قانونا اتحاديا جديدا لتنظيم التحكيم في المنازعات قضاء التحكيم فياجتهادات المحكمة االتحادية العليا بدولة اإلمارات العربية المتحدة

:مقدمة عن المحكمة االتحادية العليا: او ال 1973لسـنة 10تعتبـر المحكمـة االتحاديـة العليـا منـذ انشـايها بالقانـون االتحـادي رقـم

صرحـا مـن اهـم صـروح العدالـة فـي دولـة اإلمـارات العربيـة 1973/7/25الصـادر فـى المتحـدة وهـى اعلـى قمـة هـرم المنظومـة العدليـة فـى الدولـة لمـا لهـا مـن دور ب نـاء

فـى ارسـاء القواعـد والمبـادىء القانونيـة.التـى تعـد نبراسـا للمشـتغلين بالقانـون كافـة قضـاة ومحاميـن وباحثيـن ودارسـين

بـل انهـا سـاعدت المشـرع فـى كثيـر مـن األحيـان فـى تالفـى العديـد مـن اوجـه القصـور والعـوار التـى كانـت تشـوب كثيـر مـن التشـريعات علـى غـرار محكمـة النقـض الفرنسـية

.وغيرهـا مـن المحاكـم العليـا فـي العالـم وبصفـة خاصـة يعـد التحكيـم كوسـيلة بديلـة مـن وسـايل فـض المنازعـات مـن اهـم

الموضوعـات التـى كان ومــازال للمحكمــة االتحاديــة العليــا دورا بــارزا وباعــا طويــال فــى ارســاء قواعــده ومباديــه التــى اصبحـت سـوابقا قضاييـة ومرجعـا غنيـا وحيويـا ال

غنـى عنـه يهتـدى اليـه كل مهتـم بالشـان القانونـى(.1)والقضايـى والحقوقـى

ونظـرا ألهميـة التحكيـم كوسـيلة مـن اهـم الوسـايل البديلـة لفـض المنازعـات والـدور البـارز الـذى سـاهمت بـه المحكمـة االتحاديـة العليـا فـى تطـور وشـيوع هـذه الوسـيلة

سـيما فـى اآلونـة األخيـرة وذلـك مـا دفعنـا إلختيـار موضـوع قضـاء التحكيـم فـى اجتهـادات مـن بيـن الموضوعـات-المحكمـة االتحاديـة العليـا بدولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة

محـورا لهـذا البحـث فـى هـذه- األخـرى المقترحـة مـع مـا لتلـك الموضوعـات مـن اهميـة المناسـبة الكريمـة وهـو مـا نلقـى عليـه الضـوء فـى نطـاق

.المتـاح لنـا مـن زمـن16

نبذة تاريخية عن التحكيم كوسيلة من اهم الوسايل البديلة لفض المنازعات بين: ثاني ا:الخصوم

اصبـح التحكيـم مـن اهـم الوسـايل البديلـة لتسـوية المنازعـات بيـن األطـراف خـارج نطـاق.القضـاء االختصامـى وهـو مـا يعـرف بالقضـاء االتفاقـى

وليـس بخـا ف عـن الكافـة ان التحكيـم كوسـيلة لتسـوية المنازعـات هـو مـن الوسـايل الموغلـة فـي القـدم التـى لجـا اليهـا المتخاصمـون لتسـوية منازعاتهـم، وهـو راسـخ فـي

.الحضـارات(.2)اذ ان اول ظهوره بحضارة اليونان فيما بين القرنين السادس والرابع قبل الميالدى

كمـا عرفتـه حضـارة مصـر الفرعونيـة حيـث عـرف قدمـاء المصرييـن نظـام التحكيـم الـى جانـب القضـاء العـادي ، فـكان للخصـوم حـق اللجـوء الـى التحكيـم بـدال مـن اللجـوء الـى

القضـاء العـادي ، وذلـك بـان يختـار المتخاصمـون حكمـا مـن بينهـم ليقـرر مـن صاحـبالحـق مـن المتنازعيـن ، وقـد ظهـر االلتجـاء

(.3)الـى التحكيـم بكثـرة مـع بدايـة األسـرة الرابعـة والثابـت ايضـا ان التحكيـم قـد ظهـر لـدى اآلشـوريين والبابلييـن كمـا عرفـه العـرب قبـل

اإلسـالم فالثابـت مـنالسـيرانالنبـيصلـىاللـهعليـهوسـلمقبـلبعثتـهكانيحتكـماليـهالنـاس،وقـدسـيقسـندا لذلـك واقعـة اختـالف قبايـل العـرب قبـل اإلسـالم علـى مـن ينـل منهـم شـرف وضـع الحجـر

األسـود بعـد اعـادة بنـاء الكعبـة المشـرفة ، وكادوا ان يتقاتلـوا لـوال احتكامهـم لحكـم الرسـول صلـى اللـه عليـه وسـلم والـذي حكـم بينهـم وانتهـى األمـر عنـد ذلـك الحـد، ولـوال

حكمـه السـديد صلـوات ربـي وسـالمه عليـه.إلحتدمـت نـار الحـرب والفتنـة بيـن القبايـل

وقـد عـرف المسـلمون األوايـل نظـام التحكيـم وسـيق علـى ذلـك اسـانيد عـدة منهـا وبيـن معاويـة« كـرم اللـه وجهـه»التحكيـم الـذى جـرى بيـن مويـدى علـى بـن ابـى طالـب

.وذلـك فـى موقعـة صفيـن الشـهيرة« رضـى اللـه عنـه»بـن ابـى سـفيان وفـى القـرون الوسـطى عرفـت اوروبـا نظـام التحكيـم وسـاعد علـى تطـوره انـذاك نفـوذ البابـا والعديـد مـن ملـوك هـذه الحقبـة التاريخيـة حيـث كانـوا يعتبـرون قـرار التحكيـم فـى

.تلـك الحـاالت حكمـا يتمـع بقـوة روحيـة لصـدوره مـن اعلـى سـلطة دينيـة وفـى تلـك الفتـرة اشـتهر اإلتحـاد السويسـرى بتطويـر اسـاليب التحكيـم فـى صـورة

.معاهـدات بيـن المقاطعـات التـى كان يتالـف منهـا هـذا اإلتحـاد وفـى العصـور الحديثـة وخاصـة القـرن السـادس عشـر الميـالدى ومـع ظهـور حركـة

اإلصـالح الدينـى والـدول القوميـة الكبـرى فـى اوروبـا التـى شـهدت ضعفـا فـى سـلطةالبابـا والملـوك علـى الـدول ذات

17 السـيادة فظهـرت فكـرة تحكيـم األقـران حيـث كانـت الـدول المتنازعـة تحتكـم الـى

روسـاء دول اخـرى اال ان فكـرة التمسـك بالسـيادة المطلقـة للدولـة التـى شـاعت فـى تلـك اآلونـة قـد عرقلـت تطـور نظـام التحكيـم واضعفـت دوره حتـى نهايـات القـرن الثامـن

.عشـر الميـالدى ومـع اواخـر القـرن الثامـن عشـر الميـالدى زاد اللجـوء لنظـام التحكيـم خاصـة بيـن الـدول

األمريكيـة وكان لـه عـدة صـور منهـا الحكـم المنفـرد ، اللجنـة المختلطـة ، محكمـة التحكيـم.او الهييـة الوطنيـة او الهييـة الدوليـة

وتعـد الواليـات المتحـدة األمريكيـة مـن اولـى دول العالـم التـى لديهـا مدونـة للتحكيـم بعدهـا 1920بالمعنـى الحديـث حيـث صـدر اول قانـون تحكيـم فـى واليـة نيويـورك عـام

.نقـال عـن قانـون واليـة نيويـورك 1925صـدر قانـون التحكيـم الفيدرالـى عـام ميالديـا تطـور نظـام التحكيـم 1945وبعـد انتهـاء الحـرب العالميـة الثانيـة فـى غضـون عـام

الدولـى حتـى اصبـح مـن اهـم مظاهـر العصـر الحديـث خاصـة مـا كان متميـزا منـه بطابـع الدوليـة والتخصـص ، وقـد صـار التحكيـم فـى الوقـت الراهـن مـن اهـم الوسـايل البديلـة

.لفـض المنازعـات بيـن الخصـوم مــن هــذه اإلطاللــة التاريخيــة ومــن معانــي ومصطلحــات لفــظ التحكيــم فــي اللغــات المختلفــة نجــد ان مفهـوم التحكيـم يـدور حـول مصطلحـات وافـكار متقاربـة مثـل النزاهـة والعقـل والمعرفـة واإلرادة وجميعهـا مـن بيـن مـا يجـب ان يتسـم بـه القاضـي لـذا قيـل ان

.التحكيـم اتفاقـي النشـاة وقضايـي الوظيفة فالمحكـم عنـد ممارسـة مهامـه يقـوم بوظيفـة قضاييـة مصدرهـا األساسـي ارادة

المحتكميـن بيـد ان هـذا ليـس بعيـدا عـن القانـون حيـث يتقيـد المحكـم بالمبـادي العامـة وقواعـد النظـام العـام التـى يلتـزم بهـا القضـاء مثـل كفالـة حـق الدفـاع والمواجهـة

والمجابهـة بيـن األطـراف المحتكميـن حتـى انـه قـد شـاع فـى اآلونـة األخيـرة ان التحكيـماصبـح ذو ثـالث ارادات هـم ارادة المحتكميـن وارادة القانـون وارادة المحكـم

.نفسـه لذلـك ال يمكـن اغفـال الـدور الهـام الـذى يلعبـه مرفـق القضـاء فـى نظـام التحكيـم بصفـة

.عامـة فـى كافـة مرا حله فيتنـوع ويتعاظـم دور القضـاء فـى مراقبـة التـزام المحكميـن بالقواعـد المتعلقـة بالنظـام العـام والمبـادي العامـة وكذلـك الرقابـة علـى مـدى التزامهـم بتطبيـق القواعـد الخاصـة

.بالتحكيـم كمـا ان للقضـاء كذلـك دوره الحيـوى والف عـال فـى وضـع اتفـاق التحكيـم موضـع التنفيـذ

وذلـك باقـرار الحـق فـى اللجـوء الـى التحكيـم وضمـان سـير اجراءاتـه وانتظامهـا دون اتاحـة اى فرصـة لعرقلـة اجراءاتـه سـواء مـن المحكـم او مـن خصـم متعنـت قـد يرفـض

منفـردا المشـاركة فـي اجـراءات وسـير خصومـة.التحكيـم

18

وللقضـاء ايضـا دوره البـارز والهـام الـذي ال غنـى عنـه فـي دعـم خصومـة التحكيـم كلما تعرضـت لعقبات قـد تـودى لفشـلها وذلـك بمـا تملكـه السـلطة القضاييـة ومحاكـم الدولـة

.مـن سـلطة اإللـزام بالتنفيذ لــذا فقــد اضحــت حقيقــة ال مــراء فيهــا انــه كــي يقــوم نظــام التحكيــم كوســيلة

بديلــة فــى فــض المنازعــات التــى تثــار بيــن األطــراف المحتكميــن بوظيفتــه المنشــودة فانــه ال غنــى علــى اإلطــالق عـن محاكـم الدولـة والتـى تاتـى علـى راسـها

وذروة سـنامها المحكمـة االتحاديـة العليـا وفـق النظـام القضايـى بدولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة لمـا خصهـا بـه الدسـتور والقوانيـن دون غيرهـا مـن سـاير المحاكـم فـى الدولـة

مـن دور ووظيفـة واختصاصـات انفـردت بهـا لمـا لهـا مـن اليـات يفتقدهـا نظـام(.4)التحكيـم نفسـه

:طبيعة العالقة بين القضاء والتحكيم : ثالث ا:عالقة ودور القضاء بالنسبة للوسايل البديلة بصفة عامة - 1

األصــل ان نظــام الوســايل البديلــة لفــض المنازعــات بيــن األطــراف بصفــة عامــة يلعــب دورا حيويــا ومكمـال للقضـاء علـى صعيـد تخفيـف حجـم العـبء الملقـى علـى كاهـل

.القضـاء، فهـو يسـير معـه جنبـا الـى جنـب فـي سـبيل تحقيـق العدالـة اال ان دور القضـاء بالنسـبة للوسـايل البديلـة لفـض المنازعـات هـو فـي الحقيقـة يختلـف

بحسـب نـوع الوسـيلة البديلـة ذاتهـا اذ ان دور القضـاء بالنسـبة للتحكيـم مثـال يختلـف عـن دوره بالنسـبة لباقـى الوســايل األخــرى، اال اننــا مراعــاة للوقــت ونطــاق البحــث

نقتصــر هاهنــا علــى عالقــة ودور القضــاء بالنسـبة للتحكيـم كوسـيلة مـن اهـم الوسـايل البديلـة لفـض المنازعـات بيـن األطـراف المحتكميـن لمـا لـه مـن طابـع قضايـى مـع كونـه

اتفاقـى النشـاة حيـث اشـتهر التحكيـم بانـه قضايـى الوظيفـة اتفاقـى.النشـاة

:عالقة القضاء بالنسبة للتحكيم كوسيلة من اهم الوسايل البديلة - 2 الحقيقـة التـي ال مـراء فيهـا وال جـدال ان القضـاء يلعـب دورا ف عـاال فـى خصومـة

التحكيـم، فحتـى يـودي التحكيـم دوره المنشـود كطريـق مـوازى للقضـاء فـي الفصـل فـي المنازعـات التـى تثـار بيـن المحتكميــن، وحتــى تتحقــق فاعليتــه وجديتــه واقعيــا، فانــه

يجــب ان تكــون للعالقــة بيــن القضــاء والتحكيـم معالـم محـددة فـى اطـار القانـون قضـاء- وذلـك ألن األمـر يقتضـي فـى كثيـر مـن األحيـان تدخـل قضـاء الدولـة بمـا لـه

مـن سـلطة عامـة يسـتطيع عـن طريقهـا اداء هـذا الـدور فـى- الدولـة 19

كافـة جوانـب ومراحـل الدعـوى التحكيميـة، لذلـك كان ضروريـا بـل وحتميـا ان يظهـر القضـاء فـي مجـال التحكيـم بـدوره فـى مسـاعدة ومعاونـة بـل ومسـاندة الهييـات

التحكيميـة مـن جانـب وإلعطـاء الصفـة اإللزاميـة لقراراتـه واحكامـه مـن جانـب اخـر وهـذه.هـى حقيقـة عالقـة القضـاء بالتحكيـم

وعلــى ذلــك يبــدو جليــا ان دور القضــاء بالنســبة للتحكيــم لــه طابعيــن حيــث يغلــب عليــه طابــع المسـاندة او المسـاعدة والمعاونـة مـن جانـب باإلضافـة الـى مـا لـه مـن طابـع الرقابـة مـن جانـب اخـر اال ان الـدور الرقابـى ليـس مطلقـا مـن كل قيـد بـل لـه

ضوابـط ومعاييـر ومحـددا بنطـاق معيـن لـذا كان.حريـا بنـا ان نلقـى الضـوء علـى ذلـك وهـو مـا نعـرض لـه بعـد

دور القضاء في مساندة او مساعدة ومعاونة هييات التحكيم- ا يبـرز دور القضـاء فـى مسـاندة او مسـاعدة ومعاونـة هييـات التحكيـم فـى لـزوم اللجـوء

للقضـاء فـى الكثيــر مــن األحيــان وذلــك علــى مــدار كافــة مراحــل الدعــوى التحكيميــة اى ان للقضــاء دور مــالزم لخصومــة التحكيــم منــذ بــدء اجــراءات التحكيــم فــي الحــاالت التــي ينــاط بالقضــاء تعييــن هييــة التحكيـم وممتــدا دوره اثنـاء خصومــة

التحكيــم فـي الحـاالت التــي تســتلزم اتخــاذ تدابيــر وقتيــة او تحفظيــة او اجــراءات طعــن اثنــاء ســير خصومــة التحكيــم كالطعــن بالتزويــر علــى مســتند مقــدم بالدعـوى

التحكيمبـة، وكذلـك يظـل امتـداد دور القضـاء الـى مـا بعـد صـدور حكـم التحكيـم حيـث مـن قانـون اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي للمحكمـة اثنـاء 214يجـوز وفقـا لنـص المـادة

نظـر طلـب التصديـق علـى حكـم المحكميـن ان تعيـد الحكـم لهـم للنظـر فيمـا اغفلـوا الفصـل فيـه او لتوضيحـه اذا كان محـددا بالدرجـة التـى يمكـن معهـا تنفيـذه، فاحـكام

التحكيـم ال تكتسـب بذاتهـا القـوة التنفيذيـة التـي تخولهـا الحصـول علـى الحمايـة القضاييـة بواسـطة التنفيـذ الجبـري اذ انهـا ال تعـد بذاتهـا سـندات تنفيذيـة ، فالقـوة التنفيذيـة ال تلحـق

ألحـكام المحكميـن اال بصـدور امـر خـاص مـن جهـة قضـاء الدولـة المختـص باجـراءات التصديـق علـى حكـم المحكميـن الـذى يعقبـه تذييلـه بالصيغـة التنفيذيـة وهـو مـا يعـد

اعترافـا مـن قضـاء الدولـة بصالحيـة الحكـم وامكانيـة تنفيـذه جبـرا بكافـة الوسـايل التـييتيحهـا

وهـو مـا عبـرت عنـه المـادة الخامسـة مـن القانـون النموذجـى لليونسـترال(. 5)القانـون:بانـه( قانـون التجـارة الدوليـة للجنـة األمـم المتحـدة).«ال يجوز ألى محكمة التدخل فى العملية التحكيمية اال اذا نص القانون على ذلك»

وذلـك سـعيا نحـو تحقيـق وكفالـة حريـة التحكيـم لـذا جـاء النـص العـام بعـدم جـواز تدخـل المحكمـة فـى العمليـة التحكيميـة ووضـع االسـتثناء علـى ذلـك فـى حـاالت النـص علـى

جـواز التدخـل وبالرجـوع للنصـوص نجـد انهـا تجيـز تدخـل القضـاء فـى العمليـة التحكيميـةاثنـاء سـيرها مـن قبيـل المسـاندة او

(.6)المسـاعدة والمعاونـة فـى الحـاالت التـى سـبق اإلشـارة اليهـا20

الدور الرقابى فى اجراءات - 1: دور القضاء في الرقابة على حكم التحكيم ونطاقه- ب :التحكيم

212يظهـر هـذا الـدور مـن واقـع مـا نصـت عليـه الفقرتيـن األولـى والثانيـة مـن المـادة والفقـرة األولـى مـن 1992لسـنة 11مـن قانـون اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي رقـم

.مـن ذات القانـون 216المـادة مـن قانـون اإلجـراءات المدنيـة 212حيـث نصـت الفقرتيـن األولـى والثانيـة مـن المـادة

:االتحـادي علـى انه يصدر المحكم حكمه غير مقيد باجراءات المرافعات عدا ما نص عليه فى هذا الباب - 1

واإلجراءات الخاصة بدعوة الخصوم وسماع اوجه دفاعهم وتمكينهم من تقديم مستنداتهم.ومع ذلك يجوز للخصوم االتفاق على اجراءات معينة يسير عليها المحكم

ويكون حكم المحكم على مقتضى قواعد القانون اال اذا كان مفوضا بالصلح فال يتقيد - 2«.بهذه القواعد عدا ما تعلق منها بالنظام العام

:الدور الرقابي فى بطالن حكم التحكيم وحاالته - 2:من ذات القانون على انه 216ونصت الفقرة األولى من المادة

يجوز للخصوم طلب بطالن حكم المحكمين عندما تنظر المحكمة فى المصادقة عليه - 1:وذلك فى األحوال اآلتية

اذا كان قـد صـدر بغيـر وثيقـة تحكيـم او بنـاء علـى وثيقـة باطلـة او سـقطت بتجـاوز- ا.الميعـاد او اذا خـرج المحكـم عـن حـدود الوثيقـة

اذا صـدر الحكـم مـن محكميـن لـم يعينـوا طبقـا للقانـون او صـدر مـن بعضهـم دون ان- ب يكونـوا ماذونيـنبالحكـمفـيغيبـةاآلخريـناوصـدربنـاءعلـىوثيقـةتحكيـملـميحـددفيهـاموضـوع النـزاع او صـدر مـن شـخص ليسـت لـه اهليـة االتفـاق علـى التحكيـم او مـن محكـم ال

تتوافـر.فيـه الشـرايط القانونيـة

«.اذا وقع بطالن في الحكم او بطالن في اإلجراءات اثر في الحكم- ج وعلـى ذلـك ينهـض دور القضـاء فـى الرقابـة علـى حكـم التحكيـم اال انـه يبيـن مـن واقـع

هـذه النصـوص ان هـذا الـدور الرقابـى ليـس مطلقـا بـل انـه مقيـدا بحـدود ومعاييـر، ويمكـن القـول بـان نطـاق هـذا الـدور هـو مـا حددتـه المادتيـن انفتـى الذكـر اى ان

المشـرع قـد انـاط بالقضـاء دورا رقابيـا علـى حكـم التحكيـم ولكنـه حصـر هـذا الـدور فـىالرقابـة علـى مـدى التـزام حكـم التحكيـم بمقتضـى قواعـد

21

القانـون بصفـة عامـة ومـا تعلـق مـن هـذه القواعـد بالنظـام العـام بصفـة خاصـة باإلضافـة الـى الحـاالت التـى تتعلـق ببطـالن حكـم التحكيـم حيـث يقتصـر الـدور الرقابـى للقضـاء علـى حكـم التحكيـم فـى حالـة طعـن ا ى مـن الخصـوم علـى حكـم التحكيـم بالبطـالن

اثنـاء نظـر المحكمـة المصادقـة عليـه ففـى هـذه الحالـة تعـرض المحكمـة لحكـم التحكيـم ببحـث اوجـه البطـالن المثـارة مـن ا ى مـن الخصـوم مـع اعتبـار ان المشـرع قـد حصـر

216اوجـه بطـالن حكـم التحكيـم فـى الحـاالت التـى عددتهـا الفقـرة األولـى مـن المـادة انفـة الذكـر والتـى يتالحـظ منهـا ان جميـع الحـاالت التـى اشـارت اليهـا تتعلـق بنواحـى

ومسـايل شـكلية ، ممـا مفـاده ان المحكمـة عنـد تصديقهـا علـى حكـم المحكميـن ليـس لهـا ان تعـرض لـه مـن الناحيـة الموضوعيـة ومـدى مطابقتـه ألحـكام القانـون اال مـا يتعلـق

بالنظـام العـام وانمـا تقتصـر فـى بحثهـا علـى تمحيـص النواحـى اإلجراييـة التـى اوردتهـامـن 216، 212المادتـان

.قانـون اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي والتـى وردت علـى سـبيل الحصـر وهنـا يجـدر بنـا اال نغفـل التشـريعات واألنظمـة المقارنـة خاصـة تلـك التـى ليـس لديهـا

اجـراء او نظـام التصديـق علـى حكـم التحكيـم كمـا هـو معمـول بـه فـى التشـريع.اإلماراتـي

فمثـال نظـام التحكيـم فـي القانـون المصـري يتسـم بالحـد مـن حـاالت تدخـل القضـاء فـى مـن 46مسـايل التحكيـم بوضـع نطـاق واضـح لهـذا التدخـل وهـذا مـا نصـت عليـه المـادة

1997لسـنة 9المعـدل بالقانـون رقـم 1994لسـنة 27قانـون التحكيـم المصـري رقـم :مـن انـه

اذا عرضــت خــالل اجــراءات التحكيــم مســالة تخــرج عــن واليــة هييــة التحكيــم او» طعــن بالتزويــر فـى ورقــة قدمـت لهـا او اتخـذت اجـراءات جناييــة عــن تزويرهـا او عــن

فعـل جنايـى اخـر لهييـة التحكيــم اإلســتمرار فــي نظــر موضــوع النــزاع اذا رات ان الفصــل فــى هــذه المســالة او فــي تزويــر الورقـة او فـي الفعـل الجنايـي اآلخـر ليـس الزمـا للفصـل فـى موضـوع النـزاع واال اوقفـت اإلجـراءات حتـى يصـدر حكـم نهايـي فـي

هـذا الشـان ويترتـب علـى ذلـك وقـف سـريان الميعـاد المحـدد إلصـدار من ذات القانون من 52وكذلك ما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة « .حكـم التحكيـم

:انه مـن« .يجوز رفع دعوى بطالن حكم التحكيم وفق ا لألحكام المبينة فى المادتين التاليتين - 2

ذلـك يبيـن ان نظـام التحكيـم فـى القانـون المصـرى مقيـدا للقضـاء فـى تدخلــه فـىالدعـوى

وقـد اتفـق مـع نظـام التحكيـم المصـرى نظـام التحكيـم فـى فرنسـا سـواء. التحكيميــةفـى نصـوص قانـون المرافعات

22

الفرنســى المطبقــة علــى التحكيــم او فــى تطبيقــات احــكام القضــاء التحكيمــى الفرنســى حيــث اســتقرت احكامهــا علــى ادانــة التعســف فــى طلــب بطــالن حكــم

التحكيــم وبالتالــى فانــه ليــس هنـاك ميـال نحـو شـغف التدخـل القضايـى فـى منازعـة التحكيـم سـواء قبـل صـدور حكـم التحكيـم او بعـد صـدوره وانمـا التدخـل لمجـرد ضمـان

مراعـاة القواعـد الجوهريـة التـى مـن شـانها ابطـال.حكـم التحكيـم

وذلـك علـى العكـس تمامـا ممـا عليـه نظـام التحكيـم فـى القانـون الفيدرالـى األمريكـى الـذي يتجـه نحـو اخضـاع التحكيـم فـى مختلـف مراحلـه لرقابـة القضـاء بمـا يتيـح لألفـراد فرصـة اللجـوء للقضـاء دايمـا لتسـيير اجـراءات التحكيـم مـن جانـب والرقابـة عليهـا مـن

مـن قانـون التحكيـم 10مـن المـادة ( ا ) جانـب اخـر ومـن ذلـك مـا نصـت عليـه الفقـرة الفيدرالـى األمريكـي مـن جـواز الطعـن علـى حكـم التحكيـم بالبطـالن وذلـك امـام محكمـة

اول درجـة الفيدراليـة فـى المقاطعـة التـى صـدر فيهـا(.7)حكـم التحكيـم

.وبالتالى يبدو اتساع نطاق دور القضاء فى الدعوى التحكيمية فى النظام األمريكي

نخلـص مـن ذلـك انـه رغـم اختـالف المنهـج التشـريعى فـى النظـرة لعالقـة القضـاء بالتحكيـم اال اننـا نصـل فـى النهايـة لنتيجـة واحـدة مفادهـا ان عالقـة القضـاء والتحكيـم

مزيـج بيـن طابـع المسـاندة او المسـاعدة والمعاونـة فـى مرحلـة سـير الدعـوى التحكيميـة امـام هييـة التحكيـم اى مرحلـة مـا قبـل صـدور حكـم التحكيـم امـا الطابـع الرقابـى فياتـى فـى الغالـب األعـم فـى مرحلـة مـا بعـد صـدور حكـم التحكيـم ولكنـه ال يكـون ابـدا مطلقـا

وانمـا هـو مقيـد بالنطـاق الـذى يرسـمه المشـرع لهـذه الرقابـة وهـو مـا اسـتقرت عليـهاحـكام القضـاء فـى دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة علـى نحـو مـا

.سـنعرض لـه فيمـا بعـد:قضاء التحكيم فى اجتهادات المحكمة االتحادية العليا: رابع ا

لقـد كان ومـازال للمحكمـة االتحاديـة العليـا بدولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة دورا هامـا فـى تطـور التحكيـم كوسـيلة مـن اهـم الوسـايل البديلـة لفـض المنازعـات بيـن الخصـوم فـى الوقـت الراهـن وقـد سـاهمت باحكامهـا الرايـدة والزاخـرة فـى ذيـوع وانتشـار هـذه

الوسـيلة بالدولـة حيـث كان ألحكامهـا السـبق فـى ارسـاء واقـرار مبـادىء وقواعـد التحكيـم وفقـا لمـا اسـتقر عليـه فقـه وفلسـفة وتشـريعات التحكيـم علـى الصعيديـن المحلـي

وان كانـت- والعالمـي اال انـه ليـس هنـاك مانعـا مـن ان تكـون قـد صـدرت بعـض األحـكام التـى اختلفـت مـع مـا اسـتقر عليـه فقـه وفلسـفة وقضـاء التحكيـم- قليلـة للغايـة

.سـواء فـى داخـل الدولـة او فـى الخـارج وهـو مـا نشـرع فـى طرحـه بعـد23

اجتهادات المحكمة االتحادية العليا التي اتفقت مع فقه وقضاء التحكيم الداخلي والدولي - 1::اجتهادات المحكمة االتحادية العليا بشان اتفاق التحكيم - ا

يعــد االتفــاق علــى التحكيــم حجــر األســاس فــى نظــام التحكيــم اإلختيــارى حيــث يعبــر عــن ارادة المحتكميـن فـى حـل خالفهمـا بواسـطة التحكيـم لـذا يعـد اتفـاق التحكيـم

المصـدر الرييسـى الـذى تســتمد منــه هييــة التحكيــم ســلطاتها بــل هــو الشــريعة.الحاكمــة للدعــوى التحكيميــة

وقـد خلـت نصـوص التحكيـم الـواردة فـى قانـون اإلجـرءات المدنيـة مـن تعريـف اتفـاق التحكيـم وان كان المشـرع قـد اسـتخدم فـى هـذه النصـوص مصطلحـى وثيقـة التحكيـم

واتفـاق التحكيـم معبـرا بهمـا عـن مفهـوم واحـد اال وهـو اتفـاق او عقـد التحكيـم ولكنـه لـميـورد تعريفـا التفـاق التحكيـم وهـو مــا

تم تــداركه فى مشـروع قانــون التحكيم االتحادي المــزمع صــدوره اتفـاق التحكيـم هـو اتفـاق اطـراف التحكيـم« :حيـث نصـت المـادة األولـى منـه علـى ان

بارادتهـم الحــرة علــى اإللتجــاء الــى التحكيــم لتســوية كل او بعــض المنازعــات التــى«.نشــات او تنشــا بينهــم بمناســبة عالقــة قانونيــة معينــة عقديــة او غيــر عقديــة

وتتحـدد صـورة اتفـاق التحكيـم بحسـب الوقـت الـذى تتوافـق فيـه ارادة األطـراف علـى اللجـوء الـى التحكيـم فقـد يكـون ذلـك سـابقا علـى وقـوع النـزاع او الحقـا عليـه وهـذه هـى

حالتـى او صورتـى اتفـاق التحكيـم التـى اشـارت اليهمـا نصـوص التحكيـم الـواردة بقانـوناإلجـراءات المدنيـة االتحـادي

:وهـو مـا نعـرض لـه بعـد:الصورة األولى وتسمى شرط التحكيم

وهـى التـى يتـم االتفـاق بيـن األطـراف فـى احـد بنـود العقـد األساسـى الـذى يبرمانـه بشـان عالقـة معينـة علـى حـل مـا قـد ينشـا عـن هـذا العقـد وتلـك العالقـة مـن منازعـات

.او خالفـات محتملـة بواســطة التحكيــم:الصورة الثانية وتسمى مشارطة التحكيم

وهـى التـي يتـم االتفـاق بيـن األطـراف بعـد نشـوب نـزاع او خـالف مـا نتيجـة عقـد او عالقـة قانونيـة معينـة علـى فـض هـذا النـزاع وذلـك الخـالف بواسـطة التحكيـم و فـى هـذه

الحالـة تتـم صياغـة اتفـاق التحكيـم فـى وثيقـة مسـتقلة عـن العقـد األساسـي تسـمي.مشـارطة التحكيـم

:اال ان الراجح لدينا ان صور التحكيم ثالث وان بعضها له اكثر من وجه وهو ما نعرض له

24

:وهى شرط التحكيم ولها وجهين: الصورة األولى:الوجه األول

وفيـه يتـم االتفـاق بيـن األطـراف فـي احـد بنـود العقـد األساسـي الـذي يبرمانـه بشـان عالقـة معينـة علـى حـل مـا قـد ينشـا عـن هـذا العقـد وتلـك العالقـة مـن منازعـات او

.خالفـات محتملـة بواسـطة التحكيـم:الوجه الثاني

وفيـه يكـون األطـراف قـد انتهـوا مـن تنظيـم العالقـة العقديـة بينهمـا دون ان يضمنـا بنـود هـذا العقـد االتفـاق علـى اللجـوء للتحكيـم اذا مـا نشـا خـالف او نـزاع بينهمـا عـن هـذا

العقـد فيقومـوا فـى مرحلـة الحقـة باالتفـاق علـى انـه فـى حالـة نشـوء خـالف او نـزاعبشـان هـذا العقـد يكـون حلـه عـن طريـق

.اللجـوء للتحكيـم وذلـك بملحـق او تعديـل للعقـد وهـذا وجـه ثانـى لشـرط التحكيـم:وهى مشارطة التحكيم ولها ايض ا وجهين: الصورة الثانية

:الوجه األول وفيـه يكـون األطـراف قـد نظمـوا عالقتهـم العقديـة دون اتفـاق علـى التحكيـم ثـم ثـار نزاعـا او خالفـا بينهمـا نتيجـة هـذه العالقـة القانونيـة فيقـوم األطـراف قبـل لجـوء ايهـم للقضـاء باالتفـاق علـى فـض هـذا النـزاع وذلـك الخـالف بواسـطة التحكيـم و فـى هـذه

الحالـة تتـم صياغـة اتفـاق التحكيـم فـى.وثيقـة مسـتقلة عـن العقـد األساسـي تسـمي مشـارطة التحكيـم

:الوجه الثاني وفيـه يكـون األطـراف قـد نظمـوا عالقتهـم العقديـة دون اتفـاق علـى التحكيـم ثـم ثـار

نزاعـا او خالفـا بينهمـا نتيجـة هـذه العالقـة القانونيـة ولجـا احـد األطـراف للقضـاء للفصـل فيمـا بيـن األطـراف مـن خــالف او نــزاع فتكــون بــادرة مــن المحكمــة عــرض االلتجــاء

للتحكيــم ووافــق األطــراف علــى ذلــك فينظمـوا اتفـاق تحكيـم فيتـم اثبـات ذلـك بمحضـر جلسـة المحكمـة ويكـون دور القاضـى مـن حكمـى الـى مثبـت ويكـون علـى

اطـراف التداعـى عنـد صـدور حكـم التحكيـم بعـد ذلـك ارفـاق نسـخة منـه بملـف الدعـوىلمتابعـة اجـراءات التصديـق عليـه وهـو مـا يطلـق عليـه التحكيـم القضايـى وهـذا وجـه

.اخـر لمشـارطة التحكيـم25

:الصورة الثالثة وهى اإلقرار بالتحكيم وهـى حالـة مـا اذا ثـار نزاعـا او خالفـا بيـن اطـراف العالقـة القانونيـة نتيجـة اخـالل مـا مـن

ايهمـا وهـدد الطـرف اآلخـر باللجـوء للقضـاء فيعـرض الطـرف المخـل اللجـوء للتحكيـم فيقـر الطـرف اآلخـر ذلـك ويتـم نظـم اتفـاق تحكيـم بنـا ء علـى هـذا اإلقـرار لـذا كان

الراجـح لدينـا ان صـور التحكيـم ثـالث وهـو.مـا حـدا بنـا لعرضهـا فيمـا سـلف

خلط الكثيرون من الباحثين فى مجال التحكيم ما بين مشارطة التحكيم ووثيقة مهمة:المحكمين

حتـى مـن المختصيـن فـى- ممـا يجـدر اإلشـارة اليـه هاهنـا اننـا نلحـظ انـه لـدى الكثيريـن خلطـا مـا بيـن مشـارطة التحكيـم ووثيقـة التحكيـم او وثيقـة مهمـة- مجـال التحكيـم

المحكميـن، ومبنـى او مبعـث هـذا الخلـط لديهـم هـو ان كال مـن مشـارطة التحكيـم ووثيقـة مهمـة المحكميـن كليهمـا الحقـا علـى نشـوب النـزاع بيـن المحتكميـن ، باإلضافـة لمـا

جـرت عليـه نصـوص التحكيـم الـواردة فـى قانـون اإلجـراءات المدنيـة مـن اإلشـارة الـى اتفـاق التحكيـم باسـتخدام مصطلحـى وثيقـة التحكيـم واتفـاق التحكيـم، اال ان الراجـح لدينـا

ان هنـاك اختالفـا جوهريـا بينهمـا اال وهـو ان مشـارطة التحكيـم تكـون فـي حالـة عـدم تضميـن العقـد األساسـى المبـرم بيـن األطـراف المحتكميـن اتفاقـا علـى فـض مـا قـد ينشـا عـن هـذا العقـد مـن خالفـات بينهـم فيقـوم األطـراف بعدمـا ينشـا ذلـك النـزاع

باالتفـاق علـى فضـه عـن طريـق اللجـوء للتحكيـم وهـذه هـى مشـارطة التحكيـم ، امـا

وثيقـة التحكيـم فهـى اتفـاق اطــراف التحكيــم علــى ســير الدعــوى او الخصومــة التحكيميــة عنــد انعقادهــا امــام هييــة التحكيــم فوثيقـة مهمـة المحكميـن غالبـا مـا تنظـم

مـن قبـل المحكميـن فـى اولـى جلسـات الدعـوى التحكيميـة:وغايتهـا عـدة امـور منهـا

انهـا تتضمـن كافـة البنـود والمشـتمالت التـي يجـب ان يتضمنهـا اتفـاق التحكيـم وذلـك - 1 فـى حالـة مـا اذا كان اتفـاق التحكيـم قـد ورد ضمـن بنـود العقـد األساسـى المبـرم بيـن

.الطرفيـن فـى بنـد او شـرط معتـل او ناقـص انهـا قـد تتضمـن اضافـة او حـذف او تعديـل بعـض بنـود اتفـاق التحكيـم سـيما ان كان - 2

.قـد مـر علـى ابرامـه فتـرة طويلـة -4. كما انها تتضمن تحديدا لعناصر الدعوى وطلبات الخصوم من قبل المحكمين - 3

تتضمـن ايضـا تحديـد بعـض المسـايل اإلجراييـة للدعـوى التحكيميـة التـى تنظـم سـيرها مـنقبـل

.المحكميـن كالجلسـات والمواعيـد واألتعـاب وغيـر ذلـك مـن اجـراءات اي ان وثيقـة مهمـة التحكيـم تبـرم سـوا ء كنـا بصـدد اتفـاق سـابق علـى اللجـوء للتحكيـم

وهـو شـرط التحكيـم او كنـا بصـدد اتفـاق الحـق علـى المنازعـة وهـذه هـى مشـارطة.التحكيـم

26

وقبـل طـرح بعـض األحـكام التـى توافقـت مـع هـذا المبـدا يجـدر بنـا فـى هـذا الصـدد اإلشـادة بحكـم المحكمـة االتحاديـة العليـا الـذى ارسـت بـه مبـدا هامـا بالبـت بشـرعية

:االتفـاق علـى التحكيـم فـى فـض المنازعـات وهـو مـا اصطلـح عليـه فـى احكامهـا«بمبدا توافق اشتراط اللجوء للتحكيم فى فض المنازعات واحكام الشريعة اإلسالمية»

:حيث قضت بانه للمتعاقديـن ان يشـترطا فـى العقـد احالـة مـا قـد ينشـا بينهمـا مـن منازعـات بشـان»

تنفيـذ العقـد علـى التحكيـم وفقـا للشـروط التـى يتفـق عليهـا وال مخالفـة فـى ذلـك مـن قانـون اإلجـراءات 4 / 207، 1 / 206، 4، 1 / 203للشـريعة اإلسـالمية ، المـواد

«(.8)المدنيـة االتحـادي وبعـد ذلـك ان لنـا ان نعـرض لبعـض األحـكام الصـادرة عـن المحكمـة االتحاديـة العليـا التـى

تتفـق وفلسـفة وفقـه وتشـريعات التحكيـم فـى شـان اتفـاق التحكيـم ومـن ذلـك مثـاال ال :حصـرا

:ما قضت به من ان تحديـد موضـوع النـزاع الـذى تنظـره هييـة التحكيـم قـد يكـون فـى وثيقـة التحكيـم او يتـم»

االتفـاق علـى التحكيـم لمحكمـة الموضـوع وهـى بصـدد. اثنـاء نظـر دعـوى التحكيـم التصديـق علـى حكـم المحكميـن السـلطة التامـة فـى تحصيـل فهـم الواقـع فـى الدعـوى

والمعنـى الـذى قصـده المتعاقـدان مـن العقـد وتفسـيره توصـال لتكييفهـا التكييـف الصحيـح شـرطه ان تقيـم قضاءهـا علـى اسـباب. واسـتخالص توافـر الصفـة فـى دعـوى التحكيـم

سـايغة مسـتمدة ممـا لـه اصلـه الثابـت بـاألوراق ويـودى الـى.«(9)النتيجـة التـى انتهـت اليهـا بمـا يكفـى لحملـه

:وما قضت به ايضا فى مسايل موضوع التحكيم من ان التحكيـم طريـق اسـتثنايي قوامـه الخـروج علـى الواليـة العامـة واألصليـة للقضـاء فـى»

اثـره وجـوب تحديـد موضـوع النـزاع فـى مشـارطة. الفصـل فـى كافـة الخصومـات مـن قانـون 203المـادة . التحكيـم او اثنـاء المرافعـة امـام هييـة التحكيـم واال كان باطـال

«(.10)اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي:وكذلك ما قضت به من ان

قوامـه الخـروج علـى طـرق التقاضـى. التحكيـم طريـق اسـتثنايي لفـض الخصومـات » اقتصـاره علـى مـا تنصـرف ارادة المحتكميـن علـى. العاديـة ومـا تكلفـه مـن ضمانـات

جــواز ان يــرد االتفــاق علــى التحكيــم فــى العقــد. عرضـه علـى هييـة التحكيـم وجــوب ان يحــدد موضـوع النـزاع فـى وثيقـة التحكيـم. األساســى او فــى اتفــاق الحــق

او اثنـاء نظـر الدعـوى حتـى تتحـدد واليـة المحكميـن ومراقبـة مـدى التزامهـم حـدودكفايـة تحديـد موضـوع التحكيـم بوجـه عـام. واليتهـم واال كان التحكيـم باطـال

27)مـن قانـون اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي 203المـادة . فـى العقـد األساسـى دون تفصيـل

11.)» بالنظـر الـى جملـة هـذه األحـكام نلحـظ اتفـاق واسـتقرار المحكمـة االتحاديـة العليـا علـى

عمـال بنـص الفقـرة( شـرط التحكيـم ، مشـارطة التحكيـم ) صورتـي اتفـاق التحكيـم مـن قانـون االجـراءات المدنيـة االتحـادي ومـا اسـتقر عليـه الفقـه 203األولـى مـن المـادة

والقضـاء التحكيمـي المحلـى والدولـي وان كان ذلـك متفقـا وظاهـر النـص اال ان الواقـعالعملـي قـد افـرز لهاتيـن الصورتيـن وجوهـا كمـا افـرز

.صـورة ثالثـة هـي اإلقـرار بالتحكيـم علـى نحـو مـا سـلف بيانـه:ب ــ اجتهادات المحكمة االتحادية العليا بشان تعيين المحكمين

تواتـرت احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا علـى اقـرار المبـادىء المسـتقرة فـى فقـه:وفلسـفة التحكيـم المتعلقـة باجـراءات واحـكام تعييـن المحكميـن ومـن ذلـك

:ما قضت به من ان ينعقـد للمحكمـة المختصـة اذا لـم يتفـق اطـراف النـزاع علـى. تعييـن المحكميـن »

تعيينهـم او اذا امتنـع احـد المحكميـن عـن العمـل او عـزل عنـه او حكـم بـرده او قـام لديـه مانـع مـن مباشـرته وذلـك بنـاء علـى طلـب احـد الخصـوم وان يكـون باإلجـراءات المعتـادة

مـن قانـون 204المـادة . لرفـع الدعـوى «(.12)اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي

:وما قضت به ايضا من ان عــدم اتفــاق اطــراف النــزاع علــى المحكميــن. مناطــه . طلــب تعييــن المحكميــن »

.او امتنــاع احــد المحكميـن المتفـق عليهـم عـن العمـل او اعتزالـه او عزلـه او حكـم بـرده مـن قانـون 204المـادة . اتبـاع اإلجراءات المعتـادة لرفـع الدعـوى . سـبيل ذلـك

«(.13)اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي:وما قضت به كذلك من ان

عــدم اتفــاق الخصــوم علــى شــخص المحكــم عنــد نظــر النــزاع الــذى اتفقــوا» للمحكمـة المختصـة اصـال بنظـر النـزاع ان تحـدده بنـاء. علــى فضــه بطريــق التحكيـم

مـن 204، 203المادتـان . علـى طلـب احـد الخصـوم باإلجراءات المعتـادة لرفـع الدعـوى«(.14)قانـون اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي

مـن واقـع هـذه األحـكام يبيـن ان المحكمـة االتحاديـة العليـا قـد توافقـت مـع مـا نصـت مــن قانــون اإلجــراءات المدنيــة االتحــادي مــن انــه حــال 204، 203عليـه المادتيـن

اتفــاق األطــراف علــى اللجــوء للتحكيــم دون االتفــاق علــى المحكميــن او حــال امتنــاع احــد او جميــع اعضــاء هييــة التحكيــم او توافـر اى مـن الحـاالت التـى عددتهـا

هاتيـن المادتيـن فانـه ينعقـد االختصـاص بتعييـن هييـة التحكيـم28

وذلـك بنـاء- لـو لـم يكـن هنـاك اتفاقـا علـى التحكيـم - للمحكمـة المختصـة اصـال بالنـزاع علـى طلـب احـد الخصـوم باإلجـراءات المعتـادة لرفـع الدعـوى وهـو مـا اسـتقر عليـه

.الفقـه والقضـاء التحكيمـى سـوا ء فـى الدولـة او فـى الخـارج:اجتهادات المحكمة االتحادية العليا بشان التمسك بشرط التحكيم- ت

«.مبدا عدم تعلق الدفع بوجود شرط التحكيم بالنظام العام»: اقرت المحكمة االتحادية العليا:حيث قضت بان

.جـواز النـزول عنـه صراحـة او ضمنـا . الدفـع بالتحكيـم عـدم تعلقـه بالنظـام العـام » مـن قانـون اإلجـراءات 203ان مفـاد نـص المـادة . سـقوط الحـق فيـه بالتعـرض للموضـوع

يـدل وعلـى مـا هـو مقـرر فـى قضـاء هـذه المحكمـة انـه يجـب علـى. المدنيـة االتحـادي الطـرف الـذى يتمسـك بشـرط التحكيـم ان يتخـذ موقفـا ايجابيـا وذلـك بـان يعتـرض فـى

الجلسـة األولـى علـى لجـوء خصمـه الـى القضـاء للمطالبـة بمـا يدعيـه خصمـه مـن حـقرغـم االتفـاق علـى شـرط التحكيـم فـان لـم يحصـل منـه اعتـراض فـى تلـك

«(.15)الجلسـة جـاز نظـر الدعـوى مـن قانـون اإلجـراءات المدنيـة 203وذلـك تطبيقـا لنـص البنـد الخامـس مـن المـادة

االتحـادي التـى ذهبـت الـى عـدم جـواز رفـع الدعـوى امـام القضـاء طالمـا ان هنـاك اتفـاق بيـن األطـراف علـى اللجـوء للتحكيـم لفـض المنازعـات بينـه اال انـه اذا تـم رفـع الدعـوى

مـن ا ى مـن الخصـوم امـام القضـاء رغـم اتفـاق األطـراف علـى اللجـوء الـى التحكيـم لفـض المنازعـات بينهـم دون ان يعتـرض الطـرف اآلخـر فـى الجلسـة األولـى لنظـر

الدعـوى امـام المحكمـة اعتبـر اتفـاق التحكيـم الغيـا وتعيـن علـى المحكمـة.السـير فـى الدعـوى وكان االتفـاق علـى التحكـم لـم يكـن

وتجـدر اإلشـارة هنـا الـى ان المقصـود بمصطلـح الجلسـة األولـى الجلسـة التـى تبـدا فيهـا.المحكمـة نظـر الدعـوى بعـد اسـتكمال شـكل الدعـوى

وقـد توافـق قانـون التحكيـم المصـرى مـع نصـوص التحكيـم الـواردة فـى قانـون اإلجـرءات المدنيـة االتحـادي فـى هـذا الصـدد وهـو مـا اسـتقر عليـه الفقـه والقضـاء سـواء فـى دولـة

اإلمـارات العربيـة المتحـدة او فـى جمهوريـة مصـر العربيـة وكثيـر مـن الـدول سـواءالعربيـة او الغربيـة قـد سـارت علـى

.هـذا النهـج29:اجتهادات المحكمة االتحادية العليا بشان اجراءات سير الدعوى التحكيمية- ث

اقـرت احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا العديـد مـن القواعـد والمبـادي التـى تتعلـق بسـير:الدعـوى التحكيميـة واجـراءات نظرهـا ومـن ذلـك

«.مبدا جواز تعديل طلبات الخصوم امام هيية التحكيم»:حيث قضت بان

التـزام المحكميـن بنقـاط النـزاع المحـددة مـن جانـب الخصـوم فـى نطـاق مشـارطة» ال يمنـع المحتكميـن مـن تعديـل طلباتهـم امـام هييـة التحكيـم طالمـا كانـت فـى. التحكيـم

«(.16)حـدود مشـارطة التحكيـم:كما اقرت

مبـدا انعقـاد االختصـاص باإلجـراءات التحفظيـة والمسـتعجلة التـى تنفـذ فـى الدولـة»«.الختصـاص محاكم الدولـة ولـو كانـت غيـر مختصـة بالدعـوى األصلية

:حيث قضت بان انعقـاد االختصـاص. األمـر باإلجـراءات المسـتعجلة والتحفظيـة التـى تنفـذ فـى الدولـة »

عـدم االتفـاق فـى. بهـا لمحاكـم الدولـة ولـو كانـت غيـر مختصـة بالدعـوى األصليـة مشـارطة التحكيـم علـى اختصاص المحكـم باتخـاذ اإلجـراءات الوقتيـة او التحفظيـة او

المسـتعجلة واالقتصـار علـى اختصاصـه بالمنازعـات حـول تفسـير العقـد او تنفيـذه ال يخـولهييـة التحكيـم االختصـاص بالفصـل فيهـا وال يحـول دون ان

)يعتبـر ذلـك تنـازال عـن شـرط التحكيـم الـذى يقتصـر نطاقـه علـى الجانـب الموضوعـى وبمفهـوم المخالفـة فانـه اذا لـم يتـم االتفـاق علـى اختصـاص المحكميـن باتخـاذ« (.17

اإلجـراءات الوقتيـة او:كما اقرت. التحفظيـة او المسـتعجلة فـال يجـوز للمحكميـن اتخـاذ ا ى مـن هـذه اإلجـراءات

مبـدا عـدم التـزام المحكميـن باجـراءات المرافعـات عـدا مـا نـص عليه فـى بـاب» «.التحكيـم او اإلجراءات المتعلقـة بدعـوة الخصـوم والقواعـد المتعلقة بالنظـام العام

:حيث قضت بان عـدم التـزام المحكميـن باتباعهـا فيمـا عـدا مـا نـص عليـه فـى. اجـراءات المرافعـات»

وجـوب ان يصـدر حكمهـم علـى. بـاب التحكيـم او اإلجـراءات المتعلقـة بدعـوة الخصـوم .األحـكام التـى يصدرونهـا . مقتضـى قواعـد القانـون مـا لـم يكونـوا مفوضيـن بالصلـح

كفايـة ان تشـتمل علـى صـورة وثيقـة التحكيـم30

وملخـص اقـوال الخصـوم ومسـتنداتهم واسـباب الحكـم ومنطوقـه وتاريـخ صـدوره التـزام محكمـة الموضـوع عنـد التصديـق. والمـكان الـذى صـدر فيـه وتوقيعـات المحكميـن

علـى الحكـم بالتحقـق مـن اتباعـه مـا تعلـق بالنظـام العـام مـن قواعـد اجراييـة وفـىحـدود الحـاالت التـى وردت علـى سـبيل الحصـر فـى

«(.18)مـن قانـون اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي 216المـادة جمـاع هـذه المبـادىء واألحـكام تاتـى فـى نطـاق مـا اسـتقر عليـه الفقـه والقضـاء

التحكيمـى مـن ان المنازعـة التحكيميـة يحـدد اطرافهـا اجـراءات سـيرها امـام هييـة التحكيـم والقانـون الواجـب التطبيـق علـى المنازعـة، وعلـى ذلـك ال تتقيـد هييـة التحكيـم

بقواعـد المرافعـات اال مـا كان منهـا متعلقـا بالنظـام العـام وهـو مـا اشـار اليـه نـص البنـدمـن قانـون اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي 212األول مـن المـادة

اجتهادات- ج . توافقـا مـع مـا تواتـرت عليـه احـكام القضـاء التحكيمـى فـى هـذا الصـدد:المحكمة االتحادية العليا بشان مدة دعوى التحكيم

اقـرت احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا العديـد مـن القواعـد والمبـادي التـى تتعلـق بمـدة:الدعـوى التحكيميـة ومـن ذلـك

:حيث قضت بان« .مبدا ال بطالن على عدم تحديد ميعاد إلنهاء التحكيم بمشارطة التحكيم» المـادة. خلـو مشـارطة التحكيـم مـن تحديـد ميعـاد إلنهايـه والحكـم فيـه ال يرتـب بطالنهـا»

«(.19)مـن قانـون اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي 210 حيث قضت« .مبدا جواز تفويض المحكم فى مد مدة الدعوى التحكيمية» : وكذلك اقرت

:بان التـزام هييـة التحكيـم ان تصـدر حكمهـا فـى التحكيـم خـالل سـتة اشـهر مـن تاريـخ»

جـواز تفويـض. الجلسـة األولـى وللخصـوم االتفـاق صراحـة او ضمنـا علـى مـد الميعـاد وللخصــم ان يدفــع ببطــالن حكــم المحكميــن. المحكـم فـى مـده الـى اجـل معيــن

عندمــا تنظــر المحكمــة فــى المصادقــة عليــه لســقوط وثيقــة التحكيــم بتجــاوزمــن قانــون اإلجــراءات 1 / 216، 2، 1 / 210المادتــان . الميعــاد

وعلـى ذلـك تكـون احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا قـد« (.20)المدنيــة االتحــاديتوافقـت مـع مـا اسـتقر عليـه الفقـه والقضـاء

التحكيمـى بشـان مـدة الدعـوى التحكيميـة اتسـاقا مـع كـون الخصـوم فـى الدعـوىالتحكيميـة هـم

31 مـن يحـددون اجـراءات سـيرها ومـن ضمـن ذلـك اتفاقهـم علـى مـدة الدعـوى وجـواز

210اتفاقهـم علـى مـد هـذه المـدة فـاذا لـم يتفقـوا علـى مـدة فقـد تكفلـت المـادة بتحديـد ميعـاد سـتة اشـهر مـن تاريـخ جلسـة التحكيـم األولـى وأل ى مـن اطـراف الدعـوى

التحكيميـة الرجـوع للمحكمـة المختصة اصـال بنظرهـا للفصـل فيهـا إلنهـاء اجـراءاتالتحكيـم بتجـاوز المـدة المقـررة والفصـل فـى موضـوع

.النـزاع:اجتهادات المحكمة االتحادية العليا بشان حكم المحكمين - ح

اقـرت احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا العديـد مـن القواعـد والمبـادي التـى تتعلـق:بالحكـم الـذى تصـدره هييـة التحكيـم مـن حيـث صياغتـه وتوقيعـه وتنفيـذه ومـن ذلـك

«.مبدا وجوب تسبيب حكم المحكمين»:حيث قضت بان

عـدم اشـتراط ان يتضمـن جميـع البيانـات التـى يجـب ان يشـتمل عليهـا. حكـم المحكميـن» وجـوب ان يشـتمل بصفـة خاصـة علـى صـورة وثيقـة التحكيـم وملخصـات. حكـم القاضـي

اقـوال الخصـوم ومســتنداتهم واســباب الحكــم ومنطوقــه وتاريــخ صــدوره والمــكانالــذى صــدر فيــه وتوقيعــات

«(.21)المحكميــن وفـى ذلـك اتفـاق مـع الفقـه والقضـاء التحكيمـى فـى ان حكـم التحكيـم ليـس قضاييـا

محضـا وبالتالـى ال تتقيـد فيـه هييـة التحكيـم باجـراءات المرافعـات اال مـا تعلـق منهـا بالنظـام العـام لـذا فانـه ال يشـترط تضميـن حكـم التحكيـم كافـة بيانـات حكـم القاضـى

والتـى ال تتعلـق بالنظـام العـام اال انـه يجـب ان يشـتمل علـى البيانـات الواجبـة فيـه باعتبـاره حكمـا فاصـال فـى نـزاع قانونـى فمثـاال ال حصـرا يجـب ان يبنـى حكـم التحكيـم علـى اسـباب لهـا مـا يويدهـا بـاألوراق وكـذا يجـب ان يكـون لـه منطـوق وتاريـخ لتتحـدد

علـى اساسـه مواعيـد اإلجـراءات التاليـة علـى صـدوره وكـذا توقيعـات المحكميـن لضمـان صـدوره عنهـم وهـذه بعـض مـا يتعيـن ان يشـتمل عليـه حكـم التحكيـم مـن بيانـات جوهريـة

اال ان ذلـك ال يعنـى البتـة وجـوب ان يلتـزم حكـم التحكيـم بكافـة البيانـات الالزمـة لحكـم القضـاء وهـى البيانـات التـى ليسـت ممـا ترتـب علـى اغفالهـا بطـالن الحكـم وهـى

المحـددة حصـرا بنصـوص القانـون وكـذا البيانـات التـى ال تتعلـق بالنظـام العـام وهـو مـا اسـتقر عليـه شـراح فقـه التحكيـم وتواتـرت بـه احـكام القضـاء التحكيمـى داخليـا وخارجيـا

وذلـك توافقـا مـع فلسـفة التحكيـم باعتبـاره نظامـا قـد يكـون فـى مراحـل تطـورهالمسـتقبلية مسـتقال نسـبيا عـن القضـاء فـى

.الكثيـر مـن مراحلـه32

:اجتهادات المحكمة االتحادية العليا بشان التصديق على حكم المحكمين- خ ارسـت المحكمـة االتحاديـة العليـا باحكامهـا الصـادرة فـى هـذا الصـدد بالعديـد مـن المبـادي

:ومنهـا مثـاال ال حصـرا مبـدا اقتصـار سـلطة محكمـة التصديـق علـى حكـم المحكميـن علـى تمحيـص مـدى»

«.التزامـه بالنواحى الشـكلية واإلجراييـة دون الموضوعية مـن قانـون 212النـص فـي الفقرتيـن األولـى والثانيـة مـن المـادة » : حيث قضت بان

اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي رقـم يصـدر المحكمـون حكمهـم غيـر مقيديـن باجـراءات - 1: علــى ان 1992لســنة 11

المرافعـات عـدا مـا نـص عليـه فـى هـذا.البـاب واإلجـراءات الخاصـة بدعـوة الخصـوم

«.....ويكـون حكـم المحكـم علـى مقتضـى قواعـد القانـون اال اذا كان مفـوض بالصلـح - 2 يـدل علـى ان المشـرع قصـد مـن هاتيـن الفقرتيـن بيـان اإلجـراءات الشـكلية لحكـم

المحكميـن وكيفيـة اصـداره ومـن انـه ال يشـترط ان يتضمـن جميـع البيانـات التـى يشـتمل عليهـا حكـم القاضـى وانـه اوجـب اتبـاع األحـكام الخاصـة بالتحكيـم والتـي توجـب اشـتمال

الحكـم بوجـه خــاص علــى صــورة مــن وثيقــة التحكيــم وملخــص اقــوال الخصــومومســتنداتهم واســباب

الحكــم ومنطوقــه وتاريــخ صــدوره والمــكان الــذى صــدر فيــه وتوقيعــات المحكميــن بمــا مفــاده ان المحكمــة عنــد تصديقهــا علــى حكــم المحكميــن ليــس لهــا ان تعــرض

لــه مــن الناحيـة الموضوعيـة ومـدى مطابقتـه ألحـكام القانـون اال مـا يتعلـق بالنظـام مـن القانـون 216، 212العـام وانمـا تمحـص النواحـي اإلجراييـة التـي اوردتهـا المادتـان

المذكـور علـى«(.22)سـبيل الحصـر

وياتـي هـذا المبـدا فـي نطـاق الـدور الرقابـي المحـدود للقضـاء علـى حكـم التحكيـم اذ انـه ليـس للمحكمـة عنـد التصديـق علـى حكـم التحكيـم التعـرض للنواحـي الموضوعيـة

للمنازعـة التـى فصلـت فيهـا هييـة التحكيـم واقتصارهـا علـى النواحـي الشـكلية واإلجراييـة التـي تتعلـق ببطـالن الحكـم التـي حددتهـا النصـوص القانونيـة حصريـا وكـذا رقابـة حكـم

التحكيـم علـى التزامـه بالقواعـد التـي تتعلـق.بالنظـام العـام

33:اجتهادات المحكمة االتحادية العليا بشان حجية حكم المحكمين - د

اقـرت احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا العديـد مـن القواعـد والمبـادي التـي تتعلـق بحجيـة:الحكـم الـذى تصـدره هييـة التحكيـم ومـن ذلـك

«.مبدا اكتساب حكم المحكمين الحجية بمجرد صدوره» :حيث قضت بان

اكتسـابه حجيـة الشـيء المحكـوم فيـه بمجـرد صـدوره فـال تـزول عنـه. حكـم المحكميـن» «(.23)اال بزوالـه وان بقـى تنفيـذه رهنـا بالتصديـق عليـه

وذلـك مسـايرة لكـون حكـم التحكيـم لـه طابـع قضايـي بجانـب الطابـع االتفاقـي ومـن منطلـق الطابـع القضايـي يكتسـب حكـم التحكيـم حجيـة الشـيء المحكـوم فيـه وذلـك

بمجـرد صـدوره وال ينـال مـن ذلـك تعليـق تنفيـذ حكـم التحكيـم علـى التصديـق عليـه مـن المحكمـة المختصـة ذلـك ان صـدور الحكـم مرحلـة مـن مراحـل التقاضـى والتصديـق عليـه ودخولـه حيـز ونطـاق التنفيـذ مرحلـة اخـرى لذلـك يكـون اكتسـاب الحكـم الحجيـة بمجـرد

صـدوره امـا التصديـق عليـه ودخولـه مرحلـة التنفيـذ فتعنـى قطعيتـه وبيتوتـه وهـو مـاتوافقـت فيـه المحكمـة االتحاديـة العليـا فـى احكامهـا انفـة الذكـر

.مـع القانـون وفقـه وفلسـفة وقضـاء التحكيـم المحلـى والدولـى علـى حـد سـواء:اجتهادات المحكمة االتحادية العليا فى دعوى بطالن حكم المحكمين- ذ

اقـرت احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا العديـد مـن القواعـد والمبـادي التـى تتعلـق:بدعـوى بطـالن الحكـم الـذى تصـدره هييـة التحكيـم ومـن ذلـك

«.مبدا حصر الحاالت التي يجوز المنازعة فيها فى حكم المحكمين» :حيث قضت بان

اجـراءات التحكيـم ومنهـا اصـدار الحكـم فيـه عـدم تقيدهـا اال باجـراءات التقاضـي» األساسـية التـي نــص عليهــا قانــون اإلجــراءات المدنيــة فــى بــاب التحكيــم الخاصــة

األحـوال...... بدعــوة الخصــوم وســماع اوجــه دفاعهـم وتمكينهـم مـن تقديـم مسـتنداتهم التـي يجـوز فيهـا ابطـال حكـم المحكميـن عنــد المصادقــة عليــه بينهــا القانــون بيــان

.حصــر اثــره عــدم جــواز التوســع فيهــا او القيــاس عليهــا«(.24)مــن قانــون اإلجــراءات المدنيــة اإلتحــادي 216، 212المادتــان

34

وقـد اتسـقت مثـل هـذه األحـكام مـع محدوديـة نطـاق الـدور الرقابـي للقضـاء علـى حكـم- التحكيـم حيـث ان التحكيـم ال يعـرف طـرق الطعـن العاديـة وانمـا يعـرف مـا يسـمى

مـن قانـون 217بدعـوى بطـالن حكـم المحكميـن عمـال بنـص البنـد األول مـن المـادة اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي التـي قطعـت بعـدم جـواز الطعـن علـى حكـم المحكميـن مـع

مـن ذات القانـون للخصـوم طلـب بطـالن هـذا الحكـم عندمـا تنظـر 216اجـازة المـادة المحكمـة فـي المصادقـة عليـه كمـا جـرى العمـل علـى طلـب البطـالن بدعـوى بطـالن

اصليـة مسـايرة للقانـون المصـرى والقانـون البحرينـى وغيرهمـا مـن القوانيـن التــى علــى ذات نهجهمــا حيــث تجيــز هــذه القوانيــن الطعــن بالبطــالن بدعــوى اصليــة وال تتطلــب

تصديـق علـى الحكـم لـذا فانـه ال يوجـد فـى هـذه القوانيـن طعـن علـى حكـم المصادقـةمثلمـا هـو

.الحـال بالقانـون اإلماراتـى وكذلـك القانـون النموذجـى لألمـم المتحـدة وعلـى ذلـك تكـون غالبيـة تشـريعات التحكيـم فـى العالـم متفقـة فـى صـدد الـدور الرقابـى

للقضـاء علـى حكـم التحكيـم مـع اختـالف هـذه التشـريعات فـي حـدود هـذا الـدور فمنهـا مـا تتسـم نصوصهـا بالتوسـع فـي الـدور الرقابـي للقضـاء علـى حكـم التحكيـم ومثالـه

القانـون الفيدرالـي األمريكـي ، ومنهـا وهـذا حـال معظمهـا تميـل الـى التضييـق مـن دورالقضـاء فـي الرقابـة علـى حكـم المحكميـن وهـذا

.هـو المنهـج الـذي يمكـن ان يسـهم بقـدر كبيـر فـي تطـور نظـام التحكيـم فـي المسـتقبل:اجتهادات المحكمة االتحادية العليا بشان حاالت واوجه بطالن حكم المحكمين- ر

اقـرت احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا العديـد مـن القواعـد والمبـادي التـي تتعلـق:بمسـالة بطـالن حكـم المحكميـن ومـن ذلـك

من قانون 216مبدا اقتصار بطالن حكم المحكمين على الحاالت التي عددتها المادة » :حيث قضت بان« .اإلجراءات المدنية اإلتحادي

اقتصـاره علـى الخطـا فـى اإلجـراءات والعيـوب التـى اوردتهـا. بطـالن حكـم المحكميـن» مـن قانـون اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي سـواء لصـدوره بغيـر وثيقـة 216حصـرا المـادة

تحكيـم او بنـاء علـى وثيقـة باطلـة او تجـاوز فيهـا المحكمـون اجـل التحكيـم او خالـف

قاعـدة متعلقـة بالنظـام العـام او صـدر مـن محكميـن لـم يعينـوا طبقـا للقانـون او فـىتحكيـم لـم يحـدد موضوعـه او تخلـف عـن الخصومـة اعمـال

«(.25)مبـدا المواجهـة بمـا يرتبـه مـن اخـالل بحـق الدفـاع35

وهــذه المبــادىء واألحــكام تصــب ايضــا فــى نطــاق محدوديــة الــدور الرقابــى للقضــاء علــى حكــم التحكيـم وهـو مـا سـبق ان عرضنـا لـه دون حاجـة إلعـادة طرحـه

.منعـا للتكـرار بـال موجـب او مقتضـى ولعـل مـا عرضنـا لـه مـن مبـادىء وقواعـد كان للمحكمـة االتحاديـة العليـا السـبق فـى

ارسـايها واقرارهـا اتفاقـا مـع مـا اسـتقر عليـه الفقـه والقضـاء التحكيمـى المحلـى والدولـى علـى حـ د سـواء ومـا ذلـك اال قليـل مـن كثيـر وامثلـة ال حصـورا فهـى مـن البحـر قطـرات

ومـن الفيـض غيـض اال ان ذلـك ليـس بمانـع مـن ان نعـرض لمـا قـد يصـدر عـن هـذهالمحكمـة مـن احـكام تتعـارض مـع مبـادي وقواعـد فقـه

.وقضـاء التحكيـم وهـو مـا نشـر اليـه بعـد اجتهادات المحكمة االتحادية العليا التى اختلفت مع فلسفة وفقه وقضاء التحكيم على - 2

:الصعيدين الداخلي والدولي «مبدا استقالل شرط التحكيم» : حيث استقر الفقه والقضاء التحكيمي على

يترتـب» : اال ان محكمتنا االتحادية العليا قد اصدرت حكما يخالف هذا المبدا حيث قضت بان علـى بطـالن العقـد األصلـى بطـالن شـرط التحكيـم تبعـا لذلـك ويبقـى االختصـاص فـى

بطـالن«(.26.)العقـد معقـودا للقضـاء صاحـب الواليـة العامـة فـى الفصـل فـى هـذا النـزاع

وحيــث ان مطالعــة هــذا الحكــم تســتظهر اهــدار محكمتنــا االتحاديــة العليــا لمبــدا اســتقالل شــرط التحكيـم وهـو المبـدا الـذى اسـتقر عليـه فقـه التحكيـم والقضـاء

التحكيمـى سـواء فـى داخـل الدولـة او خارجهـا وهـو اإلتجـاه المسـاير للنظـم المقارنـة التـى عملـت علـى ارسـاء هـذا المبـدا وهـو مـا يجـدر معـه لنـا ان نعـرض هاهنـا مثـاال

للقضـاء الداخلـى المسـاير لهـذا المبـدا الراسـخ فـى فقـه وقضـاء(.27)التحكيـم والـذى خالفتـه محكمتنـا االتحاديـة العليـا فـى هـذا الحكـم

:فقد قضت محكمة تمييز دبي بانه مـن المقـرر ان بطـالن العقـد األصلـي المتضمـن شـرط التحكيـم او فسـخه او انهايـه ال»

يمنـع مـن ان يظـل شـرط التحكيـم سـاريا ومنتجـا لآلثـار المترتبـة علـى بطـالن او فسـخ او انهـاء العقـد األصلـي مـا لـم يمتـد البطـالن الـى شـرط التحكيـم ذاتـه فيكـون شـرط

التحكيـم ال اثـر لـه باعتبـار ان شـرط التحكيـم لـه موضوعـه الخـاص بـه والـذي يتمثـل فـياسـتبعاد النـزاع المشـترط التحكيـم فيـه مـن واليـة المحاكـم

ولعـل ذلـك مـا يدعونـا ألن نجـدد« (.28.)واسـناد واليـة الفصـل فيـه الـى هييـة التحكيـمالدعـوة لسـرعة اصـدار قانـون التحكيـم االتحـادي الـذى قنـن مبـدا

36

اسـتقالل شـرط التحكيـم وذلـك بنـص الفقـرة الرابعـة مـن المـادة الحاديـة عشـر منـه:والتـى جـاء فيهـا

يعتبـر شـرط التحكيـم اتفاقـا مسـتقال عـن شـروط العقـد األخـرى وال يترتـب علـى» بطـالن العقـد او فسـخه او انهايـه اى اثـر علـى شـرط التحكيـم الـذى يتضمنـه اذا كان هـذا

«.الشـرط صحيحـا فـى ذاتـه مـن قانـون 1447وهـو ذاتـه موقـف المشـرع الفرنسـي الـذى نـص فـى المـادة

:اإلجـراءات المدنيـة الجديـد علـى ان اتفـاق التحكيـم مسـتقل عـن العقـد المرتبـط بـه وال يتاثـر بعـدم فاعليتـه امـا اذا كان»

«(29. )شـرط التحكيـم ذاتـه باطـال فانـه يعتبـر غيـر مكتـوب.والجدير بالذكر هاهنا ان كال من القانون المصرى والقانون األردنى على ذات النهج

:حيث استقر الفقه والقضاء التحكيمى على- ب

مبـدا اقتصـار سـلطة المحاكـم علـى رقابـة مـدى التـزام حكـم التحكيـم بالنواحـى» «الشـكلية واإلجراييـة دون الموضوعيـة

اال اننـا نلحـظ تعـرض محكمتنـا االتحاديـة العليـا فـى بعـض احكامهـا لمسـايل موضوعيـة:ومـن ذلـك مـا قضـت بـه مـن ان

العالقـة التـى تحكـم الطرفيـن هـى مـن األعمـال التجاريـة وقـد اسـتقرت احـكام القانـون» والفقـه علـى احقيـة الدايـن سـواء كان مصرفـا او غيـر مصـرف فـى المطالبـة بالفوايـد

مـن القانـون 81المـادة - التاخيريـة دون اثبـات اى ضـرر قـد لحقـه مـن هـذا التاخيـر مـن نفـس القانـون بـان تسـتحق الفوايـد عـن التاخيـر 90وجـاء بنـص المـادة - التجـارى

88فـى الوفـاء بالديـون التجاريـة بمجـرد اسـتحقاقها، كمـا انـه مـن المقـرر باحـكام المـادة انـه اذا كان محـل االلتـزام التجـارى مبلغـا مـن النقـود وكان معلـوم المقـدار وقـت نشـوء

االلتـزام وتاخـر المديـن فـى الوفـاء بـه كان ملزمـا ان يدفـع علـى سـبيل التعويـض«(.30.)مـن ذات القانـون 77، 76عـن التاخيـر الفايـدة المحـددة بالمادتيـن

ان مـا سـاقته المحكمـة فـى هـذا السـياق تعرضـت بـه لموضـوع التداعـى ببحـث العقـد سـند الدعـوى ومـدى تجاريتـه للوقـوف علـى مـا اذا كانـت الفوايـد المقضـى بهـا ربويـة

مـن عدمـه وبالتالـى تخالـف النظـام العـام مـن عدمـه ولـم تكـن المحكمـة بحاجـة للتعـرض فـي حيثيـات حكمهـا للعقـد وتكييفـه ونصـوص القانـون الموضوعيـة وكان يكفيهـا القواعـد

والمبـادىء العامـة المسـتقرة فـى هـذا الشـان دون.حاجـة لتلـك التفاصيـل الموضوعيـة كـون حكـم المصادقـة حكـم منشـىء

37:االجتهادات في شان األهلية- ت

:من قانون اإلجراءات المدنية اإلتحادي على انه 203حيث نصت الفقرة الرابعة من المادة «وال يصح االتفاق على التحكيم اال ممن له اهلية التصرف فى الحق محل النزاع»

ومـن المسـتقر عليـه فقهـا وقضـا ء ان مسـالة األهليـة مـن األمـور الجوهريـة التـى يتغيـر بهـا وجـه الـراي فـى الدعـوى وبالتالـى فـى الحكـم الـذى يصـدر فيهـا لمـا يترتـب عليهـا

مـن اثـار قانونيـة واحـكام غايـة فـى األهميـة لـذا فانـه اذا طـرح اى مـن الخصـوم دفعـا اودفاعـا يتعلـق باألهليـة تعيـن علـى المحكمـة ان

.تقسـطه حقـه وتعنـى ببحثـه والـرد عليـه ردا سـايغا اال انـه قـد جـاء بيـن ايدينـا حكمـا صـدر عـن محكمتنـا االتحاديـة العليـا تضمـن طعنـه اثـارة

:لمسـالة اهليـة احـد اطـراف اتفـاق التحكيـم وذلـك ممـا جـاء فـي حيثيـات هـذا الحكـم وحيــث ان الطاعنــة تنعــى علــى الحكــم المطعــون فيــه بســببين اولهمــا مخالفــة»

القانــون والخطــا فــى تطبيقـه لرفضـه دفاعهـا بـان المحتكميـن لـم يحـددوا نقـاط النـزاع علـى التحكيـم وان االتفـاق علـى التحكيـم تـم بيـن طرفيـن احدهمـا ليسـت لـه اهليـة

االتفـاق علـى التحكيـم وان الوكالـة الصـادرة مـن الشـريكين للشـريك الثالـث ال تتضمـن اإلجـازة لـه باالتفـاق علـى التحكيـم ، وحيـث ان هـذا النعـي بشـقيه غيـر مقبـول ذلـك ان

باصـدار 1992لسـنة 11مـن القانـون االتحـادي رقـم 4، 3 / 203النـص فـى المـادة يـدل علـى ان موضـوع النـزاع قـد يحـدد فـى وثيقـة... قانـون اإلجـراءات المدنيـة علـى ان

التحكيـم او اثنـاء نظـر الدعـوى وانـه البـد وان يكـون االتفـاق علـى التحكيـم ممـن لـه اهليـة التصـرف فـى الحـق محـل النـزاع ولمـا كان لمحكمـة الموضـوع فهـم الواقـع

وتحصيـل المعنـى الـذى قصـده المتعاقـدان مـن عبـارات العقـد وتفسـيره وتفهـم بيناتهمـا وتكييـف هـذا الواقـع توصـال للتكييـف الصحيـح وان اسـتخالص الصفـة مـن قبيـل فهـم

لمـا كان ذلـك وكان الثابـت فـى طلـب التحكيـم ان موضـوع التحكيـم هـو...... الواقـع المطالبـة باتعـاب المطعـون ضدهـا ولـم يـرد فـى طلـب التحكيـم مـا يخـرج عـن هـذه

ان يحـدد موضـوع النـزاع امـا فـى وثيقـة التحكيـم 3 / 203المطالبـة وقـد اجـازت المـادة او اثنـاء نظـر الدعـوى وكان الحكـم المطعـون عليـه قـد اسـتند الـى اهليـة الشـريك

صـك التوكيـل العـام الممنـوح مـن الشـركاء)المتعاقـد فـى االتفاقيـة فـى مدوناتـه الـى ()......31.)»

وبذلـك نجـد ان المحكمـة وهـى بصـدد التصـدى لهـذا النعـى نجدهـا سـلكت اتجاهـا نحـو بحـث وكالـة الشـريك ومـدى توافـر صفتـه دون الوقـوف علـى مـدى اهليـة الطـرف الـذى

قـام بالتوقيـع علـى اتفـاق التحكيـم وهـو مبنـى الطعـن علـى الرغـم مـن جوهريـة بحـثهـذا األمـر الـذى يتغيـر بـه حتمـا وجـه الـراى

.فـى الدعـوى38

:الخلط بين مشارطة التحكيم ووثيقة مهمة المحكمين- ث 891حيـث جـاء فـى الحكـم الصـادر مـن المحكمـة االتحاديـة العليـا فـى الطعـن رقـم

:انه 2006/6/16ق عليـا بجلســة 27لسـنة وحيـث ان الطاعنـة تنعـى بالسـبب الثالـث علـى الحكـم المطعـون فيـه مخالفـة القانـون»

والخطـا فـى تطبيقـه اذ لـم يشـتمل حكـم المحكميـن علـى صـورة مـن مشـارطة التحكيـم وحيـث ان هـذا النعـي غيـر سـديد ذلـك انـه باالطـالع علـى األوراق تبيـن ان حكـم....

