المقاربة بالكفاءات.

المدخل : أوال

لقد أصبح التعليم صناعة كبرى فيجميع أنحاء العالم، ولقد أصبحت للكفاءة التعليمية أهمية كبرى بالنسبة للدول

الكبرىوأصبح مصطلح الكفاءات متداوال في مجال التربية، وفرضت المقاربة بالكفاءات نفسها فيكل الميادين،

.واعتمدتها البلدان المتقدمة في أنظمتهاالتربوية وال تقتصر أهمية هذه المقاربة على المجال التربوي

فحسب بل لهانعكاسات مباشرة على األفراد في عالم الشغل بمختلف أبعاده ) االقتصادية واالجتماعية و

السياسية .......( . ألن التكوين في عصرنا ال يقتصر على المنظومةالتربوية وحدها بل تقوم به أيضا مؤسسات

.تكوينية أخرى خارج النظامالتربوي إذا كان االهتمام إلى عهد قريب منصبا على تحسين

المضامين وتكوينالمعلمين في الجانب المعرفي لتلقين التلميذ جملة من المعارف وعليه أن يستظهرهاعندما

يقتضي األمر ذلك إذن ما جدوى تغيير البرامج الدراسية، مالم يكن من أجل تمكينالمزيد من التالميذ من بناء كفاءات ومعارف أوسع، ثابتة، وجيهة، قابلة التجنيد

فيالحياة العامة وميدان العمل ثم طبقت خالل منتصف المقاربة باألهداف (. ) التسعينات بيداغوجية األهداف

وأصبح العمل التربوي أكثر دقة من حيث تخطيطه وآداؤه إال أنهذه المقاربة على نجاعتها لم تهتم باألهداف كوحدة

متكاملة إذ ينشغل المعلم بتحقيقاألهداف مجزأة غير مترابطة ) متقاطعة( مع محاولة تعديل سلوك التلميذ،

ومهما قيل منانتقادات تربوية لهذه المقاربة فهي المقاربة )ضرورية في نظرنا لبناء المقاربة الجديدة

بالكفاءات( ألن األهداف الجزئية للدرس قد تشكل في حد ذاتها كفاءات قاعديةأو مؤشرات كفاءة إذا كانت قابلة

.للمالحظة والقياس ولن تصاغ إال كذلك وبطبيعة الحال وما دام النظام التربوي العالمي في تطور سريع فعلىالقائمين على رعاية شؤون القطاع

البحث عن كيفية تحديث الطرائق والمناهج لمواكبةالعولمة التربوية ومسايرة العصر فكان إن تم

إعتماد ) المقاربة بالكفاءات ( وممارسةالتعليم والتعلم وانتقـاء ) الطريقة البنائية ( وجعل المتعلم يكتشف

ويبحث ويكتسببوضعه أمام مشاكل ) نشاطات تربوية ( محيرة فيقوده تفكيره واجتهاده أمام أعين وتوجيهات

معلمه إلى الحل وبإمكانه فعل ذلك بعيدا عن المؤسسة .التربوية

: المقاربة بالكفاءات- م طبقته1468أسلوب تعليمي ظهر في أوربا حواليسنة

الواليات المتحدة األمريكية لتطوير جيوشها ثم انتقلت هذه المقاربةبصفة فعلية إلى المؤسسات التعليمية

م1993 م ثم إلى بلجيكا عام1960األمريكية بدءا من سنة .....1999و تونس عام

: المقاربـــة-

تصور مستقبلي لفعل قابل للتنفيذ وفق مرامي وخطط منسجمة مع الشروط والعوامل الضرورية الالزمة لألداء ) الكفاءات المستهدفـة، الطرئق، الوسائل، الوسطالتربوي

.........( وهذا كله لتحقيق المردود المرتقب

: الكـفـــاءة- تعريف و نذكر ( 100 ) تعريفات الكفاءة عديدة وتتجاوز الـ

:منها ما يلي هي مجموعة التصرفات االجتماعيةالوجدانية و المهارات

المعرفية أو المهارات الحس حركية التي تمكن من ممارسة دورةوظيفية ، نشاط، مهمة أو عمل معقد على

أكمل وجه ) تعريف دينو(، أما ديكاتل قد أعطاهاتعريفا آخر ال يكاد يختلف عن سابقيه حيث عرفها بأنها :

مجموعة من المعارف ومنالقدرات الدائمة من المهارات المكتسبة عن طريق استيعاب معارف وجيهة و خبرات

