانة ومنظار القولون السيين

سن البلوغ وهو االنتهاء إىل أقصى املقصد واملنتهى ، مكانا كان أو :البالغ ، ورمبا يعبر به عن املشارفة عليه وإن مل ينته زمانا، أو أمرا من األمور املقدرة

. ويقصد به هنا بلوغ سن التكليف الشرعي . )337(إليه :وعالمة بلوغ الغلمان ثالثة اشياء : (( قال السفدي -

.نزول املين -1 .واالحتالم -2 . وبلوغ مخس عشرة سنة -3

باإلضافة ملا سبق احليض ، :وعالمة بلوغ اجلـارية مخسة أشيـاء . (338)))ملواحل

كما جاء يف كشاف ومن الفقهاء من أضاف لتلك العالمات نبات شعر العانه . ) 339()فإن شك يف بلوغ الصيب عول على شعر العانة : (القناع

شعر وحيصل البلوغ بإنزال املين أو نبات : (وقال بن تيميه رمحه اهللا تعاىل يف .)340()العانة اخلشن أو تتمة مخس عشرة سنة

، وانظر أحكام اجلراحة الطبية واآلثار املترتبة عليها ، ) 1422ص/ 10ج ( املوسوعة الطبية –)336(

. ) 39ص (حملمد املختار الشنقيطي ، ) .142ص(حتقيق حممد رضوان الدايه ،/ حممد عبدالؤف املناوي / كتاب التعاريف -) 337(

ج (على بن احلسني بن حممد السفدي ، حتقيق صالح الدين الناهي ، / فتاوى السفدي - (338) ) . 113 ص 1

) .50ص/2ج(منصور بن يونس بن غدريس البهويت ، / كشاف القناع -) 339(

هل يكون بعد : يف إجابة له عن صوم البنت–رمحه اهللا – وقال ابن باز -والبلوغ : ((اخلامسة عشر ، أو بعد جميئ احليض ، فكان مما جاء يف اإلجابة

بلوغ مخسة عشر ، أو نبات الشعر اخلشن حول : حيصل بأحد األمور التالية ولو كان سنها دون اخلامسة الفرج ، أو إنزال املين ، عن شهوة يقضة أو مناما ،

.)341())…عشر وبناء علي ذلك فإنه جيب عليها قضاء ما تركت : العقل

. ، ومنه عقال الدابة )342( املنع ، ملنعه صاحبه من العدول عن سواء السبيل:لغة )343())العقل احلجر والنهى ضد احلمق واجلمع عقول ((:جاء يف لسان العرب

. الذي حيبس نفسه ويردها : العاقل (( :لسان العرب بقوله والعاقل كما جاء يف

قد اعتقل لسانه إذا حبس ومنـع الكـالم و : عن هواها أخذا من قوهلم ما له معقول أي : املعقول ما تعقله بقلبك ، و املعقول العقل يقال

.)344())…عقلوسات أنه جوهر جمرد يدرك الغائبات بالوسائط ، واحملس (( :وقال اجلرجاين

. )345())باملشاهدة

) . 347ص/1ج(ال بن تيميه / فقه احملرر يف ال-) 340( جمموع فتاوى ومقاالت متنوعة ، عبد العزيز بن باز ، مجع وترتيب وإشراف الدكتور -)341(

) .174ص/15ج(حممد بن سعد الشويعر ، زكريا بن حممد بن زكريا األنصاري أبو حيي ، / احلدود األنيقة والتعريفات الدقيقة -(342)

) .67ص ( حتقيق مازن املبارك ، ) .485ص / 13ج ( ا بن منظور ، / لسان العرب - (343) ) .485ص/13ج ( ا بن منظور ، / لسان العرب - (344) ) .152ص (على اجلرجاين ، / كتاب التعريفات - (345)

التمييز الذي مييز اإلنسان عن سائر : العقل هو : (( وجاء يف حترير ألفاظ التنبيهواملعقول : قال . ماله معقول أي عقل : واملعقول العقل ، يقال : قال . احليوان

العقل ضد احلمق ، : ونقل عن صاحب احملكم قوله . أيضا ما تعقله بقلبك عقل يعقل عقال كضرب يضرب ضربا ، وعقل بضم القاف ومجعه عقول، و

أيضا فهو عاقل من قوم عقالء ، وعاقلة فعقله يعقله أي كان أعقل منه ، وعقل .)346())الشيء فهمه ، وقلب عقول فهم

غريزة يهيأ ا لدرك العلوم الشرعية والنظرية ، : (( عرف بأنه : واصطالحا )347())أنه نور يقذف يف القلب : ويقال

فمناط التكليف هو العقل ، وإذا سلب اهللا ما وهب ، سقط ما أوجب ، كما .هو معروف عند أهل العلم

الصيام والصالة : ودائما ما تبىن أحكام الشريعة يف وجوا على العقل ، مثل .واحلج وغريه ، بل إن العقل هو حمل التكليف ، فمىت فقد العقل زال التكليف

عن النائم حىت يستيقظ ، : رفع القلم عن ثالثة : ( ليه وسلم قال صلى اهللا ع .)348()وعن الصيب حىت حيتلم ، وعن انون حىت يعقل

ما يقابل ذهابه بنوم أو إغماء أو سكر وحنوه : والفقهاء يقصدون بالعقل- وهو ذهابه بالكلية أو ما يقابل اجلنون وحنوه وهو ذهاب نسيب.

حيي بن شرف بن مري النووي أبو زكريا ، حتقيق عبد الغين الدقر ، / حترير ألفاظ التنبيه - (346) ) .198ص (زكريا بن حممد بن زكريا األنصاري أبو حيي ، حتقيق / احلدود األنيقة والتعريفات الدقيقة - (347)

) .67ص ( مازن املبارك ، ، من ) 611ص/3ج (1423 رواه الترمذي يف سننه ، انظر جامع األصول حديث رقم - (348)

ص / 4ج / 4401حديث رقم (حديث على رضي اهللا عنه ، واللفظ له ، ورواه أبو داود انظر شرح ( ، وذكره النووي يف شرحه على صحيح مسلم وقال حديث صحيح ) 140

) .14ص / 8ج (النووي على صحيح مسلم ،

به موافقته ، على التدخل الطيب لعالجه إن كان ذا أهلية، ويقصد:إذن املريض . أو موافقة وليه إذا كان فاقد األهلية

حكم أخذ إذن املريض قبل إجراء أية عملية :عنوان املسألة

له

: رأي اهليئة و العلماء السابقني يف املسألة -ابق ، أنه ال جيوز ترى اهليئة املوقرة كما يف القرار الس:رأي اهليئة املوقرة

إجراء عملية جراحية ، إال بإذن املريض البالغ العاقل ، سواء كان رجال أم . امرأة ، فإن مل يكن بالغا عاقال فبإذن وليه

. نص القرار األدلة اليت استدلت ا هلذا القراريف مل تورد اهليئة املوقرة - : اهليئة من املتقدمني التعليالت اليت استشهد ا املطابق رأيهم رأي -

. كالم العلماء ، حول إكراه املريض على الدواء ، هـل يكـره أم ال ؟ : فمن العلماء الذين ال يرون إكراه املريض على الدواء

و يكره إكراهه أي املريض ، على الدواء والطعام (( : اهليتمي حيث يقول -لكنه )) يطعمهم ويسقيهم حلديث ال تكرهوا مرضاكم على الطعام ، فإن اهللا

)349())ضعيف ولذلك كان املعتمد أن ذلك خالف السنة ال مكروه : قال عليه ، أي - أي املريض -ويكره إكراهه (( : وحممد الشربيين الذي يقول -

التداوي باستعمال الدواء ، وكذا إكراهه على الطعام كما يف اموع ؛ ملا يف )350())ذلك من التشويش عليه

ويستحب أن ال يكره املريض على الدواء (( : و ابن شرف النووي يقول - )351())وغريه من الطعام

) .425ص ( املنهج القومي للهيتمي - (349) ) .357ص / 1ج(حممد اخلطيب الشربيين ، / مغين احملتاج - (350)

فقد خالف بعضهم ، وأما املتفقون فقد تكلموا على هذه : وأما املتأخرون -املسألة بشيء من الوضوح ، مشترطني إذن املريض للطبيب بعالجه سواء عند بدء

مر يرجع يف ذلك للمريض ، أو وليه إن كان ناقص العالج ، أو عند توقفه ، فاأل

.األهلية :فكان من كالمهم يف هذه املسألة على النحو التايل

وهذا كله يوضح أن إذن املريض البالغ (( : فقد قال الدكتور حممد البار -العاقل ضروري إلجراء أمر التداوي ، فإذا صرح املريض أو أشار أنه يرفض نوعا

لتداوي فله احلق يف ذلك ، ويكون إجباره على التداوي تعديا ، من أنواع ا …ويعاقب املتعدي تعزيرا ، مبثل ما فعل

وال شك أن إجراء عملية ، أو فحصا طبيا ، أو إعطاء املريض دواء : إىل أن قال دون إذنه ، يشكل اعتداء على هذا املريض ، ولو كان املقصد حسنا ، وما دام

فال جيوز خمالفة أمره ، أو رغبته ، ولو كانت : درا على اختاذ القرار املريض قاباإلشارة املفهومة ، كما جاء يف احلديث السابق حيث لد رسول اهللا صلى اهللا

. )352())عليه وسلم وهو كاره مشترطا أال يصل املريض إىل حالة وهذا ما رجحه على حممد احملمدي ، -

ي عندها يرى أنه البد من معاجلته ، معلال ذلك بأنه اخلطورة ، أو عدم الوع

ن بن شرف النـووي ، حتقيـق حممود مطرحـي حميي الدي/ اموع شـرح املهـذب - (351)

) . 106ص / 5ج (، 3ج / 7ع ( هـ 1412 حممد على البار ، جملة جممع الفقه اإلسالمي ، الدورة السابعة ، -)352(

مبحث التداوي إذن املريض وعالج : العالج الطيب (حبث بعنوان ) 578-576ص / اإلذن ( مع الفقهي اإلسالمي ، حبث بعنوان وانظر أيضا جملة ا) .احلاالت امليئوس منها

ص (العدد العاشر ) هـ 1417( ، السنة الثامنة ) بالعمل الطيب ، إذن املريض وإذن الشرع . ، حملمد البار نفسه ) 256

والذي يظهر لنا : (( ضرورة ، وأن ال يكون املرض معديا ، حيث يقول رجحانه ، هو القول بأن اإلذن هو األصل يف التداوي ، ما دام املريض مل يصل

رورات الض: (إىل حالة اخلطورة، أما إذا بلغ ذلك فال عربة بإذنه ، عمال بقاعدة وكذلك تدل نصوص الشرع ومقاصده على محاية النفس ) تبيح احملضورات

.والبدن من املهالك ، وأن اإلنسان ال ميلك نفسه وكذلك ال عربة بإذن املريض يف حاالت كون مرضه معديا خطريا ، ينتشر ويعدي اآلخرين ، فحينئذ جيرب على التداوي ، محاية للمصلحة العامة ، واتمع

.)353())اإلسالمي ، ودفعا للضرر وعلى هذا فإن املريض أو وليه إذا طلب من : (( ويقول عبداهللا حممد عبداهللا -

الطبيب توقف العالج ، فإنه ال شيء على الطبيب ، إن هو استجـاب هلـذه .)354())الرغبة

إذا أذن املريض ، وأدى: (( ومال إىل هذا الرأي حممد السيد حيث يقول -الطبيب املأذون له بالطب واجبه ، مبا ينبغي عليه من حيطة ومراعاة ألصول املهنة، مث مات الشخص املريض ، أو تلف له عضو ، فـال شـيء على

.)355())الطبيـب : أما البعض املخالف هلذا الرأي فإم يرون -

هـ 1412 على حممد يوسف احملمدي ، جملة جممع الفقه اإلسـالمي ، الدورة السابعة ، -) 353(

) .حكم التداوي يف اإلسالم ( ث بعنوان حب ) 627ص / 3ج / 7ع ( / 7ع ( هـ 1412 عبد اهللا حممد عبداهللا ، جملة جممع الفقه اإلسالمي ، الدورة السابعة ، -) 354(

مدى -2 عالج احلاالت امليئوس منه -1العالج الطيب ( حبث بعنوان ) 679ص / 3ج ) .توقف العالج على إذن املريض

هـ 1412يدأ أمحد ، جملة جممع الفقه اإلسالمي ، الدورة السابعة ، حممد عطا السيد س-) 355( ) . مسؤولية الطبيب (حبث بعنوان ) 182ص /3ج/ 7ع (

أن الطبيب األمني هو أدرى مبصلحة املريض منه ، أو من وليه ، إن كان بأنه عندما جيمع األطباء بأن هناك : املريض قاصرا أو جمنونا ، ويربرون ذلك

ضرورة إلجراء العملية ، وميتنع املريض أو الويل ، وحيدث بعد ذلك ما يتوقعه األطباء ، فإن يف هذا دليال على أنه ال ينبغى أن يربط تدخل األطباء مبوافقة

، اليت جيمع األطباء على ضرورة التدخل املرضى ، وخصوصا يف احلاالت اخلطرية .فيها ، وهم مقتنعون ذا

: وممن قال ذا الرأي عندما يكون هناك إمجاع من قبل : (( .. حيث يقول : حممد عدنان صقال -

عدد من األطباء املختصني ، وأصدروا حكما باإلمجاع ، فيجب أن يكون مثة ين ال ينصاعون ألوامر األطباء ، ويتسببون قوانني ، تدين مثل هؤالء الناس ، الذ

يف حدوث ما ال حتمد عقباه ، بل وأمر من ذلك ، عندما يكون املريض بالغا وليس جمنونا ، وخرج من إمجاع األطباء ، مث كانت الكارثة ، هل هذا خيتلف

قصد اإلنتحار مع الفارق يف القصد . عن الذي يلقي بنفسه يف أتون من النار ؟ . )356())هلدف ، واجلرمية والوضع النفسي واهو ما قررته اهليئة ، وهو رأي غالبية : والراجح عندي يف هذه املسألة -

من كتب فيها ممن اطلعت عليه ، وهو املوافق لألدلة ، وهو أنه ال جيوز إجراء .أية عملية قبل أخذ إذن املريض ، أو وليه إن كان قاصرا

وما صدر عن جممع الفقه اإلسالمي ، كبار العلماءبني رأي هيئة : مقارنة -جبدة يف حكم أخذ إذن املريض قبل إجراء أية عملية له ، أما امع الفقهي

:-حسب ما أطلعت عليه -اإلسالمي مبكة فلم يبحث املوضوع

/ 7ع ( هـ 1412 حممد عدنان صقال ، جملة جممع الفقه اإلسالمي ، الدورة السابعة ، -) 356(

)العالج الطيب ( حبث بعنوان ) 670ص / 3ج

الصـادر يف 119 رقـم جـاء يف قـرار هيئـة كبـار العلماء: أوال -أنه ال جيوز : إن الس يقرر باإلمجاع … ((: يل هـ على التا26/5/1404

إجراء عملية جراحية إال بإذن املريض، البالغ العاقل ، سواء كان رجال أم إمرأة ، وباهللا التوفيق ،وصلى اهللا على نبينا حممد . فإن مل يكن بالغا عاقال ، فبإذن وليه

)357())وآله وصحبه وسلم الصادر ) 67/5/7( رقم الفقه اإلسالمي جبـدةكما نص قرار جممع : ثانيا -

هـ ، بشأن العالج الطيب الذي توسع يف جوانب املسألة 11/1412 /12يف :على النحو التايل

احلمد هللا رب العاملني ، والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني ، (( : وعلى آله وصحبه أمجعني وبعد ملنعقد يف دورة مؤمتره السابع جبدة ، يف اململكة إن جملس جممع الفقه اإلسالمي ا

آيار 14-9هـ ، املوافق 1412ذي القعدة 12-7العربية السعودية ، من م ، بعد إطالعه على البحوث الواردة إىل امع ، خبصوص 1992)مايو(

موضوع العالج الطيب ، وبعد استماعه إىل املناقشات اليت دارت حوله ، قرر ما : يلي

: التداوي : أوالاألصل يف حكم التداوي أنه مشروع ، ملا ورد يف شأنه يف القرآن الكرمي ،

الذي هو أحد ) حفظ النفس ( والسنة القولية ، والفعلية ، وملا فيه من . املقاصد الكلية من التشريع

: وختتلف أحكام التداوي باختالف األحوال واألشخاص

هـ، انظر مالحق البحث امللحق رقم 26/5/1404صادر بتاريخ ) 119( القرار رقم - )357(

)6(

كان تركه يفضي إىل تلف نفسه ، أو فيكون واجبا على الشخص ، إذا -أحد أعضائه ، أو عجزه ، أو كان املرض ينتقل ضرره إىل غريه ،

. كاألمراض املعدية ويكون مندوبا ، إذا كان تركه يؤدي إىل ضعف البدن ، وال يترتب عليه -

. ما سبق يف احلالة األوىل . ويكون مباحا ، إذا مل يندرج يف احلالتني السابقتني -يكون مكروها ، إذا كان بفعل خياف منه حدوث مضاعفات ، أشد من و -

. العلة املراد إزالتها :عالج احلاالت امليؤوس منها : ثانيا ، - عز وجل – مما تقتضيه عقيدة املسلم أن املرض والشفاء بيد اهللا - أ

يف – تعاىل –وأن التداوي والعالج أخذ باألسباب ، اليت أودعها اهللا ، وأنه ال جيوز اليأس من روح اهللا ، أو القنوط من رمحته ، بل الكون

. - تعاىل –ينبغي بقاء األمل ، يف الشفاء بإذن اهللا وعلى األطباء ، وذوي املرضي تقوية معنويات املريض ، والدأب يف رعايته ، وختفيف آالمه ، النفسية والبدنية ، بصرف النظر عن توقع

. الشفاء ، أو عدمه إن ما يعترب حالة ميؤوسا من عالجها ، هو حبسب تقدير األطباء ، - ب

وإمكانات الطب املتاحة يف كل زمان ، ومكان ، وتبعا لظروف . املرضى

: إذن املريض : ثالثا يشترط إذن املريض للعالج ، إذا كان تام األهلية ، فإذا كان عدمي - أ

يب الوالية الشرعية ، األهلية أو ناقصها ، اعترب إذن وليه ، حسب ترت

ووفقا ألحكامها ، اليت حتصر تصرف الوايل ، فيما فيه منفعة املويل عليه، . ومصلحته ، ورفع األذى عنه

على أن ال يعتد بتصرف الوايل ، يف عدم اإلذن ، إذا كان واضح الضرر باملويل عليه ، وينتقل احلق إىل غريه من األولياء ، مث إىل

. ويل األمر

لويل األمر اإللزام بالتداوي ، يف بعض األحوال ، كاألمراض - ب . املعدية والتحصينات الوقائية

يف حاالت اإلسعاف اليت تتعرض فيها حياة املصاب للخطر، ال - ج . يتوقف العالج على اإلذن

ال بد يف إجراء األحباث الطبية ، من موافقة الشخص التام األهلية، - د – أو اإلغراء املادي – كاملساجني –راه بصورة خالية من شائبة اإلك

. ، وجيب أن ال يترتب على إجراء تلك األحباث ضرر -كاملساكنيوال جيوز إجراء األحباث الطبية على عدميي األهلية ، أو ناقصيها ، ولو

. )358 ())مبوافقة األولياء : املقارنة -

:تضمن القراران السابقان التايل أنه ال جيوز إجراء عملية : املوقرة مضمون قرار اهليئة -

جراحية إال بإذن املريض البالغ العاقل ، سواء كان رجال أم امرأة . ، فإن مل يكن بالغا عاقال، فبإذن وليه

قرار جملس جممع الفقه اإلسالمي املنعقد يف دورة مؤمتره السابع جبدة ، انظر القرار يف جملة - )358(

) .22(، وانظر مالحق البحث ملحق رقم ) 731ص3العدد السابع ج( امع

يشترط إذن :مضمون قرار جممع الفقه اإلسالمي جبدة -املريض للعالج إذا كان تام األهلية ، فإذا كان عدمي األهلية أو

، اعترب إذن الويل، على أن ال يعتد بإذن الويل إذا كان ناقصها . واضح الضرر باملولي عليه : وباملقارنة بينها يتبني التايل

وافق جممع الفقه اإلسالمي جبدة ، رأي اهليئة ، يف اشتراط أخذ أذن -1 . املريض

كن ، فإذا مل ي. اشترطت اهليئة املوقره أن يكون املريض بالغا عاقال -2فيؤخذ إذن وليه ، واشترط جممع الفقه اإلسالمي أن يكون املريض تام

. فإذا مل يكن فيؤخذ إذن الويل . األهلية : جاء يف قرار جممع الفقه اإلسالمي تفصيالت أعم من قرار اهليئة ومنها -3

. أن لويل األمر اإللزام بالتداوي يف بعض احلاالت - أ . يعتد بإذن املريض يف حاالت اإلسعاف اخلطرة ، ال - ب عند إجراء األحباث الطبية ، البد من موافقة املريض ، وال جيوز - ج

.إجراؤها على عدمي األهلية أو ناقصها ، بينما جاء قرار جممع ) إجراء عملية جراحية ( جاء قرار اهليئة بلفظ -4

هليئة ولعل سبب ذلك أن قرار ا) . للعالج ( الفقه اإلسالمي بلفظ أعم وأمشل ، فكان اجلواب من )عمليات جراحية: (بين على جواب لسؤال جاء بلفظ

. بنفس اللفظ -املوقرة–اهليئة ، بينما جاء قرار جممع الفقه ) رجال أو امرأة (جاء قرار اهليئة بلفظ -5

. ومل يفصل ) املريض ( اإلسالمي بلفظ

طيب فيما حكم أخذ إذن الزوجني للتدخل ال: املبحث الثاين .يشتركان فيه

احلياة الزوجية نسيج من التالحم ، والتكانف بني الزوجني ، وقد يعرض هلما ما البد فيه من الفصل من جهة الشرع ، حىت ال تسود الشحناء ، ويتسع

اخلالف ، والشرع املطهر حرص على بناء الثقة بني الزوجني ، وألزم املرأة بطاعة . عليها ، واهللا فضل الرجال على النساء درجة الرجل ، وجعل القوامة له

ولكن هل كل أمر ميكن االختالف فيه يكون الفصل فيه للرجل ؟ وعندما يكون اخلالف فيما يشتركان فيه ، كالتناسل ، والولد وغريه ، هل يكون الفصل يف مشكالته للرجل ؟ ومما ميكن اخلالف فيه بني الرجل واملرأة السماح للطب

فيما يشتركان فيه ؟ كالعمليات اليت متس اجلنني ، أو متس اإلجناب ، أو بالتدخل اإلجهاض وغريه ، فمن يأذن يف مثل هذا الزوج أم الزوجة ؟ ، ولعل الوقوف على قرار اهليئة املوقرة يوضح احلكم يف القضية وأمثاهلا ، ويكشف اللبس ويزيل

. االشتباه ة كبار العلماء باململكة العربية السعودية ، وقد صدر يف هذه املسألة قرار من هيئ

: هذا نصه

)173 ( الرقم

احلمد هللا رب العاملني ، والصالة والسالم علي خري اخللق (:نص القرار : وبعد . أمجعني، نبينا حممد ، وعلى آله وصحبه

فإن جملس هيئة كبار العلماء يف دورته التاسعة والثالثني ، املنعقدة يف الطائف يفهـ ، أطلع على استفسار ، 12/3/1413هـ إىل 24/2/1413الفترة من

هـ ، 8/1/1413وتاريخ ) 439/14/17(معاىل وزير الصحة بكتابه رقم وتاريخ ) س13(املوجه ملعايل وزير العدل ، واحملال من معاليه ، بكتابه رقـم

لطيب ، هـ ، إىل الس ، بشأن العمليات اجلراحية ، او التدخل ا18/1/1413إذا كان يستلزم أخذ موافقة الزوجني عليه ، باشتراكهما فيه ، كالعمليات القيصرية، واستئصال الرحم واملبيض ، أو اسقاط احلمل ، عندما تكون هناك أسباب طبية، موجبة له ، وحيدث أحيانا أن توافق الزوجة على التدخل الطيب

. سباب واجلراحي ، ويرفض الزوج ذلك ، ألي سبب من األوتاريخ ) 119(وقد درس الس االستفسار ، وأعاد اإلطالع على قراره رقم

عدم جواز إجراء عملية جراحية إال بإذن : ( هـ ، املتضمن 26/2/1404املريض، البالغ العاقل ، سواء كان رجال أم إمرأة ، فإن مل يكن بالغا عاقال فبإذن

).وليه هـ ، املتعلق 20/6/1407وتاريخ ) 140(رقم كما أعاد اإلطالع على قراره

وبعد البحث واملناقشة . بإسقاط احلمل ، إذا كان هناك أسباب طبية موجبة له أنه إذا تقرر طبيا من اجلهة املختصة ، املوثوق ا فإن الضرورة : رأي الس

، تقتضي إجراء عملية جراحية ؛ الستئصال الرحم ، أو املبيض والعملية القيصريةفإن القول املعترب يف ذلك هو قول املرأة ، يف اإلذن ، أو عدمه ، إذا كانت بالغة عاقلة ، وال يشترط يف ذلك موافقة الزوج وال غريه من أوليائها ؛ ألن الضرر يتعلق ا دون غريها ، وهي أعلم حباهلا ، وأما ما يتعلق باحلمل ، فقد سبق

. هـ 20/6/1404وتاريخ ) 140( إيضاح ما يتعلق به يف القرار رقم

. )359())وصلى اهللا وسلم على نبينا حممد وآله وصحبه .. وباهللا التوفيق هيئة كبار العلماء

هـ ، انظر مالحق البحث امللحق 12/3/1413 صادر بتاريخ) 173( القرار رقم - )359(

) .9( رقــم

) استئصال الرحم ، استئصال املبيض ( :مصطلحات القرار

. إزالة الرحم جراحيا:استئصال الرحم

إزالة : ((نه جاء يف املوسوعة الطبية تعريفه بأ : استئصال املبيض . )360())املبيض جراحيا وهي منط من أمناط استئصال الرحم

حكم أخذ إذن الزوجني للتدخل الطـيب : عنوان املسألة

: فيما يشتركان فيه

: تأصيل املسألة :أقوال العلماء السابقني يف املسألة

عليه، مل أجد ألهل العلم السابقني كالما عن هذه املسألة يف حدود ما اطلعت-ومنه ما جاء يف ولكن منهم من تكلم عن أخذ إذن الزوج يف إسقاط اجلنني

: حاشية بن عابدين حيث يقول يباح ، ما مل يتخلق منه شيء ، ولن : هل يباح اإلسقاط بعد احلمل ؟ ، نعم ((-

يكون ذلك إال بعد مائة وعشرين يوما ، وهذا يقتضي أم أرادوا بالتخليق نفخ إال فهو غلط ؛ ألن التخليق يتحقق باملشاهدة قبل هذه املدة ، كذا يف الروح ، و

الفتح وإطالقهم يفيد عدم توقف جواز إسقاطها قبل املدة املذكورة على إذن )361())الزوج

) . 75ص/1ج( املوسوعة الطبية احلديثة - )360( ) . 176ص/3ج(الدر املختار ، حممد أمني ، ) ا بن عابدين ( حاشية –) 361(

إسقاط اجلنني مع كراهة التنـزيه دون األربعني ، إذا وقد أجاز الشافعية -أا ال تعقب ضررا : طبيبان عدالن كان برضى الزوجني ، وبوسيلة يقول عنها

. )362(يصيب احلامل وكما هو معلوم فقد قرر اإلسالم قوامة الرجل على املرأة ، وجعل إذنه شرطا -

لكثري من تصرفاا ، ولو لزيارة مريض أو تشييع جنازة ولو كان ذلك املريض . أباها أو والدا

رين يف حدود ما اطلعـت ومل أجد من تكلم عن هذا األمر من املعاص - . عليه

الضرر يتعلق ا دون غريها وهي أعلم وقد عللت اهليئة املوقرة حكمها ، بأن - . حباهلا

ولكن يبقى التساؤل عن حق الزوجة اليت استئصل رمحها ، أو فقدت القدرة -على احلمل بعد إجراء مثل تلك العمليات ، يف العشرة، واإلمساك، فعن معقل

إين أصبت امرأة : جاء رجل إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم فقال: قال ابن يسارمث أتاه الثانية فنهاه ، . ال : قال . ذات حسب ومجال ، وإا ال تلد أفأتزوجها ؟

.)363()تزوجوا الودود الولود فإين مكاثر بكم األمم : ( مث أتاه الثالثة فقالت الدين ، الولود البكر احلسيبـة ويستحب ختري ذا((: فقد جاء يف املبدع -

.)364())األجنبية

) .304ص ( كتاب املسئولية اجلسدية يف اإلسالم ، عبد اهللا ابراهيم موسى ، : أنظر – )362( ) .220ص /2ج / 2050حديث رقم ( رواه أبو داود يف سننه ، - )363( ) .6ص/7ج( املبدع ، إبراهيم بن حممد بن مفلح احلنبلي أبو اسحاق ، -)364(

ويسن نكاح ذات الدين الولود البكر ، احلسيبة ((: وجاء يف دليل الطالب -األجنبية وجيب غض البصر ، عن كل ما حرم اهللا تعاىل ، فال ينظر إال ما ورد

. ) 365())الشرع جبوازه .)366( ))يستحب نكاح الولود((: وجاء يف كشاف القناع -

فهذا يدل على أمهية أن تكون املرأة ذات دين ولودا ، ألمهية التناسل ، ولكون . الشرع حث عليه ، ورغب فيه