التحكيـم اشـتمل علـى وثيقـة تحكيـم موقـع عليهـا مـن المطعـون ضدهـا والمحكـموقـد ارسـلت الـى الطاعنـة اال انهـا رفضـت 2000/5/13ومورخـة

«........توقيعهـا وقـد اشـار حكـم التحكيـم الـى ذلـك نلحـظ فـى هـذا الحكـم خلطـا مـا بيـن مشـارطة التحكيـم ووثيقـة مهمـة المحكميـن فحيـث كان مبنـى هـذا الطعـن عـدم اشـتمال حكـم التحكيـم علـى صـورة مـن مشـارطة التحكيـم والتـي يعنـى بهـا اتفـاق المحتكميـن علـى فـض مـا نشـا عـن تعاقدهمـا مـن خالفـات عـن طريـق التحكيـم ، اال ان الحكـم ردا علـى هـذا النعـى تحـدث عـن وثيقـة مهمـة المحكميـن

علـى انهـا تـرادف مشـارطة التحكيـم مبنـىالنعـىومـامـنشـكفـىانهـذاخلطـابينـامـابيـنمشـارطةالتحكيـمووثيقـةمهمـةالمحكميـن

.وهـذا مـا سـبق لنـا اإلشـارة اليـه سـلفا:االجتهادات بشان مدى لزوم تحديد موضوع النزاع باتفاق التحكيم- ج

مـن مطالعتنـا للعديـد والعديـد لألحـكام التـي صـدرت عـن محكمتنـا االتحاديـة العليـا تالحـظ لنـا عـدم توحيـد الـراي بشـان بعـض المبـادي ومنهـا علـى وجـه الخصـوص مسـالة مـدى

لـزوم تحديـد موضـوع النـزاع محـل التحكيـم تحديـدا واضحـا مـن عدمـه حيـث قضـت فـي:العديـد مـن احكامهـا ومنهـا

لمـا كان الثابـت مـن األوراق ان طرفـى الخصومـة قـد.... « :مـا قضـت بـه مـن انـه - 1 علـى احالـة اى نـزاع 2000/4/9اتفقـا فـى البنـد الثانـى عشـر مـن عقـد الشـركة المـورخ

.....ينشـا بينهمـا الـى محكـم سـمياه فـى العقـد وقـد صـدر الحكـم فـى الدعـوى رقـم باحالـة النـزاع الـى هـذا المحكـم فـان

اى ان المحكمة هنا اعتدت« (32..... )الحكـم المطعـون عليـه يكـون قـد صـدر صحيحـا .بمجرد االتفاق حتى ولو كان في صيغة عامة

لمـا كان ذلـك وكان االتفـاق.... « :فـى حيـن انهـا قضـت فـى بعـض احكامهـا بـان - 2 قـد خـال مـن تعريـف محـدد- اتفـاق التحكيـم - 1998/1/24المبـرم بيـن الطرفيـن المـورخ

لموضـوع النـزاع39

المنـوط بالمحكـم الفصـل فيـه وال يغيـر مـن ذلـك مـا ورد باالتفـاق المشـار اليـه مـن ذلـك ان هـذا النـص ورد فـى صيغـة عامـة... او بشـان اى نـزاع ..... تفويـض المحكـم فـي

بحيـث يشـمل كافــة المنازعــات بيــن الطرفيــن وال يعتبــر بيانــا واضحــا لموضــوعالنــزاع وانمــا ورد فــى عبــارة

.وهو ما يعتريه تناقضا جليا مع القضاء السابق. «(33..... )يحوطهــا التعميــم والتجهيــل:حدود دور المحكم فى الدعوى التحكيمية- ح

193حيـث قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا فـى الحكـم الصـادر منهـا فـى الطعـن رقـم :علـى انـه 1999/4/25ق جلسـة 19لسـنة

وامـا عمـا اثـاره الطاعـن حـول قـرار هييـة التحكيـم بوقـف اعمـال المصفـى فانـه غيـر»«.سـديد ذلـك ان مهمـة التحكيـم تنتهـي باصـدار الحكـم فـى موضـوع الدعـوى التحكيميـة ولعـل مـا ذهبـت اليـه المحكمـة االتحاديـة العليـا فـى هـذا الحكـم وان كان صحيحـا فـى

مـن قانـون 214بعـض الحاالت فانـه ليـس صحيحـا علـى اطالقـه حيـث ان المـادة

اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي قـد اجــازت للمحكمــة اثنــاء النظــر فــى طلــب التصديــق علــى حكــم المحكميــن ان تعيــده للمحكميــن للنظـر فيمـا اغفلـوا الفصـل فيـه مـن

مسـايل التحكيـم او لتوضيـح الحكـم اذا كان غيـر محـدد بالدرجـة التـى يمكـن معهـا تنفيـذه وبالتالـي فـان مهمـة التحكيـم ال تنتهـى دايمـا بصـدور الحكـم فـى الدعـوى التحكيميـة وانمـا

فـى حـاالت دون اخـرى لـذا كان ايـراد المحكمـة االتحاديـة العليـا لهـذه العبـارة علـى اطالقهـا ال يتفـق مـع هـذا النـص القانونـى ومـا اسـتقر عليـه الفقـه والقضـاء التحكيمـى

.عامـة:قبول حكم التحكيم او حكم المصادقة يمنعان الطعن علي حكم المصادقة- خ

»: بان 1996/12/8ق جلسة 18لسنة 263حيث قضت المحكمة العليا فى الطعن رقم العبــرة فــى اســتخالص القبــول المانــع مــن الطعــن علــى الحكــم الصــادر

بالمصادقــة علــى حكــم«.المحكميــن هــو بمــا جــاء بوثيقــة التحكيــم

هـذا الحكـم قـد جانبـه الصـواب ألنـه وفقـا للقواعـد العامـة فـى الطعـن علـى األحـكام عامـة وهـو مـا ينسـحب بطبيعـة الحـال علـى حكـم التحكيـم فـان قبـول حكـم التحكيـم او

حكـم المصادقـة يمنـع مـن الطعـن علـى حكـم المصادقـة حتـى ولـو لـم تكـن وثيقـةالتحكيـم قـد تضمنتـه ألن قبـول الحكـم

(34.) يتناقـض مـع الطعـن عليـه40

:التمسك بشرط التحكيم باولى جلسات المرافعة- د حضـور الطاعـن الجلسـة األولـى للمرافعـة»: حيث قضت المحكمة االتحادية العليا بان

وطلبـه اجـال للـرد علـى الدعـوى دون التمسـك بشـرط التحكيم (35) « .واسـتمرار المحكمـة فـى نظـر الدعـوى صحيـح

هنـا يجـب الوقـوف علـى معنـى الجلسـة األولـى للمرافعـة ألن حضـور الخصـم وطلبـه اجـال للـرد مفـاده انـه لـم يتمكـن مـن االطـالع علـى الدعـوى واسـانيدها وسـندها لـذا كان مـن مقتضيـات حـق الدفـاع ان يتـاح للخصـم فرصـة اإلطـالع ليتمكنـوا مـن ابـداء دفوعهـم واال تعيـن اعتبارهـم متنازليـن عـن هـذه الدفـوع وبالتالـى ال يمكـن اعتبـار مثـول الخصـم الـذى ال علـم لـه بالدعـوى وطلبـه اجـال للـرد انـه قـد تنـازل عـن شـرط التحكيـم ألنـه مـن ايـن لـه العلـم بـان سـند الدعـوى قـد تضمـن شـرط تحكيـم حتـى يدفـع بهـذا الدفـع وهـو لـم يتمكـن مـن االطـالع علـى الدعـوى لـذا نـرى ان ذلـك ال يكـون علـى اطالقـه بـل يخضـع

للسـلطة التقديريـة للمحكمـة مـن حيـث مـا اذا كان الخصـم قـد تـم اعالنـه باليحـة الدعـوى بشـخصه وبالتالـى علمـه بموضوعهـا وسـندها ام اعالنـه بطريـق غيـر مباشـر كالنشـر مثـال او اللصـق دون اتاحـة الفرصـة للخصـم باإلطـالع مـن عدمـه وبالتالـى اعتبـاره متنـازال عـن

الدفـع بعـدم التمسـك بالشـرط.فـى اولـى الجلسـات مـن عدمـه وهـذه هـى مقتضيـات العدالـة قبـل عبـارات النصـوص

والجديـر بالذكـر هاهنـا ان نقـرر حقيقـة ال مـراء فيهـا وهـى ان قضـاء المحكمـة االتحاديـة العليـا بدولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة متوافقـا فـى الغالـب األعـم مـع مـا اسـتقر عليـه

اال فـى القليـل النـادر- فقـه وفلسـفة وقضـاء التحكيم علـى الصعيديـن الداخلـي والخارجـي وهـو مـا ان دل علـى شـيء فانمـا يـدل عـن مـدى البـذل والعطـاء والعنـاء والجهـد الـذي-

يقدمـه السـادة قضـاة هـذه المحكمـة األجـالء وهـذه حقيقـة.نقرهـا بـال مـراء وال جـدال

:التوصيات والمقترحات بشان دور القضاء فى النهوض بالتحكيم: خامس ا ان اولـى خطـوات حـل ا ى مـن المعضـالت هـو الوقـوف علـى اساسـها ومسـبباتها

والتعامـل معهـا دون غـض الطـرف عنهـا واال استشـرت وتفشـت وممـا ال شـك فيـه ان القضـاء متمثـال فـى محاكـم الدولـة يعانـى مـن الكثيـر مـن المشـكالت اهمهـا اكتظـاظ

اروقـة المحاكـم بالدعـاوى والقضايـا واسـتغراق الفصـل فـي غالبيتهـا زمنـا ليـس بالقصيـر ومـا يتبـع ذلـك مـن جهـد ووقـت ومـال المتخاصميـن لـذا كان العمـل علـى تشـجيع وتطويـر

الوسـايل البديلـة لفـض المنازعـات التـى تتميـز بتوفيـر الوقـت والجهـد والمـال وتعالـج

المعضـالت التـى يعانـى منهـا قضـاء الدولـة ومحاكمهـا ومـا مـن ريـب فـى ان للقضـاء عامـة ومحكمتنـا االتحاديـة العليـا علـى وجـه الخصـوص دور بـارز وهـام وفعـال ال غنـى عنـه

فـى النهـوض41

بتلـك الوسـايل البديلـة لفـض المنازعـات ، وذلـك بتفعيـل تطبيـق اسـاليب الحلـول:والوسـايل البديلـة عـن طريـق عـدد مـن اإلجـراءات منهـا

الحـد مـن النزعـة القضاييـة حيـث ينظـر جانبـا مـن اعضـاء السـلطة القضاييـة للوسـايل - 1 البديلـة علـى انهـا انتزاعـا الختصاصهـم القضايـي لـذا تتعاظـم فكـرة انـه كلمـا دلـل القضـاء

.نظـام التحكيـم كلمـا ارتقـى وارتفعـت رايتـه وبنـاءه تقنيـن تشـريعات متطـورة فـى نظـم الوسـايل البديلـة عامـة ونظـام التحكيـم خاصـة - 2

وذلـك فـي نصـوص واضحـة ومفصلـة خاليـة مـن اللبـس والغمـوض وغيـر قابلـة للتاويـل.حيـث يتالحـظ تخلـف العديـد مـن التشـريعات العربيـة فـى هـذا المجـال

3 - نشـر وترسـيخ وعـى وثقافـة نظـام الوسـايل البديلـة والعمـل علـى تفعيلـه علميـا.وعمليـا عـن طريـق عقـد الموتمـرات والنـدوات والـدورات التخصصية

مشـاركة رجـال القانـون مـن قضـاة ومحاميـن ودارسـين وباحثيـن علـى مختلـف - 4 األصعـدة بـاآلراء والخبــرات العلميــة والعمليــة مــن اجــل اجــراء تعديــالت علــى

القانــون المنظــم لمزولــة مهنــة المحامــاة بخصــوص الســماح للمحامــي بممارســة.مهنــة المحكــم والوســيط

العمـل علـى تاهيـل الكـوادر بالموسسـات للقيـام بالمسـاهمة فـى تفعيـل هـذه - 5.الوسـايل لمـا هـو مالحـظ مـن نـدرة الكفـاءات فـي هـذا المجـال

العمـل علـى االرتقـاء بالمراكـز العربيـة المتخصصـة فـي هـذا المجـال علـى غـرار - 6 المراكـز الدوليـة وتوفيـر الضمانـات واآلليـات التـي تتيـح لهـذه المراكـز فرصـة اداء الـدور

.المنـوط بهـا العمـل علـى بنـاء وتدعيـم جسـور الثقـة لـدى التاجـر العربـي فـي الكفـاءات العربيـة - 7

.المتخصصـة فـي هـذا المجـال وختامـا يجـدر بنـا ان نوكـد علـى انـه ليـس هنـاك ثمـة تنافـس بيـن الوسـايل البديلـة

لتسـوية المنازعـات ومحاكـم الدولـة فالـكل مكمـل بعضـه البعـض وال يمكـن النهـوض بتلـك الوسـايل دون معاونـة مـن محاكـم الدولـة وقضاءهـا الـذى لـه البـاع األكبـر فـى ارسـاء

القواعـد والمبـادي والتـى بـال شـك البـد مـن وضعهـا فـى اإلعتبـار عنـد اختيـار اللجـوء لتلـك الوسـايل التـي مازالـت فـى طـور مهدهـا مهمـا كان عمرهـا مقارنـة بالعمـر الزمنـي

والتاريخـي للقضـاء االختصامـي وهـو مـا يسـهم بشـكل اكبـر وفعـال فـى النهـوض بتلـك الوسـايل تخفيفـا مـن األعبـاء الملقـاة علـى عاتقهـا ومحاولـة لإلسـهام فـى حـل كثيـر مـن

المشـكالت التـى.تعانـىمنهـاليـسمحاكـمدولتنـافحسـببـلمحاكـمالـدولعامـةالمتقدمـةوالناميـةعلـىحـدسـواء

واخيـرا ندعـو اللـه ان يوفـق قضاتنـا لمـا فيـه خيـر البـالد والعبـاد فـى ظـل القيـادة خليفــة بــن زايــد ال نهيــان/ الرشـيدة لصاحـب الســمو رييــس الدولــة الشــيخ

.وســمو ولــى عهــده واخوانـه حـكام اإلمـارات« حفظــه اللــه ورعــاه»42

:مصادر البحث: سادس ا /البنـاء الفنـى لحكـم التحكيـم ومـدى رقابـة محكمـة النقـض المصريـة عليـه للدكتـور ( 1)

.434ص 2012محمـود مختــار عبــد المغيــث طبعــة محمـد نـور عبـد الهـادى شـحاتة/ النشـاة االتفاقيـة للسـلطات القضاييـة للمحكميـن ، د( 2)

.12دار النهضـة العربيـة ص ، تاريـخ 277ص 1979فتحـي المرصفـاوي ، / فلسـفة نظـم القانـون المصـري ، د( 3)

ومـا بعدهـا ، مظاهـر 213القاهـرة ص 1935زكـى عبـد المتعـال / النظـم القانونيـة ، دالقضـاء الشـعبي فـي المجتمعـات

، قانـون التحكيـم التجـاري الدولـي 103ص 1974فخـري ابـو سـيف / القديمـة ، د ومـا 120ص - 44احمـد عبـد الكريـم سـالمة ، دار النهضـة العربيـة ، بنـد / والداخلـي ، د

بعدهـا ، التحكيـم عنـد العــرب كوســيلة لفــض المنازعــات بيــن األفــراد ، رســالةص1996جامعـةطنطـا /عبــد الكريــم محمــد عبــد الكريـم،كليـةالحقـوق/ دكتــوراه ، د

علـىبـدوى،/،ابحـاثفـيتاريـخالشـرايع،د25.327ص 1931مجلـة القانـون واالقتصـاد سـنة

وما 1فاطمة صالح الدين ، الطبعة األولى ، ص / دور القضاء فى خصومة التحكيم، د( 4).بعدها

محمـود مختـار احمـد بريـرى ، طبعـة دار/ التحكيـم التجـاري الدولـي لألسـتاذ الدكتـور( 5).24ص - النهضـة العربيــة

البنـاء الفنـى لحكـم التحكيـم ومـدى( 7. )502ص 4المرجع المشار اليه تحت رقم ( 6)محمـود مختـار طبعـة/ رقابـة محكمـة النقـض عليـه للدكتـور

.302ص 4، المرجـع المشـار اليـه تحـت رقـم 312ص 2012 138ق مدنـي ، والطعـن رقـم 18لسـنة 425طعـن المحكمـة االتحاديـة العليـا رقـم ( 8)

ق 18لسـنة ق 21لسنة 605طعن المحكمة االتحادية العليا رقم ( 9. ) 1997/2/26شـرعي جلسـة

ق جلسة 21لسنة 620طعن المحكمة االتحادية العليا رقم ( 10. )2000/5/24جلسة ق جلسة 22لسنة 22طعن المحكمة االتحادية العليا رقم ( 11. ) 2000/12/19

ق جلسة 24لسنة 360طعن المحكمة االتحادية العليا رقم ( 12. )2002/3/32004/12/21.

طعن( 14. )1997/4/29ق جلسة 19لسنة 14طعن المحكمة االتحادية العليا رقم ( 13).2000/2/13ق جلسة 20لسنة 9المحكمة االتحادية العليا رقم

43 (16. )1992/5/30ق شرعى جلسة 14لسنة 5طعن المحكمة االتحادية العليا رقم( 15)

طعن( 17. )1998/7/27ق جلسة 19لسنة 178طعن المحكمة االتحادية العليا رقم .2002/11/26ق جلسة 24لسنة 225المحكمة االتحادية العليا رقم

طعن( 19. )2004/1/21ق جلسة 23لسنة 118طعن المحكمة االتحادية العليا رقم ( 18).2002/3/3ق جلسة 22لسنة 22المحكمة االتحادية العليا رقم

حكـم( 21. )1999/12/12ق جلسة 20لسنة 71طعن المحكمة االتحادية العليا رقم ( 20) ق 26لسـنة 67ق ، 25لسـنة 831المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي الطعنيـن رقمـي

جلسـة2004/5/23.

، 1998/6/30ق جلسـة 18لسـنة 371طعـن المحكمـة االتحاديـة العليـا رقـم ( 22)449الطعـن رقـم

.2001/4/11ق جلسـة 21لسـنة .2003/6/8ق جلسة 25لسنة 92طعن المحكمة االتحادية العليا رقم ( 23) ، 1997/2/26ق جلسـة 17لسـنة 433طعـن المحكمـة االتحاديـة العليـا رقـم ( 24)

األسـس العامـة للتحكيـم الدولـى والداخلـى فـى القانـون الخـاص فـى ضـوء الفقـه وقضـاء.ومـا بعدهـا 328ص - منيـر عبـد المجيـد / للمستشـار - التحكيـم

لسـنة 67ق ، 25لسـنة 831حكـم المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي الطعنيـن رقمـي ( 25).2004/5/23ق جلسـة 26

تعليـق( 27. )1995/1/22ق جلسة 15لسنة 209طعن المحكمة االتحادية العليا رقم ( 26)ابراهيـم حسـن المـال ، منشـور بمجلـة التحكيـم العالميـة العـدد الثانـي عشـر/ للدكتـور .ومـا بعدهـا 291، ص 2011، اكتوبـر

.2002/6/2حقوق جلسة 2002لسنة 197حكم محكمة تمييز دبي في الطعن رقم ( 28) مشـروع قانـون التحكيـم االتحـادي بدولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة المزمـع صـدوره( 29)

اسـتقاللية شـرط التحكيـم ومبـدا االختصـاص باالختصـاص فـى ضـوء) ، بحـث بعنـوان

منشـور- محمـد مرسـى عبـده / للدكتـور ( قانـون وقضـاء دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة بمجلـة المعهـد اإلماراتيـة

.ومـا بعدهـا 38ص 2013يوليـو - 15العـدد - .9الطعن المشار اليه عاليه تحت رقم ( 31. )25الطعن المشار اليه عاليه تحت رقم ( 30)

44

.18الطعن المشار اليه عاليه تحت رقم ( 32) الموسوعة القانونية الشاملة فى احكام( 34. )10الطعن المشار اليه عاليه تحت رقم ( 33)

2007لسنة 141الطعن رقم ( 35. )148ص ( منصور رجب عبد العليم منصور ) التحكيم .180ورد بالمرجع السابق ص 2007/11/22ق ا تجارى جلسة 1س

هذا والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل ،،،،،4546

:البحث الثانيابراهيم عبيد ال علي/ القاضي الدكتور

(دعوى اإللغاء)نموذج – دور المحكمة االتحادية العليا في تطوير القانون اإلداري اإلماراتي 4748

ابراهيم عبيد ال علي/ القاضي الدكتور من جامعة( جيد جدا مع مرتبة الشرف) دكتوراه في الحقوق بتقدير : الموهل العلمي-

رييس محكمة ام القيوين االتحادية: الوظيفة الحالية. - 2010حلوان بالقاهرة عام في عام( - ثالثون عاما في السلك القضايي االتحادي)الخبرة العملية حوالي . - االستينافية

الشريعة من جامعة اإلمارات بتقدير عام/حصل على درجة الليسانس في القانون 1983 عين بمرسوم من رييس الدولة وكيال للنيابة العامة بوزارة 1983/7/25بتاريخ (. - جيد جدا)

كلـف بانشـاء النيابـة العامـة فـي امـارة ام القيويـن حيـث كانـت 1984فـي عـام . - العدلالشـرطة هـي الممثلـة لالدعـاء العـام فـي ذلـك الوقـت، فـكان اول وكيـل

تمت ترقيته لدرجة رييسا للنيابة 1992في عام . - نيابـة مواطـن فـي امـارة ام القيويـن كلـف برياسـة نيابـة اسـتيناف عجمـان بموجـب 1994فـي عـام . - العامة بام القيوين

(محامـي عـام)حيـث تمـت ترقيتـه فيهـا لدرجـة 1994لسـنة ( 5)القـرار الـوزاري رقـم نقـل مـن النيابـة العامـة للقضـاء بموجـب 2002فـي عـام . - بالنيابـة العامـة االتحاديـة

مرسـوم مـن رييـس الدولـة حيـث عمـل قاضيـا فـي محكمـة عجمـان االتحاديـة اإلسـتينافيهلمـدة

عين 2004في عام (. - الفيـة األولـى– رييـس بمحكمـة االسـتيناف )اربـع سـنوات و بدرجـة )عضوا بمجلس ادارة صندوق الزكاة عن امارة ام القيوين بموجب قرار مجلس الوزراء رقم

حصل على درجة الماجستير في القانون الخاص من 2005في عام . - ومازال( م 16/611 عين رييسا لمحكمة ام القيوين االتحادية االستينافية 2006في عام . - اكاديمية شرطة دبي

2008في عام . - ، وما زل على راس عمله 2006لسنة ( 160)بموجب القرار الوزاري رقم حصل على شهادة 2009في عام (. - ICDL)حصل على شهادة الرخصة الدولية للكمبيوتر

عين عضوا في لجنة قبول المحامين بوزارة 2009في عام . - التوفيل في اللغة االنجليزية حصل على 2010في عام . - ومازال 2009لسنة ( 107)العدل بموجب القرار الوزاري رقم

. -درجة الدكتوراه في القانون بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف من جامعة حلوان بالقاهرة عين ممثال لوزارة العدل في اللجنة الدايمة لمتابعة التقرير السنوي الشامل 2011في عام

تم ندبه مفتشا قضاييا اول بوزارة 2011في عام . - لحقوق اإلنسان بدولة اإلمارات ومازال.العدل باإلضافة لعمله ومازال

(دعوى اإللغاء)نموذج – دور المحكمة االتحادية العليا في تطوير القانون اإلداري اإلماراتي 49

(دعوى اإللغاء)نموذج – دور المحكمة االتحادية العليا في تطوير القانون اإلداري اإلماراتي :المقدمة

تلعـب المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة دورا بارزا فـي تطويـر المنظومة القانونيـة للدولـة وارسـاء المبـادي القانونيـة فـي مختلـف فـروع القانـون،

ياتـي ذلـك مـن خـالل تصديهـا للمسـايل القانونيـة المطروحـة عليهـا والفصـل فيهـا علـى الوجـه الـذي يوافـق صحيـح القانـون مهتديـة فـي ذلـك بمبـادي الشـريعة اإلسـالمية الغـراء

وبنصـوص الدسـتور والقوانيـن اإلماراتيـة ومبـادي العدالـة واألعـراف القانونيـة المحليـة والدوليـة بمـا يحقـق عدالـة ناجـزه وفعالـة حظيـت بتقديـر المجتمـع المحلــي والدولــي حيــث تبــوات دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة مكانــة مرموقــة وذلــك بحصولهــا

علـى المركـز األول علـى مسـتوى الشـرق األوسـط فـي مجـال تطبيـق القانـون ، وممـا ال شـك فيـه ان مـا وصلـت اليـه الدولـة مـن مكانـة هـو نتـاج تعـاون سـلطاتها القضاييـة علـى المسـتوى االتحـادي والمحلـي وعلـى راسـهم اسـهامات المحكمـة االتحاديـة العليـا باعتبارهـا

اعلـى سـلطة قضاييـة علـى.مسـتوى االتحـاد

ان المطلـع علـى احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة فـي مجـال القانـون اإلداري يالحـظ ان المحكمـة قـد سـاهمت بشـكل كبيـر فـي تطويـر

النظـام اإلداري بالدولـة وتصحيـح مسـاره بالشـكل الـذي يتوافـق مـع صحيـح القانـون وبمـا يخـدم مصلحـة المتقاضيـن مـن األفـراد واإلدارات الحكوميـة وذلـك مـن خـالل التصـدي

لكثيـر مـن المنازعـات باسـطة واليتهـا القضاييـة علــى اغلــب مــا طــرح عليهــا ممــا كان لــه األثــر البالــغ فــي اســتنباط قواعــد يمكــن الرجــوع اليهــا كمصـادر للقانـون اإلداري

فـي دولـة اإلمـارات وكان للمحكمـة االتحاديـة العليـا الفضـل فـي اسـتقرار المعامـالت اإلداريـة فـي مجتمـع يتطلـع الـى ادارة منضبطـة تحتكـم الـى القانـون والنظـام كضمانـة

لتنميـة مجتمعيـة شـاملة وذلـك مـن خـالل الفصـل فـي دعـاوى اإللغـاء وهـي الدعـاوىالتـي سـتكون

.محـل البحـث فـي هـذه الورقـة وعلـى التفصيـل الـذي سـيرد فيهـا50

:مفهوم القانون اإلداري: المبحث األول القواعد القانونية التي تحكم نشاط اإلدارة العامة في” يعرف الفقه القانون اإلداري بانه

”الدولة ويظهـر مـن هـذا التعريـف ان القانـون اإلداري لـم يصـدر فـي شـكل مدونـه قانونيـة كمـا

هـو الحـال بالنسـبة لباقـي القوانيـن كقانـون العقوبـات وقانـون المعامـالت المدنيـة وغيرهـا مـن القوانيـن بـل هـو مجموعـة مـن القواعـد التـي اقرهـا القضـاء بشـقيه العـادي واإلداري اثنـاء فصلـه فـي الخصومـات اإلداريـة التـي تثـور بيـن األفـراد واإلدارات الحكوميـة ، وفـي دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة تعـد احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا مـن اهـم مصـادر

القانـون اإلداري ذلـك ان القواعـد القانونيـة التـي تسـتنبطها المحاكـم االتحاديـة وعلـىراسـها المحكمـة االتحاديـة العليـا مـن مبـادي العدالـة تشـكل

.مصـدرا هامـا مـن مصـادر القانـون اإلداري تعـد قواعـد القانـون اإلداري قواعـد مجـردة وعامـة تحكـم نشـاط اإلدارة العامـة وتصـدر عـن السـلطة التشـريعية فـي الدولـة ، ودولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة باعتبارهـا دولـة

اسـالمية فـان مـن اهـم مصـادر التشـريع فيهـا هـي الشـريعة اإلسـالمية ثـم الدسـتور والقوانيـن األخـرى مثـل القانـون المدنـي الـذي يعـد مصـدرا هامـا للقانـون اإلداري ، كمـا

للعـرف اهميـة ايضـا فـي تفسـير القواعـد اإلداريـة، وياتـي اخيـرا دور الفقـه القانونـي الـذي.يحـاول الوصـول بالقاعـدة القانونيـة الـى المثاليـة اثنـاء التطبيق

واكــدت المحكمــة العليــا بــان القضــاء اإلداري ليــس تطبيقيــا بــل هــو علــى األغلــب انشــاييا يتمثــل فـي خلـق الحـل المناسـب وينبثـق مـن طبيعـة روابـط القانـون العـام

واحتياجـات المرافـق العامـة ومقتضــات حســن ســيرها وايجــاد التــوازن بينهــا وبيــن. .المصالــح الفرديــة

ويلجــا القاضــي الــى المبــادي العامــة للقانــون وهــي القواعــد الغيــر مكتوبــة التــي تجســد األفــكار الفلسـفية والقيـم االجتماعيـة فـي ضميـر كل األمـة والمهيمنـة علـى روح التشـريع او النظـام القانونـي السـايد فـي المجتمـع لكـي يسـتنبط حـال للنـزاع المعـروض

عليـه فيقـرره ويكتسـب بذلـك قـوة الزاميـة.ويصبـح مصـدرا للشـرعية

.مفهوم القرار اإلداري: المبحث الثاني يعتبـر القـرار اإلداري هـو موضـوع دعـوى اإللغـاء ، و لقـد عرفـت المحكمـة االتحاديـة العليـا

ان القــرار اإلداري تنظيميــا كان او فرديــا هــو عمــل قانونــي مــن” القـرار اإلداري بانــه جانــب واحــد يصــدر بـاإلرادة الملزمـة إلحـدى الجهـات اإلداريـة فـي الدولـة بمـا لهـا مـن

سـلطة بمقتضـى القوانيـن واللوايـح51

فـي الشـكل الـذي يتطلبـه القانـون بقصـد احـداث اثـر قانونـي معيـن ابتغـاء تحقيـق مصلحـة عامـة، ويشـترط ان يقـوم القـرار اإلداري علـى سـبب يبـرره وهـو الحالـة الواقعيـة

او القانونيـة التـي تدفـع اإلدارة الـى اتخـاذ القـرار ، وتقديـر توافـر السـبب المشـروعللقـرار اإلداري مـن عدمـه يكـون مـن سـلطة

.محكمـة الموضـوع(2010/ 1/ 20اداري ، بجلسة 2009لسنة 476المحكمة االتحادية العليا ، الطعن )

(قـرار)ويصـدر القـرار اإلداري تحـت العديـد مـن المسـميات فقـد يصـدر تحـت مسـمى ولتحديـد مـا اذا( امـر ، مرسـوم، تعميـم ، توجيـه) وقـد يصـدر تحـت مسـميات اخـرى منهـا

كان مـا صـدر هـو قـرار اداري بالمفهـوم القانونـي ام ال فانـه يشـترط توافـر اركان القـراراإلداري حيـث ترتبـط مشـروعية القـرار

.اإلداري بصحـة اركانـه ووجـود عيـب فيـه يعرضـه لإللغـاء.اركان القرار اإلداري وشروط صحته: المبحث الثالث

األصـل فـي القـرار اإلداري انـه صـدر موافقـا للقانـون، ومـن شـخص يملـك اصـداره اصالـة او نيابـة ، ويسـتند الـى سـبب قانونـي، او واقعـي يحملـه، وبقصـد احـداث اثـر قانونـي، وابتغـاء تحقيـق مصلحـة عامـة ، ووفـق الشـكل الـذي يتطلبـه القانـون، وانـه علـى مـن

وفــي هــذا الســياق قضــت. يدعـي خـالف هـذا األصـل عبـي اثبـات عيــب القــرار لمــا كان قضــاء هــذه المحكمـة اسـتقر علـى انـه” المحكمــة االتحاديــة العليــا بانــه

يشـترط لصحـة القـرار اإلداري ان يصـدر ممـن يملـك اصـداره ضمـن الحـدود والصالحيــاتالمحكمــة االتحاديــة)“ المقــررة لــه ، واال كان القــرار معيبــا وفاقــدا لركــن االختصــاص

يتضــح مــن المبــدا( 2011/ 3 / 23، جلســة 2011لســنة 353العليــا، الطعــن رقــم القانونــي الــذي اقرتــه المحكمــة االتحاديــة العليــا ان اركان القــرار اإلداري هــي

:خمســةاركان نســتعرضها علــى النحــو التالــي وهـو شـرط شـكلي حيـث يفتـرض ان القـرار اإلداري قـد: ان يكـون موافقـا للقانـون - 1

صـدر وفـق مـا تقـرره العمليـات اإلجراييـة الجوهريـة بشـان اصـدار القـرارات اإلداريـة ، بحيـث يراعـى فـي اصـداره القواعـد القانونيـة التـي تحكـم طـرق واشـكال صـدور

.القـرارات اإلداريـة اي ان يصــدر القــرار: ان يصــدر مــن جهــة مختصــة باصــدار مثــل هــذا القــرار - 2

اإلداري مـن جهـة لهـا حـق اصـداره قانونـا دون غيرهـا او مـن نايبـا قانونيـا لهـا وهـذه الجهـة يحددهـا دسـتور الدولـة ويحـدد اختصاصاتهـا واختصـاص الوحـدات اإلداريـة التابعـة لهـا ، ويشـمل االختصـاص المكانـي ، والزمنـي ، والنوعـي للجهـة مصـدرة القـرار، وفـي

هـذا السـياق قضـت المحكمـة االتحاديـة52

ان قضــاء هــذه المحكمــة اســتقر علــى ان مجلــس الــوزراء يمــارس” العليــا وظيفتيــن اساســيتين ، احداهمـا ذات طبيعـة سياسـية ، واألخـرى ذات طبيعـة اداريـة ، وان

الوظيفـة اإلداريـة تشـمل مباشـرة التطبيـق اليومـي للقوانيـن ، كوضـع اللوايـح األزمـةلتنفيـذ القوانيـن االتحاديـة او اإلشـراف علـى المصالح

”الوطنيـة الكبـرى كاقـرار المعاهـدات واالتفاقيـات وغيرهـا (2010 /4 /21اداري ، بجلسة 2009لسنة 245المحكمة االتحادية العليا، الطعن رقم ) فـاإلدارة ملزمـة بـان تسـتند الـى سـبب مشـروع التخـاذ: ان يكـون لـه سـبب مشـروع - 3

قرارهــا شــريطة ان يبقــى الســبب قايمــا الــى وقــت اصــدار القــرار ، وفــي ذلــك ان سـبب القـرار اإلداري هـو مجموعـة العناصـر” قضــت المحكمــة االتحاديـة العليـا

الواقعيـة او القانونيـة التـي تحمـل اإلدارة علـى اصـدار قرارهـا ، وان هـذا السـبب يجـب انيكـون مشـروعا بمعنـى ان يكـون متوافقـا مـع

.“القانـون شـكال وموضوعـا واال كان القـرار معيبـا بعيـب مخالفـة التسـبيب( .2010 / 10 /20اداري ، بجلسة 2020لسنة 127الطعن رقم ) غايـة القـرار اإلداري هـو احـداث اثـر قانونـي علـى مـن وجـه: ان يرتـب اثـرا قانونيـا - 4

وفـي ذلـك قضـت المحكمـة. اليـه اي ان يرتـب حقوقـا والتزامـات بحـق مـن صـدر بحقـه ان القـرار اإلداري هـو افصـاح اإلدارة بمـا لهـا مـن سـلطة عامـة” االتحاديـة العليـا

بمقتضـي القوانيـن واللوايـح عـن اردتهـا الملزمـة وذلـك بقصـد احـداث اثـر او مركـز قانونـي معيـن متـى كان ذلـك ممكنـا وجايـزا

.“قانونـا(2011/ 3/23، جلسة 2011لسنة 353المحكمة االتحادية العليا ، الطعن ) وهـي الهـدف الواسـع: ان تكـون غايـة القـرار وهدفـه هـو تحقيـق المصلحـة العامـة - 5

للقـرار اإلداري ودايمـا مـا تكـون غايـة القـرار اإلداري غايـة مفترضـة اال اذا ثبـت عكـس وفـي ذلـك قضـت المحكمـة االتحاديـة. ذلـك فعندهـا يكـون القـرار اإلداري قـرارا معيبـا

يجـب ان” العليـا “يكـون للقـرار اإلداري محـل وان يكـون الباعـث عليـة والغايـة منـه تحقيـق مصلحـة عامـة

(2011 /3 /23اداري ، بجلسة 2011، لسنة 353المحكمة االتحادية العليا، الطعن ) واألصـل ان القـرار اإلداري قـد توافـرت فيـه جميـع اركانـه كـي يكـون نافـذا ، وان علـى

والسـبيل الـى الغـاء القـرار. مـن يدعـي خـالف هـذا األصـل عبـي اثبـات عيـب القـرار اإلداري هـو دعـوى اإللغـاء التـي يقيمهـا مـن وجـه اليـه القـرار لمساسـه بمصالحـة وحقوقـه

، وتسـتند دعـوى اإللغـاء الـى مبـدا الشــرعية التــي يجــب ان تلتــزم بهــا اإلدارة عنــداصدارهــا ألي قــرار اداري يترتــب عليــه المســاس

.بمصلحـة األفـراد 53

دعوى اإللغاء: المبحث الرابع سـوف نتنـاول بالدراسـة فـي هـذا المبحـث تعريفـا لدعـوى اإللغـاء وخصايصهـا كمـا

:اسـتقرت عليـه احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا وذلـك فـي فقرتيـن علـى النحـو التالـي:تعريف دعوى اإللغاء

لقـد كان للمحكمـة االتحاديـة العليـا تعريفـا قضاييـا لدعـوى اإللغـاء حيـث عرفتهـا المحكمـة مـن المقـرر فـي قضـاء هـذه المحكمـة وفـي القانـون المقـارن ، ان الخصومـة فـي” بانهـا

دعـوى اإللغـاء هـي خصومـة عينيـة مناطهـا اختصـام القـرار اإلداري فـي ذاتـه ،اسـتهدافا لمراقبـة مشـروعيته ، وان اإللغـاء القضايـي للقـرار اإلداري هـو جـزاء لمخالفتـه مبـدا

المشـروعية، ويـودي الـى اعـدام القـرار باثـر رجعـي.“ اعتبـارا مـن تاريـخ صـدوره والغـاء جميـع اآلثـار المترتبـة عليـه

(2009/9/30اداري ، جلسة 2009لسنة 160المحكمة االتحادية العليا ، الطعن رقم ) الدعـوى التـي يقيمهـا احـد األفـراد” وبنـاء علـى ذلـك يمكـن تعريـف دعـوى اإللغـاء بانهـا

او احـد الموظفيـن العمومييـن او احـدى الهييـات امـام القضـاء اإلداري يطلـب فيهـا الغـاء لمـا لشـرط“ قـرارا اداريـا لعـدم مشـروعيته علـى ان يكـون لرافعهـا مصلحـة فـي ذلـك

المصلحـة الشـخصية فـي دعـوى اإللغـاء مـن اهميـة علـى اعتبـار ان انتفـاء هـذا الشـرطيـودي لعـدم قبـول دعـوى اإللغـاء وان كان

.القـرار اإلداري المطعـون فيـه مخالفـا للقانـون:خصايص دعوى اإللغاء : المبحث الخامس

:تتميز دعوى اإللغاء بخصايص تميزها عن باقي الدعاوى وهذه الخصايص هي

يمـارس فيهـا القضـاء دور الرقيـب( دعـوى قضاييـة)هـي دعـوى تقـام امـام القضـاء : او ال علـى اعمـال اإلدارة للتحقـق مـن مشـروعية القـرارات التـي تتخذهـا اإلدارة ايـا كان

نوعهـا ، وياتـي دور القضـاء فـي مراقبـة تلـك القـرارات متـى تـرك الصـادر بحقـه القـراراإلداري طـرق الطعـن اإلداريـة فـي القـرار ولجـا .الـى القضـاء مباشـرة عـن طريـق دعـوى اإللغـاء

عدم - 1: وهومايترتبعليهثالثنتايجنوجزهافيمايلي(يتعلقفيهاالطعنبالنظامالعام)هيدعوى:ثانيا.جواز استبعاد دعوى اإللغاء بالنسبة الى طايفة من القرارات اال بنص قانوني صريح

عـدم جـواز التنـازل عـن دعـوى اإللغـاء او تـرك الخصومـة فيهـا وذلـك لتعلـق - 2.موضوعهـا بالنظـام العـام

54

تنـازل مـن صـدر لصالحـة الحكـم بالغـاء القـرار اإلداري ال يعيـد القـرار الملغـي لدايـرة - 3.المشـروعية او عـدم تنفيـذ حكـم اإللغـاء

هـيدعـوىعينيـةمناطهـااختصـامالقـراراإلداريفـيذاتـهاسـتهدافالمراقبـةمشـروعيته فالقـرار:ثالثـا اإلداري هـو موضـوع الخصومـة ومحلهـا فـي دعـوى اإللغـاء ، وقـد قضـت المحكمـة

لمـا كان مـن مبـادي القانـون اإلداري التـي ال تتعـارض مـع مبـادي” االتحاديـة العليـا الشـريعة اإلسـالمية ، ان دعوى الغـاء القـرار اإلداري دعـوى عينيـة تسـتهدف مخاصمـة

القـرار اإلداري المعيـب بعيـب عـدم المشـروعية والغايـه وان مـن شـروط قبولهـا انتتوافـر فـي رافعهـا المصلحـة الشـخصية المباشـرة المسـتمدة مـن

. )” مركـزه القانونـي الـذي اثـر فيـه القـرار المطعـون فيـه باإللغـاء تاثيـرا مباشـرا (2010/ 4 /20اداري ، جلسة 2010لسنة 565المحكمة االتحادية العليا ، الطعن رقم

شروط دعوى اإللغاء: المبحث السادس يشـترط لقبـول دعـوى اإللغـاء ان تتوافـر فيهـا شـروط اربعـة منهـا مـا يتعلـق بالقـرار

اإلداري المـراد الغـاءه ومنهـا مـا يتعلـق بمصلحـة رافـع الدعـوى ومنهـا مـا يتعلـق باجـراءات:رفـع الدعـوى، ونتنـاول تلـك الشـروط بشـيء مـن التفصيـل

:الشروط المتعلقة بالقرار اإلداري المراد الغاءه: او ال يشـترط فـي القـرار اإلداري المـراد الغـاءه ان يكـون قـرارا اداريـا صـادرا مـن جهـة اداريـة

بوصفهـا مـن اشـخاص القانـون العـام وبالتالـي فـان اعمـال السـلطتين التشـريعية والقضاييـة تخـرج مـن نطـاق مفهـوم القـرارات اإلداريـة التـي تكـون محـال للطعـن بطريـق

دعـوى اإللغـاء ،وكذلـك القـرارات اإلداريـة التـي تصـدر مـن اشـخاص القانـون الخـاص الطبيعيـة والمعنويـة مـا لـم تتعلـق بمرافـق

.عامـة كمـا يشـترط فـي القـرار اإلداري محـل الطعـن ان يكـون قـرارا اداريـا نهاييـا صـادرا مـن

سـلطة مختصـة وال يحتـاج الـى تصديـق مـن جهـة اخـري اعلـى منها فدعـوى اإللغـاء وفي هـذا.محـددة بالقـرارات النهاييـة الموثرة فـي المراكـز القانونيـة ألصحـاب الشـان

موافقـة مجلـس الـوزراء علـى احالـة الطاعـن” الشـان قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا للتقاعـد عمـل اداري لصحـة اصـدار مرسـوم اإلحالـة للتقاعـد ال يرتـب اثـرا قانونيـا فـي

تغيـر المركـز الوظيفـي للطاعـن فـال يعـد قـرارا اداري يغبـر عـن افصـاح اإلدارة عـن ارادتهـا الملزمـة وان الطعـن عليـه اسـتقالال ال يحقـق نفعـا للطاعـن بمـا ال يوفـر شـرط

المصلحـة 2010لسنة 300المحكمة االتحادية العليا ، الطعن رقم )“ المباشـرة فـي الدعـوى اإلداريـة

(2011 / 1/ 26اداري ، جلسة 55

كمـا يشـترط فـي القـرار اإلداري النهايـي ان يكـون صـادرا عـن سـلطة وطنيـة فـال تقبـل دعـوى اإللغـاء اذا كان موضوعهـا قـرارا اداريـا صـادرا مـن سـلطة اجنبيـة كالسـفارات

.والقنصليـات األجنبيـة :الشروط المتعلقة بمصلحة رافع الدعوى: ثاني ا

مـن المبـادي المقـررة فـي قانـون اإلجـراءات المدنيـة انـه حيـث ال مصلحـة فـال دعـوى اال ان مفهـوم المصلحــة فــي دعــوى اإللغــاء يختلــف عــن مفهــوم المصلحــة فــي الدعــاوى المدنيــة ففــي دعــوى اإللغـاء فـان المصلحـة يجـب ان تكـون شـخصية

ومباشـرة وهـي تكـون كذلـك متـى كان المدعـي فـي حالـة قانونيـة خاصـة بالنسـبة الـى القـرار مـن شـانها ان تجعلـه يوثـر فيهـا تاثيـرا مباشـرا ، وفـي هـذا السـياق قضـت

مـن المقـرر فـي الفقـه والقضـاء اإلدارييـن ، ان الصفـة” المحكمـة االتحاديـة العليـا انـه والمصلحـة فـي دعـوى اإللغـاء تندمجـان معـا بحيـث تبـرز المصلحـة كشـرط اساسـي

لقبـول دعـوى اإللغـاء ، اال انـه يشـترط فـي هـذه المصلحـة ان تكـون شـخصية ومباشـرة ،بمعنـي ان يكـون القـرار

”اإلداري المطلـوب الغـاءه قـد مـس مركـزا قانونيـا خاصـا بالمدعـي طالـب اإللغـاء (2011/ 6 /15اداري ، جلسة 2011لسنة 129المحكمة االتحادية العليا، الطعن رقم )

ويشـترط توافـر شـرط المصلحـة فـي دعـوى اإللغـاء عنـد رفـع الدعـوى واسـتمرارها لحيـن الفصـل فـي الدعـوى ، ويعـد الدفـع بانعـدام المصلحـة فـي دعـوى اإللغـاء مـن الدفـوع

.المتعلقـة بالنظـام العـام تقضـي بـه المحكمـة مـن تلقـاء نفسـها:الشرط المتعلق باجراءات رفع دعوى اإللغاء: ثالث ا

تشـترط بعـض التشـريعات ان تقـام دعـوى اإللغـاء فـي ميعـاد محـدد يضعـه المشـرع ، وهـو ميعـاد يتعلـق بالنظـام العـام ، فمثـال يشـترط القانـون المصـري ان تقـام دعـوى

اإللغـاء خـالل سـتون يومـا تبـدا مـن تاريـخ نشـر القـرار اإلداري او اعـالن صاحـب الشـان المـادة) بـه ويقـوم مقـام اإلعـالن العلـم اليقينـي بالقـرار ومحتوياتـه وذلـك وفقـا لنـص

وعلـى. الخـاص بتنظيـم مجلـس الدولـة المصـري 1972لسـنة 47مـن القانـون رقـم ( 24 ان القـرار اإلداري فـي دولـة” عكـس هـذا االتجـاه قـررت المحكمـة االتحاديـة العليـا

اإلمـارات العربيـة المتحـدة ال يتحصـن بمضـي سـتون يومـا مـن تاريـخ نشـره او العلـم اليقينـي بـه وفقـا ألحـكام القوانيـن المقارنـة وقابليتـه للسـحب او اإللغـاء ، وان مضـي

فتـرة طويلـة علـى صـدور القـرار ، ال يمنـع مـن قبـول دعـوى اإللغـاء طالمـا كان ميعـادسـماعها ال يـزال قايمـا لخضوعـه للتقـادم

لسنة 565المحكمة االتحادية العليا، الطعن رقم )” الطويـل وهـو خمسـة عشـر سـنة (2011/ 20/4اداري ، جلسة 2010

56

:استنفاذ طريق الطعن الموازي: رابع ا ال يشـترط لقبـول دعـوى اإللغـاء وجـود طريـق اخـر للطعـن علـى القـرار موضـوع الدعـوي ، ، فـان كان هنـاك طريـق رسـمه القانـون قبـل اللجـوء للقضـاء كالتظلـم مـن القـرار الـى الهييـة اإلداريـة التـي اصـدرت القـرار وانتظـار المواعيـد المقـررة للبـت فـي هـذا التظلـم ،

فـان اسـتنفاذ تلـك الطـرق اوال قبـل اللجـوء لدعـوى اإللغـاء ال يمنـع مـن قبولهـا ، وفـي لمـا كان مـن المقـرر فـي قضـاء هـذه المحكمـة ،” ذلـك قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا

ان التظلـم مـن قـرار انهـاء الخدمـة امـام محكمـة االسـتيناف المختصـة المنصـوص عليـه بشـان الخدمـة 2006لسـنة ( 1)مـن القانـون رقـم ( 81)فـي الفقـرة الثالثـة مـن المـادة

المدنيـة فـي امـارة ابوظبـي ، ليـس وجوبيـا، وانمـا هـو امـر جـوازي للموظـف ، تـرك المشـرع امـر التقـدم بـه إلرادتـه ، فـان شـاء بـادر الـى تقديمـه فـي خـالل الميعـاد المشـار اليـه ، وان لـم يشـا و احجـم عـن ذلـك ، ولجـا مباشـرة الـى المحكمـة االبتداييـة المختصـة

لطلـب الحمايـة القضاييـة مـن قـرار انهـاء خدمتـه ، الن التظلـم ليـس شـرطا مـن شـروط قبـول دعـوى

“اإللغـاء(.2010/1/20اداري ، بجلسة 2009لسنة 476المحكمة االتحادية العليا ، الطعن )

بـان قضـاء هـذه المحكمـة قـد جـرى علـى ان” كمـا قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا القانـون لـم يوجـب علـى المطعـون ضـده التظلـم مـن القـرار اإلداري الصـادر بانهـاء

خدمتـه حتـى تقبـل دعـواه امام القضـاء ، كمـا لـم يحـدد المشـرع مـددا لقبـول الطعـن فـيالقـرار حتـى يقـال بتحصنـه مـن اإللغـاء ،

المحكمة االتحادية العليا ،)” وان االدعـاء بقبولـه او عـدم تظلمـه ال اثـر لـه فـي ذلـك (5/6/2005قضايية ، بجلسة 25لسنة 476الطعن

:اسباب الغاء القرار اإلداري: المبحث السابع يـدور بحـث موضـوع دعـوى اإللغـاء حـول احتـرام القـرار المطعـون فيـه لقواعـد الشـرعية المتعلقـة باالختصـاص والشـكل وعـدم مخالفـة القانـون والغايـة مـن القـرار، سـوف نتنـاول

:هـذه األسـباب بالشـرح فيمـا يلـي:عدم االختصاص: او ال

عـدم االختصـاص هـو اول األسـباب التـي عرفهـا القضـاء اإلداري إللغـاء القـرارات اإلداريـة ، وهـو عيـب يتعلــق بالنظــام العــام، فوفقــا لمبــدا الفصــل بيــن الســلطات تتــوزع

وظايــف الدولــة بيــن ســلطاتها التشـريعية والتنفيذيـة والقضاييـة وذلـك بهـدف حمايـةالحقـوق الفرديـة مـن مخاطـر تركيـز السـلطة

57 واالختصـاص قـد يكـون اختصاصـا نوعيـا حيـن تختـص جهـة معينـة فقـط. بيـد جهـة واحـدة

باصـدار القـرار ، وقـد يكـون اختصاصـا مكانيـا وهـو مـا تمارسـه سـلطة معينـة فـي مـكان جغرافـي خاضـع لهـا، وقـد يكـون اختصاصـا زمانـي وذلـك حيـن يصـدر القـرار اإلداري

وفـي هـذا قضـت المحكمـة. ضمـن اإلطـار الزمانـي للوظيفـة التـي اصـدرت القـرار انـه يشـترط لصحـة القـرار اإلداري ان يصـدر مـن المختـص باصـداره” االتحاديـة العليـا

وضمـن الحـدود والصالحيـات المخولـة لـه قانونـا وفـي الشـكل الـذي /3/11/، بجلسة 2010لسنة 204المحكمة االتحادية العليا ، الطعن )” يتطلبـه القانـون

2010):عيب اإلجراءات والشكل: ثاني ا

يمـر القـرار اإلداري بمرحلتيـن احدهمـا اجراييـة وذلـك فـي فتـرة اعـداد القـرار واألخـرى شـكلية تتعلـق بالمظهـر الخارجـي للقـرار، ويحـدد الدسـتور او القانـون او الاليحـة او األعـراف اإلداريـة نـوع اإلجـراءات واشـكالها ، وهــي تشــكل الضمانــات األساســية

لألفــراد ، ومــن اهــم اجــراءات القــرار اإلداري القواعــد المتعلقـة بتشـكيل اللجـان ، والعالنيـة، التحقيـق، ومـن ابـرز اشـكال القـرار اإلداري الشـكل الشـفوي او الكتابـي

للقـرار، وديباجـة القـرار ، وتسـبيب القـرار، ويترتـب علـى مخالفـة اإلجـراءات واألشـكال ان يحكـم ببطـالن القـرار اإلداري متـى كانـت اإلجـراءات واألشـكال التـي تـم تجاوزهـا

اجـراءات واشـكال جوهريـة وليسـت ثانويـة ، وفـي هـذا المعنـى قضـت المحكمـة االتحاديـة مـن المقـرر فـي قضـاء هـذه المحكمـة وفـي القانـون اإلداري المقـارن ، ان” العليـا

قواعـد الشـكل فـي اصـدار القـرار اإلداري ليـس كاصـل عـام هدفـا فـي ذاتهـا او طقوسـها ال بـد مـن اتباعهـا تحتـم جـزاء البطـالن، وانمـا هـي اجـراءات حداهـا المصلحـة العامـة

ومصلحـة األفـراد علـى السـواء يفـرق فيهـا بيـن الشـكليات الجوهريـة التـي تنـال مـن تلـك المصلحـة ويقـدح اغفالهـا فـي سـالمة القـرار وصحتـه، وغيرهـا مـن الشـكليات الثانويـة

التـي وعليـه ال يبطـل القـرار اإلداري لعيـب شـكلي اال اذا نـص القانـون علـى البطـالن لـدى.“ اغفـال تفويـت المصلحـة التـي عنـا القانـون بتامينهـا

(2010 /6 /16، بجلسة 2010لسنة 116المحكمة االتحادية العليا ، الطعن ) ويسـتثني مـن قـرار بطـالن القـرار اإلداري علـى الرغـم مـن قيـام عيـب الشـكل او اإلجـراء الـذي يعتريـه مجموعـة مـن الحـاالت تتحصـل فـي وجـود ظـروف اسـتثنايية

تتطلـب التصـرف والحسـم السـريع ، او ان يحـول سـلوك صاحـب الشـان دون اسـتيفاء الشـكل كان يفصـل موظـف دون توفـر ضمانـة االطـالع علـى الملـف نظـرا لعـدم تـرك

، او وجـود اسـتحالة ماديـة السـتيفاء اإلجـراء او الشـكل ، او وجـود.عنوانـه لـدى اإلدارة ومـع ذلـك يمكـن لـإلدارة اسـتيفاء اإلجـراء او الشـكل. سـبب اجنبـي ليـس لـإلدارة يـد فيـه

فـي58

وقـت الحـق لصـدور القـرار المعيـب متـى تعلـق األمـر بخطـا مـادي وقعـت فيـه اإلدارة.اثنـاء اصـدار القـرار، او متـى تعلـق األمـر باجـراء او شـكل ثانـوي

:مخالفة القانون: ثالثا يعــد عيــب مخالفــة القانــون الســبيل الــى رقابــة مضمــون التصرفــات اإلداريــة ،وان

مدلــول مخالفــة القوانيـن واللوايـح يشـمل كل مخالفـة للقاعـدة القانونيـة بمعناهـا الواسـع فيدخـل فيـه اوال مخالفـة القوانيـن واللوايـح وثانيـا الخطـا فـي تفسـير القوانيـن واللوايـح او

وفـي هـذا المعنـى قضـت. فـي تطبيقهـا وهـو مـا يعبـر عنـه بالخطـا فـي تقديـر الوقايـع وجـوب التـزام الجهــة اإلداريــة حكــم القانــون فــي” المحكمـة االتحاديـة العليـا

تصرفاتهــا واســتنادها الــى ســبب مشــروع فــي انهــاء خدمــات مسـتخدميها وان تقديـر ذلـك مـن عدمـه هـو مـن سـلطة محكمـة الموضـوع متـى كان

(2011 / 5 / 25، بجلسة 2010لسنة 16المحكمة االتحادية العليا ، الطعن )“ سـايغا:عيب السبب: رابع ا

لـكل تصـرف قانونـي سـبب يقـوم عليـه ، والسـبب فـي القـرار اإلداري هـو حالـة قانونيـة او واقعيـة تسـوغ اصداره،وكقاعـدة عامـة ال تلتـزم اإلدارة بتسـبيب قرارهـا ، ويفتـرض ان

القـرار غيـر المسـبب قايــم علــى ســبب صحيــح يبــرره ، ولكــن اذا نــص القانــون علــى التســبيب او قامــت بــه اإلدارة مــن تلقـاء نفسـها طواعيـة فانهـا تفصـح عـن سـبب قرارهـا ويخضـع هـذا السـبب لرقابـة القضـاء، وتكتفـي المحاكــم برقابــة الوجــود المــادي

وفـي هـذا المعنـي. للوقايــع دون تكيفهــا وهــو مــا يطلــق عليــه رقابــة الحــد األدنــى انـه متـى طـرح القـرار اإلداري علـى القضـاء فـي” قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا

منازعـة ، فـان تفسـيره وبيـان مراميـه ومقاصـده وتحديـد مـا يرتبـه مـن حقـوق لصالـح اإلدارة ومـا يفرضـه عليهـا مـن التزامـات ، هـي مـن المسـايل التـي تسـتقل بهـا محكمـة الموضـوع بغيـر معقـب عليهـا مـن المحكمـة االتحاديـة العليـا طالمـا ان تفسـيرها وبيانهـا

وتحديدهـا سـايغا ومقبـوال ولـه اصلـه المحكمة االتحادية) ” الثابـت بـاألوراق وال يخـرج عمـا تتحملـه عبـارات والفـاظ القـرار

(7/12/2011اداري ، بجلسة 2011لسنة 421العليا ، الطعن رقم :اساءة استعمال السلطة: خامس ا

عبــر هــذا الســبب مــن اســباب الغــاء القــرار اإلداري يراقــب القضــاء البواعــث والنوايــا الكامنــة وراء القـرار اإلداري محـل الطعـن ، ويظهـر ذلـك جليـا عندمـا تمـارس

اإلدارة سـلطة تقديريـة فـي اتخـاذ59

القـرار مـن عدمـه ، ويتحقـق عيـب اسـاءة اسـتعمال السـلطة فـي حالـة تحقيـق غايـات بعيـدة عـن الصالـح العـام او الخـروج عـن األهـداف التـي يحددهـا القانـون والتـي يتعيـن بلوغهـا ، او اتبـاع اإلدارة طريقـا اجراييـا مغايـرا لذلـك الواجـب السـير فيـه عنـد اصـدار

مـن المقـرر فـي” وفـي هـذا المعنـي قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا . القـرار اإلداري قضـاء هـذه المحكمـة ان اسـاءة اسـتعمال السـلطة او االنحـراف بهـا ، همـا مـن العيـوب

القصديـة فـي السـلوك اإلداري، قوامهـا ان يكـون لـدى اإلدارة قصـد اسـاءة اسـتعمال السـلطة او االنحـراف بهـا ، فعيـب اسـاءة اسـتعمال السـلطة الـذي يبـرر الغـاء القـرار

اإلداري او التعويـض عنـه يجـب ان يشـوب الغايـة منـه ذاتهـا بـان تكـون جهـة اإلدارة قـد تنكبـت وجـه المصلحـة العامـة التـي يجـب ان يتغياهـا القـرار او ان تكـون قـد اصـدرت القـرار بباعـث ال يمـت لتلـك المصلحـة، امـا اذا كانـت فـي مسـلكها توقـن انهـا تحقـق

صالـح العمـل فـال يكـون مسـلكها معيبـا بهـذا /5 / 19اداري ، بجلسة 2010لسنة 1المحكمة االتحادية العليا، الطعن رقم . )العيـب2010)

سلطات قاضي اإللغاء القاعـدة ان سـلطة قاضـي اإللغـاء تقـف عنـد حـد الغـاء القـرار اإلداري غيـر المشـروع وال

وعلـى. تمتـد الـى اصـدار اوامـر الـى اإلدارة او الحلـول محلهـا فـي تنفيـذ حكـم اإللغـاء الرغـم مـن ذلـك فهنـاك بعـض القوانيـن كالقانـون الفرنسـي اعطـي القاضـي اإلداري

وفــي هــذا المعنــى قضــت. سـلطة اصـدار اوامـر الـى اإلدارة مقرونـة بغرامــة تهديديــه ان مــن مقتضــى الحكــم بالغـاء القـرار اإلداري بانهـاء” المحكمــة االتحاديــة العليــا

خدمـة الطاعـن النعـدام مشـروعية سـببه هـو عـودة الطاعـن الـى المركـز القانونـي الـذيكان يشـغله قبـل اصـدار هـذا القـرار واعـادة الحـال الـى مـا كان عليـه قبـل صـدوره

”كمسـاعد مديـر مدرسـة وصـرف مسـتحقاته :تنفيذ األحكام الصادرة باإللغاء

وتتمتـع األحـكام الصـادرة بالغـاء القـرار اإلداري بحجيـة مطلقـة تجـاه الكافـة ، بينمـا تتمتـع األحـكام الصـادرة برفـض اإللغـاء بحجيـة نسـبية طبقـا للقواعـد العامـة مقصـورة علـى

اطـراف الدعـوى وحدهـم ويترتـب علـى حكـم الغـاء القـرار اإلداري ان يصبـح كان لـم يكـن فيـزول اثـره وعلـى اإلدارة اتخـاذ اإلجـراءات إلعـادة الحـال الـى مـا كان عليـه قبـل اصـدار

القـرار الملغـي ، وقـد يكـون اإللغـاء كليـا او جزييـا بالنسـبة للقـرار غيـر المشـروع ،واالمتنـاع عـن تنفيـذ قـرار اإللغـاء يشـكل مخالفـة جسـيمة

60

ينظـر اليـه علـى انـه صـورة مـن صـور الخطـا الشـخصي تـودي الـى مسـوولية الموظـف.الممتنـع عـن تنفيـذه

:الخالصة يتضـح لنـا فـي نهايـة هـذا البحـث دور المحكمـة االتحاديـة العليـا بدولـة اإلمـارات العربيـة

المتحـدة في ارسـاء الكثيـر مـن المبـادي القانونيـة المتعلقـة بالقـرارات اإلداريـة التـي تتخذهـا اإلدارات الحكوميـة فـي حـق األفـراد ، وهـو مـا يشـكل ضمانـه كبيـرة لألفـراد

وحمايـة لهـم مـن القـرارات اإلداريـة التـي تفتقـر الـى المشـروعية والتـي يشـوبها احيانـا عيـب مـن عيـوب عـدم المشـروعية خصوصـا فـي غيـاب قانـون اداري خـاص يمكـن

الرجـوع اليـه لتقييـم مـدى مشـروعية قـرارات اإلدارة التـي تتخذهـا بحـق األفـراد ، وال شـك ان مـا تضطلـع بـه المحكمـة العليـا مـن دور خـالق فـي هـذا المجـال ليسـجل لهـا فـي

سـجل انجازاتهـا القضاييـة والقانونيـة العظيمـة طيلـة فتـرة انشـايها ويجعـل لهـا دورا مميـزاوموثـرا فـي

.مجـال اعمـال صحيـح القانـون6162

:البحث الثالثالدكتور حمد سيف الشامسي

«عقد التحكيم وحجية األمر المقضي به»التحكيم في قضاء المحكمة االتحادية العليا 6364

الدكتور حمد سيف الشامسي حصـل الدكتورحمـد سـيف الشامسـي علـى اجـازة القانـون والشـريعة مـن جامعـة-

1999، ثـم التحـق بمعهـد التدريـب والدراسـات القضاييـة عـام 1998اإلمـارات عـام 2004واجتيـاز الـدورة التدريبيـة ألعضـاء السـلطة القضاييـة بتقديـر جيـد جـدا، وفـي سـنة

حصـل علـى درجـة الماجسـتير فـي القانـون الخـاص مـن جمهوريـة مصـر العربيـة، ومـنلدراسـة القانـون ، فحصـل علـى درجـة( بريطانيـا)ثـم ابتعـث الـى المملكـة المتحـدة

مـن جامعـة اكسـتر سـنة( اسـواق المـال)الدكتـوراه فـي القانـون تخصـص جرايـم ماليـة وترقـى فـي مـدارج الوظيفـة القضاييـة واإلداريـة، فعمـل وكيـال للنايـب العـام، ثـم. - 2011

مديـرا لنيابـة مـرور العيـن، الـى بلـغ درجـة رييـس نيابـة وهـو.حاليـا يشـغل منصـب رييـس نيابـة العاصمـة االتحاديـة بابوظبـي

قـام بتمثيـل الدولـة فـي كثيـر مـن المفاوضـات بشـان االتفاقيـات الثناييـة بيـن حكومـة- .دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة وحكومـات الـدول األجنبية والعربية

قـام بتدريـب المتدربيـن القضايييـن واإلشـراف الفنـي واإلداري عليهـم اثنـاء عملـه فـي- كمـا انـه محاضـر معتمـد فـي معهـد التدريـب. 2004– 2001( العيـن)النيابـة العامـة

.والدراسـات القضاييـة، ولـه عـدة محاضـرات قانونيـة ذات اإلختصـاص شـارك فـي العديـد مـن الموتمـرات والنـدوات المحليـة والعربيـة واألجنبيـة ، كمـا انـه-

عضـو فـي العديـد اللجـان فهـو عضـو فـي اللجنـة العليـا لتطويـر األنظمـة االلكترونيـة.القضاييـة الموحـدة فـي الدولـة، وغيرهـا مـن اللجـان القانونيـة والتشـريعية فـي الدولـة

«عقد التحكيم وحجية األمر المقضي به»التحكيم في قضاء المحكمة االتحادية العليا 65

«عقد التحكيم وحجية األمر المقضي به»التحكيم في قضاء المحكمة االتحادية العليا تقديم وتمهيد

التحكيـم فـي قضـاء المحكمـة االتحاديـة العليـا شـانه شـان اي دعـوى يرفـع اليهـا عـن طريـق الطعـن بالنقـض مـن احـد الخصـوم علـى اعتبـار ان المحكمـة االتحاديـة العليـا تاتـي

علـى راس النظـام القضايي فـي دولـة اإلمـارات العربيـة وتعتبـر جـزءا منـه، ذلـك ان النظـام القضايـي فـي دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة ياخـذ بنظـام القضـاء الموحـد،

ومـن ثـم يكـون القضـاء العـادي هـو المختـص بنظـر جميـع.الدعـاوي بمـا فيهـا قضايـا التحكيـم

طريقيـن- غيـر الصلـح والتوفيـق– القضـاء والتحكيـم كالهمـا طبقـا للقانـون اإلماراتـي اي القضــاء– للفصـل بيـن الخصــوم فيمــا شــجر بينهــم مــن نــزاع ، اال انهمــا

يختلفــان فمــا بينهمــا مــن حيــث األســاس والنطــاق القانونــي لــكل- والتحكيــم منهمــا، فالتحكيــم لــه نظامــه القانونــي الخــاص حالــة كونـه وسـيلة وديـة اسـثنايية

مـن المقـرر ان التحكيـم وسـيلة“وهـذا مـا اكدتـه المحكمـة االتحاديـة العليـا بقولهـا انـه ، فـي(1)” ...مـن الوسـايل التـي نظمهـا القانـون كطريـق اسـتثنايي لفـض الخصومـات

حيـن ان القضـاء يعتبـر صاحـب االختصـاص األصيـل ذو الصفـة الرسـمية فـي تسـوية كافـة ، لذلـك اجـاز المشـرع اإلماراتـي علـى(2)المنازعـات التـي تثـور عنـد جمهـور المتقاضيـن

خـالف األصـل اللجـوء الـى التحكيـم كوسـيلة اخـرى يلجـا اليهـا المتقاضيـن للفصـل فـي ، اال ان ذلـك ال يعنـي سـقوط حـق المتقاضيـن فـي اللجـوء للقضـاء، اذ ان(3)نـزاع مـا

األصـل هـو قضـاء الدولـة ذو الصفـة الرسـمية ، والـذي يعـد مظهـر مـن مظاهـر السـيادةتمارسـه الدولـة عـن طريـق هيياتهـا القضاييـة وكانـت األجـازة للتحكيـم

(2. )م1998 / 11 / 29القضايية، جلسة 19لسنة 317االتحادية العليا، الطعن : انظر( 1) عبـد العزيـز عبدالمنعـم خليفـة، التحكيـم فـي المنازعـات اإلداريـة العقديـة وغيـر العقديـة

دراسـة تحليليـة تطبيقيـة، منشـاة المعـارف .15، ص 2011باإلســكندرية،

1992لسنة 11من قانون اإلجراءات المدنية االتحادي رقم 218الى 203المواد : انظر( 3).

66

بقصــد التســهيل علــى الخصــوم لحــل خالفاتهــم دون القضــاء، وان طلــب التقاضــي مكفــول للجميـع طبقـا للقانـون وان اي اتفـاق يقضـي خـالف األصـل العـام( 4)حــ ق

.لتعلقـه بالنظـام العـام( 5)يعتبـر باطـال واصبـح فـي وقتنـا الحاضـر مـن( 6)والتحكيـم كنظـام يعتبـر سـابق القضـاء فـي الظهـور

فــي( Alternative Disputes Resolution ADR)اهـم الوسـايل البديلــة للتقاضــي المنازعــات التــي تثــار بيــن األشـخاص الطبيعيـة واالعتباريـة علـى حـد سـواء لمـا لـه مـن

مزايـا تفـوق القضـاء العـادي خصوصـا فـي القضايـا االقتصاديـة والماليـة او القضايـا ذات الطابـع الفنـي التقنـي التـي اصبحـت اكثـر تعقيـدا وتنوعـا نتيجـة التطـور العلمـي والتقنـي

.كقضايـا الحـواالت المصرفيـة اإللكترونيـة والهندسـية والنقـل الجـوي والبحـري وغيرهـا فهـذه القضايـا تحتـاج الـى خبـرة فنيـة ال تجدهـا عنـد بعـض القضـاة خصوصـا فـي البلـدان

التـي تتسـم غالبـا ببـطء اجراءاتهـا وتعقيدهـا وكثـرة مـا تتطلبـه هيياتهـا( 7)الناميـة ، كمـا ان طـول فتـرة التقاضـي(8)القضاييـة مـن نفقـات قـد ترهـق جمهـور المتقاضيـن

فـي اروقـة المحاكـم يشـكل عايقـا امـام اشـخاص المـال الـذي يعتبـر الوقـت لديهـم مـن اهـم عوامـل نجاحهـم، فضـال علـى ان الحيـاة االقتصاديـة المعاصـرة وطبيعتهـا مـا زالـت

تفـرز عقـود مسـتحدثة يعجـز القضـاء العـادي غيـر المتخصـص فـي فهـم محتواهـا اوومضمونهـا ممـا يجعـل التحكيـم كوسـيلة بديلـة األقـدر فـي

كمـا ان التنـازل عـن حـق التحكيـم البـد مـن اقامـة الدليـل عليـه وقـد قضـت االتحاديـة( 4) التنـازل عـن الحـق ال يفتـرض بـل يجـب اقامـة الدليـل عليـه بمـا اليناقـض مـا» العليـا بـان

هـو ثابـت فـي األوراق، وان تنفيـذ الحكـم النهايـي باإلحالـة علـى التحكيـم ال يفيـد بذاتـه االتحاديـة: انظـر« ...تنـازل الخصـم عـن حقـه فـي الدفـوع التـي ابداهـا امـام المحكمـة

قضاييـة، جلسـة 18لسـنة 95العليـا ،الطعـن رقـم .م 1996/ 6/ 23

ان االتفـاق الـذي يمنـع صاحـب الحـق فـي اللجـوء للقضـاء العـادي يعتبـر باطـال وان( 5) التحكيـم مـا هـو اال طريـق اسـتثنايي، وفـي هـذا قـررت المحكمـة اإلتحاديـة العليـا بانـه

.بطـالن كل اتفـاق يمنـع صاحـب الحـق مـن المطالبـة بتنفيـذ العقـد بالطريـق القضايـي» 56االتحاديـة العليـا، الطعـن رقـم « ...االسـتثناء االتفـاق علـى احالـة النـزاع الـى التحكيـم

.م1982/12/13القضاييـة، جلسـة 4لسـنة 254، ص 1970محمود السقا ، تاريخ القانون المصري، القاهرة، مكتبة القاهرة العربية، ( 6)

جـورج حزبـون ورضـوان عبيـدات، الزاميـة قـرارات التحكيـم وقوتهـا( 7. )وما بعدهاالتنفيذيـة فـي التحكيـم المحلـي والدولـي، مجلـة الشـريعة والقانـون،

.469، ص 2006العـدد السـادس والعشـرون، ابريـل احمـد عبدالتـواب ، طبيعـة التحكيـم فـي سـوق األوراق الماليـة والسـلع بدولـة( 8)

كليـة القانـون، الموتمـر– االمـارات العربيـة المتحـدة ، جامعـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة 30-28المقـام فـي الفتـرة مـن ( التحكيـم التجـاري الدولـي)السـنوي السـادس عشـر

127، ص 2008ابريـل،67

للفصـل بيـن جمهـور المتقاضيـن فيمـا يثـور بينهـم مـن( 9)فهـم مكنونهـا وتفاصيلهـا ، األمـر الـذي يكـون(10)منازعـات عقديـة كانـت او غيـر عقديـة بحكـم ملـزم لطرفيـه

معـه التحكيـم هـي الوسـيلة المناسـبة يلجـا اليهـا اطـراف النـزاع علـى حسـاب القضـاء.العـادي

ولمـا كان ذلـك وكان القاضـي هـو الشـخص المعـول عليـه فـي تطبيـق القانـون والفصـل بيـن الخصـوم فيمـا اختلفـوا فيـه والنظـر فـي دعـاوي التحكيـم للمصادقـة علـى قـرار

التحكيـم ،فانـه مهمـا بلـغ القاضـي مـن العلـم والدرايـة باحـكام القانـون اال مـا يكـون هنـاك خطـا فـي تاويلـه للنصـوص القانونيـة او تطبيقـه لهـا علـى الوقايـع المعروضـة عليـه،

فالقانـون علـم واسـع كثيـر األحـكام، والقاضـي بشـر ال بـد ان يلتبـس عليـه احيانـا بعـض األحـكام التشـريعية، وفهـم نصوصهـا علـى وجههـا الصحيـح، فان اصـاب صحيـح القانون

قضـي قضـاوه ونفـذ، وان كان خـالف ذلـك نقـض قضـاوه ورد، لذلـك كانـت هنـاك قواعـد واحـكام تحيـط بحكـم القاضـي وتراقبـه مـن خـالل ممارسـة المحكمـة االتحاديـة العليـا

.سـلطتها التـي خولـه لهـا القانـون ومــن األمــور التــي كانــت محــل جــدل فــي الفقــه وتنازعتــه األحــكام القضاييــة تلــك

هــي المتعلقــة بحجيـة قـرار التحكيـم وقوتـه اإللزاميـة، لذلـك سـوف نركـز فـي هـذه الورقـة البحثيـة بابـراز اجتهـادات المحكمـة العليـا ودورهـا فـي تاويـل وتفسـير النصـوص

القانونيـة الخاصـة بالتحكيـم مـن خـالل الرقابـة علـى األحـكام القضاييـة المتعلقـة بدعـاوي التحكيـم، األمـر الـذي يدعونـا ابتـداء عـرض موجـز بتعريـف المحكمـة االتحاديـة العليـا

واختصاصاتهـا ودورهـا المميـز فـي تاصـل القواعـد القانونيـة فـي مبحـث اول، ومــن ثــم النظــر فــي عقــد التحكيــم وشــرطة فــي مبحــث ثانــي، وصــوال لحجيــة األمــر

المقضــي بــه :التحكيمـي فـي مبحـث اخيـر، وعليـه فاننـا سـوف نقسـم البحـث علـى النحـو التالـي

عقد التحكيم: المبحث الثاني. تعريف المحكمة االتحادية العليا اإلماراتية: المبحث األول .حجية األمر المقضي به: المبحث الثالث

وهو المستـــعان،،،...اسال الله السداد والتوفيق وتحقيق القصد والمراد(9)

انواقـعالقضـاءوطبيعـةالمنازعـاتوبمـايتميـزبـهالمحكميـنمـنكفـاءةمهنيـةوتخصـصوخبـرةومعرفـ ةفـيموضـوعالنـزاعخاصـةاذا كان محـل النـزاع مسـالة علميـة او فنيـة يكـون المحكـم

متخصـص فيهـا ال يحتـاج فيهـا الـى نـدب خبيـر او االسـتعانة بـه، األمـر الـذي يوفـر الوقـت ، فضـال علـى سـرية نظـر.والجهـد وسـهولة الوصـول الـى حـل القضيـة محـل الخـالف

النـزاع والسـرعة الفصـل علـى خـالف القضـاء جـورج حزبـون ورضـوان عبيـدات، المرجـع السـابق، ص: العـادي، انظـر فـي تفصيـل هـذا

.128احمد عبدالتواب، المرجع السابق، ص ( 10 )476 - 46968

التعريف بالمحكمة االتحادية العليا: المحكمة االتحادية العليا اإلماراتية اوال : المبحث األولواختصاصاتها

لـم تعـرف دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة علـى المسـتوى االتحـادي احـكام الطعـن الخــاص بانشــاء 1973لســنة 10بالنقـض اال عنـد صــدور القانــون االتحــادي رقــم

المحكمــة االتحاديــة العليــا، وانــه بموجـب هـذا قانـون اصبحـت المحكمـة االتحاديـة العليـا الهييـة العليـا فـي دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة المختصـة بنظـر الطعـون بالنقـض

والفصـل فيهـا، وتعـد المحكمـة العليـا علـى قمـة النظـام القضايـي فـي الدولـة، وتعتبـر اقـدم هييـة قضاييـة عليـا فـي دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة اذ يمتـد عمرهـا القضايـي

سـنة وبصـدور القانـون سـالف الذكـر تـم تنظيـم الطعـن بالنقـض فـي المـواد( 40)قرابـة فـي توحيـد احـكام القضـاء- المدنيـة والتجاريـة والجزاييـة، ولديهـا ارث قضايـي وفكـري

ولهـا مـا يزيـد علـى سـتة االف وتسـعماية وعشـرة قاعـدة قانونيـة- بقواعـد سـامية منشـورة فـي

(11. )2010/12/31وحتـى 1973مجلـدا، مـن عـام ( 109) لـم يـرد قانـون خـاص يحـدد اختصاصـات المحكمـة العليـا او واليـة النظـر فـي المسـايل

التـي قـد يطعـن امامهـا بالنقـض وانمـا وردت فـي نصـوص قانونيـة متفرقـة فـي ثنايـا ، ومـع ذلـك يمكـن حصـر اهـم هـذه االختصاصـات التشـريعات(12)تشـريعات مختلفـة

دسـتور دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة البحث في دستورية l(: 13)وقانـون انشـاء المحكمـة االتحاديـة العليـا، وهـذه اإلختصاصـات

.مساءلة الوزراء وكبار موظفي االتحاد l. القوانين والتشريعات االتحادية والمحلية القاضــي الدكتــور عبدالوهــاب عبــدول، دور المحكمــة:انظــر تفصيــل ذلــك ( 11)

نمـوذج القـرار«االتحاديــة العليــا فــي تعزيــز وتطويــر القانــون اإلداري اإلماراتي، ، ورقـة بحـث مقدمـة الـى الموتمـر األول لروسـاء المحاكـم العليـا اإلداريـة فـي« اإلداري

.ومــا بعدهــا 5، ص 2011/6 /22 - 21الـدول العربيـة، بيـروت لسـنة( 1)مـن القانـون اتحـادي رقـم 29انظـرا مثـال االختصـاص الـوارد فـي المـادة ( 12)

(13)مـن قانـون اتحـادي رقـم 42بشـان مكافحـة الجرايـم اإلرهابيـة، والمـادة 2004.م فـي شـان دخـول واقامـة األجانـب1996لسـنة

.5القاضي الدكتور عبدالوهاب عبدول، المرجع السابق ، ص( 13)69

l الجرايـمالتـيلهـامسـاسمباشـربمصالـحاالتحـاد،كالجرايـمالمتعلقـةباألمـنالداخلـيوالخارجـي .وجرايـم تزييـف العملة

l تنازع االختصاص بين الهييات القضايية في الدولة. وعليـه فـان غيـر تلـك الدعـاوي والمنازعـات تنظـر امـام القضـاء العـادي وليـس امـام

بمــا فيهــا المنازعــات( 14)قضـاء المحكمـة العليــا مــا لــم يطعــن فيهــا بالنقــض.الخاصــة بقضايــا التحكيــم وبــذات اإلجـراءات التـي تنظـر بهـا سـاير الدعـاوى المدنيـة

:وظيفة المحكمة االتحادية العليا: ثانيا في– بـدور مهـم ومميـز - المحكمـة العليـا بحسـب وظيفتهـا والغـرض مـن انشـايها تقـوم

تاكيد سـيادة القانـون مـن خـالل مراقبـة النـص القانونـي، وسـالمة تطبيقـه عنـد المحاكـم،

بقصـد توحيـد معيـار التطبيـق القانونـي فـي ضابـط واحـد، مـن خـالل انشـاء قاعـدة قانونيـة لتوحيـد فهـم النـص القانونـي محـل الخـالف عنـد جميـع المحاكـم، ذلـك ان فهـم

النـص القانونـي يختلـف باختـالف مفاهيـم النـاس، وبالتالـي تختلـف المحاكـم فـي تفسـيره يوثـر فـي االسـتقرار القانونـي، فكانـت المحكمـة االتحاديـة- ال شـك فيـه - وتطبيقـه، وهـذا

العليـا هـي صمـام األمـان فـي ازالـة اللبـس واالختـالف مـن خـالل الرقابـة.علـى األحـكام القضاييـة ، األمـر الـذي يوكـد تعظيـم دورهـا واجـالل قدرهـا

وال ينحصـر دورهـا فقـط فـي مراقبـة الحكـم وتفسـيرها وتاويلهـا للنصـوص القانونيـة وانمـا فــي ســد اي نقــص تشــريعي، او قصــور فــي القوانيــن او اللوايــح الســارية- ايضـا –

، وتـكاد تكـون بوظيفتهـا هـذه قريبـة مـن عمـل(15)فــي الدولــة او عــدم الدسـتورية المشـرع مـن خـالل انشـايها للقواعـد القانونيـة ومراقبـة القوانيـن فضـال علـى األحـكام

مـن قانـون انشـاء المحكمـة االتحاديـة العليـا 75القضاييـة ، ولهـا ايضـا طبقـا لنـص المـادة القانـون سـالف الذكـر صالحيـة تطبيـق القانـون المقـارن فـي

)حـال عـدم وجـود قانـون او تشـريع اتحـادي او محلـي يحكـم المسـالة المعروضـة عليهـا .نفس المرجع اعاله( 14(. )16

/10/18تجـاري، جلسـة 29لسـنة 676االتحاديـة العليـا، الطعـن رقـم : انظـر مثـال ( 15).2013/2/19دسـتوري، جلسـة 2012لسـنة 4، والدعـوى رقـم 2009

10مـن قانـون انشـاء المحكمـة االتحاديـة العليـا رقـم ( 75)وليـن كانـت المـادة ( 16) ، اعطـت للمحكمـة صالحيـة تطبيـق القانـون المقـارن فـي حـال عـدم وجـود1973لسـنة

قانـون او تشـريع اتحـادي او محلـي يحكـم المسـالة المعروضـة عليهـا، اال ان حـد هـذه الصالحيـة، اكمـال نقـص او سـ د فـراغ فـي التشـريع الوطنـي، دون ان ترفـي تلـك

الصالحيـة الـى حـد اسـتحداث مواعيـد واجـال لسـقوط الدعـاوى او لعـدم سـماعها او تقريـر تقـادم مسـقط او مكسـب او رسـم طـرق طعـن فـي األحـكام، التصـال كل ذلـك

ولمـا كان تحديـد ميعـاد. بالنظـام العـام معيـن لسـماع دعـوى الغـاء القـرار اإلداري، يـودي تفويتـه الـى تحصـن القـرار مـن رقابـة

القضـاء، هـو اسـتحداث ألجـل اجرايـي جديـد لـم يـرد فـي تشـريع وطنـي، وليـس هـو سـد لنقـص او اكمـال لفـراغ فـي تشـريع قايـم، ومـن ثـم فـان االسـتعانة بالقانـون المقـارن

،2009لسـنة 4انظـر اتحاديـة عليـا طعـن رقـم .«السـتحداث هـذا اإلجـراء غيـر جايز.2010/3/29جلسـة

70

ويمكـن القـول بوجـه عـام ان نطـاق المحكمـة االتحاديـة العليـا يتحـدد ويتقيـد بوجـود خطـا قانونـي وقـع مـن محكمـة الموضـوع المطعـون فـي حكمهـا بالنقـض ، وبالتالـي فهـي

تنقـض الحكـم المطعـون فيـه وتصحـح بنفسـها الخطـا القانونـي دون المسـاس بوقايـع الدعـوى، فهـي تحاكـم الحكـم المطعـون فيـه لتحديـد مـدى مطابقتـه للقانـون، ومـن ثـم