.مرتبطةفي مجال معين

متطلبات الكفاءة : ثانيا

تتطلب الكفاءة جملة من القدرات و المعارف والمهارات ذات العالقةغير أن الكفاءة ال ترتبط أبدا بالمعرفة بل ترتبطبمكتسبات قابلة للقياس والمالحظة، والكفاءة

مفهوم عام يشمل القدرة على استعمااللمهارات والمعارف في وضعيات جديدة ضمن حقل مهني معين، فهي بالتالي تشمل التنظيموالتخطيط للعمل والتجديد

والقدرة على التكيف مع نشاطات جديدة، وتشكل المعارفوالمهارات والقدرات األساسية لبناء الكفاءة

.عندالمتمدرس

ثالثا : مراحل الكفاءة

: تتحقق الكفاءة على مراحل معينة وهيكالتالي

القاعدية ترتبط مباشرة بوحدة تعليمية من : الكفاءة نشاط( أو في عدد من )خالل ما يتحقق في حصة

الحصص إذا كان الدرس مشكال من مجموعة من الوحدات )المحاور(غيرأنه إذا كانت الحصة الواحدة هي الدرس

بذاتها قد تصبح عنذئد مؤشرات الكفاءة والمعايير هي(.)الكفاءة القاعدية

كفاءةنسبية يكتسبها المتعلم خالل : الكفاءةالمرحلية (سداسي – فترة معينة مضبوطة بزمن محدد )شهر- ثالثي

الختامية تالحظ وتقاس بعد مرحلة تعليمية : الكفاءة المرحلة االبتدائية – المرحلة – معينة) الطور األول

.األساسية بجميع أطوارها الختاميةالمندمجة كفاءات متعددة مكتسبة في : الكفاءة

مجاالتمتنوعة سواء كان ذلك في مواضيع مادة واحدة )نشاط( أو في مواد دراسة مختلفة عناصرهامتفاعلة

.منسجمة في نهاية مستوى طور تعليميمجموعة الكفاءة القاعدية المحققة : المجاليةالكفاءة

.....،(في مجال ما )مجااللعبادات( ، )مجال المعرفة

المنهجية كفاءة يظهر من خاللهاالمتعلم كل : الكفاءة مكتسباته المتعلقة بالتخطيط ووضع الطرائق واألساليب

.في مجال ما أو فيموضوع معين) المستعرضة ) العرضية كفاءة مشتركة تكسب : الكفاءة

بعد التعليم في كل المواد الدراسيةوتشمل كل النشاطات التربوية تتحول فيما بينها خالل مرحلة التعليم و التعلم لتكملبعضها البعض وتتطور خالل المسار لتشكل

فيما بعد كفاءات جديدة أكثر تطوراً تعتمدعليها كفاءات أخرى متقاطعة و هناك كفاءات أخرى نذكر منها الكفاءة

....الشخصية الكفاءةالمهنية

مركبات الكفاءة : رابعا

هي أشكال من الذكاء وفق استعدادات فطرية : القدرة- 1 : ومكتسبات حاصلة في محيط معينة ومميزاتها

.قابلة للتوظيف في موارد مختلفة : استعراضية- أ تنمو وتتطور طوال الحياة اإلنسان و: تطورية-ب

(.قدتنقص)تنخفض تتحولمن حالة إلى :تحويلية-ت

(أخرى)التفاوض=الكالم+االستماع+ البرهنة يتعذرالتحكم فيها بدقة مثال تدوين : غير قابلة للتقويم-ث

.معلومات في وضعياتمختلفة إنهاقدرة مكتسبة من حيث القيام بنشاط : المهارة- 2

ملؤه البراعة والذكاء والسهولة فالمهارة قدرة وصلتإلى

.درجة اإلتقان والتحكم في إنجاز مهمة

محدد، : اإلنجاز- 3 منسلوك آنيا تحقيقه من الفرد يتمكن مامن درجة بأعلى يسجله أن الخارجي المالحظ يستطيع وما

الدقة . و الوضوح

مميزاتالكفاءة : خامسا

: تتميز الكفاءة عن القدرة بخمس مميزات هي

مكتسبات : الكفاءة توظيف جملة منالموارد- 1.خبرات،معارف، قدرات، مهارات

أي أن المجتمع : الكفاءة ترمي إلى غايةمنتهية- 2 .ينتظرمنتوجا بجملة مواصفات محددة بعد التعلم