وعلى الرجل حسن العشرة معها ، واإلحسان إليها ، وله أن يتزوج أخرى لعل اهللا يهب له منها الولد ، فتأنس هذه اليت أستؤصل رمحها ، أو فقدت القدرة على

. حلمل ، بعد إجراء العملية بذلك ا ولعل يف إصدار مثل هذا القرار من اهليئة املوقرة ، تبيينا لعناية اإلسالم باملرأة ، -

. ورد على من يتشدقون بأن املرأة مهضومة احلقوق يف الشريعة اإلسالمية

) .221ص( دليل الطالب ، مرعي بن يوسف احلنبلي ، -) 365(ومصطفى كشاف القناع ، منصور بن يونس بن إدريس البهويت ، حتقيق هالل مصيلحي -) 366(

) .8ص /5ج( هالل ،

:حكم حتديد النسل واإلجهاض وفيه مطلبان : املبحث الثالث حتديد النسل حكم : األول

. حكم اإلجهاض : والثاين حتديد النسل: املطلب األول

جاءت الشريعة اإلسالمية باحلث على الزواج ، ورغبت فيه ، ومن ذلك ما جاء : جاء رجل إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم فقال: معقل بن يسار قال يف حديث

مث . ال: قال . فأتزوجها ؟ إين أصبت امرأة ذات حسب ومجال ، وإا ال تلد أتزوجوا الودود الولود فإين مكاثر بكم : ( أتاه الثانية فنهاه مث أتاه الثالثة فقال

.)367()األمم والشك أن من مقاصد الزواج التناسل والتوالد ، أما حتديد النسل ، الذي سنته

ة ، فإن هذا القوانني الوضعية فهو مضاد هلذا املقصد ، وإلغاء هلذه احلكمة اإلهليجناية على البشرية ، واعتداء آمث عليها ، وتعد على حق من حقوقها اليت جعلها خالقها جل وعال سببا للتكاثر والتواصل ، فكيف مينع اإلنسان من اإلجناب ، أو من تكثري األوالد ، وقد جعل ذلك حق من حقوقه ، بل رغب فيه ، وجاء حث

.عليه يف شريعة اهللا اخلالدة هذا أمر واألمر األخر ، ماذا لو مرضت املرأة ، أو احتاج الزوجان أن يؤخرا احلمل مدة معينة ، حلاجة يراها الزوجان ، هل للزوجني ، يف هذه احلاالت وما

.يشاا ، تأخري فترة احلمل ملدة معينة ؟ د ولعل هذا املبحث أن يقف بالقارئ على شيء من أقوال العلماء يف حكم حتدي

– املوقرة –النسل ، وحكم منع احلمل ، ومن ذلك الوقوف على قرار اهليئة . الذي صدر بشأن حكم حتديد النسل ومنع احلمل

) .220ص /2ج / 2050حديث رقم ( رواه أبو داود يف سننه ، - )367(

)42 ( الرقماحلمد هللا وحده ، والصالة والسالم على من ال نيب بعده (( :نص القرار

: حممد، وعلى آله وصحبه وبعد العلماء ، املنعقدة يف النصف األول من شهر ففي الدورة الثامنة لس هيئة كبار

هـ ، حبث الس موضوع منع احلمل ، وحتديد النسل 1396ربيع اآلخر عام ، وتنظيمه بناء على ما تقرر يف الدورة السابعة للمجلس ، املنعقدة يف النصف

هـ ، من إدراج موضوعها يف جدول أعمال 1395األول من شهر شعبان عام ة ، وقد إطلع الس على البحث املعد يف ذلك ، من قبل اللجنة الدورة الثامن

الدائمة للبحوث واإلفتاء ، وبعد تداول الرأي واملناقشة بني األعضاء ، واالستماع : إىل وجهات النظر ، قرر الس ما يلي

نظرا إىل أن الشريعة اإلسالمية ، ترغب يف إنتشار النسل ، وتكثريه ، وتعترب عمة كربى ومنة عظيمة ، من اهللا ا على عباده ، فقد تظافرت بذلك النسل ن

النصوص الشرعية ، من كتاب اهللا ، وسنة رسوله صلى اهللا عليه وسلم ، مما أوردته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء يف حبثها ، املعد للهيئة واملقدم هلا،

منع احلمل مصادم للفطرة اإلنسانية ، اليت ونظرا إىل أن القول بتحديد النسل ، أو فطر اهللا اخللق عليها ، وللشريعة اإلسالمية ، اليت ارتضاها الرب تعاىل لعباده، ونظرا إىل أن دعاة القول بتحديد النسل أو منع احلمل ، فيئة دف بدعواها إىل

ىت تكون الكيد للمسلمني بصفة عامة ، ولألمة العربية املسلمة ، بصفة خاصة، حهلم القدرة على استعمار البالد ، واستعمار أهلها ، وحيث أن يف األخذ بذلك ،

وضعفا للكيان اإلسالمي ، -تعاىل–ضربا من أعمال اجلاهلية ، وسوء ظن باهللا : املتكون من كثرة اللبنات البشرية ، وترابطها ، لذلك كله فإن الس يقرر

قا ، وال جيوز منع احلمل ، إذا كان القصد من بأنه ال جيوز حتديد النسل مطل ذلك خشية اإلمالق ؛ ألن اهللا تعاىل هو الرزاق ذو القوة املتني ،

، أما إذا كان منع احلمل ؛ لضرورة حمققة ، )368( ا إىل إجراء عملية جراحية ؛ ككون املرأة ال تلد والدة عادية ، وتضطر معه

إلخراج الولد ، أو كان لفترة ما ؛ ملصلحة يراها الزوجان ، فإنه ال مانع حينئذ من منع احلمل ، أو تأخريه عمال مبا جاء يف األحاديث الصحيحة ، وماروي عن

من جواز العزل ، ومتشيا مع ما صرح - رضوان اهللا عليهم-مجع من الصحابة ء ، من جواز شرب الدواء ؛ إللقاء النطف قبل األربعني ، بل قد به بعض الفقها

يتعني منع احلمل ، يف حالة ثبوت الضرورة احملققة ، وقد توقف فضيلة الشيخ عبداهللا بن غديان يف حكم اإلستثناء ، وصلى اهللا على نبينا حممد ، وعلى آله

. )369(.)هيئة كبار العلماء . وصحبه وسلم

) حتديد النسل ، العزل ( :مصطلحات القرار

. احلد والتحديد مبعىن التوقيف :حتديد النسل حد كل شيء منتهاه ؛ ألنه يرده ومينعه عن : ((جاء يف لسان العرب

.)370())التمادي . وحد النسل وضع حدا أو اية له عن الكثرة والزيادة

نسل الوبر : ، يقال النسل اإلنفصال عن الشيء (( :جاء يف املفردات : النسل عن البعري ، والنسل الولد لكونه ناسال عن أبيـه ،

) . 6( سورة هود آية رقم -) 368(هـ ، انظر مالحق البحث امللحق 13/4/1396صادر بتاريخ ) 42( القرار رقم - )369(

)1( رقـــم ) .115ص/4ج(ف بابن منظور ، حممد بن مكرم األنصاري املعرو/ لسان العرب - )370(

)371 ( (()372( تعين يف : حتديد النسل أو تنظيم النسل : (( وقد عرفه حممد البوطي بقوله

من املصطلح الشائع اليوم كل ما يتبعه الزوجان من الوسائل واألسباب ، اليت شأا أن حتول دون نشوء احلمل ، كليا ، أو جزئيا ، أي دائما أو يف أحوال

. )373())وفترات دون أخرى : مىت وكيف بدأت فكرة حتديد النسل

شهد الثلث األخري من القرن الثامن عشر والدة جديدة، (( : يقول حممد البوطي فقد نشر القس : قوله إىل … ) وأد األوالد ( هلذا االجتاه بأسلوب متطور تزايد السكان وتأثريه يف ( مقاال بعنوان )) مالتوس ((والعامل االقتصادي الربيطاين

م أوضح فيه أن وسائل اإلنتاج 1798، وذلك يف عام ) تقدم اتمع يف املستقبل وأسباب الرزق يف األرض حمدودة ، غري أنه ال يوجد حد لتزايد السكان وتضخم

ترك األمر بدون تنسيق ، فإن املفروض أن يأيت يوم تضيق األرض النسل ، فإذا مث اقترح الكاتب .. فيه بسكاا ، وتقل فيه وسائل العيش عن تلبية حاجام

: القس لتنفيذ هذا التنسيق سبيلني اثنني . أال يتزوج الشباب إال بعد أن يتقدم م السن :أوهلما

تظلهم احلياة الزوجية ، قصارى جهدهم يف أن يبذل األزواج بعد أن:ثانيهما . سبيل اإلقالل من اإلجناب

) . 205: ( آية رقم البقرة سورة - )371(

) .493ص (الراغب األصفهاين ، / املفردات يف غريب القرآن - )372(حتديد ( حبث بعنوان ) 168ص/هـ 1/1409ج/5ع( انظر جملة جممع الفقه اإلسالمي - )373(

.،حممد سعيد رمضان البوطي ) النسل وتنظيمه

، وبعده ظهر يف ) بالنسيس(مث توالت املقاالت ومنها مقال لباحث فرنسي .يؤيد فيه الفكرة ذاا ) تشارلس كنوروتون (أمريكا مقال للطبيب املشهور

.)374())وسرعان ما لقيت هذه الدعوة رواجا يف األوساط املختلفة ولقد توالت املؤمترات والندوات واألحباث والدعوات اليت تنادي بتحديد النسل ، حىت أصبحت القوانني تسن يف كثري من بلدان العامل ، بل وحىت طال شره بلدانا

. شتئ من بالد املسلمني

ل العزل يعين عزل املاء عن النساء حذر احلمل ، قا (( :جاء يف اللسان :العزل .)375())العزل عزل الرجل املاء عن جاريته إذا جامعها لئال حتمل : األزهري

صرف املين عن املرأة خوف احلمل : العزل ( : وجاء يف كتاب التعاريف (()376(.

.) 377())هو العزل عن النساء : وعزل املاء : (( وجاء يف كتاب الفائق ن التفصيل ، عند تأصيل مسألة، وسيأيت بإذن اهللا تعاىل الكالم عن العزل بشيء م

. حكم حتديد النسل

إعداد حممد سعيد رمضان البوطي ، ) حتديد النسل وتنظيمه ( بتصرف من حبث بعنوان - )374(

. 169-168هـ ، 1/1409ج/5انظر جملة الفقه اإلسالمي ، ع ) .441ص/11ج( حممد بن مكرم األنصاري املعروف بابن منظور ، / لسان العرب - )375( ) .513ص( لوؤف املناوي ، حممد بن عبد ا/ التوقيف على مهمات التعاريف - )376( ) .83ص/3ج( حممود بن عمر الزخمشري ، / الفائق يف غريب احلديث - )377(

.حكم حتديد النسل ، ومنع احلمل : عنوان املسألة

:األمور اليت عللت ا اهليئة : تأصيل املسألة : منع احلمل مطلقا : أوال رغبت الشريعة اإلسالمية يف انتشار النسل وتكثريه ، وأا تعترب النسل -1

: عظيمة من اهللا ا على عباده نعمة كربى ومنةأن القول بتحديد النسل أو منع احلمل مصادم للفطرة اإلنسانية اليت -2

فطر اهللا اخللق عليها ، ومصادم للشريعة اإلسالمية اليت ارتضاها الرب . تبارك وتعاىل لعباده

أن دعاة القول بتحديد النسل ، أو منع احلمل فئة دف بدعوا إىل -3مسلمني بصفة عامه ، ولألمة العربية املسلمة بصفة خاصة ، الكيد لل

. حىت تكون هلم القدرة على استعمار البالد والتسلط على أهلها أن يف األخذ بذلك ضربا من أعمال اجلاهلية ، وسوء ظن باهللا تعاىل ، -4

واضعافا للكيان اإلسالمي ، املتكون من كثرة اللبنات البشرية .وترابطها

: منع احلمل لضرورة ، أو لوقت حمدد ، ملصلحة : ا ثاني : واستدلت اهليئة على جواز ذلك مبا يلي

جواز العزل وما ورد يف ذلك من األحايث ، وأقوال مجع من الصحابة -1 . رضوان اهللا عليهم

. جواز شرب الدواء إللقاء النطف قبل األربعني ، عند بعض الفقهاء -2

: الت السابقة يف التايل وميكن تلخيص االستدال حثت الشريعة على النسل والتكاثر ورغبت يف ذلك ، وأن الرزق بيد اهللا، :أوال

. وأن القول بتحديد النسل أومنعه ، مصادم للفطرة اليت فطر اهللا الناس عليها . جواز العزل ، وما ورد فيه :ثانيا . األربعني جواز شرب الدواء إللقاء النطف قبل :ثالثا

: وميكن الوقوف مع هذه األدلة بشيء من التفصيل : حثت الشريعة املطهرة على النكاح ورغبت فيه : االستدالل األول

لقد جاءت الشريعة املطهرة حاثة على النكاح ، ومرغبة فيه ، وما ذلك إال أن جل وعال ، ومما من أعظم مقاصد النكاح التكاثر والتناسل ؛ ليكثر من يعبد اهللا

: يدل على ترغيب الشريعة يف النكاح ، وأن من مقاصده النسل مايلي :قوله تعاىل -1

☺ )378(

: وقوله جل وعـال -2☺

)379( .

) . 3( سورة النساء آية رقم -) 378( .) 32( آية رقم النور سورة –) 379(

: وقوله جـل وعال -3 ⌧

☯ )380(.

جاء رجل إىل النيب : وحديث معقل بن يسار الذي سبق ذكره فقد قال -4إين أصبت امرأة ذات حسب ومجال، وإا ال تلد : صلى اهللا عليه وسلم فقال

: فنهاه مث أتـاه الثالثـة فقالمث أتـاه الثانية. ال : قال . أفأتزوجها ؟ .)381()تزوجـوا الودود الولود فإين مكـاثر بكم األمم (

: ومن أقوال العلماء يف ذلك -: ما جاء يف الروض املربع يف احلث على النكاح ، وذكـر مصاحلـه قال -

مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة ، الشتماله على - يعين النكاح -وفعله (( حل كثرية، كتحصني فرجه وفرج زوجته ، والقيام ا ، وحتصيل النسل ، مصا

.)382())وتكثري األمة ، وحتقيق مباهاة النيب صلى اهللا عليه وسلم وغري ذلك حفظ : قال األطباء ومقاصد النكاح ثالثة : (( وجاء يف إعانة الطالبني -

لذة ، وهذه الثالثة هي النسل، وإخراج املاء الذي يضر احتباسه بالبدن ، ونيل الاليت تبقى يف اجلنة ، إذ ال تناسل هناك وال احتباس ، واألصل فيه الكتاب والسنة

.)383())واإلمجاع

. ) 38(آية رقم الرعد سورة –) 380(ر خترجيه ، وانظ) 220ص/2ج /2050حديث رقم( رواه أبو داود يف سننه، - )381(

).180ص( .حاشية العنقري ) 61ص/3ج(منصور البهويت ، / الروض املربع - )382( ) .253ص/3ج(البكري بن السيد حممد الدمياطي ، / إعانة الطالبني - )383(

حفظ النسل، : قال األطباء ومقاصد النكاح ثالثة : (( وجاء يف مغين احملتاج - .)384())وإخراج املاء الذي يضر احتباسه ، ونيل اللذة

يف سورة املؤمنـون ، بعد -سبحانه وتعاىل -ك ، ما ذكره اهللا ومما يرتبط بذل- ذكـر حفظ املؤمنني لفروجهم فيما أحـل اهللا هلم ،

⌧

☺ ⌧

☺ ⌧

فقد فسر ، )385( اآلية بعض العلماء ، مبا يسمى بالعادة السرية ، أو االستمناء باليد ، وما يف

.حكمه ، حيث أن فعل ذلك يفضي إىل قطع النسل : ومما ورد يف ذلك

اء باليد على الرجال والنساء ؛ لقوله وحيرم االستنم (( : جاء يف منار السبيل - ؛ وحلديث رواه احلسن بن عرفة يف )386(}والذين هم لفروجهم حافظون{تعاىل

.)387())جزئه ، وألنه مباشرة تفضي إىل قطع النسل ويعزر فاعله وحيرم االستمناء باليد ؛ الا مباشرة تفضي (( : وجاء يف الكايف يف فقه أمحد -

.) 388())إىل قطع النسل

) .124 ص3ج( حممد اخلطيب الشربيين ، / مغين احملتاج - )384( .) 7-5(آية رقم املؤمنون سورة –) 385( .) 5(آية رقم ؤمنون امل سورة –) 386( ) .1012ص/3ج( ابراهيم بن حممد بن ضويان ، / منار السبيل - )387( ) .210ص/4ج (عبد اهللا بن قدامه املقدسي ، / الكايف يف فقه أمحد بن حنبل - )388(

والذين هم {:وحيرم االستمناء لقوله عز وجل (( : وجاء يف املهذب - ؛ )389(}لفروجهم حافظون إال على أزواجهم أو ما ملكت أميام فإم ملومني

)390())وألا مباشرة تفضى إىل قطع النسل

.) 6-5(آية رقم املؤمنون سورة –) 389( ) .269ص/2ج( إبراهيم الشريازي ، / املهذب - )390(

. جواز العزل وما ورد فيه : االستدالل الثاين حكم العزل ، وتواردت بذلك األثار عن وقد جاءت أحاديث صحيحة ، تبين

الصحابة رضي اهللا عنهم ، وإن كان الكالم عن حكم العزل وجوازه وحرمته قد يضيق عليه املقام ، إال يف الوقوف على بعض األحاديث واألثار ، وشيء من كالم العلماء ، مما يدل ويبين جواز العزل ، وأن أقل أحواله الكراهة ، فإىل شيء

: ألحاديث واألثار ، وأقوال العلماء السابقني يف حكم العزل من ا

: بعض األحاديث واآلثار الواردة يف العزل أصبنا سبايا فكنا نعزل ، مث سألنا : عن أيب سعيد اخلدري رضي اهللا عنه قال -

وإنكم لتفعلون وإنكم : (( رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن ذلك ، فقال لنا ، ما من نسمة كائنة إىل يوم القيـامة إال هي ! م لتفعلون ؟لتفعلون وإنك

.) 391())كائنـة يا رسول اهللا إن يل : أن رجال قال : وعن أيب سعيد اخلدري رضي اهللا عنه -

جارية وأنا أعزل عنها ، وأنا أكره أن حتمل ، وأنا أريد ما يريد الرجال ، وإن كذبت زفر لو أراد اهللا أن : ((ال اليهود حتدث أن العزل املوءودة الصغرى ، ق

.) 392())خيلقه ما استطعت أن تصرفه مسعت رسول اهللا : أا قالت )393( عن عائشة عن جدامة بنت وهب األسدية-

قد أردت أن أى عن الغيال ، فإذا فارس : (( صلى اهللا عليه وسلم يقول

/ 1438حديث رقم (، و مسلم )3907حديث رقم ( البخاري ورواه- )391(

) 1061ص/2ج ) .252ص/2ج/2171حديث رقم ( رواه أبو داوود ، - )392( ) . 48ص/7ج( انظر ترمجتها يف أسد الغابة البن األثري -) 393(

هو : العزل فقال وسئل عن: والروم يغيلون فال يقتلون أوالدهم ، ومسعته يقول .) 394())الوأد اخلفي

كان عمر وابن عمر يكرهان العزل ، وكان زيد بن : (( عن ابن شهاب قال - .) 395())ثابت وابن مسعود يعزالن

)396( وعن نافع عن ابن عمر انه ضرب بعض ولده على العزل وكان يكرهه- : و من أقوال العلماء يف العزل

عزل ، أي يرتع قرب اإلنزال ، فيرتل خارج الفرج وال ي (( : جاء يف املبدع -ى النيب صلى اهللا عليه وسلم أن : عن احلرة إال بإذا ؛ ملا روى ابن عمر قال

رواه أمحد وابن ماجه ؛ وألنه يقطع اللذة عن املوطوءة . يعزل عن احلرة إال بإذا سن عزله مطلقا ، وهلا حق يف الولد ، فلم جيز إال بإذا ، إال بدار حرب في

(()397 (.

وله العزل عن سريته ، وال يباح عن زوجته احلرة ، إال (( : وجاء يف احملرر -بل بإذما ، : بإذا ، وإن كانت أمة مل يبح إال بإذن سيدها ، نص عليها وقيل

)398())يباح بكل حال : ال يباح العزل حبال ، وقيل : وقيل وال عن األمة إال بإذن سيدها ، أنه ال ظاهر قوله: (( وجاء يف اإلنصاف -

يعترب إذا هي ، وهو صحيح وهواملذهب ، وعليه أكثر األصحاب وقدمه يف

حديث (ي ، سنن بن ماجه ، حممد بن يزيد أبو عبداهللا القزويين، حتقيق حممد فؤاد عبد الباق- )394(

) باب الغيل 648ص/1ج/2011رقم / 2229برقم (سعيد بن منصور اخلراساين ، حبيب الرمحن األعظمي ، / كتاب السنن - )395(

) .129ص/2ج ) .129ص/2ج/2232برقم ( سعيد اخلراساين ، / كتاب السنن - )396( ) .195ص/7ج(إلبراهيم بن مفلح ، / املبدع - )397( ) .41ص /2ج(ال بن تيميه ، / فقه احملرر يف ال- )398(

. الرعايتني والفروع وقيل يشترط إذا أيضا ، وهو احتمال يف املغين والشرحإال بإذن سيدها جواز عزل السيد عن : الثاين أفادنا املصنف رمحه اهللا بقوله

غري إذا ، وإن مل جيز له العزل عن زوجته األمة إال بإذا ، وهو املذهب سريته ب .)399())وعليه األصحاب

، )400(جواز شرب الدواء إللقاء النطف قبل األربعني : االستدالل الثالث :)401(وهذا قول عند بعض الفقهاء ومنهم

تنب شيء من ويباح للمرأة إسقاط الولد ، ما مل يس (( : جاء يف حتفة امللوك -)402())خلقه

. هل يباح اإلسقاط بعد احلمل ؟ نعم يباح ، : (( جاء يف حاشية ابن عابدين -

ما مل يتخلق منه شيء ، ولن يكون ذلك إال بعد مائة وعشرين يوما ، وهذا يقتضي أم أرادوا بالتخليق نفخ الروح ، وإال فهو غلط ؛ ألن التخليق يتحقق

املدة ، كذا يف الفتح وإطالقهم يفيد عدم توقف جواز باملشاهدة قبل هذه . إسقاطها قبل املدة املذكورة ، على إذن الزوج

.فال أقل من أن يلحقها إمث هنا إذا أسقطت بغري عذر : إىل أن قال قال ابن وهبان ومن األعذار أن ينقطع لبنها بعد ظهور احلمل ، وليس أليب

.)403()) خياف هالكهالصيب ما يستأجر به الظئر ، و

) .348ص/8ج( اإلنصاف للمرداوي ، - )399( سيأيت بإذن اهللا تعاىل الكالم على هذه املسألة بالتفصيل يف املطلب الثاين ، بعد هذا -) 400(

. املطلب عند الكالم عن اإلجهاض -155(مد غامن ، لالستزادة ، انظر كتاب أحكام اجلنني يف الفقه اإلسالمي ، عمر حم-)401(

169.( ) .239ص/1ج(حممد بن أيب بكر بن عبد القادر ، / حتفة امللوك - )402( ) .176ص/3ج( حممد أمني ، / حاشية بن عابدين - )403(

: ولعل املتأمل هلذه االستدالالت واألقوال يتبني له التايل

حرص الشريعة املطهرة على النسل ، وحثها على النكاح الذي به حيصل -1 . التكاثر

حتذير العلماء األولني من املساس باحلمل ، أو االنشغال عنه مبا ال جيلبه ، -2 . لني ذلك بأنه يفضي إىل قطع النسل ومنه حترميهم لالستمناء باليد معل

بني رأي هيئة كبار العلماء ، وما صدر عن جممع الفقه اإلسالمي مقارنة- :مبكة، وجممع الفقه اإلسالمي جبدة، يف حكم حتديد النسل

، الصـادر بتاريـخ ) 42( جاء يف قـرار هيئة كبـار العلماء رقـم : أوال - : قرر فإن الس ي ((هـ13/4/1396

بأنه ال جيوز حتديد النسل مطلقا ، وال جيوز منع احلمل ، إذا كان القصد من ذلك خشية اإلمالق ؛ ألن اهللا تعاىل هو الرزاق ذو القوة املتني ، وما من دابة يف األرض إال على اهللا رزقها ، أما إذا كان منع احلمل ؛ لضرورة حمققة ، ككون

وتضطر معها إىل إجراء عملية جراحية ؛ إلخراج الولد املرأة ال تلد والدة عادية ، ، أو كان لفترة ما ؛ ملصلحة يراها الزوجان ، فإنه ال مانع حينئذ من منع احلمل ، أو تأخريه عمال مبا جاء يف األحاديث الصحيحة ، وماروى عن مجع من الصحابة

عض الفقهاء ، من جواز العزل ، ومتشيا مع ما صرح به ب- رضوان اهللا عليهم-من جواز شرب الدواء ؛ إللقاء النطف قبل األربعني ، بل قد يتعني منع احلمل ، يف حالة ثبوت الضرورة احملققة ، وقد توقف فضيلة الشيخ عبداهللا بن غديان يف

هيئة . حكم اإلستثناء ، وصلى اهللا على نبينا حممد ، وعلى آله وصحبه وسلم )404(.))كبار العلماء

: ما صدر عن امع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة ثانيا-. احلمد هللا وحده ، والصالة والسالم على من ال نيب بعده ، وعلى آله وصحبه ((

: وبعد فقد نظر جملس امع الفقهي اإلسالمي يف دورته الثالثة املنعقد يف مكة املكرمة يف

حتديد النسل ، أو هـ يف موضوع1400 ربيع اآلخر سنة 30-23الفترة من ) . تنظيم النسل ( ما يسمى تضليال بـ

: وبعد املناقشة وتبادل اآلراء يف ذلك قرر الس باإلمجاع ما يلي نظرا إىل أن الشريعة اإلسالمية حتض على تكثري نسل املسلمني وانتشاره ، وتعترب

ضافرت بذلك النسل نعمة كربى ومنة عظيمة ، من اهللا ا على عباده ، وقد تالنصوص الشرعية من كتاب اهللا عز وجل وسنة رسوله صلى اهللا عليه وسلم ، ودلت على أن القول بتحديد النسل ، أو منع احلمل مصادم للفطرة اإلنسانية اليت فطر اهللا الناس عليها ، وللشريعة اإلسالمية اليت ارتضاها اهللا تعاىل لعباده ، ونظرا

يد النسل أو منع احلمل ، فئة دف بدعوا إىل الكيد إىل أن دعاة القول بتحدللمسلمني لتقليل عددهم بصفة عامة ، ولألمة العربية املسلمة والشعوب املستضعفة بصفة خاصة ، حىت تكون هلم القدرة على استعمار البالد واستعباد أهلها والتمتع بثروات البالد اإلسالمية ، وحيث أن يف األخذ بذلك ضربا من

أعمال اجلاهلية ، وسوء ظن باهللا تعاىل ، وإضعافا للكيان اإلسالمي املتكون من . كثرة اللبنات البشرية وترابطها

هـ ، انظر مالحق البحث امللحق 13/4/1396صادر بتاريخ ) 42( القرار رقم - )404(

) . 1( رقـــم

أنه ال جيوز حتديد : لذلك كله فإن جملس امع الفقهي اإلسالمي يقرر باإلمجاع النسل مطلقا ، وال جيوز منع احلمل إذا كان القصد من ذلك خشية اإلمالق ،

ن اهللا تعاىل ، هو الرازق ذو القوة املتني ، وما من دابة يف األرض إىل على اهللا ألرزقها ، أو كان ذلك ألسباب أخرى غري معتربة شرعا ، أما تعاطي أسباب منع احلمل ، أو تأخريه يف حاالت فردية لضرر حمققا ، ككون املرأة ال تلد والدة

احية إلخراج اجلنني فإنه ال مانع من عادية، وتضطر معها إىل إجراء عملية جروهكذا فإذا كان تأخريه ألسباب أخرى شرعية ، أو صحية يقرها . ذلك شرعا

طبيب مسلم ثقة ، بل قد يتعني منع احلمل يف حالة ثبوت الضرر احملقق على أمه، . إذا كان خيشى على حياا منه ، بتقرير من يوثق به من األطباء املسلمني

ة إىل حتديد النسل أو منع احلمل بصفة عامة ، فال جتوز شرعا لألسباب أما الدعووأشد من ذلك يف اإلمث واملنع إلزام الشعوب بذلك ، وفرضه . املتقدم ذكرها

عليها يف الوقت الذي تنفق فيه األمـوال الضخمة ، على سبـاق التسلح العاملي القتصـاديـة والتعمري بدال من إنفاقـه يف التنمية ا. للسيطرة والتدمري

.)405 ())وحـاجـات الشعوب

الصادر ) 1/5(39رقم نص قرار جممع الفقه اإلسالمي جبدة : ثالثا - : هـ على التايل 1409مجادي األوىل 6بتاريخ

احلمد هللا رب العاملني ، والصالة والسالم على سيدنا حممد خـامت (( . النبيني ، وعلى آله وصحبه

هي اإلسالمي يف احلكم الشرعي يف حتديد النسل ، الصادر عن قرار جملس احملمع الفق- )405(

