الشرعي للخطاب المناوئين احتجاجاتعلمية مناقشة

السكران إبراهيم

-مدخل: "المق��والت من حزمة وأق��رأ أس��مع كنت الس��ابقة الس��نوات طوال

ه��ذه تب��دأ ما وع��ادة الش��رعي، الخط��اب ضد توجه النقدي��ة" ال��تي المش��ايخ )مشكلة أنهم...الخ( أو اإلسالميين )مشكلة بعبارة الجمل

مثل انتم��اء أكثر بلغة تبدأ العبارة أن أالحظ أخرى وتارة أنهم..الخ( ،.. الخ(. أننا )مشكلتنا

أن النقدية المقوالت هذه في الفترة هذه طوال انتباهي لفت والذي الفكرة وفي بل ينتق��دون، ال��ذين النق��اد ه��ؤالء بين متش��ابهة تقريبا

ذات وأق��رأ فأس��مع متش��ابهة، ذاتها العب��ارة تجد األحي��ان من كث��ير وفي العام��ة، المج��الس في ت��دور ال��تي الح��وارات في المف��ردة وفي للثقاف��ة، المنتس��بين بعض مع تج��رى التي اإلعالمية المقابالت

بل اإللكتروني��ة، الفكرية المنت��ديات على رس��ائل أتلقى ما وكث��يرا ذاتها الفك����رة تتض����من األص����دقاء بعض من اإللك����تروني البريد

ذاتها! وبالعبارات

1

تش�هر ال�تي النقدية والعب��ارات األفك�ار تلك في الهائل التش�ابه هذا لي بالنسبة كان الشرعي الخطاب وجه في أن��ني حتى غامضا، سرا في أق��ول بينهم، المشترك القدر هذا سعة وأالحظ وأقرأ أسمع وأنا

أن أي المص��در؟ وح��دة يعكس المخرج��ات تماثل هل ترى يا نفسي على ي��دل أن يمكن هل والعب��ارات األفكار في التوأمي التناسخ هذاجميعا؟! عنه ينقلون واحد" وهم "شخص المصدر أن

"المقوالت هذه أكثر أن الحظت أنني المهم س��بع النقدي��ة" ش��يوعاتقريبا: مقوالت والفعلية الحقيقية بالقض��ايا يعت��ني ال الش��رعي الخطاب أنأولها: الش��رعي الخطاب : أنوثانيها المدنية، الناس وإشكاليات وأسئلة

الت��دين أص��بح ح��تى األخالق بقضايا يعتني وال الشكلية بالقضايا يهتم تدينا وليس مظهريا ال الش��رعي الخطاب أنوثالثها: حقيقيا، تدينا

فيها ثواب ال وأنه فيها التزهيد ويشيع بل الشرعية غير بالعلوم يعتني الخط����اب : أنورابعها العل����وم، ه����ذه في تخلفنا إلى أدى مما

في تسبب مما الشاطبي ومنهج الشريعة بمقاصد يعتني ال الشرعي االهتمام��ات، في والجزئية النصوص تفسير في الحرفية في إغراقه

ص��راعات في ومش��غول منهمك الشرعي الخطاب أنوخامسها: وخلق والجهمية الص��فات قضايا مثل الزمن طواها تاريخية ومعارك خلق الش��رعي الخطاب : أنوسادسها القرآن، موقف��ا ضد س��لبيا

تخلفنا في تس���بب مما الغربية المدنية المنج���زات من االس���تفادة للنظام وتابع ذيل مجرد الشرعي الخطاب : أنوسابعها المعاصر،

يحركها أداة فهو لهم، وال��تزلف ال��والة م��ديح في وغارق السياسي، وليس يشاء، كما خطابا مستقال. شرعيا

2

ح��وارات فيه تثور مجلس كل في أسمعها أكاد السبع المقوالت هذه يتم إعالمية مقابلة كل في أقرؤها وأكاد المحلي، الواقع حول فكرية

للخط��اب رؤيته عن يتحدث حين للثقافة المنتسبين أحد مع إجراؤهاالشرعي.

ليس يصل النق��اد هؤالء بين المتكرر التشابه أن الطريف من إنه بل فقد ذات��ه، الع��رض أس��لوب إلى بل والعب��ارة، الفك��رة إلى فقط

الحظت أنهم شخصيا )أين الس��ؤالين أس��لوب يس��تخدمون ما كثيراعن..؟( نتحدث ونحن متى )إلى عن..؟( و نحن

مص��الح عن نحن األول: )أين الس��ؤال بص��يغة لك يقول��ون ف��تراهم وقيم األخالق قض���ايا عن نحن أين الن���اس؟ وحق���وق واحتياج���ات

الغربية؟( المدنية العلوم منجزات عن نحن أين العمل؟ عن نتح��دث ونحن م��تى الث��اني: )إلى الس��ؤال بص��يغة يعقبونها ثم

القض��ايا في غ��ارقون ونحن م��تى إلى والجهمي��ة؟ الص��فات مع��اركالصغيرة؟( الجزئية

واألس��لوب والمف��ردة، الفك��رة، في التط��ابق هذا سر عن أدري فال طريفة ظ��اهرة لي بالنس��بة يمثل الحقيقة في التطابق ذاته؟! وهذا

فعال. تحمل الحقيقة النقدية" في "المقوالت وهذه بمعنى ضمنية، أحكاما

تق��رر أنها قض��ايا يهمل )بأنه الش��رعي الخط��اب واقع عن أحكام��ا أس��مع حين كنت ولذلك أخرى(، بقضايا االهتمام في معينة.. ويغالي

أفضل كنت فإني النقدية المقوالت هذه بعض يردد شخصا أن دوم��ا المنهجي: هل بالس����ؤال أب����دأ أو مس����حية دراسة أج����ريت فعال

الش��رعية ال��دروس منتج��ات ع��ابرة- على ك��انت -ولو اس��تطالعية3

وكنت الشرعيون؟ الباحثون ينتجها التي والبحوث بردود أتفاجأ دومالآلمال. مخيبة ليس التقييمية المق��والت ه��ذه مثل ت��ردد ال��تي الشخص��يات غ��الب

ال���تي الض���خمة األحك���ام ه���ذه ت���برهن علمية دراسة أية بحوزتهامعتاد. بشكل مجالسهم في يكررونها

تتضمن موجزة ورقة بكتابة أقوم أن قررت فإنني هاهنا ومن فحص��ا تت��داولها النقدي��ة( ال��تي )المق��والت ه��ذه في العلمية الدقة لم��دى الثقافي��ة، والن��دوات األدبي��ة، والص��والين العام��ة، المج��الس بك��ثرة

المنتدياتية. والمشاركات الصحفية، واألعمدة وما منها يصح ال��ذي ما وعلميته��ا؟ األحك��ام ه��ذه موضوعية مدى ما

في أص��ابوا وأين الش��رعي الخط��اب نق��اد أخطأ أين يص��ح؟ ال الذي يوجهونها التي االحتجاجات هذه الشرعي؟. الخطاب ضد دوما

تدور أنها بحكم المناقشات هذه ومثل الخط��اب )واقع ح��ول أساسا اض��طررت الشرعي( فإني الورقة ه��ذه فق��رات غ��الب في منهجي��ا

واقع وفحص ف��رز ومحاولة العام، والتنظير التأصيل عن التخلي إلى الق��ول إلى الكالم ه��ذا من أصل أن وأريد ذات��ه، الش�رعي الخط�اب

)منتج��ات ع��رض إلى بحاجة ملموسة(، )أدلة إلى بحاجة كنت بأنني ونواقص��ه، الش��رعي الخط��اب مضامين أساسها على حية( لندرس

تنتسب ودعوية فقهية شخص��يات أس��ماء ذكر من أك��ثرت ول��ذلك الخطاب واقع مناقشة لي يمكن ال ألنه المعاصر، الشرعي للخطابذاته. الشرعي الخطاب هذا داخل من مستلة عينات دون الشرعي

األقس��ام في النقدية المقوالت لهذه المناقشات حصيلة جمعت وقدالتالية:

4

الشرعي الخطاب -أوال: وظيفةالمدنية والحقول الشرعي -ثانيا: الخطاباألخالق وقضايا الشرعي -ثالثا: الخطابالشرعية غير والعلوم الشرعي -رابعا: الخطاب

الغرب من واالستفادة الشرعي -خامسا: الخطابالسياسي واالستقالل الشرعي -سادسا: الخطابالشريعة ومقاصد الشرعي -سابعا: الخطابالصفات ومعارك الشرعي -ثامنا: الخطاب

واستنتاجات -تاسعا: خالصات

أساسي س��ؤال ثمة ولكن ع��ام، بش��كل الورقة هذه محاور هي هذه ال��دافع وه��و: ما الك��ريم القارئ بذهن يطوف اآلن يكون أن يفترض مناقشة بهك��ذا للقي��ام ت��دفع ال��تي األهمية ما أو الورقة؟ هذه لكتابة

بهذه للقيام الجوهري دافعي عن اإلفصاح أن الحقيقة األساس؟ من أولى إلى اآلن ولنغ��ادر الورق��ة، ه��ذه ختام إلى سأرجئه المناقشات

للخط���اب األساس���ية الوظيفة تحليل وهي الورقة ه���ذه فق���راتالشرعي.

5

الشرعية العلوم أوال: وظيفة

الشرعي البحث واهتمامات موضوعات باستعراض نبدأ أن يمكننا ال التق��ييم عملية نج��ري ال��ذي المعي��ار بالضبط نحدد أن قبل المعاصر

أننا أي الش��رعية(، العلوم )مهمة تعيين بالضبط أعني أساسه، على يجب الفقيه وظيفة هي فما الوظيف��ة"، "س��ؤال على نجيب أن أوال وظيفة ح��ددنا فإذا وإشكالياتها؟ وأسئلتها المدنية العلوم قضايا تجاه

أمكننا به تق��وم أن يجب ال��ذي والدور الشرعية العلوم حينئ��ذ علمي��ا األس��ئلة مع الش��رعيين الب��احثين تع��اطي نمط دراسة إلى ننتقل أن

المعاصرة. المدنية واإلشكاليات وظيفة )ما إش��كالية ال��ذهبي" الس��تيعاب "المفت��اح أن اعتقادي في

مح���ورين: بين الواضح العلمي التمي���يز الش���رعية؟( هو العل���وم هو الموض��وعي ف��المحور الفني(، )المحور الموضوعي( و )المحور

المدنية العل��وم لمعطي��ات الش��رعي التكليفي الحكم ي��درس ال��ذي ي�درس ال�ذي فهو الف�ني المح�ور أما رئيس، بش�كل الوحي باعتماد

بش��كل البش��رية الخ��برة باعتم��اد المدنية للعل��وم التقنية التفاص��يلرئيس.

الفقيه مهمة هو الموض����وعي/التكليفي المح����ور أن الواضح ومنالمسلم. الخبير مهمة هو الفني/التقني والمحور الشرعي،

الفقيه كان إذا ولذلك فال معين م��دني لعلم الفنية بالتفاص��يل ج��اهال له يج��وز لكالم يرجع أن عليه يجب وإنما الن��اس، يض��لل أن ش��رعا

قوله ل��ذلك أش��ار كما الخ��براء مرجعية أسست فالش��ريعة الخبراء،

6

اسأGل} تعالى: Gيرا به فLLب Gان: { خLLالفرق[59 LL]ال} تع��الى: وقولهGو GكTبئGنTي Tبير مثل G[.14]فاطر:{ خ

اقتصادي وجاءنا جهالة"، فيه العقد "هذا وقال: فقيه جاءنا لو ولذلك نس��تطيع ألننا جهالة؛ فيه ليس العقد "هذا وقال: موثوق محاسب أو

الخب��ير تقرير فهاهنا منض��بطة"، علمية بنظري��ات المخ��اطر قي��اس الفقيه، رأي على مقدم الموثوق أسستها التي الخبراء لمرجعية تبعا

الشريعة.تيمية: ابن اإلمام يقول ولذلك "المبيع وكون) الفقهLLاء عن يؤخذ ال معلLLوم" غLLير أو معلوما

وإنما الشLLيء، بLLذلك الخLLبرة أهل عن يؤخذ بل بخصوصLLهم، فإذا بأدلتها، األحكام معرفة من به انفردوا ما عنهم المأخوذ

فى إليهم المرجع كLLان ذلك يعلمLLون أنهم الخLLبرة أهل قLLال بالLLدين أعلم كLLان وإن ذلLLك، فى يشاركهم لم من دون ذلك،

أعلم "أنتم النخLLل: تLLأبير في لهم النLLبي قLLال كما منهم، الحكم يLLترتب ثم فLLإلي"، دينكم أمر من كLLان فما بLLدنياكم[29/493 ]الفتاوى،الخبرة( أهل تعلمه ما على الشرعي

في ينظر بأنه الفقه��اء تفريق��ات عن تيمية ابن اإلم��ام تح��دث وحين ق��ول ف��القول ش��رعي لسبب أمرين بين فرقوا فإن التفريق، سبب

أهل ق��ول ف��القول تجري��بي لس��بب أم��رين بين فرق��وا وإن الفقي��ه،الخبرة: الفرق سبب كان )إن قد مما ذلك -ونحو حسيا أو عاديا مأخذا

يباشLLروا لم الLLذين الفقهLLاء من أعلم به الخLLبرة أهل يكLLون

7

أمر هو وإنما شLLرعا، بينهما يفرق ال الحقيقة في فهذا ذلك-[29/40]الفتاوى،العالم( يعلمه لم الدنيا أمر من

الفقيه رأي على الم��دني الخب��ير رأي تق��ديم في القض��ية، وه��ذه الفني��ة، التفاص��يل من الم��دنيون الخ��براء به يختص فيما الش��رعي

الم��وقعين" حيث "إعالم ال��دقيق كتابه في القيم ابن اإلم��ام أك��دها:يقول حظ ليس فهLLذا" ومجهLLول غLLرر هLLذا إن" القائل وقLLول)

الخLLبرة أهل شLLأن من هLLذا وإنما, شLLأنه من هو وال, الفقيه عدوه فإن, بذلك أو قمLLارا حظ وإنما, بLLذلك أعلم فهم غLLررا

,حرمه الله ألن كLLذا ويحLLرم, أباحه الله ألن كLLذا يحل الفقيه هLLذا يLLرى أن وأما, الصLLحابة وقLLال رسLLوله وقال الله وقال خطرا أو وقمارا بهLLذا أخLLبر أربابه بل, شأنه من فليس غررا

هLLLLذا كLLLLون في إليهم يرجع كما, فيه إليهم والمرجع, منه الوصف البيع هذا وكون ال؟ أم عيبا هLLذه وكLLون ال؟ أم مربحLLا

من ذلك ونحو كLLLLLذا؟ وبلد كLLLLLذا وقت في نافقة السLLLLLلعة إليهم بالنسبة فالفقهاء, العرفية واألمور الحسية األوصاف

]إعالم (الشLLLرعية األحكLLLام في ما إلى بالنسLLLبة مثلهم فيها[.4/5 الموقعين،

الدقة غاية في مكثفة فق��رة ذلك لتوض��يح القيم ابن اإلمام عقد وقديقول: حيث الفوائد، بدائع كتابه في التنظيرية

وقLLوع "دليل وبين الحكم" مشLLروعية "دليل بين )الفLLرق بLLالحس يعلم والثاني الشارع، على متوقف فاألول الحكم":

إلى فيه يرجع الحكم: مشLLروعية فدليل العادة..، أو الخبر أو8

فيه يرجع الحكم: وقLLوع ودليل والحديث، بالقرآن العلم أهلالفوائد[. الخبرة( ]بدائع أهل إلى

في أص��ولية روعة وفيه ذل��ك، من أط��ول الس��ابق القيم ابن ونص الش��رعي الفقيه سلطة حدود بين التمييز أعني القضية، هذه تصوير

في اإليج��از لض��رورة الختصاره لجأت لكني المدني، الخبير وسلطةالورقة. هذه مثل

في للغبن معينة نس�بة يح��دد أن الفقه��اء مت��أخري بعض ح��اول ولما فيه المرجع وجعل ذلك ع��ثيمين ابن اإلم��ام انتقد التجاري��ة، العق��ود

يقول: كما المهنية، الخبرة أهل هو العLLادة عن يخLLرج الLذي الغبن إن: العلمLLاء بعض )وقLLال

عشرون المائة إلى خمسة من واحد ونسبة خمسة، من واحد إذا: يقLLال بل شLLيء، هLLذا من القلب في ولكن المائLLة، في

األمر جعلنا نرجع اختلفنا فLLإن أحسLLن، فهو بالعLLادة مرتبطا ]الشLLرحالبلLLد( في المعتبرين الداللين إلى الخبرة، أهل إلى

[8/296 الممتع،

- الفقه أب��واب ش��تى في اإلس���المي الفقه لعلم ال��دارس ويالحظ وتق��ويم الثم��ار، وخرص منكم، عدل ذوا به يحكم الذي الصيد كجزاء

والح��رز، والغبن الغ��رر وض��ابط والقيافة، الشجاج، وتقدير العيوب، األض��رار أن��واع وتع��يين وال��رداءة، الج��ودة في المتب��ايعين واختالف

كالوديعة األمانة يد في التفريط ومعي��ار الح��رج، تسبب التي الطبية9

يحيل��ون الفقه��اء من المحققين أن - يجد ونحوه��ا،..الخ والمض��اربة األمر واقتص��اديين ومهندس��ين أطب��اء من الخبراء مرجعية إلى دوما

الفقه��اء تكريس يالحظ اإلسالمي للفقه دارس فأي ولذلك وغيرهم، واإلجرائية والتقنية الفنية التفاص����يل " فيالخبLLLLير سLLLLلطةل�"

المدنية. للعلوم والتجريبية

الخب��ير وظيفة بين التمي��يز وهو معتبر، شرعي أصل هذا أن والمراد الخ( المختص اإلعالمي، المهن��دس، االقتص��ادي، )الطبيب، المسلم

المختص الشرعي الفقيه ووظيفة المدنية، للعلوم الفنية بالتفاصيل يق��رره ما على يعتمد وال��ذي الوق��ائع، في ورس��وله الله حكم ببي��ان

يLLترتب )ثمتيمي��ة: ابن يق��ول كما حق��ولهم، في الم��دنيون الخ��براء[29/493الخبرة(. ]الفتاوى، أهل تعلمه ما على الشرعي الحكم

أسست حين الش���ريعة أن القض���ية ه���ذه في االنتب���اه يلفت ومما له أن يع��ني فهذا الخبير مرجعية ه��ذه أن بمع��نى واجب��ا، وعليه حق��ا المرجع هو يكون أن الخبير فحق متقابلين، معطيين تتضمن القضية

معرفة في العلم أهل إلى يرجع أن وواجبه الفني���ة، التفاص���يل فيغيره. واليفتي نفسه اليفتي أنه بمعنى الشرعي، الحكم

الش��رعي الفقيه وظيفة تع��يين من انتهينا اآلن أننا لي يب��دو حس��نا، المدني��ة( وتمييزها اإلش��كاليات في التكليفي الحكم ببيان )المختص

العل��وم في الفنية بالتفاص��يل )المختص المس��لم الخبير وظيفة عن في الش��رعي الخط��اب واقع اس��تعراض إلى اآلن ولننتقل المدنية(،

المدنية واإلش���كاليات والمس���تجدات واألس���ئلة ب���العلوم عالقته10

الدراس��ات كافة اس��تعراض يمكننا ال الح��ال وبطبيعة المعاص��رة، المدنية الحق��ول بعض في كاش��فة عين��ات س��ننتقي لكن الش��رعية

واالحتجاج. النقد محل

11

المدنية والحقول الشرعي ثانيا: الخطاب

أن إلى اإلشارة سبقت الخطاب تجاه الشائعة االحتجاجات من جزءا إش��كاليات من الش��رعي الخط��اب موقف ح��ول ت��دور الش��رعي

من الكث��ير الكث��ير وق��رأت س��معت وقد المعاصرة، المدنية الحقول )مش��كلة يق��ول فبعض��هم المع��نى، ه��ذا ح��ول ت��دور ال��تي العبارات )الخط��اب يق��ول الم��دني( وبعض��هم الغي��اب هي الشرعي الخطاب

واالش��كاليات الحديثة باألس��ئلة خط��ير جهل من يع��اني الش��رعي مساهمة أي له ليس الشرعي )الخطاب يقول المعاصرة( وبعضهم

والسياس���ية والقانونية االقتص���ادية المتغ���يرات ومعالجة فهم فيالمعاصرة(. والتكنولوجية

انفص��ال فيق��ول: )أزمة فكرية نهاي��ات إلى بالموضوع يصل وبعضهم حقيقته في هو المعاصرة واإلشكاليات األسئلة عن الشرعية العلوم

الن��اس(، به يتهم��ون مما أشد هي وال��تي المقنعة العلمانية من ن��وع الع��الم الش��رعيون، أيها فيق��ول: )أفيق��وا ح��دة اللغة يزيد وبعض��هم

ألح��دهم ق��رأت وقد بل والسواك(، الحيض قضايا يعد لم اليوم يوم��ا أحك��ام في دك��اترة أك��ثرهم الش��رعيون الب��احثون يق��ول: )ه��ؤالء

كثيرة االستجمار!(. وعبارات التذمر وتعلن المضمون هذا تؤكد جدا المس����تجدات دراسة عن المعاصر الش����رعي البحث غي����اب من

المعاصرة. المدنية واإلشكاليات

12

له���ذه الموض���وعي العلمي التحليل إلى بحاجة هاهنا نحن حس���نا، الش��رعيين الب��احثين واقع بفحص مع��نيون أننا بمع��نى اإلش��كالية،

المعاص����رة األس����ئلة فعال- عن– غ����ائبون هم وهل المعاص����رين، واالجتم��اع واإلدارة والق��انون االقتص��اد في المدنية والمس��تجدات

الحديثة واألفك��ار والتكنولوجية الطبية والقض��ايا الدولية والعالق��ات الش��رعيين الب��احثين عن دقيقة غ��ير ص��ورة ه��ذه أن أم ونحوه��ا،

المعاصرين؟

الكبرى: الرموز من -نماذج يتعلق فيما الش��رعي الخطاب رموز نتاج كل استعراض نستطيع لن

كب��يرين لع��المين عين��تين س��نأخذ ولكننا المعاص��رة، بالمس��تجدات العلم���اء لجيل تنتمي أخ���رى عين���ات ثم الس���ابق، للجيل ينتمي���انالشرعيين. والباحثين الشرعية العلوم وطالب الشباب

إنت��اج في مس��ارين يأخ��ذون أنهم فنالحظ الكب��ار العلم��اء جيل فأما مس�ار وثانيهما والتربية، التدريس أولهما: مسار الشرعي، الخطابوالبحث. التأليف

المعاص��رة للمس��ائل فمعالج��اتهم والتربية الت��دريس أص��حاب فأما من نم��وذجين نأخذ أن هاهنا أفضل ولذلك دروسهم، ثنايا في مبثوثة الش��يخ فض��يلة هما النموذج��ان ه��ذان وليكن البحث، الت��أليف فريق

بن عبدالله الش��يخ وفض��يلة زيد، أبو عبدالله بن بكر المتفنن العالمة ك��ان ودراس��اتهما أبحاثهما "ج��زءا" من أن وس��نرى م��نيع، معني��ا

والحديثة: المعاصرة والقضايا الواقع بإشكالياتزيد: أبو عبدالله بن بكر الشيخ فضيلة بحوث فمن

13

بعن��وان وبحث ،(الوفLLاة وعالمة اإلنعLLاش أجهLLزة) بعن��وان بحث ،(األعضLLاء وزراعة التشLLريح) بعن��وان وبحث ،(األنLLابيب طفل)

بعن��وان وبحث الحLLديث(، الطب في اإلنجاب )طرق بعنوان وبحث االئتمLLLان بطاقه) بعن����وان وبحث ،(البنكي الضLLLمان خطLLLاب)

وبحث ،(التسLLويقية التخفيض بطاقة) بعنوان وبحث ،(المصرفية بعنوان وبحث (،واإللزام التقنين) بعنوان وبحث ،(التأمين) بعنوان

بعن��وان وبحث ،(الLLتراث على الرقابة) بعن��وان وبحث ،(البوصLLلة) بعن��وان وبحث ،(المLLذهبي التحLLول) بعنوان وبحث ،(الهاتف أدب) ،(العLLرب جزيLLرة خصLLائص) بعن��وان وبحث ،(المخLLالف على الرد)

وبحث ،(األديLLان وبقية اإلسLLالم بين الخلط نظرية) بعنوان وبحث بعن��وان وبحث االسLLتعمارية(، األجنبية العالمية )المدارس بعنوان

الفLLLLرق إلى االنتمLLLLاء )حكم بعن����وان وبحث، اليوبيLLLLل( )عيداإلسالمية(. والجماعات واألحزاب

د.بكر الش��يخ اهتم��ام الس��ابقة النم��اذج في وتالحظ كث��ير، وغيرها الفكرية والقض��ايا االقتص��ادي، والفقه الط��بي، الفقه ببحوث ابوزيد

له. المعاصرة

بحوثه: فمن منيع بن عبدالله الشيخ فضيلة وأما حكمLLه(، قيمتLLه، تاريخLLه، حقيقتLLه،: النقدي )الورق بعنوان بحث

وبحث ،لمحتLLواه؟( قبض هو الشLLيك: هل )قبض بعن��وان وبحث األسLLعار(، بمسLLتوى المؤجلة وااللتزامLLات الحقوق )ربط بعنوان وبحث المسLLاهمة(، الشLLركات أسLLهم تداول )حكم بعنوان وبحث

)العقوبة عن وبحث العقLLLLLود(، في بالوعد اإللLLLLLزام )حكم عن ،الLLLذهب( )خصLLLائص عن وبحث السLLLداد(، في للماطل المالية عن وبحث ،المقارضة( وسندات االستثمار )سندات بعنوان وبحث

نشر فقد)التLLأمين( وأما واإلجLLارة(، الLLبيع عقLLود في )العربLLون والتعقيب�ات الفت�اوى من وغيرها حول�ه، وأبح�اث أوراق ع�دة الشيخ

14

والتمويلية االس��تثمارية الص��يغ وتفاص��يل مس��ائل ح��ول المتن��اثرةالمعاصرة.

بفقه الش���ديدة عنايته ب���رغم م���نيع ابن الش���يخ أن المالحظ ومن أنه إال المعاص��رة، المالية المس��تجدات اإلنت��اج في مش��ارك أيض��ا

وض��الالته، منكراته رد في الم��الكي مع ح��وار )انظ��ر: كتابه العقديالميالد(. أعياد بجواز أفتى من على رده

في الم��رجعي وزنهما لهما كب��يرين لع��المين نموذج��ان هذان حسنا، ممثلين كونهما في الج��دال يمكن وال المعاص��ر، الش��رعي الخطاب

من ج��زء ع��رض من ويتضح الش��رعي، الخط��اب له��ذا نموذج��يينلهم. المعاصرة باإلشكاليات عنايتهما أبحاثهما

لع��دد التخصص��ية واألبحاث الدراسات الستعراض اآلن لننتقل حسنا الشرعية العلوم وطالب الشرعيين، والباحثين الشباب، العلماء من

المعاص��رة. )مع المدنية العل��وم ومس��ائل قض��ايا في ع��ام، بش��كل أس��ماء من حذفت القادمة النماذج سائر في بأنني المسبق االعتذار

"ال��دكتور" مراع��اة كلمة "الش��يخ" و كلمة الش��رعيين الب��احثينلالختصار(.

العامة: المالية والظواهر الشرعي -الخطاب ما الش��رعي الخطاب مناوئو يثيرها التي اإلطالقات وأشهر أكثر من

الحديثة، واالقتصادية واالستثمارية المالية الظاهرة بتعقيدات يتعلق في يفكر زال ال المعاصر الش��رعي العقل وأن مس��تجداتها، وك��ثرة كث��يرة فكرية ح��وارات في إن��ني بل التقليدي��ة، البيوع س��معت ج��دا

15

ال بحر الح��ديث ب��القول: )االقتص��اد الس��خرية س��بيل على اإلش��ارة الحص��اة(. وبيع الركب��ان بتلقي تفك��رون اآلن إلى وأنتم له س��احل

أؤؤكد للس��خرية العقدية المخ��اطر إلى هاهنا نتع��رض لن أننا مجددا م��دى اختب��ار إلى ذلك وس��نتجاوز ش��ريفين، نب��ويين ح��ديثين بألفاظ الظ��واهر يع��رف ال المعاصر الشرعي البحث وهل النقد، هذا علميةالحديثة؟ المالية ال��تي والدراس��ات األبح��اث من المنتق��اة النم��اذج ه��ذه معي ط��الع

المجال: هذا في الشرعيون الباحثون طرحها الش����بيلي، يوسفالمصLLLLارف( في االسLLLLتثمارية )الخLLLLدمات )التضLLLخم المص����لح، عبدالله بن خالدالتسLLLويقية( )الحLLLوافز

السLLلعي: دراسة )اإلغLLراق المص��لح، عبدالله بن خالدالنقLLدي( )التسLLLويق العقيلي، عب���دالعزيز بن مس���اعدمقارنLLLة( فقهية

ال���ذيابي، ص���قر بن بن���درالفقهيLLة( وأحكامه تكييفه الشLLبكي: فقهي منLLLه: بحث الصLLLادرة األوراق وحجية األلي، )الصLLLراف

الLLبيع: دراسة بعد ما )خدمات العمراني، محمد بن شايفمقارن( األطعمLLة، في الصLLالحية )مLLدة الج��دوع، عبدالله بن ب��درفقهية( )حماية الج�����برين، عب�����دالرحمن بن نبيلالLLLLبيوع( في وآثارها

بن محمدمقارنLLة( فقهية دراسة السLLرية: التجارية المعلومLLات الغام��دي، عبدالله بن أحمدالشLLركات( )اندماج المطوع، بن صالح

بن ص��ويانمقLLارن( فقهي المشLLروعة: بحث غLLير )المنافسة مقارنLLة( فقهية دراسة الLLزراعي: البنك )قروض الهاجري، شايع

السLLعودي: التسLLليف بنك )قLLروض الس��المي، ع��واض بن حم��ود )األحكLLام الحميضي، عبدالرحمن بن إبراهيممقارن( فقهي بحث

16

عبدالمحسن بن زي���ادالعقاريLLLة( المكLLLاتب لخLLLدمات الفقهيةالعجيان.

وعي عن وتنم ذكية أس��ئلة تن��اولت -ال��تي الطريفة الدراسات وهذه أما فق��ط، نم��اذج مجرد هي المعاصرة- إنما المالية بالظواهر واضح

أنجزها ال��تي الفقهية والمناقش��ات واألوراق واألبح��اث الدراس��ات )الت���ورق التقس���يط( و )بيع قض���ايا في الش���رعية العل���وم طالب

االئتمانية( ونحوها )البطاقات )التأمين( و )األسهم( و المصرفي( و كث��يرة فهي الشائعة المسائل من محف��وظ وبعض��ها ومتن��اثرة، ج��دا ش���بكة على مبث���وث وبعض���ها الفقهي���ة، الم���ؤتمرات أعم���ال في

مبحوث وبعضهما اإلنترنت، يشق بحيث مطولة، كتب ثنايا في ضمنا الحظت إن��ني بل أص��ال، حص��رها والمناقش�ات الفت��اوى أن شخص��يا ج�واز حيث الش�ركات( من )أس�هم عن كتب ال�ذي الفقهي والجدل

كتبه ما كل يفوق ونحوها، االكتتابات، أو األسهم، زكاة أو المساهمة، أو اإلس��بال أو اللحية عن وبح��وث دراسات من المعاصرون الفقهاءونحوها. والنفاس الحيض أو السواكأخرى. محاور في أخرى نماذج لنواصل

:الحديثة والعقود الشرعي -البحث الش���رعي الخط���اب ضد المحتج���ون يرددها ال���تي العب���ارات من

أنم��اط من العديد أف��رز المعاصر المدنية ق��ولهم: )ع��الم المعاصر زالوا ال المعاصرون الشرعيون الباحثون بينما الحديثة، العقود وصيغ

الخ(، مخاض وبنت لبون بنت اجترار يعيدون طبعا بش��اعة عن بعي��دا17

دعونا لكن الزك��اة، مق��ادير في ال��واردة الن��بي بألف��اظ االس��تهتار هل االحتج��اج، العلمية" لهذا "الواقعية مدى في وننظر ذلك، نتجاوزالمعاصرة؟ فعال- العقود– يعرف ال المعاصر الشرعي البحث

الحديث��ة" العق��ود "دراس��ات لبعض مختارة نماذج هاهنا سأستعرض اهتمام��اتهم، ح��دود تكشف وال��تي ش��رعيون، ب��احثون أجراها ال��تي

الدراس��ات تلك نم��اذج فمن معه��ا، تماس��وا التي المدنية والمناطق الشرعيون والباحثون الشرعية العلوم وطالب المشايخ أجراها التي

يلي: ما الحديثة العقود في المعاصرون بن ( محمدمقارنة فقهية التكنولوجيLLLLLLLLLLLLLا:دراسة نقل عقد)

في الخاصة األمنية الحراسة عقد) العبيك������������ان، عبدالمحسن إيجLLار عقد) النعمي، عيسى بن ( بندرالسعودي والنظام الشريعة الفرج، فرج بن ( إبراهيممقارنة فقهية الحديدية: دراسة الخزائن

فقهية اإلنLLترنت: دراسة شLLبكة على المواقع استضLLافة عقد) التجارية العقLLود إبLLرام أحكLLام) النمي، ص��الح بن ( سطاممقارنة

االمتيLLاز: عقد) القاس��م، عب��دالعزيز بن ( س��امياإلنLLترنت عLLبر العمل عقد) الزوم��������ان، محمد بن ( خالدمقارنة فقهية دراسة

عقد) الق���رني، علي بن ( س���عدمقارنة فقهية البحLLLري: دراسة القحطاني، صقر بن ( محمداإلسالمي الفقه في اإلداري الصيانة

عب�����دالعزيز بن ( فهدمقارنة فقهية الفنLLLLLدقي: دراسة العقد) الشريعة ضوء في الثابتة والمنشآت البناء مقاوالت عقد) الداود،

فقهي بحث اإلذعان: عقد) الراشدي، خويتم بن ( سالماإلسالمية التمLLLويلي: التLLLأجير عقد) العيس���ى، عبدالله بن ( أنسمقLLLارن

التوريد عقد) النتيف���ات، قين���ان بن ( ماجدمقارنة فقهية دراسة فقهLا اإلداري: عقد) ال��زاحم، عب��دالعزيز بن ( عبدالمجيدونظامLLا

18

بن ( عب��دالعزيزمقارنة فقهية والتشLLغيل": دراسة "البناء البوت بن ( محمدالبLLاطن من المقاولة عقد أحكLLام) العتي���بي، ع���ايض

(مقارنة فقهية السمسLLLرة: دراسة عقد) الماج���د، عب���دالعزيز (البلدية عقLLارات تLLأجير عقد أحكLLام) المقب��ل، ص��الح بن محمد والتجربLLة: االختبLLار تحت العمل عقد) العتي��بي، ع��ايض بن محمد

إيجLLLLار عقد) الش����مراني، محمد بن ( خالدمقارنة فقهية دراسة عقد) الفيفي، موسى بن ( محمدمقارنة فقهية السLLفينة: دراسة

محمد بن ( خالدالمعاصLLLLرة والنظم الفقه الطLLLLبي: في العالج بن عب��دالعزيز (مقLLارن فقهي الجوي: بحث النقل عقد) الزامل،

الطويلعي. علي

الحديثة العقود صيغ في لدراسات نماذج مجرد كلها هذه أن والمراد يع��ني مما ش��رعيون، ب��احثون مداها في وتساءل طرحها ومسائلها،

الحديث��ة، العق��ود عن غائبة ليست الش��رعية البحثية المؤسسة أن لكن��ني النم��اذج، هذه أضعاف الورقة هذه مسودة في لدي كان وقد

يكون قد سردها طول أن شعرت ألنني حذفتها القارئ، لسآمة باعثا الباحثين دراسات من المزيد الكريم القارئ رغب إذا حال أية وعلى

فما الحديثة العق��ود قض��ايا في الش��رعية العلوم وطالب الشرعيين فيص��ل، الملك ومكتبة الوطني��ة، فهد الملك مكتبة ي��زور أن إال عليه

الع����الي المعهد ومكتبة س����عود، بن محمد اإلم����ام جامعة ومكتبة وس��يجد المتخصصة، المكتبات من ونحوها للقضاء، غزي��رة أكداس��ا

الحديثة. العقود في الممتعة الشرعية الدراسات من لننتقل الحديثة، العقود دراسات أعني النموذج، بهذا يختص فيما هذاحولها. االحتجاج طرح يتم أخرى مظاهر إلى اآلن

19

الحديثة: والمسؤوليات الشرعي -البحث الخط���اب ضد المحتجين بين تردادها يك���ثر ال���تي العب����ارات من

حياتنا في الحديثة والوظيفية المهنية )األنم��اط إن ق��ولهم الش��رعي ولدت المعاصرة والمهنية المدنية المس��ؤوليات من جدي��دة أش��كاال الش��رعي البحث يعلم ال المس��ؤوليات هذه وكل والجنائية، واإلدارية عنها المعاصر وص��احب الفالح مس��ؤولية في يفكر زال ال ألنه ش��يئا بمش��كالت اإلس��المي الفقه وربط الخ��امس!(، الق��رن في الحانوت

م��رات وقرأتها س��معتها التهكم س��بيل على بغ��داد وح��وانيت الفالح "المس��ؤولية فك��رة تطور إلى اإلشارة هو النقد هذا وحاصل عديدة، المعاصر الشرعي البحث والجنائية" وأن واإلدارية والمهنية المدنية

شيئا. عنها يعرف ال الش�رعيون الب�احثون هل النق�د؟ العلمية" له�ذا "الواقعية مدى فما

يعرف���ون ال المعاص���رون المدنية المس���ؤولية وأنم���اط ص���يغ فعالالحديثة؟ واألعمال للمهن والجنائية

سأضطر النقد هذا علمية فحص بهدف حسنا، نم��اذج لع��رض مجددا طرحها ال�تي وص�ورها المعاص��رة المس�ؤولية أش�كال دراسات من

فمن المعاص��رون، الش��رعيون والب��احثون الش��رعية العل��وم طالبذلك:

(المعاصرة واألنظمة الشريعة المهنية: بين الطبيب مسؤولية) فقهي الصLLLيدلي: بحث مسLLLؤولية) الغام���دي، س���الم عبدالله

عن البنك مسLLؤولية) العب��داللطيف، ص��الح بن ( عبداللهمقLLارن20

بن ( س����لطانمقLLLLارن فقهي اإللكترونيLLLLة: بحث األخطLLLLاء القLLانوني: دراسة المحاسب مسLLؤولية) النويص��ر، عب��دالرحمن

القاضLLLLي: مسLLLLؤولية) الملحم، ناصر بن ( ملحممقارنة فقهية الخ���نين، إب���راهيم بن ( محمدواألنظمة الفقه بين مقارنة دراسة

الحاسLLوب: دراسة بLLرامج لمصLLممي التقصLLيرية )المسLLؤولية وكLLاالت )مسLLؤولية العم���ران، عبدالله بن ( أحمدمقارنة فقهية

عب���داللطيف بن بكراإلسLLLالمي( الفقه في والسLLLياحة السLLLفر(مقارن فقهي الدواء: بحث لصانع الجنائية )المسؤولية الهبوب،

البري: بحث الناقل )مسؤولية حسين، آل عبدالعزيز بن خالد )مسLLLؤولية ال���دهيش، عب���دالعزيز بن إب���راهيم (مقLLLارن فقهي

ومسLLاعديه: الطLLبيب أخطLLاء عن الخاصة الطبية المؤسسLLات المسLLؤولية) الدبيخي، عبدالعزيز بن ( أديبمقارنة فقهية دراسة

رضي بن ( سلمانوالنظام الشريعة البناء: بين لمهندس الجنائية فقهي موظفيهLLا: بحث أخطLاء عن اإلدارة )مسLؤولية الس��هلي،

البنLLاء مشLLيد )مسLLؤولية الش��عالن، عبدالعزيز بن ( مروانمقارن العي���دان، عبدالله بن ط���ارقواألنظمLLLة( الفقه الجنائيLLLة: بين

ضLLوء في السLLعودي النظLLام في للموظف التأديبية )المسؤولية المLLدير )مسؤولية الشهراني، إبراهيم بن أحمداإلسالمي( الفقه

)مسLLؤولية الهياف، ناصر بن ( خالدواألنظمة الفقه اإلداري: بين اإلداري: العقد على المLLLLؤثرة والقLLLLرارات اإلنظمة عن اإلدارة الشLLركاء )مسؤولية الداود، ناصر بن ( داودمقارنة فقهية دراسة

والفقه السLLLLعودي النظLLLLام المسLLLLاهمة: في الشLLLLركة في المسLLؤولية )دفع الزك��ري، عبدالله بن ( عبدالمحسناإلسLLالمي

بن س��عدمقارنLLة( فقهية المLLرور: دراسة حLLوادث في المدنية المخLLLاطر: أسLLLاس على اإلدارة مسLLLؤولية) الس���ليمان، محمد

21

بن علياإلسLLالمي( والفقه اإلداري القضLLاء بين مقارنة دراسةالسلطان. محمد

فيها فكر ال��تي واألبح��اث الدراس��ات من وتط��ول تط��ول والقائمة والمهنية المدنية المس��ؤوليات ح��ول وتدور الشرعية، العلوم طالب

أن يع���ني مما المعاص���رة، الحي���اة تثيرها ال���تي والجنائية واإلدارية البحثية المؤسسة أن أو المعاص���ر، الش���رعي البحث ب���أن الق���ول

علمي غ��ير كالم المس��ؤوليات؛ ه��ذه يعرفان ال المعاصرة، الشرعيةموضوعي. وال

القانوني: والفكر الشرعي الخطاب الش��رعيون يق��ول: )الب��احثون البعض أن الشائعة االحتجاجات ومن

وه�ذه المعاص�ر(، الق�انوني الفكر وإشكاليات بأسئلة جاهلون أيض�ا دراس��ات طرح��وا الش��رعيين الب��احثين ف��إن كليا، علمية غير شائعة كثيرة مثال: ذلك ومن المعاصرة، القانونية القضايا في جدا

بن يوسف الفاضل ( لش���يخناضLLLوابطه و أسسه األنظمLLLة: سن) (مقارنة فقهية النظLLام: دراسة تفسLLير )أصول الخضير، عبدالله

النظاميLة: القاعLدة صLياغة عيLوب) العم��ر، عبدالرحمن بن معمر ال قاعLLدة) الم��زروع، عب��دالعزيز بن ( ع��زميمقLLارن فقهي بحث س��ليم بن عيد( فقهية إعالنLLه: دراسة بعد بالنظLLام بالجهل عLLذر

الموس��ى، عب��دالعزيز بن ( محمدوآثLLاره الملLLزم التقنين) البلوي، فهد بن ( عبداللهاإلسLLLLالمي الفقه في االعتبارية الشخصLLLLية)

بن ( حافظمقارنة فقهية الجنسLLية: دراسة اكتسLLاب) اله��ديب، ( خالدمقLLارن فقهي وآثLLاره: بحث الجنسLLية فقد) الفيفي، علي

22

الفقه البرية: بين الطبيعية الثروات تملك) التركي، عبدالعزيز بن الطري����ف، عبدالله بن ( ماجدالسLLLعودي والنظLLLام اإلسLLLالمي

س��ليمان بن ( ماجدمقارنة فقهية العامLLة: دراسة )المؤسسLLات (مقLLارن فقهي العامLLة: بحث المرافق سLLير )ضLLوابط الخليف��ة، الفقه العLLLام: بين الموظف )ترقية المش���يقح، أحمد بن ي���ونس

الصمعاني. محمد بن عمروالنظام( في ك�انت كثيرة أخرى أيضا- نماذج– حذفت أنني أكرر أن ويزعجني الورقة ه��ذه مس��ودة ه��ذه أن والعتق��ادي الق��ارئ، لملل تحاش��يا الش��رعي البحث مس��ارات على دالة ش��واهد تبقى البحثية العين��ات

الحديث���ة، القانونية األس���ئلة في طرقها ال���تي التفك���ير ومن���اطقحولها. االحتجاج فيها يشيع أخرى محاور في الفحص ولنواصل

المعاصرة: والجريمة الشرعي -الخطاب إثارتها يكثر التي األمور من ق��ولهم الشرعي الخطاب نقاد بين أيضا خلقت الحديثة )الحياة أن الباحثون بينما الجرائم، من جديدة أشكاال

ال��زاني(، وتغ��ريب ال��ديات مس��ائل في يفك��رون زالوا ال الشرعيون وه��ذه الب��احثين ف��إن موض��وعية، وليست علمية غ��ير ص��ورة أيض��ا

الجريمة مج��ال في الفقهية الدراسات من الكثير طرحوا الشرعيينمثال: ذلك ومن المعاصرة،

عبدالله بن ( فهدمقارنة فقهية الطائرات: دراسة خطف )جريمة للواسLLطة: اسLLتجابة بواجباته الموظف إخالل جريمة) الغام��دي،

)جريمة السالم، عبدالرحمن بن ( عبدالعزيزمقارنة فقهية دراسة )الجرائم الثنيان، ثنيان بن ( عبداللهمقارنة األموال: دراسة غسل

23

عب��دالعزيز بن ( عب��دالرحمنمقLLارن فقهي بالبيئLLة: بحث الضارة الفقه العامLLة: في السLLلطة رجل صLLفة انتحال جريمة) العثمان، الكاذب: بين البالغ جريمة) العوفي، سالم بن ( عبدالعزيزوالنظام الهرب جريمة) القحط��اني، مج��ري بن حبيبواألنظمة( الشريعة

من السLLجن: فقهLLا )جLLرائم المط��يري، عطية بن ( فهدونظامLLا الق��رزعي، س��ليمان بن ( يوسفمقLLارن فقهي الشLLيكات: بحث

عم��اش بن ( مه��ديمقLLارن شLLرعي الصLLحفية: بحث الجريمة) الماليLLة: دراسة السوق في والتضليل التالعب جريمة) الشمري،

المعلومLLات )جLLرائم الم��رزوق، عبدالله بن ( محمدمقارنة فقهية بن عب��دالعزيزمقارن( فقهي المالية: بحث السوق في الداخلية

