ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا...

278
ﺟﺎﻣﻌـﺔ اﻟﺠﺰاﺋــﺮ1 ﻛﻠﯿـﺔ اﻟﺤﻘــﻮق أﻃﺮوﺣﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة دﻛﺘﻮراه ﻋﻠﻮم ﻓﺮع اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ: ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف اﻟﺪﻛﺘﻮرة: راﺣﻠﻲ ﺳﻌﺎد ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺎن ﺣﻨﯿﻔﺔ أﻋﻀﺎء ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ: اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر: ﻣﻨﺘﺎﻟﺸﺘﺔ ﻣﺤﻤﺪ رﺋﯿﺴﺎ اﻷﺳﺘﺎذة اﻟﺪﻛﺘﻮرة: ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺎن ﺣﻨﯿﻔﺔ ﻣﺸﺮﻓﺎ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮرة: ﻓﺮﻛﻮس دﻟﯿﻠﺔ ﻋﻀﻮا اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮرة: ﻣﻮاﻟﻚ ﺑﺨﺘﺔ ﻋﻀﻮا اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر: ﻣﺤﻤﺪي ﺳﻠﯿﻤﺎن ﻋﻀﻮا اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ: 2014 2015 اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺘﺠﺎرب اﻟﻄﺒﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻨﺔ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ

Upload: others

Post on 03-Jul-2020

9 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

1الجزائــرجامعـة

الحقــوقكلیـة

علومدكتوراهلنیل شھادة مقدمةأطروحة

الخاصالقانونفرع

:الدكتورةإشرافتحت: الطالبةإعدادمنحنیفةشعبانبنسعادراحلي

:المناقشةلجنةأعضاءرئیسامحمدمنتالشتة: الدكتوراألستاذ

مشرفاحنیفةشعبانبن: الدكتورةاألستاذةعضوادلیلةفركوس: الدكتورةاألستاذعضوابختةموالك: الدكتورةاألستاذعضواسلیمانمحمدي: الدكتوراألستاذ

2015–2014: الجامعیةالسنة

الطبیةللتجاربالقانونيالنظامالبشریةاألجنةعلى

Page 2: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

الجامعة لیست مسؤولة على اآلراء التي یبدیھا

)ة(المترشح ) ة(الطالب

ضمن أطروحتھ، كما لیس لھا أن توافق علیھا أو ترفضھا

Page 3: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

بسم اهللا الرحمن الرحیم

اإلنسان حین من الدھر لم یكن شیئا ھل أتى على "مذكورا، إنا خلقنا اإلنسان من نطفة أمشاج نبتلیھ

"فجعلناه سمیعا بصیرا)02-01: اآلیتان(سورة اإلنسان

Page 4: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

كلمة شكر وتقدیر

لقبولھاحنیفة،شعبانبن: أتقدم بالشكر الجزیل لألستاذة الدكتورة

.القیمةإرشاداتھاكلوأثمنالرسالة،ھذهإنجازأجلمنعلياإلشراف

كلعلىالمناقشةلجنةأعضاءاألفاضللألساتذةأیضاموصولوالشكر

.ونصائحھمتوجیھاتھم

التيالمالحظاتبكلاألخذفيظنھمحسنعنداهللاشاءإنأكونوسوف

وتزیدالبحثموضوعتثريأنشأنھامنوالتيالمناقشةخاللسیبدونھا

.قیمتھمن

Page 5: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

اإلھـداء

شاركانياللذین: الكریمینالوالدینالوجودھذافيشخصینأعزإلىفيیطیلأنالقدیرالعلياهللاوأسألبالدعاء،المتواضعالعملھذافي

.الجزاءخیرعنيویجزیھماوالعافیةالصحةویمنحھماعمرھما

". شیماء"و،"بالل"كبديفلذتيإلى

.وأخواتيإخوتيإلى

.الرسالةھذهإنجازفيالعونیدليمدمنكلإلى

Page 6: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

مختصراتالقائمة Art préc = Article précité.

J.C.P = juris classeur périodique « semaine juridique ».

P.U.F = presse universitaire de françe.

Somm = sommaire.

Cass civ = cassation civil.

D = dalloz

R.T.D.C = Revue trimestrielle de droit civil.

N° = numéro.

Cass.crim = cassation criminel.

Rev.dr.pen.crim = Revue de droit penal et criminel.

Gaz.pal = Gazette du palais.

Rev.s.c = Revue des sciences criminelles.

T = Tome.

Op.cit = ouvrage précité.

P = page.

L = Loi.

Ed = Edition.

S = suivant.

Page 7: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

1

المقدمةعتنق الفكر البشري منذ القديم فكرة حق اإلنسان في سالمة جسده، أو كما يسميه ا

، وقد أدى ذلك إلى إضفاء الحماية البدنالبعض حرمة الكيان الجسدي أو مبدأ معصومية

. 1القانونية على جسم اإلنسان حتى يحقق وظائفه على أكمل وجه

ن المساس إفي تكوين شخصيته القانونية، حيث ويعتبر جسم اإلنسان عنصرا جوهريا

قتصادية، لذا عملت كل التشريعات جتماعية واالبه يقلل من قدرته على القيام بوظائفه اال

عتداء على أي عضو من على حمايته، فال يحق ألي شخص مهما كانت دوافعه اال

يهدف إلى ويعد مبدأ الحق في سالمة الجسم أحد الحقوق اللصيقة بالشخصية.هئأعضا

حماية الشخص ذاته، وحماية القيم المتصلة به بغض النظر عن جنسيته، أو جنسه، أو

.2جتماعيقتصادي أو االووضعه اال،أو أصله العرقي أو القوميديانته،

فاإلنسان يتمتع بحرمة وحماية قانونية، فال يجوز أن يكون عرضة للضرب أو

ور، ذلك أن لجسمه قدسية من شأنها منع أي الجرح أو التعذيب بأية صورة من الص

مساس به بأي شكل من األشكال، وأهم صور المساس بجسم اإلنسان إحداث عاهة

ه، أو فصله، أو تعطيل إحدى الحواس بصفة كلية أو ئكقطع عضو من أعضا،مستديمة

.3جزئية أو إخضاعه للتجارب الطبية

لحقوق التي يتمتع بها الفرد والمجتمع على كما يعتبر الحق في سالمة الجسم من أهم ا

إال إذا كان هذا الحق محاطا ،حد سواء، إذ ال يمكن للمجتمع أن يحتفظ بوجوده وتكامله

مية الجسد، مجلة العلـوم القانونيـة، كليـة الحقـوق، جامعـة عـين شـمس، حمدي عبد الرحمن، معصوخالد -1

لتـزام االالطبيـة، التجـارب الـرحمن، عبدحمديخالد-.، ومايليها1ص، غير موضح عليها العدد، 1987القاهرة،

.29ص،2000القاهرة،العربية،النهضةدارالقانونية،الضوابطبالتبصير،ة الجنائية للحق في سالمة الجسم بين القانون الوضعي والشـريعة اإلسـالمية، رسـالة الحمايماروك نصر الدين، -2

المدخل لدراسة القانون، الجـزء محمد حسن قاسم،-. 55، ص 1997-1996جامعة الجزائر، ،دكتوراه، كلية الحقوق

.، ومايليها43ص ، 2007-2006، نظرية الحق، منشورات الحلبي الحقوقية، بيروتالثاني،الطبعـة عمـان، سهيل حسين الفتالوي، حقوق اإلنسان، موسوعة القانون الدولي، دار الثقافة للنشـر والتوزيـع، -3

الجـرائم الواقعـة محمد سعيد نمور، شرح قانون العقوبات القسم الخاص، الجزء األول،-.189، ص 2007األولى،

لي عبـد القـادر القهـوجي، قـانون ع–.111، ص)بعغير موضحة عليه ال دار النشر وال سنة الط(على األشخاص

. وما يليها413، ص 2002بيروت، العقوبات، القسم الخاص، منشورات الحلبي الحقوقية،

Page 8: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

2

ختالل يصيب هذا الجسد يؤدي بالضرورة إلى المساس بصحة ا، فأي 1بحماية كاملة

وظائفه في وعدم تمتع هذا األخير بصحة جيدة ال يجعله قادرا على أداء،اإلنسان

.المجتمع، ومن ثم ال يكون فعاال ومساعدا على تطوير مجتمعه

مبدأ حق اإلنسان في سالمة جسدهوقد حرص المشرع الجزائري على التأكيد على

تضمن الدولة : " أنهمنه على34، حيث تنص المادة 19962في الدستور الصادر سنة

و، "ي أو معنوي أو أي مساس بالكرامةنتهاك حرمة اإلنسان ويحظر أي عنف بدناعدم

" على أنه35تنص المادة يعاقب القانون على المخالفات المرتكبة ضد الحقوق :

كما رصد قانون ". والحريات، وعلى كل ما يمس سالمة اإلنسان البدنية والمعنوية

. 3العقوبات جزاءات رادعة عند المساس بهذا الجسم

عتداء بأن حرمت اة كذلك باإلنسان وبحماية جسمه من أي واهتمت الشريعة اإلسالمي

وال تقتلوا النفس التي حرم الله إال : " كل فعل من شأنه المساس بكرامته، حيث قال تعالى

م ولقد كرمنا بني آد: " ذلك أن اإلنسان هو مخلوق اهللا المكرم لقوله عز من قائل،4"بالحق

وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا

.5"تفضيال

ستخالف في ويتجلى هذا التكريم في حسن الخلق ونفخ الروح وسجود المالئكة واال

ها اإلنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك يا أي: " األرض مصداقا لقوله تبارك وتعالى

قتصـاد محمود نجيب حسني، الحق في سالمة الجسم ومدى الحماية التي يكفلها قانون العقوبات، مجلة القانون واال-1

.وما بعدها535ص األول،، العدد1959، 29السنة ، والذي يتعلـق 1996ديسمبر 7: لالموافق 1417رجب عام 26: المؤرخ في438-96: المرسوم الرئاسي رقم-2

، الصـادرة 76: رسـمية رقـم الجريدة ال(، 1996نوفمبر 28بإصدار نص تعديل الدستور المصادق عليه في استفتاء

).6، ص 1996ديسمبر 08بتاريخ : األمر رقـم : نظرا.والثانياألولفصلهافياألفرادضدوالجنحالجنايات:عنوانتحتمنهالثانيبالبافيوذلك-3

المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم بالقانون 1966يونيو سنة 8الموافق 1386صفر 18المؤرخ في 66-156

.2009فبراير سنة25الموافق 1430صفر عام 29المؤرخ في 01-09رقم .33سورة اإلسراء، اآلية -4.70سورة اإلسراء، اآلية -5

Page 9: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

3

ا شاءم ةورص ي أيف لكدفع اكوفسككبوقال عز وجل أيضا. 1"ر " : الئكةإذ قلنا للمو

كانو رتكباسى وأب يسلوا إال إبدجفس موا آلددجاسرينالكاف ن2"م.

إال أن هذا المبدأ لم يعترف بإطالقيته وإضفاء القدسية عليه من قبل الكثيرين الذين

لهم مصلحة في تطور العلوم الطبية، ألن هذا التطور سوف يحقق رغباتهم ويحل الكثير

دفع باألطباء من مشاكلهم الصحية، وخاصة مع انتشار مختلف األمراض واألوبئة، الذي

ختبارات الطبية بقصد الوصول إلى عالج هذه ولوية للتجارب واالاألإعطاء إلى

هيجتماعي، ومقاومة األمراض ابال شك مطلب يفحرمة الكيان الجسدي ه. األمراض

الحق في سالمة جسم أضفي نوع من المرونة على مبدأ، لذلك3جتماعياكذلك مطلب

.اإلنسان ذاته، نزوال على اعتبارات تمليها مصلحة اإلنسان

ا ال شك فيه أن مهنة الطب تعتمد على مختلف األبحاث والتجارب التي موم

يجريها العلماء من أجل الوصول إلى آليات حديثة لعالج بعض األمراض، وبما أن

القيام بعترف لألطباء بحق معالجة المرضى، فمن باب أولى أن يسمح لهم االقانون قد

ستعمال هذا الحق، ومن بين هذه األعمال البحث عن وسائل اهم بجميع األعمال التي تتيح ل

حديثة لطرد األسقام من األجساد العليلة، أو مجرد التخفيف من معاناتها بعد أن أخفقت

ختيار وسيلة عالجية معينة هي أحد افحرية الطبيب في .الطرق التقليدية في تحقيق ذلك

طب، ذلك أن الحقيقة العلمية تؤكد أنه ال يمكن المبادئ األساسية التي ترتكز عليها مهنة ال

إعطاء حكم حاسم متعلق بفعالية عالج ما إال بعد القيام بتجارب عديدة، فهذه األخيرة

وسيلة من وسائل تطور العلم، وال شك أن األطباء في حاجة إلى المزيد من هذه التجارب

لكي يصل فيها العلماء إلى إذ أن كل علم من العلوم يحتاج إلى تجارب لخدمة البشرية،

قواعد وأحكام تصلح أن تكون قانونا لمادة معينة، فال يمكن التسليم بنجاعة أساليب معينة

أو معطيات إال بعد التأكد من صالحيتها وفعالية تطبيقها على واقعة معينة، ذلك أن

ئن التجارب في المجال الطبي، ال تتعلق بكل تدخل جسماني أو نفسي فحسب على الكا

.08إلى 06سورة اإلنفطار، اآلية من -1.34سورة البقرة، اآلية -2جامعـة ،سلطان الجمال، معصومية الجسد في ضوء المفرزات الطبية الحديثة، رسالة ماجسـتير، كليـة الحقـوق -3

.331، ص 2000القاهرة، عام

Page 10: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

4

، 1اإلنساني، وإنما تتعلق أيضا بكل نواحي الحياة الخاصة بغرض جمع المعطيات العلمية

حالته الصحية أكثر من التجربة في حد ذاتها، وفهي ترتبط بالشخص الخاضع للتجربة

حيث يجرب فيها الطبيب عالجا جديدا على المريض، فال يشترط في الوسيلة المستعملة

ها، بل يكفي أال يكون المريض قد تلقى هذا النوع من العالج أن تكون جديدة في حد ذات

ستخدم الطبيب طرقا عالجية جديدة لم اقبل ذلك، كما ترتبط بالوسيلة المستحدثة ذاتها، فإذا

،ختبارها و التأكد من مدى نجاعتها كنا أمام تجربة طبيةاتكن معروفة من قبل بهدف

آداب "بعنوان 1978الذي نشر تقريرا سنة ويؤكد ذلك مجلس األبحاث الطبية في كندا

البحث الطبي هو البحث المباشر وفقا للقواعد :" جاء فيه أن" وقواعد التجربة على اإلنسان

واألصول الصحيحة علميا، يخضع بمقتضاها الكائن اإلنساني لطرق وأساليب دون

لوقائية أو ضرورة تمليها حالته، سواء في مجال الوقاية من األمراض أو المعالجة ا

.2"العالج، وقد يمثل هذا البحث تدخال في الحياة الخاصة

كما تأخذ حكم التجارب، العمليات الطبية الجراحية التي تجرى ألول مرة في

الصحية، باعتبارها تحتمل النجاح والفشل ما يستوجب على األطباء إحداث المؤسسات

،3تجارب والفوائد المرجوة منهاالتوازن بين المخاطر المحتملة والناتجة عن هذه ال

ستقراء، أي تتبع جزيئات عالم الطبيعة عتماد على المنهج التجريبي الذي يقوم على االباال

سواء عن طريق التجربة في األمور التي يمكن إخضاعها للتجارب، أو عن طريق

. ةالمالحظة فيما ال يمكن إخضاعه للتجارب بغرض الوصول إلى معرفة كل خبايا الطبيع

والمسلمون هم أول من وضع المنهج التجريبي، ونقله عنهم علماء أوروبا باعتراف

غيـر (،1، ط1989، )دراسة مقارنة(عيد الغريب، التجارب الطبية والعلمية وحرمة الكيان الجسدي لإلنسان محمد -1

.10ص ) النشرموضحة عليه دارماروك نصر الدين، تطور مفهوم الحماية الجنائية للحق في سالمة الجسم، الديوان الـوطني لألشـغال التربويـة، -2

الحماية الجنائية للحق في سالمة الجسم بين القانون الوضعي والشـريعة -.296ص ، الطبعة األولى، 2004الجزائر،

.305ص اإلسالمية، المرجع السابق،الجزائـري، الطبـي القـانون ضوءفينساناإلعلىالطبيةللتجاربخالقيةواألالشرعيةالحدودالعربي،بلحاج-3

.18، ص 2011ر،الجزائالجامعية،المطبوعاتديوانمقارنة،دراسة

Page 11: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

5

" الذي درس العلوم العربية في مدرسة " روجر بيكون"صريح من واضع هذا المنهج

.1على خلفاء معلميه في األندلس" أكسفورد

أ يكتشف أن كتساب المعارف بدااإلنسان بطبيعته يسعى دائما إلى البحث، ومن أجل و

مصيره يتوقف على معرفة كل ما يتعلق بجسمه من مرض و صحة، ورغم ذلك فإن

عتبرت آنذاك من االتجارب الطبية لم تلق ترحييبا في العصور الوسطى في أوربا، حيث

أعمال الشعوذة وال يجني منها اإلنسان أدنى فائدة، وعلى عكس ذلك فقد شهد عصر

لطبية نظرا لما عرفه هذا العصر من ثورة علمية، لكنها النهضة تطورا كبيرا لألبحاث ا

نتشارا واسعا إال في القرن التاسع عشر، ذلك أنها كانت مقيدة نتيجة التخوف الم تعرف

منها ومن نتائجها، فملوك الفرس كانوا يسلمون لألطباء دون غيرهم المحكوم عليهم

لزمن وجدت التجارب الطبية حقال ولكن مع مرور ا. ليكونوا محال للتجاربباإلعدام فقط

واسعا بهدف الوصول إلى عالج بعض األمراض المستعصية، فال يمكن إنكار جرأة أولئك

األطباء الذين أجروا تجارب على السجناء وأسرى الحروب، فيما أسفرت عنه هذه الجرأة

اليا عن من تطور ال يستهان به في مجال األبحاث الطبية، رغم أن بعضهم قد دفع الثمن غ

"نورمبرج"" Nuremberg"ذلك، حيث جرت محاكمة شهيرة ألطباء ألمان أمام محكمة

نتهى أصحابها إلى الموت شنقا لقيامهم بتجارب على أسرى الحرب، وعلى ا،1947عام

نتشار األمراض الخطيرة اومع .2مختلفة دون التقيد بالشروط القانونيةاتأشخاص من ديان

أعطيت األولوية لمختلف التجارب من أجل إيجاد عالج لهذه ،كمرض الزهري والجدري

األمراض، ولكن سرعان ما رجع التخوف من هذه األبحاث وذلك بسبب أن إشباع النزوة

.العلمية عند بعض األطباء يفوق الغرض العالجي

رغم أهمية التجارب الطبية، وحتى ال تستعمل هذه األخيرة بالوجه الذي ينافي و

ما يتعرض له اإلنسان نتيجة التقدم هدف المرجو من األعمال الطبية، وخاصة أنها أخطر ال

حتمال الضرر الجسيم الذي قد يلحق اما في التجربة من لالعلمي على مر التاريخ،

عمل الكثير من الفقهاء والفالسفة واألطباء والبيولوجيين على وضع ضوابط اإلنسان،

اللها التوفيق بين النهضة العلمية الحديثة بالسماح لألطباء قانونية وأخالقية يمكن من خ

.ومايليها90، ص 1979القاهرة، ،عبد الحليم محمود، موقف اإلسالم من الفن والعلم والفلسفة، مطابع دار الشعب-12 - Gilbert Hottois, Jean- Noèl Missa, Nouvelle encyclopédie de bioéthique, médecine,environnement, biotechnologie, Boeck supérieur, France, 2001, p72.

Page 12: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

6

والعلماء بالمضي قدما نحو البحث والتجريب دون عراقيل لفائدة البشرية، وفي نفس

الوقت الحفاظ على حق اإلنسان في سالمة جسده، ومن هنا نشأ فرع جديد في العلوم

، وهذا العلم يعالج La bioéthique"1"، "بعلم أخالقيات العلوم اإلحيائية"اإلنسانية يعرف

الممارسات الطبية الحديثة من حيث مدى مشروعيتها وطبيعة الضوابط التي تحكمها،

ألنه وحقيقة أثر هذه الممارسات على نطاق الحماية القانونية واألخالقية للجسم البشري،

أن اصطدامها نتصارات في مجال العلوم الطبية، إالارغم ما حققته التجارب الطبية من

بمبدأ الحق في سالمة الجسم، يجعلها تعرض جسم اإلنسان ألعمال متعددة قد يكون الهدف

منها تحقيق شفاء هذا الجسم من األمراض أو التخفيف من آالمه، وقد يكون الهدف منها

وفي نفس الوقت فإن منع المساس بجسم اإلنسان بصفة .مجرد الوصول إلى نتائج علمية

، لذا ال بد من السماح بذلك، ولكن يجب إخضاع يكون في مصلحة هذا األخيرمطلقة لن

. نتهاك حرمتهاكل التدخالت على هذا الجسم لمجموعة من الشروط لضمان عدم

ولعل حماية هذا الكيان اإلنساني يقتضي بالضرورة حماية نواته األولى وأول

ال يمكن الوصول إلى إذ سان الغد، ، فجنين اليوم هو إن2أدواره، أال وهو الجنين البشري

1-Rémy Cabrillac, Marie Anne Frison, RocheThierry Revet, Libertés et droits fondamentaux,Dalloz Françe, 2009, 15éd, p 181 et s.

،2005القـاهرة، القانونيـة، لإلصداراتالقوميالمركزالمدنية،والجراحيناألطباءمسؤوليةكامل،جمالرمضان-

.28صالسابق،المرجعقاسم،حسنمحمد-.، وما يليها18ص األولى،لطبعةااألسبوعنهايةحتىالرحمفيالحملثمرةأوالرحم،فيمادامالولدبهويقصد: وأجننأجنةجمعاللغةفيالجنين-2

الذيالعلمذلكهواألجنةبعلمدوالمقصو. الحبةفياألولالنباتاألخيربهذاويقصدبالحمل،يدعىوبعدهالثامن،

فهوللعيانيظهرالألنهالرحم،فيمستورالولدأيالمستور،هووالجنين.أطوارهومختلفبالبحث الجنينيتناول

.في ظلمة الرحممختفي

لنبات، ثمرة الحمل في الرحم حتى نهاية األسبوع الثامن، وبعده يسمى الحميل، وفي علم ا: وفي علم الطب يقصد به

ختالف ظالمه ألن ذلك كله ساتر، اوقيل .دلهامهاشدة ظلمته و:وجن الليل وجنونه وجناته.األول في الحبة:يقصد به

أحب فلما جن علیھ اللیل رأى كوكبا قال ھذا ربي فلما أفل قال ال":من سورة األنعام76في اآلية حيث يقول اهللا تعالىفإذا ولد وخرج من بطن أمه فيسمى وليدا، ثم إذا تم له سبع ليال فهو صديغ، ثم ،ومادام في الرحم فهو جنين""اآلفلین

.ثم إذا فطم عن اللبن فهوفطيم، ثم إذا دب ونما فهو دارج،مادام يرضع فهو رضيع

غير (القسم الثاني، دار العلم للماليين، بيروت، منير البعلبكي، موسوعة المورد العربية، المجلد األول، -:نظرا

، )الطبعة الثانية(المنجد في اللغة العربية المعاصرة، دار المشرق، بيروت، - .413، ص)موضحة عليه سنة الطبع

. 451ص، 2003، عام 33سهيل إدريس، المنهل، قاموس عربي فرنسي، داراآلداب، الطبعة -.228ص،2001عام

.110، ص1993المیسر، دار الكتاب الحدیث، الكویت، عام ز،المعجم الوجي-

Page 13: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

7

صورة آدمية كاملة إال إذا أحيطت مراحل تطوره ونموه بسياج من العناية والحماية من

.لحظة كونه بويضة ملقحة إلى يوم صيرورته آدميا كامال مستعدا للخروج من بطن أمه

ا الحيوية من ومما الشك فيه، أن تطور البحوث العلمية نتيجة ما أفرزته التكنولوجي

قضايا متعددة في الميدان الطبي، قد حقق نتائج مذهلة خاصة في السنوات األخيرة، وتعتبر

التجارب على األجنة البشرية من األمور المستحدثة التي نتجت عن هذا التطور العلمي،

خاصة في ميدان الجينات والهندسة الوراثية، ورغم ما وصلت إليه من حلول لكثير من

إال أنها أقنعت السياسيين والرأي العام أنه لم يعد من الممكن ترك ل الصحية،المشاك

التجريب والبحث العلميين على الجنين البشري، في يد العلماء اإلختصاصيين وحدهم،

مادام األمر مرتبطا بالوجود البشري، مصيره، هويته، كرامته ومستقبله على ظهر الكرة

رجال الدين، الساسة، علماء النفس ،علماء األخالقاألرضية، فكان لزاما أن يتدخل

واإلجتماع، ورجال القانون، على المستويين المحلي والدولي، وفق جهود متظافرة من

.أجل تسطير قواعد أخالقية يلزم أن يراعيها الباحثون في المجال الطبي البيولوجي

التي نشطت في هذا حركة حقوق اإلنسان،على ؤثر تطور التجارب الطبيةيكما

المجال مستنكرة ما يحصل من تجاوزات ومنددة ما يصاحب هذا التطور من إنتهاك

لكرامة اإلنسان، ومنبهة لما يمكن أن يهدد الوجود اإلنساني واستمراريته من جراء ما

يحصل في هذا المجال من تجارب وأبحاث، حيث أن اإلنسان باعتباره كائنا متميزا داخل

حتاج إلى تحقيق المزيد من التقدم في المجاالت الطبية والعلمية، تماما كما الطبيعة، ي

.يحتاج إلى الحفاظ على كرامته وهويته

وتبرز أهمية الموضوع كذلك مع إزدياد أهمية مهمة التوليد في ظل التقدم الذي

صطناعي، التي أصبحت حتمية ال يمكن نكرانها مع انتشار عرفته طرق اإلنجاب اال

ناعي طصزواج، وتبعا لذلك تعددت أهداف التلقيح االاألمراض التي تسبب العقم لدى األ

ولم تقتصر على الرغبة في الحصول على األوالد، حيث ساعدت هذه التقنيات على

معرفة أسرار عالم األجنة و ما يخفيه من مفاجآت قد تغير مجرى الكون، فأصبح الجنين

كتشاف األمراض و طرق عالجها، أو امن ورائها محال للتجارب الطبية التي يرجى

ذلك أن اإلنسان في حاجة ،أغراضا أخرى تغذي شهوات علمية ورغبات فردية المتناهية

من مراحل عمره الختالف تكوينه البيولوجي عن إلى التجريب على نفسه في كل مرحلة

Page 14: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

8

لجنينية لها أهمية ضف إلى ذلك، فإن إجراء التجارب عليه في مرحلته اأسائر الكائنات،

ن أغلب األمراض إخاصة الرتباط هذه المرحلة بكل المراحل األخرى من حياته، حيث

التي تصيب اإلنسان يرجع مصدرها إلى العيوب الموجودة في الجنين وهو في بطن أمه،

قتحام لخصوصيته انتهاك واورغم ذلك فإن التجارب على األجنة البشرية ال تخلو من

.اريته إذا تركت طليقة دون ضوابط وقيودستمروتهديد ال

والجدير بالذكر أن المشرع الجزائري لم ينص على التجارب الطبية التي تجرى

على الجنين البشري بصفة خاصة، وإنما نص على التجارب على اإلنسان بصفة عامة،

تما يجب ح:" من قانون حماية الصحة وترقيتها بنصها2مكرر168: وذلك في المادة

األخالقية والعلمية التي تحكم الممارسة الطبية أثناء القيام بالتجريب على ئحترام المبادا

.في إطار البحث العلمي ،اإلنسان

يخضع التجريب للموافقة الحرة والمنيرة للشخص موضوع التجريب أو عند عدمه لممثله

.الشرعي

".1تكون هذه الموافقة ضرورية في كل لحظة

دراسة هذا الموضوع الذي كان وال يـزال محـل على باب شجعتني كل هذه األس

هتمام المنظمات والهيئات الدولية، وتناقلته وسائل اإلعالم المرئية والمكتوبـة وتتبعـت ا

تطوراته في كل يوم، بل في كل لحظة نتفاجأ بتجربة جديـدة محلهـا هـذا المخلـوق

.الضعيف

وذلـك عند دراستي لهذا الموضـوع الصعوبات التي واجهتهاذكروأريد هنا أن أ

:راجع لألسباب التالية

الطابع الطبي الذي يتسم به موضوع البحث فرض علي القيام بـبعض األبحـاث، -

لمحاولة الوصول إلى فهم بعض المصطلحات الطبية المرتبطة بهذا الموضوع، و محاولة

عـدد مجاالتـه ت-وعدم ترك الجانب العلمي يطغى على الجانـب القـانوني؛ هالتحكم في

قـانون المرتبطة بحقوق اإلنسان، القانون المدني، قانون الصـحة وأخالقيـات الطـب،

م -1 انون رق ي 05-85:الق ؤرخ ف ى 26: الم ادى األول ق ل 1405جم ري 16:المواف حة 1985فیف ة الص ق بحمای والمتعلم : ، المعدل والمتمم ب17/02/1985، المؤرخة في 08وترقیتھا، المنشور في الجریدة الرسمیة رقم في انون رق -90ق

م 1990یولیو سنة 31:الموافق ل1411محرم عام9المؤرخ في 17 ي 35، المنشور في الجریدة الرسمیة رق ة ف ، المؤرخ15/08/1990.

Page 15: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

9

غياب األحكام القضائية التي تساعد على فهم جوهر التجارب الطبية -إلخ؛ ....العقوبات

.على الجنين البشري

لتجارب مستندة وتبعا لذلك حاولت في هذه الدراسة أن أحدد األحكام القانونية لهذه ا

عتماد على الموقف المحتشم للمشرع على مختلف التطورات الميدانية في هذا المجال، باال

الجزائري إزاء هذا الموضوع الذي يثير مشاكل وتعقيدات من جميع النواحي العلمية،

ويمس أقدس مخلوق على وجه األرض، ،القانونية والتشريعيةواألخالقية، والدينية، و

ستخدامات التكنولوجيا الحيوية وضبطها في بالدنا، وتحديد انظيم شؤون بسبب عدم ت

تسليط الضوء على مواقف الفقهاء المسلمين، باعتبار أن مع المباح منها والمحظور،

الشريعة اإلسالمية هي الموقف الحاسم عند مثل هذه الممارسات التي تمس خليفة اهللا في

سن اإلنسان من تشريعات من أجل حمايته من األرض، ومخلوق اهللا المكرم، إذ مهما

، مع االستناد على ما جاء به القانون نفسه، فلن يجد من هو أرحم به من خالقه عز وجل

.الفرنسي في هذا المجال

إمكانية االعتماد معرفة مدى وما أسعى إلى الوصول إليه من خالل هذا البحث هو

صحة وترقيتها الذي يسمح بالتجارب من قانون حماية ال2مكرر 168المادة نص على

خير نواة اإلنسان على اإلنسان للقول بمشروعية التجارب على الجنين باعتبار هذا األ

يحتاج إلى نصوص خاصة تحميه نظرا لخصوصيته ؟ وأيضا األولى، أم أن هذا األخير

لجنين وذلك من من خالل تحديد المركز القانوني ل،البحث عن األساس القانوني لحمايته

، مع تسليط الضوء على ل حمايته من التجارب الطبية التي تجرى عليهئالبشري ووسا

ختالف بين التجارب الطبية على اإلنسان المتكامل البنيان، والتجارب الطبية على اال

. الجنين البشري

وتقوم دراستي لهذا الموضوع على أسس المنهج الوصفي والتحليلي من خالل بيان

حاور التي يتجلى فيها المركز القانوني للجنين البشري، لمعرفة األساس القانوني لحماية الم

ل حمايته من ئهذا المخلوق من التجارب الطبية التي تجرى عليه، ثم إبراز أوجه ووسا

التجارب الطبية، وذلك بتحليل النصوص القانونية الواردة بهذا الشأن لتبيان ما اشتملت

ي مقابل أحكام الفقه اإلسالمي لكشف مظاهر العدوان على الذات عليه من أحكام، ف

.اإلنسانية في برزخها األول الذي تكونت وتطورت فيه وهي مسلوبة اإلرادة والحرية

Page 16: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

10

لألحكام وعليه تتحدد محاور هذا البحث وفقا لبابين رئيسيين، خصصت الباب األول

ذلك من خالل فصلين، خصصت الفصل والعامة للتجارب الطبية على األجنة البشرية

التجارب على لطبيعةللجنين البشري، وخصصت الفصل الثاني للمركز القانونياألول

.الجنين البشري

فعالجت فيه الحماية القانونية للجنين من التجارب ،أما الباب الثاني من هذه الدراسة

لشروط إجراء األول وذلك من خالل فصلين، خصصت الفصل الطبية التي تجرى عليه،

للمسؤولية المترتبة على وخصصت الفصل الثاني التجارب الطبية على الجنين البشري،

.مخالفة شروط إجراء التجارب الطبية على الجنين البشري

وأخيرا عرضت مختلف النتائج التي توصلت إليها في هذه الدراسة من خالل خاتمة

.ت للمشرع الجزائريقتراحالى مجموعة من االإالرسالة، إضافة

Page 17: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

11

الباب األول

األحكام العامة للتجارب الطبية على

الجنين البشريإن صحة اإلنسان ضرورة إنسانية، وحاجة أساسية، وينبغي أن ينال المريض

أهميته ومكانته، وذلك بتطويع األنظمة والخدمات والجهود لصالحه، فالطبيب هو المكلف

ولكن لم يعد هذا األخير ذلك لوسائل للمحافظة على هذه الصحة،باستعمال كل الطرق وا

الدكتاتور الذي ينفرد باتخاذ القرارات في شأن الحالة الصحية لمريضه، ألن ذلك لم يعد

كتشاف األهمية ايتناسب مع التطور التكنولوجي المتسارع في اآلونة األخيرة، ومع

ما للعناصر والمكونات البشرية، التي العالجية للجسم البشري، بوصفه يشكل مصدرا مه

ستعانة بها في تطور طرق العالج، وباعتبار أن مادة الجسم تتشكل من مجموعة يمكن اال

مترابطة من األنسجة والعناصر الحية التي أبدعها الخالق سبحانه وتعالى، والتي يمكن

حترام ادأ ضرورة ستعانة بها في المجال الطبي، فإن سلطة الطبيب بدأت تتراخى مع مباال

.1إرادة المريض في أي تدخل يقوم به

وتعتبر التجارب من أخطر التدخالت الطبية على اإلنسان، خاصة لو كان محلها

مخلوقا ضعيفا الحول وال قوة له وال إرادة، أال وهو الجنين البشري، وباعتبار هذا األخير

د واألحكام المطبقة بشأن حماية اإلنسان نواة اإلنسان األولى فإنه تطبق بشأنه نفس القواع

من التجارب الطبية، وفي نفس الوقت يعامل الجنين معاملة خاصة، ألن التالعب به

خاصة في المراحل األولى من تكوينه سوف يؤدي إلى نتائج خطيرة على الصعيدين

خيرة لن ل قانونية لحمايته، وهذه األئجتماعي، ولذلك ال بد من البحث عن وسااالوالفردي

التجارب وطبيعة ،من جهةتتحقق إال بعد معرفة أساس حمايته بتحديد مركزه القانوني

.الطبية التي تجرى عليه من جهة أخرى

14المرجع السابق، ص ،ماروك نصر الدين، الحماية الجنائية للحق في سالمة الجسم-: للمزيد من التفصيل أنظر-1

.وما يليها

Page 18: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

12

للجنينللمركز القانونيوتفصيال لذلك خصصت الفصل األول من هذا الباب

.شريالتجارب الطبية على الجنين البلطبيعةوخصصت الفصل الثاني ،البشري

Page 19: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

13

الفصل األول

للجنين البشريالمركز القانوني، 1970ألول مرة في فرنسا عامالبشريأثيرت مسألة المركز القانوني للجنين

عندما انتشرت عمليات اإلجهاض بصورة كبيرة تحت غطاء الحرية الفردية بصفة عامة،

إكتمال نمو الجنين المتواجد في بطنها وحرية المرأة بصفة خاصة، باعتبارها من تقرر

بعد 1980كما أثيرت هذه المسألة كذلك عام . إلى حين موعد والدته أم وضع حد لحياته

ناعي الداخلي وتقنية طصانتشار األساليب الطبية المساعدة على اإلنجاب وهي التلقيح اال

نا مستكنا في الرحم ال جنييعتبر أطفال األنابيب، ذلك أن ما ينتج عن التلقيح الداخلي

ال يتجزأ عن أمه، بحيث يمكن نزع الخاليا ايتجاهل القانون وجوده معتبرا إياه جزء

الجنينية منه بمجرد صدور الموافقة من أمه بعد إعالمها بطبيعة التدخل الطبي والنتائج

.المترتبة عنه مع تحديد المخاطر الناجمة عنه

هتمام إال بزرعها في رحم تكن في نفس الدرجة من االأما تلك البويضات الملقحة فلم

فعرفت آنذاك مصطلحات تجميد البويضات، حفظها في الثالجات، نزعها من مكان ،المرأة

إلخ، وكأنها أشياء، مما أثار مشكلة البحث عن مدى اعتبار ...التجميد، وزرع أنسجتها

.البويضة الملقحة جنينا

لمجال للبحث عن المركز القانوني للجنين، من أجل عتبارات فتحت اكل هذه اال

.عتماده إلضفاء الحماية القانونية عليهاالوصول إلى األساس القانوني الذي يمكن

ويقصد بمصطلح المركز القانوني تلك الحالة التي يحددها القانون أو الحال الذي

هيئة عن غيرها أمام القانون، ما أوايكون عليها الشخص إزاء القانون، أوهو ما يميز فرد

وما يترتب عن ذلك من مزايا وحقوق وواجبات، وفي غياب المركز القانوني ال يمكن

.1ستفادة من الحماية القانونيةاال

1- Martinho da silva, statut juridique de l’embryon, nouvelle encyclopédie de la bioéthique,bruxelles, 2001, p376.

Page 20: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

14

الطبيعة في المبحث األول أتناول :هذا الفصل إلى مبحثينئأجزوتفصيال لذلك

تمتع الجنين بالشخصية مدىلوأخصص المبحث الثانياإلنسانية للجنين البشري،

.القانونية

المبحث األول

الطبيعة اإلنسانية للجنين البشريمن المعروف أن عنصر اإلنسانية هو الذي يميز اإلنسان عن غيره من الكائنات،

فميز اهللا اإلنسان بأن منحه العقل والعلم .ذلك أنه يتميز بالعقل باعتباره كائنا مفكرا

سنة، إذ يتكون من عنصر مادي محسوس كسائر الكائنات، وعنصر والنطق والصورة الح

ولعل السر في . متيازمعنوي يتمثل في تلك النفخة الروحانية التي جعلته إنسانا له ذلك اال

ذلك هو جعل اإلنسان خليفة اهللا في األرض، النفراده بالعقل الذي يوصله إلى التعرف

. سيلة لتحقيق تلك الخالفةوجعل التكاثر البشري و،على أسرار الكون

إن حرص اإلنسان على اإلنجاب يعتبر أمرا طبيعيا إشباعا لغريزة األبوة لدى

متدادا لغريزة حفظ النوع، ويعتبر اإلنجاب مجرد االرجل واألمومة لدى المرأة، والتي تعد

.1رخصة أو رغبة وليس حقا أو واجبا، فالشخص له حرية مطلقة في اإلنجاب من عدمه

نتيجة الذي يحدث لكن قد يعجز اإلنسان عن ذلك بسبب خلل عضوي يتمثل في العقم، و

عدم وصول الحيوان المنوي إلى الرحم ليلقح البويضة، فهو حالة مرضية تصيب اإلنسان،

ككون السائل المنوي غير كاف إلتمام عملية اإلخصاب، أو لكون ،وتتعدد أسبابه الطبية

در على إيصال هذا السائل إلى مهبل زوجته وغيرها من الزوج سريع اإلنزال، فال يق

. 2األسباب

1- Dierkens, Les droits sur le corp et le cadavre de l’homme, thèse, Masson, 1966, p 72.

القاهرة، الطبعـة األولـى ، دار النهضة العربية،رضا عبد الحليم عبد المجيد، النظام القانوني لإلنجاب الصناعي-

.ومايليها682، ص 1996، 1989، سنة2هاشم جميل ، زراعة األجنة في ضوء الشريعة اإلسالمية، مجلة الرسالة اإلسالمية ، بغداد، القسم -2

، الـدار )مقارنـة دراسـة (فرج صالح الهريش، موقف القانون من التطبيقات الطبية الحديثة -. 29، ص 229العدد سعيدان أسماء، اإلطار القانوني لعمليتي نقـل وزع األعضـاء -.وما يليها181، ص 1، ط1996ليبيا، ،الجماهيرية

، 2012/2013جامعة الجزائر، السنة الجامعية ،كلية الحقوق بن عكنون،رسالة دكتوراه،صطناعيالبشرية والتلقيح اال.157-156ص

Page 21: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

15

عل التطور الطبي الحديث قد أفرز العديد من المحاوالت للقضاء على هذا المرض، ول

اإلنجاب علىوهذه المحاوالت تتمحور في أساليب حديثة تدعى أساليب المساعدة الطبية

تصال الجنسي المباشر عن تحقيق ذلك، ، بعد أن فشلت طريقة اال1بطريقة غير طبيعية

صطناعي قين لإلنجاب غير الطبيعي هما التلقيح االخترت مجالين أو طرياوتبعا لذلك

صطناعي الخارجي، باعتبارهما مصدرين من مصادر الحصول على الداخلي، والتلقيح اال

.، باإلضافة إلى اإلنجاب الطبيعي2األجنة البشرية التي سوف تكون محال للتجارب الطبية

1 -Roseline Letteron, Le droit de la procréation, PUF, 1 éd, 1997, p 58. - Voir aussi art L2141-1 de code de la santé publique français modifié par le décret n° : 2006-1660 du 22décembre 2006 relatif au don de gamètes et à l’assurance médicale à la procréation :«L’assistance médicale à la procréation s’entend des pratiques cliniques et biologiquespermettant la conception in vitro, le transfert d’embryons et l’insémination artificielle, ainsique toute technique d’effet équivalent permettant la procréation en dehors du processusnaturel, dont la liste est fixée par arrêt du ministre chargé de la santé, après avis de l’agencede la biomédecine »

ستبعدته من هذه الدراسة نظرا لكونه البشرية فقد استنساخ البشري كمصدر للحصول على األجنةأما فيما يخص اال-1

الخوض فيها، ناهيك أن الغالبية العظمى من العلماء المعاصـرين تنـادي بعـدم جـواز قضية معقدة ومتشعبة ال أريد

.ستنساخ البشري مطلقااال

ستنساخ البشري كطريقة للتكاثر وكونه تجربة طبية أو يخرج عـن نطـاق ويكفي في ذلك أن أحدد مفهوم تقنية اال

كان أم أنثى، حيث تتضمن النواة المحتوى الوراثي للفـرد، ستنساخ يتم بأخذ خلية جسدية من إنسان ذكر التجارب؟ فاال

ثم الحصول على بويضة أنثوية يتم تفريغها من نواتها، ويوضع بدال منها النواة التي تم أخذها من الخليـة الجسـدية،

ذلك في النهاية نقسام، ثم تزرع في الرحم، فيفضى وتستثار البويضة بتعريضها لشرارة كهربائية ومواد تساعد على اال

نقسام باستخدام خاليا جسدية بعـد أو هو إحداث اال.عن والدة طفل صورة طبق األصل لإلنسان الذي أخذت منه الخلية

معالجتها، ثم نزع نواة البويضة، وإحداث دمج كهربائي بين نواة الخلية الجسدية والبويضة منزوعة النواة، فينتج جنـين

.منه الخليةمشابه تماما لألصل الذي أخذت

فإذا كانت التجربة الطبية هي استخدام وسيلة أو أسلوب جديد يختلف عن األساليب والطرق التقليديـة المتعـارف

ستنساخ نجد أنه أسلوب أو طريقة متطورة وحديثة وتختلف عليها والسائدة في زمن ما، واذا حاولنا تطبيق ذلك على اال

. و عملية ما تزال في طور التجربة عن الوسائل المعتادة لإلنجاب ، وه

ستنساخ عمال من األعمال الواقعة على جسم اإلنسان بصفة عامة، وعمال من األعمال الطبية والجراحية ويعتبر اال

ستنساخ ضمن التجارب العالجية، إذا التي من شأنها أن تشكل مساسا بجسم اإلنسان وحرمته بصفة خاصة، ويندرج اال

صطناعي ، ويكون ذلك في حالة صعوبة الحصول العقم في العالقة بين زوجين وذلك قياسا بالتلقيح االتم بغرض عالج

ستنسـاخ ذات على حيوان منوي من الزوج ألنه عقيم فتنتزع خلية من جسده، وعلى ذلك فإنه يشترط فـي عمليـة اال

م بالتبصير والموافقة المكتوبة من الخاضـعين لتزاالشروط التي تتطلبها التجارب الطبية من الرضاء الحر الصريح و اال

ستنساخ إنسان كامل بحيث يحمل اعتباره تجربة غير عالجية إذا تعددت أهدافه كتحسين النسل او اللتجربة، كما يمكن

Page 22: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

16

إبراز أساس الهدف منهل اإلنجاب بصفة طبيعية أو إصطناعية ائودراستي لوسا

ثم تحديد مرحلة بداية الحياة اإلنسانية هذا من جهة، ،تكون الجنين باعتباره كائنا إنسانيا

ومن جهة أخرى لتبيان خصوصية الجنين من حيث نطاق األجنة التي سوف تكون محال

ذلك أن تطور األساليب الطبية ساعدت على تكون ذلك المخلوق في رحم. للتجارب الطبية

تصال الجنسي المباشر، وفرضت وضعا خاصا للبويضة المرأة في حالة تعذر اإلنجاب باال

التي لم تزرع في رحم المرأة رغم كونها في مرحلة والملقحة الكامنة في أنبوب إختبار

. أولى من تكون الجنين

ة على عتمدته ليس دراسة طبية لهذه األساليب المساعداوالسبب في هذا التقسيم الذي

اإلنجاب، وإنما الهدف من ذلك معرفة كيفية تكون الجنين من أجل التحديد الدقيق لمحل

. التجارب الطبية

أتناول في المطلب األول : هذا المبحث إلى مطلبينئرتأيت أن أجزاوتفصيال لذلك

الوضع الخاص للبويضات، وأتناول في المطلب الثاني المتواجد في رحم المرأةالجنين

.الملقحة خارج رحم المرأة

المطلب األول

الجنين المتواجد داخل رحم المرأةثم بعد ،ن الجنين هو ذلك المخلوق المتواجد في رحم المرأة، ينشأ فيه، ويتطور فيهإ

.كتمال خلقته يغادره إلى الوجود فتسقط عنه صفة الجنين وتحل محلها صفة المولودا

نفس مواصفات المستنسخ منة كاستنساخ المشاهير و العباقرة، ولكنها ليست تجربة على الجنين البشـري وإنمـا هـي

. ذه الدراسةهمن أجل الحصول على الجنين، وبالتالي هي من التجارب التي تخرج عن إطارتجربة

، العربيـة النهضـة دارقانونية،دينيةعلميةدراسةالبشري،ستنساخاالنظر، محمد سعد خليفة،اللمزيد من التفصيل -

دار الفكر، سوريا، غير ،خالقو الدين واألستنساخ جدل العلم حسين فضل اهللا، اال-.وما يليها1، ص 2004القاهرة،

.وما يليها5موضحة عليه سنة الطبع، ص

:مقال منشور على الموقع التالي-

- Le clonage humain est un contresens , www bretagne. Online. Com.- L’homme et le clonage point de vue d’ un biologiste : كترونـي التـالي مقال منشور على الموقع اإللwww. seg .web. org.

Page 23: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

17

ن هو الرحم الذي يحتضنه ويحافظ عليه، وفيه يستمد غذاءه من فالمكان الطبيعي للجني

تصال أمه، ومصدر تواجده فيه هو عملية طبيعية بين الزوج والزوجة تتمثل في اال

الجنسي، ولكن في حالة تعذر هذا األخير ألسباب صحية يمكن أن يحدث اإلخصاب

جاب بالطريق الطبيعي إذ يعاني بعض األزواج عدم القدرة على اإلن.صطناعيةال ئبوسا

مما دعى األطباء والباحثين في المجال الطبي إلى التوصل إلى أساليب فنية تساعد في

.عملية اإلنجاب

صطناعي الخارجي، صطناعي الداخلي، والتلقيح االومن بين هذه األساليب التلقيح اال

ي يتطور وينمو وتشترك كل هذه التدخالت الطبية في أنها تؤدي إلى تكون الجنين الذ

.داخل الرحم

كيفية ، أتناول في الفرع األول فرعينمن خالل ذلك يمكن تقسيم هذا المطلب إلى

.لمراحل تطور الجنينوأخصص الفرع الثاني ،تكون الجنين

الفرع األول

كيفية تكون الجنينوي للرجل، أساس تكون الجنين يرجع إلى تلقيح بويضة المرأة بالحيوان المنإن

تصال الجنسي المباشر، وإما ويكون هذا التلقيح إما بطريقة طبيعية وذلك عن طريق اال

.صطناعي الداخلي أو الخارجيصطناعية وذلك عن طريق التلقيح االابطريقة

تلقح من خاللهويحدث التلقيح الطبيعي عن طريق الجماع بين الرجل والمرأة الذي

صطناعي الداخلي عن طريق سحب التلقيح االويتم المنوي للرجل، بويضة المرأة بالحيوان

صطناعي الخارجي الحيوانات المنوية من الرجل ثم حقنها في رحم المرأة، أما التلقيح اال

.تلقيح بويضة المرأة خارج رحمها، ثم تزرع في هذا األخيربكونفي

ي الرحم سواء كان نتيجة فالتجارب الطبية يمكن أن يكون محلها الجنين المستكن ف

صطناعي صطناعي الداخلي أوالتلقيح االأوكان نتيجة التلقيح االتصال الجنسي الطبيعي،اال

.وهذا ما سوف أتناوله تباعا.الخارجي

التلقيح الطبيعي-والأ

تصال الجنسي بين الرجل والمرأة، أو ما يتكون الجنين بطريقة طبيعية عن طريق اال

الطبيعي أو اإلخصاب الطبيعي، ويعتبر الزواج هو الوعاء المشروع لتحقيق يسمى بالتلقيح

Page 24: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

18

الزواج هو عقد :" بنصها هذه الغاية، وهذا ما أكدت عليه المادة الرابعة من قانون األسرة

رضائي يتم بين رجل وامرأة على الوجه الشرعي، من أهدافه، تكوين أسـرة أساسـها

.1" الزوجين والمحافظة على األنسابالمودة والرحمة والتعاون وإحصان

فاهللا سبحانه وتعالى خلق النوع اإلنساني وقدر له أن يبقى إلى الغاية التـي أرادهـا

ه، وال يمكن له أن يبقى إال بالتناسل الذي يكون أساسه الزواج، وإن كان هذا األخير ئلبقا

عة ال تقصد لذاتها، بـل هـي ستمتاع كل من الزوجين باآلخر، إال أن هذه المتايقصد به

والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل : وسيلة للذرية والنسل، وهذا مصداقا لقوله تعالى

ه هـم لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمـة اللـ

ونكفرـا : " ، وقوله تعالى2"يمة ويذراجا ووأز ملنا لهعجو كلقب نال مسلنا رسأر لقدو

تابل كلكل أج إال بإذن الله ةبآي يأتي ول أنسلر 3"كان.

ليه الصالة والسالم عن فوائد الزواج من بينهـا كثـرة ولقد أخبرنا رسولنا الكريم ع

تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكـم األمـم يـوم : " قوله صلى اهللا عليه وسلملالنسل

.4"القيامة

تصال الجنسي هـو الوسـيلة الطبيعيـة وإذا تم الزواج بين الرجل والمرأة، فإن اال

ي الوسيلة المشروعة للتناسـل وهـو مقتضـى لإلنجاب، فالحالة الجنسية بين الزوجين ه

الطبيعة البشرية، وهذا بهدف حفظ األنساب، فالنسب في اإلسالم يقـوم علـى معرفـة

ال حدود لها يلجأ إليها من التي تصاالت الجنسية االبسمحاألبوين، إضافة إلى ذلك أنه إذا

تعترضه الشـكوك الجماع الطبيعي أمر الفاألنساب، يشاء، وفي أي وقت شاء، لضاعت

.في صحة النسب من عدمها

02-05: رقـم بـاألمر والمـتمم المعـدل ،1984يوليو09فيالمؤرخ،11-84:رقمالجزائرياألسرةقانون-1

.2005فبراير27فيالمؤرخة،15:رقمالرسميةالجريدة،2005سنةفبراير27فيالمؤرخ.72اآليةالنحل،سورة-2.38اآلية،عدالرسورة-3

،1986-ه1406الثانيـة، الطبعة،حلباإلسالمية،المطبوعاتمكتبطبعةالمجتبى،فيالنسائيأخرجهالحديث-4

.6/65رقم

Page 25: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

19

تصال الجنسي المباشر، يجب أن يكون الزوجان ولكي يتحقق اإلنجاب عن طريق اال

في صحة جيدة، وأن يكون الجهاز التناسلي لكل منهما سليما غيـر مصـاب بـأمراض

.تناسلية

جانبي الـرحم، وهمـا يتكون الجهاز التناسلي للمرأة من المبيضين المتواجدين على

صغيران على شكل حبة اللوز، ولونهما أبيض يميل قليال إلى الوردي، ويربطهما بالرحم

وتتمثل وظيفة المبيض في إفراز الهرمونات المساعدة على .مجموعة من األلياف العضلية

حتمـاالت ااإلخصاب، وتكون هذه األخيرة عادة في منتصف الدورة الشهرية وفيها تكون

الحمل عالية، حيث تخرج البويضة من المبيض في هذه المرحلـة وتظـل قابلـة حدوث

.ساعة24إلى12لإلخصاب لمدة

والمؤكد طبيا أن األنثى تولد وفي مبيضها حوالي مليون بويضة، وكذلك لديها رحـم

الحتضان الجنين، باإلضافة إلى أنابيب فالوب التي تمتد إلى جانبي الرحم و تتدرج فـي

لتقاط بويضة المرأة واسـتقرارها اساعها وتضيق في الجزء المتصل بالرحم، ووظيفتها ات

.نتظارا لقدوم الحيوان المنويافيها

أما الجهاز التناسلي للرجل فيتمثل في الخصيتين والقناة التي تسير فيهـا الحيوانـات

.ل المنويئالمنوية والغدد المصاحبة لهما، والتي تساعد على عملية خروج السا

تصال الجنسي فيتم إنزال الحيوانات المنوية للرجل في وباللقاء بين الزوجين يحدث اال

وتساعدها في ذلك أهداب هذه القناة ،مهبل المرأة، متجهة إلى عنق الرحم عبر قناة فالوب

ا مذلك أن مبيض المرأة يبدأ بالتضخم في منتصف الشهر، وعنـد . 1تجاه نحو الرحمفي اال

البويضة من المبيض تقوم أهداب قناة فالوب بالتقاطها مباشرة وتحتضنها لترتـاح خرجت

من الزمن منتظرة في الثلث األول من القناة الحيوان المنوي ليلقحها، وخالل هذه فيها مدة

المدة تتسابق الحيوانات المنوية بكميات تقدر بالماليين نحو البويضة، وهـذه الحيوانـات

أيام ألنها تقطـع مسـافة 3إلى 2قدرة على الحياة داخل مهبل المرأة لمدة المنوية لها ال

بتداء من مهبل المرأة ثم عنق الرحم ثم قناة فالوب حتـى تصـل إلـى البويضـة اكبيرة

.لتخصبها

1 -www.123esaaf.com/pregnancy/034.html.

Page 26: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

20

والجدير بالذكر أن الحيوان المنوي يحمل على رأسه إنزيمات تجعله قادرا على ثقب

ندماج في نواتها بعد أن يتخلى عـن ذيلـه وبقيـة ه فيها واالجدار بويضة المرأة ودخول

الرأس الذي يحمل كل الصفات الوراثيـة للرجـل، :جسمه، فهو يتكون من ثالثة أجزاء

الجزء الوسط المسؤول عن التغذية، والذيل وهو المساعد للحيوان المنوي على الحركـة

،نوية نحو البويضـة لتخصـيبها ورغم تسابق كل هذه الماليين من الحيوانات الم. بسرعة

ختراق البويضة، وفـي اللحظـة التـي اغالبا هو من يتمكن من اواحدامنويافإن حيوان

يخترق فيها الحيوان المنوي جدار البويضة يتم اإلخصاب في قناة فالوب، ويتكون حـول

البويضة جدار ال يسمح بدخول أي حيوان منوي آخر، وبعد حـدوث اإلخصـاب تبـدأ

ة الملقحة رحلة العودة من قناة فالوب إلى الرحم لتزرع فيه، ويبدأ بعد ذلك انقسام البويض

الخلية المخصبة لتكوين الجنين والتي تستغرق ما بين أربعة وستة أيام، وفي تلك األثنـاء

ويبقى الجنين معلقا في عنق الرحم لمدة يومين، ثم ،1يكون الرحم مستعدا الستقبال الجنين

خاليا داخلية تكون : إلى قسمينه لينمو فيها الجنين باستمرار، وتنقسم خاليايلتصق بالرحم

.2أنسجة وأعضاء الجنين، وخاليا خارجية تكون المشيمة

وأخيرا يجب التنويه أنه يشترط في هذا التلقيح الطبيعي كوسيلة للحصول على جنين

الذي توافرت فيه أركانه أن يتم بين زوجين، والزواج المقصود هنا هو الزواج الصحيح

تصاال جنسيا صيانة اتصال الرجل بالمرأة اوشروطه، إذ جعل اهللا تعالى الزواج أساسا في

للمجتمع من األمراض الجنسية الخطيرة الناتجة عن العالقات غير المشروعة، وحفاظا

.على األنساب

صطناعي الداخليالتلقيح اال-اثاني

تصال الجنسي المباشر بين الرجل والمرأة أو ما يسمى يتكون الجنين عن طريق اال

ونظرا لتعذر نجاح هذه العملية بالنسبة لألزواج الذين يعانون من باإلنجاب الطبيعي،

صطناعي صطناعي بوسيلة التلقيح االمشكل العقم، فقد لجأ األطباء إلى اإلنجاب اال

.الداخلي

اإلسـكندرية، الجـامعي، راألطباء وآراء الفقهـاء، دار الفكـ التلقيح الصناعي بين أقوال أحمد،لطفيمحمدأحمد-1

.20-19ص،، الطبعة األولى20062 - www.stoob.com/277294.html ._Forum.sedty.com.

Page 27: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

21

عندما تفشل المحاوالت العالجية األخرى وال شك أنه يتم اللجوء إلى هذه الوسيلة

للعقم، سواء عن طريق إجراء العمليات الجراحية، أوباستعمال المستحضرات الطبية

الحديثة التي تعمل على تنشيط األجهزة التناسلية عند كال الزوجين لتسهيل عملية

.1اإلخصاب

"صطناعي الداخلي بأنهويمكن تعريف التلقيح اال انات المنوية في وضع الحيو:

ستخراج البويضة وتلقيحها االجهاز التناسلي للمرأة، أو إخصاب بويضة المرأة عن طريق

عملية طبية تتمثل في : " أو هو، 2"بالخلية الذكرية للرجل وإعادة زرعها في رحم المرأة

إخصاب المرأة عن طريق حقن السائل المنوي للزوج في المكان المناسب من مهبل

.3"واء كانت النطفة طازجة أو مجمدةالزوجة س

:وتبعا لذلك البد من معرفة مضمون هذا التدخل الطبي، وشروطه فيما يلي

:صطناعي الداخليمضمون التلقيح اال-1

صطناعي الداخلي هو عملية طبية يتم بمقتضاها تلقيح بويضة المرأة التلقيح اال

تم نقل الحيوانات المنوية بعد تنقيتها وتركيزها في بالحيوان المنوي للرجل داخل الرحم، وي

. المخبر في وقت التبويض لدى المرأة

نظيف معقم غير وعاء خاصويؤخذ السائل المنوي حارا غير بارد، بعد وضعه في

وتبقى ،مبلل بالماء، ويسحب بحقنة خاصة ليزرع في فوهة الرحم ليدخل إلى رحم المرأة

ه العملية مستلقية على ظهرها قرابة ساعة لمساعدة النطف للعلوق في المرأة بعد إجراء هذ

وال تجرى هذه العملية إال بعد مراقبة طبية للدورة الشهرية للمرأة في األشهر الرحم،

.4الثالثة السابقة

، 2001عمان،عامر القيسي، مشكالت المسؤولية الطبية المترتبة عن التلقيح الصناعي، دار الثقافة للنشر والتوزيع،-1

.29ص دار العلـم واإليمـان ،الداخلي بين الشريعة اإلسالمية والقوانين الوضعيةشوقي زكريا الصالحي، التلقيح الصناعي -2

.25ص ،2006القاهرة،والتوزيع،للنشر .21، ص 1993الكويت،الصناعي،اإلنجابالزهرة،مرسيمحمد-365-64المرجع السابق، ص ،أحمد محمد لطفي أحمد-4

Page 28: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

22

صطناعي الداخلي إال أنه لقي ترحيبا من الدول الغربية ورغم حداثة وسيلة التلقيح اال

وضع ضوابط له، من حيث ووابتدأت بتنظيمة في قوانينها بتحديد إطاره العام ،العربيةو

.ن لهاون بهذه العمليات أو األشخاص الخاضعواألشخاص القائم

صطناعي بصفة وأدرج المشرع الجزائري في قانون األسرة نصا يجيز التلقيح اال

زوجين اللجوء إلى التلقيح يجوز لل: "من قانون األسرة مكرر45حيث تنص المادة عامة،

صطناعي؛اال

:صطناعي للشروط اآلتيةيخضع التلقيح اال

أن يكون الزواج شرعيا؛-

أن يكون التلقيح برضا الزوجين وأثناء حياتهما؛ -

أن يتم بمني الزوج و بويضة ورحم الزوجة دون غيرهما؛-

".صطناعي باستعمال األم البديلةال يجوز اللجوء إلى التلقيح اال

صطناعي سواء يتضح من خالل هذه المادة أن المشرع الجزائري يجيز التلقيح اال

:كان داخليا أم خارجيا ولكنه أخضعه لمجموعة من الشروط هي

صطناعي بين زوجين، وبالتالي ال يمكن قبول اللجوء إلى هذه التقنية أن يكون التلقيح اال-

ل التلقيح بعد انقطاع هذه العالقة بالوفاة أو خارج إطار العالقة الزوجية، كما ال يقب

أن يتم هذا التلقيح بموافقة الزوجين، ويكون بأخذ مني الزوج وبويضة الزوجة -بالطالق؛

ويتم التلقيح في رحم الزوجة، فال يمكن قبول أي شخص أجنبي يدخل في هذه العالقة منعا

يضات وتلقيحها ثم زرعها في رحم الختالط األنساب، كالتبرع بالحيوانات المنوية أوالبو

.مرأة أجنبيةا

نتهى إليه المجمع الفقهي اإلسالمي لرابطة العالم اإلسالمي المنعقد بمكة اوهو نفس ما

أن حاجة المرأة المتزوجة والتي ال " :بقراره1985المكرمة في دورته الثامنة لعام

يح معالجتها باألساليب المباحة تحمل، وحاجة زوجها إلى الولد تعتبر غرضا مشروعا يب

صطناعي، وأن األسلوب الذي تؤخذ فيه النطفة الذكرية من متزوج، منها أساليب التلقيح اال

صطناعي الداخلي هو أسلوب جائز ثم تحقن في رحم زوجته نفسها في طريقة التلقيح اال

Page 29: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

23

ط فقهاء شتراولكن . 1"شرعا بعد أن ثبت حاجة المرأة إلى هذه العملية ألجل الحمل

مؤتمر كلية الشريعة اإلسالمية إلباحة هذه الوسيلة مجموعة من الشروط، حيث أوصى

، بإباحة التلقيح اإلصطناعي بين الزوجين فقط مع 1993الحقوق بجامعة القاهرة عام

:ضرورة توافر ضوابط معينة وهي

زوجة يحددها القانون، أن حمل الأن يثبت بناء على تقرير طبي تتوافر فيه شروط-1

بالطريق الطبيعي غير ممكن وأن من شأنه أن يحدث لها أضرارا صحية جسيمة؛

صطناعي بأحد األساليب التي يحددها التشريع الذي ينظم هذا أن يجرى التلقيح اال-2

التلقيح؛

صطناعي وباألسلوب الذي يجرى أن يثبت رضا كل من الزوجين بإجراء التلقيح اال-3

. 2فيهمابه، والوقت والمكان الذي يجرى

صطناعي الداخليشروط التلقيح اال-2

فإن هذه العملية البد من إخضاعها ،صطناعي يتم بين زوجينولما كان التلقيح اال

ها، ويمكن ئإلى مجموعة من الشروط تضفي عليها المشروعية وتحقق الغرض من إجرا

يتمثل تلخيصها في شرطين، يتمثل الشرط األول في صدور رضا عن الزوجين، و

اإلنجاب، وهذا ما تحقيق الرغبة في يكون الغرض من التلقيح الشرط الثاني في أن

:سوف أتناوله فيما يلي

أن يصدر رضا من الزوجين -أ

صطناعي تتم بين رجل وإمرأة تربطهما عالقة زوجية إن عملية التلقيح اال

األوروبية مشروعة، ولكن هذا الشرط سرعان ما عدلت عنه الكثير من الدول

واألمريكية فنادوا بجواز إجرائها كذلك بين غير األزواج، بل طالبت به أيضا حتى

ة الجنائية لألطباء عن استخدام األساليب المستحدثة في الطب والجراحـة المسؤوليمحمد عبد الوهاب الخولي،-1

.32ص ،)بدون دار نشر(، )الطبعة األولى(، 1997، )دراسة مقارنة(.104-103ص،2008باإلسكندرية،المعارفمنشأةوالمشروعية،التحريمبيناإلنجابطه،أحمدمحمود-2

Page 30: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

24

بعض النساء اللواتي يرغبن في أوالد دون إقامة عالقة زوجية، أو في إطار عالقة

. 1أو رحم إمرأة أجنبيةزوجية بحيوان منوي لرجل أجنبي،

يخرج عن مقتضيات الشرع واألخالق،ولكن إجراء هذه العملية بين غير األزواج

صطناعي فاشتراط أن يكون التلقيح االكان على التشريعات وضع نصوص لتجريمها،

بين زوجين ضروري ألن من شأن ذلك الحفاظ على مصلحة الطفل مستقبال، حتى ال

يكون عرضة للضياع من حيث عدم معرفة أبويه الحقيقيين ويجعله مستقرا نفسيا وينمو

.2طبيعيةبصورة

ويشترط في الرضا الصادر عن كل منهما أن يكون خاليا من عيوب اإلرادة حسب

القواعد العامة، بحيث يكون متبصرا ومستنيرا ويلقى على عاتق القائم بهذه العملية واجب

فالموافقة على عملية ،3إعالم الخاضع لها إعالما كامال من حيث طبيعة العملية وآثارها

صطناعي يجب أن تصدر من كال الزوجين صراحة أو ضمنا، وموافقة الزوجة الالتلقيح ا

ال إشكال فيها ألنها هي الخاضعة لهذه العملية فحكمها حكم المريض، فال بد أن يصدر

فال يوجد أي نص يشترط موافقة الزوج ،، أما عن رضا الزوج4عنها رضا متبصر وحر

إمكانية رفض الزوج لهذه العملية إذا كان في إلجراء هذه العملية، ولكن ذلك ال يمنع من

.ذهنه أي شك في مصداقيتها

ويشترط كذلك أن يصدر الرضا والعالقة الزوجية قائمة، كون اإلنجاب بطريقة

تصال الجنسي المباشر ال يمكن تصوره إال في حالة قيام العالقة طبيعية أي عن طريق اال

1- Mazan, L’ insemination artificielle une réalité ignoré par le législateur, J.C.P ,1978 , n° 5.-Baudouin (J.L) et Riou(CL), Produire de l’ homme de quel droit ? PUF, Fance, 1987, p32.

.37المرجع السابق، ص ،محمد مرسي الزهرة-2- Mazan, Article précité, N°6.

رمسيس -. 45، ص 1986القاهرة،العربية،النهضةداروالتطبيق،النظريةبينالعالجعقدمأمون،الرشيدعبد-3

غير موضـح عليهـا ،1992القاهرة،بهنام، واجب الحصول على رضا المريض، مجلة كلية الحقوق للبحوث القانونية،

.35ص العدد،.15عبد الرشيد مأمون، المرجع السابق، ص -4

- Mazan , Art préc, N° 10.

Page 31: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

25

نتهاء العالقة الزوجية بالوفاة أو اصطناعي بعد فال يمكن تصور التلقيح اال،الزوجية

.بالطالق

وبدوره حرم المجمع الفقهي اإلسالمي المنعقد في مكة المكرمة ومجمع البحوث

تلقيح بويضة المرأة بعد 27/03/1986: هـ الموافق لـ1406رجب 17: اإلسالمية في

.1لموت بينهماوفاة الزوج، ألن الزوجة تصبح أجنبية عن زوجها بعد أن فرق ا

أن يكون الغرض من التلقيح تحقيق الرغبة في اإلنجاب -ب

نحراف عن إن العقم يعتبر مرضا يجب العمل على التداوي منه، فمجرد اال

و العقم هو . الصفات العضوية والحاالت الفيزيائية التي يتصف بها الجسم يعتبر مرضا

وقد يكون هذا المرض أصليا في عدم قدرة المرأة والرجل على اإلنجاب ألسباب متعددة،

اإلنسان منذ والدته، وقد يكون مكتسبا، وأسباب العقم قد ينفرد بها الرجل وقد تكون لدى

.المرأة

أسباب العقم لدى الرجل متعددة فقد يكون ناتجا عن أمراض تناسلية أو أمراض ف

الكحولية أو ناتجاعن أسباب خارجية كتعاطي المخدرات والمشروباتالغدد، أويكون

اإلصابة باإلشعاعات الذرية، وقد يكون ناتجا عن أسباب أخرى نفسية أو فيزيولوجية أو

.سرعة القذف لديه أو غيرها من الممارسة الجنسية الخاطئة

كأمراض عنق الرحم أو ،وتكون أسباب العقم عند المرأة في غالبها أسباب مرضية

.2تساعه وغيرها من األسباباسداد مهبل المرأة أو عدم نالتهاباته، أو اتشوهاته الخلقية و

:والحقيقة أن عبارة العقم تحمل معنيين

صطناعي نهائيا ولو بطرق التلقيح االاألول، يقصد بالعقم عدم القدرة على اإلنجابالمعنى -

.3""عقیما إنھ علیم قدیرأو یزوجھم ذكرانا وإناثا ویجعل من یشاء ":لقوله تعالى

الصـناعي لإلنجـاب القانونيالنظامهيكل،حسيني-.ومايليها103أحمد محمد لطفي أحمد، المرجع السابق، ص -1

-.وما يليها206ص2007القاهرة،القانونية،الكتبدار،)مقارنةدراسة(اإلسالمية،والشريعةالوضعيالقانونبين

العربيـة، النهضةدارلألطباء،المدنيةالمسؤوليةقواعدضوءفيالطبيةالتجاربعنالمدنيةالمسؤوليةمنتصر،سهير

.59ص ،1990القاهرة،سـعيدان -: كـذلك وانظر. ومايليها38أحمد محمد لطفي أحمد، المرجع السابق، ص : نظرالمزيد من التفصيل -2

.وما يليها155المرجع السابق، ص،أسماء. 50اآلية سورة الشورى،-3

Page 32: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

26

المعنى الثاني، ويقصد بالعقم عدم الخصوبة، أي عدم القدرة على اإلنجاب بطريق -

ستخدام أي مانع من موانع الحمل، وهذه هي الحالة التي اتصال الجنسي المباشر ودون اال

.1صطناعييمكن مقاومتها عن طريق التلقيح اال

صطناعية، كالعالج اه يمكن عالج العقم بوسائل متعددة طبيعية أو والجدير بالذكر أن

باألدوية واألعشاب والتدخالت الجراحية، وإذا نجحت هذه الوسائل فإن ذلك سوف يؤدي

تصال الجنسي باعتباره الطريق الى القضاء على العقم نهائيا وإمكانية اإلنجاب بطريق اال

صطناعي وسائل فيمكن اللجوء إلى التلقيح االالطبيعي لإلنجاب، وأما إذا فشلت هذه ال

حتياطي ولكنه ال يؤدي إلى عالج مرض العقم أو القضاء عليه نهائيا، بل هو اكطريق

مجرد وسيلة لتحقيق الرغبة في اإلنجاب، حيث يمكن اللجوء إليه كلما تجددت هذه

.2الرغبة

حة العقم وتحقيق الرغبة في وبالتالي فإن الهدف من اللجوء إلى هذه العملية هو مكاف

صطناعي من شأنه معالجة العقم، الحصول على أوالد، ولكن ال يمكن القول أن التلقيح اال

ألن هذا األخير إذا ثبتت أسبابه طبيا وثبت عدم نجاعة كل األدوية والتدخالت الجراحية،

ول على صطناعي، ألن هدف هذا األخير هو الحصفال يمكن عالجه بواسطة التلقيح اال

أوالد بطريق آخر غير الطريق الطبيعي الذي كان العقم عائقا أمامه، بواسطة تقنيات طبية

.3بيولوجية تساعد على اإلخصاب بطريقة إصطناعية

صطناعي الخارجيالتلقيح اال: اثالث

صطناعي الداخلي قد ينطوي على عيوب ككون الرحم غير صالح إن التلقيح اال

نسداد القناة التي تصل بين المبيض والرحم والتي تسمى قناة اسبب إلجراء هذه العملية ب

وتتمثل هذه . األطباء إلى طريقة أخرى حتى تتحقق الرغبة في اإلنجابلجألذا فالوب،

صطناعي الخارجي أو ما يسمى باإلخصاب في الطريقة المستحدثة في الطب بالتلقيح اال

.Bébééprouvette4ابيب ، أو أطفال األنFécondation in vitroأنبوب

.85محمود أحمد طه، المرجع السابق، ص -1.52محمد مرسي الزهرة، المرجع السابق، ص -2

3- Roseline Letteron, op cit, p 59..79ابق، ص محمد عبد الوهاب الخولي، المرجع الس-4

Page 33: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

27

صطناعي أتعرض لمضمون التلقيح اال،ولتفصيل كيفية إجراء هذه العملية

. الخارجي، و صوره فيما يلي

صطناعي الخارجيمضمون التلقيح اال-1

صطناعي الخارجي، ألنها تتم خارج رحم المرأة، سميت هذه العملية بالتلقيح اال

ني الرجل في محيط آخر مالئم يكون على شكل بمعنى أنه يتم تخصيب بويضة المرأة بم

.ختبار، وإخضاعها لمعايير وشروط طبيةاأنبوب

أن هذا فيصطناعي الداخلي، صطناعي الخارجي عن التلقيح االيختلف التلقيح االو

األخير كما تدل عليه تسميته يتم داخل رحم المرأة، حيث ال يتم فيه سحب بويضات المرأة

يرة في مكانها، كل ما في األمر أن مني الرجل هو الذي يسحب من وإنما تبقى هذه األخ

الجهاز التناسلي للرجل، ثم يتم حقنه في الجهاز التناسلي للمرأة، بينما في التلقيح

صطناعي الخارجي تنتزع بويضة المرأة كما يسحب مني الرجل ويتم تلقيحهما خارج اال

نقل هذه البويضة الملقحة إلى رحم المرأة ختبار، وبعد ذلك تارحم المرأة وذلك في أنبوب

.1لتزرع فيه

ختبار اومن خالل ذلك يتبين أن الجنين الناتج عن تلقيح بويضة المرأة في أنبوب

صطناعي الداخلي تبدأ تبدأ حياته خارج رحم المرأة، بينما الجنين الناتج عن التلقيح اال

.حياته في رحم أمه منذ لحظة التلقيح

ستخراج بويضة أو أكثر من المرأة عن طريق الهذه التقنية يلجأ الطبيب إلى وتطبيقا

بعد استثارة هذه البويضات بواسطة هرمونات Laparos copieتدخل جراحي يسمى

منشطة لعملية التبويض، ويتم مراقبة هذه العملية عن طريق جهاز الموجات فوق الصوتية

ج هذه البويضات بواسطة منظار البطن، أو لمعرفة عدد البويضات المتكونة، ثم تستخر

عن طريق إبرة يتم إدخالها في البطن، ثم توضع في وسط مالئم ومغذ، أي في أنابيب

ختبار في وجود مني الرجل مع وضعها في جهاز حضانة معمل يحافظ على درجة ا

لها حرارة معينة، وبعد حدوث اإلخصاب أي إنقسام البويضة إلى خاليا، يقوم الطبيب بنق

.114أحمد محمد لطفي أحمد، المرجع السابق، ص -1

- Boudouin(J.L) et Riou(CL), Opcit , p 63.

Page 34: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

28

إلى رحم المرأة عن طريق قسطرة رفيعة، حيث يتم تثبيتها في الرحم، وبعد ذلك يتم

. 1مراقبة إمكانية حدوث الحمل

صطناعي من قانون األسرة التلقيح اال45المادة ولقد أجاز المشرع الجزائري في

عيادات يسارع الجزائريون إلى طلب اإلنجاب بهذه الطريقة، إذ توجد ثمانوتالخارجي،

ألف جزائري مصابون بالعقم، ونسبة نجاح 300متخصصة في أطفال األنابيب، مقابل

بالمائة، باإلضافة إلى أن تكاليفها غير مضبوطة من 5إلى1اإلنجاب بهذه الطريقة ما بين

مليون بين العملية واألدوية التي تتطلبها هذه 30إلى 25وزارة الصحة، وهي ما بين

أن نجاح العملية ال يتم في التجربة األولى، بل ال بد من تكرارها عدة ناهيك . األخيرة

. 2مرات

إن نسبة نجاح اإلخصاب باستخدام طريقة أطفال األنابيب قد تحسنت تدريجيا وذلك

بفضل التطور في التقنيات الحديثة المستخدمة في هذا المجال، فقد وصـلت فـي بعـض

وهذه النسبة تعتبر عالية وفقا للمقاييس الطبية ٪، 50إلى40المراكز المتقدمة إلى ما بين

صطناعي الخارجي على عدة عوامل أهمها عمر وتعتمد نسبة نجاح التلقيح اال. المستخدمة

المريضة، فكلما زاد عمر المريضة قلت نسبة النجاح، وكذلك شدة العيوب الخلقيـة فـي

قلها للرحم وجودة التقنيات المتـوفرة فـي الحيوانات المنوية، وكذلك جودة البويضة قبل ن

.3مختبرات األجنة

صطناعي الخارجيصور التلقيح اال-2

إن تعدد صور أطفال األنابيب أو باألحرى طرق الحصول على الحيوانات المنوية

.قد أدى بالضرورة إلى اختالف موقف التشريعات من مدى مشروعيتها،والبويضات

:صطناعي متعددة ويمكن تقسيمها إلى مجموعتينالإن صور التلقيح ا

التلقيح اإلصطناعي في إطار العالقة الزوجية، وتضم حالتين، : المجموعة األولى

.240ص ،المرجع السابق،حسيني هيكل-1

- Marie Santiago Delefosse, Fecondation in vitro, Anthropos Economica, 1995, p 06.2 - Willi Rothley, M. Casini M. Willi, Rothley, M. Carlo Casini, Problèmes éthiques etjuridiques de la manipulation génétique et de la fécondation humaine artificielle office despublications officielles des communautés européennes, Luxembourg, 1990, p 107.3 - Roseline Letteron, Opcit, p 58.

Page 35: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

29

في هذه الحالة يقوم الطبيب بأخذ بويضة من الزوجة، وحيوان منوي من :الحالة األولى

بار ثم تزرع في رحم ختاالزوج أثناء قيام العالقة الزوجية، ويتم تلقيحهما في أنبوب

الزوجة لتعلق في جداره وتنمو، بشرط الحصول على موافقة الزوجين، ويكون الهدف من

هذه العملية التغلب على مشكلة العقم، والموافقة المتطلبة هنا، هي نفس الموافقة المتطلبة

.صطناعي الداخلي ألنهما يشتركان في نفس الهدففي التلقيح اال

هذه الحالة يقوم الطبيب بأخذ بويضة من الزوجة األولى ويتم تلقيحها في: الحالة الثانية

ختبار يتم زرعها في رحم الزوجة الثانية ابمني الرجل، ولكن بعد وضعها في أنبوب

. 1صاحب النطفةللزوج

:صطناعي خارج إطار العالقة الزوجية، وتضم خمس حاالتالتلقيح اال: المجموعة الثانية

يقوم فيها الطبيب بسحب البويضة من الزوجة والحيوان المنوي من الزوج، : الحالة األولى

وعندما يتم اإلخصاب في أنبوب يتم زرع البويضة الملقحة، داخل رحم إمرأة أجنبية؛

في هذه الحالة يسحب الطبيب البويضة من الزوجة ليتم تلقيحها داخل أنبوب : الحالة الثانية

، وبعد ذلك تزرع في رحم الزوجة؛)متبرع(ي إختبار مع حيوان منوي لشخص أجنب

في هذه الحالة يسحب الطبيب بويضة من إمرأة أجنبية وحيوان منوي من : الحالة الثالثة

الزوج ، ليتم تلقيحها خارج الرحم وتزرع بعد ذلك في رحم الزوجة؛

ذلك يتم تلقيح بويضة إمرأة بمني رجل ال تربطهما عالقة زوجية، وبعد : الحالة الرابعة

؛تزرع في رحم الزوجة

يتم تلقيح بويضة إمرأة غير متزوجة وحيوان منوي لرجل متبرع و : الحالة الخامسة

.2تزرع في رحم إمرأة غير متزوجة

1 -M Willi Rothley, M Carlo Casini, Op.cit., p 86.

.وما يليها81محمد عبد الوهاب الخولي، المرجع السابق، ص -

، )دراسـة مقارنـة (ماروك نصر الدين ، األم البديلة بين القانون المقارن والشريعة اإلسالمية : نظر هذه الحاالتا-2

10، ص 4، العـدد 1999، 37قتصادية والسياسية، كلية الحقوق، الجزائر الجزء ونية واالالمجلة الجزائرية للعلوم القان

. ومايليها

-M.Willi Rothley, M carli casini, opcit, p 86.

.وما يليها214فرج صالح الهريش، المرجع السابق، ص -

Page 36: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

30

صطناعي الخارجي في إطار العالقة إن الحالة األولى التي تتمثل في التلقيح اال

ختبار وبعد ذلك االزوج في أنبوب الزوجية، والتي يتم فيها تلقيح بويضة الزوجة بمني

تزرع في رحم الزوجة، ال تثير أدنى أشكال باعتبارها تمثل وسيلة علمية حديثة لتمكين

مكرر 45األزواج من الحصول على األوالد، حيث تبناها المشرع الجزائري في المادة

جي بعبارة صطناعي الذي يشمل الداخلي والخارمن قانون األسرة بذكرها كلمة التلقيح اال

". يجوز للزوجين اللجوء إلى التلقيح الصناعي:"

عتبارها تتم بين الزوجين ألنها من باب االشريعة اإلسالمية بفقهاء كما أباحها

تخاذ التنفيذ هذه العمليةواشترطاالتداوي الذي حثت عليه الشريعة اإلسالمية، ولكن

مما قد يؤدي إلى اختالط ةالملقححتياطات للحيلولة دون التالعب في البويضاتا

.1األنساب

أما بالنسبة للمجموعة الثانية وهي عملية التلقيح خارج إطار العالقة الزوجية،

فيذهب المشرع الجزائري إلى عدم جوازها باعتباره يشترط أن يكون التلقيح بين زوجين

يعة الشرفقهاءمن قانون األسرة، وهو يتماشى مع موقف45حسب نص المادة

في اعتبار هذه الصور تتعارض مع األحكام العامة للشريعة اإلسالمية، ألنها ،اإلسالمية

ختالط األنساب فتتعارض مع وظيفة األمومة الطبيعية وتعرض الطفل للعديد اتؤدي إلى

. 2جتماعية والنفسيةمن المشاكل اال

: مهاأهلمجموعة من الشروطصطناعي الخارجيعملية التلقيح االوتخضع

أن تجرى هذه العملية فقط في إطار العالقة الزوجية وبموافقة الزوجين، بعد التأكد من -1

؛.....)أدوية،عملية جراحية( فشل كل محاوالت اإلنجاب الطبيعي

أن يكون الغرض من إجراء هذه العملية المساعدة الطبية في اإلنجاب، فال يجـوز أن -2

في جنس الجنين أو تحسين السالالت؛يمتد هذا الغرض إلى أمور أخرى كالتحكم

ختالط البويضـات أو اخضوعها الحتياطات قبل وبعد عملية الزرع، كالتأكد من عدم -3

الحيوانات المنوية بغيرها، ويكون ذلك عن طريق الرقابة واإلشراف على هذه العملية من

.91، ص 1994علوم ،األردن، زياد سالمة، أطفال األنابيب بين العلم والشريعة، الدار العربية لل-1األعلى،اإلسالميالمجلسمجلةاإلسالمية،والشريعةالمقارنالقانونبينالصناعيالتلقيحالدين،نصرماروك-2

.ومايليها223-210ص ،2العدد،1999جانفيهـ،1419شوال،2السنةالجزائر،

Page 37: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

31

قبل طاقم طبي متخصص، وفرض جزاء جنائي على كل من يخالف هذه الضوابط، ناهيك

عن الرقابة البعدية لهذه العملية، خاصة فيما يتعلق بمصير البويضات الفائضة عن هـذه

حتى أنه إذا لم تفلح عملية الزرع األولى تكرر العمليـة، فـإذا ،العملية بضرورة حفظها

نجحت فال بد من التحكم في مصير البويضات الزائدة عن الحاجة حتى ال تكـون محـال

.1للتالعب

أنوه بأن الهدف من تعرضي إلى كيفية تكون الجنين هو دراسة الفرعاما لهذا وخت

المحل الذي تقع عليه التجربة الطبية، ذلك أن هذه األخيرة تتميز بخصوصية مقارنة بتلك

الحقـا، إذ يتبينالتي تجرى على اإلنسان المتكامل البنيان أو الشخص القانوني كما سوف

.رحم سوف يؤثر على طبيعة التجارب التي تجرى عليه أن تواجد الجنين داخل ال

فالجنين يتكون ويتطور داخل رحم المرأة من خالل التلقـيح الطبيعـي والتلقـيح

صـطناعي صطناعي الداخلي، كما يتكون خارج الرحم ويتطور داخله في التلقـيح اال اال

رحمها ثم تزرع مباشرة الخارجي، ذلك أن هذا األخير يسمح بتلقيح بويضة المرأة خارج

ن يتم تلقيح البويضـة يذلصطناعي الداخلي الفي الرحم، عكس التلقيح الطبيعي والتلقيح اال

.فيهما داخل الرحم

وتشترك الطرق الثالثة للتلقيح أنها ينتج عنها جنينا متواجدا داخل رحم المرأة قد

. يكون محال للتجارب الطبية

الثانيفرعال

ر الجنينمراحل تطوإن الجنين يمر بمجموعة من المراحل حتى يكتمل نموه ويستعد للخروج من بطن

ألن الدراسات الحديثة أثبتت ،و سوف أتناول هذه المراحل كما تناولها القرآن الكريمأمه،

.مطابقة هذه المراحل لما كشفته األجهزة العلمية لهذا التطور في تكوين الجنين

وين الجنين هي المادة التي تتكون في الرحم من عنصري الحيوان المنوي فأساس تك

ويكتسب ،والبويضة، ويمر هذا الجنين بمراحل متعددة بداية من اإلخصاب وحتى الوالدة

تطور مادي :طبيعة مزدوجةذوكل مرحلة خصائص ومؤهالت جديدة، وهذا التطورفي

Page 38: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

32

ه ئها الجنين، ونمو وتطور أعضامحسوس، يشمل العناصر المادية التي يتكون من

.وأجهزته

.1وتطور معنوي، عندما تتكون لديه عناصر معنوية كالتصور واإلرادة والتفكير

ختالف أديانهم ان العلماء على إوهذه المراحل قد فصل فيها القرآن الكريم، حيث

م ليس لهم أن يشككوا في وصف القرآن الدقيق لمراحل تخلق الجنين داخل الرحم وأه

البعث فإنا خلقناكم من نأيها الناس إن كنتم في ريب ميا":آيتين في هذا الشأن قوله تعالى

نقو لكم نيلنب خلقةر مغيو خلقةم غةضم نم ثم لقةع نم ثم نطفة نم اب ثمي ترف ر

.2"األرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفال

يمكن تقسيم هذه المراحل كما قسمها القرآن الكريم إلى المرحلة قبل تكوين و

ه وهي مرحلة ئأعضاء الجنين وهي النطفة، العلقة، والمضغة، والمرحلة بعد تكوين أعضا

.وهذا ما سوف أتناوله تباعاة تكوين العظام واللحم، المضغة المخلقة، ومرحل

مرحلة ما قبل تكوين أعضاء الجنين - أوال

تضح أن أساس تكوين الجنين هي عمليـة اإلخصـاب بانـدماج امن خالل ما سبق

الحيوان المنوي للذكر مع بويضة األنثى، فاهللا سبحانه وتعالى قد خلق البشـر مـن مـاء

تعتبـر و. لذكر باألنثى تتجلى قدرته تعالى في إفراز الحيوانات المنويةمهين، فعند تالقي ا

كتمال الجنين في صورته النهائية من أهم مراحل تطور الجنين بـل هـي امرحلة ما قبل

.أساس وجوده

1- R.Martin, Les premiers jour de l’ embryon, J.C.P, 2002.-Patrick courbe, Droit civil, les personnes, la famille, les incapacités, Dolloz, France, 7 éd2009, p 07. - www.almhml.com - . www.women.bo7.net.

