الحكم في ... دراسة والزكاة الضرائب بينالشرعي

العمري صالح د.عيسى

19 - 5 - 2009

مفه����ومي المس����لمين عامة من كث����ير ل����دى يختلط من � المفروضة الضرائب أحكام أن والزكاة, كما الضرائب

الحكم لحقيقة بي��ان إلى تحت��اج � مواطنيها على الدول قبل المقالة. هذه خالل من سنتناوله ما لها, وهو الشرعي

  اإلسالمي: الفقه في الضريبة مفهوم

  أم���وال في الدولة تفرضه الم���ال من مح���دد مق���دار قواعد إلى ذلك في مس���تندة طارئة لض���رورة المم���ولين؛

للمم��ول، معين نفع ذلك يقابل أن دون العام��ة، الش��ريعة للمواط��نين، العامة النفق��ات تغطية في الدولة تس��تخدمه

فرضت ال��تي ب��الظروف مؤقتة بأنها الض��رائب ه��ذه وتمتاز اس��تثنائية هي بل أص��يال، دائما تش��ريعا وليست أجله��ا، من

استوجبتها. التي الظروف بانتهاء تنتهي 

في الض88ريبة مع88نى بين واالختالف االتف88اق أوجه اص888888888طالح في ومعناها اإلس888888888المي الفقه

االقتصاديين: 

االتفاق: أوجه 

س����بيل على الدولة تفرضه كالهما    -1 واإللزام. الجبر

  نقدية. فريضة كالهما    -2

  على يع������ود معين نفع يقابلها ال    -3

الممول.

  االختالف: أوجه أما

  فرض��يتها في تس��تند اإلسالمي المفهوم في الضريبة .1 عن الواردة اآلثار أو السنة أو الكتاب من شرعي أصل إلى

االص��طالحي المفه��وم في الض��ريبة أن حين في الص��حابة، من ش��يء على فرض��يتها في تعتمد ال االقتص��اد علماء لدى

الدولة، سيادة نظرية أساس على تفرضها قد بل الشريعة، في أعضاء كونهم بحكم ملزمون األفراد أن أساس على أو

بها تق��وم ال��تي العامة النفق��ات في بالمش��اركة المجتمع الدولة.

  م��وارد من م��وردا ال��دولي العرف في الضريبة تعتبر .2

الشريعة نظر وجهة من الضريبة أن حين في الثابتة، الدولة وليست مواجهته��ا، عن الدولة تعجز طارئة لظروف تفرضا. بل أصيال تشريعا استثنائي

  بينما بالديمومة، تتصف الوضعي النظام في الضريبة .3 أجلها من ال���تي ب���الظروف مرتبطة اإلس���المي الفكر في

دائما. تشريعا وليست فرضت، 

الم���وارد من الض���رائب تعت���بر الحديثة الدولة أن وبما المالية الم��وارد تبي��ان علينا لزاما فك��ان للدول��ة؛ األساسية

في المن���اط تحقيق نس���تطيع ح���تى اإلس���الم في للدولة لها. الشرعي الحكم بيان المراد الواقعة

  اإلسالمية: للدولة المالية الموارد

  أموال��ه؛ س��ائر من المس��لم من وتؤخذ- الزك88اة:1 النص��اب أمواله بلغت إذا تجارية عروضا أو زراعية أو نقدية

ي��ؤدي أن عليه يجب النص��اب ملك فمن المق��رر، الشرعي على لتنفقها بجبايتها الدولة تق�����وم أو للدولة ماله زك�����اة

حيث تع��الى؛ الله كتاب في فرضيتها جاءت وقد مستحقيها،

يهم تطهرهم صدقة أموالهم من وعال: }خذ جل يقول ��زك وت .[103]التوبة: بها{

ها سبحانه: }يا ويقول  ذين أي ��ات من أنفق��وا آمنوا ال ب ما طيبتم وفي ،[267]البق����رة: األرض{ من لكم أخرجنا ومما كس���

ي�دل الرواية ال�رازي: )ظ��اهر اإلمام يقول اآلية هذه تفسير في��دخل اإلنس��ان؛ يكتس��به مال كل في الزكاة وجوب على بأنه يوصف لما ذلك ألن والنعم، والنقدية التج��ارة زكاة فيه

