alexschlcourses.files.wordpress.com  · web view2012. 3. 1. · الكلمة الإلهيّة...

26
ةّ دري ن ك س الإ مدرسة لة ج م ة ي ب ا ن ك ل ا ساسات الإ2012 ى ل و الإ رة ض جا م ل ا( 1 ) ة ل ل ا ة م ل ك ة ع ي ب ط4 ج[ 1 ] ي س و م ر لب م ا ي فرا سا ت الإ« ؟!ُ ةَ مِ لَ كْ ل اِ ةِ دَ ا هَ م» و ل( 4 : 36 )

Upload: others

Post on 18-Dec-2020

2 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

مجلة مدرسة الإسكندريّة

الأساسات الكتابية

2012

المحاضرة الأولى

(1)

طبيعة كلمة الله

[ج 1]

الأب سارافيم البرموسي

«مَا هَذِهِ الْكَلِمَةُ؟!»

(لو4: 36)

طبيعة كلمة الله

الله يكلّمنا بالطبيعة والخليقة كحوار مع المرئيّات، ويكلّمنا باللّغة كحوار مع العقول والإدراك ويكلّمنا من خلال الموسيقى والأصوات كحوار مع الوجدان والشعور، وأخيرًا كلّمنا في ابنه المتجسّد، يسوع. في وجه ابنه بدأ الحوار الإلهي الإنساني يأخذ بُعدًا آخر. فالله لم يصبح ناطقًا بلغة الإنسان فقط بل ومتحرِّكًا في جسد إنسان. ومن نقطة انطلاق الحوار الإلهي الإنساني، في الابن، الذي هو عينه العهد الجديد، يبدأ الفهم للعلاقة مع الله يأخذ منحى جديد، لأن معطيات هذا الحوار الشخصيّة (في شخص الابن) تجعل لرؤيتنا للكلمة المنطوقة والكلمة المكتوبة معنىً جديد كلّ الجدّة.

في المسيح

لذا فإنّ كلمات الله لنا في العهد الجديد لا يمكن أن تُفهم بعيدًا عن عبارة في غاية الأهميّة، ألا وهي: ”في المسيح ἐν Χριστῷ (إن خريستو)“؛ كما كتب القديس بولس: «لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ، نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ» (2كو 2: 17)، لأننا في المسيح نرصد أبجديّات الحوار الإلهي الإنساني ونتعلّم مفردات الحياة الجديدة وندرك مقاصد الله والمعاني المرسلة من خلال كلماته. لذا كلّ من هو ليس ”في المسيح“ لن يستطيع أن يُدرِك الكلمة الإلهيّة بل سيحوّلها إلى نصٍّ وسط نصوص وكلمة وسط كلمات وأدب وسط أدبيّات وسيقوده هذا الأمر في النهاية إلى تحويل كلمة ”الله“ إلى كلمة ”بشر“ يمكن تشريحها بمجهر المنطق الإنساني المجرّد من عمل الروح!!

لذا فإنّ أي دراسة لكلمة الله ، وإن كانت علميّة، لا يمكن أن تكون ذات جدوى لمن لم يقبل أن يتمركز حول المسيح ليرى الأمور من خلال منظاره هو ، ويفهم رسالته بحسب رؤيته هو للأمور. ومن ثمّ فإنّ تجريد النصّ الكتابي من الحياة والتعامل معه على مستوى اللُّغة / التاريخ / التحليل / الأدب / الثقافة / التاريخ .. إلخ يجب أن يكون مُدرِكًا أنّ الكلمة الإلهيّة ليست حروفًا متراصّة ولا تاريخًا استدلاليًّا (نستدل من خلاله على أحداث معيّنة) للمجتمعات البشريّة ولا أدبيات رفيعة لنمو الحس الإنساني ولا ثقافة معلوماتيّة تؤهّل متقنها إلى أن ينضم إلى النُخب المجتمعيّة. إنه ليس شيئًا من هذا كلّه. كلمة الله هي روح وحياة وفقط .. وفقط .. إن لم تصل للروح الإنسانيّة لتعمل فيها عملها، تبقَى كلمة منزوعة القدرة إن دفنت في رمال العقل وحده!! دون فتيل الإشعال بالروح القادر أن يفجّر الحقّ كنور مشرق في قلوب تلاميذ المسيح.