.53، الطبعة الثانية، ص 1999السعودية، ،دار النفائسمحمد نعيم ياسين، أبحاث فقهية في قضايا طبية معاصرة، -.05ية اآلسورة الحج، -2

Page 39: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

33

لقد حدد المولى تبارك وتعالى في كتابه العزيز الحكيم مراحل تطور الجنين البشري

ومن خالل ذلك يمكن تقسيم ، 1مرورا بالنطفة فالعلقة فالمضغةنةبدقة أدهشت علماء األج

.مرحلة ما قبل تكوين أعضاء الجنين إلى مرحلة النطفة ثم العلقة ثم المضغة

النطفة- 1

عرفت النطفة بأنها جسم متناسب األجزاء يخلق اهللا منه أعضاء مختلفة وطباعا

إنا خلقنا " :في عدة آيات وهي في قوله تعالىولقد ذكرها اهللا سبحانه وتعالى ،2متباينة

يهتلشاج نبأم نطفة نم انين:" وقوله. 3"اإلنسكار مي قرنطفة ف لناهعج وقوله أيضا ،4"ثم "

.5"خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب

النطفة، ففريق يرى أنها خليط من ماء الرجل معنىختلف العلماء في تحديداوقد

.والمرأة، وفريق آخر يرى أنها ليست خليطا

فالفريق األول يعتبر أن النطفة تخرج من صلب الرجل وترائب المرأة، فالماء

، والدفق الدافق هو المني الذي يخرج دفقا من الرجل والمرأة، وترائب المرأة صدرها

.يتحقق أيضا من ترائب المرأة

أما الفريق الثاني فال يعتبر النطفة خليطا، على أساس أن اهللا وصف الماء بأنه دافق،

ختالف كان في الترائب، فهناك من يرى أنها واال،والدفق ال يكون إال في ماء الرجل

الحماية الجنائية للجسم البشري في ظل اإلتجاهات الطبية الحديثـة، دار الجامعـة مهند صالح أحمد فتحي العزة،-1

جنائية في ضوء التطـورات عبد النبي محمد محمود أبو العينين، الحماية ال-.24ص ،2002القاهرة، الجديدة للنشر،

.ومايليها17، ص 2006القاهرة،مية الحديثة في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي، دار الجامعة الجديدة للنشر،العل، 1، ط1969، القـاهرة، محمد سالم مدكور، الجنين واألحكام المتعلقة به في الفقه اإلسالمي، دار النهضة العربيـة -2

.42،ص.02ية اآلنسان، سورة اإل-3.13ية اآلسورة المؤمنون، -4.07-06سورة الطارق، اآليتان -5

Page 40: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

34

للرجل ترائب كما للمرأة عظام الصدر في الرجل، أما الطب الحديث فقد توصل إلى أن

. 1ترائب

:ويؤكد علماء األجنة على أن المني يحتوي على المكونات اآلتية وهي

، وهي في إنتاج مستمر وحركة نشيطة حتى يتم )النطف(الحيوانات المنوية -أ

تلقيح بويضة المرأة؛

ع مادة البروتستا جالندين، وهي المكلفة بنقل الحيوانات المنوية إلى موق-ب

رغم أن ،التلقيح، وتتسابق الماليين من النطف عبر مهبل المرأة إلى أن تصل إلى الرحم

.2نطفة واحدة هي التي تتمكن من تلقيح البويضة

:وهناك من يقسم النطفة إلى ثالثة أنواع وهي

وهي الحيوانات المنوية الموجودة في المني والتي تفرزها الخصية؛،نطفة مذكرة-أ

وهي البويضة التي يفرزها مبيض المرأة مرة في الشهر؛،نطفة مؤنثة- ب

.3ختالط النطفة المذكرة بالنطفة المؤنثةاوهي ،نطفة األمشاج-ج

ويرى األطباء أن مدة رحلة النطفة هي بداية تكون الجنين إلى أن تنغرز في الرحم

حياة النسيجية عند أيام، فتتكون خلية حية عندما يتم تخصيب البويضة، فتبدأ ال8وهي مدة

.4انقسام الخلية وعلوقها بجدار الرحم واستمرار نموها

وهناك من يرى أن مجرد وجود النطفة في الرحم ال يعد طورا من أطوار تكون

كتمال نمو الجنين عندما تسبب اإذ هو أداة حمل فقط، والدليل على ذلك عدم الجنين،

أو إصابة رحم األم بأمراض تسبب في وراثية،التشوهات الجينية الناتجة عن أمراض

.5توقف نمو الجنين فيحدث اإلجهاض التلقائي

115ص عشرة،الحاديةالطبعة،1999للنشر،السعوديةالداروالقرآن،الطببيناإلنسانخلقالبار،عليمحمد-1

.وما يليهاجراءات تجارب البحث العلمي، دار الجامعـة مدى مشروعية استخدام األجنة البشرية في إ،أيمن مصطفى الجمل-2

.26-25ص ، 2008، اإلسكندرية،الجديدة للنشرعلىالجنايةقزامل،رجبسيف-.109محمد علي البار، خلق اإلنسان بين الطب والقرآن، المرجع السابق، ص -3

.80ص1،2012طاإلسكندرية،القانونية،الوفاءمكتبة،)مقارنةفقهيةدراسة( وعقوبتهاالجنين.42محمد سالم مدكور، المرجع السابق، ص -4

غيـر موضـحة عليـه دار (الحماية القانونية للجنين بين الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي، ،مفتاح محمد أقزيط-5

.27، ص 2004) النشر

Page 41: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

35

ال ويرى فقهاء الشريعة اإلسالمية بأن هذه النطفة ال تستقر في الـرحم، وبالتـالي

إن أحدكم : " تصير علقة إال بعد مرور أربعين يوما، كما قال الرسول صلى اهللا عليه وسلم

.1"في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلكيجمع خلقه

العلقة-2

العلقة هي المرحلة الثانية من مراحل تطور الجنين، وتبدأ هذه المرحلة من األسبوع

األول وتنتهي في األسبوع الثالث للتلقيح بالسائل المنوي، ويسميها البعض مرحلة الغرس

. 2أو الحرث

وسميت بالعلقة ألن النطفة في هذه المرحلة تتعلق بجدار الرحم، وتعرف بأنها الدم

.3الجامد، حيث تتحول البويضة الملقحة إلى دم غليظ مجمد ثم يصير لحما وهو المضغة

فالعلقة هي المرحلة التي تعلق فيها البويضة الملقحة وتنغرز في الرحم، وتبدأ من

س منذ بدء التلقيح، وتستغرق عملية التعلق حوالي أسبوع ليتم اليوم الخامس أو الساد

نقسام البويضة الملقحة، وهي اوتتركب العلقة من خاليا تكونت نتيجة . 4لتصاق بالرحماال

التي تمثل الخلية اإلنسانية األولى، وهي تتركب من نواة و سيتوبالزم بصفة أساسية وهي

ففي هذه المرحلة إذن تبدأ في الظهور .5امدمختلفة تماما عن تركيب الدم السائل الج

.أغشية الجنين والدورة الدموية

المضغة-3

يرى بعض الفقهاء بأن مرحلة العلقة تشمل المضغة والعظام واللحم الذي يكسو

وذلك لعدم وجود فارق زمني كبير بين هذه األطوار، ثم أخيرا تأتي مرحلة ،العظام

، وتسمى مرحلة العلقة بمرحلة الكتل البدنية، وما يميزها التسوية والتعديل ونفخ الروح

،2036الجـزء الرابـع، ص ،)غير موضحة عليه سنة الطبـع (بيروت دار إحياء التراث العربي،، صحيح مسلم-1

.2643الحديث رقم.06شوقي زكريا الصالحي، التلقيح الصناعي، المرجع السابق ص -. 48حسيني هيكل، المرجع السابق، ص -2.119، ص 2007باإلسكندرية،المعارفمنشأةالحامل،إجهاضجريمةأميرة عدلي أمير، -3ص ،2007القـاهرة، الجـامعي، الفكردارالمستحدثة،التقنياتظلفيينللجنالجنائيةالحماية،أميرعدليأميرة-4

228.سيف رجـب قزامـل، المرجـع -.222محمد علي البار، خلق اإلنسان بين الطب والقرآن، المرجع السابق، ص -5

.90السابق ص

Page 42: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

36

ظهور عـدد من الفلقات تبدأ بفلقة واحدة ثم تتزايد لتصل إلى مابين أربعين إلى خمس

وأربعين فلقة، فيظهر الجنين وكأنه قطعة صغيرة من اللحم الممضوغ بقيت عليها طبقات

. 1أسنان واضحة

قدر ما يمضغ، أو التي مضغت، ومنه المضغة فالمضغة لغة هي قطعة من اللحم

قد يلفظها الرحم قبل تشكيلها، وقد يلفظها بعد ذلك، وقد تستقر في الرحم لتبدأ المرحلة

.2التالية

المخلقة، وقد أكد علماء األجنة أن هناك طورين للمضغة، المضغة المخلقة وغير

ثم من مضغة مخلقة :"، وفي موضع آخر3"مضغة فخلقنا العلقة: "مصداقا لقوله تعالى

خلقةر مغي4"و.

فالمضغة المخلقة هي الجنين ذاته، والمضغة غير المخلقة هي األغشية التي تحيط

والمتفق عليه بين علماء األجنة أن مرحلة المضغة .بالجنين وتغذيه وتسقط بعد الوالدة

ع مرحلة العلقة وتنتهي في أربعين يوما من بدء الحمل، ثم تبدأ مرحلة تأخذ طورها م

المضغة المخلقة، وفي هذه المرحلة تقسم المضغة إلى أجزاء عند ظهور األعضاء

. 5البشرية

:مرحلة تكوين أعضاء الجنين- اثاني

وتسمى هذه المرحلة بمرحلة التخلق، حيث تتكون فيها العظام ويتكون اللحم

ن ببعضهما البعض، إذ شوهد في العظام أنها اا، فتكوين العظام واللحم مرتبطليغطيه

تكون أوال غروية ثم غضروفية ثم عظمية منفصلة عن بعضهما البعض، حتى يلصقها

.6اهللا تعالى بقدرته، ويكون ذلك برباطات دقيقة وعلى وجه يسمح لها بالحركة

.48-47حسيني هيكل، المرجع السابق، ص -1.50محمد أحمد طه، المرجع السابق، ص -2.14ية اآلسورة المؤمنون، -3.05ية اآلسورة الحج، -4.وما يليها64محمد سالم مدكور، المرجع السابق، ص -5.124أميرة عدلي أمير، جريمة إجهاض الحامل، المرجع السابق، ص -6

Page 43: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

37

عظم وعظام، واللحم هو الجزء فالعظم لغة هو القصب الذي عليه اللحم وجمعه

وانظر إلى العظام كيف ننشزها : "العضلي الرخو بين الجلد والعظم مصداقا لقوله تعالى

.1"ثم نكسوها لحما

وقد أكد العلماء أن الهيكل العظمي للجنين يبدأ في التشكل في الجسم في األسبوع

الصورة اآلدمية ال ترى إال في بداية األسبوع السابع، إذ يأخذ السادس، على أن مالمح

الجنين شكل الهيكل العظمي، وتجدر اإلشارة إلى أن تحول الجنين من مضغة إلى هيكل

عظمي غضروفي يكون في وقت قصير وذلك في نهاية األسبوع السادس، وتتميز هذه

:و الكتلة الظهرية المرحلة بظهور نوعين من الكتل وهما الكتلة الهيكلية

يجعل اهللا منها العمود الفقري وقاع الجمجمة، وتظهر هي الكتلة التي:الكتلة الهيكلية-1

هذه التحوالت في األسبوع الخامس والسادس من عمر الجنين؛

وهذه الكتلة من الخاليا تظهر بعد تكون الفقرات األولية، وتنقسم إلى :الكتلة الظهرية-2

.2د وما تحته، وطبقة تكون اللحم الذي يكسو العظامخاليا تكون الجل

فأول عظام يكتمل تكونها هي عظيمات األذن الداخلية في المرحلة الجنينية، بينما ال

.تكتمل مراكز النمو للعظام الطويلة لألرجل إال بعد سن العشرين من الوالدة

ز حول نفسها منبتا عضويا وتتضمن عملية تكوين العظام مجموعة من الخاليا تفر

منبتالكالسيومويترسبعظمية،خالياتسمىبالخاليا،المنبتهذايحيطوعندماللعظام،

األخيرهذايتحولثمالغضروفمنالعظميالهيكلفيتكونتعظمه،معالعضويالعظام

هذهتماسكوتاألبعادالمختلفةالعظاممنقطعة206منالعظميهيكلناويتكون.عظمإلى

.واألربطةالمفاصلبواسطةالبعضبعضهامع

وبعد أن تكسو العظام باللحم ينمو الجنين بصورة بطيئة، ثم يبدأ بشكل متسارع في

التغيير في الحجم والشكل، فتتحرك العينان إلى مقدمة الوجه، وتنتقل األذنان من الرقبة

ويلة يعتقدون أن العظام واللحم تتكون في ولقد بقي علماء األجنة إلى فترة ط. إلى الرأس

آن واحد، ولكن البحوث الميكروسكوبية أثبتت أن األنسجة الغضروفية هي التي تتحول

.259ية اآلسورة البقرة، -1،والقـرآن العلمبيناإلنسانونشأةالجنين،الغزالفكشريف-. 33أيمن مصطفى الجمل، المرجع السابق، ص -2

.يليهاوما3ص،2002بريطانيا،

Page 44: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

38

أوال إلى عظام الجنين، ثم تتكون بعد ذلك العضالت، وبعد ذلك تتجمع هذه األخيرة لتغطي

مصداقا لقوله ، العظام من كل الجوانب، فتنتشر العضالت بشكل متسارع حول العظام

ثم : " تعالىا ثم أنشأناه خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحم

.1"خلقا آخر فتبارك اللھ أحسن الخالقین

ن مضعة ال عظام فيها في البداية ثم يبدأ النسيج الغضروفي الموجود في فيكون الجني

الجنين يتحول إلى عظام ويكسو لحم العضالت، ولم يكن العلم حتى عصر قريب جدا

أثبتت إال بعدماعام، 1400يدري شيئا عن ذلك التكون الذي أخبر به القرآن الكريم قبل

.ذلكم الكاميرات المصغرة التي توضع في رحم األ

وبكساء العظام باللحم يبدو الشكل النهائي للجنين وتكتمل معالم آدميته، وتصبح

أعضاء جسمه أكثر تناسقا وترابطا، ثم يتسارع نمو الجنين بشكل مدهش فيبدأ حجم

عتدال، ثم تبدأ األعضاء التناسلية الخارجية الرأس والجسم واألطراف في التوازن واال

ر بناء الهيكل العظمي من عظام غضروفية لينه إلى عظام كلسية صلبة بالظهور ويتطو

خير وتتمايز األطراف واألصابع، ويتحدد جنس الجنين بشكل واضح ويزداد وزن هذا األ

وتبدأ الحركات اإلرادية له، كما يصبح الجهاز التنفسي مؤهال للحياة خارج الرحم والجهاز

م الرحم بتوفير الغذاء للجنين إلى حين موعد العصبي مؤهال لضبط حرارة الجسم، ويقو

.2الوالدة

ن كل هذه المراحل التي يمر بها الجنين والتي حددها القرآن إوأخيرا يمكن القول

أبهرت األطباء عندما تمكنوا من تصوير نمو البويضة،الكريم على وجه الدقة واليقين

صبح الجنين مكتمل البنية مستعدا وبتكملة هذه المراحل ي.وتطور الجنينالمخصبة

.للخروج من بطن أمه

ولعل التجارب الطبية عليه يكون محلها الجنين البشري داخل رحم المرأة وهو في

أية مرحلة من مراحل تطوره رغم استتاره في بطن أمه، حيث كشف التطور في الميدان

.14ة،اآليالمؤمنونسورة-12 - Org.www.islamic medecine.

Page 45: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

39

حلة، ومن ثم يمكن أن يكون ل من خاللها يمكن تتبع هذه المراحل مرحلة مرئالطبي وسا

. الجنين في أية مرحلة عرضة للتجارب الطبية سواء كان الغرض منها عالجيا أو علميا

الثانيمطلبال

الوضع الخاص للبويضة الملقحة خارج رحم المرأةتعتبر مرحلة البويضة الملقحة سواء كانت داخل الرحم أو خارجه من أهم مراحل

ا كان وجود البويضة الملقحة داخل الرحم بأن تم تلقيحها وهي متواجدة تطور الجنين، وإذ

في مكانها الطبيعي ال يثير أدنى إشكال في كونها مرحلة من مراحل تطور الجنين تلحق

بهذا األخير، فإن البويضة الملقحة خارج رحم المرأة إذا كانت فائضة عن عملية التلقيح

.مدى اعتبارها جنينا وفي مصيرها صطناعي الخارجي تثير مشكال في اال

صطناعي الخارجي يتم فيه تلقيح البويضة خارج رحم المرأة وذلك وبما أن التلقيح اال

ختبار ثم تزرع في الرحم، فإن العملية تتطلب الحصول على العديد من افي أنبوب

ولكن إذا البويضات الملقحة، حيث إذا فشلت عملية الزرع األولى يمكن تكرار العملية،

نجحت هذه األخيرة فإن ذلك سوف يؤدي إلى بقاء فائض من البويضات المخصبة غير

.المزروعة

إن البويضة الملقحة تكون في هذه الحالة خارج الرحم، وهي فائضة عن عملية

التلقيح، فهل يمكن معاملتها معاملة تلك المتواجدة داخل الرحم، أم ال بد من معاملتها

اصة نظرا لتواجدها خارج الرحم من جهة، وعدم معرفة مصيرها من جهة معاملة خ

وهل يمكن أن تكون البويضات الزائدة عن الحاجة إذا نجحت عملية الزرع . أخرى؟

وهل يمكن حفظها لمدة .األولى، محال للتجارب الطبية إن كانت أجنة بالمعنى الدقيق ؟

قصود بالمصطلح الذي ظهر حديثا و هو بنوك ستعمالها ثانية؟ وما المازمنية معينة إلعادة

األجنة ؟

األول فرعأخصص ال: فرعينإلى طلبهذا المئلإلجابة على هذه التساؤالت، أجز

بدايـة الحيـاة لحظة تحديدالثانيفرعلمدى اعتبار البويضة الملقحة جنينا، وأتناول في ال

.اإلنسانية

Page 46: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

40

األولفرع ال

جنينا مدى اعتبار البويضة الملقحة في الخلية اومزكرومو23تحاد اإن تلقيح بويضة المرأة بمني الرجل يؤدي إلى

خلية تناسلية نفي الخلية التناسلية األنثوية، فيكونااومزكرومو23التناسلية الذكرية مع

.1أو ما يسمى بالجينوم أو الجينة المورثة،مكتملة تسمى بالخلية الجينية األولى

ين فيما سبق أنه قد يسفر عن عملية التلقيح الخارجي فائضا في البويضات ولقد تب

البويضات الملقحة الفائضة بأنها تلك التي ويمكن تعريف .كونها زائدة عن الحاجةالملقحة

نتظارا لنتيجة الزرع في الرحم بمقتضى ايتم الحصول عليها، ويحتفظ بها بعد تجميدها

ستخراج عدد معين من البويضات من مبيض اذي يتطلب ناعي الخارجي الطصالتلقيح اال

بيضات، أو تتجاوزها يزرع بعضها ويحتفظ بالبعض اآلخر، 8إلى 4المرأة تتراوح بين

حتياطية لتكرار ستفادة من هذه البويضات االفإذا فشلت عملية الزرع األولى يمكن اال

بالحيوانات المنوية والبويضات العملية، باإلضافة إلى ذلك فقد عرفت الدول الغربية التبرع

وم يحـدد الصـفات ز، هو جزء من الكروموGéne, "Génome"الجينوم أو ما يسمى بالجين أو الجينة المورثة إن -1

كلـون العينـين (زة في الحيوانات والنباتات، ومن الصفات التي تتحكم فيها الجينات الحجم والوزن واللون الوراثية الممي

ومات، إذ لدى العلماء أدلة كافية على وجود بعض الجينات في ز؛ وليس حتما أن تكون جميع الجينات في الكرومو)مثال

ـ بروتوبالزما الخلية أو مادتها الحية، وعلى أية حال فالجين أ .ن.د.ات تتألف في المقام األول من حمض نووي يعرف بـ

A.D.N" ." ويضم هذا الشريط عـدد ،الحمض النوويكما يمثل الجين أحد حلقات الشريط الوراثي الطويل الذي يحتويه

مائة ألف جين يمثلون الذمة الجينية اإلنسانية، وكل جين في هذا الشريط الطويل مسؤول عن صفة معينة مـن صـفات

.إلخ....نسان، بل ويحدد الصفة المعينة لصاحبه كالطول ،القصر، لون العينين، البشرةاإل

فإذا كان تركيب الجين طبيعيا فلن تحدث مشاكل وراثية أو سرطانية، وسيأتي الخلف متمتعا بصفات األصل لـه،

ساللة، ألن الجين المسؤول عـن وإذا كان غير ذلك فستحدث األمراض الوراثية وذلك كوجود مرض وراثي معين في ال

.هذه الصفة ال يتمتع بتركيبه سليمة في مكوناته ويظل هذا العيب ينتقل من السلف إلى الخلف

فالجينوم البشري هو إذن العنصر المكون للشخصية اإلنسانية، وهو الوحدة األساسية لكل أعضاء الجنس البشـري،

.أصوله و فروعهإذ يمثل الهوية البيولوجية للشخص من حيث

، دار )دراسة مقارنـة (رضا عبد الحليم عبد المجيد، الحماية القانونية للجين البشري، االستنساخ وتداعياته : انظر-

. 19-18، ص2001النهضة العربية، القاهرة، الطبعة الثانية،

-Abdelhafid Ossoukine, Le droit du et au génome, Revue Algerienne des sciences

juridiques Economiques et Politique, ,1999, n°2 , p58 ets.

Page 47: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

41

الحصول على أوالد، أو في للبنوك التي تخصبها وتجمدها سواء من أجل فائدة للراغبين

. 1ألغراض البحث العلمي

لتطور نمو الجنين، افال يثور التساؤل عند زرعها في الرحم، ألنها سوف تتطور وفق

، فهل باإلمكان معاملة هذه البويضة ولكن لو بقيت خارج الرحم مدة طويلة دون زرعها

معاملة الجنين وهو في بطن أمه ؟ وهل باإلمكان إجراء تجارب طبية عليها ؟

ختلف الفقهاء في مدى اعتبار البويضة الملقحة الفائضة عن عملية التلقيح جنينا، القد

ذا الفرعأتناول في هختالف خاصة مع ظهور ما يسمى ببنوك األجنة، لذا وتأكد هذا اال

.المقصود ببنوك األجنةثم أبين ختالف الفقهاء حول طبيعة البويضة الملقحة، ا

ختالف الفقهاء حول طبيعة البويضة الملقحةا-أوال

ختلف الفقهاء في طبيعة البويضة الملقحة فهناك من يعتبرها جنينا، وهناك من القد

.ال يعتبرها كذلك، وهناك من يعتبرها شخصا محتمال

فيذهب الرأي األول إلى اعتبار البويضة الملقحة جنينا، ألن هذا األخير ينشأ بمجرد تلقيح

بويضة المرأة بماء الرجل، وما يلي ذلك ما هو إال تطور لهذه البويضة، ومبررات هذا

الرأي أن الحيوان المنوي ما هو إال كائن حي، والدليل على ذلك صعوده في المهبل ليصل

.2في قناة الرحمإلى البويضة

فقهاء الشريعة اإلسالمية الذين اعتبروا أن حياة الجنين تبدأ بعضوقد أيد هذا الرأي

من لحظة التلقيح في بطن األم، وباألحرى سواء كانت هذه البويضة داخل أو خارج الرحم

قحة نقسامات البويضة الملافاألطباء يطلقون عبارة الجنين على .3فهي تستحق الحماية

.وما يليها214أيمن مصطفى الجمل ، المرجع السابق، ص -1

- Roseline Letteron, opit, p 111 et S.

- Nathalie Schiffino et Frédéric Varone, Procréation médicalement assistée, Régulationpublique et enjeux bioéthiques, Bruylant, Bruxelles 2003, p 139 ets s .

حسن علي الشاذلي، حق الجنين في الحياة في الشريعة اإلسالمية، مجلة الحقوق والشـريعة، جامعـة الكويـت ، -2

.48محمود أحمد طه، المرجع السابق، ص -. 21ص , ، الطبعة الثانية1994.181مرجع السابق، ص محمد مرسي الزهرة، ال-3

Page 48: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

42

خالل األشهر األولى لعملية التلقيح، وهذه المرحلة يطلق عليها بعض الفقهاء بمرحلة كون

.1الجنين يمثل إنسانا بحسب المآل ومن ثم تلحق بالجنين البشري

عتمد هذا الرأي األول الذي يعتبر أن البويضة الملقحة جنينا على مبررات اوقد

:قانونية أهمها

ويضة الملقحة داخل الرحم في الميراث إلى أن يولد الطفل أنه يحجز نصيب الب-

حيا، فإذا توفي الرجل وزوجته حامال في أيامها األولى، فإنه يحجز نصيب الميراث

للجنين حتى والدته حيا في أية مرحلة من مراحل نموه، ولو كان فقط بويضة ملقحة،

طه على البويضة الملقحة في ويحجز له النصيبين باعتباره ذكرا، وهذا الحكم يمكن إسقا

. وبالتالي فالجنين له حرمة، وأنه منذ كونه بويضة ملقحة يستحق الحماية القانونية،2أنبوب

عن الجنين منذ لحظة التلقيح يتمتع بنوع من الحياة، غاية ما في األمر أنها تختلف-

عالمة الحياة، الحياة العادية لإلنسان، والدليل على ذلك أنه ينمو ويتطور، والنمو هو

الطبيعية ألن الجنين هنا يتكون من خاليا ويمكن تسمية هذه األخيرة بالحياة البيولوجية أو

وقد أدرج الفقهاء أدلة علمية على كون البويضة الملقحة جنينا وتتمثل هذه األدلة فيما . حية

:يلي

البويضة الملقحة تضم كل المكونات الجينية؛-1

لبويضة الملقحة؛ستمرارية في تطور ااوجود -2

.ستجابة البويضة الملقحة للتغيرات الموجودة في البيئة المحيطةا-3

من خالل هذه المبررات فإن البويضة الملقحة تأخذ حكم الجنين، باعتبار أن

.3ستمراريةكتمال نموها، إذا أتيحت لها فرصة االاشخصيتها سوف تكتمل ب

كائن تضعه أمه بطريق الوالدة وبالتالي فهو كما أن هناك من يعتبر أن اإلنسان الحي

: يمر بمرحلتين هما

رضا عبـد الحلـيم، -. وما بعدها376محمد علي البار، خلق اإلنسان بين الطب والقرآن، المرجع السابق، ص -1

.187النظام القانوني لإلنجاب الصناعي، المرجع السابق، ص .100محمد مرسي الزهرة، المرجع السابق، ص -2.وما يليها430حسيني هيكل، المرجع السابق، ص -3

- Boudouin(J.L) et Riou(CL), Opcit , p 88.

Page 49: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

43

عتداء على مرحلة الحمل، وتبدأ منذ لحظة التلقيح وتستمر حتى الوالدة، ويشكل اال-1

إذا ترتب عنه إنهاء الحمل قبل األوان؛،الجنين خاللها جريمة اإلجهاض

.1وتستمر إلى الوفاةمرحلة الوالدة، وتبدأ منذ خروج الجنين من بطن أمه -2

، حيث 2008في جنوب أمريكا في نوفمبرDakotaشتهرت قضيةاوفي القضاء

عرض على أم زرع إحدى بويضاتها الملقحة، فأجابت بأن كل البويضات أطفال لها وال

.2ختيار بينها وال تحديد من لها الحق في الحياة ومن ليس لها هذا الحقيمكنها اال

لألمهات خاصة فإن البويضات الملقحة هي أطفال سواء تم زرعها في الرحم فبالنسبة

ال، ووصل األمر ببعض األمهات باإلحساس باألمومة تجاه بويضات ملقحة مجمدة أم

" Luc Roegiers"، للمؤلف )G.G(واعتبارها أعضاء من العائلة، حيث صرحت السيدة

دما يحل الظالم وتلجأ إلى تغطية أوالدها في عن": بأنها"أطفال األنابيب "في مقال له حول

.3"الفراش للنوم، تفكر في طفلها المجمد كم يحتاج إلى هذا الدفء

، حيث توفي زوجان 1984عام " األطفال اليتامى"كما عرفت كذلك في القضاء قضية

جراء في أستراليا في حادث طائرة بعد إيداع بويضتين مجمدتين في أحد البنوك على أمل ا

واتفقت اآلراء آنذاك بأن هذه البويضات ملك للزوجين، وبما أنهما توفيا .عملية الزرع

.4فيجب إخراجها من مكان التجميد وتركها للوفاة الطبيعية

.73أيمن مصطفى الجمل، المرجع السابق، ص -12 - Synthèse de presse du 05/11/2008, www.lislamdefrance.fr.3 -«Je pense a celui qui reste dans le froid»"Materner un embryon in vitro, c’est <<difficile a imaginer. Mais Mme C.G s’est attachée ason petit dernier congelé, Mère de jumeaux, elle veut donner au 3e la chance d’uneréimplantation, Mr C.G s’oppose. Sans doute en partie parce que sa mère a la naissance d’ un3e enfant et revendique depuis plus de trente ans d’être reconnue et respectes dans ce deuil,cette grand –mère blâme sa belle –fille : «Deux enfants, C’est bien assez, et perdre unembryon congelé, qu est – ce que c’est a cote de ce que j’ai vécu!» Monsieur soutient laposition de sa mère, et la crise de couple se déploie en escalade, un jour, Mme traite son maried’assassin pour vouloir la mort de son embryon les négociation n’aboutissent pas, Mme C.Gme dit les larmes aux yeux : «chaque soir, quand je bord mes enfants dans leur lit bien chaud,je pense a celui qui reste dans le froid ; J’aimerais lui donner ma chaleur ,Rien à faire, enl’absence d’accord, L’embryon restera au frigo et sera détruit d’ici quelques années, fauted’accord, il ne rejoindra pas sa famille, Mais d’ici là, le couple parental sera –t-il encoreintacte »- voir, Nathalie schiffino et Frederic Varone, op cit ,p 157.

.132محمد عبد الوهاب الخولي، المرجع السابق، ص :نظر في ذلكا-4

Page 50: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

44

وفي قضية أخرى لجأت سيدة كانت خاضعة لعالج عقمها إلى تقنية أطفال األنابيب،

إحداها في رحمها تغرسفنوية لزوجها، وتم تخصيب أربع بويضات بالحيوانات الم

وبعد وفاة زوجها طالبت باسترجاع أطفالها اآلخرين الذين ينامون في والبقية تم تجميدها،

تم رفض طلبها باعتبار أنه ال 1994الثالجات، وبمقتضى قرار صادر عن المحكمة عام

.1يسمح بميالد أطفال يتامى

نغرازها في اضة الملقحة ليست جنينا قبل أما الرأي الثاني فيذهب إلى أن البوي

جدار الرحم، ومن ثم يجوز إجراء التجارب عليها، ويستند هؤالء إلى أن الجنين قبل نفخ

ستعداد الستقبال من آدمي، وإنما هو مخلوق في طور االاالروح ليس آدميا وال جزء

.2الروح التي تضفي عليه صفة اآلدمي

:ات أهمهاويعتمد هذا الرأي على عدة مبرر

تختلف البويضة الملقحة الفائضة التي ما تزال في أنبوب خارج الرحم عن -

الجنين المنغرس في جدار الرحم، فخاليا هذا األخير تتكاثر ليتكون منهما الجنين بعد تعلقه

بجدار الرحم، وإذا فشلت هذه البويضة في التطور أو تحولت إلى حمل عنقودي أو

تكون الجنين، أما البويضة الملقحة فحياتها جزئية تشبه حياة سرطان داخل الرحم ال ي

.الحيوان المنوي

إن األطباء يفرقون بين الحياة العضوية والحياة اإلنسانية، فالحياة العضوية تكون -

منذ لحظة التلقيح وتستمر مع تكون أعضاء الجنين مثل عمل القلب، ضخ الدم في جسد

وذلك عكس الحياة اإلنسانية فهي تنشأ بتكون المخ وبداية الخ،.....الجنين وتكون الخاليا

وظائفه أي بداية ظهور الكيان اإلنساني في الجنين وذلك في نهاية األسبوع الثاني عشر

.3من عمر الجنين على رأي البعض منهم، وبعد الشهر الرابع على رأي البعض اآلخر

ن مكونات وراثية ضرورية ن البويضة الملقحة مجرد مادة بيولوجية تتكون مإ-

حترام الجسم البشري على ا، وبالتالي ال يمكن تطبيق مبدأ 4لبناء الجسد اإلنساني

1 - www. L’express.fr.. 31-25ر، المرجع السابق ص محمد سالم مدكو-. 1922-1921محمد نعيم ياسين، المرجع السابق، ص -2.48محمود أحمد طه، المرجع السابق، ص -3

4 - Roseline Letteron, opit, p 109 et S.

Page 51: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

45

البويضات الملقحة ألن التعامل معها ال يكون كالتعامل مع اإلنسان إذ يمكن تدميرها أو

.1إلخ....التبرع بها

ه يمكن إنتاج بويضات ، بدليل أناإنسانياأن البويضة الملقحة مجرد شيء وليس جسد-

فهي ال تمتلك القدرة على اإلدراك ،2كثيرة وتجميدها واستعمالها في التجارب العلمية

والتفكير، التي تعتبر من أهم مميزات الشخصية اإلنسانية، وبالتالي هي من األشياء بدليل

مالها ستعاإمكانية التصرف فيها من قبل الزوجين سواء التخلص منها أو تجميدها من أجل

عتبارها جنينا ال من الناحية اللغوية وال العلمية وال المنطقية افي حمل مستقبلي، فال يمكن

.3وال القانونية

تجاه في حكم له أكد فيه أن البويصات الملقحة وقد ساند القضاء الفرنسي هذا اال

.4ليست أجنة

أي ولم يعتبر البويضة الملقحة وهناك من فقهاء الشريعة اإلسالمية من ساند هذا الر

جنينا حتى وهي داخل الرحم إذا لم تنفخ الروح فيها بعد، فهي مجرد جسد بال روح قبل

، ذلك أن الشريعة اإلسالمية عرفت الجنين بأنه 5مرور أربعة أشهر من لحظة التلقيح

ون أمهاتكم خلقا يخلقكم في بط":المستور في رحم أمه في ظلمات ثالث بدليل قوله تعالى

ثالث اتي ظلمف خلق دعب نفالبويضة الملقحة الفائضة عن عمليات التلقيح الخارجي .6"م

. 7ليست جنينا باعتبارها تتواجد خارج الرحم

، فال يمكن أن نضفي لأما الرأي الثالث فيعتبر أن البويضة الملقحة شخص محتم

لكامل ألنها في وضع لم تتطور فيه بعد، ولكنها في نفس الوقت ال عليها صفة اإلنسان ا

1 - Louis Favereu, Jérôme Termeau, Droits et libertés fondamentatales, Dalloz, 4 éd, 2007p158.- Valerie Sebag , Droit et biothique, Larcier, 2007, p 95.

.129المرجع السابق، ص الخولي،محمد عبد الوهاب-2.177أحمد محمد لطفي أحمد، المرجع السابق، ص -3

4 - Jugement de tribunal administratif d’Amiens, de 09 mars 2004, Dalloz, 2004, 1051 noteLabbée.

.177محمد مرسي الزهرة، المرجع السابق، ص -5.06ية اآلسورة الزمر، -6.31محمد سالم مدكور، المرجع السابق، ص -7

Page 52: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

46

يمكن معاملتها كأشياء ألنها تحمل معالم الحياة اآلدمية، وذلك إذا اكتملت وتم والدة

ضفاء إلوبالتالي . 1حتمال أن تصبح هذه البويضة شخصا إنسانيا كامالاالجنين حيا، فهناك

ال بد من شرطين أولهما أن يتم زرعها في رحم صفة الجنين على البويضات الملقحة

. المرأة، وثانيهما أن تتطور ويكتمل نمو الجنين حتى يستعد للميالد

حكم فأساس هذا الرأي يقوم على مصير هذه البويضات الملقحة، وقد أكد ذلك

"بأنه1992نوفمبر10 في Angéres صادر عن محكمة ال يمكن أن يملك الجنين أي :

ر لوجوده إال الوصول إلى الحياة، ولكن إذا لم يتم زرعه فيجب تدميره ألنه غير مبر

. 2"متمتع بالحقوق

ال يمكن دراسة الجنين محل الحماية في مواجهة التجارب الطبية بمعزل عن الجذور ف

األولى لتكونه، وألن المساس بهذه األخيرة سوف يؤثر بصفة كبيرة على مستقبل الجنين

حترام حق االنسان في سالمة جسده عند ال اإلنسانية ككل، ذلك أن على األطباء ومستقب

التدخالت الطبية التي يكون الهدف منها إجراء تجارب طبية، بحيث يجب أن تحقق

.مصلحة شخصية للشخص الخاضع لها، وأن تتعدى فوائدها المخاطر الناجمة عنها

يضة الملقحة عن أعضاء جسم اإلنسان،يضيف بعض الفقهاء لتحديد طبيعة البوو

.وتبعا لذلك يفرق بعض الفقهاء بين األعضاء الضرورية واألعضاء غير الضرورية

ستغناء عنها فاألعضاء الضرورية هي األعضاء األساسية التي ال يمكن لإلنسان اال

الكبد ،القلب،الستمرار وجوده وضمان أداء وظائفه على أكمل وجه كاأليدي و األرجل

ومقتضى مبدأ حرمة جسم اإلنسان يفرض عدم المساس بهذه األعضاء، فال . العينين مثالو

يجوز بأي حال من األحوال التصرف فيها أو المساس بها دون مصلحة يراد تحقيقها من

.خالل هذا التدخل الطبي ويطلق كذلك على هذه األعضاء األعضاء غير المتجددة

ستغناء عنها أو العيش الضرورية فهي التي يستطيع اإلنسان االأما األعضاء غير

أو أعضاء غير متجددة ... الساءل المنويدونها وقد تكون أعضاء متجددة كالدم، الشعر،

.فرغم أنها غير متجددة إال أنه يمكن التصرف فيها بشروط ،كالكلى مثال

-1 Jean Michaud, Recherche sur l’embryon ,:مقال منشور على الموقع التالي-

www.cit-sciences.fr.2 -Tribunal d’Angéres,10/11/1992, Dalloz 1994. somm30.

Page 53: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

47

لمنوي يعتبر من األعضاء المتجددة، ل ائوإذا أخذنا بتقسيم الفقهاء لألعضاء، فإن السا

فهو يتجدد تلقائيا في جسم اإلنسان بطريقة طبيعية، وهو نتاج الجسم كالشعر واللبن، ولكن

عتباره من قبيل األشياء، ااإلختالف بينهما واضح، فالشعر مثال نتاج عديم الحركة يمكن

بالحركة و التطور، فالغاية ل المنوي فال يمكن إعتباره شيئا، إذ أنه نتاج يتميزئأما السا

منه هي خلق اإلنسان ذاته، إذ أن بداية خلق اإلنسان هي النطفة المذكرة والنطفة المؤنثة،

.واختالطهما معا أي تلقيحهما يؤدي إلى النطفة األمشاج

ومن جهة أخرى فإن التصرف في الشعر أو الدم تقتصر آثاره بين طرفيه فقط دون

خص آخر، على عكس النطفة التي هي نواة الكائن البشري، ومن ثم فإن أن تتعدى إلى ش

آثار التصرف فيها سوف تنصرف إلى هذا الكائن البشري الذي سوف ينتج من النطفة

.األمشاج والذي لم يكن طرفا في هذا التصرف

والجدير بالذكر أن مبدأ عدم جواز المساس بجسم اإلنسان يقضي بعدم مشروعية

صرف في جسم اإلنسان إال لغاية عالجية، وهذا المبدأ ال يمكن تطبيقه على النطفة الت

باعتبارها نتاج الجسم، فالتصرف فيها ال يتعارض مع النظام العام، ولكن ال يمكن أخذ

هذا األمر على إطالقيته، ألن إباحة هذا األمر يتوقف على الغاية من التصرف ذاته،

محال للتجارب العلمية من أجل الوصول إلى طرق عالجية فجعل هذه البويضة الملقحة

فهو إذن تصرف مشروع ، ،جديدة لألمراض التي تتربص باإلنسان يفيد اإلنسانية جمعاء

ستعمال هذه النطفة ألغراص أخرى تجارية أو إجراء بحوث عليها ثم اوبالمقابل ال يجوز

صطناعي بين رجل و املية تلقيح ستفادة منها في إجراء عزرعها في رحم المرأة، أو اال

.1امرأة ال تربطهما عالقة زوجية

وبما أن المشرع الجزائري لم ينظم البويضات الملقحة وبعد عرض اآلراء السابقة

ليست جنينا بالمعنى الدقيق للكلمة، ذلك أن هذا األخير له أحكام هاأرى أنبنص قانوني،

مثال كام القانونية للجنين، فال يمكن أن نطبقخاصة به ال يمكن أن تنطبق عليها األح

أحكام اإلجهاض عليها ألن من شروط اإلجهاض تواجد الجنين في رحم المرأة في أية

.يليهاوما273صالسابق،المرجع،الزهرةمرسيمحمد-1

- Méméteau, la situation juridique de l’ enfant conçu, RTDCIV, 1990, n° 4 p61. - André

Décoq, Essai d’ une théorie générale des droits sur la personne, thèse,Paris,1960,p38 ets.

Page 54: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

48

مرحلة من مراحل تطوره، ولكنني في نفس الوقت ال أعتبرها مجرد شيء بل مرحلة من

.مرحلةوأهممراحل تطور الجنين، بل هي أول

معاملة األشياء ألن في ذلك إهدارا لكرامتهما لبويضاتة هذه افال يمكن معامل

، فهي أول أدوار وحقهما في النمو والتطور ومساس بالقيم اإلجتماعية السائدة في المجتمع

معاملة خاصة ال ترقى إلى معاملة الجنين المستكن ة البويضة الملقحةاإلنسان فيجب معامل

عتراف لها بحقوق كالميراث يمكن االفي رحم األم إال بعد غرسها في الرحم، فال

والوصية أو العقوبة على إتالفها بعقوبة اإلجهاض، ولكن وجوب حمايتها يظهر فقط في

.الخ...جتماعية وأخالقيةاتقييد إخضاعها للتجارب الطبية العتبارات

المقصود ببنوك األجنة-اثاني

اعي، خاصة ما يتعلق بتلقيح نطصإن التطور السريع الذي عرفته تقنية اإلنجاب اال

بنوك لحفظ هذه البويضات الملقحة التي لم إنشاءختبار، أدت إلى االبويضات في أنابيب

.، سميت ببنوك األجنة ولكن يقصد بها بنوك البويضات الملقحةيتم زرعها في رحم المرأة

إذا أراد وهذه البنوك عبارة عن غرف كيمائية تجمد فيها هذه البويضات تماما، و

ستفادة منها يقوم برفع درجة حرارة هذه الغرف حتى تعود الحياة مرة أخرى الطبيب اال

حتفاظ بالبويضات المخصبة الفائضة في عمليات ، أو هي أجهزة طبية لال1لهذه البويضات

ألغراض مختلفة سواء من أصحابها أو إليهاحتياجاالصطناعي وذلك بسبب التلقيح اال

. 2ن على هذه العمليةاألطباء المشرفي

أن الجهاز التناسلي للمرأة بعد ولهذه البنوك أهمية كبيرة على مختلف األصعدة، ذلك

من البويضات قد اكبيراتحفيزه باألدوية المناسبة بإعطاء المرأة عقاقير منشطة يفرز عدد

عند بويضة في بعض الدورات، مما يسهل تكرار الحمل مرة أخرى وذلك 14تصل الى

ناعي طصفشل المحاولة األولى، و يؤدي ذلك إلى خفض تكاليف تقنية التلقيح اال

. آالف دوالر6الى 4الخارجي حيث تتكلف المحاولة الواحدة من

.108رسي الزهرة، المرجع السابق، ص محمد م-1

- Nathalie schiffino et Fredric Varone, Opcit, p 139 et s..404المرجع السابق، ص حسيني هيكل،-2

Page 55: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

49

بتعاد عن خطورة الحمل المتعدد، وأيضا باإلضافة إلى ذلك فإن هذا التجميد يسمح باال

نشيط المبايض، فضال عن تجنيبها مخاطر تجنيب المرأة مشاكل ومتاعب أخذ عقاقير ت

ويضاف إلى ذلك أن تجميد البويضات الفائضة ،سحب البويضات من جهازها التناسلي

يساهم في اكتشاف الكثير من األمراض وخاصة األمراض الوراثية منها، وهذا ما يساعد

.األطباء إلى الوصول لطرق عالجية جديدة

أهمها، أنه ما يزال في مرحلة اإال أن للتجميد عيوبولكن رغم مزايا بنوك األجنة

ختصاصيين في هذا المجال حتى اآلن أن يحددوا على التجارب ولم يستطع األطباء واال

وجه الدقة اآلثار الجانبية التي يمكن أن تنعكس على الطفل في المدى القريب أو البعيد

أيضا حتى اآلن أن يقدر تماما نتيجة لتجميد البويضة الملقحة، كما لم يستطع العلم

.المخاطر المترتبة على استعمال بويضة مجمدة في مرحلة اإلنجاب

فترة سابقة على التجميد وفترة : يؤدي التجميد إلى تجزئة مدة الحمل إلى فترتين "كما

الحقة عليه، وقد يتراخى الفاصل الزمني بين المدتين للمدة المحددة للحمل كحد أقصى

يوما، فضال عن أنه يجعل من الحمل والوضع مشروعا مخططا يبدأ في لحظة 365وهو

.1"معينة يمكن تقديمها أو تأخيرها حسب رغبة الزوجين وهو أمر غير مقبول أخالقيا

ختالط البويضات اناهيك أن اللجوء إلى هذه الوسيلة تعترضه صعوبات أهمها إمكانية

اهرة المتاجرة في النطف اإلنسانية الذي يجرد هذه الملقحة اإلنسانية، إضافة إلى تفشي ظ

. العملية من طابعها اإلنساني

ستفاد االذي "Spallamani"على يد اإليطالي 1780ويرجع إنشاء هذه البنوك لسنة

درجة تحت الصفر إلجـراء تجـارب علـى 296من نطف مجمدة تحت درجة حرارة

طريقة ناجعة لحفـظ " deanroseand"ف العالم كتشا، ثم )الضفادع والكالب(الحيوانات

تـم 1950السائل المنوي لمدة ثماني سنوات في نفس درجة الحرارة السابقة، ثم عـام

درجة تحت الصفر وألطـول مـدة زمنيـة 79الوصول إلى إمكانية حفظها تحت درجة

،بيـرا ونظرا لنجاح هذه العمليات، أصبح الطلب على هذه الحيوانات المجمـدة ك . ممكنة

.108ص،المرجع السابق،محمد مرسي الزهرة-1

للنشـر واإليمـان العلـم اردلهمـا، القانونيالفقهيوالحكماألجنةوبنوكالمستأجرشوقي زكريا الصالحي، الرحم -

.61ص ،2006مصر،دسوق،والتوزيع،

Page 56: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

50

،Georges Davidمن طـرف الطبيـب 1973فأنشئ أول بنك لألجنة في فرنسا عام

وكان غرضه تطوير التجارب الطبية على البويضات المخصبة من أجل الوصـول إلـى

.الكثير من األمراض خاصة الوراثية منهاعالج

ليهم أرباحا عنتشرت هذه البنوك في الغرب واتخذوها تجارة رابحة تدراوتبعا لذلك

خيالية، ولها مواقع على األنترنت يمكن من خاللها إرسال العينات أو طلبها، بل ذهبت

إلى أبعد من ذلك، فأصبحت هذه البنوك تشتري النطف من المتميزين في المجتمع بمبالغ

بويضات بعض النساء المتميزات ة مثل العبي الكرة والمطربين المشهورين، أوظباه

20ووصلت بنوك األجنة ومراكز حفظ السائل المنوي إلى أكثر من .1كملكات الجمال

كماعرف حفظ البويضات عن طريق بنوك األجنة تطورا ال يستهان به، مركزا في فرنسا،

مركزا لبنوك األجنة تحت إشراف سلطات طبية لمقاطعات 40فقد تم إنشاء أكثر من

. مختلفة

ي مختصة في هذا المجال، بشأن حفظ وه" كلير أوستين" وقد صرحت السيدة

.2سيدة ترغب في شراء بويضات من شركتها2000نتظار تضم االنطف بأن لديها قائمة

، حيث 1980أما في الواليات المتحدة األمريكية فقد تم إنشاء أول بنك لألجنة عام

بشراء مني من علماء تحصلوا على جائزة نوبل، Robert D.Grahamقام الدكتور

فقام ببيع هذه النطف للسيدات اللواتي يرغبن في إنجاب طفل عبقري بعد إعالمهن بكل

المعلومات المتعلقة بأصحاب هذه النطف، وتحديد أوصافهم وقدراتهم العقلية والذهنية،

وبالرغم من ذلك فقد حملت أكثر من أربعين سيدة بهذا الشكل، ولكنهن ولدن أطفاال ال

.3بالعبقريةيتمتعون ال بالذكاء وال

كما استطاع الباحثون الكنديون بفضل هذه التقنية التوصل إلى إمكانية إنجاب السيدات

حتى ولو كن في سن اليأس، بحيث قاموا باستخراج بويضات غير ناضجة من المرأة بها

1- www.alttihad, ae/détails, php..62شوقي زكريا الصالحي، الرحم المستأجر، المرجع السابق، ص -2.399حسيني هيكل، المرجع السابق، ص -3

Page 57: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

51

كمية من الماء، حتى تتمكن هذه البويضات من الحياة مدة أطول عند تجميدها، ثم توضع

.1صاحبتها األصلية ولو كانت متقدمة في السنفي رحم

بنوك األجنة بها، بأما في الجزائر فعلى غرار الدول العربية فال نجد ما يسمى

. وباعتباره مصطلحا حديث النشأة ال توجد نصوص قانونية تنظم هذه التقنية

" :ورد في تصريح لهمحيثولكن عارض علماء األزهر الشريف بنوك األجنة

إنشاء مستودع تستجلب فيه نطف رجال لهم صفات معينة لتلقح بها بويضات إناث لهن

صفات معينة، شر مستطير على نظام األسرة ونذير بانتهاء الحياة األسرية كما أراداها

.2"اهللا

وبالتالي فإن فقهاء الشريعة اإلسالمية نادوا بتحريم مثل هذه البنوك لما تثيره من

ستفادة من نطفة زوج المرأة صة خاصة في المواريث، إذا تعلق األمر باالمشاكل عوي

المتوفي، فإن هذا األخير أصبح كالغريب عن زوجته تماما فال ينسب الولد إلى الوالد وإنما

.3كولد زناإلى أمه

ولكن بالمقابل فالعيادات المختصة في تقنية أطفال األنابيب في الجزائر تقوم بتجميد

الفائضة عن عمليات التلقيح الخارجي، لتكرار العملية في حالة عدم بويضات الملقحةال

" عيادة البرج"وهو طبيب في "حابل"وفي ذلك صرح الدكتور نجاح العملية األولى،

بالعاصمة، أن ما بقي من البويضات الملقحة بعد نجاح عملية التلقيح الخارجي، يتم

سنوات، مع الحرص على عدم تلفها بتوفير 10لمدة تجميدها وفق شروط مخبرية دقيقة

أنه رغم نجاح حتياطات لعدم الوقوع في الخطأ، إذ الحرارة الالزمة لذلك، وأخذ جميع اال

عملية الزرع األولى، قد تخشى الزوجة من عقم مستقبلي فيساعدها هذا التجميد على

لى دراسة الفيروسات كما تهدف عملية التجميد إ،اإلنجاب في أي وقت تختاره هي

.4وبحوث الغدد الصماء والوصول إلى القضاء على عدة أمراض باستعمال أنسجة الجنين

.62المستأجر، المرجع السابق، ص شوقي زكريا الصالحي، الرحم-1.402حسيني هيكل، المرجع السابق، ص : تم اإلشارة إليها في -2

.71شوقي زكريا الصالحي، الرحم المستأجر، المرجع السابق، ص - 3

.133محمد عبد الوهاب الخولي، المرجع السابق، ص - 4

Page 58: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

52

ن تجميد إحيث ،ولكن رغم فوائد هذه البنوك إال أنها تنطوي على عيوب كثيرة

، وذلك سوف يؤدي إلى آثار سلبية على األجنة التي 1البويضات الملقحة عملية قد تطول

فالتجميد يجب أن يكون مقيدا من حيث النطاق الزمني، ويتم تحديد مدته ،زرعهاتنشأ عن

بطريقة دقيقة ومن المستحسن أن تكون مدة قصيرة كسنتين مثال، والمالحظ أن الطب

الحديث رغم نجاحه في هذه العملية لم يتوصل إلى التحديد الدقيق لآلثار المستقبلية

المجمدة على الطفل الذي يولد بهذه الطريقة، كما يعمل المحتملة الستعمال هذه البويضات

.ختالط البويضات وفتح المجال أمام المعامالت المالية بشأنهااعلى

ونظرا الزدواج وظيفة هذه البنوك بين وظيفة عالجية كاستخدامها في عالج العقم،

وث العلمية التي واكتشاف العالج للكثير من األمراض، ووظيفة علمية بوضعها محال للبح

ال يكون الهدف منها عالجيا، ونظرا لما تثيره من مشاكل أخالقية ونفسية، فقد ذهب بعض

الفقهاء إلى ضرورة إحاطتها بمجموعة من الضوابط أهمها، أن يكون التجميد لمصلحة

الزوجين فقط حتى ال يؤدي إلى اختالط األنساب، فإذا توفي أحد الزوجين فال يمكن

فإن ،و في حالة عدول أحد الزوجين عن عملية الزرع.2في عملية الزرعستمرار اال

.مصير هذه البويضات التي لم يتم زرعها هو اإلتالف

فقد ذهب غالب فقهاء األخالق في فرنسا إلى وجوب إتالف البويضة الملقحة وهو

حمل داخل فاإلجهاض يتطلب وجود . من الناحية القانونية والشرعية ال يعتبر إجهاضا

ناعية وطرده قبل ميعاد مولده الطبيعي، وال يمكن طصاالرحم يمكن إسقاطه باتخاذ وسائل

حيث ،وهذا الرأي تبناه فقهاء الشريعة اإلسالمية.3تطبيق ذلك على إتالف هذه البويضات

جاء في توصيات مجلس مجمع الفقه اإلسالمي المنعقد في دورة مؤتمره السادس بجدة في

:ما يلي1990مارس 20-14لعربية السعودية في المملكة ا

في ضوء ما تحقق علميا من إمكان حفظ البويضات غير الملقحة للسحب منها، يجب"

قتصار على العدد المطلوب للزرع في كل مرة تفاديا لوجود عند تلقيح البويضات اال

دار العلـم واإليمـان للنشـر والتوزيـع، ،لقيح االصطناعيعلى عملية الت، اآلثار المترتبة الصالحيزكرياشوقي-1

.24، ص 2006القاهرة، .413-412-411،صالمرجع السابق،ني هيكل،يحس-2.117،صالمرجع السابق، محمد مرسي الزهرة، -3

Page 59: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

53

ترك دون فائض منها، فإذا حصل فائض في البويضات الملقحة بأي وجه من الوجوه ت

. 1"عناية طبية إلى أن تنتهي حياة ذلك الفائض على الوجه الطبيعي

باعتبار أنهـا ،تهاورغم اآلراء المؤيدة والمخالفة لبنوك األجنة إال أنني ال أنكر أهمي

ستفادة مـن إذ يمكن عند فشل عملية الزرع األولى اال،ناعيطصتسهل عمليات التلقيح اال

ة بإعادة زرعها من جديد، وما على األطباء هنا إال رفـع درجـة هذه البويضات المجمد

حرارة الغرف الحافظة لهذه البويضات إلعادة الحياة لها مرة أخرى، دون اللجـوء إلـى

.عملية جراحية جديدة لسحب بويضات مؤنثة أخرى لتلقيحها

ورقابة ،ال أعارض إنشاءها في الجزائر، ولكن يجب أن توضع ضوابط بشأنهاأنا ف

صارمة على المراكز الطبية التي تعمل في هذا المجال، إذ يجب أن تستخدمها في مجـال

ناعي الخارجي بين األزواج فقط، كما يجب عليها أن تحـتفظ بالبويضـات طصالتلقيح اال

الملقحة مدة قصيرة إلمكانية زرعها فقط في رحم الزوجة إذافشلت عملية الزرع األولى،

ألخيرة فأحسن حل لها هو إخراجها من مكان التجميد وتركها عرضـة وإذا نجحت هذه ا

، وأنا في ذلك أساند موقف فقهاء تجارية مثالللموت الطبيعي حتى ال تستغل في أغراض

حتفاظ بالفائض من البويضات الملقحة حتى ال تكون عرضة الشريعة اإلسالمية في عدم اال

. للتالعب

الثاني فرع ال

داية الحياة اإلنسانية بتحديد لحظة إن بداية الحياة اإلنسانية لها أهمية كبيرة من حيث معرفة بدايـة الحمايـة القانونيـة

للجنين في مواجهة التجارب الطبية، خاصة وأن الجنين يمر بعدة مراحل قبل صـيرورته

حل عن آدميا كامال مستعدا للخروج من بطن أمه، فاألمر هنا يتطلب البحث في هذه المرا

. تلك التي تعتبر بداية الوجود البشري

ختلف العلماء في تفسير بداية وجود اإلنسان، فبرزت عدة نظريـات أبرزهـا القد و

حيث ترى النظرية األولـى التـي يتزعمهـا .والنظرية الكونية،نظرية التطور والنشوء

نسـان األول كـان قـردا ، أن اإلنسان ناتج عن تناسل الحيوانات، فاإل"داروين"الباحث

.138مشار إليه في أحمد عبد الوهاب الخولي، المرجع السابق، ص -1

Page 60: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

54

كما تـرى النظريـة . وتحول مع مرور الزمن إلى صورته الحالية بسبب عوامل مجهولة

الثانية أن اإلنسان ظهر على األرض نتيجة تفاعالت طبيعية، وأن المـادة الحيـة نشـأت

.صدفة على األرض منفصلة عن بعض األجسام الموجودة في الفضاء

معارضة كبيرة، إذ أنه ال يوجد دليل أن اإلنسان من قتاالولكن هاتين النظريتين

ساللة القردة، كما أن نشأة اإلنسان بالصدفة من أجسام أخرى غير منطقي إذ يمكن

.1التساؤل عن مصدر نشأة هذه األجسام األخرى

في ذلك الرجوع إلى القرآن الكريم الذي يعتبر أصدق دليل على خلق يويكفين

ن اهللا عز وجل بدأ خلق اإلنسان من طين، والمالحظ أن خلق آدم من إاإلنسان، حيث

طين ليس طورا من أطوار الجنين، إذ يعتبر أساسا للطور األول ال مرحلة من مراحل

تكوينه وخلقه، فآدم لم ينتقل من النطفة إلى إنسان خلقا بعد خلق، بل خلقه اهللا كما ظهر،

.ا السالم دون أبمح من أمه مريم عليهالحكم على خلق السيد المسيوينطبق نفس

ولكن األمر يختلف عند بقية البشر، إذ شاءت إرادة المولى تبارك وتعالى أن يخلق

ما يسمى بالبويضة الملقحة التي ئل المنوي ببويضة المرأة، لينشئندماج الساانسل آدم من

بين أن الجنين يتكون تتتطور إلى أن تصبح مخلوقا مستعدا للخروج من بطن أمه، حيث

بتخصيب بويضة المرأة بماء الرجل، ويمر بعدة مراحل حتى تستوي خلقته ويصبح في

ختلفوا في أية مرحلة من هذه المراحل اللميالد، ولكن الفقهاء اصورة آدمية مكتملة مستعد

وصف الكائن اإلنساني على يطلق تبدأ الحياة اإلنسانية، أو بعبارة أخرى في أية مرحلة

تعطيل نموه أو تشويه أوالجنين، وبالتالي يستحق الحماية ضد أي عمل يؤدي إلى وفاته،

.صورته

الرأي األول يرى أن بداية الحياة : نقسم الفقه إلى رأييناوإجابة على هذا التساؤل

اإلنسانية تكون عند التقاء الحيوان المنوي بالبويضة، أما الرأي الثاني فيرى أن بداية

.فيما يلياإلنسانية تكون عند نفخ الروح في الجنين، وهذا ما سوف أتناوله الحياة

.يليهاوما10صالسابقالمرجعللجنين،الجنائيةيةالحماأمير،عدليأميرة-1

Page 61: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

55

بداية الحياة اإلنسانية من لحظة التلقيح- أوال

يرى بعض الفقهاء أن الحياة اإلنسانية تبدأ من لحظة تلقيح بويضـة المـرأة بمنـي

ح داخل رحم المـرأة أو صطناعيا، وسواء كان التلقياالرجل، سواء كان التلقيح طبيعيا أو

. كان خارجها

فمصطلح الجنين يطلق على البويضة الملقحة باندماج الخليتين المذكرة والمؤنثة،

نغراز البويضة الملقحة في جدار اويطلق هذا المصطلح كذلك على الفترة الواقعة بين

.الرحم حتى نهاية األسبوع الثامن

تي يلتقي فيها الحيوان المنوي بالبويضة مكونين ويركز هذا الرأي على اللحظة ال

.1خلية تكاثر، حتى يصبح خلقا مصورا متكامال إلى ما قبل مولده

فكان والجدير بالذكر أنه ظهرت عدة نظريات في شأن هذه المرحلة منذ القدم،

.؟عن مصدر هذا الكائن البشري الرجل أم المرأةاختالف قائماال

اآلراء السائدة في عصره، "Aristote"الفيلسوف أرسطولخص ذلك وإجابة على

، نطالقا من مالحظاته على أجنة الحيواناتاأول من أفرد علم األجنة ببحث خاص وهو

واعتمد في بحوثه على أبرز النظريات التي قيلت في شأن بداية الحياة اإلنسانية وهي

:تتمثل في نظريتين وهما

عتبر أن الجنين موجود بكامل خلقته في ماء الرجل، على شكل إنسان ت: النظرية األولى

مصغر أو ما سمي باإلنسان الكامل القزم، أما المرأة فليست سوى حاضنة لهذا الجنين

.حتى يستمر في النمو

تعتبر أن المرأة هي المسؤولة عن تكون الجنين، إذ يتواجد اإلنسان في : النظرية الثانية

لحيض، وهذا األخير يحتوي على مقومات وجود اإلنسان، أما ماء شكل مصغر في دم ا

. الرجل فيعمل على عقد دم المرأة وجعله متماسكا ليأتي منه الولد

وقد تم تأييد هاتين النظريتين من قبل بعض علماء الغرب من بينهم العالم فرنسوا

تكون من النطفة الذكرية الذي يعتبر أن الجنين ي" François de plantade"دوبالنتاد

الذي يعتبر أن مصدر الجنين هو " Charle Bonnet"وحدها، والعالم شارل بوني

.البويضة الملقحة ، ودور النطفة هو تمكين الجنين من التطور والنمو فقط

.22ص المقال السابق،حسن علي الشاذلي، -1

Page 62: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

56

حيث اكتشف العالمان شوان 1839وبقيت فكرة اإلنسان القزم إلى غاية

"Schwann "وسيلدن"Schleiden" الخاليا التناسلية المتواجدة في كل من المني

.والبويضة

كما أثبت العلم الحديث أن بداية الحياة اإلنسانية تكون من لحظة اإلخصاب، أي

امتزاج الحيوان المنوي بالبويضة فتكون ما يسمى بالنطفة األمشاج أو البويضة الملقحة

ألب واآلخر من األم، وبهذا يرث التي تحتوي على عدد من كروموزومات نصفها من ا

الدراسات الحديثة في البيولوجيا وعلم األجنة كما تؤكد . الجنين من صفات كل من األبوين

أن كل مكونات اإلنسان متواجدة منذ لحظة التلقيح، حيث تتشكل الخريطة الكروموزومية

ل المنوي أي ما التي تحتوي على كل المعلومات الجينية التي تتكون منها البويضة والسائ

Les spermatozoides et les"وهي الخاليا الجنسية أي " Les gamètes"يسمى

ovules " وهي عبارة عن قوى جينية"Forces génétique" ذات طبيعة خاصة تختلف ،

عن العناصر األخرى المكونة للجنس البشري كاألعضاء مثال، بل هي مصادر الحياة،

.1ريوهي عناصر إنتاج الجنس البش

إنا ":، حيث قال الحق تبارك وتعالىقرونكل هذا أكد عليه القرآن الكريم قبل ذلك ب.2"خلقنا اإلنسان من نطفة أمشاج نبتلیھ فجعلناه سمیعا بصیرا

ضي اهللا ويؤكده كذلك ما رواه اإلمام أحمد في مسنده من حديث عبد اهللا بن مسعود ر

يا يهودي، إن هذا : مر يهودي برسول اهللا وهو يحدث أصحابه، فقالت قريش":عنه قال

يا :حتى جلس ثم قالفجاءألسألنه عن شيء ال يعلمه إال نبي، قال: يزعم أنه نبي، فقال

من نطفة الرجل ومن نطفة ،يا يهودي من كل يخلق: محمد، مم يخلق اإلنسان ؟ قال

الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب، وأما نطفة المرأة فنطفة المرأة، فأما نطفة

. 3"هكذا كان يقول من قبلك :رقيقة، منها اللحم والدم، فقام اليهودي فقال

.- Roseline Letteron , opcit, p 67 et s1

.87و86صالسابق،المرجعخليفة،سعدمحمد-.02ية رقماآلسورة اإلنسان، -2.4438، الحديث رقم465ة، مصر، الجزء األول، صمؤسسة قرطبالمسند، اإلمام أحمد بن حنبل،-3

Page 63: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

57

فالجنين البشري هو ما في بطن المرأة الحامل، وهو نتاج اللقاح بين ذكر وأنثى،

ن آثار النفوس كاألصابع ستواء الخلقة وظهر فيه شيء ماووصل إلى مرحلة

، فالغني عن البيان أن نسل آدم كان من ماء مهين، فبقدرة اهللا عز وجل ...واألظافر

ل يحفظها ئبمجرد تالقي الذكر واألنثى تتسابق الحيوانات المنوية للرجل وهي محاطة بسا

م ويقودها نحو رحم المرأة لتلتقي بالبويضة التي يفرزها مبيض األنثى، وبالتالي يت

التلقيح، ثم تبقى البويضة في مكانها بضعة أيام حتى تكسو نفسها بغشاء سميك لتتمكن من

ستتار أي ما يستتر في رحم العلوق في جدار الرحم لتستمر في النمو، فالجنين يعني اال

ولقد .كتمال خلقه النهائي أم الاالحامل سواء كان علقة أو مضغة دون فرق في ذلك بين

حديث في مجال الجينات والهندسة الوراثية أن ما جاء في القرآن الكريم كتشف العلم الا

.من مراحل تطور الجنين حقيقة كشفت عنها األجهزة الطبية الحديثة

فقد بين الحق سبحانه وتعالى األطوار التي يمر بها الجنين ومؤكدا أن بداية الحياة

المرأة، ثم تتحول هذه البويضة الملقحة إلى اإلنسانية تكون منذ تالقي نطفة الرجل ببويضة

وتتحول العلقة إلى مضغة، وتتحول هذه األخيرة إلى عظام، فيكسو اهللا بقدرته ،علقة

ولقد خلقنا اإلنسان من ساللة من طين ثم " .......مصداقا لقوله تعالى ،العظام لحما

ار مي قرنطفة ف لناهعغة جضغة فخلقنا المضلقة ملقة فخلقنا العخلقنا النطفة ع ين ثمك

. 1"الخالقين عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن

صرون آالت وأجهزة دقيقة تتابع بدقة تطور كتشف علماء األجنة المعااولقد

، ويؤكدون أن الجنين يمر كل مراحله يوما بيوم وأسبوعا بأسبوع وشهرا بشهرالجنين في

يوم بعد اإلخصاب، ثم 14بالمرحلة ما قبل الجنين، وهي المرحلة التي يتطور فيها قبل

.2بيع من الحملأسا8ينتقل إلى المرحلة ما بعد الجنين، ويتم ذلك بعد

.14-13-12اآليات ،سورة المؤمنون-12- Roseline letteron,op cit, p 100. - Michel Livenet, Théorie générale des droits et libertésBruylant, 2006, p107.

Page 64: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

58

بداية الحياة اإلنسانية عند نفخ الروح- اثاني

يرى البعض اآلخر من الفقهاء أن مصطلح الجنين يطلق على المخلوق الذي نفخ فيه

: "الروح هو الذي يتميز به اإلنسان عن سائر المخلوقات لقوله تعالىنفحالروح، ذلك أن

نم يهنفخ فو اهوس ثمهوح1"ر.

وال جدال بأن نفخ الروح يكون والجنين في بطن أمه قبل ميالده، ألن الجنين عند

، لذا 2كتملت لديه كل معالم الجسد اإلنساني وتم سمعه وبصرهاخروجه من بطن أمه قد

عرف اإلنسان بأنه حيوان ناطق، ألنه يتكون من جزئين جزء حيواني يتمثل في الجسد

يتمثل في النطق، وال يمكن أن يكتمل ذلك إال بالروح والعقل، ورغم وجزء إنساني

:" صعوبة تحديد معنى الروح حاول بعض الفقهاء تعريفها، إذ عرفها البعض على أنها

، وعرفها "هو مغاير لهذه األجسام واألعراضفجوهر بسيط مجرد ال يحدث إال بمحدث،

لنفس وهي لطيفة كالهواء، سارية في جسم لطيف يخالف األجسام، أو هي ا" :آخر أنها

.3"جسم اإلنسان كسريان الماء في عروق الشجر

أن الروح ترتبط بالجسد ولكن بصفة متفاوتة وهي خمسة إلى ولقد توصل العلماء

:أنواع

تعلقها في رحم األم في المرحلة الجنينية ؛: األولى

تعلقها باإلنسان بعد ميالده ؛: الثانية

هي بين التعلق والمفارقة في النوم ؛و: الثالثة

تعلقها به في البرزخ بعد وفاته ؛: الرابعة

.4عودتها إلى جسده بعد بعثه يوم القيامة: الخامسة

ورغم هذه المحاوالت في تعريف الروح تبقى أمرا مجهوال ال يمكن تداركه ويرجع

الروح من أمر ربي وما لالروح قنويسألونك ع": علمه إلى اهللا عز وجل لقوله تعالى

.5"أوتيتم من العلم إال قليال

.09سورة السجدة، اآلية -1.30السابق، ص مفتاح محمد أقزيط ، المرجع -2.234-233أميرة عدلي أمير، الحماية الجنائية للجنين، المرجع السابق، ص -3. 101محمد سالم مدكور، المرجع السابق، ص -4.85سورة اإلسراء، اآلية -5

Page 65: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

59

ولكن غالبية الفقهاء يرون أن بداية الحياة اإلنسانية تكون بعد نفخ الروح،

يوم من بدء 120تفق اإلتجاه الحديث في الفقه والطب أن الروح تنفخ بعد مروراوقد

لتلقيح، وهناك من قال بالتحديد، يبدأ نفخ الروح بعد الشهر الرابع من بدء الحمل أو ا

": " صلى اهللا عليه وسلم" ستدلوا بقوله الرسولاالحمل وبعد تكون المضغة بأربعين يوما و

وأن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون

.1"الملك فينفخ فيه الروحمضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه

كتمال طور المضغة، بناء اتفق علماء المسلمين أن الجنين تنفخ فيه الروح بعد اوقد

على هذا النص النبوي الصريح، بما أنه قد ثبت أن زمن المضغة يقع في األربعين يوما

دية كأن يمص والمؤكد أنه بعد نفخ الروح يبدأ الجنين في التحرك حركات ال إرا. األولى

أصابعه ويمسك الحبل السري، ويتقلب في الرحم، وينام ويصحو ويسمع األصوات وترسم

على وجهه عالمات الرضا والضجر، ويتخذ وجهه الشكل اإلنساني المميز وتظهر السمات

.2اإلنسانية عليه

نفخ وتتوافق حقائق علم األجنة مع هذه األوصاف الشرعية ألطوار الجنين، فالروح ت

بعد األربعين األولى من عمر الجنين ليس قبل ذلك بيقين، ولكنها تختلف في موعد حدوث

لعدم الدقة ذلك بالضبط، فال أحد يستطيع أن يحدد موعد نفخ الروح على وجه الجزم و

.وجود نص صريح في ذلك

سـوية كذلك أن الروح تنفخ في الجنين بعد التسوية، وبمـا أن الت يمكن أن يفهمكما

تأتي بعد الخلق مباشرة، فيمكن القول بأن الروح تنفخ في الجنين بعد مرحلة الخلـق، أي

.بعد األسبوع الثامن من عمره، أي في مرحلة النشأة خلقا آخر

ستنتاج معظم المفسرين الذين اعتبروا أن طور النشأة خلقا آخر او يعتبر هذا التحليل

ه الروح، والذي ال يكون إال بعد طوري تكوين العظـام هو الطور الجنيني الذي تنفخ في

ها باللحم، فقد أثبتت األجهزة الحديثة رؤية حركات جسم الجنين في وقـت مبكـر، ئوكسا

كمـا يمكـن أن . مم15وذلك في األسبوع الثامن من الحمل، أي عندما يبلغ طول الجنين

.2036صحيح مسلم ، المرجع السابق، ص-1.50حسني هيكل، المرجع السابق، ص -2

-www.eajaz.org/index.../542-Phases-of-the-fetus-and-breathed - En cache.

Page 66: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

60

حركـات التـنفس وحركـات ترى الحركات الجنينية التي تعبر عن حيوية الجنين، مثل

كمـا .األطراف العليا وضربات القلب وحركات عدسة العين وحركات األمعاء الدوديـة

حركة اليد ومص األصابع والتي يمكن أن كرصدت الحركات التي تعبر عن نشاط الجنين

نعكاس غير مباشـر اتالحظ عند األسبوع السادس عشر من الحمل، وهذه الحركات تعتبر

. العصبي المركزيلحالة الجهاز

وهناك من يعترف للجنين قبل نفخ الروح بنوع من الحياة، بدليل أنه يتحرك وينمـو

فله روح طبيعية منبثة في سائر البدن تترجمها الحركة التابعة للنمـو والتصـوير، وروح

فـخ ، فقبـل ن 1إنسانية تلي الروح الطبيعية وهي الروح التي ينفخها اهللا تعالى في الجنـين

الروح يتمتع بحياة طبيعية محضة كحياة النبات تتسم فقط بالحركة والنمو والتطور، أمـا

بعد نفخ الروح فيتحصل على نوع آخر من الحياة تندمج فيه الحياة الطبيعية للجنين بحيث

.تكون مصدرا لحركاته وإدراكه

وح ويـرون أن ولكن بالرجوع إلى بعض العلماء الماديين فإنهم ال يعترفـون بـالر

ولكن هذا الـرأي مصدر أنشطة اإلنسان هو الدماغ، نتيجة تفاعالت كيميائية وفيزيائية،

غير صائب، ألنه رغم تشابه البشر في مكونات الـدماغ، إال أن أفكـارهم وخـواطرهم،

.2ومشاعرهم تختلف من إنسان إلى آخر

إلسالمية للعلوم الطبية عقدت المنظمة اولتحديد مرحلة بداية الحياة اإلنسانية

شتراك مع وزارة الصحة بدولة الكويت ندوتها الثانية من سلسلة ندواتها حول اإلسالم باال

الحياة اإلنسانية بدايتها ونهايتها في المفهوم ":والمشكالت الطبية المعاصرة تحت عنوان

17إلى 15من التي توافقها الفترة1405ربيع الثاني 26و24في الفترة بين " اإلسالمي

: ما يليهابفندق الهيلتون بدولة الكويت وجاء في توصيات1985يناير

لتحام حيوان منوي ببويضة ليكونا البويضة الملقحة التي ابداية الحياة تكون منذ -أوال

عن كل كائن تحتوي الحقيبة الوراثية للجنس البشري عامة، وللكائن الفرد بذاته المتميز

.29حسن علي الشاذلي، المقال السابق، ص- 1

.70و63محمد نعيم ياسين، المرجع السابق، ص -2

- www.islamset.com /arabic/abioethics/hayat.html.

Page 67: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

61

نقسام لتعطي الجنين النامي المتطور المتجه خالل زمنة، وتشرع في االآخر على مدى األ

مراحل الحمل إلى الميالد ؛

حترام متفق عليه ويترتب عليه أحكام امنذ أن يستقر الحمل في بدن المرأة فله -ثانيا

شرعية معلومة ؛

وإما ،اإذا بلغ مرحلة نفخ الروح على خالف في توقيته، فإما مائة وعشرون يوم-ثالثا

.2أربعون يوما، تعاظمت حرمته باتفاق وترتبت على ذلك أحكام شرعية أخرى

أنا أساند ، فيما يخص تحديد لحظة بداية الحياة اإلنسانيةعرض هذين الرأيينوبعد

الرأي الذي يعتبر أن بداية الحياة اإلنسانية تكون منذ لحظة تلقيح بويضة المرأة بمني

جل الدراسات الحديثة أثبتت أن كل عناصر الجنس البشري متواجدة باعتبار أن ،الرجل

ن إسنة1400أكثر من في تلك البويضة الملقحة، وقد ثبت ذلك في القرآن الكريم منذ

ال أساند الرأي الذي يعتبر كما. اإلنسان خلقه اهللا من نطفة أمشاج، أي البويضة الملقحة

ة نفخ الروح، رغم اعتقادي أن مرحلة نفخ الروح أن بداية الحياة اإلنسانية تكون من لحظ

مرحلة جد مهمة، إذ من خاللها تبعث الحياة فيه ويبدأ في الحركة يمينا وشماال ، وينام

تترتب عليها أحكاما وإلخ ، ولكنها مرحلة تالية عن مرحلة البويضة الملقحة ...ويصحو

.، كأحكام اإلجهاضأخرى

تبناه، هو أن بداية الحياة اإلنسانية تكون منذ تلقيح بويضة وبالتالي فالرأي الذي أ

المرأة بماء الرجل، ذلك أن كل مكونات اإلنسان متواجدة منذ لحظة التلقيح، فتبدأ الحماية

. القانونية للجنين منذ هذه اللحظة

ومن خالل دراستي للطبيعة اإلنسانية للجنين البشري في هذا الفصل حاولت إبراز

أال وهي لمركز القانوني للجنين البشري،ااس حماية الجنين من التجارب الطبية بالبحث أس

ذلك أن غياب هذا المركز يعني غياب الحماية القانونية الطبيعة اإلنسانية للجنين البشري،

.له

عناصر الوجود ولقد تبين لي أن الجنين المتواجد في الرحم إنسان تتجمع فيه كل

ختالفات بينه وبين الشخص الذي يخرج إلى الوجود، أو ما يسمى غم األالبشري، ر

بالشخص القانوني كما سوف يتأكد الحقا، أما البويضة الملقحة الفائضة عن عملية التلقيح

الخارجي فأرى أنه ال يمكن إضفاء وصف الجنين عليها ألن األحكام التي سوف تطبق

Page 68: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

62

جنين المتواجد في الرحم، ولكنها مرحلة من عليهما مختلفة عن تلك التي تطبق على ال

مراحل تطور الجنين بل هي البذرة األولى في تكوينه تحظى بحماية خاصة ال ترقى إلى

الحماية المقررة للجنين المستكن في الرحم، إضافة إلى ذلك فال يمكن معاملتها معاملة

كذلك، حيث تأكدت من األشياء ألنها تحوي كل العناصر الجينية فهي من طبيعة إنسانية

خالل دراستي أن بداية الحياة اإلنسانية تكون منذ لحظة التلقيح، كل ما في األمر أن

الحماية القانونية تختلف باختالف كل مرحلة من مراحل اإلنسان، وفي ذلك أساند ما جاء

نذ لحظة في توصيات المنظمة اإلسالمية للعلوم الطبية من أن بداية الحياة اإلنسانية تكون م

التلقيح، وتزداد هذه الحماية إذا استقر الجنين في بطن أمه وتطور، كما تزداد الحماية أكثر

في مرحلة نفخ الروح في جسد الجنين، وأضيف إلى هذه التوصية أنه تنشأ حماية أخرى

.مختلفة بخروج الجنين إلى الحياة

القانوني للجنين لجعله والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، هل من وجه آخر للمركز

أساسا لحماية الجنين من التجارب الطبية، أم أن الحماية ينحصر أساسها في الطبيعة

الثاني من هذا المبحثاإلنسانية للجنين البشري؟ هذا السؤال سوف أجيب عليه من خالل

.تمتع الجنين بالشخصية القانونية األساس المعتمد لعدمفي البحث عن الفصل

Page 69: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

63

الثانيثالمبح

تمتع الجنين بالشخصية القانونيةمدىل الطبية الحديثة التي نتجت عن تقدم العلوم الطبية، إجراء التجارب ئإن من المسا

على األجنة البشرية، وأمام أهمية التجريب الطبي على اإلنسان بصفة عامة وعلى الجنين

. البشريةبصفة خاصة توصل العلماء إلى نتائج عادت بالفائدة على

نعدام إرادته وضعف قوته، إال أنه جندت اوالمالحظ أن الجنين رغم صغر حجمه و

،مختلف العلوم لدراسته تطلعا إلى خبايا هذا المخلوق الضعيف والقوي في نفس الوقت

والذي يستمد قوته من كونه أساس الوجود اإلنساني، كما حددت قواعد بشأنه من أجل

.ستمراريتهامارسات التي تعيق تطوره وتهدد حمايته ضد كل الم

إال معرفتهاولكن حقيقة التصرف بالجنين باستخدامه في التجارب الطبية ال يمكن

،الوقت الذي يكتسب فيه إنسانيتهوذلك بتحديد ، بتحديد المركز القانوني للجنين البشري

. والذي ثبت أن ذلك يتم منذ تلقيح بويضة المرأة بمني الرجل

وإن تحديد المركز القانوني للجنين البشري له أهمية بالغة من حيث معرفة مصدر

فكما تبين الطابع اإلنساني للجنين، الحماية المخولة له قانونا في مواجهة التجارب الطبية،

.كمصدر لهذه الحماية، سوف يتم التأكيد على عدم تمتعه بالشخصية القانونية

لشروط ثبوتاألول مطلبأخصص الطلبينإلى مالمبحثئ هذا وتبعا لذلك أجز

.لتمتع الجنين بحقوق حددها القانونالثاني طلبالشخصية القانونية ، وأخصص الم

األولطلبالم

الشخصية القانونية شروط ثبوتصالحية ":لقد تعددت التعريفات بشأن الشخصية القانونية، فالبعض يعرفها بأنها

لتزامات بغض النظر عن مقدار هذه الحقوق أو تلك الكتساب الحقوق وتحمل االاإلنسان

لتزامات الموجودة حاليا والتي قد توجد مجموعة الحقوق واال" :، أو هي1"اإللتزامات

لتزامات الحاضرة والمستقبلة التي مستقبال لشخص معين، أو هي مجموعة الحقوق واال

.84، الطبعة الثانية، ص 2009زعالني، المدخل لدراسة القانون، النظرية العامة للحق، الجزائر، عبد المجيد-1

Page 70: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

64

ومن خاللها يصبح أهال الستخالفه في األرض ى بها اإلنسان، ظتعود إلى الشخص ويح

فالشخصية .1"ستخالفلتزامات الدنيوية واألخروية والمترتبة على االويتمتع بالحقوق واال

القانونية ترتبط بأهلية الوجوب، وتتعلق هذه األخيرة بمدى هذه الصالحية من حيث

.2قصورها أو شمولها لكل الحقوق وااللتزامات

مدى صالحية الشخص لثبوت الحقوق ":أهلية الوجوب بأنهاويمكن تعريف

لتزامات عليه، وهي تالزم الشخصية القانونية ولكنها تختلف عنها، فالشخصية القانونية واال

تساع أو تضييق ما يتوفر ابينما أهلية الوجوب تضيق وتتسع بحسب ،ال تكون إال كاملة

بعض الحقوق ال يتمتع بها اإلنسان وسبب ذلك أن هناك ".لتزاماتاللشخص من حقوق و

الخ، وبالتالي فإن أهلية الوجوب تتوفر ...نتخاب إال ببلوغه سنا معينة مثل الزواج، اال

ستثناء، ولكن األمر يتعلق بكونها قد تكون كاملة عند البعض الكل األشخاص دون

. 3وناقصة عند البعض اآلخر

ه إلى المجتمع وما ينجر ؤحيث إنتمافالشخصية القانونية إذن هي حالة الشخص من

عليه من توسيع أو تضييق في الحقوق المقررة له، فاإلنسـان يخـتص بمجموعـة مـن

جتماعي، ختالفه في مركزه العائلي، السياسي، االاالخصائص تميزه عن غيره وتتمثل في

حالة الشخص تعني المركز المالزم له باعتباره عضوا في جماعـة ذات ووحتى الديني،

تساع أهلية الوجوب من مدى تضييقها، إذ أن هـذه اجتماعية، فهي التي تحدد مدى اقيمة

سم الذي يعرف به فالشخصية إذن تشمل حالة الشخص واإل.4األخيرة تؤسس على األولى

. اإلنسان وما يميزه عن غيره

لتزامات من خاللأما األهلية فهي التي تبين قابليته الكتساب الحقوق وتحمل اال

أهلية الوجوب، وتحدد صالحيته للتعبير عن إرادته وقدرته على ممارسة تصرفاته بنفسه

والذمة المالية هي التي تمثل ثروته ومقدرته المالية، وتضم حقوقه ،من خالل أهلية األداء

.والتزاماته المقدرة بالمال، والموطن هو الذي يتحدد به مكان تواجده من الناحية القانونية

.38مفتاح محمد أقزيط ، المرجع السابق، ص -1.519، ص 1995حسن كيرة ، المدخل للقانون، منشأة المعارف باإلسكندرية، -2.125،126عبد المجيد زعالني، المرجع السابق، ص -3.وما يليها720حسن كيرة، المرجع السابق، ص -4

Page 71: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

65

عتبار الجنين كائنا إنسانيا ال ورغم الشخصية القانونية لإلنسان بتمام والدته حيا،وتبدأ ا

عتبار كل كائن بشري شخصا قانونيا، ايعني أنه يتمتع بالشخصية القانونية، فال يمكن

ال يتمتع بالصفة عتباري وهووتبرير ذلك إضفاء الشخصية القانونية على الشخص اال

.1اإلنسانية

القانونية لإلنسان تبدأ من وقت تمام والدته مع تحقق حياته عند الوالدة، الشخصية

وال يتصور منحها إال لكيان له قدر من الوجود الذاتي المستقل، أما الجنين في بطن أمه،

فهو يظل حتى والدته جزءا من أمه، ومن ثم فإن والدة الجنين حيا تعد شرطا الكتسابه

الوالدة فال شخصية له، ويكون غير صالح الكتساب أي من الشخصية القانونية، أما قبل

ستثنائيا أملته ضرورة اعتراف المشرع له بمجموعة من الحقوق يعد أمرا االحقوق، وأن

رفع الظلم عن الجنين، وحماية حقوقه، فال تثبت له من الحقوق سوى تلك التي يمنحها له

كتساب الجنين للحقوق، كما يملك االقانون صراحة، ألن المشرع وحده يملك حق تقرير

تقريرها لغيره، ومن ثم ال يجوز القياس عليها، وال التوسع في تفسيرها، ألنها جاءت على

ن ثبوتها يكون مقصورا أخالف األصل الذي يشترط الوالدة حيا لثبوت الشخصية، كما

.على تلك الحقوق

تزامات، وبذلك يؤدي دوره لكتساب الحقوق وتحمل االاإن الشخص كيان يمكنه

في الحياة القانونية، وبتمتع الشخص بالشخصية القانونية تكون له القدرة على أن يكون

صاحب حق، فتقرر له حماية بنصوص قانونية، ويستوي في ذلك أن يكون شخصا طبيعيا

ه للحق والحماية المقررة للعتباريا، أما الحيوان فال يمكن اعتباره سوى محاأو شخصا

لتزامات تفرض على اإلنسان في سبيل الرفق بها، أو من اال تولد حقوقا للحيوان وإنما

.قتصادي أو حتى الشخصيأجل أال تسبب أضرارا على المستوى اال

والكتساب الشخصية القانونية ال بد من توافر شرطين هما الميالد الفعلي، وشرط

تسب الجنين الحقوق التي نص عليها القانون ال بد الميالد على قيد الحياة، وبالتالي لكي يك

.من تحقق هذين الشرطين

الميالد أتناول في الفرع األول شرط : وبناء على ذلك أجزئ هذا المطلب إلى فرعين

.شرط الحياةوأتناول في الفرع الثاني الفعلي،

.من القانون المدني 50انظر المادة - 1

Page 72: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

66

ولالفرع األ

شرط الميالد الفعلينونية للجنين أن يولد هذا األخير والدة تامة، أي يتم يشترط لثبوت الشخصية القا

إخراجه من بطن أمه بعد اكتمال الموعد الطبيعي لوضع المرأة جنينها، وفي ذلك يشترط

.الفقهاء خروج جسم الجنين بأكمله فال يكفي خروج أكثر المولود عن أمه

ن لتبدأ صفة ختلف الفقهاء في تحديد اللحظة التي تنتهي فيها صفة الجنياوقد

المولود؛ ولكن الرأي الراجح أن صفة المولود تبدأ بمجرد تمام عملية الوالدة سواء كانت

طبيعية أو غير طبيعية، والوالدة الطبيعية تبدأ من وقت تقلص الرحم وقذفه المولود خارج

ستعمال طرق طبية حديثة ابطن الحامل، أما الوالدة غير الطبيعية فتكون عن طريق

.1ليات القيصريةكالعم

وقد تبنى المشرع الجزائري هذا الرأي الذي يشترط الميالد الفعلي للجنين الكتسابه

تبدأ : " من القانون المدني التي تنص25الشخصية القانونية في الفقرة األولى من المادة

.2"شخصية اإلنسان بتمام والدته حيا وتنتهي بموته

شترط لثبوت الشخصية القانونية لإلنسان ميالده الجزائري وبالتالي فإن المشرع ا

.شترط أن يولد حيا فال يكفي قابليته للحياةاالفعلي، وكذلك

ونظرا لخطورة واقعة الميالد وآثارها، يجب اإلبالغ عنها إلى مكتب الصحة

من القانون26المختص لتسجيلها في سجالت خاصة بذلك، وهو ما تنص عليه المادة

".يجب إثبات واقعة الوالدة في السجالت المعدة لذلك: "المدني

ص ،، العـدد الثـاني 2006جعفر محمود علي المغربي، الحماية المدنية للجنين، مجلة الحقوق، ، السنة الثالثـون، -1

.وما يليها83المرجع السابق ص،عبد المجيد زعالني-. 130، والمتضمن القـانون 1975سبتمبر سنة: 26الموافق ل1395رمضان عام 20: المؤرخ في58-75: رقماألمر -2

.2007مايو سنة 13، المؤرخ في 05-07المدني، المعدل والمتمم بالقانون رقم

Page 73: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

67

المتعلق بالحالة المدنية 1970فبراير19المؤرخ في20-70كما نص األمر رقم

بتداء من يوم امنه، على وجوب التصريح بالمولود خالل خمسة أيام 61بموجب المادة

وذلك تحت طائلة العقوبات المنصوص الوالدة إلى ضابط الحالة المدنية لمكان الوالدة،

عليها في قانون العقوبات، ويتولى عندئذ ضابط الحالة المدنية طبقا للمادة الثالثة من األمر

. معاينة الوالدات وتحرير العقود بها

للتأكيد على شرط الميالد 25وبالرجوع إلى القانون المدني فإنه لم يكتف بالمادة

صية القانونية، بل راح إلى أبعد من ذلك في المواد الموالية لهذهالفعلي الكتساب الشخ

المادة للتأكيد على الخصائص التي يتميز بها الشخص القانوني والتي ال يمكن أن تتوفر

.1في الجنين نظرا لعدم والدته حيا

ضف إلى ذلك يرى بعض الفقهاء أن الشخصية القانونية ال تمنح للجنين بسبب أنه لم أ

جتماعية لديه ألن الشخصية القانونية تبنى على يولد بعد، بل ألنه كذلك النعدام القيمة اال

الدور الذي يلعبه الفرد في مجتمعه، إذ ال بد أن يكون هذا الفرد عنصرا فعاال في أساس

تحقيق غاية القانون، ويمكن قياس ذلك على العبيد والمحكوم عليهم باإلعدام سابقا في

خصية القانونية لديهم، ألن القيمة االجتماعية آنذاك كانت مرتبطة بالحرية، فال انعدام الش

يكفي في اإلنسان ذلك الوجود الحسي كما هو الحال بالنسبة للجنين، بل ال بد أن يتمتع

ويبرره ذلك . بوجود قانوني وقيمة قانونية من خالل الدور الذي يلعبه في المجتمع

:الشخصية القانونية العتبارينعتباري بعتراف للشخص االاال

وجود كائن جماعي يقوم على تجمعات فردية أو مالية لها كيانها الذاتي والمستقل؛-

جتماعية لهذا الكائن والتي تتمثل في مجموعة من المصالح واألهداف توافر القيمة اال-

.اإلنسانية التي تسعى إلى تحقيقها

أي دور في المجتمع إال مستقبال في الحفاظ على وبالنظر إلى الجنين فإنه ال يلعب

.عتباره شخصا قانونيااديمومة المجتمع وتكاثره وبالتالي ال يمكن

إذا كانت الشخصية القانونية هي مجرد صالحيةوخالفا لذلك يرى البعض أنه

ة فإن الجنين يتمتع بها، وتبدأ هذه الشخصيوتحمل االلتزامات،الكتساب الحقوقالشخص

.من القانون المدني 39إلى28المواد من :نظرا-1

Page 74: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

68

لإلنسان منذ الحمل ال منذ الوالدة، إذ ال يعقل أن تبدأ األهلية قبل أن تتكون الشخصية،

.ستقرارها بصفة نهائيةافالميالد ال يحقق بدايتها وإنما

ولكن الوالدة بداية التساع أهلية الوجوب بعدما كانت عليه من قصور ونقصان وقت

ان ثابتا لإلنسان منذ الحمل من شخصية غير الحمل، فشرط الوالدة شرط الستقرار ما ك

ذلك أن وجود حق يعني .باتة فالنقصان يلحق بأهلية الوجوب ال بالشخصية القانونية

وجود صاحب ينسب إليه، والحقوق ال تثبت إال بنص القانون، وهي لمن يتمتع بالشخصية

.ك القدرة اإلرادية القانونية التي تخوله إكتساب حقوق ولو حق واحد، وال يشترط في ذل

نفصال عن أمه، وهذه األخيرة تتمتـع بالشخصـية القانونيـة، والجنين جزء قابل لال

واألحرى أن يتمتع هو بها كذلك، فتبدأ الشخصية القانونية من وقت الحمل لتـوفر شـرط

.الحياة

ولوال تجاه أن الجنين يتمتع بشخصية قانونية ناقصة ومقيدة،ويؤكد أصحاب هذا اال

ذلك لما تقررت له حماية قانونية تظهر في وضع عقوبات على كل من يؤدي إلى

، إضافة إلى أنه مخلوق مستتر وغير إجهاضه، وكذلك تقييد ممارسة التجارب الطبية عليه

.1ظاهر إذ لم يولد بعد

فالجنين إذن يتمتع بشخصية قانونية مقيدة في حدود الحقوق الممنوحة له، وذلك

.2اشيا مع وضعيته باعتباره مستكنا في بطن أمه، ويحتمل أن يولد حيا أو ميتاتم

حتمالية،بين الشخصية القانونية اليقينية، والشخصية االيمكن التفرقة وفي هذا الصدد

حتمالية فهي تثبت فالشخصية اليقينية تثبت للجنين بتمام والدته حيا، أما الشخصية اال

.مهوهو في بطن أللجنين

فالشخصية القانونية تبدأ من وقت الحمل حيث تقرر حقوق للجنين، سواء الحقوق

التي تحتاج إلى قبول أو التي ال تحتاج إلى ذلك، بل يمكن القول بتحمل الجنين

بعد الميالد تستقر هذه الحقوق، ولكن ليس من وقت الميالد وإنما من تاريخ ولتزامات، لال

1 - Jean Michaud, art préc. www.cit-sciences.fr.2 - Thierry Garé, Le droit des personnes, Dalloz, 2éd, 2003p 24. - Patrick Courbe, Op.cit, p

07. - Mélina Douchy, Ouadot, Droit civil , introduction, personnes, Familles, Dalloz, 5 éd,2009, p 157.

