العقود الادارية في التشريع الجزائري

56
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ اﻟﻌﺪل وزارة ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﳌﻌﻬﺪ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻟﻨﻴﻞ ﲣﺮﺝ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺑﻌﻨ ﻮﺍﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳــﺔ ﺍﻟﻌــﻘــﻮﺩ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻱ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻘـﺎﺿﻲ ﺍﻟﻄـﺎﻟﺐ ﺇﻋـﺪﺍﺩ ﻋﺒﺪاﻟﺤﻤﻴﺪ ﻧﺼﺮاﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﺸﺮ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺪﻓﻌﺔ2001 - 2004 1

Upload: tarek1227

Post on 27-Jul-2015

17.310 views

Category:

Documents


9 download

TRANSCRIPT

Page 1: العقود الادارية في التشريع الجزائري

اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية وزارة العدل

املعهد الوطين للقضاء

مذكرة خترج لنيل إجازة املعهد الوطين للقضاء وانبعن

العــقــود اإلداريــة يف التشريع اجلزائري

إعـداد الطـالب القـاضي التكوين اإلعدادي

الدفعة الثانية عشر نصرالشريف عبدالحميد

2001 - 2004

1

Page 2: العقود الادارية في التشريع الجزائري

بسم اهللا الرمحن الرحيم

:مـقـدمة عدة جوانب، من فروع القانون العام يهتم بالقواعد اليت حتكم اإلدارة العامة ـ لقد وجد القانون اإلداري كفرع من مركزية أو سلطة موزعة، و من حيث نشاطها فهو يتجلى يف صورتني، ضبط ةفمن حيث تنظيمها فهي إما أن تكون سلط

عام و وسيلة مادية مصاغة إداري و مرفق عام، و من حيث وسائلها فهي تنحصر يف وسيلة بشرية مصاغة يف نظرية املوظف ال صاحبة االختصاص و القواعد القانونية الواجبة التطبيق، ةيف نظرية املال العام، و من حيث منازعاا فهي تشمل اجلهة القضائي

.و من حيث أساليبها فهي إما إصدار القرارات اإلدارية، و إما إبرام العقود اإلداريةلعقود اإلدارية موجودة حىت دون نص، هدفها مزدوج يضمن حتقيق الصاحل العام بات من األكيد القول أن نظرية ا

خذ شكلها احلايل إال يف بدايات القرن العشرين، فأصبحت أتو خضوع اإلدارة للقانون، تطورها التارخيي كان طويال و مل القضائية األوىل اليت أرساها جملس الدولة جذورها و سبب وجودها من األحكام تستمدإ.نظرية قضائية من النظام العام

، كيف ال و هو األساس الذي بنيت عليه فكرة العقود 1903الفرنسي، و ال أدل على ذلك حكم تريي الصادرسنة ختصاص القضاء اإلداري يتناول كل ما يتعلق بتنظيم و سري املرافق العامة، قومية إاإلدارية بطبيعتها حيث تقرر مبوجبه أن

أو حملية، سواء أكانت وسيلة اإلدارة يف ذلك عمال من أعمال السلطة العامة أو تصرفا عاديا، فالعقود اليت تربمها كانت )1(.اإلدارة ذا اخلصوص هي من قبيل األعمال اإلدارية بطبيعتها و جيب أن خيتص القضاء اإلداري مبنازعاا

و أصبحت )2(حكام القضاء الفرنسي حىت تأكدت بشكل واضح و ائي، و قد أخذت هذه النظرية تشق طريقها يف أاملصلحة العامة ت و جزء من موضوعات القانون اإلداري، اقتضتها اعتبارات السلطة العامة فهي مقدسة و اعتبارااقائمة بذا

.فهي مشروعةادي يف الدول املعاصرة، فهي إحدى أهم وسائلها و تعترب العقود اإلدارية عنصر من العناصر األساسية ألي نظام اقتص

هذه األمهية جتلت خاصة بعد األزمة االقتصادية العاملية اليت هزت العامل سنة . من أجل حتسني و تطوير أي قطاع هلاية تدخل الدولة من خالل الطلبات العمومية، و ذلك بتوفري وسائل البنت، و اليت كانت ذات طابع دوري استلزم1929

التحتية دف زيادة حجم االستثمار يف مجيع القطاعات للقضاء على البطالة و توفري أكرب عدد من مناصب العمل، و هو ما ".كيرت"نادى به العامل اإلجنليزي

ر، الذي تزامن العمل به مع احلملة االستعمارية ضد اجلزائ" قانون الطلبات العمومية" و قد ورثت اجلزائر عن فرنسا ستلزم األمر إصدار قانون الصفقات العمومية يف إو نظرا ملساوئ الرشوة و املمارسات غري القانونية اليت ظهرت بني املمولني،

شكل نصني، األول يتعلق بقانون الصفقات العمومية العسكرية، و الثاين يتعلق بقانون الصفقات العمومية للطرق و اجلسور و بعد االستقالل و نظرا لوجود عدة قوانني، اجتهت إرادة الدولة يف . صفقات العمومية لألشغال العامةالذي حتول إىل قانون ال

. و هو قانون الصفقات العمومية1964توحيدها يف قانون واحد سنة دارية يف التشريع إن هذا املوضوع نظرا ألمهيته من الناحية العملية و كذا النظرية ، يبحث يف القواعد اخلاصة بالعقود اإل

بتداءا من سنوات التسعينات، خاصة بعد تبين إاجلزائري ضمن إطار يفرضه الواقع يف التغريات الكربى يف اإلدارة اجلزائرية

.14، صفحة 1973الدآتور أحمد عثمان، مظاهر السلطة العامة في العقود اإلدارية ، سنة ـ (1) في قضية شرآة الكرانيت، و اعتبر بموجبه أن التوريدات لما آانت تنفد بنفس الشروط و األوضاع 1912 حكم مجلس الدولة الفرنسي سنة ـ (2)

راجع في ذلك، الدآتور سليمان محمد الطماوي، األسس العامة للعقود اإلدارية، الطبعة . التي ينفذ بها األفراد عقودهم، فهي من عقود القانون الخاص ..32، صفحة 1995الثانية،سنة

2

Page 3: العقود الادارية في التشريع الجزائري

التوجه االقتصادي اجلديد الذي يتطلب املرونة و الشفافية و تشجيع االستثمار املرتبط بتهيئة املنشآت القاعدية، عن طريق رية املعتربة كأسلوب إداري زادت ضرورة اللجوء إليه بفعل زيادة نشاط اإلدارة املؤسس على زيادة متطلبات العقود اإلدا

و هنا تربز املشكالت القضائية اليت . اتمع، و هذه تعد أسبابا كافية لتدافق منازعات العقود اإلدارية أمام القاضي اإلداريل إجياد معايري حتديد املفهوم و احملتوى و التمييز، مع عدم إمكانية تطبيق قواعد تثريها دعاوى العقود موضوعيا و كلها من أج

القانون اخلاص، سيما بعد تبين املؤسس الدستوري لنظام االزدواجية القضائية اليت مبوجبها مث الفصل بني جهات القضاء لقواعد القانونية الواجبة التطبيق، كافية لتربير اإلداري و جهات القضاء العادي، و من باب أوىل الرغبة يف إحداث ازدواجية ا

سعينا يف هذا اال، لتحليل و تبني مراكز النقص اليت يعاين منها تشريعنا و الغموض املسيطر على استخالص مفاهيم عامة .للعقود اإلدارية يف التشريع اجلزائري

ايري اليت من خالهلا ميكن استنتاج الطبيعة اإلدارية للعقود إىل أي حد ميكن حصر املع: و هكذا تظهر إشكالية دراستنا يف ؟!اليت تربمها اإلدارة

و إىل أي مدى من خالل النصوص القانونية و االجتهادات القضائية يف اجلزائر، ميكننا تصور نظرية عامة للعقد اإلداري يف .اجلزائر

تشعبة، من خالل أدوات منهجية تعتمد على التركيب سنجيب عن هذا التساؤل الذي حيمل يف طياته تساؤالت م رتأيت تقسيمه إىل ثالثة مباحث، إو التحليل، و ذلك من خالل خطة عمل

. أخصص املبحث األول ملاهية العقد اإلداري من خالل تعريفه و حتديد أركانه و شروط صحته، مث تعداد تطبيقاتهالقانوين للعقود اإلدارية، و سأعرج فيه على طرق و إجراءات إبرام العقود اإلدارية، أما املبحث الثاين فسأخصصه، للنظام

.و آثارها، و كيفية تنفيذها و سأنتهي باملبحث الثالث، الذي أخصصه ملنازعات العقود اإلدارية، و مراحلها املختلفة اليت تبدأ برقابة إدارية، و انتهاءا

. ، فهي من نوع خاص قتصادية ماليةإبرقابة فنية

3

Page 4: العقود الادارية في التشريع الجزائري

املبحث األول . ماهية العقد اإلداري:ـ

ينبغي األمر يف مرحلة أوىل، توضيح مفهوم العقد اإلداري يف التشريع اجلزائري، و ذلك باستخالص معايري متييزه عما يشاه ح صورته و يتيسر الكالم عن تطبيقاته و ذلك من عقود، و حتليل مكوناته بالتطرق إىل أركانه و شروط صحته، و عندئذ تتض

.بتعداد أنواعه

و على ذلك فسأتناول يف املطلب األول تعريف العقد اإلداري، و يف املطلب الثاين أركان و شروط صحته ، أما املطلب الثالث .فسأخصصه ألنواع العقود اإلدارية

:تعريف العقد اإلداري : ــ املطلب األول

: تعريف العقد اإلداري باملعيار العضوي : ل ــ الفرع األو

و هذا املعيار . على أساس هذا املعيار يعترب العقد إداريا إذا كان أحد طرفيه جهة إدارية عامة خمتصة بإبرام العقود اإلدارية ، آال أن أساسها "إلداريةالعقود ا" من قانون اإلجراءات املدنية، ورغم أن املشرع أمهل ذكر مصطلح7هو الوارد يف املادة

،"أيا كانت طبيعتها"موجود يف نفس النص اإلجرائي يف عبارة ورغم أنه ربط الوالية العامة للغرفة اإلدارية بشروط مساها قواعد االختصاص يف جمال إلغاء القرارات اإلدارية فقط، ـ

دارك ذلك اإلغفال و خصص الفقرة األخرية للمنازعات املتعلقة و كأن نشاط اإلدارة ينحصر يف القرارات اإلداريةـ إال أنه تباملسؤولية املدنية للدولة، والوالية، و البلدية، واملؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية و الرامية إىل طلب تعويض، و عليه

حيث أن " )1( :ايا إذ جاء يف قرار هلفالعقد اإلداري يعرف مبدئيا باملعيار العضوي، و هو التوجه الذي سايرته احملكمة العل من قانون اإلجراءات املدنية قد استبدلت املعيار املادي القدمي، املرتكز على طبيعة النشاط اإلداري املعترب، مبعيار 7املادة

فا عضوي مل يعد يأخذ بعني االعتبار سوى صفات األشخاص املعنيني و أنه جيب و يكفي أن يكون شخص معنوي إداري طر ".يف الدعوى لكي يعترب القاضي الفاصل يف املواد اإلدارية خمتصا و هذا مهما كانت طبيعة القضية

و نأخذ باملفهوم الضيق و ليس املفهوم الواسع الذي نعرفه يف القانون الدستوري، و املقصود إذن ا هي :الدولة : ـ أوال

تة مصاحل رئاسة اجلمهورية، مصاحل رئاسة احلكومة، الوزاراو يدخل يف مفهوم هذه األخري. الدولة كسلطة مركزيةو كذلك املديريات الوالئية لكل وزارة ...و مصاحلها اخلارجية مثل املديرية العامة لألمن الوطين، املديرية العامة للجمارك،

ة املعنوية للدولة و ليس املديرية اليت و توجه الدعوى يف هذه احلالة ضد الوزارة ألا متثل الشخصي... يف الواليات، هي مصلحة من مصاحل الوزارة متاما مثل املصاحل املركزية، و الفرق الوحيد بينهما يكمن يف أن هذه األخرية موجودة على

.ربية و الثقافةضد تعاونية تأمين عمال الت) ب( قضية 1970. 23.01.23, قرار المحكمة العليا الصادر بتاريخ ـ (1)

4

Page 5: العقود الادارية في التشريع الجزائري

أن كل )2(و يرى األستاذ شيهوب. مستوى العاصمة فقط، و كالمها ال يتمتع بالشخصية املعنوية اليت تعمل بامسها الوزارةاإلدارات املركزية غري املتمتعة بالشخصية املعنوية تندرج ضمن مفهوم السلطة املركزية، و عليه يف كل قضية تكون فيها إحدى

من 09اإلدارات طرفا ترفع الدعوى ضد الدولة ممثلة يف الوزارة املعنية، لكن ما نالحظ على مضمون املادة ، املتضمن اختصاصات جملس الدولة و تنظيمه و عمله، أن الس خيتص 1998 ماي 30املؤرخ يف . 01.98.القانون

إبتدائيا و ائيا يف الطعون باإللغاء املرفوعة ضد القرارات التنظيمية أو الفردية الصادرة عن السلطات اإلدارية املركزية، مما جعل . التربية ليست سلطة مركزية و هو ال خيتص مبنازعاااإلجتهاد القضائي يساير هذا املوقف، إذ اعترب جملس الدولة أن مديرية

)1( غري أن هذه املادة و هذا اإلجتهاد ال أثر هلما على العقود اإلدارية ذلك أن دعاوى هذه األخرية ختتص ا اختصاصا مانعا

أو البلدية أو املؤسسة العمومية ذات الصبغة ، سواء كانت الدولة أو الوالية )احملاكم اإلدارية(و مطلقا الغرف اإلدارية احمللية .اإلدارية طرفا فيها

و هي درجة ثانية من درجات اإلدارة احمللية و جمموعة إقليمية متمتعة بالشخصية املعنوية و اإلستقالل :الوالية : ـ ثانيا

و ما بعدها 110 وقد حددت املواد. راملايل، و تشكل مقاطعة إدارية للدولة و حتدث مبوجب قانون، و هلا إقليم و إسم و مق . املتعلق بالوالية بعض األحكام املطبقة على العقود اإلدارية اليت تربمها 09.90من قانون

إن املقصود بالوالية إذن شخص معنوي عام جبميع هيئاا و مصاحلها الداخلية سواء تعلق األمر يئة املداولة و جلانه الدائمة و املؤقتة أو جبهاز التفنيد أي الوايل و مصاحله اإلدارية، و يندرج ضمن هذه و هي الس الشعيب املنتخب

األخرية الدائرة، فهي ليست هلا شخصية معنوية إمنا هي جهاز إداري مساعد للوايل و يديرها رئيس الدائرة و يتصرف باسم لصادرة عنه هي من زاوية القانون صادرة عن الوايل و من مث فالتصرفات ا)2(الوايل و قد صدر مرسوم حيدد مهامه

من قانون الوالية تنص على أن الوايل هو ممثل الوالية أمام القضاء،87و الدعوى ترفع ضده ألن املادة غالل احلكومي و كذلك يندرج ضمن املصاحل الداخلية للوالية، املرافق العامة على املستوى الوالئى املسرية عن طريق اإلست

املباشر لعدم متتعها بالشخصية املعنوية، بينما تعترب مستقلة عن الوالية و ال تندرج ضمن مفهومها إذا أخذت شكل إستغالل مستقل لتمتعها بالشخصية املعنوية، و كذلك األمر بالنسبة للمرافق العامة للوالية املسرية عن طريق املؤسسة الوالئية املشتركة

شخصية مستقلة عن الوالية، و من مثة فاملنازعات املتعلقة ا تندرج ضمن منازعات املؤسسات العمومية و ليس فهي تتمتع بضمن منازعات الوالية، و عليه يتعني حبث طبيعة هذه املؤسسة لتحديد جهة اإلختصاص ،ألن القانون يتحدث عن مؤسسات

. أنه ميكن أن تكون من طبيعة إدارية أو من طبيعة صناعية و جتاريةعمومية والئية مشتركة دون حتديد طبيعتها و هذا يعين و عليه يف ظل التشريع اجلزائري فإن دعاوى العقود اإلدارية إذا تعلق األمر بالوالية و اهليئات اليت تدخل يف مفهومها

يره العمل القضائي حيث قضت الغرفة كما سبق شرحه ترفع الدعوى ضد الوايل و تصدر القرارات يف مواجهته، و هو ما ساو حيث انه ثابت من أوراق امللف أن هذا املشروع أجنز بناءا على إ تفاق بني ... )3("اإلدارية لس قضاء معسكر يف قرارها

، صفحة 1999الدآتور مسعود شيهوب، المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية، الجزء الثالث نظرية اإلختصاص ديوان المطبوعات الجامعية - (2)

358.

.178 صفحة 2002 الحسين بن الشيخ آث ملويا، المنتقى في قضاء مجلس الدولة، الجزء األول، طبعة ، ـ (1) .1994 المحدد لمهام رئيس الدائرة ،المعدل والمتمم سنة 1986.02.18.. المؤرخ في30.86وم المرس-) 2( .418/2003 قضية رقم 2003 .11.22 قرار الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء معسكر بتاريخ ـ) 3(

5

Page 6: العقود الادارية في التشريع الجزائري

ة معسكر املدعى بصفته مقاوال و السيد وايل والية معسكر، و حيث و مبا أن العقد شريعة املتعاقدين فإن املدعى عليه وايل والي .". مبا أنه طرف يف هذا العقد ملزم بأدائه للمدعى املبالغ املستحقة له عن إجناز هذا املشروع

جمموعة " بأا 1990و هي الدرجة األوىل من درجات اإلدارة احمللية و قد عرفها قانون البلدية لسنة :البلدية : ـ ثالثا ، و عموما املقصود بالبلدية هي جبميع ". تقالل املايل و حتدث مبوجب قانونإقليمية أساسية و تتمتع بالشخصية املعنوية و االس

هيئاا، و توجه الدعوى ضد أعمال رئيس البلدية أو جملسها الشعيب البلدي املنتخب أو عن مصاحلها اإلدارية وجلاا و عن كن تقسيمها إىل قطاعات حضرية ال نسمة، و اليت مي150.000األقسام احلضرية بالنسبة للبلديات اليت تظم أكثر من

أما بالنسبة الس التنسيق . تتمتع بالشخصية املعنوية، و من مثة فاملنازعات املتعلقة ا هي يف حقيقتها متعلقة بالبلدية أالم و أحالت 90.08 من قانون 177احلضري، فهو نظام معروف بني بلديات والية اجلزائر العاصمة، و نصت عليه املادة

ى التنظيم يف حتديد عددها، و تظهر من قانون أن تشكيلة هذه االس متثيلية، تتكون من جمموعة رؤساء االس الشعبية علالبلدية املكونة هلذا التجمع، و تنتخب هذه االس رئيسا من بني أعضائها ، و ختتص مبجموعة من اخلدمات و التجهيزات

ادية و االجتماعية و الثقافية، و ختضع مداوالا لنفس شروط املصادقة على مداوالت االس املشتركة و املتعلقة بالتنمية االقتص البلدية و تنفيذها و إلغائها، فهل هي مؤسسات عمومية؟

إن اإلجابة باإلجياب غري مؤكدة ذلك أا مل ترد ضمن أساليب تسيري املرافق العمومية البلدية و كذلك عدم هذا الطرح لكنه ينظر من زاوية اإلختصاصات )1( متتعها بالشخصية املعنوية، و يؤيد األستاذ مسعود شيهوب اإلشارة إىل

املسندة إليها، و املتمثلة يف إجناز اخلدمات اإلجتماعية و اإلقتصادية و الثقافية املشتركة بني عدة بلديات، و من زاوية متتعها يات األعضاء، و عليه ال ميكن يف احلقيقة إال أن تكون قريب الشبه من نظام املؤسسة العمومية، يئات متثيلية مستقلة عن البلد

، و هي مؤسسة للتعاون بني البلديات يف 08 ..90. من قانون10 و 9املشتركة بني البلديات املنصوص عليها باملادتني .11املنصوص عليها يف املادة ) شتركة بني البلدياتاللجنة امل(جمال اخلدمات و التجهيزات ، و رمبا أكثر تشاا مع

و تؤسس هذه اللجان عن عدم وجود مؤسسة عمومية مشتركة ، و تتكون من منتخيب البلديات املعنية و مهمتها ا تسيري األموال و احلقوق املشاعة بينها، فإذا اخدت شكل مؤسسات فإا كأشخاص معنوية هي اليت يتحدد ا الرتاع ما إذ

أما إذا أخذت شكل جلان أو جمالس تنسيق فإن اإلشكال يبقى . كانت ذات الطابع اإلداري أو ذات طابع صناعي و جتاريمطروحا و خاضعا للمبدأ العام، أي يف حالة إعتبار جمالس التنسيق احلضري مؤسسات عمومية إدارية، فإن اإلختصاص يعود

ذات الطابع صناعي و جتاري فإن اإلختصاص يعود للقضاء العادي، أما يف للقاضي اإلداري، و يف حالة إعتبارها مؤسسات .حالة إعتبار جمالس التنسيق جمرد هيئات للتسيري البلدي املشترك دون شخصية معنوية فإن اإلختصاص يعود للقاضي اإلداري

ن أساليب تسيري املرافق العامة و تتمتع املؤسسة العمومية هي األسلوب م :املؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية: رابعا

: بالشخصية اإلعتبارية، و هي نوعان ،و املؤسسات العمومية اإلدارية قد تكون وطنية إذا مت . ـ مؤسسات ذات صبغة إدارية تسند هلا مهمة تسيري املرافق اإلدارية

لدواوين الوطنية و االس الوطنية املختصة ، و قد إنشائها بقرار من السلطة املركزية مثل اجلامعات، املستشفيات اجلامعية، اتكون حملية إذا مت إنشاؤها مبداولة االس الشعبية البلدية و الوالئية، حيث خول قانون الوالية للمجلس الشعيب الوالئي سلطة

إنشاء مؤسسات عمومية والئية مستقلة عن الوالية و تتمتع بالشخصية اإلعتبارية،

.361الدآتور مسعود شيهوب، المرجع السابق، صفحة - (1)

6

Page 7: العقود الادارية في التشريع الجزائري

البلدية للمجلس الشعيب البلدي سلطة إنشاء مؤسسات عمومية ذات صبغة إدارية، أو صناعية جتارية، كما خول قانون من قانون اإلجراءات املدنية ضمن اختصاص الفرق اإلدارية 07و النوع األول فقط هو الذي يندرج منازعاته حسب املادة

!يبدوا للوهلة األوىل ، هذا القول ليس مطلقا كما )احملاكم اإلدارية(احمللية .مؤسسات عمومية ذات صبغة صناعية وجتارية.ـ

املؤرخ يف 434.91 من املرسوم التنفيدي 02و تطبيقا للمعيار العضوي، حددت على سبيل احلصر املادة لنظام املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية، اهليئات و األشخاص املعنوية العامة اليت ختضع عقودها 09.11.1991

:الصفقات العمومية، و من مث تعد عقودا إدارية، وهى

إىل مفهوم إمتيازات السلطة لقد أدخل املشرع املعيار العضوي يف تعريف اإلدارة يف حد ذاا باللجوء :اإلدارات العمومية ـ منه 05، املتعلق بكيفيات و شروط رفع العلم الوطين، إذ نص يف املادة 1984العمومية، فقد عرفها ألول مرة يف مرسوم

(".تعترب إدارة مركزية وأوال مركزية، دولة أو والية أو بلدية كل مرفق يتمتع بامتيازات السلطة العمومية: "على ما يلي 1

(. ، امللغى، يف الس 434.91 من املرسوم التنفيدي 113و تتمثل وفقا ملا نصت عليه املادة :يئات الوطنية املستقلة ـ اهل

و ميكن أن نضيف قياسا على ذلك جملس األمة، و يتوىل إبرام العقود . الشعيب الوطين، و الس الدستوري، و جملس احملاسبة . ميكن أن نضيف أيضا اهليئات ذات الطابع اإلستشاري مثل االس العلياو. اإلدارية ذه اهليئات األمني العام

و املتضمن تنظيم الصفقات 2002.07.24 املؤرخ يف ، 250.02 من املرسوم الرئاسي 02 و أضافت املادة صية ذات الطابع العلمي العمومية إىل التعداد السالف الذكر، مراكز البحث و التنمية املستدمية، و املؤسسات العمومية اخلصو

:و التكنولوجي، و املؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي و الثقايف واملهين ، و تكون ممولة كليا أو جزئيا من 51 يف مادته 01.88.نظمها القانون : و التنمية املستدميةثـ مراكز البح

أا ختضع لقواعد القانون العام يف 53إلجازات، و يستنتج مبدئيا من املادة األموال العامة و جيوز هلا إستغالل الرباءات و ا .تصرفاا

22 املؤرخ يف 11.98 نظمها القانون :ـ املؤسسات العمومية اخلصوصية ذات الطابع العلمي و التكنولوجي لتطوير التكنولوجي، و خيضع املتضمن القانون التوجيهي و الربنامج اخلماسي حول البحث العلمي و ا. 1998أوت

الباحثني فيها لقواعد قانونية مرنة، متوهلا الدولة مبيزانية إمجالية للتسيري و التجهيز، و ميكنها تلقي متويال من مصادر أخرى من الئم خصوصية خالل حرية املبادرة و التعاون الدويل و إبرام العقود و تقدمي اخلدمات، و ختضع ملراقبة مالية الحقة لكنها مرنة ت

.نشاطها لضمان اإلستعمال املباشر للمداخل احملصل عليها املؤرخ يف 05.99 نظمها القانون :ـ املؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي و الثقايف و املهين

ة املنظمة أمناطها ، و هي اجلامع38 و املتضمن القانون التوجيهي للتعليم العايل، و قد حددت املادة 1999.04.04يف شكل كليات، و املراكز اجلامعية و املدارس و املعاهد اخلارجة عن اجلامعة، و متول من الدولة، أو من طرف

,مؤسسة إقتصادية مثل سوناطراك، و تضع الدولة يف تصرفها وسائل يف شكل إعتمادات التسيري و التجهيز عندما تكلف هذه األخرية بإجناز مشاريع إستثمارات عمومية : الصناعي و التجاري ـ املؤسسات العمومية ذات الطابع

.مبسامهة ائية مليزانية الدولة

. المتعلق بشروط و آيفيات رفع العلم الوطني إال أن التعريف بقي نفسه27/09/1997 المؤرخ في 97.365. رغم تعديل هذا المرسوم رقم) 1 (

7

Page 8: العقود الادارية في التشريع الجزائري

كذلك يدخل يف مفهوم املؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية، السلطات اإلدارية املستقلة ، مثل الس األعلى .نافسةلإلعالم، و جملس النقد و القرض، و جملس امل

