كتاب من خالل التراث النقدي العربي النقد األدبي الحديث" لمحمد غنيمي هالل"

قراءة في الرؤية والمنهج

الحسني حسن محسن : د. آالء اعداد للعلوم التربية / كلية المثنى جامعة

االنسانية

المقدمة : كثرت في اآلونة األخيرة الدراسات النقدية العربية التي تتناول

بالبحث والدراسة واقع التراث العربي القديم من خالل اعتماد المنهجية العلمية، األمر الذي نتج عنه اختالف في األدوات المنهجية

التي يعالج بها التراث، فضال عن تباين المواقف النقدية منه ومن مفاهيمه وفي كيفية التعامل معه بين معجب بالتراث ومقبل عليه وآخر رافض ومنكر له, فهو- أي التراث- يعد " من القضايا الفكرية

التي بقيت مشتعلة طوال فترة حياة ما يدعى باألدب العربي الحديث إذ شكل الشاغل األبرز لمفكري عصر النهضة العرب بخاصة

وتباينت المواقف منه، ومن مفاهيمه، وكانت المشكلة األبرز في كيفية التعامل معه، إذ أن الموقف منه يتطلب رؤى وأفكارا لها تبعاتها الفكرية والدينية واالجتماعية، لذا فإن المنهج المقترح

للتعامل معه استحضر رؤى تنظمه وتحدد وجهته؛ ألن العالقة معه عالقة بقضية أمة وفكر ومنهج في التحليل مثلما هي عالقة بقضية

.(1)أدبية وفكرية ونقدية " يروم هذا البحث إلى قراءة التراث النقدي العربي في كتاب محمد

غنيمي هالل الموسوم بـ )النقد األدبي الحديث( والوقوف على منهجه في تلك القراءة التي تكشف منذ البدء عن إعجاب الناقد

وميله إلى النقد اليوناني القديم متمثال بنقد أفالطون وأرسطو، وهو ما يفسر لنا أيضا سبب اختياره للمنهج المقارن غالبا في

قراءته للتراث النقدي العربي بقصد مقارنته مع نظيره اليوناني، إلى جانبي المنهج الوصفي والمنهج التقويمي، ووفقا لذلك قسمت الدراسة على ثالثة محاور: عني أولها بدراسة قضايا التراث النقدي

العربي التي تناولها الناقد في ضوء المنهج المقارن، أما الثاني فقد عني بدراسة القضايا النقدية العربية التي تناولها الناقد في

ضوء المنهج الوصفي ، في حين عني المحور الثالث بدراسة قضاياالتراث النقدي التي تناولها الناقد في ضوء المنهج التقويمي.

المحور األول: التراث النقدي العربي والمنهج المقارن نطالع منذ البدء إعجاب الناقد غنيمي هالل بالنقد اليوناني، إذ

يحاول أن يقيس كل قضية من قضايا التراث النقدي العربي بالمقياس األرسطي، محاوال من خالل المقارنة بينهما أن يبين أثر

النقد األرسطي على التراث النقدي العربي، وقد استهل الناقد دراسته بمقدمة بين فيها منهجه المقارن، إذ يقول: " ومنهجنا في

1

هذه الدراسة قائم على العناية كل العناية ببيان وجود الشبه بين النقد العربي وما سواه من النقد قديمه–والفروق على سواء

، ويمكن حصر القضايا النقدية التي قرأها الناقد محمد(2)وحديثه"غنيمي هالل قراءة مقارنة في :

جاهلي ) اتجاهات- القديم العربي –أموي –النقدعباسي(

العرب- عند الخيال

العرب- عند المحاكاة

الشعر- عمود

) كـ- ) النثرية و الغزل المدح، كـ الشعرية األدب أجناس ) الخطابة)

القول- أجزاء تنظيم وسنحاول أن نتتبع آراء د. غنيمي في قراءته لهذه القضايا

النقدية، مبتدئين بالقضية النقدية األولى وهي :اتجاهات النقد النقديالعربي القديم )جاهلي – أموي – عباسي(، فأما عن االتجاه

أن التحكيم الذي هاللغنيميمحمد األول )الجاهلي( فيرى فيه د. كان يتم في أسواق الجاهلية كسوق عكاظ وأسواق العصر

اإلسالمي كسوق المربد " قريب الشبه بما كان من التحكيم المسرحي في العصور اليونانية القديمة قبل نشوء النقد المنهجي

ويضيف " ولعل خير ما يستدر ثمرات هذا االتجاه،(3)عندهم" ويستخلص منه أقصى غاية له، هو ما عبر عنه الجاحظ حين نصح

الكاتب والشاعر باالحتكام إلى ذوق الصفوة من الجمهور والثقة في. (4)ذلك الذوق، دون ضرورة التماس تعليل فني منه"

يحاول الناقد من خالل هذه القراءة المقارنة، أن يبين إن النقــد ــة في العصر الجاهلي كان متأثرا بالنقد في العصور اليونانية القديم قبل نشوء النقد المنهجي عندهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قدم تأثر النقد العــربي بالنقــد اليونــاني من جهــة، وعلى عــدم منهجية النقد الجاهلي من جهة أخرى أوال، وثانيا: التقليل من قيمــة النقد الجــاهلي الـذي وصــفه د. محمـد غـنيمي هالل بأنـه كــان نقـداــير من ــاك الكث ــع أن هن ــني، م ــل ف ــتند إلى أي تعلي ــا ال يس انطباعي األحكام النقدية التي وردت على لســان النقــاد القــدامى قــد تولــدت عنها، كحكم الوصول إلى شرف المعـنى الـذي جـاء في نقـد النابغـة

لقول حسان بن ثابت الذي يقول فيه:

