1

البحثفريق

مصطفى شفيق عالم غادة غالب أماني عبدالغني

لعل ما تشهده مصر من استحقاقات انتخابية وفعاليات سياسية متعاقبة عمى مدار الشهور مايو 52و 52يناير وحتى استحقاق االنتخابات الرئاسية المنتظرة في 52الماضية منذ ثورة

االهتمام مجدًدا لقضية تمويل األحزاب والحمالت االنتخابية لممرشحين، والعالقة ، يعيد 5105بين المال والسياسة أو ما يسمى بالتمويل السياسي، سواء عمى مستوى النظرية أو عمى

مستوى التطبيق.

2

توياتــــــحـالم

مقدمة

أنواع التمويل السياسي

Plutocratic Fundingالتمويل البموتوقراطي

Public fundingالتمويل العام

Private fundingالتمويل الخاص

نظرية االستثمار في التنافس الحزبي

تباين األطر القانونية المنظمة لمتمويل السياسي بين الدول

مشروعية التمويل السياسي األجنبي.. خبرات دولية

واقع التمويل السياسي في مصر

يل السياسينحو رؤية لمخروج من إشكاليات التمو

المراجع

3

:مقدمة

في األدبيات المعاصرة، ثمة عبلقة جدلية دائًما ما تصم العبلقة بين المال والسياسة في النظم السياسية سواء الديمقراطية أو غير الديمقراطية، فعمى الرغم من حالة االرتباط العضوي

بولوك" صاحب الدراسة الرائدة بين كل منيما وأىمية كل منيما لآلخر، إال إنو وفًقا لـ"جيمس ك.حول ممارسات التمويل السياسي في النصف األول من القرن الفائت، فإن "العبلقة ;7<6عام

بين المال والسياسة تظل إحدى أكبر المشكبلت لمحكومات الديمقراطية، بل إن الحياة السياسية .(6)ود غير مقيد"لن تكون ممكنة طالًما كان استخدام النق -وفًقا لبولوك–الصحية

وكبلسيكًيا، عمد حكماء اإلغريق القدماء إلى فصل المال عن السمطة، تبلفًيا لمفساد ، كما إن غالب النظريات التي تدرس ظاىرة الثورات ترى أن المال دائًما ما يمعب دوًرا (7)واإلفساد

فضت طبقة النببلء أساسًيا في اشتعال الثورات عمى مدى العصور، فعمى صعيد الثورة الفرنسية ر أن تتقاسم السمطة مع البرجوازية الناشئة من أصحاب األموال، فاستعممت تمك البرجوازية الشعب لمقيام بالثورة عمى نظام الحكم القائم، في حين تفادى النببلء اإلنجميز ذات المصير، ألنيم تنازلوا

.(8)عن جزء من سمطتيم لصالح البرجوازية اإلنجميزية صاحبة المال

ذا كان من المسمم بو أن األحزاب السياسية ليا دورىا الميم في بناء الديمقراطية، وا خصوًصا في الديمقراطيات الناشئة، باعتبارىا مرتكًزا من مرتكزات تداول السمطة والتنشئة السياسية والتجنيد السياسي في النظم المعاصرة، فإن فاعمية تمك األحزاب وبقاءىا وقدرتيا

ية عمى أداء وظاتئفيا الديمقراطية مرىون بمدى ما تحوزه من قدرات مالية وتمويمية، بيد أن التنافسالسواد األعظم من المواطنين حول العالم يرون أن المال السياسي ومانحيو يثيرون من

.(9)اإلشكاليات ما يرونو مقوًضا لمديمقراطية ذاتيا ال خطًرا عمييا فحسب

و "كافة الجوانب المتعمقة بتمويل األحزاب السياسية ومرشحييا ويعرف المال السياسي؛ بأننفاقيا لمموارد في إطار الحمبلت االنتخابية واألوقات األخرى غير أوقات االنتخابات" ، وعمى (:)وا

الرغم من أىمية التمويل السياسي بالنسبة لبناء الديمقراطية وترسيخيا، إال أن ىذا الموضوع يعد بحثية التي لم تحظ بمناقشات أكاديمية جادة تؤطر ليذه الظاىرة العالمية وتضع أحد اإلشكاليات ال

ليا القواعد والنظريات المفسرة، بل إن معظم النظم السياسية حول العالم، حتى الديمقراطية منيا، تعاني من ندرة المعمومات المتعمقة بالتمويل السياسي لؤلحزاب والمترشحين في الحمبلت

االنتخابية.

4

ومن ثم فقد استتبع فقدان الشفافية فيما يتعمق بالتمويل السياسي حالة من الجدل العام تطفو بين الحين واآلخر، السيما مع بروز فضائح التمويل لبعض السياسيين واألحزاب في دول عدة، األمر الذي أفضى إلى ظيور منياجيات متطرفة تنظر ألي تمويل سياسي بعين الريبة

.(;)ة تفسير أي ظاىرة سياسية حتى ولو كان ذلك بأسموب سطحي وممتو وتضعو في بداي

وتسعى ىذه الورقة إلى بحث ظاىرة المال السياسي واستخداماتو في األنشطة الحزبية والحمبلت االنتخابية، واألطر القانونية المنظمة لقضية التمويل السياسي حول العالم في إطار

حاسبية المتعمقة بيذا األمر، ثم تعرض الورقة لمحالة المصرية مقارن، ومقتضيات الشفافية والممن حيث القوانين المنظمة لمتمويل السياسي، قبل أن تقدم حزمة من التوصيات التي يمكن اتباعيا في مصر لمجابية سمبيات ظاىرة التمويل السياسي وفًقا لمتجارب الدولية المتعمقة بيذا

الشأن.

:أنواع التمويل السياسي

ينظر إلى "التمويل السياسي" باعتباره المصطمح السائد الذي يغطي تمويل األحزاب وتمويل الحمبلت االنتخابية، ففي النظم البرلمانية يعتمد مفيوم تمويل األحزاب كمرادف لمتمويل السياسي باعتبار أن تمك النظم مدفوعة بتأثير األحزاب بشكل رئيس، في حين يعتمد مفيوم

بلت في النظم الرئاسية بشكل أكبر لكون المرشحين ىم قاطرة العمل السياسي في تمويل الحم .(>)ذلك النوع من نظم الحكم

وتتعدد أنواع التمويل السياسي بصورتيو، تمويل األحزاب وتمويل الحمبلت، وفًقا لنظم برات الدول الحكم القائمة، وفي ىذا اإلطار يمكن إدراج أنواع وأشكال التمويل السياسي وفًقا لخ

، التمويل العام، التمويل (♦)حول العالم تحت ثبلث فئات رئيسة، ىي: التمويل البموتوقراطي الخاص.

