الدولة الدينية و الدولة المدنية benamor.begacem

29
1 ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﻋﺩﺍﺩ: ﻋﻠﻴﺎﻥ ﺨﻠﻴل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺠﺎﻤﻌﺔ/ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﺍﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻲ ﺒﺭﻴﺩ: [email protected] ﺠﻭﺍل: 0598557482 ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﺒﻴﺕ ﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﻤﻘﺩﻡ/ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ1433 / 2012

Upload: benamor-belgacem

Post on 16-Apr-2017

37 views

Category:

Law


9 download

TRANSCRIPT

Page 1: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

1

الدولة الدينية و الدولة المدنية

إبراهيم خليل عليان : إعداد

فلسطين/جامعة القدس المفتوحة

[email protected]:بريد الكتروني

0598557482:جوال

فلسطين/مقدم لمؤتمر بيت المقدس الثالث

1433/2012

Page 2: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

2

ملخص البحث

ما هي الدولة الدينية ؟هل ما هي الدولة المدنية ،ما هو مفهوم الدولة ؟ :ة هدف البحث الى االجابة على االسئلة التالي الدولة االسالمية مدنية او دينية ؟هل الخوف من وصول االسالميين للحكم مبررا ؟

:وقد خرج البحث باالجابات التالية على الموضوع طلق عليه اسم اقليم يعيش عليه طائفة من فيما يخص السؤال االول ، فقد عرف الدولة على انها مكان من االرض ي

الناس هم الشعب و يحكم هؤالء سلطة يخضع لها هذا الشعب في االقليم تسمى دولة او حكومة تدبر عالقات الشعب .الداخلية فيما بينهم و عالقاتهم الخارجية مع االقاليم االخرى و تحمي حدود الوطن من االعداء

ن الدولة الدينية فعرفها على انها نوع من الدول كان الحكام فيها من انبياء اهللا صلى اما فيما يخص السؤال الثاني عاهللا عليهم وسلم ، وكانت دولة عدل ومساواة و حقوق وانتهت من التاريخ البشري بانتهاء عهود هؤالء االنبياء ،

.االعلى فنتهت في التاريخ االلسالمي بانتقال الرسول صلى اهللا عليه وسلم الى الرفيق

ة الحقيقة على االقل نسبة الثيوقراطيات التي نشأت في العصر الحديث و بررالحكام بمؤكدا انه من الظلم او من مجانفيها ظلمهم وامتهانهم لالنسان و اكلهم حقوقه بقرابتهم من اهللا تعالى او من الرسول صلى اهللا عليه وسلم ، من الظلم

.لة دينية ، واالصح القول انها دولة ثيوقراطية استبدادية ، او ديكتاتورية نسبها الى الدين و القول انها دو

فيما يخص السؤال الثالث خرج البحث بان الدولة المدنية تقترب في بعض قيمها واهدافها من الدولة االسالمية ، يضا تعارض في ولكن هناك تعارض واضح بينهما خصوصا في مصطلحات مثل الديمقراطية و العلمانية ، وهناك ا

وان هناك اتفاق او تقارب فيما يخص قيم اخرى مثل المواطنة ، حقوق االنسان وحق .بعض القيم مثل قيمة الحرية .المحاسبة والمراقبة

اما حول الدولة االسالمية فقد خلص الى انها بالمطلق ليست دولة دينية بالمفهوم الثيوقراطي ،و انها نوع خاص من طبق االسالم و شرع اهللا ، او باالصح هي نموذج اكثر رقيا من الدولة المدنية و اقدر منه على الدول المدنية ت

.معالجة مشاكل البشرية ، خصوصا انها تعالج مشاكله في الحياة الدنيا و في االخرة ايضا

التطكبيقات مبررا ، اال فيما يتعلق ببعض ليس الخوف من وصول االسالميون للحكم اخيرا خلص البحث الى ان المتطرفة للنصوص من قبل بعض االسالميين المتطرفين ، و الخوف من توابع االفشال الذي سيحاوله الكثيرون من

.الداخل والخارج من المحيط الدولي واالقليمي

االسالمي معتدال و مستندا الى روح االسالم العظيم وليس الى ان يكون الخطاب : وخرج البحث بتوصيات اهمها ، و تنقية مصطلحاتنا مما علق فيها من اوى مائعة مغرقة في البراغماتية و ال الى فتاوى مغرقة في الراديكاليةفت

شوائب بحسن نية او بسوء نية الن تجربتنا الخاصة كمسلمين ، فال تاريخ من وضع المصطلحات يشبه تاريخنا و ال الميون من اضاعة امال االمة في الخروج من واقعها الصعب عالقاتهم بدينهم تشبه عالقاتنا بديننا ،وان يحذر االس

بوصولها للحكم، باخطاء ربما يرتكبوها ، او السباب خارجية عنهم تسعى الفشالهم ، فلن يبرر احد لهم في حالة ان ذلك كان بسبب عصور االضطهاد التي تعرضوا لها و ال بتعقيد المشكالت المجتمعية التي ) ال سمح اهللا(فشلهم

تنتظرهم ،وللحكومات االخرى التي لم يصل االسالميون للحكم في بلدانها ، هناك طاقات مختزنة في افكار االسالميين ، ستخلق تجارب جدية ومقاربات لحل مشكالت المجتمع واالمة يجب اخذها بعين االعتبار ، فالتضييق

.ليس الحل ) االسالم السياسي(على

Page 3: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

3

Abstract This research aims at answering these following questions: what's the concept of a state ? What's a civil state? What is a religious state? Is the Islamic state a civil or a religious state? Can the fear of Muslims arriving to the authority be justified? The research concluded answers to these questions: Concerning the first question, the state had been defined as a place on Earth called province, in which a group of people live governed by an authority called a state or a government, which manages internal relations among people and foreign relations with other provinces .In addition, the government must protect the borders of the state from any enemies. As for the second question, this research concluded that a religious state is a type of state in which the governor was one of the prophets, it also concluded that it was a state of justice and equality, and this state has been non-existent in human history since the end of the eras of those prophets. Therefore it ended with the death of Prophet Mohammad. Concerning the third question, the research concluded that a civil state is similar to an Islamic state in its values and goals. At the same time, there is a clear contradiction between these two states, especially in these two terms: democracy and secularism .There is also contradiction in some values like freedom, but similarity in other values like human rights and the right to accounting and control. Concerning the Islamic state. The research logically concluded that it's not a religious state in a theocratic concept, but a special kind of civil state that applies Islam and law of God. It also mentioned that it's a better model of a civil state and more capable of handling human problems, especially that it treats their problems in life and afterlife. Finally, the research concluded that the fear resulting from the idea of Islamic people arriving to authority is justified in only one case which is the extreme applications from some extremists. This research came up with many recommendations: The Islamic speech has to be moderate, radical and based on the Islamic spirit, not the advisory opinions drowned in pragmatism, and purifying our terms from the impurities that stuck to it in a good intention or a bad intention because neither history of those who created these terms nor their relation to their religion is like ours. It also recommended that Muslims should beware not to let down hopes of the nations to get out of this harsh reality by arriving to authority with some mistakes they might make or other reasons that might lead to their failure, because in this case, no one will justify their failure if it was a result of the persecution they suffered from or by complicating the social problems which are waiting for them, or to the other governments that Muslims weren't able to reach. There is a great energy stored in the Muslims' ideas that will provide great experience and solve the problems of the society and the nations , which should be taken into consideration ,because the restrictions on the ( political Islam ) is not the solution.

Page 4: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

4

الفهرس

-

5 المقدمة

5 تمهيد

10 الدولة: الفصل االول

14 الدولة الدينية: الفصل الثاني

17 الدولة المدنية: الثالث لفصلا

18 الدولة االسالمية: الفصل الرابع

20 دينية ام مدنية:الدولة االسالمية :الفصل الخامس

25 االسالميون و الحكم:الفصل السادس

27 النتائج و التوصيات

27 النتائج: اوال

28 التوصيات: ثانيا

29 المراجع

Page 5: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

5

المقدمة

:تمهيد

تتكاثر االسئلة المتعلقة بالحكم والحاكمية خصوصا في بالدنا العربية و االسالمية وخصوصا في اجواء الربيع الذي يهب على هذه االوطان ، فمع قرون عجاف من انواع الحكم المختلفة التي مرت بها هذه الشعوب العربي

ابتداءا من التاريخ الحديث والمعاصر بالحكم العثماني في اواخر ايام الرجل المريض ، وانتقاال الى عهد االستعمار .الثوري الجمهوري الذي ورث هذه المملكات المباشر ثم حكم النظم الوطنية بدءا من الحكم الملكي ثم الحكم

كان الخطاب الديني المصاحب لهذه االنواع المختلفة من الحكم الذي مر على تلك االوطان متباينا من حيث استخدامه .او من حيث عالقته مع هذه االنظمة

االسالمية كافة ، واالستعمار المباشر بامور االمة فالحكم العثماني رسميا هم الخالفة االسالمية التي يجب عليها القيام ، اما ) كموروث ديني(، اما الملوك الذين جاءوا من بعد فمعظمهم ثبت كرسيه بنسبه ) كافرا(كان حكما اجنبيا

االنظمة الجمهورية الثورية الالحقة فقد كانت في معظمها ترفع شعار القومية او االشتراكية واجماال لم يكن للخطاب .وزن فيها اال اللهم ما يستلزم للبروتوكوالت او اكمال المشهد الديني ذلك ال

الذين دعوا الى اعادة االسالم الى ) الحداثيون(بموازاة ذلك ظهرت في نفس الفترة الحركات والمفكرون االسالميون ربط االمة التطبيق في حياة المسلمين ، ورفعوا شعارات بذلك ، وحاولوا استلهام التاريخ االسالمي المشرق في

باصولها وايام عزتها المستمدة من دينها ، لكن بسبب الظروف السياسية التي حالت بينهم وبين تطوير افكارهم .باشكال واقعية وليس اقل هذه الظروف القمع و التضييق

مين نادى هؤالء بان االسالم صالح لكل زمان ومكان ، وانه لديه الحل لكل مشاكل حياة المسلمين وغير المسلالدنيوية واالخروية و انه دين دنيا و دين اخرة ويجب ان تقوم الدولة االسالمية بمراعاة مصالح البشرية جمعاء ، واستطاعو نقل افكارهم جيال بعد جيل لتصل افكارهم االن وخصوصا بعد الربيع العربي الى تحدي التطبيق على

حل ر بكل الطروحات االخرى بعد فشل هذه الطروحات في ارض الواقع بعد استطاعتهم جذب تاييد الشارع الذي كف .مشاكله وحتى ليس حلها بل عدم زيادتها

لقد ابهر خطاب االسالميين الشارع ليحملهم هذا االخير الى موقع الحكم ويضعهم الول مرة منذ قرون امام تحدي في عنف االجابة على االسئلة جاء هذا حل المشكالت التي بقوا سنينا طويال ينقدونها فقط ، و زيادة في التحدي و

الوصول في ظروف شديدة التعقيد فالوضع الداخلي للدول ال يحتمل العالجات الطويلة االمد بل يريد نتائج على اسرع ما يمكن لمعضالت االقتصاد واالجتماع و السياسة ، والمجتمع الدولي لم يبتلع بعد غرره وصلفه السابق حيال

هم العدو ) ان صدقوا( االقل لن يساعد في نجاح تجربتهم ان لم يساهم في افشالها ، فاالسالميون االسالميين ، وعلى .االول لهيمنته على العالم بمشروعهم الحضاري االنساني المختلف و الشامل

و على ذكر المشروع الحضاري ، فقد اسهب االسالميون في وصفه و الكتابة له ، لكن بسبب الظروف السابقة يضا بسبب ظروف تتعلق بكثرة الروايات واالختالفات في الراي بين المفكرين والمنظرين منهم مال اكثر الى وا

