الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

49
اب ب ش ل ا ي ب ر لع ا ل ص وا ت ل وا ري س الأ ن م م ي ي ق ت ل ا ي ل ا ل ب ع) ف ت ل ا وي+ ت ح م ل ا حة) ف ص ل ا1 راب ه ا6 ظ- م س ر ت ع ق وا اع) وص الأ ة) ن ه را ل ا رة س لأ ل2 مة) ز ا- رة س ا و ا ق) زK مآ رة س الأ م ا ة هاي) ن ؟ رة س الأ3 ة ي زو- ع م ت ح م ل ا ي ب ر لع ا ي ل ا رة س الأ ها) ف ئ ا6 ووظ4 دواب ا- ة ن م ت ه ا) ق م ة ن ل ب ل ح ت و لدزاسةb ل ص وا ت ل ا ري س الأ4-1 وم ه) ف م اب لأق ع ل ا ة ري س الأ رها ص ا) ب ع و4-2 ح صطل م ان ب ش ل ا رة س والأ4-3 وم ه) ف م صال ت الأ ل ص وا ت ل وا ن م) ض ر س الأ نt ي ب اء) ب ب الأ اب ب ش ل ا ن ي ولد ل وا5 اب لأق ع- اب ب ش ل ا رة س آلأ ب ة دي ب ل ق ت ل ا6 اب لأق ع- اء) ب ب الأ اب ب ش ل ا رة س آلأ ب لةّ و ح+ ت م ل ا7 اب لأق ع- اء) ب ب الأ اب ب ش ل ا رة س آلأ ب ة ن ب حد ل ا8 ل م وا ع- رة ت ؤ م ى عل رة س الأ ى عل و اب لأق ع ل ا ة ري س الأ

Upload: zouheir-hatab

Post on 24-Jul-2016

223 views

Category:

Documents


6 download

DESCRIPTION

 

TRANSCRIPT

Page 1: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

األسري والتواصل العربي الشبابالتفعيل إلى التقييم من

المحتوىالصفحة

لألسرة الراهنة األوضاع واقع ترسم - ظاهرات1األسرة؟ نهاية أم األسرة مآزق أو أسرة - أزمة2ووظائفها األسرة إلى العربي المجتمع - رؤية3األسري التواصل لدراسة وتحليلية مفاهيمية - أدوات4

وعناصرها األسرية العالقات مفهوم4-1واألسرة الشبان مصطلح4-2 األبناء بين األسر ضمن والتواصل االتصال مفهوم4-3

والولدين الشبابالتقليدية باألسرة الشباب - عالقات5المتحولة باألسرة الشباب األبناء - عالقات6الحديثة باألسرة الشباب األبناء - عالقات7األسرية العالقات وعلى األسرة على مؤثرة - عوامل8 وانعكاساتها األسرة على األساسية المؤثرة العوامل - جدول9

بالشباب األهل عالقات على عالم في أبنائهم مع التقليدية بالعالقات األهل - تمسك10

متغيراألهل تدخل على الفعل ردود الشبابية: أشكال - المواجهة11العربية األسرة لتمكين العربية االجتماعية - السياسات12المطلوبة - اإلجراءات13

Page 2: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

األسري والتواصل العربي الشبابالتفعيل إلى التقييم من

*حطب د. زهير

(1)لألسرة الراهنة األوضاع واقع ترسم - ظاهرات1

إلى توصل تفاصيلها ورصد اليوم العربية األسرة أوضاع تتبع إنالتالية: المشاهد تسجيل

األصحاء من أفرادها رعاية تبعات * تتحمل ماديا واقتصاديا واجتماعيا فعلية كافية مساعدة األوقات أغلب في تجد أن دون استطاعتها قدر ونفسيا

الحتياجاتهم. المنتظرة التلبيات تأمين على تعينها من الضعيفة للفئات الخاصة الرعاية مستلزمات توفير بأعباء * تنوء

مزمنة بأمراض ومصابين وأيتام وأرامل وعجزة معوقين من أفرادها االجتماعية المؤسسات في األماكن ندرة أو غياب في فتحضنهم ومنحرفينتكاليفها. لتأمين األساليب معظم استخدام إلى ملتجئة األهلية أو الحكومية

القريبة االجتماعية الفئات مختلف في البطالة ظاهرة * ترسخ أرباب بين نسبتها أن بحيث والدنيا الوسطى الفئتين ضمن معدالتها وارتفاع

40% و13.4 بين ما تتراوح األسر الدول في الرسمية لإلحصاءات % تبعاالعربية.

الشبان بين أي سنة،29-15 العمر فئات بين البطالة * تزايد المتخرجين أعدادهم ثلث إلى تصل فهي والجامعات الثانويات من حديثا

المطلقة. العربية البلدان من الهجرة ظاهرة * تنامي من األدمغة وهجرة عموما

قاصدين الخصوص، وجه على الجامعيين الشباب فرص فيها يجدون دوالكريم. ودخل عمل

سنة30و اإلناث عند سنة27 يتجاوز ما إلى الزواج عند السن * تأخرالذكور. عند

والتنمية * األسرة قضايا في وباحث استشاري االجتماعية، العلوم معهد اللبنانية، الجامعة في أستاذوالتربية.

E-mail:[email protected]عربية( - ?)1 رسمية وتقارير تحقيقات ومن كثيرة عربية ميدانية دراسات من الظاهرات هذه جمع تم

: منها وإقليميةالعرب، - االجتماعية الشؤون وزراء مجلس العربية، الدول جامعة العربي، االجتماعي التقرير

في. الواردة الجداول في الواردة واإلحصائية الرقمية المؤشرات عناصر استمدينا ومنه القاهرةملحقه.

لبنان - اللويزة، سيدة جامعة السابع، المؤتمر وقائع لبنان، في .1997العائلةبيروت - لألسرة، الدولية للسنة الوطنية اللجنة ومستقبلها، اللبنانية األسرة واقع إلى الجامعة رؤية

2004.العدد - العربي، الفكر مجلة بريستون، بيير المحافظ، ولالتجاه التقليدية للعائلة الفكرية المرتكزات

بيروت 83 ،1996.- . العدد العربي، الفكر العريضي، سالم شيخة د األسرة، .83صحة-. ولبنان الجزائر سورية، تونس، من األولية، البيانات األسرة، لصحة الوطنية المسوحات

1

Page 3: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

% من6 من أكثر صار حيث الدائمة، العزوبة معدالت نسب * ارتفاع يتزوجون ال اإلناث % من11و الذكور، األسباب. من لسبب مطلقا

عيش ظاهرة تجذر مع وترفقها األسرة في الوالدات نسب * تدنيالفقر. خط تحت األسرة

كل من واحدة ووصول واألسرية الزوجية الخالفات وتيرة * تصاعد بالنسبة الزواج من عقدين من أكثر مرور رغم الطالق إلى زواج حاالت ثالثبعضها. إلى

من لكثيرين بالنسبة الزواج على واإلقدام الخطوبة مشاريع * فشلالزوجية. بيت إلى االنتقال مرحلة قبل الزواج عقد وحل والشابات الشبان

العرفي والزواج المؤقت، والزواج الحرة، العالقات ظاهرات * انتشار لعدم تداور التي الجنسين، بين العالقات أنماط من وغيرها والمسيارومرها. حلوها وتقاسم دائمة أسرة تكوين إلى الوصول

عدد وتراجع والفقيرة المعوزة األسر في المرضية الحاالت * تفاقم مجاالت لتقلص أبنائها، من والتحصين والوقاية العالج على يحصلون الذين واألهلية الرسمية الصحية المراكز عبر لهم المجانية الطبية الخدمات تقديموعملها. وتشغيلها الميزانيات اختزال بسبب

عليها قضت قد البشرية كانت سارية أمراض رؤية إلى * العودة والبطالة والجهل الفقر في المغرقة األسرية األوساط بعض في تنتشر

السل...(. )الشلل، الفئات من األسر أوساط في واالنتشار التنامي إلى األمية * عودة

خطوات خطت قد العربية الدول معظم كانت أن بعد والفقيرة الوسطىمتنوعة. ألسباب عليها للقضاء هامة

األبوين بين سواء الواحدة، األسرة عناصر بين العالقات * تفاقم أعمار ومن الجنسين من األوالد بين فيما أوالدهما، وبين بينهما أو أنفسهما،

وأبرزها األسرة، ضمن الخاصة العالئقية معاناته له منها عنصر مختلفة. فكل الوالدين بين الدائم المفتوح الخالف هو إلى وصل من وبين األب، وتحديدا

األسرة. منزل في حياته ويتابع أبنائه من الشباب مرحلة أفراد بين الدموي أو العنفي الصدام إلى تصل خالفات * انفجار

منهم كل جانب من واالنتظارات التوقعات واختالف لتناقض الواحدة األسرة واألضرار المخاطر ألفدح أفرادها ويعرض األسرة يفكك ما وهو اآلخر، نحو

.(1)والتربوية واالجتماعية النفسية الهروب حاالت وتزايد واألسري المنزلي العنف ظاهرات * تفشي

هذه تفضي أن من المخاوف يزيد مما الزوجات، بين العصبية واالنهيارات تبدو أفرادها. وهكذا بين والقلق االضطراب أجواء إشاعة إلى الظواهر

1(? : . العربي( الفكر والعنف، العربية األسرة التير عمر مصطفى العدد 1996د ص 83، ،352.

2

Page 4: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

إلى تدفعهم سوداوية الشباب أوساط في واألسرة الزواج مؤسسة صورة عنه العزوف إراديا .(1)األسرة عن االجتماعية التحقيقات في ورد لما تبعا

األسرة؟ نهاية أو األسرة مأزق أو أسرة - أزمة2 من بعدد دفعت السلبي المضمون ذات الظواهر من العينة هذه

ومستقبلها: األسرة مؤسسة بأحوال تتصل الفتة تساؤالت طرح إلى الباحثين معالجتها عن األسرة عجز عن وتناميها الظاهرات هذه تعبر هل الماضي في نسبية صعوبات مع المهام بهذه تقوم كانت أنها رغم واحتوائهاالقريب؟

وفشل قصور من تواجهه ما يفسر هل يطاول متفاقم بالتباس أحياناالراهن؟ المجتمعي دورها

على المتسارعة والمتغيرات المتعاظمة، المجتمعية اإلخفاقات إن هل ظاهرة مواجهة في البلدان نجاح وعدم العالمي االقتصادي النظام صعيد هذا مسؤوليات تحمل التي األولى الضحية األسرة من يجعل لديها، الفقر

أناطها التي واألدوار والوظائف المهام أداء في تفشل أنها بحجة اإلخفاقبعيدة؟ آماد منذ بها المجتمع

ماتت، قد األسرة مؤسسة وأن ولى، قد الزواج عصر أن صحيح هل؟(2)الغربية الكتابات بعض ذلك إلى تشير كما

البطريركي، االجتماعي النظام عن منبثقة كمؤسسة األسرة، برهنت التي األبوية السلطة مستخدمة بنجاح أدوارها تمارس أن على قادرة أنها

إطار ضمن أسرته أفراد على المهام وتوزيع والتنشئة السيطرة لألب أتاحت شرعة تطبيق عمليات تسارعت أن وبعد والطاعة. واليوم التراتب من

في القانوني األساس أصبحت معاهدات إلى وتحويلها اإلنسان حقوق التميز وعدم بالمساواة التمتع للفرد أتيح فقد الملزمة، الدولية العالقات

المجاالت كل في النشطة والمشاركة الرأي وإبداء الحرية وممارسة ضده، المعتبرة األبوية، والسلطة األبوي النظام يكون وبذلك بشؤونه تتصل التي التقليدية األسرة عليه اعتاد ما وآل انهارا، قد القديم االجتماعي النظام عماد.(3)والضمور التراجع إلى وأدوار ومهام صالحيات من

األساسي الوسيط العائلة كانت الحديثة، الدولة تأسيس عهد * قبل أن أبنائها من لألفراد يمكن طريقها وعن واألفراد، الحاكمة السلطة بين

ظرف على للتغلب والتعاون والتكافل والرعاية العاطفة على يحصلوا الدولة ظهور وتوجيهه. ومع وسلطته األب راية تحت والحياة المعيشة المساعدات توفر أخذت التي الخاصة مؤسساتها بناء في باشرت الحديثة ارتباطات من ينشأ ما إلى األسر. ونظرت أبناء يطلبها التي الخدمات وتقدم

العدد( ?)1 البلد، جريدة في نشر تحقيق السياسة، وتفرقهم رغباتهم تجمعهم الشباب ،664اللبنانيونص 9/11/2005 ،7.