هذا لا يعني أننا لن ندرس أدبيّات وتاريخ ولُّغة وخلفيات وثقافات النصّ الكتابي، إلاّ أنّ الهدف والرؤية يجب أن تكون واضحة لنا، وهي أننا لا نبغي تثبيت حقٍّ على مستوى العقل المجرَّد ولا دخول في جدل بيزنطي مع مشكِّكين مغرضين ولكن هدف الدراسة الرئيس هو أن ندخل إلى العمق، لندرك الرسالة كما دوَّنها الله وأطلقها على أجنحة الروح لتستقر على محابر وريشات كُتّاب الأسفار في العهدين لتصلنا بشكل كنسي / شخصي وتحيينا. هدفنا العمق والوعي الخاضع للروح، والعقل الراكع في فضاء القلب وهو يتعلّم من السيّد ويتحسّس سرّ الحياة، ويجدِّد مدركاته فيخرج ويُخبِّر عن الأعماق كم هي غنيّة ومليئة بالنعم الإلهيّة.

تعديل المسار الفكري

هدفنا أيضًا تعديل بعض الأفكار التي انسلّت إلينا بسبب الثقافات والديانات والإعلام الذي يحاصرنا ليل نهار، فجعل من بعض القيم غير المسيحيّة تدخل وتلبس ثوبًا مسيحيًّا في غفلة من المسيحي في معظم الأحوال. لذا فإن إحدى الأهداف هي أن نفهم كلمة الله ”كما هي“ دون شوائب قدر استطاعتنا، وهو الأمر الذي يتطلّب ذهنًا منفتحًا ووعيًا مسيحيًّا أصيلاً يستطيع أن ينزع الوريقات الزائدة التي هي من نبت آخر دون الإنجيل، ظنّها طويلاً أنها إيمانيّات وهي ليست كذلك. وهذا الأمر سيتضّح جليًّا حينما ندرس مفاهيم الإعلان والوحي والنبّوة والذي يختلف عن الثقافات التنزيليّة الإملائيّة التي تحيط بنا وتؤثّر في بعض الأحيان على علاقتنا بما بين أيدينا.

ولأننا ندرس النصّ الكتابي فإننا سنتعامل مع لُّغات وتعبيرات ومصطلحات، وهو ما سيتطلّب منّا بعض الصبر على القشرة الجامدة لنصل إلى اللٌّب حيث اللؤلؤ مشع.

التسليم الرسولي

كما سنتعرّض أيضًا لدور الكنيسة التي تؤكّد دائمًا على ضرورة ما نسمّيه ”التسليم الرسولي“ لا كتعبير عن هويّة عقائديّة خاصة ولكن لفهم الكلمة كما عاشتها الكنيسة وصارت لها قوّة نصرة على مرّ العصور. فالتسلم الرسولي بمثابة ”كيفيّة فهم وتطبيق“ الجماعة الأولى الأقرب بحكم الزمن والعلاقة من الرب يسوع، والذي كان في شكله المنطوق (الشفاهي) ثمّ المدوّن فيما بعد. وعي التسليم الرسولي يعطي اتساع للكلمة فلا تبقَى كلمة نظريّة يمكن فهمها بعدّة طرق متصادمة، ومن ثم التعثُّر في تطبيقها. فالتطبيق يعطي صورة ذهنيّة تفسيريّة حياتيّة للمعنى الحقيقي للكلمة، ولكن هذا لا يعني حصار فكري أو روحي على التفاعل المباشر مع الكلمة، ولكنه بمثابة إضافة معطيات ذات ثقة للتأكيد على المعنى الأصيل خوفًا من المعاني الدخيلة والتي تؤدّي لنهايات غير محمودة العاقبة.