.النظرية اكثر من التطبيق ، وتم تطبيقه في الحاالت القليلة المتاحة باساليب مختلفة عليها االجابة الدقيقة والشافية ولكن ما يمكن االجماع عليه ان هناك اسئلة كثيرة عالقة وحانت ساعة الحقيقة لالجابة

امال في استمرار االمل في نفوس الناس الذين رأوا في االسالميين االمل في التغيير و اصالح شؤون حياتهم اوال ،

Page 6: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

6

و وضعهم على طريق النجاح في االخرة ايضا ، لعل ابرز تلك االسئلة موضوع نوع الدولة االسالمية هل هي دولة ؟ ام هي شيء اخر مختلف عنهما ؟)بالمفهوم الغربي(؟ ام دولة دينية ) بيبالمفهوم الغر(مدنية

.ولعل اهللا يهبنا من امرنا يسرا لالجابة على هذا السؤال المهم :اهمية الدراسة

تكمن اهمية الدراسة في محاولتها المساهمة في االجابة على احد االسئلة الملحة التي يجب على االسالميين االجابة الن عدم االجابة على هكذا سؤال قد يعرض . وبشكل ملح ودقيق وصريح لشكل الدولة التي يجب ان تحكم عليها

التجربة كلها للفشل و يعرض الشعوب التي دعمت االسالميين للوصول الى الحكم على انهم االمل المناط به تحسين .حياتهمم لليأس :اهداف الدراسة

ة على اسئلة الدراسة المتعلقة بالتعريف بمفهوم الدولة من خالل طرح واجباتها ، تهدف الدراسة بشكل اساسي لالجابوكذلك بمفهوم الدولة المدنية والدولة الدينية ، ومحاولة االجابة على السؤال المتعلق بشكل الدولة االسالمية هل هي

.احد هذين الشكلين ام هي شكل اخر منهجية الدراسة

. االسلوب الوصفي التحليلي للخروج باجابات على اسئلة الدراسة ستتبع الدراسة ان شاء اهللا اسئلة الدراسة

ما هو مفهوم الدولة ؟-1 ما هي الدولة المدنية ؟-2 ما هي الدولة الدينية ؟-3 هل الدولة االسالمية مدنية او دينية ؟-4 هل الخوف من وصول االسالميين للحكم مبررا ؟-5

الدراسات السابقة

"االسالم بين الدولة الدينية و الدولة المدنية "بحث بعنوان ) 1995عبد الكريم،(-1

السماوية عرف الدولة الدينية و هي التي ) االديان(في بحثه الى ان االسالم كغيره من ) 1995عبد الكريم،(يخلص من صنع البشر ينفذونها بوحي اقامها الرسول صلى اهللا عليه وسلم في المدينة ، وال يعرف الدولة السياسية التي هي

من عقولهم و تفكيرهم مستهدين في ذلك بكافة العوامل االقتصادية و االجتماعية والمعرفية التيتحرك مجتمعهم وهم الذين بمحض ارادتهم ينشئون نظامها و يشرعون دستورها و القوانين التي تالئم ظروفهم وبيئتهم ، و ان المنادة

قار من يدعون اليها الى العصمة يسؤدي ال محالة الى قيام دولة ثيوقراطية استبدادية ال تسمح بالدولة الدينية مع افت .بوجود حد ادنى من المعارضة وهو نوع من الحكم تجاوزه الزمن

: اهمها العديد من الفروق بين الدولة الدينية و الدولة السياسية) 1995عبد الكريم،(و يحدداهل (ا اهللا عز وجل بينما الدولة السياسية ينتخب هذا الراس انتخابا من الشعب او الحزب الدولة الدينية يختار راسه

.، او يرث الحكم عن احد اقاربه ، او يستولي على الحكم بانقالب ابيض او احمر ) الحل والعقد

.ا بشر عاديونالدولة الدينية يقف على راسها رسول يوحى اليه من قبل اهللا تعالى و الدولة السياسية يحكمه

Page 7: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

7

الدولة بالسماء منقطعة فال وحي الدولة الدينية يظل رئيسها طيلة حياته على اتصال بالسماء ، بينما عالقة رئيس .ينزل عليه و صلته باهللا تعالى كاي مخلوق اخر بخالقه

سياسية فهو يعتمد في في الدولة الدينية توالي السماء رئيسها بالمشورة في كل معضلة او صغيرة اما رئيس الدولة ال .حل ما يصادفه من مشكالت على عقله و تفكيره و على الوزراء و المستشارين و الخبراء ذوي االختصاص

في الدولة الدينية مدد السماء ال ينقطع بينما في الدولة السياسية ال يوجد اي مساعدة من المالئكة و الجن او الرياح . ملكاته و قدرات شعبه علىاو الطير و انما عليه ان يعتمد

بل ان هذه ) 7/الحشر" (و ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "طاعة راس الدولة الدينية فرض ديني فال وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ال يجدوا في انفسهم حرجا مما " الطاعة هي محك االيمان ، و ليس االمر كذلك في الدولة السياسية اذ ال صلة بين طاعة المحكوم ) 65/النساء" (قضيت و يسلموا تسليما

.للحاكم فيها و بين ايمانه و عصيانه اياه ال تقدح في دينه

راس الدولة الدينية الذي عينه هو اهللا تعالى ، ومن ثم ال يحق للمحكومين عزله او الحد من صالحياته ، اما راس هو الذي يحد من سلطاته و يعزله ان حاد عن الخط الذي رسمته له او خرج عن الدولة السياسية فان الشعب

.الدستور

. مدة الرئاسة في الدولة الدينية غير محددة و هي ليست كذلك في الدولة السياسية "الدولة الدينية و الدولة المدنية" بحث بعنوان ) 2011مصطفى، (-2

ولة الدينية في المقهوم الغربي و الذي انتشر الحقا كمفهوم سيء بالتعريف بمصطلح الد) 2011مصطفى،( يبدأ ) الثيوقراطية(ان هذا المصطلح ترافق في المفهوم الغربي مع الدولة السمعة للدولة االستبدادية قاتلة الحريات ، ب

مقاليد ، عندما كانت الكنيسة مسيطرة على )عصور الظالم( العصور الوسطى التي حكمت اوروبا فيالكهنوتية األمور، فأوهمت الشعوب أن الحاكم أو الملك هو ظل اهللا في األرض، وهو الناطق باسم الذات اإللهية، وال يجوز مخالفته أو عصيانه، مهما كانت األوامر الصادرة منه، وتعد أوامره إلهية ال يجوز مناقشتها؛ لذلك لم تقبل الكنيسة

يأتي بأي حقيقة كونية أو غير كونية مخالفة للمعتقدات، فحاربوا العلم في العصور الوسطى أي عالم من العلماء اع، بل قتلوا كثيرا من العلماء، وساد الظلم والفقر، ولذلك ظهر من حمل الكنيسة كل دوالعلماء، وقتلوا الفكر واإلب

تي تقصي الدين كله عن الحياة، الوزر، وأنها سبب التخلف العلمي والفقر والظلم، ولذلك لجأ كثير منهم للعلمانية الوتنتهج العلم الدنيوي، وأن المصالح هي الحاكمة لإلنسان في حياته، بغض النظر عن أي دين أو قيم أو مبادئ تحكم

.اإلنسان في دنياه) نوهو دي(بين ذلك و ان كانت الكنيسة و هي الرمز الديني وراءه و بين الدولة االسالمية ) 2011مصطفى،(و يميز كان أساسها - وهو الذي يوحى إليه من رب السموات-أول دولة أسسها نبينا محمد صلى اهللا عليه وسلم على ان؛ لينظم العالقات بين المسلمين )دستور المدينة(وضع نبينا صلى اهللا عليه وسلم أول دستور للحكم حيث .الشورى

ظم نواة لدستور الدولة المدنية؛ الذي يحفظ حقوق اإلنسان ويهود ومشركي المدينة في اثنتين وخمسين مادة، تمثل أعوالمواطنة وحسن العالقات مع غير المسلمين، وهو دليل يشير إلى أن الدولة في اإلسالم ليست بمفهوم الدولة الدينية

. في الغرب

Page 8: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

8

أن من بعده تؤكد امثلة عديدة من السيرة النبوية ومن سير الخلفاء الراشدين ) 2011مصطفى،(ثم يضرب بعدها لم يكن قرارا إلهيا يوما ما، طالما لم يتعارض مع أصل من أصول اإلسالم الذي أثبته اهللا بالوحي) االجتهاد(القرار

:منها من سيرة الرسول صلى اهللا عليه وسلم يا رسول اهللا ما : ، ويقول، فيأتي سيدنا الحباب بن المنذر"أشيروا علي أيها الناس: " يوم بدر وقوفه مخاطبا أصحابه

ويختار للمسلمين أن يكون موقعهم عند بئر بدر، ويضع الخطة في استعمال المياه أثناء - موقع المعركة-هذا بمنزل .الحرب، وينتصر المسلمون بمشورة سيدنا الحباب بن المنذر

، "أنتم أعلم بأمر دنياكم" بقوله وعندما سأل الصحابة الرسول عن أمر في الزراعة رد عليهم صلى اهللا عليه وسلم .وترك األمر للمتخصص في هذا العلم

: ومنها في عهد الراشدينأول خليفة للمسلمين بعد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أبو بكر الصديق بعد مبايعته عن طريق الشورى، يخبر

م، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أساءت لقد وليت عليكم ولست بخير منك: "العالم في أول خطبة له في الحكم فيقول ".فقوموني

الحاكم الثاني بعد سيدنا أبو بكر الصديق، وهو سيدنا عمر بن الخطاب الفاروق، أول أمير للمؤمنين؛ الذي اشتهر بل نقومك بسيوفنا يا : "بالعدل واإلنصاف؛ يقول في خطابه للمسلمين مثلما قال أبو بكر، فرد أحد المسلمين وقال

".الحمد هللا أن جعل من المسلمين من يقوم اعوجاج عمر بالسيف" فقال عمر ،"عمر

: كيف تحددها يا عمر ولم يحددها اهللا؟ فرد عمر: وعندما أراد أن يحدد عمر مهور الزواج وقفت امرأة وقالت له .أصابت امرأة وأخطأ عمر

بالقصاص منهما للمصري، عندما ضرب ابن وهذا عمرو بن العاص وابنه يحكم عليهما الفاروق عمر بن الخطاب: عمرو بن العاص القبطي، فقال له عمر اضرب عمرو بن العاص وابن عمرو بن العاص، وقال كلمته المشهورة

!".متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟"

سالمية بالدولة المدنية ذات عرف اإلسالم الدولة اإل"الى تعريفه للدولة االسالمية ) 2011مصطفى،(يخلص بعدها المرجعية والهوية اإلسالمية، التي تنتسب إلى دين اهللا الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه، وهو صبغة

وهي دولة مؤسسات، فيها االقتصاد واالجتماع والسياسة " موضحا مميزاتها " . اهللا، ومن أحسن من اهللا صبغة له مؤسسته ورئيسها، وتحكم هذه المؤسسات بالقوانين والشرائع الوضعية التي ال تخالف والتعليم والدفاع، وكل

الشريعة اإلسالمية، فاإلسالم شريعة مكتملة إلعمار األرض بمنهج اهللا الشامل لكل نواحي الحياة، فأكبر آية في في سورة النساء وغيرها، وأخرى تنظم القران آية الدين، وكذلك آيات ترتقي بالعالقات االجتماعية واألسرية، كما

العالقات الدولية كما في بداية سورة التوبة، وأخرى تشرع الحدود والقصاص؛ لحفظ األعراض وحماية المجتمع من ." الفوضى التي تجعل منه غابة يأكل القوي فيها الضعيف

" الدولة المدنية في ظل االسالم" بحث بعنوان ) 2011،ابراهيم(-3

يكون ) بالمفهوم الثيوقراطي(بحثه بالتأكيد على ان االدعاء بان االسالم يدعو الى دولة دينية ) 2011ابراهيم،(أيبد .مرجعه الى جهل من يدعي ذلك او حقده على المنهج االسالمي

