مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

132

Upload: muntasir-hashim

Post on 07-Jul-2016

439 views

Category:

Documents


25 download

DESCRIPTION

Arabic- translation- magzine

TRANSCRIPT

Page 1: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد
Page 2: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

جميع الحقوق محفوظة

Page 3: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

مجلة ثقافية إلكترونية نصف شهريةتصدر عن مؤسسة »مؤمنون بال حدود للدراسات واألبحاث«

THE WHAT?

العدد ٨ - ٢٠١٥

Page 4: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

4

العدد )٨( - ٢٠١٥

نتاجات جمــة أنجــع وســيلة للتعــرف عــى الإ تعــد ال�تي دول المعمــور؛ فعــن

الفكريــة والمعرفيــة والأدبيــة �فجمــة يمكــن لنــا مواكبــة جميــع التطــورات طريــق ال�تي يشــهدها العالــم، ومــا ينتجــه مــن

ات الــىت والمتغــ�ياف ــت�ش ــا�ف واس ــاء الح ــو وبن ــى النم ــاعد ع ــارف تس مع

المســتقبل.

ي جمــة عنــرا فاعــا �ف وبهــذا الفهــم، تكــون ال�ت

ــا ه ــامية وغ�ي س ــة الإ ــدول العربي ــل ال ــا جع ــة، م التنميتوليهــا اهتمامــا منــذ العصــور الماضيــة، فكانــت العامــل ي والتقــدم الــذي شــهده العــر

الأســاسي والحاســم للــر�ت، مــع الخليفــة هــارون الرشــيد وابنــه المأمــون؛ العبــاسيــع ــة عــى جمي ــة نوعي ــت الحكمــة« نقل فقــد أحــدث »بيــارف ــر المع ي تطوي

ــهم �ف ة، وأس ــ�ت ــك الف ي تلــدة �ف الأصع

ــة ــة إىل اللغ ــب اليوناني ــات الكت ــل أمه ــ�ب نق ــوم ع والعلــة. العربي

ي ــ�ش ي ي ــر�ب ــن الع ي الوط

ــوم �ف ــال الي ــع الح ــن واق لكي

جميــة الــىت يــن لتلــك الحركــة ال�ت د ، وتراجــع كب�ي بــ�تف ف والمهتمــ�ي أضحــت بشــهادة مجموعــة مــن الباحثــ�يــة ــرب إىل الهواي ي »أق ــم العــر�ب ي العال

جمــي �ف بالشــأن ال�تاف«، وهــو مــا ل يســتقيم مــع عــر تفجــرت مــن الحــ�تفيــه المعلومــات وازداد فيــه تقــدم العالــم بخطــى ــدة، ــة واح ــى لغ ــر ع ــارف ل تقت ــعة، إذ إن المع واسي تحمــل الجديــد

وإنمــا هنــاك العديــد مــن اللغــات الــىتكل يــوم؛ فهنــاك إضافــة إىل اللغــات العالميــة المعروفــة: ســبانية، لغــات أخــرى تحمــل يــة، والفرنســية، والإ ف نجل�ي الإاليابانيــة ف اللغتــ�ي مثــل والأدب، العلــم ي

�ف الجديــد ــا. ــة مث والصيني

جمــة هــي كشــف وإذا كان الأدب حلمــا، فــإن ال�تي

ــب والــروا�أ ــول الكات ــي كمــا يق ــل ه ــم، ب ــك الحل لذل

كلمة هذا العدد

مجلة ثقافية

إلكترونية نصف شهرية

اآلراء الواردة في المجلة ال تمثل بالضرورة مؤسسة »مؤمنون بال حدود«، وال تعبر بالضرورة عن رأي أي من العاملين فيها.

المشرف العام د. أحمد فايز

رئيسة التحرير سعيدة شريف

تدقيق لغوي د. عبد السالم شرماط

تنفيذ رنا عالونه

صورة الغالف بعدسة رنا عالونة

المراسالت: تقاطع زنقة واد بهت وشارع فال ولد عمير، أكدال،

قرب مسجد بدرالرباط، المغرب

ص.ب: 10569 تلفون: 00212537779954

فاكس: 00212537778827رئيسة تحرير مجلة "ذوات" اإللكترونية:

[email protected] سكرتير تحرير مجلة "ذوات" اإللكترونية:

[email protected]

ال يسمح بإعادة إصدار هذه المجلة أو أي جزء منها أو تخزينها في نطاق استعادة المعلومات أو نقلها بأي شكل من

األشكال دون إذن خطي مسبق من مؤسسة »مؤمنون بال حدود«.

No Part of this magazine may be reproduced,

stored in any retrieval system, or transmitted in any

form or by any means without prior permission in writting of (Mominoun Without Borders

Association).

Page 5: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٥

العدد )٨( - ٢٠١٥

محاولــة يــو، ف لوكل�ي غوســتاف مــاري جــون الفرنــ�ي للبحــث »عــن مســاحات شاســعة مــن أجــل الحيــاة، ــة اللغــة. ي لأيديولوجي

ــا�ف ــاوت الثق ــا يســمى بالتف ضــد مــاسي ــر أس ــة«، وعن ــن الحقيق ــث ع ــي بح ــة ه جم ال�تــا ــا م ــذا فع ــارات، وه ــعوب والحض ف الش ــ�ي ــل ب للتفاعــوىلي ي ت

ــىت ــة ال ــدان الغربي ــن البل ــد م ــدى العدي ــده ل نجــدول ــف ال ــد لاأس ف نج ــ�ي ي ح

ــة، �ف جم ا لل�ت ــ�ي ــا كب اهتمامي المراتــب المتأخــرة، بــل هنــاك بعــض البلــدان

العربيــة �فــن. ــا، واليم ــل موريتاني ــا، مث ــم أص ج ي ل ت�ت

ــىت ال

ي بــدأت ي الوطــن العــر�بجمــة �ف ي أن ال�ت

ل مــراء �فة، خاصــة ي الســنوات الأخــ�ي

تشــهد نوعــا مــن الديناميــة �فجمــة، مــن ي تعــىف بال�ت

مــع بــروز بعــض المؤسســات الــىتــة ي للثقاف ــىب ــو ظ ــأة أب ــع لهي ــة« التاب وع »كلم ــ�ش ــل م مثوت، والمركــز ي ببــ�ي اث، ومؤسســة الفكــر العــر�ب والــ�تجمــة بتونــس، إىل جانــب المركــز القومــي ي لل�ت

الوطــىفوت، ــ�ي ــة بب جم ــة لل�ت ــة العربي ــة بمــر، والمنظم جم لل�تكراهــات ي مــن العديــد مــن الإ

ومــع ذلــك مــا زالــت تعــا�فجمــة، ومنهــا مــا والمشــاكل، منهــا مــا يتعلــق بالمــادة الم�تجمــة ي ال�ت

ف �ف يــن المتخصصــ�ي ف والنا�ش جمــ�ي يتعلــق بالم�تــة، ــة أو مهيكل ــة غــ�ي منظم ــا مهن ــا أنه عــى قلتهــم، كمــر ــل المتوف ــا يجع ــن، م ي التكوي

ا �ف ــ�ي ــا كب ــرف نقص وتعمنهــا دون المســتوى المطلــوب، مقارنــة مــع بلــدان مثــل جمــة مــن العربيــة إســبانيا، وإ�ائيــل، مثــا، كمــا أن ال�تتهــا مــن اللغــات إىل اللغــات الأخــرى أقــل بكثــ�ي مــن نظ�ياللغــة إىل والفرنســية، يــة ف نجل�ي الإ خاصــة الأجنبيــة،

ــة. العربي

الشــائك، خصصــت الموضــوع ولمامســة هــذا ــهرية، ــف الش ــة نص وني لك�ت ــة الإ ــة »ذوات« الثقافي مجلوالصــادرة عــن مؤسســة »مؤمنــون بــا حــدود للدراســات ي

جمــة �ف والأبحــاث«، ملــف عددهــا الثامــن لموضــوع » ال�ت...أي جــ� لحــوار الثقافــات؟!«، ســاهم ي الوطــن العــر�بف العــرب، هــم: جمــ�ي ف والم�ت فيــه عــدد مــن الباحثــ�يــد ــام« عب ــة »الأق ــر مجل ــر تحري ي ومدي

ــرا�ت ــب الع الكاتجمــة العربيــة وإشــكالية الســتار جــ�ب بمقــال عنوانــه » ال�تالجــدل«، توجيــه إعــادة ي

�ف الــذات والآخــر: مقاربــة أبــو رحمــة، ي

جمــة الفلســطينية أمــا�ف والباحثــة والم�ت .. ي العــر�ب العالــم ي

�ف جمــة ال�ت »حركــة حــول بمقــال ،» ي ــر�ب ــياسي الع ــي والس ي والجتماع

ــا�ف دي الثق ــ�ت ــه لل وجــه ــال عنوان ــن بمق ــر الدي ــك�ي ن ي ش ــر�ب ــم المغ ج والم�ت ،» ي .. ووهــم العــر الذهــىب ي ي الوطــن العــر�ب

جمــة �ف »ال�ت

بمقــال جــال ي شــو�ت المــري والكاتــب جــم والم�ت

ــذا ؟«. ه يــا�ف ــف ثق ــة.. أم موق ــة: أزم جم ــرب وال�ت »الع

ي ــر�ب ــي المغ وبولوج ــث الأن�ش ــع الباح ــوار م ــة إىل ح إضافــع حــال ــن واق ــه ع ــف في ــد الصغــ�ي جنجــار، يكش محم

ــا. ــا وتحدياته ــة وإكراهاته ــة العربي جم ال�ت

ويتضمــن بــاب »رأي ذوات« مقــال للكاتــب التونــ�ي ــة ــة الجمهوري ــس عــى عتب ــوان »تون ــل بعن بســام الجمي ي المغــر�ب

ــىف ــد الف ــا للشــاعر والناق ــال ثاني ــة«، ومق الثانيشــاعر لرقصــة »إيقــاع بـــ: عنونــه ي

العــو�ف بوجمعــة ــىف ــطينية م ــة الفلس ــة والباحث ــث للكاتب ــل«، والثال محتمظاهــر بعنــوان »أرض مــن ســحاب وســماء مــن خــزف«؛ : الأول ف فيمــا يشــتمل بــاب »ثقافــة وفنــون« عــى مقالــ�يالحديثــة الفلســفة ي

�ف المتخصصــة التونســية للكاتبــة حــول ي

المســكيىف بنشــيخة الزيــن أم والجماليــات ي

والثــا�ف القاتلــة«، الرســوم ي �ف رهــاب والإ »الضحــك

ف ف الديــن ماجدولــ�ي ي �ش للباحــث والأكاديمــي المغــر�بحــول »قــر الحمــراء: رمزيــات النفتــاح والتمركــز«.

ويقــدم بــاب »حــوار ذوات« لقــاء مــع الكاتــب اجماهــري، مصطفــى الفرنســية باللغــة ي المغــر�بيتحــدث فيــه عــن الشــتغال عــى الذاكــرة، وعــن أعمالــه ي

ــص �ف ــ�ي المتخص ــث التون ــاول الباح ــة، ويتن بداعي الإبيــة، مصــدق الجليــدي، »المدرســة البنائيــة مدرســة ال�ت

ي بــاب »تربيــة وتعليــم«.للمســتقبل«، وذلــك �ف

أمــا بــاب »ســؤال ذوات«، فيقــدم موقــف ورأي ف والكتــاب العــرب مــن وجــود المــدارس الأجنبيــة الباحثــ�يي شــؤون

ي �ف؛ فيمــا يقــدم الباحــث العرا�ت ي ي الوطــن العــر�ب

�فجمــة ي ال�ت

الفكــر الفلســفي رســول محمــد رســول، قــراءة �فالعربيــة لكتــاب »الأنطولوجيــا: هرمينوطيقــا الواقعانيــة« ي

جمــة الــىت ي مارتــن هيدغــر، وهــي ال�تللفيلســوف الألمــا�ف

ي ــك �ف ــا�، وذل ــارة الن ــري عم ــث الجزائ ــا الباح ــام به ق

ــض ــا لبع ــا تقديم ــن أيض ــذي يتضم ــب«، وال ــاب »كت بصــدارات الجديــدة لمؤسســة »مؤمنــون بــا حــدود الإ

ــاث«. ــات والأبح للدراس

يف سعيدة �ش

Page 6: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

6

العدد )٨( - ٢٠١٥

١٠

١6

٢٢

٣٠

٣6

٥٠

٧٨

٨6

في الداخل ...

ي ... أي جــ� ٨ - 6٥ ي الوطــن العــر�بجمــة �ف ملــف العــدد: ال�ت

لحــوار الثقافات ؟!

٨6

ف الهوايــة : بــ�ي ي ي الوطــن العــر�بجمــة �ف واقــع ال�ت

اف والحــ�ت

جمة العربية وإشكالية الذات والآخر ال�ت

ي ي الوطن العر�بجمة �ف حركة ال�ت

ي ي ووهم العر الذهىب ي الوطن العر�بجمة �ف ال�ت

؟ يجمة: أزمة...أم موقف ثقا�ف العرب وال�ت

وبولوجــي محمــد الصغــ�ي حــوار الملــف مــع الأن�شجنجــار

بيبليوغرافيا

ي الرسوم القاتلةرهاب �ف الضحك والإ

قر الحمراء: رمزيات النفتاح والتمركز

ملف العدد:

.. ي ي الوطن العر�بجمة �ف ال�ت

أي جرس لحوار الثقافات؟!

ثقافة وفنون:

قر الحمراء

Page 7: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٧

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي مصطفى اجماهري٩4 الكاتب المغر�ب

١١٠

١٠٢

المدرسة البنائية مدرسة للمستقبل

ف ي بــ�ي ي الوطــن العــر�بالمــدارس الأجنبيــة �ف

الرفــض والقبــول

١١٨

66

١٢٢

١٢٨

ي كل عدد: �ف

رأي ذوات

مراجعات

لغة الأرقام

إصدارات المؤسسة/كتب

THE WHAT?

٩4

١٠٢

١١٠

ي مصطفى الكاتب المغر�باجماهري: »الشتغال عى

ي عملية الذاكرة أساسي �ف

فهم العقلية المغربية«

ي الوطن المدارس الأجنبية �ف

ف الرفض والقبول ي ب�ي العر�ب

المدرسة البنائية مدرسة للمستقبل

حوار ذوات:

سؤال ذوات:

تربية وتعليم:

Page 8: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٨

العدد )٨( - ٢٠١٥

ملف العدد

الترجمة في الوطن

العربي..

Page 9: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٩

العدد )٨( - ٢٠١٥

أي جسر لحوار

الثقافات؟ !

Page 10: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

قامت الترجمة عبر التاريخ بدور أساسي في تقريب الشعوب والحضارات، وتنمية البلدان، وعرف التاريخ العربي »العصر الذهبي« للترجمة، مع الخليفة العباسي هارون الرشيد،

وابنه عبد اهلل المأمون، الذي أحدث نقلة نوعية في الترجمة بتأسيسه لـ »بيت الحكمة« ببغداد، والذي يعد أول جامعة

في التاريخ عنيت بالترجمة والعلوم، ولعبت دورا أساسيا في تطوير المعارف والعلوم ونقل أمهات الكتب اليونانية في الفلسفة والفكر والعلوم واألجرام، وساهمت في توسيع

وتعميق شرعية الدولة، وتطوير البحث العلمي، وهو ما أدى إلى حركة ترجمية مهمة لم يسبق لها مثيل على مر التاريخ،

ولم تتكرر إلى يومنا هذا.

إعداد: سعيدة شريف

كاتبة وإعامية مغربية

واقع الترجمة في العالم العربي:

بين الهواية واالحتراف..

ملف العدد تقديم

Page 11: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

ي بلــدان ي اليــوم متأخــرة بشــكل كبــ�ي مقارنــة مــع بــا�ت ي العالــم العــر�ب

جمــة �ف ل�تــا العالــم، وعــى الرغــم مــن أن اللغــة العربيــة تحتــل المرتبــة السادســة عالميف بهــا، وجــرى إدراجهــا منــذ ســنة 1973 ضمــن اللغــات مــن حيــث عــدد الناطقــ�ييــة، ف نجل�ي الإ المتحــدة إىل جانــب: الأمــم ي منظمــة

المعتمــدة �ف الســت الرســمية ســبانية، والروســية، والصينيــة، فــإن جميــع الدراســات والتقاريــر تشــ�ي والفرنســية، والإ، وعــى ضحالتهــا مقارنــة مثــا مــع اليابان ي ي العالــم العــر�ب

جمــة �ف إىل تواضــع حجــم ال�تي العالــم

جــم ســنويا �ف ف أن مــا ي�ت ي حــ�يجــم حــواىلي 30 مليــون صفحــة ســنويا، �ف ي ت�ت

الــىتي اليونــان، وأن الحصيلــة الكليــة لمــا ترجــم منــذ عــر

جــم �ف ي هــو خمــس مــا ي�ت العــر�بجمــه الجــارة إســبانيا ــاب؛ أي مــا ت�ت المأمــون إىل العــر الحــاىلي ل يتجــاوز 10 آلف كت

ســنويا.

ــة جم ــع حــال ال�ت ــا تعكــس واق ــام، فإنه ــع هــذه الأرق ــا م ــا أم اختلفن وســواء اتفقنــة ــة والعلمي اتيجيات الثقافي ــ�ت ــات والس ــاب السياس ــن غي ــف ع ، وتكش ي ــر�ب ــم الع ي العال

�في التفــت البعــض منهــا إىل أهميــة هــذا المكــون، وأســس لمشــاريع

ي هــذه البلــدان، الــىت�ف

ي مــر يــن، كمــا هــو الشــأن �ف ترجميــة منــذ بدايــة القــرن الع�ش

ي تكونــت ســنة 1914، ، الــىت جمــة والنــ�ش مــع لجنــة التأليــف وال�ت

ف وفاتــه ف منــذ تأسيســها ســنة 1914 إىل حــ�ي وترأســها أحمــد أمــ�يــز ، والمرك ي

ــا�ف ــاب« الأول والث ــف كت وع »الأل ــ�ش ــنة 1954، وم ســر، ــة بم ــى للثقاف ــس الأع ــع للمجل ــة، التاب جم ــي لل�ت القومي أسســت ســنة 1999،

وت، الــىت جمــة ببــ�ي والمنظمــة العربيــة لل�تجمــة بالكويــت الــذي انطلــق ف لل�ت وع مركــز البابطــ�ي ومــ�شي للثقافــة ــو ظــىب ــأة أب ــع لهي وع »كلمــة« التاب عــام 2004، ومــ�شجمــة اث، الــذي انطلــق عــام 2007 بهــدف إحيــاء حركــة ال�ت والــ�تي ترجمــة أمهــات

، وســد النقــص الحاصــل �ف ي ي العالــم العــر�ب�ف

وع ــ�ش ــن الم ــث راه ــة، حي ــة العربي ــة إىل اللغ ــب الأجنبي الكتــات ــة السياس ــاث ودراس ــز الأبح ــنة، ومرك ي الس

ــاب �ف ــف كت ــة أل ــى ترجم ــه ع ــذ تأسيس منجمــة بتونــس، ي لل�ت

وت، والمركــز الوطــىف ي ببــ�ي وت(، ومؤسســة الفكــر العــر�ب )الدوحــة / بــ�ي، وهــو ي ي والغــر�ب ف العــر�ب ــ�ي جمــة كاســيكيات الأدب ــن« ل�ت وق – بنجوي ــ�ش وع »ال ــم مــ�ش ثي انطلقــت منــذ ســنة 2010 بنــاء عــى

، الــىت ي ي العالــم العــر�بجمــة �ف مــن أحــدث مشــاريع ال�ت

ــة. وق« المري ، و«دار الــ�ش ــة للنــ�ش ــن« العالمي ف »دار بنجوي ــ�ي ــة ب اك �ش

، ي ي العالــم العــر�بجمــة �ف ي تعــىف بال�ت

وعــى الرغــم مــن وجــود بعــض المؤسســات الــىتي نقــل العديــد مــن المعــارف والعلــوم والآداب إىل اللغــة العربيــة، فإنهــا تظل

وإســهامها �فف جمــ�ي ف والم�ت اف«، بشــهادة العديــد مــن الباحثــ�ي مــع ذلــك »أقــرب إىل الهوايــة مــن الحــ�تف الــزاوي، أنفســهم، حيــث يقــول الكاتــب الجزائــري ومديــر المكتبــة الوطنيــة الســابق أمــ�يــاذة« لي ــة »الإ ــى ترجم ــا ع ــرن تقريب ــرور ق ــد م ــرب وبع ــد الع ــة عن جم ــورة ال�ت إن »صــا حــرف حفــل صدورهــا ــا، سياســيا وأدبي ا ثقافي ــ�ي ــال كب ــت احتف ي كان

ــىت ــة، وال إىل العربيــل ــة العم ــورة رهين ــذه الص ــدو ه ــذاك، تب ــيون آن ــادة السياس ــاء والق ــرون والأدب المفكافيــة«، يمارســها أســاتذة جامعيــون ، ولــم تدخــل بعــد عالــم الح�ت »الهــاوي« والرتجــاىليي تخصصــات بعينهــا، أو كتــاب وفنانــون يســتهويهم نقــل الآداب العالميــة إىل

وباحثــون �فــة ي حاجــات مجتمعي ــىب ــة، أو تل ي إطــار مشــاريع معين

ــا ل تدخــل �ف ــة، لكنه اللغــة العربيــة ــاطة »ترجم ــا ببس ــره، لأنه ــع وتطوي ــة المجتم ي تنمي

ــهم �ف ــا أن تس ــن له ــة، يمك وري �فجــم؟ ولمــن جــم؟ وكيــف ن�ت جمــة الأساســية: مــاذا ن�ت اعتباطيــة« ل تجيــب عــن أقانيــم ال�ت

جــم؟ جــم؟ ومــن ي�ت ن�ت

ملف العدد تقديم

ا

إن الحصيلة الكلية لما ترجم منذ عصر المأمون إلى العصر

الحالي ال يتجاوز 10 آالف كتاب؛ أي ما تترجمه الجارة إسبانيا سنويا

Page 12: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٢

العدد )٨( - ٢٠١٥

جميــة المتخصصــة، ، وحــىت المواقــع ال�ت ف جمــة كمــا يعرفهــا العديــد مــن الباحثــ�ي ال�تهــي »القــدرة عــى نقــل الــكام، إمــا حرفيــا أو بتــرف مــن لغــة إىل أخــرى دون زيــادة أو جــم، كمــا يفهمــه قــارئ النــص نقصــان، بمــا يحقــق للقــارئ أو الســامع فهــم النــص الم�تف الشــعوب والحضــارات، جمــة عنــرا أساســيا للتفاعــل بــ�ي الأصــىي أو مســتمعه«، وتعــد ال�تــم، ــه مــن فكــر وأدب وعل ــا أنتجت ــراث الأمــم وم ــة ت جمــة نســتطيع معرف ومــن خــال ال�ت

والســتفادة منــه الســتفادة الكاملــة.

ــه ــن وذوق، ل ــم وف ــي عل ــل ه ــن، ب ــذوق والف ــن ال ــو م ــا يخل ــت علم ــة ليس جم وال�تــة، ــة الازم ــة العلمي ــم بالأمان ج ــى الم�ت ــها أن يتح ــى رأس ــة، وع ــات وآداب معين خصوصيجمــة هــو ي إيصالــه إىل القــارئ، لأن الهــدف والغايــة مــن ال�ت

حــىت ينقــل مــا يرغــب الكاتــب �فجمــة بشــكل التواصــل ونقــل المعرفــة بــكل أبعادهــا بأمانــة ودقــة وصحــة. ومــع ذلــك، فال�تي اللغــة الأخــرى، بــل نقــل لقواعــد اللغــة

بحــت ليســت مجــرد نقــل كل كلمــة بمــا يقابلهــا �في توصــل المعلومــة، ونقــل للمعلومــة ذاتهــا، ونقــل لفكــر الكاتــب وثقافتــه وأســلوبه أيضــا.