ما بين الحرف والروح

ولعلّ من الأمور التي ستواجهنا فيها الصعوبات وبالأخص لأننا أرباب ثقافة شرقيّة تتصدّر فيها مفاهيم النقل والحرف، المشهد، على حساب حريّة الروح والإبداع والمعنى، هي أن نبدأ أن نتحرّك من قيد الحرف إلى الروح، ونتحرّك من حدود اللّفظ إلى آفاق المعنى، ومن لُّغة الإنسان العاجزة عن التعبير إلى لٌّغة الروح السابحة فوق كلّ تعبير. ولهذا يجب أن نكون على استعداد دائم أنّ نفهم أنّ الله ورسالته أكبر من أيّة لُّغة ورسالته أشمل من أيّة كلمة، لذا فإنّ فهمنا لله سينعكس على فهمنا للنصّ لا العكس، لأنّ الحرف المجرّد لا يقود للحياة، بينما الحياة تعطي معنى وإشراقة للّفظ ليتسع ويتسع فوق حدود معارفنا ليصل بنا إلى أعتاب البوابّة الإلهيّة لنعاين، وحينما نعاين يكون الحرف المحمول على الروح قد أدّى رسالته. وهذا سيقودنا لتناول مناهج التفسير الحديث وما لها وما عليها، وما أضافته لرصيد الوعي المسيح وما سحبته من الإيمان المسيحي. وهو الأمر الذي سيجعلنا نتعرّض لنظريّات وضعها البعض حول كيفيّة تدوين أسفار موسى أو التوراة المكتوبة وكذلك الأناجيل، حتى تكون الحقائق واضحة، ومن ثمّ سنطبق المفاهيم التي درسناها طوال الكورس على تلك النظريّات لنرى ما بها من أصول صالحة وانحرافات لا تقبل في سياق إيماني.

ما خلف الكلمة

إنّ أي كلمة دائمًا نجدها مرتبطة بـ : (1) مناخ ثقافي (2) معنى مجتمعي (3) وعادات شعبيّة (4) عنصر تاريخي (5) قصد في ذهن المتكلّم (6) فهم في عقل المتلقّي.

هذا الأمر لا يستثنى منه أي لٌّغة، وحينما نطبّق هذا المفهوم على النصّ الكتابي نجد أنّنا في احتياج دائم للتعرُّف على تلك الخلفيات. المناخ الثقافي والمعنى المجتمعي والعادات الشعبيّة نقف عليها من خلال الكتب التي تُجسّد لنا مختلف أوجه المجتمع الذي نشأ في أحضانه النصّ الكتابي. بينما نجد أنّ العنصر التاريخي يتضّح من خلال دراسة ارتباط هذا المجتمع بما يجري حوله من أحداث وتأثره وتأثيره عليها. وضوح العوامل السابق ذكرها يوضّح لنا القصد في ذهن المتكلّم / الكاتب وهو الذي يلقي بظلاله على فهم المتلقّي في نهاية الأمر.

لذا فإن اجتزاء أي نصّ من سياقه التاريخي أو المجتمعي أو الثقافي لن يصل بنا إلى فهم قصد الكاتب ومن ثمّ تطبيق المتلقّي.

(القصد العام)أمرٌ آخر في الرسالة الإلهيّة التي نشرع في دراستها في النصوص الكتابيّة أنّ الوقوف على المعنى الكتابي لن يتحقّق من خلال آية / إصحاح / سفر أوحد، بل من خلال تلاحم وترابط كلّ أجزاء النصّ الكتابي الأمر الذي يفسّر لنا أهميّة العهد القديم لنا إذ أنّ المعنى الخلاصي العام يبقى غامضًا لو لم نقرأ عن الخلقة والسقوط والوعد والاختيار والشعب والتشريعات وتعضيد والتأديب والنبوّة بشقيها اليهودي الخاص / المسياني العام.

لذا من الضروري أن نفهم أن الكلمة تعمل على مستويين: الأوّل هو مستوى عام: يستلزم فهم القصد العام والرسالة الكليّة الخلاصيّة للكتاب، ثم يأتي المستوى الثاني أي الشخصي في التعامل مع كلمة الله، وهو ما يمكن توضيحه من خلال الشكل السابق ..

لا يمكن فهم القصد الخاص والشخصي لكلمة الله في حياتي دون أن أفهم القصد الكتابي العام والملمح الشامل لتعامل الله مع الإنسان بمختلف الطرق.

أمثلة للتعرُّف على خلفيات الكلمة وتأثيرها في الفهم

(1) سفر نشيد الأنشاد

ارتباط نشأة هذا السفر بمناخ ثقافي معيّن جعل من الميسور قبول المعنى التجاوزي من خلال المعنى المباشر، ولكن حينما نعزل السفر عن المناخ الثقافي السائد أثناء النشأة نجد صعوبة في قراءته بسبب بعض التعبيرات بل سيصير في مجتمعات بعينها سفرًا مُعثرًا ومشكِّكًا في الكتاب إجمالاً. ما يجب أن نشير إليه أنّ السفر كان موجودًا لحقب طويلة ولم نسمع عن جدليّة حول السفر من جهة المعنى طوال العصور اليهوديّة.