:و سيتعرض بعدها حجته في ذلك بادئا بتعريف الدولة الدينية والدولة المدنية على النحو التالي

Page 9: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

9

هي الدولة التي يعتبر الحاكم فيها نفسه نائبا عن اهللا ويضفي على نفسه نوعا من القداسة فهو : لة الدينية الدو- !الحاكم بأمر اهللا ال تجوز معارضته الن أوامره مستمدة من اهللا

حاكم فردا منها هي الدولة التي تقوم على اختيار األمة لحاكمها والعدالة بين جميع أبنائها وتعتبر ال: الدولة المدنية .يجوز معارضته إذا أخطأ وحادا عن الصواب كما أنها تقوم على الشورى

ن بين مدنية الدولة والعلمانية بمعنى أن الدولة المدنية ال وجود للدين في نظمها وتشريعاتهايلعلمانيمستهجنا من ربط علمانية تمارس دور محاكم التفتيش بأسلوب والواقع أن قطاعا كبيرا من النخب ال(الدكتور رفيق حبيب ، وينقل عن

حديث فيجعل من الحداثة الغربية كتابا مقدسا ومفاهيم مطلقة ال يجوز الخروج عليها مما يجعل النموذج الغربي هو الكتاب المقدس للسياسة وبالتالي تصبح النخب العلمانية هي الوصية على تعاليم الليبرالية فهي العلماني الليبرالي

، وهو بذلك يطرح صكوك الغفران السياسية لتحدد من يحق له العمل في المجال السياسي ومن يحرم منهتمنح هل يجب ان تكون الدولة بدون دين لكي تكون مدنية ؟ او هل يمكن ان تكون الدولة مدنية و في نفس " سؤاال كبيرا

الوقت تحكم بمنهج ديني اسالمي ؟ :موقف االسالم من الدولة الدينية على النحو التالي ) 2011براهيم،ا(واستمرارا في طرح حجته يبين

اإلسالم لم ( اإلسالم ال يعترف بالدولة الدينية وال يدعوا إليها فاإلسالم كما يقول المجدد الكبير الشيخ محمد عبده ظة الحسنه والدعوى إلى يعرف تلك السلطة الدينية التي عرفتها أوربا فليس في اإلسالم سلطة دينية إال سلطة الموع

الخير والتنفير من الشر وهى سلطة خولها اهللا تعالى إلى كل عباده أدناهم أعالهم واألمة هي التي تولى الحاكم وهى صاحبة الحق في السيطرة عليها وهى تخلعه متى رأت ذلك من مصلحتها فهو حاكم مدني من جميع الوجوه وال

أي " ثيو كرتيك"عند اإلفرنج المسلمين بالخليفة وبين ما يسمىسمى عند يجوز لصحيح النظر أن يخلط بين ما ي وال لشيخ اإلسالم أدنى سلطان على العقائد وتحرير األحكام وكل سلطان إلهي فليس للحاكم وال للقاضي وال للمفتى

.)سلطة تناولها واحد من هؤالء فهي سلطة مدنية قدرها الشرع اإلسالميالتاريخ اإلسالمي لم يرصد لنا إن أحد من االسالمي على تهافت الطرح المذكور حيث ان و يستشهد من التاريخ

الخلفاء الراشدين رضي اهللا عنهم أضفى على نفسه نوعا من القداسة بل إنهم دعوا الناس لمناصحتهم ومعارضتهم أن هللا فان عصيته فال طاعة لي صح التعبير فقد قال أبو بكر رضي اهللا عنه في أول خطبة له أطيعوني ما أطعت ا

.عليكم إن أحسنت فأعينوني وان أسأت فقوموني دخلت على عمر وهو قاعد ( ابن أبى شيبه في المصنف في كتاب الزهد عن حذيفة قال عن)2011ابراهيم،(وينقل

ه وأشار بها على جذع في داره وهو يحدث نفسه فدنوت منه فقلت له ما الذي أهمك يا أمير المؤمنين فقال هكذا بيدفقلت ما الذي يهمك واهللا لو رأينا منك أمرا ننكره لقومناك فقال لو رأيتم مني أمرا تنكرونه لقومتموه فقلت اهللا الذي

ال إله إال هو لو رأيناك منك أمرا ننكره لقومناك ففرح بذلك فرحا شديدا وقال الحمد هللا الذي جعل فيكم أصحاب .نكره قومنيمحمد من الذي إذا رأى من أمرا ي

ينقل عنإن الدولة اإلسالمية مدنية مرجعيتها الشريعة اإلسالمية وذلك الن اإلسالم كما الى )2011ابراهيم،(ويخلصدين وشرع فهو قد وضع حدودا ورسم حقوقا ال تكتمل الحكمة من تشريع األحكام إال إذا وجدت (الشيخ محمد عبده

ي بالحق واإلسالم لم يدع ما لقيصر لقيصر بل كان شأنه محاسبة قيصر على قوة إلقامة الحدود ، وتنفيذ حكم القاض . )ماله ويأخذ على يده في عمله ، فكان اإلسالم كماال للشخص وألفة للبيت ونظاما للملك

Page 10: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

10

الدولة: الولالفصل ا

: الدولة في اللغة

ل شيء من مكان إلى مكان، واآلخر يدل على أحدهما يدل على تحو: الدال والواو والالم أصالن: قال ابن فارسالدولة اسم : والدولة والدولة لغتان، ويقال بل الدولة في المال والدولة في الحرب، وقال الزجاج. ضعف واسترخاء

ة والدولة لغتان الدول": الصحاح في اللغة"الشيء الذي يتداول، والدولة الفعل واالنتقال من حال إلى حال، وفي ودالت األيام، . اللهم أدلني على فالن وانصرني عليه: يقال. واإلدالة الغلبة. وأدالنا اهللا من عدونا من الدولة. بمعنى

.)2011الشريف،(وتداولته األيدي، أي أخذته هذه مرة وهذه مرة. أي دارت، واهللا يداولها بين الناس : الدولة في االصطالح

: هي الهيئة المكونة من عناصر ثالثة مجتمعة مكان من األرض يطلق عليه إقليم -1 طائفة من الناس تسكن اإلقليم يطلق عليهم شعب-2 سلطة يخضع لها الشعب في اإلقليم يطلق عليها الحكومة تدبر عالقات الشعب الداخلية فيما بينهم، وتدبر -3

.) المرجع السابق (جية مع األقاليم األخرى، وتحمي حدوده ضد األعداء المحتملينعالقاتهم الخارتعبير الدولة الدينية والدولة المدنية ليس من مفردات السياسة الشرعية رغم أن األلفاظ المفردة المكونة للتعبير ألفاظ

تجد لهذه التعبيرات أثر، وهو مما يدل عربية، يدل على ذلك أنك لو فتشت فيما كتبه العلماء المسلمون فيما مضى لم .على أن هذه التعبيرات إنما وفدت من خارج البيئة اإلسالمية

لو نظرنا في المعنى اللغوي كان مصطلح الدولة الدينية يعني الدولة التي يكون دين الشعب المحرك والمهيمن على اوة والتخلف وأخذت بأسباب الرقي، أو الدولة التي كل أنشطتها، والدولة المدنية الدولة الحضارية التي فارقت البد

تباين الدولة العسكرية، ومن البين أنه في هذه الحالة ليس يمتنع أن تكون الدولة دينية ومدنية في آن حيث ال تعارض بينهما، وهو ما يعني أن المعنى اللغوي لكال المصطلحين ال إشكال فيه وليس في استخدامه لغويا ما يحذر، لكن

األمر لم يقف عند هذا الحد، فقد شحن كال المصطلحين بمعان وأضيفت له هوامش وشروحات مما جعل استخدام ) .المرجع نفسه(المصطلح في البيئة اإلسالمية محفوفا بكثير من المخاطر واإلشكاليات

مفهوم الدولة أن الكلمة )كورت شيلينغ( عن )2008العالف، (في اطار استعراضه لتطور مفهوم الدولة في الفكر الغربي ينقل

Politesوالمواطن . كانت تعني باألصل قلعة الرجال األحرار القادرين على الدفاع عن أنفسهم ) Polis(اليونانية وكانت كلمة ناموس .. في هذه القلعة يتمتع بجميع حقوقه السياسية ، ويمتلك األرض ووسائل الدفاع عنها

)Namos (جتماعي الضامن للوحدة السياسية هذه ومع مرور الزمن أصبحت كلمة ناموس تشير تشير إلى البناء االومع . وقد ارتبط مفهوم الدولة في الضمير اإلغريقي بالحق ، والناموس الطبيعي ) . State أو Etateالدولة ( إلى

مختلفة بشان الدولة ذهبت النظريات ال) المصدر نفسه( ثم يطرح .تقدم الحضارة ، ارتبط مفهوم الدولة بالقانون أن األنشطة الزراعية لدى المجتمعات البشرية هي التي قادت الى تأسيس (إلى ) حسب جوردون تشايلد(إحداهاان (ورأى كاينيرو ) . أن ظهور الدولة ارتبط بنشأة وإدارة أنظمة الري(اما كارل فيتفوكل فأشار إلى ) الدولة

ان األمراء الذين أسسوا أنظمة (:،وقال تيلي ) ة من اجل التجنيد ومواجهة الغزاةالدولة تكونت نتيجة للتعبئة العام

Page 11: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

11

بيروقراطية في اوربا العصور الوسطى هم الذين ساندوا إنشاء تنظيمات ذات حدود جغرافية معلومة تتمتع باستقالل ) .ذاتي وهذه التنظيمات هي التي تطورت فيما بعد لتشكل ما أصبح يعرف بالدولة

دا قليال عن اصرار الغربيين على ان يبدأ كل تأريخ من عهد االغريق ، باستعراضنا لحياة الشعوب في و بعي فان )المصدر السابق( غيرها من معاصري االغريق نجد حسب الصين و الهندحضارة الفراعنة وما بين النهرين و

ص القدماء هو التمييز بين مفهومي المجتمع هذه المجتمعات كانت تتكون سياسيا من دويالت مدن ، لذا نجد ان ما ينقو الدولة ، في ختام الحديث عن مفهوم الدولة عند االغريق نجد بداية ان مفهوم االخالق التي دعا اليه فالسفتهم مثل

ث المؤسس اصال على العادات والتقاليد لكن ذلك لم يلبافالطون في مدينته الفاضلة قد ارتبط بااللتزام بقوانين الدولة )1976حسين،.(ان انكفأ تحت وطئة الحروب الداخلية والخارجية

تلك القوة ((على أنها ) 2008العالف،(في مفهوم الدولة الغربية الحديثة يعرف جوزيف شتراير الدولة الحديثة حسبمن أفراده االجتماعية المنظمة التي تملك سلطة قوية ، تعلو قانونا فوق أية جماعة داخل المجتمع ، وعلى أي فرد

حق القسر وطلب الطاعة ) التجمعات االقتصادية(أو ) الجماعات الدينية(أو ) األحزاب السياسية(،ولها وحدها دون :ويلخص معايير ظهور الدولة الحديثة بما يلي )) على المواطنين

.ظهور وحدات سياسية دائمة وثابتة ومستقرة جغرافيا . 1 .ية ظهور مؤسسات دائمة وغير شخص . 2 .وجود موافقة عامة على ضرورة السلطة العليا وعلى نزعة الوالء التي تستحق لهذه السلطة من جانب رعاياها . 3

الى مرجعية هذه الدولة هل هي الدينية الكنسية ) 1964الكعبي،(انتقل الصراع حسب بعد استقرارالمفهوم في اوروبا عوبهم ، الى ان حسم هذا الصراع في بداية القرن الرابع عشر االمراء والملوك في حكم شام هي المدنية حيث حق

