البيان في أن سورة النورين ليست من و ال مثلسور القرآن

د.ربيع أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

1

السالم على من ال نبي بعـده ، الصالة و و وحده الحمد لله وعلى آله وصحبه ، أما بعد :

فمازال أعداء الله الفينة بعد الفينة يلقون إلى المسلمين شبها تدل على سفاهة عقولهم و قصور ثقافتهم و شدة حقدهم على اإلسالم فالعدو ال يهدأ له بال ودين الله في ازدياد لذا يحاول أن

يثير الشبهات و يشيع الشهوات حتى يطفأ نور الله و الله متمنوره و لو كره هذا الكافر .

و مما أثاره الكفار المغرضون في هذه األيام سقوط سورة تدعى سورة النورين من المصحف و إذا بين لهم أن هذه السورة ليست

من المصحف و أنها من كالم بشر يقولون أن كالم هذه السورة مثل كالم الله و بالتالي قرآنكم قد عورض ، ومادام القرآن قد

عورض فليس بكالم الله و بالتالي ال دليل على صدق نبيكم .

و في هذه السطور بيان لبطالن دعوى أن سورة النورين من المصحف و بطالن دعوى أن سورة النورين مثل سور القرآن

الكريم .

نص سورة النورين المدعاة

2

نوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم Tنوا آم Uيا أيها الذين آم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم.

عليم.اللسميع انوران بعضهما من بعض وأنا

إن الذين يعرفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جناتنعيم.

والذين كفروا من بعدما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وماعاهدهم الرسول عليه يقذفونه في الجحيم.

ي الرسول أولئك يسقونصظلموا أنفسهم وعصوا الومن حميم.

منإن الله الذي نو_ر السموات واألرض بما شاء واصطفى المالئكة وجعل من المؤمنين أولئك من خلقه يفعل الله ما يشاء

ال إله إال هو الرحمان الرحيم.

قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذتهم بمكرهم إنأخذي شديد أليم.

إن الله قد أهلك عاداd وثمود بما كسبوا وجعلهم لكمتذكرة فال تتقون.

وفرعون بما طغى على موسى وأخيه هارون أغرقتهومن تبعه أجمعين.

ليكون لكم آية وإن أكثركم فاسقون.

إن الله يجمعهم يوم الحشر فال يستطيعون الجواب حينيسألون.

إن الجحيم مأواهم وإن الله حكيم عليم.

يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعلمون.

3

ن.وقد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرض

مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنات النعيم.

لمن المتقين. إني لذو مغفرة وأجر عظيم. وإن عليjا

وإنا لنوفه حقه يوم الدين.

وما نحن عن ظلمه بغافلين.

وكرمناه على أهلك أجمعين.

وإنه وذريته لصابرون.

وإن عدوهم إمام المجرمين.

قل للذين كفروا بعدما آمنوا طلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما وعدكم الله ورسوله ونقضتم العهود من بعد

توكيدها وقد ضربنا لكم األمثال لعلكم تهتدون.

يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات مبينات فيها منيتوفه مؤمناd ومن يتوله من بعدك يظهرون.

فاعرض عنهم إنهم معرضون.

إنا لهم محرضون في يوم ال يغني عنهم شيء وال هميرحمون.

إن لهم في جهنم مقاماd عنه ال يعدلون.

فسبح باسم ربك وكن من الساجدين.

ولقد أرسلنا موسى وهرون بما استخلف فبغوا هرون فصبرجميل فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعنjاهم إلى يوم يبعثون.

فاصبر فسوف يبلون ولقد آتينا بك الحكم كالذين منقبلك من المرسلين.

4

وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون.

ومن يتول عن أمري فإني مرجعه، فليتمنعوا بكفرهمقليالd فال تسأل عن الناكثين.

dيا أيها الرسول قد جعلنا لك في أعناق الذين آمنوا عهدا فخذه وكن من الشاكرين.

إن علياd قانتاd بالليل ساجداd يحذر اآلخرة ويرجو ثواب ربه. قلهل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون.

سيعجل األغالل في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون.

إنا بشرناك بذرية الصالحين.

وإنهم ألمرنا ال يخلفون.

فعليهم مني صالة ورحمة أحياء وأمواتاd ويوم يبعثون.

وعلى الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي أنهم قومسوءo خاسرين.

وعلى الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم فيالغرفات آمنون.

.والحمد لله رب العالمين

مصدر سورة النورين المزعومة

5

التي نسبها البعض زورا للقرآن وسورة النورين عند تتبع مصدر لها مصدرا إسالميا موثوقا بهنجدال ه عمدا أدعى أنها أسقطت من

يعود للقرن األول الهجري و ال حتى الثاني الهجري .

النبي كتب على عهد و مما يعلمه المسلمون بشأن كتاب الله أنه الصديق ثمأبي بكر جمع ما كتب عند ، و - وسلم عليه الله - صلى

، ثم كان المصحف اإلمام الذي كتب في خالفةعمر بن الخطاب . كما هو معلومعثمان بن عفان

و قد حفظ كثير من الصحابة القرآن و حفظوا القرآن للتابعين و كثير من التابعين حفظوا القرآن و حفظوه لمن بعدهم و هكذا

الصدور حفظ في و منذ عهد النبوة في السطور القرآن فحفظ منذ عهد النبوة و جمع القرآن في مصحف واحد في زمن

الصحابة في القرن األول الهجري بمنتهى الدقة و الضبط .

و ما لم يكن في مصحف عثمان الذي أجمع عليه الصحابة و تواتر األول الهجريعنهم فليس بقرآن حتى و لو كان في القرن

فكيف إذا لم يكن يعود للقرن األول الهجري بل للقرن الحادي ؟!!القرن السابع عشر من الميالدعشر من الهجرة أي في

و -دبستان مذاهبإن مصدر سورة النورين المزعومة هو كتاب نسخة من والذي كتب في القرن الحادي عشر من الهجرة -

الهندفي من الميالد القرن السابع عشر في مزعومة القرآن فبأي منطق ننسب هذه السورة رسمأو اسم أينسخة ليس لها

للقرآن ، والقرآن نقل بالتلقي و السماع و نقل بطريق التواتر ، القرآننسخة من و هنا ال تلقي و ال سماع و ال تواتر بل إما

6

أو كالم كتبه كاتبمن الميالد القرن السابع عشر فيمزعومة ؟!! غير مسلم

إلى آية مننالو جئو بخصوص النسخة التي زعم أنها من القرآن أو أدغال أفريقيا أو إلى أيالصين أو الهند إلى نافذهبالقرآن

يوجد الكثير من هذه اآلية نفسها نامكان يوجد فيه مسلمون لوجد على األقل نجدها في المصحف الذيأو المسلمين يحفظها

الهند فما قيمة نسخة مجهولة في تغير منها حرفيلم عندهم ، والقرآن يؤخذ بالسماع ومن الميالدلقرن السابع عشر ل تعود

صلى الله عليه- ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النبي التلقي و ال يؤخذ بالكتابة ؟!!– وسلم

الموثوقة لمؤلzفين معروفين العلمكتب لو جئنا إلى كتاب منو ، ولهذا الكتاب نسخ كثيرة فيمثال كتاب للدكتور إبراهيم الفقي

نسقo واحدo ، ثم اد_عى مد_عo وجود نسخة من هذا العالم ، كلها على عما في نسخهم ، فهلأو نقص الكتاب في بلدo ما ، وفيها زيادات

!!؟أحد بها يعتد

لم يذكر المؤلف اسمه فالكتاب دبستان مذاهبوبخصوص كتاب السيد محمد علي كما ذكره اختلف في مؤلفه و لذلكفيه ،

داعي اإلسالم في أول فرهن نظام فحكى عن سرجان ملكم في أن اسم المؤلف محسن الكشميري المتخلص في تاريخ إيران

.شعره بفاني

المؤلف اسمه ذو الفقار علي و حكى عن مؤلف مآثر األمراء أن أنه مير ذو الفقار علي1260و حكى عن هامش نسخه كتابتها