الــىت

كراهــات، منهــا مــا يتعلــق بالمــادة ي العديــد مــن الإ ي العالــم العــر�بجمــة �ف ي ال�ت

تعــا�فجــم، ومنهــا مــا ة للعمــل الم�ت جــم نفســه، ودار النــ�ش أو المؤسســة النــا�ش جمــة، والم�ت الم�تجمة ي بشــكل عــام، حيــث ل يتــم توزيــع تلــك الكتــب الم�ت ي العالــم العــر�ب

يتعلــق بالقــراءة �في نفســه، الــذي يعــزف بالشــكل الائــق، ول تحظــى بالأهميــة المطلوبــة مــن القــارئ العــر�بــود إىل ي تع

ــىت ــرة، وال ة المتوف ــ�ي ــات الأخ ــد الإحصائي ــث تفي ــراءة، حي ــن الق ــ�ي ع ــكل كب بشبيــة والعلــوم يــة لمنظمــة الأمــم المتحــدة لل�ت عــام 2013، وعــى رأســها تقريــر التنميــة الب�شجمــة ل تــزال ضعيفة جمــة، والــذي تفيــد أرقامــه بــأن ال�ت ي مجــال ال�ت

والثقافــة )اليونســكو( �في مقارنــة بــدول أخــرى، حيــث إن العــرب الذيــن يتجــاوز عددهــم 270 ي العالــم العــر�ب

جــدا �في ل يتجــاوز

جــم إســبانيا الــىت ف ت�ت ي حــ�يجمــون ســنويا ســوى 475 كتابــا، �ف مليــون نســمة ل ي�ت

تعــداد ســكانها 38 مليــون نســمة أكــ�ش مــن 10 آلف عنــوان ســنويا.

ي العالــم جمــة �ف يــة ذاتــه، أن متوســط عــدد الكتــب الم�ت ويؤكــد تقريــر التنميــة الب�ش

ي ف يحظــى كل مليــون مواطــن �ف ي حــ�ي

ي هــو 4.4 كتــاب لــكل مليــون مواطــن ســنويا، �ف العــر�بي

المجــر بنحــو 519 كتابــا ســنويا كمــا يبلــغ نصيــب كل مليــون إســبا�في

جمــة �ف ي العــام 920 كتابــا. كمــا يكشــف تقريــر حــول »واقــع ال�ت�ف

ي حــوض البحــر الأبيــض المتوســط«1 عــن المكانــة المتخلفــة، الــىت

جــم منهــا وإليهــا ي مجمــل اللغــات الم�تتحتلهــا اللغــة العربيــة �ف

ــن ي ــس وع�ش ــال الخم ــط خ ــض المتوس ــر الأبي ــوض البح ي ح�ف

ــم ي العالــة �ف ــة العربي ف باللغ ــ�ي ــم أن الناطق ــة، رغ ــنة الماضي س

ي جمــة مــن العربيــة �ف يبلــغ 221 مليونــا، ويقــدم أرقامــا متدنيــة لل�ت

جــم كتــاب واحــد ، حيــث ي�ت ي العديــد مــن بلــدان التحــاد الأور�بــل ــرى، وتمث ــات الأخ ــن اللغ ــاب م ــف كت ــل أل ــة مقاب ــن العربي مــة جم ــال الم�ت ــن الأعم ــة م ي المئ

ــدر 0.64 �ف ــة كمص ــة العربي اللغة ــ�ت ــذه الف ــال ه ــم خ ف 1985 و2000، إذ ترج ــ�ي ــا ب ــية م إىل الفرنسف 1995 ــ�ي ــا ب ي إســبانيا م

ــة �ف ي المئــل 0.23 �ف ــا فقــط، وتمث 1065 كتاب

ي المئــة مــن الكتــب العربيــة جمــا مــن اللغــة العربيــة، وتمثــل 0.11 �ف و2010؛ أي 472 كتابــا م�ت

ــا ــا م ي بولونيــة �ف ي المئ

ــا، و0.09 �ف ف 1997 و2008؛ أي 178 كتاب ــ�ي ــا ب ــة م يطالي ــة إىل الإ جم الم�تقيــة كســلوفاكيا، ي بعــض بلــدان أوروبــا الوســطى وال�ش

ف 1986 و2004؛ أي 55 عنوانــا. أمــا �ف بــ�ي

1 - رابط لاطاع عى التقرير:http://goo.gl/x4r8F6

ملف العدد تقديم

على الرغم من وجود بعض المؤسسات التي تعنى بالترجمة

في العالم العربي، فإنها تظل مع ذلك »أقرب إلى الهواية من

االحتراف«

Page 13: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٣

العدد )٨( - ٢٠١٥

جمــات عــن العربيــة وســلوفينيا، وجمهوريــة تشــيكيا، وبلــدان بحــر البلطيــق، فتــكاد الم�تجمــة مــن العربيــة ي تكــون فيهــا ال�ت

تنعــدم، باســتثناء �بيــا، والبوســنة، والهرســك، الــىتمعقولــة جــدا لعتبــارات دينيــة.

ويضيــف هــذا التقريــر، الــذي أعدتــه مؤسســة »ترانــس أوربيــان«، والمؤسســة ــز ــد العزي ــك عب ــة مــع مؤسســة المل اك ــد« لحــوار الثقافــات ب�ش ــا لين الأورومتوســطية »آنوكســيل٬ ف ب�ب ف الأدبيــ�ي جمــ�ي ي لجمعيــات الم�ت آل ســعود بالدارالبيضــاء٬ والمجلــس الأورو�بــن ــت م ي ترجم

ــىت ــدان ال ــة، أن البل جم ــا ال�ت ــة بقضاي ــة مهتم ــات أوروبي ــد ومؤسس ومعاهة هــي: تركيــا )1161(، وفرنســا يــن ســنة الأخــ�ي هــا خــال الخمــس وع�ش العربيــة أكــ�ش مــن غ�ي)1065(، والبوســنة والهرســك)513(، وألمانيــا وســوي�ا )508(، وإيطاليــا )317(، و�بيــا ي مشــهد النــ�ش

يــة مازالــت هامشــية �ف جمــات مــن العربيــة إىل الع�ب )147(. ويوضــح أن الم�تي المئــة مــن ســكانها اللغــة العربيــة، حيــث ترجمــت خــال 25

ي يتكلــم 20 �في إ�ائيــل، الــىت

�فــا مــن العربيــة فقــط. ة 50 عنوان ســنة الأخــ�ي

ي التحــاد جمــات مــن العربيــة �ف ــه منــذ 50 عامــا ازدادت ال�ت ــر نفســه أن ويؤكــد التقري

ي ازديــادا ملحوظــا، خصوصــا تلــك المتعلقــة بالكتــب الدينيــة، إذ صــار عــدد الأور�ب

ملف العدد تقديم

Page 14: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١4

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي يعيــش فيهــا ي البلــدان الــىت

جمــات الأدبيــة، لســيما �ف جمــات الدينيــة يضاهــي عــدد ال�ت ال�تــا ي غالبه

ــات �ف جم ــك ال�ت ــن تل ــرة، لك ــن الهج ــدرون م ــون، أو متح ــلمون أصلي ــكان مس سالأعــم متأثــرة بالأعمــال الأدبيــة، خصوصــا أعمــال الكتــاب المعا�يــن، وتغفــل النصــوص

ى. ــة الكاســيكية الكــ�ب ــة العربي الأدبي

ي ــة �ف ــة العربي ــنويا إىل اللغ ــة س جم ــب الم�ت ــطي للكت ــدل الوس ــل إن المع ي المجم

و�فف 1500 و2000 عنــوان، ويمكــن اوح بــ�ي ، يــ�ت البحــر الأبيــض المتوســط، خــال العقــد الأخــ�يــة خــال ــوان ترجمــت إىل العربي ــف عن ــا يناهــز 35 أل ــر دائمــا، إن م القــول حســب التقري

ي يــة 95 �ف ف نجل�ي اللغــة الإ ة. وتحتــل يــن ســنة الأخــ�ي الع�ش

ي المئــة مــن جمــات بلــدان الخليــج، ونحــو 75 �ف المئــة مــن م�ت

ف جمــات لبنــان، ومــا بــ�ي ي المئــة مــن م�تجمــات مــر، و72 �ف م�ت

ــا . أم ي ــر�ب ــرب الع ــدان المغ ــات بل جم ــن م�ت ــة م ي المئ20 و30 �ف

ــل 10 ــج، وتمث ــدان الخلي ي بلــي هامشــية �ف اللغــة الفرنســية فه

ف تحتــل أكــ�ش مــن 60 ي حــ�يي مــر، �ف

جمــات �ف ي المئــة مــن ال�ت�ف

ــن ــة م ي المئــو 20 �ف ، ونح ي ــر�ب ــرب الع ــدان المغ ي بل

ــة �ف ي المئ�ف

ي المحصلــة، يقــدر عــدد العناوين جمــات ســوريا ولبنــان. و�ف م�ت

جمــة مــن الفرنســية بـــ 4100 عنــوان تقريبــا. ول تمثــل بعض الم�تيطاليــة إل نســبة ضئيلــة مــن ســبانية والإ اللغــات كالألمانيــة والإ

ى وت الكــ�ب ي منطقــة بــ�يي المئــة، و�ف

ف 1 و2 �ف اوح بــ�ي جمــات إىل اللغــة العربيــة، إذ تــ�ت الم�تــا اتحــاد ــام به ي ق

ــىت ــره الدراســة، ال ــا تظه ي هــذه اللغــات بعــد اللغــة الفارســية، كمــأ�ت ت

ف العــرب ســنة 2010. جمــ�ي الم�ت

ــة، جم ــة ال�ت ــدور وأهمي ــة ب ــدان العربي ي البلــد �ف اي ف ــام الم�ت ــن الهتم ــم م وعــى الرغ

ــادة ــن، زي ي التكويــا �ف ــاك نقص ــا أن هن ــة، كم ــة ومهيكل ــ�ي منظم ــة غ ــت مهن ــا زال ــا م فإنه

ــم ــابق، ول تهت ــر الس ــك التقري ــ�ي إىل ذل ــا يش ــا، كم ــاد قراءته ــات ل تع جم ــى أن ال�ت عجــم جــم الإحالــة عــى النســخة الأصليــة الم�ت ي العمــل الم�ت

بالتوثيــق، حيــث ل يوضــع �فيــة مثــا، هــذا ناهيــك عــن انعــدام رؤيــة واضحــة أو ف نجل�ي جمــة بالإ عنهــا، أو النســخة الم�ت

ي جمــات، الــىت ز الهــدف مــن هــذه ال�ت اتيجية معينــة تــ�ب اســ�ت

ــاك ــات الأساســية. كمــا أن هن تغيــب عنهــا الأعمــال أو الكتابي البلــدان العربيــة،

جمــات �ف ي ال�تتوزيعــا جغرافيــا غــ�ي عــادل �ف

جــم أصــا مثــل موريتانيــا، واليمــن، حيــث هنــاك بلــدان ل ت�تــل الأردن، ــل مث ــم أق ج ــدان ت�ت ــاك بل ــان، وهن ــلطنة عم وسي

ــىت ــر، ال ــان وم ــي لبن ــال ه ــذا المج ي هــة �ف ــدان مهيمن وبل

. ف ــ�ي ف المغاربي جمــ�ي ــد مــن الم�ت يشــتغل لحســابها العدي

وبغــض النظــر عــن دقــة هــذه التقاريــر، أو صحــة ي

ــىت ــا ال ــة له ــر المماثل ي التقاريــا، و�ف ــواردة فيه ــاءات ال الإحص

ون بدعوى عــدم تقديــم الأنظمــة العربية يشــكك فيهــا الكثــ�يهــا معلومــات دقيقــة ومحينــة؛ فالســؤال الــذي لليونســكو وغ�ي

ي جمة بشــكل عــام �ف ي قطــاع ال�ت

همــال �ف يطــرح نفســه اليــوم بإلحــاح: مــا هــو ســبب هــذا الإي بالهتمــام الــازم لــدى بــداع العــر�ب نتــاج الفكــري والإ الــدول العربيــة؟ ولــم ل يحظــى الإي

جمــة �ف ي تواجههــا ال�تكراهــات والمشــاكل والتحديــات الــىت الــدول المتقدمــة؟ ومــا هــي الإ

جمــة؟ ولــم ي المــادة الم�تف الأكفــاء أو �ف جمــ�ي ي نــدرة الم�ت

البلــدان العربيــة؟ وهــل المشــكل �فجمــات العربيــة؟ نســانية عــى ال�ت تغلــب الآداب والعلــوم الإ

هناك توزيع جغرافي غير عادل في الترجمات في البلدان العربية،

حيث هناك بلدان ال تترجم أصال مثل موريتانيا، واليمن، وسلطنة

عمان

ملف العدد تقديم

متوسط عدد الكتب المترجمة في العالم العربي هو 4.4 كتاب

لكل مليون مواطن سنويا

Page 15: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٥

العدد )٨( - ٢٠١٥

كل هــذه الأســئلة أو جــزء منهــا عــى الأقــل، يجيــب عنهــا هــذا الملــف حــول »واقــع ــم ، ه ي ــر�ب ــم الع ــن العال ــون م ــه باحث ــاهم في ــذي يس «، ال ي ــر�ب ــم الع ي العال

ــة �ف جم ال�ت، والــذي يقــدم مقاربــة ي ومديــر تحريــر مجلــة »الأقــام« عبــد الســتار جــ�ب

الكاتــب العــرا�تــة، ــو رحم ي أب

ــا�ف ــة الفلســطينية أم جم ــة والم�ت ــذات والآخــر، والباحث ــة وإشــكالية ال جم لل�تــياسي ــي والس ي والجتماع

ــا�ف دي الثق ــ�ت ــه ال ــد أوج ــن أح ــا ع ي مقالهــام �ف ــط اللث ي تمي

ــىت ال، فيمــا يدحــض ي ي العالــم العــر�ب

جمــة �ف ، مــن خــال تســليط الضــوء عــى حركــة ال�ت ي العــر�بجمــة ي لل�ت ــن أطروحــة العــر الذهــىب ي شــك�ي نــر الدي جــم المغــر�ب ي والم�ت الناقــد الأد�بــال ي ج

ــو�ت ــري ش ــب الم ــم والكات ج ــاول الم�ت ــا، ويتن ــكك فيه ، ويش ي ــر�ب ــم الع ي العال�ف

ــف ــف فيكش ــوار المل ــا ح ؟«. أم يــا�ف ــف ثق ــة.. أم موق ــة: أزم جم ــرب وال�ت ــوع »الع موض

جمــة ي محمــد الصغــ�ي جنجــار، عــن واقــع حــال ال�ت وبولوجــي المغــر�ب فيــه الباحــث الأن�شــا. ــا وتحدياته ــة وإكراهاته العربي

ملف العدد تقديم

Biela

rusk

i

Thịy

Espa

ñol

Russ

kiy

Português hangug-ui

Niho

njin

Italiano

Hind

īElliniká

Deut

sch

Français

Nederlands

Dansk

بية اللغة العرShqipatar

Azәrbaycan Bǡṅǡli

Bǔlgarski

Zhōngguó

Page 16: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١6

العدد )٨( - ٢٠١٥

منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، بدأت تقارير التنمية البشرية العالمية السنوية وما تلتها من تقارير التنمية

اإلنسانية الخاصة بالدول العربية، فضال عن تقارير اليونسكو، وهي منظمة األمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم،

تكشف لنا، بلغة األرقام، عن الفرق الشاسع بين حركة الترجمة عندنا وفي الغرب، وبدأنا نتخذ من هذه اإلحصائيات

مؤشرات ترسم لنا صورة مزرية عن الواقع المعاصر للترجمة عند العرب. وتحولت هذه اإلحصائيات المستخلصة لدى

البعض إلى سوط جديد لجلد الذات، يضاف إلى السياط التي اتخذها عدد من المثقفين العرب وسيلة لتكريس ما يمكن

تسميته بـ»المازوخية الحضارية« منذ نكسة حزيران 1967.

بقلم: د. عبد الستار جبر

ي ومدير تحرير كاتب عرا�ت

مجلة » الأقام«

الترجمة العربية وإشكالية الذات واآلخر

مقاربة في إعادة توجيه الجدل

ملف العدد جمة العربية وإشكالية الذات والآخر ال�ت

Page 17: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٧

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي وفرتهــا لنــا تلــك الإحصائيــات تفــرض نفســها كأدلــة صارخة هــا هــي المقارنــات الــىت

ق ــ�ش ــل مــع بعــض دول ال ف الغــرب، ب ــ�ي ــا وب عــن مــدى التفــاوت الحضــاري بيننجمــون ســنويا أيضــا. فالعــرب الذيــن يتجــاوز عــدد ســكانهم 370 مليــون نســمة ي�تــون ــى 8 ملي ــف ع ــكان يني ــوع س ــا بمجم ــل لوحده ــم إ�ائي ج ف ت�ت ــ�ي ي ح

ــا، �ف ــاب تقريب 500 كتنســمة أكــ�ش مــن 500 كتــاب ســنويا.

ــون ــدد ســكانها 47 ملي ي ل يتجــاوز عــىت ــل إســبانيا، ال ي مث ــد أور�ب ــع بل ــا م ــا قارن ــا إذا م أم

ي ي يحصــل �ف

نســمة، فالحصيلــة ســتكون أكــ�ش مــن 10 آلف عنــوان ســنويا؛ أي أن كل مليــون إســبا�في 4.4 كتــب ســنويا، وهــذا العــام الواحــد عــى 920 كتابــا، وبالمقابــل فلــكل مليــون مواطــن عــر�ب

جمــة. هــو مــا يســمى معــدل متوســط عــدد الكتــب الم�ت

؛ فمجمــوع مــا ترجمــه العــرب منــذ الخافــة يوتتســع المقارنــة لتتجــاوز الحــا�ف إىل المــا�ف

ف أن هــذا الرقــم ي حــ�يالأمويــة وحــىت عرنــا الحديــث يبلــغ مــا يقــرب مــن 10 الآف عنــوان، �ف

ي العــام الواحــد.جمــه إســبانيا مــن كتــب �ف نفســه هــو معــدل مــا ت�ت

ف مــن العــرب، بينهمــا والعــرب ف قريبتــ�ي يــن، فقــط مــع دولتــ�ي ي نظــر الكث�يأرقــام صادمــة �ف

ي كإســبانيا؛ إشــكاليات تاريخيــة وحضاريــة؛ منهــا مــا يتصــل بالحــا�ف كإ�ائيــل وأخــرى بالمــا�ف

. وبذلــك، فهــي أرقــام تثــ�ي حفيظــة ي رث القومــي العــر�ب كاهمــا اقتطعــا أجــزاء مــن جغرافيــا الإســامية. وقــد دقــت أجــراس الــذات الحضاريــة العربيــة، وتمــس هويتهــا وذاكرتهــا القوميــة والإنــذار والتنبيــه والســتياء لــدى عديــد مــن الــدول العربيــة والمؤسســات والروابــط والتحــادات الإــات ــرات وحلق ــدوات ومؤتم ــة ن ــى إقام ــم ع ــم وحفزته ــا، فدفعته ــة فيه كاديمي ــة والأ الثقافيــراك ــود والح ــتوى الرك ــن مس ــاله م ــة وانتش جم ــال ال�ت ــدارك ح ــة، لت ــات حواري ــية وجلس نقاشــه ت ــة إدامــة هــذا الحــراك ودفــع وت�ي البطــيء إىل مســتوى الحــراك الفاعــل والحيــوي، ومحاول

بازديــاد متواصــل.

فشــهدنا تداعــي عــدد مــن تلــك الــدول والمؤسســات للنهــوض بهــذه المهمــة، مــن خــال ، ف جمــ�ي ــح تشــجيعية داعمــة للم�ت ــز ومن جمــة فقــط، وتأســيس جوائ ي مشــاريع مكرســة لل�ت

تبــىفجمــة، وتفعيــل ارتباطهــا بــدور النــ�ش والتوزيــع ف عــدد مــن المنظمــات المتخصصــة بال�ت وتمكــ�يــت ــاذا كان ــن م ــة، لك ــ�ش عالمي ــات ودور ن ــع مؤسس ــيقها م ــهيل تنس ــن تس ــا ع ــة، فض الفاعل

ــة؟ الحصيل

ف دولــة وأخــرى، جمــة، بشــكل متفــاوت بــ�ي ي نســبة الكتــب الم�تارتفــاع ضئيــل ومحــدود �ف

ا للتفــاؤل ف مؤسســة ثقافيــة أو علميــة وســواها. ومــع أن هــذا الرتفــاع منــح البعــض مــؤ�ش وبــ�يــاوت ــدى التف ــن م ــا ع ــا واضح ــكل فارق ــها، يش ــة نفس ــا بالمقارن ــل قياس ــه يظ ــل، إل أن والأمــت ي حال

ــىت ــباب ال ــل والأس ــا العل ــوي. فم ي الحيــا�ف ــال الثق ــذا المج ي ه

ــة �ف ــوة الحضاري والفجــوال؟ ــل الأح ي أق

ــا �ف ــوة أو تقليصه ــذه الفج ــول دون ردم ه وتح

جمــة العربيــة المعــا�ة، ي كرســت مؤخــرا لمناقشــة حــال ال�تي المؤتمــرات والنــدوات الــىت

�في أســئلة البحــث عــن تلــك العلــل، وانشــغل جــزء كبــ�ي مــن تلــك الأســئلة

كان النقــاش يخــوض �في تعــداد أشــكال المعوقــات السياســية والقتصاديــة والثقافيــة، فيمــا انخــرط جــزء آخــر منهــا

�فــة للتقــدم«؛ ــاب الأســس الحضاري ــن تســميته بـ«غي ــا يمك ــق الأســباب عــى شــماعة م ي تعلي

�فنســان، وعــزا قســم آخــر مــرد ذلــك إىل غيــاب مــا يعدونــه كالحريــة والديمقراطيــة وحقــوق الإف انهمــك نــوع آخــر مــن تلــك ي حــ�ي

اليــة والعلمانيــة، �ف ــا الازمــة للتطــور«؛ كاللي�ب »الأيديولوجيجــم نــة؛ كالم�ت جمــة ذاتهــا؛ وكل مــا يتصــل بهــا مــن عنــا� مكو ي حيثيــات عمليــة ال�ت

الأســئلة �ف

ملف العدد

وجمة العربية وإشكالية الذات والآخر ال�ت

Page 18: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٨

العدد )٨( - ٢٠١٥

جــم إليهــا، ودور النــ�ش وآليــة إنتــاج وتوزيــع الكتــاب، وإشــكاليات القــراءة والتلقــي واللغــة الم�توفئــات القــراء. حــىت إن بعــض تلــك الأســئلة حمــل اللغــة العربيــة مســؤولية العجــز والتقصــ�ي ي الحقــول العلميــة؛ لأنهــا، بــرأي أصحــاب

جمــة الحديثــة، لســيما �ف ي كونهــا إحــدى معيقــات ال�ت�ف

تلــك الأســئلة، لغــة أصابهــا الجمــود والتحجــر، ولــم تعــد قــادرة عــى اســتيعاب ونقــل المفاهيــم والمصطلحــات المعرفيــة والمنهجيــة المعــا�ة.

رادة الوطنيــة، وأنــه ي أنــه أحــد أشــكال غيــاب الإــه �ف لــت أســئلة أخــرى الأمــر كل ف فيمــا اخ�ت

. ي ليــس ســوى شــكل مــن أشــكال التدهــور الحضــاري العــر�ب

وبقــدر تفهمنــا لطبيعــة هــذه التســاؤلت المثــارة، واتفاقنــا جزئيــا مــع مــا ذهبــت إليــه مــن ي طياتــه إدانــات للواقــع

ا منهــا يحمــل �ف ف لنــا أن جــزءا كبــ�ي تشــخيص، إل أن تفحصنــا لهــا يبــ�يي الراهــن، وتحميــل الــذات العربيــة وهويتهــا وحــىت تاريخهــا مســؤولية هــذا التدهــور، العــر�ب

أكــ�ش مــن كونهــا محاولــة لتوصيــف هــذا الواقــع.

ي العــر الحديــث توجــه دون شــك الأســئلة إن طبيعــة نظــرة الــذات العربيــة لنفســها �ف

ي تطرحهــا هــذه الــذات عــى نفســها، فــإن كانــت تضــع نفســها أمــام مــرآة التخلــف، فــإن الــىت

دمــان مــن القســوة عليهــا، حــىت تصــل إىل مســتوى الإ ها ســتحمل الكثــ�ي ي ســتث�يالأســئلة الــىت

ي مــا أســميناه بـ«المازوخيــة الحضاريــة«، وهــو شــكل مــن أشــكال عــى جلــد الــذات، والوقــوع �ف

ي آخــر ي تدفــع إىل مزيــد مــن التذمــر والســتياء وخيبــة الأمــل، والنكــوص والعجــز �ف

الأمــراض الــىتالمطــاف.

ي ــىت ــئلة ال ــإن الأس ، ف ي

ــا�ف ــاس الم ــى أس ــا�ف إل ع ي الحــها �ف ــرى نفس ــت ل ت ــا إذا كان أم

ــن ــتعادة »الزم ــة اس ــى محاول ــث ع ، والح يــا�ف ف إىل الم ــ�ي ــن الحن م ــ�ي ــتحمل الكث ــا س تطرحه

ــة وط التاريخي ــ�ش ــد، مــن دون أن تعــي أن ال ــم بإعــادة إنتاجــه مــن جدي ــذي تحل « ال ي الذهــىبي ل يســتعاد،

هــا، وأن المــا�ف ف ماضيهــا وحا�ف والثقافيــة والجتماعيــة قــد اختلفــت تمامــا بــ�يــة المعــا�ة، ومــن ثــم، فــإن رهــن بقــدرة الــذات وإمكاناتهــا وإرادتهــا الحضاري

وأن الحــا�في

يــة، كإلقــاء بضعــة أحجــار �ف ف مثــل هــذه الأســئلة لــن يكــون أكــ�ش مــن محــاولت تحف�ي مصــ�يي أحســن الأحــوال.