2

بالضحى وأسيافنا يقطرن يلمعن الغرلنا الجفنات دمامن نجدة

ولدنا بني العنقاء وابني محرق فأكرم بنا خاال وأكرم بنا ابنما

فقال له النابغة " أنت شاعر ولكنك أقللت جفانك وأسيافك .(5)وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك "

وفي االتجاه النقدي الثاني )األموي(، يذهب الناقد إلى ظهــور" ــل اتجاه نقدي جديد- وإن يكن بدائيا- ولكنه كان فيه ضرب من التعلي الموضوعي، أساسه تقاليد العرب في أشعارهم وعــاداتهم وحيــاتهم

ــع، ثم يستشهد على ذلك بـ "(6)العاطفية" المجلس األدبي الذي اجتم فيه عمر بن أبي ربيعة, واألحوص بن محمد, ونصــيب ثم كثــير الــذي

لته فتغزببيحل ب يتغزه أراد أنفي بعض غزلياته- أن- حكم على عمرــوص في أن.بنفسه ــدح األح ــربي في ثم م ــد الع ــار على التقلي ه س

ر خضـــوعه لمحبوبتـــه, ومن هـــذهقصـــيدة من قصـــائده حين صوالقصيدة:

ي إلىلقد منعت معروفها أم جعفر وإن معروفها لفقير

ثم رجع كثير فــذم األحــوص حين خــرج على تقليــد آخــر, هــو إصــرار الحبيب على دوام العاطفــة على الـرغم من هجــر الحبيبــة لــه, وهــو

تقليد عام في الغزل العربي يخرج عليه األحوص بقوله: تعودي لهجر بعدنإ تصلي أصلك, ونإف وصلك ال أبالي

أمــا : " إلى األحــوص قــائالق كثــير على الــبيت الســابق متوجهاــفعل والله لــو كنت من فحــول الشــعراء لبــاليت, هال قلت كمــا قــال هــذا

)وضرب بيده على جنب نصيب(: تملينا فما يرحل الركب وقل: إنبزينب ألمم قبل أن

ملك القلبولكن كثيرا بعد أن مدح نصيبا بما سبق، عاد فعاب عليه قوله:

أهيم بدعد ما حييت فإن أمت فوا حزنا من ذا يهيم بها بعدي؟ !

ألنه فهم من البيت األخير أنه يهتم بمن يشغل مكانه منها من جانب (7)غير كريم "

لو تأملنا األحكام النقدية التي جاءت في المثال السابق لوجدنا أنها ال تختلف كثيرا عما كان متداوال في العصر الجاهلي، وهذا يعني

أن النقد في هذا العصر كالنقد في العصر األموي يتمتعبالموضوعية.

ويذهب د. محمد غنيمي هالل في االتجاه النقدي الثالث الذي ظهر في العصر العباسي إلى الحديث عن تأثير النقد اليوناني على النقد العربي، إذ يرى أن " خير من يمثل هذا االتجاه النظري المتأثر

، وذلك من خالل تحذيره(8)تأثرا محمودا بالنقد القديم، هو الجاحظ " للشاعر من بناء قصيدته على الحكمة فحسب، أو من خالل دعوته

إلى القران، مع أن الجاحظ قد استعار هذا المصطلح )القران( من

3

الشاعر األموي رؤبة عندما "عاب شعر ابنه فقال :"ليس لشعره قران" وجعل البيت أخا البيت إذا أشبهه وكان حقه أن يوضع إلى

. (9)جنبه" مما تقدم يتضح أن الناقد محمد غنيمي هالل يحاول أن يؤكد تأثر

الجاحظ بالنقد األرسطي، وهذا القول غير صحيح السيما أن الناقد بعد ذلك يحاول أن يبين لنا أن النقاد العرب بخالف الفالسفة لم

يعتنوا بفلسفة النقد، إذ يقول: " وفي العصر نفسه بدا الفالسفة من العرب يترجمون كتب اليونان في النقد، وبخاصة أرسطو، وأخذ

يطلع عليها- إما في أصلها أو في ترجمتها- بعض نقاد العرب،...، والذي يسترعي االنتباه عناية أولئك الفالسفة وحدهم بالنقد

النظري ألرسطو، دون محاولة ممارسته على نحو فعال، في حين لم يعن النقاد بفلسفة النقد، ألن النقد ظل في أذهان العرب

. (10)منفصال في جوهره عن الفلسفة" أما عن القضية النقدية الثانية وهي )الخيال عند العرب(، فيرى د.

محمد غنيمي هالل أن مفهوم الخيال عند النقاد العرب ال يخرج عن الفكرة التي قال بها أرسطو وهي التقليل من شأن الخيال

، ويرى أيضا أنه " من العبث أن نربط(11)وضرورة وصاية العقل عليه بين الخيال والصورة في النقد العربي القديم، ألن كليهما ذو

، على الرغم من أنهما مترابطتان(12)مفهوم مستقل عن اآلخر" ولكن ليس على أن الصورة وليدة الخيال، ولكن على أنها مرادفة أو

. (13)قرينة لها ويتابع الناقد غنيمي قراءته المقارنة للقضايا النقدية العربية

القديمة ويصل إلى قضية المحاكاة عند العرب، ويحاول فيها أيضا أن يبرز األثر األرسطي على النقد العربي القديم، قائال: " انتقلت

قيمة- من األفكار التي أدلى بها أرسطو في نظرية–فكرة المحاكاة إلى النقد العربي، فأثرت فيه تأثيرا خصبا متنوعا: وهذه

، ويذهب إلى أن(14)الفكرة تدور حول صلة الشعر بالفنون األخرى" أثر هذه الفكرة األرسطية لم يرسخ لدى النقاد العرب إال حول "

عقد الصلة بين الشعراء والفنون التصويرية، إذ كانت صلة الشعر بالرقص أو الموسيقى بعيدة عن االستقرار في أذهانهم، على