من خالل ما سبق يوحي لنا أن املعيار العضوي غري كايف لتحديد مفهوم العقد اإلداري يف التشريع اجلزائري، به تعريف العقذ . إذ أن اإلدارة قد تربم عقودا مدنية و جتارية، فهي ليست عقود إدارية، و بالتايل فالعيار العضوي يتحقق

. و جيب أن نبحث يف معيار ثاين يأخد بعني اإلعتبار موضوع العقداإلداري جزئيا فقط، إن بعض الفقهاء عرفوا العقد اإلداري، إنطالقا من معيار اإلختصاص، و قالوا بأن املشرع مىت أحال للقضاء اإلداري يف

نزاع ما يتعلق بعقد ما فهو عقد إداري، يع اجلزائري ذلك أن فكرة اإلختصاص هي نتيجة لطبيعة العمل و ليست معيارا إال أن هذا الطرح غري سديد يف ظل التشر

.له، مبعىن أن معيار اإلختصاص يف خدمة املعيار العضوي يف خدمة معيار السلطة العامة فقط

:تعريف العقد اإلداري باملعيار املوضوعي : ـ الفرع الثاين

)1(وضوعه إذا كان خيضع لقواعد القانون العام يف تنظيم إبرامه و تنفيده وفقا هلذا املعيار يعرف العقد اإلداري مب و تعترب اإلدارة املتعاقدة قد استخدمت قواعد القانون العام إذا جلأت إىل بنود غري مألوفة يف جمال القانون اخلاص، و هو تعبري

فراد، وتعاجل تصرفاا معاجلة خاصة، و هذه البنود هي عن املظهر األكيد للسلطة العامة اليت جتعل اإلدارة يف مكان أعلى من األ عبارة عن نصوص ال جندها عادة يف العقود بني األفراد

البند الذي خيول " ،البند غري املألوف بـ 1950،10،20. و لقد عرف جملس الدولة الفرنسي يف قرار مؤرخ يف مات غربية بطبيعتها عن تلك اليت ميكن أن تقبل حبرية من أي منهم، موضوعه لألطراف املعنية حقوقا أو يضع على عاتقهم التزا

)2("و ذلك ضمن إطار القوانني املدنية و التجارية . و كأمثلة عن البند غري املألوف، النص الذي خيول لإلدارة املتعاقدة سلطة إلغاء العقد دون إشعار مسبق و دون تعويض

األشخاص العامة، و تشكل إحدى مظاهر امتيازات السلطة العامة، تربرها اعتبارات املصلحة إن هذه البنود مقررة فقط لفائدة العامة اليت تقتضي مسو اإلدارة عن األفراد بالقدر الالزم لتحقيقها،

اولة و مهما تكن طبيعة الشروط االستثنائية كمعيار لتعريف العقد اإلداري، و املعايري املعتمدة يف حتديدها و حم ضبطها، إال أنه من املمكن إرجاعها إىل طائفتني رئيسيتني،

. األوىل تتعلق بامتيازات السلطة العامة، و الثانية تتعلق بقواعد القانون العام و كما يدل عليها امسها فهي تتسم بطابع السلطة العامة، و هي غري:الشروط املتعلقة بامتيازات السلطة العامة : ـ أوال

مألوفة يف روابط القانون اخلاص، ألا من ناحية تعطي لإلدارة املتعاقدة امتيازات كثرية يف مواجهة املتعاقد، و من ناحية أخرى .تعطي للمتعاقد بعض االمتيازات يف مواجهة الغري

ضوحا و أمهها على اإلطالق، و هي أكثر الشروط االستثنائية و: الشروط اليت تقرر لإلدارة امتيازات يف مواجهة املتعاقد- أألا كثرية و هامة، و من ذلك امتياز اإلدارة يف التفنيد املباشر يف مواجهة املتعاقد معها و ذلك بوسيلة القرارات اليت تستطيع

إذ يبقى من خالهلا فرض سلطتها و هيمنتها على مجيع مراحل العقد، و هذا االمتياز يف احلقيقة ال يهدر حق املتعاقد مع اإلدارة

.544الجزائر ص . الدآتور عمار عوابدي، القانون اإلداري، ديوان المطبوعات الجامعية (1) .365، ص 1990الجزائر . وعات الجامعيةاألستاذ أحمد محيو ، محاضرات قي المؤسسات اإلدارية، الطبعة الخامسة، ديوان المطب (2)

8

Page 9: العقود الادارية في التشريع الجزائري

له حق التقاضي، إال أن هذا االمتياز املقرر لإلدارة يالحقه يف التقاضي فهو يف مركز أضعف و عليه إثبات خطأ اإلدارة أو تعسفها و جتاوز سلطتها و االحنراف فيها،

، أما اإلدارة ةاملناقصة العام كذلك بالنسبة للشروط اليت تلزم املتقدم يف املناقصة العامة البقاء على اجيابه حىت يتم إرساء فال ترتبط بشيء إال بعد اعتماد تلك املناقصة، بل متلك حىت بعد اعتماد املناقصة العدول عن تنفيذ العقد و هذا ما يسمى بـ

احملظور يف عقود القانون اخلاص، و لكنه شرط صحيح يف العقود اإلدارية، و منها أيضا الشروط اليت ختول " شرط األسد"دارة سلطة توقيع اجلزاءات على املتعاقد معها كوضع العمل حتت احلراسة، و احللول حمل املقاول، و وقف العمل و سحبه اإل

.كليا أو جزئيا، أو التدخل لتنظيمه فهي تلك الشروط اليت يتمتع ا غالبا ملتزموا املرافق العامة، : الشروط اليت ختول للمتعاقد سلطات يف مواجهة الغري-ب من خدمات املرفق إذ يعترب مفوض من في عقد التزام املرافق العامة يكون مللتزم املرفق احلق يف فرض رسوم على املنتفعنيف

طرف الدولة يف ممارسة هذه السلطة، و منها كذلك الشروط اليت ختوله سلطة نزع امللكية املنفعة العامة، أو حق اإلنتفاع ببعض د أساسها يف احلقيقة يف مبدأ دوام سري املرفق العام بانتظام و بضرورة تطور املرفق مبا ميكنه من و هذه جت. اإلرتفاقات الالزمة

.حتقيق احلاجات العامة فالعقد اإلداري حيتوي أو يثري يف غالب األحيان بعض الشروط اليت :الشروط املعتربة تطبيقا لقواعد القانون العام: ـ ثانيا

انون اخلاص، أوال ميكن أن جند هلا أساسا فيه، و إمنا ميكن إرجاعها إىل قواعد القانون اإلداري اليت ال وجود هلا يف قواعد الق

.تنظم العقود اإلدارية، و قد ميكن إرجاعها إىل فكرة املصلحة العامة

قة بالعقود اإلدارية و هي اليت ترتبط بقاعدة من القواعد املتعل : الشروط اليت ميكن إرجاعها إىل قواعد القانون اإلداري-أستقر العمل على النص عليها يف دفاتر إكتلك اليت تعطي حقوقا للمتعاقد مع اإلدارة إلعادة التوازن املايل للعقد ، أو تلك اليت

الشروط العامة و سار عليها القضاء باعتبار أا مىت وجدت يف العقد فإنه يكون إداريا كما سنرى ذلك عند دراسة طرق .لعقود، و منها شرط إحالة النـزاع املتولد عن تنفيذ العقد إىل القاضي اإلداري ، و هو مثال لكنه سيئإبرام اعتبارات و تبدو يف حالة تضمني اإلدارة للعقد شروطا معينة إل: الشروط اليت ميكن إرجاعها إىل فكرة املصلحة العامة -ب

هلدف الذي وضعت من أجله تلك العقود و ليست من موضوعاا، و فكرة خارجة عن عملية التعاقد يف حد ذاا ، و تعترب اكل ما من "املصلحة العامة هذه على سعتها ، إال أا من املمكن أن تنظبط وفق معايري موضوعية فتكون على هذا األساس

لعامة ينبغي حتديدها مبا يكفي ، و إال و املصلحة ا". شأنه حتقيق املنفعة املادية أو املعنوية لعموم الناس أو لفئات حمددة منهمستعمال السلطة و يقرب العقد اإلداري من عقود اإلذعان إستثنائيا ال مربر له يعد تعسفا يف إفإن تضمني العقد شرطا )1(املعروفة يف القانون املدين

العقود اإلدارية ، صارت فكرة السلطة العامة تفهم كامتيازات لإلدارة من جانب ، وقيود تفرضها املصلحة و يف جمال .1العامة على اإلدارة من جانب آخر ، فهي ليست سلطة آمرة فقط

سات ستقاللية املؤس، املتعلق بالقانون التوجيهي إل1988 جانفي 12 املؤرخ يف 01 . 88 بالرجوع إىل القانون : اليت تنص56االقتصادية ، جند أن املشرع قد أخذ باملعيار املوضوعي يف املادة

.45 ، صفحة 1998الدآتور محمود خلف الجبوري ، العقود اإلدارية ، مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع ، مطابع األرز ،سنة (1)

9

Page 10: العقود الادارية في التشريع الجزائري

عندما تكون املؤسسات العمومية االقتصادية مؤهلة قانونا ملمارسة صالحيات السلطة العامة و تسلم مبوجب ذلك " ن كيفية و شروط ممارسة هذه الصالحيات ، و كذا و باسم الدولة و حلساا ترخيصات و إجازات و عقود إدارية أخرى ، فإ

ختضع املنازعات . تلك املتعلقة باملراقبة اخلاصة ا تكون مسبقا موضوع نظام مصلحة يعد طبقا للتشريع و التنظيم املعمول ما . " املتعلقة ذا اال للقواعد املطبقة على اإلدارة

قتصادية مؤهلة قانونا لتسيري مباين عامة أو جزء من األمالك ات العمومية اإلعندما تكون املؤسس" 55: و تنص املادةمتياز و دفتر و يف هذا اإلطار ، يتم التسيري طبقا لعقد إداري لإل... صطناعية و ذلك يف إطار املهمة املنوطة ا العامة اإل

" .طبيعة إداريةالشروط العامة ، و تكون املنازعة املتعلقة مبلحقات األمالك العامة من منه تعرف الصفقة العمومية و هي عقد إداري مبوضوعها 11 كما أنه بالرجوع إىل تنظيم الصفقات العمومية جند املادة

.الذي يكون إما إحدى العمليات األربعة املذكورة، واحدة منها أو أكثرهما يف تعريف العقد اإلداري يف اجلزائر ، حناول اآلن بعد أن تعرضنا للمعيارين العضوي و املوضوعي و دور كل من .نطالقا من موقف رجال القانون واالجتهاد القضائي يف اجلزائرإستنباط تعريف شامل للعقد اإلداري إ أخذه ستنتاجإ ، العقد اإلداري بصدد تطرقه إىل نظرية العقد اإلداري يف اجلزائر وهو )1( لقد عرف األستاذ أمحد حميو

يعطي قانون صفقات الدولة ، "من أحد النماذج شيوعا و تطبيقا لفكرة العقد اإلداري ، و هي الصفقات العمومية بقوله الصفقات العمومية "نطلق خاصة من املادة األوىل اليت تنص إ، فقد " تعريفا كامال للعقود اإلدارية1967 جوان 17املؤرخ يف

احملافظات، و البلديات، و املؤسسات و الدواوين العامة، وفق الشروط املنصوص عليها يف هي عقود خطية جتريها الدولة ،و نطالقا من معايري ثالثةإ، أي أنه عرف العقد اإلداري "هذا القانون ، و ذلك دف حتقيق أشغال أو توريدات أو خدمات

.اءات املعيار العضوي ، املعيار املوضوعي و معيار الشروط واإلجر: و هي و على هذا فإن فكرة العقد اإلداري يف اجلزائر حسب ما ذهب إليه األستاذ أمحد حميو تنطلق من تصرفات اإلدارة

. متيازات السلطة العامة املمكنة إكصاحبة سلطة ، و هذا من البديهي يف عملياا املتعلقة بالصفقات اليت تعطيها كل ستنتاج بنفس الطريقة اليت واصل ا األستاذ أمحد حميو ، فإن األساس القانون الذي هو ل التفكري و اإللكن عندما نواص

ختصاص القاضي اإلداري مرتبط هو اآلخر مبعيار إالنص املتعلق بالصفقات العمومية يضعنا يف عدة تساؤالت و مشاكل إذ أن مقيد مباشرة بأحكام قانون الصفقات العمومية إذا مل يربم العقد ختصاص لكنه غري عضوي فهو ال يستطيع أن حيكم بعدم اإل

يف ظل هذا القانون ، و هنا نبحث عن معايري أخرى لتوصيفه كونه عقدا إداريا أو عقدا مدنيا ، و بالتايل فإن ما توصل إليه .األستاذ أمحد حميو هو دليل فشل املعيار العضوي يف تعريف العقد اإلداري يف اجلزائر

من جهة أخرى يرى األستاذ خلويف رشيد أن املشرع عرف اإلدارة مستعمال يف ذلك املعيار املوضوعي و ذلك يف : على ما يلي 5 املتضمن شروط بسط العلم الوطين حيث نصت مادته 03/11/1984 املؤرخ يف 84. 235املرسوم رقم

يدل او هذا م" أو بلدية، كل مرفق يتمتع بامتيازات السلطة العمومية ، دولة، أو والية،ةتعترب إدارة مركزية و أو المركزي" .على أمهية اللجوء إىل املعيار املوضوعي يف حتديد العقد اإلداري و متييزه عن غريه من العقود

ستعمال املعيار إع و بالتايل فإن كل من الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا و املشر"... و يضيف األستاذ رشيد خلويف )2(".املادي جبانب املعيار املوضوعي لتحديد الطابع اإلداري لألعمال اإلدارية

.353 األستاذ أحمد محيو ، محاضرات في المؤسسات اإلدارية ، المرجع السابق ، صفحة (1)د خلوفي ، قانون المنازعات اإلدارية ، شروط قبول دعوى تجاوز السلطة و دعوى القضاء الكامل ، ديوان المطبوعات الجامعية ، األستاذ رشي (2)

.32 ، صفحة 1995الجزائر ،سنة 153 صفحة 2002 لسنة 01 ، مجلة مجلس الدولة ، العدد 03/05/2000 بتاريخ 01قرار محكمة التنازع رقم ) 3(

10

Page 11: العقود الادارية في التشريع الجزائري

)3(جتاه إذ اعتربت حمكمة التنازع يف أول قرار هلاجتهاد القضائي يف اجلزائر أخذ يسري يف هذا اإل و هكذا نالحظ أن اإل قضاء اإلداري يتحدد على أساس أطراف القضية و موضوع الرتاع ختصاص املانع لل ، أن اإل03/05/2000صادر بتاريخ

ختصاص املانع جلهة القضاء اإلداري على من الثابت أن الرتاع القائم بني الطرفني يرجع الفصل فيه لإل"، حيث جاء يف قرارها نية ، و أن موضوع الرتاع من قانون اإلجراءات املد7أساس أن أحد أطراف القضية هو البلدية تطبيقا ملقتضيات املادة

".باإلضافة إىل ما ذكر أعاله خيص تنفيذ عقد صفقة عموميةختصاص للقضاء اإلداري من جهة ، و من إن هذا القرار القضائي جاء نتيجة تبين املشرع للمعيار العضوي الذي خيول اإل

ستثنائية ، إال أا كادت أن تتحول إىل مبدأ إ أا مكرر يف حاالت يبدو7جهة ثانية ختليه بصفة عشوائية عنه يف نص املادة و اليت خيتص ا القاضي العادي ، مما ولد نوعا من التنازع " جتماعيةكل املواد التجارية و اإل"آخر ال سيما يف مصطلح

كمت احملكمة حيث ح. اإلجيايب بني اجلهتني ، مثلما وقع يف القضية اليت صدر من أجلها القرار األول حملكمة التنازع من قانون 7 مكرر ، بينما متسكت الغرفة اإلدارية احمللية باختصاصها أيضا باستنادها إىل املادة 7ستنادا إىل املادة إباختصاصها

.اإلجراءات املدنيةيتضمن مما سبق ميكن القول أن العقد اإلداري ، عقد يكون أحد طرفيه إدارة عامة ، و موضوعه متعلق مبرفق عام ،

ستثنائية غري مألوفة يف القانون اخلاص تعرب عن امتيازات السلطة العامة اليت تستهدف ا اإلدارة حتقيق املصلحة العامة، إشروطا و هذه الفكرة األخرية منها ما خيضع للسلطة التقديرية للقاضي يف حتديد وجودها من عدمه ، فإذا تضمن العقد هذه الشروط

بالرتاع الناشئ عنه القضاء اإلداري ، و إذا اختل شرط من هذه الشروط عد العقد مدنيا سواء أكان مدنيا ، عد إداريا خيتص حمضا أو جتاريا ، فإذا رفعت دعوى للقاضي اإلداري وكان أحد طرفيها جهة إدارية ، و وجد أن العقد مدنيا ، فهل حيكم

من 7كم باختصاصه و يطبق قواعد القانون املدين ، استنادا إىل املادة مكرر ، أم أنه حي7بعدم االختصاص استنادا إىل املادة .قانون اإلجراءات املدنية

:أركان و شروط صحة العقد اإلداري : املطلب الثاين _

:أركان العقد اإلداري : الفرع األول _ .لتزام إىل القانون املدينارئ يف عموميات اإلو سنكتفي يف دلك باألحكام اخلاصة اليت تتميز ا العقود اإلدارية ، حميلني الق

جتاه إرادتني و اتفاقهما حنو إ و ما بعدها ، و يقصد به 59 تناوله املشرع اجلزائري يف القانون املدين يف املواد :الرضا: أوال _ إحداث أثر قانوين ،

" التعبري عن اإلرادة"يكون هلا مظهر خارجي يسمى و ملا كانت اإلرادة أمر باطين يدور يف داخل النفس اإلنسانية فال بد أن سواء أكان هذا املظهر قوال أو كتابة أو إشارة متداولة عرفا ، كما يكون باختاذ موقف ال يدع أي شك يف داللته على مقصود

ر قرار إداري عن صاحبه ، و يف العقود اإلدارية تغلب الصفة الشكلية يف التعبري عن اإلرادة و ذلك بواسطة الكتابة و صدو املدير املختص بالتعاقد ووفقا لألشكال املنصوص عليها

ومثلما هو احلال يف عقود القانون اخلاص يكون التعبري صرحيا و جيوز أن يكون ضمنيا إذا مل ينص القانون أو يتفق ، إذا كانت الوسيلة املستعملة فيه ال تدل بذاا ) من القانون املدين60الفقرة الثانية من املادة (الطرفان على أن يكون صرحيا

11

Page 12: العقود الادارية في التشريع الجزائري

مباشرة على حقيقة املعىن املقصود غري أن ظروف احلال تسمح بترجيح املعىن على غريه من املعاين احملتملة ، و مثال ذلك قيام قى ذلك الشخص مستغال له ، و قيامه بطلب من اإلدارة بتجهيزه باملواد نتهاء مدة االستغالل يبإشخص باستغالل مرفق وبعد

.الالزمة للعمل ، و استالم اإلدارة ألجور االستغالل اجلديد تعترب أمورا دالة على قبوهلا الضمين يف إىل الكميات و قد يستفاد الرضا من جمرد سكوت اإلدارة ، و من ذلك قيام أحد املتعهدين بتوريد سلعة ما ، غري أنه يض

. املتفق عليها كميات أخرى ، و مل تعترض اإلدارة على تلك اإلضافات فتكون ملزمة بدفع مثنها و يشترط لسالمة الرضا ، أن يكون صادرا عن جهة إدارية خمتصة بالتعاقد و ضمن صالحياا املالية ،و إذا اشترط

أن تتوافر ابتداءا ، كأن يكون التعبري عن اإلرادة صادرا عن جلنة خمتصة القانون شكلية معينة لصدور تلك اإلرادة ، فيجب حىت و لو كانت تلك اإلجراءات بسيطة فيجب أن تتبعها اإلدارة ألا يف . بالتعاقد ، أو أن هناك إجراءات متهيدية إلبرام العقد

. رضاهااحلقيقة هي اليت تبعث على اختاذ الطمأنينة فيما بعد على سالمة التعبري عن من القانون املدين ،96 إىل 92تناول املشرع اجلزائري حمل العقد يف املواد من :احملل: ثانيا _

لتزام بأنه الشيء الذي يلتزم املدين بالقيام به أو بعدم القيام به ، و مبوجب القانون املدين اجلزائري جيوز ويعرف احملل يف اإلال و حمققا ، غري أنه ال يكون مستحيال و إال كان العقد باطال بطالنا مطلقا ، و إذا مل يكن لتزام شيئا مستقبأن يكون حمل اإل

معينا بذاته ، وجب أن يكون معينا بنوعه ، و مقداره و إال كان العقد باطال ، و يكفي أن يكون احملل معينا بنوعه فقط إذا تعاقدان على درجة الشيء من حيث جودته ، و مل ميكن تبني ذلك و إذا مل يتفق امل. تضمن العقد ما يستطاع به تعيني مقداره

لتزم املدين بقدر إلتزام نقودا و إذا كان حمل اإل. لتزم املدين بتسليم شيء من صنف متوسطإمن العرف أو من أي ظرف آخر ، غري أنه إذا كان حمل . أي تأثريعددها املذكور يف العقد دون أن يكون الرتفاع قيمة هذه النقود أو الخنفاضها وقت الوفاء

االلتزام خمالفا للنظام العام ، أو اآلداب العامة ، كان العقد باطال، و يفهم من هذا أن حمل العقد اإلداري هو موضوعه ، و هو .موضوع االلتزام الناشئ عن االلتزام بتسليم الشيء ، و احملافظة عليه أو بإجنازه أو بدفع مثنه

منه ، بأن العقد يكون باطال إذا التزم 98 ، 97تقضي القواعد العامة يف القانون املدين ال سيما املادتني :السبب : ثالثا _ دون سبب أو لسبب ممنوع قانونا أو خمالفا للنظام العام أو لآلداب العامة و يفترض يف كل التزام أن له سببا مشروعا ، داملتعاق

ما مل يقم الدليل على خالف ذلك، أما إذا ذكر السبب يف العقد فيعترب أنه السبب و لو مل يذكر هذا السبب يف العقد ، و للمتعاقد أن يثبت صورية السبب بكل الوسائل املعدة لإلثبات ألن القانون . احلقيقي حىت يقوم الدليل على ما خيالف ذلك

لتزام سببا آخر مشروع أن من يدعي أن لإليسهل إثبات التحايل على أحكامه ، فإذا قام الدليل على صورية السبب فعلى .يثبت ما يدعيه

فتراضات تقتضيها طبيعة التعامل و استقرار العالقات القانونية يف إطار القانون اخلاص ، فإن ذات و إذا كانت هذه اإلو أن . شروع من حيث املبدأاملربرات تكون مقتضاة يف العقود اإلدارية مضافا إليها أن من مقتضيات حسن اإلدارة التعامل امل

و هلذا تكون كذلك مجيع القرارات اإلدارية املؤدية إىل التعاقد ويف أي . هدف اإلدارة يف العقد هو حتقيق املصلحة العامة ، و معىن ذلك يف القانون اإلداري يضاف إىل قرينة سالمة العقد اليت .مرحلة من مراحل العقد مشروعة إىل أن يثبت العكس

ا القاعدة العامة يف القانون املدين قرينة أخرى هي مشروعية القرارات املنظمة للعقد من هذه الناحية أو تلكاحتو.