قال الرابي عقيبا في سجالات مجمع جامنيا (90م) عن هذا السفر: ”لم يوجد رجل ما في إسرائيل ناقش يوما ما وجادل حول استبعاد سفر نشيد الأنشاد، لأنّ العالم كله لم يكن مستحقًا منذ أن أُعطي هذا الكتاب لإسرائيل، كسفر موحى به، فكلّ الأسفار مقدسة ، لذا نشيد الأنشاد هو قدس أقداس الأسفار“.

(2) مفهوم قطع العهد في العهد الإبراهيمي (انظر تك15: 8 -12)

لرؤية المعنى المجتمعي والعادات الشعبيّة يمكن الرجوع إلى العهد مع إبراهيم، وذلك من خلال العبور بين شقي الذبيحة من قبل الطرفين وهو ما يعبّر عن قبول العهد، وأن من ينكث العهد يكون مثل هذه الذبيحة. لقد كان الأشوريون القدماء حينما يبتغوا إقامة عهد ما، كان يجتمع الفريقان طرفي العهد ويتباحثوا حول بنود العهد، وبعد الاتفاق النهائي، يتقدَّم رئيس كلّ فريق منهم ويقطع قطعًا في يده، ثم يحضرون قطعة من القماش ليدوّنوا عليها - بالدم - بنود العهد المُتّفق عليه، ثم عن طريق ريشة طير مبريّة جيّدًا يبدأ كلّ طرف الشرب من الدم المسفوك من ذراع الآخر، كعلامة على الوحدة التي لا يعقبها انفصال، فالدم يرمز للحياة، فالشرب من دماء الآخر كانوا يُعبِّروا بها عن أنّ حياة الآخر أصبحت في داخلي، ثم يأخذ كلّ طرف منهم قطعة من القماش المدوّن عليها - بالدماء - بنود العهد، ويربطها فوق الجرح على ذراع ، ولا ينتزعها أبدًا. كما كان هناك تقليد آخر لإقامة العهد، حيث تُجمَع بعض قطرات من دم المشتركين في العهد وتوضع في كأس يحتوي على خمرٍ، وتمزج معًا، ويشرب منها المشتركين في إقامة العهد!!

(3) السبت

كلمة سبت في العبريّة שַׁבַּ֥ת (ش ب ت) تعني راحة ولقد طالب الله اليهود بحفظ يوم السبت للراحة وللتكريس والتقديس للربّ (انظر خر35: 2 // 20: 8 // لا16: 31)، إلاّ أنّ الأمر اتخذ بُعدًا جديدًا بعد العودة من السبي إذ بدأ معلمو الشريعة يفسرون مفهوم الراحة ومفهوم العمل ومفهوم التقديس والتكريس ممّا أنتج مجلّدات ضخمة من الحوارات والجدالات بما يحلّ فعله وما لا يحلّ في يوم السبت. وقد أفرد التلمود اليهودي فصلاً بما يحل عمله وما لا يحل به 39 عملاً محرّمًا في السبت كرؤوس مواضيع يندرج تحت كل تحريم العديد من التحريمات الثانويّة، وقد أدّى هذا الأمر إلى تثقيل الجموع بأثقال عسرة الحمل جدًّا، بل ووصل الأمر إلى أنّ الرومان لم يجنّدوا اليهود في الجيوش خشية أن يتركوا السلاح حينما يسمعون أبواق السبت، كما أورد المؤرّخ يوسيفوس. وهنا نجد أنّ معنى الكلمة أي الراحة قد تحوّل إلى يوم بعينه وتم تأويل الراحة والعمل إلى مفاهيم بعينها. وما فعله المسيح هو أنّه أدار وجوههم إلى المعنى الأصلي للنصّ من حيث كونه أحد أنماط العلاقة مع الله، والتي تستلزم ارتباط بشخص الله الخيّر من خلال عمل الخير.