.([4/66) الرازي، الكبير، ]التفسيرمكتسب( األرض من يستخرج ومما الحرب، غنائم من الخمس -2ما تعالى: }واعلموا قال والركاز: المعادن من من غنمتم أن

ه ف�أن شيء ه لل ول خمس� س� �ذي وللر �امى الق�ربى ول واليتبيل{ وابن والمساكين عليه الله صلى وقال ،[41]األنفال: الس

(،6913) البخاري، رواه عليه، ]متفق( الخمس الركاز وفيوسلم: ) .([4562) ومسلم،

  المس��لمين غير من تؤخذ مالية ضريبة وهيالجزية: -3

على بق��ائهم مع وعه��دهم المس��لمين ذمة في دخل��وا إذا المس�لمين حماية نظ�ير اإلس��المية للدولة ي�دفعونها دينهم،

من أحد عليهم يتع��دي فال ل��دمائهم، وحقنا ع��دوهم من لهم الدولة بمرافق انتف����اعهم نظ����ير وك����ذلك المس����لمين،

حالة حسب اإلم���ام فيه فيجتهد مق���دارها وأما اإلس���المية، كت��اب في ش��رعيتها وردت وقد وظ��روفهم، المادية الن��اس

ذين سبحانه: }قاتلوا يقول إذ تعالى؛ الله ��ون ال ال ه يؤمن بالل وال ��اليوم م��ون وال اآلخ��ر ب م ما يحر ه ح��ر وله الل وال ورس��

��دينون ذين من الح��ق دين ي ��وا ال ��اب أوت يعط��وا حتى الكت .[29]التوبة: صاغرون{ وهم يد عن الجزية

  حق��وق من األرض��ين رق��اب على وضع ماالخ��راج: -4 أبو الس��لطانية، األحك��ام (،186ص) الم��اوردي، الس��لطانية، ]األحك��ام عنها تؤدى

ك��الربع منه��ا؛ الخ��ارج من معين ج��زء وهو ،([146ص) يعلى، الم��ورد وه��ذا الخ��ارج، نصف يك��ون وقد ونحوهما والثلث فتحها بعد الذمة أهل أراضي على اإلم��ام يفرض��ها ض��ريبة

الخط��اب، بن عمر فقه ]موس��وعة رغب��وا إن عليها أهلها وإق��رار عنوة .([295ص) رواس، د.محمد

  س��واء التج��ارة، أم��وال من يؤخذ ما وهيالعش��ور: -5ا عش��را الم��أخوذ ك��ان تأخ��ذه ما أو ربعه أو نص��فه أو لغوي

) المغني، قدامة، ]ابن التجار من غيره إلى بلده يجتاز ممن الدولة على حاش��ية (،506ص) رواس، د.محمد الخط��اب، بن عمر فقه موس��وعة (،8/517 .([2/170) جلبي، سعدي القدير، فتح كتاب مع الهداية شرح مع العناية

  بن عمر عهد في الم����ال بيت م����وارد من أص����بح وقد

وراء من منبج أهل إليه كتب عندما عنه الله رضي الخطاب الع��رب أرض تج��ارتهم ي��دخلوا أن عليه يعرضون عدن بحر عليه الله صلى النبي أصحاب عمر فشاور العشر؛ منها وله

العشور. منهم أخذ من أول فهو ذلك، على فأجمعوا وسلم، 

إذا الحبشة بكم يصنع المسلمين: )كيف عمر سأل وكذا ق��ال: فخ��ذوا معن��ا، ما عشر قالوا: يأخذون أرضهم، دخلتم د.محمد الخط��اب، بن عمر فقه ]موس��وعةمنكم( يأخ��ذون ما مثل منهم .([713ص) سالم، بن القاسم األموال، (،506ص) رواس،

  الض88ريبة مفه88وم مع الم88وارد ه88ذه توافق م88دى

المعاصرة: 

مع الزك88اة تتفق التواف88ق؛ أو التش88ابه وج88وه -1 حيث: من الضريبة

  امتنع إذا وإلزاما قس��را المكلف يدفعه منهما كال إن      أ -            

التحص��يل في الزك��اة قس��رية وتتضح مخت��ارا، ال��دفع عن ص��لى الله رس��ول ق��ال أدائها، عند الممتنع من لها الجبري