5

:Plutocratic Fundingالتمويل البموتوقراطي

ويشير ىذا النوع من أنواع التمويل السياسي إلى ممارسة طبقة أصحاب المال واألثرياء القرار السياسي عبر تمويميم ألحزاب سياسية وحمبلت قدًرا من النفوذ المتزايد عمى صناعة

انتخابية، قبل أن ينتقموا مباشرة لممارسة السياسة عبر عضوية البرلمانات وتولى المناصب التنفيذية العميا مما يتيح ليم ليس التأثير عمى صناعة القرارات والسياسات فحسب، بل يتعدى

ات عمى مقاس مصالحيم فى مراكمة األرباح وتعظيم ذلك إلى اقتراح القوانين وتفصيل التشريع .(=)مكاسبيم االقتصادية عبر بوابة السياسة

وعبر التاريخ كانت الطبقات األرستقراطية والبرجوازية الحاكمة توفر األموال البلزمة لدعم سياسات معينة تصب في صالحيم باألساس. ثم تطور األمر إلى صيغة جماعات الضغط

وبييات التي تدعم أحزاًبا ومرشحين بعينيم فى صيغة مقايضات آنية أو الحقة، وغيرىا من الم بيدف الحفاظ عمى القضايا التى تيميم ال التي تيم الشعب في المقام األول.

وفي إطار ىذه الصيغة لعبت النقابات العمالية دوًرا ميًما فى تمويل األحزاب اليسارية في االشتراكية، بيد أن مبدأ البموتوقراطية ال يزال األقوى نفوًذا عدد من دول العالم ذات التوجيات

وتأثيًرا في كثير من نظم الحكم حول العالم، وىذا المبدأ يتمخص فى أن الشعب يصوت ويمارس حقوقو السياسية، ولكن المال ىو من يحكم فى نياية األمر، عبر صناديق االقتراع، وبشكل يبدو

.(<)طية وتدوال السمطةغير منبت الصمة عن الديمقرا

ويبدو الوجو البموتوقراطي لمتمويل السياسي متفًقا إلى حد كبير مع ما كان سائًدا في مصر خبلل حقبة العقد األخير من حكم الرئيس السابق حسني مبارك، حيث شيدت الحالة المصرية

تمويل الحزب الوطني نفوًذا متزايًدا لطبقة رجال األعمال في صنع السياسات العامة لمدولة، عبر المنحل ومرشحيو في االنتخابات، ومن ثم تأثيرىم غير المباشر عمى مفاصل صنع القرار في الببلد، وصواًل إلى إدماجيم بشكل مباشر في المناصب العميا لمدولة والحزب الحاكم واضطبلعيم

ا ميد لما اصطمح بالدور األكبر في توجيات الدولة السياسية واالقتصادية بل واالجتماعية، معمى تسميتو بتزاوج السمطة والمال في مصر، والذي ىوى بالببلد إلى مراتب متدنية من الفساد

واإلفساد.

6

:Public fundingالتمويل العام

ويقصد بالتمويل العام، اضطبلع الدولة بميمة تمويل األحزاب والحمبلت االنتخابية، ويعد سياسي ىو األوسع انتشاًرا في العديد من بمدان أمريكا الجنوبية ىذا النمط من أنماط التمويل ال

دولة في العالم تتبنى مفيوم التمويل العام ألنشطتيا الحزبية وحمبلتيا 5:وأوروبا، ويوجد نحو .(65)االنتخابية

ويعتقد أنصار التمويل السياسي الحكومي أن ىذا النظام يقمل من إمكانية ممارسات الفساد بالعممية االنتخابية، كما إنيم يعتقدون أن ىذا النظام يعزز من قيم الديمقراطية األخرى المتعقمة

مثل المشاركة السياسية والثقافة المدنية باإلضافة إلى زيادة الثقة فى العممية السياسية والنظام ة التى السياسي ككل، في حين يستند منتقدو ىذا النمط من التمويل السياسي إلى التكاليف الباىظ

تتكبدىا الدولة نتيجة تمويميا لمفعاليات السياسية، كما إنيم يذىبون إلى أن الحكومة يجب أال تدعم أًيا من الخطابات الحزبية أو السياسية، كما إن حيادية الحكومات قد تصبح في ظل ىذا

.(66)النمط التمويمي محل شمك السيما في الجوانب غير النقدية من التمويل

واع ثبلثة تندرج تحت بند التمويل السياسي العام، ىي تمويل الدولة المباشر، وثمة أن .(67)وتمويل الدولة غير المباشر، واإلعانات السياسية المحددة

ويشمل تمويل الدولة المباشر؛ المنح النقدية الموزعة عمى األحزاب والمرشحين طبًقا ولة، في حين يشمل تمويل الدولة غير لئلجراءات العامة التي ينص عمييا القانون في كل د

المباشر؛ اإلعانات العينية مثل توفير إمكانية البث في المحطات اإلذاعية الحكومية، ودخول المباني العامة، أو نشر المطبوعات من خبلل دور النشر الحكومية، وكذلك تنازل الدولة عن

لصالح المساىمين السياسيين واألحزاب حقيا في اإليرادات التي تعود عمييا من الحوافز الضريبية أو المرشحين أو حصول الممثمين السياسيين عمي حقوق امتياز التمتع بالخدمات الحكومية، وأخيًرا، اإلعانات السياسية المحددة وتشمل؛ المنح النقدية المخصصة لبعض األحزاب أو

ب.التكتبلت البرلمانية لبعض الفئات االجتماعية مثل المرأة والشبا

وبشكل عام، يمكن لنمط التمويل السياسي العام، إذا ما عولج بشكل عادل وفعال، أن قامة يدعم قدرة الدول عمى إقامة انتخابات حرة ونزيية عمى نحو بناء، وعمى محاربة الفساد، وا حكم ديمقراطي، وىذا ما أدركتو اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد، حيث شجعت المنظمة

7

ة أعضاءىا عمى تعزيز الشفافية فى تمويل الترشيحات النتخاب شاغمي المناصب الدولي .(68)العمومية، وعند تمويل األحزاب السياسية

: Private fundingالتمويل الخاص

وعمى عكس النمط السابق، يعتمد التمويل السياسي الخاص عمى المانحين من القطاع التبرعات الخاصة لتمويل الحمبلت االنتخابية الخاص، وفي معظم البمدان التي تعتمد عمى

واألنشطة الحزبية، يشترط اإلفصاح الكامل والدقيق عن تمك التبرعات، بما في ذلك المعمومات الشخصية عن الجيات المانحة والمتبرعين، ويمكن ليذا النوع من التمويل السياسي أن يأتي من