فهـي ال تعتبـر درجـة ثالثـة لنظـر موضـوع النـزاع بـل هـي محكمـة قانـون وليسـت محكمـة اذا نظـرت المحكمـة العليـا(- 18)طبقـا للقانـون اإلماراتـي – ، اال انـه (17)موضـوع

الطعـن للمـرة الثانيـة وقبلـت الطعـن، وجـب عليهـا ان تنظـر فـي وقايـع الدعـوى.وتفصـل فـي موضوعهـا بنفسـها بـدال مـن احالتهـا الـى محكمـة الموضـوع

داعـم فـي تحقيـق العدالـة اذ انـه ليـس اضـر بالعدالـة مـن- دون شـك - فـان هـذا كلـه -اختـالف معنـى النـص باختـالف فهـم مـن يقضـي بـه، لـذا فانـه اهـم وظايـف المحكمـة

األساسـية مراقبـة األحـكام القضاييـة، واعـالء المصداقيـة فـي القضـاء- االتحاديـة العليـا عنـد جميـع المحاكـم، األمـر الـذي يوفـر الطمانينـة واألمـن واألمـان والثقـة لـدى كافـة المتقاضيـن بانـه لـن يختلـف مصيرهـم وحظوظهـم امـام القانـون باختـالف اجتهـادات

القضـاء، اذن فهـي تضفـي الفاعليـة للقاعـدة القانونيـة، وتجعلهـا ماليمـة للواقـع مـن ناحيـة التطبيـق القضايـي اسـتقرارا للمراكـز القانونيـة، وزيـاد ة للحمايـة القانونيـة لإلنسـان

وحقوقـه، لذلـك لـزم ان تكـون هنـاك محكمـ ة عليـا فـي قمـة جهـاز القضـاء لتكـون هاديـا ونبراسـا

.للفقـه، ودافعـا للمشـرع فـي تقنيـن وتعديـل القانـون

احمـد فتحـي سـرور ، الوسـيط فـي قانـون اإلجـراءات الجناييـة ، الجـزء الثالـث( 17).33، ص 1980النقـض الجنايـي واعـادة النظـر، اصـدار نـادي القضـاة، القاهــرة

من قانون اإلجراءات 249من قانون اإلجراءات المدنية ، والمادة 184المادة : انظر( 18).الجزايية

71المبحث الثاني

عقد التحكيم:التعريف بعقد بالتحكيم : اوال

فـي نصـوص قانـون اإلجـراءات المدنيـة اإلماراتـي” arbitration“ لـم يـرد تعريـف للتحكيـم ويبــدو ان المشــرع قــد تــرك( 19( )217الــى 203مــن) بالمـواد المتعلقــة بالتحكيــم

.امــر تعريفــه لالجتهــادات الفقيهــة واحــكام القضــاء عمليـة قانونيـة مركبـة تقـوم علـى اتفـاق اطـراف نـزاع مـا“فعـرف الفقـه التحكيـم بانـه

بعرضـه علـى محكـم او اكثـر للفصـل فيـه فـي ضـوء قواعـد القانـون ومباديـه العامـة التـي تحكـم اجـراءات التقاضـي او وفقـا لقواعـد العدالـة ، مـع التزامهـم بقبـول الحكـم المنبثـق

عـن التحكيـم والـذي يحـوز حجيـة األمـر المقضـي ويصـدر بتنفيـذه امـر مـن السـلطة القضاييـة التـي يـراد تنفيـذه فـي نطـاق

(20. )”اختصاصهـا طريق اسـتثناني“امـا بالنسـبة للقضـاء ، فعرفـت المحكمـة االتــحادية العليـا التحكيـم بانـه

(21)“...قوامـه الخروج عـن طريـق التقاضـي امـام القضـاء العـادي صاحـب الواليـة العامـة ان التحكيـم وسـيلة مـن الوسـايل التـي نظمهـا القانـون“وفـي حكـم اخـر لهـا قـررت

،“كطريـق اسـتثنايي لفـض الخصومـات وجعلهـا جهـة قضاييـة يمكـن للخصـوم اللجـوء اليـه ان التحكيـم طريـق اسـتثنايي لفـض الخصومـات قوامـه الخـروج عـن“ كمـا قـررت ايضـا

، فهـو اذن نظـام اسـتثنايي خـاص للتقاضـي يهــدف تســوية(23)“طـرق التقاضـي العاديـة الخالفــات ســواء كانــت مدنيــة او تجاريــة او اداريــة بمقتضــاه يخــول اطــراف الخــالف اللجـوء محكـم او اكثـر علـى حسـاب القضـاء العـادي بقصـد الفصـل فيمـا يثـور بينهـم مـن

خالفـات تتعلـق بمعامالتهـم العقديـة او غيـر العقديـة بحكـم فيـه صفـة اإللـزام، وهـذا هـوالمعنـى الـذي يـكاد

(.24)يجمـع عليـه الفقـه والقضـاء والتشـريعات العربيـة والمقارنـة مـن قانـون 217الـى 203لقـد اورد المشـرع اإلماراتـي مـواد التحكيـم مـن ( 19)

، وقـد اشـار لهـذه المـواد الطعـن رقـم1992لسـنة 11اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي رقـم حكـم مقـررا ان القانـون 2013 / 3 /25القضاييـة لالتحاديـة العليـا ، جلسـة 23لسـنة 304

تنـاول التحكيـم بالمـواد سـالفة الذكـر وانهـا اي المحكمـة ال تتصـل بهـا اال بالقـدر الـوارد.بالقانـون حصـرا

اتحادية عليا ، الطعن( 21 )11عبد العزيز عبدالمنعم خليفة ، المرجع السابق ، ص ( 20) االتحادية العليا، الطعن رقم( 22 . )2011/ 10 /30مدني ، جلسة 2011لسنة 308رقم 166االتحادية العليا ، الطعن رقم ( 23. )1998/ 11 /29القضايية ، جلسة 19لسنة 317

.2010/ 2/1تجاري ، جلسة 2008لسنة احمـد ابوالوفـاء ، عقـد: ، وانظـر 125احمـد عبدالتـواب ، المرجـع السـابق ، ص ( 24)

15، ص 1974التحكيـم واجراءاتـه ، منشـاة المعـارف األسـكندرية ، الطبعـة الثانيـة 72

البـد ان يجتمـع فيـه ثالثـة- حتـى يعـد تحكيمـا بالمعنـى القانونـي– وجانـب مـن الفقـه يـرى عناصـر، اوال البـد ان تكـون هنـاك خصومـة، واتفـاق قايـم بيـن اطـراف النـزاع علـى

التحكيـم ثانيـا، واخيـرا محكـم مخـول بمقتضـى عقـد التحكيـم الفصـل فـي موضـوع النـزاع بقـرار لـه صفـة اإللـزام ، وفـي حالـة انعـدام عنصــر مــن هــذه العناصــر ال يعتبــر

تحكيمــا بالمعنــى الســابق لــه الــذي يعتــد بــه القانــون، ذلــك ان التحكيـم يسـتهدف بالدرجـة األولـى اقامـة العـدل بيـن اطـراف النـزاع والحصـول علـى حـل للنـزاع مـع الرغبـة

، وهـو بذلـك يعتبـر تنفيـذا لمشـارطة او شـرط التحكيـم الـواردة فـي(25)فـي الصلـح العقـد األصلـي

.الـذي نتـج عنـه النـزاع موضـوع التحكيـم وعلـى الرغـم مـن وجـود اتفـاق التحكيـم ضمـن عقـد معيـن اال ان ذلـك ال ينفـي ان يكـون

عقـد التحكيـم منفـردا ومسـتقال عـن العقـد الـذي تـم فيـه شـرط التحكيـم، وقـد اكـدت المحكمـة االتحاديـة العليـا هـذه القاعـدة بقولهـا ان اتفـاق التحكيـم بيـن طرفـي التعاقـد

اي عقـد التحكيـم– يكـون مسـتقال عـن العقـد األساسـي، وبالتالـي ميـزت بيـن كل منهمـا واجـازت ان يكـون اتفـاق التحكيـم الحقـا علـى العقـد، وبطبيعـة الحـال- والعقـد األساسـي

،(26)فـان معاصرتـه لـه واعتبـاره كشـرط مـن شـروطه ال ينفـى عنـه ذاتيتـه واسـتقاللهكمـا ان شـرط التحكيـم ليـس مـن النظـام العـام ، فاألطـراف التـي تبنتـه ال يقيدهـا التحلـل

(.27)منـه صراحـة او ضمنـا وجديـر بالذكـر ان األسـاس القانونـي الـذي يرتكـز عليـه التحكيـم ويحـدد نطاقـه ومـداه هـو

االتفـاق علـى التحكيـم، وبنـاء عليـه يخـرج بموجبـه النـزاع مـن اختصـاص القضـاء العـادي صاحـب الواليـة العامـة فـي الفصـل فـي كافـة المنازعـات، ومنـه يسـتمد المحكـم سـلطة الفصـل فـي موضـوع النـزاع، يسـتوي فـي ذلـك ان يكـون التحكيـم داخليـا او دوليـا، ذلـك

ان التحكيـم فـي تطبيـق احـكام قانـون اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي ينصـرف الـى التحكيـم الـذي يتفـق عليـه طرفـا النـزاع بارادتهمـا الحـرة، سـواء كان االتفـاق سـابقا او الحقـا علـى قيـام النـزاع، وسـواء كان االتفـاق علـى التحكيـم فـي صـورة شـرط تحكيـم وارد فـي عقـد

او فـى شـكل اتفـاق منفصـل، وايـا مـا كانـت الجهـة المتفـق علـى اسـناد التحكيـم اليهـا، باعتبـار ان احـكام قانـون اإلجـراءات المدنيـة المشـار اليهـا قاطعـة الداللـة علـى الطبيعـة

الرضاييـة للتحكيـم، محمـد سـامي الشـوا، التحكيـم( 25(. )28)باعتبـاره تصرفـا وليـد اإلرادة وناشـيا عنهـا

التجـاري اهـم الحلـول البديلـة لحـل المنازعـات اإلقتصاديـة ، جامعـة اإلمـارات العربيـةالمتحـدة، كليـة

التحكيـم التجـاري) القانـون، ورقمـة عمـل مقدمـة للموتمـر السـنوي السـادس عسـر 166االتحادية العليا ، الطعن رقم ( 26 )16ص . 200ابريـل 30-28فـي الفتـرة ( لدولـي 11لسنة 206اتحادية العليا ، الطعن رقم ( 27 )2010/ 2/1تجاري ، جلسة 2008لسنة

لسنة 42االتحادية العليا ، الطعن رقم ( 28. )مدني 1989 / 12 / 26القضايية ، جلسة 2009/ 5 / 26تجاري ، جلسة 2009

73 -كمـا بينـا سـلفا – ويالحـظ انـه ايـا مـا كان سـبيل التحكيـم الـذي يسـلكه الخصـوم فانـه

هـو اسـتثناء مـن األصـل العـام فـال يجبـر شـخص علـى سـلوكه وال يحـرم مـن االلتجـاء الـى القضـاء اال عـن رضـاء واختيـار، وقضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا مويـدة لهـذا الـراي

ال يجـوز فـرض التحكيـم جبـرا فـي المنازعـات الناشـية عـن عالقـات بعينهـا ،“بقولهـا انـه فانـه امـرا يناقـض طبيعـة التحكيـم فـي اصلـه ومبنـاه، وينطـوي علـى اخـالل بحـق

التقاضـي بحرمـان ذوي الشـان مـن اللجـوء الـى القضـاء فضـال عـن انطوايـه بالضـرورة(.29)” علـى االفتيـات علـى اختصـاص السـلطة القضاييـة

كمـا يجـوز للمتعاقديـن بصفـة عامـة ان يشـترطوا فـي العقـد األساسـي او اتفـاق الحـق مكتـوب عـرض مـا قـد ينشـا بينهـم مـن نـزاع فـي تنفيـذ عقـد معيـن علـى محكـم او اكثـر،

كمـا يجـوز االتفـاق علـى التحكيـم فـي نـزاع معيـن بصفـة خاصـة علـى ان يحـدد موضـوع النـزاع فـي وثيقـة التحكيـم او اثنـاء نظـر الدعـوى، ولـو كان المحكمـون مفوضيـن بالصلـح

الذيـن ال يجـوز تفويضهـم بـه ، اال اذا كانـوا مذكوريـن باسـمايهم فـي االتفـاق علـى التحكيـم ، وبالتالـي فـان اتفـاق األطـراف علـى التحكيـم مـوداه(30)او فـي وثيقـة ال حقـة

، وان نصـوص التحكيـم الـواردة فـي قانـون(31)خضوعهـم للفصـل بطريـق التحكيـم اإلجـراءات المدنيـة السـاري فـي دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة ال تحـول دون اتفـاق

اطـراف العقـد علـى التحكيـم(.32)واختيـار كيفيـة تعييـن المحكميـن ومـكان اجرايـه

وجديـر بالذكـر انـه علـى قاضـي الموضـوع عنـد تكييـف العقـد ان يراعـي كامـل الحيطـة والحـذر فـال يعتبـره عقـد تحكيـم اال اذا اتضحـت ارادة الخصـوم تمامـا عنـده وكانـت ترمـي

محكمـة الموضـوع” ، وفـي هـذا قضـت المحكمـة العليـا ان(33)بجـالء الـى هـذا االتفـاق السـلطة التامـة فـي فهـم الواقـع فـي الدعـوى وفـي تقديـر مسـتنداتها وتفسـير االتفاقيـات

والعقـود بمـا هـو اوفـى بمقصـود عاقديهـا طالمـا لـم تخـرج فـي (.34)” تفسـيرها واسـتظهار نيـة المتعاقديـن عـن المعنـى الظاهـر لعباراتهـا ومدلوالتهـا

قـررت ان العقـد شـريعة– فـي شـان عقـد التحكيـم وتفسـيره - وفـي حكـم اخـر لهـا المتعاقديـن، وان

تفسـير صيغتـه والشـروط المختلـف عليهـا فيـه ومنهـا شـرط التحكيـم تخضـع لسـلطةمحكمـة الموضـوع

2009/ 5 / 26تجاري ، جلسة 2009لسنة 42االتحادية العليا ، الطعن رقم ( 29)1998/ 11 /29القضايية ، جلسة 19لسنة 317ا االتحادية العليا، الطعن رقم ( 30).مدني 1989/1 /10قضايية ، جلسة 10لسنة 138االتحادية العليا ، الطعن رقم ( 31).مدني 1989/1 /10قضايية ، جلسة 10لسنة 138االتحادية العليا ، الطعن رقم ( 32) 113احمـد ابـو الفـاء ، التحكيـم اإلختيـاري واإلجبـاري، المرجـع السـابق ، ص ( 33)

ومحمـد التحيـوي ، طبيعـة شـرط التحكيـم وجـزاء اإلخـالل ، المكتـب العربـي. ومابعدهـا.29ص 2007الحديـث اإلسـكندرية

1998/ 11 /29القضايية ، جلسة 19لسنة 317االتحادية العليا، الطعن رقم ( 34)74

حسـبما تـراه اوفـى الـى نيـة طرفيـه، وان اعمـال ارادتهمـا خيـر مـن اهمالهـا، وذلـك وفقـا لترتيـب واولويـة مـا تراضيـا عليـه، فالخيـار األسـبق اولـى باجابتـه اذا تحققـت شـروطه مـن

مسـتهدية في ذلـك ببنـود العقـد ووقايـع الدعـوى ومـا اثبـت فيهـا دون- الخيـار التالـي له رقابـة عليهـا فـي ذلـك طالمـا بينـت االعتبـارات

(.35)المعقولـة لألخـذ بمـا ارتاتـه والعـدول عمـا سـواه يجـب تتوافـر فيـه الشـروط التـي- كاي عقـد - وخالصـة ممـا سـبق يتبيـن ان التحكيـم

يتطلبهـا القانـون فـي سـاير العقـود مـن ايجـاب وقبـول ، وتوافـر األهليـة لـدى المتعاقديـن ، وقضـت المحكمـة االتحاديـة(36)وانتفـاء شـوايب الرضـاء ، وصفـة لـدى المتعاقديـن

االتفـاق علـى التحكيـم هـو مـن العقـود الرضاييـة الملزمـة التـي“ العليـا فـي هـذا بـان تسـتلزم لصحتهـا ونفاذهـا ان تكـون مسـتوفية لجميـع اركان العقـد مـن رضـا ومحـل

وسـبب مشـروع ، فالرضـا او قبـول التعاقـد وااللتـزام يتحتـم صـدوره عـن ارادة غيـر معيبـة)” ...ولهـا كامـل مقومـات اهليـة التعاقـد سـواء تعلـق األمـر بـذات طبيعيـة او ذات معنويـة

وبالتالـي فـان االتفـاق علـى التحكيـم ايـا كان شـرط او مشـارطة يجـب ان يتضمـن( 37األركان العامـة األساسـية

.للعقـد مـن رضـا ومحـل وسـبب لصحتـه ونفـاذه:شرط التحكيم : ثانيا

وثيقـة“ بمصطلـح ” شـرط التحكيـم“قانـون اإلجـراءات المدنيـة سـالف الذكـر يسـمي وثيقـة“وان كنـا نفضـل لفـظ شـرط التحكيـم او عقـد التحكيـم بـدال مـن “ التحكيـم ذلـك ان مصطلـح وثيقـة ال تعكـس المعنـى المقصـود مـن شـرط التحكيـم،” التحكيـم

اال ان ذلــك ال( 38. )فالوثيقـة دايمـا تطلـق علـى وثيقـة الـزواج او وثيقـة حقــوق اإلنســان مفهــوم مــن معناهــا والغـرض المقصـود” وثيقــة“يعيــب النــص فــي شــيء، فكلمــة

منهـا وهـو عقـد التحكيـم او شـرطه لذلـك قيـل العبـرة للمقاصـد والمعانـي وليسـت.لأللفـاظ والمبانـي

،(39)وفيمـا سـبق تقديمـه ،ان عقـد التحكيـم هـو اتفـاق اطـراف الخصومـة علـى التحكيـم وال يمنـع ان يكـون هـذا الشـرط مسـتقال عـن العقـد األساسـي، ذلـك ان شـرط التحكيـم

قـد يشـار اليـه فـي عقـد محمد( 36 )2010/ 2/1تجاري، جلسة 2008لسنة 166االتحادية العليا ، الطعن رقم ( 35)

2007التحيوي ، طبيعة شرط التحكيم وجزاء اإلخالل، المكتب العربي الحديث اإلسكندرية

.2012 / 6 / 20تجاري، جلسة 2012لسنة 121االتحادية العليا ، الطعن رقم ( 37. )7ص انظر في هذا الراي لألستاذ الدكتور احمد ابوالوفاء، عقد التحكيم واجراءاته ، المرجع( 38)

، جلسة(شرعي) القضايية 14لسنة 5االتحادية العليا ، الطعن رقم ( 39. )15السابق، ص 30/ 5 /1992. 75

، او يتـم االتفـاق عليـه اثنـاء نـزاع قايـمclause arbitrationمعيـن، يسـمى شـرط التحكيـم .«arbitration(40)مشـارطةالتحكيـم»فعـال بيـن اطـرافالتقاضـي،ويسـمى

ويسـقط( 41)ويجـوزالنـزولعنـهصراحـةاوضمنـا ،ألن هـذا الشـرط ال يتعلـق بالنظـام العـام، الحـق فيـه بالتعـرض لموضـوع النـزاع اذا لـم يدفـع الطـرف اآلخـر فـي الجلسـة األولـى

امـام المحكمـة بوجـود شـرط التحكيـم وجـب نظـر الدعـوى(42. )واعتبـر شـرط التحكيـم الغيـا

وجديـر باإلشـارة انـه ال يمنـع ان يتفـق األطـراف فـي شـرط التحكيـم علـى احالـة التحكيـم كليـا او جزييـا الـى هييـة التحكيـم، ويكـون كليـا عندمـا يكـون شـامال جميـع المنازعـات المتعلقة بتنفيـذ العقد األساسـي، امــا جزييــا فقــد يشــمل المنازعــات ذات الطابــع

دون المنازعـات القانونيـة، فشـرط او- مثــال- الهندســي الفنــي او المحاســبي المالــي مشـارطة التحكيـم يتمثـل فـي اسـتبعاد النـزاع المشـترط التحكيـم فيـه مـن واليـة المحاكـم

واسـناد واليـة الفصـل فيـه الـى هييـة التحكيـم، فيكـون هنـاك اتفاقيـن لموضوعيـن مختلفيـن احداهمـا متعلـق بـذات الحـق واآلخـر متعلـق بتحديـد الجهـة صاحبـة واليـة الفصـل

فـي النـزاع المشـترط التحكيـم فيـه ، باعتبـار ان التحكيـم طريـق اسـتثنايي لفـضالخصومـات قوامـه الخـروج عـن

.طـرق التقاضـي العاديـة:كتابة شرط التحكيم : ثالثا

الفقـرة الثانيـة مـن قانـون اإلجـراءات 203جـاء شـرط كتابـة التحكيـم صريحـا فـي المـادة المدنيـة بقولهـا ان ال يثبــت االتفــاق علــى التحكيــم اال بالكتابــة، وقــد قضــت المحكمــة

اشــترط الكتابـة لثبـوت االتفـاق علـى التحكيـم حتـى لـو كانـت»العليــا بــان القانــون (43)، «مغايـرة عـن طريقـة ثبـوت العقـد األساسـي وفقـا لطبيعتـه والقانـون الخاضـع لـه

للمتعاقديـن بصفـة عامـة ان يشـترطوا فـي العقـد»وفـي حكـم اخـر لهـا قـررت ان األساسـي او باتفـاق ال حـق مكتـوب علـى عـرض اي نـزاع فـي تنفيـذ عقـد معيـن علـى

محكـم او اكثـر علـى ان يحـدد موضـوع النـزاع فـي وثيقـة التحكيـم او اثنـاء نظـر فانـه يتبيـن مـن خـالل نـص القانـون سـالف اإلشـارة وقضـاء المحكمـة( 44.)«الدعـوى

االتحاديـة العليـا ان شـرط الكتابـة.مطلـب ضـروري فـي اتفـاق التحكيـم ايـا كانـت صورتـه شـرط او مشـارطة

.15احمد ابوالوفاء ، عقد التحكيم واجراءاته ، المرجع السابق ، ص ( 40) /5 /30، جلسـة ( شـرعي) القضاييـة 14لسـنة 5االتحاديـة العليـا ، الطعـن رقـم ( 41)

شـرط التحكيـم ليـس مـن النظـام العـام ،» ، وفـي حكـم اخـر لهـا قـررت ان 1992 اإلتحاديـة العليـا ،. »فاألطـراف التـي تبنتـه ال يقيدهـا فـي التحلـل منـه صراحـة او ضمنـا

(.مدنـي ) 1989 / 12 / 26القضاييـة ، جلسـة 11لسـنة 206الطعـن رقـم . )1992لسنة 11ممن قانون اإلجراءات المدنية اإلتحادي رقم 5الفقرة 203المادة ( 42)

(44 )2010/ 2/1تجاري ، جلسة 2008لسنة 166االتحادية العليا ، الطعن رقم ( 43، مدني 2004/ 1 /21القضايية ، جلسة 23لسنة 118االتحادية العليا، الطعن رقم

76

والعلـة مـن اشـتراط المشـرع كتابـة اتفـاق التحكيـم هـو حرصـه علـى تجنـب المنازعـات التـي قـد تنشـا بيـن األطـراف حـول وجـود هـذا االتفـاق ومضمونـه، خاصـة ان هـذا االتفـاق

يسـحب سـلطان القضـاء مـن التصـدي والفصـل فـي موضـوع النـزاع محـل شـرط ومـن هنـا يمكـن القـول ان القانـون يتطلــب الكتابــة إلثبــات عقــد( 45)التحكيـم،

التحكيــم فالكتابــة شــرط إلثباتــه ال لوجــوده وهــو عقــد كاي عقــد مــن العقـود فيـه ايجـاب وقبـول، وعقـد رضايـي اي ان الرضـاء الزم النعقـاده، وملـزم للجانبيـن بمعنـى انـه

يرتـب التزامـات متقابلـة علـى طرفـي العقـد بـان يتـم طـرح موضـوع الخـالف حالـة قيامـه علـى محكـم او اكثـر، ويمتنـع كل منهمـا اللجـوء للقضـاء، واالتفـاق علـى التحكيـم اصـال

يكـون تبعـا لعقـد معيـن، ويكـون تنفيـذ شـرط التحكيـم امـرا احتماليـا وهـو احتمـال قيـام نـزاع بيـن اطـراف العقـد األساسـي عنـد تنفيـذه، وبالتالـي يجـب اللجـوء الـى التحكيـم بـدال

كمـا سـبق– مـن القضـاء العـادي، امـا مشـارطة التحكيـم .ال تكـون اال بمناسـبة نـزاع قايـم بالفعـل بيـن اطـراف العقـد– القـول

، 2008السيد نايل ، انعقاد اتفاق التحكيم وشروط صحته، مركز التحكيم عين شمس ( 45)16ص 77

:المبحث الثالث(حكم التحكيم)حجية األمر المقضي به

-ذو الصفـة الرسـمية فـي اصـدار األحـكام - قدمنـا فيمـا سـبق ان األصـل اللجـوء للقضـاء المختـص فـي الفصـل بيـن الخصـوم فـي حالـة نشـوء نـزاع بيـن المتقاضيـن، فـي حيـن ان

التحكيـم مـا هـو اال وسـيلة اسـتثنايية يلجـا اليـه األطـراف تبعـا لعقـد معيـن علـى حسـاب القضـاء العـادي، وبالتالـي فـان التسـاول الـذي يطـرح دايمـا يـدور حـول مـا اذا كانـت

حجيـة الحكـم الصـادر عـن السـلطة القضاييـة هـي ذاتالحجيـة الـذي يتمتـع بهـا الحكـم الصـادرة عـن هييـة التحكيـم؟ يمتنـع اعـادة- بمقتضاهـا - ويقصـد بحجيـة األمـر المقضـي بـه ان الحكـم يتمتـع بحصانـة

بيـن نفـس األطـراف وفـي ذات( 46)مناقشـة موضـوع الدعـوى امـام القضـاء مـن جديـد الموضـوع، حيـث انـه متـى مـا تـم الفصـل فـي موضـوع التقاضـي فـان الحكـم الفاصـل

فـي موضـوع النـزاع ال يجـوز نقضـه اذ انـه يعتبـر عنـوان الحقيقـة، ولقيـام هـذه الحجيـة ال وقـد قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا بانـه( 47. )بـد مـن وحـدة الموضـوع واألشـخاص

متـى حـاز الحكـم هـذه القـوة فانـه يمتنـع علـى ذات الخصـوم فـي الدعـوى التـي صـدر“ فيهـا مـن العـودة الـى مناقشـة ذات المسـالة التـي فصـل فيهـا ولـو بادلـة قانونيـة او

وبالتالـي فانـه( 48)واقعيـة لـم يسـبق اثارتهـا او اثيـرت ولـم يبحثهـا الحكـم الصـادر فيهـا، يمتنـع طـرح مـا تـم الفصـل فيـه مـرة اخـرى للقضـاء إلعـادة الفصـل فيـه مـن جديـد، فـاذا تـم عرضـه مـرة ثانيـة وجـب علـى المحكمـة ان تقضـي بمنـع اعـادة نظـر الدعـوى لسـابقة الفصـل فيهـا، وان منـاط عـدم جـواز نظـر الدعـوى لسـبق الفصـل فيهـا ان يكـون الخصـوم فـي الدعـوى األولـى المدفـوع بحجيـة الحكـم الصـادر فيهـا هـم ذات الخصـوم فـي الدعـوى

، اي انـه يمتنـع عليهـا ان(49)الثانيـة، وان يكـون الموضـوع واحـدا وعلـى نفـس السـبب تتعـرض لمـا سـبق الفصـل فيـه، وللمحكـوم لـه او عليـه الدفـع

والحقيقـة ان المشـرع اإلماراتـي جـاء متسـقا مـع قاعـدة حجيـة. بحجيـة األمـر المقضـياألمـر المقضـي بـه وقـرر صراحـة علـى

مـن قانـون اإلثبـات فـي المعامـالت المدنيـة والتجاريـة، 49هـذه الحجيـة فـي نـص المـادة وجـاءت

ابراهيم نجيب سعد، االقانون القضايي الخاص ، الجزء الثاني ، منشاة المعارف( 46) مدني ، 2010لسنة 53االتحادية العليا،الطعن رقم ( 47. )288ص 1980األسكندرية

/5/ 9اداري ، جلسة 2012لسنة 53االتحادية العليا،الطعن رقم ( 48 )2010/ 4/ 21جلسة 2010/ 4/ 21مدني ، جلسة 2010لسنة 53االتحادية العليا،الطعن رقم ( 49 )2012

78

األحـكام التـي حـازت حجيـة األمـر” المحكمـة العليـا واكـدت هـذه القاعـدة بقولهـا ان المقضـي تكـون حجـة فيمـا فصلـت فيـه مـن الخصومـة وال يجـوز قبـول دليـل ينقـض هـذه

القرينـة وذلـك فـي نـزاع قـام بيـن الخصـوم انفسـهم دون ان تتغيـر صفاتهـم وتتعلـق بـذات وعليـه فانـه( 50. )”الحـق محـال وسـببا وتقضـي المحكمـة بهـذه الحجـة مـن تلقـاء نفسـها

يـدل علـى ان للقضـاء النهايـي قـوة األمـر المقضـى بـه فيمـا يكـون قـد فصـل فيـه بيـن وقيـل ان الحجيـة مـا هـي اال فكـرة قانونيـة مـن خلـق المشـرع، يهـدف مـن( 51)الخصـوم

ورايهـا احتـرام األحـكام القضاييـة وان اهدارهـا يـودي الـى التاثيـر علـى المراكـز

.القانونيـة وعـدم اسـتقرار الحقـوق التحكيـم“وقضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي شـان حجيـة حكـم التحكيـم بقولهـا ان

وسـيلة مـن الوســايل التــي نظمهــا القانــون كطريــق اســتثنايي لفــض الخصومــات وجعلهــا جهــة قضاييــة يمكــن للخصـوم اللجـوء اليـه وجعـل الحكـم الصـادر حايـزا لحجيـة األمـر المقضـي بـه بمجـرد صـدوره وتبقـى لهـذا الحكـم الحجيـة طالمـا ظـل قايمـا لـم يتـم

ابطالـه مـن المحكمـة المختصـة حتـى ولـو كان حكمهـا(.52)” قابـال للطعـن ولـو لـم يحصـل امـر التنفيـذ

انـه ال تقـوم هـذه الحجيـة اال- وفـق اجتهـادات المحكمـة االتحاديـة العليـا– وموجـز القـول عندمـا يفصـل فيـه الحكـم بيـن الخصـوم، صراحـة او ضمنيـة حتميـة، سـواء كان ذلـك فـي

المنطـوق او فـي األسـباب التـي ال يقـوم المنطـوق بدونهـا بعـد ان يكـون الطرفـان قـد ، وحجيـة(53)تناقشـا فيمـا فصـل فيـه واسـتقرت حقيقتـه بالحكـم اسـتقرارا جامعـا مانعـا

تقضـي بهـا المحكمـة( 54)تعلـو علـى اعتبـارات النظـام العـام - بحـق – األحـكام القضاييـة مـن تلقـاء نفسـها ولـو لـم يثرهـا اي مـن الخصـوم فـي الدعـوى،

.لمـا لهـا اعتبـارات قانونيـة مـن وضـع حـد للمنازعـات وتجنـب تناقـض األحـكام (51 )1998/ 11 /29القضايية ، جلسة 19لسنة 317االتحادية العليا، الطعن رقم ( 50)

االتحادية( 52 )2012/ 5/ 9اداري ، جلسة 2012لسنة 53االتحادية العليا،الطعن رقم االتحادية العليا،( 53 )1998/ 11 /29القضايية ، جلسة 19لسنة 317العليا، الطعن رقم

االتحادية العليا،( 54 )2011/ 11 /23تجاري ، جلسة 2011لسنة 224و220الطعنان رقما 2009/ 12 /29مدني ، جلسة 2009لسنة 10الطعن رقم

79الخاتمة

قصـد مـن هـذا البحـث الـى ابـراز احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا ودورهـا الهـام، وذلـك مـن خـالل اسـتعراضنا موضـوع عقـد التحكيـم وحجيـة األمـر المقضـي بـه فـي شـان

التحكيـم، وراينـا ان دور القضـاء ال ينتهـي بمجـرد عـرض النـزاع علـى هييـة التحكيـم بـل يمتـد الـى مـا بعـد صـدور قـرار المحكميـن لمراقبـة المحكـم عمـا اذا كان قـد راعـى

الشـكل الـذي يتطلبـه منـه القانـون مـن عدمـه، سـواء عنـد الفصـل فـي النـزاع ام عنـد هـي- كتابـة حكمـه، دون التعـرض لموضـوع النـزاع، لذلـك كانـت هنـاك محكمـة عليـا

تراقـب األحـكام القضاييـة مـن خـالل الطعـن بالنقـض، ومـدى- المحكمـة االتحاديـة العليـا صحـة تطبيـق النـص القانونـي عنـد المحاكـم، لتوحيـد التطبيـق القانونـي

.فـي معيـار موحـد بيـن محاكـم الدولـة راينـا ان االتفـاق علـى التحكيـم هـو األسـاس القانونـي الـذي يعتمـد عليـه التحكيـم الـذي

بموجبـه يسـحب النـزاع مـن اختصـاص القضـاء العـادي األصيـل الـى هييـة تحكيـم مختـارة، وان هـذا الطريـق اسـتثناء مـن األصـل العـام صاحـب الواليـة فـي الفصـل فـي كافـة

المنازعـات، وهـذا العقـد مـا هـو.اال شـرط او مشـارطة التحكيـم ضمـن عقـد معيـن او مسـتقل عـن العقـد األساسـي

وترتيبـا علـى ذلـك، اتضـح ان شـرط كتابـة عقـد التحكيـم مـا هـو اال شـرط الزم إلبـرام عقـد التحكيـم، وان طبيعـة هـذا الشـرط شـكلي بحيـث ال يجـوز اثباتـه بغيـر الكتابـة،

والسـوال الـذي يطـرح نفسـه فـي حالـة تخلـف هـذا الشـرط هـل يـودي الـى بطـالن عقـد التحكيـم؟ الحقيقـة انـه لـم تقـع يدنـا علـى حكـم المحكمـة االتحاديـة العليـا يفصـل فـي

ان نستشـف- هـذه المسـالة ويبيـن ان يـودي الـى البطـالن مـن عدمـه ، اال اننـا نسـتطع مـن القانـون اإلجـراءات المدنيـة سـالف اإلشـارة ، ومـن 203مـن اسـتقراء نـص المـادة

القـول مـن انـه اذا تخلـف شـرط الكتابـة يـودي الـى- احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا بطـالن عقـد التحكيـم اذ ان المـادة سـالف الذكـر جـاءت صريحـة مـن انـه ال يثبـت االتفـاق

علـى التحكيـم اال بالكتابـة ، وان المحكمـة العليـا سـارت فـي نفـس االتجـاه باشـتراط.الكتابـة فـي عقـد التحكيـم

ومـن جهـة اخـرى، تبيـن ان الحجيـة فـي قـرار التحكيـم هـي ذاتهـا الحجيـة عنـد الحكـم الصـادر عـن السـلطة القضاييـة المختصـة، اي ان حكـم المحكـم يعتبـر بمجـرد صـدوره

شـانه شـان األحـكام التـي تصـدر عـن القضـاء، ويحـوز الحجيـة بيـن خصـوم الدعـوى متـىكان قاطعـا فـي موضـوع النـزاع

80

وفـي مواجهـة اطـراف التقاضـي، وال حجـة لـه بطبيعـة الحـال قبـل مـن لـم يكـن طرفـا.فـي النـزاع التـي صـدر فيـه الحكـم

فالتحكيــم كنظــام قصــد بــه اقامــة العــدل بيــن النــاس والطمانينــة علــى ارواحهــم واموالهــم وحرياتهـم، وانـه لـوال نـص المشـرع علـى جـواز التحكيـم لـم تكـن ارادة

الخصـوم وحدهـا كافيـة لخلقـة ، لذلـك كان هنـاك تشـريع ملـزم للكافـة، فيـه ضمانـات اساسـية للخصـوم ، اذ ان هـدف المشـرع األساسـي مـن اجـازة التحكيـم هـو التسـهيل

تفـوق القضـاء– كمـا قدمنـا – والتيسـير علـى المتقاضيـن لمـا لتحكيـم مـن مميـزات العـادي مـن توفيـر الجهـد والوقـت وتفـادي عالنيـة جلسـات

انتهت الورقة والله الموفـق،،،.واجـراءات التقاضـي

81:قايمة المراجع

احمـد ابـو الوفـاء ، التحكيـم اإلختيـاري واإلجبـاري، منشـاة المعـارف اإلسـكندرية ،- .الطبعـة الخامسـة، بـدون سـنة نشـر

احمد ابوالوفاء، عقد التحكيم واجراءاته ، منشاة المعارف األسكندرية ، الطبعة الثانية- 1974.

احمـد عبدالتـواب ، طبيعـة التحكيـم فـي سـوق األوراق الماليـة والسـلع بدولـة االمـارات- كليــة القانــون، الموتمــر– العربيـة المتحدة ، جامعــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة

30-28المقـام فـي الفتـرة مـن ( التحكيــم التجـاري الدولـي) الســنوي الســادس عشــر 2008ابريـل،

احمـد فتحـي سـرور ، الوسـيط فـي قانـون اإلجـراءات الجناييـة ، الجـزء الثالـث النقـض- .1980الجنايـي واعـادة النظـر ، اصـدار نـادي القضـاة ، القاهـرة

.2008السيد نايل، انعقاد اتفاق التحكيم وشروط صحته، مركز التحكيم عين شمس - القاضــي الدكتــور عبدالوهــاب عبــدول ، دور المحكمــة االتحاديــة العليــا فــي تعزيــز-

، ورقــة بحــث مقدمــة” نمــوذج القــرار اإلداري”وتطويــر القانــون اإلداري اإلماراتي،الــى الموتمــر األول لروســاء المحاكــم

.2011 / 6 /22 21-العليــا اإلداريــة فــي الــدول العربيــة، بيــروت ابراهيم نجيب سعد، القانون القضايي الخاص ، الجزء الثاني ، منشاة المعارف األسكندرية-

جـورج حزبـون ورضـوان عبيـدات، الزاميـة قـرارات التحكيـم وقوتهـا التنفيذيـة. - 1980فـي التحكيـم المحلـي

عبـد . - 2006والدولـي ، مجلـة الشـريعة والقانـون ، العـدد السـادس والعشـرون ، ابريـل العزيـز عبدالمنعـم خليفـة، التحكيـم فـي المنازعـات اإلداريـة العقديـة وغيـر العقديـة

ددراسـة .2011تحليلــة تطبيقيــة، منشــاة المعــارف باألســكندرية ،

محمد التحيوي ، طبيعة شرط التحكيم وجزاء اإلخالل ، المكتب العربي الحديث اإلسكندرية- 2007.

محمـد سـامي الشـوا، التحكيـم التجـاري اهـم الحلـول البديلـة لحـل المنازعـات- التحكيـم التجـاري) اإلقتصاديـة، ورقمـة عمـل مقدمـة للموتمـر السـنوي السـادس عسـر

، جامعـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة ، كليـة2008ابريـل 30-28فـي الفتـرة ( لدولـي.القانـون

.1970محمود السقا ، تاريخ القانون المصري ، القاهرة ، مكتبة القاهرة العربية ، - احكام المحكمة االتحادية العليا

10لسنة 138الطعن رقم . - م1982/12/13القضايية ، جلسة 4لسنة 56الطعن رقم - /26القضايية ، جلسة 11لسنة 206الطعن رقم . - مدني 1989/1 /10قضايية ، جلسة

.مدني 1989 / 1282

لسنة 95الطعن رقم - 1992/ 5 /30، جلسة ( شرعي) القضايية 14لسنة 5الطعن رقم - /11 /29القضايية ، جلسة 19لسنة 317الطعن رقم - م 1996/ 6/ 23قضايية ، جلسة 18

الطعن رقم- ، مدني 2004/ 1 /21القضايية ، جلسة 23لسنة 118الطعن رقم - 1998 دستوري ، 2012لسنة 4الدعوى رقم - 2009/ 10 / 18تجاري ، جلسة 29لسنة 676

الطعن - 2010/ 2/1تجاري ، جلسة 2008لسنة 166الطعن رقم . - 2013/2/19جلسة /21مدني ، جلسة 2010لسنة 53الطعن رقم - 2010/3/29، جلسة 2009لسنة 4رقم

53الطعن رقم - 2011/ 10 /30مدني ، جلسة 2011لسنة 308الطعن رقم - 2010/ 4 20تجاري ، جلسة 2012لسنة 121الطعن رقم - 2012/ 5/ 9اداري ، جلسة 2012لسنة

10الطعن رقم - 2013/3/25القضايية ، جلسة 23لسنة 304الطعن رقم - 2012 / 6/ تجاري 2011لسنة 224و 220الطعنان رقما - 2009/ 12 /29مدني ، جلسة 2009لسنة

2009/ 5 / 26تجاري ، جلسة 2009لسنة 42الطعن رقم - 2011/ 11 /23، جلسة القوانين االتحادية

قانون اإلجراءات المدنية - 1973لسنة ( 10)قانون انشاء المحكمة االتحادية العليا رقم - بشان مكافحة 2004لسنة ( 1)قانون اتحادي رقم - 1992.لسنة ( 11)االتحادي رقم

.م في شان دخول واقامة األجانب1996لسنة ( 13)قانون اتحادي رقم . - الجرايم اإلرهابية قانون. - باصدار قانون االثبات في المعامالت المدنية والتجارية 1992لسنة ( 10)رقم -

1992لسنة ( 35)اإلجراءات الجزايية االتحادي رقم والله ولي التوفيق،،،

8384

:البحث الرابعسعيد علي بحبوح النقبي/ القاضي الدكتور

دور المحكمة االتحادية العليا في حماية الحقوق والحريات العامة8586

سعيد علي بحبوح النقبي/ القاضي الدكتور.بمحكمة ابوظبي االتحادية االبتدايية)رييس محكمة ابتدايية - .محاضر في معهد التدريب والدراسات القضايية- .محاضر في الجامعات الخاصة بالدولة-

الشهادات العلمية بعنـوان المواجهـة الجناييـة 2009دكتـوراة فـي القانـون الجنايـي بتفديـر جيـد جـدا سـنة -

دراسـة- لإلرهـاب فـي ضـوء األحـكام الموضعيـة واإلجراييـة للقانـون الدولـي والداخلـي .مقارنـة

بعنوان مبدا تقليد المحكمة بحدود 2006ماجستير في القانون الجنايي بتقدير جيد جدا سنة - . -2005دبلوم في القانون الجنايي بتقدير جيد جدا سنة . - دراسة مقارنة- الدعوى الجنايية

وكيل- الخبرات العلمية والعملية . 1997ليسانس في الشريعة والقانون بتقدير جيد سنة رييس نيابة عامة مدة سنة. - وكيل اول نيابة مدة اربع سنوات. - نيابة عامة مدة اربع سنوات

.دكتور محاضر منذ ثالث سنوات. - قاضي ابتدايي منذ اربع سنوات. - واحدةدور المحكمة االتحادية العليا في حماية الحقوق والحريات العامة

87دور المحكمة االتحادية العليا في حماية الحقوق والحريات العامة

:مقدمة ان الحقـوق والحريـات األساسـية لإلنسـان هـي حقـوق فرديـة مشـتقة مـن حاجـات

اإلنسـان وطاقاتـه ، والتـي يجـب ان تحتـرم ويتمتـع بهـا كل البشـر بحكـم ادميتهـم دون تمييـز بيـن احدهـم واألخـر بسـبب الجنـس او االصـل او اللـون او اللغـة او الفكـر او

العقيـدة ، وهـذه الحقـوق والحريـات ليسـت ميـزه او منحـة مـن احـد بـل اقـرت فـي ولقـد كرمنـا بنـي ادم وحملناهـم فـي البـر)اسـمى وارفـع تشـريع سـماوي بقولـه تعالـى

والبحـر ورزقناهـم مـن الطيبـات وفضلناهـم علـى كثيـر ممـن خلقنـاصـدق اللـه العظيـم( تفضيـال

لذلـك اضفـت الشـرايع السـماوية والوضعيـة كافـه جملـة مـن الحقـوق األساسـية التـي تحافـظ علـى كرامــة الفــرد وانســانيته وتمنــع كل وســايل القهــر والتعســف التــي

يتعــرض لهــا ، باعتبــاره اللبنــه االساســية فــي بنــاء المجتمــع الســليم، ويعــد اهــم تقــدم اخالقــي فــي هــذا العصــر تاصيــل هــذه المبـادي والحقـوق ضمـن المواثيـق والعهـود الدوليـة ودسـاتير البلـدان وتشـريعاتها الوطنيـة، لكـن ذلـك التدويـن والتنظيـم

اليوفـر الضمانـات الجديـة لصيانـة كرامـة االنسـان وحرياتـه امـام سـلطات الدولـة ونفـوذ سـلطاتها التشـريعية والتنفيذيـة األمـر الـذي يسـتلزم وجـود حتمـي لسـلطة ثالثـة تمــارس

الرقابــة علــى الســلطتين المذكورتيــن لتشــكل حايــط الصــد والــردع ألي مســاس بالحقــوق الدسـتورية والقانونيـة لإلنسـان، وهـي السـلطة القضاييـة التـي انيـط بهـا هـذا

الـدور واخـذت علـى عاتقهــا حمايــة الحقــوق والحريــات األساســية لألفــراد عــن طريــق فــرض رقابتهــا الدســتورية علــى مايصـدر مـن خـرق لتلـك الحقـوق مـن

السـلطة التشـريعية او مـن خـالل تصديهـا ألي تعـد علـى.حقـوق المجتمـع مـن السـلطة التنفيذيـة او مـن الغيـر

ان اسـمى هـدف ألي دسـتور اوتشـريع هـو ضمـان حقـوق االنسـان، وال سـبيل لهـذا الضمـان اال عـن طريـق سـلطة عليـا تتولـى الرقابـة والحفـاظ علـى المبـادي الدسـتورية وحسـن تطبيقهـا، بحيـث يمتنـع المشـرع العـادي عـن انتهـاك تلـك المبـادي اثنـاء عمليـة

تشـريع القوانيـن، ولهـذا انشـا88

وقـد اقـرت المحكمـة( بمبـدا الرقابـة القضاييـة علـى دسـتورية القوانيـن)مايعـرف اإلتحاديـة العليـا بدولـة اإلمـارات علـى رقابـة المحكمـة اإلتحاديـة العليـا علـى دسـتورية

مـن المقـرر ان الرقابـة الدسـتورية القوانيـن واللوايـح المنوطـه»القوانيـن، وقضـت بالمحكمـة االتحاديـة، تسـتهدف صـون الدسـتور القايـم وحمايتـه مـن الخـروج علـى

احكامـه، وسـبيل هـذه الرقابـة يكـون بالتحقـق مـن التـزام سـلطة التشـريع بمـا يـورده 2012لسـنة 6الطعـن رقـم « الدسـتور فـي مختلـف نصوصـه مـن ضوابـط وقيـود

، األمـر الـذي يسـتلزم البحـث فـي طبيعـة هـذه2013/4/1دسـتورية ،جلسـة .الرقابـة والسـبل المتبعـة فـي الحصـول عليهـا

اذا كانـت حقـوق اإلنسـان تضمـن حمايـة األفـراد والجماعـات التـى تعيـش علـى اقليـم.الدولـة مـن اإلجـراءات الحكوميـة التـى تمـس الحريـات األساسـية والكرامـة اإلنسـانية

فقـد اقـر ميثـاق األمـم المتحـدة صراحـة مسـيولية المجتمـع الدولـى فـى اقـرار وحمايـة حقـوق اإلنسـان ووضـع نظـام دولـى عامـا وشـامال، لتحديـد مضمـون هـذه الحقـوق ووضـع

اآلليـات الالزمـة لدعمهـا وحمايتهـا، كذلـك تضمنـت دسـاتير وتشـريعات غالبيـة الـدول المبـادي والقواعـد األساسـية التـى تكفـل حمايـة تلـك الحقـوق سـواء المدنيـة او السياسـية

او الحقـوق اإلقتصاديـة واإلجتماعيـة والثقافيـة فضـال عـن حقـوق الغيـر وحقـوق اإلنسـان الرقميـة والتـى اسـفرت عنهـا ثـورة تكنولوجيـا المعلومـات، باإلضافـة الـى كافـة الحقـوق

النوعيـة مثـل حقـوق المـراة، الطفل،والسـجناء، وغيرهـا.مـن الحقـوق

وتمتلـك دولـة اإلمـارات سـجال حافـال باإلنجـازات فـي حمايـة وتعزيـز تلـك الحقـوق والحريـات، وذلـك كلـه لـم ياتـي مـن فـراغ وانمـا مـن حـرص القيـادة الرشـيدة وعلـى

حفظـه اللـه»رييـس الدولـه - راسـها صاحـب السـمو الشـيخ خليفـة بـن زايـد ال نهيـان

، واخوانـه حـكام اإلمـارات فـي الحفـاظ علـى حمايـة و صـون تلـك الحقـوق«ورعـاه رييـس الدولـه- والحريـات، وقـد اشـاد صاحـب السـمو الشـيخ خليفـه بـن زايـد ال نهيـان

بذلـك وشـدد عليـه فـي كلمتـه فـي افتتـاح الـدورة الجديـدة« حفظـه اللـه ورعـاه» لقـد“، حيـث قـال 2012للمجلـس الوطنـي اإلتحـادي فـي السـادس مـن نوفمبـر عـام

حـرص دسـتور دولـة اإلمـارات علـى صـون جميـع الحقـوق والحريـات علـى ارض الدولـة، وقـد عملـت السـلطات فـي الدولـة علـى احتـرام هـذه الحقـوق والحريـات ، ممـا جعـل

دولـة اإلمـارات جنـة للمواطـن والوافـد علـى حـد سـواء، حيـث تمتـع الجميـع فيهـا بارقـىمسـتويات

جريدة( 1(. )1)” العيـش واألمـن واألمـان فـي مجتمـع خالـي مـن التفرقـة واإلجحـاف5ص / اخبار الدار / 2013/ يونيو /19، الصادر بتاريخ 12459الخليج، العدد

89 بيـد ان تلـك المبـادي والقواعـد ال يمكنهـا تحقيـق الحمايـة دون وجـود نظـام قضايـى عـادل

واميـن علــى هــذه الحقــوق وجهــاز تنفيــذى قــوى وحــازم يضمــن تحقيــق التــوازن.بيــن حقــوق اإلنســان والتزاماتــه

ومــن هــذا المنطلــق وعلــى اساســه بــرز دور المحكمــة االتحاديــة العليــا بدولــة اإلمــارت العربيــة المتحـدة فـي ابـراز تلـك الحقـوق والحريـات واضفـاء الحمايـة القضاييـة

عليهـا وفقـا لدسـتور دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة ، باعتبـار ان الحفـاظ علـى حمايـة تلـك الحقـوق والحريـات مـن دعامـات اإلتحـاد واساسـه ، لذلـك قضـت المحكمـة االتحاديـة

اعتبـار ان المقصـود مـن الجرايـم التـي لهـا مسـاس بمصالـح اإلتحـاد،»العليـا تطبيقـا لذلـك هـي تلـك الجرايـم المتضمنـة اعتـداء مباشـر علـى حـق مـاس بمصالـح اإلتحـاد ودعاماتـه

األساسـية او سـيادته او وحدتـه او سـالمته او امنـه مـن جهـة الخـارج او الداخـل، او اإلخـالل29لسـنة 286الطعـن رقـم « فـي الثقـة فيـه المضـرة بكيـان المجتمـع باسـره

.2002/3/18قضاييـة، جلسـة الحقوق والحريـــات: المبحث األول* مقدمة : وعليه قسمنا ورقتنا البحثية هذه الى .

الحقوق والحريات: المطلب الثاني. - تعريف الحقوق والحريات: المطلب األول. - العــامة مبدا المساواة وضمان ممارسة الحقوق و: المبحث الثاني . *في العصر الحديث وتقسيماتها

ضمانات ممارسة الحقوق و: المطلب الثاني. - مبدا المساواة: المطلب األول. - الحريات.الحريات العامة.الحقوق والحريات العامة: المبحث األول

اطلـق علـى الحقـوق والحريـات فـي عصـر ازدهـار المذهـب الفـردي تسـمية الحقـوق والحريـات الفرديـة علـى اسـاس انهـا مقـررة لتمتـع الفـرد بهـا واطلـق عليهـا كذلـك الحقـوق المدنيـة للداللـة علـى مضمونهـا وذلـك ألن الفـرد عضـو فـي جماعـة مدنيـة

منظمـة اال ان التسـمية اكثـر تـداوال فـي الدسـاتير الحديثـة هـي الحقـوق والحريـات العامـة علـى اسـاس انهـا تضمـن امتيـازات األفـراد فـي مواجهـة السـلطات العامـة و تضمـن

وقـد نـص دسـتور دولـة اإلمـارات. المسـاواة دون تمييـز او التفرقـة بيـن المواطنيـنالعربيـة المتحـدة فـي البـاب الثالـث منـه علـى تلـك الحقـوق تحـت عنـوان

.«الحريـات والحقـوق والواجبـات العامـة»90

.تعريف الحقوق والحريات: المطلب األول:تعريف الحقوق-

جمـع حـق، وقـد حاولـت المذاهـب عـدة ونظريـات كثيـرة تعريـف الحـق مثـل المذهـب الشـخصي الذي عـرف الحـق بانـه قـدرة او سـلطة اراديـة تثبـت للشـخص ويسـتمدها مـن

القانـون وقـد انتقـدت هـذه النظريـة بسـبب انهـا تربـط الحـق بـاإلرادة بينمـا قـد يثبـت.الحـق الشـخصي دون ان تكـون لـه بـاإلرادة

وعرفـه المذهـب الموضوعـي بانـه مصلحـة يحميهـا القانـون وانتقـدت ايضـا هـذه النظرية ألنهـا تعتبـر المصلحة معيـار لوجـود الحـق بينمـا األمـر ليـس كذلـك ونتيجـة إلنتقـادات

الموجهـة للنظريـات السـابقة ظهـرت نظريـة اخـرى هـي النظريـة الحديثـة فـي تعريـفميـزة” :الحـق ويعـرف اصحـاب هـذا المذهـب الحـق علـى انـه

يمنحهـا القانـون لشـخص مـا ويحميهـا بطريقـة قانونيـة ويكـون لـه بمقتضاهـا الحـق فـي:تعريف الحريات(. - 1)” التصـرف

جـاء تعريـف الحريـات فـي اإلعـالن الفرنسـي للحقـوق والحريـات صحيحـا فـي معنـاه فالحريـات قوامهـا القـدرة علـى عمـل كل شـيء ال يضـر باألخرييـن وال تحـدد ممارسـة

الحقـوق الطبيعيـة لـكل انسـان اال(.2)بالحقـوقالتـيتومـنلألعضـاءاألخرييـنفـيالمجتمـعواليجـوزانتحـددهـذهالحـدوداالبالقانـون

.الحقوق والحريات في اإلسالم: المطلب الثاني كان لإلســالم فضــل الســبق فــي اعــالن مبــدا المســاواة فــي الحقــوق والتكاليــف

العامــة وفــي اظهــار الحقـوق والحريـات بصفـة عامـة فـي القـرن السـابع ميـالدي حيـث حـدد حقـوق اإلنسـان والحريـات األساسـية ووضـع الضمانـات الكفيلـة بحمايتهـا وقـد كان

السـباق فـي ذلـك قبـل غيـره اذ وجـدت اساسـها فـي القـران الكريـم وفـي السـنة النبويـة الشـريفة ثـم تولـى الفقـه اإلسـالمي بيانهـا وتوضيـح مفهومهـا ومضمونهـا وتحديـد نطاقهـا

كمـا انهـا وجـدت الحمايـة الكاملـة فـي التطبيـق العملـي خاصـة فـي العهـد.النبـوي الشـريف وفـي عصـر الخلفـاء الراشـدين

والـذي يعنينـا فـي بحتنـا هـذا هـو حقـوق انسـان او حقـوق العبـادة كمـا يسـميها فقهـاء الشـريعة اإلسـالمية و مـن اهـم هـذه الحقـوق سـواء مـا كان منهـا ينصـب علـى كيـان

.اإلنسـان نفسـه و حياتـه عبد الغني( 2. )7-5نظرية الحق ، ص – فريدة محمد زواوي ، مدخل العلوم القانونية ( 1)

.246بسيوني عبد الله ، النظم الدستورية والقانون الدستوري ، ص 91:كحق الحياة-

الـذي هـو حـق كل انسـان فـي الوجـود واحتـرام روحـه وجسـده ولقـد حـذر اللـه سـبحانه وتعالـي مـن ارتـكاب جريمـة القتـل باعتبارهـا خطـر علـي سـالمة وامـن المجتمـع و هكـذا

ومـن يقتـل مومنـا متعمـدا فجـزاءه جهنـم“ : حيـاة اإلنسـان مضمونـة لقولـه جـال وعـالخالـدا فيهـا وغضـب اللـه عليـه و لعنـه

.”واعـد لـه عذابـا اليمـا:حق األمن-

والمقصـود بـه حـق الفـرد فـي ان يعيـش فـي امـان دون خـوف ان يقبـض عليـه او يحبـس كنتيجـة إلجـراءات تعسـفية اذ ان ذلـك لـن يحـدث اال بنـاء علـى قـرار هييـات قضاييـة لقـول

.«كل مسـلم علـى مسـلم حـرام دمـه وعرضـه ومالـه »الرسـول صلـى اللـه عليـه و سـلم :حق المشاركة في الحياة السياسية-

وذلـك فـي اإلشـتراك فـي االنتخابـات واالسـتفتاءات المتنوعـة و كذلـك حـق الترشـح”وشـاورهم فـي األمر“للهييـات و المجالـس المنتخبـة لقولـه تعالـى

:حق العمل- و يعني حق العمل لكل فرد في المجتمع في ممارسة عمل مناسب وماليم لقدراته يكفل له

.العيش الكريم:حق الملكية-

.حيث ان الشريعة قيدته بالزكاة ونهت عن الكسب من طريق غير الحالل امـا الحريـات واذ كانـت تعتبـر احـدى خصايـص الديمقراطيـة المميـزة لهـا سـواء كانـت حريات شـخصية او فكريـة او غيرهـا فـان اإلسـالم قـد كمـل هـذه الحريـات جميعـا منـذ

بدايـة قيـام الدولـة اإلسـالمية علـى اسـاس كتـاب اللـه وسـنة رسـوله وفـي حقيقـة األمـر ال توجـد مبالغـة فـي قـول بـان اإلسـالم ديـن حريـة جـاء ليقضـي علـى الشـرك والوثنيـة

ولينهـي عبوديـة األصنـام و كـذا عبوديـة اإلنسـان ألخيـه اإلنسـان و اعطـاه كرامتـه وحريتـه بالمسـاواة التامـة ومـن اهـم الحريـات حريـة العقيـدة وحريـة الـراي وحريـة المسـكن وكـذا

هـو الـذي جعـل لكـم األرض ذلـوال فامشـوا فـي»: حريـة التنقـل لقولـه تعالـى

عبد الغني بسيوني( 1(. )1)« مناكبهـا وكلـوا مـن رزقـه واليـه النشـور صـدق اللـه العظيـم..244-240، ص ( مرجع سابق )عبد الله ،

92

الحقوق والحريات في العصر الحديث: المطلب الثاني وتقسيماتها

اطلـق علـى الحقـوق والحريـات فـي عصـر ازدهـار المذهـب الفـردي تسـمية الحقـوق والحريـات الفرديـة علـى اسـاس انهـا مقـررة لتمتـع الفـرد بهـا واطلـق عليهـا كذلـك الحقـوق المدنيـة للداللـة علـى مظمونهـا وذلـك ألن الفـرد عضـو فـي جماعـة مدنيـة ومنظمـة اال ان التسـمية اكثـر تـداوال فـي الدسـاتير الحديثـة هـي الحقـوق والحريـات

العامـة علـى اسـاس انهـا تضمـن امتيـازات األفـراد فـي مواجهـة السـلطات العامـة مـن الناحيـة وتمتـع األفـراد بالمسـاواة دون تمييـز او تفرقـة بيـن المواطنين وبقـدر مـا تنوعـت

اقتصاديـة و اجتماعيـة ونبيـن-الحقـوق والحريـات وتفرعـت الـى شـخصية فكريـة الحقوق(. 1)هنـا تلـك الحقـوق والحريـات فـي دسـتور دولـة االمـارات العربيـة المتحـدة

والحريات المتعلقة بشخصية االنسان.وهي المتعلقة بكيان االنسان وحياته

حـرم اي اعتـداء علـى هـذا الحـق وقـد نصـت عليـه المـادة الثالثـة مـن: كحـق الحيـاة- لـكل فـرد الحـق فـي الحيـاة والحريـة و فـي” :اإلعـالن العالمـي لحقـوق االنسـان علـى انـه

(.2)األمـان علـى شـخصه وبذلـك قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي الحفـاظ علـى هـذا الحـق عندمـا اقـرت بـان

قضاييـة، جلسـة 22لسـنة 373و 370الطعـن رقـم « القتـل عمـدا موجـب للقصـاص»2002/6/1.

وجـوب تدقيـق المحكمـة العليـا فـي اإلحـكام الصـادرة»كمـا قضـت بمقابـل ذلـك بـان باإلعـدام، مـن حيـث الشـكل والموضـوع ، دون تقيدهـا باسـباب الطعـن او بـراي النيابـة

العامـة، اضافـة الـى وجـوب التحـري عـن اي خطـا فـي الحكـم او ايـة مخالفـة للقانـون او «لقواعـد الشـريعة اإلسـالمية، وذلـك توصـال الـى اصـدار حكمهـا باقـرار القتـل او نقضـه

قضايية،جلسـة 23لسـنة 304الطعـن رقـم يعتبـر حـق فـرد فـي الحيـاة فـي امـان واطمينـان دون رهبـة: حـق األمـن. - 2002/6/29

او خـوف وفـي ال” هـذه الصـدد نـص فـي المـادة الخامسـة مـن اإلعـالن العالمـي لحقـوق االنسـان انـه

يجـوز اخضـاع االعالن العالمي( 2. )248 - 247، ص ( مرجع سابق)عبد الغني بسيوني عبد الله ، ( 1)

.1948ديسمبر 10لحقوق االنسان الصادر في 93

وقـد” احـد للتعذيـب و ال للمعاملـة او العقوبـة القاسـية او الالانسـانية او المحطـة بالكرامـة الحريـة الشـخصية مكفولـة لجميـع المواطنيـن ، وال»: مـن الدسـتور 26نصـت المـادة

(.1)« يجـوز القبـض علـى احـد او تفتيشـه او حجـزه او حبسـه اال وفـق احـكام القانـون عــدم جــواز القبــض علــى احــد او»وبذلــك قضــت المحكمــة االتحاديــة العليــا

.«تفتيشــه او حجــزه او حبسـه اال فـي األحـوال والشـروط المنصـوص عليهـا قانونـا.2003/11/15قضاييــة، جلســة 25لسـنة 417و 390الطعـن رقـم

صالحيـة سـلطة التحقيـق فـي القيـام بالتحريـات وكفايتهـا»كمـا قضـت فـي حكـم اخـر 23لسـنة 50الطعـن رقـم « إلصـدار اإلذن بالتفتيـش تحـت اشـراف محكمـة الموضـوع

.2002/5/18قضاييـة، جلسـة يقصـد بهـا الحـق فـي الذهـاب واإليـاب اي الحريـة السـفر الـى اي مـكان: حريـة االنتقـال -

داخـل حـدود الدولـة او خارجهـا وحريـة العـودة الـى الوطـن دون قيـود او موانـع اال ضمـن مـن اإلعـالن العالمـي لحقـوق االنسـان 13بعـض القيـود وفـي هـذا المجـال نصـت المـادة

29ونصـت المـادة « لـكل فـرد حريـة التنقـل واختيـار محـل اقامتـه داخـل الدولـة»(: 2)حريـة التنقـل” :مـن الدسـتور

.واإلقامـة مكفولـة للمواطنيـن فـي حـدود القانـون تعتبـر مـن حـق االنسـان فـي ان يحيـا حياتـه الشـخصية داخـل مسـكنه: حرمـة المسـكن -

دون مضايقـة او ازعـاج مـن احـد ولهـذا ال يجـوز ان يقتحـم احـد مسـكن فـرد مـن األفـراد او يقـوم بتفتيشـه او انتهـاك حرمتـه اال فـي حـاالت يحددهـا القانـون وجـاء قـي هـذا

ال يجـوز تعريـض احـد”:مـن اإلعـالن العالمـي لحقـوق االنسـان 12السـياق فـي المـادة لتدخـل تعسـفي فـي حياتـه الخاصـة او فـي شـوون اسـرته او مسـكنه او مراسـالته وال

لحمـالت تمـس شـرفه و سـمعته و لـكل شـخص الحـق فـي ان يحميـه القانـون مـن مثـلللمسـاكن” :مـن الدسـتور 36كمـا نصـت المـادة »ذلـك التدخـل

حرمـة فـال يجـوز دخولهـا بغيـر اذن اهلهـا اال وفقـا ألحـكام القانـون وفـي األحـوال المحـددة.«فيـه

وتقضـي عـدم جـواز انتهـاك او افشـاء سـرية المراسـالت المتبادلـة: سـرية المراسـالت- مـن 32بيـن األشـخاص سـواء كانـت اتصـاالت هاتفيـة او طـرود او رسـايل ونصـت المـادة

حرية المراسـالت البريديـة والبرقيـة وغيرهـا مـن وسـايل االتصـال وسـريتها»الدسـتور.«مكفولتـان وفقـا للقانـون

االعالن العالمي( 2. )251-249، ص ( مرجع سابق )عبد الغني بسيوني عبد الله ، ( 1) .1948ديسمبر 10لحقوق االنسان الصادر في

94

وهـي التـي يغلـب عليهـا الطابـع الفكـري: الحقـوق والحريـات الخاصـة بفكـر اإلنسـان (.1)والعقلـي لإلنسـان

حـق الفـرد فـي اعتنـاق ديـن معيـن او عقيـدة محـددة وقـد: حريـة العقيـدة والحريـة- لـكل شـخص الحـق فـي»( 2: )18كرسـه اإلعـالن العالمـي للحقـوق االنسـان فـي المـادة

حريـة الفكـر والوجـدان والديـن ويشـمل هـذا الحـق حريتـة فـي التغييـر دينـه او معتقـده وقـد نـص دسـتور دولـة« وحريتـه فـي اظهـار دينـه او معتقـده بتعبـده واقامـة شـعاير

اإلمـارات علـى تلـك الحريـة فـي حـق الشـخص فـي التعبيـر عـن افـكاره ووجهـات نظـره: حريـة الـراي . - 32و 30المـادة

الخاصـة ونشـر هـذه.اآلراء بوسـايل النشـر المختلفـة

و هـي حريـة وسـايل التعبيـر والنشـر مـن الصحافـة والمولفـات واإلذاعـة: حريـة اإلعـالم- .المسـموعة والمرييـة

حـق فـي تعلـم العلـوم المختلفـة ومـا يتفـرع عـن ذلـك مـن نشـر العلـم: حريـة التعليـم- وهـو الزامـي فـي مرحلتـه االبتداييـة ومجانـي فـي: مـن الدسـتور 17وقـد نصـت المـادة

.كل مراحلـه داخـل االتحـاد تعنـي هـذه الحريـة تمتـع الفـرد بحـق فـي االجتمـاع مـع مـن يريـد مـن: حريـة االجتمـاع-

األفـراد األخرييـن فـي مـكان معيـن وفـي وقـت يـراه مناسـب لتعييـر عـن اراء وجهـات)مــن الدســتور 33نظـره بالخطـب ونــدوات المحاضــرات و قــد نصــت عليــه المــادة

حريــة االجتمــاع وتكويــن»(: 3.«الجمعيـات مكفولـة فـي حـدود القانـون

االعالن العالمي( 2. )262-260، ص ( مرجع سابق )عبد الغني بسيوني عبد الله ، ( 1) مرجع)عبد الغني بسيوني عبد الله ، ( 3. )1948ديسمبر 10لحقوق االنسان الصادر في

.269-267، ص ( سابق 95

الحقوق والحريات المتصلة بنشاط اإلنسان وهـي كل مـا يتصـل اتصـاال وثيقـا بنشـاط الفـرد و عملـه وسـعيه للحصـول علـى مـا يحقـق

.لـه الحيـاة الكريمة لـكل فـرد الحـق فـي العمـل الشـريف الـذي يناسـبه و يختـاره بكامـل: حـق العمـل-

حريتـه والـذي يكفـل لـه العيـش وتاميـن حياتـه وحيـاة اسـرته ويجعلـه مطمينـا علـى

34حاضـره ومسـتقبله وكـذا تاميـن حصولـه علـى األجـر العـادل وقـد نصـت عليـه المـادةلـكل مواطـن»: مـن الدسـتور

.«الحـق فـي اختيـار عملـه او مهنتـه او حرفتـه فـي حـدود القانـون واقـرار للحفـاظ علـى ذلـك الحـق، حـددت المحكمـة االتحاديـة العليـا مـا هـو المقصـود

هـو كل اتفـاق مبـرم بيـن صاحـب العمـل والعامـل»بعقـد العمـل عندمـا عرفتـه بانـه «المتعهـد بالعمـل تحـت ادارة واشـراف صاحـب العمـل لقـاء اجـر مسـدد مـن هـذا األخيـر

26لسـنة 88الطعـن رقـم .2005/5/21قضاييـة، جلسـة

ان العـزل مـن»كمـا قضـت فـي كفالـة هـذا الحـق عندمـا قضـت فـي حكـم حديـث لهـا الوظيفـة للمصلحـة العامـة قـرار اداري، مـودى ذلـك ان عـدم ايـراد دليـال علـى انهـاء

الطعــن رقــم« الخدمـة للمصلحـة العامــة، يكــون معيبــا فــي دعــوى الغــاء القــراراداري،جلســة 2012لســنة 178

2012/6/27 هـي مباشـرة الفـرد لألنشـطة التجاريـة والصناعيـة ومـا: حريـة التجـارة و الصناعـة -

يتفــرع عنهــا مــن تبــادل ومراســالت وابــرام عقــود وعقــد صفقــات ونصــت عليــه حريـة التجـارة و الصناعـة مضمونـة و تمـارس فـي اطـار“ : مــن الدسـتور 34المــادة القانـون

األعمـال المرتبطـة او“ وقـد عرفـت المحكمـة االتحاديـة تلـك األعمـال التجاريـة بانهـا 1997/ 18مـن القانـون اإلتحـادي رقـم 6و 4المسـهلة ألي عمـل تجـاري سـندا للمادتيـن

2003/6/7جلسـة 2003لسـنة 1الطعـن رقـم “ فـي شـان تنظيـم المعامـالت التجاريـة تمثـل الملكيـة ثمـرة النشـاط والعمـل الفـردي ويعتبـر حـق حريـة اقتنـاء: حريـة الملكيـة -

21األمـوال مـن العقـارات و المنقـوالت و حريـة التصـرف فيهـا وقـد نصـت عليـه المـادة ”(1. )الملكيـة الخاصـة مصونـة“مـن الدسـتور

.269، ص ( مرجع سابق )عبد الغني بسيوني عبد الله ، ( 1)96

مبدا المساواة وضمان ممارسة الحقوق و الحريات العامة: المبحث الثاني ان ضمـان ممارسـة الحقـوق والحريـات فـي ظـل دولـة قانونيـة ال يكـون اال بالمسـاواة فـي

.الحقـوق اوال والمسـاواة امـام التكاليـف العامـة.مبدا المساواة: المطلب األول

التتحقـق العدالـة اال بالمسـاواة فـي الحقـوق وتتنـوع الحقوق: المسـاواة فـي الحقـوق- التــي يجــب ان تتســاوى جميــع األفــراد فيهــا اذ تشــمل المســاواة امــام القانــون

التــي تعــد نقطــة البدايـة فـي التطبيقـات المختلفـة لمبـدا المسـاواة ثـم المسـاواة فـي ممارسـة الحقـوق السياسـية بالنسـبة للمواطنيـن والمسـاواة فـي تولـي الوظايـف العامـة

وفـي االنتفـاع بخدمـات المرافـق العامـة.واخيـرا المسـاواة امـام العدالـة

كل المواطنيـن سواسـية امـام” :مـن الدسـتور 25تنـص المـادة : المسـاواة امـام القانـون- وال يمكـن ان يتـم بـاي تمييـز يعـود سـببه الـى اصـل الموطـن والعقيـدة الدينيـة” القانـون

.المولـد او العـرق او الجنـس او الـراي او اي شـرط او ظـرف اخـر شـخصي او اجتماعـي وقـد عبـرت نصـوص كثيـرة علـى هـذا المبـدا ويتضـح لنـا منهـا ان المقصـود بالمسـاواة امـام القانـون ليسـت المسـاواة الفعليـة فـي ظـروف الحيـاة الماديـة بـل المقصـود ان ينـال الجميـع حمايـة القانـون علـى قـدم المسـاواة بـدون تمييـز فـي المعاملـة او فـي

.التطبيـق القانـون عليهـم بحيـث يتمتـع الجميـع بنفـس الحقـوق والمنافـع العامـة ويخضعـون للتكاليـف واألعبـاء

(.1)المشـتركة وقـد عبـرت المحكمـة العليـا عـن ذلـك فـي الكثيـر مـن مباديهـا وبذلــك قضــت المحكمــة االتحاديــة العليــا ان مــن اوجــه تلــك المســاواة مــا قضــت

28لســنة 4الطعــن رقــم “ اعتبــار اجــراءات التقاضــي مــن النظــام العــام “ بــه .2002/5/27قضاييــة ،جلســة

ان للمحكمـة التصـدي مـن تلقـاء نفسـها للمسـايل المتصلـة بالنظـام العـام“ كمـا قضـت 22لسـنة 373و 370الطعـن رقـم “ بالرغـم مـن عـدم اثارتهـا مـن الخصـوم

.2002/6/1قضاييـة ،جلسـة .275، ص ( مرجع سابق )عبد الغني بسيوني عبد الله ، ( 1)

97 تعنـي هـذه المسـاواة التسـليم لجميـع المواطنيـن: المسـاواة فـي تقلـد الوظايـف العامـة-

بالحـق فـي تولـي الوظايـف العامـة دون ان يتسـبب اختـالف األصـل والجنـس او اللغـة او الـراي او اي سـبب اخـر فـي اسـتعباد احـد مـن تقلـد وظيفـة عامـة مادامـت الشـروط

التـي حددهـا القانـون قـد توافـرت فيـه كمـا يعنـي مبـدا المسـاواة ايضـا عـدم جـواز التفرقـة بيـن المواطنيـن الذيـن يحتلـون نفـس المراكـز القانونيـة ويخضعـون لـذات النظـام

القانونـي الوظيفـي فيمـا يحصلـون مـن مزايـا ومـا يقـع علـى عاتقهـم مـن االلتزامـات مـن الدسـتور بـاب الوظايـف مفتـوح لجميـع المواطنيـن علـى 35فلقـد نصـت المـادة

اسـاس المسـاواة بينهـم فـي الظـروف وفقـا ألحـكام القانـون، وقضـت المحكمـة االتحاديـة مـن المقـرر ان حـق تولـي الوظيفـة العامـة مـن الحقـوق الدسـتورية التـي نـص“بذلـك

، وهـو حـق اجتماعـي يتاسـس فـي جوهـرة علـى فكـرة(35)عليهـا الدسـتور فـي المـادة مشـاركة المواطـن فـي خدمـة الوطـن، باعتبـار ان الوظيفـة العامـة تكليـف بممارسـة جـزء

من السـلطة اإلداريـة لتنفيـذ السياسـة العامـة للدولـة، يقـوم بـه الموظـف العـام باسـم ولحسـاب الدولـة، ومـن ثـم فهـو حـق اصيـل للمواطـن كفلـه الدسـتور وفـوض فيـه

لسـنة 11الطعـن رقـم ” القانـون بتنظيمـه.2013/4/15دسـتورية، جلسـة 2012

( :1)انواع 3وبذلك تتفرع المساواة امام الوظايف العامة الى تقضـي المسـاواة امـام المرافـق العامـة: المسـاواة فـي االنتفـاع بالمرافـق العامـة -

التسـوية الكاملـة فـي معاملـة األفـراد بغيـر تمييـز وتفرقـة فـي االنتفـاع بالخدمـات المرافـق العامـة وينطبـق المبـدا بهـذا المعنـى علـى جميـع المرافـق العامـة فـي الدولـة

بكافـة انواعهـا اإلدارية(.2)والصناعيـة والتجاريـة

تعنــي المســاواة امــام القضــاء ممارســة جميــع األفــراد: المســاواة امــام القضــاء - مـن اإلعـالن 10لحـق التقاضـي علـى المسـاواة بـدون تفرقـة بينهـم وقـد نصـت المـادة

لـكل شـخص علـى قـدم المسـاواة مـع األخرييـن الحـق فـي ان: العالمـي لحقـوق اإلنسـان تنظـر قضيتـه فـي محكمـة مسـتقلة ومحايـدة ويقتضـي مضمـون مبـدا المسـاواة امـام

القضـاء اي يتقاضـى الجميـع امـام المحكمـة واحـدة بحيـث ال تختلـف باختـالف األشـخاص اوالطبقـات االجتماعيـة وكذلـك يجـب

عبد الغني بسيوني عبد( 2. )276، ص ( مرجع سابق )عبد الغني بسيوني عبد الله ، ( 1).279-278، ص ( مرجع سابق )الله ،

98

ان يكـون القانـون المطبـق واحـدا وان تكـون اجـراءات التقاضـي موحـدة وان توقـع ذات العقوبـة المقـررة لنفـس الجرايـم علـى اشـخاص مرتكبيهـا واخيـرا يجـب اللجـوء الـى

(.1)القضـاء مجانيـا لكـي تتحقـق المسـاواة امامـه اعتبـار اجـراءات»ومـن اوجـه تلـك المسـاواة مـا قضـت بـه المحكمـة االتحاديـة العليـا

التقاضـي واصــدار األحــكام مــن اســس التنظيــم القضايــي، وبالتالــي فــان مخالفــة األصــول المقــررة بشــانها تترتـب عليـه بطـالن الحكـم بطالنـا مطلقـا متعلقـا بالنظـام

قضاييـة 22لسـنة 14الطعـن رقـم « العـام.2002/2/11جلســة

تشـمل األعبـاء الماليـة الضرايـب والرسـوم وجميـع: المسـاواة امـام التكاليـف الضريبيـة- األعبـاء ذات الطبيعـة الماليـة التـي تفـرض علـى األفـراد اال ان هـذه الضرايـب تعـد اكثـر

.المصـادر اهميـة

ولهـذا فـان مسـالة فـرض الضرايـب تحظـى باهميـة كبيـرة فـي كل دولـة ألنـه مـن الضـروري ان تحصـل الدولـة مـن المكلفيـن بطريقـة عادلـة وهـو تحقيـق العدالـة الضريبيـة

بيـن جميـع المكلفيـن بهـا سـواء بالنسـبة للضرايـب المباشـرة او غيـر المباشـرة اذ يعنـي انـه وجـوب قيـام كل مكلـف بدفـع الضريبـة طبقـا لثروتـه وقدراتـه الماليـة وحالتـه

الشـخصية بحيـث تتعـادل الضريبـة التـي يدفعهـا الذيـن يحتلـون مراكـز متماثلـة واال يتنقـل كامـل فيـة مـن الشـعب بعـبء اكبـر مـن بقيـة الفيـات ألي سـبب مـن األسـباب اذ تنـص

اداء الضرايـب والتكاليـف العامـة المقـدرة” :مـن الدسـتور 42المـادة (.2)قانونـا واجـب علـى كل مواطـن

اجـراء الرسـم هـو اجـراء جوهـري والتخلـف فـي»وبذلـك قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا «ادايـه موجـب عـدم قبـول الطعـن باسـتثناء حـاالت اإلعفـاء المنصـوص عليهـا قانونـا

.2003/4/21قضاييـة، جلسـة 23لسـنة 99الطعـن رقـم عبد الغني بسيوني( 2 . )1948ديسمبر 10االعالن العالمي لحقوق االنسان الصادر في ( 1)

.281-280، ص ( مرجع سابق )عبد الله ، 99

.ضمانات ممارسة الحقوق و الحريات العامة: المطلب الثاني:ان ضمانات ممارسة الحقوق والحريات العامة كثيرة ومتعددة ومن بين اهم هذه الضمانات

يعتبـر وجـود دسـتور فـي الدولـة ضمانـة األولـى فـي الحقـوق: وجـود دسـتور للدولـة- والحريـة ولتحقيـق نظـام الدولـة القانونيـة فالدسـتور هـو الـذي يعيـن نظـام الحكـم فـي

الدولـة ويبيـن وضـع سـلطات عامـة فيهـا وكيفيـة ممارسـة هـذه السـلطات لوظايفهـا وحـدود اختصـاص كل منهـا كمـا انـه حـدد ويضـع علـى الحقـوق والحريـات األفـراد اذ ان

هـذا األخيـر يعتبـر بمثابـة قيـد.علـى سـلطان الدولـة

بمعنـى المبـدا الوجـوب الفصـل بيـن السـلطات الثـالث فـي: الفصـل بيـن السـلطات- الدولـة التشـريعية والتنفيذيـة والقضاييـة ويكـون الفصـل العضـوي او الشـكلي فيكـون

هنـاك جهـاز يسـتقل بامـور التشـريع واخـر يسـتقل بــامور التنفيـذ وثالـث يسـتقل بامـور القضـاء فـاذا تحقـق ذلـك وصـار لـكل عضـو اختصاصـه المحـدد والـذي ال يسـتطيع تجـاوزه

امتنعـت شـهية اعتـداء اي مـن هـذه.السـلطات علـى األخـر الن السـلطة توقـف السـلطة

مــن الثابــت ان القواعــد القانونيــة فــي النظــام: مبــدا تــدرج القواعــد القانونيــة- القانونـي للدولـة ليسـت فـي مرتبـة واحـدة مـن حيـث قوتهـا و قيمتهـا القانونيـة فهـذه