الحسيني المتخلص بهوشيار ، و اختار هو أنه لبعض السياح في

7

أدرك كثيرا من الدراويش بالهند و أواسط القرن الحادي عشر.حكى عنهم الغث و السمين في كتابه هذا

عن بعض المستشرقين أن في مكتبة بروكسل أقول و يحكي فيه أنه ورد نسخه دبستان المذاهب تأليف محمد فاني و ذكر

و رأى هناك محمد قلي خان المعتقد لنبوة1056خراسان .مسيلمة الكذاب

كما أنه أخفى المؤلف اسمه كذلك تعمد في إخفاء مذهبه لئال و ..يحمل كالمه على التعصب

المؤلف من شعراء أواسط القرن و بالجملة ال شك في أن و لم الحادي عشر الذين استوفى جلهم النصرآبادي في تذكرته ،

إاليذكر فيهم من ينطبق عليه أحد المحتمالت التي ذكرناها أوال فلعل هذا447الذي نقل عنه شعره في ص الفاني الكشميري .1الفاني هو المؤلف

و نسخة من القرآن مزعومة دبستان مذاهب و على إثر هذين المصدرين غولدتسيهر نولدكه وأخذ أعداء اإلسالم و المستشرقين ك

و هذا ينم عن جهلهمعلى القرآن و يطعنون في حفظهيشنعون القرآن .بعلوم القرآن و تاريخ جمع

أخذ النوري الطبرسي أحد علماءدبستان مذاهب و من كتاب و قد صرحونقل اآلخرون عنه ،الشيعة في كتابه فصل الخطاب

النوري الطبرسي بعد نقله للسورة المزعومة عن كتاب دبستان

) شيعي (48 / 8 لآلقا بزرك الطهراني إلى تصانيف الشيعة - الذريعة1

8

مذاهب بأن ليس ثمة أثر لهذه السورة المزعومة في أي كتاب لم أجد أثراd لها في كتب الشيعة سوى» : فقال من كتب الشيعة

ما ي�حكى عن كتاب المثالب المنسوب إلى ابن شهر آشوب : أرأيتم2«أنهم أسقطوا تمام سورة الوالية ، فلعلها هذه السورة

مثالب النواصب البن ( نسب لكتابي�حكىكالم بصيغة المجهول ) أي نسب لكتاب في القرن هـ588شهر آشوب المتوفى سنة

البن شهر آشوبب لم ي�عثر على أثر لما ي�نس ،و السادس الهجري التي يظن النوري في كتابه المثالبمن إسقاط سورة الوالية

.أنها سورة النورين

مثلتحريف القرآن الشيعة القدامى ال يقولون بتنبيه البد منه : نعمة اللهما قال بعض الشيعة المتأخرين أمثال النوري و

، ومن يقول من المسلمين بتحريفالجزائري و هاشم البحراني . القرآن أو نقصه أو زيادته فليس من المسلمين أصال

ما هو القرآن الكريم ؟

صلى الله- المنزل على نبيه محمد القرآن الكريم هو كالم الله ، المتعبد بتالوته، المتحدي بأقصر سورة منه-عليه وسلم

و المصاحف ،في المكتوب واترووالمنقول إلينا بطريق الت .3المبدوء بسورة الفاتحة و المختوم بسورة الناس

) شيعي ( - فصل الخطاب للنوري الطبرسي 2 المدخل إلى دراسة ،و70و المختصر في أصول الفقه البن اللحام ص ، 86انظر إرشاد الفحول للشوكاني ص - 3

و غاية المريد ، 102 و معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ص ، 308المذاهب الفقهية لعلي جمعة ص 10 لمحمد بكر إسماعيل ص دراسات في علوم القرآنو ، 9في علم التجويد لعطية نصر ص

9

صلى- و من هذا التعريف يخرج الحديث النبوي ؛ ألنه كالم النبي و ليس كالم الله و غير متعبد بتالوته و ليس-الله عليه وسلم

محل للتحدي و منه ما نقل بالتواتر ومنه ما نقل بغير التواتر ، والقرآن قطعي الثبوت أما األحاديث فمنها القطعي الثبوت و

منها الظني . و خرج من هذا التعريف الحديث القدسي إذ القرآن كالم الله

أوحى به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظه ومعناه أما الحديث القدسي فمعناه من عند الله ولفظه من عند النبي-

به العرب - بل اللهتحدىالقرآن و صلى الله عليه وسلم - اإلنس والجن - أن يأتوا بمثله ، و أما الحديث القدسي فلم يقع

به التحدي و اإلعجاز ، و القرآن متعبد بتالوته أما الحديث القدسي فغير متعبد بتالوته ، و القرآن الكريم جميعه منقول

بالتواتر ، فهو قطعي الثبوت ، و أما األحاديث القدسية فمعظمها أخبار آحاد ، فهي ظنية الثبوت فيها الصحيح و

. الحسن و الضعيف

؛ قرآنا تسمى فال القرآن ترجمة أيضا التعريف هذا من وخرج األصل هي ليست لترجمةفا المنزل تعالى الله كالم ليست ألنها القرآن ،و أصله هي ليست عمل ألي ترجمة وكل اإلطالق، على

إلى ينقل أن يحاول المترجم إذ آخر، شيء والترجمة شيء نقل يمكن وال األصل، في مما شيئا الثانية باللغة المتكلمين

يتعبد الذي المقدس النص هو القرآن ،و وعظمته القرآن إعجاز.أي ترجمة ب يتعبد وال الصلوات، في ويتلى بتالوته

الشاذة فالقراءات الشاذة القراءات أيضا التعريف هذا من خرج و االستدالل و ، بالتواتر إال يثبت ال القرآن و ، متواترة ليست

المالكية و فالشافعية الفقهاء بين خالف موضع الشاذة بالقراءة بها يستدلون الحنابلة و الحنفية لكن و بها االستدالل يرفضون

متتابعات أيام ثالثة فصيام يجد لم فمن مسعود ابن قراءة مثل

10

على خبر أنها وافقهم من و الحنفية حجة و اليمين كفارة في. به يعمل صح إذا الواحد خبر و األقل

طTي_ة تUوUاتر ر� Uال�وا قد اتفقنا على ش Uق Uة فUاع Uم UجUي وTعTاف الف الش_ UخUو آن وUقد ر� آنdا ال�ق� ر� ت قرآنيتها لعدم تواترها وبكونها نقلت ق� UفUان�ت

ا لUي�سU لوصفها أUعنTي Uل بهUمUن ال�عUأTيب ب TأجUني_ة و jا الس Uن�هUت ع UفUان�ت ارTع ة نسبتها إTلUى الش_ Uح Tص UيTي هTني_ة بل لذاتها ال_ت jو السUالقرآنية أ

ات�ر ال Uن سلم وجوب الت_وTص�ف بالقرآنية إUي ال�وTأ فUط Uال�خ Uي األول وTف ارTع بUة الحكم إTلUى الش_ بUة الذ_ات ال_تTي هTيU نTس� طUأ فTي نTس� Uيستلزم ال�خ

تUرط فTي انيخطئ أUن الU الراويوUلم يش� Uح ج� ي ر� Tك�فUأ�سا بل ي Uر ض أUن ر� Uال�ف Uوه و ه� Uبطه على س Uتبطلالراويض Uك والندرة الTلUذUك

.4الرجحان

الله - صلى النبي سمع الصحابي أن على تحمل الشاذة القراءة و الزيادة كون باحتمال قيل إن ،و قرآنا فظنها - يقولها وسلم عليه بهيئة بيانه يورد ال الصحابي فإن وارد فغير الصحابي من بيانا

. 5 المتلو القرآن

أجمع الذي عثمان مصحف في تكتب لم المزعومة النورين سورة و تشمل بل إعجاز فيها وليس ، بالتواتر إلينا تنقل لم و الصحابة عليه

فهي النحوية األخطاء من الكثير تحوي و مبتور كالم و ركيكة ألفاظ المكتوب واتروالمنقول إلينا بطريق الت القرآن عن البعد كل بعيدة

المبدوء بسورة الفاتحة و المختوم بسورةو المصاحف ،في. الناس

النقصان و الزيادة و التحريف من القرآن حفظ أدلة

72 للصنعاني ص إجابة السائل شرح بغية اآلمل - 483 - الواضح في أصول الفقه للدكتور محمد سليمان األشقر ص 5

11

Tن_ا ﴿: تعالى قال ن� إ ل�نUا نUح� Tن_ا وU الذzك�رU نUز_ افTظ�ونU لUه� إ UحUالحجر اآلية) ﴾ ل ا لUي�سU، أي : (9 Uل� مTاطUب Tيه Tف Uاد Uن� ي�زUن� أTم Uظ�ونTاف UحUل Tآن ر� Tن_ا لTل�ق� إ Uو

Tه TضTائ Uر UفUو TهTد�ود هT وUح� TامUك ن�ه� مTن� أUح� Tم Uو ا ه� Uن�ه� م Tن�ق�ص� مUو� يUن�ه�، أ T6 م.