الكفاءة مرتبطة دائما بجملة الوضعيات ذات- 3 كفاءة أداء الصالةمرتبطة بمجال العبادات: المجااللواحد

فقط الكفاءة غالبا ما تتعلق بالمادة : وهو جوهر اختالفها- 4

عنالقدرات التي تتصل بمواد تعليمية الكفاءة قابلة للتقييم : حيث يالحظ شكل االنتاج و- 5

نوعيةالمنتوج أو النتائج المحصلة غير أن القدرة تفتقد .لهذين المعيارين

باإلضافة إلى ذلك ال يمكن أن توجد كفاءات في غياب توفر المواردالالزمة )قدرات و معارف ( و بعد توفر هذه

الموارد يمر تجنيدها و تحويلها بإجراءاتذهنية عالية المستوى يصعب تدريسها كاملة ما دامت من نوع

التركيب و التكهن المسبق واالستراتجية والتخبط والتفكير النظامي .إن إعطاء أهمية حقيقية لتحويل

:المعارفوتجنيدها يعني بناء المعارف انطالقا من إشكاليةعوض استعراض نص- 1

..المعرفة وسردها جعاللتالميذ يواجهون مواقف مستحدثة غيرمعروفة،- 2

وتقييم قدراتهم و السؤال الذي يطرح : فما عالقةاألستاذ بالمعرفة ؟ هنا

سوف نتطرق إلى موضوع جد حساس. نتقبل بسهولة فكرة أن مدرسيالتعليم االبتدائي ال يتوفرون جميعا على كفاءات دقيقة في كل مادة ملزمة بتدريسهاوالسيما في مادتي العلوم والرياضيات، وهذا يدعو للشك في قدرتهم

على تطوير عالقةفعالة بالمعارف لدى تالميذهم، ذلك ألن عالقتهم بالمعارف التي يدرسونها تبدو ضعيفةمن

.حيث استقالليتها وجدارتها أما فيما يخص أساتذة التعليمالمتوسط والثانوي فاألمر

على غير ذلك خصوصا أنهم يتلقون تكوينا جامعيا مكتمال فيمادة ما أو عدة مواد وهو ما يفترض أنهم يتمتعون

على األقل بأدنى مستويات التكوين فيالبحث و من ثمفهم قادرون عليه، رغم ذلك

التجريد من فكرة : يكفي أن نكونباحثين حتى يتسنى لنا .وضع التالميذ في حالة بحث

تقويم الكفاءة : سادسا

:قياس وتفسير مكتسبات التلميذ

مونتانييه( أن التلميذ المكون خير من تلميذ رأسه )يرى محشو بالمعلومات المختلفة؛والتربية الحديثة تصبو

وترمي إلى هذا النوع من التكوين ابتداءا من المراحل األولىمن التعليم، فلمواجهة الحياة في المستقبل يحتاج الفرد إلى كيفية وضع إستراتجيةاقتحام هذا المستقبل المجهول، وبالتالي فهو يحتاج إلى معارف، لكن ليست

المعارفوحدها التي تمكنه من بناء حياته خارج أسوار المدرسة، ولذلك فعندما نقيم تلميذ اليومإنما نقيس مدى

توظيفه للمكتسبات، وهذا يتجلى أننا نقيم المتعلم دون الخروج عن نطاقمالحظة عمل يقوم به هذا األخير

مظهرا فيه كفاءته المكتسبة والتي ال تعد وفي النهايةأن تكون شكل كفاءة واحدة )تحرير فقرة، كتابة موضوع ،

....(رسم مخطط، عرض شفهي : وتتميز بالتركيز على ثالثة أهداف

يحصل في بداية عملية التعليم : الهدف التشخيص- 1 .تقويم المكتسبات العقلية-

.تحديد االستعدادات والميولوالقدرة الذهنية- .تصنيفالمتعلمين-

هدفه : تشخيص الصعوبات : الهدف التوجيهي- 2.تقويم مستوى التحكم في المستويات- .يكون فرديا لكل تلميذ-

.التعرف على جوانب الضعف والقوةللتلميذ-

.هدفه : عالج الصعوبات

: الهدف النهائي- 3 يدلعلى النتيجة النهائية عندما نقوم بتحديد مدى-

اكتساب التلميذ للمستوى األدنى منالكفاءات التي تسمح .له باالنتقال إلى الصف األعلى

.هدفه : قياس الفرق بين الكفاءاتالمتوخاة والمحققة

وسيلة التقويم : سابعا من المعتاد أن يقيم الفرد في عالمالشغل حسب كفاءته،

وذلك ليس غريبا عن عالم التدريس ولو من حيث أن امتحانا أواختبارا كتابيا/ أو استجوابا شفويا، كلها

