ﻲﻣﺎﻈﻨﻟا ﻲﻟﺎﻤﻟا راﺮﻘﺘﺳﻻا يﺮﺋاﺰﺠﻟا ﻲﻟﺎﻤﻟا...

262
0 اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ2 ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ رﻗﻢ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ رﻗﻢ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ رﻗﻢ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ رﻗﻢ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ.....: .....: .....: .....: اﻟﻤﻮﺿﻮع: أﻃﺮوﺣﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة دﻛﺘﻮراﻩLMD ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ إﻋﺪاد إﻋﺪاد إﻋﺪاد إﻋﺪاد: : : : إﺷﺮاف إﺷﺮاف إﺷﺮاف إﺷﺮاف: ذﻫﺒﻲ رﻳﻤﺔ أ. د. ﻋﺒﺪ اﻟﻨﻮر ﻣﻮﺳﺎوي ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ: أ. د. ﺷﺮاﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ رﺋﻴﺴﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ2 أ. د. ﻣﻮﺳﺎوي ﻋﺒﺪ اﻟﻨﻮر أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻣﻘﺮرا ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ2 أ. د. ﺑﻮراس أﺣﻤﺪ أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻋﻀﻮا ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻦ ﻣﻬﻴﺪي- أم اﻟﺒﻮاﻗﻲ- أ. د. درﺑﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻘـﺎدر أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻋﻀﻮا ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫﺮان أ. د. ﺑﻦ ﺑﻮزﻳﺎن ﻣﺤﻤﺪ أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻋﻀﻮا ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻠﻘـﺎﻳﺪ ﺗﻠﻤﺴﺎن- أ. د. ﻟﻌﺮاﺑﺔ ﻣﻮﻟﻮد أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻋﻀﻮا ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ2 اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ: 2012 - 2013 اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻨﻈﺎﻣﻲ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻨﻈﺎﻣﻲ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻨﻈﺎﻣﻲ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻨﻈﺎﻣﻲ: ﺑﻨﺎء ﻣﺆﺷﺮ ﺗﺠﻤﻴﻌﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﻨﺎء ﻣﺆﺷﺮ ﺗﺠﻤﻴﻌﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﻨﺎء ﻣﺆﺷﺮ ﺗﺠﻤﻴﻌﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﻨﺎء ﻣﺆﺷﺮ ﺗﺠﻤﻴﻌﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻟﻠﻔﺘﺮة ﻟﻠﻔﺘﺮة ﻟﻠﻔﺘﺮة ﻟﻠﻔﺘﺮة) 2003 2003 2003 2003 م- - - - 2011 2011 2011 2011 م(

Upload: others

Post on 07-Sep-2019

10 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • 0

    الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلميوزارة التعليم العالي والبحث العلميوزارة التعليم العالي والبحث العلميوزارة التعليم العالي والبحث العلمي

    2222 جامعة قسنطينةجامعة قسنطينةجامعة قسنطينةجامعة قسنطينة كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسييركلية العلوم االقتصادية وعلوم التسييركلية العلوم االقتصادية وعلوم التسييركلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير

    قسم العلوم االقتصاديةقسم العلوم االقتصاديةقسم العلوم االقتصاديةقسم العلوم االقتصادية

    :.....:.....:.....:.....رقم التسجيلرقم التسجيلرقم التسجيلرقم التسجيل

    الموضوع:

    في العلوم االقتصادية LMDأطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه

    ::::إشرافإشرافإشرافإشراف: : : : إعدادإعدادإعدادإعداد

    عبد النور موساوي. د.أ ريمةذهبي

    ::::لجنة المناقشةلجنة المناقشةلجنة المناقشةلجنة المناقشة

    2 جامعة قسنطينة رئيسا أستاذ التعليم العالي شرابي عبد العزيز. د.أ

    2 جامعة قسنطينة مقررا أستاذ التعليم العالي موساوي عبد النور. د.أ

    -أم البواقي -العربي بن مهيدي جامعة عضوا التعليم العاليأستاذ بوراس أحمد. د.أ

    جامعة وهران عضوا أستاذ التعليم العالي دربال عبد القـادر. د.أ

    -تلمسان–أبي بكر بلقـايد جامعة عضوا أستاذ التعليم العالي بن بوزيان محمد. د.أ

    2 جامعة قسنطينة عضوا أستاذ التعليم العالي لعرابة مولود. د.أ

    2013-2012: السنة الجامعية

    ::::االستقرار المالي النظامياالستقرار المالي النظامياالستقرار المالي النظامياالستقرار المالي النظامي بناء مؤشر تجميعي للنظام المالي الجزائريبناء مؤشر تجميعي للنظام المالي الجزائريبناء مؤشر تجميعي للنظام المالي الجزائريبناء مؤشر تجميعي للنظام المالي الجزائري

    ))))مممم2011201120112011- - - - مممم2003200320032003((((للفترة للفترة للفترة للفترة

  • 1

  • 2

    شكر وتقديرشكر وتقديرشكر وتقديرشكر وتقدير

    بعد شكر اهللا شكرا يليق بجالله وعظيم سلطانه وكبريائه وعظمته

    ومنه وكرمه الذي أحاطني به ورعايته في انجاز هذه الدراسة وما

    توفيقي إال باهللا والصالة والسالم على خير خلق اهللا محمد وعلى آله وصحبه

    .ومن واله

    . ونا ليأتقدم بخالص الشكر لكل من كان له الفضل علي، وكان ع

    ،أخص بالذكر أستاذي عبد النور موساوي الذي تفضل باإلشراف علي

    وال أنسى توجيه الشكر والتقدير ألستاذي بن نعمون حمادو الذي

    .استأنست برأيه في موضوع الدراسة

  • 3

    إهداء

    :أهدي هذا الجهد المتواضع إلى

    عائلتي

  • 4

    المقدمة العامةالمقدمة العامةالمقدمة العامةالمقدمة العامة

  • 5

    العامةالمقدمة

    المدخل .1

    لقد شهدت األسواق المالية و الصناعة المصرفية جملة من التطورات السريعة و إيديولوجية التحرير و ذلك ضمن ،التغيرات المتالحقة خالل الربع األخير من القرن الماضي

    التي انتهجتها الدول المتقدمة من بداية السبعينات ثم اتبعتها الدول النامية تحت الماليضغط كل من صندوق النقد الدولي و البنك العالمي في سنوات الثمانينات، باالتجاه نحو تحرير النشاط المالي من القيود و إزالة المعوقات التنظيمية و التشريعية التي كانت تحول

    مما افرز عدة تغييرات في بنيان . طة المصرفية و المالية و تعدد مجاالتهادون توسع األنش .النظام المالي الدولي حيث أصبح أكثر تعقيدا و ارتباطا مما سبق) هيكل(

    أدت هذه التغيرات إلى تنامي دور المؤسسات المالية، وظهور كم هائل ومتنوع من وما ساعدها في الوصول . القتصادية التي تمولهاالخدمات المالية التي تقدمها، والمجاالت ا

    فقد . إلى ذلك هو االستخدام المتزايد للتقنيات المالية الحديثة التي عرفتها الصناعة الماليةوذلك بظهور المشتقات المالية و صناديق االستثمار ظهرت مؤسسات وأدوات مالية جديدة

    واء في أسلوب وتقنيات التسيير أو وكذا صناديق التحوط التي تعتبر آخر تطور حاصل سحتى المنتجات المالية المستهدفة، دون أن ننسى التطورات التي مست النظام البنكي نتيجة

    بين النشاطات المالية، ممثلة في ظهور حرف بنكية جديدة، فباإلضافة إلى لرفع الحواجزو قد . يالت المتخصصةبنك التجزئة هناك بنك التمويل و االستثمار، إدارة األصول و التمو

    :نذكر منها كانت هذه التغيرات وليدة عدة عوامل

    التي جاءت كنتيجة للتطورات الكبيرة التي عرفتها ؛االبتكارات الماليةعامل - التي قلصت تكاليف التعامل و إجراء ) NTIC(تكنولوجيا اإلعالم و االتصال

    وسهلت الحركة الصفقات في األسواق المالية، وزادت من سرعة انجاز العمل ؛العالمية النتقال رؤوس األموال

    وكذا موجة الخصخصة، االندماج واالستيالء التي عرفها النظام المالي بشكل -وقد استعملت هذه اإلستراتيجية لمواجهة تزايد . عام والنظام البنكي بشكل خاص

    متطلبات رأس المال التي وضعت من قبل لجنة بازل لألنظمة المصرفية تحقيق تنويع اكبر إلدارة ، رقابية، مواجهة المنافسة الشديدةالممارسات الو

    ، تحقيق اقتصاديات الحجم واالستفادة من دعم الدولة في ظروف المخاطر" كبير جدا على أن يفشل" تياألزمات أو ما اصطلح على تسميتها بإستراتيج

    ؛"مرتبط جدا على أن يفشل"و

    أ

  • 6

    التي اتخذته هذه التغييرات والذي كان نتيجة ودون أن ننسى البعد العالمي - فلقد أدت العولمة إلى زيادة التشابك المتبادل . حتمية لعولمة األسواق المالية

    .بين مختلف دول العالم في مجال األسواق المالية

    نتيجة لكل هذه العوامل فقد أصبح النظام المالي العالمي يمتاز بثالث خصائص أساسية هي؛ والتي وٕان اعتبرت في باقي العلوم نقاط ايجابية فان تجسدها في النظام المالي .تجانس والتمركزالتعقيد، ال

    افرز أثار سلبية عميقة، صحيح أنها أعطت للنظام المالي عمق وساهمت في زيادة حجم التعامل في في المقابل سببت غير أنها . األسواق المالية وتنوع األصول المالية المتداولة وطبيعة المتدخلين فيها

