شبكة القل الإسلامية · 2020. 4. 2. · 5 لعو ،للهÐ ل سÚ لع م...
TRANSCRIPT
-
2
ن ـتمَّ ت راجعتها يف يق س هذه المادة وم
[email protected] البريد االلكتروين: + 965 50350077 هاتف:
فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النَّشر البدر ، عبد الرزاق بن عبد احملسن العباد
عبد الرزاق بن عبد احملسن العباد / صفات عباد الرمحن. هـ1440املنورة ، املدينة -البدر.
ص ؛ 32 978-603-91203-2-2ردمك: الوعظ واإلرشاد -2األخالق اإلسالمية -1
العنوان .أ 4737/1440 212ديوي
4737/1440رقم اإليداع:
978-603-91203-2-2ردمك:
-
3
-
4
-
5
على رسول اهلل، وعلى والسالم ، والصالة الحمد هلل
ا بعد:آله وصحبه ومن وااله، أم
بودي فإن مقام ـالع أشرف هلل مقاٌم عظيم، بل هو ة
ح اهلل المقامات ه التي امتد وأضاف ،ه وأولياء هبا أنبياء ه يف آيات عديدة أهلها .تشريًفا لهم وتعليةً لمقامهم ؛لنْفس
ريف أوصاًفا هل أل ╡وقد ذكر اهلل هذا المقام الش باركة،عديدة ماٍت م
ليجتهد نصوٍص كثيرة؛ يف ، وس
المقام المسلم يف االتِّصاف هبا، والعمل بمقتضاها؛ لينال
فيع، و رف الر عند رب العالمين. الكبير الش
عباده ومن أبرز المواضع التي ذكر اهلل فيها أوصاف
ٍد ما جاء يف خوات م سورة الفرقان، يالمؤمنين يف سياٍق واح
-
6 ۓ ): ╡حيث ذكر ثمانية أوصاٍف، بدأها بقوله
ويف هذا داللة ، (...ۇ ۇ ڭ ڭ ڭ ڭ
همعلى عظيم عليه هذا االسم من بما دل اختصاص
اهم على ـورب ،هداهم لإليمان حمتهرب، فرحمةمعاين ال
ْس ،طاعة الرحمن . ╡ب إليه التقر ن وح د صفاهتم كل ص ، ( ۋ)ةٍ بقوله: دوء بْ م ةٍ ف ثم عد
ياق الكريم ختم اهلل و نْ لهم م ه ما أعد ذكر ب هذا السِّ . جزيل وأجرٍ ،عظيم ثواٍب
ه وسعادهتا مسلمٍ بكلِّ وجديٌر أن يسعى يف نجاة نفس
ل يتأم ياق يف هذالتي وردت عباد الرحمن صفات ا السِّ
ف عْ ي ـف؛ كالمبار يف ذلك عى بعد ْس ثم ي ، جيدة ا معرفةً هر
على أكمل وجٍه. هاتحقيق
-
7
فة األوىلـالص السَّ
ولعباده قار والتواضع هللوالو ةينـك
ۇ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ) :╡قال (ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ
تواضعهم :وهتمع ـوجميل ن عباد الرحمن من صفات
وهذا ووقار، مأنينةوط سكينةٍ ب ونمشفي، ولعباده هلالج لجهلل
ثمرةٌ ما هو يئتهم إن التواضع الذي ظ هر على مشيهم وه
.ن آثارهم رٌ ـوأث ،من ثمار اإليمان
ڭ ڭ ) يف قوله تعالى: ☻قال ابن عب اسفاف والت واضع» أي: ،(ۇ ۇ ڭ )«بالط اعة والع
1) .