:شروط صحة العقد اإلداري : الفرع الثاين _

12

Page 13: العقود الادارية في التشريع الجزائري

تعرف األهلية على أا صالحية الشخص ألن تكون له حقوق و صالحيته الستعمال تلك احلقوق ، _األهلية: أوال _فأهلية الوجوب هي صفة تقوم بشخص جتعله صاحلا ألن يتعلق به حق . أهلية وجوب و أهلية آداء: و لذا فهي على نوعني

معني له أو عليه ، أما أهلية األداء فهي صفة تقوم بشخص جتعله صاحلا للمباشرة بنفسه عمال قانونيا أو قضائيا خاص باحلقوق . لقها بهو الواجبات اليت تصلح هلذا الشخص لتع

كل شخص بلغ : " من القانون املدين 40 و بالنسبة ألهلية املتعاقد مع اإلدارة تطبق عليها القواعد العامة ، إذ نصت املادة سنة ) 19(سن الرشد متمتعا بقواه العقلية و مل حيجر عليه يكون كامل األهلية ملباشرة حقوقه املدنية و سن الرشد تسعة عشر

".كاملة ".كل شخص أهل للتعاقد ما مل تسلب أهليته أو حيد منها حبكم القانون: " من نفس القانون 78 نصت املادة و

و ملا كانت اإلدارة شخص معنوي فإنه ال يثبت هلا من احلقوق و ال يكون عليها واجبا إال مبا يتناسب مع صفتها هذه ، و من احلاالت اليت . يني أهلية وجوب كاملة ما مل يقضي القانون خبالف ذلكو األصل أن اإلدارة متلك كاألشخاص الطبيع

يقيد فيها القانون أهلية اإلدارة حصر نشاطها يف أنواع حمددة من احلقوق لتحقيق األغراض اليت أنشأت من أجلها مبوجب لشخص االعتباري جبميع احلقوق إال ما يتمتع ا" من القانون املدين على ذلك بقوهلا 50قانون إنشائها ، و قد نصت املادة

...يكون هلا خصوصا . كان منها مالزما لصفة اإلنسان ، و ذلك يف احلدود اليت يقررها القانون ...أهلية يف احلدود اليت يعينها عقد إنشاؤها أو اليت يقررها القانون - ... نائب يعرب عن إرادا - .".حق التقاضي _

ي قدرة اإلدارة على ممارسة حقوقها و واجباا مبوجب القانون ختتلف عن تلك القدرة اليت يتمتع ا و أهلية األداء أاألشخاص الطبيعيني ، فرئيس الدائرة املختص بالتعاقد يكون هو املعرب عن إرادة اإلدارة دون سواه ، و قد يكون رئيس الس

...يقوم رئيس الس الشعيب البلدي : " املتعلق بالبلدية 08. 90 من القانون 60الشعيب البلدي ، حيث تنص املادة ..و الصفقات أو اإلجيارات ... إبرام عقود اقتناء األمالك و عقود بيعها _

...إبرام املناقصات أو املزايدات اخلاصة بأشغال البلدية_ . " .رفع الدعاوى لدى القضاء باسم البلدية و لفائدا _

: من نفس القانون اليت جاء فيها120 و يكون املخول باملصادقة هو الس الشعيب البلدي كما تنص على ذلك املادة يصادق الس الشعيب البلدي يف إحدى مداوالته على املناقصة و الصفقة مث ترسالن إىل الوايل مصحوبتني باملداولة اخلاصة "

،" ما . ،املتضمن تنظيم الصفقات العمومية 250 . 02 من املرسوم الرئاسي 07 كذلك ما نصت عليه املادة

و األصل أن اإلدارة تعترب كاملة أهلية األداء فيما تربمه من عقود و ذلك إال ما يرد به نص قانوين مانع ، مع األخذ بعني ارات ال تنفذ ما مل تصادق عليها السلطات الرئاسية االعتبار أن الرقابة تفرض قيودا على هذه األهلية ، فالعقود اليت تربمها اإلد

و ملا , و لذلك فإن قواعد االختصاص يف ممارسة النشاط اإلداري حتكم موضوع العقد من هذه الناحية. كما سنرى الحقاز اإلجازة الالحقة ، كانت من النظام العام فال جيوز االتفاق على ما خيالفها كما ال جيوز احللول يف التعاقد إال بقانون و ال جتو

ختصاص بالتعاقد لدواعي تقتضيها ضرورات عملية تتعلق بالتنظيم ، على أن يوجد نص قانوين إال أنه من اجلائز تفويض اإل . يسمح بالتفويض و أن يكون التفويض حمددا يف حدود سلطة املفوض

13

Page 14: العقود الادارية في التشريع الجزائري

روفة ، و قد عاجل املشرع اجلزائري يف القانون املدين يقصد بسالمة اإلرادة خلوها من عيوب الرضا املع:سالمة الرضا: ثانيا _ .91 إىل 81موضوع سالمة الرضا يف املواد من

يعرف بأنه وهم يقوم بذهن الشخص مصورا له األمور على غري حقيقتها ، و هو الذي يقوم بنفس من : الغلط -01 . نقل أو تفسري املعاين إىل الطرف اآلخر صدرت منه اإلرادة ، و ليس بنفس من وجهت حنوه ،كالغلط يف التعبري أو

يف صفة الشخص يراها املتعاقدين ع من القانون املدين على أن الغلط يعترب على األخص إذا وق82 و قد نصت املادة جوهرية ، أو جيب اعتبارها كذلك نظرا لشروط العقد و حسن النية ، أو إذا وقع يف ذات املتعاقد أو صفة من صفاته ، و كانت تلك الذات أو هذه الصفة السبب الرئيسي للتعاقد ، و تكون جوهرية إذا بلغت حدا من اجلسامة حبيث ميتنع معه

و ال غلطات القلم ، بغري أنه ال يؤثر يف صحة العقد جمرد الغلط يف احلسا. املتعاقد عن إبرام العقد لو مل يقع يف هذا الغلطه ليس ملن وقع فيه أن يتمسك به على حنو يتعارض مع ما تقضي به حسن النية، و يبقى ملزما و لكن جيب تصحيحه ، كما أن

فيه شروطه طبقا للمادتني وجيوز للمتعاقد إبطاله إذا توافرت. بالعقد قصد إبرامه إذا أبدى الطرف اآلخر استعدادا لتنفيذه . يقضي القانون بغري ذلك مامل 82و 81، كأن .ستعمال املتعاقد مع اإلدارة طرقا احتيالية لتضليلها و دفعها إىل التعاقدإالتدليس يف العقود اإلدارية هو : التدليس _02

ه و أمانته ، أما التدليس من جانب يدعي قيامه بأعمال سابقة تدل على خربته ، أو أن يتظاهر بأية وسيلة إلظهار عفت . اإلدارة فهو مستبعد

من القانون املدين فإن التدليس هو السكوت عمدا عن واقعة أو مالبسة إذا ثبت أن 86 و حسب الفقرة الثانية من املادة . املدلس عليه ما كان ليربم العقد لو علم بتلك الواقعة أو هذه املالبسة

أن يصدر من أحد املتعاقدين ، غري أنه إذا صدر من غري أحدمها فليس للمتعاقد املدلس عليه أن يطلب 87 و تشترط املادة و عندئذ يصبح . إبطال العقد ، ما مل يثبت أن املتعاقد اآلخر كان يعلم أو كان من املفروض حتما أن يعلم ذا التدليس

) . 86ادة امل(قابال لإلبطال إجبار شخص بغري حق على أن يعمل عمال بدون رضاه ، و يكون اإلجبار مبثابة ضغط مادي أو أديب هو: اإلكراه_ 03

يقع على الشخص و يبعث يف نفسه رهبة حتمله على التعاقد ، و من أمثلته ديد اإلدارة لشخص أنه إذا مل يشتري األرض رتفاق فإا ستبيعها باملزاد العلين، أو إجبار شخص على طلب الفسخ لتجنب دفع تعويض إليت عليها حقوق ااورة ألرضه و ا

.مادي ، و ذلك بإيهامه أن الدولة مثال سترفع أجور التزام املرافق العامة بنسبة كبرية دون أجور اخلدماتل العقد لإلكراه إذا تعاقد شخص حتت سلطة رهبة بينة بعثها من القانون املدين على أنه جيوز أبطا8 0 لقد نصت املادة

و تعترب الرهبة قائمة على بينة إذا كانت ظروف احلال تصور للطرف الذي يدعيها أن . املتعاقد اآلخر يف نفسه دون وجه حق .خطرا جسيما حمدقا يهدده هو أو أحد أقاربه يف النفس أو اجلسم أو الشرف أو املال

يف تقدير اإلكراه جنس من وقع عليه ، و سنه ، و حالته االجتماعية و الصحية، و مجيع الظروف األخرى اليت من و يراعى تشترط أن يصدر من أحد املتعاقدين ، فإن صدر من غريمها فليس 89غري أن املادة . شأا أن تؤثر يف جسامة اإلكراه

أن املتعاقد اآلخر كان يعلم أو كان من املفروض حتما أن يعلم ذا للمتعاقد املكره أن يطلب إبطال العقد إال إذا أثبت .اإلكراه

إذا كانت التزامات أحد املتعاقدين متفاوتة كثريا يف النسبة مع ما حصل عليه هذا املتعاقد من فائدة : ستغالل اإل-04ستغل فيه إ يربم العقد إال أن املتعاقد اآلخر قد مبوجب العقد أو مع التزامات املتعاقد اآلخر ، و تبني أن املتعاقد املغبون مل

ما غلب عليه من طيش أو هوى ، جاز للقاضي بناءا على طلب املتعاقد املغبون أن يبطل العقد أو أن ينقص التزامات هذا

14

Page 15: العقود الادارية في التشريع الجزائري

املعاوضة أن يتوقى و جيوز يف عقود. غري أنه جيب رفع الدعوى خالل سنة من تاريخ العقد و إال كانت غري مقبولة. املتعاقد .الطرف اآلخر دعوى اإلبطال ، إذا عرض ما يراه القاضي كافيا لدفع الغنب

إن اجلزاء ملخالفة أركان العقد اإلداري هو البطالن مطلقا مثلما : ـ اجلزاء مبخالفة أركان وشروط صحة العقد اإلداري

هو احلال عليه يف القانون اخلاص ،وط صحة العقد اإلداري فهي ليست كما عليه يف القانون املدين ، فقد تكون باطلة بطالنا مطلقا و قد أما جزاء خمالفة شر

تكون باطلة بطالنا نسبيا حبسب األحوال ، و هكذا تكون باطلة بطالنا مطلقا إذا تعلق األمر باالختصاص أو بالشكليات ألن اإلجراءات عامة تكون من النظام . را جوهرية يف العقد اإلداريو اإلجراءات اليت قد يفرضها القانون و هي اليت تعد أمو

. و تكون باطلة بطالنا نسيا يف حالة الغلط و اإلكراه و التدليس و االستغالل ، غري أن ذلك ال يكون إال بقرار قضائي. العام يصيب أموال الدولة، يؤدي إىل بطالن العقد إال أن القضاء الفرنسي يعترب أن الغنب الفاحش الذي تقع فيه اإلدارة و الذي

.و جيوز لكل ذي مصلحة التمسك به، و يعترب من ذوي املصلحة املتقدمني باملناقصات و املزايدات. مطلقا و يثار التساؤل عن الشكلية يف ظل التشريع اجلزائري هل هي ركن يف العقد أم شرط صحة ، أم ليست كليهما؟، و ذا

: ا منيز بني أمرين الصدد فإنن ، ما مل يشترط القانون )1( األصل أن اإلدارة العامة تتمتع حبرية التحرير و الشكليات :يف جمال العقود اإلدارية عامة ـ

و عليه . صراحة هذه الشكلية ، و يكفي أن تتوافق إرادا مع إرادة املتعاقد معها على مجيع عناصر و شروط العقد رط فيها أي شكلية و ميكن إبرام العقد شفاهة ، و يثبت فيما بعد بكل طرق اإلثبات كالفاتورات و الوثائق املتبادلة ال يشت

عتراف بدين ، إال أنه حيبذ على اإلدارة أن تلجأ إىل الكتابة نظرا ملزاياها و لذلك فغالبا ما تكون مكتوبة بني الطرفني مثل اإل .نعقادها ، و كثريا ما تفضل اإلدارة العامة الكتابة ألا الطريق األسلمإلب مراحل سواء من بدايتها أو يف أغ

على أن الصفقات العمومية 250 .02 من املرسوم الرئاسي 03 لقد نصت املادة :ـ يف جمال الصفقات العمومية خاصة ن خمالفة هذه الشكلية و قد يزيد النص غموضا عقود مكتوبة يف مفهوم التشريع املعمول به ، لكن هذا التنظيم مل حيدد جزاءا ع

عتبار الكتابة ركن أمر إو بالتايل ، فإن ؟ )2(فأي تشريع يقصده التنظيم" يف مفهوم التشريع املعمول به"عند إضافة عبارة ل أو هل مستبعد، ، ذلك أنه ال بطالن إال بنص ، فهل هي شرط لصحة العقد اإلداري ، و هل ميكن أن يكون قابال لإلبطا

يزول اإلبطال بتصحيح اإلجراءات ؟ .. الراجح أا إجراء ميكن تداركه و ال يترتب عنه ال بطالن العقد و ال املطالبة بإبطاله -

570عمار عوابدي ، المرجع السابق ، ص الدآتور (1)

بن علية حميد ، مفهوم و محتوى العقد اإلداري في القضاء اإلداري الجزائري ، بحث لنيل شهادة الماجستير ، آلية الحقوق ، جامعة الجزائر سنة (2)

.50 ، صفحة 2001

15

Page 16: العقود الادارية في التشريع الجزائري

أنواع العقود اإلدارية: املطلب الثالث _

، و ذلك الختالف النظام )1(نون املدينيف القانون اإلداري من الصعوبة التسليم بنفس تصنيفات العقود املطروحة يف القاالقانوين الذي حيكم كال منهما ، فالعقود اإلدارية هي دائما ملزمة جلانبني و دائما هي رضائية ، لكنها قد تكون فورية التنفيذ

.و املعيار القضائي )2(رتأيت تقسيمها تبعا للمعيار القانوينإو قد تكون مستمرة التنفيذ ، و قد

:العقود اإلدارية احملددة قانونا: ول الفرع األ_

قتناء اللوازم ، عقود إ و لو أن القانون ال يتطرق إىل تفاصيلها إال أنه يذكرها بأمسائها و هي عقود األشغال العامة ، عقود ....تقدمي اخلدمات ، عقود إجناز الدراسات ، عقود االمتياز

تفاق بني إدارة و أحد األفراد أو الشركات بقصد القيام ببناء إغال العامة هو عقد األش :عقود األشغال العامة : أوال _

أو ترميم أو صيانة عقارات حلساب شخص معنوي عام ، و بقصد حتقيق نفع عام يف نظري املقابل املتفق عليه وفقا للشروط الية اليت ترصد هلا و ذلك دف التجهيز ، مثل بناء الواردة يف العقد ، و هي األكثر أمهية يف اجلزائر من حيث االعتمادات امل

....توصيل قنوات املياه الصاحلة للشرب ، توصيل األعمدة الكهربائية ,سد، أو جامعة ،أو طريق

فالعقود المدنية من حيث تكوينها تنقسم إلى عقود رضائية و عقود شكلية إن تصنيفات العقود المدنية تختلف عن تصنيفات العقود اإلدارية ، (1)

و عقود عينية ، و من حيث موضوعها إلى عقود مسماة و غير مسماة و إلى عقود بسيطة و عقود مرآبة و إلى عقود أصلية و إلى عقود تبعية ، عقود ىد ملزمة لجانب واحد ، و إلى عقود تبرع و عقود معاوضة ، و هذه تنقسم إلو من حيث طبيعتها و آثارها إلى عقود ملزمة لجانبين و عقو

.محددة القيمة و عقود احتمالية و من حيث تنفيذها إلى عقود فورية و عقود مستمرة

(2) Adré délaubadere et autres, traité des contrats administratifs, tom 1, 2 ème edition, LG DJ 1983, page 127.

16

Page 17: العقود الادارية في التشريع الجزائري

من قانون البلدية على أن يتم إبرام العقود اخلاصة باألشغال طبقا للتشريع و التنظيم اخلاصني 117 لقد نصت املادة . من قانون الوالية فيما يتعلق بالعقود اإلدارية اليت تربمها113قات العمومية ، و هو نفس املعىن الذي قصدته املادة بالصف

و ميكن أن يكون 250.02 من املرسوم الرئاسي 11و قد نصت على هذا النوع املادة :قتناء اللوازم إعقود : ثانيا _

. اجية كاملة غري جديدة ، و اليت تكون مدة عملها مضمونة أو حمددة بضمانت إنتآقتناء مواد جتهيز أو منشإموضوعها تفاق بني شخص من أشخاص القانون العام مع فرد أو شركة يتعهد مبقتضاه الفرد إو تسمى أيضا بعقود التوريد ، و هي

. بل مثن معني و على فترة أو فترات زمنية حمددة أو الشركة بتوريد منقوالت معينة للشخص املعنوي تكون الزمة له يف مقاو تتم عادة بطريقة املناقصات ضمانا ملصلحة اخلزينة العامة للدولة ، و الزمن يشكل عنصرا جوهريا يف مثل هذه العقود من

. نتهاء العقدإحيث ظروف التنفيذ و من حيث ....على الطاوالت و الكراسي ومن أمثلتها العقود اليت جتريها كلية احلقوق للحصول

ال يكون حملها أشغال ذات طابع عقاري ، و دف إىل حتقيق خدمات منقولة مادية مثل :عقود تقدمي اخلدمات : ثالثا _

و قد تكون فنية مثل إجراء استشارة فنية تربم على اخلصوص مع مهندس معماري ، , إجراء حتقيق أو إجناز قرص مضغوط .ت متخصص أو متعدد التخصصاتأو مكتب دراسا

لقد أثبتت التجربة أن املشاريع الكربى إلجناز السدود و شق الطرق و األنفاق قد أجنزت :عقود إجناز الدراسات: رابعا _

على دراسات سطحية ، ما أدى إىل أا أصبحت مكلفة ، و جعل عملية االستثمار بطيئة و ذلك بسبب إدراج عقود يفصل بني عقود الدراسات 250.02 اخلدمات من حيث املال و الزمن ، ما جعل املرسوم الدراسي الدراسات ضمن عقود

و قد . و عقود اخلدمات، فهي ال ختضع لنفس إجراءات اإلبرام ، لكنه مل يعرف عقد الدراسات و ال عقد االستشارة الفنيةط التأشري على الدراسة خالل كل مراحلها من الذي يشتر20/02/1997 عن رئيس احلكومة بتاريخ 03صدر منشور رقم

طرف املصاحل التقنية للدولة يف مواجهة مكاتب الدراسات اليت أعدا ، كما صدرت يف جمال عقود األشغال العامة تعليمة عن تشترط تأشرية مطابقة الدراسات من طرف املؤسسة 14/10/1998، بتاريخ 691وزير التجهيز و يئة اإلقليم رقم

.وطنية للرقابة التقنية ألشغال التجهيزال . و تربم هذه العقود مع مكاتب خربات اقتصادية ، و جيوتقنية صناعية ، إلشباع حاجة اإلدارة من خدمة فكرية

العقود اليت دف إىل إدارة مرفق و استغالله ملدة معينة من الزمن بواسطة عمال و أموال وهي: عقود االمتياز: خامسا _يقدمها صاحب االمتياز على مسؤوليته ، مقابل رسوم يدفعها املنتفعون من خدماته و ذلك ملدة من الزمن حتدد يف العقد

. حيث يعود املشروع يف اية املدة إىل اإلدارة واص إذا عجزت عن تسيريها من قانون الوالية ، فبإمكاا أن تعهد تسيري مرافقها إىل املتعاملني اخل138 و طبقا للمادة

و يصادق الوايل على هذه العقود . من قانون البلدية 138عن طريق االستغالل املباشر ، و هو نفس املعىن الذي قصدته املادة . مبوجب قرار بعد التحقق من سالمة اإلجراءات و مطابقتها لدفتر الشروط النموذجي

أحقية الس الشعيب الوالئي يف الترخيص باالستغالل عن طريق اإلمتياز، على من قانون الوالية على 130 كما نصت املادة أن يصادق الوايل على هذه العقود، كما ميكن للمؤسسات اإلدارية أن تربم عقود امتياز كاجلامعات ،

17

Page 18: العقود الادارية في التشريع الجزائري

مثل تنظيم االستغالل و تتسم عقود االمتياز بشروط تعاقدية مثل األعباء املالية و مدة االمتياز ، و شروط تنظيمية . و حتديد الرسوم

مرفق املياه الصاحلة للشرب و التنظيف : من قانون البلدية ، فيمكن أن يتعلق االمتياز باملرافق التالية 132 و حسب املادة ان و املكاييل ، التوقف مقابل و املياه القذرة ، القمامات املرتلية و غريها من الفضالت ، األسواق املغطاة و األسواق و األوز

.دفع الرسوم ، النقل العمومي ، املقابر و املصاحل اجلنائزية ، الطرق البلديةالطرق و شبكاا املختلفة ، مساعدة : أما بالنسبة للمرافق العامة للوالية فإن االمتياز ميكن أن ينصب على املرافق التالية

عايتهم، النقل العمومي داخل الوالية ، حفظ الصحة و مراقبة النوعية ، وهذا طبقا ألحكام األشخاص املسنني و املعوقني و ر .من قانون الوالية 119املادة

و خيضع اختيار املتعامل للسلطة التقديرية لإلدارة على أن تبين اختيارها على معايري موضوعية ، و بالنسبة ملدته فهو ال . سنة50 و 30 حتدد يف العقد و عادة متتد بني يكون مؤبدا بل ملدة معينة

هذا و خيتلف االستغالل عن طريق االمتياز عن االستغالل عن طريق التأجري ، يف كون امللتزم بعقد االمتياز ال يلتزم بتسيري ن املستأجر يتحمل املرفق فحسب ، بل يلتزم مسبقا بإجناز املنشآت الالزمة هلذا التسيري مع حتمله مصاريفه ، يف حني أ

و جتدر . مصاريف إقامته و إجنازه و على هذا األساس فقد حيدث أن تكون املنشآت قائمة أثناء إبرام العقد و تكون حمل تأجري . سنة12اإلشارة أن مدة استئجار االستغالل ال ميكن أن تتجاوز

شأا ما إذا كانت عقود إدارية أم ال ، و منها عن هذه هي أهم العقود اإلدارية املسماة و هناك عقود أخرى يثور التساؤل ب : سبيل املثال

، احملدد 23/11/1991 املؤرخ يف 454 . 91 من املرسوم التنفيذي 03 لقد نصت املادة :ـ عقود التخصيص 1ارة إىل إدراة منح عقارات من إد: "لشروط إدراة األمالك اخلاصة و العامة التابعة للدولة و تسيريها و كيفياته على أنه

".أخرى بقرار من الوزير املكلف باملالية ، أو الوايل إىل املصاحل و اجلماعات اإلدارية ، و يكون التخصيص مؤقتا أو ائيا يبني العقد الذي يتضمن التخصيص بعوض طبقا للتشريع : "06 و مبا يوحي بأنه عقد إداري فقد نصت املادة

". دده إدارة األمالك الوطنية و تتحمله املصلحة أو اجلماعة اليت خصص العقار هلااملعمول به التعويض الذي حت يرى األستاذ أمحد حميو أن هذا التصرف هو عقد ذو طابع إداري،

،و قد عاودت ..." ينب قرار التخصيص : " أعطت ألسلوب التخصيص وصف القرار اإلداري و نصت 04 إال أن املادة ، نستنتج أن العقد املذكور " تنشر يف اجلريدة الرمسية قرارات التخصيص و إاء التخصيص: "فس املصطلح ن09املادة

.مفرغ من حمتواه كمولد آلثار تعاقدية ، أن عقد البيع الذي تقوم به اإلدارة حتكمه قواعد القانون )1(يرى الفقيه الفرنسي الشهري أندري ديلوبادير: عقد البيع -2

:صال حيث يقول اخلاص أ« les ventes effectuées par l’administration sont en principe des contrats de droit commun ». لكن األستاذ دي لو بادير مل يعرف العقد اإلداري إمنا اكتفى بتعريف عقد البيع .

(1) André Delaubadère et autres, traités des contrats administratifs, Tome1, 2ième Edition, LGDI, 1983, p339

18

Page 19: العقود الادارية في التشريع الجزائري

صيصها بسبب أا مل تعد صاحلة للمصاحل نص املرسوم املذكور أعاله على أن البيع يكون للعقارات اليت ألغي خت اليت تنص ، أن البيع يكون عن طريق البيع العلين ، و هو مفتوح للمنافسة على أساس 10و املؤسسات العمومية حسب املادة

.11دفتر الشروط الذي يعطي وصف الطبيعة اإلدارية للبيع، كما قد يكون بالتراضي انطالقا من نص املادة لقد وضع قضاؤنا اإلداري مثاال رائعا يف جمال عقود البيع ، و وظف فيه أهم معيار يف تكييف عقود اإلدارة و هو معيار املرفق العام ، و رغم أنه اعترب أن عقد البيع هو عقد مدين ، إال أنه مبفهوم املخالفة ميكن أن يكون عقدا إداريا ، و هذا ما جاء

: ، و خاصة يف هذه العبارة )2(ريةيف قرار الغرفة اإلدا« qu’un tel contrat, reposant sur la volonté de deux parties et dont l’objet n’est pas lié à l’exécution d’un service public, est régie par les règles du code civil, son caractère de contrat administratif, vue la qualité de l’une des parties ne pouvant être mis en exergue qu’en ce qui concerne le contentieux qu’il faut faire naître et qui relève de la compétence du juge administratif » .

يتم وفقا لألشكال . 14و هي أساليب تعاقدية وصفها املرسوم بالعقد حسب نص املادة : عقود االستئجار و الشر ا ء -3والكيفيات ، و تتمثل يف عقود االستئجار و عقود التراضي ، و االتفاقيات املختلفة األنواع اليت تستهدف استئجار الدولة

أو املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري عقارات أيا كان نوعها داخل التراب الوطين أو شراء ملصاحل الدولة عقارات . عينية عقارية أو حمالت جتارية عن طريق التراضي أو نزع امللكيةو حقوق

هو أسلوب مل يوضح املرسوم طابعه التعاقدي على الرغم من أنه نص على التأجري عن طريق املزاد العلين : عقود التأجري -4الف حالة املزاد و شروط ألنه مل ينص على أي شرط تعاقدي خب. يف حالة العقارات غري احملالت ذات االستعمال السكينيفسخ التأجري عقب إشعار " على الفسخ 21 ، كما نصت املادة 19التأجري األخرى التنظيمية ، و هي املدة حسب املادة

". أشهر06قبلي يرسل إىل املستأجرين قبل اجهة للمدراء العامني ، املو03/01/1993 املؤرخة يف 29 ما شد انتباهي هو التعليمة الصادرة عن وزارة السكن رقم

لدواوين الترقية و التسيري العقاري ، و املتعلقة بتطبيق قانون الصفقات العمومية على نشاطات هذه الدواوين ، اليت تعد حسب مؤسسات ذات طابع صناعي و جتاري ، و بغض النظر عن 16 يف مادته 12/09/1991 املؤرخ يف 147.91املرسوم

: التعليمة فقد نصت الصفحة الثانية منها على ما يلي القيمة القانونية هلذه « Aussi pour répondre aux exigences d’un conjoncture économique particulière, je vous demande d’appliquer à compter du 01 février 1993, la réglementation des marchés publics, telle est présidée par le décret 91.434 du 09/11/1991 »

. من املرسوم على أنه ميكن أن يأخذ عقد التبادل شكل عقد إداري أو عقد توثيقي 34نصت املادة : عقود التبادل-5 املتعلقة بالتغطية الصحية ملساجني املؤسسات العقابية ، بني وزير العدل 13/05/1997كما جند أيضا اتفاقية مؤرخة يف

منها جلنة وزارية مشتركة مكلفة بتطبيق هذه االتفاقية ، فهل هي عقد 17 و 16 و 15حة ، و أسست املواد و وزير الص إداري ؟

قضية السيد رابح ببلدية الشراقة 17/02/1990قرار الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء البلدية ، الصادر بتاريخ (2)

19

Page 20: العقود الادارية في التشريع الجزائري

:العقود اإلدارية املقررة قضاءا : الفرع الثاين

ثرية غري حمصورة ، و هذه العقود هي اليت استنبطها القضاء اإلداري بعد البحث يف معايري متييز العقود اإلدارية و هي كو لذلك سأكتفي بعرض ثالثة أنواع اجتهد القضاء اإلداري الفرنسي . و ملعرفة طبيعة العقد جيب دراسة كل حالة على حدا

.يف حتديد طبيعتها اإلدارية

إلحدى إداراا و هو اتفاق يقرض مبقتضاه أحد األفراد أو البنوك مبلغا من املال للدولة أو : عقود القرض العام: ـ أوال . مقابل تعهدها بدفع فائدة سنوية أو بدوا ، و ملدة معينة يف العقد

متر ا ، فتطرح يف السوق سندات القرض ، و األصل يف هذه العقود أا و تلجأ الدولة ملثل هذه العقود ملعاجلة أزمة اقتصادية اختيارية ، إال أا قد تكون إجبارية تفرضها اإلدارة على األفراد على شكل ضرائب ، إال أن القانون يرتب عليها آثار عقد

. القرض من حيث وجوب استردادها يف اية املدةي إىل حتمل الدولة أعباء مالية آلجال طويلة ، فقد جرت العادة يف الدول الربملانية على و ملا كانت عقود القرض العام تؤد

.و مل يتضمن التشريع اجلزائري نصوص تبني كيفية إبرام هذه العقود و شروطها. وجوب موافقة الربملان

لتزم مبقتضاه الفرد أو الشركة باملسامهة نقدا و هو اتفاق بني جهة اإلدارة و فرد أو شركة ي :)1(عقد تقدمي املساعدة: ـ ثانيا أو عينيا يف نفقات توسيع أو إعداد ميناء أو إنشاء حمطة ، ومن املسامهة العينية تقدمي قطعة أرض ، و قد يكون التعهد منجزا ،

يارية يف مشروع و قد يكون مشروطا ، و لكن مهما اختلفت صور هذا العقد و تباينت أوصافه فهو يقوم على املسامهة االختذو نفع عام ، و من هنا تظهر خاصيتاه األساسيتني ، فاألوىل تقوم على اعتباره عقد و هو بذلك ليس عمال من أعمال االستيالء و ال نزع امللكية إذ كالمها مل يتم جربا ، فهو يتكون من إجياب و قبول ملزم للمتعامل ، و غري ملزم لإلدارة إذا

ئمة عدم تنفيذه ، و الثانية أنه عقد إداري و يترتب على ذلك أنه ال يسقط بوفاة املتعهد قبل قبول ارتأت يف تقديرها مالاإلدارة بل جيب على الورثة سحبه و هذا على خالف اهلبة اليت يسقط عرضها بوفاة الواهب قبل قبوهلا من جانب املوهوب له

.لعقد األول هو اعتبارات املصلحة العامةدون حاجة إىل سحبها من جانب الورثة ، و علة التشدد يف ا

و هو اتفاق يتعهد مبوجبه فرد أو شركة للنقل الربي أو البحري أو اجلوي ، بنقل أشياء لإلدارة أو :عقد النقل : ـ ثالثا ب على بوضع وسيلة النقل حتت تصرفها ، لنقل األشخاص فيها ، و مع أن هذا العقد يشبه عقد التوريد يف أن كالمها ينص

مال منقول ، إال أنه خيتلف عنه يف أن عقد النقل ينصرف عادة إىل نقل األشياء أو األشخاص ، و ليس توريد األشياء بشرائها

26لمرجع السابق ، ص األستاذ محمود خلف الجابوري ، ا (1)

20

Page 21: العقود الادارية في التشريع الجزائري

و تقدميها لإلدارة ، و قد يكون التزام الناقل التزاما فوريا مثل العقد الذي تربمه وزارة الدفاع الوطين لنقل معدات إىل الثكنة أو آخر ، حيث ينتهي العقد بوضع املعدات يف املكان املخصص هلا ، و قد يكون االلتزام مستمرا مثل نقل الطلبة إىل أي مكان

.اجلامعيني على منت حافالت اخلواص ، حيث تستمر العملية طوال السنة اجلامعية و تتجدد كل سنةيعد أمرا سهال خاصة يف غياب قانون ينظمه ، و مما يعترب األستاذ ديلوبادير أن تكييف تصرفات اإلدارة التعاقدية ، ال

: )2(جاء يف رأيه ما يلي

« …ces difficultés… d’une part le recourt de l’administration à des procédés d’action bilatéraux c’est étendu et diversifié, englobant des techniques dont la qualification contractuelle est davantage exposée au doute, d’autre part, et aussi paradoxal que cela puisse paraître, la définition même et le critère du contrat demeurant encore de nos jours controversés en droit administratif, ces deux données appellent des explications ».