    غير قابل للتنويع وال التحويل، فالمتتبع ألحداث خطر نظاميللمخاطر المالية في صورة تجميع تراكميوالتي كان لها تأثير سلبي بالغ على األسواق المالية الكبرى يجد انه في الجهة المقابلة أزمة الرهن العقاري

    التي أخدت بعدا ،ير واضح في مفهوم المخاطرة الماليةلهذا التطور الذي تعرفه الساحة المالية هناك تغ .نظاميا

    إن هذا التغير لم يقابله تكييف ألساليب وسياسات السلطات اإلشرافية، فقد اعتقدت بأن الوقاية القبلية ممثلة في الرقابة االحترازية الجزئية باإلضافة إلى المعالجة -السلطات اإلشرافية- دور المقرض األخير وضخ األموال العمومية كفيلة للحفاظ على ،عدية من خالل نظام تأمين الودائعالب

    وبهذا أهملت أهم مسألتين في عملية المحافظة على هذا االستقرار؛ أول مسألة هي . استقرار النظام الماليالنظام المالي ال يعن تقييم استقرار النظام المالي من وجهة نظر كلية فاالستقرار الفردي لمكونات

    وثاني مسألة هي تفضيل معالجة نقص السيولة دون معالجة ،بالضرورة استقرار هذا النظام في مجمعهفإن اعتبرت السياسات واألساليب التقليدية لمرحلة المعالجة البعدية منبعا للسيولة فإن الرقابة . إعادة الثقة

    فما تقوم الحاجة إليه لحل عدم االستقرار المالي ليس المال أو بتعبير أدق ،الشاملة هي منبع إلعادة الثقة .السيولة فحسب، ولكن القضاء على عدم الثقة المنتشر على نطاق واسع

    في الوقت الراهن، يحضا المنهج النظامي باهتمام من قبل مختلف االقتصاديين والباحثين، وبشكل لية خاصة بعد اقتناع الفكر االقتصادي بضرورة تغيير قواعد العمل، خاص من قبل الهيئات المالية الدو

    فالتطور الحاصل في النشاط المالي لم يرافقه تكييف لمعايير تنظيم هذا األخير، وخير دليل هو وجود ؛ فعند رفع الحواجز الستشرافياالتحكيم ثغرات في التنظيم المالي على كل المستويات مما سبب ظهور

    ت المالية كان من الضروري توحيد العمل بين أجهزة رقابة كل من البنوك، شركات التامين على النشاطاوحتى عندما تم التوجه إلى عولمة هذه األنشطة كان من الواجب توحيد . وكذا عمليات أسواق المال

    .معايير التنظيم المالي الدولي

    ولذا فقد قام كل من صندوق النقد الدولي وبنك التسويات الدولي ومجلس االستقرار المالي Guidance to Assess the Systemic Importance of Financial(بإصدار دليل بهذا الصدد

    ب

  • 7

    Markets Institutions and Instruments (والذي تم التطرق فيه إلى تعريف الخطر النظامي على انه تجسيد انقطاع في سيرورة عمل الخدمات المالية، نتيجة لتدهور حاصل في جزء أوكل النظام نتيجة

    . المالي والذي يؤثر سلبا على االقتصاد الحقيقي

    بما يعرف بالمقاربة لذا فقد أصبح من الضروري تعزيز اإلطار التنظيمي الكلي، أو فقد استعمل من طرف بنك التسويات الدولي في أوائل . اوهو مصطلح حديث نسبياالحترازية الكلية

    سنوات األلفين ضمن إطار تحديد المقاييس الواجب اتخاذها من اجل التطبيق العملي لهذه المقاربة، والتي :ارتئي تقسيم عملية تطبيقها على محورين هما

    ساكنالتطبيق ال: المحور األول �

    غير أن . المجمعة في النظام المالي في لحظة معينةيهتم بقياس درجة توزيع المخاطر وهواإلشكال هنا يتمثل في تحديد األدوات االحترازية لمعالجة التعرض المشترك لمختلف المؤسسات المالية

    الذي سيتكبده . من جهة، ومن جهة أخرى تحديد نسبة مساهمة كل مؤسسة على حدا في تشكيل الخطر .بعد ذلك مجمل النظام المالي

    التطبيق المستمر: الثاني حورالم �

    من وهنا تصبح المسالة عبارة عن محاولة للحد . يهتم بتتبع تطور الخطر المجمع عبر الزمن االقتصادية، والتي تعتبر ظاهرة متأصلة في النظام المالي المعاصر وهي من ةالدور مخاطر تقلبات

    .أصعب مصادر عدم االستقرار المالي فيه

    الدراسةإشكالية .2

    إن حالة عدم االستقرار التي تعرفها الساحة المالية الدولية مؤخرا، وخاصة تفاقم هذه الحالة من أزمة مالية مدى مناعة النظام عنتجرنا الى التساؤل . إلى أزمة اقتصادية والتي تعتبر أخطر نتائج الخطر النظامي

    .الخطرمثل هذا ومدى جهوزيته في حال وقوع ،المالي الجزائري

    :التاليعلى ضوء ما سبق، يمكن حصر إشكالية البحث في سؤال رئيسي

    ما مدى االستقرار المالي النظامي الجزائري؟ -

    إن هذه اإلشكالية الرئيسية تتفرع عنها مجموعة من التساؤالت الفرعية يمكن :صياغتها على النحو التالي

    ت

  • 8

    ماهية الخطر النظامي؟ )1 وفيما تتمثل آليات المقاربة االحترازية الكلية؟ النظامي؟ ما هي وسائل إدارة الخطر )2 ما هي أهم اإلجراءات الدولية المتخذة من اجل إدارة امثل للخطر النظامي؟ )3 النظامي؟ما هي أهم طرق قياس الخطر )4 ؟هل زيادة السيولة التي يشهدها النظام المالي الجزائري تعزز من استقرار هذا األخير )5

    فرضيات الدراسة .3

    على ضوء ما تم طرحه من تساؤالت حول موضوع البحث وأمال في تحقيق أهداف المرجوة :يمكن تحديد مجموعة من الفرضيات التي يسعى الباحث الختبارها وهي على النحو التالي

    1الفرضية

    يحدث الخطر النظامي عند تسجيل تدهور في االستقرار المالي بحيث يتسبب هذا التدهور بفقدان مناعة . لنظام المالي ككلا

    2الفرضية

    . تعتبر الرقابة االحترازية الكلية بمحوريها الساكن والديناميكي، امثل وسيلة إلدارة الخطر النظاميفقياس مستويات التجميع التراكمي للخطر النظامي في كل مرة يعطي الجهة المسؤولة الوقت الكاف

    .التخاذ اإلجراءات المناسبة

    3الفرضية

    .يتأثر استقرار النظام المالي بمتغيرات االقتصاد الكلي سواء الوطنية أو الدولية

    4الفرضية

    كما أن هاته . ترولية عززت استقرار النظام المالي الجزائريمدة من العائدات البإن زيادة السيولة المست .ضد الصدمات الخارجية ياالسيولة كانت درعا واق

    ث

  • 9

    دوافع اختيار الموضوع .4

    :يمكن تلخيص الدوافع التي أّدت بنا إلى اختيار هذا الموضوع فيما يلي

    قلة الدراسات التي تناولت الموضوع، وكمساهمة متواضعة منا رأينا أن نكتب في هذا الموضوع؛ -أدوات الرقابة المصرفية تعتبر اإلشكالية المراد دراستها كامتداد للدراسة السابقة في الماستر و التي تناولت -

    ؛حديثة ممثلة في أنظمة اإلنذار المبكر لتفادي تعثر البنوك وكذا اختبارات اإلجهاد الماليالزيادة على كون إدارة الخطر النظامي تتعلق بتامين استقرار أهم قطاع اقتصادي أال وهو قطاع المال، -

    رة فعالة لهذا الخطر غالب األزمات المالية النظامية ترسى إلى أزمة اقتصادية، ولذا فان تامين إدا فان ؛بالنسبة لكل القطاعات االقتصادية يعد أولوية

    ؛تعتبر إدارة الخطر النظامي رهان على المستوى الدولي، وهذا نتيجة لسرعة انتقال هذا الخطر -تعكس مقترحات مجموعة العشرين والمؤسسات المالية الدولية بشأن التسيير االحترازي الكلي وٕادارة الخطر -

    مظهرا من مظاهر الرجوع إلى تقنين النشاطات المالية على تطّورا جديدا في الساحة المالية و النظامي ؛المستوى الكلي الدولي

    في خاصة بعد اندماج النظام المالي الوطنياالهتمام باالستقرار المالي النظامي في الجزائر حتمية - . خالل قنوات نقل العدوىالنظام المالي الدولي مما يجعلها أكثر عرضة لهذا الخطر من

    أهداف البحث .5

    : ، فإنه يمكن حصر األهداف التي يرمى إلى إدراكها في ما يليدوافع الدراسةانطالقا من

    شاطات توضيح اإلطار العام للخطر النظامي ومحاولة فهم آلية تشكله، خصوصيته وكذا تحليل أهم الن - ؛المالية ذات البعد النظامي

    االستراتيجيات السابقة المهتمة بإدارة الخطر النظامي ممثلة في كل من سياسة تامين محاولة فهم نقائص - ؛الودائع، سياسة المقرض األخير وكذا مرحلة ضخ األموال العمومية

    ؛محاولة فهم وتحليل االتجاهات التي ترتكز عليها المعايير الدولية للمقاربة االحترازية الكلية - التي ستواجه السلطات اإلشرافية خالل مراحل إدارة الخطر النظامي، سواء إظهار التحديات والرهانات -

    ؛قياسه، نمذجته أوحتى تسييره .بناء مؤشر تجميعي لقياس االستقرار المالي الجزائري -

    ج

  • 10

    الدراسات السابقة .6

    الدراسات رغم أننا لم نجد دراسات سابقة تناولت الموضوع من نفس الجانب، إال أنه هناك مجموعة من ولعل أهم هاته النقاط هي استخدام طريقة التي لها عالقة بالموضوع وتتقاطع معه في بعض النقاط

    :، وأهم هذه الدراساتالمؤشر التجميعي لقياس االستقرار المالي

    Aggregate financial stability index for an“ :الموسومة ب) Choy )2010و Cheangدراسة )1early worning system”

    يمثل عملهم أول محاولة لبناء مؤشر تجميعي لالستقرار المالي للقطاع البنكي في منطقة MACAO م2010الى 1996للفترة الممتدة من.