) .1976حسين،(من فصل بين صالحيات الدولة المدنية وبين صالحية الكنيسة الكهنوتية :مهام الدولة حسب الفكر الغربي

وا في هذه مؤسسة اجتماعية وان الناس إنما تنازلوا عن حقوقهم الطبيعية ليجد)حسب تشارلز منتسكيو(أن الدولة ) 2008العالف،.(المؤسسة خيرا أوفر وسالمة أفضل مما كانوا يجدون في الطبيعة

ويلخص آدم سميث مهام الدولة بحماية المواطنين من عدوان الدول األخرى ، واإلشراف على تنفيذ القانون وتحقيق الناس وتقاعسوا عن القيام العدالة ، والقيام باألعمال والخدمات العامة وبمهمة التربية فيما إذا عجز

) .1964الكعبي،(بها

واليوم نرى أن الدولة الحديثة على الرغم من استمرارية التشريعات التي تحدد الديموقراطية كأساس لها إال أنها عن العالقات والشؤون ) مراقب مستقل (بدأت باالبتعاد عن المفهوم الكالسيكي ، فثمة توجه نحو تحول الدولة إلى

)2008العالف،(صاديـة والخدمية االقت

من اهم مهامهاالمحافظة على وحدتها سواء بمواجهة االخطار الخارجية بالدفاع عن ترابها الوطني ، او بمواجهة .)1970الزهيري،(االخطار الداخلية التي تنشا الن العالقات االجتماعية قد تصل الى حد تهديد وحدة الدولة

) .المرجع السابق(بما يحقق مصالح شعبها جية وفق االعراف و القوانين الدولية القيام على العالقات الخار

من مهامها الحديثة القديمة ، السيادة على ارضها وشعبها والتي اختلفت في العصر الحديث الى مفهوم السيادة المرنة وق االنسان في ذلك ، وهي ان الدولة ليست حرة في التعامل مع شعبها تماما ولكن يجب عليها مراعاة حق

) .2008العالف،(

Page 12: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

12

الدولة و دورها في الفكر االشتراكي

سمات الدولة يحدد لينين في الفصل االول من كتابه الدولة والثورة تحت عنوان المجتمع الطبقي و الدولة ) :2009لينين،(

فالدولة هي نتاج ومظهر لعدم امكان التوفيق بين : الدولة هي نتاج التناقضات الطبقية التي ال يمكن التوفيق بينها. وتنشأ الدولة حيث وعندما وبمقدار عدم امكان التوفيق موضوعيا بين التناقضات الطبقية. المصالح الطبقية المتضادة

.ضات الطبقية ال يمكن التوفيق بينهاوعلى العكس فان وجود الدولة يثبت أن التناق

ان الدولة هي ) : 2007منصور،(لخص انجلز الموضوع حسب : فصائل خاصة من رجال مسلحين، وسجون، الخت الكادحين من خالل ما تمتلكه من قوة و سجون لحسم الخ استغل..... عبارة عن مجموعة برجوازية او ليبرالية

و الذين تطورت صورتهم بكي الوعي ) الشرطة والجيش(صراعها الطبقي االزلي معهم من خالل رجالها المسلحين .للطبقات في المجتمع الى انهم امن او امان له

بما أن الدولة قد نشأت من الحاجة لكبح جماح تضاد الطبقات وبما أنها قد : الدولة إدارة الستغالل الطبقة المضطهدةنشأت في الوقت نفسه في خضم الصراع بين هذه الطبقات، فهي كقاعدة عامة دولة الطبقة األقوى السائدة اقتصاديا

هي السائدة سياسيا أيضا وبذلك تكتسب هذه وسائل جديدة لقمع الطبقة والتي تصبح عن طريق الدولة الطبقية الدولة النيابية الحديثة «فالدول القديمة واإلقطاعية كانت أجهزة الستغالل العبيد واألقنان وبالمثل فإن .. »المضطهدة

)2009لينين،(.هي أداة الستغالل رأس المال للعمل المأجور

وافق معه بقليل من النقد و االختالف ماركس تحطيم دولة البرجوزاية هذه بانشاء وكحل للموضوع يقترح هيجل ويتدولة البروليتاريا تحقيقا لمصلحة هذه الطبقة التي هي االغلبية و تنظيم مهام الدولة مرة اخرى وفقا للصالح العام

الراسماليون ، حتى يتحقق حسم وليس لمصلحة افراد ، وليس وفقا لنظرية العقد االجتماعي التي طرحها الليبراليون ) 2007منصور،(.للصراع الطبقي

, "تجسيدا للفكرة األخالقية"الدولة إذن ليست بحال سلطة مفروضة على المجتمع من خارجه، كما أنها ليست كذلك قد هي نتاج للمجتمع عند درجة معينة من تطوره، الدولة هي اعتراف بأن هذا المجتمع و .وصورة وحقيقة العقل"

وأنه قد تصدع إلى تناقضات ال يمكن التوفيق بينها وال طاقة له بالخالص , تورط في تناقض مع ذاته غير قابل للحلباستهالك أنفسها والمجتمع , هذه الطبقات ذات المصالح االقتصادية المتصارعة, ولكي ال تقوم هذه التناقضات. منها

سلطة تهدئ الصراع وتبقيه في , في الظاهر فوق المجتمعأصبح من الضروري قيام سلطة تقف , في نضال عقيم ، وهذه السلطة المنبثقة عن المجتمع والتي تضع نفسها فوقه وتغترب عنه أكثر فأكثر هي الدولة"النظام"حدود

) . 2007منصور،(كون الجنة و الحل من وجهة نظرهم في النهاية و بعد انتصار الكادحين على البرجوازيين في الصراع الطبقي ، ت

.)2012الرجال،(على االرض بتحلل الدولة وسيادة المجتمع الشيوعي ذو الملكية العامة و عليه يمكن ان نستنتج واجبات الدولة من وجهة النظر االشتراكية وهي ادارة الصراع مع بقايا البرجوازيين و

.ل الدولة وقيام المجتمع الشيوعي قيادة الببروليتاريا لحسم صراع الطبقات باتجاه الحل النهائي وهو زوا الدولة ودورها في الفكر االسالمي

وظيفة الدولة اإلسالمية

Page 13: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

13

الدعوة وظيفة الدولة القيام على الرئيسية للدولة اإلسالمية هي إقامة الدين وسياسة الدنيا بالدين، ففي اإلسالم الوظيفة .)2002االشقر،(الشريعة وفق هذهاإلسالمية، وإقامة الشريعة اإلسالمية، وقيادة األمة

:) 2011عمر، (دور الدولة في االسالمونعني به الدفاع عن الدولة اإلسالمية؛ لحمايتها من العدوان الخارجي، أو للقضاء على الفتن والقالقل : الجهاد-1

به المسلمون األوائل؛ للدفاع عن حوزة الداخلية، وقد بين القرآن الكريم والسنة النبوية أحكام الجهاد وشروطه، واهتم .اإلسالم، ونشر الدعوة إلى دين اهللا؛ أي لتكون كلمة اهللا هي العليا

الفصل في : ؛ أي"السلطة القضائية: "وهو ما يطلق عليه في عصرنا الحاضر:والية النظر في المظالم -2 .سالمية الخصومات بين األفراد، وإقامة العدل في أنحاء الدولة اإل

فالدولة اإلسالمية قامت بنشر الثقافة والعلوم؛ سواء الدينية أو الدنيوية، ولقد تقدمت : القيام بعلوم الدين والدنيا-3. العلوم في ظل رعاية الدولة اإلسالمية، وشجع الخلفاء الناس على طلب العلم، وأكثروا العطايا للعلماء والمترجمين

لكون اإلسالم دينا ودولة، اهتم بالعمران وأوجب على الدولة أن تهتم بتحقيق العمران في : العمران توفير وسائل-4األرض، وتوفير وسائل العيش والحياة الحرة الكريمة لرعاياها جميعا، كيف ال وقد خلق اإلنسان لعبادة اهللا وعمارة

.األرضإلسالم قد سبق كل الشرائع والنظريات الحديثة في هذا الصدد؛ ألن اإلسالم وفي ذلك نجد أن ا: التكافل االجتماعي-5

أوجب على الدولة العمل؛ لتحقيق التكافل والتضامن والرعاية االجتماعية بين أفراد المجتمع اإلسالمي، وذلك عن .ى فقراء المسلمينطريق جمع أموال الزكاة والخراج، وبعد ذلك تقوم بإنفاق هذه األموال المتحصلة عل

هذا الواجب ": "نظام الحكم في اإلسالم: "يقول الدكتور صابر دياب في كتابه: األمر بالمعروف والنهي عن المنكر-6يعتبر أصال جامعا ينطوي على أمور كثيرة، وتندرج تحته مسائل شتى، وهو واجب على الدولة والفرد في ذات

عمل على تنفيذ ما أمر به الشرع الحنيف، وأن يقوم الجميع بواجب الدعوة إلى الوقت؛ إذ يتحتم على الجميع ال﴿ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن : - تعالى -الفضيلة والنهي عن الرذيلة؛ قال

]".104: آل عمران[ون ﴾ المنكر وأولئك هم المفلح

Page 14: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

14

نيالفصل الثا

الدولة الدينيةأو أنه مختار بطريقة ) إله أو ابن إله(هي الدولة التي يكون الحاكم فيها ذا طبيعة إلهية :تعريف الدولة الدينية

يكون الحاكم في مباشرة أو غير مباشرة من اهللا تعالى حسب ما عرف بنظرية الحق اإللهي، ويترتب على ذلك أن منزلة عالية ال يرقى إليها أحد من أفراد الشعب، وأنه ال يعترض على أقواله أو أفعاله، وليس ألحد قبله حقوق أو

) 2011الشريف،( .التزامات بل عليهم الخضوع التام إلرادة الحاكم حيث ال حق لهم في مقاومته أو االعتراض عليه

طبيعة الدولة الدينية تعتمد على نوع الدين التي هي منسوبة إليه، فة ان و بنظرة اشمل للموضوع ال بد من معروأنواع الدين الذي يمكن أن تنسب إليه . وعلى هذا تعتمد اإلجابة عن كونها يمكن أن تكون إسالمية أو غير إسالمية

.)2011ادريس،(الدولة هي أربعة على األقل

:الدين بالمعنى العربي الواسع

فإنها - كما في هذا المثال -وكما تكون العادة المستمرة لفرد ، المعنى هو كل ما يكون عادة مستمرةالدين بهـذا} ما كان ليأخذ أخاه في دين الـملك{: - عليه السالم - عن نبي اهللا يوسف - تعالى -قال . تكون أيضا لجماعة

انين التي تسير عليها دولته، والتي لم يكن ليوسف أن يأخذ أخاه هو نظامه والقو: ودين الملك هنا. )76 /يوسف(ولكن بما أن كل دولة بل كل جماعة متعايشة ال بد لها من قوانين أو تقاليد أو أعراف تسير عليها، فكل . بمقتضاها

دكتاتورية دينية، وكذلك فالدولة الديمقراطية دينية، وال. دولة هي بالضرورة دينية بهذا المعنى العربي الواسع للكلمة )المرجع السابق(.الشيوعية أو العلمانية، وهكذا

:المفهوم العلماني للدين

الدين بهذا المعنى هو أمر محصور في الشؤون الخاصة وال سيما العبادات، وعليه فال يمكن أن تكون الدولة دينية . ن هذا المفهوم العلماني للدين هو المفهوم الوحيد لهلكن بعض العلمانيين في البالد العربية يفترضون أ. بهذا المعنى

ولذلك ترى بعضهم يعترض على مادة الدستور المصري التي تقرر بأن دين الدولة الرسمي هو اإلسالم بحجة أن .)المرجع نفسه (الدولة ليس لها دين ألن الدين إنما يكون لألفراد