القواعـد تنـدرج بحيـث يكـون بعضهـا اسـمى واعلـى مـن البعـض األخـر وهـذا مـا يسـتوجبخضـوع القاعـدة

(.1)اعلـى منهـا شـكال ومضمونـا فيكـون بذلـك دسـتور علـى راس هـذه القوانيـن حيـث تتـم بواسـطة رقابـة سياسـية او رقابـة قضاييـة: الرقابـة علـى دسـتورية القوانيـن-

اذ تعمـل كل منهـا علـى تاكـد مـن مـدى مطابقـة عمـل تشـريعي وتنفيـذي ألحـكام ونصـوص الدسـتور حيـث ان عـدم تطابـق يعنـي الغـاء القانـون الـذي لـم يطابـق احـكام

.ونصـوص الدسـتور وقـد اقـرت المحكمـة االتحاديـة علـى فـرض الرقابـة السياسـية بقضايهـا بانـه لرييـس

االتحـاد مباشـرة اإلشـراف علـى تنفيـذ القوانيـن والمراسـيم والقـرارات االتحاديـة سـندا 25لسـنة 417و 390الطعـن رقـم . مـن الدسـتور( 54)للفقـرة الثانيـة مـن المـادة

.2003/11/15قضاييـة ،جلسـة وتكـون مـن خـالل رقابـة بواسـطة هييـة قضاييـة: الرقابـة القضاييـة علـى اعمـال اإلدارة -

او مـا يسـمى القضـاء اإلداري الـذي يقـوم بمراقبـة اعمـال اإلدارة ومـدى مطابقتهـا(.2)للقانـون

محمد رفعت عبد الوهاب ، ابراهيم عبد العزيز شيجاء ، النظم السياسية والقانون( 1) )محمد رفعت عبد الوهاب ، ابراهيم عبد العزيز شيجاء ، ( 2. )104-103الدستوري، ص .105، ص ( المرجع السابق

100

ان علـى اإلدارة ان تلتـزم حكـم»وقضـت المحكمـة باقـرار تلـك الرقابـة عندمـا قضـت القانـون فـي تصرفاتهــا بــان تســتند الــي ســبب مشــروع فــي انهــاء خدمــات

مســتخدميها وهــو مــا يعبــر عنــه بالحالـة الواقعيـة او القانونيـة التـي تدفـع اإلدارة الـي اتخـاذ قـرار اإلنهـاء وهـذا السـبب ليـس عنصـرا شـخصيا او نفسـيا لـدي متخـذ القـرار وانمـا

هـو عنصـر موضوعـي خارجـي مـن شـانه ان يبـرر صـدور هـذا القـرار وضـرورة وجـود السـبب ضمانـا ألال تتبـع اإلدارة الهـوي فيمـا تتخـذه مـن قـرارات غالبـا مـا تمـس بهـا

حقـوق وحريـات وتقديـر توافـر السـبب المشـروع مـن عدمـه مـن سـلطة محكمـة الموضـوع متـى جـاء قضاوهـا فـي ذلـك سـايغا ومبنيـا علـي مـا لـه اصلـه الثابـت بـاألوراق

بمـا يكفـيتم بحمد الله . 2007/12/30قضاييـة اداري ،جلسـة 29لسـنة 390الطعـن رقـم « لحملـه

المصادر والمراجع.القران الكريم - 1:الكتب القانونية - 2.7-5نظرية الحق ، ص – فريدة محمد زواوي ، مدخل العلوم القانونية - 1.246عبد الغني بسيوني عبد الله ، النظم الدستورية والقانون الدستوري ، ص - 2 محمـد رفعـت عبـد الوهـاب ، ابراهيـم عبـد العزيـز شـيجاء ، النظـم السياسـية - 3

.103-104والقانـون الدسـتوري، ص االعالن العالمي لحقوق - 2. احكام المحكمة االتحادية العليا - 1: االحكام والقوانين - 3

،12459جريدة الخليج، العدد . - الدوريات - 4 . 1948ديسمبر 10االنسان الصادر في 5ص / اخبار الدار / 2013/ يونيو /19الصادر بتاريخ

101102

:البحث الخامسعبدالرحيم محمد عبدالله العمودي/ القاضي الدكتور

الســبب والتسـبيب في القرار اإلداري في ضـوء احـكام المحكمة االتحادية العليـا103104

عبدالرحيم محمد عبدالله العمودي/ القاضي الدكتور:الموهالت الدراسة

.حاصل على ليسانس في الحقوق بتقدير جـيد- ، وكانـت2004حاصـل علـى ماجســتير فـي القانـون البحـري، مـن اإلســكندرية، عـام -

.دراســة مقارنـة- عنـوان الرســالة المركـز القانونـي للر بـان وســلطاته االســتثنايية حاصـل علـى درجـة الدكــتوراة فـي القانـون اإلداري، من طنجــة، المملكـة المغربيــة ،-

، وكانت عنوان الرســالة اشـكالية تنفيــذ(مشـرف جــ دا)م، بتقــدير عام 2011عام .األحــكام القضايية اإلدارية ضد اإلدارة، دراسـة مقارنة

عمـل مديـرا لنيــابة مـرور ابوظبـي- عمـل فـي نيــابة ابوظبـي الكليـة : التـدرج الوظـيفي انتـقــل للعمــل- عمـل بنيــابة اســتيناف ابوظبـي عمـل بنيــابة النقـض -

2007فـي القضـاء عـام رييس الدايرة اإلدارية الجـزيية ، بمحكمة ابوظبي: - م يشـغل حاليا.رييس دايرة الجـنح. - رييس دايرة األمور المسـتعجلة. - االتحادية

الســبب والتسـبيب في القرار اإلداري في ضـوء احـكام المحكمة االتحادية العليـا105

الســبب والتسـبيب في القرار اإلداري في ضـوء احـكام المحكمة االتحادية العليـامقدمة

احتلـت مسـالة القـرارات اإلداريـة مكانـة قانونيـة هامـة خاصـة بعـد التوصـل الـى حقيقـة مفادهـا ان هـذه القـرارات مـن اهـم الوسـايل المباشـرة للوظيفـة اإلداريـة بـل مـن اخطـر

مظاهـر السـلطات واالمتيـازات القانونيـة التـي تتمتـع بهـا اإلدارة والتـي ترجـح كفتهـا علـى.كفـة األفـراد

وعليـه تحـرص الـدول الديمقراطيـة علـى ارسـاء دعايـم مبـدا المشـروعية، والحـرص علـى انتهـاج هـذه السياسـة يحقـق دولـة الحـق والقانـون، فهـذا المعطـى ال يتاتـى اال بتوفيـر

الحمايـة القانونيـة، وذلـك عـن طريـق فـرض احتـرام القانـون مـن طـرف اإلدارة مقابـل السـلط واالمتيـازات التـي يتمتـع بهـا لـن يكــون ذلــك اال بحمايــة حقــوق وحريــات

المواطنيــن وصيانتهــا مــن تعســف الدولــة واإلدارة وذلــك بمراقبـة شـرعية اعمالهـا لعـدم شـططها فـي اتخـاذ القـرارات تحقيقـا لمطلـب العدالـة ودولـة الحـق والقانـون، فقـد

فتـح المجـال لـكل مـن لحقـه ضـرر مـن قـرار اداري ان يلجـا الـى القضـاء ألنـه هـو(.1)المخـول لـه حـق حمايـة هـذه الحقـوق وارجاعهـا الـى اصحابهـا

وعلــى هــذا األســاس شــكلت مســالة اخضــاع النشــاط اإلداري للقانــون احــدى االهتمامــات المركزيــة للقضــاء اإلداري، ويتمظهــر هــذا الخضــوع فــي المبــادي

األساســية التــي تقــوم عليهــا دولــة القانــون ومبـدا المشـروعية وهـذا مـا سـارت عليـه مبـدا وجــوب ان تكــون كل اعمــال.. المحكمـة االتحاديـة العليـا عندمـا تبنـت فـي مباديهـا

ومــرد هــذا االهتمــام يتجلـى فـي( 2)” ...اإلدارة وتصرفاتهــا موافقــة ألحــكام القانــون محاولـة تقليـص التفـاوت الحاصـل بيـن اإلدارة واألفـراد ذلـك التفـاوت الـذي يعتـرف

لـإلدارة الدكتـور مصطفـى الـراب، اإلشـكاليات التـي يطرحهـا القانـون المحـدث للمحاكـم( 1)

اإلداريـة في مجـال تنفيـذ األحـكام القضاييـة المحليـة المغربية لـإلدارة المحليـة والتنميـة، .87، صفحـة 1999سلسـلة مواضيـع السـاعة المحاكـم اإلداريـة والقانـون اإلداري،

.2004مارس 30قضايية عليا، نقض مدني، جلسـة 25لسـنة ( 354)الطعـن رقم ( 2)106

بامتيـازات تحقـق لهـا سـلطات كبيـرة فـي اتخـاذ قراراتهـا الضروريـة والتنظيميـة واعطايهـا الحـق فـي تعديـاللعقـوددون

رضـىالمتعاقـدكمـاانهـاتنفـذاعمالهـادوناللجـوءالـىالقضـاء،فهـذهاالمتيـازات لــإلدارة تجعــل منهــا صاحبــة الســلطة المختصــة، وبالمقابــل فــان اإلدارة كلمــا تحركــت خــارج اطــار المشـروعية تقـع فـي اسـاءة اسـتعمال السـلطة وتجـاوز صالحيتهـا م مـا يجعـل عملهـا هـذا مشـوبا بالشـطط ومخال فـا للقانـون وتحقي قـا لهـ ذه الغايـة تحـرص الـدول الديمقراطيـة

علـى انتهـاج سياسـة الشــفافية والوضــوح فــي العمــل اإلداري ويعتبــر التعليــل للقــرارات اإلداريــة مــن اهــم معالــم هــذه السياسـة ومقتضاهـا ان تقـوم اإلدارة

باإلفصـاح عـن االعتبـارات الواقعيـة والقانونيـة التـي يسـتند اليهـا القـرار، وهـذا يفتـرض تغييـ را عمي قـا فـي الفعليـة السـايدة فـي اإلدارة، ألنهـا حيـن تصـدر قـرار يتعيـن عليهـا ان

تاخـذ المخاطـب بالقـرار فـي الحسـبان فقـد اصبـح الحـق للمواطـن فـي االطـالع علـىاسـباب

(.3)القـرار اإلداري وقـت صـدوره لالقتنـاع بهـا والطعـن فيـه وعلــى هــذا األســاس تعتبــر القــرارات اإلداريــة اهــم مظهــر مــن مظاهــر نشــاط

وامتيــازات الســلطة التـي تتمتـع بهـا اإلدارة وتسـتمدها مـن القانـون العـام، اذ بواسـطتها تسـتطيع بارادتهـا المنفـردة انشـاء حقــوق او فــرض التزامــات بحيــث ان األعمــال التــي

تقــوم بهــا اإلدارة بهــدف ترتيــب اثــار قانونيــة معينة،وذلـك بانشـاء مراكـز قانونيـةجديـدة او احـداث تعديـل فـي المراكـز القانونيـة القايمـة مـن قبـل

.سـواء كانـت تلـك المراكـز القانونيـة عامـة او خاصـة فالقرار اإلداري هــو الوســيلة القانونية األســاسية في مباشـرة اإلدارة ألوجه نشـاطاتها

المختلفة باعتبارها المحـور األساسـي الـذي تـدور حولـه العديـد مـن مبـادي القانـون اإلداري ، فضـال عـن انـه المحـور الرييـس لممارسـة القضـاء رقابتـه علـى اعمـال اإلدارة،(4)

فالقـرار اإلداري هـو افصـاح اإلدارة فـي الشـكل الـذي يحـدده القانـون عـن ارادتهـا الملزمـة بمـا لهـا مـن سـلطة عامـة بمقتضـى القوانيـن واللوايـح، وذلـك بقصـد احـداث

مركـز قانونـي معيـن متـى كان ذلـك ممك نـا وجايـزا قانونـا وكان الباعـث فيـه

(.5)تحقيـق مصلحـة عامـة الدكتور سعيد نكاوي، القانون اإلداري والقضاء اإلداري، دار النشر المعرفة، الرباط( 3)

وقد انتهى الراي السـايد فقها وقضا ء سواء في( 4. )115، صفحة 2010المغرب سنة فرنسا او في مصر الى القول بان القرار اإلداري يوجد منذ اللحظة التي يتم فيها التوقيع

عليه من السلطة المختصة باصداره، وهـو اإلجراء الذي يكتمل به القرار، فالتوقيع واإلصدار بالنسبة

للقرار اإلداري يندمجان معا لدرجة ال يمكن فصل احدهما من اآلخر، ونتيجة لذلك تقوم قرينة موداها ان موقع القرار هو في نفس الوقت مصدره منهما تعدد المشركون في” قاطعة“

الدكتور محمد عبدالعال السناري، نفاذ القرارات اإلدارية،: للمزيد انظر. اعداده قبل التوقيع.15دراسة مقارنة، اإلسراء للطباعة، جمهورية مصر العربية، ص

، المحكمة االتحادية 2008/12/31اداري، جلســـة 2008لسنة ( 469)الطعن رقم ( 5) من ديسمبر سنة 5اداري، جلسة األربعاء الموافق 2012لسنة ( 295)الطعن رقم . العليا

2012. 107

واسـتنادا الـى هـذا التعريـف، فـا ن المحكمـة ار سـت عــدة مبـادي قانونيـة اعتبـرت فيهـا ان القـرار اإلداري تصـرف قانونـي مـن جانـب واحـد، وانـه يشـترط لصحتـه ان يكـون

مسـتندا الـى سـبب مشـروع يبـرره، وصـادرا مـن المرجـع المختـص ضمـن الصالحيـات المقـررة لـه قانونـا، ومبـرا مـن عيـب التعسـف او الشـطط فـي اسـتعمال السـلطة، وانـه يخضـع لرقابـة القضـاء، وانـه يتميـز عـن اعمـال السـيادة التـي تصـدر عـن سـلطة الحكـم

فـي نطـاق وظيفتهـا السياسـية كمـا يتميـز كذلـك عـن األعمـال الماديـة او(.6)اإلجـراءات التمهيديـة السـابقة علـى صـدور القـرارات

فالقرار اإلداري ال يمكن تصوره دون ســبب، فالســبب ضروري ســواء كشـفت اإلدارة عنه او لم تكشــف عنـه، فهـو الـذي يدفـع اإلدارة إلتخـاذ القـرار، ويشـكل مجـاال حقيق يـا

لتباشـر فيـه ســلطتها التقديريـة، اذ يمثــل القــرار اإلداري مظهــرا ها مــا مــن مظاهــر ال ســلطات واالمتيــازات التــي تتمتــع بهــا الســلطة اإلداريـة، واداة فعالـة للقيـام

بنشـاطها اإلداري، وعليـه فـا ن عيـب ال سـبب يعتمـد ا ساسـا علـى الواقعـةةاوالقانونيـةالتـيتســبقالقـراروتكـونخارجـةومنفصلـةعـنمحتـواهاواثـرهمما ـ الموضوعيـةالمادي

(.7)يجعـل اإلدارة تتخـذ القـرار لمعالجـة تلـك الواقعـة والرقابـة القضاييـة علـى اسـباب القـرار اإلداري ضمانـة مهمـة واســاسية لتحقـق

مشـروعية تصرفـات اإلدارة وخــضوعها ألحـكام القانـون، فيجـب ان تصـدر هــذه القـرارات ألســباب واقعيـة ت ســـوغ له ذلك، وهــو مـا يســتلزم بالضـرورة ان يكـون تدخـل رجــل

اإلدارة مبـررا لقيـام األســباب التـي تكفــل اتجاهـه(.8)لتحقيـق الصالـح العـام

نالسـببليـسعنصراشـخصيااونفسـيا لـدى ـدتالمحكمـةاالتحاديـةالعليـاذلـكاذقضـتعلـىا ـ وقــداكمـا هـو عن صـر مو ضوعـي خارجـي، مـ ن شـانه ا ن ي بـ ر ر صـدور هــذا متخـذ القـرار، وان ال قـرار، وضـرورة وجـوده ـ السـبب ـ ي عــ د ض مانـا ضـ د ات بـاع اإلدارة ال هـ وى فيمـا

تتخـذه مـن قـرارات غالبـا مـا ت مـ س بهـا حقـوق و ح ريـات األفـراد، وت ق ديـر توافـرال سـ ب ب المشـروع مـن عدمـه مـن سـلطة محكمـة

عبـد الوهـاب عبـدول، رييـس المحكمـة االتحاديـة العليـا بدولـة االمـارات.د/ القـاضي ( 6) العربيـة المتحـدة، دور المحكمـة االتحاديـة العليـا في تعزيـز وتطويـر القانـون اإلداري

، ورقـة بحـث مقدمـة الى الموتمـر األول لروسـاء“نمـوذج القـرار اإلداري “ اإلمـاراتي، المحاكـم العليـا اإلداريـة في .12، ص 2011/6/21-22لبنـان ، / الـدول العربيـة، بيــــــروت

الدكتور عبدالحميد محمد الحوسني، اجراءات التقاضي في الدعوى اإلدارية بدولة( 7) .296، ص 2013اإلمارات العربية المتحدة، منشاة المعارف، اإلسـكندرية، لسنة

الدكتور ابوبكر احمد عثمان النعيمي، حدود سـلطات القضاء اإلداري في دعـوى اإللغـاء( 8) .159، ص 2013دار الجامعة الجديدة، اإلسـكندرية، لسـنة – دراسـة مقارنة –

108

الموضـوع متـى جـاء قضاوهـا فـي ذلـك سـاي غا و م ب نيـا علـى مالـه اصلـه الثابـت(.9.... )بـاألوراق بمـا يكفـي لحملـه

وعلــى ذلــك فــا ن المنطــق اإلداري فــي عمليــة افشــاء القــرار اإلداري يقتضــي ان تبحــث اإلدارة عــن اسـباب عملهـا، مـن خـالل التحقـق مـن األسـباب والهـدف الـذي

ترمـي اليـه لتتمكـن مـن تكويـن ارادتهـا علـى اسـاس مـن الحريـة، والسـيما وان القانـون قـد يشـترط تســبيب هـذه القـرارات اإلداريـة ، األمـر

الـذييتخـذمـنهـذااإلجـراءشـكالاساسـيايترتـبعلـىاغفالـهبطـالنالقـرارلـذاســنتطرقفـيهـذامفهـوم ا لسبب. البحـث عن مفهــوم السـبب، والتســبيب

ا ن اإلهتمـام بدراسـة األسـباب بـدا ظهـوره فـي فرنسـا فـي نهايـة القـرن التاسـع عشـر، عندمـا و جـد عيـب الغلـط فـي القانـون كوسـيلة متميـزة للطعـن باإللغـاء، وفـي سـنة

ان يقـرر ان القضـاء يقبـل الطعـن باإللغـاء اذا كان ال يســتند” كورنـاي“اسـتطاع 1919الـى تقديـر الماليمـة او الواقعـة، وانمـا الـى

(.10)سـبب قانونـي وقـدبيــنالفقـهالسـبببانـهحالـةواقعيـةاوقانونيـةبعيـدةعـنرجـالإلدارةومسـتقلةعـنارادتـه، تتـم

، وذكـر اخـر بانـه األمـر(11)فتوحـي لـه بانـه يسـتطيع ان يتدخـل وان يتخـذ قـرارا مـا الـذي سـبق القــرار، وياخــذ شــكل حالــة قانونيــة او ماديــة تدفــع اإلدارة إلتخــاذ القــرار

، ومــن امثلــة الحالــة القانونيــة حــدوث شــغور فــي منصــب وظيفــي معيــن يفــع(12)اإلدارة الــى اصــدار قــرار اداري بتعييــن

(.13)الشـخص المسـتوي لشـروط الوظيفـة فـي هـذا المنصـب فالســبب فــي القــرار اإلداري هــو تلــك الحالــة الواقعيــة او القانونيــة التــي تــودي

الــى اصــدار ذلــك القـرار؛ فعنصـر السـبب يعتبـر عنصـر خارجـي، وهـو حالـة موضوعيـة سـابقة علـى صـدور القـرار، وعيـب السـبب، هـو عـدم المشـروعية الـذي يصيـب القـرار

اإلداري فـي سـببه، بمعنـى ا ن الواقعـة التـي من 30قضايية عليا، نقض مدني ، جلسة الثالثاء الموافق 25لسنة ( 354)الطعن رقم ( 9)

، قضية1919اغسطس 8حكم مجلس الدولة الفرنسي في ( 10. )م 2004مارس Toesea 74، مجموعة المجلس ، ص.

اشار اليه الدكتور يعقوب يوسف الحمادي، القضاء ومراقبة السلطة التقديرية لإلدارة، دراسة.82، ص 2012مقارنة، منشاة المعارف، اإلسكـندرية، سنة

الدكتور محمد سليمان الطماوي، النظريات العامة للقرارات اإلدارية، الطبعة الثالثة،( 11) الدكتور طعيمة الجرف، القانون اإلداري،( 12. )194، ص 1966دار الفكر العربي، سنة

، ص1969دراسة مقارنة في تنظيم نشاط اإلدارة العامة، مكتبة القاهرة الحديثة، سنة الدكتورة مليكة الصروخ، القانون اإلداري، دراسة مقارنة، مطبعة النجاح( 13. )403

.428، ص 2010الحديدة، الدار البيضاء، سنة 109

يقـوم عليهـا القـرار اإلداري غيـر موجـودة، او ا ن تكـون غيـر صحيحـة مـن حيـث التكييـف،(14)القانونـي

ويعــتمد عيـ ب ال ســبب اســا سا علـى الواقعــة المو ضوعيـة الماديـة او القانونيـة التـيت ســبق القـرار،

وتكــون خارجــة ومنفصلة عن محــتواه او اثره مما يجــعل اإلدارة تتخــذ القرار لمعـالجــة(.15)تلك الواقعــة

وهـو مـا ذهـب اليـه القضـاء فـي المحكمـة اإلتحاديـة العليـا، بـا ن القـرار اإلداري يجـب ان يقـوم علـى سـبب يبـرره فـي الواقـع والقانـون، وذلـك كركـن مـن اركان انعقـاده،

تحمـل اإلدارة علـى( 17)او قــانونية ( 16)والســبب فـي القـرار اإلداري هـو حالـة واقــعية هـو محـل)التدخـل بقصـد احـداث اثـر قانونـي

.ابتغـاء تحقيـق الصالـح العـام، الـذي هـو غايـة القـرار( القـرار:سـبب القرار اإلداري وتسبيبه

اضــحى القـرار الصـادر مـن اإلدارة باطـال فـي ك ل قـرار اداري ســبب يبـرر صـدوره، واال حالـة تخلفـه،

دعنصـراوشـرطالصحـةالقـراراإلداري،وتخلـفذلـكيــوديحــتماالـى نالســببيعــ وعلـىذلـكفـا(.19)قابليـة القـرار لإلبطــال

الدكتور ماجد راغب الحلو، القضاء اإلداري، منشـاة المعارف، اإلسـكندرية، لسـنة( 14) الدكتـور يعقـوب يوسـف الحـمادي، القضـاء ومراقبـة السـلطة( 15. )403، ص 2000

،2012التقديريـة لـإلدارة، دراسـة مقارنـة، منشـاة المعـارف، اإلسكــندرية، سـنة . )296ص الحالـةالواقعيـة،البــدوانيتحقـقوجــودهاحتـىتصبـحســبباإلتخـاذالقـرار،ليتقــررمشــروعيته(16

مـنعدمـه،فقــدتتخــذاإلدارةقـرارانظروفـاماديـةخاصـةدفعتهـاإلتخـاذهــذاالقرار،ثمتفــصحبعــدموجــودهافيالواقــع، وتتــدعيفيـها

اشــار اليـه، خالـد عمـر عبداللـه، القضـاء. فهــذايكـونانعــدامالباعثمن الناحيـة الواقعيـة ، دار2001سلســلة الكتـاب الجامعـي لعـام – دراسـة مقارنـة – اإلداري وخصوصيتـه

.141، ص 2001جامعـة عـدن للطباعـة والنـشر، ســنة هـي مجموعـة مـن الـشروط القانونيـة التـي تتطلـب وجــودها حتـى: الحالـة القانونيـة( 17)

يصـدر القـرار اإلداري، كمــا وا ن عــدم توافـر هــذه الشروط يقــود الى انعــدام الباعث من الناحية القانونية، و يتحــقق انعــدام الباعث اذا ادعــت اإلدارة توافر شــروط قانونية

مشــار اليـه في. معــينة إلصــدار قرارهـا، ومـن ثـم تفــصح بعــدم وجــود تلـك الشــروط القضـاء اإلداري وخصوصيتـه، خالـد عمـر عبداللـه، المرجــع: كتـاب

ديسمبر 19قضايية ، جلسة ( 24)لسنة ( 152)الطعن رقم ( 18. )141السـابق، ص 2004( .19)

وهــناكمـنيـرىانعيـبالســببليـسعيبـامســتقالبذاته،بلينــدرجتحتعيـبمخالفةالقانـون،ألنقانـونمجلسالدولــةلميتضمنه

ولميـوردهــذاالعيـبصراحـة،واذاحــدثانالغـىمجلـسالدولـةفيمـصرقـرارامـابنــاءعـىعيـبالســبب،نهــذااليعــنيوجــود وجـه جــديد مـن اوجـه اإللغــاء، ألن اإللغـاء في هــذه الحالـة يرجــع فا

اشار اليه. امـا الى عيـب مخالفة القاعـدة القانونيـة او الى عيـب اإلنحراف بالســلطة دار– قضاء اإللغـاء – سليمان مح مد الط ماوي، القضاء اإلداري، الكتاب األول : الدكتور

صـتقوانـنمجلـسالدولـةالمتعاقبـة. 923الفكر العربي، القاهـرة، ص واخرهـانـ..وقــدن عى انه يشــرط في1972لسـنة(47)صالمــادةالعـاشرةمـنقانـونمجلـسالدولـةالمصــريرقـم

طلبات الغــاء القرارات اإلدارية النهايية ان يــكون مرجــع الطعــن، عــدم اإلختصاص، او وجــوج عيب في الشــكل، او مخالفــة القــوانن او اللــوايح، او الخـطا في تطبيـقها او

.تاويلها، او اسـاءة اسـتعمال السـلطة110

صالقانـون علـى اذانـ األصـألناإلدارةغيـرملتزمـةبـانتفصـحفـيصلـبقراراتهـاعـناسـباباصدارهـااال وجــوب التســبيب، بهــدف احاطـة مـن يخاطبـه القـرار علمـا باألســباب التـي دعـت الـى صـدوره والتـي بنـ ي عليهـا ، فهنـا يكـون الشـكل عنصـرا اساسـيا فـي القـرار، بحيـث ان تخلـف ذلـك يكـون القـرار معي بـا بعيـب الشـكل، وليـس السـبب، اذ ا ن عنصـر الشـكل

يتحقـق بمجـرد ذكـر األسـباب فـي صلـب القـرار اإلداري بغـض النظـر عـن صحـة هـذه األسـباب او عدمهـا، وعلـى العكـس يتخلـف عنصـر الشـكل ويصبـح معي بـا بعيـب عـدم

المشـروعية اذا لـم يتـم بســبيب القـرار رغـم اشـتراط القانـون ذلـك، حتـى(.20)ولـو كانـت األسـباب التـي بنـي عليهـا صحيحـة ومشـروعة

فـاذا كان سـبب القـرار اإلداري يعبـر عـن الحالـة الواقعيـة او القانونيـة التـي تحققـت ودفعـت بـاإلدارة الــى اصـــدار قــرار، فــا ن تســـبيب القــرار اإلداري يعنــي ذكــر اإلدارة لســبب او األســباب التــي دعتهــا الـى اصدارهـا للقـرار، واذا كانـت القاعـدة التـي ال تقبـل

االسـتثناء هـي ا ن كل قـرار يجـب ان يكـون لـه ســبب، فاألمـر يختلـف فـي التســبيب، اذا الزمهـا حيـث ان اإلدارة غيـر ملزمـة بتســبيب قرارهـا اال

.القانـون بذلـك، او طلـب منهـا القضـاء ليمـارس رقابتـه علـى مشـروعية القـرار

وقــد قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا بـا ن األصـل ا ن اإلدارة غيـر ملزمـة بذكـر سـبب القـرار اإلداري

نلـكلقـراراداريســببا صالقانـونصراحــةعلـىذلـك،اذتوجــدقرينــةقانونيـةمضمونهـاا اذانـ اال اذا افصحـت اإلدارة عـن سـبب القـرار فـان هــذا السـبب يخضـع لرقابـة مشـرو عا، اال

(.21)القضـاء فعلـى ذلـك، ا ن رجـل اإلدارة فـي ممارسـته لالختصاصـات المنوطـة بـه يجـب اال يخضـع

فـي تصرفاتـه وقراراتـه لمـا تمليـه عليـه األهـواء والميـول، وانمـا يلـزم ان يســتند فـي كل مـا يصـدره مـن قـرارات ويمارسـه مـن نشـاط، الـى اسـباب واقعيـة تســوغ لـه ذلـك، اذ ا

ن اإلدارة ليســت هـوى او تحك مـا فـي مكنـون شـخص، وانمـا هـي نشــاط يمـارس بقصـدتحيـق الصالـح العام، وهــو مـا يســتلزم بالضـرورة ان

)يكـون تدخـل رجـل اإلدارة مبـررا بقيـام األسـباب التـي تكفـل اتجـاه تحقيـق هــذا الصالـح 22.)

لذلـك، فـا ن الت سـبيب يتعلـق بالحالـة التـي يلـزم فيهـا المشـرع جهـة اإلدارة بضـرورة تسـبيب قرارهـا، بمعــنى ذكـر الســبب فـي صلـب ومتـن القـرار، ويترتـب علـى تخلـف

ذلـك ابطـال القـرار لتخلـف ركـن الشـكل او اإلجــراء ، وليـس عنصـر او شـرط الســبب،حيـث يمكـن ان يكـون القـرار اإلداري ســبب

الدكتور سامي جمال الدين، قضاء المالءمة والسلطة التقديرية لإلدارة، دار الجامعة( 20) 19قضايية ، جلسة ( 24)لسنة ( 152)الطعن رقم ( 21 . )140، ص 2010الجديدة، سنة

الدكتور محمد حسنن عبدالعال، فكرة السبب في القرار اإلداري( 22. )2004ديسمبر (.ز)ودعوى اإللغاء، دار النهضة العربية، القاهرة،

111 مشـروع، ولكـن جهــة اإلدارة لـم تقـوم بتســبيب القـرار فيكـون القـرار قابـال لإلبطـال

.لتخلـف عنصـر الشـكل واإلجـراء علـى الرغـم مـن تحقيـق عنصـر السـبب كمـا هــوالحال، عنـد رفـض وزارة اإلقتصـاد تســجيل عالمـة تجاريـة لسـبب مـا، فـان يجـب

مـن( 11)عليهـا بيـان الســبب فـي قـرار الرفـض، اذ ن صـت الفقـرة الثانيـة مـن المـادة فـي شـان العالمـات التجاريـة المعـدل بالقانـون 1992لسـنة ( 37)القانـون االتحـادي رقـم

(وزارة اإلقتصـاد والتجـارة)، بانـه اذا رفضـت الـوزارة 2002لسـنة ( 8)اإلتحـادي رقـم ـق التســجيل ـ تســجيل العالمـة التجاريـة لســبب مـا، او عل

.علـىقيـوداوتعــديالت وجـ بعليهـاانتخطـرطالبالتســجيلكتابةباســباب قــرارها 1981لسـنة ( 18)مـن القانـون اإلتحـادي رقـم ( 12)وايضـا مـا ن صـت عليـه المـادة

دلبالقانـوناالتحـاديرقـم لســنة(14)بشـان تنظيـم الـوكاالتالتجاريـة،المعــن1988 فـي(وزارةاالقتصاد والتجـارة)للــوزارة:بـا

حالـةعـدمتوفـرشـروطالقيـدالمنصـوصعليهـافـيهــذاعليهـافـيهــذاالقانـون ان ترفـض طلـب.القيـد المقـدم اليهـا علـى ان تببــ ين اســباب التـي اســتندت اليهـا فـي هــذا الرفض

الرقابـة على اسـباب القرارات اإلدارية ظهـرت الرقابـة علـى اســباب القـرارات اإلداريـة فـي قضــاء مجلـس الدولـة الفرنسـي،

عنــدما حـاول المجلـس البحـث عـن ســند قانونـي لتبــرير رقابته علـى الوقايـع التـي تســتند اإلدارة عليها فـي قراراتها، واولـى درجــات الرقابـة علـى الســبب فـي القـرار

اإلداري، يــرد علـى الوجــود المـادي للســبب، وقضـاء المجلـس الفرنسـي مســتقر علـى اجـراء هــذه الرقابـة فـي جميـع الحـاالت، ويلـي ذلـك فـي الدرجــة الرقابيـة علـى الوجــود

القانونـي للســبب، وذلـك بالتاكـد والتحقـق مـن صحــة الوصـف او التكيــيف القانونـي الـذي خلعــته اإلدارة علـى الوقايـع، ويمـارس المجلـس هــذه الصـورة مـن الرقابـة فـي

فـي حـاالت اســتثنايية ، وســنتناول هاتيـن(23)غالبيـة الحـاالت، بحيـث ال يمتــنع عنهـا االالرقابتيـن بشــكل

.موجـز الدكـتور محمد حسـنن عبدالعـال، فكرة ال سـبب في القرار اإلداري ودعـوى اإللغـاء،( 23)

.43، ص 1971دار النهضة العربية، القاهرة، سـنة 112

:الرقابة على الوجـود المـادي للوقـايع: اوال انعــدم اســاسه يجـب لصحــة القـرار اإلداري ان يقـوم علـى وقايـع صحيحـة وثابتـة، واال

.وكان مخال فـا للقـانون اذاوقعــتاإلدارةجــزاءتاديبــياعلىاحــدالموظفينبحجــةارتكابهمخالفةتاديبية،فيحين:فمــثال

نقـرارتوقيـعالجــزاءالتاديبـييكــونباطـال نهــذهالمخالفـةالمنســوبةللموظـفالوجــودلهـا،فـا ا(.24)الســتناده علـى وقايـع مادية ال اســاس لهـا

:الرقابة على التكييف القانوني للوقايع: ثاني ا ال يكــفي ان تكـون الوقايـع التـي اســتندت اليهـا اإلدارة إلصــدار القـرار ســليمة

ومــوجودة فـي ذاتهـا، وانمـا يجـب ان يتضمـن الخصايـص التـي يتطلبهـا القانـون، ومــودى ذلـك ا ن اإلدارة اذا لـم تراع الشـروط والتكييـف القانونـي لهــذه الوقايـع فـا ن قراراتهـا

تكـون قابلـة لإلبطـال نتيجـة التكييـف القانونـي غيـر.الصحيـح للوقايـع

ه ال يكفـي ان ـ فـاذا نســبت اإلدارة لموظـف امـو را معيــنة وعاقبتـه علـى اساسـها، فان تكـون تلـك الوقايع صحيحـة، بـل يجـب ان تكـون مك ونـة للمخالفـة التاديبــية المســتوجبة

.لتوقيـع العقـاب علـى هــذا الموظـف وقـد قضـت فـي ذلـك المحكمـة االتحاديـة العليــا بـا ن القـرار التاديبـي شـانه شـان ا ي

قـرار اداري اخـر يجـب ان يقـوم علـي سـبب يبـرره صدقـا وعـدال، وكان ال سـ بب الـذي قـام عليـه القـرار المطعـون فيـه

ةوخروجـهعـنمقتضـيواجبـهالوظيفـيوهـوامـرثابـتفـي حقـه، ـ هـواخـالاللطاعـنبالتزاماتـهالجوهري فـا ن القـرار المطعـون فيـه يكـون قـد قـام علـي سـ ب ب ي بـ ر ره وقـد صـدر فـي اطـار

القانـون، ومـن ثـ م فـا ن مـا ن سـ ب الـي الموظـف الطاعـن مـن اخـالل بواجباتـه فـي مراقبـة وسـير امتحانـات الطلبـةوالتوقيـععلـيمحاضـرهـذهاالمتحانـاتبشـكل

صـوريخـالفالحقيقـةاليعـدمـنالمخالفـات البسـيطة، بـل يتعـداه الـى مـا يمكـن ان يوصـف باإلهمـال وعـدم الحـذر والدقـة المـودى الـى اإلخـالل ال صــا رخ بالواجبــات الوظيفيــة

لرجــل التعليــم، بــ ل بالخــروج عــن قواعــد منظومــة التربيــة والتعليــم، يقتضـي مجازاتـه باقصـى الجـزاءات، ومـ ن ثـ م فانـه ال يكـون ث مـة عــدم تناسـب بيـن مـا ن سـ

ب فـي الطبعـة الثانية، دار– دراسة مقارنة – الدكتور شـريف يوسف خاطر، القرار اإلداري ( 24)

.76، ص 2009– 2008النهضة العربية ، القاهرة، لسـنة 113

حـق الطاعـن وبيـن جـزاء الفصـل مـن الخدمـة الـذي اوقعتـه اإلدارة ، وال م حـل بالتالـي للتحـدي بـا ن مـا قـام بـه الطاعـن كان لـه ارتبـاط مـع مـا قـام بـه مديـر المدرسـة ، وا ن

اإلدارة لـم تتخـذ ا ي اجـراء فـي حـق هـذا األخيـر، ذلـك ا ن تصـ رف اإلدارة بمقتضـي قراراتهـا إلنشـاء مركـز قانونـي او تعديلـه او الغايـه

دداولعـددمـناألفـرادمحدديـناوموصوفيـنيتولـىقاضـياإللغـاءمراقبـةقـرار انمـايكـونلفـردمحـنمـايثيـره اإلدارةفـيشـانهم،ولمـاكانالقـرارالمطعـونفيـهاقتصـرعلـيوضعيـةالطاعـنوحـده،فـا

)بخصـوص مديـر المدرسـة الـذي لـم ترتبـط حالتـه بوضعيـة الطاعـن يضحـى ال اسـاس لـه 25.)

اذا كانت الحالة القانونية او الواقعية هي التي دفعت: السبب والمحل في القرار اإلداري اإلدارة الى اصدار قرارها، فان محل القرار هـو األثر الذي احدث في المراكز القانونية من

.انشاء او تعـديل، فمحل القرار يمثل موضوعه ونتيجته فالقــرار الصــادر بتوقيــع جـــزاء علـى موظــف عـن مخالفــات ارتكبهـا، ســــببه هــو تلـك المخالفـات لواجبـات وظيفتـه التـي وقعـت مـن الموظـف، امـا محـل القـرار فهــو ذلـك الجــزاء نفسـه الـذي يحملـه او يتضمنـه القـرار، كاإلنــذار او الخصـم مـن المرتـب

.لمـدة زمنيـة معينـة وعلـى ذلـك، فانـه ال ارتبـاط بيـن صحـة السـبب و مشـروعية المحـل، بالرغـم ان السـبب

ان محلـه غيـر مشـروع امـر الزم، اذ انـه مـن الجايـز ان يكـون ســبب القـرار صحي حـا اال

بســبب عـدم جـوازه، او عـدم قانونيتـه، وفـي هـذه الحالـة يبطـل القـرار بالرغـم مـن سـالمة ســببه، فـاذا كانـت المخالفـات التـي ارتكبهـا الموظـف هـي السـبب التـي دفعـت

اإلدارة الـى توقيـع جــزاء غيـر الـوارد فـي قايمـة الجـزاءات، بمـا يعيـب معـه القـرار فـي محلـه، ويجعلـه غيـر مشـروع بالرغـم مـن قيامـه علـى ســبب

.صحيـح من ديسمبر سنة 5، اداري، جلسة األربعاء الموافق 2012لسنة ( 415)الطعن رقم ( 25)

.م 2012114

سـلطة القاضي اإلداري في الـزام اإلدارة باإلفصـاح عن السـبب ا ن الرقابـة التـي يمارســها القاضـي اإلداري للتحقـق مـن الوجــود المادي والقانوني

)للســبب، يقــتضي ان يكـونالقاضـيملمـابســببالقـرارحتـىيســتطيعبســطرقابتـهعليـهنالقـراراتاإلداريـةال تتضــ من دايما ذكر األســباب التي اســتندت الى صدورها، ذلك ا(26 ا ،اال

ن القاعــدة العــامة ا ن اإلدارة ال تلتــزم اذا اوجـب عليها القانــون ذلك .بتســبيب قرارهـا اال

رعجهـةاإلدارةبتضميـنقرارهـاالـىاألســبابالتياســتندت نـابشــانحالـةاليلــزمفيهـاالمشـ فـاذاكدعــوىاإلردايـةيجــدنفسـهعاجـزا نالمدعـيفـيال اليهـا،ولـمتفصـحاإلدارةالـىهــذهاألســباب،فـا

نالقاعــدةالعامـةفـيعبء عـناثبـاتعــدممشـروعيةالسـببالـذياســتندتاليـهاإلدارة،ســيماوا اإلثبـات تقتضـي ان يقــدم الطاعـن باثبـات عـدم مشـروعية القـرار الـذي يطعــن عليـه

.امـام القضـاء ودور القاضـي اإلداري يختلـف عـن دور القاضـي المدنـي الـذي يقتصـر دوره علـى حســم

.النـزاع تـاركا للمتقاضيـن توجيـه اإلجـراءات بحيـث يكــون دوره مراقبتهـا فقــط فالقاضـياإلدارييكـوندورهايجابيـافـيتوجيـهاإلجــراءاتحتـىيتمكـنعـنتكويـنعقيدتـهوتهييـة

،وهــوايضـايخفـفمـنعـبءاإلثباتعـنعاتـقالمدعي، وذلـك(27)الدعــوىللفصــاللدعــوىللفصـلفيهـا بمطالبــة القاضـي اإلداري اإلدارة باإلفصــاح عـن ســبب قرارها وتقديـم كل المســتندات اصــبحت الرقابـة التي يقدر القاضـي لزومهـا لتكــوين رايـه فـي المنازعــات اإلداريـة، واال

القضاييـة التـي يمارســها القاضـي اإلداري رقابـة صوريـة، وذلـك يـ نــ م عـن حــرية القاضـي وســلطته الكاملـة فـي مطالبـة اإلدارة باإلفصــاح عـن ســبب قرارهـا كلمـا قــدر

اذا كان هنــاك في ضوء ظروف الدعــوى لـزوم ذلك اإلجــراء، االصاتشريعياتلتــزمبالمحافظــةعلىســريةهــذهالمســتندات )ن

،وقـدجــعلمجلسالدولةالفرنسـي(28 امتنـاع اإلدارة عـن تقــديم اســباب قرارهـا قريــنة على صــحة األســباب التي تقــدم بها

(.29)المدعـي (

قــديعــنللقـاضياإلدارياثنـاءفحـصالوجــودالمادياوالقانونيللســبب،عــدمصحةبعــضاألســباب(26ســستاإلدارةقرارهاعليها، مـع ذلـك، فانـه ال يقـي بالغايـه، اذا اتضـح لـه ا ن األســباب التـيا

.المعيــبة لم تكــن لهـا األثـر المبـاشر في اصــدار القـرار(

نمـنقواعــدهاألهــمهـيفياجتهـادتفـرضمعــرفت(27 ري،وأل نالقانــوناإلداريهــوقانـوننصـفســ ذلـكا انظـر في تفصيـالت. هوادراكـهتخصصـاوليـسفي نصوص مقـــ ننة، فهــو قانون اخصــايين

ترجمـة منصـور– الجـزء األول – ذلـك، جــورج فوديـل ، بيــار دلفولفيـه، القانـون اإلداري القـاضي، الموسسـة الجامعيـة

.ومابعــدها 66، ص 2001للدارسـات والنـشر والتوزيـع، لســنة الدكتـور احمـد عـي( 29 . )93لدكتور مح مـد حسـنن عبدالعال، المرجـع السـابق، ص ( 28)

احــمد الصغـري، القـرار اإلداري في كل مـن فرنســا واإلمـارات، ودور المحاكـم فيالغــايه، دار الفــكر العــربي، القاهـرة،

.305، ص 2006لســنة 115

درفيهـا وقــدقامـتالمحكمـةاالتحاديـةالعليـابالدولــةبتطبيـقذلـكعلـىمجموعـةمـنالحـاالتقــ ضــرورة مطالبــة اإلدارة باإلفصــاح عن ســـبب قرارها، وازاء امــتناع اإلدارة عن

االســـتجابة لهــذا الطلب قضـتالدوايـراإلدرايـةباعتبــارذلـكالمســـلكمـنجانبهـادليــالعلـىصــحةادعـــاءالطــاعنفـي

نالطــاعنقديجـدنفسـهعاجــزاتماماازاءالتزامجهـة المنــازعةاإلدارية،ويحــكمبالـغــــاءالقرار،اذاةوقــايعتــدلعلى ـةتصريحــات،اوالكشــفعـناي ـ اإلدارةجانـبالصــمت،وامتناعهـاعـناإلدالءباي

.ســبب قرارها، او بيــان الســـبب فـي اصــدارها القرار المطعــون عليه يتعيـن ان تلتـزم اإلدارة حكـم) وقـد قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي ذلـك، بانـه

القانـون فـي تصرفاتهـا بـان تسـتند الـى سـبب مشـروع فـي انهـاء عقـود مسـتخدميها ، وكانـت الجهـة المسـتانفة قـد انحرفـت بقرارهـا بانهـاء خدمـة المسـتانف... لمـا كان ذلـك

عليـه عـن المسـار الصحيـح فـي القانـون وتنكبـت الطريـق اليـه، اذ خلـت األوراق مـن سـبب مشـروع او مبـرر قانونـي إلصـدار

لسـنة(152)كمــاقضـتايضــافـيالطعـنرقـم( 30...(. )القـرارمنديسـمبر31قضاييـة،بجلسـةالثالثـاءالموافـق13

..متعــرضة ذكـر عيـب السـبب الـذي يصيـب القـرار اإلداري، اذ قالـت 1991سـنة لمـا كان مـن المقـرر قانونـا انـه يتعيـن علـى جهـة اإلدارة ان تلتـزم حكـم القانـون فـي)

تصرفاتهـا، وان تســتندالـىسـببمشـروعفـيانهـاءخدمـاتمسـتخدميها،وهـوالحالـةالواقعيـةاوالقانونيـةالتـي

تدفـعاإلدارةالـىاتخـاذقـراراإلنهـاء،وهـذاالســببليـسعنصـراشـخصيااونفسـيالـدىمتخـذالقرار، وانمـا هـو عنصـر موضوعـي خارجـي مـن شـانه ان يبـ رر صـدور هــذا القـرار، وضـرورة

وجـوده ي عـ د ضمانـا ضـد اتبـاع اإلدارة الهـوى فيمـا تتخـذه مـن قـرارات غالبـا مـا تمـس بهـا حقـوق وحريـات األفـراد، واألصـل ا ن اإلدارة غيـر ملزمـة بذكـر سـ بب القـرار اإلداري اال اذا نـص القانـون صراحـة علـى ذلـك، اذ توجـد قرينـة قانونيـة مضمونهـا ان لـكل قـرار

اداري سـببا مشـروعا، اال انـه اذا اف صحـت اإلدارة عـن(.سـبب القـرار فـان هـذه السـبب يخضـع لرقابـة القضـاء

ثـم اضافـت المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي نفـس الحكـم السـابق ضـرورة وجـود ال سـ ب)لمـاكانـتالمـادة)ب المشـروع المبـررلصــدورقـرارانهـاءالخدمـةوذلـكبقولهـا

لسـنة12مـنالقانـوناالتحـاديرقم (80ينـتبيـانحصـراسـبابانهـاءخدمـةمنتسـبي القـوة، كمـا1976 مفـيشـانقـوةالشـرطةواألمـن،قـدب

مـن ذات القانـون األداة التـي يتـم بهـا انهـاء الخدمـة، والحقـوق( 89)ب ي نـ ت المـادة التـي

الدايرة) ق 10لسنة ( 201)حكم المحكمة االتحادية العليا الصادر في الدعوى رقم ( 30).م 1989/2/7بتاريخ ( المدنية

116

يسـتحقها هـوالء فـي حالـة انهـاء الخدمـة قبـل اسـتكمال مدتهـا المقـررة قانونـا وألسـباب ال يعتبـر مـن انتهـت خدمتـه مسـيوال عنهـا، ون صـ ت صراحـة علـى وجـوب مراعـاة مـا

مـن القانـون المذكـور بالنسـبة لمـن هـم فـي رتبـة مقـدم فمـا( 16)تقضـي بـه ال مـادة ذيـن يع يــ نون بمرسـوم اتحـادي، فـوق، وال

ينوابهـا،ومـاتنـصعليـهالمـادة (68)بمعنـىانيكـونانهـاءالخدمـةبالنسـبةلهـمبـذاتالطريقـةالتـي عــ التـي ال تجيـز انهـاء خدمـة اي مـن منتسـبي القـوة ألسـباب صحيـة، مـا لـم يسـتنفد كافـة

اجازاتـه المرضيـة والسـنوية المسـتحقة بموجـب هـذا القانـون؛ اضافـة الـى مـا تقضـي بـه مـن القانـون سـالف الذكـر، ومـودى جمـاع مـا تقـدم ا ن المشـرع حـ دد علـى( 88)المـادة

سـ ب يل ال ح صـر اسـباب انتهـاء خدمـة منتسـبي القـوة، وب يـن كيفيـة اإلنهـاء، والحقـوق الماليـة المترتبـة علـى ذلـك؛ ومـ ن ثـ م فـا ن

(88)انهـاءخدمـةايمـنهـوالءيجـبانيســتندالـىاحـداألسـبابالتـيذكـرتعلـىسـبياللحصـرفـي المـادة م، ل مـا كان مـا تقـدم، وكان الحكـم المطعـون فيـه1976لسـنة 12مـن القانـون رقـم

مـن القانـون المذكـور، تخـ ول انهـاء( 89)مـن المـادة ( ب)قـد ذهـب الـى ا ن الفقـرة

الخدمـة لغيـر تلـك األسـباب رغـم ان هـذه الفقـرة تبيـن علـى مـا سـلف البيـان الحقـوق الماليـة التـي يسـتحقها مـن انهيـت خدمتـه قبـل اسـتكمال مدتهـا المقـررة قانونـا وألسـباب

ال يعتبـر مسـيوال عنهـا فانـه يكـون قـد اخطـا(.31()فـي تطبيـق القانـون

مـن ديسـمبر سـنة 31القضاييـة، جلسـة الثالثـاء 12لسـنة ( 152)الطعـن رقـم ( 31) وراجـع ايضـا حكـم محكمـة ابـو ظبـي االتحاديـة- م المحكمـة االتحاديـة العليـا1991

م، 2002/12/29م بتاريـخ 2002لسـنة 482االسـتينافية في االسـتيناف المقيـد بالرقـم .حكـم غـر منشـور

117:ان يكون السـبب موجـود في الواقـع: شـروط ص حـة ال سـبب في القرار اإلداري او ال

لكـي يصــدر القـرار اإلداري صحي حـا، فانـه يجـب ان يكـون ســببه موجــودا عنــد صــدوره، فـاذا انتهـت

نهــذا األســـبابالتـيدعـتاإلدارةالـىاصــدارقـرارمـاقبـلصــدورالقرار،ورغــمذلـكصــدرالقرار،فا.القـرار يكــون منعــدم الســبب وغير مشــروع

واذا كان اســتقالل كل قـرار اداري بســببه يســـتتبع اســتنفاذ ركـن الســبب بمجـرد صـدور ا ن هــذه القاعــدة ال تصــدق بالنســبة لألســـباب التي تحمل طابع القـرار المالزم له، اال

(.32)االسـتمرار وكان ذلـك مـا ذهبـت اليـه المحكمـة االتحاديـة العليـا، في تاييــدها لقـرار اإلدارة فـي انهاء

خــدمة الموظف تاديبــ يا عـن اثـم اداري، لمـا نســبت اليـه مـن مخالفـات وظيفيـة ارتكبهـا اثنـاء مزاولتـه لعمــله بلغـت

دمعلـىاثرهـاللمحاكمــةالجزاييـة،التـيقضـتببرايتـه،وتايــدالحكـماســتينافيا الـىحــدالجريمـة،وقــدتمخالفـاتواخطـاءمســلكيةبلغـت نالمخالفـاتالمرتكبـةمـنقبـاللموظـف عــ ناإلدارةارتـاتا ا ، اال

علـى قـدر مـن الجســامة والخطـورة، خــرج فيهـا علـى مقتضـى الواجـب الوظيفـي التـي يجـب ان يتقـ يــد بهـا كمنتســب فـي جــهاز الشـرطة واألمـن فـي ســلوكياته، واعملـت

مـن القانـون االتحـادي( 88)مـن المـادة ” ز“اإلدارة مـا هـو منصـوص عليـه فـي الفقـرة لسـنة( 8)فـي شـان الشـرطة واألمـن، المعـدل بالقانـون رقـم 1976لسـنة ( 12)رقـم

وانتهــت الـى انهـاء خدماتـه؛ وقالـت المحكمـة فـي ذلك ا ن مجــازاة 1989 الموظـفتاديبيـاعـناثـماداري،اليمــنعمـنانهـاءخدمتـهبغيـرالطريـقالتاديــبي،متـىكانالقانـون يجيـز لـإلدارة ذلـك، اذ ا ن ســـبب القـرار اإلداري هــو الحالـة الواقعيــة او القانونيـة التـي تحمـل

اإلدرة علـى(33.)التدخـل واصــدار القـرار

وفـي ذلـك قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا، عنـد انهـاء خــدمة الموظـف نتيجــة االســتمرار فـي ضعـف ادايـه الوظيفـي، ممـا كان لـه األثـر فـي اخاللـه بواجبـات وظيفتـه واســاءته لهـا، فقالـت، علـى انـه متـى مـا انهـت اإلدارة خدمـة موظفهـا اسـتنادا الـى مـا

تدعيـه مـن ضعـف ادايـه الوظيفـي والسـلوكى، او اسـاءتهنهـذااإلنهـاء البالغـةالـىالوظيفـة،اوعـدمالتزامـهبمعاييـراخالقيـاتالوظيفـة،اوغيرهـامـناألمـور،فـا

(34. )يكـون فصـال تاديبيـا (33 . )213الدكتور سليمان مح مـد الطماوي، القضاء اإلداري، المرجـع السـابق، ص ( 32)

(464)الطعن رقم ( 34. )م 2013/1/9، اداري، جلسـة 2012لسـنة ( 313)الطعـن رقم .2012من ديسمبر سنة 12اداري، جلسة األربعاء الموافق 2012لسنة 118

:انيكونسـببالقرارصحيحامنالناحيةالقانونيـة:ثانيا يجـب ان يقــوم القـرار اإلداري علـى وقايـع صحيحة ثابته حــتى يكون مشــرو عا، واال

انعــدم اســاسه، وابانت المحكمــة االتحاديـة العليـا ذلـك، علـى انـه وا ن كانـت اإلدارة غيـر انـه يفتـرض فـي القـرار غيـر المسـبب انـه قـام علـى سـببه ملزمـة بتسـبيب قرارهـا، اال

الصحيـح، اذ توجـد قرينـة مضمونهـا ان لـكل قـرار اداري

كمــا قضـت علـى انـه يفتـرض صـدور القـرار علـى سـبب صحيـح(. 35)سـببا مشـروعا وعلـى مـن يدعـي العكـس اثبـات مـا

فـاذا كان ال(. 36)يدعيــه باثبــات انحــراف اإلدارة بســلطتها عــن اصــدار هــذا القــرار سـبب غيـر صحيـح فـا ن القـرار اإلداري الصـادر فـي ذلـك يكــون باطـال ويحكـم بالغايـه

لعــدم.اســتناده الـى ســبب صحيـح يبـرره

وفـي ذلـك قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا علـى انـه مـن المقـرر فـي قضـاء هـذه المحكمـة ، مـن ان السـبب فـي القـرار اإلداري هـو الحالـة الواقعيـة او القانونيـة التـي

وان األصـل فـي هـذا القـرار انـه محمـول علـى. تدفـع اإلدارة الـى اصـدار قرارهـا اإلداري وان. سـببه المشـروع، وانـه علـى مـن يدعـي خـالف هـذا األصـل عـبء اثبـات عكسـه

الرقابـة القضاييـة علـى نشـاط اإلدارة، هـي رقابـة مشـروعية ال رقابـة مالءمـة او تقديـر، واذ كان الثابـت مـن. مـا لـم تشـطط اإلدارة فـي التقديـر الـى حـد االنحـراف بالسـلطة

مدونـات الحكـم المطعـون فيـه انـه خلـص الـى رفـض الدعـوى لقيـام قـرار انهـاء خدمـة الطاعـن علـى سـببه المشـروع المتمثـل فـي سـبق اتيـان الطاعـن مخالفـات وظيفيـة تمـت مجازاتـه عنهـا تاديبيـا فضـال عـن سـبب واقعـي اخـر هـو، حالـة الطاعـن الصحيـة

ولمـا كان هـذا الـذي اورده الحكـم. التـي تمنعـه مـن اداء عملـه علـى الوجـه األمثـل وكان انهـاء. المطعـون فيـه واقـام عليـه قضـاءه صحيحـا ولـه اصلـه الثابـت فـي األوراق

، قـد اكتمـل شـرطه القانونـي مـن حيـث(ط/88) خدمـة الطاعـن باالسـتناد الـى المـادة اكمـال الطاعـن لخمـس عشـرة سـنة مـن الخدمـة، كمـا ان هـذا اإلنهـاء ع ضـده مبـرره

الواقعـي مـن حيـث ثبـوت مخالفـات الطاعـن الوظيفيـة وعـدم تمـام حالتـه الصحيـة، ممـايجعـل تقديـر اإلدارة لسـلطة اإلنهـاء بموجـب الفقـرة

(.37)سـالفة البيـان، تقديـرا ال شـطط فيـه ذي القعدة 7، قضايية عليا، نقض مدني، جلسة األحد 24لسنة ( 152)الطعن رقم ( 35)

اداري، 2012لسنة ( 295)الطعن رقم ( 36. )م 2004ديسمبر 19هـ الموافق 1425 2012لسنة ( 331)الطعن رقم ( 37 . )2012من ديسمبر سنة 5جلسة األربعاء الموافق

.2012من ديسمبر سنة 12اداري، جلسة األربعاء الموافق 119

:ان يكون السـبب مب ررا ومما ي قـ ره القانـون: ثالـث ا انـه اســتثنا ء مـن وحيـث ان اإلدارة فـي األصـل حــرة فـي اختيـار اســباب قراراتهـا، اال

ذلـك األصـل فـا ن القانـون قـد يحــدد ســبب او اســباب الزمـة إلصــدار قـرارات معــينة، وفـي هــذه الحالـة يجب علـى اإلدارة اصــدار قراراتهـا بمـا ال تجانـب تلـك األســباب، ا مـا

اذا اصـدرت جــهة اإلدارة قـرارا مســتندا فـي ذلـك الـى اســباب اخــرى غيـر المحــددةقانونـا، كان قرارهـا قايمـا على ســبب غير مشــروع، بما يتعــين معــه الغــاء

.هـذا القـرار وقــد قضـت فـي ذلـك المحكمــة االتحاديـة العليـا علـى انـه مـن األصـول المقـررة ـ فـي

فقـه القانـون اإلداري ـ ان اوجـه او اسـباب الغـاء القـرارات اإلداريـة هـي العيـوب التـي اذا شـابت القـرار تجعلـه غيـر مشـروع وواجـب اإللغـاء، ومـن هـذه العيـوب عـدم المشـروعية المتصـل بالحالـة الواقعيـة او القانونيـة التـي تـودي الـى اصـدار القـرار ويتمثـل فـي عيـب

ذلـك انـه يجـب ان يقـوم القـرار اإلداري علـى سـبب يبـرره صدقـا وحقـا اي فـي. السـبب الواقـع وفـي القانـون وذلـك كركـن مـن اركان انعقـاده باعتبـار القـرار تصرفـا قانونيـا وال يقـوم اي تصـرف قانونـي بغيـر سـبب، باعتبـار ان السـبب هـو اخـالل الموظـف بواجبـات

وظيفيـة او اتيانـه عمـال مـن األعمـال المحرمـة عليـه فتتجـه ارادة الموظـف بواجبـات وظيفيـة او اتيانـه عمـال مـن األعمـال المحرمـة عليـه فتتجـه ارادة اإلدارة لتوقيـع جـزاء

عليـه بحسـب األشـكال واألوضـاع المقـررة قانونـا وفـي حـدود النصـاب المقـررة ولهـا فـي هـذا الشـان سـلطة تقديـر خطـورة الذنـب اإلداري ومـا يناسـبه مـن جـزاء بغيـر معقـب

عليـه فـي ذلـك متـى كان تقديرهـا هـذا سـايغا ال يشـوبه غلـو بعـدم الماليمـة الظاهـرة بيـن ومـن األسـباب المشـروعة. درجـة خطـورة الذنـب اإلداري وبيـن نـوع الجـزاء ومقـداره

التـي تبـرر لـإلدارة توقيـع الجـزاء التاديبـي خـروج الموظـف علـى مقتضـى الواجـب فـي

وان لمحكمـة الموضـوع السـلطة. اعمـال وظيفتـه بتطاولـه علـى روسـايه بـدون وجـه حـق فـي تقديـر توافـر المشـروعية للقـرار اإلداري مـن عدمـه بالنظـر الـى المالبسـات التـي

احاطـت بـه وقـت صـدوره ومـدى تاثيرهـا فـي تصـرف اإلدارة حينـذاك، فـان كانـت تبـررهـذا المسـلك وتفضـى اليـه كان

(.38( )القـرار سـليما ومشـروعا وقايمـا سـببه الصحيـحيــنتالمحكمـةاالتحاديـةالعليـاوهـيفـيصــددمراقبــتهالسـببالقـراراإلداريفـيحكمسـابق كمـاب

لمـا كانـت محكمـة الموضـوع قـد انتهـت فـي حـدود سـلطتها فـي.. لهـا وذلـك بقولهـا اسـتخالص الواقعـة

من يونيه سنة 17قضايية ، مدني ، جلسة األحد الموافق 21لسنة ( 211)الطعن رقم ( 38).م 2001120

ينـاتالدالـةالـىسـالمةقـرارانهـاءخدمـةالطاعـنلصـدورهوفـقاحـكامالقانـونوقيامـهعلـى ووزنالب سـبب صحيـح برييـا مـن شـبهة تعسـف اإلدارة او انحرافهـا واذا كان هـذا االسـتخالص سـايغا

لـه اصلـه الثابــت فــي األوراق ويكفــي لحمــل قضايــه الحكــم، فــا ن مــا يثيــره الطاعــن ال يعــ دو ا ن يكــون جــدال موضوعيـا يـراد بـه األخـذ بنتيجـة مخالفـة ل مـا

اقتنعـت بـه المحكمـة، األمـر الـذي ال تقبـل اثارتـه امـام:ان يكون ال سـبب محـد دا بوقـايع ظا هرة ي قـوم عليها: ثالـث ا(. 39)محكمـة النقـض

نمثـل يجـبانيكــون ســب بالقـراراإلداريواضــحاومحــددا،فـاليكفـيالسـببالعـامالغيـرالواضـح،أل علـى مســالة ق بــول( صاحـب الشـان)هــذا الســبب ال يكفـي لكـي يقـف المتضـ رر منـه

هــذا القـرار، اوهاليمكـنللقاضـياإلداريبســطرقابتـهعليـه،فيعــتبرهــذا ـ التظلـممنـه،اوقيامـهبالطعـنفيـه،كمـاوان

.الســببغيـركافلحمــاللقـرارفـيمنطوقـهه ال جناح علـى ـ وذهــبت المحكمـة االتحاديـة العليــا فـي بيــان ذلـك، انـه من المقــرر ان

الجهـة االدارية ا ن هـياعــلنتســبباوهميـاللقـراراإلداري،اخفـاءللسـببالحقيــقي،مـادامـتتبغـىبذلكتحقيـقمصلحة

مشـروعة للموظـف، تتمثــل فـى حرصهـا علـى ســمعته الوظيفيـة، وعلـى المحكمـه ا ن ت ســـلط رقابتهـا على ال ســبب الحقيقـى للقــرار دون ال ســبب الظاهـرى، وال يعــد

ذلـك منهـا مـن قبيـل احالل ســبب مـكان اخر، ألن ال ســبب فـى الواقـع مـن األمــر ســـبب واحـد لـم يتبـدل وهـو ال ســبب الحقيقـى، امـا ال ســبب اآلخر فال ي عــدو ان يكـون ســـببا ظاهريـا او صوريـا للقـرار االداري، قصـدت الجهـة اإلداريـة بابـرازه رعايـة

لمصلحـة الموظـف، وا ن رقابـه القضـاء اإلداري ل صحـة الحالـة الواقعيـة اوالقانونيـة، التـى تكـون ركـن السـبب ، تجــد

حــدهاالطبيعيفىالتحقــقممااذاكانتالنتيــجةالتىانتــهىاليــهاالقــرارفيهــذاالشانمســـتخلصة اســــتخالصاســايغامـنا صـولموجــوده،اوكانتمســـتخلصةمناصـولالتنتجهـا،اوكانتكييفالوقايع

علـى فـرض وجودهـا ماديـا، ال ينتـج النتيجـة التـى يتطلبهـا القانـون، كان القـرار فاقـدا لركـن مـن اركانـه هـو

مـااذاكانـتالنتيجـةمسـتخلصةاسـتخالصاسـايغامـناصـولتنتج ركـنالسـبب،ووقـعمخالفـاللقانـون،اهـا

.ماديـا وقانونيـا ، فقـد قـام القـرار علـى سـببه، وكان مطابقـا للقانـون من يونيه سنة 15قضايية، جلسة الثالثاء الموافق 14لسنة ( 258)الطعن رقم ( 39)

.م1993121

نتقـديــرتوافــرالســببالمشــروعمـنعدمـه،مـنسـلطةمحكمه وابــانتالمحكمـةاإلتحاديـةالعليـابـا الموضـوع، متـى اقامـت قضاءهـا علـى اسـباب سـايغة لهـا اصلهـا الثابـت بـاالوراق، وتكفـى

(.40)لحملـة نسـببالقـراراإلداريهـومجموعـةالعناصـر وقضـتايضـابانـهمـنالمقـررفـيقضـاءهـذهالمحكمـة،ا

الواقعيـة او القانونيـة التـي تحمـل اإلدارة الـى اصـدار قرارهـا، وا ن هـذا ال سـبب يجـب ا

الكانالقـرارمعيبـا )ن ي كـون م شـ روعا، بمعنـىانيكـونمتوافــقامـعالقانـونشـكالوموضوعـا،وا41.)

وحيـث ا ن هـذا... وقالـت المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي حكـم اخـر عنـد تعرضهـا للسـببه المقـ رر ا ن للجهـة اإلداريـة سـلطة اتخـاذ القـرارات بمـا ـ النعـي غيـر مقبـول، ذلـك بان

ياليـم اصدارهـا، متـى كانـت مبن يـة علـى وقايـع صحيحـة، مسـتقاة مـن مصـادر ثابتـة فـيه يكفـي ا ن يصـدر القـرار عـن المرجـع المختـص باصـداره ضمـن الحـدود ـ األوراق، وان

والصالحيـات المقـررة لـه قانونـا، وان يكـون مسـتوفيا لمقوماتـه، وكان القـرار اإلداري هـو افصـاح اإلدارة عـن ارادتهـا الملزمـة بمـا لهـا مـن سـلطة بمقتضـى القوانيـن واللوايـح

بقصـد احـداث اثـر قانونـي معيـن ابتغـاء مصلحـة عامـة، وسـبب القـرار اإلداري هـو مجموعـة العناصـر الواقعيـة والقانونيـة التـي تسـمح لـإلدارة بالتصـرف واتخـاذ القـرار فهـو

مبـ رر صـدوره، واألصـل ان اإلدارة غيـر ملزمـة بذكـر سـبب القـرار اإلداري اال اذا نـص القانـون صراحـة علـى ذلـك، اذ توجـد قرينـة قانونيـة مضمونهـا ا ن لـكل قـرار اداري سـببا

مشـروعا ـ ويجـب ان يكـون القـرار مشـروعا وتبحـث مشـروعية القـرار اإلداري علـى اسـاس األحـكام القانونيـة المعمـول بهـا عنـد صـدوره، ورقابـة القضـاء لصحـة الحالـة

الواقعيـة او القانونيـة التـي تكـون ركـن السـبب وت جـ د ح د هـا الطبيعـي فـي التح قـ ق م مـا اذا كانـت النتيجـة التـي انتهـى اليهـا القـرار م سـ ت خل صة اسـتخالصا سـايغا مـ ن اصـول موجـودة تنتجهـا ماديـا او قانونيـا، واال فقـد القـرار ركـن السـبب ووقـع مخالفـا

للقانـون، فـاذا اتضـح مـن األوراق وجـود اعتبـارات تزحـزح قرينـة الصحـة المفترضـة فـيقيـام القـرار، انتقـل عـبء اإلثبـات الـى جانـب اإلدارة التـي يكـون لهـا سـلطة تقديريـة فـي

اتخـاذ القـرار عندمـا ال يكـون مسـلكها محـددا، او منصـوص عليـه مقدمـا بالقانـون، ومــن المقــرر فــي قضــاء هــذه المحكمــة انــه يتعيــن علــى جهــة اإلدارة ان تلتــزم

حكــم القانــون فــي تصرفاتهــا وان تســتند الــى ســبب مشــروع فــي انهــاء خدمــات مســتخدميها بوصفــه الحالــة الواقعيــة او القانونيـة التـي تبـرر لـإلدارة اصـدار قـرار

اإلنهـاء وضـرورة هـذا التسـبيب فـي الحـاالت التـي ينـص عليهـا)الطعن رقم ( 41)م 2009/ 6/10،اداري، جلسة 2009لسنة ( 129)الطعن رقم ( 40)

.م 2010/10/20نقض اداري، جلسة 2010لسنة ( 127122

القانـون يعـد ضمانـا ضـد اتبـاع اإلدارة للهـوى فيمـا تتخـذه مـن قـرارات غالبـا مـا تمـس بهـا حقـوق وحريـات األفـراد وتقديـر توافـر السـبب المشـروع مـن عدمـه مـن سـلطة

محكمـة الموضـوع متـى اقامـت قضاءهـا علـى اسـباب سـايغة لهـا معينهـا فـي األوراق بمـا.يكفـي لحملـه

ومـن المقـرر ا ن الفصـل بغيـر الطريـق التاديبـي يقـوم علـى مـا يتجمـع لـدى جهـة اإلدارة مـن اسـباب مســتقاة مــن ملــف خدمــة الموظــف، او مــن األوراق األخــرى، او مــن

معلومــات الروســاء عنــه، ويعتبــر صحيحـا متـى كان مبنيـا علـى وقايـع صحيحـة مسـتفادة مـن مصـادر ثابتـة فـي األوراق، ويعتبـر القـرار غيـر مشـروع، ومشـوب بعيـب اسـاءة اسـتعمال السـلطة الـذي يبـرر الغـاءه او التعويـض عنـه، اذا اسـتهدف غيـر المصلحـة

العامـة، او غيـر األهـداف المخ ص صـة اذا نـ ص القانـون عليهـا، فـا ذا لـم ت ب يـن اإلدارة ال سـبب

نذلـكيزحـزحقــرينةالصح ررإلصـدارالقـرار،واوجـهالمصلحـةالتـيابتغـتتحقيقهـامـنورايـه،فـا المبـة

.المفترضـة فـي ال قـ رار، ممـا يصمـه بعـدم المشـروعية التـي تسـتوجب القضـاء بالغـاءه:الفرق بين ال سبب والتسبيب

دهــذاالتصرفباطـال،وعلىذلك، عــ كلقـراراداريالبــدولـهســببيبـررجانـباإلدارةالـىاصداره،واال فـان السـبب يعــد ركـن وشـرط لصحـة القـرار اإلداري، ووجــوده يعــتبر ضمانا ضـد اتبـاع

نتخلفـهيـوديالـىقابليـةالقـرارلإلبطال(43)اإلدارة الهــوى فيما تتخـذهمـنقـرارات .،لــذافـا امـا التســبيب، فيتعلـق بالحالـة التـي يلـزم فيهـا المشـرع جهـة اإلدارة بضـرورة تسـبيب قرارهـا، وهــو ذكـر السـبب فـي متـن القـرار، وتخلـف ذلـك، يـودي الـى قابليـة القـرار

لإلبطـال، لتخلـف ركـن الشـكل او اإلجـراء، وليـس ركـن السـبب، اذ يمكـن ان يكـونللقـرار سـبب مشـروع، ولكـن جهـة اإلدارة لـم تقـوم بتسـبيب القرار،

ممـا يعــرض هــذا القـرار للبطـالن لتخلـف ركـن الشـكل واإلجـراء علـى الرغـم مـن.تحقيـق ركـن السـبب

وقـد ابانـت المحكمـة االتحاديـة العليـا انـه ال يشـترط فـي القـرار اإلداري شـكل معيـن او صيغـة محـددة، وانمـا يكفـي ان يصـدر عـن المرجـع المختـص باصـداره ضمـن الحـدود

(.44)والصالحيـات المقـررة لـه قانونـا، وان يكونمســتوفيالمقومـاتالقـراراإلداري (43. )م 2004/12/19قضايية عليا، نقض مدني، جلسة 25لسنة ( 772)الطعن رقم ( 42)

. )المحكمة اإلتحادية العليـا– 2009ابريل 15اداري، جلسـة ( 29)لسنة ( 533)الطعن رقم .1993/ 6/ 15ق، جلسة 14لسنة ( 258)الطعن رقم ( 44

.1985/11/13قضايية، مدني، جلسـة 6لسنة ( 146)الطعن رقم 123

التسـبيب ،(45)هــومصـدركلمـةســبب،والســبببمعنـىالحبل،وهـوكلشـيءيتوصإللىغيـره:التسـبيبلغــة

وعبـارة التسـبيب هـو اصطـالح حديـث، ظهـر فـي القـرن العشـرين، وان األصـل اللغـوي كلمـة: يحـ رك او يـدفــع، والثانيـة: لكلمـة يسـبب هـو اشـتقاقها مـن كلمتيـن، األولـى

اســباب، وهـو مـا يدفـع الشـخص الـى اتخـاذ اجـراء مـا، واصطـالح التسـبيب ال يختلـف فـيجوهـره عـن اصطـالح سـبب فكالهمـا اصطـالح

(.46)مركـب، يتضمـن عـرض األسـباب والوصـول الـى نتايـج معينـة وعلـى ذلـك، فـان الت سـبيب فـي اللغـة انمـا يعنـي ذكـر جملـة األ سـباب الراميـة

والموديـة الـى اتخـاذ قـرار معيـن لبلـوغ هـدف مـا، بغـض النظـر عـن منطقيـة وشـرعية)هـذه األسـباب المذكـورة، وبغـض النظـر عـن منطقيـة وشـرعية الهـدف المـراد تحقيقـه

، فالتسـبيب مـن وجهـة النظـر الشـكلية، يعنـي(47 التـزام اإلدارة بالتوضيـح، واإلفصـاح عـن تلـك األسـباب التـي اســتندت اليهـا فـي اصـدار

.قراراتهـا بانـه اإلفصـاح عـن العناصـر القانونيـة والواقعيـة التـي اسـتند( Eisenberg) وعرفـه األسـتاذ

اليهـا القـرار اإلداري،سـواءكاناإلفصـاحواجبـاقانونيـا،اوبنــاءعلـىالـزامقضايـي،اوجــاءتلقاييـامنجانـباإلدارة،

ويعنـي ذلـك ، ا ن اإلدارة تلتـزم حيـن اصدارهـا للقـرار الفـردي ان يتضمـن هــذا القـرارفـي ذاتـه األسـباب

(.48)التـي دعـت الـى اتخـاذه وعرفـه الفقـه المصـري، بانـه ذكـر او بيـان األسـباب التـي قـام عليهـا القـرار اإلداري،

وبصفـة خاصـة فـي المحـرر المكتـوب ، وعرفـه اخـر، بانـه التـزام قانونـي بموجبـه يلتـزم متخـذ القـرار ببيـان األسـباب القانونيـة والواقعيـة التـي تبـرر قـراره، ويتحتـم ان تـودي

هـذه األسـباب وفـق قواعـد اإلسـتدالل المنطقيـة اصـدار مجمـع اللغـة العربيـة في- المصـدر األصـي للكتـاب )كتـاب المعجـم الوسـيط ( 45)

م، نـشر 2004/ هــ 1425اإلدارة العامـة للمعجـمات واحيـاء الـراث، الطبعـة الرابعـة (.مكتبـة الـشروق الدوليـة

محمد مرهون المعمري، تسبيب القرارات اإلدارية، دراسة مقارنة، عمان، األردن، دار( 46) الدكتـور سـامي محمـد الطوخـي،( 47. )2002وايل للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، سنة

شـفافية اعـمال اإلدراة مدخـل رقـابي لإلصـالح اإلداري، دراسـة مقارنـة بالتطبيـق عـىتسـبيب القـرارات

اشــار( 48. )590، ص 2005اإلداري، رسـالة دكتـوراة في الحقـوق، جامعـة بنـي سـويف، اليــه الدكتــور اشرف عبدالفتــاح ابــو المجــد، تســـبيب القــرارات اإلداريــة امــام

قــاضي اإللغــاء، دراســة مقارنــة، منشــاة المعــارف،.80، ص 2007اإلســكندرية، ســنة

124

الـى النتيجـة التـي انتهـى اليهـا القـرار، وان تتفــق هـذه النتيجـة مـع المشـروعية الماليمـة،(.50)ويســتوي في هــذا الشـان ان يتعلـق األمـر بقـرار فـردي او قـرار اليحـي

التـزام اإلدارة باإلفصـاح عـن“ : ا ن الت سـبيب اصطالحـا و الـذى نقصـده ، انمـا يعنـى وتوضيـح األسـباب القانونيــة والواقعيــة المبــررة إلصــدار القــرار، وبيــان الــرد علــى الطلبــات الهامــة واآلراء االستشــارية واراء المعنييــن ونتايــج اســتطالعات الــراى او

وباعتبــار ان التســبيب يتعلــق بالجانــب الشـكلى للقـرار اإلدارى، وا ن هـذا“ التحقيقــات األخيـر هـو احـد اعمـال اإلدارة التـى يجـب ان تخضـع لمبـدا الشـفافية، فـا ن ت ســبيب

القـرارات اإلداريـة باعتبارهـا جـز ءا مـن مضمـون مبـدا الشـفافية، تخضـع بالتبعيـة لباقـى عناصـر مضمـون مبـدا الشـفافية وحـق كافـة المواطنيـن فـى معرفـة تسـبيب القـرار

اإلدارى وليـس فقـط(.51)المخاطبـوناوالمعــنيونبتلـكالقـرارات

واألصـل ا ن اإلدارة تعتبـر غيـر ملزمـة بت سـ ب ي ب قراراتهـا مـا دام القانـون لـم ينـص علـى ذلـك، كمــا وا ن األصـل فـي اإلجـراءات سـوا ء كانـت مدنيـة او اداريـة، فـا ن الب

يــنة تكـون علـى مـن ا دعـى علـى خـالف األصـ ل، ممـا يجعـل القـرارات التـي تصـدر مـن اإلدارة وهـي غــير م ســ ب بة صحيحـة وقايمـة علـى سـبب صحيـح، ومـن ا دعــى عكــس

ذلـك وقــع عليـه اإلثبـات؛ وقـد جـرى القضـاء اإلداري علـى انـه متـى افصحـت الجهـة(.52)اإلداريـة عـن اسـباب قرارهـا فـان هـذه األسـباب تكـون خاضعـة لرقابـة القضـاء

وهـو مـا اخـذ بـه قضـاء دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة عندمـا ذكـرت المحكمـة االتحاديـةه وليـن كانـت اإلدارة غيـر ملزمـة بتسـبيب قرارهـا، ويفتـرض فـي ـ العليـا فـي قضــايها ان

ه ـ القـرار غيـر ال م سـ بب انضـحمـن نلـكلقـراراداريسـببامشـروعاـفـاذاات صحيـح،اذتوجـدقرينـةمضمونهـاا قـامعلـىسـببهال

صحـةالمفــترضةفـي األوراق وجــوداعتبـاراتتزحــزحقرينـةال قيـامالقــرارانتقـلعـبءاإلثبـاتعلـى

حقـقمـنمـدى جانـباإلدارة،فـاذاذكـرتاسـبابلقرارهـافانهـاتكـونخاضعـةلرقابـةالقضـاء،للت ....مطابقتهـا او عـدم مطابقتهـا للقانـون، واثـر ذلـك فـي النتيجـة التـي انتهـى اليهـا القـرار

(53)(49)

الديدامـونيمصطفـىاحمـد،اإلجـرءاتواألشـكالفيالقـراراإلداري،دراسـةمقارنـةفيالنظـامالفرنـسي .163، ص 1992والمـصريوالعراقـي،الهييـةالمصريـة العامـة للكتـاب، سـنة

الدكتور سامي( 51. )594الدكتور سامي محمد الطوخي، المرجـع السـابق، ص ( 50) الدكتور عبد الغني بسيوني عبد الله ، القضاء( 52. )محمد الطوخي ، المرجــع ال ســابق

(152)الطعن رقم ( 53 . )264، ص 1996اإلداري، منشـاة المعـارف، اإلســكندرية، لسـنة 19هـ الموافق 1425ذي القعدة 7قضايية عليا، نقض مدني ، جلسة األحد 24لسنة

.م 2004ديسمبر 125

ونتيجـةلذلـكفانـهمـنالصعوبـةبمـكانانيقـومالمدعـيباثبـاتعـدممشـروعيةاسـبابالقـرار،نظـرا لمـا تتمتـع بـه اإلدارة مـن ميـزة االحتفـاظ بالملفـات التـي يوجـد بهـا اسـباب قراراتهـا المتداريـة

.عـن انظـار الغيـر، وعـن متنـاول ايـد المدعـي غيـر ا ن القضـاء اإلداري تب نـى مو ق فـا مخال فـا لذلـك، وا خـذ علـى عاتقـه التخفيـف

علـى الم دعـي فـي مواجهـة اإلدارة باعتبـار الموظـف طـرف ضعيـف فـي مواجهـة جهــة اإلدارة، فقـد جعـل مجلـس الدولـة الفرنسـي امتنـاع اإلدارة عـن تقديـم ا ســباب قرارهـا