2(? )Finie, la famille? Autrement, marriage non, famille bof, Paris 1992, p24.3(? . حطب،( زهير العربية د األسرة بنى طبعة تطور العربي، اإلنماء معهد ص 8، بيروت، ،220.

3

Page 5: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

أن يجب التي الرعاية وأدوار لمهام تجسيد أنه على المؤسسات وبين بينهم تستوفي كي واجباتهم تأدية منهم تطلب وأن للجميع وتوفرها الدولة تتحملهاالمواطنية. شروط

أبنائها حصول وتعذر تعقيد من األسرة أوضاع إليه وصلت ما أن * فهل القيام عن الدولة تقاعس عن تعبير هو األساسية احتياجاتهم يلبي ما على

يتجاوز األمر أن أم االجتماعية؟ للسلطة امتالكها شرعية الكتساب بواجباتها.(1)وسيطة؟ كمؤسسة األسرة إلى الحاجة انتفاء إلى ذلك

مجرد أنها على عرضت التي الظاهرات إلى الباحثين بعض * وينظر القيمين قبل من سواء العربية األسرة شؤون إدارة سوء عن ناجمة عثرات

المعنيين، األفراد من أو الرسميين شروط معالجة في لتقصيرهم نظرا انتقالية مرحلة سوى ليست وأنها الطارئة، المتغيرات مع الجديد تكيفها

ليحتل األسرة في عنصر كل وسيعود واالستقرار، التكيف تأمين إلى ستنتهيفيها. أدواره ويمارس الصحيح مكانه

المشار الظاهرات حصول تعميم استحالة على التأكيد إلى هنا نسارع نفسه، باألسلوب تمت قد مواجهتها أن إلى أو العربية، البلدان جميع في إليها

من بعدد ترتبط انتشارها وفي نسبها وفي خصائصها، في اختالفات فهناك السائد األسرة نمط ونوع بلد، لكل االقتصادية باإلمكانات المتصلة العوامل

فيه. المسيطرة والدينية والحضارية الثقافية األجواء وطبيعة فيه، جميع معالجة من تتمكن لن الورقة هذه أن إلى اإلشارة المهم من

التي المناسبة ضوء في ستكتفي، إنما التساؤالت، حولها أثارت التي النقاط بالشباب األسرة عالقات طبيعة على الضوء بتسليط المؤتمر، هذا فيها ينعقد

جهة من احتياجاتهم تلبية على قدرتها استمرار مدى وتبيان أبنائها، من معها، تواصلهم على المحافظة في ورغبتهم ووظائف أدوار من بقي لما تبعا

وجهات فتوجهها عليها تؤثر التي الضاغطة العوامل أخرى. ودراسة جهة منوتقويها. تعززها أو بينهما فيما القائمة واالرتباطات الصالت من تضعف معينة

لتحريرها العربية األسرة قدرات تعزيز كيفية في الورقة تبحث كما تترسخ كي بها، المحيطة والمعوقات الضغوطات من مجاال أبنائها لنمو خاصا

الفردية وحرياتهم ولحقوقهم لمواطنيتهم وممارستهم وتفتحهم،واالجتماعية.

ووظائفها األسرة إلى العربي المجتمع - رؤية3 المجتمع عليها ينهض التي األساسية المؤسسات إحدى هي األسرة

احتلت كله. وقد المجتمعي البناء ركائز من أساسية ركيزة أنها أساس على المميزين واألداة الوسيط واعتبرت العربي المجتمع في مميزة مكانة

والتربية. فاألولى اإلنجاب خالل من وتجدده المجتمع استمرارية لضمان منحها وقد المرغوبة، القيم على تنشئتهم تكفل والثانية األفراد تؤمن

1(? . ديراني،( سليمان التحول: د ومظاهر الدور إشكاليات االجتماعية، األسرة الشؤون وزارة ، األسرية، الشؤون ص 2005مصلحة ،54-55.

4

Page 6: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

واإلشراف قرب، عن ومتابعتهم أفرادها إلعداد واسعة صالحيات المجتمع وضوابطه المجتمع لقواعد انصياعهم يكفل بما ومحاسبتهم، تصرفاتهم على أجواء وإشاعة استقراره واستمرار والنظام الحكم ثبات تحقق التي

فيه. واعتبرها الطمأنينة إطارا شرعيا المخالطة فيه تتم كي وقانونيا أعمارهم، فئات مختلف على األبناء، فيها ويتدرب اإلنسانية واإللفة والعشرة

في الكامل لالنخراط كتمهيد بينهم فيما االجتماعية العالقات تبادل علىالمجتمع.

وضبطهم أبنائها تربية على فائقة قدرة عن األسرة برهنت لقد واألخالقية الدينية بالمبادئ وااللتزام النظام على تحض أجواء في وتنشئتهم وإعجابهم، المجتمع على القيمين تقدير ذلك فأكسبها التراتبية، واحترام هي طالما دورها، لتعزيز واستعدادهم بشأنها، اعترافهم الزمن لها وحفظ

إلى المؤدية السائدة الظروف إنتاج إعادة في الناجح الوسيط بدور تقوم هذه له تعرضت الذي ما ولكن االجتماعيين، واالستقرار األمان استمرار

بداية نعرض السؤال هذا عن اإلجابة قبل األخيرة؟ العقود في المؤسسةالبحث. يستخدمها التي التحليل ألدوات

األسري التواصل لدراسة وتحليلية مفاهيمية - أدوات4وعناصرها األسرية العالقات - مفهوم4-1

االلتزامات من مجموعة تنشأ حتى الزواج يتأسس أن ما بداية مراعاتها أو وممارستها بها القبول عليهما الزوجين، بين المتبادلة والحقوق

خاصة. اعتبارات أية دون المبدأ حيث من دائرة تغطي التزامات ضمن أفرادها لتنشئة مدعوة األسرة كانت

المعيشية المنزلية الحياة )الخصوصيات( ودائرة لألسرة الخاصة الحياة مرتكزاتها العالقات هذه تجاوزت الوقت العائلية. ومع القرابية الحياة ودائرة

وتقاسم المعنوي، التبادل معاني لتكتسي األصلية الملزمة القانونية ومعانيها إلى األسرة بعناصر يدفع ما هو األمر وهذا والعواطف، واألحاسيس المشاعر

بالتجمع الجميع ومشاركة بينهم، والصالت الروابط من مزيد نسج في الرغبة فيه يلتقون مشترك، اهتمام حيز خلق األقل على أو األسرة، حول والتوحد أسرتهم هو الحيز وهذا وإغنائه، تطويره أجل من الجهد ويبذلون

.(1)المشتركة أفراد بين متبادلة ومعنوية مادية صالت من العالقات تطورت هكذا

ارتباطات كبناء كيانهما، عن خارج لشأن المشتركة المتابعة إلى األسرة، تحقق مشتركة، وأحالم ومصالح ومشاريع وشراكات هدفا معا، لالثنين واحدا

ويعمقها. العالقات يطور الذي هو الهدف هذا فإن وبالتالي العالقات هذه اتخذت لقد الطويل البشرية تاريخ عبر مختلفة أشكاال

المجتمع في بها. واألسرة مرت التي العديدة التجارب بمعطيات واغتنت1(? : . خوري( ماري المجتمع: د وأنسنة الفرد شخصية الناس، العيلة قضايا في العام الشأن سلسلة ،

اللويزة سيدة ص 2001جامعة ،116.

5

Page 7: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

لبنائها نظام إلى األخرى هي استندت حيث القاعدة عن تشذ ال العربي الدين تعاليم من معظمها استمد وقواعد وضوابط مبادئ على احتوى

بين المتبادلة بالعالقات تتحكم وجعلها الشخصية، أحواله ونظام اإلسالمي أفرادها لهذه والتماسك االستقرار تحقيق كله، ذلك وراء من مستهدفا

ولعناصرها. المؤسسة

واألسرة الشبان - مصطلح4-2 عن الحديث يكثر والغموض، االلتباس من بكثير "الشباب" مصاحبا

إناثها. وعمر هن والشابات ذكورها هم والشبان عمرية، مرحلة هي فالشباب حدها والعشرون والرابعة العمرية الفئة لهذه األدنى الحد يمثل عشر الثامنة

األعلى. وعن األسري، التواصل عن الحديث ضبط في تساهم المؤشرات هذه

المذكورة. الفئة إزاء وأدوارها األسرة وظائف حسب السكان لتوزع العربية الرسمية اإلحصاءات أن إلى نشير بداية

18 دون هم السكان % من46.7 توردان العربية الدول في العمر فئات حجم وتقدر العمر، من سنة عشرة اثنتي دون هم % منهم35 وأن سنة،السكان. حجم من(1)%15 إلى12 بين ما سنة24-18 الفئة

تحصيله فترة أنهى قد أغلبهم أن الفئة هذه أفراد خصائص أبرز ومن أهليته واكتسب والذهني والفيزيولوجي الجسدي نضوجه واكتمل العلمي،بالتزاماتها... واإليفاء مواطنيته لممارسة يدعى وأنه القانونية

أن كما على الحصول في ينجح لم الفئة، هذه أبناء من به بأس ال عددا عدم )يالحظ معين مهني أو جامعي إعداد على حصولهم من بالرغم عمل، على اإلقدام من يتمكنوا ولم السوق(، في العمل شروط مع شروط توافق من ثانوية جماعة إلى االنتماء في مترددون أنهم كما أسرة، وتأسيس الزواج

التي الحقوق أدنى على الحصول عن ويعجزون المدني، المجتمع جماعات تعتبر التي والدعاوى الخطابات كل رغم اإلنسان، حقوق شرعة لهم كفلتها

هو ويعد يجري ما وأن المستقبل، أصحاب هم والشابات الشبان أن تمتلك وأنها وديناميكية، حرة إرادة صاحبة كفئة وتصورهم لمصلحتهم،

ويتم بأيديها. كما زمامها تمسك أن خاللها من تستطيع متنوعة اختيارات والتأهيل اإلعداد شروط لها توفرت قد بأنها العمرية الفئة هذه تصوير

تنجز كي ودعمها إليها تنتمي التي األسر بحماية تحظى وبأنها الذات لتحقيق الشبان أبنائها احتواء على األسر هذه وتصر االجتماعي، انخراطها عمليةإعانتهم. وتأمين متقدمة سن حتى

على الفئة هذه أوضاع هي فما المبدئية، الخصائص مستوى على هذا واالختالف فيها النسبي التفاوت إلى التنبيه )مع والوقائع؟ الواقع المستوىوآخر(. عربي بلد بين الملحوظ

