حول الترجمة والهوية الثقافية

33
ة ي ف ا ق ث ل ا ة وي ه ل وا مة ج ر لت ول ا ح ي ن غ ل د ا ب ع# ن ي الد ي حن م د.* ة رف مع لر وا كا ف4 الأ ل ص وا ت ل داة4 كا مة ج ر لت ا ورة ر ض# ن ع ر ص ت ح م ث ي حد ة ي ث ح ب ل ا ة ورف ل ة ا هد رض ع ث س ت م. م4 والأ وب ع ش ل ا# نP ي ب ث ير ق ث ل ا ي فU لك د ة ي م ه4 ، وا ة ف ل ت ح م ل ا ة ي م ل عا ل ا اب اف ق ث ل وا راب ا ض ح ل ا# نP ي بU لك كدe. ة ي ف ا ق ث ل ا ة وي ه ل وا ة اف ق ث ل ، ا ة وي ه ل ، ا مة ج ر لت : اg اظ ق ل4 الأ دلألأب# ن م ل ك ل ر ص ت ح م رح ش ها ي ف و( ها مي ول ق ث م ل ا ة غ ل ل ا ة اف ق ث ي عل لأع طx الأ ة ي م ه4 وا ي ف ا ق ث ل ا# ج ت من ل وا ث يلكا ا ة اف ق ث# نP ي ب ة لأف ع ل اSource Language ( ها ليx ول ا ق ث م ل وا) Target Language ق ث م ث.) د ة د ب ن م e ة ي ر لت ح نx والأ ة ي ك مار ن والدا ة دي وي ش ل ا ها ي ي ف لأ عرها و و ط ت ب ي ل سا4 وا ها خ ن ار وي ة ي ح ن رو لت ا ة غ ل ل ا# ن ع. ة ي ن ما ل4 والأ# ها دون مي ج ر ت ب غ ص ت ي لن اg اظ ق ل4 الأ ض ع ث مة ج ر لت ة ي ل م ع ل ا# ح ماد ن ل ا ض ع ث ار ت ح ن، ة هاي لي ي ا ف و. ة ي م ل ع ل و ا4 ا ة ي ف ا ق ث ل ا ها ي ث ق ل ح ي عل لأع طx الأ: دمة ق م د و ب ه م ن واب ص4 الأe م ج ر ت¡ ي ر ش لب ا# ن ¡ح ب ف. ب ف و ل وال ا ط ورة م ع م لء ا حا ن4 ل ا ك ي ف# سان تx ة الأ وم ي ق ث ل ع ف مة ج ر لت ا ى لx لأم ا ح4 م الأ ج ر ت¡ ي ، و ى ن عا م ر و ت« ي عا ث ى لx ا ءاب حا نx م والأ س ح ل ا ة غ لe م ج ر ت¡ يار، و ك ف4 ى ا لx ا روف ح ل وا ي ف ة ي« ن ت ج4 أم الأ ل ف4 الأ ل ب¡ د ي ي لن ا مة ج ر لت ا4 را ق ث ف ا، ب م و يً ا بP نر ق ث مة ج ر لت ل ا ب ا ق ث# ن ح ن . و ي ق ث ق ح ع ف وا( ة ز ه ج4 الأ مال ع ث سx ل ا ب ل د ي ف ع ث ص م ل ا ها ي كن ي ي لند ا ا رسx الأ واب ط خ م ج ر ت¡ ي ما، و ن سن ل وا# ون ي ر ق ث ل ب ل اmanual ر. خ ى ا لx لد ا ي# ن م ل ق ث¡ ن برد و لق ر ا ف سا ت دما ب ع مة ج ر لت ى ا لx ا ة حاج ل داد ا¡ ر ت. و) 1

Upload: moheye-abdelghani

Post on 28-Jul-2015

105 views

Category:

Documents


3 download

TRANSCRIPT

حول الترجمة والهوية الثقافية

د. محيي الدين عبد الغني*

تستعرض هذه الورقة البحثية حديث مختصر عن ضرورة الترجمة كأداة لتواصل األفكار والمعرفة بين الحضارات والثقافات العالمية المختلفة،

وأهمية ذلك في التقريب بين الشعوب واألمم. وفيها شرح مختصر لكل من دالالت األلفاظ: الترجمة، الهوية، الثقافة والهوية الثقافية. كذلك

العالقة بين ثقافة الكاتب والمنتج الثقافي وأهمية اإلطالع على ثقافة اللغة (. ثمTarget Language( والمنقول إليها )Source Languageالمنقول منها )

م نبذة عن اللغة النرويجية وتاريخها وأساليب تطورها وعالقتهادنقبالسويدية والدانماركية واإلنجليزية واأللمانية.

وفى النهاية، نختار بعض النماذج العملية لترجمة بعض األلفاظ التي يصعبترجمتها دون اإلطالع على خلفيتها الثقافية أو العلمية.

تمهيد ومقدمة: الترجمة فعل يقوم به اإلنسان في كل أنحاء المعمورة طوال الوقت.

فنحن البشر نترجم األصوات والحروف إلى أفكار، ونترجم لغة الجسم واإليحاءات إلى تعابير ومعاني، ونترجم األحالم إلى واقع حقيقي. ونحن

_ يوميا، فنقرأ الترجمة التي تذيل األفالم األجنبية في نقابل الترجمة تقريبا التليفزيون والسينما، ونترجم خطوات اإلرشاد التي يكتبها المصنع في دليل

(. وتزداد الحاجة إلى الترجمة عندما يسافرmanualإستعمال األجهزة )الفرد وينتقل من بلد إلى آخر.

الترجمة هى الواصلة التي تصل الثقافات والحضارات، بعضهاعملية ببعض. فهى تعين على تواصل األفكار، والتالقح بين الثقافات وتبادل

المعارف. وبذلك تكون من األهمية بمكان للبناء الحضاري. فعن طريق الترجمة يتم نقل المعارف التي وصلت إليها حضارة ما إلى أخرى، ويتم

التفاعل معها، وهضمها، ثم اإلنطالق من القاعدة المعرفية الجديدة والبناء عليها، وتطويرها. وعندما نستعرض تاريخ التجارب الحضارية البشرية؛ نجد

أن الترجمة كانت هى العامل الرئيسي فى تحقيق الطفرات الحضارية. الحضارة اليونانية القديمة نقلت من المصرية. والعرب نقلوا من الحضارة

اليونانية - بعدما جاءهم القرآن يحضهم على تحصيل العلم والمعرفة- فتفاعلوا معها وهضموها ثم هذبوها، لتتوافق مع العقائد الجديدة، وقدموا

لإلنسانية حضارة علمية ال ينكر فضلها إال جاحد. وانتقلت الحضارة اإلسالمية إلى أوروبا عن طريق األندلس، بعذها استعاد األوروبيون الزمام،

وترجموا المؤلفات العربية، ونفضوا عنهم لباس الجهل وإنغالق الفكر، وواصلوا مسيرة العلم والتطور؛ فقدموا لإلنسانية قدرا هائال من المعارف

والمكتشفات الحديثة. فالترجمة إذا ليست ترفا فكريا؛ بل هى ضرورةتحتمها الحاجة إلى المعرفة، والرغبة في التطوير، والعبور الثقافي لألمم.

طبيعة الترجمة:

1

(؛ بأنه مهارة يحكمها1لو عرفنا الفنp كما عرفه مجمع اللغة العربية ) الذوق والموهبة. وهو التطبيق العملي للنظريات العلمية، ويكتسب

بالدراسة والمران. وهو جملة القواعد الخاصة بحرفة أو صناعة؛ لكانت الكتابة والترجمة ممن ينطبق عليهما مثل هذا التعريف. ففي الترجمة

يحتاج المترجم المعرفة المناسبة، لكال من لtسان وثقافة المنتج الثقافي. ويحتاج أيضا إلى معرفة لسان وثقافة اللغة المنقول إليها. واالهم من ذلك

معرفة أساليب التعبير والمضمون، فى كال اللغتين. والمترجم أديب يجد نفسه مختفيا في ظل المنتج الثقافي، وفى ظل كاتبه. والفرق بين الكاتب والمترجم أن الكاتب يعبر عن أفكاره بلغته

وأسلوبه، أما المترجم فاألمانة تلزمه بنقل فكرة الكاتب وغايتة، من "اللغة (، إلى "اللغةSource Languageالمنبع، أواألصل، أو المنقول منها " )

(. هذا يلقي علي المترجمTarget Languageالهدف، أو المنقول إليها" ) عبئ إضافي، يتمثل في محاوالته المستمرة، في التوفيق بين أساليب التعبير في كال اللغتين، والتأكد من وصول الفكرة صحيحة، كما أرادها

الكاتب، ثم التعبير عنها في لسان وثقافة جديدين. فالترجمة إذا؛ إعادة صياغة أفكار من ثقافة لثقافة أخرى. وهذا يتطلب بعض المران، إلى جانب

المعرفة بالمدلول الثقافي للغة. هذه النقطة بالتأكيد؛ تمثل مشكلة المشاكل التي تواجه الترجمة اآللية عن طريق الكمبيوتر )أو الحاسوب( -

- ويجعلها الCAT (Computer Aided Translation)فيما يعرف بالمختصر _ وال يترجم ثقافة. وجدير بالتذكير بأن معنى لها. فالكمبيوتر يترجم الفاظا

إختالف المدلول الثقافي بين األمم هو الذي يسبب سوء التفاهم بينهم عندما يتالقيان ويتبادالن الحديث، ويفهم كلy منهما كالم األخر ويترجمه في

ضوء ثقافته الموروثة.