ريب اآلخر 30-23امع يف دورته الثالثة املنعقدة يف مكة املكرمة ، يف الفترة من ، ومالحق البحث ملحق ) 285ص ( 30هـ ، انظر جملة البحوث اإلسالمية العدد 1400

).14( رقم

بشأن تنظيم النسل ، إن جملـس جممـع الفقـه ) 1/5(39قرار رقم 6-1اإلسالمي املنعقد يف دورة مؤمتره اخلامس ، يف الكويـت مـن

) ديسـمرب (كانون األول 15-10هـ املوافق 1409مجادى األوىل م ، بعد إطالعه على البحوث املقدمة من األعضاء واخلـرباء ، 1988

اليت دارت حوله ، يف موضوع تنظيم النسل ، واستماعه للمناقشات، وبناء على أن من مقاصد الزواج يف الشريعة اإلسـالمية اإلجنـاب ، واحلفاظ على النوع اإلنساين ، وأنه ال جيوز إهدار هذا املقصـد ، ألن إهداره يتناىف مع نصوص الشريعة وتوجيهاا الداعية إىل تكثري النسل

ـ دى الكليـات واحلفاظ عليه ، والعناية به ، باعتبار حفظ النسل إح : اخلمس ، اليت جاءت الشرائع برعايتها ، قرر ما يلي

. ال جيوز إصدار قانون عام حيد من حرية الزوجني يف اإلجناب :أوال حيرم استئصال القدرة على اإلجناب ، يف الرجل أو املرأة ، وهو : ثانيا

ة ، ما يعرف باإلعقام ، أو التعقيم ، ما مل تـدع إىل ذلـك الضـرور . مبعايريها الشرعية

جيوز التحكم املؤقت يف اإلجناب ، بقصد املباعدة بني فتـرات : ثالثا احلمل ، أو إيقافه ملدة معينة من الزمان ، إذا دعت إليه حاجة ، معتربة شرعا ، حبسب تقدير الزوجني ، عن تشاور بينهما وتراض ، بشرط أن

ـ يلة مشـروعة ، وأن ال ال يترتب على ذلك ضرر ، وأن تكون الوس . )406 ())واهللا أعلم . يكون فيها عدوان على محل قائم

: املقارنة : مضامني القرارات

: تضمن قرار اهليئة بشأن حتديد النسل ومنع احلمل التايل - 1 .ال جيوز حتديد النسل مطلقا -1ال جيوز منع احلمل ، إذا كان القصد من ذلك خشية -2

.. . اإلمالق . ز منع احلمل أو تأخريه إذا كان لضرورة حمققة جيو -3 . جيوز تأخري احلمل ملصلحة يراعيها الزوجان -4

: تضمن قرار امع الفقهي اإلسالمي مبكة بشأن حتديد النسل التايل- 2 . ال جيوز حتديد النسل مطلقا -1ال جيوز منع احلمل ، إذا كان القصد من ذلك خشية -2

. اإلمالق . ع احلمل إذا كان ألسباب غري معتربة شرعاال جيوز من -3جيوز تعاطي أسباب منع احلمل ، أو تأخريه يف حاالت -4

. فردية لضرر حمقق

جممع الفقه اإلسالمي مبكة املنعقد يف دورة مؤمتره القرار بشأن تنظيم النسل صدر من - )406(

العدد الرابع ، ( هـ ، انظر جملة امع 1409مجادى األوىل 6-1اخلامس بالكويت من ) . 20( وانظر مالحق البحث ملق رقم ) 748ص1 والعدد اخلامس ج73ص / 1ج

جيوز تأخري احلمل ، ألسباب شرعية أو صحية ، يقرها -5 . طبيب مسلم ثقة

. يتعني منع احلمل يف حالة الضرر احملقق -6 احلمل بصفة ال جيوز شرعا الدعوة إىل حتديد النسل ومنع -7

. عامة النسـل )407( وتضمن قرار جممع الفقه اإلسالمي جبدة بشأن تنظيم - 3

: التايل ال جيوز إصدار قانون عام حيد من حرية الزوجني يف -1

. اإلجناب حيرم استئصال القدرة على اإلجناب يف الرجل واملرأة ، -2

. وهو ما يعرف باإلعقام ، أو التعقيم . عقيم ، إذا كان لضرورة مبعايري شرعية جيوز اإلعقام أو الت -3جيوز التحكم املؤقت لإلجناب ، بقصد املباعدة بني فتراته -4

. أو إيقافه ملدة معينة ، إذا دعت إليه حاجة معتربة شرعا : بشرط . أن ال يترتب على ذلك ضرر - أ . أن تكون الوسيلة مشروعة - ب

اب التنويع يف العبارة أو ألن من ب) : حتديد(بدال عن كلمة ) تنظيم( ولعل امع اختار كلمة -)407(

التنظيم أيسر من التحديد الذي قد يعين التقلقل ، أما تنظيم فهي ألطف وأدق يف الداللة على الرغبة . يف األوالد من كلمة حتديد

. أن ال يكون فيها عدوان على محل قائم - ج

: سبق يتضح التايل ومما : إمجاع القرارات على -1

. عدم جواز حتديد النسل -1 . يتعني منع احلمل يف حالة الضرورة -2، إذا كان حلاجة ) أو منعه مؤقتا ( جواز تأخري احلمل -3

. ومصلحة يراعيها الزوجان : اتفاق اهليئة املوقرة وامع الفقهي اإلسالمي مبكة على -2

. بسبب خشية اإلمالقعدم جواز منع احلمل -1 ) حتديد النسل ، ومنع احلمل ( جاء القراران بلفظ -2

: انفرد امع الفقهي اإلسالمي مبكة -3بعدم جواز الدعوة إىل حتديد النسل ، ومنع احلمل -1

.بصفة عامة : وانفرد جممع الفقه اإلسالمي جبدة -

بعدم جواز إصدار قانون عام ، حيد من حرية -1 . اإلجنابالزوجني يف

بوضع شروط للتحكم يف اإلجناب ومباعدة فتراته -2 : وهي ) إقافة ملدة معينة ( أن ال يترتب على ذلك ضرر - أ .أن تكون الوسيلة مشروعة - ب . أن ال يكون فيها عدوان على محل قائم - ج

إال لضرورة ومبعايري )408( عدم جواز اإلعقام أو التعقيم -3 .شرعية

) . اإلجناب ( كما انفرد بلفظ -4 بتأمل واقع الدول وبتأمل ما مر معنا من أقوال ، وما يظهر من هذه األراء ، و

الغربية ، واليت أخذت ذه املبادئ الضالة ، ومن تبعها فيها ، فإنه يظهر أمام املتأمل أم أصبحوا يعانون من ظاهرة قلة الشباب ، مما يهدد بتقلص التنمية يف

لقة هلم ، مما يدرك معه خطورة تلك الدعوى أعوامهم القادمة ، وهي ظاهرة مقاليت تطلق بني فيئة وأخرى ، يف بعض وسائل اإلعالم املغرضة ، وبعض املؤمترات الدولية ، واليت يهدف أصحاا من ورائها إىل اإلضرار باألمة املسلمة ، جلهلهم

.من وجه ، وحلقدهم من وجوه احلمل املطلق ، قول له أصوله ولذا فإن القول حبرمة حتديد النسل ، ومنع

. الشرعية ، وقواعده املستمدة من هذه الشريعة املطهرة

. قطع النسل كليا -) 408(

حكم اإلجهاض: املطلب الثاين بعد احلديث عن حتديد النسل وبيان كالم العلماء فيه ، وتشديدهم يف منع احلمل، وامجاع اهليئة ، وامع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة ، وجممع الفقه

مي جبدة ، على حترمي منع احلمل ، واحلد من النسل ، حيسن الوقوف على اإلسالاحلكم فيما إذا محلت املرأة ، فما احلكم يف اسقاطه أو إجهاضه ، دون سبب من

: مرض ، أو غريه ، وما صدر عن اهليئة املوقرة يف ذلك من قرار

)140 ( الرقمم على من ال نيب بعده احلمد هللا وحده ، والصالة والسال(( :نص القرار

: حممد ، وعلى آله وصحبه وبعد فإن جملس هيئة كبار العلماء ، يف دورته التاسعة والعشرين ، املنعقدة يف مدينة

هـ ، قد 20/6/1407هـ حىت اية يوم 9/6/1407الرياض إبتداء من يوم كري أطلع على األوراق املتعلقة باإلجهاض ، والواردة من املستشفى العس

بالرياض ، كما أطلع على كالم أهل العلم يف ذلك ، وبعد التأمل واملناقشة والتصور ملا حيدث للحامل ، من أعراض وأخطار يف خمتلف مراحل احلمل ،

وبعد اإلطالع على بعض صور ( وإلختالف األطباء يف بعض ما يقررونه ، ي بغريه من األطباء قرارات طبية ، قرر فيها رأي ، مث عند اجتماع من قرر الرأ

ومناقشة الرأي ، اختذ رأيا خمالفا للرأي السابق ، كما يف حالة إمرأة حامل قرر بشأا قرارا ، أوليا من طبيبني ، مث عند ضم عدد من األطباء إليهما ، اتخذوا

، واحتياطا للحوامل من اإلقدام على اسقاط محلهن ، ألدىن سبب ، )قرارا خمالفا بدرء املفاسد وجلب املصاحل ، وألن من الناس من قد يتساهل بأمر وأخذا

: احلمل، رغم أنه حمترم شرعا ، لذا فإن جملس هيئة كبار العلماء يقرر مايلي

ال جيوز اسقاط احلمل ، يف خمتلف مراحله ، إال ملربر شرعي ، ويف -1 .حدود ضيقة جدا

ربعني ، وكان يف إذا كان احلمل يف الطور األول ، وهي مدة األ -2 . اسقاطه مصلحة شرعية ، أو دافع ضرر متوقع ، جاز اسقاطه

أما اسقاطه يف هذه املدة خشية املشقة ، يف تربية األوالد ، أو خوفا من العجز عن تكاليف معيشتهم ، أو تعليمهم ، أو من أجل مستقبلهم ،

. أو اكتفاء مبا لدى الزوجني من األوالد ، فغري جائز وز اسقاط احلمل ، إذا كان علقة ، أو مضغة ، حىت تقرر جلنة ال جي -3

طبية موثوقة أن استمراره خطر على سالمة أمه ، بأن خيشى عليها اهلالك من استمراره ، جاز اسقاطه ، بعد استنفاد كافة الوسائل لتاليف

. تلك األخطارطه بعد الطور الثالث ، وبعد اكمال أربعة أشهر للحمل ، ال حيل اسقا -4

حىت يقرر مجع من األطباء املتخصصني املوثوقني ، أن بقاء اجلنني يف بطن أمه يسبب موا ، وذلك بعد استنفاد كافة الوسائل ؛ النقاذ

. حياته وإمنا رخص االقدام على اسقاطه ، ذه الشروط دفعا ألعظم الضررين ،

تقوى اهللا ، وجلبا لعظمى املصلحتني ، والس إذ يقرر ما سبق يوصي بوالتثبت يف هذا األمر ، واهللا املوفق ، وصلى اهللا على نبينا حممد ، وعلى آله

)409(. ))وصحبه وسلم .هيئة كبار العلماء

هـ ، انظر مالحق البحث امللحق 20/6/1407صادر بتاريخ ) 140( القرار رقم - )409(

)8( رقــم

اسقاط احلمل ، اإلجهاض ، أطوار احلمل ، العلقة ، ( :مصطلحات القرار

) املضغة

اج احلمل الذي مل يولد يعد فقدان نت: (( جاء يف املوسوعة الطبية :اإلجهاض إجهاضا حينما حيدث يف األشهر الثالثة األوىل من احلمل ، وسقطا حينما حيدث

وقد يكون اإلجهاض تلقائيا ، . …بني اية الشهر الثالث وبداية الشهر السابع أو ناشئا عن حادث أو اصابة ، أو يكون مبتعثا ، واإلجهاض التلقائي يعد عاميا

. )410())بالسقط . )411())اإلجهاض اسقاط اجلنني (( :وقال املناوي

بأنه فقد جنني احلامل ، قبل أن يبلغ درجة من : (( عرفه املناوي اسقاط احلمل .)412())النمو ، متكنه من احلياة يف عاملنا ، خارج الرحم

: أطوار احلمل الطـور التـارة ، : جاء يف خمتار الصحـاح-

)413( . الطور التارة ، تقول طورا بعد طور ، أي تارة بعد : (( وجاء يف اللسان - .تارة

إشراف اإلدارة العامة للثقافة ، وزارة التعليم العايل ، مؤسسة / املوسوعة الطبية احلديثة - )410(

) .27-26 ، ص ، 1ج( سجل العرب ، حممد بن عبد الرؤوف املناوي ، حتقيق حممد رضوان / التوقيف على مهمات التعاريف - )411(

) .38ص ( الدية، ) .91 ص/1ج ( املرجع السابق - )412( ) . 14( آية رقم نوح سورة - )413(

على حاالت شىت ، و )414(الطور أطوار ، والناس أطوار ، أي أخياف: إىل قوله ، )415(}وقد خلقكم أطوارا {احلال ومجعه أطوار ، قال اهللا تعاىل : الطور

أطوارا أي خلقا ، كل واحد على : ا وأحواال خمتلفة ، وقال ثعلب معناه ضروبنطفة مث علقة مث مضغة مث عظما ، وقال : خلقكم أطوارا قال : وقال الفراء . حدة

. )416())األخفش طورا علقة و طورا مضغة

ومنه . هي مراحله اليت يتطور فيها من مرحلة إىل مرحلة :فأطوار احلمل حدثنا رسول اهللا صلى اهللا عليه : اهللا بن مسعود رضي اهللا عنه قال حديث عبد

إن خلق أحدكم يجمع يف بطن أمه أربعني : ( وسلم وهو الصادق املصدوق قال يوما ، مث يكون علقة مثل ذلك ، مث يكون مضغة مثل ذلك ، مث يبعث اهللا إليه

مله ، وشقي أو سعيد ، مث ينفخ فيه بكتب رزقه وأجله وع: ملكا بأربع كلمات الروح ، فوالذي ال إله غريه ، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل اجلنة ، حىت ما يكون بينه وبينها إال ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن

اع ، فيسبق عليه أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حىت ما يكون بينه وبينها إال ذر . )417())الكتاب فيعمل بعمل أهل اجلنة فيدخلها

، وخمتار الصحاح ، حممد ) 450ص/10ج(أي خمتلفون ، انظر لسان العرب : أخياف -) 414(

، ومعجم البلدان ، أبوا القاسم على بن احلسن بن عساكر ، ) 82ص/1ج(الرازي ، ) . 412ص/2ج(

) . 14( آية رقم نوح سورة - )415( ) .179ص/6ج(مد بن مكرم األنصاري املعروف بابن منظور ، حم/ لسان العرب - )416(، وانظر ) 1174ص/3ج) ( 3036( رواه البخاري يف باب ذكر املالئكة حديث رقم - )417(

ورواه مسلم يف . كتاب بدء اخللق 306 ص 1356خمتصر الصحيح للزبيدي حديث رقم ، انظر ) 2036ص / 4 ج)(2643(كتاب القدر باب كيفية اخللق اآلدمي ، حديث رقم

) .113ص/10ج( جامع األصول البن األثري

العلق الدم الغليظ والقطعة منه : علق : (( جاء يف خمتار الصحاح :العلقة .)418())علقة ، و العلقة أيضا دودة يف املاء متص الدم واجلمع علق

اجلامد الغليظ، العلق الدم ما كان ، وقيل هو الدم:(( وجاء يف لسان العرب -وقيل اجلامد قبل أن ييبس ، وقيل هو ما اشتدت محرته ، والقطعة منه علقة ، ويف حديث سرية بين سليم ، فإذا الطري ترميهم بالعلق ، أي بقطع الدم الواحدة

أنه بزق علقة مث مضى يف صالته ، أي قطعة : علقة ، ويف حديث ابن أيب أوىف . )419()) خلقنا النطفة علقة دم منعقد ، ويف التنـزيل مث

املضغة قطعة حلم بقدر ما ميضغ ، وجعل امسا : (( جاء يف التوقيف :املضغة .)420())للحالة اليت ينتهي إليها اجلنني بعد العلقة

)189ص (حممد بن أىب بكر بن عبد القادر الرازي ، / خمتار الصحاح - )418( ) . 139ص/12ج(حممد بن مكرم األنصاري املعروف بابن منظور ، / لسان العرب - )419(الرؤوف املناوي ، حتقيق حممد رضوان حممد بن عبد / التوقيف على مهمات التعاريف - )420(

) .661ص ( الدية،

) :إسقاط احلمل ( حكم اإلجهاض : عنوان املسألة

على احملافظة بنيت الشريعة اإلسالمية على االحتياط لألرواح ، واحلرص التامعليها ، وحرمة الدماء ، وجعلت قتل النفس املعصومة من أكرب الذنوب ، فعن

ال يزال : (قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : ابن عمر رضي اهللا عنهما قال .)421()املؤمن يف فسحة من دينه ما مل يصب دما حراما

جلنني ، فعنيت به ، وبأمه ا: ومما حرصت الشريعة املطهرة على حفظة ومحايته أكمل العناية ، وأرفقها ، حىت جعلت لألم فسحة ، يف أمرها ، يف أمور هي من فروض اإلسالم ، فخففت عنها الصيام ، إىل حني ، واحلج ، وغريه حىت تضع

. كل ذلك عناية باجلنني ، ورمحة به . جنينها . ل العلماء عن هذه املسألة وماذا قا. فما احلكم يف إسقاطه ؟ أو التعدي عليه ؟

: تأصيل املسألة

:رأي اهليئة وأقوال العلماء السابقني يف املسألة ترى اهليئة عدم جواز اسقاط اجلنني يف خمتلف مراحله إال ملربر شرعي ويف -

.حدود ضيقة

: وممن وافقته اهليئة يف هذا -مجاع املسلمني ، وهو من حرام بإ إسقاط احلمل: قال ابن تيميه رمحه اهللا -

: فيـه - تعاىل -الوأد ، الذي قال اهللا ☺

، انظر ) 2517ص/6ج) (6469( رواه البخاري يف كتاب الديات ، حديث رقم - )421(

كتاب الديات 491ص2168خمتصر الصحيح للزبيدي برقم

و )422(

)423( .

احلمل خطأ ، مثل أن يضرب املرأة خطأ ، فتسقط ولو قدر أن شخصا اسقط واتفاق األئمة ، - صلى اهللا عليه وسلم –فعليه غرة عبد ، أو أمة ، بنص النيب

وتكون قيمة الغرة بقدر عشر دية األم ، عند مجهور العلماء ، كمالك والشافعي .وامحد

: قـوله تعاىل كذلك عليه كفارة القتل عند مجهور الفقهاء ، وهو املذكور يف

☺

☺ :إىل قوله تعاىل

⌧ ، وأمـا إذا تعمد اإلسقاط ، )424(

ب على ذلك ، عقوبة تردعـه عن ذك ، وذلك مما يقـدح يف دينـه فإنه يعاق .) 425(.))وعدالتـه

: وقوله تعاىل (( : وقال ابن كثري رمحه اهللا -

، وهذا )426( يشمل قتله بعد وجوده ، كما كان أهل اجلاهلية يقتلون أوالدهم ، خشية

) . 9-8( آية رقم التكوير سورة - )422( ) . 31( آية رقم اإلسراء سورة -) 423( .) 92(آية رقم النساء ورة س-) 424( ) .160ص/34ج(لشيخ اإلسالم ابن تيميه ، / فتاوى ابن تيميه - )425( .) 12(آية رقم املمتحنة سورة -) 426(

ني ، كما قد يفعله بعض اجلهلة من النساء ، تطرح اإلمالق ، ويعم قتله وهو جن .) 427())نفسها لئال حتبل ، إما لغرض فاسد ، أو ما أشبهه

وإذا قبض الرحم املين ،مل جيز التعرض له ، وأشد من (( : وقال ابن جزي -ذلك إذا ختلق ، وأشد من ذلك ، إذا نفخ فيه الروح ، فإنـه قتـل نفس

.) 428())إمجاعـا : من املعاصرين الذين يرون حرمة إسقاط اجلنني و-الذين ( وال شك بأن رأي الفريق الثاين : (( حيث يقول عمر بن حممد غامن-

يرون حرمة اإلجهاض منذ حلظة التلقيح ، ويف أي مرحلة من مراحل خلق ، هو األقرب للصواب ، املوافق لروح الشريعة ، اليت تأمر باحملافظة على ) اجلننينسل ومحايته ، وتسد الطريق على أصحاب األهواء والشهوات من ضعاف ال

النفوس ، الذين يريدون أن يتسللوا لتحقيق أهدافهم ومآرم ، يف إضعاف نسل وهبه الزحيلي ، : وقد نقل أن هذا القول قال به كل من . املسلمني والكيد هلم

د سحنون ، ويوسف القرضاوي ، وحممود شلتوت ، وحسان حتحوت ، وأمح .)429())وإبراهيم حقي، وحممد الغزايل من علماء إندونيسيا

قتل اجلنني يف : وأما اإلجهاض وهو (( : و حممد سيد طنطاوي الذي يقول -بطن أمه ، أو إنزاله فقد أمجع الفقهاء أيضا على حرمته ، وأنه ال جيوز ، إال إذا

) .355ص/4ج( تفسري ابن كثري ، - )427( ) .141ص( حممد بن أمحد بن جزي ، / القوانني الفقهية ال بن جزي - )428( ) .169-166ص( الفقه اإلسالمي ، عمر بن حممد إبراهيم غامن ، أحكام اجلنني يف- )429(

ا لألم ، أو ضررا بليغا بسبب حكم الطبيب الثقة بأن يف بقاء هذا اجلنني هالك .)430())بقائـه يف بطنها

اختلفوا يف التسبب إلسقاط ما مل يصل (( : وحممد الدمياطي الذي يقول -حلد نفخ الروح فيه ، وهو مائة وعشرون يوما ، والذي يتجه وفاقا البن العماد

بأن املين وغريه احلرمة ، وال يشكل عليه جواز العزل ؛ لوضوح الفرق بينهماحال نزوله ، حمض مجاد مل يتهيأ للحياة بوجه ، خبالفه بعد استقراره يف الرحم، وأخذه يف مبادىء التخلق ، ويعرف ذلك باألمارات ، ويف حديث مسلم أنه يكون بعد اثنتني وأربعني ليلة ، أي ابتداؤه كما مر يف الرجعة ، وحيرم استعمال

: رح به كثريون وهو الظاهر ، والذي رجحه ما يقطع احلبل من أصله ، كما ص .)431()) أنه بعد نفخ الروح حيرم مطلقا ، وجيوز قبله

: املخالفون للهيئة -

وبعد ذكر شيء من كالم من يرون حرمة إسقاط اجلنني ، يف أي طور من أطواره، حيسن الوقوف على من خالف ذلك من العلماء ، ممن قال جبوازه قبل أن

: - رمحهم اهللا أمجعني -نني ، فإىل شيء من كالمهم يتخلق اجلويباح للمرأة إسقاط الولد ، ما مل (( :-كما مر معنا- جاء يف حتفة امللوك -

)432())يستنب شيء من خلقه .

هل يباح اإلسقاط : (( وجاء يف حاشية ابن عابدين هذا السؤال مع جوابه - منه شيء ، ولن يكون ذلك إال بعد مائة بعد احلمل ؟ نعم يباح ، ما مل يتخلق

تنظيم ( حبث بعنوان ) 152ص/هـ 1/1409ج/5ع( انظر جملة جممع الفقه اإلسالمي - )430(

. للشيخ حممد سيد طنطاوي مفيت الديار املصرية ) النسل ورأي الدين فيه ) .131-130ص/4ج( ، البكري بن حممد الدمياطي / إعاننة الطالبني - )431( 239ص/1حممد بن أيب بكر بن عبد القادر ، ج/ حتفة امللوك - )432(

وعشرين يوما ، وهذا يقتضي أم أرادوا بالتخليق نفخ الروح ، وإال فهو غلط ؛ ألن التخليق يتحقق باملشاهدة قبل هذه املدة ، كذا يف الفتح وإطالقهم يفيد عدم

.توقف جواز إسقاطها قبل املدة املذكورة ، على إذن الزوج قال ابن .فال أقل من أن يلحقها إمث هنا إذا أسقطت بغري عذر : إىل أن قال

ومن األعذار أن ينقطع لبنها بعد ظهور احلمل ، وليس أليب الصيب ما : وهبان .)433()) يستأجر به الظئر ، وخياف هالكه

: ومن املعاصرين من فصل يف ذلك -الفقهي املقدم للمجمع تكلم الصديق حممد األمني الضرير يف حبثه -

: اإلسالمي جبدة ، بشيء من التفصيل يف املسألة فكان مما بدأ به أن إىل حكم قبل نفخ الروح يف اجلنني وحكم بعد نفخ الروح يف : قسم احلكم : اجلنني فقال

وقد نقل االتفاق على : حكم اإلجهاض بعد نفخ الروح يف اجلنني -1عد نفخ الروح يف اجلنني اتفق العلماء على أن اإلجهاض ب: حترميه فقال

. حرام : ونقل اخلالف بني أهل العلم فيه : حكم اإلجهاض قبل نفخ الروح -2

: فقال :عند احلنفية قوالن : أوال -

o قول باإلباحة ولو بال أذن الزوج . o وقول بالكراهة وحلوق اإلمث ، إال إذا كان اإلسقاط لعذر .

) .176ص/3ج( حممد أمني ، / حاشية بن عابدين - )433(

بعد األربعني يوما ، أما قبل األربعني حيرم اإلجهاض :عند املالكية : ثانيا - يوما ففيه ثالثة أقوال

o قول باحلرمة وهو املعتمد يف املذهب . o وقول بالكراهة . o وقول باجلواز .

: عند الشافعية قوالن : ثالثا -o قول باحلرمة بعد أن تستقر النطفة يف الرحم ولو قبل األربعني . o قه قول باجلواز ما دامت نطفة أو عل .