شLLرعية االئتمLLان: دراسة بطاقة تزوير جريمة) المزي��ني، أحمد في األمانة خيانة )جريمة الع������رفج، عبدالله بن فهدمقارنLLLLLة(

عب��دالكريم بن محمدمقارنLLة( فقهية العالميLLة: دراسة الشLLبكة عب��داللطيفمقارن( فقهي المستحيلة: بحث )الجريمة المطوع،

اإلنترنت: شبكة على والقذف السب )جريمة الجريان، عبدالله بن )تعLLLدد اللحي���دان، محمد بن عبدالمجيدمقارنLLLة( فقهية دراسة

(الوضLLعية والقLLوانين اإلسالمي الفقه بين والمجرمين الجريمة للرشLLLوة: المرفLLLوض العLLLرض )جريمة عس���يري، عيسى محمد

إثبLLات) الناص���ر، عبدالله بن عب���دالعزيزمقارنLLة( فقهية دراسة (وتطبيقية فقهية الصوتي: دراسة والتسجيل بالتصوير الجرائم

الوراثيLLة: بالبصLLمة الجرائم إثبات) العريني، شائع بن عبدالرحمناألحمري. مبارك بن عبداللهوتطبيقية( فقهية دراسة

24

وهذه الفقهية والمح��اوالت الدراس��ات من منتقاة نماذج مجرد أيضا ولنواصل الي��وم، ع��الم في الجريمة ظ��واهر مس��تجدات لمعالجة

أخرى. محاور فحص

الطبي: والفقه الشرعي الخطاب الش��رعي الخط��اب ضد المحتج��ون يثيرها ال��تي النقد ص��ور ومن

والب��احثون إش��كالياته، وتعق��دت تط��ور الح��ديث )الطب ق��ولهم والحبة القيم، البن النب��وي الطب في يفك��رون زال��وا ال الش��رعيون

الثاني��ة، في ي��ابس األولى في ح��ار وأس��اطير اإلبل، وأبوال السوداء عليها نص مف���اهيم يخلط ال���ذي التهكم ه���ذا ح���ال أية إلخ(. وعلى

ثم الملزم��ة، غ��ير البش��رية الخ��برة قبيل من تراثية بتج��ارب الوحي علمي غير ذلك كل المعاصر، الشرعي الخطاب واقع على يسقطها

للمسائل الشرعيين الباحثين معالجات أن ذلك للموضوعية، ويفتقدومنها: ومتنوعة كثيرة الطبية

الش���نقيطي، المخت���ار محمد بن ( محمدالطبية الجراحة )أحكLLLام المص��لح، عبدالله بن خالد شLLرعي( الجLLنين: بحث جنس )تحديد ( س����عدالوراثية الهندسة) األحم����د، يوسف (االعضLLLLاء )زراعة

بنت ( أحالمفيه الفقهLLاء وآراء الحيLLوي، )االستنسLLاخ الش��ويرخ، بن أحمد فقهيLLLة( الجلLLLدي: دراسة )الLLLترقيع العقي���ل، محمد

( يوسففقهية الجراحيLLة: دراسة )العمليLLات الحمد، عبدالرحمن (القضLLائية وتطبيقاته الطLLبي الفحص) الج��بر، عب��داللطيف بن

عبداللهالفقهيLLة( وأحكامه اإلجهLLاض) الفيفي، فرح��ان بن محمد ( عبداللهوالنظLLام الفقه في الطبية األخطLLاء) ال��داود، محمد بن

25

األنLLابيب: دراسة وأطفLLال الصLLناعي التلقيح) الجربوع، ناصر بن نحو الطLLLبيب واجبLLLات) ال���داود، محمد بن ( فهدمقارنة فقهية

كثير. وغيرها الحيدر، عبدالعزيز بن ( إبراهيمالمريض

الحقوقي: والفكر الشرعي -الخطاب أن ق��ولهم الش��رعي الخط��اب نق��اد بك��ثرة يرددها التي القضايا من

يهمل الش��رعي الخط��اب فالن��اس ول��ذلك "الحق��وق"، دراسة كلي��ا "البحث عن الش����رعي الخط����اب غي����اب بس����بب حقوقها تجهل

ال بينما الحقوقية الدراس��ات فيه تتن��امى اليوم عالم الحقوقي" وأن ج��ذريا، الحق��وق ه��ذه يجهل المعاصر الش��رعي الخط��اب ي��زال

ويرددون ح��ول الش��رعية دراساتكم أين عليكم بالله لنا )قولوا دوماوالعمال.. إلخ؟(. والمتهم والطفل المرأة حقوق وه��ذه فمن الش��رعي، الخط��اب واقع عن علمية غ��ير ص��ورة أيض��ا مق��ارنين ش��رعيون ب��احثون نف��ذها التي الحقوقية الدراسات نماذج

يلي: ما اإلسالمي بالفقه ذلك السLLعودي: المدنية الخدمة نظLLام في المLLرأة وواجبLLات حقLLوق)

الجري���د، عب���دالعزيز بن ( خالداإلسLLLالمي بالفقه مقارنة دراسة ص���الح بن ( عب���دالعزيزاإلسLLLالمي الفقه في الزوجة حقLLLوق)

الفقه في زوجها عنها المتLLLوفى المLLLرأة )حق����وق الج����وعي، المالية غLLLير الحقLLLوق) العيس���ى، محمد بن ( عبداللهاإلسLLLالمي

حقوق) الحقباني، عبدالله بن خالد(الزواج عقد عن الناشئة ال��دويش، عب��دالرحمن بن ( عبداللهاإلسLLالمي الفقه في الجLLنين

العتي��بي، دخيل بن ( مس��فراإلسLLالمي الفقه في األوالد حقLLوق)26

بالفقه مقارنة الجزائيLLة: دراسة اإلجراءات في األحداث حقوق) العمLLLLال حقLLLLوق) الش����هراني، معيض بن ( محمداإلسLLLLالمي الغام��دي، عبدالله بن ( علياإلسLLالمية الشLLريعة في وواجبLLاتهم

محمد بن ( فهدمقارنة فقهية وواجبLLاتهم: دراسة الجند حقLLوق) ( هاللمقارن شرعي وواجباته: بحث المحامي حقوق) الرفاعي،

اإلقامة نظLLام في وواجباته األجنLLبي حقLLوق) الراحل��ة، علي بن بن ( عب���دالرحمناإلسLLLالمي بالفقه مقارنة السLLLعودي: دراسة

( منصورمقارنة فقهية المخترع: دراسة حقوق) السلمي، عياض اإلسالمي( الفقه في وحقوقه المتهم) المنص��ور، عب��دالعزيز بن

(اإلسالمية الشريعة في المتهم حقوق) الخليفة، سليمان بن فهد االسLLتدالل: مرحلة في المتهم حرية ضLLمانات) العقي��ل، ص��الح ضLLمانات) القحط��اني، مش��بب بن ( عبداللهمقارنة فقهية دراسة (مقLLLارن شLLLرعي الجنLLLائي: بحث التحقيق مرحلة في المتهم

مرحلة في المتهم حقLLLLLLLوق) الفقي�������ه، علي بن عبدالمحسن الم��نيع، عب��دالرحمن بن ( ع��ادلمقارنة فقهية المحاكمة: دراسة

(مقارنة فقهية المLLرأة: دراسة مع الجنLLائي التحقيق ضLLمانات) المتهم من االعLLتراف انLLتزاع) الش���توي، عب���دالعزيز بن عبدالله

( عبداللهالقضLLائية وتطبيقاته عليLLه، المترتبة واآلثLLار بالتعذيب، اإلجراءات نظام في المساكن تفتيش )أحكام الفيصل، فيصل بن

ط��الب، بن عبدالله بن ( ط��البمقLLارن شLLرعي الجزائيLLة: بحث مقارنة الجزائية: دراسة اإلجراءات نظام في األشخاص )تفتيش التفLLتيش )أحكام العثمان، عبدالكريم بن ( أحمداإلسالمي بالفقه

الفري���دي، ناصر بن ( عب���دالعزيزمقLLLارن فقهي الجنLLLائي: بحث عبدالله بن ب���درالقضLLLاء( مجلس في عليه المLLLدعى )حقLLLوق ذع��ار بن ف��وازمقارنLLة( فقهية الجاني: دراسة )حقوق ،الغامدي

27

ع��ائض حج��ابمقارنLLة( فقهية دراسة السLLجن: )بLLدائل العتيبي، (مقارن فقهي الخطأ: بحث سجن أضرار عن )التعويض الذيابي،الحيدر. محمد بن إبراهيم من الهائل الكم ه���ذا على اطلعت وحين ج���دا، كث���ير كث���ير وغيرها

الشرعية" سواء "الحقوق موضوع في الفقهية واألبحاث الدراسات أولهما بأمرين، شعرت غيرهم، أو المتهم أو الطفل أو المرأة حقوق

من تلقاها مسلمات يردد لمن الفظيع العلمي بالضعف شعرت أنني الحق���وق، مج���ال في فقهية بح���وث يوجد ال بأنه العامة المج���الس

واألسى بالرث��اء شعرت أنني هو علي استولى الذي الثاني والشعور فقهية بحوث وجود عدم هو الناس حقوق ضياع سبب أن يتوهم لمن الكلم��ة! ه��ذه تعنيه ما بكل ساذج تحليل هو الحقوق! كم مجال في

فلم��اذا الحق��وق، عن الش��رعية ب��البحوث مكتظة الفقهية المكتبة بسيط الجواب إذن؟ الحقوق غابت عينيه. يفتح أن أراد لمن جدا عنها الح��ديث يك��ثر أخ��رى مح��اور مع نواصل دعونا ح��ال، أية علىأيضا.

السياسي: والفقه الشرعي -الخطاب ي��ردد الش��رعي الخط��اب أن السياس��ية بالقض��ايا المع��نيون كث��يرا

يع���الج لم المعاصر الحكم كنظ���ام السياس���ي، الفقه قض���ايا كلي���ا الدولية والعالق��ات القض��اء واس��تقالل الع��ام والم��ال واالنتخاب��ات

مشغولون )أنتم قولهم المقارنات من يرددونه ما أكثر ومن ونحوها، تعرف��ون وال الذمة، أهل وأحكام اإلسالم ودار الحرب بدار عن ش��يئا

وه��ذه الح��ديث(، السياسي الفكر قض��ايا علمي��ة، غ��ير ص��ورة أيض��ا28

هاهنا وسأعرض قض��ايا في الش��رعيين الب��احثين دراسات من جزءاوالدولي: الداخلي السياسي الفقه

العجالن، ص��الح بن ( فهداإلسLالمي الفقه في االنتخابLات أحكام) بن ( محمدمقارنة فقهية دراسة البلديLLLLLLة: االنتخابية الحمالت)

بن ( ص��الحاإلسLLالمية الشLLريعة في الشLLورى) الغام��دي، س��عد الحكم نظم بين اإلسالمية الحكومة) العامر، عبدالله بن عبدالعزيز للدولة األعلى الLLرئيس) الط��ريقي، اب��راهيم بن ( عبداللهاألخLLرى

ال���دعجاني، محمد بن ( طنفمقارنة فقهية اإلسLLLالمية: دراسة اإلسLLLالم تLLLاريخ عLLLبر والتطLLLبيق النظرية بين اإلمLLLام تولية)

األعظم اإلمLLام تولية طLLرق) السرباتي، فهيد بن ( عليالسياسي الدولLLة: بحث أركLLان) المعال، عبدالله بن ( محمدالسLLنة أهل عند

نظLLLLام في )البيعة الم����ري، علي بن ص����الح(مقارن فقهي والنص البيعة) الم��زروع، عبدالله بن ( عب��دالعزيزالشLLرعي الحكم

المLLرأة والية) العجالن، فهد بن ( عب��دالعزيزالسياسي الفقه في العالقة) العب��دالكريم، عب��دالكريم بن ( ف��ؤاداإلسالمي الفقه في والنظم اإلسLLLLLLالمي الفقه في والمحكLLLLLLوم الحLLLLLLاكم بين

الحقي���ل، عب���دالرحمن بن ( محمدمقارنة الديمقراطيLLLة: دراسة الراش��د، أحمد بن ناصرتLLاريخي( فقهي بحث واألمارة: الوزارة) بن ( خالداإلسالمي الفقه في العام المال في التصرف ضوابط)

فقهي العLLLLام: بحث للمLLLLال اإلدارية الحماية) الماج����د، محمد :العام للمال الجنائية الحماية) الرميان، رميان بن ( فيصلمقارن مصLLارف) ،هقشة بن هعبدالل�� بن مب��اركمقارنLLة( فقهية دراسة

المطل����ق، س����ليمان بن ( عبداللهاإلسLLLLالمية الدولة مLLLLال بيت الغام���دي، عبدالمجيد بن ( أحمدالقضLLLاء في العدالة ضLLLمانات)

29

بن ( فهداإلسLLالمي الفقه في القضائية السلطة استقالل مدى) العLام: واإلدعLLاء التحقيق هيئة عضو استقالل) المشيقح، إبراهيم عضو حقLLوق) القرش��ي، س��ليم بن ( ياسرمقارنة فقهية دراسة (اإلسLLالمي بالفقه مقارنة وواجباتLLه: دراسة الشLLورى مجلس

الفقه في العامة الحريLLLLLات) المحيمي������د، عبدالله بن ن������ايف تطLLبيق في التLLدرج) العري��ني، إب��راهيم بن ( عبداللهاإلسLLالمي

الف��واز، عبدالله بن ( زي��ادالشLLرعية بالسياسة وعالقته الشLLريعة إب���راهيم بن ( عبداللهاإلسLLLالمي الفقه في الدولية العالقLLLات)

بن ( فهدمقLLارن فقهي للدولLLة: بحث اإلقليمي البحر) العري��ني، الشLLLLLريعة السياسLLLLLي: بين التمثيل بعثة) المه������يزع، محمد

دراسة الLLدولي: العLLرف) المجلهم، ج��ابر بن ( س��لمانواألنظمة مساعد بن ( قاسمالدولي والقانون اإلسالمي الفقه بين مقارنة (اإلسLLالمي الفقه في وأحكامها االقتصLLادية المقاطعة) الف��الح، تأصLLيلية الLLدولي: دراسة الحيLLاد) الرش��ودي، عبدالله بن ت��ركي المعاهLLLدات على التحفظ) الت����ابعي، محمد بن ( ص����الحمقارنة بن ( فيصلالLLLLدولي والقLLLLانون اإلسLLLLالمي الفقه في الدولية

بLLLالطرق وتسLLLويتها الدولية المنازعLLLات) الحص���ين، عبدالمجيد بن ( أس��امةالLLدولي والقLLانون اإلسLLالمي الفقه في السLLلمية

(اإلسLLالمي الفقه ضوء في السياسي التمثيل) الموسى، عبدالله في العسLLكري التحLLالف معاهLLدات) الص��رامي، ص��الح بن عبدالله العتيبي، مطر بن ( سعدالدولي بالقانون مقارنة اإلسالمي الفقه

المسLLلمين( بغLLير اإلسLLالمية الدولة عالئق في المتغيLLرات فقه) اإلسLLLالمي الفقه في المعاهLLLدات نقض) العتي���بي، مطر س���عد

السLLيادة أعمLLال) الش��هري، محمد بن ( عبداللهالLLدولي والقانون في اللجLLوء )أحكام الجوعي، محمد بن فهداإلسالمي( الفقه في

30

)حصLLانات الم��ورقي، محمدالLLدولي( والقانون اإلسالمي الفقه والقLLانون اإلسالمي الفقه في السياسيين الممثلين وامتيازات

بين المطلLLوبين )تسLLليم البل��وي، علي بن المجيد ( عبدالLLدولي المش���وخي، عابد ( زي���اداإلسLLLالمي الفقه في وأحكامه الLLLدول

( ص��الحالوضLLعي والنظLLام اإلسالمي الفقه في األسرى أحكام) (والقLLانون الشLLريعة بين الحرب قواعد) التويجري، عبدالعزيز بن

الوذيناني. محمد بن عواض

الحديثة: واألفكار الشرعي الخطاب الش��ائعة النقد صور ومن ب��أنواع يم��وج الي��وم ق��ولهم: )ع��الم أيض��ا

الخط��اب بينما الفكري��ة، والتح��والت والم��دارس واألفك��ار التيارات عنها يع��رف ال الش��رعي والكالبي��ة(. الجهمية يص��ارع زال وال ش��يئا

الخط��اب لواقع موض��وعية دراسة يمثل وال علمي غ��ير الكالم وه��ذا والتي��ارات األفك�ار حول الشرعية الخطاب دراسات فمن الشرعي،الحديثة: والتحوالت

حسن الشLLرعي( النص من المعاصر الفلسLLفي االتجLLاه )موقف خالل األوربية الفلسفة في المعرفة )نظرية األسمري، محمد بن

ال��رحمن عبد بن ص��الحعشLLر( والثLLامن عشر السLLابع القLLرنين ونقLLد( كانLLط: دراسة عند األخالقي الLLواجب )نظرية الش��ريدة،

لطيفةالمعاصرة( التأويلية عند الوحي )مفهوم حقي، معاذ أحمد الشLLرقية: االستشفاء لفلسفة المعاصرة )التطبيقات المعيوف،

اللغوية )البرمجة الرش����يد، ناصر بنت هيف����اء عقديLLLLة( دراسة )تLLأثير ،المط��رود علي بنت هندعقدية( دراسة المعربة: العصبية

31

المعاصر( العربي التغريبي الفكر في الحديثة العلمية النظريات لLLLدى العقالني )االتجLLLاه ،األس���مري محمد بن د.حسن للش���يخ

الزه��راني، عيضة بن س��عيدالمعاصLرين( اإلسLالميين المفكLرين ناصر بن س��عيدالمعاصLLر( العLLربي األدب في العقدي )االنحراف العزيز عبد بن محمدالعLLLLربي( العLLLLالم في )الحداثة ،الغام����دي

محمد بن إب����راهيموأهدافLLLLه( مبLLLLادؤه البعث )حLLLLزب العلي، بن أحمدعقديLLة( األديان: دراسة بين التقريب )دعوة الدوسري،

الشLLيطان: بعبLLادة وعالقتها )اليزيديLLة، القاض��ي، ال��رحمن عبد العقلية )المدرسة المس������اعد، علي بن فهدعقديLLLLLLة( دراسة

الفكر في الوجLLودي )التيLLار العقل، الكريم عبد بن ناصرالحديثة( الملحم، عبدالله بن هانيعقدية( نقدية المعاصر: دراسة العربي

) الفLLترة في اإلمامية صفوف في المحمودة العقدية )التحوالت عند )التكفLLير الب��ديوي، محمد خالدونقLLد( : عرض(1320-1420

العاي��د، صالح بن إبراهيمونقد( المعاصرة: عرض العنف جماعات بن أحمدعقديLLة( دراسة ومشLLكالتهم: باإلسLLالم العهد )حLLديثو دراسة االسLLLLتعمار: من الصLLLLوفية )موقف الحس����ين، عبدالله

في اإلنسLLLانية )الحضLLLارة الخميس، حمد بنت وف���اءعقديLLLة( عب���دالعزيز عب���دالكريموانحطاطهLLLا( نموها القLLLرآن: عوامل

موس��عة دراسة وهي(الحضLLارة بنLLاء و الشريعة علماء) الشمالن،.الطريقي ابراهيم بن بداللهع لشيخنا

إال وامت��داد أثر ولها مشهورة فكرية ومدرسة طائفة توجد تكاد ال بل حولها طرح��وا قد العق��ديين المختص��ين وتجد المعالج��ات من كث��يرا

قديم االتهام هذا أن ويبدو اجتهاداتهم، بحسب والدراسات م��ا، نوع��ا العالم في الفكرية التيارات كانت حين الماضية الحقبة في إنه حيث

32

المعن��يين بعض ك��ان ونحوه��ا، واالش��تراكية القومية هي الع��ربي ه��ذه عن غ��ائب الش��رعي الخط��اب أن ي��رى األفك��ار هذه بمناقشة العلمي األب ب��از" وهو "ابن ب��وزن شخص��ية اس��تدعى مما األفك��ار، يق��ول حيث الفك��رة ه��ذه على ي��رد أن المعاصر الش��رعي للخطاب

الله: رحمه كتبLLوا وقد, العصر مشLLاكل يعرفLLون السعودية في )العلماء

ال ما ذلك في كتبت وقد, الله بحمد منهم وأنا, كثLLLLLLيرا فيها [.8/242 باز، ابن فتاوى ]مجموعيحصى(

.. هناك حال أية على الشرعي الخطاب نقاد يرى أخرى محاور أيضا من أنه لي يب��دو لكن دراس��ات، أية حولها يق��دموا لم الش��رعيين أن

تتح��ول ال ح��تى النم��اذج ع��رض نواصل أن الق�ارئ بوقت الالئق غير الموض��وعي الب��احث أن تق��ديري وفي ببليوجرافيا، إلى الورقة هذه

الموض��وعي الب��احث أن أع��ني سواها، ما على النماذج بهذه يستدل االقتص��اد -كقض��ايا حوله نق��دهم الناق��دون يط��رح ما أش��هر رأى إذا

والفلس��فات- وأن واألفك��ار والطب والسياسة والحق��وق والق��انون موض��وع عن الكلي بع��دهم تعكس أطلقوها ال��تي التعميم��ات ه��ذه

سيورثه ذلك فإن ، الشرعي الخطاب بواقع الفظيع وجهلهم نقدهم، األقل على– الخط�اب ص�لة وم��دى األخ��رى ال�دعاوى تجاه - تحفظا

بإشكالياتها. الشرعيمختلفة. إشكالية إلى اآلن سننتقل ولذلك

33

األخالق وقضايا الشرعي ثالثا: الخطاب

ال��ديني الفكر ب��أن ق��ولهم الش��رعي الخطاب مناوئي من كثير يردد وت��رك واإلس��بال، كاللحية الش��كلية القض��ايا في اس��تغرق المحلي

الغير وحقوق الناس إلى واإلحسان كاألمانة األخالقي الجوهر قضايا الت��دين مفه��وم وصار شكليا، التدين صار حتى ونحوها، في مرتبط��ا أخالقية قض��ية أكثر أن الحظت وقد القشور، بقضايا الشعبي الوعي المهنة"، "احترام العمل" أو "قيم قضية هي المناوئين هؤالء يرددها

غائبة أخالقية قيمة وأنها إلى أدى مما الش��رعي، الخط��اب في كلي��احقيقي. غير مجوف مظهري تدين إلى تحوله

تتكر الفكرة/الشعار هذه ه��ذا علمية ت��رى يا م��دى فما كث��يرا، كث��يرا وهل االحتج��اج؟ األخالق قض��ايا يهمل الش��رعي الخط��اب أن فعال

ه��ذا مص��داقية فحص في نحت��اج والوظيف��ة؟، العمل وقيم كاألمانة الش��رعي الخطاب منتجات من نماذج عرض إلى وموضوعيته النقداألخالق. قضايا في

من فنم��وذج نم��وذجي، ممثل أنهما عليهما يص��دق عي��نيتن س��نأخذ لكي االنتش��ار، واس��عي ال��دعاة من ونم��وذج الفتيا، أصحاب الفقهاء

قدمنا نكون أن يمكن الخط��اب واقع تص��ور في للدقة أق��رب حكم��االشرعي.

ابن اإلمام العالمة لنأخذالفتيا: أصحاب الفقهاء شريحة فمن اإلطالق، على معاص���رة س���نية فقهية مرجعية أهم وهو ع���ثيمين، وأخالقي��ات العمل "قيمة قض��ايا في الش��يخ نت��اج ك��ثرة فبس��بب

34

فبلغت المبثوثة فتاواه المهنة" جمعت مجل��دا ك��امال فقط مخصص��اوغيره. الطبيب عن أخرى رسائل له جمعت كما الموظفين، لفتاوى العمل )أمانة جانب في احتياطه بكثرة معروف عثيمين ابن والشيخ

بلغ ح��تى ب��العقود، الوف��اء عظم والشارع عقدا، الوظيفي( باعتباره خ��روج ك��ان إذا المهنية للمؤسس��ات يف��تي ك��ان أنه بالش��يخ الح��ال

حق��وق في التفريط عليه س��يترتب المس��جد في للصالة الموظفين ذلك ومن العمل، مقرات في يصلوا بأن العمل الشرح في قوله مثال

الممتع: الصLLالة إلى خرجLLوا فLLإذا اللLLه، يخLLافون ال الموظفين )بعض

الحLLال هLLذه ففي يرجعLLون، ال وربما بيLLوتهم، إلى خرجLLوا وأقLLوم، للعمل أحفظ هLLذا ألن مكLLانكم، في صLLلوا: نقLLول

]الشLLLLرحوالعهLLLد( االلLLLتزام بمقتضى إقامته تجب والعمل[ 121م التدوين، أيضا: ثمرات وانظر ، 4/249 الممتع

)أمانة لج��انب الش��يخ احتي��اط عن نتجت ال��تي الفقهية الفروع ومن من االض��طرارية اإلج��ازة أخذ تحريم يرى كان الوظيفي( أنه العمل

كما واجب، عقد والعمل مس��تحبة العمرة ألن للعمرة، الذهاب أجلمثال: الشيخ يقول يريد لمن االضLLطرارية اإلجLLازة موضوع حول كثيرة )أسئلة

ال أنه: تعني اضطرار كلمة حال كل على ذلك؟ غير أو العمرة كLLانت لو حLLتى أبLLدا، ضLLرورة ليست والعمرة ضرورة، من بد

مشLLغول ألنه عليLLه؛ تجب ال فإنها موظف واإلنسLLان فريضة ألئمة بالنسLLبة أيضLLا-– وكLLذلك.تطوع وهي فكيف بوظيفة،

ويLLLGدGعون العمLLLرة إلى يLLLذهبون الLLLذين هLLLؤالء المسLLLاجد،

35

يبLLني كالLLذي الحقيقة في هم مسLLاجدهم، ويهLLدم قصLLرا قلة من وهLLذا الLLواجب، ويLLGدGعون التطوع إلى يذهبون مصرا،

على يحملهم ولم شLLك، وال الخLLير في رغبة عنLLدهم الفقLLه، يعرفون ال الفقه، في قصور عندهم لكن الخير؛ رغبة إال هذا يLLؤدون الذي عملهم في بقاءهم ألن األمور؛ بين يميزون وال فيه في البقLLاء ألن العمLLرة؛ إلى ذهLLابهم من أفضل واجبLLا

أن الصLLحيح الحLLديث في ثبت وقد الواجبLLات، باب من العمل افترضتTه مما إلي أحب بشيء عبدي إلي تقرب ما: )قال الله

عثيمين[ ابن رمضانية، ]جلسات(.عليه

–وه��ذا المب��دأ كث��يرة، محافل في الفت��وى ه��ذه يك��رر الشيخ وكان أعني "احترام األنظمة"-، صحيح أنه أصل مشترك بين فقهاء أهل السنة، لكن للشيخ ابن عثيمين -لمن تتبع فتاواه- مزي��د اختص��اص في التمس��ك به��ذا األص��ل وك��ثرة مراعات��ه والفتي��ا على أساس��ه، يعرف ذلك من له أدنى خبرة بنصوص الشيخ رحمه الله، حتى أن القارئ يستطيع أن يعرف موقف الشيخ بمجرد أن تك��ون القض��ية

طالب من كث��ير انتباه لفتمما يتصل باحترام األنظمة، وهذا األمر أكاديمية دراسة الب��احثين أحد لها خصص ح��تى الش��رعية، العل��وم

الشLLيخ عند بالنظLLام الشرعي الحكم ربط) بعنوان مستقلة فقهية بن محمد الب��احث طرحهامقارنLLة( فقهية عLLثيمين: دراسة ابن

الطريقي. عبدالله فقهية مرجعية أهم هو بل الشرعي، الخطاب فقهاء من نموذج فهذا

تعظيمه ك��ان كيف فتأمل من��افس، بال الشرعي الخطاب في مؤثرة األصل ه�����ذا أثر كيف تأمل أخالقي�����ة، كقيمة العمل وقيمة ألمانة

36

ظاهرية قض��ية الت��دين يجعل ولم الفقهي��ة، فت��اواه على األخالقيالدعاة. شريحة إلى اآلن ولننتقل شكلية،

محمد الش��يخ : لنأخذاالنتشLLار واسLLعي الLLدعاة شريحة فمن وغزي��رة كث��يرة وب��رامج وفت��اوى وخطب دروس وله المنج��د، صالح بش��كل العمل وأخالق ع��ام بش��كل األخالق قض��ايا عن تتح��دث ج��دا

والفقهية العقدية القض��ايا بي��ان في جه��وده إلى باإلض��افة خ��اص،ذلك: ومن األخرى،

ليس )الدين بالتأويالت( ، الناس أموال )أكل )قيمة فق��ط( ، مظهرا الزوجي��ة( ، الحق��وق )سلس��لة اإلتق��ان( ، الزوج��ان( ، أيها )مهال

الحسنة( ، األخالق )سلسلة الزوجية( ، النفرة عند عالجية )خطوات )ص��يانة انفعاالتن��ا؟( ، نض��بط )كيف الس��ن( ، كب��ار نحو )ال��واجب الشخص��ية( ، العالق��ات في والتج��اذب )التن��افر األخوية( ، العالقات

المس��لم( ، حي��اة في )االستشارة الناس( ، أخطاء مع نتعامل )كيف الظ��الم بين المكت��وم )الغيظ المس��لم( ، بنفس��ية اإلس��الم )اعتن��اء

المنجد الش��يخ أك��ثر الموض��وعات من النمط هذا ومثل والمظلوم(،به. العناية مننماذجها: فمن للناس العامة القضايا في دروسه وأما

اإلس���المية )الحل���ول ش���رعية( ، )الفق���ر: رؤية األس���عار( ، )غالء األزمة )أثر العالمي��ة( ، المالية األزمة )أس��باب الفق��ر( ، لمش��كلة

المس�لم( ، الط�بيب إلى )رس�الة الن�اس( ، نف�وس في االقتص�ادية الش��ائعات( ، )خطر الم��رأة( ، ع��دو )الجهل المعلومات( ، )مصادر

المش��كالت( ، حل في )قواعد النفس��ية( ، الض��غوط مقاومة )سبل37

اإلقص���ائيون( ، هم الباطل )أهل ج���دارتها؟( ، الم���رأة تثبت )كيفالترفيهية(. )البدائل اإلحباط( ، أجواء في )التفاؤل عن غ��ائب ال��دعوي أو الش��رعي الخط��اب ب��أن ف��القول وبالت��الي

علمي. غير كالم هو إنما الحديثة واألسئلة األخالقيات

من كث��ير تن��اول في الش��رعي الخطاب منهجية نفهم أن المهم ومن يف��رد ال الش��رعي الخط��اب أن ذلك المدني��ة، القض��ايا من كث��يرا

مظلة تحت عنها يتحدث لكنه خاصة، أبواب تحت المدنية المشكالت )األمان��ة( وي��ذكر عن الش��رعي العالم فيتحدث الشرعية، المفاهيم

المس�لم الع�الم ويتح�دث ذل�ك، ونحو الوظيفة وأمانة األس�رة أمانة في والعدل القضاء، في كالعدل تطبيقاته عن )العدل( فيتحدث عن

فالقض��ايا إلخ، الزوج��ة، مع والع��دل العم��ال، مع والع��دل الوالي��ة، الفقه��اء لها يف��رد ال الغالب في المدنية ي��درجونها بل خاص��ة، أبواب��ا

من فكث���ير ول���ذلك الش���رعية، المف���اهيم مظلة تحت كتطبيق���ات هي غائبة البعض يظنها الذي السياسية المفاهيم عندهم تندرج أصال

بما الحكم أن عن يتح��دثون ثم الله(، أنزل بما )الحكم موضوع تحت وحفظ بالرعية والعناية والحقوق والعدل الشورى يتضمن الله أنزل

ونحوها. المسلمين كرامة وحق الطري���ق، حق عن يتح���دثون الحق���وق عن يتح���دثون وحين

في الحي��وان وحقوق والرعية، الراعي وحق بعضهما، على الزوجين كالع��دل الش��رعية ونحوه��ا. فالمف��اهيم واإلح��راق وال��ذكاة الص��يد

وق��ول والغش الس��رقة وتح��ريم الق��وة، وإع��داد والحق��وق واألمانةالمدنية. القضايا العلماء فيها يدخل كلها هذه الزور،

38

ال الش��رعي )الخط��اب أن يك��رر البعض سمعت حين إنني والحقيقة المق�روءة للمكتبة جديد من بالش�كل( ع��دت وإنما ب�األخالق يعت�ني

وخطب��اء، ودع��اة فقه��اء من الش��رعي الخط��اب لرم��وز والص��وتية ووالله والدروس، الخطب وفهارس المشايخ، مواقع أتصفح وأخذت قض��ايا ح��ول الش��رعي النتاج في المغاالة من تفاجأت إنني العظيم

الزوجين( )حقوق بالجار( و )الوصية الرحم( و الوالدين( )وصلة )بر تج��اه واالستبش��اع التح��ذير كثرة وفي المحتاجين(، على )الصدقة و

الن���اس أم���وال )أكل )الحس���د( و باأللق���اب( و )الغيب���ة( )التن���ابز نبيلة أخالقية قض��ايا من ذلك )الغ��رور( وغ��ير )الري��اء( و بالباطل( و

والفت���اوى والخطب وال���دروس المحاض���رات آالف فيها تتك���دسوالدراسات. والبحوث والمطويات والكتيبات

أتحدى إنني بل في معاصر فك�ري تي�ار ب�أي ي�أتي أن ك�ان من كائن��ا الوال��دين( بما )بر موض��وع عن تكلم أنه وي��زعم الغ��رب أو الش��رق يق��ال المعاص��ر! فكيف الشرعي الخطاب به تحدث ما عشر يقارب

ال الش�كلي؟! ه��ذا الت��دين في مغرق الشرعي الخطاب أن ذلك بعد ألغ��راض التش��ويه على مص��مم أو الخط��اب، به��ذا جاهل إال يقوله

آيديولوجية. كالحض النفوس، تزكية أخالقيات عن الشرعي الخطاب حديث أما

واليقين بالل��ه، الظن وحسن س��بحانه، به والثقة بالل��ه، التعلق على من والتس��خط الري��اء، من والتح��ذير واالس��تخارة، إلي��ه، والتوبة به،

والش��رقي الغربي المادي الفكر يعرفها ال أمور فهذه ونحوها القدر،سواء. حد على

39

عن يتح��دثون ال الش��رعي الخط��اب علم��اء أن زعم من أن والم��راد ال أنه فإما الناس، بمصالح تتصل التي األخالق وقضايا المدنية قضايا يعرف خالل من تص��وراته يب��ني وإنما الش��رعي، الخط��اب هذا أصال

بقية إلغ��اء يريد لكنه ذلك يع��رف أنه وإما المج��الس، مس��تهلكاتاآلخر. بعضها ضد ببعضها ويتوسل االهتمامات

40

غير والعلوم الشرعي الخطابرابعا: الشرعية

ش��ديد م��دني تخلف في )الي��وم بأننا الشرعي الخطاب مناوئوا يرى الخط��اب أزمة ولكن المعاص��رة، المدنية العل��وم إلى ماسة وبحاجة

وأنها المدني��ة، العل��وم تعلم في المس��لم الشباب يزهد أنه الشرعي ض��عف أن النق��اد هؤالء يعتقد ولذلك فيها(، ثواب ال وأنه وقت، ضياع

ليست المعاصر المس��لم المجتمع في المدنية الج��وانب بس��بب أوال الخط���اب بس���بب وإنما التعليم، عن المس���ؤولين كف���اءة ض���عف

المدنية. العلوم عن منحطة يزال- صورة -وال يضخ الذي الشرعي الش��رعي الخط��اب ك��ان ت��رى يا هل العل��وم في التزهيد يش��يع فعال

فرم��وز للواق��ع، دقيق غ��ير تص��وير ه��ذا فيه��ا؟ ث��واب ال وأنه المدنية ش��ائع فقهي تكييف لديهم الشرعي الخطاب منهم أحد يوجد ال ج��دا العلLLوم) بق��ولهم رؤيتهم يلخص��ون أنهم وهي البت��ة، فيه يخ��الف كفايLLة" "فLLرض حيLLاتهم في المسLLلمون يحتاجها الLLتي المدنية

يجب التك��ييف ه��ذابهLLا( يقوم من المسلمين في يوجد أن شرعا "فرض اعتبارها -أعني االحتياج محل المدنية العلوم لمنزلة الفقهي

لمة كفاي����ة"- هو الش����رعي، الخط����اب داخل العريقة كالمس����ذلك: على مختارة شواهد هاهنا وسنستعرض

عليه ب��از ابن اإلم��ام المعاصر الشرعي للخطاب العلمي األب يقول وهي أهل���ه(، وأخالق )العلم بعن���وان محاض���رة في الله رحم���اتمكتوب: وكنص صوتية كمادة موجودة

41

والزراعLLة، المعLLادن، واسLLتخراج, المباحة الصLLناعات )أنواع ,عبLLادة تكLLون النية صLLالح ومع مطلوبة أمور كلها ذلك، وغير تكLLون ذلك من خلوها ومع "فLLرض تكLLون وقد, مباحة أمLLورا

إليها( الحاجة دعت إذا األحيان بعض في كفاية"

ابن اإلم��ام وهو الش��رعي الخط��اب رموز من آخر رمز إلى ولننتقل الش��رعي الخط��اب في واحد رقم الفقيه مرتبة يمثل ال��ذي عثيمين

يق��ول حيث المعاص��ر، الكف��ائي" للعل��وم "الف��رض مفه��وم مؤك��داالمسلمون: يحتاجها التي المدنية

والهندسة والطب الصLLناعات تعلم "إن: العلم أهل بعض )قال من ألنها ال الكفايLLات" فLLروض من ذلك أشبه وما والجيولوجيا

ولهLLذا بها، إال األمة مصالح تتم ال ألنها ولكن الشرعية، العلوم قصدهم يكون أن العلوم هذه مثل يدرسون الذين اإلخوان أنبه

أمتهم ورفع المسLLLلمين إخLLLوانهم نفع العلLLLوم هLLLذه بتعلم مثل اسLتغلت أنها لو ماليين، اآلن اإلسالمية فاألمة اإلسالمية،

وال كثLLير، خير ذلك في لكان المسلمين ينفع فيما هذه العلوم تحصLLيل وفي بل كمالياتنLLا، تحصLLيل في الكفار إلى احتجنا ما

القيLLام اإلنسLLان بها قصد إذا العلLLوم فهLLذه أحيانLLا، ضرورياتنا لما ولكن لLLذاتها ال اللLLه، إلى يقLLرب مما صارت العباد بمصالح

[26/50بها( ]مجموع فتاوى ابن عثيمين، قصد

الدنيوية: العلوم ازدراء من البعض من يقع عما الشيخ ونهى تشLLغل وال للخلق نافعة بالدنيا تتعلق التي العلوم كانت )وإذا

النفع من إليه توصل لما محمودا طلبها كان منها أهم هو عما لها نجعل ال حLLتى نحتقرها أن لنا ينبغي وال الخLLاص، أو العLLام للخلLLق( ]فتLLاوى ابن عLLثيمين، مفيLLدة تكLLون حLLال في قيمة

26/31 ]

42

عثيمين ابن ويقول الطب: تعلم حكم في أيضا ألن وعملهم نيتهم بحسب أي األطبLLاء- أجLLرا –لهم أن شك )ال

لهLLذا لغLLيره، مقصLLود ولكنه لذاته مقصLLودا ليس نفسه الطب ال بد كفاية"، "فرض الطب تعلم أن إلى العلم أهل بعض ذهب

، الكفاية بفLLرض فLLألحقوه ، أطبLLاء فيهم يكون أن للمسلمين هLLذا بعمله اإلنسLLان قصد فLLإذا األمLLة، تحتاجه مما هLLذا ألن

كثLLيرا( أجرا فسينال الخلق إلى واإلحسان الفرض بهذا القيام]ارشادات للطبيب المسلم[

ألن أخ���رى، اقتباس���ات نقل في التوسع المنطقي من أنه أعتقد وال المس��لمون يحتاجها ال��تي المدنية العل��وم اعتبار -أعني القضية هذه

الراسخ. الفقهي بالثابت كفاية- أشبه فرض ذلك أخ��رى، زاوية من الصورة التقاط نحاول أن الطريف من ولكن

نجد المعاص��رين العرب العلمانيين المفكرين كتابات نتأمل حين أننا أنهم اإلس��الميين )أن مؤداها للتس��اؤل إش��كالية م��ايطرحون كث��يرا

الطبيعي��ة/التجريبي��ة/التطبيقية العل��وم مي��دان في بكثافة يتواجدون أنش��طتها على ويس��يطرون ونحوه��ا، والهندسة والحاسب ك��الطب كالفلس��فة اإلنس��انيات حقول في الفادح غيابهم نجد بينما الطالبية،

في الس����بب هو ه����ذا فهل ونحوه����ا؟ والق����انون واالنثروبولوجيا المعاصر الع��ربي الفكر يطرحه ال��ذي الس��ؤال دوغم��ائيتهم؟( ه��ذا

يكن لم الش��رعي الخط��اب ب��أن ض��منية شهادة داخله يحمل بإلحاح لن هاهنا ونحن أحيان��ا، ي��زعم كما الش��رعية غ��ير العل��وم عن منف��را

وهو منه مايعنينا بالتق��اط فقط س��نكتفي لكن الس��ؤال ه��ذا نن��اقش أهمية وت��أتي إلي��ه، اإلش��ارة س��بقت ال��ذي الض��مني االع��تراف ه��ذا

خص��وم ألد ك��ونهم في العلم��انيين المفك��رين ه��ؤالء مثل ش��هادة

43

ه��ذه في تهمة محل فليسو وبالت��الي عقائ��ديا، اإلس��المي االتج��اهالشهادة.