(2) André Delaubadère et autres, le même ouvrage, p 19

21

Page 22: العقود الادارية في التشريع الجزائري

:)1(النظام القانوين للعقود اإلدارية: املبحث الثاين ـ

يتعني األمر يف مرحلة ثانية استعراض النظام القانوين للعقود اإلدارية يف التشريع اجلزائري ، و ذلك بالتطرق إىل طرق إبرام زامات متبادلة بني طرفيها وذلك يف العقود اإلدارية و إجراءاته املختلفة يف مطلب أول ، مث آثارها ، اليت تتمثل يف حقوق و الت

.مطلب ثاين ، مث تنفيذها الذي قد يكون تنفيذا عينيا أو تنفيذا مبتورا تتدخل فيه مجلة من األسباب ، و ذلك يف مطلب ثالث

:إبرام العقود اإلدارية : ـ املطلب األول

املنافسة األكثر شيوعا ، و مساواة املترشحني أمام خيضع إبرام العقود اإلدارة بصفة عامة جلملة من مبادئ منها الوضع رهن إن اختيار )2(و املبدأ العام. الطلب العمومي و عدم متييزهم ، و التسيري األكثر جناعة ، و نزاهة و شفافية النشاط اإلداري

و معللة لالختيار عند طريقة إبرام العقد تعود لإلدارة ، إال أن هذه السلطة ليست مطلقة بل جيب أن تكون مالئمة لألهدافكل رقابة متارسها السلطة املختصة ، و عليه خيضع إبرام العقود اإلدارية إىل قاعدة عامة هي الدعوة إىل املنافسة ، ترد عليها مجلة من االستثناءات تتمثل يف التراضي ، و حاالت أخرى تتمثل يف الطلبية ، االتفاق ، االقتناءات و األشغال مبوجب فاتورة ،

و ختضع طرق اإلبرام هذه إىل إجراءات و شكليات سنرى كيف أا تتدرج من القاعدة العامة إىل االستثناء لتشرف على .االنعدام يف اإلجراء اخلاص

:طرق إبرام العقود اإلدارية : الفرع األول ـ

مترشحني يف منافسة ، و منح العقد و هي وسيلة أصلية و إجراء يهدف إىل وضع عدة:الدعوة إىل املنافسة : ـ أوال للمتعهد الذي يقدم العرض األفضل ماليا و تقنيا ، و ميزا االعتماد على اإلشهار ، و قد تكون الدعوة وطنية أو دولية ،

: من تنظيم الصفقات العمومية و هي 28 إىل 23 أشكال حددا املواد من 5و تأخذ مفتوح يتضمن نداءا للعموم يسمح باالشتراك فيه لكل من يشاء و تلتزم اإلدارة باختيار طلب : املناقصة املفتوحة -01

من التنظيم املذكور أعاله على أا ، إجراء مينح لكل مترشح 24و قد نصت املادة . من يتقدم بأفضل الشروط املالية و التقنيةاسعة ، و يتميز بإعالن عام يضع ملف املناقصة حتت تصرف كل إمكانية تقدمي تعهد، ما يسمح بضمان منافسة و. دون متييز

.من يقدم طلبا مع إيداع البيانات و العروض تفتح العروض يف جلسة علنية من طرف جلنة فتح األظرفة و تدرس من طرف تقنيني مؤهلني يشكلون جلنة تقييم العروض ،

و هذا االختيار جيب أن جيد . ، وفقا للشروط االقتصادية و التقنيةو يتم االختيار على أساس املعايري املفصلة يف ملف العقدهذه الطريقة تكرس مبدأ املنافسة و تبحث عن أفضل اقتصادية وأكرب فعالية . 47مرجعيته على األقل يف املعايري احملددة يف املادة

.ا مهما يأخذ وقتا طويالو وسيلة موضوعية لتحقيق اختيار أمثل و غري متحيز ، لكنها تفترض حتضري

(1) BENNADJI Cherif , L’évolution de la réglementation des marchés publics, thèse de doctorat , Institut de droit, 1991

المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية 24/07/2002 المؤرخ في 250 . 02 من المرسوم الرئاسي 35المادة (2)

22

Page 23: العقود الادارية في التشريع الجزائري

طلب موجه إىل أشخاص حمددين ختتارهم اإلدارة مسبقا كأن يقتصر حق االشتراك على أشخاص : املناقصة احملدودة -02 على أا إجراء مبوجبه ال تقبل العروض إال 25مسجلني يف كشوفات فنية أو حرفية أو سجالت أخرى ، و قد نصت املادة

ين من اإلدارة ، و تكون مسبوقة ببحث عن املترشحني على شكل انتقاء أويل للمؤسسات اليت من املترشحني املعتمد

.ستوضع يف املنافسة ، و جيب أن يتم االنتقاء بإشهار عن طريق اإلعالن القانوين قواعد حيدديتستعمل هذه الطريقة من أجل تنفيذ اخلدمات اليت تتطلب معارف خاصة ، و جيب إعداد دفتر الشروط الد

االنتقاء األويل و كيفيات التقومي ، و ال يوجه ملف االستشارة إال للمؤسسات املختارة من طرف اإلدارة بعد الدعوة إىل .الترشح و املوجودة على القائمة املعدة للغرض ، و يتم منح العقد بنفس شروط إجراء املناقصة املفتوحة

هي إجراء يسمح بإيداع تعهد إال للمترشحني الذين يستجيبون لبعض ف26 حسب املادة : االستشارة االنتقائية -03الشروط احملددة مسبقا و املدعوون خصوصا ، و يتالءم هذا اإلجراء مع العمليات املعقدة أو ذات أمهية خاصة مثل إجناز

...السدود ، األنفاق ، األعمال الفنية يف جمال واسع، أرضية املطارات ، الطرق السريعةاالنتقاء األويل عن طريق إعالن قانوين و يتم املنح وفق نفس شروط املناقصة املفتوحة ، و هي طريقة مثلى يف تقصري يتم

.اآلجال لكنها تقصي طاقة كامنة من املترشحني غري املعروفنيطة من منط عادي على أا دعوة إىل املنافسة وفق شكل حمدد ، متعلق بعمليات بسي27لقد نصت املادة : املزايدة -04

و ال ختص سوى املترشحني الوطنيني و األجانب . جاري يف احلياة اليومية ، تظهر خاصة يف صفقات الواليات و البلدياتاملقيمني يف اجلزائر ، يقوم االختيار يف هذه احلالة على معيار السعر وحده مثل كراء سوق السلع و الفواكه أو املواشي ، غري

.إليها بسبب قيام االختيار يف غالب األحيان على املعيار املايل و التقين معاأنه يقل اللجوء على أا إجراء يضع رهن املنافسة رجال الفن عندما تقتضي أسباب تقنية أو مجالية أو 28عرفتها املادة : املسابقة -05

شروع مت إعداده مسبقا ، أو مبفهوم مشروع اقتصادية أو فنية أحباثا خاصة ، و تتعلق إما مبفهوم مشروع ما ، أو تنفيذ مو تنفيذه معا ، و فيها حيدد املتنافسون اخلدمة اليت يقترحوا يف احلدود املقررة من املصلحة املتعاقدة اليت تبني احلاجات اليت

.جيب أن تشبعها و احلد األقصى للنفقات املقررة سابقات اليت تكون فيها اإلدارة ليس من صاحلها أو ليس بإمكاا أن حتدد اخلطوط العريضة جيب اللجوء إليها يف مجيع احلاال

.للمفهوم التقين أو اجلمايل للعمل أو اخلدمة : التراضي و احلاالت األخرى : ـ ثانيا

ن دعوة شكلية و هو إجراء يسمح لإلدارة بالقيام مبفاوضات مع املؤسسات أو املمولني الذين ختتارهم دو : التراضي ـ01 : الذي ختتاره ، و هذا اإلجراء استثنائي و ميكن أن يأخذ أحد الصورتني حللمنافسة ، و منح العقد بكل حرية للمترش

إجراء ملنح العقد ملتعاقد ، دون الوضع رهن أية منافسة ، و ميزته أنه سريع و يسمح باقتصاد تكاليف : التراضي البسيط-أ على أنه قاعدة استثنائية ال ميكن اعتمادها إال يف احلاالت الواردة 21و قد نصت الفقرة األخرية من املادة منافسة المربر هلا ،

وهي ، 37يف املادة عندما ال ميكن تنفيذ اخلدمات إال على يد متعامل وحيد حيتل وضعية احتكارية ، أو ينفرد بامتالك الطريقة التكنولوجية اليت -

.اختارا اإلدارة

23

Page 24: العقود الادارية في التشريع الجزائري

يف حاالت االستعجال امللح املربر خبطر داهم يتعرض له ملك أو استثمار ، قد جتسد يف امليدان و ال يسعه التكيف مع آجال _ املناقصة ، بشرط أنه مل يكن يف وسع اإلدارة التنبؤ بالظروف املسببة حلاالت االستعجال ، و أن ال تكون نتيجة ممارسات

.احتيالية من طرفها .وين مستعجل خمصص لضمان سري االقتصاد أو توفري حاجات السكان األساسية يف حالة مت- عندما يتعلق األمر مبشروع ذو أولوية و ذي أمهية وطنية ، و يف هذه احلالة خيضع اللجوء إىل هذا النوع االستثنائي إلبرام -

.الصفقات للموافقة املسبقة لس الوزراءإبرام العقد اإلداري بعد استشارة حمدودة بسيطة بالوسائل املكتوبة الكافية و املناسبة يسمح ب : التراضي بعد االستشارة -ب

دون أي شكلية أخرى ، و ال تستشار إال املؤسسات املؤهلة و املعتمدة و اليت تستجيب لشروط حتقيق هذه الصفقة ، بادئ الشفافية و املساواة و فتح باب التعسف ، و تتميز هذه الطريقة حبرية املفاوضة ، لكنها حتمل بذور خطر تعطيل م

: و هي 38و لذلك ال ميكن اللجوء إليها إال يف احلالتني املذكورتني حصرا يف املادة . عندما يتضح أن الدعوة إىل املنافسة غري جمدية-إىل مناقصة ، و حتدد بقرار مشترك يف حالة صفقات الدراسات و اللوازم و اخلدمات اخلاصة اليت ال تستلزم طبيعتها اللجوء -

.)1(بني الوزير املكلف باملالية و الوزير املعين : احلاالت األخرى -02 املعدل لتنظيم الصفقات العمومية أنه عندما تقل قيمة عقود اخلدمات 301 . 03نص املرسوم الرئاسي : الطلبية -أ

ماليني دج ، جيوز أن 04و كذا عقود الدراسات عندما ال تتجاوز قيمتها ماليني دج ، 06و األشغال و التوريد عن مبلغ .يتم العقد بناء على مذكرات أو فاتورات

. غري أن غياب الشكلية ال يعين غياب املنافسة ، و هلذا على اإلدارة أن تدرس السوق و تطلب األسعار من عدة ممولنيتكون جائزة إال إذا اتضح خالل نفس السنة املالية أو من أجل اعتمادات سنوية كما أن الشراء و األشغال مبوجب فاتورة ال

موجهة لعملية االستثمار املخطط نفسها ،أن اخلدمات اليت هي من نفس الطبيعة و املطلوبة من نفس املمون أو املنفذة من .طرف نفس املؤسسة ال يفوق سعرها سقف اإلبرام

لبات خلدمات يفوق مبلغها سقف اإلبرام فإنه جيب إبرام صفقة تدرج فيها الطلبات املنفذة أما إذا حتتم القيام بعدة طمسبقا و تعرض على اهليئة اخلارجية للرقابة ، و مع ذلك جيب أن يكون اللجوء إىل إمكانيات التسوية و الضبط املقررة يف املادة

فقة حتديدا دقيقا و تربيرا كافيا لألسباب اليت أدت إىل جتاوز من املرسوم استثنائيا ، و جيب أن يتضمن تقرير تقدمي الص05 . سقف اإلبرام

و إذا تعلق األمر بصفقة جمزأة إىل أقسام ، فإن احلد األقصى للطلب أو قيمة األشياء جمتمعة هي اليت تؤخذ بعني االعتبار . ما قل عن ذلك يربم باتفاق أو فاتورةو . لتحديد سقف اإلبرام ، و ال يسمح بتقسيم صفقة متجانسة

ومع ذلك فرض على بعض املؤسسات تطبيق قانون الصفقات ولو كان الطلب ال يتجاوز سقف اإلبرام ، يف حالة املؤسسات اإلدارية ، و ذات الطابع الصناعي و التجاري ، و املرافق الالمركزية لإلسكان و التعمري ، و هذا طبقا للتعليمة

.22/12/1997 الصادرة بتاريخ 501لوزارية رقم ا

، ال يكون اللجوء إلى اإلشهار الصحفي الزما في حالة التراضي بشكليه 39نالحظ بمفهوم المخالفة لنص المادة (1)

24

Page 25: العقود الادارية في التشريع الجزائري

عقد مكتوب يتم إبرامه مع مؤسسة أو ممول حمدد لتنفيذ اخلدمات اليت ال تفوق قيمتها سقف اإلبرام ، : االتفاق-بات ، و يهدف خصوصا إىل حتديد حمتوى اخلدمة و كيفيات و آجال التنفيذ ، األسعار و شروط التسوية ، طبيعة الضمان

.حقوق و التزامات الطرفني ، أي بند تراه اإلدارة مفيدا هي خدمات منفذة مبوجب وصل بسيط أو رسالة طلب ، : اإلقتناءات أو األشغال مبوجب فاتورة -ج

بعد دراسة السوق يودع طلب لدى ممول أو مؤسسة دون أي شكلية أخرى ، يستند االلتزام على وصل الطلب إن الفاتورة اليت حتمل دليال على حسن تنفيذ اخلدمات : "414 . 92 من املرسوم التنفيذي 07تورة شكلية ، املادة و فا

، ميزة هذا اإلجراء أنه سريع ، و لكنه ال مينح أية ضمانة ميكن استعماهلا يف " تشكل الوسيلة الوحيدة اليت متنح احلق يف الدفع . الصفقات و ال دفتر الشروط اإلدارية العامة يقبالن التنفيذحالة سوء تنفيذ اخلدمة ، فال تنظيم

:إجراءات إبرام العقود اإلدارية : ـ الفرع الثاين

تعرب عن مظهر اإلذعان ، لذلك جيب إعدادها بعناية ، و إخضاعها للرقابة ، و تنجز قبل : ـ أوالـ إعداد دفاتر الشروطي البسيط لتعريف املترشحني بطبيعة و حمتوى اخلدمة ، و مكان التركيب أو التسليم أي دعوة للمنافسة ،و حىت يف حالة التراض

و هي حتدد عند احلاجة االختيارات و املقاييس اليت سوف تستعمل ملعرفة مدى مطابقة . ، و مقتضيات الضمان أو الصيانةادها وفقا للمقاييس الدولية املعروفة بشكل املنتوج الذي سيستلم أو األعمال اليت ستنجز ، أما خمططات التنفيذ فيجب إعد

.واضح و طبقا للمواصفات التقنية يف حني أن الشروط العامة جيب أن حتدد التزامات املتعامل و أحكام الكفالة ، و التعويضات و التأمينات و الغرامات

: تتنوع هذه الدفاتر اىل ثالثة أنواع و عليه. و الفسخ و التسبيقات ، و كيفيات الدفع بالنسبة للخدمة املنجزة ، ويشكل وثيقة أساسية تنظم العالقات املترابطة يف 1964 نوفمرب 21 صدر يف : ـ دفتر الشروط اإلدارية العامة 01

، و رغم .و ال يوجد يف التشريع اجلزائري سوى هذا الدفتر الوحيد املطبق على صفقات األشغال فقط. إطار العقد اإلداري املشرع وعد بتعديله و استحداث دفتر لصفقات اخلدمات و الدراسات و اللوازم ، إال أن ذلك مل يتحقق أن

لقد جتاوز الزمن هذا الدفتر يف الكثري من أحكامه فضال عن كونه يفتقد إىل األساس القانوين ألنه مل يتخذ تطبيقا لنص .جزائري

و هو وثيقة أساسية حتدد الشروط اإلدارية اخلاصة بكل عقد ، و انطالقا من ):CPS(ـ دفتر التعليمات اخلاصة 0 2 مبدأ أن اخلاص يقيد العام ، ميكن هلذا الدفتر أن يضع استثناءات على القواعد العامة اليت يتضمنها دفتر الشروط اإلدارية العامة

. من هذا األخري ضمنيا30، و هذا ما قررته املادة و هو حيدد األحكام التقنية املطبقة على كل العقود املتعلقة بالنوع نفسه ، و :)CPC( ـ دفتر التعليمات املشتركة 03

يتم املصادقة عليه بقرار من الوزير املعين ، و يف غياب القرار تكون الشروط املعنية يف ملحق تقين لدفتر التعليمات اخلاصة يبني .كالوثائق البيانيةالكشف الوصفي و نقطة احلساب

من تنظيم الصفقات العمومية خضوع املشاريع للرأي املسبق للجنة 118 تشترط املادة :اخلضوع لرقابة اللجنة : ـ ثانيا

الصفقات املختصة قبل الشروع يف اإلعالن عن املناقصة ، و املقصود هو دفتر الشروط اخلاصة ، حيث يودع لدى اللجنة اليت

25

Page 26: العقود الادارية في التشريع الجزائري

يوم من اإليداع و التأشري عليه بالقبول أو الرفض و يعترب فوات األجل قرينة على املصادقة ، و هذا 15الل تقوم بدراسته خ .للتأكد من مطابقتها للقوانني و التنظيمات

كما تقوم اللجنة الوطنية للصفقات بفحص الشروط اإلدارية العامة ، و دفتر التعليمات املشتركة قبل أن تتم املصادقة . يها بقرار وزاري مشترك بالنسبة لألوىل ، و بقرار من الوزير املعين بالنسبة للثانيةعل

إعالن الصفقة يف اجلريدة الرمسية لصفقات املتعامل العمومي ، و على األقل يف 43أوجبت املادة :إعالن الصفقة : ـ ثالثا للغة الوطنية و بلغة أجنبية واحدة على األقل ، و جيب جريدتني وطنيتني ذات توزيع واسع ، و على أن حيرر اإلعالن با

أن حتتوي اإلعالنات العنوان التجاري ، عنوان اإلدارة ، و كيفية املناقصة أو املزايدة و موضوع العقد و الوثائق املطلوبة ، و .تر خمتومتاريخ آخر أجل لإليداع و مكانه ، و إلزامية الكفالة عند االقتضاء ، و التقدمي يف دف

و ميكن لإلدارة نشر إعالن بتمديد أجل إيداع العروض ، على أن يدرج اإلعالن قبل انقضاء األجل احملدد إليداع العروض و على أن يبلغ لعلم املتعهدين بأي وسيلة

، الشروط العامة و اخلاصة ، التعليمات املوجهة حيتوي امللف على إعالن الصفقة :)1(ملف العقد أو الصفقة: رابعا ـ

للمتعهدين ، املواصفات و املقاييس ، اجلداول املرتبة للخانات و القيم ، قائمة اخلدمات املرفوقة بأسعارها الوحدوية ، التقنية ،الوصف الدقيق ملوضوع العقد و الصفقات التقنية ، و الشروط االقتصادية و .خمططات التنفيذ ، مشروع الصفقة

،.،املعلومات أو الوثائق التكميلية ، اللغة أو اللغات الواجب استعماهلا يف تقدمي التعهد.و الضمانات املالية .كيفيات التسديد و كل الكيفيات األخرى ة الشروط اليت حتددها اإلدارة _ .يق لإلدارة املتعاقدةآجال صالحية العروض و آخر اآلجال و العنوان الدق_ شهادات التأهيل والترتيب ، االعتمادات، املراجع املهنية ، القوانني (الوثائق اليت ختص تأهيل املتعاقد يف امليدان املعين _

األساسية ، ، السجالت التجارية ، املراجع املصرفية ، الشهادات اجلبائية ، شهادات الضمان االجتماعي ، صحيفة السوابق ...)ية للشخص الطبيعي و ملدير الشخص املعنوي ، إال إذا كان الشخص املعنوي غري مقيم باجلزائرالعدل

تقدم العروض يف اآلجال احملددة هلا ، على أن تكون مصحوبة برسالة تعهد ، و تصريح :تقدمي العروض : ـ خامسا

من سعر التعهد و ترد للمتعهد الذي مل يقبل %1ن باكتتاب ، و كفالة التعهد اخلاصة بصفقات األشغال ال ميكن أن تقل ع . يوما من نشر إعالن املنح املؤقت ، على أن ترد للمتعهد املقبول بعد إمضاء الصفقة35بعد

. و بعد ذلك يتم فحص الطرود من طرف جلنتني ، جلنة فتح األظرفة و جلنة تقييم العروض

اختيار املتعامل و وزن كل منهما مذكور إجباريا يف دفتر الشروط و جيب أن تكون معايري: )2(اختيار املتعامل: ـ سادسا يستند االختيار على اخلصوص على األصل اجلزائري أو األجنيب للمنتوج ، الضمانات التقنية و املالية ، السعر و النوعية

301.03 المتضمن تنظيم الصفقات العمومية المعدل بالمرسوم الرئاسي 250.02 من المرسوم الرئاسي 50المادة (1)

من نفس المرسوم 46ادة الم (2)

26

Page 27: العقود الادارية في التشريع الجزائري

، شروط التمويل )3(د املعاجلة ثانويا يف السوق اجلزائريةو آجال التنفيذ ، التكامل مع االقتصاد الوطين و أمهية احلصص أو املوا، و ميكن ) اخلدمة بعد البيع و الصيانة و التكوين(اليت متنحها املؤسسة األجنبية و الضمانات التجارية و شروط دعم املنتوجات

.أن تأخذ اعتبارات أخرى يف احلسابات بشرط أن تكون مدرجة يف دفتر شروط العقد للمنتوج ذي أصل جزائري يف مجيع أنواع الصفقات ، على أن حيدد ملف املناقصة %15مش أفضلية ال يتجاوز منح ها

كيفية تقييم و مقارنة العروض لتطبيق هذه األفضلية ، و حيدد قرار وزاري مشترك بني وزير املالية و وزير التجارة كيفيات .)1(تطبيق هذه املادة

يتم ذلك يف نفس اجلرائد اليت نشر ا إعالن الصفقة مع حتديد السعر و آجال اإلجناز ، :قت إعالن املنح املؤ: ـ سابعا و إعالم العارضني بنتيجة العروض ، لتمكينهم من االحتجاج ضد قرار املنح لدى جلنة الصفقات ، و بذلك مينع على اإلدارة

.عد املنح املؤقتالتفاوض مع املتعهدين بعد فتح العروض و أثناء تقييمها و ب

و تتضمن التعريف الدقيق باألطراف و هوية األشخاص املؤهلني إلمضاء الصفقة و موضوعها :بيانات الصفقات : ـ ثامنا حمدد حتديدا دقيقا ، و املبلغ بالدينار اجلزائري و العملة الصعبة ، و شروط التسديد و آجال التنفيذ ، و بنك حمل الوفاء ،

لفسخ ، و اإلشارة إىل دفاتر األعباء العامة و دفاتر التعليمات املشتركة و البنود املتعلقة مبراجعة السعر ، و الرهن ، و شروط او نسب العقوبات املالية ، و كيفيات تطبيق القوة القاهرة ، و شروط دخول الصفقة حيز التنفيذ ، القانون املطبق و تسوية

.اخلالفاتيدفع أجر املتعامل بالسعر اإلمجايل و اجلزايف ، أو بناء على قائمة سعر الوحدة ، أو بناء على : فقة أسعار الص: ـ تاسعا

. النفقات املراقبة ، و بسعر خمتلط ، و ميكن أن يكون السعر ثابتا أو قابال للمراجعة أو قابال للتحيني .)2(إمكانية رفعه باملراجعة أو التحيني و دعى املرسوم اإلدارة إىل تفضيل السعر اجلزايف الذي ال يتيح

يدفع بانتظام أو بالتوازي مع الكميات املنفذة و املعاينة ، و يطبق سعر وحدوي للسلسلة أو القائمة املعدلة :سعر الوحدة _ .إن اقتضى األمر تطبيق بنود تغيري السعر

... يتعلق األمر باليد العاملة و املردود و العتاد يدفع فيها مقابل األشغال حسب نفقات فعلية و:النفقات املراقبة _ يستعمل خاصة يف جمال البناءات التحتية ، و يستوجب دفع كشف قيمي تقديري و خمططات :السعر اإلمجايل اجلزايف_