يباح للمرأة إلقاء النطفة : ( ورد يف الروض املربع :عند احلنابلة : رابعا - ) قبل األربعني يوما بدواء مباح

وقد فصل ابن قدامه يف وجوب الغرة والكفارة على اجلاين إذا أسقطت - . )434(املرأة علقه أو مضغة ليس فيها صورة آدمي

. )435(جهاض قبل نفخ الروح ويف احمللى ما يدل على عدم جواز اإل -ولعلنا اآلن أن نقف وقفه مع ما بينته الشريعة الغراء من أحكام ختص : وقفة

: اجلنني ومنهااحلفاظ على اجلنني ومراعاة املرأة احلامل ، فقد رخصت الشريعة للحامل -1

يف بعض الواجبات والفرائض ، إذا خشيت على جنينها ومن ذلك الصيام

وإن ألقت مضغة فشهد ثقات من القوابل أن فيه صورة : (البن قدامه قوله / جاء يف املغين -) 434(

آدمي لو بقي تصور ففيه وجهان أصحهما ال شيء فيه خفية ففيه غرة وإن شهدت أنه مبتدأ خلق ألنه مل يتصور فلم جيب فيه كالعلقة وألن األصل براءة الذمة فال تشغلها بالشك والثاين فيه غرة ألنه

) . 318ص/8(انظر املغين ) مبتدأ خلق آدمي أشبه ما لو تصور وهذا يبطل بالنطفة والعلقة للصديق حممد األمني ) اإلجهاض يف الشريعة اإلسالمي حكم ( بتصرف من حبث بعنوان - )435(

) .257-251هـ ص7/1414ع( الضرير ، انظر جملة جممع الفقه اإلسالمي جبدة

لشريعة للحامل اليت ختاف على جنينها بأن تفطر وتقضي وتكفر، فقد أباحت ا

.وأوجبت ذلك إذا حتققت اخلطورة على اجلنني إن كانت احلامل ختاف على : (( قال شيخ اإلسالم ابن تيميه يف الفتاوى

جنينها، فإا تفطر وتقضى عن كل يوم يوما ، وتطعم عن كل يوم مسكينا، .) 436()) أعلم رطال من خبز بأدمة واهللا

رجل من بين عبداهللا بن كعب – وقد ورد بذلك احلديث فعن أنس بن مالك إن اهللا … : (عن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال : -)437(أخوة بين قشري

تعاىل وضع شطر الصالة ، أو نصف الصالة والصوم عن املسافر ، وعن )438()… املرضع أو احلبلى

س من الضرورة الصوم ولو يف رمضان ، إذا ولي : (( وجاء يف اإلقناع- .)439())خشيت منه اإلجهاض ، فإذا فعلته وأجهضت ضمنته

اجلنني ، فقد حذرت -إسقاط– شرع اجلزاء الرادع ملن يتسبب يف قتل -2الشريعة من االعتداء على احلبلى أو احلامل ، ومن مسها بأي ضرر، وجعلت

رضي اهللا -إسقاط جنني ، فعن أيب هريرة الدية املقدرة بغرة ، ملن يتسبب يف اقتتلت امرأتان من هذيل ، فرمت إحدامها األخرى حبجر ، : قال -عنه

عبد احلليم بن تيمية احلـراين ، مجع وترتيب ، عبد الرمحن القاسم ، / فتـاوى ابن تيمية - )436(

) .218ص/25ج(معرفا بأنس بن مالك الراوي للحديث ذا التعريف ، هكذا أورده أبو داود يف سننه ، -)437(

) .317ص/2ج(انظر سسن أبو داوود ) .317ص/2ج / 2408حديث رقم ( رواه أبو داوود يف باب اختيار الفطر ، - )438(حممد الشربيين اخلطيب ، حتقيق مكتبة البحوث والدراسـات بدار الفكـر ، / اإلقنـاع - )439(

) .513ص /2ج(

فقتلتها ، فاختصموا إىل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، فقضى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم دية جنينها غرة عبد أو وليدة ، وقضى بدية املرأة على

)440()وورثها ولدها ومن معهم عاقلتها ، وهذا حمل إمجاع من أهل العلم ، يف حترمي التسبب على اجلنني ، سواء كان -

التسبب من احلامل نفسها ، كأن تتسبب على جنينها ، ولو بالقيام بالعبادات اليت قد تضر اجلنني كالصيام مثال ، أو كان التسبب من غري احلامل كاالعتداء على

. ل والتعرض هلا بسوء احلام فاجلنني إذا حمل اهتمام الشريعة ورعايتها ، وال جيوز املساس به حرصا على -3

العبادة ، أو خوف الفقر والعوز ، أو خوف التكثر من األوالد ، والشريعة جاء : حريصة على تكثري النسل ، وداعية إىل ذلك ، فعن معقل بن يسار قال

إين أصبت امرأة ذات حسب : عليه وسلم فقال رجل إىل النيب صلى اهللاال مث أتاه الثانية فنهاه ، مث أتاه الثالثة : ومجال ، وإا ال تلد أفأتزوجها ، قال

.)441()تزوجوا الودود الولود فإين مكاثر بكم األمم : (فقال أما االهتمام باإلجناب ، وتكثري الولد فمطلب من مطالب الشريعة ، كما أن -4ني إذا ختلق يصبح نفسا ، هلا حق العيش والبقاء ، فكيف يجترأ على هذا اجلن

وكيف حيرم العيش بسبب طيش أو قلة رمحة من . احلق بغري وجه مشروع ؟ والدته أو والده؟ وبأي حق يقتل وجيهض دون جرم ارتكبه أو جناية أمل ا ؟

الدنيا ، نأي بأناس إىل ولكن البعد عن اهللا ، والقسوة يف القلوب ، والتعلق ب- .الظلم والطغيان ، فإنا هللا وإنا إليه راجعون

) . 192ص/4ج / 4576حديث رقم ( رواه أبو داود يف سننه ، - )440( .من هذا البحث ) 199ص( سبق خترجيه انظر - )441(

ولعل تفصيل اهليئة املوقرة يف القرار وجتويزها ، ملا رأت فيه الضرورة ، كاف - : ملن أراد الكفاية ، فقد جوزت اإلجهاض يف احلاالت التالية

مصلحة أن يكون احلمل يف األربعني يوما ، وأن يكون يف إسقاطه -1 . شرعية أو دفع ضرر

أن يكون يف استمرار احلمل خطر على سالمة أمه ، بأن خيشى عليها -2 . اهلالك من استمراره ، ويقرر هذا جلنة طبية موثوقة

أن يكون يف بقاء اجلنني يف بطن أمه تسبب يف وفاة األم ، وأن يقرر -3 . هذا مجع من األطباء املتخصصني املوثوقني

ألت إليه احلال من انتشار السفاح ، وظهور الزنا يف جمتمعات كثرية ولعل ما -، وما نتج عن هذا الفحش العظيم ، من كثرة احلوامل بال أزواج وخباصة من الفتيات ، لعل هذا مما أدى إىل ظهور قوم من اجلهلة ، والذين يطفئون النار بالنار

ساد يف أهل هذا الزمن، وال وهذا من الف. ، فينادون بتشريع اإلجهاض وإجازته . حول وال قوة إال باهللا

وإن يف اصدار مثل هذا القرار القاضي مبنع اإلجهاض وحترميه ، إال يف حاالت -ضرورية ، تندرج حتت أحكام الضرورات اليت تبيح احملضورات ، لدليل على

، وسد حرص هذه اهليئة املوقرة على احلفاظ على األجنة ، ومنع التعدي عليها أبواب الرذيلة، وإن املتأمل يف واقع الناس اليوم ، وكثرة اإلجهاض على املستوى العاملي، ليدرك سوء ما آلت إليه األحوال ، وإن التقارير السنوية ألعداد حاالت

.اإلجهاض ، لتنذر باخلطر وتدل على اون الناس ، ودور الصحة فيهالعامل لتدعوا العاقل اللبيب إىل احلذر وإن اإلحصائيات السنوية لإلجهاض يف -

من اهلوة السحيقة اليت قد تنفتح بسبب اإلجهاض على اتمع ، فقد نشرت م ، إحصائية 1/5/1989صحيفة التامي األمريكية يف عددها الصادر يف

م ، كـان 1973أن عدد حاالت اإلجهاض قبل السماح به عـام : ( ملخصها

قـم بسرعـة بعد اإلباحـة ، حىت وصـل حالة ، وارتفع الر) 744600(حالة ، ويشكل اإلجهاض حاليا ثلث حاالت احلمل يف ) 1.600.000(إىل

من حاالت احلمل اليت تنتهي بالوالدة % 68الواليات املتحدة ، ويصل الرقم إىل . )442()يف االحتاد السوفييت

، يف تزايد مستمر وال شك أن األرقام يف أحناء العامل ، الذين أباحوا اإلجهاض حيث يبلغ عشرات املاليني سنويا ، ألم مل يتقيدوا يف ذلك بشرع اهللا الذي شرع لعباده جل وعال ، فكانوا أشد إمثا من عرب اجلاهلية الذين ذمهم اهللا يف

. نسأل اهللا السالمة والعافية . بوأد البنات : كتابه الكرمي

) . 128( أحكام اجلنني يف الفقه اإلسالمية ، عمر حممد غامن ، ص -) 442(

املبحث الرابع ل األنثى إىل ذكر والعكسحتوي

األبناء والبنات نعمة من اهللا ، أمنت اهللا م على عباده ، بل هي من أكرب النعم ، اليت يتفضل اهللا ا على من شاء ، فمن العباد من يرزق األبناء ، ومنهم من يرزق البنات ، ومنهم من يرزق األبناء والبنات ، ومنهم من يكون عقيما ال

تقدير العليم القدير ، ينجب ، وذلك ☺

☺

☺

☺ ⌦ )443( .

فالذرية يف القرآن الكرمي جاءت يف معرض اإلمتنان من اهللا تعاىل على . عباده ، وفضله عليهم

واخلالق جل وعال مل جيعل ألحد االختيار ، فيما يوهب له من األوالد ، بل ذلك منه سبحانه وتعاىل ، وليس لنا إال التسليم والشكر ، ومن يتذمر مما يهب له

، فهو جمانف للصواب مرتكب للخطيئة ، وقد ذم اهللا من يتذمرون عندما مواله :يرزقون جنسا من الذرية ، فقال تعاىل

⌧ ⌧

☺

) . 50-49( آية رقم الشورى سورة - )443(

☺ )444(

ولعل هذا املبحث أن يقف بناء على حكم مسائل ، حدثت يف خضم هذا التطور .الطيب والتقين اهلائل ، تتعلق جبنس اإلنسان

. فما احلكم لو اشتبه احلكم يف املولود هل هو ذكر أم أنثى ؟ . وما احلكم فيمن رغب يف تغيري جنسه إىل اجلنس اآلخر ؟

: لقد صدر من هيئة كبار العلماء قرار ذا الصدد ، نورده فيما يلي

)176 ( الرقماحلمد هللا رب العاملني ، والصالة والسالم على خري اخللق (( :نص القرار

داه إىل يوم الدين ، أما أمجعني ، نبينا حممد ، وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى : بعد

فإن جملس هيئة كبار العلماء يف دورته التاسعة والثالثني ، املنعقدة يف مدينة هـ ، اطلع على 18/3/1413هـ إىل 24/2/1413الطائف ، يف الفترة من

االستفتاء الوارد من استشاري طب األطفال ، الدكتور إبراهيم سليمان احلفظي هـ ، املتعلق بطفلة إنثى ، اتضح بالفحص الطيب 25/11/1412، املؤرخ يف

عليها أا حتمل بعض خصائص الذكور ، ودرس الس موضوع حتويل الذكر إىل أنثى، واألنثى إىل ذكر ، وأطلع على البحوث املعدة يف ذلك ، كما أطلع على قرار امع الفقهي اإلسالمي لرابطة العامل اإلسالمي ، الذي اصدره يف دورته احلادية عشر ، يف املوضوع ، وبعد البحث واملناقشة والدراسة ، قرر

: الس مايلي

) .59-58( آية رقم النحل سورة - )444(

ال جيوز حتويل الذكر الذي اكتملت أعضاء ذكورته ، واألنثى اليت -1كملت أعضاء أنوثتها إىل النوع اآلخر ، وأي حماولة هلذا التحويل تعترب

ق اهللا ، وقد حرم سبحانه هذا جرمية، يستحق فاعلها العقوبة ؛ ألنه تغيري خلل : التغيري ، بقوله تعاىل خمربا عن قول الشيطان

، وقد جاء يف صحيح مسلم ، عن ابن )445(

لعن اهللا الوامشات واملستومشات ، والنامصات :(مسعود رضي اهللا عنه أنه قالمث قال ) . ، املغريات خلق اهللا عز وجل واملتنمصات ، واملتفلجات للحسن

أال ألعن من لعن رسول اهللا صلى اهللا عليه : ( ابن مسعود رضي اهللا عنه : وسلم ، وهو يف كتاب اهللا عز وجل

)446( ( )447( . مات النساء ، والرجال فينظر فيه إىل أما من اجتمع يف أعضائه عال -2

الغالب من حاله ، فإن غلبت عليه عالمات الذكورة ، جاز عالجه طبيا مبا يزيل االشتباه يف ذكورته ، ومن غلبت عليه عالمات األنوثة ، جاز عالجه طبيا مبا يزيل االشتباه يف أنوثته ، سواء كان العالج باجلراحة أم باهلرمونات،

. ك من املصلحة العظيمة ودرء املفسدة ملا يف ذل

.) 119(آية رقم النساء سورة –) 445( .) 7( آية رقم احلشر سورة –) 446(واللفظ ) 5/2216ج) (5587( رواه البخاري ، باب املتفلجات للحسن ، حديث رقم -) 447(

حترمي فعل الواصلة واملستوصلة والوامشـة ( له ، ورواه مسلم ، كتـاب اللبـاس ، باب ، ) 2125(، حديث رقم ) املغريات خلق اهللا واملستومشة والنامصة واملتنمصة واملتفلجات و

) . 1678ص/3ج(

جيب على األطباء بيان النتيجة املتضحة من الفحوص الطبية ، ألولياء -3 . الطفل ذكرا كان أو أنثى حىت يكونوا على بينة من الواقع

.)448())وباهللا التوفيق ، وصلى اهللا وسلم على نبينا حممد ، وعلى آله وصحبه .هيئة كبار العلماء

:ت القرار مصطلحا ) .من اجتمع يف أعضائه عالمات النساء والرجال( : وهو اخلنثى : من اجتمع يف أعضائه عالمات النساء والرجال -

: يف اللغة اخلنثىخنث خينث فهو خنث : يف مادة خنث (( :جاء يف لسان العرب -

: اخلنثى الذي ال خيلص لذكر وال أنثى ، وجعله كراع وصفا ، فقال خنثى له ما للذكر واألنثى، واخلنثى الذي له ما للرجال والنساء ، رجل

: مجيعا واجلمع خناثى مثل احلباىل و خناث ،قالبنسوان يلدن وال رجال لعمرك ما اخلناث بنو قشري

(()449( اخلنثى إنسـان له : (( وجـاء يف كتاب التوقيف على مهمات التعاريف-

منهما أصال ، بل له ثقبة ال تشبههما من اخلنث آلة ، الرجل والنساء ، أو ليس)450())وهو اللني

.

هـ ، انظر مالحق البحث امللحق 17/3/1413صادر بتاريخ ) 176( القرار رقم - )448(

)10( رقــم 451-450 / 2ج(حممد بن مكرم األنصاري املعروف بابن منظور ، / لسان العرب - )449(

. ( ) .327ص( حممد املناوي ، / اريف التوقيف على مهمات التع- )450(

من اخلنث وهو اللني: اخلنثى يف اللغة : (( وجاء يف كتاب التعريفات -(()451 (.

:اخلنثى اصطالحا .) 452())اخلنثى الذي له ما للذكر واألنثى (( : جاء يف أنيس الفقهاء -

يف الشريعة شخص له آلتا الرجال و (( : وجاء يف كتاب التعريفات - .)453())والنساء ، أو ليس له شيء منهما أصال

بأنه ما اشتبه فيه بني حاليت : ومما سبق ميكن تعريف اخلنثى اصطالحا -الذكورية واألنوثة ، حىت إن الفقهاء ، أفردوه حبكم مستقل يف كتبهم ، من

. اخلنثى املشكل : ناحية التوريث وغريه ، فسموه . وسوف نورد بعضا من أقوال العلماء يف اخلنثى املشكل من الناحية الشرعية

: ويف املبحث مطلبان -حكم من كملت فيه أعضاء ذكورته أو أعضاء : املطلب األول

.أنوثته حكم من اجتمع يف أعضائه عالمات األنوثة : املطلب الثاين

.والرجولة اس كبرية وكثرية ، ال تعد وال علينا وعلى الن- جل وعال-نعم اهللا

حتصى ، وإن من أجل هذه النعم ، كمال اخللقة ،

) . 137ص( على اجلرجاين ، / التعريفات - )451( ).166ص( قاسم القونوي ، / أنيس الفقهاء - )452( ) . 137ص( على اجلرجاين ، / التعريفات - )453(

)454( .

وقد حيدث أن يتدخل إنسان يف تغيري خلقته اليت خلقه اهللا عليها ، ومن ذلك من ذكر إىل أنثى والعكس ، تغيري اجلنس ، فقد يرغب اإلنسان يف حتويل جنسه

فما احلكم يف ذلك وخباصة ملن كمل يف خلقته ، سواء كملت فيه أعضاء ذكورته ، أو كملت فيه أعضاء أنوثته ، ولعلنا يف هذا املطلب نقف على احلكم يف حتويل اإلنسان جلنسه من ذكر إىل أنثى أو العكس ملن كملت أعضاؤه

. عليه التكالن واستقامت خلقته ، واهللا املستعان و

) 4(آية رقم التني سورة -)454(

املطلب األولحكم حتويل من كملت فيه أعضاء ذكورته أو

.أعضاء أنوثته الكمال يف الصفات واألخالق ، واخللقة ، نعمة كربى ومنحة عظمى من الباري جل وعال ، فمن من اهللا عليه بكمال اخللقة ، والسالمة من العيوب ، حيسن به

التذمر من خلق اهللا جل وعال له ، ولقد ى الشكر هللا على هذه النعمة ، وعدم اهللا تعاىل عن متين ما رزق اآلخرين

☺

☺

⌧ ☺ )455(

.

فمن رغب يف تغيري خلق اهللا ، والتحول عن ما خلق له ، معتد ومتجاوز ، والبد من تبيني حكم تغيري اجلنس للناس ، ليكونوا على هدى وبصرية ، وليقف املسلم

. على حدود اهللا وال يتجاوزها

) .32(آية رقم النساء سورة - )455(

كم حتويل من كملت فيه أعضاء ذكورته أو ح:عنوان املسألة

أعضاء أنوثته

ترى اهليئة املوقرة كما يف القرار السابق ، أنه ال جيوز حتويل :رأي اهليئة املوقرة الذكر الذي أكتملت أعضاء ذكورته ، واألنثى اليت كملت أعضاء أنوثتها إىل

. نوع آخر : املوقرة التعليالت واألدلة اليت استشهدت ا اهليئة - :يقول تعـاىل خمـربا عن الشـيطان أنه قـال -1

)456(.

لعن اهللا :( أنه قال-يف حديث مر بنا– رضي اهللا عنهما روي عن ابن مسعود -2الوامشات واملستومشات ، والنامصات واملتنمصات، واملتفلجات للحسن ،

أال ال ألعن :(رضي اهللا عنهمث قـال ابن مسعود ). عز وجل املغريات خلق اهللامن لعن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، وهو يف كتاب اهللا ـعز

:وجـل

)457(()458( .

.) 119(آية رقم النساء سورة –) 456( .) 7( آية رقم احلشر سورة –) 457(واللفظ ) 5/2216ج) (5587( رواه البخاري ، باب املتفلجات للحسن ، حديث رقم -) 458(

حترمي فعل الواصلة واملستوصلة والوامشـة ( له، ورواه مسلم ، كتـاب اللبـاس ، باب ، ) 2125(، حديث رقم ) اهللا واملستومشة والنامصة واملتنمصة واملتفلجات واملغريات خلق

) . 1678ص/3ج(

: العلماء التعليالت اليت استشهد ا املوافقون للهيئة من- . أنه ال جيوز تغيري خلق اهللا تعاىل كما يف اآلية السابقة -وهذه األمور كلها قد (( : قال القرطيب يف تفسريه عند احلديث السابق -

شهدت األحاديث بلعن فاعلها ، وأا من الكبائر ، واختلف يف املعىن الذي ى ن باب تغيري خلق اهللا ألا من باب التدليس ، وقيل م: ألجلها ، فقيل

)459())تعاىل أن من خلق بأصبع زائدة ، أو عضو زائدة ، : (( وجاء يف التاج واإلكليل -

أنه ال جيوز له قطعه وال نزعه عنه ؛ ألنه من تغيري خلق اهللا ، إال أن يكون هذا الزائد مما يؤذيه من أصبع ، أو ضرس ويؤمله ، فال بأس على كل حال

.)460())برتعه حمرم ، مامل تدع الضرورة إليه ، مثل - جل وعال–يري خلق اهللا فتغ -

.اجلراحة إلزالة مرض ، أو أمل ، أو زيادة يف عضو من األعضاء مؤملة وغريهلذا فإن من كملت فيه أعضاء الرجولة أو األنوثة ، ال جيوز له تغيري -

ما خلق اهللا له ، كالتحول من جنسه إىل اجلنس اآلخر ، وهذا .- جل وعال–لق اهللا تعاىل ، ومضاد لفطرته مصادم خل

) .293ص /5ج( حممد بن أمحد القرطيب ، / تفسري القرطيب - )459( ) . 422ص /5ج( حممد بن يوسف العبدري ، / التاج واإلكليل - )460(

املطلب الثاين حكم من اجتمع يف أعضائه عالمات األنوثة والرجولة

: لقد صدر من هيئة كبار العلماء قرار ذا اخلصوص ، سبق ذكره )461()176 ( الرقم

: من هذا القرار وهي ) 2(وما خيص املسألة ، جاءت الفقرة :مضمون القرار ما من اجتمع يف أعضائه عالمات النساء والرجال ، فينظر فيه إىل الغالب أ -2

من حاله ، فإن غلبت عليه عالمات الذكورية ، جاز عالجه طبيا مبا يزيل االشتباه يف ذكوريته ، ومن غلبت عليه عالمات األنوثة، جاز عالجه طبيا

أم باهلرمونات ، ملا مبا يزيل االشتباه يف أنوثته ، سواء كان العالج باجلراحة . يف ذلك من املصلحة العظيمة ودرء املفسدة

حكم من اجتمع يف أعضائه عالمات األنوثة : عنوان املسألة

.والرجولة

: أقوال العلماء السابقني يف املسألة

كان غالب كالم العلماء السابقني عن اخلنثى املشكل ، يف أحكام املرياث ونصيبه ة، واحلج، والدية، والسترة، ومع من يلحق يف اإلمامة يف الصالة، فيه، و أحكام الصال

.وغريها

هـ، انظر مالحق البحث امللحق 17/3/1413صادر بتاريخ ) 176( القرار رقم - )461(

)10(رقم

ونورد هنا بعضا من أقوال العلماء السابقني يف أحكام اخلنثى وتعريفام له ، نظرا الرتباط ذلك بعنوان املطلب الثاين ، لنتبني من أقواهلم كيف تعاملوا معه ، وكيف

ه ، وعلى ماذا استندوا يف إجراء األحكام عليه صنفوه ، وإىل أي اجلنسني نسبو : -رمحهم اهللا أمجعني –والتعامل معه ، فإىل أقواهلم

وأما اخلنثى املشكل، فقال، الشافعي ال يؤم الرجال ((:جاء يف تفسري القرطيب - )462())ال يكون إماما حبال، وهو قـول أكثـر الفقهاء : ويؤم النساء، وقال مالك

(( :يف قوله تعاىل وقال أيضا -☯ ⌧ ☯ )463( ،

حصر ذريتهما يف نوعني ، فاقتضى أن اخلنثى ليس بنوع ، لكن له حقيقة ترده إىل هذين النوعني ، وهي اآلدمية ، فيلحق بأحدمها ، على ما تقدم ذكره يف البقرة من

.)464())اعتبار نقص األعضاء وزيادته وهو الذي له فرجان ، وأمجع العلماء على : اخلنثى (( :ع آخر إىل قوله يف موض

أنه يورث من حيث يبول ، إن بال من حيث يبول الرجل ورث مرياث رجل ، وال أحفظ عن : وإن بال من حيث تبول املرأة ورث مرياث املرأة ، قال أبن املنذر

كا عنه ، فإن بال أنه هاب أن يسأل مال: بل قد ذكر ابن القاسم . مالك فيه شيئا منهما معا فاملعترب سبق البول ، قاله سعيد بن املسيب ، وأمحد وإسحاق وحكى

. ذلك عن أصحاب الرأي : قال ابن شاس يف جواهره الثمينة على مذهب مالك عامل املدينة : إىل أن قال

ى اخلنثى يعترب إذا كان ذا فرجني ، فرج املرأة وفرج الرجل باملبال منهما ، فيعطاحلكم ملا بال منه ؛ فإن بال منهما اعتربت الكثرة من أيهما ؛ فإن تساوى احلال

) . 356ص/1/ج(حممد بن أمحد القرطيب ، / تفسري القرطيب - )462( .) 1(آية رقم النساء سورة –) 463( ) .2ص/5ج(حممد بن أمحد القرطيب ، / تفسري القرطيب - )464(

اعترب السبق ؛ فإن كان ذلك منهما معا ، اعترب نبات اللحية أو كرب الثديني ومشاتهما لثدي النساء فإن اجتمع األمران اعترب احلال مث البلوغ ، فإن وجد

ه حكم به ، فإن اجتمعا فهو مشكل، احليض حكم به ، وإن وجد االحتالم وحدوكذلك لو مل يكن فرج ال املختص بالرجال وال املختص بالنساء ، بل كان له مكان يبول منه فقط ، أنتظر به البلوغ فإن ظهرت عالمة مميزة ، وإال فهو مشكل،

.) 465())مث حيث حكمنا باإلشكال ، فمرياثه نصف نصييب ذكر وأنثى : وقوله تعاىل (( :ن للجصاص وجاء يف أحكام القرآ-

⌧ ⌧

ملا كان : ر، قال أبو بك )466( ☺قوله الذكر واألنثى امسا للجنس ، استوعب اجلميع، وهذا يدل على انه ال خيلو من

ثى وإن اشتبه علينا أمره ال خيلو من أحدمها، وقد أن يكون ذكرا أو أنثى، وإن اخلنإن اخلنثى املشكل ، إمنا يكون ما دام صغريا، فإذا بلغ فال بد : قال حممد بن احلسن

.)467())من أن تظهر فيه عالمة ذكر، أو أنثى وهذه اآلية تدل على صحة قوله ويعترب ببوله وهو من له شكل الذكر وفرج األنثى، ((: وجاء يف دليل الطالب -

فبسبقه من أحدمها؛ فإن خرج منهما معا اعترب بأكثرمها؛ فإن استويا فمشكل، فإن رجي كشفه بعد كربه أعطي ومن معه اليقني، ووقف الباقي لتظهر ذكورته بنبات حليته، أو إمناء من ذكره، أو أنوثته حبيض أو تفلك ثدي، أو إمناء من فرج فإن

) . 66-65ص/5ج(حممد بن أمحد القرطيب ، / تفسري القرطيب - )465( ) .46-45(آية رقم النجم سورة -) 466( ) .299ص/5ج(أمحد بن على الرازي اجلصاص ،/ م القرآن للجصاص أحكا- )467(

واختلف إرثه أخذ نصف مرياث ذكر ونصف مرياث مات ، أو بلغ بال إمارة ، .)468())أنثى

إذا حاض خنثى مشكل من فرجه ، وأنزل من ذكره ، (( : وجاء يف املبدع -أو وجد أحدمها ، أو وجدا من خمرج واحد ، فقد بلغ فإن أمىن ، وحاض : وقيل

كم بأن ال حي: من خمرج واحد ، فال ذكر وال أنثى ، ويف البلوغ وجهان ، وقيل اخلنثى ذكر ، بإنزاله من فرجه ، وال بأنه أنثى حبيضه ، وال ببلوغه ما معا ، وال

. )469())بأحدمها ، والصحيح أن اإلنزال عالمة البلوغ مطلقا من له شكل ذكر رجل، وفرج امرأة، أو : واخلنثى ((: وجاء يف الروض املربع-

أمره ببوله من أحد الفرجني؛ فإن ثقب يف مكان الفرج، خيرج منه البول، ويعترب بال منهما فبسبقه؛ فإن خرج منهما معا اعترب أكثرمها؛ فإن استويا فهو املشكل؛ فإن رجي كشفه لصغر، أعطي ومن معه اليقني؛ ووقف الباقي؛ لتظهر ذكوريته

أو إمناء من ذكره، أو تظهر أنوثيته حبيض، أو تفلك ثدي، أو إمناء بنبات حليته .)470())فإن مات، أو بلغ بال أمارة يرث نصف مرياث ذكر من فرج،

وهو من له شكل ذكر رجل وفرج امرأة ، فإن : اخلنثى (( : وجاء يف الفروع -بال أو سبق بوله من ذكره فهو ذكر ، نص عليه وعكسه ، أنثى وإن خرج منهما

. له ابن هاىنءال يعترب أكثرمها ونق: معا اعترب أكثرمها ، فإن استويا فمشكل ، وقيل هل يعترب السبق يف االنقطاع فيـه : وهو ظاهر كالم أيب الفرج وغريه وقال

.)471())روايتان

) .204ص( مرعي بن يوسف احلنبلي ، / دليل الطالب - )468( ) .333ص/4ج( إبراهيم بن مفلح احلنبلي ، / املبدع -) 469( . حاشية العنقري ) 41ص/3ج(منصور بن يونس البهويت ، / الروض املربع - )470( ) .29ص/5ج( حممد بن مفلح املقدسي ، / الفروع - )471(

من له ذكر رجل وفرج امرأة ، فإن سبق : اخلنثى : (( وجاء يف احملرر يف الفقه -البول من ذكره فهو رجل ، وإن سبق من فرجه فهو امرأة ، وإن خرج منهما اعترب

ال تعترب الكثرة فإن استويا فهو مشكل ؛ فإن رجي انكشاف : وقيل أكثرمها ، حاله لصغره أعطي هو ومن معه اليقني ، ووقف الباقي حىت يبلغ فتظهر منه عالمات الذكور ، من نبات حليته ، أو اإلمناء من ذكره ، أو عالمات النساء من

.)472())احليض ، أو تفلك الثدي وحنوه وهو الذي له ذكر وفرج امرأة، : اخلنثى (( :فقه ابن حنبل وجاء يف الكايف يف -

؛ وألا أعم )473(فيعترب مبباله ؛ ألنه قد جاء يف األثر يورث اخلنثى من حيث يبولعالماته ؛ ألا توجد يف الصغري والكبري ، وقد أجرى اهللا العادة أن الذكر يبول من

حيث يبول الرجل فهو ذكر ، ذكره واألنثى من فرجها ، فاعترب ذلك فإن بال منوإن بال من حيث تبول املرأة فله حكم املرأة ؛ فإن بال منهما اعترب بأسبقهما ؛ فإن خرجا يف حال واحدة اعترب أكثرمها ؛ ألن األكثر أقوى يف الداللة فإن استويا

.) 474())فهو مشكل شتبه ، فلم من خنث الطعام إذا ا: اخلنثى املشكل (( : وجاء يف كشاف القناع -

خيلص طعمه ، وهو الذي له شكل ذكر رجل و شكل فرج امرأة ، أو له ثقب مكان الفرج خيرج منه البول ، وينقسم اخلنثى إىل مشكل وغري مشكل ، من أشكل األمر التبس ؛ فإن ظهرت فيه عالمات الرجال من نبات حليته وخروج املين

.)475()) من ذكره

) . 407ص/1ج( لعبدالسالم بن تيميه ، / احملرر يف الفقه - )472(يف : عن على ( رواه الترمذي يف سننه ، باب مرياث اخلنثى ، عن على رضي اهللا عنه بلفظ -)473(

) . 461ص/2ج) (2970(برقم ) يورث من قبل مباله : اخلنثى ، قال ) . 553-552ص/2ج( عبداهللا بن قدامه املقدسي ، / يف فقه ابن حنبل الكايف- )474( ) .469ص/4ج( منصور بن يونس البهويت ، / كشاف القناع - )475(

هو الذي له ذكر وفرج امرأة ، أو ثقب يف مكان : نثى اخل (( : وجاء يف املغين -الفرج خيرج منه البول ، وينقسم إىل مشكل وغري مشكل فالذي يتبني فيه عالمات الذكورية ، أو األنوثية فيعلم أنه رجل ، أو امرأة فليس مبشكل ، وإمنا هو رجل فيه

ئر أحكامه حكم ما خلقة زائدة ، أو امرأة فيها خلقة زائدة ، وحكمه يف إرثه وساظهرت عالماته فيه ، ويعترب مبباله يف قول من بلغنا قوله من أهل العلم ، قال ابن