يكتب يوستين الشهيد (القرن الثاني الميلادي) في دفاعه ضدّ تريفو فيقول: ”تطلبّ الشريعة الجديدة [العهد الجديد] أن تحافظوا على السبت بلا انقطاع، وأنتم تظنون أنكم أتقياء لأنكم تبقون يومًا بطّالين؟!“ (الحوار مع تريفو / 12)

(4) الشمع(لوقا10: 26)

حينما جاء الناموسي ليجرّب الربّ يسوع (لو10: 26) سأله المسيح سؤالاً يبدو غير مفهوم إذ قال له: كيف تقرأ؟؟ فكان جوابه النص الوارد في (تث 6: 5). هذا النصّ هو جزء من فقرة يتلوها اليهودي يوميًّا تسمّى ”الشمَع“ لأنها تبدأ بعبارة: اسمع يا إسرائيل lae_r"f.yI [m;Þv. (ش م ع - ي س ر ي ل)(تث6: 4). هذا النصّ يتلى كصلاة 3 مرّات في اليوم.قال عنها أحد الرابيين: ”إن الشمَع ليست مجرّد صلاة، ولكنها بمثابة قانون إيمان لليهودي، فقد حرص اليهود على ترديدها في الأحداث العظمى في تاريخ إسرائيل.إنها الصلاة التي نستيقظ عليها صباحًا، كما أنها آخر ما نتلوه قبل النوم، نتلوها في الحزن والفرح، نتلوها حينما نُسبّح الله، وحينما نبحث عن الله، بل وحينما نلقي بتساؤلاتنا أمام الله،إنّها أوّل ما يتعلّمه الأطفال، وآخر ما يتلفّظ به الشهداء..“.

(5) العلاقة بين اليهود والسامريين (يوحنا 4: 4)

نجد أنّه في أيام المسيح، أراد بعض السامريين أن يفسدوا احتفالات اليهود بالعيد، فألقوا بعض العظام في الهيكل حتى يتدنّس ويمنع استعماله!! وكان اليهود في المقابل يسموّن السامريين بالحثالة وعاصمتهم بالخمّارة ويرون أن ماء السامريين أنجس من دم الخنزير، ومن يصافح سامريًّا يبقى نجسًا حتّى المغيب، وخير لليهودي أن يموت عطشًا من أن يسأل سامريًّا ماء!!!

(6) مثل العبد القاسي القلب (مت18: 23- 35)

كان العبد مديونًا لسيّدة بـ 10 آلاف وزنة، الوزنة تعادل تقريبًا 6 آلاف دينار، إذًا فإنّ العبد يكون مديونًا بـ 10 آلاف * 6 آلاف دينار يكون مديونًا بـ 60 مليون دينار. وكانت أجرة العبد في ذلك الحين دينار في اليوم منها يأكل ويشرب ويسكن ويتزوج .. إلخ فلكي يستقطع 60 مليون دينار هذا أمر مستحيل. وبالرغم من هذا سامحه سيّده.

وفي المقابل العبد رفيقه كان مديونًا بـ 100 دينار يعني ممكن في أقل من سنة يوفيه ولكن خياره كان القسوة والأنانيّة لذا لم يستحق رحمة سيّده.

(7) اليود (مت5: 18)

نجد في النصّ العربي الذي بين أيدينا أنّ حرفًا واحدًا لا يزول من الناموس حتى يكتمل أي يتحقّق؛ «فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَيَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ» (مت5: 18). كلمة ”حرف“ جاءت في اليونانية ἰῶτα (يوتا) والتي هي مكافئ لكلمة יוֹד(يود) في العبريّة. اليود هو الحرف الأصغر في الأبجديّة العبريّة. النقطة مقصود بها النقطة التي تميّز الحروف العبريّة من بعضها البعض .

في التراث العبري نجد أنّ تغيير حرف واحد نتيجة نقطة ينتج عنه خراب العالم!!

نقرأ في Shir Hashirim Rabba: ”لو اجتمع ساكني الأرض متحدين معًا لإزالة حرف اليود والذي هو أصغر الحروف في الناموس كلّه، لن يكون بإمكانهم أن يقوموا بهذا“.