44

من واالستفادة الشرعي خامسا: الخطابالغرب

ب�أن: )الحض�ارة الق�ول الش�رعي الخط�اب من��اوئي من كث��ير يكرر كل في الم��ذهل التف��وق ونم��وذج العل��وم منبع تمثل الي��وم الغربية

الخط���اب أن تخلفنا أس���باب أعظم ومن والمج���االت، المي���ادين واالس��تفادة المس��لم المجتمع بين ع��ثرة حجر يقف الي��وم الشرعي

ه��ذا االنفصالي موقفه الشرعي الخطاب يصحح لم وما الغرب، منالتخلف( قعر في سنبقى أننا يعني فهذا

العل��وم منجزات من االستفادة لضعف التفسير هذا أن هاهنا نالحظ في الحك��ومي اإلنف��اق ض��عف إلى ه��ؤالء ي��رده ال الغربية المدنية المس��ؤولة الكف��اءات وض��عف العلمي، البحث على الع��ربي الع��الم

رفض في الش��رعي الخط��اب عنجهية إلى يردونه وإنما التعليم، عنالناجحين. تجارب من االستفادة

التفس��ير ه��ذا يمثل ت��رى يا م��دى أي إلى تفس��يرا ص��حيحا؟ علمي��ا المعاصر الش��رعي الخطاب فقهاء مواقف من نماذج قراءة لنحاول

الغربية: المنجزات من االستفادة تجاه بن عبدالعزيز الشيخ المعاصر الشرعي للخطاب العلمي األب يقول

الله: رحمه باز فال والباطل، الحق فيها المستوردة والنظريات األفكار )إن

مطلقLLا، يردوها أن وال مطلقLLا، يقبلوها أن للمسلمين يجوز منها كان فما ذلك، في التفصيل هو الواجب بل أو حقا نافعا

45

من مLLانع فال سبحانه الله لشرع مخالفته عدم مع للمسلمين[27/473 باز، ابن ]فتاوىبه( واالنتفاع قبوله

فيق��ول المنجزات هذه من نستفيد يجعلنا الذي األساس إلى ويشيرالله: رحمه

أسLLرار من غيرنا عليه وقف مما نأخذ أن في علينا حLLرج )وال تخLLالف ال الLLتي الدنيوية النافعة العلLLوم من واكتشف الكون

أعدائه كيد من حمايته على تعين وإنما, المطهر الشLLLLLLLLرع على ويتعين ذلك يجب بل الغLLير، إلى الحاجة عن أهله وتغني

ال اإلسالم، أهل يأمرهم الكامل دينهم ألن بل بالكفار، تأسيا كما يضLLرهم، ما كل عن والحLLذر, ينفعهم ما على بLLالحرص في بلغLLوا الLLذين الكفLLار وهLLؤالء, ذلك على األدلة تقLLدمت

إال العلم من إليه وصLLلوا ما يLLزدهم لم الغاية االخLLتراع كفLLرا وإلحادا [1/393 باز، ابن ]فتاوىالفاضلة( األخالق من وهبوطا

من االس��تفادة حكم عن ب��از ابن اإلم��ام ام��رأة س��ألت م��رة وذات جوابه في الغربي���ة" فك���ان التجميلية "المنتج���ات ه���ذه في داخال

يقول: كما أيضا، العامة القاعدة جاءنا إذا يضLLرنا، ما وندع ينفعنا ما والشرق الغرب من )نأخذ

كما منLLه، ونسLLتفيد نأخLLذه ينفعنا شيء الشرق أو الغرب من سLLيارات ومن طLLائرات ومن سLLالح من أخLLذنا ما منهم نأخذ غLLير ومن الLLدواء، من منهم نأخذ ذلLLك، وغLLير بLLواخر ومن

مشLLابهة فيه يكLLون وال ينفعنLLا، ما الزينة وجLLوه ومن الدواء،[21/223 باز، ابن ]فتاوىالله( أعداء من لغيرنا

46

في ع��ثيمين ابن الش��يخ وهو معاص��رة فقهية مرجعية أهم ويق��ول والمنج��زات العل��وم أنواع لكافة المسلمين تضييع على حزينة عبارة

فيقول: من الملحLLLLدة الكLLLLافرة الغربية الLLLLدول في حصل ما )وأما

أننا لو منه يمنع ال ديننا فLLإن وغيرهLLا، الصLLناعات في التقدم ديننLLا، ضLLيعنا وهLLذا، هLLذا ضLLيعنا األسف مع لكن إليه، التفتنا

هLLذا يعLLارض ال اإلسLLالمي الLLدين فLLإن وإال دنيانLLا، وضLLيعنا[3/49 عثيمين، ابن ]فتاوىالتقدم(

الكف��ار عند مما األخذ يك��ون أن ع��ثيمين ابن الش��يخ وأنكر تش��بهافقال:

حLLرج فال عامLLة، مصالح فيها التي والحرف الصناعات )وأما هLLذا وليس منLLه، ونسLLتفيد الكفار- أي– صنعوه مما نتعلم أن األعمLLال في المشLLاركة بLLاب من ولكنه التشLLبه، بLLاب من

ابن ]فتLLاوى( .بهم متشLLبها بها قLLام من يعد ال الLLتي النافعة[3/40 عثيمين،

ولنعرض أيضا الخطاب في الحضور شديدة فقهية لشخصية نموذجايقول: حيث الفوزان صالح الشيخ وهو الشرعي

الLLتي المسLLتجدات من الكثLLير عنLLدها اآلن الغربية )الLLدول ال أنه أرى لهLLذا كثLLيرة، شLLرور وعندهم المسلمون، يفتقدها

بل كلLLه، رفضه أو الغLLرب لLLدى ما كل أخذ للمسLLلمين يجLLوز دينه يوافق وما منه ينفع ما وأخذ التمحيص عليهم الLLLLواجب

47

عنLLه( ونهانا الLLدين منه حLLذر ما وتLLرك كتابنLLا، إليه أرشد وما[206س الفوزان، ]فتاوى

وال��ذي الف��وزان يقدمه ال��ذي الفقهي المنظ��ور هو ه��ذا ك��ان ف��إذا الش��رعي الخط��اب فقهاء أكثر البعض يعتبره األفك��ار تج��اه تحفظ��ا

تحفظا؟ منه أقل هو بمن فكيف الغربية، بقية نص��وص اس��تعراض نواصل أن المنطقي من ليس أنه لي يب��دو "وهو الموقف ه��ذا ألن المج��ال، ه��ذا في الش��رعي الخطاب فقهاء

أش��به هو بل فت��وى، مج��رد الش��ريعة" ليس يع��ارض ال بما االنتف��اعالمعاصر. الشرعي الخطاب في والعمق الشيوع شديد بالمبدأ

لرأينا الش��رعي الخط��اب واقع على الرؤية هذه انعكاسات رأينا ولو الكمبيوترية ب���البرامج االهتم���ام ش���ديدي الش���رعيين المختص���ين ش��ارك منهم والكث��ير الشرعية، علومهم في واستعمالها وتطبيقاتها

دقيقة علمية تخصصات في الخارج في للدراسة االبتعاث برامج فيالعلوم. شتى في

يقف الش��رعي الخط��اب أن ي��ردد من أن لي يبدو ولذلك دون ح��ائال يق��دم فهو الغربي��ة، المنج��زات من االس��تفادة طرح��ا غ��ير إنش��ائيا الش��رعي، للخط��اب والتط��بيقي النظري للواقع يستند ال موضوعي

بين تفصيله الشرعي الخطاب على ينتقد الكالم هذا قائل كان إذا إال التفص��يل ه��ذا اس��تبعاد يريد وأنه له��ا، والمعارض للشريعة الموافقآخر. شيء فهذا الغربي، الواقع لدى ما كل وأخذ والتمييز

48

واالستقالل الشرعي سادسا: الخطابالسياسي

ق��ولهم: الش��رعي الخط��اب من��اوئي بعض يش��يعها ال��تي األمور من يحركها السياس��ية للنظم ت�ابع مج��رد المعاصر الش�رعي )الخط�اب

يريد ما ويحرم��ون إباحت��ه، السياسي أراد ما في��بيحون يش��اء، كيف الله )مش��ايخنا دارجة بلهجة يق��ول وبعض��هم تحريم��ه(، السياسي

بعض ل��ذلك ويذكرون يقولونه(، تبيه اللي الحكومة ورا عليهم يخلفهذه. رؤيتهم تدعيم بهدف تغيرت لفتاوى التاريخية النماذج

للخط��اب التص��وير العلمي��ة( له��ذا )الدقة حجم نخت��بر أن هاهنا نريد هل الش��رعي؟ للنظ��ام وذيل ت��ابع مج��رد الش��رعي الخط��اب فعال

النقاد؟ هؤالء يرى كما السياسي دعونا بعض اس�����تعراض إلى ننتقل ثم الوق�����ائع، بعض نتأمل أوال

النظرية: النصوص له ووضع الرب�وي البنكي النظ�ام الق�رار صانع أقر أق�وى من واح�دا

له ووضع واسعة، بصالحيات وزوده اإلشرافية األجهزة بعنوان نظاما فقه��اء ق��ام كيف يت��ذكر الجميع ف��إن ذلك ومع البن��وك"، "نظ��ام

األجل طويلة تاريخية بحملة وخطب��اؤه ودعاته الش��رعي الخط��اب وتح��ريم فيها، العمل وتحريم الربوية، البنوك ضد االجتماعية للتعبئة

فوائدها. في الفقه��اء واس��تمر الس��جائر، بيع أت��اح السياسي النظ��ام أن كما

السياسي النظ��ام أن كما ض��دها، الغليظ الس��لبي الموقف إش��اعة49

الخط��اب فقه��اء واس��تمر وتوزيعه��ا، الماجنة المجالت نشر أت��اح رس���الة ع���ثيمين ابن نشر وأيامها استبش���اعها، بث في الش���رعي

كث��ير إقامة أت��اح السياسي النظ��ام أن كما المجالت"، "فتن بعن��وان الس���نوية الرس���مية االحتف���االت الغنائي���ة" في "الفعالي���ات من

يص��در الش��رعي الخط��اب اس��تمر ذلك ومع الس��ياحية، والمناشط المع���ازف، مهاجمة في والبح���وث وال���دروس الخطب من الكث���ير رمز أعظم له بالنس��بة تمثل ال��تي بالمئوية السياسي النظام وابتهج الش��رعي الخط��اب تحرك ذلك ومع السياسي، لكيانه ذلك معارض��ا

باعتباره وإعالن المظ�اهر من كث��ير ت��رك تم ح��تى مشروع غير عيدا الق����وة من -بش����يء السياسي النظ����ام وف����رض رس����ميا، ذلك

ذلك ومع للمس��عى األفقية المم��انعين- التوس��عة تج��اه والحساسية األفقي��ة" "التوس��عة يمانعون الشرعي الخطاب فقهاء من كثير بقي

من الن�اس ويح�ذرون بل العمودي�ة" فق��ط، "التوس�عة جواز ويرون ال��وزاري الفريق وف��رض الجدي��دة، األفقية التوس��عة في الس��عي والعنجهية الص��لف من -بشيء السياسي بالنظام المحيط الليبرالي

للم��انعين- الوظيفة من واإلقالة اإلعالمي التش��ويه لحد تصل ال��تي الخط��اب فقهاء من كثير قاد ذلك ومع كاوست، جامعة في االختالط

واألبح��اث الفت��اوى بعض ذلك في وكتب��وا ممانعة حملة الش��رعيالشبكة. على المقاالت ومئات

ح��ريص المحلي السياسي النظ��ام أن المعلوم ومن بق��اء على ج��دا فه��ذه الش��ريعة، بتحكيم الي��وم ع��الم في متم��يز كنظ��ام ص��ورته الشرعية أسس أهم من وواحد تاريخي مكتسب له بالنسبة الصورة

المعارضة ه����ذه ومثل فيه����ا، التفريط يمكن ال بحيث السياس����ية المكتس��ب، ه��ذا تش��وش الفقهية ك��انت العنف خاليا أن خصوص��ا

50

وتفجيراتها أفعالها ل��تزود للش��ريعة المخالفة المظ��اهر هذه تستغل الش��رعي الخط��اب رم��وز بقي كله ذلك ومع المطلوب��ة، بالش��رعية يرونه ما يعارضون الشرعية. للنصوص مخالفا ك��ان هاهن��ا: لو نفسه على العلمي الب��احث يطرحه ال��ذي الس��ؤال ه��ؤالء يق��ول كما السياسي يد تحت أزرار مج��رد الشرعي الخطاب

إلنه�اء الفقه�اء هؤالء توجيه من إذن السياسي يمنع الذي فما النقاد، وتغطية واق���ع، هو ما بموافقة والفتيا المزعج���ة، الملف���ات ه���ذه

من الش��رعية ص��ورته وتخليص فقهي��ة، بفتاوى السياسية القراراتاإلحراجات؟! هذه وثمة كث��يرة ص��ور أيضا وتحليل واستعراض��ها القبي��ل، ه��ذا من ج��دا

أن لفك��رة العلمي الض��عف الموض��وعي للب��احث يكشف مض��امينهاالسياسي". النظام وميول لرغبات تابع مجرد الشرعي "الخطاب

تتن��اقض واقعية نم��اذج هي س��بق ما حس��نا، التبعية تهمة مع ج��ذريا تصب ال��تي النظرية النص��وص إلى اآلن لننتقل السياسية، في أيض��ا

الرغب��ات عن الش��رعي الخط��اب استقالل وجوب وهو المسار، هذاذلك: فمن السياسية،

س���نية فقهية مرجعية أهم وهو– ع���ثيمين ابن اإلم���ام الش���يخ أن يكرره مصطلح لديه اإلطالق- كان على معاصرة دروس��ه، في كثيرا كتبه في رأيته وقد نفوس����هم، في ويعمقه علي����ه، طالبه وي����ربي

الدول��ة"، "علم��اء مص��طلح وهو المواضع، عشرات في ومحاضراته ال��ذين للعلم المنتس��بين الله رحمه ع��ثيمين ابن الش��يخ بهم ويع��ني الش��يخ تعريف ولنق��رأ السياس��ي، النظ��ام يري��ده ما بموجب يفتونالشيخ: يقول حيث المصطلح، لهذا نفسه

51

فيلLLوي ، الدولة تشLLتهيه ما ينظر الLLذي دولLLة": هو )"عLLالم ابن السLLLنة، أهل عقيLLLدة ]شLLLرحتريLLد( ما إلى النصLLوص أعنLLاقعثيمين[.

فيقول: كتبه من آخر موضع في ويعرفه الدولة تريد مLLLاذا ينظLLLرون الLLLذين هم الدولLLLة" )"علمLLLاء

األدلة من تشLLابه ما فيتبعLLون متشLLابهة، أدلة له فيلتمسLLون وحديثLLه( الزمLLان غLLابر في كثLLيرة أمثلة ولهم للدولة، إرضاء

[9/463 الممتع، ]الشرح

كتبه من آخر موضع في وعرفهم فقال: أيضا يصدرون الحاكم، يريد ماذا فينظرون الدولة" "علماء )وأما

من النصLLوص أعنLLاق يلووا أن ويحاولون هواه، على األحكام وهLLؤالء الحLLاكم، هLLذا هLLوى مع تتفق حLLتى والسLLنة الكتLLاب

[49 ل المفتوح، الباب ]لقاءخاسرون( دولة علماء

مثال: فيقول المفهوم هذا على التشنيع من ويكثر ,مباشرة فيفتيهم الدولة تريد ماذا ينظر الذي: الدولة )عالم أحله ما, ذلك أشLLبه وما الLLوزير أو الLLرئيس يقLLول ماذا ينظر

الدولLLة( عLLالم هذا, حرام فهو حرمه وما, حالل فهو الرئيس[.210ل المفتوح، الباب ]لقاء

ص��لة ذي موضوع ثار كلما كالمه في المفهوم هذا الشيخ ويستحضر في مثال فيق��ول طالب��ه، نف��وس في باالس��تقالل ال��وعي لترسيخ به،

والجمارك: الربا مسLLألة إن: يقولLLون مخطئين كانوا وإن العلماء بعض )يوجد

يصLLLLلح ما إلى ترجع بل بالشLLLLرع، لها تعلق ال المعLLLLامالت نضع أن الحLLال اقتضى فLLإذا بحسLLبه، زمان كل في االقتصاد

وهLLذا.فيه شLLيء ال فهذا; الناس على ضرائب أو للربا بنوكا52

وإال لهم، الله غفر مجتهLLدين كLLانوا فLLإن; خطئه في شك ال من بLLأنهم يلقبLLوا أن بهLLؤالء والالئق عظيم، خطر على فهم

[ 2/161 المفيد، ]القولالملة( علماء ال الدولة" "علماء

الله: أنزل ما بغير الحكم مسألة في مرة وقال إرضLاء أجل من مواضLLعه عن الكلم يحرفLون الدولLLة، )علماء

فيقولون الحاكم، الLLدنيا مسائل إن: مثال اقتصLLاديا وزراعيLLا ثم تختلLLف، المصLLالح ألن البشLLر؛ إلى موكول وإعطاء وأخذا

بLLأمور أعلم "أنتم وسلم عليه الله صلى بقوله عليه يموهون يعرفLLون ال جهلLLة، اآلن الموجLLودين الحكام وغالب دنياكم".

واسع األذيLLال طويل العمامة كبLLير إنسLLان أتى فLLإذا شLLيئا، والمصLLالح المصLLالح، إلى يرجع أمر هLLذا: له وقLLال األكمLLام

:قLLال والنLLبي واألحLLوال، والمكLLان الزمLLان بحسب تختلف الLLتي القوانين تغيروا أن بأس وال دنياكم"، بأمور أعلم "أنتم

إلى مناسب وقت وفي الصLLLLLحابة عهد في مقننة كLLLLLانت ما فيحللLLون الLLوقت، هLLذا في النLLاس عليه ما توافق قوانين

[87 ل المفتوح، الباب ]لقاءالله( حرم

متكرر سلبي بشكل عثيمين ابن الشيخ من الكثيف االستحضار وهذا عميقة تربوية آثار الدولة" له "علماء لمفهوم طالبه نف��وس في جدا

الفقي��ه" عن "اس��تقالل يص��بح حيث ب��ه، والمت��أثرين ومس��تمعيهوعيهم. في مركزية قيمة بالوحي وارتباطه السياسية اإلمالءات

أية على فإنه عثيمين ابن الشيخ عند الشرعي المبدأ لهذا حال.. تبعا لتقديم الله رحمه الشيخ ينجر فلم رئيس، بشكل فقهه على انعكس ذلك ك��ان إذا السياس��ية للق��رارات فقهي غط��اء لألحك��ام مخالف��ا

53

نعرض أن هاهنا نفضل لكننا النماذج، بعض ذكر سبق وقد الشرعية، اإلش��ارة سبقت الذي المبدأ بهذا التطبيقات هذه لربط أخرى نماذجإليه. ذلك فمن وضع الم���رور تنظيم أجل من السياسي النظ���ام أن مثال

ش��ك، وال اجتهادية مس��ألة وهي القي��ادة، رخص إصدار على رسوما في يجامل ولم به جهر فقد ذلك تح��ريم ي��رى ك��ان الشيخ ألن ولكنفتاواه: في جاء حيث الشرعية، المسألة هذه

أو االسLLتمارة لتجديد تؤخذ الLLتي الرسLLوم الشLLيخ، )فضLLيلة بال يؤخذ شLLيء كل نعم، إي الضرائب؟ من تعتبر هل الرخصة

يأخذ أن لإلنسان يحل وال محرم، وهو الضرائب، من فهو حق[.65ل المفتوح، الباب ]لقاءحق( بغير أخيه مال

الرس��وم لحكم الفقهي التحرير مع��رض في لس��نا هاهنا نحن طبع��ا الش��يخ استقالل توضيح هو السابق المثال في المهم ولكن اإلدارية،الشرعية. المسائل في مجاملته وعدم الفقهي،

وضع السياسي النظام -أيضا- أن النماذج ومن نظاما جمركيا ضخما اس��تمر ذلك ومع المعني��ة، المؤسسة له وأق��ام األنظمة له وش��رع لض��غوط يلتفت ولم الجمركي��ة"، "الض��رائب تح��ريم ي��رى الش��يخالشيخ: يقول حيث السياسي، الواقع

]شLLرحظلم( الجمLLارك أن يعLLني وهLLذا ظلم، المكوس )وفيالسفارينية[

الجمارك: من التخلص في مرة وقالG تعطيهم أنك قدرنا لو الجمارك )أصحاب أخذ عن ليكفLLوا ماال في األفضل أن مع, للظلم دفع هLLذا ألن بLLأس؛ فال الجمLLرك

54

جLLائزا( صLLار منابLLذة به يكن لم لما لكنه تخضع، أن الحال هذا[.106ل المفتوح، الباب لقاء]

عليه أوجب بل البغ��اة، يقاتل أن األمر ولي على ح��رم الش��يخ إن بل الشيخ: يقول كما يحاورهم، أن أوال

وال اإلمLLام، أنا وراءكم ارجعوا: مثال األمر- ولي أي– قال )لو فماذا تسألون، وأنتم أفعل، عما أسأل ال اعتراض، علي ألحد

هLLذا يقLLول أن عليه وحLLرام يجLLوز، ال هLLذا: نقLLول نقLLول؟[14/401 الممتع، ]الشرحالقول(

لفس��اد الذريعة )سد الشرعية السياسة باب في الشيخ أصول ومن كت��اب في الفقه��اء مت��أخري بعض ق��ال لما فإنه ولذلك السالطين(،

كان إذا "القاتل بأن الجنايات عليه"، قصاص وال يقتل ال فإنه سلطانا وض��ياع وفوضى فتنة عليه ي��ترتب الس��لطان ب��أن"قتل ذلك وعلل��واوقال: جازمة الله- بعبارة -رحمه محمد الشيخ عليهم فرد األمة"،

ولو عامLLة، الLLواردة النصLLوص ألن عليLLل؛ تعليلهم أن )أرى النLLLLاس على العتLLLLدوا الظلمة للسLLLLالطين البLLLLاب فتح

على جرأة وبكل سبب، أي وبدون وعدوانا، عمدا يقتلونهم[14/45بالله( ]الشرح الممتع، والعياذ خلقه وعلى الله

اإلنك��ار ي��رفض ك��ان عثيمين ابن الشيخ إن الناس بعض يقوله ما أما ومن دقي��ق، غ��ير فه��ذا السري، اإلنكار في األمر حصر ويرى العلني

بها له وليس عثيمين ابن الشيخ نصوص يستوعب لم الكالم هذا قال تحقيق بها أراد الب���اب ه���ذا في قواعد له محمد فالش���يخ خ���برة، مرتبط العل��ني "اإلنكار أن أصوله فمن الشريعة، أصول بين التوازن

55

ه��ذا في عامة إطالق��ات الش��يخ ل��دى وليس ذات��ه"، اإلنكار بمصلحةالمبدأ: هذا شرح في الشيخ يقول حيث موازنات، هي بل الباب،

به ويحصل المنكر به يLLLزول علنLLLا اإلنكLLLار أن رأينا )فLLLإذا به يLLزول ال علنLLا اإلنكLLار أن رأينا وإذا علنLLا، فلننكر الخLLير على الLLLوالة ضLLLغط يLLLزداد بل الخLLLير به يحصل وال الشر

وبهLLذا سLLرا، ننكر أن الخLLير فLLإن الخLLير، وأهل المنكLLرين يكLLون اإلنكLLار أن على الدالة األدلة فتكLLون األدلLLة، تجتمع

الخLLير حصLLول وهي المصلحة، فيه نتوقع كنا إذا فيما علنا يكLLون اإلنكار أن على الدالة والنصوص الشر، وزوال سLLرا

به يحصل وال الشر به يLLLزداد اإلنكLLLار إعالن كLLLان إذا فيما[62الخير( ]لقاء الباب المفتوح، ل

أقواله تلتقي مواضع ع��دة في الش�يخ ش�رحه ال�ذي التفص��يل وبهذا وفي العل��ني، اإلنك��ار عن نهى المواضع بعض في فإنه الل��ه، رحمه

وأشهر- أنكر -أكثر أخرى مواضع وقعت التي المنكرات كل في علنا العل��ني اإلنك��ار أن ي��رى أنه الش��يخ موقفي بين فالجمع يجامل، ولم

بي��ان فيه العل��ني اإلنكار كان فإذا الراجحة، المصلحة بظهور مرتبط اإلنك��ار ش��رع بال��دعوة اإلض��رار مفس��دة فيه وليس للن��اس الحق

بي��ان مصلحة على بالدعوة اإلضرار مفسدة رجحت إذا وأما العلني، س��را، اإلنك��ار أفض��لية ال��راجح أن الش��يخ يرى المنكر هذا في الحق وص��دق الش��رعية األص��ول مراعاة في ودقته الشيخ عمق من وهذا

الشريعة. على الحفاظ في الرغبة

والتحليل األهمية من المزيد عثمين ابن مواقف منحنا هاهنا ونحن وهو اإلطالق، على معاص���رة س���نية فقهية مرجعية أهم يعت���بر ألنه

إن بل المعاصر، الشرعي للخطاب نموذجي ممثل أصدق من كث��يرا عن��ايتهم إنما للن��اس يفت��ون ال��ذين العلم طالب أن يع��رف ال الناس

الل��ه، رحمه للشيخ الممتع الشرح في بما الشديدة لخص��ائص نظ��را ه��و: االط��راد أهمها لكن عرض��ها، محل ه��ذا ليس بها تم��يز فقهية

إلى باإلض��افة الش�رعية، المعطي��ات توازن��ات واس��تخالص الفقهي،56

الع��رض الفقهي" كحسن التعليم "مه��ارات في الم��ذهل التف��وقونحوها. الطلبة أذهان وتحريك والتمثيل

للخط��اب وق��ائع السياس��ية" ع��بر "التبعية فكرة اآلن ناقشنا حسنا، السياسي االس��تقالل لمسألة الفقهي التنظير من ونماذج الشرعي،

السياسي االس��تقالل عمق المعطي��ات هذه خالل من وظهر للفقيه، الشرعي للخطاب من بعد ننته لم أننا لي يب��دو لكن وعملي��ا، نظري��ا

بع��د، نناقش��ها لم جانبية اعتراض��ات هن��اك ي��زال فال اإلشكالية، هذه تستحق وهي العلمي التحليل فعال لشيوعها. نظرا ذلك فمن في يغ��الي الش��رعي )الخطاب يقول الناس بعض أن مثال

أخذ ألنه دقيق، غير الكالم األمور( وهذا والة طاعة مسألة من ج��زءا أخ��رى، أجزاء وترك السياسية الطاعة مسألة في السنة أهل قواعد يق��ررون الس��نة فأهل األولى متوازي��ة: القاع��دة قواعد ثالث دوم��ا

الق��رآن في وارد قطعي أمر ه��ذا األم��ور" ألن والة طاعة "وج��وب ب��المعروف" فطاعة الطاعة تك��ون "أن الثانية والقاع��دة والس��نة،

يخ��الف بما أم��روا ف��إذا فق��ط، ب��المعروف مربوطة األم��ور والة تجب قلنا إذا هاهنا اإلش��كال أين أدري )وال لهم طاعة فال الش��ريعة

اإلنكار "وجوب الثالثة والقاعدة الشريعة؟!(، يعارض ال فيما الطاعة األمر ولي وضع ف��إذا بمراتب��ه"، ف��إذا وبالت��الي إنك��اره، وجب منك��را

الت��وازن، غاية فه��ذا وباإلنك��ار، ب��المعروف مربوطة الطاعة ص��ارت والة طاعة قض��ية إن ذلك. ثم من أعقل المصلحي النظر في وليس أع��رف فال أص��ال، فيها يج��ادل أحد وإنك��ار( ال )بمعروف األمور تي��ارا الشريعة! وافق لو حتى للعصيان يدعو فكريا

57

االعتراضات ومن مش��ايخنا إلى )انظ��روا يقول الناس بعض أن أيضا على ب��ذلك يس��تدل األم��ر( ثم ولي على الخ��روج يحرم��ون كلهم

ال المسلح الخروج فرفض دقيق، غير الكالم وهذا السياسية، التبعية المعارض��ين أك��ثر أن تجد ذلك ولتوض��يح السياس��ية، التبعية يع��ني

يع��ني ه��ذا فهل المسلح، الخروج يرفضون السياسيين واإلصالحيينالسياسية؟! للنظم تابعون أنهم ب��الحكم االل��تزام هو إنما ذلك في فمبرراته الش��رعي الخطاب وأما

أحاديث في جاء الذي المسلح، الخروج تحريم في المتواتر القطعي ال ذلك لكن المعنوي، التواتر درجة بينها المشترك المعنى يبلغ كثيرة الفقه يك��ون أن عن��دهم يع��ني اإلص��الحيين أن كما للسياس��ة، تابع��ا

ت��ابعين ليس��وا ذلك ومع المس��لح الخ��روج يرفض��ون السياس��يينالنظام. أخطاء ينتقدون بل سياسيين،

)هن��اك بعض��هم ق��ول القض��ية به��ذه المتص��لة االعتراض��ات ومن فتاواها غيرت شخصيات ه��ذا السياس��ية( فقائل اإلرادة لتغ��ير طبقا

للخط���اب تنتسب رس���مية شخص���يات ثمة أن يقصد أن إما الكالم فه��ذه السياس��ية، النظم تري��ده ما الفتاوى من تقدم وأنها الشرعي

هن��اك ك��انت اإلس��الم تاريخ طوال بل أصال، جدل محل ليست قضية بل شخص��ية، لمصالح ذلك وتستثمر للتدين نفسها تنسب شخصيات س��بق ال��تي وهي منه��ا، ويح��ذر القضية هذه يردد الشرعي الخطاب

الدول��ة(، )علم��اء بعن��وان منها عثيمين ابن الفقيه تحذير كثرة عرض تق��وم أنها ويعلم الشخص��يات ه��ذه ينتقد ذاته الش��رعي والخط��اب

ذلك على لنأخذ ذلك ولتأكيد بحت، وظيفي ب��دور اختالط )حادثة مثال

58

االختالط بج��واز الرس��مية الشخص��يات بعض أفتت كاوس��ت( فحين واجهت نقدا واستهجانا الشرعي. الخطاب من واسعا

االعتراضات ومن من الكث��ير )هن��اك بعض��هم ق��ول الصلة ذات أيضا للنظ��ام واإلط��راء الم��ديح ي��دبجون الشرعي الخطاب وفقهاء دعاة

منتشر الكالم سياس��يا( وه��ذا مستقلون إنهم يقال فكيف السياسي لنحاول لكن دقيقة، قراءة إلى ويحتاج )حكم عن الحديث تأجيل أوال

من فيه وماج���اء الش���رعي األصل حيث السياس���ي( من الم���ديح واقع أع���ني الواق���ع، تحليل ولنح���اول الس���لف، وعمل األح���اديث واقع قرأنا اإلش��كالية. لو حوله تط��رح السياس��ي" ال��ذي "الم��ديح مالحظ��ات ع��دة الكتشفنا محايدة علمية بطريقة الشرعي الخطاب

القضية: هذه فهم في مفيدة مح��دود فريق هم السياس��ي" إنما "المديح يستعمل من أنأولها:

فهم الش��رعية العل��وم طالب جم��اهير وأما المحتس��بين، من ج��دا وه��ذه هج��وم، وال م��ديح فال األصل من الموض��وع هذا عن معرضون

األك����ثر هي السياسي الم����ديح إراقة عن المحتش����مة الش����ريحةواألوسع. يستعملونه السياسي" هل "المديح يستعملون الذين هؤالءوثانيا:

لتحقيق يس��تعملونه نح��وه( أو أو م��ال أو )كمنصب خاصة لمص��لحة وفي ج��وهري س��ؤال ه��ذا شرعي(؟ منكر )كمقاومة دعوية مصلحة

السياس��ي" "الم��ديح يستعملون الذين هؤالء كان فإن األهمية، غاية فهم شخصية مصالح لتحقيق يستخدمونه نوع وهذا إدانة محل قطعا

الممقوت. العلني التسول من59

هاهنا دعوي��ة" فنحن "مص��لحة لتحقيق يس��تعملونه ك��انوا إن وأما بال التي��ارات جميع مش��ترك" تس��تخدمه "أس��لوب أم��ام س��نكونالمادحون. هؤالء به ينفرد ولم استثناء

المحتس��بين بعض على يش��نع من مثال: أك��ثر ذلك على ولنض��رب ت��رى يا ك��انوا فهل السياس��يون، اإلص��الحيون هم السياسي بالمديح لهم بي��ان وأش��هر أول إلى نظرنا لو السياس��ي؟ الم��ديح عن بعيدين

الم��ديح بت��دبيج يس��تفتحونه لرأين��اهم الرؤية" المعروف؛ "بيان وهو الشفافية أسلوب المواطنين صدور أثلج )لقد بقولهم األمر لوليوحلولها(. الوطن مشكالت تلمس في انتهجتموه الذي

الدس��توري "اإلص��الح بعن��وان ك�ان وال��ذي أعقبه الذي البيان في ثم وإخوانه األمر ل��ولي ال��دعاء فيه أوال" دبجوا )ونسأل بق��ولهم أيض��ا

وإخوانكم(. بكم ممثلة السياسية، القيادة يوفق أن الله

طريق في "معالم بعنوان كان والذي أعقبه الذي الثالث البيان وفي ثم للملك نص���وص بثالث البي���ان الدس���تورية" اس���تفتحوا الملكية أعقبوها مديحا الكلمات )وهذه الثالث عباراته عن فقالوا واستنباطا

التعاقد لطبيعة الLLواعي التصLLور )هLLذا ، المضLLيئة( والمواقف إلخ.السياسي(

)وفي ق��الوا كما المس��لمين إلم��ام بال��دعاء الم��رة ه��ذه ختم��وا ثموالصالح(. بالسداد واإلمام للقيادة الله ندعو الختام

الملك بعب��ارة ويتغن��ون يس��تفتحون ص��اروا الالحقة بيان��اتهم وفي وحي وكأنها بيان��اتهم بها ويصدرونالظلم( هامة بالعدل )سأضرب

تبجيلية بلغة األم��ور ل��والة بال��دعاء بيان��اتهم أحد وختم��وا بل م��نزل، الحLLLرمين خLLLادم المباركة مسLLLيرتها قائد خطى الله )وسLLLدد

الشريفين(. 60

اإلص����الحيون اس����تعمله السياس����ي( ال����ذي )الم����ديح يكن ولم السياس���يون أحد عب���ارة على أثن���وا بل فق���ط، بالملك مختص���ا

على وأثن�وا إلي��ران، الع�راق تس�ليم بش�أن السياس�يين المسؤولين وبعض��هم بل غ��يره، قبل بيان��اتهم في وشرفوه طالل األمير توجهات

الوزراء أشد على يثني صار تنم��وي ب��دور يق��وم أنه باعتبار استبدادا أن تؤكد ال����تي الش����واهد من ذلك وغ����ير النظ����ام!، داخل عميق

السياس��ي( فيما )الم��ديح اس��تخدموا ذاتهم السياسيين اإلصالحيينأجلها. من يسعون التي قضاياهم يخص يس���تخدمون ال ألنهم الش���واهد، ل���ذكر حاجة فال اللي���براليون وأما

الم��ديح يس��تخدمون وإنما أص��ال، فكرية مص��لحة لتحقيق الم��ديح تتعلق شخصية مصالح لتحقيق السياسي اإلعالمية. بالمناصب غالبا

الم��ديح اس��تعملوا والمحتس��بين ال��دعاة بعض ب��أن فالقول وبالتالي ليس دعوية مصلحة لتحقيق السياسي أصال. به انفردوا شيئا

"الم��ديح اس��تعملوا ال��ذين المحتس��بين من الفريق وثالث��ا: ه��ذا الشرعية األحكام بدلوا السياسي" هل مدحوا أنهم أم وتزلفا، تملقا

أي: هل الش��رعية؟ المف��اهيم لحماية بالسياسي االستقواء باب من التغيير؟ من الشريعة لحفظ مدحوا أم المديح، ألجل الشريعة غيروا

وأكثر أفضل فهم إلى يقودنا السؤال هذا الفريق. هذا مع إنصافا ال��دعاة بعض اس��تعمله ال��ذي السياسي الم��ديح لواقع بالنس��بة هذا

فال��ذي السياس��ي، الم��ديح تجاه السلف بعمل مايتعلق وأما مؤخرا، الحظته وإذا والم��ديح، اإلط��راء عن يحتش��مون الس��لف أن شخصيا

وبالمغ��االة، بحق األدنى، بالحد منها تبلغ��وا الم��داراة إلى احت��اجوا نك��ون يجب أنه هاهنا األهم القض��ية وإنما التفصيل، محل هذا وليس

61

ال��ذين المحتس��بين بعض موقف ق��راءة في وموض��وعيين منص��فين بقية اآلن ولنواصل دعوي��ة، مكتس��بات لتحقيق الم��داراة اس��تعملوا

السياسية. التبعية بقضية الصلة ذات االعتراضات البعض يتحدث يتح��دث ال الش��رعي )الخط��اب ب��أن ب��القول معترضا

الم��الي، الفس�اد ومفه��وم المالي��ة، والحق��وق الن��اس احتياجات عن االس��تقالل( فه��ذا ع��دم على ي��دل مما للسياسي، مراعاة ذلك وكل

عن البح��وث نم��اذج من س��بق ما إلى فباإلض��افة دقي��ق، غ��ير أيض��ا الش��رعي )الخط��اب فق��رة في ذكرها س��بق الع��ام" ال��تي "الم��ال العلم��اء دروس نم��اذج من ذك��ره س��بق وما السياس��ي(، والفقه

طريقة من إليه اإلش��ارة س��بق وما المالي��ة"، "األخالق في وال��دعاة يعرض��ونها والحق��وق" حيث "الع��دل مف��اهيم مع العلم��اء تع��اطي

ما وك��ثرة المج��االت، كل في تطبيقاتها يستعرض��ون ثم ع��ام بشكل والس��رقة والغش "الرشوة تحريم من الشرعية الخطب له تتعرض إضافة المناسب من أنه نشعر أننا إال بالعقود" ونحوها، الوفاء وعدم نم��اذج أربعة هاهنا ولنأخذ القض��ية، ه��ذه ح��ول الش�واهد من المزيد

العامة: األحداث من الخط��اب ودعاة علماء من كثير " تحدثالعنف كارثة" بدايات في

ض��منها ومن بالموضوع، الصلة ذات القضايا من جملة عن الشرعي دع��اة من النم��اذج بعض ذلك على ولنأخذ للن��اس، المالية الحق��وقالشرعي: الخطاب

المبLLLLادرة ولتكن الجLLLLوانب، كافة من للواقع اإلصLLLLالح-) رؤية الزايLLدي، ( ]د.عبداللهواالقتصLLادي السياسي باإلصالح

التفجير[. أعمال حول

62

ويأكل ،حقLLوقهم النLLاس يبخس من المسؤولين بين ووجد-) الله رسLLول لعن والتي الرشوة يتعاطى و ،بالباطل أموالهم األحداث الجليل، ( ]عبدالعزيزوآخذها ودافعها فيها الساعي

المعاصرة[ ،الجLLرائم وانتشLLارT ،والمLLالي اإلداري والفسLLاد ،البطالة-)

على التسLLخط على الشLLباب بعض تحمل المنكرات، وتفشي المجتمع على والحقLLد الحنLLق نLLارG قلبه في وتذكي األوضاع، والنظام التخريبية األعمLLال هLLذه في فيجد ،جميعLLا سLLا متنف ينصر ولم خذله قد المجتمع أن يLرى ألنه ة،والشمات للتشفي

.التفجير[ حادثة حول وقفات الماجد، (]ساميقضيته

من كج��زء المالية الج��وانب إصالح على التنبيه من النمط هذا ومثل الش���رعي الخط���اب دع���اة مق���االت به تمتلئ الش���امل اإلص���الح

وأت��ذكر العنف، ظاهرة فيها ولدت التي المرحلة تلك في ومواقفهم أن الحقبة تلك في العنف ظاهرة أن على يصر كان الدعاة من كثيرا ل�دعمها، الالزم المن��اخ ت�وفر ونحوها وحقوقية اقتص��ادية أسباب لها

القض���ية أن على يصر اإلعالم بزم���ام الممسك التي���ار ك���ان بينما األزمة ب��أن القول أن ويرى الديني، بالخطاب مرتبطة )ثقافية( بحته

التضليل. من نوع هو إنما مدنية ارتباطات لها تلك في ال��دعاة ح��ديث ب��أن نقر أيض��ا- أن– الموض��وعية من ولكن هو بل الوحي��د، موض��وعهم هو يكن الم��الي( لم )الفس��اد عن األيام الش��رعي الخط��اب دع��اة بين الف��رق هو وهذا اهتماماتهم، من جزء في فال���دعاة السياس���ي، لإلص���الح المنتس���بين من غ���يرهم وبين

ش��امل( في��ذكرون )إص��الح عن الح��ديث يجب أنه ي��رون مق��االتهم من غ��يرهم وأما الم��الي، والفس��اد األعراض وفساد العقدي الفساد

63

الم��الي(، )الفساد عن إال يتحدثون فال السياسي لإلصالح المنتسبين ص��دد في اآلن لس��نا منهجي الختالف راجع الف��ريقين بين واالختالف )خالص��ات بعن��وان ال��ذي األخ��ير القسم إلى لنؤجله ولكن مناقشته،

األزمات. نماذج اآلن واستنتاجات( ولنستكمل أيضا- كثير– فيها " وتحدثاألسهم كارثة" جاءت العنف كارثة بعد الش��رعية القض��ايا من عدد عن الشرعي الخطاب ودعاة علماء من

ذلك: للناس( ومن المالية )الحقوق ضمنها ومن وسائل كل من أعزل لشعب كبرى سرقة إلى السوق )انتهى

وسLLألت ونقبت بحثت ما طLLول فمع نفسLLه..، عن الLLدفاع أجد لم والحاضLLر؛ التLLاريخ في ونظرت تريليLLون سLLرق أحLLدا لم مLLدة وخالل واحLLدة سLLوق في بأكمله شLLعب من ونصفالشعب؟[ يسرق الذي من الماجد، ( ]د.خالد!شهرين تتجاوز

ش��رعيون متخصص��ون كتبها ال��تي المق��االت من النمط ه��ذا وأمثال قريبو ونحن ج��دا، كث��يرة الم��الي الن��اس وضع على ب��الحزن وتمتلئ

في الجميع ش���ارك كيف يعلم والجميع وكارثته���ا، باألس���هم العهد لنواصل أيامه���ا، للن���اس المالية ب���الحقوق العناية ض���عف ش���جبأخرى. أزمات عن الحديث

علم���اء من ومتنوعة واس���عة مجموعة " أص���درالغالء كارثة" في الش�رعي الخط�اب ودع��اة بيان��ا "الحق��وق" المالية في كله واض��حا فيه ذكروا ما جملة ومن للناس، الله: وفقهم قولهم مختصرا

بما األزمة هLLLLLذه معالجة في يسLLLLLعوا أن األمر والة على) دعم :المقترحLLات بعض وهLLذه ،معاناتهم الناس على يخفف

64

األدوية مثل النLLLاس إليها يحتLLLاج الLLLتي األساسLLLية السLLLلع يسLLاعد مولLLود لكل مقطLLوع مبلغ صLLرف ،الغذائية والمLLواد

خصص وقد ،األسLLرة بLLولي المناطة التكLLاليف تخفيف على أول للمولود فجعل للمواليد ثابتة رواتب عنه الله رضي عمر

بلغ فLLLإذا مئLLLتين جعلها ترعLLLرع فLLLإذا درهم مائة يولد ما "،األمLLوال في عبيد وأبو الخLLراج في يوسف أبو رواه"زاده

مLLورد لهم ليس الLLذين وبالLLذات المحتاجة األسر مسLLاعدة الخLLLدمات بعض رسLLLوم في النظر إعLLLادة ،رواتب أو ثLLLابت

نسLLبة منها يعLLاني الLLتي السLLكن مشLLكلة معالجة ء،كالكهربا وتوزيع ،المLLLLLدن تخطيط خالل من النLLLLLاس من كبLLLLLيرة

التنمية صLLLLLندوق ودعم ،المحتLLLLLاجين على المخططLLLLLات البيLLان ( ]نشرالبنLLاء مLواد ودعم العقاري موقع في أساسLLا

العمر[ ناصر الشيخ

الشخص��يات من ومتنوعة واس��عة مجموعة البي��ان ه��ذا على ووقعحينها. الناس وتداوله الشرعية،

ودعاة علماء من أخرى مجموعة " أصدرجدة سيول كارثة" وفي الشرعي الخطاب بيانا تض��من واضحا المالية الحق��وق على ترك��يزا

الله: وفقهم قولهم فيه جاء ما ضمن ومن للناس لمحافظة الجيLLد" التخطيط "عLLدم الكارثLLة: أسLLباب من )إن

والصLLرف السLLيول تصLLريف منها مجLLاالت عLLدة في جLLدة األسLLباب ومن وغيرها، األودية أماكن مراعاة وعدم الصحي

العام للمال صرف من عنه ينتج وما اإلداري" "الفساد أيضا: جهة من المواطLLنين لحقوق وتضييع جهة، من حق وجه بغير

الشبكة[ على اإلخبارية المواقع في منشور أخرى( ]البيان

65

األزم��ات في الش��رعي الخط��اب مواقف من منظومة هو مضى ما القض��ية هذه معالجة وأما للناس، المالية الحقوق بقضايا يتصل فيما لنأخذ لكن ج��دا، كث��ير فهو والمق��االت والخط��اب ال��دروس ثنايا في

ذلك: على إضافية نماذج بعن��وان المنج��د" خطبة "محمد االنتش��ار واسع الداعية خطب فمن

فيها الجاهلية( عالج )رواسب ومن المالية، الحقوق قضايا من جزءاالله: وفقه قوله ذلك بحجج منLLه، فنأخذ العLLام، المLLال على نعتLLدي قد )ألسLLنا

المحفوظة والطبع النشر حقLLLوق على ونعتLLLدي مزيفLLLة؟ أمLLوال كل وهل للكفLLار، هLLذا: بعضLLنا قLLال وربما لآلخLLرين،

المسLLتباحة؟ هي الحربLLيين الكفLLار أمLLوال أم مباحة، الكفار أو مكLLان في صLLار إذا منا الواحد أليس واهية، بحجج فنعتدي على وتعLLالى فاسLLقا، ومLLدح اسLLتكبر ربما مهمLLة، وظيفة يظهر هو وربما وظلم، الخلق الدين؟( عالمات من شيئا

عب���دالعزيز المع���روف الداعية التربوية المرجعي���ات نم���اذج ومن المجلة في نش��رها مقالة الموض��وع له��ذا معالجاته ومن الجلي��ل،

حيث البي��ان"، "مجلة وهي الش��رعي الخط��اب داخل الص��يت ذائعةالظلم: لمفهوم تعرض حين الله وفقه الشيخ يقول أمLLوال على االعتLLداء: أمLLوالهم في العبLLاد ظلم صور )من

، والخLLداع بالتحايل أو إتالف أو بسLLرقة سLLواء المعصLLومين المسروق كان وسواء أو عينا السLLرقة ذلك في ويدخل.نقدا

إذا اإلثم ويشتد المال..، كبيت للمسلمين العامة األموال منالعام(. المال حفظ في التفريط أو االعتداء كان

66

العامة المق��االت بكتابة المعنيين الشرعي الخطاب متخصصي ومن للقض��اء الع��الي المعهد في الت��دريس هيئة -عضو القاسم د.يوسف

كان كثيرة عامة مقاالت أنتج المقارن- وقد الفقه في متخصص وهو في كتاباته ومن للن��اس، المالية الحق��وق قضايا حول يدور منها جزء

على )المحافظة ش���رعية( ، الس���لع..رؤية المج���ال: )دعم ه���ذا )تأخير المستهلك( ، )خداع التضخم( ، من الريال )حماية الموارد( ،

من وغيرها ال��دقيق( ، )أزمة والحل��ول( ، القض��ايا: الواقع في البتاإلنترنت. شبكة على منشورة وكلها النمط، هذا نفس

وج��دت لك��ني النم��اذج، بهذه الكريم القارئ على أطلت أنني أعتقد نفسي تزايد العلمية غ���ير الش���ائعة ه���ذه مثل ألن ل���ذلك محتاج���ا

ذل��ك، أض��عاف العين��ات من تركت وما األخيرة، الفترة في ضحاياها الع�ام، والم�ال المالي��ة، الحق�وق لموض�وع المعالج�ات هذه فأمثال

ينتجها ال���تي والمحاض���رات والخطب ال���دروس في والمنتش���رة كثيرة الشرعي؛ الخطاب فقيه يوجد ال بل ضبطها، يعسر بحيث جدا

طرح أن وسبق التعميم- إال بهذا أقول ما أعني وأنا– واحد داعية وال المالية المنك��رات منظومة من التح��ذير في ش��رعية معالجات عدة بالباط��ل( الن��اس أم��وال وأكل والس��رقة، والغش، )الرش��وة، مثل

ونحوها. المالية" ليست "الحقوق بأن القول فإن وبالتالي مضامين من جزءا وال علمية غ��ير ش��ائعة مجرد يكون أن إال يعدو ال الشرعي، الخطابالواقعي. البرهان يسعفها

67

العلمية غ��ير الش��ائعات أش��هر مناقشة من اآلن انتهينا أننا لي يب��دو ب��الحقوق وعالقته الش��رعي، للخط��اب السياسي االس��تقالل ح��ول

مختلف محور إلى اآلن لنغادر للناس، المالية ما. نوعا

68

ومقاصد الشرعي سابعا: الخطابالشريعة

ب��أن الش��رعي للخطاب المناوئة المعاصرة الفكرية الطوائف تعتقد غائب الشرعي الخطاب ويرددون الشريعة، مقاصد عن تماما دوم��ا

ال��تي الحال غير في "الشاطبي" لكنا تبنى لو الشرعي الخطاب بأن على يعولون التي النتائج تحديد الباحث يحاول وحين اآلن، فيها نحن

من عليها يراهن��ون ال��تي المخرج��ات وما والموافق��ات، الش��اطبي تدور أنها يجد المسلم، العقل في وموافقاته الشاطبي وجود توسيعمحورين: حول

س��يدفع الفقهي العقل في الشاطبي تواجد أن يعتقدون األول: أنهم الخط���اب " فيالدنيوية المصLLالح حضLLور تكLLثيف" باتج���اه

على الحف��اظ أولوية تتض��من الش�ريعة مقاصد أن باعتبار الشرعي، يوفرها ال األم��ور ه��ذه ومثل ونحوه��ا، المال، على والحفاظ النفس،

التقليدي. الفقه س��يولدان الش�ريعة ومقاصد الش�اطبي أن يعتق��دون والث��اني: أنهم

الفنية التعقي���دات " منالمسLLLلم العقل تحريرل�" فقهية ث���ورة عام��ة" "كلي��ات ح��ول ي��دور الش��ريعة مقاصد علم ألن الفقهي��ة، المنهجية ه��ذه ستض��من وبالت��الي فيه��ا، المش��اركة الجميع يستطيع وس��لطة الس��لف، وس��لطة الجزئي��ة، النص��وص سلطة من التخلص كبلت ال��تي الس��لطات من ونحوها ال��ذرائع، سد وس��لطة الش��يخ،

المجال يفتح ما وهذا المسلم، العقل والرحابة العق��ل، ل�دور واس�عاونحوها. الفقهي، والتسامح االختالف، مع

69

العقل وتحرير الدنيوي�ة، المص�الح حض��ور )تك��ثيف المح�وران هذان ال��تي الرهان��ات أبرز هما التقليدية(، الفقهية السلطات من المسلم

الش��اطبي استحض��ار لك��ثرة المعاص��رة الفكرية الطوائف دفعت المعاصر الش��رعي الخط��اب ونقد الش��ريعة، ومقاصد والموافق��ات

وموافقاته. للشاطبي صامتة مقاطعة بعملية يقوم بأنهالرهانات؟ هذه علمية مدى وما النقد؟ هذا صحة ترى يا مدى ما أذيع لن من��اوئي من بأح��د ألتق لم أنني الكريم للقارئ قلت إن سرا

وس��ألته: هل إال الش��اطبي عن يتح��دثون ال��ذين الش��رعي الخطاب ي��أتي الج��واب أن تص��دق فهل الموافق��ات؟ ق��رأت ب��رفض دوم��اخجول!