حسب ما ألفوا في بيئتهم، على أن الفنون التصويرية كانت تنصرف في كالم هؤالء النقاد إلى الفنون النفعية ال الفنون الجميلة، فكان

. (15)يقصد بها النقش والتصوير، في مثل فن التجارة وفن النقش " يفصح النص المتقدم عن رغبة الناقد في إثبات عدم استفادة

العرب من الصلة بين الشعر والموسيقى كما هو الحال مع النقد اليوناني، وقد فاته أن النقاد العرب قد ربطوا بين الشعر وفن آخر

وثيق الصلة بالموسيقى هو فن )الغناء(، وحكاية النابغة مع أهل يثرب خير ما يؤكد هذه الصلة، وقد جاء فيها أن النابغة " دخل إلى المدينة فقالوا له قد أقويت في شعرك وأفهموه فلم يفهم حتى

جاءوه بقينة فجعلت تغنيه )أمن آل مية( وتبيم الياء في مزودى ومغتدى ثم غنت البيت اآلخر فبينت الضمة في قوله "األسود" بعد

،(16)الدال ففطن لذلك فغيره وقال: وبذاك تنعاب الغراب األسود"

4

يثرب وفي شعري شيء, وخرجتحتى قال النابغة الذبياني:" دخلت . (17) "وأنا أشعر الناس

ويشير د. محمد غنيمي هالل إلى قضية )عمود الشعر(، مقارنا فيها بين منهج النقاد العرب ومنهج أرسطو، فيرى أن أرسطو" يتبع

ستخلص منها االتجاهات القومية والعناصرليثار األدب اليوناني آ وباسمها عاب أرسطوالتي يجب اإلبقاء عليها دون غيرها، الناضجة

األدنينكبار شعراء اليونان, وباسمها كذلك مدح بعض الشعراء حين رآهم يجيدون في بعض نواحي نتاجهم األدبي, ولكن،مكانة

التقاليد لما ورثوا منىنقاد العرب كانوا في عمود الشعر أسار ، ثم يعرض لعناصر عمود الشعر عند النقاد العرب،(18)ي"تراث شعر

والسيما المرزوقي في كتابه )شرح ديوان الحماسة(، فيعرض لـ )جوالة اللفظ واستقامته، والمشاكلة للمعنى، وشدة اقتضائه

للقافية، واإلصابة في الوصف(، ووضع لكل عنصر من هذه العناصرمعيارا يميزه عن غيره.

لقد أجاد الناقد في تحديد عناصر عمود الشعر عند المرزوقي، شترط توفر هذه العناصري لم مرزوقي(ال) لكن فاته أن يذكر أن

ها فبقدر سهمته منها يكون فمن لم يجمعها كل، إذ يقول: "هاكل. (19)"نصيبه من التقدم واإلحسان

يتابع الناقد تناوله للقضايا النقدية ويصل هنا إلى أجناس األدب الشعرية والنثرية، وسنجد أن استعمال د.محمد غنيمي للمنهج

المقارن في هذه القضية النقدية بالقياس مع المنهج الوصفي الذي يمثل المنهج األساس فيها يكاد يكون نادرا، ما خال موضعا واحدا

يحاول الناقد فيه أن يعقد مقارنة بين النثر والشعر العربي والنثر كالشعر- حافل بضروب–والشعر األرسطي، إذ يقول: " والنثر فيه

الخيال: على خالف ما رأينا في الشعر الموضوعي عند أرسطو الذي. (20)يحفل بتنميق العبارة كثيرا في المسرحية والملحمة "

يقارن الناقد في النص المتقدم بين الشعر العربي والشعر األرسطي، فيرى أن األول يحفل باللغة، وهو أمر طبيعي السيما إذا

علمنا أن اللغة تشكل عنصرا رئيسيا في الشعر الغنائي العربي ، بخالف الشعر األرسطي الذي ال يحفل باللغة قدر احتفائه بعنصري

الحبكة الدرامية والصراع القصصي. ويستمر د. محمد غنيمي هالل في مالحقة قضايا النقد العربي

القديم، فيشير إلى قضية نقدية أخرى هي )تنظيم أجزاء القول(، ويقرر منذ البدء أن تنظيم أجزاء القيول " هو ما عالجه أرسطو في النصف الثاني من الكتاب الثالث من الخطابة فيما يختص النثر)...(

،(21)وقد عالجه في الشعر في الحكاية وفي الوحدة العضوية " ويذهب د. غنيمي إلى أن العرب األوائل لم يحفلوا بترتيب المعاني

في الشعر، وإنما حفل بها المحدثون منذ العصر العباسي نقادا وشعراء، فأخذوا يهتمون بالبدء، وباالنتقال منه إلى الغرض، ثم

، ولعل السبب الذي دفع د. غنيمي إلى هذا القول هو(22)بالخاتمة إثبات تأثر النقاد العرب بأرسطو، إذ نجده بعد ذلك يشير إلى وجود

وجوه بالغية تأثر فيها نقاد العرب بكالم أرسطو منها حسن االبتداء،

5

وحسن التخلص، وصحة التقسيم واالستيعاب، ثم براعة الختام. (23)والمقطع

ثانيا : التراث النقدي العربي والمنهج الوصفي

في هذا المحور يخضع الناقد قضايا التراث النقدي العربي للمنهج الوصفي، وهو ما يخالف منهجه األساسي في المحور األول

وهو المنهج المقارن، ويتضح المنهج الوصفي في قراءته النقديةللقضايا اآلتية:

- أجناس األدب الشعرية والنثرية- األهداف اإلنسانية لألدب )الصدق، المبالغة، التخييل(

وفي القضية النقدية األولى وهي )أجناس األدب الشعرية( يقصر الناقد حديثه عن جنسين من أجناس األدب هما: المديح والغزل،