ن مظاهر تواض واجهواإْن مهم أهنت هم وسكين ع وم
ف أهل الس بعض يف طريقهم بوهنم فإهنم ل هْ والج ه
ي خاط
(.17/491) «تفسيره»أخرجه الطربي يف (1)
-
8 فه والج وهذا معنى ل، هْ بكالٍم سديـٍد سالٍم من الس
،(ۆ ۈ ۈ ٴۇ ۆ ) :╡ قولهن اإلثم والل غوقواًل أي:
ون به م .ي ْسل م
م هبذا قد ج عوا ألنفسهم السالمة من عثرتين: م وه
ـثْ ـثْ ر ـع ْجل، وع ة اللِّسان.ة الـرِّ ـر
: ة عثرتينر ـث ـولما كانت الع »: ¬قال ابن القيم جاءت إحداهما قرينة ؛ل، وعثرة اللسانْج عثرة الرِّ
ڭ ڭ ڭ ۓ )يف قوله تعالى: األخرى
، (ٴۇ ۈ ۈ ۆ ۆ ۇ ۇ ڭ
باالْس مه ف ص فو .(1)«قامة يف لفظاهتم وخطواهتمت
فهاءين هلاجالقابلون ـال يـف م لهـهـل جـثـمـب والس
ف ههم بوهنم بكالٍم ون عنض ر عْ ـ، وإنما ي وس هم، وي خاط
، كما ساءة فعون اإل دْ ي ـف من هذه اآلفات، سليمٍ باإلحسان
(.376ص) «الداء والدواء» (1)
-
9
ک ک ک ک گ ژ ژ ڑ ڑ ): اهلل قال
ڱ ڱڱ ڱ ڳ ڳ گ گ گ ڳ ڳ
. (ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ
وتعامالهتم تفاوًتا فالناس يتفاوتون يف أخالقهم
ب و عظيًما، ْس على الم الواج وجميل ،ديانته ن ْس ح م بل
باد الرحمن أن يت صف بما ذكره اهلل أخالقه يف عن ع باإلحسان، ويتواضع لعباد ة اإلساء ل قاب ـي ـف ،اآلية السابقة
. مهما كانت أخالقهم ╡اهلل لِّهايف وينبغي قبل ذلك أن يستعين باهلل ، أموره ك
ه وأن و أن ي يدع ف عنه ألحسن األخالق ه ـي هد ، وأن يصر
اء ـقول يف دعـأنه كان ي يِّ ـت عن النبـبـث كما هاـئـسيِّ اه »االستفتاح:
س دي ألح ه ـي األخالق، ال ن س ين ألح د ها ن
ها إالئ ـسي ف ها، ال يصر ـ ئـي ي س عن ف ر إال أنت، واص
.(1)«أنت
(.771رقم: ) «صحيحه»مسلم يف أخرجه (1)
-
10 وكان
ن النبي د م
: من بيته أن يقول ج ر خ ي رش
لَّ » ، أو اللهمَّ أعوذ بك أن أ ض لَّ لَّ أو أ ز ، أو أ ز لَّ أو أ ض
ل ه ، أو أ ج م أو أ ظل م ل يَّ أ ظل ل ع ه «أو ي ج
اذهيف و؛ (1)
عاء المبارك على ٌل هْ لعبد أن يكون منه ج ل ينٌ ص حْ ت الد
.اآلخرين عليه ل هْ من ج هو لم وأن يْس ، اآلخرين
«جامعه»(، والرتمذي يف 5094رقم: ) «سننه»أبو داود يف أخرجه (1)
ـاأللبان (، وصححه5486رقم: ) «سننه»، والنسائي يف (3427رقم: ) ي
(.4709رقم: ) «صحيح الجامع»يف
-
11
الثانية الصفة الصالة، السيَّما قيام الليلمحافظت هم على
( ۅ ۅ ۉ ۉ ۋ): ╡قال
باد الرحمن الظ اهرة م حافظتهم على فات ع وم ن ص
أداء الصالة التي هي أعظم ون فاًل، البدنية، فرًضا األعمال
دة عن رسول اهلل ، السي ما صالة الل يل، فإن ها سن ةٌ مؤك
ظ حاف وجاء يف فْضل الم عديدة، ولهذا عليها أحاديث ة
فات أن هاجاء التنصيص عليها يف اآلية السابقة م ْن ص
باد الرحمن .ع
او مم ل ـأف »: وله ـل قـيام الليـورد يف فْضل ق ض
)«: صالة الليلالة بعد الفريضةالصَّ 1).