أقابل لم الساعة هذه إلى وأنا بع�دم الش�رعي الخط�اب ينتقد أح��دا قرأ قد وهو للشاطبي تبنيه للشاطبي. الموافقات فعال أح��اور م��رة كل في عن الش��رعي الخط��اب من��اوئي من شخص��ا

ق��رؤوا لو هؤالء ألن تبسمي، كظم أستطيع ال والموافقات الشاطبي والموافقات الشاطبي الرمضاء من المستجير فرار منها لفروا فعال

بالنار. الشاطبي رحمه وحياته الفقه��اء، من المحافظ الجن��اح في يقع أصال

ك��انت الله وكتابه والعق��دي، الفقهي التس��اهل ظ��اهرة مع ص��راعا العلمانية األطروح���ات تق���ويض في الكتب أعنف من الموافق���ات

من يتض��منه لما ،اإلسالم قراءة في واليسارية والتنويرية والليبرالية النص��وص تعظيم ترس��يخ في والبرهنة التص��ميم رص��ينة فص��ول

اآلخ���رة، ومركزية اإلس���الم، فهم في الس���لف ومرجعية الجزئي���ة،

70

الفكرية الطوائف لطريقة المص��ادمة السنة أهل أصول من ونحوهاالمعاصرة.

أرى وأنا أتبسم ال فكيف عليه؟! القضاة أقسى يختار مدعيا لنح��اول حس��نا، على التع��رف ع��بر الش��اطبي هو من نفهم أن أوال نع��رض ثم في��ه، تح��رك ال��ذي الفقهي/الت��اريخي الس��ياق من ج��زءا شيء بعرض الفصل هذا ونختم الشريعة، لمقاصد وتصوره مفهومه

المقاصد. علم في المعاصر الشرعي الخطاب منتجات من

الفقهي: التساهل ظاهرة مع الشاطبي -أزمة سعيد أبي الشيخ عند العلم" يدرس طلب "بداية في الشاطبي كان الش��يخ وك��ان األن��دلس، في غرناطة جامع ( خطيبه���782) لب ابن األحي��ان، بعض في الفتيا الفقهي" في ب�"التس��اهل معروف لب ابن األرجح في يبحث لم خالفية مس��ألة في مس��تفت جاءه فإذا بل دليال

األه��ون "أخذ طريقة وهي المس��تفتي، على الق��ولين ب��أهون يف��تي موسى بن إب��راهيم الط��الب وك��ان الخالفي��ات"، في الن��اس على

الش��يخ وتح��اور الطريق��ة، بهذه األمر بداية في مقتنع غير الشاطبي يقتنع�����وا ولم المجلس الش�����اطبي- وانفض فيهم بمن– طالبه مع

وناقشهم يوم ذات الطلبة من ومجموعة هو شيخه فدعاه بطريقته، المس���ائل في المس���تفتي "تخي���ير بقض���ية أقنعهم ح���تى ط���ويال

صغيرة كراسة في القصة هذه نفسه الشاطبي روى وقد الخالفية"،71

واإلنش��ادات" )وهي "اإلف��ادات اسمها وكان الطلب بداية أثناء كتبها لب بن س��عيد أبي ش��يخه عن الفوائد من فيها حاليا( وأكثر مطبوعة

وأعت��ذر الواقع��ة، ه��ذه لنا يحكي الش��اطبي اآلن سندع هذا، مس��بقا ذل����ك، على أجبرت����ني التاريخية قيمته ولكن بطوله النص نقل عن

الشاطبي: يقول كنت )إفادة: يومLLا شLLيخنا لقينا إذ األصLLحاب بعض مع سLLائرا

بقLLLرب اللLLLه- -أكرمه لب بن سLLLعيد أبا المشLLLاور األسLLLتاذ فLLدعانا االنصLLراف، أردنا ثم بابها إلى معه فسLLرنا المدرسة،

على أطلعكم أن أردت وقال المدرسة، إلى معه الدخول إلى لكم وأبين شاكلها، وما الفالنية الفتوى في مستنداتي بعض على أطلعنا قد -وكLLLLLان فيها التخفيف إلى قصLLLLLدي وجه

بخطه مكتوب بمراعLLاة فيها أفتى يمين في سؤال عن جوابا اليLLLوم، ذلك في فيه فنازعنLLLاه جانبLLLه، إلى والميل اللفظ

في مسLLLLLLLائل فأرانا منازعتLLLLLLLه- على المجلس وانفصل فيها لنا وبسط وغيرهمLLا، الفLLرس" ابن "أحكام و "النهاية"

خالف فيه كLLان وإن الحLLالف لفظ على االعتمLLاد يقتضي بما المLLذهب أهل من بLLذلك قLLال من قLLول على بنLLاء لنيتLLه، ما

الفتLLوى في قاعLLدة على أنبهكم أن أردت وقLLال: وغLLيرهم، نافعة وهي ما أنهم وهي العلمLLLاء سLLLنن من ومعلومة جLLLدا

مسLLتفتيا. جLLاء إذا الواقع في السLLائل على يشLLددون كLLانوا في اإلشLLكاالت وجLLوه علي تترادف المجلس هذا قبل وكنت الله شLLرح المجلس ذلك بعد كان فلما وأصحابه، مالك أقوال

اإلشLLكاالت تلك ظلمLLات فLLارتفعت صLLدري، الكالم ذلك بنور عنا يجزيه أن تعالى ونسأله ذلك على الحمد لله واحدة، دفعة

ص واإلنشLLادات، بفضLLله( ]اإلفLLادات معلمينا وجميع خLLيرا153]

72

موسى بن إب��راهيم الط��الب يواصل أن وتعالى سبحانه الله شاء ثم الس���لف أق���وال على االطالع في ويتبحر للعلم، طلبه الش���اطبي

س��عيد أبي ش��يخه طريقة أن فاكتشف الش��رعية، النصوص وفحص مناقضة طريقة الخالفي��������ات" أنها في باأليسر "األخذ في لب بن

الش��اطبي اإلم��ام ص��ار فلما الش��ريعة، ألص��ول "أهل من مع��دودا ال ص�ار ذات�ه، لب بن س�عيد أبي شيخه زمن في األندلس الفتيا" في

بل به��ا، الناس يفتي أن شيخه اعتاد التي الطريقة بهذه الناس يفتي على وليس األرجح الخالفي��ة- على المسائل في– الناس يحمل صار

والتط�بيق الفقهي التنظ�ير ع�بر المنهج هذا عن ينافح وصار األيسر،الفتوي.

الكت��اب من كب��ير ج��زء في عليه وس��يطر الموافقات، كتابه كتب ثم فعقد لب، بن س��عيد أبي طريقة على الرد ت��دور كلها كث��يرة فص��وال المس��تفتي على "التيس��ير طريقة نقد أي الطريقة، هذه نقض حول

ل��ذلك: تتبع عق��دها ال��تي الفص��ول ومن الخالفي��ات"، في ب��األهون ه��واه، داعية عن المكلف إخراج الشارع مقصد أن المذاهب، رخص

وغيرها. التيس��يرية، الطريقة ه��ذه لنقض النظرية الفصول من انتهى لما ثم

عقد قوله: مطالعه في جاء آخر فصال السLالفة، األزمنة في هذا وجد )ولقد تتبع زماننLا؛ عن فضLال المذاهب رخص [5/84والشهوة(.] للغرض اتباعا

ال���ذين المف���تين وطرائف حكاي���ات من الفصل ه���ذا في وحكىالخالف. أساس على الفتيا في يتساهلون

73

فيها، البرهنة وقوة الشاطبي، عرضها التي الفصول هذه براعة ومع لي يبدو أنه إال ه��ذه بأن توضيحه هو عرضه برهان أعمق أن شخصيا

"ال���وحي" من حجية "الخالف" أق���وى تجعل التيس���يرية الطريقة الخالف فيص���ير يق���ول كما العكس، وليس ال���وحي، على حاكم���ا

الشاطبي: المفاسLLد: االنسLLالخ من المLLذاهب" "رخص اتبLLاع في )مما الخالف"، "اتبLLLاع إلى الLLLدليل" "اتبLLLاع بLLLترك الLLLدين من

ينضبط( ال سياال االعتبار بهذا يصير إذ بالدين وكاالستهانة[5/102]

تت��ذرع ال��تي التيس��يرية الطريقة ه��ذه أص��حاب تس��اؤالت وش��رحفقال: بالخالف

صLLار حLLتى الكفايLLة؛ قLLدر على األمر هLLذا زاد وقد:)فصل ووقع اإلباحLLة، حجج فى المسLLائل" معLLدودا في "الخالف

الفعل جLLواز فى االعتمLLاد الزمLLان من وتLLأخر تقLLدم فيما اإلفتاء وقع فربما العلم..، أهل بين فيه مختلفا كونه على مختلف والمسLLألة تمنع فيقLLال "لمG بLLالمنع؛ المسLLألة فى

كونها لمجLLLرد الجLLLواز فى حجة الخالف فيجعل فيهLLLا؟" وال الجLLواز، مLLذهب صLLحة على يدل لدليل ال فيها، مختلفا عين وهو بLLLالمنع، القائل من بالتقليد أولى هو من لتقليد[5/92الشريعة( ] على الخطأ

أس��اس على "التيس��ير أص��حاب احتج��اج إلى الش��اطبي وأش��ار ألق��والهم حكايته من رحم��ة" وتلمس "الخالف أن الخالف" بذريعة

يقول: كما القضية هذه في مواجهات من معهم عايشه ما األقLLوال، فى للتوسع رحمة" "االختالف الناس بعض )جعل

االختالف واحLLLد, ويقLLLول "إن رأي على التحجLLLير وعLLLدم74

من على بالتشLLنيع القLLول هذا صاحب صرح وربما رحمة"، عند الLLراجح أو للLLدليل، الموافق أو المشهور، القول الزم "لقد له ويقLLول المسLLلمين، أكLLثر عليه والLLذي النظر أهل

الLLدين فى وما الحLLرج، إلى بالنLLاس وملت واسLLعا، حجرت بما وجهل كله، خطأ القول وهذا ذلك، أشبه وما حرج" من

[5/94الشريعة( ] له وضعت

اإلباحة إلى يفضي للتيسير بالخالف التذرع أن إلى الشاطبي ويشيريقول: كما المطلقة النازلة فى أفتى فقد التخيير على معا بالقولين أفتى )إذا

[5/95العنان( ] وإطالق باإلباحة

م��ؤثرة إيمانية ص��ورة في األمر ه��ذا الش��اطبي وع��رض حيث ج��دايقول:

له قائل فهو المفLLLLتي؛ على نازلته العLLLLامي عLLLLرض )إذا يمكن فال" الحق اتبLLاع على ودلLLني هLLواي عن أخرجLLني"

فLLاختر قLLوالن مسLLألتك فى: "له يقLLول أن هLLذه والحLLال دون الهLLوى تحكيم هLLذا معنى فإن" شئت؟ أيهما لشهوتك الهLLوى" "تحكيم على العLLامي المفLLتي وتسLLليط الشرع..،

عمايLLLLLة، في رمي هLLLLLواه؛ عن إخراجه منه طلب أن بعد[5/96بالشريعة( ]الموافقات، وجهل

كب���ير بش���كل اعت���نى فقد المت���دهور الفقهي الواقع له���ذا ونتيجة ومن ال��وحي، س��لطة على الخالف" وخطورتها "مس��ائل بإش��كاليةقوله: لها معالجاته

اتبLLاع ينفى قرآنيLLا" "ضLLابطا الخالف مسLLائل في )فLLإن شLLيء في تنLLازعتم فLLإن: }تعالى قوله جملة، وهو الهوى

في تنLLازع قد المقلد وهLLذا ،{والرسLLول الله إلى فLLردوه75

،والرسLLLول الله إلى ردها فLLLوجب مجتهLLLدان؛ مسLLLألته للرجLLوع مضLLاد والشLLهوة بLLالهوى المLLذهبين أحد فاختياره

[ )5/81]والرسول الله إلى

الخالف" أس��اس على "التيس��ير طريقة يحارب الشاطبي صار ولما أس��تاذه وبين بينه نشبت الفتوي؛ والعمل الفقهي التأصيل خالل من يتهم لب ابن أس���تاذه وص���ار ومن���افرة، وحشة لب بن س���عيد أبي

أبي طالب بين التهمة هذه وانتشرت الفقهي"، ب�"التزمت الشاطبي بعد الش��اطبي فكتب دروس��ه، في مس��تمعيه وعامة لب بن س��عيد

مجم�وع فيها روى حزينة مقدمة له وخصص "االعتص�ام"، كتابه ذلك يزفر اإلس��الم" بكالم "غربة عن فيها وتح��دث ل��ه، توجه ال��تي التهم

إليه ونس�بوا حمل�وه أنهم له وجهت ال�تي التهم ه�ذه ومن بالمعاناة،يقول: الديني" كما "التنطع تهمة

وإنما الLLدين" في والتنطع الحLLرج "التزام على أTحمل )وتارة الحمل والفتيا التكليف في الLLLLLLتزمت أني ذلك على حملهم

م المLLLذهب مشLLLهور على GتزLLLداه، ال الملLLLيتعدونه وهم أتع كان وإن هواه ويوافق السائل على يسهل بما ويفتون شLLاذا

م المLLLذهب في GتزLLLيره، في أو الملLLLعلى العلم أهل وأئمة غ "الموافقLLLLLات"( كتLLLLLاب في بسط وللمسLLLLLألة ذلك خالف

[.1/28 ]االعتصام،

وعرض إلى.. وت��ارة نس�بت )وت��ارة بقوله يب��دؤها ك�ان أخ��رى تهم��اإلى.. الخ(. نسبت

قض�������������ية عند فقط يتوقف لم لب ابن مع الخالف أن والحقيقة في لب ابن تس��اهل مش��كلة إلى تع��داه بل الفقهي" ، "التس��اهل

ك�ان حيث األن��دلس، في الناس عامة بين العبادية" المنشرة "البدع76

مما الخمس��ة، التكليفية األحك��ام إلى البدعة تقس��يم يتب��نى لب ابن أوجد وه��ذا الخ، مباحة بدعة وبعض��ها مس��تحبة بدعة بعضها أن يعني

التقليدي��ة، العبادية الب��دع في الن��اس تس��اهل لترسيخ خصبة أرضية في لب ابن طريقة على الموافقات كتاب في الشاطبي رد أن فبعد

قض��ايا أيض��ا- في– فيه عليه ورد االعتصام ألف الفقهي"، "التساهل في الجوهرية اإلش��كالية كانت ولذلك البدع، العقدي" مع "التساهل

محدثة يخص ال عLLام والمحLLدثات البدع "ذم أن هي االعتصام كتاب وهو الكت���اب، في الرئيسي الب���اب عن���وان هو كماغيرهLLLا" دون

التقليدية. البدع قضايا في لب ابن لتأصيالت واضح استحضار أنفس��هم، الش��اطبي فطالب الح��د، ه��ذا عند األمر يتوقف ولم بل

لب ابن على يردون : المقري يقول كما الشاطبي، لشيخهم انتصارا الصLLلوات إثر األدعية مسLLألة في كتاب لب ابن سعيد )وألبي

تلميLLذه التLLأليف هذا في عليه رد وقد المعروفة، الهيئة على نبيل؛ تأليف في الشهيد عاصم ابن يحيى أبو لشLLيخه انتصارا

األنLLLدلس غصن من الطيب الشLLLاطبي( ]نفح إسLLLحاق أبي[5/514 الرطيب،

ال��ذي الت��اريخي/الفقهي الس��ياق مكون��ات من رئيس ج��زء سبق ما مناهض��ته فيه ويظهر الش��اطبي، اإلم��ام اهتمام��ات على س��يطر الض��غوط من معاناته وم��دى والعق��دي، الفقهي التس��اهل لظ��واهر

المجال. هذا في االجتماعية الخط��اب مناوئوا يتخيلها التي الصور وتحليل فحص إلى اآلن لننتقل

الشاطبي. عن الشرعي

77

المناوئين: وتصورات -الشاطبي مقاصد ح����ول الفكرية الطوائف بين الش����ائعة التص����ورات أول

إلى ي��ؤدي العلم ه��ذا أن ظنهم والش��اطبي والموافق��ات الش��ريعة يع��برون- تحرير كما– وبالت��الي "،الجزئيات قيمة من التقليل"

كلي��ات إلى باالحتكام واالكتفاء الجزئية، النصوص مراعاة من الناس من كث���ير ب���رد ذلك على يزي���دون بل العام���ة، الش���ريعة ومقاصد يرونه ما تخ��الف نظ��رهم في ألنها الجزئية النصوص أو كلي��ا مقص��دا

- الش��اطبي/المقاص��دي ولكن العامة، الشريعة وكليات مقاصد من ضرورة في الشاطبي يقول كما ذلك، خالف - على به يحتجون الذي

كليهما: والكلي الجزئي مراعاة بLLLLLالجزئي أخذ من أن )كما مخطئ، فهو كليه عن معرضLLLLLا

بالكلي أخذ من فكذلك [3/174جزئيه( ] عن معرضا

فقال: كليهما مراعاتهما ضرورة على وأكد كله وهLLذا الجLLزئي، اعتبLLار دون بإطالقه يعتLLبر ال الكلي)

الشLLارع، ألن قصد على المحافظة المطلLLوب أن لك يؤكد فال أيضLLا، كذلك الجزئي ذلك إلى حقيقته ترجع إنما الكلي

[3/176مسألة( ] كل في معا اعتبارهما من بد

قيمة على التأكيد في الكت��اب ثنايا في المتن��اثرة العب��ارات من ولهذلك: ومن الكثير الجزئيات

[2/96الكلي( ] إقامة في معتبرة مقصودة )فالجزئيات والمحافظة الطلب في الكليLLات مLLدخل داخلة )الجزئيLLات

[2/96عليها( ]78

الكلي، إقامة في مقصLLودة معتLLبرة تكن لم لو )الجزئيLLات[2/96أصله( ] من بالكلي األمر يصح لم

نص مع الع����ام الش����رعي والمقصد الكلي تع����ارض حالة في وأما فليس ج��زئي، النص يش��طب الش��اطبي/المقاص��دي أن ص��حيحا

أئمة طريقة هي كما بينهما يجمع بل مباش������رة، ويلغيه الج������زئيالله: رحمه يقول يقول كما جميعا، اإلسالم جLLزئي على النص أتى ثم كليLLة، قاعLLدة باالسLLتقراء ثبت )إذا

الجمع من بد فال المخالفLLة؛ وجLLوه من بوجه القاعLLدة يخالف إال الجLLزئي ذلك على ينص لم الشLLارع ألن بينهما، النظر في ضLLرورة معلومة هLLذا[ كلية إذ] القواعد، تلك على الحفظ مع أن هLLLذه والحالة يمكن فال الشLLLريعة؛ بمقاصد اإلحاطة بعد

لم هLLذا؛ ثبت وإذا الشLLارع، اعتLLبره ما بإلغLLاء القواعد تخLLرم[3/176الجزئي( ] ويلغى الكلي يعتبر أن يمكن

تضخيم شLLأنويظن هؤالء أن المقاص��د والش��اطبي يتض��منان " " لتخليص الخط��اب الش��رعية من مركزي��ةالمصLLالح الدنيوية

النظ��رة األخروي��ة، وس��بب وهمهم أنهم يق��رؤون بعض العب��ارات المنقولة عن الشاطبي في أن الشريعة موضوعة لمصالح العب��اد، فيظن���ون أن المقص���ود هي المص���الح المادي���ة الدنيوي���ة، بينم���ا الشاطبي ليس هذا مقص��وده، ب��ل المص��لحة عن��ده هي المص��الح الدنيوية واألخروية، والمصالح الدنيوية ليست إال وس��يلة للمص��الح األخروية، كما أن المصدر في تعيين المصالح ليس ميولنا ورغباتنا الشخص��ية ب��ل الش��ريعة هي ال��تي تعين المص��الح، كم��ا يق��ول

الشاطبي: تعتبر إنما المستدفعة؛ والمفاسد شرعا المجتلبة )المصالح

حيث من ال األخLLرى، للحيLLاة الLLدنيا الحيLLاة تقLLام حيث من

79

مفاسدها درء أو العادية مصالحها جلب في النفوس أهواء ذكLLره سLLيأتي ما:أمLLور، أحLLدها ذلك على والدليل العادية،

لتخLLرج جLLاءت إنما الشLLريعة أن من تعLLالى الله شLLاء إن وهذا لله، عبادا يكونوا حتى أهوائهم دواعي عن المكلفين

الشريعة وضع يكون أن فرض مع يجتمع ال ثبت إذا المعنى كيف العاجلة منافعها وطلب النفLLLLوس أهLLLLواء وفق على

[2/63كانت( ]

ولذلك فإن الشاطبي يؤكد في مواضع كثيرة من الموافق��ات ب��أن األصل العام أن مصلحة حفظ ال�دين مقدم�ة على مص�لحة حف�ظ

األموال أو النفس ونحوها، ومن أمثلة أقواله: نظر في وغيرها النفس اعتبLLار على مقدم الدين )واعتبار

[2/265الشرع( ] جانبه في يهمل ولLLLذلك األشLLLياء، أعظم الLLLدين )وجLLLدنا[2/511وغيرهما( ] والمال النفس

وه��ذه الهرمي��ة ال��تي يقرره��ا الش��اطبي اس��تنبطها من اس��تقراء األحكام الشرعية كالجهاد الذي فيه قت��ل النف��وس من أج��ل إعالء كلمة الل��ه، وقت��ل نفس المرت��د من أج��ل مص��لحة ال��دين، وقت��ال نفوس تاركي الزكاة من أجل الحفاظ على ظهور ه��ذه الش��عيرة، ونحو هذه التطبيق��ات الش��رعية ال��تي تتض��من أن مص��لحة حف��ظ ال��دين أعظم من بقي��ة المص��الح، وق��د أش��ار ل��ذلك في مواض��ع كث��يرة، وك��ان يك��رر أن حف��ظ ال��دين أعظم من حف��ظ النفس، وحف��ظ النفس أعظم من حف��ظ الم��ال، على ه��ذا ال��ترتيب، ومن

ذلك مثال قوله: إذا بحيث اإلحيLLLاء، ومطلوبة محفوظة محترمة )النفLLLوس

إتالفها أو عليهLLLLLا، المLLLLLال وإتالف إحيائها بين األمر دار عLLرض فLLإن أولى. إحيLLاء النفLLوس كLLان المLLال؛ وإحيLLاء إلى أدى وإن أولى الLLدين إحيLLاء كLLان الدين؛ إماتة إحياؤها

وغLLير المرتLLد، وقتل الكفLLار، جهLLاد في جLLاء كما إماتتهLLا،[2/64ذلك( ]

80

إلى يؤدي��ان والش��اطبي المقاصد أن ظنهم الشائعة تصوراتهم ومن بينما النص�����وص، حس�����اب " علىالعقل "سLLLLلطة توس�����يع

كما تبعي��ة" للنص��وص، "مرتبة في العقل يضع الشاطبي/المقاصديالشاطبي: يقول

فعلى الشLLLرعية؛ المسLLLائل على والعقل النقل تعاضد )إذا فيكLLون العقل ويتأخر متبوعا، فيكون النقل يتقدم أن شرطحه ما بقLLدر إال النظر مجLLال في العقل يسرح فال تابعا، يسLLر

[1/125النقل( ]

بل إن الشاطبي/المقاصدي يشكك في قدرة العق��ل على معرف��ةالمصالح باالستقالل عن النصوص الشرعية كما يقول:

مصLالحها بLإدراك الLدنيا في العقLLول استقالل تحيل )العادة "إن القائل يريد أن إال اللهم التفصLLLLيل، على ومفاسLLLLدها

الشLLLLLرع وضع بعد وغيرها بالتجLLLLLارب تحصل بها المعرفة[2/78فيه( ] نزاع ال فذلك أصولها"

تضيق سلطةويظن هؤالء أن المقاصد والشاطبي تدفع باتجاه " " على الحي���اة العام���ة، والتخلص من م���ا يس���مونهالنصLLLوص

"المغاالة في تديين الحي��اة العام��ة"، بينم��ا الش��اطبي/المقاص��دييرى عكس ذلك كما يقول:

وإما منصLLوص، إما هو بل بحLLال؛ عنه مسLLكوت ثم )ليس [1/274منصوص( ] على مقيس

ويقول أيضا: والشLLريعة إال يدعى، سكون وال حركة وال, يTفرض عمل )ال

عامLLة( ] كونها معLLنى وهو وتركيبLLا، إفLLرادا حاكمLLة، عليه1/108]

81

"االجتهLLاد بLLاب فتح" تع��ني والشاطبي المقاصد أن هؤالء ويظن بينما النص�����وص، في الخ�����اص الشخصي النظر بمج�����رد للجميع

أهلية ملك لمن إال االجته��اد ب��اب تض��ييق باتجاه يدفع كان الشاطبي الع��رب لغة في االجته��اد مرتبة بل��وغ أوجب أنه ح��تى ج��دا، دقيقة

يقول: كما الشريعة في للمجتهد في االجتهاد درجة بلوغ عن الشريعة في للمجتهد غنى )ال

[5/57العرب( ] كالم

لكالم دراسة بال النص��وص في ينظ��رون ال��ذين ه��ؤالء عن وتح��دثالعرب:

ما بحسب القLLرآن أدلة يأخLLذون النLLاس من كثLLيرا )فLLإن الوضLLع، طريق من يTفهم ما بحسب ال فيهLLا، العقل يعطيه[1/39كبير(] فساد ذلك وفي

ويظن هؤالء أن المقاصد والشاطبي تحرر المس��لم المعاص��ر من "، بينما الشاطبي/المقاصدي يغالي في ترس��يخسلطة السلف"

مرجعي��ة الس��لف في مواض��ع كث��يرة متن��اثرة في الموافق��اتسنلتقط منها هذه الشواهد:

السLLلف خLLالف من فكل خطLLأ، أو صLLواب إال ثم )وليس [3/281خطأ( ] على فهو األولين؛

الضLLالل فهو الصLLالح السLLلف عليه لما مخالفا جاء ما )كل[3/284بعينه( ] لكLLان فضل ثم كان فلو األولين، مخالفة من الحذر )الحذر

[3/280به( ] أحق األولون على اعتمLLLاد غLLLير من اعتLLLبرت إذا األدلة ظLLLواهر )فLLLإن[3/288واالختالف( ] التعارض إلى مؤدية فيها األولين

82

وغيرها كثير من هذا النمط.

ومن االعتب��ارات ال��تي دفعت الش��اطبي للتمس��ك ب���"مرجعي��ة السلف" في فهم النصوص إيقاف دائرة التأويل الباطل للنص��وص

وتضييقها، كما يقول الشاطبي: المختلفين من أحLLدا وال الضLLالة، الفLLرق من فرقة تجد )ال

عن يعجز األصLLLLLLLولية؛ وال الفروعية ال األحكLLLLLLLام، في شLاهدنا قد بل األدلLة، من بظLواهر مذهبه على االستدالل

بأدلة الفسق مسLLائل على يسLLتدل من الفساق من ورأينا واألخبار التواريخ كتب وفي المنزهة، الشريعة إلى ينسبها

الشLLريعة، على االفتئLLات في أشLLنعها ما أطLLراف ذلك من مراعاة الشرعي الدليل في ناظر كل على يجب كله فلهذا

[3/289األولون( ] منه فهم ما

سLLلطةويظن هؤالء أن المقاصد والشاطبي ستحرر الناس من " " ال����تي كبلت المس����لمين كم����ا يقول����ون، بينم����االشLLLLيخ

الش��اطبي/المقاص��دي يتوس��ع كث��يرا في تأس��يس س��لطة علم��اء الشريعة بما ال يوجد عند غيره من علماء المس��لمين أص��ال، ح��تى

فيهم، كما يقول:أنه جعل العالم في األمة يقوم مقام النبي ( ] النبي مقام األمة في قائم المفتي:األولى )المسألة

5/253]ثم ذكر األدلة الشرعية من آيات وأحاديث على ذلك.

بل واعتبر المفتي يقوم ب��دور تش��ريعي ول��ذلك يجب التس��ليم ل��هكما يقول:

إما الشLLريعة؛ من يبلغه ما ألن وجLLه، من شLLارع )المفLLتي فLLاألول: المنقLLول؛ من مستنبط وإما صاحبها، عن منقول في مقامه قائمLLا فيه يكLLون والثLLاني: مبلغLLا، فيه يكLLون كLLان فLLإذا للشارع، هو إنما األحكام وإنشاء األحكام، إنشاء

من فهو واجتهLLاده؛ نظLLره بحسب األحكLLام إنشاء للمجتهد

83

قالLLه، ما وفق على والعمل اتباعه واجب شLLارع الوجه هذا[5/255على التحقيق( ] الخالفة هي وهذه

وفي ختام هذا الفصل الذي كرسه ل���"مرجعي��ة علم��اء الش��ريعة"ختمه بهذه الخالصة:

وموقع كLLالنبي، الله عن مخLLبر فLLالمفتي الجملLLة: )وعلى كLLLالنبي، نظLLLره بحسب المكلفين أفعLLLال على للشLLLريعة

ولLLLذلك كLLLالنبي، الخالفة بمنشLLLور األمة في أمLLLره ونافذورسLLوله( ] الله بطاعة طاعتهم وقرنت األمر، أولى سموا

5/257]

ب��ل إن��ه نهى عن "االع��تراض على العلم��اء" ووض��ع ل��ذلك فص��المستقال فقال: محمLLود، الكLLبراء على االعLLتراض تLLرك:الثالثة )المسLLألةض سواء كان Gفهم مما فيه المعترTأو ال ي [)فهمT5/393ي]

ثم س��اق منظوم��ة من اآلي��ات واألح��اديث لالس��تدالل على ه��ذه القاعدة ثم قال:

باألمانة المعلLLLLوم العLLLLالم أن هLLLLذا من تلخص )فالLLLLذى والLLورع، والLLدين الفضل أهل سنن على والجري والصدق،

العهد يبعد حالة له عرضت أو فأجLLاب، نازلة عن سLLئل إذاه ال أن موقعهLLا؛ السLLامع فهم من تقع ال أو بمثلهLLا، Gيواج

أولى فLLالتوقف إشLLكال عLLرض فLLإن والنقLLد، بLLاالعتراض[5/400بالنجاح( ]

الشاطبي امتداد البنويظن هؤالء بربط في غاية الغرابة أن " "، ويض��عونهما في منظوم��ة تش��ريعية وفلس��فية واح��دة،رشد

ويقول بعضهم أن منهج الشاطبي في "أصول الفق��ه" ه��و العم��ل المكمل لمنهج ابن رشد في "الفلسفة"، وأنهما يشكالن منظوم��ة تش��ريعية جدي��دة، وه��ذا الكالم عكس الواق��ع تمام��ا، فالش��اطبي مارس قطيعة مع ابن رشد وليس امتدادا له، وفكرة أنه امتداد له

84

ال يقولها من قرأ الموافقات فعال، فالشاطبي لديه موق��ف حاس��م في رفض طريق��ة ابن رش��د، وك��ان الش��اطبي يحتج في مناهض��ة

طريقة ابن رشد بمنهج السلف، ومن ذلك قول الشاطبي: فصل"بLLL سLLماه الLLذي كتابه في الحكيم رشد ابن )وزعم علLLوم أن" االتصال من والحكمة الشريعة بين فيما المقال

على الشLLريعة من المقصود يفهم ال إذ مطلوبة؛ الفلسفة قLLال" مما بالضد األمر قائل "إن قال ولو بها، إال الحقيقة

شLLأن الخصLLمين بين ما المعارضLLة، وشLLاهد في بعد لما أم فيهLLا، آخذين كانوا هل العلوم، تلك في الصالح السلف بتحققهم القطع مع عنهLLا؟ غLLافلين أو لها تLLاركين كLLانوا الغفLLير؛ والجم النLLبي بLLذلك لهم يشLLهد القLLرآن، بفهم

[4/198قدمه( ] يضع أين امرؤ فلينظر

بل اعتبر أن البحث الفلسفي ال يزيد المرء إال خباال كما يقول: أوال المخLLاطبون وهم بها للعLLرب عهد ال مبLLاحث )ونشLLأت

وبLLاحثوهم أنظLLارهم، في الفالسLLفة فخLLالطوا بالشريعة؛ بفسLLاد، الLLدين على بها الجهل يعLLود ال التي مطالبهم في[5/404خباال( ] إال فيها البحث يزيد وال

واعتبر الشاطبي أن البحوث النظرية إنم��ا هي طريق��ة الفالس��فةالمخالفة لطريقة المسلمين كلهم، كما يقول:

شLLLLأن من علمLLLLه؛ وتطلب شLLLLيء، كل في النظر )تتبع كLLذلك يكونLLوا ولم منهم، المسلمون يتبرأ الذين الفالسفة

هLLذا نحلLLة في فاتبLLاعهم السLLنة؛ يTخLLالف بما بتعلقهم إال[ 1/54( ].الجادة عن وانحراف عظيم، خطأ شأنTها

بل اعتبر الشاطبي أن ك��ل العل��وم النظري��ة ال��تي ال ينب��ني عليه��اثمرة تكليفية أنها سبب للفتنة كما يقول:

ثمLLرة بها تتعلق ال الLLتي بLLالعلوم المشLLتغلين عامة )فLLإن الصLLراط عن والخLLروج الفتنة فيها عليهم تLLدخل تكليفية

[1/53المستقيم( ]85

ول��ذلك ذم علم المنط��ق وق��رر أن��ه ال حاج��ة ل��ه أص��ال في فهمالشريعة، كما يقول الشاطبي في عبارات كثيرة هذا بعضها:

في المLLراد تحصLLيل في المنطق ضLLوابط إلى احتيLLاج )ال [5/421الشرعية( ] المطالب

فيها المسLتعملة والطرائق المنطقية االصطالحات )التزام الشLLريعة ألن األكLLثر؛ في المطلوب إلى الوصول عن مبعد

[5/418األمية( ] شرط على إال توضع لم

أغاللويظن هؤالء أن المقاص��د والش��اطبي تع��ني التخلص من " " ومنح الحي���اة فس���حة كم���ا يقول���ون، بينم���اسLLLد الLLLذرائع

الش��اطبي/المقاص��دي يعت��بر "س��د ال��ذرائع" أح��د أعظم مقاص��د الشريعة، وخصص له فصوال طويلة ساق فيها األدلة عليه، بل ه��و

ال يسيغ المخالفة فيه باعتباره عنده أصال مقطوعا به كما يقول: األصLLLول من أصل وهو مشLLLروع، مطلLLLوب الLLLذرائع )سد

[3/263الشرع( ] في القطعية

تحجيم أدلةويظن هؤالء أن المقاصد والشاطبي ت��دفع باتج��اه " " ليتس�ع للن��اس حري��ة الحرك�ة في الحي��اة العام��ة كم��االشريعة

يقول��ون، والواق��ع أن الش��اطبي/المقاص��دي ليس ك��ذلك، ب��ل إن الشاطبي يتوسع في األدلة لدرجة أنه يعتبر "عمل الصحابة" نوعا

من السنة النبوية، كما يقول: الصLLحابة، عليه عمل ما على "السLLنة" لفظ أيضا )ويطلق

اتباعLLا لكونه يوجLLد؛ لم أو السLLنة أو الكتLLاب في ذلك وجد أو إلينا، تنقل لم عندهم ثبتت لسنة عليه مجتمعLLا اجتهLLادا وعمل إجمLLLاع، إجمLLLاعهم فLLLإن خلفLLLائهم؛ من أو منهم

حمل جهة من اإلجمLLاع حقيقة إلى أيضLLا راجع خلفLLائهم[4/290عليه( ] الناس

86

ثم قال في تلخيص ذلك: :أوجه أربعة اإلطالق في منه تحصل تقLLدم؛ ما جمع )وإذا

جاء ما والرابع: ثالثة، وإقراره..، وهذه وفعلهقول النبي [4/293الخلفاء( ] أو الصحابة عن

"التساهلويظن ه��ؤالء أن المقاص��د والش��اطبي ت��دفع باتج��اه "، بينما الشاطبي بضد ذلك كليا، ومن أمثلة فت��اواه أن��هالفقهي

يقول: كما شهادته تقبل ال الجماعة صالة تارك اعتبر تقبل فال يجLLLرح، تركها على داوم من الجماعLLLة، صLLLالة)

وقد الLLدين، شLLعائر إلظهار مضادة تركها في ألن شهادته؛ أن فهم الجماعLLLة؛ تLLLرك على دوام منالرسLLLول توعد

[1/211بيوتهم( ] عليهم يحرق

واعتبر أن كشف الرجل لرأسه إذا جرت العادة بتغطيته قادح فيعدالة الرجل كما يقول:

الواقLLLع، في البقLLLاع بحسب يختلف فإنه الLLLرأس، )كشف وغLLير المشLLرقية، البالد في قLLبيح المLLروءات لLLذوي فهو

يختلف الشLLLLرعي فLLLLالحكم المغربيLLLLة، البالد في قLLLLبيح العدالة، في قادحا المشرق أهل عند فيكون ذلك، باختالف

[3/489قادح( ] غير المغرب أهل وعند

اإلس��اءة من يخلو المنك��ر" لن عن "النهي أن الش��اطبي وي��رى بليقول: كما شرعيته، في يقدح ال هذا فإن ذلك ومع عرضا، لآلخرين

مشLLروع أمر فإنه المنكLLر؛ عن والنهي بLLالمعروف )األمر وإخمLLاد اإلسLLالم، شLLعائر وإظهLLار الدين إلقامة سبب ألنه

الوضع في بسLLLLLLبب وليس كLLLLLLان، وجه أي على الباطل أدى وإن عرض، من نيل وال نفس، أو مال إلتالف الشرعي

كلمة إلعالء موضLLوع الجهLLاد وكذلك الطريق، في ذلك إلى[1/374النفس( ] أو المال في مفسدة إلى أدى وإن الله،

87

وق��رر والية من الم��رأة ومنع العام��ة، الوالية من الم��رأة منع أيض��ا المص�الح ال�تي راعته�ا الش�ريعة في في يق�ول كما نفس�ها، إنك�اح

جانب المعامالت ما يلي: العبد النجاسLLات، وسLLلب بيع من كالمنع المعامالت، )وفي اإلمامة منصب المLLرأة وسLLلب واإلمامLLة، الشLLهادة منصب[2/23نفسها( ] وإنكاح

ظLLاهرة ترسLLيخ" تتض��من والش��اطبي المقاصد أن ه��ؤالء ويظن الش��اطبي/المقاص��دي بينما ص��حية، ظ��اهرة " واعتب��ارهاالختالف

��ر ظ��اهرة واعتب��اره الش��ريعة فهم في االختالف على الحط من أكثالقضية: لهذه معالجاته بعض في يقول كما مرضية،

وليس الشLLريعة، إلى المتنLLازعين رد أي الشLLارع-–)فإنLLه بLLالرجوع إال االختالف يرتفع وال االختالف، لLLيرتفع إال ذلك[5/60واحد( ] شيء إلى

الشLLريعة إلى بLLالرجوع واألمر االختالف ذم في )واآليLLات هي وإنما فيهLLLLا، اختالف ال أنها في قاطعة كلها كثLLLLيرة،

[5/61واحد( ] وقول واحد مأخذ على

وعندما عرض عبارة "اختالف العلم��اء رحم��ة" رد عليه��ا من خاللالداخل المذهبي نفسه، كما يقول:

روى فقد وسLLعة" رحمة اختالفهم قال "إن من قول )وأما أصLLLحاب اختالف في ليس: "قLLLال أنه مالك عن وهب ابن

في الحق وإنما سLLعة، وسLLلم عليه الله صLLلى الله رسLLول[5/75واحد"( ]

هذه جول��ة خاطف��ة في المقارن��ة بين الص��ورة ال��تي يتم ترويجه��ا حول الشاطبي، والشاطبي الفعلي كما ه��و، وك��ل من س��مع كالم

88

هؤالء عن المقاصد والشاطبي، ثم قرأ كتابه، فإنه سيكتشف حتما أن هناك شاطبيين وليس شاطبيا واحدا، هناك الشاطبي الحقيقي ال��ذي كتب الموافق��ات، وهن��اك الش��اطبي المزي��ف ال��ذي تمت دبلجت��ه في المعام��ل الفرانكفوني��ة وتس��ويقه كنس��خة مقرص��نة

للمستهلك الكسول الذي ال يفحص مدى موثوقية ما يسمع. ه��ذه ونجحت مكثف��ة، تغ��ريب لحملة تعرض الشاطبي أن هذا يعني

عن الفكرية الش��ائعات يس��تهلك جيل أم��ام لألس��ف- ألننا– الحملة يع��ني وه��ذا تمحيص��ها، في علمي حس أي دون اإلس��المي ال��تراث

أن )علم مقاص��د الش��ريعة( و )الموافق��ات( و )الش��اطبي(أيض��ا بحاجة لحمل��ة مض��ادة الس��تنقاذها من عملي��ات ال��تزييف المنظم،

والحيلولة دون استغاللها في تبرير مفاهيم اإلباحية الفقهية.

هذا هو المحور األول وهو تحلي��ل حقيق��ة الش��اطبي وكتاب��ه وعلم المقاصد الذي توسع في شرحه، لننتق��ل اآلن إلى المح��ور الث��اني لهذه اإلشكالية: ه�ل يع�رف الخط�اب الش�رعي المعاص�ر أبح�اث

المقاصد؟ الحقيقة أنه إذا اتض��حت حقيق��ة المقاص��د والش��اطبي فيب��دو أنن��ا لسنا بحاج��ة له��ذا الس��ؤال الث��اني أص��ال، ولكن م��ع ذل��ك سنش��ير لبعض النم����اذج من دراس����ات الب����احثين الش����رعيين في علم

المقاصد:

( ع��وض الق��رني،المختصLLر الوجLLيز في مقاصLLد التشLLريع) بن ( محمدتطبيقية نظرية دراسة الضLLرورية: الشLLارع مقاصد)

بن ( عب���دالعزيزالشLLLريعة في المقاصد اعتبLLLارالم���ري، ) علي مقاصLLد( للج��يزاني، )تهLLذيب الموافقLLاتالس��عيد، ) عبدالرحمن

( محمد سعد المقرن.الشريعة في حفظ المال وتنميته فضال عن الدروس الشرعية المنتشرة والمسجلة في شرح كتاب الموافقات للشاطبي )وممن لهم شروح على الموافقات: الش��يخ

89

ابن غديان، الشيخ عبدالكريم الخضير، د.مساعد الطيار، د.يوسفالغفيص، وغيرهم(.

يبدو اآلن أننا انتهين��ا من مناقش��ة أهم م��ا يتص��ل بإش��كالية عالق��ة الخط��اب الش��رعي بعلم المقاص��د والش��اطبي، لننتق��ل اآلن إلى

إشكاليات أخرى.

90

ثامنا: الخطاب الشرعي ومعارك الصفات

تتف��ق جمه��ور الطوائ��ف الفكري��ة المعاص��رة على نق��د عالق��ة الخطاب الشرعي بمباحث "األس��ماء والص��فات اإللهي��ة"، وي��رون أن الخط��اب الش��رعي يقيم مع��ارك ال داعي له��ا ح��ول قض��ايا المعطلة والممثلة ونحوهم، في زمن نحن بأمس الحاجة في��ه إلى

تكثيف الجهود في قضايا المدنية والحقوق واألخالق. ولكن هذا االتف��اق الع��ام بين ه��ذه الطوائ��ف الفكري��ة على إدان��ة الخطاب الشرعي في عالقته بمباحث الصفات يخفي خلفه تفاوتا جوهري���ا في ط���رح رؤيتهم ح���ول قض���ية "األس���ماء والص���فات واإللهية"، وعبر حوارات متعددة مع هذه األطي�اف الفكري�ة اتض�ح لي أنهم ليسوا على مرتبة واحدة في النظر لهذه القضية، بل هم

حتى نك��ون موض��وعيين أك��ثر- يتف��اوتون إلى ثالث م��راتب، ك��ل– مستوى منها يطرح اإلشكالية بمنظور مختلف، وهذه اإلش��كاليات الثالث هي: ع��دم ش��رعية المبحث، وغي��اب المخ��الف، ومغ��االة

الجهد المبذول. منهم ي���رون أن مبحثفالمرتبLLLة األولىوللتوض���يح أك���ثر،

الصفات اإللهي��ة من األس��اس ه��و مبحث ت��رفي ال قيم��ة ل��ه، وأن اشتغال أئم��ة الس��لف ب��ه ك��ان من األص��ل خط��أ تاريخي��ا يجب أال

نكرره. : فيرون أن هذا المبحث مش��روع ومح��ترم،المرتبة الثانيةوأما

وأن اشتغال أئمة الس��لف ب��ه ك��ان اش��تغاال م��بررا ويعكس عم��ق فقههم في دين الل��ه، ولكنن��ا في عص��رنا الي��وم ال نحتاج��ه لغي��اب المخ���الف في���ه، فلم يع���د ل���دينا الي���وم "جهم بن ص���فوان" وال "المريس��ي"، وال يوج��د أح��د في ع��الم الي��وم كل��ه يتب��نى "خل��ق

القرآن".