    عكس ت ةدراسال في هذه من أهم النتائج التي توصل اليها الباحثين هي أن مخرجات المؤشر التجميعيالورقة إلى فقد أظهرت نتائج .المنطقةفي تاريخ المالية اإلجهاد فتراتيلتقط جيدا فهو. االستقرار المالي

    سبب تمواطن ضعف يمكن أن تفقد تم تسجيل ومع ذلك، . أن القطاع المصرفي مستقر إلى حد كبيروقد أوصى الباحثان بزيادة الجهود . وذلك النفتاح االقتصادعوامل خارجية لنتيجة ل بهزات لقطاع الماليل

    .مرونة البنوك تجاه الصدمات الخارجية المحتملةلرفع

    : Measuring and forecasting financial stability تحت عنوان) Verlis C Morris )2010دراسة )2the composition of an aggregate financial stability index for Jamaica

    والتنبؤ بعدمه من خالل بناء مؤشر تجميعيمحاولة لقياس االستقرار المالي جاءت هذه الدراسة ك .م2010حتى عام م1997لنظام المصرفي من عام اقاعدة بيانات من خالل استخدام. لجامايكا

    كد حساسية ؤ ت النتائج كما أن ,المدروسةأداء القطاع المصرفي خالل الفترة يعكس تطورمؤشر التطور وقد أوصى الباحث باستخدام المؤشر .في مؤشرات االقتصاد الكلي الرئيسية اتالمؤشر إلى التغير

    فهو يغطي كل من تطور وسالمة . التجميعي أثناء عملية رقابة االستقرار المالي من قبل بنك جمايكاوأكد الباحث أيضا على . القطاع المالي باإلضافة الى تتبع استقرار البيئة االقتصادية المحلية والدولية

    فقد توقع ، استخدام تقنياتمن خالل المؤشر كأداة لإلنذار المبكر لصانعي السياسات مكانية استخدامإ . مؤشر على المدى القصيرالتدهور في بنتائج دراسة وتنبأ الباحث اعتمادا على

    ح

  • 11

    La stabilité du secteur: "الموسومة ب) Claudiu Tiberiu Albulescu )2009أطروحة دكتوراه )3financier en Roumanie dans la perspective de son adhésion à l’UEM »

    تطوير بالتعلق يمؤشرات 20ويتكون المؤشر من . لرومانياالستقرار للنظام المالي لطور مؤشر إجمالي رة تتعلق المختامعظم المؤشرات وقد كانت . الدوليالمحلي و والمناخ االقتصادي السالمة المالية،المالي،

    .بالنظام البنكي وذلك لهيمنة هذا األخير على باقي مكونات النظام المالي الروماني

    بشأن استقرار أما . فيه العوامل التي تؤثر وتعددتعقد مفهوم االستقرار المالي الى أشار هذا البحث قد وآلثار أزمة ، ولكن بعد ذلك تراجع نتيجة 2007حتى عام االقطاع المالي في رومانيا، قد أثبت تحسن

    النظام المالي غير مستعد في الوقت الحالي من حيث االستقرار واستنتج الباحث أن . الرهن العقاري .الى االتحاد النقدي األوروبينضمام لال

    : Financial stability indicators »: تحت عنوان) Hermanek )2006و Gerslدراسة )4advantager and disadvantages of their use in the assessmant of financial system

    stability »

    االستقرار تجميعي يقيسمؤشر حيث تم بناءمقترحة في تقرير البنك الوطني التشيكي، هي دراسة .قد الدوليمن قبل صندوق النالمقترحة المالية الرئيسية السالمة مؤشرات على اعتماداالمالي

    . لقياس االستقرار المالييشكل إحدى الطرق البديلة وقد استنتج الباحثين أن استعمال المؤشر التجميعي قد يكون بمثابة الركيزة التي تنطلق منها فهو. المؤشرنتائج هذا دعملاستخدام أدوات أخرى ان ، يقترحلكن

    ته مع القطاع لطبيعة النظام المالي وص تعكس على نحو أفضل لبناء مزيد من المؤشرات الكمية التي .سواء المحلي أو الدوليالحقيقي

    :تنفرد دراستنا عن الدراسات سالفة الذكر ب

    اهتمامها من جهة باالستقرار المالي النظامي فقليلة تلك التي دمجت كال من االستقرار المالي والخطر • ؛النظامي

    .مؤشرات تعكس مالمح النظام المالي الجزائريمن جهة أخرى فدراستنا تميزت باختيار •

    خ

  • 12

    تحديد إطار الدراسة .7

    لذا فإن الدراسة . وهذا نطاق واسع متعدد األبعاد ،يتناول البحث موضوع االستقرار المالي النظامي :اقتصرت على

    قياس االستقرار المالي النظامي في الجزائر؛ - نتيجة عدم توفر بيانات السنوات السابقة؛ وٕان تم ،م2011م و2003تم تحديد فترة الدراسة ما بين -

    إنما تم إبعادها نتيجة الشك في . استعمال عبارة عدم توفر فهذا ال يعن عدم وجود هذه البيانات قيمها بين مختلف المصادر؛ في مصداقيتها أو حتى تسجيل اختالفات

    دون غيرها من الطرق؛ وهذا لفاعلية استعملت طريقة المؤشر التجميعي لقياس االستقرار المالي النظامي .وكذا عدم تطلبها لبيانات تفصيلية من جهة أخرى ،الطريقة المختارة من جهة

    منهج وأدوات الدراسة .8

    من أجل دراسة إشكالية موضوع بحثنا، واإلجابة على األسئلة المطروحة وٕاثبات أو نفي ، وهذا و القياسي تحليليال ،وصفيال ناهج؛ثالث مالفرضيات المعتمدة في الدراسة، تعّين علينا إتباع

    باعتباره األنسب لمثل هذا النوع من الدراسات بشكل عام واألكثر مالءمة لطبيعة موضوع بحثنا بشكل في حين تم انتهاج . وقد استخدم المنهج الوصفي من اجل وضع اإلطار النظري للخطر النظامي. خاص

    لمنهجين التحليلي والقياسي أثناء وقد تم دمج االمنهج التحليلي لفهم وشرح معايير الرقابة االحترازية الكلية .بناء المؤشر التجميعي

    محتويات الدراسة .9

    :، حيثثم نتائج الدراسة والتوصيات ،تتضمن هذه الدراسة مقدمة عامة يتبعها أربعة فصول

    ، حيث خصص لدراسة اإلطار النظري والفكري لالستقرار "االستقرار المالي النظامي: الفصل األول" • :من خالل ثالث نقاط هي. المالي النظامي

    I. اإلطار الفكري والنظري لالستقرار المالي II. المفهوم الجديد للمخاطرة المالية: الخطر النظامي III. أزمة الرهن العقاري : األزمات المالية النظامية

    إن حديثنا عن أزمة الرهن العقاري أدى بنا الى التساؤل عن أساليب تسيير الخطر النظامي، لذا جاء .الفصل الثاني

    د

  • 13

    ، وقد قمنا باستخالص "تسيير الخطر النظامي بين األساليب التقليدية و التوجهات الحديثة: الفصل الثاني" • :من خالل. أهم ثغرات األساليب التقليدية وركزنا على أهمية التوجه الحديث لتسيير الخطر النظامي

    I. األساليب التقليدية لتسيير الخطر النظامي II. نحو المقاربة االحترازية الكليةضرورة التوجه III. والمتطلبات الحديثة لتسيير الخطر النظامي 3بازل : اإلجابة الدولية: ثالثا

    بعد أن تم التطرق الى وسائل تسيير الخطر النظامي، يتبقى تحديد طرق قياسه، ومن ثم جاء الفصل .الثالث

    :التطرق إلى أهم الطرق، هي ، حاولنا في هذا الفصل"قياس الخطر النظامي: الفصل الثالث" •

    I. القياس عن طريق المؤشرات II. نظم اإلنذار المبكر و اختبارات اإلجهاد المالي III. نظرية الشبكات لتغطية خطر العدوى المالية

    بعد شرح أهم الطرق، تم اختيار طريقة المؤشر التجميعي لتطبيقها في الفصل الرابع

    ؛ وهو الجزء "دراسة تحليلية باستعمال المؤشر التجميعي: االستقرار المالي الجزائري: الفصل الرابع" • :من خالل نقطتين 2011- 2003التطبيقي، فقد قمنا بمحاولة قياس االستقرار المالي الجزائري للفترة

    I. تشخيص الوضعية الحالية للنظام المالي الجزائري II. بناء مؤشر تجميعي للنظام المالي الجزائري

    .أما الخاتمة فقد تضمنت خالصة الدراسة مشفوعة ببعض النتائج والتوصيات

    ذ

  • 14

    الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

    االستقرار المالي النظامياالستقرار المالي النظامياالستقرار المالي النظامياالستقرار المالي النظامي