تولى حفظ سبحانه و تعالى -–و هذه اآلية نص في أن الله . القرآن من التحريف و التغيير و الزيادة و النقصان

و مادام الذي ، ما حفظه الله فإنه ال يستطيع أحد أن يضيعه ودUةتعهد حفظ القرآن هو الله فلن TاحUير كلمة وTغ�يUيقدر أحد على ت

ة من سعى فTيأو زيادة كلمة أو نقصان كلمة رغم القرآنمن Uث�رUك ذلك .

�تTيهT ال�بUاطTل� مTن� بUي�نT يUدUي�هT﴿: و قال تعالى Tن_ه� لUكTتUاب� عUزTيز� ال يUأ إ Uو oيد Tم Uح oيمTك Uن� حTيل� مTن�زUت Tه Tل�ف Uن� خTال مU41 ) سورة فصلت اآليات ﴾و–

: ال يقربه شيطان من شياطين اإلنس والجن، ال أي (42 بسرقة، وال بإدخال ما ليس منه به، وال بزيادة وال نقص، فهو

محفوظ في تنزيله، محفوظة ألفاظه ومعانيه، قد تكفل من أنزله .7 بحفظه

ه� بTكUي�دTهT، »: وقال الطبري UيرTغ�يUت TهTي�دUكTب oلTاطUيع� ذ�و بTطUت الU يUس�

Tي�نUن� بTان� مUت�يT وU اإل� ذUلTكU ه� Uو ،TهTب Uو ا ه� عUانTيهT عUم_ Uن� مTم oء ي� Uش UيلTب�دUت Uو Tه Tل�ف Uن� خTان�ه� مUت�يT ذUلTكU إ Uو ،Tيه Tن�ه� ف Tم Uي�سUا ل Uم Uاق Uل�حT .8« يUدUي�هT، وUالU إ

14/18 - تفسير الطبري 6750 - تفسير السعدي ص 75/18 - تفسير الطبري 8

12

و هذه اآلية نص في عدم تحريف القرآن و عدم تبديله ؛ ألن ، و القرآن ال يأتيهالتحريف و التبديل من أظهر الباطل

الباطل .

وا ﴿و قال تعالى : ق� ر_ UفUال تUو dيعا Tم Uج Tالل_ه Tب�ل UحTم�وا ب TصUاع�ت Uو ﴾ يستلزم عدم و االعتصام بالكتاب (103آل عمران اآلية ) سورة

تحريفه و تبديله و نقصه إذ لو كان القرآن سيحرف أو يبدل لما عز –على الله ال يجوز كان لألمر باالعتصام بالقرآن معنى إذ

و التمسك بالقران بما ال أن يأمر الناس باالعتصام - وجلك به االعتصام و علیونيقدر jالتمس .

د�وه� إTلUى اللjهT﴿: و قال تعالى ر� Uف oء ي� Uي شTع�ت�م� ف UازUنUن تTإ Uف Tول س� الر_ Uو األمر بالرد للكتاب (59النساء من اآلية سورة ) ﴾و

و السنة يستلزم حفظ الكتاب و السنة إذ ال معنى للرد للكتاب والسنة لفض النزاع و هما غير محفوظين .

ا لUن� Uيك�م� م Tك�ت� ف UرUت « : - Uل_م UسUو Tي�هUلUل_ى الله� ع Uالنبي - ص Uال Uو ق Tاب� اللهUتTك TهTت�م� ب م� UصUاع�ت TنTه� إUع�دUل�وا ب TضUهذا يقتضي أن يكون و، 9 «ت

ل_مU النبي - في عهدقد كتب القرآن الكريم كل UسUو Tي�هUلUل_ى الله� ع Uص وجود، ويقتضي أيضاd حتjى يصحj إطالق اسم الكتاب عليه -

ل_مUالنبي - في عهد القرآن كما كان UسUو Tي�هUلUل_ى الله� ع Uليحصل– ص ك بب لألمرال معنى به الهداية من الضالل إذ jالقرآن التمس،

ف ويبدjل في يومo ماوالقرآن jأي األمر بالتمسك بالقرآن سي�حر فال يجوز أن يستلزم عدم تحريف القرآن و يستلزم عدم تبديله

ك به jك بما ال يقدر علی التمس jيأمر الناس بالتمس .

ةT الن_بTيz 1218 حديث رقم 2/886 - من حديث طويل رواه مسلم في صحيحه 9 ج_ Uاب� حUب Uل_م UسUو Tي�هUلUل_ى الله� ع Uص

13

و الواقع التاريخي يثبت عدم وقوع التحريف و التغيير بالقرآن قراء حفظةلقرآن ل سبحانه وتعالى -–الله قد قيض الكريم ف

بحيث لو زيد فيه حرف واحد ألخرجه آالف منفي كل زمان .، فضالd عن القراء األكابر األطفال األصاغر

، و - وسلم عليه الله - صلى النبيعلى عهد القرآن قد كتب و ، ثم كانعمر بن الخطابالصديق ثم أبي بكر جمع ما كتب عند

كما هوعثمان بن عفانالمصحف اإلمام الذي كتب في خالفة الصدور على مر حفظ في في السطور والقرآن معلوم، فحفظ

.القرون

العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبارو والوقائع العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة،

ى نقله وحراسته وبلغتلفإن الغاية اشتدت والدواعي توفرت ع ر النبوة ومأخذخ ألن القرآن مف ؛إلى حد لم تبلغه فيما ذكرناه

العلوم الشرعية واألحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من

إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو.10 منقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد

أبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته العلم بتفصيل القرآن وو وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة ككتاب

سيبويه والمزني فإن أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمونه من جملتها حتى لو أن مدخال أدخل في كتاب سيبويه بابا من النحو ليس من الكتاب لعرف وميزانه

ملحوق وأنه ليس من أصل الكتاب وكذا القول في كتاب المزني1/25 - تفسير األلوسي 10

14

ومعلوم أن العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط.11كتاب سيبويه ودواوين الشعراء

وانظر اليوم في هذا العالم شرقه وغربه لترى العدد الهائل الذي يحفظ القرآن عن ظهر قلب ، بحيث لو شاء ملحد أو يهودي أو

صليبي تغيير حرف منه فإنj صبياd صغيراd، أو ربة بيت، أو عجوزاd ال يبصر طريقه - يستطيعون الردj عليه وبيان خطئه، وافترائه،

ه وفقهوا معانيه، وتشبعوا بعلومهوناهيك عن العلماء الذين حفظ12.