91

: ف��يرون أن ه��ذا المبحث مش��روع وم��برر،المرتبة الثالثةوأما وأن المخالف فيه موجود وحاضر في عالم اليوم، لكنهم ينتق��دون الخطاب الشرعي باعتبار أنه أولى هذا الموضوع أكبر من حجمه، فحجم التعبئ��ة الص��فاتية يف��وق حجم المخ��الف في الص��فات في عالم اليوم، فهم ال ي��دعون إلى إلغائ��ه، وإنم��ا إلى تقليص الجه��ود

العقدية فيه لتتناسب مع حجم المخالف.

هذه ثالثة مراتب من النقاد يتفاوتون هرميا في نمط النظ��رة إلى قض��ية الص��فات، فبعض��هم ينك��ر ش��رعية المبحث من األس��اس، وبعضهم يثبت ش��رعية المبحث وينك��ر وج��ود المخ��الف، وبعض��هم يثبت شرعية المبحث ووجود المخالف لكن ينك��ر تض��خيم الجه��ود

بما يفوق االحتياج الفعلي.

يبدو لي أنه ال يمكن أن نن��اقش ه��ذه القض��ية إال بف��رز المناقش��ة حس��ب ه��ذه الم��راتب الهرمي��ة الثالث، وه��ذا م��ا س��نحاوله في

الفقرات التالية.

-شرعية مبحث الصفات: فأما اإلشكالية األولى المتعلق��ة بج��دوى ه��ذا المبحث العلمي من األس�اس فهي تقودن�ا إلى التس�اؤل ح�ول قيم�ة الص�فات اإللهي�ة ذاتها، أين تقع "الصفات اإللهية" في جدول أولويات الوحي؟ أو ما

الموقع الذي تحتله "الصفات اإللهية" من اإلسالم؟

حسنا، حين نتأمل )أركان اإليمان الستة( التي يق��وم عليه��ا ال��دين كل��ه نج��د أن أعظم ركن من أرك��ان اإليم��ان ه��و )اإليم��ان بالل��ه( واإليمان بالله ليس إيمانا مجردا، أي ليس إيمانا بجهل أو تحريف، بل هو إيمان مبني على العلم بالله، وبأسماء الل��ه، وص��فات الل��ه التي تلي�ق ب�ه والص�فات ال�تي ال تلي�ق ب��ه، فل�و أن إنس�انا ي�ؤمن

لكنه يحرف أوصافه فيصفه بصفات ال تلي��ق ب��ه، أو بالنبي محمد ؛ ف��إن إيمان��هيجحد صفات الكمال ال��تي اختص به��ا نبين��ا محم��د

92

يكون إيمانا مقدوحا فيه بقدر ما جحد من أوص��افه ص��لىبالنبي أعلم فإن��ه فيالله عليه وسلم، وك��ل من ك��ان بأوص��اف الن��بي

اإليمان به أكمل. وكذلك )ركن اإليمان بالمالئك��ة(، فل��و أن إنس��انا ي��ؤمن بالمالئك��ة لكن ينسب إليهم أعماال وأوصافا ال تليق بهم، أو يجح��د أوص��افهم الالئقة بهم والتي أتت في النصوص؛ فإن إيمان��ه بالمالئك��ة يك��ون مقدوحا فيه بقدر ما جحد، وكل من كان بأوصاف المالئكة الالئق��ة

أعلم كان إيمانه بهم أكمل. وهكذا )ركن اإليمان بالله( ولله س��بحانه المث��ل األعلى، فك��ل من كان بأوصاف الله الالئقة به أعلم كان إيمانه أكمل، وكل من جحد

شيئا من صفات الله الالئقة به نقص إيمانه بقدر ما جحد. وحين نحاول تحلي��ل مبحث "الص��فات اإللهي��ة" نج��د أن��ه ببس��اطة يدور كله حول ركن اإليمان بالله، أي حول تحقيق الصفات اإللهية الالئقة بالله، والرد على التحريفات والشبه التي تريد جحد ش��يء من ه��ذه الص��فات العظيم��ة، ولم يأخ��ذ ه��ذا المبحث وزن��ه عن��د السلف إال لتعلقه بأعظم أركان اإليمان وه��و اإليم��ان بالل��ه، وك��ل

مساس بالصفات فهو مساس بالموصوف جل وعال. فه��ل يمكن أن يك��ون العلم المس��ؤول عن أعظم أرك��ان اإليم��ان

"اإليمان بالله" مبحثا ترفيا ال قيمة له؟

ثم إذا تدبر المرء كتاب الله فال بد أن يلفت انتباهه عناي��ة الق��رآن الش��ديدة بتض��مين أغلب اآلي��ات ش��يئا من أس��ماء الل��ه وص��فاته، فكثير من اآليات تختم بمثل قوله تعالى )السميع البصير( ، )عليم خبير( ، )غفور شكور( ، إلخ. فهل يمكن أن يكون حضور األس��ماء والصفات اإللهية بمثل هذه الكثافة في القرآن وتكون شيئا ثانوي��ا

ال قيمة له؟

ثم إذا تدبر المرء اآليات والسور التي عظمها رسول الل��ه، وال��تي بين أنها أعظم القرآن، رأى ذلك راجعا لم��ا تض��منته من الص��فات

اإللهية، وسنشير لبعض األمثلة:93

فأعظم آية في كتاب الل��ه هي آي��ة الكرس��ي، وإذا ح��اول الق��ارئ تحلي��ل مض��امين آي��ة الكرس��ي وج��دها من أوله��ا إلى آخره��ا في توص��يف الل��ه س��بحانه وتع��الى، ب��ل اآلي��ة أص��ال مخصص��ة لس��رد أوص��اف الل��ه ج��ل وعال، ف��ذكرت من أوص��افه ج��ل وعال إثبات��ا أو س��لبا: األلوهي��ة، الحي��اة، القيومي��ة، نفي الس��نة والن��وم، مل��ك

السماوات واألرض، العلم، نفي األود، العلو، العظمة. أن هذه اآلي��ة أعظم آي��ة؛ ك��ان ليوالحديث الذي بين فيه النبي

مع��ه قص��ة طريف��ة، لنق��رأ الح��ديث س��ويا، حيث ج��اء في ص��حيحمسلم:

المنLLذر أبا اللLLه: "يا رسLLول قLLال قLLال كعب بن أبى )عن الله قلت: قLLال: أعظم؟" معك الله كتاب من آية أي أتدرى

كتLLاب من آية أي أتLLدرى المنLLذر أبا "يا قال. أعلم ورسوله الحى هو إال إله ال قلت: الله قLLLLLLLLLال: أعظم؟" معك الله

ليهنك وقLLال: "والله صLLدرى في فضLLرب قLLال". القيLLوم[1921المنذر" ( ]صحيح مسلم، أبا العلم

وأما قصتي مع هذا الحديث فهو أنني حين قرأت��ه ألول م��رة، كنت مش��دودا لج��واب أبي بن كعب، كي��ف ع��رف أبي بمحض تأمل��ه الشخصي أن آية الكرسي هي أعظم آية؟ كنت أقول الحق��ا ربم��ا لو سئلت أنا مثل هذا السؤال لدار في خلدي أنها "آية الدين" لم��ا فيها من تنظيم الحياة العامة، أو آية "يا أرض ابلعي ماء ويا سماء اقلعي" لما فيها من روعة البيان التص��ويري األدبي، أو نحوه��ا من اآليات، لكن أن تكون آية الكرس��ي فليس ل��دي أي خلفي��ة ت��وحي

لم��ا ك��انت ت��ربيتهم علىلي بأنها أعظم آية، لكن أصحاب النبي يدي رسول الله علموا أن "األسماء والصفات اإللهي��ة" هي أعظم موضوع من موضوعات القرآن، وبالتالي فاآلية التي تتضمن ذل��ك ستكون حتم�ا هي أعظم آي�ة، وه�ذا الح�ديث ال أع�رف ح��ديثا في

وعم��ق فقههم في دين التدليل على عبقرية فقه أصحاب الن��بي الله وتبحرهم في حقائق الوحي أكثر منه، ول��ذلك ظه��ر في ه��ذه

وفرح�ه بج�واب أبي القص�ة ال�تي رواه�ا أبي ش�دة عجب الن��بي حتى أنه ضرب في صدره وقال "ليهن��ك العلم"، والح��ظ أن�ه خص

94

"العلم" أي أن معرف��ة أن األس��ماء والص��فات اإللهي��ة هي أعظمموضوع من موضوعات القرآن يدل على علم صاحبه.

لننتق��ل لقص��ة أخ��رى تتح��دث عن أعظم آي��ات الق��رآن وس��وره أيضا- حضور موضوع الص��فات اإللهي��ة وعم��ق فق��ه–وسنرى فيها

الصحابة في دين الله، هذه القصة هي القصة التي تضمنت منزلة س��ورة اإلخالص، دعون��ا نط��الع القص��ة، حيث ج��اء في ص��حيح

البخاري في مطلع كتاب التوحيد: يقLLرأ وكLLان سLLرية، على رجال بعث النبي أن عائشة )عن

رجعوا أحد" فلما الله هو بL"قل فيختم صالته في ألصحابه ذلLLك؟" يصLLنع شLLيء ألى "سLLلوه فقLLال: للنبي ذلك ذكروا

بهLLا. أقLLرأ أن أحب وأنا الرحمن صفة ألنها فقال: فسألوه يحبLLه"( ]صLLحيح البخLLاري، الله أن "أخبروه : النبي فقال7375]

هذه القصة يقش��عر له��ا جس��د الم��ؤمن، فس��ورة اإلخالص بآياته��ا الثالث كله��ا مكرس��ة لص��فات الل��ه، من مفتتحه��ا إلى ختامه��ا، فوص��فت الل��ه بأن��ه: أح��د، ص��مد، نفي الوالدي��ة والولدي��ة، نفي

المكافئ والمثيل. فانظر بالله عليك كيف كان عمق فق��ه ه��ذا الص��حابي في تعظيم

هذه السورة لما تضمنته من الصفات اإللهية. فهذه النماذج في عناية الص��حابة وتعظيمهم لس��ور وآي��ات معين��ة

ل��ذلك وم��دحهمبسبب تضمنها للصفات اإللهية، ثم سرور الن��بي بكمال العلم، وإخباره عن حب الله لص��نيعهم، ك��ل ذل��ك يؤك��د أن

ال مقارنة بينهم وبين من بعدهم في الوقوف على أصحاب النبي أسرار معاني اإلسالم واإليمان وأولويات الوحي، فإذا قارنت ذل��ك بكثرة من يتساءل اليوم متهكما بجدوى العناي��ة بالص��فات اإللهي��ة انكش��ف للب��احث فعال حجم الف��ارق الفلكي بين الص��حابة وبين

الطوائف الفكرية في فهم اإلسالم.

95

أص��حابه على أن عام��ة أيضا- كيف نبه الن��بي –ثم إذا تدبر المرء المطالب الشرعية هي أصال من مقتضيات أس��ماء الل��ه وص��فاته،

كث��يرا بين فالتش��ريعات هي آث��ار لص��فات الل��ه، ويرب��ط الن��بي )الصفة اإللهية( وبين )التشريعات( ليبين ه��ذه العالق�ة، ومن ذل�ك

مثال أنه قال كما في البخاري:[6410]صحيح البخاري، )إن الله وتر، يحب الوتر(

وقال أيضا في ربط آخر كما في مسلم:[275]صحيح مسلم، )إن الله جميل يحب الجمال(

فانظر في هذه النماذج كيف أن تشريع فضيلة الوتر إنما هو ف��رع عن كون الله موصوف بكونه وترا، وتشريع فض��يلة الجم��ال ف��رع عن كون الل��ه س��بحانه من ص��فاته أن��ه جمي��ل، وهك��ذا، ب��ل ح��تى )الرحم( التي أمر الله بصلتها؛ إنما هي مش��تقة من اس��مه تع��الى

كما في البخاري:[5988الرحمن( ]صحيح البخاري، من شجنة الرحم )إن

والمراد أن هذا الربط بين )الصفة اإللهية( و )التشريع( ل��ه نظ��ائر كثيرة في النصوص، كما أن الله يحب المؤمن القوي ألنه سبحانه موصوف بأنه القوي، ويحب المحسن ألنه س��بحانه موص��وف بأن��ه

المحسن. وهكذا سائر المطالب الشرعية األخرى تراه��ا في حقيقته��ا "ف��رع عن صفات الله"، فتوحيد األلوهية هو موجب أسماء الل��ه )األح��د،

اإلله( ونحوها. وتوحيد التشريع، أعني إفراد الله ب��الحكم والتش��ريع؛ ه��و م��وجب

ومقتضى أسماء الله )الحكم، السيد( ونحوها.ورجاء الله هو مقتضى أسماء الله )الرحمن، الرحيم( ونحوها.

والخ��وف من الل��ه ه��و مقتض��ى أس��ماء الل��ه )الجب��ار، المنتقم(ونحوها.

وهذا المع�نى في عالق�ة )الص�فات اإللهي�ة( ب�� )التش�ريعات( وأن سائر أنواع العبودية هي من آثار صفات الله؛ أشار له أئمة الس��نة

96

العبودية )رجعتكثيرا، حتى قال ابن القيم في مدارج السالكين: ول��ذلك كل��ه ق��ال تع��الىوالصLLفات( األسماء مقتضى إلى كلها

لله Gو( Tاء Gى األسمGسن Tالح TوهTادعLLGا( فLLGراف:بهLLفأمرن��ا أن [180]األع نتعبده بمقتضى أسمائه جل وعال.

ومن أشد األمور إثارة لالنتباه في موضوع الصفات اإللهية مقارنة موق��ف الس��لف من )فاع��ل الكب��يرة( و )فاع��ل التأوي��ل(، فنحن نع��رف أن الس��لف وقف��وا م��دافعين ض��د تكف��ير أص��حاب الكب��ائر كالزاني والمرابي وشارب الخمر، وحشدوا النصوص الكثيرة التي

تدل على أن أصحاب الكبائر اليجوز تكفيرهم. ضع هذه الصورة الس��ابقة في ذهن��ك، ثم قابله��ا بموق��ف الس��لف حين ظهرت أفكار )تأويل الصفات اإللهية( وكيف استفظعوا األمر وحاربوه ووقفوا جميعا بحزم صارم ضد المؤولين، وأطبق جماهير السلف على تكفير الجهمية، وكف��روا شخص��يات أخ��رى اش��تهرت

بتعطيل الصفات. ياترى هل كان هذا التطابق في الموق��ف مج��رد تواف��ق عرض��ي؟ هل يقف أئمة أتباع الت��ابعين المنتش��رون في أمص��ار اإلس��الم في الشام والحجاز ومصر وغيرها ذات الموقف ال��رهيب ويك��ون ه��ذا

شيئا عرضيا وليس هناك مبررات موضوعية دفعته إلى الوجود؟ لماذا شنع أئمة اإلسالم في توافق عجيب وأطلقوا عبارات غليظة في شأن من أنك��ر ص��فة الكالم أو االس��تواء ونحوه��ا، ولم يقول��واعشر معشار هذه العبارات في الزاني والمرابي وشارب الخمر؟

يس��تحيل بحس��ب الع��ادة أن اليك��ون هن��اك ب��راهين ظ��اهرة ج��دا قادتهم إلى هذا التوافق، يس��تحيل أن التك��ون هن��اك أدل��ة قاطع��ة حملتهم على تعظيم باب العلم بالله وشناعة تأوي��ل الص��فات وأن

الضالل فيه أشنع من الكبائر. نحن بحاجة هاهنا إلى نم�اذج من مواق�ف الس�لف، ولكن نص�وص السلف في هذه اإلشكالية غزي��رة ج��دا، ل��ذلك س��نكتفي بش��واهد من مواقف )األئمة األربع��ة( ال��ذين س��ارت األم��ة على م��ذاهبهم،

وسنرى كيف استفظعوا تأويل الصفات اإللهية.97

فأما اإلم��ام )ابوحنيف��ة( فق��د ج��اء إلي��ه جهم بن ص��فوان شخص��يا وتناقش معه في وجوب تأويل الصفات اإللهي��ة لتنزي��ه الل��ه فلم��ا

المسLLايرة البن]( اخرج عLLني ياكLLافرسمع ابوحنيفة مقالته قال له )[.الهمام، وأصول البزدوي

وأما عمرو بن عبيد أشهر شخص��يات المعتزل��ة في عص��ره فق��ال الطريق للناس فتح فإنه عبيد بن عمرو الله لعنعنه ابوحنيفة )

]ذم الكالم للهروي، وابن أبي العز على الطحاوية[.( الكالم إلى ب��ل نهى عن الص��الة خل��ف من يعط��ل الص��فات اإللهي��ة فق��ال

]تLLاريخ )من قال القرآن مخلوق فاليصلين أحLLد خلفLLه(ابوحنيفةبغداد للخطيب[

وأما اإلمام )مالك بن أنس( فوصل األمر عن��ده إلى الفتي��ا بالقت��ل :لمالك قيل)لمن جحد الصفات، كما سئل مرة عن صفة الرؤي��ة

السLLيف( السLLيف: مالك فقLLال يLLرى؟ ال الله أن يزعمون إنهم[] الاللكائي

نLLافع بن )عنوأفتى مرة أخ��رى بالس��جن والجل��د ح��تى الم��وت يوجع مخلLLوق القرآن قال من: يقول أنس بن مالك كان: قال

] االعتصLLام للشLLاطبي المLLالكي، الشLLريعةيمLLوت( حLLتى ويحبس ضLLربالآلجري[

وكان يعرف المتأثرين بأفكار التأويل ويغلظ عليهم، كما ق��ال عبد :فقال يسأله، رجل وعنده مالك على )دخلتمهدي: بن الرحمن

]ذمعبيLLد( بن عمLرو الله لعن عبيد بن عمLرو أصحاب من لعلكالكالم للهروي[

وأكثر ما يلفت االنتباه في تعامل اإلمام مالك مع الصفات اإللهي��ة مايعتريه من الرهبة من الله عندما يسمع كالم المؤولين، كما في

قصته المشهورة: فجLLاءه أنس بن مالك عند كنا: قال الله عبد بن جعفر )عنحمGنT }الله عبد أبا يا: فقال رجل {استGوGى العGرش عGلGى الر من وجد ما شLLLLLLيء من مالك وجد اسLLLLLLتوى؟ فما كيف

يده، وقد في بعود ينكت وجعل األرض، إلى فنظر مسألته، بLLالعود، ورمى رأسه رفع ثم العLLرق-، الرحضLLاء -أي عاله

]التمهيLLLد البن عبLLLدالبروقLLال ..( والقصLLة بطولهLLا معروفLLة. المالكي [

98

فانظر بالله عليك هذه القلوب الحية، وستعرف لم اختص��هم الل��ه باإلمامة في ال��دين؟! وق��ارن ه��ذا التعظيم لب��اب العلم بالل��ه بم��اتتجرأ به الطوائف الفكرية من استهتار بمنزلة هذا الباب العظيم. ويهمنا هاهنا بالطبع أن نشير إلى أن اإلمام مال��ك نفس��ه نب��ه إلى

أن الخطأ االعتقادي أفدح من الكبائر ذاتها، كما يقول: ارتكب رجال أن لو: يقول مالكا سمعت:قال نافع ابن )عن

األهLLواء هذه من تخلى ثم بالله، يشرك أال بعد كلها الكبائرنعيم[ ألبي األولياء ]حليةالجنة( دخل والبدع

وأما اإلمام )الشافعي( رحمه الله فق��د ج��اءه حفص الف��رد وك��ان أيضا- تأويل الصفات لتنزيه الل��ه عن مش��ابهة المخل��وقين،–يتبنى

ولذلك كان يجعل القرآن مخلوقا ليسلم من إثبات كالم مس��موع،فكفره الشافعي صراحة:

الفLLرد، حفص الشLLافعي كلم لما: يقLLول الربيع )سLLمعت كفLLرت: الشLLافعي له فقLLال.مخلوق القرآن: حفص فقال أراد: فقLLال حفصLLا، فلقيت: الربيع العظيم( . )قLLال بالله

]تبLLLيين كLLLذب المفLLLتري البن عسLLLاكر، سLLLير النبالءقتلي( الشLLافعيللذهبي[

ومن أخط��ر األم��ور ال��تي نب��ه إليه��ا الش��افعي هي أن تحري��فالصفات يفضي إلى اختالف الموصوف ذاته:

اسماعيل ابن ابراهيم الشافعي عند ذTكر )قال الجارودى: ال قLLول وفى شLLئ، كل فى له مخالف أنا فقال: علية، بن الله إال إله ال أقLLول أنا يقLLول، كما أقول لست الله، إال إله

حجLLLاب، وراء من تكليما السLLLالم عليه موسى كلم الLLLذى موسى أسLLمعه كالما خلق الLLذى الله إال إله ال يقLLول وذاك

]االنتقLLاء في فضLLائل األئمLLة الثالثLLة الفقهLLاء، البنحجLLاب( وراء منعبدالبر[

ونبه الشافعي أيض��ا على قض��ية أن الت��أويالت في ال��ذات اإللهي��ة أخط��ر من الكب��ائر، كم��ا يق��ول الش��افعي بع��د أن تن��اقش م��ع

المعطلة: توهمته ما والله شئ على الكالم أهل من اطلعت )لقد

خال ما عنه الله نهى ما بجميع المLLLLLرء يبتلى وألن قLLLLLط،99

]تبLLيين كLLذببLLالكالم( الله يبتليه أن من خLLير باللLLه؛ الشLLركالمفتري البن عساكر[

وأما اإلمام أحم��د فنصوص��ه في ه��ذا الب��اب أش��هر من أن ت��ذكر، ومعروف أنه كفر من أنكر الصفات وقال بخلق الق��رآن، وتع��رضلالعتقال الشهير على يد ثالثة خلفاء المأمون والمعتصم والواثق.

وهذا القول ليس خاصا فقط ب�)األئمة األربعة( أص��حاب الم��ذاهب التي سار عليها المسلمون، بل ح��تى أص��حاب الم��ذاهب الفقهي��ة المتبوعة التي اندثرت، والحظ معي ه��ذا الع��رض الت��اريخي ال��ذي

يلخصه اإلمام ابن تيمية: تابع عصر في األربعة األئمة أحد وهو األوزاعي حكى )وقد

واألوزاعي الحجLLاز، أهل إمLLام مالك هم الLLذين: التLLابعين إمLام والثLLوري مصLر، أهل إمLام والليث الشLام، أهل إمام التLLLابعين زمن في القLLLول شLLLهرة حكى العLLLراق؛ أهل

السLLمعية، وبصLLفاته العLLرش فوق تعالى الله بأن باإليمان جهم، ليعLLرف مLLذهب ظهLLور بعد هLLذا األوزاعي قال وإنما

[5/39]الفتاوى ذلك( خالف السلف مذهب أن الناس

الشواهد السابقة كانت لتوضيح الموقف الج��ذري ل���)أئم��ة الفق��ه المتب��وعين( من قض��ية تعطي��ل الص��فات، وأم��ا موق��ف )أئم��ة الحديث( فسنأخذ النماذج من أص��حاب الكتب الس��تة ال��تي عليه��ا

كتLLابمدار اإلس��الم، فأم��ا اإلم��ام البخ��اري فق��د ختم ص��حيحه ب�)التوحيد والرد على الجهمية ( ، وأما اإلمام مسلم فلم يضع أبوابا

بLLابلصحيحه أصال، وأما اإلمام ابوداود فقد بوب في سننه وقال ) (. وأم��ا اإلم��ام الترم��ذي فبع��د أن س��اقفي الLLرد على الجهمية

أهل من العلم أهل قLLول )وهكLLذاأحاديث الصفات اإللهي��ة ق��ال وقLLالوا الروايLLات هLLذه فLLأنكرت الجهمية وأما والجماعة السنة

بLLاب فيمLLا أنكLLرت) ، وأم��ا اإلم��ام ابن ماج��ة فق��ال تشLLبيه( هذا(.الجهمية

100

فه���ؤالء هم أئم���ة الفق���ه المتب���وعين، وه���ؤالء أئم���ة الح���ديث المعتم��دون، وكلهم مطبق��ون على اس��تفظاع تعطي��ل الص��فات اإللهية، فهل يمكن أن يكون هؤالء كلهم ض��لوا في ه��ذه القض��ية،

ومنحوا الصفات اإللهية أكبر من حجمها؟! وسنضطر هاهنا أن نتوقف عن عرض المزيد من الش��واهد، ولكن كلي أمل في القارئ الكريم أن��ه إن أراد المزي��د من الش��واهد أن يراجع واحدا من ألذ المصادر في ع��رض معالج��ات أئم��ة الس��لف للصفات بنزعة تاريخية مرهفة، وهو كتاب )العلو( لمؤرخ اإلس��الم

الذهبي.

والم��راد أنن��ا حين ن��رى كي��ف تت��ابع أئم��ة الس��لف المتب��وعين في التشنيع البليغ على تأويل الصفات اإللهية، وأنهم ق��الوا فيه��ا م��الم يقولوه في المرابي وال�زاني وش�ارب الخم�رة، واعتبروه�ا قض�ية في غاية الخطورة، واستحض��ر اإلنس��ان م��ع ذل��ك عبقري��ة أولئ��ك األئمة، وسعة إحاطتهم بالنصوص، ودقة معرفتهم بلسان الع��رب، وص��دقهم في البحث عن م��راد الل��ه ورس��وله بعي��دا عن ض��غوط األهواء الخارجية، وكمال ورعهم وتقواهم وعبوديتهم، وإطباق أمة

على الت��دين بفقههم، وش��هادة الش��ارع لهم ب��أنهم خ��يرمحم��د القرون، وتوافقهم العجيب مع تباعد األمصار على ذات الموق��ف، حين يجمع الباحث أطراف الصورة التاريخية، ثم ينتق��ل للطوائ��ف الفكرية المعاصرة ويرى كيف يس�تهترون بب��اب الص��فات اإللهي��ة، ويستهينون بالغيرة والحمية لب��اب العلم بالل��ه، ويتهكم��ون بس��عي أهل السنة إلصالح التصورات الخاطئ��ة ح��ول ه��ذا الب��اب العظيم، إذا جمعت ذلك كل��ه فإن��ك ال يمكن أن تنف��ك عن الش��عور بالرث��اء والشفقة لهؤالء المساكين، كيف بلغوا ه��ذه الم��راتب من الجه��ل

الفظيع في دين الله.

وخالصة ذلك أنه إذا كانت "األسماء والصفات اإللهية" هي طري��ق العلم بالله الذي هو أعظم أركان اإليمان بالل��ه، وإذا ك��انت أعظم آي��ات الق��رآن وس��وره إنم��ا اس��تمدت عظمته��ا مم��ا تض��منته من

101

الصفات اإللهية، وإذا كانت العبودية كلها اتب��اع لمقتض��ى األس��ماء والصفات اإللهية، وإذا كان أئمة السلف المتب��وعين عظم��وا ش�أن الص��فات اإللهي��ة وق��الوا في تأويله��ا م��الم يقول��وه في أص��حاب الكبائر؛ فكيف يقول مسلم عاقل بأن األس��ماء والص��فات اإللهي��ة موضوع هامشي ال قيمة له وال داعي لتصحيح التصورات الخاطئ��ة

حوله؟

وبعض الناس -نتيجة جهلهم بمنزل��ة الص��فات اإللهي��ة في ال��وحي- لوجاءهم رجل وأنكر )اليوم اآلخر( لوقع في أنفسهم وقعا ش��ديدا أعظم مما لو أنكر )ص��فات الل��ه( س��بحانه وتع��الى، وه��ذا بس��ببغياب الوعي بتراتبية القضايا في الوحي، ولذلك يقول ابن تيمية:

إنكLLار من الرسل دين في إلحLLادا أعظم الله صفات )إنكار الرسل به أخLLبرت لله الصLLفات إثبLLات فLLإن األبLLدان؛ معLLاد

[5/309األبدان( ]درء التعارض، بمعاد أخبرت مما أعظم ثم اس��تدل ابن تيمي��ة على ذل��ك ب��أن الس��ور ال��تي عظمه��ا الل��ه ورسوله كآية الكرسي والفاتحة واالخالص كلها تتضمن من أسماء

الله وصفاته أعظم مما تتضمن من تفاصيل اليوم اآلخر.

وبعض الناس يقول: )حس��نا نحن نع��رف أن الص��فات اإللهي��ة له��ا منزلة عظيمة، لكن ما عالقة ذلك بكوننا يجب أن نح��ارب التأوي��ل فيها( وه��ذا في الحقيق��ة كالم غ��ير علمي بتات��ا، فأهمي��ة الص��فات اإللهية تقتضي أهمية تنقيتها من أي تحريف تحت أي غط��اء ك��ان، وهل يعقل أن يكون الموضوع في غاي��ة األهمي��ة، ويك��ون تحري��ف

وانصوصه في غاي��ة الهامش��ية؟! ول��ذلك ق��ال تع��الى TرGذ Gو( Gالذين GونTلحدTائه( ]األعراف: في ي GسمGفأي تحريف ألس��ماء الل��ه[180أ

بحف��ظ األس��ماء اإللهي��ة كم��ا في ص��حيح إلحاد فيها، وأمر الن��بي من اسLLما وتسLLعون )للLLه تسLLعةمسلم من ح��ديث أبي هري��رة:

وحفظها يتض��من حفظه��ا من[LL 6985 ]مسLLلم،الجنة( دخل حفظهاالتحريف في معانيها.

102

والحقيقة أن االستهانة في صيانة الصفات اإللهية من التحري��ف ال يصدر إال عن شخص تساهل أصال في قيمة الصفات اإللهي��ة ذاته��ا وعظمت في قلبه شؤون دنيوية أخرى، ويستحيل أن نص��دق عقال أن ثم��ة شخص��ا يعظم ص��فات الل��ه، ويس��تهين في ذات ال��وقت

بتحريف نصوصها! هذا افتراض ال يقبله العقل.

وثمة فريق آخر يقول: )أن ما جرى من الفرق العقدي��ة المخالف��ة أله��ل الس��نة في الص��فات اإللهي��ة لم يكن تحريف��ا عن عم��د، ب��ل نيتهم حس��نة، وإنم��ا أرادوا تنزي��ه الل��ه عن مش��ابهة المخل��وقين، فلم���اذا نض���خم ونش��نع على أق���والهم؟( وقائ���ل ه���ذا الكالم لم يستوعب تفريق أهل السنة بشكل إجم��الي بين الفع��ل والفاع��ل، أو بين النوع والعين، فكون اإلنسان نيته حسنة ووقع في مخالف��ة شرعية متأوال فهذا ال يبرر هذه الفعلة، وإنما ه��ذا ق��د ينفع��ه عن��د الله في العفو عنه، فحسن النية ال يبرر أن ن��ترك الخط��أ على م��ا ه��و علي��ه، وك��ون مقص��وده "التنزي��ه عن مش��ابهة المخل��وقين" ال

يعني صحة عمله.

ولنضرب مثال يوضح ذلك، لو أن إنسانا جاءنا وقال أنا أؤمن بالنبي ( لكني أنكر أن يكون من ص��فاته أن��ه أس��ري ب��ه إلى بيت)محمد

المقدس وعرج به إلى السماء في ليل��ة، ألن��ني ل��و أثبت ل��ه ه��ذه عن الصفة فسيفضي به ذلك لكونه يشابه الطيور، ولتنزيه النبي

مشابهة الطيور فإني أنكر اإلسراء والمعراج وأتأول اآلية )سبحان الذي أس�رى بعب�ده( ب�أن الم�راد به�ا س�مو روح��ه وص�فاء نفس�ه وامتدادها ونحو ذلك، ولغة الع��رب ال ت��أبى مث��ل ه��ذه المج��ازات. فمثل هذا الكالم هل سيقبله العاقل؟! بل س��يبلغ ه��ذا الجح��د في نفوس المؤم��نين مبلغ�ا عظيم�ا، وسيستبش�عون أن تنك��ر ص�فات

التي أثبتها القرآن لمجرد توهمك أنه سيشابه من هو دون��ه النبي بذلك. والمراد أنه لو قام هذا الشخص وقدم لن��ا مئ��ات الت��أويالت لتأويل قول��ه تع��الى )س��بحان ال��ذي أس��رى بعب��ده ليال( مش��فوعة بعشرات القرائن الدالة على حسن نيته في هذا التأويل، لما شفع

103

ذلك في قبح فعله عند أهل اإليمان، فكذلك من جاءنا وجحد ك��ون الله في العلو، أو أن الله مستو على عرشه، أو أن الل��ه يتكلم، أو أن الله ينزل للسماء الدنيا، وجاءنا باألدلة العقلية الكث��يرة لتأوي��ل نصوص هذه الصفات مبينا حسن نيته في تنزيه الل��ه عن مش��ابهة المخلوقين، لما كان ذلك كله شافعا له في قبح هذه الفعل��ة، وإن

كنا نكل الفاعل إلى الله.

وهكذا أيضا لو جاءن�ا ش�خص وألغى "الح��دود الجنائي��ة الش��رعية" كلها كقطع السارق ورجم المحصن ونحوها، وأقام من القرائن ما ال يحصى على أن مقصوده حس��ن، وإنم��ا أراد دف��ع الش��ناعة عن اإلسالم بأنه دين وحشي ونحو ذلك، فهل نيته الحسنة تبرر فعلت��ه وتأويالته تلك؟ والم��راد أن حس��ن ني��ة الم��ؤولين التش��فع لهم في

ترك التأويالت على ما هي عليه.

والحافظ ابن حجر حين رأى أئمة القرن الثالث الذين رجع الن��اس إليهم في الفتي��ا مطبقين على التش��نيع على ه��ذه الت��أويالت احتج بذلك على رفض التأويل إجماال في عبارة تضمنت تصويرا تاريخي��ا

أخاذا كما يقول في فتح الباري: فقهLLLاء وهم الثLLLالث، العصر أهل عن النقل تقLLLدم )وقد

عاصرهم، ومن والليث ومالك واألوزاعي كالثوري األمصار اتفق بما يوثق ال فكيف األئمLLLة؛ من عنهم أخذ من وكLLLذا

بشLLهادة القLLرون خLLير وهم الثالثLLة، القLLرون أهل عليهالشريعة( صاحب

وجوهر المسألة كلها وسرها الدقيق أن تحري��ف الص��فات اإللهي��ة تحري��ف لب��اب العلم بالل��ه، والعلم بالل��ه أش��رف وأج��ل مطل��وب للعب��اد، وكلم��ا عظم الموص��وف عظمت ص��فاته، وكلم��ا عظمت الصفات عظم شأن التحري��ف فيه��ا، ف��إذا ك��ان المل��ك من مل��وك–األرض ال يرضى تحريف أوصافه ومناقبه، فكيف بمل��ك المل��وك

ولله المثل األعلى- أن يرضى بتحريف صفاته جل وعال.104

حسنا، انتهينا اآلن من اإلشكالية األولى في الص��فات اإللهي��ة وهي )منزلة الص��فات اإللهي��ة في اإلس��الم(، لننتق��ل اآلن إلى إش��كالية الفري��ق الث��اني ال��ذي يق��ر بأهمي��ة الص��فات اإللهي��ة وتنقيته��ا من التصورات الخاطئة، ولكنه ينكر وجود المخ��الف في ه��ذه القض��ايا

في عالم اليوم.

-هل هناك معطلة للصفات في هذا العصر؟ هذا الفريق الذي ينكر وجود المعطلة في هذا العصر ي��ردد دوم��ا: أن قضية )خلق القرآن( صارت ج��زءا من الت��اريخ والماض��ي، ولم يع��د أح��د في ع��الم الي��وم ي��دعو أو يكتب أو يق��رر مس��ألة )خل��ق الق�رآن(، ويق��ول بعض�هم: )أنتم تص��ارعون المق��ابر، فك��ل ال�ذين يقولون بخلق القرآن قد واراهم الثرى منذ ق��رون(، ويؤك��د ه��ؤالء أيضا أنه لم يعد هناك جهم وال جهمية، والبشر المريسي، إلخ. وقد الحظت شخصيا أن أكثر مث��ال يش��نعون ب��ه على قض��ية الص��فات اإللهية هي مس��ألة )خل��ق الق��رآن( وأنه��ا قض��ية ول��دت في قص��ر

المأمون وقبرت في قصر المتوكل.

والحقيقة ال أخفي أن مناقش��ة ه��ذا الفري��ق تس��بب لي ش��يئا من الحساسية والحرج، ألن ذك��ر واق��ع التعطي��ل المعاص��ر يجرن��ا إلى ذكر شخصيات لها فضل وجهود في أبواب فقهية ودعوي��ة أخ��رى، وذكرها هاهنا قد يفهم منه التقليل من قدر جهودها األخرى، لكني أثق كث��يرا بس��عة أف��ق الق��ارئ الك��ريم ب��أن يض��ع ه��ذا الكالم في

سياقه العلمي دون أية امتدادات أخرى.

لو أجرينا اس��تطالعا س��ريعا لواق��ع التعليم في المعاه��د الش��رعية التقليدي��ة في الع��الم اإلس��المي الي��وم لرأين��ا )تعطي��ل الص��فات اإللهية( منتشرا بشكل واسع ومؤلم ج��دا، ففي األزه��ر والزيتون��ة ونحوها من معاهد العلم العريقة ينتش��ر تعطي��ل الص��فات بس��بب

105

االعتم��اد على مت��ون كالمي��ة في من��اهج التعليم الرس��مية مث��لجوهرة التوحيد وأساس التقديس ونحوها من كتب التعطيل.

وأما ق��ول من يق��ول ب��أن "خل��ق الق��رآن" قض��ية تاريخي��ة طواه��ا إيوان المتوكل ولم يعد لها ذكر اليوم، فهذا كالم شخص بعيد كلي��ا عن متابعة الرم��وز الديني��ة في الع��الم اإلس��المي، وس��نذكر بعض

النماذج على مضض:

فه�ذا اإلم��ام العالم��ة الط�اهر ابن عاش�ور ي��رى أن الق�رآن ال�ذي سمعه جبريل، وكالم الله الذي سمعه موس��ى، أن��ه مخل��وق، كم��ا

سLLمعه حLLادث شLLيء في الكالم الله يخلق أن )يجLLوزيق��ول: [ 8/274]التحرير والتنوير، موسى(

غف��ر الل��ه ل��ه اللهم آمين- أن أئم��ة–ولكن ابن عاشور كان يتوهم أهل السنة لم يصرحوا بأن القرآن مخل��وق لكي ال يشوش��وا على

العامة فقط، كما يقول: نصLLيب له من حدوثه في يمLLتري أي كالم اللLLه- ال –)وهLLذا

عن اإلسLLالم أئمة بعض أمسك ولكن الLLدين، في العلم من المنLLاظرة مجLLالس في مخلوقا، بكونه أو بحدوثه، التصريح

[4/320]التحرير والتنوير، العامة( غشيتها التي

وهذا اإلمام الجهبذ محمد أبو زهرة، كان يتوهم أيضا صحة الق��ولب�)خلق القرآن( فيقول غفر الله له:

)ولكن إن نظرنLLا من وجهLLة الحكم في القضLLية، من حيث كLLون القLLرآن مخلوقLLا أو غLLير مخلLLوق، فLLإن األدلLLة الLLتي سLLاقها ابن أبي دؤاد في تلLLك الكتب، والعقLLل والبداهLLة؛ تحملنا على الحكم للمعتزلة بصLLحة نظLLرهم، فLLإن القLLرآن

[67وإن كان كالم الله؛ مخلوق( ]ابن حنبل، ابوزهرة، ص

106

وهذا الشيخ محمد سعيد رمضان الب��وطي وه��و أك�ثر الشخص�يات الفقهي��ة نف��وذا في بالد الش�ام، ردد في مواض��ع كث�يرة ظن��ه ب��أن الق��رآن مخل��وق، ويق��ول في كتاب��ه واس��ع االنتش��ار، وال��ذي تع��اد طباعته دوريا، والمسمى "كبرى اليقينيات"؛ مق��ررا ص��حة الق��ول

ب�"خلق القرآن" ما يلي: المعتزلLLLة -أي فLLLاتفقوا اللفLLLظ، هو الLLLذي الكالم وأما)

بLLذات قLLائم غLLير أنه وعلى "مخلوق" أنه على واألشاعرة- ]كبرى(أتباعه وبعض حنبل بن أحمد باستثناء سبحانه، الله

[126اليقينيات، البوطي،

وهذا الشيخ الفاضل المفسر عب��دالرحمن حبنك��ة المي��داني يق��ول في كتاب��ه الش��هير )العقي��دة اإلس��المية وأسس��ها( مق��ررا "خل��ق

القرآن" ما يلي: إسLLماع بواسLLطة كLLان الLLوحي- ما أي من–الثLLاني النLLوع)

كLLأن يكلمLLه، من السLLامع يLLرى أن غLLير من اإللهي الكالم شLLجر، أو حجر من األجسLام بعض في األصLوات الله يخلق مناجاته حين السLLالم عليه لموسى كLLان ما النوع هذا ومن إليه أشLLار ما هو الثLLاني النLLوع وهذا الطور، جانب في ربه وراء من وحيا حجاب" أي وراء من اآلية "أو في بقوله الله

بصLLورة أو ذكرنLLا، كما األصLLوات الله خلق بواسطة حجاب،[2/249 ]ص(وجل عز الله يختارها أخرى

عفى الل��ه عن��ه- يعت��بر تكليم الل��ه لموس��ى–فالشيخ حبنكة هاهنا ص��وت خلق��ه الل��ه في الش��جر والحج��ر وس��معه موس��ى، وليسالكالم الذي سمعه موسى هو كالم الله حقيقة، فهوكالم مخلوق.

والمراد أن تعطيل الص��فات اإللهي��ة ال��واردة في نص��وص الق��رآن والسنة وقع من كثير من المعاصرين المنتسبين للفق��ه والح��ديث والتفس��ير وال��دعوة، ومن ذل��ك الش��يخ المفس��ر الص��ابوني في تفاسيره الكثيرة الشائعة، ومنهم الش��يخ المح��دث عب��دالفتاح أب��و غدة، ومنهم الشيخ الداعية الحركي س��عيد ح��وى في كتاب��ه "الل��ه

107

جل جالله"، ومنهم الشيخ حس�ن أي�وب ص�احب الكت�اب المنتش�ر بين عامة الناس في العالم اإلسالمي المس��مى "تبس��يط العقائ��د

اإلسالمية"، وغيرهم.

بل هذه األيام القريبة تفاجأ أهل السنة بصدور كتاب جديد بعن��وان )القول التمام في إثبات التفويض م��ذهبا للس��لف الك��رام( ي��دعي أن أئم��ة الس��لف رض��وان الل��ه عليهم لم يكون��وا يعرف��ون مع��اني الصفات أص�ال )=التف�ويض(، وق�د اس�تاء الكث��ير من المح�بين أن يكون قدم للكتاب الدكتور الفاضل يوسف القرضاوي وأثنى عليه، فكيف يقدم لكتاب يحرف أعظم مطلوب للعباد، وهو العلم بالله، وعهدنا بالدكتور يوسف أنه كان إذا رأى أهل الس��نة يتكلم��ون في هذه المباحث أوصاهم ب��أن ال يش��غلوا األم��ة في قض��ايا ال ج��دوى منها، ثم نراه اليوم يساهم في ترويج كت��اب يخل��ط األم��ور ويعي��د

دعوى التفويض من جديد! لست أفهم كيف يدعونا الدكتور الفاض��ل يوس��ف القرض��اوي إلى ت��رك االنش��غال بتص��حيح التص��ورات العقدي��ة في ب��اب الص��فات اإللهية، ثم نراه يشارك في نقيض ذلك، أي يشارك في دعم بدعة ضاللة في أعظم ب��اب من أب��واب ال��دين وه��و ب��اب ص��فات مل��ك المل���وك س���بحانه وتع���الى، فال ه���و ال���ذي س���اهم في تص���حيح التصورات، وال هو الذي ترك الباب كله من أصله، ب��ل ذهب يع��زز أحد أنواع الخلل في هذا الباب، أال سامحك الله وغفر لك يا ش��يخ

يوسف.

هذه نماذج وال نريد أن نتوسع أكثر من ذلك.

حف��ظ الل��ه األحي��اء ورحم الل��ه–وأمث��ال ه��ذه النم��اذج الم��ذكورة األموات- هم أهل فضل ولهم جهود في أبواب شرعية أخرى، وما نش��روه من تعطي��ل الص��فات )س��واء تعطيال ص��ريحا كم��ا في التأويل، أو تعطيال ضمنيا كما في التف��ويض( لم يكن مقص��ودا لهم

إن شاء الله- باألصالة بل كان شيئا عرضيا لمشروعاتهم، ولذلك–108

ال يزال أهل السنة يأملون أن يجتمع الجميع على طريقة أص��حاب ومن تبعهم بإحس��ان من الت��ابعين وأئم��ة األمص��ار، في الن��بي

تعظيم )الصفات اإللهية( ومقاوم�ة ك�ل أش�كال تحريفه��ا تحت أي غطاء كان، ليسلم لنا ب��اب العلم بالل�ه نقي��ا ص�حيحا وه��و أش�رف

معلوم.

وفي النماذج السابقة إنم��ا ت��داولنا أس��ماء شخص��يات فاض��لة له��ا حضور وقراء، وهي تتبنى تعطيل الصفات أو القول بخلق الق��رآن أو تجويز القول بأن الصحابة كانوا يجهلون مع��اني الص��فات، وق��د أعرضنا عن ذكر )األشاعرة الع�دوانيين( كس�عيد ف��ودة والس�قاف وأضرابهم، ممن يصرحون بتسفيه أئمة السلف، ويحتقرون اإلمام الدارمي ويبالغون في اإلزراء به )بس��بب ت��أثر ابن تيمي��ة بطريق��ة ال��دارمي في كتاب��ه النقض على المريس��ي( ولهم الي��وم مواق��ع إلكتروني�ة، وحض�ور على بعض الفض�ائيات، ومطبوع��ات متنوع��ة، يص��رحون فيه��ا بتض��ليل اإلم��ام ابن تيمي��ة وابن القيم واعتبارهم��ا

منحرفين، نسأل الله العافية.