أجره88ا، فله م88ؤتجرا أعطاها منوس���لم: ) عليه الله من عزمة ماله وش888طر آخ888ذوها فإنا منعها ومن

) داود، أبو ]رواه( شيء منها محمد آلل ليس ربنا، عزمات بكر أبا أن كما ،([1575) داود، أبي س��نن ص��حيح في األلب��اني وحسنه (،1577

الزكاة. دفع عن امتنع من قاتل عنه الله رضي الصديق 

المحلية. السلطات إلى تدفعان والضريبة الزكاة   ب -           وإنما للمم��ول، الخاص المقابل انعدام في يشتركان   ت -         

��دفع بحمايته يتمتع مس��لم مجتمع في عض��وا بوص��فه منه ت الزك���اة، ]فقه أبنائه معونة في يسهم أن فعليه وأخوته، وكفالته .([2/998) القرضاوي،

  فهي والض88ريبة الزك88اة بين االختالف أوجه - أما2

منها: كثيرة؛ 

فريضة فالزك��اة واالس88تمرارية: الثب88ات حيث من الله يوح���دون مس���لمون األرض في م���ادام وثابتة دائمة

ش��أن ش��أنها ح��اكم، ع��دل وال ج��ائر ج��ور يبطلها ال تع��الى، اإللغ��اء، أو التبديل أو التعديل لتقنين تخضع ال وهي الصالة،

األزم��ان" بتغ��ير األحك��ام تغ��ير ينكر "ال لقاع��دة تخضع وال مس��اغ "ال لقاع��دة تخضع وإنما ،([113ص) البرك��تي، الفق��ة، ]قواعد

.([108ص) البركتي، الفقة، ]قواعدالنص" مورد في لالجتهاد 

نوعها في ال والثب��ات الدوام صفة لها فليس الضريبة أما ما حسب الض��ريبة من تضع أن حكومة ولكل مقاديرها، وال

الحاجة حسب تجب فهي فيه��ا، التش��ريعية الس��لطة ت��راه فهي مس��تجدة، ظ��روف فرض��يتها اقتضت بزواله��ا، وتزول الحك��ومي الوضع لمش��يئة تبعا أحكامها تتحدد زمني تكليف

.([45-44ص) عناية، غازي الضريبية، ]الزكاة 

أن منهم8888ا: كل في المق8888ادير تحديد حيث من وأنص������بتها ومقاديرها وجوبها في إلهية فريضة الزك������اة

من الزك��اة فمق��ادير أحكامه��ا؛ وس��ائر وش��روطها وأوعيتها مقادير كلها العشر، وربع العشر، ونصف والخمس، العشر،

بخالف يب���دل، أو يغ��ير أن ألحد وليس تع��الى الله عند من الحكومي الوضع لمشيئة تقديرها في تخضع حيث الضريبة؛ بتق��دير مره��ون وعدمه بقاءها وإن األم��ر، أولي واجته��اد .([18ص) صقر، عطية الضريبي، ]االزدواج إليها الحاجة لمدى السلطة

 

فللزك��اة منهم88ا: كل في اإلنفاق وجوه حيث من النبوية، والسنة تعالى الله كتاب في محددة خاصة مصارف إن بنفسه المس���لم يوزعها أو جبايته���ا، بعد الدولة توزعهاما ق��ال ش��اء، دقات تع��الى: }إن اكين للفق��راء الص�� والمس��

فة عليها والعاملين ق��اب وفي قلوبهم والمؤل والغ��ارمين الربيل وفي ه س�� بيل وابن الل ة الس�� ه من فريض�� ه الل عليم والل

.[60]التوبة: حكيم{  

غ���ير إنفاقها ووج���وه الض���ريبة مص���ارف أن حين في األعب���اء تحمل في المش���اركة فرض���يتها وتحكم مح���ددة، أن ذلك إلى أضف الع���ام، اإلنف���اق أوجه وتغطية العام���ة،

أو اإلقليم نفس في لإلنف��اق مخصصة بلد أو إقليم كل زكاة بحاجة هو من فيه يوجد ك��ان إذا إخراجها يج��وز وال البل��د،

ومص��الحهم البلد فق��راء حاجة عن ش��يء فضل ف��إذا إليها؛ في السكان، سائر على لينفق المال بيت إلى ينقل فعندها