حاجة اللغة لالنفتاح: من المعروف عند المتخصصون في علوم اللغة، واإلجتماع، وعلوم

اإلنسان، أن اللغة ال تعيش طويال، وال تتطور، وال تقوم برسالتها الفكرية والثقافية إذا أقفلت الباب على نفسها، وعpزلت، ولم تتفاعل مع اللغات_. تستعير ألفاظا ليست موجودة فيها، _ وعطاءا األخرى من حولها اقتباسا لمعان وأفكار جديدة. وبذلك تزداد غنى لغويا وثقافيا وعلميا، وتكتسب

قدرة أكبر على التعبير عما يجد من علوم ومعارف. ( عن اإلنجليزيةAnthony Burgessكتب األديب اللغوي "أنتونى بورجس" )

pمهt( يقول: "إن عظمة هذه اللغة، تكمن في قدرتها على إقتباس )لغة أ كلمات جديدة، من كل أنحاء العالم، وتحولهم إلى كلمات إنجليزية. في

(،Dead Structural Woodنفس الوقت تستبعد "لبنات البناء الميتة" ) أيضا التفاصيل الدقيقة في القواعد، والتي أصبحت زائدة عنوتستبعد الالزم".

(، وهو يتحدث عن2وننقل عن الكاتب النرويجي "توماس إريكسون") اإلنجليزية أيضا، يقول : "والوثائق التي ذكرت في الكتابين "هوبسن-

Sahibs(، و"صاحبس نابوبس وبوكسواللز" )Hobsen – Jobsonجوبسون" )Nabobs and Boxwallahsتقدم لنا بعض خصائص اللغة اإلنجليزية من )

حيث قدرتها على االقتباس. الكتابان يذكران الكلمات اإلنجليزية، التي هي

2

من أصل هندي وإقتبستها اللغة اإلنجليزية، ومن ثم استخدمت على نطاق واسع في بريطانيا العظمى. كذلك إقتباسها من العربية، حيث إن عنوان

الكتاب األول معناه "ياحسن- يا حسين"، التي نقلت إلى اإلنجليزية (. أما بالمقارنة، على المستوى األوروبي، فإن2هوبسون جوبسون )

اإلنجليزية ظلت تطعم نفسها دوما بكلمات من لغات أخرى. وهى التى بدأت كلغة "كريولية" )بدائية(، في فترة الشاعر اإلنجليزي "جيوفرى

(، أى منذ القرن الرابع عشرGeoffrey Chaucer( )1400-1345شوسر" ) الميالدي. وعلى العكس؛ حاول أهل اللغة الفرنسية الحفاظ على مفرادتها

نقية، خوفا من تأثير اإلنجليزية عليها، بينما كانت اإلنجليزية تستعير مفردات جديدة، من كل ناحية. وليس أدل على ذلك من مقارنة عدد

Oxford English أو )OFDالمفردات في الطبعة الكاملة لمعجم اوكسفورد Dictionary ألف كلمة بينما المعجم الفرنسي700 (، التى تصل إلى

ألف(.70( إكتفي باحتواء عpشر هذا العدد )Larousseالمعروف "الروس" ) وفي نفس الوقت؛ فإن الفرد ال يحتاج – يستطرد إريكسون- العديد من المفردات اإلنجليزية، ليعبر عما يريده بطريقة مفهومة. فهل كان مجرد

صدفة أن تصبح اإلنجليزية لغة عالمية، ذات قواعد سهلة ومفردات مرنة؟pبالتأكيد لم يكن ذلك صدفة. إن ثمن تذكرة الدخول للغة اإلنجليزية ج�د رخيص، خاصة في صورتها الشمال أمريكية، التى وصفت بقدرتها على

إنتاج "مناطق تواصل" بينها، وبين لغات محلية متأصلة الجذور. ولكن، لكل شيء ثمنy يجب دفعه، فكثير من صور اللغة اإلنجليزية المعروفة عالميا

تفتقد المترادفات والعمق. وهى ال تفرق بين "التجربة المشتركة"و"المعرفة الضمنية".

وبالنسبة للعربية، وكما يبدو لي، فإن القرآن – وهو كتاب العربية األول- ظهرت فيه مفردات من اللغات األخرى، مثل إسرائيل، جبريل، عمران،

نوح، لوط. والقسورة )األسد بلسان الحبشة(. والغساق: البارد النتن، بلسان الترك. والقسطاس: الميزان بلغة الروم. والسجيل: الحجارة

والطين، بلسان الفرس. والطور: الجبل، واليم: البحر بالسريانية. والتنور: (. إن ذلك ليبين لنا أن اللغة العربية قادرة على3وجه األرض بالعجمية )

استيعاب األلفاظ الغريبة، وصهرها لتصبح عربية. وبذلك يهدينا القرآن،ويرفع الحرج عنا، لعملية اإلقتباس.

وكما أن اللغات تتكامل فإن الثقافات تفعل الشيء نفسه، ويمكن المزاوجة بين الثقافات المختلفة لتفرز في النهاية مجتمعا إنسانيا متكامل

المعرفة. وليس من الضروري إحالل ثقافة، أو لغة، مكان ثقافة ولغة أخرى، كما ينادى بعض التغريبيون، الذين يصورون الحضارة الغربية وكأنها

خلقت من فراغ، ولم تبنى على أساس متين، جاءها من حضارات أخرىسابقة لها.

معنى الترجمة فى اللغة العربية:

ه.حوردت هذه الكلمة في أشعار العرب بمعنى، تفسير البيان وتوضي( 4 قال عوف بن محلم )

pها pلغ�ت ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمانإن الثمانين وبpفسر ... قولي إال بترجمانإذا تكلمت لم ي

3

�رج�مان )ضما، وفتحا(، هو المفسر للبيان. وقد ترجمه، pرجpمان، والت والتوترجم عنه.

�رج�مان، هو: المفسر5وفى لسان العرب ) �رجpمان، والت ( )ترجم(: التللسان.

pرجpمان القرآن عبد الله بن عباس ) (.6وكان ابن عباس يقول : نعم ت (، وفى هذا المقام،7أما في حديث هtرق�ل، فقد جاء: "قال لترجمانه" )

فإن المعنى هو: الترجمان )بالضم والفتح( هو الذى يترجم الكالم، أى يفسره بنقله من لغة إلى لغة أخرى )لسان العرب(. وبهذه الداللة األخيرة

سيكون استعمال اللفظ في هذا الحديث.

ماهية اللغة : اللغة هى األصوات والرموز التى تستخدم في تجسيد الفكر. وهى بذلك

أداة للتفاهم، ووسيلة لنقل المعاني. واللغة بهذه الوظيفة عملية مرتبطة باألعضاء الجسدية المرتبطة بالنطق، من لسان، وشفاه، وأسنان، وأنف،

وأحبال صوتية، وحنجرة، وغيرها. وهى كذلك عملية اجتماعية فكرية تحتاج إلتمامها موضوع للحديث، ومفردات مختزنة في األعماق، لها دالالتها بين كل� من المتحدث، والمخاطب. هذه المفردات تمثل القالب الذى تصب

pنقل من جيل إلى جيل، ضمن عمليات التعلم في فيه المعاني، وهى التى ت المراحل العمرية، خاصة األولى منها. وقضية أصل اللغة ليست قضية

لغوية، إنما تنتمي إلى علوم أخرى، من تربية، وعلم نفس، وأنثربولوجيا وفلسفة. وال مجال هنا للخوض في الحوار الدائر الذى يلخصه السؤال: هل

اللغة وراثية بيولوجية )توقيفية( أو إنها إصطالحية توافقية، مكتسبة منالبيئة؟ ونترك اإلجابة للمتخصصين.

ولعله من المفيد أن نسجل بعض األفكار المتولدة من دراسة القرآن فيصورة مختصرة:

غابت لفظة "لغة" عن القرآن الكريم، ولم تستعمل بداللتها المعجمية، السابق ذكرها، بالرغم من وجودها واستخدام العرب لها،

قبل وبعد نزول القرآن. ولكن القرآن جاء بالمصدر "اللغوp" في مواضع كثيرة. واللغوp هو: ماال يعتد به من كالم، وال يحصل منه على

( عن8فائدة، وال نفع )الوجيز(. وفى الحديث الذى رواه الشيخان ) أبي هريرة بلفظ "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت واإلمام

يخطب؛ فقد لغوت". ولعل عدم استعمال القرآن للفظ اللغة، يرجع إلى سبب أن أصل الكلمة ليس مناسبا لوصفها. يقول الراغب

�غا: صوت العصافير ونحوها9 )ياالصفهان ( عن أصل الكلمة: "الل�غوp من الكالم، ماال يعتد به. وهو الذي يورد العن من الطيور. والل

�غ�ا. وهذا مما يجعلنا نعتقد إن القرآنرو �ة وفكر، فيجرى مجرى الل ي يريد أن يقدم لنا بعدا جديدا في مفهومنا للغة، وهو أن اللغة ليست لغوا ولكنها تصدر بعد تفكر وروية، فهي إذا عملية فكرية إجتماعية

بيولوجية متراكبة.