والمعاصرون الذين صرحوا بالقول ب�"خلق القرآن" تس��رب إليهم ه�ذا الق�ول من كتب مت��أخري األش�عرية ال�ذين وثق�وا فيهم، لكن المشكلة أن متأخري األشعرية انحرفوا كثيرا كث��يرا عن األش��عرية المتقدمين، فاألشعرية المتقدمون كالبيهقي وابن عساكر ونحوهم ك��انوا قري��بين من الس��نة، ولم يبل��غ خط��ؤهم ه��ذا المبل��غ، ولكن األشعرية المتأخرين بلغوا مراحل في غاي��ة الخط��ورة، وخصوص��ا بعدما أدخ��ل عليهم ال��رازي إلهي��ات ابن س��ينا متظ��اهرا بأن��ه ي��رد عليه، ولذلك وصل متأخروا األشعرية إلى القول ب�"خلق الق��رآن"

المواقف: في بكل صراحة كما يقول اإليجي الحLLLLLروف خلق وهو المعتزلة يقوله ما أن )فLLLLLاعلم

ذلLLك( في وبينهم بيننا نLLزاع وال به نقول فنحن واألصوات[294 ]ص

109

واألشاعرة المتأخرون يعلمون حساس��ية ه��ذا الموض��وع، وه��و أن يعي��دوا ق��ول المعتزل��ة في خل��ق الق��رآن، ول��ذلك ق��ال ال��بيجوري

شارح الجوهرة: مقLLLام في إال مخلLLLوق" أن يقLLLال "القLLLرآن يمتنع )لكن

[73التعليم( ]شرح الجوهرة، ص

وأما في الداخل السعودي فيوجد في بعض مناطق المملكة اليوم مايسمى )المدارس الشرعية( تدرس فيها تقالي��د بعض الم��ذاهب الفقهية كالمالكية والشافعية ونحوهم، ويدرس في هذه المدارس تعطيل الصفات اإللهية، كما كتب األستاذ الباحث )حس��ن فرح��ان المالكي( عدة كتب يرى فيها أن طريق��ة نفي الص��فات أص��ح من طريقة أهل السنة في إثباتها، كما أنني قرأت عدة أبحاث نش��رت��اب س��عوديون )يغلب على الظن في الش��بكة الليبرالي��ة كتبه��ا كت أنهم من الشيعة( يستدلون فيها على وجوب نفي الصفات اإللهية

الواردة في القرآن.

وبصورة بعامة فإن كث��يرا من الف��رق العقائدي��ة المعاص��رة تتب��نى تعطيل الصفات اإللهية عن معانيها، ولذلك تلجأ إلى الق��ول بخل��ق القرآن، ومن ذلك اإلباضية في عمان وفي المغرب الع��ربي، كم��ا

يقول الخليلي مفتي عمان: نحن اتفقنا قد:قLLال عليه الله الخليلي رحمة المحقق إن)

المغاربLLة، أصLLحابنا عليه واتفق مخلLLوق، أنه واألشLLعرية الحنابلة( بعض إال قيل فيما ذلك منكر وال للمعتزلة، وفاقا

[113]الحق الدامغ،

هذا ما يتعلق بقضية )خلق الق�رآن(، وأنه��ا نتيج�ة وثم��رة لتعطي��ل الص��فات، فمن أنك��ر أن يك��ون الل��ه متكلم��ا فإن��ه س��يلجأ إلى أن يجعل القرآن مخلوقا وأن الله لم يتكلم به، ولذلك فإن تكليم الله لموسى يعتبرونه صوتا خلقه في الش��جرة فس��معه موس��ى )كم��ا

110

سبق النقل عن ابن عاشور والشيخ عبدالرحمن حبنك��ة المي��دانيعفا الله عنهم اللهم آمين(، ونحو هذه التأويالت.

وإذا تأمل المرء اآليات التي تمدح الل��ه فيه��ا بكالم��ه، وفخم ش��أنكالمه سبحانه وتعالى كقوله:

لGو Gا )و GنمG Gرض في أ ة من األ Gر Gج GLLم ش GقالGأ TرLLحGالب Gو TدهLLTمGده من يLLعGب TةGبع Gر س TبحG ا أ Gت مGفدGن TاتGلمG27الله( لقمان: ك

لومثل قوله تعالى: Tو )قGل GانLGك TرLLحGادا البGدLات مLGلمG بي لك Gر Gد LLفGنGل TحرGالب Gبل Gن قGأ Gد GنفGت TاتGلمGبي( الكهف، ك G109ر

فإنه يحزن لحال كثير ممن آث��ر تقلي��د الم��ذاهب الكالمي��ة وس��لبالله تعالى هذه الصفة العظيمة التي يحبها.

ولكن من الموض��وعية أن نثبت هاهن��ا أن��ه ب��رغم اتف��اق المعتزل��ة واألشاعرة على القول بخلق القرآن، إال أن بينهم فرقا دقيقا وهو أن األشاعرة يجعلون لله )كالما غير مسموع( ، فيثبتون لله كالم��ا اليسمعه أح��د يس��مونه الكالم النفس��ي، ف��إذا س��ئلوا عم��ا س��معه جبريل وموسى ومحمد ليلة المعراج قالوا ه��ذه أص��وات مخلوق��ة خلقها الله في الشجر أو الحجر أو السحاب أو غير ذل��ك وليس��ت كالم الله، ألن كالم الله الصوت له فال يسمع، ووالله ال أدري كيف يتجرأ الم��رء على ال��ذات اإللهي��ة ويتح��دث عن الل��ه وكأن��ه مج��ال

للتنظيرات والفرضيات. ومن أخط��ر نت��ائج ه��ذا التأوي��ل ال��ذي ذهبت إلي��ه األش��اعرة أن��ه يتضمن اإلساءة إلى ال��ذات اإللهي��ة، ذل��ك أن الل��ه ج��ل وعال احتج على بطالن آله��ة المش��ركين بكونه��ا التتكلم بص��وت يس��معونه

فقال:Gذ Gاتخ Gو( Tوم Gى ق GوسTعده من مGليهم من ب Tدا عجال ح GLLسGج TهLLGار ل GوLLTخ

GلGم وا أ GرGي TنهG م( الG أ Tه TلمGكT148األعراف، ي وجاء في الق��رآن في موض��ع آخ��ر يعيب آله��ة المش��ركين بكونه��ا

التتكلم بصوت مسموع:م TوهTلG اسأ Gف( وا إنTانGك ) Gون TنطقG63األنبياء، ي

111

فإذا كان الله جل وعال يعتبر عدم الكالم المس��موع بص��وت ص��فة عيب ونقص وقص��ور يكش��ف بطالن آلهتهم، فكي��ف ننس��ب ه��ذا العيب والنقص والقص��ور إلى الل��ه؟! الل��ه س��بحانه يعيب آله��ة المشركين بكونها )التتكلم بصوت مسموع(، ثم نأتي نحن ونق��ول )إن الله اليتكلم بصوت مسموع(!، كيف ننسب صفة النقص ه��ذه

إلى الله؟! أين ذهب توقير الله من القلوب؟!

والل��ه إن القلب الحي الم��ؤمن المعظم لل��ه -ج��ل وعال- إذا رأى مثل ه��ذه الل��وازم البش��عة فإن��ه الب��د أن يج��د في نفس��ه وحش��ة ونف��ورا من التأوي��ل، والحقيق��ة أن ه��ذا ش��أن ش��ائع في غ��الب تأويالتهم حيث يلزم عليها اإلساءة للذات اإللهي��ة والح��ول والق��وة

إال بالله. وبالتالي فإن من يقول أن )تأويل الص��فات( وجه��ة نظ��ر يجب أن النتوتر إزاءه، هو كمن يقول أن )اإلس��اءة إلى ال��ذات اإللهي��ة( إذا

كان بتأويل فهو وجهة نظر يجب أن النتوتر تجاهها!

وأما مايتعلق ب�)الجهم بن صفوان(، وق��ولهم لم يع��د هن��اك وج��ود لجهم وال للجهمي��ة، فقائ�ل ه�ذا الكالم واض�ح أن�ه بعي�د عن حق�ل العقيدة، ومعرفة االصطالحات الفنية فيها، فكثير ممن ينكر وجود جهم والجهمي��ة يت��وهم أن ه��ذا الوص��ف علم على فرق��ة معين��ة انتهت، وه��ذا تص��ور خ��اطئ كلي��ا، فوص��ف الجهمي��ة والتجهم ه��و المظلة العام��ة ال��ذي ي��دخلون فيه��ا ك��ل ف��رق التعطي��ل، ب��دأ من الجهمية المحضة وانتهاء بالجهمية الجزئية كاألشعرية والماتريدية. وفي كالم طويل لإلمام ابن تيمية شرح فيه مراتب التجهم نجتزئ

منه هذه العبارات:ها درجLLLات، ثالث على )الجهمية الLLLذين "الغاليLLLة" فشLLLر

التجهم: الثانيLLة من وصLLفاته..، والدرجة الله أسماء ينفون الله بأسLLماء يقLLرون الLLذين ونحوهم، المعتزلة" "تجهم هو

الدرجة صLLLفاته..، وأما ينفLLLون لكن الجملة في الحسLLLنى112

لكن للجهمية المخLLالفون المثبتLLون الصفاتية فهم: الثالثة وصفاته الله بأسماء يقرون كالذين التجهم، من نوع فيهم

وصLLLLفاته أسLLLLمائه من طائفة يLLLLردون لكن الجملة في األولLLون تLLأول كما ويتأولونها الخبريLLة، غLLير أو الخبريLLة، الحسن أبو يLLLLدخل القسم هLLLLذا كلهLLLLا.., وفي صLLLLفاته

والحLLLLLLديث والكالم الفقه أهل من وطوائف األشLLLLLLعري[372-6/370والتصوف( ]الفتاوى الكبرى،

وكان اإلمام ابن تيمية يشير دوم��ا إلى اختالف نف��اة الص��فات فيمراتب التجهم، كما يقول مرة:

]الفتLLLLاوىواحLLLLدة( مرتبة على التجهم في النLLLLاس )ليس[6/368الكبرى،

ولذلك فإن أئمة السنة اعتبروا من أنكر ص��فة إلهي��ة واح��دة فق��د دخل التجهم، ولذلك كانوا يرددون: من قال الق��رآن مخل��وق فه��و جهمي، برغم أنها صفة واحدة وهي صفة الكالم، ومع ذلك أدخلوه

في وصف التجهم.

وس��بب إطالق أئم��ة أه��ل الس��نة وص��ف التجهم على التعطي��ل الج��زئي ه��و كون��ه ذريع��ة إلى التعطي��ل الكلي، أي أن الجهمي��ة

الجزئية ذريعة إلى الجزئية المحضة، كما يقول اإلمام ابن تيمية: دهليز والتجهم التجهم، دهليز هو تجهم فيه الذي )فالكالم

[2/230]الفتاوى، الزندقة(

وبسبب مثل هذه األوهام والتصورات المغلوط��ة ل�دى الطوائ��ف الفكري��ة تج��دهم يقول��ون )أنتم ت��رددون الجهمي��ة.. الجهمي��ة.. واليوجد جهمية اليوم!(، حتى أن أح��دهم يق��ول )كت��اب ابن تيمي��ة "بيان تلبيس الجهمية" لم يعد ل��ه أهمي��ة ألن الجهمي��ة انتهت(، وال يع��رف أن ه��ذا الكت��اب رد في األص��ل على )تأس��يس التق��ديس( للرازي األش��عري، لكن س��ماه ابن تيمي��ة ردا على الجهمي��ة جري��ا

113

على طريق��ة أئم��ة أه��ل الس��نة في تس��مية ك��ل ف��رق التعطي��لجهمية.

ه��ذا من جه��ة، ومن جه��ة أخ��رى ف��إن أص��ول مق��االت جهم بن صفوان ثالثة مق��االت: )التعطي��ل والج��بر واإلرج��اء(، وكله��ا الي��وم

تشربتها األشعرية المتأخرة، كما يقول اإلمام ابن تيمية: األسLLماء بLLاب في مرجئة أنهم: عليهم األغلب )واألشعرية

فليسوا الصفات في القدر، وأما باب في جبرية واألحكام،[6/55]الفتاوى، التجهم( من نوع فيهم بل محضة، جهمية

وأما ما يتعلق ب�)بشر المريس�ي(، فمن يق�ول أن�ه ال وج�ود الي��وم للمريسي وال للمريسية؛ فهو في الحقيقة ال يعرف بالضبط ماهي إشكالية بشر المريسي، وأنا هنا أعني م��ا أق��ول، وح��اول عزي��زي القارئ أن تتحقق من ذلك بنفسك، فأي شخص يقول لك لم يع��د وجود اليوم لبش��ر المريس��ي، فاس��أله م��ا هي أص��ال أق��وال بش��ر

المريسي؟ وستتفاجأ بالنتيجة! فالت��أويالت ال��تي أخ��ذ به��ا بش��ر المريس��ي وص��ار بس��ببها ال��نزاع الشديد بينه وبين أئمة السنة في عصره، هي اآلن بعينها موج��ودة في كتب متأخري األش��اعرة، وه��ذه مش��كلة معق��دة فعال، ول��ذلك

يقول اإلمام ابن تيمية: أكLLثر مثل النLLاس، بأيLLدي اليوم الموجودة التأويالت )وهذه

كتLLLLاب في فLLLLورك بن بكر أبو ذكرها الLLLLتي التLLLLأويالت في الLLرازي عمر بن محمد الله عبد أبو وذكرها التLLأويالت،

منها كثLLير ويوجد ،"التقLLديس تأسLLيس "سLLماه الذي كتابه الجبLLائي علي أبي مثل هLLؤالء، غLLير كثLLير خلق كالم في

البصLLري الحسLLين وأبي الهمLLداني أحمد بن وعبLLدالجبار هي وغLLيرهم: الغLLزالي حامد وأبي عقيل بن الوفLLاء وأبي

كتابLLه..،وإن في ذكرها التي المريسي بشر تأويالت بعينها وإبطاله التأويل رد هLLLLؤالء بعض كالم في يوجد قد كLLLLان

عين أن بينت فإنما أشLLLLياء، في حسن كالم ولهم أيضLLLLا على ويLLدل المريسLLي، بشر تLLأويالت عين هي تLLأويالتهم

114

-أحد الLLدارمي سLLعيد بن عثمان صنفه الذي الرد كتاب ذلك "رد سماه كتابا صنف البخاري- زمان في المشاهير األئمة الله على افLترى فيما العنيد الكLاذب على سعيد بن عثمان

بشر عن بأعيانها التLLأويالت هLLذه فيه حكى التوحيLLد"، في وأعلم بها أقعد المريسي أن يقتضي بكالم المريسLLLLLLLي،

اتصLLلت الLLذين المتLLأخرين هLLؤالء من والمعقول بالمنقول سLLعيد بن عثمLLان ذلك رد ثم غLLيره، وجهة جهته من إليهم عليه كLLLان ما حقيقة علم: الLLLذكي العاقل طالعه إذا بكالم

حجة وضLLعف لطLLريقهم، الحجة ظهLLور له وتLLبين السLLلف، أجمعLLوا قد - الهLLدى أئمة - األئمة رأى إذا ثم خالفهم، من

وعلم ضLLللوهم، أو وأكLLثرهم كفLLروهم المريسية، ذم على مLذهب هو المتLأخرين هLؤالء في السLاري القLول هLذا أن

وال حLLول وال هدايته الله يريد لمن الهLLدى تبين: المريسي[5/23بالله( ]الفتاوى، إال قوة

حس��نا، انتهين��ا اآلن من ذك��ر اإلش��كاليتين األول��يين في موض��وع الص��فات اإللهي��ة وهم��ا ش��رعية مبحث الص��فات اإللهي��ة، وغي��اب التعطي��ل في ه��ذا العص��ر، لنن��اقش اآلن اإلش��كالية الثالث��ة، وهي إش�كالية الفري�ق ال��ذي يس�تنكر فق��ط الجه��ود العقدي��ة المبذول��ة

لمقاومة بدع الصفات بأنها تفوق االحتياجات الفعلية.

-الجهود الصفاتية وحجم االحتياجات: الحقيق��ة أنن��ا حين نح��اول تحلي��ل أنش��طة الخط��اب الش��رعي كال���دروس والخطب وال���برامج الدعوي���ة التلفزيوني���ة واإلذاعي���ة ونحوها، نالحظ بشكل واضح أن قضية "الصفات اإللهية" ال تمل��ك

إال حضورا ثانويا تماما. مثال- متنوع��ة بين دروس العقي��دة،–فالدروس العلمية الشرعية

والفقه )وخصوصا فقه المع��امالت المالي��ة المعاص��رة( والح��ديث،والمصطلح، وأصول الفقه، وقواعد الفقه، ونحوها.

115

وأم��ا دروس العقي��دة فهي ليس��ت كله��ا في "الص��فات اإللهي��ة"، فبعض��ها في كتب األلوهي��ة )كت��اب التوحي��د، كش��ف الش��بهات، األص���ول الثالث���ة، ونحوه���ا( وبعض���ها في كتب العقي���دة العام���ة )الطحاوية الواسطية ونحوه��ا(، وم��ا يجع��ل للعقي��دة العام��ة ليس كله في الصفات اإللهية، بل يعم مباحث القدر، والصحابة، وأم��ور البرزخ، وأمور المعاد )كالحوض والشفاعة والم��يزان والص��راط(، واألس��ماء واألحك��ام )التكف��ير( وطاع��ة والة األم��ور، وأش��راط الساعة )ال��دجال وعيس��ى والداب��ة وخ��روج الش��مس من مغربه��ا

ونحوها( وأمثال هذه المسائل. والشاهد من ذلك أن الصفات اإللهية ال تشكل إال مبحثا واحدا من مباحث العقيدة، ودروس العقيدة ال تشكل إال فنا واحدا من فن��ون

الشريعة. وأم��ا الخطب، ف��أكثر الخطب��اء يهتم��ون بموض��وعات المواس��م كرمض���ان، وعش���ر ذي الحج���ة والحج، واالختب���ارات، واإلج���ازة الصيفية، وأحداث العنف، ونحوها، وين��در أن تج��د خطيب��ا مهموم��ا

بقضية الصفات اإللهية. وأما البرامج الش��رعية التلفزيوني��ة فأكثره��ا ح��ول قض��ايا العالق��ة الزوجية واإليمانيات وقصص السيرة والتاريخ ونحوها، وأما ب��رامج الفتي��ا فهي مرتبط��ة بأس��ئلة عام��ة الن��اس في الطه��ارة والص��الة

والبيوع وأحكام الزينة والتجمل للنساء، ونحوها. وأما مجالس المتخصصين العقديين فأكثرها ت��دور ح��ول الرافض��ة

والعلمانيين والليبرالية وحوار األديان ونحوها. فال أدري أين هذه الكثافة في التعبئة الصفاتية كم��ا يقول��ون؟ ب��ل إن من تأمل حال المعاهد الفقهية التقليدية في الع��الم اإلس��المي وما فيها من مناهج كالمي�ة عريق�ة تبث التعطي�ل، ثم رأى الجه�ود المبذولة في قضايا الصفات؛ تأكد له قطعا أن هناك تقصيرا فادحا في إصالح التصورات في أعظم أرك��ان اإليم��ان وأعظم مطل��وب

للبشرية كافة.

116

117

واستنتاجات تاسعا: خالصات

ناقش��نا أش��هر من حزم��ة الس��ابقة الثم��ان الج��والت في س��ويا الش��رعي، الخط��اب وجه في ع��ادة ترفع النقدية" ال��تي "المقوالت

على بن��اء النقدية المق��والت ه��ذه دقة مدى باختبار نقوم أن وحاولنا )دروس، من الش�����رعي الخط�����اب لمنتج�����ات العملي الفحص

لنا ويجوز إلخ(، بحوث، خطب، محاضرات، اآلن: نتس��اءل أن منهجيا ال��ذي ومن الش��رعي؟ للخط��اب المناوئة األفك��ار ه��ذه تنبع أين من

"المق���والت ه���ذه أن والحقيقة ويروجه���ا؟ الش���ائعات ه���ذه يخلق الشرعي الخطاب وجه في ترفع النقدية" التي وتبثها تص��درها دوما

الس���احة في معروفة ب���اتت ومتباين���ة، فكري���ة" مختلفة "طوائفهذه. بنغمتها اليوم المحلية

تف��رع وما المحلي��ة، الس��احة في المنتشرة الفكرية الطوائف وهذه متطابقة ليست خاص��ة، حزبية وانش��قاقات فكرية جي��وب من عنها يجوز وال أفكارها، في -وال بينها ويوجد واح��دة، س��لة في وضعها بتاتا

مش��تركة قس��مات بينها يوجد ذلك مع ولكن جوهري��ة، شك- ف��روق على إجم��اعهم الفكرية الطوائف ه��ذه كافة بين اتف��اق وأهم كثيرة، ال�دنيا( وإن وعم�ارة والنهضة اإلص�الح في الس�نة أهل )منهج رفض

األخرى. األبواب بعض في السنة أهل يوافق بعضهم كان ما )مستخلص���ا( ألهم نق���دم أن القادمة الفق���رات في وس���نحاول

إليه توصلنا ال��تي النقدية المق��والت بخص��وص الورقة هذه في سويا )االس�تنتاجات( ال�تي ببعض وس�أتبعه الش�رعي، الخطاب ضد توجه

عام: بشكل الفكرية الطوائف هذه خطاب حول الحظتها118

الشرعي البحث أن من الفكرية الطوائف هذه من كثير يردده - ما1 كاألس��ئلة الن��اس بحياة المتصلة الفعلية القضايا عن غائب المعاصر

لنا ظهر ونحوها والسياس��ية والحقوقية والطبية االقتص��ادية جميع��ا لواقع العلمية الدراسة أم���ام تص���مد ال فكرية ش���ائعة مج���رد أنه

لي ت��بين إنه بل الش��رعية، والدراس��ات البح��وث خالل من شخص��يا كث��يرة وماقش��ات مح��اورات أن ج��دا جهل دع��وى ي��ردد ممن كث��يرا والقانونية والطبية االقتص��ادية باإلش��كاليات الش��رعيين الب��احثين

ذلك ج��ربت وقد به��ا، الن��اس أجهل من ذاته هو أنه ونحوها في فعال االع��تراض ه��ذا بمثل اع��ترض حين أح��دهم أن ح��تى كث��يرة، م��رات

بس��يط اس��تعراض ب��أي قمت أن لك س��بق ل��ه: هل قلت الش��ائع فهد الملك كمكتبة المتخصصة المكتب��ات في الش��رعية للدراس��ات

للقض��اء؟ الع��الي والمعهد القرى أم وجامعة اإلمام وجامعة وفيصلطبعا. بالنفي الجواب فكان

من راس��هم ماي��درون ذوال م��رة: )مش��ايخك ق��ال آخر وش��خص م��رة حض��رت لو عزي��زي له: يا االقتصاد!( قلت قضايا في ساسهم

و د.األطرم أمثال )من المعامالت فقهاء فيها يشارك فقهية ندوة أي نقاشاتهم ونحوهم( ورأيت المصلح ود.خالد ود.العصيمي د.الشبيلي

التض���خم أثرمث���ل: من متخصصة فنية قض���ايا في المالية الفقهية التح��وط وعق��ود اإلقراض��ية، العق��ود على العملة وانكم��اش النقدي

)المارجين( بالهامش والتمويل والتوريق، التصكيك وصيغ (،)هيجينج المالية واألس����واق العمالت بي����وع في التس����وية وإش����كاليات ،

العمالت، في االبتدائية والقيود المتناقصة، والمشاركة )سيتيلمنت(، الخزين��ة، ومنتج��ات االئتماني��ة، البطاقة أط��راف بين العالقة وص��يغ

119

في أنت تفهم ال أنك لعلمت المعاص��رة المالية المف��اهيم ه��ذه ونحو��اب يفهم كما إال القضايا هذه المستص��فى في الليبرالية األعم��دة كت

األوه��ام هذا بكل نفسك تخدع أن استطعت كيف أدري للغزالي! فالالمعرفية؟!

ذات في العلم��اء من نظ��راءه وازدرى معين حقل في عالم جاءنا لو ش��خص يأتينا فكيف الغ��رور، من المس��توى ه��ذا الس��تهجنا الحقل جاهل أم��ام هاهنا نص��بح إننا الحق��ل، نفس في الع��الم ويزدري أصال

ما غاية ه��ذا فقط، التبسم إال أمامها نملك ال مجوفة استعالء ظاهرةنصنع. أن يمكن

بعام��ة، الحق��وق قض��ايا أن من الفكرية الطوائف ه��ذه ت��ردده -ما2 تمثل ال خاص، بشكل المالية والحقوق الخطاب اهتمامات من جزءا الشرعية الدراسات واقع مع تتناقض دعوى مجرد هو إنما الشرعي،

ح��ول الم��واد من الكث��ير تض��منت وال��تي ومقاالتهم، الدعاة وبيانات والغش وال�تزوير الرش�وة وقض�ايا الم�الي، والفساد المتهم، حقوق

ونحوها. بالباطل الناس أموال وأكل والسرقة

ال الش��رعي الخط��اب أن من الفكرية الطوائف ه��ذه ت��ردده -ما3 مج��رد شكلية؛ قضايا إلى الدين تحول حتى األخالقية بالقضايا يعتني

ال��دعاة منتج��ات ك��ثرة مع وح��اد ص��ارخ بش��كل تتن��اقض م��زاعم والوص��ية ال��رحم، وص��لة الوال��دين، بر في ال��ترغيب في والخطب��اء

وإفش��اء الجن��ازة، وتش��ييع الم��ريض، وعي��ادة اليتيم، وكفالة بالجار، على المتعدي النفع وتقديم صدقة، أخيك وجه في وتبسمك السالم،

أخيه حاجة في ك��ان ومن كالبني��ان، للمؤمن والمؤمن الخاص، النفع120

كبار وتوقير األمانة، وأداء البين، ذات وإصالح المسلم، السن. فضال الن����وم وآداب اللب����اس، آداب في العامة ال����دروس ك����ثرة عن

ونحوها. الطعام، وآداب واالستيقاظ، الخط���اب من���اوئي دع���اوى عامة بطالن اكتش���فت أن���ني ص���حيح

يعت��ني ال الش��رعي الخط��اب أن أعني– هذه دعواهم لكن الشرعي، وجدت ما أشد هي الخصوص سبيل األخالق- على بقضايا زيفا وكذبا

يف��وق الش��رعي الخط��اب بل الش��رعي، الخطاب واقع مع وتناقضا األخالق تفاص��يل عن الحديث استثناء- في بال– الفكرية التيارات كل

المج��ال ه��ذا في عليه يزايد أن أحد يس��تطيع وال الش��رعية، واآلداب زي��ارة فرصة له أتيحت إذا الك��ريم الق��ارئ من أمل وكلي إطالق��ا،

الم��واد على ع��ام باس��تطالع يق��وم أن اإلس��المية الص��وتيات مت��اجر لالنتب��اه ملفتة غ��زارة وس��يرى والخطب��اء للدعاة المسجلة الصوتية

مناس��بة أخ��رى فرصة وج��دت وإذا األخالق، قض��ايا عن الحديث في الش����رعية الكتب في المتخصصة المكتب����ات ت����زور أن ف����أتمنى

األخالق قض���ايا ح���ول ت���دور ال���تي المطبوع���ات حجم وس���يذهلك فكيف ونحوه��ا، بالله الص��لة وحسن والرقائق واإليمانيات والسلوك

ينتج الشرعي الخطاب إن يقال تدينا ال��دعوى مجوفا؟! ه��ذه شكليا الشرعي للخطاب المناوئين دعاوى أكثر هي واحتياال. نصبا

الفقه���اء معالجة نمط الفكرية الطوائف من كث���ير يس���توعب -لم4 المش��اكل ه��ذه تف��رد أن يجب أنه يظن��ون فهم المدنية، لالحتياجات

ال الش��رعي الخط��اب وفقه��اء المعاص��ر، وتص��نيفها أوعيتها حسب بل األوعي���ة، ه���ذه المدنية لالحتياج���ات مع���الجتهم في يل���تزمون

ف��إذا الشرعية، المفاهيم تحت واحتياجاته الواقع قضايا كل يدرجون121

في القرآنية اآلي��ات في تمر حين العدل( س��واء )فريضة عن تحدثوا ف��إنهم الح��ديث، دروس في النبوية األحاديث في أو التفسير دروس

ك��الغش المظ��الم عامة فيستعرضون عامة، تطبيقاتها عن يتحدثون بقية وهك��ذا ونحوه��ا، والخ��اص، الع��ام الم��ال وس��رقة والرش��وة مرورها بحسب عنها يتحدثون فإنهم الصلة، ذات الشرعية المفاهيم

والحديث. القرآن تفسير في دروسهم في

يشيع الشرعي الخطاب كون عن الفكرية الطوائف هذه تقوله -ما5 التقنية والعل��وم واالقتص��اد ك��الطب الشرعية غير بالعلوم االستهانة

لنا سبب بما ونحوها وإنما إطالق��ا، ص��حيح غ��ير كله هذا مدنيا؛ تخلفا غ��ير )العل��وم أن وهو واضح مبدأ فيه السنة ألهل الشرعي الخطاب يزه��دون أص��بحوا فكيف كفاية(، فرض األمة تحتاجها التي الشرعية

في يزهد أن أراد كفاي����ة؟! من ف����رض أنه يقول����ون وهم ذلك في فأما األح��وال، أقل على مستحب أو مباح، أو مكروه إنه قال الشيء

يوجد لم إذا ي��أثمون المس��لمين أن يعني بما كفاية، فرض يجعله من غ��ير العل��وم عن وتنف��ير تزهيد هذا أن يقال فكيف يتعلمه، من فيهم

الشرعية؟! ليست الكفائية الفرضية هذه إن ثم أصال غ��ير العلوم به تنفرد حكما

ال مرتب��تين: )ما إلى يقس��مونها الش��رعية العلوم حتى بل الشرعية، أراد )إذا وحجه وص��الته وض��وئه كيفية ب��ه( مثل إال الم��رء دين يق��وم

الش��رعي العلم من المرتبة فه��ذه علي��ه، الله افترضها الحج( والتي ما كل من وأولى أش��رف العلم من المرتبة هذه وطلب عين، فرض في شك ومن المادي���ة، وال���ثروات العل���وم أن���واع من األرض على

قضاياه مع وليس ذاته اإلسالم مع مشكلة فلديه المرتبة هذه شرف122

بمع��نى الش��رعي العلم من المرتبة هذه يجهل كان ومن التفصيلية، ويصوم ويصلي يتوضأ كيف يجهل أنه أحط في فهو وتهاون��ا، تفريط��ا

له تنح��ني ما الدنيوية العل��وم من يملك ك��ان وإن البشرية، المراتب ك�الميت العلم من المرتبة ه�ذه قبل واإلنس��ان الغربية، األكاديميات

الطري��ق، له ويضيء يحييه الشرعي النور وهذا األرض، ظلمات في األخ��اذة المقارنة ه��ذه في تع��الى ق��ال كما الحقيقي، التن��وير فهو

ن GمGوGأ( GانGيتا ك Gم TاهLLGينGحيG أ Gا فGلنGع GجGو TهLLGورا لLLTي ن LLمشGه يLLالناس في ب ن GمGك TهLLTلGث Gات في مLLGمTالظل GيسGارج لLLGا بخ Gام:منهLLاألنع[ )122 LL.]فمن يحتاجها ال��تي ال��وحي بمعاني الجاهل اإلنسان هذا انحطاط في شكالقرآنية. القواطع هذه مثل في مرتاب فهو

الش�رعية )العل�وم فهي الش�رعية، العل��وم من الثانية المرتبة وأما القب��ول قواعد ومعرفة النبوي��ة، األح��اديث التفص��يلية( كاس��تيعاب

في��ه، تص��رفها وأوجه الع��رب بلس��ان والعلم العل��ل، وتمي��يز وال��رد العل��وم من ونحوها االختالف، مواضع من اإلجم��اع مواضع وتمي��يز

فه��ذه التفص��يلية الش�رعية كل على يجب كفاي��ة" وال "ف��رض أص��ال العل���وم لتعلم المس���لمين جميع انص���رف لو بل تعلمه���ا، مس���لم

المدنية مص��الحهم المس��لمين على لف��اتت التفصيل على الشرعيةا قوله في القرآن أشار ولذلك األخرى، الكفائية GمGو( GانGك GونTؤمن Tالم وا TنفرGة لي لGوال كGاف Gف Gر GفGل من نTة ك Gم فرق Tة منه GائفGوا ط Tه ق GفGتGفي لي .[122]التوبة:الدين(

ال��تي الش��رعية غ��ير )العلوم العلوم من النوعين هذين أن والمراد ف��رض كليهما التفص��يلية( أنهما الشرعية )العلوم و األمة( ، تحتاجها في )لما الذاتية المفاض��لة من فتختلف بينهما المفاضلة وأما كفاية،

تأهل وما ش��خص كل باعتب��ار )أي االعتبارية األمر( والمفاض��لة ذات123

ب��أن الق��ول أن ذل��ك. والخالصة تفص��يل موضع هاهنا ل��ه( وليس في المدنية العل���وم تخلف عن المس��ؤول هو الش��رعي الخط��اب

المس��ؤول مواجهة ه��اب من إال يقوله ال كله ه��ذا المسلم، المجتمع ي���رمي فص���ار المدني���ة، المس��لمين مص���الح ض���ياع عن الحقيقي

الش��رعي الخط��اب ظهر ف��وق المس��ؤولية بالش��جاعة متظ��اهراالمقلدين! عصر في النقدية

ي��رفض الش��رعي الخط��اب أن من الفكرية الطوائف تش��يعه -ما6 العل��وم يقص��دون ال أنهم لي ت��بين الغربية، المنجزات من االستفادة

معارض����ته ع����دم ثبت مما ونحوها واإلدارية والطبية االقتص����ادية يعرفون هذه ألن للشريعة، اإلشادة دائم الشرعي الخطاب أن جيدا

ليسوا اإلسالميين أكثر أن ويعرفون بها، والتنويه تخصصات في أصال أنهم لي تبين وإنما مدنية، تخصصات في اإلسالميين أكثر بل فقهية،

مواجهة لص��عوبة ولكنهم للش��ريعة"، المع��ارض "الج��زء يقص��دونالمجملة. الشعارات واستخدام الغمغمة يفضلون بذلك، الناس االقتص���ادية العل���وم من تس���تفيدون ال يق���ول: )لم���اذا حين فمثال

أخذت اإلسالمية المصرفية له: )هذه الغربية؟( تقول صيغ من كثيرا يرفض��ون زال��وا ال ل��ك: )ولكنهم الغ�ربي( فيق��ول االقتص��اد وأنماط

يرفض�ون زال�وا وال كل�ه، الع�الم بنوك عليه تقوم الذي الفائدة نظام في ذل���ك(. فهو ونحو غ���ررا، فيها أن متعللين العق���ود من كث���يرا وإنما للش��ريعة، معارضته عدم ثبت مما االستفادة يقصد ال الحقيقة

اجتماعية صعوبة يجد ألنه لكن الشريعة، مع المتعارض الجزء يقصد وشره؟( فإنه بخيره الغربي االقتصاد التأخذون يقول: )لماذا أن في

يق��ول: من الغ��رب؟(. وهك��ذا من االس��تفادة ضد أنتم يقول: )لماذا124

يقصد الغربي( تجده اإلعالمي التفوق آليات من تستفيدون ال )لماذا اآللي��ات يقصد وليس ونحوه��ا، والمع��ازف المرأة تبرج في التساهلوجاذبية. مهنية لإلعالم تضمن التي اإليجابية

ذيل مج��رد الشرعي الخطاب أن من الفكرية الطوائف تكرره -ما7 يتن���اقض للسياسي وت���ابع للخط���اب الت���اريخي الواقع مع ج���ذريا

والفعالي��ات األدي��ان، وح��وار الربوي��ة، البن��وك فقض��ايا الش��رعي، من ونحوها كاوس��ت، واختالط للمسعى، األفقية والتوسعة الغنائية، السياسي للنظ���ام بالنس���بة حساسة قض���ايا ك���انت كلها األمثلة

فيها الش����رعي الخط����اب رم����وز عامة تمسك ذلك ومع المحلي، ت��اريخ من ت��ابعت ما ك��ثرة -على الس��اعة ه��ذه إلى وأنا ب��التحريم،

الش��رعي الخط��اب بدل واحدة مسألة أعرف الشرعي- ال الخطابالسياسي. مع سياسية صفقة ألجل ورسوله الله حكم فيها ب��الحقوق يط��البون ال الش��رعي الخط��اب دعاة أن من يقال ما وأما

المالية الحق��وق عن فالح��ديث ص��حيح، غ��ير فه��ذا للن��اس، المالية اليوم صار المالي والفساد شأنا أكثر وما الجميع، فيه يكتب مشتركا

��اب ش��ارك ما عن الكتابة في الن��اس من غ��يرهم اإلس��الميون الكت الرش��وة وانتش��ار الصحة، كوزارة الخدماتي القطاع سوء مشكالت

وكارثة الم��ال، س��وق لص��وص وكارثة الحكومي��ة، ال��دوائر بعض فيونحوها. الغالء،

السياس��ي( )المديح استعملوا المحتسبين بعض أن من يقال ما وأما القض��ايا لتعزيز بالسياسي االس��تقواء أسلوب أعني– األسلوب فهذا التي��ارات جميع تس��تعمله مش��ترك أسلوب اليوم االهتمام- هو محل

125

فقد أنفس��هم، السياس��يون اإلص��الحيون ح��تى اس��تثناء، بال الفكرية بيان��اتهم افتتاحي��ات من كث��ير في اله��رم ل��رأس الم��ديح دبج��وا

تش��اركهم أخ��رى رفيعة سياس��ية شخص��يات على وأثنوا اإلصالحية، السياس��ي( )المديح إشكالية في األهم القضية أن اهتماماتهم. على

وأعطيات شخصية( كمنصب )مصلحة لتحقيق المديح كان هي: هل )مص��لحة لتحقيق المديح أن أم ممقوت، وتملق تزلف فهذا ونحوه؟

ويحك��ون ال��دعاة لبعض اجتهاد فهذا ونحوه؟ منكر دعوية( كمقاومةأدلتهم. فيه

أن الطريفة المالحظات -من8 الش��رعي الخط��اب يتهم ممن كث��يرا المس���يس(، ل����)اإلعالم ض���حية ذاته هو أنه للسياس���ي، خاضع بأنه

العلم أهل جنس��ها: تجد من ماك��ان بها يعت��بر أمثلة لذلك وسأضرب دروس��هم، في عق��ود منذ الشيعي الفكر في ويفتون يتكلمون عندنا الفارس��ية الق�وى مع للتهدئة تميل السياس��ية الظ�روف ك�انت ف�إذا التقط األج��واء ت��وترت وإذا الفت��اوى، ه��ذه المس��يس اإلعالم غيب

بالبنط ص��فحاته ص��در بها وض��رب الفت��اوى تلك المس��يس اإلعالم ويقول��ون: البس��طاء في��أتي ي��ومي، مكث��ف متتابع وبشكل العريض،

لم���اذا الش���يعة، عن هم أين السياس���ية، لالتجاه���ات تبع مش���ايخنا ال��ذي هو أنه المس��كين ه��ذا األيام؟! وم��اعلم هذه فتاواهم انهمرت

السياسية! اإلعالمية الهيمنة أدوات ضحية وقع يهم مما متنوعة مس��ائل في أفت��وا العلم��اء أن آخ��ر: تجد ومث��ال اإلعالم فيغيبها ج���دا، كث���يرة وبفت���اوى العامة المس���لمين ش���ؤون

)البوكيم��ون( لعبة حكم عن العماء ويسأل سائل يأتي ثم المسيس، وينتهي وقتها في واح��دة بفتوى عادتهم هي كما السائل هذا فيفتون

126

المس��يس( ويص��نع )اإلعالم في��أتي لهم، بالنس��بة األمر له��ذه دوي��ا ويتفجع��ون المس��تأجرات، نائحاته ويستكتب الوحيدة، الفتوى أيام��ا

الم��أتم ويمضي بالبوكيمون، وانشغلنا ضيعت التي األمة قضايا على يزداد عويال الطعم ويبتلع الض��حية المس��تهلك في��أتي ي��وم، بعد يوما

قض��ايا عن هم أين ب��البوكيمون؟ مش��غولون علماءنا ويق��ول: لم��اذاالكبرى؟! األمة

فت��وى أظهر ال��ذي المسيس لإلعالم ضحية أنه المغدور هذا وماعلم اإلعالمي التحكم فهذا أخرى، قضايا حول مجلدات وغيب لعبة، حول

الت��أثير به��دف العلم��اء فت��اوى من والغ��ائب الحاضر في المنظم ال��وعي في الش��رعي الفقيه ص��ورة على الم��دى طويل الس��لبي

يتوهم��ون وهم الش��ديد، لألسف كث��يرون ض��حايا له صار االجتماعيك��ون هم بينما السياس��ية، الطبخة خ��ارج أنهم منذ الق��در داخل يحر

سنوات.

عن يتح���دثون ال���ذين الفكرية الطوائف جم���اهير أن لي -ت���بين9 ص��ياغة إعادة في ودورها الشريعة، ومقاصد والموافقات الشاطبي

أصال، الموافقات يقرؤوا لم أنهم لي تبين المعاصر؛ الشرعي العقل رأوا أنهم لي ويب����دو للش����اطبي، الذاتية الس����يرة يعرف����ون وال

الفرانكفوني��ة، الكتب في الهائل الفكري اإلطراء )الشاطبي( يتلقى بربط فق��اموا المعاص��ر، الش��رعي الخطاب ألزمة كمخلص ويعرض إذا بعض��هم أن ح��تى الش��اطبي، كتبه وما به يط��البون ما بين تلقائي وجعل الش��رعية، الجزئي��ات تعظيم في الش��اطبي أق��وال له نقلت

والنف��وس، األم��وال حفظ مصلحة على مقدمة الدين حفظ مصلحة رخص وتتبع الخالفي��ات في باأليسر األخذ على المس��تمر وتش��نيعه

127

وب��راهين بأدلة ال��ذرائع سد لقاع��دة وانتص��اره الفقهي��ة، الم��ذاهب ووض��عه الش��ريعة، مقاصد من ج��زء الذرائع سد أن واعتباره كثيرة، معرفة على ق��ادر غير العقل واعتباره للنص، تبعية مرتبة في العقل

كل على وتش��نيعه الس��لف لمرجعية وتكريسه المص��الح، تفاص��يل الحط وك��ثرة الس��لف، لطريقة المعارضة والق��راءات التفس��يرات

وأنهم العلم���اء لمرجعية العجيب وترس���يخه وذم���ه، االختالف على ونحو عليهم، االع��تراض ينبغي ال وأنه النبي مقام األمة في قائمون

في عرض��ها ال��تي المقاص��دية الش��اطبي وقواعد أص��ول من ذلك دهشة تص��يبهم النص��وص ه��ذه مثل هؤالء رأى إذا أقول الموافقات،

أن متأكد ويس��ألك: أنت يع��ود بعض��هم بل الغراب��ة، غاية في وح��يرة وكان أحدهم الشاطبي؟! بل قالها النصوص هذه منهمك�ا طيلة كلي�ا التس��امح يس��ميه ما فيها يدعم فقهية تأصيالت بصياغة سنوات عدة

ص�����راحة: لي محض( ق�����ال تس�����اهل الحقيقة في )وهو الفقهي ض��يعة فيا وض��وح، بكل والله بالش��اطبي!( هك��ذا خ��دعنا )الج��ابري

مس��ترخ أطلقها ك��ذبات ض��حية والجهود الطاقات تذهب أن األعماربالرباط! الخامس محمد جامعة في مكتبه طرف على

بكلي��ات )اإليم��ان اسمها جديدة ظاهرة هناك هناك أن -اكتشفت10 معتق��دها خالصة الجدي��دة الظ��اهرة بجزئياته( وهذه والكفر اإلسالم

والحضارة والحرية والحقوق العدل دين )اإلسالم دوما يرددون أنهم موج��ودة كلها المع�اني فه�ذه ح��ق، كله الكالم الخ( وه��ذا والتسامح

وهل ق��الوا: ال، الردة؟ بحد تؤمنون وهل لهم قلت فإذا اإلسالم، في عقي��دتهم فص��ارت وهك��ذا، ال، ق��الوا الكف��ار؟ من ب��البراء تؤمن��ونالتفصيلية. باألحكام والكفر اإلجمالية بالمعاني اإليمان

128

اإللهي��ة( الص��فات )علم في التزهيد من الطوائف هذه تردده -ما11 ب��أعظم متعلقة وكونها اإللهي��ة، الصفات بقيمة الجهل من إما ناشئ وك��ون القرآن، في حضورها وشدة بالله، اإليمان وهو اإليمان أركان وك��ون الل��ه، لص��فات تض��منها عن ف��رع وسوره القرآن آيات أعظم

وص��فاته، الله أسماء مقتضيات من كلها العبودية وأنواع التشريعات وعال، جل بالموص��وف مساس اإللهية بالصفات فالمساس وبالتالي

نص��وص في التحريف من أعظم الص��فات نص��وص في والتحريف ش��تى في الس��لف أئمة وك��ون ونحوها، الربا أو كالحدود التشريعات المعاص���ر- للفكر المنتس���بين من باإلس���الم أعلم وهم– األمص���ار

يقول��وه م��الم فيها وق��الوا الص��فات تأويل على التشنيع على أطبقواالخمر. وشاب والمرابي كالزاني الكبائر فاعل في

قض��ايا في العصر ه��ذا في المخ��الف بوجود الجهل من ناشئ وإما ونحوها، والتجهم القرآن خلق يع��ني م��اذا يعرف��ون ال أنهم وخصوصا

ي��درك وال المريس��ي(، )بشر أفك��ار هي ما )التجهم( وال مص��طلح اإلس���المي الع���الم في التقليدية الفقهية المعاهد غ���الب أن ه���ؤالء ال ه��ؤالء جم��اهير وأن الش��يعة، أو اإلباض��ية أو باألش��عرية إما متأثرة أن أي مخل��وق(، )الق��رآن أن ودروس��هم كتبهم في يق��ررون زال��وا

ال��ذي الكالم وأن مخل��وق، أنه الله من جبريل س��معه ال��ذي الق��رآننحوها. أو الحجر أو الشجر في إما مخلوق موسى سمعه لطريقة المن��اقض بالتحريف عظيمة إلهية صفة على تجرؤ كله وهذا

س��هلة طريقة الس��لف أئمة وطريقة والتس��ليم، اإلثبات في السلف ال��ذات( في القول عن فرع الصفات في )القول أن خالصتها قريبة، العقدية الفرق معاشر يا أنكم فكما ص��فة الله ل��ذات تثبت��ون جميع��ا

129

على لنفسه أثبتها ص��فة كل له فلتثبت��وا به، يليق وجه )الوجود( على اإللهية ال����ذات على والتج����رؤ للت����دخل داعي وال ب����ه، يليق وجه

الله توق�ير يض�عف مما ه�ذا مثل ف�إن المج�ردة، الذهنية بالتحليالت ه����ؤالء من وكث����ير محس����وس، مش����اهد أمر وه����ذا القلب، في

وإيمانية ودعوية فقهية جه��ود ولهم وخ��ير، فضل فيهم المعاص��رين عنهم- وثق�وا الله -عفى لكنهم الناس، من أمم بها انتفعت مشكورة

يبهجنا أن الم���أمول وح���ده والله للمت���أخرين، الكالمية الكتب في المس���لمين باجتم���اع فهم في الس���لف أئمة طريقة على جميع���ا

والوحي. اإلسالم

بكث��ير التهكم في اش��تراكها الفكرية الطوائف ه��ذه في -تالحظ12 على األمثلة ومن الس��نة، أهل عند والفقهية العقدية التص��ورات من الفكرية الطوائف ه���ذه اتف���اق ذلك بب���اب االس���تهانة على جميع���ا

أص��ول في الذرائع سد بقاعدة والتبرم العقيدة، في اإللهية الصفات في ومس��لم البخ��اري لص��حيحي الثبوتي الوزن في والتهاون الفقه،

والحديثية والفقهية العقدية األص�����ول من ونحوها الح�����ديث، علم الطوائف ه�ذه اتفقت بينما الس�نة، أهل عليها اتفق ال�تي والمنهجية

الفكرية فيها. مخالفتهم على جميعا

الفكرية الطوائف عند الخلل أسباب أهم من أن -الحظت13 جميع��ا ال��وحي، لمف��اهيم المادي التفسير لإلسالم( أو المادي )التفسير هو

ي��برزون أي مادي��ا، يفس��رونها ثم نبوي��ة، قرآنية مف��اهيم إلى فيأتون العقدية المحتوي����ات بقية ويس����تبعدون منه����ا، المادية الج����وانب

130

المف��اهيم ه��ذه تعظم ال��تي النص��وص يستحض��رون ثم والفقهي��ة، يولها ولم الج��وانب ه��ذه الش��رعي الخط��اب أهدر لماذا ويتساءلون

الشرعية؟! النصوص أولتها التي العناية كثيرا، هم يكررونه مما المثال وليكن ذلك، لتوضيح أمثلة وسأضرب

والظلم( )الع��دل لمفه��وم ي��أتون فهم والظلم، الع��دل قضية وهو أال للنصوص يأتون ثم المالية، والمظالم المالي، العدل في ويختزلونها

ثم تفس���يرهم، على ويحملونها الظلم وتش���نع الع���دل تعظم ال���تي الم��الي الع��دل أهملتم لم��اذا ويقولون الشرعي الخطاب يحاججون

قيم��ة، أعظم الع��دل جعلت النص��وص أن ب��رغم المالية والمظ��الم كث��يرا، وقرأتها س��معتها قض��ية رذيل��ة؟! وه��ذه أشنع الظلم وجعلت

غ��ائب الش��رعي الخط��اب إن ق��ولهم وهي الع��دل قض��ايا عن كلي��اوالظلم. أه��وائهم، والظلم( بحسب )العدل فسروا أنهم هاهنا الخلل ومصدر

واإلنس��ان والظلم، الع��دل لمع��نى النص��وص بقية تفس��ير بحسب ال المف���اهيم تفس���ير في يرجع الله م���راد عن البحث في الص���ادق أبج��ديات من واحد وه��ذا الشخصي، هواه إلى ال للنصوص الشرعية

تفس��ير في النص ص��احب إلى الرج��وع وهو العلمي، البحث أسساآلخرين! مفاهيم على الشخصية أغراضك إسقاط ال نصوصه،

مط��الب لكل ش��امل مفهوم العدل أن وجد القرآن اإلنسان قرأ فإذا قض��ية وه��ذه الشريعة، مناهي لكل شامل مفهوم والظلم الشريعة، ولنق��رأ كث��يرا، الس��نة أهل ش��رحها س��ويا الن��بي بين دار ح��وارا

في ال��وارد والع��دل الظلم مع��نى من ج��زء تفس��ير في والص��حابةالبخاري: في جاء حيث النصوص،

131

"الLLذين اآلية هLLذه نLLزلت لما: قLLال مسعود بن الله عبد )عن أصLLحاب على ذلك شق بظلم" إيمLLانهم يلبسLLوا ولم آمنLLوا اللLLه: رسLLول فقLLال نفسLLه؟ يظلم لم أينا وقLLالوا: ،النLLبي ال بLLني يا} البنه لقمLLان قLLال كما هو إنما تظنLLون كما "ليس

البخLLاري: ( ]صLLحيح{عظيم لظلم الشLLرك إن بالله تشLLرك6937].