  • 15

    :تمهيد

    أصبحت ظاهرة عدم استقرار األسواق المالية موضوع قلق على المستوى العالمي، فهي تحتل صدارة العالمية، خاصة بعد ارتفاع وتيرة وحدة األزمات المالية خالل العقود الثالث اهتمام التظاهرات االقتصادية

    حيث شهدت األسواق المالية على مدار هذه العقود تغيرا جذريا وتوسعا سريعا، مدفوعا برفع .الماضيةفقد . القيود التنظيمية والتحرير والعولمة، فضال على التقدم المحرز في تكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر

    سجلت تدفقات رؤوس األموال عبر الحدود زيادة حادة، واستحدثت األسواق أدوات مالية جديدة متطورة، .وازدادت سهولة وسرعة تنفيذ المعامالت المالية زيادة بالغة

    على الرغم من أن هذه التغيرات كانت مفيدة في المجمل، حيث أدت إلى زيادة الكفاءة في توزيع منها على سبيل المثال التحركات الحادة في –فقد اقترنت باضطرابات مالية متكررة رؤوس األموال،

    ؛ اضطرابات أسواق السندات في )يوم االثنين األسود(م 1987أسعار أسواق األسهم األمريكية في عام م؛ أزمات العمالت في 1996م وفي الواليات المتحدة في عام 1994بلدان مجموعة العشرة في عام

    إدارة رؤوس األموال "م؛ انهيار صندوق استثمار1998م وروسيا 1997وآسيا ) م1995- 1994(سيك المكم؛ تقلبات أسعار صرف العمالت في التسعينات؛ التقلبات في أسواق األسهم 1998في عام " طويلة األجل

    دية في م ثم أزمة الديون السيا2008م؛ وأخيرا أزمة الرهن العقاري 2001و 2000العالمية في عامي . بلدان اإلتحاد األوروبي

    وقد شكلت بعض هذه الموجات تهديدا ليس فقط لالقتصاديات الوطنية واإلقليمية، بل لالقتصاد العالمي أيضا، األمر الذي أبرز استهداف االستقرار المالي بحد ذاته كأحد أهداف السياسات االقتصادية، وأظهرت

    المعولم على التسبب في سوء التسعير وسوء تخصيص رؤوس كذلك مدى الضعف في فهم قدرة التمويل .األموال وٕاحداث االضطرابات المالية

    –تزايدت تعقيدات النظام المالي الدولي حتى أصبح تحديد المخاطر وتقييمها ينطوي على تحديات على هذه وفي هذا الصدد جاء هذا الفصل إللقاء الضوء. متزايدة بالنسبة لصناع السياسات - وتكاليف

    :وذلك من خالل. الظاهرة بالتركيز على أخطر مظاهر عدم االستقرار المالي، أال وهو الخطر النظامي

    I. ستقرار الماليطار النظري والفكري لالاإل II. المفهوم الجديد للمخاطرة المالية: الخطر النظامي III. أزمة الرهن العقاري : األزمات المالية النظامية

  • 16

    I. لالستقرار المالي اإلطار النظري والفكري

    همية في سياق صنع ستقرار المالي على مدى العقد الماضي هدفا متزايد األأصبح الحفاظ على اال فهناك أكثر من اثني عشر بنكا مركزيا والعديد من المؤسسات المالية بما فيها . قتصاديةالسياسات اال

    تصدر تقارير دورية عن االستقرار المالي ،صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك التسويات الدولية . ستقرار المالي والسعي لتحقيقهوتخصص جانبا مهما من جوانب نشاطها لدراسة اال

    تعريف االستقرار المالي .1

    ويدرك . ال يزال تحليل االستقرار المالي حديث العهد مقارنة بتحليل االستقرار النقدي واالقتصادي الكليقرار المالي أنه ما من نموذج أو إطار تحليلي مقبول على نطاق واسع لتقييم كل من يحاول تعريف االست

    . االستقرار المالي أو قياسه

    ستقرار الماليالافي تعريف وجودال مرغوبة الميزات .1.1

    إن تعريف شيء يعتبر هدف السياسة العامة غاية في األهمية، حيث أن تحديد تعريفه يعتبر شرط أساسي التي يجب أن تتوفر في 1مالئمة له، من هذا المنطلق تم اقتراح بعض الميزاتمن أجل وضع سياسة

    :2بنائنا لتعريف االستقرار المالي، هي

    بصيغة أخرى، االستقرار . إن تعريف االستقرار المالي يجب أن يكون مرتبط بالرفاهية العامة . أ المالي هو عبارة عن سلعة عامة؛

    لمالحظة من قبل صناع القرار، أو أوالئك المسؤولين يجب أن يكون االستقرار المالي قابل ل . ب عن تحقيق وحفظ هذا االستقرار، لمساعدتهم لمعرفة مدى نجاحهم في هذا؛

    يجب أن يكون االستقرار المالي خاضع للرقابة ويتأثر بقرارات السلطات العامة، وان كان . ت ات؛العكس فال يوجد مبرر لكي يكون االستقرار المالي هدفا لهذه السياس

    يجب أن يكون له تعريف سياسي واضح؛االستقرار المالي . ثالتدخل ليس فقط من في حالة بوجوبفي تعريفنا لالستقرار المالي، يجب علينا االعتراف . ج

    لدول في حال تعثر اانهيار مؤسسة مالية، بل أيضا من أجل المؤسسات غير المالية وحتى السيادية؛

    1 ��د �م و�� ھذه ا���زات �ن �ل -

    Allen, W. and Wood, G. (2006): “Defining and achieving financial stability”, journal of financial stability, June, pp.152-172 2 - Belhadia Abdellah & Fadel Abdelkader (2012) : « Reveal financial stability hidden face oil-countries -

    Evidence from Algeria”, second conference: “finance, bank and development: issues and means of enhancing financial stability”, Tunis graduate school of business, p.06

  • 17

    . ال يعتبر أي تغيير على أنه دليل على عدم استقرار فالصرامة يجب أن تكون معتدلة . حفالهياكل المالية واالقتصادية تحتاج إلى التغيير والتطوير لمواكبة النمو االقتصادي، ومحاولة

    . تتبع كل تغيير كمصدر لعدم االستقرار سيكون عقيما وحتى مخربا في بعض األحيان

    يف االستقرار الماليمبادئ تعر . 2.1بعد تناول الميزات مرغوبة الوجود في تعريف االستقرار المالي، يجرنا هذا للحديث عن مبادئ تعريف هذا

    ضمن محاولته لوضع تعريف عملي ،1م2005سنة Schinasi Garryبهقام وهو ما . االستقرار :2باقتراح المفاتيح األساسية والتي يمكنها أن تساعدنا في تعريف االستقرار المالي ،لالستقرار المالي

    المبدأ األول االستقرار المالي كمفهوم واسع .1.2.1

    فتعثر أي مكون واحد . البنية التحتية، المؤسسات، واألسواق: أن يشمل مختلف مكونات النظام المالي .يستدعي إتباع رؤيا نظاميةسيؤدي إلى زعزعة استقرار النظام ككل، وهذا ما

    عدم نسيان فعالية أنظمة الدفع: المبدأ الثاني. 2.2.1

    ، وتعبئة والمخاطر الموارد في تخصيص دوره الكافي التمويل يحقق أن فقط يعن ال االستقرار المالي .الدفع أنظمة كفاءةيعني أيضا ولكن يجب أن، والتنمية والنمو تراكم الثروة وتسهيل ،دخاراال

    دور انضباط السوق المحلية: المبدأ الثالث. 3.2.1

    يكون يعني أن ولكن أيضا الفعلية أو عدم حدوث األزمة المالية فقط غياب ال يعن االستقرار المالي مفهومتهديدا للنظام المالي األخيرةهذه قبل أن تشكل ،مثل هذه االضطرابات احتواء النظام المالي قادر على

    .التصحيح الذاتي للسوق من خالل. تنتقل لتمس العمليات االقتصاديةفي حد ذاته أو

    التأثير على االقتصاد الحقيقي: المبدأ الرابع. 4.2.1

    .يجب تحليل االستقرار المالي تبعا للخسائر المحتملة على االقتصاد الحقيقي

    ...يجب أن يكون ديناميكي: المبدأ الخامس. 5.2.1

    .يجب ربط االستقرار بالسكون أو الجمود ال لذاتحليل االستقرار المالي يمثل ظاهرة مستمرة إن

    1 - Schinasi Garry (2005) : « Oreserving financial stability”, The economic Issues Series N°36, international

    monetary fund. 2 - Belhadia Abdellah (2012), op cit, p.06-07 et albulesco (2009), op cit, p.89

  • 18

    التفسير النظري؟: عدم االستقرار المالي/ االستقرار المالي . 3.1

    إال . ما من نموذج أو إطار تحليلي مقبول على نطاق واسع لتعريف االستقرار المالي أو قياسه صحيح أنهتيارين نظريين يمكن االعتماد عليهما، فهناك باحثين فضلوا تعريف عدم االستقرار المالي؛ انه يوجد

    .وآخرون حاولوا تعريف االستقرار المالي

    عدم االستقرار المالي رسةمد. 1.3.1

    .غيابهتعريف آثار من خالل تكون حسب هذه المدرسة، فان الطريقة المثلى لتعريف االستقرار المالي

    النظام تتسبب صدمات عندما يحدث المالي االستقرار فإن عدم) F. Mishkin )1992حسب • في المتمثل لهدفه عدم بلوغ النظام المالي وهذا ما يؤدي إلى المعلومات، تدفق إلى وقف المالي

    .االستثمار نحو للمدخرات األمثل التخصيص والتوجيه

    صفات مؤسسات باالنكماش االقتصادي يعود إلىإن ارتباط األزمات المالية ،Mishkin لفكرة وفقا والتي ،خالل حصولها على المعلومات بشكل تفضيلي من البنوك الواقع، تنبع أهمية في. الوساطة المالية