أمجع كل من حنفظ عنه من أهل العلم على أن اخلنثى يورث من حيث : املنذر يبول ، إن بال من حيث يبول الرجل فهو رجل ، وإن بال من حيث تبول املرأة

بن املسيب ، وجابر بن ذلك علي ، ومعاوية ، وسعيدفهو امرأة ، وممن روي عنه . ) 476())زيد ، وأهل الكوفة ، وسائر أهل العلم

بثالثة طرق، : ومبا يتبني حال اخلنثى ، قلنا : فإن قيل (( : وجاء يف الوسيط -أحدمها خروج اخلارج من أحد الفرجني ؛ فإن بال بفرج الرجال أو أمىن فرجل ،

ء ، أو حاضت فامرأة وإن أمىن بفرج الرجال وحاض بفرج وإن بال بفرج النساالنساء فمشكل ، وإن بال بفرج الرجال وحاض بفرج النساء قيل التعويل على

ألنه أدوم وقيل مشكل ، الثانية نبات اللحية وود الثدي فيه خالف املبال؛ ال خالف واألظهر أنه ال عربة ما ؛ ألن ذلك ال يعد نادرا على خالف املعتاد و

أن عدم نبات اللحية وعدم ود الثدي يف أواما ال نظر إليه وال نظر إىل ما قيل من تفاوت عدد األضالع فال أصل له يف الشرع والتشريح الثالثة أن يراجع الشخص ليحكم مبيله فإن أخرب ال يقبل رجوعه إال أن يكذبه احلس بأن يقول أنا

.) 477())رجل مث يلد ولدا وإذا كان للمولود فرج وذكر فهو خنثى ، فإن كان (( :يف بداية املبتدي وجاء -

يبول من الذكر فهو غالم ، وإن كان يبول من الفرج فهو أنثى، وإن بال منهما

) .221ص/4ج( عبد اهللا بن قدامه املقدسي ، / املغين - )476( ) .325 -322ص /1ج( حممد الغزايل أبو حامد ، / الوسيط - )477(

فاحلكم لألسبق ، وإن كانا يف السبق على السواء فال معترب بالكثرة ، مث أيب حنيفة نثى وخرجت له حلية ، أو وصل إىلرمحه ينسب إىل أكثرمها بوال ، وإذا بلغ اخل

النساء فهو رجل ، ولو ظهر له ثدي كثدي املرأة ، أو نزل له لنب يف ثديه ، أو حاض أو حبل ، أو أمكن الوصول إليه من الفرج فهو امرأة ، وإن مل يظهر إحدى

.) 478())هذه العالمات فهو خنثى مشكل لتان مجيعا صنفان وهم اخلنثى و أما الذي له اآل (( : وجاء يف فتاوى السفدي -

مدرك وغري مدرك ، فاملدرك يورث بالعالمات وحيكم ا أن كانت عالمة الرجل، اللحية والشهوة إىل النساء ، واالحتالم كما حيتلم الرجال ، فهو رجل وله مرياث

الرجال ، الرجال ، يف قوهلم مجيعا ، وان كان له عالمة النساء الثديان والشهوة إىل األحالم كما حتتلم النساء فهي امرأة ، ومرياثها مرياث النساء ، يف قوهلم مجيعا ، أو

املدرك فحكمه من حيث يبول أن بال من مبال الرجال فهو رجل ، ومرياثه مرياثهم وان بال من مبال النساء فهو امرأة ومرياثها مرياثهن ، يف قوهلم مجيعا وان

.)479())بال منهما مجيعا فهي امرأة : ملا ذكر من غلب وجوده ذكر نادر الوجود : وجاء يف الدر املختار -

وهو ذو فرج وذكر ، أو من عري عن االثنني مجيعا ؛ فإن بال من الذكر فغالم (( وإن بال من الفرج فأنثى ، وإن بال منهما فاحلكم لألسبق ، وإن استويا فمشكل ،

فإن بلغ وخرجت حليته أو وصل إىل وال تعترب الكثرة خالفا هلما هذا قبل البلوغ امرأة ، أو احتلم كما حيتلم الرجل فرجل ، وإن ظهر له ثدي أو لنب أو حاض أو حبل أو أمكن وطؤه فامرأة ، وإن مل تظهر له عالمة أصال أو تعارضت العالمات فمشكل ؛ لعدم املرجح وعن احلسن أنه تعد أضالعه فإن ضلع الرجل يزيد على

علي بن أيب بكر بن عبد اجلليل املرغياين ، حتقيق حامد إبراهيم كرسون / املبتدي بداية - )478(

) . 266ص ( ، حممد عبد الوهاب حبريي ، ) .859-858ص/ 2ج( على بن حممد احلسن السفدي ، / فتاوى السفدي - )479(

يف كل طحد ذكره الزيلعي وحينئذ فيؤخذ يف أمره مبا هو األحوضلع املرأة بوا .)480())األحكام

من يكون له آلة الرجال وآلة النساء ، : اخلنثى (( : وجاء يف حتفة الفقهاء -والشخص الواحد ال يكون ذكرا وأنثى ، ولكن حيتمل أن يكون ذكرا وآلة النساء

، وحيتمل أن يكون أنثى وآلة الرجال يف حقه نقصان ، مبرتلة موضع شجة مل تلتئميف حقها زيادة ، مبرتلة األصبع الزائدة ، والشرع جعل العالمة الفاصلة بينهما قبل

.)481())البلوغ هو املبال من له آلة الرجال والنساء، والشخص : فاخلنثى ((: وجاء يف بدائع الصنائع-

ا وإما أن يكون أنثى، فصل الواجد ال يكون ذكرا وأنثى حقيقة؛ فإما أن يكون ذكروأما بيان ما يعرف به أنه ذكر، أو أنثى فإمنا يعرف ذلك بالعالمة، وعالمة الذكورة بعد البلوغ نبات اللحية ، وإمكان الوصول إىل النساء وعالمة األنوثة يف الكرب ، ود ثديني كثديي املرأة ونزول اللنب يف ثدييه واحليض واحلبل وإمكان الوصول إليه

من فرجها ؛ ألن كل واحد مما ذكرنا خيتص بالذكورة واألنوثة فكانت عالمة .)482())صاحلة للفصل بني الذكر واألنثى وأما العالمة يف حالة الصغر فاملبال

اجلمهور على أن اخلنثى من أحد الصنفني ولكن (( : وجاء يف مواهب اجلليل - .) 483())خفيت علينا عالمته

وأمجعوا على أن اخلنثى يرث من حيث يبول ، إن بال (( : وجاء يف اإلمجاع-من حيث يبول الرجال ، ورث مرياث الرجال وإن بال من حيث تبول املرأة ورث

.)484())مرياث املرأة

)728 -727ص /6ج( ، / الدر املختار - )480( ) .357ص/ 2ج( ن أمحد السمرقندي ، حممد ب/ حتفة الفقهاء - )481( ) .327ص /2ج( عالء الدين الكاساين ، / بدائع الصنائع - )482( ) .425ص /6ج( حممد بن عبد الرمحن املغريب ، / مواهب اجلليل - )483(

عن سعيد بن املسيب قال يورث اخلنثى من (( : وجاء يف الفرائض للثوري - )485())يهما سبق حسن صحيححيث بيول فقيل له فإن بال منهما مجيعا قال وأ

الفقهاء حسب النماذج اليت واملتأمل هلذه األقوال يتبني له أن رأي - : ميكن إمجاله فيما يلي -رمحهم اهللا تعاىل–أوردنا من أقواهلم

رمحهم –أن الكالم على اخلنثى وأحكامه كان معروفا عند العلماء األوائل -1 . -اهللا تعاىل

يف أذهام أن اخلنثى ، البد أنه يتبع أحد اجلنسني أن العلماء قد غلب -2 . فإما أن يكون ذكرا أو أنثى

حاولوا الكشف عن هوية وتصنيف -رمحهم اهللا-أن الفقهاء السابقني -3 . اخلنثى مبا ظهر هلم من حالة، ومن ذلك كيف يبول، وما هي عالمته الظاهرة

ه ، معتربين أن هذا حرص الفقهاء على إحلاق اخلنثى مبا يقرب من صنف -4هوا احلق والصواب ، فإن أشكل عليهم ، أعطوه يف املرياث نصف ذكر

. ونصف أنثى أن يف تطور الطب ووسائل الكشف والتحليل ، والتصوير اجلسمي ما -5

. ميكن معه معرفة حال اخلنثى يف الوقت احلاضر كان أنه جيب مىت عرف حال اخلنثى أن تطبق األحكام اخلاصة به ، سواء -6

ذكرا أو أنثى ، ومل يورد الفقهاء يف كالمهم السابق أحكاما خاصة باخلنثى . كجنس ثالث بل أحلقوه بأحد اجلنسني ، بعد البلوغ حبسب ما غلب عليه

اإلمجاع ، حممد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري ، حتقيق فؤاد عبد املنعم أمحد ، - )484(

) .71ص( الفرائض للثوري ، سفيان بن سعيد الثوري ، حتقيق أبو عبد اهللا عبد العزيز بن عبد اهللا - )485(

) . 40ص( اهلليل،

قد درست ، هذه احلالة ، على ضوء ما جد من تطور اامع الفقهية وألن - ، سواء كان مشكال أم ال ، طيب ، فإن هذه اامع قد درست احلالة للخنثى

للعقل البشري -جل وعال–آخذة باالعتبار املعطيات الطبية ، وما أعطاه اهللا من إدراك لبعض األمور اليت يستأنس يف تأصيل األحكام حول اخلنثى ، ولذا فسوف نقارن بني القرارات الصادرة عن اامع الفقهية حيث مل يتضح لنا

سوى امع الفقهي اإلسالمي – املوقرة –لعلماء دراسته بعد هيئة كبار ا .مبكة املكرمة التابع لرابطة العامل اإلسالمي

بني رأي هيئة كبار العلماء ، وما صدر عن جممع الفقه اإلسالمي مبكة مقارنةاملكرمة ، يف حكم حتويل الذكر إىل أنثى والعكس أما جممع الفقه اإلسالمي جبدة

: يف املسألة فلم أقف له على قرار ) 176( لقد كانت خالصة قـرار هيئـة كبـار العلمـاء رقـم : أوال -

:هـ ، ما يلي 17/3/1413الصـادر بتاريخ ال جيوز حتويل الذكر الذي اكتملت أعضاء ذكورته ، واألنثى اليت كملت -1((

يستحق أعضاء أنوثتها إىل النوع اآلخر ، وأي حماولة هلذا التحويل تعترب جرمية ، فاعلها العقوبة ؛ ألنه تغيري خللق اهللا ، وقد حرم سبحانه هذا التغيري ، بقوله تعاىل

: خمربا عن قول الشيطان

، وقد )486( لعن اهللا : ( جاء يف صحيح مسلم ، عن ابن مسعود رضي اهللا عنه أنه قال

والنامصات واملتنمصات ، واملتفلجات للحسن ، الوامشات واملستومشات ، أال ألعن من : ( مث قال ابن مسعود رضي اهللا عنه ) . املغريات خلق اهللا عز وجل

: لعن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، وهو يف كتاب اهللا عز وجل

.) 119(آية رقم النساء سورة –) 486(

)487( ( )488( .

أما من اجتمع يف أعضائه عالمات النساء ، والرجال فينظر فيه إىل -1الغالب من حاله ، فإن غلبت عليه عالمات الذكورة ، جاز عالجه طبيا مبا يزيل االشتباه يف ذكورته ، ومن غلبت عليه عالمات األنوثة جاز عالجه طبيا

عالج باجلراحة أم باهلرمونات ، ملا يف مبا يزيل االشتباه يف أنوثته ، سواء كان ال . ذلك من املصلحة العظيمة ودرء املفسدة

جيب على األطباء بيان النتيجة املتضحة من الفحوص الطبية ، ألولياء -2 .)489( الطفل ذكرا كان أو أنثى حىت يكونوا على بينة من الواقع

كانت خالصة القرار رقم أما امع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة فقد: ثانيا - : هـ ما يلي 1409الصادر عن الدورة احلادية عشره لعام ) 6(

الذكر الذي كملت أعضاء ذكورته ، واألنثى اليت كملت أعضاء أنوثتها ، :أوال ال جيوز حتويل أحدمها إىل النوع اآلخر ، وحماولة التحويل جرمية يستحق فاعلها

، وقد حرم سبحانه هذا التغيري ، بقوله تعاىل خمربا العقوبة ؛ ألنه تغيري خللق اهللا : : عن قول الشيطان

، فقد )490( لعن اهللا : ( عن ابن مسعود رضي اهللا عنه أنه قال مر بنا ما جاء يف صحيح مسلم

ات للحسن ، الوامشات واملستومشات ، والنامصات واملتنمصات ، واملتفلج

.) 7( آية رقم احلشر سورة –) 487( . من هذا البحث 245 سبق خترجيه صـ –) 488(هـ ، انظر مالحق البحث 17/3/1413صادر بتاريخ ) 176( انظر القرار رقم - )489(

)10( امللحق رقــم .) 119(آية رقم النساء سورة –) 490(

أال ألعن من : ( مث قال ابن مسعود رضي اهللا عنه ) . املغريات خلق اهللا عز وجل : لعن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، وهو يف كتاب اهللا عز وجل

)491( ( )492( . مع يف أعضائه عالمات النساء والرجال ، فينظر فيه إىل الغالب أما من اجت:ثانيا

من حاله ؛ فإن غلبت عليه الذكورة ، جاز عالجه طبيا ، مبا يزيل االشتباه يف ذكورته ، ومن غلبت عليه عالمات األنوثة ، جاز عالجه طبيا مبا يزيل االشتباه

؛ ألن هذا مرض والعالج يف أنوثته ، سواء أكان العالج باجلراحة أم باهلرمونات .)493(يقصد به الشفاء منه ، وليس تغيريا خللق اهللا عز وجل

: ومما سبق ميكن إجياز ما تضمنه القراران السابقان كالتايل - اتفق قرار هيئة كبار العلماء ، مع قرار امع الفقهي اإلسالمي مبكة يف -1

: ثالث نقاط هي .عضاؤه من اجلنسني إىل نوع آخر عدم جواز حتويل من كملت أ-أ أن من اجتمع فيه أعضاء الرجال والنساء ، فينظر فيه إىل الغالب من -ب .حاله جواز عالج من ظهر عليه عالمات أحد اجلنسني ، فيعاجل مبا يزيل -جـ

.االشتباه يف أمره

.) 7( آية رقم احلشر سورة –) 491( . من هذا البحث 245 سبق خترجيه ، انظر ص –) 492( انظر القرار السادس الصادر عن الدورة احلادية عشر املنعقدة مبكة املكرمة يف الفترة - )493(

12هـ ، جملة الفقه اإلسالمي العدد1409رجب20هـ إىل 1409جب ر13 ، ومالحق 370 ص49 وأنظر ، وأنظر جملة البحوث اإلسالمية العدد174هـ ص1420

) 17( البحث ملحق رقـم

: انفرد قرار هيئة كبار العلماء بنقطة رابعة هي -2 . بيان النتيجة املتضحة من الفحص ألولياء الطفل أن األطباء جيب عليهم

قرار اهليئة وقرار امع الفقهي اإلسالمي ، : ومما سبق يتضح التوافق بني القرارين بإلزام األطباء بتبيني نوع الطفل ، سواء كان – املوقرة –انفراد قرار اهليئة : عدا

.ذكرا أو أنثى ، ألولياء أمرهسالمي جبدة فلم يصدر منه قرار يف هذه املسألة حسب ما أما جممع الفقه اإل

. أطلعت عليه

حكم احلاالت امليؤوس منها عند األطباء :املبحث اخلامس

:وفيه مطلبني . حكم االستفادة من أعضاء املتوفني دماغيا لصاحل املرضى احملتاجني: املطلب األول

تنفيذ إجراءات إنعاش القلب والرئتني يف احلاالت حكم من أوقف : املطلب الثاين .امليؤوس منها عند األطباء

حكم االستفادة من أعضاء املتوفني دماغيا لصاحل :املطلب األول

.املرضى احملتاجني بعد ما تبني حكم نقل األعضاء ، وحكم التربع ا يف الفصل الثاين ، جيدر بنا

، يف حكم التربع باألعضاء لصاحل املرضى أن نقف مع قرار اهليئة املوقرة احملتاجني هلا خصوصا من األشخاص املتوفني دماغيا بناء على ما ورد إىل اهليئة من مسو أمري منطقة الرياض ، األمري سلمان بن عبد العزيز الرئيس الفخري للمركز السعودي لزراعة األعضاء ، وحيث جاءت إجابة اهليئة ، عن حكم

عضاء من املتوفني دماغيا ، مبينة مىت جيوز احلكم مبوت اإلنسان ، التربع باأل . املوت الذي تترتب عليه أحكامه الشرعية

فلم يتحدث القرار عن حكم االستفادة من أعضاء املتوفني دماغيا ، لصاحل . املرضى احملتاجني

ال يف كما أن الكالم عن نقل األعضاء والتربع ا جاء احلديث على حكمه مفصوسوف يقتصر الكالم يف هذا املبحث عن مصطلحات . املبحثني السابقني

القرار، ويستوىف الكالم عن أحكام املتوفني دماغيا يف املطلب الثاين من هذا . - مبشيئة اهللا تعاىل -املبحث

) . 181( الرقم نبينا حممد احلمد هللا وحده والصالة والسالم على عبداهللا ورسوله :(( نص القرار

: وعلى آله وصحبه وبعد فإن جملس هيئة كبار العلماء يف دورته اخلامسة واألربعني املنعقدة يف مدينة

. هـ 1417 منه عام 12الطائف ابتداء من الثالث من شهر ربيع اآلخر حىت حبث حكم التربع باألعضاء لصاحل املرضى احملتاجني هلا خصوصا من األشخاص

بناء على ما ورد إليه من مسو أمري منطقة الرياض األمري سلمان بن املتوفني دماغياعبدالعزيز الرئيس الفخري للمركز السعودي لزراعـة األعضاء بكتابـه رقـم

هـ ، ومشفوعه الكتاب املرفوع لسموه 15/6/1416وتاريخ ) 627/11(هـ ، املتضمن 15/6/1416وتاريخ ) 621/11(من معايل وزير الصحة برقم

. التقرير املعد حول أمهية التربع باألعضاء وزراعتها خاصة عند املتوفني دماغيا يف حكم نقل القرنية، ) 62(وقد أطلع الس أثناء البحث على قراره رقم

، يف حكم نقل عضو أو جزئه من ) 99(من إنسان إىل آخر وإىل قراره رقم ة من امع الفقهي التابع كما أطلع على القرارات ، الصادر. إنسان إىل آخر

ملنظمة املؤمتر اإلسالمي جبدة ، وامع الفقهي التابع لرابطة العامل اإلسالمي مبكة . املكرمة ، بشأن نقل األعضاء وزراعتها

أنه ال جيوز شرعا : ( وبعد املناقشة وتداول الرأي يف املوضوع قرر الس ليه أحكامه الشرعية ، مبجرد تقرير احلكم مبوت اإلنسان ، املوت الذي تترتب ع

األطباء أنه مات دماغيا ، حىت يعلم أنه مات موتا ال شبهة فيه ، تتوقف معه حركة القلب والنفس ، مع ظهور األمارات األخرى الدالة على موته يقينا ؛ ألن

وباهللا التوفيق وصلى اهللا وسلم على نبينا ) األصل حياته فال يعدل عنه إال بيقني )494 ())حممد وآله وصحبه هيئة كبار العلماء باململكة العربية السعودية

)اإلمارات الدالة على املوت، موت الدماغ(: مصطلحات القرار هي عالمات الوفاة الشرعية ، اليت تترتب عليها : األمارات الدالة على املوت

الزوجة، أحكام الوفاة ، من تغسيل، وتكفني، وصالة، ودفن، ومرياث، وعدة . وغريها

:املوت وتعريفه الوفاة ، والوفاة املنية ، وتويف فالن وتوفاه اهللا واملوت(( : جاء يف لسان العرب

إذا قبض نفسه ، ويف الصحاح إذا قبض روحه وقال غريه تويف امليت استيفاء نه مدته ، اليت وفيت له وعدد أيامه وشهوره وأعوامه يف الدنيا ، و توفيت املال م

)495())و استوفيته إذا أخذته كله )496())وتوفاه اهللا أي قبض روحه والوفاة املوت (( :وجاء يف خمتار الصحاح

الوفاة استخالص احلق من حيث وضع أن اهللا : (( وجاء يف التوقيف للمناوي نفخ الروح وأودع به النفس ؛ ليستوفيها بعد أجل من حيث أودعها ، فكان

.)497())ن الوفاء وهو أداء احلقذلك توفيا تفعال م

هـ يف الدورة اخلامسة واألربعني 12/4/1417صادر بتاريخ ) 181( القرار رقم - )494(

وانظر مالحق البحث ملحق رقم . ئيس اجللسة الشيخ عبد العزيز بن بازللهيئة املنعقدة يف الطائف، ر)11 .( ) .400ص/15ج: (حممد بن مكرم بن منظور األفريقي املصري / لسان العرب - )495( ) .304ص: ( حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي / خمتار الصحاح - )496(بن عبد الرؤوف املناوي ، حتقيق حممد رضوان حممد / قيف على مهمات التعاريف التو- )497(

.)730ص( الداية،

: وأما عالمات الوفاة أو أمارات املوت فقبل الدخول يف الكالم على موت الدماغ ، أو الوفاة الدماغية ، حيسن احلديث

.عن عالمات املوت ، عند العلماء ، وعند األطباء ؟ مث بعد ذلك يكون احلديث عن موت الدماغ ،فما عالمات املوت عند العلماء

.وعند األطباء ؟ حدد العلماء أمارات املوت أو عالمته مبا يظهر على امليت بعد خروج الروح،

: وال حيكم مبوت اإلنسان ما مل تظهر هذه العالمات ومنها دخل رسول : (( شخوص البصر ؛ حلديث أم سلمه رضي اهللا عنها -1

ه اهللا صلى اهللا عليه وسلم على أيب سلمة وقد شخص بصره ، وأغمض ، وعن أيب هريرة )498(...))إن الروح إذا قبض تبعه البصر :( مث قال

أمل تروا : (( قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : رضي اهللا عنه قال فذلك حني :(( بلى قال : قالوا )) اإلنسان إذا مات شخص بصره

.)499())يتبع بصره نظره . احنراف األنف عن اليمني أو الشمال -2 . لفك السفلى الرختاء األعضاء عموما ارختاء ا -3 . سكون القلب ووقوف ضرباته -4 . برودة اجلسم عامة -5

كتاب اجلنائز ، باب : لإلمام مسلم بن احلجاج القشريي النيسابوري / صحيح مسلم - )498(

، ) 634 ـ ص 3ج) (920(يف إغماض امليت والدعاء له إذا حضر ، حديث رقــم حامت التميمي البسيت ، حتقيق شعيب وانظر صحيح بن حبان ، حملمد بن حبان بن أمحد أبو

) . 515 / 15ج ) ( 7014( األرنؤوط، حديث رقمكتاب اجلنائز ، باب يف شخوص بصر امليت يتبع نفسه ، حديث : صحيح مسلم -) 499(

) .635ص / 3ج ) (921: (رقـم

التفاف الساق األمين على األيسر أو العكس لقوله تعاىل -6

)500( (()501( وإن اشتبه أمر امليت اعترب بظهور أمارات املوت ، من (( :جاء يف املغين -رخاء رجليه ، وانفصال كفيه ، وميل كالمها ، وامتداد جلدة وجهه ، است

.واخنساف صدغيه وإن مات فجأة كاملصعوق ، أو خائفا من حرب ، أو سبع ، أو تردى من

.جبل انتظر به هذه العالمات ؛ حىت يتيقن موته . ينتظر به ثالثا : قال احلسن يف املصعوق

رمبا تغري يف الصيف يف اليوم والليلة قيل فكيف تقول إنه: قال أمحد رمحه اهللا قال يترك بقدر ما يعلم أنه ميت ، قيل له من غدوة إىل الليل؟ قال نعم

(()502( وتظهر أمارات املوت ، بأن يسترخي قدماه ( : (وجاء يف روضة الطالبني -

وال ينتصبا ، أو مييل كالمها ، أو ينخسف صدغاه ، أو متتد جلدة وجهه، أو ينخلع كفاه من ذراعيه ، أو تتقلص خصيتاه إىل فوق مع تديل اجللدة ، فإن شك بأن ال يكون به علة ، واحتمل أن يكون به سكتة ، أو أظهرت

.)503())أمارات فزع أو غريه ، أخر إىل اليقني بتغيري الرائحة أو غريه

) 29( آيه رقم القيامة سورة -) 500(، ولالستزادة ) 47ص : ( محن بن عبداهللا الغيث عبد الر/ الوجازة يف جتهيز اجلنازة - )501(

، وانظر أيضا كتاب حكم نقل ) 106( ص :انظر كتاب نقل األعضاء بني الطب والدين ) .151(ص :األعضاء يف الفقه اإلسالمي وجمموعة حبوث ، لعقيل بن أمحد العقيلي

) 367ص/3ج : ( املغين البن قدامه - )502( ) . 98ص / 2ج: ( وعمدة املفتني روضة الطالبني- )503(

ة فمىت ظهرت أمارات املوت على املتوىف ، فإنه يترتب على هذه الوفا -أحكامها الشرعيـة ، من التغسيل ، والتكفني ، واملرياث ، وعـدة

. الزوجة وغريها : عالمات املوت عند األطباء

ذكر األطباء بعض العالمات الظاهرة اليت تدل بطريقة مباشرة أو ببعض : األفعال البسيطة على وجود احلياة أو مفارقتها للجسم فمن ذلك

: ة الدموية توقف النفس والقلب والدور -1 : فتوقف النفس ميكن معرفتة بالعالمات التالية -

. توقف حركة الصدر والبطن - أ .عدم مساع أصوات التنفس بالسماعة الطبية - ب عندما توضع مرآة نظيفة أمام الفم أو األنف عند وجود –ج

التنفس يتكثف خبار املاء ، ويف حالة الوفاة ال حيدث . ذلك

غرية أمام األنف ، فإذا حتركت دل وضع ريشة أو قطنة ص-د . ذلك على التنفس

يوضع حوض صغري به ماء على الصدر أو البطن ، -هـويالحظ سطح املاء فإذا مل يتحرك دل ذلك على توقف

. التنفس : توقف القلب والدورة الدموية ميكن معرفته بالعالمات التالية -2

. توقف نبض الشرايني -أ يف ذلك على عدم مساع أصوات توقف القلب ، ويعتمد - ب

وينبغي أن يستمر التوقف مدة مخس . القلب بالسماعة الطبية .دقائق على األقل

: من العالمات الثانوية لتوقف الدورة الدموية . ال حيتقن اإلصبع إذا ربط يف حالة الوفاة –أ . عند حقن مادة ظاهرة حتت اجللد تبقى يف مكاا - أ

اجللد الرقيقة املوجودة بني األصابع معتمة رغم تكون ثنايا –ج . تسليط ضوء قوي عليها

: عالمات عامة تدل على املوت -3وما يتبعه من تفلطح رمي يف األجزاء : ارختاء العضالت - أ

. املالصقة لألرض وهي زرقة ناجتة عن توقف الدورة الدموية : الزرقة الرمية - ب

. ة وخاصة يف املناطق السفلية من اجلث . ويبدأ بعد ساعتني من الوفاة : التيبس الرمي –ج وهو حتليل أنسجة اجلسم بواسطة ميكروبات : التعفن الرمي – د

.)504(. التعفن

) 191 -186ص ( الطبيب آدابه وفقهه ، زهري أمحد السباعي ، وحممد على البار ، - )504(

ص ( بتصرف ، وانظر كتاب موت الدماغ بني الطب واإلسالم ، لندى حممد نعيم الدقر ، مد على البار ، حبث حمل)545ص/ 2ج / 3ع( ، وانظر جملة جممع الفقه اإلسالمي )48-49

وكتاب املسائل الطبية املستجدة يف ضوء الشريعة اإلسالمية ، حملمد ) . موت الدماغ ( ، بعنوان ) . 22ص / 2ج: (بن عبداجلواد حجاوي النتشه

:موت الدماغ وبعد معرفة عالمات الوفاة اليت حددها العلماء ، واليت يعتمدها األطباء يف تقرير

، فما موت الدماغ ؟ وما أحكامه ؟ الوفاة ، نتساءل اآلن عن موت الدماغ . وهل جيري على اإلنسان يف حالة وفاته دماغيا أحكام الوفاة الشرعية أم ال ؟

أنه تلف دائم يف الدماغ ، يؤدي إىل توقف : وقد عرف األطباء موت الدماغ: ، كما عرف أيضا )505(دائم جلميع وظائفه ، مبا فيها وظائف جذع الدماغ

.)506(متاما عن العمل وعدم قابليته للحياة) لدماغ ا(توقفه : ويوصف اإلنسان امليت دماغيا بأنه إنسان إذا كان

. يف غيبوبة عميقة ، ال يستجيب ألي شكل من أشكال املنبهات -1 . اإلدراك -ال يوجد لديه أي شكل من أشكال الوعي و -2 . ال يوجد لديه أي شكل من أشكال احلركة اإلرادية -3 . توقف دائم للتنفس العفوي لديه -4 . استرخاء تام يف مجيع عضالته -5 . لديه شخوص يف البصر ، مع غياب كافة املنعكسات املتعلقة بالعينني -6لديه انفراط دائم لعقد النظام ، والتنسيق بني أجهزته العضوية ، بعضها -7