وفي حديثه عن المديح يجمل ما قاله النقاد العرب حوله في أمرين: - صفات المدح والتصرف فيها على حسب طبقات الممدوحين:1

وفيها يقصر الناقد حديثه على ما ذكره قدامة بن جعفر حول المدح بالصفات النفسية دون أن يتجاوزها إلى ما سواها من الصفات

الجسمية، مبينا تأثره في ذلك بأرسطو، ثم يستأنف مبينا تهافت)قدامة في أقسام الصفات النفسية التي يخرج منها بطائل يعتد به

24) . إلى الناقد يذهب : وفيهامطالع القصائد من حيث التقليد والتجديد- 2

المديح، لقصائد مقدمة كان الجاهلي الغزل من لنا بقي ما " أكثر أن وعصر الجاهلي العصر في حدة على بقصائد الغزل هذا استقل وقلما الغزل أصبح األموي العصر ومنذ اإلسالم، صدر جنسا مستقال، أدبيا

من لها كان وما االجتماعية بالبيئة متأثرة فيه، القول فنون وتنوعت.(25)العاطفية" الحياة في صدى

الذي الالهي الغزل من العرب عند الغزل فن تطور الناقد تابع وقد الشباب، ومرضاة المتعة، العام طابعه وكان الجاهلي، العصر منذ ظهر

في الغزل من النوع هذا واستمر الصبا، عهد في الحياة بلذات والظفر هم وانصرف السياسية، عزلته في الحجاز ظل حين أمية، بني عهد

ثم الهوى، لداعي واالستجابة اللهو إلى المترفين من الشباب بعض بعض يد على والغلمان والجواري بالمذكر التغزل من النوع هذا تطور

عن يتحدث الذي العذري الغزل إلى نواس وأبي برد بن كبشار الشعراء عذاب، من المحب يالقيه وعما العفيف الحب البيئة أن إلى مشيرا

ولكن العذري، الغزل من النوع هذا أوجدت التي وحدها ليست العربية هذا ظهور في العوامل أقوى يعد الذي اإلسالمي التأثير إليها يضاف خلق إذ الغزل، من النوع إدراكا جهاد من إليه دعا فيما للعاطفة، جديدا

ومقاومة النفس، جهاد من إليه دعا فيما الهوى، ومقاومة النفس،. (26) الهوى

إلى المؤدية األسباب تناول في وفق قد الناقد أن من الرغم وعلى العرب، عند الغزل فن تطور عند يقف لم أنه عليه يؤخذ ما أن إال

كثرتها، من الرغم على الشعرية النماذج لها محلال الوقت في وكاشفا إلى ذلك في السبب ويرجع اإلسالم، بروح تأثرها مدى عن نفسه

6

الفرج ألبي األغاني كتاب في المبثوثة األخبار بعض إلى استناده وروحه، اإلسالم بمبادئ العربي الغزل تأثر إثبات في األصفهاني

هالل غنيمي د. محمد ذكره كالذي أخبار من األغاني صاحب عن نقال وقد وفد على زوج" فيه جاء وقد عفراء، وحبيبته حزام بن عروة

حبيبته عفراء بالشام, فأكرمه الزوج وأحسن مثواه, وخرج وتركه مع ،(27)" فطالت الشكوى،....عفراء يتحدثان... فلما خلوا تشاكيا..

فليس في هذا الخبر ما يتفق مع تعاليم اإلسالم وروحه، فضال عن التقاليد العربية، إذ ال يسمح اإلسالم وال التقاليد العربية للرجل أن

يترك زوجته في خلوة مع رجل آخر يتشاكيان لواعج الحب وألمالوجد.

"أما عن أجناس األدب النثرية فيستهل الناقد حديثه عنها بالقول: النقد العربي بأجناس األدب الموضوعية في النثر, كما لملم يعن

بالقصة عامة, أو يعتد به خاصايعرفها في الشعر, فال نعلم فيه شيئا .(28) "المقامة, أو القصة على لسان الحيوان مثال

يفصح النص المتقدم عن الطريقة التي يتبعها الناقد في معالجة القضايا النقدية، والمتمثلة في إصدار الحكم النقدي أوال،

هنا- حكما ينفي نفيا قاطعا أية معرفة للعرب بأجناس النقد–وهو الموضوعي في الشعر، ثم يأخذ في التدليل على صحة هذا الحكم ،

. وعند " انحصر هم النقاد في النثر الذاتي, وما يتصل بهإذ يقول: يكون خطابة أو ترسال أوهؤالء النقاد ال يخلو المنثور من أن

، وهذه الطريقة تذكرنا بطرق النقد لدى بعض(29)حديثا " احتجاجا أوالنقاد القدامى .

ويقف الناقد ثانيا على األهداف اإلنسانية لألدب في النقد مبينا رؤيته في بعض القضايا النقدية كالصدق والمبالغةالعربي،

والتخييل، ثم يبين الناقد منهجه في التحليل من خالل تبني رأي أبي هالل العسكري، الذي يرى فيه أن النقاد العرب قد ألزموا على

الناثر أن يلتزم الصدق، وأن يهدف إلى غاية، خطيبا كان أم قائما بأمر الرسائل الرسمية، وذلك ألن الخطابة والكتابة مختصتان بأمر

الدين والسلطان، ولكل منهما مساس بأمر العقيدة، أما الشعر فقد كانت له مكانة عظيمة في الجاهلية، إذ كان الشعر ألسنة القبائل

في الدفاع عنها والنيل من أعدائها، ثم نال التكسب بالشعر من قدر الشعراء، وهوى بمكانة الشعر نفسه فكانت الخطابة أعلى قدرا منه،

إذ أن المداحين من الشعراء عمدوا إلى إرضاء ممدوحيهم، فأضفوا.(30)عليهم صفات كمال ليست فيهم، وبالغوا فيما لهم من فضائل

ولما كانت النتيجة التي خلص إليها الناقد تتمثل في أن –المبالغة بالشعر لم تنشأ إال في ظل التكسب بالشعر، ففي هذا

بحسب الناقد- " ال وجه لمطالبة الشاعر عندهم بالصدق، صدق الواقع ووصف دقائقه كما يراها الشاعر أو كما يشعر بها. فرأى

أكثر النقاد أن الشاعر ال يتقيد بصدق أو كذب، بل أن مقياس براعته يقول قدامة بن جعفر: "إنهو اقتداره على الصناعة والصياغة.