يام الليل؛ فإنه دأب الصالحين ق ـعليكم ب»: وقال
(.1163رقم: ) «صحيحه»مسلٌم يف أخرجه (1)
-
12 رٌة للسي ـف ـك كم، وم ب ل ـكم، وهو ق ربٌة إلى ربـ ن هاٌة ـق ئات، وم
.(1)«لإلثم
يام الليل فإن ْقت قـ ا و ـالن بوأم الليل قام م ْن ق د ي
لِّ ل الليل، هك ط الليل، ويف س يف أوْ و، فكان ي صلي يف أو
ه يف آخر الليل ر الليل، ثم استقر قيام ر؛ عندآخ ح الذي الس
قت ن زول ربِّ أفضل هو وقٍت لصالة الليل، فإن ه و
ماء الدنيا كما ثبت عن النبي قال: العالمين إلى الس
نيا حين ـك نا ـرب ينزل » ماء الد لَّ ليلٍة إلى السَّ
ـق ى ث ـب ـي ت جيب له، ،ر ل ث اللَّيل اآلخ ن يدعوين فأ س : م يقول
ط ألني فأ ع ن ي س ـي ـم ف ين فأ غ ن يستغفر )«ه ـر لـه ، م
2).
لِّ فينبغي ل دٍ بْ ع ك ه ٍح لن ْفس حرص على أن أن ي ناص
(، وصححه األلباين 3549رقم: ) «جامعه»الرتمذي يف أخرجه (1)
(.452رقم: ) «إرواء الغليل»يف
«صحيحه»(، ومسلم يف 1145رقم: ) «صحيحه»البخاري يف أخرجه (2)
(.752رقم: )
-
13
ظ له ح كون يلينال ؛ولو بركعاٍت قليلة، صالة الليل نْ م
. هذا الفضل الكبير
ا دً ـتعب ،صالة الليل معباد الرحمن ـع هذا هو شأنـف
ج هلل شوًعا ـوخ اضوعً ـوخ ومناجاةً ودهمـيف س
. وقيامهموركوعهم
لم التي - حالهم يف صالة الليلهذه كانت ذا إف
مع الصلوات فكيف شأهنم -عليهم ╡ا اهلل يفرتضهالمكتوبات التي هي أعظم أركان الدين بعد خمس ال
الشهادتين؟!
رًصا وم حافظة. عليها أشد أن همالشك ح
-
14
الـثالـثـة فة ـالص ار ن عذاب الـنَـّ
فاق هم م ف هم وإش و خ
ائەئ ائ ى ى ې ې ې ): ╡قال (ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ
باد الرحمن ـب ـع ـالت و ل ـم الع ب مع إ ْحساهنمفع
،هلل د لوا ج وس من عذاب اهلل قد خافوا وو
حال هوهذ، ه ـخط
ٱ ٻ ٻ ٻ ): كما قال اهلل ؛لم المؤمنين الك
مون ما دِّ ـق ـي :أي، (ٻ پ پ پ پ ڀ
د ر ـأن ت خائفةٌ وق لوب هم وطاعاٍت عباداٍت من ونهم دِّ قـي
. ، في صيب هم بعد ذلك عذاٌب من اهللهمعليهم أعمال
فٌة عظيمٌة م ن صفات عباد الرحمن أن هم؛ فهذه ص
ي شف ه ون أن ال ق ي حسنون يف أعمالهم، ويف الوقت نفس
ت قبل منهم.
عن اهلل رسول سألت قالت: ♦فعن عائشة
-
15
الذين م ه : أ (ٻ پ ٱ ٻ ٻ ٻ )هذه اآلية:
ديق، الص نت ال يا ب »رقون؟ قال: ْس وي ر مْ ربون الخ ْش ـي
م قون، وه صدَّ ت ـون وي ل ص ومون وي ص ـهم الذين ي ـولكنَّ
«منهم ل ـب ق ـيخافون أن ال ت (1).