ــارا �ف ــق تي ــن تخل ــاه راكــدة، ل مي

ــات ــكاليات والتحدي ش ــة الإ ي مواجهــذات �ف ــة ال ــل حيوي ــا يمث ــدر م ــئلة بق ــارة الأس إن إث

ــا ــف أحيان ــا تضي ــدر م ــوض بق ــدم والنه ــن التق ــا ع ي تعيقهــىت ال

إشــكاليات ثانويــة، تؤخــر أو تحــرف مســار اســتجابتها الحضاريــة، ي

ــة �ف ــا�ة أو مشوش ــة ق ــدة رؤي ــئلة ولي ــك الأس ــت تل ــا كان إذا مــات. ــة لاأزم ــا المغلوط ــات أو قراءته ــا للمعض تحديده

الإحصائيــات تلــك فرضتهــا ي الــىت المقارنــة إن يقينــا،

ــن ــم تك ــة، ل ــة والعربي ف الغربي ــ�ي جمت ي ال�تــىت ف حرك ــ�ي ــة ب المتفاوت

ســوى نتائــج طبيعيــة متوقعــة للتفــوق الحضــاري والعلمــي لــدى الغــرب وللتخلــف الحضــاري والعلمــي لــدى العــرب. ومــن ف ــ�ي ف والباحث ــ�ي ــهية المثقف ــت ش ــة فتح ــذه المقارن ــد أن ه المؤكــا�ش ــ�ي مب ــا�ش وغ ــاس مب ــا ذات مس ــاول قضاي ــى تن ــرب ع العبأســباب ونتائــج هــذا الختــاف والتبايــن الشاســع، وقــد فرضــت

ــة والحضــارة ــة والمثاقفــة ومــا بعــد الكولونيالي ــر والهوي ــة والتنوي ــل: الحداث ــا رئيســة مث قضايــاش. ــة النق ــى طاول ــوة ع ــها بق ــة، نفس والنهض

ملف العدد جمة العربية وإشكالية الذات والآخر ال�ت

هناك ارتفاع ضئيل ومحدود في نسبة الكتب المترجمة،

بشكل متفاوت بين دولة وأخرى، وبين مؤسسة ثقافية أو

علمية وسواها

Page 19: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٩

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــاق ــد نط ــيتجاوز بالتأكي ــا س ــذه القضاي ــل ه ــدد مث ــاش بص ــارة النق ــإن إث ــك، ف ودون شجمــة، لأنهــا بالأســاس قضايــا تتعلــق بإشــكالية الــذات والآخــر، ومــا تســتبطنه هــذه ال�ت

ــى الســواء، ي والحــا�ف عــا�ف ــى الم ــاح ع ــن النفت شــكالية م الإ

ــال ذي ــن المج ــع م ــدى أوس ــى م ــاش ع ــق النق ــح أف ــي تفت وهي

ــه، �ف ــه ينب ــة تناولهــا لكن ة. وهــذا ل ينفــي أهمي ــا�ش ــة المب الصلي الدخول

الوقــت نفســه، إىل أن إثارتهــا والخــوض فيهــا، إنمــا يعــىفي

ي جــدل مــا يســمى بـ«الأطــر العامــة للقضايــا«، وهــي الأطــر الىت�ف

شــكالية مــا، وليســت »الأطــر الخاصــة«، تحكــم الســياق العــام لإــارة ــة وإث ــدد مناقش ــدءا بص ــه ب ــوض في ــي الخ ــا ينبغ ــو م وهــور ــي مح ــا، وه ــة مث جم ــة؛ كال�ت ــكالية معين ــأن إش ــئلة بش الأس

ــا هــذه. ورقتن

شــكالية مــا، إن الهتمــام بالتشــخيص والوصــف والتقييــم لإــول ــة إيجــاد حل ثــم البحــث عــن الأســباب والعلــل، ثــم محاولناجعــة، ينبغــي أن ينطلــق مــن الســياق الــذي يحكــم هــذه

جمــة. ــد عــن ال�ت ــا نتحــدث بالتأكي ــه، وهن ــت في ف ــذي صن شــكالية، أو الســياق ال الإ

ملف العدد جمة العربية وإشكالية الذات والآخر ال�ت

إن طبيعة نظرة الذات العربية لنفسها في العصر الحديث توجه دون شك األسئلة التي

تطرحها هذه الذات على نفسها

Page 20: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٢٠

العدد )٨( - ٢٠١٥

جمــة عــى أنهــا شــكل مــن أشــكال عمليــة إنتــاج الكتــاب وتوزيعــه وتداوله، إن النظــر إىل ال�تــ�ش ــل دور الن ــق بعم ــا يتعل ي م

ــيحرها �ف ــاىلي س ــة، وبالت ــدود جزئي ي حــة �ف ل القضي ف ــ�ت ــا يخ إنم

فقــط، ومــا تواجهــه مــن تحديــات أو معيقــات ماديــة، ومــن ثــم فــإن الحلــول المتوقعــة ســتكون ي والمتواصــل، والــذي ســتكون جهتــه عــى الأغلــب حكوميــة،

هــي توفــ�ي الدعــم المــاىلي الــكا�فتتبنــاه دولــة مــا، ولــن نخــرج بذلــك عــن مشــاريع ل تتجــاوز عــدد أصابــع اليــد الواحــدة، عــى ي بحبوحــة ماديــة

مســتوى الــدول العربيــة، ســيكون راعيهــا، عــى الأغلــب أيضــا، دول تعيــش �ف. ة أو غــ�ي ذات شــأن كبــ�ي أو وفــرة ماليــة. أمــا الــدول الأخــرى، فستشــهد مشــاريع متعــ�ش

ي اجتماعــات قمــة عربيــة، والموضــوع أكــ�ب أيضــا مــن قــرارات سياســية تتخــذ بالإجمــاع �ف

ــذ 1945 ــوم. فمن ــ�ي معل ــل غ ــد إىل أج ــيان والتجمي ــار والنس ــا الغب يلتهمه ــ�ي ــول إىل أضاب تتحــة، جم ــام بال�ت ورة الهتم ــى �ف ــت ع ــة نص ــدول العربي ف ال ــ�ي ــة ب ــدة ثقافي ــت أول معاه أبرمــه عــى ــادة 16 من ــدت الم ــذي أك ي العــام 1964 ال

ــة �ف ــة العربي ــاق الوحــدة الثقافي ــا ميث وأعقبهي العــام 1970 أنشــئت المنظمة

ي الربــاط. و�فجمــة، وإنشــاء مكتــب لتنســيق التعريــب �ف أهميــة ال�ت

ــة، جم ــة لل�ت ــة قومي ــع خط ــت وض ي تبنــىت ــو(، ال ــوم )الأليكس ــة والعل ــة والثقاف بي ــة لل�ت العربي

، جمــة والتأليــف والنــ�ش ي للتعريــب وال�ت ي الجزائــر، ومركــز عــر�بجمــة �ف وتأســيس معهــد عــال لل�ت

كلهــا لــم تأخــذ طريقهــا للتفعيــل.

كمــا أن الحديــث عــن دعــم دور النــ�ش الأهليــة والقطــاع الخــاص، ل يقــدم حلــول ــاع ــات أو القط ي الحكوم

ــىف ــق تب ض طري ــ�ت ي تعــىت ــها ال ــكالية نفس ش ــون بالإ ــو مره ــة، فه جذري

ي ي �ف ــىب ــارق نس ــع ف ــه، م ــوع نفس ــذا الن ــن ه ــاريع م ــام لمش الع

ــن ــة م جم ــارات ال�ت ــض خي ، أو بع ــ�ش ــس أك ــة لي ــودة والنوعي الجمجــالت العلــوم والمعــارف والفنــون والآداب.

ي أيــة دولــة، وهــي ات التنميــة �ف جمــة هــي أحــد مــؤ�ش إن ال�ت

ــق بأهــم قطاعــات التنميــة وهــو التعليــم، ترتبــط عــى نحــو وثيبــل النــ�ش بــدور ليــس الرئيــس جمــة ال�ت فارتبــاط ولذلــك بالمؤسســات العلميــة، عــى وجــه الخصــوص؛ مــن جامعــات جمــة ليســت ســوى مخــرج مــن ومعاهــد ومراكــز بحثيــة. فال�تمخرجــات النشــاط العلمــي لأيــة دولــة، والحلــول يجــب أن تكــون ــل ــينها، ب ــة تحس ــات ومحاول ــج والمخرج ــة النتائ ي معالج

ــس �ف ليي مــن الهتمــام بالمؤسســات العلميــة

ي معالجــة الأســباب والمدخــات. فالحــل الجــذري يــأ�ت�ف

جمــة تتكفــل جــم وإشــكاليات ال�ت ، وأي حديــث عــن كفــاءة الم�ت ف جمــ�ي وليــس بــدور النــ�ش والم�تــة. ــات العلمي ــا المؤسس بحله

جمــة ترتبط بمؤسســات علميــة مختلفة، ي ال�تي تنشــط �ف

ا مــن دور النــ�ش الغربيــة الــىت إن كثــ�ي ، ف جمــ�ي ا مــن الم�ت بــل بعضهــا عائــد إداريــا وماليــا لعــدد مــن الجامعــات العالميــة، كمــا أن كثــ�يي مجــالت معرفيــة وفنيــة وعلميــة وأدبيــة متعــددة،

إنمــا هــم باحثــون وأســاتذة ومتخصصــون �فجمــة لديهــم وضعفها ي حركــة ال�ت

ي لهــا دور كبــ�ي �فوهــذا واحــد مــن أبــرز الفــوارق الأساســية الــىت

ي أفضــل الأحــوال ليــس جــم المتخصــص عندنــا يــكاد يكــون عملــة نــادرة، أو �ف لدينــا، لأن الم�ت

ي يصعــب إحصاؤهــا، مــع شــحة إنتاجهــا أيضــا.ة الــىت بالكــ�ش

ودون شــك، فــإن اتســاع نشــاط المؤسســات العلميــة وصلتــه العمليــة بالنشــاط القتصادي ــن ــيجعل م ــرى، س ــة أخ ــن جه ــع م ي للمجتم

ــا�ف ــراك الثق ــة، وبالح ــن جه ــة م ــياسي للدول والسجمــة جــزءا حيويــا مــن الحاجــة المتواصلــة لتفعيــل هــذا النشــاط وتطويــره وإدامتــه، وهــذا ال�ت

ملف العدد جمة العربية وإشكالية الذات والآخر ال�ت

إن الترجمة هي أحد مؤشرات التنمية في أية دولة، وهي

ترتبط على نحو وثيق بأهم قطاعات التنمية وهو التعليم

Page 21: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٢١

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي تلبيــة الحاجــات الحضاريــة ف العــام والخــاص �ف ورة تكامــل القطاعــ�ي هــو المحــرك الفعــىي لــرف

لاأمــم والشــعوب، وهــو مــا تقــوم بــه الــدول المتطــورة.

لــذا، فإيــاء الأولويــة لقطــاع التعليــم ووضــع خطــط تنمويــة للنهــوض بواقعه، ســينعكس شــارة إىل أن قطاعــات جمــة، مــع أهميــة الإ إيجابــا عــى النشــاطات المتصلــة بــه ومــن ضمنهــا ال�تــه ــا ببعض ــا ومتص ــل كا متازم اتيجية تمث ــ�ت س ــاريعها الإ ــتدامة ومش ــا المس ــة وخططه التنميي

ي مقدمــة هــذه القطاعــات، لســيما إذا كانــت المجتمعــات تعــا�فبعضــا. لكــن يبقــى التعليــم �ف

ي ــة التعليــم وضعــف �ف ي معــدلت الأميــة والتخلــف، أو مــن تــردي نوعي

مــن ارتفــاع ملحــوظ �فــي ــث العلم ــتويات البح ي مس

ــاج �ف نت ــحة الإ ــدوره، إىل ش ــود، ب ــذي يق ــية، وال ــه الأساس مجالتجمــة عــى ســبيل المثــال. ونشــاطاته الســاندة كال�ت

نفــاق المــاىلي وغيــاب الدعــم ي الوقــت نفســه، هــو أحــد عوامــل شــحة الإوهــذا، �ف

ي لــه، وفقــدان البيئــة العلميــة المشــجعة، بــل تصبــح بيئــة المؤسســات التعليميــة المؤسســا�ت

ي ظاهــرة هجــرة الأدمغــة أو العقــول العلميــة، ومؤسســات الدولــة بيئــة طــاردة وتســهم أكــ�ش �ف

ــداد ، وبأع يــا�ف ــرن الم ــينيات الق ــذ خمس ــة، من ــا العربي ــبة إىل مجتمعاتن ــل بالنس ــا يحص كم

ف العــرب المهاجريــن إىل أوروبــا وأمريــكا عامــي 1995 ايــدة ســنويا، إذ يقــدر عــدد الجامعيــ�ي ف م�تف 1998 و2000 حــواىلي ف العامــ�ي و1996 فقــط بـــ 75 ألفــا، وبلــغ عــدد الأطبــاء العــرب المهاجريــن بــ�يي شــحة

شــارة إىل أن هجــرة الكفــاءات العلميــة تعــد، أيضــا، ســببا آخــر �ف 15 ألــف طبيــب. مــع الإجمــة لدينــا. ال�ت

ي ي مــن شــحة �ف ي العــر�ب نتــاج الأد�ب ي الإ

ي الوقــت نفســه، لمــاذا يعــا�فوهــذا الأمــر يفــ� لنــا، �ف

ي مجــال ي قلــة عــدد القــراء، قياســا مــع بقيــة دول العالــم، فهــو ل يتجــاوز �ف

التأليــف والنــ�ش و�في يشــكلها العــرب

نتــاج العالمــي، وهــو ل يتناســب مــع النســبة الــىت إصــدار الكتــب 1.1% مــن الإضمــن عــدد ســكان العالــم، وهــي %5.

ا ســنويا متكــررا، ل يكشــف لنــا فقــط عــن عمــق الفجــوة وســتبقى هــذه الإحصائيــات مــؤ�شف الغــرب، إنمــا يقــول لنــا براحــة أننــا نــراوح مكاننــا أو لــم نتقــدم أكــ�ش الحضاريــة بيننــا وبــ�ينــا ونقاشــنا وبحثنــا عــن الحلــول هــت تفك�ي مــن بوصــة أو ثــاث، ذلــك أننــا انشــغلنا بأســئلة وجي

ــه �ف ــتثماره وتوجيه ــي اس ــذي ينبغ ــدل، ال ــن الج ــة م ــات مفرغ ي حلقــدور �ف ــارات ت ــو مس نح

ي تواجهنــا.شــكالية الــىت معالجــة الجــذر المركــزي لاإ

ملف العدد جمة العربية وإشكالية الذات والآخر ال�ت

Page 22: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

بقلم : أماني أبو رحمة

جمة فلسطينية باحثة وم�ت

كانت المنطقة العربية وما زالت، ساحة معركة مستمرة في نظر الدول الغربية التي تتنافس من أجل السيطرة عليها.

هناك العديد من الكتابات عن المنطقة قدمها الرحالة والمستشرقون ورؤساء البعثات األجنبية متعددة األهداف،

ولكنها كانت بالتأكيد من منظور هذا الغرب. وربما كان أحد أهم األسباب هو عدم قدرة العرب على ترجمة ما يختارونه

هم عن حياتهم وتقديمها للعالم كما يريدون أن يراهم اآلخرون. والسؤال: إلى أي مدى تغيرت هذه الحال؟

ملف العدد ي ي العالم العر�ب

جمة �ف حركة ال�ت

حركة الترجمة في العالم العربي..

وجه للتردي الثقافي واالجتماعي

والسياسي العربي

Page 23: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

ملف العدد ي ي العالم العر�ب

جمة �ف حركة ال�ت

جمة، ي أهميــة ال�تحــاول هــذه الورقــة الإجابــة عــى هــذا الســؤال، وتبحــث �ف

ق والغــرب، وبدايــات الشــتباك الحضــاري المعــا�، ثــم ي الــ�شوتاريخهــا �ف

جمــة اليــوم، ومشــكاته، وآفاقــه. واقــع ال�ت

لماذا الترجمة؟

جمة؟(: ي )لماذا نهتم بال�تكتب إديث غروسمان �ف

جمــة قضيــة حاســمة لإحساســنا بأنفســنا بوصفنــا قــراء جاديــن، ولأننــا أشــخاص »ال�تجمــة يجعــل الدراســة والقــراءة أمــرا ل يمكــن متعلمــون ومثقفــون، فســنجد أن غيــاب ال�تض أن ألفــا ي العالــم. دعونــا نفــ�ت

تصــوره. هنــاك مــا يقــرب مــن ســتة آلف لغــة موجــودة �فــة. ل يوجــد حــىت لغــوي واحــد يمكنــه قــراءة النصــوص الأدبيــة منهــا هــي لغــات مكتوبــن ــاس الذي ــن الن ــل م ــدد القلي ــن الع ــة م ــعر بالرهب ــن نش ــة. ونح ــف لغ ي أل

ــدة �ف المعقيمكنهــم قــراءة عــ�ش لغــات جيــدا، ومــن الواضــح أنــه إنجــاز مذهــل، عــى الرغــم مــن أننــا يجــب أن نتذكــر أنــه إذا لــم تكــن هنــاك ترجمــة، فإنــه حــىت متعــددي اللغــات مــن شــأنهم أن يحرمــوا مــن أي تواصــل مــع مــا كتــب بـــ 990 لغــة ل يعرفونهــا. وإذا كان هــذا صحيحــا

جمــة ــا، فتخيــل أثــر غيــاب ال�ت ف لغوي عنــد اولئــك الموهوبــ�يــكار ــا عــى استكشــاف أف ــاأدب قدرتن ــا ل ــا. توســع ترجمتن فينــمح ــر، وتس ــن آخ ــر أو زم ــع آخ ــن مجتم ــاس م ــاعر الن ومشــدة ــش م ــوف، وأن نعي ــب إىل المأل ــذوق تحــول الغري ــا بت لنــا ــبقة ومفاهيمن ــا المس ــارج أفكارن ــا، خ ــارج جلودن ة خ ف ــ�ي وجــق ــا، بطرائ ــا وتعمقهم ــا، ووعين ــع عالمن ــا توس ــة. إنه الخاطئجمــة تــه »ال�ت ي محا�ف

ل توصــف ول تعــد ول تحــى«1. و�في جــم العــر�ب ي والم�ت

والنهضــة العربيــة الحديثــة«، يــرى الــروا�أــيلة ــي وس ــرى؛ فه ــع أخ ــة مناف جم ا، لل�ت ــ�ب ــم ج ا إبراهي ــ�ب جلتعزيــز النهضــة العربيــة الحديثــة و«إعــادة الأمــة العربيــة إىل ي ســياق الحضــارات الواســع«2.

موقعهــا الأصــىي الملحــوظ �فف يراهــا وســيلة لســتعادة بنــاء ي بحــت، حــ�ي

جمــة ضمــن ســياق ثقــا�ف ا ال�ت هنــا يضــع جــ�بــد. ي المجي

المــا�ف

؛ ينســا�ف جمــة إذن، طريــق التواصــل والمعرفــة، وبالتاىلي وســيلة للفهــم والتفاهم الإ ال�ت

ــا ي الأعمــق. كمــا�ف ي والتفاهــم الثق

نســا�ف ــق التعاطــف الإ ــا وســيلة حاســمة لخل بمعــىف أنهأنهــا وســيلة للنهضــة وتبــادل المعــارف والعلــوم، ولكــن ليــس مــن الصعــب العثــور عــى ــتعماري ــرب الس ــا بالغ ــة وعاقاته ــة العربي ــخ المنطق ــن تاري ــا م ــة خصوص ــة مخالف أمثلــق تفاهــم وتعاطــف، وليســت ــة ليســت خل جم ــة عــى أن أهــداف ال�ت ــاىلي للدلل ي م�ب والإــل ــة الحاف ــخ المنطق ي تاري

ــرى. �ف ــياء أخ ــاك أش ــن هن ــارات، ولك ــح الحض ــة وتاق للتنميجمــة مــن أجــل أن نفهــم بعضنــا البعــض بالراعــات المتتاليــة مــع الخــارج لــم تكــن ال�تــق ســوء ــف نعم ــا البعــض، وكي ــف نحــارب بعضن ــم كي ــن أجــل أن نتعل ــا م ــط، وإنم فق

ــة المســبقة. الفهــم والتباعــد والصــور النمطي

1 - Grossman, Edith.)2010(. Why Translation Matters. Yale University Press, New Haven and London2 - Jabra, J. I. )1992(. Mu"aayashat al-namirah: wa- awraaq ukhraa [Living with the Tigress and Other Papers]. Beirut: Al-Mo"asasah al-Arabiyya lid-Dirasat wa an-Nashr.

ت

توسع ترجمتنا لألدب قدرتنا على استكشاف أفكار ومشاعر

الناس من مجتمع آخر أو زمن آخر، وتسمح لنا بتذوق تحول

الغريب إلى المألوف

Page 24: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٢4

العدد )٨( - ٢٠١٥

نظرة تاريخية:

ف )النصف جمــات المبكــرة للســوري�ي ي إىل ال�ت ي العالــم العــر�بجمــة �ف يرجــع الباحثــون ال�ت

ا ينتمــي إىل ي الميــادي(، الذيــن ترجمــوا إىل اللغــة العربيــة تراثــا كبــ�يالأول مــن القــرن الثــا�ف

ســام والتواصــل مــع المجتمعــات غــ�ي العربيــة العصــور الوثنيــة3. ثــم دفــع انتشــار الإــات ــم اللغ ــجيع تعل ف وتش ــ�ي جم ــن م�ت ــث ع ــلم للبح ــه وس ــى هللا علي ــد ص ي محم ــىب الني ذلــك الوقــت هــو زيــد بــن ثابــت، الــذي أدى

ف الأكــ�ش شــهرة �ف جمــ�ي الأجنبيــة. أحــد الم�تي إىل ملــوك البلــدان الأجنبيــة مــن بــاد ي بعــث بهــا النــىب

ي ترجمــة الرســائل الــىتدورا حاســما �ف

. ثــم ي فــارس وســوريا ورومــا واليهــود، وأيضــا الرســائل المرســلة مــن أولئــك الملــوك إىل النــىبي عقــود لحقــة ترجــم المســلمون القــرآن الكريــم إىل لغــات عــدة4.