- بأن يصف شيئامناقضة الشاعر نفسه في قصيدتين أو كلمتين غير منكر عليه, والوصفا حسنا، ثم يذمه بعد ذلك ذما حسنا بينا-

7

عندي يدل علىذلكمعيب من فعله, إذا أحسن المدح والذم, بل . وإذا كان مقياس(31) "قوة الشاعر في صناعته واقتداره عليها"

براعة الشاعر عند قدامة بن جعفر ال يتمثل في التزام الصدق الواقعي، فإن مقياس البراعة الشعرية عند د. محمد غنيمي هالل

يتمثل في التزام الصدق الواقعي، إذ يقول: " ال يستطيع فنان أداء رسالته إال بالتزام الصدق الواقعي على حسب ما يراه هو أو يفكر

. (32)فيه كما يعتقده" يتابع الناقد تناوله لألهداف اإلنسانية لألدب وهي ) المبالغة،

واإلغراق، والغلو، والتخييل(، ويعرض لها متبعا نهج أبي األصبع ،(33)المصري الذي يرى أن " اإلغراق فوق المبالغة، ودون الغلو، ..."

كما يتبع منهج أبي هالل العسكري في تحديد معنى تلك األهداف، فيرى أن المبالغة هي" أن تثبت للشيء وصفا من األوصاف، تقصد

واإلغراق(34)فيه الزيادة على غيره، فتبلغ بالمعنى أقصى غاياته" أما عن الغلو(35)هو " تجاوز المعنى إلى حيث يمتنع وقوعه عادة "

. (36)فيحدده بـ " تجاوز حد المعنى إلى ما يمتنع وقوعه" وواضح من النصوص الثالثة المتقدمة أن د. محمد غنيمي هالل

يحصر كال من )المبالغة واإلغراق والغلو( في الوصول بالمعنى إلى غايته، وهو ما يتفق مع ما يراه أبي هالل العسكري الذي يحصرها

في: - الوصول بالمعنى إلى أقصى غاياته، إذ يقول : " المبالغة أن1

تبلغ بالمعنى أقصى غاياته. وأبعد نهاياته. وال تقتصر في العبارة ، ويمثل عليه بقوله تعالى :(37)عنه على أدنى منازله. وأقرب مراتبه"

" يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملهاوترى الناس سكارى وما هم بسكارى ".

- الزيادة في المعنى زيادة تؤكده، إذ يقول : " أن يذكر المتكلم2 حاال لو وقف عليها أجزأته في غرضه منها فيجاوز ذلك حتى يزيد

، ويمثل عليه(38)في المعنى زيادة تؤكده . ويلحق به الحقة تؤيده"بقول عميرة بن األهتم التغلبي :

ونكرم جارنا مادام فينا ونتبعه الكراهة حيث ماال

ويناقش الدكتور محمد غنيمي هالل عنصر التخييل مفيدا مما جاء به الناقد عبد القاهر الجرجاني، فالتخييل عند هذا األخير إما تخييل زائف أو كاذب وهو " ما يثبت فيه الشاعر أمرا هو غير ثابت أصال، ويدعى دعوى ال طريق إلى تحصيلها، ويقول قوال يخدع فيه نفسه

ويمثل عليه بقول البحتري: (39)ويريها ما ال ترى" من سوادتأملتوبياض البازي اصدق حسنا إن

(40)الغراب

أو تخييل صحيح أو مستحسن وهو " النمط العدل والنمرقة)الوسطى، وهو شيء تراه كثيرا باآلداب والحكم البريئة من الكذب"

، ويمثل عليه بقول ابن المعتز: (41 اشتكت عينه فقلت لهم من كثرة القتل نالهاقالوا

الوصب

8

حمرتهـا من دماء من قتلت والدم في النصل شاهد (42)عجب

أما عن التخييل عند د. محمد غنيمي هالل فقد اقتصر على النوع األول وهو )التخييل الزائف( ومثل له باألمثلة نفسها التي مثل لها

عبد القاهر الجرجاني، لكنه رغم تأثره الكبير بالجرجاني في هذا الشأن لم يشر إلى وصفه بالتخييل الزائف أو الكاذب وإنما اكتفى

، خاتما حديثه(43) في أكثر حاالته- ال يتفق والصدق"–بالقول: " انه عن التخييل عند النقاد العرب بالقول: " ينبغي أال ينكر على الشاعر

أن يصف شيئا وصفا حسنا، ثم يذمه بعد ذلك ذما بينا، بل يدل ذلك على اقتدار الشاعر وقوته في صناعته. فليست للشعر صلة بالقيم

–الخلقية، كما ال صلة له بالصدق. ثم يسندون إلى بعض القدماء قدماء اليونان- أنه قال: "أحسن الشعر أكذبه"، بل يسندون هذا

القول أحيانا إلى أرسطو، وهو ما ال أساس له من الصحة،...، فالصدق الفني والواقعي دعامة الخلق وبدونه ال يوجد فن يعتد به،

. (44)وهذا رأي فالسفة الفن جميعا، في كل عصر وكل مذهب" استنادا إلى ما تقدم فقد تردد الدكتور محمد غنيمي هالل في