.(69)األعمال والشركات الربحيةاألفراد العاديين، إلى جانب النقابات ومنظمات

ويرى مؤيدو التمويل السياسي الخاص أن ىذا النظام يجنب الجيات الممنوحة، سواء من األحزاب أو من المترشحين، القيود الحكومية التي قد تعيق حرية التعبير، كما إنو يعزز االنخراط

عة داخل المجتمع بأن يعبر الشعبي فى الحياة السياسية، ويضمن السماح لوجيات النظر المتنو عنيا بشكل فعال، كما إنو يمنع الحكومة من أن تميل لصالح من ىم في السمطة أو ممن

.(:6)يتمتعون بنفوذ سياسي واقتصادي في المجتمع

ويمكن القول، إن ثمة ثبلثة دوافع رئيسة وراء اضطبلع المتبرعين من األفراد والشركات تمويل أحزاب وقوى سياسية، وىي الدافع األيديولوجي، والدافع الخاصة ومنظمات األعمال بدعم و

.(;6)االجتماعي، والدافع المالي

حيث يتيح الدافع األيديولوجي ألنصار حزب أو مرشح ما، أن يكون ليم دور في تمويل األنشطة الحزبية واالنتخابية لمن يعبر عن توجياتيم األيديولوجية ومنطمقاتيم الفكرية، في حين

يمكن الدافع االجتماعي ألفراد الممولين من الحصول عمى الشرف والمكانة والقبول قد االجتماعي في مجتمعاتيم، بينما يصارع أصحاب الدافع المالي لمحصول عمى خدمات مالية

ومزايا اقتصادية جراء قياميم بتمويل األحزاب والحمبلت االنتخابية.

الخاص، أنو يعد مدخبًل لسيادة مبدأ "شئ ومن ىنا يرى يرى منتقدو التمويل السياسيمقابل شئ" السيما مع تعارض مصالح الممولين وصانعي السياسات العامة بما يعرض المصمحة

8

العامة لمخطر ويؤثر في نزاىة صناع السياسات واستقبلليتيم في صنع القرار باإلضافة إلى .(>6)طنينالتيديد بشرعية العممية الديمقراطية برمتيا في نظر الموا

:نظرية االستثمار في التنافس الحزبي

ذا كان التمويل السياسي العام وكذا التمويل الخاص لدوافع أيديولوجية قد يكون مقبواًل أو وا لو ما يبرره وما يدعمو لدى الكافة، فإن ما يحتاج بالفعل إلى أداة تفسيرية ىو ذلك النمط

أنماط التمويل السياسي. البموتوقراطي والخاص ذي الدوافع المادية من

The Investmentوفي ىذا اإلطار، تبرز نظرية االستثمار في التنافس الحزبي Theory of Party Competition "من جامعة (=6)والتي طرحيا السير "توماس فيرجسون ،

الجدلية ، كاقتراب تحميمي لتفسير العبلقة :<<6ماساتشوستس بالواليات المتحدة األمريكية، عام بين الطبقات الثرية في المجتمع من رجال المال واألعمال والكيانات الحزبية والسياسية الفعالة في

النظام السياسي لمدولة.

وتنطمق ىذه النظرية من فرضية مفادىا أن النخب الثرية من رجال المال األعمال، وليس ية المعاصرة، وتستند ىذه الفرضية الناخبين، ىم من يضطمعون بالدور القيادي فى النظم السياس

عمى فكرة أن التمويل السياسي عممية مكمفة ومرىقة بالنسبة لمناخبين العاديين، في حين إن المال ال غنى عنو لقيام األحزاب بدورىا في الحياة السياسية، األمر الذي ينشأ عنو تحالفات ضمنية

من ثم فإنو وفًقا ليذه النظرية، فإن األحزاب بين الكيانات الحزبية والسياسية وأصحاب األموال، و السياسية وبرامجيا وأطروحاتيا، قد وضعت كمًيا بيدف تحقيق مصالح تجارية واقتصادية لمنخب المالية في المجتمع، وفي األخير فإن الخبلفات البرامجية بين األحزاب إنما تحكمو عوامل

األموال واقتصاديات السوق الحر وقوانين اقتصادية بامتياز مثل كثافة العمالة وكثافة رؤوس الحمائية التجارية.

وطبًقا لـ"فيرجسون"، فإن األحزاب السياسية عادة ما تكون بمثابة األذرع السياسية ألرباب المال واألعمال، وعميو فإن السوق الحزبية تحدد بواسطة كبار المستثمرين، والذين لدييم بشكل

ر في التنافس الحزبي بيدف السيطرة عمى الدولة، حيث إن عام سبب وجيو وواضح لبلستثماتكتبلت كبار المستثمرين ىى من تحدد جوىر وصميم عمل األحزاب السياسية، كما إنيا ىي المسؤولة عن معظم اإلشارات التى ترسميا األحزاب لمناخبين، وخبلصة األمر أن فكرة االستثمار

9

-0.5

2.2

3

-0.8

2.4

6.8

-2

-1

0

1

2

3

4

5

6

7

الدخل المرتفع الدخل المتوسط الدخل المنخفض

درجة استجابة أعضاء الكونجرس األمريكي لمطالب المواطنين طبًقا لفئات الدخل

الحزب الجمهورى الحزب الديمقراطى

Source: Larry M. Bartels, Economic Inequality and Political Representation, Princeton University, 2005, p 53.

وسيمة تمكن النخبة الثرية من التحكم فى االقتصاد فى السياسة واألحزاب السياسية ما ىى إال .(<6)واألسواق عبر بوابة السياسة والحكم

وقد طرح الرى بارتمز من جامعة برنستون دراسة تطبيقية لنظرية فيرجسون عمى الواقع (، >( حتى )6-، حيث وضع مقياًسا رقمًيا يمتد من )(75)الحزبي في الواليات المتحدة األمريكية

درجة استجابة أعضاء الكونجرس األمريكي من الحزبين الجميوري والديمقراطي لطمبات لحساب أعمى درجة لبلستجابة. >المواطنين وفًقا لمعدالت دخوليم، بحيث تمثل درجة

وقد توصمت الدراسة إلى إن ىذه االستجابة تتزايد لذوي الدخول المرتفعة في المجتمع يمييم توسطة، في حين أن االستجابة من قبل أعضاء الكونجرس لممواطنين بدرجة أقل ذوي الدخول الم

من ذوي الدخول المنخفضة سمبية باألساس، وىو ما ظير بشكل أكثر قوة لدى األعضاء من الحزب الجميوري، والمعروف بعبلقاتو القوية بتكتبلت رجال المال واألعمال.