:المعنى الثيوقراطي للدولة الدينية

ة دينية بهذا المعنى الغربي إذا كان حاكمها أو حكامها يزعمون أنهم يصدرون في كل ما يقولون ويفعلون تكون الدولوالذي يدعي مثل هذه الدعوى ال . ولذلك ال يمكن مناقشتهم أو محاسبتهم. إليهم مباشرة- تعالى -عن وحي من اهللا

أنه كان يدعي - مثال -ب؛ فقد ثبت عن الرئيس بوش يشترط فيه أن يكون رجل دين بالمعنى المعروف في الغروبالرغم من أنه كان يتصرف على أساس هذه الدعاوى في حدود السلطات التي يتيحها له . مثل هذه الدعاوى

الدستور األمريكي؛ إال أن بعض المفكرين الغربيين وصفوا حكمه بالثيوقراطي وأطلقوا عليه اسم الثيوقراطية )مرجع نفسهال(.األمريكية

Page 15: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

15

هذا هو المعنى األساس للحكم الثيوقراطي؛ لكن بعض الناس في بالدنا صاروا يعرفونه بأنه حكم رجال الدين ويجعلون رجل الدين هو الذي تخرج في مؤسسات تعليمية دينية، وهذا ليس بصحيح؛ ألن الشخص يمكن أن يدرس

ألن آخر يمكن أن يتخرج في جامعات غير دينية لكنه يكون مع مثل هذه الدراسة ثم يكون مع هذا رجال علمانيا، و . )نفسه (ذلك مؤمنا بالثيوقرطية كما كان بوش

وإذا كان بعض الناس قد عرفوا الدولة الدينية بنوع الدراسة التي يتلقاها الحاكم، فقد صار الساسة الغربيون اآلن . )نفسه (يوسعون معناها لتشمل كل دولة تنتسب إلى الدين حتى لو لم تكن ثيوقراطية

.المفهوم اإلسالمي للدولة الدينية

في كل شؤون - تعالى -وفيه أمر بالحكم بما أنزل اهللا . ى الشائع اآلناإلسالم دين بالمعنى العربي العام وبالمعنفالدولة اإلسالمية هي . الحياة؛ بما في ذلك في األمور المتعلقة بالدولة من نظام حكم وقضاء وسياسات وغير ذلك

أو أخبار يتلقاها من اهللا إذن بالضرورة دولة دينية؛ لكنها ليست دولة ثيوقراطية ألن الحاكم فيها ال يحكم فيها بأوامر مباشرة؛ وإنما يحكم بنصوص مكتوبة يستوي هو وغيره في إمكان معرفتها؛ ولذلك يمكن أن يحاسب - تعالى -

وهو في هذا يشبه الحاكم في الدولة التي تسمى بالمدنية؛ ألن هذا األخير إنما يحكم في . ويمكن للناس أن يختلفوا معه . )نفسه (ره في معرفتها، وفي إطار صالحيات حددت لهإطار قوانين يستوي هو وغي

) 2011ادريس،(في بند الدراسات السابقة وما جاء في ) 1995عبد الكريم،(للتفريق وبالعودة الى الذي اوردناه من :ان هناك نوعين من الدولة الدينية تاريخيا هما اعاله نسنطيع ان نتبين

لضرورات ايصال رسالتهم الربانية الى البشر كان فيها تواصل بين دول او مرجعيات قام بها االنبياء -1هؤالء االنبياء و ربهم خطوة بخطوة و عليه لم يكن هناك امكانية لمحاسبة االنبياء على قرارتهم النها من ا اهللا تعالى ، ولم تكن هذه الدولة باي شكل دولة ديكتاتورية او تسلطية او تمتهن كرامة انسان ، وانتهى هذ

.الشكل بانتهاء عهد النبوات و عليه ال يمكن اعادة هذه التجربة من بشر عادي الن البشر خطائون

.دولة النبي محمد صلى اهللا عليه وسلم ، وملك داود و سليمان عليهما السالم : من امثلة هذه الدول على حساب الناس و دول ومرجعيات قامت على اساس ديكتاتوري او ثيوقراطي ترعى مصلحة فئة متنفعة -2

سواء اكان سماويا ام غير ذلك مثل (تحكمهم بما يتوافق مع مصالحها وليس مع مصالحهم ، واتخذت الدين رداءا لها لصد اعتراضات الناس على ظلمها لهم ، ومن الظلم نسب هذه الدول الى الدين ) الكونفوشيوسية

جارب لمثل هذه الدول قديما وحديثا بدون ان سواءا اكان ذلك بحسن نية او بسوء نية ، حيث كان هناك تاليابان قبل الحرب العالمية الثانية ، كوريا الشمالية : يكون الرداء الذي تتقي به سهام النقد دينيا مثل تجارب

االن ، تجارب القائد الملهم الثوري القومي او االشتراكي في بالد العرب ، تجارب الحكام الثوريين في . في امريكا الوسطى جمهوريات الموز

االوروبية المدعومة من الكنيسة في تجارب االمارات: من االمثلة على دول اتخذت الدين رداءا لتبرير تسلطها .عصر ما قبل النهضة

Page 16: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

16

و التي جعلته ) الكنيسة(نقطة اخيرة احببت ان انوه لها وهي ان ما تعرض له االنسان االوروبي في عهد تحكم الدين ما يمت للدين بصلة في كل نواحي الحياة ومنها الحكم والحاكمية لم تكن موجودة ال من قريب وال من ينفر من كل

بعيد في تجربة االنسان المسلم مع دينه االسالمي ، و عليه فان نسخ تجربة االوروبيين في العلمانية الستخدامها في .مها بما هو اكثر من ذلك مجتمعنا المسلم تفتقر الى الموضوعية على اقل تقدير ان لم نته

Page 17: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

17

الثالثالفصل

مدنيةالدولة ال

فالحكومة . رجال الدين وهي التي يكون القائمين على الحكم فيها ال يمثلون رجال الجيش وال: معنى الدولة المدنية لفرض القانون -بخالف العسكر– ة األمةوهي وسيل... المقابلة للحكومة الدينية، أو حكومة اإلله)) المدنية هي

)Libscomb,1913 (والسلطة الالدينية، أو السلطة العلمانية والنظام، وتستخدم للتفريق بين السلطة الدينية

فيها الحقوق والواجبات على أساس دولة المواطنة وسيادة القانون، التي تعطى "ومن التعريفات المفيدة لها انهابسبب الدين أو اللغة أو اللون أو العرق، وهي كذلك التي تضمن كفالة يكون فيها التمييز بين المواطنينالمواطنة، فالشرعيتها من اختيار وحرياته األساسية واحترام التعددية، والتداول السلمي للسلطة، وأن تستمد السلطة حقوق اإلنسان

)2011عبد العزيز،( ."نوابه الجماهير، وتخضع للمحاسبة من قبل الشعب أو :ومقومات الدولة المدنية من هذا التعريف نستنتج مقومات الدولة المدنية الخمسة وهي

، سيادة القانون ، عدم التمييز بين المواطنين ، الحرية واحترام حقوق االنسان ، و التداول السلمي للسلطة المواطنة يعني ما وهو ، واجبات و حقوق عليهامن بمايترتب المجتمع في والمتساوية العضويةالكاملة هي بذلك تسعى الى و أو أواللون الجنس أو الدين بسبب تمييز بدون سواسية الوطن تراب فوق يعيشون الذين الشعب أبناء كافة أن

.)المرجع السابق ( .الفكري السياسي أوالموقف االنتماء أو االقتصادي المستوى قبل يعني بل ، التساهل أو التنازل يعني ال ،والتسامح بالتنوع القبول و اآلخر اماحتر و التسامح جوهرها والمواطنة

في التحيز وعدم ، األساسية وحرياته اإلنسان بحقوق التمتع ينفي اآلخر بحق إقرار فيه ايجابي موقف اتخاذ شيء كل الفرص إتاحة أيضا ييقتض القضائية،وهو واإلجراءات القوانين إلى طرف دون آخر، وفي إنفاذ التشريعات

.والعدوانية والتعصب اإلحباط إلى يؤدي إنما تهميش أو استبعاد فكل،تمييز دون شخص لكل واالجتماعية االقتصادية ) .المرجع نفسه(

وهناك من يعتبر ان كل دولة ال تقوم على اساس الديمقراطية وقام على اساس عسكري او قمعي اخر ال سيتند الى الدولة التي تستقل بشؤونها عن :"، وعرفها الغربيون على انها ) 2011الديب،(ية ليس دولة مدنية الدولة الديمقراط

و هي بذلك الدولة التي تضع قوانينها حسب المصالح واالنتخابات و ) المرجع السابق" (هيمنة و تدخل الكنيسة ) .نفسه(االجهزة فيها ال تخضع لتدخل الكنيسة وال الجيش

السلطة التشريعية : ، و للسلطة فيها ثالث فروع هي ) نفسه(ي هذه الدولة هو االمة والشعب مصدر التشريع ف )Libscomb,1913() . المحاكم بتدرجها(، و السلطة القضائية ) الحكومة(، السلطة التنفيذية ) البرلمان(

Page 18: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

18

لرابعاالفصل

الدولة االسالمية

الدعوة اإلسالمية، وإقامة الشريعة اإلسالمية، وقيادة األمة القيام علىدين، و الدين وسياسة الدنيا بال إقامة دولة هي .)2002االشقر، (الشريعة وفق هذه

اإلسالمية مصدرية التشريع في الدولة

إنالعليم الخبير ، بالتالي فهو تشريع معصوم ألنه من لدن"الدولة في اإلسالم على تشريع رباني المصدر، و تقوم

اهللا عليه وسلم، وتستمد منهما أمهات لة اإلسالمية تجعل دستورها مستمدا من كتاب اهللا وسنة رسوله صلىالدوإن من أهداف مرحلة التمكين . األكبر الذي ترجع إليه كل القوانين الفرعية األخالق وأساسيات العقائد، فهو قانونهم

)2005الصالبي،.( "والعامة ريعة، يتناول كل مناشط حياة الناس الفرديةنابع من اإلسالم ومصادر الش وضع نظاماإلسالمية هو اإلسالم، فالقوانين إن المستند القانوني للحكم في الدولة"ولة اإلسالمية نابع من شرع اهللا، في الد والحكم

جب ال بد منه، واإلنسان تطمئن نفسه إلى وإطاعتها على ذلك وا التي تحكم في الدولة اإلسالمية هي من عند اهللا، .) 2002االشقر،" (بقدر ما تنفر من طاعة قوانين بشر مثله طاعة ربه وخالقه،

والسياسة الدولة اإلسالمية ال تفصل بين الدين

ل لحكم الدين المدنية التي ال دخ يختلف عما يدعو إليه العلمانيون من الفصل بين الدين والدولة، وبخالف الدولة وهذااإلسالمي، وطالب المسلمين بتنفيذ هذه األحكام، ومعاقبة في شؤونها، فاهللا شرع األحكام التي تنظم المجتمع

، األشقر( سياسية بإقامة الحدود والقصاص من المعتدين، وكل ذلك يحتاج إلى سلطة المتمردين على تلك األحكام، .اإلسالمية هي الدولة، وتلك السلطة السياسية) 2002

على قواعد ونظم اإلسالمية حددت مالمح الحكم في الدولة، إن الدستور اإلسالمي للدولة الصالحة يشتمل والشريعةببعض، وتحديد كل سلطة من السلطات الثالث، تقوم بتوضيح نظام الحكم، وتنظيم السلطات العامة وارتباط بعضها

دقة ووضوح، وتوضيح حقوق األفراد على الدولة وواجباتهم نحوها، والحقوق تنفيذية، بكلالتشريعية والقضائية وال )2005الصالبي، .(للدستور معنوية ومادية، وكذلك الواجبات وااللتزامات، ووضع القوانين المفصلة بكل تفصيالتها