رقم( ) ?)1 الجدول من انطالقا الباحث قبل من النسبة هذه العربي،( 2احتسبت االجتماعي بالتقرير الملحق.210ص

6

Page 8: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

األربع عمر نهاية إلى الجامعي التحصيل فترة وتوسع امتداد يؤدي وعشرين أو عمل دون البقاء إلى والشابات الشبان أغلب إلى بالنسبة عاما

وبكالم وإنفاقها، وحمايتها األسرة مظلة تحت يستمرون فهم وبالتالي دخل، عن التخلي يعني ما بتوجيهاتها، واألخذ مراعاتها إلى مضطرين يعيشون آخر

ما بوجود اصطدمت إذا ومواقفهم واختياراتهم الخاصة نظرهم وجهات وظروفها األسرة رحمة تحت تقع مرحلة فالشباب األهل، عند يخالفها

ووظائفها. ألدوارها ممارستها وخصائص الملقاة واالجتماعية االقتصادية األعباء تزايد أن لالنتباه الملفت ومن

المتنوعة األساسية العامة االحتياجات لمواجهة العامة السلطات عاتق على على حملها قد والشابة، الفتية العمرية الفئات أصحاب سيما ال للسكان، لألسر الموجه الدعم مشاريع وتجميد االجتماعي اإلنفاق مخصصات تخفيض

إلى الضعيفة السكانية الفئات انتقال ترعى التي التمكين لبرامج أو المحتاجة أن والنتيجة احتياجاتها، لتأمين الذاتية جهودها على االعتماد ضغطا إضافيا لمتطلبات االستجابة في العامة السلطات محل لتحل األسر على يمارس

الشباب. بوظائفها القيام عن وتعجز وتقصر األساس في األسرة تنوء مواجهة نحو وتتجه والشباب األسر بين المتبادلة العالقات فتتأزم األساسية،

اآلخر، بالطرف وارتباطه بصالته النظر إعادة إلى طرف كل تحمل شاملة والتفكك. واالضطراب الخلل يسودها جديدة مرحلة في الجميع يدخل مما المواجهة هذه عن تنتج التي المظاهر أن يبين التفاصيل في التدقيق أن غير

تولدها. إنها التي الردود في وال أدواتها في وال أشكالها، في ال موحدة، ليست في الداخلة المتشابكة والمعطيات العوامل من لعدد محصلة بمجموعها وجود الميدانية الدراسات تؤكد التي األسرية البنية نمط ومنها المواجهة،

نحو المتجهة المتحولة األسرة المحافظة، التقليدية هي: األسرة منها ثالث ومنها المتغيرة، الحديثة واألسرة التغير، المعيشية األزمة ومستوى حدة أيضا

لسوق الجديدة للشروط والمهني التعليمي اإلعداد ومالءمة البالد، في العالقات يزيد العوامل هذه بعض وأسرهم. إن األعمال إلى وتؤدي توترا

واالستتباع السلطة عالقات ممارسة على األهل يصر عندما انقطاعها والمسؤولية الرشد سن بلوغهم من الرغم على الشاب وتهميش والوصاية

وتعزيزها العالقات وتحسين التوتر تخفيض إلى المتغيرات هذه تؤدي قد كما عن والتعبير ذواتهم، لتحقيق أبنائهم أمام المجال في األهل يفسح عندما

وشؤونهم، األسرة بشؤون المتصلة القرارات صنع في ومشاركتهم أفكارهم يصاحبه بما المجتمع في االنخراط على تدريب حلقة المواجهة من يجعل مماوممانعة. وصد تجاذب من

الشبان األبناء بين األسر ضمن والتواصل االتصال - مفهوم4-3والوالدين

7

Page 9: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

يمكن ال دونه من الذي االتصال لعملية الرئيسية النتيجة هو(1)التواصل أو العواطف أو األفكار أو المعلومات نقل يتم خالله ومن تواصل، حصول

أجل من متنوعة ووسائل رموز بواسطة ثان طرف إلى طرف من التوجهات االتصال يكون نجحت فإذا للطرفين، تحلو مشتركة مساحة ولخلق التقارب

على اآلخرين اطالع من يمكن اجتماعي تفاعل عملية إلطالق مهد قد ومشاركتهم تفهمهم على الحصول بغية ومواقفهم وقناعاتهم معارفهم

للعيش وئام. في معا أشخاص مجرد من أكثر كونهم إليهم المشار األفراد يتجاوز وحين

إلى المشترك االنتماء بروابط أو القرابة بروابط بينهم فيما ويرتبطون محصورة أو ضيقة معهم التواصل أو بهم االتصال عملية تعود ال ثانوية كيانات

تطال ألنها األسرة. منزل سقف تحت يجري ما كل فعليا يقتصر بل األسر جميع في تتحقق ميكانيكية عملية ليس فالتواصل

بفردية تعترف أخذت التي والحديثة المتحولة األسر أطر ضمن حدوثهاالمستقل. تصرفه وبإمكان الشباب أفرادها

من ضمنها يجري ما فإن للمجتمع قاعدية خلية األسرة اعتبرنا إذا األشكال: متنوعة اتصال عمليات يشكل وتضامن وتعاون وتفاعل مخالطة

بلورة إلى العمليات هذه تفضي وحين وفكرية واجتماعية ونفسانية مادية يكون األسرة أفراد بين العميقة العالقات وتبادل الصالت، ونسج المشاعر،أهدافه. حقق قد التواصل

تجري التي إليها المشار األبعاد المتعددة االتصال عمليات أن ذلك تبني األسرة، سقف تحت حيزا أو مشتركا مجاال جديدة قناعات ينتج حيويا

الحقا. بينهم فيما األسرة أفراد يتقاسمها مشتركة األبعاد تغطية على القدرة وفقدت االتصال عملية وهنت فإذا تحقيق في األسرة تفشل وبالتالي التواصل إتمام عن تعجز فإنها المذكورة،

أبنائها تنشئة صعيد على أو نفسه، وجودها صعيد على المجتمعية وظائفها النضج عن تعيقهم المصادر متعددة خارجية لتجاذبات عندئذ يتعرضون الذين

واالستقاللية. والتفتح(2)والشباب األهل بين التواصل - أهمية4-4

النفسية الصحة أسس التقليدية غير األسرة داخل التواصل يرسي سوية. ويتمثل بطرق والعاطفية االنفعالية توازناتهم ويؤمن أبنائها لدى

عن األوليات بعض وتخلي المحبة أجواء بإشاعة التواصل هذا نجاح شرط ألنظمة فيه المبالغ استعمالهم وعلى العاطفية سلطتهم آليات على االعتماد المحبة عالقات يحول مما والنواهي، األوامر وتوزيع والمسموح الممنوع

التقليدية، األسرة في كانت كما ويعيدها سلطة، عالقات إلى المفترضةوتواصلهم. األسرة أفراد تفاعل من أحيانا، يلغي وقد يحد، حاجز وينتصب

العدد( ?)1 العربي، الفكر في الواردة الدراسات شتاء 95انظر في 1999، وسيلة التواصل إشكالية ، . متباينة مجتمعات

2(? )Les échanges à l'intérieur de la famille, Michalle Perrot, in, la famille l'état des savoirs, Ed. la découvert, Paris 1995, page 97 .

8

Page 10: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

تبادلها على الحديثة األسرة تشجع التي الديمقراطية العالقات إن الحر التعبير على وتشجع والحميمية الصراحة مناخات تعمق األسرة ضمن

لألسرة المشترك الحميم االجتماعي اإلطار ضمن الفردي السلوك وانفتاح أبنائها، نفوس في واالكتفاء واالستقرار الطمأنينة إشاعة إلى ذلك ويؤدي

كانوا فإذا األسرة تجاه مشاعرهم ونمت السكينة أجواء في ترعرعوا صغارا كانوا وإذا وأفرادها، زادت وبالتالي بينهم فيما االتصال فرص تعززت شبانا

ضمنها. التواصل حرارة من واألبناء واألهل اآلباء بين األسرة، أجيال ضمن يدور حين والنقاش

العاطفية االنفعالية تجربتهم طرح على الخصوص وجه على الشبان يساعد أطر من االنتقال أي بالتدريج، خارجها إلى األسرة داخل من بها واالنتقال

المشترك المدى ذات األخرى الدوائر إلى الخاص ومداها الضيقة الدائرة األصدقاء مع األرحب التدريجي تفاعلهم إطالق في فينجحون العام

التضامن أساس على بينهم فيما المناسبة الصالت عقد وفي والمواطنين، خالل نفسه. من المجتمع في المشتركة وعضويتهم المتقاسمة والمشاعر

ويدركون ذواتهم الشبان يكتشف والتواصلية االتصالية الحركية هذه وتعاملهم استجابتهم أساليب ويطورون أفعالهم، ردود ويبنون قدراتهم،

االجتماعية عالقاتهم دائرة ضمن ثم ومن أوال، الحميمة صالتهم دائرة ضمنالحقة. مرحلة في

األخرى، األسر مع التفاعل يضعف التوجه، هذا ضعف أن حصل وإذا الصعوبة من ويصبح والوطني، االجتماعي التالحم على بالتالي يؤثر ما وهو

وتواصل اتصال غياب في الراهنة للمشكالت مشتركة تسويات إيجاد من األسرة تمكين إلى السبيل فكيف االجتماعي، االندماج يؤمنان حقيقيين أفرادها بين التواصل تحسين وجه على الشباب أبنائها ومع عموما

الخصوص؟التقليدية: باألسرة الشباب عالقات

ضمنهم، من والشباب االلتزام من األسرة هذه في األبناء ينطلق مادية سلطة صاحب يعتبر الذي األب، إلى أي األسرة، كبير تجاه بالطاعة على أحد يتجرأ أن ينبغي ال القرار يتخذ حين وهو الجميع، على فعلية ومعنوية

له. االمتثال رفض حيازة على بالمحافظة األسر هذه في الشباب يتصف ما وعادة

بوحي يعملون ألنهم كانت، مهما والتقاليد العادات واحترام الشعبية المفاهيم نماذج أو لتصرفات صيغ من متكررة نسخ أساس على بل تجاربهم، من

يعتبر التقاليد على خروج وكل المناسبات، في للتداول أعد جاهز لسلوك.(1)مجتمعية خيانة

االحترام في األسرية، البنى من النمط هذا أفراد من الشباب ويستمر لم أنها رغم القرابة، مشاعر بحرارة ويحتفظ األسرة رب لسلطة العميق

فقد الشخصية. وبالمقابل الحماية له تؤمن أو األمان مشاعر له تولد تعد1(? )Louis Roussel, les types de famille, in, la famille l'état des savoirs, Paris 1995, page 84.