�ف

ــع ــاسي )750-1250(؛ م ــر العب ي العــة �ف ات جذري ــ�ي ــة العربيــة تغي جم ــهدت ال�ت ش

ي زمــن الخليفــة المأمــون، الــذي الخليفــة المنصــور، الــذي بــىف مدينــة بغــداد، وتطــورت �ف

ــز ة، رك ــ�ت ــك العــر. خــال هــذه الف ي ذلــة �ف جم ــد لل�ت ــ�ب معه ــة«، أك ــت الحكم ــىف »بي ب

5. وكان الجاحــظ ــارسي ــة والأدب الف ــوم الهندي ــة والعل جمــون عــى الفلســفة اليوناني الم�ت

جمــة ي ال�تجمــة، ول يــزال يســتخدم نظرياتــه وكتاباتــه �ف ي ال�ت

واحــدا مــن أكــ�ب المنظريــن �فف حــىت اليــوم. فــ�ي ف العــرب المح�ت جمــ�ي العديــد مــن الم�تي مجــال دراســات

ة مــن الأبحــاث �ف وهنــاك مجموعــة كبــ�يف ــ�ي جم ــد للم�ت ــهام المفي س ــى الإ ــوء ع ــلط الض ــة، تس جم ال�تي والفكــر الغــر�ب التعليــم ي

الوســطى �ف القــرون ي العــرب �ف

ي التاريــخ. ومــع بوصفهــا أعظــم عمليــة نقــل للمعرفــة �ف

ــل هــذه ي أدت إىل مثــىت ــة ال ت الظــروف التاريخي ــك، تغــ�ي ذل

ي العصــور ســامي �ف ي والإ ي العالــم العــر�ب

جمــة �ف ي ال�تالحركــة �ف

الوســطى بشــكل كبــ�ي عــى مــر القــرون. كان أشــد هــذه ات دراماتيكيــة هــو ســقوط بغــداد عــى يــد المغــول. التغــ�يســامي، وظلــت الإ للعالــم بغــداد مركــزا مزدهــرا كانــت هــا عــى كذلــك لأكــ�ش مــن خمســمائة عــام، حــىت تــم تدم�ي

ــا عــى ــرا عميق ــة العباســية أث ــ�ي بغــداد والخاف ــرك تدم ــد ت ــام 1258. وق ــو ع ــد هولك يي ي العصــور الوســطى، وكتــب بذلــك نهايــة العــر الذهــىب

جمــة �ف تعلــم العربيــة وعــى ال�تــة. ــة العربي جم لل�ت

ي الغــرب تعــود إىل الرومــان، ويقــول جمــة �ف ، يذكــر الباحثــون أن ال�ت ي ي الســياق الغــر�ب

�فــوراس ون وه ــي�ش ــ�ي إىل أن ش 6. ويش

يــا�ف اع روم ــ�ت ــي اخ ــة ه جم ــون إن ال�ت ــك جاكوبس إري

ــل ــة مقاب ــة كلم ف ترجم ــ�ي وا ب ف ــ�ي ــن م ــن الذي ــا أول المنظري ــاد( كان ــل المي ــرن الأول قب )القجمــة عــى يــد ســانت ي مرحلــة لحقــة، تطــورت ال�ت

. و�ف جمــة معــىف مقابــل معــىف كلمــة وال�تنجيــل مــن اليونانيــة إىل الاتينــة7. »ظلــت ترجمــة وم )القــرن الرابــع م( الــذي ترجــم الإ جــ�ي

3 - Mohammed Addidaoui )2000( Atarjama wa Attawāsol [Translation and communication]. Casablanca/Beirut: Al Markaz Attaqāfi Alarabi, p. 834 - Mohammed Ben Chakroun )2002( Majallat Jāmiaat Ben Yousef [The magazine of Ben yousef University ], »qadāyā Tarjamat Ma‘ani Al koraān Al Karim« [Issues on translating the meanings of the Koran], 2nd ed. Marrakech: Fdala press, p. 395 - Ali Alkasimi. )2006( Torjomiāt [Tradictology], »Atar Attarjama Fi Ma’arifat addāt wa idrāk al akhar« [The effect of translation on the recognition of the other and the perception of the self ]. Rabat: Edition of Racines , p. 836 - Bassnett-McGuire S. )1980(. Translation Studies, London: Methuen , p. 437 - Jeremy Munday. )2001(. Introducing Translation Studies, Theories and applications London and New York: Routledge, p. 4

ملف العدد ي ي العالم العر�ب

جمة �ف حركة ال�ت

مع قدوم اإلصالح في القرن السادس عشر، وظفت

الترجمة الستخدامها سالحا في كل الصراعات العقائدية

والسياسية

Page 25: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٢٥

العدد )٨( - ٢٠١٥

ف لأكــ�ش مــن ألــف ســنة، ــ�ي ــن الغربي ف المنظري ــ�ي ــ�ي ب ــاب المقــدس تخضــع لجــدل كب الكتي كل

جمــة لســتخدامها ســاحا �ف ، وظفــت ال�ت ي القــرن الســادس عــ�شومــع قــدوم الإصــاح �ف

ي الظهــور وبــدأت مركزيــة الراعــات العقائديــة والسياســية، حيــث بــدأت الــدول القوميــة �ف

اع آلــة الطباعــة الكنيســة تضعــف مــع تراجــع الاتينيــة بوصفهــا لغــة عالميــة«8. أدى اخــ�تجمة، واســتمر ي ال�ت

جمــة وبــروز المنظريــن الأوائــل �ف ي القــرن الخامــس عــ�ش إىل تطويــر ال�ت�ف

جمــة خــال القــرون الاحقــة. تصاعــد التطــورات والهتمــام بال�ت

اشتباك الشرق والغرب: الترجمة وسيلة للفهم المشترك أو سالح في ساحات المعارك

ي عــام 1798، أرســل نابليــون بونابــرت حملــة عســكرية فرنســية إىل مــر العثمانيــة. �ف

ف مــن الســتبداد المملــوكي كمــا زعــم نابليــون ي تحريــر المريــ�يفشــلت الحملــة �ف

جمــة ي صدهــا، ولكــن أهــم نتائجهــا الثقافيــة هــي إعــادة إحيــاء ال�توفشــل المريــون �ف

ــإن ــط، ف ــاث ســنوات فق ــه اســتمرت ث ــن أن حملت ــم م ــى الرغ . وع ي ــم العــر�ب ي العال�ف

. أدرك العــرب ي تجــاوزت القــرن الثامــن عــ�ش ــم العــر�ب ي مــر والعالــة �ف آثارهــا الثقافي

ف الغــرب، مــن حيــث القــوة العســكرية والتقــدم الفكــري. ممــا عمــق الفجــوة بينهــم وبــ�يي

ــا �ف ــة بأوروب ــن المعرف ــث ع ف للبح ــ�ي ــكام المحلي ــع الح دفــم ، حاك ــذا أنشــأ محمــد عــىي ــة لســد الفجــوة. وهك محاولجمــة. والحقيقــة ، مدرســة ال�ت ي القــرن التاســع عــ�ش

مــر �فــوع ــل ن ــق، ب ــة بالمطل ــس ترجم ــدث لي ــا كان يح ــا أن م هني الثقافــة الغربيــة

مــن اســتيعاب مــواد منتقــاة بعنايــة �ففيــه، ومــع ذلــك، كانــت تلــك البدايــات مقدمــة بغــرض ال�تلزدهــار حفــزه دخــول الطباعــة والصحــف وعــودة البعثــات ي ي أخــذت الأدب الغــر�ب

ــىت ــا، وال ي أرســلها عــىي إىل أوروبــىت ال

، ف عــى محمــل الجــد. وهكــذا، فقــد ترجمــت أعمــال لفونتــ�ي ، ، بودلــ�ي ي ، موســيه، فينــىي ف كورنــاي، فيكتــور هوغــو، لمارتــ�يــى ــغ، ع ــيىي وكيبلين ــر، ش ــس، بتل ــون، كيت ، ميلت ــب�ي شكس

جمــة ، وتطــورت تقانــات ال�ت ي نهايــة القــرن التاســع عــ�شســبيل المثــال، �ف

ــم ــام بثقافته ــادل الغــرب العــرب هــذا الهتم ــم يب 9. ل ف ــ�ي جم ــارات الم�ت ــت اختي وارتقــة ــات المختلفــة الطبي ــات البعث مــن خــال كتبهــم، فقــد اقتــر الهتمــام عــى �دي، الذيــن كتبــوا العــرب ف ق�ي ف مــن المســت�ش ية والتنقيبيــة والعســكرية والمهتمــ�ي والتبشــ�يجموا بعيونهــم ومــن وجهــة نظرهــم واســتنادا إىل خلفيتهــم الثقافيــة؛ ليعــود العــرب وي�تــة ــن )جوهــر نظري ــون الآخري ــن خــال عي ــوا أنفســهم م ــم هــؤلء ليعرف ــه عنه ــا كتب م

ــعيد(. دوارد س اق لإ ــت�ش الس

يــن، أثنــاء وبعــد الحــرب كانــت بدايــات تغيــ�ي هــذا الوضــع منتصــف القــرن الع�شــف ــن، توق ي ــرن الع�ش ــف الق ــول منتص ــك »ح ــدى تومي ــول ن ــة، وتق ــة الثاني العالميــة ــرب ترجم ــدأ الغ ــا ب ــد، عندم ــب واح ــن جان ــون م ــن أن يك ــة ع جم ــة ال�ت ــاه حرك اتجيــة«. ولكــن عــدد الأعمــال ف نجل�ي الأعمــال العربيــة الحديثــة خصوصــا إىل الفرنســية والإــت ــات الس ــا إىل اللغ ــم إىل 401 عم ــا ترج ــدد م ــل ع ــكاد وص ــدا، وبال ــدودا ج كان محف عامــي 1948 و تغاليــة( بــ�ي ســبانية وال�ب يطاليــة والألمانيــة والإ يــة والإ ف نجل�ي )الفرنســية والإ1968. تصــدرت حكايــات ألــف ليلــة وليلــة معظــم الأعمــال المختــارة، إذ ترجمــت 275

8 - Bassnet-McGuire. S, op. cit., )1980(, p. 469 - المصدر نفسه.

ملف العدد ي ي العالم العر�ب

جمة �ف حركة ال�ت

إن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل لآلداب نبه المثقفين

العرب إلى قضية الترجمة من العربية وإليها، وإلى واقعها وطموحها، وأبرز مشكالتها

وعوائقها

Page 26: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٢6

العدد )٨( - ٢٠١٥

ف كان عــدد النصــوص الأدبيــة المعــا�ة المتاحــة بهــذه اللغــات 74 نصــا، ي حــ�يمــرة، �ف

والكاســيكية 52 نصــا10.

واقع الترجمة اليوم: ما الذي تغير؟

ــزة ــوظ بجائ ــب محف ي نجيــروا�أ ــوز ال ــد ف ــام 1988، بع ى ع ــ�ب ــة الك ــت النعطاف كان

ي بقــوة ودفــع باتجــاه ي الغــرب إىل الأدب العــر�بنوبــل لــاآداب، الأمــر الــذي لفــت النتبــاه �ف

ف العــرب إىل جمــة عــن العربيــة. ليــس هــذا فحســب، بــل إن فــوز محفــوظ نبــه المثقفــ�ي ال�تجمــة مــن العربيــة وإليهــا، وإىل واقعهــا وطموحهــا، وأبــرز مشــكاتها وعوائقهــا. قضيــة ال�ت

جمــة تســ�ي باتجــاه واحــد تقريبــا، مــن اللغــات لفــت فــوز محفــوظ إىل أن حركــة ال�تالأجنبيــة إىل العربيــة، وســلط الضــوء عــى أهــم مشــكلة تواجــه الثقافــة العربيــة؟ لمــاذا ــب ــه؟ كت ــا إلي ــه عن ــا أن يعرف ــاذا ل نحــاول نحــن أن نوصــل م ــا الغــرب، ولم ــم بن ل يهتــه )سياســات الســتاب(، زعــم ي كتاب

ة: )الأدب المحظــور( �ف ــه الشــه�ي إدوارد ســعيد مقالتــة ــوب باللغ ــاأدب المكت ــا ل ــوع م ــن ن ــة م ــا عدائي ــة وربم ــدا وقصدي ــاك تعم ــا أن هن فيهجــم ي الغــرب11. ولكــن حــىت لــو اتفقنــا مــع ســعيد �في مــا ذهــب إليــه، فلمــاذا ل ن�ت

العربيــة �فــة ــات المادي مكاني ــك الإ ــا نمل ــوء أنن ي ض

ــرب، �ف ي الغــا �ف ــوق أدبن ــوزع ونس ــ�ش ون ــن ونن نح

ــة، ــن النتقائي ــاذا ع ــم م ــا؟ ث ــا ويعرفن ــا هــو ليقرأن جمن ــة؟ هــل عــى الغــرب أن ي�ت الهائلــق ــذي يتواف ــا ال ــا وثقافي ــه المهيمــن سياســيا واقتصادي ــه ولخطاب هــل ســنخضع لنتقاءاتجــم عنــا طــوال عقــود مــع أهوائــه ومصالحــه وصورتنــا النمطيــة لديــه، وهــو الــذي لــم ي�ت

ســابقة ســوى رائعــة )ألــف ليلــة وليلــة(؟

ــة ضمــن إطــار مؤســس اتيجيات تمثيلي ــة لســ�ت جمــة مــن اللغــة العربي خضعــت ال�تبالفعــل، بمفرداتــه الخاصــة وكتاباتــه12؛ بمعــىف خطــاب الثقافــة المهيمنــة وجاذبيتهــا طــار، فــإن الغــرب يكتفــي بتمثياتــه الخاصــة عــن عاقــات الســلطة ي هــذا الإ

الطاغيــة. �فطــار بالــغ التنميــط. يكتــب والمعرفــة، ول يــرى أنــه بحاجــة إىل أيــة معرفــة خــارج هــذا الإي المعــا� إىل اللغــة ي ترجمــة الأدب العــر�ب

ي عــن تجربتــه الشــخصية �ف جــم غــر�ب م�تيــة، يقــول بيــ�ت كارك: ».. كنــت أريــد أن أترجــم شــيئا عــن الأدب الســوري ف نجل�ي الإ

المعــا�.... ظننــت أن أعمــال عبد الســام العجيــىي - جيدة ــب ــىي طبي ــة. فالعجي ي ف نجل�ي ــة إىل الإ جم ــتحق ال�ت ــدا وتس جــات ــد، والرواي ــعر، والنق ــب الش ــره يكت ــن عم ف م ــبع�ي ي الس

�فة عــى نحــو خــاص تثــ�ي ة. قصصــه القصــ�ي والقصــص القصــ�يي وادي الفــرات، وتصــور التوتــرات

الدهشــة، تقــع أحداثهــا �فحــت عــى ــة المســتبدة... اق�ت ــة الطاغي ف الأفــراد أو الدول ــ�ي ب»هنــاك : ىلي فقــال . العجيــىي قصــص ي

يطــا�ف ال�ب ي نــا�شــوز، ــر، وعج ــه ذك ــرة. إن ــذه الفك ي ه

ــة �ف ــياء خاطئ ــة أش ثاثة. هــل يمكنــك العثــور عــى روائيــة ويكتــب القصــص القصــ�يــا حصــل بالفعــل، إذ ــة هــو أن هــذا م شــابة؟««13، والحقيقــة ــا إىل ســوق الثقاف ــة غربي ــز الممول ــذ دخــول الجوائ ــه من إن

10 - Tomiche, Nada. La Littérature arabe traduite. Paris: Geuthner, 197811 - Said, Edward. “Embargoed Literature.” The Politics of Dispossession. New York Pantheon Books )1990; 1994( 372-378

12- Said, E. )1993( Culture and Imperialism. London: Chatto & Windus.13 - Clark, P. )1997( »Contemporary Arabic Literature in English. Why is so little translated? Do Arabs prefer it this way?« In The Linguist 36 )4(, 108-110

ملف العدد ي ي العالم العر�ب

جمة �ف حركة ال�ت

منذ دخول الجوائز الممولة غربيا إلى سوق الثقافة العربية

أصبحت المواد المؤهلة للترجمة هي ما يروق للغرب، وتحول هم المثقفين إلى أن

يكتبوا ما ينال الرضا والقبول

Page 27: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٢٧

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــروق للغــرب، ــا ي ــة هــي م جم ــة لل�ت ــواد المؤهل ، أصبحــت الم ــ�ي ــة، إن جــاز التعب العربيف إىل أن يكتبــوا مــا ينــال الرضــا والقبــول )ســواء مــن ناحيــة الجنــس وتحــول هــم المثقفــ�يي ترجمــة أعمالهــم، واعتقــادا منهــم أن

، الروايــة تحديــدا، أو المحتــوى( رغبــة �ف ي الأد�بجمــة إىل أيــة لغــة غربيــة هــي جائــزة بحــد ذاتهــا، وهــي طريــق الشــهرة العظيــم. وهنــا ال�تة؛ لأنهــا غربيــة المضمــون ولكنهــا كتبــت بقلــم بالــذات ستســتقبل الكتابــات بحفــاوة كبــ�يف وتحتفــي ف الســتبدادي�ي : المتخلفــ�ي ف ، لتؤكــد عــى )آخريــة( العــرب والمســلم�ي ي غــ�ي غــر�بجمــة طــار، أن نراجــع كل مــا يرشــح لل�ت ي هــذا الإ

بالغــرب المتمــدن الديمقراطــي. ويمكننــا �فأو يفــوز بجوائــز ممولــة غربيــا لنتأكــد مــن صحــة مــا ذهــب إليــه هــذا البحــث. هــذا ليــس جــم ومــن يســوق ومــن يدفــع هــو المؤسســة الغربيــة غريبــا طالمــا أن مــن ينتقــي ومــن ي�تجمــه الغــرب ي هــذا الســياق، أن هنــاك إحصائيــات تقــول إن مــا ي�ت

ذاتهــا. علينــا أن نتذكــر �فــا ــك الأدب، بمعــىف أن م ــن ذل ــه العــرب أنفســهم م جم ــا ي�ت ــوق م ي يف ــن الأدب العــر�ب م

جــم نحــن. جــم لنــا أكــ�ش ممــا ن�ت ي�ت

ملف العدد ي ي العالم العر�ب

جمة �ف حركة ال�ت

Page 28: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٢٨

العدد )٨( - ٢٠١٥

ونصل إلى السؤال: لماذا ال نترجم نحن أدبنا أوال، ثم آداب الثقافات األخرى وعلومها؟

ي والجتماعــي والســياسي دي الثقــا�ف جمــة وجهــا خاصــا مــن أوجــه الــ�ت تمثــل ال�ت

ــف ــات، إىل ضع اع ــوم والخ�ت ــف العل ــة إىل تخل ــة المنتج ــاط الثقاف ــن انحط . فم ي ــر�ب العــة، إىل ــة المقبل ــة للمرحل ــة العالمي ي الصياغ

ــة �ف ــاركة الفاعل ــدم المش ــة وع ــة النظري الحجــا نعرضــه عــى ــا م ــؤدي إىل حقيقــة أن ليــس لدين ــك ي ــة والحــروب. كل ذل الفقــر والبطال

ــا(. ــول عليه ــة يع ــة عام ــون حال ــر�ت لأن تك ــتثناءات ل ت ــاك اس ــن )هن الآخري

ــة، جمــة الفردي ي مهــارات ال�تــل �ف ــاىلي النقــص الهائ ــم الأكاديمــي، وبالت ضعــف التعلي

ــى ــن ع ف قادري ــ�ي ــج مهني ــة وتخري جم ــث وال�ت ي البحــادي �ف ــات الري ــع دور الجامع وتراج

ف فحســب، وإنمــا جمــة؛ فالأمــر ل يتعلــق بإجــادة اللغتــ�ي خــوض غمــار حقــل شــائك كال�تبالوعــي بالــدور الــذي يقــوم بــه ورؤيــة حضاريــه منفتحــة عــى ثقافتــه والثقافــات الأخــرى.

جــم وجهــده جمــة، مــن تجربــة شــخصية، جهــد منهــك يســتهلك مــن وقــت الم�ت ال�تــم ــي تعل ــم، فه ج ــتغل الم�ت ــا تس ــل أغلبه ــ�ش أو ق ــإن دور الن ــل، ف ي المقاب

، و�ف ــ�ي الكثي ظــل ضعــف النتــاج الفكــري

جمــة هــو الأنجــع �ف أن ســوق ال�تجــم ، ولكنهــا تحجــم عــن تعويــض الم�ت ي ي العــر�ب ي والأد�ب

والثقــا�فأ جهــده ويتناســب مــع مكاســبها. ماديــا بمــا يــكا�ف

ة ــ�ي ــة كب ــن أن مؤسســات ومشــاريع ترجم وعــى الرغــم مة، إل أن مــا نحتاجــه لماحقــة ي الســنوات الأخــ�ي

قــد ازدهــرت �في العالــم، ونقــل مــا نريــده مــن حضارتنــا إىل

مــا يســتجد �ف، هــذا فضــا عــن اللغــات الأخــرى أكــ�ب مــن ذلــك بكثــ�يــا؛ ــات عمله اتيجيات هــذه المؤسســات وآلي عــدم ضــوح اســ�تجمــة عــى أســس مهنيــة أول فالمطلــوب هنــا هــو مأسســة ال�تزهــا بعيــدا عــن الإحســاس بدونيــة تنحــاز لثقافــة المنطقــة، وت�ب

ا. ــردي أول وأخــ�ي ــد ف ــة جه جم ــال أن ال�ت ــدم إغف ــع ع ، م ي ــج العــر�ب المنت

ي عقــود ما بعــد الحداثة، إىل الستســهال أدى انتشــار ثقافــة البــوب أو الثقافــة الدنيــا �ف

ي العالــم كلــه )مــع ي القــراءة والكتابــة أيضــا؛ فجمهــور الشــباب �ف

ي توظيــف اللغــات، و�ف�ف

ــه ــا ل ي تمنحهــىت ــتهاكية ال ــة الس ــة ال�يع ــم إل بالثقاف ــر( ل يهت ــد اىل آخ ــن بل ــروق م ف

ي غــزت كل ثقافــة. هــذ الشــخص لــن يقــرأ روائــع الثقافــة ول الحضــارة الرقميــة الــىت

ي مــا نــدر. يقودنــا ذلــك إىل البحــث عــن وســائل جديــدة لتقديــم جواهرهــا المكنونــة إل �ف

ــا�ة، ــال المع ــم الأجي ي تائــىت ــة ال ــارة الرقمي ــف أدوات الحض ــة بتوظي جم ــادة الم�ت الم

ي كل عــر عــن ســالفه، وتطويــر نظريــات لغويــة تنطلــق مــن حقيقــة أن اللغــة تتطــور �ف

ــة ــا أن اللغ ــا. وربم ي تمثلهــىت ــارة ال ــس بالحض ــة أو الم طاح ــدا الإ ي أب

ــىف ــا ل يع وأن تطورهي هــذا الســياق.

هــا �ف ــة هــي المقصــودة دون غ�ي العربي

ف جمــة أداة حضاريــة كمــا أنهــا وســيلة مهمــة لتحقيــق التكافــؤ بــ�ي قلنــا إن ال�ترا لتجاهلــه، فهــو مهــد الحضــارات بــكل ي ليــس مــ�ب الحصــارات؛ فتخلــف العالــم العــر�بق والغــرب لألفيــات ف الــ�ش ها وأديانهــا، ولكــن الــراع المســتعر بــ�ي تراثهــا الفكــري وأســاط�يجمــة ســيحل هــذه العدائيــة خلــق حالــة مــن العدائيــة المتبادلــة. ول نزعــم أن تنشــيط ال�تــا ل ــيا واقتصادي ــيط سياس ــرب المستش ــا أن الغ ــدأ طالم ــن ته ي ل

ــىت ــروب ال ــف الح ويوق

ملف العدد ي ي العالم العر�ب

جمة �ف حركة ال�ت

الترجمة، من تجربة شخصية، جهد منهك يستهلك من

وقت المترجم وجهده الكثير، وفي المقابل، فإن دور النشر أو

قل أغلبها تستغل المترجم

Page 29: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٢٩

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي نقــل وجهــة النظــر جمــة قــد تفيــد �ف ي تحويــل أطماعــه عــن المنطقــة، إل أن ال�ت

يرغــب �في ل تســمع الروايــة مــن جهــة واحــدة فقــط، يتطلــب ذلــك

العربيــة للجماهــ�ي الغربيــة الــىتي توضــح حضــارة

جمــة الــىت ي دعــم ال�تاتيجية فكريــة وإرادة سياســية عاليــة ونزيهــة �ف اســ�ت

ــد الغــرب أن يراهــا. المنطقــة، وتطــرح قضاياهــا مــن وجهــة نظــر أبنائهــا ل كمــا يري

، وعودة الأصوليــة الدوغمائية، ي ي العالم العــر�بي ظــل انعــدام الحريــات المتصاعــد �ف

�في لهــا لتحقيــق مصالــح بعيــدة عــن النفتــاح والحريــة

ومغازلــة المســتوى الســياسي والثقــا�في

ــىت ــات والمنظــور والأســس ال ــاف الثقاف ــدا بســبب اخت ــة أب جم ــن تزدهــر ال�ت ــري، ل الفكي

ي جوهرهــا الكــو�فجمــة ل تهــدف إل إىل المعرفــة �ف ، ولأن ال�ت ي يقــوم عليهــا الفكــر الغــر�ب

ي والحضــاري، فــإن مناخــا مــن الحريــة سيســاعد عــى ازدهارهــا فضــا عــن تحريك والنســا�ف

ي حتمــا حــوار الحضــارت ويصــل بنــا إىل ي الــذي ســي�ش ي بركــة النقــد العــر�بالميــاة الراكــدة �ف

كة مــع الآخــر. مفاهيــم رئيســة مشــ�ت

ملف العدد ي ي العالم العر�ب

جمة �ف حركة ال�ت

Page 30: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

بقلم : شكير نصرالدين

ي جم مغر�ب ي وم�ت ناقد أد�ب

كل معالجة لحال ومآل الترجمة في الوطن العربي ال تستقيم دون االعتماد على معطيات إحصائية، وتقييمات

نوعية تخص الكم والكيف معا. والحال أن ما تقدمه منظمة رصينة، مثل اليونسكو عن حصيلة الترجمة في

مختلف األقطار العربية ال ترقى إلى المأمول. بالتأكيد هناك بلدان ترسخت لديها تقاليد في العمل الترجمي، وأخرى ما تزال تشق طريقها، لكن السؤال الشاخص دوما هو سؤال

الجودة بالدرجة األولى، وتليه أسئلة الوسائل والمستلزمات التقنية والغايات والتوجهات الفنية ثم سؤال األخالقيات.

الترجمة في الوطن العربي..