،استخدم القرآن لفظة اللسان، وهو الجارحة المناط بها، مع آخرين ( منها:10إحداث األصوات. ويتردد ذلك في آيات كثيرة )

4

tن� فtي pم� إ tك �و�ان ل� pم� و�أ tك �ت ن tس� �ل فp أ tال� ر�ضt و�اخ�ت

� م�او�اتt و�األ� tهt خ�ل�قp الس� �ات "و�مtن� آيtمtين�" �ع�ال �ل �ات� ل ي tك� آل� ذ�ل

الروم/30 )22.)

اختالف األلسنة إشارة إلى إختالف اللغات، وإلى إختالف النغمات، ولكل إنسان نغمة مخصوصة يميزها السمع، كما شرح الراغب

. ويجمع القرآن بين إختالف األلسنة، وإختالف األلوان.ياالصفهان والمعروف أن إختالف األلوان مصدره البيئة والوراثة، فكالهما له

تأثير في إكتساب اللون. وربما أيضا في تكوين اللغة.

استخدم القرآن لفظة النطق للداللة على األصوات المسموعة. كما ( "tر� �ا م�نطtق� الط�ي �م�ن ي(. ويشرح األصفهان16 النمل/ 27في "عpل

النطق بأنه: في التعارف هو األصوات المpقطعة التي يبلورها اللسان وتعيها اآلذان. وال يكاد يقال إال لإلنسان، وال يقال لغيره إال على�بع. نحو الناطق والصامت. فيراد بالناطق ماله صوت، سبيل الت

وبالصامت ما ليس له صوت. وال يقال للحيوانات ناطق إال مقيدا. وقيل حقيقة النطق:

اللفظ الذى هو كالنطاق للمعنى في ض�مه وحصره )المفردات- نطق(.يلالصفهان

هذا التعريف األخير للنطق الذي شبه اللفظ بالنطاق أو القالب الذى تصب فيه المعاني، يقدم معلومة أخرى عن طبيعة اللغة

ومكوناتها، فالمعاني التي تسكن ذهن اإلنسان تظل حائرة حتى تستكين داخل مصطلح ، أو رمز، أو لفظ. وحينها تثبت وتتبلور

وتتحدد، وعندئذ يسهل وعيها وتذكرها واستخدامها في التفكير، كما يمكن التعامل بها ونقلها. وربما هذا ما قصده القرآن من تعليم آذم

األسماء عندما قال:ن� ح� ن� ن� ن� ا ن� د� ٱل ن� ف� ح� ن� ن� ن� ف�ي ن� ف� ح� ن� ن�� ن� ف�ي ن� ن� ح� ن� ��ن �ا ا� نل ن ! ‌#$ ة ن� ف&ي ن' ف) ح( *�ن ح+ ٱ ف�ى �- ة ف. ن/ د�ى �ف0 ف# ن1 ف20 34 ا ن& ن5 ح& فل ن� ن67 ن( ن8 ن ح9 �ف0 ن�

ن: ) ن5� ن& ح� ن� ن+* ن� ن; ن& ح. ��ن اى د� �ف0 ن8 ن ! ن�‌ نل ن> د� ن= ن� ن� ن< ف� ح5 ن� ف6 ن? د@ ن� ن&ى (٣٠ن� ن. ح; ن� Aن Bن ن. ن7; Cن Dن &7 ن Eن ن� ا ن5 Fح *�ن ح+ ٱ Gن Hن �ن� ن; &7 ن ن. ن�ن� ) ف ي ف� 34 Iن ح; Jن نEن :�ف0 ف� ا* ن+ Lن 34 ا Mن ف� ا ن5 Fح �ن ف6 ف�ى �3�ن ف@ ن� ��ن ن8 ن= ن� ف# ن1 ف20 34 ا ن& ن5 حل ن� (٣١ٱ ن�7 �ف0 ! ا‌ نن Jن ح5 &7 ن ن. ن� *+7 ن �ف0 ا نن نل ن; ح& ف. ن+* ن� نن 34 ن� ح@ Fن �ا نل� ن

ن; ) ف1ي ن� حل ٱ ن; ف&ي ن� حل ٱ Oن ���ن; (٣٢ن ن& ح. ��ن اى د� �ف0 ح; ن1 7ل ن ن � ��ن ح; نل ��ن ن8 ن ح; ف� P0ف ا ن5 Fح �ن ف6 ;Mن �ن ن@ ن� ��ن ا ن57 ن& ن� ! ح;‌ ف� P0ف ا ن5 Fح �ن ف6 ;Dن Qح ف@ ن� ��ن Gن Hن 3�ن 34 ا ن� ن8 ن ن: ن5� Jن ح1 ن� ح; Jن نEن ن� ن� ن: ن�� ح@ ن� ن� ن; ن& ح. ��ن ن� ف) ح( *�ن ح+ ن�ٱ Rف ن�ٲ 34 ن5 ن�7 ٱل Tن حي Uن"

(.33-30البقرة/2)

الهوية: العربية. وهى مستنبطة من "هpو�.. هpو�" بمعنىيالهوية كلمة مستحدثة ف

(.يجوهر الشيء وحقيقته. )الراغب االصفهان ويعرف الله – سبحانه – بنفسه بكم كبير من الصفات واألسماء الكريمة

فيقول:ن; ) فVي B7ن ٱل ن� 34 ن5 Vح B7ن ٱل ن� Mن !‌Wف ن� 34 Dن X7ن ن�ٱل Tف حي Yن حل ٱ ن; ف& 34 ن. ن�‌! Mن *+7 ن �ف0 Zن 34 نل �ف0 ا* ن+ ف\ى 7ل ن ٱ Zن &7 ن ٱل ن� M٢٢ن)

ن: ) ن[� Bف Xح ن� ن57 ن. Zف &7 ن ٱل ن� 34 ن� ح@ Fن !‌Bن د@ ن_ Jن ن5 حل ٱ ن( @7 ن ن� حل ٱ ن ف� ن� حل ٱ ن� ف5 حي Dن ن5 حل ٱ ن� ف� Lح ن5 حل ٱ ن; 34 ن& ن�7 ٱل ن> ن7�� ن= حل ٱ ن� ف& ن5 حل ٱ ن� Mن *+7 ن �ف0 Zن 34 نل �ف0 ا* ن+ ف\ى 7ل ن ٱ Zن &7 ن ٱل ن� Mن٢٣)

5

Zن نل ن? د@ ن� ن� ! 4ى‌ نن ح� ن� حل ٱ ن� ا ن5 Fح *�ن ح+ ٱ Zن نل ! ن(‌ د� aن ن5 حل ٱ bن ف( ن@ حل ٱ cن ف& 34 dن حل ٱ Zن &7 ن ٱل ن� Mن;  ن ف1ي ن� حل ٱ ن ف� ن� حل ٱ ن� Mن ن� ف)‌! ح( *�ن ح+ ن�ٱ Rف ن�ٲ 34 ن5 ن�7 ٱل ف�ى ن� "ۥ(24-22 الحشر/59)

وينتشر في القرآن صفات كثيرة للخالق عز وجل يتيسر لإلنسان فهم ى إنأماهيته سبحانه. وكل هذه الصفات فى إطار "ليس كمثله شيء"

ذاته وماهيته ليست كمثل أى شيء يعرفه البشر. ومن هنا نستطيع القول: إن مفهوم الهوية يشير إلى ما يكون به الشيء

ذاته وتميزه عن غيره. ومثليهpو�.. هpو�، أى من حيث تشخيصه وتخصصه ف ذلك بالنسبة للجماعة، فهوية جماعة من الجماعات أو قبيلة من القبائل،

أو أمة من األمم هى ذلك المشترك بين أفرادها من سمات وقسمات عامة تميزهم عن اآلخرين. ويجمع الباحثون على أنه ال وجود لشعب دون

الشكل الذى يحدد الهوية.يهوية تميزه عن اآلخرين، إال إنهم اختلفوا ف فإذا كانت الهوية مجموعة من الخصائص والمميزات االجتماعية والنفسية والمعيشية والتاريخية المتماثلة التى تعبر عن كيان ينصهر فيه القوم، فإن

الخارجيةهذه الخصائص ليسن استكاتيكية ثابتة، ولكنها تستجيب للتأثيرات بمرونة وتتحول مع تحول األوضاع االجتماعية والتاريخية، وبالتالي فإن

الهوية نسبية تخضع لحركة التاريخ وانعطافاته. وأول من استخدم لفظة "الهوية" للداللة على "الذات" هو "أريك

بعنوان "1950(. نشر كتابه األول عام Erik H. Erikson( )11أركسون" ) " أو "مشكلة الهوية"،Identity Crisisالطفولة والمجتمع" وبعده كتاب "

أو"أزمة الهوية" لو أردنا الترجمة الحرفية للكلمة. ثم انتشر استعمال وذلك1963مصطلح "الهوية" بدال من مصطلح "الذات" بدءا من عام

( )Erving Coffmanحين نشر عالم االجتماع األمريكي "أيرفين جوفمان" )(.12( كتابه "السلوك اإلنساني في األماكن العامة" )1982-1922

ويدخل فى تكوين الهوية: العقيدة ، والتراث الثقافي المتراكم على مر (. ويعتبر بعض السوسيولوجيون إن "أهم عناصر الهوية هو13الزمن)

الدين، حيث تذوب الهويات المتعددة في الحروب، وتصبح الهوية الدينية األكثر معنى بالنسبة للصراع، وهى السائدة. وغالبا ما تتحدد هذه الهوية –

�غة كأحد مكونات الهوية فهناك من14دائما- بالدين ) (. أما بالنسبة لل يعتبرها مكونا حاسما من مكونات الهوية )الثقافية(، وآخرين ال يعتبرونها

عامال حاسما في تحديد الهوية )الثقافية(، وهناك من يفصل بين اللغة والهوية كما يفعل الكاتب "جون جوزيف" يقول: "وفى النهاية آمل أن

(.15أكون قد بينت أن اللغة والهوية منفصالن في نهاية المطاف" ) وإذا كانت الذات هى حصيلة تفاعل الميراث الفطري البيولوجي للفرد مع

الحياةيبيئته االجتماعية، فهى بذلك تزداد ثراء كلما زادت تجربة الفرد ف اإلجتماعية، فيتم االكتساب واإلضافة إليها، والحذف والتعديل والتهذيب

فيها، منذ الميالد وحتى الموت. ولعل ذلك يصدق اآليات الكريمة: �اه�ا* و�ق�د� ك �ح� م�ن ز� �ف�ل �ق�و�اه�ا* ق�د� أ ه�ا و�ت �ه�م�ه�ا فpجpور� ل

� و�اه�ا* ف�أ �ف�س� و�م�ا س� "و�ناه�ا" خ�اب� م�ن د�س�

-7 الشمس/91 )10.)