    من الحد المصرفي يمكننا النظام ،ضمن هذا االتجاه. االقتصادي تتحصل عليها من أجل المتعامل المهمة فإن أثر هذه مواتية غير تكون الظروف غير أنه عندما .المعنوية والمخاطر انتقائية المخاطر

    تضييق المصرفي و الذعر حاالت من لسلسلة المالي النظام يتعرض ما وغالبا الرئيسية يصبح سلبيا، .1اقتصادية أزمة إلى يؤدي مما واالستهالك، االستثمار وظيفتي مما يتسبب بتشوه ،االئتمان منح

    فيها تدهور يتم التي الحالة أنه عدم االستقرار المالي على) A.Crockett )1997كما عرف • على المالية المؤسسات قدرة عدم أو المالي االئتمان أسعار في التقلبات إثر االقتصادي األداء .2التعاقدية بتعهداتها الوفاء

    تبرز عندما المالي، االستقرار عدم من حالة هناكه تكون أن ،)R.Ferguson )2002يرى • السلبية الخارجية العوامل. الحقيقي االقتصاد على وتؤثر سلبا للسوق السلبية العوامل الخارجية

    أنشطة على سلبا تؤثر التي الماليين واالقتصاديين المتعاملين قبل من اتخذت التي القرارات هي . 3باقي المتعاملين

    1 - Abouch Mohamed, Saidi Abdessamed and Firano Zakaria (2012): “Financial stability: definitions, theoretical

    foundations and roles of the central banks”, International Research Journal of Finance and Economics, P.78 2 - Abouch Mohamed, Saidi Abdessamed and Firano Zakaria, op cit, P.78

    - Bounghar Mohamed et autres (2009): “La Stabilité financière, une mission pour la banque centrale ? », Les Cahiers du CREAD, N°87, P.73 3 - Abouch Mohamed, Saidi Abdessamed and Firano Zakaria, op cit, P.78

  • 19

    :1هي ،رئيسية معايير بثالثة تتميز عبارة عن حالة هو المالي االستقرار فعدم وحسب تقديراته

    ؛)فقاعة مضاربة(ارتفاع أسعار اإلعتمادات المالية بصورة مفاجئة عن قيمها األساسية - ، )الخارجي أو الداخلي( االئتمان وكذا توفير المالية األسواق تشغيلكل من تشوه - الطاقات و) أقل أو( أعلى مستويات على أنشئت التي النفقات، مجموع بين كبير نحرافا وجود -

    .اإلنتاجية فيها يمر فترات :"2ب عدم االستقرار المالي ،)Wood )2006و Allenكل من بينما عرف •

    كما أن .مالية بأزمات ،- حكومات أو )أو أفراد(كانوا شركات سواء- األطراف، من كبير عدد كلية آثار اقتصادية األزمات تسبب هذه حيث ،ال تبرر حدوث هذه األزمات السابقة تصرفاتهم

    ".سلبية

    أن آثار األزمة المالية دون غيرها، فالتجربة تقر والمالحظ في هذا التعريف أنه لم يخص المؤسسات .المالية تمس أيضا المؤسسات غير المالية

    يجمع بين عدم االستقرار وغياب األمن ويعتبر حدوثهما مقدمة ،)Plihon )2006بالنسبة ل • التي تؤدي واألسواق الفرديين المتعاملين بين بسبب التفاعالت األخير هذا يحدث. لخطر نظامي

    بالكامل المالي النظام على بدورها تؤثر والتي العام، االستقرار وعدم األمن انعدام من حالة إلى .3كله لالقتصاد وانتشار

    االستقرار المالي رسةمد. 2.3.1

    .االستقرار المالي من خالل وظائف هذا األخيرفي هذه المدرسة تم التركيز على تعريف

    وبالتالي يمكن تعريف هذا المالي النظام هو استقرار أن الهدف ،)Lager )1999يفترض • يتسبب أن المحتمل الذي من المالي النظام تعطل تجنبعلى أنه عامة، بعبارات االستقرار،

    .4الحقيقي على الناتج كبيرة بتكاليف :5نتحصل على االستقرار المالي عند توفر ،)Foot )2003وفقا ل • االستقرار النقدي؛ . أ

    تقارب معدالت التوظيف و المعدل االقتصادي الطبيعي؛ . ب الثقة في عمل المؤسسات المالية واألسواق المالية في االقتصاد؛ . ت

    1 - Abayomi A.Alawode & Al Sadek Mohamed (2008): “what is financial stability?”, Financial stability paper

    series, N°01, March, p.07 2 - idem, P.08

    3 - idem, P.73

    4 - idem, P.09

    5 - ibidem

  • 20

    .االقتصاد في ماليةال أو حقيقيةال لألصول النسبية األسعار تحركات عدم وجود . ث أداء تيسير على يكون له القدرة عندما مالي نظامجزم بأن استقرار ، في)Schinasi )2004أما •

    أحداث تلك الناتجة عن أو الطبيعي التطورمن تنشأ التي المالية االختالالت وتشتيت االقتصاد، آليات بتعبير آخر، إن االستقرار المالي هو عبارة عن حالة تكون فيها .1متوقعة غير كبيرة سلبية

    المقابل، والطرف والسيولة االئتمان( المالية المخاطر وٕادارة وتخصيص، تسعير،:"ل قتصاداال الحفاظباإلضافة إلى ،2االقتصاد أداءتفعيل في لمساهمةا يكفل بما جيدا تعمل ")الخ السوق،

    التغيرات فترات أثناء وكذا الصدمات، حالة فيضمان عدم توقفها و الدفع، أنظمة عمل على .3هامة هياكل

    أيا ما كان التعريف فان االستقرار المالي يرتبط بالنظام المالي ومكوناته واألنشطة من خالل ما سبق وومن أهم الجهات ،أسواق المال والبنوك التجارية ،وعلى رأس ما يولى له األهمية والعناية ،المرتبطة به

    .المسؤولة عن تحقيق ذلك البنوك المركزية من خالل السياسات النقدية والمالية التي تنتهجهامن المفيد التمييز بين "فتحليليا، .والمغزى من االستقرار المالي يتجاوز المفهوم البسيط لعدم وقوع األزمات

    كبيرة خسائريسبب حدثرف األخيرة على أنها حالة عدم االستقرار المالي عن األزمات المالية، حيث تعبينما . الحقيقي االقتصاد في خطيرة اختالالتكما يمكن تسجيل ،التسبب بتعثرهم أو/و المالية لمؤسساتل

    لنظامأين يكون فيها للصدمات العادية األثر الكبير على ا يعرف عدم االستقرار المالي على أنه الحالة .4"النظام المالي بتعبير آخر عدم االستقرار المالي يعبر عن هشاشة ،ماليةمما يتسبب بأزمة المالي

    :5فالنظام المالي يكون مستقرا إذا ما اتسم باإلمكانات التالية

    تسيير كفاءة توزيع الموارد االقتصادية؛ حسب المناطق الجغرافية ومع مرور الوقت، إلى جانب . أواالستثمار، اإلقراض واالقتراض، خلق السيولة وتوزيعها، كاالدخار (العمليات المالية األخرى

    ؛)تحديد أسعار األصول، وأخيرا تراكم الثروة ونمو الناتج تقييم المخاطر المالية وتسعيرها وتحديدها وٕادارتها؛ . باستمرار القدرة على أداء هذه الوظائف األساسية حتى مع التعرض للصدمات الخارجية أو في . ت

    .التحال تراكم االختال

    :وفقا لنظرية التبعية، ونظرا ألن النظام المالي يتألف من عناصر مختلفة مترابطة في نفس الوقت، هي

    1 - J.Schinasi Garry (2004) : « Defining financial stability”, IMF Working Paper, WP/04/187, P.08

    2 - idem, P.10

    3 - Abouch Mohamed, Saidi Abdessamed and Firano Zakaria, op cit, P.79

    4 - Borio Claudio &Drehman Mathias (2009) : « Towards an operational framework for financial stability:

    “Fuzzy”, measurement and its consequences”, central bank of Chile Working Paper, N°544, December, P.02 5 - ����ري ��#)2005" :(����د�+ , "ا�*(�ظ '&% ا$���رار ا��,�� ا���36 ,� 02ص, �����ر, ,�دوق ا���د ا�دو�

  • 21

    ؛)النظم القانونية، نظم المدفوعات، نظم التسوية، والنظم المحاسبية(البنية التحتية - ؛)البنوك وشركات األوراق المالية، والمستثمرون المؤسساتيون(المؤسسات - ...).سواق األسهم، أسواق السندات، أسواق النقد، أسواق المشتقاتأ( األسواق -

    غير أنه . فان حدوث اضطراب في أحد هذه العناصر من شأنه أن يضعف االستقرار في النظام بأكملهفي حالة كفاءة النظام على نحو يسمح له بأداء وظائفه التسييرية األساسية، فان أي مشكل يصيب احد

    فاالستقرار المالي ال يقتضي أن تعمل عناصر النظام . لضرورة على االستقرار الكليعناصره لن تؤثر باالنظام القادر على "وٕانما النظام المالي المستقر هو . المالي في كل األوقات بأقصى طاقاتها أو أقل قليال

    .قوع أزمةالحد من اإلختالالت وتسويتها، بعدة سبل منها آليات التصحيح الذاتي، قبل أن تسفر عن و

    وفي الوقت ذاته، فان جهود منع األزمات تقتضي اعتماد منهج واقعي لحدود السيطرة على التطورات في فمعظم أدوات السياسات المنشأة بالفعل للحفاظ على االستقرار المالي لها أهداف رئيسية . االستقرار المالي