، وقـد سـارت المحكمـة(54)قرينـة علـى صحـة األسـباب التـي تقـدم بهـا المدعـي االتحاديـة العليـا علـى نفـس النهـج مـن حيـث التخفيـف مـن عـبء اإلثبـات

شـروط صحـة تسـبيب القرارات اإلدارية(. 55)الواجـب علـى المدعـي البــدمـنتوافـرشــروطمعينـةلكـييكتســبالتســبيبصفـةالمشـروعية،وليـسعلـىاإلدارةانتنتهــج اســلوبا معي نـا فـي تســبيب قراراتهـا، كمــا هــو الحـال فـي صياغـة الحكـم القضايـي،

ذلـك ا ن التسـبيب الكافـي هـو احـد ضمانـات المحاكمـة العادلـة التـي نـص عليهـا دسـتور –الدولـة فـي بـاب الحريـات والحقـوق والواجبـات العامـة ، وان الحكمـة مـن التسـبيب

بـ ث األمـ ن والطمانينـة فـي نفـوس– كمـا فـي قضـاء المحكمـة االتحاديـة العليـا ة، وفهـ م ـ المتقاضيـن، علـى ا ن نزاعاتهـم وق ضاياهـم يتـ م نظرهـا عــن فكـر و ر وي

ـزنألدلتهاوقــراينها،وردســا ـ دعــوى،واحاطـةكاملـةبهـاعـنبصروبصيـرة،وتقديـرمت متــانلوقايـعال يغ و مقبـول علـى كل مـا اثيـر فيهـا مـن اوجـه دفـاع ودفـوع وطلبـات ، حتـى ال يكـون

الحكـم وليـد فيـض خاطـر( .56)او وحـى قلـم عابـر

)الطعن رقم ( 55. )305الدكتور احمد عي احمد الصغري ـ مرجع سابق ذكره ص ( 54) (341)الطعن رقم ( 56. )قضايية عليا، نقض مدني، سبق اإلشارة اليه 24لسنة ( 152

.م 2012من نوفمبر سنة 14اداري، جلسة األربعاء الموافق 2012لسنة 126

:بيـان التسـبيب كتاب ة : او ال يكتســب التســبيب اهمــية لمـا لـه مـن اثـر للمعــني بصـدور القـرار مـن الوقـوف علـى اســباب ودراســته وفهــمه، ومـن ثـم قبولـه، او االلتجـاء الـى طريـق التظلـم، ومـن ثـم

(.57)الطعـن القضايـي عليـه، ومخاصمــة مشـروعية القـرار امـام القضـاء المختـصنذلـكيـوديالـىتســهيلمهمـة فضـالعلـىمـايقـومبـهالتســبيبمـناهميـةللمعــنىفـيصـدروه،فـا القاضـي اإلداري لمراقبـة مشـروعية األسـباب الواقعيـة والقانونيـة التـي يقـوم عليهـا

.القـرار اإلداري ودراســته، والتـي حملـت مصــدر القـرار فـي اصـداره :ان يكـون التسـبيب واض حا وجل يا : ثاني ا

هــذا الشـرط يمــكن المعنـي بالقـرار من فهــم واســتيعاب األســباب الواقعيـة والقانونية التـي حملت مصدر القـرار الـى اصــداره ، وهــو مـا يجعـل مـن القضـاء بســط رقابتهـا

عليـه لمراقبـة مشــروعيته، وقالـت فـي ذلــك المحكمــة االتحاديــة العليــا فــي قضايهــاـه ـ ل مــا كان ذلــك وكان الثابــت مــن مدونــات الحكــم المطعـون فيـه انـه اقـام.. ان

قضـاءه بصحـة قـرار انهـاء خدمـة الطاعـن عـزال ، علـى سـند مـن انـه جـاء بنـاء علـى دون ان يب يـن ماه يـة تلـك المصلحـة ، او يـو ر. مقتضيـات المصلحـة العامـة وتحقيقـا لهـا

د م ع يـا را واض حـا يم يـز ب يـن مـا يعتبـر مـن المصلحـة العامـة التـي تبـ رر لـإلدا رة األمـر الـذي يع جــز. انهـاء خدمـة الموظـف عـزال ، وبيـن مـا ال يعتبـر مـن المصلحـة العامـة

المحكمـة االتحاديـة العليـا عـن بسـط رقابتهـا القانونيـة علـى صحـة تطبيـق القانـو ، ممـا يوجـب نقـض الحكـم المطعـون فيـه نقضـا كليـا للقصـور

:ان يكـون التسـبيب مباشـرا : ثالث ا(. 58)المبطـل وهــو ان يســتقي صاحـب الشـان اســباب القـرار الـذي مـ س مركـزه القانونـي مـن

القـرار نفســه، دون الرجــوع الـى وثيقـة اخـرى لمعرفـة الشــروط التـي علـى اســاسها فـان التســبيب يكـون صــدر القـرار، واال

(57) همـنالمقـررفيقضـاءالمحكمـةاالتحاديـةالعليـا،وفيالقانـونالمقـارن،انالخصومـةفيدعـوىاإلل ـ ذلـكان

غـاء،هـيخصومـةعينيـةمناطها اختصـام القـرار اإلداري في ذاتـه، اسـتهدافا لمراقبـةمشروعيتـه، وان اإللغـاء القضـايي للقـرار اإلداري هـو جـزاء لمخالفتـه مبـدا المشروعيـة،

ويـودي الى اعـدام القـرار باثـر رجعـي اعتبـارا مـن تاريـخ صـدوره، والغـاء جميـع اآلثـار.المرتبـة عليـه

.م 2009/9/30، اداري، جلسـة 2009لسنة ( 160)الطعن رقم ) من نوفمبر سنة 13اداري، جلسة الثالثاء الموافق 2011لسنة 135و 74و الطعنان رقما

.م2012 من نوفمبر سنة 14اداري، جلسة األربعاء الموافق 2012لسنة ( 341)الطعن رقم ( 58)

.م 2012127

غيـر صحيحـا، وا ن هــذه األسـباب يجـب ان تكـون مفصلـة، ترمـي الـى المعــنى المقصـود مـن صـدوره، وعلـى ذلـك فـا ن اإلحالـة الـى اسـباب وردت فـي قـرار اخـر بموضـوع (59)مســتقل ال يكـون تســبيبا صحي حـا، وان كان هــناك تشـابه مـع الحالـة المعروضـة،

ا ن ذلـك ال يمــنع ان يكـون التســبيب ملحقـا بالقـرار اإلداري عـن طريـق رســالة االتوضيحيـة مرفقـة بالقرار اإلداري نفســه، اذ ال يتعــين ان يرد التســبيب في صلب

(.60)القـرار واألصـل انهـا غيـر ملزمـة ببيـان... “وقــد قضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي ذلـك

اسـباب قرارهـا، اال اذا اوجـب القانـون ذلـك عليهـا ، وحينيـذ يصبـح تسـبيب القـرار اجـرا ء.شـكليا اساسـيا يترتـب علـى اهمالـه بطالنـه

ومـن المقـرر ايضـا فـي القانـون اإلداري المقـارن انـه اذا تطلـب القانـون تسـبيب القـرارات اإلداريـة، فانـه يجـب ان تكـون هـذه األسـباب واردة فـي صلـب القـرار ، حتـى

امـا اإلحالـة الـى اوراق او وثايـق اخـرى ، فـال. يخـرج القـرار حامـال بذاتـه كل اسـبابه (.61)” ...يكفـي لقيـام التسـبيب

:وجـوب ابالغ صاحب الشـان بالقرار ال م سـ ب ب : رابعـ ا اذاكانالقانـونيلـزمجــهةاإلدارةبضـرورةتســبيبقراراتهـا،وجـبعليهـابيـانالســببعنـدصـدورالقرار

.وابـالغ صاحـب الشـان بذلـك ب اثـاره بمجـرد توقيعـه مـن المختـص باصـداره، بمـا ـ اذ ا ن القـرار اإلداري ينــفذ ويرت ،(62)مـوداه انـه مـن غيـر الجايـز الرجـوع عنـه او سـحبه، مـا لـم يقـرر القانـون غيـر ذلـك

فـاذا صــدر هــذا القـرار دون بيـان السـبب، فانـه يكـون معي بـا مـن الناحيـة الشـكلية، بمـامــوداه انـه ال ي ص حـ ح هــذا ال ع يـب بذكـر ا ســباب

.القـراربعــدالتســبيبالالحـق،اذيعــدذلـكاجــراءغيـرمشـروع .الديداموني مصطفى احمد، اإلجراءات واألشكال في القرار اإلداري، المرجـع السـابق ( 59)–دراسـةمقارنة–األسـتاذعـيخطـارشــطناوي،تســبيبالقـراراتاإلداريـةفيفرنســاواألردن( 60)

،المجلة(العلوماإلنســانية)مجلـةدراسـات محمـد مرهـون/ ، اشــار اليـه األسـتاذ3106، ص 1950، سـنة 26العـدد ” ا“ 22

.79المعمـري، تسـبيب القـرارات اإلدارية، المرجــع الســابق، ص المحكمة االتحادية . 2008/4/27نقض اداري ، جلسة 2008لسنة ( 96)الطعن رقم ( 61)

من نوفمبر 7،اداري، جلسة األربعاء الموافق 2012لسنة ( 286)الطعن رقم ( 62. )العليا .م 2012سنة 128

انـواع تسـبيب القرارات اإلداريةصالقانـونبضـرورةذلـك اذانـ نجــهةاإلدارةغيـرملزمـةبتســبيبقراراتهـااال )األصـأل

بن ص، وال(63 ناألصل هــو عــدم التســبيب، واالســتثناء هو التســبيب، وال يتقرر اال ،لــذافـا يمكن معها اعفــاء الجهـة اإلدارية من

معيبةبعيبشــكلي يــنعليهافيهــذهالحالةالتســبيب،واال .عــدمالتســبيب،اذيتعـ:التسـبيب اإلخـتياري: او ال

احيانـا تلجــا جهـة اإلدارة تســبيب قراراتهـا مـن تلقــاء نفســها، وبارادتهـا، دون التـزام قانونـي بغـيــه اقــناع األفـراد المخاطبيـن باحكامهـا بمشـروعية القـرارات التـي التـي

حالـة كونهـا غيـر)اصــدرتها، وا ن هــذه األســباب التـي ابدتهـا اإلدارة طواعيــة منهـا تكــون خاضعـة لرقابـة القضـاء اإلداري للتحقـق مـن مـدى( ملزمـة بتســبيب القـرار

.مطابقتهـا او عــدم مطابقتهـا للقانـون، واثـر ذلـك فـي النتيجــة التـي انتهـى اليهـا القرار ه ال يشــترط علـى اإلدارة ـ عنــد اتخـاذ قـرار مـا ان– كقاعــدة عامـة – وعــلى ذلـك، فان

تفرغـه فـي شــكل مع يـن، او ان يتـم وفـق اجـراءات محـددة، اذ ا ن اإلدارة ت سـتقل بتقديـر منا سـبة ا صـدار قراراتهـا بمراعـاة لظروفهــا وكــذا المالبســات المحيطــة بهــا،

وقالــت فــي ذلــك المحكمــة اإلتحاديــة العليــا ا ن اإلدارة حيــن تتدخـل لتعديـل او الغـاء او انشـاء مركـز قانونـي فـي ضـوء مـا هـو معـروض عليهـا مـن وقايـع او طلبـات، ال يعتبـر ذلـك مـن جانبهـا تجـاو زا فـي اسـتعمال السـلطة يلغـى قرارهـا، وانمـا هـو تصـرف تجريـه

اإلدارة فـي نطـاق سـلطتها الملزمـة وتتجـه باحـداث اثـره القانونـي الـى المسـتقبل مـا دامالباعـث علـى اصـداره

(.64)هـو تحقيـق مصلحـة عامـة

ويعــتبر التســبيب االختيـاري هــو المدخـل الطبيعـي للتســبيب الوجوبـي، ألنـه يوهـل اإلدارة متخـذة القرار

علـىتقبــلفكــرةالتســبيبواالقتــناعباهميتهـاوفوايدهـا،وتدريـبالعامليـنفيهاعلـىكيفيةااللتـزامبها(.65)بشــكل يـودي الـى تهييـة المناخ الماليـم لقبول مبــدا التســبيب االختيـاري

ذي 7قضاييـة عليـا، نقـض مـدني ، جلسـة األحـد 24لسـنة ( 152)الطعـن رقـم ( 63).م المحكمـة االتحاديـة العليـا 2004ديسـمبر 19هــ الموافـق 1425القعـدة

من نوفمبر سنة 7،اداري، جلسة األربعاء الموافق 2012لسنة ( 286)الطعن رقم ( 64) الدكتور اشرف عبدالفتاح ابو المجـد، تسـبيب القرارات اإلدارية امام قاضي( 65. )م 2012

.وما بعـدها 80اإللغـاء، المرجـع السـابق، ص 129

:التسـبيب الوجـوبي: ثان يا اذا اســتقر القضـاء بدولـة اإلمـارات علـى ان اإلدارة غيـر ملزمــة بتســبيب قراراتهـا، اال الزمهـا المشـرع بذلك، حينهـا تكـون اإلدارة ملزمـة بالكشـف عـن اسـباب قراراتهـا فـي

.حـاالت معينـة يتطلبهـا القانـون بحيث يعــد غياب التســبيب في هــذه الحالة عــدم مشــروعية شــكلية، تعيب القرار

اإلداري غير المســبب بعيــب الشــكل، ويجعلـه عرضـة لإللغــاء القضايـي، فيمـا لـو طعـن ، اذ توجــد مـن النصـوص(66)فيه بدعــوى تجاوز حـدود الســلطة لدى القضـاء اإلداري

والهــدف(. 67)فـي القوانيـن المختلفـة التـي تلـزم اإلدارة مصـدرة القـرارات بالتســبيب مـن فـررض هــذا اإللزام هــو منـح ضمانات للمســتهدف بالقرار في مجاالت تعــد

.انهـا جديـرة بالحمايـة فـاذا اوجـب المشـرع فـي القـرار ان يكـون مســببا، فيعــد الســبب والحالـة هــذه رك نـا

مـن اركان القـرار، وشــرطا الزمـا لصحتـه، لمـا فـي ذلـك مـن ضمـان لحقـوق األفـراد، وهنـا يجــب التفريق بيـن تســبيب القرار اإلداري كاجــراء شــكلي يتطلبـه القانـون، وبيـن

وجـوب قيامـه علـى ســبب يبـرره، فالتســبيب ال يكـون الزما اال حيـن يوجبـه القانـون، امـا الســبب فيجـب ان يكـون قايمـا صحيحـا، ســواء اكان التســبيب الزمـا، ام غيـر الزم، لمـا فـي ذلـك مـن اتاحـة الفرصـة لتمكيـن المحكمـة مـن مراقبـة مشـروعية القـرار، وبســط

هيمنتهـا علـى صحـة التحقـق مـن ان مثـل هــذا القـرار قــد اســتمد شـرعيته مـن األســباب التي بنـي عليهـا، طالما ان القانـون قـد اراد مـن هــذه األسـباب ان تكـون

صخـرة تبنـى عليهـا المشـروعية ضمانـا مـن عــدم اإلنحـراف.عـن نـص قانون ســاري المفعــول

اذا وقــد اســـتقر االجتهـاد القضايـي علـى ان اإلدارة ال تكـون ملزمـة ببيــان األســـباب، اال.اوجـــبها القانـون علـى ذلـك

وهــو مـا قضـت بـه المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي العــديد مـن احــكامها، بـان األصـل ا ن اإلدارة غيـر ملزمة بذكـر سـبب القـرار اإلداري اال اذا نـص القانـون صراحـة علـى ذلـك، اذ

توجـد قرينـة قانونيـة مضمونهـا ان. )314عي خـطار شـنطاوي ، دراسـات في القرارات اإلدارية، المرجـع السـابق، ص ( 66)

67) بانـهاذارفضـتالـوزار

ـقالتســجيلعىقيـوداوتعــديال(وزارةاإلقتصـادوالتجـارة)ة ـ تســجياللعالمـةالتجاريـةلســببما،اوعلت و ج ب

مـن( 12)وايضـا مـا ن صـت عليـه المـادة . عليهـاانتخطرطالبالتســجيلكتابةباســبابقــرارها بشـان تنظيـم الـوكاالت التجاريـة، المعــ دل 1981لسـنة ( 18)القانـون اإلتحـادي رقـم .في بيـان اسـباب الرفـض 1988لســنة ( 14)بالقانـون اإلتحـادي رقـم

130

لـكل قـرار اداري سـببا مشـروعا ، اال انـه اذا افصحـت اإلدارة عـن سـبب القـرار فـان هـذا(.68)” ...السـبب يخضـع لرقابـة القضـاء

:التسـبيب الذي يفرضه القـضاء : ثاني ا

قـد يتطلـب القضـاء اإلدراي فـي بعــض الحـاالت الـزام اإلدارة بتســبيب قراراتهـا، فهــناك فـرق بيـن الـزام القضـاء لـإلدارة بتســبيب قراراتهـا فـي بعــض الحـاالت، وبيـن طلـب

.اإلفصـاح عن السـبب الـذي دفــع اإلدارة إلصــدار قرارها فالقـرار غيـر المســبب يكـون فـي نظـر القاضـي ســليما مـن ناحيــة الشــكل، ولكن كـي

يتمكـن القاضي من نظـر دعــوى اإللغــاء المقامـة امامـه، ان يطلـب مـن مصـدر القـرار.اإلفصــاح عـن األســباب التـي دعـت الـى اصــدار القرار

نالتســبيبشــرطشــكليفيالقرار،بينماطلباإلفصــاحعنالسـببهــواحــداجراءات وعلىذلك،فا الدعــوى اإلداريـة، بهــدف اعمـال القضـاء رقابته على هــذه القرارات، وان يم حــ ص

.هــذه األســباب ليبين ما اذا كانـت تتفـق وحــكم القانـون، ام انهـا تخالفهـفالتســبيبيــوديحــتماالـىالغــاءالقـرارلعيـبفـيالشـكل،بينمـارفـضاإلفصـاحعـنالســبب ـ وتخل

.يـودي الـى الغــاء القـرار إلنعــدام السـبب كتابـة القـرار ،: ومـن صـور قواعـد الشـكل التـي تعرضـت لهـا المحكمـة االتحاديـة العليـا

فقـد انتهـت المحكمـة فـي. تسـبيب القـرار، اإلجـراءات السـابقة علـى اصـدار القـرار العديـد مـن احكامهـا الـى انـه وا ن كان األصـل فـي القـرار اإلداري ان يكـون مكتوبـا

ومذيـال بتوقيـع مـن اصـدره، اال انـه مـن الممكـن اسـتظهاره مـن مكاتبـات او مراسـالتففـي واقعـة خلصـت المحكمـة الـى وجـود قـرار اداري باعـادة تجديـد. اداريـة

(.69)اعـارة م درسـة اسـتخالصا مـن مكاتبـات تمـت بيـن الوزيـر ووكيـل وزارتـه (69. )م 1991/12/31قضايية عليا، مدني، جلسة 13لسنة ( 152)الطعن رقم ( 68)

.م 1985/11/13قضايية عليا ، جلسة 6لسنة ( 146)الطعن رقم 131

المــراجــــــع اصـدار مجمـع اللغـة العربيـة فـي- المصـدر األصلـي للكتـاب )كتـاب المعجـم الوسـيط -

/هــ1425اإلدارة العامـة للمعجمـاتواحيـاءالتـراث،الطبعـةالرابعـة (.م،نشـرمكتبـةالشـروقالدوليـة2004

عبـد الوهـاب عبـدول، رييـس المحكمـة االتحاديـة العليـا بدولـة االمـارات.د/ القاضـي - العربيـة المتحـدة، دور المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي تعزيـز وتطويـر القانـون اإلداري

، ورقـة بحـث مقدمـة الـى الموتمـر األول لروسـاء“نمـوذج القـرار اإلداري “ اإلماراتـي، المحاكـم العليـا اإلداريـة فـي الـدول العربيـة، بيــــــروت

الدكتـور يعقــوب يوسـف الحمـادي، القضـاء ومراقبـة. - م 2011/6/22-21لبنـان ، / السـلطة التقديريـة لـإلدارة، دراسـة مقارنـة، منشـاة

الدكتـور عبدالحميـد محمـد الحوسـني، اجـراءات. - م 2012المعـارف، اإلسكــندرية، سـنة التقاضـي فـي الدعـوى اإلداريـة بدولـة اإلمـارات العربيـة

.2013المتحـدة، منشـاة المعارف، اإلســكندرية، لسـنة الدكتور عبد الغني بسيوني عبد الله ، القضاء اإلداري، منشـاة المعـارف، اإلسكندرية،-

.1996لسـنة محمـد مرهـون بـن سـعيد الذيـب المعمـري، تسـبيب القـرارات اإلداريـة، دراسـة مقارنـة،-

.2002عمـان، األردن، دار وايـل للنشـر والتوزيـع، الطبعـة الثانيـة، سـنة الدكتـور سـامي محمـد الطوخـي، شـفافية اعمـال اإلدراة مدخـل رقابـي لإلصـالح اإلداري،-

دراسـة مقارنـة بالتطبيـق علـى تسـبيب القـرارات اإلداري، رسـالة دكتـوراة فـي الحقـوق،.2005- 1425جامعـة بنـي سـويف،

الدكتـور سـامي جمـال الديـن، قضـاء المالءمـة والسـلطة التقديريـة لـإلدارة، دار الجامعـة- .2010الجديـدة، سـنة

الدكتـور اشـرف عبدالفتـاح ابـو المجـد، تســبيب القـرارات اإلداريـة امـام قاضـي اإللغـاء،- .2007دراسـة مقارنـة، منشـاة المعـارف، اإلسـكندرية، سـنة

الدكتـور ابوبكـر احمـد عثمـان النعيمـي، حـدود ســلطات القضـاء اإلداري فـي دعــوى- .م 2013دار الجامعـة الجديـدة، اإلســكندرية ، لســنة – دراســة مقارنـة – اإللغــاء

.م 2000الدكتور ماجد راغب الحلو، القضاء اإلداري، منشـاة المعارف، اإلسـكندرية، لسـنة - 132

- الديدامونـيمصطفـىاحمـد،اإلجـرءاتواألشـكالفـيالقـراراإلداري،دراسـةمقارنـةفـيالنظـامالفرنسـ

.1992ي والمصـري والعراقـي، الهييـة المصريـة العامـة للكتـاب، سـنة -

الدكتـورمحمـدحسـنينعبدالعـال،فكـرةالسـببفـيالقـراراإلداريودعـوىاإللغـاء،دارالنهضـةالعربية،.1977القاهرة،

سلســلة– دراسـة مقارنـة – خالـد عمـر عبداللـه باجــنيد، القضـاء اإلداري وخصوصيتـه - .2001، دار جامعـة عـدن للطباعـة والنشـر، ســنة 2001لعـام ( 5)الكتـاب الجامعـي

الطبعــة الثانيـة، دار– دراسـة مقارنـة – الدكتـور شــريف يوسـف خاطـر، القـرار اإلداري - .2009– 2008النهضـة العربيـة ، القاهـرة، لســنة

–قضـاء اإللغــاء – الدكتـور سـليمان مح مـد الط مـاوي، القضـاء اإلداري، الكتـاب األول - .1987دار الفكـر العربـي للطباعـة والنشــر والتوزيع ، القاهــرة ، ســنة

ترجمــة منصــور– الجــزء األول – جـــورج فوديــل، بيـــار دلفولفيــه، القانــون اإلداري - القاضــي، الموسســة الجامعيــة للدارســات والنشــر والتوزيــع، بيــروت ، لبنــان، لســـنة

2001. الدكتـور احمـد علـي احــمد ال صغــيري، القــرار اإلداري فـي كل مـن فرنســا-

.2006واإلمـارات، ودور المحاكـم في الغــايه، دار الفـكر العــربي، القاهرة، لسـنة الدكتـور مصطفـى التـراب، اإلشـكاليات التـي يطرحهـا القانـون المحـدث للمحاكـم-

اإلداريـة فـي مجـال تنفيـذ األحـكام القضاييـة المحليـة المغربيـة لـإلدارة المحليـة والتنميـة،سلسـلة مواضيـع السـاعة المحاكـم

.1999اإلداريـة والقانـون اإلداري، الدكتـور سـعيد نـكاوي، القانـون اإلداري والقضـاء اإلداري، دار النشـر المعرفـة، الربـاط،-

.2010المغـرب، سـنة 133134

:البحث السادسعبدالوهاب عبدول/ القاضي الدكتور

اطالله عشرية على تاريخ المحكمة االتحادية العليا من يوم انشايها وحتى عامها األربعين135136

عبدالوهاب عبدول/ القاضي الدكتور ، وتلقـي1950/10/17ولـد القاضـي الدكتـور عبدالوهـاب عبـدول بمدينـة عجمـان فـي -

تعليمـه المدرسـي فـي مـدارس عجمـان والشـارقة وحصـل علـى اجـازة القانـون مـن جامعـة اإلسـكندرية وشـهادتي الماجسـتير والدكتـوراه مـن جامعـة محمـد الخامـس

التحـق فـور تخرجـه بسـلك القضـاء، وتـدرج فـي مـدارج الوظيفـة القضاييـة مـن. بالربـاطوظيفـة وكيـل نيابـة حتـى وصـل الـى منصـب رييـس المحكمـة االتحاديـة

.وهـو اول مواطـن يتبـو هـذا المنصـب القضايـي الرفيـع. العليـا شـارك فـي العديـد مـن النـدوات والموتمـرات واللقـاءات القانونيـة والقضاييـة المحليـة-

والعربيـة والدوليـة، ولـه عـدة مولفـات وابحـاث ومقـاالت فـي مجـال القانـون والقضـاء.والتاريـخ القضايـي

.اسندت اليه وزارة العدل رياسة عدة لجان فنية إلعداد او تعديل القوانين االتحادية- اطالله عشرية على تاريخ المحكمة االتحادية العليا من يوم انشايها وحتى عامها األربعين

137اطالله عشرية على تاريخ المحكمة االتحادية العليا من يوم انشايها وحتى عامها األربعين

مقدمــة

تعتبــر المحكمــة االتحاديــة العليــا اول جهــاز قضايــي يمــارس واليتــه القضاييــة فــي القانـون االتحـادي رقـم“ فقـد صـدر قانـون انشـايها . اطــار الســلطة القضاييـة االتحاديـة

ونصـت . 1973/7/25، فـي ”فـي شـان المحكمـة االتحاديـة العليـا 1973لسـنة 10 ينشـر فـي الجريـدة الرسـمية ويعمـل بـه بعـد شـهر مـن تاريـخ“منـه علـى ان ( 78)المـادة وقـد تـم نشـر القانـون فـي العـدد الثانـي عشـر مـن الجريـدة الرسـمية لالتحـاد. ”نشـره

وبعـد اقـل مـن ثالثـة اشـهر مـن. 1973/9/1، وعمـل بـه اعتبـارا مـن 1973/8/2بتاريـخ اصـدرت المحكمـة اول حكـم 1973/11/29تاريـخ العمـل بالقانـون، وتحديـدا يـوم

دسـتوري.فـي تاريـخ القضـاء االماراتـي

وخـالل الفتـرة الممتـدة مـن تاريـخ العمـل بقانـون المحكمـة، وحتـى صـدور القانـون اربـع سـنوات)فـي شـان انشـاء المحاكـم االتحادية 1978لسـنة ( 6)االتحـادي رقـم ، مارسـت المحكمـة االتحاديــة العليــا بصفتهــا محكمــة موضــوع وقانــون(وعشـرة اشـهر

واليــة النظــر والفصــل فــي المنازعــات المدنيــة والتجاريــة واإلداريــة بيــن االتحــاد)واألفــراد ســواء كان االتحــاد مدعيــا او مدعــى عليــه فيهــا، اســتنادا الـى المـادة

ومـن الموسـف حقـا ان ملفـات القضايـا التـي نظرتهـا. مـن دسـتور دولـة االتحـاد( 1/102 المحكمـة خـالل الفتـرة المشـار اليهـا، ضاعـت مـع محفوظـات اخـرى للمحكمـة ، ولـم

وحتـى المتبقـي منهـا غيـر كاف إلجـراء.يبقـى منهـا اال الشـيء القليـل واليسـير جدا.دراسـات او ابحـاث عنهـا او عليهـا

لكـن للمحكمـة االتحاديـة العليـا جوانـب اخـرى مـن حياتهـا يمكـن تناولهـا تاريخيـا بالبحـث والورقــة الماثلــة دراســة تاريخيــة مختصــرة لحيــاة. والدراسـة والشــرح والتحليــل

وحتـى عامهـا األربعيـن الـذي يصـادف هـذا 1973المحكمــة مــن يــوم انشــايها عـام وتركـز هـذه الورقـة علـى ثالثـة قـوى. العـام138

:وهـذه القـوى هـي .او عناصـر فاعلـة تضافـرت معـا ، لتشـكل تاريـخ محكمتنـا العليا ، روســاء وقضــاة المحكمــة،(وزراء العــدل)روسـاء المجلـس األعلــى للقضــاء االتحــادي

.ثــم المحكمــة ذاتهــا كموسســة قضاييـة دسـتورية فرييــس المجلــس األعلــى للقضــاء االتحــادي، هــو المســوول األول عــن الســلطة

القضاييــة االتحاديــة التـي هـي احـدى سـلطات دولـة االتحـاد ، وهـو الناطـق باسـمها امـام الحكومـة وغيرهـا مـن الجهـات الرسـمية وغيـر الرسـمية، وهـو المدافـع عـن حقوقهـا مـن اي انتقـاص يطالهـا او اعتـداء يقـع عليهـا، وهـو الحامـي والضامـن السـتقاللها مـن تغـ ول

السـلطة التنفيذيـة او التشـريعية عليهـا، وهـو المسـ ير لشـوونها اإلداريـة والماليـة ومواردهـا البشـرية مـن تعييـن وتدريـب وتاهيـل، وهـو الـذي يرشـح رييـس وقضـاة

المحكمـة االتحاديـة العليـا، وهـو الـذي يتـراس رييسـها فـي اطـار المجلـس األعلـى للقضـاء االتحـادي، وهـو الـذي يحضـر مراسـم اداء رييـس المحكمـة وقضاتهـا اليميـن القانونيـة امـام

فـي حيـن. رييـس الدولـة، وهـذا الحضـور الزامـي اوجبـه الدسـتور وقانـون المحكمـة العليـاانـه ال يلـزم حضـور

.رييـس المحكمـة تلـك المراسـم ورغـم ان رييـس المجلـس األعلـى للقضـاء االتحـادي يمـارس دوره عبـر مجلـس قضايـي

مشـكل فـي غالبيتـه مـن اعضـاء السـلطة القضاييـة ، اال ان اختصاصـات هـذا المجلـس محـدودة ومقصـورة علـى مسـايل معينـة، ال يعـدو دور المجلـس فيهـا ان يكـون مجـرد

ومـن ثـم فـال غـرو ان كان. ، وليـس سـلطة تقريـر او الـزام«ابـداء راي»او « اخـذ راي»وزيـر العـدل احـدى القـوى الفاعلـة والموثـرة فـي صنـع

.تاريـخ القضـاء االتحـادي بصفـة عامـة والمحكمـة االتحاديـة العليـا بصفـة خاصـة فرييـس المحكمـة. وثــاني تلـك القــوى روسـاء وقضـاة المحكمـة االتحاديـة العليـا

االتحاديـة العليـا هـو الرجـل األول فيهـا ، وهـو المسـوول عنهـا فنيـا واداريـا، وهـو الـذي يتمتـع بصالحيـات واختصاصـات متعـددة تسـتند بعضهـا الـى قانـون انشـاء المحكمـة، بينمـا

تسـتند بعضهـا اآلخـر الـى قوانيـن اخـرى كقانـون اإلجراييـة وقانـون اإلجـراءات المدنيـة

كمـا انـه هـو المسـوول. وقانـون اإلجـراءات الجزاييـة او قانـون السـلطة القضاييـة وغيرهـا عـن تنظيـم عالقـات المحكمـة الداخليـة والخارجيـة، وكذلـك تنظيـم العمــل القضايــي

وهــو المســوول كذلــك عــن رســم. فيهــا بمشــاركة الجمعيــة العموميــة للمحكمــة وصياغـة توجهـات المحكمـة القضاييـة خاصـة مـن خـالل تراسـه للدايـرة الدسـتورية ولهييـة

المحكمـة المختصـة بازالـة التعـارض بيـن المبـادي القانونيـة الصـادرة عـن دوايـر المحكمـة،او العـدول عـن مبـدا

.مسـتقر الـى مبـدا اخـر جديـد، وتراسـه كذلـك لمجلـس تاديـب اعضـاء السـلطة القضاييـة امـا قضـاة المحكمـة، فهـم اعضاوهـا الذيـن عهـد اليهـم القانـون صالحيـة نظـر الدعـاوى

والطعـون139

وعلـى عاتـق هـوالء يقـع مراقبـة. والطلبـات والفصـل فيهـا بحكـم قضايـي بـات وملـزم صحـة تطبيـق القانـون وتفسـيره وتاويلـه وتوحيـد فهمـه، وارسـاء المبـادي القانونيـة التـي

.تسـير علـى هديهـا محاكـم الموضـوع والواقـع ان الـدور القضايـي الـذي تقـوم بـه المحكمـة االتحاديـة العليـا ، انمـا يتاثـر بشـكل

وقـد عرفـت المحكمـة. مباشـر وعميـق بالحلقـات الفكريـة والثقافيـة والقانونيـة لقضاتهـا فمنهـم مـن كانـوا ذا توجهـات اسـالمية ، ومنهـم ذا توجهـات. تنوعـا فـي خلفيـات قضاتهـا

ومنهــم مــن كانــوا مــن مدرســة. علمانيـة معتدلـة ، واخـرون ذو توجهــات قوميــة الفكــر القانونــي اإلســالمي، واخــرون مــن مدرســة الفكـر القانونـي الالتينـي ، فيمـا

كمـا تنوعـت انتماءاتهـم. اخـرون مـن مدرسـة الفكـر القانونـي االنجلـو ساكسـوني القطريـة، فمنهـم مـن اقطـار المشـرق العربـي مثـل مصـر والسـودان وسـوريا، ومنهـم

مـن.اقطـار المغـرب العربـي مثـل المغـرب وتونـس وموريتانيـا

وثالـث القـوى الموثـرة فـي صنـع تاريـخ هـذه المحكمـة ، هـي المحكمـة ذاتهـا مـن حيـث دورهـا فـي تطويـر الفكـر القضايـي اإلماراتـي ، وترسـيخ مفاهيـم وقيـم العدالـة فـي

المجتمـع، وخلـق شـبكة مـن التواصـل بينهـا وبيـن نظيراتهـا ، وغيرهـا مـن الموسسـاتالحقوقيـة والقانونيـة علـى المسـتويين العربـي

.والعالمـي فقـد تجلـى هـذا الـدور فـي. فمـن حيـث دورهـا فـي تطويـر الفكـر القضايـي اإلماراتـي

ذلكـم الكـم الهايـل مـن االجتهـادات القضاييـة التـي ارسـتها فـي المجـاالت المختلفـة ، خاصـة فـي العشـرية األولـى مــن عمرهــا وهــي بمثابــة فتــرة التاســيس ، ثــم تلتهــا

وفــي كل عشــرية كان للمحكمــة دور خــالق اســتحق ان يدخــل. العشــريات األخريــات تاريــخ التــراث القضايــي ليــس للمحكمــة االتحاديــة العليــا

وال تـزال المحكمـة تـودي هـذا الـدور بكفـاءة. فحسـب بـل التـراث القضايـي االماراتـي.واقتـدار

ومـن حيـث ترسـيخ مفاهيـم وقيـم العدالـة فـي المجتمـع، فقـد اتضـح هـذا الـدور مـن خـالل الكتابـات والمقـاالت التـي كتبهـا ابـاء وموسسـو هـذه المحكمـة فـي المجـالت

والجرايـد ، او عبـر نشـرها فـي كتيبــات تثقيفيــة مثــل كتابــات المستشــار عــادل يونــس ومنــذ العشـرية الثالثـة بـدا هـذا الـدور ياخـذ اشـكاال. واحمــد مهــدي الديوانــي وغيرهمــا

اخـرى مثـل المسـاهمة فـي النـدوات والمحاضـرات والموتمـرات التـي تقيمهـا الجهـات وظهـرت هـذه المسـاهمة امـا علـى شـكل تـراس.القضاييـة والقانونيـة داخـل الدولة

جلسـات تلـك الفعاليـات او المشـاركة فيهـا بورقـة عمـل او بمداخلـة او بالتعقيـب علـى مـا كمـا ظهـرت مسـاهمتها كذلـك فـي صـورة عقـد اتفاقيـات تعـاون. دار ومـا قيـل فيهـا

علمـي بيـن المحكمـة والجامعـات وكليـات الحقـوق، وعقـد دورات تدريبيـة لطلبـة القانـونوالشـريعة، والقـاء

140

.محاضـرات علـى طلبـة منتسـبي المعاهـد القضاييـة والقانونيـة

امـا مـن حيـث تواصـل المحكمـة مـع نظيراتهـا ، فقـد اخـذ هـذا التواصـل فـي البدايـة شـكل المشـاركة فـي النـدوات والموتمـرات واالجتماعـات التـي تدعـى اليهـا المحكمـة

بصفتهـا محكمـة عليـا، او كممثلـة عـن وزارة العـدل ، او كمشـاركة فـي وفـد الـوزارة الـىتلـك النـدوات والموتمـرات واالجتماعـات التـي

.تعقـد داخـل االمـارات او خارجهـا-2003)وقـد ظـل هـذا النمـط مـن التواصـل قايمـا ومسـتمرا حتـى بدايـة العشـرية الرابعـة

، حيـث اخـذ التواصـل نمطـا جديـدا تمثـل فـي مبـادرة المحكمـة االتحاديـة العليـا(2013 .بالتعـاون مـع وزارة العـدل بالدعـوة الـى عقـد موتمـرات واجتماعـات دوليـة داخـل الدولـة

مثـل الموتمـر الدولـي لروسـاء المحاكـم العليـا فـي العالـم ، والموتمـر األول لروسـاء المحاكـم العليـا فـي الـدول العربيـة والموتمـر األول لروسـاء المحاكـم العليـا والتمييـز فـي مجلـس التعـاون لـدول الخليـج العربـي والموتمـر الثانـي لروسـاء المحاكـم العليـا اإلداريـة

وفـي اطـار التواصـل علـى المسـتوى المحلـي ، فقـد بـرز نمـط جديـد. فـي الـدول العربيـةمـن التواصـل تمثـل فـي ملتقيـات قضاييـة تنسـيقية بيـن المحكمـة االتحاديـة

.العليـا ومحاكـم النقـض والتمييـز اإلماراتيـة وانطالقــا مــن هــذه المقدمــة، ســوف يتــم تنــاول تاريــخ المحكمــة االتحاديــة العليــا

عبــر اربــع عشـريات تبـدا مـن تاريـخ صـدور قانـون المحكمـة، نلقـي فـي كل واحـدة منهـا الضـوء علـى اشـخاص القـوى الفاعلـة خـالل عمـر المحكمـة لبيـان دورهـم فـي صياغـة

وذلـك علـى.وتشـكيل تاريـخ المحكمة العشرية 1993-1983: العشرية الثانية 1983-1973:العشرية األولى: التقسـيم التالـي

2013-2003: العشرية الرابعة 2003-1993:الثالثة 141

(1983-1973)العشرية األولى وزراء العدل- روساء المجلس األعلى للقضاء االتحادي : او ال

:-عاصر هذه العشرية وزيران هما:معالي الشيخ احمد بن سلطان القاسمي - 1

تولـى معالـي الشـيخ احمـد بـن سـلطان القاسـمي حقيبـة وزارة العـدل اثـر التعديـل وبموجـب. الجزيـي الـذي ادخـل علـى حكومـة الشـيخ مكتـوم بـن راشـد ال مكتـوم األولـى

،تـم تعييـن الشـيخ احمـد بـن سـلطان القاسـمي1972لسـنة 13المرسـوم االتحـادي رقـم وزيـرا للعـدل بـدال عـن معالـي الدكتـور

.عبداللـه عمـران تريـم الـذي تولـى حقيبـة التربيـة والتعليـم بـدال عـن حقيبـة العـدل ظـل معالـي الوزيـر الشـيخ احمـد بـن سـلطان القاسـمي علـى راس وزارة العـدل مـن

، حيـث تولـى1977/1/3وحتـى تاريـخ تشـكيل حكومـة مكتـوم الثالثـة فـي 1972/2/19.معالـي الدكتـور محمـد عبدالرحمـن البكـر حقيبتـي العـدل والشـوون اإلسـالمية واألوقـاف تم يـزت فتـرة واليتـه الوزاريـة، بانهـا فتـرة تاسـيس اطـر وادارات واقسـام وزارة العـدل، واسـنادها الـى كفــاءات مواطنــة او عربيــة وافــدة، واســتصدار القوانيــن والمراســيم واألنظمــة ، واصــدار القــرارات واألوامــر والتوجيهــات الالزمــة لقيــام وزارة العــدل

.بــاداء مهامهــا واختصاصاتهــا ففـي هـذه الفتـرة صـدرت عـدة قوانيـن ومراسـيم وقـرارات وزاريـة كان لهـا اثرهـا فـي

.مسـيرة المحكمـة االتحاديـة العليـا بصفـة خاصـة والقضـاء االتحـادي بصفـة عامة فـي شـان المحكمـة االتحاديـة 1973لسـنة ( 10)فقـد صـدر القانـون االتحـادي رقـم

فــي شــان تنظيــم العالقــات 1973لســنة ( 11)والقانـون االتحــادي رقــم . العليـا لسـنة( 8)القضاييــة بيــن االمــارات األعضــاء فــي االتحـاد، والقانـون االتحـادي رقـم

لسـنة( 9)فـي شـان تنظيـم الخبـرة امـام المحاكـم، والقانـون االتحـادي رقـم 1974اضافـة الـى انضمـام الدولـة. فـي شـان األحـداث الجانحيـن والمشـردين 1976

.الـى عـدد مـن االتفاقيـات القضاييـة الجماعيـة والثناييـة بعـد عـرض وزيـر العـدل وفـي فتـرة واليتـه الوزاريـة تـم تعييـن اول هييـة قضاييـة للمحكمـة االتحاديـة العليـا مشـكله

وتـم اصـدار العـدل. كمـا تـم تعييـن اول نايـب عـام اتحـادي . مـن رييـس واربعـة قضـاة.األول مـن مجلـة العدالـة

ســاهم معالــي الشــيخ احمــد بــن ســلطان القاســمي مســاهمة جــادة فــي تفعيــلنصــوص الدســتور

142

المتعلقـة بالقضـاء االتحـادي ، وخاصـة تلـك المتعلقـة بالمحاكـم االتحاديـة وضـم الهييـات.القضاييـة المحليـة الـى القضـاء االتحـادي

محمد عبدالرحمن البكر/معالي الدكتور - 2 تولـى معالـي الدكتـور محمـد عبدالرحمـن البكـر حقيبـة وزارتـي العـدل واألوقـاف

تميـزت فتـرة. فـي ظـل وزارة مكتـوم الثالثـة 1977/1/3والشـوون اإلسـالمية بتاريـخ ففيهـا تـم تعييـن. واليتـه الوزاريـة، بانهـا كانـت البدايـة األولـى لتوطيـن القضـاء االتحـادي

اول نايـب عـام مواطـن لدولـة االمـارات العربيـة المتحـدة وهـو السـيد المستشـار خليفـة ،(سـوري الجنسـية)بـن سـيف المهيـري بـدال عـن السـيد المستشـار عبدالوهـاب األرزق

النايـب العـام)واول وكيـل نيابـة عامـة مواطـن هـو السـيد المستشـار سـالم سـعيد كبيـش ، واول مديـر مواطـن لدايـرة التفتيـش القضايـي، وهـو السـيد المستشـار سـالم(الحالـي

سـعيد رعفيـت، واول قـاض مسـاعد مواطـن هـو السـيد القاضـي محمـد علـي عبداللـه.حسـن عبدولـي

كمـا شـهدت فتـرة واليتـه الوزاريـة، صـدور عـدة قوانيـن وقـرارات ذات صلـة بالقضـاء فـي شـان انشـاء محاكـم 1978لسـنة ( 6)االتحـادي، فصـدر صـدر القانـون االتحـادي رقـم

اتحاديـة ونقـل اختصاصـات الهييـات القضاييـة المحليـة فـي بعـض االمـارات اليهـا، حيـث نقلـت امـارات ابوظبـي والشـارقة وعجمـان والفجيـرة قضاءهـا المحلـي الـى القضـاء

بتنظيـم حـاالت 1978لسـنة ( 17)كمـا صـدر القانـون االتحـادي رقـم . االتحـادي (9)والقانـون االتحـادي رقـم . واجـراءات الطعـن بالنقـض امـام المحكمـة االتحاديـة العليـا

فـي شـان تنظيـم مهنـة المحامـاة، وهـو اول قانـون اتحـادي ينظـم مهنـة 1980لسـنة فـي 1983لسـنة ( 3)كمـا صـدر كذلـك القانـون االتحـادي رقـم . المحامـاة فـي الدولـة

وفـي فتـرة واليتـه ارسـلت وزارة العـدل اول بعثـه. شـان السـلطة القضاييـة االتحاديـة ضمـت ثالثـة مواطنيـن قضايييـن الـى فرنسـا لتلقـي دورة فـي العلـوم القضاييـة فـي

كمـا تـم ايفـاد اول بعثـة ضمـت قاضييـن مواطنيـن همـا. المعهـد القضايـي الفرنسـي السـيد القاضـي محمـد علـي عبداللـه عبدولـي والسـيد القاضـي اميـن

.لـذات العـرض الـى المعهـد القضايـي بالمملكـة المغربيـة( يرحمهمـا اللـه)احمـد الهاجـري وتعتبـر اللجنـة العليـا للتشـريعات اإلسـالمية واللجـان المتفرعـة عنهـا، احـد اهـم انجـازات

محمـد عبدالرحمـن البكـر، حيـث انجـزت اللجنـة المشـكلة.فتـرة الواليـة الوزاريـة للوزيـر د بتوجيهـات مـن المغفـور لـه الشـيخ زايـد 1978لسـنة 26/50بقـرار مجلـس الـوزراء رقـم

بـن سـلطان ال نهيـان، اكثـر مـن اربعـة وثالثيـن مشـروع قانـون اتحـادي اساسـي فـي مجـاالت مختلفـة، مسـتقاة احكامهـا مـن القـران الكريــم، والصحيــح مــن األحاديــث

.النبويــة، والقواعــد األصوليــة، والمبــادي العامــة ألحــكام الشــريعة اإلســالمية وشــكلت هــذه المشــروعات اســاس التشــريعات االتحاديــة الكبــرى، كقانــون

المعامــالت143

المدنيـة وقانـون المعامـالت التجاريـة وقانـون اإلجـراءات المدنيـة وقانـون العقوبـات االتحـادي وقانـون اإلجـراءات الجزاييـة، وقانـون الشـركات التجاريـة وقانـون العمـل

.وغيرهـا وفي فترته الوزارية تم افتتاح مبنى المحكمة االتحادية العليا الحالي، كاول دار للقضاء

امضي معاليه سبع سنوات ونصف السنة جامعا حقيبتي العدل واألوقاف والشوون. االتحادي.اإلسالمية

روساء وقضاة المحكمة: ثاني ا:تولى رياسة المحكمة اصاله خالل هذه العشرية ثالثة قضاة هم

عادل ابراهيم يونس/السيد القاضي - 1

تولــى الســيد القاضــي عــادل ابراهيــم يونــس رياســة المحكمــة االتحاديــة العليــا فــي1975/4/16وحتـى تقديـم اسـتقالته فـي 1972/7/5الفتــرة مــن ، اثـر تعيينـه وزيـرا

وكان قـد تولـى قبـل اعارتـه لالمـارات رياسـة. للعـدل فـي بلـده جمهوريـة مصـر العربيـة وهـو ينتمـي فـي فكـره القانونـي الـى المدرسـة الالتينيـة. محكمـة النقـض المصريـة

امـا فكـرة السياسـي فهـو مـن المنتميـن( . القانـون المدنـي).الـى التيـار الليبرالـي

تميــزت فتــرة رياســته للمحكمــة االتحاديــة العليــا، انهــا فتــرة تاســيس الهيــاكل وتـدل المكاتبـات اإلداريـة الصـادرة عـن المحكمـة خـالل. البشــرية والماديــة للمحكمـة

هـذه العشـرية انـه بـذل جهـودا دووبـه إلعطـاء المحكمـة وضعهـا الموسسـي المسـتقل كمـا تـدل ذات المكاتبـات انـه سـعى بشـكل. عـن التبعيـة اإلداريـة الكاملـة لـوزارة العـدل

كموسسـة قضاييـة–فاعـل الـى ابـراز وبيـان دور المحكمـة .لـدى الجهـات االتحاديـة والمحليـة- عليـا

وخـالل فتـرة توليـه رياسـة المحكمـة، اصـدرت الدايرة الدسـتورية ، عـدة احكام دسـتورية «الجرايـم التـي لهـا مسـاس مباشـر بمصالـح االتحـاد»فسـرت احداها المحكمـة معنـى

وقطعـت فـي حكـم اخـر باختصـاص. مـن دسـتور االتحـاد( 8/99)الـواردة فـي المـادة االتحـاد باصـدار التشـريعات اإلجراييـة الكبـرى

الواردتيـنفـي«التنفيـذ»و«التشـريع»المدنيـةواإلجراييـةفيمـافسـرتفـيحكـمثالـثمعنـىكلمتـي .فكانـت هـذه األحـكام سـندا ودعمـا للحكومـة االتحاديـة. مـن الدسـتور 120،121المادتيـن

السيد القاضي محمد محمد محفوظ - 2 اعيـر للعمـل فـي االمـارات. مـن رعايـا جمهوريـة مصـر العربيـة، واحـد قضـاة نقضهـا

.قاضيـا، فصـدر بـه مرسـوم اتحـادي بتعيينـه قاضيـا اصيـال فـي المحكمـة االتحاديـة العليـا وعلـى اثـر اسـتقالة القاضـي

144

عـادل ابراهيـم يونـس، صـدر قـرار مـن وزيـر العـدل بندبـه رييسـا للمحكمـة االتحاديـة 1976/7/19وظـل يمــارس عملــه كرييــس منتــدب الــى ان صــدر لــه فــي . العليـا

امتـدت فتـرة رياسـته لمـدة عاميـن وخمسـة. مرســوم اتحــادي بتعينيــه رييســا للمحكمـةواربعيـن يومـا، اذ انتهـت خدمتـه فـي المحكمـة

.1977/5/31باالسـتقالة اعتبـارا مـن اتبـع سياسـة سـلفه فـي التعريـف بالمحكمـة وابـراز دورهـا لـدى الجهـات الرسـمية

كسـلطة محايـدة مــن ســلطات االتحــاد مهمتهــا مراقبــة التطبيــق الســليم للقانــون قضاييـة 2لسـنة ( 24)تولــى رياســة الدايــرة التــي نظــرت وفصلـت فـي القضيـة رقـم

ومـدى جـواز الخـروج” الحـرب“جزايـي عليـا امـن دولـة، وفيهـا اوضحـت المحكمـة مفهـوم علـى اإلمـام متـى اسـتقر بـه الحـال واسـتقام لـه األمـر، واثـر

.اضافـة الـى مفاهيـم اخـرى ال يسـع المقـام لذكرهـا هنـا. التوبـة علـى جريمـة البغـي امتـدت فتـرة رياسـته للمحكمـة مـدة عاميـن وخمسـة واربعيـن يومـا اذ انتهـت خدمتـه

وتولـى رياسـة المحكمـة بعـدة باإلنابـة السـيد 1977/5/31باالسـتقالة اعتبـارا مـن .تاريـخ تعييـن الرييـس الثالـث للمحكمـة 1980/12/20احمـد سـلطان ، حتـى /القاضي

صالح الدين محمد ابو الفرج الشاش/السيد القاضي - 3 يعتبــر الســيد القاضــي صــالح الديــن محمــد ابوالفــرج الشــاش احــد كبــار القضــاة

فــي الجمهوريــة العربيـة السـورية، تعاقـدت معـه دولـة االمـارات ليكـون رييسـا لمحكمتهـا لكنـه كان ذو توجـه( مدرسـة القانـون المدنـي)وهـو مـن المدرسـة الالتينيـة . العليـا

،1984/1/1وحتـى 1980/12/20وخـالل فتـرة رياسـته التـي امتـدت مـن . شـرعي اصـدرت المحكمـة عـدة اجتهـادات قضاييـة تركـزت حـول تطبيـق احـكام الشـريعة

اإلسـالمية سـيما فـي مجـال الجمـع بيـن العقوبـات الحديـة والتعزيريـة فـي بعـض الجرايـم، كمـا قضـت بدسـتورية تقاضـي الفوايـد المصرفيـة تاسيسـا علـى ان المصـارف فـي حالتهـا

الحاضـرة ووفقـا لقوانينهـا العالميـة، انمـا هـي حاجـة مـن حاجـات العبـاد ال يتـم مصالـح معاشـهم اال بهـا، وبـان التسـرع فـي الحكـم علـى الفوايـد المصرفيـة بانهـا مـن الربـا

المقطـوع ال يقتصـر خطـره فقط علـى وقـوع العبـاد فـي حـرج معاشـهم بـل يتعـداه الـىتهديـد كيـان الدولـة، وبـان التفكيـر فـي حظـر

.المصـارف الربويـه ال يجـوز اال عنـد ايجـاد البديـل امـا قضـاة المحكمـة، فبلـغ عددهـم خـالل هـذه العشـرية خمسـة عشـر قاضيـا، توزعـت

.قضاة، االردن قـاض واحـد، السـودان قـاض واحـد(6)قضاة،سـوريا(7)مصر: جنسـياتهم بيـن ،(مدرسـة القانـون المدنـي)فيمـا توزعـت مدارسـهم القانونيـة بيـن النظـام الالتينـي

مدرسـة القانـون)والنظـام االنجلـو ساكسـوني (.العـام145

:دور المحكمة االتحادية العليا في تطوير الفكر القضايي: ثالث ا واجهـت المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي عشـريتها األولـى مشـكلة خطيـرة مسـت صميـم

عملهـا، تمثلـت فـي نقـص القوانيـن والتشـريعات االتحاديـة التـي يقـوم عليهـا اسـاس فلـم يكـن قـد صـدر حتـى نهايـة هـذه العشـرية قانـون المعامـالت. العمـل القضايـي

المدنيـة او قانـون المعامـالت التجاريـة او قانـون اإلجـراءات المدنيـة او قانـون العقوبـات فيمـا. الـخ.. االتحـادي او قانـون اإلجـراءات الجزاييـة االتحـادي او قانـون السـلطة القضاييـة

كانـت الدعـاوي والطلبـات والطعـون تعـرض عليهـا، وكان المطلـوب منهـا ان ترسـيمبـادي قانونيـة

.فيمـا يعـرض عليهـا انطالقـا مـن دورهـا الرقابـي باعتبارهـا محكمـة عليـا مـن( 85)لقـد كان علـى المحكمـة ان تجـد حـال لهـذه المشـكلة، وكان الحـل فـي المـادة

فـي حـال غيـاب النـص التشـريعي االتحـادي– قانـون انشـايها التـي اجـازت لهـا ان تطبـق احـكام الشـريعة اإلسـالمية والقوانيـن المحليـة والعـرف ومبـادي القانـون الطبيعـي–

.والقانـون المقـارن وبتفسـير ديناميكـي ، طبقـت المحكمـة هـذه المصـادر وفسـرتها علـى نحـو ارسـت معهـا

.مجموعـة مـن المبــادي التــي ســاهمت فــي تطويــر الفكــر القضايــي اإلماراتــي وســوف يكــون مــن االطالــه ايــراد كافــة المجـاالت التـي اجتهـدت فيهـا المحكمـة، اال

المصـارف وشـركات التاميـن، عقـود النقـل: انـه مـن المفيـد ذكـر بعـض تلـك المجـاالت بانواعهـا ، عقـود العمـل والمقـاوالت، االعمـال التجاريـة، خطـاب الضمـان ، قواعـد اصـدار

األحـكام، جـواز تطبيـق عقوبـات الحـدود الـى جانـب عقوبـات التعازيـر، حـدود سـلطاتمامـور

الضبـط القضايـي فـي مرحلـة جمـع االسـتدالالت، ضوابـط تسـبيب األحـكام وطـرق الطعـن.الـخ...فيهـا

:ومما ارسته المحكمة في هذا الصددl ان احـكام الشـركة فـي الشـريعة اإلسـالمية تقضـى بمسـولية الشـريك عـن ديـون

وان قيمـة حصـة الشـريك تعتبـر مـن الضمانـات. الشـركة كافـة حتى انسـحابه منهـا.المقـررة لحقـوق دايني الشـركة

(.ع.ق 3لسنة ( 1)ع و.ق 2لسنة 23الطعنان رقما )l عقـد فتـح االعتمـاد التجـاري هـو فـي حقيقتـه وعـد مـن المصـرف باقـراض عميلـه مبلغـا

مـن النقـود فـي خـالل مـدة معينـة ليسـحب منـه مـا تقتضيـه حاجاتـه التجاريـة، وهـو يبـرم بمراعـاة االعتبـار الشـخصي للعميـل ومـا يقدمـه مـن تامينـات ومسـتندات تفيـد جديـة

األعمـال التجاريـة(قضايية عليا 2لسنة 6.5الطعنان رقما .... )التـي يسـتخدم فيهـا القـرض

146

l خطـاب الضمـان تعهـد مكتـوب يرسـله البنـك بنـاء علـى طلـب عمليـة الـى دايـن هـذا ...العميـل يضمـن فيـه تنفيـذ العميـل التزاماتـه

(ع.ق 3لسنة 31الطعن رقم )l ان مسـالة مخالفـة عقـد التاميـن للشـريعة اإلسـالمية ، مثـار خـالف شـديد بيـن علمـاء

فمنهـم مـن ذهـب الـى عـدم تعـارض التاميـن مـع احـكام الشـريعة ومنهـم مـن. المسـلمين

ولـكل منهمـا وجهـة هـو موليهـا بحيـث ينعـدم مجـال القـول ازاء ذلـك. راى خـالف ذلـكبتعلـق هـذا السـبب بالنظـام

(ع.ق 2لسنة 11الطعن رقم . )العـام l عقـد التاميـن البحـري مـن عقـود حسـن النيـة، يراعـى فـي تفسـيره األحـكام الخاصـة

وال يجـوز ان يكـون. فـي تفسـير عقـود اإلذعـان قصـد التخفيـف علـى العاقـد المذعـن تفسـير العبـارات الغامضـة تفسـيرا ضيقـا باعتبـاره مبنـي علـى حسـن النيـة المطلـق مـع االسترشـاد بطبيعـة التعامـل وبمـا ينبغـي ان يتوفـر فيـه مـن امانـه وثقـة بيـن المتعاقديـن

وفقـا للعـرف الجـاري فـي المعامـالت، وان الكلمـات يجـب ان تفسـر بمعناهـا البسـيطالمعتـاد اذا ثبـت ان المقصـود بهـا معنـى فنـي مصطلـح

(.ع.ق 3لسنة 5الطعن رقم ... )فـي العـرف التجـاريl ان اجـراءات اصـدار األحـكام هـي مـن اسـس النظـام القضايـي ومـن ثـم فـان مخالفـة

األصـول العامـة لهـا يترتـب عليهـا بطـالن الحكـم بطالنـا متعلقـا بالنظـام العـام(ع.لسنة ق 17الطعن رقم )l االعتـراف فـي المسـايل الجناييـة مـن عناصـر االسـتدالل التـي تملـك محكمـة الموضـوع

كامـل الحريـة فـي تقديـر صحتهـا وقيمتهـا فـي اإلثبـات ، ولهـا ان تاخـذ بـه متـى اطمانـت.الـى صدقـة ومطابقتـه للحقيقـة والواقـع

(.ع جزايي .ق 3لسنة 22الطعن رقم )l ال يلـزم فـي األدلـة التـي يعـول عليهـا الحكـم ان ينبـي كل دليـل منهـا ويقطـع فـي كل

جزييـة مـن جزييـات الدعـوى، بـل يكفـي ان تكـون األدلـة فـي مجموعهـا كوحـدة موديـة الـى مـا قصـده الحكـم منهـا ومنتجـة فـي اكتمـال اقتنـاع المحكمـة واطمينانهـا الـى مـا

.انتهـت اليـه( .1983/6/20قضايية عليا نقض جزايي جلسة 5لسنة 1الطعن رقم )

147 وزراء– روساء المجلس األعلى للقضاء االتحادي : اوال ( 1993-1983)العشرية الثانيـة

العدل:عاصر جل هذه العشرية، وزيران هما

معالي عبدالله حميد المزروعي اسـ ند ت حقيبـة وزارة العـدل الـى معالـي الوزيـر عبداللـه حميـد المزروعـي بموجـب

، خلفـا لمعالـي1983/7/8الصـادر بتاريـخ 1983لسـنة 49المرسـوم االتحادي رقـم تم يـزت فتـرة واليتـه الوزاريـة بالتوسـع فـي توطيـن. الدكتـور محمـد عبدالرحمـن البكـر

القضـاء االتحـادي ، فاصبـح توطيـن القضـاء سياسـة عامــة لــوزارة العــدل ، لــه خطــة فـي شـان 1985لســنة ( 71)حيــث صــدر فــي عهــده القــرار الــوزاري رقــم . ونظــام

وهـذا النظـام يعتبـر النـواة األولـى لمعهـد التدريـب. نظـام التدريـب بـوزارة العـدل.والدراسـات القضاييـة الحالـي

بنظـام المتابعـة القضاييـة ، الـذي 1987لسـنة ( 93)كمـا صـدر القـرار الـوزاري رقـم بموجبـه يتـم متابعة التدريــب واإلشــراف علــى اعضــاء الســلطة القضاييــة، ووضــع

وكذلــك القــرار. معاييــر وشــروط اختيارهــم وتدريبهــم وابتعاثهــم والتفتيــش عليهــم فــي شــان التفتيــش 1987لســنة ( 123)الــوزاري رقــم

.القضايـي الـذي ال يـزال قايمـا ومعمـوال بـه حتـى اآلن وفـي اطـار تعزيـز القضـاء االتحـادي، تـم انشـاء دايـرة الطـب الشـرعي فـي وزارة العـدل

، وضـم العامليـن فـي القضـاء=1987لسـنة ( 5)بموجـب قـرار مجلـس الـوزراء رقـم الشـرعي بامـارة ابوظبـي الـى المحاكـم االتحاديـة، وايفـاد عـدد مـن اعضـاء السـلطة

القضاييـة المواطنيـن فـي دورات تدريبيـة الـى المعهـد الوطنـي للدراسـات القضاييـة فـيامـا فـي اطـار اسـتكمال التشـريعات. المملكـة المغربيـة

.القضاييـة األساسـية، فقـد صـدر قانـون المعامـالت المدنيـة، وقانـون العقوبـات االتحـادي قـ دم معالـي الوزيـر عبداللـه حميـد المزروعـي اسـتقالته ، وقبلـت بالمرسـوم االتحـادي

، وادمجـت وزارة العـدل مـع وزارة األوقـاف والشـوون اإلسـالمية1989لسـنة ( 14)رقـم .1989مـارس 11اعتبـارا

148

معالي الشيخ محمد بن احمد بن حسن الخزرجي تولــى معالــي الوزيــر الشــيخ محمــد بــن احمــد بــن حســن الخزرجــي حقيبــة وزارة

، بعــد ان1989لســنة ( 16)بالمرســوم االتحــادي رقــم 1989/3/11العــدل فــي ادمجــت وزاراتــا العــدل والشــوون اإلسـالمية واألوقـاف فـي وزارة واحـدة تحـت اسـم

، وذلـك«وزارة العـدل والشـوون اإلسـالمية واألوقـاف» تميـزت فتـرة واليتـه الوزاريـة. 1989لســنة 16، 15بالمرســومين االتحادييــن رقمــي

التـي اسـتمرت لعشـرين شـهرا ، بمـواالة سياسـة توطيـن القضـاء التـي.انتهجتهـا وزارة العـدل، وتكريـس وتوطيـن األطـر القضاييـة والفنيـة واإلداريـة للـوزارة

ومعالـي الشـيخ الوزيـر، احـد رجـال اإلمـارات الذيـن جمعـوا بيـن العلـم والثقافـة وبيـن.ولـه مولفـات فـي الفقـه والتـراث. وهـو مـن قضـاة الرعيـل األول.األفتـاء والقضـاء

انتهـت واليتـه الوزاريـة باسـتقالة وزارة المغفـور لـه الشـيخ راشـد بـن سـعيد ال مكتـوم.الثانيـة بوفـاة رييسـها

محمد محمود مصطفى الباجوري/ روساء المحكمة وقضاتها السيد القاضي : ثانيا ، باإلنابـة السـيد( 1988-1983)تـراس المحكمـة فـي النصـف األول مـن هـذه العشـرية

القاضـي احمـد سـلطان الـى ان تـم تعييـن السـيد القاضـي محمـد محمـود مصطفـى الصـادر بتاريـخ 1988لسـنة ( 5)الباجـوري رييسـا لهـا بالمرسـوم االتحـادي رقـم

.وهـو رابـع رييـس لهـا . 1988/1/4 والسـيد القاضـي محمـد الباجـوري مـن رعايـا جمهوريـة مصـر العربيـة ومـن قضـاة محكمـة

وهـو ينتمـي فـي. النقـض فيهـا الذيـن وصلـوا الـى درجـة نايـب رييـس محكمـة النقـض .فكـره القانونـي الـى المدرسـة الالتينيـة بتوجهـات شـرعية اسـالمية

امتـدت فتـرة رياسـته للمحكمـة االتحاديـة العليـا لتسـع سـنوات مـ د ت خاللهـا خدمتـه (3)مـن القانـون االتحـادي رقـم ( 22)ألكثـر مـن مـرة واقتضـى التمديـد تعديـل المـادة

عاصـر خـالل فتـرة عملـه اربعـة. فـي شـان السـلطة القضاييـة االتحاديـة 1983لسـنة عبداللـه حميـد المزروعـي والشـيخ محمـد بـن احمـد الخزرجـي و: وزراء عـدل هـم

كمـا. والمستشـار محمـد نخيـره الظاهـري ..... عبداللـه عمـران .د.شـهدت فتـرة رياسـته وصـول اول قـاض مواطـن الـى المحكمـة العليـا

149 وفـي ظـل فتـرة رياسـته للمحكمـة وافقـت الجمعيـة العموميـة للمحكمـة علـى انشـاء

دايـرة للنقض الشـرعي تختـص بنظـر طعـون النقـض المرفوعـة عـن األحـكام الصـادرة وقـد اصـدرت الدايـرة مجموعـة. مـن المحاكـم والدوايـر الشـرعية فـي القضـاء االتحـادي

.احـكام واجتهـادات ال تـزال حتـى اآلن محـل جـدل فقهـي كبيـر.، وعاد الى وطنه مصر 1997/6/30انتهت والية رييس المحكمة ببلوغه السن القانونية في

وفـي هـذه العشـرية زاد عـدد قضـاة المحكمـة ليصـل الـى ثمانيـة عشـر قاضيـا، 2)، المغـرب (قضـاة 4) ، سـوريا ( قضـاة 8)مصـر : مسـتقدمين مـن الـدول التاليـة

امـا( . قـا ض واحـد 1)، تونـس (قـا ض واحـد 1)، األردن (قاضيـان 2)، السـودان (قاضيـان ،(مدرســة القانــون المدنــي)مدارسـهم القانونيـة ، فقـد توزعـت بيـن النظـام الالتينـي

، والنظــام األنجلــو ساكســوني(الشــريعة اإلســالمية)والنظــام اإلســالمي (.مدرسـة القانـون العـام)

دور المحكمة في تطوير الفكر القضايي: ثالث ا فصـدر. شـهدت العشـرية الثانيـة، اسـتكمال صـدور التشـريعات القضاييـة األساسـية

قانـون اإلثبـات فـي المعامـالت المدنيـة والتجاريـة، وقانـون اإلجـراءات الجزاييـة وقانـون رد وبــدات. االعتبـار، وقانـون الرسـوم القضاييــة امــام المحاكــم االتحاديــة وقوانيــن اخــرى

تصـدر احكامهـا علـى هديهـا ، واخـذ( محاكــم البدايــة واالسـتيناف )محاكــم الموضــوع دور المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي تطويـر الفكـر القضايـي يبـرز بشـكل اكبـر فـي مجـال

مراقبـة صحـة تطبيـق القانـون وتفسـيره وتاويلـه وتوحيـد الفهـم القضايـي للنصـوص وتحملـت دوايـر النقـض والدايـرة الدسـتورية عـبء هـذا الـدور بشـكل. والقواعـد القانونيـة

رييسـي ، وهـو مـا تجلـى فـي احكامهـا الشـهيرة التـي ارسـت فيهـا مبـادي قضاييـة ارتقـتالـى

.وممـا ارسـتها الدايـرة الدسـتورية بالمحكمـة. مصـاف القاعـدة القانونيـة الملزمـة l ان المرجـع الـذي ينبغـي ان يهتـدى بـه كشـفا عـن المقصـود بـاآلداب العامـة ، يكـون

بالوقـوف علـى السـمات العامـة ألخـالق واداب اإلسـالم باعتبـاره الديـن الـذي يعتنقـه وال مـراء. مجتمـع هـذه الدولـة وتعتبـر الشـريعة اإلسـالمية مصـدر رييسـي للتشـريع فيـه

فـي ان هـذا الديـن الحنيـف واحكامـه المنبثقـة مـن القـران الكريـم واالجمـاع تامـربمحاسـن األخـالق وتحـث علـى الفضايـل

وتنهـى عـن المنكـر وتنبـذ المعاصـي فـي كافـة صورهـا، فشـرعت الحـدود لعقـاب الكبايـر.منهـا ، واتاحـت لولـي األمـر ان يزجـر تعزيـرا مـا لـم تشـمله الحـدود مـن اثـام

[1987/4/19جلسة .قضايية عليا طلب بحث دستورية قانون 14لسنة ( 1)الدعوى رقم ] 150

l مــن 354ان جريمــة مواقعــة األنثــى باإلكــراه علــى التفصيــل الــوارد بالمــادة قانــون العقوبــات االتحـادي، هـي جريمـة تعزيريـة ال حديـة فـي اركانهـا وشـروطها وطـرق

وهـي ال تخالـف احـكام الشـريعة اإلسـالمية التـي خولـت ولـي. اثباتهـا عـن جريمـة الزنـا األمـر فـي ان يضـع لهـا وللشـروع فيهـا عقوبـة مغلظـة مراعـاة للصالـح العـام وردعـا لمـا

يقتـرف هـذا الفعـل ، سـواء اكان محصنـا او غيـر محصـن وذلـك اذا مـا توافـرت شـروط واركان تطبيقهـا واألدلـة القانونيـة علـى ثبوتهـا فـي

جلسة. قضايية عليا طلب بحث دستورية قانون 17لسنة ( 2)الدعوى رقم .. ] حقـه 1990/2/28]

l االحتـكار المحظـور فـي الشـريعة اإلسـالمية ، هـو حبـس شـيء حتـى تشـتد حاجـة النـاس اليـه، ويسـتعملونه فـي حياتهـم ، ويتضـررون مـن حبسـه عنهـم ، ويسـتوي فـي ذلـك ان

يكـون الحبـس نتيجـة شـراء او اختـزان ، او ان يكـون الشـيء طعامـا او غيـر طعـام ،ويشـمل ذلـك مـا اشـتراه فـي

وقـت الغـالء او فـي وقـت الرخـص ليرفـع سـعره ويغليـه علـى النـاس عنـد الضيـق جلسة. قضايية عليا طعن بعدم دستورية قانون 20لسنة ( 1)الدعوى رقم . ] واالحتيـاج

1993/4/14]:-اما دواير النقض بالمحكمة، فاجتهادات متعددة ومتنوعة ، نجتزي منها

l ال يشـترط النعقـاد الحوالـة فـي فقـه الشـريعة اإلسـالمية والقانـون المقـارن والقواعـد التـي قننهـا قانـون المعامـالت المدنيـة مسـتمدة مـن تلـك الشـريعة، ان يكـون الحـق

كمـا ال. المحـال بـه منجـزا بـل انهـا تنعقـد ولـو كان هـذا الحـق معلقـا علـى شـرط يشـترط لصحتهـا ان يكـون المحـال عليـه مدينـا للمحيـل بـل يكفـي ان يرضـى بالحوالـة

وان يكـون مدينـا، وال يلـزم ان يكـون الديـن حـاال بـل 29الطعن رقم . ] وعنديـذ ال يلزمـه األداء اال بحلـول األجـل. تصـح الحوالـة ولـو كان موجـال

[1989/1/17جلسة . قضايية عليا نقض مدني 10لسنة l ليـن كان األصـل هـو اعتبـار الكفالـة عقـدا مدنيـا وليـس تجاريـا ألنهـا مـن عقـود التبـرع

وهـو صفـة ال تتفـق مـع المعامـالت التجاريـة، اال انهـا اذا كانـت بطبيعتهـا تتبـع العالقـة األصليـة القايمـة بيـن المديـن والدايـن باعتبـار ان الغـرض منهـا ضمـان الوفـاء بالديـن

موضـوع هـذه العالقـة، فانهـا وعلـى مـا جـرى بـه قضـاء هـذه المحكمـة تكتسـب الصفـةالتجاريـة اذا كان الديـن المكفـول تجاريـا، وذلـك

. ]“التابـع تابـع ال ينفـرد بالحكـم“ اعمـاال للقاعـدة األصوليـة العامـة التـي تقضـي بـان [1990/12/11جلسة . قضايية عليا نقض مدني 12لسنة 14الطعن رقم

151l مـن قانـون العقوبـات االتحـادي 2/339ال يشـترط فـي الضـرب المعاقـب عليـه بالمـادة

، ان يتــرك اثــرا ويكفــي لتطبيــق هــذا النــص ثبــوت حصــول1987لســنة 3رقـم .واقعــة الضــرب ولــو كان بسـيطا لـم يتخلـف عنـه اي اثـر

[1993/11/10جلسة . قضايية عليا نقض جزايي 15لسنة 91الطعن رقم ]

l 225تتحقــق جريمــة االســتيالء بغيــر حــق علــى مــال ممــا نــص عليــه فــي المــادة .مــن قانــون العقوبـات االتحـادي ، بـاي فعـل ياتيـه الجانـي ينتـزع بـه حيـازة المـال

ويتحقـق ذلـك بمجـرد الحصـول عليـه خلسـة او عنـوة او حيلـة بنيـة تملكـه وتضييعـه علـى وال يشـترط لوقـوع هـذه الجريمـة ان يكـون المـال فـي حيـازة الموظـف قبـل. ربـه

ويشـمل نطـاق التاثيـم كل شـيء يمكـن تقويمـه ، وال يحفـل القانـون. االسـتيالء عليـه .بقيمـة هـذا الشـيء فيسـتوي ان تكـون ضييلـة او كبيـرة

[1992/12/3جلسة . قضايية عليا نقض جزايي 14لسنة 110الطعن رقم ] l لمـا كانـت صحيفـة الطعـن قـد اشـتملت علـى اسـم المطعـون ضدهـا بوكالـة محاميهـا

وقـد اعلنـت بصحيفـة الطعـن واسـتخدمت حقهـا فـي الـرد عليهـا ومـن ثـم فـان الغايـة مـن قانـون 3/177مـن ذكـر عنـوان الشـركة المطعـون ضدهـا الـذي تتطلبـه المـادة

اإلجـراءات المدنيـة تكـون قـد تحققـت[1993/4/25جلسة.قضايية عليا نقض مدني 14لسنة 233الطعن رقم ] l قيـامالوهـمفـيذهـنالطاعـنانـهسـيتعرضللتعذيـبوالضـربمـنجانـبالشـرطةامـراليعتـد بـه فـي

ابطـال مـا اعتـرف بـه ، ألن االعتـراف الـذي يتـم ابطالـه هـو ذلـك الـذي يصـدر عـن اكـراه.مـادي او معنـوي وقـع فعـال علـى الطاعـن واثـر فـي ارادتـه

[1993/6/16جلسة . قضايية عليا نقض جزايي 14لسنة 80الطعن رقم ] 152

وزراء- روساء المجلس األعلى للقضاء االتحادي : اوال ( 2003-1993)العشرية الثالثـة :العدل شغل هذه العشرية وزيران هما

معالي الدكتور عبدالله عمران تريم تولـى معالـي الوزيـر الدكتـور عبداللـه عمـران تريـم حقيبـة وزارة العـدل الـى جانـب وزارة

الشـوون اإلسـالمية واألوقـاف، فـي حكومـة مكتـوم الثالثـة التـي باشـرت عملهـا اعتبـارا وهـذه هــي المــرة الثانيــة التــي يتولــى فيهــا وزارة العــدل، بعــد. 1990/9/20مـن

توزيــره لفتــرة قصيــرة وزيــرا للعــدل فــي حكومـة مكتـوم األولـى التـي تعـد اولحكومـة اتحاديـة، لكنـه لـم يباشـر مهـام عملـه إلدخـال تعديـل

.وزاري عليهـا تـم بموجبـه اسـناد حقيبـة التربيـة والتعليـم اليـه بـدال عـن وزارة العـدل تميـزت فتـرة واليتـه الوزاريـة بصـدور عـدة تشـريعات اتحاديـة كبـرى ذات صلـة مباشـرة

قانـون الكاتـب العـدل ، وقانـون اإلثبـات فـي: مـن ابرزهـا . بالقضـاء وبالعمـل القضايـي المعامـالت المدنيـة االتحـادي ، وقانـون المعامـالت التجاريـة، وقانـون اإلجـراءات المدنيـة ،

وقانـون اإلجـراءات الجزاييـة، ومرسـوم الرسـوم القضاييـة امـام المحاكـم االتحاديـة، وقـرار بانشـاء معهـد التدريـب والدراسـات القضاييـة ، 1992لسـنة ( 14)مجلـس الـوزراء رقـم

وقانـون تنظيـم مهنـة المحامـاة المعمـول بـه حتـى.اآلن

وفـي فتـرة واليتـه الوزاريـة ضمـت امـارة ام القيويـن قضاءهـا المحلـي الـى القضـاء كمـا تـم تعييـن اول قـاض مواطـن فـي المحكمـة االتحاديـة العليـا بعـد اثنيـن. االتحـادي

فــكان هــذا. وعشـرين سـنة علـى انشـايها، وهــو القاضــي الدكتــور عبدالوهــاب عبــدولالتعييــن بدايــة لتوطيــن هــذه المحكمــة،

.وخطـوة متقدمـة فـي تنفيـذ سياسـة توطيـن القضـاء االتحـادي قـاد القضـاء االتحـادي بحكمـة وحنكـة ودرايـة تامـة باصـول وقواعـد العمـل السياسـي ،

.فجنـب هـذا القضـاء تداعيـات بعـض األحـداث التـي كادت ان تالمـس اسـتقالله.انتهت واليته الوزارية بتقديم وزارة مكتوم الثالثة استقالتها

153محمد نخيره الظاهري/معالي المستشار

تولـى معالـي المستشـار محمـد نخيـره الظاهـري حقيبـة وزارتـي العـدل والشـوون اإلسـالمية واألوقـاف فـي ظـل حكومـة مكتـوم الرابعـة التـي باشـرت عملهـا اعتبـارا مـن

وهـو اول وزيـر عـدل اتحـادي جـاء الـى الـوزارة مـن بيـن الوسـط القضايـي. 1997/3/24فقـد كان يشـغل منصـب النايـب العـام االتحـادي.