Page 75: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

69

باإلضافة لمن يرى بأن الجنين له أهلية وجوب قاصرة على . 1كونه جنينا في بطن أمه

....عترف له بها القانون كالحق في النسب، الميراثابعض الحقوق التي

فإذا كانت أهلية الوجوب هي صالحية اإلنسان الكتساب الحقوق والتحمل

هذه األهلية لتزامات، فكل إنسان شخص قانوني تتوفر فيه أهلية الوجوب، وتثبت لهباال

من وقت والدته حيا، بل قبل ذلك في بعض الوجوه عندما يكون جنينا إلى وقت موته، بل

بعد ذلك إلى حين تصفية تركته وسداد ديونه، فيكون مناط أهلية الوجوب هو الحياة، إذ

رتباط بالسن أو العقل أو البلوغ أو الرشد لدى اإلنسان، وال تتأثر بأياليس لها عالقة أو

عارض ما عدا الموت، وربط أهلية الوجوب بواقعة الميالد يؤدي من الناحية العملية إلى

اإلضرار بالجنين عند والدته حيا، فإلى جانب حماية حق الجنين في الحياة، هناك مصلحة

عتراف له بحقوق قبل أن يولد سواء تعلق األمر منه باألسرة من قرابة جتماعية لالا

.إذا تعلق باإلرث والوصية وغيرهاونسب، أو كان ماديا

:فالشخصية القانونية للجنين تمر بمرحلتين

تتحقق هذه المرحلة بتواجد الجنين في بطن أمه، أي قبل والدته، إذ ال : المرحلة األولى

يمكن معرفة إن كان هذا الجنين سوف يولد أم ال، فشخصيته غير يقينية إذ يحتمل والدته

حدث العكس، وقد أشار إلى ذلك مجلس نقابة األطباء في فرنسا في حيا كما يمكن أن ي

اعتبار أنه رغم أن وجود الجنين غير مؤكد إال أنه ال يمنع ذلك من كونه يحمل كل

.2الصفات الوراثية للكائن البشري

تتحقق هذه المرحلة بميالد الجنين حيا، وفيها يتمتع هذا األخير بشخصية : المرحلة الثانية

. ية يقينيةقانون

تجاه ال تثبت له أهلية الوجوب كاملة إال إذا ولد حيا، فهوفالجنين حسب هذا اال

حتمالية، فتكون له أهلية وجوب، ولكنها محدودة، فهي ال تتحمل افتراضية واشخصية

فالقانون يعترف لبعض لتزامات، كما أنها ناقصة من حيث التمتع بالحقوق واكتسابها،باال

أو النجا، وجود الشخصية القانونية للشخص الطبيعي في القانون الجزائري، المجلـة الجزائريـة للعلـوم إبراهيم -1

.وما يليها962، العدد الرابع، ص 1987قتصادية، القانونية واال.188ص،1985القاهرة،العربي،الفكردارالحق،نظريةنجيدة،حسنعلي-1

Page 76: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

70

عتراف في الحقيقة بشخصية مفترضة وهم أجنة في بطون أمهاتهم، وهذا االاألشخاص

ستثناء من قاعدة عامة مقتضاها أن شخصية اإلنسان ال تبدأ إال من والدته، وإنما هو اليس

تجاه تبدأ من قاعدة عامة تشمل كل البشر، ومن ثم فإن الشخصية القانونية حسب هذا اال

كتساب الشخصية امن شروط ارئيسياباعتباره شرطوقت الحمل لتوافر شرط الحياة

. القانونية

ستثناء بالنسبة للشخصية القانونية للجنين، ان هناك أصل وإوبالتالي ال يمكن القول

ن الجنين تكون له حياة ذاتية، كما إحتمال ومرحلة تحقق، من حيث اإنما هناك مرحلة و

بذاته، فإنه تثبت له شخصية قانونية تجعله ستقالل نفصال عن أمه وااليكون مهيأ لال

صالحا الكتساب الحقوق، ومن حيث أن إنفصال الجنين واستقالله بذاته يكون غير محقق،

.1حتماليةافإن الشخصية القانونية التي تثبت له تكون

عتماد هذا الرأي المعترف بالشخصية القانونية اأنه ال يمكن وأنا من جهتي أرى

البشري، ذلك أن القانون ال يعرف تلك المصطلحات المتعلقة بالشخصية القانونية للجنين

.ال توجدأو ستثنائية، فالشخصية القانونية إما أن توجد، المقيدة أو الشخصية القانونية األ

إذ ال عتراف للجنين بأهلية وجوب ناقصة أمر ال يمكن قبوله،ضف إلى ذلك فإن االأ

هلية الوجوب في غياب الشخصية القانونية، هذه األخيرة التي نص يمكن الحديث عن أ

.القانون صراحة على عدم تمتع الجنين بها

ثانيالفرع ال

شرط الحياةال يكفي لثبوت الشخصية القانونية للجنين أن يولد هذا األخير، وإنما يجب أن يولد

وهو

.نظر عما إذا كان قابال للحياة أم العلى قيد الحياة باكتمال صورته اآلدمية، بغض ال

فإذا ولد الجنين ميتا فال يكتسب الشخصية القانونية سواء توفي في بطن أمه قبل

أثناءها، وال يصرح بوالدته إلى ضابط الحالة المدنية، وهذا ما تنص عليه الوالدة أو

الحالة المدنية في يمكن أن يتضمن ملخص عقد" :من قانون الحالة المدنية114المادة

.44ص،3العدد،2004،الكويت،الحقوقمجلة،المغربيالقانونفيلجنينالدىالوجوبهليةأ،مومنمحمد-1Méméteau, art préc, p61. -

Page 77: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

71

الدفتر العائلي اإلشارة إلى الطفل الذي صرح بوالدته ميتا إذا طلب ذلك أبواه، وفي هذه

".الحالة يبين ضابط الحالة المدنية بصفة صريحة بأن هذا الولد صرح بوالدته ميتا

والعالمات التي تدل على حياته تنفسه وصراخه بمجرد الوالدة، حيث تعتبر هذه

على حياة المولود ولو استمرت حياته لبضعة ثوان، وفي غياب هذه المات دليالالع

.ختصاص للتحقق من حياة المولودستعانة بذوي االالعالمات يمكن اال

ستهالل، وهو ما يعرف به وبالرجوع إلى الفقه اإلسالمي فإنه يسمي هذا الشرط باال

نفس ما أخذ به المشرع الجزائري في المادة وهو ، 1الخ....حياة المولود كالبكاء، الصراخ

ال يرث الحمل إال إذا ولد حيا، ويعتبر حيا : "التي تنص على أنه" من قانون األسرة 134

أما في الوقت الحالي فيؤكد ".إذا استهل صارخا، أو بدت منه عالمة ظاهرة بالحياة

.2قيد الحياةاألطباء أن نشاط المخ هو الدليل القاطع على ميالد الجنين على

أي من القانون المدني، فإنها تشترط تمام الوالدة،25وبالرجوع إلى نص المادة

والدة تامة وهي خروج كل جسم الجنين حيا من بطن أمه، وهذا النص يتماشى مع الرأي

على عكس اإلمام أبي حنيفة الذي يكتفي بخروج الغالب لدى فقهاء الشريعة اإلسالمية،

.3جنينمعظم ال

أي " "Viableشتراط أن يولد الطفل قابال للحياة اكتفى باأما الفقه الفرنسي فقد

ه األساسية ئأو أن تكون جميع أعضاستمرار حياته،مستجمعا للعناصر الالزمة طبيا ال

كاملة والتي تضمن بقاءه على قيد الحياة، ولكن إذا ولد حيا غير قابل للحياة فال يكتسب

القانونية، والعبرة بوجود عالمات الحياة على الجنين وليس بموعد ميالده، أي الشخصية

يستوي األمر أن يكون الجنين ولد باكتمال موعده الطبيعي، أي تسعة أشهر كاملة، أو ولد

.4قبل هذا الموعد أو بعده

. 131جعفر محمود علي المغربي، المقال السابق، ص -1.195-185ص ، 2011نظرية الحق، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الجزائر، فياللي، علي-2

_ Roseline Letteron, opcit p 104..85عبد المجيد زعالني، المرجع السابق، ص -3

4 - Patrick Courbe, Opcit, p 06. - Thierry Garé, op cit, p23 - Mélina Douchy ,op cit, p157.

Page 78: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

72

والجدير بالذكر أن الشخصية القانونية تنتهي بالوفاة، وتختلف هذه األخيرة من

الناحيتين الشرعية والقانونية، فمن الناحية الشرعية يقصد بالموت خروج الروح من جسم

اإلنسان، وفي هذا عجز األطباء رغم ما حصل من تقدم في العلوم الطبية، من التحقق

والطبيب هو الشخص المكلف بمعاينة حالة الوفاة ويحرر بذلك . من لحظة خروج الروح

. بتداء من لحظة الوفاةاالة المدنية في أجل أربع وعشرين ساعة شهادة تقدم إلى ضابط الح

أما من الناحية القانونية فالمقصود بالموت زوال الشخصية القانونية، فيصبح الشخص غير

لتزامات، ولكن يجب التنويه في هذا الصدد أن الحقوق صالح الكتساب الحقوق وتحمل اال

حقوق اللصيقة بالشخصية، أما الواجبات المالية التي تنتهي عند تحقق واقعة الوفاة هي ال

، ويعبر بعض الفقهاء عن هذا "ال تركة إالبعد سداد الديون "فتبقى طبقا للقاعدة الفقهية

.عتباري للشخصية القانونية بعد الوفاةستمرار االالبقاء للواجبات المالية باال

عتبار الكائن جنينا، وهي انتهي فيها فالشخصية القانونية ال تبدأ إال منذ اللحظة التي ي

عتراف القانوني بالحياة التي يشكل إهدارها لحظة خروجه من بطن أمه، حيث يبدأ اال

.عتراف يمتد إلى اللحظة التي تنتهي فيها هذه الحياة بالوفاةقتال، هذا اال

إعدام إضافة إلى ذلك، فإن إعدام الجنين يعتبر من الناحية الجنائية إجهاضا، أما

، وال يشترط في ذلك تمام 1اإلنسان فيعتبر قتال، وعقوبة القتل أشد من عقوبة اإلجهاض

ستقل االوالدة، بل يكفي فيه بداية عملية الوالدة حتى ولو خرج جزء من الجنين مادام قد

.عن كيان أمه

ليس هذا فحسب، بل ذهب الفقهاء إلى أبعد من ذلك فاعتبروا الجنين مجرد شىء أو

فقط مجموعة من الخاليا، والدليل على ذلك السماح بإنهاء حياته أي بإجهاضه لتحقيق هو

. 2مصلحة األم، إذا كان استمرار الحمل يعرض حياتها للخطر

. وتوالت األحكام القضائية في فرنسا بالتأكيد على أن الجنين ليس شخصا قانونيا

اء بخطأ أدى إلى إجهاض ، تم الطعن في قرار يدين طبيب نس1999ففي قضية عام

الجنين، ألن المساس بالحياة حسب القانون الجنائي ال يخص إال الشخصية القانونية،

.من قانون العقوبات313إلى 304من المواد:انظر- 1

2 -Le statut juridique de l’ embryon, http.www.oboulo.com. :مقال منشور في الموقع التالي

Page 79: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

73

، وهي أنه ال يمكن إدانة األطباء عن األخطاء 1وتوالت القرارات لتؤكد على نفس الفكرة

ية التي يرتكبونها في حق الجنين وهو في بطن أمه، ذلك أن هذا األخير ال يتمتع بالشخص

.القانونية

ليس له كيان مستقل فهو تابع األحكام القضائيةفالجنين في بطن أمه حسب هذا

ستمتاع بمزايا هذه ألمه، وليس صالحا الكتساب الحقوق، ألن هذه األخيرة تعني اال

.2الحقوق، وهذا ما ال يمكن تصوره في الجنين

أن علىلنص صراحةباحسنا فعلالمشرع الجزائريأنوختاما لهذا المطلب أرى

نه قد إحتمالية حياته حيث االشخصية القانونية تبدأ بميالد الجنين حيا، ذلك أن الجنين بحكم

يتمتع بالشخصية القانونية،يولد حيا وقد يجهض، وبحكم عدم قدرته الجسمانية والعقلية ال

تسبها بأثر إعترف له ببعض الحقوق بشرط ميالده حيا فيك،ولكن المشرع رفعا للظلم عليه

شتراط ميالده حيا والمرتبطة بالطبيعة اباإلضافة للحقوق التي يتمتع بها دون رجعي،

.اإلنسانية له كما سوف يتبين من خالل ما يلي

المطلب الثاني

بحقوق يحددها القانونتمتع الجنين هو الجنين ليست له شخصية قانونية ألن النص القانوني واضح، ومن المؤكد أن

الفقرة األولى، تتضمن المبدأ وهو :من القانون المدني التي تتضمن فقرتين25المادة

ستثناء اشرط الميالد لبداية الشخصية القانونية لإلنسان، أما الفقرة الثانية فهي تتضمن

ستثنائي وخاص للجنين الذي ال يمكن أن يطبق بشأنه المبدأ وذلك بنصها ابتقرير وضع

".لجنين يتمتع بالحقوق التي يحددها القانون بشرط أن يولد حياعلى أن ا":على

فإذا لم يتوفر فيه شرط الميالد، فال يكتسب الجنين الشخصية القانونية على وجه

ستثناء، بل يكتسب حقوقا بأثر رجعي في حالة ميالده حيا، أي عند اكتسابه الشخصية اال

1 - Cass Crim , arrêt 30 juin 1999 .

- Cass Crim , arrêt 29 juin 2001.

-cass crim, arrêt 25 juin 2002.

- cass crim , arrêt 04 mai 2004.

- voir, www.droit-univ. Paris 5.fr et www.oboulou.com..132جعفر محمود علي المغربي، المقال السابق، ص -2

Page 80: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

74

، وهما الحق في ى دون اشتراط الميالد الفعليالقانونية، ولكنه يتمتع كذلك بحقوق أخر

.الحياة والحق في السالمة البدنية

إن عدم تمتع الجنين بالشخصية القانونية ال يمنع من اكتسابه مجموعة من الحقـوق

من القـانون 25بشرط ميالده حيا، ويكون ذلك بأثر رجعي طبقا للفقرة الثانية من المادة

ذكر، وإن موقف المشرع الجزائري من خالل إدراجه هذه الفقرة من هذه المدني السابقة ال

هتمامه الكبير بهذا الكائن اإلنساني المستتر فـي بطـن أمـه، االمادة لداللة واضحة عن

هتماما بالدرجة األولى بمستقبله، إذ بمجرد مجيئه إلى الحياة يعترف له القانون بحقـوق ا

.يكتسبها بأثر رجعي

ستثنائية، ابصفة تقرر لهبالذكر أن الحقوق التي يكتسبها الجنين هي حقوق والجدير

: تجاهين اولكن بعض الفقهاء اختلفوا في نطاق هذه الحقوق وانقسموا إلى

يرى أن الجنين ال يكتسب إال الحقوق التي يتوقف ثبوتها لصاحبها : تجاه األولاإل

وهي عبارة عن وقائع مادية تثبت دون قبول على قبول منه، كالميراث والنسب والوصية،

منه، فالميراث يكون له بمجرد وفاة المورث، والنسب يكون له كذلك بمجرد حمل أمه به،

وكذلك الوصية فال تحتاج إلى قبول الموصى له، فهي تكون صحيحة بمجرد إبداء

.الموصي إرادته باإليصاء

متع بها الجنين، ومن بين هذه الحقوق الهبة أما الحقوق التي تحتاج إلى قبول فال يت

التي تقوم على عقد بين الواهب والموهوب له يشترط فيها قبول الموهوب له، فال تجوز

نطواءها على منفعة االهبة للجنين لغياب اإلرادة لدى هذا األخير حتى يقبلها، بالرغم من

.1للموهوب له إذا كانت دون عوض

تجاه إال بالحقوق التي ال تحتاج إلى قبول منه ن حسب هذا اإلفال يتمتع الجنين إذ

.كالميراث، النسب، الوصية والوقف عليه من أجل رفع الظلم واإلجحاف في حق الجنين

تجاه أن الجنين يكتسب الحقوق التي تعود عليـه يرى أصحاب هذا اال: تجاه الثانياإل

كان الوصي يتولى التصرفات عن الجنين فله بالمنفعة ولو كانت متوقفة على القبول، فإذا

.يليهاوما601ص،1988بيروت،الجامعة،الدارالقانونية،للعلومالمدخلفرج،حسنتوفيق-1

Page 81: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

75

أن يقبل التصرفات التي تحقق مصلحة للجنين، فله أن يقبل الهبة باعتبارها فـي صـالح

.1الجنين ولو تمت بمقابل

الجدير بالذكر أنه رغم وجود نص قانوني يؤكد على عدم تمتع الجنين بالشخصية و

المجلس عن قرارصدرللجنين بأهلية وجوب، حيثالقانونية، لكن القضاء ما زال يعترف

عتراف المشرع بهذه الحقوق للجنين على أهلية اأسس 1984أكتوبر 10األعلى بتاريخ

موقف القضاة في " علي فياللي"الوجوب الناقصة لهذا األخير، وعارض األستاذ الدكتور

. مقال له إثر تعليقه على ذلك القرار

ال يزال ) م(توفي في حادث مرور و ) م(رار أن والد المدعو وتتلخص وقائع الق

جنينا في بطن أمه؛ وبعد ميالده طلبت أمه التعويض من شركة التأمين الجزائرية عن

الضرر الذي لحق إبنها نتيجة وفاة والده، ولكن طلبها قوبل بالرفض سواء أمام المحكمة

لطعن أمام المجلس األعلى طالبة نقض بتدائية أو المجلس القضائي، مما دفعها إلى ااال

من القانون المدني في فقرتها الثانية 25القرار على أساس خرق قضاة المجلس للمادة

، وبالتالي فمن حق ولدها "يتمتع الجنين بالحقوق المدنية بشرط أن يولد حيا: "التي تقضي

.المطالبة بالتعويض بعد ميالده

ا، حيث نقض قرار المجلس باعتبار أن الجنين يتمتع واستجاب المجلس األعلى لطلبه

.2وجوب تخوله حق المطالبة بالتعويض إذا ولد حيابأهلية

بن في قرار المجلس األعلى بأحقية اإل" فياللي"وفي هذا السياق ساند األستاذ

ه التعويض، ولكنه لم يشاطر القضاة الرأي في تمتع هذا الجنين بأهلية وجوب، باعتبار أن

. ال يمكن الخلط بين الشخصية القانونية، وأهلية الوجوب

أنه رغم وجود صلة بينهما إال أنهما يختلفان، فالشخصية " فياللي"ويؤكد األستاذ

لتزامات، أما أهلية الوجوب القانونية هي صالحية الشخص الكتساب الحقوق وتحمل اال

لم عن أهلية الوجوب قبل التكلم عن فهي مجال هذه الحقوق أو محتواها، وال يمكن التك

.الشخصية القانونية، فهذه األخيرة تتقدم أهلية الوجوب

مطبعـة الحق،يةنظرفيمذكراتحجازي،الحيعبد-.يليهاوما45صالسابق،المرجعمدكور،سالممحمد-1

.88ص،1951،القاهرةالعربي،الكتابدار.، العدد األول 1989، المجلة القضائية لسنة 35511ملف رقم 1984أكتوبر 10قرار بتاريخ -2

Page 82: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

76

من القانون المدني، فإن الجنين يكتسب الشخصية 25وبالرجوع إلى نص المادة

.القانونية بتمام والدته حيا، وبالتالي ال يمكن التكلم عن أهلية الوجوب إال بعد ميالد الطفل

عتراف بالشخصية القانونية للجنين، وإنما ليس اال25فالغرض من الفقرة الثانية من المادة

كتساب بعض الحقوق عندما يكتسب الشخصية القانونية، أي بعد والدته حيا، اتمكينه من

ومن ثم يكتسب هذه الحقوق بأثر رجعي، أما إذا ولد ميتا فإن الحقوق التي تقررت له

ستثناء على الفقرة األولى من نفس المادة، ألنه ال يمكن فهي ليست اال.تزول بأثر رجعي

تصور أن بعض األشخاص تبدأ شخصيتهم من يوم الميالد الفعلي، والبعض اآلخر تبدأ

فالجنين ال يتمتع بالشخصية القانونية، . شخصيتهم من يوم كونهم أجنة في بطون أمهاتهم

. ذا لم يولد حيا فهو من وجهة نظر القانون والعدم سواء إ

باإلضافة إلى ذلك فإن منح الجنين بعض الحقوق في القانون وهو ال يزال في بطن

كتسابه إياها بمجرد ميالده وهو على قيد الحياة، لخير دليل أنه إنسان، إذ ال توجد اأمه، و

.حقوق بدون صاحب حق، كما ال يتصور وجود شخص بدون حقوق

بهذا النقد، وإنما ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث عاب على " فياللي"ولم يكتف األستاذ

ستعمالها عبارة الحقوق المدنية، أو بعبارة أخرى تخويل ا25الفقرة الثانية من المادة

الجنين التمتع بكافة الحقوق المدنية بما فيها الحقوق العامة والحقوق الخاصة، وهذا ما ال

سم وموطن وهو يجهل جنسه وما يزال في إيكون له يمكن تصوره فكيف يمكن للجنين أن

بطن أمه، ويعيب على الذين يقولون بتحمل الجنين إلتزامات، ألن هذا ال يمكن قبوله

.1باعتبار أن الجنين ال يملك إرادة فهو والعدم سواء

وتبعا لذلك هاهو المشرع الجزائري يضيق من نطاق الحقوق التي يتمتع بها الجنين،

المعدل والمتمم للقانون 05/10بمقتضى األمر رقم 25عندما قام بتعديل المادة وذلك

الجنين يتمتع بالحقوق التي يحددها القانون بشرط أن يولد : "المدني والتي أصبحت كمايلي

عتراف كتساب الشخصية القانونية لإلنسان بتمام الوالدة يعني عدم االا، ذلك أن ربط "حيا

ال ضيق، وهو حمال مستكنا في بطن أمه، لذا تدارك المشرع هذا له بحقوق ولو في مج

تعليق على قرار قضائي بشأن حق الجنين التعويض عن الضرر الذي لحقه من جراء وفـاة والـده ،لي فيالليع-1

،39الجـزء ،2001المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية ،من القانون المدني2-25طبقا للمادة

.وما يليها145ص ، العدد الرابع

Page 83: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

77

واعترف للجنين بحقوق قبل أن يولد، وتستمر معه بشرط ،25الموقف وعدل نص المادة

أن يولد حيا، فإذا ولد ميتا تسقط عنه هذه الحقوق بأثر رجعي، وهذه الحقوق تثبت له

إلى قانون األسرة، فإننا نجد وبالرجوع ، بنصوص قانونية كحقه في اإلرث والوصية

. 1نصوصا قانونية تخول الجنين المستكن بعض الحقوق

، "الجنين"للداللة على " الحمل"والمالحظ على هذه النصوص أنها استعملت عبارة

واعترفت له بالحقوق التي ال تتطلب قبوال كاإلرث والوصية، وبالحقوق التي تتطلب قبوال

لجنين بعد ميالده حيا، وفي لحقوق اعتراف ضمني باألثر الرجعي اكالهبة، وهو في ذلك

حدود الحقوق التي يحددها قانون األسرة، وإذا ولد الجنين ميتا فإن هذه الحقوق سوف

.تزول بأثر رجعي

وبالرجوع إلى القانون المدني الفرنسي فإنه لم يتضمن نصا صريحا يقر للجنين

عترف بحق الجنين في التعويض إثر قرار شهير انسي فقد بحقوق، ولذلك فإن القضاء الفر

، الذي ولد معاقا وذلك بسبب عدوى "نيكوال بيروش" نسبة إلى« Arrêt Perruche »بـ

، حيث أخطأ تشخيص « La rubéole »من أمه أثناء حملها به، إثر مرضها بمرض

يث لو كان ذلك لتمكنت نتقال عدوى هذا المرض إلى الجنين، بحاالطبيب المعالج لها بعدم

جانفي 14وتأكدت مخاوف األم في .األم من إجهاض حملها خوفا من ميالده معاقا

1989ن العمر ست سنوات، في جويلية م، حيث ولد نيكوال معاقا، وعندما بلغ 1983

طلب الوالدان التعويض عن الضرر الذي لحق ولدهما نتيجة الخطأ في التشخيص، وحكم

، وتعويض الطفل ووالديه، 1992جانفي 15مسؤولية عن هذه اإلعاقة في على الطبيب بال

ستئناف الطبيب لهذا الحكم، حكمت محكمة ا، وعلى إثر 1993ديسمبر 17ولكن في

، طعن األبوان في هذا 2000نوفمبر 17وفي .ستئناف بإلغاء الحكم ورفض التعويضاال

تئناف على أساس خطأ الطبيب في القرار فأصدرت محكمة النقض قرارا بنقض قرار اإلس

تشخيص مدى عدوى مرض األم على جنينها وعدم تمكين األم من اإلجهاض، وبالتالي

فإن هذا الطبيب مسؤول عن تعويض هذه السيدة عن هذه اإلعاقة التي كان سببها خطأ

.2الطبيب

. من قانون األسرة209-187- 173-134-128- 43: انظر الموا د- 1

2 - Arrêt 17 novembre 2000 « arrêt Perruche » : « Que dés lors que les fautes commises par lemédecin et le laboratoire dans l’exécution du contrat formés avec Mme Perruche avaient

Page 84: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

78

ود معاقا في ويعتبر هذا القرار األول في القضاء الفرنسي الذي أقر بحق الطفل المول

.التعويض

وإن اشتراط المشرع واقعة الميالد الكتساب الجنين الشخصية القانونية فيه نوع من

يحتمل أن يولد حيا أو ميتا، كما قد ال يكتمـل نمـوه اإنسانياالظلم للجنين، باعتباره كائن

القانونيـة بحيث يتم إجهاضه ألسباب طبية أو شخصية، فلو أخذنا بمبدأ بداية الشخصـية

بالميالد البتدأت حقوق أي شخص بميالده حيا أي منذ بداية شخصيته القانونية وال يعطى

ن الجنين من وجهة نظر القـانون ال وجـود لـه إال أذلك.أي إهتمام للمرحلة السابقة

بالوالدة، فهو من وجهة نظر القانون والعدم سواء إذا لم يولد حيا، أما اإلنسـان بمفهـوم

. 1الطبيعية والطبية فيكون بمجرد تلقيح بويضة المرأة بمني الرجلالعلوم

ختار اهتم بمستقبل الجنين باعتباره طفل المستقبل ورجل الغد اونظرا ألن المشرع

أن يمنح الجنين بعض الحقوق وهو في بطن أمه بشرط أن يولد حيا، وتثبت له هذه

فيستحق الميراث وهو في بطن أمه ولو في الحقوق بأثر رجعي، فإذا توفي والده مثال

األشهر بل في األسابيع األولى من الحمل، فيعتبر الجنين وارثا من يوم وفاة والده ال من

يزول عنه حقه في اإلرث بأثر رجعي، ويقسم ما حجز من فيوم والدته، أما إذا ولد ميتا

صيبه في اإلرث يؤول إلى نصيبه بين الورثة، أما إذا ولد حيا ثم توفي بعد أيام فإن ن

. ورثته هو

إذا كانت الحقوق المادية السالفة الذكر ال تكسب الجنين الشخصية القانونية، فاألمر

أو كما يسميها البعض الحقوق المالزمة نفسه بالنسبة للحقوق اللصيقة بالشخصية،

لشخص وتنصب ؛ وهي الحقوق الخارجة عن الذمة المالية لللشخصية أو حقوق الشخصية

. 2على مقومات وعناصر الشخصية وهي تثبت للشخص بمجرد كونه إنسانا

empêché celle-ci d’exercer son choix d’interrompre sa grossesse et a afin d’éviter la naissanced’un enfant atteint d’un handicap, ce dernier peut demander la réparation du préjudicerésultant de cet handicap, et causé par les fautes retenues ».Voir : sos-net-eu-org/médical/Perruche-htm-fr-wikipédia.org/wiki/affaire-Pérruche .

155ص،السابقالمقال،فيالليعلي-1فـي مشروعغيرعتداءاعليهوقعمنلكل: " أنعلىتنصفإنهاالمدنيالقانونمن47المادةنصإلىبالرجوع-2

نـص إلىبالنظر". ضررمنلحقهقدعماوالتعويضعتداءاالهذاوقفيطلبأنلشخصيتهالمالزمةالحقوقمنحق

.نطاقهاتحددلمهاولكنحمايتهالئوساوعلىللشخصيةالمالزمةالحقوقحمايةضرورةعلىأكدتفإنهاالمادةهذه

Page 85: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

79

فال يتمتع الجنين بالحقوق المالزمة للشخصية كالحق في الصورة والسرية مثال ألنها

حقوق تالزم الشخصية القانونية وتعبرعنها، إذ ترتبط معها وجودا وعدما، وال يمكن أن

.ا كان شخصا قانونيا أي بميالده فعليا يتمتع بها الشخص إال إذ

بمجردللشخصتثبتالتيالحقوقتلك: "أنهاعلىالبعضفعرفهابشأنها،التعاريفختلفتافقدالفقهإلىوبالرجوع

الـذات علـى للحفـاظ مقررةوهيبالشخص،تصالاالأشدتتصلألنهاعنهالهغنىالوهوإنسانا،لكونهأووجوده

،"اإلنسانيبالشخصهتماماالتزايدبقدردائرتهاوتتسعاإنسانوصفهبلإلنسانتثبتحقوقأنها: "آخروعرفها،"اآلدمية

أوفـردا، كائنابصفتهسواءالمختلفة،نشاطهمظاهرفياإلنسانبشخصاللصيقةالقيمعلىتردأنهاعلىآخروعرفها

جتماعيااكائنا

إلـى راجعللشخصيةالمالزمةبالحقوقالحقوقهذهتسميةأنضالبعويرى،"المعنويةأوالماديةبحياتهتعلقتوسواء

فالالتعاملدائرةعنتخرجذاتهاكالشخصيةفهيوعدما،وجودابهافترتبطذاتهاالشخصيةخصائصبعضتأخذأنها

علـى آلخراالبعضعتبرهااالموقفلنفسوتأكيدابالتقادم،تكتسبوالتسقطوالعليهاالحجزوالفيهاالتصرفيجوز

تزامناالوجودإلىوبرزتوجوده،بمجردلهفتثبتوثيقارتباطاا بهوترتبطاإلنسانشخصيةمنمستمدةحقوق:" أنها

.اإلنسانلحقوقالعالمياإلعالنمع

ـ األخيـرة هذهاإلنسان،بإنسانيةللشخصيةالمالزمةالحقوقيربطاممنهاأنالتعريفاتهذهعلىوماالحظته يالت

القانونيـة بالشخصيةالحقوقهذهيربطمنمنهاوأنملقحة،بويضةكونهلحظةمنللجنينتثبتأنهادراستيفيأكدت

سـم االفيبالحقالجنينيتمتعأنيعقلفالاألولبالرأيأخذنافإذا. الفعليبالميالدلإلنسانتثبتأنهاعلىكدؤتوالتي

فـي بالحقإالاألخيرهذايتمتعفالالجنين،ميالدبعدإالعنهانتكلمأنيمكنالحقوقألنهمامثالالصورةفيوالحق

.للشخصیةالمالزمةالحقوقمنیعتبراننیاللذالبدنیةالسالمةفيوالحقالحياة

المادةلنصطبقابالوفاةتنتهيالقانونيةالشخصيةنألالمتوفىنساناإلبهايتمتعفالأخرىجهةومن،جهةمنهذا

،ميتاأمحياجسمهيحترماإلنسانأنمع،"بموتهوتنتهيحياوالدتهبتماماإلنسانشخصيةتبدأ":الثانيةفقرتهافي25

مراعـاة وفاتهبعدإذ،ميتاأمحياالبدنيةالسالمةفيالشخصحقللشخصيةالمالزمةالحقوقمنأنذلكعلىوالدليل

،العامـة واآلدابالعامللنظاممخالفةتكونالأبشرطوفاتهبعدجثتهبشأنقراراتتخاذاللشخصالقانونخوللكرامته

شخاصاألمنعضاءواألنسجةاألنتزاعايجوزال:"نهأعلىوترقيتهاالصحةحمايةقانونمن164المادةنصتحيث

"......ذلكعلىحياتهأثناءالمتوفىموافقةوبشرط،للوفاةوالشرعيالطبيثباتاإلبعدالإزرعهاقصدالمتوفين

. بشـري كـائن نـه ألولكن،قانونيشخصنهألليسالحياةفيبالحقيتمتعالجنينفإنتهذكرماكلمنستنتاجااو

.نسانيةلإلمالزمةاحقوقوللشخصيةمالزمةاحقوقهناكنإالقوليمكنوبالتالي

بجميـع عتبـاري االالشخصيتمتع:"علىاألولىفقرتهافيتنصفإنهاالمدنيالقانونمن50المادةالىوبالرجوع

يتمتعأيالقانونية،الشخصيةعتبارياالالشخصمنحعلىتؤكدفإنها.." اإلنسانلصفةمالزمامنهاكانماإالالحقوق

قانونياشخصايكونقدواإلنساناإلنسان،لصفةمالزمامنهاكانماإالالطبيعيالشخصبهايتمتعالتيالحقوقبنفس

،دمشق،مقارنةدراسة،للشخصيةالمالزمةالحقوقواصلمحمد-نظرا.الجنينعلىاألخيراألمروينطبقيكونالوقد

. 46-57صالسابقالمرجعزعالني،-. 477صالمرجع السابق، فرج،حسنتوفيق-. 71ص،1995

Page 86: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

80

والحقوق المالزمة للشخصية القانونية المعترف بها للجنين هما حقه في الحياة وحقه

إذ ال ،في السالمة البدنية، وهما الحقان الوحيدان الذان يكتسبهما الجنين وهو في بطن أمه

الجنين له الحق أن يواصل ف.يبأثر رجعمايشترط ميالده على قيد الحياة حتى يتمتع به

تطوره في رحم أمه بصفة طبيعية إلى حين موعد والدته، فال يجوز بأي حال من األحوال

العدوان على حياة الجنين، أو المساس بسالمة جسده ويستند هذا الحق إلى إحترام الحياة

.اإلنسانية

ولكن المشرع لقانونية،تمتع بالشخصية ايأن الجنين الأرىوختاما لهذا المبحث

رفعا للظلم عنه منح له بعض الحقوق التي تتوقف على قبول منه كالهبة، والتي ال تتوقف

على قبول منه كالميراث، ولكن التمتع بهذه الحقوق يشترط فيه ميالد الجنين حيا حتى

.يتمتع بها بأثر رجعي

الوحيدان اللذان يتمتع بهما الحق في الحياة والحق في السالمة البدنية، الحقانكما له

، إذ تقرر له حماية قانونية لهذين الحقين وهو ال يزال الجنين دون اشتراط الميالد الفعلي

في بطن أمه، ويمكن في ذلك اإلعتماد على هذين الحقين كأساس لحماية الجنين من

.التجارب الطبية الرتباطهما بالطابع اإلنساني للجنين

Page 87: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

81

الفصل الثاني

التجارب الطبية على الجنين البشريطبيعةإن الجنين باعتباره إنسانا يكتسب إنسانيته منذ كونه بويضة ملقحة يحتاج إلى حماية

مثلما يحتاجها بعد خروجه من بطن أمه وزوال صفة الجنين عنه، ورغم أنه ال يتمتع

تمد هذه الحماية من تمتعه بالصفة اإلنسانية، فإذا حماه القانون بالشخصية القانونية فإنه يس

من كل األفعال التي تؤدي إلى إجهاضه، فمن باب أولى حمايته من التجارب الطبية التي

قد تؤدي إلى إزهاق روحه، واألخطر من ذلك إن أدت إلى خروجه للحياة يحمل تشوهات

والتأثير على صفات األجيال الالحقة خلقية تعيقه عن ممارسة حياته بصفة عادية، أ

وهذه الحماية يمتد نطاقها .ختبارابالتالعب في البويضات الملقحة المتواجدة في أنابيب

ليشمل التجارب التي تجرى على الجنين لغرض العالج، والتجارب التي تجرى على

. الجنين ألغراض علمية

الطبية بالبحث العلمي، ولكن في والجدير بالذكر أنه غالبا ما ترتبط التجارب

تساعا، فقد يكون وصفيا بتتبع تاريخ حالة معينة االحقيقة إن مصطلح البحث العلمي أكثر

الستخالص حقيقة معينة، وإما تحليليا ويتمثل في مقارنة معطيات علمية معينة الستخالص

ختبار يقع او أوجه الشبه والخالف، فالتجارب جزء من األبحاث العلمية، فهي كل بحث أ

على الكائن البشري بهدف تطوير المعطيات البيولوجية أو الطبية، فال يقتصر األمر على

تجريب األدوية الحديثة بل يتعلق بكل الدراسات واألبحاث المتعلقة بدراسة األمراض

.ومعرفة مكنوناتها وسبل القضاء عليها

:وتنقسم التجارب الطبية إلى نوعين

فائدة مباشرة للشخص وهي التجارب العالجية؛تجارب طبية تحقق-

تجارب طبية ال تحقق فائدة مباشرة للشخص وهي التجارب غير العالجية أو -

. 1العلمية

دراسة مقارنة بین النظامین المصري واألمریكي،رفض العالج،حق المریض في قبول أو مصطفى عبد الحمید عدوي،- 1.وما یلیھا112بدون دار نشر وال سنة طبع، ص

Page 88: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

82

ا حتى على اإلنسان المتكامل مهؤن من التجارب ممكن إجراان النوعاوإن كان هذ

ألن ذلك سوف يؤدي البنيان، ولكن مضمونها يختلف عنها إذا كان محلها الجنين البشري

، في حين أنها إذا مورست على إلى اإلضرار باألجيال الالحقة إذا مورست دون ضوابط

اإلنسان المتكامل البنيان فسوف لن يتضرر إال هو وحده، رغم إخضاعها كذلك لشروط

. من بينها الحصول على رضاء الشخص الخاضع للتجربة

لتجارب التي يخضع لها الجنين إلى تجارب ومن خالل ذلك يمكن تقسيم ا

أخصص المبحث األول من هذا الفصل للتجارب التي عالجية وتجارب علمية، لذلك

تجرى على الجنين لغرض العالج، وأخصص المبحث الثاني للتجارب التي تجرى على

.الجنين ألغراض علمية

Page 89: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

83

المبحث األول

الجالتجارب التي تجرى على الجنين لغرض العأدى تطور التكنولوجيا إلى تطور طرق العالج في جميع األمراض المختلفة، ومن

بين العلوم التي تأثرت بها، الثورة المعلوماتية، والعلوم الحيوية، البيولوجية، وتطورت

أيضا تبعا لذلك األبحاث الطبية في مجال الهندسة الوراثية وكذلك في مجال العالج الجيني

.تعصيةمن األمراض المس

ويطلق على التجارب التي تجرى على الجنين لغرض العالج كذلك العالج

التجريبي، فقد يبتعد الطبيب عن الوسائل التقليدية باعتبارها عجزت عن تحقيق عالج

أصبحت هذه الوسائل غير كافية وال تحقق النتيجة بعض األمراض المستعصية، أو

ستعمال أدوية قد تم احدة آالمه، فيلجأ إلى المرجوة، وهي شفاء المريض أو التخفيف من

عتماد على أساليب جراحية جديدة، فهنا يمكن القول بأن عمل كتشافها حديثا، أو االا

.1الطبيب ينطوي على هدف تجريبي إضافة إلى هدفه العالجي

ويقصد بالتجارب العالجية تلك التجارب التي يلجأ إليها األطباء عندما يصطدمون

: ويؤكد على ذلك بعض الفقهاء بقولهم.2تعجز عن عالجها األصول العلمية الثابتةبحالة

ن التجارب الطبية العالجية هي التي يكون القصد منها عالج المريض بواسطة وسائل إ"

طبية حديثة، إذا ما فشلت الوسائل التقليدية في ذلك، ويتم ذلك بعد تجربة هذه الطرق على

، 3"التجريب العالجي أو التشخيص"سان ويطلق عليها األطباء الحيوانات ثم على اإلن

إضافة إلى ذلك فالتجربة العالجية يكون الهدف منها تحقيق فائدة فردية مباشرة، وال تسعى

.إلى هدف آخر جماعي أو عام يتعلق بتقدم العلم

فيكون إذن الهدف من اللجوء إلى هذه التجارب إيجاد عالج من خالل تجريب

جديدة كاألدوية الحديثة أو األشعة أو غيرها من الوسائل الحديثة، وهذا النوع من أساليب

1 - JM Auby , le droit de la santé, PUF, 1981, p 449..115، ص 18سنة المجلة القانون واإلقتصاد ،محمود محمود مصطفى، مسؤولية األطباء الجراحيين الجنائية-2.430، ص 12السنة ،وديع فرج، مسؤولية األطباء والجراحيين المدنية، مجلة القانون واإلقتصاد-3

Page 90: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

84

التجارب يشبه التدخالت العالجية المحضة من حيث الغرض وهو عالج المريض، غير

.1أن لها غرضا آخر وهو أن المعارف المكتسبة منها يمكن تطبيقها على مرضى آخرين

عالجية إذا كان الغرض التجريبي لم يكن الهدف عتبار التجربة اوأخيرا يمكن

األساسي من تدخل الطبيب، حيث تنطوي على هدف رئيسي وهو عالج الجنين، ولكن ال

. 2يعتبر هذا العمل عالجيا محضا، إذ إلى جانب العالج هناك غاية تجريبية

فإن هدف والمالحظ أن التجارب العالجية ال تكون على شكل واحد، أو بعبارة أخرى

فإما أن يكون الهدف من إجراء التجربة على الجنين عالج : العالج فيها يكون على شكلين

هذا األخير من مختلف األمراض والتشوهات التي تصيبه؛ أو أن يكون الهدف منها عالج

إذ يمتد الغرض العالجي ليشمل ستخدام أنسجة الجنين،امرضى آخرين من خالل

لجنين مجرد أداة أو وسيلة لعالج عدة أمراض تصيب جنينا أشخاصا آخرين، فيصبح ا

.آخر أو إنسانا متكامل البنيان

والمؤكد أن موقف الفقه والقانون سوف يختلف في مدى مشروعية هذه التجارب تبعا

الختالف الغرض العالجي فيها الذي يكون محله الجنين ذاته من جهة، ومن جهة أخرى

.مرضى آخرين

أتناول في المطلب األول تجارب: هذا المبحث إلى مطلبينئلك ارتأيت أن أجزولذ

.عالج المرضى أجل تجاربوأتناول في المطلب الثاني،من أجل عالج الجنين

1- Antoine Retault, L’expérimentation sur le malade soin ou recherche , RTDCiv, 1998, p 57.

،)مقارنـة دراسة(لألطباءالجنائيةالمسؤولية،قايداهللاعبدأسامة-. 297ماروك نصر الدين، المرجع السابق، ص -

.318، ص 2003القاهرة،العربية،النهضةدار2- L. Peltier, Le consentement du patient a l acte médical, thèse,Aix Marseille, 1991, p 169. -

JM. Auby, Op.cit, p 449-450. - G Memeteau , le droit médical, Librairie de la cour decassation, Paris, 1985, p 311.

Page 91: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

85

المطلب األول

الجنينمن أجل عالجتجاربن إث عتمدوا على الغرض العالجي، حياإن الفقهاء في تعريفهم للتجربة العالجية

فالطبيب عند قيامه بمثل هذه التجارب قصد الشفاء هو أساس مشروعية هذه التجارب،

ستقاللية في اختيار التدخل الطبي المناسب حسب ما يناسب حالة يتميز بنوع من اال

المريض، ولكن يجب عليه في ذلك أن يحترم األصول الطبية المتعارف عليها بين أهل

اهمة في تحقيق شفاء بعض الحاالت المرضية التي ال تكون الطب، وهذا ال يمنع من المس

.1فيها الوسائل المتعارف عليها مجدية بأن يقوم بتجريب بعض األساليب الحديثة

فالتجارب الطبية ال يمكن القبول بها، إال إذا كانت في إطار محاولة عالجية، أي إذا

تحقق مصلحة صحية للخاضع لها، الغرض منها عالجيا، إذ أن التجارب العلمية الكان

وإنما مجرد مصلحة علمية، إذ ال يجوز المساس بجسم اإلنسان إال لتحقيق مصلحة

وكل ذلك يمكن أن يتحقق بالقيام بما يعرف .2ه أو التخفيف من آالمهئعالجية له كشفا

. ةبالتشخيص المبكر لألمراض وذلك للتدخل في عوامل الوراثة بتجارب الهندسة الوراثي

، ب من أجل التشخيص المبكر لألمراضللتجاروتوضيحا لذلك أخصص الفرع األول

. لتجارب الهندسة الوراثيةالفرع الثاني وأخصص

الفرع األول

مراضتجارب من أجل التشخيص المبكر لأليعتبر الجنين أساس الوجود البشري، لذا عملت التشريعات على ضمان ميالده خال

ل للمراقبة الطبية للمرأة الحامل أثناء الحمل ئمراض والتشوهات، بأن أوجدت وسامن األ

، ص 2003محمد سامي الشوا، مسؤولية األطباء وتطبيقاتها في قانون العقوبات، دار النهضة العربية، القـاهرة، -1

المطبوعـات ديـوان ،)مقارنةدراسة(والجراحيةالطبيةاألعمالعنالمريضرضاالكريم،عبدمأمون-.125،126

.694ص ،2006درية،اإلسكنالجامعية،.317صالمرجع السابق، ،قايداهللاعبدأسامة-. 430وديع فرح، المقال السابق، ص -2

- Abdelhafid Ossoukine, art préc, p63.

Page 92: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

86

قانون حماية في وبدوره خصص المشرع الجزائري. كفالة للرعاية الصحية لها ولجنينها

الصحة وترقيتها في الفصل الخامس منه لوضع تدابير من أجل حماية األمومة والطفولة

.نهم75إلى المادة 67من المادة

ستفادة األسرة من الرعاية الصحية بهدف اويمكن تلخيص هذه التدابير في ضرورة

الحفاظ على صحة وسالمة أفرادها، ويتحقق ذلك بتوفير الظروف الجيدة لحماية صحة

وحماية صحة الجنين وهو في بطن أمه بالعمل على اكتشاف ،األم أثناء الحمل وبعده

إلى حين موعد نموا طبيعيانموهلب بها لعالجها ضمانا مختلف األمراض التي قد يصا

. والدته، وحماية صحة الطفل من أجل تحقيق نموه الحركي والنفسي بصفة طبيعية

من شأنها معرفة ارباوتحقيقا لهذه األهداف عرفت تكنولوجيا الهندسة الوراثية تج

تجارب من أجل : هيوره مختلف األمراض التي يصاب بها الجنين في مختلف مراحل تط

.التشخيص المبكر لألمراض

التشخيص المبكر هو تدخل طبي للكشف والتعرف على الحالة الصحية للجنين و

خاصة، للتأكد من خلوه من األمراض الخطيرة والتشوهات الخلقية، حيث تمكن العلماء من

لة البويضة الملقحة فحص الجينات الوراثية الكتشاف األمراض الوراثية وخاصة في مرح

.الستبعاد الخاليا المصابة بالمرض، والتمكن من زرع الخاليا السليمة فقط

من حاالت %50من حاالت وفيات األطفال، وحوالي %50ولقد أثبت العلماء أن

من حديثي الوالدة يعانون من %2اإلجهاض ترجع إلى أمراض وراثية، وأن حوالي

.مشاكل وراثية

كتشافها عن طريق علم ام هذه التشوهات التي تصيب الجنين والتي يمكن وتنقس

:إلى ثالثة أنواع أساسيةالتشخيص المبكر لألمراض

تصيب تكوين وتركيب أعضاء جسم الجنين؛: تشوهات تشريحية-1

وتحدث نتيجة خلل ما في الشفرة الوراثية، ) تشوه الكروموزومات: ( تشوهات جينية-2

ثنين معا؛ التكوين أو في االأو في إما في العدد

Page 93: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

87

.1التشوه في الكروموزومات تصاحبها تشوهات تشريحية-3

وبالرجوع إلى القانون الجزائري فقد أشار إلى التشخيص المبكر لألمراض التي

من قانون حماية الصحة وـترقيتها التي 69يصاب بها الجنين في الرحم في المادة

ساعدة الطبية المقدمة للمحافظة على الحمل واكتشاف يجب أن تعمل الم: "تنص على أنه

".وضمان صحة الجنين ونموه حتى الوالدة " الرحم " األمراض التي يصاب بها في

من خالل هذه المادة أكد المشرع الجزائري على ضرورة العمل على المحافظة

طباء إلى على الجنين واكتشاف األمراض التي يصاب بها في الرحم، حتى يسعى األ

القضاء عليها بمختلف الوساءل الطبية الحديثة، والمالحظ على هذه المادة أنها اقتصرت

على الجنين المتواجد في رحم األم وأهملت البويضة الملقحة المتواجدة في أنبوب

ناعي الخارجي، إذ ال بد من العمل على اكتشاف طصخـتبار والناتجة عن التلقيح االا

ب بها البويضة الملقحة إلمكانية معالجتها قبل زرعها في الرحم، األمراض التي تصا

لتتطور تطورا سليما ولينتج عنها جنينا سليما كذلك، خاصة أن أغلب التجارب على

عترف في قانون ااألجنة تكون في مرحلة البويضة الملقحة، باإلضافة إلى أنه قد

طباء إلى إجراء فحوصات على ناعي الخارجي مما يستدعي باألطصاألسرة بالتلقيح اال

.البويضات الملقحة قبل زرعها في الرحم

أن نصا وحيدا في القانون الجزائري يخص تجارب التشخيص كذلكحظوأال

المبكر لألمراض التي يصاب بها الجنين غير كاف، خاصة أن هذا التدخل الطبي يجب

ولكن غياب . دخالت الطبيةأن تراعى فيه ضوابط الحيطة والحذر وكذلك حدود هذه الت

ختبارات الالزمة لقياس مدى النصوص ال يمنع األطباء من إجراء كل الفحوصات واال

.ببعض التشوهاتهمن األمراض الوراثية أو إصابتالجنينخلو

من خالل ما انتهى إليـه المجمـع مموقفهتلخصالشريعة اإلسالمية فيفقهاء أما

التشخيص المبكر لألمراض تجاربستفادة منازة االفي إج1998الفقهي اإلسالمي عام

دراسة(الوراثيةوأمراضهالجنينتشوهاتتشخيصفيالخطأعنالطبيةالمسؤوليةرضا عبد الحليم عبد المجيد،-1

، حسـيني هيكـل، المرجـع السـابق -.وما يليها5صالثانية،،الطبعة2003القاهرة،العربية،النهضةدار،)مقارنة

.245، 244ص

- Nathalie Shiffino et Frédéric Varone, opcit, p 105-106.

Page 94: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

88

في الوقاية من األمراض أو عالجها، فال مانع شرعا من تعديل بعض الصفات الوراثيـة

، ذلك 1المرضية أو المعيبة، حيث يعد ذلك من باب التداوي الذي حثت عليه السنة النبوية

نه له أهميـة بالغـة لتجنـب أن عالج الجنين وهو اليزال نطفة أو في أولى مراحل تكوي

فمثال عالج األمراض الخاصة بالجهـاز المنـاعي . 2بهذه األمراضبوالدته وهو مصا

يكون عن طريق زراعة خاليا الكبد الجنيني، حيث بمقتضى تجارب دقيقة تضاف خاليا

من كبد جنين مجهض إلى كبد الجنين، وتعمل بعد ذلك على تصنيع البروتين المطلـوب،

.المناعة في الطور الجنيني غير مكتملألن جهاز

ويمكن الكشف على هذه األمراض عن طريق فحص ما قبل الوالدة و المعاينة ما

قبل عملية الزرع، فالفحص الطبي ما قبل الوالدة يجب أن تسبقه فحوص ومعاينات على

قبل عتماد على فحوصات بيولوجية، وأما المعاينة ما يد أخصائي في علم الوراثيات باال

عملية الزرع فتسمح باكتشاف و تحديد الجين المسؤول عن المرض الوراثي الذي قد

يصيب الجنين، أو لتفادي مرض لدى األبوين، ومن خالل ذلك يمكن أن يطلب الطبيب

وقف الحمل ألسباب عالجية أو اللجوء إلى إسعاف طبي خاص، كالمطالبة باختبار جيني

. عائلته من طرف الشخص المعني و كل أفراد

أو أخذ عينة من ، وكل هذه التدخالت تتم باستعمال أجهزة الموجات فوق الصوتية

السائل األميني الذي يحيط الجنين بعد األسبوع الخامس عشر من الحمل، أو أخذ عينة من

ن إوفي الحقيقة . المشيمة في األسبوع العاشر والثاني عشر، أو أخذ عينة من دم الجنين

المبكر لألمراض يمكن تطبيقه على الجنين المستكن في الرحم، كما يمكن هذا التشخيص

.، ويسمى هذا األخير بالتشخيص قبل الزرع3تطبيقه على البويضة الملقحة خارج الرحم

وقد نجحت هذه التجارب وأسفرت عن والدة أول طفـل غيـر مصـاب بهـذه

، بعد إجراء الفحوصات 1994األمراض بعد استبعادها في مرحلة البويضة الملقحة عام

ستبعاد األجنة المصابة بالمرض، وهذا اعلى البويضة الملقحة قبل زرعها في الرحم، وتم

.233ص،محمود أحمد طه، المرجع السابق-1.وما يليها131ص ،محمد مرسي الزهرة، المرجع السابق-2رضـا عبـد -.وما يليها65ص ، 1992القاهرة،األكاديمية،المكتبةالجنين،علىتجارب،الرحمنعبدفريدمنى-3

ومـا 8الحليم عبد الحميد عبد الباري، المسؤولية الطبية عن الخطأ في تشخيص تشوهات الجنين، المرجع السـابق ص

.يليها

Page 95: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

89

في قضية زوجين خشيا منذ سنوات والدة طفل يعاني من عيوب وراثية، وال يمكـن فـي

ببذل حتياطاأو عدم مسؤولية الطبيب المعالج إذا ثبت أن هناك إهماالستبعاداهذا الصدد

العناية من أجل تجنب هذه األمراض أو عالجها، ففي حالة وقوع ضرر للجنـين يكـون

. 1القائم بالتجربة مسئوال مدنيا و جنائيا

ثانيالفرع ال

تجارب الهندسة الوراثيةالهندسة الوراثية هي ذلك التدخل في الكيان الموروثي أو البنية الوراثية في تجارب

ما بالحذف أو باإلضافة أو بإعادة الترتيب أو بالدمج، وذلك بدمج مادة وراثية نواة الخلية إ

خلية كائن حي آخر من نوع آخر، لمن خلية كائن حي من نوع معين في المادة الوراثية

فهو علم يعود بالنفع لإلنسانية، ولكن مع سعي هذا العلم إلى معرفة مكنونات الخلية

أسرارها، برزت المشاكل األخالقية والقانونية و الشرعية اإلنسانية وفك رموزها وإفشاء

فضال عن المشاكل العلمية نتيجة رغبة العلماء في التحكم في مضمون البنية الوراثية

ناعي بنوعيه مع علم الهندسة الوراثية، أما نقطة طصلإلنسان، وفي هذا يتفق التلقيح اال

ناعي أقدم طصهما، وإن كانت وسائل التلقيح االتفاق الثانية بينهما فتتمثل في حداثة كلياال

: ختالف بين التقنيتين في اآلتيوتكمن أوجه اال. 2في الظهور من وسيلة الهندسة الوراثية

ناعي إلى إنجاب طفل يحمل خليطا من طصتهدف وسائل اإلنجاب اال

راثية تدور ومات ألبويه فضال عن القضاء على العقم، في حين أن الهندسة الوزالكرومو

جميع أبحاثها حول الجين الوراثي الذي من خالله يحاول العلماء معرفة أسرار هذه الجين

بهدف التحكم في صفات اإلنسانية وموروثاتها بدعوى تخليص البشرية من اآلالم، فضال

عن تحقيق الرغبات والتي تصل الى إطالة عمر اإلنسان أو إطالة قامته أو تخليصه من

كتشاف الجين المسؤول عن ذلك، و تحقيق األهداف او عضوي عن طريق مرض نفسي أ

.إما بمعالجة الجين أو إزالته تماما من الشريط الوراثي

واإليمانالعلمدارالصناعي،التلقيحلعمليةبالنسبةالمتصورةئمالجراشوقي زكريا الصالحي، :مشار إليه في-1

.122ص ، مصر، دسوق، 2006والتوزيع،للنشر

.وما يليها225محمد أحمد طه، المرجع السابق، ص- 2

Page 96: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

90

ويجب التأكيد أن المشرع الجزائري لم ينص على تجارب الهندسة الوراثية رغم نصه

أنه إذا اكتشف على تجارب التشخيص المبكر مع أنها تعتبر نتيجة حتمية لهذه األخيرة، إذ

الطبيب مرضا معينا في الجنين وهو في رحم أمه أو في البويضات الملقحة المتواجدة في

.ختبار فإنه سوف يسعى إلى عالجه باستخدام علم الهندسة الوراثيةاأنبوب

ومن خالل علم الهندسة الوراثية تم إكتشاف أخطر األمراض من خالل الفحوصات

ختالل القاعدة الجينية والتي الجين المريض أو المعيب في حالة الطبية والتعرف على ا

ويكون ذلك بالكشف بدورها تتسبب في الخلل الوظيفي للجين وبالتالي ينتج عنها المرض،

المسؤولة عن خصائص اإلنسان، وتتكون هذه األخيرة من أحماض أمينية عن الجينات

.ف التي تقوم بها الخالياتتحكم في إنتاج بروتينات هي المسؤولة عن الوظائ

في نواة كل خلية من خاليا جسم اإلنسان، اومزكرومو46والجدير بالذكر أنه يوجد

وم زوم، باإلضافة إلى الكروموزحسب طول الكرومو23إلى 01ويمكن ترقيمها من

23وترث خاليا اإلنسان .وهما المسؤوالن عن نوع الخلية، ذكر أم أنثى) أي(و) إكس(

وما من األب عن طريق الحيوان زكرومو23وما من األم عن طريق البويضة، وزروموك

. المنوي

وتوصل العلماء في هذا المجال إلى كيفية عزل الجين المريض واستبداله بجين

سليم، أي إصالح الحالة المرضية، ويؤدي كذلك إلى تفادي الجين المعيب في حالة

راثية التي يحملها أحد األبوين، إذ تمكن األطباء في التشخيص المبكر لألمراض الو

السنوات األخيرة من معرفة التكوين الوراثي للجنين، وذلك أن هذا األخير أثناء تكوينه

ل األميني، فيأخذ الطبيب هذه الخاليا بطريقة خاصة ويقوم ئيطرد بعض خالياه إلى السا

ومات الشاذة التي تؤدي إلى زموصطناعية وفحصها الكتشاف الكروابزراعتها في بيئة

والحيلولة دون والدة طفل مشوه، كالطفل المنغولي الذي تكون تشوه وراثي في الجنين

.461بدال من اومزكرومو47ومات فيكون زيكون في تكوينه زيادة في الكرومو

ومات زناعي الخارجي بسحب خلية من الكروموطصويتحقق ذلك أيضا في التلقيح اال

ينات المصابة بأمراض وراثية لمعرفة األجنة المصابة بهذه األمراض، فيتم إتالف والج

الموافـق 1433رجـب 11األوسط،الشرقجريدة،حقيقة؟أمحلمالطلبحسبأطفالميالدزكي،الدينحسام-1

.2012ص ،12239: لعددايونيو،10:ـل

Page 97: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

91

إلى رحم األم، وهذا سوف يساهم في القضاء على الكثير من خالياها قبل إرجاعها

.األمراض الوراثية

تجارب على الخاليا الجسدية، وتجارب على الخاليا : وهذه التجارب على نوعين

.الجنسية

ال ينتقل هذا لتجارب على الخاليا الجسدية يستفيد منها الجنين المعالج فقط، أيفا

العالج إلى األجيال الالحقة، فهو يقلل من نسبة والدة أطفال مرضى أو معاقين، إذ أنه

.عالج مثله مثل أي عالج توصل إليه الطب للقضاء على األمراض

لحيوان المنوي والبويضة، فإنها ال تختلف وأما التجارب على الخاليا الجنسية وهما ا

كثيرا عن تلك التي تجرى على الخاليا الجسدية، لكن النتيجة المترتبة عنها تختلف في

كون أن الخاليا الجنسية تنقل الصفات الوراثية لألجيال الالحقة، فالتدخل في الجين ال

خل ينتقل إليهم عن ن هذا التدإيؤثر على الشخص المعالج فقط، بل على ذريته، حيث

.طريق الوراثة

عتداءات ستخدام الهندسة الوراثية إلى ظهور بعض األشكال الجديدة من االاوقد أدى

فجسم اإلنسان . التي من شأنها أن تؤدي إلى اإلضرار بالتكوين الوراثي الطبيعي لإلنسان

46واة فيها ثالثين خلية بشرية جسدية، كل منها يحتوي على نمنيتكون مما يقرب

.1)البصمة الجنينية(ADNالنووييوجد بها الحمض اومزكرومو

عند الجنين الهدف منه إثبات خلوه من األمراض الوراثية الحمض النوويإن فحص

الزهايمر وسرطان : قد يصاب بها مستقبال في مراحل العمر المتقدمة مثلالمختلفة التي

ا عالقة كبيرة بالطفرة الوراثية التي قد تحدث في ، حيث إن لديه...القلب و الثدي

ستخدام الحمض النووي كوسيلة إثبات في اوكذلك تم .التي تسبب المرضوالجينات

الدعاوى إلثبات األبوة لألبناء، وكذلك اإلثبات الجنائي للحصول على الدليل الجنائي،

لتي قد توجد نتيجة لعيب وكذلك العالج الجيني لألمراض المستعصية واألمراض الوراثية ا

أو نقص في إحدى الجينات الموجودة في الكروموزومات التي توجد في نواة الخلية من

.خالل الجسم، ويبلغ عددها حوالي مائة ألف جين موجود في الحمض النووي

1 -http//www. Imamu.edu.sa/EVENTS/CONFERENCE/reseache/res28/pages/default.aspx.

Page 98: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

92

ختبار الـحمض النووي اوقد توصل العلم الحديث في مجال الهندسة الوراثية إلى أن

ختبارات التي يمكن أن يعتمد عليها القضاة في حكمهم على المتهمين، بل االهو من أقوى

هو أقوى من تحليل الدم إلثبات البنوة ألن فصيلة الدم تتشابه، بينما الحمض النووي

ستعانة بأكبر يختلف من شخص آلخر إال عند التوائم المتطابقين من نطفة واحدة، ويتم اال

والبيولوجيا الجزئية وخبراء في الطب البشري للتأكد من دقة الخبراء في علم الوراثيات

هذه الخاليا من الجينات الوراثية التي تميز كل إنسان عن وتتكون ، تحليل هذا اإلجراء

وكل خلية بشرية من هذه الخاليا تحتوي على مائة . غيره من حيث الشكل واللون وغيرها

البقية تكون كامنة ولكن قد تنشط ألف جين، و15ألف جين وراثي ينشط فيه حوالي

.1مستقبال لتظهر في األجيال الالحقة

ناعي خارج الجسم الذي يتطلب إمكانية تخصيب طصولقد ثارت مشكلة التلقيح اال

العديد من البويضات نظرا إلعادة زرعها في حالة فشل عملية الزرع األولى، لذلك

جوز أن يتجاوز ثالثا أو أربعا حتى ستخراج عدد محدود ال ياتجهت اآلراء إلى ضرورة ا

فإذا تجاوز الطبيب العدد المطلوب .ال يفتح المجال أمام األطباء لإلساءة في االستعمال

تقوم مسؤوليته، وإذا تصرف بالفائض في التجارب للطبية يجب أن يكون الغرض

دوية كتشاف طرق عالجية جديدة أو أااألساسي من ذلك العالج أو باألحرى الوصول إلى

لتزامه بالضوابط القانونية، وهي أن يكون ا، مع 2فعالة للقضاء على الكثير من األمراض

. التجريب بناء على الموافقة المستنيرة ألصحاب الشأن وغيرها

شك فيه أن العلماء قد تمكنوا بصورة مدهشة عن طريق التطبيقات ا الموم

كتشاف الجين اة لإلنسان، وذلك عن طريق الميدانية للهندسة الوراثية على الخريطة الوراثي

.3البشري باعتباره يمثل الحقيبة الوراثية للفرد

.227محمد أحمد طه، المرجع السابق، ص -1، ص 1994مصر،شمس،عينجامعةدكتوراه،رسالةللطبيب،والجنائيةالمدنيةالمسؤوليةعلي،أنوريسرإيهاب-2

341..ومايليها1رضا عبد الحليم عبد المجيد عبد الباري، المرجع السابق، ص -3

Page 99: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

93

كما ساعدت الهندسة الوراثية على التشخيص المبكر لبعض األمراض الوراثية

والتشوهات الخلقية في الجنين في المراحل األولى من الحمل، مما يدفع باألطباء إلى

.التدخل لعالج األجنة

médecine"أول من استعمل مصطلح الطب التكهني )(Ruffieويعتبر الباحث

mepredictive " الذي يقصد به تحديد الصفات الوراثية " نشأة الطب التكهني" في كتابه

للجين عند الشخص الكتشاف مختلف األمراض، ويؤكد الكاتب في مقال له نشر في جريدة

"Le Monde "يخضع ذمته الجينية منذ صغره للدراسة، لكي على كل شخص أن ":أنه

وبهذا تطورت األبحاث في مجال ."يتمكن من معرفة األمراض التي قد يصاب بها مستقبال

وتأكيدا لذلك أعلن مدير .الهندسة الوراثية وأطلق عليها الباحثون مشروع الجينوم البشري

ة األمريكية في السنوات المعهد القومي للبحوث في الجينوم البشري بالواليات المتحد

نتهاء من بناء الخريطة الوراثية البشرية، أي توصل إلى رسم خريطة بكل األخيرة اال

عتماد على الخريطة الجينية في إنشاء فيمكن اال.1الجينات في الجهاز الوراثي لإلنسان

سجالت جينية لكل شخص، ويكون ذلك لغرض معرفة هوية الجين حتى يمكن تحديد هوية

تستخدم هذه السجالت للبصمة الجينية لألشخاص بواسطة مصلحة األدلة و، بهصاح

الجنائية في حاالت اإلثبات الجنائي للوصول إلى الدليل لمرتكب الجريمة، كما يحدث في

وتستخدم أيضا في إثبات األبوة في الدعاوى المدنية إلثبات .غتصابجرائم القتل واال

ي يمكن أن تواجه ساحة القضاء وال يوجد لها حل في النسب، وغير ذلك من المشكالت الت

.األدلة التقليدية

إن مشروع الجينوم البشري عبارة عن برنامج بحث عالمي ومشترك، هدفه هو تنظيم وفهم جينـات أو مورثـات -1

لجينـات المختصـة اإلنسان، ويعتقد العلماء أن رسم الخريطة الوراثية لإلنسان سوف يساعدهم على التعـرف علـى ا

.باألمراض المختلفة مثل السرطان والسكر، وأمراض األوعية الدموية واألمراض العقلية

تحاد العالمي لتسلسل الجينوم البشـري بنشـر أول قام اال2003وهذا يكون بمقتضى تجاربهم وأبحاثهم، ففي فبراير

في تاريخ البشرية من وضع أدويـة وفـق المواصـفات خريطة للجينوم، ويعدنا العلماء أنهم سوف يتمكنون ألول مرة

.الجينية للمريض، وبالتالي سوف يتم عالج األمراض حتى قبول ظهور أعراضها

–www.hthetraslator.: نظر اللمزيد من التفصيل -

blogspot.com -

-www.un.org./arabic/documents .

Page 100: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

94

إذن أهم التجارب العالجية التي أسفرت عنها التكنولوجيا الحيوية بصفة عامة وعلم

الهندسة الوراثية بصفة خاصة، التجارب على الجنين من أجل تعديل الصفات الوراثية

ويكون ذلك عن طريق . يصاب بها األجنةلتجنب التشوهات واألمراض الخطيرة التي

عتماد التشخيص المبكر على الجنين باعتباره الطريقة المثلى الكتشاف هذه األمراض، باال

، وتهدف هذه التجارب إلى عالج الجنين ذاته من األمراض على الهندسة الوراثية

.والتشوهات التي تصيبه

المطلب الثاني

أجل عالج المرضىمنتجارب ن الجنين ذو طبيعة إنسانية، ويعتبر جسم اإلنسان مصدرا لألعضاء واألنسجة التي إ

يحتاج إليها المرضى لتعويض األعضاء التالفة لديهم أو المصابة بأمراض، ويكون ذلـك

بمقتضى تجارب طبية لمعرفة مدى نجاعة هذا العضو من ذاك، أو هذه التركيبة من تلك،

موعة من الشروط أهمها الحصول على موافقة صـاحب ولكن األمر يتطلب الخضوع لمج

الجسم، هذا لو كان إنسانا متكامل البنيان، أما لو كان جنينا فاألمر يختلف، فالتكنولوجيـا

الحيوية قد أسفرت عن تجارب تعدت الغرض العالجي للجنين إلى أغراض أخرى حتـى

.دام الجنينباستخولو كانت عالجية إال أن الهدف منها عالج مرضى آخرين

فبعدما كان الجنين محال للتجارب الطبية بهدف عالجه من مختلف األمراض التـي

حولت الجنين من محل لهـذه نوع آخرمننتشرت في السنوات األخيرة تجارباتصيبه،

وفي الحقيقـة وإن .التجارب إلى أداة أو وسيلة للوصول إلى عالج الكثير من األمراض

ذات طبيعة عالجية، إال أنها ال تحقق فائدة عالجيـة للجنـين محـل كانت هذه التجارب

سـتعانة بالخاليـا ها االؤالتجربة، إنما ألشخاص آخرين يعانون من أمراض يتطلب شـفا

وتتمثـل هـذه . الجنـين جسمالجذعية المنتزعة من األجنة، أو بأي عضو أو تركيبة من

ة، والتجارب على األجنة المجهضـة، التجارب في التجارب على الخاليا الجذعية الجنيني

".الجنين الدواء"وتجارب

Page 101: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

95

الخاليا على لتجارب لهذا المطلب إلى ثالثة فروع، الفرع األول أخصصه ئلذلك أجز

الجذعية الجنينية، والفرع الثاني للتجارب على األجنة المجهضة، أما الفرع الثالث فيتعلق

."الجنين الدواء"بتجربة

الفرع األول

الخاليا الجذعية الجنينيةعلىتجارب اليتم الحصول عليها مـن أجنـة " Cellules souches"إن الخاليا الجذعية الجنينية

من يوم اإلخصـاب، وتسـمى ايوم12أيام إلى 6يقاس عمرها باأليام حيث تظهر بعد

شـري، التـي الخاليا المنشئة أو خاليا المنشأ، وهي تلك الخاليا الرئيسية في الجسـم الب

نقسام والنمو وبإمكانها أن تتحول إلى أي نوع من أنواع أعضـاء الجسـم أو تخضع لال

.أنسجته كأنسجة المخ أو العمود الفقري

:ويتم الحصول على الخاليا الجذعية بعدة طرق أهمها

يقصد بعزل الخاليا الجذعية الجنينية نزع :عن طريق عزل الخاليا الجذعية الجنينية-

صطناعية إلى أن ايا من خاليا جنين يقاس عمره باأليام وتترك للنمو في بيئة هذه الخال

تتحول إلى أنسجة كاملة من أنسجة جسم اإلنسان، وتأكيدا لذلك قام الدكتور األمريكي

م، 1998األمريكية في شهر فبراير من عام " ماديسون"من جامعة " جيمس تومسون "

شرة من كتلة الخاليا الداخلية لألجنة البشرية وقام بعزل الخاليا الجذعية الجنينية مبا

إلنتاج خطوط خلوية تحولت إلى أنواع من األنسجة اآلدمية مخابربتنميتها في

. المختلفة

عن طريق عزل الخاليا الجذعية من األنسجة الجنينية التي تحصل عليها من األجنة -

ه الطريقة عن األولى في أن الخاليا هنا تكون منتزعة من أجنة تختلف هذ: المجهضة

مجهضة في األسابيع األولى من الحمل، بينما في الطريقة األولى تكون منتزعة من

أجنة حية، ولكن النتيجة نفسها في الحالتين وهي العمل على تنمية هذه الخاليا إلى أن

جون " من جامعة" جيرهارت"كتور عتمدها الداتكون خلوية مستمرة، وهذه الطريقة

.1998في شهر نوفمبر من عام " هوبكس

Page 102: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

96

ستنساخ المعروفة، لكنها وهذه األخيرة تعتبر نفس تقنية اال: ستنساخ العالجيطريقة اال-

تعتمد على نقل نواة الخلية الجسدية للحصول على الخاليا الجذعية الجنينية الستخدامها

.الجهاز المناعي لهذه األنسجةفي العالج، مما يحل من مشكلة رفض

طريقة الحصول على الخاليا الجذعية من المشيمة أو من الحبل السري عقب الوالدة -

2001في شهر أبريل من عام " أنتروجينيسيس"وهذا ما توصلت اليه شركة : مباشرة

م، ويعتبر هذا األسلوب هو األفضل للحصول على الخاليا الجذعية كمصدر مهم

.أو المداواة والعالج وهي ذات مصالح شرعية أكيدةللبحث العلمي

ويتم نزع هذه الخاليا من أنسجة البالغين : طريقة الحصول على الخاليا الجذعية البالغة-

كنخاع العظام والخاليا الدهنية القادرة على التحول إلى أي نوع من أنواع الخاليا

وهذا ما توصل اليه . معملياالموجودة في جسم اإلنسان، وذلك إذا توفرت لها الظروف

"كاليفورنيا"فريق من علماء البيوتنكولوجيا من جامعتي في شهر أبريل "وبتسبورغ "

.20011من عام

كتشف علماء بريطانيون االبريطانية " نيتشر نيوروساينس"وفي دراسة نشرت بدورية

ة بفضله يمكن عالج موجود في الخاليا الجذعية العصبية في األجن" 9سوك"أن جينا يسمى

.2السكتة الدماغية ومرض الزهايمر أو أورام المخ

وبقيت الدول األوروبية متذبذبة بين رافضة ومقبلة على هذا النوع من التجارب،

عتبارها تعتمد على الالمحدودية في البحث العلمي، اولعل بريطانيا كانت السباقة إليها ب

جنة البشرية، لألالخاليا الجذعيةالقيام ببحوث1990حيث أجاز البرلمان البريطاني عام

.20003وتقرير مؤتمر روزلين عام 1998وأيدتها هيئة اإلخصاب واألجنة البشرية عام

أما بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية فقد كانت التجارب على الخاليا الجذعية

، إذ منع تمويل "بنجورج بوش اال"الجنينية محظورة في زمن حكم الرئيس األمريكي

في " جيمس تومسون"فقد كان البيولوجي األمريكي . الحكومة الفيدرالية لمثل هذه البحوث

1 -www.ahlahdeeth.com/ub/showthread.php .- Valérie Sébag, opcit, p96.2- www.ms.saudi.org/forum/shwthread.php.

-Le Douarin et Puicelier, L' experimentation a partir des cellules souches, j.c.p, 2002, p05ets.

.69-68بلحاج العربي، المرجع السابق، ص -3- www.ahlalhdeeth.com/ub/showthead.php.

Page 103: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

97

هو أول من قام بمحاولة تحضير وعزل الخاليا الجذعية " ونسكونسين األمريكية"جامعة

في جامعة " فرنس أندرسون"، نجح العالم األمريكي 1990، وفي عام 1998الجنينية عام

.د بالواليات المتحدة األمريكية من عالج طفلة باستعمال العالج الجينيهارفار

قد ألغى الحظر على " باراك أوباما"والمالحظ حاليا أن الرئيس األمريكي الجديد

استعمال الخاليا الجذعية الجنينية في التجارب الطبية، وأقر مجلس النواب األمريكي

ب وتشجيعها نظرا ألهميتها في القضاء على الكثير تمويل الحكومة الفيدرالية لهذه التجار

.من األمراض

وتوالى التأييد لهذا النوع من التجارب من عدة دول كأستراليا وكندا، في حين

.1...إيطاليا، سويسرا،عارضتها الكثير من الدول كفرنسا ألمانيا

الفرع الثاني

التجارب على األجنة المجهضةة المجهضة من بين التجارب التي يتخذ فيها الجنين تعتبر التجارب على األجن

. كوسيلة للعالج، ولكنها ال تهدف إلى عالج الجنين محل التجربة كونه جثة هامدة

ن بأمراض يفهذه التجارب ذات طبيعة عالجية بالنسبة ألشخاص آخرين مصاب

طباء القضاء خطيرة لم يكن باستطاعة التدخالت الطبية المعروفة والتي اعتاد عليها األ

عليها، أو التخفيف من معاناة المصابين بها، ومن ثم فالجنين المجهض يعتبر وسيلة

ستفادة من عتباره محال لهذا االخير، ألنه جنين ميت ولكن يمكن االاللعالج فقط وال يمكن

. أنسجته في البحوث العلمية

ن التفريق بين والحديث عن هذه التجارب يقتضي الحديث عن اإلجهاض، إذال بد م

والوالدة المعجلة، و يقصد بهذه األخيرة إخراج الجنين قبل موعد الوالدة هذا األخير

الطبيعي، ذلك أنه قد يتعمد األطباء إلى إخراج الجنين من بطن أمه قبل موعد مدة الحمل

الطبيعي وهي تسعة أشهر، ألسباب الحفاظ على حياة المولود وأمه معا، وبالتالي فإن هذا

.اإلخراج يشترط فية بقاء الجنين حيا

وبالرجوع إلى فقهاء الشريعة اإلسالمية فإنهم يحددون أقل مدة الحمل بستة أشهر،

حتسابا من هذه المدة إلى افالمرأة الحامل بأقل من ستة أشهر يمكن أن تضع مولودها

1- www. ahlalhdeeth.com/ub/showthead.php.