أطفال المسلمين يحفظونو إذا رأينا في عصرنا الكثير من و الكثير من المسلمين كبارا وصغارا رجاالالقرآن عن ظهر قلب

و نساءا يحفظون القرآن فالشك أن المسلمين األوائل كانوا أكثر حفظا للقرآن ؛ ألنهم أقوى حفظا و أكثر فهما للكالم

.- وسلم عليه الله - صلى النبيالعربي فضال عن تعلمهم من

و بالتالي يظهر كذب و بهتان من يقول أن القرآن الذي بأيدينا قد اعتراه النقص مع وجود حفاظ للقران في كل عصر و مع

كتابة المصحف و شيوع كتابة المصحف و انتشار المصاحف المكتوبة في اآلفاق و مع قراءة القرآن في الصلوات ووجود

آالف القراء و الحفظة في كل عصر و في كل مصر .

يتعبدون بتالوة القرآن آناءبعد جيل جيالولم يزل المسلمون - بينهم ، فيحفظونه ويكتبونهونهتدارسي والليل، وأطراف النهار،

فإن األصل أن إال ولم تكن الكتابة إال وسيلة من وسائل حفظه و

1/25 - تفسير األلوسي 11242 لعمر األشقر ص الرسل والرساالت - 12

15

يرون ذلك من أفضل الطاعات و , - القرآن في صدورهم .هذاعصرنا إلى النبوة عصرواألعمال من

كي يمكن فرض تطرقالقرآن لنا وحده المسلمون ولم ي�نقل ، بل نقل تفسير آياته ، ومعاني كلماته ، وأسبابالتحريف إليه

هذا شأنه الن كل م و، وإعراب كلماته ، وشرح أحكامه نزوله ، يمكن تغييره وال إسقاط شيء منه، وألنه لو كان فيه تحريف

و في هذا هدم للدين .بتغيير أو نقصان لم يبق وثوق باألحكام من محفوظو قد أجمع المسلمون أن القرآن الذي بين أيدينا

و أن من اعتقد خالف ذلكالنقصان و الزيادة و التحريف و الضياعكفر .

ت�ل�وj »قال القاضي عياض : Uآن ال�م ر� لTم�ون أUنj ال�ق� مUع ال�م�س� د أUج� UقUو ك�ت�وب Uض ال�م ر�

Uار األUق�طUيع أTم Uي جTين فTمTل حUف بTأUي�دTي ال�م�س� فTي ال�م�ص�و_ل

Uان من أUت عUه الد_ف_ Uم Uا ج م_ Tالعالمين ﴿م zب Uر Tل_هTد� ل م� Uر﴾ ال�ح Tى آخUلTإ - -﴿ Tالن_اس zب UرTع�وذ� بUل� أ ل عUلUى نUبTيjه﴾ ق� نUز_ ي�ه الم� م الل_ه وUوUح� UالUن_ه كT إ

د م_ Uح ل_م- م� UسUي�ه وUلUل_ى الل_ه ع Uمن -ص jنUأ Uو jق Uيه حTا ف Uيع مTم Uج jنUأ Uو اد فTيه Uو زUه أUانUك Uر م Uف آخ ر� UحTه بUد_لUو بUك أTلUذTا لdد Tاص Uا ق dف ر� Uن�ه ح Tص مUقUن

مUاع عUلUي�ه حUف ال_ذTي وUقUع اإلTج� تUمTل عUلUي�ه الم�ص� ا لUم يUش� م_ Tا م dف ر� Uح Uن_ه كUافTر ذUا أ Uه jك�لTا لdد TامUآن ع ر� Uن_ه لUي�س مTن ال�ق� مTع عUلUى أ . 13« وأ�ج�

واكفروا - أي أهل السنjة - من »: البغداديعبد القاهر قالونة لدعواه jالسUآن و ر� ة ال�يUو�م فTي ال�ق� زعم من الرافضة أUن الU حج_

آن وحرفوا بعضه ر� ابUة غيروا بعض ال�ق� Uح ا أUن الص_ Uيه T14 «ف.

2/305- الشفا للقاضي عياض 13315 - الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية للبغدادي ص 14

16

ك�فر صريح القول بأن بين اللوحين تبديالd »: ابن حزمو قال15« وتكذيب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -

على عدد سور القرآن واتفق المسلمون »: قدامة ابن و قال وآياته وكلماته وحروفه وال خالف بين المسلمين في أن من

القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفا متفقا عليه أنه جحد من.16 « كافر

ال خالف بين األمة وال بين األئمة أهل السنة »قال القرطبي :و صلى الله- أن القرآن اسم لكالم الله تعالى الذي جاء به محمد

، وأنه محفوظ في الصدور، مقروء معجزة له- عليه وسلم باأللسنة، مكتوب في المصاحف، معلومة على االضطرار سوره

وآياته، مبرأ من الزيادة والنقصان حروفه وكلماته، فال يحتاج في تعريفه بحد، وال في حصره بعد، فمن ادعى زيادة عليه أو

، ورد ما جاء به ، وبهت الناس نقصاناd منه فقد أبطل اإلجماع.17« من القرآن المنزل عليه - صلى الله عليه وسلم- الرسول

كذلك - أي في الحكم بتكفيره و »: شيخ اإلسالم ابن تيميةقالو - من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له

تأويالت باطنة تسقط األعمال المشروعة ونحو ذلك، وهؤالء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية، وهؤالء ال خالف

.18« في كفرهم

و على ما تقدم من أدلة تثبت عدم تحريف القرآن و عدم تطرق ليه يتبين كفر من أدعى أن هناك سورةإالزيادة أو النقصان

فمن أدعى أن سورة النورين كانت فيأسقطت من المصحف المصحف و أسقطت فهو كافر .

5/22 - الفصل في الملل والنحل البن حزم 1521 - لمعة االعتقاد البن قدامة ص 161/80 - تفسير القرطبي 17.586 الصارم المسلول البن تيمية ص - 18

17

و– عز وجل –ألن معنى القول بتحريف القرآن تكذيب الله ل_مU – تكذيب رسوله UسUو Tي�هUلUل_ى الله� ع Uآن منللخبر بحفظ القر - ص

التحريف ،و تحريف القرآن يستلزم هدم الشريعة ؛ ألن القرآن لو إذ على هذا يحتملهلم يبقU لنا اعتماد على شيء منكان محرفا

فاd ومغيjرا، ويكون على خالف ما jفي كل آية منه أن يكون محر ة أصالd فتنتفي فائدته jأنزل الله، فلم تبق لنا في القرآن حج

.وفائدة األمر بإتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك

خصائص سور القرآن

كالم البشر و ال يشبهال يشبه الم الله تميز به كتاب الله أنه كمام ، بزغ البائن على كل كالم وال الرسائلوال يشبه النثر الشعر،

األفهام، الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من األسماع و خلفه، تنزيل من حكيم حميد، الذي عجزت اإلنس والجن أن يأتوا

dبمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.

كتاب جمع فيه النظم، واإلعجاز، والبسط واإليجاز، والفصاحة، والبالغة، والتحذير، والزجر، واألمر بكل طاعة، وتكرمة وأدب،

والنهي عن كل منكر، وسرف ومعصية، وفعل قبيح مذموم، والتعبد بكل فعل شريف مذكور من طهارة، وصالة، وصيام، وزكاة، وحج وجهاد وصلة األرحام، والبذل والعطاء، والصدق

.19 والوفاء، والخوف والرجاء، وما يكثر تعداده مما ال يحصى

36 - االعتقاد البن أبي يعلى ص 19

18

الزيادة و التحريف و الضياع من محفوظ أنه القرآن خصائص منو Tن_ا ﴿: تعالى قال قد و النقصان و ن� إ ل�نUا نUح� Tن_ا وU الذzك�رU نUز_ لUه� إ

Uظ�ونTاف UحU( 9الحجر اآلية ) ﴾ ل

بكل ما يتحمله هذا اللفظ من معجز أنه القرآن خصائص من و: معنى

ع�جز في ألفاظه و ، والحرف الواحد منه في أسلوبه فهو م� موضعه من اإلعجاز الذي ال يغني عنه غيره في تماسك الكلمة، والكلمة في موضعها من اإلعجاز في تماسك الجملة، والجملة

. في موضعها من اإلعجاز في تماسك اآليةع�جز في بيانه ونظمه، يجد فيه القارئ صورة حية للحياة وهو م�

. والكون واإلنسان

عجز في معانيه التي كشفت الستار عن الحقيقة اإلنسانية وهو م�. ورسالتها في الوجود

ا من dعجز بعلومه ومعارفه التي أثبت العلم الحديث كثير وهو م�. حقائقها المغيبة

عجز في تشريعه وصيانته لحقوق اإلنسان وتكوين مجتمع وهو م�. 20مثالي تسعد الدنيا على يديه

أن ستحيلي أنه إال العرب به تكلم ما جنس من القرآن أن رغم و و العذوبة و الكمال و الحسن و الحالوة و البيان يف بمثله أحدا يأتي معارضته على العرب غير و ، العرب حرص مع المراد المعنى أداء

255 - 254 - مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 20

19

تعالى قال البشر قول ليس أنه علم بمثله اإلتيان عن عجزوا فلماول�ونU م�أ ﴿ : اه� يUق� UرUت أ�ت�وا� ق�ل� اف� Uف oة Uور ث�لTهT بTس� zاد�ع�وا� م Uو TنUع�ت�م مUطUت اس�

ادTقTينU ك�نت�م� إTن اللjهT د�ونT مzن U( .38يونس اآلية سورة ) ﴾ ص

إلينا القرآن نقل فقد بالتواتر إلينا نقل أنه القرآن خصائص من و . الكذب على تواطئهم يستحيل بحيث آالف عن آالف

اصطفى الله من ألفاظ اللغة العربيةو في القرآن نجد أن الله أفصحها وأيسرها على اللسان، وأسهلها على األفهام, وأمتعهاا على القلوب, وأوفاها تأدية للمعاني، ثم dلآلذان، وأقواها تأثير رك_بUها تركيبdا محكم البنيان، ال يدانيه في نسجه كالم البشر من قريب وال من بعيد، وذلك لما يكمن في ألفاظه من اإليحاءات

. التي تعبر إلى خلجات النفس، وتقتUحTم شغاف القلوب

وما يكون في تركيبه من ألفة عجيبة، وانسجام وثيق بين هذه. األلفاظ, مهما تقاربت مخارج حروفها أو تباعدت

فقد جاء رصف المباني وفق رصف المعاني، فالتقى البحران، فاستساغته جميع القبائل على اختالف لهجاتها UرTد على أمر قد ق�

. قراءة وسماعdا

واستسلمت لهذا النسق الفريد، والترتيب العجيب أساطين البالغة في كل زمان ومكان، واستمد_ت منه النفوس المؤمنة

روحها وريحانها، فلم يشبع من دراسته العلماء، ولم يملj تالوته. 21أحد من األتقياء

328- دراسات في علوم القرآن لمحمد بكر إسماعيل ص 21

20

، وسامعه ال يمجه، بل قارئه ال يملهو من خصائص القرآن أن ترديده يوجب له محبة و ، و على تالوته يزيده حالوةباإلنكباا طريjا طالوة jفيلو بلغ غيره من الكالم و ، و ، ال يزال غض

، و يعادى إذا أعيد ، و الحسن والبالغة ما بلغ يمل مع الترديد ، األزماتفييؤنس بتالوته ، و الخلواتفيكتابنا يستلذ به

،حتى أحدث أصحابها لها وسواه من الكتب ال يوجد فيها ذلك ، يستجلبون بتلك اللحون تنشيطهم على قراءتها لحونا وطرقا

22.

في اللفظ مع وفائه بالمعنى ومعنى هذاو تميز القرآن بالقصد إنك في كل من جمل القرآن تجد بيانا قاصدا مقدرا على حاجة

النفوس البشرية من الهداية اإللهية دون أن يزيد اللفظ على المعنى أو يقصر عن الوفاء بحاجات الخلق من هداية الخالق ومع هذا القصد اللفظي البريء من اإلسراف والتقتير تجده قد جلى

لك المعنى في صورة كاملة ال تنقص شيئا يعتبر عنصرا أصليا فيها أو حلية مكملة لها كما أنها ال تزيد شيئا يعتبر دخيال فيها

لUت� ﴿: وغريبا عنها بل هو كما قال الله zات�ه� ث�م_ ف�صUت� آيUمTك كTتUاب� أ�ح�oيرTب Uخ oيمTك Uد�ن� حUن� لTم . ﴾

وال يمكن أن تظفر في غير القرآن بمثل هذا الذي تظفر به في القرآن بل كل منطيق بليغ مهما تفوق في البالغة والبيان تجده

بين هاتين الغايتين كالزوج بين ضرتين بمقدار ما يرضي إحداهما يغضب األخرى فإن ألقى البليغ باله إلى القصد في اللفظ

وتخليصه مما عسى أن يكون من الفضول فيه حمله ذلك في الغالب على أن يغض من شأن المعنى فتجيء صورته ناقصة

.خفية ربما يصل اللفظ معها إلى حد اإللغاز والتعمية

2/247 للقسطالني المواهب اللدنية بالمنح المحمدية- 22

21

إذا ألقى البليغ باله إلى الوفاء بالمعنى وتجلية صورته كاملة و حمله ذلك على أن يخرج عن حد القصد في اللفظ راكبا متن

اإلسهاب واإلكثار حرصا على أن يفوته شيء من المعنى الذي يقصده ولكن ينذر حينئذ أن يسلم هذا اللفظ من داء التخمة في إسرافه وفضوله تلك التخمة التي تذهب ببهائه ورونقه وتجعل .السامع يتعثر في ذيوله ال يكاد يميز بين زوائد المعنى وأصوله

وإذا افترضنا أن بليغا كتب له التوفيق بين هاتين الغايتين وهما القصد في اللفظ مع الوفاء بالمعنى في جملة أو جملتين من

كالمه فإن الكالل واإلعياء ال بد الحقا به في بقية هذا الكالم وندر أن يصادفه هذا التوفيق مرة ثانية إال في الفينة بعد الفينة كما

تصادف اإلنسان قطعة من الذهب أو الماس في الحين بعد الحين .23 وهو يبحث في التراب أو ينقب بين الصخور

جمع بين اإلجمال والبيان مع أنهماو من خصائص القرآن أنه قد غايتان متقابلتان ال يجتمعان في كالم واحد للناس بل كالمهم إما

ألن الكلمة إما واضحة المعنى ال تحتاج إلى ؛ مجمل وإما مبين.بيان وإما خفية المعنى تحتاج إلى بيان

رقت له العادة فتسمع الجملة منهخولكن القرآن وحده هو الذي ان وإذا هي بينة مجملة في آن واحد أما أنها بينة أو مبينة بتشديد

الياء وفتحها فألنها واضحة المغزى وضوحا يريح النفس من عناء التنقيب والبحث ألول وهلة فإذا أمنعت النظر فيها الحت منها

معان جديدة كلها صحيح أو محتمل ألن يكون صحيحا وكلما أمنعت فيها النظر زادتك من المعارف واألسرار بقدر ما تصيب أنت من

: النظر وما تحمل من االستعداد على حد قول القائل إذا ما زدته نظرا...يزيدك وجهه حسنا

2/324مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني - 23

22

ولهذا السر وسع كتاب الله جميع أصحاب المذهب الحضر من أبناء البشر ووجد أصحاب هذه المذاهب المختلفة والمشارب المتباينة

اء أنفسهم وعقولهم فيه وأخذت األجيال المتعاقبة من مددهفش في الفياض ما جعلهم يجتمعون عليه ويدينون به وال كذلك البشر

كالمهم فإنهم إذا قصدوا إلى توضيح أغراضهم ضاقت ألفاظهم ولم تتسع الستنباط وتأويل وإذا قصدوا إلى إجمالها لم يتضح ما

.24 أرادوه وربما التحق عندئذ باأللغاز وما ال يفيد

لما فيه التي بين اآلياتخصائص القرآن مراعاة الفواصلو من وأحيانا تختلف ، من روعة البيان، وحسن الوقع على السمع