. )507(مع بعض .)508(وقد تسمى هذه العالمات بعالمات موت جذع الدماغ

، ولالستزادة ) 56ص : ( ندى حممد نعيم الدقر / موت الدماغ بني الطب واإلسالم - )505(

إبراهيم .د/ ملقصود منه وأسبابه ، انظر كتاب املوت املاغي عن مفهوم املوت الدماغي وا ) . 64-37(صادق اجلندي ، ص

حممد بن عبداجلواد حجاوي النتشه / املسائل الطبية املستجدة يف ضوء الشريعة اإلسالمية - )506( ) .13ص / 2ج: (

) . 56ص : ( ندى حممد نعيم الدقر / موت الدماغ بني الطب واإلسالم -) 507(

ونقف هنا لنستويف الكالم عن أحكام املتوفني دماغيا يف املطلب التايل عند -

احلديث عن حكم من أوقف تنفيذ إجراءات إنعاش القلب والرئتني يف احلاالت . امليؤوس منها عند األطباء

) . 107( ص : مصطفى حممد / نقل األعضاء بني الطب والدين - )508(

حكم من أوقف تنفيذ إجراءات إنعاش القلب : املطلب الثاين عند األطباءوالرئتني يف احلاالت امليؤوس منها

، والذي ) 181( رقـم -املوقرة–سبق الكالم يف املبحث السابق عن قرار اهليئة

بينت فيه اهليئة أن احلكم على اإلنسان باملوت ، الذي تترتب عليه أحكامه الشرعية ، حىت يعلم أنه مات موتا ال شبهة فيه ، تتوقف معه حركة القلب

الدالة على موته يقينا ؛ ألن األصل حياته، والنفس ، مع ظهور األمارات األخرى فال يعدل عنه إال بيقني ، وقد بني يف املبحث ذاته معىن املوت الدماغي ، وعالمات املوت عند الفقهاء وعند األطباء ، وغريها ، وأرجي احلديث عن بعض

عن : أحكام املتوفني دماغيا إىل هذا املبحث ، والذي سوف يكون الكالم فيه منها عند س إيقاف إجراءات إنعاش القلب والرئتني ، يف احلاالت امليؤوحكم

. األطباء ، ورأي اهليئة املوقرة يف ذلك ). 190( الرقم

احلمد هللا وحده ، والصالة والسالم على من ال نيب بعده ، (( :نص القرار : وعلى آله وصحبه ، أما بعد

لتاسعة واألربعني ، املنعقدة يف فإن جملس هيئة كبار العلماء يف دورته اهـ ، نظر يف الكتاب املؤرخ 2/4/1419مدينة الطائف ، ابتـداء من تاريخ

هـ ، الوارد من رئيس قسم صحة الطفل ، يف كلية الطب باا 4/9/1416يف ، التابعة جلامعة امللك سعود ، املتضمن ستة أسئلة ، عن حكم تنفيذ إجراءات

: ، يف بعض احلاالت ، امليؤوس منها ، مبا نصه إنعاش القلب والرئتني إذا كان املريض مصابا حبالة عجز شديد ، مثل الشلل الدماغي ، حبيث أنه : أوال

ال حيرك رجليه أو يديه ، ومصاب بتخلف عقلي شديد ، وال يرجى شفاؤه ،

نه قد فهل حيق لثالثة من األطباء ، اختاذ القرار بعدم إجراء اإلنعاش ، علما بأ يعيش لسنوات ، ولكن بنفس الوضع السابق ؟

إذا قرر األطباء عدم اإلنعاش يف احلالة السابقة ورفض األهل ذلك فما هو : ثانيا احلكم ؟ وما هو اإلجراء القضائي ، لو اشتكى األهل األطباء لتسببهم يف موت

الطفل ؟ بالنسبة لطفل يشكو من هل جيوز منع العالج مثل املضادات احليوية ، : ثالثا

ضعف شديد يف عضالت التنفس ، وال يرجى شفاؤه ، وغالبا ما ميوت مثله ، يف األشهر األوىل من عمره ، واستخدام املضادات احليوية قد يفيد مؤقتا ، غري أنه ال

يؤثر يف النتيجة النهائية ؟ لة األوىل ، عند عدم هل لألطباء احلق يف اختاذ قرار عدم اإلنعاش يف احلا: رابعا

وجود األهل ، واملريض قاصرا ؟ يف ) 9745/3796/26( ونظر يف ما ورده من معايل وزير الصحة ، برقم

هـ ، من تقرير اللجنة الطبية املكلفة ؛ لبحث موضوع اإلنعاش 28/7/1417القليب الرئوي ، للمرضى امليؤوس من حاالم املرضية ، بناء على طلب مساحة

( ام اململكة العربية السعودية ، رئيس هيئة كبار العلماء ، بكتابه رقم مفيت ع .هـ 28/7/1417بتاريخ ) 3796/26

: وبعد البحث واملداولة ، قرر الس ما يلي إذا قرر ثالثة أطباء فأكثر متخصصون ، رفع أجهزة : جواب السؤال األول

ل ، فإنه جيوز اعتماد ما اإلنعاش عن املريض ، املوضحة حالته يف السؤال األويقررونه ، من رفع أجهزة اإلنعاش ، ولكن ال جيوز احلكم مبوته ، حىت يعلم ذلك بالعالمات الظاهرة الدالة على موته ، أما موت الدماغ فال يعتمد عليه يف احلكم

. مبوته

وإذا قرر األطباء املختصون رفع األجهزة يف احلالة : جواب السؤال الثاين . كورة ، يف السؤال األول ، فإنه ال يلتفت إىل معارضة األهل املذ

إذا غلب على ظن الطبيب املختص ، أن الدواء ينفع : جواب السؤال الثالثاملريض، وال يضره ، أو أن نفعه أكثر من ضرره ، فإنه يشرع له مواصلة عالجه،

لعالج نفعا مستمرا ، ولو كان تأثري العالج مؤقتا ؛ ألن اهللا سبحانه قد ينفعه با . خالف ما يتوقعه األطباء

لألطباء اختاذ القرار الذي يرونه بالنسبة للطفل الذي ال : جواب السؤال الرابع .يوجد له أهل وهو قاصر

.)509 ())وصلى اهللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه

) اإلنعاش ( : مصطلحات القرار : يف عامل الطب يقصد به اإلنعاش : (( فيقوليعرفه الشيخ حممد السالمي

املعاجلة املكثفة ، اليت يقوم ا طبيب ، أو جمموعة من األطباء ، ومساعدوهم ملساعدة األجهزة احلياتيه حىت تقوم بوظائفها ، أو لتعويض بعض األجهزة

. املعطلة، قصد الوصول إىل تفاعل منسجم بينها – الكلى – التنفس – القلب – املخ –إلنسان هي واألجهزة احلياتيه األساسية ل

. )510())الدم للتوازن بني املاء واألمالح

هـ يف الدورة التاسعة واألربعني للهيئة 6/4/1419صادر بتاريخ ) 190( القرار رقم -)509(

وأنظر مالحق البحث ملحق. املنعقدة يف الطائف ، رئيس اجللسة الشيخ عبد العزيز بن باز . )12( رقم

، حبث بعنوان اإلنعاش ، حملمد 481ص/1مع الفقه اإلسالمي ، العدد الثاين ، ج جملة جم-(510) املختار السالمي

:وهي صور ثالث حاالت املريض حتت أجهزة اإلنعاش ، -o عودة أجهزة املريض من التنفس ، وانتظام ضربات :الصورة األوىل

اجلهاز رفع : القلب وغريها إىل حالتها الطبيعية ، وحينئذ يقرر الطبيب . لتحقق السالمة وزوال اخلطر

o التوقف التام للقلب والتنفس ، وعدم القابلية آللة :الصورة الثانية الطبيب، وحينئذ يقرر الطبيب موت املريض متاما ، مبوت أجهزته من

رفع اجلهاز، : الدماغ والقلب ، ومفارقة احلياة هلما فحينئذ يقرر الطبيب . لتحقق الوفاة

o فيها قيام عالمات موت الدماغ من اإلغماء ، وعدم :الثالثة الصورة احلركة ، وعدم أي نشاط كهربائي يف رسم املخ بآلة الطبيب ، لكن

كجهاز التنفس ، وجهاز : بواسطة العناية املركزة ، وقيام أجهزا عليه : ذبذبات القلب ، وغريها ال يزال القلب ينبض ، والتنفس مستمر وحينئذ

موت املريض ، مبوت جذع الدماغ مركز اإلمداد للقلب، : بيب يقرر الط . ويقرر أنه مبجرد رفع اآللة عن املريض ، يتوقف القلب والتنفس متاما

فال ينبغي اخلالف برفع جهاز اإلنعاش : والصورتان األوىل والثانية أما . لسالمة املريض يف احلالة األوىل ، وحتقق موته يف احلالة الثانية

صورة الثالثة فهي حمل البحث والنظر يف هذه النازلة ،وعليها ترد األسئلة ال :الثالثة التالية

ما حكم رفع أجهزة اإلنعاش ؟ -1 حلي آخر؟ –وهو حتت اإلنعاش–ما حكم نزع عضو منه كالقلب وحنوه -2

هل تنسحب عليه أحكام امليت من التوارث وغريه ، يف هذه الصورة اليت -3الدماغ ، وقيام نبضات القلب والتنفس حتت حتقق فيها موت جذع

.)511(األجهزة اآللية ؟

لبكر أبو ) أجهزة اإلنعاش وحقيقة الوفاة بني الفقهاء واألطباء ( بتصرف من حبث بعنوان -(511)

) .538ص/2 ج3العدد (زيد، جملة جممع الفقه اإلسالمي ،

حكم من أوقف تنفيذ إجراءات إنعاش القلب :عنوان املسألة

. والرئتني يف احلاالت امليؤوس منها عند األطباءإنعاش القلب والرئتني من املستجدات الطبية احلديثة ، اليت ظهرت مع -

يف حدود ما أطلعت -ألهل العلم السابقني التطور الطيب والتقين ، وليس . كالم عن حكم رفعها عن املتوىف دماغيا أو ما يتعلق به -عليه

يف حكمها جبواز رفع األجهزة ، . القرائن اليت استدلت ا اهليئة املوقرة - : عن احلالة اليت طرحت عليها

. مل تورد اهليئة املوقرة يف قرارها أدلة - فرقت بني رفع األجهزة ، واحلكم مبوت اإلنسان ، فمع اهليئة يف قرارها -

جتويزها لرفع األجهزة ، إال أا ال ترى احلكم مبوت اإلنسان ، مشترطة .)512(للحكم مبوته ظهور عالمات الوفاة عليه

: املوافقون هلذا القول -ئة رئيسا لسه هي– رمحه اهللا تعاىل – وملا كان الشيخ عبدالعزيز بن باز -

كبار العلماء اليت صدر عنها هذا القرار ، إال أنه قد أكد هذا األمر وزاد عليه يف هل حيكم مبوت : إجابته على أسئلة طرحت عليه فقال يف إجابة على سؤال عن

ال حيكم مبوته، وال يستعجل عليه ، وينتظر : (( فأجاب بقوله : املتوىف دماغيا ؟ هذه عجلة من بعض األطباء ، حىت يأخذوا منه حىت ميوت موتا ال شك فيه ، و

...قطعا ، أو أعضاء ، ويتالعبوا باملوتى ، وهذا كله ال جيوز كما قال يف إجابة على سؤال عن دعوى األطباء أن املتويف دماغيا ال ميكن أن

هذه الدعوى ال يعول عليها وال يعمل ا ، وليس على : (( ترجع إليه احلياة ل ، وقد بلغين أن بعض من قيل إنه مات دماغيا ، عادت إليه احلياة صحتها دلي

. الكالم عن عالمات الوفاة سبق يف الفصل الثاين-) 512(

وعاش، وبكل حال فاملوت الدماغي ال يعترب ، وال حيكم لصاحبه حبكم املوتى ، .)513())حىن يتحقق موته على وجه ال شك فيه

فبما أن هذه احلقيقة (( : الشيخ بكر أبو زيد حفظه اهللا حيث يقول -اء ، وأن عالماا أو جلها ظنية ، ومل تكتسب اليقني بعد ، حمل خالف بني األطبأن اليقني ال يزول بالشك ، ونظرا لوجود عدة وقائع يقرر : وأن قاعدة الشرع

وأن الشرع يتطلع إىل إحياء النفوس .. موت الدماغ مث تستمر احلياة : فيها ى البنية وإنقاذها وأن أحكامه ال تبىن على الشك ، وأن الشرع حيافظ عل

اإلنسانية جبميع مقوماا ومن أصوله املطهرة احملافظة على الضروريات اخلمس ومنها احملافظة على النفس ، وهلذا أطبق علماء الشرع على حرمة اجلنني من حني نفخ الروح فيه ، ومبا أن األصل يف اإلنسان احلياة واالستصحاب ، من مصادر

ما مل يقم دليل قاطع على خالفه ، وهلذا قالوا يف الشرع التبعية إذ جاءت مبراعاته . التقعيد ، واألصل بقاء ما كان على ما هو حىت جيزم بزواله

فتنسحب )) حقيقة الوفاة ((ال يظهر أن موت الدماغ هو : فإنه هلذه التسبيبات عليه أحكام األموات ، ولكن ليس مثة ما مينع من كون هذا االكتشاف الطيب

… مة أو أمارة على الوفاة الباهر عال : مث قال يف خامتة حبثه حفظه اهللا

جاز رفع آلة الطبيب ؛ ألنه ال : منه سإذا قرر الطبيب أن الشخص ميؤو .1يوقف عالج يرجى منه شفاء املريض ، وإمنا يوقف إجراء ال طائل من ورائه

ذه ؛ يف شخص حمتضر ، بل يتوجه أنه ال ينبغي إبقاء آلة الطبيب واحلالة ه . ألنه يطيل عليه ما يؤمله من حالة النـزع واالحتضار

. جمموع فتاوى ومقاالت متنوعة ، عبدالعزيز بن عبداهللا بن باز ، مجع وترتيب وإشراف د-)513(

) . 367-366ص/13ج( حممد بن سعد الشويعر ،

لكن ال حيكم بالوفاة اليت ترتب عليها األحكام الشرعية كالتوارث وحنوه أو .2نزع عضو منه ، مبجرد رفع اآللة بل بيقني مفارقة الروح البدن عن مجيع األعضاء ، واحلكم يف هذه احلالة من باب تبعيض األحكام وله نظائر يف

. الشرع كثرية منه ، أو استوى لديه األمران ، سأما إذا قرر الطبيب أن الشخص غري ميؤو .3

فالذي يتجه عدم رفع اآللة حىت يصل إىل حد اليأس ، أو يتـرقى إىل )514())السـالمة

وإن أفىت به بعض العلماء من جواز (( : و الشيخ بدر متويل الذي يقول -؛ إلنقاذ حياة حي ، فإن ذلك ال يكون إال بعد االنتفاع ببعض أعضاء امليت

التحقق من وفاة املأخوذ منه عضو ، ال يعيش إال به ، كالقلب والكبد ، وحيفظ بالوسائل العلمية احلديثة لينتفع به ، وال أعتقد أن عاملا يف الشريعة ، يستطيع أن

–ة ضئيلة مهما كانت هذه احليا–يفيت جبواز نزع قلب شخص ال تزال به حياة . لينقل إىل شخص آخر

ومما ينبغي أن يعلم أن فقهاء اإلسالم مجيعا ، جممعون على أنه لو كان شخص - فجاء من قتله ، وجب القصاص إذا كان – من غري جناية –يف النـزع األخري

.)515())القتل عمدا والدية إذا كان خطأ حرصوا على أنه ال حيكم ) الفقهاء(نرى أم (( : ويقول توفيق الواعي -

حياة فقدانا كامال ، واشترطوا اليقني : باملوت ، إال بعد فقد اجلسم للحياة ، أي يف ذلك ، والتأكد الذي ال خيالطه شك ، فإذا كان هناك أدىن ريبة ، ترك اجلسد

، حبث بعنوان أجهزة 541-539ص/2ج( جملة جممع الفقه اإلسالمي العدد الثالث -) 514(

لبكر بن عبداهللا أبوزيد) الفقهاء واألطباء اإلنعاش وحقيقة الوفاة بني )515(- اية احلياة اإلنسانية يف نظر اإلسالم ، لبدر املتويل جملة جممع الفقه اإلسالمي ، حبث بعنوان

) . 682ص/2العدد الثالث ، ج(عبد الباسط ،

حىت تتغري رائحته وينتفي معه أي شك يف املوت ، هذا هو ما عليه إمجاع الفقهاء .)516())لصدر األول إىل اليوم من لدن ا

لذلك فنرى أال نعترب احلياة شرعيا (( : ويقول األستاذ عبد القادر العماري -قد انتهت ، وحنكم على الشخص إنه يف عداد املوتى ، إال إذا كان هناك امارات ظاهرة كما قرر الفقهاء ، فنرتب على ذلك اإلرث ، وانتهاء العدة وغريها ، من

لشرعية أما مسألة ما توصل إليه الطب ، من أن موت املخ هو املوت األحكام ا من حياته ، فال يلزم الطبيب ساحلقيقي للشخص ، فيكون ذلك يف حكم امليؤو

أن يبقى عليه األجهزة ، اليت تطيل عليه حالة النـزع واالحتضار مبا ال فائدة ، فال حرج على فيها، وقد قال الفقهاء إن حكم من هو يف الرتع حكم امليت

الطبيب إن هو مد يده إىل إطفاء اجلهاز ؛ ألن احلياة املتوقفة على اجلهاز غري . )517())طبيعي ، ليست حياة يف احلقيقة

يبدو أن موت الدماغ هذا ، ال يعد وحده (( : ويقول الشيخ حممد البوطي -، بل هو يف أكثر يف ميزان الشريعة اإلسالمية دليال قاطعا على حلول املوت فعال

األحيان نذير موت حمقق ، حسب املقاييس الطبية امع عليها ، إال أنه ليس … نذيرا قطعيا باملوت يف حكم الشريعة

ولعدم االعتبار ذا الدليل الطيب ، من قبل الشريعة اإلسالمية سببان : إىل أن قال : اثنان

لى وقوعه الفعلي التام ، أن أحكام املوت ، أيا كانت ، إمنا تترتب ع -1 . ال على توقعاته مهما كانت يقينية جازمة

حكام الشرعية قيقة املوت واحلياة يف القرآن واألجملة جممع الفقه اإلسالمي ، حبث بعنوان ح -)516(

) .710ص/2العدد الثالث ، ج(، لتوفيق الواعي ، ( جملة جممع الفقه اإلسالمي ، حبث بعنوان اية احلياة ، لعبد القادر بن حممد العماري ، -)517(

) .720ص/2العدد الثالث ، ج

أن هذه الدالالت أو التوقعات ، مهما استندت إىل اليقني العلمي ، -2فـإن انتعاش املريض وتوجهه مرة أخرى للحياة ، ليس مستحيال

. )518())عقليا املوت النهائي واحلكم بالبداية أو العالمة على (( : يقول مصطفى الذهيب -

: حكم فيه جمازفة ، بل خمالفة للشريعة ، فاهللا عز وجل يقول

⌧ ☺ )519( .

ومعلوم أن األصل هو احلياة ، واحلياة يقني ، واليقني ال يرتفع : إىل أن قال بالظن ، وأن املريض مهما كانت حالته ، ال يستطيع الطبيب بالشك أو يتغري

…)520())اجلزم بساعة موته : املخالفون هلذا القول

ومن املعاصرين من يرى أن موت الدماغ يعترب كافيا إلعالن الوفاة ، وأن أحكام املوت ، وما بعده من توارث وغريه ، تبدأ من اللحظة اليت يعلن فيها

ون موت الدماغ ، واليأس من حالة املريض ، وال يشترطون األطباء املختصتوقف القلب والتنفس ؛ ألا تعمل حتت األجهزة ، فال عربة ا ولنقف على

:شئ من كالمهم . حكم توقيف اإلنعاش يف هذه احلالة (( : يقو الشيخ حممد خمتار السالمي -

ال ميكن يف –الدماغ حالة موت -أن توقيف اإلنعاش يف هذه احلالة الثالثة : نظري أن نعطيه حكما مطلقا بل نقول

حيا أو جملة جممع الفقه اإلسالمي ، حبث بعنوان انتفاع اإلنسان بأعضاء جسم إنسان آخر -) 518(

) . 207-206ص/1ج/ العدد الرابع (ميتا، للدكتور حممد سعيد رمضان البوطي ، . ) 34(آية رقم لقمان سورة –) 519( ) .111ص (ملصطفى حممد الذهيب ،/ نقل األعضاء بني الطب والدين -)520(

إذا كانت األجهزة اليت خصصت هلذا الذي مات خمه ، واليت أبقيناها على -1هذا اجلسم قد ورد من هو يف حاجة إليها ، فال نتردد يف فصلها وربطها

. مبن بقيت فيه احلياة كاملة إلنعاش ، تلتهم من الرصيد املايل ما إذا كانت النفقات اليت يتطلبها مواصلة ا -2

يعود بالضرر على مستوى العالج ، بالنسبة لبقية املرضى كحالة الدولة اليت ال متلك قوة مالية ؛ فإنه يتحتم أيضا فصلها وصرف العناية للمرضى من

. األحياء إذا توفر املال وتوفرت األجهزة ، والقائمون على اإلنعاش ، فهل نستبقي -3

ة ويستمر اجلهاز الصحي ، يف مواصلة العالج املكثف ، إىل أن األجهزحيصل الدمار الكامل لألجهزة األساسية كلها ، أو ترفع العناية مبجرد حتقق املوت للمخ ؟ يقول األطباء إنه إذا رفض املخ قبول التغذية مات اإلنسان،

احلركة وإذا أزلنا أجهزة اإلنعاش فلن يستمر القلب يف النبض والرئتان يف . أو الكلى يف التصفية إال مدة ال تتجاوز مخس دقائق على أكثر تقدير

. وبناء على ذلك فإن الذي يبدو أنه ميكن اإلعالن عن املوت مبجرد موت املخ .)521())وما يترتب على املوت من أحكام تبدأ من هذا التاريخ واهللا أعلم

ب الظن عندي أن جمرد وجود إن أغل: (( ويقول الدكتور حممد نعيم ياسني -قلب ينبض أو كلية خالياها حية ، أو غري ذلك من أعضاء اجلسد اإلنساين سوى املخ ، ليس قرينة على وجود الروح أو عدم وجودها ، وذلك إلمكان قيام هذه

العـدد (، جملة جممع الفقه اإلسالمي ، حبث بعنوان اإلنعاش ، حملمد املختار السـالمي -)521(

) .484-483ص/1الثاين ج

األعضاء خبالياها احلية مع وجود الروح ومع غياا ، وإمنا ترتبط الروح اآلدمية . )522())ع حياة الدماغ وجودا وعدما م

األسباب اليت تدعو إىل إيقاف وسائل : (( يقول الدكتور حممد البار - : اإلنعاشأن رعاية جثة وتنظيفها أمر يسبب آالما مربحة ؛ ألسرة ذلك امليت ، -1

. ولألطباء وهليئة التمريض … والنقطة األخرى اهلامة هي أن تكاليف وسائل اإلنعاش باهظة جدا -2

. اليني الدوالرات جلعل جثث تتنفس أمر ليس له معىن وصرف موحيتاجها … كذلك فإن هذه األجهزة باهظة الثمن وقليلة العدد -3

كثري من املصابني وتعطيلها على جمموعة من اجلثث أمر يؤدي إىل فقدان جمموعة من احلاالت اليت كان باإلمكان إنقاذها لو استخدمت

. معهم وسائل اإلنعاش يف حينه : إىل أن قال يف موضع آخر

: إذن من الناحية الشرعية ، أو القانونية ال بد من إجراء التغيري التايل االعتراف مبوت الدماغ بدال من موت القلب كعالمة على موت الشخص ،

وبذلك ميكن … يف احلاالت اخلاصة اليت تستدعي وضع أجهزة اإلنعاشواالتفاق عليه من قبل جمموعة من إعالن الوفاة مىت ما مت موت الدماغ ،

ويف تلك احلالة ميكن إيقاف أجهزة اإلنعاش ، وإبقاؤها .. األطباء املختصني على حسب الوضع املطلوب يف املستشفى ، فمثال إذا كان املصاب قد أوصى قبل وفاته بتربعه بأعضاء جسمه ، فإن األجهزة ميكن أن تظل تعمل

إلنسانية يف ضوء اجتهادات العلماء جملة جممع الفقه اإلسالمي ، حبث بعنوان اية احلياة ا -)522(

) . 657ص/2 العدد الثالث ، ج ( ،حملمد نعيم ياسني ، املسلمني واملعطيات الطبية

أو رمبا يوم كامل ، إذا كانت هناك حاجة بعد إعالن وفاته لبضع ساعات ،للحصول على عضو ، أو أعضاء كاملة التروية لزرعها يف مريض ، أو

. )523())مرضى آخرين هم يف أشد احلاجة إليها وتلخيصا ملا سبق فإن موت اإلنسان يكون : (( ويقول الدكتور خمتار املهدي -

لقلب أوال ، ألكثر من دقائق عند وفاة جذع املخ ، سواء نتج ذلك عن توقف امعدودة تقطع اجللوكوز واألكسوجني بدرجة تسبب تلف املخ ، أو تكون وفاة جذع املخ واملخ عموما بإصابة موجهة إليه مباشرة ، وال يهم موقف األعضاء األخرى ، فهي تبدأ يف التحلل والتعفن مباشرة ، أو ميكن االحتفاظ حبيويتها

عمال أجهزة اإلنعاش الصناعية ، واحلقيقة اليت نريد أن لفترة حمدودة ، باست) . فترة االحتضار(نؤكدها أن توقف القلب عن العمل ، ال يعين بالضرورة الوفاة .)524())كما أن استمرار القلب يف العمل بعد موت املخ ال يعين احلياة

نا حتدثنا وتلخيصا ملا سبق أقول إن (( : ويقول الدكتور عصام الدين الشربيين -بشقيه الفقهي (عن حتديد املوت ، يف غيبة النص الشرعي ،باجتهاد بشري

، وأن املوت عمليه هلا امتداد يطول أو يقصر ، وأن حياة عضو أو ) والطيبجمموعة من اخلاليا ال تعين بالضرورة حياة اإلنسان نفسه ، وأن حتديد املوت يتم

جذع الدماغ يف احلاالت اليت يستمر عند توقف القلب والتنفس ، أو عند توقف فيها التنفس بوسائل صناعية ، وأن موت الدماغ له شروط وعالمات حمددة

، حملمد على البار ، العدد ) اش أجهزة اإلنع( جملة جممع الفقه اإلسالمي ، حبث بعنوان -)523(

)445-444ص / 1ج(الثاين ، جملة جممع الفقه اإلسالمي ، حبث بعنوان اية احلياة اإلنسانية ، حممد خمتار املهدي ، -)524(

) . 568ص/2العدد الثالث ، ج(

استقرت املهنة الطبية عليها بعد سنوات من الدراسة والتمحيص ويترتب على . )525())هذا التشخيص رفع األجهزة

اة اإلنسان هو وميكننا اجلزم بأن اية حي: (( ويقول الدكتور أمحد شوقي -عندما ميوت خمه ، ولو كان القلب ينبض ، ولو كانت الرئتان تتنفسان ، فلو تأكد الطبيب أن املخ قد مات ، واملريض يتنفس وقلبه حتت جهاز ، فال حرج

. )526())عليه يف أن يقرر أن هذا اإلنسان قد مات مبوت صاحبه، إذا مات املخ ، ميكن احلكم ((: ويقول الدكتور أمحد القاضي -

.)527())بغض النظر عن حالة القلب العضوي أجريت دراسات كثرية يف ((: جاء يف تقرير لوزارة الصحة بالسعودية -

العقدين السابقني ، واستمرت إىل عهد قريب ، وكانت غايتها حبث كفاية القرائن، اليت تشري إىل موت الدماغ النهائي ، كمؤشر على أن سري املصاب حنو

فاة ، قد وصل إىل نقطة ال عودة بعدها ، وقد مشلت ما ينوف على األلف الومصاب مل تفصل عنهم أجهزة التنفس ، إىل حني توقف القلب لدى اجلميع دون استثناء ، خالل عدة أيـام عقب تلف الدمـاغ ، مما يدل على أن التلف

. )528())يعين اية احلياة : النهائي للدماغ

ام جملة جممع الفقه اإلسالمي ، حبث بعنوان املوت واحلياة بني األطباء والفقهاء ، لعص- )525(

) . 586ص/2العدد الثالث ، ج(الدين الشربيين ، جملة جممع الفقه اإلسالمي ، حبث بعنوان اية احلياة البشرية ، ألمحد شوقي إبراهيم ، - )526(

) . 603ص/2العدد الثالث ، ج( العدد( ، لقلب وعالقته باحلياة ، ألمحد القاضى جملة جممع الفقه اإلسالمي ، حبث بعنوان ا-)527(

) .620ص/2الثالث ، ج جملة جممع الفقه اإلسالمي ، دراسة من وزارة الصحة باململكة العربية السعودية ، عن موت -)528(

)740ص/2ج/هـ 1408العدد الثالث (الدماغ مقدمه مع الفقه اإلسالمي جبدة ،

: السابقة يتبني له التايل واملتأمل للنقولأن اخلالف ليس يف حكم رفع األجهزة ، عمن تيقن األطباء موت -1