ا حسانً إ ع م ج المؤمن » :$البصري قال الحسن
ثم تال الحسن: ، وأمنًا إساءةً ع م ج ، والمنافق ةً ـق ف وش
.(2)« (ىئ ىئ ی ی ی ی جئ)
ـي -باهلل ياذ ـوالع -المنافق ف وهو مع ،ل م الع يء س
ْش م غير من عذاب اهلل نٌ آم ذلكفإن المؤمن بخالف، قف
ًرا له عن اقرتاف الخوف م ن عذاب اهلل يكون زاج لرْح جاء الر المعاصي، كما أن
الزدياد له ل ٌق ـسائ اهلل مة
ربات فضائل من ال ې )، قال تعالى: إلى اهلل والق
ـ(، وصححه األلبان3175رقم: ) «الجامع»أخرجه الرتمذي يف )1) يف ي
.(162رقم: ) «الصحيحة السلسلة»
(.17/68) «تفسيره»أخرجه الطربي يف )2)
-
16
ې ې ى ى ائ ائ ەئ ەئ وئ
.(وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ
ى ې ) وقول عباد الرحمن يف د عائهم السابق:
ن أيًضا ( ائ ائ ى عاءيتضم رْ ـص ب الد باب ْس األ ف
ـفْ الم كما ب ْعد عنها، ـبالت وفيق لل، النار ب إلى عذا ة ـيض
ِّ عنصح ╦المؤمنين أنه عل م عائشة أم النبيإليها ب رَّ ـوما ق ،ة ـإين أسألك الجنَّ همَّ اللَّ » :أن تدعو فتقول
ب رَّ ـوما ق ،ارمن النَّ بك عوذ وأ ، لٍ م أو ع قولٍ ن م ن إليها م
.(1)«أو عمل قولٍ
ًما (ۇئ وئ وئ ەئ ): وقولهم ًما م الز أي: دائ
ْستقر :أي (ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ) ،شديًدا ، بئس الـم
لود. وبئس الخ
، وصححه األلباين (3846)رقم: «السنن»يف ابن ماجه أخرجه )1)
.(1542رقم: ) «السلسلة الصحيحة» يف
-
17
الـرابـعة فة ـالص ـق ـف ـالنَّ يف هم ط س و ـت
راف والتَّ ة بين اإلس ـتـ رـيـق
ىئ ىئ ی ی ېئ ېئ ىئ ): ╡قال (ی ی جئ حئ
فقة ط هم يف باب النـ ومن أوصاف عباد الرحمن توس
قتير ل موا أن اهلل ألن هم ؛بين اإلسراف والتـ سي ْسأ لهم ع التي أعطاهم إي اها، يوم القيامة عن
كما صح هذه النِّعمة
يوم دٍ ـب ما ع د ـق ول ز ـال ت »قال: أن ه عن رسول اهلل
س حتى ي الق يامة ر م ل عن ع أ
،فناه أ يم ـف ه فيم ه م ل وعن ع
،ل ـع ف ،ه ـب س ت ـاك أين ن م ه ـوعن مال
وعن ،ه ـق ف ـنأ يم وف
س ج «أباله يم ف ه م
(1).