قبول كل ما قال به النقاد العرب عن المبالغة والوجوه البالغية األخرى، إذ يقول: " ليس من الصواب قبول المبالغة وما يتصل بها على وجه اإلطالق، وال رفضها كذلك، وال تعميم القول بقبولها في حال االعتدال والوسط كما قالوه بل الصواب أن نقبل هذه الوجوه وسواها على أساس الصدق: فإذا لم تزيف الحقائق ولم تصور غير

، والسؤال الذي(45)الواقع، ولم توهم الباطل كانت مقبولة،..." كيف تكون مبالغة وهي لم تصور غير الواقع, يفرض نفسه هنا هو

؟ ويحاول د.وهي في طبيعتها خروج عن الواقع المشاهد والمرئي محمد غنيمي هالل أن يجيب على ذلك بأن يحدد المواطن التي

تحسن فيها المبالغة كالمواقف العاطفية وأخرى ال تحسن فيها على أساس توفر عنصر الصدق أو عدم توفره، وعلى هذا األساس

الذي وصل إليه الناقد في المبالغة يضع بعض األسس لقبول التخييل أو عدم قبوله، وهي أسس ال تخرج عما ذكره أرسطو،

فالتخييل المقبول عنده هو " الحق الصحيح، ألنه يقرر معنى ال وهمفيه، كقول المتنبي:

وما التأنيث السم الشمس عيب وال التذكير فخر للهالل الشرف ال يوصف به رجل دون امرأة من حيثنأ العقل يشهد بنأل ، وإذا كان هذا البيت(46)"كن من حيث الخلق والقدري ول،جنسال

يندرج عند د. محمد غنيمي هالل تحت المعنى الخيالي، فإنه عند ، فهو يقسم المعاني على(47)الجرجاني يندرج تحت المعنى العقلي

قسمين: عقلي: وهو الذي يكون مجراه في الشعر والكتابة، والبيان والخطابة، مجرى األدلة التي تستنبطها العقالء، والفوائد التي

تثيرها الحكماء، لذلك يكثر في أحاديث النبي وكالم الصحابة وآثار السلف. وخيالي: وهو ذلك المعنى الذي ال يشترط فيه الصدق

. ويكون(48)والثبوت، ألنه كثير المسالك، ال يكاد يحصر إال تقريبا.

9

التخييل غير مقبوال عند د. محمد غنيمي هالل إذا كان " مبنيا على.(49)التزييف وخداع النفس والناس، فهو ضار بالصدق وغير محمود"

التراث النقدي العربي والمنهج التقويمي ثالثا : يتناول الدكتور محمد غنيمي هالل في هذا المحور القيم

الجمالية سواء كانت في الوجوه البالغية أم النقدية، إذ يتضح المنهج التقويمي في قراءته النقدية للفصل الخامس من الباب الثاني

وعنوانه )قيمة الوجوه البالغية في النقد العربي(، والفصلالسادس من الباب نفسه وعنوانه )اللفظ والمعنى( .

أما عن الفصل الخامس وهو )قيمة الوجوه البالغية في النقد العربي( فيتناول الناقد فيه قيمة الوجوه البالغية في النقد العربي

القديم من غير أن يتناول الوجوه البالغية نفسها، إذ أنه يختم حديثه في هذا الفصل- إلى بيان الوجوه–عنها بقوله: " هذا ولم نقصد

البالغية، ولكنا قصدنا إلى بيان قيمتها في النقد العربي، وأسباب ، ومن الوجوه البالغية التي اهتم د. محمد غنيمي(50)تلك القيمة"

هالل ببيان قيمتها )االستعارة( إذ يقول: " إن االستعارة المفيدة ال تختص بالمعاني العامة المشتركة في كل اللغات، بل منها ما يرجع إلى العرف الخاص بكل لغة، ومنها كذلك ما يبين عن أصالة الكاتب

وقدرته على جالء المعاني، والكشف عن الحجة، واإليحاء أحيانا. (51)بأعمق الحقائق"

مما يؤخذ على الدكتور محمد غنيمي هالل في هذا الفصل أنه اكتفى ببيان قيمة الوجوه البالغية في النقد العربي القديم، ولم

يهتم ببيان الوجوه البالغية نفسها، ولعل السبب في ذلك يعود إلى , أنصار عمود الشعر دونالعرب القدامىونه اخذ بآراء النقاد ك

مااستحسنوا المجددين منهم مما أبعده حتى عن آراء نقاد آخرين , واكتفى ببعض النماذجفي زمنهم تجديدأتى به المحدثون من

الشعرية الدالة على استحسان هؤالء النقاد لخيال المحدثين والمعانيالمجاالت والخياالت في الجمل وف فوتجديداتهم في ص

ها تمثلالمفردة. وهي الجوانب التي يرى د. محمد غنيمي هالل أن. معنى التجديدمن ون المجددكل ما فهموه

ويتناول الدكتور محمد غنيمي هالل في الفصل األخير قضية اللفظ والمعنى، ويرى أنها " مسألة من مسائل علم الجمال

، ويبدو من(52)الحديث، وشغل بها األقدمون قبل أن يعالجها العرب" هذا النص أن الناقد سيعتمد على المعايير الجمالية ذاتها التي اعتمد عليها النقاد العرب في الحكم على العمل األدبي من الناحية الفنية، ثم يقدم الناقد بعد ذلك عرضا موجزا لجماليات األسلوب كما ارتآها النقد اليوناني ، كاإلشارة إلى ما بين األلفاظ ومعانيها في الجمل

من صلة، وتقابل أجزاء العمل األدبي ونظامه، وأن اللفظ عالمة على المعنى وهو وسيلة المحاكاة ، ويذهب إلى أن النقد العربي "

،(53)لم يكد يخرج عن هذه الحدود في عالجه مسألة اللفظ والمعنى" ثم يأخذ في عرض آراء النقاد العرب حول قضية اللفظ والمعنى