الظلم مفه��وم لتفس��ير نب��وي تص��حيح حالة أمام هاهنا نحن اعتم��ادا "الظلم" النبي ففسر القرآن، في الظلم لفظ موارد استقراء على

ش��رحت ال��تي األخرى اآلية إلى ونبههم الشرك، بأنه اآلية في الواردذلك. القرآنية المف�اهيم فهم أع��ني هاهن��ا، النبي وضحه الذي المنهج هذا

باختزالها وليس والس��نة، الق��رآن في معانيها اس��تقراء أساس على الظلم مفه��وم مع تعاملها في الفكرية الطوائف ت��زال ال نهوى، فيما

كليا! تخالفه والعدل التفس�ير في الن�بي طريقة على الش�اهد فيه وجد القرآن تتبع ومن

في األدلة أعظم من الح��ديث فه��ذا وبالمناس��بة للنص��وص، والفهم من جزء وهي ذاته، النص في النص( موجودة قراءة )مناهج أن بيان

هو ما لكن ب��النص، نؤمن يقول: )نحن الناس فبعض النص، مضمون أم الفيلول��وجي أم األلس��ني ب��المنهج نق��رؤه هل النص، قراءة منهج

للعل����وم االس����ماء ه����ذه التفكيكي..؟( ونحو أم الهرم����نيوطيقي س��ؤال أساسه من الس��ؤال وه��ذا الغربي��ة، والمف��اهيم والم��دارس

وليس ذاته��ا، النص��وص في موج��ود النص��وص تفس�ير فمنهج زائف، منهج��ا التوسع محل هاهنا وليس الخ��ارج، من إس��قاطه يتم خارجي��ا

132

كما والع��دل الظلم مفه��وم قض��ية إلى لنعد لكن القض��ية، ه��ذه في أهوائه��ا، بحسب الفكرية الطوائف تفس��رها كما ال الق��رآن، فس��رها نقرأ أن ولنحاول القرآن: في والظلم العدل موارد من شيئا

)الش��رك( جعلت وال��تي الله رسول ذكرها التي اآلية إلى فباإلضافة جعل أخ��رى آي��ات في الله ف��إن ظلم��ا، فق��ال: )الكف��ر( ظلم��ا

Gون TافرG الك Gو( Tم Tالبقرة، ه ) GونT254 الظالم

)الوالء انتهاك تعالى وجعل تعالى: فقال والبراء( ظلماا )يGا GيهG نLLTوا الذينG أ Gوا ال آمTذLLتخGم تTكGاءLLGم آبTكGان GوLLإخ Gو GاءLLGوليG إن أ

بوا GحGاست Gر LLفT ن اإليمLLGان عGلGى الك GمGم و Tله GوLLGتGم يT أTولGئكG منك Gف Tم Tه ( التوبة، GونT23 الظالم

من الن��اس الش��ريعة( ليض��لوا على )يف��ترون ال��ذين ه��ؤالء وجعل الناس أعظم نفقال: ظلما Gم Gف( TمGظلGن أ ى مم GرGى افتGلGذبا الله عLLGك 144 علم( األنعام، بغGير الناسG ليTضل

بLLGدلGفق��ال: الظلم النصوص( من )تحريف وجعل Gف( Gوا الذينLLTمGلGظ وال Gق GيرGالذي غ Gم( البقرة، قيل TهG59 ل

بغير )الفتيا وجعل نفقال: علم( ظلما Gم Gى )ف GرGى افتGلGالله ع GذبG الكأTولGئكG ذGلكG بGعد من Gف Tم Tالمائدة، ه ) GونT45 الظالم

ظGلGمLLTوا الذينG اتبLLGعG )بLLGلفق��ال: الظلم اله��وى( من )اتب��اع وجعلم( الروم، TهGاء GهوG 29 أ

افقال: الظلم الحرم( من األشهر )انتهاك وجعل Gة )منهLLGعGربG م أ TرLLTح GلكGذ Tالدين Tيم Gالق Gال Gوا فTظلمGم( التوبة، فيهن تTك Gس TنفG 36 أ

وجعل دGخLLGلGفق��ال: )الغرور( ظلم��ا Gو( TهLLGنت Gج GوLLTهGالم وLLGه( ظ LLفسGلن 35 الكهف،

133

إنفقال: ) الظلم )الربا( من وجعل Gم وTبتTم تTكGل Gف TوسTء Tم رT الك GموG ال أGونTظلمGال تGو ) GونTمGظلT279 البقرة،ت

أموال )أكل وجعل TلTونG الذينG )إنفقال: اليتامى( ظلما الG يGأك GوLLمGأ 10 النساء،ظTلما( اليGتGامGى

أمر أم��ر كل أن والم��راد ظلما، القرآن سماه مما فقط نماذج وهذه وانتهاكه الع��دل، من ن��وع فحفظه عن��ه، الله نهى نهي وكل ب��ه، الله لكافة عام توصيف في تعالى قوله هذا على والدليل الظلم، من نوع

الله: حدودن GمGد )وGعGتGي GودTد Tالله ح GئكGولTأ Gف Tم Tه ) GونT229 البقرة،الظالم

ن GمGد )وGعGتGي GودTد Tد الله ح Gق Gف GمGلGظ )Tه GفسG1 الطالق،ن

الق��رآن في الح��دود ألن الشرعية، المطالب لكل شاملة اآلية وهذه في الح���دود لفظ تخص���يص وأما والن���واهي(، )األوامر كل تش���ملللفقهاء. حادث اصطالح الجنائية( فهذا )الحدود

تجد أنك والعجيب ل��ك: يقول والظلم، العدل عن يتحدث ممن كثيرا نموذجية دولة فهي الفالنية الدولة في انظر الع���دل، إقامة في فعال

الدولة ه���ذه أن ب���رغم نحتذي���ه، أن يجب ال���ذي المث���ال هو وه���ذا مناقضة وضعية بقوانين تحكم بل أصال، بالشريعة تحكم ال المذكورة تك��ون فكيف الش��ريعة، ألحك��ام ال وهي الع��دل إقامة في نموذج��ا

أش��نع من نوع هذا بالشريعة للحكم رفضها مجرد بالشريعة؟، تحكمنتعالى: قال كما الظلم، أنواع GمGم )وGم لTحكGا ي Gبم Gل GنزG أTولGئكG اللهT أ Gف

TمTالمائدة، ه ) GونT45 الظالم

الظلم، أن��واع أش��نع من ن��وع الش��ريعة تحكيم ترك أن يعرف ال فهو ما بس��بب إال ذاك وما الع��دل، أنواع أعظم من نوع الشريعة وتحكيم

134

)الظلم هو الظلم الم��الي( وأن )الع��دل هو العدل أن نفسه في قام مطلب )وه��ذا الم��الي للظلم محاس��بة فيها دولة رأى ف��إذا المالي(،

ح��ذر ال��ذي الظلم كل هو هذا أن شك( ظن وال المطالب أعظم من ال��ذي الع��دل كل هو المالي العدل هذا أن وظن منه، والسنة القرآن

فهم في الن���بي بمنهج فظيع جهل وه���ذا ب���ه، ورس���وله الله أمروالسنة. القرآن في والظلم العدل بمفهوم وجهل النصوص،

نص��وص وكل العدل، في الواردة الفضائل نصوص كل فإن وبالتالي الم���الي بالع���دل مخصوصة ليست الظلم، في ال���واردة ال���ترهيب

الب��دع، ومظ��الم التوحي��د، لمظ��الم ش��املة هي بل الم��الي، والظلمالشرعية. المظالم من وغيرها األموال، ومظالم األعراض، ومظالم

هاهنا أتح��دث وأنا ذل��ك، من أس��وأ هو ما إلى الفهم س��وء يصل بل نص��وص ينقل ذهب م��رة فأحدهم شاهدتها، وقائع عن العظيم والله وأن ش����رعية، قيمة أعظم هو الع����دل أن في القيم وابن تيمية ابن

تهتم��ون ذل��ك: لم��اذا على يب��ني ثم ش��رعية، قيمة أش��نع هو الظلم يصرح الذي والظلم العدل وتهملون المنكرات وبقية العقيدة بقضايا

الشريعة؟! في شيء أعظم بأنه القيم وابن تيمية ابن تجعلك تص��رفات الفهم؟!، س��وء يصل كيف أرأيت من تخجل أحيان��ا

أهم هو الع��دل أن ق��اال إذا القيم وابن تيمية ابن أن يتوهم مناقشتها، والظلم الم�الي الع�دل ب�ذلك يعن�ون فإنما رذيلة أشنع والظلم قيمة

هل القيم، وابن تيمية ابن نص نقل الذي أتساءل: هذا المالي! كنت ببس��اطة بالخط��أ؟! ألنه مروية هي أم منه المنقول الكتاب قرأ فعال

إال والظلم الع�����دل عن يتح�����دثان القيم وابن تيمية ابن يك�����اد ال مفه��وم العدل أن وهو محابرهما، جفت حتى القضية هذه ويوضحان

ما كل يش��مل ع��ام مفه��وم والظلم ب��ه، الله أمر ما كل يش��مل عام135

يليق هل أدري -وال التمثيل س����بيل على ذلك ومن عن����ه، الله نهى )مايق��ول: تيمية ابن اإلم��ام الب��دهيات- أن ه��ذه في المث��ال ضرب العLLLدل( إلى راجع به أمر ما وكل الظلم، إلى راجع عنه الله نهى

[130]الكبرى،

في الع��دل: الع��دل ن��وعي بين الموازنة في تيمية ابن اإلم��ام وق��الالدنيوية: األمور في والعدل الدينية، األمور

العLLدل فLLإن الدينيLLة، األمLLور في العدل العدل: أعظم )ومن والمLLواريث، كالقصLLاص واألمLLوال، الدماء من الدنيا أمر في كLLان وإن أعظم الLLدين أمر في فالعLLدل ظلم؛ وتركه واجبLLا

[24/251]الفتاوى: منه(

يقال هذا ومثل يت��داولونها ال��تي الش��رعية المف��اهيم بقية في أيض��ا وهو معناه��ا، من ج��زء في يختزلونها أي مادي��ا، ويفس��رونها غالب��ا

للمفه��وم. ومن الش��رعية المحتويات بقية وينبذون المادي، المعنى ذلك قضايا عن أنتم كثيرا: أين يقولون )الحقوق( تراهم مفهوم مثال

الشرعي الخطاب يغفل كيف الناس؟ حقوق عن أنتم أين الحقوق؟ تأمل ف��إذا الغاي��ة؟ إلى الحقوق قضايا الله عظم وقد الحقوق قضايا

في محص��ورة )الحق��وق( وج��دها بقض��ايا يقص��دون م��اذا الب��احث الل��ه، رس��ول وحق��وق الل��ه، حق��وق المالي��ة( فق��ط! فأما )الحقوق وحق��وق األرح��ام، وحق��وق العلم��اء، وحق��وق الوال��دين، وحق��وق ب��الهم على تخطر ال فهذه ونحوها، بعضهما، على الزوجين أنها أص��ال

باس���تعراض نطيل ولن الش���رعية(، )الحق���وق مفه���وم من ج���زء يت��ذكر اآلن الق��ارئ أن أزعم ألن��ني الحقوق، في الشرعية النصوص أن العبLLاد على الله حق )فLLإن مثل من الكث��يرة، الحق��وق أح��اديث

136

ولنفسك حقLLا، عليك لربك )إن شLLيئا(، به يشLLركوا وال يعبLLدوه )حق حقLLLه(، حق ذي كل فأعط حقLLLا، عليك وألهلك حقLLLا، عليك

وغيرها ،حقهLا( الطريق )أعطLوا خمس(، المسLلم على المسLلمالبخاري. اإلمام صحيح من نقلتها السابقة األحاديث وكل كثير، كثير

أن والم��راد قض��ايا عن أنتم يقول��ون: )أين حين ه��ؤالء من كث��يرا )الحق���وق مفه���وم يعرف���ون الل���ه؟( ال عظمها "الحق���وق" ال���تي فحين الحق��وق، بقض��ايا لجهلهم أمثلة وسأوضح الش��رعية( أص��ال،

فال الل��ه، رس��ول أص��حاب بسب العقدية الطوائف إح��دى تس��تعلن أعظم من ف���إن )حق���وق( عظيم���ة، قض���ية إزاء اآلن أننا يعلم���ون

وكف أعراض��هم، وص��يانة عنهم، الله( الذب رسول أصحاب )حقوق الص����حفيين الكتبة من مجموعة يق����وم حين عنهم. وهك����ذا األذى

ننفي الل��ه( أن كت��اب )حق��وق أعظم من ف��إن قرآنية، آيات بتحريف حق��وق، قضية إزاء اآلن أننا يعلمون ال وهؤالء المبطلين، انتحال عنه

وهكذا. عن بال��ذب عقدي متخصص قام ربما أنه كله، ذلك من واألطرف بل

آي��ات عن بال��ذب التفس��ير في متخصص قام أو الله، رسول صحابة قض��ايا عن أنتم )أين ويقول��ون الجهود بهذه يستهترون فتراهم الله،

المالي��ة، الحقوق قضية عقولهم على استغلق قد فهؤالء الحقوق؟(، يفهم��ون وال الم��الي، العدل إال العدل قضية من يفهمون يعودوا ولم الحق��وق قض��ية من يفهم��ون وال المالي، الظلم إال الظلم قضية من اإلص��الح إال اإلص��الح قض��ية من يفهم��ون وال المالي��ة، الحق��وق إال

الش��ريعة أص��ول من جزء أنها شك ال المالية الشؤون المالي. وهذه والرش��وة كالس��رقة لضبطها، كثيرة أحكام فيها وورد عظمتها، التي

ونحوه��ا، بالباطل الن��اس أموال وأكل الزور وقول واالحتكار والغش137

القضايا هذه في كله اإلسالم اختزلوا هؤالء أن جوهرالمشكلة ولكناألخرى. والفقهية العقدية والمطالب الشرائع بقية وجحدوا المالية،

ليس المادي التفسير وهذا ح��تى بل الع��ام، الش��أن بمفاهيم مختصا ف��إذا الم��ادي، البعد في الختزالها يميل��ون تج��دهم العبادية المفاهيم

وإذا للصحة، قالوا للصيام جاؤوا وإذا رياضة، هي قالوا للصالة جاؤوا العبادية المع��اني وأما وهك��ذا، السياس��ية، للوحدة قالوا للحج جاؤوا الحظه شئ وه��ذا عن��دهم، ومس��تبعدة مغيبة فهي التشريعات لهذه

وقال: رحمه عثيمين ابن العالمة الفقيه يحولونها العبLLادات، فوائد على يتكلمون عندما الناس )بعض

وإفادة رياضة، الصالة في: يقولون فمثال. دنيوية فوائد إلى وتLLLرتيب الرطوبة إزالة فائLLLدة الصLLLيام وفي لألعصLLLاب،

;األصل هي الدنيوية الفوائد نجعل أال والمفLLروض الوجبات، عن تنهى الصLLالة أن ذكر بل كتابه، في ذلك يذكر لم الله ألن

فالفوائد; للتقLLوى سLLبب أنه الصوم وعن والمنكر، الفحشاء ]القLLLLولثانويLLLة( والدنيوية األصل هي العبLLLادات في الدينية

[2/138 المفيد

المعاصر الفك��ري للنش��اط المت��ابع -يالحظ14 الت��آلف من نوع��ا ه��ذه أف��راد من كث��ير بين المتب��ادل النفسي واالرتي��اح واالنس��جام

على الق���درة وفقد الص���در ض���يق مقابل في الفكري���ة، الطوائف ومث��ير فعال، طريف ش��يء وه��ذا الس��نة، أهل ودع��اة فقهاء احتمالوالتحليل. الدراسة لشهية

138

أنها الفكرية الطوائف ه���ذه مش���كالت أهم -من15 في تقع دوم���ا الش��رعية المط��الب وضع الكفائي��ة( أي الف��روض )تنقيض أض��دادا

الس��نن بنشر اعت��نى لمن الله مثال: ش��كر يقول��ون ال فهم لبعض��ها، بل المالي��ة، الحق��وق بقض��ايا سنعتني آخر فريق ونحن البدع، وإماتة

ه��ذه يجعل��ون ويص��رحون بل له��ذه، نقيض��ا اش��تغال أي ب��أن أحيان��ا للجهود تضييع أنه ونحوها الربا مقاومة أو الفضيلة أو العقيدة بقضايا

هي ال��تي الحقيقية القض��ية عن لالنتب��اه وص��رف للترك��يز وتش��تيت هذه بمثل جهودهم أفسدوا كيف والمالية! فانظر السياسية القضايا

منهم ينتظ��رون ك��انوا الس��نة أهل أن مع يفتعلونها، التي المتضادات يكونوا أن فتحول��وا الش��امل اإلص��الح جهود استكمال على لهم عونا

الشريعة بعض بجعلهم هدم معاول إلى لبعضها. نقيضا والخط��اب اإلس��الميون وقف يس��تاءل: لم��اذا بعض��هم ك��ان ول��ذلك

اإلص���الح أن م���ادام معروفة إص���الحية شخص���يات ضد الش���رعي فكل للواق��ع، تزييف الش��ريعة؟! وه��ذا من ج��زء والمالي السياسي

ينتق��دها لم الش��رعي الخط��اب انتق��دها التي اإلصالحية الشخصيات بالقض��ية توس��لت ألنها انتق��دها وإنما الم��الي، باإلصالح طالبت ألنها

أو الس��لف، بعل��وم ك��اإلزراء للش��ريعة تحريفاتها لتمرير اإلص��الحية بل ذل��ك، ونحو ال��ردة، حد جحد أو الص��حيحين، مرجعية من التهوين

تاريخنا ط��وال أنه التعميم- وأقول هذا عن مسؤول -وأنا أعمم إنني ب���)النقد ع��ام بش��كل اعتنت ال��تي الشخص��يات كل ف��إن المحلي

ال��وقت نفس في السياسي( وأظه��رت وعلومها للش��ريعة احترام��ا القت فإنها السنة؛ أهل ومنهج تقديرا واحترام��ا الوسط في وإعجاب��ا

اإلسالمي، في التميز نقاط أشد من الموقف وهذا لمقاالتها، وتداوال139

السياس��ية الش��جاعة يحترم أنه الحمد- وهو ولله– اإلسالمي االتجاه ومنهج الش��ريعة أحكام من شئ لنفي جسر إلى التتحول أن بشرط

أن بش��رط المب��دع الط��بيب نح��ترم ذل��ك: أننا ونظ��ير الس��نة، أهل ونح��ترم الجنس��ين، بين االختالط ل��ترويج العلمي إبداعه اليس��تغل

ونح��ترم المج��ون، لتمرير أدبه اليس��تغل أن بش��رط المبدع الروائي األنش��طة ضد للت��أليب مهنيته اليس��تغل أن بشرط المتميز اإلعالمي

وهكذا. اإلسالمية، الشخص��يات أن وهو ذل��ك، من دالل��ة أك��ثر نموذج في معي تأمل بل

الشرعي( لقيت )الجهاد عن تكلمت التي اإلس��الميين، بين احترام��ا العقيدة، بدروس للتهكم بالجهاد عنايته يستغل بعضهم صار لما لكن

واغتي��ال اإلس��المية البلدان أمن تهديد أو السنة، أهل علماء تكفير أو العامة ال������ثروات وإتالف األمنية المؤسس������ات في الع������املين على أطبق��وا بعامة واإلسالميين الشرعي الخطاب فإن للمسلمين،

عنايته استغل ألنه ولكن بالجهاد، اعتنى ألنه ال طريقته، وذم منافرتهمنحرفة. أفكار لتمرير بالجهاد أفكارها لبث السياسي باإلصالح تاجرت التي الشخصيات كل وهكذا

باالص��الح اش��تغلت ألنها ال تحريفاته��ا، مقاومة يجب فإنه المنحرفة تأويالتها لش��رعنة السياسي اإلص��الح استغلت ألنها وإنما السياسي،للنصوص.

أن -الحظت16 الخط����اب تع����رف ال الفكرية الطوائف من كث����يرا هم وإنما الش��رعية، والبح��وث الدروس على فعلي باطالع الشرعي

ال���برامج بعض في الفتيا أو اإلذاعة على الفتيا ل���برامج يس���تمعون140

قضايا عن المتصالت النساء أسئلة مثال-كثرة– رأوا فإذا التلفزيونية، الحيض، بقض��ية مش��غول كله الش��رعي الخط��اب أن ظن��وا الحيض على بن��اء الش��رعي الخط��اب عن تص��وراتهم ش��كلوا كيف ف��انظرالعامة! الفتيا برامج في النساء أسئلة

فلفظ الل���ه، مع���اذ الحيض، بفقه اإلزراء التع���ني المناقشة وه���ذه الس���نة كتب وكل مواض���ع، خمسة في الله كت���اب في ورد الحيض له أفردت األبواب على صنفت التي النبوية فيه جمعت خاصة أبواب��ا

في الله ووضح الحيض، أحك��ام عن للن��بي الص��حابة نس��اء س��ؤاالت ع��دد وض��بط الح��ائض، معاشرة وحكم الحائض، طهارة كتابه: حكم

ش��أنه ويغمض الم��رأة، على متك��رر ش��أن وهو بالحيض��ات، النس��اء م��اذا يع��رفن ال حي��ارى يبقين منهن كث��ير بل النس��اء، من كث��ير على

ويترددن يصنعن، بس��بب ال؟ أم يص��من وهل ال؟ أم يصلين هل كثيرا أرك��ان من ثالثة أحك��ام عليه وتترتب عليهن، حاالته من كثير غموض ذلك بعد لنا فكيف والحج، والص��يام الص��الة وهي الخمس��ة، اإلسالم

توض��يح هو المقص��ود الش��رعي؟! ولكن الحكم به��ذا نس��تخف أن المتص��الت النس��اء أس��ئلة في إال توجد ال الحيض قض��ايا وأن الواقع،

العلمية والبح���وث الش��رعية ال���دروس أما العام���ة، الفتيا ب���برامجأخرى. بقضايا مشغول فأكثرها ونحوها والخطب والمحاضرات

أن -تالحظ17 ضد الفكرية الطوائف توجهه ال���ذي النقد من كث���يرا مث��ير ش��يء وه��ذا ونقيض��ه، الش��يء فيه يقولون الشرعي الخطاب

فعال، لالستغراب الش��رعي الخط��اب لك: لماذا يقولون تراهم فمثال ويقول��ون ينقلب��ون ذلك بعد تراهم ثم المعاصرة؟ القضايا عن غائب

شيء؟! كل في أنفه الفقيه يدس لك: لماذا141

موقف عن��ده الش��رعي الخط��اب ل��ك: لم��اذا يقول��ون م��رة وتراهم آخر م���وطن في ينقلب���ون ثم الغ���رب؟ من االس���تفادة من س���لبي

كل في منه تس��تفيدون وأنتم الغ��رب تش��تمون لك: لم��اذا ويقولونالطائرة؟! إلى اإلبرة من شيء

االس��تبداد يكرس الشرعي الخطاب لك: لماذا يقولون مرة وتراهم ل��ك: ويقول��ون ينقلب��ون ثم السياس��ي؟ للنظ��ام والخن��وع السياسي

الخروج حول الخطيرة األفكار من الشرعي الخطاب ننقي أن يجبوالعنف؟! والتكفير العلمية مرجعي��اتكم تقدس��ون أنتم ل��ك: لم��اذا يقولون مرة وتراهم

وتضيقون مستبدة سلطة وتمنحونها متنوعة؟ اجتهادات بوجود ذرعا ال وأنتم م���تى ويقول���ون: إلى آخر م���وطن في عليك ينقلب���ون ثم

بع��دد فقهية أق��وال عن��دنا أص��بح حتى واالختالف التفرق إال تجيدونأنفسهم؟! العلم طالب

في يت��دخل أنه الش��رعي الخطاب لك: مشكلة يقولون مرة وتراهم ك��ذا. ثم قص��ده وه��ذا ك��ذا قص��ده فه��ذا ينقدهم، حين اآلخرين نيات

ينطلق��ون ال اإلس��الميين ويقول��ون: ال��دعاة آخر موضع في ينقلب��ون تص���فيق عن وبحث للجمه���ور مغازلة وإنما عقدية منطلق���ات من

ذلك؟! ونحو األتباع أنني حتى تنتهي، وال تبدأ تناقضات سلسلة في وهكذا ص��رت أحيان��ا

الخط��اب ينتقد أح��دهم س��معت ف��إذا النقيض، النقد بتخيل أس��تمتع أنه وأتوقع ل��ذلك، النقيضة القضية أتخيل صرت ما، بقضية الشرعي سيقولها ما. يوما

142

ت�ردد الفكرية الطوائف هذه أن -تالحظ18 دوم��ا ح��ول ي�دور س�ؤاال والب��دائل الحل��ول كث��يرا: أين لك والبدائل( فيقولون )الحلول قضية واإلعالم االقتص���اد قض���ايا في الش���رعي الخط���اب ق���دمها ال���تي

ونحوه��ا؟ والسياسة ه��ذا يط��رح س��معته من فكل لألمانة )طبع��ا هو قدم أره لم السؤال اإلشكالية( تحليل نكمل دعنا لكن واحدا، حال المح�����ور بين التمي�����يز غي�����اب عن ناشئ الس�����ؤال وه�����ذا

والمح���ور الفقه���اء، مس���ؤولية هو ال���ذي الموض���وعي/التكليفي خ��براء ف��إن وبالت��الي الخ��براء، مس��ؤولية هو ال��ذي الفني/الوض��عي

وخ��براء االقتص��ادية، والب��دائل الحل��ول ينتج��ون ال��ذين هم االقتصاد وأما ذلك، ونحو االعالمية، والبدائل الحلول ينتجون الذين هم اإلعالم عل��وم ض��وء على ودراس��تها الش��رعية تحليل فمس��ؤوليتهم الفقهاءالوحي.

الطبيعية العل����وم) في الحل����ول بابتك����ار الفقه����اء مطالبة إن ثم ألن!العل��وم به��ذه االس��تهانة على حقيقته في ينط��وي( واإلنس��انية

فقط واستيعابها( واالنسانية الطبيعية) العلوم هذه فهم على القدرة ,المنظمة المنهجية الدراسة من طويلة وس��نوات ده��ور إلى يحت��اج

ذات في المختص��ين مع العمل وورش, والبحث القراءة مواصلة ثم يجد ويس��توعبها ويفهمها يدرس��ها ممن فكث��ير ذلك ومع.المج��ال

لص��عوبتها والب��دائل، الحل��ول وابتك��ار فيها اإلب��داع في كبيرة مشقة الفقيه نط��الب فكيف المس��تمر، وتق��دمها فيها اإلب��داع وص��عوبة

وأربابها, العل��وم ه��ذه في الحل��ول يب��دع أن والمفسر والمح��دث!ذلك؟ عليهم يشق دهور منذ فيها المختصون وخبراؤها

يمكنه ال الفقيه وكون يقوم أن أصال العل��وم في الحل�ول بابتك��ار فنيا يس���تطيع فهل:باألمثلة إال يتضح أن يمكن ال, واالنس���انية الطبيعية

143

يبتكروا أن الشريعة علماء ,الحديثة اإلجه��اض ط��رق في فنية حل��وال وهرمون��ات, الوراثية والهندسة, األنابيب وطفل, الصناعي والتلقيح من ونحوها, للتجميل الفنية واآللي���ات, األعض���اء وزراعة, الت���وأمالطبية؟ النوازل

يبتكروا أن الشريعة علماء يستطيع وهل اقتص��ادية قض��ايا في حلوال ,المخ�������اطر وإدارة, التض�������خم في التحكم مثل متخصصة فنية

آلي��ات أو, العمالت ربط أو, الت��أمين لمحفظة االكتوارية والقياساتونحوها؟, التسويق

مؤهلون غير ألنهم.. ال بالطبع واإلنس��انية الطبيعية ب��العلوم تفصيليا الب��احثين من متخصص كل بل الفني، بالدور القيام من تمكنهم التي يملك ت��أهيال ل��ديهم المع��امالت ففقه��اء في��ه، تخصص فيما إجمالي��ا الط��بي الفقه في المتخصص��ون المالي��ة، العل��وم في إجمالي تأهيل

التأهيل وأما البحث، محل الطبية الص��ور في إجم��الي تأهيل ل��ديهم ي��دعوا أن يمكنهم وال الفقي��ه، عمل ص��ميم من ليس فهذا التفصيلي

أنفسهم تأهيل ويعيدوا تخصصاتهم الدقيقة العل��وم هذه في تفصيليا تس��تدعي ال��تي والمتخصص��ة، ما إذن فيه��ا، االنس��ان ليب��دع ده��ورا

ميزاني��ات ونزيد والخ��براء، الفقه��اء تواصل نع��زز أن الحل الح��ل؟الرسمية. العلمي البحث

ظ���واهر بمعالجة المهم���ومين الفض���الء بعض ل���دى -الحظت19 الفك��ري )االنح��راف أن وهي يرددونه��ا، مقولة الفك��ري االنح��راف

وعم��ارة النهضة تحقيق في الشرعي الخطاب لفشل إفراز المحلي

144

عكس��ية نتيجة المحلي الفك��ري )االنح��راف يق��ول وبعض��هم الدنيا(،الفقهي(. التزمت لخطاب

العلمي، التحليل أم��ام تصمد ال تفسيرية مقوالت صراحة بكل وهذه غ��ير مقولة الم��تزمت لفقهنا انعكاس الفكري االنحراف بأن فالقول مصر في الس��ائد الفقه أن المعل��وم من أنه ذلك يؤكد بتات��ا، دقيقة

فقه هو اإلس��الم بالد من وغيرها وتركيا الع��ربي والمغ��رب وت��ونس خ�رج ذلك ومع الفقهي؛ االل�تزام من أك�ثر للروحانية يميل متس�امح

فلم��اذا واإلباحي��ة، والزندقة العلمنة رم��وز أع��تى البل��دان ه��ذه من !والس��لفية؟ الوهابية تع��رف ال بل��دان في والزندقة العلمنة وج��دت مرتبط" والنفاق الكفر" قانون أن الجواب تجد ال��تي ب��األهواء أص��ال

وال���وحي اإلس���الم في المقولة ه���ذه أن فت���بين تزعجه���ا، قي���وداكليا. مغلوطة مقولة التفسيرية

ال��وحي( عن )االنح��راف أن الكتشفنا التاريخ لدراسة أتينا لو أننا كما ليس ناش���ئا وجد بل للمس���لمين، ال���دنيوي القص���ور عن أص���ال

ففي والتق��دم، ال��وعي عص��ور أزهى في ال��وحي( عن )االنح��راف وجدت األندلس وفي اإلسالم أواسط في اإلسالمية الحضارة عصور مع��اني تحريف من وأنماط واألدبية، العقائدية الزندقة أشكال أعتى

تج��ارب أص��ال! وفي المعاصر االنحراف يعرفه ال بما والسنة الكتاب أن��واع أع��تى وج��دت الق��دوة، هي وال��تي الكم��ال بلغت التي األنبياء

الصف داخل و)نفاق( المسلمة، الدولة خارج )كفر( من االنحرافات الدعوية األنبي��اء تج��ارب في والنف��اق( )الكفر وج��ود فهل المس��لم،

الزندقة وج��ود وهل المدني��ة؟ حي��اتهم في األنبي��اء فشل على دليل على دليل اإلس��المية الحضارة عصر في واألدبية العقدية والضالالت

الدنيا؟ بناء في اإلسالمية الحضارة هذه فشل145

في وجد إذن فلم��اذا والق��دوة، الكم��ال هي األنبي��اء تجارب كانت إذا فشل على دليل ذلك هل والنف��اق(؟ )الكفر ص��ور أغلظ عص��ورهم

على دليل ذلك أم الدعوي؟ منهجهم في- حاشاهم- والرسل األنبياءالقرآن؟ ذلك بين كما ب�)األهواء( مرتبط والنفاق الكفر قانون أن

األصل في ليست واالنح��راف( )الزندقة أن يؤكد الت��اريخي ال��دليل تجد ولذائذ أه��واء الغ��الب في هي بل ال��دنيوي، للقص��ور انعكاس��ا

وجودها. لتبرير الدنيوي القصور تستغل لكنها يصادمها، الوحي نؤكد أن نس�تطيع واالنح��راف، للزندقة التاريخية التجربة على وبن��اء المدني التقدم مراحل أرقى اليوم المسلمون بلغ لو أنه وضوح بكل

لل��ذكر" , "رجس..الخمر إنما: " ضد يكتب��ون األه��واء أهل فسيبقى " ,أي��ديهما ف��اقطعوا والس��ارق والس��ارق" , "األنث��يين حظ مثل

ويتمتع��ون ي��أكلون كف��روا وال��ذين" , "الربا وح��رم البيع الله وأحل" في يثخن ح��تى أسرى له يكون أن لنبي كان ما" , "األنعام تأكل كما

.أهوائهم مع تتعارض التي المحكمات من إلخ" .. األرض قي��ود من ج��وهري س��لبي موقف لديهم والمنحرفون الزنادقة هؤالء

وليست الق��رآن، عليها نص شرعية أحكام مع مشكلة لديهم الوحي،عمران. وال حضارة وال نهضة كلها القضية

االنح��راف )أن وهي المغلوطة الفك��رة ه��ذه خط��ورة تكمن وأين تكمن النهضة(؟ تحقيق في الشرعي الخطاب لفشل إفراز الفكري

األحكام بعض لتبديل الرضوخ إلى األفاضل بعض تقود أنها خطورتها أن ف��ترة بعد يكتشف ثم المنح��رفين، ه��ؤالء الس��تمالة الش��رعية مسلسل يري��دون وأنهم يتص��ور، مما بكثير أكبر هؤالء لدى المشكلة

المنح��رف األصل ألن يس��تمر، أن الشرعية األحكام من التخفيضات146

ال��ذي هو فال يحص��ى، ال ما المنحرفة التطبيق��ات من منه يتس��ربللتدين. هؤالء استمال الذي هو وال الشريعة، على حافظ

وص���حافتهم الن���اس حي���اة ي���رون الفكرية الطوائف أن -تالحظ20 عن وح��ديث سياس��ية، أخب��ار من مختلفة، بشؤون مألى ومجالسهم الح���وادث وأخب���ار النبطي، والش���عر والس���ينما، والفن الرياض���ة، كل في الن��اس يش��اركون فتراهم كثيرة، أخرى وترهات والجنايات،

عن ال��دعاة أو الفقه��اء أحد تح��دث ف��إذا أريحي��ة، بكل القض��ايا ه��ذه من نشط كأنما األولوي��ات على حرص��هم قفز فقهية أو عقدية قضية والفقه العقي��دة بقض��ايا الن��اس أشغلتم أنتم ينوحون وصاروا عقال،

الهائلة األوق��ات ه��ذه أن ي��رون ال لماذا أدري وال إلخ، مصالحهم عن أوق��ات إض��اعة عن الحقيقي المس��ؤول هي أنها س��دى ت��ذهب التي

يأخذ أن في عظيمة ش��رعية الترفيه يمنحون لماذا أدري الناس؟! ال مع��اني لت��داول الش��رعية ه��ذه عشر يمنح��ون وال الن��اس، أوق��ات ومص��الح الكبرى القضايا يتذكرون ال لماذا أدري والسنة؟! ال الكتابوالدعوة! اإليمان عن الحديث يجيء حين إال الناس

الطوائف من كث��ير عند الحظتها ال��تي الطريفة المفارق��ات -من21 المريسي وبشر ص��فوان بن جهم عن )الكالم يقول��ون أنهم الفكرية الت��اريخ قب��ور في نبش كله ه��ذا ونح��وهم والنظ��ام عبيد بن وعم��رو

مختلف جديد عصر في اليوم ونحن وإش��كالياته( ثم مفكروه له كليا في النبش في منهمك��ون وج��دتهم مقاالتهم أقلب وأخذت ذهبت إذا

وهم األهمية ووهم الزهو غاية في األوروبي! فتج��دهم التاريخ مقابر147

)بيك��ون، عشر السابع القرن فالسفة أسماء من ويلصقون ينسخون الق��رن فالس��فة ونح��وهم( أو ل��وك، ج��ون س��بينوزا، ديكارت، هوبز،

وأك��ثر بل ونح��وهم(، كان��ط، هي��وم، روس��و، )فولت��ير، عشر الث��امن أفالطون سقراط عن المستفيض التبجيلي حديثهم ذلك من طرافة

اإلش��كالية فص��ارت السحيق، التاريخ فالسفة من ونحوهم وأرسطو القبر( نفسه، صاحب )جنسية في وإنما )القبور(، في ليست عندهم

بق��درة يتح��ول التاريخ غبار ويسمونه يؤذيهم الذي ذلك أن فتكتشفاللطيف! المنعش التاريخ رذاذ إلى قادر لها بائ��دة أوروبية فلس��فات عن اآلن تتكلم��ون لهم: أنتم قلت ف��إذا

في عرض��وا إذا الس��نة أهل من تس��تغربون فلم��اذا الس��نين، مئ��ات ه��ذه جاه��ل، ل��ك: )أنت قالوا والنظام؟ والمريسي للجهم دروسهم

إلى موج��ودة المعاص��رة وآثارها امت��داداتها، لها الت��زال الفس��لفات تلك إلى ج��ذورها تع��ود المعاص��رة النظري��ات من وكث��ير الي��وم،

ت��زال ال والمريسي الجهم أفك��ار لهم: وك��ذلك الفلسفات!( فتق��ول المعاص��رة العقدية الم��دارس من وكث��ير الي��وم، إلى موجودة آثارها تجد إذن؟! لن الف��رق الشخصيات! فما تلك أفكار إلى جذورها تعود

! جوابا

بش���كل تس���توعب لم أنها الفكرية الطوائف ه���ذه في -الحظت22 المعاص��رين( المفك��رين )علم الس��لف( و )علم بين الف��ارق عميق

أن يج��وز منهم كث��ير والي��زال ورسوله، الله ومراد والوحي باإلسالم فهم في وأصح أعلم المعاصر للفكر المنتس�����بين طريقة تك�����ون لك ويق��ول المفض��لة، الق��رون في المس��لمين أئمة من اإلس��الم

148

والس��نة المقاصد عن المعاص��رين ه��ؤالء كالم يك��ون أن مالم��انعالسلف؟! طريقة من أصح ونحوها الفقه وأصول النبوية ال��ذين الع��رب الفرانكفون��يين لبعض الق��راءة يحب هؤالء أحد أتذكر

ويردد التراث، تفسير إعادة في يكتبون يريد بأنه دوما فهم��ا عقالني��ا تقرأ التي الشخصيات هذه أن تتوقع كنت يوما: إن له لإلسالم! قلت

المستش�رقين، عن ال�تراث نصوص أخذت أنها أنت تعرف والتي لها سيفهمون هؤالء أن تتصور ذلك ومع الخبائث، ألم معاقر منهم وكثير

المب��ارك وابن المس��يب بن س��عيد أمث��ال فهمه مما بأصح اإلس��الم حنبل بن وأحمد ومالك والث����وري واألوزاعي والزه����ري وعط����اء الس��نة، جمع في أعم��ارهم أفنوا ممن ونحوهم راهويه، بن وإسحاق

وتمحيصها مع الل��ه، رس��ول أص��حاب فت��اوى واستيعاب حديثا، حديثا بال الفت��وى من احتي��اطهم وش��دة الع��رب، لس��ان معرفة في دقتهم ت��رى كنت إذا بالل��ه، وتعلقهم وتقواهم تصونهم كله ذلك وفوق علم،

أفضل يكون��ون ربما الفرانكفون��يين أص��حابك أن الله لم��راد فهم��ا في وليس والس��ذاجة، الخرافة غاية والله فهذه هؤالء، من ورسوله

خردل! حبة العقالنية من ذلك المسيب بن سعيد أمثال تقارن بعقالنية: كيف فكر أرجوك ياعزيزي درس��وا ال��ذين الت��ابعين كبار من ونحوهم ومسروق وعطاء وعلقمة

ال��ذين الفرانكفون��يين بأص��حابك الله، رسول أصحاب أجلة يدي بينالمستشرقين؟! يدي على درسوا

ك��ان ح��تى الخطاب بن عمر علم حامل المسيب بن سعيد ياعزيزي زوجه ح��تى هري��رة ب��أبي واختص عم��ر، أقض��ية عن يسأله عمر ابن

م��رات ثالث عب��اس ابن على الق��رآن ع��رض ج��بر بن ومجاهد ابنته، يف��تي كان رباح أبي بن وعطاء معناها، عن يسأله آية كل عند يوقفه

149

لقي البصري والحسن شاهدون، الله رسول وأصحاب المناسك في ورأى الت��ابعين كب��ار ت��اريخ في ق��رأ ومن الص��حابة، من خمس��مائة وقف العلمية مؤهالتهم مشدوها تتوقع فهل العظم��اء، ألولئك إكبارا

يكون��وا أن اليعدون الذين المعاصر للفكر المنتسبون هؤالء يكون أن أن تتوقع هل اإلس��المي، ال��تراث ح��ول للكتابة اله��واة من مجموعة من ورس���وله الله م���راد عن البحث في جدية وأك���ثر أعلم يكون���وا

له صلة وال عزيزي، يا للعقالنية تدمير أولئك؟! هذا أرج��وك به��ا، بتاتا إال شئ أي قل الس��اذجة، التصورات هذه من بكثير أشرف العقالنية

من عن التختلف ه��ذه تص��وراتك العقالنية، مقتضى هذا لي تقول أن اقتنوا الذين الشباب من مجموعة أن يتصور مؤخرا الكتب من عددا

من أنهم الكت���اب مع���ارض من الفلس���فة عن المترجمة التعليمية الفلس����فة أس����اطين من بالفلس����فة أعلم يكون����وا أن الممكن

معقول؟! كالم هذا اليوم. فهل المعاصرين

المعاص��رة الفكرية الطوائف عند انتباهي لفتت التي األمور -من23 متذمرين: لك يقولون فتراهم )التجني( ، )النقد( و بين الخلط كثرة له: تفضل قلت فإذا التصحيح؟ ترفضون لماذا النقد؟ التقبلون لماذا

التج��ني من متن��اثرة سواليف كله أنه اكشتفت لديك؟ الذي النقد ماوالبهتان.