ا عدم إْسراف هم م وفأم د ـقْ ـتع فإن همفقة ـيف الن يرهمـت
يف (، وصححه األلباين 2416برقم: ) «الجامع»أخرجه الرتمذي يف )1)
(.7300برقم: ) «صحيح الجامع»
-
18 رون في ال ╡فيت جاوزون الحد الذي أباحه اهلل هاي بذِّ
بامن حاج ـهتم الواج يروي قابل ه يف والمستحبة، ة
ـتـ ق : التَـّ
صون على أن هم ي ْحر ا ي ـق يم اإلنفاق لما ال بد لهم منه، مم
ع ينًا لصالح آخرهتم. حياهتم، ويكون زاًدا وم
ب على المسلم؛ أن يكون وسًطا يف وهذا هو الواج
فريط، سواٌء يف هذا الباب أ ْفراط والتـ ه بين اإل غيره وأمور
نيا. ين والد م ن أبواب الدِّ
ف بن رِّ ـط ـادة، عن م ـتـق عنوخ، ر ـبن ف ب عْ ك فعن
بين نة س والح ، هااط وس خير هذه األمور أ »اهلل قال: عبد
ين؟ ت ـئ ـالسيِّ بين ة ـن س تادة: ما الح لق ت لْ فق ،«ينت ـئ ـي السَّ
.(1)(ىئ ىئ ی ی ېئ ېئ ىئ )فقال:
(.17/500) «تفسيره»يف الطربي أخرجه )1)
-
19
الـخامـسة فة ـالص نوب وعظائ م اآلثام هم عن كبائر الذ ع ـد بـ
ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ ): ╡قال (پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ
ت قين: اجتناهبم فات عباد الرحمن الم ْن أبرز ص فم
نوب واآلثام، كبائر يف هذا ╡اهلل ص خ وقد الذ كر؛ ر ـكبائ السياق ثالث ها الكبائر وأشد عظم أ هاألن بالذِّ
: وهي ،طالقعلى اإل
باهلل تعالى. الشرك *
.ومةعص فس الم ـالنَّ ل ـت ـوق *
.ىنوالز *
هو متعلِّـٌق بحقِّ اهلل على عباده، وهو ف ك ْر ا الشِّ أم ف
ه اهلل ر نب الذي ال يغف ْن مات عليه الذ كما قال ،لم
-
20
ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ )تعالى:
.(ے ے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ
ر فإذا شيئً العبد ف ص عاء العبادة لغير اهلل ن ا م ؛ كالد
بْ واالست غاثة والن ذر أعظم ارتكب فقد ،وغيرها حوالذ
ْرك باهلل ،الجرائم ر ـوأكب ،وبقاتالم .وهو الشِّ
ا ٌة، ـع ـريمٌة شنيـفهي ج فس المعصومةـتل الن ـقوأم
ْرم، وتتعل ق ه هبذا الج ل الذي ظلم نفس ها بالقات يـتعل ـق حق
قت ْجه حق بالمقتول الذي أ زه ه بغير و ، وتتعل ق نفس
بأولياء المقتول أيًضا.
ن »: ولهذا قال النبي
نيا أهون على اهلل م لزوال الد
«ق قتل مؤمٍن بغير ح (1).
ا نوأم ش التي ت ْمرض القلب ىالزِّفهو م ْن أشدِّ الفواح
ـ، وصححه األلبان(2619)رقم: «السنن»يف ابن ماجه أخرجه )1)
ي
.(5078رقم: ) «صحيح الجامع»يف
-
21
، وت ـوت ه د ق بالـعبد والمجتمع أضراًرا عـفس ديدةـلح
عة؛ ة، وإيمانيةً ومتنوِّ ماعية ،ةـونفسي ،بدنيـ .واْجـت
قال ج ر خ ل ج إذا زنى الرَّ »: النبي
يمان منه اإل
«إليه اإليمان ع ج ر لة، فإذا انقطع كان عليه كالظ و(1).
ر اهلل وقد جميع الوسائل نْ م ورسوله حذ ب لهذه الفاحشة فجاء ؛ أو تكون سببًا لوقوعها التي ت قرِّ
جل بالمرأة األجنبية، وعن إبداء الن هي عن خلوة الـر
روجها ها، م محار لم ن زينتها إال ئًاشيالمرأة من وعن خ
ها متعطِّرةبيتها جال ريح د الرِّ، واألمر بغضِّ البصر ليج
جال والنِّساء الت شريعات الرب انية التي ، وغير ذلك من للرِّ
الكبيرة، وما ذاك إال لخطورهتا تحفظ المجتمع من هذه
وسوء مغب تها.