Page 104: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

98

ي نص أقصى مدة الحمل وهي عشرة أشهر، وهو نفس ما ذهب اليه المشرع الجزائري ف

) 10(أشهر و أقصاها ) 06(أقل مدة الحمل" :من قانون األسرة التي مفادها42المادة

". أشهر

ال بد ستخدام األجنة الناتجة عن اإلجهاض في التجارب الطبية ، اولتحديد مجال

: بين اإلجهاض التلقائي واإلجهاض اإلراديمن التفرقة

:اإلجهاض التلقائي-أوال

إلجهاض التلقائي بأنه خروج الجنين من الرحم تلقائيا بدون تدخل يعرف األطباء ا

ويرجع هذا الخلل إلى أسباب تتعلق . األطباء أو أي شخص آخر، وذلك بسبب وجود خلل

ستمرارية في حمل الجنين، أو باألم كإصابة رحمها بأمراض تجعله غير قادر على اال

بطنها، كمرض البول السكري إصابتها هي بأمراض تحول دون تمام تطور الجنين في

ختالل في تكوين البويضة المخصبة أو وجود خلل في اأمراض الكلى، أو لتشوهات أو و

.الهرمونات

ومعظم حاالت اإلجهاض التلقائي تحدث قبل تخلق الجنين، أي في مرحلة تكوين

.1األعضاء وتبدأ من األسبوع الرابع من لحظة تلقيح البويضة إلى األسبوع الثامن

اإلجهاض الكامل و اإلجهاض : ويمكن تقسيم حاالت اإلجهاض التلقائي إلى حالتين

.غيرالكامل

فاالجهاض الكامل هو الذي تفرغ فيه محتويات الرحم، و يكون ذلك في عدة حاالت -

كون الرحم هو الذي طرد جميع محتوياته بصفة إرادية، أو تدخل الطبيب : أهمها

هذا األخير متوفى في بطن أمه، ويكون ذلك بواسطة إلخراج الجنين وتوابعه، لكون

ل طبية كالعقاقير وبعض األدوية الفعالة التى تقوم بتنقية الرحم من كل الشوائب ئوسا

. المعلقة به

أما االجهاض غير الكامل فيقصد به ذلك اإلجهاض الذي تخرج فيه بعض محتويات -

. 2الرحم وتبقى بعضها معلقة بجداره

1 - Linda.J.Heffner, Reproduction humaine, boeck supérieur, 2003, p86..104ص،أیمن مصطفى الجمل، المرجع السابق- 2

Page 105: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

99

: اض اإلرادياإلجه-اثاني

عتداء على حياة لمجرد الرغبة في االأن يكونيكون اإلجهاض اإلرادي إما

.، أو ألسباب طبيةالجنين

عتداء على حق الجنين في الحياة أو كما يسميه البعض ااإلجهاض الذي يمثل ف

اإلجهاض الجنائي، فيقصد به كل فعل من المرأة الحامل نفسها أو من الغير من شأنه إنهاء

حياة الجنين قبل حلول موعد والدته، ومهما تكن أسباب هذا اإلجهاض فإنها تخرج عن

وال أريد التفصيل في هذا النوع من .1إطار حالة الضرورة وتدخل في دائرة التجريم

.2اإلجهاض ألنني سوف أتناوله في الباب الثاني من الرسالة

ورة حفاظا على حياة األم، أو اإلجهاض ألسباب طبية يقوم به األطباء للضرأما

لقد تضاربت اآلراء حول فتفاديا لميالد جنين مشوه أو مصاب بأمراض وراثية خطيرة،

ظاهرة اإلجهاض وعالجها قديما وحديثا، إذ أنها ليست وليدة العصر الحديث بل تمتد

وتشكل خطرا كبيرا على المجتمعات اإلنسانية ،3جذورها إلى العصور السابقة

قياتها، ولكن األمر الذي ال خالف فيه أنه ال يمكن تجريم كل صور اإلجهاض، وأخال

ستمرار الحمل قد افهناك حاالت يتحتم فيها اإلجهاض من أجل إنقاذ حياة األم إذا كان

ينعكس سلبيا على صحتها، أو ألسباب أخرى، أو ألسباب تتعلق بصحة الجنين، هذا ما

.4العالجييسمى باإلجهاض الطبي أو اإلجهاض

فقد يحدث صراع بين مصلحة األم ومصلحة الجنين، إذ أن لألم الحق في الحياة

وسالمة الجسم أيضا، فاألم هي التي تسبب في الحمل بمحض إرادتها، وفي سبيل

المحافظة على حياة جنينها قد تتعرض لمتاعب وصعوبات تؤثر سلبا على صحتها،

لحقوق األم التي لها كيان ووجود كامل في الحياة، فترجيح مصلحة الجنين فيه إهدار

1- Serge Mongeau, Renée Cloutier, L’ avortement, 1969, p73 ets..من الرسالة231الصفحة:انظر- 2

، المجلة الجزائرية )التشريع الخاص باإلجهاض( عمار قاسمي، موقف الحضارات القديمة من مسألة تنظيم األسرة -3

.وما يليها926، ص 4/1995/، رقم 33للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية، الجزء- Jean Penneau, La responsabilité médicale, éd Sirey, 1977, p 193.

.226مفتاح محمد أقزيط ، المرجع السابق، ص -4

Page 106: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

100

بينما الجنين ال يتمتع بالشخصية القانونية إال عند لحظة ميالده حيا، فإذا حصل تعارض

.1بين مصلحة األم ومصلحة الجنين فال بد من ترجيح إحداهما

ليس هذا فحسب بل يمتد األمر إلى ضرورة اإلجهاض إذا كان من شأن اإلبقاء

ى الجنين المخاطرة بخروجه إلى الحياة غير معافى كإصابته بتشوهات وأمراض عل

، وهذه األخيرة من شأن تجارب التشخيص المبكر وتجارب الهندسة الوراثية وراثية

.الكشف عنها

ستمرار اويمكن تعريف اإلجهاض العالجي أنه إجراء ضروري يكون عندما يؤدي

.أو من شأنه أن يؤدي إلى خروج الجنين مشوهاالحمل إلى خطر كبير على حياة األم،

من قانون حماية 72/1في المادة اإلجهاض العالجي، المشرع الجزائريأباحقدو

" على أنهالتي تنص الصحة وترقيتها إذا اقتضت الضرورة ذلك إلنقاذ حياة األم من :

شترطت أن ا72/2ادة ، ولكن الم"الخطر أو للمحافظة على توازنها الفيزيولوجي والعقلي

. ختصاصيابمعاينة طبيب ىجروييتم اإلجهاض العالجي في هيكل متخصص طبي

شترطت أن يكون اإلجهاض في امن قانون العقوبات فإنها 308وبالرجوع إلى المادة

.غير خفاء وبعد إبالغ السلطات اإلدارية

ها إستمرار كما أباح المشرع الفرنسي اإلجهاض في كل الحاالت التي يشكل في

الحمل خطرا يهدد صحة األم البدنية والنفسية والعقلية واألضرار الجسيمة التي تصيب

.2الجنين

ولكن المشرع الفرنسي أخضع هذا النوع من اإلجهاض لمجموعة من الشروط

Loi n° 2000-548 du(من قانون الصحة الفرنسي 2012-1-2حسب نص المادة

15 juin 2000 (قبل نهاية األسبوع الثاني عشر من الحمل، وأن وهي أن تمارس

.3تمارس من قبل طبيب، وفي مؤسسة صحية

.363-362ص المرجع السابق، علي،أنوريسرإيهاب_12 - Michel. Véron, Droit pénal special, 12 éd, Sirey 2008, p 28 ets.- Vouin (R) Rassat (ML), Droit pénal spécial, Dalloz, 4 éd, TI, 1976, p 267.3 - Jean Larguier, Ph. Conte et A.M Larguier, droit pénal spécial, Dalloz, 13 éd, 2005, p28.- Michel Veron, Op.cit, p 127.

Page 107: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

101

وفيما يلي أتكلم عن اإلجهاض ألسباب تتعلق باألم، ثم عن اإلجهاض ألسباب

.تتعلق بالجنين

اإلجهاض ألسباب تتعلق باألم-1

لخوف على حياة تضح أن السبب األول لإلجهاض العالجي هو اامن خالل ما سبق

.إذا اكتشف القائم بالتجربة أن استمرار الحمل سوف يعرض حياة األم للخطراألم،

المالحظ أن معظم التشريعات تبيح إجهاض األم الحامل من أجل الحفاظ على حياتها و

حتمالية، في حين أن حياة األم يقينية محققة، فهذه األخيرة تتطلب اذلك أن حياة الجنين

وهو نفس ما ذهب إليه فقهاء الشريعة اإلسالمية في جواز إجهاض . حية بحياة الجنينالتض

كان الحمل يهدد حياتها بناء على تقرير أهل الخبرة من األطباء الموثوق االمرأة إذ

.1بخبرتهم

من قانون حماية الصحة وترقيتها فإن المشرع 68وبالرجوع إلى نص المادة

حماية صحة األم : " بيرة لصحة األم والجنين حيث نصت علىالجزائري قد أولى عناية ك

".جتماعية لها قبل الحمل وخالله وبعده بتوفير أحسن الظروف الطبية واال

" من نفس القانون69وجاء في المادة يجب أن تعمل المساعدة الطبية المقدمة :

حة الجنين كتشاف األمراض التي يصاب بها الرحم وضمان صاللمحافظة على الحمل و

".ونموه حتى الوالدة

من خالل هذين النصين يتضح أن المشرع الجزائري ال يسمح بأي شكل من أشكال

عتداء على حياة األم وجنينها، واإلجهاض العالجي إجراء ضروري إلنقاذ حياة األم اال

ستخالصاكما يمكن أن . والحفاظ على توازنها الفيزيولوجي والعقلي المهدد بخطر بالغ

:شروط اإلجهاض العالجي وهي

:ستمرار الحملاالخوف على حياة األم من -أ

إذا كانت حياة األم في خطر ورأى الطبيب أن إجهاضها يساعد على إنقاذها يقوم

308به تلقائيا دون رضاء المرأة أو الزوج، ولعل المشرع الجزائري لم يشترط في المادة

ماية الصحة موافقتهما ألن حياة األم في خطر، من قانون ح72عقوبات والمادة

.واإلجهاض هو الوسيلة الوحيدة إلنقاذها

.547ص ،الثاني، الجزء 1993رة الشؤون الدينية منشورات وزافتاوي الشيخ أحمد حماني،-1

Page 108: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

102

فالحرص على إنقاذ األم يبرر عملية اإلجهاض فهو من شأن األعمال الطبية

ستجابة لضرورة عالجية تترك للسلطة التقديرية االمباحة، بشرط أن تكون هذه العملية

ومصدر الخطر هنا مرض يصيب المرأة وهي حامل يؤدي .1لألطباء تحت رقابة القضاء

. ستمر حملهاابها إلى الهالك لو

ويرى بعض الفقهاء أن إجهاض المرأة هنا يكون قبل نفخ الروح في الجنين، أما بعد

نفخ الروح فيه فال يجوز تفضيل حياة األم على حياة الجنين إذ أن لكليهما الحق في

.2الحياة

:الضوابط الطبيةحتراما-ب

إذا كان هدف اإلجهاض إنقاذ حياة األم من خطر يهدد حياتها فال يكفي وجود

هذا الخطر إلباحة التدخل الطبي، بل البد أن يخضع األطباء المقدمون على هذا النوع

وهذا مـا .من التدخالت الطبية لمجموعة من الضوابط حتى يكون اإلجهاض مقبوال طبيا

من قانون حماية الصحة السالفة الذكر، حيث اشترطت أن يتم 72المادة تشير إليه

ختصاصي، ابمعية طبيب ىاإلجهاض في هيكل طبي متخصص بعد فحص طبي يجر

.ستمرار الحمل ومخاطر الوالدةاوأن يتيقن األطباء أن مخاطر اإلجهاض أقل من مخاطر

راح الذي يقوم بهذه العملية من قانون العقوبات الطبيب والج308كما أعفت المادة

تحت الضوابط المحددة من المسؤولية الجزائية، أما غير الطبيب وغير الجراح كالقابلة

والممرضة والصيدلي فال يشملهم اإلعفاء من العقاب إذا قام أحدهم باإلجهاض ولو

.توافرت الشروط السابقة

اإلجهاض ألسباب تتعلق بالجنين-2

العصر الحديث من خالل علم األجنة إلى تصوير الجنين لقد تمكن األطباء في

داخل الرحم عن طريق أجهزة طبية حديثة مكنتهم من تحديد تشوهات الجنين أو إصابته

وساعدت على ذلك تجارب الهندسة الوراثية والتشخيص المبكر ،3بأمراض وراثية خطيرة

.لألمراض التي يصاب بها الجنين

1 - Michel Laure Rassat, op cit, p 274 et S . -Serge Mongeau, Renée Cloutier, op cit,p83..292، ص المرجع السابققايد،اهللاعبدأسامة-2.278أميرة عدلي أمير، الحماية الجنائية للجنين، المرجع السابق، ص -3

Page 109: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

103

في مرحلة كونه أو الجنين وهو في بطن أمه، والتشوه هو خلل عضوي يصيب

بويضة ملقحة، ويكون ذلك وراثيا أو نتيجة عوامل خارجية كتناول األم الحامل لبعض

خاصة إذا أثبت الطبيب أن تلك التشوهات من . 1األدوية المحظورة خالل فترة الحمل

أو األعضاء شأنها أن تجعل حياة الطفل جحيما بعد والدته، وتؤثر في مرحلة التخلق

وهذه ... . عضاءه مثل نقص الجمجمة أو المخأوتسبب في تعطيل الكثير من وظائف

كتفى بالنص الذي يجيز اإلجهاض من أجل االحالة لم ينص عليها المشرع الجزائري، بل

.الحفاظ على حياة األم

ن شترط معظم رجال القانون أن يتم اإلجهاض قبل تجاوز عمر الجنين األربعياوقد

يوما، فإذا جاوزها أي بدأ يأخذ شكل اآلدمي فال يجوز ذلك حتى ولو كان مشوها، وفي

ذلك

، وهو ما أخذ به فقهاء 2من يرى أن بعد نفخ الروح ال يجوز إجهاض النفس اإلنسانية

الشريعة اإلسالمية، غير أن معظم األطباء في العصر الحديث يرون أن الحركة تظهر في

بعة أشهر على بدء الحمل، غير أنهم ال يعبرون عنها بنفخ الروح الجنين بعد مضي أر

.3وإنما يعبرون عنها بالنتيجة وهي ظهور الحركة

ويتم التعرف على هذه األمراض عن طريق التشخيص المبكر على الحمل

، فإذا 4كتشاف أمراض األجنة ويساعد على معالجتها بصفة سريعةاالذي يساعد على

.عالجية يمكن اللجوء إلى اإلجهاضفشلت هذه الطرق ال

وبعدما يتم اإلجهاض سواء بصفة تلقائية أو طبية يمكن أن تجرى على الجنين

المجهض تجارب طبية، باستثناء اإلجهاض الجنائي الذي أرى أنه ال يمكن أن يكون

- Jean Penneau, Opcit, p 194-195..116أيمن مصطفى الجمل، المرجع السابق، ص -1372علي عبد القادر القهـوجي، المرجـع السـابق، ص -.293-292أسامة عبد اهللا قايد، المرجع السابق، ص -2

.ومايليها.349عبد النبي محمد محمود أبو العينين، المرجع السابق، ص -3.65ص المرجع السابق،عبد الرحمن، منى فريد-4

Page 110: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

104

، لكونه الجنين المجهض فيه محال للتجارب الطبية ألن طريقة الوصول إليه غير مشروعة

.اعتداء على حياة الجنينيشكل

وأرى أنه على المشرع الجزائري النص على اإلجهاض بالنسبة للجنين المشوه

مثلما فعل بالنسبة لإلجهاض من أجل الحفاظ على حياة األم، ولكن عليه أن يشترط أن

.يكون ذلك قبل نفخ الروح فيه مثلما أكد عليه فقهاء الشريعة اإلسالمية

الفرع الثالث

"الجنين الدواء " ب تجارناعي طصستناد إلى تقنية التلقيح االظهرت مؤخرا ممارسات حديثة وهي اال

.الخارجي من أجل زرع أجنة الستخدامها كوسائل لعالج األمراض

، "الجنين الدواء:"وأطلق الفقهاء واألطباء على هذه األجنة عبارات عديدة وهي

"الجنين الطبيب" "الجنين األمل" "المحبةالجنين " "Bébé amour" "bébé espoir "

"bébé doctor" "bébé medicament."1 وغيرها من التسميات، وكل ما يهم في ذلك

ستخدام خالياه لعالج أمراض مستعصية ألشخاص اأن الجنين أصبح وسيلة فقط من أجل

.آخرين

ناعيطصعتماد على تقنية التلقيح االيتم اإلوإلجراء تجربة الجنين الدواء

ختيار بينها بما ختبار لالاالخارجي، الذي بمقتضاه يتم تخصيب عدة بويضات في أنابيب

ختيار الجنين الذي يكون ايتناسب مع الطفل المريض لزرعه في رحم األم، أو باألحرى

والحديثة دمه مناسبا مع شقيقه المصاب بمرض عجزت كل التدخالت الطبية التقليدية منها

.ق أمامه سوى إنجاب طفل يحمل دما مشابها لهعن عالجها ، فلم يب

Adamوهونتشرت تجربة الجنين الدواء في عدة دول، وتمت والدة أول طفلاوقد

Nash في الواليات المتحدة األمريكية ، كما تمت 2000من جراء هذه التجربة عام

ؤالء وكل ه. 20082، وطفل واحد في إسبانيا عام 2005والدة طفلين في بلجيكا عام

.المولودين يستعملون لعالج أشخاص آخرين

1- Bertrand Mathieu, La bioéthique, Dalloz, 2009, P 84.2- www.libertepolitique.com.

Page 111: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

105

أو " أول معمل إلنتاج قطع غيار بشرية"كما عرفت في األوساط البريطانية قضية

، حيث قام طبيب مصري باعتباره أحد خبراء "معمل لتصميم األطفال "ما يسمى بأول

ب، بعدما لقي العقم في بريطانيا، بنقل زوجين إلى أمريكا إلجراء هذا النوع من التجار

بنهما امعارضة من قبل هيئة اإلخصاب في بريطانيا، وكان الهدف من هذه التجربة عالج

سنوات والمصاب بسرطان الدم، واألمر يتطلب ميالد أخ شقيق له، 4البالغ من العمر

حيث تؤخذ منه كمية من دم الحبل السري لنقله لهذا المريض، فأخذت بويضات من األم

ختبارات، ختبار، وبعد مجموعة من االاحيوانات منوية من األب في أنبوب وتم تخصيبها ب

ختيار جنين يشبه تماما األخ الشقيق، وزرع في رحم األم وعاد الجميع اتكونت األجنة وتم

وكان المحفز لقيام هذا الطبيب بهذه التجربة هو نجاح مثيلتها في الواليات . إلى بريطانيا

كما تدعي " كقطعة غيار" أن الجنين الذي يؤخذ منه الدم ليسالمتحدة األمريكية، وأكد

. 1ل اإلعالم، وإنما يبقى حيا، ويعود الفضل إليه في شفاء شقيقهئوسا

ونفس التجربة حدثت في فرنسا ألول مرة، حيث تم ميالد أول طفل يستعمل كدواء

ب العلمي األ" René Frydman"، وتمت التجربة من الطبيب 2011فبراير 7في ليلة

ن بمرض ان مصاباعندما تقدم إليه زوجان لهما ولد،"Père scientifique"لهذا المولود

وكان طلبهما إنجاب . 2وهو مرض يحدث خلل في الدم" La beta-thalassémie"يدعى

.طفل ثالث ال يعاني من نفس المرض، وذلك عن طريق تقنية أطفال األنابيب

ختبار، اانات منوية لألب داخل أنابيب وفعال تم تخصيب ست بويضات بحيو

ثنتان من هذه البويضات المخصبة سليمة ال تحمل هذا المرض، فرغب الزوجان اوكانت

في زرعهما في رحم األم معا، وكان أحدهما دمه مالئم تماما مع دم أخته المريضة، فإذا

السري لهذا الجنين ستفادة من الخاليا الجذعية الموجودة في الحبلتم الزرع فإنه يمكن اال

لنقلها ألخته المريضة، وطبعا هذا ال يتم إلى بعد دراسات بيولوجية، ويقول الطبيب

"René Frydman " 3%90أن نسبة نجاح هذه العملية .

1 -www.arabmedmag.com/issue.2 - Une maladie due à un gène commandant la production d’un composant essentiel del’hémoglobine qui permet de transporter l’ oxigène .3 -Vincent Matalon , il n ya rien d’ eugénique dans la naissance du bébé medicament , lemonde.fr.

Page 112: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

106

Antoine"في مستشفى 2011جانفي 26في " Umut-Talha"وفعال ولد الطفل

Béclère de clamant"ة كبيرة من قبل رجال الدين، ، وقد لقيت هذه التجربة معارض

تفاقية الدولية لحقوق الطفل؛ وبعض األطباء باعتبارها تمس بكرامة الطفل، ومخالفة لإل

أن يولد لشخصه، ويكون محبوبا لشخصه، ومستقال في الحياة اذلك أن لكل طفل حق

.1لشخصه، واستعماله كمجرد أداة أو وسيلة للعالج تتنافى مع كرامته

بأن هذه التجربة ال يوجد فيها أي شيء ينافي Frydman""فيسور وقد أجاب البرو

التركيبة الجينية، وباعتبار أن فرنسا متأخرة ما يقارب عشر سنوات في هذا المجال

مقارنة بالدول األوروبية األخرى، البد من تشجيع البحث بالعمل المتواصل وعدم ترك

. 2همءرجال الدين يفرضون آرا

األطباء لمثل هذه التجارب إال أنها أصبحت محل سخرية ورغم تشجيع هؤالء

واستهزاء من وسائل اإلعالم، فرسمت بشأنها كاريكاتوريات معبر عنها بشكل مضحك،

يترقب الكل دخوله إلى السوق قريبا، " منتوجا جديدا"وأصبح من خاللها الجنين البشري

سوف تثبت " دواء"، أو مجرد "منتوج المولود الجديد في السوق قريبا: "واستعملت عبارة

"نجاعته من عدمها، واستعملت عبارة ؟ إشارة الى 3"هل أنت متأكد أنه عالج فعال:

.الجنين الدواء

أنا ال : "ستياء من هذا العمل تحت عنوانوذهب آخرون من خالل مقاالتهم إلى اال

ون من أجل أن السعي للحصول على األطفال يك، ويضيف هؤالء"أحب الطفل الدواء

الحصول مساعدة أوليائهم عند الكبر على أعباء الحياة وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، أما

على طفل فقط كأداة أو وسيلة لعالج اآلخرين هو أمر ال يتقبله العقل وال المنطق، ورغم

ناهيك فتراضيا،اإال أنه في الواقع يظل طفال ،كونه سوف يكون محبوبا من قبل والديه

ثار التي سوف تنتج عن مثل هذه التجارب على المولود الدواء في المستقبل من عن اآل

. جتماعية، عندما يعلم أنه ما ولد إال من أجل عالج شقيقهالنواحي النفسية واال

1- Bruno Bouvet, mgr d’ornellas déplore l’instrumentalisation du bébé medicament , la croix.com.2 -Vincent Matalon , article précité.le monde.fr.3- www.de soir-echos.com .- www.paperblog.fr.

Page 113: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

107

بارعا في تصوير هذا المشهد في كاريكاتور له في " Pancho "ولقد كان الرسام

، حين صرح شاب كان قد ولد فقط من 2002جويلية10بتاريخ " le monde"جريدة

هذا ". أنا موجود هنا ألن أخي كان في حاجة إلي: "أجل عالج شقيقه، أمام طبيبه النفساني

الرسم طرح إشكالية مدى قبول طلبات األولياء إلنجاب أطفال من أجل استعمالهم

ة الفرنسية أجابت اللجنة التأسيسي.كوسائل لعالج أطفال آخرين مصابين بأمراض ؟

باإليجاب بشرط أن يكون هذا الغرض في المقام الثاني، CCNEألخالقيات علم األحياء

.1وألن الغرض الرئيسي هو الرغبة في الحصول على الولد من أجله ه

وهو من أحد أعضاء اللجنة الفرنسية ألخالقيات " Axel Cahn" ويؤكد البروفيسور

لى طفل بهدف جعله وسيلة لعالج طفل آخر مصاب علم األحياء، بأن قرار الحصول ع

عتماد على دم شقيقه المناسب له تماما يجب أن تراعى فيهه إال باالؤبمرض ال يمكن شفا

:عتبارات اأربعة

ستفادة من كل طرق العالج من حق أي طفل مصاب بأي مرض اال: عتبار األولاال-

الممكنة؛

طالبة بالوصول إلى نتيجة يتحقق بها شفاء يجب على األولياء الم: عتبار الثانياال-

طفلهم وذلك باللجوء إلى الوسائل الطبية القديمة والحديثة؛

وجود هذه الطريقة العالجية الجديدة ؛على الطبيب أال يتجاهل : عتبار الثالثاال-

الطفل الذي سيولد له الحق في الحياة بذاته، إضافة إلى كون الهدف : عتبار الرابعاال-

.هئمن ميالده كونه يحمل دما مطابقا لشقيقه المريض الذي يكون وسيلة شفاالرئيسي

مدير عيادة اإلخصاب في مستشفى " "Yvon Englertويضيف البروفيسور

RASME" " ببروكسل، بأن مسألة الطفل الدواء رغم أنها تثير مشاكل أخالقية، إال أن

دواء، وال يمكن أن نلومهما في السعي ن هذا الطفل الاذلك ال يمنع من أن يحب الوالد

1 - www.Tournezlespage.wordpress.com." Le désir d ‘ enfant doit rester au premier plan .La sélection d’ un embryon et la mise enroute d’ un enfant conçu seulement comme donneur potentiel et non d’ abord pour lui- mêmen’ est pas pensable. En revanche; permettre qu' un enfant désiré représente de plus un espoirde guérison pour son aine est un objectif acceptable s’ il est second"Voir : - Nathalie Schiffino et Frédéric Varone, op cit, p 08 -09.

Page 114: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

108

لذلك، ألن هدفهما هو إنقاذ حياة واحد من أوالدهما اآلخرين، ومن غير المعقول أن هذا

.1نجاز هذه المهمة اليعترف بوجوده كشخصإالطفل الذي استعمل من أجل

ث من الذي يلعب دورا مهما، حيللجنين الدواءالجانب النفسيولكن ال يمكن اهمال

: ضطراب في الشخصية حيث يتساءل دائما االطفل مستقبال من هذا المتوقع أن يعاني

لماذا هو الذي نجا من الموت وليس إخوانه، أي البويضات المخصبة التي لم تزرع في

ه على قيد الحياة دون ئرحم األم ؟ فيحس باكتئاب شديد ويأس من الحياة و بذنب بقا

ه أنه ما ولد إال ألجل خدمة أخيه المريض، فلم يكن هدف والديه عتقاداناهيك عن ، إخوانه

نتحار هي عدم إحساس منحه الحياة، وإنما منح الحياة ألخيه المريض، فأغلب أسباب اال

.الشخص أنه محبوب خاصة من قبل والديه

هذه المشاكل كلها إضافة إلى تلك التي يواجهها اآلباء واألمهات عندما يسعون إلى

ناعي طصة التي تتطلبها عملية التلقيح االظجاب الطفل الدواء، من حيث التكاليف الباهإن

.الخارجي، مع احتمال فشل العملية

ختبارات أن األجنة سليمة كما يجد اآلباء أنفسهم في مواجهة مأزق جديد عندما تكشف اال

فال تصلح للزرع أو أنها مصابة بأمراض وراثية،ولكنها غير متوافقة مع الطفل المريض

الحصول نإضافة إلى المشاكل المادية حيث باإل،فيقعون في التردد بين قبول زرعها أم ال

على األجنة وفق هذه التقنية يتطلب تعبئة المختبرات المتطورة و الموظفين ذوي الخبرة

.العالية

ة، وأرى من خالل ما سبق في عرض التجارب على الخاليا الجذعية الجنيني

والتجارب على األجنة المجهضة، وتجارب الجنين الدواء، أنها رغم إنطوائها على

الغرض العالجي باعتبارها تسعى إلى القضاء على مختلف األمراض التي تتربص

ستعماله من أجل عالج اإال أنها ال تهدف إلى عالج الجنين ذاته، بل إلى باإلنسان،

1- "C'est problématique au plan de l'éthique mais cela n'empêche pas les parents d'aimer

cet enfant et il me parait difficile de les condamner : ils tentent de sauver un de leur autre

enfants…dans ces situations toujours dramatiques, il n'est pas certain non plus que cet

enfant suivant se résume à cette fonction la et qu'il n'existe pas en tant que personne".

Page 115: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

109

روعيتها الذي سوف يتضح في الباب الثاني من المرضى، وهذا ما يثير إشكال مدى مش

.هذه الدراسة

Page 116: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

110

المبحث الثاني

التجارب على الجنين ألغراض علميةقتضت ضرورة التقدم العلمي في المجال الطبي إجراء تجارب طبية ذات طابع ا

علمي صرف، والحقيقة أن العلم عامة والطب خاصة لم يتقدم إال بفضل التجارب، ومن ثم

لى جانب التجارب العالجية تجارب أخرى ال تهدف إلى عالج المريض، وإنما ظهرت إ

تتوخى أهدافا أخرى سيتم توضيحها من خالل معرفة معنى التجربة غير العالجية أو

أعمال فنية ":فقد عرفها بعض الفقهاء بأنها.التجربة العلمية كما أطلق عليها معظم الفقه

كتساب معارف جديدة، بخصوص المريض بغرض وعلمية يباشرها الطبيب على جسم ا

ستخدام ا:" وعرفها آخر بأنها.1"الوقاية من األمراض، أو المعالجة الوقائية، أو العالج

وسائل أو طرق جديدة على إنسان سليم بغرض علمي بحت، وليس اإلنسان في حالة أو

كما عرفها آخر .2"حاجة ماسة إليها، ويطلق عليها األطباء التجريب بهدف البحث الطبي

ستخدام وسيلة جديدة، أو إجراء عملية جراحية، أو إعطاء مادة دوائية لشخص ا: " بأنها

سليم، ومالحظة النتائج عليه من حيث سير العملية أو مبلغ العدوى وذلك بهدف علمي

كل بحث منهجي يهدف إلى تنمية المعرفة أو المساهمة : "كما تعرف كذلك بأنها.3"بحت

.4"يق مباشرفيها بطر

وعلى وجه العموم فإن هذه التجربة العلمية تمس بالسالمة البدنية للشخص الخاضع

لها، دون أن تحقق له أية فائدة مباشرة، أي دون أن تعمل على التخفيف من آالمه أو

.5عالج مرض ما أصابه

: وتنقسم التجارب غير العالجية إلى نوعين

وما286، ص )غير موضح عليه تاريخ النشر وال دار الطبع(كي اإلبراشي، مسؤولية األطباء والجراحيين حسن ز-1

.يليها2 -André Décoq ,op cit, P 108 .-Dierckens ,op cit , p 124 ets.

.138ص المرجع السابق،رمضان جمال كامل، -3.489محمد سامي الشوا، المرجع السابق، ص -4

5 -G Memeteau, Opcit, P 311.

.305ماروك نصر الدين، الحماية الجنائية للحق في سالمة الجسم، المرجع السابق، ص -

Page 117: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

111

يم لوسيلة حديثة للتأكد من مدى فعاليتها تجارب تؤدي إلى إخضاع شخص سل-1

ومدى إمكانية تطبيقها على أشخاص مرضى، ولكن من شأن هذه التجارب أن

.تخلق حالة مرضية لدى هذا الشخص السليم الخاضع لها

تجارب تؤدي إلى إخضاع شخص مريض لوسيلة عالجية جديدة لمعرفة مدى -2

ؤدي إلى الكشف عن يالتجارب قدرتها على مواجهة هذا المرض، فهذا النوع من

عالج للمرض ال إلى خلق حالة مرضية، فهي تنطوي على طابع علمي وطابع

.عالجي في نفس الوقت

فطابعها العلمي هو معرفة مدى نجاعة هذا الدواء أو هذه الطريقة العالجية،

فهي ال ،1وطابعها العالجي يتمثل في إمكانية عالج هذا المريض بهذه الطريقة الحديثة

تحقق فائدة فردية مباشرة، لكنها تؤدي إلى فائدة لغيره من المرضى على المدى

.2الطويل وتعمل على معرفة جيدة للمرض وطرق عالجه

إن ما يميز بين التجارب العالجية والتجارب غير العالجية هو الهدف الذي

هدف إلى البحث عن يسعى إليه الطبيب من خالل مباشرتهما، فالتجربة العالجية ت

أفضل الوسائل والطرق لعالج المرضى، وتعميم نتائج هذا العالج على مرضى

.آخرين، فالطبيب هنا يسعى إلى شفاء المريض وليس معرفة مفعول الدواء أو نتائجه

أما التجربة العلمية فالهدف منها ليس عالج المريض، ألنها غالبا ما تتم على

لهدف منها كسب معارف جديدة في الميدان الطبي، كتجربة أشخاص أصحاء، وإنما ا

.دواء جديد على شخص ما دون أن يكون الهدف منه عالج هذا الشخص

فإذا كان هدف الطبيب هو بصفة رئيسية تخفيف آالم المرضى أو السعي إلى

شفائهم، فإن عمله عمال طبيا عالجيا، وإذا كان هدفه مجرد الوصول إلى نتائج

ربة دون أن تكون من أجل مصلحة شخصية مباشرة للشخص، فإننا نكون أمام التج

نه من حق الطبيب أن يكون حرا ومستقال في إيمكن القول لذلك. تجربة غير عالجية

ختيار وسائل لعالج مرضاه وفقا لما يمليه عليه ضميره، ذلك أن حرية الطبيب فيا

-305ص األولى،الطبعة،2002والتوزيع،للنشرالحامدالمكتبةدارللطبيب،القانونيةالمسؤوليةالشيخ،بكربا-1

306.2 - Antoine Retault, art préc, p 57, ets.

Page 118: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

112

يجب أن يحميها القانون، حيث ختيار وسيلة عالجية هي أهم مبادئ الطب التي ا

ختيار وسيلة عالجية معينة احرية الطبيب في "حكمت محكمة باريس في حكم لها أن

.1"هي إحدى الحريات األساسية التي ينبغي أن يكفلها له القانون

ختيار جنس اتجارب من أجل : وهذه التجارب غير العالجية تكون على صورتين

لصفات الوراثية، وهذا في انتظار ما تجود به الجنين، وتجارب من أجل تعديل ا

.التكنولوجيا من صور أخرى مستقبال

، الجنينختيار جنسامن أجل للتجاربوللتوضيح أكثر أتعرض في المطلب األول

.تعديل الصفات الوراثيةوأخصص المطلب الثاني لتجارب

المطلب األول

ختيار جنس الجنينامن أجل التجاربصطناعي الخارجي يختلف عن اإلنجاب الطبيعي في أنه يتم داخل قيح االإن التل

.صطناعي الداخلي الذي يتم داخل رحم المرأة ختبار، عكس التلقيح االاأنابيب

فالتلقيح الخارجي يبدو إصطناعيا أكثر من التلقيح الداخلي لكونـه يـتم فـي بيئـة

بيعي يتيح الفرصة أمام األطباء صطناعية، فوجود البويضات المخصبة خارج مكانها الطا

للقيام باختبارات وتجارب عليها تتعدى الهدف العالجي إلى أهداف أخرى كـالتحكم فـي

. جنس الجنين

ختيار نوع الجنين من أحدث التجارب، ولكنها اوتعد التجارب التي يكون الهدف منها

وطريقة ،يقة الفرعونيةالطر: تمت سابقا بطريقتين تقليديتين ما زالت إلى يومنا هذا وهما

.الجدول الصيني

:الطريقة الفرعونية-أوال

للفراعنة نظرية خاصة في تحديد جنس المولود خاصة وهم أول من توصل إلى ذلك،

فكانوا يطلبون من المرأه الحامل أن تتبول في إنائين، كل على حده ثم يحضـرون حفنـة

عدة أيـام، إذا ةال في إناء، وبعد متابعصغيرة من القمح وأخرى من الشعير، ويضعون ك

.نبت الشعير أوال يكون المولود ذكرا، وإذا نبت القمح أوال يكون المولود أنثى

1- Paris 13 Avril 1964, D, 1964, Som, p 98.

Page 119: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

113

: طريقة الجدول الصيني-ثانيا

ثمة طريقة تراثية صينية أخرى تتنبأ بنوع الجنين، يطلـق علـى هـذه الطريقـة

دير عمر السيدة بالسـنوات بشـكل عـدد ويعتمد هذا األخير على تق"الجدول الصيني"

9سـنة و 25فمثال إذا كان العمـر . صحيح و تحذف األرقام بعد الفاصلة، مهما بلغت

و يهمل ما تبقى من أرقام كسرية لباقي األشهر واأليام، ،سنة25أشهر فيبحث عن العمر

وع الجنين، وبالبحث عن شهر اإلخصاب عند الزوجة تشير العالمة الموجودة أمامه إلى ن

فيشير إلى ) O(فهو يشير إلى أن جنس الجنين هو ولد، أما الحرف ) X(فإذا كان الحرف

.بنت

أما حديثا فقد توصل العلماء بفضل علم الهندسة الوراثية وتكنولوجيا اإلنجاب عام

جراء عملية التلقيح الخارجي من خاللها يتم تفريقإلى تجربة طبية يعتمدونها قبل إ1984

. نواة الخلية المنوية المؤثرة في تحديد جنس الجنين

وأكد الباحثون في هذا المجال أن جنس المولود يتحدد بالصبغيات الجنسية التي

) xx(تحملها خاليا األفراد والصبغيات الذاتية أو الجسدية، فالتركيب الصبغي عند األنثى

الة اإلخصاب بواسطة حيوان منوي ، وفي ح)xy (بينما التركيب الصبغي عند الذكر

، )xx(فإن الجنين هو أنثى، بحيث أنه يحتوي على صبغيين ) x(يحتوي على الصبغي

فإن الجنين هو ذكر ) y(وإذا تم اإلخصاب بواسطة حيوان منوي يحتوي على الصبغي

)xy(؛ فنطفة الرجل هي التي تحدد جنس الجنين.

ن بتجربة على الحيوان المنوي للرجل ويكون ذلك ويستطيع األطباء تحديد نوع الجني

بفصل الحيوانات المنوية الذكرية عن األنثوية في مني الرجل قبل تلقيح البويضة، باعتبار

أن الحيوانات المنوية المذكرة أسرع من المؤنثة ولها المقدرة على اختراق المخاط اللزج

70رتفع نسبة الجنس المطلوب إلى ل قاعدي وبالتالي تئفي عنق الرحم، والبقاء في سا

.1%30وتقل نسبة الجنس اآلخر عن ،%

نتشار هذه التقنية، حيث أعلـن معهـد اولكن هذا التردد في اآلراء لم يمنع من

طبي في الواليات المتحدة األمريكية أنه تم إنتاج مائتي طفل بالجنس الذي حدده الوالدان،

.134محمد علي البار، المرجع السابق، ص -1

Page 120: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

114

نتقال األمراض الوراثية إلى اوير هذه التقنية الستعمالها ضد كما تمكن نفس المعهد من تط

. أحد الجنسين

ويتم تحديد جنس المولود عن طريق برنامج الحقن المجهري عبر عملية تتمتع

باحتماالت نجاح مرتفعة وال تحتمل أية آثار سلبية على الجنين حسب المصادر الطبية

ية والمستشفيات المتخصصة في كل من بريطانيا شترطت المراكز الطباكما .المتخصصة

وأمريكا مجموعة من الشروط للسماح بقبول طلبات األزواج إلجراء مثل هذه التجارب

أهمها الرغبة في ميالد أطفال من الجنس اآلخر، بسبب أن العائلة ترزق بأطفال من نفس

.1الجنس إناثا أو ذكورا

الثانيالمطلب

الهندسة الوراثيةتجارب رأينا فيما سبق بشأن التحدث عن التجارب العالجية أن تعديل الصفة الوراثية يكون

بإحالل جين مكان جين آخر، ذلك الحتواء الجين على مرض وراثي ناتج عن خلل في

ولكن تجارب تعديل . المورثات، كالتخلف العقلي، والعمى أو السرطان أو أي مرض آخر

د تتعدى الغرض العالجي لتهدف إلى الحصول على نسل الصفات الوراثية في الشخص ق

محسن ذي صفات معينة كتغيير لون البشرة، أو العين أو الطول أو زيادة الذكاء،

.وغيرها

وتتم هذه التجارب بنفس الطريقة التي تتم بها التجارب العالجية بإحالل جين مكان

بسبب وجود صفة غير مرغوب جين آخر، ولكن في هذا المجال ليس بسبب المرض بل

وبفضل هذه التجربة يمكن الوصول إلى برمجة الصفات والخصائص اإلنسانية، .فيها

. والتوصل إلى إنجاب أطفال يتمتعون بخصائص معينة

حيث أخذ السائل المنوي ،بأمريكا1983عام " روبرت جرام"وهذا ما فعله الدكتور

ى األم التي ترغب في إنجاب طفل عبقري أن من رجال أحياء عباقرة أو علماء، وعل

. 2تختار في كتالوج بنك األجنة ما تريده

1- http/ www- myali.net / vd/ showtheard.php..345محمود أحمد طه، المرجع السابق، ص -2

Page 121: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

115

وقد أمكن تحقيق تجربة تعديل الصفات الوراثية بمقتضى علم الهندسة الوراثية التي

تعتمد على تعديل األنماط الوراثية قبل والدة اإلنسان، حيث يتم إحداث تغيير في مورثات

. ها الباكرةاألجنة في مراحل

وتكون المورثات المعدلة بهذه الطريقة قابلة للتوريث، حين يتم تعزيز الصفات

ووهناك أشخاص ذو،اإليجابية التي يمتلكها األفراد كطول العمر أو زيادة المقدرة البشرية

ستثنائية كالعلماء والعباقرة، ولو أمكن التعرف على المورثات المسؤولة عن هذه اقدرات

أطفال :"لصفات يمكن زرعها في البويضات الملقحة ويؤدي إلى صنع ما أطلق عليه ا

.1هذه هي التسمية الشائعة لهذا النوع من التقنيات."حسب الطلب

حيث تواصلت تجارب العلماء خارج إطارها العالجي حتى ،ولم يقف األمرعند ذلك

اإلخصاب بين الجنس البشري وصلوا إلى إمكانية تهجين أجنة أثر محاولة تحقيق

، الذي يتم بوضع عينة من الحمض النووي البشري في بويضات حيوانية، ثم 2والحيوان

قادرة على التطور، وتصلح لعالج عدة أمراض ةإزالة مادتها الجينية لخلق خاليا جذعي

سمح بذلك، حيث 2007، وقد صدر مؤخرا قرارا بريطانيا عام .... كالشلل، الزهايمر

بطلبين لهيئة علم األجنة البريطاني " ونيوكاسل" "كينجس كوليدج"م فريقان من جامعتي تقد

.3للترخيص لهما باستخدام األجنة المهجنة

ختبار، ولكن لم تنجح اإضافة إلى أن العلماء قد حاولوا تحقيق حمل كامل في أنبوب

صيب بويضة المرأة المحاوالت إذ لم يتمكنوا إلى اليوم من والدة طفل عن طريق تخ

الندروم "ختبار دون زرعها في الرحم، رغم نجاح الدكتور اوتركها تنمو داخل أنبوب

اوتركهتلقيح بويضة امرأة في أنبوب اختباربنيويورك في " كولومبيا"في مستشفى " بشيتلز

في الحصول على " دانييل بتروتش"نمو دون الوصول إلى نتيجة ما، كما نجح الدكتور ت

.4يوما59وجعلها تنمو في أنبوب وقد عاش أحد األجنة أجنة

فتراض لم تتحقق عمليا، إال أن بعـض الفقهـاء اورغم اعتبار هذه التجارب مجرد

ختبار اإباحتها ذلك أن بقاء هذه البويضة الملقحة أياما خارج الرحم أي داخل أنابيب بنادوا

1 -www.epharmapedia.com/news/category.2 - http/ www News.bb.co.uk/hi/Arabic/sci-thech-newsid.

.131محمد مرسي الزهرة، المرجع السابق، ص -3.166محمود أحمد طه، المرجع السابق، ص -4

Page 122: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

116

الحمل وبالتالي تحقيق حمل كامـل فـي قبل زرعها في الرحم، ال يمنع بقاءها إلى نهاية

.1أنبوب

وقد تبين لي من خالل تعريف التجارب العلمية أنها قد تنطوي على غرض عالجي

تجارب تؤدي إلى إخضاع شخص تجارب تؤديوعلمي في نفس الوقت، باعتبارها

،وتعميمها على أشخاص آخرينحديثة للتأكد من مدى فعاليتها لوسائل علميةسليم

ذلك إما ألهداف شخصية أو مجرد ارضاء نزوة علمية، وتأكد ذلك من خالل ويكون

إلى إخضاع شخص مريض كما تؤدي هذه التجارب. امكانية تعديل الصفات الوراثية

، فهي تنطوي على طابع علمي أنواع األمراض ومسبباتهالوسيلة عالجية جديدة لمعرفة

، لكنها تؤدي للجنينفردية مباشرةفهي ال تحقق فائدة، وطابع عالجي في نفس الوقت

مرضى على المدى الطويل وتعمل على معرفة جيدة للمرض وطرق الإلى فائدة

.عالجه

وأخيرا يمكن تسليط الضوء على آخر تجربة تمت على الجنين في مرحلة البويضـة

ـ 2015الملقحة في ة ، بمقتضاها ينزع القائم بالتجربة الحمض النووي التالف من بويض

مرأة متبرعة وهكذا يصبح للجنين ثالثـة ااألم ويمزجه بحمض نووي أفضل من بويضة

تجربة األطفال "أو ،"تجربة السوبر أطفال"وأطلق على هذه التجربة .والدتين وأبأولياء،

."الخارقين

والغريب في األمر أن مجلس العموم في بريطانيا أيد هذه التجربة وصوت بأغلبيـة

لصالح قانون يسمح بأن يكون لألطفال ثالثة أولياء، وهـي حسـب 382صل من أ254

رأيهم خطوة جبارة تهدف إلى الوقاية من األمراض الوراثية الخطيرة التي تنتقل من األم

إلى الطفل وسوف تتم الموافقة على هذا القانون من قبل مجلس اللوردات للجناح األعلـى

.2للبرلمان البريطاني الحقا

ها على األمـراض الوراثيـة ئوأرى أنه رغم الطابع العالجي لهذه التجربة في قضا

التي تنتقل من األم إلى الجنين، إال أنها انتهاك صارخ للطبيعة البشرية وتدخل في التكوين

. الوراثي لإلنسان وتدخل في مشيئة اهللا تعالى

.243زياد سالمة ، المرجع السابق ، ص -12 -www.mbc.net.

Page 123: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

117

جنين، وتجـارب تعـديل وبالرجوع إلى التجارب التي تجرى من أجل تحديد جنس ال

إذ وما هي سوى استجابة لرغبات شخصية،الصفات الوراثية، فإن طابعها علمي صرف،

، أما ال عالج مرضى آخرينوال يتوخى القائمون بها غرض عالج الجنين من األمراض

التجارب العلمية التي تحقق فائدة جماعية من خالل تطوير العلوم الطبيـة بالبحـث عـن

، فهي ذات طابع علمي وعالجـي فـي نفـس راض وتجريب طرق العالجمسببات األم

.الوقت، وسوف يتضح مدى مشروعيتها الحقا

والمالحظ أن تجارب الهندسة الوراثية ثالثية األهداف، فقد تكون لغرض عالج الجنين

من األمراض والتشوهات التي تصيبه، وقد تكون ألهداف علمية صرفة كتعديل الصـفات

ة بهدف االستجابة ألغراض شخصية أو إرضاء شهوة علمية دون أن تنطوي على الوراثي

غرض عالجي، كما قد تكون ألغراض علمية وعالجية في نفس الوقت بحيـث تخضـع

الجنين للتجارب الطبية من أجل تطوير العلوم الطبية ليستفيد منها مرضى علـى المـدى

.البعيد

Page 124: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

118

خالصة الباب األولتحديد األحكام العامة للتجارب الطبية على األجنة البشرية يتطلب البحث عن إن

التجارب الطبية وطبيعةالمركز القانوني للجنين البشري من جهة ، : عنصرين مهمين هما

.على الجنين البشري من جهة ثانية

لحمايته إن البحث عن المركز القانوني للجنين كان من أجل معرفة األساس القانوني و

من التجارب الطبية، من خالل التركيز على الطبيعة اإلنسانية له، ثم البحث عن مدى

التجارب الطبية على الجنين البشري طبيعةأما البحث عن .تمتعه بالشخصية القانونية

.كان من أجل معرفة أنواع التجارب التي يكون محلها هذا المخلوق ف

كون بمجرد تلقيح بويضة المرأة عن طريق مني فالجنين البشري كائن انساني يت

ل العلمية الحديثة المساعدة ئأو عن طريق الوسا،الرجل سواء باإلتصال الجنسي المباشر

تصال الجنسي المباشر والذي فيتكون الجنين بطريقة طبيعية عن طريق اال.على اإلنجاب

صطناعي بنوعيه يح االصطناعية وتتمثل في التلقاكما قد يتكون بطريقة ، يتم بالزواج

. الداخلي والخارجي

وقد ،ناعي الداخليطصاالالتلقيحعن الطبيعي، أوفالجنين قد يكون ناتجاعن التلقيح

ناعي الخارجي أي تلقيح بويضة المرأة خارج رحم المرأة طصيكون ناتجا عن التلقيح اال

ي ألنه ال يتم إال فهو إنجاب طب،ناعيطصهذا ما يسمى باإلنجاب االو،في أنبوب اختبار

وهو كذلك إنجاب مساعد حيث تقوم ،بواسطة أطباء أو متخصصين في علم األحياء

نجاب لمساعدة األزواج في تحقيق ل الطبيعية في اإلئناعية محل الوساطصل اإلئالوسا

تصال الجنسي رغبتهم في الحصول على أوالد لعدم إمكانية تحقيق ذلك بواسطة اال

.الطبيعي

ناعي الخارجي من أحدث طصناعي الداخلي والتلقيح االطصلقيح االويعتبر الت

هاألساليب العلمية للحصول على األوالد وأكبر ثورة بيولوجية في مجال اإلنجاب، ولكن

ستخدام كل ان في هذا المجال إال بعد وأسلوب إستثنائي ال يلجأ إلية الخبراء والمختص

.عينجاب الطبيل والعالجات المختلفة لإلئالوسا

Page 125: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

119

تصال الجنسي الذي يتم بين الرجل والمرأة في إطار ويقصد بالتلقيح الطبيعي اال

إخصاب المرأة عن طريق حقن فيقصد بهالداخليصطناعياالالتلقيحأما.عالقة زوجية

وبمقتضى ذلك تلتقي الحيوانات المنوية ببويضة المرأة السائل المنوي لزوجها في رحمها،

تعلق البويضة الملقحة بجدار الرحم فيبدأ الجنين في التطور إلى أن يتم التلقيح بينهما فو

ويشترط في هذا التلقيح أن يتم بين الزوجين خالل ،تكتمل صورته اآلدمية ويستعد للميالد

حياتهما، فاستبعدت كل الطرق التي ال تمت بصلة إلى شريعتنا الغراء، وأن تتم بناء

نها اإلنجاب فتستبعد كل األهداف األخرى غير على موافقة الزوجين ويكون الهدف م

. المشروعة كتحسين النسل أو إنتاج أطفال حسب الرغبة

خصاب في ناعي الخارجي أو ما يسمى بأطفال األنابيب أو اإلطصويتمثل التلقيح اال

ثم توضع هذه ،أنبوب في سحب بويضة أو أكثر من رحم المرأة بواسطة تدخالت جراحية

يتم تلقيحهما وبعد مدة ،ختبار مع وجود حيوانات منوية للرجلافي أنبوب البويضات

زمنية تنقل البويضة الملقحة إلى رحم المرأة فيتكون الجنين، واللجوء الى هذه الطريقة

يستدعي مراعاة الحيطة والحذر بفرض رقابة تضمن عدم تغيير األنابيب أو عدم

متطلبة في التلقيح الداخلي تسري على التلقيح وتبقى نفس الشروط ال،ختالطها ببعضهاا

.الخارجي أهمها تحقيق رغبة مشروعة وهي الرغبة في اإلنجاب

وتأكيدا على الصفة اإلنسانية للجنين البشري حاولت تحديد مرحلة بداية الحياة

ل عتمادا على مراحااإلنسانية وذلك بهدف معرفة لحظة بداية الحماية القانونية للجنين،

مع إبراز الوضع الخاص للبويضات الملقحة،،الشأنذاتطور الجنين وآراء الفقهاء في ه

فيمر الجنين بمراحل مذكورة بدقة في القرآن الكريم وتنقسم إلى مرحلة ما قبل تكوين

فالمرحلة األولى تتمثل في كون الجنين ،أعضاء الجنين ومرحلة تكوين أعضاء الجنين

.والمرحلة الثانية تتكون فيها العظام واللحم،ثم العلقة ثم المضعةيتطور من مرحلة النطفة

يبدأ في التكون خارج رحم ناعي الخارجي أن الجنينطصالمالحظ على التلقيح اإلو

، في أنبوب اختبارختلف الفقهاء في تحديد طبيعة البويضات الملقحة اوفي ذلك ،المرأة

إطالق وصف الجنين على البويضة الملقحة عارضفهناك من يعتبرها جنينا، وهناك من ي

وأرى أنها ليست جنينا لعدم إمكانية تطبيق أحكام الجنين عليها كتلك ،الكامنة في األنبوب

المتعلقة باإلجهاض الذي يتطلب جنينا متواجدا في رحم المرأة، كما ال يمكن أن نعتبرها

Page 126: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

120

وصف الجنين عليها، ذلك أنها مجرد مادة بيولوجية كما ادعى الرأي المخالف إلطالق

أول مرحلة في تكوين الجنين لها حرمتها وتنفرد بأحكام تختلف عن تلك المطبقة على

. الجنين وعلى اإلنسان المتكامل البنيان

نسانية فالحماية تقرر له باعتباره نساني تجتمع فيه كل الخصائص االإفالجنين كائن

لفقهاء صفة اإلنسان عنه إال أنه تأكد أنه يحمل الطبيعة فرغم إنكار بعض ا،كائنا بشريا

ستعداده الى حين إبتداء من كونه بويضة ملقحة ااإلنسانية من خالل تحديد مراحل تطوره

لتحام الحيوان افالرأي الراجح الذي أسانده أن الحياة اإلنسانية تبدأ من لحظة ،للميالد

.المنوي بالبويضة الملقحة

وبعد تأكيدي .تمتعه بالشخصية القانونيةأساس عدمس الوقت البحث عن ولكن في نف

على أنني ال أميل إلى هذه اآلراء التي تعترف للجنين بالشخصية القانونية على اعتبار أن

حتمالية أو أهلية الوجوب ستثنائية أو االالقانون ال يعرف مصطلحات الشخصية اال

.ية القانونية التي قد توجد وقد ال توجدفيعرف فقط ما يسمى بالشخص،الناقصة

:كتساب الشخصية القانونية المتمثلة في شرطين وهمااوتأكيدا على ذلك بينت شروط

للحقوق الرجعيثم تكلمت على األثر،وشرط الميالد على قيد الحياة،شرط الميالد الفعلي

على اعتبار تقرير ،ا القانونأو تمتع الجنين بالحقوق التي يحددهالتي يتمتع بها الجنين

الحقوق للجنين بعد ميالده الفعلي يكون بأثر رجعي وذلك من يوم كونه جنينا في بطن

افة إلى الحقوق التي يتمتع بها الجنين دون اشتراط الميالد الفعلي كالحق في ضإ،أمه

.الحياة والحق في السالمة البدنية

سمح بإجراء كل أنواع التجارب عليه، فالجنين البشري إذن ليس مجرد شيء ي

. وليست له شخصية قانونية باعتبار أن هذه األخيرة تثبت بالميالد الفعلي

نطالقا من االتجارب الطبية التي تجرى على الجنين طبيعةوتبعا لذلك بينت

فمن حيث . التجارب التي تجرى لغرض العالج إلى التجارب التي تجرى ألغراض علمية

رب ذات أهداف عالجية وأخرى ذات أهداف علمية ال تختلف عن تلك التي كونها تجا

يكون محلها اإلنسان المتكامل البنيان، ولكن مضمونها يختلف بل هي تعتبر األخطر منها

.ألنها تهدد الوجود البشري ككل

Page 127: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

121

فبالنظر إلى التجارب العالجية فإنها مزدوجة الهدف، فقد تهدف إلى عالج الجنين

اض، كما قد تهدف إلى استخدام الجنين لعالج مرضى آخرين، فالغرض من األمر

العالجي متوفر في كلتا الحالتين، ولكن تبدو التجارب العالجية في الصورة الثانية خطيرة

فإذا نظرنا إلى التجارب التي تهدف إلى عالج المريض فإنها تهدف إلى القضاء على .جدا

ي المرحلة الجنينية حتى يضمن ميالده معافى مختلف األمراض التي تصيب اإلنسان ف

ويكون تحقيق ذلك بما يسمى بتجربة التشخيص المبكر لألمراض الذي من ،صحيااوسليم

معرفة نوع التشوه أو المرض الذي يصيب الجنين وهو في بطن أمه، منيمكنأنشأنه

ية للقضاء ختبار، فيسمح ذلك بتجريب مختلف األدوابل وهو بويضة ملقحة في أنبوب

عليها ويساعد على ذلك علم الهندسة الوراثية الذي يمكن من التدخل في البنية الوراثية

للكائن البشري بإعادة النظر في الخاليا بترتيبها ترتيبا جديدا أو حذف البعض منها أو

إضافة خاليا أخرى أو دمجها مع بعضها سواء تعلق األمر بمادة وراثية تنتمي إلى نفس

فعلماء الهندسة الوراثية يبحثون في الجين الوراثي . ئن الحي أو إلى كائنين مختلفينالكا

لمعرفة أسرار هذه الجين بهدف التحكم في صفات اإلنسانية وموروثاتها بدعوى تخليص

البشرية من اآلالم، و تحقيق الرغبة في تخليص اإلنسان من مرض نفسي أو عضوي عن

ن ذلك ويكون ذلك إما بمعالجة الجين أو إزالته تماما كتشاف الجين المسؤول عاطريق

كتشاف أخطر األمراض والتعرف على امن الشريط الوراثي، ومن خالل هذا العلم تم

ختالل القاعدة الجينية والتي بدورها تتسبب في الخلل االجين المريض أو المعيب في حالة

. الوظيفي للجين وبالتالي ينتج عنها المرض

إذا كانت التجارب تهدف إلى استخدام الجنين لعالج مرضى آخرين فاألمر أما

نتشرت في السنوات األخيرة تجارب من نوع آخر حولت الجنين من محل ايختلف، حيث

لهذه التجارب إلى أداة أو وسيلة للوصول إلى عالج الكثير من األمراض، ورغم أن

إال أنها ال تحقق فائدة عالجية للجنين الغرض العالجي متوفر في هذا النوع من التجارب

ها اإلستعانة ؤمحل التجربة، وإنما ألشخاص آخرين يعانون من أمراض يتطلب شفا

، عضاءه كونه حيا أو ميتاأبالخاليا الجذعية المنتزعة من األجنة، أو بأي عضو من

جهضة وتتمثل في التجارب على الخاليا الجذعية الجنينية، والتجارب على األجنة الم

.وتجارب الجنين الدواء

Page 128: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

122

وباإلضافة إلى التجارب العالجية تجرى على الجنين تجارب علمية ال يكون الغرض منها

أو رغبات شخصيةبل تمارس من أجل خدمة العلم أو إلرضاء نزوات علميةاعالجي

.كتجارب تحديد جنس المولود وتجارب تعديل الصفات الوراثية للجنين

Page 129: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

123

الباب الثاني

الحماية القانونية للجنين البشري من التجارب

الطبيةتحتل التجارب الطبية الصدارة في نطاق األعمال المستحدثة في الطب نظرا ألهميتها

كتشاف أدوية وطرق عالجية حديثة للقضاء على الكثير من األمراض افي الوصول إلى

فة، وثبت عدم نجاعتها وخاصة مع انتشار أمراض ل المعروئبعد أن تم تجريب كل الوسا

.لم تكن معروفة من قبل

فالطبيب مجبر في مثل هذه الحاالت المستعصية على ممارسة بعض التجارب على

ستقرار على الوسيلة األكثر تناسبا مع حالته الصحية، وهذا جسم اإلنسان المريض لال

ار الطرق الطبية التي تساعد في تحقيق الشفاء ختياالعمل يستمد من مبدأ حرية الطبيب في

لمرضاه، ولكنه في حاالت أخرى يلجأ إلى التجريب على أناس أصحاء إما بهدف الشهرة

كتشاف األمراض وسبل عالجها، فيستفيد من أبحاثه مرضى على االعلمية، أو بهدف

كامل البنيان أو المدى البعيد، ويستوي في ذلك أن يكون محل هذه التجارب اإلنسان المت

. الجنين البشري باعتباره يتمتع بالحياة اإلنسانية

إن أهم حقوق الجنين البشري أن يولد متكامل البنيان، ولكن التقدم العلمي في المجال

الطبي عامة، وفي المجال الجيني بصفة خاصة أسفر عن هذه الممارسات الطبية التي

يكولوجي للجنين منذ بداية تكوينه، وحتى والدته، بل تؤثر في التكوين الفزيولوجي أو الس

. ختبار خارج الرحماوهو ال يزال بويضة معلقة في جدار الرحم، أو كامنة في أنبوب

وهذه الممارسات قد يكون لها صدى إيجابي بحيث تسعى إلى ميالد طفل معافى صحيا من

إلى تشويه صورة األمراض والتشوهات، وكما قد يكون لها صدى سلبي بحيث تؤدي

وكل ما يصيبه من أضرار من خالل تجريب كل الوسائل ه ئالجنين أو إيقاف نمو أعضا

.المبتدعة عليه

ولقد تبين في الباب األول من هذه الدراسة أن الجنين يتمتع بخصوصية تميزه عن

،قانونيةاإلنسان المتكامل البنيان من حيث مركزه القانوني، فهو ال يتمتع بالشخصية ال

Page 130: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

124

ولكن هذا ال يمنع من حمايته ضد كل التصرفات التي قد تؤدي إلى تعريضه للخطر

ضف إلى ذلك تميزه بمراحل تطور أباعتباره كائنا بشريا يتمتع بكل المواصفات اإلنسانية،

نعكس على التجارب التي ا، وتواجد البويضة الملقحة خارج الرحم،وتواجده داخل الرحم

فهي تختلف عن التجارب التي يخضع لها االنسان عامة، مما يؤدي ،هاسوف يكون محال ل

. بالضرورة إلى اختالف الشروط التي تخضع لها

ه ئباعطا،يولد بعدلم اباعتباره شخصمحققة للجنين خاصةهناك حماية كما أن

ي وحمايته ضد كل الممارسات التمثال،الميراثوقا يكتسبها بأثررجعي كالحق في حق

هي حماية ليست في نفس درجة و،بسالمته البدنيةوبحقه في الحياةتؤدي الى المساس

نساني نظرا لطابعه اإلولكن ،النعدام الشخصية القانونية للجنيننسان المتكامل البنياناإل

.نسانمركز القانوني لإلالهو للجنينمركز القانونيالأنذلكحماية خاصة ىيحم

حترام يكون فاال،هو التكوين البيولوجي لهكذلكوالذي يجعله ،اننسإنسان يحترم كاإلو

نسان له مكانة كبيرة عند لكن اإل،يضاأن كان للحيوان حياة والنبات إللحياة البشرية حتى و

حترام يتطلب تفعيل الحماية القانونية وهذا اال.، إذ فضله تعالى على سائر المخلوقاتاهللا

رس عليه بفرض مجموعة من الشروط على قائميها حتى ضد التجارب الطبية التي تما

يضمن فيها عدم انتهاك حرمة جسم الجنين، وهذا ال يكفي إال بترتيب مسؤولية على

.القائمين بهذه التجارب دون مراعاة الشروط القانونية

التجارب الطبيةلشروط إجراءمن هذا البابوبناء على ذلك أخصص الفصل األول

للمسؤولية المترتبة على مخالفة شروط ، وأخصص الفصل الثاني ن البشريعلى الجني

.التجارب الطبية على الجنين البشري

Page 131: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

125

األولالفصل

على الجنين البشريالتجارب الطبيةشروط إجراء

إن التجارب الطبية على األجنة البشرية إذا مورست بصفة مطلقـة دون قيـود أو

رد و المجتمع على حد سواء، لذا يجب أن تحاط بمجموعة منحدود فإنها سوف تضر بالف

أال ،الضوابط حتى ال يتعسف القائمون بها وال يحيدون عن الهدف المنشود من ممارستها

وهو الوصول إلى عالج لألمراض المستعصية أو تفادي ميالد أطفال مصابين بعاهـات

متناع عـن جانب سلبي، وهو اال: ناجانبلحماية مبدأ معصومية البدن ف،جسمانية أو عقلية

أي عمل من شأنه المساس بجسم اإلنسان، بحيث يعد عمال غير مشروع يرتب المسؤولية،

وجانب إيجابي، يتمثل في تشجيع كل عمل من شأنه حماية جسد اإلنسان من أي مـرض

.يصيبه أو على األقل وقايته منه

ا ومعنويا محميا قانونا، فمن باب أولى فإذا كان اإلنسان ذلك البنيان المتكامل مادي

حماية الجنين البشري باعتباره أساس الوجود اإلنساني وبداية الحياة اإلنسانية، وإذا كان

اإلجهاض قد تم تجريمه قانونا ألن من شأنه حرمان الجنين من حقه في الحياة، فإن

ن اإلجهاض خطرا، ألن األفعال التي تؤدي إلى تشويه أو تهديد نموه واستمراره ال تقل ع

. آثارها سوف تمتد على المدى البعيد وتؤثر تأثيرا سلبيا على مستقبل البشرية ككل

ومن أهم صور المساس بجسد الجنين إجراء تجارب طبية عليه سواء أثناء كونه

لذلك ال بد من البحث عن .بويضة ملقحة خارج الرحم، أو كونه حمال مستكنا داخل الرحم

وتتمثل هذه الوساءل في مجموعة من خاصة لحماية الجنين من التجارب الطبيةل ئوسا

الطبية على الجنين فالتجارب. المعايير والشروط ال يمكن قيام أية تجربة طبية دونها

البشري حتى وإن كانت بغرض العالج ال تمارس دون قيود، فال بد من إخضاعها

مارسيها في التالعب بالذات اإلنسانية متى لمجموعة من الشروط حتى ال يطلق العنان لم

شاءوا، وكما سبق بيانه فإنها تمارس على اإلنسان المتكامل البنيان مثلما تمارس على

الجنين البشري، ولعل إجراءها على هذا األخير أخطر بكثير على تلك التي تجرى على

لقبول أو رفض هذه اإلنسان المتكامل البنيان، إذ من جهة أن الجنين ليست له إرادة

Page 132: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

126

التجارب، ومن جهة أخرى فإن هذه األخيرة سوف تكون لها آثار على المدى البعيد، أي

على األجيال الالحقة إذا مورست على البويضات الملقحة بغرض علمي بحت، لذا عملت

أغلب التشريعات على إحاطتها بمجموعة من الشروط تكتسي طابعا خاصا إذا قورنت

. ي التجارب الطبية على اإلنسان المتكامل البنيانبتلك المتطلبة ف

فلم تعد ،ا الشك فيه أن هذه التجارب قد أثارت مشاكل قانونية وأخالقية دقيقةموم

تلك القواعد التي تحمي اإلنسان المتكامل البنيان كافية لحماية الجنين في مواجهة التجارب

الطبيعة اإلنسانية أنه كائن متميز سواء من حيث الطبية، إذ رغم تمتعه بالحياة اآلدمية إال

أو من حيث خطورة التجارب التي يكون محال لها، فهي تجعله يحتاج إلى قواعد له،

قانونية أخرى خاصة تكفل حمايته ضد كل األبحاث والتجارب التي تسبب له أضرارا

عن عدم تمتعه جتماعي، ناهيك على المستوى االكبيرة سواء على المستوى الفردي أو

مما يجعل الطبيعة اإلنسانية لديه األساس الوحيد لهذه الحماية، ولكن ،بالشخصية القانونية

ليست له إرادة تمكنه من أن يصدر رضا عنه يرتب آثاره، فكيف يمكن معاملته؟ الجنين

وهل نعتد برضاء المرأة الحامل؟ وإذا استلزم األمر خضوعه لهذه التجارب، فماهي

التي تحكمها؟ وكيف يمكن إحداث التوازن بين حق الجنين في سالمة جسده الضوابط

وحاجة البشرية إلى هذه األبحاث والتجارب من أجل الوصول إلى طرق جديدة لعالج

الكثير من األمراض؟

أخصص المبحث : ثالثة مباحثأجزئ هذا الفصل إلىوإجابة على هذه التساؤالت

أما المبحث .يغرض العالجاللشرط لمبحث الثاني وأخصص ا،ءرضااللشرط األول

.لتزام بضوابط الجدية العلميةالثالث فأخصصه لشرط اال

Page 133: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

127

المبحث األول

ءرضاالشرط يشترط في التجارب الطبية عامة وفي التجارب الطبية على الجنين خاصة شـرط

لبنيان، وشرط رضـاء الخاضع للتجربة إذا كان األمر يتعلق باإلنسان المتكامل اءرضا

.الممثل الشرعي للجنين إذا كانت التجربة محلها هذا األخير

المطلـب الثـاني وأخصص المتبصر،رضا للاألول المطلبومن خالل ذلك أخصص

.لخصوصية الرضا في التجارب الطبية على الجنين

األولمطلبال

رضاء متبصرالشرعي للجنـين إعالمـا كافيـا المتبصر أن يسبق رضاء الممثل ءيقصد بالرضا

جراءها علـى الجنـين ايلتزم القائم بالتجربة قبل ف.بالتجربة المراد إجراءها على الجنين

كيفية وأسبابها، والبشري بإعالم ممثله الشرعي بكل ما يتعلق بالتجربة من حيث طبيعتها،

اعده علـى الظروف المحيطة بها ونتائجها وغيرها من المعلومات التـي تسـ وإجراءها،

الصـادر عنـه مسـتنيرا ء، حتى يكون الرضاعن قبوله وهو على بينة من أمرهالتعبير

.ومتبصرا بعواقب التجربة الطبية

من المسائل الطبية التي أثارت كثيرا من الجـدل فـي كـل ولعل مسألة اإلعالم

جارب الطبيـة األعمال الطبية، وكل التدخالت الجراحية التي يقوم بها الطبيب بما فيها الت

يختلف التبصيرولكن نطاق،سواء على اإلنسان المتكامل البنيان أو على الجنين البشري

.كلما كان التدخل الطبي أكثر خطورة على جسم اإلنسان

لتزاما سابقا عن التعاقد بين األشخاص يفرضـه علـى التزام باإلعالم يعتبر االكما

، وهو1قد أو المبادئ العامة في التعاقد كمبدأ حسن النيةالمتعاقد إما القانون صراحة أو الع

.2وهو الذي يجعل هذا األخير مستنيرا ومتبصرا بعواقب التجارب الطبيةءمقدمة الرضا

.113مأمون عبد الكریم ، المرجع السابق ص - 1

ر محجوب علي، دور اإلرادة فـي العمـل الطبـي، دار جاب-.51خالد حمدي عبد الرحمن، المرجع السابق، ص -2

.وما يليها311، ص 1996القاهرة، النهضة العربية،- Bouvier, Le consentement à l’acte thérapeutique réalité et perspectives, J.C.P, 1986, N°10.

Page 134: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

128

اإلعالم في كافة األعمال فإنه أوجب ،قانون حماية الصحة وترقيتهاوبالرجوع إلى

وعلى الطبيب أن يخبر : "... ذكور أعاله من القانون الم154تنص المادة الطبية، حيث

، كما تنص ...."المريض أو الشخص الذي خول إعطاء الموافقة بعواقب رفض العالج

" من مدونة أخالقيات الطب على43المادة يجب على الطبيب أو جراح األسنان أن :

، وتنص "يجتهد إلفادة مريضه بمعلومات واضحة وصادقة بشأن أسباب كل عمل طبي

يخضع كل عمل طبي يكون فيه خطر جدي على المريض : "من نفس القانون44المادة

...". لموافقة المريض موافقة حرة ومتبصرة

والمالحظ من خالل هذه المواد أن المشرع الجزائري قد جعل اإلعالم واجبا على

العالج يشمل اإلعالم مرحلة التشخيص، مرحلة والطبيب في كافة األعمال الطبية،

.حقة على العالجوالمرحلة الال

فالتشخيص مرحلة مهمة في العمل الطبي، يقوم فيها الطبيب بتحديد أعراض

المرض، للوصول إلى تحديد طبيعة هذا األخير ومراحل تطوره ودرجة خطورته

وتتطلب هذه المرحلة إعالما يتناسب والحالة الصحية .1للوصول إلى العالج المناسب له

ستعمال طرق علمية امريض، هذه األخيرة التي يمكن أن يكشف عليها الطبيب من خالل لل

مالئمة قد تنطوي على مخاطر، فالطبيب ملزم بإعالم المريض بالمخاطر التي قد تنجم

ل الحديثة للكشف عن المرض، وما على المريض إال قبولها أو ئعن استعمال الوسا

ية التشخيص بل ال بد من استمرار اإلعالم بعد هذه وال يكفي إعالم المريض بعمل.رفضها

.المرحلة بإطالع المريض على طبيعة المرض الذي يعاني منه

كما يلتزم الطبيب بإعالم مريضه بالعالج الذي يقترحه لمعالجة مرضه من حيث

فشل طبيعته كونه دواء أو عملية جراحية، واآلثار المتوقعة لهذا العالج ونسب النجاح وال

وال يقف .وال يعفي الطبيب من هذا الواجب وجود النشرة الدوائية لدى المريض،فيه

واجب اإلعالم عند هذا الحد، بل يتعداه إلى المرحلة الالحقة على العالج والهدف منه

- DVillani, la protection des personnes qui se prêtent à des recherches biomédicale, thèse,Lyon, 1992, p320.

.204عبد الرشید مأمون، المرجع السابق، ص- 1

Page 135: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

129

إعطاء نصائح للمريض من حيث السلوكات التي يلتزم بها والتي يتجنبها من أجل إتمام

. 1عالج المريض

لتزام اأن التزام الطبيب بإعالم المريض في كل التدخالت الطبية هو والمالحظ

نسبي، فليس كل ما يعرفه الطبيب من معلومات متعلقة بالتشخيص والعالج يجب أن

يفضي بها للمريض، ففي أحيان كثيرة تتسبب هذه المعلومات عن المرض والعالج في

وخطورته وكلما كان ذلك محبطا للمريض إثارة فزع المريض، كلما زادت حدة المرض

لذلك نجد أن الفقه ذهب في تحديد نطاق .ومدمرا لنفسيته مما يفقده أي أمل في الشفاء

كتفاء بإعالمه بالمخاطر المعلومات التي يلتزم الطبيب بإعالم المريض بها إلى حد اال

بحيث يكفي إخبار ستثنائية أو المخاطر غير المتوقعة، المتوقعة عادة دون المخاطر اال

ه أو التخفيف من معاناته، بما يسمح له ئالمريض عن مرضه ونوع العالج الالزم لشفا

.2من قبول التدخل الطبي وهو مطمئن

ونفس هذا الموقف الفقهي وجد صداه لدى القضاء الذي أيده، فالجراح غير ملزم

راحة، وبالعكس فاإلعالم يكون بإعالم المريض بالمخاطر غير المتوقعة التي تحتملها الج

.3واجبا بشأن المخاطر المتوقعة عادة سواء في أعمال التشخيص أو في أعمال العالج

ستثنائية، فالمخاطر المتوقعة هي ويمكن التمييز بين المخاطر المتوقعة والمخاطر اال

ستثنائية فهي تلك التي يمكن معرفتها مسبقا نظرا لبساطة التدخل الطبي، أما المخاطر اال

المخاطر النادرة الوقوع، لكن ندرة الخطر ال تجعل منه أمرا غير متوقع، وال يسمح

.حتماالت وقوعه النادرة اللطبيب أن يخفي عن المريض

عتبر أن ندرة الخطر واستثنائيته يعني عدم توقع حدوثه، فالمعيار المعتمد اوهناك من

هة نظر الطبيب رغم خبرته وعلمه بفنون الطب، هنا موضوعي، فال ننظر إليه من وج

.4ل التشخيصية والعالجيةئوال من وجهة نظر المريض مهما كانت درجة جهله بالوسا

.وما یلیھا88جابر محجوب علي، المرجع السابق، ص- 1

2- Pierre Bernard, Le devoir d information du patient, Cahier des gestion hospitalieres,Mars2000, p210.3 - cass.civ.03/01/1991,Bull.civ, n°5.

51ص، 2000،القاهرة،دار النهضة العربية،مدى فعالية رضاء المريض في العقد الطبي،خليلحسنمجدي-4

Page 136: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

130

ولكن يختلف مـن حيـث نطـاق ،يشمل كل األعمال الطبيةإذن باإلعالمفااللتزام

بيـة علـى المعلومات التي يجب أن يفضي بها الطبيب للمريض لو كنا أمام تجـارب ط

. لو كان محل هذه التجارب أجنة بشريةيختلف كذلكاإلنسان المتكامل البنيان، و

44، 43تعتبر التجارب الطبية من بين األعمال الطبية وبالتالي تنطبـق المـواد و

فال يمكن الحصول على رضاء شخص مـا للخضـوع ،من قانون حماية الصحة154و

ن الهدف منها عالجيا أو علميا رضاء صحيحا، دون إعالمه مـن لتجربة معينة سواء كا

طرف القائم بها بجميع المعلومات المتعلقة بالتجربة من حيث طبيعتها، أهـدافها، مـدتها

.1.....والطرق المستخدمة فيها وكل األضرار الناجمة عنها

حماية الصـحة من قانون 2فقرة 2مكرر 168باإلضافة إلى ذلك فقد أكدت المادة

يخضع التجريب للموافقة الحـرة " على ذلك بصفة خاصة حيث نصت على أنه وترقيتها

".والمنيرة للشخص موضوع التجريب وعند عدمه لممثله الشرعي

لم تفرق بين التجارب العالجيـة وغيـر أنها هذه الفقرة من المادة وما الحظته على

التي " المنيرة"ستعماله عبارةابعلى وجوب اإلعالمالمشرع الجزائري وأكد فيها العالجية،

تعني أن يسبق الحصول على موافقة الخاضع للتجربة إعالمه بكل المعلومات المرتبطـة

طبيعة المخاطر التي يفضي بها الطبيب، وال الطريقة التي يـتم بهـا ولكن لم يحدد بها،

واالعالم هنا الطبية األخرى، وال مدى إختالفه في التجارب الطبية عن األعمال اإلعالم،

يكون للخاضع للتجربة أو للممثل الشرعي له، وبالتالي رغم الغموض الذي يشوب المـادة

والذي سوف أبينه عند الحديث عن شرط الرضاء، إال أنني أعتبر أن االعالم يكون للممثل

.الشرعي للجنين إذا كان هذا األخير هو الخاضع للتجربة

الممثل ئم بالتجربة الذي يلتزم في مواجهة عالم يقع على عاتق القالتزام باإلفاال

ها، وتشمل هذه ؤبتبصيره بكل المعلومات المتعلقة بالتجربة المراد إجراالشرعي للجنين

:المعلومات العناصر التالية

.طبيعة التجربة من حيث كونها عالجية أو علمية-1

1- Anne Laude, DTabuteau, Essai cliniques quels risques ? PUF, 1éd, 2007,p50. - Bouvier, Le consentement à l’acte thérapeutique réalité et perspectives, J.C.P, 1986n°1.

.وما يليها 52مجدي حسن خليل، المرجع السابق، ص -

Page 137: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

131

وقت الذي تستغرقه، والمصالح المرجوة من المراحل التي تمر بها هذه التجربة وال-2

.هاؤإجرا

.اآلثار المحتملة والجانبية التي تنتج عن التجربة-3

وإذا كان األمر يتعلق بطبيعة التجربة والمراحل التي تمر بها ال يثير أدنى إشكال في

عن التجربة، علم القائم بالتجربة بها، إال أن األمر ليس بالسهل في تحديد المخاطر الناجمة

إذ من غير الممكن أن يلم بها القائم بالتجربة، وذلك بسبب الطبيعة الخاصة للتجارب

ستحالة على القائم بالتجربة أن نه من االإالطبية مقارنة باألعمال الطبية العادية، حيث

. 1يتوقع كل مخاطرها

المتوقعة، فإذا كان اإلعالم في األعمال الطبية األخرى يقتصر على األخطار

لها يجب أن تكون للممثل الشرعي للجنين فإن المعلومات التي يفضي بها القائم بالتجربة

حماية الخاضعين لهذه التجارب نظرا لخطورتها، للتزام د هذا االيشدفال بد من تأكمل،

فيتعين عليه تبصيره بجميع األخطار المتوقعة والنادرة الحدوث التسامها بالجسامة، ويكون

حيث قضى وهذا األمر أكده القضاء الفرنسي.لك في كل مرحلة من مراحل التجربةذ

بمسؤولية الطبيب على أساس خطئه المهني، الستخدامه وسيلة جديدة للعالج دون أن

يفصح على النحو الواضح والصحيح للمريض عن طبيعة التدخل العالجي، وآثاره، فضال

.2كن بهدف إجراء تجربة علميةعلى أنه تصرف ليس بهدف عالجي كامل ول

لتزام إال أنه ال يمكن التصور بأن المجرب بإمكانه ولكن رغم تشديد هذا اال

ختالف اأن يعلم الخاضع للتجربة بكل األخطار الناجمة عنها، ألن ذلك يختلف حسب

طبيعة التجربة في حد ذاتها أو الحالة النفسية والجسمانية للمريض، كما أن الطبيب قد

هل في بعض األحيان النتائج التي سوف يتوصل إليها من جراء تجريب دواء أو يج

وقد حكمت محكمة النقض الفرنسية في قرار لها بأن اإلعالم .طريقة عالجية جديدة

.3حترام وحفظ الكرامة اإلنسانيةاشترط بهدف ا

يلتزم المعلومات الضرورية و العناصر الجوهرية التينطاق ويثور التساؤل عن

إذ ال ،الشخص بمباشرة التجربة الطبيةءالطبيب بالكشف عنها حتى يحصل على رضا

.43سھیر منتصر، المرجع السابق، ص- 1

2 - Paris, 11/05/1937, D, 1937, 2-9.3 - Arrêt cour de cassation, 09 octobre 2001.D , 2001.

Page 138: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

132

يوجد تعريف جامع مانع لمفهوم التبصير، واكتفى كل من الفقه و القضاء بذكر بعض

كما أنه ال يلتزم الطبيب بتبصير المريض .المحددات للعناصر الالزمة لتبصير المريض

وجهة من هذا األخير، إذ أن اإلفصاح الكامل قد يعرقل مقتضيات إال في حدود األسئلة الم

وإذا تم تبصير المريض بكل المعلومات و جوانب الخطورة المحتملة فإنه قد ،التجربة

يرفض التجربة، ذلك أن تشابه الظروف المرضية ال يعني وحدة المعلومات التي لم يتم

.عرفته ويطلب الكشف عنهالكشف عنها، فالعبرة دائما بما يريد المريض م

كما أن الكشف المفيد والمالئم يتحدد بحاجة الخاضع للتجربة تبعا لما يوجهه من

اإلدعاء بحجب أسئلة واستفسارات للطبيب المعالج، ولذا ال محل لمسؤولية الطبيب أو

ب عليه الكشف عنهاجبعض المعلومات مادام لم يطلب الما هذه المعلومات تختلف تبع.ر

، و تتطابق بالنسبة لكافة الحاالت المتشابهة، وعلى ةالختالف ظروف كل مريض على حد

ذلك ينسب للطبيب اإلخالل بواجب تبصير المجرب عليه في الحالة التي يمتنع فيها عن

.اإلفضاء بهذه المعلومات الطبية أو المهنية

للحصول على ومن جهة أخرى فعلى الطبيب الكشف عن المعلومات الضرورية

شريطة أن ال يؤثر ذلك على حالته الصحية بمحتواها ،تجربة العالجيةللالخاضعرضا

النفسي، ومن ثم يتعين على الطبيب أن يتأكد من أن مصلحة المجرب عليه غير والمادي

مهددة، بمعنى أنه يجوز له إخفاء بعض هذه المعلومات أو الكشف عنها في عبارات

.ر على صحة المريض أو في جدوى التجربة العالجيةعامة متى كانت تؤث

وتتيح تشريعات بعض الواليات المتحدة األمريكية لألطباء التمسك بمعيار المصلحة

. 1العالجية لدفع مسؤوليتهم عن عدم تبصير المجرب عليهم

:ولكن درجة اإلعالم تختلف ما إذا كنا أمام تجربة عالجية أوعلمية

اإلعالم أقل درجة عنه في التجارب العلمية، ألن ، يكونالتجارب العالجيةففي

ها لشفائه أو ؤالهدف منها عالج المريض بالدرجة األولى، ومن مصلحة المريض إجرا

التخفيف من اآلالم الناجمة عن مرضه، فيكفي المريض إعالمه فقط بضرورة إجراء هذه

رب العلمية أو غير العالجية فإنها ال تحقق أية فائدة بينما التجا.التجربة العالجية ونتائجها

.وما یلیھا17ص المرجع السابق،عدوي،الحمیدعبدمصطفى- 1..44سهير منتصر، المرجع السابق، ص -

Page 139: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

133

عالجية فردية ألن الهدف منها علمي محض، ونظرا لخطورتها ولمساسها المباشر بحق

البد أن يكون ،اإلنسان في سالمة جسده، وحتى وإن تمت بناء على موافقة الخاضع لها

.1...توقعة والنادرة اإلعالم فيها شامال وكامال لكل المخاطر الناجمة عنها الم

وقد أكد القضاء الفرنسي ذلك في عدة قرارات أهمها القرار الذي نادى بضرورة

، 2عالم بطبيعة وأهداف التجربة ومخاطرها المتوقعة إذا كانت التجربة عالجيةاال

.3ستثنائية إذا كانت التجربة غيرعالجيةعالم بالمخاطر المحتملة واالوضرورة اال

اإلعالم في التجارب التي تمارس على اإلنسان المتكامل البنيان، أما بالنسبة نهذا ع

رغم أن التشريعات واإلعالنات لتلك التي يكون محلها الجنين البشري فاألمر يختلف،

لتزام باإلعالم في التجارب الطبية على األجنة البشرية، وفي هذا الدولية لم تشر إلى اال

لنسكي إلى وجوب إعالم الممثل القانوني للشخص إذا كان غير الصدد أشار فقط إعالن ه

وحذت حذوه تعليمات الجمعية الطبية األمريكية التي أوصت ،قادر على إبداء الموافقة

بضرورة الحصول على موافقة الولي الشرعي في حالة التجريب على األطفال أو القصر

.4وبالتالي وجوب إعالمهم بهذه التجارب

الل ما سبق يتضح أن التشريعات بما فيها المشرع الجزائري لم تتعرض إلى ومن خ

شرط اإلعالم في التجارب الطبية على الجنين البشري، وإنما تعرضت إلى هذا اإللتزام

في حالة عدم القدرة على إبداء الموافقة، وذلك بإعالم الممثل القانوني للشخص وتعلق

وإذا كان إعالم جارب على القصر عديمي التمييز،األمر لدى أغلب شراح القانون بالت

على القائم بالتجربة إذا تعلق األمر بعديم األهلية، فمن باب أولى أن االممثل الشرعي واجب

.314جابر محجوب علي، المرجع السابق، ص -. 801مأمون عبد الكريم، المرجع السابق، ص -1

2 - Cass civ 25 sep 1987, Dalloz 1987.3 - Cass civ 07 oct 1998, Gaz pal 1998.