11

:بين الدولتباين األطر القانونية المنظمة لمتمويل السياسي

وتختمف مصادر تمويل األحزاب السياسية بين دول العالم عمى أسس عدة لعل أىميا؛ االختبلفات الثقافية، والمعايير المجتمعية، واألطر القانونية المنظمة، ووفًقا لشبكة المعرفة

، فإن غالبية الدول دائًما ما تتبع نموذًجا Electoral Knowledge Networkاالنتخابية مًطا لمتمويل السياسي، يجمع بين كل من التمويل العام والتمويل الخاص، مع االلتزام في مخت

مجمل األحوال بضوابط رقابية لضمان الشفافية والنزاىة لممارسات األحزاب السياسية والسمطات .(76)المشرفة عمى اإلدارة االنتخابية

انونية المنظمة لمتمويل السياسي، ورصدت شبكة المعرفة االنتخابية عدًدا من التطبيقات القوالمتبعة في مدارس دولية جغرافية وثقافية مختمفة حول العالم، شممت أوروبًيا؛ إسبانيا والسويد،

.(77)والتينًيا؛ جواتيماال، وآسيوًيا؛ كمبوديا وأفغانستان، واستراليا من دول األوقيانوس

من الدولة يتحدد بما يتناسب مع تحصل األحزاب السياسية عمى تمويل عام ففي إسبانيا؛عدد األصوات والمقاعد التي حصل عمييا الحزب في آخر انتخابات برلمانية، وتستطيع األحزاب أيًضا الحصول عمى أموال من مصادر خاصة، سواء من أعضائيا أو من الجيات المانحة

ية، كما أن الخاصة، وكذا من عوائدىا االستثمارية الخاصة، إلى جانب القروض المصرفالوصول إلى اإلذاعة والتمفزيون مجاني لجميع المتنافسين وتديره لجنة خاصة تحت إشراف لجنة

االنتخابات.

توجد أربعة مصادر رئيسة لتمويل األحزاب السياسية، تتمثل في؛ التمويل وفي السويد،واليانصيب الذي العام المباشر، والتمويل العام غير المباشر، والدخل من العضوية في الحزب،

تجريو األحزاب أو المنظمات التابعة ليا، ويعد التمويل العام المباشر ىو المصدر الرئيس لؤلحزاب السويدية، ويحدد المبمغ عمى أساس األداء في االنتخابات السابقة، والتمثيل الحالي في

صحافة التابعة المجمس التشريعي. ويتم توفير التمويل غير المباشر في العادة من خبلل ال لمحزب، والتي تكون مدعومة من قبل الحكومة أيًضا.

تتمقى األحزاب السياسية دعًما مالًيا من الدولة وذلك استناًدا إلى النتائج التي وفي فرنسا؛أحرزتيا األحزاب في آخر انتخابات تشريعية، إلى جانب عدد نوابيا في البرلمان، ويمثل الدعم

زانيات األحزاب الفرنسية. وفيما يتعمق بالتمويل الخاص؛ ال يحق % من مي95الحكومي نحو يورو سنوًيا من شخص واحد، وكل 55:>لؤلحزاب السياسية الفرنسية الحصول عمى أكثر من

11

يورو يجب أن تتم بموجب شيك مصرفي، وقد مثل التمويل الخاص القائم عمى 6:7ىبة تتجاوز .(78)=755األحزاب الفرنسية وفًقا لقديرات عام % من ميزانية :8اشتراكات األعضاء نحو

تمنح الدولة األحزاب حق استخدام الخدمات البريدية والسمكية منذ بدء وفي جواتيماال؛الدعوة إلجراء انتخابات وحتى شير واحد بعد نيايتيا، وعبلوة عمى ذلك، تحصل األحزاب

األصوات التي حصمت عمييا في السياسية عمى تمويل من القطاع العام بما يتناسب مع عدد% من 9الجولة األولى من آخر انتخابات رئاسية بشرط حصول الحزب عمى ما ال يقل عن

مجموع األصوات الصحيحة، ويتم صرف األموال تحت إشراف المجنة االنتخابية الوطنية، آخر، يعتبر والمحكمة العميا لبلنتخابات، في أربعة أقساط سنوية بين االنتخابات. وعمى جانب

التمويل السياسي من القطاع الخاص غير مرغوب فيو، ولكنو غير ممنوع قانوًنا، وفي نياية نفاقيا خبلل الحممة االنتخابية. االنتخابات تمتزم األحزاب بتقديم كشف حساب عن أوجو تمويميا وا

ل يتم تمويل األحزاب السياسية من خبلل مساىمات أعضائيا، ومن الدخ وفي كمبوديا؛المتأتي من األنشطة التجارية المشروعة لؤلحزاب، ومن تبرعات مؤسسات القطاع الخاص أو األفراد، وأصول وأموال الحزب السياسي نفسو، ويحظر القانون المساىمات المقدمة من الشركات

األجنبية، أو المؤسسات الحكومية أو العامة، والمنظمات غير الحكومية.

يجب عمى األحزاب السياسية المسجمة لممشاركة في االنتخابات، أن وفي أفغانستان؛يكون ليا حساب مصرفي مخصص، يتم فيو إيداع جميع التبرعات لمحمبلت االنتخابية، عمى النحو المنصوص عميو في قوانين الييئة المشتركة إلدارة االنتخابات المتعمقة بمالية الحمبلت

بًل عاًما لؤلحزاب السياسية والمرشحين فييا، أو المرشحين السياسية، وال تقدم الدولة تموي المستقمين لممناصب.

تحصل األحزاب السياسية ويحصل المرشحون المستقمون عمى تمويل عام ستراليا؛أوفي من الدولة لحممتيم االنتخابية، ويستطيع المرشحون أو المجموعات في مجمس الشيوخ الحصول

% من األصوات 9كانت قد تمكنت من الحصول عمى ما ال يقل عن عمى تمويل االنتخابات إذا في انتخابات مجمس النواب أو الشيوخ. وبعد انتياء االنتخابات، يطمب من جميع المشاركين في العممية االنتخابية تقديم كشف حساب إلى المجنة االنتخابية عن مختمف المعامبلت الخاصة

.(79)شورة والبرامج التميفزيونيةبالحممة، بما في ذلك اإلعبلنات المن

12

:مشروعية التمويل السياسي األجنبي.. خبرات دولية

ولعل ما تقدم من خبرات قانونية لنماذج دولية مختمفة بشأن التمويل بأنواعو المختمفة، يظل باألساس منصًبا عمى التمويل الوطني أًيا كان مصدره، وفي ىذا اإلطار قد يثار التساؤل حول ما

ان تمقي األحزاب السياسية الوطنية تمويبًل من الخارج محظوًرا بالكمية؟ أم إن ثمة مبررات قد إذا كتتعمق بمبدأ ترسيخ الديمقراطية من الممكن أن تضع ضوابط قانونية تقنن التمويل السياسي

األجنبي وال تجعمو محظوًرا بالكمية؟

ة عمى ىذه اإلشكالية الجدلية التي وفي ىذا السياق، تأتي الخبرة األوروبية لتضع لنا إجابقد تثير الكثير من النقاشات والتحديات في دول عدة السيما في الديمقراطيات الناشئة والدول التي

تخوض فترة انتقالية لمتحول نحو الديمقراطية.