الدولة لتنفقها الدولة خزينة إلى فورا تعود الضريبة أن حين العامة. المصالح في تشاء ما على

  اإلسالمي: الفقه في الضريبة فرض حكم

  ب��الجواز ق��ال فريق ف��ريقين، إلى حياله الفقه��اء انقسم

الض��ريبة ف��رض من منع وفريق اإلطالق، على ليس ولكناألمر: هذا بيان وإليك مطلقا؛،

  : الضرائب لفرض المانعون

  هو الم8888ال في الوحيد الحق أن الفريق ه8888ذا ي8888رى

يج88وز وال ذمت88ه، ب88رئت فقد ماله زكاة أخرج فمن الزكاة، وال ح88ق، دون أم88وال من ي88ده في لما التع88رض ذلك بعد

تعالى. الله من باألجر رغبة يتطوع أن إال بشيء يطالب 

أهمها: بأحاديث؛ الرأي لهذا المنع: احتجوا في حجتهم 

أتى أعرابيا أن عنه الله رضي هري88888رة أبو رواه - ما1 إذا عمل على فق88ال: دل88ني وسلم، عليه الله صلى النبي شيئا، به تشرك وال الله تعبدفقال: ) الجنة، دخلت عملته

المفروض888ة، الزك888اة وت888ؤدي المكتوب888ة، الص888الة وتقم على أزيد ال بي88ده، نفسي قال: وال88ذي (،رمضان وتصوم

صلى الله رسول قال ولى فلما منه، أنقص وال شيئا هذا أهل من رجل إلى ينظر أن س88ره منوس88لم: ) عليه الله

(،1397) البخ8888اري، رواه علي8888ه، ]متفق( ه888ذا إلى فلينظر الجنة ص88دق إنالس88الم: ) عليه قال رواية وفي ،([116) ومس88لم،

في األلباني وصححه (،622) الترمذي، ]رواه( الجنة دخل األعرابي؛ الرجل أعلن الح88ديث هذا ففي ،([619) الترم88ذي، س88نن صحيح

فرضي ينقص، وال المفروضة الزك8888888اة على يزيد ال أنه أهل من أنه وأخ88بر وس88لم عليه الله ص88لى الله رس88ول

الجنة. 

الله ص88لى النبي أن هريرة، أبي عن الترمذي - روى2 ما قض88يت فقد مال88ك؛ زك88اة أديت إذاق88ال: ) وسلم عليه ال88ترغيب ص88حيح في األلب88اني وحس88نه (،3216) حبان، ابن ]رواه( عليك

يكن لم مال88ه، في عليه ما قضى ومن ،([1719) وال888ترهيب، س88بيل على آخر ش88يء ب88إخراج يط88الب وال فيه حق عليه

الوجوب. 

بنت فاطمة عن الش8888888عبي عن ماجة ابن رواه - ما3 عليه الله ص88لى الله رس88ول تع88ني 888 س88معته أنها قيس، ]رواه( الزك88اة س88وى حق المال في ليسيقول: ) 8 وسلم

،([1789) ماجه، ابن سنن ضعيف في األلباني وضعفه (،1861) ماجه، ابن حق88وق إثب88ات من النص88وص بعض في ج88اء ما وقالوا: إن

ال االس88تحباب س88بيل على مطلوبة الزكاة غير المال في أو الض88يف، حق في كما واالل88تزام الوج88وب س88بيل على

فرضت فلما الزك888اة، قبل واجبة حق888وق ق888الوا: بأنها) القرض88اوي، الزك88اة، ]فقه قبلها ك88ان حق كل نس88خت الزك88اة

2/967]).  

اح88ترم اإلس88الم أن إذ الشخص88ية؛ الملكية - اح88ترام4 وح88رم بمال88ه، أحق إنس88ان كل وجعل الشخصية، الملكية

مهما والض88رائب واألع88راض، ال88دماء ح88رم كما األم88وال إال ليست وتفس8888يرها تبريرها في الق8888ائلون يق8888ول وكرها. قسرا أربابه من يؤخذ المال من جزء مصادرة

  فلقد العش88ور؛ ومنع المكس بذم الواردة - األحاديث5

عليها والق88ائمين المك88وس ب88ذم النبوية األح88اديث جاءت

بن رويفع فعن الجن88ة، من والحرم88ان بالن88ار وتوع88دهم يق88ول: وس88لم عليه الله ص88لى الله رسول ثابت: سمعت