مثال لتغيير نقطة تؤثّر في العالم، مثل تغيير حرف ר (ر) إلى حرف ד (د) والعكس والفارق بينهم نقطة صغيرة، بالرجوع إلى تث6: 4: الرب إلهنا ربٌّ واحد אֶחָֽד. لو تغيّر حرف (د) إلى حرف (ر) ستكون אֶחָֽר أي آخر، فإنّ معنى النصّ سيكون الربّ إلهنا ربٌّ آخر وهو الذي يعني تعدديّة الآلهة. والعكس في خر34: 14: لا تسجد لإله آخر. سنجد آخر ستتحوّل إلى واحد، أي لا تسجد لإله واحد!!!

لكي نفهم طبيعة الكلمة الإلهيّة علينا أن نرصد التعبيرات التي استخدمها الكتاب المقدّس نفسه في الإشارة إلى كلمة الله:

1- الإنجـــيــــــل / البشـــــارة

كلمة إنجيل في اليونانيّة هي ευαγγέλιον (إيفانجيليون) من الفعل εὐαγγελίζω (إيفانجيليزو) وهذا الفعل يتكون من مقطعين: المقطع الأول ευ الذي يعني في اللغة اليونانية الكلاسيكية ”سار“ ، والمقطع الثاني الفعل ”αγγέλλω“ الذي يعني ”أحمل رسالة – أُخبر – أُبلغ أخبار– أُذيع“ ويعني هذا الفعل: ”يأتي بالأخبار السارة“. كانت تشير في الخطاب القديم إلى إحضار الأخبار الخاصة بالانتصار على وجه الخصوص. وأصبحت لهذه الكلمة دلالة دينيّة في العالم اليوناني – الروماني في الطقس الخاص بالإمبراطور فقط، حيث كانت εὐαγγελίζω (إيفانجيليزو) تستخدم لإعلان الأخبار السّارة الخاصة بميلاد الإمبراطور أو اعتلاءه سدّة الحكم ومن ثمّ إعلانه في الكثير من الأحيان الشخص الإلهي الذي يجب الخضوع والتبخير والسجود له. نجد تأصيلاً لتلك الكلمة في أدبيات العهد القديم إذ استخدم العهد القديم كلمة בּשׂר (ب ش ر) والتي تحمل نفس الحسّ الخاص بنشر الأخبار السارّة (انظر مز49: 9؛ إش 60: 6)، وقد ترجمت في السبعينية مستخدمة الفعل εὐαγγελίζω(إيفانجيليزو).كما نجد في المصادر العبريّة والرابينيّة أنّ كلمة בּשׂר (ب ش ر) تأتي دائمًا مع الإعلان والرسالة وخاصة في نصوص الترجوم كانت الكلمة تستخدم لتُعبّر عن الرسالة المقدّمة من الأنبياء سواء كانت تلك الرسالة تشجيعيّة أم تحذيريّة. ومن الأمثلة الهامّة التي توضح العلاقة بين المبشر والرسالة الخلاصيّة التي للمسيا، نصّي إش52: 7، 61: 1، إذ نجد أنّ الرابيين اليهود قد فطنوا إلى النصين يتحدّثا عن المسيا ولكن منهم من رأى أنّ البشرى مطلقها هو الله نفسه، ومنهم من رأى أنّ البشرى مطلقها هو إيليا كسابق للمسيّا.

إحدى العلامات التي وضعها الربّ يسوع بنفسه للدلالة عن مسيانيّته هو البشارة المساكين (انظر لو 7: 22). ومن ثمّ بدأت البشارة بيسوع كمسيّا وفي نفس الوقت اقتراب ملكوت الله الذي كان يقصد به انفتاح الملكوت بفداء المسيح الخلاصي بشكلٍ أساسي.

في العهد الجديد وفي نسخته العربيّة نجد أنّ المترجم استخدم كلمتين للتعبير عن نفس الكلمة اليونانيّة ευαγγέλιον (إيفانجيليون) وهما إنجيل كترجمة مباشرة وبشارة كترجمة معنىً إلاّ أنّ الكلمتين واحد في الأصل اليوناني:

وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ (مت 4 : 23 // 9: 35) [انظر أيضًا: (مت24: 14)؛ (مر1: 14)؛ (أع20: 24) (رؤ14: 6)]

ومن الملاحظ أنّ كلمة بشارة دائمًا ترتبط بالكرازة أو الإعلان (شهادة) كما أنّ الكلمة غالبًا ما جاءت مقترنة بالملكوت.