دماغه ، ويئسوا من حتسن حالته ، بل هناك إمجاع على جواز رفع . األجهزة عن من هو ذه احلالة

موطن اخلالف مىت حيكم مبوت اإلنسان فاهليئة املوقرة ومن وافقها ترى -2د توقف القلب والتنفس وظهور العالمات اليت أن احلكم يكون بع

. حددها العلماء الدالة على الوفاة فريون أن احلكم مبوت اإلنسان يكون مبجرد : أما املخالفون للهيئة

. التأكد التأم مبوت دماغه أن امليت دماغيا يندر استمرار بقاء نبض قلبه وتنفسه مدة طويلة بل -3

اعات أو يف أحيان قليلة بعد أيام وهذا سرعان ما يتوقف القلب بعد س . نادرا

أن من قال بإعالن الوفاة منذ التأكد من وفاة امليت دماغيا هدفهم -4 . بذلك االستفادة من أعضائه ، ونقلها إىل آخر حمتاج إليها

بني رأي اهليئة وما صدر عن جممع الفقه اإلسالمي مبكة ، وجممع الفقه : مقارنة : احلكم مبوت املتوىف دماغيا وفق ما يلي اإلسالمي جبدة يف

هـ ، 6/4/1419وتاريخ 190جاء يف قرار هيئة كبار العلماء رقم : أوال -بشأن حكم تنفيذ إجراءات إنعاش القلب والرئتني يف بعض احلاالت امليؤوس

: منها، الذي سبق إيراده التايل : قرر الس ما يلي ثالثة أطباء فأكثر متخصصون،رفع أجهزة اإلنعاش إذا قرر : جواب السؤال األول

عن املريض، املوضحة حالته يف السؤال األول، فإنه جيوز اعتماد ما يقررونه،من

رفع أجهزة اإلنعاش،ولكن ال جيوز احلكم مبوته،حىت يعلم ذلك بالعالمات . الظاهرة الدالة على موته،أما موت الدماغ فال يعتمد عليه يف احلكم مبوته

وإذا قرر األطباء املختصون رفع األجهزة يف احلالة : جواب السؤال الثاين . املذكورة ، يف السؤال األول ، فإنه ال يلتفت إىل معارضة األهل

إذا غلب على ظن الطبيب املختص أن الدواء ينفع : جواب السؤال الثالثواصلة عالجه املريض، وال يضره ، أو أن نفعه أكثر من ضرره ، فإنه يشرع له م

ولو كان تأثري العالج مؤقتا؛ ألن اهللا سبحانه قد ينفعه بالعالج نفعا مستمرا . خالف ما يتوقعه األطباء

لألطباء اختاذ القرار الذي يرونه بالنسبة للطفل الذي ال : جواب السؤال الرابع وصلى اهللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه. يوجد له أهل وهو قاصر

) .529 ())هيئة كبار العلماء

قي دورته ) 2( مبكة املكرمة رقم نص قرار امع الفقهي اإلسالمي: ثانيا - : هـ على التايل 24/2/1408العاشرة بتاريخ

احلمد هللا وحده ، والصالة والسالم على من ال نيب بعده ، سيدنا ونبينا حممد، (( : ا بعد صلى اهللا عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، أم

فإن جملس امع الفقهي اإلسالمي يف دورته العاشرة ، املنعقدة مبكة املكرمة يف م إىل 1987 أكتوبر 17هـ املوافق 1408 صفر 24الفترة من يوم السبت

م ، قد 1987 أكتوبر 21هـ ، املوافق 1408 صفر 28يوم األربعاء املوافق طبية القاطعة ، ويف جواز رفع نظر يف موضوع تقرير حصول الوفاة بالعالمات ال

أجهزة اإلنعاش عن املريض املوضوعة عليه يف حالة العناية املركزة ، واستعرض

ربعني هـ يف الدورة التاسعة واأل6/4/1419صادر بتاريخ ) 190( انظر القرار رقم - )529(

وأنظر مالحق البحث . للهيئة املنعقدة يف الطائف ، رئيس اجللسة الشيخ عبد العزيز بن باز . )12( رقم ملحق

الس اآلراء والبيانات الطبية املقدمة شفهيا وخطيا من وزارة الصحة ، يف اململكة العربية السعودية ، ومن األطباء االختصاصني ، واطلع الس كذلك على

الفقه اإلسالمي ، التابع ملنظمة املؤمتر اإلسالمي املنعقد يف مدينة عمان قرار جممع . م 3/7/1986) 5(العاصمة األردنية رقم

وبعد املداولة يف هذا املوضوع ، من مجيع جوانبه ومالبساته ، انتهى الس إىل : القرار التايل

ا تعطلت مجيع املريض الذي ركبت على جسمه أجهزة اإلنعاش ، جيوز رفعها إذوظائف دماغه تعطال ائيا ، وقررت جلنة من ثالثة أطباء اختصاصني ، خرباء أن التعطل ال رجعة فيه ، وإن كان القلب والتنفس ال يزاالن يعمالن آليا ، بفعل األجهزة املركبة ، لكن ال حيكم مبوته شرعا ، إال إذا توقف التنفس والقلب توقفا

وصلى اهللا على سيدنا حممد ، وعلى آله وصحبه . ذه األجهزة تاما ، بعد رفع ه .)530())وسلم تسليما كثريا ، واحلمد هللا رب العاملني

بشأن أجهزة ) 5/3(17 جبدة رقم نص قرار جممع الفقه اإلسالمي: ثالثا - : هـ على التايل 13/2/1407اإلنعاش الصادر يف

د يف دورة مؤمتره الثالث بعمان ، عاصمة إن جملس جممع الفقه اإلسالمي املنعق(( تشرين 16 إىل 11هـ ، 1407 صفر 13-8اململكة األردنية اهلامشية من

. م 1986) أكتوبر ( األول بعد تداوله يف سائر النواحي اليت أثريت حول موضوع أجهزة اإلنعاش واستماعه

: إىل شرح مستفيض من األطباء املختصني ، قرر ما يلي

قرار امع الفقهي لرابطة العامل اإلسالمي مبكة املكرمة ، بشأن أجهزة اإلنعاش وموت -) 530(

ء ، حملمد على البار ، الدماغ، أنظر كتاب املوقف الفقهي واألخالقي من قضية زرع األعضا ) 16( ، وأنظر مالحق البحث ملحق رقم ) 276ص(

رعا أن الشخص قد مات وتترتب مجيع األحكام املقررة شرعا للوفاة عند يعترب ش : ذلك ، إذا ثبت فيه إحدى العالمتني التاليتني

إذا توقف قلبه وتنفسه توقفا تاما وحكم األطباء بأن هذا التوقف ال رجعة -1 . فيه إذا تعطلت مجيع وظائف دماغه تعطال ائيا، وحكم األطباء -2

اخلرباء بأن هذا التعطل ال رجعة فيه ن وأخذ دماغه يف االختصاصيون . التحلل

ويف هذه احلالة يسوغ رفع أجهزة اإلنعاش املركبة على الشخص وإن كان واهللا . بعض األعضاء كالقلب مثال ال يزال يعمل آليا بفعل األجهزة املركبة

. ) 531 ())أعلم : لتايل وميكن إجياز ما تضمنته القرارات السابقة يف ا

: تضمن قرار اهليئة التايل -o جواز رفع أجهزة اإلنعاش عن املريض املصاب بالشلل الدماغي ، وال

. يرجى برؤه إذا قرر ذلك ثالثة أطباء فأكثر o ال جيوز احلكم مبوت املريض ، حىت يعلم ذلك بالعالمات الظاهرة

. الدالة على موته o القدوم على رفع األجهزة، ال يلتفت لرأي األهل أو معارضتهم ، عند

. عن املريض املصاب بالشلل الدماغي ، وامليؤوس منه o يشرع مواصلة العالج للمريض إذا كان ينفعه أو أن نفعه أكثر من

. ضرره ولو كان تأثري العالج مؤقتا o لألطباء اختاذ ما يرونه حيال الطفل القاصر الذي ال يوجد له أولياء .

) . 18( ، وأنظر مالحق البحث ملحق رقم325ص2 جملة امع العدد الثالث ج-)531(

: فقهي اإلسالمي مبكة املكرمة على التايل تضمن قرار امع ال -o جيوز رفع أجهزة اإلنعاش عن املريض الذي تعطلت وظائف دماغه

تعطال ائيا ، قرر ثالثة من األطباء االختصاصيني اخلرباء أن التعطل ال . رجعة فيه

o ال حيكم مبوت املريض إال إذا توقف التنفس والقلب توقفا تاما بعد . عنه رفع األجهزة

: تضمن قرار جممع الفقه اإلسالمي جبدة على التايل -o أن عالمات الوفاة اليت تترتب عليها أحكام الوفاة الشرعية هي :

. توقف القلب والتنفس توقفا ال رجعة فيه حبكم األطباء -1تعطل مجيع وظائف الدماغ تعطال ائيا ، وحكم األطباء -2

. طل ال رجعة فيه االختصاصيون اخلرباء بأن هذا التعo ويف احلالة الثانية جيوز رفع أجهزة اإلنعاش ، وإن كان القلب والتنفس

. يعمالن : ومن هذا يتبني التايل

.إمجاع القرارت على جواز رفع األجهزة عن احلاالت امليؤوس منها -1قرار ثالثة : وقد اشترطت اهليئة وامع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة

بينما جاء قرار جممع الفقه اإلسالمي . اء، اليأس من احلياة من األطب . جبدة بإطالق لفظ أطباء اختصاصيون خرباء دون حتديد عدد

انفراد جممع الفقه اإلسالمي جبدة باعتبار موت الدماغ عالمة على -2 . الوفاة إذا شهد به جمموعة من األطباء املوثوقني

مي على أن موت الدماغ ليس إمجاع اهليئة وامع الفقهي اإلسال -3 . عالمة على الوفاة اليت تترتب عليها أحكام الوفاة

: الترجيح : ومما سبق يترجح التايل

جواز رفع أجهزة اإلنعاش عن املتوىف دماغيا ، إذا تيقن األطباء ذلك تيقنا : أوال لتأكد من تاما ، وأجريت له مجيع الفحوصات الالزمة ، يف مثل هذه احلاالت ؛ ل

. موته دماغيا : ال جيوز احلكم مبوت اإلنسان ، والقلب والنفس ال يزاالن يعمالن: ثانيا

.استصحابا للحياة اليت كان عليها املصاب -1 . وعمال باليقني الثابت واليقني ال يزول بالشك -2 . أخذا مببدأ احليطة وخباصة ما يتعلق بأرواح املسلمني وحيام -3اب يف هذه احلالة ميكن أن يتسبب يف االستعجال على أن فتح الب -4

يقول أقوام؛ لالستفادة من أعضائهم ، وهذا ما ذكـره بعض الباحثني وقد حدث يف كثري من مراكز نقل وزراعة األعضاء وبشكل : ( الذهيب

الذين مت إعدادهم النتزاع ) املخ(متكرر ، أن بعض حاالت موتى الدماغ ألطباء بظهور عالمات تؤكد استمرارهم يف احلياة األعضاء منهم، فوجئ ا

مثل الكحة،أو االستعداد للقيء أو ثين الذراعني،وضم اليدين إىل الصدر ، وال شك أن هذا ولو حدث بنسب قليلة جدا ، هو مما ينذر )532(..)

بالكارثة فكيف يقدم مسلم على تقطيع ومتزيق جسد مسلم آخر ، هو حمتاج ، ومن يرضى هذا لنفسه أو ألحد على قيد احلياة ملصلحة مريض

. ودرء املفاسد مقدم على جلب املصاحل. أقاربه أن نقل األعضاء من األموات معصومي الدم كما مر يف الفصل الثاين -5

. يستعاض عنه بالنقل من الغري معصومني

) .109ص( نقل األعضاء بني الطب والدين ، مصطفى حممد الذهيب ، -)532(

اظ ويعد هذا القرار من القرارات املهمة اليت تبني حرص اهليئة املوقرة على احلف-على أرواح الناس ، ومسارعتها لتبين األحكام فيما يستجد من مسائل ، حيتاج : الناس ملعرفة أحكام الشرع فيها، وهنا بعض الوقفات اليت حباجة للوقوف عندها

أن املستشفيات ال تأخذ ذا القرار يف عملها ، مستندة إىل :الوقفة األوىل الذي اعترب موت الدماغ ) 5/3(17قرار جممع الفقه اإلسالمي جبده رقم

.عالمة على موت اإلنسان املوت الذي يترتب عليه أحكام الوفاة وقد أدى قرار جممع الفقه اإلسالمي املنعقد : حممد البار / يقول الدكتور -

بعمان األردن ، إىل فتح الطريق أمام زرع األعضاء من املتوفني ، حيث ينبغي ثل القلب أو الكبد ، متمتعا بالتروية الدموية أن يكون العضو املستقطع ، م

إىل قوله وتعترب اململكة العربية السعودية رائدة يف هذا ... إىل آخر حلظة ، كلية من متوفني مبوت الدماغ ، كما مت 260اال ، حيث مت فيها زرع

قلبا من متوفني مبوت الدماغ ، وذلك حىت عام 14فيها أيضا زرع . )533(م1990

تبىن على معرفة تامة : أن القرارات الصادرة من اهليئة املوقرة :وقفة الثانية البالواقع الذي استجدت فيه املسائل ، فقد أوردت قرارها هذا بناء على تقرير

–أعدته اللجنة الطبية ؛ لبحث املوضوع وتبيني احلكم فيه ، ورد اهليئة ـاحة مفيت عـام من وزير الصحـة ، ردا على طلب من مس-املوقرة

3796/26اململكة العربية السعودية رئيس هيئـة كبـار العلماء برقم . هـ 28/7/1417وتاريخ

) .199-198ص( مد على البار ، الطبيب أدبه وفقهه ، زهري أمحد السباعي و حم-)533(

اخلامتة وتشمل أهم النتائج والتوصيات

اخلـــــــامتــــــــةاحلمد هللا املوفق يف البداية ، واحلمد هللا ميسر كل اية ، والصالة والسالم

هادي البشرية ، وآله وصحبه أمجعني ، ومن تبعهم بإحسان إىل يوم على

الدين ، وبعد فإن البدايات مهما كانت قوية فالبد هلا من اية توجزها ،

وتقطف مثرا ، فنسأل اهللا حسن اخلامتة يف القول والعمل ، لنا وملن ساهم

.معنا من مشاخينا ، وإخواننا ، وكل من دعا أو ساهم أو أشار

وعند اية البحث حيسن الوقوف على ما ظهر واستبان ، وما وضح وترجح : من هذا البحث ، وهو ما ميكن إمجاله يف نتائج وتوصيات كالتايل

: نتائج البحث . عظم هذه الشريعة ومشوليتها ، وصالحيتها لكل زمان ومكان :أوال

، وعلى رأسهم هيئة كبار حاجة األمة لالستفادة من علمائها األجالء :ثانيا . العلماء ، يف كل ما يستجد ويعرض هلم من مسائل

. عدم جواز إعادة اليد املقطوعة حدا :ثالثا

جواز إعادة العضو املقطوع قصاصا إذا وافق اين عليه ، أو أن اين :رابعا . ة عليه متكن من اإلعادة ، فيجوز للجاين اإلعادة ، الشتراط املماثل

جواز استخدام املخدر عند تنفيذ القصاص ، إذا وافق اين عليه ، :خامسا . حتقيقا ملبدأ املماثلة والتساوي يف اإليالم وغريه

جواز الغرس الذايت أو النقل الذايت ، لألعضاء من اإلنسان إىل :سادسا . نفسه

. جواز التشريح لغرض التحقيق عن دعوى جنائية :سابعا

. جواز التشريح لغرض التحقق عن أمراض وبائية :امناث

. جواز تشريح جثة اآلدمي غري املعصوم ؛ لغرض التعلم والتعليم :تاسعا

ال جيوز إجراء أية عملية للمريض إال بعد أخذ إذنه ، أو أذن وليه إن :عاشرا . كان قاصرا

الضرر يتعلق ا أخذ أذن الزوجة فقط دون الزوج ، إذا كان :احلادي عشر . دون غريها ، وكانت بالغة عاقلة

حيرم حتديد النسل ومنع احلمل مطلقا ، ما مل يكن هناك ضرورة :الثاين عشرمتحققة تلحق بالزوجة ، بسبب احلمل أو اإلجناب خيشى معها على

. حياا : ال جيوز إسقاط احلمل إال يف احلاالت التالية : الثالث عشر

مل يف األربعني يوما ، وأن يكون يف إسقاطه مصلحة أن يكون احل -4 . شرعية أو دفع ضرر

أن يكون يف استمرار احلمل خطر على سالمة أمه ، بأن خيشى -5 . عليها اهلالك من استمراره ، ويقرر هذا جلنة طبية موثوقة

أن يكون يف بقاء اجلنني يف بطن أمه تسبب يف وفاة األم ، وأن يقرر -6 . األطباء املتخصصني املوثوقني هذا مجع من

أنه ال جيوز حتويل الذكر الذي كملت أعضاء ذكورته ، :الرابع عشر . واألنثى اليت كملت أعضاء أنوثتها إىل نوع أخر

أما من اجتمع يف أعضائه عالمات النساء والرجال ، فينظر :اخلامس عشرية ، جاز فيه إىل الغالب من حاله ، فإن غلبت عليه عالمات الذكور

عالجه طبيا مبا يزيل االشتباه يف ذكوريته ، ومن غلبت عليه عالمات األنوثة ، جاز عالجه طبيا مبا يزيل االشتباه يف أنوثته ، سواء كان العالج باجلراحة أم باهلرمونات ، ملا يف ذلك من املصلحة العظيمة

. ودرء املفسدة

توىف دماغيا ، إذا تيقن جواز رفع أجهزة اإلنعاش عن امل:السادس عشراألطباء ذلك تيقنا تاما ، وأجريت له مجيع الفحوصات الالزمة يف مثل هذه احلاالت ؛ للتأكد من موته دماغيا ، ولكن ال جيوز احلكم مبوت اإلنسان ، والقلب والنفس ال يزاالن يعمالن ، حىت تظهر عليه

. عالمات الوفاة ة ال تلتزم مبذهب اإلمام أمحد بن حنبل ، بل أن اهليئة املوقر:السابع عشر

تأخذ مبا يترجح عندها أخذا باألدلة ، وتقدميا للمصاحل ودرء . للمفاسدقرارات اهليئة املوقرة ال تكون ملزمة للقضاة، ما مل تصدر بأمر :الثامن عشر .سامأو أن اهليئة املوقرة تناقش وتدرس ما يرد إليها بصفة رمسية ، :التاسع عشر

بصفة سؤال من أحد الناس ، إذا كانت املسألة ذات أمهية كبرية . وحتتاج للبحث واملداولة ، وهذا من خصائصها املميزة هلا

: توصيات البحث يوصي الباحث باالستفادة من هؤالء العلماء اجلهابذة ، يف اهليئة :أوال

. الفقه اإلسالمي جبدة املوقرة وامع الفقهي اإلسالمي مبكة املكرمة ، وجممع يوصي الباحث بنشر القرارات اليت تصدرها اهليئة املوقرة للناس ، :ثانيا

. وعدم االقتصار على إصدارها ، أو خماطبة اجلهة املستفسرة فقط يوصي الباحث بدراسة القرارات اجلنائية ، الصادرة عن اهليئة املوقرة : ثالثا

. يف احلدود والقصاص والتعازير يوصي الباحث بتحويل هذه القرارات ، إىل أنظمة ملزمة لكل من :رابعا

. ختصه باألخذ ا والتمشي مبوجبها يوصي الباحث بإظهار دور اهليئة املوقرة إعالميا ونشر قراراا ، :خامسا

. حلاجة الناس هلا ، وحىت ال يتصدر من ليس أهال للتصدر فيضل ويضل

املصادر واملراجع : القرآن الكرمي وعلومه : أوال . القرآن الكرمي .1 للجصاص ، أمحد بن على الرازي اجلصاص أبو بكر ، حتقيق حممد أحكام القرآن .2

هـ ، دار إحياء التراث العريب ، 1405، ) بدون (الصادق قمحاوي ، الطبعة

. بريوتن كثري ، تقدمي عبد القادر ، عماد الدين إمساعيل بتفسري القرآن العظيم .3

هـ ، مكتبة دار الفيحاء ، بدمشق ، ومكتبة 1414األرنؤوط، الطبعة األوىل ،

. دار السالم ، بالرياض ، حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح )اجلامع ألحكام القرآن(تفسري القرطيب .4

، دار هـ1373القرطيب ، حتقيق أمحد عبد العليم الربدوين، الطبعة الثانية ، . الشعب، القاهرة

: كتب احلديث وعلومه وما يلحق ا: ثانيا ، الشيخ حممد بن إمساعيل سبل السالم شرح بلوغ املرام من مجع أدلة األحكام .1

الصنعاين ، تصحيح وتعليق فواز أمحد زمزيل وإبراهيم حممد اجلمل ، الطبعة الرابعة

.تاب العريبهـ،دار الريان للتراث بالقاهرة ودار الك1417 ، أبو داود سليمان بن األشعث السجستاين األزدي ، حتقيق حممد سنن أيب دود .2

هـ ، املكتبة العصرية ، 1416، ) بدون ( حمي الدين عبد احلميد ، الطبعة

. بريوتأمحد بن احلسني بن علي البيهقي ، حتقيق حممد عبد القادر ، الكربى سنن البيهقي .3

.هـ ، مكتبة دار الباز ، مكة املكرمة1414، ) بدون (عطا ، الطبعة ، حممد بن عيسى الترمذي ، حتقيق أمحد حممد شاكر وآخرون ، سنن الترمذي .4

.، دار إحياء التراث العريب ، بريوت) بدون ( الطبعة وسنة النشر

، حممد بن يزيد أبو عبداهللا القزويين، حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي ، سنن بن ماجه .5

.، دار الفكر ، بريوت) بدون (لسنة الطبعة وا هـ ، دار إحياء 1392 على صحيح مسلم ، الطبعة الثانية ، شرح النووي .6

.التراث ، بريوت ، حممد بن إمساعيل البخاري ، حتقيق حممد ديب مصـطفى ، صحيح البخاري .7

.هـ ، دار بن كثري ، اليمامة1407الطبعة الثالثة، بن أمحد أبوحامت التميمي البسيت ، حتقيق ، حممد بن حبان صحيح ابن حبان .8

.هـ ، مؤسسة الرسالة ، بريوت1414شعيب األرنؤوط ، الطبعة الثانية ، اإلمام مسلم بن احلجاج القشريي النيسابوري ، حتقيق وتصحيح صحيح مسلم .9

هــ ، دار احلـديث ، 1412وترقيم حممد فؤاد عبد الباقي ، الطبعـة األوىل

.القاهرة شرح سنن أيب داود، حممد مشس احلق العظيم آبادي أبو الطيب ، عون املعبود .10

. هـ ، دار الكتب العلمية ، بريوت1415الطبعة الثانية ، ، حممود عمر الزخمشري ، حتقيق على حممد البجاوي الفائق يف علم احلديث .11

. ندار املعرفة ، لبنا) بدون ( و حممد أبو الفضل إبراهيم ، الطبعة الثانية ، سنة ، أمحد بن على بن حجر العسقالين، حتقيق األصل لشيخ عبدالعزيز فتح الباري .12

هــ، دار 1410بن باز، وترقيم وترتيب حممد فؤاد عبد الباقي، الطبعة األوىل،

.الكتب العلمية، بريوت، زين ) التجريد الصريح ألحاديث اجلامع الصحيح (خمتصر صحيح البخاري .13

الزبيدي ، حتقيق إبراهيم بركه ، ومراجعة أمحد الدين أمحد بن عبد اللطيف .هـ ، دار النفائس ، بريوت1412عرموش ، الطبعة اخلامسة ،

، زكي الدين املنذري ، حتقيق ناصر الدين األلباين، خمتصر صحيح مسلم .14

.هـ ، املكتب اإلسالمي بريوت1407الطبعة السادسة ،

احلاكم النيسـابوري ، ، حممد بن عبداهللا مستدرك احلاكم على الصحيحني .15هــ ، دار الكتـب 1411حتقيق مصطفى عبد القادر عطا ، الطبعـة األوىل ،

. العلمية، بريوت، حتقيق شعيب األرنوط وآخرون، إشراف عبداهللا مسند اإلمام أمحد بن حنبل .16

هـ ، توزيع وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف 1420التركي ، الطبعة الثانية ، .شاد بالسعوديةوالدعوة واإلر

، أبو بكر عبد اهللا بن حممد بن أيب شيبة الكويف ، حتقيق مصنف ابن أيب شيبة .17

. هـ ، مكتبة الرشد ، الرياض 1409كمال يوسف احلوت ، الطبعة األوىل ، ، أبو بكر عبدالرزاق بن مهام الصنعاين ، حتقيق حبيب مصنف عبدالرزاق .18

. هـ ، املكتب اإلسالمي ، بريوت 1403الرمحن األعظمي ، الطبعة الثانية ، ، أبو احلسن أمحد بن فارس بن زكريـا ، الطبعـة النهاية يف غريب احلديث .19

. ، مكتبة اخلاجني ، مصر ) بدون ( الثالثة ، السنة

:كتب الفقه وأصوله وما يلحق ا : ثالثا نعم أمحد، ، حممد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري ، حتقيق فؤاد عبد املاإلمجاع .1

.هـ ، دار الدعوة ، اإلسكندرية 1402الطبعة الثالثة ،

سيد اجلميل ، . علي بن حممد اآلمدي أبو احلسن ، حتقيق د ،اإلحكام لآلمدي .2

. هـ ، دار الكتاب العريب ، بريوت1404الطبعة األوىل ، ، دار) بدون ( ، البكري بن حممد الدمياطي ، الطبعة والسنة إعانة الطالبني .3

. الفكر، بريوت ، حممد الشربيين اخلطيب ، حتقيق مكتبة البحوث والدراسات بدار الفكر، اإلقناع .4

.هـ ، دار الفكر ، بريوت 1415، ) بدون ( الطبعة هـ ، دار املعرفة ، 1393 ، حممد بن إدريس الشافعي ، الطبعة الثانية ، األم .5

. بريوت

ى مذهب اإلمام أمحد بن حنبل ، علي علاإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف .6، دار )بدون(بن سليمان املرداوي ، حتقيق ، حممد حامد الفقي ، الطبعة والسنة

. إحياء التراث ، بريوت الطبعة ( ، زين بن إبراهيم بن حممد بن بكر البحر الرائق شرح كرت الرقائق .7

. دار املعرفة ، بريوت ) بدون ( ، دار الكتاب العريب 1982ن الكاساين الطبعة الثانية ، عالء الديبدائع الصنائع .8

. ببريوت ، علي بن أيب بكر بن عبد اجلليل املرغياين ، حتقيق حامد إبراهيم بداية املبتدي .9

هـ، مطبعة حممد 1355كرسون ، حممد عبد الوهاب حبريي ، الطبعة األوىل ، . على صبيح ، القاهرة

ف بن أيب القاسم العبدري املعروف بـاملواق، ، حممد بن يوس التاج واإلكليل .10 . هـ ، دار الفكر ، بريوت 1398الطبعة الثانية ،

هـ ، دار 1405 ، حممد بن أمحد السمرقندي ، الطبعة األوىل ، حتفة الفقهاء .11 .الكتب العلمية ، بريوت

، ، حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي ، عبد اهللا نذير أمحد حتفة امللوك .12 . هـ ، دار البشائر ، بريوت 1417الطبعة األوىل ،

على شرح زاد املستقنع ، مجع عبد الرمحن بن حممد بن حاشية الروض املربع .13 ) بدون (هـ ، دار 1413قاسم ، الطبعة اخلامسة

، حممد أمني ، الطبعة ) حاشية رد احملتار على الدر املختار (حاشية بن عابدين .14

. م ، دار الفكر ، بريوت 1386الثانية ، حتقيق ياسني أمحد ، إبـراهيم . ، حممد بن أمحد الشاشي القفال حلية العلماء .15

هـ ، مؤسسة الرسالة ، بريوت ، ودار األرقم 1400داردكة ، الطبعة األوىل ،

. بعمان، األردن .هـ ، دار الفكر ، بريوت 1386 الطبعة الثانية ، الدر املختار .16

هـ ، 1389مرعي بن يوسف احلنبلي ، الطبعة الثانية ، ، دليل الطالب .17 .املكتب اإلسالمي ، بريوت

، شرف الدين أيب النجا احلجاوي ، شرح الروض املربع شرح زاد املستقنع .18

.، دار الفكر) السنة بدون (منصور بن يوسف البهويت ، الطبعة السادسة ، هـ ، 1405الطبعة الثانية ، ، اإلمام النووي ، روضة الطالبني وعمدة املفتني .19

.املكتب اإلسالمي بريوت ، ) بـدون ( ، شرف الدين أبو النجا ، الطبعـة زاد املستقنع يف اختصار املقنع .20

. دار البخاري بريدة ) بدون (السنة ، ابن قيم اجلوزية ، حتقيق ومراجعـة ،شـعيب زاد املعاد يف هدي خري العباد .21

هـ، مؤسسة الرسـالة ، 1417طبعة األوىل ، األرنؤوط عبدالقادر األرنؤوط ، ال .بريوت

، أبو عثمان سعيد بن منصور اخلراساين ، حبيب الرمحن األعظمي ، السنن .22

.هـ ، الدار السلفية ، اهلند 1982الطبعة األوىل ، ، مشس الدين حممد بن عبداهللا الزركشي، شرح الزركشي على خمتصر اخلرقي .23