. "Halushka واشتهرت في القضاء األنجلوساكسوني قضية -

إعالمه من الذي خضع لتجربة علمية خاصة بمخدر جديد مقابل مبلغ مالي يتحصل عليه بعد خضوعه لهذه التجربة بعد

ه التجربة ال تنطوي على مخاطر، ولكن كان العكس فقد تسبب هذا المخدر في توقف قلبه عن النبض قبل المجرب أن هذ

ه رفع على القائم بالتجربة دعوى تعويض علـى أسـاس عـدم إعالمـه ئو فقدانه للوعي لمدة أربعة أيام، وبعد شفا

مأمون عبد الكـريم، المرجـع السـابق، : نظراللمزيد من التفصيل -.بمخاطرهذه التجربة الحقيقية وحكم له بالتعويض

. 802-801ص.805-804مأمون عبد الكریم، المرجع السابق، ص-4

Page 140: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

134

يكون واجب عليه كذلك إذا تعلق األمر بعديم الشخصية القانونية أال وهو الجنين، ولعل

اصيله باعتبار أن األمر يتعلق بتهديد اإلعالم في التجارب على هذا األخير يكون بكل تف

تلك التي أخطرهاوخاصة إذا تعلق األمر بالتجارب العلمية و،استمرارية الوجود البشري

.أن كانت محل تجاربدتجرى على البويضات الملقحة لو تم زرعها في رحم المرأة بع

طبيعة التجربة، إذ إذ ال بد على القائم بالتجربة أن يعلم الممثل الشرعي للجنين عن

من خالل ذلك يمكنه رفضها إن كانت ال تحقق فائدة عالجية لجنينه، ويتمثل الممثل

ينبغي على الطبيب أو القائم بالتجربة أن يقدم للوالدين ف،الشرعي غالبا في الوالدين

معلومات صادقة وصحيحة عن التجربة المراد القيام بها واآلثار الناجمة عنها، ولكنه في

فس الوقت بإمكانه تعمد إخفاء بعض المعلومات إذا كان من شأن اإلفصاح عنها أن يزرع ن

الرعب والخوف، أو حرصا منه على تفادي ردود فعل سلبية من قبله تحول دون همافي

والسبب في ذلك هو نفس السبب في اإلعالم في التجارب على .تحقق الغرض من التجربة

ن ذلك يمنعهم من اتخاذ إبحيث ،مصالح أوالدهمالقصر وهو حرص األولياء على

.1اقرارات تتنافى ومصلحة الجنين الذي ينتظرون خروجه إلى الوجود معافى وسليم

وإني أرى أن التجربة العالجية رغم الفوائد التي يمكن أن تنتج عنها على الجنين في

ص المبكر لألمراض، إال تفادي األمراض الوراثية والتشوهات الخلقية من خالل التشخي

أن نطاق إعالم الممثل الشرعي للجنين يكون أوسع من نطاق اإلعالم في التجارب على

متواجدا في رحم األم كاناإلنسان المتكامل البنيان، نظرا لدقة التجارب على الجنين سواء

ضات ختبار والتي تتعدى آثارها األجيال الالحقة في البوياأو بويضة ملقحة في أنبوب

الملقحة وقد تسبب في تشوهات الجنين في الرحم، لذا فإن إعالم الممثل الشرعي للجنين

من قبل القائم بالتجربة يكون أوسع نطاقا، إذ يشمل كل المعلومات الدقيقة المتعلقة بالتجربة

.ستثنائية منهاوكل المخاطر المتوقعة وغير المتوقعة وحتى اال

فال يعتبر إعالم األولياء بها سببا إلباحتها، فال يمكن أن أما في التجارب العلمية

إلنجابه عرضة لتجارب ال تحقق له أدنى وانتصور قبولهم أن يكون الجنين الذي سع

كتجارب تغيير ،ضف إلى ذلك أن محل التجربة ليس الوالدين وإنما الجنينأفائدة،

للجنين ولكنها تحقق ذلك لمرضى أما إذا كانت التجربة ال تحقق فائدة. الصفات الوراثية

1- G.Memeteau , op.cit, P 104.

Page 141: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

135

آخرين، فال بد من إعالم الممثل الشرعي كذلك بطبيعة التجربة حتى يكون على بينة من

وغالبا ما يقبل األولياء التجارب على األجنة ،ه متبصراؤأمره وحتى يكون رضا

المجهضة لفائدة مرضى آخرين ألن األمر ال يضر الجنين باعتباره جثة هامدة، أما

أما عن .لتجارب على الخاليا الجذعية الجنينية فال يجوز اللجوء إليها ألنها غير مشروعةا

فأرى أنه يمكن اللجوء إليها، ألنها تفيد المرضى في االستفادة من " الجنين الدواء" تجربة

.الجنين الذي سيولد ويحمل في جسمه دما مطابقا أو تركيبة مطابقة للمريض

االتجارب على البويضات الملقحة إذا كان الهدف منها علميبيتعلق وإذا كان األمر

كالبحث عن مسببات األمراض الوراثية وسبل القضاء عليها، فاإلعالم فيها يكون مفصال

باإلضافة إلى ضرورة إخبار أصحاب هذه البويضات الملقحة بأنها ال تزرع في رحم

. المرأة بعد إجراء التجارب عليها

يا وشفويا، ئقد يكون شفويا ألنه عادة ما يكون عقد العالج الطبي رضاواإلعالم

ذلك أن كتابته غالبا ما ال تكون في مصلحة المريض ألن السند المكتوب ال يبرر أخطاء

.1القائم بالتجربة ويبررها سبق اإلعالم بكل المعلومات المتعلقة بالتجربة الطبية

م ينص على وجوب كتابة المعلومات التي يفضي والمالحظ أن المشرع الجزائري ل

وينطبق ،بها الطبيب لمريضه في كل األعمال الطبية، مما يبين أن اإلعالم قد يكون شفويا

نفس األمر على التجارب الطبية، وإني أرى وجوب النص صراحة على وجوب تقرير

جنين ذلك لخطورة مبدأ اإلعالم في شكل مكتوب إذا تعلق األمر بالتجارب الطبية على ال

مثل هذه الممارسات من جهة، وحتى يكون الممثل الشرعي للجنين على بينة من أمره في

. اإلقدام أو اإلحجام عن التجربة الطبية

إذا كانت كتابة اإلعالم فيها حماية للطبيب من المنازعات التي تثور ضده عند ف

، وهي للخاضع للتجربةوقت ضمانة دعاء الخاضع للتجربة بعدم إعالمه، لكنها في نفس الا

تذكير للقائم بها بخطورة عمله بتعداد كل المعلومات الخاصة بالتجربة، ألن اإلعالم

ا كان المستوى ذالشفوي غير كاف، كما أنه قد ال يلم بكل ظروف التجربة ونتائجها، فإ

ولى أسرته ال يسمح له بفهم كل المعلومات، يمكن أن تت،لممثل الشرعي للجنينلالثقافي

جنينه للتجربة الطبية خضوع علىقراءة وثيقة اإلعالم بكل تفاصيلها حتى تكون موافقته

.60خالد حمدي عبد الرحمن، المرجع السابق، ص -1

Page 142: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

136

ولكن في نفس الوقت من المستحسن أن يستعمل القائم بالتجربة عبارات بسيطة . على بينة

ويصدر عنه رضاء متبصرا، ألنه من الصعب الممثل الشرعي للجنين،حتى يستوعبها

.1معلومات العلمية والتقنيةستيعاب الاعليه

الثانيمطلبال

في التجارب الطبية على الجنينءخصوصية الرضااإلنسان ومعصومیتھ، وضمان سالمتھ الجسدیة والنفسیة وكرامتھ اآلدمیة، جسمإن حرمة

ءومن ثم فإنھ ال بد من رضا،والمجتمع على السواء،ھي من أھم الحقوق التي یتمتع بھا الفرد

شخص الخاضع للتجربة الطبیة، ذلك أن جسد اإلنسان یقع خارج دائرة التعامل، وأن اإلنسان ال

. جتماعيملزم بالحفاظ على صحتھ وسالمتھ حتى یبقى قادرا على أداء دوره اال

ومن ھذا المنطلق، فإنھ ال یجوز شرعا وقانونا إجراء التجارب الطبیة على اإلنسان،

المستنیر والمتبصر ءف البحث العلمي المحض، إال بعد الرضاألغراض عالجیة، أو بھد

وفقا لألنظمة الساریة ،وعند عدمھ لممثلھ الشرعي،للشخص الخاضع للتجربة أو البحث

المفعول؛ وبأن یكون لھذا الشخص الحق في الرجوع عن رضائھ ووقف إجراء التجریب في أي

.وقت شاء إذا طلب ذلك

، مبدأ حق اإلنسان في سالمة جسدهھب بعض الفقھ الفرنسي إلى أن وعلى ھذا األساس، ذ

أي عدم المساس بجسم اإلنسان، ال ینطبق من الناحیة القانونیة واألخالقیة، إال عندما یرفض

أما عندما یوافق على ذلك صراحة، وھو حر في إرادتھ، دون ،الشخص المعني المساس بھ

مما یدخل في نطاق نسبیة مبدأ ،ذاتھ غیر محظورضغط أو إكراه أو عنف، یكون المساس في

المستنیر أو المتبصر للشخص الخاضع للتجربة أو البحث، ءولذلك فإن الرضا. عصمة الجسد

المبدئیة األساسیة أو الجوھریة للدخول في مجال ھذه التجارب الطبیة البحثیة الشروطھو أحد

.2ة الصعوبة من مبدأ عصمة الجسمالتي تقف في الحقیقة على حدود حساسة جدا وشدید

1- G.Memeteau, opcit, page 102..وما بعدھا29صالمرجع السابق،،بد الرحمنخالد ع-.4المقال السابق، ص،خالد عبد الرحمن-2

- Baudouin Jean Louis, L’expérimentation sur les humains un conflit de valeur , Rev Sc –crim et de droit pénal, comparé , 1971, p172 . -Decocq,thése précité, p76.

Page 143: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

137

الرضا يعتبر ركنا في العقود بصفة عامة، وفي العقد الطبي بصفة خاصة، ولكن و

تتسم العقود الطبية وخاصة في مجال التجارب الطبية بالطابع التقني والفني، وبالتالي يجب

ا مقدسا وهو حق ألن التجارب الطبية تمس مباشرة حق،تشديد هذا الشرط في هذا المجال

اإلنسان في سالمة جسده، وأن هذا األخير يقتضي عدم جواز المساس به دون رضاء

هذا من .1بالعقد الطبي الذي محله تجربة عالجية أو غير عالجيةحراصاحبه، رضاء

. جهة، ومن جهة أخرى فللرضا خصوصية في التجارب الطبية على الجنين البشري

ها إال بعد ؤنها شأن األعمال الطبية األخرى، ال يمكن إجراالتجارب الطبية شأف

ويعتبر الرضاء الصادر من المريض رضاء الشخص الخاضع لها رضاء حرا متبصرا،

ستغناء عنه إلنشاء العقد الطبي، فيلزم أن يصدر من المريض رضاء شرطا ال يمكن اال

صفته، تشخيصا أوعالجا، الحقا لذلك، بمقتضاه يقبل الخضوع لكل عمل طبي أيا ما كانت

.ولتحديد المقصود بهذين النوعين من األعمال الطبية نستخدم المعيار الموضوعي

بإخضاع جسده للفحص في األعمال الطبية عامة هو قبولرضاء المريضف

العالج المقترح من قبل الطبيب، فالمريض البد أن يرضى والرضاء ب،والتشخيص

.بالعالج الذي يخضع له

ء في التجارب شتراط الرضااوبالتالي يمكن القياس على األعمال الطبية األخرى في

، فال يجوز القيام بأية تجربة دون الحصول على رضاء الشخص محل التجربة، الطبية

حتى ... أن يسبقه إعالم كاف بطبيعة التجربة، أهدافها ونتائجها ءويشترط في الرضا

باإلضافة إلى ذلك يجب أن يصدر عن إرادة حرة خالية من يكون مستنيرا ومتبصرا،

ولعل هذا الشرط ....العيوب المعروفة في القانون المدني وهي اإلكراه، الغلط، التدليس

السالفة الذكر، في فقرتها الثانية2مكرر168أقره المشرع الجزائري صراحة في المادة

المبرمة لية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية تفاقية الدواالتفاقيات الدولية ككما أقرته اال

عبد الرشيد مـأمون، -.330المة الجسم، المرجع السابق، ص د ماروك نصر الدين، الحماية الجنائية للحق في س-1

.وما يليها20مجدي حسن خليل، المرجع السابق، ص -.27ص المرجع السابق،

- Bertrand Mathieu, op cit, p 54.- D. Villani, Thèse précité, p 25. - Michel Véron ,op cit,

p122. - A. Laude, D. Tabuteau, Op.cit, p 50 et 115.

Page 144: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

138

أكدت على مجموعة من القواعد، وتعتبر أول قانون يؤكد التي، 1966ديسمبر 16في

عدم جواز إخضاع أي شخص دون موافقته تقررحيث على حماية سالمة الشخص،

1976ارس م03تفاقية لم تدخل حيز التنفيذ إال بتاريخ للتجارب العلمية، ولكن هذه اال

.1ع عليها من قبل األغلبية المطلوبة من الدوليبعد أن تم التوق

كما اعتمد الميثاق العربي لحقوق اإلنسان من قبل القمة العربية السادسة عشر التي

الحصول على رضاء الخاضع للتجربة، حيث نص هذا ،2004ستضافتها تونس في ماي ا

ال يجوز إجراء تجارب طبية أو علمية على ":مايليالميثاق في المادة التاسعة منه على

ه الحر، وإدراكه الكامل بالمضاعفات التي ئه دون رضائأي شخص أو استغالل أعضا

تنجم عنها، مع مراعاة الضوابط والقواعد األخالقية، واإلنسانية، والمهنية، والتقيد

عات النافذة في كل دولة باإلجراءات الطبية الكفيلة بضمان سالمته الشخصية، وفقا للتشري

.2"تجار باألعضاء البشريةطرف، وال يجوز بأي حال من األحوال اال، الذي یعتبر التجربةوھو ما تشترطھ أیضا، أحكام الشریعة اإلسالمیة من خالل اإلذن الطبي في

نموذجا فریدا لألخالق الطبیة اإلسالمیة، في التعامل مع المرضى بكل أدب واحترام وكرامة

ال یجوز إجراء أي تجربة طبیة أو بحث علمي تجریبي على اإلنسان بغیر رضائھ إذ.نسانیةوإ

الصریح والحر؛ وأن یكون ذلك مسبوقا بتجارب مخبریة وحیوانیة كافیة وجادة، وأن یلتزم

الباحث بالقواعد الشرعیة والقانونیة والعلمیة واألخالقیة التي تحكم الممارسات الطبیة والحیویة

ء القیام بالتجریب على اإلنسان، بما فیھا ضرورة احترام مبدأ معصومیة الكیان الجسدي أثنا

.المستنیر في خصوص التجارب الطبیة والحیویةءلإلنسان، ومبدأ الرضا

د أوصىو قد ة المؤتمر اإلسالمي، المنعق ابع لمنظم مجلس مجمع الفقھ اإلسالمي الدولي الت

ل بفي دورتھ الخامسة عشرة ان ، من س م 2004مارس 11إلى 6طنة عم راره تحت رق ي ق ، ف

ریض أو )8/15( 142 ي دون إذن الم ، على أنھ یكون الطبیب ضامنا إذا أقدم على العمل الطب

م الم اإلسالمي رق ع الفقھي لرابطة الع رار المجم ي ق ا ورد ف ھ؛ كم وم مقام :)5/7( 68من یق

.728مأمون عبد الكريم، المرجع السابق، ص -1، ص 2003أهم اتفاقيات حقوق اإلنسان المصادق عليها من طرف الجزائر، مجلة وزارة العدل، الجزائر، ديسـمبر -2

.وما يليها64

Page 145: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

139

ة لى ھذا األساس، فإنھ ال یجوز شرعا وقوع" ة، سواء أكانت عالجی ارب الطبی انونا إجراء التج

ة ءأو علمیة محضة، إال بعد الحصول على رضا ھ بكاف د إعالم ر بع الشخص المستنیر والمتبص

ارب ذه التج ل ھ راء مث ومن .األخطار والمخاطر والشروط والضمانات التي وفقا لھا یمكن إج

ة وع اقص األھلی ر، و ن ریض القاص وز تع ھ ال یج م، فإن اطر ث ل، لمخ رأة الحام دیمھا، والم

.1التجارب العلمیة المحضة غیر اإلكلینیكیة التي ال تعود على المریض نفسھ بأیة فائدة

فإذا تعلق األمر بالتجارب على اإلنسان المتكامل البنيان، فبما أنه يتمتع بالشخصـية

عنـه ءن أن يصدر رضـا إذ يمك،القانونية وبأهلية أداء كاملة، فإنه ال يثير أدنى إشكال

للخضوع للتجربة سواء كانت عالجية أو علمية ألنه على وعـي تـام وإدراك بخطـورة

عيـوب مـن خاليةأن تكون يجب وإرادة الخاضع للتجربة مثله مثل أي متعاقد التجربة،

.رادةاإل

ءونظرا لخطورة هذا العمل فقد أكد إعالن هلسنكي أنه يجـب أن يكـون الرضـا

تجاه المشرع الفرنسي، أما المشرع الجزائري فقد نص علـى سار في هذا االوقد ،مكتوبا

من قانون حماية الصحة وترقيتها السابقة الذكر، ولكـن 168/2اشتراط الرضا في المادة

.شفوياءلم يشترط فيه الكتابة و يفهم من ذلك أنه يمكن أن يكون الرضا

الشخص الخاضع للتجريب أن يكون ولكن يجب اإلشارة أنه كمبدأ عام يشترط في

كامل األهلية، وهذه األخيرة هي بلوغ الشخص السن القانوني الذي تحدده التشريعات

.والتمتع بالقوى العقلية

في حالة عدم القدرة : " ولعل هذا المبدأ قد أكد عليه إعالن طوكيو بنصه على أنه

رضا المستنير، ومن ثم فإن إذن الجسمانية أو العقلية يصبح من المستحيل الحصول على ال

.2"الوالدين واألقارب يحل محل رضا الخاضع للتجربة

من خالل ما سبق فإن شرط الرضا ال يثير إشكاال بالنسبة لألشخاص كاملي األهلية،

نه باإلمكان الحصول على موافقتهم للخضوع لهذه التجارب سواء كانت عالجية أو إبحيث

المخاطر الناجمة عنها قليلة بالمقارنة مع الفوائد المنتظرة منها، غير عالجية، إذا كانت

وع ،العربيبلحاج-1 ة ال ى اإلنسان، مجل ة عل ة للتجارب الطبی ت، الحدود الشرعیة واألخالقی ،2003ي اإلسالمي، الكوی.136و135، صالمرجع السابق،محمد سامي الشوا-.و ما بعدھا18ص

.95محمد عيد الغريب، المرجع السابق، ص -2

Page 146: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

140

فهل يمكن تطبيق هذه . وبالنسبة للقصر فباإلمكان الحصول على موافقة من يمثلهم قانونا

القواعد على األجنة البشرية سواء كانت داخل الرحم أو كونها مجرد بويضات ملقحة ؟

ن الحديث عن التجارب على القصر للتقارب بينها قبل اإلجابة على هذا السؤال، ال بد م

.وبين التجارب على الجنين من حيث خصوصية الرضا

وتأكيدا لذلك فرق بعض التجارب على القصر فيها يكتسي طابعا خاصا، في فالرضا

فالتجارب العالجية يمكن أن الفقه في هذا الشأن بين التجارب العالجية وغير العالجية،

القصر ألنها دائما في مصلحتهم، فتجريب دواء جديد أو طريقة عالجية حديثة يخضع لها

أما في التجارب العلمية ونظرا ألنها ال تحقق . الغرض منه الوصول إلى عالج مرضه

فائدة عالجية للقاصر، فإنه يشترط للقيام بها موافقة األولياء ألنهم في كل األحوال ال

مصلحة أوالدهم، ومن شأن هذه التجارب إفادة غيرهم من تخاذ قرار يتنافى مع ايمكنهم

.1القصر بالوصول إلى عالج أمراضهم بالطرق الحديثة

وهناك من لم يفرق بين التجارب العالجية وغير العالجية؛ ففي كلتا الحالتين يمكن

.2عتداد بإرادة القاصر متى كان قادرا على فهم طبيعة التجربة وآثارهااال

كما . 3سنة كاملة19وع إلى القانون الجزائري فإنه قد حدد سن الرشد بـ وبالرج

من بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن الرشد طبقا : " من قانون األسرة على أنه83تنص المادة

من القانون المدني تكون تصرفاته نافذة إذا كانت نافعة له، وباطلة إذا كانت 42للمادة

إذا كانت مترددة بين النفع والضرر وفي ،زة الولي أو الوصيضارة له، وتتوقف على إجا

بالنظر إلى هذه النصوص فإن تصرفات القاصر المميز ". حالة النزاع يرفع األمر للقضاء

.تكون نافذة إذا كانت نافعة له وباطلة إذا كانت ضارة له

بغير الحصول والسؤال المطروح ما مدى حرية الطبيب في مباشرة التجربة العالجية

كتفاء بإذن الولي أو الوصي؟االقاصر ءعلى رضا

تبدو أهمية اإلجابة عن هذا التساؤل في الحالة التي يرفض فيها القاصر التدخل

العالجي رغم حاجته الصحية، فإذا كان المجرب عليه خاضعا للوالية أو الوصاية فال يعتد

.وما يليها973مأمون عبد الكريم، المرجع السابق، ص -12- Baudouin, Jean Louis, L’expérimentation sur les humains un conflit de valeur , Rev Sc –crim et de droit pénal, comparé , 1971, p 190.

.من القانون المدني42و المادة 40نظر المادة ا-3

Page 147: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

141

الوالية لن تتقرر لحاجة القاصر بالنظر إلى برضائه ويكتفي بإذن الولي أو الوصي، إذ أن

عدم قدرته على مباشرة التصرفات القانونية بنفسه، ومن ناحية أخرى فإن القاصر في

.كثير من الحاالت ال يدرك أهمية التجربة العالجية بالنسبة لحالته

ويتعين أن يصدر اإلذن من الولي الشرعي في الحدود التي تحقق مصلحة القاصر،

ال يكفي موافقة الوالدين على نقل " األمريكية بأنه " لوزيانا" وتطبيقا لذلك حكمت محكمة

كلية طفل إلى أخته الكبرى، كما أن المحكمة ال يمكنها أن تأمر بذلك، إذ أن ذلك من شأنه

".أن يعرض حياة الطفل للخطر

تجاه على اعتبار هذا االوتأخذ المحاكم األمريكية التي تطبق مبادئ الشريعة العامة ب

أن العالقة بين الطبيب والمجرب عليه هي غالبا من طبيعة عقدية، وأن القاصر غير أهل

لمباشرة التصرفات القانونية، ومن ثمة ال يعتد برأي القاصر بالنسبة لقبول أو رفض

.التجربة العالجية ويكتفي برأي وليه الشرعي

ر الطبيب التجربة العالجية بغير الحصول على ويرى جانب من الفقه أنه إذا باش

.1موافقة الوالدين، جاز اإلدعاء في وجه الطبيب بالعنف واإليذاء البدني

ويفرق أصحاب الرأي الثاني بين القاصر ناقص األهلية و القاصر عديم األهلية،

ين التصرفات فيجوز لناقص األهلية قبول أو رفض التجربة العالجية، إذ ينبغي التفرقة ب

المالية التي ال تمس سوى الذمة المالية للشخص، وقبول التجربة العالجية المنطوية على

المساس بالجسم، وتقوم مسؤولية الطبيب إذا باشر التجربة العالجية بالنسبة للقاصر المميز

ار أن أما بالنسبة للقاصر غير المميز فال يعتد إال برأي وليه الشرعي على اعتب. بغير إذنه

األهلية الالزمة لقبول التجربة العالجية تختلف عن األهلية الالزمة لمباشرة التصرفات

.القانونية، فالعبرة بقدرة الشخص الفعلية على قبول أو رفض التجربة العالجية

والمالحظ أنه ال عبرة برأي القاصر في الحاالت التي يستوجب فيها القانون ضرورة

، بل قد تقوم مسؤولية الولي الشرعي إذا لم يقدم القاصر للتجربة التجربة العالجية

.2العالجية

.122الحمایة الجنائیة للجنین، المرجع السابق، صأمیرة عدلي أمیر،- 1

23.صالسابقالمرجعخليل،مجدي-2

Page 148: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

142

يقدم الطبيب العالج : " من قانون الصحة وترقيتها154/2وتأكيدا لذلك تنص المادة

الطبي إلنقاذ حياة أحد القصر أو األشخاص العاجزين عن التمييز أو الذين يستحيل

" من مدونة أخالقيات الطب على أنه58ص المادة وتن...".الحصول على إرادتهم :

يتعين على الطبيب أو جراح األسنان المطلوب منه تقديم العالج لقاصر أو لعاجز بالغ أن

".يسعى جاهدا إلخطار األولياء أو الممثل الشرعي ويحصل على موافقتهم

لقاصر مستعجلة يقوم يتضح من خالل هاتين المادتين أنه إذا كانت الحالة المرضية ل

.بها الطبيب دون الحصول على رضاء الممثل الشرعي للقاصر

ولعدم وجود نص قانوني دقيق يتعلق بالرضاء يمكن أما بالنسبة للتجارب على الجنين

القياس على القاصر غير المميز رغم أن هذا األخير يتمتع بالشخصية القانونية ولكنه عديم

يمكن أن يصدر رضاء عنه ليكون محال لتجربة طبية، فتقوم مقامه اإلرادة، وبالتالي ال

في فقرتها الثانية 2مكرر168إلى الغموض الذي يشوب المادةوذلك راجعموافقة األولياء

وفي ذلك أكدمن قانون حماية الصحة وترقيتها بخصوص رضاء الممثل الشرعي،

الخاضع للتجربة يتم إعالم على أنه في حالة عدم وجود الشخص المشرع الجزائري،

في هذه الفقرة باعتبارها لم تحدد إن غير واضحةممثله الشرعي، ورغم أن هذه المادة

إذ أن هناك كان الجنين مقصودا هنا، أم أن األمر يتعلق بالقصر ومن في حكمهم فقط،

كون عديم فرق بين انعدام الشخصية القانونية، وانعدام اإلرادة، فالشخص عديم األهلية ال ي

الشخصية القانونية، ألن هذه األخيرة تثبت بالميالد الفعلي، والشخص عديم األهلية قد ولد

فكان على المشرع الجزائري توضيح هذا األمر، أو إفراد التجارب على الجنين . فعال

.بنصوص خاصة

إذ ومهما يكن األمر وحتى لو كان الجنين مقصود هنا يبقى الغموض يكتنف المادة،

بمجرد موافقة الممثل ليست كل التجارب التي يكون محلها الجنين البشري مشروعة

في فقرتها األولى أجازت التجارب 2مكرر168المادة خاصة وأنالشرعي للجنين،

، فال يمكن بالطبع أن تنطبق هذه الفقرة على الجنين البشري، إذ ليست كل التجارب العلمية

.العلمية مشروعة

ظري يرجع هذا الغموض إلى عدم تطور التجارب الطبية في الجزائر عامة وفي ن

والتجارب على األجنة خاصة إن لم أقل انعدامها، إذ يقتصر مجالها في بعض الميادين،

Page 149: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

143

كالتجارب الصيدالنية، أضيف إلى ذلك أن المشرع الجزائري اكتفى بالنص العام على

فاصيله ألهل االختصاص لما لهم من خبرة الرضا في التجارب الطبية وترك جزئياته وت

في تسيير ومراقبة هذه التجارب، والدليل على ذلك أنه اشترط للقيام بهذه التجارب موافقة

من قانون 168/3المجلس الوطني ألخالقيات العلوم الطبية، وهذا حسب نص المادة

. حماية الصحة وترقيتها السابقة الذكر

: ستبعدت فكرتيناحث عن شرط الرضاء في التجارب على الجنين،للبالشك أنه

كون الجنين مجرد شيء ويسمح بالقيام بكافة التجارب عليه دون إشتراط الموافقة، وفكرة

.حظر كل أنواع التجارب عليه

كتسابه اوفي هذا الصدد أثارت التجارب الطبية على الجنين مشاكل من حيث

حيث اتفقت معظم القوانين أن الشخصية القانونية للجنين تبدأ لحظة للشخصية القانونية،

ميالده حيا، وما قبل ذلك يجعل الجنين ال يتمتع بشخصية قانونية ولكن تمنح له بعض

ا، فال يمكن تصور شخص ليست له شخصية يستطيع يالحقوق بأثر رجعي بشرط ميالده ح

.إال بميالده حيا شخصية بهذه الالتعبير عن إرادته، إذا كان ال يتمتع

بالشخص محل التجربة في اوإذا كان مبدأ الحق في حرمة الكيان الجسدي مرتبط

حد ذاته، فإنه يفهم من ذلك أنه ال يمكن المساس بجسده إال إذا صدر رضاء صريح

من هذا الشخص محل التجربة، ويمكن تصور هذا بالنسبة للشخص كامل رومستني

عنه إذ ال يتمتع بأهلية وليست ءة للجنين فال يمكن تصور صدور رضااألهلية، أما بالنسب

.1له إرادة يمكن أن تصدر موافقة ترتب آثارا قانونية

وقد شبه بعض الفقهاء التجارب التي تجرى على األجنة البشرية بالتي تجرى على

قطة فنكاألشخاص الذين تنعدم األهلية لديهم، أشخاص ال يمكن أن يصدر رضا عنهم،

صطدام تكون بين مبدأ حق اإلنسان في سالمة جسده، وحاجة البشرية إلى تطور العلم اال

هذه األخيرة التي ال يمكن تحقيقها إال بتشجيع هذا ،2الذي يتطلب تطور أساليب العالج

.النوع من التجارب

.96ق، ص محمد عيد الغريب، المرجع الساب-12 - Boudouin, art préc, p 171 et s.

Page 150: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

144

شرط الرضاء الصـادر على بصفة عامة كذلك1975أكد إعالن طوكيو سنة وقد

إذا كان من غيـر اإلمكـان " :أنهبنصه علىالشرعي في التجارب الطبية، عن الممثل

الحصول على الموافقة الحرة المستنيرة نظرا لعدم القدرة الجسمانية أوالعقليـة، فـإن إذن

.1"الوالدين واألقارب المسؤولين يحل محل رضا الخاضع للتجربة

بصفة خاصة،ي للجنينوقد أكد على شرط الحصول على رضاء الممثل الشرع

اإلعالن العالمي لحماية الجينوم البشري الذي يعتبر أول نص خاص على المستوى الدولي

يكرس حماية خاصة للجنين البشري في مواجهة التجارب الطبية، فال تكفي القواعد العامة

ن بل ال بد على المجتمع الدولي أن يعامل هذا الجني،الحماية الجنين باعتباره إنسان

بخصوصية نظرا لكون التجارب التي تجرى عليه أكثر خطورة من تلك التي تجرى على

.اإلنسان المتكامل البنيان

بل ذهب إلى ،وفعال لم يكتف المجتمع الدولي بالمناداة بحظر التجارب على اإلنسان

لعالمي ويعتبر اإلعالن ا. الجذور األولى ليحيطها بالحماية أال وهي الجينات البشرية

للجينوم البشري أول نص دولي حول حماية الجينوم، وقد تمت دراسة المشروع األول

للجينوم البشري في المؤتمر الذي عقدته اللجنة الدولية لألخالق الطبية والبيولوجيا المنبثقة

، 1995سبتمبر عام شهرمن29-28- 27عن اليونسكو في دورتها الثانية في أيام

في مارس، 29، في دورته 1997نوفمبر 11لمشروع الثاني في وتبنت اليونسكو ا

المستنيرة ووأكدت على أنه يجب في كل الحاالت الحصول على الموافقة الحرة والمسبقة

ولكل شخص الحق في أو الممثل الشرعي للجنين،للشخص الخاضع للتجارب الطبية،

.ختبارات الجينيةإعالمه بنتائج اال

وهذا ما تنص ،الزوجين كتابةءنون الفرنسي الحصول على رضاشترط القااوقد

من قانون العقوبات الفرنسي، حيث رصدت عقوبة تتراوح بين 511-19عليه المادة

أورو، للقائم 100.000الحبس الذي تكون مدته سبع سنوات والغرامة التي تصل إلى

،من الزوجينبالتجارب على األجنة البشرية بدون الحصول على رضاء مكتوب

من قانون الصحة 2151L-5حسب نص المادة وترخيص من وكالة الطب الحيوي

وأن يكون هدف هذه التجارب عالجيا، كما يجب أال تسبب أضرارا للبويضة الفرنسي،

. 93-92محمد عيد الغريب، المرجع السابق، ص -1

Page 151: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

145

ها من اللجنة القومية ئالمخصبة، وأال يبدأ فيها إال بعد الحصول على الموافقة على إجرا

.1والتشخيص المبكرللطب وبيولوجيا اإلنجاب

يكتسي طابعا أكثر خصوصية، نظرا النعدام في التجارب على الجنينفالرضا

شخصية الجنين القانونية من جهة، ونظرا لعدم كفاية الرضا الصادر من الممثل الشرعي

أفرق بين وفي هذا الصددللجنين للقول بإباحة كل أنواع التجارب عليه من جهة أخرى،

عالجية والتجارب غير العالجية؛ ففي التجارب العالجية كونها تحقق فائدة التجارب ال

المأخوذ به هنا هو رضاء الزوجين على إجراء التجربة بعد ءمباشرة للجنين فإن الرضا

ءويشترط أن يكون الرضا.إعالمهما من طرف الطبيب بكافة المخاطر الناجمة عنها

اء تعلق األمر بتجربة تهدف إلى عالج صريحا وصادرا عن إرادة حرة وواعية سو

تشوهات جنين موجود في رحم األم في كل مراحل تطوره، أوعالج البويضة المخصبة

وهذه الموافقة يجب أن تشمل كل . خارج الرحم من أمراض وراثية أو عيوب خلقية معينة

باالضافة ، كما يشترط أن يكون الرضاء مكتوبا،2مراحل التجربة من بدايتها إلى نهايتها

إلى وجوب الحصول على ترخيص من الجهات المختصة، هذه األخيرة تتمثل في وكالة

الطب الحيوي، مع أخذ موافقة اللجنة القومية للطب وتكنولوجيا اإلنجاب والتشخيص

من قانون حماية الصحة 3مكرر168فإن المادة المبكر في فرنسا، أما في الجزائر

ضع التجارب التي ال يرجى من وراءها العالج للرأي المسبق تخ:" تنص على أنهوترقيتها

، "أعاله168/1للمجلس الوطني ألخالقيات العلوم الطبية المنصوص عليها في المادة

هذه المادة أن المشرع الجزائري سمح بالتجارب العالجية ولم يقيد ممارستها من ويفهم

الطبية مثلما فعل بالنسبة للتجارب ستشارة المجلس الوطني ألخالقيات العلوم اباشتراط

.العلمية، ولكنه لم يدرج نصوصا تنظم التجارب العالجية على الجنين

أرى المستحسن قبل إجراء هذا النوع من التجارب أخذ موافقة المجلس الوطني وفي ذلك

ألخالقيات العلوم الطبية، مع ضرورة إنشاء لجان خاصة بالنظر في مدى التـوازن بـين

، فال يكفي رضاء الزوجين للقيام بالتجـارب د واألخطار المترتبة عن هذه التجاربالفوائ

. 644رضا عبد الحليم عبد الحميد، النظام القانوني لإلنجاب الصناعي، المرجع السابق، ص -1.41ص ، المرجع السابق،المترتبة على التلقيح الصناعيشوقي زكريا الصالحي، اآلثار-2

Page 152: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

146

العالجية على الجنين، فال بد من أن تقترن هذه الموافقة مع موافقـة المجلـس الـوطني

. ألخالقيات العلوم الطبية

كما تشترط نفس الموافقة إذا تعلق األمر بالتجارب على األجنة المجهضـة ألنهـا

شترط المجمع الفقهي اإلسـالمي فـي دورتـه اوتبعا لذلك كتسي طابعا عالجيا كذلك،ت

جراء التجارب على األجنـة إل، 1990مارس 20إلى 14السادسة المنعقدة في جدة من

المجهضة صدور موافقة من والدي الجنين الميت الستخدامه في التجارب الطبية، أو جعله

.1مصدرا لزراعة األعضاء

كل من يصدر أو يستورد خاليا جذعية جنينية مـن أجـل المشرع الفرنسياقبعو

من وكالة الطب الحيوي المشار إليـه إجراء تجارب عليها بدون الحصول على ترخيص

-3من قانون الصحة الفرنسي، بعقوبة تصل إلى سنتين في المـادة 2151-6في المادة

أجاز التجارب على الخاليا الجذعيـة وهذا يدل على أنه ، من قانون العقوبات19-511

.الجنينية بشرط الحصول على ترخيص من وكالة الطب الحيوي

واقترح في هذا الصدد على المشرع الجزائري ادراج نصوص في قـانون حمايـة

الصحة تتعلق بالتجارب على األجنة المجهضة، بالتأكيد على مشروعيتها ووضع ضوابط

م الخاليا الجذعية الجنينية فالرضاء الصلدر من الممثل الشرعي لها، أما التجارب باستخدا

للجنين فيها ال يضفي عليها المشروعية نظرا ألنها تؤدي إلى القضاء على حيـاة الجنـين

.كما سوف يتأكد الحقا، وما على المشرع إال النص على تجريمها

اوى شرعية بصددها، إال فرغم حداثتها ورغم عدم وجود فت" الجنين الدواء"أما تجربة

أنني أرى أنها ال تنطوي على اضرار بالجنين كما سيتأكد الحقا، فـيمكن لمباشـرتها أن

يصدر رضاء عن الممثل الشرعي للجنين، ولذلك أقترح على المشرع الجزائري الـنص

. عليها لمواكبة التطور الطبي

ا ال تحقق فائدة مباشرة هذا عن التجارب العالجية، أما التجارب غير العالجية فإنه

جتماعية كاختيار جنس المولود أو لخدمة العلم اللجنين، فإخضاعه لها يكون ألهداف

.عامة والبشرية خاصة

.67بلحاج العربي، المقال السابق، ص -1

Page 153: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

147

وتطبيقا لذلك لجأ المشرع الفرنسي، إلى تجريم اإلخالل بكل الشروط المتطلبة

وابط الرئيسية التي ، ففرض عقوبة جزائية على كل مخالفة للضالعلميةإلجراء التجارب

تحكم التجارب الطبية، ورصد إلجراء التجارب دون الحصول على موافقة الخاضع لها

.أورو 45000عقوبة الحبس لمدة ثالث سنوات وغرامة مالية قدرها

على معاقبة كل من يقوم بتلقيح بويضات باستعمال تقنية ، 511-18فتنص المادة

دامها في التجارب الطبية بسبع سنوات حبس وبغرامة قدرها أطفال األنابيب من أجل استخ

بأنه يعاقب بنفس العقوبة السالفة الذكر كل ،511-19كما تنص المادة . أورو100000

.من يقوم بتجارب على الجنين دون أخذ موافقة وكالة الطب الحيوي

زوجين بإرادة الوما يالحظ على هذه النصوص أن المشرع الفرنسي ال يعتد

بتلقيح بويضات من أجل استخدامها في وباألحرى إرادة المرأة الحامل إذا تعلق األمر

البويضات الملقحة والفائضة عن عمليات أطفال األنابيب فال يعتد أما،التجارب الطبية

بإرادة الزوجين إال فيما تعلق منها بالتجارب العالجية، أي التي يكون الهدف منها عالج

وراثية والتشوهات الخلقية في مرحلة البويضة الملقحة، أو استخدامها في األمراض ال

األبحاث من أجل اكتشاف األمراض أو تحسين وساءل التلقيح االصطناعي وهذا حسب

المذكورة أعاله، وهذا إن دل على شئ من قانون الصحة الفرنسي2151L-5المادة نص

العلمية التي يكون الهدف منها البحث عن فإنه يدل على إباحة المشرع الفرنسي للتجارب

مسببات األمراض وعالجها، حتى وإن كانت ال تحقق فائدة للجنين محل التجربة، ولكن

بشرط الموافقة الحرة والمتبصرة من الزوجين، وموافقة وكالة الطب الحيوي واللجنة

. القومية للطبيب

زوجين إذا تعلق األمر بالتجارب على بإرادة الوهناك من يرى أنه ال يمكن االعتداد

فال يمكن البويضات الملقحة، باعتبار أن البويضة ملك للزوجة والمني ملك للرجل،

ألنهما ليسا محال للتجربة، فمحل التجربة عتماد على موافقتهما إلجراء هذه التجارباال

ير كاف فهو غءعتدنا بهذا الرضااوحتى لو .1هنا شخص مستقل أو بداية لشخص كامل

. 97محمد عيد الغريب، المرجع السابق، ص-1

Page 154: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

148

للقيام بهذه التجارب، ألن األمر يتعلق بالتضحية بالجنين من أجل التضامن لخدمة البشرية،

.1فال يمكن تصور تفويض أو توكيل في التضحية أو التضامن

وهناك من يرى أنه إذا تعلق األمر بتجربة علمية فال يمكن تصور أولياء يقبلون بمثل

ال تحقق فائدة له، أما إذا كان األمـر يتعلـق بالتجـارب هذه التجارب على جنينهم ألنها

قد تكون من أجل تطور العلوم الطبية، ألنها العلمية على البويضات الملقحة فاألمر يختلف

:فيمكن لألولياء قبولها ولكن بتوافر الشروط التالية

.صدور رضاء متبصر وحر ومكتوب من قبل الزوجين-1

لى البويضات الملقحة إلى تحسين وسائل التلقيح أن تهدف التجارب التي تجرى ع-2

.االصطناعي، والبحث عن مسببات االمراض

.2عدم إعادة زرع البويضات المستخدمة في التجارب في رحم المرأة-3

أما التجارب المتعلقة بتحديد جنس الجنين وتعديل الصفات الوراثية، فال يمكن االعتماد

لقيام بها، ذلك أنها تدخل في مشيئة اهللا واعتداء على على رضاء الممثل الشرعي للجنين ل

كرامة اآلدمي كما سوف يتأكد الحقا، وعلى المشرع النص على تجريم هذا النـوع مـن

التجارب، ويعاب على المشرع النص على إباحة التجارب العلميـة مـن خـالل المـادة

التي تؤكـد علـى من قانون حماية الصحة، وخاصة في الفقرة الثانية منها2مكرر168

ضرورة موافقة الممثل الشرعي للشخص عديم اإلرادة، حيث أنه لو كان الجنين مقصـود

هنا فال يسمح بكل التجارب العلمية عليه إال ما كان منها يحقق فوائد للمرضى على المدى

وأقتـرح ،البعيد بشرط أال تلحق أضرارا به، ونفس األمر يتعلق بالقصر ومن في حكمهم

شرع تعديل هذه المادة، واضافة مواد أخرى تتعلق بحدود التجارب العلمية علـى على الم

، رغم أنه ترك األمر متعلقا بأخذ رأي المجلس الوطني ألخالقيات العلـوم الطبيـة الجنين

الذي ينظر في مدى استجابة هـذه التجـارب للمبـادئ 3مكرر168كما ورد في المادة

. أن هذا ال يكفي فال بد من تنظيم قانوني لهذه التجارباألخالقية والعلمية، إال أنني أرى

وختاما لهذا المطلب أرى أن رضاء الممثل الشرعي للجنين، شرطا مهما ال يمكن

االستغناء عنه إلجراء التجارب الطبية على الجنين، ولكنه إن كان ال يثير إشكاال بالنسبة

.141محمد مرسي الزهرة، المرجع السابق، ص -1. وما یلیھا129محمد مرسي الزھرة، المرجع السابق، ص- 2

Page 155: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

149

األمراض والتشوهات التي تصيبه، لما للتجارب التي تهدف إلى عالج الجنين ذاته من

فيها من تحقيق لمصلحة الجنين في أن يولد سليما معافى، فإن التجارب التي تجرى على

الجنين ألغراض عالجية لمرضى آخرين وذلك باستخدام الجنين، أو التجارب التي تجرى

اتها، فإذا عليه الغراض علمية، أرى أنه ال بد من النظر إلى طبيعة التجربة في حد ذ

كانت تؤدي إلى المساس بالسالمة الجسدية للجنين أو إلى تدميره، فال يمكن االعتداد بإرادة

الممثل الشرعي للقول بامكانية إجراءها، ألن الجنين إنسان وحمايته تنبع من حماية

.االنسان ذاته

ب علمية وأرى أنه ال يمكن االعتماد على رضاء الزوجين إذا تعلق األمر بتجار

التي ال يكون الهدف منها وأأو التي تستجيب لرغبات شخصية أو نزوات علمية، بحتة،

تطور األبحاث الطبية في مجال الوقاية من األمراض، وكذلك التجارب التي يكون الهدف

منها عالج الجنين باستخدام خاليا أو أنسجة الجنين، ألن هذه األخيرة تؤدي إلى القضاء

ما التجارب على األجنة المجهضة فال بد من صدور رضاء عن الممثل على حياته، أ

. الشرعي للجنين للقيام بها

Page 156: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

150

الثانيبحثالم

يغرض العالجالشرطأن ال بدإذ ، على الجنين البشريللقيام بأية تجربة طبيةءشرط الرضاكفي يال

الحفاظ على شرطالاوالهدف من وضع هذ،يكون الغرض من التجربة الطبية عالجيا

. صحة الخاضع لها وتفادي األضرار التي قد تسببه له هذه التدخالت التجريبية

تحقق األول مطلبأتناول في ال: مطلبينإلىالمبحثيمكن تقسيم هذه بناء على ذلك و

غرض العالجعدم تحقق الثاني المطلب، وأتناول في في التجارب العالجيةغرض العالج

.لعالجيةغير افي التجارب

األول مطلبال

غرض العالج في التجارب العالجيةتحقق العالجية، إلباحة كل األعمال الطبية بما فيها التجارب الطبيةايعتبر قصد العالج سبب

إذ أن الغاية من مزاولة العمل الطبي عامة هو عالج المريض وتحسين حالته الصحية

، فيشترط لمشروعية العمل الطبي أن يكون تدخل ه أو التخفيف من معاناتهئبتحقيق شفا

الطبيب بقصد العالج والشفاء، وأن يكون هدفه من عمله تحقيق مصلحة المريض ال

نحراف األطباء وتعسفهم في ممارسة مهنة الطب ااإلضرار به، حماية للمرضى ومنعا من

.تحقيقا لمصالحهم الخاصة كالشهرة العلمية

على الجنين غرض العالج في التجارب تحقق ل في هذا المطلبوللتوضيح أكثر أتناو

غرض العالج في التجاربفي الفرع األول، وأتناول في الفرع الثاني من أجل عالجه

.عالج المرضىعلى الجنين من أجل

Page 157: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

151

الفرع األول

من أجل عالج الجنينغرض العالج في التجارب والهدف العالجي يعتبر شرطا إلباحة ،ام العامن سالمة جسم اإلنسان تعتبر من النظإ

، وبما أن قصد العالج متوفر لدى القائمين بالتجارب الطبية التي يكون 1العمل الطبي

. الغرض منها عالج الجنين ذاته، فإنها مشروعة

عترف قانون حماية الصحة وترقيتها افقد ،وبالرجوع إلى القانون الجزائري

لتي يكون محلها اإلنسان المتكامل البنيان، ولكنه ذكر فقط التجارب بالتجارب الطبية ا

من قانون حماية الصحة وترقيتها، 2مكرر168العلمية صراحة وذلك من خالل المادة

وأهمل ذكر التجارب العالجية، ولكن بمفهوم المخالفة إذا كان قد سمح بإجراء التجارب

ح بالتجارب العالجية، ألن غرض العالج العلمية رغم خطورتها، فمن باب أولى السما

.التجارب الطبيةبما فيهامتطلب في كل األعمال الطبية

يمكن كذلك ،ذاتهالتي تهدف إلى عالج الجنينوللقول بمشروعية التجارب

عتماد على النصوص العامة الواردة في مدونة أخالقيات الطب والمتعلقة بالعمل الطبي اال

يخول الطبيب أو جراح األسنان " :أنهمن المدونة التي تنص على16لمادة منها ا،عامة

القيام بكل أعمال التشخيص والوقاية والعالج، وال يجوز للطبيب أو جراح األسنان أن يقدم

إمكانياته إال في ختصاصه أواعالجا أو يواصله، أو يقدم وصفات في ميادين تتجاوز

يجب أن يمتنع الطبيب أو جراح " :أنهعلى17المادة، كما تنص"ستثنائيةالحاالت اال

وتنص ".األسنان عن تعريض المريض لخطر ال مبرر له خالل فحوصه الطبية أو عالجه

ال يجوز النظر في استعمال عالج جديد، للمريض ": أنهمن نفس المدونة على18المادة

أوعند التأكد من أن هذا إال بعد إجراء دراسات بيولوجية مالئمة، تحت رقابة صارمة

".العالج يعود بفائدة مباشرة على المريض

عند التمعن في هذه المواد الحظت أن المشرع الجزائري شديد الحرص على توخي

غرض العالج عند مباشرة األطباء والصيادلة لعملهم الطبي، فمن باب أولى الحرص على

ن جهة، وطغيان الهدف العلمي للقائمين ذلك في التجارب على الجنين نظرا لخطورتها م

.27ص،2005طبعةاإلسكندرية،،الجامعيالفكردارللطبيب،الجنائيةوليةؤالمسالقبالوي،محمود-1

Page 158: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

152

بها في معظم األحيان، لذا ال بد من أن يفردها بنصوص خاصة تؤكد على الغرض

.العالجي للجنين ذاته

شتراط الغرض العالجي للتجارب الطبية بصفة عامة والتجارب اوأرى كذلك أنه في

في مسألة زرع األعضاء، شتراط ذلكاالطبية على الجنين البشري، يمكن القياس على

ألن التجارب الطبية ال تقل خطورة على عملية زرع األعضاء، وهذا حسب نص المادة

نتزاع اال يجوز " :في فقرتها األولى من قانون حماية الصحة وترقيتها الذي مفاده161

البشرية إال ألغراض عالجية أو شخصية األجهزةأعضاء اإلنسان وال زرع األنسجة أو

، فهذه المادة تؤكد بصفة صريحة على "الشروط المنصوص عليها في هذا القانونحسب

توخي الغرض العالجي في زرع األعضاء، باعتبار أن أعضاء اإلنسان من العناصر

ن المساس بها ألغراض علمية سوف يؤدي إلى إالضرورية التي تكون جسمه، حيث

ن ألغراض غير عالجية فيه مساس المساس بكرامة اإلنسان، كذلك المساس بجسم الجني

.بهذه الكرامة

أن الجزائر تولي أهمية كبيرة لحقوق الطفل، حيث صادقت على والجدير بالذكر

بموجب 1992ديسمبر 19السابقة الذكر، وذلك في 1989تفاقية حقوق الطفل لسنة ا

رسمية رقم الجريدة ال، من92ديسمبر 19المؤرخ في 461-92المرسوم الرئاسي رقم

كما صادقت على الميثاق اإلفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته الذي .92ديسمبر 91-23

بموجب المرسوم 2003يوليو 08، وذلك في 1990عتمد في أديس أبابا في يوليو ا

المؤرخ في 41الجريدة الرسمية رقم 2003يوليو 8المؤرخ في 242-03الرئاسي رقم

تضمنه قانون العقوبات من نصوص من شأنها أن تكفل ناهيك عما . 20031يوليو 09

فباإلضافة إلى النصوص الخاصة بتجريم اإلجهاض، خصص القسم . حماية الطفل

الثاني من الفصل الثاني لتجريم كل فعل من شأنه ترك األطفال والعاجزين وتعريضهم

تحديد للفصل مكرر، كما خصص القسم الثالث من نفس ا320إلى 314للخطر من المادة

؛ 321الجنايات والجنح التي من شأنها الحيلولة دون التحقق من شخصية الطفل في المادة

يحياوي نورة بن علي، حماية حقوق اإلنسـان -.وما يليها65ص ،المرجع السابق،أهم اتفاقيات حقوق اإلنسان-1

.ومايليها35، ص 2006، 2ط،في القانون الدولي والقانون الداخلي، دار هومة، الجزائر

Page 159: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

153

وضمن القسم الرابع حدد العقوبات على األشخاص في حالة خطف القصر وعدم تسليمهم

.مكرر329إلى المادة 326وذلك من المادة

يفرض إدراج نصوص أخرى فإدراج نصوص لحماية الطفل في القانون الجزائري

لحماية المرحلة السابقة للطفولة وهي المرحلة الجنينية، هذه األخيرة ال تقل أهمية عن

. المرحلة الالحقة، فكل مرحلة من مراحل تطور اإلنسان لها مميزات تميزها عن غيرها

طة إجراء تفق فقهاء الشريعة اإلسالمية على أنه يمكن اللجوء إلى العالج بواساكما

تجارب طبية إذا كانت الضرورة العالجية تلح على ذلك، فاهللا عز وجل ال يحرم كل

التصرفات التي يقوم بها اإلنسان، إذا كانت الضرورة هي الدافع لها، ناهيك عن عمل

األطباء الذي يرجى منه شفاء المرضى، إذا استدعى األمر تجريب طرق جديدة عالجية

تي فشلت الطرق التقليدية في القضاء عليها، عالوة على ذلك فإن لألمراض المستعصية ال

وقد عرف األطباء في اإلسالم .1اإلسالم يحث على التداوي بجميع الوسائل الجائزة شرعا

عن طريق علم التشريح، حيث قاموا بتشريح الجثث اآلدمية لفهم التجارب الطبية العالجية

.األمراض ومعرفة أسبابها

جرب مدى تأثير الزئبق حيث،أول طبيب عربي قام بهذه التجارب"الرازي"ويعتبر

وأمالحه على القرود، وراقب النتائج العلمية المترتبة عن هذه التجربة، وتوصل من

في افي البطن ودماخاللها إلى نتيجة مفادها أن أمالح الزئبق هي مادة سامة تسبب آالم

لى إخراج مقدار من دم الوريد للشخص المصاب البراز، كما توصل من خالل تجاربه إ

. بورم في الدماغ، وبمراقبته نتائج هذه التجربة توصل إلى العالج المناسب لهذا المرض

التي تؤكد على توخي ويرجع هؤالء للقول بإباحة هذه التجارب إلى األحاديث النبوية

الرسول صلى اهللا عليه وسلم ، حيث سأل أعرابي الغرض العالجي في كل األعمال الطبية

أنتداوى؟ قال نعم، فإن اهللا لم ينزل داء إال وأنزل له شفاء علمه من « : فقال يا رسول اهللا

وعن إبن حازم أنه سمع سهل بن سعد يسأل عما عولج به جرح .»علمه وجهله من جهله

مت جرح وجهه، وكسرت رباعيته، وهش":الرسول صلى اهللا عليه وسلم يوم أحد فقال

شعالن سليمان محمد حمده، نطاق الحمايـة الجنائيـة لألعمـال -. 39و24بلحاج العربي، المرجع السابق، ص -1

مصر، الطبية الفنية الحديثة في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي، رسالة دكتوراه ، كلية الحقوق، جامعة المنصورة،

. 261، ص 2002

Page 160: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

154

البيضة على رأسه، وكانت فاطمة بنت رسول اهللا تغسل الدم، فلما رأت فاطمة الدم ال

يزيد إال كثرة، أخذت قطعة حصير فأحرقتها حتى صارت رمادا ثم ألصقته بالجرح

.1"فاستمسك الدم

ومن خالل هذا الحديث يتضح أنه يمكن اللجوء إلى التجربة الستخالص دواء لمرض

طرق العالج التقليدية عن ذلك، فإيقاف فاطمة بنت الرسول صلى اهللا عليه ما إذا عجزت

.وسلم نزيف الدم بالرماد يعتبر تجربة

هذا عن التجارب العالجية على اإلنسان المتكامل البنيان، أما التجارب العالجية على

ألن الفحص ن بإباحتها إذا كان الهدف منها عالجيا؛ والجنين فقد نادى الفقهاء المسلم

.الجيني يدخل في باب التداوي الذي حثت عليه األحاديث النبوية

فلم يتعرض الفقهاء األوائل إلى موقف ،ناعيطصولكن نظرا لحداثة عمليات التلقيح اال

الشرع من إجراء التجارب الطبية على البويضات الملقحة؛ رغم أنهم وضعوا قواعد

.2اإلجهاضشرعية لحماية الحمل المستكن كتحريم

وإذا نظرنا إلى التجارب التي يكون الغرض منها عالج الجنين ذاته فإنها تتمثل في

التجارب من أجل التشخيص المبكر لألمراض الوراثية إذا كان محلها الجنين الذي اكتملت

مراحل تطوره، أوالتشخيص قبل الزرع إذا كان محلها البويضة الملقحة، وتجارب الهندسة

مما اثية التي يكون محلها الجنين المكتمل النمو والبويضة الملقحة على حد سواء، والور

ناعي طصال يغيب عن األذهان أن معظم الدول ومنها الجزائر التي سمحت بالتلقيح اال

بنوعيه، تفرض على الطبيب أن يجري على البويضة الملقحة قبل زرعها، أو حتى على

ختبارات الالزمة للتأكد من خلوه راحل تطوره كافة االالجنين في بطن أمه في مختلف م

من األمراض الوراثية أو إصابته ببعض التشوهات، ويتحدد معيار الخطأ هنا من مدى

تفقت اف،حصرها، أو عالج بعضهاإمكانية تفادي هذه األمراض أو هذه التشوهات، أو

أية مرحلة من مراحل معظم التشريعات على جواز إخضاع الحمل المستكن في الرحم في

تطوره للتجارب العالجية فقط، وينطبق األمر على البويضات الملقحة خارج الرحم

والفائضة عن عمليات التلقيح الخارجي، إذا كان من شأن هذه التجارب أن تحقق فائدة

.705-704مأمون عبد الكريم، المرجع السابق، ص -1.440سابق، ص حسيني هيكل، المرجع ال-2

Page 161: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

155

مباشرة للجنين محل التجربة أو فائدة عامة للمصابين بمرض معين تم الوصول إلى

، من خالل تعميم العالج على مرضى 1إخضاع هذه األجنة للتجاربعالجه من خالل

.آخرين، إذا نجح تجريبه على الجنين في القضاء على مرضه

اإلطار هي فقط تلك التي تحقق فائدة عالجية على المدى هذافالتجارب المقبولة في

تلك المتعلقة القريب أو البعيد، أما التجارب التي ال تتوخى هذا الهدف فهي غير مقبولة ك

.باختيار جنس المولود أو تعديل الصفات الوراثية

أنها تهدف إلى عالج الجنين من مختلف األمراض العالجيةيالحظ على التجاربو

نجاحا في هذا العلم حقق والتشوهات التي تصيبه من خالل علم الهندسة الوراثية، حيث

الفرد قبل والدته من أجل التحكم التدخل الطبي في تعديل سمات من خاللهذا المجال،

في مورثاته، ولكن دون الخروج عن اإلطار والهدف العالجي كإضافة مورثات إلى

الخاليا، األمر الذي يكون مفيدا في شفاء بعض األمراض التي تسببها المورثات التي

.يكون بها خلل، وما هو إيجابي هنا أن هذه التغييرات الجسدية ال تنتقل بالوراثة

فالعالج الوراثي يحقق فوائد كبيرة في القضاء على الكثير من األمراض كأمراض

القلب مثال، والفائدة الكبرى له هي إمكانية عالج الجنين المصاب بعيب وراثي قبل الوالدة

.2و تمكين الوالدين من أن يتطلعا إلى ميالد طفل معافى صحيا

لغرض من هذه التجارب عالجيا، إال أنه أنه حتى وإن كان ا،وما ال يمكن إغفاله

البد من إخبار المرأة الحامل بالتجربة، من حيث طبيعتها وهدفها وآثارها، مع مراعاة

وتستنكر في هذا الصدد تلك التجارب التي تمت في جنوب .القواعد الفنية واألخالقية

" بمرض السيدا"، التي تم فيها إعطاء نساء حوامل مصابات 1997إفريقيا وتايالند عام

.3دواء بدعوى إنقاذ األجنة من اإلصابة بهذا المرض ولكن دون إخبارهن بذلك

وفيما يتعلق بالبويضات الملقحة فيكون التشخيص المبكر لألمراض التي قد تصاب

على خاليا مقتطعة ، أو ما يسمى بالتشخيص قبل الزرع،بها قبل زرعها في رحم المرأة

.183ص ،أحمد محمد لطفي أحمد، المرجع السابق-1.52ص المرجع السابق،البشري،للجينالقانونيةالحمايةرضا عبد الحليم عبد الحميد عبد الباري، -2

- www.epharmapedia.com/news/catégory..90ص السابق،العربي،المرجعبلحاج-3

Page 162: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

156

لقرار بين زرعها في الرحم أم ال، فإذا كانت مصابة بأمراض وراثية تخاذ اامنها بهدف

خطيرة فال يتم زرعها تفاديا لميالد طفل مشوه، وال يسمح بالتشخيص قبل الزرع إال إذا

:توافرت الشروط التالية

أن يملك الزوجان صاحبا البويضة الملقحة إمكانية كبيرة إلنجاب طفل مصاب -1

.بأمراض وراثية

يكون المرض الوراثي الموجود في البويضة الملقحة يماثل تماما التشوه الموجود أن-2

.لدى األبوين

.أن تصدر موافقة كتابية من األبوين للقيام بالتجارب العالجية على البويضة الملقحة-3

.أن تتم التجربة من قبل أطباء مؤهلين وفي مؤسسات مرخصة للقيام بذلك-4

حة قبل زرعها عن الغرض العالجي لألمراض قعلى البويضة الملعدم حياد التجارب-5

.1التي تصيبها

أفريل عام 18ولكن في هذا الصدد أوصت الندوة اإلسالمية المنعقدة بالكويت في

بدفع جهود التقدم العلمي إلى عدم إطالة الفترة الزمنية التي تكون بين عمليتي 1987

من شأن ذلك إثارة مشاكل شرعية عديدة، تخصيب البويضة وزرعها في الرحم، ألن

،ناعي لعدم حرمتهاطصحيث أوصت بإتالف البويضات الفائضة عن عمليات التلقيح اال

.2حتى ال يفتح المجال للتالعب في مكوناتها الوراثية أو جعلها وسيلة الختالط األنساب

ملة الجنين فال يمكن معاملة البويضة الملقحة خارج الرحم معاملة أدنى من معا

المستكن في رحم األم، ألن كليهما يستحقان الحماية باعتبارهما أساس الوجود اإلنساني،

ولكن األمر الذي .فال يجوز إجراء التجارب عليها إذا كان الهدف منها ليس عالجيا

يؤكده فقهاء الشريعة اإلسالمية، هو عدم جواز إعادة زرع هذه البويضات الملقحة التي

للتجارب الطبية في رحم المرأة صاحبه البويضة، تفاديا لميالد أطفال يحملون كانت محال

.، هذا إذا خرج القائم بالتجربة عن الغرض العالجي لها3عاهات وتشوهات

1- G.Rymond, Aperçus rapide sur la loi n°94-654du 29 juillet 1994, relative au don est à

l' utilisation des éléments du corps humain, jcp, éd, G.n°37,1994..227أيمن مصطفى الجمل، المرجع السابق، -2.129محمد مرسي الزهرة، المرجع السابق، ص -3

Page 163: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

157

ختيار بين ويرى البعض أن البويضة الملقحة هي أول تكوين لإلنسان وإذا تم اال

ختيار وت الطبيعي مع الوقت، فإن االستعمالها في التجارب أو تركها للماإعدامها أو

عتداء على هذه البويضات بأي شكل من األشكال، فالحياة األخير هو األفضل ألنه يمنع اال

.اإلنسانية تستحق الحماية منذ لحظة التلقيح

أن التجارب على الجينوم البشري مقيدة في حدود المنفعة الفردية كذلك والمؤكد

ثال، أو يحمل نفس المواصفات الجينية، قبل مصلحة العلم بوجه ألشخاص من نفس السن م

حيث أوصت ،1ويجب أن تسبقه دراسات متعلقه بفوائدها واألخطار الناجمة عنها،عام

اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي الرابع عشر لقانون العقوبات التي عقدت في ألمانيا عام

هندسة الوراثية وأن تقتصر على الوسائل ، بضرورة تدخل المشرع لتنظيم وسائل ال1987

.1التشخيصية التي يجب أن يكون الغرض منها الوقاية أو العالج

فقصد العالج إذن يعتبر شرطا أساسيا إلباحة المساس بالجسم البشري عامة،

فال يمكن إضفاء الشرعية على وإلجراء التجارب الطبية على الجنين البشري ذاته،

ال هذا األخيرفرضاء ،الممثل الشرعي للجنينى ولو تمت برضاءالتجارب العلمية حت

يضفي المشروعية على فعل الطبيب، ألن هذا الرضاء ال يعتبر سببا من أسباب اإلباحة،

ذلك أن سالمة جسم اإلنسان تعتبر من النظام العام، ومصلحة المجتمع تقتضي حماية هذا

. الجسم

ية ال تعود بالفائدة على اإلنسان بل تعرضه وكذلك فإن مباشرة التجربة العلم

كما أنه ال توجد ضرورة تحتم ، 2للمخاطر، ومن ثم يفقد العمل الطبي مبرره الشرعي

أصحاء مما يعرض حياتهم جنةاللجوء إلى مثل هذه التجارب، ذلك أن التجريب يتم على أ

الحيوية على والقاعدة العامة أو األصل هو حظر إجراء التجارب الطبية أو،للخطر

اإلنسان لما تتضمن عليه من إحتماالت الفشل المشوب بالمخاطر على حياة الشخص

.مستديمةعاهات وجسمانيةالخاضع للتجربة كإصابته مثال بأذى وآالم

. 129بق، ص أيمن مصطفى الجمل، المرجع السا-1

.Michel Levinet, Op.cit, p 112-2- Fahmi Abdou, Le consentement de la victime, Thèse, Bibliothéque de sciences criminelles,Paris, 1971, P 396.

Page 164: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

158

ولعل مجال التجارب العالجية يظهر أكثر بوضوح في التطبيق العلمي لتجارب

كر من قبل الباحثين بشأنها دواء ال يسمح بتااألدوية في وجود حاالت مرضية مستعصية

باستخدامه إال بعد التأكد من نجاعته بخضوعه مسبقا لدراسات دقيقة في المختبرات

وتجربته على الحيوانات قبل تجريبها على المرضى، و لكن يجب أن تكون هذه األهداف

ة أطباء من العالجية محددة بدقة في بروتوكول البحث، وتكون بناء على موافقة ورقاب

وذلك بهدف الحيلولة ،ختصاص بعد تحديد كل المضاعفات الممكنة والمحتملةذوي اال

دون تعرض المجرب عليهم ألضرار ال يمكن تحديدها بشكل قاطع، ألن القائمين

بالتجريب ال يمكن لهم معرفة اآلثار الجانبية االتي قد تنتج عن اكتشاف أية طريقة علمية

.1حديثة

منا بقبول إجراء التجارب العالجية على األجنة البشرية فال يمكن التسليم وإذا سل

تتحقق يجب أن ذلك أنه لتحقيق الغرض العالجي من اجراءها على الجنين ذاته باطالقيتها

:التالية العناصر فيها

حتماالت نجاح العملية حيث تكون نسب نجاحها أكبر من نسب ايجب أن ترجح -

فشلها ؛

؛2يجب أن تقام على أسس علمية واضحة ودقيقة معترف بها طبيا-

ختيار اوأن تجرى تحت إشراف نقابة األطباء، إذ هي الوحيدة التي تملك القدرة على -

األطباء األكفاء للقيام بهذه التجارب ؛

وأال تؤدي إلى تعريض حياة الجنين للخطر، ويظهر ذلك في التجارب التي تجرى -

ستكن في إصابته بعاهة مستديمة، إذ أن العواقب هنا خطيرة الحتمال على الحمل الم

.3حتمال والدة أطفال مشوهيناالتالعب في الصفات الوراثية، و

تتقيد يجبوأرى من خالل ما سبق أن التجارب المسموح بها على األجنة البشرية

:تي بالضوابط الشرعية والنظامية واألخالقية والتي يجب أن تكون كاآل

.42ص المرجع السابق، ،المترتبة عن التلقيح الصناعيشوقي زكريا الصالحي، اآلثار-1. 185أحمد محمد لطفي أحمد،المرجع السابق، ص -. 49حمدي عبد الرحمن، المقال السابق، ص -2.423حسيني هيكل، المرجع السابق، ص -3

Page 165: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

159

أن يكون هدف التجربة هو العالج والتداوي ألنه من الضروري إيجاد عالج مناسـب -

أكثـر ونتقاء الطريقة العالجية األنسب والتي تكون أكثر تطور علميـا اوناجع، فيتم

الطرق المستحدثة، وبالطبع تكون بالضوابط التي يقرها الشرع، كما أن ديننا الحنيـف

البشرية الخاصة والعامة منها ؛جاء ليرعى ويخدم المصالح

المحتمل أن يكون الهدف والغاية من التجربة العالجية هدفا متناسبا مع المخاطر-

كأن تكون النتائج المطلوبة بعد إجراء البحث العلمي العميق ستعرض ،حدوثها

ممكن ؛ضررالشخص الخاضع للتجربة ألقل

حتمال العالجية التأكد من أن على الطبيب أو فريق البحث الذي سيجري التجربة ا-

نجاح التجربة أكثر منه من فشلها في ضوء المخاطر الكامنة في الطرق التشخيصية

العالجية المستحدثة، والموازنة بينها وبين األسس العلمية الواضحة والفعالة، و

كضرورة تجربة هذه الطرق الحديثة على الحيوانات؛

لضوابط العلمية واألخالقية المتعارف عليها أن تكون ظروف التجربة العالجية وفق ا-

في مجال البحوث الطبية العلمية التجريبية على اإلنسان؛

وهو في كامل وعيه الممثل الشرعي للجنين،أن ال تتم التجربة العالجية إال بموافقة -

وبمحض إرادته ومتى أراد توقيف التجربة العالجية فله ذلك؛

شراف أطباء أكفاء للتأكد من سالمة اإلجراءات أن تتم التجربة العالجية تحت إ-

سواء من الناحية الشرعية أو العلمية واألخالقية، ومتابعة الحالة من خالل اإلحاطة

.بالطرق التشخيصية والعالجية المستجدة

الفرع الثاني

عالج المرضىمن أجلغرض العالج في التجارب كون الهدف منها عالج األمراض التي إن التجارب الطبية على الجنين قد ي

ن وال يكون الغرض منها عالج الجنين ذاته، وتتمثل في ويصاب بها أشخاص آخر

التجارب على الخاليا الجذعية الجنينية، والتجارب على األجنة المجهضة، وتجارب

".الجنين الدواء "

ة بغرض عالجهما التجارب التي تجرى على الجنين وعلى البويضة الملقحفإذا كانت

غرض لتحققمشروعةمن األمراض التي تؤدي إلى تشوهات خلقية أو عاهات جسمانية،

Page 166: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

160

خرين رغم آالتجارب التي تجرى على الجنين من أجل عالج مرضى فإن، فيهاالعالج

.ختلف في مدى مشروعيتهاا، إال أن الفقه والقانون فيهاتحقق الغرض العالجي

ستخدام اأن عتبر فقهاء الشريعة اإلسالمية ا،الجذعيةففي التجارب على الخاليا

من تكون الجنين ثم تدميره، يعتبر مثل اإلجهاض ايوم14الخاليا الجذعية الجنينية في

إمالق منوال تقتلوا أوالدكم :"أي إسقاط الجنين دون عذر شرعي لقوله تعالى ،اإلجرامي

إلسالمي في دورته السادسة المنعقدة وقد بحث المجمع الفقهي ا.1"وإياهمنحن نرزقكم

موقف اإلسالم من الخاليا الجذعية، وهو ما أشار إليه ملتقى جامعة 1990بجدة عام

، هي نفس التوصيات في 2، حيث وصل إلى مجموعة من التوصيات"بباتنة"الحاج لخضر

- هـ 1424سنةالمنعقدة بمكة المكرمة17الفتوى الصادرة عن المجمع في دورته

، التي أكدت بعد أن أوضحت فوائد الخاليا الجذعية ومصادر الحصول عليها، على 2003

.ستعمال الخاليا الجنينيةاتحريم

:فيها ما يليوتتمثل هذه التوصيات أ ـ الجنين اآلدمي له حرمة، فال يجوز إجهاضه مـن أجـل اسـتخدام خاليـاه

واسـتخدامها فـي زرع األعضـاء واستثمارها تجاريا، كأن تباع إلجراء التجارب عليها

·واستخراج بعض العقاقير منها·ب ـ ال يجوز استنساخ األجنة للحصول على الخاليا الجذعية الجينية

جـ ـ ال يجوز التبرع بالنطف المذكرة أو المؤنثة سواء كانت حيوانات منوية أو

الخاليا ويضات، إلنتاج بويضات مخصبة تتحول بعد ذلك إلى جنين بهدف الحصول على

·الجذعية منهتفاع بالخاليا الجذعية الجنينية المستمدة من األجنة المجهضة ألسباب ند ـ يجوز اال

عالجية، أو األجنة الساقطة والتي لم تنفخ فيها الروح بعد، سواء في زراعة األعضاء أو

لـى األبحاث والتجارب العلمية والمعملية وفقا للضوابط الشرعية التي تركـز أساسـا ع

·ضرورة الموازنة الشرعية بين المفاسد والمصالح

.31سورة اإلسراء، اآلية -12 - http/ batnauniv- mountada.biz.

Page 167: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

161

هـ ـ يجوز نقل الخاليا الجذعية الجنينية في حال الجنين الميت، واالنتفـاع بهـا

لعالج األمراض المستعصية في المخ ونخاع العظام وخاليا الكبد وخاليا الكلى واألنسـجة

·واألنسجة من جثث الموتىاألخرى، وفقا للضوابط الشرعية المعتبرة في نقل األعضاء و ـ ليس هناك ما يمنع شرعا من الحصول على الخاليا الجذعية من خالل الحبل

·السري أو المشيمةز ـ يجوز استخدام الخاليا الجذعية الموجودة في اإلنسان البالغ، إذا كان أخـذها

هـذا منه ال يشكل ضررا عليه وأمكن تحويلها إلى خاليا لعالج شخص مريض، وكـان

·االستخدام يحقق مصلحة شرعية كزراعة األعضاءفقهاء الشريعة اإلسالمية، لم يقفوا فقط عند تحريم هذا النـوع مـن المالحظ أنو

ستخدام الخاليا الجذعية البالغة االتجارب، بل حاولوا البحث عن البدائل الممكنة، كإمكانية

وية، أو الزراعة الذاتيـة لعضـالت المأخوذة من الدماغ أو غيره، واستنبات األوعية الدم

ستفادة من الخاليـا الجذعيـة ستفادة من الخاليا الجذعية للحبل السري، أو االالقلب، واال

ألجنة مجهضة ألسباب عالجية والتي لم تنفخ فيها الروح، وضرورة البحث عن مسببات

ه المجمع وهذا ما نادى ب.األمراض وسبل عالجها دون المساس بكرامة الجنين البشري

1424الفقهي لرابطة العالم االسالمي في دورته السابعة عشرة بمكـة المكرمـة عـام

المجمع الفقهي اإلسالمي قد فتح الباب واسـعا باإلضافة إلى أن.ميالدية2003هجرية و

لالنتفاع بالخاليا الجذعية الجنينية، سواء في العـالج بالخاليـا أو األنسـجة أو زراعـة

الشرعية التي ذكرهـا المجمـع للضوابط ألبحاث والتجارب المعملية، وفقا األعضاء أو ا

الفقهي في صلب قراراته المذكورة، بأن يرتكز االنتفاع أساسا على حرمة الجنين اآلدمي،

والمصلحة الشرعية المؤكدة من العالج أو البحث العلمي، وضرورة الموازنة الشـرعية

.1بين المفاسد والمصالح

لى نجاج استخدام الخاليا الجذعية المحصل عليها من دم الحبل السري والدليل ع

لمعالجة األمراض، ما قام به باحثون في الواليات المتحدة األمريكية، حيث تمكنوا من

عالج طفل من اختالالت جنينية باللجوء إلى هذا النوع من الخاليا التي تحولت إألى

، 2007ذعية الجنينية، مجلة الباحثة، السنة األولى، ديسمبر صفاء القبندي، عاصفة االستنساخ العالجي بالخاليا الج-1

Albahethah.com/therapeuticcloning.aspx -مقال منشور على الموقع اإللكتروني التالي،،العدد الرابع

Page 168: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

162

ل، وأكد العلماء أن هذه الخاليا تصلح أيضا خاليا قلب وأصلحت خلال في جسم هذا الطف

.1لعالج مرض سرطان الدم عند األطفال

تحـاد نتشر هذا النـوع مـن التجـارب، إال أن اال اأما في الدول األوروبية فقد

ختراع بشأن تطوير خاليا جذعية مأخوذة من أجنة األوروبي مازال يرفض منح براءة اال

ئناف بمكتب البراءات األوروبي قرارا صدر برفض براءة بشرية، حيث أيدت لجنة اإلست

" ويسكونسن ألـومني "ختراع تتعلق باستخدام الخاليا الجذعية، والذي رفعه مؤتمر بحوث ا

يحظر قانون البراءات األوروبي : "حيث صرح مكتب البراءات األوروبي أنه،1995في

، ولكن 2"يتطلب األمر تدميرهاتسجيل براءات تتعلق باستخدام خاليا جذعية لألجنة التي

المشرع الفرنسي أباح استيراد خاليا جذعية جنينية من أجل إجراء التجارب الطبية عليها

-19-3كالة الطب الحيوي وذلك حسب نص المـادة ترخيص منولكن اشترط في ذلك

.من قانون العقوبات511

رب الطبيـة، فـإن وبالرجوع إلى مدى إمكانية استخدام األجنة المجهضة في التجا

المشرع الجزائري نص على جواز تشريح الجثث إلجراء التجارب الطبية عليها، وذلـك

يمكن إجراء : "من قانون حماية الصحة وترقيتها التي تنص على أنه168من خالل المادة

:تشريح الجثث في الهياكل االستشفائية بناء على ما يأتي

.الشرعيطلب من السلطة العمومية في إطار الطب-

.طلب من الطبيب المختص قصد هدف علمي-

ويتم إجراء تشريح الجثث من أجل هدف علمي، مع مراعاة األحكام المنصوص عليها في

"من هذا القانون164من المادة 3و2الفقرتين

من نفس القانون، فإنهما يتعلقان بزرع 164من المادة 3و2وبالرجوع إلى الفقرتين

وفي هذه الحالة، يجوز اإلنتزاع إذا عبـر : " تنص الفقرة الثانية على أنهاألعضاء حيث

إذا لم يعبر المتـوفى : "وتنص الفقرة الثالثة على أنه." المتوفى أثناء حياته على قبوله لذلك

.....".أثناء حياته ال يجوز االنتزاع إال بعد موافقة أحد أعضاء األسرة

1 -www.BBCARABIC.COM.2- http.knol.google.com/k.