فثمة اقترابات متنوعة تتبناىا الدول األوروبية إزاء مسألة التمويل األجنبي، تبدأ من غياب واعد والقوانين التى تحكم تمك المسألة كما ىو الحال فى ىولندا، وتنتيي بالتجريم التام لمتمويل الق

األجنبى، مثمما نجد فى فرنسا، وما بين النقيضين نجد دواًل فى المنتصف تنتيج سياسيات توسطية، قد تضع بعض االستثناءات بما يسمح ألحزابيا بتمقي تمويل خارجي، شريطة أن يكون

در ذلك التمويل أوروبًيا، وقد نجد مثل تمك االستثناءات جمية فى دولة مثل إسبانيا، التى مصتنص قوانينيا عمى إنو "يحظر عمى األحزاب السياسية تمقي أي تمويل أجنبي من دول آخرى عدا

إن جاءت فى صورة إعانات من البرلمان األوروبي".

"ال يسمح ألى أحزاب سياسية بتمقي أي وفي التطبيق األلماني، ينص القانون عمى إنو شكل من أشكال التمويل من أى جية تقع خارج نطاق تطبيق أحكام ىذا القانون، عدا فى حالة أن يكون مصدر ذلك التمويل، مواطن ألماني يعيش بإحدى دول االتحاد األوروبي، أو مؤسسة

تقع عمى حدود جميورية % من أسيميا لمواطن ألماني، أو دولة5:تعود ممكية ما يزيد عن ألمانيا االتحادية تمول حزًبا من أحزاب األقميات العرقية في ألمانيا، تعود جذوره إلى الدولة

األوروبية المانحة.

وفي الخبرة السويدية؛ ال تفرض أى قيود عمى مسألة التمويل السياسي األجنبي، وغالًبا ما استناده إلى تشريعات وقوانين.يستند األمر عمى االتفاقات الطوعية، أكثر من

وفي دول وسط وشرق أوروبا؛ نجد حزمة من القوانين والتشريعات التى تجرم تمقي األحزاب السياسية أي تمويل أجنبي، وال شك أن التطورات السياسية التي شيدتيا تمك الدول في أعقاب

13

ا فى تخوف دول المنطقة إزاء انييار االتحاد السوفييتي السابق وانتياء الحرب الباردة، كانت سببً تسمل أي شكل من أشكال النفوذ السياسي الخارجى إلى أراضييا عبر آلية التمويل السياسي؛ ومن ثم وجدت تمك الدول أنو ال مناص من وضع أطر قانونية تحظر تمقي القوى السياسية

ألوروبية الناشئة مثل الوطنية أى تمويل من الخارج، وىو التوجو الذى تبنتو بعض الديمقراطيات اجراءات عقابية أرمينيا، وأذربيجان، وجورجيا، ومولدوفا، كما وضعت روسيا االتحادية محاذير، وا

.(:7)ضد كل من يخترق قوانينيا التى تجرم تمقي التمويل السياسي من الخارج بكافة أشكالو

مشروعية التمويل السياسي األجنبي في أوروبا

مالحظات السياسيالتمويل الدولة

إباحة حظر

ألبانيا√

أندورا√

أرمينيا√

النمسا √

أذربيجان√

بمجيكا √

البوسنة والهوسك √

بمغاريا√

14

كرواتيا√

قبرص √

التشيك √

الدنمارك √

إستونيا√

فنمندا √

فرنسا√

جورجيا√

ألمانيا√

استثناءات يحددها مع القانون

اليونان√

المجر √

أيسمندا√

أيرلندا√

15

إيطاليا √

التفيا√

ليتوانيا√

مع استثناءات يحددها القانون

لوكسمبورج √

مالطة√

مولدوفا√

هولندا √

النرويج √

بولندا√

البرتغال√

رومانيا√

يحددها مع استثناءات القانون

روسيا االتحادية√

سان مارينو √

16

صربيا√

سموفاكيا√

سموفينيا√

إسبانيا√

مع استثناءات يحددها القانون

السويد √

سويسرا √

مقدونيا√

تركيا√

أوكرانيا√

المممكة المتحدة√

مع استثناءات يحددها القانون

Source: European Commission for Democracy Through Law (Venice

commission), Opinion on the Prohibitions to Political Parties from Foreign Sources, 2006, p 6.

دولة شممتيا دراسة :9وخبلصة الخبرة األوروبية في ىذا الشأن، إنو من بين أكثر من % من تمك الدول تحظر بشكل كامل تمقي أي تمويل سياسي من <.<;لجنة فينسيا، فإن نحو

17

% من الدول األوروبية ال تحظر التمويل األجنبي بالكمية، ولكنيا =.89الخارج، في حين إن تضع شروًطا وقيوًدا عمى ذلك التمويل، بما يجعمو أقرب إلى الحظر منو إلى اإلباحة، وخاصة

ألمر تشترط أن يكون التمويل السياسي من أحزاب أن غالبية الدول التي تتسامح في ىذا اسياسية أو أفراد أو جيات تابعة لبلتحاد األوروبي، حيث إن النظرة األوروبية تعد األحزاب السياسية عاًمبل أساسًيا فى تحقيق التكامل والترابط بين دول االتحاد األوروبي، ذلك أنيا تسيم

وبي، وبمورة الرغبات السياسية لمواطني دول بشكل أساسي فى تشكيل العقل الجمعي األور .(;7)االتحاد

:واقع التمويل السياسي في مصر

في الحالة المصرية، تعد قضية التمويل السياسي من القضايا المثيرة لمجدل، السيما في المواسم االنتخابية، وقد شيدت مصر في الفترة األخيرة تراشًقا إعبلمًيا بتمقي أحزاًبا بعينيا أو مرشحين رئاسيين محددين تمويبًل أجنبًيا لصالح حمبلتيم االنتخابية، وىو ما لم يؤكده أو ينفيو أية وثائق قانونية يمكن االستناد إلييا، لكن ذلك لم يتف في الوقت ذاتو سيادة حالة من القمق

ىي االنتخابات العام إزاء قضية المال السياسي إبان أحد أىم االستحقاقات االنتخابية بعد الثورة، و .7567الرئاسية مصر

ودرًءا لتمك المخاوف، عمدت المجنة العميا لبلنتخابات الرئاسية إلى إصدار قرارات ولوائح لتنظيم تمويل الدعاية االنتخابية، عمى غرار ما قررتو سمًفا المجنة العميا النتخابات مجمسي

نبي في الدعاية االنتخابية بأي الشعب والشورى، حيث حظرت تمقي أو استخدام التمويل األج شكل من األشكال سواء كان من أفراد أو منظمات أو دول أجنبية.