اجتناب اهلل ر ـذك وبعد أنْ لكبائرا لهذه ه باد ع
ـ، وصححه األلبان(4690)رقم: «السنن»يف أبو داودأخرجه )1)
ي
.(509رقم: ) «السلسلة الصحيحة»يف
-
22 ـب ها ؛الثالث عيدأْعق نوب بالعذاب بالو ف هذه الذ لمن قار
ـن م ه ضاع ف يف ج ياذ باهلل-الشديد الم : ╡، قال -والع
ٹ ڤ ڤ ڤ ٹٿ ٿ ٿ ٹ ٹ )
.(ڤ ڦ ڦ ڦ
ع ثم استثنى ديد م ن باد ر وسار م ن هذا الوعيد الش ْن هذه الكبائر، وأناب إلى ربِّهوبة لت إلى ا
ورجع ، م
،؛ إليه فران االْس ع م لينال الـعفو والغ األعمال ن ثار م ـكْ ت
ب ـت التياعات الط أنواع و ات،الصالح رحمنـالإلى قـرِّ
ل سـبـتـ، وت╡ه عند ربه ـرتفع درجت ـلت؛ ات ه ـيئـد .حسنات
ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ): قال
ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ
. (ڍ
-
23
الـسادسة فة ـالص كرات م عن مجالس الباطله ب عد نـ والم
ک ک ک ک گ گ گ ): ╡قال (گ ڳ
فاهتم أهن موم ْن أخالق عباد الرحمن، وجميل ص
هم هون زِّ ـن ـي م فيها ي ـالمجالس التي حضور عنأنفس ع
رها الباط مـالمنكر، وي ـْغم :╡ ولهقف، ل والل غو المحر ور رون ض حْ ال ي :أي، (ک ک ک ک) الز
جام ون شغْ ـوال ي والباط ل، .ه ل ون أهْ ك شار ـوال ي ،ه س ل
ل يف اآلية السابقة: خ فيد
الغيبة، ك :المجالس القائمة على المعاصي واآلثام *
خرية، واالْست ـوال ـوال ،كذبـوال زاء،ـهـن ميمة، والس اء، ـنـغ
ض يف شاشاتوالفواحش ، شاهدة المنكراتوم التي ت ْعر
ال، التلفاز، وغير ذلك. وأجهزة الجو
-
24
ل فيها * خ مجالس : الويد ْرويج على مة القائ األفكار تـ
عةدةالفاس واآلراء المـنحرفة، د بْـتـ من ، واألعمال الـم
.اللالض و وءالس دعاة
ل فيها أيًضا * أعياد المجالس التي ت قام فيها : وي دخ
ْحرم على فلون فيها، فـيـ م التي يحتـ المشركين، والمواس
رور هبا. ئـتهم وإظهار الفرح والس م حضورها أو هتـنسل الم
م تْشمل ه اآلية، بارات ـنـت ولهذافجميع ما تقد عت ع و
لف الصالح يف بيان راد بالس ورالم .اآليةيف الز
بعد أن ساق أقوال ¬قال الحافظ ابن جرير الطربي لف يف اآلية: فأولى األقوال بالصواب يف تأويله أن »الس
: والذين ال يشهدون شيئً قالـي ؛الباطل ن ا م
وال ،اكً رْ ال ش
ألن ؛ورز ـال اسم ه م ز ما ل ل ـوك ،ه وال غير ،ابً ذ وال ك ،ناءً غ
ْص يف و م اهلل ع «ورال يشهدون الز :اهم أهنمإي ه ف
(1).