مفهوم الثقافة:

6

القرآن في هذا الثوب من اإلشتقاق، بينما إشتمليلم ترد كلمة الثقافة ف يالقرآن على الجذر "ثقف" في ستة مواضع. موضعين منهم جاءت ف

صيغة الفعل الثالثي الماضي "حيث ثقفتموهم"، ومعهما الفعل الماضي�" )يمبنيا للمجهول ف pقtفpوا �ن� م�ا ث �ي �ةp أ �هtمp الذ�ل �ي �ت� ع�ل آل3 آيتي: "ضpرtب

" )112عمران/ tيال_ �ق�ت pوا ت �ل pخtذpوا و�قpت pقtفpوا أ �م�ا ث �ن ي� tين� أ �عpون األحزاب/22(، "م�ل

61( " tب �ح�ر� �هpم� فtي ال �ق�ف�ن �ث tم�ا ت 8(. وورد الفعل مضارعا فى آيتي األنفال "ف�إpم�57األنفال/ �ك �ي tل �سpطpوا إ �ب �ع�د�اء و�ي pم� أ �ك pوا ل pون �ك pم� ي �ق�فpوك �ث tن ي (، والممتحنة "إ

( " ون� pرpف� �ك �و� ت وءt و�و�د�وا ل tالس� �هpم ب �ت ن tس� �ل �هpم� و�أ �دtي ي� (. وفسر ابن2 الممتحنة/60أ

عباس "ثقفتموهم" بوجدتموهم. وفى دراستها اللغوية البيانية، لما يعرف بين علماء اللغة والشعر والقرآن

(: "وقد فسرها الطبري – ولم16بمسائل ابن األزرق تقول بنت الشاطئ) يذكر فيها خالفا- بـ اقتلوهم حيث أصبتم مقاتلهم وأمكنكم قتلهم".

�قفy لقف، إذاأوتضيف: والثقفة باألمر، ى الحtذق به والبصر. يقال: إنه ث كان جيد الحذر، بصيرا بمواقع القتل. أما التثقيف فله معنى التقويم".

وتضيف بنت الشاطئ: "إن تفسير "ثقفتموهم" بوجدتموهم، ال يفوتنا معه كل آياتها بالقرآن".يسياق فلملحظ اختصاص الكلمة بهذا ا

: الحtذق فييأما الراغب االصفهان pفيشرح معاني الكلمة فيقول: "الثقف yمح pإدراك الشيء. ومنه استعير "المثاقفة" )وهى المالعبة بالسالح(، ور

ى مقوم. ويقال ثقفت كذا: إذا أدركته ببصرك لحذق فى النظر،أمثقف، (. ويضيف9ن لم تكن معه ثقافة)إ اإلدراك ويثم يتجوز به فيستعمل ف

"أساس البالغة"، "ومن المجاز: أدبهp وثقفهp )بمعنىي فيالزمخشر قومه(، ولوال تثقيفك وتوفيقك لما كنت شيئا، وهل تهذبت وتثقفت إال على

يديك". ( بأنها:1ويعرف مجمع اللغة العربية بمصر الثقافة في معجمه الوجيز )

يطلب العلم بها والحذق فيها. و)ثقف(يالعلوم، والمعارف، والفنون الت فالن ثقافة: أى صار حاذقا فطنا. و"ثقف" الشيء؛ أقام المعوج منه

.pمه� وسواه. و)ثق�ف( اإلنسان: أدبه وهذبهp وعل من هذا كله نلمس مضمون الثقافة ونعرفها بأنها: "أساليب سلوك

تهذبها، وتسويها، وتقوم المعوج منها العلوم والمعارفياإلنسان، التpل اإلنسانية. ومن ذلك نتفهم تعريف "إدوار تيلور" للثقافة بأنها: "ذلك الك

المركب، الذى يشمل على المعرفة، والمعتقدات، والفن، واألخالق، يوالقانون، وغيرها من العادات التى يكتسبها اإلنسان، باعتباره عضوا ف

(.18المجتمع، كما أنها تتضمن األشياء المادية والفنون العملية" ) وعلى هذا األساس فإن ثقافة الفرد، أو األمة، هى أهم العناصر التى

يتوقف عليها عملية البناء الحضاري، والعالقة بينها وبين الصرح الحضاريpمة؛ هى عالقة طردية، بمعنى؛ كلما إرتقت وتطورت المنظومة الثقافية لأل

م�ق� بنا ها الحضاري.ؤكلما س� وإذا كان تكون الثقافة يرجع إلى عوامل فطرية موروثة؛ من فطنة، وذكاء،

وقدرات على المالحظة والتقدير، وأخرى مكتسبة من البيئة والمجتمع، فسيكون بالضرورة تعدد في الثقافات، داخل الجماعة الواحدة، وفيما بين

الجماعات، المتمثلة فى الشعوب والقبائل واألمم، بالمعنى المتعارف عليه حاليا. إال أنه يجب األخذ في اإلعتبار؛ إن "األسرة البشرية" لها قاعدة

7

ثقافية مشتركة، تميز اإلنسان عما عداه من حيوان. هذه القاعدة، تمثل منطلقا للتواصل، والتقارب، والتفاهم، بين الحضارات والشعوب المختلفة.

بناء جسر التواصل، والتقارب،يوهنا تلعب الترجمة دورا رئيسيا ف والتفاهم بين البشر. فكلما اطلعنا على معارف اآلخرين وثقافتهم؛ كلما

( كما يتصور البعض.Clashزاد التفاهم بين الحضارات وليس الصدام )كتب األستاذ الجامعي االنثروبولوجي النرويجي "توماس اريكسون" )

Thomas Eriksen( في كتابه - )19" )Kulturelle Veikryssوالتى تعنى " "، وترجمناها "مفترق طرق الثقافات"-Cultural Cross roadsباإلنجليزية "

يحاول ردم الهوة بين الثقافات، عندما تتالقي فى نقاط التالقي واإلختالط، وإزالة وهدم الجدران العازلة بين "المجتمع النرويجي" وبين "اآلخر"، يوحلل أسباب تولد ونمو الشعور بالهوية القومية، وحاول- كما يقول ف

مقدمة الكتاب - رسم خريطة إبحار لسفينة المجتمع، تكون بدرجة مناسبة هذا المحيطيمن الوضوح والدقة، حتى تصل به إلى الطريق القويم ف

العالمي". ويواصل الحديث فى الفصل األخير الذى أسماه "بين االحترام واإلهانة- أوروبا والمسلمون" يقول: "... لو القينا نظرة متأملة على بضع

سفينةمن القرون األخيرة - بالتحديد من اللحظة التى بدأت برسو ( على شواطئ العالم الجديد فى الثاني عشر منColumbus"كولومبس" )

ميالدية، وما تبعها من طرد المسلمين واليهود من1492أكتوبر عام أسبانيا- لوجدنا احتمالية كبيرة لظهور أقطاب قوى، ومراكز ثقل، منتشرة

في أكثر من مكان، ونأمل في أن تكون هذه أكثر إنسانية منها عندما كانت السيطرة األوروبية هى المنتشرة. هذا لن يحدث بالتأكيد تبعا ألسلوب

"طالبان" أو "ابن الدن"، ويقينا لن يحدث أيضا عن طريق قاذفات القنابل األمريكية. فعلى المرء؛ أن يكون أعمى وأطرش، حتى يقتنع بان هذه

األساليب سوف تؤدى إلى عالم يكون فيه الجميع متساوون في القيمة اإلنسانية، وأن حقوق اإلنسان قد روعيت ووزعت توزيعا عادال على

الجميع. ففي عالم تكون عملته "الدوالر والقنبلة"، و"لسانه اإلنجليزية بلكنة أمريكية، لن يوجد من يستغرب أن بعضا ممن يتعرضون للقوة

الغاشمة، سوف يكون رد فعلهم كرد فعل نباتات الصوب الزجاجية، وذلك عندما تعزف لها موسيقي "الجاز" الصاخبة: تضمر، تتكور، تنغلق، وتتحول