.للموافقة ، يقدمها املتعاقد تفصيال للسعراليا و جزافيا بالنسبة للبناءات الفوقية ، و وحدويا باملتر بالنسبة للبناءات التحتية و عليه فهو يكون إمج : السعر املختلط_

و تتم التسوية املالية بدفع .يكون يف الصفقة اليت تكون فيها أجزاء اخلدمة مدفوعة األجر بواحدة أو أكثر من األشكال األخرىوال ميكن أن يتجاوز املبلغ اجلامع بني التسبيق اجلزايف . رصيد احلساب التسبيقات أو الدفع على احلساب و بالتسويات على

من املبلغ اإلمجايل للصفقة ، و تتم التسبيقات حسب وترية %50و التسبيقات على التموين يف أي وقت من األوقات نسبة

.و هذا لدعم المؤسسات الصغرى و المتوسطة و دفعها نحو الحداثة و العولمة و مساعدتها على مكافحة البطالة (3)

تجارة ، لم يصدر ذلك القرار و ربما آان ذلك أمرا مقصودا ألن قانون الصفقات استمد مبادئه من قانون النموذج للجنة األمم المتحدة لقانون ال (1)

و نالحظ أن النص الفرنسي أآثر ضمانا لموضوعية و عدالة السلطة التقديرية المشروطة لإلدارة ، في االعتماد على معايير اختيار لم يذآرها .المرسوم و هي معايير مفصلة في دفتر الشروط

ألسعار إال على الفترة التي تتراوح بين تاريخ أخر أجل لصالحية العرض ال يمكن تطبيق تحيين ا: " الفقرة الثالثة آما يلي54يحبذ تعديل المادة (2)

".، و تاريخ تبليغ األمر بالشروع في الخدمات53أو أخر أجل لصالحية السعر، حسب الحاالت المذآورة في المادة

27

Page 28: العقود الادارية في التشريع الجزائري

نه جيب أن ينتهي تسديد التسبيقات إذا حتدد تعاقديا خبصم من املبالغ اليت يستحقها حائز الصفقة ، و مهما يكن من أمر ، فإ . من مبلغ الصفقة%80بلغ جمموع املبالغ املدفوعة نسبة

يكون الدفع على احلساب شهريا و قد يكون على فترة أطول ، و تستهدف التسوية على رصيد احلساب املؤقت دفع املبالغ و يترتب على تسوية رصيد احلساب النهائي . ها من االقتطاعاتاملستحقة للمتعاقد بعنوان التنفيذ العادي للخدمات املتعاقد علي

.رد اقتطاع الضمان و شطب الكفاالت على أنه جيب على اإلدارة أن حترص على إجياد الضمانات الضرورية و هي 80 نصت املادة : الضمانات -ـ عاشرا

ات املناسبة حلسن التنفيذ و منها الضمانات اليت حتصل الضمانات ذات الطابع احلكومي اليت م املؤسسات األجنبية ، و الضمانعليها املصلحة املتعاقدة السيما يف امليدان املايل ، و حيضى باألسبقية يف اختيار املتعاقدين األجانب من يقدم منهم أوسع

، 63وص عليها يف املادة و يتعني على املتعامل أن يقدم كفالة حسن التنفيذ زيادة على كفالة رد التسبيقات املنص. ضمانات .باستثناء بعض صفقات الدراسات و اخلدمات اليت حتدد قائمتها بقرار وزاري مشترك بني وزير املالية و الوزير املعين أنه يف 86 و ميكن لإلدارة أن تعفي املتعاقد من كفالة حسن التنفيذ إذا مل يتعد أجل الصفقة ثالثة أشهر ، و تقضي املادة

الصفقة على أجل الضمان تتحول كفالة حسن التنفيذ عند التسليم املؤقت إىل كفالة ضمان ، كما ميكن تعويض حالة نصكفالة حسن التنفيذ باقتطاعات حسن التنفيذ يف ما خيص صفقات الدراسات و اخلدمات ، عندما تنص شروط املناقصة على

.ذلك من مبلغ الصفقة حسب طبيعة و أمهية اخلدمات الواجب تنفيذها ، ةئ باملا10 و 05 حيدد مبلغ كفالة حسن التنفيذ بني

.و تسترجع الكفالة أو االقتطاعات يف مدة شهر من تاريخ التسليم النهائي للصفقة . على أن الصفقات قابلة للرهن احليازي حسب الشروط املنصوص عليها يف ذات القانون 97 نصت املادة

28

Page 29: العقود الادارية في التشريع الجزائري

آثار العقود اإلدارية: : ـ املطلب الثاين

:ـ الفرع األول سلطات اإلدارة املتعاقدة

و هي وسائل قانونية متتلكها اإلدارة يف مرحلة تنفيذ العقد و اليت من شأا أن جتعل ذلك العقد حمققا للغرض الذي أبرم من تقل أو بصورة جمتمعة ما مل تكن هناك عقبات مادية يف إمكانية أجله ، و هلا أن متارسها كال أو على انفراد و على حنو مس

: ، على أن ال تتعسف يف استعمال هذه القدرة القانونية اجتاه املتعاقد معها ، و هذه السلطات تتمثل فيما يلي . اجلمع

من تنظيم الصفقات 103املادة و جتد أساسها القانوين يف التشريع اجلزائري خاصة يف :سلطة املراقبة و التوجيه : ـ أوال العمومية ، و مفادها للمصلحة املتعاقدة أن تشرف على تنفيذ العقد فتراقب املتعاقد بغية التحقق من أن ذلك التنفيذ يتم وفقا

: للشروط احملددة بالعقد ، و تتخذ سلطة املراقبة من جانب اإلدارة صورتان التنفيذ و إلزام املتعاقد مبراعاة شروط العقد وهو مبدأ عام سواء نص عليه العقد أم االكتفاء باملراقبة و اإلشراف على مراحل-

.مل ينص قيام اإلدارة بتوجيه أعمال التنفيذ و اختيار طريقة التنفيذ اليت تراها مناسبة و هو مبدأ عام يف عقود األشغال العمومية و لو مل -

ود التوريد إال إذا نص عليه العقد فهو إذا ليس مقررا كمبدأ عام يف مجيع ينص عليه العقد ، لكنه ال يتقرر لإلدارة يف عق .العقود

و تتم الرقابة بالتفتيش على العمل و الزيارة و طلب البيانات و اإلحصاءات و فحص طبيعة العمل، كما تتم الرقابة بالطريقة و حق الرقابة و إن كان مبدأ عام ال جيوز . عن العقد حسب األصولاملالية للتحقق من أن املتعاقد قد نفذ التزاماته املالية النامجة

االتفاق على خمالفته ، إال أنه ليس مطلقا بل حتده اعتبارات لضمان عدم التعسف و االحنراف يف استعمال السلطة ، و ضمان .مباشرعدم التدخل يف األعمال الداخلية للمرفق ، و إال انقلب العقد اإلداري إىل أسلوب استغالل

و تأخذ سلطة املراقبة هذه مداها يف عقود األشغال العامة من خالل ما تتمتع به اإلدارة جتاه املقاول من إصدار أوامر عمل ، و اليت تأخذ طريقها للتنفيذ بصورة مباشرة ، و ما على املقاول إال االستجابة هلا مع حقه يف الطعن ضدها أمام القضاء بعد

. دعوى بوقف تنفيذهاتنفيذها أو إقامة

29

Page 30: العقود الادارية في التشريع الجزائري

إن اجلهات اليت تقوم باملراقبة على تنفيذ العقود اإلدارية يف التشريع اجلزائري عديدة ، فقد تكون الوزير يف عقود الدولة ، .و الوايل يف عقود الوالية ، و رئيس البلدية يف عقود البلدية ، و مدير املؤسسة يف عقودها

لإلدارة سلطة توقيع اجلزاءات على املتعاقد معها ، إذا ما قصر يف تنفيذ التزاماته بأي وجه :سلطة توقيع اجلزاءات: ـ ثانيا من الوجوه ، سواء كان باالمتناع عن تنفيذ العقد ، أو بتأخره يف التنفيذ ، أو بالتنفيذ غري املرضي ، أو التنفيذ على أوجه سيئة

ة ، و هلا يف كل هذه احلاالت احلق يف توقيعها على املتعاقد ، و هي اليت ، أو بإحالل غريه يف التنفيذ دون موافقة اإلدارال يألفها األفراد يف عقود القانون اخلاص ، بل من غري اجلائز أن ترد فيها و ال تقررها إال السلطة القضائية ، و ملا كان املبدأ

ة يضاف إليه مبدأ استمرارية املرفق العام ، و عليه فإن شدة اجلزاءات العام يف تنفيذ العقود هو حسن النية فإنه يف العقود اإلدارياملقررة تربرها غاية الوصول إىل تنفيذ االلتزام الضروري لسري املرفق العام فحسب ، و تنقسم هذه اجلزاءات إىل نوعان من

. املصلحة العامة حيث مصدرها و إىل عدة أنواع من حث موضوعها ، فهي قد تكون جزاءات عقدية تستلزمها ، حيث قضى أن نصوص العقد حتدد 1907 و قد تبىن جملس الدولة الفرنسي هذا املوقف يف أول حكم صادر له سنة

التزامات كل طرف ، و ملا كان اإلخالل بتلك االلتزامات جيب أن يترتب عليه توقيع جزاء ، فإذا مل ينص العقد على جزاء . ت تتناسب و مدى اإلخالل بنصوص العقدجاز للقاضي أن حيكم جبزاءا

و هذه السلطة تتمتع ا اإلدارة دون حاجة للنص عليها يف العقد ، إال أن اإلدارة يف استعماهلا مقيدة بشروط منها ضرورة ن متتد إىل إعذار املتعاقد معها ، و خاضعة لرقابة القضاء ، و هي رقابة واسعة جدا ألا ال تقتصر على رقابة املشروعية و لك

.مدى مالئمة هذه اجلزاءات للتقصري املتسبب فيه املتعاقد و تستطيع اإلدارة توقيع هذه اجلزاءات دون حاجة ألن تثبت أنه أصاا ضرر ، و يغين ذلك اإلدارة عن نظام التهديدات

: املالية ، و تتخذ هذه اجلزاءات املالية الصور التالية أنه ليس من اجلزاءات اإلدارية ، ألنه جمرد تطبيق للقواعد العامة يف القانون اخلاص ، إال أن يرى البعض: التعويض -01

سلطة اإلدارة مالحظة فيه ، و ذلك بالتنفيذ املباشر يف اقتضاء حقوقها على أال تتعسف ، و أن تقرره بإنصاف ، و يبقى . اري الذي له احلق يف إعادة التقديرللمتعاقد احلق يف الطعن يف التقدير التعويض أمام القضاء اإلد

و هو تعويض جزائي ، دون أن تلتزم اإلدارة بإثبات الضرر ، ألنه مفترض دائما على جمرد التأخري و : الغرامة التأخريية _02 .ه احلال يف القانون املدينهلا أن تفرض الغرامة دون حاجة لتوجيه إنذار على خالف ما هو علي

من تنظيم الصفقات العمومية اليت نصت على أن الغرامات املالية التعاقدية 78 لقد تطرق املشرع إىل هذا اجلزاء يف املادة ، مبوجب بنود الصفقة ، من الدفعات اليت تتم حسب الشروط و الكيفيات املنصوص عليها يف العقد)1(املطبقة على املتعاقدين

و لإلدارة إذا ما ارتأت أن املتعاقد مل يتسبب يف التأخري ، أو أا سلمت له أوامر بتوقيف األشغال و باستئنافها أن تعفيه بقرار من دفع الغرامات املالية بسبب التأخري على مسؤوليتها ، و كذلك األمر بالنسبة للقوة القاهرة ، و يف كلتا احلالتني يترتب على

.ء حترير شهادة إداريةذلك اإلعفا نالحظ أن القضاء اإلداري يقرر غرامات التأخري استنادا إىل القواعد العامة ، إذ جاء يف قرار للغرفة اإلدارية للمحكمة

من املقرر قانونا أن غرامات التأخري تطبق عند عدم تكملة األشغال يف اآلجال ، على أساس مواجهة بسيطة بني : ")2(العليا ..." انقضاء األجل املتعاقد عليه و تاريخ االستالم تاريخ

.ية و آيفيات تحديدها من قانون تنظيم الصفقات العمومية قد حددت نسب العقوبات المال50يجدر الذآر أن المادة (1)

133 ، ص 56145 ، العدد األول ، ملف رقم 1991المجلة القضائية لسنة (2)

30

Page 31: العقود الادارية في التشريع الجزائري

من التنظيم املذكور أعاله ، و قد 88 إىل 80و هي الضمانات املنصوص عليها يف املواد من :ـ مصادرة الضمانات 0 3 . على أنه يتعني على املتعاقد أن يقدم كفالة حسن تنفيذ الصفقة زيادة على كفالة رد التسبيقات84نصت املادة

ميكن القول أن هذه الضمانات املالية حيق لإلدارة مصادرا يف حالة عدم تنفيذ املتعاقد 88 و مبفهوم املخالفة لنص املادة كليا يف 86 أو االقتطاعات املذكورة يف املادة 84اللتزاماته ، ألا نصت على أن تسترجع الكفالة املنصوص عليها يف املادة

.ن تاريخ التسليم النهائي للصفقةمدة شهر واحد ابتداءا م

و هي أكثر اجلزاءات خطورة ، و تتنوع حسب نوعية العقد ، فمثال يف عقد االمتياز تستطيع :سلطة احللول : ـ ثالثا اإلدارة أن تعلن حالة عجز أو حالة حجر ، أي أن تتوىل اإلدارة بنفسها إدارة املرفق العام أو أن تكلف جهة أخرى بإدارته

حتل حمل املتعامل و تستخدم العاملني و املعدات و الوسائل لتنفيذ العقد ، السيما يف عقود االمتياز ، أما يف عقود حيث األشغال العامة ففي بعض األحيان تتصرف اإلدارة بدال عن املتعاقد العاجز و يتعرض إىل عقوبة أشد خطورة حيث تعيد

به ، و بالتايل تتجه إىل متعاقد آخر و تدفع له السعر املتفق عليه يف العقد اإلدارة املناقصة إىل املزاد العلين على حسا من دفتر الشروط اإلدارية العامة 35األصلي ، أما الفارق إن وجد ، فيلتزم به املتعاقد العاجز ، و هذا ما نصت عليه املادة

.املطبق على عقود األشغالقد يف عقود التوريد بعد أن متهله و ختطره بإمهاله يف تنفيذ التزاماته مع توقيع غرامة كما لإلدارة أن تشتري على حساب املتعا

إذا اقتضى األمر ذلك ، أما ما ينتج عن زيادة الثمن و املصاريف ، و ما يستحق على املتعاقد املقصر عن مدة التأخري ، فيخصم مبلغ آخر يكون مستحقا للمتعاقد لديها أو لدى أي جهة أخرى من مبلغ التأمني املودع ابتداءا لدى اجلهة اإلدارية أو من أي

، أما إذا كان سعر الشراء ألي صنف من األصناف املتعهد ا يقل عن السعر الذي كان يصرح به املتعاقد األول فال حيق له .املطالبة بالفرق بينهما

ي أو اجلزئي للمرفق ، و يكون ذلك يف عقود االمتياز و ميكن لإلدارة وضع املشروع حتت احلراسة ، يف حالة التوقف الكلحىت دون وجود خطأ من جانب امللتزم ، كأن يكون التوقف راجعا إىل قوة قاهرة ، و هنا ترفع يد امللتزم مؤقتا عن إدارة

إىل حارس مؤقت املشروع ، و ال يؤدي ذلك إىل إسقاط حقوقه ، و هلا أن تدير املشروع بنفسها أو أن تعهد بتلك اإلدارة ختتاره ، و إذا فرضت احلراسة كجزاء على تقصري املتعاقد فإن حراسة املشروع تكون على حسابه و حتت مسؤوليته ، و تعترب

.سلطة اإلدارة يف وضع املشروع حتت احلراسة من النظام العام

ع العقود ، و هو املنصوص عليه يف املادة و هو من أخطر اجلزاءات املوقعة و يتم على مجيع أنوا: سلطة الفسخ : ـ رابعا من التنظيم املذكور أعاله ، و هكذا تستعمله اإلدارة يف احلالة اليت ال ينفذ فيها املتعاقد التزامه بسوء تصرفه ، بعد توجيه 99

إذا مل يتدارك ذلك إعذار له حيدد وزير املالية البيانات الواجب إدراجها فيه ، و كذا آجال نشره يف شكل إعالن قانوين ، والتقصري يف األجل احملدد ميكن لإلدارة فسخ العقد بقرارها الذي ال ميكن االعتراض عليه عند تطبيقها للبنود التعاقدية للضمان ، و املالحقات الرامية إىل تصليح الضرر الذي حلقها بسبب سوء تصرف املتعاقد معها ، هذه اإلجراءات تلجأ هلا اإلدارة يف

.الصفقة فحسب ، أما يف غريها فتفسخ العقد مباشرة بعد اإلعذارحالة

31

Page 32: العقود الادارية في التشريع الجزائري

تعترب هذه السلطة واحدة من أهم املميزات اليت تستأثر ا اإلدارة ، بل أا تعترب من الشروط غري :سلطة التعديل : ـ خامسا إن ذلك يعد قرينة واضحة على خصوصية ، و مهما يكن من أمر ف)1(املألوفة يف القانون اخلاص و لو وردت يف عقد منه ألبطلته

العقد إداري ، و تنصب سلطة التعديل على االلتزامات املنصوص عليها يف العقد ، إضافة إىل عنصر أو أكثر من العناصر يل يف ، التعديل يف كمية األعمال و األشياء حمل العقد ، التعديل يف وسائل و طرق التنفيذ املتفق عليها ، التعد)2(األخرى منها

.مدة تنفيذ العقد و ختتلف هذه السلطة عن الفسخ بسبب إخالل املتعاقد بالتزامه إخالال جسيما ، ألن اإلدارة املتعاقدة و بدون خطأ من طرف املتعاقد معها هلا سلطة يف إاء العقد اإلداري ، مىت اقتضت املصلحة العامة ذلك ، و أساسها القانوين هو مقتضيات سري

. العامة ، غري أنه للمتعاقد احلق يف املطالبة بالتعويض الكامل ملا أصابه من أضرار نتيجة اإلاء التقديرياملرافق

: حقوق و التزامات املتعاقد مع اإلدارة: الفرع الثاين

:حقوق املتعاقد مع اإلدارة : ـ أوال

د ، و يكون يف أشكال متعددة مثل الرسم يف عقود االمتياز و هو احلق األساسي للمتعاق :)1( احلصول على املقابل املايل-01

و عادة ما خيضع لقاعدة الدفع بعد . ، املرتب الشهري يف حالة إجيار األشخاص ، أو الثمن أو املقابل يف أغلب العقود اإلدارية من العمل املطلوب ، أداء اخلدمة ، و قد يكون إمجاليا أو على شكل أقساط ، و يتم دفع كل قسط بعد إجناز مرحلة

و بالنسبة للعقود اهلامة اليت حتتاج إىل رؤوس أموال كبرية تتبع اإلدارة طريقة التسبيقات على أن تسحب هذه املبالغ من الثمن و قد عرفت . املستحق يف النهاية ، كما ميكن أن يكون الدفع على احلساب و ميكن أن تكون التسوية على رصيد احلساب

: من قانون تنظيم الصفقات العمومية كل واحدة من هذه الكيفيات على النحو التايل62ملادة ا من %15 مبلغ يدفع قبل تنفيذ اخلدمة حمل العقد و دون مقابل مادي للتنفيذ ، و يكون جزافيا بقيمة أقصاها : ـ التسبيق

كورة إذا كان يترتب على رفض املصلحة املتعاقدة قواعد ، و ميكن أن يفوق النسبة املذ) 64املادة (السعر األويل للصفقة الدفع أو التمويل املقررة على الصعيد الدويل ، الضرر األكيد ذه املصلحة مبناسبة التفاوض على الصفقة ، ويف كل األحوال ال

شغال و اللوازم، حيازته عقود أو ميكن أن يكون التسبيق على التموين إىل جانب التسبيق اجلزايف إذا أثبت املتعاقد يف عقود األطلبات مؤكدة للمواد أو املنتوجات الضرورية لتنفيذ الصفقة ، و يف كل األحوال ال ميكن دفع التسبيقات اال بكفالة يصدرها

)2(.بنك جزائري أو بنك أجنيب يعتمده بنك جزائري .ي ملوضوع الصفقةدفع تقوم به املصلحة املتعاملة مقابل تنفيذ جزئ :ـ الدفع على احلساب

دفع مؤقت أو ائي للسعر املنصوص عليه يف الصفقة بعد التنفيذ الكامل و املرضي :ـ التسوية على رصيد احلساب ملوضوعها ،

الفقرة 107 من القانون المدني ، الذي يعتبر القاعدة العامة التي يرد عليها استثناء وحيد في المادة 106و هو المبدأ المنصوص عليه في المادة (1)

.بتعديل العقدالثانية و التي تسمح للقاضي

...ال يمكن تعديل العقد جذريا ، فمثال تحويل وحدة عسكرية إلى وحدة صناعية يجعل من غير المفيد استمرار عقد التوريد (2)

.386 ، 385األستاذ أحمد محيو ، المرجع السابق ، الصفحتين (1)

.ارة ، من االستعانة بها في حاالت العقود اإلدارية األخرىهذه األحكام تتعلق بالصفقات العمومية ، و ال يوجد ما يمنع اإلد (2)

32

Page 33: العقود الادارية في التشريع الجزائري

من املقرر قانونا أنه إذا أبرم : " أن املتعاقد يأخذ فقط املبالغ املتفق عليها ، حيث جاء يف قرارها )3( و قد قضت احملكمة العلياد بأجر جزايف على أساس التصميم املتفق عليه مع رب العمل ، فليس للمقاول أن يطالب بأية زيادة يف األجر و لو حدث عق

"يف هذا التصميم تعديال أو إضافةيرد هذا االحتمال يف العديد من احلاالت منها حدوث خطأ من جانب اإلدارة يرتب :ـ حق اقتضاء التعويضات 2

تلتزم اإلدارة بتعويضه حسب القواعد العامة ، كما قد يقوم املتعاقد بتنفيذ أعمال مل تطلبها اإلدارة و يثبت ضررا للمتعاقد وأن هذه األعمال الزمة حتما لتنفيذ العقد ، أو عندما تواجه صعوبات جيولوجية ،حيث قضى جملس الدولة الفرنسي بالتعويض

.فيها حىت ولو مل يكن قد اتفق بشأا مسبقا من تنظيم 77 من املادة 05 كما قد يكون التعويض مؤسسا على التأخري يف دفع مستحقات املتعاقد ، حيث نصت الفقرة

خيول عدم صرف الدفعات على احلساب يف أجل شهر أو شهرين حسب احلالة للمتعامل املتعاقد : "الصفقات العمومية على حمسوبة على أساس نسبة الفائدة املطبقة على القروض قصرية املدى ، كما و بدون أي إجراء احلق يف استالم فوائد التأخري

من هذه الفوائد على كل %02يترتب على عدم دفع كل الفوائد على التأخري أو جزء منها عند صرف الدفعات زيادة بنسبة ".شهر تأخري حتسب كامال يوما بيوم

إن فسخ العقد : "ق املتعامل يف التعويض حيث جاء يف إحدى قراراته لقد أخذ القضاء اإلداري يف مناسبات عديدة حبمن قبل اإلدارة ، حىت و لو حصل للمصلحة العامة ، يتضمن باملقابل حق املتعاقد يف التعويض الذي ينبغي أن يؤخذ يف االعتبار

. )1("كل الفوائد اليت كان سيحصل عليها فيما لو نفذ العقدباعتبار أن : "عليا يف مناسبة أخرى أن القاضي حيدد مقدار التعويض يف حالة عدم اتفاق الفرقاء عليه كما قضت احملكمة ال

هذا القرار اإلداري ال ميكن أن يشكل بصورة صحيحة ، عرضا بديال كالذي نص عليه القانون ، و هو العرض اخلاضع ، يف . )2(حالة عدم اتفاق الفرقاء ، ملراقبة القاضي

و منها احلق يف حتصيل الرسوم ، مثل دفع مبلغ من النقود مقابل استعمال :)3( بعض امتيازات السلطة العامةاحلق يفـ3 الطريق ، حق استخراج املواد األولية كاحلجارة و الرمل من امللكيات اخلاصة ، حق االحتالل املؤقت مللكيات خاصة من أجل

.، و عدم السماح لشخص آخر مبمارسة نفس النشاط يف نفس املنطقةالقيام باألشغال العامة ، احلق يف بعض القروض و قد قضت احملكمة العليا ذه االمتيازات ، إذ يف قضية رفعت هلا دعوى إلغاء قرار والئي مسح ملؤسسة خاصة مكلفة

ا ميكن أن يستأثر به بأشغال عامة باإلستالء على ملكية خاصة مؤقتا ، و قد رفض القاضي الدعوى معتربا أن امتيازا كهذ . )4(األشخاص العاملني حلساب اإلدارة

استقر القضاء الفرنسي على هذا احلق حىت يف حالة عدم النص عليه ، و لذلك فاملتعاقد : احلق يف إعادة التوازن املايل -0 4 . املخاطر اإلداريةيف محاية من املخاطر االقتصادية اليت يتعرض هلا أثناء تنفيذ العقد و هو كذلك يف محاية من

prince » « Le fait de و تسمى أيضا بنظرية فعل األمري، : نظرية املخاطر اإلدارية -أ

.21، العدد األول صفحة 1997، المجلة القضائية لسنة 144112 ملف رقم 18/06/1997 قرار المحكمة العليا الصادر بتاريخ (3) 264 ، ص 1967 ، حولية القضاء لسنة 08/11/1966قرار الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء الجزائر بتاريخ (1)

101 ، ص 02 ، العدد 1965 ، المجلة الجزائرية لسنة 02/04/1965قرار الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا الصادر بتاريخ ) 2( .395األستاذ أحمد محيو، المرجع السابق، صفحة ) 3( 254 ، ص 1965سنة ، حولية القضاء ل02/07/1965قرار الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا الصادر بتاريخ ) 4(

33

Page 34: العقود الادارية في التشريع الجزائري

و مضموا كل إجراء صادر عن السلطة العامة للدولة ، يؤدي إىل زيادة أعباء املتعاقد يف تنفيذ العقد مثل تعديل قوانني املالية ، لتجارة و العمال ، و اليت تنتج عنها الزيادة بشكل ثقيل يف أعباء املتعاقد ، الشيء الذي يربر تدخل أو قوانني االقتصاد و ا

.اإلدارة ملساعدته و مسامهتها يف تلك التكاليف اإلضافية : لكن جيب أن يتوفر شرط واحد على األقل من هذه الشروط التالية لكي تساهم اإلدارة يف إعادة التوازن املايل للعقد

أن تتخذ اإلدارة املتعاقدة إجراءات تؤدي بطريقة مباشرة إىل اإلخالل بالتوازن املايل للعقد و يف هذه احلالة جيب على _ . اإلدارة التعويض