Page 11: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

العقاب، مجال في أبنائه مع الجسدي العنف ممارسة عن األسرة رب تخلى من معينة مجاالت في وسلوكه، الشباب حركة على رقابته محلها وأحل لتدخل واالمتثال بالقبول محصورة واجباته فصارت الشاب اليومية. أما حياته شؤونه بعض من مختارة جوانب في األهل متزوجا. أو كان أعزبا

ريفية داخلية مناطق في التقليدية لألسرة األساسي الوجود وينحصر على يحافظون فيها الشباب أن إال تراجعتا، قد كبرها وهيبة هيبتها أن ورغم

الفرد استقاللية انعدام أساس على القائمة العالقات وأشكال مظاهر كل بأن الخاص ومزاجه الذاتية لميوله يسمح هامش وجود وعدم األسرة، تجاه

لألسرة. المشتركة الحياة سطح على يطفو النمط هذا ضمن األهل مع الشباب األبناء عالقات أن الواضح ومن

تتخذ ألنها تواصال، وليس اتصال عالقات هي األسري، األهل من واحدا، اتجاها بالواجبات وتذكير وتوجيهات جاهزة أفكار نقل وتتضمن الشباب، األبناء إلى

ومواقفهم. ميولهم أو لرغباتهم مراعاة أية دون العائلية األولية والروابط االمتثال بالضرورة يعني األسرة منزل سقف تحت الشاب وجود إنعنها. األب يعبر التي األسرة لمصالح

المتبادلين، والتأثير التفاعل معنى إلى التواصل فكرة تترجم ال وهكذا إبداء الشباب من يطلب ال ألنه الحدود، أضيق إلى االتصال عملية تنحسر بل

ال السديد والرأي الخبرة ألن القرارات اتخاذ في مشاركتهم أو آرائهم،العمر. في المتقدمين من األمر أولي إال التقليدي، الفكر حسب يمتلكها،

(1)المتحولة باألسرة الشباب األبناء عالقات

أن دون لكن األصلية أسرتهم عن الشباب المتزوجون األبناء يبتعد فلكها، في بالدوران فيستمرون المتزوجين غير بالكامل. أما عنها ينفصلوا األسرية التزاماتهم حول أنفسهم على التساؤالت بطرح يبدأون ولكنهم

المناسبات. ويبتعدون في حصرها ويحاولون المساعدة تقديم عن قليالاألسرة. نطاق خارج شخصي عمل لهم كان إذا مهنته في األب لصالح

االستقاللية من هامش عن يبحثون الشباب هؤالء صار وبالتالي وفي بهم، الخاصة للقرارات اتخاذهم وفي األسرة، مع عالقاتهم في النسبية

إلى يسعون ال أنهم رغم هديها، على يتصرفون التي للقيم اختيارهم المشتركة المصالح على الذاتية مصالحهم تغليب إلى وال الكاملة االستقاللية

ككل. لألسرة االلتزام من التهرب في الشباب لدى اتجاه يبرز أنه القول يمكن

اتصالهم أثناء اآلباء بعض إلرادتهم. ويعمد والتبعية األهل بمشيئة المطلق وتوزيع والمسموح الممنوع أنظمة الستعمال العودة إلى الشباب بأبنائهم حاجز عندئذ فيبرز سلطتهم، الستعادة منهم محاولة في والنواهي األوامر

يلغي قد أو يحد منهم محاولة كل التواصل. إن أو التفاعل من أحيانا تجعل األبوية السلطة عالقات أقنية ضمن تتم أو ترفق اتصال الستعادة

1(? )Jean-François Dortier, Histoire et diversité des formes familiales in, familles, éditions, Paris 2002, page 28.

10

Page 12: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

الحر، التعبير على المشجعة المناخات عن ويبحث منها، يتهرب الشابوآرائه. هواجسه إلى واالستماع

إلى ترمي ضغوطات إلى األسرة هذه في الشباب يتعرض ما وغالبا ذلك شأن ومن جاهز، هو بما والتسليم والحوار المناقشة عن يتخلون جعلهم ليس ذلك ولكن التواصل، إمكانية وإضعاف االتصال حرارة خفض حاسما

ال صحيح، تواصل في للدخول المجال فيها له يفسح حاالت تحصل بل ودائما، األهل يصنفها التي المسائل إلبطال موضوعه كان إذا سيما بأنها غالبا

أساسية.

(1)الحديثة باألسرة الشبان األبناء - عالقات7

للشباب التعليمي التحصيل يتيح خارج عمل على للحصول رحبة فرصا االستقالل من يمكنهم مما األسرة اضطرارهم ويلغي أسرهم عن اقتصاديا على للحصول الموضوعية حاجتهم تخف وبالتالي المادية مساعدتهم لطلب

الحساسة المواضيع في حتى قراراتهم على المسبقة أهلهم موافقة أو مساعدة منهم ينتظرون ال أنهم طالما كالزواج، يقدمون ما لكلفة تمويال

بهم، عالقاتهم على وانعكست أهلهم عن أبعدتهم المادية عليه. فاستقالليتهم هذا اكتفاؤهم وأدى على وانفتاحهم والعلمي الثقافي أفقهم باتساع مشفوعا اكتسابهم إلى األسرة تتجاوز أجواء هامشا األهل وبتقبل الحرية، من محترما

الفرد إلمكانات المجال في يفسح األسرة هذه مضض. في على لتصرفاتهم تمارس أن ولحرياتهم وتتجسد، تبرز كي وطاقاته مستقلة مواقف عبر عمليا

التقاليد. أو األهل رغبات عليهم تمليها ال عليها أن تعتبر ألنها والمناقشات، بالحوار تضيق ال الحديثة األسرة إن

تكون أن إطارا أوليا ينجح حيث االجتماعي لالندماج والتهيئة للتكيف داخليا النطاق إلى الخاص الفردي النطاق من بتجربتهم االنتقال في الشباب

العام. الجماعي ليس واحتكاكهم واتصالهم األعمال مختلف من األسرة أفراد فلقاء

العائلية، األولية الروابط طبيعة ضمن من مفروض أمر هو بل إرادية مسألة أهداف ولها المدى بعيدة غايات لتحقيق مطلوب اتصالهم فإن وبالتالي وإنضاج ثانية، جهة من خصائصها وبلورة األسرة كيان بخلق تتصل مباشرة المستقل التصرف على القدرة وإكسابهم أعضائها من عضو كل شخصية

ثالثة. جهة من

األسرية: العالقات وعلى األسرة على مؤثرة - عوامل8الجنسين من شبان أهل،

1(? . العربية( لألسرة جديدة ومهام العولمة المعطي، عبد الباسط عبد وحدة –د العربية، الدول جامعةفبراير القاهرة، السكانية، والدراسات .2001البحوث

11

Page 13: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

إلى المتقدمة الدول من انطلقت التي العلمي البحث حركة أفضت وتقنيات وأدوات تجهيزات إلى تحويلها من مصانعها تمكنت نظرية نتائج

والطب الوراثية الهندسة مجاالت في المتنوعة لالستخدامات تكنولوجية عالم إلى المنتجات هذه دخول والمعلوماتية. وأحدث االتصاالت وعالم

عوامل شكلت حيث للمجتمعات، العملية اليومية الحياة في ثورة التداول التكنولوجيا تطور أن حتى الحياة مناحي كل على ارتدادية تأثيرات لها كان

في واألسر، العائالت أبواب طرق اإللكترونية، والسلع اإلنجازات وانتشار من تتبادله وما عيشها وأساليب عاداتها على وأدخل واألرياف، المدن

والصناعات التكنولوجي التقدم ترافق(1)التغير من الكثير عالقات، استطاعت التي العمالقة الشركات خالل من هائل إنتاجي نمو مع اإللكترونية

اتفاقيات بنود ووضعت األسواق وتحرير األسعار تنظيم إعادة تفرض أنالعولمة. مقومات أحد شكلت التي الحرة التجارة

وراء العالم بتوحيد الدولية العالقات صعيد على العولمة وتجسدت العقوبات وفرض الدول مساءلة حق المعاهدات ومنحت الدولية الشرعية

تقرها التي القانونية المبادئ مع وممارساتها سياساتها تعارضت إذا عليها، التنمية مفاهيم دخلت والسياسي. هكذا االستراتيجي شقها في العولمة والثقافي السياسي لألداء كمعايير البشرية ورفاه اإلنسان وحقوق

واحترامها. وقد التنفيذ موضع بوضعها ملتزمة وباتت الدول، بين واالجتماعي متطورة أنظمة خدمة في جعلتها لالتصاالت وسائط التكنولوجيا ابتكرت

الترويج خدمة في ووضعت االصطناعية األقمار عبر وااللتقاط للبث العمالقة الشركات تنتجها التي الجديدة والخدمات واألفكار للسلع والتسويق

الرقابية حواجزها رفع على الحكومات أرغمت أن بعد العالم عبر وتوزعهاوالسياسية. والثقافية والجمركية زلزال بين ما نتائجه تفاوتت تغيير ديناميات أطلق الجديد الوضع هذا

إليه، وسعت التغيير تقبلت البلدان فبعض تطوير، أو تحول أو تغيير أو في هذا خيارها فوضعها عليه اعتادت بما متمسكة قاومته اآلخر وبعضهاالحياة. تفاصيل كل وطاول العالم اجتاح الذي التحديث مواجهة

ذكر، مما عامل كل تركها التي الواضحة التأثيرات البحث هذا ويتتبع على وانعكست األسرة، معها تعاملت كيف ثم العربية، األسرة على

من بأبنائها األسرة عالقات على سيما ال والخارجية الداخلية ممارساتهاوالشابات. الشبان

1(? : . وحدة( العربية الدول جامعة العربية، لألسرة جديدة ومهام العولمة المعطي عبد الباسط عبد دفبراير القاهرة، السكانية، والدراسات .2001البحوث

12

Page 14: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

بالشباب األهل عالقات على وانعكاساتها األسرة على األساسية المؤثرة العوامل - جدول9 األسرة عالقة على االنعكاساتاألسرة على المستجدة العوامل آثارالمؤثر: مضامينه العامل

بالشباب واالختراعات التكنولوجي - التقدم1

العلمية المتقدمة الدول حققته الذي الهائل التقدم أفضى

والهندسة والتطبيقية النظرية العلوم مجاالت في الختراعات التوصل إلى الطبية والتقنيات الوراثية

بابتكار ترجمت ملموسة تكنولوجية وإنجازات طبية وأدوية ووسائل وطرق منزلية تجهيزات

له. توسع أكبر االلكترونيات عالم عرف كما وغيرها

المنزلي العمل بأعباء قيامها األسرة على - سهلتالعقم. حاالت معالجة في - نجحت

أو مخبري طبي بتدخل الحمل على - المساعدةجراحيالوفيات وتقليل الجسدية الصحة مقومات - وفرت

مستعصية أسرية لمشكالت الحلول - أوجدت أو مزمنة ألمراض عالجات إلى - توصلتمستعصية

متطلبات مع والتخصصات اإلعداد تالؤم - عدمالجديدة العمل أسواق

- كونت عالما التعقيد دخله جديداافتراضي عالم إلى الشاب - نقلت للمعلومات الضيقة الدائرة من الشاب - خروج المتجددة المعرفة عالم رحاب إلى والعلوم

والتكنولوجياألسرة واالنتقال الشباب لدى الخيال - تنمية

االقتصادية العولمة - تعميم2 الدولية المعاهدة إلى باالنضمام الدول إلزام

الداخلية األسواق فتح وسياسات الحرة للتجارة – التجاري التبادل حرية – الجمركية الحواجز وإزالة مع والتنافسية التصديرية السياسات اعتماد

– العملة تحرير للجنسيات المتعددة الشركاتاألجنبية. للرساميل وتشريعية ضريبية تسهيالت

الراعية الدولة دور بقايا عن السلطة - تخلي وبطالة الوطنية: تسريح العمل أسواق - انهيارالعمل فرص وفقدان من واسعة فئات معيشة ظروف - تفاقم

الفقر المواطنين: تعميم الضمان وشبكات الحماية أنظمة - تفكك

االجتماعيين غياب مع السوق تقلبات رحمة تحت - العيش

الدعم

الشباب احتياجات لتلبية األسرة قدرات - تدهورتالشباب هجرة من كبيرة - موجات

وفقدان األبوية السلطة عالقات - انكشافمقوماتهاوالتبعية الطاعة عالقات - فقدان

الشباب - انحراف

العالقات في السياسية العولمة، - إرساء3الدولية )القوة القطبية أحادي لنظام العالم - إخضاعالواحدة(. العظمى