وتفاوت نظرتهم إليها، فمنهم من نظر إلى مقومات العمل األدبي

10

فأرجعه إلى جانب المعنى، مغفال شأن اللفظ ومن هؤالء أبا عمرو الشيباني واآلمدي، والقول بأن الشيباني من أنصار المعنى ال غبار

عليه ألن ذلك يأتي في إطار احتفائه بالحكمة، أما عن القول بأن اآلمدي من أنصار المعنى فإن ذلك يستدعي منا الوقوف عنده، إذ أن النص الذي أورده د. محمد غنيمي هالل والذي جاء فيه " ومن

هؤالء اآلمدي، إذ يذكر من امتدحوا أبا تمام فقالوا: " ... إن اهتمامه بمعانيه أكثر من اهتمامه بتقويم ألفاظه، على كثرة غرامه بالطباق

والتجنيس والمماثلة، وأنه إذا الح له المعنى أخرجه بأي لفظ إستوى ، ال يعود لآلمدي نفسه وإنما أورده اآلمدي(54)من ضعيف أو قوي" "

حكاية عن غيره، إذ أن اآلمدي من أنصار اللفظ على المعنى وهو ما يتضح لنا من خالل تعريفه الشعر بقوله: " وليس الشعر عند أهل

العلم به إال حسن التأتي ، وقرب المأخذ، واختيار الكالم، ووضع األلفاظ في مواضعها، وأن يورد المعنى باللفظ المعتاد فيه

، ويقول في موضع آخر: " وحسن(55)المستعمل في مثله، ..." التأليف وبراعة اللفظ يزيد المعنى المكشوف بهاء وحسنا ورونقا

حتى كأنه قد أحدث فيه غرابة لم تكن، وزيادة لم تعهد، وذلك مذهب.(56)البحتري، ..."

يشير الدكتور محمد غنيمي هالل إلى رأي طائفة أخرى من النقاد العرب، إذ يقول: " ويقوم في وجه هذا الرأي آخرون يرون

، ويبدو أن الناقد يرادف بين(57)في الصياغة المقوم الحق لألدب" مصطلحي )اللفظ، والصياغة(، فهو في هذا النص يستخدم مصطلح

)الصياغة( في حين يستخدم في بداية عرضه آلراء النقاد حول قضية اللفظ والمعنى مصطلح )اللفظ(، إذ يقول: " فمنهم من نظر

إلى مقومات العمل األدبي فأرجعه إلى جانب المعنى، مغفال شأن ، األمر الذي دفع بالناقد(58)اللفظ، وآخرون أرجعوها إلى اللفظ"

إلى وضع كل من الجاحظ وابن سنان الخفاجي في نسق واحد، على الرغم من أن ابن سنان الخفاجي من أنصار فصاحة اللفظ

، بينما الجاحظ ال يهتم باللفظ في ذاته وإنما في صياغته(59)والكالم ونسجه فهو يعرف الشعر بقوله: " فإنما الشعر صياغة وضرب من

. (60)النسج، وجنس من التصوير" ويشير الدكتور محمد غنيمي هالل إلى طائفة أخرى من النقاد

كبشر(61)العرب، ويرى أن "منهم من ساوى بين اللفظ والمعنى" ابن المعتمر المعتزلي وابن قتيبة، وأخيرا " منهم من نظر إلى

األلفاظ من جهة داللتها على معانيها في نظم الكالم، والرأي األخير ، ويمثل لهذه الطائفة بعبد القاهر(62)أهم اآلراء، وأكثرها أصالة"

الجرجاني الذي أفاد من آراء سابقيه من النقاد العرب وأعمل فكره فيها، فكان نتيجة عمله هذا نظرية النظم، إذ يقف " الدافع الديني

جليا عند عبد القاهر في بحثه فيما بحث فيه من قبله من نقاد (63)العرب فيما سموه : اللفظ والمعنى"

ولكي يبين د. محمد غنيمي هالل أهمية الدور الذي قام الجرجاني في مجال توثيق الصلة بين الصياغة والمعنى، عمل على

توضيح عالقة الشكل بالمضمون عند علماء علم الجمال الحديث

11

والسيما عند) بندتو كروتشيه(، يقول: " وإنما ذكرنا من نقد بندتو كروتشيه ما يتصل اتصاال وثيقا بنقد عبد القاهر، لنوضح فضل عبقرية عربية انتهت بعمق نظراتها في النقد األدبي إلى نتائج عالمية ذات قيمة خالدة، ولها صلة بفلسفة الجمال في النقد

. (64)الحديث"

الخاتمة ونتائج البحث

توصلت الدراسة إلى نتائج يمكن إجمالها باآلتي: - إن القراءة التي قدمها الدكتور محمد غنيمي هالل للتراث1

النقدي العربي القديم، هي قراءة ال تقف عند حدود العرض لهذا التراث فحسب بل تحاول أن تعيد قراءته بما ينسجم مع الثقافة

التي يحملها الناقد من جهة، وبما ينسجم مع الموروث النقديكنظرية قائمة بذاتها من جهة أخرى.

- غلبة المنهج المقارن على قراءة الدكتور محمد غنيمي هالل2 النقدية للموروث النقدي العربي، ولعل ذلك يعود إلى رغبة الناقد

في إبراز األثر األرسطي على النقد العربي القديم. - على الرغم من الثقافة الغربية التي يحملها الناقد إال أننا نلمح3

في ثنايا نقده مقدار تأثره بالنقاد العرب القدامى واالستناد إليهمفي الكثير من آراءه النقدية.