    :أخرى، مثل

    ؛)ترازيةأدوات اح(توفير الحماية لمصالح أصحاب الودائع - ؛)السياسة النقدية(دعم استقرار األسعار - ).السياسات التي تحكم نظم الدفع والتسوية(تشجيع التسوية العاجلة للمعامالت المالية -

    . غالبا ما يكون تأثير هذه األدوات غير مباشر على االستقرار المالي وال يظهر عادة إال بعد فترة طويلة .تعارض بين النتيجة المحصل عليها والهدف الرئيسي من استعمال األداةوفي بعض الحاالت يتم تسجيل

    أهمية االستقرار المالي .4.1

    :يمكن إدراك أهمية االستقرار المالي من خالل ما يلي

    فقد أشار . إن االضطرابات المالية تقف على رأس المخاطر التي تهدد استقرار االقتصاد العالمي . أالمخاطر العالمية "م وحمل عنوان 2008تقرير منتدى االقتصاد العالمي الذي صدر مطلع عام

    ، إن النظم المالية المضطربة، وخاصة أزمة الرهن العقاري التي تفاقمت في أمريكا في "2008لهذا فقد . ، تمثل تحديا كبيرا يؤثر على استقرار االقتصاد العالمي2007صف وأواخر عام منت

    طالب التقرير بزيادة التدخل في أسواق المال لتقليل حدة المخاطر وتحسين حوكمة النظام المالي وأكد التقرير على أن التركيز المتزايد على . العالمي من خالل شبكة مسؤولين إلدارة المخاطر

    م قد يدفعان الحكومات 2008ألسواق المالية المضطربة والتوترات السياسية المتفاقمة في عام ا

  • 22

    والشركات إلى تجاهل المخاطر األقل إلحاحا مثل التغيرات المناخية، وهذا من شأنه أن يزيد في .1صعوبة التعامل مستقبال مع هذه القضايا الحرجة بعيدة المدى

    ففي ظل تداعيات أزمة الرهن العقاري التي . على النمو االقتصادي غياب االستقرار المالي يؤثر . بانطلقت شرارتها من أمريكا وامتدت إلى غيرها أعاد صندوق النقد الدولي النظر في توقعاته بشأن

    ، ذكر الصندوق )2008(ففي مراجعاته التي أصدرها في أفريل من نفس العام . النمو االقتصادي .2ات المالية وطالت فترة بقائها كلما قلت معدالت النمو االقتصاديأنه كلما زادت حدة األزم

    نتائج االضطرابات المالية كارثية على جميع األصعدة، االقتصادية والسياسية واالجتماعية وممتدة . تلسنوات بعد حدوثها، وما األزمة اآلسيوية أو أزمة مصارف اليابان في نهاية الثمانينات ومطلع

    م، ثم أزمة الرهن العقاري 2002و 2001زمة المالية التي أصابت تركيا عامي التسعينات، ثم األم وأزمة الديون السيادية التي يعيش االتحاد األوروبي، إال نماذج من أمثلة كثيرة 2008سنة

    ممتدة عبر تاريخ طويل لم تتعدى فيه دورة حدوثها الواحدة تلو األخرى أكثر من عشر سنوات كما ل األزمات المالية كيندلبرجر، وغيره مثل االقتصادي األمريكي الشهير هيمان يذكر مؤرخ ومحل

    مينسكي الذي توصل إلى نتيجة مفادها أننا نحاول تحقيق االستقرار لنظام هش بطبيعته، وغير .3مستقر، ومعرض لألزمات

    رار المالي نتيجة لما سبق ذكره وغيره من آثار لالضطرابات المالية، فقد أصبح أمر تحقيق االستقيحتل مركز الصدارة ضمن االهتمامات الرئيسية التي تشغل بال وأعمال واجتماعات الجهات المعنية

    .من أفراد ومؤسسات على المستوى العالمي

    عدم االستقرار الماليأسباب .2

    محددات االستقرار المالي، ثم مصادر عدم : سيتم دراسة أسباب عدم االستقرار المالي، من خالل .االستقرار المالي وفي األخير سنخص الدراسة بتفسير مينسكي من خالل نظرية الهشاشة المالية

    محددات االستقرار المالي. 1.2

    :4يمكن تصنيف محددات االستقرار المالي تحث ثالث مجموعات، هي

    1��ق, �0دي�&وا/� أ*�د - � 73-72.ص, �ر�1

    2��ق - � 73.ص, ا��ر�1 ا�

    3 75.ص, �(س ا��ر�1 -

    4 - AMAO (2009) : « Stabilité financière et supervision bancaire au sein de la CEDEAO », Agence Monétaire de

    l’Afrique de l’Ouest », Novembre, PP.03-04

  • 23

    الشروط ماكرو اقتصادية �

    . المالئمة والسياسات الهيكلية الكلي االقتصاد سياسات تعزيز تطلبت المالي االستقرارعلى إن المحافظة .تنشط بها التي ةالكلي يةاالقتصاد بيئةال على تطرأ التي التغيراتب االئتمان مؤسسات تأثرحيث ت

    واألسواق الجهاز الداخلي لتسيير المخاطر في المؤسسات المالية �

    .المالئم والتنظيمي المؤسساتي اإلطار توفير، من بد ال النظام المالي االستقرار على الحفاظمن أجل . منها يتكون التي المؤسساتفي المخاطر وٕادارةلتأطير كل من مستويات، طبيعة

    فعالية جهاز التنظيمي والرقابي للمؤسسات المالية ولنظم الدفع �

    ،الماليةالبيئة في والتغيرات االبتكارات مع التكيف على النظام وقدرة المؤسساتي وكفاءة اإلطار إن فعالية .المالي االستقرار على للحفاظ الالزمة من الشروط أيضا تعتبر

    مصادر عدم االستقرار المالي. 2.2

    في االقتصاد ،أو خارجيا ،من داخل النظام المالي ،ما داخلياإقد تنشأ المخاطر ومواطن الضعف وتختلف اإلجراءات المتخذة على صعيد السياسات باختالف طبيعة هذه . على سبيل المثال ،الحقيقي

    فالسلطات المالية عادة قادرة على التأثير في حجم االختالالت الداخلية وفي احتماالت وقوعها ،المخاطركم في يصعب التح ،وعلى العكس. من خالل القيام بعمليات التنظيم أو الرقابة أو إدارة األزمات

    إال من خالل تطبيق سياسات االقتصاد الكلي على فترات زمنية طويلة وير ،االضطرابات الخارجيةوينحصر دور السياسات غالبا عند وقوع اضطراب خارجي في الحد من تأثيره على النظام . محددةب الصدمات المحافظة على قدرة النظام على استيعا ،وذلك بعدة سيل منها على سبيل المثال ،المالي

    .)1- 1(الشكل البياني رقم كما يوضحه. وتشغيل النظم البديلة لحماية المعلومات الحيوية

  • 24

    3.

    4. 5. 6.

    المخاطر الداخلية .1.2.2

    وهي المؤسسات، –قد تنشأ هذه المخاطر في أي من عناصر النظام المالي األساسية الثالثة :1األسواق والبنية التحتية، حيث

    المؤسسات �

    أو تتأثر ،قد تنشأ المشاكل في مؤسسة مالية معينة وتنتشر الحقا الى قطاعات أخرى من النظام المالي .بها عدة مؤسسات أخرى على نحو متزامن نظرا لتعرضها لمخاطر مماثلة

    1�ري - # �����ق �ر�1, )2005( ��� 07ص,

    �رض ���ط ��وا�ل ا�ؤ�رة �� أداء ا�ظم ا��): 1- 1(��ل ر�م

    ا���34ر

    � : ا��,در����ق, )2005(#�ري ���05ص, �ر�1

    - ����ت ا��ظ�م ا���� ا��ؤ ا6�واق - ا����+ ا��*��+ -

    �ر�1+ا7�8$ت دا8&�+ ا7�8$ت 8

    ��د ا�*���,� ا$

    +�� ا�و

    ا;1راءات ا��179+

    *ل ا6ز��ت

    �ت �,�در ا$7�8$ت���� ا�

  • 25

    األسواق �

    ،موجات السحب ،عدم اتساق أسعار األصول ،عادة ما تكون األسواق معرضة لمخاطر الطرف المقابل .والعدوى

    البنية التحتية �

    تركز المخاطر ،مثل حاالت توقف النظم التشغيلية(قد يترتب على المشاكل الناشئة في المؤسسات المالية على ،في نظامي المقاصة والتسوية –حدوث مشاكل في البنية التحتية المالية ) وسلسلة اآلثار التعاقبية

    فان مواطن الضعف الناشئة ،وفي المقابل. وينجم عنها مضاعفات أكبر على النظام المالي - سبيل المثالعليها حاالت من التوقف عن قد يترتب - مثال ،في الجهازين القانوني والمحاسبي–في البنية التحتية

    .العمل

    المخاطر الخارجية .2.2.2

    فاالستقرار المالي يتصف بالحساسية إزاء . تنبع المخاطر الخارجية من مشاكل خارج النظام المالي مثل الكوارث الطبيعية، أو التغيرات في ميزان التبادل التجاري لبلد ما، أو األحداث –الصدمات الخارجية

    حوالت المفاجئة في مشاعر السوق، السياسية، أو تقلبات أسعار النفط، أو االبتكارات التكنولوجية، أو التوقد تؤدي األحداث المتعلقة باالقتصاد الكلي، مثل انهيار . أو توقف بلد مجاور عن سداد دين سيادي