(،17464) مس88نده، في أحمد ]رواه( النار في المكس صاحب إن) .([787) والترهيب، الترغيب صحيح في األلباني وصححه

  الله ص88لى الله رس88ول س88مع أنه عامر، بن عقبة وعن

أبو ]رواه( مكس صاحب الجنة يدخل اليقول: ) وسلم عليه وقال (،2937) داود، أبي سنن ضعيف في األلباني وضعفه (،2939) داود،

بن عقبة عن وغيرهما وأحمد داود أبو الحسنة: رواه المقاصد في السخاوي الذهبي وعد ،([1/729) والحاكم، خزيمة ابن وصححه مرفوعا، به عامر

أع88وان أك88بر من وق88ال: )المك88اس الكب88ائر، من المكس ال ما يأخذ فإنه أنفس8888هم؛ الظلمة من هو بل الظلم8888ة،

ص) ال88ذهبي، الكب88ائر، ]كت88ابيس88تحق( ال من ويعطيه يستحق،112]).

  الراجح: المجيزون, وهو

  على الض��رائب ف��رض ج��واز الحنفية : ي��رىالحنفيةأ-

يس��مونها حيث إليه��ا؛ ت��دعو حاجة هن��اك ك��انت إذا الن��اس، الف��رد ين��وب لما اسم وهي نائب��ة، )الن��وائب: جمع الن��وائب

الرعي���ة: ما ون���وائب بباط���ل، أو بحق الس���لطان جهة من القن��اطر كإص��الح الرعية؛ على حوائج من السلطان يضربه

فقد ،([535ص) البرك��تي، عميم محمد الفق��ه، ]قواعد وغيره��ا( والط��رق يكون ما النوائب نصه: )زمن ما المحتار رد حاشية في جاء

الح��ارس وأج��رة للعام��ة، المش��ترك النهر ك��ري ب��الحق؛ به ليجهز لإلم���ام وظف وما الخف���ير، والمس���مى للمحلة

في يكن ولم ذلك إلى احت�اج ب�أن األسرى، وفداء الجيوش، فيق��ول: ويت��ابع ذلك(، الناس على فوظف شيء المال بيت

يكفي ما الم��ال بيت في يوجد لم إذا بما ذلك تقييد )وينبغي .([337-2/336) عابدين، ابن ]حاشيةلذلك(

  الض���رائب يوظف أن لإلم���ام يحق : ق���الواالمالكيةب-

العلم��اء القرط��بي: )واتفق اإلم��ام يق��ول خاص��ة، لظ�روف فإنه الزك��اة، أداء بعد حاجة بالمس��لمين ن��زلت إذا أنه على ؛([2/242) القرط��بي، الق��رآن، ألحك��ام ]الج��امعإليها( المال صرف يجب

قوله من أخذ وإنما الزك��اة، م��ال غير هنا بالمال والمقصود

ه{ على الم�ال تعالى: }وآتى اإلم��ام وق�ال ،[177]البق��رة: حب ذلك اس��تغرق وإن أس��راهم فداء الناس على مالك: )يجب

.([1/60) العربي، بكر أبو القرآن، ]أحكامأموالهم(  

إذا األغني��اء على الضرائب شرعية يقرونالشافعية:ج- اإلمام يقول ذلك وفي عامة؛ مصلحة أجل من اإلمام احتاج

م��ال من يكن ولم األم��وال، من األي��دي خلت الغزالي: )إذا العس��كر تف��رق ولو العس��كر، بخراج��ات يفي ما المص��الح أو المس��لمين، دي��ار الع��دو دخول لخيف بالكسب واشتغلوا

ج��از اإلس��الم؛ بالد في العرامة أهل من الفتنة ث��وران خيف ]المستصفيالجند( كفاية مقدار األغنياء على يوظف أن لإلمام

.([1/426) الغزالي، األصول، علم من 

المظفر للملك الس��الم عبد بن ال��دين عز الشيخ وفتوى االس���تعداد ألجل الن���اس على الض���رائب ف���رض في قطز

اإلس��الم بالد الع��دو ط��رق إذا )إنه التت��ار، لقت��ال والتجه��يز الرعية من تأخ��ذوا أن لكم وج��از قتالهم، العالم على وجب