إلى كرات جامدة ". وفي موضع آخر يستأنف: "الصورة السائدة اآلن – في أذهان األوربيين - إن أوروبا والغرب يمثلون العقل، والمنطق،

والحضارة. هذه الصورة يجب أن تختفي، ويحل محلها، صورة عالم، يتسم بالتواصل، فيه تتعاون األفراد والجماعات، وتكثف اتصاالتها عبر الحدود،

ويتم التهجين والتالقح بين الثقافات. وتتخذ "كريولية" فيها تمازج واندماج، فال نجد حدودا مطلقة. و تظل الشعوب - رغما عن ذلك - لها تجاربها الخاصة، وفكرها المختلف، ذلك ألنهم يعيشون تحت ظروف وتأثيرات

مختلفة. إن أقطاب القوى الحالية تسير على رمال تمور، وتواجه تحد كبير، في

كثير من بقاع العالم. ولو أن مطالب اآلخرين - بما فيهم المسلمون - من العدل واإلنصاف واإلحترام؛ لم يعترف بها، وال تقابل إال بغطرسة ملفوفة

(، فمن المؤكد أن العالم سيجد نفسهCondescending arroganceبالحرير ) في جحيم وسعر، وسيكون عالما سيئا غير مريح، كئيب وموحش ال أمان

8

pستبدل فيه، اإليمان بالتقدم والتطور، فيه، غامض غير واضح. عالمy ي بالتناقض، واالزدواجية واالضطراب. حيث تستبدل الثقة بالنفس، واألمل

يهدد الشك والريبة، الثقةفي المستقبل، بالقلق وعدم وضوح الرؤيا. حيث المتبادلة بين البشر. لقد آن األوان أن نعلم: "إن اإلصغاء للغير، واحترامهم

أكثر أهمية، اآلن، قبل أى وقت مضى".*

عن النرويج تقع النرويج فى الشمال الغربي للقارة األوروبية، وفيها جزء يقع داخل

(. ويمتد ساحلها من المحيط القطبيarctic circleدائرة القطب الشمالي ) الشمالي )وبحر الشمال أو بحر النرويج( إلى المحيط األطلنطي جنوبا.

مساحتها الكلية تزيد عن ثالثمائة كيلو متر مربع )ثالثمائة وأربعة وعشرون مليون(. وتتميز4.6ألف تقريبا( ويقل عدد سكانها عن الخمسة ماليين )

النرويج بطبيعة جميلة، وجبال ممتدة على نسبة كبيرة من األرض، وتغطيهاالغابات وتنتشر بها البحيرات العديدة.

والمناخ النرويجي بارد، خاصة في األراضي المرتفعة. وساحلها الغربي أدفأ نسبيا. وتهطل أمطار غزيرة في الصيف وثلوج في الشتاء. ويعتمد

االقتصاد النرويجي على استخراج وتصنيع المواد الخام من الغابات )مثل صناعة الورق(، والبحار )األسماك(، ومؤخرا البترول. وبها بعض الصناعاتالتكنولوجية المتقدمة، خاصة اإللكترونية والتى تدخل في صناعة األسلحة.

(،Evangelical Lutheran)94%والديانة الغالبة هي البرتستاتينية اللوثرية - والباقي من مذاهب مسيحية، وغير مسيحية أخرى، ومؤخرا زاد عدد

( )Germanicالمسلمين. أما أصولهم العرقية فهى ساللة من الجرمان ) ( الذين يتركزون فىSami / Lapps( أو الالبيون )Sami(، والسامية )97%

الشمال، وتمتد قبائلهم مع الالب فى كل من فنلندا والسويد.ويتحدث النرويجيون اللغة النرويجية.

التاريخ: ،1881ظلت النرويج في مملكة متحدة مع السويد والدانمارك حتى عام

ثم تفردت السويد بحكمها كمكافئة لها على اشتراكها فى الحرب ضد تزايد الشعور القومي االنفصالي، وأدى إلى1814نابليون. ومنذ العام

. وأعلنت النرويج الحياد في كال من الحرب العالمية1905اإلستقالل في -1940األولي والثانية. ورغما عن ذلك احتلت من النازي ألربع سنوات )

( نظرا لموقعها اإلستراتيجي المهم. وبعد انتهاء الحرب والتحرر1944 . والتحقت بالمنطقة العالمية1949( عام NATOالتحقت بحلف الناتو )

. وحتى اآلن لم تلتحق باالتحاد األوروبي، ولها عملتها1960للتجارة الحرة وهي الكرونة النرويجية.،الخاصة

نظامها السياسي ملكي دستوري، يحكمها رئيس للوزراء، يرشحه الحزب، أو االئتالف الحزبي، الحاصل على أكبر عدد من أصوات الناخبين. والهيئة

(، وهوStortingالتشريعية هي "البرلمان"، ويسمى بالنرويجية "ستورتنج" ) Olav عضوا. وقد تولي العرش الملك "أوالف الخامس" )120مكون من

9

V لك الملك الحالي "هارالد1991 وحتى 1957(، منpبعده تولي الم . (. Harald Vالخامس" )

عن اللغة النرويجية وتطورها النرويجية هى اللسان الذى يتحدث به سكان النرويج الحاليون. وهى لغة

لها أصول من العائلة الجرمانية. وكما هو معروف، فإن الجرمانية تمثل (. ثم تفرعتIndo - Europeanأحد أفراد العائلة اللغوية "الهندو- أوروبية" )

إلى جرمانية غربية، وهى التى تنتمي إليها اللغتين اإلنجليزية واأللمانية، والجرمانية الشمالية، التي تفرعت هى األخرى إلى فرعين، أحدهما(.20تطورت منه الدانماركية والسويدية ، واآلخر النرويجية واأليسلندية)

(21معلومات عن اللغة النرويجية ) felles)* تطورت اللغة النرويجية من لغة اسكندنافية مشتركة

skandinaviske språkنور ديسك( تسمى بالنرويجية "أور بالنرويجية "ur nordisk( أو "اللغة الشمالية الحجرية" )وهى اللغة التي استخدمت في)

األلفية األولي بعد الميالد. ولقد وجد بعض الكتابات بها، في مخطوطات ( ] الحروف الرونية، هى أبجديةruneinn skrifterاللغة "الرونية القديمة" )

تيوتونية قديمة، وهي اللغة اإلسكندنافية القديمة، المستعملة في القرن التاسع الميالدي[. وفى وقت الفايكنج، اتخذت هذه اللغة صورة أقل تعقيدا

)تركيبات مبسطة(، في نفس الوقت بدأ ظهور نقطة تفرع بين فرعين، (، وفرع شرقيnorrønt أو Norseأحدهما فرع غربي سمي�"نور رنت" )

منه تطورت السويدية والدانماركية.(: 1350-700النرويجية القديمة )

اللغة النورسية" كانت لغة مكتوبة أيضا. استعملت في األماكن التى كون فيها النرويجيون مجتمعات، وذلك في وقت الفيكنج )الصقالبة(. وانتشرت

( ] تقع غربFaroe Islandsخاصة في النرويج، وأيسلندا، وجزيرة الفارو ) النرويج وشمال الجزر البريطانية وشرق أيسلندا[. ومعظم الكتابات بهذه

( يسمي اليومformاللغة، توجد في أيسلندا، وكتبت في شكل ) "األيسلندية القديمة"، وتوجد الكثير من مفرداتها في "النرويجية القديمة"

(Gammal norskالتى كتبت واستخدمت في القرن الثالث )بالنرويجية عشر والرابع عشر.

(: 1525-1350النرويجية المتوسطة )حوالي حسب الباحثون فإن اللغة "النرويجية القديمة"، استمرت حتى منتصف القرن الرابع عشر. وبعدما إزداد النفوذ السويدي والدنماركي؛ اكتسبت

اللغة السويدية والدنماركية أيضا سيطرة نسبية. وأصبحت اللغة النرويجية، تكتب بصورة مختلطة أكثر. وناب القواعد اللغوية، بعض التيسير

والتبسيط، مما نتج عنه ما يسمى باللغة النرويجية المتوسطة. هذه الفترة 1501(. وفى عام 1500استمرت، حتى بدايات القرن السادس عشر )

أقيمت وحدة بين الدانمارك والنرويج، وسيطرت اللغة الدانماركية المكتوبة نسبيا. أما بالنسبة للنطق؛ حدث تطور متوازي فى السويدي

والنرويجي من ناحية، والدنماركية من ناحية أخرى. كذلك حدث تطور من

10

ناحية تبسيط القواعد، وبدأت اللغات الثالثة فى اقتباس الكلماتوإستعارة الكثير منها، من األلمانية.

أما بالنسبة للغة األيسلندية، فقد كانت هذه المرحلة متحفظة نسبيا. ميالدية فصاعدا؛1500واحتفظت األيسلندية بكثير من متردافتها. ومن

أصبحت األيسلندية لغة قائمة بذاتها، وغير معروفة في باقي المنطقةاالسكندنافية.