.قبـل توليـه سـدة الـوزارة:-من ابرزها.تميزت فترة واليته الوزارية التي امتدت ألحد عشر عاما، بالعديد من اإلنجازات

اصـدار مجموعـة القوانيـن اإللكترونيـة ، كقانـون المعامـالت والتجـاره اإللكترونيـة ، وقانـون مكافحـة جرايــم تقنيــة المعلومــات ، وكذلــك اصــدار مجموعــة مــن القوانيــن ذات

الصفــة الدوليــة ، كقانــون مكافحـة االتجـار بالبشـر ، وقانـون مكافحـة الجرايـم اإلرهابيـة، وقانـون تجريـم غسـل األمـوال ، وقانـون التعــاون الدولــي فــي مجــال المســايل

(11)والقانــون االتحـادي رقـم . اضافــة الــى قانــون األحــوال الشــخصية. الجناييــة بانشـاء معهـد التدريـب والدراسـات القضاييـة والـذي بموجبـه اصبـح المعهـد 2004لسـنة

كمـا شـهدت فتـرة واليتـه الوزاريـة توقيـع العديـد مـن االتفاقيـات الدوليـة. هييـة مسـتقلة.الثناييـة فـي مجـال المسـايل الجناييـة والمدنيـة والتجاريـة واألحـوال الشـخصية

شـهدت فتـرة واليتـه الوزاريـة كذلـك تعديـل الـكادر المالـي ألعضـاء السـلطة القضاييـة ، .والبـدء فـي حوسـبة اعمـال القضـاء واإلدارة القضاييـة ، والتوسـع فـي توطيـن القضـاء وفـي ذات الفتـرة تـم تعييـن اول قـاض مواطـن رييسـا للمحكمـة االتحاديـة العليـا بعـد

ثالثـة وثالثيـن عامـا علـى انشـاءها، وهـو القاضـي الدكتـور عبدالوهـاب عبـدول، كمـا تـم تعييـن اربعـة قضـاة مواطنيـن بـذات

انتهـت واليـة معالـي المستشـار محمـد نخيـره الظاهـري بانتهـاء واليـة حكومـة. المحكمـةصاحـب السـمو محمـد

. 2008/2/16بـن راشـد ال مكتـوم األولـى فـي روساء وقضاة المحكمة: ثانيا ،1997/6/31اسـتمرت رياسـة السـيد القاضـي محمـد محمـود الباجـوري للمحكمـة حتـى

اي مـا يقـارب نصـف مـدة العشـرية الثالثـة، ثـم خلفـه فـي رياسـتها اصالـة السـيد القاضـي.عبدالعزيـز فـوده، ثـم السـيد القاضـي الحسـين الكنانـي نيابـة

والسـيد القاضـي عبدالعزيـز احمـد فـوده مـن رعايـا جمهوريـة مصـر العربيـة واحد نـوابرييـس محكمة

154

اعيـر للعمـل فـي االمـارات، حيـث عيـن قاضيـا بمحكمـة ابوظبـي االتحاديـة. نقضهـا وبعـد سـت سـنوات مـن العمـل فيهـا عيـن قاضيـا بالمحكمـة االتحاديـة العليـا. االسـتينافية

وتولـى رياسـة احـدى دوايرهـا المدنيـة الـى ان انتهـت مـدة خدمـة السـيد القاضـي محمـد محمـود الباجـوري، فتـم تعيينـه رييسـا للمحكمـة بموجـب مرسـوم اتحـادي، فـكان بذلـك

حيـث 2001/6/31وظلـت رياسـته للمحكمـة مسـتمرة حتـى . خامـس رييـس للمحكمـة انتهـت واليتـه القضاييـة لبلوغـه السـن القانونيـة، فخلفـه فـي الرياسـة باإلنابـة السـيد

القاضـي الحسـيني محمـد الكنانـي، الـذي اسـتمرت رياسـته حتـى بدايـة الربـع األول مـن.العشـرية الرابعـة

امـا قضـاة المحكمـة خـالل العشـرية الثالثـة ، فقـد بلـغ عددهـم حتـى نهايـة العشـرية واحـد :توزعـت جنسـياتهم علـى النحـو التالـي, وثالثيـن قاضيـا

l قضاة ( 5)االماراتl قاضيا ( 16)مصـرl قضـاة ( 4)السودانl قضــاة ( 3)سورياl المغرب قاض واحد( 1)موريتانيا lقاضيان ( 2)

فيمـا تـوزع فكرهـم القانونـي ، فـي المـدارس او األنظمـة القانونيـة الثـالث ، النظـام ، والنظــام( القانــون المدنــي ) والنظــام الالتينــي ( الشـريعة اإلســالمية ) اإلسـالمي

علـى انـه ممـا يالحـظ علـى المحكمـة خـالل هـذه(. القانــون العــام)األنجلــو ساكســوني العشـرية، ان المحكمـة عرفـت ضعفـا فـي ادارتهـا وخصوصـا فـي مجـال العالقـة اإلداريـة

بيـن المحكمـة ووزارة العـدل، ويعـزى هـذا الضعـف الـى ان األشـخاص الذيـن تناوبـوا علـى رياسـة المحكمـة لـم يكـن لهـم المـام او درايـة بالعمـل

.اإلداري كمــا عرفــت المحكمــة خــالل ذات الفتــرة تراكمــا فــي عــدد الطعــون المقيــدة

بســجالت المحكمــة وتاخيـرا فـي الفصـل فيهـا لفتـرات طويلـة، ممـا جلـب للمحكمـة انتقـادات كثيـرة مـن اعلـى المسـتويات فـي الدولـة، األمـر الـذي دفـع وزارة العـدل الـى

اتخـاذ عـدة اجـراءات لحـل مشـكلة تراكـم وتاخيـر الفصـل فـي الطعـون ، كان مـن ابرزهـاادخـال تعديـالت مهمـة علـى قانـون اإلجـراءات المدنيـة وقانـون

.الرسـوم القضاييـة155 دور المحكمة في تطوير الفكر القضايي: ثالثا

واصلـت المحكمـة االتحاديـة العليـا، دورهـا الدسـتوري فـي مراقبـة صحـة تطبيـق القانـون وفـي. وتفسـيره وتاويلـه، وفـي توحيـد تطبيقـه عبـر ارسـاء المبـادي والقواعـد القضاييـة

اطـار هـذه الوظيفـة ارسـت كمـا مـن المبـادي القضاييـة، نـورد بعضـا منهـاl مـن المقـرر ان األحـكام يجـب ان تكـون مبنيـة علـى اسـباب واضحـة جليـة، تنـم عـن

تحصيـل المحكمـة فهـم الواقـع فـي الدعـوى، ممـا لـه سـند مـن األوراق والبيانـات وكل طلـب او دفـاع يدلـي بـه او مسـتند يقـدم لهـا يكـون الفصـل فيـه ممـا. المقدمـة بهـا

يجـوز ان يترتـب عليـه تغييـر وجـه .الـراي فيهـا يجـب علـى محكمـة الموضـوع ان تمحصـه وتجيـب عليـه فـي اسـباب حكمهـا

[1994/4/26جلسة . قضايية عليا نقض مدني 15لسنة 322الطعن رقم ] l ان الشـكل الـذي ال تحفـل بـه الشـريعة اإلسـالمية هـو ذلـك الـذي مـن شـان التمسـك بـه

تقريـر حــق لمــن ال يســتحقه، او تغليــب مصلحــة مرجوحــة علــى مصلحــة راجحــة، او.تفويــت حــق للخصـم دليلـه قايـم، او اطالـة امـد نـزاع بغيـر مبـرر او مقتضـى

[1997/4/8جلسة . قضايية عليا نقض مدني 17لسنة 179الطعن رقم ] l مـن األصـول المقـررة ان النـص اذا دل بذاتـه علـى معنـاه المفصـل تفصيـال بمـا ينفـي

احتمـال ارادة غيـر هـذا المعنـى فانـه يجـب العمـل بـه كمـا فصـل دون غيـره، فـال يجـوز.القيـاس عليـه بحـاالت اخـرى

[1998/5/12جلسة . قضايية عليا نقض مدني 19لسنة 244الطعن رقم ] l ليـن كان القانـون يوجـب ان يحـرر مامـور الضبـط القضايـي محضـرا بـكل مـا يجريـه فـي

الدعـوى مـن اجـراءات قبـل حضـور النيابـة، اال ان ايجابيـة ذلـك ليـس اال لغـرض تنظيـم ومـن ثـم. فـال بطـالن حتـى ولـو لـم يتـم تحريـر المحضـر بالكليـة. العمـل وحسـن سـيره

فـان نقـص بيـان مـن البيانـات المطلـوب اثباتهـا ال يـودي بالضـرورة الـى البطـالن طالمـاكان مامـور الضبـط قـد وقـع المحضـر

. ]الناقـص فتلـك شـهادة فيـه بصحـة مـا ورد بـه، مـا لـم يوجـد دليـل اخـر ينفـي ذلـك [2000/4/3جلسة . قضايية عليا امن دولة 28لسنة 5الطعن رقم

156

l ان مشـروعية التفتيـش مشـروطة بوجـود داليـل كافيـة تـدل علـى نسـبة جريمـة الـى شـخص معيـن وباقتصـار التفتيـش علـى األشـياء التـي اسـتعملت فـي ارتـكاب الجريمـة

.التـي مـن اجلهـا حصـل التفتيـش او نتجـت عـن ارتكابهـا او تفيـد فـي اثبـات الحقيقـة 2001/6/23جلسة . قضايية عليا نقض شرعي جزايي 22لسنة 264، 263الطعنان رقما ] ]l وانمــا يكفــي ان. اليشــترط ان يــرد حكــم البــراءة علــى كل دليــل ادانــة علــى حــدة

يــرد عليهــا جملـة بمـا يفيـد شـكه فيهـا وعـدم اطمينانـه اليهـا مادامـت المحكمـة قـد.احاطـت بعناصـر الدعـوى وظروفهـا ومالبسـاتها عـن بصـر وبصيـرة

[2002/3/30جلسة . قضايية عليا نقض شرعي جزايي 22لسنة 251الطعن رقم ] l العبـرة فـي المحاكمـات الجزاييـة هـي باقتنـاع قاضـي الموضـوع بنـاء علـى األدلـة

اذ جعـل القانـون مـن سـلطته ان يـزن قـوة. المطروحـة عليـه بادانـة المتهـم او ببراءتـه الدليـل فـي اإلثبـات وان ياخـذ مـن اي بينـة او قرينـة يرتـاح اليهـا دليـال لحكمـه اال اذا قيـده

القانـون بدليـل معيـن ينـص [2002/12/16جلسة . قضايية عليا امن دولة 30لسنة 227القضية رقم . ] عليـه

l متـى صـدر القـرار اإلداري مـن السـلطة المختصـة باصـداره فـي الشـكل وباإلجـراءات التـي يقررهـا القانـون وفـي حـدود احكامـه ترتبـت عليـه مراكـز قانونيـة لـذوي الشـان

وال يكـون القـرار هابـط. وامتنـع سـحبه وكانـت لـه قوتـه الملزمـة التـي تقتضـي تنفيـذهاألثـر قانونـا اال اذا اعتـوره عيـب ينحـدر

جلسة. قضايية عليا نقض مدني 22لسنة 564الطعن رقم . ] بـه الـى درجـة اإلنعـدام2003/1/28]

157 وزراء- روساء المجلس األعلى للقضاء االتحادي : اوال ( 2013-2003)العشرية الرابعة

:العدل ، وتنتهـي فـي ذات التاريـخ مـن2003تبـدا هـذه العشـرية بالخامـس والعشـرين مـن يوليـو

وفيهـا تولـى رياسـة المجلـس األعلـى للقضـاء االتحـادي ووزارة العـدل ، . 2013عـام وزيـران، همـا معالـي المستشـار محمـد نخيـرة الظاهـري الـذي امتـدت واليتـه الوزاريـة

بيـن العشـريتين الثالثـة والرابعـة كمـا سـلف:امـا الوزيـر اآلخـر فهـو . بيانـه

معالي الدكتور هادف بن جوعان الظاهري دخـل معالـي الدكتـور هـادف بـن جوعـان الظاهـري وزارة العـدل وزيـرا لهـا فـي حكومـة

صاحـب السـمو الشـيخ محمـد بـن راشـد ال مكتـوم الثانيـة المشـكلة بالمرسـوم االتحـادي وهـو اول وزيـر عـدل اتحـادي ياتـي. 2008/2/17الصـادر بتاريـخ 2008لسـنة ( 23)رقـم

فهـو اسـتاذ فـي القانـون العـام ومديـر. الـى سـدة الـوزارة مـن بيـن الوسـط العلمـي ألقـدم جامعـة اماراتيـة هـي جامعة االمـارات،

.اضافـة الـى انـه محـام مقيـد بجـدول المحاميـن سـعى معالـي الوزيـر منـذ اول يـوم فـي واليتـه الوزاريـة الـى تحقيـق عـدة اهـداف مـن ابرزهـا، اتمـام حوسـبة القضـاء واالنتقـال بـه مـن اإلدارة القضاييـة الورقيـة الـى اإلدارة

القضاييـة الرقميـة، وخلـق جيـل مـن القضـاة المواطنيـن قـادر علـى التعامـل مـع الجرايـم الدوليـة بمختلـف انواعهـا تحقيقـا ومقاضـاة، وكذلـك قضايـا حقـوق االنسـان وحقـوق الملكيـة الفكريـة والملكيـة الصناعيـة والعالمـات التجاريـة وغيرهـا مـن القضايـا التـي

وفـي سـبيل انجـاز هـذا الهـدف يتـم. تتقاطـع فيهـا القوانيـن العالميـة مـع القوانيـن الوطنيـةسـنويا ارسـال عـدد مـن اعضـاء السـلطة القضاييـة الـى الواليـات

.المتحـدة األمريكيـة وبلـدان اوربـا الغربيـة كمـا يسـعى الوزيـر كذلـك الـى تكريـس الـدور التكاملـي بيـن القضـاء االتحـادي والقضـاء

وكذلـك الـى خلـق التنافـس الخـالق. المحلـي عبـر رياسـته لمجلـس التنسـيق القضايـي بيـن القضاييـن فـي مجـال تقديـم الخدمـات القضاييـة والقانونيـة، والسـعي الجـاد نحـو

الوصـول الـى التميـز واقتنـاص الجوايـز ،.وحشـد الطاقـات لتحقيـق رويـة الـوزارة ورسـالتها

158

:روساء المحكمة االتحادية العليا وقضاتها: ثاني ا فيمـا عـدا السـنتين والنصـف األولـى مـن هـذه العشـرية التـي تولـى فيهـا السـيد القاضـي

فـان رياسـة المحكمة توالهـا اصالـة السـيد. الحسـيني الكناني رياسـة المحكمـة باإلنابـة.عبدالوهـاب عبدول.د/القاضي

السيد القاضي الدكتور عبدالوهاب عبدول يعتبـر السـيد القاضـي الدكتـور عبدالوهـاب عبـدول خامـس رييـس للمحكمـة االتحاديـة

العليـا، واول رييـس مواطـن لهـا، بصـدر بتعيينـه رييسـا للمحكمـة المرسـوم االتحـادي رقـم وهـو كذلـك اول قـاض مواطـن صـدر. 2005/1/29الصـادر بتاريـخ 2005لسـنة ( 9)

1995لسـنة ( 8)بتعيينـه قاضيـا بالمحكمـة االتحاديـة العليـا المرسـوم االتحـادي رقـم وهـو يحمـل شـهادة الدكتـوراه فـي القانـون العـام تخصـص. 1995/1/22الصـادر بتاريـخ

القانـون الدولـي الجنايـي، مـن قضـاة الجيـل األول فـي القضـاء االتحـادي.1978حيـث التحـق بالقضـاء فـي نوفمبـر عـام

سـجلت المحكمـة ابتـدا ء مـن النصـف الثانـي مـن هـذه العشـرية عـدة نقـاط ايجابيـة القضـاء علـى مشـكلة تراكـم وتاخـر الفصـل فـي الطعـون ، حوسـبة جـزء كبيـر مـن: منهـا

اعمـال المحكمــــــــة ، وضـع هيـكل اداري للمحكمـة، تفعيـل المكتـب الفنـي للمحكمـة وتعييـن رييـس مواطـن لـه ألول مـرة ، توطيــن رياســة دوايــر المحكمــة، انفتــاح

المحكمــة علــى نظيراتهــا العربيــات واألجنبيــات، تكويــن شـراكات اسـتراتيجية مـعجهـات اتحاديـة ومحليـة، التواصـل المجتمعـي ، تعزيـز مكانـة المحكمـة لـدى

.الجهـات المعينـة فـي الدولـة قاضيــا، وهــو 43امــا قضــاة المحكمــة خــالل عشــريتها الراجعــه، فبلــغ عددهــم

قضـاة ،( 6)اعلــى رقــم خــالل عشـريات المحكمـة ، توزعـت جنسـياتهم بيـن االمـارات قضـاة، سـوريا قـاض واحـد، تونـس( 5)قضـاة، المغـرب ( 7)قاضيـا، السـودان ( 22)مصـر

مدرسـة. فيمـا توزعـت مدارسـهم الفكريـة علـى المـدارس التقليديـة الثـالث. قاضيـانالنظـام االسـالمي، ومدرسـة القانـون المدنـي)الشـريعة اإلسـالمية

(النظـام االنجلوساكسـوني)ومدرسـة القانـون العـام ( النظـام الالتينـي)دور المحكمة االتحادية العليا في تطوير الفكر القضايي: ثالث ا

واصلـت المحكمـة االتحاديـة العليـا دورهـا ووظيفتهـا فـي تطويـر الفكـر القضايـي الطعـن بطريـق»االماراتـي، وذلـك عبـر اليتـي الطعـن الدسـتوري ، وطعـون القانـون

وفـي هـذا اإلطـار، اصـدرت المحكمـة مجموعـة مـن األحـكام النوعيـة حظيـت. «النقـضبتقدير واعـزاز من الهييـات والجهـات القضاييـة والحقوقيـة والقانونية

159 ولسـوف يكـون مـن اإلطالـة ايرادهـا كلهـا فـي هـذه اإلطاللـة، ولكننـا نقتطـف بعضـا منهـا. :l اذا كان خضـوع الدولـة بجميـع سـلطاتها لمبـدا سـيادة الدسـتور اصـال مقـررا وحكمـا الزمـا

لـكل نظـام ديمقراطـي سـليم، فانـه يتعيـن علـى كل سـلطة عامـة ايـا كان شـانها وايـا كانـت وظيفتهـا وطبيعـة االختصاصـات المسـندة اليهـا ان تنـزل علـى قواعـد الدسـتور

.ومباديـه، وان تلتـزم حـدوده.فـان هـي خالفتهـا او تجاوزتهـا، شـاب عملهـا مخالفـة الدسـتور

جلسة. قضايية عليا طعن بعدم الدستورية 34لسنة 1الدعوى الدستورية رقم ] 2008/6/9]

l طلـبتفسـيرالدسـتور،هـوطلـبعينـييسـتهدفطالبـهمـنالمحكمـةتجليـةمـايكـونقـدران علـى النـص المطلـوب اسـتيضاحه مـن غمـوض او لبـس بغيـة رفـع هـذا اللبـس وايضـاح

الغمـوض توصـال الـى تحديـد مـراد الدسـتور ضمانـا لوحـدة التطبيـق الدسـتوري واسـتقراره وان دسـتور دولـة االتحـاد ، اذ اجـار لسـلطات االتحـاد وحكومـات اإلمـارات ان تطلـب مـن.

منـه ، فقـد( 4/99)المحكمـة االتحاديـة العليـا طلـب تفسـير احـكام الدسـتور عمـال بالمـادة للمشـرع العـادي– الدسـتور – تـرك

رسـم اجـراءات رفـع هـذا الطلـب وتبيـان حـدوده ونطاقـه وحـاالت جـوازه او عـدم جـوازه، قبولـه او رفضـه، دون ان يعتـد بالباعـث الـذي يحـرك الطالـب لرفـع طلـب التفسـير ،

بحسـبان ان هـذا الباعـث مـن خبييـات النفـوس التـي ال يعتـد بهـا القانـون فـي قبـول طلـب.التفسـير او رفضـه

2009/5/18قضايية عليا طلب تفسير دستوري جلسة 28لسنة 2الدعوى الدستورية رقم ] ]l األصـل فـي القوانيـن االتحاديـة انهـا صـدرت موافقـة ومطابقـة للدسـتور اخـذا بقرينـة

الدسـتورية التـي تصاحـب التشـريع مـن لحظـة صـدوره الـى يـوم الغايـه ، وال تـزول عنـه هـذه القرينـة اال بصـدور حكـم قضايـي مـن هـذه المحكمـة ينـزع عـن هـذا التشـريع لبـاس

-علـى وجـه الجـزم– الشـرعية الدسـتورية، او يقـوم دليـل قطعـي يكـون بذاتـه نافيـا والزم هـذه القرينـة المفترضــة، ان القانــون االتحــادي متــى اســتوفى. لدسـتوريته

اجــراءات اصــداره المقــررة فــي الدســتور ، فهــو واجـب االحتـرام والتطبيـق علـى مـن( 44)جميـع اقليـم دولـة االتحـاد وعلـى كافـة سـكانها ومـا عليهـا ، وذلـك عمـال بالمـادة

الدسـتور التـي توجـب علـى سـكان االتحـاد احتـرام الدسـتور والقوانيـن قضايية 28لسنة 2الدعوى الدستورية رقم . ] واألوامـر الصـادرة مـن السـلطات العامـة

[2009/5/18عليا طلب تفسير دستوري، جلسة

160

l مــن المقــرر ان حــق االلتجــاء الــى القضــاء فــي اصــل شــرعيته هــو حــق للنــاس كافــة تتكافــا فيـه مراكزهـم القانونيـة فـي سـعيهم للدفـاع عـن حقوقهـم، وان النـاس

جميعـا ال يتمايـزون فيمـا بينهـم فـي مجـال حقهـم فـي النفـاذ الـى قاضيهـم الطبيعـي، وال فـي نطـاق القواعـد

اإلجراييـة او الموضوعيـة التـي تحكـم الخصومـة القضاييـة، وال فـي مجـال التداعـي بشـانالحقـوق المدعـي بهـا،

اذ ينبغـي دومـا ان تكـون للخصومـة قواعـد موحـدة سـواء فـي مجـال اقتضايهـا او الدفـاع.عنهـا او الطعـن فـي األحـكام التـي تصـدر فيهـا

[2013/4/22جلسة ( طعن بعدم الدستورية ) 2013لسنة 1الدعوى رقم ] l ،وحيــث ان األصــل فــي النصــوص التشــريعية هــو اال تحمــل علــى غيــر مقاصدهــا

واال تفســر عباراتهـا بمـا يخرجهـا عـن معناهـا او بمـا يـوول الـى االلتـواء بهـا عـن سـياقها ومـرد. سـواء بفصلهـا عـن موضوعهـا او بمجاوزتهـا األغـراض المقصـودة منهـا. او تشـويهها

ذلـك ان النصـوص التشـريعية ال تصـاغ عبثـا، وانمـا لغايـة تحقيـق مصلحـة اجتماعيـة يتعيـن فهـذه المصلحـة غايـة نهاييـة لـكل نـص تشـريعي،. ان تـدور هـذه النصـوص فـي فلكهـا

واطـارا لتحديـد معنـاه، وموطيـا لضمـان الوحـدة العضويـة للنصـوص التـي ينتظمهـا العمـل التشـريعي، بمـا يزيـل التعـارض بيـن اجزايهـا، ويكفـل اتصـال احكامهـا وتكاملهـا وترابطهـا

فيمـا بينهـا لتغـدو جميعهـا منصرفـة الـى الوجهـة عينهـا التـي طعن بعدم )2012لسنة 4الدعوى الدستورية رقم . ] ابتغاهـا المشـرع مـن وراء تقريرهـا

[2013/2/19جلسة ( الدستوريةl مـن المقـرر ان حـق تولـي الوظيفـة العامـة مـن الحقـوق الدسـتورية التـي نـص عليهـا

بـاب الوظايـف العامـة مفتـوح لجميـع المواطنيـن،)) بقولـه ( 35)الدسـتور فـي المـادة والوظايـف العامـة. علـى اسـاس المسـاواة بينهـم فـي الظـروف، ووفقـا ألحـكام القانـون

خدمـة وطنيـة تنـاط بالقايميـن بهــا، ويســتهدف الموظــف العــام فــي اداء واجبــاتوهــو((. وظيفتــه المصلحــة العامــة وحدهــا

حـق اجتماعـي يتاسـس فـي جوهـره علـى فكـرة مشـاركة المواطـن فـي خدمـة الوطـن، باعتبـار ان الوظيفـة العامـة تكليـف بممارسـة جـزء مـن السـلطة االداريـة لتنفيـذ السياسـة

ومـن ثـم فهـو حـق. العامـة للدولـة، يقـوم بـه الموظـف العـام باسـم ولحسـاب الدولـةاصيـل للمواطـن كفلـه الدسـتور

طعن بعدم ) 2013لسنة 6الدعوى الدستورية رقم .... ] وفـوض منـه القانـون بتنظيمـه [2013/4/22جلسة ( الدستورية

161l وفـي مجـال القضـاء اإلداري ، اصـدرت الدايـرة اإلداريـة بالمحكمـة االتحاديـة العليـا، عـدة

احـكام تعـد بمثابـة نقطـة تحـول فـي القانـون والقضـاء اإلداري اإلماراتـي ، نـورد طايفـة:منهـا

l األصـل، ان سـلطة القاضـي اإلداري تقـف عنـد حـد القضـاء بالغـاء القـرار اإلداري المشـوب بعيـب عـدم المشـروعية و ال تتجـاوز سـلطته فـي هـذا الصـدد الـى حـد القضـاء

كاألمـر باعـادة الموظـف الـى عملـه او. بالـزام اإلدارة القيـام بعمـل او االمتنـاع عـن عمـل ترقيتـه او صـرف مرتبـه او مسـتحقاته، او األمـر بازالـة بنـاء تـم تشـييده او غيـر ذلـك مـن

اعمـال اإلدارة، اال اذا نـص القانـون علـى خـالف هـذا األصـل، ذلـك ان هـذا األصـل هـو الـذي يتوافـق مـع طبيعـة ودور القضـاء اإلداري الحديـث مـن حيـث انـه قضـاء رقابـة علـى

مشـروعية عمـل اإلدارة، ال قضـاء رقابـة علـى التقديـر والماليمـة نقض 2011لسنة 74،135الطعنان رقما .... ] اإلداريـة التـي تسـتقل بهـا اإلداريـة وحدهـا

[2012/11/13جلسة ( . هيية)اداري l يكفـي إللغـاء القـرار اإلداري والقضـاء بعـدم مشـروعيته، ان يعيـب فـي ركـن واحـد مـن

.اركانـه، حتـى ولـو صـح فـي باقيـه[2013/4/24نقض اداري جلسة 2012لسنة 546الطعن رقم ]

l متـىمـاانهـتاإلدارةخدمـةموظفهـااسـتناداالـىمـاتدعيـهمنضعـفادايـهالوظيفيوالسـلوكي او اســاءته البالغــة الــى الوظيفــة، او عــدم التزامــه بمعاييــر اخالقيــات الوظيفيــة، او

فـان هـذا اإلنهـاء يكـون فصـال تاديبيـا يتعيـن عليهـا قبـل توقيعـه اتبـاع. غيرهــا مــن األمـور اإلجـراءات المرسـومة قانونــا لمســاءلته تاديبيــا امــام الهييــة التاديبيــة المختصــة، ال ان

تنفــرد اإلدارة مــن تلقــاء نفســها 464الطعن رقم . ] بتوقيـع جـزاء الفصـل دون اتبـاع الشـكل الـذي نـص عليـه القانـون

[2012/12/2اداري جلسة .نقض 2012لسنة l المقـرر فـي قضـاء هـذه المحكمـة، وفـي القانـون والقضـاء المقـارن، ان لـكل قـرار

.اداري غايـة ترمـي اإلدارة الـى تحقيقهـا، وان هـذه الغايـة هـي تحقيـق المصلحـة العامـة وان اإلدارة قـد تنحـرف بهـذه الغايـة الـى غيـر وجهتهـا الصحيحـة فتشـطط فـي اسـتعمال

سـلطتها التقديريـة عـن تحقيـق المصلحـة العامـة او تخـرج عـن الهـدف الـذي صـدر القـرار مـن اجلـه، وان مـن بيـن وسـايل اثبـات انحـراف السـلطة، المراسـالت والشـهادات

وكذلـك االسـتعانة بالظـروف المحيطـة. والوثايـق المتصلـة او المتعلقـة بسـبب القـراروان لمحكمـة الموضـوع السـلطة التامـة في اسـتخالص. باصـدار القـرار

162

االنحـراف دون معقـب عليهـا فـي ذلـك مـن المحكمـة االتحاديـة العليـا متـى كان.اسـتخالصها سـايغا ولـه اصلـه الثابـت بـاألوراق وال يخالـف القانـون

[2013/4/17جلسة .نقض اداري 2010لسنة 385و 366الطعنان رقما ] ، سـلطة(( قاضـي الدعـوى الموضوعيـة )) ليـن كان المشـرع قـد انـاط بقاضـي الموضـوع

اال ان تقديـره فـي ذلـك يخضـع لرقابـة. تقديـر جديـة الدفـع بعـدم دسـتورية التشـريع المحكمـة االتحاديـة العليـا التـي لهـا ان تبسـط رقابتهـا القانونيـة علـى عناصـر الجديـة

وان عناصـر الجديـة ال تقتصـر فقـط علـى اسـتبانة اوجـه. باعتبارهـا مـن مسـايل القانـون مطابقـة ظواهـر التشـريع ألحـكام التشـريع او مخالفتهـا فحسـب، وانمـا تمتـد الـى تقديـر

مصلحـة الدافـع فـي الدفـع، والـى مـدى توقـف الطعن رقم. ] الفصـل فـي الدعـوى الموضوعيـة علـى الفصـل فـي دسـتورية التشـريع

[2012/10/10جلسة .نقض اداري 2012لسنة 202l

ان المحكمـة االتحاديـة العليـا وهـي تدخـل عشـريتها الخامسـة لجديـرة بقانـون جديـد يحـل قانـون يضمـن اسـتقاللها المالـي. محـل قانـون انشـايها الـذي مضـى عليـه اربعيـن عامـا

قانـون يضمـن وصـول قضـاة اكفـاء الـى المحكمـة دون. واإلداري عـن وزارة العـدل.التوقـف طويـال امـام مسـالة األقدميـة

وفــوق كل ذلــك، فــان المحكمــة االتحاديــة العليــا جديــرة كذلــك بــان تخطــى.بضمانــات وحصانــات دســتورية اضافيــة خــالف تلــك الــواردة فــي الدســتور

انتهت الورقة163164

:البحث السابععمر عبيد الغول/ القاضي الدكتور

المحكمة االتحادية العليا ودورها في تنازع االختصاص165166

عمر عبيد الغول/ القاضي الدكتور قاضي استيناف بمحكمة عجمان االتحادية االبتدايية، نايب المدير العام لمعهد التدريب-

-1994– جامعة اإلمارات – بكالوريوس الشريعة والقانون (. - سابقا ) والدراسات القضايية جامعة– دبلوم القانون العام - 1999– جامعة اإلسكندرية – دبلوم الشريعة اإلسالمية

الدكتوراه في - 2000– جامعة اإلسكندرية – الماجستير في القانون - 2000– اإلسكندرية نطاق تطبيق القانون الجنايي من حيث المكان - )2006– جامعة القاهرة – القانون الجنايي

Bell)دبلوم في اللغة االنجليزية من معهد 6(. - في ظل المعطيات التكنولوجية المعاصرةCollege ) العمل في نيابة . - 2009 / 12 / 18الى 2009 / 1 / 12بالمملكة المتحدة من

العمل مديرا لنيابة الذيد خالل الفترة . - 1998الى 1994ابوظبي الكلية خالل الفترة من 2003العمل رييسا بنيابة استيناف الشارقة خالل الفترة من . - 2003لغاية 1998من

العمل نايبا للمدير العام لمعهد التدريب والدراسات القضايية خالل الفترة . - 2005ولغاية .2008ولغاية 2005من رييس مجلس- وحتي االن 2007العمل قاضيا بمحكمة عجمان االتحادية االبتدايية منذ عام -

عضو المجموعة التاسيسية للجمعية الدولية لقانون. - ادارة الجمعية العربية لقانون االنترنت .االنترنت

المحكمة االتحادية العليا ودورها في تنازع االختصاص167

المحكمة االتحادية العليا ودورها في تنازع االختصاصتمهيد

الحمــد للــه رب العالميــن والصــالة والســالم علــي اشــرف المرســلين ســيدنا محمــد.وعلــى الــه وصحبــه اجمعيــن وبعــد

ان وجـود جهتيـن قضاييتيـن تتولـى كل منهمـا مهمـة القضـاء فـي ايـة دولـة يسـتتبعه نشـوء .نـزاع بينهمـا حـول تحديـد اختصـاص كل منهمـا فـي نظـر المنازعـات القضاييـة القايمـة

وذلـك مهمـا كانـت القواعـد القانونيـة التـي يضعهـا المشـرع واضحـة او محـددة، ألن تحديـدطبيعـة المنازعـة سـيودي الـى قيـام حـاالت

.عديـدة مـن التنـازع علـى االختصـاص بيـن القضاءيـن والتنـازع علـى االختصـاص هـو ظاهـرة تنشـا حتمـا عـن نظـام توزيـع االختصـاص علـى محاكـم الجهـة القضاييـة الواحـدة فـي الدولـة، فقـد تـرى كل محكمـة ان المنازعـة او

المسـالة المرفوعـة اليهـا تخـرج عـن نطـاق اختصاصهـا فتنفـي اختصاصهـا بهـا وترفـض مباشـرة نظرهـا والفصـل فيهـا، ويتحقـق هـذا النـزاع علـى االختصـاص فـي حالـة مـا اذا

كمـا فـي حـاالت االختصـاص المشـترك– رفعـت نفـس الدعـوى امـام محكمتيـن مختصتيـن فتتنـازع المحكمتـان االختصـاص بالدعـوى، سـواء بـان تدفـع كل محكمـة بعـدم–

التنازع)او بـان تقـرر كل منهما اختصاصهـا بالدعـوى ( التنـازع السـلبي) اختصــاصها بهــا فتسـتمر فـي نظرهـا وهـو مـا قـد يـودي الـى صـدور حكميـن متناقضيـن فـي( اإليجابي

مسـالة واحـدة او دعوييـن مرتبطتيـن.ينشـا تنـازع فـي تنفيذهمـا

وهـذا التنـازع علـى االختصـاص الـذي ينشـا بيـن محاكـم الجهـة القضاييـة الواحـدة، قـد يكـون تنازعـا سـلبيا ، عندمـا تتخلـى كلتـا الجهتيـن عـن نظـر النـزاع، وقـد يكـون تنازعـا

ايجابيـا عندمـا تقـرر كل منهمـا اختصاصهـا بنظـر النـزاع، او ان يصـدر حكميـن نهايييـن مـن.كلتـا الجهتيـن متناقضيـن

وازاء هـذا التنـازع ال بـد مـن وجـود جهـة قضاييـة مختصـة بالنظـر فـي قضايـا التنـازع علـى االختصـاص بيـن المحاكـم سـواء اكانـت هـذه المحاكـم تتبـع النظـام القضايـي االتحـادي او

النظـام القضايـي المحلـى،168

.تتولـى عمليـة الحسـم فـي النـزاع القايـم بينهـم وحسـم المشـرع فـي دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة هـذه المسـالة مـن خـالل منحـه

المحكمـة االتحادية العليـا مسـالة االختصـاص بالنظـر فـي شـان تنـازع االختصـاص وذلـك مـن الدسـتور والتـي جـاء فيهـا 99مـن خـالل نـص الفقرتيـن السـابعة والثامنـة مـن المـادة

ان تختـص المحكمـة االتحاديـة العليـا بالفصـل فـي تنازع االختصاص بين القضاء االتحادي والهييات القضايية المحلية في– : األمـور التاليـة

.اإلمارات

تنـازع االختصـاص بيـن هييـة قضاييـة فـي امـارة وهييـة قضاييـة فـي امـارة اخـرى وتنظـم– .القواعـد الخاصـة بذلـك بقانـون اتحـادي

فـي شـان المحكمـة 1973لسـنة 10مـن القانـون االتحـادي رقـم 33كمـا نصـت المـادة االتحاديـة العليـا فـي فقرتيهـا التاسـعة والعاشـرة علـى اختصـاص المحكمـة االتحاديـة العليـا بالفصـل فـي مسـالة تنـازع االختصــاص بيــن القضــاء االتحــادي والهييــات القضاييــة فــي اإلمــارات ، وتنــازع االختصــاص بيــن هييــة قضاييـة فـي امـارة وهييـة قضاييـة فـي امـارة

.اخـرى او بيـن الهييـات القضاييـة فـي ايـة امـارة فيمـا بينهـا مـن قانـون اإلجـراءات الجزاييـة االتحـادي الـى منـح المحكمـة 153كمـا ذهبـت المـادة

اذا صــدر حكمــان»االتحاديـة العليـا االختصــاص فــي تعييــن المحكمــة المختصــة بقولهــا نهاييــان باالختصــاص او بعــدم االختصـاص فـي موضـوع واحـد يرفـع طلـب تعييـن

المحكمـة المختصـة الـى المحكمـة االتحاديـة العليـا وسـاتطرق مـن خـالل. « مــن قانــون اإلجــراءات الجزاييــة 155، 154وفقــا للمادتيــن

ورقـة العمـل هـذه الـى دور المحكمـة االتحاديـة العليـا بدولـة اإلمـارات العربيـة :اوال : المتحـدة واسـهاماتها فـي مسـالة تنـازع االختصـاص مـن خـالل المحـاور التاليـة

صور تنازع: مفهوم تنازع االختصاص رابعا : مفهوم االختصاص ثالثا : مفهوم التنازع ثانيا :شروط تحقق تنازع اإلختصاص بوجهيه اإليجابي والسلبي سادسا : االختصاص خامسا

: السلطة المختصة بالفصل في مسالة تنازع االختصاص سابعا قواعد الطلب واجراءاته ثامنااألثر المترتب على رفع دعوى تنازع االختصاص:

169:مفهوم التنازع: او ال

مجاذبـة الحجـج: ، والمنازعـة فـي الخصومـة(1)التخاصـم والتنـاول والتجـاذب: التنـازع لغـة وتنـا زع القـو م اي اختصمـوا او. التخاصـم : والتنـا زع (. 2)فيمـا يتنـازع فيـه الخصمـان

.ويعبـر بهمـا عـن المخاصمـة والمجادلـة. اختلفـوا، ويقـال تنازعـوا فـي الشـيء اي تجاذبـوه ، وقـال(3( )فـان تنازعتـم فـي شـيء فـردوه الـى اللـه و الرسـول : )قـال اللـه تعالـى

(.4( )فتنازعـوا امرهـم بينهـم: ) تعالـى وبنـا ء علـي مـا سـبق يتضـح لنـا ان معنـى التنـازع اللغـوي يكـون المقصـود منـه فـي تنـازع

هــو التخاصــم والتجــاذب واالختــالف بيــن الجهــات القضاييــة او: االختصـاص الواليــي الهييــات ذات االختصــاص القضايـي او جهـة وهييـة قضاييـة اخـرى ال تخضـع جميعهـا الـى

جهـة واحـدة بـل تتبعـان جهـات قضاييـة:التنازع في اصطالح الفقهاء (. 5)مختلفـة فـي الدولـة نظامـا

:مفهوم االختصاص : ثاني ا (( 6)التجاذب بين قاضيين او محكمتين اما ايجابا او سلبا ) :االختصاص لغة

االنفـراد بالشـيء دون الغيـر ، او افـراد: التخصيـص واالختصـاص والخصوصيـة والتخصـص الشـخص دون غيـره بشـيء مـا خـالف العمـوم، كمـا يقصـد بـه ايضـا التفضيـل تفـرد بعـض الشـيء بمـا ال يشـاركه فيـه الجملـة وذلـك خـالف العمـوم، كمـا يقصـد بـه ايضـا التفضيـل

(.7)واالنفـراد، والخـاص ضـد العـام ابي( 2 . )766مجد الدين محمد بن يعقوب الفروز ابادي ، القاموس المحيط ، ص ( 1)

سورة النساء ،( 3 . )233، ص 4الفضل جمال الدين محمد بن منظور ، لسان العرب ، ج فايز بن زويد الثقفي ، تنازع االختصاص الواليي( 5 . )62سورة طه ، االية ( 4 . )59االية

القاموس المحيط ،( 7 . )24المرجع السابق ، ص ( 6 . )23في القضاء السعودي ، ص .312مرجع سابق ، ص

170

:االختصاص في اصطالح الفقهاء هـو تخويـل ولـي األمـر او نايبـه لجهـة قضاييـة سـلطة الفصـل فـي قضايـا عامـة او خاصـة

(.8)فـي حـدود زمـان ومـكان معينيـن :االختصاص في اصطالح القانون

،(وهـو مـا لـكل محكمـة مـن المحاكـم مـن سـلطة القضـاء تبعـا لمقرهـا او لنـوع القضيـة) واليــة وســلطة الهييــات القضاييــة بصفــة خاصــة فــي منــح: )وفـي تعريـف اخــر

الحمايــة القضاييــة لألشــخاص فــي المنازعـات والمسـايل التـي يجـوز عرضهـا علـى كمـا انـه مقـدار مـا لجهـة قضاييـة او محكمـة مـن سـلطة او صالحيـة الفصـل)، ( القضـاء

بانـه القـدر مـن واليـة قضـاء جهـة معينـة الـذي يعطيـه المنظـم)؛ اي ( فـي المنازعـات وقصـر توليـة)، علـى الفصـل فـي نـزاع معيـن (لمحكمـة معينـة مـن محكـم هـذه الجهـة

موضوعـا او غيرهمـا فـي سـماع الدعـاوى: مكانـا ونظـرا اي : اإلمـام القاضـي عمـال اي ومـا يلحـق بهـا:مفهوم تنازع االختصاص : ثالث ا ( . 9( )والفصـل فيهـا

اي( 11)فـي شـان اختصـاص كل منهمـا بدعـوى معينـة ( 10)هـو اختـالف بيـن قضاءيـن بقيـام دعـوى امام محكمتيـن احداهمـا مختصـة واألخـرى غيـر مختصـة، ويقـوم التنـازع

بينهمـا علـى االختصـاص بمعنـى عنـد دفـع النـزاع امـام محكمـة مختصـة بـه ثـم رفـع ذات النـزاع امـام محكمـة غيـر مختصـة بـه، وقضـت كلتاهمـا باختصاصهـا للدعـوى، او تخلتـا

عنـه، فـان تنـازع االختصـاص قـد حـدث فـي هاتيـن الحالتيـن، وقـد يصـل األمـر الـى صـدورحكميـن متعارضيـن فـي تنفيـذ ذات الدعـوى مـن محكمتيـن

ان المقصـود: )وعرفـه النيفـاوي بقولـه(. 12)مختلفتيـن تتبعـان لجهـة قضاييـة واحـدة بتنـازع الواليـة هـو االختـالف او التبايـن فـي الـراي الـذي يقـع

(.13( )بيـن جهـات القضـاء المختلفـة حـول واليـة كل منهـا بمنازعـة مـن المنازعـات تنازع االختصاص( 9 . )2ابراهيم بن صالح الزغيبي ، تنازع وتدافع االختصاص ، ص ( 8)

تعريف قضاين يتسع لقضاء( 10 . )23الواليي في القضاء السعودي ، مرجع سابق ، ص الحكم ، وقضاء التحقيق ، ذلك ان تنازع االختصاص قد يثور بن محكمتن او بن سلطتي

(12 . )399محمود نجيب حسني ، شرح قانون اإلجراءات الجنايية ، ص . د( 11. )تحقيق .292ابراهيم امن النيفاوي ، مبادي التنظيم القضايي ، ص ( 13 . )27المرجع السابق ، ص

171 قيـام تنـازع»وذهبـت المحكمـة االتحاديـة العليـا الـى تعريـف تنـازع االختصـاص فـي انـه

بيـن قضـاء اتحـادي وهييـة قضاييـة فـي امـارة اخـرى او بيـن الهييـات القضاييـة فـي ايـة فتدعـى كل منهــا اختصاصهــا بنظــر الدعــوى او تتخلــى عــن نظرهــا. امـارة فيمـا بينهـا

او تصــدر كل منهــا حكمــا فــي الدعــوى(.14)« يناقـض اآلخـر

وهنـا يجـب التفرقـة بيـن تنـازع االختصـاص وتنـازع الواليـة اذ يفتـرض فـي تنـازع االختصـاص قيـام الخـالف فـي شـان االختصـاص بيـن محكمتيـن تتبعـان نظامـا قضاييـا

امـا الخـالف. واحـدا، فالخـالف بيـن محكمتيـن تتبعـان القضـاء العـادي هـو تنـازع اختصـاص ومثــال. بيـن محكمتيـن تتبعـان نظاميـن قضاءيـن متميزيــن فهــو تنــازع فــي الواليــة

ذلــك الخــالف بيــن محكمــة عاديــة ومحكمــة اداريــة او الخـالف بيـن محكمـة عاديـة واهميـة التفرقـة بيـن نوعـي التنـازع هـي تحديـد الهييـة التـي تختـص. ومحكمـة اسـتثنايية

فتنـازع االختصـاص بيـن محاكـم تتبـع القضـاء العـادي تحسـمه محكمـة: بحسـمه:صور تنازع االختصاص : رابعا (. 15)تتبـع القضـاء العـادي كذلـك

ينقســم تنــازع االختصــاص بيــن جهــات القضــاء الــى نوعيــن ، تنــازع ايجابــي واخــر والتنــازع اإليجابـي يتوفـر حينمـا تقـرر اكثـر مـن جهـة قضاييـة اختصاصهـا بنظـر. ســلبي

امـا التنـازع السـلبي فيتحقـق حينمـا تقـرر اكثـر مـن جهـة قضاييـة عـدم. الدعـوىاختصاصهـا بنظـر الدعـوى الجناييـة ، بينمـا يكـون

1: االختصـاص منحصـرا فـي احـدى هاتيـن الجهتيـن ، فسـاتناول فـي هـذه النقطـة مـا يلـي .تنازع االختصاص السلبي - 2. تنازع االختصاص اإليجابي- يقصـد بتنـازع االختصـاص اإليجابـي ادعـاء قضاءيـن: تنازع االختصاص االيجابي - 1

اختصاصهمـا بدعـوى معينـة او بمعنـي اخـر ادعـاء المحكمتيــن معــا باختصاصهمــا بنظــر الدعــوى وعــدم تخلــي احــدى المحكمتيــن عــن

وهــذا. نظرهــا

محمود. د( 15 . )2013 / 1 / 16تنازع اختصاص بجلسة 2012لسنة 7الدعوى رقم ( 14) .400نجيب حسني ، شرح قانون اإلجراءات الجنايية ، ص

172

التنـازع يتعيـن حسـمه ألنـه اذا اسـتمرت اجـراءات الدعـوى امـام القضاءيـن، فـان ذلـك تبديـد للجهـد والمـال ، باإلضافـة الـى مـا ينطـوي عليـه مـن احتمـال فـي صـدور حكميـن

.متناقضيـن فـي هـذه الدعـوى.تنازع االختصاص السلبي - 2

-انحصـر فيهمـا االختصـاص بالدعـوى - يقصـد بتنـازع االختصـاص السـلبي انـكار قضاءيـن ويكـون ذلـك فـي حالـة مـا اذا رفعـت دعـوى واحـدة امـام. االختصـاص بنظـر هـذه الدعـوى

جهتـي قضـاء وتتخلـى كالهمـا عـن والياتهـا بنظـر هـذه الدعـوى ، بـان قضـت كل منهمـا بانتفـاء واليتهـا بشـانها وهـذا التنـازع يتعيـن حسـمه، ألنـه يعنـي وجـود دعـوى بغيـر قـاض ينظـر فيهـا، ففـي التنـازع السـلبي نكـون امـام حالـة واضحـة مـن حـاالت انـكار العدالـة

غيـر المقصـودة ، حيـث تتخلـى جهـات القضـاء فـي الدولـة شروط تحقق تنازع اإلختصاص بوجهيه: خامس ا . عـن نظـر الدعـوى والفصـل فيهـا

:اإليجابي والسلبي عالـج المشـرع اإلماراتـي صراحـة الصورتيـن مـن التنـازع، حيـث يتعيـن ان تتوافـر عـدد مـن

:الشـروط التـي يجـب ان تتوافـر حتـى يتحقـق الوضـع الـذي يثـور فيـه تنـازع االختصـاص ، ويعنــي ذلــك انــه ال(16)صــدور حكميــن متعارضيــن فــي شــان االختصــاص - ا

يكفــي مجــرد قيــام الدعـوى امـام قضاءيـن ان لـم يكونـا قـد اصـدرا الحكميـن او اذ يحتمـل ان يصـدرا علـى(. 17)القرارييـن، بـل يلـزم صـدور حكـم باالختصـاص او عدمـه

فــي( او القــراران )، ويتعيـن ان يصــدر الحكمــان (18)نحـو ال يثـور فيـه بينهمـا تنـازع شــان االختصــاص، ومــن ثــم ال يتحقــق التنــازع اذا صــدر الحكمـان فـي الموضـوع، او

صـدر احدهمـا فـي الموضـوع، ذلـك ان الحكـم فـي الموضـوع قـد حـدد جودة حسن جهاد ، الوجيز في شرح قانون اإلجراءات الجزايية لدولة اإلمارات. د( 16)

فــاذا كانــت الحالــة المعروضــة ال تعــدو( 17 . )31العربية المتحدة ، الجزء الثاني ، ص ان تكــون حكــما صــدر مــن جهــة واحــدة، هــي محكمــة الجنــح المســتانفة في

الدعــوى بعــدم اختصاصهـا بنظرهـا، واصبـح هـذا الحكـم نهاييـا، وليـس ثمـة جهـة اخـرى تتنـازع معهـا هـذا االختصـاص ال سـلبا وال ايجابـا، فيكـون الطلـب المقـدم مـن النيابـة

العامـة لتعيـن جهـة االختصـاص، بقولـه ان هـذه الدعـوى اذا عرضـت عـى محكمـةالجنايـات، فسـتقضى ايضـا بعـدم

اكتوبـر سـنة 12نقـض : اختصاصهـا بنظرهـا عـى غـر اسـاس مـن القانـون النتفـاء العلـة10مجموعـة احـكام محكمـة النقـض س 1959.790ص 168رقــم

.401محمود نجيب حسني ، شرح قانون اإلجراءات الجنايية ، ص . د( 18)173

.واذا كانـت هـذه الطـرق قـد اسـتنفدت فـال وسـيلة لتعييبـه- القانـون طـرق الطعـن فيـه وغنـي عـن البيـان انـه ال قيـام لتنـازع االختصـاص اذا لـم يكـن بيـن الحكميـن او القراريـن تعـارض، اي كان ممكنـا اعمالهمـا معـا، والخلـوص الـى محكمـة او سـلطة تحقيـق واحـدة

تختـص بالدعـوى، وذهبـت المحكمـة االتحاديـة العليـا الـى ان حالـة تنـازع االختصـاص ال تقـوم اال اذا تنـازع اختصـاص قضـاء اتحـادي وهييـة قضاييـة فـي امـارة اخـري، وبيـن

الهييـات القضاييـة فـي اي امـارة فيمـا بينهـا فتدعـى كل منهـا اختصاصهـا بنظـر الدعـوى اوتتخلـى عـن نظرهـا او تصـدر كل منهـا حكمـا فـي الدعـوى

(.19)يناقض اآلخـر وذهبـت المحكمـة االتحاديـة العليـا الـى القضـاء بـان تناقـض حكميـن انتهايييـن ال يصـح اال

حيـث يكـون قضـاء الحكـم المطعـون فيـه قـد ناقـض قضـا ء سـابقا حـاز قـوة األمـر المقضـي فـي مسـالة ثـار حولهـا النـزاع بيـن طرفـي الخصومـة واسـتقرت حقيقتهـا بينهمـا

بالفصـل فيهـا فـي منطـوق الحكـم السـابق او فـي اسـبابه المرتبطـة بالمنطـوق ، كمـا اناختـالف موضـوع الدعوييـن وسـببهما

واشـخاصهما ينفـي عـن الحكميـن حالـة التناقـض ويخـرج الدعـوى مـن اختصـاص المحكمـة(20.)

، حتـى ال يكـون هنـاك احتمـال(21)يجـب ان يكـون الحكمـان المتعارضـان نهايييـن- ب لـزوال الخـالف بينهمـا فـي االسـتيناف بالغـاء احدهمـا ذلـك انـه اذا كان احدهمـا او كالهمـا

مـا زال يقبـل الطعـن بطريـق مـا ، فانـه يتعيـن سـلوك هـذا الطريـق، فمـن الجايـز ان يسـفر الطعـن فـي احدهمـا عـن تعديلـه بحيـث ينتفـي التعـارض بينهمـا، وتتحـدد محكمـة

واحـدة او سـلطة تحقيـق واحـدة وقـد ذهبـت المحكمـة االتحاديـة العليـا الـى عـدم قبـول دعـوى(. 22)تختـص بالدعـوى

بشـان طلـب اصـدار الحكـم باختصـاص محكمـة ابوظبـي المدنيـة بنظـر الدعـوى ألن الدعـوى مـا زالـت متداولـة ولـم يفصـل فيهـا بحكـم فـي شـان االختصـاص وبالتالـي ال

تتوفـر حالـة مـن حـاالت تنـازع االختصـاص اذ يتعيـن ان تقـول كل مـن المحكمتيـن كلمتهـا فـي شـان اختصاصهـا بنظـر الدعـوى ذلـك انـه قـد يغنـي عـن طلـب تعييـن المحكمـة

المختصـة تقديـم دفـع بعـدم االختصـاص ألي 1، الطعن رقم 2013 / 1 / 16تنازع اختصاص بجلسة 2012لسنة 7الدعوى رقم ( 19)

2012لسنة 8الدعوى رقم ( 20. )2010 / 6 / 22تنازع اختصاص بجلسة 2010لسنة مدحت رمضان ، الوجيز في شرح قانون. د ( 21 . )2013 / 1 / 16جلسة – تنازع اختصاص

محمود نجيب. د( 22 . )245اإلجراءات الجزايية لدولة اإلمارات العربية المتحدة ، ص .401حسني ، مرجع سابق ، ص

174

وقـد اعتبـرت محكمـة النقـض المصريـة انـه مـن(. 23)مـن المحكمتيـن وتقضـي بقبولـه صـور تنــازع االختصــاص الســلبي التضــارب بيــن الحكــم مــن محكمــة الجنــح بعــدم

االختصــاص ألن الواقعـة جنايـة والقـرار النهايـي الصـادر مـن غرفـة االتهـام باحالـة الدعـوى الـى محكمـة الجنـح سـواء بوصفهـا جنحـة ام بمقتضـى نظـام التجنيـح، وتختـص محكمـة

امـا اذا صـدر حكـم اسـتينافي. 227النقـض بتعييـن المحكمـة المختصـة عمـال بالمـادة بالبـراءة وامـر مـن غرفـة االتهـام بـاال وجـه إلقامـة الدعـوى اسـتنادا الـى هـذا الحكـم فـان

دعـوى التنـازع السـلبي فـي االختصـاص(.24)تكـون منعدمـة ألن الجهتيـن معـا لـم تتخليـا عـن الموضـوع بـل فصلتـا فيـه

ان يكـون التعـارض منصبـا علـى مسـالة االختصـاص، فـال يتحقـق التنـازع اذا صـدر- ج حكمـان متناقضان فـي الموضـوع ، وذهـب الدكتـور محمـود نجيـب حسـني الـى انـه يتعيـن

ان ينحصـر االختصـاص فـي المحكمتيـن او السـلطتين المتنازعتيـن، ذلـك انـه اذا كانـت ثمـةمحكمـة او سـلطة تحقيـق

ثالثـة يجـوز ان ينعقـد لهـا االختصـاص طبقـا للقانـون، فـال يكـون لتنـازع االختصـاص محـل،اذ قـد

(.25)يسـتقر فيهـا االختصـاص:السلطة المختصة بالفصل في مسالة تنازع االختصاص : سادس ا

منـح المشـرع اإلماراتـي المحكمـة االتحاديـة العليـا مسـالة النظـر فـي شـان تنـازع مـن 99االختصـاص وذلـك مـن خـالل نـص الفقرتيـن السـابعة والثامنـة مـن المـادة

الدسـتور والتـي جـاء فيهـا ان تختـص المحكمـة االتحاديـة العليـا بالفصـل فـي األمـور التاليـة: – 8. تنازع االختصاص بين القضاء االتحادي والهييات القضايية المحلية في اإلمارات– 7

تنـازع االختصـاص بيـن هييـة قضاييـة فـي امـارة وهييـة قضاييـة فـي امـارة اخـرى وتنظـمالقواعـد

.الخاصـة بذلـك بقانـون اتحـادي

فـي شـان المحكمـة 1973لسـنة 10مـن القانـون االتحـادي رقـم 33كمـا نصـت المـادة االتحاديـة العليـا فـي فقرتيهـا التاسـعة والعاشـرة علـى اختصـاص المحكمـة االتحاديـة العليـا

بالفصـل فـي مسـالة تنـازع رووف. د( 24 . )2013 / 1 / 16تنازع اختصاص بجلسة 2012لسنة 7الدعوى رقم ( 23)

محمود نجيب. د ( 25 . )484ص– مبادي االجراءات الجنايية في القانون المصري – عبيد .401حسني ، مرجع سابق ، ص

175 االختصـاص بيـن القضـاء االتحـادي والهييـات القضاييـة فـي اإلمـارات، وتنـازع االختصـاص

بيـن هييـة قضاييـة فـي امـارة وهييـة قضاييـة فـي امـارة اخـرى او بيـن الهييـات القضاييـة.فـي ايـة امـارة فيمـا بينها

فـي شـان المحكمـة 1973لسـنة 10مـن القانـون االتحـادي رقـم 60ونصـت المـادة االتحاديـة العليـا انـه فـي حـال تنـازع االختصـاص بيـن جهتيـن او اكثـر مـن جهـات القضـاء

القضـاء االتحـادي والهييـات القضاييـة )33من المـادة 10، 9المشـار اليهـا فـي البنديـن فـي اإلمـارات او هييـة قضاييـة فـي امـارة وهييـة قضاييـة فـي امـارة اخـرى او بيـن

بـان لـم تتخـل تلـك الجهـات عـن نظـر( الهييـات القضاييـة فـي ايـة امـارة فيمـا بينهـا الدعـوى او تخلـت جميعهـا عـن نظرهـا او قضـت فيهـا باحـكام متناقضـة، يرفـع طلـب

تعييـن المحكمـة المختصـة الـى المحكمـة العليـا بعريضـة بنـاء علـى طلـب احـد الخصـوم او.النايـب العـام

وقضـت المحكمـة االتحاديـة العليـا الـى ان المحكمـة االتحاديـة العليـا هـي وحدهـا المختصـة بالفصـل فــي تنــازع االختصــاص ســواء كان ســلبي او ايجابــي بيــن القضــاء االتحــادي والهييــات القضاييــة فــي اإلمـارات االتحاديـة او المحليـة سـواء فـي امـارة واحـدة فيمـا

(.26)بينهـا او فـي امارتيـن مختلفتيـن مـن قانـون اإلجـراءات الجزاييـة االتحـادي الـى منـح المحكمـة 153كمـا ذهبـت المـادة

اذا صـدر حكمـان»االتحاديـة العليـا االختصـاص فـي تعييـن المحكمـة المختصـة بقولهـا نهاييـان باالختصـاص او بعـدم االختصـاص فـي موضـوع واحـد يرفـع طلـب تعييـن المحكمـة

المختصـة الـى المحكمـة االتحاديـة العليـا قواعد الطلب: سابع ا . «مـن قانـون اإلجـراءات الجزاييـة 155، 154وفقـا للمادتيـن

:واجراءاته فـي شـان المحكمـة 1973لسـنة 10مـن القانـون االتحـادي رقـم 60نصـت المـادة

االتحاديـة العليـا علـي اإلجـراءات والقواعـد التـي يجـب ان تتضمنهـا دعـوى تنـازع سـالفة البيـان الـى ضـرورة ان يرفـع طلـب تعييـن 60االختصـاص حيـث اوجبـت المـادة

المحكمـة المختصـة الـى المحكمـة االتحاديـة العليـا بعريضـة.بنـاء علـى طلـب احـد الخصـوم او النايـب العـام

ويجـب ان ترفـق بالعريضـة صـور رسـمية مـن عرايـض الدعـاوي المتنـازع عليهـا او األحـكام المتناقضـة علـى حسـب األحـوال، وقـد ذهبـت المحكمـة االتحاديـة العليـا الـى

عـدم قبـول دعـوى تنـازع االختصـاص .2012 / 2 / 1جلسة – تنازع اختصاص 2011لسنة 1الدعوى رقم ( - 26)

176

)لعـدم ارفـاق صـور رسـمية مـن عرايـض الدعـاوى المتنـازع عليهـا او األحـكام المتناقضـة27.)

مـن قانـون اإلجـراءات الجزاييـة االتحـادي علـى انـه يكـون لـكل مـن 154ونصـت المـادة النيابـة العامـة والخصـوم فـي الدعـوى تقديـم طلـب تعييـن المحكمـة المختصـة بعريضـة مشـفوعة بـاألوراق المويـدة لهـذا الطلـب، وتامـر المحكمـة االتحاديـة العليـا خـالل اربـع

ويتولـى قلـم. وعشـرين سـاعة مـن تقديـم الطلـب اليهـا بايـداع األوراق قلـم الكتـابالكتـاب اعـالن الخصـوم بهـذا اإليـداع خـالل الثالثـة ايـام التالية

لحصولـه ليطلـع كل منهـم عليهـا ويقـدم مذكـرة باقوالـه خـالل العشـرة ايـام التاليـة إلعالنـه.باإليـداع

والطلـب المقـدم مـن ذوي الشـان ال يعد طعنـا في الحكميـن او القراريـن النهاييين كمــا ال يعــد دعــوى قضاييــة مقيــدة باجــراءات. الصادريـن باالختصاص وال فــي احدهمــا

او مواعيــد بــل يجــوز تقديمــه مــن الخصـوم فـي الدعـوى او فـي التحقيـق االبتدايـي فـيويكـون الفصـل. اي وقـت متـى توفـرت شـرايطه

األثر: ثامن ا (. 28)فيـه بعـد االطـالع علـى األوراق دون مرافعـة وال سـماع الخصـوم:المترتب على رفع دعوى تنازع االختصاص

لسـنة 10مـن القانـون االتحـادي رقـم 60رتـب المشـرع اإلماراتـي مـن خـالل نـص المـادة فـي شـان المحكمـة االتحاديـة العليـا اثـرا علـى ايـداع العريضـة قلـم كتـاب 1973

المحكمـة االتحاديـة العليـا وهـو وقـف السـير فـي الدعـاوي المتنـازع عليهـا حتـى يفصـل.فـي تعييـن المحكمـة المختصـة

واجـازت المـادة سـالفة البيـان للدايـرة المختصـة بالمحكمـة االتحاديـة العليـا ان تامـر ويجــوز. بوقـف تنفيـذ األحــكام المتناقضــة الــى حيــن تحديــد الحكــم الواجــب تنفيــذه

لرييــس المحكمــة ان يامــر بوقـف تنفيـذ تلـك األحـكام الـى حيـن عـرض األمـر علـى.الدايـرة المختصـة بالمحكمـة

ايضـا الـي 1992لسـنة 35مـن قانـون اإلجـراءات الجزاييـة رقـم 154وذهبـت المـادة ذلـك مـن خـالل نصهـا علـى انـه يترتـب علـى امـر اإليـداع وقـف السـير فـي الدعـوى

.المقـدم بشـانها الطلـب مـا لـم تـر المحكمـة غيـر ذلـك مـن قانـون اإلجـراءات الجزاييـة االتحـادي الـى ان المحكمـة االتحاديـة 155ونصـت المـادة

العليـا بعـد اطالعهـا علـى األوراق تقـوم بتعييـن المحكمـة المختصـة وتفصـل فـي اإلجـراءات واألحـكام التـي تكـون قـد صـدرت مـن المحكمـة األخـرى التـي قضـت بالغـاء

.اختصاصهـا رووف.د( 28 . )2010 / 6 / 22بجلسة – تنازع اختصاص 2010لسنة 1الطعن رقم ( 27)

.484ص– مبادي االجراءات الجنايية في القانون المصري – عبيد 177

الخاتمة الحمـد للـه الـذي بنعمتـه تتـم الصالحـات، والصـالة والسـالم علـى خيـر الرسـل، نبينـا

.محمـد، وعلـى الـه وصحبـه اجمعيـن، وسـلم تسـليما كثيـرا، وبعـد فبعـون مـن اللـه تعالـي ثـم بجهـد وتعـاون مـن قبـل اسـرة المحكمـة اإلتحاديـة العليـا التـي

قامـت بامـدادي باألحـكام القضاييـة التـي تتعلـق بمسـالة تنـازع االختصـاص قمـت باعـداد هـذه الورقـة المتواضعـة فـي عـدد صفحاتهـا والتـي اتمنـي مـن خاللهـا ان اكـون قـد

اعطيـت الفكـرة والهـدف مــن اعدادهــا والتــي تناولــت فيهــا دور المحكمــة اإلتحاديــة العليــا واســهاماتها فــي مســالة تنــازع االختصـاص، وتبيـن لـي بـان مسـالة تنـازع

االختصـاص مـن المسـايل القانونيـة الشـايكة والتـى تحـدث فـي الـدول التـي يكـون لديهـا نظامـا قضاييـا اتحاديـا واخـر محليـا، ولكـن دسـتور دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة

باإلضافـة الـي قانـون انشـاء المحكمـة اإلتحاديـة العليـا، وقانـون اإلجـراءات الجزاييـة ســاهما بجــزء كبيــر فــي حــل مشــكلة تنــازع االختصــاص مــن خــالل اســناد تلــك النصــوص مهمــة الفصــل فــي مســالة تنــازع اإلختصــاص بيــن المحاكــم االتحاديــة

بعضهــا البعــض او بيــن المحاكــم االتحاديـة واحـدى الهييـات القضاييـة المحليـة، او بيـن هييتيـن قضاييتيـن محليتيـن الـي المحكمـة اإلتحاديـة العليـا والتـى كان لهـا الـدور الكبيـر

والفاعـل فـي حسـم العديـد مـن المسـايل القانونيـة.المتعلقـة بتنـازع االختصـاص

فاتمنـي ان اكـون قـد وفقـت فـي اعـداد هـذه الورقـة وتكـون اسـهاما ولـو بسـيطا فـي.اثـراء الفقـة القانونـي والقضايـي المتعلـق بتنـازع االختصـاص

وفقنا الله واياكم لما فيه خير البالد والعباد والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته178

.القران الكريم.احكام المحكمة اإلتحادية العليا ، دولة اإلمارات العربية المتحدة

القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز ابادي ، دار احياء التراث العربي،.بيروت

جـودة. الوجيـز فـي شـرح قانـون اإلجـراءات الجزاييـة لدولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة ، د حسـين جهـاد، الجـزء الثانـي ، المحاكمـة وطـرق الطعـن فـي األحـكام ، الطبعـة األولـي ،

1994. .الوجيـز فـي شـرح قانـون اإلجـراءات الجزاييـة لدولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة ، د

مدحـت عبـد الحليـم رمضـان ، الموسسـة الفنيـة للطباعـة والنشـر ، الناشـر دار النهضـة .2000العربيـة

دراسـة تاصيليـة مقارنـة ، فايـز بـن- تنـازع االختصـاص الواليـي فـي القضـاء السـعودي .1431-1430زويـد الثقفـي ، رسـالة ماجسـتير، جامعـة نايـف العربيـة للعلـوم األمنيـة ،

تنـازع وتدافـع االختصـاص ، فضيلـة الشـيخ ابراهيـم بـن صالـح الزغيبـي ، مجلـة العـدل ،.هــ 1422العـدد العاشـر ، السـنة الثالثـة ،

محمــود نجيــب حســني ، الطبعــة الثانيــة ،. شــرح قانــون اإلجــراءات الجناييــة ، د .1988الناشــر دار النهضــة العربيــة، مطبعــة جامعــة القاهــرة والكتــاب الجامعــي ،

لسـان العـرب ، ابـي الفضـل جمـال الديـن محمـد بـن منظـور ، دار احيـاء التـراث.اإلسـالمي، بيـروت، لبنان، الطبعــة الثالثة

رووف عبيـد ، الطبعـة الرابعـة ،. مبـادي االجـراءات الجناييـة فـي القانـون المصـري ، د- .1962مطبعـة نهضـة مصـر،

مبادي التنظيم القضايي ، ابراهيم امين النيفاوي ، الطبعة األولي ، دار النهضة العربية، ص- 292.

1 - 2 - 3 - 4- 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 11

المصادر والمراجع179180

:البحث الثامنالدكتور محمد بطي ثاني الشامسي

تنظيم دعوى اإللغاء في ضوء األحكام والقوانين االتحادية لدولة اإلمارات العربية المتحدة181182

الدكتور محمد بطي ثاني الشامسي 2008عضو مجلس ادارة اكاديمية شرطة دبي، . -استاذ القانون العام المشارك باألكاديمية- نايب رييس مجلس ادارة جمعية -2010عضو مجلس ادارة الهيية االتحادية للصحة، -

رييس مجلس ادارة جمعية التنسيق بين الجمعيات. -2011اإلمارات للمحاميين و القانونيين، عضو مركز جنيف لتطوير حقوق االنسان و الحوار الدولي،. -2012المهنية العاملة بالدولة،

خريج الدفعة األولى لبرنامج الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم إلعداد القيادات. -2013 حاصل على جايزة سمو وزير الداخلية للتميز عن فية الموظف. -2007-2005الحكومية،

حاصل على شارة خدمة المجمتع من قبل وزير. -2011المثالي في الوظايف المتخصصة، 2008رييس لجنة المخالفات اإلدارية للموظفين المدنيين بالدايرة . -2013الداخلية،

.2012، .عضو مجلس الشرطة العادي لالستيناف-. -2011تنظيم دعوى اإللغاء في ضوء األحكام والقوانين االتحادية لدولة اإلمارات العربية المتحدة

183تنظيم دعوى اإللغاء في ضوء األحكام والقوانين االتحادية لدولة اإلمارات العربية المتحدة ان الحديـث عـن المنازعـات و الدعـاوى القضاييـة بمختلـف انواعهـا يحتـل مكانـة خاصـة

ونظـرا لتم يـز المنازعـات والدعـاوى اإلداريـة عـن غيرهـا مـن, فـي اي نظـام قانونـي المنازعـات والدعـاوى األخـرى بخصوصيـات معينـة، اهمهـا هـو ان احـد اطـراف الدعـوى او

النـزاع فـي الدعـاوى والمنازعـات اإلداريـة هـي اإلدارة سـواء اكانـت طـرف مدعـي او مدعـى عليـه، والتـي تكـون متمتعـة بسـلطات عامـة وتجعلهـا الطـرف األقـوى بيـن اطـراف

وعـاد ة مـا تتدخـل اإلدارة لتنظيـم مناحـي الحيـاة فـي كافـة المجـاالت. الدعـوى او النزاع وهـذا التدخـل فـي كثيـر مـن, وذلـك عـن طريـق اصـدار القـرارات اإلداريـة للمخاطبيـن بهـا

األحيـان يحمـل فـي طياتـه نوعـا مـن التعسـف ذلـك ان اإلدارة تصبـح اداة للتعسـف فـي وبنـا ء علـى ذلـك وحفاظـا علـى حقـوق األفـراد المتعامليـن مـع اإلدارة، ولضمـان. المجتمـع

المراكـز القانونيـة لألفراد وحفظـا لمصالـح المجتمـع، كان البـد مـن تحديـد األسـس الالزمـة عـن طريـق فـرض الرقابـة الالزمـة علـى اعمـال اإلدارة, والكفيلـة بضمـان حقـوق األفـراد

وهنـا تبـرز اهميـة. لمعرفـة مـدى مالمتهـا وتطبيقهـا لمبـدا المشـروعية وسـيادة القانون الحاجـة الـى وضـع اسـس علميـة وقانونيـة لصياغـة اصـول اجـراءات التقاضـي فـي المجـال

اإلداري كاحـد صـور تفعيـل الرقابـة اإلداريـة علـى اعمـال اإلدارة واخضاعهـا لمبـدا المشـروعية وكـذا ضـرورة مالءمـة اعمـال اإلدارة وتصرفاتهـا مـع الدسـتور والتشـريعات

.القانونيـة السـايدة و يعتبـر موضـوع رقابـة القضـاء علـى القـرارات اإلداريـة، علـى وجـه الخصوص،مـن اهـم موضوعـات القضـاء اإلداري، وذلـك يتبـدى مـن خـالل اهتمـام القضـاء بتطبيـق القانـون و

مـن خـالل هـذه. التاكـد من سـالمة اإلجراءات المتبعـة فـي تطبيقـه علـى المتقاضيـن الورقـة سـوف نحـاول تسـليط الضـوء علـى دور القوانيـن االتحاديـة و المحكمـة االتحاديـة

العليـا بدولـة االمـارات فـي تنظيـم قضـاء اإللغـاء فـي ظـل.غيـاب قانـون ينظـم اجـراءات دعـوى اإللغـاء

184

مفهوم دعوى اإللغاء و تنظيمها: المبحث األولمفهوم دعوى اإللغاء: اوال

دعـوىاإللغـاءهـيدعـوىعينيـةتنصـ بعلـىالقـراراإلداريالمشـوببعيـبمـنالعيـوبالتـيتجعلـه غيـر مشـروع، و تنحصـر سـلطة القاضـي فـي دعـوى اإللغـاء فـي التحقـق مـن صحـة

فـاذا رفـع احـد األفـراد الـى القضـاء. ومشـروعية القـرار اإلداري ومـدى موافقتـه للقانـون اإلداري بطلـب الغـاء قـرار اداري، فـان هـذة الدعـوى تخـول القاضـي فحـص مشـروعية

القـرار اإلداري، فـاذا تبيـن مخالفتـه للقانـون حكـم بالغايـه، ولكـن دون ان يمتـد حكمـه الـىاكثـر مـن ذلـك، فليـس لـه تعديـل القـرار المطعـون فيـه او

.اسـتبدال غيـره بـه ، حيـث كان مجلـس(1)وقـد كان للقضـاء الفرنسـي الريـادة فـي انشـاء دعـوى اإللغـاء

وبسـبب تزايـد 1872الدولـة صاحـب الواليـة العامـة بنظـر الدعـاوى اإلداريـة منـذ عـام (2)م 1953سـبتمبر 30الطعـون المقدمـة الـى المجلـس، اصـدر اإلصـالح التشـريعي فـي

الـذي جعـل مجلـس الدولـة صاحـب الواليـة العامـة بنظـر الدعـاوى اإلداريـة التـي لـم يمنـح القانـون اختصـاص النظـر فيهـا الـى محاكـم اداريـة اخـرى، ويمكـن اسـتيناف احـكام

المحاكـم اإلداريـة امـام مجلـس الدولـة الفرنسـي اال اذا نـص القانـون علـى.خـالف ذلـك

و مـن ثـم فـان دعـوى اإللغـاء فـي فرنسـا تنظـر علـى درجتيـن، تعـرض األولـى امـام المحاكـم اإلداريـة، والدرجـة الثانيـة تعـرض امـام مجلـس الدولـة بوصفـه محكمـة

.االسـتيناف ، ص(1998)، دار المطبوعات الجامعية، االسكندرية، ”قضاء اإللغاء“محسن خليل، . د( 1)

29. ، صاحـب1889سـنة ” cadotكادو “صـار مجلـس الدولـة الفرنـسي، منـذ حكـم ( 2)

االختصـاص العـام بنظـر المنازعـات اإلداريـة اال مـا اسـتثناه القانـون صراحـة واسـنده الى ومنـذ هـذا. 1954اإلدارة وظـل مجلـس الدولـة يتمتـع بهـذه الصفـة حتـى بدايـة سـنة

التاريـخ والمـشرع الفرنـسي يدخـل التعديـالت واإلصالحـات عـى القضـاء اإلداري حتـى يواكـب التطـور الـذي يعرفـه المجتمـع الفرنـسي، ومـن هـذه التعديـالت صـدور اول تشريـع

فيـي“في ظـل حكومـة 1940متكامـل بشـان اعـادة تنظيـم مجلـس الدولـة سـنة

vichy”غـر انـه عقـب سـقوط هـذه الحكومـة الغـي هـذا القانـون وحـل محلـه المرسـوم ، .1953سـبتمبر 30والـذي عـدل بالمرسـوم الصـادر في 1945يوليـو 31الصـادر في

يعتـبر اصالحـا جوهريـا دخـل حيـز 1953ويـرى بعـض الفقـه ان اصـالح او تعديـل سـنة واعطـى معـالم جديـدة للقضـاء اإلداري 1954التطبيـق في بدايـة سـنة

الفرنـسي ذلـك ان هـذا التعديـل نقـل االختصـاص العـام في المنازعـات اإلداريـة الـذي اعـرف بـه لمجلـس الدولـة اسـتنادا الى حكـم كادو الى مجالـس األقاليـم والتـي اطلـق

حيـث صـارت هـذه المحاكـم القـاضي العـام في كل” المحاكـم اإلداريـة“عليهـا اسـم المنازعـات اإلداريـة، واصبحـت اختصاصـات مجلـس الدولـة محـددة عـى سـبيل الحـصر الى

جانـب اختصاصـه كمحكمـة نقـض بالنسـبة ألحـكام بعـض المحاكـم اإلداريـة.الخاصـة وايضـا باعتبـاره محكمـة اسـتيناف بالنسـبة ألحـكام المحاكـم اإلداريـة

185 ودعـوى اإللغـاء كاي دعـوى تخضـع لمواعيـد فـي رفعهـا، واجـراءات خا صـة تختلـف عـن

دعـوى التعويـض، والقاضـي خـالل فحصـه للدعـوى، فانـه فـي ذلـك يسـير فـي ثـالث:خطـوات رييسـية، وعليـه ان يتبعهـا وهـي

. -وهى تحديد ما اذا كان القاضي مخت صا بنظر الدعوى من عدمه: مرحلة االختصاص- لتقديـر مـا اذا كانـت الدعـوى قـد اسـتوفت شـروط القبـول ام انهـا لـم: مرحلـة القبـول

.تسـتوف هـذه الشـروط وهـى المتعلقـة ببحـث موضـوع الدعـوى، وهـل ان الطاعـن لـه الحـق: مرحلـة الموضـوع-

.فـي رفـع الدعـوى ام ان تلـك الدعـوى مرفوضـة وامـا القاعـدة العامـة فـي ذلـك، فهـي ان القاضـي ال ينتقـل مـن مرحلـة الـى اخـرى مـن

المراحـل السـابقة اإلشـارة اليهـا اال اذا تي قـن مـن اسـتيفاء الشـروط فـي المرحلـة التـي.تسـبقها

تنظيم دعوى اإللغاء: ثاني ا بالنظـر الـى مهـام الدولـة فـي تحقيـق التنميـة الشـاملة، والتـي جعلهـا تحتـاج الـى جانـب

اإلمكانيـات البشـرية، الماديـة، والماليـة، الـى مجموعـة مـن االمتيـازات واالسـتثناءات تسـمح لهـا بالتدخـل فـي مختلــف قطاعــات الحيــاة، معتمــدة علــى مفاهيــم مثــل الســلطة العامــة، المرفــق العــام وامتيــاز القـرار اإلداري كاسـاس قانونـي لتحقيـق

و بالنسـبة للقـرارات اإلداريـة، و نظـرا ألنهـا و بطبيعتهـا تصـدر بـاالرادة. مختلـف مهامهـا المنفـردة لـالدارة، فقـد ال تكـون مشـروعة فـي جميـع الحـاالت، نظـرا ألنهـا تتخـذ مـن قبـل

و. افـراد معرضيـن للخطـا، و قـد يتـم فـي احيـان اخـرى التجـاوز فـي اسـتعمال السـلطة عليـه فانـه ال يمكـن اسـتثناء القـرارات اإلداريـة مـن الرقابـة القضاييـة، ألن االسـتثناء مـن

شـانه ان.يـودي الـى انهيـار المشـروعية

وبمـا ان الرقابـة القضاييـة ال يحركهـا القضـاء مـن تلقـاء نفسـه، وان علـى مـن تضـرر مـن القـرار اإلداري ان يلجـا الـى القضـاء، فانـه كان مـن الضـروري ابتـكار وسـيلة لضمـان

حقـوق االفـراد وحمايتهـم مـن التجـاوز فـي اسـتعمال السـلطة، و مـن هنـا ابتـدع القضـاء التـي توجـه ضـد القـرارات اإلداريـة النهاييـة التـي” بدعـوى اإللغـاء“الفرنسـي مـا يعـرف

تتسـم بتجـاوز السـلطة، حتـى يكـون هنـاك نـوع186

مـن التـوازن بيـن الصالحيـات واالمتيـازات الكبـرى الممنوحـة لـالدارة وبيـن حمايـة حقـوق و قـد انتشـرت فكـرة. االفـراد ومصالحهـم، سـواء كانـوا اشـخاصا عادييـن او اعتبارييـن

فـي العديـد مـن الـدول ذات النظـام القضايـي المـزدوج، مثـل مصـر” دعـوى اإللغـاء“ وبعـض دول المغـرب العربـي، كمـا تـم تنظيمهـا مـن قبـل الـدول ذات النظـام القضايـي

الموحـد و منهـا علـى سـبيل المثـال الكويـت و قطـر،.محصـورة علـى القضـاء الفرنسـي” دعـوى اإللغـاء“و عليـه لـم تعـد فكـرة

ونظــرا لمــا لدعــوى اإللغــاء مــن اهميــة بالغــة فــي حمايــة الحقــوق والحريــا، فقــد حرصــت معظــم األنظمـة علـى االهتمـام بهـا، وتنظيمهـا، ووضـع شـروط خاصـة لقبولهـا،

بـل ان المشـرع فـي بعـض النظـم جعـل اجراءاتهـا مسـتقلة عـن اجـراءات رفـع الدعـاوى األخـرى المنصـوص عليهـا فـي قانـون المرافعـات، وال يعتــد القاضــي اإلداري بضــرورة

الرجــوع الــي قانــون المرافعــات فــي حالــة عــدم وجــود النــص او غموضـه، انمـا يسـتمد قواعـده مـن طبيعـة المنازعـات اإلداريـة وضـرورات سـير المرافـق

.العامـة:الطلبات التي تكون موضوع دعوى اإللغاء - 1

فـي الـدول ذات النظـام القضايـي المـزدوج، و منهـا فرنسـا علـى سـبيل المثـال، وقبـل م، كان مجلـس الدولـة يتمتـع باختصاصـات واسـعة بوصفـه محكمـة اول واخـر1954عـام

30درجـة، ألنـه يمثـل الواليـة العامـة فـي مجـال القضـاء اإلداري، اال انـه بصـدور اصـالح م اصبحـت المحاكـم اإلداريـة صاحبـة1954م الـذي اصبـح نافـذا فـي ينايـر 1953سـبتمبر

الواليـة العامـة فـي نظـر المنازعـات اإلداريـة وبسـبب تراكـم القضايـا المعروضـة امـامالمجلـس، وبغيـة اإلسـراع فـي فـض المنازعـات، اصبـح اختصـاص المجلـس كاول

:واخـر درجـة محـددا بالقضايـا اآلتيـة الدعـاوى المتعلقـة بالغـاء القـرارات التنظيميـة والفرديـة الصـادرة بشـكل مراسـيم، - 1

.والغـاء قـرارات الـوزراء بسـبب تجـاوز السـلطة الدعــاوى - 3. المنازعات المتعلقة بالموظفين المعينين بمراسيم، فيما يتعلق بوظايفهم - 2

المرفوعــة ضــد القــرارات اإلداريــة التــي يمتــد نطــاق تنفيذهــا الــي حــدود اكثــر مــن(3. )محكمــة اداريــة واحــدة

.29، ص ” قضاء اإللغاء“محسن خليل، . انظر في ذلك، د( 3)187

و فـي جمهوريـة مصـر العربيـة، بـدا تنظيـم دعـوى اإللغـاء بنشـاة مجلـس الدولـة بمقتضـى م، حيـث كانـت محكمـة القضـاء اإلداري تختـص دون1946لسـنة 112القانـون رقـم

غيرهـا فـي الفصـل فـي دعـاوى الغــاء القــرارات اإلداريــة، ولمــا انشــيت المحاكــماإلداريــة والتاديبيــة، اســهمت مــع محكمــة القضــاء

ووفقـا لنـص المـادة العاشـرة مـن( 4. )اإلداري بنظـر دعـوى اإللغـاء كال حسـب اختصاصهـا، فـان الطلبـات1972لسـنة م( 47)قانـون مجلـس الدولـة المصـري رقـم