إيثارا معنى خاصإلى للفت االنتباه التي بين اآلياتفواصل ال .المرادالمعنى ، وأشد وفاء ب الخاصلما هو ألصق بالمعنى

،المعاني ال تقصد لذاتها، وإنما تتبع التي بين اآلياتفواصل و ال كالم الناس تقصد لذاتها، ويتوقف عليهافيبينما نظائرها

، ونظائرها بالغةالتي بين اآلياتفواصل الالمعنى، وعلى ذلك ف. نقص عجز و

و جمال، وبراعة األسلوب حسن النظمو القرآن الكريم تميز ب األلفاظ و فصاحة الكلمات و روعة التعبيرالعبارة و عذوبة

. و الجمال الصوتي للكالم في اللفظ مع وفائه بالمعنى والقصد

2/323مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني - 24

23

رواية بين و بينها المقارنة و المزعومة النورين سورة رواية نقد القرآن سور

مجهول كتاب في وجدت قد نجدها النورين سورة عن البحث عند لهذهأن يذكر أحد ال يقدر ،و مؤلفه في اختلفوا فالعلماء المؤلف

القرآن أن نجد بالمقابل و ، ولو كان ضعيفاd السورة سندا. به المتكلم إلى السند صحيح أي الله إلى بنسبته مقطوع

المعول فالمصدر كتاب في وجدت النورين سورة أن نقول و نعود ال ذلك إلى أضف الكتابة طريق عن نقلت أنها أي الكتاب هو عليه آالف نقله و التلقي و بالسماع فنقل القرآن أما السورة لهذه سند. متواترة فغير النورين سورة أما متواتر فالقرآن لذلك آالف عن

في العصر بالكتابة نقله القرآن تواتر سبب أن زعم الناس بعض و الحق خالف ذلك فالتواتر، إنما جاء في القرآن الكريم ، و النبوي

ل_ى الله� عUلUي�هT من جهة لفظه ونقله Uي - صTفقد تلقاه عن الن_ب ، ل_مU – و UسUه� األلوف من وUظ Tف Uالصحابة ح.

وعن هؤالء أخذ األلوف المؤل_فة من التابعين، وهكذا تلقاه العدد الكثير الذين يثبت بهم التواتر عن العدد الكثير حتى وصل إلينا

متواتراd، وسيستمر كذلك حتى يرث الله� األرضU ومن عليها،عUو_ل� عليه في تواتر القرآن هو الحفظ والتلقي الشفاهي ال فالم�

.األخذ من الصحف

أما الكتابة فقد كانت من دواعي الثبوت والحفظ ليجتمع للقرآن الوجود في الصحائف ، و : الوجود في الصدور الوجودان

والسطور، كما كانت معتمد الجامعين للقرآن في الصحف

24

ا - فقد Uم يU الله� عUن�ه� Tض Uوالمصاحف في عهدي أبي بكر وعثمان - ر ل_ى Uي - صTبين يدي الن_ب UبTكانوا حريصين أن� يكتبوه من عين ما ك�ت

- Uل_م UسUو Tي�هUلUالله� ع.

نUت� في العهد النبوي، ولكن لم يحفظها من zن_ة د�و ولو أن_ الس� يقوم بهم التواتر لما جاءت كلها متواترة - كما زعم - ، فالعبرة في التواتر وعدمه إنما هو رواية الكثيرين أو عدم روايتهم، ومع

،dو_ن� في العصر النبوي فقد جاء بعضها متواتراUن_ة لم ت�د أن_ الس�عUو_ل� عليه في التواتر الكتابة لكانت وإن� كان قليالd، ولو أن_ الم�نUت� وأحيطت بالعناية والدقة كلها متواترة وأنى zالكتب التي د�و

25هي؟

أن العلماء كتب لبعض القاصرة قراءته من يتوهم الناس بعض و ألن ؛ يصح ال وهذا ، قليلون الصحابة من القرآن بحفظ عرفوا من

أن ال يمنع معرفتنا عدد معين من الصحابة قد حفظ القرآن قد حفظ القرآن فليس معنى عدم العلم العدم . غيرهميكون

و المعروفون بحفظ القرآن من الصحابة هم المشهورون بحفظ القرآن و عدم الشهرة بحفظ القرآن ال تستلزم عدم الحفظ ،

وفي عصرنا آالف مؤلفة يحفظون القرآن لكن المشهوربالحفظ منهم قليل .

و حال الصحابة يشهد بأن الكثير منهم قد حفظ القرآن فقد كانوا يهتمون بالقرآن و يحبونه و يتدارسونه و يحرصون عليه

أكثر منا و في العصور التي بعد الصحابة إلى عصرنا وجدنا آالف مؤلفة من الناس يحفظون القرآن فكيف بالصحابة و هم كانوا

أشد تدينا و أقوى ذاكرة و عجيب بمن يصدق أن أطفاال ال

رTقTينU والكتاب المعاصرين- 25 تUش� ن_ة ورد شبه الم�س� 55- 54 ص دفاع عن الس�

25

يتجاوزن السادسة من عمرهم يحفظون القرآن و ال يصدق أنيحفظ القرآن الكثير من الصحابة ؟!!

من سند ال و تواتر ال النورين سورة أن الكالم هذا من نخلص و. الله إلى السند مقطوع متواتر فإنه القرآن بخالف الرواية حيث

القرآن سور بين و بينه والمقارنة النورين سورة متن نقد

فحدث و الو اللغة و النظم و سورة النورين من حيث الدراية حرج ، فقد تميزت كلمات سورة النورين و ألفاظها بالركاكة و

وهذا بعيد عن ألفاظ القرآن الفصيحةو التناسقعدم الفصاحة .الرفيعة

يا أيهاو انظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة: " نوا Tنوا آم Uبالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتيالذين آم

لسميعا وأنا نوران بعضهما من بعض يوم عظيم عذاب ويحذرانكم لهم جناتيعرفون بعهد الله ورسوله في آياتعليم إن الذين ال

من بعدما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهمنعيم والذين كفروا وعصواظلموا أنفسهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم

نو_ر أولئك يسقون من حميم إن الله الذي الرسول وصي ال المالئكة وجعل منمن بما شاء واصطفى السموات واألرض

26

يفعل الله ما يشاء ال إله إال هوأولئك من خلقهالمؤمنين . ..."الرحمان الرحيم

الجمال الصوتي و الال نجد في سورة النورين المزعومة هكذاو حسن نظم ،و ال مسحة من جمال لغوي و ال مسحة من جمال

كالم سورة النورين ليس عليه حالوة و من يقرأه،و صوتي يشمئز منه و يفضل قطع القراءة فضال عن تكرار القراءة أما

عجيبة فقارئه ال يمله ، وسامعه ال حالوة و غريبة رنة له الله كالم يمجه، بل اإلنكباب على تالوته يزيده حالوة ، و ترديده يوجب له

.محبة و طالوة

و تميزت معاني سورة النورين المزعومة بالغموض بل هناك ألفاظ ال توضح المعنى و ال تفي بالمعنى فكالم السورة مجرد

أو غير وفي المعنى أما كالم اللهكالم مسجوع غامض المعاني فواضح المعاني و ألفاظه تفي المعنى فكالم الله كالم موزون

جاذب لمعانo لها قيمتها في الخبر .