د ، و لكنها تؤدي بطريقة غري مباشرة إىل اإلخالل أن تتخذ اإلدارة إجراءات ال تنصب مباشرة على موضوع العق _ و يف هذه احلالة جيب على اإلدارة التعويض مىت كانت هذه اإلجراءات مست موضوعا جوهريا روعي . بالتوازن املايل للعقد

عند التعاقد مثل أن ترفع اإلدارة املتعاقدة رسوما ملادة معينة يف موضوع العقد املربم بعد إبرامه مباشرةأن تصدر إجراءات من جهة غري اإلدارة املتعاقدة مثال ذلك صدور تشريعات عامة ذات صبغة اقتصادية أو عمالية ، _

حيث تؤثر على مركز املتعاقد مثل الزيادة يف الضرائب ، و الرسوم اجلمركية اليت تنعكس على األسعار و رفع األجور و ساعات العملقضائي اإلداري احلديث يف فرنسا يقصر تطبيق نظرية فعل األمري على اإلجراءات الصادرة من اجلهة اإلدارية إال أن االجتاه ال

و مقدار التعويض إذا حكم به القاضي بتوافر شروطه .اليت وقعت العقد ، سواء أثرت يف العقد مباشرة أو بطريقة غري مباشرة . من خسارةيكون تعويضا كامال أي ما فاته من كسب و ما حلقه

و من أمثلة إجتهادات قضاؤنا اإلداري يف هذا اال أن هناك عقد بني اإلدارة و مقاول لتوصيل األعمدة و اخلطوط و نص العقد على إمكانية حتويل وجهة األعمدة ملقتضيات األمن العام أو مصلحة الطرق ، إال أن بلدية فوكة . الكهربائية

، أرادت بناء مدرسة ، مما حتم على املقاول حتويل وجهة األعمدة ، و قد اعتربت الغرفة اإلدارية لعقدو هي ليست طرفا يف ا، .)1(أن ذلك مل يرد يف العقد و مل يكن متوقعا و اعتربته داخال يف فعل األمري ألن املدرسة مل يكن متوقعا بناؤها حلظة التعاقد

ة الظروف الطارئة ، و مصدر وجودها هو جملس الدولة الفرنسي ، و سبب و تسمى بنظري : نظرية املخاطر االقتصادية -بوجودها هو ضمان سري املرافق العامة ، و مفهومها إذا طرأت بعد التعاقد ظروف مل تكون متوقعة وقت التعاقد جعلت تنفيذ

سائر اإلضافية عن احلد املعقول اليت العقد مرهقا بالنسبة للمتعاقد ، فإن السلطة اإلدارية تكون ملزمة بالتعويض جزئيا عن اخلقد تكون ترتبت على هذه الظروف ، إال إذا رأت اإلدارة تعديل شروط العقد مبا خيفف عن املتعاقد وضع الظرف الطارئ

: تالية و يشترط يف التزام اإلدارة بالتعويض و إعادة توازن العقد الشروط ال. و ميكنه من االستمرار يف تنفيذ العقد دون إرهاقأن يكون الظرف غري متوقع مثل نشوب حرب ، أو أزمة اقتصادية خطرية و ال ميكن املطالبة بالتعويض إذا أصبح تنفيذ _

العقد باهظا نتيجة الرتفاع الرسوم الضريبية ألن ذلك احلدث ال يعترب غري متوقع و ال غري عادي ، و هذا ما قضت به احملكمة من املقرر قانونا أنه إذا طرأت حوادث استثنائية عامة مل يكن يف الواسع : ")2( يف قرارها الذي جاء فيهالعليا ، الغرفة اإلدارية

توقعها ، و ترتب على حدوثها أن تنفيذ االلتزام التعاقدي ، و إن مل يصبح مستحيال صار مرهقا للمدين ، حبيث يهدده خبسارة مصلحة الطرفني ، أن يرد االلتزام املرهق إىل احلد املعقول و يقع باطال كل فادحة ، جاز للقاضي تبعا للظروف و بعد مراعاة

11/12/1964قرار الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء الجزائر العاصمة الصادر بتاريخ (1)

99694 و ما بعدها ، ملف 217 ، العدد األول ، ص 1994المجلة القضائية لسنة (2)

34

Page 35: العقود الادارية في التشريع الجزائري

اتفاق على خالف ذلك ، و ملا ثبت أن السوق حمل العقد املربم بقي مغلقا بسبب مرض احلمى فإن ذلك يعد حادثا استثنائيا ".غري متوقع جيب األخذ به

. له عالقة فيجب أن يتحمل نتائج أخطاءه و سوء تصرفهأن يكون الظرف خارج عن إرادة املتعاقد ، فإن كانت _أن يؤدي الظرف إىل انقالب يف اقتصاديات العقد انقالبا جوهريا ألن جمرد ضياع الربح أو اخنفاضه ال يكفي بل جيب أن _

.يكون هناك عجز مستمر جسيم يتجاوز احلد الذي كان جيب أن يدخل يف تقديره وقت التعاقداألمر فإن املتعاقد ال يعفى من تنفيذ التزاماته ، و إمنا احلق يف احلصول على تعويض و ال يشمل كل األضرار بل و مهما كان

.)3(تتحمل اإلدارة جزء من اخلسارة و تدخل القوة القاهرة يف مفهوم الظرف الطارئ على أن يشترط فيها عدم التوقع و عدم إمكانية الدفع ، و يبدو أن جملس

ألنه ليس للوضعية ال طابع عدم التوقع و ال ... حيث أنه ال ميكن التمسك بالقوة القاهرة : " يقرر ذلك يف قراره الدولة .)1("االستثناء

:التزامات املتعاقد مع اإلدارة : ـ ثانيا

جه حسن يتفق و حتقيق ينبغي على املتعامل املتعاقد أن ينفذ العقد حسب الشروط املتفق عليها و على و : تنفيذ العمل -01

تسمح بالتعامل 250.02 من املرسوم الرئاسي 94األهداف املرجوة ، و يلتزم بذلك التحقيق شخصيا ، و لو أن املادة الثانوي جلزء من موضوع الصفقة يف إطار التزام تعاقدي يربط املتعامل الثانوي مباشرة باملتعامل املتعاقد التابع للمصلحة

، و ال ميكن اللجوء إىل التعامل الثانوي ) 95املادة (أن املتعاقد يبقى هو املسؤول الوحيد جتاه املصلحة املتعاقدة املتعاقدة ، إال للجوء إليه يف العقد اإلداري ، و أن حيضى كل متعامل ثانوي مبوافقة اإلدارة لإال إذا حدد اال الرئيسي

).96املادة (و عمال مببدأ الفصل بني السلطات ، ال ميكن للقاضي اإلداري إجبار اإلدارة على ... )2(" جاء يف قرار للمحكمة العليا

.و هذا بصدد تنفيذ العقد." االلتزام حبل جديد مل يتم النص عليه يف بنود العقد األصلي بني الطرفنيارد يف القانون املدين و هو الشريعة العامة و أم القوانني الذي يطبق على كل و هو االلتزام الو: ـ االلتزام بالضمان 0 2

أن املهندس املعماري و املقاول يضمنان بالتضامن ما 454العقود ، و مفاده يظهر خاصة يف عقود األشغال حيث تقضي املادة ن منشآت ثابتة أخرى ، و لو كان التهدم حيدث خالل عشر سنوات من دم كلي أو جزئي فيما شيداه من مباين أو أقاماه م

ناشئ عن عيب يف األرض ، و يشمل الضمان ما يوجد يف املباين و املنشآت من عيوب ، و تبدأ مدة السنوات العشر من وقت .تسليم العمل ائيا

، حيث تتلخص وقائع القضية في أن الشرآة 1914 ماي15يجد هذا التبرير أساسه خاصة في قرار مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ (3)

المستخدمة في _ العامة لإلنارة أبرمت عقد امتياز مع مدينة بوردو لتوليد الكهرباء ، ومع اندالع الحرب العالمية األولى ارتفعت أسعار مادة الفحم د على أصله سيؤدي إلى حرمان مدينة بوردومن الكهرباء بسبب بشكل مضاعف ، اعتبر مجلس الدولة أن االستمرار في تنفيذ العق_ عملية التوليد

إفالس يهدد هذه الشرآة ، و توصل إلى استمرار هذه الشرآة في تنفيذ العقد دون أن تتحمل آل العجز .75، األستاذ لحسن آث ملويا ،صفحة 08/03/1999قرار مجلس الدولة الجزائري الصادر في ) 1( 218 ، ص 03 العدد 1994 المجلة القضائية لسنة 105050 ، ملف 24/07/1994دارية للمحكمة العليا بتاريخ قرار الغرفة اإل (1)) 2(

35

Page 36: العقود الادارية في التشريع الجزائري

لتصاميم ببطالن كل شرط يقصد به اإلعفاء من الضمان ، غري انه إذا تعلق األمر بوضع ا556 و تقضي املادة ).555املادة (فقط ، مل يكن املعين مسؤوال إال عن العيوب اليت أتت من التصميم

:تنفيذ العقود اإلدارية : املطلب الثالثـ

:التنفيذ العيين للعقود اإلدارية: ـ الفرع األول

:تنفذ العقود اإلدارية تنفيذا عينيا كسائر العقود يف حالتنيو ذلك بتنفيذ موضوعه، فإذا ما قام املتعاقد بتنفيذ العمل املنوط به يف عقد األشغال العامة، و إذا ما :انقضاء العقد: ـ أوال

قام املتعهد بتسليم البضاعة اليت تعهد بتوريدها، ففي هذه احلاالت و عندما تقوم اإلدارة بتنفيذ التزاماا التعاقدية يكون العقد .ديا و ذلك الستنفاذ موضوعه الذي عقد من أجلهقد انقضى انقضاءا عا

ينقضي العقد اإلداري بانتهاء املدة احملددة له باتفاق الطرفني ، فيضع ذلك االنقضاء حدا آلثار العقد :انتهاء املدة : ـ ثانيا .و املتجددةبالنسبة للمستقبل ، فال تنشأ عليه بعد انتهاء مدته التزامات جديدة من نوع االلتزامات املستمرة

و هنا منيز بني حالة ما إذا كان العقد فوري التنفيذ كعقد البيع حيث ينقضي بتنفيذه إىل غري رجعة، و يف حالة ما إذا كان العقد مستمر التنفيذ فقد يتولد عن تنفيذ االلتزامات التعاقدية بعد مرور املدة ، احلق يف مطالبة اإلدارة بتعويض املتعاقد ، و

: ذلك يف حالتني ميكن تصور أما يف حالة . حالة املوافقة على جتديد االلتزام صراحة أو ضمنا ، و ال صعوبة يف حالة التجديد الصريح : احلالة األوىل -1

التجديد الضمين فقد سلم جملس الدولة الفرنسي بأنه إذا كانت ظروف احلال تكشف عن رضا اإلدارة الضمين يف استمرار .يذ رغم انقضاء املدة ، فإن ذلك ال يسقط حق املتعاقد يف احلصول على املقابل املايل لذلك االلتزام اإلضايفاملتعاقد يف التنف

و هي حالة استمرار ملتزم املرفق العام بأداء اخلدمة املنوطة به بشرط حسن النية من جانبه ، و ثبوت فائدة : احلالة الثانية -2 .)1(ملتعاقد على أساس العقد أيضا بصرف النظر عن التجديد الضمينذلك االستمرار ، حينئذ يكون تعويض ا

:النهاية غري الطبيعية للعقود اإلدارية : ـ الفرع الثاين

يرى األستاذ سليمان الطماوي أن العقد في هذه الحالة يستمر بناءا على نظرية شبه العقد ،ا ال أن الفقه و القضاء هجرا هذا المصطلح منذ زمن ، (1) 756 المرجع السابق ، ص األستاذ الطماوي ،

36

Page 37: العقود الادارية في التشريع الجزائري

: تنقضي العقود اإلدارية مبوجب هذه احلالة بأحد األسباب التالية

ينتهي باتفاق الطرفني أيضا ، إذا ما قررا ذلك كما أن العقد ينعقد باتفاق الطرفني ، فإنه :الفسخ باتفاق الطرفني : أوال ـ

و قبل أن يتحقق التنفيذ العيين بشكل تام أو قبل انتهاء املدة ، و الفسخ ذه الطريقة تطبق بشأنه القواعد العامة يف القانون ىل ذلك فال يستحق أيا ، و قد يتفق الطرفني على تعويض أحد طريف العقد عما فاته من كسب ، و قد ال يشريا إ)2(املدين

.منها التعويضالذي ميكن القيام به حسب " الفسخ التعاقدي" على ذلك و مسته 250.02 من املرسوم الرئاسي 100 لقد نصت املادة

الشروط املنصوص عليها صراحة بني الطرفني ، و يف حالة هذا الفسخ يوقع الطرفني وثيقة الفسخ اليت جيب أن تنص على تقدمي .بات املعدة تبعا لألشغال املنجزة و األشغال الباقي إجنازها ، و كذلك تطبيق مجيع بنود الصفقة بصفة عامةاحلسا

.و كأن العقود اإلدارية تنحصر فيها" األشغال" لقد استعمل املشرع عبارة

: الفسخ بقوة القانون : ثانيا ـ

: خه فعال ، و ذلك يف احلاالت اآلتية يفسخ العقد بقوة القانون بتحقق وقائع معينة تؤدي إىل فس

و هنا يكون العقد مفسوخا تلقائيا و حبكم القانون كأن يتبني أن البضاعة قد احترقت أو : الفسخ هبالك حمل العقد -01 ، و هالك حمل العقد بفعل أحد املتعاقدين يوجب عليه التعويض، أما إذا كان سبب اهلالك خارج عن إرادة الطرفني... هلكت

.كأن يكون نتيجة قوة قاهرة فال موجب للتعويض ألن انقضاء االلتزام ذه الطريقة يقوم مقام الوفاء

و من ذلك حالة وفاة املقاول أو إفالسه أو وضع أمواله حتت احلراسة القضائية : الفسخ عند حتقق الشرط الفاسخ -02 .و ذلك من حلظة وقوع احلالة املسببة له

.من ذلك مثال صدور قوانني تنهي مجيع االمتيازات األجنبية يف البالد : صدور قانون الفسخ ب-03

يتم الفسخ يف هذه احلالة بطلب يتقدم به أحد املتعاقدين إىل القاضي ، و هلذا األخري سلطة واسعة :الفسخ القضائي : ـ ثالثا .يف التصدي ملوضوع الدعوى كما سنرى ذلك يف املبحث املوايل

26/09/1975 بتاريخ 75/58 من القانون المدني الجزائري الصادر باألمر 122 إلى 119المواد من (2)

37

Page 38: العقود الادارية في التشريع الجزائري

و املقصود به الفسخ اإلداري باإلرادة املنفردة ، و هو من مظاهر سلطة اإلدارة يف :الفسخ من جانب واحد : ـ رابعا . العقود اإلدارية، و تلجأ اإلدارة إليه سواء نص عليه العقد أو مل ينص

د التزاماته ، تعذره اإلدارة و متهله أجال من املرسوم املذكور أعاله ، على أنه يف حالة عدم تنفيذ املتعاق99 لقد نصت املادة .لتنفيذها ، و يف حالة عدم تداركه ذلك ، تفسخ الصفقة من جانب واحد

و يكون الفسخ جمردا إذا أت اإلدراة الرابطة التعاقدية ، كما قد يكون على مسؤولية املتعاقد بطرح املناقصة من جديد على رق السليب و هذا يف حاالت اخلطأ اجلسيم مثل عدم تنفيذ القرارات ، و اإلمهال ، حسابه ، أو بالتوريد مع التزامه بالفا

و إيقاف التنفيذ ، و التنفيذ على أوجه سيئة أو ممارسة الغش ، .)1(و يعترب الفسخ غري املسبق باإلعذار معيبا و يعفي املتعاقد من نتائجه ، إال إذا نص القانون على خالف ذلك

الرقابة على العقود اإلدارية: حث الثالث ـ املبنظرا ألمهية العقود اإلدارية فهي ال تبقى شأنا ثنائيا بني الطرفني املتعاقدين الذين تربطهما مصاحل متناقضة تؤدي إىل نشوب

رية للرقابة نزاعات بينهما ، لذلك أخذ املشرع جبملة من اإلجراءات حلل هذه املنازعات ، و مبوجبها ختضع العقود اإلدااإلدارية ، لكن ذلك ال يتعلق إال بالصفقات العمومية و يف مرحلة ثانية جند الرقابة القضائية ، و هي واسعة و مهمة ، و يف مرحلة أخرية جند رقابة من نوع خاص ، لذلك سأتناول بالدراسة الرقابة اإلدارية يف مطلب أول ، و الرقابة القضائية يف مطلب

.بة شبه القضائية يف مطلب ثالث و أخريثاين ، و الرقا

:الرقابة اإلدارية على الصفقات العمومية : ـ املطلب األول ا تعلق ذا تعلق األمر باهليئات الالمركزية،ولرقابة تسلسلية اذختضع العقود اإلدارية كغريها من األعمال اإلدارية لرقابة الوصاية ا

األمر باهليئات غري املمركزة متارس على املؤسسات واجلماعات احمللية من طرف جهة الوصاية مثل الوايل على الس الشعيب البلدي:وصاية ـ رقابة ال

متارسها السلطات املركزية على اإلدارات غري املمركزة مثل وزارة الداخلية على املديرية العامة لألمن :ـ الرقابة التسلسلية ....املالية على مديرية اجلمارك وغريها الوطين ، والرقابة اليت متارسها وزارة

، حيث يتقدم املناقص الذي مل 101و تتعلق بالصفقات العمومية و تكون عند إبرام الصفقة و بعد املنح املؤقت طبقا للمادة ا ابتداء ترسو عليه املناقصة بتظلم خالل العشرة أيام لدى جلنة الصفقات املختصة اليت تصدر قرارها يف أجل مخسة عشر يوم

من تاريخ انقضاء أجل عشرة أيام ، كما قد تكون الرقابة عند نشوء الرتاع بسبب تنفيذ الصفقة ، و يرفع التظلم إىل اللجنة ).102املادة . (املختصة اليت هلا أن تصدر مقررا يف خالل ثالثني يوما من تاريخ إيداع الطعن لديها

، جامعة الجزائر ، سنة 142األستاذ يوسف برآات أبو دقة ، امتيازات اإلدارة في مواجهة المتعاقد معها ، بحث لنيل شهادة الماجستير ، ص (1)1977

38

Page 39: العقود الادارية في التشريع الجزائري

:الرقابة الداخلية: الفرع األول ـ

متارسها جلنة فتح األظرفة ، و جلنة تقييم العروض ، و هي نظام يسمح بالتحكم يف إجراءات العقود اإلدارية عموما و حتقيق مصاحل اإلدارة و النوعية و املالئمة املرغوبة اقتصاديا يف الوقت املطلوب بسعر ممتاز من طرف متعامل مؤهل ، و مسيت بالرقابة

: على مستوى املصلحة املتعاقدة ، و هذه اللجان على نوعان الداخلية ألن جلاا تشكل

حيدد مسؤول كل مصلحة متعاقدة تشكيلتها مبوجب مقرر ، و هي جتتمع يف آخر يوم من أجل : جلنة فتح األظرفة: أوال ـ ح األظرفة إيداع العقود لكي تقوم بإثبات صحة تسجيلها حسب ترتيب وصوهلا و ذلك على سجل خاص، و حترير حمضر فت

أثناء انعقاد اجللسة ، و حمضر بعدم جدوى الدعوى إىل املنافسة فيما يتعلق بإجراءات إيداع العروض ، و ذلك عند االقتضاء ، و مل ينص املرسوم الرئاسي على حالة استقبال عرض عن طريق اإليداع أو الربيد يف املدة اليت تفصل تاريخ األجل احملدد

.ألظرفةلإليداع و تاريخ فتح اجتمع اللجنة حبضور املتعهدين الذين يتم إعالم مسبقا يف دفتر الشروط ، أو يف إعالن املناقصة ، أو بأية وسيلة أخرى ،

املواد . (و يصح االجتماع مهما كان عدد األعضاء احلاضرين ، و تنتهي اجللسة بتحرير حمضر يوقعه مجيع األعضاء احلاضرين ملرسوم الرئاسي من ا110 إىل 107من يعني مسؤول كل مصلحة متعاقدة أعضاؤها على أن يكونوا مؤهلني و ذو اختصاص : )1(جلنة تقومي العروض: ثانيا ـ

و خربة و هلم قدرة على التحليل و التلخيص ، و ال يوضع معيار األقدمية يف االعتبار ، و يؤخذ فقط باملعيار التقين الذي يبدو : اللجنة أكثر منها يف جلنة فتح األظرفة ، و تتناىف العضوية يف اللجنتني ، تتمثل مهام هذه اللجنة فيما يلي ذو أمهية يف هذه

إقصاء العروض غري املطابقة ملوضوع الصفقة ، و حملتوى دفتر الشروط من خالل فحصها مبختلف خصوصياا التقنية مع _ و املفصلة يف دفتر الشروط ، و إذا وجدت اللجنة 47لى املعايري احملددة يف املادة مراعاة النوعية و أجل تنفيذ اخلدمة ، و بناء ع

.أن عدة عروض متساوية فلها أن تطلب اقتراحات جديدة من املترشحني لترجيح أحد العروضنة املتعامل ميكن هلا أن تقترح على املصلحة املتعاملة رخص العرض املقبول إذا أثبت أنه يترتب على منح املشروع هيم_

.املقبول على السوق أو يتسبب يف اختالل املنافسة يف القطاع املعين بأية طريقة كانتيف مرحلة أوىل تصنف اللجنة العروض على أساس اجلانب التقين ، و العروض اليت تتحصل على درجة دنيا كما هو _

منصوص عليه يف دفتر الشروط تقصى الية للمقبولني تقنيا فقط مع تقييمها ، يتم إجراء أحسن عرض من الناحية االقتصادية إذا يف مرحلة ثانية تفتح العروض امل_

.كانت اخلدمة معقدة ، يف حني ختتار العرض األقل مثنا إذا تعلق األمر باخلدمات العاديةية ، غري أن القضاء يف ضل املرسوم امللغى صدرت تعليمة حتث اإلدارة على تقومي العروض يف مرحلتني ، تقنية و مال _

قرر عدم جواز االستناد إىل هذه التعليمة للنطق ببطالن عملية تقومي العروض اليت تتم على مرحلة واحدة ، و ذا )2(اإلداري .أضفى املرسوم الرئاسي الشرعية على ممارسة إدارية راشدة ، لكنها غري مشروعة

الملغى يتيح للجنة تقييم العروض ، فتح األضرفة التقنية و المالية في وقت واحد ، إال أن المرسوم الرئاسي نص على 434.91لقد آان المرسوم (1)

. مرحلتين 157 ، ص 02 ، عدد 09 ، مجلة اإلدارة ، مجلد 2275 ، ملف رقم 16/08/1999قرار مجلس الدولة الصادر بتاريخ (2)

39

Page 40: العقود الادارية في التشريع الجزائري

:الرقابة اخلارجية: ـ الفرع الثاين

متارس من طرف جلان الصفقات و, سابقة دف أساسا إىل فحص مطابقة الصفقات للتشريع و التنظيم السارينيوهي رقابة .اليت ميكنها إن تدعو أي شخص ذو خربة من شانه أن يساعدها يف أشغاهلا خصوصا مبناسبة بعض امللفات املعقدة

الصالحيات و نقائص أخطر يف رسم جمال نقائص خطرية يف حتديد434.91و قد ظهرت يف ظل املرسوم التنفيذي :االختصاص و على سبيل املثال ما يلي

يف الوقت الذي ختضع فيه الصفقة , كان خيضع دخول الصفقة حيزا التنفيذ لتأشرية املراقبة املايل املسبقة و احملاسب املكلف _ مبعىن أما حيوزان سلطة ,ايل و احملاسب املكلف و اليت تضم من بني أعضائها املراقب امل, لتأشرية جلنة الصفقات املختصة

.التأشري التامة خارج جلنة الصفقات يف حني أما جمرد أعضاء يف اللجنة و هلم رأي مثل بقية األعضاءيتسم توزيع االختصاص بني اللجان باألوضوح و االزدواج حبيث توجد جلنة لدراسة صفقات املؤسسات احمللية ذات طابع _

وهاتان اللجنتان ال تكادان متلكان من . وجلنة أخرى لدراسة صفقات املؤسسات العمومية ذات طابع اإلداري, إلداري الوزير و الوايل والرئيس البلدية ميكن كل واحد منهم أن يتخذ قرارا بضم صفقات املؤسسات العمومية نأل, االختصاص شيئا

بل أن اللجنة الوزارية للصفقات , ات الوزارة أو الوالية أو البلدية اإلدارية أو عدة مؤسسات إىل جمال اختصاص جلان صفقولذلك كانت , هي بدورها تقامسها االختصاص جلنة لدى الوزارة لدراسة نوع معني من الصفقات بسبب خصوصيتها

.الصفقة الواحدة تعرض على أكثر من جلنة وإمنا يعتمد املعيار القيمي جمردا وتقسم .... دراسات و خدماتال يأخذ توزيع االختصاص يف االعتبار تنوع الصفقات إىل _

. و خدمات, دراساتو, ومتوين, الصفقات إىل صفقات استثمار : هذه النقائص من خالل املعاجلة التالية 250.02و تدارك املرسوم الرئاسي

, ختضع الصفقة ذاا لنفس التأشريةأصبحت دفاتر الشروط العامة ختضع لتأشرية جلان الصفقات حسب اختصاصها مثلما _ و اهلدف هو ضمان مطابقة الدفاتر .يف غضون مخسة عشر يوما من عرض مشروع دفتر الشروط ، و إال اعترب مصادقا عليها

.إلعالن املنح املؤقت مما يسمح بتنفيذ الصفقة يف ظروف مالئمة ل كل طعن يقدم حمتج على املنح املؤقت صار من صالحيات جلان الصفقات حسب اختصاصها تقدمي رأيها حو_ مت إلغاء اللجنة املوازية للجنة الوزارية ، و أتاح للوزارة آليات إجراء التراضي البسيط بعد االستشارة و الذي ميكن يف ظله _

.أخذ طبيعة الصفقة بعني االعتباراء البلديات سلطة توسيع جمال اختصاص مبا أن االختصاص أصبح حمدد بنص سحب املشرع من الوزراء و الوالة و رؤس_

.اللجان التابعة هلم لتشمل املؤسسات العمومية اإلداريةجعل املشرع صفقات املؤسسات العمومية العلمية املستحدثة ختضع لرقابة اللجان الوزارية ، يف حني وزع رقابة املؤسسات _

و ذا صار االختصاص برقابة . ا كانت املؤسسة وطنية أو حمليةالعمومية الصناعية بني اللجان الوزارية و الوالئية حسبما إذ : الصفقات العمومية يتوزع على اللجان التالية