هــ ، مكتبـة 1413جلربين ، الطبعـة األوىل، حتقيق عبداهللا بن عبدالرمحن ا

.العبيكان ، الرياض .هـ 1388 ، عبد الرمحن السعدي ، الطبعة ، الفتاوى السعدية .24 ، علي بن احلسني بن حممد السفدي ، حتقيق صالح الدين فتاوى السفدي .25

هـ ، مؤسسة الرسالة ، بريوت ، دار الفرقان ، 1404الناهي، الطبعة الثانية ،

.األردن عمان يف مذهب أيب حنيفة ، للشيخ نظام ومجاعة من علماء اهلند، الفتاوى اهلندية .26

.هـ ، دار إحياء التراث العريب ، بريوت 1406الطبعة الرابعة ، ، عبد احلليم بن تيمية احلراين ، مجع وترتيب ، عبد الرمحن فتاوى بن تيمية .27

.الكتب ، الرياض هـ ، دار عامل 1412، ) بدون ( القاسم، الطبعة

هـ ، دار 1418 ، زكريا بن حممد األنصاري ، الطبعة األوىل ،فتح الوهاب .28

. الكتب العلمية ، بريوت ، سفيان بن سعيد الثوري ، حتقيق أيب عبد اهللا عبد العزيز بن الفرائض للثوري .29

.هـ ، دار العاصمة ، الرياض 1410عبد اهللا اهلليل ، الطبعة األوىل ، حممد بن مفلح املقدسي ، حتقيق أبو الزهراء ، وحازم القاضي ، ،الفروع .30

.هـ ، دار الكتب العلمية ، بريوت 1418الطبعة األوىل ، ، عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم قواعد األحكام يف مصاحل األنام .31

.، دار الكتب العلمية ، بريوت ) بدون (، السنة ) بدون(السلمي، الطبعة ، حممد بن أمحد بن جزي الكليب ، الطبعة والسنة لفقهية ال بن جزيالقوانني ا .32

.) بدون( ، عبد اهللا بن قدامة املقدسـي ، حتقيـق زهـري الكايف يف فقه أمحد بن حنبل .33

.هـ ، املكتب اإلسالمي ، بريوت 1408الشاويش، الطبعة اخلامسة ، بن عبدالرب ، أبو عمر يوسف بن عبداهللاكتاب الكايف يف فقه أهل املدينة .34

حممد حممد أحيد ولد ماويك املوريتاين، .النمري القرطيب ، حتقيق وتقدمي وتعليق د . هـ ، مكتبة الرياض احلديثة ، الرياض 1398الطبعة األوىل ،

، منصور بن يونس بن إدريس البهويت ، حتقيق هالل مصيلحي، كشاف القناع .35 . دار الفكر بريوتهـ ،1402، ) بدون ( ومصطفى هالل ، الطبعة

، إبراهيم بن حممد بن عبد اهللا بن مفلح احلنبلي أبو إسحاق ، الطبعة املبدع .36

.هـ ، املكتب اإلسالمي ، بريوت 1400، ) بدون (هـ ، دار 1406، ) بدون ( ، حممد بن أيب سهل السرخسي ، الطبعة املبسوط .37

.املعرفة ، بريوت رف ، حتقيق حممود مطرحي ، الطبعة ، حميي الدين بن شاموع شرح املهذب .38

.هـ ، دار الفكر ، بريوت 1417األوىل ،

هـ ، مكتبة 1404 ، عبدالسالم بن تيميه ، الطبعة الثانية ، احملرر يف الفقه .39

.املعارف ، الرياض ، حممد بن عمر بن حسني الرازي ، حتقيق طه جابر وفياض العلواين ، احملصول .40

.امعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ، الرياض هـ ، ج1400الطبعة األوىل ، .، دار صادر ، بريوت) دون( ، مالك بن أنس ، الطبعة والسنة املدونة الكربى .41 رواية ابنه أيب الفضل صاحل حتقيق ودراسة وتعليق مسائل اإلمام أمحد بن حنبل .42

.هـ الدار العلمية ، اهلند 1419فضل الرمحن دين حممد الطبعة الثانية .د ، حممد بن حممد الغزايل أبو حامد ، حتقيق حممد عبد السالم املستصفى .43

.هـ ، دار الكتب العلمية ، بريوت 1413عبدالشايف ، الطبعة األوىل ، ، عبداهللا بن قدامه املقدسي ، حتقيق عبد اهللا التركي وعبد الفتـاح أبـو املغين .44

يـاض ، توزيـع وزارة هـ دار عامل الكتـب ، الر 1417غده، الطبعة الثالثة ،

.الشؤون اإلسالمية على منت منهاج الطالبني للنووي ، حممد مغين احملتاج إىل معرفة ألفاظ املنهاج .45

، ) بدون(اخلطيب الشربيين ، مع تعليقات جوبلي بن إبراهيم الشافعي ، الطبعة .، دار الفكر، بريوت) بدون(سنة

، والشـرح الكـبري مه املقدسي ، ، موفق الدين عبداهللا بن أمحد بن قدا املقنع .46لشمس الدين عبد الرمحن بن حممد بن أمحد بن قدامة املقدسي ، واإلنصـاف يف معرفة الراجح من اخلالف ، عالء الدين علي بن سليمان بن أمحـد املـرداوي ،

وزع على نفقة خادم احلـرمني الشـريفني (حتقيق عبداهللا بن عبد احملسن التركي

.هـ ، دار هجر للطباعة والنشر ، باجليزة 1417عة األوىل ، ، الطب) حفظه اهللا ، إبراهيم بن حممد بن سامل بن ضويان ، تقـدمي منار السبيل يف شرح الدليل .47

عبد اهللا بن عبد العزيز بن عقيل ، حتقيق أبو قتيبة نظر حممد الفاريـايب ، الطبعـة

.هـ ، دار الصميعي للنشر والتوزيع ، الرياض 1418األوىل

سنة ) بدون ( ، حيي بن شرف النووي أبو زكريا ، الطبعة منهاج الطالبني .48

.، دار املعرفة ، بريوت)بدون( .) بدون ( ، الطبعة والسنة والدار املنهج القومي ، ابن حجر اهليتمي .49، )بدون( ، إبراهيم بن على بن يوسف الشريازي أبو إسحاق ، الطبعة املهذب .50

. بريوت ، دار الفكر ،)بدون(سنة ، حممد بن عبد الرمحن املغريب ، الطبعـة مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل .51

.هـ ، دار الفكر ، بريوت 1398الثانية، ، حممد بن عمر بن على بن نووي اجلاوي ، الطبعة األوىل ، سـنة اية الزين .52

.، دار الفكر ، بريوت ) بدون (حتقيق ، أمحد حممود إبراهيم ، حممد ، حممد بن حممد بن حممد الغزايل ، الوسيط .53

.هـ ، دار السالم ، القاهرة 1417حممد تامر ، الطبعة األوىل ، : كتب اللغة واملعاجم : رابعا ، حممد بن عبد امللك بن مالك الطائي اجلياين، األلفاظ املختلفة يف املعاين املؤتلفة .1

.جليل ، بريوت ، دار ا1411حتقيق حممد حسن عواد ، الطبعة األوىل ، يف تعريف األلفاظ املتداولة بني الفقهاء ، للشيخ قاسم القونوي ، أنيس الفقهاء .2

.هـ ، دار الوفاء للنشر والتوزيع ، جدة1406الطبعة األوىل ، أو لغة الفقه ، حيي بن شرف بن مري النووي أبو زكريا ، حترير ألفاظ التنبيه .3

.هـ ، دار القلم ، دمشق 1408وىل ، حتقيق عبد الغين الدقر ، الطبعة األ ، الشريف على بن حممد اجلرجاين ، ضبط وتصحيح مجاعة من التعريفات .4

هـ ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، توزيع دار 1403العلماء، الطبعة األوىل ، .الباز ، مكة املكرمة

مد ، حممد بن عبد الرؤوف املناوي ، حتقيق حمعلى مهمات التعاريف التوقيف .5هـ ، دار الفكر املعاصر ، بريوت ، ودار 1410رضوان الداية، الطبعة األوىل ،

. الفكر ، دمشق

، زكريا بن حممد بن زكريا األنصاري أبو احلدود األنيقة والتعريفات الدقيقة .6هـ، دار الفكر املعاصر ، 1411حيي، حتقيق مازن املبارك ، الطبعة األوىل

.بريوتأمحد بن األزهر األزهري اهلروي أبو منصور ، حتقيق حممـد ، حممد بن الزاهر .54

هـ ، نشر وزارة األوقاف والشـؤون 1399بن جرب األلفي ، الطبعة األوىل ،

. اإلسالمية ، الكويت هـ ، مؤسسة الرسالة، 1416 ،الفريوزبآدي ، الطبعة اخلامسة ، القاموس احمليط .7

.بريوت ، دار ) بدون (ر ، الطبعة األوىل ، سنة ، حممد بن مكرم بن منظولسان العرب .8

.صادر ، بريوت ، حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي ، حتقيق حممود خاطر ، خمتار الصحاح .9

.هـ ، مكتبة لبنان ناشرون ، بريوت 1415طبعة جديدة ومنقحة ، ، للراغب األصفهاين ، ضبط ومراجعة حممد خليل املفردات يف غريب القرآن .10

.هـ ، دار املعرفة ، بريوت 1418، الطبعة األوىل عيتاين ، إشراف اإلدارة العامة للثقافة ، وزارة التعليم العايل ، املوسوعة الطبية احلديثة .11

.مؤسسة سجل العرب : كتب أخرى ورسائل علمية: خامسا

هـ 1412 باململكة العربية السعودية ، الطبعة الثانية ، أحباث هيئة كبار العلماء .1 .، طبع الرئاسة العامة إلدارة البحوث العلمية واإلفتاء ، دار أويل النهى ، الرياض

، حممد بن حممد املختار بـن أمحـد أحكام اجلراحة الطبية واآلثار املترتبة عليها .2هــ ، 1415، الطبعة الثانيـة ، ) رسالة دكتوراه مطبوعة (املزيد الشنقيطي ،

.لشارقة ا/ مكتبة دار الصحابة ، اإلمارات

رسالة ماجستري ( ، عمر بن حممد إبراهيم غامن ،أحكام اجلنني يف الفقه اإلسالمي .3، مقدمة لقسم الفقه والتشريع ، يف كلية الشريعة جبامعة النجاح الوطنية، ) مطبوعة

.هـ ، دار األندلس اخلضراء ، جدة ، دار بن حزم ، بريوت1421الطبعة األوىل ، علي بن سليمان رعية لكثري من املسائل الطبيةاألحكام والفتاوى الش .4

الرميخان، راجعه وقدمه عبد العزيز بن حممد السدحان، الطبعة الثانية، . هـ دار الوطن ، الرياض 1419

هـ 1406 ، عبد اهللا بن أمحد قادري، الطبعة األول، اإلسالم وضروريات احلياة .5 . دار اتمع للنشر والتوزيع ، جده

، عبد اهللا بن صاحل احلديثي ، الطبعة األوىل وي يف استيفاء العقوبات البدنيةالتدا .6 . هـ دار املسلم بالرياض 1419

، عبداهللا بن سامل احلميد ، الطبعة الرابعة ، التشريع اجلنـائي اإلسـالمي .7 . هـ ، طباعة شركة مطابع جند التجارية ، الرياض 1413

، دراسة مقارنة ، بكر بن عبـداهللا أبوزيـد ، احلدود والتعازير عند ابن القيم .8

.هـ ، دار العاصمة للنشر والتوزيع ، بالرياض1415الطبعة الثانية ، ، عقيل بن أمحد )حكم نقل األعضاء يف الفقه اإلسالمي، وأحباث أخرى .9

مكتبة الصحابة ، جدة ، ومكتبة التابعني، ، هـ 1412، ) بدون(العقيلي، الطبعة

. الزيتون ، عمر بن سليمان األشقر وجمموعـة اسات فقهية يف قضايا طبية معاصرة رد .10

.هـ ، دار النفائس ، األردن 1421من الباحثني ، الطبعة األوىل ، ، شيخ اإلسالم تقي الدين أمحد بن عبد احلليم بن تيميـه ، السياسة الشرعية .11

هـ1419عام طبع ونشر وزارة الشؤون اإلسالمية ، اململكة العربية السعودية، . ، حممد بن أمحد بن عثمان الذهيب ، حتقيق شعيب سري أعالم النبالء .12

هـ ، مؤسسة 1413األرناؤوط ، وحممد نعيم العرقسوسي ، الطبعة التاسعة ،

. الرسالة ، بريوت

يف حكم التشريح ونقل األعضاء ، إبراهيم اليعقويب، شفاء التباريح واألدواء .13

.، مكتبة الغزايل ، دمشق هـ 1407الطبعة األوىل ، ، زهري أمحد السباعي ، وحممد على البار ، الطبعة الثانية الطبيب، آدابه وفقهه .14

.هـ ، دار القلم ، دمشق ، والدار الشامية ، بريوت 1418 ، بكر بن عبد اهللا أبو زيد ، الطبعة فقه النوازل، قضايا فقهية معاصرة .15

.ريوت هـ ، مؤسسة الرسالة ، بب1416األوىل، هـ، 1414 ، حممد سعيد البوطي ،الطبعة اخلامسة،قضايا فقهيـة معاصـرة .16

.مكتبة الفاريايب ، دمشق ، ندى حممد نعيم الدقر ، الطبعـة كتاب موت الدماغ بني الطب واإلسالم .17

.هـ ، دار الفكر ، بريوت 1418األوىل، ، مجع ، عبد العزيز بن عبد اهللا بن بازجمموع فتاوى ومقاالت متنوعة .18

.هـ 1421حممد بن سعد الشويعر ، الطبعة الثانية ، . وترتيب د ، عبد اهللا إبراهيم موسى ، رسالة ماجستري املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم .19

.هـ ، دار بن حزم ، بريوت 1416مطبوعة ، الطبعة األوىل ، ور ضمان الطبيب وإذن املريض ، الدكتاملسؤولية الطبية وأخالقيات الطبيب .20

. ، دار املنارة للنشر والتوزيع ، جدة 1416حممد على البار ، الطبعة األوىل ، يف ضوء الشريعة اإلسالمية ، حممد عبد اجلواد املسائل الطبية املستجدة .21

هـ ، 1422، الطبعة األوىل ،) رسالة دكتوراه مطبوعة (حجازي النتشه ،

.إصدار جملة احلكمة ، بريطانيا ، ندى حممد نعيم الدقر ، الطبعة األوىل، ني الطب واإلسالمموت الدماغ ب .22

.هـ ، دار الفكر ، بريوت1418 ، حممد على البار ، من قضية زرع األعضاء املوقف الفقهي واألخالقي .23

.هـ ، دار القلم ، دمشق ، ودار الشامية ، بريوت 1414الطبعة األوىل ،

الذهيب ، الطبعة األوىل ، ، مصطفى حممد نقل األعضاء بني الطب والدين .24 . هـ ، دار احلديث ، القاهرة 1414

، عبد الرمحن بن عبداهللا الغيث ، تقدمي ، عبد اهللا بن الوجازة يف جتهيز اجلنازة .25

. هـ ، دار طيبة ، الرياض1415، سنة ) بدون ( عبد الرمحن اجلربين ، الطبعة

: االت والصحف : سادسا .هـ 25/8/1422، الصادر بتاريخ ) 2953(لعددا ، جريدة االقتصادية .1

)49، 30 ، 4ع ( اإلسـالميـة جملـة البحـوث .2/ شهر مجادى اآلخرة 27اخلميس /226ع( جملة اللواء اإلسالمي .3

).هـ1407 ) .7 ، ع10 ، ع4 ، ع2، ع1ع( ، جملة امع الفقهي اإلسالمي .4

.)896عدد( جملة اليمامة .5/ 5 ، ع1ج /4 ، ع2ج/3 ، ع1ج/2ع( يجملة جممع الفقه اإلسالم .6

) . 3ج/7 ، ع3ج/6 ،ع1ج

الفهــارس فهرس اآليات الكرمية

. فهرس األحاديث الشريفة واآلثار . فهرس األعالم

. فهرس القرارات .فهرس األماكن

. فهرس املوضوعات

فهرس األماكن : رابعا املكان الصفحة

ردناأل .1 14السودان/ أم درمان .2 14

االحتاد السوفييت .3 23858 ، 59 ، 72 ، 73 ، 86 ، 111 ، 115 ، 132 ،

135 191 ، 194 ، 217 ، 273 ، 277 ، 281 جدة .4

الديار املصرية .5 173 ، 171 الرياض .6 240 ، 225 ، 191 ، 181 ، 76 ، 75 ، 43 ، 30

الشارقة .7 1291 ، 108 ، 134 ، 135 ، 143 ، 196 ، 256 ،

260 ، 274 ، 276 الطائف .8

)األردن(عمان .9 281 ، 277 الكويت .10 221 ، 220

بريطانيا/ليدز .11 14 ماليزيا .12 143 املدينة املنورة .13 12

86 ، 109 ، 115 ، 116 ، 133 ، 135 ، 217 ، 219 ،220 ، 221 ، 256 ، 257 ، 258 ، 259 ،

276

مكة املكرمة .14

نيجرييا .15 108ت املتحدة الواليا .16 238 ، 109

األمريكية

فهرس القرارات: خامسا : قرارات هيئة كبار العلماء وهي : أوال

القرار الصفحةهـ عن حكم منع 13/4/1396الصادر بتاريخ ) 42(القرار رقم .1 218 ، 203

. احلمل وحتديد النسلهـ عن حكم 20/8/1396الصادر بتاريخ ) 47(القرار رقم .2 144

. تشريح اجلثة هـ عن حكم 25/10/1398الصادر بتاريخ ) 62(القرار رقم .3 116

. نقل القرنية هـ يف حكم التربع 7/2/1399الصادر بتاريخ )65(القرار رقم .4 116 ، 92

بالدم 90 ، 108 ،

130 هـ يف حكم نقل 6/11/1402الصادر بتاريخ ) 99(القرار رقم .5

. عضو من إنسان إىل آخر هـ يف اشتراط 26/5/1404الصادر بتاريخ ) 119 (القرار رقم .6 191 ، 181

. إذن املريض للطبيب بعالجه 30 ، 42 ، 43 ،59 ، 62 ، 73

هـ يف حكم إعادة 17/6/1406الصادر بتاريخ ) 136(القرار رقم .7 . العضو املقطوع حدا

هـ يف حكم 20/6/1407الصادر بتاريخ ) 140(القرار رقم .8 225 . اإلجهاض

هـ يف اشتراط 12/3/1413الصادر بتاريخ ) 173(قم القرار ر .9 197 . موافقة الزوجني على التدخل اجلراحي فيما يشتركان فيه

240 ، 247 ، 257

هـ يف حكم 17/3/1413الصادر بتاريخ ) 176(القرار رقم .10 . حتويل الذكر إىل أنثى والعكس

هـ يف حكم 12/4/1417الصادر بتاريخ ) 181(القرار رقم .11 134

. ع باألعضاء للمرضى من املتوفني دماغيا التربهـ يف حكم 6/4/1419الصادر بتاريخ ) 190(القرار رقم .12 276 ، 260

. تنفيذ إجراءات اإلنعاش هـ يف حكم 27/10/1419الصادر بتاريخ ) 191(القرار رقم .13 77

. استعمال البنج عند القصاص يف ما دون النفس

:إلسالمي مبكة املكرمة قرارات امع الفقهي ا: ثانيا القرار الصفحةهـ عن 30/4/1400القرار الصادر يف الدورة الثالثة بتاريخ .14 219

. حكم حتديد النسلالقرار األول الصادر يف الدورة الثامنة بتاريخ .15 108

.هـ عن حكم زرع األعضاء والتربع ا 7/7/1405ريخ القرار الثاين الصادر يف الدورة العاشرة بتا .16 276

.هـ عن أجهزة اإلنعاش 24/8/1408القرار السادس الصادر يف الدورة احلادية عشر بتاريخ .17 259

.هـ عن حكم حتويل الذكر إىل أنثى وبالعكس20/7/1409

: قرارات جممع الفقه اإلسالمي جبدة : ثاالثا القرار الصفحة

هـ13/2/1407، الصادر بتاريخ ) 5/3(17القرار رقم .18 277 ، 112 . عن أجهزة اإلنعاش

، الصادر بتاريخ 4/08/88د)1(القرار رقم .19 131 ، 110هـ ، عن حكم انتفاع اإلنسان بأعضاء إنسان 23/6/1408 .آخر

هـ، 6/5/1409، الصادر بتاريخ ) 1/5(39القرار رقم .20 220 . عن تنظيم النسل

هـ 23/8/1410، الصادر بتاريخ ) 60/9/6(القرار رقم .21 74 ، 59

. حكم إعادة العضو املقطوع حدا أو قصاصا ، عنهـ 12/11/1412، الصادر بتاريخ )5/7(67القرار رقم .22 191

. عن العالج الطيب

فهرس املوضوعات: سادسا رقم الصفحة العنوان

متهيد 2 املقدمة 5 مشكلة البحث 6 أمهية البحث 7 أهداف البحث 8

راسةتساؤالت الد 10 حدود الدراسة 11 الدراسات السابقة 12 مصطلحات البحث 18 منهج البحث وأدواته 18 منهج تأصيل املسائل 19 تعريف خمتصر باهليئة 21 القرارات اجلنائية الطبية املتعلقة بتنفيذ احلدود والقصاص: الفصل األول 26متهيد 27 أو قصاصا إعادة العضو املقطوع حدا :املبحث األول 29 ) 136( نص القرار 30 مصطلحات القرار 31 التأصيل 35 السرقة 35 قطع اليد قصاصا 39 إعادة اليد املقطوعة حدا : املطلب األول 42 األدلة اليت استشهدت ا اهليئة يف الفرار 43

األدلة اليت ذكرها املوافقون من علماء هذا العصر 44 ذا القولاملخالفون هل 53 الترجيح 54مقارنة بني ما صدر عن اهليئة املوقرة وما صدر عن جممع الفقه اإلسالمي جبده يف 58

حكم إعادة العضو املقطوع حدا إعادة اليد املقطوعة قصاصا : املطلب الثاين 61 حكم إعادة اليد املقطوعة قصاصا إىل صاحبها 62 قطوع قصاصا األقوال يف حكم إعادة العضو امل 68 الترجيح 71مقارنة بني رأي اهليئة املوقرة وما صدر عن جممع الفقه اإلسالمي جبدة يف حكم 72

إعادة العضو املستأصل قصاصا حكم استخدام املخدر عند القصاص فيما دون النفس : املبحث الثاين 75 )191( نص القرار 76 مصطلحات القرار 77 قيما دون النفسأنواع القصاص 79 هل جيوز استعمال املخدر عند تنفيذ القصاص فيما دون النفس ؟: عنوان املسألة 80 املناقشة واخلالصة 86 القرارات اجلنائية املتعلقة بنقل األعضاء أو التربع ا: الفصل الثاين 87 نقل األعضاء والتربع ا : املبحث األول 89 )99(نص القرار 90 مصطلحات القرار 91 )النقل الذايت ( حكم نقل األعضاء من مسلم أو ذمي إىل نفسه : املطلب األول 94 هل يباح للمضطر أكل جزء من أجزائه: مسألة 94 من يرى اجلواز بشرط أال جيد غريه: القول األول 94 ويرى عدم اجلواز : القول الثاين 96

النقل الذايت لألعضاء 97 من يرى اجلواز : األول القول 97 قطع العضو خمافة اهللكة: االستدالل األول 98إباحة بعض العلماء للمضطر قطع شيء من جسده ليأكل إن : االستدالل الثاين 99

غلب على ظنه احلياة له إباحة بعض العلماء شق بطن احلامل الستخراج اجلنني احلي : االستدالل الثالث 99

واز النقل الذايتمن قال جب 104 من يرى عدم اجلواز: القول الثاين 106 الراجح يف املسألة 107 مقارنة 107 حكم التربع بعضو أو جزئيه إىل مسلم : املطلب الثاين 116 عنوان املسألة 116 تأصيل املسألة 116 أقوال علماء ومفكري هذا العصر يف املسألة 117 م اجلوازويرى عد: القول األول 117 ويرى اجلواز: القول الثاين 122 الراجح يف املسألة 126 مقارنة 130حكم االستفادة من أعضاء املتوفني دماغيا لصاحل املرضى احملتاجني : املبحث الثاين 133 )181(نص القرار 133 مصطلحات القرار 134 عالمات الوفاة 136 عالمات املوت عند األطباء 138 موت الدماغ 139

القرارات اجلنائية الطبية املتعلقة: الفصل الثالث 141بأحكام تشرح اجلثة

القرارات اجلنائية الطبية املتعلقة بأحكام تشرح اجلثة 142 )47( نص القرار 143 مصطلحات القرار 145 أحكام تشريح اجلثة 147 حرمة املسلم ووجوب تكرميه حيا وميتا 147 كرمي بعد الوفاةالت 155 التأصيل: تشريح اجلثة 157 التشريح لغرض التحقيق عن دعوى جنائية : املبحث األول 158 حكم التشريح لغرض التحقيق عن دعوى جنائية: عنوان املسألة 158 بعض أقوال العلماء والكتاب املعاصرين عن جواز التشريح لغرض جنائي 160 لغرض التحقق عن أمراض وبائيةالتشريح : املبحث الثاين 163 عنوان املسألة 163 التشريح للغرض العلمي تعلما وتعليما : املبحث الثالث 165 : عنوان املسألة 166 األقوال يف حكم التشريح لغرض علمي تعلما وتعليما 167 يرى اجلواز مطلقا: القول األول 167 ذا النوع من التشريحالقواعد اليت اعتمدها املبيحون هل 168 ذكر من قال ذا الرأي 168 شروط اشترطها بعض الباحثني 171 ويرى املنع مطلقا: القول الثاين 172 ويرى جواز التشريح للكافر دون املسلم ) : القول الثالث ( القول الراجح 174 ذكر من قال ذا الرأي 175

القول الراجح 177القرارات اجلنائية الطبية املتعلقة بتعامل األطباء مع : الفصل الرابع 178

املرضى متهيد 179 حكم أخذ إذن املريض قبل إجراء أية عمليه له : املبحث األول 180 )119( مضمون القرار 181 مصطلحات القرار 181 حكم أخذ إذن املريض قبل إجراء أي عملية له: عنوان املسألة 186 اليت استدل ا املوافقون للهيئة من املتقدمني األدلة 186 كالم املتأخرين يف املسألة 187 من خالف هذا الرأي 189 الراجح 190 مقارنة 190 حكم أخذ إذن الزوجني للتدخل الطيب فيما يشتركان فيه : املبحث الثاين 196 )173( نص القرار 196 مصطلحات القرار 198 : سألةعنوان امل 198 أقوال العلماء السابقني يف املسألة: التأصيل 198 حكم حتديد النسل واإلجهاض: املبحث الثالث 201 حكم حتديد النسل : املطلب األول 201 )42( نص القرار 202 مصطلحات القرار 203 مىت وكيف بدأت فكرة حتديد النسل؟ 204 نع احلمل حكم حتديد النسل وم: عنوان املسألة 206

األدلة اليت استدلت ا اهليئة : تأصيل املسألة 206 حثت الشريعة املطهرة على النكاح ورغبت فيه: االستدالل األول 207 ومن أقوال العلماء يف ذلك 208 جواز العزل وما ورد فيه: االستدالل الثاين 209 عض األحاديث واآلثار الواردة يف العزل 210 ن أقوال العلماء يف العزلو م 211 جواز شرب الداء إللقاء النطف قبل األربعني: االستدالل الثالث 212 مقارنة 217 حكم حتديد النسل ومنع احلمل مطلقا 224 حكم اإلجهاض : املطلب الثاين 225 )140( نص القرار 225 مصطلحات القرار 227 ) سقاط احلمل إ( حكم اإلجهاض : عنوان املسألة 230 أقوال العلماء السابقني يف املسألة : تأصيل املسألة 230 أقوال املعاصرين 232 املخالفون للهيئة 233 من فصل يف حكم املسألة 234 أحكام ختص اجلنني اعتنت ا الشريعة 235 حتويل األنثى إىل ذكر والعكس : املبحث الرابع 239 )176(نص القرار 240 مصطلحات القرار 242 حكم حتويل من كملت فيه أعضاء ذكورته أو أعضاء أنوثته : املطلب األول 244 :عنوان املسألة 244 األدلة اليت استدل ا املوافقون للهيئة من املعاصرين 245 حكم من اجتمع يف أعضائه عالمات األنوثة والرجولة : املطلب الثاين 247

) 176( ر مضمون القرا 247 عنوان املسألة 247 أقوال العلماء السابقني يف املسألة 247 تأمل يف األقوال السابقة 255 مقارنة 256حكم من أوقف تنفيذ إجراءات إنعاش القلب والرئتني يف : املبحث اخلامس 260

احلاالت امليؤوس منها عند األطباء )190( نص القرار 260 لقرارمصطلحات ا 262 حاالت املريض حتت اإلنعاش 263 عنوان املسألة 265 املوفقون هلذا القول 265 املخالفون هلذا القول 269 ومن النقول السابقة 274 مقارنة 274 الترجيح 280اخلامتة وأهم النتائج والتوصيات 282 مالحق البحث 287 املصادر واملراجع 333 فهارس البحث 346 فهرس اآليات الكرمية 347

فهرس األحاديث الشريفة واآلثار 356 فهرس األعالم 361 فهرس األماكن 374

فهرس القرارات 375 فهرس املوضوعات 377