    .1شركة كبرى، إلى إضعاف ثقة السوق وخلق اختالالت تؤثر في النظام المالي بأكمله

    .لمحتملةوفي الجدول الموالي تلخيص ألهم مصادر عدم االستقرار المالي ا

    1�ري - # �����ق �ر�1, )2005( ��� 07-06ص,

  • 26

    مصادر عدم االستقرار المالي المحتملة): 1-1(جدول رقم المخاطر الخارجية المخاطر الداخلية

    مخاطر على أساس المؤسسات • المخاطر المالية -

    o االئتمان o السوق o السيولة o سعر الفائدة o العملة

    المخاطر التشغيلية -o جوانب الضعف في تكنولوجيا المعلومات o المتعلقة بالنزاهة/القانونيةالمخاطر o مخاطر السمعة o مخاطر إستراتيجية األعمال o تركز المخاطر o مخاطر كفاية رأس المال

    مخاطر على أساس األسواق • مخاطر الطرف المقابل - عدم اتساق أسعار األصول -

    o االئتمان o السيولة

    العدوى - مخاطر على أساس البنية التحتية • مخاطر نظم المقاصة والدفع والتسوية - مواطن الهشاشة في البنية التحتية -

    o القانونية o التنظيمية o المحاسبية o الرقابية

    انهيار الثقة المؤدي الى موجات السحب - سلسلة اآلثار التعاقبية -

    اضطرابات اقتصادية كلية • مخاطر قائمة على البيئة االقتصادية - اختالالت سياسية -

    االحداث • الكوارث الطبيعية - التطورات السياسية - انهيار الشركات الكبرى -

    � : ا��,در ����ق، ص)2005(#�ري ��� 06، �ر�1

    تحليل هايمن منسكي: نظرية الهشاشة المالية .3.2

    الهشاشة المالية، : 1لتفسير أسباب عدم االستقرار المالي يمكن الرجوع إلى عدة نظريات، نذكر منهاوتكلفة الوكالة، سلوك القطيع، الصناعية المالية، النقدية، عدم اليقين، قصور النظر، عدم تماثل المعلومة

    .نظرية المباريات وأخيرا فشل التنظيم 1 - Davis E.Philip : “Theories of financial instability and the role of incentive”

  • 27

    قدم طرحا مغايرا للطرح السائد والذي . 1سيتم تناول أول وأهم نظرية وهي نظرية الهشاشة المالية لمينسكي ظل النظام وفرضية عقالنية التوقعات في ،في األدبيات المالية الذي ينطلق من كفاءة األسواق

    لينطلق هو في المقابل من فرضية عدم االستقرار في النظام المالي الذي ينعكس ،االقتصادي الرأسمالي .خرىوالكوارث التي يحدثها بين الفينة واأل ،سلبا على أداء االقتصاد بسبب األزمات العنيفة

    ة يتسم بالهشاشة وتختلف درجة فوفقا لنظرية مينسكي فإن القطاع المالي في االقتصاد الرأسمالي عام هشاشته باختالف المرحلة التي يمر بها االقتصاد من مراحل الدورات االقتصادية، ومن ثم تزيد خطورة

    : " 3وقد عرف مينسكي عدم االستقرار المالي على أنه. 2حدوث أزمة في ذلك القطاع على االقتصاد ككل ".صول نسبة إلى سعر اإلنتاج الحاليعملية التغيرات السريعة والمفاجئة في أسعار األ

    فرضية عدم االستقرار المالي لمينسكي .1.3.2

    :5قام بصياغتها على أن تكون من شقين 4توصل مينسكي إلى فرضية عن عدم االستقرار

    o أنظمة تمويل تساهم في استقراره وأخرى عبارة عن سمالي أالشق األول يتمثل في أن االقتصاد الر أي في عدم استقراره؛ ،تعمل على عكس ذلك

    o أما الشق الثاني فانه يتمثل في ألن طول فترة الرخاء واالزدهار يؤدي باالقتصاد إلى أن ينتقل من . العالقات االقتصادية المستقرة إلى العالقات المالية غير المستقرة

    عن الوفاء لى مستويات تعجز الوحدات االقتصاديةإوهي مرتبطة بشكل رئيس بتركيبة الديون وتطورها ففرضية : "يقول مينسكي في هذا الصدد ،مما يربك حالة االقتصاد فيحولها من االستقرار إلى عدمه ،بها

    كما أنها تأخذ في الحسبان الكيفية التي تسوى ،عدم االستقرار تمثل نظرية أثر الدين على سلوك االقتصاد ."بها هذه الديون

    ات للوحدات االقتصادية فيما يتعلق بدخلها والديون المترتبة ولشرح الفرضية ميز مينسكي بين ثالث عالق :6عليها

    1� �

  • 28

    ما عليها ) أصل المبلغ المقترض والفوائد المترتبة عليه(هو الوحدات القادرة على سداد جميع : النوع األول ؛"وحدات التحوط"من التزامات من التدفقات النقدية التي تحققها من عملياتها المختلفة وسماها ب

    هو الوحدات التي تستطيع دفع الفوائد من العوائد التي تجنيها لكنها تبقي على أصل الدين : النوع الثاني ؛"وحدات المجازفة"وأطلق عليها اسم ،إما بتأخير موعد السداد أو بمزيد من االقتراض

    تدفقات النقدية وهو األخير يتمثل في الوحدات التي ال تملك الدخل الكافي المحصل من ال: النوع الثالثلديها من لعملياتها المختلفة لسداد ما عليها من التزامات مما يدفعها الى مزيد من االستدانة أو بيع ما

    .ويمكن وصفها بوحدات المالءة المنخفضة" وحدات بونزي"أصول أو أن تعجز عن السداد ونعتها ب

    ركيبته وحدات التحوط هو األكثر يخلص مينسكي من هذا الشرح إلى أن االقتصاد الذي يغلب على ت هو االقتصاد الهش الذي يكون " البونزية"و " المجازفة"استقرارا، وان الذي يغلب على تركيبته وحدات

    معرضا ألزمة مالية في أي لحظة نتيجة سياسة نقدية متشددة كرفع معدالت الفوائد أو غيرها مما يدفع بإقدامها على بيع أصول كانت محل مجازفاتها، مما يؤدي " ةبونزي"إلى أن تتحول إلى " المجازفة"بوحدات

    ، "البونزية"إلى انهيار كبير في قيم األصول محل اإلشكال، فتتساقط الوحدات الواحدة بعد األخرى .1"المتحوطة"ثم " المجازفة"ف

    حدات التي في ثنايا التحليل للفرضية ولهذه التركيبة من العالقات المالية يصل مينسكي إلى أن الو الوحدات "يكون غالب التزاماتها أو تمويالتها مبني على التمويل القائم على المشاركة كلما أمكن وصفها ب

    ومن جهة أخرى فإن طول فترة الرخاء يدفع باالقتصاد إلى أن . ، والعكس صحيح"التمويلية المتحوطةأو التمويالت الهشة، بمعنى أن نشوء " البونزية"و" المجازفة"يطغى على عمليات وحداته االقتصادية جانب

    الرخاء، واآلمال التي يعلقها الفاعلون االقتصاديون على تطور االقتصاد، أو تطور قيم أصل كقيم األسهم أو العقار مع وجود سياسات نقدية رخوة متمثلة في معدالت فوائد منخفضة يدفع بالفاعلين، وخاصة

    االبتكار يضمن مزيدا من األرباح بتصميم منتجات غاية في مؤسسات الوساطة المالية التي تعتقد أنالتعقيد تسمح لها بإنشاء مزيد من الديون مع القيام بتسويقها والمتاجرة فيها، إلى اإلقبال على الديون بشكل

    التوجه العام لالقتصاد بانقالبه من وضعية قوية إلى وضعية هشة، وبالنسبة " مزاج"قياسي مما يؤثر على كي وضعية مالية هشة مرادفة لإلفراط في المديونية،لمينس

    يعرف بأن االستقرار في ظل العالقات ، أو ما2"لحظة مينسكي"بات يعرف ب" المزاج"هذا التحول في واألمر اآلخر التي تظهره الفرضية أو . المالية المعقدة للنظام الرأسمالي القائم يقود إلى عدم االستقرار

    Boutouizera Asma Amina et Khenniche Yasmine (2010) : « Crise financière actuelle : une tentative d’explication post-Keynésiénne », colloque : « la crise : trois ans après quels enseignements ? », Université Blaise Pascal IUFM Auvergne, 9 Février, PP.09-10

    1��ق)2011(�&وا/� أ*�د �0دي - � 112ص 1ع 24م, ، �ر�1

    2�"E أط&ق �,ط& - ?��م " �*ظ+ ���' ���� أز�+ رو/ ��دي ��?و�,� م61998ول �رة ا$

  • 29

    فسير األزمات هو أن السبب الرئيس داخلي وليس خارجي، أي أنه مرتبط ببنية نظرية مينسكي في تالنظام التي تتسم بالتطور والديناميكية والذي يؤدي إلى تغلغل عوامل الهشاشة فيه مما يتطلب التدخل

    .والتقنيين لكي يعمل هذا النظام في الحدود المعقولة

    رهانات االستقرار المالي .3

    ،إطار نظري موحد لتعريف االستقرار المالي وكذا صعوبة نمذجة هذا األخير باإلضافة لصعوبة وضع :يوجد رهانات أخرى هي

    االستقرار المالي سلعة عامة .1.3

    غالبا ما ينظر إلى أنشطة التمويل الحديثة باعتبارها أنشطة خاصة محضة، يجني ثمارها أساسا، إن لم غير أن هناك روابط بالغة األهمية تربط بين . اصيكن بصفة حصرية، األفراد والمؤسسات من القطاع الخ

    .1األسواق المالية في أي بلد بنقود الثقة واالقتصاد الحقيقي فيه

    وهو . بإثبات أن االستقرار المالي الدولي هو عبارة عن سلعة عامة دولية 2قامت عديد الدراسات النظرية أن حين في. جل ضمان هذا االستقرارما استوجب تنسيق العمل الجماعي على المستوى العالمي من أ

    على الدولي المالي االستقرار وردود عواقبأن من ،شك ال ولكن اعتراضات،بعدة اصطدم طرحال هذا .3كفيلة بدعم هذا الرأي والنمو العالمي االقتصاد

    جموداالستقرار ال يعن ال. 2.3وأن يواكب تتطور أن يجب على المؤسسات المالية . ليس مرادفا للجمودعلى أن االستقرار يجب التأكيد

    .ةالكلي يةالتغيرات المفاجئة في بيئة االقتصادكما يجب عليها أن تتكيف و الضغوط التنافسية أداءها من الذي المالي النظام في خلل أي مع منع ظهور لعب دورها السوق آللية لسماحا بالضبط هو التحدي .4ككل االقتصاد على ؤثري أنشأنه

    1 - �����ق, )2005(#�ري ��� 15ص, �ر�1

    2 - Wyplosz, 1998, Stiglitz ; 1999, Kaul, Gumbrg et Stern ; 1999, Chavagneux 2001.