بيت في يبقى ال أن بش��رط جه��ادكم على به تس��تعينون ما المذهب��ة، الح��وائص من لكم ما ت��بيعوا وأن ش��يء، الم��ال وس��الحه، مركوبه على الجند كل ويقتصر النفيسة، واآلالت

بقايا مع العامة من األموال أخذ وأما والعامة، هم ويتساووا ]النج���ومفال( الف��اخرة واآلالت األم��وال من الجند أي��دي في

.([73-7/72) بردة، تغري بن يوسف المحاسن أبو والقاهرة، مصر ملوك في الزاهرة 

وس��موها فرض��يتها أج��ازوا : فقدالحنابلة فقه��اء د- أما ذلك وفي بالم��ال، الجهاد من واعتبروها السلطانية، الكلف الس��لطانية الكلف أن يعت��بر إذ الفتاوى في تيمية ابن يقول

قبيل من يعد األغني��اء أم��وال من الس��لطان يأخ��ذه ما أو على يؤخذ ش��يئا منهم طلب فيق��ول: )وإذا بالم��ال؛ الجه��اد

توضع ال��تي الس��لطانية الكلف مثل ورءوس��هم، أم��والهم دوابهم، ع��دد على أو رءوس��هم، عدد على إما كلهم، عليهم

منهم تؤخذ أو بالش��رع، ال��واجب الخ��راج من أك��ثر على أو يوضع كما الش��رعية، األجن��اس غير في أحدثت التي الكلف

وغ��ير والفاكهة وال��دواب والثي��اب للطع��ام المت��ابعين على وت��ارة الب��ائعين، من تارة ويؤخذ باعوا، إذا منهم يؤخذ ذلك، .([41-30/40) تيمية، ابن ]الفتاوى،المشترين( من

  الفريق: هذا لرأي الشرعي المستند

  الكريم: بالقرآن أ- استداللهم

  ��ر وج��ل: }ليس عز الله بقول الفريق هذا استدل أن الب

وا ��ر ولكن والمغ��رب المشرق قبل وجوهكم تول آمن من البه بالل ��ة اآلخر واليوم ��اب والمالئك ين والكت بي الم��ال وآتى والنه على ��امى القربى ذوي حب اكين واليت بيل وابن والمس�� الس��

ائلين ق���اب وفي والس��� الة وأق���ام الر ���اة وآتى الص��� ك الزابرين عاه��دوا إذا بعه��دهم والموف��ون اء في والص�� البأس��اء ر ���أس وحين والض��� ذين أولئك الب دقوا ال هم وأولئك ص���قون{ .[177]البقرة: المت

  نص تع����الى الله أن الكريمة اآلية في االس����تدالل وجه

الق�ربى ل�ذوي الم�ال إيت�اء على نص كما الزك�اة إيتاء على الم��ال بإيتاء المراد أن على يدل مما والمساكين؛ واليتامى

الزك��اة، س��وى حقا الم��ال في وأن الزك��اة، غ��ير اآلية في اإليت��اء؛ ه��ذا من الم��راد في الرازي: )واختلفوا الفخر يقول

تع��الى ألنه وذلك ض��عيف؛ وه��ذا الزك��اة ق��وم: إنها فق��الالة بقول��ه: }وأق��ام عليه الزكاة عطف ��اة{، وآتى الص�� ك الز

أن فثبت يتغ��ايرا، أن عليه والمعطوف المعطوف حق ومن من أنه إال الزك��اة غ��ير ك��ان .. وإن الزك��اة غ��ير به الم��راد

.([44-3/43) الرازي، الغيب، ومفاتيح الكبير ]التفسيرالواجبات(  

يلي: بما استدلوا النبوية؛ السنة من ب- استداللهم 

الله ص��لى النبي قالت: )سئل قيس بنت فاطمة - عن1 لحقا الم88ال في إنفق���ال: ) الزك���اة عن وس���لم عليه

البق��رة: }ليس سورة من اآلية هذه تال ثم (،الزكاة سوى

��ر وا أن الب ��ل وج��وهكم تول رق قب ]البق��رة:والمغ��رب{ المش�� .([659) الترمذي، سنن ضعيف في األلباني وضعفه (،661) الترمذي، ]رواه( [177