:التـي يمكـن رفـع دعـوى اإللغـاء بشـانها هـي.الطعون الخاصة بانتخابات المجالس المحلية: او ال المنازعـاتالخاصـةبالمرتبـاتوالمعاشـاتوالمكافـاتالمسـتحقةللموظفيـنالعمومييـناو:ثانيا

.لورثتهـم الطلبـاتالتـييقدمهـاذووالشـانبالطعـنفـيالقـراراتاإلداريـةالنهاييـةالصـادرةبالتعييـن فـي:ثالثا

.الوظايـف العامـة او الترقيـة او بمنـح العـالوات الطلبـات التـى يقدمهـا الموظفـون العموميـون بالغـاء القـرارات اإلداريـة الصـادرة: رابع ا

.باحالتهـم الـى المعـاش او االسـتيداع، او فصلهـم بغيـر الطريـق التاديبـى الطعـون فـي: سادس ا. الطلباتالتىيقدمهااألفراداوالهيياتبالغاءالقراراتاإلداريةالنهايية:خامسا

القـرارات النهاييـة الصـادرة مـن الجهـات اإلداريـة فـي منازعـات الضرايـب.والرسـوم وفقـا للقانـون الـذي ينظـم كيفيـة نظـر هـذه المنازعـات امـام مجلـس الدولـة

الطعـونالتـىترفـععـنالقـراراتالنهاييـةالصـادرةمـنجهـاتاداريـةلهـااختصـاصقضايـى، فيمـا:ثامنـا عـدا القـرارات الصـادرة مـن هييـات التوفيـق والتحكيـم فـي منازعـات العمـل، وذلـك متـى كان مرجـع الطعـن، عـدم االختصـاص، او عيبـا فـي الشـكل، او مخالفـة للقوانيـن واللوايـح،

او الخطـا فـي.تطبيقهـا او تاويلهـا

الطلبات التى يقدمها الموظفون العموميون بالغاء القرارات النهايية للسلطات: تاسع ا.التاديبية

الطعـون فـي الجـزاءات الموقعـة علـى العامليـن بالقطـاع العـام فـي الحـدود: ثالث عشر .المقـررة قانونا

بشان مجلس الدولة 1972لسنة 10انظر في ذلك المادة الثالثة من القانون رقم ( 4)..المصري

188

ان“و اشـترط المشـرع فـي المـادة نفسـها لقبـول طلبـات الغـاء القـرار اإلداري النهاييـة يكـون مرجـع الطعن عـدم االختصـاص، او عيبـا فـي الشـكل، او مخالفـة القوانيـن او

و(. 5)”األنظمـة والتعليمـات، او خطـا فـي تطبيقهـا او اإلسـاءة فـي اسـتعمال السـلطةيسـتفاد مـن هـذا النـص ان اوجـه الطعـن باإللغـاء

:تكـون فـي الحـاالت التاليـة.عيب االختصاص - 1.عيب الشكل - 2.مخالفة القانون - 3اساءة استعمال السلطة - 4

و مـن جهـة اخـرى، فـان الـدول ذات النظـام القضايـي الموحـد لـم تكـن بعيـدة عـن تنظيـم دعـوى اإللغـاء، فنجـد انـه و بالرغـم مـن عـدم وجـود نظـام قضايـي مختـص للفصـل فـي المنازعـات اإلداريـة اسـوة بنظـام مجلـس الدولـة الفرنسـي، فـان المشـرع عمـل علـى

تنظيـم قضـاء اإللغـاء مـن خـالل وضـع تشـريعات قانونيـة تحـدد المحكمـة المختصـة بنظـر دعـوى اإللغـاء و اوجـه الطعـن باإللغـاء، كمـا هـو الحـال فـي الـدول ذات النظـام القضايـي

و لبيـان ذلـك، سـوف نسـلط الضـوء علـى كل مـن. المـزدوج.دولـة قطـر و دولـة الكويـت

فالمشــرع القطــري ال يعتــرف بهييــة القضاء اإلداري بهييــة مجلــس دولة على غرار ومـع ذلـك اصـدر المشـرع. النظــم القضاييــة العربيـة واألجنبيـة األخـرى، كمصـر وفرنسـا

بشــان الفصل في المنازعـات اإلداريــة، والذي تــم 2007لعام 7في قطـر القانـون رقـم بموجبــه انشــاء دايــرة خاصــة امــام المحكمة

(5(. )6)االبتداييـة مولفـة مـن ثالثـة قضاة تختـص دون غيرها بنظـر المنازعات اإلداريـة1972لسنة ( 47)من قانون مجلس الدولة رقم ( 10)المادة

، مجلة”اساسيات النظام القضايي القطري، ماضيه وحاضره“محمد حاتم البيات، . د( 6) مقالـة منشـورة-. 2009العدد األول 25-المجلد – جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية

:عـى االنرنـت عـى الموقـع التـاليwww.damascusuniversity.edu.sy/mag/law/images/stories/57-108.pd

189 بشــان الفصــل فــي 2007لســنة ( 7)مــن القانــون رقــم ( 3)ووفقــا لنــص المــادة

المنازعــات اإلداريــة، تختــص الدايــرة اإلداريــة، دون غيرهــا، بنظــر المنازعــات اإلداريــة:التاليــة

المنازعـات الخاصـة بالمرتبـات والمعاشـات والمكافـات والعـالوات المسـتحقة - 1.للموظفيـن او لورثتهـم، ايـا كانـت درجاتهـم الوظيفيـة

الطلبـات التـي يقدمهـا ذوو الشـان بالغـاء القـرارات اإلداريـة النهاييـة الصـادرة بترقيـة - 2 الموظفيـن مـن الدرجـة األولـى فمـا دونهـا ومـا يعادلهـا او انهـاء خدمتهـم، والقـرارات

.التاديبيـة الصـادرة بشـانهم الطلبــات التــي يقدمهــا األشــخاص الطبيعيــون والمعنويــون بالغــاء القــرارات - 3

اإلداريــة النهاييــة، عــدا األوامــر والقــرارات والمراســيم األميريــة، والقــرارات الصــادرة بشـان حمايـة المجتمـع، والقـرارات الصـادرة 2002لسـنة ( 17)بموجــب القانــون رقــم

بموجـب القوانيـن المتعلقـة بالجمعيـات والموسسـات الخاصـة، والمطبوعـات والنشـروتراخيـص اصـدار الصحـف والمجـالت، وتراخيص األسـلحة

والذخايــر والمتفجــرات، ودخــول واقامــة األجانــب وابعادهــم، ونــزع الملكيــة للمنفعــة.العامــة

مـن هـذه( 3)، (2)طلبـات التعويـض عـن القـرارات المنصـوص عليهـا فـي البنديـن - 4.المـادة، سـواء رفعـت بصفـة اصليـة ام تبعيـة

.منازعات العقود اإلدارية - 5

بشــان الفصــل فــي 2007لســنة ( 7)مــن القانــون رقــم ( 4)كمــا حــددت المــادة المنازعــات اإلداريــة شـروط قبـول طلبـات الغـاء القـرارات اإلداريـة النهاييـة المبينـة فـي

( 4)، حيـث اشـترطت المـادة (3)مـن المـادة ( 3)، (2)البنديـن ان يكـون الطعـن مبنيـا:علـى احـد األسـباب التاليـة

مخالفة القوانين واللوايح، او الخطا في - 3. وجود عيب في الشكل - 2. عدم االختصاص - 1.اساءة استعمال السلطة -4. تطبيقها او تاويلها

حيـث. و مـن جهـة اخـرى، تعتبـر الكويـت مـن اقـدم دول الخليـج فـي تنظيـم قضـاء اإللغـاء الخــاص 1981لســنه 20انشـي القضــاء اإلداري الكويتــي بالمرســوم بالقانــون رقــم

بانشــاء دايــرة بالمحكمــه الكليـه لنظـر المنازعـات اإلداريـة، وقـد نـص فـي المـاده األولـى تنشـا بالمحكمـة الكليـة دايـرة اداريـة تشـكل مـن ثالثـة قضـاة وتشـتمل علـى“ منـه علـى

غرفـة او اكثـر حسـب الحاجـة، وتختـص دون غيرهـا190

:بالمسـايل اآلتيـة ، وتكـون لهـا فيهـا واليـة قضـاء اإللغـاء والتعويـض المنازعــات الخاصــة بالمرتبــات والمعاشــات والمكافــات والعــالوات المســتحقة: او ال

.للموظفيــن المدنييــن او لورثتهــم الطلبـاتالتـييقدمهـاذووالشـانبالغـاءالقـراراتاإلداريـةالصـادرةبالتعييـنفـيالوظايـف العامـة:ثانيـا

.المدنيـة .الطلبات التي يقدمها الموظفون المدنيون بالغاء القرارات اإلدارية الصادرة بالترقية: ثالث االطلبـاتالتـييقدمهـاالموظفـونالمدنيـونبالغـاءالقـراراتالصـادرةبانهـاءخدماتهـم،او:رابعـا

.بتوقيـع جـزاءات تاديبيـة عليهـم الطلبـات التـي يقدمهـا األفـراد او الهييـات بالغـاء القـرارات اإلداريـة النهاييـة عـدا: خامسـ ا

القـرارات الصـادره فـي شـان مسـايل الجنسـية واقامـة وابعـاد غيـر الكويتييـن وتراخيص.اصـدار الصحـف والمجالت ودور العبادة

يشـترط لقبـول الطلبـات المبينـة“مـن نفـس القانـون علـى انـه ( 4)ونصـت المـادة بالبنـود ثانيـا وثالثـا ورابعـا وخامسـا مـن المـادة األولـى ان يكـون الطعـن مبنيـا علـى احـد

:األسـباب اآلتيـة مخالفة القوانين واللوايح، او الخطا في- جـ. وجود عيب في الشكل- ب. عدم االختصاص- ا

.اساءة استعمال السلطة- د. تاويلها او تطبيقها ممـا سـبق، يتبيـن لنـا انـه بالرغـم مـن اختـالف الـدول فـي الطريقـة التـي تنظـم بهـا

اال ان دعـوى اإللغـاء حظيـت باهميـة بالغـة, الرقابـة القضاييـة علـى اعمـال اإلدارة باعتبارهـا وسـيلة الدفـاع عـن مبـدا المشـروعية، ووسـيلة لضمـان حقـوق األفـراد

.وحمايتهـم مـن التجـاوز فـي اسـتعمال السـلطة مـن قبـل اإلدارة باعتبـار ان الرقابـة القضاييـة ال يحركهـا القضـاء: الشروط التنظيمية لقبول دعوى اإللغاء - 2

مـن تلقـاء نفسـه، وان علـى مـن تضـرر مـن القـرار اإلداري تخضـع لمجموعـة مـن الشـروط التنظيميـة” دعـوى اإللغـاء“ان يلجـا الـى القضـاء، فـان

حتـى يمكـن191

قبـول المنازعـة اإلداريـة امـام المحكمـة اإلداريـة، فـاذا لـم تتوفـر هـذه الشـروط كلهـا او و بشـكل عـام. بعضهـا، حكـم القاضـي بعـدم قبـول الدعـوى دون النظـر فـي موضوعهـا

يمكـن القـول ان هـذه الشـروط التنظيميـة تتعلـق باربعـة مسـايل جوهريـة و هـي علـى:النحـو األتـي

(7: )طبيعة العمل اإلداري المطعون فيه- ا موضـوع دعـوى اإللغـاء دايمـا هـو القـرار اإلداري اي انهـا دعـوى موضوعيـة ال تخاصـم

و القــرار اداري، حســبما اســتقر عليــه فقهــا و. اإلدارة بـل تخاصـم القــرار اإلداري افصــاح اإلدارة عــن ارادتهــا الملزمـة، لمـا لهـا مـن سـلطة بمقتضـى»قضــاء هــو

القوانيـن واللوايـح ، وذلـك بقصـد احـداث مركـز قانونـي معيـن،(8. )«متـى كان ممكنـا وجايـزا قانونـا ، وكان الباعـث عليـه ابتغـاء مصلحـة عامـة

ومـن هـذا التعريـف نـرى ان القـرار اإلداري محـل الطعـن ذو طبيعـة خاصـة، بحيـث يشـترط فيـه ان يكـون مـن القـرارات اإلداريـة النهاييـة الجايـز الطعـن بهـا باإللغـاء، وبالتالـي يسـتبعد مـن مجـال الطعـن باإللغـاء اعمـال السـلطة التشـريعية كالقوانيـن

واألعمـال البرلمانيـة او اعمـال السـلطة القضاييـة المتمثلـة باألحـكام القضاييـة، و ال يقبـل فهـذه األعمـال ال تصلـح بطبيعتهـا ألن تكـون. كذلـك الطعـن باإللغـاء فـي األعمـال الماديـة

موضوعـا لدعـوى اإللغـاء امـام القضـاء اإلداري وبالتالـي فانهـا تخـرج مـن دايـرة اختصـاصالقضـاء(9. )اإلداري

،”القرار االداري“لمزيد من المعلومات حول الشروط المتعلقة بمحل دعوى االلغاء، ( 7):يرجى االطالع عى المراجع التالية

عـى خطـار شـطناوي، موسـوعة القضـاء االداري، الجـزء الثـاني، دار الثقافـة للنـشر و. د.ا عبدالعزيـز عبدالمنعـم خليفـة، دعـوى الغـاء القـرار. د.، ا821-862.ص(. 2004)التوزيـع،

)األسـباب و الـشروط، منشـاة المعـارف باألسـكندرية، : االداري في قضـاء مجلـس الدولـة ســليمان الطــماوي، الوجيــز في القانــون اإلداري، دار. د.، ا274 - 15. ص(. 2004

حمــدي ياســن عكاشـه، القـرار. د.، ا498 - 333. ، ص(1996)الفكــر العــربي القاهــرة، ، 72 - 15. ص( 1987)االداري في قضـاء مجلـس الدولـة، منشـاة المعـارف باالسـكندرية،

محمـود عاطـف البنـا،. د.، ا239 - 206 دراسـة مقارنـة، دار الفكـر: النظريـة العامـة للقـرارات االداريـة للدكتـور سـليمان الطـماوي

.373 - 173. ، ص(2006)العـربي، م في القضيـة رقـم1954ينايـر 6انظـر حكـم محكمـة القضـاء اإلداري الصـادر في ( 8)

9و انظـر الطعـن رقـم . 401، مجموعـة احـكام مجلـس الدولـة، السـنة الثامنـة، ص934 م ، موسـوعة مبـادي القضـاء اإلداري التـي1987 - 5 - 6اداري جلسـة 1987لسـنة

اقرتهـا محكمـة التمييـز .1999 - 1982الكويتيـة في سـبعة عـشر عامـا

)سليمان الطماوي، قضاء اإللغاء، الطبعة السادسة، دار الفكر العربي، القاهرة، . د( 9).336، ص(1986192

:توفر شرط المصلحة في رافع الدعوى- ب .انـه حيـث ال مصلحـة فـال دعـوى( 10)مـن المبـادي المسـتقرة فقهـا وقضـاء وتشـريعا

وحتـى تعتبـر. فالمصلحـة تعتبـر شـرطا اساسـيا لقبـول دعـوى اإللغـاء امـام القضـاء اإلداري المصلحـة في دعوى اإللغـاء اساسـا لهـذه الـدعوى يجـب ان ترتبـط بالمدعـي ارتباطـا

مباشـرا نضعـه في حالـة الـدفاع عن مصلحـة ذاتيـة اضيـرت مـن القـرار اإلداري، سـواء والمصلحـة قد تكـون فرديـة. كانـت هذه المصلحـة ماديـة ام معنويـة، محققـة او محتملـة

خاصـة باألشـخاص الطبيعييـن كاألفـراد والموظفيـن، كمـا قد تكـون جماعيـة خاصـة بالهييـات التـي تتمتـع بالشـخصية المعنويـة فلها الحـق فـي طلب الغـاء القـرارات اإلداريـة

التـي تمـس مصالحهـا المرتبـط.)بالغـرض الـذي انشـيت مـن اجلـه، والـذي تحـدده القوانييـن واألنظمـة الخاصـة بانشـايها

11) ويذهـب الـراي الراجـح فـي الفقـه والقضـاء اإلداري المقـارن الـى ان دعـوى اإللغـاء وليـن

كانـت مـن طبيعـة موضوعيـة تقـوم علـى مخاصمـة القـرار اإلداري فـي ذاتـه تحقيقـا للمشـروعية واسـتهدافا لمصلحـة الجماعـة ، اال انهـا تتضمـن فـي نفـس الوقـت تحقيـق

، وهـي ازالـة كل اثـر للقـرار غيـر المشـروع الـذي يمـس(12)مصلحـة خاصـة برافعهـا وفضـال علـى ذلـك فـان اسـتلزام شـرط المصلحـة فـي دعـوى اإللغـاء. مركـزه القانونـي

مـن شـانه منـع الخصومـات الكيديـة والحـد مـن عـدد القضايـا اإلداريـة، ولهـذا فـان مجلـسالدولـة

بشان الفصل في المنازعات 2007لسنة ( 7)من القانون رقم ( 5)المادة -انظر، ( 10):اإلدارية في قطر فانه ال تقبل الطلبات التالية

(11)المادة . -الطلبات المقدمة من اشخاص ليست لهم فيها مصلحة شخصية مباشرة -1 و التي نصت عى انه ال تقبل الطلبات اآلتية 1972لسنة ( 47)من قانون مجلس الدولة رقم

الطلبات المقدمة من اشخاص ليست لهم فيها مصلحة شخصية( ا : الخـاص بانشـاء دايـره 1981لسـنه 20المـاده الثالثـه مـن المرسـوم بالقانـون رقـم -

مـع“بالمحكمـه الكليـه لنظـر المنازعـات االداريـه في الكويـت، والتـي نصـت عـى انـه ، ال1959لسـنة 19عـدم اإلخـالل بنـص المـادة الثانيـة مـن قانـون تنظيـم القضـاء رقـم

”.تقبـل الطلبـات المقدمـة مـن اشـخاص ليسـت لهـم فيهـا مصلحـة شـخصية مبـاشرة دراسـة: شرط المصلحـة في دعـوى االلغـاء“فيصـل عبدالحافـظ الشـوابكة، . د( 11)

.، ص(2012)، دفاتـر السياسـة و القانـون، العـدد السـابع، جـوان، ”(فرنسـا-االردن)مقارنـة 150.

وقـد انتهـى مجلـس الدولـة المـصري الى ان دعـوى اإللغـاء تنتمـى الى القضـاء( 12) :ورغـم ذلـك فانهـا ال يمكـن ان تكـون دعـوى حسـبه والـذي يقـول فيـه– الموضوعـي

يشـرط لقبـول دعـوى اإللغـاء ان يكـون رافعهـا في حالـة قانونيـة خاصـة بالنسـبة الى) القـرار المطعـون فيـه، مـن شـانها ان تجعلـه موثـرا تاثـرا مبـاشرا في مصلحـة شـخصية

فـاذا كان نطـاق المصلحـة في دعـوى اإللغـاء يتسـع- لـه، واال كانـت الدعـوى غـر مقبولـة لـكل دعـوى الغـاء يكـون رافعهـا في حالـة قانونيـة خاصـة مسـها القـرار المطعـون فيـه،

حيـث تتصـل هـذه الدعـوى بقواعـد واعتبـارات المشروعيـة والصالـح العـام، اال ان هـذا االتسـاع ال يعنـي الخلـط بينهـا وبـن دعـوى

.الحسـبة، اذ يظـل قبـول الدعـوى منوطـا بتوافـر شرط المصلحـة الشـخصية لرافعهـا مجموعـة المبـادي القانونيـة التـي قررتهـا المحكمـة اإلداريـة العليـا،- مجلـس الدولـة (م 2007الفـرة مـن اول ابريـل حتـى نهايـة سـبتمبر سـنة )الجـزء الثـاني - الدايـرة األولى

(.361صــ - 193

الفرنسـي رغـم توسـعه فـي مفهـوم المصلحـة فـي دعـوى اإللغـاء، فانـه ال يـزال يعتبـر(13. )المصلحـة بالمفهـوم المتقـدم شـرطا لقبولهـا

:تظلم صاحب الشان الى االدارة قبل رفع الدعوى- ج قـد يـرى صاحـب الشـان ان يلجـا الـى مجلـس الدولـة، فيقـدم تظلمـا الـى نفـس مصـدر القـرار، وهـو مـا يطلـق عليـه التظلـم الواليـي، او يلجـا بالتظلـم الـى السـلطة الرياسـية،

.وهـو مـا يسـمى بالتظلـم الرياسـي ومثـل هـذا التظلـم اذا قـدم فـي ميعـاد وجـب علـى جهـة اإلدارة ان تبـت فـي تظلمـه

خـالل سـتين يومـا مـن تقديمـه، وقـد تـرد اإلدارة علـى التظلـم صراحـة بالرفـض، وهنـا ال بـد وان يكـون القـرار اإلداري مسـببا، او تلتـزم بالصمـت، وفـي هـذه الحالـة يقيـم القانـون

قرينـة قاطعـة علـى انهـا رفضـت التظلـم، اذا لـم تـرد علىمقدمـه خـالل سـتين يومـا مـن فـان رفضـت اإلدارة التظلـم رفضـا مسـببا، او اذا سـكتت ومضـى سـتون يومـا. تقديمـه

علـى تقديـم التظلـم، امتـد ميعـاد رفـع دعـوى اإللغـاء سـتين يومـا اخـرى بعـد مـرورالسـتين

.يومـا األولـى علـى تقديـم التظلـم واألصـل فـي التظلـم انـه جـوازي، اال ان المشـرع جعـل التظلـم فـي حـاالت معينـة وجوبيـا،

و مـن امثلـة القـرارات التـي. هادفـا بذلـك تصفيـة بعـض المنازعـات قبـل ان تصـل للقضـاء تتطلـب ضـرورة التظلـم المسـبق لـالدارة قبـل رفـع دعـوى اإللغـاء، هـي تلـك المشـار

مـن المـادة الثانيـة عشـر( ب)اليهـا فـي البنـد :1972لسـنة 47مـن قانـون مجلـس الدولـة رقـم

القرارات اإلدارية النهايية الصادرة بالتعيين في الوظايف العامة، او الترقية، او بمنح - 1.العالوات

الطلبــات التــى يقدمهــا الموظفــون العموميــون بالغــاء القــرارات اإلداريــة - 2.الصــادرة باحالتهــم الــى المعــاش او االســتيداع، او فصلهــم بغيــر الطريــق التاديبــي

.الطلبات التى يقدمها الموظفون العموميون بالغاء القرارات النهايية للسلطات التاديبية - 3

هـذه األنـواع الثالثـة مـن القـرارات اإلداريـة ينبغـي التظلـم منهـا الـى الجهـة اإلداريـة مصـدرة القـرار، او الجهـة الرياسـية لهـا قبـل اللجـوء للقضـاء لطلـب الغـاء تلـك القـرارات، ويجـب علـى المتظلـم ان ينتظـر المواعيـد المقـررة للبـت فـي هـذا التظلـم، وهـي سـتون

يومـا، فـاذا مضـت هـذه األيـام السـتون دون رد مـن الجهـة اإلداريـة، او ردت برفـض التظلـم، كان لـه ان يرفـع دعـوى اإللغـاء فـي السـتين

.يومـا التاليـة الرقابـه القضاييـه عـى اعـمال االداره فى السـودان بـن“العطـا بـن عـوف العطـا، . د( 13)

، دار العلـوم للتحقيـق والطباعـة والنـشر”النظـام القضـايى الموحـد و القضـاء المـزدوج.363، ص(1983)والتوزيـع،

194

:ميعاد رفع الدعوى-د حرصـا مـن المشـرع علـى اسـتقرار األوضـاع القانونيـة فـي داخـل الدولـة، فقـد حـدد مـددا

وهـذه المـدد تعتبـر. معينـة يتوجـب علـى صاحـب المصلحـة فـي دعـوى اإللغـاء االلتـزام بهـا مـن النظـام العـام التـي ال يجـوز االتفـاق علـى مخالفتهـا، و وال يجـوز بعـد فواتهـا ان يقبـل القضـاء دعـوى اإللغـاء الخاصـة بالقـرارات اإلداريـة المشـوبة بالبطـالن، حيـث تصبـح هـذه

القـرارات محصنـة ضـد اإللغـاء، وعلـى المحكمـة ان تقضـي مـن تلقـاء نفسـها بعـدم قبـول.الدعـوى اذا مـا رفـع اليهـا طعـن فـي قـرار اداري بعـد فـوات هـذا الميعـاد

وعندمـا يحـدد المشـرع هـذه المـدة، فانـه يسـعى دايمـا الـى التوفيـق بيـن المصلحـة فالمصلحـة الخاصـة تقتضـي ان يمنـح المشـرع األفـراد. الخاصـة للطاعـن والصالـح العـام

وقتـا كافيـا للطعـن فـي القـرارات اإلداريـة، بينمـا يتطلـب الصالـح العـام ان ال تطـول هـذهالمـدة، وان ال تبقـى اعمـال اإلدارة مهـددة باإللغـاء،

.وان تسـتقر األوضـاع القانونيـة فـي داخـل الدولـة وتتحصـن القـرارات اإلداريـة و بالنظـر الـى المـدة الالزمـة للطعـن فـي القـرار اإلداري، فنجـد ان معظـم األنظمـة

.)القضاييـة حـددت مـدد قصيـرة األجـل ال تتجـاوز شـهرين مـن تاريـخ البـت فـي التظلـم فـي حيـن اليتقيـد الطاعـن فـي دعـوى القضـاء الكامـل بهـذة المواعيـد القصيـرة( 14

.وانمـا يخضـع لمـدد التقـادم العاديـة بشـان الفصـل في المنازعـات 2007لسـنة ( 7)مـن القانـون رقـم ( 6)انظـر المـادة ( 14)

اإلداريـة في قطـر و التـي نصـت عـى ان ميعـاد رفـع دعـوى اإللغـاء سـتون يومـا مـن تاريـخ نـشر القـرار اإلداري المطعـون فيـه في الجريـدة الرسـمية، او في النـشرات التـي تصدرهـا

الجهـات اإلداريـة، او وينقطـع سريـان هـذا الميعـاد. اعـالن صاحـب الشـان بـه، او ثبـوت علمـه بـه علـما يقينيـا

بالتظلـم الى الجهـة اإلداريـة، ويجـب ان يبـت في التظلـم خـالل سـتن يومـا مـن تاريـخ ويعتـبر فـوات سـتن يومـا عـى. تقديمـه، واذا صـدر القـرار بالرفـض وجـب ان يكـون مسـببا

تقديـم التظلـم دون ان تجيـب عنـه السـلطات المختصـة، بمثابـة رفضـه، ويحسـب ميعـادرفـع الدعـوى مـن تاريـخ الرفـض الصريـح او الضمنـي

.بحسـب األحـوال عـى ان 1972لسـنة ( 47)مـن قانـوون مجلـس الدولـة رقـم ( 24)كـما نصـت المـادة

ميعـاد رفـع الدعـوى امـام المحكمـة فيما يتعلـق بطلبات اإللغـاء سـتون يومـا مـن تاريـخ نـشر القـرار اإلدارى المطعـون فيـه في الجريـدة الرسـمية او في النـشرات التـى تصدرهـا

وينقطـع سريـان هـذا الميعـاد بالتظلـم الى. المصالـح العامـة او اعـالن صاحـب الشـان بـه الهييـة اإلداريـة التـى اصـدرت القـرار او الهييـات الرياسـية ، ويجـب ان يبـت في التظلـم قبـل مـضى سـتن يومـا مـن تاريـخ تقديمـه ، واذا صـدر القـرار بالرفـض وجـب ان يكـون

مسـببا ويعتـبر مـضى سـتن يومـا عـى تقديـم التظلـم دون ان تجيـب عنـه السـلطاتويكـون ميعـاد رفـع الدعـوى بالطعـن في القـرار الخـاص بالتظلـم. المختصـة بمثابـة رفضـه

.سـتن يومـا مـن تاريـخ انقضـاء السـتن يومـا المذكـورة الخـاص 1981لسـنه 20مـن المرسـوم بالقانـون رقـم ( 7)و في الكويـت نصـت المـادة

بانشـاء دايـره بالمحكمـه الكليه لنظـر المنازعـات االداريه، عـى ان ميعـاد رفـع دعـوى

اإللغـاء سـتون يومـا مـن تاريـخ نـشر القـرار اإلداري المطعـون فيـه في الجريـدة الرسـمية او في النـشرات التـي تصدرهـا المصالـح الحكوميـة او اعـالن صاحـب الشـان بـه، او ثبـوت

وينقطـع سريـان هـذا الميعـاد بالتظلـم الى الجهـة اإلداريـة التـي. علمـه بـه علـما يقينيـا اصـدرت القـرار او الى الجهـات الرياسـية لهـا، ويجـب ان يبـت في التظلـم خـالل سـتن

يومـا مـن تاريـخ تقديمـه، واذا صـدر القـرار بالرفـض وجـب ان يكـون مسـببا، ويعتـبر فـواتسـتن يومـا عـى تقديـم التظلـم دون ان تجيـب عنـه السـلطات المختصـة

بمثابـة رفضـه، ويحسـب ميعـاد رفـع الدعـوى مـن تاريـخ الرفـض الصريـح او الضمنـي.حسـب األحـوال

195:سلطة القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء - 3

تنحصـر سـلطة القاضـي اإلداري فـي دعـوى اإللغـاء علـى الغـاء القـرار المتسـم بتجـاوز السـلطة، باعتبـار ان قضـاء اإللغـاء ال يوجـه اوامـر للسـلطة اإلداريـة، وليـس بامكانـه

اسـتبدال القـرار المطعـون فيـه، واال عـ د ذلـك تدخـال سـافرا منـه فـي اعمـال السـلطة اذ ان القاضـي اإلداري ال يسـتطيع. اإلداريـة، واخـالال جسـيما بمبـدا الفصـل بيـن السـلطات

اصـدار اوامـر لـإلدارة يحثهـا علـى القيـام بعمـل معيـن، والزامهـا القيـام بـه، او االمتنـاع عنـه، كمـا انـه ال يملـك اسـتخالص النتايـج المترتبـة علـى اصـدار حكمـه باإللغـاء، او ان

يحـل مـكان اإلدارة مـن خـالل تضميـن حكمـه هـذا قـرارا اداريـا جديـدا عوضـا عـن القـرار الـذي قضـى بالغايـه، فجميـع مـا سـبق ذكـره يعتبـر مـن المبـادي العامـة التـي اتفـق عليهـا

الفقـه والتـي تحكـم سـلطة القاضـي(15. )عنـد اصـداره الحكـم باإللغـاء

، العدد12، المنارة، المجلد ”سلطة قاضي اإللغاء في األردن“ محمد وليد العبادي، . د( 15)(.94 - 67. )84. ، ص(2006)، 1

196

تنظيــم قضــاء اإللغــاء فــي دولــة االمــارات العربيــة المتحــدة: المبحــث الثانــي:مقدمة

كان مولـد دولـة اإلمـارات بمثابـة اإلعـالن عـن تجربـة فريـدة فـي الوطـن العربـي، فـألول مـرة فـي تاريخـه الحديـث تنـدرج تجربـة الوحـدة فـي اطـار االتحـاد الفيدرالـي او

(16.)المركـزي دولـة اإلمـارات اليـوم ووفقـا لمـا يـراه فقهـاء القانـون الدسـتوري تحكـم بنظـام اتحـادي

، حيـث لـكل امـارة حاكمهـا و نظامهـا المسـتقل، ولكنهـا جميعـا فـي نفـس(17)دسـتوري وينـص الدسـتور فـي. الوقـت تخضـع لرييـس الدولـة وحاكـم عاصمتهـا و الدسـتور واحـد

المجلــس األعلــى لالتحــاد،: علـى وجـود سـلطات اتحاديــة خمــس هــي( 45)المـادة رييــس الدولــة ونايبــه، مجلــس الــوزراء، المجلــس

.الوطنـي االتحـادي، و القضـاء االتحـادي و فيمـا يتعلـق بالتنظيـم القضايـي بدولـة اإلمـارات، فدسـتور الدولـة لـم ينـص علـى وجـوب دمـج دواير القضـاء فـي اإلمـارات فـي القضـاء االتحـادي، و انمـا تـرك الحريـة لـكل امـارة

تقديـر ذلـك، حيـث ان السـلطة القضاييـة المحليـة، حـق لإلمـارة، و مسـتقلة اسـتقالال كامـال عـن القضـاء االتحـادي و لإلمـارة الخيـار فـي ان تعهـد بـكل او بعـض سـلطاتها الـى القضـاء

و قـد ترتـب علـى ذلـك وجـود قضاءيـن مسـتقلين بالدولـة، احدهمـا اتحـادي و. االتحـادي يضـم امـارة ابوظبـي، الشـارقة، ام القيويـن، عجمـان، الفجيــرة، و اخــر قضــاء محلــي و

ســنة 37و بعــد مــرور ( 18. )يضــم امارتــي دبــي و راس الخيمــة بعـد اتفـاق بـن 1820عرفـت منطقـة اإلمـارات ألول مـرة بهـذا االسـم منـذ عـام ( 16)

بريطانيـا ومجموعـة مـن الحـكام العـرب بهـذه المنطقـة وكانـت هـذه االتفاقيـة تهـدف الى تـم اتفـاق بـن بريطانيـا وبـن اإلمـارات عـى1892وفي عـام . التصـدي للقرصنـة السـاحلية

ان تسـيطر .لنـدن عـى الشـوون الخارجيـة بينـما تتمتـع كل امـارة بالسـيطرة عـى األمـور الداخليـة

تـولى المغفـور لـه الشـيخ زايـد بـن سـلطان ال نهيـان السـلطة في ابـو 1966وفي عـام

اسـتقلت اإلمـارات السـتة وانتخـب الشـيخ زايـد رييسـا لهـا ثـم 1971ظبـي، ثـم في عـام انضمـت امـارة راس الخيمـة لهـذا االتحـاد ليصبـح المجمـوع سـبع امـارات وهـي ابـو ظبـي

فتحـي. د.ا. ودبي وعجـمان والفجـرة والشـارقة وام القيويـن واخرهـا انضمامـا راس الخيمـة مالحظـات حـول شـكل وصياغـة نظـام الحكـم في دسـتور دولـة اإلمـارات العربيـة“فكـري،

، مجلـة“المتحـدة .12ص (.- 1998 ) 68القانـون واالقتصـاد ، ع

دراسـة: النظـام االتحـادي في اإلمـارات العربيـة المتحـدة “عـادل الطبطبـايي، . د( 17) يـرى بعـض الفقهـاء ان. 192. ، ص(1978)مطبعـة القاهـرة الجديـدة ،: ، القاهـرة ”مقارنـة

اتحـاد دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة مـن اقـوى انـواع االتحـادات، فهـو اتحـاد مركـزي او فيـدرالي حيـث تنـازل حـكام هـذه االمـارات عـن كل سـيادتهم الخارجيـة مـن اجـل قيـام

دولـة االتحـاد التـي اصبحـت تبـاشر السـيادة عـى جميـع األراضي .د.انظـر ا. و الميـاه اإلقليميـة الواقعـة داخـل الحـدود الدوليـة لكافـة اإلمـارات األعضـاء

النظـام االتحـادي في دولـة“ عمـرو احمـد حسـبو، دراسـة نظريـة وتطبيقيـة فى ضـوء النظـم االتحاديـة المقارنـة: اإلمـارات العربيـة المتحـدة

.9. ، ص(1995)دار النهضـة العربيـة ، : ،القاهـرة “(18) د،مطبعـ”نظـامالحكـمواإلدارةفيدولـةاإلمـاراتالعربيـةالمتحـدة“عبدالرحيـمعبداللطيـفالشـاهن،.

.263،262. ، ص(1997)ةجلفـار،راسالخيمـة،197

علـى قيـام االتحـاد، كان مـن المتوقـع ان تعلـن امارتـي دبـي و راس الخيمـة انضمامهمـا الـى القضـاء االتحـادي ليكـون لدولـة اإلمـارات بذلـك نظـام قضايـي واحـد، اال ان ذلـك لـم

يعـد متوقعـا بعـد اآلن خاصـة بعـد صـدور قـرار جديـد بتشـكيل دايـرة للقضـاء المحلـيمـع بقـاء القضـاء( 19)بامـارة ابوظبـي،

.االتحـادي فـي نفـس اإلمـارة، و بالتالـي اوجـد نظاميـن قضايييـن فـي امـارة واحـدة و مـن جهـة اخـرى، اكـد الدسـتور اإلماراتـي علـى اسـتقالل القضـاء والفصـل بيـن

6و قـد نشـات المحاكـم االتحاديـة االبتداييـة بنـاء علـى القانـون االتحـادي رقـم . السـلطات ، اذ حـ ول هـذا القانـون محاكـم البدايـة القايمـة فـي كل مـن ابوظبـي1978لسـنة

امـا امارتـي دبـي( 20)والشـارقة وعجمـان والفجيـرة و ام القيويـن الـى محاكـم اتحاديـة، و راس الخيمـة فلـم تتحـول المحاكـم االبتداييـة فيهمـا الـى

.وبالتالـي فهـي مسـتقلة عـن المحاكـم االتحاديـة االبتداييـة, محاكـم اتحاديـة اصـدر صاحـب السـمو الشـيخ خليفـة بـن زايـد ال نهيـان رييـس الدولـة، حفظـه اللـه،( 19)

باعـادة تنظيـم دايـرة 2006لسـنة ( 23)بصفتـه حاكـما إلمـارة ابوظبـي القانـون رقـم و جـاء هـذا القانـون موكـدا اسـتقاللية ونزاهـة القضـاء. القضـاء في امـارة ابوظبـي

وحياديتـه وموسسـته واسـتقالله عـن السـلطة التنفيذيـة في اإلمـارة منهجهـا سـيادة كـما انشـا القانـون مجلسـا للقضـاء. القانـون والعمـل عـى اسـتقاللية العاملـن عـى تطبيقـه

برياسـة رييـس محكمـة النقـض، حيـث يختـص هـذا المجلـس بنظـر كل مـا يتعلـق بتعيـن وترقيـة ونـدب واعـارة القضـاة في امـارة ابوظبـي اضافـة الى وجـوب األخـذ برايـه في

و نـص القانـون كذلـك عـى. مشروعـات القوانـن المتعلقـة بالقضـاء والنيابـة العامـة تشـكيل محاكـم ابتداييـة ومحاكـم اسـتيناف ومحكمـة نقـض في امـارة ابوظبـي، حيـث

تشـكل المحاكـم االبتداييـة مـن دوايـر مدنيـة وتجاريـة ودوايـر جزاييـة واخـرى اداريـة ودوايـر احـوال شـخصية اضافـة الى دوايـر اخـرى يتـم تشـكيلها بنـاء عـى توصيـة مجلـس

وقـد اورد القانـون الـشروط الواجـب توافرهـا فيمـن يتـولى القضـاء كـما انشـا. القضـاء .القانـون نيابـة عامـة إلمـارة ابوظبـي يراسـها النايـب العـام وعـدد كاف مـن األعضـاء

تتبـع الحاكـم، حيـث اعطيـت صالحيـة« دايـرة القضـاء»وانشـا القانـون دايـرة تسـمى تشـكيل محاكـم االسـتيناف في اإلمـارة وقـد اتبـع القانـون بهـذه الدايـرة ادارة التنفيـذ

كـما الحقـت بهـذه. والتـي تعنـى بتنفيـذ األحـكام القضاييـة وتتـولى اإلعالنـات القضاييـة تتبـع المجلـس القضـايي وتختـص« ادارة التفتيـش القضـايي»الدايـرة ادارة اخـرى تسـمى

باجـراء التفتيـش الـدوري عـى القضـاة واعضـاء النيابـة العامـة والكشـف عـن اي قصـور.في اداء هـوالء لواجباتهـم

اودع المستشـار مديـر دايـرة الفتـوى والتشريـع االتحاديـة 1976مـن ينايـر 7بتاريـخ ( 20) قلـم كتـاب المحكمـة االتحاديـة العليـا عريضـة طلـب تفسـر بعـض احكام الدسـتور الموقت

: لالتحـاد بنـا ء عـى طلـب وزيـر العـدل وذلـك لبيـان مـا يـاتي تفســر احــكام المادتن: اوال من الدســتور الموقت لالتحــاد لتحديــد مــا اذا كان الدســتور الموقت يســمح 103، 95

بانشــاء محاكــم اســتيناف اتحاديـة تكـون قايمـة بذاتهـا وتبـاشر اختصاصاتهـا بالفصـل وفي االسـتينافات التـي ترفـع اليهـا طعنـا عـى احـكام المحاكـم االتحاديـة االبتداييـة ام ان

المحاكـم المنصـوص عليهـا تعـدادا حصريـا بحيـث يمتنـع 95الدسـتور عدد في المـادة .انشـاء محاكـم اسـتيناف اتحاديـة في نطاق الدسـتور

من الدســتور الموقت لبيــان المعنــى المقصــود بكلمــة 105تفســر نص المــادة : ثانيــا“ التــي وردت في الفقــرة الثانيــة مــن المــادة وهــل تعنـي هـذه الكلمـة ان: نهاييــا

تكـون األحـكام الصـادرة مـن المحاكـم االتحاديـة االبتداييـة تعقيبـا عـى احـكام الهييـات القضاييـة المحليـة احكامـا باتـة ال تقبـل فيهـا بـاي وجـه ام ان هـذه النهاييـة ال تمنـع مـن تنظيـم طريـق للطعـن في احـكام المحاكـم االتحاديـة االبتداييـة التـي تصـدر عنهـا وفقـا

.105للفقـرة الثانيـة مـن المـادة وذهبـت الدايـرة الدسـتورية بالمحكمـة االتحاديـة العليـا في حكمهـا الى انـه حيـث ان نـص

تخـول المشرع سـلطة انشـاء محاكم اسـتيناف يوثرهـا بنظـر االسـتيناف الـذي 103المـادة يرفـع عـن األحـكام الصـادرة ابتداييـا مـن األحـكام االتحاديـة االبتداييـة وهـذه السـلطة ال

من الدسـتور وترى المحكمـة ان الحكمـة مـن عـدم 95تتعـارض مـع مفهـوم نص المـادة هـو ان الدسـتور لم يشـا الـزام 95اإلشـارة الى محاكـم اتحاديـة اسـتينافية في المـادة

المـشرع بانشـايها اسـوة بالمحكمـة العليـا والمحكمـة االبتداييـة وانمـا جعـل انشـاءهاخاضعـا لدواعـي الحاجـة وحيـث ال يـرى المـشرع

198

6كمـا انشـا المشـرع االتحـادي المحاكـم االتحاديـة االسـتينافية بموجـب القانـون رقـم الذي حـ ول المحاكـم االسـتينافية القايمـة فـي ابوظبـي والشـارقة وعجمـان 1978لسـنة

امـا امارتـي دبـي و راس الخيمـة فلـم تتحـول المحاكـم. والفجيـرة الـى محاكـم اتحاديـةوبالتالـي, االسـتينافية فيهمـا الـى محاكـم اتحاديـة

.فهـي مسـتقلة عـن المحاكـم االتحاديـة االسـتينافية و بالنظـر الـى تقسـيم السـلطات و االختصاصـات بيـن الحكومـة االتحاديـة و الحكومـة

المحليـة، فقـد انعكـس ذلـك علـى تقسـيم االختصاصـات بيـن القضـاء المحلـي و االتحـادي، على-مـن الدسـتور 102حيـث يتبيـن لنـا و مـن خـالل اسـتقراء مـواد الدسـتور ان المـادة

يكـون لالتحـاد محكمـة اتحاديـة ابتداييـة او اكثـر ، تنعقـد“نصـت علـى ان - سـبيل المثـالفـي عاصمـة االتحـاد الدايمـة، او فـي بعـض عواصـم

:اإلمـارات، لممارسـة الواليـة القضاييـة فـي دايـرة اختصاصهـا فـي القضايـا التاليـة المنازعـات المدنيـة والتجاريـة واإلداريـة بيـن االتحـاد واألفـراد، سـواء كان االتحـاد مدعيـا او

.مدعـى عليـه فيهـا وهـذه الحكمـة مسـتخلصة– مالءمـة ايثـار المحكمـة العليـا بهـذا االختصـاص االسـتينافي

من الدسـتور الموقت التـي اجـازت للمـشرع احالـة االسـتيناف الى 103ضمنـا من المـادة المحكمـة العليـا مـما مـوداه ان المـشرع قـد يجـد في هـذه اإلحالـة غنـاء عـن التفكـر في

–انشـاء محاكـم اسـتيناف اتحاديـة وعنديـذ تنتفـي مسـوغها وال يكـون ثمـة موطـن لهـا وعـى المحكمـة ان تقـرب بـن النصـوص الدسـتورية وتفسرهـا تفسـرا متناسـقا دون ان تنتهـج في هـذا الشـان منهـج التفسـر الضيـق حتـى تسـتطيع ان تقـوم بـدور ايجـابي في

تزويـد المـشرع بـاألداة الدسـتورية الالزمـة الختيـار الوسـايل التـي يراهـا لتنفيـذ السـلطات وحيـث انـه لـكل مـا تقـدم تـرى المحكمـة. المخولـة عـى النحـو الكفيـل بصالـح المواطنـن

من الدسـتور الموقت لالتحـاد يسـمح للمـشرع 103، 95ان التفسـر السـليم لنـص المادتن بانشـاء محاكـم اسـتيناف اتحاديـة تكـون قايمـة بذاتهـا وتسـتانف امامهـا المحاكـم االتحاديـة

ان– وان كل ذلـك ال يمنـع المـشرع كـما هـو الحـال في اغلـب التشريعـات – االبتداييـة يسـتثنى القضايـا قليلـة األهميـة باعتبـار ان تفاهـة قيمتهـا ال تسـتاهل اسـتطالة امـد الـراع

وألن مصاريفهـا في الدرجتـن تسـتنفذ معظـم قيمتهـا وهـو.امـر مـروك تقديـره للمـشرع

من الدستور الموقت لالتحاد لبيان المعنى المقصود بكلمة 105عن تفسر المادة : ثانيا“ التي وردت في الفقرة الثانية من المادة،” نهاييا

يجـوز بنـا ء عـى قانـون اتحـادي يصـدر بنـا ء“تنـص عـى مـا يـاتي 105وحيـث ان المـادة عـى طلـب امـارة معينـة نقـل كل او بعـض االختصاصـات التـي تتوالهـا هيياتهـا القضاييـة

المحليـة بموجـب المـادة السـابقة الى المحاكـم االتحاديـة االبتداييـة كـما يحـدد بقانـون اتحـادي الحــاالت التــي يجــوز فيهــا اســتيناف احــكام الهييــات القضاييــة المحليــة في القضايــا الجزاييــة والمدنيــة والتجاريــة وغرهــا امــام المحاكــم االتحاديـة عـى ان يكـون

“وحيـث ان المقصـود بكلمـة . ”قضاوهـا عنـد الفصـل في هـذا االسـتيناف نهاييـا ان” نهاييـا الحكـم اسـتنفذ كل وسـايل الطعـن العاديـة حايـزا لقـوة الـيء المحكـوم بـه، ولكـن هـذا

الحكـم ال يكـون باتـا وبالتـالي يقبـل الطعـن فيـه بطريـق الطعـن غـر العاديـة كالنقـض والتـماس اعـادة النظـر ألن الحكـم البـات هـو الـذي ال يقبـل الطعـن فيـه بـاي طريقـة مـن طـرق الطعـن العاديـة او غـر العاديـة ومـن ثـم فانـه يجـوز ان ينـص القانـون عـى ان تكـون

هـذه األحـكام قابلـة للطعـن فيهـا بطـرق الطعـن غـر العاديـة كالنقـض والتـماس اعـادة النظـر في الحـاالت التـي يحددهـا، فـاذا اسـتنفذت طـرق الطعـن غـر العاديـة فـان

.الحكـم يكـون باتـا ، مجموعـة األحـكام الصـادرة عـن المحكمـة اإلتحاديـة العليـا1976مـارس 14جلسـة

مطبوعـات جامعـة( - م2008)الدايـرة الدسـتورية منذ تاسـيس المحكمـة وحتـى سـنة .اإلمـارات العربيـة المتحـدة

199 الجرايـم التـي ترتكـب ضمـن حـدود العاصمـة االتحاديـة الدايمـة، باسـتثناء مـا تختـص

.مـن هـذا الدسـتور( 99)بنظـره المحكمـة االتحاديـة العليـا بموجـب المـادة قضايـا األحـوال الشـخصية والقضايـا المدنيـة والتجاريـة وغيرهـا بيـن األفـراد التـي تنشـا

.فـي العاصمـة االتحاديـة الدايمـة وفيمـا عـدا االختصاصـات السـابق ذكرهـا، فقـد تـرك المشـرع االتحـادي امـر الفصـل فيهـا

مـن الدسـتور، والتـي نصـت علـى 104للهييـات القضاييـة المحليـة، و ذلـك وفقـا للمـادة تتولـى الهييـات القضاييـة المحليـة فـي كل امـارة جميـع المسـايل القضاييـة التـي لـم“ان

يعهـد بهـا للقضـاء االتحـادي.”بمقتضـى احـكام هـذا الدسـتور

و فيمـا يتعلـق باختصـاص الفصـل فـي المنازعـات اإلداريـة، فبالرغـم مـن اهميـة دعـوى اإللغـاء كاداة ضروريـة إلعـالء كلمـة القانـون واخضـاع اإلدارة ألحكامـه، اال ان المشـرع لـم

يهتـم بتنظيمهـا بقانـون خـاص اسـوة بالـدول الخليجيـة األخـرى القريبـة ذات النظـام القضايـي الموحـد، كالكويـت او قطـر علـى النحـو السـابق ذكـره، او بالـدول ذات النظـام

القضايـي المـزدوج، كنظـام مجلـس الدولـة فـي سـلطنة عمــان او جمهوريــة مصــرولتســليط مزيــد مــن الضــوء علــى ذلــك، فاننــا ســوف. العربيــة او فرنســا

.نتناولـه بالدراسـة فيمـا يلـي200

:التنظيـم القانونـي لدعـوى اإللغـاء وفق القوانيـن االتحادية لدولـة االمارات: اوال سـوف نتنـاول التنظيـم القانونـي لدعـوى اإللغـاء مـن خـالل تسـليط الضـوء علـى المحاكـم

فــي شــان 1978لســنة 6الختصـة بنظــر الدعــوى وفقــا للقانــون االتحــادي رقــم انشــاء محاكــم اتحاديــة، و شـروط قبـول دعـوى اإللغـاء وفقـا لقانـون االجـراءات المدنيـة

، و اخيـرا مـدة الطعـن فـي القـرار اإلداري كمـا نـص عليـه قانـون1992لسـنة ( 11)رقـم 11المـوارد البشـرية الصـادر بالمرسـوم بقانـون رقـم

المحاكم - 1. المعـدل لـه 2011لسـنة 9والمرسـوم بقانـون اتحـادي رقـم 2008لسـنة :المختصة بنظر دعوى اإللغاء

مـن خـالل مطالعـة دسـتور دولـة االمـارات العربيـة المتحـدة، نالحـظ ان الدسـتور و فـي حفــظ لــكل انســان ان يتقــدم بالشــكوى الــى الجهــات المختصــة بمــا( 41)المـادة

فــي ذلــك الجهــات القضاييــة مـن امتهـان الحقـوق والحريـات المنصـوص عليهـا فـي الدسـتور، ممـا يـدل علـى ان بـاب التظلـم مـن القـرارات و األعمـال اإلداريـة التـي تصـدر

مـن الجهـات الحكوميـة االتحاديـة بالدولـة مفتـوح او مكفـول.لجميـع المقيميـن علـى ارض الدولـة

و بالمقابــل، ال توجــد فــي دولــة اإلمــارات حتــى اآلن محاكــم اداريــة متخصصــة فــي نظــر النزاعــات اإلداريـة التـي قـد تنشـا بيـن االفـراد وموسسـاتهم، ويضطـر األفـراد اذا مـا اراد احدهـم رفـع دعـوى تظلـم مـن ادارتـه الـى رفعهـا امـام المحاكـم العاديـة التـي

تسـتند فـي هـذه الحالـة الـى النصـوص التشـريعية القايمـة، وتضطـر الـى تطبيـق قواعـد وقـد نصـت المـادة الثالثـة مـن. القانـون العـادي علـى منازعـات اإلدارة المعروضـة امامهـا

فـي شـان انشـاء محاكـم اتحاديـة علـى انـه 1978لسـنة 6القانـون االتحـادي رقـم تختـص المحكمـة االتحاديـة االبتداييـة فـي عاصمـة االتحـاد بالنظـر فـي جميـع)

(.المنازعـات اإلداريـة بيـن االتحـاد واألفـراد، سـواء كان االتحـاد مدعيـا او مدعـى عليـه فيهـا(21) 1992لسـنة ( 11)مـن قانـون االجـراءات المدنيـة رقـم ( 25)كـما نصـت المـادة ( 21)

تختـص المحكمـة االتحاديـة االبتداييـة في عاصمـة الدولـة بالنظـر في جميـع“عـى ان المنازعـات المدنيـة والتجاريـة واإلداريـة التــي تنشـا بـن الدولـة واألفـراد سـواء كانـت

ويجـوز للمحكمـة عنـد االقتضـاء ان تنعقـد في ايـة. الدولة مدعيـا او مدعـي عليها فيهـا.”عاصمـة مـن عواصـم اإلمـارات

201 مـن قـرار مجلـس الـوزراء رقـم( 6)و تختـص دايـرة الفتـوى والتشـريع وفقـا لنـص المـادة

بنظـام وزارة العـدل بتمثيـل الحكومـة االتحاديـة فيمـا يرفـع منهـا او عليهـا 1973لسـنة ( 2).مـن دعـاوى امـام جهـات القضـاء او هييـات التحكيـم :او ال: من القرار السابق هي ( 6)واختصاصات هذه الدايرة الرييسية وفقا لنص المادة

صياغــة واعــداد مشــروعات القوانيــن والمراســيم واللوايــح التــي تقترحهــا او تطلبهــاالجهــات

.الحكوميــة االتحاديــة المختلفــة ابـداءالـرايالقانونـيفيمـاقـدينشـامـنخـالفبيـنالـوزاراتواألجهـزةالحكوميـةبنـاءعلـى طلـب:ثانيـا

.الوزيـر المختص ابـداءالـرايالقانونـيالمسـببفـيايـةمسـالةاواستفسـاراوفتـوىقانونيـةبنـاءعلـىطلـب:ثالثـا

.الجهـات الحكوميـة المختلفة مراجعــة العقــود التــي تكــون الحكومــة االتحاديــة او احــدى موسســاتها: رابعــ ا

الرســمية وشــبه الرســمية طرفــا فيهــا، وال يجــوز أليــة جهــة حكوميــة ان تبــرم او تقبــل او تجيــز اي عقــد او صلــح او تحكيـم او مناقشـة تزيـد قيمتـه او قيمتهـا علـى

مايتيـن وخمسـين الـف درهـم بغيـر اسـتفتاء الدايـرة المشـار اليهـا، كمـا يجـب 250000 اسـتفتاء الدايـرة المذكـورة فـي مشـروع اي التـزام موضوعـه اسـتغالل مـورد مـن مـوارد

الثـروة الطبيعيـة فـي البـالد، وكل امتيـاز وكل احتـكار تكـون السـلطة االتحاديـة طرفـا.فيـه او المانحـة لـه

النيابــة عـن الحكومــة االتحاديــة فيمــا يرفــع منهـا او عليهـا مـن دعـاوى امـام: خام سـ ا.جهـات القضــاء او هييــات التحكيــم

و لممارسـة االختصاصـات السـابقة، فانـه ال يجـوز لدايـرة الفتـوى والتشـريع ان تباشـر ايـا مـن األعمـال القانونيـة المبينـة سـابقا مـا لـم تحصـل احالتهـا عليهـا مـن قبـل وزيـر العـدل

او وكيـل الـوزارة كمـا، ال يجـوز لهـا اإلجابـة عـن اي مـن األعمـال القانونيـة فـي هـذه المـادة اال عـن طريـق الـوزارة، وبعـد عـرض ذلـك الجـواب علـى وزيـر العـدل او وكيـل

و فـي جميـع األحـوال، توجـه جميـع الخطابـات المتعلقـة بدايـرة الفتـوى التشـريع. الـوزارةالـى وزارة العـدل، وتصـدر جميـع الخطابـات الصـادرة مـن الدايـرة

.المذكـورة بتوقيـع الوزيـر او وكيـل الـوزارة202

وترفـع الدعـاوى اإلداريـة ابتـدا ء امـام المحاكـم االتحاديـة االبتداييـة فـي مـدن االمـارات الداخلـة فـي نطـاق القضـاء االتحـادي، امـا الدعـاوى اإلداريـة فـي مـدن االمـارات التـي لـم تدخـل فـي نطـاق القضـاء االتحـادي، فانهـا ترفـع امـام المحكمـة االبتداييـة المحليـة، وغالبـا

مـا تنـص القوانيـن المحليـة علـى ضـرورة موافقـة جهـة معينـة قبـل رفـع الدعـوى اإلداريـة علـى موسسـات الحكومـة

.المحليـة وتســتانف األحــكام الصــادرة مــن المحاكــم االتحاديــة االبتداييــة فــي الدعــاوى

امـام المحاكـم االتحاديـة االسـتينافية حسـب قواعـد– وكذلــك الدعـاوى األخـرى – اإلداريــة واحـكام هـذه األخيـرة يطعـن عليهـا بطريـق النقـض امـام الدايـرة. االختصـاص المكانـي

وليـن كان نظـام القضـاء الموحـد هـو السـايد فـي. اإلداريـة بالمحكمـة االتحاديـة العليـا اإلمـارات، اال ان الدعـاوى اإلداريـة يتـم نظرهـا مـن طـرف دوايـر اداريـة فـي المحاكـم

.االتحاديـة مشـكلة مـن قضـاة متخصصيـن فـي القانـون والقضـاء اإلدارييـن امـا علـى المسـتوى المحلـي، فـان اجـراءات التقاضـي فـي المنازعـات اإلداريـة تختلـف

عمـا جـرى عليـه العمـل علـى المسـتوى االتحـادي، و فـي هـذه الحالـة سـناخذ امـارة دبـي فقـد تـم انشـاء دايـرة الشـوون القانونية لحكومـة دبـي بمقتضـى. كمثـال علـى ذلـك

بحيـث تتولـى تمثيـل حكومـة دبـي والدوايـر والهييـات 2008لسـنة ( 32)القانـون رقـم والموسسـات العامة التابعة لهـا فـي جميـع الدعـاوى

واتخـاذ كافـة اإلجراءات المتعلقـة 2009لسـنة ( 16)والطعـون المشـمولة بالمرسـوم رقـم (22.)بهــا

لعـام 3ومـن الجديـر بالذكـر، ان حكومـة دبـي اصـدرت قانـون دعـاوى الحكومـة رقـم (32)والقانـون رقـم 2005لسـنة 10و 1997لسـنة 4والمعـدل بالقوانيـن رقـم 1996 (16)بانشـاء دايـرة الشـوون القانونية لحكومــة دبــي، و المرســوم رقــم 2008لسـنة بشــان دعــاوى الحكومــة و التــي تقضــي نصوصـه بـان علـى الراغـب فـي 2009لســنة

رفـع الدعـاوى علـى حكومـة دبـي ان يـودع لـدى المستشـار القانونـي لحكومــة دبــي صــورة كتابيــة عــن التفاصيــل الكاملــة الدعايــه، وعــادة مــا يبيــن فيــه الجهــة المــراد

اختصامهـا وسـبب الدعـوى وموضوعهـا وطلباتـه بشـانها مويـدا بجميـع المسـتندات الدالـة ويحيــل المستشــار القانونــي بكتــاب منــه االدعــاء الــى الجهــة. علـى تلـك المطالبــة

الحكوميــة المعنيــة إلبــداء مطالعتهـا خـالل اسـبوع واحـد مـن اسـتالمه، وعلـى الجهـة يومـا مـن اسـتالمها كتـاب اإلحالـة، واذا انقضـى شـهران علـى 15الحكوميـة الـرد خـالل

تقديـم االدعـاء للمستشـار القانونـي دون الوصـول الـى انهـاء بشان متابعة دعاوى الحكومة 2011لسنة ( 11)المادة األولى من المرسوم رقم ( 22)

.المنظورة امام المحاكم203

امـا الجهـات التـي. النـزاع بصـورة وديـة، فللمدعـي ان يلجـا الـى المحكمـة المختصـة يشـترط اتخـاذ تلـك اإلجـراءات قبـل رفـع الدعـاوى عليهـا هـي حكومـة دبـي وايـة دايـرة

مـن دوايرهـا او موسسـة او هييـة حكوميـة اخـرى، سـواء كانـت تلـك الدايـرة او الموسسـةاو الهييـة قايمـة وقـت صـدور التعليمات،

(23. )او انشـيت فيمـا بعـد وتعتبـر التعليمـات السـابقة اجـراء مـن اجـراءات التقاضـي ممـا يتعلـق بالنظـام العـام، ويترتـب علـى مخالفتهـا عـدم قبـول الدعـوى، و ال تعتبـر كمـا يعتبرهـا البعـض مخالفـة

مـن الدسـتور، ذلـك ان هـذا االجـراء القصـد منـه( 41)دسـتورية تتعـارض مـع نـص المـادة التقليـل مـن عـدد القضايـا التـي ترفـع علـى الحكومـة مـن علـى كاهـل القضـاء اذا كان

كمـا ان هـذا. باالمـكان حلهـا بطـرق اخـرى غيـر القضـاء

.االجـراء انمـا هـو اجـراء تنظيمـي اكثـر مـن كونـه قيـدا علـى ممارسـة حـق كفلـه الدسـتور:شروط قبول دعوى اإللغاء - 2

يالحـظ ان المشـرع االتحـادي لـم يضـع تنظيـم قانونـي لقبـول دعـوى اإللغـاء، و مـن خـالل نالحـظ انـه خـال مـن اي 1992لسـنة ( 11)مطالعتنـا لقانـون اإلجـراءات المدنيـة رقـم

.تحديـد ألنـواع الطلبـات التـي يمكـن ان تكـون موضـوع دعـوى اإللغـاء نصـت التعليـمات التـي اصدرهـا المرحـوم صاحـب السـمو الشـيخ مكتـوم بـن راشـد( 23)

:بشـان قضايـا الحكومـة عـى انـه 1992ال مكتـوم في الثـاني مـن يوليـو مـع مراعـاة مـا تنـص عليـه المراسـيم والقوانـن واألوامـر الصـادرة مـن قبـل الحاكـم: اوال

:ال تقـام الدعـاوى لـدى المحاكـم ضـد الحاكـم او ضـد الحكومـة اال وفقـا لمـا يـي عى من يرغب في اقامة الدعوى ان يودع لدى المستشار القانوني لحكومة دبي صورة- ا

.كتابية للتفاصيل الكاملة الدعايه وخـالل مـدة ال تزيـد عـى ثالثـة اشـهر مـن اسـتالم هـذه التفاصيـل يرفـع المستشـار- ب

.القانـوني مطالعتـه للحاكـم ويبلـغ الطـرف المعنـى بقـرار سـموه ليـس في هـذه التعليـمات مـا يتطلـب الحصـول عـى الموافقـة المسـبقة للحاكـم: ثانيا

.للبـدء في اجـراءات التحكيـم وفقـا أليـة اتفاقيـة خطيـة موقعـة مـن الحاكـم او الحكومـة تعنى الحكومة حيثما وردت في هذه التعليمات حكومة دبي وتشمل اية دايرة من: ثالثا

.دوايرها واية موسسة او هيية حكومية اخرى204

اال اننـا ومـن خـالل متابعتنـا لألحـكام اإلداريـة الصـادرة مـن قبـل الدايـرة اإلداريـة ، فـان الدعـاوي2013بالمحكمـة االتحاديـة العليـا خـالل الفتـرة مـن بدايـة انشـايها و حتـى

:التـي تـم رفعهـا كانـت تـدور حـول الطلبـات التاليـة المنازعــات الخاصــة بالمرتبــات والمعاشــات والمكافــات والعــالوات المســتحقة: اوال

(24. )للموظفيــن المدنييــن طلبــاتقدمهــاموظفــونمدنيــونبالغــاءالقــراراتالصــادرةبانهــاءخدماتهــماوبتوقيــع:ثانيــا

(25.)جــزاءات تاديبيــة عليهــم(26. )طلبات قدمها افراد او هييات بالغاء القرارات اإلدارية النهايية: ثالث ا

امـا فيمـا يتعلـق بشـروط قبـول دعـوى اإللغـاء فانـه بالرغـم مـن عـدم وجـود شـروط بشـان الدعـاوي اإلداريـة، 1992لسـنة ( 11)خاصـة فـي قانـون اإلجـراءات المدنيـة رقـم

اال ان القانـون نـص فـي المـادة الثانيـة منـه علـى ضـرورة توافـر شـرط المصلحـة فـي الدعـوى، و هـو مـن الشـروط الموضوعيـة الخاصـة بقبـول اي دعـوى و منهـا دعـوى

و يشـترط لقبـول الدعـوى ان تكـون مقدمـة مـن اشـخاص لهـم فيهـا مصلحـة. اإللغـاء(11)شـخصية مباشـرة و ذلـك وفقـا للمـادة الثانيـة مـن قانـون اإلجـراءات المدنيـة رقـم

26اداري، جلسة 2012لسنة 476حكم المحكمة االتحادية العليا في الطعن رقم ( 24) (5)من قانون المعامالت المدنية رقم 475كما تجدر اإلشارة الى ان المادة . 2012ديسمبر

:نصت عى انه 1985لسنة ال تسمع الدعوى عند اإلنكار وعدم قيام العذر الشرعي اذا انقضت خمس سنوات عى

:الحقوق اآلتية حقـوق األطبـاء والصيادلـة والمحامـن والمهندسـن والخـبراء واألسـاتذة والمعلمـن - 1

والوسـطاء عـى ان تكـون هـذه الحقـوق مسـتحقة لهـم عـما ادوه مـن اعـمال مهنتهـم ومـا.انفقـوه مـن مصروفـات

ما يستحق رده من الضرايب والرسوم اذا دفعت بغر حق وذلك دون اإلخالل باألحكام - 2.الواردة في القوانن الخاصة

2008لســنة ( 11)مــن المرســوم بقانــون رقــم ( 97)وفقــا لنــص المــادة ( 25) يجــوز للموظـف ان يتقـدم:“بشــان ادارة المــوارد البشريــة االتحــادي و تعديالتــه فانــه

الى لجنـة التظلـمات بتظلـم خطـي مـن الجـزاءات اإلداريـة التـي قـررت لجنـة المخالفـاتوتكـون قـرارات. فرضهـا عليـه

اللجنـة قطعيـة في التظلـمات المرفوعـة اليهـا بشـان جـزاءات لفـت النظـر واإلنـذارو مـن ثـم يجـوز للموظـف ان يطعـن في قـرار” الكتابيـن

انظر. . -لجنـة االنضبـاط امـام المحكمـة االبتداييـة ، و ذلـك بعـد اسـتيفاء اجـراء التظلـم 19، جلسة (اداري )2012لسنة 86كذلك حكم المحكمة االتحادية العليا في الطعن رقم

.2012سبتمبر ،(اداري )2011لسنة 135و74انظر حكم المحكمة االتحادية العليا في الطعنن رقمي ( 26)

(.هيية عامة 2011لسنة 1رقم )جلسة 205

و التـي تنـص علـى ان ال يقبـل اي طلـب او دفـع ال يكـون لصاحبـه فيـه 1992لسـنة مصلحـة قايمـة و مشـروعة ومـع ذلـك تكفـى المصلحـة المحتملـة اذا كان الغـرض مـن

الطلـب االحتيـاط لدفـع ضـرر محـدق او االسـتيثاق لحـق يخشـى زوال دليلـه عنـد النـزاعو هـذا مـا اكدتـه الدايـرة اإلداريـة. فيـه

:بالمحكمـة االتحاديـة العليـا فـي احـد احكامهـا، اذ اشـارت الـى انـه مـن المقـرر فـي قضـاء هـذه المحكمـة ان لمحكمـة الموضـوع سـلطة اسـتخالص الصفـة

فـي الدعـوى، والتحقـق مـن صفـة رافعهـا متـى كان قضاوهـا فـي ذلـك سـايغا، والدفـع بعـدم تحققهـا هـو دفـع موضوعـي تسـتخلصه المحكمـة مـن وقايـع الدعـوى وظروفهـا

وطلبـات المدعـي فيهـا وانـه يشـترط لقبولهـا تحقـق المصلحــة الشــخصية المباشــرة، وان يكــون لصاحبهــا مصلحــة قايمــة يقرهــا القانــون، وتكفــي المصلحــة المحتملــة اذا كان الغــرض مــن الطلــب االحتيــاط لدفــع ضــرر محقــق او االســتيثاق لحــق يخشــى

وان التناقـض الـذي يعيـب الحكـم هـو مـا تتماحـى بـه– زوال دليلـه عنـد النـزاع فيـه األسـباب وتتهاتـر، بحيـث ال يعـرف األسـاس الـذي اقـام عليـه الحكـم قضـاءه، لمـا كان ذلـك وكان الحكـم المطعـون فيـه قـد اقـام قضـاءه برفـض دفـع الطاعـن بانتفـاء صفـة المطعـون ضدهـا فـي رفـع الدعـوى، علـى سـند مـن توافـر صفتهـا فـي الدعـوى، اذ ان العبـرة بالصفـة فـي الدعـوى هـي وجـود رابطـة بيـن رافـع الدعـوى بالحـق الموضوعـي

محـل الطلـب وبيـن المدعـى عليـه المـراد االحتجـاج بـه عليـه، وان منـاط توافـر هـذهالرابطـة

-3( 27. )لقيـام الصفـة هـو مـا تسـتنبطه المحكمـة مـن حقيقـة األدلـة المقدمـة امامهـا:مدة الطعن الالزمة لقبول دعوى اإللغاء

يقتضـي مبـدا المشـروعية احتـرام اإلدارة للقانـون فـي جميـع تصرفاتهـا فـي حيـن تتطلـب لذلـك فقـد اسـتقر, المصلحـة العامـة اسـتقرار الحقـوق والمراكـز القانونيـة القايمـة

القضـاء علـى اشـتراط ان يتـم الغـاء القـرارات اإلداريـة المعيبـة خـالل مـدة معينـة يحددهـا بحيـث اذا انقضـت, المشـرع و هـي المـدة التـي يجـوز فيهـا الطعـن باإللغـاء امـام القضـاء

تلـك المـدة اكتسـب القـرار حصانـة تمنعـه مـن اي و اذا مـا نظرنـا الـى قوانيـن الخدمـة المدنيـة االتحاديـة السـابقة علـى. الغـاء او تعديـل

صـدور المرسـوم بقانـون رقـم بشـان ادارة المـوارد البشـرية االتحـادي، فنجـد ان المشـرع لـم يحـدد 2008لسـنة ( 11)

2009لسنة 559انظر حكم المحكمة االتحادية العليا في الطعن رقم ( 27)مـدة للطعـن .2010فبراير 24اداري،

206

فـي القـرار اإلداري ممـا يعنـي ان الشـخص بامكانـه ان يطعـن فـي القـرار الصـادر بشـانه 11اال انـه و مـع صـدور المرسـوم بقانـون رقـم . فـي اي وقـت دون التـزام بمـدة معينـة

المعـدل لـه بشـان المـوارد 2011لسـنة 9والمرسـوم بقانـون اتحـادي رقـم 2008لسـنة ال تسـمع الدعـوى المتعلقـة“مـن علـى انـه ( 116)البشـرية االتحـادي نصـت المـادة

بالقـرارات اإلداريـة الصـادرة بالتطبيـق ألحـكام هـذا المرسـوم بعـد انقضـاء مـدة سـتين و يتحقـق العلـم اليقينـي بالقـرار مـن تاريـخ نشـر. ”يومـا مـن تاريـخ العلـم اليقينـي بالقـرار

القـرار اإلداري المطعـون فيـه فـي الجريـدة الرسـمية، او فـي النشـرات التـي تصدرهـا.المصالـح الحكوميـة، او اعـالن صاحـب الشـان بـه، او ثبـوت علمـه بـه علمـا يقينيـا

تلعـب المحاكـم االتحاديـة وعلـى: دور المحكمة االتحادية العليا في تنظيم قضاء اإللغاء: ثانياراسـها المحكمـة االتحاديـة العليـا دورا بـارزا فـي تعزيـز القانـون

:اإلداري، وذلـك مـن خـالل اليتيـن اثنتيـن همـا تفسـير وتاويـل النصـوص اإلداريـة المعمـول بهـا وغيرهـا مـن النصـوص القانونيـة بمـا- ا

.يعطيهـا نفسـا اداريا االجتهــاد القضايــي فــي المنازعــات اإلداريــة التــي ال تضبطهــا نصــوص خاصــة- ب اإلداريـة االتحاديـة باحـكام الشـريعة(الدواير)وفــي هــذا االتجاه،اسـتعانت المحاكم.بها

اإلسـالمية ومبـادي القانـون اإلداري ، وقواعــد القانــون المقــارن ومبــادي القانــون(28. )الطبيعــي

باإلضافـة الـى ذاك، فـان المحكمـة االتحاديـة العليـا، و مـن خـالل األحـكام القضاييـة المختلفـة فـي الدعـاوي اإلداريـة، سـاهمت فـي تنظيـم الدعـاوي اإلداريـة، و سـوف نسـلط

الضـوء مـن خـالل مـا يلـي علـى اختصـاص الدايـرة اإلداريـة بنظـر المنازعـات اإلداريـة، و معيـار تحديـد ذلـك االختصـاص، ومـن ثـم سـوف نتطـرق الـى اسـاس النظـر فـي طلبـات

اإللغـاء، كمـا سـوف نسـلط الضـوء علـى تعليـق المحكمـة االتحاديـة علـى مـدة الطعـن.باإللغـاء، و اخيـرا سـلطة المحكمـة االتحاديـة فـي نظـر الدعـاوي اإلداريـة

دور المحكمــة االتحاديــة العليــا في“القــاضي الدكتــور عبدالوهــاب عبــدول، ( 28).4. ، ص(2011)،”نمــوذج القــرار اإلداري“ : تعزيــز وتطويــر القانــون اإلداري اإلمــاراتي

207:اختصـاص الدايـرة اإلداريـة بالمحكمـة االتحاديـة العليـا بنظر دعـوى اإللغاء - 1

يكـون“مـن دسـتور دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة علـى انـه ( 102)نصـت المـادة لإلتحـاد محكمـة اتحاديـة ابتداييـة او اكثـر تنعقـد فـي عاصمـة االتحـاد الدايمـة او فـي بعـض

عواصـم اإلمـارات لممارسـة الواليــة القضاييــة فــي دايــرة اختصاصهــا فــي القضايــا المنازعــات المدنيــة والتجاريــة( 1: )التاليــة

ونظـرالظـروفنشـاة”.واإلداريـةبيـناالتحـادواألفـرادسـواءكاناالتحـادمدعيـااومدعـىعليـهفيهـا الدولـة فـي ذلـك الوقـت و عـدم وجـود محاكـم اداريـة للفصـل فـي المنازعـات اإلداريـة،

حيـث. خـول المشـرع المحكمـة االتحاديـة العليـا صالحيـة الفصـل فـي المنازعـات اإلداريـةمـن( 72)نصـت المـادة

1973لسـنة ( 10)قانـون المحكمـة االتحاديـة العليـا رقـم الـي ان تنشـا المحاكـم االتحاديـة االبتداييـة تختـص المحكمـة العليـا بالفصـل فـى“

المنازعـات المدنيـة والتجاريـة اإلداريـة بيـن االتحـاد واالفـراد سـواء كان االتحـاد مدعيـا او وتفصـل فـى هـذه المنازعـات احـدي دوايـر المحكمـة العليـا مشـكلة. مدعـي عليـه فيهـا

.”مـن ثالثـة قضـاة فـي شـان انشـاء محاكـم اتحاديـة( 6)صـدر القانـون االتحـادي رقـم 1978و فـي عـام

ونقـل اختصاصـات الهييـات القضاييـة المحليـة فـي بعـض اإلمـارات اليهـا، و اكـدت المـادة تكـون محاكـم البدايـة القايمـة فـي عواصـم امـارات ابـو ظبـي)األولـى منـه علـى ان

والشـارقة وعجمـان والفجيـرة وقـت العمـل بهـذا القانـون محاكـم اتحاديـة ابتداييـة، كمـا تكـون محاكـم البدايـة القايمـة فـي غيـر العواصـم مـن مـدن او مناطـق تلـك اإلمـارات

دوايـر تابعـة لتلـك المحاكـم االبتداييـة وتكـون المحاكـم االسـتينافية القايمـة فـي عواصـم ثــم جــاء القانــون االتحــادي(. اإلمــارات ســالفة الذكــر محاكــم اســتينافية اتحاديــة

1978لسـنة ( 6)بتعديـل بعـض احـكام القانـون االتحـادي رقـم 1990لســنة ( 2)رقــم فـي شـان انشـاء محاكـم اتحاديـة ونقـل اختصاصــات الهييــات القضاييــة المحليــة فــي

يسـتبدل بنـص المـادة)منــه علــى انـه ( 1)بعــض اإلمــارات اليهــا، و نــص فــي المــادة (3)مـادة : )المشـار اليـه النـص اآلتـي 1978لسـنة ( 6)مـن القانـون االتحـادي رقـم ( 3)

مـع مراعـاة مـا تقضـي بـه المـادة السـالفة تختـص المحاكـم االتحاديـة االبتداييـة كل فـي المنازعـات المدنيـة والتجاريـة واإلداريـة بيـن االتحـاد( 1: )دايـرة اختصاصهـا بمـا ياتـي

الجرايـم باسـتثناء مـا تختـص( 2)واألفـراد، سـواء كان االتحـاد مدع يـا او مدعـى عليـه فيهـا قضايـا األحـوال( 3. )مـن الدسـتور( 99)بنظـره المحكمـة االتحاديـة العليـا بموجـب المـادة

(.الشـخصية والقضايـا المدنيـة والتجاريـة وغيرهـا بيـن األفـراد

208

لسـنة( 11)كمـا نظـم المشـرع فـي الفصـل الثانـي مـن قانـون اإلجـراءات المدنيـة رقـم المتعلـق باالختصـاص النوعـي والقيمـي للمحاكـم، و نـص فـي الفقـرة األولـى مـن 1992

منـه علـى ان تختـص المحكمــة االتحاديــة االبتداييــة فــي عاصمــة الدولــة( 25)المـادة بالنظــر فــي جميــع المنازعــات المدنيــة والتجاريــة واإلداريـة التـي تنشـا بيـن الدولـة

ثـم اردفـت الفقـرة الثانيـة. واألفـراد، سـواء كانـت الدولـة مدعيـا او مدعـى عليهـا فيهـا مـن ذات المـادة بالنـص علـى انـه يجـوز للمحكمـة عنـد االقتضـاء ان تنعقـد فـي ايـة

عاصمـة.مـن عواصـم اإلمـارات

و مـن المالحـظ ان ظاهـر النـص يـدل علـى ان االنعقـاد فـي اي عاصمـة مـن عواصـم)اإلمـارات انمـا يكـون لــذات المحكمــة المشــار اليهــا بالفقــرة األولــى مــن المــادة

، ممـا سـبب بعـض1992لسـنة ( 11)مــن قانــون اإلجــراءات المدنيــة رقــم ( 25 اإلشـكاليات القانونيـة فـي تحديـد جهـة االختصـاص بنظـر المنازعـات اإلداريـة بشـكل خـاص

و قـد علقـت المحكمـة االتحاديـة علـى. و غيرهـا مـن الدعـاوي القانونيـة بشـكل عـام:هـذه المـادة بقولهـا

عـدم- مـن اإلشـارة الـى ذات الدسـتور - انـه يتعيـن ربطـا بمـا ورد بديباجـة القانـون “ بمعـزل عنـه، وانمـا بمـا يتفـق ومـا ارسـاه- تفسـير مـا ترمـي اليـه هـذه المـادة بفقرتيهـا

الدسـتور مـن احـكام فـي هـذا الصـدد مـن جـواز رفـع هـذا النـوع مـن الدعـاوى امـام محكمـة عاصمـة امـارة اخـرى غيـر عاصمـة االتحـاد اذا مـا كان النـزاع يقـع فـي دايـرة

فـي 1983/ 3والبـد ان يفهـم كل ذلـك علـى ضـوء القانـون االتحـادي رقـم . اختصاصهـا يكـون مقـر)منـه علـى ان ( 11)شـان السـلطة القضاييـة االتحاديـة الـذي نصـت المـادة

المحاكـم االتحاديـة االبتداييـة فـي عاصمـة االتحـاد الدايمـة، وفـي عواصـم اإلمـارات التـي صـدر او يصـدر قانـون اتحـادي بانشـاء محاكـم اتحاديـة فيهـا وتمـارس المحكمـة االتحاديـة

االبتداييـة اختصاصاتهــا فــي حــدود عاصمــة االتحــاد الدايمــة او فــي دايــرة اإلمــارة التــي يقــع مقــر المحكمــة فـي عاصمتهـا بحسـب األحـوال، ويجـوز ان يكـون لهـذه المحاكـم دوايـر فـي غيـر عواصـم اإلمـارات سـالفة الذكـر مـن مـدن او مناطـق تلـك

كمـا ان ومـن ثـم فـان القوانيـن االتحاديـة السـالف ذكرهـا قـد اعتبـرت( الـخ... اإلمـارات المحاكـم االتحاديـة االبتداييـة فـي المـدن والمناطـق دوايـر تابعـة للمحاكـم (29( )29)” .االتحاديـة االبتداييـة فـي عواصـم اماراتهـا، مـن حيـث االختصـاص النوعـي

القضاييـة 24لسـنة ( 132)و( 119)حكـم المحكمـة االتحاديـة العليـا في الطعنـن رقمـي م، مطبوعـات 2003ديسـمبر 27، جلسـة (شرعـي)

السـنة الخامسـة- وزارة العـدل، العـدد الرابـع - جامعـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة .2593صــ ( - م2003)والعـشرون

209:اسـاس اختصـاص الدايـرة اإلداريـة بالمحكمـة االتحاديـة بنظـر المنازعـات اإلداريـة - 2

سـعى الفقـه والقضـاء نحـو ايجـاد اسـاس او فكـرة عامـة تصلـح ان تكـون دعامـة تقـوم عليهـا مبـادي ونظريـات القانـون اإلداري وتحديـد المعيـار المميز لموضوعاتـه عـن