ووهم العصر الذهبي

ملف العدد ي ي الوطن العر�ب

جمة �ف ال�ت

Page 31: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

« وصــل فيــه هذا ي ي عــى وهــم »عــر ذهــىب ي الوطــن العــر�بجمــة �ف قــد عاشــت ال�ت

ي العــر العبــاسي وأحســن تجلياتــه هــو بيــت الحكمــة؛ والحــال النشــاط أوجــه �ف

ي الكثــ�ي مــن الأوســاط التعليميــة، بــل دد �ف ة الذهبيــة المزعومــة تــ�ت أن هــذه الفــ�ت

ف رفوفهــا مؤلفــات تناولــت هــذه وحــىت المختصــة، بيــد أن المكتبــة العربيــة تــكاد ل تضــم بــ�يجمــة عندنــا. ليــس لدينــا ي مــا يشــبه أركيولوجيــا ال�ت

ة بالدراســة والتمحيــص والتدقيــق، �ف الفــ�تي كتــب التاريــخ والأدب، تشــ�ي

إذن حفريــات، مــا نتوفــر عليــه ليــس ســوى أصــداء، نســمعها �فف بــن إســحاق ومــىت بكثــ�ي مــن التعظيــم، الأقــرب إىل التبجيــل، إىل أســماء بعينهــا، مثــل حنــ�يف الأوائــل بخصــوص مفاهيــم جمــ�ي ، وإىل هفــوات ومزالــق وتحريفــات الم�ت ي

بــن يونــس القنــا�أة ي هــذه الفــ�ت

اجيديــا والكوميديــا. عــى أن الثابــت �ف مؤسســة، كمــا حصــل مــع مصطلحــي ال�تي الأمــم، أســدت دورا لأوروبــا

جمــة كانــت عنــوان ازدهــار الأمــة وتقدمهــا عــى بــا�ت هــو أن ال�ت، وإن كان عــ�ب ال�يانيــة! وهــذه المســألة فيهــا نظــر بالطبــع، ي

رث اليونــا�ف ي التعــرف عــى الإ�ف

جمــة فكــر وأدب وثقافــة وتقنيــة الأمــم ا مــا تكــون مدعــوة ل�ت حيــث إن الأمــم المغلوبــة كثــ�يــر«، ــذا »الآخ ــن« به ــا »نح ــزال، عاقتن ــا ت ــت، وم ي حكم

ــىت ــي ال ــة ه ــذه المعادل ــة، وه الغالب، إذ إن مــا ي عرنــا الحــاىلي

ي القريــب أو �في الزمــن المــا�ف

وهــذه حقيقــة ل مــراء فيهــا، ســواء �فجمــه اليــوم، عــى قلتــه، هــو مــن لغــات المســتعمر القديــم، الغالــب اليــوم، اقتصاديــا ن�تجمــات بمبــادرات فرديــة أو بدعــم مــن مؤسســات رســمية أو وسياســيا، وســواء كانــت ال�تي كثــ�ي مــن الأحيــان للتوجهــات

جمــة إىل العربيــة هــي الســائدة والمحــددة �ف مســتقلة، فــإن ال�تــة ــن العربي ــة م جم ــد أن ال�ت ــة، بي ــن أو المؤسســات الداعم ي ــدى النا�ش ــارات، ســواء ل والختيي

ــرة �ف ــي منح ــدت، فه ــرب، وإن وج ــن الع ي ــدى النا�ش ــدم ل ــكاد تنع ــم ت ــات العال إىل لغورات تعليميــة محضــة ل تتجاوزهــا إىل التــداول بعــض المعاهــد والجامعــات والمــدارس لــرفالواســع، أو الــذي يســتهدف المجتمــع، باســتثناء مــا يقــوم بــه الكتــاب بصفتهــم أفــرادا يرعــون ــه بعــض الجهــات الغربيــة، مــن دور نصوصهــم وينقلونهــا إىل لغــات العالــم، ومــا تقــوم بي القديم، أو اث العــر�ب نــ�ش تنقــل بعــض منتجاتنــا العربيــة، مــن بــاب المجاملــة، أو ترجمــة الــ�تترجمــة أســماء بــارزة حصــدت جوائــز بعينهــا، مثــل ترجمــة أعمــال نجيــب محفــوظ بعــد تتويــج جمــه هــذه الــدور أو المنظمــات ي كل الأحــوال، فــإن مــا ت�ت

ي المــري بنوبــل لــاآداب. و�فالــروا�أ

ــل ــر�ت إىل مــا يعــادل، ب ، ل ي يالتابعــة للــدول، كمــا هــو الشــأن بالنســبة للفضــاء الفرانكفــو�ف

ي لغــات العالــم، وذلــك تأكيــد لمــا ألمعنــا إليــه ســابقا؛ وحــىت يقــارب ترجماتنــا العربيــة عــن بــا�ت

أي جدليــة الغالــب والمغلــوب.

ي مجتمــع مكانيــات، �ف جمــة ل يمكــن أن تزدهــر، حــىت ولــو توفــرت لهــا كل الإ إن ال�ت

ــن ــدث ع ــىت ل نتح ــراءة، ح ــهية الق ــدام ش ــن انع ــم م ــة الأوىل، ث ــة بالدرج ــن الأمي ي مــا�ف يع

معــدل المقروئيــة. الواقــع أننــا مجتمعــات تســتهلك الأطعمــة والألبســة والســيارات والهواتــف ي مــن عــ� هضــم مــا نقــرؤه

المحمولــة، وكل مــا تنتجــه التقنيــات العاليــة اليــوم، إل أننــا نعــا�في فضــاءات المقاهي العامــة. إننا

ا مــا نكتفــي باقتنائهــا مجانــا �ف مــن صفحــات جرائــد قليلــة، كثــ�يي جميــع المجــالت، وباللغــات

نبتلــع الماكدونالــد وأبنــاء عمومتــه، لكننــا نفقــد شــهية القــراءة، �فجمــة، وتــردي مســتوياتها، هــو ي هــذا الســياق، فــإن كل نقــد لواقــع ال�ت

ي بلداننــا. و�فالمتكلمــة �ف

. فالمشــكلة كمــا قالــت العــرب: »إذا عمــت هانــت!؟«، كل حديــث ظلــم لهــذا القريــب الفقــ�يي الختــم.

ي البــدء و�فجمــة ل يســتقيم دون مجتمــع قــارئ، �ف عــن مجتمــع يقــرأ الأعمــال الم�ت

ــة، ــح المتعلم ائ ــع ال�ش ــص بالطب ــا نخ ــتفحل، وهن ــراءة المس ــهية الق ــدان ش ــة فق إن آفجمــي أشــبه ليســت هــي المشــكل الوحيــد، بــل هنــاك عوائــق أخــرى تجعــل مــن الفعــل ال�تي كل الأقطار

اتيجيا �ف جمــة ليســت خيــارا اســ�ت ف، حــىت مــع توفــر النوايــا الحســنة، إذ إن ال�ت بالــ�تالعربيــة، ونخــص بالتحديــد وزارات التعليــم والثقافــة والــوزارات ذات الصلــة وفــق التســميات جمــة وفنونهــا، لكــن مــاذا ي هــذه البلــدان. صحيــح أن هنــاك معاهــد لتدريــس ال�ت

المختلفــة �ف

ملف العدد ي ي الوطن العر�ب

جمة �ف ال�ت

ل

Page 32: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٣٢

العدد )٨( - ٢٠١٥

قدمتــه تلــك الأفــواج المتعاقبــة للمكتبــات العربيــة، مــا حجــم المنجــزات؟ بالتأكيــد إن أعــدادا زة ف حــازت شــهاداتها ودرجاتهــا العلميــة، لكــن قليلــة هــي الأســماء المــ�ب ة مــن المتخرجــ�ي كبــ�يي

ف �ف ــت أعــداد المتخرجــ�ي ــا ذاب ــاه الأوســع، بينم ي بمعنــا�ف ي تصــدت للعمــل العلمــي والثق

ــىت الاتيجي، نقصــد مــن جمــة كاختيــار اســ�ت مختلــف أســاك الوظيفــة العموميــة، أو الخاصــة. فال�تي شــىت المجــالت،

ي الشــامل الــذي يــروم الرتقــاء بالمجتمعــات �فوع الثقــا�ف ورائهــا، ذاك المــ�ش

هــا، مقارنــة مــع بــاد عاشــت تخلفــا أشــبه بما عشــناه العمليــة والعلميــة الفكريــة، والتقنيــة وغ�يونعيشــه، أو أشــد، ونقصــد بهــا بــاد اليابــان، فــإن هــذا العمــاق الأســيوي لــم يتوقــف إىل ي الأمــم، هــو الــذي وصــل إىل مــا وصــل إليــه، بعدمــا مــر

اليــوم عــن ترجمــة مــا تنتجــه بــا�تاطوريــات تقليدانيــة منغلقــة عــى مــر تاريخهــا، أو بعــد الحــرب العالميــة مــن تخلــف أملتــه إم�بــر ــر المجــروح، ســوف ينهــض مــن رمــاده، شــأن طائ ــة. مــن كان يتصــور أن هــذا الطائ الثانيي

ــىت ي اليــوم، والف مليــون صفحــة �ف ــ�ي جــم زهــاء ثاث ي ت�ت

ــىت ــان ذاتهــا ال ــرخ الأســطوري. الياب الــ�ش ــع ودور الن ــاء المطاب ــى إغن ــهر ع ، وتس ف ــ�ي جم ــة والم�ت جم ــاريع ال�ت ــخاء مش ــم بس تدعي حركــة دؤوبــة لــم تتوقــف، وهــي بهــذه الصفــة تقــدم

جمــة مــن وإىل اليابانيــة، �ف بالكتــب الم�تالمثــال الــذي يجــب أن يحتــذى عربيــا حــىت نــر�ت ببلداننــا حضاريــا، ونجــ� الهــوة العميقــة

ي تفصلنــا عــى نحــو رهيــب عــن الــدول القائــدة للعالــم.الــىت

لكــن اليابــان لــم تكتــف بالحلــم بعــر زاهــر، بــل شــمرت عــى ســاعد الجــد، بتوفــ�ي الوســائل الماليــة واللوجســتية الازمــة، مــن معاهــد ومــدارس، وتقنيــات عاليــة الدقــة ترعــى ة، وعــى الأخــص ــ�ي ــة الكث ــم الحي ــة مــن لغــات العال ــة للمســتجدات العلمي ــة الفوري جم ال�تجمــة مكانتهــا المســتحقة؛ أي بوصفهــا قاطــرة للتقــدم العلمــي والحضــاري عمومــا، بــوأت ال�تاتيجيا ثابتــا، ل يتغــ�ي بتغــ�ي الحكومــات، ول يكــون عفو المناســبات. تهــا خيــارا اســ�ت حينمــا اعت�ب

ي البلــدان العربيــة، يقــف عنــد العائــق الأســاس أل وهــو إن المتأمــل لأوضاعنــا الماليــة �ف

ــع الصــورة ــم هدرهــا لتلمي ــة يت ــوال طائل جمــة. أم ــة ال�ت ــع بحركي ي للدفــكا�ف ــاىلي ال الدعــم الم

جمــة أوىل بتلــك الأمــوال. تنقصنــا ولتســويق زيــف الســتقرار والزدهــار، والحــال أن ال�تــة ــات المعجماتي ــر المعطي ــد توف ــدة، نفتق ــدد والع ــث الع ــن حي ــة، م ــد المتخصص المعاهيــل الكثــ�ي ف ورة ت�ف ي أقبيــة الأرشــيفات، ومــن هنــا �ف

المخزنــة، والأصــح، المكدســة والمهملــة �فــة ــوادات الفردي ــل المجه ــك بوص ــع، وذل ــرات إىل أرض الواق ــدوات والمؤتم ــات الن ــن توصي مة متصاعــدة، ل ا، بوتــ�ي ا، ونــ�ش جمــة تدريســا وتنظــ�ي نفــاق بســخاء عــى ال�ت والمؤسســاتية، بالإجمــة حكــرا عــى ي جميــع المجــالت، ول تبقــى ال�ت

تتوقــف، مــن لغــات العالــم الحيــة وإليهــا. �فــة، فهــي التحــدي ــات العالي ــوم والتقني ــا ترجمــة العل ــا، أم ــة بعينه ــة أو فكري ــاف إبداعي أصن

ــة. ــذي ينبغــي أن يكــون الشــاغل اليومــي للمؤسســات ذات الصل ــ�ي ال الكب

ــكل. إذا ــذي ل ينفصــل عــن ال ــك الجــزء ال جمــة، مــرة أخــرى، هــي ذل والحاصــل أن ال�تي آخــر مراتــب التنميــة والديمقراطيــة عالميــا، عــى ســبيل المثــال ل الحــر، فكيــف

كنــا نقبــع �في ل محيــد

جمتنــا أن تكــون رائــدة ومتقدمــة. ومــع ذلــك، فهــي تبقــى مــن الركائــز الــىت نريــد ل�تي العالــم بــكل منجزاتــه وحداثتــه.

ي التواصــل والحــوار مــع بــا�تعنهــا �ف

جمــة، أو حركيــة ترجمية ، صحوة ال�ت ي ي الوطــن العــر�بقــد يتبــادر إىل الذهــن أننــا نعيــش، �ف

جمــة، ي واقــع الأمــر، نحــن بــإزاء مجهــودات منفصلــة للنهــوض بحــال ال�تغــ�ي مســبوقة، لكــن �ف

وهــي مجهــودات مشــكورة تضطلــع بهــا دور نــ�ش وهيئــات عربيــة، تــوزع عــى نطــاق واســع، ــل ــة فحســب، وتلــك مشــكلة أخــرى ل داعــي للتفصي ي تتوجــه لأســواقها الداخلي

ــىت ــك ال أو تلفيهــا. ومــع الــدور الظاهــر الــذي تقــوم بــه هــذه الــدور، فــإن بعــض المســلكيات تجعــل مــن ــل ــذي تقاب ــ�ي حــد الشــح ال ــر�ت إىل المأمــول، وذلــك راجــع بالأســاس إىل التقت المنجــزات ل ت

ملف العدد ي ي الوطن العر�ب

جمة �ف ال�ت

Page 33: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٣٣

العدد )٨( - ٢٠١٥

، بدعــاوى واهيــة، منهــا ضعــف التوزيــع وغــاء ف جمــ�ي بــه بعــض تلــك الــدور مجهــودات الم�ت ، ي جــم العــر�ب التكاليــف، والحــال أن هــذه الــدور تحقــق عائــدات مهمــة، بينمــا ل تعامــل الم�ت. لذلــك، مــع انعــدام المحفــزات الماديــة، نكــون ي ي بقــاع العالــم الغــر�ب

مثلمــا هــو الشــأن �في الجــودة. إن

جــم يــرد عــى شــح النــا�ش بشــح �ف أمــام ترجمــات آليــة ل روح فيهــا، وكأن الم�تي مــا نقــرأ هنــا وهنــاك، مــن ترجمــات ل تعــدو كونهــا

كراهــات العمليــة تجــد أثــرا لهــا �ف هــذه الإــا اللغــة ف لعامــات لغــة مصــدر إىل لغــة هــدف، أو تهيمــن فيه نقــا مــن اليســار إىل اليمــ�ياكيبهــا و�فهــا ونحوهــا عــى اللغــة العربيــة المنقــول إليهــا، ونكــون حينهــا المنقــول منهــا ب�تــول ــىف المنق م مب ــا، ول تحــ�ت ــول منه ــإزاء نصــوص مشــوهة، ل توصــل معــىف نســق المنق ب

ملف العدد ي ي الوطن العر�ب

جمة �ف ال�ت

Page 34: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٣4

العدد )٨( - ٢٠١٥

جمــات ــ�ي مــن ال�ت ي الكثــه �ف ــكل قوت ــف والجــودة يتجــى ب ــإن ســؤال الكي ــة، ف ــا. وبالجمل إليه

ي تزدحــم بهــا جمــات الركيكــة الــىت ي توزعهــا دور النــ�ش عربيــا، هــذا دون الحديــث عــن ال�ت

الــىتصفحــات الجرائــد، وهــي تعمــم أخبــار الــوكالت العالميــة ومــا ــه مــن تحليــات؛ ينتصــب ســؤال الجــودة إذن، وفــق جــادت بي

جميــة واتجاهاتهــا، الــىت معايــ�ي تختلــف باختــاف المــدارس ال�تاقية تــارة، قيــة وأخــرى اســت�ش ات م�ش ل تخلــو بدورهــا مــن تأثــ�يف متعصــب لنقــاء العربيــة، ومنفتــح عــى اللغــات المنقــول بــ�يي مــا يصــل اللغة

جمــة �ف ف مــن يــرى إىل ال�ت منهــا، طــورا آخــر، وبــ�يــف ي والتثاق

ــا�ف ــ�ب لس ــح الع ــال التاق ــن خ ــا م ــدف ويغنيه الهــة، جم ــاطته ال�ت ف وس ــ�ي ي رص

ــا�ف ــوار ثق ــكل ح ــازم ل ــدىلي الم الجوط ــ�ش ــاح الام ــت ول إىل النفت م ف ــاق الم�ت ف إىل النغ ــتك�ي ل يسجميــة بمجموعــة ورة ال�ت ي ترهــن الســ�ي

بســياقاته التداوليــة، الــىتامــات اللغويــة )المعجــم، ف كراهــات، والل�ت مــن القيــود والإ

القامــوس، إلــخ(، والمعرفيــة والأخاقيــة.

ــه مــن جــم، ل ترتبــط بمســتوى بعين ي مــا ي�تإن الجــودة �ف

ــرف، ــب، وت ــب، وتقري ــل، وتعري ــن نق ــة، م ــة أو الجزئي ــدة الكلي ــة العدي جم مســتويات ال�تجميــة، وهيمنــة هــذا المظهــر أو ذاك. ورة ال�ت هــا مــن مظاهــر الســ�ي وتحقيــق، وتكييــف وغ�يي كل عمليــة ترجميــة: مبــدأ الدقــة، ومبــدأ

ف �ف ي تراعــي مبدأيــن أساســ�يإن الجــودة هــي تلــك الــىت

ي اســتعمال اللفــظ أو المصطلــح أو العبــارة المناســبة لســياق التلفــظ وســياق الشــمول. الدقــة �ف

ــار، والملفوظــات ــل المعــارف والأخب ي توصيجمــة دورهــا الأســاسي �ف التلقــي، بمــا يضمــن لل�ت

ــا ــا فيه ة، بم ــا�ش ــ�ي مب ة أو غ ــا�ش ــارات مب ــات، أو إش ــن تضمين ــا م ــا فيه ــكل م ــات ب والخطابمــن حرفيــة، ومجــاز، واســتناد إىل المعيــار وخــروج عنــه. وذلــك هــو التحــدي الحقيقــي الــذي ــي أو ــاؤه النوع ــه أو انتم ــا كان حجم ــا كيفم ــل نص ــا ينق ــق، إذ حينم ــم مدق ج ــه كل م�ت يواجهــة مــن ــح مكتوب ، تصب ف ــب مــن اليســار إىل اليمــ�ي ــات تكت ــه ل ينقــل مجــرد عام النمطــي، فإني تســتوعب الســياقات وتســتنطق منظومات

جمــة الحقيقيــة هــي الىت ف إىل اليســار. كا، ال�ت اليمــ�يهــا حســب نــوع القيــم، دينيــة أو فكريــة، فلســفية، علميــة وغ�يــن ــو م ــة ه ــذه الصف ــر به ــم الجدي ج ــم؛ فالم�ت ج ــص الم�ت النــة ــارئ اللغ ــه إىل ق ــدر، ليقدم ــص المص ــاق الن ــوص إىل أعم يغي

ــا �ف ــغ أص ــود( صي ــا مقص ــن عندن ــديد م ــه )التش ــدف وكأن الههــذه اللغــة؛ نقــول »كأنــه« إذ ليســت هنــاك ترجمــة خالصــة مئــة بالمئــة، هنــاك دائمــا قــدر مــن ذلــك »المــا ل نــدري«، و«الــذي ة، هنــاك ــارة جانكلفيتــش الشــه�ي ــكاد يكــون ل شــيئا« وفــق عب يجــم، لأن ي النــص الم�ت

، يظــل عالقــا �ف ف ء مــن اللســان�ي يدائمــا سش

، بلســان لــم يعــد هــو نفســه، وهــو ف الأمــر يتعلــق بلقــاء لســان�يبالتأكيــد ليــس اللســان المصــدر.

ــة، ــة ونحوي اكيــب وصيــغ �في ي اللغــة الهــدف، ب�تزخــي هــو مــا يغــىف ف ال�ب هــذا الحــ�ي

ي جــراء ذلــك، فــإن لغــات وبأغــراض وصــور ومجــازات جديــدة. فكمــا أن لغتنــا العربيــة تغتــىف

ء نفســه يي هــي الأخــرى بلغتنــا، بصورهــا ومجازاتهــا. إن الســعي إىل قــول الــ�ش

العالــم، تغتــىفجــم إىل ي تخصنــا، يبقــى هــو المثــال المأمــول، إذ كلمــا ســعى الم�ت

ي الحالــة الــىت، �ف ي بلســان عــر�ب

درجــة الكمــال بأقــى مــا اســتطاع إىل ذلــك ســبيا، فــإن الرابــح بالطبــع، ســيكون هــو القــارئ ضافــة ف ترجمــات تــروم الإ ، واللغــة العربيــة بــا ريــب. هــذا المســعى هــو الفــارق بــ�ي ي العــر�ب. وهــذا مظهــر مــن مظاهــر أخاقيــات هــذا النشــاط، النوعيــة وأخــرى غايتهــا الكســب ل غــ�ي

ملف العدد ي ي الوطن العر�ب

جمة �ف ال�ت

ال يمكن للترجمة أن تزدهر، حتى ولو توفرت لها كل اإلمكانيات،

في مجتمع يعاني من األمية بالدرجة األولى، ثم من انعدام

شهية القراءة

إن الفترة الذهبية المزعومة للترجمة العربية تتردد في

الكثير من األوساط التعليمية، بل وحتى المختصة، بيد أن المكتبة

العربية تكاد ال تضم بين رفوفها مؤلفات تناولت هذه الفترة

بالدراسة والتمحيص والتدقيق

Page 35: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٣٥

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــا، وهــو عنــد البعــض الآخــر علــم، عــى أن ســمة العلميــة ل الــذي قــد يســميه البعــض فني مجــال علمــي شــديد الدقــة، أخاقيــات،

ي لــكل ترجمــة، حــىت لــو كانــت �فتقــىي الجوهــر الفــىف

ي مدونــة أو أقنــوم، فإنــه مــن المتعــارف عليــه وإن لــم تكــن مقيــدة �ف

ــن ــدر ع ــص المص ــون الن ي ل تخــىت ــي ال ــليمة ه ــة الس جم ــون ال�ت ك

ــات وأهــداف ــا يخــدم غاي ــص الهــدف بم ي النقصــد، ول تتــرف �ف

هــي أبعــد عمــا تفرضــه الأمانــة العلميــة.