بالتقريب، كانت الدانماركية هى1850 وحتى 1500في الفترة ما بين اللغة الوحيدة المكتوبة في النرويج. وكانت هذه اللغة فى البداية غير

محددة المعالم، ومتغيرة، بعد ذلك تطورت وأخذت شكال أكثر ثباتا علىpتب الكتاب المقدس )بيبل بالنرويجية ( بها في عامBibelمر السنين. وك

. وخالل هذه اللغة الدينية، بدأ النرويجيون تعلم القراءة. وتولدت1550 ( - تعتمد على اللغةTale målلغة حديث أو "طاال مول" )بالنرويجية

الدانماركية – تتحدث بها الطبقة العليا خالل القرن السابع عشر، والقرن الثامن عشر. وال جدال في حقيقة أن النرويجيين كان لهم نطق خاص،

لهذه اللغة المكتوبة. انفصلت النرويج عن الدانمارك، وتوحدت مع السويد.1814وفى عام

وبقيت اللغة الدانماركية، هي لغة الكتابة، وقوى مركزها، نتيجة لزيادةpتب دستور البالد ، أو "جرون لوفا" )بالنرويجية (Grunn lovaالتعليم. وك

بالدانماركية. وفي الثالثينيات منconstitution) القانون األساسي = ) ( توسع النقاش حول الهوية النرويجية1300القرن التاسع عشر )-

وضرورة استقالل اللغة الخاصة بها. وبدأ الحوار، عن الكيفية التي تتخذ أساسا لتكوين لغة خاصة بهم، قائمة بذاتها لألمة النرويجية. وتم اتخاذ

اتجاهين:اإلتجاه األول:

أخذ هذا اإلتجاه اللهجات النرويجية كأساس، لبناء لغة نرويجية مكتوبة. المؤسس لهذا االتجاه.Ivar–Aasenوكان باحث اللغويات "إيفر أوسن" وبدأأو "لغة الوطن". ،( Lands målوسمي هذا النظام "الندس مول"، )

االستخدام الفعلي لهذه اللغة في المدارس، وإعpتمدت كلغة المحاضرات توسعت1930 حتى 1890والتدريس في مدارس األطفال. ومنذ عام

هذه اللغة لتصبح لغة مدرسية، ولغة االستخدام اليومي األساسية، فى سميت1927أنحاء كبيرة من البالد، بخاصة خارج العاصمة. وفى عام

tي نوشك" ) تكتب بالنرويجية هذه اللغة، باللغة "النرويجية الجديدة" أو "نny norsk.بعد قرار من البرلمان )

االتجاه الثاني:و�جةp الدانماركي"، أو نطق �ر� إتخذ هذا اإلتجاه وسيلة؛ يمكن تسميتها " ن

-1812اللغة المكتوبة بالصوتيات النرويجية. وتولى التطوير "كنود كندس" بإسلوب المزج التدريجي لأللفاظ النرويجية المنطوقة فى،(( 1895

�م�د النطق اللهجات. وتطوير فى هيكلة التعبيرات والتراكيب البنائية، واعت النرويجي، ألنه أجمل منه في الدانماركية كما إعتقد. وأراد أن يضع قواعد

1887النطق باتخاذ أسلوب نطق الطبقة االجتماعية العليا. وفى عام قررت الحكومة القراءة بهذه األصوات النرويجية في المدارس. وسميت

( أو "لسان الدولة". وأعيد تسميتها إلىriksmålهذه اللغة "ريكس مول" )

11

_ علىBokmål"بوك مول" ) ( أو "لغة الكتاب" أو اللغة المكتوبة، وذلك بناءاقرار برلماني.

سياسة التقريب: ، بدأ العمل في التقريب بين اللغتين، أو1955من بداية عام

اللهجتين:"البوك مول" وال "ني نوشك"، بهدف توحيد، ومزج اللهجتين، وإنتاج لغة واحدة مكتوبة. وتمخض العمل على وضع قواعد للكتابة، تنفذ

بدأت هذه1960. ولكن من1959، 1917،1938على ثالث مراحل في 1980السياسة تضعف، وسمعت أصوات تنادى بحرية الكتابة. وفى عام

قرر البرلمان؛ أن يسمح بالكتابة بأى من اللغتين أو اللهجتين. وهذا هو والسياسة اللغوية للدولة، هى أن تبقى هاتان السائد حتى وقتنا هذا.

اللهجتان مكتوبتان بصفة دائمة.

العالقة بين "بوك مول" و "نى نورشك" اليوم: % في النرويج90"بوك مول" هو الصورة الغالبة في االستعمال. حوالي

تستخدم هذه اللهجة في الكتابة. ولكن في الحديث فتكون النسبة أقلtي بكثير، وذلك بسبب إنتشار استعمال اللهجات المختلفة. أما ال "ن

pوشك" فهي اللهجة األكثر إنتشارا في الغرب النرويجي، وخاصة فى كتابة ن% فى الكتب المنشورة.15-10األدب. وهي تمثل حوالي

اإلنجليزية في النرويجية (:1950 -2000الكلمات اإلنجليزية في اللغة النرويجية في ما بين

في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية مباشرة، جمعت أستاذة اللغة

كلمة إنجليزية530 ( حوالي Aast Steneاإلنجليزية "أوست ستن" ) مستخدمة في النرويجية. كان ذلك في أطروحتها للدكتوراة فى عام

1945( .English Loan – Words in Modern Norwegian, Oxford University Press and Johan Tanum Forlag )

وبعد الحرب العالمية الثانية، تعرضت النرويجية لتأثير قوى من الثقافة "األنجلو- أمريكية" في كثير من المجاالت: السياسية، واالقتصادية،

والعلمية، والتكنولوجية، والرياضية، والثقافية الشعبية، وغيرها. وليس هناك أيp شك في أن تأثير اإلنجليزية على النرويجية، قد زاد زيادة

ملحوظة في الخمسين سنة األخيرة من القرن الماضي، ومازالت في تزايد. فمثال نجد في قاموس يحتوي على المفردات اإلنجليزية في

Anglisismeالنرويجية، الذي يسمى "انجليزيزما أورد بوك" )بالنرويجية، Ordboka، )

(Universitets Forlaget, red. Anne – Line Graedler, S. Johansson,1997) مدخل، وكانت الكلمات اإلنجليزية أكثر من سبعة4000 سجلت حوالي

كلمة. و الكثير من530أضعاف الرقم قبل الحرب العالمية الثانية، وهو هذه الكلمات جاءت في مجال "المالبس والموضة"، "الموسيقي والرقص" وعموما في مجال اإلجتماعيات، التى تأتى مع األفالم،

والمسلسالت الناطقة باللغة اإلنجليزية )أمريكي - بريطاني(.

12

على اللغة _ 29وتحتوي حرفا وعشرين الستة تعتبر موجودة اإلنجليزيةحرفا،: أخرى حروف ثالثة إلى باإلضافة بينها من

a b c d e f g h i j k l m n o p q r s t u v w x y z (æ ø å )

ماذا سيحدث في الخمسين سنة التالية؟ لقد أصبحت اللغة اإلنجليزية "لغة المورد" األساسي لأللفاظ الجديدة، والتعبيرات المستخدمة، في الحياة اليومية. ولكن بعد بلورتها، ونطقها

بالنرويجية. ويبقى القول أن اإلنجليزية ال تستخدم في جميع المجاالت، والالفئات االجتماعية الممكنة.

الترجمة والثقافة سبق أن ذكرنا، إن الترجمة هى الجسر الذى من خالله تنتقل المعرفة،

في شتى صورها، من لغة إلى لغة. لكن اللغة فى طبيعتها عبارة عن نظام رمزي مرتبط بالفكر والثقافة يتم من خاللها التفاهم والتفاعل بين البشر. هذه الرموز هى مجرد قوالب تصب فيها المعاني التى تكونت نتيجة فكر

وثقافة المجتمع، التي يؤثر فيها أساليب التفكير والتعبير عن اإلنفعاالت بما نتعلمه، من معايير المباح والمحظور، والعدل والظلم، والحق والباطل،

وكذلك ما يكتسبه الفرد من مهارات وعواطف. فالثقافة تترجمها األساليب السلوكية، للفرد أو الجماعة، وبالتالي فإن الثقافة تعيش فينا كما نعيش

تأثر المنتج األدبي بثقافة الكاتب. من هنايفيها. فليس من الغريب إذن أن يتوجب على المترجم أن يطلع على هذه الثقافة، حتى يتفهم الدالالت؛

سواء الصريحة أو الضمنية التي يحتويها النص. ومن الواضح أيضا أن ثقافة_ بالدين )أو العقيدة(، والسياسة، واإليديولوجية السائدة الكاتب تتأثر جذريا

._ _ أو متحضرا في المجتمع الذى ينتمي إليه، سواء كان مجتمعا بدائيا

وليس من الغريب أيضا أن نجد بعض الباحثين في علم اإلجتماع واألنثربولوجيا؛ يحاولون استنباط ورسم المالمح الرئيسية لثقافة مجتمع،

من دراسة األعمال األدبية ألحد مفكريه. وتكون الصورة الناتجة أقرب إلىالواقع كلما زاد قدر اندماج الكاتب بالمجتمع.