االستباقية. الوقائية الحرب - نظريات )المعاهدات الدولية الشرعية وراء العالم - توحيد

واالتفاقيات( العقوبات وفرض والمحاكمة المساءلة - سياسات

الدولية. العالقات في

والرفض والممانعة المقاومة أساليب - تبنيالديني بالتطرف يواجه الدولة إرهاب - تنامي

السياسي بالشأن لالهتمام - االنجرار مشاعر وتدهور والعقوبات للتهديدات - الخضوع

والسالم األمن

/ االنتحارية االستشهادية العمليات - ظاهرةالشعبية الممانعة بالحركات النشطة - المشاركة

حيال نظرهما وجهات وتنافر األجيال - صراعاألحداثأجنبية جنسية لنيل - السعي

Page 15: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

األسرة عالقة على االنعكاساتاألسرة على المستجدة العوامل آثارالمؤثر: مضامينه العاملبالشباب

الجديد واالجتماعي الثقافي - االجتياح4والتنمية للرفاه الجديدة المفاهيم - نشرالغربية الحياة نمط تعميم – ثقافي - غزو

غربية وتصرفات قيم أنظمة - إدخالاإلنسان حقوق ثقافة - إدخال

ليبرالية حكم وأنظمة مفاهيم لتبني - الضغطوديمقراطية

أنظمة وإضعاف المنافسة ونظام الفردية - بروزوالتكافل التعاون

والتقاليد العادات على - القضاء الثقافية والهوية الوطنية الثقافة - إضعاف

والحضارية والمساواة والمدني األهلي المجتمع لبناء - مدخل

األسرة فيالفرد وحرية التمييز مكافحة فكرة - تعميم

على الذات لتحقيق والسعي الفردية - ممارسةاآلخرين مصالح إهمال حساب

والهجرة - جدلية: المحافظة/ التجديد الكتساب البحث – الفردية الكفاءة على - التركيز

جديدة خبرات اآلفاق وتوسيع المجتمعات عادات على - االطالع

والديمقراطية المصرفية

األرضية االتصاالت شبكة - نشر5والفضائية

الفضائي البث بواسطة المعلومات نقل - سرعةوتعميمها

اإلنترنت – كونية دولية اتصاالت شبكة - مد معلوماتية للكمبيوتر خيالية قدرات - بروز

وتنظيميةاإلعالمية للمواد هائل - إنتاج

على يجري ما على الفضائية الرقابة - تشديداألرض

االتصاالت تكنولوجيا بعناصر العسكري - التهديد

والوطنية المحلية الرقابة حواجز - اختراقوالتمويه المهاجرين: تواصل بأبنائها األسر اتصال - تسهيلمستمر

وتبادل المجتمعات بين والتواصل االتصال - تسهيلالمصالحاألسرة وحرمات لألفراد الخاص الحيز - اختراق

وامتداداتها األسر مدى - توسعالمراقبة تحت - األسرة

الحالي الزمن - مواكبة عن بديلة جديدة عالقات شبكة في - االنخراط

األسرية عن كبديل لإلنترنت السحري العالم إلى - الدخول

الواقعي العالموالشباب األهل بين الهوة - اتساع والمرجعيات والقناعات الرؤى في - تفاوت

السلوكية

1

Page 16: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

الشباب وانخراط األسرية العالقات على الجديدة العوامل تأثيرالعالم في

مما واألفكار والمعطيات بالسلع يغتني أن للمجتمع التكنولوجيا أتاحت بأن للناس يتيحها التي والفرص المتنوعة للخيارات نتيجة تعقيدات ولد

على ودخوله التكنولوجي اإلنتاج وأوسع. قبل أغنى بشكل أوقاتها تشغل محدودة معطياتها ألن ومعقدة متنوعة وغير بسيطة الحياة كانت الخط

عليها دخلت لما بالوضوح، وتتصف بسيطة عنها تنشأ التي والعالقات عالم يعد ولم جديدة، واحتياجات جديدة رغبات معها خلقت الجديدة العناصر

طريقة ألف تبني بإمكانهم يصبح بل الشباب، رغبات إلشباع يكفي األهل الجذب. هذا سلطة ويكتسب عالمهم فيغتني متاحة، كثيرة بوسائل إلشباعها

يصبح التكنولوجي العالم يقضون كانوا فقد ،(1)أبنائها في لألسرة شريكا المدمجة واألقراص لإلنترنت يتوجهون صاروا واليوم أسرتهم مع أوقاتهمفيها. للذوبان الفضائية، األقنية وبرامج

واالتصاالت المعلوماتية ثورة مع ترافقت التكنولوجيا ثورة إن ونشرها، والصورة الحدث صناعة من جميعها وتمكنت واإللكترونيات

البشر بين واألمنية والخلقية والرمزية المعرفية الحدود من فوسعت وكذلك واألنظمة، االستعمال وأدوات والقيم المفاهيم من وغيرت والدول،

والواقع والهوية والمعنى والمكان بالزمان المتعلقة المصطلحات من للتسييح المكان إخضاع المتعذر من وصار(2)والتقنية والعمل والحقيقة

لضبطه. عليه الرقابة وفرض والحيرة الشك من حالة وتجددها المعلومات انسياب سرعة وولدت

الراهنة التحوالت فيه أثرت جديد مجتمع فنشأ التعيين، على القدرة وفقدان أمرهم من عجلة على الجميع صار واألسرية، االجتماعية الروابط على

ويرصدها. عنها يفتش بل المعطيات تغير تقبل على ومستعد هذه ضمن ارتمت التي األساسية البشرية العناصر الشبان شكل

تربطهم كانت وعديدة متنوعة وروابط صالت تفككت وبسببها الدوامة طويل. وقت خالل بالثبات تمتع ما وبكل والعادات والقيم الماضي بالزمن أليس وأن الثبات، على يحافظ أن الدوامة امتطى من إلى يطلب أن عجيباالتغيير؟ من وعالمها بأسرته اتصاله عالقات يحمي

وسهلتها العالم، مع التواصل طرق التكنولوجيا له حددت بالمقابل بأنهم يشعرون الشبان منها. صار واالستفادة استعمالها له وأوضحتها عليه

سباق على بل الحقيقي الزمن مع تواصل على وهم المرحلة، يعيشون.(3)معه

التقليدي العالم مواصفات وغيرت المعايير قلبت الجديدة فالعوامل ولوجها، إلى الشبان ودعت متعددة بمداخل وزودتها متعددة عوالم وجعلته

1(? . نحو( مؤتمر العربية، لألسرة واالجتماعية النفسية الخصائص اسماعيل، الرحمن عبد فوزي دقطر الدوحة، لألسرة، عربية ص 2003استراتيجية ،6.

2(? . العدد( المستقبل، جريدة مختلف، عقل أم بديلة عولمة حرب، علي ص 30/4/2004، 1558د .18بيروت3(? . . السابق( المرجع حرب، علي د

Page 17: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

الطبيعي من وكان التكنولوجيا عالم أمام البسيط األسرة عالم يصمد أالمعه. التواصل إلى الشبان فانحاز والجذاب، المركب

عالم في أبنائهم مع تقليدية بعالقات األهل - تمسك10عالئقي متغير: خلل

،(1)األهل يرى ال الجنسين من المتزوجين غير أبناءه أن األب، وتحديدا من حتى يتهربون وهم أسرتهم، إزاء وواجبات أدوار من عليهم ما يؤدون

أوضاعهم. على منهم االطالع أو األحاديث لتبادل األسرة منزل في التواجد أو اهتماماتهم، ضمن موقع أي تحتل ال أسرتهم بأن متهمون أنهم كما

لمشاركة طلب أي إلى يبادرون وال تماسكها، عن يبحثون وال تطلعاتهم مهنية، أم تعليمية أم شخصية أكانت سواء شؤونهم، مناقشة في أهلهمبينهما. فاصل عازل ستار إبقاء الشاغل شغلهم مستقبلية، أو راهنة

في الفردية مصالحهم يضعون أنهم أهلهم قبل من الشباب ويتهم حتى لهم بتأمينها ملزمة وهي األسرة، مصلحة على ويغلبونها األولى المرتبة

يقدمون ال هم وبالمقابل معيشتها مستوى حساب على كان ولو لها شيئا شؤونها. فهم تصريف في للمساعدة ساعة لتخصيص مستعدين وغير

لمصلحتها مشتركة بأنشطة بالقيام أو بالعطاء التفكير دون لألخذ مستعدون معيار تشكالن المادية مطالبهم وتحقيق مصالحهم تأمين األهل. إن مع

وأن خذلوه قد أبناءه أن األب ويستنتج / الوالدين، األسرة عن رضاهمموجود. غير بينهما التواصل وأن المقطوعة، أو المجمدة بمثابة هي عالقاتهم

شمل نوعي ميداني بحث خالل جمعت التي األحكام هذه تعكس عددا تمسكهم في األهل وتشدد الموضوع وحساسية الموقف حدة اآلباء من

والمتغيرات العوامل كل رغم الطرفين، بين للعالقات التقليدية بالصورة أصاب الذي العميق والتغيير العالمية بالمجتمعات تزال وال عصفت التي

والروابط األسر أوضاع على آثاره انعكست والتي كافة، وتفاصيلها جوانبهامكان. كل في األسرية

يبقى أن في يرغبون الوالدين أن السابقة األحكام تحليل من يستنتج أمورهم، كل في يستشيرونهم ظلهم، في ويعيشون أجنحتهم تحت الشبان

ويتأهبون هي األسرة مصلحة ألن بها يكلفون مهمة كل لتحقيق استعدادا به يستظل آخر سقف هناك يكون أال وينبغي ألفرادها، المشترك السقف

تحقيق يحصل ضمنه ومن به المعترف الوحيد االجتماعي اإلطار أبناؤها. إنهاالوفاة. ساعة إلى الوالدة لحظة من االحتياجات،

آخر عالم هناك العصر، هذا في يعيشون الذين الشباب لألبناء بالنسبة منه فيحصلون ببساطة إليه ينتقلوا أن يستطيعون األسرة، جانب إلى موجود

هنا المقصود وليس تأمينه، عن عاجزة األسرة جعل مما يريدون، ما على

بالجامعة( ?)1 االجتماعية العلوم معهد طالب نفذه نوعي ميداني تحقيق خالل جمعت لألهل تصريحاتنيسان .2003اللبنانية،

1

Page 18: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

والترفيهية والقانونية والمعلوماتية والمهنية المعرفية بل المادية، االحتياجاتالمشكلة. تكمن هنا وغيرها،

وأن والشباب، الوالدين بين تجاذب هناك وكأن تطرح ال المسألة الدنيا تفرض، التي هي الواقع حركة أولئك. إن يريد ما عكس يريدون هؤالء زيادة عن وينشأ تعلموا، قد األبناء وأن خاصة المعطيات، تغير بنتيجة تتغير

األسرة والطموحات. هل المنشودة االحتياجات في تنوع العلمي التحصيل يفرضها التي الحدود على وينشأ الولد يتربى حين له؟ تحقيقها على قادرة ألن يريدون، وما يريد ما بين فروقات بوجود يشعر ال والوالدان الدين

واألهل، الوالدين مثل الشبان فيكون نفسها المعطيات يعيشان الطرفينمشكلة. أية تطرح ال وبالتالي

حركة عن الشبان عزل عن األهل يعجز حين تطرح العالئقية المشكلة ولوقائع واألفكار والمكتشفات المعلومات مواكبتهم دون ويحولون العصر،