Page 169: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

163

،مذكورة أعاله، أنها تتعلق بتشريح الجثث بصفة عامةال168على المادةالحظتهوما

حيث إنها لم تحدد إن كانت الجثة إلنسان متكامل البنيان أو لجنين، كما أنها تتعلق بأسباب

طلب تشريح الجثث التي تكون إما في إطار الطب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة مثال، أو

اص بالتجـارب علـى األجنـة من أجل إجراء التجارب العلمية، وفي غياب نـص خـ

المجهضة، يمكن اإلعتماد على هذا النص العام للقول بمشروعية التجارب علـى األجنـة

.المجهضة في التشريع الجزائري

من نفس القانون في 164وما الحظته على نفس المادة كذلك أنها أحالت إلى المادة

في اشتراط تعبير المتوفى أثنـاء حياتـه فقرتيها الثانية والثالثة المتعلقة بزرع األعضاء،

عن موافقته على انتزاع أعضاءه، ونفس األمر ينطبق على التجارب الطبية على اإلنسان

المتكامل البنيان، إذ يجب أن يعبر المتوفى أثناء حياته عن قبوله إلجراء التجـارب علـى

.نه في ذلك أعضاء أسرتهوإذا لم يعبر عن الموافقة أثناء حياته ينوب ع. جثته بعد وفاته

وأرى في ذلك أن المشرع الجزائري في التجارب الطبية على جثة الجنـين، وقياسـا

أنه من الممكن أال يعبر الشخص أثناء حياته على قبوله 164على الفقرة الثالثة من المادة

ته، ألن يكون محال للتجارب الطبية، لسبب ما كعدم قدرته الجسمانية، فتنوب عنـه أسـر

وهذه األخيرة تنوب عن الجنين المجهض في الموافقة على إجراء التجارب على جثتـه،

وحتى على جسمه وهو حي، ألن الجنين غير قادر على التعبير عن موافقته باعتبـاره ال

. يتمتع بالشخصية القانونية

الذي سـقط الجنين ة المجهضة ال بد من التفرقة بيننوللحديث على التجارب على األج

.تلقائيا والجنين الذي سقط إراديا

فإذا سقط الجنين تلقائيا، فيمكن إجراء التجارب الطبية عليه بعد مرحلة تخلقه، ألن

أغلب حاالت اإلجهاض التلقائى تحدث في األيام األولى من الحمل أي قبل تخلق الجنين ،

كتمال نمـوه، ات تحول دون بتشوهاة الجنينفعادة وألسباب مرضية تتعلق باألم أو إلصاب

ستفادة فالجنين المجهض هنا ال يمكن اال،يقذف الرحم البويضة الملقحة قبل أو بعد تلقيحها

منه في التجارب الطبية باعتباره غير مكتمل النمو وال يملك أعضاء وال أنسجة حية يمكن

الجنين فهذا ستفادة منها كعالج لمختلف األمراض، أما إذا حصل اإلجهاض بعد تخلقاال

سـتفادة منهـا فـي ه خالل األشهر الثالثة األولى إذ يمكـن اال ئاألخير تكتمل نمو أعضا

Page 170: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

164

التجارب الطبية إذا لم تمر فترة زمنية طويلة على هذا السقوط لبقاء أنسجته حية، ذلك أن

أما إذا سقط الجنين إراديا، ففرق . أنسجته تحول دون تحقق الغرض من هذه التجاربتلف

.قهاء بين مرحلة ما قبل نفخ الروح وبين المرحلة ما بعد نفخ الروح الف

ستخدام الجنين الناتج عنه في افإذا كان اإلجهاض قبل نفخ الروح فإنه يمكن

التجارب إذا بقيت أنسجته حية، فالمرجح أن الجنين قبل نفخ الروح ليس آدميا فله حياة

شرط أن يكون هذا اإلجهاض بغرض إنقاذ أطلق عليها الفقهاء تسمية الحياة العضوية، ب

:ذا سقط الجنين إراديا بعد نفخ الروح فيمكن التفرقة بين حالتينإأما .حياة األم

ستفادة منه في إجراء فإذا سقط الجنين ميتا، فإن اال: سقوط الجنين ميتا-أوال

ستخدامها االتجارب الطبية يكون في حدود الضرورة أي إلنقاذ حياة إنسان، أما اذا كان

في التجارب لمجرد تحقيق أهداف علمية محضة، فال تجوز ألنها تمس بمبدأ معصومية

البدن، وتتنافى مع حق اإلنسان في الكرامة، فتكريم اإلنسان حتى ولو كان في أطواره

.األولى يكون بدفنه

فإذا سقط الجنين حيا فيجب العمل على إنقاذ حياته : سقوط الجنين حيا-ثانيا

.ستخدامه في التجارب الطبية اءل طبية، وال يجوز بوسا

ستفادة من األجنة المجهضة في التجارب يشمل األغشية والجدير بالذكر أن مجال اال

المحيطة بالجنين عند والدته، والمشيمة في عالج الكثير من األمراض، حيث تمكن العلماء

باعتبارها أشياء مستقلة عن 1مشيمةستخراج الهرمون المنمي للغدة التناسلية من الامن

باإلضافة الى ذلك فال بد من الحصول على موافقة أولياء هذه األجنة .الجنين وال تمثله

.2الميتة إلمكانية التصرف في جسد الجنين الميت

وال ؤ، فإنه يكون مسللتجربةويتضح من ذلك أن الطبيب إذا خرج عن الغاية العالجية

.كان تدخله بهدف البحث العلمي وهو عمل غايته نبيلةعن عمله، حتى ولو

اإلسـالمي، الفقهمجمعمؤتمرالمستنبتة،األجنةوعلىالمجهضةنةاألجعلىالتجاربإجراءالبار،عليمحمد-1

.1794، ص 1990السادسة،الدورةالمجمعمجلة.1800محمد علي البار، المقال السابق، ص -.102محمد نعيم ياسين، المرجع السابق، ص -2

Page 171: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

165

شترط المجمع الفقهي اإلسالمي في دورته السادسة المنعقدة في جدة من اوتبعا لذلك

، مجموعة من الشروط إلمكانية إجراء التجارب على األجنة 1990مارس 20إلى 14

: المجهضة وهي

خدامه في التجارب الطبية، أو جعله صدور موافقة من والدي الجنين الميت الست-

.مصدرا لزراعة األعضاء

.تحقيق مصلحة عالجية مؤكدة للشخص المستفيد من هذا الجنين الميت-

.1حترام جثة الجنين بمراعاة حرمتها وكرامتهااضرورة -

ستنتاج ضوابط إلجراء التجارب على األجنة المجهضة في كل اوأخيرا يمكن

: سابقا والجائزة، وهيحاالت اإلجهاض المذكورة

فإذا سقط أو أجهض الجنين قبل تخلقه فال يمكن : أن تكون أنسجة الجنين حية-

ستفادة منها، أما إذا حصل إجراء التجارب عليه، باعتباره ال يمتلك أعضاء يمكن اال

اإلجهاض بعد تخلق الجنين وغالبا يكون ذلك خالل األشهر الثالثة األولى من الحمل،

تفادة من هذا الجنين في األبحاث الطبية، ولكن يشترط في ذلك عدم وفاة سيمكن اال

.أنسجته، ويتحقق ذلك عند عدم مرور فترة طويلة على سقوطه

أن يسقط الجنين ميتا بعد نفخ الروح فيه، أما إذا سقط حيا فال يمكن اجراء -

نفخ الروح فيمكن التجارب عليه بل ال بد من العمل على انقاذ حياته، أما إذا سقط قبل

.اجراء التجارب عليه، ألنه حياته عضوية فقط

أي التي تحقق فوائد : ستفادة من هذة األجنة في التجارب العالجيةأن تكون اال-

مباشرة للشخص المستفيد منها، وذلك في القضاء على األمراض المستعصية أو التخفيف

ادة منها في حدود معينة باألعضاء ستفحترام جثة الجنين، واالامن المعاناة مع ضرورة

األغراض األخرى العلمية أما.األنسجة التي يمكن زرعها في األشخاص المستفيدينو

.التجارية فتخرج من هذا اإلطار ألن من شأنها المساس بكرامة الجنين و

وأرى من كل ما سبق أنه ال يجوز إجراء التجارب الطبية على الجنين المتواجد في

إال إذا كانت الغاية من التجربة ختباراوعلى البويضة المخصبة في أنبوب المرأةرحم

وأن ال تنطوي هذه ،بقاءه على قيد الحياةاالحفاظ على صحة الجنين، أو الزيادة من فرص

.67بلحاج العربي، المقال السابق، ص -1

Page 172: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

166

التجارب على مخاطر من شأنها إلحاق األذى بالجنين، أو إصابته بتشوهات أو القضاء

الجيني في معطيات الوراثة بتعديل الصفات الوراثية في على حياته، فيمنع التحكم

ها عالج مرضى ئأما عن التجارب التي يرجى من ورا.البويضة الملقحة والتالعب بها

تخدام الجنين اعتمادا على التجارب على الخاليا الجذعية الجنينية، أو على سآخرين با

يختلف إذ أساند موقف فقهاء فاألمر األجنة المجهضة، أو على تجربة الجنين الدواء،

الشريعة اإلسالمية في عدم إباحة اللجوء إلى التجارب على الخاليا الجذعية الجنينية، ذلك

الجنين، ويمكن بدل ذلك اللجوء إلى الحصول القضاء على حياةأن هذه األخيرة تؤدي إلى

.على هذه الخاليا من الحبل السري للجنين أو من اإلنسان البالغ

ما التجارب على األجنة المجهضة فأنا أوافق كذلك ما ذهب إليه فقهاء الشريعة أ

أما إذا سقط اإلسالمية في عدم جواز إجهاض األجنة من أجل إجراء التجارب عليها،

فيمكن إجراء التجارب عليه بشرط ، أو تم اسقاطه طبيا بهدف انقاذ حياة األم،الجنين تلقائيا

.، وأال يكون قد سقط حياروحأال يكون قد نفخت فيه ال

وفيما يخص تجارب الجنين الدواء فرغم عدم وجود فتاوى شرعية بشأنها نظرا

لحداثتها، فإني أرى أنها مقبولة ذلك أن الهدف منها عالج المرضى بشرط أال يكون

بحيث يجب التأكيد على رغبة الزوجين في إنجاب هذا الطفل أوال، ، الهدف الرئيسي منها

ألن هذا الطفل الذي سوف ، من أجل أن يكون دواء ألخيه المريض باستعمال خالياهثم

.يولد سوف يعيش وال يمس العالج الذي يقدمه ألخيه بسالمته البدنية

وأرى كذلك أنه تفاديا للمشاكل المذكورة في التجارب على الخاليا الجذعية والتجارب

اتالطرق البديلة نظرا لخطورة هذه العمليبحث عنالال بد من على األجنة المجهضة،

وغيرها .. الحبل السري من الرضع، أو اللجوء إلى العالج الجيني كالبحث عن زرع دم

.الحاالت التي تؤدي فيها التجربة إلى القضاء على حياة الجنينمن البدائل لتجنب معظم

ان البيولوجيا الحيوية عامة ، ومهما طال األمر أو قصر فإن التطور العلمي في ميد

وفي ميدان التجارب على األجنة البشرية خاصة سوف يتسرب إلى الجزائر، فأطباء بلدنا

ال يمكنهم ممارسة مهنة الطب بمعزل عن كل ما هو مستحدث، ويكون في فائدة المرضى

وال يتعارض مع مبادئ شريعتنا الغراء، فال يجب أن تخلو نصوص قانون حماية الصحة

Page 173: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

167

وترقيتها وال قانون األسرة وال القانون المدني وال قانون العقوبات من نصوص تتعلق

. بالتجارب ذات الغرض العالجي على األجنة البشرية

المطلب الثاني

غير العالجيةالعالج في التجارب غرضعدم تحقق صد العالج لغياب قغير العالجية ختلف الفقه والتشريع في مدى مشروعية التجارب ا

فيها، فمنه من أباحها باعتبارها تخدم التطور التكنولوجي خاصة في ميدان الجينات

والهندسة الوراثية، ولكن لم يطلق عنانها إذ أخضعها لمجموعة من الشروط، ومنه من

.عتداء صارخا على معصومية جسم اإلنسان عامةانادى بعدم مشروعيتها باعتبارها

لجزائري على مشروعية التجارب العلمية ويضع أساسها القانوني المشرع اويؤكد

: " على أنه2مكرر168في نصوص من قانون حماية الصحة وترقيتها، فتنص المادة

حترام المبادئ األخالقية والعلمية التي تحكم الممارسة الطبية أثناء القيام ايجب حتما

.بالتجريب على اإلنسان في إطار البحث العلمي

يخضع التجريب للموافقة الحرة والمنيرة للشخص موضوع التجريب أو عند عدمه لممثله

."تكون هذه الموافقة ضرورية في كل لحظة-الشرعي

عترف صراحة بمشروعية امن خالل هذه المادة يتضح أن المشرع الجزائري قد

جب أن يتقيد ، ولكنه أخضعها لضوابط ومبادئ أخالقية وعلمية يغير العالجيةالتجارب

بها القائمون بمثل هذه التجارب أثناء مباشرتهم لها، وهذا حفاظا على سالمة جسم

.اإلنسان

ليس هذا فحسب بل أضاف شروطا أخرى للتأكيد على خطورة مثل هذه التجارب

: على مايلي3مكرر 168وضرورة وضع حدود لها ال يمكن تجاوزها فتنص المادة

ها العالج للرأي المسبق للمجلس الوطني ئرجى من وراتخضع التجارب التي ال ي"

.1"أعاله168/1ألخالقيات العلوم الطبية المنصوص عليها في المادة

الذي يتضمن تشكيل المجلس الوطني ألخالقيـات 06/04/96الصادر بتاريخ 96/122المرسوم اتنفيذي رقم :نظرا-1

.علوم الصحة

Page 174: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

168

رغم اعتراف المشرع الجزائري صراحة والمالحظ على هذه النصوص أنه

تجارب بالتجارب العلمية أو غير العالجية، إال أنه شدد على القائمين بمثل هذا النوع من ال

نظرا لألخطار الناجمة عنها، وأهم الشروط الواجب مراعاتها الحصول على الموافقة

ومن من الممثل القانوني للشخص بالنسبة للقصرأو،المستنيرة من الشخص الخاضع لها

في حكمهم، وضرورة أخذ الرأي المسبق للمجلس الوطني ألخالقيات العلوم الطبية مع

.ة والعلمية التي تحكم مهنة الطبمراعاة المبادئ األخالقي

في اشتراطها الموافقة المستنيرة من 2مكرر168ومن خالل تمعني في المادة

أي عند عدم " وعند عدمه"أضافت عبارة فكما بينت سابقا، الشخص الخاضع للتجربة،

ذلك وجود الشخص الخاضع للتجربة، تكون الموافقة من ممثله القانوني، فإذا كان يقصد ب

عديم األهلية فاألمر يتعلق بالقصر وكل من هو مصاب بعارض من عوارض األهلية، أما

إذا كان يقصد بذلك عديم الشخصية القانونية فاألمر يتعلق بالجنين، ألن القصر ومن في

حكمهم وإن كانوا ال يتمتعون بأهلية األداء إال أنهم يتمتعون بأهلية الوجوب باعتبارهم

.ية القانونية التي تبدأ بالميالد على قيد الحياةيتمتعون بالشخص

واألرجح أن المشرع يقصد من هذه الفقرة القصر ومن في حكمهم، ألنه باستعماله

نعدام اإلرادة وليس انعدام الشخصية القانونية، وهذا عيب ايقصد بها " عند عدمه"عبارة

نين من أخطر التدخالت الطبية كان على المشرع تداركه، ألن التجارب العلمية على الج

.فال بد من وضع نصوص تنظمها أو تمنعها تماما إذا كانت بغرض علمي

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن قانون حماية الصحة وترقيتها قد منع نزع

من قانون حماية 163نص المادةاألعضاء من القصر ومن في حكمهم بنص صريح وهو

...."يمنع القيام بانتزاع األعضاء من القصر : "ص علىالصحة وترقيتها التي تن

فكيف له أن يمنع نزع األعضاء من القصر ومن في حكمهم وال يعير أي إهتمام

للتجارب على هذه الفئة واألجنة البشرية، رغم أنها ال تقل خطرا عن عمليات زرع

قد سمح بإجراء ،مكرر168األعضاء؟، واألخطر من ذلك أنه في الفقرة الثانية من المادة

التجارب العلمية على القصر ومن في حكمهم باستصدار رضاء الممثل الشرعي لهؤالء،

. فإذا سمح بها على هذه الفئة فإنه ضمنيا قد سمح بها على األجنة البشرية

Page 175: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

169

ال يجوز النظر في : " على أنه1من مدونة أخالقيات الطب18كما تنص المادة

ديد للمريض، إال بعد إجراء دراسات بيولوجية مالئمة، تحت رقابة استعمال عالج ج

".صارمة، وعند التأكد من أن هذا العالج يعود بفائدة مباشرة على المريض

بالنظر إلى نص هذه المادة تبين أن القانون الجزائري ال يمنع من تجريب عالج

ذلك من الناحية التطبيقية، وتبينجديد ألول مرة على اإلنسان للتأكد من مدى فعاليته،

الطبية "جنيف"وهو جزائري متخرج من جامعة "توفيق زعيبط " حيث صرح الدكتور

ختراع دواء اتوصل إلى " صيدال"أنه بالتنسيق مع " الشروق اليومي"بسويسرا لجريدة

على 2002لعالج أمراض جلدية، وتم تجريب هذا الدواء منذ " بسودرما"جزائري أسماه

تونس،المتحدة األمريكية،الوالياتفرنسا،، ألمانيامن المرضى في الجزائر،المئات

.2سويسرا والعربية السعودية وأعطى نتائج باهرة

ولكن المشرع الجزائري في نفس الوقت يضع شرطا رئيسيا ومبدئيا للحفاظ على

في تجربته سالمة األشخاص وعدم تعريضهم للخطر؛ وهو أن يقوم المجرب قبل الشروع

بتدائية، والتأكد من ابفحوصات بيولوجية ودراسات، والتجريب على الحيوانات بصفة

.الوصول إليه من خاللهاريدفوائد هذه التجربة ومدى نجاعة العالج الذي ي

"من نفس المدونة بنصها على أنه 17وتؤكد على ذلك المادة يجب أن يمتنع :

تعريض المريض لخطر ال مبرر له خالل فحوصه أو الطبيب أو جراح األسنان من

".عالجه

في الحقيقة بالنظر إلى هذا النص فإنه لم يفرق بين التجارب العالجية والتجارب

غير العالجية، مما يتبين أن في كليهما يجب على القائم بهما عدم تعريض اإلنسان

.للخطر

غير العالجيةى عدم مشروعية التجارب تفقوا علاأما فقهاء الشريعة اإلسالمية فقد

لها دون أن اسليماونادوا بتحريمها، حيث تنتفي فيها الضرورة باعتبارها تخضع إنسان

المتضـمن مدونـة 1992يوليو سنة6:الموافق ل1413محرم عام 5المؤرخ في 276-92:المرسوم التنفيذي رقم_1

.08/07/1992، المؤرخة في 52: أخالقيات الطب، الجريدة الرسمية رقممقال في جريدة الشروق اليومي منشـور ،اع جزائري، دواء لإلكزيما والصدفية وتساقط الشعر والسكريختراأول -2

www.echouroukonline.com.:على الموقع اإللكتروني التالي

Page 176: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

170

تكون له فائدة منها، وباعتبار أن الشريعة اإلسالمية تقوم على درء المفاسد وجلب

تفيد البشرية المصالح، فإجراء التجارب على إنسان سليم يعود عليه بالضرر، وإن كانت

جتماعية من أجل في عالج األمراض مستقبال، إال أنه يجب التضحية بالمصلحة اال

وباإلضافة إلى ذلك، فاإلنسان هو مخلوق اهللا المكرم، حيث جعله اهللا .1مصلحة الفرد

خليفته في األرض وفضله على سائر المخلوقات بالعقل، ومن ثم فإن جعله حقال للتجارب

"كرامته حيث يقول عز من قائل متهانا لايعتبر ولقد كرمنا بني آدم وحملناھم في البر : : "، وقوله كذلك2"والبحر ورزقناھم من الطیبات وفضلناھم على كثیر ممن خلقنا تفضیال

.3"لقوا بأیدیكم إلى التھلكة وأحسنوا إن اللھ یحب المحسنین وأنفقوا في سبیل اللھ وال ت

وهذا ما أكد عليه قرار مجمع الفقه اإلسالمي في دورته السابعة عشرة بعمان من

،2006يونيو 28-24هـ الموافق لـ 1427جمادى الثانية 2جمادى األولى إلى 28

الضوابط الشرعية للبحوث الطبية البيولوجية على اإلنسان، وأضاف أن التجارب المتعلق ب

الطبية يجب أن تمارس بشروط أهمها رضاء الخاضعين لها رضاء حرا مستنيرا بالنسبة

للشخص الراشد، أما بالنسبة للقاصر فقد أقامت له الشريعة وليا أو وصيا يرعى شؤونه

وأن تقوم هذه التجارب على درء بق على الجنين، ونفس األمر ينطلما فيه مصلحة له،

.ن أمرت الشريعة بهمايالمفاسد وجلب المصالح تحت إطار تحقيق العدل واإلحسان اللذ

كما أجاز األئمة في الجزائر التشريح من أجل تعلم الطب، وفي ذلك جواز إجراء

من ذلك خدمة التجارب الطبية على الجثث بتشريحها، ولكن بشرط أن يكون الهدف

المجتمع ككل بإيجاد سبل عالج األمراض، فإذا تم هذا التشريح لغير غرض صحيح وال

ضرورة فهو حرام، وفي ذلك يجب أخذ إذن صاحب الجثة قبل وفاته، أو إذن وليه أو والة

.4أمور المسلمين

ستفادة من خبرات وتطور وإمكانات الطب الحديثة وليس من الحرج شرعا اال

لطرق الجديدة في التشخيص والعالج وتجارب الغرب في معالجة األمراض وا

.وماليها619شعالن سليمان محمد السيد عبده، المرجع السابق، ص -1.70سورة اإلسراء، اآلية -2.195سورة البقرة، اآلية -3.هاوما يلي445ص ، المرجع السابقفتاوى الشيخ أحمد حماني، -4

Page 177: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

171

األمراض منألن عالج األبدان كان الشفاء منها يبدو مستحيال،المستعصية، والتي كان

وهذا ما وضحته قصة سعد بن أبي وقاص . أمر مشروع وذلك حفاظا على اإلنسانية

ليه وسلم يده الشريفة على صدره المشهورة حين مرض، ووضع سيدنا محمد صلى اهللا ع

إنك رجل مفؤود، إئت الحارث بن كلدة، إنه رجل " :وقال عليه أفضل الصالة والسالم

كان وثنيا إال أن لديه قدرات كبيرة وواسعة "الحارث بن كلدة" ، ورغم أن"يعرف الطب

.في الطب

:تتمثل في تجربتينفإنها على الجنينغير العالجيةالتجارب صوروبالرجوع إلى

فبالنسبة لتجربة تحديد جنس .الهندسة الوراثيةهما تجربة تحديد جنس الجنين، وتجربة

ختلفوا في اأما فقهاء الشريعة اإلسالمية فقد ،عليهاالمشرع الجزائري لم ينص فإنالجنين

:تجاهاتامدى مشروعيتها وانقسموا إلى ثالثة

لتجارب مشروعة ألنها تجرى لضرورة عالجية، فالرغبة تجاه األول أن هذه ايرى اال

في الحصول على ذكور بالنسبة لشخص رزقه اهللا بعدد كبير من اإلناث رغبة مشروعة،

وهي ال تتعارض مع المشيئة اإللهية ألن األمر ال يتعدى األخذ باألسباب دون أن ينطوي

ارب ال يمكنهم العلم بجنس المولود على تحد إلرادة اهللا، ألن األطباء عند القيام بهذه التج

. 1هل هو ذكر أو أنثى

تجاه الثاني فيذهب إلى تحريم هذا العمل باعتبار أن األضرار الناجمة عنه قد أما اال

تفوق مزاياه، فإذا كان لذلك فائدة للفرد فإنه قد يسبب أضرارا لألجيال القادمة، وبالتالي

أن إجازة التحكم في جنس الجنين يؤدي إلى فالبد من النص على تجريمها، باعتبار

جتماعية كفلها اهللا سبحانه اطغيان جنس على آخر، إذ أن التوازن بين الجنسين ضرورة

وتعالى حتى يكون التناسل بالزواج ممكنا، وحتى ال ينقرض الجنس البشري، أما طغيان

أو ،كورةجنس على آخر فسوف يؤدي إلى استحالة أو صعوبة الزواج إذا طغت الذ

.نتشار آفة الزنا إذا كان عدد اإلناث أكبر من عدد الذكورا

.238-237محمود أحمد طه، المرجع السابق ص -1

Page 178: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

172

حيث أجاز هذا النوع من هذه التجارب بشرط ،تجاه الثالث فوقف موقفا وسطاوأما اال

ختالطها احتياطات من أجل حفظ البويضات ومنع أن تتم تحت ضوابط أهمها، أخذ كافة اال

. 1ت يؤدي إلى آثار وخيمة على البشرية جمعاءبغيرها، ذلك أن أي خطأ في البويضا

تصل إلى تجربة تحديد جنس الجنينوالمؤكد أنه خالل العامين األخيرين بدأت هذه

حيث تعددت الطلبات في مصر لدار اإلفتاء المصرية لتحديد جنس ، دول عربية كمصر

الث بنات اثنتان من رزقت بث": لسيدة تقول فيه2013عام 301الجنين، منها الطلب رقم

زوجي السابق وواحدة من زوجي الحالي، وأريد إنجاب طفل رابع ، فهل يحق التدخل

وأجابها المفتي بأنه " الطبي في تحديد نوع الجنين، أم أنه حرام وتدخل في مشيئة اهللا؟

هناك فرق في تحديد نوع الجنين على المستوى الفردي والجماعي ، فعلى المستوى

دي إلى اختالل التوازن الطبيعي الذي أوجده اهللا تعالى، أما على المستوى الجماعي يؤ

الفردي فيمكن ذلك، فتحديد جنس الجنين جائز شرعا ما لم يشكل اختيار أحد الجنسين

.2" ظاهرة عامة

على أن هذه العمليات مباحة، ونفى أن يكون " علي جمعة"صرح مفتي مصر كما

ها بشرط ئعلى إجرا" يوسف القرضاوي"ية، في حين وافق الدكتور فيها تحد للمشيئة اإلله

: خضوعها لمجموعة من الضوابط وهي

أن طلبات تحديد جنس المولود تقبل فقط في حالة األسر التي ال تملك سوى أطفال من -

جنس واحد؛

.وكذلك في حالة الرغبة لتجنب أمراض وراثية وتشوهات يحملها أحد الجنسين-

ن اإلسباني و السويسري قد جرما يجوع إلى بعض التشريعات فإن التشريعوبالر

ختيار جنس المولود، ويعاقب المشرع األلماني كل من يحاول أن يلقح بويضة اعملية

ختيار جنس الحيوان المنوي الملقح بها بالحبس بما ال يزيد على عام أو اإنسانية بنطفة بعد

.3بالغرامة

.83محمد مرسي الزهرة، المرجع السابق، ص -1

- http/ www myali .net / vb/ show thread, pht.، منشور على الموقع االلكتروني مجمع البحوث اإلسالمیة باألزھر،العالم اإلسالميقرار مجلس الفقھ اإلسالمي برابطة-2

:التاليAr.m.Wikipedia.org/wiki.

.448رضا عبد الحليم عبد المجيد، النظام القانوني لإلنجاب الصناعي، المرجع السابق، ص -3

Page 179: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

173

ب السابقة فلم ينص المشرع الجزائري على تجارب تعديل وعلى غرار التجار

، ولكن فقهاء الشريعة أو التي ال تهدف إلى العالجالصفات الوراثية ذات الغرض العلمي

اإلسالمية نادوا بتحريم هذا النوع من التجارب، وهو ما انتهى إليه المجمع الفقهي

ال يجوز : " صريحه على أنهبتجرية،ه1419عام ةاإلسالمي في دورته الخامسة عشر

ستخدام أي من أدوات علم الهندسة الوراثية ووسائله للعبث بشخصية اإلنسان، أو للتدخل ا

، فيتعين تجريم كل األبحاث "بدعوى تحسين الساللة البشرية" الجينات"في بنية المورثات

،وماتزومووالتجارب التي تؤدي إلى تغيير خلق اهللا لإلنسان، عن طريق التحكم في الكر

عليها بداعي الناسكالتصرفات التي تزيد أو تنقص في الطبيعة األصلية التي فطر اهللا

التجميل، أوالرغبة في التغيير، ذلك أن هذا األخير قد وصفته النصوص الشرعية بأنه

.2"وآلمرنهم فليغيرن خلق الله: " ، لقوله تعالى1ستجابة ألوامر الشيطانا

كما أوصى مؤتمر أبحاث التكاثر في العالم اإلسالمي المنعقد باألزهر الشريف عام

، بأنه ال يسمح بإجراء بحوث تهدف إلى تغيير الصفات الوراثية للخاليا الملقحة أو 1991

.3ختيار جنس المولود ألن ذلك تغيير لخلق اهللا

يضات فقط بغرض إجراء التجارب إن األمر ال خالف فيه بأنه ال يجوز تخصيب بوو

الطبية عليها، كالتبرع بالنطف والبويضات إلى بنوك األجنة من أجل جعلها محال لألبحاث

كتشاف عالج لبعض األمراض، وهي في ذلك ال تحقق فائدة االطبية لغرض الوصول إلى

مل للمرأة صاحبة البويضة في عالج العقم وإنما مصلحة للعلم بوجه عام فقط، وهذا ع

.محظور ألنه ال يحقق مصلحة مباشرة للشخص

ناعي الخارجي الوصول إلى إنجاب طصفإذا كان الهدف الرئيسي من التلقيح اال

فمن غير المعقول أن يحيد عن هدفه ،مولود بعد أن فشلت الطرق الطبيعية في تحقيق ذلك

وإذا .رب واألبحاثستخدامها فقط في التجااالحقيقي ويصبح تلقيح هذه البويضات بهدف

كان األطباء يهدفون من هذه التجارب الوصول إلى تطور العلم، فإن هذا الهدف ال يمكن

.131محمد مرسي الزهرة، المرجع السابق، ص -1119ء، اآلية سورة النسا-2.140الحماية الجنائية للجنين، المرجع السابق، ص ،أميرة عدلي أمير-3

Page 180: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

174

بتداء من كونه بويضة فيمنع اأن يكون مبررا للمساس بسالمة الجنين في أول مراحله

.تخصيب أية بويضة لغير اإلنجاب

: على أن1982ي توصياتها في كما أكدت الجمعية البرلمانية للمجلس األوروبي ف

لكل شخص حق في أن يرث الصفات الوراثية دون تغيير، وعكس ذلك يتعارض مع حق "

أما عن البويضات الملقحة الفائضة عن عملية التلقيح .1"حترام الفرد في الكرامة واال

يجب عدم إبقاء هذه البويضات المخصبة خارج االصطناعي، فالرأي الراجح يرى بأنه

يجوز إجراء التجارب الطبية على البويضات إذ ،من تخصيبهاايوم14م أكثر من الرح

تفق العديد ابعد اإلخصاب، حيث ايوم14المخصبة من لحظة تلقيحها إلى ما قبل مرور

، وقد 42العمل المبكر في اليوم من األطباء على أن الجهاز العصبي للجنين يبدأ في

.2بتعاد تماما عن بداية تكوين الجهاز العصبيلالايوم14أختيرت هذه المدة أي

عن طريقنتشار بنوك األجنة اوما ساعد التجارب على البويضات الملقحة هو

للمراكز الطبية المتخصصة التي تقوم بتلقيحها وال التبرع بالبويضات والحيوانات المنوية

ها ئالمراكز تقوم كذلك بشرايتعلق األمر بالتبرع فقط، وإنما ال بد من اإلشارة أن هذه

ة من أجل تجميدها وإعدادها من أجل جعلها محال للتجارب بهدف ظأيضا بمبالغ باه

. 3طرق عالجية جديدةكتشاف االوصول إلى

مصدرها غير مشروع، وهو ألنغير مشروعةهذا النوع من التجاربوأرى أن

ت محل عقد بيع، وهذا يتنافى تماما عبارة عن بويضات وحيوانات منوية متبرع بها أو كان

مع مبدأ تكريم اإلنسان وعدم جعله محال لمعامالت مالية، هذا من جهة ومن جهة أخرى

ها على هذه البويضات الملقحة ال تحقق أية مصلحة عالجية ؤفإن التجارب التي يتم إجرا

يضة ذاتها سواء بالنسبة للمرأة صاحبة البويضة، أو للرجل صاحب المني، أو حتى للبو

الصفات الوراثية فيها، وبالتالي يمكن الجزم بأن هذه التجارب غير كأن يتم تعديل بعض

ما ال لكن و.سالميةمشروعة، و باإلضافة إلى ذلك فإنها تتنافى مع مبادئ الشريعة اإل

.76بلحاج العربي، المرجع السابق، ص -1

- Memeteau, art préc, p 990..39، ص1987، المقال السابقمحمد علي البار، -2216أيمن مصطفى الجمل، المرجع السابق، ص -3

Page 181: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

175

الفائضة عن عمليات التلقيح إجراء التجارب على البويضات الملقحةيمكن نكرانه أن

إذ يمكن اإلستفادة من هذه التجارب في مر تقتضيه ضرورة البحث العلمي، أالخارجي

اكتشاف األمراض الوراثية من خالل دراسة الحمض النووي للبحث عن العالج المناسب

أو العقمأسبابالبحث في لهذه األمراض، وكذلك معرفة أسباب التشوهات الخلقية و

ال يمكن القيام بالتجارب لكن و،1لمرأةفي رحم اوفشل عملية الزرعاإلجهاض المتكرر

، بحاث تحت اشرافهاموافقة الجهات المختصة والقيام باألعلى البويضات الملقحة إال بعد

بحاث والتجارب الى ن تهدف األ، وأموافقة الزوجين موافقة حرة وصريحة ومكتوبةو

.ناعي بوجه عامطصل التلقيح االئتحسين وسا

،و منعدمةأالتي تتعرض لها تلك البويضات المخصبة قليلة تكون المخاطرويجب أن

مختصة محايدة، وال يكون هذا وتقدر هذه المخاطر قبل القيام بالتجارب من قبل لجنة

هذه البويضة الملقحة التي كانت عادة زرع، ويمنع إنفسهالتقدير من طرف القائم بالتجربة

.2بويضةة صاحبة الأفي رحم المرمحال للتجارب الطبية

من عمرها تتكون من عدة خاليا لم تنقسم ايوم14فالبويضة الملقحة التي لم تبلغ

بعد، وبالتالي فإن إخضاعها لمثل هذه التجارب شبيه بإخضاع األشياء لها، فالتجربة هنا

ذين ال لتكون على خاليا وأنسجة وليس على كائن بشري يتمتع باإلحساس والشعور ال

وهناك من نادى بجواز .البويضة الملقحة فهي بمثابة شيء، أو جثة هامدةتتمتع بهما هذه

قياسا بقبول إخضاع الشخص المتوفى لها في البويضاتإجراء مثل هذه التجارب على

.حاالت

فالموت حسب رأيهم هو موت خاليا المخ بأكملها وما ينتج عنه من توقف القلب عن

لموت، فالبويضة الملقحة تعتبر بمثابة جثة فليس لها النبض، وهذا حسب التعريف الطبي ل

.، وبالتالي إخضاعها للتجارب شبيه بإخضاع الجثث الهامدة لها3حياة مخية أو عصبية

باعتبار أن البويضة الملقحة ليست شيئا وليست جثة، ،عتماد هذه اآلراءالكن ال يمكن و

، فيجوز إجراء التجارب عليها رامتهامتهان كاولكنها نواة اإلنسان يجب إحترامها وعدم

. 225الجمل، المرجع السابق، صأيمن مصطفى - 1

.129محمد مرسي الزهرة، المرجع السابق، ص- 2

.ومايليها125محمد مرسي الزهرة، المرجع السابق، ص -3

Page 182: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

176

على المستوى الدولي اتفقت قوانين بعض الدول على ف.ولكن وفقا لضوابط قانونية

تفاقها ا، على غرار التجارب العالجية مع غير العالجيةعتراف بمشروعية التجارب اال

على ضرورة وضع ضوابط وشروط لممارستها، بحيث ال يمكن السماح بإطالقية ممارسة

ختالف هذه الدول في انتهاكا لحرمة جسم اإلنسان؛ ورغم اهذه التجارب، ألن في ذلك

طبيعة هذه الضوابط، إال أنها تشترك كلها في أنها يجب أن تكون متفقة مع قواعد الصحة

.وأصول مهنة الطب

وتبرير ذلك أن رضاء الشخص الخاضع للتجربة العلمية هو الذي يبرر

ل دون قيام الجريمة ما لم يترتب على التجربة ضرر جسيم على مشروعيتها، فالرضا يحو

الشخص، وذلك بقياس التجارب العلمية على التجارب التي يباشرها األطباء في مجال نقل

.1وزراعة األعضاء

إضافة إلى ذلك فإن التجارب العلمية عند أنصارها تحتاج إليها البشرية، لما تحققه

.2ير من األمراض المستعصيةمن منافع ساهمت في عالج الكث

غير العالجيةومن بين التشريعات التي نصت صراحة على شرعية التجارب

منه، التي تنص على شرعية التدخالت الطبية 90قانون العقوبات النمساوي في المادة

بشرط أن تتم هذه العمليات ،التي ال يتوافر فيها الغرض العالجي، كالجراحة التجميلية

.اضع لها وال تكون مخالفة لقواعد وآداب المهنةبرضاء الخ

من القانون المدني 20وأشار لذلك صراحة القانون الكندي حيث نصت المادة

كوبيك، على شرعية التجارب الطبية على اإلنسان، وأجازت ألي شخص بالغ لوالية

. 3الخضوع للتجربة بشرط أن تكون منفعتها أكبر من الخطر المتوقع منها

هتماما كبيرا بهذا النوع من التجارب، بل اهتمت الواليات المتحدة األمريكية اكما

إذ ترجع جذورها إلى سنة غير العالجيةكانت من الدول السباقة إلى تنظيم التجارب

الذي نص على جواز إجراء " أوهيو " ومن التشريعات األمريكية قانون والية .1966

هم باإلعدام، ولقد لجأت إلى إخضاع هؤالء إلى التجارب التجارب الطبية على المحكوم علي

. 493محمد سامي الشوا، المرجع السابق، ص -1.94، العدد األول، ص 1989، 08منذر الفضل، التجربة الطبية على الجسم البشري، مجلة العلوم القانونية، مجلد -2

3 - Manche, La responsabilité médicale du point de vue pénal, thèse, 1913.p 119 ets.

Page 183: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

177

وحفزتهم باعتبار أن من يظل حيا بعد الخضوع لها، تستبدل عقوبة اإلعدام بشأنه بعقوبة

.1مقيدة للحرية فقط

باإلضافة إلى ذلك فإن كتابة الدولة األمريكية للصحة والمصالح البشرية أصدرت

، تضمنت مجموعة من الضوابط والشروط يجب 1984يناير 26الئحة فيدرالية بتاريخ

توفرها عند مباشرة التجارب العلمية، ومن هذه القواعد الحصول على رضاء الخاضع

ا مستنيرا، ومراعاة التناسب بين األخطار التي تصيب الشخص رللتجربة رضاءا ح

.والفوائد المرجوة، بالنظر إلى أهمية المعرفة التي يأمل الحصول عليها

11من الدستور المصري الصادر في 43في القوانين العربية نصت المادة و

ال يجوز إجراء تجربة طبية أو علمية على أي إنسان بغير : " على ما يلي1971سبتمبر

هذا النص يؤكد على ضرورة حماية جسم اإلنسان من أي عمل من شأنه ". ه الحر ئرضا

طبية علمية إال بشرط الحصول على يجوز إجراء أية تجربةالمساس به، بحيث ال

ولم يتضمن القانون المصري على أي نص الرضاء الصريح من الشخص الخاضع لها،

ورغم هذا النص الصريح على إباحة التجارب العلمية .بخصوص التجارب على الجنين

إال أن غالبية الفقه المصري يذهب إلى القول بعدم مشروعية التجربة العلمية، إذ أن

بيب الذي يجري عملية جراحية بهدف تجربة علمية ال يتمتع بسبب من أسباب اإلباحة الط

،2حتى ولو تمت برضاء الخاضع لها

نه إعتنق مشروعية التجارب على اإلنسان، بحيث اورغم أن الدستور المصري

ال يمكن تحقيق تقدم علمي إال من خالل إجراء تجارب للتعرف على نتيجة هذه األبحاث،

أنه أهمل إلضفاء الشرعية على التجربة العلمية، أن يكون هناك تناسب بين الهدف غير

المقصود من التجربة، والخطر الذي يتعرض له الخاضع لها، وفي جميع األحوال يجب

الحرص على حياته وصحته، باإلضافة إلى ضرورة الحصول على رضاء الشخص

.742مأمون عبد الكريم، المرجع السابق، ص -1عبدحمدي-.115ص المقال السابق، مصطفى،محمودمحمود-.286زكي االبراشي، المرجع السابق، ص -2

.63محمد عيد الغريب، المرجع السابق، ص -. 62ص لمقال السابق، االرحمن،

Page 184: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

178

وصادرا عنه دون إكراه كما ،االخاضع للتجربة، ويجب أن يكون رضاء حرا مستنير

.1ه في أي وقتئيجب إعالمه بجميع مخاطر التجربة مع حريته في العدول عن رضا

ابحتاومن بين الدول التي ترفض التجارب على الجنين التي يكون الهدف منها علمي

ب ؛ حيث أكد المركز الخاص بالبحوث الطبية في كندا أن التجارب على األجنة يج"كندا"

أن تقتصر على ما يفيد عالج العقم وغيره من الجوانب الصحية المرتبطة بالتكاثر البشري

. 2ايوم17واإلنجاب، وأن تكون في الفترة األولى التي تلي اإلخصاب مباشرة وال تتجاوز

يسمح بإجراء التجارب 2003ماي 11حيث صدر قانون في " بلجيكا"وحذت حذوها

يوم من تطور الجنين، وفائدة 14قتصر على العالجية منها، وذلك قبل على األجنة ولكن ي

هذه التجارب تنحصر في العمل على تطوير تقنيات عالج العقم، عالج األمراض

.3....الوراثية، نقل األعضاء والخاليا الجنينية

على قد حظرت التجارب على األجنة البشرية سواءف" الواليات المتحدة األمريكية"أما

الحمل المستكن أو على البويضات الملقحة لفترة زمنية طويلة، ثم عادت وسمحت بها

ستشارية آلداب المهنة في ، ولكن أكدت اللجنة اال4بشرط أن يكون الهدف منها عالجيا

شتراط الموافقة الصريحة من الزوجين إلجراء التجارب على االواليات المتحدة إلى

.ة تخصيبهاالبويضات الملقحة في بداي

يعتبر رضاء المريض مبررا وهناك من يرفض رفضا باتا التجارب العلمية وال

:من القانون المدني اإليطالي05للجوء إلى مثل هذه التجارب، حيث تنص المادة

ال يجوز للشخص أن يتصرف في جسمه تصرفا يؤدي إلى نقص مستديم في كيانه "

يتضح من هذا ."أو النظام العام أو حسن اآلداب الجسدي، أو أن يكون مخالفا للقانون

نتقاص من سالمة النص أن تصرف اإلنسان في جسمه مشروعا بشرط أال يؤدي إلى اال

.جسده، وأال تكون هذه التصرفات مخالفة للنظام العام

.309المرجع السابق ص أسامة عبد اهللا قايد ،-12 -Grfpa-unblog.fr /tag/droit de – la- bioéthique.

.96محمد عيد الغريب، المرجع السابق، ص -3

.136محمد عبد الوهاب الخولي، المرجع السابق، ص - 4

Page 185: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

179

الرضا ال يعد مبررا للجراح " من قانون العقوبات اإليطالي أن 50كما تؤكد المادة

أو يعرض للخطر حقا شخصيا مما يجوز للشخص التصرف فيه على وجه يمس ذيال

تفاق من شأنه أن يخضع به شخص جسمه للغير امن خالل هذه المادة فإن كل ".صحيح

تفاق إحداث من قانون العقوبات؛ ولو لم يكن من شأن هذا اال50يدخل في نطاق المادة

.1نقص دائم على جسم الشخص

عدم 1986لجمعية البرلمانية للمجلس األوروبي عام وقد جاء في توصيات ا

السماح بزرع أجنة ناشئة عن سالالت مختلفة أو أجنة إنسانية في حيوان أو العكس، كما

.2رفضت اللجنة القومية ألمراض المهنة في فرنسا تلك الوسائل

المنعقد في كما أكدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي الرابع عشر لقانون العقوبات

حتفاظ بصفاته حترام حق الفرد في االاالسالف الذكر، على وجوب 1987ألمانيا عام

الوراثية، وبالتالي رفض اإلجراءات التي تهدف إلى تغيير الصفات أو الخصائص وتغيير

المالمح والتحكم في السالالت وغير ذلك من التجارب التي ال تهدف إلى عالج وحماية

.3راض والتشوهاتالجنين من األم

النطفة الجنين المكتمل النمو ويرى أننجده وبالرجوع إلى المشرع الفرنسي،

المخصبة خارج الرحم مثلها مثل تلك المعلقة في جدار الرحم تشكل مرحلة في تكوين

والقانون " فرنسا"اإلنسان، لذا يجب حمايتها، وهذا ما أكدته اللجنة القومية آلداب المهنة في

، حيث أدانت اللجنة الوطنية لألخالق 1994الخاص باحترام الجسم البشري الصادر في

إجراء التجارب على البويضات الملقحة بهدف غير عالجي واعتبرته عمال غير أخالقي

.4وقدسيتهألنه يتعارض مع كرامة اإلنسان

دف إلى عالج فالتجارب المقبولة في القانون الفرنسي، هي التجارب التي ته

األمراض كتحسين نوعية الهرمون الذي يعمل على تنشيط مبيض المرأة إلفراز أكثر من

بويضة، والتي تؤدي إلى زيادة فرص تحقيق رغبة الزوجين في اإلنجاب، أو التجارب

التي ترمي إلى تهيئة الجو المناسب لإلخصاب في أنبوب، والتي تساعد على نمو البويضة

1 - Fahmi Abdou, Thèse précité, p 39 et s.2 - Memeteau, art préc, p908.

.348إيهاب يسر أنور علي، المرجع السابق ص -3

.37صشوقي زكريا الصالحي، اآلثار المترتبة على التلقيح الصناعي، المرجع السابق، - 4

Page 186: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

180

ها في رحم الزوجة، وأيضا األبحاث التي تعمل على تطوير عملية تجميد الملقحة قبل زرع

فرنسا أول تعتبرو.ستخدامها في عمليات الزرعحتفاظ بها الالبويضات الملقحة وذلك لال

أو ما يسمى "bioéthique"دولة أوروبية تتوفر على إطار تشريعي خاص بالبيوتيك

لمرور بشكل فعلي من األخالق إلى القانون أي وذلك يضمن لها ا" بأخالقيات علم األحياء"

يؤكد تشبثها بحقوق اإلنسان، وبناء على ذلك توالت القوانين في فرنسا بين مؤيد ومعارض

.للتجارب الطبية العلمية على األجنة البشرية

المتعلق باحترام الجسم البشري، فإن كل 1994جويلية 29فبالرجوع إلى قانون

وباألخص تخصيب أجنة في أنابيب من أجل دراسات، ،جنة محظورةالتجارب على األ

أبحاث وتجارب إال في الحاالت التي تحقق هذه التجارب منفعة مباشرة للجنين لضمان

، ودراسة الفيروسات والغدد الصماء، ومعرفة الجينات حسن زرعه وتطوير وسائل التلقيح

هات الخلقية والعاهات الجسمانية التي تنطوي على خلل وراثي، ومعرفة مسببات التشو

.1التي تظهر في الجنين في بطن أمه ويولد بها

والمرسوم الصادر في ،2004أوت 6ولكن بصدور قانون أخالقيات علم األحياء في

المعدلة لقانون الصحة الفرنسي، تم السماح بإجراء التجارب الطبية 2006ديسمبر 22

.ستثناءاعلى األجنة البشرية

فقرة أولى وثانية وثالثة من قانون الصحة الفرنسي 2151L-5حيث تنص المادة

، بأن التجارب على الجنين البشري 2006ديسمبر 22المعدل بالمرسوم الصادر في

ستثناء وبالحصول على موافقة الزوجين تقبل األبحاث على الجنين امحظورة، ولكن

مر األبحاث المجراة على األجنة وخالياها تباع الضوابط المقررة قانونا، وتستابشرط

سنوات من يوم 5ستثناء لمدة األهداف عالجية والتي رخص بها بروتوكول البحث

.صدور هذا المرسوم

في فقرتها الرابعة والخامسة إلى شروط القيام بالتجارب 2151-5وقد أشارت المادة

:على األجنة البشرية أهمها

.كتابةالحصول على موافقة الزوجين-

.ناعي الخارجي فقط طصقتصار التجارب على األجنة الناتجة عن التلقيح االا-

1 -Voir aussi. R. Cabrillac, M. Anne, F. Roche et T. Revet, Op.cit, p 182-277.

Page 187: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

181

.Agence de Biomédecineالحصول على ترخيص من وكالة الطب الحيوي -

حترام هذه الضوابط القانونية اوتضيف الفقرة السادسة من نفس المادة أنه في حالة عدم

.ب الترخيص أو توقف هذه التجاربأو المحددة في الترخيص، فإن الوكالة تسح

ستيراد وتصدير الخاليا الجذعية ابفقرتها األولى والثانية، أن 2151-6وتؤكد المادة

حترام الجسد االجنينية يجب أن يكون بترخيص من وكالة الطب الحيوي، وباتباع قواعد

. بقامن القانون المدني المذكورة سا8-16إلى 16اإلنساني المقررة في المواد

، أن كل منظومة مخصصة لحفظ الخاليا الجذعية الجنينية 2151-7كما تؤكد المادة

من أجل أغراض علمية يجب أن تحصل على ترخيص كذلك من وكالة الطب الحيوي،

حترام القواعد الصحية، يمكن لهذه الوكالة إيقاف التجربة أو سحب اوفي حالة عدم

Mme Roselyneالصحة و الرياضة الفرنسيةوالجدير بالذكر أن وزيرة . الرخصة

Bachelot عرضت على مجلس الوزراء مشروعا لتعديل قانون أخالقيات علم األحياء

لدراسة بعض القضايا، منها معايير الخروج عن المبدأ الرافض 2010أكتوبر 20في

، والذي حصرها على 2006نص عليه مرسوم لفكرة التجارب على الجنين الذي

"جارب العالجية باستعماله عبارة الت :Progrè thérapeutique majeur" حيث ،

ستبدلت هذه العبارة بعبارة أكثر عمومية تشجع التجارب العلمية في هذا المجال وذلك من ا

وقد صادق البرلمان ".Progrè médicaux majeur: أجل تطور الطب وهي عبارة

وتم نشره في الجريدة الرسمية في ، 2011جويلية7الفرنسي على هذا المشروع في

بقى على مبدأ حظر التجارب العلمية على األجنة البشرية، وأكد أ، ولكنه 2011جويلية8

.1ستثناءات على هذا المبدأ في حالة الضرورةعلى اللجوء إلى اال

وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على رفض المشرع الفرنسي للتجارب غير العالجية،

التجارب التي تهدف إلى تطور البحوث الطبية وإيجاد مسببات األمراض والسماح فقط ب

. وسبل عالجها

1 -Le projet de la loi 2010 de bioetique.

-Voir : www.net.iris.fr/veille-jurdique/doss_www.vie-publique.fr-loi-7juillet-2011-relative-

biothique.

Page 188: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

182

ستشارية للتجارب واألبحاث الطبية على اهيئة 1957تم إنشاء سنة " إنجلترا"فيو

األجنة، بشرط أن يكون الجنين ال يتجاوز العشرين أسبوعا من العمر ويبلغ من الوزن

أن التجربة إلحاق الضرر به، كما جرم قانون الخصوبة غرام، وال يكون من ش300

الصادر في المملكة المتحدة، كل فعل من شأنه 1990البشرية وعلم األجنة الصادر عام

تباع القواعد اتكوين نطفة ملقحة بقصد قتلها من خالل األبحاث الطبية وما في حكمها دون

عن هذا الموقف حيث "إنجلترا "، ثم سرعان ما عدلت1والضوابط المحددة في القانون

الحصول على أجنة "Le Human fertilisation an embryology Act"سمح قانون

.، وذلك بتلقيح بويضات متبرع بها2من أجل جعلها محال للتجارب الطبية

من خالل ما سبق يتضح أن التجارب غير العالجية هي تلك التجارب التي ال تهدف

من األمراض التي تصيبه، وإنما الهدف منها تحقيق أغراض أخرى إلى عالج الجنين

.علمية أو تحقيق رغبات شخصية

وإني أرى أن هذه التجارب أكثر خطورة إذا مورست على الجنين البشري من تلك

التي تجرى على إنسان متكامل البنيان، فمن جهة أنها تمارس على هذا األخير بناء على

ا يعتبر سببا من أسباب اإلباحة في األعمال الطبية، والجنين ال يملك موافقته، والرض

. إرادة تعبر عن موافقته بل هو ال يملك شخصية قانونية

ومن جهة أخرى فإن التجارب العلمية على الجنين وخاصة في مرحلة البويضة

ديل الصفات الملقحة، سوف تمتد آثارها إلى األجيال الالحقة خاصة تلك المتعلقة بتع

.الوراثية، بينما اآلثار بالنسبة للتجارب على اإلنسان المتكامل البنيان تقتصر عليه وحده

، لذا أقترح على المشرع الجزائري وضع نصوص دقيقة وصارمة في هذا الشأن

بمقتضاها يتم تشديد ضوابط التجارب العلمية إن كان من شأنها خدمة العلوم الطبية في

مراض وسبل القضاء عليها كالتجارب على البويضات الملقحة ولكن دون اكتشاف األ

إعادة زرعها في رحم المرأة بعد أن تجرى عليها هذه التجارب، أما التجارب التي من

ستجابة لرغبات األشخاص كاختيار لون البشرة شأنها تعديل الصفات الوراثية من أجل اال

ات الوراثية فقط من أجل إشباع شهوة علمية و والعينين مثال، أو التالعب في المكون

.37شوقي زكريا الصالحي ، اآلثار المترتبة على التلقيح الصناعي، المرجع السابق، ص- 1

2- Grfpa-unblog.fr /tag/droit de – la- bioéthique.

Page 189: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

183

كالتهجين بين الحيوان واإلنسان، فإني أرى أن على المشرع الجزائري النص على منعها

، كما عليه التفرقة بين التجارب العلمية المحضة وهي التي ال تهدف بنصوص صريحة

لتجارب إلى البحث عن مسببات األمراض لعالجها وهي التجارب غير العالجية، وا

العلمية التي يتحقق هدف العالج فيها، والتي أطلقت عليها في هذا البحث التجارب على

. الجنين من أجل عالج المرضى

وفيما يخص التجارب من أجل تحديد جنس الجنين فرغم إجازتها من الفقهاء

فقط ال المعاصرين بشرط أن يقتصر األمر في تلبية هذه الرغبات على المستوى الفردي

في إال أنني أرى أن في األمر خطورة كبيرة تسبب إختالالعلى المستوى الجماعي،

، وتدخال في مشيئة الخالق، لذلك أقترح على المشرع الجزائري كونالتوازن الطبيعي لل

، حيث يقول عز من قائل في سورة الشورى النص صراحة على منع مثل هذه التجارب

واألرض یخلق ما یشاء یھب لمن یشاء إناثا ویھب ملك السمواتللھ":50و49في اآليتين

." أو یزوجھم ذكرانا وإناثا ویجعل من یشاء عقیما إنھ علیم قدیر ) 49(لمن یشاء الذكور

Page 190: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

184

الثالثلمبحثا

ام بضوابط الجدية العلميةاإللتزلكي تحقق التجربة الغرض الحقيقي منها سواء عالجيا أو علميا، وفي نفس الوقت تحافظ

هذه . على سالمة جسم الشخص الخاضع لها، يجب أن تحاط بمجموعة من الضمانات

لتزام بضوابط الجدية العلمية ألن ذلك سوف يتفق مع األخالق األخيرة تعمل على اال

لتزام األخالقي يفرض على التي يجب مراعاتها أثناء إجراء هذه التجربة، فاالواآلداب

الطبيب أن يولي جسم اإلنسان عناية كبيرة فيرجح مصلحة هذا األخير على المصلحة

.1المنتظرة من بحثه، فيحيطه برعاية كبيرة ويعمل جاهدا على عدم تعريضه للمخاطر

ة من الظروف المادية تتناسب وتتفق مع ولذلك البد أن تحاط التجربة بمجموع

التجارب الطبية تقوم على ف.2مقتضيات الجدية العلمية ومع تحقيق مصلحة الخاضع لها

البحث والكشف عن كل ما هو جديد من خالل الدراسات واألبحاث الطبية، وبالتالي

ما توصل في المجال الطبي وعلى دراية بآخرايفترض في القائم بالتجربة أن يكون باحث

. 3باألصول العلمية الحديثة في عملهاإليه العلم في مجال التجارب وملم

، القائمين بهذه التجارباحترام المبادئ االخالقية والعلمية لدىوأهم هذه الظروف

التجارب على الجنين، وهذا ما المترتبة عنبين الفوائد والمخاطر الموازنةوضرورة

.طلبين التاليينسوف أتناوله من خالل الم

المطلب األول

خالقية والعلميةاحترام المبادئ األأن تجرى في مراكز األبحاث نظرا ألهمية التجارب الطبية على األجنة البشرية ال بد

وبعد الحصول على رخصة من الجهات ،المعترف بها أو في المستشفيات الجامعية

وهذا يؤكد على .4ألهل االختصاصاإلدارية المعنية، باإلضافة إلى وجوب إسنادها

ضرورة رقابة هيئات إدارية على مدى مراعاة هذه التجارب للقواعد القانونية واألخالقية،

1 - Hennau Hublet, article précite, p 744..95-94المرجع السابق، ص خالد حمدي عبد الرحمن،-2

92.- 91خالد حمدي عبد الرحمن، المرجع السابق، ص،- 3

4 - Dierkens, thèse précitée, op.cit, P 124

Page 191: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

185

ومن المستحسن أن تكون هذه الهيئات مستقلة ومختلطة تتشكل من أعضاء من السلك

.1الطبي، وأعضاء من مهن أخرى غير طبية من أجل تحقيق رقابة اجتماعية

من قانون حماية الصحة 2/مكرر168وبالرجوع إلى القانون الجزائري فإن المادة

حترام المبادئ األخالقية والعلمية التي تحكم الممارسة الطبية اتؤكد على حتمية ،وترقيتها

ولكي تحقق التجارب الطبية أثناء القيام بالتجريب على اإلنسان في إطار البحث العلمي،

الرقابة للمجلس الوطني 1مكرر168لرقابة، فأسندت المادة لتخضع البد أن هذا الغرض

ألخالقيات العلوم الطبية فال يجوز القيام بهذه التجارب إال بعد أخذ موافقته ورأيه، ولكن

"على أنه1مكرر168فتنص المادة .هذه الرقابة تقتصر على التجارب العلمية ينشأ :

كلف بتوجيه وتقديم اآلراء والتوصيات حول مجلس وطني ألخالقيات العلوم الطبية، ي

عملية انتزاع األنسجة واألعضاء وزرعها والتجريب وكل المناهج العالجبة التي يفرضها

تطور التقنيات الطبية والبحث العلمي، مع السهر على احترام حياة اإلنسان وحماية سالمته

مل الطبي والقيمة العلمية لمشروع البدنية وكرامته، واألخذ بعين االعتبار الوقت المالئم للع

".االختبار والتجريب

وما استنتجه من خالل هذه المادة أن المشرع الجزائري أكد على ضرورة استشارة

المجلس الوطني ألخالقيات العلوم الطبية عند القيام بكل التجارب الطبية سواء على

رغم عمومية النص إال أنه ممكن اإلنسان المتكامل البنيان أو على الجنين البشري ، ف

غير أنه عند إجراء التجارب العلمية ال بد من موافقة هذا المجلس . التطبيق على كليهما

"من نفس القانون بنصها3مكرر 168عليها، وهذا ما تؤكده المادة تخضع التجارب :

وم الطبية التي ال يرجى من ورائها العالج للرأي المسبق للمجلس الوطني ألخالقيات العل

ففي حالة رفض المجلس الوطني ألخالقيات ".أعاله168/1المنصوص عليها في المادة

.العلوم الطبية لمشروع التجربة يمتنع على القائم بها تنفيذها

ويفهم كذلك من المواد المذكورة أعاله أن المشرع الجزائري قد أسند دور الرقابة على

استجابة هذه التجارب للمبادئ األخالقية ىذي يتأكد من مدالتجارب الطبية لهذا المجلس ال

. والعلمية التي يجب أن يراعيها الباحث في المجال الطبي

.770م، المرجع السابق، صمأمون عبد الكري-1

Page 192: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

186

أجهزة المجلس الوطني : " من مدونة أخالقيات الطب على أن164وتنص المادة

:ألخالقيات الطب هي

ة الوطنية ألطباء وجراحي الجمعية العامة التي تتكون من كافة أعضاء الفروع النظامي-

.األسنان والصيادلة

المجلس الوطني الذي يتكون من أعضاء مكاتب الفروع النظامية الوطنية لألطباء -

.وجراحي األسنان والصيادلة

. المكتب الذي يتكون من رؤساء كل الفروع النظامية ومن عضو منتخب عن كل فرع-

ن الرئيس من القطاع الخاص يكون العضو المنتخب من القطاع العام عندما يكو

."والعكس بالعكس

والمالحظ على هذه المادة أن المجلس الوطني ألخالقيات الطب يتكون من األطباء

فقط، وبالتالي فإن مهمة الرقابة على التجارب الطبية مسندة فقط ألصحاب المهن الطبية،

تجارب محلها اإلنسان وأرى أنه من المستحسن إشراك المجتمع في هذه الرقابة ألن ال

والكل معني بها، وذلك من خالل إعطاء العضوية كذلك إلى غير المنتمين إلى المهن

.الطبية

احترام المبادئ األخالقية والعلمية في وعلى المستوى الدولي أكدت على وجوب

لضمان 1949أوت 12بتاريخ " بجنيف"تفاقيات اأربع التجارب الطبية بصفة عامة

:تفاقيات هياإلنسان في فترات الحرب وأهم المبادئ التي جاءت في هذه االحقوق

سن تشريع بمعاقبة كل من يقوم بإجراء التجارب العلمية على أبناء البالد -1

المختلفة وأسرى الحرب، وخاصة التجارب البيولوجية ولو برضاهم؛

الطب؛عدم إجبار األطباء على ممارسة أعمال مخالفة لقواعد مهنة -2

.1ال يجوز إخضاع األشخاص إلى عمل طبي ال تبرره صحتهم-3

أصدرت الدول األوروبية المنضمة للمجلس كذلكوتأكيدا على هذه الشروط

:وتتلخص هذه التوجيهات فيما يلي1978ماي 20األوروبي توجيهات بتاريخ

ضرورة البدء بالتجربة على الحيوانات قبل اإلنسان؛-1

مـاروك نصـر الـدين، -. 301ماروك نصر الدين، تطور مفهوم الحق في سالمة الجسم، المرجع السابق، ص -1

.309، المرجع السابق، ص الحماية الجنائية للحق في سالمة الجسم

Page 193: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

187

مراقبة، ويجب مقارنة األثر العالجي لدواء جديد ودواء قديم؛أن تكون التجارب -2

اللجوء إلى تجارب مقارنة؛-3

ستعمال الطرق اإلحصائية لمعرفة األثر العالجي مع عدم اللجوء إلى أعداد كبيرة من ا-4

.المرضى خالل التجربة

وى تفاقيات الدولية على المستكما يعتبر إعالن هلسنكي وإعالن طوكيو من أهم اال

الذي أكد على العالمي بخصوص حماية حقوق اإلنسان في مواجهة التجارب الطبية

، وقد أصدرتها الجمعية الطبية العالمية في ضرورة احترام المبادئ االخالقية والعلمية

أكتوبر عام 07إلى 03وراجعته من 1964جتماعها الثامن عشر في هلسنكي سنة ا

وقد أدرج هذان 1975رين في طوكيو سنة جتماعها التاسع والعشا، وفي 2000

هذا الشرط باشتراطها أن تتم التجارب من قبل أطباء مؤهلين في ذكرها اإلعالنان

:الضوابط التي يجب مراعاتها عند إجراء التجارب الطبية وأهمها

ستجابة التجارب لمبادئ األخالق والعلم، وضرورة أن تسبقها تجارب على ا-1

الحيوان؛

مباشرة هذه التجارب من قبل أطباء مؤهلين تحت إشراف أطباء ضرورة -2

متخصصين؛

يجب أن تكون فوائد التجربة أكثر من األخطار التي يتعرض لها الشخص الخاضع -3

للتجربة؛

.1يجب الحصول على الموافقة الكتابية من الشخص الخاضع للتجربة-4

أن البحث العلمي كثيرا والسبب في إحاطة هذه التجارب بشروط موضوعية صارمة

ما ال يتفق مع حماية جسم اإلنسان وكيانه المادي والمعنوي، فالعلماء يسعون في المقام

وفي إطار هذا األول إلى ضمان تحقيق أفضل النتائج العلمية التي تخدم اإلنسانية عموما،

ربة، وهو باعتباره أداة أو مجرد محل أو موضوع للتجالجنينالمسعى يتزايد التعامل مع

ختبار لال" أشياء" ما يتفق مع المفهوم العلمي للتجارب باعتبارها وسائل علمية تستخدم

ومصدر .2عتبار اإلنساني يقل في هذا اإلطارهو الموضوع، فإن االالجنينفحين يكون

1- Valérie Sébag, Op.cit, p 41. - Michel Levinet, Opcit, p272.2 - Hennau Hublet, Article précité, P 338.

Page 194: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

188

أي مقارنة ختبارات المقارنة،ذلك هو رغبة األطباء في زيادة معارفهم عن طريق اال

لتأكد من فعالية األدوية الجديدة، بمقتضى فحوصات ومقارنات تجرى على أدوية بأخرى ل

.أجنةعدة

هتمام الكافي بالجوانب اإلنسانية لدى الباحثين هو نتيجة وال شك أن عدم اال

طبيعية لدراستهم وتكوينهم الفكري، فعلوم األحياء ال تقوم على مفاهيم أخالقية، إنما تعتمد

ابل لإلثبات والتعامل فيه علميا، ولكن كثيرا ما ال يحدث التوازن فقط على واقع مادي ق

بين أهداف القانون والتطورات العلمية، فالبد من البحث عن حلول إلحداث هذا التوازن،

إال أن البحث العلمي ال يمكن تخيله رغم أن القانون يفرض ضوابط مقيدة للنشاط العلمي،

.بدون قواعد وضوابط علمية وقانونية

فالنوع األول من القواعد تنظم عالقة الباحث بتخصصه وما يتصل به من

شروط الخبرة والدراية والعلم، أما النوع الثاني من القواعد فهو يهتم بعالقة الباحث بالغير

وهذا إن دل على .1وباحترام القيم القانونية واألخالقية التي تحمي الشخص محل التجربة

خطورة هذه التجارب وضرورة حماية الخاضعين لها من األخطار شيء إنما يدل على

حرة ة الممثل الشرعي لهم موافقةالتي من اإلمكان التعرض لها حتى ولو كانت بموافق

.ومتبصرة

حترام المبادئ األخالقية والعلمية يشمل التجارب الطبية التي اشتراط اولعل

لكن ارب التي تجرى على الجنين البشري،تجرى على اإلنسان المتكامل البنيان والتج

األمر يبدو أكثر خصوصية إذا تعلق األمر بهذا األخير، نظرا لعدم مقدرته على إبداء

الرضا عن التجارب هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الظروف التي سوف تحاط

ام بالتجربة بالتجربة إذا كان محلها بويضات ملقحة تكون مختلفة عن تلك المتطلبة عند القي

إن التجارب الطبية تعتبر إحدى الوظائف الهامة لبنوك ، حيثعلى إنسان متكامل البنيان

إجراء التجارب على البويضات الملقحة يشكل دعامة أساسية لتطور العلم واألجنة،

والوصول إلى عالج الكثير من األمراض، هذا إذا تعلق األمر بالبويضات الزائدة عن

أو تعلق ، 2ناعي كما يسميها البعض باألجنة االحتياطيةطصة التلقيح االالحاجة في عملي

.19-20-21 -22المرجع السابق، ص خالد حمدي عبد الرحمن،-1.217أيمن مصطفى الجمل، المرجع السابق، ص -2

Page 195: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

189

األمر باألجنة المخصصة لألبحاث، وهذه األخيرة هي تلك التي يتم التبرع بها لبنوك حفظ

النطف أو البويضات الملقحة، حيث تقوم هذه البنوك بحفظها وتجميدها بغرض إجراء

. التجارب عليها ألغراض مختلفة

باإلضافة إلى التجارب التي تجرى على البويضات المعلقة في جدار الرحم سواء

ناعي الداخلي، وتأخذ حكم التجارب طصتصال الجنسي المباشر، أو التلقيح االنتيجة اال

.التي يكون محلها الحمل المستكن في أي مرحلة من مراحل تكوينه

اد تكون هي نفس المشاكل التي ولعل هذه العمليات قد أثارت الكثير من المشاكل تك

تثيرها التجارب التي تجرى على أشخاص ليس لهم المقدرة على إبداء الموافقة من

وحاجة ، متهانهااالحفاظ على كرامة األجنة وعدم : فاألمر هنا يتنازعه هدفان. 1عدمها

.البحث العلمي إلى مثل هذه التجارب من أجل خدمة البشرية

الجنين البشري من التجارب الطبية ذهب المجتمع الدولي إلى وتحقيقا لحماية

عند القيام توفير اإلمكانيات المادية والفنية وفق احترام المبادئ األخالقية والعلميةضرورة

وذلك عن طريق اإلعالن العالمي لحماية الجينوم البشري، واإلعالن بهذه التجارب

جنين من التجارب الطبية في اإلعالن العالمي العالمي للمعطيات الجينية، ورسخ حماية ال

.ألخالقيات الطب وحقوق اإلنسان

2اإلعالن العالمي لحماية الجينوم البشري_ أوال

،1997نوفمبر 11تبنته اللجنة الدولية لألخالق الطبية المنبثقة عن اليونسكو في

ي علم الوراثة المشروع أنه لكل شخص أن يستفيد من التطورات فوقد أكد هذا

الطب بشأن الجين البشري، إذ أن حرية البحث أمر ضروري للنهوض ووالبيولوجيا

فال . بالمعرفة والسعي إلى التخفيف من المعاناة وتحسين صحة األفراد والبشرية جمعاء

التشخيص والعالج التي تؤثر على الجينوم إال بعد تقييم مسبق ويمكن القيام بالبحوث

طر المحتملة المرتبطة بها، ولكل فرد الحق بموجب القانون الدولى والقانون للفوائد والمخا

المحلي الحصول على تعويض عادل عن أي ضرر ينجم عن التجارب الطبية على

.الجينوم

1 - J.L. Baudouin, op cit, p 172.2- voir-Dèclaration universelle sur le gènome humain / www.unesco.org /human-genome.

Page 196: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

190

كما ينبغي على الدول أن تتخذ التدابير المناسبة لتعزيز األوضاع الفكرية والمادية

وث بشأن الجين البشري، والنظر في البحوث من الناحية المؤدية إلى حرية ممارسة البح

قتصادية في إطار المبادئ المنصوص عليها في هذا جتماعية واالاألخالقية والقانونية واال

كماينبغي على الدول أن تتخذ الخطوات المناسبة لتحديد نطاق الحرية لمتابعة .اإلعالن

اإلنسان والحريات األساسية، والسعي حترام حقوق ااألبحاث بشأن الجين البشري لضمان

ستخدام هذه البحوث بما يتنافى وكرامة االنسان، وال يمكن أن يتحقق ذلك اإلى ضمان عدم

جتماعية تتكفل بدراسة المشاكل التي تثيرها بحوث الجينوم البشري اإال بإنشاء هيئات

وتعزيز قدرة البلدان وتقييم الفوائد والمخاطر المتصلة بالبحوث، مع توسيع تطبيقاتها،و

.النامية على إجراء البحوث في مجال البيولوجيا وعلم الوراثة

ة حماية الجينوم البشري على عاتق الدول، موما يالحظ على هذا اإلعالن أنه جعل مه

فهي الوحيدة التي بإمكانها أن تحدد نطاق هذه التجارب بما ال يمس كرامة اإلنسان

يشكل الحقيبة الوراثية للفرد، والمساس به هو مساس باعتبار أن الجينوم البشري

.بمستقبل األجيال الالحقة

1اإلعالن العالمي للمعطيات الجينية-ثانيا

حول 2003أكتوبر16لقد تم اعتماد اإلعالن العالمي للمعطيات الجينية البشرية في

ا اإلعالن المعطيات الجينية ويعرف هذ.تطور البحوث الطبية وعالقتها بالقضايا األخالقية

سم والعنوان بأنها عبارة عن بيانات مرتبطة بشخص محدد تحتوي على معلومات مثل اإل

ختبارات الجينية أنه إجراء للكشف عن وجود أو غياب أو ويعرف كذلك اال.وتاريخ الميالد

ت، والقيام ختبارات الواردة على هذه الجيناتعديل الجينات أو الكروموزومات بما فيها اال

بجمع هذه البيانات الوراثية البشرية الستخدامها في أغراض التشخيص والرعاية الصحية،

األبحاث العلمية والطبية، بما في ذلك الدراسات المتعلقة باألمراض وسبل القضاء عليها و

.ويطلق عليها البحوث الطبية والعلمية والطب الشرعي والجنائي

ختبارات الواردة على الجينات لمجموعة من الضوابط عالن االوبدوره أخضع هذا اإل

:أهمها

1 - Dèclaration universelle sur les donnèes gènètiques-www.unesco.org/shs/fr/biothics.

Page 197: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

191

يجب خضوع وجمع البيانات الوراثية البشرية للموافقة المسبقة ألصحاب الشأن، وال -

يكون ذلك بناء على إغراء مالي أو تحقيق مكاسب شخصية، وإذا كان الشخص عاجزا

لقانوني وفقا للقانون الداخلي، عن إبداء الموافقة يجب الحصول على إذن من وكيله ا

طالع على نتائج الموافقة من صاحب الشأن في أي وقت، كما أن االويمكن سحب هذه

البيانات الجينية البشرية التي يتم جمعها ألغراض البحث الطبي يقررها الشخص

. المعني

لطبية أو العينات البيولوجية استخدام البيانات الوراثية البشرية،ايجب أن يهدف -

والعلمية المساعدة الخاصة لألفراد والجماعات المشاركة في البحوث وتوفير التشخيص

.المرافق والخدمات للوصول الى طرق عالجية جديدة نابعة من التجارب الطبيةوالجيد

تفاقيات ثنائية ومتعددة األطراف لتمكين البلدان النامية اكمايجب أن تسعى الدول إلى إبرام

درتها على المشاركة في تبادل المعرفة العلمية بشأن البيانات الوراثية لإلنسان من تعزيز ق

والتدريب في مجال األخالقيات على جميع المستويات، وتشجيع نشر المعلومات الناتجة

.من التجارب الطبية بشأن البيانات الوراثية

نات الوراثية البشرية ستخدام البيااوالمالحظ على هذا اإلعالن أنه أكد على ضرورة

بما ال يتعارض مع حقوق اإلنسان، حيث أكد ضرورة العمل على تطوير البحوث في هذا

.المجال من أجل الكشف عن األمراض و سبل القضاء عليها

1خالقيات الطب و حقوق اإلنساناإلعالن العالمي أل-ثالثا

في 2005أكتوبر 19سان في عتمد اإلعالن العالمي ألخالقيات الطب وحقوق اإلنا

جتماع منظمة اليونسكو في باريس، وأكد على ضرورة وضع موازنة بين حرية البحث ا

.العلمي، وبين حقوق اإلنسان وكرامته

تناول هذا اإلعالن القضايا األخالقية التي يثيرها البحث الطبي التجريبي وعلوم الحياة

ت و ممارسات األفراد في هذا الشأن بما والتكنلوجيات المرتبطة بها، وتوجيه قرارا

يتماشى واحترام كرامة وحقوق اإلنسان، باإلضافة إلى توفير إطار عالمي من المبادئ

.واإلجراءات تسترشد بها الدول في صياغة تشريعاتها

1- voir :Dèclaration universelle sur la bièothique et les droits de l’homme-

www.unesco.org /new/fr/social.

Page 198: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

192

ولكن هذا ال يتنافى مع تشجيع حرية البحث العلمي نظرا للفائدة المرجوة من

ستجابة هذه التطورات التكنولوجية مع التأكيد على ضرورة التطورات العلمية وا

األخالقية واحترام كرامة االنسان حقوقه وحرياته األساسية، كما لمقتضيات المبادئ

يجب جعل مصلحة الفرد لها أولوية على مصلحة العلم بصفة خاصة، ومصلحة المجتمع

تنجم عن البحوث بصفة عامة، مع ضرورة التقليل من األضرار التي يمكن أن

.ه الحر والمستنير ئوالتجارب التي يكون محلها اإلنسان بعد الحصول على رضا

وقد أحاط هذا اإلعالن التجارب على الجينات البشرية بمجموعة من الضوابط

:وهي

أن أي تدخل طبي حتى ولو كان ألغراض عالجية يجب أن يكون بناء على الموافقة -

ي بعد إعالمه بشكل واف ودقيق بكل ما يتعلق بطبيعة التدخل، المسبقة للشخص المعن

مع التأكيد على إمكانية سحب الموافقة في أي . أهميته، ومختلف النتائج المترتبة عنه

.وقت

ضرورة حماية األشخاص غير القادرين على إبداء الموافقة بحيث يجب أن تخدم -

وفقا لمخاطر، شريطة القيام بهامصالح هؤالء األشخاص مما يعرضهم لحد أدنى من ا

للشروط المنصوص عليها في هذا اإلعالن وحماية الحقوق الفردية، بحيث إذا رفض

حترام إرادتهم من االمسؤولون عن هؤالء األشخاص إخضاعهم للتجارب فال بد من

.أجل االحفاظ على سالمتهم الجسدية

ها أثناء مباشرة التجارب حترام الخصوصية وسرية المعلومات المتحصل علياضرورة -

.الطبية، فيمنع الكشف عن هذه المعلومات ألغراض أخرى غير مسطرة في البحث

ضرورة عودة هذه األبحاث بالفائدة على المجتع ككل بتوخي التنمية المستدامة -

ومساعدة األفراد والجماعات من خالل هذه البحوث، والحصول على الرعاية الصحية

.ن خالل هذه التجارب إلى طرق عالجية جديدة لألمراضالجيدة، مع الوصول م

ويؤكد هذا اإلعالن على جوب الحفاظ على األجيال الالحقة، وعلى الجنس البشري

بصفة عامة، من هذه البحوث التي قد تؤثر على الصفات الوراثية لإلنسان وقد تؤدي إلى

تها تقييم البحوث التي تشويه صورته، وضرورة تأسيس لجان أخالقية مستقلة وظيف

جتماعية واألخالقية، وتقييم التطورات يكون محلها البشر من النواحي القانونية العلمية اال

Page 199: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

193

العلمية والتكنولوجية وصياغة التوصيات والمساهمة في تطوير مبادئ توجيهية بشأن

.ل التي يشملها هذا اإلعالنئالمسا

الن لم يهمل آثار هذه التجارب على وأخيرا ينبغي اإلشارة إلى أن هذا اإلع

الصعيدين الوطني والدولي، بحيث ينبغي على الدول أن تتخذ التدابير المالئمة لمكافحة

تجار غير المشروع في األعضاء واألنسجة، وعينات الموارد اإلرهاب البيولوجي، واال

يعية أو إدارية والمواد الجينية، كما ينبغي أن تتخذ الدول جميع التدابير المناسبة تشر

إلنقاذ المبادئ المنصوص عليها في هذا اإلعالن وفقا للقانون الدولي لحقوق اإلنسان،

.وذلك بتشجيع برامج التعليم ونشر المعرفة حول أخالقيات العلوم الحيوية

وفي إطار التعاون الدولي يتعين على الدول تبادل المعرفة العلمية والتكنولوجية

مع وجوب رفض فاقات ثنائية ومتعددة لتعزيز التعاون الثقافي والعلمي،تاوالدخول في

المشاركة في أي نشاط أو القيام بأي يعمل يتعارض مع حقوق اإلنسان والحريات

.األساسية والكرامة اإلنسانية

المطلب الثاني

التجارب على الجنينعن المترتبةبين الفوائد والمخاطرالموازنةنطالقا من مبدأ حـق اإلنسـان فـي ايعات على حماية الكيان البشري، عملت التشر

سالمة جسده أو مبدأ معصومية الجسد الذي مفاده أن يظل جسمه مؤديا لكل وظائفه على

وكل فعل من شأنه .النحو الطبيعي وأن يحتفظ بتكامله البدني وأن يتحرر من اآلالم البدنية

أو األنسـجة أو غيير ينال من تماسـك الخاليـا نتقاص من هذه األعضاء، أو إحداث تاال

ستثناء، فقد تقـرر جـواز إجـراء األبحـاث او. 1يضيق منها يعد مساسا بسالمة الجسم

والتجارب العلمية التي تخدم الكيان البشري، وفق ضوابط وقيود تتوخى خدمة المرضـى

.فضال عن الفائدة العامة للمجتمعات اإلنسانية

اإلنسان في سالمة جسده يفرض على الباحثين في مجاالت الطب كما أن مبدأ حق

عتداء التي تنجم عن الحيوي والبيولوجي الحفاظ على جسم اإلنسان بتجريم كل أشكال اال

ها فائدة شخصية للخاضع لها أو ئإجراء كل أنواع التجارب، سواء التي يرجى من ورا

.571ص المقال السابق، حسني،نجيبمحمود-1

Page 200: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

194

لى طرق جديدة للقضاء على مختلف التي تجرى بهدف تطوير األبحاث الطبية للوصول إ

األمراض، وذلك من أجل إجراء موازنة بين حاجة البشرية إلى تطوير البحوث العلمية

التي سوف تؤدي إلى تطوير وتنويع طرق العالج ، وبين الحفاظ على جسم اإلنسان

ة البدن يبدو أكثر حدة مع يموعصمصطدام بين التجارب الطبية ووتكامله ألن هذا اال

.تطور السريع الذي عرفه ميدان التكنولوجيا الحيويةال

شأنها شأن أي عمل طبي آخر تتضمن على األجنة البشريةوبما أن التجارب الطبية

بد على القائمين بها إحداث التوازن بين الفوائد قدرا من المخاطر وقدرا من المنافع، فال

بها، وللوصول إلى تحقيق ذلك يتعين على والمنافع المنتظرة منها وبين األخطار المقترنة

.1الطبيب القائم بالتجربة مراقبة هذه األخيرة

وإحداث هذا التوازن يكون وفق حسابات علمية دقيقة تختلف من تجربة إلى أخرى

ومن شخص إلى آخر، وفي كل الحاالت يجب على القائم بها العمل على جعل مخاطر

.2التجربة أقل بكثير من منافعها

يجب على أي باحث " وقد أكد على هذا المبدأ إعالن طوكيو حيث نص على أنه

قبل إجراء أية تجربة تقدير الفوائد واألخطار تقديرا جديا، وترجيح مصلحة الخاضع لها

.3"على مصلحة البحث العلمي

والمالحظ أن إحداث التوازن بين المنافع والمخاطر المترتبة عن التجارب الطبية

فإذا كانت التجربة . على الجنين يختلف باختالف طبيعة التجربة ذاتها عالجية أو علمية

عالجية فإنها تحقق منفعة فردية مباشرة للجنين محل التجربة، وبالتالي يمكن بكل سهولة

المقارنة بين المنافع التي تعود على الجنين من التجربة وبين المخاطر التي يتعرض لها،

نة تتوقف على طبيعة المرض الذي أصاب الجنين والذي كشفت عنه وإحداث المواز

تجربة التشخيص المبكر لألمراض، ومدى خطورته وغيرها من العوامل التي توضح

1 - M. Auby, article précité, p 146 ets. - D-Villani, thèse précitée, p 26-27. - A. Laude, D.Tabuteau, Opcit , p 51.

بلحـاج العربـي، -.339-398مة الجسم، المرجع السـابق، ص ماروك نصر الدين، الحماية الجنائية للحق في سال-

.55-54المرجع السابق، ص 2 - Hennau Hublet, Article précité, p 774.

.10محمد عيد الغريب، المرجع السابق، ص -3

Page 201: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

195

ولكن من الصعب إحداث هذه الموازنة في التجارب التي تجرى . الحالة الصحية للجنين

العلمية، ألنها ال تحقق على الجنين من أجل استعماله لعالج المرضى وكذلك التجارب

منفعة فردية له، ففيها مصلحة فردية منتفية ومصلحة عامة مرجوة من التجربة، وهنا

. 1يمكن القول أن هذه التجارب يجب أال تحمل أي مخاطر على الجنين

ولقد تبين أن التجارب على الخاليا الجذعية الجنينية رغم أنها تؤدي إلى عالج

ها تؤدي إلى القضاء على حياة الجنين، فهذا الخطر أكبر من المنفعة المرضى إال أن

المرجوة من التجربة، كما أن التجارب التي تجرى لغرض تعديل الصفات الوراثية

استجابة لرغبات شخصية أو علمية المخاطر فيها أكبر من المنافع المترتبة عنها، ألنها

.تهدد الوجود البشري ككل

هاء الشريعة اإلسالمية إلى التجارب الطبية على األجنة البشرية مننظر فقوقد

،من هذه التجاربتحقيق المصالح ودرء المفاسدوعبروا عنها بضرورة زاوية النفس

مقاصدة على ظمحافوفي ذلك ضمان لل،مضرةالفع ودفع اجلب المنويقصد بالمصالح

ضمن كل ما يويعتبر،مالالونسل، العقلال،نفسال،دينالحفظ:وهي خمسة،الشرع

يضرها هو من قبيلوكل ما من قبيل المصالح،صول الخمسة هو األالمحافظة على هذه

وتختلف مقاصد الشريعة اإلسالمية عن مقاصد الخلق، فقد يجلب اإلنسان أمرا .سدامفال

.2يعتقد أن فيه مصلحة ولكنه في نظر الشرع يحمل مفاسد كثيرة

ح التي ترعاها الشريعة اإلسالمية إلى مصالح معتبرة، مصالح ملغاة،وتنقسم المصال

.ومصالح مرسلة

في القرآن والسنة النبويةحكام الشرعيةاألتالمصالح المعتبرة هي تلك التي جاءف

حيث عني الشرع اإلسالمي بالنفس البشرية وحرم قتلها،مصلحة حفظ النفسكلتحقيقها

يحدد الشرع حكمه، يمكن اللجوء للقياس على أمر آخرفي هذه المصلحةوإن تحققت

األمر الذي حدد الشرع حكمه، فكل فعل من شأنه اإلعتداء على هذه النفس البشرية يحرم

.في الشريعة اإلسالمية ويستوجب العقاب

.وما یلیھا99خالد حمدي عبد الرحمن، المرجع السابق، ص - 1

د الع -2 دین، المقاص ز ال ة ع ن زغیب فوة ،ب المیة ، دار الص ریعة اإلس ة للش ة 1417ام ة1996-ھجری ـیالدیة، الطبع -م.246األولى، ص

Page 202: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

196

هـا، ئلغاإوجد نص في القرآن والسنة النبويـة ب التي فهي التي،المصالح الملغاةأما

،الفرد والمجتمع ولو لم تتحقق في الحينتصيبالسماح بها ألنها تؤدي إلى أضرار عدم و

من لجـأ إليهـا كانت في نظرولو كان تحققها على المدى البعيد، فال يجوز األخذ بهااإذ

الذي يعتقد فيه المقدم عليه أن فيه مصلحة لـه وهـي نتحار مثل اال،مصلحةلهتحقق

وال تقتلوا " :، رغم أن اهللا تعالى نهى عنه وذلك في قوله1حس بهالقضاء على األلم الذي ي

.2"ن اهللا كان بكم رحيماإنفسكم أ

تلك التي لم يعتبرها الشرع اإلسـالمي مـن المصـالح ،المصالح المرسلةويقصد ب

فقهاء الشريعة لى إمرها أأسندنما إوملغاة إذ لم يتطرق إليها، لالمعتبرة وال من المصالح ا

و أضـروريات الاإلسـالمية مـن مقاصـد الشـريعة الذين يجتهدون لمعرفة إلسالميةا

.3يات التي يقوم عليها المجتمع وتجلب له المنافعو الحاجأالتحسينات

مـن الطبية علـى األجنـة البشـرية التجاربعتبار اواستنادا إلى ما سبق يمكن

.واحد، وهذا حسب الغرض من القيام بهاومن المصالح الملغاة في آن المعتبرة المصالح

، وهذا األخير كان في الدليل الشرعي على اعتبارهالقيامفهي من المصالح المعتبرة

،لكل داء دواء:"قالصلى اهللا عليه وسلم أنهروى عن جابر عن النبي السنة النبوية فيما

يث النبوي يدعو إلى البحث عن فهذا الحد.4"ذن اهللا عز وجلإبألداء براصيب دواء أذا إف

وبمـا أن التجـارب ،العالج لألمراض التي تصيب اإلنسان بأية وسيلة يسمح بها الشرع

ل للوصـول إلـى عـالج الكثيـر مـن ئالطبية على األجنة البشرية تعتبر من أهم الوسا

.الح التي اعتبرها الشرع اإلسالميصاألمراض فهي من الم

إذا كـان لك،على األجنة البشرية من المصالح الملغـاة كـذ وتعتبر التجارب الطبية

الهدف منها يخرج عن الغرض العالجي كتشجيع البحث العلمي ألغراض أخـرى غيـر

.5البحث عن الدواء كتعديل الصفات الوراثية لإلنسان أو التالعب في الكيان اإلنساني

.وما یلیھا130، القاھرة، غیر موضحة علیھ سنة النشر، صزكي الدین شعبان ،أصول الفقھ، دار الكتاب الجامعي - 1

.29اآلية ،النساءسورة - 2

222الفكر العربي، القاهرة، غير موضحة عليه سنة الطبع، صمحمد أبو زهرة، أصول الفقه، دار - 3

.2204:، الحدیث رقم1729/4صحیح مسلم، كتاب السالم، باب رقم -4. 309.، المرجع السابق، صأیمن مصطفى الجمل- 5

Page 203: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

197

على التجارب الطبية علـى وتبعا لذلك يمكن البحث عن المصالح والمفاسد المترتبة

ل حفـظ مقاصـد ئوميزان ترتيب المصالح يكون بوسا.األجنة البشرية ثم الموازنة بينهما

.الحاجيات والتحسينياتالضرويات،:الشريعة اإلسالمية وهي

إذ يترتـب ،بأنها تلك التي تضمن مصالح الدين والدنيا،ويمكن تعريف الضروريات

في أي عمل يقدم عليه اإلنسان إلى أضرار كبيرة على األفـراد على عدم السعي لتحقيقها

فتضيع مصالح الناس وينتشر الفساد وتعم الفوضى، وتعمل الشريعة اإلسالمية ،والمجتمع

.على الحفاظ على هذه الضروريات بجلب المصالح ودرء المفاسد

دي إلـى وقـوع أما الحاجيات فهي ال ترقى إلى مرتبة الضروريات ولكن غيابها يؤ

.ووجودها يخفف عليهم مشاق التكليف وييسر لهم سبل العيش،الناس في الضيق والمشقة

نها ال تؤدي إلى إوالتحسينيات تقع في مرتبة أدنى من الضروريات والحاجيات حيث

ولكن يترتب عن ذلك عـدم ،ضياع مصالح الناس أو وقوعهم في الحرج في حالة غيابها

.1إلنسانية وكل ما تميل إليه الفطرة السليمةتحقيق اآلداب ا

استعمال الجنين في التجارب الطبية على األجنة البشريةالضرورياتوما يعتبر من

مراض أعالج وصول إلىللطباء لى معارف طبية تمكن األإو خالياه بهدف التوصل أ

مراض المناعة وأ،مراض العصبيةنواع األأمعالجة بعض ك،و الوقاية منهاأمستعصية

دوية واللقاحات المفيدىة في استخراج العقاقير واأل، ونواع العقم عند الرجالأوبعض

.العالج

الصفات اإلجهاض بالبحث عن كما يعتبر من المصالح الضرورية معرفة أسباب

المتتسببة في اإلجهاض التلقائي مراض الوراثيةالوراثية في الحمض النووي لتشخيص األ

دراسة وكذلك التمكن من ويتم ذلك خاصة في مرحلة البويضة الملقحة، لمحاولة عالجها

و المواد الكيميائية أشعة التعرض لألك،في الجنين لمعرفة أسبابهاالتشوهات الخلقية

.2مراض المستعصية مثل الخرف المبكرعالج بعض األباإلضافة إلى، السامة

واللقاحـات األدويـة بعـض كتشـاف اه التجـارب في هذالحاجياتوما يعتبر من

.كثيرةمراض أالمضادات المفيدة في العالج والوقاية من و

.ا یلیھاوم201، صمكتبة الدعوة اإلسالمیة، غیر موضحة علیھ سنة النشرعلم أصول الفقھ،عبد الوھاب خالف،- 1

1810.محمد علي البار ، المقال السابق، ص- 2

Page 204: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

198

جنة المجهضة كمواد األستخداما،في مثل هذه التجاربالتحسينياتمن أما ما يعتبر

.1التجميليةوبعض المستحضرات ة بعض األدويةولية في صناعأ

عن التجارب الطبية على األجنة البشرية في مسـألتين همـا وتتمثل المفاسد الناجمة

جنة منذ تعلقها سالم كفل حرمة األاإلف. إتالف الجنين ، والمساس بكرامة الكائن اإلنساني

جراء التجـارب إفتالف لها والقضاء عليهاجراء التجارب عليها هو نوع من اإلإبالرحم و

نسان ذن اإلإن أل،الوالدينءالتجربة برضاحتى وإن تمتدمي عتداء على اآلايعتبرعليه

.الجنينجسدهما ال يملكان و،في غير ما يملك ال قيمة له

إذ يمكـن إجـراء وينطبق األمر على إجراء التجارب على البويضـات الملقحـة،

التجارب على هذه األخيرة إذا كانت بهدف دراسة األمراض الوراثية والتشوهات الخلقية

سبل القضاء عليها، ولكن الضرر الذي يجب تفاديه فـي هـذا النـوع مـن للبحث عن

التجارب هو إعادة زرع هذه البويضات الملقحة في رحم المرأة بعـد إجـراء التجـارب

.عليها

إذا كانـت ،تمثل المساس بكرامة الكائن اإلنساني في طبيعة التجارب في حد ذاتهايو

جنين أو التالعب في المورثات من أجل إرضاء شهوة تهدف إلى تعديل الصفات الوراثية لل

، كتجربة تهجين خاليا إنسانية بخاليا بشرية، أو من أجـل الرضـوخ إلـى 2علمية بحتة

. رغبات شخصية كاختيار شكل الطفل الذي سيولد باختيار لون عينيه أو بشرته وغيرها

المصالح الناجمة عـن يمكن مالحظة أن،وإلحداث الموازنة بين المصالح والمفاسد

ومن جهة أخرى فإن المصالح منها ما هـي ،التجارب على األجنة تفوق المفاسد من جهة

فـإذا كانـت ،ومنها ماهي قليلة األهميـة كالتحسـينات ،مهمة كالضروريات والحاجيات

المصلحة المراد تحقيقها من إجراء التجربة ال تخدم مقاصد الشـريعة اإلسـالمية كانـت

إذا كانت المصلحة المرجوة من القيـام بالتجربـة و.كثر من المنافع التي تحققهامفاسدها أ

الطبية على الجنين البشري أكبر من المخاطر التي تنجر عنها فهي مشروعة، وإن حـدث

.1797محمد علي البار ، المقال السابق، ص - 1

ص ،2002القاهرة،العربية،النهضةدار،)مقارنةدراسة(الجنائيالقانونفياإلجهاض،منال مروان منجد-2133.

Page 205: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

199

العكس فيعتبر اللجوء إليها مساسا بالسالمة الجسدية للجنين وحقه في أن يولـد متكامـل

.1تشوهاتالبنيان ال يحمل ال عاهات وال

ومن خالل ما سبق أستنتج أن التجارب الطبية على الجنين البشـري سـواء كانـت

عالجية أو علمية يجب أن تستجيب لمقتضيات الجدية العلمية، وذلك عن طريق احتـرام

المبادئ االخالقية والعلمية، وأن تكون تحت رقابة صارمة وال تكفـي رقابـة المجلـس

م الطبية، فال بد من هيئة خاصة تتكون من أشخاص ينتمون إلـى الوطني ألخالقيات العلو

المهن الطبية وأشخاص من المجتمع المدني، كما يجب الموازنة بين الفوائـد والمخـاطر

المترتبة عن هذه التجارب، بحيث يجب أن تكون فوائدها أكبر مـن مخاطرهـا، وأهـم

. طر المساس بكرامة اآلدميالمخاطر في التجارب على الجنين هي مخاطر اتالفه، ومخا

.ھاوما یلی110لمرجع السابق، صا،محمد نعیم یاسین- 1

Page 206: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

200

الثانيالفصل

التجارب على شروطبالمسؤولية المترتبة عن اإلخالل

الجنينإن الرأي السائد في الفقه والقضاء وحتى عند بعض التشريعات هو عدم مشروعية

إجراء التجارب الطبية على اإلنسان بصفة عامة وعلى الجنين بصفة خاصة، إذا كانت

ارب ال تستهدف المصلحة الصحية للشخص الخاضع لها وإنما تحقق مصلحة هذه التج

. علمية عامة

،نه ال يمكن المساس بجسم اإلنسان إال لتحقيق مصلحة عالجية لهإوالقاعدة تقول

والمصلحة التي تتحقق لإلنسانية على المدى البعيد ال يمكن أن تكون مبررا للمساس بجسم

الخاضع للتجربة ال يضفي وصف المشروعية على تدخل القائماإلنسان، كما أن رضاء

.بها

فحق اإلنسان في سالمة جسده في كل األطوار التي يمر بها إبتداء من كونه بويضة

كتمال صورته البشرية وخروجه إلى الوجود وإلى آخر لحظات حياته، املقحة إلى حين

حة المجتمع، فإذا خرج القائم بالتجربة عن يعد من النظام العام وحمايته أمر تتطلبه مصل

الهدف العالجي للمريض فإنه يكون محال للمسؤولية إذ يشكل فعله مساسا بجسم اإلنسان

ويدخل تحت نطاق التجريم، كما يسأل مسؤولية مدنية ألن المساس بجسم اإلنسان يرتب

.ضررا يستوجب التعويض

بين التجارب التي تجرى على اإلنسان ةيمكن التسويوفي تحديد هذه المسؤولية

بصفة عامة وبين التجارب التي تجرى على الجنين بصفة خاصة، فال مجال للتفرقة بينهما

من حيث ترتيب المسؤولية ألن األمر ال يخلو من كونه مساسا بجسم اإلنسان، ولكن يمكن

ل البنيان في ستخدام اإلنسان المتكامامعاملة الجنين بنوع من الخصوصية، ذلك أن

التجارب العلمية ال يكون إال بعد الحصول على موافقتة الحرة المتبصرة، و بالتالي فإن

آثاره ال تتعداه سواء تعلق األمر باآلثار اإليجابية لو كنا بصدد تجارب عالجية، أو تعلق

Page 207: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

201

ن ورستفاد منها مرضى آخااألمر باآلثار السلبية لو كنا بصدد التجارب غير العالجية ولو

.