    3 - Toure Oumar (2004) : « Prévenir les crises financières et assurer la stabilité financière au niveau mondial :

    analyse de la nécessité de l’action collective », Communication pour les journées de recherche « crises financières internationales GDR-économie monétaire et financière et séminaire jeunes chercheurs : modélisation des crises financières axe finance international laboratoire d’Economie d’Orléans, 6 et 7 mais, pp.01-02 4 - Quaden Guy (2007) : « les banques centrales et la stabilité financière », Séance d’ouverture de la conférence

    de l’international coopérative and mutual insurance federation, Bruxelles, 26 Septembre, P.02

  • 30

    االستقرار المالي والنمو االقتصادي .3.3

    االستقرارمع متبادلة عالقاتوذلك ضمن ،االقتصادي للنمو ضروري شرط هو المالي الستقرارإن ا على هاآثار انتقال لضمان ومستقر قويمالي نظام تطلبت النقدية السياسة فعالية أن ،الواقع. النقدي

    . المالي النظام استقرار ضمان على ساعدت الكلي االقتصاد سياسات ،كما أن. الحقيقي االقتصاد آمنوا للذين إيجابيا الجواب كان. قائمة تزال ال المالي الستقرارغير أن مسألة تحديد المستوى الكفء ل

    هذا على. الناشئة األسواق في سيما ال االقتصادي، والنمو المالي االستقرار بين مفاضلةال بإمكانية .1المالي النظام كفاءة وتطوير المالي االستقرار تعزيز بين االختيار الناشئة للبلدان ينبغي المستوى،

    االستقرار المالي والخطر النظامي. 4.3

    نظرا الن النظام المالي يتسم بحالة من المد والجزر التي ال تنته، فان مفهوم االستقرار المالي ال يشير زمني واحد وثابت يمكن للنظام المالي العودة اليه بعد صدمة ما، وٕانما يشير إلى إلى موقف أو مسار

    وتتصف هذه السلسلة بأنها متعددة األبعاد، فهي تحدث عبر . نطاق ممتد أو سلسلة متصلة من األحداثكان وان (العديد من المتغيرات التي يمكن مشاهدتها وقياسها، والتي يمكن استخدامها في التحديد الكمي

    . لمدى كفاءة النظام المالي في أداء وظائفه التسييرية )غير دقيق

    بحيث تعددت محددات االستقرار المالي حاليا لتشمل إضافة للسالمة والمتانة المالية محددات أخرى، وبالتالي فإن . ممثلة في االستقرار االقتصادي الكلي، الصدمات الخارجية، وحتى البيئة السياسية واألمنية

    آخر، حاليا ال يكف تتبع االستقرار بتعبير. تقييم مدى االستقرار المالي يستلزم اعتماد مفهوم نظمي شامل ".االستقرار المالي النظامي"المالي فقط بل تلح الضرورة إلى تتبع

    وهذا ما يجرنا إلى الحديث عن المفهوم الجديد للمخاطرة المالية التي أصبحت تأتي على شكل خطر .نظامي في العنصر الموالي

    II. المفهوم الجديد للمخاطرة المالية: الخطر النظامي

    وذلك لتغطية الخطر ،رأينا في الجزء السابق حتمية دراسة االستقرار المالي من منظور نظامي كليفنتيجة للتحوالت والتطورات . النظامي الذي أصبح من أصعب الرهانات التي تواجه السلطات اإلشرافية . التي عرفتها الساحة المالية مؤخرا تغيرت طبيعة المخاطر داخل هذه الساحة

    1 - Hammoud Gill (2007) : « Définitions et caractéristiques de la stabilité financière pour les pays en

    développement », Revue Economique et Monétaire, N°01, P.05

  • 31

    ماهية الخطر النظامي .1

    أنهفقد عرف على ،يبقى مفهوم الخطر النظامي غامضا فهناك عدة محاوالت لتقديم تعريف موحد له وهناك من قال أن ،"مخاطر متراكمة تتسبب بخسائر متعاقبة على طول سلسلة المؤسسات المالية "

    ،كلية بتقلبات في أسعار األصولإمكانية تسبب صدمة اقتصادية : " الخطر النظامي هو عبارة عنتعثر متعامل مالي تسبباحتمال ": كما انه عرف ب ،"بة السيولة وارتفاع نسبة اإلفالسانخفاض في نس

    في هذا الجزء .1"واق المالية وذلك نتيجة لترابط وتشابك األس ،آثار سلبية على باقي المتعاملين الماليينب .سنحاول إيجاد تعريف واضح لهذا الخطر

    المخاطر المالية .1.1

    مالية فقد ارتبط مفهومي العائد والمخاطرة منذ بداية النشاطات إن الخطر عنصر طبيعي في البيئة الفيما يلي سيتم تعريف الخطر المالي ثم مؤلفين للكتابة في هذا المجال، مما دفع بالعديد من ال. المالية

    .تم سرد أشهر هاته المخاطرسي

    تعريف الخطر المالي .1.1.1

    فالخطر يتعلق عموما ،تلك األحداث غير المرئية وغير مرغوبة الحدوث في المستقبل هي المخاطر :عموما يمكن تعريف الخطر من عدة وجهات نظر .2باألشياء غير المحظوظة

    .3"والمغامرةالجرأة، المجازفة :"إن مصطلح الخطر يعني : التعريف اللغوي -المتعاقدين قد إرادةاو حلول اجل غير معين خارج ،احتمالية وقوع حادث مستقبال :التعريف القانوني -

    .4يحدث ضرر منه أو ،يهلك الشيء بسببه .5هو عبارة عن مقدار االنحراف عن العائد أو المعدل المتوقع: التعريف الرياضي - .تعلق األمر بوقوع خسائر مالية نتحدث عن خطر مالي إذا: التعريف االقتصادي -

    فهو مرتبطالخطر بفكرة إمكانية الوقوع في الخسائر غير المرغوب فيها من عدمه، عموما يرتبط . 6بالشك، االحتمال، التغير، والتحول وٕامكانية الخسارة

    1 - SCHWARCZ Steven L. (2008) : « Sytemic risk », The Georgetown Law Journal, Vol.97:193, p.197

    2 09- 08.ص, ���ن, وا���ز�� ����� ا����ة دار, "ا����� ا����ط� إدارة): " 2009( وھ ���� ا��اوي - 3��ق)2007- 2006('��ش ز��ر - � 35.ص, �ر�1

    � أ�� -4�

    ' "��ط�): "2008( "&�رك ��� "�س# "!( )�����-� ا,س+"* ا�.+� �+ل "6 ا,س+"� ����5رف ا���ل راس ���01 ��/�ر و

    ا�/��� ا;�1د���, ا,س+"� ا���5رف ت�A B5* ا��0��0 د1��راه @-�دة ��# ا�!�5ل ���?�&�ت اس�=��> ا;ط�و:� ھ9ه .�"7, "2 ��زل "/�ر

    � ا����� ��/��مA�518.ص, وا��

    5�س): "2010( �روان ا��*&+ - � 03.ص, "ا�����+ ا��8�طر وإدارة و�*&�ل

    6��ق, )2007- 2006('��ش ز��ر - � 35.ص, �ر�1

  • 32

    دارة المخاطر المنبثقة عن هيئة قطاع المصارف في الواليات المتحدة إ وقد عرفته لجنة التنظيم المصرفي و أو ،عمالبشكل مباشر من خالل خسائر في نتائج األ إما ،احتمالية حصول الخسارة" :1بأنها مريكيةاأل

    بشكل غير مباشر من خالل وجود قيود تحد من قدرة المصرف على االستمرار أو ،المال رأسخسائر في وتحد من قدرته على استغالل الفرص المتاحة في بيئة ،و ممارسة نشاطاته من جهة أعمالهفي تقديم

    .أخرىالعمل المصرفي من جهة

    في عمليات التأكدمفهوم يستخدم لقياس حاالت عدم " :2األمريكي على أنهعهد المدققين الداخليين وعرفه مسلبيا فيطلق عليه األثريكون أنويمكن ،أهدافهاالتشغيل و التي تؤثر على قدرة المؤسسة في تحقيق

    ".كان ايجابيا فيطلق عليه فرص إذا أما ،تهديد/خطر

    :القاسم المشترك لمصطلح الخطر هو إنمما سبق يتضح ؛)مصدر الخطروهي (والعشوائية التأكدحالة عدم - ).وهي النتيجة النهائية(الخسائر المستقبلية -

    أنواع المخاطر المالية .2.1.1

    المخاطر التي يتعرض لها النظام ال