وبالمقابل، أبقت المجنة عمى مبدأ التمويل العام غير المباشر لممترشحين لبلنتخابات الرئاسية ـ عمى غرار األحزاب السياسية في انتخابات مجمسي الشعب والشورى ـ ، من خبلل

استخدام وسائل اإلعبلم العامة الممموكة لمدولة، وخاصة اإلذاعة والتميفزيون الرسميين، السماح بفي الدعاية االنتخابية شريطة أن يكون ذلك بشكل محايد، يكفل لمجميع الحصول عمى مساحات

.(>7)إعبلنية زمنية وتوقيتية موحدة دون تمييز أو انحياز ألي طرف كان

بتنظيم االنتخابات الرئاسية :755لسنة 9>6القانون رقم وعمى الصعيد القانوني، حدد مبليين جنيو كحد أقصى لما ينفقو كل 65، مبمغ 7567لسنة 67المعدل بالمرسوم بقانون رقم

18

مايو 79و 78مرشح في حممتو االنتخابية في الجولة األولى التي يتم االقتراع بيا يومي (.79مميون جنيو )مادة 7و في جولة اإلعادة ، عمى أن يكون الحد األقصى المسموح ب7567

وشدد القانون كذلك عمى حظر تمقي أي شكل من أشكال التمويل من أشخاص أجانب أو (، في حين يسمح بتمقي المرشح الرئاسي >7جيات اعتبارية أجنبية أو منظمات دولية )مادة

األقصى المسموح بو % من الحد 7تمويبًل من أشخاص طبيعيين مصريين بشرط أال يزيد عن . (=7)(;7لمفرد الواحد )مادة

وعمى الرغم من ذلك فإن ثمة ثغرات قانونية قد تشوب نزاىة العممية االنتخابية، إذ إن الجية المنوط بيا االضطبلع بتسيير العممية االنتخابية، وىي المجنة العميا لبلنتخابات الرئاسية،

ي مرشح قد يخرق تمك الشروط بشكل أو بآخر.غير مخولة بشطب أو معاقبة أو استبعاد أ

ففي حالة ضبط مرشح مخالف لتمك الشروط المتعمقة بتمويل الحممة االنتخابية، تقوم المجنة بإحالة مخالفتو إلى النيابة العامة لمتحقيق معو واتخاذ البلزم، بما قد تصل عقوبتو إلى

ة ال تممك شطب ىذا المرشح الذي يتم الحبس، ولكن في الوقت نفسو فإن لجنة انتخابات الرئاسالتحقيق معو بتيم تتعمق بمخالفة شروط الدعاية أو تمقي تمويل محظور، وقد يدان المرشح المخالف من قبل النيابة العامة ويحكم عميو من قبل القضاء بالحبس، ومع ىذا وفي الوقت نفسو،

ية، بل إنو في حالة فوزه، فإن المجنة فإن ذلك المرشح يظل مستمًرا في مارثون االنتخابات الرئاس . (<7)ممتزمة بإعبلن فوزه كرئيس دون النظر إلى حكم القضاء بإدانتو في ىذه الشأن

ذا كان ىذا ىو حال التأطير القانوني لتمويل المرشحين الرئاسيين، فإن ثمة ثغرات أيًضا وا ديبلتو كان نظام التمويل السابق وتع 6><6تشوب قضية تمويل األحزاب السياسية. ففي دستور

السياسي لؤلحزاب مختمًطا يجمع بين نمطي التمويل العام والتمويل الخاص، ولكن بقيود )حيث يقتصر التمويل الخاص لؤلحزاب وفًقا لمدستور القديم عمى اشتراكات وتبرعات األعضاء(،

الذي مصدره ويحظر الدستور التمويل األجنبي بكافة صوره وأشكالو، وكذا التمويل الخاص شخصيات اعتبارية حتى ولو كانت مصرية.

السابق، 6><6من نظام األحزاب السياسية وفًقا لدستور 66وفي ظل ذلك، نصت المادة والمعنية بتنظيم الموارد المالية لؤلحزاب، عمى إنو "تتكون موارد الحزب من اشتراكات أعضائو،

ت األشخاص الطبيعيين المصريين، وكذلك من وما يتمقاه من دعم مالي من الدولة، ومن تبرعاحصيمة استثمار أموالو في األوجو غير التجارية التي يحددىا نظامو الداخمي. وال يعتبر من

19

األوجو التجارية فى حكم ىذه المادة استثمار أموال الحزب فى إصدار صحف أو استغبلل دور لحزب. وال يجوز لمحزب قبول أى تبرع لمنشر أو الطباعة إذا كان ىدفيا األساسي خدمة أغراض ا

أو ميزة أو منفعة من أجنبي أو من جية أجنبية أو دولية أو من شخص اعتباري ولو كان متمتعا بالجنسية المصرية. ويمتزم الحزب بأن يخطر الجياز المركزى لممحاسبات بما تمقاه من تبرعات

التخصم قيمة التبرعات التى تقدم وبالبيانات الخاصة بالمتبرعين وذلك فى نياية كل عام. و .(85)لؤلحزاب من وعاء أي ضريبة"

يناير، ومع إصدار اإلعبلن الدستوري في :7بعد ثورة 6><6ومع إيقاف العمل بدستور وما تبعو من قوانين مكممة ومراسيم بقوانين، توقف العمل بيذه النصوص، وأصدر 7566مارس

بتعديل بعض أحكام 7566لسنة 67ا بقانون رقم المجمس األعمى لمقوات المسمحة مرسومً الخاص بنظام األحزاب السياسية، ألغى بموجبو الدعم المالي الذي >><6لسنة 95القانون رقم

من الدستور 66كانت تتمقاه األحزاب من الدولة، ولكنو احتفظ بباقي ما تضمنتو المادة تمويبًل عاًما من الدولة بشكل مباشر. ، وبالتالي لم تعد األحزاب في مصر تتمقى(86)القديم

بيد إن أي من ىذه األطر القانونية والدستورية الجديدة لم ينص عمى عقوبات محددة بشأن التجاوزات المتعقمة بالتمويل السياسي سواء تمقي أموال من جيات أجنبية أو أشخاص اعتباريين

بق الموقوف العمل بو والذي مصريين، وىي العقوبات التي نص عمييا في دستور مصر الساتضمن ضوابط عدة لمحد من ممارسات الفساد التي قد تشوب عمميات التمويل السياسي لؤلحزاب

:(25)لعل أهمهاالسياسية،

يعاقب بالحبس كل مسئول في حزب سياسي أو أي من أعضائو أو من العاممين بو، -ميزة أو منفعة بغير وجو حق، من شخص قبل أو تسمم مباشرة أو بالواسطة، مااًل أو حصل عمى

اعتباري مصري، لممارسة أي نشاط يتعمق بالحزب.