والمترامية المفتوحة اإلنترنت شبكة عبر العالم، في الجديدة األحداث تضخ التي الفضائية األقنية وشاشات األطراف كل المعلومات من سيال

وتصحيح قناعاتهم تعديل إلى الشبان لدفع وكافية كفيلة وهي لحظة، القدرة باستمرار حين. وتتضح كل في بمواقفهم النظر وإعادة أفكارهم من يرافقها وما الجديدة المعطيات معاني استيعاب على للشبان الفائقة يخرجهم الذي األمر وهو حياتهم، من جزء إلى تحويلها وعلى مرمزة، رسائل

مختلف. ثان إطار عندهم صار لقد األهل، يرسمه الذي التقليدي اإلطار من يحس وأن تناسبهم، خاصة أرضية على األبناء يتحرك أن طبيعي أمر وهذا أمر هو يفعلونه ما أن يعتبرون . الشبان(1)عنهم يبتعدون أوالدهم أن األهل

لتكوين المستقبلية فرصهم وإيجاد معارفهم إطار لتوسيع يسعون هم صائب، األهل، له يسر أن ينبغي جيد، شيء هذا المادية، أوضاعهم لتحسين أو ثروة لكي نافذة فتحوا بل األسرية ارتباطاتهم يقطعوا ولم نهائيا، يغادروا لم فهم

األهل. يعرفه ال جديد عالم على منها يطلوا أنجبوا أنهم يعتبرون اآلباء أغلب أن الملفت ومن وتوسيع لبناء أوالدا

طموحاته فيها ويودع مملكته تنمية على يعمل منهم واحد ممالكهم. فكل لتجسيد أبناءه يحضر نفسه الوقت وفي وإمكاناته، ثروته فيها ويجمع وأحالمه

أو ما، شخص حققه نجاح أو إنجاز المستقبل. فكل في يحصل أن يريد ما المملكة في عناصر إلى يحولها األعلى، مثاله يعتبره من به قام تصرف مملكة المشكلة: بناء تكمن الشخصية. هنا رؤيته لتجسيد بينها ابنه ويضع ال ابن يديرها لكي شخصية طموحات وتضمينها واقعية غير عناصر من وهميةاهتماماته. ضمن تدخل

فيه يتعاطى الذي الوقت في أبنائهم، مع اآلباء يتعامل الذهنية بهذه فعليين وأشخاص وموجودات أشياء عبر الملموس، الواقعي العالم مع األبناء

فيه عالم أسرهم، عالم من أوسع عالم على االنفتاح فرص لهم يوفرون بشغف، معها فيتعاملون األبناء، إليها تشد بنظرهم أهميتها لها كثيرة أشياء

1(? )F. de singly, A quoi sert la famille? In familles, Editions page 101.

2

Page 19: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

في وصاروا ذهبوا أبناءهم أن اآلباء ويصرخ ورؤوسهم أفئدتهم إليها وتطيرآخر. مكان

وليست معنوية خسارة إنها خسارة، األهل يعتبره ما صورة هذه الحقيقة تنهار. ولكن بها فإذا المملكة بناء في يتمثل مشروعهم كان مادية، فشل على فعل ردة األهل مشاعر كانت لقد كذلك، ليست التحليلي بعمقها

المتبادلة العالقات نرصد . حين(1)لهم األبناء خذالن على وليس مشروعهم حرارة نلمس ةوالخاص العامة المناسبات في الشباب واألبناء اآلباء بين

بالتعبيرات مطبوعة أجواء في األحاديث وشمولية االرتباطات، وصدق اللقاء، أن الشباب قبل من ومحبة احترام من فيها بما ةالودي والتصرفات العاطفية

عن تعبيرات هي بل واهمة، هي وال مصطنعة ليست برأينا المظاهر هذه بدورها نابعة وطبيعية غريزية ارتباطات عن منبثقة مباشرة عاطفية عالقات

على تراكم عن ناتجة وليست المحض، اإلنساني بالمعنى األبوة/البنوة عن مدلوالت من اكتسبته وما والتبعية االمتالك معاني من العالقات هذه

واقعية. غير معنوية مستقبلية انتظارات على تبنى سلطوية

تدخل على الفعل ردود الشبابية: أشكال - المواجهة11األهل

عن يتورعون ال الخصوص وجه على والوالدين األهل أن األبناء يعتقد الرشد سن بلوغهم رغم والخاصة، الشخصية شؤونهم في التدخل

ومواقفهم آرائهم حول التفاصيل جميع معرفة يريد االجتماعي. فاألب ال المحدودة تجربتهم وأن منهم، أكثر مصلحتهم يعرف أنه بحجة وتصرفاتهم

أو التخصص مجال في سواء والقرار، االختيار في الحرية بإعطائهم تسمحدونها. ما أو الزواج في الشريكة اختيار أو العمل

طالما أنهم الجنسين من الشباب نظر وجهة حسب األهل ويعتبر الفصل الكلمة يمتلكون فهم المادي الدعم لهم ويقدمون أبناءهم يعيلون الضغط. أو القبول عدم أو االعتراض صالحية لهم تكون أن ويجب

المادية أمورهم تدبير من الشبان بتمكن تتمثل إليهم بالنسبة واالستقاللية عن األبناء تخلي يقابلها أن يجب تقدم مساعدة وكل األهل، مساعدة دون

األبناء يرى بينما وتصرفاتهم بآرائهم األهل عن واالنفصال لالستقاللية سعيهم من الصح بأنفسهم يكتشفوا حتى الخاصة بتجاربهم المرور في الحق لهم أن

عن تعبر التي األفكار وينتجوا مبادئهم ويكونوا الغلط، من الصواب الخطأ،ضمنه. يتحركون الذي العالم يختاروا أو ذواتهم ويحققوا شخصياتهم، ومقاومة تدخلهم لممارسة عديدة وسائل استعمال إلى اآلباء ويلجأ

ومنها الخاصة بتجاربهم قيامهم وعرقلة واختياراتهم بقراراتهم األبناء تفرد إلى البعض يلجأ وقد واإلكراه الفرض الضغط وممارسة والمحاسبة الرفض

1(? . نفسه( السابق المرجع

3

Page 20: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

ينهجون الذين اآلباء من كثير فهناك التعميم يجب ال ولكن ،(2)العنف ممارسة أشكال ومختلف والدعم والنصائح المعلومات وتقديم والحوار سبيل: التفهم

تتطلب باعتبارها السلبية، الحاالت على اهتمامه يركز الحماية. وبحثناوالتفسير. التحليل

على وإكراههم األهل لضغط يتعرضون الذين األبناء أن هنا نجد ولكنهم مضض، على بها ويقبلون الحاالت يجمعون لمواقفهم، االمتثال بين: ما تتراوح وهي اختزنوه ما على العكسية فعلهم ردود تظهر ما سرعان والتحايل والمداورة االحتكاك من التهرب – األهل برأي االلتزام – االمتثال والتصرف والكذب طريق عن المواجهة إلى يصلون ثم مشيئتهم حسب سرا واالتصاالت العالقات قطع واالبتعاد، التغيب الهجرة. إلى يلجأون وأخيرا

التي المستويات وبين هذه الفعل ردود بين يربطون الشبان من فكثير كتواصل الطرفين بين يقوم ما إلى ينظرون ال وهم األهل، تدخل فهيا بلغ

مناقشة. دون للتنفيذ كالتزامات بل واتصال يمتنعون أهلهم أن الشبان األبناء يعتبر حين الكبرى المواجهة وتحصل

طلباتهم، لتحقيق الالزم بالمال إمدادهم عن العداء مواقف يتخذون ما وغالبا علمهم رغم والقطيعة لهم. االستجابة األهل بمقدور ليس أنه أحيانا

أن يجب فالشباب التقدير، في أساسي خطأ على مبنية المواجهة هذه يبذل الذي والجهد وكلفته المال، كسب قيمة تعلمهم تجارب يدخلوا

منه. مقدار على للحصول والشغل والتعب المجهود مقدار يعرف ال ذلك الشاب يجهل حين أم يمتلكونه أكانوا سواء المادي، لطلبه لالستجابة أداؤها األهل من المطلوب

السلعة قيمة أكثر يقدرون عندئذ المال، كسب بقيمة األبناء يلم حين ال. أما مطلوب التقييم امتالكه. وهذا المطلوب الشيء أو اإلعداد لحسن عموما

باستقاللية. الحياة في واالنطالق على الشباب وانفتاح كثيرة صارت والمعطيات المغريات دامت ما أصبح قد التجربة التفكير على األبناء تشجيع من بد ال فإنه نسبيا، متاحا

االستقاللية، طريق معالم له ترسم التي االستنتاجات واستخالص بمسؤولية، كلفة حدود رسم يتعلم وأن الخاص، بمجهوده إال قطعها من يتمكن فلن

األهل. من تحقيقها يطلب أن قبل طموحاته األسرة تملك فهل توجهاتها؟ عن االستقالل ألبنائها تتيح آليات حاليا

والتواصل؟ والمحاسبة التبادل معايير لديها تتوفر وهل جديدة مجتمعية كيانات إلى بحاجة الجنسين من الشباب يكون قد

تعينهم جديدة مداخل لهم وتوفر االجتماعيين، واالنخراط االختالط لهم تؤمن أن دون المتغير العالم على وانفتاحهم ذواتهم وتحقيق هويتهم تحديد على

مسؤولين. فالواقع واعتبارهم األهل مع المواجهة إلى مضطرين يكونوا على قدرتهم من تحد لظروف يخضعون األبناء مثل األهل أن إلى يشير

تحويل من بد ال وبالتالي أبنائهم مع كثيرة مسائل في والتواصل التدخل2(? )Claudine-Atlias-Dosefut, Des générations solidaires, Editions sciences humaines, Paris 2002, p.114

4

Page 21: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

العاطفية الجوانب تنمية على والتركيز مشترك، تفهم إلى المواجهة عن تنبثق ألنها األهل مع باالرتباطات محكوم فالشاب األسرية، للعالقات

التواصل ويصبح البشر حياة طبيعة مطلوبا كان إذا ومرجوا عن متجردا البعد فيعزز سلطوية، عالقات على مبني وغير والضغوطات المصالح،الطرفين. لدى المرغوبة واالعتبارات اإلنساني

العربية األسرة لتمكين االجتماعية - السياسات12 البلدان في الرسمية السلطات اعتمدتها التي المقاربات تنوعت

الحياة تزيد والتي فيها، المتفاقمة االجتماعية الظاهرات لمعالجة العربية األسرة داخل المتخذة اإلجراءات تصنيف يمكن ولكن وصعوبات، تعقيدااالجتماعية. السياسات من اتجاهات ثالثة ضمن

البالد في االقتصادي النمو معدالت األول: تعزيز االتجاه المطروحة المشكالت أن المسؤولة السلطات تعتبر اقتصاديا ينبغي أنه ترى ولهذا االقتصادي، للنمو تداعيات سوى ليست واجتماعيا الجهود تنصب أن يجب الهدف هذا الفرد. ولبلوغ دخل متوسط مضاعفة

المياه، )الكهرباء، القطاعات مختلف في التحتية البنى وتحديث على: إيجاد الصحي... الخ( الصرف اإلسكان، الصحة، التربية، االتصاالت، المواصالت،

بشكل الموازنة في التوازن وتأمين واالقتصادي النقدي االستقرار وتحقيق تدريجي مالية. فوائض تحقيق إلى وصوال

يقوم لكي المؤاتية الظروف يخلق االتجاه هذا في وحده السير إن ويضع القطاعات، مختلف في واسع نطاق على باالستثمار الخاص القطاع