يطــاىلي قــد يقــول قائــل، إن كل ترجمــة خيانــة، عمــا بالقــول الإي عى

المأثــور، وإن كنــا ل نتفــق مــع إطاقيــة هــذا الحكــم، لأنــه ينبــىفي ســبق أن قلنــا بصددهــا أنهــا غــ�ي واردة

جمــة الكاملــة الــىت وهــم ال�تــة ــات التواصلي ي الملفوظ

ــة �ف ــت ممكن ــوص، وإن كان ــالت النص ي ح�ف

ــا ــار. إنن ــروم الإخب ي تــىت ــك ال ة، أو تل ف ــ�ي ــة الوج ــفهية أو المكتوب الش

ــي إىل ــة تنتم ــة أو أدبي ــة أو فكري ــات علمي ي تنصــب عــى مؤلفــىت ــات ال جم ــا ال�ت نســتحرف هن

، الــذي يكــون فيهــا للنــص أدبيتــه، ووروده العلمــي الــذي يفرضــه هــذا يمــدار التواصــل الثقــا�ف

ي أو ذاك. المقصــود هنــا إذن، بالأمانــة العلميــة تحــري الدقــة، والبتعــاد عــن بــدال المعــر�ف الإ

ام ــا هــي احــ�ت ــة، بم ــة الأخاقي ي الأمانــا نعــىف ــب. كم ــس والتغري كل أشــكال الغمــوض، واللب

ف للنــص المصــدر مــن حيــث مســتلزماته الخطابيــة، حســب مبــادئ الكــم، والكيــف، والتضمــ�يــه ــوى علي ــا احت ــمول، أي بم ــدأ الش ــق مب ــم وف ج ــص الم�ت ــم الن ــا، وتقدي ه ــاء وغ�ي والقتضــه، والحــال أن ــه ومرجعيات ــة، بهوامشــه وحواشــيه، بإحالت ــن فرعي ــس وعناوي ــوان رئي ــن عن مــا يســمى ــر الخارجــي الــرف، أي م جمــات ل تعــ�ي أي اهتمــام لهــذا المظه ــ�ي مــن ال�ت الكثــة جمــة العربي ــه ال�ت ــا عــى أن ــا معين ي تقــدم كتاب

ــىت جمــات ال ة هــي ال�ت ــ�ي ــات النــص، وكث عتبي الحقيقــة ســوى ترجمــة جزئيــة مــن الكتــاب، وهــذا العيــب

، بينمــا ليســت �ف يللكاتــب الفــا�ف

ــبيل ــى س ــا ع ــر هن ــه، أذك ــىي وصاحب ــص الأص ء إىل الن ــ�ي ــل ي ــط، ب ــي فق ــط المتلق ل يغالي الســاحة الثقافيــة العربيــة، بالنظــر إىل أصحابهــا،

ف كان لهمــا وقــع �ف المثــال ل الحــر، كتابــ�يي بهمــا كتــاب الفيلســوف التفكيــ�ي الفرنــ�ي الذائــع الصيــت جــاك دريــدا الموســوم بـــ

وأعــىفــات، ــن دراس ــرس م ي الفه

ــاء �ف ــا ج ــم كل م ــة ل تض ــة العربي جم ــاف«؛ فال�ت ــة والخت »الكتابي صــارت كتابــا مــن

«، والــىت يي دراســة واحــدة هــي: »الخطــاب الــروا�أ

والحالــة الثانيــة تتمثــل �فف ي الأصــل دراســة مفــردة مــن بــ�ي

ترجمــة محمــد بــرادة، وهــي �فف »جماليــة الرواية خمــس دراســات ضمهــا كتــاب ميخائيــل باختــ�ير ل مــن ال غــ�ي مــ�ب ف ف معــا، هنــاك اخــ�ت ي الحالتــ�ي

ونظريتهــا«، و�فجــم عــى الســواء. فــإذا كان التــرف طــال قبــل النــا�ش ول الم�تــن النصــوص ــه ع ــرء قول ــاذا يســع الم ــاب، فم ــن كت دراســات مي ل تســلم مــن حــذف وقلــب، وتأويــل، وتضليــل،

المفــردة، الــىتــة، رات الواهي ــ�ب ــواء، والم ــق الأه ــف وف ــدد وتختل ــع تتع بذرائــذيبه، ــم وتش ج ــص الم�ت ــى الن ــة ع ــة الرقاب ــل ممارس ــن قبي مــا، ــن، والأيديولوجي ــذوق والعــرق والدي ــه حســب ال ــل وتهذيب بة عــن نصــوص تتعــرض لمقــص الرقيــب، إمــا لأن والأمثلــة كثــ�يه النــص يحتــوي عــى كام بــذيء مــن منظــور المتلقــي ومعايــ�ي

هــا، أو لعجــز أمــام صعوبــات معجميــة، نحويــة، وباغيــة. القيميــة، الدينيــة والسياســية وغ�يجمــي ي المشــهد ال�ت

ســفاف هنــاك مشــاريع تعــد بارقــة أمــل �ف لكــن وســط هــذا التخبــط والإــم، ي الأم

ــا�ت ــن ب ــا ع ي تفصلنــىت ــة ال ــوة الحضاري ــ� اله ــف، وج ــدارك التخل ــاول ت ي تح ــر�ب الع

وأخــص بالذكــر مشــاريع رائــدة تقــدم الدعــم المطلــوب، مــن رعايــة النــدوات والمؤتمــرات، وع الطمــوح وع »كلمــة«، المــ�ش اث العالمــي، وعــى رأســها مــ�ش جمــة الــ�ت والتصــدي الفاعــل ل�ت

اث. ي للثقافــة والــ�ت الــذي ترعــاه هيئــة أبوظــىب

لكن وسط هذا التخبط واإلسفاف هناك مشاريع

تعد بارقة أمل في المشهد الترجمي العربي تحاول تدارك

التخلف

ملف العدد ي ي الوطن العر�ب

جمة �ف ال�ت

إن الجودة هي تلك التي تراعي مبدأين أساسين في

كل عملية ترجمية: مبدأ الدقة، ومبدأ الشمول

Page 36: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

بقلم : شوقي جالل

جم مري كاتب وم�ت

ارتبطت الترجمة في لبنان بموقف مناهض لسياسة التتريك، ومن ثم محاولة الحفاظ على اللغة العربية ضمانا لفصل

المنطقة ثقافيا عن تركيا، وهو الموقف الذي دعمه الغرب. وقدمت لبنان أعالما في الفكر العربي والترجمة؛ نذكر

منهم أمين المعلوف صاحب معجم الحيوان، والمعجم ر ويعقوب صروف الفلكي، ومعجم النبات. وكذلك فارس نماللذين أصدرا مجلة المقتطف، وتضمنت الكثير من الدراسات

المترجمة في سياق سياسة التنوير.

العرب والترجمةأزمة... أم موقف

ثقافي؟

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

Page 37: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

ــة ــم للنهض ــتقاىلي داع ــري واس ــي تنوي ــاط اجتماع ــة كنش جم ــة ال�ت ــن حرك لك، ويعــد الشــيخ رفاعــة رافــع ي عهــد محمــد عــىي

ي مــر �فوالتحديــث بــدأت �ف

جمــة، وبدعــم مــن الطهطــاوي إمــام التنويــر والعلمانيــة، إذ جعــل ال�توع قومــي اجتماعــي شــامل لجميع أنشــطة الســلطة، مؤسســة اجتماعيــة هدفهــا إنجــاز مــ�ش

ــات. ــوم والصناع ي العلــة �ف ــق نهض ــاة وتحقي الحي

ي ــا�ف ــر المع ــع أط ــل م ــر والتفاع ــر الآخ ــى فك ــامح ع ي التس

ــاح �ف ــة النفت ــق وحري حي ظــل

جمــة.. قضيــة خافيــة؛ وإشــكالية صعبــة �ف ف الثقافــات؛ أي ال�ت ي مــا بــ�يوالــدللت �ف

ي عبــارة »ثوابــت ي تعــ�ب عــن ذلــك بمقولــة تتكــرر عــى مســتوى التقديــس �ف

ثقافــة الكلمــة الــىتي المثــاىلي الحقيقــي

الثقافــة العربيــة«، إذ حســب هــذه النظــرة، الكلمــة هــي الوجــود الذهــىفــرد ــدىلي مط ــل ج ي تفاع

ــر �ف ــد للفك ــ�ي المول ــل والتغي ــاء الفع ــىف فض ــود بمع ــس الوج وليــى ــم أضح ــن ث ــدة. وم ــية خال ــيئة قدس ــل لمش ــداد وتج ــود امت ــة/ الوج ــور. والكلم ومتطي الحديــث عــن الثوابــت ورفــض التفاعــل الــذي يــؤدي

ة. ومــن هنــا يــأ�ت ف الخلــود قســمة ممــ�يإىل صــدع إطــار المعــىف والرؤيــة مــع كل جديــد.

ف ق الأوســط بعامــة، خطــ�ي ســامي، أو لنقــل تاريــخ الــ�ش ي والإ ي التاريــخ العــر�بونجــد �ف

جمــة مــن حيــث ي تمثــل فضــاء ال�تــىت ــق بهــذه المســألة ال ي مــا يتعل

ــن �ف ف متضادي ــ�ي متوازي. وهنــاك تاريخيــا ي

ــا، ومــن ثــم منتجهــا الثقــا�ف الموقــف منهــا وحدودهــا واســتثمارها مجتمعيــن عــدم ــة«، عــى الرغــم م ــة العربي ــت الثقاف ــاظ عــى »ثواب ــن يرفضــون بحجــة الحف متوافــق الآراء بشــأن تاريخيــة نشــوء وتطــور ومدلــول هــذه الثقافــة وثوابتهــا؛ وكذلــك بحجــة ــور ي والتط

ــىف ــوء التكوي ــث النش ــن حي ــامية م ــت أم إس ــة كان ــة عربي ــى الهوي ــاظ ع الحفــة ــة دينامي ــة حي ــة أم هوي ــة متخيل التاريخــي الجتماعــي sociogenesis، وهــل هــي هوي

رهــن الزمــان والمــكان.

ي المجتمع، جمــة ودورهــا �ف ســامي التماســا لفهــم ال�ت ي والإ وإذا عدنــا إىل التاريــخ العــر�ب

نــرى بوضــوح مظاهــر هــذا الــراع ونتائجــه، ثــم هزيمــة طــرف لحســاب طــرف آخــر ظــل لــه الفــوز والوليــة عــى الفكــر العــام حــىت الآن، ولــه تجلياتــه الماديــة المؤثــرة ومســئوليته

عمــا آل إليــه حالنــا.

ة اتســاع الرقعــة ــ�ت ــع ف ــا، م ي المنحــاز عقيدي ــم الخطــاب العــر�ب ــا، بحك ــة هن البدايســامية حينــا آخــر، إذ إنــه الجغرافيــة الحضاريــة الموصوفــة بالحضــارة العربيــة حينــا، والإمــع خــروج موجــة جديــدة مــن موجــات الهجــرة لســكان شــبه الجزيــرة العربيــة عــى إمــداد ــرة، ــبه الجزي ــراء ش ــار صح ــاق أو حص ــن نط ــة م ــة الحديث ــة الأركيولوجي ــة التاريخي الحقب

ســام. انطلــق المهاجــرون العــرب هــذه المــرة يحملــون عقيــدة بمســمى جديــد هــو الإ

ــعلة ــكت ش ــة أوش ــة عريق ــخ حضاري ــق ذات تواري ي مناطــة �ف ــم الهيمن ــت له وتحقق

بــداع والتجديــد، عــى النطفــاء فيهــا، أو لنقــل ذوت جــذوة الفعــل الحضــارة؛ أي الإبداعــي الحضــاري لأســباب عديــدة: ثقافيــة وتاريخيــة واقتصاديــة وسياســية وعســكرية... الإنجــازات ي داخلهــا، ولكنهــا تملــك تراثــا غنيــا مــن الإ

ي مــا بينهــا، و�فإلــخ. أنهكتهــا الراعــات �ف

ة... وعــرف التاريــخ مــدارس أو منــارات ف وقضايــا الفكــر والعقيــدة ذات الخصوصيــات الممــ�يي هــذه البلــدان، مثلمــا شــهد �اعــات وغــزوات متبادلــة.

للفكــر �ف

ي ــتان �ف ي خوزس

ــابور �ف ــة جنديس ــر، أكاديمي ــال ل الح ــبيل المث ــى س ــا، ع ــر هن ونذكــدارس ــر م ــا. ونذك ه ــة وغ�ي جم ــك وال�ت ــر والفل ــالت الفك ي مج

ــا �ف ــود علمائه ــارس وجه ف

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

و

Page 38: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٣٨

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي أو مــا ي العــر الهيليــىف

ســكندرية بتنــوع التجاهــات العقيديــة والفكريــة فيهــا، ســواء �ف الإ، والذي أنشــئت ي

قبلــه، حيــث كانــت مدرســة أو معبــد »بــر عنــخ« راقــودة المــري الفرعــو�فــة. ونذكــر ــد مــر الفرعوني ــة عــى غــراره. ناهيــك عــن معاب ســكندرية البطلمي مدرســة الإــق غري ــت لاإ ــات فيهــا. وكان لهي ــات والإ ــق ومــدارس الفكــر الفلســفي والرياضي غري ــاد الإ بق المتوســط ــك �ش ــر كذل ــد. ونذك ــة حــىت حــدود الهن ــع المنطق تعاماتهــم وغزواتهــم مي توهجــت فيهــا مــدارس فكريــة و�اعــات عقيديــة حــول المســيحية

وآســيا الوســطى الــىتي تنــوع خصــب، حيــث مــدارس النســاطرة. ونذكــر تاريــخ بابــل وآشــور وال�يــان ومراكــز

�فــة ــا فكري ــا قاع ــت جميعه ــت. وكان ف وأوغاري ــ�ي ــا ونصيب ــران والره ــا وح ي أنطاكي

ــر �ف الفكقليــم عــى اتســاعه، مثلمــا كانــت لهــا جميعهــا تفاعاتهــا ي الإ

وعقائديــة أثــرت بإشــعاعاتها �ف، بــل ومــادي، مثــل الفــرس ي

خــارج حــدود هــذه الأقاليــم. وكانــت لبعضهــا حضــور ثقــا�فوالرومــان داخــل شــبه الجزيــرة.

ضــم العــرب قطاعــات واســعة مــن هــذه البلــدان المنهكــة حضاريــا، وشــديدة التنــوع ســام. وخلــق فكريــا وعقيديــا تحــت رايــة ســلطة سياســية واحــدة تحمــل اســم عقيــدة الإــذه ف ه ــ�ي ــع ب ــي واس ــاق إقليم ــى نط ــد ع ــل جدي ــدة لتفاع ــة جدي ــد فرص ــع الجدي الواقــا ــد مكاني ــياق يمت ــر.. س ــد مغاي ــياق جدي ي س

ــل �ف ــابقة... تفاع ــة الس ــازات الحضاري نج الإغريــق. وكان الوضــع ق المتوســط ومــر والإ ف عــ�ب الهنــد وفــارس إىل �ش مــن حــدود الصــ�يف منشــطة لجســد واه ضعيــف، فبثــت الــروح والحميــة فيــه الجديــد أشــبه بحقنــة أدرينالــ�ي

... ف مــن جديــد، وآفــاق الجســد إىل حــ�ي

ي ظــل الســياق الجديــد وقضايــاه الجديــدة... وكانــت مرحلــة وتجلــت ثمــار التفاعــل �ف

لســتيعاب فكــر وافــد، وإيقــاظ فكــر مــوروث، وتفاعــل مــن منطلــق خصوصيــات ســابقة متنوعــة مــع رؤى وفكــر إســامي جديــد، وليــس بالغريــب، وإنمــا يمثــل نقلــة عــى امتــداد

قليمــي. ي تطورهــا الإمتصــل الأديــان �ف

ة أو عــر ة لــم تــدم طويــا، هــي فــ�ت وحقــق المأمــون حلمــه الــذي اســتهل بــه فــ�تــر ــذي أثم نجــاز ال . وهــذا هــو الإ ف ــ�ي ــر والفعــل الدنيوي ــل عــى الفك ــد ســلطان العق تأكيي الفلــك. واســتحق المأمــون مــن

ي العلــوم والرياضيــات و�في الفكــر الفلســفي و�ف

إبداعــات �فأجلــه أن يطلــق علمــاء الفلــك المعا�يــن لنــا اســمه عــى إحــدى فوهــات القمــر. وحلــم المأمــون وصياغتــه، والــذي جــاء تجليــا لنشــأته وبيئتــه، لــه دللــة ذات مغــزى، ســواء أكان ــه أرســطو، ي منام

ــه رأى �ف ــروى أن ــة عــن وعــي ظاهــر. وي ا عــن وعــي باطــن أم رواي ــ�ي تعبي

ــن �ف ــا حس ــم: »م ــه الحكي ــن؟« أجاب ــا الحس ــم... م ــا الحكي ــم الأول، وســأله: »أيه المعلالعقــل«...

ف ي ظلــت مقولــة فلســفية موضــوع جــدال وســجال بــ�يوهــذه هــي العبــارة ذاتهــا الــىت

ي ــدي إىل أن بلغــت ذروتهــا �ف ي الكن ــا الفيلســوف العــر�ب ي قاله

ــىت ــة وخصومهــم، وال ل ف المع�تــذي حــرر الحســن والعقــل والحــق مــن أي إنجــازات ــن رشــد ال فكــر فليســوف العقــل ابعقيديــة أو مرجعيــات دينيــة. وكان نمــوذج المأمــون إقامــة مركــز يعــىف بتعلــم المذهــب جمــة المعــارف ــت ب�ت ي عني

ــىت ي »جنديســابور« الــة الفارســية �ف العقــىي عــى غــرار الأكاديمي

ق الأقــى إىل اللغــة الفارســية. وانفتحــت نطيــة وعلــوم الــ�ش ف غريقيــة والرومانيــة والب�ي الإي ذلــك مــن كانــوا يســمون

ي تنوعهــم بمــن �فالأكاديميــة عــى مذاهــب المفكريــن والفاســفة �ف

الهراطقــة.

ــك، ي ذلــة �ف ــة. ول غراب ــت الحكم ــو بي ــداد ه ي بغ

ــا �ف ــا محاكي ــون نموذج ــأ المأم وأنش

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

Page 39: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٣٩

العدد )٨( - ٢٠١٥

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

Page 40: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــدة ــى بل ــا ع ــا والي ــاش حين ــية، وع ــه فارس ــون أم إذ إن المأمــة ــت الحكم ــح بي . وأصب ــارسي ــلطان الف ــة للس ــرو الخاضع مي بغــداد مؤسســة علمانيــة لمجتمــع قائــم عــى العقــل

�فبــداع. وأقــام المأمــون مرصديــن ومكتبــة. واشــتمل بيــت والإــا ــوم اللغــة والطبيعــة وم ي عل

ــة �ف ــج بحثي ــة عــى برام الحكمــة ــت الحكم ي بي

ــىف ــك. وع ــات والطــب والفل ــا والرياضي وراءهي جميــع

جمــة عــن العديــد مــن اللغــات و�ف ــة فائقــة بال�ت عنايي نهــم ل يعــرف حــدودا أو قيــودا، وعــرف التاريــخ

المعــارف �فــة، ــوارق عقيدي ــار لف ــم دون اعتب ــهود له ــام مش ــماء أع أس

ويمثــل إنتاجهــم الخصــب المتنــوع جهــدا مؤسســيا لفريــق ــكل معــىف الكلمــة. عمــل ب

ــب ــدد ناص ــلفي المتش ــوىلي – الس ــر الأص ــن الفك ولكــت الحكمــة العــداء، وخــاض معــارك باســم المأمــون وبيالمأمــون وعــات م�ش ضــد ي

الحــر�ف والتفســ�ي الديــن ــل ــتمرت، أن تنق ــو اس ــا، ل ــدرا له ي كان مق

ــىت ــة ال العلمانيق الأوســط إىل آفــاق حضاريــة رحبــة. وكان رائــد هــذه الــ�شي أيــام المأمــون هــو

الحركــة الســلفية المناهضــة للعقــل �فمام ي الإ

ي مجــال العقيــدة. والثــا�فمــام أحمــد بــن حنبــل �ف الإ

أبــو حامــد الغــزاىلي الــذي كان بفكــره معــول لهــدم العقــل ــك ــذ ذل الفلســفي. وانعقــدت للفكــر الســلفي الســيادة منالتاريــخ. وناحــظ أن هــذه المعــارك ل تلبــث أن تظهــر نشــطة دومــا معارضــة لــكل دعــوة للعقــل والعقانيــة

ــور. ــة والتط ــة العلمي والنهض

وعــى الرغــم مــن هــذا الــراع باســم المقــدس، ــة ــات علمي ــة وإبداع ــة متنوع ــارا فكري ــل ثم ــى التفاع أعطالعربيــة. ومــن أو ســامية الإ الحضــارة توجزهــا عبــارة ــا نجــد مــن يشــيد بهــذا العــر، عــى قــره، عجــب أنني زهــو باعتبــاره عــر ازدهــار؛ ونجــد مــن هــم عــى

�فــة ــي � وبداي ة ه ــ�ت ــذه الف ــرون أن ه ــض، وي ــرف نقي طــخ ــداد التاري ــى امت ــان ع ــان متوازيت ــان رؤيت ــة. وهات النكبحــىت اليــوم. والأمــر الجديــر بالبحــث والتفســ�ي هــو لمــاذا ي النهايــة دائمــا لأصحــاب التوجــه الســلفي.

الغلبــة تنعقــد �ف

ــد ــة، تؤك ــع هــذه المرحل ــا أن وقائ ــا هن ــذي يعنين والي تزاوج

جمــة كانــت إحــدى آليــات هــذه النهضــة �ف لنــا أن ال�تف جديديــن؛ مــع واقــع ينبــض بحيــاة فكــر وفعــل اجتماعيــ�يواقــع تربطــه عاقــة رحــم بالســابق عــى تنوعــه، وعاقــة

نســب بقضايــا الحــا�ف الجديــد آنــذاك.

انكفــاء لحالــة ي بعدهــا العــر�ب العقــل واستســلم ي ظــل

بــداع �ف ي انطفــأت جــذوة الإووهــن حضــاري... أعــىف

ســيادة نظــم حكــم عاطلــة مــن ثقافــة الفعــل الجتماعــي

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

حقق المأمون حلمه الذي استهل به فترة لم تدم طويال،

هي فترة أو عصر تأكيد سلطان العقل على الفكر والفعل

الدنيويين

Page 41: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــادت ــاري، وس ــر الحض ــاء والتطوي ــي والنتم بداع ــل الإ والعقمقولــة »كل مســتحدث بدعــة، وكل بدعــة ضالــة، وكل ضالــة

ــار«. ي الن�ف

ــروف ــ�ت ظ ــاري إىل أن تي ــن الحض ــر الوه ــد ع وامتتفاعــل جديــدة مــع مــا اصطلــح عــى تســميته الحضــارة التفســ�ي الغــرب. وبعيــدا عــن اختافــات الحديثــة – أي ، ف ــ�ي ــن موقع ــث م ــر الحدي ي الع

ــة �ف جم ــدأت ال�ت ــول، ب أقي

ــر... و�ف ي مــور... �ف ــأة والتط ــة للنش ــبابه الخاص ــكل أس ول

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

انطفأت جذوة اإلبداع في ظل سيادة نظم حكم عاطلة،

وسادت مقولة »كل مستحدث بدعة، وكل بدعة ضاللة، وكل

ضاللة في النار«.

Page 42: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

. يــا�ف ــم العثم ــاء الحك ــان أثن ــل لبن ــان أو جب ــة لبن مترفي

ــان بموقــف مناهــض لسياســة ي لبنــة �ف جم وارتبطــت ال�ت

ــة ــة العربي ــى اللغ ــاظ ع ــة الحف ــم محاول ــن ث ــك، وم ي الت�تــف ــو الموق ــا، وه ــن تركي ــا ع ــة ثقافي ــل المنطق ــا لفص ضماني ي الفكــر العــر�ب

الــذي دعمــه الغــرب. وقدمــت لبنــان أعامــا �فف المعلــوف صاحــب معجــم جمــة؛ نذكــر منهــم أمــ�ي وال�تالنبــات. وكذلــك ، ومعجــم الفلــ�ي الحيــوان، والمعجــم ــر ويعقــوب �وف اللذيــن أصــدرا مجلــة المقتطف، فــارس نمي ســياق سياســة

جمــة �ف وتضمنــت الكثــ�ي مــن الدراســات الم�تــر. التنوي

جمــة كنشــاط اجتماعــي تنويــري ولكــن حركــة ال�تي

ي مــر �فواســتقاىلي داعــم للنهضــة والتحديــث، بــدأت �ف

، ويعــد الشــيخ رفاعــة رافــع الطهطــاوي عهــد محمــد عــىيــم ــة، وبدع جم ــل ال�ت ــة، إذ جع ــر والعلماني ــام التنوي إموع مــن الســلطة، مؤسســة اجتماعيــة هدفهــا إنجــاز مــ�شقومــي اجتماعــي شــامل لجميــع أنشــطة الحيــاة وتحقيــق

ــات. ــوم والصناع ي العلنهضــة �ف

ي العــر الحديــث للعالــم جمــة �ف بــدأ تاريــخ ال�ت

ــاط ــ�ش نش ــن. وتع ــن المركزي ــن هذي ــا م ، انطاق ي ــر�ب العالنهضــة جهــود أصابــت بعدمــا انحــ� أو جمــة ال�ت، والنظــم ي انتكاســة بســبب الــدور الســتعماري الغــر�بــا دون ــت دائم ي حال

ــىت ــة ال ــتبدادية المحلي ــة الس الحاكمف يــدي شــعب واع أن تكــون قضيــة الوطــن أمانــة بــ�يوبــدأت بحريــة... إدارة شــئون مجتمعــه ي

�ف ومشــارك ــن ي ــرن الع�ش ــع الق ــع مطل ــة م جم ــدة لل�ت ــوة جدي صحقريــن صحــوة اجتماعيــة وسياســية للمطالبــة بالســتقال. جمــة ، كمــا نشــأت مؤسســة لل�ت ي وبــرز أعــام للفكــر العــر�بي إطــار رؤيــة قوميــة لتحصيــل علــوم الحداثــة

والتنويــر �فــرب. ــار الغ ــة وازده ــاس نهض ــي أس ي ه

ــىت ال

ــتقال ــر اس ــميه ع ــن أن نس ــا يمك ــة م ــع بداي وممنتصــف ي

�ف جديــدة دول ونشــوء العربيــة الكيانــات ي

جمــة �ف ــن، ظهــرت مراكــز ومؤسســات لل�ت ي القــرن الع�شــراق ــوريا والع ــت وس ي الكوي

: �ف ف ــابق�ي ــن الس ــ�ي المركزي غي وقطــر. ي وأبــو ظــىب ي د�ب

ا �ف والســعودية وأخــ�ي

جمــة. وأبــدت الجامعــة العربيــة اهتمامهــا بــدور ال�تودعــت، بنــاء عــى مبــادرة مــن عميــد الأدب الراحــل عــداد جمــة لإ ، إىل إنشــاء مؤسســة عربيــة لل�ت ف طــه حســ�ي. ولكنــه لــم يتحقــق مــن هــذا كلــه ســوى إقامة ف جمــ�ي الم�تجمــة الــذي أقيــم منــذ بضــع ي لل�ت المعهــد العــاىلي العــر�ب

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

الغالبية العظمى من الكتب المترجمة، ال تربطنا بما يسمى

Basic العلوم األساسيةSciences التي هي دعامة

البناء الحضاري وحصاد جهود البحث والتطوير والمنافسة.