يعاقب بالحبس كل مسئول في حزب سياسي أو أي من أعضائو أو من العاممين بو، - قبل أو تسمم مباشرة أو بالواسطة، مااًل أو حصل عمى ميزة أو منفعة من أي جية أجنبية.

عن سنة وال تزيد عن خمس سنوات، كل مسئول في حزب يعاقب بالسجن مدة ال تقل - سياسي، إذا ثبت قيام الحزب كفرع لحزب أو تنظيم سياسي أجنبي.

فأمام إلغاء الدعم العام المباشر )الحكومي( لؤلحزاب السياسية، ومع حظر تمقي الدعم بشأن المالي من أشخاص اعتبارية مصرية أو جيات أجنبية، وكذلك عدم النص عمى عقوبات

21

تمقي مثل ىذه األنواع من التمويل، تبدو خيارات األحزاب السياسية محصورة بين أمرين لتمويل نشاطاتيا الحزبية، إما تفعيل دورىا االجتماعي وقاعدتيا الشعبية بما يزيد من أموال االشتراكات

لية ألنشطتيا أو تبرعات األشخاص الطبيعين )األفراد(، والعمل عمى ابتكار حمول لخمق موارد مابما ال يخالف القانون، أو التبلعب والتحايل لمحصول عمى تمويبلت محظورة في ظل قانون ال

يتضمن آليات واضحة لمنع ذلك أو عقوبات رادعة لو.

:نحو رؤية لمخروج من إشكاليات التمويل السياسي

لخبرات مدارس استناًدا لما سبق بيانو بشأن جدلية التمويل السياسي حول العالم، وفًقا وأطر قانونية وسياسية مختمفة، واتساًقا مع الواقع الدستوري والقانوني المنظم إلشكالية التمويل السياسي لؤلحزاب في مصر، فإنو يمكن الوصول إلى مسممة قد ال يختمف عمييا، مفادىا أن

إلى تقويض ، بما قد يفضي(88)مسألة المال السياسي قد تكون بمثابة كعب أخيل الديمقراطيةمسار التحول الديمقراطي في مصر، والذي من المفترض أن تكون قاطرتو األحزاب السياسية

المتنافسة عمى مفاصل الدولة التشريعية والتنفيذية.

ومع التسميم بتمك الحقيقة، فإن ثمة مسممة أخرى توازييا وتسير معيا جنًبا إلى جنب، أحزاب بدون مال، من ثم فإنو من الضروري خمق تتمخص في إنو ال سياسة بدول تمويل وال

أدوات مشروعة لمتمويل السياسي، وكذا خمق أدوات رقابية لمتحقق من مصادر األموال الحزبية وأوجو إنفاقيا، الكتمال العممية الديمقراطية في مصر.

ثمة مساران ميمان لبلضطبلع بميمة بيذا الوزن من الخطورة والدينامية لمدولة المصريةحاضًرا ومستقببًل، لتحقيق اضطبلع األحزاب السياسية بدورىا المنوط بيا في التحول الديمقراطي بشكل نزيو وشفاف ودونما محاذير أو عراقيل، أحدىما قانوني تنظيمي، واآلخر عممي

.(89)ممارساتي

ففيما يتعمق بالمسار القانوني، فيمكن إعادة النظر بشأن التمويل المباشر لؤلحزاب ، مع وضع الضوابط والمعايير البلزمة 6><6لسياسية، وفًقا لما كان مقرًرا في إطار دستور ا

لمقضاء عمى سمبيات التمويل السياسي العام في ذوء ما سبق بيانو من تجارب الدول األخرى. فمن الممكن مثبًل؛ منح األحزاب مبالغ مالية موحدة تزيد نسبتيا بشكل دوري شريطة أن تكون

21

بدور الحزب في المجال العام والذي يعبر عنو بمؤشرات عممية من قبيل التمثيل في مرتبطة المجالس البرلمانية والمحمية.

وفي ىذا اإلطار يقترح أن يعيد بميمة التمويل المباشر لؤلحزاب السياسية وما يتعمق بيا ة، لضمان النزاىة من إجراءات تنظيمية ورقابية، إلى ىيئة مستقمة، ليست معينة من قبل الحكوم

والشفافية وعدم التوجيو، والتأكيد عمى حيادية الدولة، وعدم تأثرىا أو تأثيرىا عمى الحياة الحزبية والفعاليات السياسية في مصر.

ومن ناحية أخرى، يمكن إعفاء األحزاب السياسية من جميع الضرائب والرسوم المستحقة يقترح أيًضا أن يفتح المجال أمام األحزاب السياسية والمتعمقة بأنشطتيا الصحفية واإلعبلمية. و

لممارسة بعض األنشطة االقتصادية الربحية لتمويل أنشطتيا السياسية مع إمكانية تأمين آلية لمحد من أي ممارسات لمفساد قد تتعمق بذلك عبر خضوع مثل ىذه األنشطة لرقابة الجياز

المركزي لممحاسبات كجية ضبط رقابية فعالة.

مى صعيد المسار العممي، يمكن ابتكار بعض المشروعات الخدمية ذات البعد الربحي وعوالتي ال تتعارض بالضرورة مع قانون األحزاب، مثل تقديم الخدمات الصحية والتعميمية بممحقات لمقار األحزاب في المراكز والمحافظات واألحياء، من قبيل العيادات الطبية، والمراكز التعميمية

.(:8)اوغيرى

وفي ىذا اإلطار يمكن السماح لؤلحزاب السياسية إنشاء دور نشر خاصة بما ال يخالف قانون مباشرة األحزاب السياسية، كمشروعات ربحية تستخدم عوائدىا في تمويل نشاطات األحزاب. كما يمكن لؤلحزاب السياسية أن تصدر صحًفا إعبلنية متخصصة تتضمن بعض

وأنشطة الحزب وأىدافو، فتصبح كما لو كانت صحيفة تخدم أغراض صفحاتيا تعريًفا ببرامج الحزب السياسية بما ال يتعارض ونصوص قانون األحزاب.