تجد ذلك، له تم المتواصل. ومتى النمو سكة على الوطني االقتصاد وغيرها االجتماعية المشكالت .(1)تلقائي بشكل لها حلوال

منها: المشكو اآلنية المشكالت الثاني: معالجة االتجاه(2)القطاعية السياسات

تتخذها قرارات مجموعة عن عبارة هي االجتماعية السياسة لها يتعرض التي والمخاطر واآلفات المشاكل لمعالجة المسؤولة، السلطات

المجال وأبرزها األخرى، المجاالت في المتبعة للسياسات كنتيجة األفراد، لتنفيذ عملية إجراءات إقرار شكل السياسات هذه تتخذ وقد االقتصادي

والسكن والتعليم، والصحة، والدخل، العمل، بشروط عالقة لها مشاريعللمجتمع. إدارتها توجه التي األساسية الخيارات ضوء في وذلك

يشمل األسرة قطاع في االجتماعية السياسات عن المباشر والتعبير ومعيشتها حياتها على المؤثرة المجاالت أو عليها، تتحرك التي الميادين والضمانات الحماية وشبكات والسكن والصحة التعليم ومنها اليومية،

األخرى. االجتماعية والتقديمات والمساعدات1(? ) : لبنان،. في الفقر لمكافحة القطاعية السياسات لبنان، في االجتماعية السياسة عيسى نجيب د

بيروت .1999االسكوا،2(? : . لبنان،( في الفقر لمكافحة القطاعية السياسات لبنان، في االجتماعية السياسة عيسى نجيب د

بيروت .1999االسكوا،

5

Page 22: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

تعبر التي الضريبية، والقوانين باإلجراءات السياسات هذه وتتجسد المجتمع متطلبات تأمين لكيفية واضحة استراتيجية رؤية عن نظريا

بها يؤمن التي والمثل العليا القيم لتحقيق وأداة جهة، من واحتياجاته ونسب إجراءت إلى تتحول الضريبية ثانية. فالسياسة جهة من المجتمع

والعدالة المساواة قيم سيادة أجل من المواطنين فئات على توزع وتكليفاتاالجتماعية.

األقطار معظم في فعليا، المتبعة الضريبية السياسات وتتصف بالدرجة مالية اإلنتاجية. وهي وضآلة والتشابك االنسجام بقلة العربية، النفع سبيل في إلنفاقها الدولة، لخزينة المالية الموارد بتأمين تتمثل األولى،

أهداف تحقيق إلى الضريبية السياسات تسع لم تاريخه وحتى ، العام عن تعيقها سياسية صعوبات تواجه بل اقتصادية حتى أو مباشرة اجتماعية

المحدودة. القطاعية أهدافها تحقيق وأنفقتها ضخمة اعتمادات خصصت العربية األقطار أن يظهر والواقع

التقديمات في وتوسعت األساسية، واإلعمارية التجهيزية مشاريعها على والخدمات اإلسكانية القروض ووفرت المستفيدة، للفئات االجتماعية

تتصد لم ولكنها الشيخوخة، وضمانات االجتماعية الرعائية لمكافحة مطلقامثال. االجتماعي والتفاوت والبطالة الفقر قضية

(1)التنموية االجتماعية الثالث: السياسات االتجاه

ضعيفا، زال ما التوجه هذا المسؤولة السلطات تعتمده ما وقليال التنمية قمة وثيقة في ورد فقد عليه، تؤكد الدولية السلطات ولكن الوطنية،

بات قد الصحية والرعاية التعليم هدف أن كوبنهاغن في المنعقدة االجتماعي على والربح اإلنتاجية معايير وفرضت اإلنتاج، لتعظيم ومؤهلين أصحاء تأمين والعصبيات الفردية نما التطور من النمط كلها. هذا االجتماعي النشاط أوجه

ال أن »يجب حيث لالجتماعي االعتبار بإعادة القمة أوصت وعليه األولية، االقتصادية«. وبالتالي لالعتبارات االجتماعية أو السياسية الحياة عتخض

وعدم التكاملية، المقاربة لصالح والمجزأة القطاعية المقاربات تجاوز ينبغي التوجه بل المعتمد، النمو لنمط االجتماعية النتائج مع بالتعامل االكتفاء على العمل وبالتالي االجتماعية، للمشكالت المولدة األسباب لمعالجةتنتجها. التي االقتصادية والعالقات الهياكل في أساسية تغييرات إحداث

البنية تطال سياسات لتصميم تتجه التنموية االجتماعية فالسياسات االجتماعي مضمونها يأتي كي )الماكرو( وتجهد الشاملة االقتصادية متناسبا

الناس، احتياجات مع عما السكان لتعويض اقتصادية سياسة اعتماد من بدالأضرار. من بهم يلحق

ونفذت إجراءات من الكثير المسؤولة العربية السلطات اتخذت لقد على مباشرة غير أو مباشرة إيجابية انعكاسات لها التي المشاريع من الكثير

وأبنائها. األسرة1(? . المعرفة( دار البديلة، التنمية المعطي، عبد الباسط عبد د بحث على االتجاه هذا ونقد عرض اعتمد

االسكندرية .1994الجامعية، . بيروت- االسكوا، تنموي، فاعل العربية األسرة تمكين المعطي، عبد الباسط عبد د ص 2001انظر ،14 -15.

6

Page 23: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

والتعليم التربية قطاع أولت فقد اهتماما تنفيذ على وعملت واضحا وتقديم المواطنين بصحة للعناية كبيرة أهمية وأعطت التعليم، إلزامية

والمراكز المستشفيات خالل من لهم، العالجية الطبية والعناية الخدماتالعامة. والمستوصفات الصحية

المحدود الدخل لذي ضيق نطاق على سكنية قروض تقديم جرى كمااألسر. أرباب من والمنخفض الخاصة بالفئات االهتمام ازداد االجتماعية الرعاية مجاالت وفيوالخدمات. المساعدات بعض على المعنية األسر وحصلت والضعيفة العربية، األسرة استفادت كما التقديمات هذه من وأفرادا، كيانا الثانوية. المتشابكة لمشكالتها آنية معالجة بمثابة اعتبرت التي والخدمات

ةغائب زالت ما والجوهرية األساسية همومها بعض أن األسرة وتجد عن كليا في أفرادها ىعل تضغط زالت ما البطالة فمشكلة المسؤولين، اهتمام عمل فرص تأمين إلى ترمي هادفة إجراءات مالمح فيه تغيب الذي الوقت المعوزة األسر معيشة وتحسين الفقر مكافحة أو منه، الدخل وزيادة

الدخل توزيع في التفاوت من للحد التدابير بعض اعتماد أو والفقيرةالوطني.

متفاقمة، أوضاع من العربية األسر منه تعاني ما أن سبق مما يتبين اقتصادي منشأ ذات وجميعها مباشرة األسرية العالقات على تنعكس إنما

األسري والتفكك اإلنسان حقوق وانتهاك والتفاوت مثل: البطالة اجتماعي مرتكزات ببعض مرتبطة أي بنيوي، طابع ذات مشكالت وهي واالجتماعي،

على القادرة فاإلجراءات لذلك نفسه، الليبرالي االقتصادي النظام وثوابت عن عجزت وإال المحددة، البنيوية لالختالالت تتعرض التي تلك هي معالجتها

األسرة لتمكين المطلوبة االجتماعية فالسياسات لذلك لها، الحلول إيجاد عناصرها بين العالقات وتصحيح الرساميل تشجع التي تلك هي الحقا )لمكافحة العمل لفرص والمولدة المنتجة القطاعات في للتوظيف وتوجهها

فئات بين التفاوت من والتخفيف الفقر مكافحة في البطالة( والمساهمةاالجتماعية. السكان

المطلوبة - اإلجراءات13 التدابير من مجموعة إلى األسرة بتمكين الرغبات تترجم اإلجراءات

ومنها: ملموسة، اجتماعية سياسات بلورة إلى تراكمها يؤدي التي على مباشر غير أو مباشر مردود ذات اجتماعية سياسات اعتماد أن

شأن من التي والتدابير اإلجراءات من عدد اتخاذ يتطلب األسرة تمكين يحدث أن آثارها تراكم تغيرا يبني وبالتالي أوضاعها، في إيجابيا يظلل سقفا / اآلباء، األهل ويلمس بحمايته، األسرة عناصر جميع سقف أن عندئذ عمليا

المتصدع. األسرة سقف عن البديل هو المجتمعية الحماية

7

Page 24: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

يلي: ما مباشرة غير بصورة األسرة لتمكين المطلوبة اإلجراءات ومن المشاريع إقامة دعم نحو التمويلية القدرات من الفائض توجيه-1

توفر حيث والصغيرة، الحجم المتوسطة للعمل فرصا ومصدراوالهبات. المساعدات على تعتاش ألسر معا، للدخل

أن من الفقر، خط تحت تعيش التي إليها، المشار الفئات تجنيب-2 األساسية والخدمات السلع على المباشرة غير الضرائب تشملها

إليها. تحتاج التي االجتماعية، والسياسات العام اإلنفاق استهداف تصويب إعادة-3

إلى باالستناد األولى، بالدرجة الفقيرة األسر تطال بحيثبدقة. لتحديدها مسوحات

األقطار في والضمان االجتماعية الحماية شبكات وإقامة إيجاد-4 ال تستهدفها، التي والفئات خدماتها وتوسيع إليها، تفتقد التي وتشتمل الضعيفة الحاالت ضمن تصنف التي األسر من سيما تضم أو ومسنين، وأيتام، أرامل، على ضحايا أو معوقين أفرادا

أخرى. اجتماعية آفات أو مزمنة ألمراض المستوى مستواه يعادل دخل تحقيق من تتمكن ال التي فاألسر

أساسية أولوية تشكل أن ينبغي المعني، القطر في الفقر لخط عليه المتفقوالرعاية. الخدمات على الحصول بها وتحصر

إلى ترقى أن يجب االجتماعي، الطابع ذات المطلوبة التدابير إن الوطني، المستوى على مردود لها يكون حتى االجتماعية السياسة مستوى

األوضاع على تؤثر ال صحفية وتصاريح نوايا إعالن مجرد لتصبح تتحول فالفيها. والتواصل لألسر الحقيقية

طريق عن األسرة توفرها أن بد ال شروط هناك ثانية، ناحية ومن تقنعهم حتى للشباب الحوافز توفير فتتولى الوالدين، قناعات تعديل

اإلنسانية التنمية تقرير أورد وقد وتعزيزه، معهم التواصل على بالمحافظة2004 للعام العربية الحوافز تلك مثل تشكل أن تصح األفكار من عددا

.(1)المطلوبة تنجلي، أن للحقيقة يمكن ال والنقاش الرأي حرية تمام دون من الفرادة إلى المؤدين والتنوع الحرية بتزاوج يتمثل للتقدم األساس فالمحرك ظروف تغيرت كلما تطرح أن ويجب والوسطية، التهافت ضد واالبتكارالبشر.

مناهض موقف على بالضرورة ينطوي ال الحرية على الحرص إن بل البشري، للتقدم ووسيلة أداة التنظيم هذا كان إذا المجتمعي، للتنظيم

التي واإلكراه القمع على القائمة التنظيم أشكال لجميع مضاد موقف هيالجديد. استكشاف ومحاولة التقدم حفز تمنع

للعام( ?)1 العربية اإلنسانية التنمية تقرير : 2004انظر والتنمية الصالح والحكم الحرية األول الفصل ، ص .48اإلنسانية،

8

Page 25: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

أن ينبغي الشبان، من وأبنائهم األهل بين تقوم أن يجب التي العالقات وأبنائهم األهل بين تقوم أن يجب التي العالقات أصحاب يعصف أال تتضمن

بحرية األسرة في السلطة أصحاب يعصف أال تتضمن أن ينبغي الشبان، مناألبناء.