إن" و انظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة : (في آيات لفظ ) "في آياتالذين يعرفون بعهد الله ورسوله

مبهم غير واضح المعنى فما هي هذه اآليات ؟

إن الله الذي نو_ر السموات واألرض بما شاء واصطفى "و انظر : إن الله" لفظ ) المالئكة وجعل من المؤمنين أولئك من خلقهمن

( غير تام المعنى فأين خبرالذي نو_ر السموات واألرض بما شاء مبهم غير تام المعنى ( المالئكة منواصطفىإن ؟ ،و لفظ )

كالم ناقص ال يعطي أي معنى مفيد فمن الذين اصطفاهم الله مبهم غير تام (وجعل من المؤمنين ، و لفظ )من المالئكة ؟

ماذا جعل منف المعنى كالم ناقص ال يعطي أي معنى مفيد ( مبهم فمن هم الذين من أولئك من خلقه ، ولفظ )المؤمنين؟

27

و ما المقصود بمن خلقه؟ أولئك اإلشارةوعالم يعود اسم خلقه ؟ ؟ و لو كان لفظ أولئك يعود على المالئكة و المؤمنين فما الفائدة من ذكر هذا الكالم و كل العالمين خلق الله ؟ و هل شك أحد في

أن المالئكة والمؤمنين من خلق الله ؟

" مثل الذين يوفون بعهدهم أني جزيتهم جنان النعيم ": انظر ووU( مثل الذين يوفون بعهدهم )لفظ ا ه� Uم Uف TهTل� بzث Uا ي�م dر م�

Uي أTد�عUت يUس� فالمعنىالمثل هنا بمعنى الوصف و إن قيل ؟فالممثل به مبهم

ال يستقيم مع آخر الكالم إذ يصير الكالم وصف الذين يوفونبعدهم أني جزيتهم جنان النعيم .

ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا ": انظر و (بغواواو الجماعة في كلمة ) عالم يعود ف " هارون فصبر جميل

لمن األمر ( فصبر جميلو لفظ ) , ؟ من هم الذين بغوا أي بالصبر الجميل ؟

ولقد أتينا بك الحكم كالذي من قبلك من المرسلين ": انظر و أتينا بك) معنى ما "وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون

و(( لعلهم (( و ))منهمفي )) هم يعود الضمير ( ؟ وعالم الحكم. (( ؟ يرجعونواو الجماعة في ))

إن الله يجمعهم يوم الحشر فال يستطيعون الجواب ": انظر و واو (( و يجمعهم في )) هم يعود الضمير فعالم "حين يسألون

(( ؟يسألون (( و )) يستطيعون الجماعة في ))

28

و تميزت فواصل اآليات في السورة المزعومة بقصدها لذاتها القرآن الفيالفاصلة حتى و لو لم يكن لها عالقة بالمعنى أما

تقصد لذاتها، وإنما تتبع المعانى، بينما نظائرها فى كالم الناس تقصد لذاتها، ويتوقف عليها المعنى، وعلى ذلك فالفاصلة بالغة،

. ونظائرها عجز ونقص

نوران" و انظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة : " فما هي العالقة بين نوربعضهما من بعض وأنا السميع العليم

الرسالة والنبوة ووصف الله بالسمع و العلم ؟!! و النبوة فضل ﴿ من الله و منة من الله يعطيها من يشاء من عباده قال تعالى :

Uهjن_ اللTك Uلـ Uث�ل�ك�م� و zر� م UشUال_ بTن� إ م� إTن ن_ح� ل�ه� س� م� ر� الUت� لUه� UىقUلUم�ن� عUي TهTادUب Tن� عTاء� م UشUن يUمTهjالل Tذ�نTإTال_ بTإ oانUل�ط �تTيUك�م بTس� ا كUانU لUنUا أUن ن_أ UمUو

Uن�ون Tؤ�م ل�يUتUوUك_لT ال�م� Uف Tهjى اللUعلU(11اآلية إبراهيم ) سورة ﴾و

" ما العالقةإن الجحيم مأواهم وإن الله حكيم عليمو انظر : " بين المكوث في النار و بين حكمة الله و علمه ؟!! و المكوث في

مUنT ات_بUعU ﴿ قال تعالى :كما النار يناسبه وصف بئس المصير UفUأ ن_م� Uه Uاه� جUو

أ� UمUو Tهjالل Uنzم oط خ� UسTاء بUن بUمUك Tهjالل UانUو ير�رTض� TصUال�م Uئ�سTب Uو (162 اآليةآل عمران ) سورة ﴾

إني لذو مغفرة وأجر عظيم. وإن عليjا لمن المتقينو انظر : " ما العالقة بين مغفرة الله و أجره العظيم ، وكون عليا من"

المتقين ؟ فالمفترض أن خاتمة اآلية المزعومة تكون مناسبة لماآتUي�نUاه� فTي﴿ في اآلية ، وشتان بين هذا اإلفك و قوله تعالى : Uو

Uين TحTال ةT لUمTنU الص_ Uر Tي اآلخTن_ه� فT إ Uو dةUن Uس Uا حUسورة النحل اآلية﴾ال�د�ن�ي ( عUل�نUا فTي﴿ و قوله تعالى : ( ،122 UجUو Uوب يUع�ق� Uو Uاق Uح ب�نUا لUه� إTس� UهUوUو

UنTمUل Tة Uر Tخ Tن_ه� فTي اآل� إ Uا وUي الد�ن�يTه� ف Uر آتUي�نUاه� أUج� Uو UابUتTال�ك Uو Uالن�ب�و_ة TهTي_ت zذ�ر Uين TحTال إTن_﴿ ( ، و قوله تعالى :27 اآلية العنكبوت ) سورة ﴾ الص_ Uو

UينTل Uس Tل�يUاسU لUمTن� ال�م�ر� ( ، و قوله123 اآليةالصافات ) سورة ﴾ إ

29

ينU ﴿تعالى : Tح Tالن_اص UنTمUا ل Uك�مUي لzنTا إ Uم مUه� Uاس UقUاألعراف) سورة ﴾ و (21 اآلية

إنا لهم محرضون في يوم ال يغني عنهم شيء والو انظر : " "ما عالقة إحضار العصاة يوم القيامة بعدمهم يرحمون

و العدل أن يعذبالرحمة ، ويوم القيامة يوم الجزاء بالعدل ، و المفترض أن يقال ال يدفع عنهم العذاب أي أحد ،والعصاة ؟

و قوله ،وشتان بين هذا اإلفكال يستطيع أي أحد أن ينصرهم ونU ﴿ تعالى : ر� Uه�م� ي�نص UالUو dي�ئا Uي�د�ه�م� شUم� ك ﴾يUو�مU الU ي�غ�نTي عUن�ه�

لdى ﴿ قوله تعالى : و (46 اآليةالطور ) سورة و� Uي مTي�غ�ن Uال Uو�مUي Uون ر� Uه�م� ي�نص UالUو dي�ئا Uى شdل و� (41اآلية الدخان ) سورة ﴾عUن م_

مفكك،سورة النورين المزعومة سياق سياق آيات هكذا وجدنا و أيجمل ينبو بعضها عن بعض سورة النورين المزعومة وجمل

مجرد كالم مسجوع ذي ألفاظ و كلمات ال رابط بينها و ال بينما نجد سياق آيات سورانسجام فضالd عن المعنى الصحيح

القرآن متناسب مع بعضه البعض و نجد تالؤم الكلمات والحروف .بما فيه من جمال المقال و كمال الكالم

سورةو من حيث قواعد اللغة العربية و علم النحو فقد تميزت المزعومة بمخالفة قواعد اإلعراب فضالd عن األدبالنورين

، و كأن الكاتب أراد أن يأتي بكالم على وزن الكلمات الرفيع و إن لم يكن له معنى و إن كان يخالف قواعد اللغةالقرآنية أما ال يمتاز على كالم البشر إال بفواصله كالم اللهلظنه أن

بل هوقواعد اللغة العربية و علم النحوالقرآن فهو ال يخالف .لقواعد اللغة العربية و علم النحومصدر هام

30

إن الله"و انظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة : "قد أهلك عاداd وثمود بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فال تتقون

لفظ )) فال تتقون (( الصواب أفال تتقون ، و على فرض أنه نهي.فالبد جزم الفعل تتقون بحذف النون أي فال تتقوا

" خبر إنإن علي¢ا قانتdا بالليل ساجدdا يحذر اآلخرةو انظر : " يرفع و ال ينصب و الصواب إن عليا قانت بالليل ساجد يحذر

اآلخرة .