ستخدام الجنين في التجارب فتثور فيه مشكلة الحصول على موافقته، إذ تقوم اأما

لو تعلق األمر بتجارب عالجية، موافقة والديه مقام موافقته، وربما ذلك ال يحدث إشكاال

سواء كان محلها البويضات الملقحة للجنين ذاته،أما لو تعلق األمر بتجارب غير عالجية

ناعي، أو كان محلها الجنين المستكن في رحم المرأة، طصعن عمليات التلقيح االالفائضة

فذلك قد ينتج عليه آثار وخيمة سواء على الجنين محل هذه التجارب أو على مستقبل

ذلك بتغيير الصفات الوراثية، أو تهجين خاليا حيوانية بخاليا إنسانية، والجنس البشري،

.ستعمال هذا الجنين كأداة للوصول إلى عالج األمراضا، بل وصل األمر الى...وغيرها

الثاني المبحثللمسؤولية المدنية، وأخصص المبحث األول وتبعا لذلك سوف أفرد

.للمسؤولية الجنائية

Page 208: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

202

األولبحث الم

المسؤولية المدنيةلول إن التجارب الطبية عامة والتجارب على األجنة البشرية خاصة قد وصلت إلى ح

كثيرة للمشاكل الصحية، ولكنها في ذات الوقت تسبب أضرارا كثيرة للخاضعين لها، والتي

تثير جانبا مهما وهو كيفية تعويضهم عنها سيما وأن هذه األضرار تظل موجودة في

.هائحترم القائم بالتجربة الشروط المتطلبة إلجراابعض األحيان حتى وإن

رب الطبية سواء على اإلنسان المتكامل البنيان، أو على وإن تعامل القائمين بالتجا

الجنين البشري، إنما هو تعامل مع الكيان اإلنساني الذي كرمه اهللا سبحانه وتعالى، وما

يتطلبه من حذر وحيطة في التعامل معه تتطلبه مهنة الطب كذلك وما تتميز به من إنسانية

دمت هذه المهنة كلما كانت المسؤولية كبيرة من خالل الحفاظ على حياة اإلنسان، وكلما تق

.وخطيرة

لتزاما يفوق معيار الرجل العادي، وباعتبار افطبيعة مهنة الطب تفرض على األطباء

شتراط الكفاءة في الطبيب الذي يضع المريض ثقته فيه، فيخضع جسمه وكل عضو له ا

ات الطبية واألبحاث العلمية، بهدف الشفاء، هذه الكفاءة التي كان مصدرها مختلف الدراس

لتزامه يقوم على معيار الرجل المسؤول بما تفرضه عليه مهنته من دراية فنية اجعلت من

.1وخبرة مهنية

من خالل ماسبق فإن القائم بالتجربة يكون مسئوال عن أي عمل يسبب من خالله

.اعد المسئولية المدنيةضررا للخاضع للتجربة سواء كان جنينا أو إنسانا كامال وفقا لقو

عن الضرر الذي أصاب الخاضع لها من جراء هذه التجربة، دون ءلتهكما يمكن مسا

الشروط المتطلبة فيها بثبوت خطأ من جانبه وضرر وعالقة سببية بينهما، وبتوافر حتراما

.هذه األركان الثالثة للمسؤولية المدنية يمكن للشخص المتضرر الحصول على تعويض

باإلسـكندرية، المعـارف منشـأة ومساعديهم،التخديروطبيبالجراحالطبيبمسئوليةاألودن،السميععبدسمير-1

.5ص2004

Page 209: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

203

كذلك يسأل الطبيب إذا كانت تجربته قائمة على أساس خاطئ، أو كان طبيبا مبتدئا

ليست له الخبرة الكافية للقيام بتجارب، أو كان الضرر الذي تعرض له الخاضع للتجربة

.1بالمقارنة مع فوائدهااكبير

المدنية في وقد أقر المشرع الجزائري في قانون حماية الصحة وترقيتها المسؤولية

" بنصها4مكرر168نص المادة ال تبرئ موافقة الشخص موضوع التجريب ورأي :

".المجلس الوطني ألخالقيات العلوم الطبية المبادر إلى التجريب من المسؤولية المدنية

طبية بموافقة الخاضع لها مع أخذ رأي التجارب التؤكد هذه المادة أنه إذا تمت

ات العلوم الطبية ونجمت عنها أضرار لحقت بالخاضع لها، فإنه المجلس الوطني ألخالقي

عتماد على هذه الموافقة لتبرير عمل الطبيب أو الستبعاد مسؤوليته المدنية، ال يمكن اال

فرغم صدور الموافقة للخضوع لها يبقى المبادر بالتجريب مسؤوال مدنيا عن األضرار

التجربة تمت دون أخذ الموافقة ونجمت ويقاس على ذلك كون أن .التي تنتج عن تدخله

.عنها أضرار فالقائم بالتجربة مسئول مسؤولية مدنية عن اإلخالل بشرط الرضا

كتفى بالنص العام لتقرير المسؤولية المدنية اأن المشرع الجزائري قد والمالحظ

لمدنية بالنسبة للتجارب على اإلنسان بصفة عامة دون أن يدرج نصا خاصا للمسؤولية ا

أدرج عبارة عامة وهي التجريب، إذ لم يبين إن كان وكذلكعن التجارب على الجنين،

كما أنه لم يحدد أساس هذه المسؤولية، ،بذلك يقصد التجارب العالجية أو غير العالجية

هل هي قائمة على أساس الخطأ المفترض أم هي مسئولية بدون خطأ، ولم يحدد كذلك

وهذا نقص كبير في قانون حماية الصحة .يتم التعويض عنهاطبيعة األضرار التي

وترقيتها، فتقرير المسؤولية المدنية فقط دون تحديد قواعدها ال يكفي لحماية الخاضعين

لهذه التجارب خاصة العلمية منها، وهذا قصور كبير على المشرع الجزائري تداركه

ارب لتقدمه وتمكنه من الوصول خاصة مع الميدان الطبي الذي يفرض اللجوء إلى التج

إلى عالج بعض األمراض المستعصية، الذي يفرض ضمانات للخاضعين لهذه التجارب

وصوال إلى وضع قواعد للتعويض عن األضرار التي تسببها التجارب الطبية على ،فقط

الجنين بصفة خاصة، إذ يلتزم كل باحث أن يؤمن على مسئوليته المدنية ومسئولية من

معه، ويكون التأمين إجباري حيث يعتبر من النظام العام وأي اتفاق على مخالفة يشارك

.776صالسابق،المرجعالكريم،عبدمأمون-1

Page 210: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

204

كتفى المشرع بالنص العام الذي يمكن تطبيقه على كل األعمال اذلكوفيذلك يقع باطال،

1995يناير 25الصادر بتاريخ 07-95من األمر رقم 167المادة الطبية األخرى وهي

يجب على المؤسسة الصحية المدنية وكل أعضاء : "على أنهالتي تنصالمتعلق بالتأمينات

والصيدالني الممارسين لحسابهم الخاص أن يكتتبوا تأمينا السلك الطبي وشبه الطبي

لتغطية مسؤوليتهم المدنية المهنية تجاه المستهلكين والمستعملين وتجاه مرضاهم وتجاه

"الغير

باري في األعمال الطبية عامة والتجارب خاصة يتضح من خالل هذه المادة أن التأمين إج

تفاق على مخالفة ذلك يقع اسواء تمت على اإلنسان المتكامل البنيان أو على الجنين، وكل

.باطال بطالنا مطلقا

لذلك أخصص المطلب ،وللحديث عن المسؤولية المدنية ال بد من تحديد أركانها

في التجارب على الجنين، والمطلب الثاني للضرر األول للخطأ الموجب للمسؤولية المدنية

.والعالقة السببية بين الخطأ والضرر

المطلب األول

الخطأ الموجب للمسؤولية المدنية في التجارب على الجنينيكون القائم بالتجربة على الجنين البشري مسؤوال مسؤولية مدنية، إذا ارتكب خطـأ

في ضرر للجنين، وكان بين الخطأ والضـرر أهذا الخطأثناء مباشرته التجربة، وتسبب

عالقة سببية تبعا ألركان المسؤولية المدنية، وهي الخطأ والضرر والعالقة السـببية بـين

.الخطأ والضرر

ن يإن الخطأ في مفهومه العام هو التصرف الذي ال يتفق مع الحيطة والحذر، اللذ

فهومه الخاص أي في مجال المهن الطبية هو يتصف بهما الرجل العادي، أما الخطأ بم

لتزامات المفروضة عليه بمقتضى مهنته، ألنه مجبر على اإللمام الطبيب باالعدم قيام

أما الخطأ في مجال التجارب الطبية . 1باألصول العلمية التي تتصف بها العلوم الطبية

الطب من جهة، ومن جهة عليه مهنةافهو إخالل القائم بالتجربة بالتزاماته التي تفرضه

.حترامه للشروط المتطلبة للقيام بالتجارب الطبيةاأخرى عدم

.9ص،السابقالمرجع،الشواساميمحمد-1

Page 211: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

205

ءرضاالذي یقصد بھویركز فقھاء اإلسالم في ھذا المجال، على مسألة اإلذن الطبي

لتقریر وعدم مجاوزة األصول العلمیة الثابتة أو المتعارف علیھا في العلوم الطبیة، ،المریض

؛ فإذا حصل الضرر .1لمدنیة أو ما یسمیھ فقھاء اإلسالم بمسألة تضمین الطبیبالمسؤولیة ا

دون تعد أو تقصیر أو إھمال فال ضمان، ألنھ لو ھ،ئأي بعد الحصول على رضابمأذون فیھ

، أو بمأذون فیھ ھئأي بدون رضاأما إذا حصل بغیر مأذون فیھ،ضمن المتنع الناس عن فعلھ

.و اإلھمال وجب علیھ الضمانمع التعدي أو التقصیر أ

، في قراره تحت رقم )التابع لمؤتمر الدول اإلسالمیة(وقد أفتى مجمع الفقھ اإلسالمي الدولي

بشأن العالج الطبي؛ وكذا في ) في دورة مؤتمره السابع بجدة بالسعودیة(م 1992لسنة 67

بخصوص ) نة عمانبمسقط بسلط15في دورة مؤتمره (م2004لسنة 142قراره تحت رقم

ضمان الطبیب، بأن إذن المریض ھو الشرط الجوھري إلباحة أعمال التداوي والعالج، ویعتبر

الطبیب ضامنا إذا أقدم على العمل الطبي دون إذن المریض أو من یقوم مقامھ شرعا؛ وأنھ ال

ناقصیھا یجوز بأي حال من األحوال، إجراء األبحاث والتجارب الطبیة على عدیمي األھلیة أو

.2ولو بموافقة األولیاء

والمالحظ على مجمع الفقه اإلسالمي الدولي أنه اشترط الرضاء في كل

التجارب الطبية باعتبارها من األعمال الطبية كذلك، ويكون بما فيهااألعمال الطبية،

ء الرضاء صادرا من الخاضع للتجربة وإال كان القائم بها مسؤوال، ويرفض المجمع إجرا

التجارب الطبية على عديمي األهلية وناقصيها ولو تمت هذه التجارب بناء على رضاء

األولياء، وفي ذلك فإنه إذا رفض المجمع ذلك يعني أنه يرفض كذلك التجارب على األجنة

وهذا ال يمكن اعتماده من حيث الواقع ألن رضاء البشرية إذا تمت بموافقة األولياء،

علق األمر اجراء التجارب الطبية على األجنة البشرية، ولكن يتاألولياء شرط من شروط

. بالتجارب المشروعة فقط

هو الخطأ الفاحش الذي يعرف في الشريعة اإلسالميةالخطأ الموجب للمسؤوليةو

حتياط منه أو الحذر من نتائجه، لم يبذل الخطأ الذي يقع عن إهمال كان يمكن اال": بأنه

د الذي تفرضه عليه مهنة الطب، وضميره األخالقي، حيث ينتج عن هذا فيه الطبيب الجه

. 177ص ،)نشرداربدون(،1987الطبية،لألعمالالشرعيةاألحكامالدين،شرفأحمد- 1

. 305، ص7بدائع الصنائع، ج. الكاساني؛ 313، ص2بدایة المجتھد ، ج،بن رشدا- 2

Page 212: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

206

اإلهمال ضرر أصاب جسم اإلنسان، أو هو الخطأ الذي ال يقع فيه طبيب في نفس

الظروف، و مع ذلك فإن الخطأ ينتفي تماما إذا كان تدخل الطبيب من شأنه أن يحقق فائدة

ينطبق على التجارب الطبية العالجية،للغير ولو خالف في ذلك أصول مهنة الطب، وهذا

، وتوصل من خاللها إلى عالج افإذا جرب الطبيب طريقة عالجية جديدة أو دواء جديد

حترامه أصول المهنة الطبية، أما إذا االمريض الخاضع للتجربة، فإنه ال يسأل عن عدم

.ضرارنتج عن هذه المخالفة أضرار للمريض فإن الطبيب يكون مسؤوال عن تلك األ

هذا عن التجارب العالجية، أما التجارب غير العالجية، فإن القائم بها يسأل عن

الضرر المترتب عن فعله النتفاء شرط من شروط إباحة األعمال الطبية وهو قصد

،1العالج

ضف إلى ذلك فإن إجراء التجارب على البويضات الملقحة إذا كان الهدف منها أ

راض الوراثية أو مختلف التشوهات التي تصيبها، فإن أي خطأ يقع فيه عالجها من األم

الطبيب أثناء مباشرته لهذه التجارب سوف يعود بالضرر على الجنين الذي سوف يتكون

ناهيك عن األضرار ،نها قد تؤدي إلى ميالده مشوهاإمن هذه البويضات الملقحة، بحيث

نتقل هذه التشوهات بالوراثة إلى األجيال الالحقة،كما تالتي يصاب بها األولياء،المعنوية

ويمكن قياس ذلك على التجارب التي تجرى على األجنة وهي متواجدة في األرحام إذا

.كان الغرض منها عالجيا

وفي الحقيقة فإن الحديث عن الخطأ في هذا المجال يقودنا إلى الحديث عن طبيعة

لتزام بتحقيق نتيجة؟اتزام ببذل عناية أم لتزام القائم بالتجربة هل هو الا

إن اإلجابة على هذا السؤال يتطلب منا العودة إلى األعمال الطبية بصفة عامة، حيث

لتزام ببذل عناية، فال التزام هذا األخير هو اإستقر األمر في المسؤولية المدنية للطبيب أن

حتمال، فهناك بي يتصف بعنصر االيمكن للطبيب أن يحقق الشفاء لمريضه ألن العمل الط

لتزام عام يفرض على الطبيب أن يبذل العناية الالزمة والجهود الصادقة بهدف تحسين ا

أي العمل لتزام ببذل عناية يكون في العمل الطبي البحت،الصحية لمريضه، فاالالحالة

الذي يهدف إلى شفاء المريض على أساس أن كل عمل طبي يهدف إلى الحفاظ على

.صحة اإلنسان وعلى سالمته البدنية

.يليهاوما53صأحمد شرف الدين، المرجع السابق، -1

Page 213: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

207

ولكن هذا المبدأ يوقع على عاتق المريض عبء إثبات عدم بذل العناية الالزمة لكي

ذلك أن عمل الطبيب ينطوي على قدر كبير تتم مساءلة الطبيب، وإثبات وقوعه في خطأ،

ن الخطأ ووصل األمر إلى مساءلة الطبيب عن أي خطأ شخصي ولو لم يكمن المخاطر،

جسيما، وبقي األمر على ذلك إلى أن اضمحلت فكرة الخطأ المدني في المجال الطبي في

نهاية القرن التاسع عشر نتيجة التطور التكنولوجي الذي تطورت معه أدوات العالج، بعد

أن فشلت عن معالجة الكثير من المشاكل الناجمة عن المسؤولية الطبية، التي أوجبت

ضرر تعويضا عما أصابه من ضرر نتيجة العمل الطبي دون إعمال ضرورة منح المت

قواعد المسؤولية المدنية للطبيب التي تفرض على المريض إثبات الخطأ الذي يكون

ل العالج، إضافة إلى ظهور أعمال ئصعبا، بل مستحيال في بعض األحيان مع تعقد وسا

هذا األخير على فهم حقيقة طبية ليست بالمفهوم الدقيق للعمل الطبي، ولكنها تساعد

لتزام ااألمراض واألدوية الالزمة لها كاألشعة والتحاليل الطبية، فالتزام الطبيب هنا هو

بذله العناية الالزمة في هذا العمل الطبي بل ال بد عليه أن يحقق بتحقيق نتيجة، فال يكفي

.1النتيجة المرجوة

جية منها أقرب إلى األعمال الطبية العادية وبالرجوع إلى التجارب الطبية، فإن العال

لتزام القائم ا، وبالتالي فمن المنطقي أن يكون الجنينالبحتة باعتبارها تهدف إلى عالج

فإنها تخلو من الطابع العالجي، العلميةلتزام ببذل عناية، أما التجارب ابالتجربة فيها

وهي معرفة تطورات مختلف ،فطابعها علمي بحت تهدف إلى الوصول إلى نتائج علمية

أو استجابة لرغبات شخصية،أو مجرد عبث علمي،األمراض وسبل القضاء عليها،

لتزام بتحقيق نتيجة، وتتمثل في سالمة الشخص الخاضع افالتزام القائم بالتجربة فيها

.2للتجربة

عمـال باإلضافة إلى ذلك فإن التجارب الطبية ذات طبيعة خاصة بالمقارنة مـع األ

الطبية األخرى، إذ تكون طويلة األمد وتتطلب وقتا طويال يسعى من خالله الباحث إلـى

1- M.M.Hannouz ,A.R.Hakem, Prècis de droit mèdicale,Office des publicationsuniversitaires, Algerie, 1992, p50.

.69-68صالسابق،المرجعالشوا،ساميمحمد-.يليهاوما29صالسابق،المرجعاألودن،السميععبدسمير-2

-M.M.Hannouz ,A.R.Hakem, op cit, p50.

Page 214: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

208

الوصول إلى نتائج دقيقة، مما يستدعي تمويلها من جهة حكومية أو غير حكومية، أو مـن

إلخ، ويتقاضى ...جهة دولية كمنظمة الصحة العالمية، أو المنظمة العالمية لحماية الطفولة

ولكن . ورا عالية باعتبارهم يخدمون البشرية في التخفيف من معاناة المرضىالباحثون أج

في ذات الوقت فإن للباحثين مصلحة مادية وهي األرباح التي يجنيها هؤالء من وراء هذه

. التجارب، ومصلحة معنوية وهي الوصول إلى الشهرة والنجاح العلمي

سؤولية التقليدية في ضرورة إثبـات كل هذه األسباب فرضت الخروج عن قواعد الم

الخطأ، وبدا أنه من الضروري تبني مسؤولية غير قائمة على الخطأ الشخصـي، فالقـائم

بالتجربة ملزم بتعويض الخاضع للتجربة دون حاجة هذا األخير إلى إثبات الخطأ، ويكفي

ا ال تحقق هذا في التجارب غير العالجية لكونه.فقط ثبوت الضرر من جراء هذه التجربة

أية فائدة عالجية، فمن العدل أن تقوم على المسؤولية بدون خطأ، فالمضرور غير ملـزم

من جراء التجـارب الطبيـة التـي هالذي أ صابملزم بإثبات الضررولكنهبإثبات الخطأ

.1المطالبة بالتعويضوأصابتهم باضرار جسدية أو معنويةعلى األجنة أجريت

أن الطبيب الذي يمارس : "1935ت محكمة السين في حكم لها عام وتبعا لذلك قرر

.2"تجربة بغير ضرورة بالنسبة للمريض يرتكب خطأ مهنيا مؤكدا

في 1829الفرنسية عام " ليون" وتأكيدا على ذلك صدر حكم شهير عن محكمة

" أصيبوهو طفل في العاشرة من عمره كان قد " شارل بويون" القضية المعروفة بقضية

الخيري للعالج، وأشرف على عالجه طالب في الطب " ليون"ودخل إلى مستشفى "بالقراع

الذي كلفه بأن يحقن هذا المريض بلقاح " جايتون" تحت إشراف الدكتور" جينو" يدعى

.مرض الزهري لمعرفة مدى عدوى هذا المرض، ومن حسن الحظ أن اللقاح لم يؤذه

لتجربة باعتبار أنه ال يمكن قبول التجارب الطبية التي ال ن بهذه اووحوكم األطباء القائم

يكون الغرض فيها شفاء المريض، كأن يتم تجريب عالج جديد في مرض ميؤوس منه

،كل الوسائل التقليدية، فتلقيح الصبي بهذه الحقنة لم يحقق له الشفاء من مرضهدبعد استنفا

.وما يليها109خالد حمدي عبد الرحمن، المرجع السابق، ص-.59سهير منتصر، المرجع السابق، ص -12 -Seine, 16 Mai 1935, D, 1936, 11-2009.

Page 215: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

209

منها البحث عن عالج لمرض وإنما استعمل فقط كمحل لتجربة غير عالجية الهدف

.1الزهري

أما إذا كان األمر يتعلق بالتجارب العالجية، أي تنطوي على مصلحة فردية

الخاضع للتجربة، فإن مسؤولية الطبيب تقوم على الخطأ المفترض في للجنينمباشرة

صحة فقرة ثانية من قانون ال1121-7جانب القائم بالتجربة، وهذا حسب نص المادة

في حالة إجراء التجارب الطبية التي تهدف إلى تحقيق غاية :" الفرنسي التي تنص على

عالجية، يلتزم القائم بها بتعويض الخاضع لها، أو ذوي حقوقه، عن األضرار الناتجة

عنها، ما لم يثبت أن تلك األضرار ال ترجع إلى خطئه أو خطأ أي من المتدخلين، وال

ستند في ذلك على فعل الغير أو إلى عدول الشخص ااإللتزام سواء يجوز له أن يدفع هذا

" ه ئالخاضع للتجربة عن رضا

يفهم من خالل ذلك أن المشرع الفرنسي أشار في قانون الصحة بطريقة غير مباشرة

إلى التجارب الطبية العالجية على األجنة البشرية، بتقرير التعويض لذوي الحقوق وهم

لياء األجنة، ومن جهة أخرى أكد أن قرينة خطأ القائم بالتجربة قرينة على األرجح أو

بسيطة يمكن إثبات عكسها بكافة طرق اإلثبات كأن ينسب هذا الخطأ إلى أحد المتدخلين

.عتماد على عدول الخاضع للتجربة الستبعاد المسؤوليةمعه، كما ال يمكن اال

لحالتين يمنع فيهما على القائم بالتجربة تحديدها 1121-7والمالحظ عن نص المادة

الحالة األولى التذرع بفعل الغير للتهرب من المسؤولية، والمقصود دفع المسئولية عنه،

ها، أما ئبالغير هنا هو الطبيب المشرف على التجربة أو أي شخص آخر ساهم في إجرا

رضائه ورفضه ستناد إلى عدول الشخص الخاضع للتجربة عن الحالة الثانية فهي اال

.ستمرار في إجراء التجربةاال

ستند المشرع الفرنسي في إقرار مسؤولية القائم بالتجربة في الحالة األخيرة إلى اولقد

ستمرار في التجربة إخالال حق الشخص في العدول عن موافقته، حيث ال يعتبر رفضه اال

ه في أية مرحلة من مراحل بالتزامه األول مادام القانون يجيز له الرجوع عن موافقت

إجراء التجربة، وتتحقق هذه الحالة عندما يتضرر الشخص من التجربة فيرفض إتمام

مراحلها المتبقية، وبالتالي يجب إيقاف التجربة عند عدول الشخص الخاضع للتجربة عن

1- Affaire Charle Boyon, Lyon, 15 decembre1829, D 1829 .

Page 216: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

210

وبتطبيق هذه القاعدة على الجنين، فإنه من حق الزوجين رفض االستمرار في .موافقته

ستمر القائم بالتجربة في تنفيذ تجربته افإذا جربة عندما يكتشفون ضررا أصاب جنينهم،الت

عتبرت أفعاله خطأ منشئا للمسؤولية المدنية، ألن هذا استمرار فيها رغم رفض الشخص اال

ن فإيتنافى مع حق الشخص الخاضع للتجربة في الرجوع عن موافقته، ومن جهة أخرى

قبل خروجه من التجربة تبقى خاضعة للتأمين اإلجباري الذي جميع األضرار التي تصيبه

.1ول عن التجربة قد تحصل عليها قبل تنفيذهاؤيفترض أن يكون المس

وفي الحقيقة لم أعثر في القضاء عامة على قضايا تتعلق باألخطاء المرتكبة في

لألمراض الوراثية، التجارب على الجنين، إال ما يتعلق منها بالخطأ في التشخيص المبكر

يوليو 13أكدت فيها محكمة النقض الفرنسية في حيدةويكفي في ذلك عرض قضية و

أن الطفل المولود مصابا بإعاقة له حق التعويض إذا وجد خطأ طبي في :" 2001

، وكان ذلك في دعوى تتلخص وقائعها أن سيدة "تشخيص مرضه أو العيوب الخلقية لديه

، فرفع الزوجان قضية على "باستسقاء النخاع الشوكي"يدعى وضعت طفلة مصابة بمرض

طبيب النساء الذي كان يتابع حمل هذه السيدة بخطأ في التشخيص المبكر للمرض الذي قد

يصيب هذه الطفله من خالل الخطأ من قراءة األشعة التي أجريت لها في األسبوع العاشر

.2من الحمل

ة ينظمة األنجلوسكسونية على أساس المسؤولية التقصيرويسأل القائم بالتجربة في األ

التي تقوم بإثبات المضرور من التجربة الطبية لعناصر المسؤولية التقصيرية وهي الخطأ،

هذا بو.الضرر وعالقة السببية، سواء تعلق األمر بالتجارب العالجية أو بالتجارب العلمية

للتجربة الحصول على التعويض ألنه فإن األنظمة األنجلوسكسونية تصعب على الخاضع

من الصعب إثبات الخطأ في هذه الحالة إذا تمت التجربة وفقا للمعايير الطبية واألخالقية،

هذا ما دفع بالفقه خاصة في بريطانيا إلى المناداة بضرورة إعتماد المسؤولية بدون خطأ

. 3لضمان حصول المتضرر من هذه التجارب على تعويض

.113صالسابق،المرجعالرحمن،عبدحمديخالد-1الجنين،تشوهاتتشخيصفيالخطأعنالطبيةالمسؤوليةالباري،عبدالمجيدعبدالحليمعبدرضا: فيإليهمشار-2

.163-162صسابق،الالمرجع.775-774صمأمون عبد الكریم، المرجع السابق،- 3

Page 217: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

211

بتلك التي تجرى ذا كان الهدف من التجارب علميا محضا، خاصة منها ما يتعلقأما إ

البويضات الملقحة نظرا للطبيعة الخاصة لهذه البويضات التي ال ترقى الى درجة على

الذي يبرز كثيرا أالحمل المستكن، أو درجة اإلنسان بعد ميالده واكتمال بنيته، فإن الخط

جتماعيا كبيرا اإجراء التجارب عليها، وهذا يشكل خطرا هو زرعها في رحم المرأة بعد

.ن به للمساءلةوفيتعرض القائم

ولذلك كان على التشريعات إدراج نصوص قانونية ترتب المسؤولية على مثل هذه

.األخطاء

المطلب الثاني

الضرر وعالقة السببية بين الخطأ والضرراألطباء إلى بـذل دفعلم في الوقت الحالي إن التطور العلمي والتقني الذي يشهده الع

الكثير من الجهود لمقاومة األمراض المستعصية والفتاكة التي يتعرض لها جسم اإلنسـان

سعيا للمحافظة على السالمة الجسدية التي تعتبر من مقتضيات التقدم ومواكبة متطلبـات

يـة كبـرى حـول وبهذا فقد أحدث التطور الطبي في العصر الحديث ضجة علم.الحياة

مشروعية التصرف في جسم اإلنسان وخصوصا إزاء النجاح الذي وصلت إليه التجارب

الطبية، كل هذا أدى إلى تطويع هذا الجسم لكي يكون مجاال خصبا لمثل هذه التصـرفات

.الخطيرة

إن الحق في سالمة الجسم هو من الحقوق اللصيقة بشخص االنسان إذ يتعلق بالكيان

لتلك الشخصية والذي يكمن في ذلك الجسد مهبط الروح ومصدر جميع أنشطته المادي

من مقتضيات السالمة ومظاهر حياته وركائز قيام االنسان بوظائفه الطبيعية التي تعتبر

الجسدية وممارسة الوظائف االجتماعية باعتباره عضوا في الجماعة اإلنسانية لذا ال بد

.لك األفعال التي تنال سالمته الجسديةأن يصان حقه في عصمة جسده من ت

وإذا كان الحق في سالمة الجسم محله هذا األخير فهو ينصرف إلى جميع جزئياته

وأجهزة وأعضاء الجسم سواء تلك التي تؤدي وظائف عضوية كالجهاز الهضمي والتنفسي

. 1لفردوالقلب واألطراف أو التي تؤدي وظائف ذهنية كالمخ ويعد القوة المحركة ل

، )نشـر دارفيـه توجـد ال(،)الثانيـة الطبعة(1988الجسم،سالمةفيللحقالعامةالنظريةمحمد،أحمدعصام-1

.134ص

Page 218: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

212

ويعتبر جسم اإلنسان أساس الوجود البشري على وجه األرض، إذ أن الجسد أول ما

ظهر به اإلنسان، حيث خلق اهللا عز وجل آدم في صورته كما شاء الباري تعالى من

.من روحهنتهى من ذلك نفخ فيهاتراب، وبعدما

ن على جسمه حق ملكية ويرجع البعض مصدر مبدأ معصومية الجسد إلى أن لإلنسا

. نتفاعاويرجعه البعض اآلخر إلى أن له عليه حق

فاإلنسان حسب الرأي األول مالكا لجسمه ويستطيع من خالل هذه الملكية أن يحتج

في مواجهة الغير بهذا الحق، فمن جهة يستطيع أن يتصرف في جسمه كما يشاء، ومن

.كانت مبرراته مهماجهة أخرى له أن يمنع أي مساس بهذا الجسم

تجاه لم يسلم من النقد فال يمكن أن يكون جسم اإلنسان موضوعا لحق ولكن هذا اال

الملكية فهو ليس من األشياء، باإلضافة إلى ذلك فإن التصرفات الواردة على جسم اإلنسان

.مقيدة إذ ال يستطيع أن يتصرف اإلنسان في جسمه بصفة مطلقة

نتفاع، فالجسم مملوك االنسان على جسمه هو حق االثاني فيرى أن حق تجاه أما اال

ملكية رقبة هللا تعالى ولكن اهللا يسمح لإلنسان أن ينتفع بجسمه طوال حياته ويرده إليه بعد

وفاته بنفس الصورة التي تلقاها منه، لذلك يجب عليه أن يحافظ على هذا الجسم وعلى

.فيه إال في حدود مصلحته جميع عناصره ومكوناته وال يتصرف

نتفاع من الحقوق العينية وال يرد على نتقاد وجه لهذه الرأي، إذ أن حق االونفس اال

. 1جسم اإلنسان باعتباره ليس من األشياء

ستقالل كل اتجاه الراجح فيرجع فكرة حق اإلنسان على جسمه إلى فكرة أما اال

ام المتبادل بين األشخاص فلكل شخص الحرية حترشخص عن اآلخر، مما ينتج عنه اال

عتراض على كل فعل من شأنه المساس بجسمه باعتبار أن الحق في سالمة الجسم في اال

من الحقوق اللصيقة بالشخصية وحرية اإلنسان في جسمه تحميها قاعدة معصومية

إلنسان الهدف من منع المساس بجسم اإلنسان هو الحفاظ على المجتمع، فعلى اف.2الجسد

.19-18صالسابق،المرجعكامل،جمالرمضان-1أبـو جامعةدارية،واإلالقانونيةالعلوممجلةمشروعيتها،ومدىاإلنسانمجسعلىالواردةالتصرفاتعاللقاشي-2

.يليهاوما75ص، 2008الحقوق،كليةتلمسان،بلقايدبكر

Page 219: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

213

أن يحافظ على جسمه باعتباره منبع إمكاناته الذهنية والبدنية، فحق المجتمع يرتبط بكل

. هذه اإلمكانات، فهو ملكية مشتركة بينه وبين المجتمع

عتداء على سالمة الجسد هو قضية اإلنسان نفسه، قضية الدوافع التي تحكم إن اال

آلخرين في سالمة أجسادهم، تلك السالمة لم ينلها عتداء على حقوق اسلوكه وتدفعه إلى اال

هتمام في كتب الفقه الجنائي كالحق في الحياة بغية بيان اما نال الحقوق األخرى من

كما أنه لم يحظ بمثل الحماية التي حظي بها ، 1مصلحة الفرد في حماية عناصر جسده

لميثاق اإلفريقي لحقوق كتفى بالنص عليه ااالحق في الحياة في المواثيق الدولية، إذ

في مادته الرابعة التي تنص 1981يونيو27اإلنسان والشعوب الذي تمت صياغته في

حترام حياته وسالمة شخصه البدنية انتهاك حرمة اإلنسان، ومن حقه اال يجوز : " على أنه

".والمعنوية، وال يجوز حرمانه من هذا الحق تعسفا

/22/11مريكية لحقوق اإلنسان المصادق عليها في تفاقية األكما نصت عليه اال

لكل إنسان الحق في أن تكون سالمته الجسدية :" ، في مادتها الخامسة على أن 1969

والمعنوية محترمة، لكل إنسان الحق في أن تكون حياته محترمة، هذا الحق يحميه القانون

".بصورة تعسفيةوبشكل عام منذ لحظة الحمل وال يجوز أن يحرم أحد من حياته

باإلضافة إلى إعالن القاهرة حول حقوق اإلنسان في اإلسالم الذي تم إجازته من قبل

أغسطس 5مجلس وزراء خارجية منظمة مؤتمر العالم اإلسالمي في القاهرة بتاريخ

سالمة جسد اإلنسان :"في الفقرة الرابعة من المادة الثانية منه التي تنص على أن 1990

عتداء عليها، كما ال يجوز المساس بها بغير مسوغ شرعي، وتكفل وال يجوز االمصونة

.2"الدولة حماية ذلك

وبالرجوع إلى القانون الجزائري فقد أكد على حق اإلنسان في سالمة جسده في

يكون الطبيب وجراح األسنان " :مدونة أخالقيات الطب في المادة السادسة التي تنص على

حترام حياة الفرد وشخصه الفرد والصحة العمومية، يمارسان مهامهما ضمن في خدمة ا

،"البشري

.10صالسابق،المرجعمحمد،أحمدعصام-12 - www.1 umn.edu/humanrts/arab/a004.html

Page 220: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

214

تتمثل رسالة الطبيب وجراح األسنان في " :كما تنص المادة السابعة من نفس القانون على

حترام حياة االدفاع عن صحة اإلنسان البدنية والعقلية، وفي التخفيف من المعاناة، ضمن

انية دون تمييز من حيث الجنس والسن والعرق والدين والجنسية الفرد وكرامته اإلنس

".جتماعي والعقيدة السياسية أو أي سبب آخر في السلم والحربوالوضع اال

وبالنظر في هذه المواد كلها فإنها أكدت على حماية حق اإلنسان في سالمة جسده

هذا األخير ذو طبيعة بصفة عامة ولم تفرد جسد الجنين بحماية خاصة، وباعتبار أن

إنسانية سواء كونه مستكنا في رحم المرأة أو بويضة معلقة في جدار هذا األخير أو كامنة

. ختبار فإن حماية حق اإلنسان في سالمة جسده يشمله كذلكافي أنبوب

و حق الجنين في سالمة جسده يقصد به الحيلولة دون ميالده وهو غير متكامل

ل التحكم في الكيان الجسدي له في أية مرحلة من مراحل تطوره، أو كونه البنيان من خال

ختبار، وهذه الممارسات لم ينص عليها المشرع اال يزال بويضة ملقحة في أنبوب

الجزائري وال يمكن أن تطبق بشأنها عقوبة اإلجهاض إال إذا أدت إلى موت الجنين، كما

لمنصوص عليها في قانون العقوبات ألنها تخص ال يمكن أن تنعكس عليها جرائم اإليذاء ا

وقد ال تؤدي هذه الممارسات إلى موت .ن بالشخصية القانونيةيفقط األشخاص المتمتع

الجنين وإنما تلحق به أضرارا جسمانية ال يمكن مالحظتها إال بعد خروجه من بطن أمه،

ه أو ئو أعضاالتشويه في صورته أو توقيف نمشكلوالمساس بجسد الجنين يكون في

.ستبدال أماكن تواجد هذه األعضاء اكتمالها أو االحيلولة دون

واألخطر في المساس بجسد الجنين وهو في مرحلة البويضة الملقحة، وما ال يمكن

ن مرحلة البويضة الملقحة أنكرانه أن بداية حياة الجنين تكون منذ لحظة التلقيح، وما دام

نين بل هي أساس وجوده فلها الحق في السالمه أيضا هي من أهم مراحل تطور الج

باعتبار أنها تحوي جميع مكونات الجنس البشري، فإذا كان الرأي الراجح ال يعتبر إتالف

جهاضا فإن المساس بسالمتها عن طريق التدخل في التركيب الجيني لها إالبويضة الملقحة

إعادة زرعها في رحم المرأة، خاصة بالتالعب في المورثات باإلضافة أو االنقاص فيها، و

مع تطور األساليب الطبية المساعدة على اإلنجاب، يؤدي إلى ميالد الجنين مصاب

Page 221: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

215

بتشوهات نشأت عن تلك التدخالت الطبية، ال بد من النص على تجريم أفعال المساس

.1بسالمة الجنين في الرحم والبويضة الملقحة خارج الرحم

لقضاء الفرنسي للجنين الحق في التعويض اذا ولد به إعاقة وتأكيدا لذلك أقر ا

وتشوهات نشأت عن تدخل طبي أو خلل جيني أو وراثي نتيجة تدخل الطبيب في مرحلة

.2البويضة الملقحة

عتداءااليعرف الضرر أنه األذى الذي يصيب اإلنسان، أو هو صورة من صورو

حق في السالمة البدنية، وأن يؤدي جسمه على التكامل الجسماني، ذلك أن لكل شخص

ويشترط في الضرر أن يكون محقق الوقوع، ويظهر ذلك بارزا .وظائفه بصورة طبيعية

في التجارب الطبية، فيكون الضرر محقق الوقوع إذا نتج عن التجربة وفاة الخاضع لها،

. نيان أو الجنينأو حدوث خلل في وظائف جسمه سواء تعلق األمر باإلنسان المتكامل الب

محتمل الوقوع في المستقبل، واألمثلة كثيرة في التجارب على الجنينفيكون الضرر

فتعديل الصفات الوراثية في الكروموزومات يؤدي إلى أضرار على الجنين .متنوعةو

المتكون من البويضة الملقحة التي مورست عليها هذه التجارب بعد زرعها في بطن األم،

ا فحسب بل أن بعض التجارب على اإلنسان في بعض األحيان تظهر آثارها بعد ليس هذ

ولكن الضرر المستقبلي قد ال يتحقق .مدة زمنية قد تطول أو تقصر حسب طبيعة التجربة

و بالتالي فال يحكم به القاضي، ولكن بعد مدة معينة تظهر معالمه ،وقت الحكم بالتعويض

يحكم به وليس في ذلك مساس بحجية الشيء المقضي وتتفاقم، هنا يمكن للقاضي أن

. 3فيه

ولية الطبية، طالما ؤلتزام الطبيب ببذل عناية مجرد الضرر ال يكفي لقيام المساوفي

لتزامه ويظهر ذلك جليا في التجارب اأن الطبيب لم يقع منه خطأ أو تقصير في أداء

وذلك في الحاالت التي ،وجود الخطأالطبية العالجية، ولكن قد يكون الضرر قرينة على

. 280صالسابق،المرجع،العزةصالحهندم-1-Philip Dédrot, Diagnostic prénatal et responsabilité-médicale, Economica, Paris,1990, p117-118.2 - Conseil d'état 27/09/89 ,gaz pal, 4/8/1990, p421.

.184صالسابق،المرجعمأمون،الرشيدعبد-3

Page 222: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

216

يلتزم فيها الطبيب بتحقيق نتيجة، كما في التجارب غير العالجية التي تقوم فيها مسئولية

.القائم بالتجربة بدون خطأ ينسب له

واألضرار الناجمة عن التجارب الطبية قد تكون مادية وقد تكون معنوية، فالمساس

عنه من نفقات العالج لدليل على ذلك، ناهيك عن األضرار وما ينجمالجنينبسالمة جسم

أولياء الجنين إذا ولد هذا األخير المعنوية المتمثلة في اآلالم النفسية التي سوف يعاني منها

وال يكفي لتحقق المسئولية المدنية ء التجارب الطبية عليه،رامصابا بتشوهات نتيجة إج

طبيب، بل يجب أن يكون الضرر الذي أصاب أن يقع ضرر للمريض وخطأ من جانب ال

.1المريض نتيجة لذلك الخطأ الذي وقع من الطبيب

كتشافات في سالمة جسده في مواجهة التطورات واالالجنينوتعتبر مسألة حق

ل التي شغلت الرأي العام الدولي باعتبار أن اإلنسان هو ئالعلمية الحديثة من أهم المسا

اعي، ومن ثم ال بد من إيجاد السبل الكفيلة بتحقيق حماية قصوى له غاية التنظيم اإلجتم

ستمرار المجتمع، وتهدف هذه الحماية إلى إقامة التوازن بين مصلحتين الضمان

،متعارضتين المصلحة العامة في تقدم العلوم بمختلف أنواعها من أجل خدمة المجتمع

.2سدهومصلحة الفرد التي قد تمس هذه التطورات بسالمة ج

قتران الخطأ بالضرر، بل يجب أن يكون هذا الضـرر الحقـا اوال يكفي مجرد

وعالقـة . للخطأ وناشئا عنه، بحيث ال يمكن تصور وقوع الضرر دون وقـوع الخطـأ

أو خطـأ المـريض أو ،أو قوة قاهرةئالسببية تنتفي بالسبب األجنبي، وهو حدث مفاج

خضع لسلطة قاضي الموضوع دون رقابة محكمـة الـنقض الغير، وتقدير القوة القاهرة ي

دواء إعطاء األولياء لـه أثناء التجربة بسبب الجنينواألمثلة على ذلك متعددة فوفاة .عليه

.3ينفي المسئولية على القائم بالتجربةئمنعه عنه الطبيب، أو بسبب رعد أو زلزال مفاج

.251-250صالسابق،المرجعكامل،جمالرمضان-1.74ص،السابقالمرجع،الجسمسالمةفيالحقمفهومتطور،الديننصرماروك-2

3 - M.M.Hannouz.A.R.Hakem, op cit, p76 et s.

Page 223: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

217

الثانيبحثالم

المسؤولية الجنائيةجتماعي جتماعيا مفاده أن طبيعة النظام االافي سالمة جسده جانبا الجنينق لحإن

جتماعية، وال يمكن للفرد تحقيق ذلك إال إذا كان تفرض أن يقوم كل فرد بوظيفته اال

متمتعا بالصحة والتكامل الجسماني، فالشخص الذي يشعر بشذوذ جسماني معين يحجم

ية، وذلك ألن وظيفة الطبيب بالدرجة األولى جتماعبطريقة أو بأخرى عن المشاركة اال

جتماعية الهدف منها وقاية اإلنسان من األوبئة وإيجاد السبل لعالجها أو اهي وظيفة

ستهدف تحقيق اتهدئة اآلالم المنجرة عنها، ومن ثم يكون عمل الطبيب مشروعا طالما

ى األجنة البشرية فرض على القائم بالتجارب عليوذلك،المصلحة التي يقرها القانون

جتماعية في أن يظل أفراد مجتمع الغد محتفظين بتوازنهم الجسماني تحقيق المصلحة اال

.والنفساني

وتبعا لذلك يجب أن تكون هذه التجارب متفقة مع النظام العام، أي ال تؤدي إلى

جيل، اإلضرار بالمجتمع ككل، كالتأثير على الصفات الوراثية التي تنتقل من جيل إلى

حيث أثار التقدم الهائل في مجال وسائل اإلخصاب بصفة عامة، وأطفال األنابيب بصفة

إمكانية التحكم في الكروموزومات، كالتجارب التي بتتعلق التيخاصة العديد من المسائل

ختيار جنس المولود، بل وصلت إلى أكثر من ذلك اتهدف إلى تغيير الصفات الوراثية أو

قيق حمل كامل في أنبوب وغيرها من التجارب التي تؤدي إلى تشويه في محاولتها تح

لذا ،ناعيطصوما يساعد هذه الممارسات الشاذة هو اإلنجاب اال.صورة الجنس البشري

حتياطية ال يسمح باللجوء اليها إال اذا استحال اهذا األخير مجرد وسيلة ىكان لزاما أن يبق

ستخدامه ألغراض أخرى المكافحة العقم وال يمكن اإلنجاب بالطريق الطبيعي، فهو وسيلة

، وفرض جزاء جنائي لضمان حماية حقوق الجنين في مواجهة التجارب غير مشروعة

.الطبية

أول بادرة لحماية حقوق اإلنسان في مواجهة التجارب الطبية كما ذكرت في إن

عام ""Nuremberg"مقدمة البحث، تتمثل في مبادئ وقواعد وضعتها محكمة نورمبرغ

رتكبوها على أسرى الحرب اتتعلق بمحاكمة األطباء النازيين على الجرائم التي 1947

Page 224: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

218

خالل الحرب العالمية الثانية، حيث أصدرت هذه المحكمة مجموعة من القواعد والضوابط

:يجب مراعاتها من قبل األطباء عند إجراء التجارب الطبية على اإلنسان وهي

الطبية فائدة علمية؛أن تكون للتجارب -1

ضرورة الحصول على رضاء الشخص الخاضع للتجربة؛-2

أن يسبق التجريب على اإلنسان تجريبا آخر على الحيوان؛-3

تجنب اآلالم واألضرار الجسدية والعقلية؛-4

.1توخي األطباء الحيطة والحذر خالل التجربة-5

ي حاول وضع موازنة وأول قانون يتعلق بحماية حق اإلنسان في سالمة جسده، والذ

، 2في فرنسا1988الصادر عام ) Huriet(بين هذا المبدأ والتجارب الطبية، هوقانون

الخاص باحترام الجسم البشري الذي 1994جويلية 29باإلضافة إلى القانون الصادر في

حترام الجسد اأضاف للقانون المدني في القسم األول من كتابه األول فصال ثانيا بعنوان

تناولت المبادئ المتعلقة بالواجبات التي تراعي 9-16إلى 16شري، متضمنا المواد الب

شتراط رضائه للمساس احرمة اإلنسان وسالمة جسده وتطبيقاته المختلفة، وبصفة خاصة

.33-16والمادة 16بجسده، وأهم هذه المواد المادة

الجنين البشري، يسأل جنائيا افة إلى المسؤولية المدنية للقائم بالتجربة علىضباإلف

. عن اآلثار السلبية لتجاربه وذلك بتوافر أركان المسؤولية الجنائية

1 - Valérie Sebag, op cit, p 40. - Jean Penneau, op cit, p.159.- voir aussi : www.7rf.com/4512 31/ exp-m-nazie ._ Gilbert Hottois,Jean- Noèl Missa, op

cit, p448.، 1988ديسـمبر 20، منشور في الجريـدة الرسـمية فـي 1988ديسمبر 20الصادر في 1138/88قانون رقم -2

منشـور فـي الجريـدة وال1990ينـاير 23الصادر في 86/90قانون رقم (1990والتعديالت التي طرأت عليه في

يوليـو 26يوليو والمنشورة في الجريدة الرسمية فـي 25قانون رقم (1994وفي عام ) 1990يناير 25الرسمية في

.في قانون الصحة العامة الفرنسي) Huriet(وقد تم إدراج قانون ) 1994- voir aussi : Anne laude et Didier Tabuteau, op ci,t p 19.

3 - Art 16 : « La loi assure la primauté de la personne, interdit toute atteinte à la dignité decelle-ci et garantit le respect de l’être humain dés le commencement de sa vie ». - Art 16-3 : Le n° 2004-800 de 06 Août 2004 art 9) « il ne peut être porté atteinte àl’intégrité du corps humain qu’en cas de nécessité médicale pour la personne ou à titreexceptionnel dans l’intérêt thérapeutique d’autrui » - Code civil français 8éd, Dalloz 2009, (Loi n° 94-653 du 29 Juillet 1994), Loi n° 2004-800du 09 Août 2004)

Page 225: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

219

والجدير بالذكر أن المتفق عليه هو إباحة العمل الطبي باعتباره يحقق مصلحة

للمريض، وينطبق هذا على التجارب الطبية العالجية ألنها ال تتعارض مع القواعد العامة

مة لألعمال الطبية، ذلك أن هدف القائم بالتجربة هو عالج مرض معين يشتكي منه المنظ

.الخاضع للتجربة، مع إمكانية تعميم هذا العالج على مرضى آخرين لو ثبت نجاحه

أخصص المطلب األول ألسباب اإلباحة :وتبعا لذلك أقسم هذا المبحث إلى مطلبين

القواعد العامة للمساءلة لتطبيقطلب الثانيفي التجارب على الجنين، وأخصص الم

. الجنائية للقائم بالتجارب على الجنين

المطلب األول

أسباب اإلباحة في التجارب على الجنينالمقصود بأسباب اإلباحة تلك الظروف الموضوعية التي تلحق السلوك اإلجرامي،

بار أن إباحته يحقق مصلحة أهم فتنزع منه الصفة اإلجرامية فتحوله إلى فعل مباح، باعت

.بتداء من أجل تحقيقها ابالمقارنة مع المصلحة التي جرم الفعل

أن التجارب الطبية تتطابق مع النموذج القانوني للجرائم الماسة بسالمة الجسم وبما

إلخ، فإن ...كإعطاء األدوية لتجريبها، أو إجراء جراحة أو نزع أنسجة من جسم المريض

.أسباب اإلباحة في هذا العمل هو الذي يضفي المشروعية على عمل المجربتوافر

من قانون 39ةوبالرجوع إلى القانون الجزائري فإنه نظم أسباب اإلباحة في الماد

:ال جريمة :"على أنه 39العقوبات حيث تنص المادة

.إذا كان الفعل قد أمر أو أذن به القانون-1

دفعت إليه الضرورة الحالة للدفاع الشرعي عن النفس أو عن الغير إذا كان الفعل قد-2

"عتداءبشرط أن يكون الدفاع متناسبا مع جسامة االأو عن مال مملوك للشخص أو الغير،

والمالحظ على هذه المادة أنها لم تذكر كل أسباب اإلباحة المتفق عليها في الفقه

الضرورة وحالة الدفاع الشرعي، وقانون،الت أمر الالجنائي، بل اقتصرت على حا

نتفاء اوهي :أسباب إباحة العمل الطبي تنحصر في ثالثة شروطالجدير بالذكر أن و

القصد الجنائي، رضاء المجني عليه، الترخيص القانوني بمزاولة مهنة الطب، وهذا ما

األول أخصص الفرع ،ثالثة فروعمن خالل تقسيم هذا المطلب إلىأتناوله تباعا

Page 226: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

220

النتفاء القصد الجنائي، الثانيأخصص الفرع وللترخيص القانوني بمزاولة مهنة الطب،

.الممثل الشرعي للجنينلرضاء لثوأخصص الفرع الثا

الفرع األول

الترخيص القانوني بمزاولة مهنة الطبال يمكن أن يقوم بها إالالتجارب الطبية شأنها شأن األعمال الطبية األخرى نإ

ن في مجال البحث الطبي، ويجب أن تتم تحت إشراف وأشخاص لديهم خبرة ومتخصص

طبي متخصص، والقائم بالتجربة يجب أن تكون لديه خبرة بعلوم الطب وعلى دراية

.لهاةباألمراض واألدوية المناسب

وال يمكن أن تتحقق فيه هذه الشروط إال إذا كان القائم بها متحصال على ترخيص

ن من ال يملك حق مزاولة الطب إمهنة الطب، ألنها أساس عمل الطبيب، حيث بمزاولة

.1يعتبر معتديا على حق اإلنسان في سالمة جسده

من 02وهذا الترخيص يشمل كل األعمال الطبية األخرى كما نصت عليه المادة

ل تفرض أحكام هذه المدونة ألخالقيات الطب على ك: " مدونة أخالقيات الطب على أنه

أو طالب في الطب، أو في جراحة األسنان أو في ،طبيب أو جراح أسنان أو صيدلي

الصيدلة مرخص له بممارسة هذه المهنة وفق الشروط المنصوص عليها في التشريع

ويسلم هذا الترخيص وزير الصحة لكل شخص تتوافر فيه ". والتنظيم المعمول بهما

: "من قانون حماية الصحة وترقيتها بأنه197مجموعة من الشروط نصت عليها المادة

األسنان على رخصة يسلمها الوزير ةوجراحةتتوقف ممارسة مهنة الطب والصيدل

:المكلف بالصحة بناء على الشروط التالية

أن يكون طالب هذه الرخصة حائزا حسب الحالة على إحدى الشهادات الجزائرية، -

أو شهادة أجنبية معترف بمعادلتها؛دكتور في الطب، وجراح أسنان أو صيدلي،

لمهنة؛اأن ال يكون مصابا، بعاهة أو بعلة مرضية منافية لممارسة -

ستثناء هذا الشرط على أساس المعاهدات اأن يكون جزائري الجنسية، ويمكن -

".تفاقيات التي أبرمتها الجزائر وبناء على مقرر يتخذه الوزير المكلف بالصحةواال

1 -Dierkens, thèse précitée, p 123 ets.

Page 227: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

221

إلى ذلك يجب على المتحصل على هذا الترخيص أن يسجل لدى وباإلضافة

من قانون حماية الصحة 199المجلس الجهوي لآلداب الطبية، وهذا ما تنص عليه المادة

" وترقيتها يجب على كل طبيب أو جراح أسنان أو صيدلي مستوفي للشروط المحددة :

سة مهنته أن يسجل لدى أعاله، ومن أجل الترخيص له بممار198و197في المادتين

المجلس الجهوي لآلداب الطبية، المختص إقليميا المنصوص عليها في هذا القانون

وأن يؤدي أمام زمالئه، أعضاء هذا المجلس اليمين حسب الكيفيات المحددة بموجب

.1"التنظيم

يا التجريب على الجينات من أجل أغراض العالج أو الوقاية من األمراض له مزافإن

ومحاسن كثيرة في تجنب األمراض الوراثية أو عالجها، إال أن البعض يذهب إلى عدم

حتى ولو تمت من قبل التوسع في السماح بها ألن األضرار الناجمة عنها قد تفوق مزاياها

نحراف وقد اتجهت أغلب اآلراء إلى المناداة بتحديد إطارها وعدم اال.أطباء متخصصين

إليها إذا كان من شأنها إستخدام الهندسة الوراثية ألغراض أخرى غير عنها، فيمنع اللجوء

أو نتقاء الجنس البشري،اختيار جنس الجنين، أو االعالج كتعديل الصفات الوراثية، و

نطبق فقط شرط الترخيص بمزاولة مهنة الطب يلذا فإن .غيرها من الممارسات الشاذة

سة مشروعيتها، أما التجارب غير المشروعة على التجارب التي ثبت من خالل هذه الدرا

فيها سببا إلباحتها ألنها تخرج عن مقتضيات الشرع الشرطاكون مراعاة هذيفال يمكن أن

.ستمرارية الطبيعية للكيان اإلنسانيواألخالق وتهدد اال

القائم بالتجربة الطبية قد يكون طبيبا أو باحثا في المجال الطبي، ولكن ال يمكنه ف

إجراء أية تجربة على الجنين البشري إال بعد إعالم ممثله الشرعي بطبيعة وظروف

.التجربة ونتائجها، والحصول على رضاء الممثل الشرعي للجنين للقيام بالتجربة

ال يجوز ألحد أن يمارس مهنة طبيب اختصاصي أو جـراح : " من قانون حماية الصحة وترقيتها198تنص المادة -1

أسنان اختصاصي أو صيدلي اختصاصي إذ لم يكن حائزا شهادة االختصـاص الطبـي، أو شـهادة أجنبيـة يعتـرف

....".بمعادلتها

Page 228: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

222

الثانيالفرع

نتفاء القصد الجنائياتفاء انة إن أساس إباحة األعمال الطبية بصفة عامة، والتجارب الطبية بصفة خاص

القصد الجنائي لدى القائم بالتجربة، ذلك أن إرادة الطبيب عامة وإرادة القائم بالتجريب

.ه من مرضهئخاصة ال تتجه إلى اإلضرار بصحة المريض وإنما إلى شفا

عالجية، التي تشبه الألغراض لعلى الجنينإن كان هذا الشرط ينطبق على التجارب

ة، فال ينطبق على التجارب العلمية التي ال يكون الهدف منها عالج التدخالت الطبية العادي

عتداء على سالمة الجسم، يتوافر قانونا بمجرد ، فالقصد الجنائي في جرائم االالجنين

إذا كانت التجربة ال تحقق ،1نصراف إرادة الطبيب إلى عمله الطبي على جسم المريضا

ال يعاني من أي مرض، اسليماشخصمصلحة مباشرة للشخص الخاضع لها باعتباره

وإنما يستعمل هذا األخير كمحل لتجريب أدوية أو طرق عالجية جديدة بهدف الوصول

.2إلى عالج مرضى آخرين

أن القصد الجنائي في جريمة الضرب أو " وتطبيقا لذلك ذهب القضاء الفرنسي إلى

و الجرح عن إرادة وعلم منه،متى ارتكب الجاني فعل الضرب أالجرح يتوافر قانونا،

ويمكن قياس هذا الحكم على التجارب . 3"وترتب عليه المساس بسالمة جسم األشخاص

ن القائم بالتجربة يعلم أن تجربته سوف تؤدي إلى اإلضرار بالشخص إالعلمية حيث

.الخاضع للتجربة

ذلك أن لديه،وانتفاء القصد الجنائي في التجارب الطبية يعني توافر قصد العالج

الهدف الذي أباح القانون ألجله العمل الطبي عامة هو السهر على حماية صحة األشخاص

البدن من النظام العام، وال يجوز الخروج عن معصومية ألن مبدأ والتخفيف من آالمهم،

فانتفاء القصد الجنائي هذا المبدأ إال لضرورة عالجية ويتحقق ذلك في التجارب العالجية،

دارالعـام، القسمالجزائري،العقوباتقانونشرحأوهايبية،اهللاعبد-.1صالمرجع السابق،القبالوي،محمود-1

.161-8-7ص،2011الجزائر،للنشر،موفم-Garraud , Rene,Traitè thèoriqueet pratique du droit pénal français, Paris, Sirey1985, t5, p324-325.

.29صالسابق،المرجعالقبالوي،محمود-23 - crim,15novembre1972 ,gaz pal ,1973 ,n°2364 .

Page 229: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

223

فإذا انتفى قصد العالج في هذه التجارب العالجي وجهان لعملة واحدة،غرضالحقق تو

لدى القائم بها، فإن فعله يخرج من دائرة اإلباحة ويدخل في دائرة التجريم، وهذا سوف

.يؤدي حتما إلى قيام المسئولية الجنائية

ي ضرر يصيب وانتفاء قصد العالج يبدو واضحا في التجارب العلمية، باعتبار أن أ

، ألن القائم بالتجربة ال يتوخى منها الشخص الخاضع لها، يجعل القائم بها مسؤوال جنائيا

عالج الجنين من األمراض والتشوهات التي تصيبه، وال حتى عالج مرضى آخرين

.باإلستعانة بالجنين، وإنما يتوخى منها إرضاء رغبة علمية أو شخصية

سالمية فإنها تقوم على جلب المصالح ودرء المفاسد، وبالرجوع إلى الشريعة اإل

وإجراء التجارب العلمية على إنسان سليم يعود بالفائدة على المجتمع، ولكنه يعود بالضرر

جتماعية من أجل الحفاظ على مصلحة على الخاضع لها، فال بد من التضحية بالمصلحة اال

. 1الفرد

نائي ال يكفي إلضفاء المشروعية على التجارب ولكن قصد العالج وانتفاء القصد الج

للخطر من جراء الجنينإذ يمكن للطبيب القائم بالتجربة أن يعرض جسم ،العالجية

، إذ قد يقوم الطبيب بتجربة عالجية على الجنين من تجريب دواء جديد يجهل مفعوله

الجنين في خالل تجريب دواء لم تثبت بعد نجاعته من عدمها، معتقدا أنه سوف ينفع

القضاء على مرضه، ولكن النتيجة تكون عكس ما توقعه، إذ تؤدي هذه التجربة إلى

أضرار على الجنين، وبالتالي فإن القائم بالتجربة رغم توخيه غرض العالج من تجربته

. إال أنه يكون مسؤوال عن عدم حيطته وحذره

ت الوحيدة التي تمس السالمة هذا إن دل على شىء فإنه يدل أن التجارب العلمية ليس

إجراء التجارب التي ال ينتج عنها أضرارمنالبدنية لإلنسان، فليس هناك ما يمنع إذن

.2للخاضع لها، طالما أنها تفيد البشرية في الوصول إلى طرق عالجية جديدة

.619صالسابق،المرجععبده،السيدمحمدسليمانشعالن-1.718صالسابق،المرجعالكريم،عبدمأمون-2

Page 230: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

224

ثانيالفرع ال

الممثل الشرعي للجنينرضاء ة على أعمال الطبيب الحصول على يشترط المشرع لكي يضفي صفة المشروعي

رضاء المريض، ولقد تبين من خالل الدراسة السابقة للرضا أنه له أهمية خاصة في

مجال التجارب الطبية سواء على اإلنسان المتكامل البنيان أو على الجنين، بسبب خطورة

ار ما تمت هذا النوع من التدخالت الطبية على الكيان الجسدي لإلنسان، لذلك ال أريد تكر

.1دراسته

وهذا التجربة الطبية،يعتبر شرطا من شروط إباحة مثل الشرعي للجنينفرضاء الم

، ولكن ال بد من التأكيد أن رضاء المجني عليه ال 2حترام إرادة وحرية المريضامنبعه

رتكاب الفعل بنية أخرى غير العالج ينفي عن اينفي الصفة اإلجرامية عن الفعل، أي أن

.3لفعل صفة المشروعيةا

لقد أباحت التشريعات التجارب الطبية، فأجازت المساس بسالمة جسم اإلنسان و

العتبارات مرتبطة بالمصلحة الفردية أو بالمصلحة العامة، ألن من شأنها الوصول إلى

عالج مختلف األمراض بطرق جديدة، ولكن بشرط الخضوع لمجموعة من الشروط

.في قوانينها أهمها الحصول على رضاء الشخص الخاضع لهاحددتها التشريعات

المستنير ال يعتبر سببا من أسباب إباحة ءولكن شرط الحصول على الرضا

عتداء على التجارب الطبية، وإنما هو شرط من شروط مباشرتها، فهو ليس مبررا لال

ع لها وأدت إلى تجارب حتى وإن تمت بناء على موافقة الشخص الخاضفال.سالمة الجسم

أضرار جسدية خطيرة، أو أفضت إلى عاهة مستديمة أو ربما أدت إلى الموت، فإنها

إذا كان ذلك بسبب إهمال القائم بهذه التجارب ،واضحا على جسم اإلنساناعتداءاتشكل

ونفس األمر ينطبق على تخلف شرط من شروط إجراء للقوانين، حترامهاورعونته وعدم

.4حترام هذه الشروط عقوبات جزائيةايث تسلط على القائمين بها دون هذه التجارب بح

. وما یلیھا من الرسالة123الصفحة : انظر- 1

.317صالسابق،المرجعقايد،اهللاعبدأسامة-23 - Garraud, opcit, p328.

.7و فقرة03محمود محمود مصطفى، المقال السابق، فقرة -4

Page 231: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

225

وفي هذا الصدد يمكن التسوية بين التجارب التي تجرى على الجنين البشري

والتجارب التي تجرى على اإلنسان بعد خروجه من بطن أمه بمختلف مراحله مع إضفاء

نة، ذلك أن المشرع الفرنسي نوع من الخصوصية على التجارب التي تجرى على األج

خص التجارب الطبية على اإلنسان المتكامل البنيان بنصوص قانونية في قانون العقوبات،

. والتجارب على األجنة بنصوص أخرى في نفس القانون

وتطبيقا لذلك لجأ المشرع الفرنسي، إلى تجريم اإلخالل بكل الشروط المتطلبة

ة، ففرض عقوبة جزائية على كل مخالفة للضوابط إلجراء التجارب الطبية بصفة عام

الرئيسية التي تحكم التجارب الطبية، ورصد إلجراء التجارب دون الحصول على موافقة

.1أورو45000الخاضع لها عقوبة الحبس لمدة ثالث سنوات وغرامة مالية قدرها

الثالث من كما لجأ الى تجريم التجارب التي تجرى على األجنة، فخصص القسم

.511-511،19-18قانون العقوبات لحماية الجنين البشري في المواد

على معاقبة كل من يقوم بتلقيح بويضات باستعمال تقنية ، 511-18فتنص المادة

أطفال األنابيب من أجل استخدامها في التجارب الطبية بسبع سنوات حبس و بغرامة

.2أورو100000قدرها

بأنه يعاقب بنفس العقوبة السالفة الذكر كل من يقوم ،511-19ص المادة كما تن

.بتجارب على الجنين دون أخذ موافقة وكالة الطب الحيوي

-1 Art 223-8 du code pénal Français, 106e éd, Dalloz, 2009 (L’ n° 94-653 de 29 juin 1994)« le fait de pratiquer ou de faire pratiquer sur une personne une recherche biomédicale sansavoir recueilli le consentement libre, éclairé et exprès de l’intéressé, des titulaires de l’autoritéparentale ou du tuteur, ou d’autre personnes autorités ou organes désignes pour consentir a larecherche ou pour l’autoriser, dans les cas prévues par les dispositions du code de la santepublique est puni det trois ans d’enprisonnement et de 45000 euro d’amende… »- voir aussi, Jean Larguier, Philipe conte et Anne Marie Larguier, op cit, p. 57.- Michel Véron, Opcit, p. 122.2- Art 511-18 du Code pénal français (L’ n° 2004-800 du 06 août 2004, art 28-II). « Le fait deprocéder à la conception in vitro ou à la constitution par clonage d’embryons humains à desfins de recherche est puni de sept ans d’emprisonnement et de 100.000€ d’amende ».

-3 Art 511-19 du Code pénal français, (L’ n° 2004-800 du 06 Août 2004, art 28 II)._ "Le fait de procéder à une étude ou une recherche sur l’embryon humain :

_ sans avoir préalablement obtenue le consentement écrit et l’autorisation visés à l’article L2151-5 du CSP…. Est puni de sept ans d’emprisonnement et de 100.000€ d’amende."

Page 232: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

226

عاقب كل من يصدر أو يستورد خاليا جذعية جنينية من أجل إجراء تجارب عليها كما

2151-6من وكالة الطب الحيوي المشار إليه في المادةبدون الحصول على ترخيص

من قانون 511-19-3من قانون الصحة الفرنسي، بعقوبة تصل إلى سنتين في المادة

.1العقوبات

وما الحظته على هذه المواد أن العقوبات التي رصدها المشرع الفرنسي على

القائم بالتجارب الطبية على الجنين أشد من تلك التي رصدها على القائم بالتجارب على

متكامل البنيان، وهذا يدل على أن الجنين له خصوصية باعتباره نواة الجنس االنسان ال

. البشري، وأتمنى أن يقتدي به المشرع الجزائري

35وبالرجوع الى تشريعات الدول، تؤكد المادة الثالثة من القانون اإلسباني رقم

. على حظر تخصيب البويضة لغاية غير اإلنجاب1988،الصادر سنة

المتعلق بحماية 1990ديسمبر 13القانون األلماني الصادر في وقد نص

الذي ال يكون إال ،البويضات، على حظر أي تخصيب لبويضة إنسانية لغير اإلنجاب

سنوات بحد أقصى أو 3لصالح المرأة صاحبة البويضة، و يعاقب المخالف بالحبس

.بالغرامة

في ءفإنها لم تشترط اإلخالل بالرضاوبالرجوع إلى األنظمة األنجلوسكسونية

جارب الطبية لقيام المسؤولية الجنائية للقائم بالتجربة، بل أسست هذه األخيرة على تال

.2نظرية اإلهمال التي يقصد بها المسؤولية التقصيرية في األنظمة الالتينية

المطلب الثاني

على تطبيق القواعد العامة للمساءلة الجنائية للقائم بالتجارب

الجنينالضرر وعالقة وتقوم المسئولية الجنائية للطبيب على العناصر الثالثة وهي الخطأ

ولكن يختلف القانون المدني في صياغته . السببية، مثلما هو الشأن في المسئولية المدنية

1 - Art 511-19-3 (L’n° 2004-800 du 09 Août 2004 art 28 II)« Est muni de deux ans d’emprisonnement et de 30.000 € d’amende le fait d’importer ouexporter à des cellules embryonnaires ou fœtaux sans avoir obtenue l’autorisationmentionnées à l’article L2151-6 du Code de la santé publique ».- voir aussi art 2151-6 précité.

.820مأمون عبد الكریم، المرجع السابق، ص- 2

Page 233: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

227

للخطأ عنه في القانون الجنائي، ذلك أن قانون العقوبات غالبا ما يستعمل عبارات أخرى

، هذا ما جعل الفقه ... حترازالرعونة وعدم اال،اإلهمال: لداللة على الخطأ كعباراتل

. زدواجهماايتأرجح بين وحدة الخطأ المدني و الجنائي، و بين

فالرأي األول يرى أنه ال يمكن الحديث عن خطا مدني وخطأ جنـائي، ألن الخطـأ

خطأ الذي يستوجب المسئولية الجنائيـة، الذي يستوجب المسئولية المدنية ال يختلف عن ال

فبراءة المتهم في الدعوى الجنائية لعدم ثبوت الخطأ يستلزم رفض الدعوى المدنية، ذلك

زدواج الخطأين يؤدي إلى التعارض بين األحكـام المدنيـة واألحكـام اأن تطبيق فكرة

.1الجنائية

نعكاساته على ابب التطور الطبي وزدواج الخطأين بساأما الرأي الثاني فينادي بأهمية

مهنة الطب، إذ لم يعد الطبيب ذلك الشخص الذي يسعى إلى عالج المريض، بل أصـبح

عمله يتعدى الغرض العالجي، والتجارب العلمية ألبرز مثال على ذلك، هـذا يسـتدعي

الفصل بين الخطأ المدني والخطأ الجنائي و تأسيس هذا األخير على أسس مختلفة لـردع

.2نتهاك حقوق اإلنساناكل من يتالعب بهذه المهنة الشريفة وتحويلها إلى أداة للتعذيب و

ومن جهة أخرى فإن اضمحالل فكرة الخطأ في المجال الطبي، ويظهر ،هذا من جهة

ذلك جليا في التجارب الطبية غير العالجية التي تقوم على مسئولية القائم بها بدون خطأ،

ضرورة تحديد ماهية الخطأ في القانون الجنائي مستقال عن مفهوم الخطأ سوف يؤدي إلى

.3في القانون المدني

وتبعا لذلك نادى جانب من الفقه بالنظر في الخطأ الطبي الذي يكون محال للمسئولية

الجنائية إلى جسامة النتائج الناجمة عنه، ال إلى جسامة الخطأ، وذلك من أجل تحقيق

:هدفين

تحقيق مصلحة الطبيب في العمل بقدر من الحرية دون الخوف من المسئولية الجنائية -1

. عن أي خطأ يرتكبه، والعمل في إطار من الحيطة والحذر لتجنب الوقوع في الخطأ

.1051صالسابق،المرجعكامل،جمالرمضان-155صالسابق،المرجع،الشواساميمحمد-2.223صالسابق،المرجعقايد،اهللاعبدأسامة-3

Page 234: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

228

حماية حق اإلنسان في السالمة البدنية عند تشديد العقوبة على األطباء المخالفين -2

. 1لألصول الطبية

متدت حماية حق الجنين في الحياة لتشمل ما يحدثه الواليات المتحدة األمريكية وفي ا

نفصاله االجاني من جروح تفضي إلى موت الجنين أو تشويهه ولو تراخى ذلك إلى ما بعد

كما أكدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي الرابع عشر لقانون العقوبات . عن األم

على ضرورة تجريم خلط الخاليا اإلنسانية بالحيوانية، 1987المنعقدة في ألمانيا عام،

وأكدت على رفض اإلجراءات التي تهدف إلى تغيير الصفات والخصائص، وتغيير

المالمح والتحكم في السالالت وغير ذلك من األساليب المشابهة والتي ال تهدف إلى حماية

.2الجنين

األجنة يهدف إلى حماية جزائريفي القانون الخاصورغم أنه ال يوجد أي نص

ستبعاد مسؤولية الطبيب المدنية، ا، إال أنه ال يمكن من التجارب الطبيةوالبويضات الملقحة

والجنائية، إذا أحدثت مداخالته ضررا للمولود، وهذا يحتم على المشرع الجزائري وضع

صة أننصوص صريحة في هذا الشأن، من خاللها يضمن حماية األجنة البشرية؛ خا

ال يمكن وضعها بمعزل عن التطور السريع الذي عرفته التجارب الطبية في هذا الجزائر

المجال، فال يكفي النص العام في قانون حماية الصحة وترقيتها الذي يهدف إلى حماية

.اإلنسان بصفة عامة من إجراء هذه التجارب، إذ كل إنسان يستحق هذه الحماية

يخضع لهذه األحكام العامة، ولكنه باعتباره نواة تكونه اوالجنين باعتباره إنسان

وبداية حياته يجب أن يحظى بعناية خاصة، ويجب أن توضع آليات للحفاظ عليه بنصوص

والتي من شأنها أن تهدد البشرية في ،رادعة وفق ضوابط مقيدة لتدخالت األطباء عليها

.ستمرارهاابقائها و

بات الجزائري فإنه تناول الجرائم المرتكبة على بالرجوع إلى قانون العقوو

األشخاص في فصل مستقل، بينما الجنين تناوله في فصل آخر متعلق بجريمة اإلجهاض،

فالجنين إذن حسب قانون العقوبات شخص، ولكنه ليس كالشخص العادي لعدم تمتعهما

.81صالسابق،المرجعالقبالوي،محمود-1اإلسـكندرية، الجامعيـة، المطبوعـات دار،1999طبعـة الخاصالقسمالعقوبات،قانونعامر،أبوزكيمحمد-2

.89صالسابق،المرجعالخولي،محمد عبد الوهاب -.32صالسابق،المرجع،العزة،حصالمهند-. 118ص

Page 235: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

229

د األشخاص أو بتقرير بنفس الحماية الجنائية سواء تعلق األمر بتحديد الجرائم المرتكبة ض

.العقوبات لها

عتراف قانون العقوبات بحماية قانونية االشخصية القانونية للجنين ال تمنع من فانعدام

للجنين باعتباره كائنا بشريا، إذ ال تقتصر حمايته على األشخاص القانونية، ولكنه في ذات

وحيدة التي يمكن أن الوقت تناسى في اقتصاره على جريمة اإلجهاض كالجريمة ال

يتعرض لها الجنين، على أن هذا األخير قد يتعرض إلى أفعال أخرى قد تتسبب في وفاته

أو في تعطيل إحدى وظائف جسمه أو تشويهه، وقد تكون كل هذه النتائج بسبب خطأ

.طبي، أو كنتيجة لممارسة تجارب طبية عليه

التجارب الطبية على األجنة البشرية بتطبيق ولتحديد قواعد المسؤولية الجنائية للقائم ب

عتماد على فكرة الخطأ المهني من جهة، وأحكام اإلجهاض من القواعد العامة، يمكن اال

.جهة ثانية

لذلك أجزئ هذا المطلب إلى فرعين، أتناول في الفرع األول، مسؤولية القائم

ثاني، مسؤولية القائم بالتجربة بالتجربة على أساس الخطأ المهني، وأتناول في الفرع ال

.على أساس جريمة اإلجهاض

الفرع األول

مسؤولية القائم بالتجربة على أساس الخطأ المهنيتطور الطب البيولوجي أدى إلى تطور طرق العالج وكذلك العمليات إن

في نعكس ذلك على قانون العقوبات االجراحية المعتمدة على التجارب الطبية، وقد

التشريعات المختلفة لمعالجة هذه التجاوزات التي نتجت عن هذه التقنية، وما ترتب عنها

من أفعال مخالفة ألخالقيات مهنة الطب، ونظرا ألن المشرع الجنائي دائما متطور

ومواكب لما يدور من حوله من تقدم علمي، فقد كان لزاما عليه أن يحمي اإلنسان من

.نفسه

قتراف شخص ما فعل يجرمه اؤولية الجنائية بصفة عامة، في حالة وتقوم المس

جتماعية امتناع عن فعل يفرض القانون القيام به، فالجزاء الجنائي ضرورة القانون، أو اال

.حترام القانون اتضمن

Page 236: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

230

فالمجتمع في حاجة إلى قانون رادع يقرر جزاءات جنائية، يستجيب لمختلف

التي ساعدت في تزايد المساس بسالمة اإلنسان داخل هذا التطورات الحاصلة فيه و

.1المجتمع

ولعل مهنة الطب هي الحقل البارز إلعمال المسؤولية الجنائية، نظرا لتطور سبل

العالج التي تطورت معها األساليب الطبية وازدادت تدخالت األطباء التي تعدت في كثير

اإلنسان محال لممارسات ال تمت إلى الطب من األحيان الغرض العالجي، إلى جعل جسم

.بصلة

ويعد مجال التجارب الطبية من أهم المجاالت الطبية التي تثير مسؤولية الطبيب

الجنائية باعتبارها تعتمد على أساليب فنية مستحدثة أفرزها التطور البيولوجي والطبي

نه، باإلضافة إلى أن هذه الذي يتصف بالسرعة والتغير، واختالف النتائج الناجمة ع

.األخيرة غير مضمونة النجاح

إن هذه األعمال المنبثقة من معطيات التكنولوجيا الحيوية تتطلب المساس بسالمة

جسم اإلنسان عن طريق العمليات الجراحية، أوبتجريب األدوية وما يعقبها من تغيرات

لجنائية عند قيامه بهذه التجارب فيزيولوجية قد تكون خطيرة، فتقوم مسؤولية الطبيب ا

الطبية مخالفا الضوابط الطبية التي تحكمها، أو عند تخلف شرط من شروط إباحة األعمال

.2الطبية

كما تقوم مسؤولية الطبيب الجنائية على أساس الخطأ المهني، ويعرف هذا األخير

ة التي تحكم بعض المهن بالخطأ الفني الذي يتحدد بالرجوع إلى القواعد العلمية والفني

كالمهن الطبية، وقد يرجع هذا الخطأ إلى الجهل بهذه القواعد أو تطبيقها تطبيقا غير

وبالتالي فالخطأ المهني في مجال الطب هو خروج الطبيب على القواعد . صحيح

واألصول الطبية المتعارف عليها علميا وقت تنفيذه العمل الطبي، أو إخالله بواجبات

. 3والحذر التي يفرضها القانون، وتسبب إهماله في أضرار جسيمة للمريضالحيطة

.وما يليها43محمد عيد الغريب، المرجع السابق، ص -1.253صالسابق،المرجعكامل،جمالرمضان-2

. 78- 77محمود القبالوي، المرجع السابق، ص- 3

Page 237: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

231

لم ينص على األثر المترتب على التجـارب نجده وبالرجوع إلى المشرع الجزائري

الخاضعة للشروط المنصوص عليها قانونا، واكتفى بالنص علـى ضـرورة الطبية غير

السـالفة 1مكرر168المادة (التجارب الموافقة المتبصرة على إجراء هذهالحصول على

عتبار أن إجراء تجارب طبية دون الحصول على رضا المريض خطـأ مهنـي او) الذكر

289و288التي تحيل إلى المادتين من قانون حماية الصحة وترقيتها239طبقا للمادة

والتي من قانون العقوبات فيما يخص الجرائم المرتكبة من قبل العاملين في مجال الصحة

يتابع،: "تتسبب في المساس بالسالمة البدنية لألشخاص أو في وفاتهم وجاء نصها كما يلي

من قانون العقوبات، أي طبيـب أو جـراح أسـنان أو 289و288طبقا ألحكام المادتين

على كل تقصير أوخطأ مهني يرتكبه، خالل ممارسته مهامه أو صيدلي أو مساعد طبي،

أو يحـدث لحق ضررا بالسالمة البدنية ألحد األشخاص أو بصحته،ويبمناسبة القيام بها،

باإلضافة إلى ذلك لـم ."أو يتسبب في وفاتهأو يعرض حياته للخطر،له عجزا مستديما،

ينص قانون العقوبات على متابعة القائمين بالتجارب الطبية دون التقيد بشروطها سـواء

وهذا فراغ كبير في القـانون الجنين البشري، كانت على اإلنسان المتكامل البنيان أو على

. على المشرع الجزائري ملؤه

كل من قتل خطأ أو تسبب في : " على أنمن قانون العقوبات288تنص المادة و

ذلك برعونته أو عدم انتباهه أو إهماله أو عدم مراعاته األنظمة يعاقب بالحبس من ستة

".دينار 20000إلى 1000ن أشهر إلى ثالث سنوات أو بغرامة م

إذا نتج عن الرعونة : " ما يليمن قانون العقوبات289المادة في حين جاء في نص

حتياط إصابه أو جرح أو مرض أدى إلى العجز الكلي عن العمل لمدة أو عن عدم اال

إلى 500تجاوز ثالثة أشهر فيعاقب الجاني بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة من

."دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين 15000

وبالنظر إلى هذه المواد فإن كل من يتعرض لحياة اإلنسان بصفة عامة أو الجنين

ويعتبر إجراء التجارب .بصفة خاصة أو يتسبب في وفاته يكون محال للمساءلة الجنائية

فقة ممثله الشرعي، أو الطبية على الجنين البشري إذا كان الغرض منها عالجيا دون موا

يستوجب قيام المسؤولية احترام األصول العلمية الثابتة والجدية العلمية، خطأ مهنياعدم

الجنائية في حق القائم بها، كما أن إجراء التجارب العلمية دون فائدة فردية كأن تتم لمجرد

Page 238: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

232

قيام العبث العلمي، فإن الحصول على رضاء الممثل الشرعي للجنين ال يعفي من

.المسؤولية الجنائية

فإذا تسبب هذا الخطأ المهني في وفاة الجنين أو إجهاضه وهو بسبب إجراء تجارب

وهو ال يعلم أن هذه ،طبية عالجية دون الحصول على رضاء الممثل الشرعي للجنين

طبقا لنص المادة ،التجربة سوف تؤدي إلى وفاته، فإنه يتابع على أساس القتل الخطأ

حتجاج بالغرض العالجي من من قانون العقوبات المشار إليها أعاله، وال يمكن اال288

.هذه التجربة

أما إذا تسبب القائم بالتجربة في وفاة الجنين وهو بصدد إجراء تجربة علمية دون

فائدة عالجية سواء بموافقة الممثل الشرعي للجنين أو دون موافقته، فإنه يسأل عن جريمة

.حتجاج بالحصول على موافقة الممثل الشرعي للجنينالعمدي، وال يمكنه االالقتل

وفي حالة إذا تسبب القائم بالتجربة سواء كانت عالجية أو علمية في عاهة مستديمة

ستنادا إلى صورتين من اللجنين، فإن القائم بالتجربة يسأل على جريمة الجرح الخطأ

حتياط عند القيام بالتجربة، ولكن يجب على ة وعدم االوهما الرعون،صور الجرح الخطأ

.الممثل الشرعي للجنين هنا إثبات الخطأ لقيام مسؤولية القائم بالتجربة الجنائية

من قانون حماية الصحة وترقيتها غير كافية 239وأنوه في هذا الصدد أن المادة

ية، وهو ما يتطلب تدخل المشرع لتحقيق الحماية الجنائية لألجنة الخاضعة للتجارب الطب

لوضع نصوص في قانون العقوبات خاصة بالجرائم الناتجة عن التجارب الطبية على

.اإلنسان بصفة عامة، وعلى الجنين بصفة خاصة

فمن الحقوق الطبيعية للجنين أن يولد متكامل البنيان ولكن ممارسة التجارب الطبية

المادي للجنين منذ بداية تكوينه وحتى والدته، وكان من عليه من شأنها أن تمس بالكيان

شأن ذلك التحكم في تكوين الكيان الجسدي للجنين وهو ال يزال بويضة عالقة في جدار

الرحم، وهذه الممارسات ال يمكن أن تكون محال لجرائم االجهاض إال إاذا أدت إلى وفاة

وراثية لم تكن موجودة في المورثات وقد يتخذ هذا المساس بصورة دقيقة إضافات.الجنين

أو قيام الطبيب بانتزاع بعض الخاليا واألنسجة من الجنين وهو بصدد الجينية للوالدين،

فإذا ال يمكن تطبيق جريمة اإلجهاض على هذه الحاالت ألن التدخل لم يؤد إلى ،األبحاث

والجرح، إذ يشترط وفاة الجنين، فال يمكن أيضا تطبيق قواعد جرائم اإليذاء والضرب

Page 239: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

233

في هذه الجرائم أن تقع على جسم بشري بمعناه الدقيق وليس على جنين ولو كان مكـتمل

.لم يولد بعدالنمو طالما

ولحماية حق الجنين في أن يولد متكامل البنيان يتعين تجريم المساس بالكيان المادي

يجب النظر في ذلك األمر وحمايته حتى قبل اكتمال نموه وفي مختلف مراحل تكوينه، و

وفقا للنتيجة اإلجرامية التي يحدثها السلوك، بحيث إذا ولد الجنين مصابا بعاهة مستديمة

.1رغم تراخي حدوث النتيجة ال يقطع رابطة السببية بين السلوك والحدث المترتب عليه

تكون قد وما حدث هنا هو تأخر في ظهور النتيجة للعيان وليس تراخيا في حدوثها إذ أنها

تحققت فعال بمجرد إتيان السلوك الذي أحدث خلال وراثيا نشأ عنه حدوث العاهة المستديمة

أو أي صورة أخرى من صور نقص التكامل الجسماني للجنين، إال أن ذلك ال يمكن أن

ألطباء وأهل الخبرة أن فعل الجاني هو الذي يثبت يتحقق إال بتمام عملية الوالدة، فحتى

. حداث النتيجة فليس ثمة ما يمنع من مساءلته جنائيا عما أفضى إليه فعلهتسبب في إ

فمتى ثبتت عالقة السببية بين الفعل والنتيجة التي قد يتأخر ظهورها عادة للعيان إلى

فإن ذلك كافيا لمساءلة الشخص عن جريمة إيذاء طالما كان ،ما بعد تمام عملية الوالدة

تدخل في الحمل ومحاولة إنهاءه نجم عنه نقص في التكامل رتكاب السلوك أوكان الا

به إعاقة وتشوهات نشأت والجسماني للجنين، ومن ثم فللجنين الحق في التعويض متى ولد

عن خطأ طبي، وقد قضى القضاء الفرنسي بالتعويض لطفل ولد مصابا بعاهة وتشوه

. 2للطبيبئنتيجة للخلل الجيني والوراثي الذي أحدثه التدخل الخاط

1989وقد عالج المؤتمر الدولي الرابع عشر لقانون العقوبات في فينا سنة

المشاكل التي تثيرها التجارب الطبية على اإلنسان سواء العالجية وغير العالجية، وأوحى

بضرورة حماية السالمة البدينة والعقلية لإلنسان الخاضع لمثل هذه التجارب، من خالل

.3حترام الضوابطاللقائمين بتجارب دون رصد عقوبات ردعية

.233صالسابقالمرجعالجنائية،أمير،الحمايةعدليأميرة-12 - Conseil d’Etat,27/09/1989, Gazette de palais,n°4, Juillet,Aout,1990, p421.