واذا كان القانــون اإلداري فــي معناه التقليــدي قــد نشــا. موضوعـات القوانيـن األخـرى فــي ظــل النظــام القضايــي المــزدوج فــان البحــث عــن اســاس القانــون اإلداري يســاهم باإلضافــة الــى بيــان األســاس النظــري والفنــي ألحــكام ومبــادي القانـون اإلداري، الى وضـع األسـس الكفيلـة بتعييـن االختصـاص بيـن القضـاء اإلداري والقضـاء المدنـي خاصـة وقـد فشل المشـرع فـي تحديـد معانـي او موضـوع المنازعـة اإلداريـة

واعـداد قايمـة باختصـاص القضــاء اإلداري، لعــدم تمكنــه مــن التنبــو مســبقا بمختلــف المنازعــات ذات الطبيعــة اإلدارية، كمــا ان القضـاء اإلداري لـم يعـد جهـة قضـاء اسـتثنايي

كمـا نشـا ابتـدا ء، انمـا اصبـح نظاما قضاييـا موزايـا لنظـام.القضـاء المدنـي ولـه اهميتـه واصالتـه

وعلـى ذلـك كان البـد من وضـع معيـار ثابـت ومسـتقر لتحديـد اسـاس القانـون اإلداري، وظهـر فـي هـذا المجـال عدة نظريـات او معاييـر رغـم تعددهـا لـم تعـش طويـال انمـا راح

بعضهـا يغلـب علـى بعـض تباعا واندمـاج بعضهـا بالبعـض اآلخـر لسـد مـا انكشـف فيهـا مـن و مـن اهـم هـذه المعاييـر معيـار المرفـق العـام و معيـار السـلطة العامـة. نقـص او قصـور

و معيـار الجمـع بيـن المرفـق العـام و السـلطة(30. )العامـة

ظهـر هـذا المعيـار وتبلـور ابتـدا ء من الربـع األخـر مـن القـرن: معيـار المرفـق العام( 30) التاسـع عـشر ، واصبـح الفكـرة األساسـية التـي اعتمـدت عليهـا احكام مجلـس الدولـة

الفرنـسي ومحكمـة التنـازع كاسـاس للقانـون اإلداري ومعيـار الختصـاص القضـاء اإلداري ، وتطبيقـا لهـذه النظريـة فـان اسـاس القانــون اإلداري واختصــاص القضــاء اإلداري، انمــا

يتعلــق بــكل نشــاط تديــره الدولــة او تهيمــن عــى ادارته ويســتهدف تحقيــقالمصلحــة العامــة،

ويختــص القضــاء اإلداري في نظــر المنازعــات الناشــية عنهــا مــن قبيــل القــرارات والعقــود اإلداريــة واألعــمال المادية ســواء اصــدرت عــن الدولــة او األشـخاص العامـة

مـا دامـت تسـتهدف من هـذه األعـمال اشـباع حاجـات ذات نفـع عـام, األخـرى التابعـة لهـا تحقيقـا للصالـح العام وقـد ايـد جانـب

كبر مـن فقهـاء القانـون اإلداري هـذه النظريـة كاسـاس للقانـون اإلداري الـذي اصبـح فقـد ظهـر: امـا معيـار السـلطة العامـة و امتيازاتهـا. “ قانون المرافـق العامـة “ يسـمى

لتجـاوز االنتقـادات الموجـه الى معيـار المرفـق العـام، طـرح جانـب مـن الفقـه معيـارا اخـر بديـال عنـه هـو معيـار السـلطة العامة، ومقتضـاه ان تحديـد نطـاق تطبيـق القانـون اإلداري

ونطـاق اختصـاص القضـاء اإلداري ، يقـوم عى اسـاس الوسـايل التـي تسـتعملها اإلدارة في سـبيل تحقيـق اهدافهـا، فـاذا كانـت هذه الوسـايل تتميـز بسـلطات وامتيـازات اسـتثنايية ال

نظـر لهـا في عالقـات األفـراد، كنـا امام نشـاط يحكمـه القانـون اإلداري ويختـص و اخـرا و لتـالفي العيـوب التـي وجهـت. بالمنازعـات الناشـية عنـه القضـاء اإلداري

للمعياريـن السـابقن ظهـر اتجـاه في الفقـه ينـادي بالجمـع بـن المرفـق العام والسـلطة ظهـرت فكـرة المعيـار المـزدوج التـي ايدهـا جانـب كبـر مـن الفقـه واخـذ بها: العامة

وعـى ذلـك فـان اسـاس القانـون اإلداري ال. القضـاء اإلداري في فرنسـا في اغلـب احكامـه يرجـع لمعيـار واحـد مـن المعايـر السـابقة، انمـا يجـب الجمـع بـن المعياريـن المهمن

المرفـق العـام والسـلطة العامـة ، ومـن ثـم ليكـون العمـل اداريـا وخاضعـا للقانـون اإلداري واختصـاص القضـاء اإلداري ، يجـب اوال ان يكـون عمـال اداريـا او نشـاطا متعلقـا بمرفق

ان تكـون اإلدارة في هـذا النشـاط قد اسـتخدمت: وثانيـا . ”نظريـة المرفـق العـام“ عـام نظرية“ امتيـازات او وسـايل وسـلطات اسـتثنايية وغـر مالوفـة في القانـون الخـاص

ـ مـع ضرورة التنبيـه ان السـلطة العامـة ال تـبرز مـن خـالل االمتيازات“ السـلطة العامـة الممنوحـة لـإلدارة حسـب وانمـا تشـمل القيـود االسـتثنايية المفروضـة عليهـا في احيـان

دراسـة: الوجيـز في القانـون االداري“اعـاد عـى حمـود القيـسي، . د.انظـر ا. اخـرى ، مطبوعـات اكاديميـة شرطـة دبي، مطبعـة”دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة-مقارنة

.66 - 57. ، ص(2007)الفجـرة الوطنيـة، دبي، 210

و اذا مـا نظرنـا الـى موقـف دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة مـن تبنـي احـد المعاييـر السـابقة كاسـاس لموضوعـات القانـون اإلداري و تحديـد نطـاق اختصـاص القضـاء اإلداري،

نجـد ان البعـض يـرى ان المعيـار المختلـط هـو األكثـر رجحانـا لـدى الفقـه الحديـث فـي فرنسـا كمـا ان لـه سـنده فـي كثيـر مـن التشـريعات العربيـة، بمـا فيهـا تشـريعات دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة، التـي تشـير الـى كل مـن فكرتـي المرفـق العـام و السـلطةالعامـة و ان بـدت احداهمـا فـي بعـض التشـريعات و اللوايـح اإلداريـة ارجـح مـن األخـرى

(31. )فـي تحديـد موضوعـات القانـون اإلداري و اساسـه اال انـه و فـي حكـم حديـث للمحكمـة االتحاديـة العليـا، قبلـت الدايـرة اإلداريـة نظـر دعـوى

تقدمـت بهـا موظفـة فـي شـركة خاصـة بالرغـم مـن انهـا ليسـت مـن الموسسـات العامـة،

و فـي هـا الصـدد ذهبـت. و بالتالـي ال ينطبـق وصـف القـرار اإلداري علـى قراراتهـا:المحكمـة الـى ان

الشـركة تعتبـر شـركة مسـاهمة عامـة، كمـا ينـص علـى ذلـك قانـون تاسيسـها، كمـا“ اضفـى عليهـا القانـون بعـض صفـات الموسسـة الخاصـة فـي اسـتثمار اموالهـا وغيرهـا، وتسـري عليهـا احـكام القانـون التجـاري، وتاليـا فـان طابـع الموسسـة العموميـة يكـون

منتفيـا عنهـا ألن قانـون انشـايها جعـل منهـا شـركة مسـاهمة عامـة ينطبـق عليهـا مـا ينطبـق علـى الشـركات التجاريـة مـن احـكام، كمـا ان مـا تتصـف بـه مـن بعـض المالمـح ليـس كافيـا إلضفـاء الطابـع العـام عليهـا، وتاليـا فـان قراراتهـا ال تعتبـر اداريـة وموظفيهـا

ليسـوا عمومييـن، ويسـري عليهـم قانـون العمـل مـا لـم يكـن للموسسـة نظـام خـاص يحكـم مواردهـا البشـرية ويتضمـن مزايـا افضـل للموظفيـن مـن قانـون العمـل، ويحـق

للعامليـن فيهـا المطالبـة بابطـال القـرارات الصــادرة بحقهــم مــن قبــل الشــركة متــى اعتبروهــا مخالفــة لألحــكام المقــررة باليحــة المــوارد البشــرية المطبقـة عليهـم، كمـا

ان انتفـاء طابـع المنازعـة اإلداريـة فـي القضيـة ال يحـول دون نظرهـا مـن قبـل الدايـرة اإلداريـة مـادام توزيـع العمـل بيـن دوايـر المحكمـة هـو تنظيـم داخلـي وليـس اختصاصـا

وبمـا ان الشـركة كانـت قـد تمسـكت امـام محكمـة االسـتيناف بعـدم. محـددا قانونـا احتـرام الموظفـة إلجـراءات التظلـم المسـبق طبقـا لاليحـة المـوارد البشـرية، وبمـا ان محكمـة االسـتيناف لـم تـرد علـى هـذا الدفـع علـى الرغـم مـن طابعـه الجوهـري، فـان

(32)” .الحكـم يصبـح مشـوبا بعيـب اإلخـالل بحـق الدفـاع، مـا يعرضـه للنقـض (32. )66مرجع سابق، ” الوجيز في القانون االداري“اعاد عى حمود القيسي، . د.ا( 31)

الباحـث لم يسـتطع الحصـول عـى اصـل الحكـم حتـى سـاعة كتابـة هـذا البحـث، و نظـراألهميـة الحكـم فقـد اكتفـى باإلشـارة اليـه مـن

/1.593268-23-07-2013: مصـدره الـذي اطلـع عليـهhttp://www.emaratalyoum.com/local-section/accidents 2013يوليو 23: بتاريخ

211 مـن خـالل الحكـم السـابق يتبيـن لنـا ضـرورة وجـود نظـام لتوزيـع العمـل داخليـا بالمحكمـة

.االتحاديـة العليـا، و اهميـة تبنـي معيـار واضـح لقبـول دعـوى اإللغـاء مـن جهـة اخـرى بعـد ان يبحـث القضـاء اإلداري فـي اختصاصـه بنظـر الدعـوى: اوجه الطعن باإللغاء - 3

وتوفـر الشـروط الشـكلية لقبولهـا، ينتقـل الـى فحـص موضـوع الدعـوى والبحـث فـي اوجـه الغـاء القـرار المطعـون فيـه وهـل خالـف

.القانـون او وافقـه وقـد ظهـرت اوجـه اإللغـاء او األسـباب التـي يسـتند اليهـا الطاعـن إللغـاء القـرار اإلداري

واول مـا ظهـر فيهـا عيـب. بجهـود مجلـس الدولـة الفرنسـي خـالل تطـور تدريجـي طويـل عـدم االختصـاص، ثـم ظهـر عيـب الشـكل، ثـم عيـب الغايـة او انحـراف السـلطة، ثـم عيـب

المحـل او مخالفـة القانـون بالمعنـى(33) .الضيـق، واخيـرا عيـب السـبب الـذي ظهـر متاخـرا

و مـن المالحـظ انـه ال يوجـد فـي تشـريعات دولـة اإلمـارات االتحاديـة منهـا او المحليـة، نـص تشـريعي يحـدد او يبيـن اوجـه الغـاء القـرار اإلداري، اي العيـوب التـي تصيبـه، فتجعلـه

لذلـك تخضـع الدعـوى اإلداريـة كقاعـدة عامـة فـي. غيـر مشـروع و يسـتحق اإللغـاء اجـراءات رفعهـا وقيدهـا ونظرهـا واصـدار األحـكام فيهـا والطعـن عليهـا لقانـون اإلجـراءات المدنيـة االتحـادي ، اذ لـم يصـدر حتـى اآلن قانـون خـاص باإلجـراءات اإلداريـة ، اال اذا نـص

قانـون خـاص علـى اجـراءات معينـة، فعنديـذ يطبـق القانـون لسنة 11من قانون االجراءات المدنية رقم ( 173)ووفقا لنص المادة ( 34.)الخـاص عليهـا

:فانه 1992 للخصـوم ان يطعنـوا بالنقـض فـي األحـكام الصـادرة مـن محاكـم االسـتيناف اذا كانـت

قيمـة الدعـوى تجـاوز مايتـي الـف درهـم او كانـت غيـر مقـدرة القيمـة وذلـك فـي األحـوال:-اآلتيـة

...بشـكل تدريجـي , ظهـرت اسـباب االلغـاء في احـكام مجلـس الدولـة الفرنـسي ( 33) و الـذي 1790عـام ( تشريـن األول )اكتوبـر 13-7فعيـب عـدم االختصـاص يرتبـط بقانـون

اعتـبر اساسـا لقضـاء االلغـاء اذ يقـصر ذلـك القانـون الطعـن بااللغـاء عـى طلبـات عـدم و اشـتق مجلـس الدولـة في احكامـه مـن عيـب عـدم االختصـاص كل مـن, االختصـاص

ثـم, 1840وعيـب االنحـراف بالسـلطة عـام , 1807عـام , عيـب الشـكل و االجـراءات وابتـداء , 1906ظهـر عيـب مخالفـة القانـون في عيـد االمبراطوريـة الثانيـة وتحديـدا عـام

اخـذ مجلـس الدولـة يقبـل الطعـن بااللغـاء اسـتنادا الى عيـب , 1910 1907-مـن عـام ”:، الكتـاب الثـاني”القضـاء اإلداري”محمـد رفعـت عبـد الوهاب،. د. انظـر . السـبب

، منشـورات الحلبـي”، قضـاء التعويـض واصـول اإلجـراءات(او اإلبطـال)قضـاء اإللغـاء.142، ص(2005)الحقوقيـة، الطبعـة األولى، بـروت،

(34) القـاضيالدكتـورعبدالوهـابعبـدول

”نمـوذجالقـراراإلداري“:دورالمحكمـةاالتحاديـةالعليـافيتعزيـزوتطويـرالقانـوناإلدارياإلمـاراتي“،.11. ، ص(2011)،

212

.اذا كان الحكم المطعون فيه مبنيا على مخالفة القانون او الخطا في تطبيقه او في تاويله- ا.اذا وقع بطالن في الحكم او في اإلجراءات اثر في الحكم- ب .اذا كان الحكم المطعون فيه قد صدر على خالف قواعد االختصاص- ج اذا فصـل فـي النـزاع علـى خـالف حكـم اخـر صـدر فـي ذات الموضـوع بيـن نفـس- د

.الخصـوم وحـاز فـوة األمـر المقضـى بـه.خلو الحكم من األسباب او عدم كفايتها او غموضها- هـ.اذا حكم بما لم يطلبه الخصوم او باكثر مما طلبوه- و

ايـا كانـت المحكمـة- وللخصـوم ان يطعنـوا امـام محكمـة النقـض فـي اي حكـم انتهايـه فصـل فـي نـزاع خالفـا لحكـم اخر سـبق ان صـدر بيـن الخصـوم انفسـهم- التي اصدرتـه

.وحـاز قـوة األمـر المقضي بـه.وتكون األحكام الصادرة عن محاكم االستيناف في اجراءات التنفيذ غير قابلة للطعن بالنقض

وفيمـا يخـص الدعـاوي اإلداريـة، فباإلضافـة الـى القواعـد السـابق االشـارة اليهـا فـي قانـون االجـراءات المدنيـة، و نظـرا لعـدم وجـود تشـريعات فـي دولـة االمـارات االتحاديـة

تحـدد او تبيـن اوجـه الغـاء القـرار اإلداري، فقـد ابطـل قضـاء المحكمـة االتحاديـة العليـا والغـى القـرارات اإلداريـة للعيـوب التـي اسـتقر عليهـا القضـاء اإلداري فـي الـدول

المقارنـة، اي العيـوب التـي تصيبـه فتجعلـه غيـر مشـروع و وجود عيب في( - 36. )عدم االختصاص( - 35: )يسـتحق اإللغـاء، و مـن هـذه العيـوب

(37. )الشكل.22 - 12. المرجع السابق، ص( 35) قضاييـة عليـا 24لسـنة 258انظـر حكـم المحكمـة االتحاديـة العليـا في الطعـن رقـم ( 36)

نقـض اداري، جلسـة 2010لسـنة 152، و الطعـن رقـم 1993/6/15مـدني ، جلسـة قضـاء هـذه المحكمـة اسـتقر“ ، حيـث ذهبـت المحكمـة في حكمهـا الى انـه 2010/6/16

عـى انـه يشـرط لصحـة القـرار اإلداري، ان يصـدر ممـن يملـك اصـداره ضمـن الحـدود والصالحيـات المقـررة لـه،

.” واال كان القـرار معيبـا وفاقـدا لركـن االختصـاص قضاييـة عليـا مـدني 6لسـنة 146حكـم المحكمـة االتحاديـة العليـا في الطعـن رقـم ( 37)

و انظـر كذلـك حكـم المحكمـة االتحاديـة العليـا في الطعـن رقـم. 1985/11/13جلسـة حيـث ذهبـت المحكمـة الى 2008/1/27قضاييـة عليـا نقـض اداري، جلسـة 29لسـنة 191 ال يشـرط في القـرار اإلداري ان يصـدر في صيغـة معينـة او بشـكل معـن، بـل.... “انـه

ينطبـق هـذا الوصـف ويجـري حكمـه كلـما افصحـت اإلدارة اثنـاء قيامهـا بوظايفهـا عـن ادارتهـا الملزمـة، دون ان تكـون مقيـدة بشـكل معـن، وكذلـك فقـد يكـون

”...القـرار اإلداري مكتوبـا كـما يكـون شـفويا213

.اساءة استعمال السلطة( - 38. )مخالفة القوانين واللوايح او الخطا في تاويلها او تطبيقها- (39) رفــض الســلطات اإلداريــة او امتناعهــا عــن اتخــاذ قــرار كان مــن الواجــب اتخــاذه-

.وفقــا للقوانيــن واللوايــحلسـنة4مقيـدة(اداري2009لسـنة244حكـمالمحكمـةاالتحاديـةالعليـافيالطعـنرقـم( 38)

واذ“حيث ذهبـت المحكمـة في حكمهـا الى انـه . 2010مـارس29جلسـة(هييـةعامـة2009 في شـان الخدمـة 2001لسـنة ( 21)مـن القانـون االتحـادي رقـم ( 90)كانـت المـادة

المدنيـة في الحكومـة االتحادية المنطبـق عـى واقعـة الدعـوى، قـد حـددت اسـباب انتهـاء خدمـة الموظـف حـ صرا، وكان قـرار انهـاء خدمـة المطعـون ضـده واحالتـه الى التقاعـد لم

يسـتند الى اي مـن األسـباب الحصريـة الـواردة في المـادة المذكـورة، ومـن ثـم فـان القـرار يكـون معي بـا بعيـب

مخالفـةالقانـونمـمايصمـهبالبطـالواذخلـصالحكـمالمطعـونفيـهالىهـذهالنتيجـة،فانـهيكـونصحيحـا،ويغـدوالنعـيقايمـاعـى.ن

.”غـر اسـاسجلسـة(اداريجمعيـاتتعـاوني)2010لسـنة1حكـمالمحكمـةاالتحاديـةالعليـافيالدعـوىرقـم( 39)

وحيـث انـه بخصـوص مـا نعـاه“: ،حيـثذهبـتالمحكمـة في حكمهـا الى انـه2010مايـو19 المدعـي عـى القـرار المطعـون فيـه، مـن انـه مشـوب بعيـب االنحـراف في اسـتعمال

السـلطة، فـان المقـرر في قضـاء هـذه المحكمـة ان اسـاءة اسـتعمال السـلطة اواالنحـراف بهـا، هـما مـن العيـوب القصديـة في السـلوك

اإلداري، قوامهـا ان يكـون لـدى اإلدارة قصـد اسـاءة اسـتعمال السـلطة او االنحـراف بهـا،فعيـب اسـاءة اسـتعمال السـلطة الـذي يـبرر الغـاء

القـرار اإلداري او التعويـض عنـه يجـب ان يشـوب الغايـة منـه ذاتهـا بـان تكـون جهـة اإلدارة قـد تنكبـت وجـه المصلحـة العامـة التـي يجـب ان يتغياهـا القـرار، او ان تكـون قـد اصـدرت

القـرار بباعـث ال يمـت لتلـك المصلحـة، امـا اذا كانـت في مسـلكها توقـن انهـا تحقـق صالـح العمـل فـال يكـون مسـلكها معي بـا بهـذا العيـب الخـاص، وعـى هـذا األسـاس فـان

عيـب اسـاءة اسـتعمال السـلطة، يجـب اقامـة الدليـل عليـه ألنـه ال يفـرض، ولمـا كان ذلـك ان الجهـة اإلداريـة–عـى القـرار المطعـون فيـه – وكان المدعـي يسـتند في نعيـه المذكـور

13مـن القانـون رقـم 24كان يتعـن عليهـا ان تحـل مجلـس اإلدارة باكملـه طب قـا للـمادة سـالف الذكـر، التـي تقـرر ان المسـيولية جماعيـة عـى اعضايـه، ولكنهـا 1976لسـنة

مـن ذات( 54)تغاضـت عـن ذلـك، وعمـدت الى تطبيـق الفقـرة الثانيـة مـن المـادة القانـون، واصـدرت قرارهـا المطعـون فيـه بوقفـه فقـط، وان قـراره بتوزيـع األربـاح كان بموافقـة جميـع اعضـاء مجلـس اإلدارة باسـتثناء نايبـه، وانـه اذا كانـت الجمعيـة العموميـة

وفـق احـكام القانـون، اال ان اجتماعهـا الـذي 2008قـد قـررت توزيـع األربـاح عـن سـنة صـدر فيـه هـذا القـرار كان غـر صحيـح لعـدم اكتـمال النصـاب القانـوني، وان كل هـذه

األمـور تصـم القـرار بعيـب اسـاءة اسـتعمال السـلطة، ولمـا كان الثابـت مـن اوراق الدعـوى، ان مـا سـاقه المدعـي في هـذا الشـان للتدليـل عـى صحـة ادعايـه ال اسـاس لـه،

ذلـك ان القـرار المطعـون فيـه صـدر في حـدود السـلطة التقديريـة المخولـة للجهـة مـن القانـون المشـار اليـه، وكان الباعـث عليـه( 54)اإلداريـة، بمقتـضى نـص المـادة

تحقيـق مصلحـة الحركـة التعاونيـة ومصلحـة اعضايهـا، وهـي ال شـك مصلحـة عامـة تغياهـا ذلـك القـرار، عـى النحـو السـابق بيانـه، يضـاف الى ذلـك ان اوراق الدعـوى لم تكشـف

عـن ان هـذه الجهـة قـد اسـاءت اسـتعمال سـلطتها او انحرفـت بهـا عنـد اصـدار القـرار، وان المدعـي لم يقـدم دليـل عـى ان الجهـة اإلداريـة تنكبـت وجـه المصلحـة العامـة، او انهـا

اصـدرت القـرار بباعـث ال يمـت لتلـك المصلحـة، وبالتـالي يغـدو هـذا النعـي مجـرد اقـوال وحيـث انـه بالبنـاء عـى مـا تقـدم. مرسـلة يعوزهـا الدليـل ويتعـن لذلـك االلتفـات عنهـا

يكـون القـرار المطعـون فيـه قـد صـدر مـبر ءا مـن كل عيـب ومتسـ ما بالمشروعيـة، األمـرالـذي يغـدو معـه الطعـن عليـه بطلـب الغايـه والتعويـض عنـه غـر قايـم عـى

.اسـاس سـليم مـن القانـون، ويتعـن لذلـك القضـاء برفـض الدعـوى214

تعليــق الدايــرة اإلداريــة بالمحكمــة االتحاديــة علــى مــدة الطعــن فــي القــرار - 4:اإلداري

يشـترط لقبـول دعـوى الغـاء القـرارات اإلداريـة ان ترفـع الدعـوى خـالل مـدة معينـة وهـي عـادة مـا تكـون مـدة توفيقيـة يراعـي المشـرع فـي. تعـرف بميعـاد رفـع الدعـوى

مصلحـة ذوي الشـان فـي اتاحـة الفرصـة الكافيـة للطعـن. تقريرهـا مصلحتيـن متعارضتيـن فـي قـرار اإلدارة التـي تمـس مباشـرة مراكزهـم القانونيـة واإلداريـة، ومصلحـة المجتمـع

.فـي تحقيـق االسـتقرار للقـرارات اإلداريـة وعـدم تركهـا لفتـرة طويلـة مهـددة باإللغـاء وتوفيقـا بيـن هاتيـن المصلحتيـن، تنـص معظـم التشـريعات علـى تحديـد هـذه المـدة بسـتين

و اذا مـا اطلعنـا علـى. يومـا مـن تاريـخ نشـر القـرار او اعالنـه او العلـم اليقينـي بـه التشـريعات اإلداريـة فـي دولـة اإلمـارات فسـوف نجـد ان المشـرع االتحـادي قد حـدد في

والمرسـوم بقانـون اتحـادي 2008لسـنة 11مـن المرسـوم بقانـون رقـم ( 116)المـادة المعـدل لـه بشـان المـوارد البشـرية االتحـادي مـدة سـتين يومـا مـن 2011لسـنة 9رقـم

تاريـخ العلـم اليقينـي بالقـرار بحيـث ال تسـمع.بعـد انقضايهـا الدعـوى المتعلقـة بالقـرارات اإلداريـة الصـادرة بالتطبيـق ألحـكام المرسـوم وبالرغـم مـن وجـود النـص السـابق الـذي يحـدد ميعـاد رفـع دعـوى الغـاء القـرار اإلداري ،

اال انـه و مـع ذلـك تلجـا المحاكـم الـى النصـوص الناظمـة لمواعيـد تقـادم سـماع بعـض ، األمـر1985لسـنة ( 5)الدعـاوى المنصـوص عليهـا فـي قانـون المعامـالت المدنيـة رقـم

الـذي ادى الـى اضطـراب احـكام المحاكـم فـي هـذا الشـان، اذ اخـذت بعضهـا بالتقـادم الطويـل المقـ در بخمسـة عشـر عامـا ، فيمـا اخـذت بعضهـا اآلخـر بالتقـادم الخمسـي تـارة

وسـاد هـذا االضطـراب لبعـض الوقـت دوايـر النقـض المدنيـة. والتقـادم الثالثـي تـارة اخـرىبالمحكمـة االتحاديـة العليـا ، قبـل ان تسـتقر علـى اخضـاع ميعـاد رفـع دعـوى

. )مـن قانـون المعامـالت المدنيـة االتحـادي( 473)اإللغـاء للتقـادم الطويـل عمـال بالمـادة و فـي حكـم للمحكمـة االتحاديـة بخصـوص ميعـاد سـماع دعـوى الغـاء القـرار اإلداري،( 40

ذهبـت المحكمـة ان قضـاء المحكمـة االتحاديـة العليـا قـد اضطـرد علـى انـه وان كانـت قواعـد“الـى

القانـون المدنـي قـد(40)

القـاضيالدكتـورعبدالوهـابعبـدول”نمـوذجالقـراراإلداري“:دورالمحكمـةاالتحاديـةالعليـافيتعزيـزوتطويـرالقانـوناإلدارياإلمـاراتي“،.22. ، ص(2011)،

215 وضعـت اصـال لتحكـم روابـط القانـون الخـاص، اال ان القضـاء اإلداري لـه ان يطبـق مـن تلـك القواعـد مـع مـا يتـالءم مـع هـذه الروابـط ويتفـق مـع طبيعتهـا، اللهـم اال اذا وجـد

وقـد خـال التشـريع. النـص التشـريعي الخـاص لمسـالة معينـة، فحينيـذ يتوجـب التـزام النـص االتحـادي مـن اي نـص عـام يحـدد ميعـا دا معي نـا لرفـع دعـاوى المنازعـات اإلداريـة ومنهـا

من قانـون المـوارد( 116)عـدا مـا نصـت عليـه المـادة – دعـاوى الغـاء القـرار اإلداري التـي يجـوز لـذوي الشـان رفعهـا متـى كان دعـوى– البشـرية فـي الحكومـة االتحاديـة

سـماعها لـم تسـقط بمـرور الزمـان طب قـا لقواعـد قانـون المعامـالت المدنيـة االتحـادي، ، المسـقط للدعـوى ال تتعـارض فـي طبيعتهـا(التقـادم)وبحسـبان ان فكـرة مـرور الزمـان

وحيـث ان قانـون المعامـالت المدنيــة االتحــادي،.ومفهومهــا مــع روابــط القانـون العـام ببيـان انـواع واحـكام مـرور الزمـان المسـقط 488حتـى 473تكفــل فـي المـواد مـن

للدعـوى، حينمـا قـرر مواعيـد محـددة لسـماع بعـض الدعـاوى، ورتـب علـى عـدم مراعاتهـا جـزاء عـدم السـماح فحـدد ميعـاد سـنتين لحقـوق التجـار والصنـاع عـن اشـياء ورودهـا

ألشـخاص ال يتجـرون فـي هـذه األشـياء، وحقـوق اصحـاب الفنـادق والمطاعـم عـن اجـر وميعـاد ثـالث(. 476/م... )اإلقامـة وثمـن الطعـام، وحقـوق العمـال والخـدم واألجـراء

سـنوات لسـماع دعـوى الضمـان الناشـية عـن الفعـل الضـار والنافـع ودعـوى عـدم نفـاذ وخمـس سـنوات لسـماع دعـاوى المطالبـة بالحقـوق الدوريـة(. 400م)التصـرف

المتجـددة، ودعـاوى حقـوق األطبـاء والصيادلـة والمحاميـن والمهندسـين والخبـراء وكذلـك دعـاوى رد مـا يسـتحق رده مـن الضرايـب. واألسـاتذة والمعلميـن والوسـطاء وخمـس عشـرة سـنة لسـماع باقـي الدعـاوى(. 475م )والرسـوم اذا دفعـت بغيـر حـق

التـي لـم لـم يحـدد المشـرع لهـا ميعـا دا خا صـا بهـا، ومنهـا دعـوى الغـاء القـرار اإلداري، األمـر الـذي يتعيـن بشـانها الرجـوع الـى الميعـاد العـام الطويـل باعتبـاره هـو األصـل لميعـاد

من قانـون انشـاء المحكمـة( 75)وحيـث انـه وليـن كانـت المـادة . سـماع الدعـاوى ، واعطـت للمحكمـة صالحيـة تطبيـق القانـون1973لسـنة 10االتحاديـة العليـا رقـم

المقـارن فـي حـال عـدم وجوددهـذهالصالحيـةاكمال قانـوناوتشـريعاتحـادياومحلـييحكـمالمسـالةالمعروضـةعليهـا،االانحـ

نقـص او سـ د فـراغ فـي التشـريع الوطنـي، دون ان ترقـى تلـك الصالحيـة الـى حـ د اسـتحداث مواعيـد واجـال لسـقوط الدعـاوى او لعـدم سـماعها او تقريـر تقـادم مسـقط او

ولمـا كان. مكسـب او رسـم طـرق طعـن فـي األحـكام، التصـال كل ذلـك بالنظـام العـام تحديـد ميعـاد معيـن لسـماع دعـوى الغـاء القـرار اإلداري، يـودي تفويتـه الـى تحصـن القـرار

مـن رقابـة القضـاء، وهـو اسـتحداث ألجـل اجرايـي جديـد لـم يـرد فـي تشـريع وطنـي، وليـس هـو سـ د لنقـص او اكمـال لفـراغ فـي تشـريع قايـم، ومـن ثــم فــان االســتعانة

و حيــث ان الهييــة، وان. بالقانــون المقــارن الســتحداث هــذا اإلجــراء غيــر جايــز216

كانـت تويـد مـا اشـار اليـه حكـم اإلحالـة فيمـا سـاقه فـي قضايـه مـن مبـررات للعـدول ولمـا كان مبـدا اخضـاع ميعـاد سـماع دعـوى اإللغـاء للتقـادم الطويـل، قـد ادى... بقولـه

فـي الواقـع العملـي الـى نتايـج غيـر مقبولـة، اذ مـس هـذا المبـدا علـى نحـو خطيـر بمـا يقتضيـه الصالـح العـام مـن اسـتقرار األوضـاع اإلداريـة وثبـات المراكـز القانونيـة التـي انشـاها القـرار اإلداري، وعـدم المسـاس بهـا عمـال علـى بـث الثقـة واالطمينـان فـي

واسـتمر نشـاط اإلدارة فـي انتظـام واضطـراد فقـد– نفـوس األفـراد واسـتقرار حقوقهـم كشـف الواقـع العملـي عـن رفـع دعـاوى بالغـاء قـرارات اداريـة اصدرتهـا ادارات الدولـة

بزعـم عيبهـا، رغـم مضـي مـدد طويلـة علـى صدورهـا وعلـم رافعـي تلـك الدعـاوى اليقينـي –.. بالقـرارات وقبولهــم لهــا، وهــو مــا ادى الــى اإلضــرار بســير عمــل تلــك اإلدارات

اال انهــا ال تملــك ســوى ان ترفـض طلـب العـدول، وتقـر المبـدا الـذي سـارت عليـه دوايـر المحكمـة، وذلـك كيـال ياخـذ القضـاء دور المشـرع تحـت غطـاء االجتهـاد فـي فهـم النصـوص القانونيـة او تفسـيرها، وممـا قـد يـودي الى المسـاس بمبـدا فصـل السـلطات الـذي اعتنقـه

والحالـة هـذه تهيـب بالجهـات المختصـة فـي الدولـة بمـا– الهييـة – ولكنهـا . دسـتور الدولـة فيهـا مجلـس وزراء االتحـاد اإلسـراع فـي سـن قانـون يقـرر ميعـا دا قصيـ را لسـماع دعـوى

الغـاء القـرار اإلداري يتحصـن بفواتـه القـرار كمـا فعـل المشـرع االتحـادي فـي المـادة(41. )مـن قانـون المـوارد البشـرية فـي الحكومـة االتحاديـة انـف الذكـر( 116)

:كما قالت الدايرة في فقرة حكمية اخرى مـن( 8)مـن قانـون انشـاء المحكمـة االتحاديـة العليـا ، والمـادة ( 75)وحيـث ان المـادة “

قانـون انشـاء المحاكـم االتحاديـة ، اجازتـا للمحاكـم االتحاديـة تطبيـق احـكام الشـريعة وكانـت قواعـد هـذا القانـون تحـدد ميعـادا لرفـع دعـوى. اإلسـالمية والقانـون المقـارن

وكان المرسـوم بقانـون. اإللغـاء وبفواتـه يتحصـن القـرار اإلداري وال تسـمع دعـوى الغايـه ، والـذي2008لسـنة ( 11)اتحـادي بشـان المـوارد البشـرية فـي الحكومـة االتحاديـة رقـم

منـه علـى عـدم سـماع( 117)نـص فـي المـادة 2009/2/3جـرى العمـل بـه اعتبـارا مـن الدعـاوى المتعلقـة بالقـرارات اإلداريـة الصـادرة بالتطبيـق ألحـكام هـذا المرسـوم بقانـون بعـد انقضـاء مـدة سـتين يومـا مـن تاريـخ العلـم اليقينـي بالقـرار، فـان هـذه الدايـرة تـرى

العـدول عـن مبـدا خضـوع ميعـاد سـماع دعـوى الغـاء القـرار اإلداري بالتقـادم الطويـلالمنصـوص عليـه

مقيدة)اداري، 2009لسنة 244انظر حكم المحكمة االتحادية العليا في الطعن رقم ( 41).2010مارس 29، (هيية عامة 2009لسنة 4

217

مـن قانـون المعامـالت المدنيـة وتحيـل الطعـن الـى الهييـة المشـكلة( 473)فـي المـادة مـن قانـون المحكمـة االتحاديـة العليـا لتفصـل( 65) وفـق نـص الفقـرة األولـى مـن المـادة

(42. )”معـه ممـا سـبق يتبيـن لنـا ان هنـاك تعارضـا بيـن احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا بشـان ميعـاد سـماع دعـوى اإللغـاء ممـا يتعيـن ان تتصـدى لـه الهييـة بالمحكمـة االتحاديـة العليـا و تعمـل

.علـى ازالتـه:حدود سلطة القاضي في دعوى اإللغاء - 5

األصـل فـي القضـاء اإلداري ان سـلطة القاضـي اإلداري تقـف عنـد حـد القضـاء بالغـاء القـرار اإلداري المشـوب بعيـب عـدم المشـروعية، وال تتجـاوز سـلطته فـي هـذا الصـدد

الـى حـد القضـاء بالـزام اإلدارة القيـام بعمـل او االمتنـاع عـن عمـل، كاألمـر باعـادة الموظـف الـى عملـه، او ترقيتـه او صـرف مرتبـة او مسـتحقاته ، او األمـر بازالـة بنـاء تـم

و. تشـييده او غيـر ذلـك مـن اعمـال اإلدارة، اال اذا نـص القانـون علـى خـالف هـذا األصـل يتوافـق هـذا األصـل العـام مـع طبيعـة ودور القضـاء اإلداري الحديـث مـن حيـث انـه قضـاء

رقابـة علـى مشـروعية عمـل اإلدارة، إلضفـاء رقابـة علـى التقديـر والمالءمـة اإلداريـة التـي تسـتقل بهـا اإلدارة وحدهـا، كمـا ان هـذا األصـل يتفـق مـع مبـدا الفصـل بيـن سـلطات

الدولـة وكذلـك.مـع مبـدا الفصـل بيـن اإلدارة العاملـة والقضـاء اإلداري

و بنـاء علـى مـا تقـدم، فـاذا مـا صـدر حكـم باإللغـاء، فـان القـرار الملغـي يعتبـر كان لـم يكـن وباثـر رجعـي، وعلـى جهـة اإلدارة ان تتخـذ كافـة اإلجـراءات التـي تكفـل اعـادة بنـاء المراكـز القانونيـة، بفـرض ان القــرار الملغــي لــم يصــدر اصــال، وفــي حــال امتناعهــا

القيــام بذلــك ، فــان امتناعهــا يصبــح غيــر.مشـروع ويعرضهـا لدعـوى التعويـض، ألن ذلـك يعـد امتناعـا عـن تنفيـذ حكـم قضايـي

و اذا مـا نظرنـا الـى احـكام الدايـرة اإلداريـة بالمحكمـة االتحاديـة العليـا بخصـوص سـلطة قاضـي اإللغاء، سـنجد ان الدايـرة اإلداريـة قـد اصـدرت عـدة احـكام متعارضـة فـي هـذا

الصـدد، سـارت بعضهـا فـي االتجـاه الـذي يقضـي باعـادة الموظـف الـى عملـهوباسـتحقاقه لجميـع مسـتحقاته الوظيفيـة ان قضـى

اكتوبر 14نقض اداري 2009 / 244حكم المحكمة االتحادية العليا في الطعن رقم ( 42)2009.218

فيمـا نحـت احـكام اخـرى باتجـاه الوقـوف عنـد حـد( 43)، (االتجـاه األول ) بالغـاء القـرار (44(. )االتجـاه الثانـي ) القضـاء بالغـاء القـرار اإلداري غيـر المشـروع

و قـد تصـدت الهييـة بالمحكمـة االتحاديـة العليـا للنظـر فـي موضـوع تعديـل سـلطة قاضـي اإللغـاء فـي الدعـاوي اإلداريـة اعمـاال لدورهـا القضايـي، وعمـال باختصاصاتهـا القانونيـة ، و

:ذهبـت الـى انـه لمــا كان قضـاء الهييــة بالمحكمــة قــد اســتقر علـى انــه اذا احالـت احــدى دوايــر

المحكمــة الطعــن المنظـور امامهـا الـى الهييـة للنظـر فـي العـدول عـن مبـدا مسـتقر او فـي اقـرار مـا كان متعارضـا مـن المبـادي القانونيـة ، فـان الهييـة اذا مـا فصلـت فـي

مسـالة العـدول او التعـارض، فـال تعيـد الطعـن الـى الدايـرة المحيلـة، وانمـا يتعيـن عليهـاان تتصـدى للفصـل فيـه بعـد ان قالـت كلمتهـا فـي موضـوع

.اإلحالـة و اضافت المحكمة في فقرة حكمية اخرى،

لمـا كان األصـل ان سـلطة القاضـي اإلداري تقـف عنـد حـد القضـاء بالغـاء القـرار اإلداري“ المشـوب بعيـب عـدم المشـروعية، وال تتجـاوز سـلطته فـي هـذا الصـدد الـى حـد القضـاء بالـزام اإلدارة القيـام بعمـل او االمتنـاع عـن عمـل اداري ، ممـا كان يتعيـن معـه القضـاء بالغـاء الحكـم المطعـون فيـه فيمـا قضـى بـه مـن تاييـد الحكـم المسـتانف الـزام اإلدارة

اال انـه والتزامـا.باعـادة المطعـون ضدهـا الـى عملهـا وصـرف رواتبهـا وكافـة مسـتحقاتها مـن الهييـة بحجيـة الحكـم الملتمـس فيـه الصـادر عـن هـذه المحكمـة فـي االلتمـاس رقـم

، والـذي هـو حكـم بـات وملـزم ، فـان الهييـة تقـف2008/5/25بتاريـخ 2007لسـنة ( 4)عنـد حـد تقريـر العـدول عـن المبـدا، دون المسـاس بمـا قضـى بـه حكـم االلتمـاس مـن

.2002/9/30تاييـد الحكـم االبتدايـي الصـادر بتاريـخ 20، الطعـن رقـم 21/2/2001قضاييـة عليـا، جلسـة 21لسـنة 89انظـر الطعـون ( 43)

قضاييـة عليـا، 26لسـنة 130، الطعـن رقـم 2003/3/30قضاييـة عليـا ، جلسـة 25لسـنة ، 2004/12/19قضاييـة عليـا، جلسـة 25لسـنة 772، الطعـن رقـم 2004/5/23جلسـة

لسـنة 143، الطعـن رقـم 2006/4/19قضاييـة عليـا، جلسـة 26لسـنة 177الطعـن رقـم نقـض 2009لسـنة 160، الطعـن رقـم 2006/6/25قضاييـة عليـا، جلسـة 27

.2009/9/30اداري جلسـة ، و2006/4/30قضاييـة عليـا، جلسـة 25لسـنة 419،438انظـر الطعنـن رقمـي ( 44)

، 511و الطعنـن رقمـي . 2006/10/15قضاييـة عليا ، جلسـة 26لسـنة 224الطعـن رقم .2010/5/12نقض اداري ، جلسـة 2009لسـنة 506219

مـن المقـرر فـي قضـاء هـذه المحكمـة ، ان قـوة األمـر المقضـى التـي اكتسـبها الحكـم ولمـا كان. تحـول دون معـاودة الخصـوم مناقشـة مـا اكتسـبه الحكـم فـي هـذا الشـان

حكـم االلتمـاس انـف البيـان قـد بحـث مسـالة التالعـب والغـش وانتهـى الـى وقوعهمـا، الـذي انتهـى الـى رفـض الدعـوى) ورتـب علـى ذلـك قضـاءه بالغـاء الحكـم الملتمـس فيـه

، وتاييـد الحكـم االبتدايـي الـذي قضـى بالغـاء قـرار انهـاء خدمـة المطعـون ضدهـا ومـا( ترتـب علـى ذلـك مـن اثـار وباعادتهـا الـى وظيفتهـا وصـرف كافـة مسـتحقاتها وقـد حـاز هـذا الحكـم قـوة األمـر المقتضـى بـه ، ممـا يمتنـع معـه علـى الطاعنيـن معـاودة بحـث

واذ التـزم الحكـم المطعـون فيـه حجيـة حكـم االلتمـاس فـي هـذا. المسـالة مـرة اخـرى الصـدد،

(45)” .فـان النعـي عليـه فـي هـذا الشـق يضحـى علـى غيـر اسـاس وحيـث قد وصلنـا الى انهـاء هذه الدراسـة، نامـل ان نكـون قد وفقنا في ابـراز اهم

الجوانـب التنظيميـة لقضـاء اإللغـاء فـي دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة، ومـا يكتنفـه مـن سـلبيات عديـدة، والتي نتمنـى بشـانها على المشرع فـي دولـة اإلمـارات ان يتدخـل

بالتنظيـم لهـذا النـوع المهـم مـن القضـاء لغايـات اسـتقرار النظـام القضايـي و األوضـاع القانونيـة فـي داخـل الدولـة، ممـا يجعلـه قادرا على مواكبـة تطـور مجمـل النظـم

هذا والبـد مـن اإلشـارة اخيـرا الـى اننـا وجدنـا صعوبـة. القضاييـة العربيـة واألجنبيـة األخـرى كبيـوة في اعداد هذه الدراسـة، والسبب هو غيـاب المصـادر العلميـة والبحـوث القانونيـة

التي.تتنـاول دعـوى اإللغـاء فـي دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة

2011لسـنة 135و74انظـر حكـم المحكمـة االتحاديـة العليـا في الطعنـان رقـما ( 45) مـن نوفمـبر سـنة 13جلسـة الثالثـاء الموافـق ( هييـة عامـة 2011لسـنة 1رقـم ) اداري 2012.220

:الخاتمة: الخاتمة والتوصيات مـع تطـور اجهـزة الحكـم واإلدارة والتوسـع العمرانـي وازديـاد نشـاط اإلدارة و احتكاكهـا

وممـا يوخـذ علـى النظام. مـع األفـراد، ادى كل ذلك الى ظهـور المنازعـات اإلداريـة القضايـي في الدولـة انـه يعـد براينــا، نــظام غيــر كامــل، اذ انــه يفتقــر الى قضاء على

درجــة كبيــرة مــن األهمية اال وهو القضاء اإلداري، علـى غـرار مـا يسـمى بمجلـس الدولة في النظام القضايـي لدى الدول العربيـة األخرى مثـل مصـر ولبنـان وغيرها مـن الدول

فضال عن غياب المحكمة الدسـتورية العليا للبت في. األجنبيـة كفرنسـا.دسـتورية القوانييـن

و بالرغـم مـن وجـود اهتمـام القضـاء بدولـة االمـارات بقضـاء اإللغـاء مـن خـالل تخصيـص دوايـر اداريـة لنظـر المنازعـات اإلداريـة، اال ان ذلـك االهتمـام ينقصـه وجـود قانـون

للمنازعـات اإلداريـة كمـا هـو الحـال بـدول المنطقـة التـي تتبـع نظـام القضـاء الموحـد مثـل

و عليـه فـان وجـود قانـون للمنازعـات اإلداريـة يحـدد شـروط قبـول. قطـر و الكويـت الدعـوى، والطلبـات التـي يمكـن ان تكـون موضـوع لدعـوى اإللغـاء واوجـه الطعـن باإللغـاء

و مـدى صالحيـة القاضـي فـي دعـوى اإللغـاء، اصبـح فــي غايــة األهميــة فــي الوقــتالحاضــر مــع تنامــي عــدد الدعــاوي اإلداريــة المرفوعــة مــن قبــل

.موظفـي الدولـة ضـد االدارات الحكوميـة ان اهميـة انشـاء قضـاء اداري متخصـص تنبـع مـن انـه يعمـل علـى تاكيـد مبـدا سـيادة

حكـم القانـون ولمـا يتمتـع بـه هـذا القضـاء مـن مزايـا عديـدة تتلخـص فـي صـدور احـكام وسـوابق قضاييـة مـن قضـاة متخصصيـن فـي المنازعـات اإلداريـة مـع توحيـد الجهـات التـي

تفصـل فـي المسـايل اإلداريـة، ونشـر الوعـي اإلداري الـذي يسـاعد علـى تطـور الخدمـة العامـة ، وايصـال الحقـوق الـى اصحابهـا فـي وقـت قصيـر لتخصـص القضـاة فـي

كمـا ان القضـاء. المنازعـات اإلداريـة وخلـق كادر قـوي ومتمـرس مـن القضـاة اإلدارييـن اإلداري مـرن الـى درجـة تمكـن مـن اقامـة قضـاء اداري بالطريقـة التـي تتفـق مـع ظروفنـا

ولــذا. دون التقيـد باألشـكال والنظـم التـي اقيـم بهـا القضـاء اإلداري فـي اي بلـد اخـر يمكــن ان يقــام قضــاء اداري بافــراد نظــام مــوازي للقضــاء العــادي فــي هييــة دوايــر

وعلــى.درجتيـن او ثـالث، كمـا هـو الحـال فـي دولـة قطـر، و مـن قبلهـا دولـة الكويـت

221:توصيات

االخـذ بعيـن االعتبـار بالقانـون العربـي االسترشـادي للقضـاء اإلداري الـذي اعتمـده مجلـس.2008/11/27– 24د/766وزراء العـدل العـرب بقـرار رقـم

ان تتبنـى المحكمـة االتحاديـة العليـا معيـار واضـح لقبـول الدعـاوي اإلداريـة و رفعهـا امـام.الدايـرة اإلداريـة يقـوم علـى اسـاس المرفـق العـام، او السـلطة العامـة او الجمـع بينهمـا ان تخصيـص دوايـر اداريـة داخـل المحاكـم االتحاديـة لنظـر المنازعـات اإلداريـة قـد يكـون

عـام علـى االتحـاد و ازديـاد 42كافيـا فـي مرحلـة بدايـة نشـاة الدولـة، و لكـن بعـد مـرور الدعـاوي اإلداريـة فـي األونـة األخيـرة المرفوعـة ضـد الدولـة، فـان اصـدار قانـون لتنظيـم

المنازعـات اإلداريـة بالدولـة للمرحلـة القادمـة مـن عمـر الدولـة يعتبـر مطلـب ضـروريالـى ان نصـل الـى مرحلـة وجـود قضـاء اداري مختـص

.اسـوة بقضـاء مجلـس الدولـة:المراجع

-دراســة مقارنة: الوجيــز فــي القانــون اإلداري“اعــاد علــى حمــود القيســي، . د.ا - 1 ، مطبوعــات اكاديميــة شــرطة دبــي، مطبعــة”دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة

(.2007)الفجيــرة الوطنيــة، دبــي، حمدي ياسين عكاشه، القرار اإلداري في قضاء مجلس الدولة، منشاة المعارف. د.ا - 2

(.1987)باالسكندرية، )سليمان الطماوي، قضاء اإللغاء، الطبعة السادسة، دار الفكر العربي، القاهرة، . د.ا - 3

1986.) دراسـة: النظـام االتحـادي فـي اإلمـارات العربيـة المتحـدة “عـادل الطبطبايـي، . د - 4

(.1978)مطبعـة القاهـرة الجديـدة، : ، القاهـرة ”مقارنـة نظـام الحكـم و اإلدارة فـي دولـة اإلمـارات“عبدالرحيـم عبداللطيـف الشـاهين، . د - 5

(.1997)، مطبعـة جلفـار، راس الخيمـة، ”العربيـة المتحـدة عبدالعزيـز عبدالمنعـم خليفـة، دعـوى الغـاء القـرار اإلداري فـي قضـاء مجلـس. د.ا - 6

ســليمان. د.ا(. 2004)األسـباب والشـروط، منشــاة المعــارف باألســكندرية، : الدولـة(.1996)الطمــاوي، الوجيــز فــي القانــون اإلداري، دار الفكــر العربـي القاهـرة،

222

الرقابـه القضاييـه علـى اعمـال االداره فـى السـودان بيـن“العطـا بـن عـوف العطـا، . د - 7، دار العلـوم”النظـام القضايـى الموحـد و القضـاء المـذدوج

على خطار شطناوي، موسوعة القضاء اإلداري، الجزء الثاني، دار الثقافة للنشر و. د.ا - 8 النظـام االتحـادي فـي دولـة اإلمـارات“ عمـرو احمـد حسـبو، . د.ا - 9(. 2004)التوزيع،

دراسـة نظريـة وتطبيقيـة: العربيـة المتحـدة .د - 10(. 1995)دار النهضـة العربيـة ، : ،القاهـرة “فـى ضـوء النظـم االتحاديـة المقارنـة

مالحظــات حــول شــكل وصياغــة نظــام الحكــم فــي دســتور دولــة“فتحــي فكــري، اإلمــارات العربيــة

فيصـل عبدالحافـظ. د - 11(. 1998 ) 68، مجلــة القانــون واالقتصــاد ، ع “المتحــدة ،”(فرنسـا-االردن)دراسـة مقارنـة : شـرط المصلحـة فـي دعـوى اإللغـاء“الشـوابكة،

.172-150. ، ص(2012)دفاتــر السياســة و القانــون، العــدد الســابع، جــوان، دور المحكمـة االتحاديـة العليـا فـي تعزيـز“القاضـي الدكتـور عبدالوهـاب عبـدول، - 12

، ورقــة بحــث مقدمــة”نمــوذج القــرار اإلداري“ : وتطويـر القانـون اإلداري اإلماراتــي)الــى الموتمــر األول لروســاء المحاكــم العليــا اإلداريـة فـي الـدول العربيـة، بيـروت،

.25-1، ص (2011 14(. 1998)، دار المطبوعات الجامعية، االسكندرية، ”قضاء اإللغاء“محسن خليل، . د.ا - 13 ، مجلـة”اساسـيات النظـام القضايـي القطـري، ماضيـه وحاضـره“محمـد حاتـم البيات، -

جامعـة دمشـق للعلوم محمــد رفعــت عبــد. د.ا - 15-. 2009العدد األول 25-المجلـد – االقتصاديـة والقانونيـة

، قضــاء(او اإلبطــال)قضــاء اإللغــاء” :، الكتــاب الثانــي”القضــاء اإلداري”الوهاب، ، منشــورات الحلبــي الحقوقيــة، الطبعــة األولــى،”التعويــض واصــول اإلجــراءات

(..2005)بيــروت، ،12، المنـارة، المجلـد ”سـلطة قاضـي اإللغـاء فـي األردن“ محمـد وليـد العبـادي، . د - 16

.، ص(2006)، 1العـدد 94-67.

محمـود عاطـف البنـا، النظريـة العامـة للقـرارات اإلداريـة للدكتـور سـليمان. د.ا - 17(.2006)دراسـة مقارنـة، دار الفكـر العربـي، : الطمـاوي

223224

:البحث التاسعمحمد عبيد الكعبي/ القاضي الدكتور

دور المحكمة العليافي دعم التوفيق والمصالحة كطريق بديل للتقاضي

225226

محمد عبيد الكعبي/ القاضي الدكتور .من مواليد دولة اإلمارات العربية المتحدة

:الموهالت العلمية من جامعة القاهرة عنوان األطروحة الحماية( القانون الجنايي)دكتوراه في الحقوق -

.2009الجنايية للتجارة االلكترونية بتقديـر مـن جامعـة القاهـرة عنـوان األطروحـة( القانـون الجنايـي)ماجسـتير فـي الحقـوق -

.2004الجرايـم الناشـية عـن االسـتخدام غيـر المشـروع لشـبكة االنترنـت .2001دبلوم القانون الجنايي بتقدير من جامعة عين شمس جمهورية مصر العربية - .1992ليسانس الشريعة والقانون من جامعة اإلمارات العربية المتحدة -

:الموهالت العملية.1992الدفعة األولى لمعهد التدريب والدراسات القضايية - .ثم وكيل اول نيابة ثم رييسا للنيابة العامة 1992عمل وكيال للنايب العام منذ عام -

,ثـم رييـس محكمـة بمحكمـة الفجيـرة االتحاديـة االبتداييـة 2000عمـل قاضيـا منـذ عـام - .ويشـغل حاليـا رياسـة محكمـة الفجيـرة االتحاديـة االبتداييـة , ثـم رييـس محكمـة اسـتيناف

عمل رييسا لقسم. - تراس الدايرة المدنية الكلية والدايرة التجارية الكلية بالمحكمة- عضو الهيية التدريسية واستاذ. - البحوث والدراسات بمعهد التدريب والدراسات القضايية

استاذ محاضر بجامعة عجمان للعلوم. - محاضر بمعهد التدريب والدراسات القضايية.والتكنولوجيا

دور المحكمة العليا في دعم التوفيق والمصالحة كطريق بديل للتقاضي227

دور المحكمة العليافي دعم التوفيق والمصالحة كطريق بديل للتقاضي

مقدمة خـالل اربعـون عامـا والقضـاء االماراتـي ينهـل مـن تلـك المبـادي التـي تصدرهـا المحكمـة

االتحاديـة العليــا والتــي تقــف شــامخة علــى راس الهــرم القضايــي فــي دولــة اإلمــارات تــزوده باســتمرار بتلــك االجتهـادات القضاييـة التـي تنيـر لـه طريـق العدالـة

وتكـون عونـا للقضـاة فـي تحقيـق العـدل بيـن المتقاضيـن وترشـدهم الـى صحيـح تطبيـقالقانـون وفـق اسـس ثابتـة ومبـادي راسـخة مسـتمدة مـن

.ثوابـت واسـتقرار هـذا الوطـن خــالل األربعــون عامــا الماضيــة تنوعــت احــكام المحكمــة االتحاديــة العليــا فنجدهــا

واتسـمت, قــد ســايرت المتغيـرات والظـروف المكانيـة والزمانيـة وتطـورت بتطـور الحيـاة.بالمرونـة فـي الكثيـر مـن األحيـان لتصـل الـى كبـد الحقيقـة

ومشـاركتي بورقـة حـول دور المحكمـة العليـا فـي تعزيـز التوفيـق والمصالحـة كطريـق فـي احتفاليـة مـرور اربعـون عامـا علـى تاسـيس هـذه المحكمـة محاولـة, بديـل للتقاضي

لبيـان مـدى مواكبـة المحكمـة االتحاديـة العليـا للمتغيـرات العالميـة والمحليـة علـى اعتبـار ان االتجـاه للطـرق البديلـة للتقاضـي ظهـر بقـوة فـي السـنوات األخيـرة وبـدات اغلـب دول

العالـم فـي تقنينـه للتخفيـف عـن كاهـل المحاكـم فـي.الفصـل بيـن المتقاضيـن بسـهولة ويسـر

228

الحق في التقاضي الضمانـات األساسـية للحقـوق والحريـات تتعـدد وياتـي فـي مقدمـة هـذه الضمانـات الحـق

ويبقـى بـاب, فـي التقاضـي علـى اعتبـار انـه عـن طريـق هـذا الحـق تحمـى جميـع الحقـوق األمــر الــذي مــن شــانه ان يبعــث, القضـاء مفتوحـا لألفـراد لاللتجــاء اليــه عنــد الحاجــة

الطمانينــة والراحــة واإليمــان بالعــدل.واإلحسـاس بالرضـا فـي نفوسـهم

ويقـوم الحـق فـي التقاضـي علـى اساسـين اثنيـن اولهمـا ان الحـق فـي التقاضـي هـو خيـر ضامـن إلقامـة العـدل بيـن النـاس بمـا يمكـن مـن تفـادي العدالـة الخاصـة ويحقـق السـلم

االجتماعـي المنشـود، وثانيهمـا ان القضـاء اصبـح مـن مقتضيـات سـيادة الدولـة مـع مـايقتضيـه ذلـك مـن ضـرورة ايجـاد سـلطة قضاييـة

.تتولـى ضمـان تطبيـق القانـون وسـموه ويترتـب علـى الحـق فـي التقاضـي وجـوب تمكيـن كل متقاضـي مـن النفـاذ الـى القضـاء

وفـق اسـس وقواعـد, نفـاذا ميسـرا دون قيـود ترهقـه او تعسـره فـي الحصـول علـى حقـه.موضوعيـة ال تمييـز فيهـا

والقانــون فــي دولــة االمــارات العربيــة المتحــدة كفــل حــق التقاضــي لألفــراد واكــدت عليــه مبــادي المحكمــة االتحاديــة العليــا واحــكام المحاكــم علــى اختــالف

.درجاتهــا هـو حـق االلتجـاء, وفـي هـذا االطـار قـررت المحكمـة االتحاديـة العليـا ان حـق التقاضـي

الـى القضـاء للـذود عـن الحـق الـذي يحميـه القانـون، وهـو مـن الحقـوق العامـة المشـروعة التـي تثبـت للكافـة وال يترتـب علـى اسـتعماله المسـاءلة بالتعويـض لمـن

يصيبـه منهـا ضـرر اال اذا ثبـت ان مـن باشـر هـذا الحـق قـد انحـرف بـه عمـا وضـع لـهفاسـتعمله اسـتعماال كيديـا ابتغـاء مضـارة خصمـه دون مصلحـة يرجوهـا

(.مدنـي 2004/5/11قضاييـة صـادر بتاريـخ 24لسـنة 646طعـن رقـم . )منـه كمـا اكـدت المحكمـة ان حـق التقاضـي حـق دسـتوري مكفـول للكافـة للـذود عـن

واوجبـت علـى األفـراد افـراغ الرغبـة فـي اخضـاع حـل النزاعـات, حقوقهـم او دفـع تعـد المسـتقبلية لطريـق بديـل للتقاضـي مثـل التحكيـم بصيغـة صريحـة عاكسـة ارادة صريحـة

.فـي التخلـي عـن حـق التقاضـي امـام المحاكـم العاديـة(.تجـاري 2009/7/28قضاييـة صـادر بتاريـخ 29لسـنة 640طعـن رقـم )

ويقودنـا ذلـك الـى تسـاول وهـو هـل فـي اللجـوء الـى لجـان التوفيـق والمصالحـة تعـد علـى الحـق فـي التقاضـي ال سـيما ان هنـاك محاكـم توجـد بهـا لجـان للتوفيـق والمصالحـة

وهـذا مـا سـنحاول اإلجابـة عنـه فـي هـذه الورقـة. واخـرى ال توجـد بهـا مثـل تلـك اللجـانموضحيـن موقـف المحكمـة االتحاديـة العليـا

.مـن لجـان التوفيـق والمصالحـة باعتبارهـا طريـق بديـل مـن طـرق فـض المنازعـات229

الطرق البديلة للتقاضي مـع تزايـد وتيـرة الحيـاة اصبحـت السـرعة هـي العالمـة المميـزة لكافـة المعامـالت اليوميـة التـي تـزداد تعقيــدا يومــا عــن اخــر األمــر الــذي ادى الــى الزيــادة فــي عــدد القضايــا

وبــدا البحــث فــي كيفيــة تخفيـف العـبء عـن المحاكـم مـن خـالل ايجـاد طـرق بديلـةللتقاضـي تغنـي عـن اللجـوء للمحاكـم او

.تقـف معهـا لمواجهـة المنازعـات بيـن افـراد المجتمـع واصبـح اللجـوء للوسـايل البديلـة لحـل النزاعـات فـي وقتنـا الحاضـر امرا ملحـا وضروريـا

ولـم تعـد المحاكـم لوحدهـا قـادرة علـى, تلبيـة لمتطلبات ومتغيـرات المعامـالت الحديثـة ألجـل ذلـك نشــات الحاجــة لوجــود اليــات قانونيــة يمكــن لألطــراف مــن, التصـدي لهـا

خاللهــا حــل خالفاتهــم بشــكل يتســم.بالسـرعة والعدالـة والفاعليـة مـع وجـود مرونـة وحريـة لهـم ال تتوافـر فـي المحاكـم عـادة

وقـد القـت الطـرق البديلـة لفـض المنازعـات اهتمامـا مـن العديـد مـن الـدول واألنظمـة العالميـة إليجاد بدايـل حديثـة لفـض المنازعـات بعيـدة عـن اروقـة المحاكـم تتسـم بالمرونـة

والسـرعة فـي الفصـل فـي الدعـاوى وقلـة التكاليـف باإلضافـة الـى السـرية والخصوصيـةالمطلوبـة فـي اغلـب المنازعـات ادى الـى

.والبـدا فـي تطبيقهـا, تنظيمهـا وسـن القوانيـن واللوايـح المنظمـة لهـا ولـم تعـد هـذه التجربـة الحديثـة قاصـرة علـى الـدول فقـط بـل اخـذت المنظمـات العالميـة

فـي تبنـي بعـض هـذه الطـرق للفصـل فـي العديـد مـن المنازعـات كمنازعـات التجـارة الدوليـة ومنازعـات التجـارة االلكترونيـة والملكيـة الفكريـة والعالمـات التجاريـة وتلـك

.المتعلقـة بحمايـة المسـتهلك وبعـد النجـاح الـذي حققتـه الطـرق البديلـة لفـض المنازعـات اخـذ المسـمى منحـى اخـر فتحـول مـن طــرق بديلــة لفــض المنازعــات الــى طــرق مناســبة او رييســية لفــض

اال اننــا نستحســن مسـمى الطـرق البديلـة لفـض المنازعـات علـى اعتبـار ان, المنازعــاتالطريـق الرييسـي لفضهـا هـو القضـاء ويعـد

.اللجـوء لهـذه الطـرق اسـتثناء مـن األصـل العـام وتتنـوع الطـرق البديلـة لفـض المنازعـات بيـن التحكيـم والـذي لـم يعـد وسـيلة بديلـة

لحسـم المنازعات المدنيـة والتجاريـة بـل اصبـح او يـكاد يصبـح الوسـيلة األساسـية لحسـم والى جانـب التحكيـم ظهـرت المفاوضـات والوسـاطة والتوفيـق, منازعـات التجـارة الدوليـة

والمصالحـة، وهـذه الوسـايل تعـد مـن اقـدم الوسـايل التـي عرفتهـا المجتمعـات البشـرية,وهـي نابعـة مـن العـادات والتقاليـد لهـذه المجتمعـات.كمـا انهـا مرتبطـة ارتباطـا وثيقـا بالشـريعة اإلسـالمية

230

تقليل عدد: وتنسم الطرق البديلة لفض المنازعات بعدة صفات نوجز اهمها في النقاط التالية خلق بيية استثمارية. توفير النفقات. توفير الوقت والجهد. القضايا التي تحال الى القضاء

المرونة وعدم التقيد. التوصل غالبا الى حلول مرضية لطرفي النزاع. الخصوصية. جاذبة المحافظة على العالقات. باإلجراءات التي من شانها ان تطيل امد الفصل في الدعاوى

.الودية بين الخصوماألنظمة البديلة للتقاضي في دولة اإلمارات العربية المتحدة

لدولـة اإلمـارت العربيـة المتحـدة الريـادة والسـبق فـي تطبيـق األنظمـة البديلـة للتقاضـي فـي اكثـر مـن مجـال مـن مجـاالت المنازعـات بيـن األفـراد سـواء اكانـت مدنيـة او تجاريـة

او عماليـة او عقاريـة او فـي مجـال األحـوال الشـخصية او تلـك الناشـية عـن معامـالت.سـوق األسـهم واألوراق الماليـة

لجان:- ومن صور األنظمة البديلة للتقاضي في دولة االمارات العربية المتحدة ما يلي لجان التوجيه. لجان المنازعات العمالية. لجان المنازعات اإليجارية. التوفيق والمصالحة

.هيية األوراق المالية. التحكيم. األسري وسـوف يكـون حديثنـا عـن لجـان التوفيـق والمصالحـة كنظـام بديـل للتقاضـي فـي دولـة

.اإلمـارات العربيــة المتحــدة231

لجان التوفيق والمصالحة المصالحـة هـي تلـك االتفاقيـة التـي تتوصـل اليهـا األطـراف امـا عـن طريـق المناقشـة بيـن

بعضهـا البعـض او مـن خـالل طـرف ثالـث يسـمى المصلـح وتهـدف الـى تسـوية النـزاع.عـن طريـق حـل تقبلـه األطـراف

والمنازعـات فـي دولـة اإلمـارات كانـت وحتـى عهـد قريـب يتـم حلهـا عـن طريـق الصلـح سـواء مـن روسـاء القبايـل او احـد كبـار رجالهـا، ويتـم اللجـوء اليهـم عرفـا لحـل المشـاكل

.والمنازعـات التـي تعتـري حياتهـم اليوميـة ولقـد جـاءت مبـادرة المغفـور لـه بـاذن اللـه تعالـى الشـيخ زايـد بـن سـلطان ال نهيـان

الخـاص بانشـاء لجـان التوفيـق 1999لسـنة ( 26)باصـدار القانـون االتحـادي رقـم والمصالحـة، لتعبـر عـن ارتبـاط قوانيـن الدولـة بالعـادات والتقاليـد اإلسـالمية والعربيـة

وكمبـادرة سـباقة لدولـة اإلمـارات علـى مسـتوى, األصيلـة.الـدول الخليجيـة والعربيـة

لســنة( 4)وبنظــرة ســريعة للقانــون والــذي تــم تعديلــه بالقانــون االتحــادي رقــم مـادة وقـد( 15)نجـد انـه يتكـون مـن 2005لسـنة ( 25)والقانــون االتحـادي رقـم 2001

اجـاز فـي مادتـه األولـى لوزيـر العـدل انشـاء لجنـة او اكثـر فـي مقـار المحاكـم االبتداييـةاالتحاديـة برياسـة احـد القضـاة وعضويـة

.اثنيـن مـن اعضـاء السـلطة القضاييـة او مـن ذوي الخبـرة المشـهود لهـم بالحيـدة والنزاهـة وحـدد القانـون اختصـاص هـذه اللجـان بتسـوية المنازعـات المدنيـة والتجاريـة والعماليـة ايـا

.كانـت قيمتهـا وكذلـك المنازعـات غيـر مقـدرة القيمـة بطريـق الصلـح واجـاز للجنـة فـي سـبيل اداء عملهـا حـق االطـالع علـى األوراق والمسـتندات والسـجالت

وسـاير األدلـة واتخـاذ مـا تـراه مناسـبا دون التقيـد بقانـون االجـراءات المدنيـة وقانـون.المحامـاة ومواعيـد الـدوام الرسـمي

كمـا اوجـب القانـون علـى المحاكـم االبتداييـة االتحاديـة التـي انشـا فيهـا لجـان التوفيـق والمصالحـة عـدم قيـد اي دعـوى مـن الدعـاوى التـي تدخـل فـي اختصـاص لجنـة التوفيـق

والمصالحـة اال اذا قـدم لهـا مـن ذوي الشـان افـادة مـن لجنـة التوفيـق والمصالحـة بعـد.الممانعـة مـن نظرهـا امـام القضـاء

:واستثنى القانون الحاالت التالية من الدخول في اختصاص لجنة التوفيق والمصالحة232

األوامـر والدعـاوى المســتعجلة والوقتيـة والدعـاوى التـي تكـون الحكومــة طرفــا فيهـا– 1 ودعـاوى اإليجـارات التـي تنظـر امـام لجـان خاصـة بالمنازعـات االيجاريـة، وايـة دعـاوى

.اخـرى يقـرر نظرهـا امـام لجـان مصالحـة اخـرى ايـا كانـت هـذه اللجـان

اذا اوقــع المدعــي الحجــز التحفظــي علــى امــوال وموجــودات خصمــه او اتخــذ– 2.اي اجــراء مــن اإلجــراءات المســتعجلة

القضايـا التـي سـجلت لـدى المحاكـم االتحاديـة منـذ سـريان القانـون االتحـادي رقـم– 3 لسـنة 4وحتـى تاريـخ العمـل بتعديلـه الصـادر بالقانـون االتحـادي رقـم . م1999لسـنة 26

.م 2001 والجديـر بالذكـر ان مـدة تسـوية النـزاع امـام هـذه اللجـان ثالثـون يومـا يجـوز مدهـا لمـدة

كمـا انـه ال تسـتحق ايـة, اخـرى مماثلـة باتفـاق الطرفيـن او بقـرار مـن رييـس اللجنـة.رسـوم قضاييـة عـن الطلبــات التــي تقــدم الــى لجنــة التوفيــق والمصالحــة

المحكمة االتحادية العليا ولجان التوفيق والمصالحة اال, بالرغـم مـن قلـة احـكام المحكمـة االتحاديـة العليـا الخاصـة بلجـان التوفيـق والمصالحـة

انهـا جـاءت لتوكـد علـى الـدور الهـام الـذي تقـوم بـه هـذه اللجـان باعتبارهـا طريـق مـن طـرق التقاضـي، وتقـدم لها الدعـم القانونـي المطلـوب لتمـارس دورهـا فـي الصلـح

والتوفيـق بيـن الخصـوم بصـورة تـكاد تختلـف عـن تلـك الموجـودة امـام المحاكـم،ونسـتطيع ايجـاز اهـم مـا اكدتـه المحكمـة االتحاديـة العليـا مـن

:مبـادي فـي هـذا المجـال علـى النحـو اآلتـيلجان التوفيق والمصالحة جزءا من الخصومة

قـررت المحكمـة االتحاديـة العليـا ان المرحلـة التـي تمـر بهـا الدعـوى امـام لجنـة التوفيـق والمصالحـة تعـد جـزءا مـن الخصومـة ولهـا اتخـاذ مـا تـراه مناسـبا مـن اجـراءات فـي

واعتبـرت المحكمـة ان تحديـد عناصـر, سـبيل اداء عملهـا فـي التوفيـق بيـن الخصـوم الضـرر الـذي حـاق بالمضـرور ممـا يعيـن علـى التوفيـق بيـن األطـراف فانـه ال جنـاح علـى

لجنـة التوفيـق والمصالحـة ان انتدبـت الطبيـب الشـرعي (.تجـاري 2010/6/28صـادر بتاريـخ 2010لسـنة 178طعـن رقـم . )لفحـص المضـرور

وياتـي تاكيـد المحكمـة االتحاديـة العليـا لمرحلـة التوفيـق والمصالحـة باعتبـاره جـزءا مـنالخصومـة

233 ال يتجـزا عنهـا ليوكـد علـى االتجـاه العالمـي للقضـاء اإلماراتـي والـدور الـذي تلعبـه الطـرق البديلـة للتقاضـي ممثلـة فـي لجـان التوفيـق والمصالحـة خاصـة ان المشـرع اوجـب عـرض النـزاع عليهـا قبـل عرضــه علــى القضــاء وفــق الضوابــط واالختصــاص الــوارد بالقانــون

وبالتالـي مـن شـان, الخـاص بانشـاء هـذه اللجـان 1999لســنة ( 26)االتحــادي رقــم هـذه اللجـان اتخـاذ اجـراءات مناسـبة مـن اجـل التوفيـق بيـن الخصـوم وتعـد هـذه

اإلجـراءات جـزء مـن الدعـوى بعـد عرضهـا علـى القضـاء اذا لـم يتـم.الصلـح بينهـم

.النزاع المطروح على لجنة التوفيق والمصالحة ال يعد منازعة قضايية الخــاص بانشــاء لجــان التوفيــق 1999لســنة ( 26)القانــون االتحــادي رقــم

والمصالحــة نــص علــى ان تشـكل هـذه اللجـان برياسـة احـد القضـاة وعضويـة اثنيـن مـن وبالتالـي, اعضـاء السـلطة القضاييـة او مـن ذوي الخبـرة المشـهود لهـم بالحيـدة والنزاهـة

األمـر الـذي يخرجهـا مـن, نجـد امكانيـة وجـود اعضـاء مـن غيـر القضـاة فـي هـذه اللجـان ,الصفـة القضاييـة وتظـل لجنـة تنظـر الدعـوى لغايـة التوفيـق والصلــح بيــن الخصــوم

ووفقــا لذلــك قــررت المحكمــة االتحاديــة العليــا ان لجــوء الخصــوم للجــان التوفيـق وال يعتبـر النـزاع. والمصالحـة لتسـوية المنازعـات بينهـم قبـل ولـوج سـاحة القضـاء

واثـر ذلـك القـرار الصـادر مـن اللجنـة ليـس لـه مـدة. المطـروح عليهـا منازعـة قضاييـة.سـقوط لرفـع الدعـوى بـه

(.مدنـي 2010/3/10صـادر بتاريـخ 2009لسـنة 213طعـن رقـم ) ومـودى ذلـك ان لجـان التوفيـق والمصالحـة والتـي اوجـب القانـون علـى الخصـوم اللجـوء

اليهـا فـي محاولـة لتسـوية النزاعـات بينهـم بطريـق ودي قبـل ولـوج سـاحة القضـاء ال يعتبـر النـزاع المطـروح عليها منازعـة قضاييـة بالمعنـى الـذي قصـده المشـرع فـي المـواد

مـن قانـون االجـراءات المدنيـة والخاصـة بسـقوط الخصومـة( 110, 107, 106)

وذلـك علـى اعتبـار ان قانـون انشـاء لجـان التوفيـق والمصالحـة لـم يتضمـن, وانقضايهـامـدة لسـقوط القـرار الـذي تصـدره اللجنـة اذا لـم ترفـع بـه الدعـوى، وبالتالـي

.ليـس لـه مـدة سـقوط لرفـع الدعـوى ويعـد ذلـك دعمـا للجـان التوفيـق والمصالحـة وللقـرارات الصـادرة منهـا علـى اعتبـار انهـا

ال تسـري عليهـا القواعـد الخاصـة بسـقوط الخصومـة وانقضايهـا والتـي تسـري علـى.الدعـاوى امـام المحاكـم، وحتـى ال يضـار األطـراف مـن لجويهـم لهـذه اللجـان

234

افادة لجنة التوفيق والمصالحة شرط لقيد الدعاوى في المحاكم الخـاص بانشـاء لجـان التوفيـق 1999لسـنة ( 26)اوجـب القانـون القانـون االتحـادي رقـم

والمصالحـة علـى المحاكـم االبتداييـة االتحاديـة التـي انشـا فيهـا لجـان التوفيـق والمصالحـة عـدم قيـد اي دعـوى مـن الدعـاوى التـي تدخـل فـي اختصـاص لجنـة التوفيـق والمصالحـة

اال اذا قـدم لهـا مـن ذوي المصالحة.افـادة مـن لجنـة التوفيـق والمصالحـة بعـدم الممانعـة مـن نظرهـا امـام القضـاء

وقـد قـررت المحكمـة االتحاديـة العليـا ان شـروط تعليـق قيـد الدعـاوى فـي المحاكـم االبتداييـة واثرهـا الـى حيـن الحصـول علـى افـادة مـن لجنـة التوفيـق والمصالحـة بعـدم

قضاييـة صـادر بتاريـخ 27لسـنة 674طعـن رقـم . )الممانعـة مـن طرحهـا امـام القضـاء(.مدنـي 2008/6/17

ومـودى ذلـك ان المحاكـم يمتنـع عليهـا قيـد اي دعـوى مـن الدعـاوى التـي تدخـل ضمـن اختصـاص اللجنــة دون الحصــول علــى افــادة مــن اللجنــة اال ان ذلــك مشــروط

بصــدور قــرار وزاري مــن وزيــر العـدل بانشـاء لجنـة توفيـق ومصالحـة بمقـار تلـك فـاذا لـم يصـدر وزيـر العـدل قـرارا بانشـاء هـذه اللجـان فـي احـدى المحاكـم, المحاكـم

االبتداييـة االتحاديـة فانـه يجـوز للخصـوم قيـد الدعـاوى مباشـرة.لعـدم وجـود اللجنـة فـي مقـر المحكمـة

وهـذا المبـدا التـي ارسـته المحكمـة االتحاديـة العليـا يعـد مـن المبـادي الهامـة فـي ظـل والـذي نـرى ان فـي ذلـك اخـالل بمبـدا, وجـود محاكـم ال توجـد بهـا لجـان توفيـق ومصالحـة

المسـاواة فـي التقاضـي علـى اعتبـار ان االجـراءات المتبعـة يجـب ان تكـون واحـدة فـي وحتـى يتـم ذلـك فقـد اوضحـت المحكمـة االتحاديـة العليـا ذلـك بحيـث ال, جميـع المحاكـم

يكـون هنـاك مطعـن علـى احـكام تلـك المحاكـم التـي ال توجـد بهـا لجـان توفيـق ومصالحـةبحجـة عـدم وجـود لجنـة للتوفيـق والمصالحـة

.بتلـك المحكمـة235

الخاتمة حاولنـا فيمـا سـبق عرضـه ان نسـلط الضـوء علـى المحكمـة االتحاديـة العليـا ودورهـا في

تعزيـز الطرق البديلـة للتقاضـي ممثلـة فـي لجـان التوفيـق والمصالحـة وحاولنـا اإلجابـة علـى السـوال الـذي اثيـر فـي البدايــة حــول هــل تعــد هــذه اللجــان قيــد علــى الحــق

فــي التقاضــي؟ ونعتقــد ان اإلجابــة جــاءت واضحـة مـن خـالل المبـادي التـي ارسـتها المحكمـة االتحاديـة العليـا والتـي اعتبـرت هـذه اللجـان جـزءا مـن الخصـوم وان قيـد

وان اعتبـرت ان هـذا النـزاع ال يعـد, الدعـوى متوقـف علـى افـادة مـن هـذه اللجـان منازعـة قضاييـة علـى اسـاس دخـول اعضـاء مـن غيـر القضـاة فـي تشـكيل اللجـان، كمـا اننـا نوكـد ان وجـود هـذه اللجـان تعزيـزا لمبـدا الحـق فـي التقاضـي مـن خـالل المحاولـة

فـي انهـاء النـزاع صلحـا دون تكبـد األطـراف رسـوما ومصاريـف مـع توفـر السـرعة وقـد اكـدت لنـا المحكمـة االتحاديـة العليـا دورهـا الريـادي الدايـم, والمرونـة والخصوصيـة

المتمثـل فـي تعزيـز القضـاء اإلماراتـي بمبـادي تتسـم.بالعالميـة وتواكـب التطـور التشـريعي الـذي تعيشـه دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة

محمد عبيد الكعبي رييس محكمة الفجيرة االتحادية االبتدايية/ القاضي الدكتور236

:المراجع.مجموعة احكام المحكمة االتحادية العليا - 1 الخاص بانشاء لجان التوفيق والمصالحة 1999لسنة ( 26)القانون االتحادي رقم -2

.وتعديالته –الموتمــر الثانــي لبدايــل حــل المنازعــات والعدالــة التصالحيــة - اوراق عمــل - 3

.2013ابريــل 30– 29ابوظبــي منشورات– دراسات وتعليقات قانونية – لجان التوفيق والمصالحة – حسن محمد عرب - 4

اتفـاق التحكيـم كاسـلوب لتسـوية منازعـات عقـود– احمـد صالـح مخلـوف - 5. صادررسـالة– التجـارة الدولية

.جامعـة القاهرة– دكتـوراه الوســيط فــي شــرح قانــون اإلجــراءات المدنيــة– علــي عبــد الحميــد تركــي - 6

.جامعــة الشــارقة– اإلماراتــي .الذاتية القانونية بين التشكيل واالختصاص– لجان التوفيق والمصالحة – بوشعيب اوعبي - 7

www.omnlegal.net/vb/showthread.php .مدى فعالية الوسايل البديلة لحل المنازعات وعالقتها بالقضاء– احمد انوار ناجي - 8

www.droitcivil.over,blog.com/articlewww.justice.gov.ma/ar/actualies -9

237تم بحمد الله تعالى

238