وتحقيًقا ألداة التمويل الذاتي عبر اشتراكات األعضاء الحزبيين، يمكن تجنيد فرق عمل ين تحت لواء تطوعية من شباب األحزاب، لبلضطبلع بجمع االشتراكات من المواطنين المنضو

أي حزب سياسي كل في منزلو أو جية عممو أو عنوانو االعتباري، وذلك لعبلج ثغرة التيرب من دفع االشتراكات، والتي تؤكد تجربة الدولة الفرنسية أىميتيا كأداة فاعمة لمتمويل السياسي، وفًقا

لما سبق بيانو في ىذه الدراسة.

22

:المراجع

(6. ) James Kerr Pollok, Money and Politics Abroad, University of

Michigan, 1926

.67/6/7565( عباس عبود سالم، "المال السياسي"، الحوار المتمدن، 7)

. 67/7566/;6( نجيب القبلل، "ثورة تونس وىزيمة المال السياسي"، صحيفة القدس، 8)

(9 ) Shari Bryan & Denise Baer, Money in Politics: A study of Party Financing Practices in 22 countries, National Democratic Institute for International Affairs, Washington, DC, 2007, p 3.

( كيفين كاساس زامورا، التمويل السياسي وأنظمة التمويل بالدولة، مؤسسة بروكينجز، جامعة :) .8، ص =755كوستاريكا، مايو

.9سابق، ص ( المرجع ال;)

(< ) OFFICE OF DEMOCRACY AND GOVERNANCE, MONEY IN POLITIC HANDBOOK: A Guide To Increasing Transparency In Emerging Democracies, TECHNICAL PUBLICATION SERIES, Washington, DC, 2003, p 10.

اكمة وفًقا لقاموس أوكسفورد.إلى طبقة األثرياء الح Plutocraticيشير مفيوم البموتوقراطية

.9/7567/<( عبلء عبد العزيز، "البموتوقراطية وسياسات التكويش"، الشروق، =)

(> ) Susan E. Scarrow, Money, Politics, and the Balance of Power: Comparing Official Stories, Paper presented for the American Political Science Association Annual Meetings, University of Houston, Sept. 2006.

http://www.polsci.uh.edu/faculty/scarrow/research/#PAPERS_AND_ARTICLES

23

( أماني فوزي أحمد طو، "اإلنفاق عمي الحمبلت االنتخابية"، مجمة الديمقراطية، عدد يناير 65)، متاحة عمى الرابط: 7567

http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=785096&eid=9436

(66 ) Daniel Smilov ،Jurij Toplak, Political Finance and Corruption in Eastern Europe: The Transition Period, Ashgate Publishing Limited, England, 2007, pp 40-42 .

التمويل بالدولة، مرجع سابق، ص ص ( كيفين كاساس زامورا، التمويل السياسي وأنظمة 67)=-6>.

(68) Magnus Ohman & Hani Zainulbhai, Political Finance Regulation: The Global Experience, International Foundation For Electoral Systems (IFES), Whasington D.C, pp 13-14.

(69) George F. Will, Don't Ask, Don't Tell Hypocrisy, Washington Post, 11/12/2005.

(6:) Peter L. Francia & Paul S. Harrnson, Begging For Bucks, heartland, at:

http://news.heartland.org/sites/all/modules/custom/heartland_migration/files/pdfs/8031.pdf

ة األوراق البيضاء لمتمويل السياسي، ( ماركين واليكي، التمويل السياسي والفساد، سمسم;6) . 7المؤسسة الدولية لنظم االنتخابات، د.ت، ص

.8( كيفين كاساس زامورا، التمويل السياسي وأنظمة التمويل بالدولة، مرجع سابق، ص >6)

(6=) Thomas Ferguson, Golden Rule: The Investment Theory of Party Competition and the Logic of Money-Driven Political Systems, University of Chicago Press, 1995 .

(6>) Ibid, pp 45-60.

(75) Larry M. Bartels, Economic Inequality and Political Representation, Princeton University, 2005.

24

(76 ) Electoral Knowledge Network, Public funding of political parties, at :

http://aceproject.org/ace-en/focus/core/crb/crb05?set_language=en

(77 ) Ibid.

(78 ) http://www.france24.com/ar/node/603599

(79 ) Electoral Knowledge Network, Public funding of political parties, Op.Cit.

(7:) European Commission for Democracy Through Law (Venice commission), Opinion on the Prohibitions to Political Parties from Foreign Sources, 2006, pp. 3-10

(7; )Ibid.

بالقواعد المنظمة 7566( لسنة 76( انظر في ذلك قرار المجنة العميا لبلنتخابات رقم )>7) بات، عمى الرابط التالي:لحمبلت الدعاية االنتخابية، موقع المجنة العميا لبلنتخا

http://www.elections2011.eg/images/Bayan/qararlagna21-2011.pdf

بتنظيم االنتخابات الرئاسية المعدل بالمرسوم :755لسنة 9>6( انظر نص القانون رقم =7) ، موقع المجنة العميا لبلنتخابات الرئاسية، عمى الرابط التالي:7567لسنة 67بقانون رقم

https://www.elections.eg/index.php/pdf?file=images/Laws/preselections2005-174_e2012.pdf

( انظر تصريحات المستشار حاتم بجاتو، أمين عام المجنة العميا النتخابات الرئاسة، بوابة <7) .9/7567/<7األىرام اإللكترونية،

مكممة لو، الييئة العامة لشئون المطابع ( دستور جميورية مصر العربية والقوانين األساسية ال85) . :78-789، ص ص :755األميرية، القاىرة، الطبعة التاسعة،

الخاص >><6لسنة 95بتعديل بعض أحكام القانون رقم 7566( لسنة 67( قانون رقم )86) بنظام األحزاب السياسية، الييئة العامة لبلستعبلمات، عمى الرابط التالي:

http://www.sis.gov.eg/Ar/LastPage.aspx?Category_ID=1739

، والقوانين األساسية المكممة لو، 6><6( انظر دستور جميورية مصر العربية السابق لعام 87) . 798-7796(، مرجع سابق، ص ;7(، ):7(، )67(، )66مواد )

25

(88) James Kerr Pollok, Money and Politics Abroad, Op.Cit, p 324.

ىاشم ربيع، تعزيز الشفافية في اإلنفاق السياسي في مصر، منظمة برلمانيون عرب ( عمرو89) ، متاحة عمى الرابط التالي:7566ضد الفساد،

arpacnetwork.org/arpdocs/expertmeeting022012/Egypt.pdf

( المرجع السابق.:8)