.32-31محمد عید الغریب، المرجع السابق، ص- 3

Page 240: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

234

الفرع الثاني

مسؤولية القائم بالتجربة على أساس جريمة اإلجهاضإذا تسببت التجارب الطبية على مافي حالةللقائم بالتجربةالمسؤولية الجنائيةتقوم

فاألمر يتعلق بالمسؤولية الجنائية .الجنين في إجهاضه حيث تقوم جريمة اإلجهاض

، ذلك أن مين بالتجارب الطبية على الجنين إذا أدت هذه التجارب إلى إجهاض الجنينللقائ

حق اإلنسان في الحياة هو الحق الذي يحفظ حياة اإلنسان ويمنع وضع حد لها، وهي من

الحقوق اللصيقة بالشخص التي ال يجوز التنازل عنها ألي سبب كان، وتثبت له، قبل

ر حتى وفاته، فال يجوز إجهاض الجنين بأية وسيلة من الوالدة وهو في بطن أمه وتستم

.الوسائل سواء بفعل األم أو بفعل الغير إال ألسباب طبية

وحق اإلنسان في الحياة يحميه القانون الجنائي باعتباره عصب الحقوق جميعا،

جتماعي، إذ رغم أن كما له أهمية قصوى على الصعيدين الفردي واالوشرطها المبدئي،

جتماعي، فهو حق للمجتمع إلى جانب ثاره متعلقة بالفرد إال أنه يطغى عليه الطابع االآ

كونه حقا للفرد، فبالنسبة لهذا األخير شرط إلمكان تمتعه بحقوق أخرى، وبالنسبة للمجتمع

شرط للحفاظ على ديمومة العنصر البشري الذي يعتبر أساس قيام المجتمعات اإلنسانية،

والحيلولة

رتكزت على اكما أن أغلب المواثيق الدولية والمؤتمرات . 1ا يهدد كيانه واستقرارهدون م

.2حماية حق الفرد في الحياة

رمضان جمال كامـل، المرجـع السـابق -.159، ص المرجع السابقالمنعم،عبدوسليمانعامرزكيمحمد-1

. 15-14صالجمعيـة مـن بقرارونشراعتمدالذياإلنسانلحقوقالعالمياإلعالننمالخامسةالمادةعليهـنصتماومنها-2

أوالقاسـية المعـامالت أوللعقوبـات والللتعذيبإنسانأييعرضال: " 1948ديسمبر10فيالمؤرخ217العامة

نيروبيفيعليهفقةالمواتمتالذيوالشعوباإلنسانلحقوقاإلفريقيالميثاقنصكما،"بالكرامةاإلحاطةأوالوحشية

حقهومناإلنسان،حرمةانتهاكيجوزال:" الرابعةمادتهفي1986سنةأكتوبر21فيالتنفيذحيزودخل1981سنة

الـدولي المؤتمرقراراتفيجاءكما،"تعسفاالحقهذامنحرمانهيجوزوالوالمعنوية،البدنيةوسالمتهحياتهإحترام

2081رقمالمتحدةلألممالعامةالجمعيةلقرارتطبيقاوذلك1968ماي-أفريلفيبطهراندانعقالذياإلنسانلحقوق

. والعقليالماديوتكاملهااإلنسانيةالشخصيةحتراما-أ: يليما1965ديسمبر20بتاريخالصادر

.الطبيالتطورإزاءوالعقليةالبدنيةالسالمةفياإلنسانحقعلىالتأكيد_ ب

.والعقليةالبدنيةوسالمتهالشخصبحمايةالمتصلةالمشاكلبدراسةالمنظماتلبةمطا-ج

Page 241: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

235

إضافة إلى ذلك فالحق في الحياة غير قابل للتنازل، فإهدار حياة إنسان معاقب عليه

. قانونا ولو تم ذلك بناء على رضاء المجني عليه

وجعل ،اإلسالمية بالنفس البشرية فحرمت قتل النفس إال بالحقكما عنيت الشريعة

الحق تبارك وتعالى أول ما يقضى به بين الناس يوم القيامة هو الدماء، فضال عن العقوبة

ولكم في القصاص حیاة یا "،الدنيوية لمن قتل النفس عمدا وهو القصاص حيث قال تعالى".كم تتقونأولي األلباب لعل

تفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان باإلشارة ضمنيا إلى حق الجنين في وانفردت اال

القانون يجب أن يحمي حق الفرد : " أنالحياة بنصها في الفقرة األولى من المادة الرابعة

."في الحياة منذ لحظة الحمل

عتداء بات اإلجهاض بأنه جريمة يتم االعتبر المشرع الجزائري في قانون العقوالقد

بتداء من افيها على حق الجنين في النمو والتطور، وخصص نصوصا قانونية رادعة

من قانون العقوبات، وهذه األخيرة تدور تارة بين الحبس 313المادة إلى304المادة

لم يقترن والغرامة والمنع من اإلقامة أو المنع من ممارسة المهنة، هذا في حالة ما

والمالحظ أن المشرع الجزائري أقر .عتياد أو وفاة الحاملاإلجهاض بظروف مشددة كاال

الحماية الجنائية للجنين منذ لحظة تلقيح بويضة المرأة بمني الرجل، ألنه عندما نص على

لم يفرق في تحقق هذه الجريمة بين مراحل تطور الجنين، أو باألحرى جريمة اإلجهاض،

رحلة معينة لتحقق هذه الجريمة، وهذا يتماشى مع آراء الفقهاء الذين يعتبرون لم يحدد م

وهذا إن دل على شيء إنما أن بداية الحياة اإلنسانية للجنين تكون منذ لحظة االخصاب،

.هتماما كبيرااهتمام المشرع الجزائري بحياة الجنين ايدل على

على حياة الجنين، أي كل ما يؤدي عتداء ويمكن تعريف اإلجهاض الجنائي بأنه اال

نفصال الحمل قبل موعده بقتله عمدا، فاإلجهاض يؤدي إلى إخراج الجنين من رحم اإلى

ويكون القائم بالتجربة مسؤوال عن جريمة .1المرأة سواء كان حيا أو قابال للحياة أو ميتا

لذلك أتناول على وتبعا . إجهاض الجنين إذا أدت التجربة التي أجراها عليه إلى وفاته

.التوالي أركان جريمة اإلجهاض ثم أبين حكم اإلجهاض

.177محمد سعيد نمور، المرجع السابق، ص -1- Vouin (R) Rassat (ML), op cit, P 260.

Page 242: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

236

وبما أن اإلجهاض الجنائي يرتكز على جريمة اإلجهاض، فالبد من تحديد أركان

.الركن المادي والركن المعنويوهذه الجريمة وهي ثالثة، و تتمثل في الركن المفترض،

الركن المفترض-وال أ

في وجود حمل، فال يمكن تصور جريمة إجهاض بدون يتمثل الركن المفترض

عتدى شخص على افالحمل هو محل جريمة اإلجهاض، ولكن إذا . مرأة حاملاوجود

أنها حامل فإن فعله ال يعتبر شروعا في جريمة اإلجهاض، ولكن يسأل هذا إمرأة معتقدا

والحمل قد يكون .1عتداء إذا توافرت أركانهاالشخص على جريمة أخرى هي جريمة اال

تلك البويضة الملقحة في رحم المرأة وكافة المراحل التي تمر بها حتى يعتبر جنينا مستعدا

.للحظة الميالد

يمكن التكلم عن اإلجهاض إذا لم تتم عملية تلقيح البويضة وما هو مؤكد أنه ال

ل، فوظيفتها بواسطة الحيوان المنوي، أما وسائل منع الحمل فتفترض عدم وجود حم

تنحصر في الحيلولة دون حدوث حمل مثل بعض اللوالب واألدوات أو أدوية تنظيم النسل،

فكل هذه الوسائل ال . وعادة ما تثبت بجدار الرحم للحيلولة دون تمكين البويضة من الزرع

عتداء على المولود بعد والدته أو اتعتبر إجهاضا ألنها تمت قبل حدوث الحمل، وكذلك كل

.2الطفل في سن معينةعلى

وبتطبيق هذا الحكم على التجارب على الجنين، فال يمكن تصور أن تقوم هذه األخيرة

دون وجود جنين، فالجنين هو محل التجربة الطبية وهو في نفس الوقت محل جريمة

اإلجهاض إذا أدت هذه التجربة إلى وفاته، سواء تعلق األمر بالجنين المتواجد في رحم

ة، أو بالبويضة الملقحة خارج رحم المرأة، إذا تم زرعها في الرحم بعد إجراء المرأ

..التجارب عليها، وتوفي الجنين الذي تكون نتيجة تطورها جراء إجاء التجربة عليه

الركن المادي-ثانيا

ووسائل اإلسقاط كثيرة . يتمثل الركن المادي لجريمة اإلجهاض في اإلسقاط

أو عرضية كإعطاء عقاقير أو أدوية تحتوي على مواد كيماوية ومتنوعة قد تكون طبية

.373علي عبد القادر القهوجي، المرجع السابق، ص -1- Michel Laure Rassat, Droit pénal spécial, Dalloz, Delta, 1997p 276.

.19-18، ص المرجع السابقالحامل،إجهاضجريمةأميرة عدلي أمير، -2

Page 243: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

237

، باإلضافة 1سامة، أو عن طريق عمليات جراحية أو حمل األثقال أو الرياضات العنيفة

.عتداءإلى أعمال العنف وكل أشكال اال

عتبار إجراء التجارب الطبية على الجنين تشكل الركن المادي اويمكن في ذلك

حترام الشروط اودون جهاض خاصة إذا تمت دون توخي الغرض العالجي،لجريمة اإل

وفي الكثير من األحيان إذا أدت التجربة إلى إجهاض الجنين رغم .المتطلبة للقيام بها

.كونها تهدف إلى عالجه، تقوم المسؤولية الجنائية للقائم بالتجربة كذلك

اط أي السلوك، والنتيجة، ورابطة النش: والركن المادي يتكون من ثالثة عناصر

فاإلسقاط هو السلوك، والنتيجة هي موت الجنين في بطن أمه، أو إخراجه قبل . السببية

.2موعد والدته مع توافر رابطة السببية بين فعل اإلسقاط وموت الجنين

عتداء على حياة الجنين وهو في بطن أمه من وقت تلقيح االإذن فإن اإلجهاض هو

لى آخر مرحلة من مراحل تطوره، ولكن أغلب القوانين بما فيها القانون البويضة إ

عتبار إتالف البويضة المخصبة في أنابيب إجهاضا، مما جعل االجزائري لم تنص على

بعض الفقهاء يقول بضرورة إعتبار هذا العمل يشكل الركن المادي لجريمة اإلجهاض،

اهة وجود جنين مستكن داخل رحم وهناك من يعتبر أن جريمة االجهاض تفترض بد

إمرأة، ولما كان الحمل ال يمكن تصوره إال داخل الرحم وفقا للمدلول اللغوي والواقعي

لهذه الكلمة فالقول بإنهاء حياة الجنين عند إتالف البويضة يتعارض وطبيعة أركان هذه

.3الجريمة

لب وجود جنين في بطن وأنا أساند هذا الرأي على اعتبار أن جريمة اإلجهاض تتط

أمه، وهذا ال ينطبق على البويضة الملقحة باعتبارها متواجدة خارج رحم األم من جهة

وباعتبارها مرحلة من مراحل تطور الجنين من جهة أخرى، ولكن أرى أنه ال بد أن

.181محمد سعيد نمور، المرجع السابق، ص -1.163عبد النبي محمد محمود أبو العينين، المرجع السابق، ص -2

- Michel Laure Rassat, opcit, page 275. - Ammar Guesmi, La protection pénale de l’enfant

avant sa naissance, l’hermès, 1éd, 2003. page 133 ets. - M.M.Hannouz ,A.R.Hakem, op cit,p87 ets.

أميرة عدلي أمير، الحماية الجنائية للجنين، المرجـع السـابق، -.212محمد مرسي الزهرة، المرجع السابق، ص -3

.284صالسابق،مرجعالالعزة،صالحمهند-.320ص

Page 244: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

238

، توضع لها أحكام خاصة من حيث مصير الفائض منها بعد نجاح عملية الزرع األولى

ت عليها تجارب طبية علمية ثم زرعت في رحم المرأة ونتج عن زرعها ألنه لو مورس

خطرا كبيرا على الجنين الذي يتكون من خالل تطورها، بأن أدت إلى القضاء على حياة

. الجنين، فإن ذلك يشكل جريمة إجهاض الجنين المعاقب عليها في قانون العقوبات

)القصد الجنائي(الركن المعنوي-ثالثا

رتكاب الفعل المكون اتجاه إرادة الفاعل إلى امثل الركن المعنوي لإلجهاض في يت

للجريمة، وإلى إحداث النتيجة المترتبة عليه، حيث ال يكفي لقيام جريمة اإلجهاض إتيان

رتكاب الجريمة وهي افعل مادي مؤدي للجريمة، وإنما يجب أن تتجه إرادة الجاني إلى

. 1، أو إنهاء الحمل قبل األوانطرد الجنين قبل موعد والدته

وتتمثل عناصر القصد الجنائي في علم الجاني بأركان جريمة اإلجهاض، بحيث يكون

وبالتالي فإن .2مرأة حامل، وأن تتجه إرادته إلى إسقاط الجنيناعالما أن فعله محله

فال يتوفر مرأة حامل، اعتداء رتكب الشخص هذا الفعل وهو يجهل أن الواقع عليها االا

لديه القصد الجنائي، وال يمكن مساءلته عن جريمة اإلجهاض، وإنما عن جريمة إيذاء إذا

.3توافرت أركان هذه الجريمة

وبتطبيق هذا الحكم على التجارب الطبية على الجنين، فإن عدم توخي الغرض

قوم الطبيب العالجي للقائم بالتجربة يشكل القصد الجنائي، ألنه ال يمكن تصور أن ي

.بتجربة علمية على الجنين وهو ال يعلم أنها قد تؤدي إلى وفاته

فتأسيس المسؤولية الجنائية للقائم بالتجارب على الجنين على جريمة اإلجهاض من

فاإلجهاضشأنه أن يعاقب كل من تسول له نفسه التالعب بهذا المخلوق الضعيف،

على حق الجنين في النمو والتطور، كما يمس بحق عتداء فيها الجنائي هو جريمة يتم اال

ستمرارية، إذا توافرت أركانها الثالثة وهي الركن المفترض، الركن المجتمع في البقاء واال

.المادي والركن المعنوي

1 - Ammar Guesmi, Opcit, p 136..172أميرة عدلي أمير، جريمة إجهاض الحامل، المرجع السابق، ص -2.هاوما يلي115ص ،المرجع السابقنجد،مروانمنال-3

Page 245: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

239

وبالرجوع إلى الشريعة اإلسالمية، فإنها تعتبر أن اإلجهاض قتال لنفس آدمية إذا تم

عتداء، ألن الجنين بعد نفخ الروح اذلك لغرض طبي أو مجرد بعد نفخ الروح، سواء تم

يحظى بحماية هي نفس الحماية المقررة لإلنسان المتكامل البنيان، لكنهم في نفس الوقت

حاولوا إضفاء نوع من المرونة على هذه القاعدة، وقالوا بجواز تغليب حياة األم على حياة

وما . 1الجنين سوف يعرض حياة أمه للخطرالجنين حتى بعد نفخ الروح، إذا كان بقاء

عدا هذه الحالة، فكل الصور األخرى لإلجهاض غير مباحة، وهي في ذلك تتوافق نوعا ما

.مع ما جاء في التشريعات الوضعية

من خالل ذلك فإن حق الجنين في الحياة معترف به قانونا، وأفرد قانون العقوبات

صارمة، رغم أنها أقل شدة من العقوبات المقررة لقتل عتداء عليه عقوباتالجزائري لال

وفي ذلك . كتمال آدميته أي بعد ميالده، إال أنها تتناسب مع مركزه القانونيااإلنسان بعد

خصص المشرع الجزائري القسم األول من الفصل الثاني من الجزء الثاني من قانون

ار فيها إلى العقوبات المسلطة ، أش313إلى 304العقوبات لجريمة اإلجهاض من المادة

على من يقوم بهذه الجريمة، وهي تتراوح بين الحبس، الغرامة والمنع من اإلقامة والمنع

من ممارسة المهنة، كما حول المشرع هذه الجريمة إلى جناية، إذا اقترنت بظروف مشددة

.عتياد أو وفاة الحامل كاال

اشترط رضاء المرأة الحامل لممارسة اإلجهاض وبالرجوع إلى القانون الفرنسي، فقد

أورو، وهذا ما 75000وغرامة تصل إلى اوإال عوقب القائم بها بخمس سنوات حبس

من 2222-2من قانون العقوبات الفرنسي، وعاقبت المادة 223-10نصت عليه المادة

على اإلجهاض )Loi n° 2001-588 du 04 juillet 2001(قانون الصحة الفرنسي

الذي يمارسه الغير الذي ليست له صفة الطبيب، أو تجاوز المدة المذكورة في إطار المادة

، وهي قبل نهاية األسبوع الثاني عشر من الحمل، أو مارس اإلجهاض في 1-2212

من نفس القانون ثالث 222-4كمارصدت المادة .مكان آخر غير المؤسسات الصحية

و للشخص الذي يخول للمرأة الحامل وسائل أور45000وغرامة بقدر اسنوات حبس

.ومايليها281الحماية الجنائية للجنين، المرجع السابق، ص ،أميرة عدلي أمير-1

Page 246: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

240

، ويمكن القياس على التجارب الطبية التي مادية من أجل ممارسة اإلجهاض بنفسها

.1تمارس على الجنين وتؤدي إلى وفاة الجنين

تفاق الكثير من الدول على جواز إخضاع األجنة البشرية اوالجدير بالذكر أنه رغم

الف بينها حول طبيعة التجارب المسموح بها عالجية كانت أم ختللتجارب الطبية رغم اال

علمية، إال أنه مازالت بعض الدول ترفض تماما إخضاع األجنة البشرية للتجارب الطبية

، فقد صدر بيان عن مجلس الخبراء "إيطاليا"و" كألمانيا"ولو كان الغرض منها عالجيا بحتا

يعتبر بأن موضوع ،2002المسائل الحيوية عام والعلماء المستقل في ألمانيا الذي يهتم ب

التجارب على الجنين البشري موضوعا محرما في العلوم واألبحاث في ألمانيا، و في نفس

الوقت ينص القانون على فرض عقوبات صارمة في حالة المخالفة، ويبرر مجلس الخبراء

األجنة أو إحداث أية األلماني هذا الحظر باعتبار أنه ال يجوز توفير أية حوافز لقتل

.2تغييرات فيها

ويمكن القول في هذا الصدد أن مسؤولية القائم بالتجربة تقوم على قواعد جريمة

ن مع توافر أركان جريمة اإلجهاض، ياإلجهاض إذا أدت هذه التجربة إلى وفاة الجن

ت تجرم وأقترح في ذلك على المشرع الجزائري أن يضيف نصوصا في قانون العقوبا

. التجارب التي تؤدي إلى وفاة الجنين، أو إلحاق أضرار جسمانية عليه

الجنين إنسان يستحق الحماية القانونية، كل ما في األمر أنه مخلوق يخضع ف

كتمال آدميته أي قبل نفخ الروح فيه ال يمكن بأي حال من األحوال اللنمو والتطور، فقبل

افة إلى أن حياة األم يقينية وحياة ضنسان المتكامل البنيان، باإلترجيح حياته على حياة اإل

ولكن نفخ الروح يتخذ كمعيار في اإلجهاض فقط، ذلك أن كون الجنين .حتماليةاالجنين

عتداء خاصة التجارب الطبية، إنسان منذ لحظة التلقيح يفرض حمايته من كل أشكال اال

نفخ الروح فيه سوف تؤدي كذلك في الكثير فممارسة هذه األخيرة على الجنين حتى قبل

.من األحيان إلى إزهاق روحه

هذا عن الجنين المستكن في الرحم، أما عن إتالف البويضة الملقحة فأرى أن هذا

يفترض وجود جنين داخل الرحم، ولكنني ال أؤيد فعل الفعل ليس إجهاضا ألن هذا األخير

1 - Michel Veron, Opcit, p 127.. 43-42محمد عید الغریب، المرجع السابق، ص-2

Page 247: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

241

يضة الملقحة باعتبارها مرحلة من مراحل تطور اإلتالف ألنه يتنافى مع طبيعة البو

الجنين، حيث إذا نجحت عملية الزرع األولى للبويضة الملقحة في رحم المرأة وبقي

وإذا أجريت .فائض منها أفضل أن تترك للموت الطبيعي بعد مدة زمنية منعا للتالعب بها

، ألن من شأن ذلك لمرأةعليها تجارب طبية يمنع على القائمين بها إعادة زرعها في رحم ا

القضاء على حياة الجنين الذي سوف يتكون من جراء تطور هذه البويضة الملقحة التي

.كانت محال للتجارب الطبية

وفي هذا الصدد أقترح على المشرع الجزائري إدراج نصوص قانونية في قانون

.العقوبات يكفل الحماية القانونية للبويضات الملقحة

Page 248: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

242

خالصة الباب الثانياألحكام العامة للتجارب الطبية على بعد أن بينت في الباب األول من هذه الدراسة

المركز القانوني للجنين البشري من أجل معرفة األساس األجنة البشرية من خالل تحديد

لحماية القانوني لحمايته من التجارب الطبية الذي يكمن في اعتباره كائنا إنسانيا يستحق ا

، ومن خالل تحديد القانونية من التجارب الطبية رغم كونه ال يتمتع بالشخصية القانونية

التجارب الطبية على األجنة البشرية، خصصت الفصل الثاني للحماية القانونية طبيعة

للجنين البشري من التجارب الطبية التي تجرى عليه من خالل معرفة الشروط المتطلبة

رغم مساسفه التجارب والمسؤولية المترتبة عند اإلخالل بهذه الشروط،للقيام بمثل هذ

بمبدأ حق اإلنسان في سالمة جسده إال أنها مشروعة إذا مورست في إطار هذه التجارب

القواعد األخالقية التي تحكم مهنة الطب وحققت فائدة للجنين الخاضع لها، وفق الضوابط

الحصول على الرضاء الحر والمستنير للخاضع التي وضعتها مختلف التشريعات أهمها

.لها

وبعد تحديد نطاق الحماية القانونية للجنين البشري الذي يشمل التجارب العالجية

ل حمايته وتتمثل في إخضاعها لمجموعة من القيود ئحددت وساوالتجارب غير العالجية،

اإلنسان بعد خروجة من هي نفس القيود المشترطة في التجارب الطبية التي يكون محلها

عتراف بخصوصية التجارب التي يكون محلها الجنين مع اال،بطن أمه واكتمال نموه

باعتباره البذرة األولى لإلنسان والقيام بها دون حدود سوف يعيق نموه على شكل سليم

ستمراريته، فهذه الشروط لها طبيعة خاصة نظرا لخصوصية الجنين من حيث اويهدد

.نوني من جهة، أو من حيث طبيعة التجارب التي تجرى عليه من جهة أخرىمركزه القا

وهذه الضوابط سطرت من قبل إعالنات دولية كاإلعالن العالمي للجينوم البشري

ذلك أن التجارب التي تجرى على اإلنسان وترجمت من خالل القوانين الداخلية للدول،

مس بجسده هو وال تؤثر في المجتمع إال من المتكامل ال تسري نتائجها إال عليه، فت

الناحية اإليجابية إذا كان من شأن هذه التجارب أن تصل في المدى البعيد إلى إيجاد عالج

.لمختلف األمراض

Page 249: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

243

وتتمثل هذه الشروط في ضرورة إعالم الممثل الشرعي للجنين والحصول على

عتداد بإرادة الزوجين للقول االموافقة الوالدين إذا كانت التجربة عالجية، وعدم

بمشروعيتها نظرا لخطورتها، إذا كانت التجربة غير عالجية، وكذلك كون هذه التجارب

تحقق منافع أكبر من مخاطرها وأن تجرى تحت رقابة إدارية مشددة، ويجب عدم تعريض

من كما ال يجوز السماح بممارسة بعض أنواع التجارب على الجنين التي،الجنين للخطر

شأنها تهديد الوجود البشري ككل، باعتبارها مخالفة للنظام العام كالتجارب التي يتم فيها

تعديل الصفات الوراثية للجنين أو العمل على إخصاب بويضات ألهداف علمية فقط من

.ستفادة منها في إجراء تجارب طبية في أي مرحلة من مراحل تطورهاخالل اال

م فهو شرط جوهري في كافة األعمال الطبية، ولكنه يكتسي فبالنسبة لشرط اإلعال

.ثر خصوصية في التجارب على الجنينكطابعا خاصا في التجارب الطبية عامة وأ

ففي األعمال الطبية عامة يكتفي الطبيب بإعالم المريض بالمخاطر المتوقعة للعمل

ال يمكن للطبيب أن اأخطارستثنائية، وهذا راجع إلى أن هناك الطبي دون المخاطر اال

يعلمها مسبقا إذ أنها مرتبطة بردود فعل الجسم الذي يختلف من شخص إلى آخر من جهة،

ستثنائية سوف يثير خوفه ويدفعه إلى ومن جهة أخرى فإن إعالم المريض بالمخاطر اال

.رفض العالج

لقائم بالتجربة أن أما في التجارب الطبية بما فيها التجارب على األجنة فيجب على ا

نائية نظرا لخطورة التجارب الطبية وحتى يكون الرضا ستثيشمل اإلعالم المخاطر اال

.الصادر من الخاضع للتجربة الطبية عن بصيرة

اإلعالم في التجارب التي تمارس على اإلنسان المتكامل البنيان، أما بالنسبة هذا عن

ألن اإلعالم يتعلق بالممثل القانوني فاألمر يختلف،لتلك التي يكون محلها الجنين البشري

والمالحظ أن التشريعات بما فيها المشرع الجزائري لم تتعرض إلى . للجنين محل التجربة

لتزام شرط اإلعالم في التجارب الطبية على الجنين البشري، وإنما تعرضت إلى هذا اال

لى القائم بالتجربة أن يعلم الممثل إذ ال بد عفي حالة عدم القدرة على إبداء الموافقة،

الشرعي للجنين عن طبيعة التجربة، إذ من خالل ذلك يمكنه رفضها إن كانت ال تحقق

فائدة عالجية لجنينه، ويتمثل الممثل الشرعي غالبا في الوالدين وفي هذا الصدد فال بد من

.التفرقة بين التجربة العالجية والتجربة العلمية

Page 250: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

244

ة العالجية ينبغي على الطبيب أو القائم بالتجربة أن يقدم للوالدين معلومات ففي التجرب

، أما في التجربة صادقة وصحيحة عن التجربة المراد القيام بها واآلثار الناجمة عنها

العلمية فال يمكن االعتداد برضاء الوالدين للقول بمشروعية التجارب العلمية ألنها ال تحقق

.فائدة للجنين

أما عن الرضا في التجارب الطبية على األجنة البشرية فلقد أشرت إلى أن المشرع

، كما أشرت إلى الغموض 2مكرر168الجزائري قد نص عليه في الفقرة الثانية من المادة

التي يشوب هذه المادة من حيث رضاء الممثل الشرعي باعتبار أنه لم يحدد األشخاص

هل يتعلق األمر بعديمي اإلرادة فقط،،ممثلهم الشرعيالذين يمكن أن يصدر الرضا عن

الجنينهنا كذلك باعتباره عديم الشخصية القانونية، ولكن إذا كاناأم أن الجنين مقصود

فإنه حسب نص المادة يسمح بكل أنواع التجارب عليه وهذا ماال يمكن ،هناامقصود

.تصوره

فهي تتعلق بالشروط المرتبطة بظروف ذاتهاأما بالنسبة للشروط المتعلقة في التجربة

.إجراء التجربة، وشروط متعلقة بنتائج التجربة

حترام المبادئ األخالقية والعلمية يشمل التجارب الطبية التي تجرى اشتراط اولعل

لكن األمر يبدو على اإلنسان المتكامل البنيان والتجارب التي تجرى على الجنين البشري،

وصية إذا تعلق األمر بهذا األخير، نظرا كما أسلفنا لعدم مقدرته على إبداء أكثر خص

الرضا عن التجارب هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الظروف التي سوف تحاط

بالتجربة إذا كان محلها بويضات ملقحة تكون مختلفة عن تلك المتطلبة عند القيام بالتجربة

من احترام المبادئ االخالقية والعلمية في التجارب على ، فال بدعلى إنسان متكامل البنيان

الجنين وفرض رقابة صارمة بشأنها من قبل المجلس الوطني ألخالقيات العلوم الطبية،

.كما يجب احداث موازنة بين الفوائد والمخاطر المترتبة عنها

جسمانية حترام هذه الشروط مع اقتران هذه التجارب بأضرار اويترتب على عدم

.تصيب الخاضع لها، تعرض القائمين بها للمساءلة الجنائية والمساءلة المدنية

فيكون القائم بالتجربة مسؤوال مسؤولية مدنية فيطالب المتضرر من تجربته

تقوم على الخطأ المفترض في المدنيةوالمسؤولية،بالتعويض عن األضرار الناجمة عنها

.لتجارب غير العالجية فتقوم على المسؤولية بدون خطأأما ا،التجارب العالجية

Page 251: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

245

يكون القائم بالتجربة على الجنين مسؤوال مسؤولية جنائية إذا نتجت عن تجربته كما

وتقوم مسؤوليته على أساس .عاهة مستديمة للخاضع للتجربة أو أدى تدخله إلى الوفاة

. الخطأ المهني، أو على أساس جريمة اإلجهاض

واألمر ال يثير إشكاال إال في حالة التجارب التي تجرى على البويضات الملقحة

ن الخطر المؤكد هو إعادة زرعها في رحم المرأة بعد إخضاعها للتجارب أو إبحيث

تعديل صفاتها الوراثية في شكل سلبي دون منفعة للجنين الذي سيتولد عنها، ولكن تركها

.ج عنه أضرار للموت الطبيعي بعد ذلك ال ينت

وبالتالي فعلى المجتمع الدولي التصدي لهذا الموضوع وعدم تركه في أيدي األطباء

والباحثين تدفعهم إليه شهواتهم العلمية دون وازع أخالقي، وال ضمير مهني، وعلى

التشريعات الداخلية وضع نصوص صارمة بحظر هذا النوع من التجارب ووضع عقوبات

.ف هذه الضوابط السابقة الذكررادعة على كل من يخال

وحسنا فعل المشرع الفرنسي بتقريره المسؤوليتين المدنية والجنائية على كل من

وأتمنى أن يقتدي به المشرع ب دون مراعاة الشروط القانونية، يقوم بهذه التجار

.، ألنه اكتفى فقط بتقرير المسؤولية المدنية في التجارب الطبية بصفة عامةالجزائري

Page 252: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

246

الخاتمةالنظام القانوني للتجارب الطبية على "نهيت بعون اهللا وحمده بحث ودراسة أبعد أن

معتمدة على ما جاءت به مختلف التشريعات الوضعية، وآراء فقهاء " األجنة البشرية

الشريعة اإلسالمية في هذا المجال، ومستندة على التطورات الطبية في التكنولوجيا الحيوية

. ة والهندسة الوراثية خاصةعام

جتهاد القضائي وأمام عدم التنظيم القانوني لهذا الموضوع في بالدنا، وغياب اال

حاولت البحث عن حل للمسائل القانونية التي يثيرها موضوع التجارب على اإلنسان

بصفة عامة وعلى الجنين بصفة خاصة، إذ أن األجنة هي اللبنات الرئيسية التي يقوم

هتمام وحددت أحكامه منذ لذا أحاطته مختلف التشريعات بعظيم اال،الوجود البشريعليها

هو المحافظة على ذلكوالهدف من. اللحظات األولى من الحمل إلى أن يشب ويترعرع

.المجتمع ككل

فمن فضل اهللا تعالى أن خلق اإلنسان في أحسن تقويم وكرمه وجعله خليفته في

وسخر له كل ما في األرض لخدمته وعني بكل ،خلوقاتاألرض وفضله على جميع الم

كما عنيت الشريعة اإلسالمية بالنفس اإلنسانية وحرمت قتل النفس إال ،مراحل نشأته

اهتمت القوانين الوضعية وكذلك،عتداء على جسم اإلنسانبالحق، وحرمت كل أشكال اال

فهو ،بالنسبة ألسرته ووطنهباإلنسان منذ كونه جنينا في بطن أمه إذ هو نواة المستقبل

وتأكد ذلك بمقتضى اإليمان بمبدأ حق اإلنسان في سالمة إنسان المستقبل،وطفل الغد

.جسده

تشجيع البحث العلمي في شتى المجاالت بما بومما ال شك فيه أن المجتمعات تنادي

الحرية ولكن القيود األخالقية تفرض ال محالة على ،فيها الطب والتكنولوجية الحيوية

. الفكرية و تلبسها لباس القدسية

التشريعات الداخلية للدول التي تضع إطارا عاما ألخالقيات وفاإلعالنات الدولية

لخير دليل على ،التجارب الطبية على اإلنسان بصفة عامة وعلى الجنين بصفة خاصة

العلمي يجب أال أهمية تطور العلوم وعلى أهمية مراقبة الحدود األخالقية الهامة، فالبحث

، فال يمكن التكهن بمختلف هإذ هو عمل ال متنا،يهدد أمن المجتمع وحقوق وحريات أفراده

Page 253: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

247

هتم بالعلم وشجعه في اوالجدير بالذكر أن اإلسالم .التطورات التي سوف يعيشها مستقبال

1ات منفي اآليكافة الميادين فأول آية قرآنية نزلت قوله عز من قائل في سورة العلق

" 5لىإ الذي علم ،اقرأ وربك األكرم،خلق اإلنسان من علق،اقرأ باسم ربك الذي خلق:

إنما یخشى : "28في اآلية وقوله تعالى في سورة فاطر،"علم اإلنسان ما لم یعلم،بالقلمفالعلم في اإلسالم يشمل كل العلوم بما فيها ."ه العلماء إن اللھ عزیز غفوراللھ من عباد

العلوم الطبية، ولكنه في نفس الوقت يحصرها في تلك التي تخدم مصلحة اإلنسان، فهو

يقضي بأال يترك الباب مفتوحا بدون ضوابط أمام دخول تطبيقات البحث العلمي إلى

أن تمر على مصفاة الشريعة، فال يمكن السماح بمرور ما يضر اإلنسان المجتمعات بغير

.يحقق مصلحة األفراد و الجماعاتالو

التجارب الطبية ضرورية لتطور العلوم الطبية، وتعود بالفائدة و الجدير بالذكر أن

كتشاف عالج للكثير من األمراض التي لم تفلح الوسائل اعلى البشرية، حيث بفضلها تم

تقليدية في القضاء عليها، ونظرا لكون هذه التجارب تمس مباشرة بجسم اإلنسان فإنها ال

،هذا األخير الذي يقتضي حظر المساس به.تصطدم بمبدأ حق اإلنسان في سالمة جسده

وال يمكن إلرادة ،فيكون ممنوعا كل تدخل طبي يؤدي إلى إحداث ضرر بجسم اإلنسان

،التدخل الطبي الذي ألحق ضررا بجسم اإلنسانالمضرور أن تمحو وصف الخطأ عن

البدن ليس بالمبدأ المطلق، إذ ترد عليه استثناءات من بينها معصوميةولقد تبين أن مبدأ

التدخالت الطبية عليه من أجل مصلحة اإلنسان، فالعمل الطبي يعد مشروعا كلما استهدف

. غاية عالجية

ورة حماية هذا الحق في مواجهة ضربوقد نادى المجتمع الدولي منذ القديم

إثر محاكمة أطباء " محكمة نورمبرغ " التجارب الطبية ومرد ذلك قواعد ومبادئ وضعتها

ألمان على الجرائم التي ارتكبوها على أسرى الحرب أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم تلتها

لى سالمة جسده، إعالنات واتفاقيات، وعقد بشأنها مؤتمرات كلها تعترف بحق اإلنسان ع

ه التجارب لتحقيق التوازن بين تشجيع البحث ذوتنادي بضرورة وضع ضوابط وقيود له

. العلمي والمحافظة على جسم اإلنسان

" إعالن هلنسكي" ومن بين اإلعالنات التي تعتبر أساس مشروعية التجارب الطبية

لطبية لمبادئ ، و تتلخص مبادئهما في ضرورة استجابة التجارب ا"إعالن طوكيو"و

Page 254: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

248

وأن يقوم بها أطباء أكفاء يراعون ،وأن تسبقها تجارب على الحيوانات،األخالق والعلم

. الحيطة واليقظة عند القيام بها واألهم من ذلك أن تفوق فوائدها أخطارها

لهذا الموضوع فاتفقت على كما سارعت مختلف تشريعات الدول إلى التصدي

مشروعية التجارب سواء كان الهدف منها عالج األمراض، أي مصلحة مباشرة للشخص

الخاضع لها، أوكانت تجارب الهدف منها علميا بحتا ال تحقق فائدة للشخص الخاضع لها

وإنما تفيد البشرية على المدى البعيد في الوصول إلى معرفة األمراض وسبل عالجها،

ها وضعت لها ضوابط حتى ال يكون جسم اإلنسان حقال للتجارب،ولكن

وقد أكد على ذلك المشرع الجزائري في قانون حماية الصحة وترقيتها في المادة

يجب حتما احترام المبادئ األخالقية والعلمية التي تحكم الممارسة ":مكرر بنصها168

168كما نصت المادة ". البحث العلميالطبية أثناء القيام بالتجريب على اإلنسان في إطار

تخضع التجارب التي ال يرجى من ورائها العالج للرأي المسبق للمجلس "مكرر على أنه

".الوطني ألخالقيات العلوم الطبية

األحكام وتبعا لذلك ابتدأت هذه الدراسة بباب أول رأيت فيه من الضروري أن أحدد

المركز القانوني للجنين البشري البشري من حيثالعامة للتجارب الطبية على الجنين

لمعرفة أساس الحماية القانونية لهذا المخلوق في مواجهة التجارب الطبية، إن كان هذا

، ومن ه يتمتع بالشخصية القانونيةنأم لكو،األساس يتمثل في كون الجنين كائنا إنسانيا

.حيث طبيعة التجارب التي تجرى عليه

تمتعه بالشخصية سلطت الضوء على عدمثم ،أن الجنين كائن إنسانيفأكدت أوال

حاولت معرفة أساس تكوين الجنين من خالل معرفة القانونية، وللتأكيد أنه كائن إنساني

مصادر الحصول على األجنة التي سوف تخضع للتجارب الطبية واقتصرت على

اب واستبعدت كل الطرق مصدرين، أو صورتين من صور المساعدة الطبية على اإلنج

باإلضافة إلى التركيز على التلقيح األخرى لإلنجاب التي تتعارض مع شريعتنا الغراء،

.الطبيعي الذي يكون باالتصال الجنسي بين الزوجين

ناعية أنجبتها طصاوسيلة على أنهاناعي طصالتلقيح االةوأكدت في دراستي لتقني

اعترف وقد وقد يكون التلقيح داخليا أو خارجيا،.إلنجاباألساليب الحديثة المساعدة على ا

قانون المعدل ل05-02: األمر رقممن مكرر 45بهما المشرع الجزائري من خالل المادة

Page 255: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

249

ال عند إطباء وأخضعه لمجموعة من الشروط وهو وسيلة استثنائية ال يلجأ اليها األ،األسرة

ن يتم التلقيح بين الزوجين واثناء أشترط نجاب بالطريق الطبيعي ولكن يمكانية اإلإعدم

.وأن يتم برضا الزوجين،حياتهما

بتلقيح بويضة المرأة بمني الرجل داخل رحم بالتلقيح الطبيعي، أوفيتكون الجنين

ناعي الداخلي، كما يتكون بالتلقيح خارج رحم المرأة طصالمرأة باستعمال تقنية التلقيح اال

ويتم التلقيح الداخلي بحقن مني الرجل في .ناعي الخارجيطصح االباستعمال تقنية التلقي

وهذا ينتج جنينا مستكنا سوف يكون محال للحماية في مواجهة التجارب ،رحم المرأة

كما وصلت من خالل دراستي لتقنية اإلخصاب الخارجي أو أطفال األنابيب .الطبية

،ي أنابيب اختبار ثم يتم زرعها في الرحمباعتبار أن عملية التلقيح تتم خارج رحم المرأة ف

إلى أن البويضات الملقحة الفائضة عن عملية الزرع في حالة نجاح هذه األخيرة تعتبر

تحظى بحماية قانونية، ال ترقى إلى الحماية المقررة مرحلة من مراحل تطور الجنين

الحقوق ا، فال تقرر لهلإلنسان الكامل، وال إلى الحماية المقررة للجنين المستكن في الرحم

، وذلك المقررة لهما، وإنما يتم تقييد التجارب التي تخضع لها العتبارات فردية واجتماعية

.ألنها أساس الوجود االنساني

ثم تطرقت إلى بداية الحياة اإلنسانية وحاولت البحث عن مرحلة بداية الحياة

من خالل معرفة الحماية القانونية،، من أجل الوصول إلى معرفة لحظة بدايةاإلنسانية

ألن األجهزة الطبية الحديثة ،مراحل تطور الجنين حسب ما جاء في القرآن الكريم

صورت بدقة تلك المراحل وهي تتطابق تماما مع المراحل التي ذكرها اهللا تعالى في

.سنة1400أكثر من القرآن الكريم منذ

لهاهرتباط اكتسابة القانونية، الكما توصلت إلى عدم تمتع الجنين بالشخصي

، ووجه الحماية يظهر بصفة قانونيةعدم إحاطته بحمايةولكن هذا ال يعني ،بميالده حيا

وفي السالمة حقه في الحياة، انطالقا منالتجارب الطبية عليهتقييد ممارسة خاصة في

حي انسانيائنكلشخصية القانونية فهوباالجنين عدم تمتعفبغض النظر عن ،البدنية

.عتداء عليهيستحق الحماية ضد كل أنواع اال

ثم تطرقت إلى طبيعة التجارب التي تجرى على الجنين وجزأتها إلى تجارب

هي تلك التي تتم بقصد عالج مختلف عامةالتجربة العالجيةف.عالجية وتجارب علمية

Page 256: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

250

عجزت الوسائل أصحاء، ويكون ذلك كلما اشخاصأاألمراض فيكون محلها مرضى وليس

التقليدية عن تحقيق ذلك، أما العمل الطبي الذي ال يستهدف غرضا عالجيا كالتجارب غير

العالجية التي تتم على أشخاص أصحاء بهدف الوصول إلى طرق جديدة ألغراض البحث

القائمين بها من ىالعلمي والطبي، فهذا النوع من التجارب ينتفي فيها قصد العالج وال يعف

،صول العلمية المتعارف عليهاولو توافر رضاء الخاضعين لها، أو اتباعه لألالعقاب

. فالرضا ال يعد سببا من أسباب اإلباحة في الجرائم التي تمس جسم االنسان

فالتجارب التي تهدف إلى عالج األمراض التي يصاب بها الجنين مجالها التشخيص

وهو في بطن أمه عن طريق اكتشاف األمراض المبكر للحمل لمعرفة مدى صحة الجنين

حتى يتم ،الوراثية والتشوهات الخلقية التي تصيب الجنين في المراحل األولى من الحمل

،عالجها بطرق عالجية حديثة أو بتقنية أخرى يسميها األطباء التشخيص قبل الزرع

زرعها في رحم ويتمثل في اكتشاف األمراض الوراثية التي تصيب البويضة الملقحة قبل

فالمتفق عليه . األم الستبعاد البويضات المصابة بهذه المرض، وزرع البويضات السليمة

بين معظم التشريعات أن هذا النوع من التجارب مشروع ألنها تستهدف غرضا عالجيا،

أما التجارب العالجية التي يكون الغرض منها استخدام الجنين لعالج المرضى فتتمثل في

اليا الجذعية الجنينية، والتجارب على األجنة المجهضة وتجربة الجنين الدواء، تجارب الخ

فالتجارب على األجنة المجهضة مباحة . وهذه التجارب تتأرجح بين اإلباحة والتجريم

مثلها مثل تجارب الجنين الدواء ألنها ال تشكل خطرا على الجنين، أما تلك المتعلقة

ه هو عدم مشروعيتها ألنها تؤدي إلى القضاء على حياة بالخاليا الجذعية، فالمتفق علي

.الجنين

وإنما ،أما التجارب غير العالجية فال يكون الهدف منها عالج الجنين من مرض يصيبه

تتعدد أغراضها فقد يكون الغرض منها تعديل الصفات الوراثية للجنين للحصول على طفل

ون الجنين بويضة ملقحة أو عن طريق يحمل مواصفات معينة، ويكون ذلك في مرحلة ك

تحديد جنس الجنين عند الرغبة في الحصول على الذكور أو اإلناث، فالرأي الراجح بشأن

هذه التجارب غير العالجية أنها محظورة ألن من حق كل فرد أن يحتفظ بسماته الوراثية

ؤدي الى دون تغيير، وأن من شأن التجارب التي تهدف إلى تحديد جنس الجنين أن ت

في التوازن الطبيعي للكون، كما ال يمكن قبول يؤدي إلى خللطغيان جنس على آخر مما

Page 257: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

251

كل التجارب التي تستهدف تهجين خاليا حيوانية بخاليا بشرية، أو تحقيق حمل كامل في

أما التجارب العلمية التي يكون الهدف منها تطوير العلوم الطبية بالبحث عن أنبوب،

وطرق القضاء عليها فيمكن اللجوء إليها بشرط أال تعرض حياة الجنين مسببات األمراض

.للخطر

حددت وسائل هذه الحماية ،ولتحقيق الحماية القانونية للجنين من هذه التجارب كلها

.المتمثلة في إخضاعها لشروط، وترتيب المسؤولية عند مخالفة هذه الشروط

لمجموعة من الضوابط كضرورة الحصول وفي ذلك يجب أن تستجيب التجربة

على موافقة الزوجين على التجربة التي يكون محلها جنينهما مع ضرورة إعالمهما بكل

والجدير بالذكر أن شرط الرضاء في ما يتعلق بها من حيث طبيعتها، أهدافها ومخاطرها،

ة من جهة، وعدم التجارب على الجنين يكتسي طابعا خاصا، لعدم تمتعه بالشخصية القانوني

فإذا كانت التجارب تحقق فائدة للجنين فيمكن االعتداد بإرادة . مشروعية كل التجارب عليه

الممثل الشرعي له، أما إذا كانت التجربة ال تحقق فائدة له وتسبب له أضرار فال يمكن

.االعتماد على رضاء الممثل الشرعي له للقول بمشروعيتها

حظر كل وبالتالي،رض العالجي من هذه التجاربكما يجب أن يتحقق الغ

أو ،التجارب التي ال يكون الهدف منها عالجيا وإنما لمجرد تحقيق رغبات األشخاص

يجب أن ف.الوصول إلى شهرة علمية، أو حتى في بعض األحيان من أجل أهداف مالية

، فيتم نللجنييكون هدف التجربة هو العالج ألنه من الضروري إيجاد عالج مناسب

أكثر الطرق المستحدثة، ونتقاء الطريقة العالجية األنسب والتي تكون أكثر تطور علميا ا

وبالطبع تكون بالضوابط التي يقرها الشرع، كما أن ديننا الحنيف جاء ليرعى ويخدم

.المصالح البشرية الخاصة والعامة منها

تشخيص المبكر فالتجارب التي تتم من أجل عالج الجنين مباحة كتجارب ال

أما التجارب على الجنين من . لألمراض وتجارب الهندسة الوراثية ذات الطابع العالجي

التجارب على األجنة فأجل عالج المرضى فيختلف حكمها من تجربة إلى أخرى،

: جائزةولكن بشروط أهمهاالمجهضة في كل حاالت اإلجهاض

الجنين قبل تخلقه فال يمكن فإذا سقط أو أجهض: أن تكون أنسجة الجنين حية-

ستفادة منها، أما إذا حصل إجراء التجارب عليه، باعتباره ال يمتلك أعضاء يمكن اال

Page 258: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

252

ستفادة من هذا الجنين في األبحاث الطبية، ولكن يمكن االفاإلجهاض بعد تخلق الجنين

.يشترط في ذلك عدم وفاة أنسجته

إذا سقط حيا فال يمكن اجراء أن يسقط الجنين ميتا بعد نفخ الروح فيه، أما-

التجارب عليه بل ال بد من العمل على انقاذ حياته، أما إذا سقط قبل نفخ الروح فيمكن

.اجراء التجارب عليه، ألنه حياته عضوية فقط

أي التي تحقق فوائد : ستفادة من هذة األجنة في التجارب العالجيةأن تكون اال-

ك في القضاء على األمراض المستعصية أو التخفيف مباشرة للشخص المستفيد منها، وذل

ستفادة منها في حدود معينة باألعضاء حترام جثة الجنين، واالامن المعاناة مع ضرورة

األغراض األخرى العلمية أما.األنسجة التي يمكن زرعها في األشخاص المستفيدينو

.الجنين التجارية فتخرج من هذا اإلطار ألن من شأنها المساس بكرامة و

كما أساند موقف فقهاء الشريعة اإلسالمية في عدم إباحة اللجوء إلى التجارب على

الخاليا الجذعية الجنينية، ذلك أن هذه األخيرة تؤدي إلى القضاء على حياة الجنين، ويمكن

بدل ذلك اللجوء إلى الحصول على هذه الخاليا من الحبل السري للجنين أو من اإلنسان

.غالبال

أما يخص تجارب الجنين الدواء فرغم عدم وجود فتاوى شرعية بشأنها نظرا

لحداثتها، فإني أرى أنها مقبولة ذلك أن الهدف منها عالج المرضى بشرط أال يكون

الهدف الرئيسي منها، بحيث يجب التأكيد على رغبة الزوجين في إنجاب هذا الطفل أوال،

ألخيه المريض باستعمال خالياه، ألن هذا الطفل الذي سوف ثم من أجل أن يكون دواء

.يولد سوف يعيش وال يمس العالج الذي يقدمه ألخيه بسالمته البدنية

نظرا لخطورة هذه البدائلالبحث عنويؤكد فقهاء الشريعة اإلسالمية على ضرورة

.. إلى العالج الجيني الحبل السري من الرضع، أو اللجوءكالبحث عن زرع دماتالعملي

الحاالت التي تؤدي فيها التجربة إلى القضاء على حياة وغيرها من البدائل لتجنب معظم

.الجنين

أما التجارب العلمية فال يتحقق فيها الغرض العالجي كتجارب تحديد جنس الجنين

صية أو وتجارب الهندسة الوراثية ذات الطابع العلمي الصرف أو المستجيبة لرغبات شخ

لنزوات علمية فهي غير مشروعة النتفاء الغرض العالجي فيها، أما إذا كانت تهدف إلى

Page 259: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

253

تطوير العلوم الطبية بإيجاد مسببات األمراض وطرق القضاء عليها، فيمكن اللجوء إليها إ

.ذا كانت ال تمس السالمة البدنية للجنين

خالقيات البحث العلمي أتجاربه ن يراعي في أو الباحث أيجب على الطبيب كما

يشترط ، فدمي وهو الجنينصله اآلفي أطار حماية االنسانإنسان في التجريبي على اإل

خطار الالزمة مراعاة واجب اليقضة والحيطة والتزام الجدية العلمية والوقاية من األعليه

حوث العلمية متطلبات العلمية للبالطار المادي للتجربة وضرورة االلتزام بوتحديد اإل

ال اذا كانت المزايا إن التجارب العالجية ال تكون مشروعة أذلكالجنين،التجريبية على

وفقا لمبادئ الممثل الشرعي للجنينبعد رضاء الناتجة منها تفوق المخاطر المترتبة عليها

جراء التجاربإيشترط أن يقوم بكما ،خالق والعلم وقواعد ممارسة الفن التجريبياأل

،استشاري في التخصص نفسهىيب مختص ذو كفاءة عالية علمية ال يقل عن مستوطب

المتوفرةالمستشفيات المرخص لها ي ن تجرى فأبمساعدة فريق طبي ذي كفاءة عالية و

على التخصصات الطبية المطلوبة والخبرات والقدرات الكافية والمستلزمات الفنية والتقنية

. ة تتكون من أطباء وأعضاء ينتمون إلى مهن أخرىمختلطن تخضع لرقابة من جهات أو

وحماية سالمته البدنية والذهنيةالخاضع للبحث العلميالجنينهذا ويجب احترام حقوق

كما يجب احداث موازنة بين الفوائد والمخاطر المترتبة على .دميةكرامته اآلعدم امتهان و

.التجارب على الجنين

، فإن جودها نجمت أضرار عنها لحقت بالخاضع لها،وفي تخلف هذه الشروط، أو رغم و

مساءلة المدنية إذا ثبت خطأ في جانب الطبيب، وانجر عنه للالقائم بها سوف يتعرض

أن المشرع الجزائري قد اكتفى بالنص والمالحظ ضرر وتوافرت العالقة السببية بينهما،

نسان بصفة عامة دون أن يدرج العام لتقرير المسؤولية المدنية بالنسبة للتجارب على اإل

طبيعة األضرار ولم يحدد كذلكنصا خاصا للمسؤولية المدنية عن التجارب على الجنين،

.وهذا قصور كبير على المشرع الجزائري تداركه.التي يتم التعويض عنها

أو للمساءلة الجنائية إذا أدت هذه التجارب إلى وفاة الخاضع لها،كما يتعرض

وتؤسس المسؤولية الجنائية على الخطأ المهني، أو على جريمة بعاهة مستديمة،إصابته

فإذا تسبب هذا الخطأ المهني في وفاة الجنين أو إجهاضه، وهو ال يعلم أن هذه .اإلجهاض

Page 260: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

254

التجربة سوف تؤدي إلى وفاته، فإنه يتابع على أساس القتل الخطأ، طبقا لنص المادة

.يمكن االحتجاج بالغرض العالجي من هذه التجربةمن قانون العقوبات، وال288

أما إذا تسبب القائم بالتجربة في وفاة الجنين وهو بصدد إجراء تجربة علمية دون

فائدة عالجية سواء بموافقة الممثل الشرعي للجنين أو دون موافقته، فإنه يسأل عن جريمة

.فقة الممثل الشرعي للجنينالقتل العمدي، وال يمكنه االحتجاج بالحصول على موا

أما إذا أدت التجربة إلى عاهة مستديمة للجنين، فإن القائم بالتجربة يسأل على جريمة

الجرح الخطأ استنادا إلى صورتين من صور الجرح الخطأ، وهما الرعونة وعدم

لخطأ االحتياط عند القيام بالتجربة، ولكن يجب على الممثل الشرعي للجنين هنا إثبات ا

.لقيام مسؤولية القائم بالتجربة الجنائية

من قانون حماية الصحة وترقيتها غير 239وقد بينت من خالل الدراسة أن المادة

كافية لتحقيق الحماية الجنائية لألجنة الخاضعة للتجارب الطبية، وهو ما يتطلب تدخل

جة عن التجارب الطبية المشرع لوضع نصوص في قانون العقوبات خاصة بالجرائم النات

.على اإلنسان بصفة عامة، وعلى الجنين بصفة خاصة

كما تقوم مسؤولية القائم بالتجربة تقوم على قواعد جريمة اإلجهاض إذا أدت هذه

الجنين إنسان يستحق الحماية ف.التجربة إلى وفاة الجنين مع توافر أركان جريمة اإلجهاض

مخلوق يخضع للنمو والتطور، فقبل قبل نفخ الروح فيه ال القانونية، كل ما في األمر أنه

إلى أن حياة األم أضف إلى ذلكيمكن ترجيح حياته على حياة اإلنسان المتكامل البنيان،

نفخ الروح يتخذ في اإلجهاض فقط، ذلك أن معيارولكن.حتماليةايقينية وحياة الجنين

عتداء خاصة ته من كل أشكال االكون الجنين إنسان منذ لحظة التلقيح يفرض حماي

هذه األخيرة على الجنين حتى قبل نفخ الروح فيه سوف تؤدي فإجراءالتجارب الطبية،

.كذلك في الكثير من األحيان إلى إزهاق روحه

ال الفعل فإن هذا هذا عن الجنين المستكن في الرحم، أما عن إتالف البويضة الملقحة

اإلتالف يتنافى مع ولكنيفترض وجود جنين داخل الرحم، رإجهاضا ألن هذا األخييشكل

تحتوي على كل خصائص مرحلة من مراحل تطور الجنينألنهاطبيعة البويضة الملقحة

، حيث إذا نجحت عملية الزرع األولى للبويضة الملقحة في رحم المرأة الكائن البشري

وإذا .لتالعب بهان عرضة لحتى ال تكووبقي فائض منها أفضل أن تترك للموت الطبيعي

Page 261: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

255

ولكن السماح بالتجارب أجريت عليها تجارب طبية تكون وفق قيود وضوابط أخالقية

إعادة زرعها في رحم المرأة، ألن من شأن ذلك عليها يفرض على القائمين بها عدم

القضاء على حياة الجنين الذي سوف يتكون من جراء تطور هذه البويضة الملقحة التي

.، أو خروجه للحياة يحمل تشوهات وأمراض وراثيةللتجارب الطبيةكانت محال

:قتراحات التاليةوأخيرا أقترح على المشرع الجزائري اال

ينظم أخالقية تحكم المهن الطبية، وذلك في إطار تنظيم قانونيصياغة قوانين بيو-1

رب ، وذلك بالنص صراحة على التجاعلى الجنين بشكل خاصالتجارب الطبية

المشروعة في هذا اإلطار، باالستناد إلى آراء فقهاء الشريعة اإلسالمية، كما يجب

.وضع قيود متعددة تمنع إساءة استعمال التجارب على الجنين

من قانون حماية الصحة وترقيتها في فقرتها 2مكرر168إعادة صياغة المادة -2

حكمهم بناء على موافقة الثانية التي تسمح بالتجارب العلمية على القصر ومن في

الممثل الشرعي، بتحديد التجارب المسموح بها في هذا اإلطار، وتحديد إن كان الجنين

.مقصود في هذه الفقرة

فرض رقابة صارمة على التجارب على الجنين حتى ال تحيد عن الهدف -3

ن من العالجي، وفي ذلك أرى عدم كفاية رقابة المجلس الوطني للعلوم الطبية المتكو

أعضاء ينتمون إلى المهن الطبية، فال بد من رقابة هيئات مختلطة تتشكل من أطباء

.وخبراء وأعضاء من مهن مختلفة، وخاصة من فقهاء في الشريعة اإلسالمية

عدم اإلكتفاء بتحديد المسؤولية المدنية عن اإلخالل بضوابط التجارب الطبية، -4

ية الجنائية سواء في قانون حماية الصحة أو فالبد من إضافة نصوص تتعلق بالمسؤول

.في قانون العقوبات

ضرورة تحديد أساس المسؤولية المدنية عن هذه التجارب وطبيعة األضرار التي -5

.يتم التعويض عنها، والضمانات الممنوحة للخاضعين لمثل هذه التجارب

قائمين بالتجارب إضافة نصوص إلى قانون العقوبات تحدد العقوبات المقررة على ال-6

.بعاهة مستديمة هأو إصابتالجنين،الطبية إذا نجم عنها وفاة

وبقي لي التأكيد أننا في حاجة إلى علماء يحسمون الرأي في هذه البحوث التي

تمس أقدس مخلوق على وجه األرض دون الخوف من لومة الئم استنادا الى الكتاب

Page 262: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

256

يفتح المجال لهؤالء الذين يريدون التالعب باب اإلجتهاد مفتوحا حتى الىوالسنة، ويبق

بالتوازن الطبيعي الذي سنه اهللا تعالى في خلقه فلن تنجح مساعيهم المهدمة وفوق كل ذي

.علم عليم

البقرة في اآلية قول الحق تبارك وتعالى في سورة،هذا العمل المتواضعبهأنهيخير ما و

32:

."لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلیم الحكیمقالوا سبحانك لا علم"

Page 263: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

257

قائمة المراجع

المراجع باللغة العربية: أوالالعامةالكتب/ 1

، 465اإلمام أحمد بن حنبل، المسند، مؤسسة قرطبة، مصر، الجزء األول، ص)1

.4438: الحديث رقم

1417العامة للشريعة اإلسالمية، دار الصفوة،بن زغيبة عز الدين، المقاصد )2.مـيالدية، الطبعة األولى1996هجرية،

حقوق اإلنسان، أنواعها وطرق حمايتها في : تأليف نخبة من أساتذة القانون)3

.2008القوانين المحلية والدولية، المكتب العربي الحديث،

.1988ة، بيروت، توفيق حسن فرج، المدخل للعلوم القانونية، الدار الجامع)4

جالل علي العدوي، رمضان أبو السعود ومحمد حسن قاسم، الحقوق وغيرها من )5

.1996المراكز القانونية، منشأة المعارف باإلسكندرية، سنة

.1995حسن كيرة، المدخل للقانون، منشأة المعارف باإلسكندرية، سنة )6

اهرة، غير موضحة زكي الدين شعبان ، أصول الفقه، دار الكتاب الجامعي ، الق)7

.عليه سنة النشر

سهيل حسين الفتالوي، حقوق اإلنسان، موسوعة القانون الدولي، دار الثقافة للنشر )8

).طبعة أولى(2007والتوزيع،

، )غير موضحة عليه سنة الطبع(صحيح مسلم، دار إحياء التراث العربي، بيروت )9

.2643الحديث رقم،2036الجزء الرابع، ص

.2204: ، الحديث رقم1729/4ب السالم، باب رقم صحيح مسلم، كتا)10

عبد الحليم محمود، موقف اإلسالم من الفن، العلم والفلسفة، مطابع دار الشعب، )11

.1979القاهرة،

Page 264: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

258

عبد الحي حجازي، مذكرات في نظرية الحق، مطبعة دار الكتاب العربي، )12

.1951القاهرة،

ي، القسم العام، دار موفم للنشر، عبد اهللا أوهايبية، شرح قانون العقوبات الجزائر)13

.2011الجزائر،

عبد المجيد زعالني، المدخل لدراسة القانون، النظرية العامة للحق، الجزائر، )14

.2، ط2009

عبد الوهاب خالف، علم أصول الفقه، مكتبة الدعوة اإلسالمية، غير موضحة عليه )15

.سنة النشر

.1985القاهرة، علي حسن نجيدة، نظرية الحق، دار الفكر العربي،)16

منشورات الحلبي ) القسم الخاص(علي عبد القادر القهوجي، قانون العقوبات )17

.2002الحقوقية،

.2011علي فياللي، نظرية الحق، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الجزائر، ،)18

الطبعة (2004كريمان بدير، رعاية الطفل من الجنين حتى عامين، دار الكتب، )19

).األولى

غير موضحة عليه (أبو زهرة، أصول الفقه، دار الفكر العربي، القاهرة، محمد)20

).سنة الطبع

، نظرية الحق، منشورات IIمحمد حسن قاسم، المدخل لدراسة القانون، الجزء )21

.2007-2006الحلبي الحقوقية،

محمد زكي عامر وسليمان عبد المنعم، قانون العقوبات الخاص، منشورات الحلبي )22

.2007الحقوقية،

، الجرائم الواقعة Iمحمد سعيد نمور، شرح قانون العقوبات القسم الخاص، الجزء )23

).بدون دار النشر وبدون سنة طبع(على األشخاص،

.1995محمد واصل الحقوق المالزمة للشخصية، دراسة مقارنة، دمشق، )24

محمد يوسف علوان ومحمد خليل الموسى، القانون الدولي لحقوق اإلنسان، مكتبة )25

).الجزء األول(2008دار الثقافة للتصميم واإلنتاج،

Page 265: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

259

، دار النهضة العربية، )القسم الخاص(محمود نجيب حسني، شرح قانون العقوبات )26

1988.

دراسة ،مصطفى عبد الحميد عدوي، حق المريض في قبول او رفض العالج)27

سنة غير موضحة عليه دار النشر وال(،مقارنة بين النظامين المصري و االمريكي

.)الطبع

، ه1406النسائي، المجتبى، مكتب المطبوعات اإلسالمية، حلب، الطبعة الثانية، )28

.6/65، رقم م1986

يحياوي نورة بن علي، حماية حقوق اإلنسان في القانون الدولي والقانون الداخلي، )29

.الطبعة الثانية،2006دار هومة

الكتب المتخصصة_ 2).بدون دار نشر(، 1987لشرعية لألعمال الطبية، أحمد شرف الدين، األحكام ا)1

أحمد عبد الدائم، أعضاء جسم اإلنسان ضمن التعامل القانوني، منشورات الحلبي )2

.1999الحقوقية بيروت،

أحمد محمد لطفي أحمد، التلقيح الصناعي بين أقوال األطباء وآراء الفقهاء، دار )3

.، الطبعة األولى2006الفكر الجامعي،

، دار النهضة )دراسة مقارنة(،بد اهللا قايد، المسؤولية الجنائية لألطباءأسامة ع)4

.2003العربية،

الحماية الجنائية للجنين في ظل التقنيات المستحدثة، ،أميرة عدلي أمير عيسى خالد)5

جريمة إجهاض الحامل، منشأة المعارف -.2007دار الفكر الجامعي

.2007باإلسكندرية،

، مدى مشروعية استخدام األجنة البشرية في إجراءات أيمن مصطفى الجمل)6

.2008، اإلسكندرية،تجارب البحث العلمي، دار الجامعة الجديدة للنشر

بابكر الشيخ، المسؤولية القانونية للطبيب، دار المكتبة الحامد للنشر والتوزيع، )7

.، الطبعة األولى2002

Page 266: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

260

رب الطبية على اإلنسان في بلحاج العربي، الحدود الشرعية و االخالقية للتجا)8

ضوء القانون الطبي الجزائري، دراسة مقارنة، ديوان المطبوعات الجامعية،

2011.

.1996جابر محجوب علي، دور اإلادرة في العمل الطبي، دار النهضة العربية، )9

).ال سنة طبع وال دار نشر(حسن زكي اإلبراشي، مسؤولية األطباء والجراحين )10

ستنساخ جدل العلم و الدين واألخالق، دار الفكر سوريا، حسين فضل اهللا، اإل)11

. غير موضحة عليه سنة الطبع

حسيني هيكل، النظام القانوني لإلنجاب الصناعي بين القانون الوضعي )12

.2007، دار الكتب القانونية، )دراسة مقارنة(والشريعة اإلسالمية،

تبصير، الضوابط خالد حمدي عبد الرحمن، التجارب الطبية، االلتزام بال)13

.2000القانونية، دار النهضة العربية،

النظام القانوني لإلنجاب الصناعي، دار النهضة ، رضا عبد الحليم عبد المجيد)14

الحماية القانونية للجين البشري، االستنساخ -).الطبعة األولى(1996العربية،

-،)األولىالطبعة (2001، دار النهضة العربية، )دراسة مقارنة(وتداعياته

المسؤولية الطبية عن الخطأ في تشخيص تشوهات الجنين وأمراضه الوراثية

).الطبعة الثانية(2003، دار النهضة العربية، )دراسة مقارنة(

رمضان جمال كامل، مسؤولية األطباء والجراحين المدنية، المركز القومي )15

).الطبعة األولى(،2005لإلصدارات القانونية،

، أطفال األنابيب بين العلم والشريعة، الدار العربية للعلوم، األردن، زياد سالمة)16

1994.

سمير عبد السميع األودن، مسئولية الطبيب الجراح وطبيب التخدير ومساعديهم، )17

.2004منشأة المعارف باإلسكندرية،

سهير منتصر، المسؤولية المدنية عن التجارب الطبية في ضوء قواعد )18

.1990لألطباء، دار النهضة العربية، المسؤولية المدنية

، مكتبة )دراسة فقهية مقارنة( سيف رجب قزامل، الجناية على الجنين وعقوبتها)19

.2012، 1الوفاء القانونية اإلسكندرية، ط

Page 267: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

261

شريف كف الغزال، الجنين ونشأة اإلنسان بين العلم والقرآن، بريطانيا، )20

2002.

داخلي والخارجي بين الشريعة التلقيح الصناعي ال، شوقي زكريا الصالحي)21

مصر اإلسالمية والقوانين الوضعية، دار العلم واإليمان للنشر والتوزيع، دسوق،

الجرائم المتصورة بالنسبة لعملية التلقيح الصناعي، دار العلم واإليمان . 2006

الرحم المستأجر وبنوك األجنة والحكم -.مصر، دسوق2006للنشر والتوزيع،

-.2006ني لهما، دار العلم واإليمان للنشر والتوزيع، دسوق، مصر، الفقهي القانو

اآلثار المترتبة على عملية التلقيح اإلصطناعي، دار العلم واإليمان للنشر والتوزيع،

. 2006القاهرة،

عامر محمد القيسي، مشكالت المسؤولية الطبية المترتبة على التلقيح الصناعي، )22

.2001يع، دار الثقافة للنشر والتوز

عبد الرشيد مأمون، عقد العالج بين النظرية والتطبيق، دار النهضة العربية، )23

1986.

عبد النبي محمد محمود أبو العينين، الحماية الجنائية للجنين في ضوء )24

التطورات الحديثة في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي، دار الجامعة الجديدة

.2006للنشر

الطبعة (1988رية العامة للحق في سالمة الجسم، عصام أحمد محمد، النظ)25

).ال توجد فيه دار نشر(، )الثانية

دراسة (فرج صالح الهريش، موقف القانون من التطبيقات الطبية الحديثة، )26

.، الطبعة األولى1996الدار الجماهيرية، ) مقارنة

ماروك نصر الدين، تطور مفهوم الحماية الجنائية للحق في سالمة الجسم )27

).الطبعة األولى(،2004الديوان الوطني التربوي، الجزائر،

دراسة (مأمون عبد الكريم، رضا المريض عن األعمال الطبية والجراحية )28

.2006ديوان المطبوعات الجامعية، اإلسكندرية، ) مقارنة

دار النهضة ،مدى فعالية رضاء المريض في العقد الطبي،مجدي حسن خليل)29

.2000،القاهرة،العربية

Page 268: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

262

محمد سامي الشوا، مسؤولية األطباء وتطبيقاتها في قانون العقوبات، دار )30

.2003النهضة العربية، القاهرة،

محمد سعد خليفة اإلستنساخ البشري، دراسة علمية دينية قانونية، دار النهضة )31

. 2004العربية، القاهرة،

واألحكام الجنين -.1983اإلنجاب في ضوء اإلسالم، ، محمد سالم مدكور)32

).الطبعة أولى(، 1969المتعلقة به في الفقه اإلسالمي، دار النهضة العربية،

محمد عبد الوهاب الخولي، المسؤولية الجنائية لألطباء عن استخدام األساليب )33

بدون (، )الطبعة األولى(، 1997، )دراسة مقارنة(المستحدثة في الطب والجراحة

).دار نشر

نسان بين الطب والقرآن، الدار السعودية للنشر، محمد علي البار، خلق اإل)34

).الطبعة الحادية عشرة(1999

دراسة (محمد عيد الغريب، التجارب الطبية والعلمية وحرمة الكيان الجسدي )35

).الطبعة األولى(1989) مقارنة

.1993محمد مرسي الزهرة، اإلنجاب الصناعي، الكويت، )36

1999يا طبية معاصرة، دار النفائس محمد نعيم ياسين، أبحاث فقهية في قضا)37

).الطبعة الثانية(

محمود أحمد طه، اإلنجاب بين التحريم والمشروعية، منشأة المعارف )38

.2008باإلسكندرية،

محمود القبالوي، المسئولية الجنائية للطبيب، دار الفكر الجامعي، اإلسكندرية، )39

.2005طبعة

ين بين الفقه اإلسالمي والقانون مفتاح محمد أقزيط، الحماية القانونية للجن)40

)غير موضعة عليه، دار النشر. (2004الوضعي،

، دار النهضة )دراسة مقارنة(منال مروان نجد، اإلجهاض في القانون الجنائي )41

.2002العربية،

.1992منى فريد عبد الرحمن، تجارب على الجنين، المكتبة األكاديمية، )42

Page 269: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

263

ة الجنائية للجسم البشري في ظل مهند صالح أحمد فتحي العزة ،الحماي)43

.2002اإلتجاهات الطبية الحديثة، دار الجامعة الجديدة للنشر،القاهرة،

مهند صالح أحمد فتحي الغرة، الحماية الجنائية للجسم البشري في ظل )44

.2002االتجاهات الطبية الحديثة، دار الجامعة الجديدة للنشر

الرسائل- 3لية المدنية والجنائية للطبيب، رسالة دكتوراه، جامعة إيهاب يسر أنور علي، المسؤو)1

.1994عين شمس، مصر،

حسن زكي اإلبراشي، مسؤولية األطباء والجراحين المدينة، رسالة دكتوراه، جامعة )2

.1950القاهرة،

سعيدان أسماء، اإلطار القانوني لعمليتي نقل وزع األعضاء البشرية والتلقيح )3

كلية الحقوق بن عكنون، جامعة الجزائر، السنة اإلصطناعي، رسالة دكتوراه،

. 2012/2013الجامعية

سلطان الجمال، معصومية الجسد في ضوء المفردات الطبية الحديثة، رسالة )4

.2000ماجستير، جامعة القاهرة، كلية الحقوق،

شعالن سليمان محمد السيد حمده، نطاق الحماية الجنائية لألعمال الطبية الفنية )5

في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي، رسالة دكتوراه كلية الحقوق، الحديثة

.2002جامعة المنصورة،مصر،

ماروك نصر الدين، الحماية الجنائية للحق في سالمة الجسم بين القانون الوضعي )6

-1996والشريعة اإلسالمية، رسالة دكتوراه، جامعة الجزائر، كلية الحقوق،

1997.

بد الحميد، المساس بجسم اإلنسان من أجل العالج، رسالة محمد أمين متولي ع)7

.2002دكتوراه، جامعة القاهرة،

محمد سامي الشوا، الحماية الجنائية للحق في سالمة الجسم، رسالة دكتوراه، دار )8

).مطبوعة على شكل كتاب(1986الفكر العربي

Page 270: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

264

المقاالت_4ص الطبيعي في القانون إبراهيم أبو النجا، وجود الشخصية القانونية للشخ)1

، العدد 1987الجزائري، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية،

.الرابع

مقال أول إختراع جزائري، دواء لإلكزيما و الصدفية وتساقط الشعر والسكري،)2

: في جريدة الشروق اليومي منشور على الموقع اإللكتروني التالي

.www.echouroukonline.com

بلحاج العربي، موقف الفقه اإلسالمي من األبحاث العلمية والتجارب الطبية على )3

الجنين الميت، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واإلقتصادية العدد الرابع، الجزء

.1999، عام 37

جعفر محمود علي المغربي، الحماية المدنية للجنين، مجلة الحقوق، العدد الثاني، )4

.2006ثالثون، السنة ال

حسام الدين زكي، ميالد أطفال حسب الطلب حلم أم حقيقة؟ جريدة الشرق األوسط، )5

.2012، 12239يونيو،ا لعدد10:الموافق ل1433رجب 11

حسن علي الشاذلي، حق الجنين في الحياة في الشريعة اإلسالمية، مجلة الحقوق )6

.، الطبعة الثانية1994والشريعة، جامعة الكويت ،

حمدي عبد الرحمن، معصومية الجسد، مجلة العلوم القانونية واالقتصادية، خالد)7

.1997كلية الحقوق، جامعة عين شمس،

.1992رمسيس بهنام، واجب الحصول على رضا المريض، مجلة كلية الحقوق، )8

صفاء القبندي، عاصفة االستنساخ العالجي بالخاليا الجذعية الجنينية، مجلة )9

مقال منشور على الموقع ،، العدد الرابع2007لى، ديسمبر الباحثة، السنة األو

Albahethah.com/therapeuticcloning.aspx.-اإللكتروني التالي،

صفاء القبندي، عاصفة االستنساخ العالجي بالخاليا الجذعية، مجلة الباحثة، )10

.2007، )السنة األولى(العدد الرابع

ن حق الجنين التعويض عن اللي، تعليق على قرار قضائي بشأيعلي ف)11

. من القانون المدني2-25الضرر الذي لحقه من جراء وفاة والده طبقا للمادة

Page 271: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

265

العدد 39الجزء - 2001المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية

.الرابع

التشريع الخاص (عمار قاسمي، موقف الحضارات من مسألة تنظيم األسرة )12

، 4، رقم 33جلة الجزائرية للعلوم القانونية واإلدارية، الجزء ، الم)باإلجهاض

1995.

قاشي عالل، التصرفات الواردة على جسم اإلنسان ومدى مشروعيتها، مجلة )13

.2008العلوم القانونية واإل دارية، جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان، كلية الحقوق،

قارن والشريعة ماروك نصر الدين، التلقيح الصناعي بين القانون الم)14

، 2اإلسالمية، مقال منشور في مجلة المجلس اإلسالمي األعلى، الجزائر، السنة

األم البديلة بين القانون المقارن _.1999هـ، جانفي 1419شوال 2العدد

، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واإلدارية، )دراسة مقارنة(والشريعة اإلسالمية

.1994، )4(، العدد )37(الجزء

محمد علي البار، إجراء التجارب على األجنة المجهضة وعلى األجنة )15

.1990المستنبتة، مؤتمر مجمع الفقه اإلسالمي، مجلة المجمع الدورة السادسة،

محمد مومن، أهلية الوجوب لدى الجنين في القانون المغربي، مجلة )16

.3، العدد 2004الحقوق،

باء والجراحين الجنائية، مجلة محمود محمود مصطفى، مسؤولية األط)17

.18القانون واإلقتصاد، السنة

محمود نجيب حسني، الحق في سالمة الجسم ومدى الحماية التي يكلفها )18

.29:قانون العقوبات، مجلة القانون واإلقتصاد، السنة

منذر الفضل، التجربة الطبية على الجسم البشري، مجلة العلوم القانونية )19

.1989، )لعدد األولا) (المجلد الثامن(

هاشم جميل، زراعة األجنة في ضوء الشريعة اإلسالمية، مجلة الرسالة )20

.1989، سنة 229اإلسالمية، بغداد، القسم الثاني، العدد

وديع فرج، مسؤولية األطباء والجراحين المدنية، مجلة القانون واإلقتصاد، )21

.12السنة

Page 272: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

266

:المراجع باللغة الفرنسية: ثانياالعامةتبالك/ 1

1) Garraud (R) , Traitè thèorique et pratique du droit penal

français,Paris,Sirey1985,t5, .

2) Gilbert Hottois(J.N.M) ,Nouvelle encyclopédie de bioéthique, médecine,

environnement , biotechnologie, Boeck supérieur, France,2001.

3) Larguier(J) Conte( Ph), droit pénal spécial, Dalloz, 13 ed 2005.

4) Louis Favereu, Jérôme Termeau , Droits et libertés fondamentatales

Dalloz, 4 ed 2007.

5) Mélina Douchy, Ouadot, Droit civil. introduction, personnes, Familles,

Dalloz, 5 ed, 2009.

6) Michel Laure Rassat, Droit pénal spécial Dalloz, Delta, 1997

7) Michel Livenet, Théorie générale des droits et libertés Bruylant, 2006.

8) Michel Véron , Droit pénal special, 12 ed, Sirey 2008.

9) Patrik Gourbe, Droit civil, les personnes, la famille Les incapacités,

Dalloz, 7 ed, 2009.

10) Thierry Garé, Le droit des personnes, Dalloz, 2ed, 2003.

11) Vouin (R) Rassat (M.L), Droit pénal spécial Dalloz, 4 ed, TI, 1976.

12) Weill( M) Terré(F), Les personnes,1983.

المتخصصة الكتب-2

1) Ammar Guesmi, La protection pénale de l’enfant avant sa naissance,

l’hermès, 1éd, 2003.

2) Anne laude didier Tabuteau, essai cliniques quels risques ? PUF 1 éd,

2007.

3) Auby (J-M), Le droit de la santé, PUF, 1981.

4) Baudouim(J.L) et Riou(CL) , Produire de l’ homme de quel droit?

PUF, Fance, 1987.

Page 273: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

267

5) Baudouin(J-L), L’experimentation sur les humains un conflit de valeur

dans licéité en droit positif et références légales aux valeurs , Bruxelles,

1982.

6) Bertrand Mathieu, La bioéthique ,Dalloz, 2009.

7) Hannouz( M-M) , Hakem (A-R), Prècis de droit mèdicale,Office des

publications universitaires,Algerie, 1992.

8) Lemaire, (J.F) et Imbert (JL) La responsabilité médicale, PUF,

Paris, 1985.

9) Linda(J-H),Reproduction humaine, boeck supérieur 2003.

10) Marie Santiago Delefosse, Fécondation in vitro Anthropos-

Economica, 1995.

11) Memeteau, Le droit médical, librairie de la cour de cassation, 1985.

12) Nathalie Schiffino et Frédéric Varone, Procréation médicalement

assistée, Régulation publique etenjeux bioéthiques,Bruylant,Bruxelles,

2003.

13) Penneau (J.L) et Riou (C.L), Produire de l’homme de quel droit?

PUF 1987

14) Penneau( J), Le cas particulier de la recherche médicale, Dalloz,

1995.

15) Penneau(J), La responsabilité médicale, éd Sirey, 1977.

16) Philip Dédrot, Diagnostic prénatal et responsabilité médicale,

Economica, Paris, 1990.

17) Roseline Letteron, Le droit de la procréation, PUF, 1 éd, 1997.

18) Serge Mongeau,Renée Cloutier ,L'avortement 1968P,21.

19) Seriaux (A), Droit naturel et procreation artificielle, Quelle

jrisprudence, Dalloz,France 1985.

20) Valerie Sebag, Droit et biothique, Larcier 2007.

21) Willi (M), Rothley(M) Carlo Casini, Problèmes éthiques et

juridiques de la manipulation génétique et de la fécondation humaine

Page 274: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

268

artificielle office des publications officielles des communautés

européennes, Luxembourg, 1990.

الرساءل-3

1) Decoq (A), Essai d’une théorie général des droits sur la personne ,thèse,

Paris,1960.

2) Dierkens(A), Les droits sur le corp et le cadavre de l’homme, thèse,

Masson, 1966.

3) Fahmi (A), Le consentement de la victime ,thèse, Bibliothèque des

sciences criminelles, Paris, 1971.

4) Manche, La responsabilité médicale du point de vue pénal, thèse, 1913.

5) Peltier, Le consentement du parient à l’acte médical, thèse, AIX-

Marseille, 1991.

6) Villani (D), La protection des personnes qui se prêtent a des recherches

biomédicales, thèse, Lyon, 1992.

المقاالت_4

1) Abdelhafid Ossoukine, Le droit du et au genome, Revue Algerienne des

sciences juridiques Economiques et Politique,s n°2,1999.

2) Antoine Retault, l’expérimentation sur le malade soins ou recherche, RTD

CIV, 1988.

3) Auby (M), La responsabilité civile et pénale en cas d’expérimentation sur

l’homme, cahier Laennec, 1952.

4) Bouvier, Le consentement à l’acte thérapeutique réalités et perspectives,

J.C.P, 1986.

5) Bruno Bouvet, Mgr d’ornellas déplore, «L’instrumentalisation du bébé

médicament», La Croix.com 2011.

6) Byk, Recherche sur l’embryon, J.C.P, 1996.

Page 275: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

269

7) Garay (A), Consentement aux actes médicaux et droits des patients, gazette

du palais, 1999.

8) Hennau – Hublet, L’activité médicale et les atteinte à l’intégrité physique des

personnes Rev, Dr, Pen et crim, 1988.

9) Le Douarin et Pincelier, L’experimentation à partir des cellules souches,

J.C.P, 2002.

10) Les projets de réglementation de l’expérimentation sur les humains, Xième

journée Jean Dabin organisées par l’unité de droit pénal Bruylant-Bruxelles,

1982.

11) Martin (R), Les Premier jour de l’embryon, J.C.P, 2002.

12) Martinho da silva ,statut juridique de l ;embryon, nouvelle encyclopédie

de la bioethique, bruxelles, 2001.

13) Mathieu, Recherche sur l’embryon, Dalloz, 1999.

14) Mazan, L’insémination artificielle une réalité ignoré par le législateur, J.C.P,

1978.

15) Memeteau, Rapport national, Rev, Inter-dr. Pen 1988.

16) Michaud(J), Recherche sur l’embruyon, www.cit-sciences.fr

17) Rymond, La procréation artificielle et le droit français, J.C.P, 1983.

18) Vincent Matalon, «Il n’ ya rien d’eugénique dans la naissance du bébé

médicament», Le Mond.fr, 2011.

Page 276: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

270

الفهــرس01...........................................................................مقدمةال

11...................األحكام العامة للتجارب الطبية على األجنة البشرية:الباب األول

13....................................للجنين البشريالمركز القانوني: األولالفصل

14...................................الطبيعة اإلنسانية للجنين البشري: المبحث األول

16..................................الجنين المتواجد داخل رحم المرأة:المطلب األول

17...................................................كيفية تكون الجنين:الفرع األول

31................................................مراحل تطور الجنين:الفرع الثاني

39................الوضع الخاص للبويضة الملقحة خارج رحم المرأة: الثانيالمطلب

40...................................امدى اعتبار البويضة الملقحة جنين: األولفرعال

53....................................اة اإلنسانيةلحظة بداية الحيتحديد:الثانيفرعال

63..............................تمتع الجنين بالشخصية القانونيةمدى : المبحث الثاني

63...................................الشخصية القانونيةشروط ثبوت: المطلب األول

66..................................................شرط الميالد الفعلي: الفرع األول

70.........................................................شرط الحياة: الفرع الثاني

73.................................القانونبحقوق يحددهاتمتع الجنين : المطلب الثاني

81........................تجارب الطبية على الجنين البشريالطبيعة:الفصل الثاني

83...............................التجارب على الجنين لغرض العالج: المبحث األول

85......................................الجنينمن أجل عالجتجارب:المطلب األول

85.........................لألمراضتجارب من أجل التشخيص المبكر: الفرع األول

89.............................................الهندسة الوراثيةتجارب: الفرع الثاني

94...................................لمرضىعالج امن أجل تجارب: المطلب الثاني

95...............................التجارب على الخاليا الجذعية الجنينية:الفرع األول

97......................................التجارب على األجنة المجهضة:الفرع الثاني

Page 277: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

271

104.............................................."الجنين الدواء"تجارب :الفرع الثالث

110..............................التجارب على الجنين ألغراض علمية: المبحث الثاني

112...............................ختيار جنس الجنيناتجارب من أجل :ولالمطلب األ

114...........................................الهندسة الوراثيةتجارب :لب الثانيالمط

118...............................................................خالصة الباب األول

123........الحماية القانونية للجنين البشري من التجارب التي تجرى عليه:الباب الثاني

125.................على الجنين البشريالتجارب الطبيةشروط إجراء:األولالفصل

127.....................................................رضاءالشرط :المبحث األول

127.....................................................متبصرءرضا:األولالمطلب

136.......................في التجارب على الجنينءخصوصية الرضا:لثانيالمطلب

150............................................شرط الغرض العالجي:الثانيبحثالم

150.........................غرض العالج في التجارب العالجيةتحقق:المطلب األول

151...................الجنينمن أجل عالجغرض العالج في التجارب:الفرع األول

159.................ىج المرضعالمن أجل التجاربغرض العالج في: الفرع الثاني

167......................التجارب العلميةعدم تحقق غرض العالج في :المطلب الثاني

184....................................لتزام بضوابط الجدية العلميةاال:المبحث الثالث

184..................................احترام المبادئ االخالقية والعلمية:المطلب األول

193..التجارب على الجنينعن المترتبةالفوائد والمخاطر الموازنة بين:المطلب الثاني

200.......المسؤولية المترتبة عن اإلخالل بشروط التجارب على الجنين:الفصل الثاني

202..................................................المسؤولية المدنية: المبحث األول

204...................................الخطأ الموجب للمسؤولية المدنية:المطلب األول

211........................الضرر وعالقة السببية بين الخطأ والضرر:المطلب الثاني

217.................................................المسؤولية الجنائية:المبحث الثاني

219............................أسباب اإلباحة في التجارب على الجنين:المطلب األول

220..............................الترخيص القانوني لمزاولة مهنة الطب: الفرع األول

222.................................................انتفاء القصد الجنائي: الفرع الثاني

Page 278: ﺔﯿﺒﻄﻟابرﺎﺠﺘﻠﻟﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا مﺎﻈﻨﻟا …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/... · تاﺮﺼﺘﺨﻤﻟا ﺔﻤﺋﺎﻗ Art

272

224.......................................رضاء الممثل الشرعي للجنين: الفرع الثالث

226.ئم بالتجارب على الجنينتطبيق القواعد العامة للمساءلة الجنائية للقا: المطلب الثاني

229....................مسؤولية القائم بالتجربة على أساس الخطأ المهني: الفرع األول

234................مسؤولية القائم بالتجربة على أساس جريمة اإلجهاض:الثانيفرعال

242...............................................................خالصة الباب الثاني

246............................................................................الخاتمة

257......................................................................قائمةالمراجع

270...........................................................................الفهرس