Page 43: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

ف يؤرقهــم جمــ�ي ي تخريــج م�تع �ف ي طــور التجربــة. و�ش

ي الجزائــر، ول يــزال �فســنوات فقــط �ف

ي أن جهدهــم التعليمي جم؟ أعــىف جم، ولمــن ن�ت جــم، ولمــاذا ن�ت ســؤال: مــاذا عســانا أن ن�ت

، وأمامهــم العالم ي وع قومي محــىي أو عــر�ب ن بمــ�ش غــ�ي مقــ�تي عاطــل مــن هــدف نهضــوي. العــر�ب

جمــة معــىف هــذا أن هنــاك إدراكا عربيــا رســميا لــدور ال�تــف ــري للموق دراك النظ ــدود الإ ي ح

ــن �ف ــا، ولك ي وضعهــد�ف وت

دون أن يصدقــه ســلوك عمــىي ووعــي قومــي... ولهــذا نــرى ــة، ــد الأرض العربي ــرة عــى صعي ــؤرا متناث ــة ب جم نشــاط ال�تــات أو ــز أو منظم ــودا شــكلية لمراك ــه جه ــن كون ول يخــرج ع

. ي حقيقتهــا مجــرد دور نــ�شمؤسســات هــي �ف

الترجمة في التاريخ العربي موقف ثقافي اجتماعي سلبي

من المعرفة إنتاجا وإبداعا وتحصيال واستثمارا

Page 44: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

44

العدد )٨( - ٢٠١٥

: ي ما يليجمة �ف ي الراهن لل�ت ويمكن أن نلخص حقيقة الوضع العر�ب

أكــ�ش البلــدان العربيــة حديثــة العهــد بنشــاط إصــدار الكتــب تأليفــا وترجمــة؛ بــل إن هنــاك بلدانــا ليــس لهــا اســم عــى خريطــة صناعــة

الكتــب.

ــدان ــا إىل البل ي قياســد�ف ــد الت ــة أش ــم متدني ــث الك ــن حي ــة م جم ال�ت

نســان ــات حضــارة العــر والنهضــة بالإ الأخــرى وقياســا إىل مقتضيــن. وبالوط

ــا هــي نشــاط فــردي، ــا ومحدوديته جمــة عــى الرغــم مــن تدنيه ال�تحــىت وإن صــدرت باســم مؤسســة مــا هنــا أو هنــاك؛ إذ هــي جهــد متبايــن التوجهــات ممــا يعكــس غيــاب رؤيــة وخطــة عربيــة عامــة أو

ــه وتمثــل اســتجابة لهــا. محليــة، تعــي مقومــات العــر وتحديات

صــدارات عــى جــم أقــل مــن 10% مــن إجمــاىلي الإ نســبة الكتــاب الم�تــدارات ص ــبة إىل الإ ــف بالنس ي الأل

ــة �ف ــي أربع ، وه ي ــر�ب ــتوى الع المسجمــة عالميــا ســنويا، بينمــا نســبة عــدد العــرب إىل العالــم واحــد الم�تي العالــم

جمــة �ف ي كتابنــا »ال�تنــا �ف يــن. وســبق أن أ�ش عــى أربعــة وع�ش

بيــة تــه منظمــة ال�ت : الواقــع والتحــدي« مــا ســبق أن ن�ش ي العــر�بي كتابهــا الصــادر

والثقافــة والعلــوم التابعــة للجامعــة العربيــة �فــذ ــة من جمــة إىل العربي عــام 1996 مــن أن إجمــاىلي عــدد الكتــب الم�تة عهــد خالــد بــن يزيــد حــىت عــام إصــدار الكتــاب، ل يتجــاوز عــ�شي عــام واحــد مــن

آلف عنــوان، وهــي ذات عــدد إصــدارات إســبانيا �فــة. جم ــب الم�ت الكت

ــمى ــا يس ــا بم ــة، ل تربطن جم ــب الم�ت ــن الكت ــى م ــة العظم الغالبيالبنــاء دعامــة هــي ي

الــىت Basic Sciences الأساســية العلــوم الحضــاري وحصــاد جهــود البحــث والتطويــر والمنافســة. ولكــن ــل ــة، مث ــوم تطبيقي ــي عل ــة ه ــب العلمي ــف بالكت ــا يوص ــة م غالبيــه ــن توج ــم ع ج ــاب الم�ت ــف الكت ــا. ول يكش ــوب مث ــاح الحاس إصي

مجتمعــي ماكــرو.. أي توجــه كىي وشــامل لحركــة مجتمعيــة ناهضــة �فاتجــاه العــر. والقليــل النــادر الــذي يهــدف إىل صــوغ ذهنيــة علميــة

ــة. ــة نقدي إبداعي

ف ، وبــ�ي ي ف بلــدان ومثقفــي العالــم العــر�ب ثمــة حاجــز فاصــل كثيــف بــ�ياد إصــدارات العالــم المتقــدم لأســباب ثقافيــة؛ فضــا عــن أن اســت�يــة ــات العربي ــى أن المجتمع ــاوة ع ــذا ع ــردي، ه ــد ف ــاب جه الكتموزعــة كل تحــت ســيادة لغــة أجنبيــة هــي لغــة المســتعمر الســابق، ي مشــكلة

ممــا يجعــل كا منهــا خاضعــة لرؤيــة ثقافيــة منحــازة. وتعــا�ف

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

Page 45: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

ــب ــا، عــى الرغــم مــن وجــود »مكت ــة عربي ــد المصطلحــات العلمي توحيي الربــاط التابــع لجامعــة الــدول العربيــة.

تنســيق التعريــب« �ف

جمــات صــادر عــن دور نــ�ش لحســاب هيئــات ومراكــز قــدر كبــ�ي مــن ال�تدبلوماســية أجنبيــة. ولذلــك، فإنهــا تعكــس رؤاهــا ومصلحتهــا، ومــن هنــا ــن ــا م ــة«، بمعــىف أن تصــدر انطاق جم ــب ال�ت ــا إىل »تعري جــاءت دعوتن

رؤيــة عربيــة نهضويــة خالصــة.

الحــا�ف قــة عــن ببليوجرافيــة شــاملة ومحق الفتقــار إىل إحصــاءات ي

ي افتقــار المجتمــع إىل ذاكــرة تســجل نشــاطه الثقــا�فوالتاريــخ.. ممــا يعــىف

ــة. ــة الأصولي ــة الديني ــرة الثقاف ــس ذاك ــى عك ــذا ع ــة... ه جم ــك ال�ت ي ذلــا �ف بم

ف العــرب وتخصصاتهــم وإنجازاتهــم، عــى الرغــم جمــ�ي غيــاب دليــل للم�تــة والثقافــة والعلــوم أصــدرت دليــا إل بي ــة لل�ت مــن أن المنظمــة العربي

أنــه قــا� ومعيــب.

اء المجيديــن... ويعكــس هــذا ف الخــ�ب جمــ�ي غيــاب جيــل جديــد مــن الم�تا عــن غيــاب الجهــد النهضــوي. فقــر الثقافــة وقصــور التعليــم تعبــ�ي

جمــات – دراســة بنــاء عــى منهــج المباحث غيــاب الدراســة التحليليــة للم�توبولوجيــا... إلــخ، العلميــة المتداخلــة: تاريــخ وعلــم نفــس واجتمــاع وأن�شي مــن حيــث الكــم

لتحليــل الموضــوع وتحليــل الأســباب... أســباب التــد�فوالكيــف دون القتصــار عــى إحصــاءات كميــة وأرقــام مجــردة. هــذا إذا ــا أن نعــرف أنفســنا ونفكــر عــ�ب الحقيقــة وإن كانــت مؤلمــة، تأكيــدا أردنــوع، ــل الموض ــة تحلي ــان أن دارس ــن البي ي ع

ــىف . وغ ــ�ي ــى التغي ــا ع لعزمنــزف ــا نع ــا وأيه ــى باهتمامن ــة تحظ ــروع المعرف ــن أي ف ــف ع ــوف تكش ســة ــا الثقافي ي حياتن

ــي �ف ي الحقيقــر�ف ــور المع ــه القص ــم وج ــن ث ــا، وم عنه

ان ــ�ت ــك اق ــة، وكذل ــة غالب ــة مجتمعي ــا بثقاف ــك تاريخي ــاط ذل ــدى ارتب ومي العلمــي.

ــا المعــر�ف ذلــك بتخلفن

ــة جم ــاط ال�ت ــور نش ــل وعص ــة لمراح ــة المقارن ــة التحليلي ــاب الدراس غيــات ــو بفت ــىت ل نزه ــرى، ح ــات الأخ ــع المجتمع ــة م ــا، والمقارن ي حياتن

�فنجــازات الفكريــة العلميــة. ويكفــي أن نعــرف أن العالــم وقشــور الإينفــق أكــ�ش مــن خمســمائة بليــون دولر ســنويا عــى البحــوث والتطويــر. ــة ف 2 و3 بالمئ ــ�ي ــدول المتقدمــة تنفــق ســنويا مــا ب ــر أن ال ــر بالذك وجديــ�ي ــالت غ ي المج

ــي �ف ــث العلم ــى البح ــي ع ــل القوم ــاىلي الدخ ــن إجم مف 0.2 و0.5 بالمئــة مــن العســكرية، وبينمــا تنفــق البلــدان العربيــة مــا بــ�ياب غالبيــة العلمــاء العــرب ي اغــ�ت

دخلهــا. ويتجــى فقــر البحــث العلمــي �فــم. ــارج أوطانه خ

Page 46: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

46

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي الأول ــر العــر�ب ــه التقري ــا أن نلقــي نظــرة عــى خاصــة مــا انتهــى إلي ــا هن وحــري بني لعــام 2007، إذ يؤكــد أن المنــاخ ي العــر�ب

للتنميــة الثقافيــة، والــذي يعــرض الحصــاد الثقــا�فالســياسي المتســم بالســتبداد والقهــر وغيــاب الحريــات أدى إىل انتعــاش الظاميــة والأصوليــة والتطــرف. ونعــرف أنــه منــاخ ممتــد عــى مــدى قــرون. وطبيعــي أنــه مســئول ــراءة ــام بالق ــن الهتم ــم، وع ــل العل ــة تحصي ــن ثقاف ي ع ــر�ب ــان الع نس ــراف الإ ــن ان عي مجــال النــ�ش تأليفــا وترجمــة.

، وهــو مــا يتجــى �ف العلميــة والبحــث والعجــز عــن التغيــ�يي تأليفــا وترجمــة، وقصــوره الشــديد، ي النــ�ش العــر�ب

ي الأول إىل تــد�ف ويشــ�ي التقريــر العــر�بــة. ــة والأدبي ــة الكتــب الديني ــاول علومــا أساســية، وغلب ــذي تن ــاب ال ــدرة الكت ون

ــم ي العالــة �ف جم ــا »ال�ت ي كتابن

ــا �ف ــن عــ�ش ســنوات، أن عرضن ــ�ش م ــذ أك ــا، من وســبق لني تؤكــد

... الواقــع والتحــدي »إصــدار المجلــس الأعــى للثقافــة – القاهــرة رؤيتنــا الــىت ي العــر�بف ى عــدد مــن المثقفــ�ي ذلــك عــى أســاس مــن دراســة تحليليــة وإحصائيــة. ولكــن لاأســف، انــ�بالذيــن فزعــوا مــن هــول الصدمــة وحرصــوا عــى الدفــاع الأعمــى عــن النظــم الحاكمــة وعــن ي الإحصائيــات عــن غــ�ي علــم... ونحــن

ي الرؤيــة و�في التشــكيك �ف

عــوا �ف . و�ش د ف مــ�ت واقــع مهــ�يفم منهــج »التفكــ�ي عــ�ب الحقيقــة«. لــن نخطــو خطــوة واحــدة إىل أمــام مــا لــم نلــ�ت

ي ي اجتماعــي ســلىبي موقــف ثقــا�ف ي التاريــخ العــر�ب

جمــة �ف بعــد هــذا، أقــول إجمــال ال�تي

مــن المعرفــة إنتاجــا وإبداعــا وتحصيــا واســتثمارا. إن منــاط الأمــل ومحــور الجــذب �في أفقرهــا ورســخ واقعهــا البائــس الســتبداد والجمــود والتخلــف

ثقافتنــا الجتماعيــة الــىتــا ن ــتقيم وخ�ي ــا المس ــذا �اطن ي ه

ــرى �ف ــوي، ون ــد�ف دون الدني ــم ل ــل عل ــو تحصي هالأعظــم.

: ف ط�ي جمة ال يكون إال برسش ولهذا، فإن النهوض بال�تعقــد العــزم المجتمعــي عــى إنجــاز نهضــة شــاملة لــكل مجــالت النشــاط

ي ي عقــا�ف

ي المجتمــع مــن سياســة وإدارة وتعليــم وتأويــل واجتهــاد ديــىفوالحيــاة �ف

ي ي البحــث والتفكــ�ي �ف

حــر، وبحــث علمــي دون قيــود مــن خــارج المنهــج العلمــي �فتناســب مــع تحديــات ومقتضيــات حضــارة العــر.

ــة ــة علمي ي إطــار رؤيي �ف نســان العــر�ب ــة لاإ ــة الذهني ــم البني ــادة تنظي ــة إع أولوي

ــ�ي ــي والتغي ــل الجتماع ــة الفع ــيخ ثقاف ــا، وترس ــا وتاريخ ــا راهن ــة لواقعن نقديــاء ي تعــدده... والهــدف بن

ــي �ف ــر العالم ــاح عــى الفك ــة، والنفت ي حريــوع �ف والتن

ــة ــد. وهــذا هــو الواجــب الأول لأي ــع جدي ــد ومجتم نســان جدي ــد لإ ــل جدي عقمؤسســة أو وزارة معنيــة بالثقافــة الحقــة ل الثقافــة الحتفاليــة... ولكنــه واجــب

ــاب الحاجــة الملحــة إىل النهضــة. ــن الوعــي غي ــب ع غائ

ــة، جم ــن ال�ت ــرب م ــف الع ــة وموق جم ــوع ال�ت ــة بموض ــا الصل ــان وثيقت ــت نقطت بقيي

وهاتــان النقطتــان موضــوع دراســة جــادة متطــورة عــى الصعيــد العالمــي بــدأت �فيــن. العقديــن الأخ�ي

جمــة مــن وإىل العربيــة مــع دراســة مقارنــة ي لل�تأوال: دراســة المنتــج أو العائــد الثقــا�ف

جمــة، وكــذا مقارنــة مــع المجتمعــات الأخــرى. ف مراحــل وعصــور نشــاط ال�ت ي الزمــان بــ�ي�ف

تفتقــر البلــدان العربيــة لمثــل هــذه الدارســة، عــى الرغــم مــن أنهــا تحظــى باهتمــام ي والمراجعــة لــكل تــراث التنويــر. ي الأورو�ب واســع مــع بدايــة مرحلــة نهايــة الســتعمار الغــر�ب

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

Page 47: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

self-reflexiveness ــمى ــا يس ــدي أو م ــر نق ــنا بفك ــود إىل أنفس ــب أن نع ــو واج ــم ه وكجمــة وطبيعــة الحصــاد عــى الرغــم ي ال�ت

ــد�ف ــداد التاريخــي، ونــدرس أســباب ت عــى المتمــن تدنيــه، والأثــر الناتــج عنــه، أو عــن توظيــف واســتثمار هــذا الحصــاد. ونــدرس كيــف ــى ــك ع ــكاس ذل ــان، وانع ي الأذه

ــه �ف ــم عن ج ــذي ن�ت ــر ال ــورة الآخ ــات ص جم ــت ال�ت صاغــون الحصــاد ــل ليك ــف جــرى التفاع ــام أنفســنا، وكي ــا أم ــف صاغــت صورتن ســلوكنا؟ وكيف ــة إزاء الآخــر، أو ترســيخا لشــعور نرجــ�ي بالتفــوق الزائــف حــ�ي تعميقــا لشــعور بالدونيي

نزهــو بالســلف دون أنفســنا وجهودنــا، أو عزمــا عــى التحــدي عــى أســاس مــن النديــة �فجــم وثقافــة جمــة هــي م�ت إطــار مقارنــة مــع المجتمعــات الأخــرى. هــذا مــع إيمــان بــأن ال�ت ، ي

ك، ونقــد عقــا�ف ــة نحــو هــدف مشــ�ت ــة حركي ــارئ ومجتمــع داعــم، ودينامي ــاب وق وكتي واستكشــاف

ي ســبيل نهــم معــر�فــرة �ف ي النقــد، ومغام

ي التلقــي و�فــة �ف وتســامح وموضوعي

ــة ــة غائب ــة نقدي ــا� ودراســتها دراســة تحليلي للمجهــول. ولكــن مــن أســف أن هــذه العنتمامــا.

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

Page 48: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــكا ي أمريي المســتعمرات الســابقة �ف

ف �ف ــا أن هنــاك جهــودا للباحثــ�ي ــر بالذكــر هن وجديق آســيا، ومثــال ذلــك فريــق مــن ي الهنــد وعــدد مــن بلــدان جنــوب و�ش

الاتينيــة و�في مجــال الدراســات

ف الهنــود اســتحدث خــال الثمانينيــات فضــاء معرفيــا جديــدا �ف الباحثــ�يSub- » ف ف أو التابعــ�ي التاريخيــة الهنديــة، ويحمــل الفريــق اســم »فريــق دراســات المهمشــ�يــن . والهــدف م ي

ــو غرامــ�ش يطــاىلي أنطوني ــر الإ ــن المفك altern Studies والســم مأخــوذ عف الــذات والآخــر خاصــة وراء اســتحداث هــذا الفريــق هــو نقــد العاقــات غــ�ي المتوازنــة بــ�ية الســتعمار، وكيــف صــاغ الغــرب أيديولوجيــا صــورة الآخــر )الغــرب( مــن خــال خــال فــ�تثقافتــه المنقولــة إىل مثقفــي الهنــد، واصطنــع الغــرب صــورة شــائهة عــن المجتمــع الهندي، ي كل

يثبتهــا الباحثــون الغربيــون خــارج إطــار الزمــان والمــكان، وكأنهــا هــي الهنــد دائمــا �فــخ إىل أن ي مجــال التاري

ــوا �ف ــدة. وذهب ي مجــالت بحــث عديــكان. وتجــىي هــذا �ف ــان وم زم

ــا هــو ــة، وإنم قي ــد ال�ش ــة الهن ك ــخ �ش ــا صــور الغــرب، هــو تاري ــس كم ــد، لي ــخ الهن تاريفعاليــة و�اع عامــة الهنــود عــى مــدى التاريــخ لبنــاء الــذات والحفــاظ عــى هويتهــم.

وجــاء ميــاد هــذا النهــج تحديــدا بعــد الحــرب العالميــة الثانيــة، ومراجعــة الشــباب ف ف متعاقبتــ�ي ي أدت إىل اكتــواء مجتمعاتهــم بويــات حربــ�ي

ي لتاريخــه وانحيازاتــه الــىت الأورو�بنــت هــذه المراجعــة باســتقال المســتعمرات الســابقة. وتوافقــت آراء . واق�ت ف مدمرتــ�يورة تصحيــح الرؤيــة ورفــض هيمنــة ثقافــة الغالــب، وتأكيــد ف هنــا وهنــاك عــى �ف المثقفــ�ي

ي تكافــؤ نــدي. اف بخصوصيــة ثقافــة الأنــا والآخــر �ف نســبية الثقافــة والعــ�ت

ي الأمانــة أن نذكــر أن مــر الحضــارة والتاريــخ، كانــت تنبعــث دائمــا حيــة مــن وتقتــىف

ــدى مثقفيهــا وعلمائهــا خــال مراحــل النضــال التماســا للنهضــة، ولكــن ل ــد عــى أي جديي أو مســتبد محــىي تلبــث أن تخبــو مــع انحســار زخــم حركــة النهضــة وطغيــان حاكــم أجنــىب

أو هيمنــة أيديولوجيــا ســلفية.

ــارف ــل المع ــة نق ــخ لآلي ــر الراس ــدى الأث ــح م ــال يوض ــا مث ــر هن ــا أن نذك ــري بن وحي انحيــاز أيديولوجــي، أو لنقــل صــورة الأنــا والآخــر

مــن الغــرب واصطنــاع صــورة الآخــر �في »أثينــا إفريقيــة . ذلــك أنــه عنــد مناقشــة ترجمــة كتــا�ب ف ف نقيضــ�ي ق( كوجهــ�ي )الغــرب والــ�شي

ــدوة �ف ي نــس �ف ــورج جيم ــف ج ــ�وق« تألي اث الم ــ�ت ــال؛ و«ال ــن برن ــف مارت ــوداء« تألي س

ف كانــوا أعجــز مــن أن المجلــس الأعــى للثقافــة بالقاهــرة، وضــح أن عــددا مــن الأكاديميــ�ييستســيغوا أو يتحــرروا مــن الأطــر المعرفيــة الغربيــة المنقولــة عــن الغــرب، واغتــذوا عليهــا ي ظــل الســتعمار. والغريــب أن هــذه هــي الأطــر ذاتهــا

ة دراســتهم الأكاديميــة �ف خــال فــ�تي الدراســات والمراجعــات النقديــة

ف �ف ف الغربيــ�ي ي تخــى عنهــا وأدانهــا كثــ�ي مــن الباحثــ�يالــىت

ي الســبعينيات. ي راجــت مــع وبعــد ثــورة الشــباب �ف

الــىت

ــة أو ــورة المعرف ــر ث ــة أو ع ــر العولم ي عــة �ف جم ــي ال�ت ــة ه ــة الثاني ــا: النقط ثاني

ي إطــار �اع الوجــود تأسيســا ــة �ف جم ــك ال�ت ــا شــئنا، وكذل ــورة التصــالت أو لنســمها م ث

ف المجتمعــات ضمانــا للســبق الحضــاري والمنعــة الحضاريــة وليــس ي مــا بــ�يعــى المعرفــة �ف

ــى ي عــر�ف ــل المع ــات التواص ــم آلي ــن أه ــة م جم ــان أن ال�ت ــن البي ي ع

ــىف ــاء. وغ ــرد البق مج. وأصبــح واضحــا أن هــذا العــر بــكل مســمياته يحمــل طاقــة وقــدرة ي الصعيــد الكوكــىبي ثقافــات الشــعوب جميعهــا مــن خــال كثافــة التواصــل

ــا �ف ــ�ي جذري ــ�ي والتغي عــى التأثي اتجــاه واحــد عــى الرغــم مــن قيــود

ا وبــا حــدود، حــىت وإن ســار �ف الــذي أصبــح يســ�يالســتبداد. وطبيعــي أنــه تواصــل ليــس قــا�ا عــى اللغــة الشــفاهية واللغــة المكتوبــة، بل ي ميديــا«، وعــ�ب المعــارض

عــام المتعــددة »المالــىت تواصــل ســمعبري وعــ�ب وســائط الإي التلقــي، وتطمــح بلــدان

جمــة هنــا لهــا دور واضــح �ف والمتاحــف والســياحة والهجــرة. وال�ت

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

Page 49: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

إىل أن تحقــق لنفســها الهيمنــة عــى الآخــر عــن بعــد مــن خــال صياغــة عقــول وأطــر معرفة الآخــر وضمــان الســيادة لثقافتهــا واحتــكار المعلومــات، وشــغل موقــع المرجــع والمصــدر للمعلومــات والمعــارف؛ أي أن تكــون هــي بنــك معلومــات العالــم. وهــذا مــا تحــرص عليــه ي الوليــات المتحــدة مــن خــال الشــبكات الفضائيــة. وســؤالنا: تــرى مــا هــو الموقــف العــر�بي إعــادة تشــكيل الثقافــات وإعــادة

ي هــذه المجــالت إرســال واســتقبال... أي �فجمــة �ف مــن ال�ت

تشــكل الهويــة؟

ــاوض ــا يســمى فضــاء التف ي نطــاق مــاز �ف ــي بامتي ــة الآن هــي الوســيط العالم جم ال�ت

ــد ي Global Intercultural Negotiation وتزاي ــد الكوكــىب ف الثقافــات عــى الصعي ــ�ي ــا ب ي م�ف

الهتمــام بحــدة لــدى الغــرب بعــد أحــداث الحــادي عــ�ش مــن ســبتم�ب )أيلــول( لفهــم جمــة ... وال�ت ي ي غــر�ب

ي إطــار معــر�فثقافــة/ فكــر المنطقــة العربيــة. وتجــري دراســات الغــرب �ف

ــا لــدى الآخــر؟ ورة حيويــة. ولكــن الســؤال: مــا الــذي يصنــع صــورة الأن النقديــة هنــا �فج�ي تــرك العــرب للغــرب مهمــة صناعــة الصــورة وتــواروا خلف عبــارة تدغــدغ الوجــدان ال�فر هللا لنــا الغــرب...« وهــذا خطــأ فــادح.. الســقيم، قالهــا شــيخ ذائــع الصيــت: »لقــد ســخ، وانكفــأوا عــى تــراث قديــم خــارج العــر، فكانــت ي

وانســحب الأصوليــون ولذوا بالمــا�في رفــض التعدديــة والتنــوع والتطــور

نرجســية مرضيــة... وهــذا خطــأ فــادح آخــر يتجــى �فاث الــذي ووأد للعقــل العلمــي الحــر... عــى الرغــم مــن أن هــذه بعــض خصائــص الــ�ت

يجهلونــه....