الهوامش :

12

.50- قراءة جديدة لتراثنا النقدي، د. جابر عصفور وآخرون : 1. 8- النقد األدبي الحديث ، محمد غنيمي هالل : 2. 155المصدر نفسه : - 3- المصدر نفسه والصفحة نفسها4. 60المرزباني: ، الشعراء على العلماء مآخذ في - الموشح5. 158- 157الحديث: األدبي - النقد6. 158نفسه: - المصدر7. 160: نفسه - المصدر8. 228 : 1ج ، هارون محمد السالم عبد تحقيق الجاحظ، والتبيين، - البيان9

.161: الحديث األدبي - النقد10. 162: الحديث األدبي - ينظر: النقد11 نفسها والصفحة نفسه - المصدر12. 168- 167بدوي: الرحمن تر: عبد ، طاليس أرسطو ، الشعر - ينظر: فن13. 164الحديث: األدبي - النقد14. 165نفسه: - المصدر15. 39: - الموشح16 نفسها والصفحة نفسه - المصدر17. 167 – 166: الحديث األدبي - النقد18. 409: عباس إحسان العرب، عند األدبي النقد - تاريخ19. 204- 203: الحديث األدبي - النقد20. 208(: 1هامش) نفسه، - المصدر21. 209- 208: نفسه - ينظر: المصدر22. 217- 214نفسه: - ينظر: المصدر23 . 184- 176: نفسه - ينظر: المصدر24.188: نفسه - المصدر25.195- 191نفسه: - ينظر: المصدر26.195نفسه: - المصدر27.203: نفسه - المصدر28نفسها والصفحة نفسه - المصدر29 . 220- 219: نفسه - ينظر: المصدر30. 222نفسه: - المصدر31.223نفسه: - المصدر32 اإلصبع أبي القرآن، إعجاز وبيان والنثر الشعر صناعة في التحبير - تحرير33

. 321شرف: محمد د. حفني وتحقيق تقديم المصري،. 225الحديث: األدبي - النقد34. 226نفسه: - المصدر35نفسها والصفحة نفسه - المصدر36. 287: العسكري هالل أبي والشعر، الكتابة ، - الصناعتين37. 288: نفسه - المصدر38. 239الحديث: األدبي - النقد39.232: نفسه - ينظر: المصدر40 . 240نفسه: - المصدر41. 244نفسه: - ينظر: المصدر42. 229نفسه: - المصدر43 نفسها والصفحة نفسه - المصدر44. 230نفسه: - المصدر45. 231: نفسه - المصدر46. 301: البالغة - ينظر: أسرار47. 231 – 228: نفسه - ينظر: المصدر48

13

.232الحديث: األدبي - النقد49.250: نفسه - المصدر50. 238: نفسه - المصدر51. 251: نفسه - المصدر52. 253: نفسه - المصدر53. 255: نفسه - المصدر54 اآلمدي، بشر بن الحسن القاسم أبي والبحتري، تمام أبي شعر بين - الموازنة55

.423: 1ج صقر، أحمد تحقيق: السيد. 425: نفسه - المصدر56.256الحديث: األدبي - النقد57. 253نفسه: - المصدر58. 262- 259نفسه: - ينظر: المصدر59. 132: 2ج - الحيوان،60. 253: الحديث األدبي - النقد61 نفسها والصفحة نفسه - المصدر62. 286: نفسه - المصدر63. 290: نفسه - المصدر64

والمراجع: المصادر ثبت

الكتاب دار الجرجاني، القاهر عبد البيان، علم في البالغة - أسرار. 1988 ،1ط ، لبنان- بيروت ، العلمية مطبعة هارون، محمد السالم عبد تحقيق الجاحظ، والتبيين، - البيان.1998 ،7ط القاهرة، المدني، – بيروت الثقافة، دار عباس، إحسان العرب، عند األدبي النقد - تاريخ

. 1983 ،4ط ، لبنان أبي القرآن، إعجاز وبيان والنثر الشعر صناعة في التحبير - تحريرد. ت. د.ط، شرف، محمد د. حفني وتحقيق تقديم المصري، اإلصبع

وشرح: عبد تحقيق ، الجاحظ بحر بن عمرو عثمان أبي - الحيوان، وأوالده الحلبي البابي مصطفى ومطبعة مكتبة هارون، محمد السالم. 1965 ،2ط بمصر،

بك محمود مطبعة ، العسكري هالل أبو ، والشعر الكتابة - الصناعتين. 1319 محرم4 ،1ط العلية، األستانة في السعود أبي جادة في

النهضة مكتبة ،بدوي الرحمن تر: عبد طاليس، أرسطو ، الشعر فن - . 1953 ، القاهرة ، المصرية

النادي ،قراءة جديدة لتراثنا النقدي، د. جابر عصفور وآخرون- . 1990 ، جدة الثقافي، األدبي

بشر بن الحسن القاسم أبي والبحتري، تمام أبي شعر بين الموازنة- . 4ط القاهرة، ، المعارف دار ،صقر أحمد تحقيق: السيد اآلمدي،

المطبعة ،المرزباني ، الشعراء على العلماء مآخذ في - الموشح .1385 القاهرة، السلفية،

بيروت، ، العودة دار ،النقد األدبي الحديث ، محمد غنيمي هالل- 1987.

14

Abstract Purports to this research is to read the Heritage cash Arab Book

Mohammed Ghoneim crescent is marked by (modern literary criticism( and stand on his approach to those reading that reveal since the start admiration critic and his tendency to cash ancient Greek represented criticism of Plato and Aristotle, which also explains why he has chosen the comparative approach often in the reading of the heritage of Arab monetary intent to compare it with his Greek counterpart, to the sides of

the descriptive approach and curriculum calendar . The reading presented by Dr. Mohamed Ghoneim crescent Heritage

Arab monetary old, are reading does not stop at the borders of the display of this heritage, but also try to re-read it in line with the culture carried by the critic on the one hand, and in line with the inherited monetary theory

stand alone on the other hand

15