كان إعلان الإنجيل هو العمل الأساسي لرسل المسيح وقد أوضحها القديس بولس (انظر 1كو1: 17) إذ استخدم الفعل εὐαγγελίζεσθαι (إيفانجيليزيستى).

أصبحت كلمة الإنجيل لاحقًا مصطلح تقني يطلق على ما كتبه الإنجيليون الأربع أي متى ومرقص ولوقا ويوحنا إذ كان ذلك بمثابة منهجة للبشارة بسرد حياة وتعاليم الربّ يسوع، والتفريق بينها وبين النصّ التاريخي كسفر الأعمال الذي يوضّح كيفيّة الانتشار لتلك البشرى، أو الرسائل إجمالاً التي توضّح كيفيّة قبول / الثبات / إعلان البشرى بين الأشخاص / الكنائس، وكذلك عن سفر الرؤيا الذي ينطلق من الحديث عن نهايات الأيام في شكل رؤيوي رمزي.

بدأت في الظهور من بدايات القرن الثاني نصوص أُطلق عليها خطأً اسم الإنجيل ونسبت لشخصيّات لها ثقل من حيث علاقتها بالربّ يسوع لإضفاء مشروعيّة على المكتوب. وتم تسميتها بكتب الأبوكريفا وقد تصدّى لها العديد من آباء الكنيسة من أشهرهم القديس إيريناؤس في مؤلّفه ضدّ الهرطقات.

الرسالة الأساسيّة للإنجيل أنّ الحياة الإلهية قد أظهرت في الكلمة والذي أعاد للبشريّة مكانتها الأولى بإبطال الخطيئة والموت وترميم الصورة الإلهيّة التي فسدت وتشوّهت بالعصيان الأوّل، ولكن هذا لن يتحقّق إلاّ لمن لا يقبل أن يدخل في دائرة الفداء الإلهي ويثبت في الدعوة مُتقبِّلاً التغيُّر على شاكلة المسيح يومًا بعد يوم. ومن لا يقبل ستصير له بشارة الحياة هي هي للدينونة.

(N.B.)

التـــــوراة

لقد أطلق العالم جويجنبرت Guignebert على اليهود لقلب: ”شعب التوراة“. كلمة توراة مشتقة من الجذر العبرى ירא (ي ر ا) والتي تعني ألقَى أو أصاب/ أشار / علَّم، ومنها جاءت ﬨוﬧה (تُ رَ هـ) والتي تعني الإشارة أو الإرشاد أو التعليم. ولقد تُرجِمَت كلمة توراة في الإنجليزية Law أي قانون، متأثرةً في ذلك بالترجمة السبعينية للكلمة والتي نجدها أيضًا في كتابات يوسيفوس المؤرِّخ اليهودي.

إن التوراة عند اليهود لا تعني أسفار موسى الخمسة المدوَّنة فقط، لأن التقليد الرابيني يفيد بأن موسى تسلَّم على الجبل كلاً من التوراة المكتوبة والتوراة الشفهية؛ لذا يرى الرابيون أن التوراة المكتوبة (أسفار موسى الخمسة) ليست كافية ولكنها تكتمل بالتوراة الشفهية (التقليد)، وقد وصَّف العهد الجديد، التقليد اليهودي، بأنه تقليد الشيوخ أو تقليد الناس [ انظر: مت 15 : 2 ، 6، مر 7: 3، 8، 9، 13، غل 1: 14 ]. هذين الوجهين للتوراة انتج ما يسمّى بالتوراة الثنائيّة أو المزدوجة Dual Torah.

هذا الفهم المزدوج للتوراة أنتج ما يسمّى باليهوديّة الرابينيّة Rabbinic أو الأرثوذكسيّة Orthodox أو الكلاسيكيّة Classical أو المعياريّة Normative أو التلموديّة Talmudic.

المحاضرة الأولى [ القسم التفاعلي ]

طبيعة كلمة الله [ ج 1 ]

التعددية الكتابيّة تؤكّد على:

(1) ..................................................................................................................................

(2) ..................................................................................................................................

(3) ..................................................................................................................................

(4) .................................................................................................................................

(5) .................................................................................................................................

(6) ..................................................................................................................................