القريب، توقن ن في الماضي البعيد والحاضرفي اإلسالم مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعقيدة، إن أجيال المسلمي والدولةومما . اإلسالم، فقوة الدولة رفعة للعقيدة وحماية للعقيدة إيقانا راسخا بأن هناك ارتباطا وثيقا بين دولة اإلسالم وعقيدة

وكما هو – ي أنهباالرتباط بين الدولة والعقيدة لدى جماهير المسلمين خالل التاريخ اإلسالم يدل على عمق الشعوروقواد جيوشهم وأفاضل كل عصر، إذا بايعوا كان علماء المسلمين–موجود بكثرة في كتب الحديث والسير والتاريخ

يبايعونه على كتاب اهللا وسنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فربطوا البيعة (منذ عهد أبي بكر فمن بعده(الخليفة )2005الصالبي،(عليهما دولة قائمة عليهما، ولتستمد بقاءها ومبرر وجودها من الحفاظوالسنة لتظل ال بالكتاب

)1985الماوردي،(وظائف الدولة االسالمية

.حفظ دين على أصوله المستقرة-1

.تنفيذ األحكام بين المتشاجرين-2

.حماية البيضة والذب عن الحريم-3

Page 19: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

19

.إقامة الحدود لتصان محارم اهللا عن االنتهاك-4

.تحصن الثغور بالعدة والمنعة-5

.جهاد من عائد عن اإلسالم بعد الدعوة حتى يسلم أو يدخل في الذمة-6

.جباية الفيء والصدقات على ما أوجبه الشرع-7

.تقدير العطايا وما يستحق في بيت المال-8

.استكفاء األمناء وتقليد النصحاء فيما يفوض إليهم من األعمال -9

.فسه األمور وتصفح األحوال لينهض بسياسة األمة وحراسة الملةأن يباشر بن -10للتعبير عن مفهوم ” الخطط“قد استخدم مفهوم ف) 1994ابن خلدون،(بقي ان نضيف نظرة ابن خلدون النواع الحاكمية

التي ، وقسم أنواع الحكم انطالقا من الوظيفة”الخطط السلطانية”و” الخطط الخالفية“الوظائف وهي عنده نوعان :وهي بكل وظيفة والمصلحة التي تحققهاتقصدها الحكومة إلى ثالث أنواع وذلك حسب المقصد المرتبط

.”حمل الناس على مقتضى الغرض والشهوة“الملك طبيعي ومقصده األساس • ”حمل العامة على مقتضى النظر العقلي في جلب المصالح الدنيوية ودفع المضار“الملك الذي يقوم على •حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم األخروية والدنيوية الراجعة “الشرعي وهو الملك •

. حراسة الدين، وسياسة الدنيا بهفهي خالفة عن صاحب الشرع في… إليها

Page 20: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

20

خامسالفصل ال

دينية أم مدنية: الدولة االسالمية

ليال في بعض البدايات الضرورية قبل الخوض في تفصيل هذا لالجابة على هذا السؤال الكبير ال بد من الخوض ق .السؤال

مما تقدم ال بد من التفريق بين الدولة الدينية القديمة التي اقيمت في عصر االنبياء مثل دولة االسالم االولى : اوال ي ساد فيها العدل وسعادة زمن النبي محمد صلى اهللا عليه وسلم ودولة نبيا اهللا داود و سليمان عليهما السالم و الت

البشرية بوحي من اهللا تعالى مباشر ، وبين ما سمي تجنيا دولة دينية الحقا خصوصا في اوروبا و التي ظلم فيها الحكام المستبدون بتشجيع من بعض رجاالت الكهنوت الناس باسم الدين وقرابة هؤالء الحكام من الكنيسة او من اهللا

. ا كبيرا تعالى اهللا عما يقولون علومما تقدم ايضا نجد ان تسمية الدولة الثيوقراطية االستبدادية التي امتهنت االنسان وضيعت حقوقه جميعا دولة : ثانيا

دينية هو تسمية ينقصها االنصاف في اقل تقدير ، فاذا ما صنفنا الدول حسب عدلها او جورها وحسب احترامها الظالمة المهدرة لكرامة االنسان كانت تستند الى مرجعيات فكرية متعددة النسانية انسانها او عدمها نجد ان الدول

وليس الى دين او فكر معين ، فالدولة الستالينية وما دار في فلكها من دول المعسكر الشرقي سابقا امتهنت االنسان ) الغربية المرفوضةوهذا عين تصرف الدولة الدينية بالتسمية(واستبدت براي القائد الملهم وهضمت حقوق شعوبها

كانت ال دينية او ماركسية التوجه حسب قولهم ، وديكتاوريات امريكا الالتينية زمن جمهوريات الموز و التي فعلت التي بشعوبها نفس الفعل كانت غربية التوجه رأسمالية العقيدة ، و زعامات المسلمين في بلداننا العربية و االسالمية

.م لم تغير في دستور دولها ان االسالم هو الدين الرسمي للدولة زادت على ظلم من سبق ذكرهمن هنا نعيد مرة اخرى ان الدولة الثيوقراطية االستبدادية ال دين لها ومن الظلم نسبها الى اي دين او معتقد فهي

لتصنيف ) 1994ابن خلدون،(حكم بالهوى الشخصي يحقق بعضا من مصالح طبقة محيطة بحاكم انظرتصنيف .اساليب الحكم

فهؤالء ركبو موجة الدين للجم شعوبهم بها ولم يطبقو من الدين في دولهم اال ما يعينهم على اهدافهم الشخصية استناد دولة يهود في تاسيسها وفي الدعوة اليها الى : وتحقيق مصالحهم ومصالح من يحيط بهم من االمثلة على ذلك

لعالم نحو الدولة المنشودة راكبين موجة الديانة اليهودية مع العلم ان هذا الكيان لم اشالء ابناء الحركة الصهيونية في االغاصب لم يسبق لمتدين ان تبوأ فيه منصب رئيس وزراء من بن غوريون الى نتنياهو ، ومن االمثلة التاريخية

موجة الدين الذي بدأ باالنتشار ايضا تغيير االمبراطور قسطنطين االكبر ديانة الدولة الرومانية الى المسيحية لركوب .في ذلك العهد لترسيخ اركان حكمه

االن سننطلق لمحاولة االجابة على سؤالنا الكبير من خالل مقارنة الدولة االسالمية بكل من الدولة الدينية بمفهومها

.ج مختلف الثيوقراطي و الدولة المدنية لمعرفة ان كانت هذه الدولة احد هذين النموذجين ام هي نموذ :الدولة االسالمية و الدولة الدينية •

لنضع في االعتبار بناءا على ما سبق ان الدولة االسالمية في عهد النبوة كانت دولة دينية بمفهموم يختلف تماما .عن مفهوم الدولة االستبدادية الثيوقراطية لهذه الدولة والذي انتشر بحسن نية او بسوء نية في العصر الحديث

Page 21: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

21

لى الرغم من كونها دولة دينية بمعنى ان توجيهها هو بوحي من اهللا تعالى وبشكل مستمر للنبي صلى اهللا و عاال ان النبي صلى اهللا عليه وسلم لم ) 3،4/النجم" (وما ينطق عن الهوى ، ان هو اال وحي يوحى" عليه وسلم

معنى ليس بتوجيه من اهللا تعالى ، من ال يعرف عنه انه استبد برأي اذا كان رأيه نابعا من طبيعته البشرية ب :امثلة على ذلك

صحيح " (انتم ادرى بشؤون دنياكم" حادثة تلقيح نخل المدينة ، حيث قال صلى اهللا عليه وسلم للناس -1 .مسلم

اشارة انس بن النضر رضي اهللا عنه على الرسول صلى اهللا عليه وسلم بتغيير موقع تمركز الجيش في -2 فاجاب صلى " امنزل منلك اياه ربك ؟ ام هي الحرب والخدعة ؟:" بدر الى امام البئر ال خلفه حيث سال غزة

.فاشار عليه بذلك " بل هي الحرب والخدعة: "اهللا عليه وسلم وشاورهم في االمر فاذا " الشورى التي كانت من اسس الحكم في عهد النبوة في غير ما نزل به قران -3

) .26ال عمران،" (ل على اهللا عزمت فتوكفي عهد الخالفة الراشدة فلم تاخذ االمور منحى ال اما في الدولة االسالمية ما بعد الرسول صلى اهللا عليه وسلم

االستفراد بالراي و ال الظلم وال تفضيل مصلحة فئة قليلة على اخرى كبيرة ، بل كانت اسس الحكم في تلك يفة ، وسهر الخلفاء والوالة على صالح الشعب ، و االهم من ذلك ان القانون الفترة مبنية على تقويم الخل

المعمول به كان هو القانون االلهي المنصوص عليه في الشريعة االسالمية وهو معروف للحاكم والمحكوم بل من ويمكن الي احد ان يقوم فعل الحاكم حسب التزامه به وكذلك دور الخليفة او الحاكم تطبيقه على نفسه ق

: هم تحت حكمه من االمثلة على ذلك قصة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي اهللا عنه عندما اراد تحديد مهور النساء فراجعته امراة من -1

" اخطأ عمر واصابت امراة"العوام في ذلك واقنعته بعكس رايه فاعترف بخطأه وقال قولته المشهورة .، و لم يستبد برايه) تفسير ابن كثير(

فقال " واهللا لو راينا في اعوجاجا لقيمناه بحد سيوفنا" و قصة الرجل الذي قال لعمر رضي اهللا عنه -2 " .الحمد هللا الذي وجد من يقوم عمر" رضي اهللا عنه

حتى مفهوم المحاسبة الشخصية كان سيرة مذكورة في هذه الدولة ، من االمثلة على ذلك حادث ثوب -3عندما احتج هذا االعرابي ان عمر رضي اللع عنه " ال سمعا وال طاعة "عمر عندما قال له االعرابي

رجل طويل فكيف كساه ثوب واحد من بيت المال وربما يكون قد غل نصف ثوب اكثر من غيره من .المسلمين ولكن عمر اوضح له ان تكملة ثوبه ما هي اال نصف ثوب ابنه عبد اهللا رضي اهللا عنهما

اطيعوني ما اطعت اهللا " مر فقد بين الخليفة االول ابو بكر منهجها عندما قال اما منهج طاعة ولي اال -4اذن المنهج واضح ومعروف للجميع و محاسبة اي من طرفي " فيكم ، فان عصيته فال طاعة لي عليكم

.معادلة الحكم تكون بناءا على التزامه بمنهج اهللا

ب ابن كثير قصة نادرة لمثل هذا الحرص اال في موضوع سهر الخليفة على مصالح االمة نجد في كتا -5ان جمال من عير الصدقة نفر من بيت المال في المدينة : وهي قصة عير الصدقة فيرويها كالتالي

المنورة فلم ينتظر الخليفة الثاني سيدنا عمر احدا ليقوم بدال منه برده بل قام بذلك بنفسه خوفا من ضياع

Page 22: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

22

ا الجمل ، وكان هذا منهجا واضحا لمن سياتي بعده في ادارة شؤون مصلحة االمة من االستفادة من هذ .لقد اتعبت الخلفاء من بعدك يا ابا حفص : المسلمين قاله سيدنا علي كرم اهللا وجهه

في النهاية نجد تعارضا شديدا يصل الى حد التنافر بين الدولة االسالمية و بين الدولة الدينية بمفهومها الثيوقراطي ، .نتطيع القول بملء الفم الدولة االسالمية ليست دولة دينية وعليه

:الدولة االسالمية و الدولة المدنية •

اذا كان الهدف من حكم الناس بالدولة المدنية هو صيانة كرامتهم و حفظ حقوقهم ، وعد استبداد فئة قليلة بمصالحهم من المحاسبة و العيش بدون امتهان كرامتهم ، في جو ، و تطبيق رغباتهم التي توصلهم الى الطمانينة و السكينة في