(.17/523) «جامع البيان» )1)
-
25
باد الرحمن ال ي ْشهدون بجميع هذه المجالسفع
ها، ر ـو ن باب أولى أن ال ص ور ع منهمق ي ـوم .الز
فهم ال : (گ گ گ گ ڳ )قوله تعالى: و
مر نْ ر أق دِّ إنْ ي غشوهنا، وال يأتون شيئًا منها ق ْصًدا، ولكنْ
ـٌد منهم بمجلٍس فيه شيٌء م ن هذه المنكرات أو أح
ـر ل، فإن ه ي ـم ه عنها، هب الباط ْفـس ًما نـ ـْكـر ْعرًضا عنها، ا م م
تن لوس فيها.ـم ًها عن الج زِّ
-
26
الـسابـعة فة ـالص م ه يم
مـوعمل ، لكالم اهلل تعظـ ما فيه.ب ه
ڱ ڱ ڱ ڳ ڳ ڱ ): ╡قال (ڻ ڻ ں ں
ه عظيم ـه شأن اهلل كالم لة يف نفوس ـيـلج ، ومكانتـ د بالص ـه لون ـقاب ـ ي عباد الرحمن، فال
بل ، راضعْ واإل ود
وي ـه مون ظِّ ع ي ه واالنْت فاع به.ونـل ج ماع
نون اْست ه، وي حس
أي: (ڻ ڻ ں ڱ ں ) :╡وقوله عوا لم يكونوا كاألصمِّ الذي ال لكالم الربِّ إذا است م
ع ف ع فـينتـ ظة، ي ْسم
بل وكاألعمى الذي ال ي بصر، بالموع
نون االْست ماع، عون هم ي ْحس ف تـ ظ، وي وي ــن
ملون عْ ـبالمواع
دب ه وه .هاياتأحكامـ
وا »فعن قتادة بن دعامة أنه قال عند هذه اآلية: م لم ي ص
-
27 وا فيه، هم قوٌم عقلوا عن اهلل، فانتفعوا ، ولم ي ْعم عن الحقِّ
عوا من كتاب اهلل م «بما س (1).
ر على آيات اهلل وهداياته ╡ذم اهلل وقد ، م ن يتكبـ ة باإلثم فيستمر ز
ه الع ذ ده وتأخ له، وتوع بعذاب يف باط
ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳڳ ): ن م، فقال هج . (ڱ ڱ ڱ ڱ ں
وقال الكالم إلى اهلل أن بغض أ إنَّ »: النبي
«نفسك اهلل، فيقول: عليك ق اتَّ للرجل: ل ج رَّ ـال يقول (2).
.(8/2740) «تفسيره» ابن أبي حاتم يفأخرجه )1)
أخرجه )2) نن الكرب»يف الن سائي ، وصححه (10619)رقم: «ىالس
.(2598رقم: ) «السلسلة الصحيحة»األلباين يف
-
28
الـثـامـنـة فة ـالص ع هلل ر عاء والتَّض م بالد نايت ـه
ع ہ ہ ہ ہ ۀ ۀ ڻ): ╡قال
(ے ے ھ ھ ھ ھ
لالك الرحمنباد فات ع ص نْ فم ،عنايتهم بالدعاء :م
، عليهلون ب قْ ـم ، إليه ونـئج ت ـلْ م ، إلى اهلل فتقرون ـفهم م هنا ووالدنيوية يرج ومصالحهم الدينية حاجاهتم جميع و
وحده ال شريك له. همن
ع الـثم هم يف د عائ عاءـهم يحرصون على جوام د
ھ ہ ہ ہ ہ ۀ ) قولهم:ـف ه ،ـع ـوأنف
اء من الدع اهذ ؛(ے ے ھ ھ ھ
اًل ،أجمع الدعاء وأنفعه ه ، ر ـق ـت دعاء المرء بأنْ ففيه أو عينـ
د أوالده؛ يف تعب دهم، وأخالقهم،أهله و بصالح قلب ه ويسع
ه ـيْ وتعامالهتم، وع هم بوالديهم،م، ش . وغير ذلك وبرِّ
-
29
عاء (ے ے ھ )قولهم: ثم ن الد يتضم
ون اًل، وداللتها على الخير، حتى يك بصالح الن فس أو