"نوقد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضو انظر : " كانوا عن آياتي وحكميخبر كان ينصب و ال يرفع و الصواب

.نيمعرض

لكثير من ألفاظ وا كاتب سورة النورين المزعومة سرققد و و انظر على سبيل المثال في هذه السورة، تعبيرات القرآن

يا أيjها الذين آمنوا آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان""المزعومة : مقتبس و منحول من قوله..."عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب

� ﴿ تعالى : ن�وا Tن�وا� آم Uآم UينTا ال_ذ Uي�هU ولTهTيUا أ س� UرUو TهjاللTيبTال_ذ TابUتTال�ك Uو TهjاللTر� ب ب�ل� وUمUن يUك�ف� Uن قTم Uل UنزUأ UيTال_ذ TابUتTال�ك Uو TهTول س� Uى رUلUع Uل نUز_

d الUالd بUعTيدا Uل_ ض Uد� ض Uق Uف Tر Tاآلخ Tو�مUال�ي Uو TهTل س� ك�ت�بTهT وUر� Uو TهTتUكTئUال UمUو﴾ (136اآلية النساء ) سورة

إن علي¢ا قانتdا بالليل ساجدdا يحذر اآلخرة ويرجو ثواب" : و انظر مقتبس" ربه قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون

d ﴿ و منحول من قوله تعالى : دا Tاج Uس Tالل_ي�ل UاءUت� آنTان Uق Uو م_ن� ه�Uأ

UينTي ال_ذTوUت بzهT ق�ل� هUل� يUس� Uر Uة Uم ح� Uو ر ج� يUر� Uو Uة Uر Tر� اآلخUذ ائTماd يUح� UقUو Uم�ونUع�لUي Uال UينTال_ذ Uو Uم�ونUع�لU(9 اآليةالزمر سورة ) ﴾ ي

31

مقتبس و " فسبح باسم ربك وكن من الساجدينو انظر : " دTينU ﴿ منحول من قوله تعالى : Tاج بzكU وUك�ن مzنU الس_ Uر Tد م� UحTح� بzب UسUف ﴾

(98) سورة الحجر اآلية

و على الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم فيو انظر : " ا ﴿ مقتبس و منحول من قوله تعالى : " الغرفات آمنون UمUو

UلTمUعUو UنUن� آمUال_ مTى إ Uل�ف ندUنUا ز� Tب�ك�م� ع zر Uي ت�قTال_تTد�ك�م ب Uو�الUأ UالUال�ك�م� و Uو م�

Uأ ل�وا وUه�م� TمUا ع UمTب Tع�ف zاء الض Uز Uم� ج لUئTكU لUه� و�

أ� Uف dحاTال UصTات Uف فTي ال�غ�ر� Uن�ون T(37 اآليةسبأ ) سورة ﴾آم

﴿ من قوله تعالى :" مقتبس والحمد لله رب العالمين و انظر : " UينTمUالUال�ع zب Uر Tل_هTد� ل م� Uال�ح U(182) سورة الصافات اآلية ﴾و

األخطاءو تميزت سورة النورين المزعومة بأنها تحوي من الكم الكثير : الصريحة واألغالط الواضحة في الكالم

يا أيjها الذين آمنوا آمنوا بالنورين"انظر : على سبيل المثال و فهذا أمر..."، أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب

، و باإليمان بالنورين اللذين أنزال ليتلوا آيات الكتابللمؤمنين المراد بهما شخصان هما النبي - صلى الله عليه وسلم - و

رضي الله عنه -، و هذا كذب فمحمد - صلى الله عليه–علي وسلم - هو المأمور وحده بأن يبلغ الناس و هو خاتم األنبياء و

المرسلين و علي ليس إال صحابي كريم .

32

(( الصواب أنزل إليهما كتابأنزلناهما يتلوان عليكمو لفظ )) ال�ليتلواه عليكم ؛ ألن Uن�زT ، اإل� oل ف� مT مTن� ع�ل�وo إTلUى س� ل� ال�جTس� : نUق�

Tك�م ل�وا عUلUى ح� UزUن : ال� Uا ي�ق UمUك Tع�ب رT الص_ Uم� ي�ط�لUق� عUلUى تUذ�لTيلT األ� Uو TالUن Uال�م Uع�ب Uي_ل� ص UخUي�ت Uع�ب رU الص_ Uم� Uن_ األ� Tأل ، oن Uال ،و اإلنزال يطلق26ف�

على ما ينزل من السماء إلى األرض كالقرآن ، الملك ، والمطر ،و الرزق .

: خلقه أو هدي إليه ويقال: أنزل الله الشئ من نعمة أو نقمه وذلك أن هذه األشياء ترجع إلي أسباب سماوية كالمطر وأشعة

الكواكب، أو أنها مفضية مكتوبة في اللوح المحفوظ وتنزل المالئكة الموكلة بإظهارها في العالم السفلي، فينسب اإلنزال

بذلك إليها، ومن ذلك إنزال األنعام، وإنزال الحديد، وأنزل اللباس هداية الناس إليه مع أن أسبابه من السماء فهو من

القطن ونحوه، وهو يفتقر إلي المطر، وإنزال الميزان هداية وأنزل المسافر: هيأ ، الناس إليه أو األمر به في الكتب المنزلة

.27له مكانا ينزل فيه، وأعانه علي النزول

" كيفعليماللسميع انوران بعضهما من بعض وأنا و انظر : " –النبي - صلى الله عليه وسلم - من نور علي يكون نور محمد . الصحابي ؟! –رضي الله عنه

الرسول أولئك يسقونصيظلموا أنفسهم وعصوا الوو انظر : " " هذا فيه إيهام بأن عليا رسول من رسل الله و هذامن حميم

باطل ، وكيف يعصون الوصي و هو علي و العصيان في وقت النبوة كان عصيان لله و رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم

.- ؟!!

23/332 - التحرير و التنوير 265/47 - مخطوطة الجمل لحسن الجمل 27

33

" ال يصح بحالليكون لكم آية وإن أكثركم فاسقونو انظر : " مخاطبة أهل اإليمان بالفسق ، و لو كان المراد بالفاسقين

الكفار فكل الكفار فساق فيكون التحديد باألكثرية غير صحيح ولو كان المراد بالفاسقين أهل النفاق فالمنافقين كلهم فساق .

بغUى علىف " الصواب فبغوا على هارون فبغوا هارون : " و انظر ب�غي£ عليه Uوالمفعول م ، oا، فهو باغdغ�يUب ، Tي، اب�غTبغUن�28 ي Uال : ف� ال� Uي�ق Uو

م� وUطUلUبU أUذاهم .29يUب�غTي عUلUى الن_اسT إTذUا ظUلUمUه�

" مثل الذين يوفون بعهدهم أني جزيتهم جنان النعيم ": انظر و ( يناسبه الجزاء ال المثل أي كانأني جزيتهم جنان النعيملفظ )

المفترض أن يقول جزاء الذين يوفون بعدهم أني جزيتهم جنانالنعيم .

" فيه اتهام علي - رضيوما نحن عن ظلمه بغافلين ": انظر و.الله عنه - بالظلم فقد أفسد الكاتب من حيث أراد اإلصالح

لم يكن هكذا رأينا أيها األخوة كاتب هذه السورة المزعومة و في غاية الضعفكلماته و تعبيراته متقنdا للغة العربية فجاءت

آيات من مقتبس و منحول هناك الكثير منهاوالركاكة على أن لم يحسن التأليف بينها، ولم الكاتب ولكنمن سور القرآن ،

،و شتان بين هذه السورة ويضعها في مواضعها الالئقة بها سور القرآن في الرواية ، و شتان بين هذه السورة و سور

القرآن في الدراية ،و شتان بين هذه السورة و سور القرآن في النظم ،و شتان بين هذه السورة و سور القرآن في الجمال

الصوتي .1/229 معجم اللغة العربية المعاصرة - 2814/78 - لسان العرب البن منظور 29

34

أحمدربيعو الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب هذا السبت صلى الله عليه وسلم - -حامدا لله و مصليا على نبيه

م2013/يناير/28، هـ1434/ربيع آخر/ 13

35