الش��رعي الخط��اب نقد أن واضحة بصورة نؤكد أن هاهنا المهم من ليس المعاصر مبدأ وليس بل األس��اس، من مرفوضا فق��ط، مقب��وال

والنهي ب��المعروف األمر فريضة من جزء ألنه شرعي مطلب هو بل اس��تثناء- بال– الش��رعي الخط��اب ودع��اة فقه��اء وكل المنك��ر، عن

مارس��وا مجال��ه، في ك��ل والتص��ويب والتص��حيح النقد من ش��يئا150

ينتقدون فالفقهاء ينتق��دون والتربويون الفقهية، األخطاء دوما دوم��ا مش��روط النقد ه��ذا وهك��ذا. ولكن الخاطئ��ة، السلوكيات ب��أن دوم��ا

يكون نقدا كس��الى يس��تهلكها مجالس شائعات وليس مبرهنا، علمياالمسيس. اإلعالم وضحايا المعرفة

من بالعلمية له الصلة األيام هذه يطرح الذي النقد أكثر أن والحقيقة ه��ذه رائجة موضة أص��بح االس��الميين على ف��التجني بعيد، وال قريب وأنا, األيام ش��خص أي من ج��ذري سلبي موقف عندي صار شخصيا غ�ير على الح�ال وتص�وير والش�ماتة ف�التجني الموض�ة، هذه يركبحدة. بكل مرفوض عليه ماهو

نجد فال االس��الميين ذكر أتى إذا الموجة ركب��وا ال��ذين ه��ؤالء فبعض عن��دهم فاالسالميون محاسنهم، وتغييب, قدرهم غمطهم إال عندهم

من هو بما يش�����تموهم أن وإما, فيهم ليس بما يتهم�����وهم أن إمامحاسنهم. لمج��رد الحديثة األفك��ار ب��رفض كاته��امهم: فيهم ليس بما فاتهامهم

بالتبعية واته��امهم األخالق، قض��ايا بتهميش واته��امهم حديث��ة، كونها ك��ذمهم: محاس��نهم من هو بما ش��تمهم للسياس��ي. وأما الفقهية

,التغ��ريب من لقلقهم وذمهم, به وعن��ايتهم الس��لف فقه لتعظيمهم.المنحرفة لألفكار الصلب العقائدي لرفضهم وذمهم

وغ��ربتهم, ت��واجههم ال��تي والتح��ديات, اإلسالميين محاسن ذكر أما الظ��روف ه��ذه في االس��الم ب��أمر الق��ائم وك��ونهم, العصر ه��ذا في

أولئك بال على اليخطر مما فهذا الشديدة؛ العالمية , أصال عن فضال صار ذلك ومع اإلسالميين من نفسه يعتبر هؤالء وبعض به، ينوهوا أن

إخوانه آح��اد خطأ وصار, االسالم أمر يهمهم الذين إخوانه على عونا151

اب ج��رائم من نظ��ره في أعظم االس��الم نص��رة في المنهمكين الكت.التدين نطاق وتضييق االسالم أمر تحجيم في

تجد أنك المؤلمة األم��ور -من24 الفكرية الطوائف رم��وز من كث��يرا يجب وأنهم الظلم، عن اليتح��دثون ب��أنهم الس��نة أهل يلمزون الذين

في واقع��ون أنفس��هم الرم��وز ه��ؤالء تجد أنك الظلم؛ يق��اوموا أن آيات��ه، من كث��ير بتحريف الق��رآن كظلم الظلم، من فظيعة م��راتب

عليهم، ب��التجني الس��نة أهل وظلم بفقههم، ب��التهكم الس��لف وظلم ص���ححوا وليتهم الظلم، مقاومة بوج���وب يتغن���ون ثم ذل���ك، ونحو

ذلك. قبل مظالمهم

الفكرية الطوائف في الحظتها ال�����تي المنهجية األخط�����اء -من25 وال����دخالء المتنك����رين مس����ؤولية الش����رعي الخط����اب تحميل

قل��وب في منزلة له الش��رعي الفقيه أن نع��رف فنحن والمتسللين، ب��زي تتزيا المرتزقة الشخصيات بعض فترى الحمد، ولله المسلمين

السياس��ية المكتس��بات بعض لتحقيق بمظه��رهم وتتظ��اهر الفقه��اء الش�ريعة حب في الص�ادق فاإلنس�ان ونح�وه، أعطي�ات أو كمنصب

للخط��اب الشخص��يات ه��ذه نس�بة ينفي تج��ده الس�نة، وأهل وأهلها من الس��نة وأهل الش��رعي الخط��اب ي��نزه وبالت���الي الش��رعي،

السنة أهل ضد وشحناء هوى قلبه في الذي الشخص ولكن أفعالهم، إلى ليتوصل الش��رعي للخطاب الشخصيات هذه بنسبة يفرح تجدهالمرتزقة. هؤالء بسلوكيات الشرعي الخطاب إدانة

152

جبلت الحمد ولله المس�����لمين أن ذل�����ك، على الحية األمثلة ومن المحت��الين بعض في��أتي بهم، والثقة المت��دينين حب على نفوس��هم

ويضخ ثوبه تش��مير في ويب��الغ لحيته ف��يرخي المت��دينين ب��زي فيتزيا أرص��دة بها يقضم عقارية مس��اهمة ويفتح مكتبه في البخ��ور تيارات

لألخي��ار الشخص��ية ه��ذه نس��بة ينفي الص��ادق فالب��احث البس��طاء، الش��رعي الخط��اب إس��قاط يريد ال��ذي الهوى وصاحب والمتدينين،

أموال يأكلون المطاوعة إلى ويقول: )انظروا ذلك عن يتعامى تجدهالمحتالين! مسؤولية الفضالء يحمل كيف الناس( فانظر

يحمل الماركس��يين الب��احثين أحد مرة رأيت أنني لذلك مثل وأقرب في الله ذمها ال���تي المن���افقين بعض أفع���ال مس���ؤولية الص���حابة

وتس��تر المس��لم ال��داخل إلى تس��لل المنافق هذا كان القرآن! فإذا ه���ذا مس���ؤولية الص���حابة تحمل فكيف محمد أص���حاب من بأنه

المحتال! من عين��ات هناك )أن يقول أحدهم سمعت أنني األمثلة أطرف ومن وه��ذه ب��رواتبهن، ليس��تأثروا ال��زواج وبين بن��اتهم بين يحول��ون اآلباء ل��ه: ياس��بحان ( فقلت لألسف عندنا الذكوري الديني الخطاب نتائج

العضل تح���ريم في عن���دنا العلم أهل كالم كل ت���ركت اآلن الل���ه، ببعض تس������تدل وذهبت الظلم، أفحش من وأنه فيه والتش������نيع

الشرعي! للخطاب وتنسبه المقصرين

ل��ديها الفكرية الطوائف داخل واس��عة ش��ريحة ثمة أن -الحظت26 القض��ايا من كثير بثبوت معك تقر األولويات( فهي فقه في )علمانية

األولوي��ات ت��رتب تراها األولوي��ات ل��ترتيب جئت إذا لكن الش��رعية،153

الق���رآن، ت���رتيب بحسب وليس الشخص���ي، وميولها ذوقها بحسب ك��ون في المش��كلة )ليست لي يق��ول أح��دهم أس��مع ماكنت وكثيرا في األولوي��ات فقه أين ولكن مهمة والفض��يلة والبدع التوحيد قضايا

اكتشفت المجمل السؤال هذا حول معه تتحاور بدأت عصرنا؟( فإذا صمم قد أنه كله الشخص��ية. وه��ذا ميوله وحي من لألولويات جدوال

فك��ذلك الق��رآن، شرعيتها مصدر القضايا هذه أن فكما كارثي، خطأ في المطلق المص��در هو ف��القرآن الق��رآن، مص��دره ترتيبها ف��إن

الدعوة فنكثف نعظمه أن يجب القرآن عظمه فما األولويات، ترتيب فيه نقتصد أن يجب الق��رآن أخ��ره وما في��ه، الخطأ من ونح��ذر إليه

فيه. الخطأ في ونتسامح إليه الدعوة في فنقتصد القض��ايا، )ش��رعية بين التفريق أع��ني عن��دهم التفريق ه��ذا ومثل

ويحتكم للق��رآن، األولى في القضايا( فيحتكم بين األولويات وترتيب تف��ريقهم ذلك من عن��دهم، نظ��ائر له الشخص��ي؛ لذوقه الثانية في نخ��الف ولكن ب��النص ن��ؤمن نحن لك والتفس��ير( فيق��ول )النص بين فيه اليرجع النص تفس���ير منهج أن يت���وهم فهو النص، تفس���ير في

عن األولوي��ات( بفص��لها )فقه علمن��وا أولئك أن ذات��ه! فكما للنص النص( وفص��لوه تفس��ير )منهج علمن��وا ه��ؤالء ف��إن القرآن، حاكمية

ذاتها. النص حاكمية عن فهم ذل��ك: قاع��دة أمثلة ومن علي��ه، منص��وص النص تفس��ير ومنهج

في أس��اليبها من يتض��منه بما الع��ربي الوضع مقتضى على الق��رآن )وGكLLGذGلكG العربية اللغة خص��ائص من ونحوها والخص��وص العم��ومTاهLLGلن GنزG كما أ Tبيا ح GرGإن الص��حابة بمنهج الق��رآن وفهم ، ( عLLGوا )فLLTن Gآم

ا بمثل Gم مTنت Gد به آم Gق Gو(، فGدLLGالمحكم إلى المتش��ابه رد وقاع��دة اهت Tات )منهGات آي GمGحك Tن م Tم هT رT الكتGاب أ GخTأ Gات(، و Gابه GشGت Tتتبع وقاع��دة م

154

إلى تسLLمعوا أولم تقولLLون كما )ليس النص��وص في اللفظ موارد عظيم" لظلم الشرك إن بالله تشرك ال بني "يا البنه لقمان قول

بLLه(، الله بLLدأ بما )أبLLدأ النص��وص في ال��ترتيب مراع��اة وقاع��دة ،( على النص��وص داللة لكيفية كث��يرة نم��اذج وثمة فق��ط، أمثلة وه��ذهذاته. النص تفسير منهج

كنت الش��رعي الخط��اب نق��اد مع الشخص��ية مناقش��اتي -طوال27 عقب��ات تواجه��ني ك��انت لكن علمي��ة، لرؤية الوص��ول على أح��رص ال��نزاع( محل في )المراوحة مش��كلة العقبات هذه أهم ومن كبيرة، المن����اقش أن وخالص����تها المع����رفي، المنهج في إش����كالية وهي

يتقلب بل النق��اش حوله ي��دور ال��ذي بالس��ؤال يمسك أن اليستطيع س��ؤال إلى ويقفز من��اقض، بش��كل السؤال صياغة ويعيد باستمرار،

لي تس�بب اإلش�كالية وهذه وعي، دون آخر كب��يرة مت��اعب شخص�يامثال: لذلك وسأضرب معهم، النقاش في

)مشكلة لك ويقول المعاصرة الفكرية بالتيارات متأثر شخص يأتيك غ��ائب أنه الش��رعي الخط��اب المس��تجدات وبحث دراسة عن بتات��ا

ز له: حسنا، المعاصرة( تقول كثيرة نماذج لك سأذكر النقاش، لنرك ذكرت فإذا المعاصرة، القضايا في الشرعيين الباحثين دراسات من الدرس�ات ه�ذه في المس�ائل يعالجون )ولكنهم لي يقول بعضها، له

تقليدية طريقة وه��ذه الس��لف، عن الموروثة الفقه أص��ول بطريقة وعي، دون اإلش�����كالية قلب كيف ه�����ذا جوابه في انتهت(. الحظ

المس��تجدات، الي��درس الش��رعي الخط��اب األولى: أن فإش��كاليته لكنه المس��تجدات، ي��درس الشرعي الخطاب الثانية: أن وإشكاليته أن ذلك بعد الس���لف! فيت���بين عند الفقه أص���ول بطريقة يدرس���ها

155

وإنما ع��دمها، من المس�تجدات دراسة في ليست الحقيقية مشكلتهاإلسالم! فهم في السلف منهج مع الحقيقية مشكلته الفكرية التي���ارات ض���حايا من ش���اب ل���ذلك: يأتيك آخر ومث���ال

غ��ائب أنه الش��رعي الخطاب لك: )مشكلة فيقول المعاصرة تمام��ا له ونحوه��ا( فت��ذكر والرش��وة الم��الي والفس��اد الحق��وق قضايا عن

فيق��ول القض�ايا، ه�ذه لمثل الش�رعي الخطاب معالجات من نماذج ومع��ارك الص��فات مثل أخ��رى قض��ايا عن يتكلم��ون )ولكنهم لك

ففي كلي��ا، إش��كاليته قلب كيف وغيره��ا(. ف��انظر الفارغة الليبرالية ثم المالي��ة، الحقوق عن اليتحدثون السنة أهل أن يدعي كان البداية لم��اذا ولكن المالية القض��ايا ح��ول ط��رح لهم ب��أن يقر وص��ار تح��ول

الفعلية مش��كلته أن أخرى؟! فتبين وفضيلية عقدية قضايا يطرحون المالية الحقوق منح في ليست االهتمام��ات إلغ��اء في وإنما اهتماما

األخرى. الشرعية واالش��كاليات، االس��ئلة في والتقلب والمراوغة التل��ون تجد وهك��ذا

في فيبقى الس���ابقة، ال���دعوى تنقض بطريقة ص���ياغتها وإع���ادةجانب. كل من تنقدح فالشية أسئلة بين والترنح المراوحة

أنك الفكرية الطوائف عند الطريفة المنهجية المش���كالت -ومن28 تمام��ا، دعواهم نقيض تفيد شواهد لك يذكرون بنماذج تطالبهم حين الخط���اب مش���كلة لك ويق���ول ش���خص يأتيك مثال: أن ذلك ومن

ألنه اإلنك��ار يمنع أنه ح��تى األم��ور والة طاعة في يغالي أنه الشرعي وال��دعاة الفقه��اء إنكار من نماذج له ذكرت فإذا األمر، لولي معصية

تع�رف )ولكنك لك ق�ال السياسي، النظام وضعها كثيرة مسائل في156

ل��ه: كل��ه( فتق��ول ذلك تمنع الم��دخلي ربيع للشيخ منسوبة فرقة أن الحازمة وقفتهم الفرق��ة؟! إن ه��ذه تج��اه اإلس��الميون وقف وكيف

مقصودك! نقيض على تدل م��واقفهم يغ��يرون الفقه��اء يقولون تجدهم أنك ذلك أمثلة ومن تبع��ا

أعظ��ني قلت ف��إذا للسياس��ي، ل��ك: انظر يق��ول س��محت؟ لو مث��اال الرس���مية الوزارية الشخص���يات بعض أفتت كيف كاوست اختالط

الشخص��يات؟ هذه تجاه اإلسالميون وقف له: وكيف فتقول بجوازه،مقصودك! نقيض على تدل والحادة الحاسمة وقفتهم إن

من جديد شئ استنباط يرفضون مرة: اإلسالميون لي قال وأحدهم له: أعطني قلت السلف، كتب في اليوجد النصوص ذلك على مث��اال

له: قلت قطب، لسيد القرآن ظالل من السلبي قال: موقفهم السلف، عقيدة فيها خالف يسيرة هنات في وقع قطب سيد كان إذا

واس�����تعذاب عنه النقل في اإلس�����الميين تف�����اني تجد ذلك ومع ه��ذا ك��ان ج��ذريا! إذا قص��دك نقيض على ي��دل فه��ذا مقطوعاته

ولم استنبط من مع موقفهم فكيف وأخطأ، استنبط من مع موقفهمالسلف؟! يخالف يذكرون وهكذا مقصودهم. نقيض تفيد شواهد دوما

عن هاهنا س��نتكلم لكننا شرعي، مطلب الجميع هداية أن -الشك29 حفظ أم ذاتهم؟ الفكرية األه�������واء أهل )هداية أولى أيهما األولوية بعض الفكري��ة؟( الحظت األه��واء ه�ذه من الص�ادق الداعية الشاب أن إلى فيلجأ األه��واء أهل على الت��أثير في الحماسة تأخ��ذه األخي��ار

في طع���ونهم بعض ص���حة على بالموافقة بإرض���ائهم يس���تميلهم157

الش���رعي، الخط���اب العلمية المداهنة ه���ذه بب���ذل أنه منه ظن���ا بخس��ائر يع��ود ه��ذا مثل أن الواقع لكن السنة، أهل لمنهج سيتألفهم

ول��ذلك، الحق، عن الباحث الصادق والداعية العلم طالب على أكبر األهواء أهل من الصادق الشباب لحماية األولوية تكون أن يجب فإنه ونعمت، فبها الفكرية األه��واء أهل اهت��دى فإن أفكارهم، زيف ببيان الش��باب بإيمان للتفريط استعداد على فلسنا بأهوائهم تمسكوا وإن

النص. على يشترطون أهواء أهل ألجل وعبوديتهم وديانتهم المسلم

المعاصر: الشرعي الخطاب في القصور -أوجه30 تس��تهلكها التي النقدية الشائعات على السابقة الجوالت في تعرفنا

منهج في الس������نة ألهل المخالفة المعاص������رة الفكرية الطوائف واكتش��فنا والنهضة، اإلصالح فالس��ؤال وبطالنه��ا، زيفها حجم س��ويا

المعاصر؟ الشرعي الخطاب في القصور أوجه ماهي اآلن: إذا لي يب��دو ال��ذي أن فالحقيقة أساس��يين مح��ورين هن��اك أن شخص��يا

القصور: تجليات فيهما تظهر الجه��ود فحجم المج��االت، كل في التغطية نقصاألول: المحLLور أمثل��ة وسأض��رب اآلن، إلى كافية غ��ير المي��ادين كل في المبذولة

لذلك: الي��وم المس��لمة المجتمع��ات تش��هد التقليدي��ة، الوثنية من ألوان��ا

المظ��اهرة وه��ذه الكرب��ات، تف��ريج وس��ؤاله بالحس��ين كاالس��تغاثة وممت��ازة ذكية دراس��ات وثمة ذات��ه، المحلي مجتمعنا في موج��ودة

اإلس��المية البل��دان في المنتش��رة المعاصرة المزارات واقع درست عين هو وه��ذا التقليدي��ة، الوثنية ش��يوع من مرعبة نت��ائج وكش��فت

158

ذلك ومع محاربت��ه، في واألنبي�اء الرسل أعم�ار ذهبت ال�ذي الشرك األنبي����اء أهمت قض����ية أعظم معالجة عن تتقاصر جهودنا الت����زال

أك��ثر درجة إلى وص��لنا بل أولوياتهم، هرم على واستولت انحطاط��ا المظ��اهر ه��ذه مع يتعامل عن��دنا للفكر المنتس��بين بعض ص��ار حيث ممن يس��خر وقد ينته��ك! بل لم األعظم الله حق وك��أن ب��رود بكل

معالجته يعت��بر وبعض��هم بل معالجت��ه، في ويس��عى األمر هذا يؤرقه"الطائفية"! من نوع

أن أيضا، القصور صور ومن تع��اني المس��لمة المجتمعات من كثيرا تش��ريعاته، في بالطاعة الله اف��راد ع��دم التش��ريع( أي )ش��رك من

المع��امالت في الله أحك��ام تنتهك ال��تي القوانين تلو القوانين فتسنم أGم} عنه الله ق��ال ال��ذي الش��رك وغيره��ا. وه��ذا والجناي��ات TهGل

كGاء Gر Tوا شTع Gر GLLم شTهGل Gن ا الLLدين م Gم مGن لGأذLLGه يLLب Tورى، {اللهLL21الش . ذTوا}أيضا: عنه تعالى وقال.شركا تشريعاتهم فسمى Gم اتخ Tه GارGحبG أ

م TهGانGهب Tر Gابا وGربG .ش��ركا ط��اعتهم فجعل.31التوبLLة،{ اللLLه دTون من أأGيتG} تعالى وقال GرG ن أ Gم Gذ Gاتخ Tه GهGإل Tاه Gو Gه GنتGأ GفGأ TونTكGه تLLيGلGكيال عGو}

"تأليه من ن��وع الله أمر يخالف بما الهوى طاعة فجعل .43الفرقان،الهوى" .

األنبياء مشروعات في التشريع( )توحيد مركزية مايبين أعظم ومن" -الس��ماوية الكتب"و" الرسل" ذكر حين تع��الى الله أن للإلص��الح

الكتب وظيفة رسم- الس����تة االيم����ان أرك����ان ثلث يمثالن وهمابGعGثG} :تع��الى يق��ول حيث أخ��اذة بص��ورة الس��ماوية Gف Tالله Gالنبيين Gرين بGش Tم Gنذرين TمGو GنزلGأ Gو Tم TهGع Gم GابLLGق الكت GالحLLب GمTحكGلي GينGالناس ب

ا Gوا فيم TفGلGه اختLLفي }[رةLL213:البق.] الش��مول ه��ذا ت��دبر عليك فبالله 159

بين ليحكم" الس���ماوية الكتب وظيفة عن اآلية ه���ذه ذكرته ال���ذياليوم. الحال بواقع وقارنه"فيه اختلفوا فيما الناس

أعظم من هو ال��ذي التش��ريع ش��رك معالجة في جهودنا أن والمراد المس��توى من بكث��ير بكث��ير أقل الت��زال التوحيد وق��وادح ن��واقض

قض��ية أن يش��عر صار جديدة نغمة البعض لدى وظهر بل المطلوب، هو المهم أولوي���ة، ليست ولكنها جي���دة الش���ريعة( قض���ية )تحكيمالمالية! الحقوق في كلها الشريعة فاختزلت المالية، الحقوق

اإلعالمية المؤسس���ات أن الش���رعي الخط���اب قص���ور أمثلة ومن تط��بيع باتج��اه ت��دفع ال��تي اإلعالمية المواد نشر تكثف اليوم الكبرى

الشرعية، الحواجز وتقويض الجنسين، بين المشروعة غير العالقات ومع الخمس��ة، الش��ريعة مقاصد أعظم من واحد األع��راض وحفظ

المواجهة. مستوى دون جهودنا التزال ذلك المنحرفة الفكرية الطوائف أن الشرعي الخطاب قصور أمثلة ومن ت��زين ش��بهات تتضمن التي المقاالت آالف اليوم الشباب على تضخ

من وفيها ض��مير، ت��أنيب دون الش��هوات تقحم المس��لم للش��اب الكف��ار بتعظيم واللهج الس��لف بفقه والتزهيد الوحي معاني تحريف

وغالبها عجبا، شيئا بما اإلسالم أحكام صياغة إعادة حول يدور تقريبا على االعتم�����اد ع�����بر الغربية الثقافة ومف�����اهيم قيم مع يتناسب

وج��دو ف��إذا الفقهي��ة، والش��ذوذات الخالف��ات ش��ذوذا ص��ار فقهي��ا قيم عن والبعد الق��رب مدى وإنما النص، ليس المسألة في المرجح األفك��ار ه��ذه تنتهي ول��ذلك الغربي��ة، الثقافة )التفس��ير إلى دوم��ا وتغ�ييب التش�ريعات في الم�ادي الج�انب إبراز لإلسالم( أي المادي

في جهودنا الت���زال ذلك ومع والفقهي���ة، العقدية المحتوي���ات بقيةالمطلوب. المستوى دون المنحرفة الفكرية الطوائف هذه مكافحة

160

أن القصور أوجه ومن على الم��ؤثرة والوالي��ات المناصب من كث��يرا العق��ود من وكث��ير األكف��اء، لغ��ير تعطى ص��ارت المس��لمين حي��اة

أثر وه��ذا ال��داخل، من الفس�اد ينخرها ص��ار الحكومية على جوهري��ا والص��حة اإلسكان وأزمتي عام، بشكل للمسلمين الخدمية المصالح

المس��توى دون باإلصالح المطالبة في جهودنا والتزال خاص، بشكلالمطلوب.

لمض��اعفة بحاجة أننا على التأكيد منها والم��راد فق��ط، نم��اذج ه��ذه وغيره��ا، والمالية والفض��يلية العقيدية الجبه��ات، جميع على الجه��ود جوانب وترك جانب في غالى أنه الشرعي الخطاب مشكلة فليست تلبية على قادر غير يزال ال أنه الشرعي الخطاب مشكلة بل أخرى،

الحقول. جميع في االحتياجات م��واطن تحديد في الفكرية األه��واء وأهل الس��نة أهل بين والف��رق يط��البون الس��نة أهل أن القص��ور، الش��رعية، األب��واب بجميع دوم��ا

أهل وأما عن��دهم، ال��دين من كلها ألنها جميع��ا، ش��أنها ويعظم��ون الس��نة فأهل ببعض، بعض��ها الش��رعية المط��الب فيض��ربون األهواء يقولون األهواء وأهل الكفائية، الفروض كل في نجتهد أن يجب دوما الحق�وق في وتح�دثوا والفضيلة التوحيد جهود مثال- أوقفوا– يقولون فه�ذا الجبه�ات كل على الجهد لمض�اعفة ي�دعو فق�ط. ومن المالية

المطالب ضرب يريد كان ومن كله، بالدين األخذ يريد أنه على دليلهوى. نفسه في أن على دليل فهذا ببعض بعضها الشرعية

ب��أن الق��ول : اليمكنالفردية األخطاء الثاني: قصور المحور األف��راد من يح��دث بل معص��ومون، الشرعي الخطاب ودعاة فقهاء

161

يضعف فاإلنسان عرضية، فردية أخطاء استثناء بال جميعا في أحيان��ا العمل في ويض���عف فيت���أول، العلم في يض���عف والعم���ل، العلم

علينا والواجب فيعصي، الفردية. األخطاء هذه في نتناصح أن جميعا قواعد على التحسب الفردية األخط��اء أن إلى التنبيه المهم من لكن

بعض فتجد الق��رون، خ��ير عن الموروثة ذاتها الس��نة أهل وأص��ول بقض��ايا اليعت��ني الش��رعي ل��ك: )الخط��اب ويق��ول يأتيك الش��باب

األخالق، قض��ايا منتج��ات من واس��عة نم��اذج له ذكرت األخالق( فإذا والش��يخ كالم��ا، وق��ال م��رة غضب الفالني الشيخ أتذكر )أنا لك قال

أخط��اء هي الوق��ائع ه��ذه ذلك( فمثل ونحو عمله، في يهمل الفالني أن يصح ذات��ه! هل السنة أهل لمنهج أخطاء وليست ألفراد شخصية

نأخذ إن ونق��ول الص��حابة بعض اع��ترى ال��ذي البش��ري القصور مثال من الخطأ وق���وع أن خ���اطئ؟! والم���راد التعليم في الن���بي منهج

الش�رعي الخط�اب على ننقلب أن ال ك�أفراد، يعالج أن يجب األفرادذاته.

أرى مح����وران ه����ذان الواقع لتنمية للعناية بحاجة أنهما شخص����يااإلسالمي.

162

؟الورقة هذه لكتابة الدافع ما -خاتمة: وأخيرا المناقش��ات وه��ذه الورق��ة، هذه لكتابة لي دافع أعظم أن الحقيقة

تروجها ال��تي النقدية المق��والت لهذه مرة نتائج رأيت أنني السابقة، الش��باب من الكث��ير أعرف ووضوح صراحة الفكرية. بكل الطوائف

بيننا حصل أو مح��اورات، وبينهم بي��ني ج��رت أو بهم، التقيت ال��ذين لي وحكوا بالمراسلة، اتصال والله فيها ف��رأيت أخب��ارهم، من ش��يئا

النفس يمأل ما العظيم الصالح سيماء عليه الشاب ترى وكمدا، حزنا والخ��ير، نصوص��ها، حفظ أو ال��وحي مع��اني من بش��يء مش��تغال مك��ان، كل في المس�لمين هم يحمل بل الله، إلى بالدعوة ومهموما في وقته بقية ويمضي العب��ادات، من بش��يء نفسه تزكية ويح��اول

ه��ذه على يتع��رف أن يلبث ال ثم دني��اه، ش��ؤون من وظيفي ش��أن ضد فيش��حنونه الفكري��ة، الطوائف تروجها ال��تي النقدية المق��والت

فال ودع��اتهم، السنة أهل بفقهاء ثقته ويصدعون الشرعي، الخطاب الت��دين، ومغ��ذيات اإليم��ان، مق��ابس عن ينفصل ح��تى به يزال��ون

وينسى تدريجيا، القرآن فيهجر تعلمه��ا، التي الوحي معاني من كثيرا ملح��وظ، بش��كل عبادته وتتض��رر بالنوافل ب��دءا بالواجب��ات م��رورا

من وت�ذمر حنق كلها مجالسه وتص�بح الفقهي�ة، بالش�ذوذات وانتهاء الح���واجز، تلو الح���واجز وبينهم بينه وتنب���ني واألخي���ار، المت���دينين ال والله وهم والحض��ارة، النهضة س��يبنون وإي��اه أنهم له ويص��ورون

ومس��اهرة اللهو إلى يتح��ول منهم كث��ير بل دينية، وال دنيوية حضارةللخارج. بالسفر والشغف األفالم،

ص��راحة: بكل لي نهم- ق��ال قارئ وهو– أحدهم أن العظيم والله بل الساعة للعمل ذهبت إذا الفجر أصلي سنوات عشر من أكثر لي )أنا

كيف ف��انظر شهيد، أقول ما على والله برود بكل لي الثامنة( يقولها163

ال الص��الة ت��رك على إطباقه من أس��وأ إن القلب، في ال��دين م��ات وه��ذا قلبه، الله تعظيم غادر بمن إال يقع ال وهذا منه، وقع بما مباالته

المش����اركة عن يكف ال الش����خص نفهم )كيف قض����ية في دوم����اجدا. مقرف شيء اإلسالم؟!( والله

يكف��ون ال العبادات، وتضييع والسياحة األفالم بين وقتهم صار شباباإلسالم؟! يفهموا كيف السنة أهل لعلماء النصائح توجيه عن

فقه��اء ضد الش��باب )ش��حن أن هاهنا المقص��ود ف��إن ح��ال أية على النفوس، في التدين توهين في فعال دور له السنة( صار أهل ودعاة ال��تي العظيمة المع��اني من أتعجب أخ��ذت األثر ه��ذا الحظت وكلما

اآلية: تلك إليها أشارتبنGا Gا اغفر )رGنGا لGانن Gإلخو Gو Gا الذينGون TقGب Gان س Gباإليم Gال Gل وGجعGفي ت

لTوبنGا Tغال ق Gوا( الحشر، للذينTن G10 آم

أخط��أوا- أم أص��ابوا س��واء– والخير الفضل ألهل بالغل القلب امتالء األه��واء منح��درات في ع��ثرة أول هي بل بتات��ا، هامشية قضية ليس

السحيقة. المناوئة الفكرية الطوائف واقع في تأمل كالمي من ولتتأكد

فيهم وس��تجد الش��رعي، للخط��اب ب��القرآن، الص��لة ض��عف جميع��االعام. العبادي والضعف المخالفة الفكرية الطوائف ه��ذه يح��رق ما أعظم من ف��إن ول��ذلك

تالوة إلى والنهضة: الدعوة اإلصالح منهج في والجماعة السنة ألهل ويعيدها ويذكرها الله يحبها التي األعمال وتدبر معانيه، وتدبر القرآن وهو لألولوي��ات(، )منظم أعظم العظيم الق��رآن فه��ذا عليه��ا، ويحث

رأيت وقد الدينية، المطالب الصحيح( لترتيب )الجدول ش��بابا كث��يرا164

الكتب بعض في الق��راءة بس��بب كث��يرة إش��كاليات ل��ديهم ك��انت بتالوة المتخصص��ين بعض فأوص��اهم المنحرف��ة، الفكرية والمقاالت

عنهم زالت ح��تى يس��يرة ف��ترة إال هو فما معاني��ه، وت��دبر الق��رآن العب��اد، من الله يري��دها ال��تي المط��الب لهم وت��بين كله��ا، الغش��اوة الق��رآن، عظمه ما يعظم��ون الله بحمد فصاروا وأولوياتها، ودرجاتها

الق��رآن، قدمه ما ويق��دمون الق��رآن، به اس��تهان بما ويس��تهينونالوضوح. شديدة عنهم الرؤية وأصبحت القرآن، أخره ما ويؤخرون

ه��ذا أن��زل الله لغ��زا، ليس العب��اد من ويري��ده ويحبه الله يري��ده فما وتع��الى، تب��ارك الله م��راد منه فيفهموا الناس عموم ليقرأه الكتابالشرعية. المطالب وأصول

كالمص��لين ومشتقاتها بلفظها كتابه، )الصالة( في الله مثال: ذكر خذ وتسعين بضعة في والصلوات، الس��ور عش��رات في مفرقة موضعا

ه��ذه في الص��الة الله ي��ذكر أن الممكن من فهل والمدني��ة، المكية وتكون التسعين المواضع شيئا الق��رآن لل��ه؟! هل بالنس��بة هامش��يا تاركها ومعاقبة أهلها على بالثن���اء الكثافة به���ذه الص���الة يستحضر

وتكون واإلص��الحي؟! هل الدعوي الخطاب في األولوية ليست شيئا األولوية هي وليست القرآن في الكثافة بهذه الصالة تكون أن يمكن

االنساني؟! والتقدم الحضارة بناء في ع��رج فقد الص��الة إال األرض على كلها الش��ريعة أحك��ام الله وش��رع فكيف مباش��رة، الله من تش��ريعها يتلقى لكي الس��ماء إلى بالنبي وإص��الحي حض��اري )خطاب يسميه خطابا البعض يقدم عليكم بالله

الشخصي! بالشأن أشبه فيه الصالة إلخ( وتكون ونهضوي

165

الم�روزي نصر بن محمد زمانه في الس�نة أهل إم�ام كتاب قرأ ومن ص��دق ذرة قلبه في ك��ان إن الص��الة( فوالله ق��در )تعظيم المسمى

يمكن ال فإنه ورسوله الله مراد عن البحث في رؤيته تتأثر أن إال أبدا الكتب أعظم من الكت��اب فه��ذا وبالمناس��بة كلي��ا، والنهضة لإلص��الح

عبدالله العالمة الش��يخ ك��ان وقد الفقهي، اإلرج��اء إشكالية بيان في ص��الة حسن من رأيت وقد ج��دا، الكت��اب ه��ذا ش��أن يعظم الس��عد عبدالله الش��يخ بداية قبل تنفله إن فوالله ه��زا، يه��زني ك��ان ش��يئا سنوات( عشر قبل الترمذي لسنن شرحه أحضر كنت )حين الدرس

السجود، إلى الهوي حين وإخباته والركوع، القيام حسن من فيه وما الص��الة مع يعيش الرجل أن أوقن يجعل��ني شيئا وه��ذه آخ��ر، عالم��ا

فضله. من الله نسأل وعال جل الله من أرزاق العبودية الق��رآن، من المواضع عشرات الله" في "ذكر جنس عن الله وتكلم

والتكب��ير والتهليل والتحميد كالتس��بيح وأنواعها األذك��ار آح��اد وأما يك��ون أن يمكن فهل بكلف��ة، إال الق��رآن في إحصاؤها يمكن ال فهذه أعظم من ليس ويك��ون الكثافة به��ذه ال��ذكر وصف في أف��اض الله

يغ��رر وعال جل الله هل واإلص��الحي؟، ال��دعوي الخط��اب أولوي��اتمنهم؟! يريده ال ما على فيحثهم بالعباد

ال��تي الظ��اهرة العظيمة الش��عائر من الرسل به ج��اءت ما وك��ذلك ,وال��ذبح, والص��وم, واالعتك��اف, والس��جود, ك��الركوع) الله يحبها

الق��رآن، بها امتأل العظيمة األعمال هذه وسائر..( واألذكار, والنسكعليها. بحرصهم األنبياء على الله وأثنى النف��وس لتزكية الله تعظيم من فيه ما ورأى الق��رآن ه��ذا ق��رأ ومن

ه��ذه عند العب��ادات ه��ذه غي��اب رأى ثم الباطن��ة، القلبية بالعب��ادات

166

المس��اكين ه��ؤالء ألح��وال واأللم الرث��اء أدركه الفكري��ة، الطوائفومطالبه. القرآن مقاصد أعظم ضيعوا الذين "المعرفة من به ماج��اؤوا هو األنبي��اء إصالحات وأسمى وأهم أعظم وبما, والغيب الله عن ص��حيحة تص��ورات من تتض��منه بما" اإللهية

البش��رية النفس وتزكية لل��ه، بالتأله القل��وب عم��ارة من تتض��منه بتزكية الرسل ج��اء ال��تي القلبية العب��ادات فهذه لله، القلب بعبودية

ويس��ميها القلبي��ة، العب��ادات الفقه��اء يس��ميها )وال��تي بها النف��وس في الق��رآن اإليم��ان( أطنب مقام��ات اإلس��المي الس��لوك علم��اء

لها. سبحانه الله حب وبيان تشريفها بالعب��ادات وتنويرها وترقيتها النفوس تزكية من األنبياء به جاءت فما

في قض��ية ف��أول والرس��ل، األنبي��اء به ماج��اءت أعظم هو القلبية كثيرة القلبية والعبادات بالله، القلوب عمارة الرسل أولويات جدول ,والتوكل, والرج���اء, والخ���وف, والمحبة, اإلخالص أص���ولها: ومن

والتوبة،, واالستعانة, والصبر, والتذلل, واالنقياد, والصدق, واليقينونحوها.

أحيان��ا، بها باألمر يبتدئ فهو القرآن، بها امتأل العبادات وهذه وأحيان��ا فعلها، من على يثني أخرى أهمله��ا، من ي��ذم أخ��رى وأحيان��ا وأحيان��ا واالس��تنارة النج��اح فيفسر والقصص، األحداث على بها يعلق أخرى أنم�اط من ذلك غ�ير إلى بغيابه�ا، واالنحط�اط اإلخف�اق ويفسر به�ا،

بالله. القلوب عمارة أولوية تأكيد في القرآن استعملها التي التعبير كيف الن��اس علم��وا أجمعين- عليهم وسالمه الله صلوات– فالرسل

القلب وامتالء لل��ه، وتص��فيتها النية وتجريد ب��اإلخالص قلوبهم تمتلئ الل��ه، ث��واب ورج��اء الل��ه، من والوجل والخشية والخوف الله، بحب

167

علي��ه، الت��ام واالعتم��اد إليه األم��ور وتف��ويض س��بحانه عليه والتوكل القلب وانقي�اد والمع�اد، والنب�وة بالله الق�اطع باليقين القلب وتشبع

وأوامرهما ورس�وله لله واستس�المه وانص��ياعه وخض��وعه وتسليمه واإلخبات واالستكانة التضرع من يتضمنه بما لله والتذلل ونواهيهما،

,لله االفتق��ار وإظه��ار, يديه بين واالنط��راح, وتع��الى س��بحانه لله ال فطرية فاقة النف���وس ففي يدي���ه. بين والتمس���كن إليه والحاجة

االنحن��اء إال يرأبه ال ص��دع القل��وب وفي, الله على اإلقبال إال يملؤها وأق��داره الله قض��اء على والص��بر س��بحانه، الغ��ني الج��واد بب��اب

,عبادته على ليعيننا بالله واالس��تنجاد واالستغاثة واالستعانة الكونية، والتم���اس واإلنابة التوبة ومع���اودة دنيان���ا، ش���ؤون على وليعيننا

بإثمه ويع�ترف ويقر االنس�ان يب��وء وأن, الله من والص�فح المغف�رة.وذنبه والرس��ل، األنبي��اء بها اعت��نى ال��تي العظيمة القلبية العب��ادات وه��ذه

النف��وس آف��ات تنفي به��ا، الناس تزكية في جهودهم جوهر وصرفوا ه���ذه أض���داد هي النف���وس ف���أدواء وتنقيه���ا، وتطهرها وأدواءه���ا،

حق��ول امتألت القلبية العبادات هذه ضعفت فإذا العظيمة، العباداتالضارة. بالحشائش القلوب

وه��وس, والش��رف الظه��ور وحب الري��اء ي��ورث اإلخالص فض��عف ,األق���ران على العلو وحب, والرياسة التص���در ون���زوة, الش���هرة

.للمخلوقين والتزين ,المقدس��ات انته��اك على الج��رأة ي��ورث الله من الخ��وف وض��عف.مثلك عاجز ضعيف مخلوق من والخشية الهلع ويسبب

168

تحت العمل وت��رك, الله رحمه من القن��وط ي��ورث الرج��اء وض��عف مع إال يك��ون ال والرج��اء الل��ه، عفو من الي��أس إحباط��ات ض��غوط".الله مكر من األمن" القرآن فيسميه عمل بال الرجاء أما العمل،

إلى وانص��رافه, ب��المخلوقين القلب تعلق ي��ورث التوكل وض��عفذاتها. األسباب مسبب عن والغفلة األسباب مالحظة وتزعزع والشكوك، االرتياب من شيء تسرب يورث اليقين وضعف وأن الله بوعد الثقة تص��دع ويسبب, نبيه وسنة وكتابه بالله الحسم

.ورسله دينه ناصر الله وتن��امي, ورس��وله لله التس��ليم في ال��تردد ي��ورث االنقي��اد وض��عف

الكتاب بنصوص والتبرم, الشريعة على الباطنة الخفية االعتراضات التأويل الخفي��ة: مثل الط��رق بشتى منها للتخلص والسعي, والسنة

دع��وى تض��خيم أو الفقهي، ب��الخالف الت��ذرع أو الملتوي، والتحريف التعلق أو النص��وص، إلس��قاط بالمقاصد التعلل أو الزم��ان، اختالف

ال��تي والوس��ائل التقني��ات من ذلك ونحو الجزئي��ات، لجحد بالكلياتللنص. االنقياد من التخلص شهوة حول تدور ك��ان لمن.. وص��اياهم ج��وهر وتلك األنبي��اء، تع��اليم رأس ه��ذه فعالورسوله.. الله مراد عن يبحث وص��ايا وفي الق��رآن في الحقيقة ه��ذه الص��ادق الب��احث ت��دبر ف��إذا

في القلبية العب��������ادات عمق تأمل وإذا واهتمام��������اتهم، الرسل الفكرية الطوائف غ��الب غفلة ورأى لإلص��الح، األنبي��اء مش��روعات

ب��القرآن ال��تزكي إلى الفكرية الطوائف ه��ذه حاجة أن علم عنه��ا؛اليوم. البشرية الحاجات كل تفوق بالله القلوب وعمارة

169

والرسل األنبي��اء بتعظيم قلبه امتأل من إال الحقيقة به��ذه ي��وقن وال تتداوله ما كل من وأس����مى أعظم هو به ماج����اؤوا ب����أن واليقين

ونظري��ات وفلس��فات وأفك��ار وأولوي��ات اهتمام��ات من البش��رية.وخطابات

العفة" حفظ من الرسل به ماج��اءت ش��رح العظيم الق��رآن وه��ذا فثمة, إليها المفض����ية ووس����ائلها, الرذيلة ومقاومة" والفض����يلة

كل على الطريق لقطع اإللهي ال��وحي كرس��ها متماس��كة منظومة ,ب���القول والخض���وع, الخل���وة كمنع ومس���اربها، الرذيلة ط���رق

الحمو وقول��ه:, المح��ارم على وال��دخول, البصر وغض, والحج��اب ذلك وغ��ير, مح��رم بغير السفر ومنع, الطريق في والتعطر, الموت

الط��رق سد الش��ريعة مقاصد من أن تكشف ال��تي النص��وص منالجنسين. بين المشروعة غير العالقات تطبيع إلى المفضية

كبر تراتبيتها في االجتماعية العالقات حفظ من الرسل به جاءت وما ,المالية الحق��وق وحفظ وغيره��ا، والج��وار ال��رحم وحقوق الوالدين

وأكل والس��رقة،,واالحتكار, والرشوة, والغش, والغرر, الربا كمنعإلخ. بالباطل.. الناس أموال

من األرض وحفظ, الوحي بها جاء التي العظيمة الجنائية والعقوبات هي ويرض���اها الله يجلها ال���تي الوس���يلة وأن, الجن���ائي الفس���اد

أق��ام من ونفي, والق��اذف ال��زاني وجلد الس��ارق وقطع, القص��اص ,كاملة سنة بلده غير إلى متزوج غير زال ال وهو مشروعة غير عالقة

ح�تى مش�روعة غ�ير عالقة يقيم ال�ذي للم�تزوج بالحج�ارة وال�رجم.أنفاسه آخر يلفظ

170

المجتمع الس��تقرار الق��رآن ش��رحها ال��تي الجنائية العقوب��ات ه��ذه وليك��ون منحطة الي��وم المس��لمة غ��ير األمم الت��زال راقي��ا، متق��دما

خ��الق ش��رعها ال��تي الوسائل تعرف وال إليها، تهتد لم أرساها حائرة.ذاته اإلنسان وت���رك كالص���دق العامة األخالق من الرسل به ماج���اءت وك���ذلك

إلخ. النميمة.., غيبته وعدم المسلم عرض وحفظ, الكذب ,المس���لمين مص���الح بها تق���وم ال���تي الكفائية ب���الفروض والعناية

عنه يع��بر ما وهو, اإلس��الم رسالة بها تتحقق التي المادية والوسائلإلخ. القوة.. بمفهوم الوحي

األنبي��اء ومش��روعات التغييري��ة، الن��بي دع��وة مع��الم من جزء فهذا والنهضة الش�املة الحض�ارة هي وه�ذه القرآن، عرضها كما لإلصالح

واللذة. والمادة اآللة حضارة وليست المستوعبة

محمد نبينا على وب��ارك وس��لم الله وصلى وأحكم، أعلم تعالى واللهوسلم. وصحبه وآله

ابوعمرالسكران ابراهيم

iosakran@yahoo

ه1430L الحجة ذي28

171

172