وضعيات ال يشترط للخروج منها مجرد معارففقط، وإنما معارف قابلة للتجنيد لتحقيق هذف مناسب في الوقت

المناسب، بالشكل المطلوبمع القدرة على إعادة التركيب من جديد بل القدرة على ابتكار ما ال نعرف. ويشترط تطورالمدرسة خارج وضعيات التقييم قدرات، بعضها عرضية )كالبحث عن معلومة من المعلومات أوطرح

أسئلة، أو المشاركة في المناقشة( وبعضها يتعلق بمواد التدريس) مثل تصميم نماذجوإنجاز تقارير أو أخذ

(.مقاسات صحيحة و تقديممالحظات

الخاتمة : ثامنا إن مهنة التدريس من المهن الصعبة ألنها تتطلب إرادة

قوية ورغبةطبيعية لممارستها، واطالعا واسعا لكثير من العلوم والتكنولوجيات المساعدة ورصيدا منالتجارب

والخبرات المكتسبة، وممارسة مستمرة وواعية لما هو

.قائم ولما هوآت فالمقاربة بالكفاءات قادرة على تعميق الفوارق المدرسية إذا كانت سيئةالتصور أو رديئة اإلعداد

والتنفيذ. وحتى إذا كانت جيدة التصور وممتازة اإلنجاز فاليمكنها أن تدعي القضاء عليها بواسطة المنهاج وحده.

ومهما كان نوع البرنامج المعتمدفإن بيداغوجيا الفوارق.وإفراد المسارات سيظالن من مواضيعالساعة

فيما يخص هذه النقطة األخيرة فالصراع قائم ضد إيديولوجيا الموهبة،والمنتظرات النخبوية لفئة من

"مستهلكي" المدرسة، والسياسة الرخوية لعدة من األنظمةالتربوية األكثر إسراعا إلى ادعاء مقاربة

الكفاءات منهم إلى دعمها باألفعااللملموسة ووسائل التكوين والمرفقات األخرى. إن العراقيل كبيرة، غير أن المقاربةبالكفاءات إن كانت تجدد هذه العراقيل فإنها ال

.تختلقها منالعدم إنغموض إصالحات المناهج وطابعها االستعجالي وغير

المكتمل أكثر إثارة للقلق. فهالألنظمة التربوية مستعدة للتنازالت في مجال المواد الدراسية؟..هل هي

جاهزةلالستثمار بقوة في ممارسات أخرى للتعليم والتعلم؟ جاهزة لمواجهة مقاومة التالميذالذين ينجحون

وعائالتهم؟جاهزة إلغضاب الكثير من األساتذة المتشبتين بالوضع الراهنايديولوجا،ألنه –في الوقت ذاته- يثبتهم في

عالقتهم بالمعرفة وممارستهم البيداغوجةويرسمهم.فيهما

قد نشك في ذلك، ولكن لو بقيت المقاربة بالكفاءات

مجرد"نصف إصالح" اليتنازل على أي شيء، وال يرغم أحدا على أي شيء، فال يمكن الجزم بأنها ستجعل

مكافحةاإلخفاق المدرسي تتقدم. إن لم يتغير أي شيء عدا الكلمات، وإن بقينا نعمل تحت غطاءالكفاءات ما كنا

نعمله باألمس تحت غطاء المعرفة، فلم انتظار تقلص .حجم اإلخفاقالمدرسي؟

قد تخشى حصول العكس، فالمقاربة بالكفاءات التي ال أثر لها سوى فيالنصوص الوزارية ، والتي ال يتبناها عدد

من األساتذة، قد تزيد قوانين اللعبةالمدرسية غموضا، وشروط األساتذة تعدادا، بعضهم يتراخى في اإلصالح،

.والبعض اآلخريدرس ويقيم وفق هواه إن المشكل األساسي يكمن غالب األحيان في إيجاد

التوازن المفقود بينتناسق اإلصالحات وانسجامها ، وبين طبيعة مكوناتها وتطبيقها بالنظر إلى التطوراتالمتوازية

في عدد من الدول المتقدمة. وقد تخشى أن تسارع الوزارات الوصية إلى ماتحسن صنعه-نصوص ، برامج-

وتترك مهمة تطبيقها إلى صدف الخيارات الفردية.والمشاريعالمدرسية