رين يف خصال الخير، فيأتم الناس بعد ذلك ق دوًة لآلخ
ه . ابه، ويقتدو متـ بس
قين تـ أن يكون ق ْدوًة وإماًما للـم ن للعبد
ه فال ي ْمك ْعد بـ
ـيًاـم إال إن كان ، قبْل ـه قينـت ـالم ب تأسِّه ـْقتدًيا هبم يف نفس ، م
فع نْـد ذلكحريًصا على تحصيل خصال الخير والفالح،
سي ْحرص المت قون على االْئـت ساء واالئت مام به، واالنت فاع
ْديه. بتوجيهه وه
لِّ مسلمٍ ولهذا ينبغي ص على هذا على ك أن يحر
عاء، وأن يكون على العظيم هذا الخير ؛ لينال ل سانهالد
نه .الذي تضم
-
30
خاتِـمة
بارك اق يهذا الس اهلل ثم ختم بذكر الـم م ن جزاء
ف ب ابقة، وعظيم ثوابه، فقال الات ص فات الس :╡ص
ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ)
، (ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅ ۈۆ ۆ
نس العمل؛ ف همأوصافا كانت لم فكان الجزاء م ن ج
ـْرفة رفيعًة عاليةً جزاًء العالية كافأهم رب العالمين بالغ
لهم.
ْصف هذه الـغ رف ِّ وقد جاء و على لسان النبي
ي ـإ نَّ أهل الجنَّ » قال:حينما ن أهل الغ ـت ـة و ن ـراء
ف م ر
قهم، كما ي ـف ن الكوكب الـت ـو و يَّ الغابر يف األف ـراء ر ، د ق
، ل غ ر ب أو الم رق ش ن الم
ل ما ب ـت ـم م ـن ـي ـفاض «ه (1).
«صحيحه»(، ومسلم يف 3256رقم: ) «صحيحه»أخرجه البخاري يف )1)
(.2831)رقم:
-
31
ر ـينظروا ألهل الغ فأهل الجن ة إذا أرادوا أن ف
د نحن هموس ؤ ون ر ع يرف ويرون هذه الـغ رف كما ن شاه
ا يدل على ماء، مم فيع يف الس ل ـوِّ الكوكب العالي الر ع
لهم، و ة مناز ْفـع درجاهتم يف جنات النعيم.ر
أي: (ۆ ۆۇ ۇ ): ╡وقوله ن الم الس ويب رح والت ة ـحيبالت مالئكة الاهم ـق ـتتل تضمِّ الم
الم لس ل ـالن ن م ة
رات راضمْ واأل ص قائ دِّ ك .والم
به أكرمهم اهلل الذيفهذا مآل هؤالء ومآهبم
يادهم لهدايات كتابه الكريم.ـهم وانق كمال تعبدل
ياق: وقول اهلل ۉ ې ې ې )يف تمام هذا السِّ
عادة إلى :(ې ى ى فيه أن مرد الن جاة والس
هم الع بادة التي خلق اهلل د الخلق ألجلها، وأْوج لتحقيقها.
-
32
وأصح األقوال يف اآلية أن »: ¬قال ابن القيِّم بادتكم إي اه، فهو سبحانه
معناها: ما ي ْصن ع بكم ربِّي لوال ع
.(1)«لم يخلْقكم إال لع بادته
نا على ت ـب ـبل غنا اهلل أجمعين صفات عباد الرحمن، وث
وجميع أن يوفِّقنا دى واإليمان، ونْسأله الحقِّ واله
ه لنا ويرضاه ـالمسلمين لما يحب ، فإن ه ال ل م والع القول ن م
العظيم.ِّة إال باهلل العلي حول وال قو
العالمين، وصلى اهلل على نبيِّنا محمد، بِّ والحمد هلل ر
م تسليًما كثيًرا دائًما إلى يوم وعلى آله وصحبه وسل
الدين.
.(2/83) «مفتاح دار السعادة» )1)