السكينة في العيش بدون امتهان كرامتهم ، في جو من المحاسبة لمن يتخطى حدود القانون سواء اكان هذا حاكما ام بجهود الشعب لتحقيق اهداف ال امة ، فليس هناك تعارض بين هذه الدولة و الدولة محكوما ، وتسعى مدفوعة

ة ، بل ان الدولة االسالمية سبقت كثيرا في هذا المجال باضافة هدف جليل اال وهو ايصال الناس حكاما االسالمي .ومحكومين الى بر االمان في االخرة ايضا من خالل اقامة فروض الشريعة التي تحفظ لالنسان دنياه واخرته

ين بعض قيم الدولة المدنية و الدولة االسالمية لن ندخل في تفصيل ذلك لضيق المقام و لكن ناخذ مثاال بسيطا للتوافقب .، لطالما كان هدفا لسهام التشكيك والتجريح على المسلمين هذه القيمة هي قيمة المواطنة

في والمتساوية العضويةالكاملة ي المدنية وهو المواطنة، فإنهاتعنالدولة إذا نظرنا إلى المقوم األول من مقومات

الوطن تراب فوق يعيشون الذين الشعب أبناء كافة أن مايعني وهو ، واجبات و حقوق من اعليه يترتب بما المجتمع الفكري السياسي أوالموقف أواالنتماء االقتصادي المستوى أو اللون أو الجنس أو الدين بسبب تمييز بدون سواسية

)2011عبد العزيز،(في ) المواطنة، منى مكرم عبيد( هذا تحتضن دولة ،و فاعل و ملتزم فهو ومنثم يشعر باالنتماء والدولة؛ مواطن طنوالمواطنة لها طرفان، الموا

)2011عبد العزيز،(.المواطنة باستحقاقات الوفاء على قادرة و المواطن قبل يعني بل ، التساهل أو التنازل اليعني ،والتسامح بالتنوع القبول و اآلخر احترام و التسامح جوهرها والمواطنة

في التحيز وعدم األساسية، وحرياته اإلنسان بحقوق التمتع ينفي اآلخر بحق إقرار فيه ايجابي موقف تخاذا شيء كل الفرص إتاحة أيضا يقتضي وهو ، القضائية واإلجراءات القوانين إلى طرف دون آخر، وفي إنفاذ التشريعات

.والعدوانية والتعصب اإلحباط إلى يؤدي ماإن تهميش أو استبعاد تمييز،فكل دون شخص لكل واالجتماعية االقتصادية ) .2011عبد العزيز،(في ) منىمكرم عبيد ، المواطنة(

مع التصور اإلسالمي في شيء، بل إن اإلسالم هو الدين الوحيد الذي والمواطنة بهذا المعنى الذي بيناه ال تتعارضشاهد على أن دين أو عرق، ووثيقة المدينة خيرمراعاة حقوق المواطنين، ولم تفرق بينهم للون أو قامت دولته على

المواطنة لجميع رعاياها، بال الدولة المسلمة دولةمواطنة؛ ففي الوقت الذي تتفاخر فيه بعض الدول أنها أعطت حقوق اإلسالمية التي أسسها رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أعطت تفرقة بينهم في لون أو جنس أو دين أو لغة، فإن الدولة

ومنهم النصارى مواطنيها، الذين كانوا يختلفون بطبيعة الحال من الناحية الدينية؛ فمنهم اليهود حق المواطنة لجميع .ومنهم المسلمون

-3/224(، وابن كثير في البداية والنهاية )504-1/501(في سيرته ومما ورد في هذه الصحيفة كما ذكر ابن هشاموأثم فإنه لا وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم ف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهمبني عو وإن يهود): (225

Page 23: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

23

بني الحارث مثل ما ي عوف، وإن ليهودليهود بني النجار مثل ما ليهود بن إلا نفسه وأهل بيته، وإن] يهلك[يوتغ . كأنفسهم وإن بطانة يهود... ليهود بني عوف

الحقوق والواجبات بين اليهود وبين المسلمين في المدينة، فأعطاهم فهكذا ساوى النبي صلى اهللا عليه وسلم فيلرعاياها من غير مجتمع، إنها أعظم وثيقة تبرهن على احترام الدولة اإلسالميةواجباتهم تجاه ال حقوقهم وبين

واألعراق المختلفة، تحت مظلة وطنية واحدة المسلمين، وتعطي نموذجا واقعيا لكيفية التعايش الصحيح بين الملل .والداني تجمع القاصي

وهي أن أي قانون في أرقى الدول المدنية البد له من منتهى األهمية، على أننا ال يفوتنا هنا أن ننبه إلى أمر فيسبيل نابعة من ثقافة وهوية الشعب الذي تحكمه، تحفظ عليه هويته الثقافية والحضارية؛ فعلى ضوابط خاصة، تكون

أن يقوم حزب سياسي على أساس المثال في الواليات المتحدة يمنع الدستور األمريكي أن يتولى الرئاسة شيوعي، أوعبد العزيز ( ة ألمريكي هي الرأسمالية الليبراليالشعب ا تراكي؛ وذلك ألن الهوية الثقافية التي ارتضاها أغلبيةاش،2011( .

ساكنيها ، مثال ذلك قصة الرجل اليهودي العجوز مع عمر بن لنزيد على ذلك رعاية الدولة االسالمية اجتماعيا لك .ت اجتماعية لكبر سنه الخطاب رضي اهللا عنه وكيف صرف له مستحقا

اما في مجال السواسية امام القانون فقصة ابن عمرو بن العاص رضي اهللا عنه مع القبطي عندما اذاه بعد فوز .القبطي في سباق الخيل وكيف اخذ عمر رضي اهللا عنه الحق له خير دليل على التساوي امام القانون

وا منها بعد زوال حكم المسلمين فيها الى حيث فر المسلمون حيث لم اخيرا في هذه النقطة وجدنا ان يهود االندلس فر .يقبلهم الحاكم المسيحي الجديد للبالد فهربوا الى حيث يتم قبولهم رغم اختالف الدين على اساس المواطنة

ة االسالمية اما في ما يخص االختالف بين الدولة المدنية والدولة االسالمية او بين مشتقات الدولة المدنية والدول :فسنتطرق الى نقطتين فقط

من الواضح ان هناك خالفا جوهريا بين المفهومين نابع من االسالم يحدد ان : االسالم والديمقراطية •الحاكمية للشرع الذي جاء به االنبياء من عند اهللا ، بينما يحدد النظام الديمقراطي ان الحاكمية هي للشعب

.لشعب يسن القوانين التي يراها مناسبة وان من ينتخب باالغلبية من امن الواضح عدم استقامة االمر فمهما بلغت بالعقل المحدود المدارك لن يصل الى وضع قوانين تقارب ما وضعه العقل الال محدود ، وقد راينا امثلة كثيرة على تهافت قوانين البشر امام قوانين اهللا حاشا وكال من

قرنا على انه مهلك للثروات ويوجب غضب 14ا كبيرا ، فمثال حرم االسالم الربا قبل المقارنة وتعالى اهللا علواهللا ، واباحه النظام الوضعي وبنى عليه كل معامالته االقتصادية فماذا كانت النتيجة ؟ كانت متوافقة تماما مع ما

اقتصادات الدول الغربية نتيجة و الكل يرى االن االزمات التي تعصف ب" يمحق اهللا الربا"انزله اهللا قبل قروناقتصاد الفقاعة المبني على الربا ، وبالنظر العقلي لموضوع الديمقراطية فمن غير المعقول ان يساوي صوت

السفيه في االنتخابات راي االستاذ الجامعي او العالم ، اخيرا فقد راينا تبرم دول الديمقراطية منها عندما لم لشعب االوروبي الكسول ال يريد بغالبيته تغيير عاداته في الرفاه و العيش بال تعب تتوافق مع مصالح االمة ، فا

و االقتصاد ال يحتمل فماذا كان الحل في ايطاليا ومن قبلها اليونان ؟ اسقطت حكومة باباندريو المنتخبة لمان اصال الدارة ديموقراطيا ومثلها حكومة بيرلسكوني وتم تعيين حكومتي تكنوقراط ليس لهما تمثيل في البر

.االزمة ومحاولة انقاذ البالد من الهاوية

Page 24: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

24

لكن من الواضح ان التيار العام لالسالميين رضي بهذه الطريقة لعدم توفر بديل افضل منها في النظام القائم .حاليا

الدين عودة على بدء فان االسباب التي دفعت باالوربيين والغربيين عموما الى فصل : االسالم والعلمانية •وهي االحتكام الى العلم في حل المشكالت وادارة االمخور بدال من نصوص " عن الدولة بمبدأ العلمانية

لم تكن موجودة في االسالم ، فلم يحصل اي تضارب بين اي فرع من العلوم وبين ) 2011الديب،" (الدينكما حصل لجاليليو (طبيعة قد احرق ما جاء به االسالم وعليه لم يسجل لنا التاريخ ان عالما مسلما في ال

وعلى العكس مما حصل معهم عندما تركوا دينهم لكهنوت الكنيسة ، ) جاليلي عندما قال بكروية االرضبحيث ال يتعدى اسوارها تقدموا وازدهروا ، بعد زمن من عصور الظالم في ظل احكام الكنيسة ، اما نحن

بديننا حملنا مشعل االمل للبشرية جمعاء بعلومنا وفنوننا و المسلمين فحصل معنا العكس ، فعندما تمسكنا .اخالقنا ، وعندما تركنا ديننا انحدرنا في كل شيء وما زلنا ننحدر حتى وصلنا الى ذيل االمم

مما تقدم فان االسالم ال يقبل العلمانية كدين لدولة ، وال لزوم لذلك كما اسلفنا الن ديننا مختلف وتجربتنا .ة معه مختلف

وفي ما يخص اختالف االسالم مع بعض قيم الدولة المدنية ، فسنتحدث وباقتضاب عن قيمة واحدة اال وهي قيمة :الحرية

تقوم فكرة الحرية في الدولة المدنية كما كتب على على مبدأ الحرية المطلقة ، لكن الحق بها ان تكون هذه الحرية احي الحياة االقتصادية والسياسية و االجتماعية ، وكما ورد في عبد بما ال يتعارض مع قوانين الدولة في كل من

الن من حق كل دولة ان تحافظ على هويتها وثقافتها ، فمثال انت في امريكا حر في تبني اي ) 2011العزيز،( .فكر غير الفكر الشيوعي ، وفي تاسيس اي حزب لكن ليس على عقيدة اشتراكية

وهذا الضرر ممنوع سواء اكان ) انت حر ما لم تضر(أ الحرية المقيدة بالقاعدة الشرعية اما في االسالم فهناك مبدعلى النفس ، او على الغير ، او على المجتمع ، واالهم على الدين ، فانت لست حر لتعاطي المخدرات او للشذوذ

سكني النه ضرر على لتفتح مصنعا بادخنة كثيرة في حيالجنسي الن ذلك ضرر على نفسك ، و انت لست حر الغير ، وانت لست حر بانتاج افالم اباحية الن في ذلك ضرر على المجتمع ، وانت لست حر لنشر التبشير الن في

.ذلك ضرر على الدين

هو ان الدولة االسالمية هي دولة مدنية من نوع خاص ، او بالعبارة : اخيرا نخرج من هذا الباب بنتيجة مهمة .ختلف واكثر واقعية ومالئمة من الدولة المدنية بمفهومها الغربي االصح هي شكل م

Page 25: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

25

دسالفصل السا

االسالميون و الحكم

هل الخوف من وصول االسالميين للحكم "جابة على السؤال االخير من اسئلة البحث وهويهدف هذا الفصل الى اال العالم االسالمي وعلى مستوى العالم العربي لن ، واالجابة المبدئية على الموضوع هو انه على مستوى" مبررا ؟

يكون هناك اسوأ من انظمة الحكم التي كانت تحكم قبل الربيع العربي والتي ما زال بعضها موجودا ، سواء احكم .المسلمون ام غيرهم