40

Page 41: العقود الادارية في التشريع الجزائري

و كما يدل عليها امسها ، فهي جلنة مركزية وحيدة ، تتكون من ممثل واحد لكل :)1(اللجنة الوطنية للصفقات: ـ أوال . األشغال العمومية اللتني حتضران مبمثلني اثنني لكل وزارةوزير من الوزارات ، باستثناء وزاريت املالية و

يرأسها الوزير املكلف باملالية أو ممثله الذي يعني أعضاؤها مستخلفيهم بأمسائهم ، بقرار بناء على اقتراح الوزير أو السلطة اليت

الث سنوات ، تعهد و تصادق على نظامها ينتمون إليها ، و خيتارون لذلك نظرا لكفاءم ، و جتدد اللجنة بنسبة الثلث كل ثحيضر ممثل املصلحة املتعاقدة اجتماع اللجنة بانتظام و بصوت استشاري و يكلف . الداخلي الذي يوفق عليه الرئيس بقرار

.بتقدمي مجيع املعلومات الضرورية الستيعاب حمتوى الصفقة اليت يتوىل تقدميها : ال برجمة الطلبات العمومية ، و إما يف جمال التنظيم ، و أما يف جمال الرقابة و أما عن اختصاصاا فإما أن تكون يف جم

ففي حمال برجمة الطلبات العمومية ، فهي تساهم يف توجيهها طبقا لسياسة العامة للحكومة و كذا املسامهة يف إعداد تنظيم و يف سبيل ذلك هلا أن تصدر أية توصية تسمح الصفقات العمومية و مراقبة صحة اإلجراءات إذا كانت ذات أمهية وطنية،

باستعمال أحسن للطاقات الوطنية يف اإلنتاج و اخلدمات ، مستهدفة يف ذلك على اخلصوص ، ترشيد الطلبات الوطنية .و توحيد أمناطها

ك يف أي إجراء ضروري و يف جمال التنظيم فهي تقترح أي إجراء من شأنه أن حيسن ظروف إبرام الصفقات ، و هلا أن تشار

لتحسني تلك الظروف و تنفيذها ، كما تقوم بفحص دفاتر األعباء العامة و دفاتر األحكام املشتركة و مناذج الصفقات النموذجية اخلاصة باألشغال العامة و اللوازم و الدراسات و اخلدمات ، قبل املصادقة عليها ، و تقدم رأيها يف مشاريع اعتماد

داللية اخلاصة باألجور و املواد املستعملة يف صنع مراجعة األسعار و تطلع على الصعوبات الناجتة عن تطبيق هذه األرقام االستاألحكام املتعلقة بالرقابة اخلارجية ، و تسهر على تطبيق القواعد اليت ينص عليها املرسوم تطبيقا موحدا ، و هلذا ميكن أن

.عاقدة ، كما أا تعد و تقترح نظاما داخليا منوذجيا حيكم عمل جلان الصفقاتتستشريها هيئة الرقابة أو املصلحة املت

و يف جمال الرقابة فهي تدرس كل الطعون اليت يقدمها املتعامل املتعاقد قبل أي دعوة قضائية حول الرتاعات املنجرة عن تنفيذ :إحدى الصفقات اآلتية

نار و كل ما حلق اعقود األشغال اليت يفوق مبلغها مائيت مليون دي - عقود اللوازم اليت يفوق مبلغها مائة مليون دينار و كل ما حلق ا - عقود الدراسات و اخلدمات اليت يفوق مبلغها ستون مليون دينار و كل ما حلق ا -حملددة أعاله أو ، اليت ميكنها أن يرفع تطبيقها املبلغ األصلي إىل املبالغ ا93أية صفقة حتتو البند الوارد يف املادة -

أكثر و أي ملحق يرفع املبلغ إىل املستويات املذكورة تتوج الرقابة اليت متارسها بإصدار تأشرية يف غضون ثالثني يوما ابتداء من تاريخ إيداع امللف الكامل للكتابة لدى هذه اللجنة

: اللجنة الوزارية للصفقات: ـ ثانيا

371اذ أحمد محيو ، المرجع السابق ، ص األست (1)

41

Page 42: العقود الادارية في التشريع الجزائري

رئيسا ، و ممثل عن املصلحة املتعاقدة و ممثل عن الوزير املكلف بالتجارة ، و ممثلني خمتصني تتشكل من الوزير املعين أو ممثله

عن الوزير املكلف باملالية و مصاحل اخلزينة و امليزانية ،ت ختتص مع مراعاة صالحيات اللجنة الوطنية بدراسة الصفقات املربمة من اإلدارة املركزية للوزارة و املؤسسات العمومية ذا

الطابع اإلداري حتت الوصاية ، و مراكز البحث و التنمية ، و املؤسسات العمومية اخلصوصية ذات الطابع العلمي .و التكنولوجي ، و املؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري

مه متعهد حيتج على اختيار تقدم مساعداا يف جمال حتضري الصفقات و تنظيم ترتيبها ، و تقدم رأيها حول كل طعن يقداملصلحة املتعاقدة يف إطار إعالن املناقصة ، كما ختضع مشاريع دفتر شروط املناقصات لدراستها قبل إعالن املناقصة حسب

يوما إىل صدور مقرر عبارة عن تأشرية من جلنة الصفقات ، و بعد 15تقييم إداري للمشروع ، تؤدي هذه الدراسة يف أجل .ألجل يعترب مشروع دفتر الشروط كأنه مصادق عليهانقضاء هذا ا

رغم أن املرسوم الرئاسي جتاهل التطرق إىل إلزامية عرض الرتاع أمامها قبل اللجوء إىل القضاء ، إال أن احملكمة العليا يف اجتهاد نونا أنه تتشكل يف كل من املقرر قا"سابق هلا على صدور املرسوم ، اعتربت ذلك شرطا وجوبيا حيث جاء يف إحدى قرارا

وزارة بقرار ، جلنة استشارية تكون مهمتها البحث يف املنازعات املتعلقة بالصفقات ، من عناصر عادلة يكون قبوهلا من أجل )1(...إجياد تسوية ودية ، و أن اإلجراءات أمام هذه اللجنة واجبة تسبق الدعوى القضائية

تشكل من الوايل أو ممثله رئيسيا ، و ثالث ممثلني عن الس الشعيب الوالئي ، مدير ت :اللجنة الوالئية للصفقات : ـ ثالثا

األشغال العمومية للوالية ، مدير البناء و التعمري للوالية ، مدير املصلحة التقنية املعنية باخلدمة بالوالية ، مدير املنافسة األسعار .للوالية ، أمني اخلزينة الوالئية ، املراقب املايل

حيضر االجتماع ممثلو املصلحة املتعاقدة و املصلحة املستفيدة من اخلدمة بانتظام و تبعا جلدول األعمال و يكلف ممثل املصلحة .املتعاقدة بتزويدها جبميع املعلومات الستيعاب حمتوى الصفقة

ؤسسات اإلدارية للوزارة ذات ختتص بدراسة الصفقات املربمة من الوالية و املؤسسات اإلدارية حتت الوصاية ، و امل : االختصاص احمللي ، و املؤسسات العمومية الصناعية و التجارية ذات االختصاص احمللي ، و ذلك حسب ما يلي

عقود األشغال اليت يساوي أو يقل مبلغها عن مائيت مليون دينار و كل ما حلق ا - دينار و كل ما حلق ا عقود اللوازم اليت يساوي أو يقل مبلغها عن مائة مليون - عقود الدراسات و اخلدمات اليت يساوي أو يقل مبلغها عن ستني مليون دينار و كل ما حلق ا - عقود الصفقات اليت ترفع مالحقها املبلغ األصلي و أي ملحق يرفع املبلغ إىل املستويات املذكورة أعاله -

يساوي مبلغها أو يزيد عن مخسني مليون دينار فيما خيص عقود كما ختتص بصفقات البلديات و مؤسساا اإلدارية اليت

.األشغال و اللوازم ، و عشرين مليون دينار فيما خيص الدراسات و اخلدمات . يوما ابتداء من تاريخ إيداع امللف لدى كتابتها20تتوج الرقابة اليت متارسها مبنح تأشرية أو رفضها خالل

61 ص 02 العدد 1992 المجلة القضائية ، سنة 62252قرار الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا ، ملف (1)

42

Page 43: العقود الادارية في التشريع الجزائري

تتشكل من رئيس الس الشعيب البلدي أو ممثله رئيسا ، ممثل عن املصلحة املتعاقدة ، :فقاتاللجنة البلدية للص: ـ رابعا . ممثلني عن الس الشعيب البلدي ، قابض الضرائب ، ممثل املصلحة التقنية املعين باخلدمة

.ما يتعلق بالرقابة اليت متارسها خيضع تعيني أعضائها و نظامها لنفس األحكام املطبقة على اللجنة الوالئية ، و كذلك في بدراسة مشاريع الصفقات اليت تربمها البلدية ، املؤسسات اإلدارية حتت الوصاية ، و اليت يقل 02ختتص مع مراعاة املادة

مليون دينار فيما يتعلق بعقود األشغال و اللوازم ، و اليت يقل عن عشرين مليون دينار فيما يتعلق بعقود 50مبلغها عن .لدراسات و اخلدماتا

:الرقابة القضائية على العقود اإلدارية : ـ املطلب الثاين

ميثل القاضي مركز صنع القرار يف السلطة القضائية ، لذلك فهو يلعب الدور األساسي يف الرقابة على العقود اإلدارية بفعل .بالغ األمهيةالسلطة الواسعة املمنوحة له ، لذلك فمنازعات العقود اإلدارية هلا

يف حتليله ملوضوع منازعات العقود اإلدارية إىل أا ال تقل أمهية عن منازعات Pierre Delvolvé يذهب األستاذ

: )1(القرارات اإلدارية و ما كتبه يف ذلك« Il veut seulement mettre en évidence l’autonomie du contentieux des actes administratifs unilatéraux par rapport aux autres. Il ne signifie pas que les autres soient tous secondaires. C’est encore la considération de l’acte donnant lieu au litige qui isole en premier lieux le contentieux contractuel ensuite. L’objet pécuniaire du contentieux extra-contractuel présente encore une particularité »

:رقابة الغرف اإلدارية احمللية: الفرع األول

: االختصاص و اإلجراءات : ـ أوال بصفة انتقالية – املتعلق باحملاكم اإلدارية على أن الغرف اإلدارية احمللية تبقى خمتصة 02.98 من القانون 08لقد نصت املادة

لنظر يف القضايا املطروحة عليها ، و ذلك يف انتظار تنصيب احملاكم اإلدارية ، على أن تتبع اإلجراءات حسب قانون با– .اإلجراءات املدنية

: و هو إما أن يكون نوعيا و إما أن يكون حمليا : االختصاص -01

(1) Pierre Delvolvé , le droit administratif , 2ième édition , année 1998, DALLOZ, p 128

43

Page 44: العقود الادارية في التشريع الجزائري

الغرف اإلدارية احمللية هي صاحبة الوالية العامة من قانون اإلجراءات املدنية أن 7يتضح من املادة : االختصاص النوعي –أ يف املنازعات اإلدارية ، فباإلضافة إال اختصاصاا يف جمال القرارات اإلدارية ، فهي ختتص بدعاوى القضاء الكامل ، إال أن

دولة و الوالية و البلدية املنازعات املتعلقة باملسؤولية املدنية لل" املشرع نص على أمهها فقط يف الفقرة األخرية بقوله ". واملؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية والرامية لطلب التعويض

الذي من شأنه إثارة الغموض و اإلام فيما خيص آثاره و قواعده القانونية " املسؤولية املدنية" وقد وظف املشرع مصطلح .اليت يستند عليها القاضي

فإننا نصل إىل إجابة قانونية سليمة إن االختصاص النوعي يف مادة العقود اإلدارية جيد أساسه يف و مهما يكن من أمر ، و هكذا ختتص الغرف اإلدارية نوعيا بكل دعاوى العقود اإلدارية اختصاصا مانعا و ال ينعقد (1)07الفقرة األخرية من املادة

ض النظر عن الشخص العام الذي يكون يف الدعوى ، فقد يكون هو و ذلك بغ. ذلك لس الدولة إال بصفته جهة استئنافالدولة أو الوالية أو البلدية أو املؤسسة العمومية ذات الصبغة اإلدارية ، فإذا أرادت وزارة ما القيام بأشغال عامة ، مثال يف

ألشغال حلساب وزارته ، أمام الغرفة مدينة تبسة و حصل نزاع بينها و بني مقاول، فإن الدعوى ترفع ضد الوزير الذي تباشر ااإلدارية احمللية لس قضاء تبسة دون غريه من االس ، و كذلك احلال بالنسبة للوالية و البلدية و املؤسسات العمومية

.اإلداريةام ، فإن على عكس االختصاص احمللي يف القانون اخلاص الذي هو مبدئيا ال يتعلق بالنظام الع : االختصاص احمللي -ب

االختصاص يف جمال القانون العام ، يتعلق بالنظام العام و ال جيوز االتفاق على خمالفته ، و يستنتج ذلك من الفقرة الثانية من أي يف (املادة الثامنة من قانون اإلجراءات املدنية حيث نص املشرع صراحة على أن الدعاوى املتعلقة باملواد املذكورة أدناه

دون "ترفع أمام اجلهات القضائية احملددة دون سواها ، و ذكر من بينها دعاوى العقود اإلدارية ، و عبارة ) يةالفقرة الثان معناه قاعدة آمرة ،" سواها

و عليه بالرجوع إىل البند التاسع و البند العاشر من الفقرة الثانية من املادة الثامنة من قانون اإلجراءات املدنية ، جند أن د العاشر يضع قاعدة عامة آمرة لالختصاص احمللي يف مادة العقود اإلدارية ، فيما يورد البند التاسع استثناء وحيد على البن

القاعدة العامة ، يتعلق بنوع واحد من أنواع العقود اإلدارية و عليه فاالختصاص احمللي يف مادة العقود اإلدارية مقيد يف : قاعدتني آمرتني

و هي القاعدة العامة ، و مفادها كل عقد إداري مهما كان نوعه إبرم يف : قاعدة مكان إبرام العقد -عامةالقاعدة الـ .مكان ما فيجب أن ختتص الغرفة اإلدارية احمللية مبنازعاته ، مىت أبرم يف دائرة اختصاصها اإلقليمي

األشغال العامة ، و هو االستثناء الوحيد عن القاعدة و تتعلق فقط بعقد: قاعدة مكان تنفيذ العقد -االستثناء الوحيدـ السابقة ، و مفادها أن ختتص الغرفة اإلدارية احمللية دون سواها مبنازعات عقد األشغال العامة مىت حصل تنفيذ تلك األشغال

.بدائرة اختصاصها اإلقليمي :)1( اإلجراءات-ـ 2

(1) Mohamed KOBTAN , le régime juridique des contrat du secteur public, étude du droit comparé algérien et français, édition de l’année1988, p15

و ما بعدها 235 ، ص 2003الدآتور عمار بوضياف ، النظام القضائي الجزائري ، الطبعة األولى ، دار ريحانة الجزائر ، سنة (1)

44

Page 45: العقود الادارية في التشريع الجزائري

من تنظيم 102 و 101 ليس شرطًا لرفع الدعوى أمام القاضي، إال أن املادتني بالنسبة للتظلم يف جمال العقود اإلدارية فهواال " ميكن للمتعامل أن يرفع طعنا"الصفقات العمومية تناولتا التظلم أمام اجلهات اإلدارية، و قد استخدم املرسوم عبارة

السؤال مطروحا هل هو جوازي ام وجويب اعتربت وفيما يبقى"قبل أية دعوى قضائية"انه من جهة ثانية استخدم عبارة .احملكمة العليا انه وجويب كما سبقت اإلشارة إليه

مكرر ال تشري إال مليعاد رفع دعوى القرارات اإلدارية ، و 169 بالنسبة مليعاد رفع دعوى العقود اإلدارية ، فإن املادة يه يستوجب الرجوع إىل القواعد العامة املقررة يف القانون املدين السيما حددا بأربعة أشهر من تاريخ اإلبالغ أو النشر ، و عل

. منه308 و 102املادتني ترفع الدعوى بعريضة مكتوبة من الطرف أو حماميه ، و إذا كانت مقدمة من الدولة فيوقع عليها الوزير أو املوظف املفوض

حة متثيل مجيع اموعات العامة أمام القضاء ، و تودع بكتابة الضبط أو من أية سلطة تفوض مبقتضى نص يف القانون أو يف الئ . من قانون اإلجراءات املدنية111 ، 15 ، 14 ، 13و تطبق األحكام املنصوص عليها يف املواد

ستشارا تسجل العريضة و حتال إىل رئيس جملس القضاء الذي حييلها بدوره إىل رئيس الغرفة اإلدارية ، و هذا األخري يعني م .مقررا

أشهر ، و يف احلالة اليت يتم فيها 3 ، و ذلك يف مدة أقصاها (2)يقوم املقرر بإجراء حماولة الصلح بني األطراف ، و هي إجبارية. الصلح يصدر الس قرارا يثبت فيه اتفاق األطراف ، و خيضع عند التنفيذ إىل اإلجراءات املنصوص عليها يف القانون

حالة فشل الصلح حيرر حمضر عدم الصلح و إخضاع القضية للتحقيق الذي يتم حسب نفس األحكام املطبقة يف القضايا و يف ، إال إذا تبني عدم جدوى التحقيق و عندئذ حييل امللف إىل 125 إىل 121 ، و من 46 ، 43العادية و اليت تبنها املواد

.النيابة العامةة إىل كل مدعى عليه مع إخطاره بتقدمي مذكرة بالرد بعدد من النسخ بقدر عدد اخلصوم ، و ذلك يف يقوم املقرر بتبليغ العريض

اآلجال اليت حيددها و تودع مذكرات الدفاع لكتابة الضبط و تبلغ اخلصوم بأمر من املقرر ، مع ما قد تقدم من ردود عليها املتعلقتان باختيار 115 و 114م بالرد ، و تطبق املادتان بنفس الشروط املقررة للعريضة ، و مينح اخلصوم أجال يسمح هل

.املوطن و االطالع على املستنداتيقوم املقرر بإعداد امللف و جيب عليه استبعاد املذكرات اليت تودع يف تاريخ الحق النقضاء آخر ميعاد ممنوح له ، كما له أن

.يأمر بتقدمي املستندات اليت يراها الزمة للتحقيقا تصبح القضية مهيأة للفصل فيها أو عندما تنقضي املواعيد املمنوحة ، يقوم املقرر بإيداع تقريره املكتوب ، و حييل امللف عندم

.إىل النيابة العامة اليت عليها أن تودع تقريرها يف ميعاد شهراجللسة و يأمر بتبليغ النيابة و اخلصوم سواء قدمت النيابة العامة طلباا أم مل تقدم ، فإن املقرر حيدد باالتفاق مع الرئيس

أعضاء و تبلغ مباشرة و فورا 3و تصدر قرارات الغرفة من . أيام يف حالة االستعجال4 أيام على األقل، أو 8مبوعدها قبل . رغم املعارضة و االستئناف(1)إىل األطراف بواسطة كتابة الضبط و هي قابلة للتنفيذ

: ضوع احلكم يف املو: ـ ثانيا

337 ، األستاذ الحسين بن الشيخ آث ملويا ، المرجع السابق ، ص 22/05/2000در بتاريخ قرار مجلس الدولة الصا (2)

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية تدعو و تأمر الوزير أو الوالي أو رئيس المجلس : " تذيل القرارات القضائية بالصيغة التنفيذية التالية (1)

عو و تأمر آل أعوان التنفيذ المطلوب إليهم ذلك فيما يتعلق بإجراءات القانون العام في مواجهة األطراف الشعبي البلدي، آل فيما يخصه، و تد ."الخصوصيين أن يقوموا بتنفيذ هذا القرار وبناءا عليه وقع هذا الحكم

45

Page 46: العقود الادارية في التشريع الجزائري

سلطة القاضي اإلداري يف موضوع الدعوى اإلدارية عموما هي سلطة واسعة و هي كذلك يف موضوع العقود اإلدارية ، فله أن يراقب صحة اإلجراءات عند إعالن املنح املؤقت للصفقة العمومية،وله أن يكيف العقد و حيدد طبيعته و له أن حيكم ببطالنه

...كما له أن يأمر خبربة و غريها. تعويض أو بإعفاء أحد الطرفني أو إبطاله ،و له أن حيكم بال

يستطيع القاضي و قبل الفصل يف املوضوع أن يعني خبريا متخصصا يف موضوع الرتاع و تسند له : القرار بتعيني خبري -01يد نسبة تقدم األشغال مهمة استدعاء األطراف و فحص العقود و االنتقال إىل موضع األشغال أو موضوع العقد و حتد

و حيدد القاضي مدة لتحضري اخلربة و له بعد إيداعها أن ... أو احترام املقاييس و الكميات أو حتديد مبلغ العقد أو التعويض سند إىل يفرغ القرار التمهيدي و يصادق على اخلربة ، و له أن يستبعدها و أن حيكم مبا يراه مناسبا و له أن يأمر خبربة ثانية ت من 54خبري آخر ، فإذا مل يقتنع ا فله أن يأمر خبربة ترجيحية ، و له أن يستبعدها كليا أو جزئيا ، و هو ما تنص عليه املادة

"و القاضي غري ملزم برأي اخلبري"...قانون اإلجراءات املدنية قاء نفسه أن يقرر ببطالن العقد إذا رأى يستطيع القاضي اإلداري من تل : سلطة القاضي يف احلكم ببطالن العقد -0 2

اختالل ركن من أركانه الثالث ، كما جيوز لكل ذي مصلحة أن يتمسك ذا البطالن ، و ال يزول البطالن باإلجازة ، و هذا دما و عن. سنة من وقت إبرام العقد15 من القانون املدين و الشرط الوحيد أن ترفع الدعوى قبل مضي 102طبقا لنص املادة

حيكم القاضي بالبطالن يعود األطراف إىل احلالة اليت كانوا عليها قبل التعاقد ، إال إذا كان ذلك مستحيال ، و عندئذ جيوز . احلكم بتعويض عادل

و هذا اإلبطال ال يثريه القاضي من تلقاء نفسه ، و يكون العقد اإلداري قابال : سلطة القاضي يف احلكم بإبطال العقد -03املادة ( سنوات 10بطال يف حالة نقص األهلية أو يف حالة الغلط و التدليس و يف حالة اإلكراه ، و جيب التمسك به خالل لإل

، و يبدأ سريان هذه املدة يف حالة نقص األهلية من اليوم الذي يزول فيه هذا السبب ، و يف حالة الغلط أو التدليس ) 101ة اإلكراه من يوم انقطاعه ، غري أنه ال جيوز التمسك حبق اإلبطال لغلط أو إكراه أو من اليوم الذي يكتشف فيه ، و يف حال

و إذا كان العقد يف شق . سنة من وقت متام العقد ، و يؤول حق اإلبطال باإلجازة الصرحية أو الضمنية15تدليس إذا انقضت تبني أن العقد ما كان ليتم بغري الشق الذي وقع باطال ، منه باطال أو قابال لإلبطال ، فهذا الشق وحده هو الذي يبطل إال إذا

و إذا كان العقد باطال أو قابال لإلبطال و توفرت فيه أركان عقد آخر ، فإن العقد يكون . أو قابال لإلبطال فيبطل العقد كله .ا العقدصحيحا باعتباره العقد الذي توفرت أركانه ، إذا تبني أن نية املتعاقدين تنصرف إىل إبرام هذ

قد أثري النقاش فيما إذا كان من حق القضاء اإلداري أن حيكم بإلغاء القرار املتخذ : سلطة القاضي يف مراقبة اجلزاءات -04 .من قبل اإلدارة، القاضي بتوقيع اجلزاءات مثل الفسخ

و إمنا يقتصر دوره على البحث ،)1(و يرى القضاء الفرنسي أنه ليس من حق القاضي إلغاء قرار الفسخ مهما شابه من عيوب .يف حق التعويض عنه

(1) André delaubadère, le même ouvrage, p 54

46

Page 47: العقود الادارية في التشريع الجزائري

أما االجتاه الغالب يف أحكام جملس الدولة املصري ، فإنه من حق القاضي أن حيكم بالتعويض إذا كان اإلجراء املتخذ غري حيكم بإلغاء قرار مشروع أو غري مالئم ، و من حقه أيضا أن يلغي اإلجراء املتخذ إذا مل ميس سري املرفق العام نفسه ، كأن

.اإلدارة املتعلق مبصادرة التأمينات ، أو االستيالء على أدوات املقاول املوجودة يف حمل العملو يف حالة الفسخ الذي ال يقوم على أسباب مربرة له ، فإن القاضي زيادة على إعفاء املتعاقد من نتائجه الباهضة ، ميكن له أن

من خسارة مؤكدة و ما فاته من ربح ، إذا أثبت أنه كان يستطيع أن حيقق رحبا لو قام مينحه تعويضا كامال يشمل ما حلقه .بالتنفيذ بنفسه

أما يف حالة الفسخ اجلزائي القائم على أساس صحيح فإنه ال ميكن للقاضي أن مينح املتعاقد املفسوخ عقده أي تعويضات مقابل .هذا التسريح

كيف أن القاضي اإلداري اجلزائري أقر بتعويض املتعاقد عن الفسخ مع األخذ بعني و قد رأينا عند تطرقنا للسلطة الفسخ .االعتبار الفوائد اليت كان سيحصل عليها املتعاقد لو نفذ العقد ، حىت و لو فسخ ملقتضيات املصلحة العامة

حمق يف طلبه سواء تعلق يقضي القاضي بالتعويض لصاحل الطرف الذي يرى بأنه : سلطة القاضي يف منح التعويض -05

األمر بعدم تنفيذ االلتزام أو التأخري يف تنفيذه أو تنفيذه على أوجه سيئة و هذا بالنسبة للمتعاقد مع اإلدارة ، فله أن حيكم عليه بتعويض مينحه لإلدراة ، وللقاضي أيضا أن يلزم اإلدارة بتعويض املتعاقد يف حالة الفسخ التعسفي و يف حاالت اجلزاءات األخرى غري املربرة ، و كذلك يف حاالت إعادة التوازن املايل للعقد و يف حالة دفع الثمن ، و للقاضي اإلداري سلطة واسعة

. يف جمال منح التعويض بشرط أال يقضي إال مبا طلب منه

اإلرادة احلقيقية للقاضي اإلداري أن يفسر عبارات العقد الغامضة للبحث عن : سلطة القاضي يف تفسري العقد -0 6للمتعاقدين، و ذلك باالعتماد على األفعال اليت صدرت منهم ألا تتم عن قصدهم احلقيقي، كما يستهدي بعوامل من داخل

.العقد مثل طبيعة التعامل، و حسن النية، و عوامل من خارج العقد مثل العرف اجلاري التعامل به من القانون املدين تنص على أن الشك يفسر يف 112تركة للمتعاقدين فإن املادة و يف حالة الشك يف التعرف على اإلرادة املش