مثل هذه المحاولة قام بها أحد الباحثون المصريون وأودعها في كتابه (. يقول22الشيق "أدب توفيق الحكيم – دراسة فى انتربولوجيا مصر" )

السيد يسين في تقديمه للكتاب: "إذا كان التحليل السوسيولوجي لألدب، يركز على دراسة الظواهر والعمليات االجتماعية، التى تنطوي عليها

األعمال األدبية المختلفة؛ فإن التحليل الثقافي لألدب، يهتم اهتماما شديدا بأنساق القيم السائدة، في ثقافة ما، بكل ما تزخر به من تفاعالت، وما تكشف عنه من صراعات ثقافية متعددة اإلطارات .... إن مهمة الناقد،

فى تعامله مع النص األدبي ينبغي أن تركز في المقام األول على أنساق القيم المبثوثة في تضاعيف العمل األدبي، سواء عبر عنها المبدع، بطريقة مباشرة، أو بطريقة غير مباشرة ... ومبادئ "علم اجتماع المعرفة" تذهب

إلى أن الكاتب - أى كاتب - إنما يعبر بطريقة شعورية، أو غير شعورية، عن جماعة إجتماعية ما. ومهمة الباحث العلمي في هذا الميدان هي:

13

إسناد فكر الكاتب إلى هذه الجماعة، التي ينبغي تحديدها. لقد كان "الحمار" أحد األقنعة الرئيسية، التي استخدمها الحكيم لكشف "ثقافة

النفاق" السائدة فى المجتمع المصري، باإلضافة إلى تحديد مالمح الشخصية المصرية من واقع تحليل كتابات "توفيق الحكيم" )المقدمة: ص

(. ويؤكد السيد حامد في كتابه المذكور هذه الرابطة، بين المنتج15 األدبي، وثقافة الكاتب والمجتمع، فيقول: "يعكس اإلنتاج األدبي للحكيم -

بكل وضوح- عالقته الوثيقة بمجتمعه المصري، وتنظيمه اإلجتماعي".52والسياسي، على ضوء القيم األخالقية، وتراثه الثقافي" ص

"بعض النماذج في الترجمة"

" ، "السكوالريزم"Secularism :" " إلىSecularismاختار المترجمون العرب، ترجمة الكلمة اإلنجليزية "

"العtلمانية" )بكسر العين(. نجد ذلك فى قاموس المورد - وهو من أشهر القواميس العربية وأكثرها استعماال- فى كال من نسختيه )عربي- إنجليزي( و)إنجليزي ـ عربي(. خلقت هذه الترجمة، التى نسبت "السكيوالرية" إلى العلم، معركة فكرية حامية الوطيس، بين فئتين من أهم فئات المجتمع. الفئة األولي هي جمع غفير من المثقفين، ينادون بفصل الدين - بأفكاره الالهوتية، ورموزه المقدسة، وحديثه الدائب عن الغيبيات والميتافيزيقا- عن واقع حياتنا العملية والنظام السياسي. وتبلور هذا الطلب في شعارلماني"، أو "فصل الدين عن الدولة". الفئة الثانية كانت tصيغته "نظام ع

من رجال الدين، الذين واجهم المصطلح بمشكلتين، األولي: نسبة النظام السكيوالري إلى العلم، أى إتخاذ العلم قاعدة إلدارة الدولة، وهذا في حد ذاته مما يؤمر به الدين اإلسالمي. الثانية: فصل الدين عن السياسة. وألن

السياسة في معناها اللغوي، والتطبيقي هى رياسة، وقيادة المجتمع، وبالتالي فإن المجتمع الذى يتبنى النظام السكيوالري – أو العلماني لو

قبلنا بالترجمة الحالية- هو مجتمع مادي يتعامل مع جسد اإلنسان فحسب. هذه المواجهة الفكرية، قائمة حتى يومنا هذا، في كثير من المجتمعات. والسبب في الحقيقة- في رأينا - لهذه المشاكلة؛ يكمن في ترجمة هذه

الكلمة، التى أخذت من اإلنجليزية، وغيرها من اللغات األوروبية، دون أنpأخذ في الحسبان تطور معناها عبر عصر النهضة األوروبية. في تلك ي

الفترة حاول األوروبيون، التخلص من التسلط الديني، واإلنفكاك من هيمنةالكنيسة، ورجال الدين، وسيطرتهم على شؤون الحياة والعلم معا.

والمتأمل في داللة هذه الكلمة، السكيوالرية - يجد إن استعمالها اليوم، يكاد ال يفهم منه إال معنى "فصل الدين عن الدولة". ونظره فاحصة، على

واألخرى في1976قاموس جامعة أوكسفورد، فى طبعتين إحداهما فى نجد: إن األخير رتب استعمال الكلمة بحيث يدل أولها على1995عام

( بالنظامSecularاإلستعمال األكثر شيوعا، ووصف النظام السكيوالرى )..الذى ال يهتم بما هو روحي، أو مقدس.

Secular: 1- Concerned with the affairs of this world, not spiritual or Sacred )مقدس(

( معنى السكيوالرية، والجذور23ولقد شرحت الموسوعة البريطانية )اإلجتماعية، التاريخية، التى أدت إلى تطورها، كما يلي:

14

secularismany movement in society directed away from other worldliness to life on earth. In the

European Middle Ages there was a strong tendency for religious persons to despise human affairs and to meditate on God and the after life. As a reaction to this medieval

tendency, secularism, at the time of the Renaissance, exhibited itself in the development of humanism, when people began to show more interest in human cultural achievements and the possibilities of their fulfillment in this world. The

movement toward secularism has been in progress during the entire course of modern history and has often been viewed as being anti-Christian and antireligious. ويمكن ترجمة ذلك كاألتي: "السكيوالرزم هى أى حركة في المجتمع

)أو الالحياتية( في حياتهworldlinessتوجtهpهp بعيدا عن الشؤون الالدنيوية على األرض. في العصور الوسطي ألوروبا، تولد ميول قوى من األفراد

المتدينين للتقليل من أهمية شؤون اإلنسان الحياتية المادية، واالستغراق في التفكير في الله وما بعد الموت. وكرد فعل لهذه الميول إلى التفكير

بأسلوب القرون الوسطي جاءت رغبة الناس في اإلنجازات الثقافية اإلنسانية وتحقيق متطلباتهم في هذه العالم. هذه الحركة السكيوالرية

نمت وتطورت خالل التاريخ المعاصر، وأصبحت غالبا ما تفهم على أنها ضدالدين المسيحي أو األديان بوجه عام ".

يسمح لنا بإحترام العلم وتقديره،،نحن إذن نحتاج إلى مصطلح دقيق ليأخذ مكانه الالئق في عملية تطوير المجتمع، وكذا عدم البعد عن األخالق

التى تدعو إليها كل األديان، واتخاذ األثنين )األخالق والعلم( قاعدة تبنىعليها النظم السياسية التى تقود المجتمع.

الجهادJihadه�دp: أى pوالج pه�د الجهاد في اللغة هو: "إستفراع الوسع، مشتقة من الج�

الطاقة والمشقة )األصفهاني(. وبذلك يكون الجهاد في سبيل الله هو: إستفراع الوسع والطاقة، في فعل كل ما يرضى الله - سبحانه وتعالي-

�من عمل صالح. وبهذا المعنى جاء في أنحاء القرآن كله مثال: " pوا �ذtين� آم�ن الtه� ج�ة_ عtند� الل �ع�ظ�مp د�ر� هtم� أ tسpنف� tهtم� و�أ م�و�ال

� tأ �هt ب tيلt الل ب � فtي س� � و�ج�اه�دpوا وا pو�ه�اج�ر ون� pزt �ف�ائ tك� هpمp ال �ئ و�ل

p 19" )و�أ(.20التوبة/

pطtع�هpم�اوكذلك " �مy ف�ال� ت tهt عtل �ك� ب �س� ل �ي tي م�ا ل رtك� ب pش� �ن ت tن ج�اه�د�اك� ع�لى أ و�إوف_ا pا م�ع�ر� �ي �هpم�ا فtي الد�ن ب tو�ص�اح"

(.8 العنكبوت/29) وأسلوب القرآن في استعمال لفظ الجهاد يبين بوضوح إن الجهاد بالنفس يكون فقط في المعارك القتالية الدفاعية. إال أن هذا المعني المحدد ترجم إلى اإلنجليزية بداللة غير موجودة في القرآن- أو حتى األدبيات اإلسالمية.

pرجم على أنه Jihad (Jehad)وسمي� الجهاد أو "حربa Holy War، وتpهملت تماما باقي االستعماالت مقدسة". وانتشرت هذه الترجمة، وأ

الصحيحة، مثل بذل الوسع في القتال بغرض الدفاع عن النفس: pحtب�" � ي �ه� ال tن� الل � إ �دpوا �ع�ت � ت pم� و�ال �ك pون tل pق�ات �ذtين� ي �هt ال tيلt الل ب � فtي س� pوا tل و�ق�ات

�دtين� �مpع�ت (.190 البقرة / 2" )ال

15

Negro بالنرويجية( Neger)pعرف قاموس أوكسفورد الـ "نجرو" بأنه؛ عضو في المجموعة اإلنسانية يذات البشرة السوداء، أو الداكنة، المتواجدة في افريقيا جنوب الصحراء. هذا االسم يؤلم الكثيرين من أبناء البشر ذو البشرة السوداء. وذلك ألنه

مرتبط بتاريخ اإلستعباد التى تم على يد األوروبيين، الذين احتاجوا إلى األيدي العاملة لزراعة األراضي الشاسعة، التى اكتشفوها في القارة

األمريكية. ويستخدم في العربية تعبير مشابه فيقال "زنجي". والذى يفضله هؤالء اإلخوة في اإلنسانية، وصفهم بذوي البشرة السوداء

women Black أو Black manأى

Uranium Enrichment (المتواجد في الطبيعة، يحتوى على نوعين منUraniumخام اليورانيوم )

(Isotopesعنصر اليورانيوم. يطلق عليهم اسم "نظائر اليورانيوم" ) وحدة ذرية، وهو القابل لإلنشطار235)ايزوتوبس(. أحدهما وزنه الذري

النووي، ويستخدم كوقود نووي في األغراض السلمية، أو يكون المكون األساسي في القنابل الذرية. هذا النظير يوجد في الطبيعة بنسبة ضئيلة

�و�ن� النظير اآلخر النسبة الغالبة )0.7204جدا ) pك %(،99.2739%(، بينما ي (، وسبب هذه التسمية ألن وزنه238U لليورانيوم)238ويسمى النظير

Nuclear وحدة ذرية. وحتى يتم التفاعل النووي االنشطاري )238الذري Fission Reaction بدرجة كبيرة في235(؛ يجب أن تزداد نسبة النظير

الوقود النووي ، وبنسبة أكبر في حالة استخدامه في القنابل الذرية. في الوقود النووي. ولقد235Uوبمعنى آخر يجب "إثراء" أو "زيادة نسبة"

. ولكن المترجمون العرب،Uranium Enrichmentأطلق على هذه العملية "تخصب اليورانيوم". والحقيقة أن لفظة التخصيبإطالق مصطلحفضلوا

عبارة عن مصطلح يستخدم في وصف عملية بيولوجية، فيها يتم إندماجالخاليا الذكرية )في النبات والحيوان( بالخلية األنثوية.