أشكال بابتداع تقتضي فالضرورة الطرفين، مصالح تتطابق أناألبوية. السلطة استبداد من الشباب حرية لحماية ومبادئ

وتمتعه المستقل مساره اختيار على وقدرته بالحرية الفرد تمتع إن التعبير إمكانات امتالك خالل من القدرة هذه ممارسة له يتيح أسري بدعم

هي اإلنساني. فالحرية والرفاه السعادة إلى الفرد تقود الحر، واالختيار يجب المبادئ الفرد. هذه سعادة وتحقيق االجتماعي للتقدم الخصبة التربة

فقراته. ضمن والشابات الشبان لتمكين العربي اإلعالن يعكسها أن

ألداء األسرة تمكين أجل من التواصلالمتجددة وظائفها

*حطب د. زهير

واألسرة العائلة مفهومي أوال- بيناألسرة ثانيا- وظائف

البيولوجية - الوظيفة1الرعائية االقتصادية - الوظيفة2العاطفية - الوظيفة3االجتماعية والتنشئة التربية - وظيفة4االجتماعي الدمج - وظيفة5

لوظائفها األسرة أداء على أثرت ومتغيرات ثالثا- عواملالتكنولوجي - التقدم1الليبرالية - انتشار2العائلة - تفتت3المستدامة التنمية - اعتماد4االقتصادية العولمة - ظهور5

مواجهة أشكال صياغة على األسرة قدرة يعزز رابعا- التواصلللتغيير أفرادها

ووسttيط كمؤسسة اسttتمرارها أجل من األسttرة خامسttا- تمكيناجتماعي

المقترح: المتكامل البرنامجالخاصة واألهداف - الغايات1المقررة. واألهداف بالغايات المتصلة واألنشطة - البرامج2

اللبنانية * الجامعة في وأستاذ االجتماعية –باحث العلوم . –معهد [email protected]بيروت

9

Page 26: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

التفصيلية. اهتماماتها ومحاور البرامج - أطر3محور. كل بمضمون المرتبطة والتقنيات والمواضيع - األنشطة4منها. المستفيدة والفئات برنامج بكل الخاصة الفرعية - األهداف5 وظائفها ألداء األسرة تمكين مستوى على المحققة - النتائج6

المتجددة.

10

Page 27: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

واألسرة العائلة مفهومي أوال- بين يوحي بحيث تدقيق، دون العائلة أو األسرة لفظ يستعمل ما كثيرا

الذي الوقت في واحد، شيء أنهما أو واحد، معنى على تدالن كلمتان بأنهما منهما لكل أن نعتقد مفهوما الكيان هذا تطور مسار عنده رسى معينا

المختصة. الكتابات في أو المجتمع، حياة في االجتماعي، تأسيس في الفرد حق على تأكيد الدولية، العمل برامج في ورد فقد

العالمي اإلعالن ( من25 و16 و12 )المواد رفاهيتها تأمين وفي أسرة، الدولي العهد من العاشرة المادة من األولى والفقرة اإلنسان، لحقوق على: »إن نصت التي والثقافية واالجتماعية االقتصادية بالحقوق الخاص المجتمع... وإن في واألساسية الطبيعية الجماعية الوحدة تشكل األسر

منح على يتوقف وتربيتهم، ورعايتهم أبنائها إعالة بمسؤولية ونهوضها تكوينها األسر هذه والمساعدة...«. الحماية من قدرا

في ورد فقد والتنمية، السكان بشأن الثاني، عمان إعالن في أما البند من2 الفقرة وتجب للمجتمع، األساسية الخلية هي األسرة »إن ثانيا

مستوى ورفع سالمتها، على للمحافظة المناسبة الظروف كل تهيئةألفرادها«. الكريم العيش وتوفير وتماسكها، قيمها وحماية معيشتها،

استعمال على شامل االتفاق أن أعاله، النصوص في ورد مما يستنتج القاعدية الوحدة تلك إلى اإلشارة فيها يقصد مرة كل األسرة، مصطلح

واإلعالنات الدولية المواثيق في المجتمع، بناء عليها يقوم التي األساسية إذن وقوانينها. فاألسرة وأنظمتها الدول ودساتير اإلنسان لحقوق العالمية

من ويتألف ،(1)المشتركة المعيشة بهدف يجتمع سكاني تشكيل أصغر هي معينة بوظائف تقوم البيولوجية الخلية أن فقط. فكما وأبنائهما الزوجين تبعا أعضائه، أو أجهزته أحد بتكوين وتسهم الجسم من معين مكان في لوقوعها

وتكويناته. المجتمع جسم تشكيل على غيرها مع تعمل خلية هي األسرة فإن وأعطوها األنثروبولوجيون الباحثون ذكرها على أكد فقد العائلة أما

تعود أنها . وأشاروا(2)التاريخي الثقافي البعد ذا السياسي الكيان معنى واحد جد إلى باالنتماء أفرادها وانفرد عنها، تفرعت حيث القبيلة، إلى بأصلها الدموي. فالعائلة القرابي النسب خط عبر يرتبطون وبه مؤسسها، يعتبر البشرية الجماعات عرفتها عيش تراكيب إلى تشير التي بالمدلوالت تعبق والعمل والمعيشة السكن وحدة تشكل العائلة تلك كانت حيث الماضي، في

ويعتبرونه كبارهم أحد حول فيجتمعون ألفرادها، بالنسبة واألمان مالكا المادية مرجعيتهم ويشكل والطاعة، األمرة حق عليهم وله عليهم، للسلطة

والمعنوية. والقانونية فإنه المجتمع، بنية في األساسية الخلية هي »األسرة بأن القول ورغم

على يعني ال ذلك أن كما األسر، من كتلة إلى المجتمع اختصار يمكن ال.(3)متجانسة« وخاليا أجزاء من مكون نفسه المجتمع أن اإلطالق

11

Page 28: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

حيث من المتنوعة، اإلنسانية الصالت من متشابك نسيج والمجتمع ينتمي حيث )األسر( المتداخلة، البشرية المجموعات ومن وكثافتها طبيعتها،

كبير بعدد ارتباطه أساس على الزمر، من محدد غير عدد إلى فيها، فرد كلالجماعات. من

أنها بذلك نقصد للمجتمع، القاعدية الخلية هي األسرة نقول فحين اإلنسانيتين، والمخالطة لأللفة قاعدة تشكل نسج على للتدرب ومكانا

المكلفة المجتمع مؤسسات إحدى االجتماعية. إنها العالقات وتبادل الصالت وتنشئتهم بهم والعناية األبناء بتربية لديهم المتوفرة المعيشة لشروط تبعا

بها، يؤمنون التي القيم ولمضامين وأفكارهم ولثقافتهم التي للطرق وتبعا أو وتركيبه بنيته على يحافظ المجتمع فإن ألبنائها تربيتها في األسر تتبعهايتغير.

أسر عدة من يتألف أولي، قاعدي قرابي تكوين فهي العائلة أما عميقة مشتركة وبمصالح مشترك، أصل من التحدر بروابط مترابطة

والمعيشة السكن حد إلى تصل ال األسر هذه صالت ولكن ومتماسكة، عند والمعنوي المادي الدعم تبادل شكل تتخذ بل واحد، منزل في المشتركة

األدنى. حدها في الملزمة العالقات من إطار في الحاجة، بالنسبة المباشرة األساسية والرعائية الحياتية الوظائف تصبح وعليه

أمر وحدها بها يناط العائلة، مهام من وليس األسرة، مهام من لألفراد أفرادها. من فرد كل به يلتزم لألدوار، دقيق توزيع إلى مستندة تحقيقها،

تكفل وأدوار صالحيات منحها الوظائف هذه األسرة منح الذي فالمجتمع.(4)المجتمع في واالنتظام الثبات

من مختلفان نمطان هما واألسرة العائلة أن يتضح تقدم مما منهما معيشتهم. ولكل وأشكال األقرباء تجمع وبنى أنماط نفسها عن تعبر حياته، وأسلوب وعالقاته وأهدافه غاياته

وتكيفها المجتمع حياة انتظام تتيح التي الوظائف من بمجموعة المجموعة هذه فيه تعيش الذي الوسط تصيب التي التغيرات مع.الناس من

النص في ورودها حسب المراجع ،قانونية األسرة: رؤية إطار في والمشاركة المساواة خضر، د. أسمى(1)

أبو متغير، مجتمع في العربية األسرة حول الخبراء اجتماع وثيقة ،83 العدد ،العربي الفكر مجلة في نشرت ،1994 ظبي،.103ص ،1996

انكلز، لينان، ج. ماك باخوفن، مورغان، المعنيين: لويس األنثروبولوجيين أبرز من(2) المجتمع أصل أبحاثهم تناولت زيدان، جورجي سميث، جيمس بافن

عامة. واألسرة القديم(3)Pierre Brechon, La famille, Idées traditionnelles idées nouvelles, Edi., du

Centurion 1981, Paris, p. 28-30. المعارف، دار ،المجتمع لدراسة مدخل االجتماعي البناءزيد: أبو د. أحمد(4)

.57ص ،1 جزء ،1966 بيروت قانونية، األسرة: رؤية إطار في والمشاركة المساواةخضر: د. أسمى(5)

12

Page 29: الشباب العربي والتواصل الأسري من التقييم إلى التفعيل

.117-103ص ذكره، سبق عالم ،يواجهها التي والمشكالت العربي الشبابحجازي: د. عزت(6)

.124ص بالكويت، الثقافة وزارة المعرفة، ميدانية دراسة ،والشباب األبوية السلطةمكي: د. عباس حطب؛ د. زهير(7)

ص بيروت، العربي، اإلنماء معهد وتمثلها، السلطة طبيعة حول182.

G. Sfeir, sur l’essentiel des tâches de la famille, in, la famille, p. 168.واالجتماعية- اإلنسانية التحديات مواجهة في العائلةالقاعي: عبدو(8)

جامعة منشورات السابع، المؤتمر وقائع ،الراهنة االقتصادية.15ص ،1997 اللويزة، سيدة

.15ص ذكره، سبق والشباب، األبوية السلطةومكي: حطب(9)(10)

الفكر ،الخفي وطغيانها الصغيرة الشاشة سحرمناصفي: د. زهير.116ص ،1985 حزيران ،35 عدد ، المعاصر العربي

(11)

.164 ص ،1997 اللويزة، سيدة جامعة ،لبنان في العائلةمنصور: أنا

(12)

الفكر مجلة في التجديد، وانتشار التواصلالله: عبد قاسم د. محمد.110ص ،1999 بيروت ،96 العدد ،العربي

(13)

،1983 ،8ط العربي، اإلنماء معهد ،العربية األسرة بنى تطورحطب: د. زهير.273ص

(14)

الحكومية غير العربية المنظمات شبكة ،االجتماعية التنميةكريم: د. حسن.22ص ،2000 بيروت ،2000 جنيف للتنمية،

(15)

،96 العدد ، العربي الفكر مجلة في ،والثقافة التواصلبركة: د. بسام.1999 بيروت

(16)

.4نفسه: ص المرجع

(17)

في العائلة في، لألسرة، األساسية الحياتية الوظائفحطب: د. زهير اللويزة، سيدة لجامعة السابع المؤتمر إلى مقدمة دراسة ،لبنانيليها. وما135ص ،1997 لبنان،

13