نية ثيوقراطية ويطرح الطارحون هذه االيام بحسن نية او بسوء نية ان تجربة االسالميين في الحكم ستكون حكومة ديهما تجربة حكم الولي :او حقوق ويستندون في ذلك الى تجربتين حديثتين تعود بنا الى العصور الوسطى بال حريات

الفقيه في ايران ، وتجربة امارة المؤمنين لطالبان في افغانستان ، ولن ندخل هنا في جدل حول حقيقة هذين النظامين بان كان بعيون غربية خصوصا تجربة طالبان ، وسناخذ االمر على عواهنه الن ما وصل لنا عنهما بمعظمه عنهما

هاتين التجربتين كانتا تجربتا حكم ثيوقراطية ، ولكن حتى لو كان ذلك صحيحا فليس بحجة على ان كل ما سيأتي انجازات مذهلة من االسالميين في الحكم سيكون رهينا لهاتين التجربتين ، فلدينا مثال تجربة تركيا وما حققته من

على كل االصعدة المتعلقة بحياة االنسان ومستقبله ، وكذلك تجربة محاضر محمد في ماليزيا التي اتخذت وجها اقتصاديا باالساس قفزت بحياة االنسان الماليزي قفزات الى االمام ال يستطيع احد ان ينكرها، نضيف عليها تجارب

.لنقابات والغرف التجارية و اتحادات طلبة الجامعات الحركات االسالمية الناجحة بمجملها في امن نافلة القول ان الخوف من االسالم كدين في الحكم ليس له ما يبرره النه من عند اهللا بشرع ال يأتيه الباطل من

.بين يديه وال من خلفه ى االجتهادات الشخصية و لكن المخاوف قد تكون مبررة اذا ما كانت من بعض التفسيرات و التطبيقات المبنية عل

:التي يمكن اجمالها فيما يلي اذا لم يطرح االسالميون المعتدلون النموذج الحسن لشباب االمة في التعامل مع المشاكل التي ورثوها عند •

من االنظمة السابقة خصوصا المشاكل االقتصادية و مشاكل االستقطاب في المجتمعات ، وصولهم للحكم استخدام شعرة معاوية في التعامل مع المحيط الدولي واالقليمي المتربص بهم بما يفقد وعدم المبالغة في

الن ذلك قد يؤدي الى نشوء افكار متطرفة بينهم تحرق . هؤالء الشباب شعورهم بالعزة باالنتماء لدينهم .االخضر واليابس

الن الوضع ال يحتمل الحلول طويلة اذا لم يجدوا االجابات السريعة للمشاكل المذكورة في النقطة االولى ، •االجل وبحاجة لحلول سريعة مما يؤدي الى فقدان الثقة بينهم وبين الجماهير التي اوصلتهم للحكم وبالتالي

بحث هذه الجماهير عن بديل جديد كما بحثت عن بديل االسالميين عند فشل خطط من سبقهم وبالتالي .ر الدخول في دوامة جديدة من عدم االستقرا

اذا استمر البعض من االسالميين في التفكير في مرحلة الحكم بعقلية الجماعة ، فيجب البحث عن ما يجمع •ال ما يفرق و عن اقصى درجة من التسامح مستمدين ذلك من التاريخ االسالمي الغني ، ومتخذين مبدأ

تغيير الراديكالي قد يكون له ثمنه ، التدريج في التغيير فامراض االمة الواجبة التغيير مزمنة ومنذ قرون وال .ولكن المحظور االخر هو عدم الذوبان في البرغماتية لتضيع فيها شخصية المسلمة في التغيير

Page 26: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

26

بين برغماتيين مغرقين في البرغماتية وبين راديكاليين مغرقين في الراديكالية ، ىاذا استمرت فوضى الفتاو • . ضرورة عاجلة االن على اساس العلم والفضلوىففتح باب االجتهاد و توحيد مراجع الفت

وفي نفس الموضوع ايقاف الفتاوى الكوميدية ومحاسبة مطلقيها فهي بال معنى وتستخدم للسخرية من الدين فتوى رضاعة الكبير، اكل لحم الجن، معاشرة : والدس فيه واالمر من ذلك انها ال تفيد احدا ، مثال ذلك

.جثة الزوجة اوصلت البرغماتية المبالغ فيها الى مرحلة تمييع الشخصية االسالمية من اذادأ مرة اخرى عودة على ب •

كل افق ) الجنينية(خالل تفصيل االحكام الشرعية حسب الهوى ، و في الجهة االخرى اذا اغلقت الحركات .نصوص الدين وليس روحه ها لللتغيير من خالل تطبيق

وانا أن الحمد هللا رب العالمينوآخر دع

Page 27: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

27

النتائج والتوصيات

النتائج : اوال

مكان من االرض يطلق عليه اسم اقليم يعيش عليه طائفة من الناس هم الشعب و يحكم هؤالء هي: الدولة •سلطة يخضع لها هذا الشعب في االقليم تسمى دولة او حكومة تدبر عالقات الشعب الداخلية فيما بينهم و

.اتهم الخارجية مع االقاليم االخرى و تحمي حدود الوطن من االعداء عالق

.وقد اختلفت واجبات الدولة و اهدافها باختالف االفكار بين االسالمي و الراسمالي و الماركسي

هي نوع من الدول كان الحكام فيها من انبياء اهللا صلى اهللا عليهم وسلم ، وكانت دولة عدل : الدولة الدينية •ساواة و حقوق وانتهت من التاريخ البشري بانتهاء عهود هؤالء االنبياء ، فنتهت في التاريخ االلسالمي وم

.بانتقال الرسول صلى اهللا عليه وسلم الى الرفيق االعلى

من الظلم او من مجانية الحقيقة على االقل نسبة الثيوقراطيات التي نشأت في العصر الحديث و بررالحكام •وامتهانهم لالنسان و اكلهم حقوقه بقرابتهم من اهللا تعالى او من الرسول صلى اهللا عليه وسلم ، فيها ظلمهم

من الظلم نسبها الى الدين و القول انها دولة دينية ، واالصح القول انها دولة ثيوقراطية استبدادية ، او .ديكتاتورية

السالمية ، ولكن هناك تعارض واضح بينهما الدولة المدنية تقترب في بعض قيمها واهدافها من الدولة ا •خصوصا في مصطلحات مثل الديمقراطية و العلمانية ، وهناك ايضا تعارض في بعض القيم مثل قيمة

.الحرية

.لكن هناك اتفاق او تقارب فيما يخص قيم اخرى مثل المواطنة ، حقوق االنسان وحق المحاسبة والمراقبة

ي نوع خاص من الدول المدنية مطلق دولة دينية بالمفهوم الثيوقراطي ، وه ليست بال:الدولة االسالمية •تطبق االسالم و شرع اهللا ، او باالصح هي نموذج اكثر رقيا من الدولة المدنية و اقدر منه على معالجة

.مشاكل البشرية ، خصوصا انها تعالج مشاكله في الحياة الدنيا و في االخرة ايضا

مبررا ، اال فيما يتعلق ببعض التطكبيقات المتطرفة ليس االسالميون للحكمالخوف من وصول ان •للنصوص من قبل بعض االسالميين المتطرفين ، و الخوف من توابع االفشال الذي سيحاوله الكثيرون من

.الداخل والخارج من المحيط الدولي واالقليمي

Page 28: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

28

التوصيات : ثانيا

تدال و مستندا الى روح االسالم العظيم ووليس الى فتاوى مائعة مغرقة في االسالمي مع ان يكون الخطاب • . البراغماتية و ال الى فتاوى مغرقة في الراديكالية

تنقية مصطلحاتنا مما علق فيها من شوائب بحسن نية او بسوء نية الن تجربتنا الخاصة كمسلمين ، فال • .اتهم بدينهم تشبه عالقاتنا بديننا تاريخ من وضع المصطلحات يشبه تاريخنا و ال عالق

ان يحذر االسالميون من اضاعة امال االمة في الخروج من واقعها الصعب بوصولها للحكم، باخطاء ربما •ان ) ال سمح اهللا(عنهم تسعى الفشالهم ، فلن يبرر احد لهم في حالة فشلهم يرتكبوها ، او السباب خارجية

.تعرضوا لها و ال بتعقيد المشكالت المجتمعية التي تنتظرهم ذلك كان بسبب عصور االضطهاد التي

للحكومات االخرى التي لم يصل االسالميون للحكم في بلدانها ، هناك طاقات مختزنة في افكار االسالميين •، ستخلق تجارب جدية ومقاربات لحل مشكالت المجتمع واالمة يجب اخذها بعين االعتبار ، فالتضييق على

.ليس الحل ) لسياسياالسالم ا(

Page 29: الدولة الدينية و الدولة المدنية Benamor.begacem

29

المراجع

المراجع باللغة العربية. أ

علي عبد الواحد وافي ، دار الفكر العربي، . ، تقديم وتعليق دالمقدمةابن خلدون،عبد الرحمن بن محمد، -1 .1994مصر،

.2011 ، 187،مجلة البيان ، العددالدولة الدينية والدولة المدنيةادريس،جعفر شيخ، -2 .2002، دار النفائس للنشر والتوزيع، بيروت،نحو ثقافة اسالمية اصيلةاالشقر، عمر سليمان، -3 .1976،دار المعارف، القاهرة،الشعب والتاريخحسين،نازلي اسماعيل، -4، مصر ، ،مؤسسة الصحابة للنشر والتوزيع ، شبين الكوم الدولة االسالمية الدولة المدنية الديب،حاتم حسن،-5

2011. .1970، موسوعة الهالل،القاهرة،الدولةالزهيري،كامل، -6 .2005،دار المعرفة،بيروت،لبنان،، فقه النصر و التمكينالصالبي،علي محمد -7 .1995 ،سينا للنشر،مصر،االسالم بين الدولة الدينية و الدولة المدنيةعبد الكريم ، خليل ،-8 .2008 ،2205، مركز الحوار المتمدن، العددفي الفكر الغربي الحديثالدولة العالف،ابراهيم خليل، -9

.1964، المكتبة العصرية،بغداد،نمو الفكر االجتماعيالكعبي،حسين،-10، ترجمة لطفي فطيم، الهيئة المصرية العامة للتأليف و النشر ، الدولة و الثورةلينين،فالديمير ايليتش، -11

.2009مصر، .2007 ، 1789 ، الحوار المتمدن ،العدد الدولةيف ، قراءة جديدة لفلسفة هيجلحسن منصور، اشرف -12 ، المطبعة المحمدية اليات الدينيةاالحكام السلطانية والوب البصري،الماوردي،ابو الحسن علي بن حبي-13

1985،مصر، المراجع باللغة االنجليزية.ب

1.Lipscomb,David,Civil Government,Nashville,Tenn,Mcquiddy printing co,1913 . .المواقع االلكترونية.ج ، شوهد في الموقع2011،موقع وزارة االوقاف و االرشاد اليمن ،، الدولة المدنية في ظل االسالمابراهيم،محمد -1

http://www.sgf-irshad.org/subjects/view/34 www.arabsfordemocracyالموقع االلكتروني ، شوهد في 2012،الدولة والمأزق الثوريالرجال،علي ، -2

.org هد في الموقع ، شو2011نية، بين الدينية والمد، الدولة االسالمية الشريف، محمد بن شاكر-3

http://www.islamweb.net /fatwa/index.php?page=showfatwa&Optio... 2011 االخوان المسلمون ، ، موقعالدولة الدينية والدولة المدنيةمصطفى، فهمي عبده ، -4

http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?ArtID=83255&SecID=360 ، شوهد في موقع علماء اليمن 2011،الدولة المدنية بين االسالم والعلمانيةعبد العزيز،هشام مصطفى،-5

aspx.articles/main/net.yemen-amaaol://http? شوهد في الموقع االلكتروني 2011، واجبات الدولة في االسالمعمر،محمد حسن ، -6

36497/0/Culture/net.alukah.www://http/