  عليه الله ص��لى الن��بي عن الخ��دري س��عيد أبي - عن2

ال من على به فليعد زاد؛ فضل له ك88ان منوسلم: ) رأينا ح��تى ذك��ر؛ ما الم��ال أصناف من قال: فذكر (،له زاد .([4614) مسلم، ]رواه فضل في منا ألحد حق ال أنه

  ص��لى الله رسول قال: قال عنه الله رضي علي - عن3 في المس�لمين أغنياء على فرض الله وسلم: )إن عليه الله

إذا إال الفق��راء يجهد ولن فقراءهم، يسع الذي قدر أموالهم محاس��بهم الله وإن أال أغني��اؤهم، يص��نع مما وع��روا ج��اعوا

الط��براني ]رواهنكرا( عذابا ومعذبهم شديدا، حسابا القيامة يوم وثق��وا رجاله وبقية الص��حيح رج��ال من الهيثمي: )ث��ابت وق��ال (،3717) األوس��ط، في

.([3/197) الزوائد، مجمع كالم(، وفيهم 

أن عنه الله رضي بكر أبي بن عب���������دالرحمن - عن4ا ك��انوا الص��فة أصحاب الله ص��لى الن��بي وأن فق��راء، أناس��

اث88نين طع88ام عن88ده كان منم��رة: ) ق��ال وس��لم عليه فلي88ذهب أربعة طع88ام عن88ده ومن بثالث، فليذهب

وانطلق بثالثة ج���اء بكر أبا وإن (،س888ادس أو بخ888امس) البخ��اري، رواه علي��ه، ]متفق بعش��رة وس��لم عليه الله ص��لى النبي .([5486) ومسلم، (،3581

  ذلك: ومن الصحابة؛ عن الواردة باآلثار ج- واستدلوا

  قال: )لو أنه عنه الله رضي عمر الفاروق عن ورد - ما1

أم��وال فض��ول ألخ��ذت اس��تدبرت؛ ما أم��ري من استقبلت يج��وز أنه عمر يرى وبهذا فقرائهم(، على فقسمتها األغنياء غ��ير الص��دقات من األغني��اء على يف��رض أن األمر ل��ولي

من الفقر به ويمحى الفق��راء، حاجة به تسد ق��درا الزك��اة وابن عب��اس وابن هري��رة أبو ذلك إلى ذهب كما المجتم��ع،

عنهم الله رضي قيس بنت وفاطمة وعائشة ذر وأبو عمر المحلى، (،1/241) القرطبي، الجامع، (،495ص) سالم، بن القاسم عبيد أبو ]األموال،

.([6/225) حزم، ابن

  من وط���اوس وعط���اء ومجاهد الش���عبي عن وصح-2

الزك��اة س��وى حقا الم��ال في أن عنهم، الله رضي التابعين أبو األم��وال، (،242-1/241) القرط��بي، الجامع، (،6/225) حزم، ابن ]انظر: المحلى،

وهذه ،([2/983) القرضاوي، الزكاة، فقه (،496-495ص) سالم، بن القاسم عبيد على س��كوتي إجماع بمثابة فتكون تعارضا؛ تلق لم األقوال

حاجات لسد كفايتها عدم عند الزكاة مع ضريبة فرض جواز الفقراء.

  المعقول: من به يستدل ما د- وأما

  : فالفرد والمجتمع الفرد بين االجتماعي التكافل مبدأ- 1

المجتمع جهد فل��وال وحده، بجهده المال يكسب أن يمكن ال له وص��نع والص��رف، الري له ونظم القنوات، له شق الذي

كان ما واالستقرار؛ األمن له وهيأ والزراعة، الحراثة أدوات ال��ذي الم��ال فإن هذا أجل ومن ثمرة، إلى يؤدي أن لجهده

ا، الجماعة م��ال بمثابة هو إليه وينسب الف��رد يح��وزه أيض����وا تع��الى: }وال ق��ال عليها؛ ويجب إليها ينسب فهاء تؤت الس�

تي أموالكم ه جعل ال .[5]النساء: قياما{ لكم الل 

ها س��بحانه: }يا وق��ال ذين أي ��وا ال ��أكلوا ال آمن أم��والكم ت���ون أن إال بالباط���ل بينكم ���راض عن تج���ارة تك وال منكم ته إن أنفسكم تقتلوا [29]النساء: رحيما{ بكم كان الل