.مصلحة املدين، ألن األصل هو براءة الذمة أما اإللتزام فهو االستثناء

:رقابة جملس الدولة: ـ الفرع الثاين

أعمال اجلهات القضائية اإلدارية و يعد جملس الدولة قمة هرم التنظيم القضائي اإلداري، له وظيفة مزدوجة قضائية، تقوميتوحيد االجتهاد القضائي اإلداري، و الثانية استشارية تتمثل يف إبداء رأيه يف مشاريع القوانني اليت تعرض عليه من قبل األمانة

.العامة للحكومة، و هو تابع للسلطة القضائية على خالف جملس الدولة الفرنسي التابع للسلطة التنفيذية، و قد نظمه القانون 1996 دستور ن، م153، 152، 143، 119ثل مصادر نظامه القانوين باخلصوص يف املواد تتم

منه 40، املتعلق باختصاصات جملس الدولة و تنظيمه و عمله، و حتيل املادة 1998 مايو 30، املؤرخ يف 01.98العضوي . فيما يتعلق باإلجراءات إىل قانون اإلجراءات املدنية

: االختصاص و اإلجراءات: والـ أ

47

Page 48: العقود الادارية في التشريع الجزائري

يف الطعون باالستئناف ضد القرارات االبتدائية الصادرة عن احملاكم اإلدارية لخيتص جملس الدولة بالفص : االختصاص – 0 1 .، يف مجيع احلاالت، ما مل ينص القانون على خالف ذلك )01.98 من القانون العضوي 10الغرف اإلدارية احمللية، املادة ( ما خيتص بالفصل يف الطعون بالنقض بالنسبة للقرارات النهائية الصادرة عن احملاكم اإلدارية عندما ينص القانون على أا ك

املتعلق باحملاكم اإلدارية، و قبلها 02.98تصدر كذلك، و هي عبارة نصت عليها الفقرة الثانية من املادة الثانية من القانون اءات املدنية اليت نصت على أن قرارات الغرفة اإلدارية باحملكمة العليا تصدر ابتدائيا، ما مل تنص من قانون اإلجر277املادة

القوانني و القرارات على خالف ذلك، من قانون اإلجراءات املدنية، جند أن ميعاد رفع االستئناف أمام جملس الدولة 277بالرجوع إىل املادة : اإلجراءات– 0 2

تاريخ تبليغ القرار املستأنف، و ال يسري هذا امليعاد بالنسبة للقرارات الغيابية إال من اليوم الذي تصبح فيه هو شهر واحد مناملعارضة غري مقبولة، و يزاد إىل ميعاد االستئناف شهر واحد بالنسبة للمقيمني خارج البالد، و ليس لالستثناء أثر موقف، بل

.لنصف يف حالة استئناف األوامر االستعجاليةو تقصر املدة إىل ا. له أثر ناقل فقطيرفع االستئناف بعريضة مكتوبة موقع عليها من حمام مقبول لدى احملكمة العليا، و جيب أن تستويف الشروط احملددة يف املادة

ا أيضا ، و تودع لدى كتابة ضبط جملس الدولة لقاء إيصال، و ترفق ا عدد من النسخ مبثل عدد اخلصوم، كما يرفق241 .اإليصال املثبت لدفع الرسم القضائي

.للمستأنف احلق يف إيداع مذكرة إيضاحية يشرح فيها أوجه استئناف خالل شهر من إيداع عريضتهيقوم كاتب الضبط الرئيسي املعني من بني القضاة، خالل مثانية أيام من إيداع العريضة، بعرضها على رئيس جملس الدولة الذي

.رئيس الغرفة لتعيني مستشار مقررحييلها إىل يأمر املستشار املقرر بتبليغ العريضة إىل كل مطعون ضده مع إنذاره بوجوب إيداع مذكرة برده بقدر عدد اخلصوم و موقعة

، و جيوز له أن مينح امن طرف حمام معتمد لدى احملكمة العليا، جالل شهرين من يوم التبليغ وإال صدر القرار حضور ي .ما يلزم من اآلجال و له أن يأمر بتقدمي أي مستندللخصوم

إذا رأى أن القضية مهيأة للحكم فيها يودع تقريره املكتوب، و يصدر قرار بإطالع حمافظ الدولة الذي عليه إيداع مذكرته .املكتوبة خالل شهر من استالم القرار

ة لنظر االستئناف، على أن خيطر اخلصوم ذا املوعد قبل يصدر املستشار املقرر باالتفاق مع رئيس الغرفة قرارا بتحديد جلس .مثانية أيام على األقل، و ترسل مذكرات احلضور إىل احملامني بكتاب موص عليه بعلم الوصول، كما خيطر حمافظ الدولة بذلك

اجلوهرية، فيجوز له بعد إذا رأى املستشار املقرر أن عريضة االستئناف غري مقبولة من الناحية الشكلية ملخالفة اإلجراءاتعرض ملف الدعوى على رئيس الغرفة أن حييل امللف مباشرة إىل حمافظ الدولة، و أن يصدر قرارا بتكليف املستأنف باحلضور إىل جلسة مقبلة، و يذكر فيه أن القرار سيصدر يف خصوصية قبول الطعن، و عندئذ جيوز لس الدولة إما أن يرفض الطعن أو

.ة امللف إىل املستشار املقرر لتحضري اإلجراءاتيأمر بإحالو . تتشكل الغرفة أو القسم الذي سيفصل يف القضية من ثالثة أعضاء على األقل، و يتوىل رئيس الغرفة إعداد جدول قضاياها

أن يتقدموا تكون جلسات الغرفة علنية ما مل يتقرر سريتها، و جيوز للمحامني. ميكن لرئيس جملس الدولة أن يترأس أي غرفة .مبالحظات موجزة شفوية

بعد تالوة التقرير يبدي حمافظ الدولة رأيه، و حتال القضية للمداولة، و تصدر القرارات دائما يف جلسة علنية، و تكون مسببة و .يشار فيها إىل النصوص القانونية املطبقة

48

Page 49: العقود الادارية في التشريع الجزائري

للموضوع بكل سلطة، و له يف –ل االستئناف شكال يف حالة قبو– يتصدى جملس الدولة :الفصل يف املوضوع : ثانياـ

ذلك أن يؤيد موضوع القرار املستأنف، و له أن يعدله جزئيا، و له أن يستبعده كليا و يقضي مبا يراه مناسبا، و على وجه غري أنه جتوز اخلصوص إعادة دراسة امللف من حيث الوقائع و القانون معا، و يف حالة التصدي يكون قراره غري قابل للنقض،

.اإلحالة إىل احملاكم اإلدارية عندما ال تكون لديه كافة العناصر الالزمة للفصل، كأن يتطلب األمر مثال االنتقال للمعاينةلكن له أن يأمر بندب خبري، و له أن يفصل يف الدعوى بعد رجوع اخلربة، كما له أن يقضي بتعويض أو يعدل يف تعويض قد

غيه، كما له أن يعيد تكييف العقد اإلداري أو أن يفسره أو أن حيكم ببطالنه أو إبطاله، و له أن يلغي قضي به من قبل أو يل . فسلطته هي سلطة احملاكم اإلدارية نفسها... القرار القاضي ببطالنه أو إبطاله و بالتايل القضاء بصحته

:الرقابة من نوع خاص : ـ املطلب الثالث

:لس املنافسة رقابة جم: الفرع األول ـ ، الذي ألغى األمر 2003.07.19 املؤرخ يف 03.03يعد جملس املنافسة سلطة تابعة لرئيس احلكومة، منظمة باألمر

الذي جاء يف سياق إصالح السياسة االقتصادية و اإلنعاش االقتصادي و ذلك ملقتضيات إخراج السوق من دائرة 06.95لخواص و جعل قاعدة العرض الطلب هي اليت حتدد السعر و تتحكم يف السوق، و ذلك التأثري السياسي، و حتريرها و فتحها ل

.)1(يف إطار االقتصاد احلر الذي عم كل دول العامل .و يتمتع جملس املنافسة بصالحيات استشارية و صالحيات ضبطية و صالحيات قضائية

،مل يعد كذلك بل أصبح هيئة شبه قضائية بفعل )2(03.03 كان هيئة قضائية حمضة، لكن يف األمر 06.95يف ظل األمر .تشكيلته اليت يغلب عيها الطابع الفين

و ملا كان قانون الصفقات العمومية قد تناول يف بيان عرض أسبابه أنه من بني أهدافه ترقية املنافسة خدمة للتوجه االقتصادي .إطار ممارسات خملة باملنافسةاحلر، فإن جملس املنافسة ميكن أن ينظر يف العقود اإلدارية يف

من األمر تنص على أن هذا األخري يطبق على نشاطات اإلنتاج و التوزيع و اخلدمات مبا فيها تلك اليت يقوم 02و لو أن املادة ا األشخاص العموميون، إذا كانت ال تندرج ضمن إطار ممارسة صالحيات السلطة العامة أو أداء مهام املرفق العام، و هو يعين أن العقود اإلدارية ال ختضع ألي رقابة من طرف جملس املنافسة، و قد صرح بذلك فعال مبوجب قرارين صدرا عنه يف

، قضى فيهما بعدم اختصاصه و صرح بأن اختصاصه معرف فقط يف املمارسات التنافسية احملددة يف قانون 1999 أكتوبر 17 .بتخفيض األسعار، التركيز، االتفاقات غري الشرعيةاملنافسة و هي وضعية اهليمنة، إغراق السوق

و عليه نالحظ أن دور جملس املنافسة غري دقيق يف جمال العقود اإلدارية عامة و الصفقات العمومية خاصة، يف ظل األمر ملنافسة يف ، رغم أن الصفقة تنطوي على عنصر املنافسة خاصة يف منحها، و ميكن تصور ممارسات خملة أو مقيدة با03.03 .جماهلا

و أمام التجربة احلديثة لس املنافسة يف اجلزائر ميكننا أن نعطي أمثلة من قرارات جملس املنافسة الفرنسي، ففي جمال االتفاقات ، قضى جملس املنافسة الفرنسي، أنه عندما تتعاقد اإلدارة مع 03.03 من األمر 06غري الشرعية املنصوص عليها يف املادة

لصين ، الفيتنام ، آوباآوريا الشمالية ، ا: باستثناء أربع دول ، هي (1)

.2003 لسنة 43 ، الجريدة الرسمية رقم 19/07/2003 المؤرخ في 03.03األمر (2)

49

Page 50: العقود الادارية في التشريع الجزائري

مبناسبة صفقة عمومية دون مراعاة اإلجراءات، و دف عرقلة املنافسة أو تقييدها مبنعها أو احلد منها أو اإلخالل شخص بقواعدها مع وجود إرادة أو اتفاق و توافر عالقة سببية بني االتفاق و عرقلة املنافسة أو تقييدها فإن جملس املنافسة خيتص بنظر

. هذه االخالالتور اإلخالل باملنافسة من خالل االتفاق الضمين الذي جيري مبناسبة صفقة عمومية، حترر فيها األسعار و يظهر ميكن تصكما

فيها السلوك املشبوه للمتعهدين، و كذلك التعهدات االحتيالية اليت غالبا ما دف إىل منح املشاركني يف الصفقة الواحدة .عروض الطلب ميكن أن تكون غري متماثلةتلوى األخرى، فإن األسعار املعروضة منهم يف

و بقصد توفري أقصى احلظوظ لفوز املتعهد بالصفقة يقدم الشركاء عروضا لتغطية العملية، علما انه غالبا ما يكون املتعهد .املذكور هو الوحيد الذي يقدم عرضا و كشفا تقديريا جديا و مفصال بينما يكتفي شركاؤه بتقدمي عروض ناقصة

ن لس املنافسة أن يبحث عن اإلخالل بقواعد املنافسة من خالل دراسة سلوك الشركاء يف عقد املقاولة من الباطن، كما ميكحيث ميكن إبراز اتفاق غري شرعي عندما يبحث عما إذا كان صاحب العرض غري الشرعي يلتزم من الباطن بصفة منتظمة مع

ل على نفس الصفقة، اقترحت فيها أسعارا أكثر ارتفاعا من األسعار مؤسسة أو مؤسسات سبق هلا وان قدمت عروضا للحصو . اليت فاز ا بالصفقة

. كما ميكن البحث عن احتمال وجود عالقات مالية أو شخصية بني املتنافسني املشكوك فيهمتجارة، و قام هذا و يف جمال االتفاقات األفقية عرضت قضية على جملس املنافسة الفرنسي، بعد إخطاره من طرف وزير ال

األخري بإجراء حتقيق يف املناقصة املربمة بني مدينة تولوز و الشركات الفائزة بالصفقة و ذلك لتهيئة شبكات الطرق احلضرية، و تبني من التحقيق أن دفتر الشروط ينص على تقسيم املدينة إىل قسمني بينما قسمت عمليا إىل أربعة أقسام، كما تبني أن هذه

كانت هذه الشركات هي نفسها 1991 إىل 1988هي نفسها اليت تتقدم يف نفس املناطق، و انه خالل سنوات الشركات اليت تقدم أقل األسعار، و هي اليت تفوز دائما بالصفقة، علما أا ال تتميز عن الشركات األخرى ال من حيث نوعية األشغال

الس إىل إثبات االتفاق الضمين املنايف للمنافسة يف جمال العقد و ال من حيث موقعها من مكان تنفيذ العقد، و قد توصل ... اإلداري

:رقابة جملس احملاسبة : ـ الفرع الثاين يعترب جملس احملاسبة املؤسسة العليا للرقابة البعدية ألموال الدولة و اجلماعات اإلقليمية و املرافق العمومية، و ذه الصفة يدقق

هليئات و املوارد و الوسائل املادية و األموال العامة اليت تدخل يف نطاق اختصاصه و يقيم تسيريها و يتأكد يف شروط استعمال ا منه على إلزامية 18، و نصت املادة )1(20. 95نظمه األمر . من مطابقة عمليات هذه اهليئات املالية واحملاسبية للقوانني

فنصت على إمكانية استشارته يف مشاريع 19تضمنة ضبط امليزانية، أما املادة استشارته يف املشاريع التمهيدية للقوانني امل . النصوص القانونية املتعلقة باملالية العمومية

: ، و يتكون من قضاة من صنف خاص و هم فئتني)2(يعترب هيئة رقابة من جهة، و هيئة قضائية من جهة ثانية .ائب الرئيس، رؤساء الغرف، رؤساء الفروع، مستشارون، حمتسبون هناك رئيس جملس احملاسبة، ن : قضاة احلكم– . تتكون من النظر العام، و النظار املساعدين) اإلدارة العامة( : النيابة العامة –

1995 ، لستة 39 ، الجريدة الرسمية رقم 17/07/1995 مؤرخ في 20.95األمر (1)

من األمر32المادة (2)

50

Page 51: العقود الادارية في التشريع الجزائري

ختضع لرقابة جملس احملاسبة مصاحل الدولة، و اجلماعات اإلقليمية، و املؤسسات و املرافق و اهليئات العمومية مبختلف أنواعها،اليت تكون . اليت تسري عليها قواعد احملاسبة العمومية، و كذلك املؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري أو املايل

أمواهلا أو رؤوس أمواهلا أو مواردها كلها ذات طبيعة عمومية، كما خيتص كذلك بتسيري النظم اإلجبارية للتأمني و احلماية ... )3(االجتماعينيقابته على أساس الوثائق املقدمة أو يف عني املكان فجائيا، أو بعد التبليغ، و يتمتع يف هذا الصدد حبق اإلطالع ميارس ر

.و له حق الدخول إىل كل احملالت اليت تشملها أمالك مجاعة عمومية أو هيئة خاضعة لرقابته. و بصالحيات التحري، على رقابة الس ألعمال التسيري اليت تتم خبرق قواعد إبرام و تنفيذ 20. 95 من األمر 13 فقرة 88لقد نصت املادة

. العقود اليت ينص عليها قانون الصفقات العمومية و هنا يتعلق األمر مبخالفات تسيري امليزانية و املالية . يةو احلقيقة أن جملس احملاسبة خيتص بالرقابة على كل العقود اإلدارية لتعلقها بالنفقات العموم

التنفيذية العامة اليت تطبق على امليزانيات )5( الذي حيدد األحكام21. 90 )4(، صدر القانون20. 95قبل صدر األمر و العمليات املالية اخلاصة بالدولة، و الس الدستوري، و الس الشعيب الوطين، و جملس احملاسبة، و امليزانيات

. اإلقليمية، و املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداريامللحقة، و اجلماعات ... مرين بالصرف، و احملاسبني العموميني و كذا مسؤوليامو قد حدد التزامات اآل

خــــالصة–

: من خالل دراستنا ملوضوع العقد اإلداري، نستخلص األفكار التالية .اسا على معيار عضوي مل يعد كافيا يف تكييف عقود اإلدارة يعتمد تعريف العقد اإلداري يف اجلزائر، أس– 1 ـ يتكامل املعيار املوضوعي بشكل كبري مع املعيار العضوي يف استنتاج الطبيعة اإلدارية لعقود اإلدارة2تتحدد أركان العقد اإلداري و شروط صحته انطالقا من األحكام العامة يف القانون املدين، و هو بذلك ال _ 3 .لف عن العقد املدين، إال يف بعض املسائل اجلزئية اليت تتصل أساسا باملرفق العامخيت تتنوع العقود اإلدارية تنوع نشاطات احلياة العامة، و بذلك من الصعب التسليم بتقسيم معني هلا، و يظل – 4

. كل من املعيار القانوين و املعيار القضائي راجحا يف تفضيل هذا التقسيم .لزم املشرع اإلدارة أن تتبع طرقا معينة يف إبرام العقود اإلدارية إال فيما يتعلق بالصفقات العمومية ال ي– 5

95/20 من القانون 10 إلى 6 المواد من (3) 1990 نن لسنة 35 نن الجريدة الرسمية رقم 1990 أوت 15خ في مؤر21.90القانون (4)

من القانون2 و 1المادتين (5)

51

Page 52: العقود الادارية في التشريع الجزائري

تتمتع اإلدارة حبرية اختيار اإلجراءات و الشكليات املناسبة، و هي يف ذلك غري مقيدة بأي منط، إال فيما – 6 . يتعلق بالصفقات العامة

.جرد إبرامه، و تبدو غري مألوفة، لكنها تعرب عن إحدى خصائصه تترتب عن العقد اإلداري آثار مب- 7 تنتهي العقود اإلدارية كسائر العقود املدنية اية طبيعية بتحقيق الغرض أو بانتهاء املدة، إال أا قد تنتهي – 8

.اية استثنائية ختتلف قليال عنها يف جمال العقود املدنيةغري أن الصفقات العمومية ,ةمن األعمال اإلدارية لرقابة وصائية أو تسلسلي ختضع العقود اإلدارية كغريها – 9

ختضع لرقابة قبلية و بعدية من طرف اجلهات اإلدارية املخولة قانونا تستهدف احترام اإلجراءات، و مبدأ .املساواة، و التسوية الودية للمنازعة

ة للرتاع، و شاملة تنظر يف العقد من حلظة إبرامه ختضع كل العقود اإلدارية لرقابة قضائية مهمة و حامس– 10 .إىل حلظة تنفيذه، فهي أهم أنواع الرقابات على اإلطالق

متارس رقابة أخرى على العقود اإلدارية ميكن اعتبارها رقابة اقتصادية من جهة، و رقابة مالية من جهة – 11 .أخرى فهي رقابة فنية

اإلداري عقد تربمه إدارة عامة، تستعمل فيه قواعد استثنائية، نتوصل يف األخري إىل أن العقد– 12 لتحقيق حاجات املرفق العام. و تستهدف به املصلحة العامة

قـائمـــة املــــراجع I –املؤلفات :

: الكتب: ـ أوال : الكتب باللغة العربية– 01

: الكتب الوطنية–أ اضرات يف املؤسسات اإلدارية، الطبعة اخلامسة، ديوان املطبوعات اجلامعية، األستاذ أمحد حميو، حم– 1

.1990اجلزائر، سنة 1990 عوابدي ، القانون اإلداري ، ديوان املطبوعات اجلماعية ، اجلزائر ، سنة ر الدكتور عما– 2لطة و دعوى األستاذ رشيد خلويف ، قانون املنازعات اإلدارية ، شروط قبول دعوى جتاوز الس– 3

1995القضاء الكامل ، ديوان املطبوعات اجلامعية ، اجلزائر ، سنة ، ث الدكتور مسعود شيهوب ، املبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ، نظرية االختصاص ، اجلزء الثال– 4

1999ديوان املطبوعات اجلامعية ، اجلزائر ، سنة

52

Page 53: العقود الادارية في التشريع الجزائري

قضاء جملس الدولة ، اجلزء األول ، دار هومة ، اجلزائر سنة حلسين بن الشيخ آث ملويا ، املنتقى يف– 52002

الدكتور عمار بوضياف ، النظام القضائي اجلزائري ، الطبعة األوىل ، دار رحيانة ، اجلزائر ، سنة – 62003

وعات األستاذ أمحد حميو ، املنازعات اإلدارية ، ترمجة فائز أجنق ، الطبعة اخلامسة ، ديوان املطب– 7 2003اجلامعية ، اجلزائر ، سنة

الكتب األجنبية ـ 02 1977 الدكتور أمحد عثمان ، مظاهر السلطة العامة يف العقود اإلدارية ، سنة -1 1995 الدكتور سليمان حممد الطماوي ، األسس العامة للعقود اإلدارية ، الطبعة الثانية ، سنة -2 1998اجلبوري ، العقود اإلدارية ، الطبعة الثانية ، مكتبة دار الثقافة ، سنة الدكتور حممد اخللف -3

: الكتب باللغة الفرنسية– 2

1 – André DELAUBADERE et Franck MODERNE, Pierre DELVOLVE, traité des contrats administratifs, tom1, 2ème édition, LGDJ, 1983 (808 pages). 2 – Pierre DELVOLVE, droit public de l'économie, édition de l'année 1998 -DALLOZ- (799 pages). Laurent RICHER, les contrats administratifs, Edition de l'année 1991-DALLOZ- (117 pages)

: األطروحات و الرسائل اجلامعية: ـ ثانيا

: أطروحات الدكتوراه– 11 – BENnADJI Chérif, l'évolution de la réglementation des marchés publics, Alger, institut de droit, 1991, (652 pages).

2 – Mohamed KOBTANE, le régime juridique des contrats du secteur public, étude de droit comparé algérien e français, Edition de l'année 1984, OPU,(171 pages).

: رسائل املاجستري– 02 يوسف بركات أبودقة، إمتيازات اإلدارة يف مواجهة املتعاقد معها، حبث لنيل شهادة املاجستري، معهد احلقوق – 1

.1977و العلوم اإلدارية، جامعة اجلزائر، سنة

53

Page 54: العقود الادارية في التشريع الجزائري

لقضاء اإلداري اجلزائري، حبث لنيل شهادة املاجستري،بن علية محيد، مفهوم و حمتوى العقد اإلداري يف ا - 2 .2001كلية احلقوق، جامعة اجلزائر، سنة

: اجملالت القضائية-03 .1965 حولية القضاء، لسنة – 1 .1965 الة اجلزائرية، العدد الثاين، لسنة – 2 .1967 حولية القضاء، لسنة – 3 .1991 العدد األول، لسنة الة القضائية،– 4 .1992 الة القضائية، العدد الثاين، لسنة – 5 .1994 الة القضائية، العدد األول، لسنة – 6 .1994 الة القضائية، العدد الثالث، لسنة – 7 .1997 الة القضائية، العدد األول، لسنة – 8 .2002 جملة جملس الدولة، العدد األول، لسنة – 9

.2002 جملة جملس الدولة، العدد الثاين، لسنة - 10

II – النصوص القانونية و اجملالت القضائية : :النصوص القانونية: أوال

التشريع : – 01 ، املتضمن التنظيم القضائي 1965 نوفمرب 16 ، مؤرخ 278-65 األمر -01 قانون اإلجراءات املدنية ، املتضمن 1966 يونيو 08 ، مؤرخ 154-66 األمر -02 املدين ن، املتضمن القانو1975 سبتمرب 26، مؤرخ 58 -75 األمر -03

، يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية 1988 يناير 12 ، مؤرخ 01-88 القانون -04 ، يتضمن قانون البلدية 1990 أبريل 17 ، مؤرخ 08-90 القانون -05

54

Page 55: العقود الادارية في التشريع الجزائري

، يتضمن قانون الوالية 1990 أبريل 17 ، مؤرخ 09 -90 القانون -06 ، يتعلق بالقرض و النقل 1990 أبريل 14 ، مؤرخ 10 -90 القانون -07 ، يتعلق باحملاسبة العمومية 1991 أغسطس 15 ، مؤرخ 21-90 القانون -08 ، يتعلق مبجلس احملاسبة 1995 يوليو 17 ، مؤرخ 20-95 األمر -09 ، يتضمن التقسيم القضائي 1997 مارس 19 ، مؤرخ 11-97 األمر -10 ، يتعلق مبجلس الدولة 1998 ; مايو30 ، مؤرخ 01-98 القانون العضوي -11 ، يتعلق باحلاكم اإلدارية 1998 مايو 30 ، مؤرخ 02-98 القانون -12

مبحكمة التنازع ، يتعلق1998 يونيو 06 ، مؤرخ 03 -98 القانون العضوي -13 ، املتضمن قانون املنافسة2003 يوليو 19 ، مؤرخ 03-03 األمر -14

: التنظيم– 02 : املراسيم الرئاسية–أ

.، يتعلق بتنظيم الصفقات العمومية2002 يوليو 24، مؤرخ يف 250.02 املرسوم الرئاسي - 0 1 .250.02، يعدل و يتمم املرسوم 2003بتمرب س11، مؤرخ يف 301.03 املرسوم الرئاسي - 0 2

: املراسيم التنفيذية– ب ، احملدد قائمة االس القضائية و اختصاصها اإلقليمي 1990 ديسمرب22، مؤرخ يف 407.90 املرسوم التنفيذي – 01

.7العاملة يف إطار املادة .تعلق بديوان الترقية و التسيري العقاري، امل1991 مايو12، مؤرخ يف 147.91 املرسوم التنفيذي -02

، احملدد لشروط إدارة األمالك اخلاصة و العامة التابعة 1991 نوفمرب23، مؤرخ يف 454.91 املرسوم التنفيذي – 03 .للدولة و كيفياته

.الوالية، املتضمن اهليئات و أجهزة اإلدارة العامة يف 1994 يوليو23، مؤرخ يف 215.94 املرسوم التنفيذي – 04، احملدد الختصاص االس القضائية و كيفيات تطبيق األمر 1998 فرباير 16، مؤرخ يف 63.98 املرسوم التنفيذي – 05

11.97 . ، املتضمن كيفيات إحالة القضايا املسجلة و 1998 أغسطس 29، مؤرخ يف 262.98 املرسوم التنفيذي –06

.كمة العليا إىل جملس الدولةاملعروضة أمام الغرفة اإلدارية للمح

55

Page 56: العقود الادارية في التشريع الجزائري

56