Fertilization: the fusion of male and female gametes during sexual reproduction.

وعلى ما يبدو فقد اعتبر المترجمون العرب تخصيب اليورانيوم، مثله مثلالتخصيب البيولوجي، الذي يؤدى إلى إكثار النسل.

Bacteria Culture (،Microbiologyفي علوم الميكروبيولوجي، أو علوم األحياء الدقيقة )

Pureيحتاج الباحث إلى فصل )وتنقية( نوع معين من البكتريا ) ساللة نقية Cultureلدراسته. وبالتالي يقوم بعملية فصل بين األصناف المختلفة من )

البكتيريا، ويتم ذلك عن طريق استزراع عينة، مكونة من أصناف مختلفة من البكتيريا، في وسط غذائي مناسب، ودرجة حرارة ورطوبة مناسبتين،

فيحصل الباحث على مستعمرات بكتيرية، بعدها يتم الفصل، وبتكرار العملية يحصلون على الصنف الذى يريدون دراسته بدرجة مناسبة من

16

(. ويسمى وسطCultureالنقاء. تكون بها ساللة واحدة من البكتريا )(.Culture mediaالمعيشة الذى يحتوى على الغذاء المكاسب )

، ألنها تدل على ساللة واحدة لها صفاتCultureولقد اختيرت لفظة تميزها عن غيرها. ويعرفه الميكروبيولوجيون بأنه:

Pure Culture: a Population of a Single Species .

هوامش المعجم الوجيز، مجمع اللغة العربية، مصر )فن(. طبعة خاصة لوزارة)1(

التربية والتعليم.

( نقلت هذه المقولة من النص النرويجي لكتاب "مفترق طرق2) الثقافات" الذى لم يتم اإلنتهاء من ترجمته كله، وسوف ينشر قريبا إن

أستاذ جامعةThomas Eriksenشاء الله. والكاتب توماس أريكسون متخصص في األنثربولوجيا، ويعرف العديد من اللغات. والكتابان اللذان

يشير إليهما هما: a) Ivor Lewis, "Sahibs, Nabobs and Baxwallahs", Oxford Uni. Press, 1991, 1998.b) Henry Yul and A.C. Burnells, "Hobson-Jobson", Rutledge, 1985-1996.

الكتاب األول يتحدث عن المفردات الهندية التي اقتبستها اإلنجليزية، واختار عنوان الكتاب عبارة عن كلمات هندية، يمكن ترجمتها إلى: السادة،

األغنياء الموسرون ورجال األعمال. أما الكتاب الثاني، فقد كتبه رجال عسكريا برتبة عقيد، مع أستاذ في

.1996، ثم مؤخرا في 1939 وأعيد طبعه 1886اللغات عام منذ عام وعنوان الكتاب "هوبسون - جوبسون" أخذ من رواية طريفة. فبينما كان

أحد الجنود اإلنجليز يشاهد موكب الطائفة الشيعية في العراق، وهم يضربون صدورهم، ويلطمون خدودهم، ويصيحون "ياحسن، يا حسين"

عنأحفاد النبي محمد عليه الصالة والسالم، فكتب إلى قادته يخبرهم األوضاع في العراق، مبديا تعجبه، قائال: نرى جمعy من أبناء البلد، يسيرونpسمع وكأنها "هوبسن في موكب تحت الشمس الحارقة، يصيحون بألفاظ ت - جوبسن". وهذه الكلمات قريبة – يضيف الكاتب النرويجي - من )هوسين

- جوسين( أو )ياحسن - يا حسين(. ( أخذت هذه الكلمات من "الجامع ألحكام القرآن"، تفسير القرطبي،3)

راجعه وضبطه وعلق عليه د. محمد إبراهيم الحفناوى، دار الحديث-.85- المقدمة ص 1م(، ج 1996هـ )1416القاهرة، الطبعة الثانية

.94، ص 1( فقه اللغة ، ج4)( معجم "لسان العرب"، البن منظور من موقع الباحث على اإلنترنت5)

http://www.baheth.info/index.jsp. 51، المقدمة ص 1( الجامع ألحكام القرآن، سبق ذكره، ج6).38، المقدمة ص 1( الجامع ألحكام القرآن، ج7) ( اللؤلؤ والمرجان، وضع محمد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث القاهرة،8)

.145، ص 494 م(، حديث رقم 2005هـ )1426طبعة

17

( مفردات ألفاظ القرآن، الراغب األصفهاني- تحقيق صفوان داوودى،9).742م، ص 1967هـ - 1418دار القلم دمشق، ط الثانية

( المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم، وضع محمد فؤاد عبد10) ميالدية، ) لسن(.2001هـ - 1422الباقي، دار الحديث القاهرة، طبعة

( يعتبر أحد روادErik H. Erikson( )1902-1994( أ. هـ أركسون )11) علم "التحليل النفسي" والتطور اإلنساني. ولد في فرانكفورت عام

، من والدين دانماركيين. عاش في المانيا حتى الحرب العالمية1902 Annaاألولي، ثم رحل إلى فيينا ودرس "علم النفس" مع إبنة "فرويد" )

Freud وعمل في جامعة هارفارد. ولم1933(. ورحل إلى أمريكا عام ، يكن مقتنع تماما بنظرية فرويد، في التحليل النفسي. لهذا بنى عليها

نظريته الخاصة، على أساس أن الذات تتأثر بعوامل بيولوجية )وراثية(، (، ونشر كتابه األول عامBio-Psychosocial modelونفسية واجتماعية )

" أو " الطفولة والمجتمع"، وبعدهChildhood and Society بعنوان "1950.1994" أو " أزمة الهوية". ومات عام Identity Crisisنشر كتابه "

(12" )Erving Goffman, 1963", " Behavior in Public Places " ( "العولمة وعالم بال هوية، محمود سمير المنير، دار الكلمة للنشر13)

. 146م(، ص 2000هـ )1421والتوزيع، المنصورة – مصر، الطبعة األولي ( "صدام الحضارات... إعادة صنع النظام العالمي"، صمويائيل14)

،1999، 2هنتنجتون، ترجمة طلعت الشايب. وتقديم د. صالح قنصوة، ط .103ص

( "اللغة والهوية"، جون جوزيف- ترجمة د. عبد النور خراقي، سلسلة15).34م. ص 2007- الكويت، أغسطس 342عالم المعرفة رقم

( "اإلعجاز البياني للقرآن، ومسائل ابن األزرق"، عائشة عبد الرحمن16) )بنت الشاطئ(، دار المعارف – القاهرة، ط ثانية مزيدة، مسائل ابن

.453-450 ص 94األزرق- المسألة ( "أساس البالغة"، أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشرى، دار17)

م.1984هـ- 1404التنوير الغربي، بيروت، ط الرابعة، ( "االنثربولوجيا اإلجتماعية، عاطف وصفي، دار المعارف القاهرة، ط18).116-115، ص 1975، 1

(19)"Kulturelle Veikryss" (Cultural Cross roads), Thomas Hylland Eriksen, Universitetsforlaget(الناشر الجامعي) Oslo, 1994.

(20) The Cambridge Encyclopedia of the English Language", David Crystal, Cambridge university Press, 1995, p.p.6.

( تطور اللغة النرويجية، أخذت من صفحة "المجمع اللغوي النرويجي"21)www.sprakrad.noعلى االنترنت

( "أدب توفيق الحكيم – دراسة فى انثربولوجيا مصر، السيد حامد،22).2001ميريت للنشر والمعلومات القاهرة ، ط األولي،

(23) Encyclopedia Britannica, Deluxe Edition, 2009. النسخة اإللكترونية * كاتب هذا البحث باحث كيميائي )يعمل اآلن كمستشار علمي للمجموعة

اإلستثمارية "علوم" النرويجبة( ، مصري مهاجر منذ أكثر من ثالثة عقود،

18

ومقيم بصفة دائمة في أوسلو عاصمة النرويج، وله اهتمامات بشتى مجاالت العلوم والمعرفة، ويترجم من النرويجية إلى العربية. يمكن

اإلتصال لألسئلة والتعليق والحوار على البريد اإللكتروني التالي:[email protected]

19