(7) ..................................................................................................................................

(8) ..................................................................................................................................

الأحاديّة الكتابيّة تشير إلى:

(1) ..................................................................................................................................

(2) ..................................................................................................................................

(3) ..................................................................................................................................

(4) .................................................................................................................................

(5) .................................................................................................................................

(6) ..................................................................................................................................

(7) ..................................................................................................................................

(8) ..................................................................................................................................

(………………………………………………) (…………………………………………………………………………………………………) (………………………………………………)

(………………………………………………)

(.........................)

(………………………………………………)

(...........................................)

(...........................................)

(………………………………………………)

كلمة الله في الكتاب المقدس ترتبط بـ :

(1) .................... (2) ...................... (3) ......................

(4) ................... (5) ..................... (6) ......................

عوامل الدخول إلى فهم أعمق للنصّ الكتابي:

1- ...............................................................................................................................................

2- ...............................................................................................................................................

3- ..............................................................................................................................................

4- ..............................................................................................................................................

5- .............................................................................................................................................

حَتَّى أَكُونَ خَادِماً لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ الأُمَمِ مُبَاشِرًا لإنْجِيلِ اللهِ

كَكَاهِنٍ لِيَكُونَ قُرْبَانُ الأُمَمِ مَقْبُولاً مُقَدَّساً بِالرُّوحِ الْقُدُسِ (رو15: 16)

(1) الرجوع إلى النصوص المختلفة

CJB Romans 15:16 to be a servant of the Messiah Yeshua for the Gentiles, with the priestly duty of presenting the Good News of God, so that the Gentiles may be an acceptable offering, made holy by the Ruach HaKodesh. // NKJ Romans 15:16 that I might be a minister of Jesus Christ to the Gentiles, ministering the gospel of God, that the offering of the Gentiles might be acceptable, sanctified by the Holy Spirit. // WEB Romans 15:16 That I should be the minister of Jesus Christ to the Gentiles, ministering the gospel of God, that the offering up of the Gentiles might be acceptable, being sanctified by the Holy Spirit. // YLT Romans 15:16 for my being a servant of Jesus Christ to the nations, acting as priest in the good news of God, that the offering up of the nations may become acceptable, sanctified by the Holy Spirit. // LSG Romans 15:16 d'être ministre de Jésus -Christ parmi les païens, m'acquittant du divin service de l'Évangile de Dieu, afin que les païens lui soient une offrande agréable, étant sanctifiée par l'Esprit -Saint.// BYZ Romans 15:16 εἰς τὸ εἶναί με λειτουργὸν Χριστοῦ Ἰησοῦ εἰς τὰ ἔθνη, ἱερουργοῦντα τὸ εὐαγγέλιον τοῦ θεοῦ, ἵνα γένηται ἡ προσφορὰ τῶν ἐθνῶν εὐπρόσδεκτος, ἡγιασμένη ἐν πνεύματι ἁγίῳ

(2) الشواهد المقابلة

...........................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

(3) خلفيّة الكاتب

..................................................................................................................................................................................................................................................................................

(4) عنوان الفقرة

.........................................................................................................................................

(5) الحقائق المتضمنّة في السياق

...........................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

..................................................................................................................................................................................................................................................................................

نشاط

(1) دراسة نص [ رسالة القديس بولس إلى أهل العبرانيين / الأصحاح الثامن] بالطريقة المذكورة في المحاضرة (ستُناقش في بداية المحاضرة القادمة).

(2) اكتب مقال لا يقل عن 200 كلمة (صفحة ورقيّة) حول مفهومك الشخصي عن ”كلمة الله“. أرسل المقال إلى البريد الإلكتروني التالي: [email protected] قبل نهاية منتصف مارس 2012.

للتفكير

(1) لماذا أطلق القديس يوحنّا على شخص المسيح لقب الكلمة؟؟ (2) هل تعني الكلمة المنطوقة أم أمر آخر؟ (3) ما هي أشكال نقل كلمة الله إلى الإنسان؟ (4) ما هو مدار عمل كلمة الله داخل الإنسان؟ (5) لماذا تسمّى العهدان؛ القديم والجديد بهذا الاسم؟ (6) كم عدد العهود في الكتاب المقدّس ؟؟

نلتقي في اللقاء القادم ،،

15