جمــة أحــد جناحــي النهضــة لاســتيعاب النهــم واقتنــاص معــارف الآخــر. والجنــاح ال�تي مجــال الفعــل والفكر. وهــذان الجناحــان ل يحلقــان بالمجتمع

ي �فبــداع الــذا�ت ي هــو الإ

الثــا�ف ... ي منــاخ مــن الحريــة والديمقراطيــة وثقافــة الفعــل والتغي�ي

إل �ف

ــات مــع أنفســنا لفهــم وتغيــ�ي ــات.. تحدي الطريــق إىل المســتقبل مشــحون بالتحديــات حضــارة العــر... ي ضــوء مقتضي

ــات مــع الآخــر �ف ــا... وتحدي ــا وتاريخي أنفســنا ثقافيي

ي الفهــم و�فام نهــج علمــي �ف ف وإن لــم نقــارن لــن نفهــم... وإن لــم نعقــد العــزم عــى الــ�ت

مواجهــة التحديــات لــن نخطــو أبــدا إىل أمــام....

ونعود لنسأل:

أين العرب من كل هذا....؟!!!

ملف العدد جمة العرب وال�ت

؟ يأزمة... أم موقف ثقا�ف

Page 50: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٥٠

العدد )٨( - ٢٠١٥

حوار الملف ي محمد الصغ�ي جنجار وبولوجي المغر�ب مع الأن�ش

األنثروبولوجي المغربي محمد الصغير جنجار لـ

»ذوات«:الترجمة ما تزال نشاطا ثانويا

ومتقطعا لدى الناشرين العرب

Page 51: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٥١

العدد )٨( - ٢٠١٥

حوار الملف ي محمد الصغ�ي جنجار وبولوجي المغر�ب مع الأن�ش

حاورته: سعيدة شريف

أقر الباحث األنثروبولوجي المغربي محمد الصغير جنجار، أن البيانات واإلحصائيات المتصلة بالترجمة العربية التي توفرها

منظمة اليونسكو غير مطابقة للواقع الفعلي لحركة الترجمة العربية؛ وأن هناك تباينا كبيرا بين حجم اإلنتاج الفعلي للدول

العربية، والمعلومات التي توفرها اليونسكو، مشيرا إلى أن منظمة اليونسكو تقدم معلومات مغلوطة حول الترجمة

العربية، بسبب أنظمة المعلومات واإلحصائيات العربية التي ال تنتج معلومات دقيقة ومحينة للمنظمة المذكورة.

وأكد جنجار، نائب مدير مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات اإلسالمية والعلوم اإلنسانية بالدار البيضاء، أن واقع الترجمة العربية بشكل عام، خاصة الجانب المتعلق بالعلوم

والمعارف اإلنسانية واالجتماعية، عرف منذ مطلع القرن الجديد تحوال ملموسا على مستويي الكم والكيف، معتبرا

أن السنوات األولى من هذا القرن، شهدت دينامية جديدة في حقل الترجمة العربية، ولن تتراجع بكل تأكيد العتبارات تهم بالخصوص التنامي الديمغرافي لشريحة الشباب من طالب

الجامعات المتعطشين لمعرفة آداب ومعارف الشعوب األخرى، خصوصا أن وسائل اإلعالم واالتصال كسرت الحواجز

الثقافية التي كانت قائمة في مرحلة سابقة.

وبالنسبة إلى التقرير الذي ساهم في إعداده ضمن مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات اإلسالمية والعلوم

اإلنسانية بالدار البيضاء حول »واقع الترجمة في حوض البحر األبيض المتوسط«، بالتنسيق مع المؤسسة األورومتوسطية »أنا

ليند« لحوار الثقافات، أوضح جنجار أن التقرير كشف بأن الترجمة إلى العربية تتم من خالل اللغات الكبرى المهيمنة عالميا

)اإلنجليزية والفرنسية بشكل أقل(، وأنه تكاد تنعدم ترجمة عربية من اللغات األوروبية األخرى )األلمانية، اإليطالية، اإلسبانية،

البرتغالية(، فيما تنعدم بشكل تام الترجمات العربية من لغات العالم األخرى، مثل التركية والعبرية والصينية واليابانية

والكورية، إلخ.

Page 52: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٥٢

العدد )٨( - ٢٠١٥

حوار الملف

وأوضح جنجار أن الترجمة ما تزال نشاطا ثانويا ومتقطعا لدى األغلبية الساحقة من الناشرين العرب، وذلك العتبارات

اقتصادية وتجارية ترتبط بكلفة الترجمة )شراء الحقوق من الناشر األصلي، تعويض أتعاب المترجم، ضيق سوق

الترجمات...(، وبضعف مردودية الكتب المترجمة، مشيرا إلى العديد من اإلشكاالت التي تعرفها الترجمة في العالم

العربي، ومنوها في الوقت نفسه بالترجمات في حقول معرفية، مثل الفلسفة أو التاريخ أو األنثروبولوجيا، والتي

اعتبرها من أجود الترجمات ألن من أنجزها باحثون متخصصون في المجال، وعارفون بالنص األصلي.

وخلص جنجار إلى أننا اليوم في أمس الحاجة إلى مثل ذاك العصر »الذهبي للترجمة« الذي عرفه العرب، ليس لتكرار

التجربة، ولكن »الستخالص الدروس من القواعد واألسس التي انبنت عليها، ووضع سياسات واستراتيجيات ترجمية تعيد

إدماج اللغة والحضارة العربية داخل الدورة المعرفية الكونية، كما كان الشأن باألمس«.

،١٩٥6 مواليــد مــن الصغــ�ي جنجــار محمــد ــة ــن كلي ــاع م ــم االجتم ي عل

ــازة �ف ج ــل االإ ــل ع حاصــل ــاط(، وع ــس بالرب ــد الخام ــة محم االآداب )جامعدكتــوراه الســلك الثالــث مــن جامعــة الســوربون االجتماعيــة وبولوجيــا االأن�ش تخصــص بباريــس، ي أطروحتــه عــل موضــوع

والثقافيــة. وقــد اشــتغل �ف»تجربــة المقــدس عنــد الزاويــة العيســاوية بالمغرب« ــر ــا لمدي ــنة ١٩٩٥ نائب ــه س ــم تعيين )١٩٧٩- ١٩٨4(. تــد ــك عب ــة المل ــي لمؤسس ــي العلم وع التوثيق ــرسش المــانية، نس ــوم االإ ــامية والعل س ــات االإ ــز للدراس العزيكــز أعمالــه حــول المواضيــع جــم ت�ت وهــو باحــث وم�تــة، ــق الثقافي ــة والحقائ ــوم االجتماعي ــة: العل التاليي التحــوالت السوســيو- ثقافيــة بالمجتمــع المغــر�بي العــر�ب العالــم ي

�ف والثقافــة الديــن المعــارص، خاصــة ي

المــد�ف المجتمــع المعــارص، ســامي واالإالحركــة النســائية المغربيــة، وضعيــة البحــث والنــرسش

ــخ. ــرب... إل بالمغ

ي محمد الصغ�ي جنجار وبولوجي المغر�ب مع الأن�ش

Page 53: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٥٣

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــة ــورة واضح ــا ص ــدم لن ي أن تقــب �ف ــة نرغ * بداي

ــل . وه ي ــر�ب ــم الع ي العالــة �ف جم ــال ال�ت ــع ح ــن واق ع

ــات ــن المؤسس ــا م ه ــكو وغ�ي ــا اليونس ــه مث ــا تقدم مي

جمــة �ف ي لل�تمــن أرقــام مخجلــة حــول الوضــع المتــد�ف

ــع؟ ــس الواق ــح ويعك ي صحي ــر�ب ــم الع العال

لنبــدأ، إن شــئتم بمســألة البيانــات والإحصائيــات منظمــة توفرهــا ي

الــىت العربيــة جمــة بال�ت المتصلــة اليونســكو: مــن اليســ�ي جــدا التأكــد مــن عــدم مطابقتهــا ــر ــف؟ توف ــة، كي ــة العربي جم ــة ال�ت ــىي لحرك ــع الفع للواقــات جم ــافا بال�ت ــنة 1932 كش ــذ س ــورة من ــة المذك المنظم)Index Translationum( الــذي أصبــح قاعــدة بيانــات ابتــداء مــن ســنة 1979. ويمكــن لأي كان مقارنــة مــا توفــره

القاعــدة المذكــورة مــن بيانات ــع ــدان، م ســنوية حســب البلمــا قــد يملكــه مــن معلومــات دقيقــة عــن ترجمــات بلــده، الحاصــل التبايــن ليقيــس نتــاج الفعــىي ف حجــم الإ بــ�يتوفرهــا ي

الــىت والمعلومــات اليونســكو.

لكــن هــل معــىف ذلــك ــكو تقــدم ــة اليونس أن منظم

العربيــة؟ طبعــا جمــة ال�ت مغلوطــة حــول معلومــات ي أنظمــة المعلومــات والإحصائيــات

ل. العيــب كامــن �في ل تمنــح معلومــات دقيقــة ومحينــة للمنظمة

العربيــة الــىتــد ــل كل قواع ــكو مث ــات اليونس ــدة بيان ــورة. فقاع المذكي مــن

ي الآ�تالبيانــات الدوليــة هــي نتــاج التدفــق المعلومــا�ت

البلــدان المنتجــة. ومــن ثــم فــإن ضعــف تجميــع وإنتــاج المعلومــات )وظيفــة المكتبــات الوطنيــة( وتشــظي ســوق ي وجــود هــذا

، كلهــا عوامــل تســهم �ف ي الكتــاب العــر�ب ، ي جمــي العــر�ب نتــاج ال�ت ف واقــع الإ التبايــن البنيــوي بــ�ي

ــا. ــا أو دولي ــواء عربي ــه، س ــرة عن ــات المتوف والمعلوم

جمــة العربيــة بشــكل عــام، والجانــب أمــا واقــع ال�تي

نســانية والجتماعيــة الــىت المتعلــق بالعلــوم والمعــارف الإــد ــه ق ــاص، فإن ــكل خ ــاتيا بش ــخصيا ومؤسس ــا ش أتابعهــى ــا ع ــول ملموس ــد تح ــرن الجدي ــع الق ــذ مطل ــرف من ع

: ي مــا يــىيي الكــم والكيــف. ويتجــى ذلــك �ف مســتو�ي

ي مجــالت العلــوم جمــات العربيــة �ف تزايــد أعــداد ال�ت

نســانية والجتماعيــة )الفلســفة، التاريــخ، الجتمــاع، الإالدراســات والأدبيــة، اللســانية الدراســات القتصــاد،

ــارت ــث ص ــخ(، حي ــة، إل بي ــس وال�ت ــوم النف ــة، عل الفنيي

جمــات العربيــة عامــة الــىت تشــكل زهــاء 20% مــن ال�تي تتشــكل

ي المتوســط(، والــىتتعــادل 4000 عنــوان ســنويا )�ف

ــات ــي والمطبوع ي العالم ــاج الأد�ب نت ــن الإ ــب م ــى الأغل عــة. ــ�ي الأكاديمي ــة غ العام

ــة جم ي ال�تــة �ف ــات المتخصص ــاط المؤسس ــد نش تزاي

ي مــر أو لبنــان أو بلــدان الخليــج ة لهــا، ســواء �ف والنــا�ش

وع كلمــة مثــا(، وإحــداث برامــج وصناديــق ي )مــ�ش العــر�ب. ولعــل وجــود »المنظمــة ي جمــي العــر�ب لدعــم العمــل ال�تجمــات العربيــة جمــة« كداعــم ونــا�ش لل�ت العربيــة لل�ت

خــ�ي دليــل عــى هــذا التوجــه العــام.

ــن ي ــام النا�ش اهتمجــم نتــاج الم�ت الكبــار بالإعــى بعضهــم ف وتركــ�يالكاســيكية الأعمــال مختلــف ي

�ف الأساســية المعرفيــة، المجــالت واعتمــاد حــد أد�ف مــن ي اختيــار

المهنيــة ســواء �فف ــ�ي ف والمراجع ــ�ي جم الم�تجمــات ي إخــراج ال�ت

أو �فبالهوامــش وإثرائهــا

وح(. والــ�ش الكشــافات )مثــل العلميــة

المســتقبلة العربيــة للســوق المطــرد التوســع الجامعــات، طلبــة أعــداد تزايــد نتيجــة جمــات للم�تنتيجــة الحديثــة العالميــة المعــارف عــى والنفتــاح ي

ــىت اتيجية ال ــو- اســ�ت ــة والجي التحــولت السوســيو - ثقافية. وكذلــك ي الســنوات الأخــ�ي

شــهدتها المنطقــة العربيــة �فــى ــات ع ــق واللغ ــف المناط ــن مختل ف م ــ�ي ــال الباحث إقب

ســامي. ي الإ دراســة الحقــل العــر�ب

* بنــاء عــل مــا قلــت، هــل يمكــن الحديــث اليــوم ؟ ي ي العالــم العــر�ب

جمــة �ف عــن حركــة فعليــة وفاعلــة لل�ت

يمكننــا فعــا القــول إن الســنوات الأوىل مــن هــذا جمــة العربيــة، ول ي حقــل ال�ت

القــرن تشــهد ديناميــة جديــدة �فاجــع لعتبــارات تهــم بالخصوص نعتقــد أنهــا ســتتوقف أو ت�تيحــة الشــباب مــن طــاب الجامعــات ي ل�ش

التنامــي الديمغــرا�فف لمعرفــة آداب ومعــارف الشــعوب الأخــرى، المتعطشــ�يعــام والتصــال كــ�ت الحواجــز خصوصــا وأن وســائل الإ

ي مرحلــة ســابقة.ي كانــت قائمــة �ف

الثقافيــة الــىت

العيب كامن في أنظمة المعلومات واإلحصائيات

العربية التي ال تمنح معلومات دقيقة ومحينة لمنظمة

اليونسكو

حوار الملف ي محمد الصغ�ي جنجار وبولوجي المغر�ب مع الأن�ش

Page 54: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٥4

العدد )٨( - ٢٠١٥

كمــا أعتقــد بأن تأســيس حقــول للدراســات الأكاديمية نســانية والجتماعيــة، ســيفرض ي مجــالت العلــوم الإ

�في مراحــل تأسيســية،

جمــة ولــو �ف ورة اللجــوء إىل ال�ت بالــرفــة، ــة الشــبكات المفاهيمي للتعــرف عــى المناهــج وصياغي المســتوى المأمــول.

ي �ف قبــل انطــاق إنتــاج أكاديمــي عــر�ب

إعــداده ي �ف ســاهمت الــذي التقريــر كشــف *

ــات ــعود للدراس ــز آل س ــد العزي ــك عب ــة المل مؤسســدار البيضــاء حــول نســانية بال ــوم االإ ســامية والعل االإي حــوض البحــر االأبيــض المتوســط«،

جمــة �ف »واقــع ال�تبالتنســيق مــع المؤسســة االأورومتوســطية »أنــا لينــد« أوروبيــان، ترانــس ومؤسســة الثقافــات، لحــوار ــة ــا اللغ ي تحتله

ــ�ت ــة ال ــة المتدني ــن المكان ــا، ع ه وغ�يي

ــا �ف ــا وإليه ــم منه ج ــات الم�ت ــل اللغ ي مجمــة �ف العربي

ــة، ــنة الماضي ــال ٢٥ س ــط خ ــض المتوس ــر االأبي البحــر؟ ــذا التأخ ــزو ه ــك، نع ــاذا برأي ــإىل م ف

ــن ــم م ــة تت ــة إىل العربي جم ــر أن ال�ت ــف التقري كشيــة ف نجل�ي ى المهيمنــة عالميــا )الإ خــال اللغــات الكــ�بالعربيــة، جمــات ال�ت وقلــة أقــل(. بشــكل والفرنســية وأنــه تــكاد تنعــدم ترجمــة عربيــة مــن اللغــات الأوروبيــة تغاليــة( ســبانية، ال�ب يطاليــة، الإ الأخــرى )الألمانيــة، الإــن لغــات ــة م ــات العربي جم ــدرة ال�ت ــة إىل ن ضاف هــذا بالإوالصينيــة يــة والع�ب كيــة ال�ت مثــل الأخــرى، العالــم

واليابانيــة والكوريــة، إلــخ.

جمــات مــن اللغــة ي ال�تبينمــا ناحــظ بعــض النتعــاش �ف

ســامية، بفعــل ي حقــل الدراســات الإالفارســية، خصوصــا �ف

ق ي تشــهدها منطقــة الــ�شالتحــولت الجيوسياســية الــىت

ة الســتعمارية الأوســط. كمــا يظــل التوزيــع القائــم منــذ الف�تمــن بالخصــوص جمــون ي�ت المغاربيــون ومؤثــرا: فاعــا يــة عمومــا، ف نجل�ي جــم المشــارقة مــن الإ الفرنســية، بينمــا ي�تباســتثناء لبنــان الــذي حافــظ إىل حــد كبــ�ي عــى اســتخدام

. ــ�ي ي والفرن ف ــ�ي نجل ف الإ ــاني�ي ــن اللس المصدري

ــة، ــات العالمي ــة إىل اللغ ــن العربي ــات م جم ــا ال�ت أمي ــل الأد�ب ــن الحق ــدود ضم ي ح

ــة �ف ــت قائم ــي وإن ظل فهي

اث الديــىف )خصوصــا الروايــة العربيــة الحديثــة( والــ�تالدوائــر )إنتــاج ي العــر�ب باللســان ســامي الإ والفكــري ي مجالت

اقية( بشــكل أقــل. فإنهــا تــكاد تنعــدم �ف الســت�شنســانية والجتماعيــة، وذلــك لســبب بســيط هو العلــوم الإــزال ــا ي ــول م ــك الحق ي تل

ي �ف ــر�ب ي العــر�ف ــاج المع نت أن الإ

ــا، ول يشــكل إضافــة نوعيــة بالمقارنــة مــع مــا هــو جنينيــانية نس ــوم الإ ــذر العل ــم تتج ــا ل ــا. وطالم ــر عالمي متوف

ي الجامعــات العربيــة، ويصبــح الطلــب والجتماعيــة �ف

الســياسي والجتماعــي عــى هــذا النــوع مــن المعرفــة المعادلــة تتغــ�ي ولــن نتــاج الإ يتطــور فلــن قائمــا، جمــة مــن ي تطبــع جدليــة ال�ت

والعاقــات الامتســاوية الــىتوإىل العربيــة.

جمــات العربيــة أن تكــون رائــدة * هــل يمكــن لل�تــح وســيلة مــن ، وأن تصب ي ــم العــر�ب ي العال

ومتقدمــة �فــة؟ وســائل التطــور والتنمي

ة ماضيــة مــن ي فــ�تجمــة �ف لقــد أقبــل العــرب عــى ال�ت

جمة ي إطــار مــا عــرف ببيت الحكمــة وحركــة ال�تتاريخهــم �ف

ف 8 ــ�ي ف القرن ــ�ي ــا ب ــد م ــرس والهن ــان والف ــات اليون ــن لغ مو10م. ومــا كانــوا لينجــزوا تلــك العمليــة الهائلــة مــن نقــل ــا ــا مثي ــانية له نس ــهد الإ ــم تش ي ل

ــىت ــاء ال ــارف القدم معــوى ومؤسســات ــكل ق ة ل ــ�ي ــة الكب ــول التعبئ ــل، ل ــن قب مــا ــان ...( بم ــاء، التجــار، الأعي ــع )الحــكام، العلم المجتمثنيــة، وإنجازهــا فيهــا النخــب والأقليــات الدينيــة والإف مــن الزمــن(، ووفــق رؤيــة عــى أمــد بعيــد )قرابــة قرنــ�ياتيجية واضحــة توخــت تأســيس معــارف عقليــة واســ�تي

وعلميــة جديــدة إىل جانــب المعــارف النقليــة )الدينيــة( �فــة. الحضــارة العربي

مــا هــو مطلــوب اليــوم لبنــاء مجتمــع المعرفــة اللغــة وإثــراء المطلوبــة العلميــة النقلــة وإحــداث العالمــي ي

المعــر�ف نتــاج الإ تدفــق وتيســ�ي العربيــة، ــبيهة ــة ش ــاد خط ــو اعتم ــة، ه ــات العربي ــو المجتمع نحــق ســياق ــك وف ــن. وذل ــت عــر التدوي ي واكب

ــىت ــك ال بتلعالمــي حديــث تبــوأت فيــه المعرفــة مكانــة الصناعــة الثقيلــة والمؤثــرة، وتطــورت وســائل إنتــاج وتخزيــن ونقــل المعــارف ب�عــة خارقــة. فالمطلــوب إذن، هــو أخــذ ف العتبــار، واعتمــاد بيــة والتعليــم بعــ�ي حاجيــات ال�تــة ي الثقاف

ــة �ف ــول معرفي ــتنبات حق ــيلة لس ــة كوس جم ال�تالعربيــة المعــا�ة، وفــق خطــة واضحــة وبمــوارد ماليــة ــد ــور بعي ــياق تص ي س

ــات و�ف ــتوى التحدي ي مســة �ف ي وب�شــدى. الم

* كيــف تقيــم إذن، مســاهمات دور النــرسش العربية جمــة بشــكل خــاص، ي ال�ت

بشــكل عــام، والمتخصصــة �فجمــة؟ ي تفعيــل حركــة ال�ت

�ف

ــد ــة –وأقص ــة العربي جم ــة ال�ت ــر إىل حرك ــا ننظ عندمالعلــوم بمجــال المرتبطــة تلــك بالخصــوص هنــا ــاري ــاط تج ــي نش ــث ه ــن حي ــة– م ــانية والجتماعي نس الإ

حوار الملف ي محمد الصغ�ي جنجار وبولوجي المغر�ب مع الأن�ش

Page 55: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٥٥

العدد )٨( - ٢٠١٥

النــا�ش مــن الحقــوق اء )�شأتعــاب تعويــض ، الأصــىيســوق ضيــق جــم، الم�توبضعــف جمــات...(، ال�تجمــة الم�ت الكتــب مردوديــة يتعلــق عندمــا خصوصــا أكاديميــة بنصــوص الأمــر المعــارف حقــول تهــم والجتماعيــة. نســانية الإي

نســتثىف فعندمــا وهكــذا ترجمــات النصــوص الأدبيــة بالخصــوص(، )الروايــة يــن ناحــظ أن أغلــب النا�شــد العــرب أصــدروا خــال عقمــن الزمــن )2000-2009( ترجمــة ي

)�ف ف ترجمتــ�ي أو واحــدة المتوســط( تتعلــق بالتاريــخ أو القتصــاد أو السياســة، ي حقــل النــ�ش ل

ف �ف ي أن أكــ�ش الفاعلــ�يإلــخ، مــا يعــىف

ــن، ناحــظ ي يهــم النا�ش: أول قلــة مــن مــا يــىييصــدرون يــن النا�شترجمــات بانتظــام ــكلون ــة، إذ يش متخصصة صغــ�ي مجموعــة ) ف الثاثــ�ي تتجــاوز )ل مــن %50 حــواىلي تنتــج المنشــورة جمــات ال�تالعلــوم مياديــن ي

�فنســانية والجتماعيــة، الإي عــى

بينمــا يتــوزع البــا�تعــ�ب يــن النا�ش مئــات ــذا . وه ي ــر�ب ــم الع العالمــا جمــة ال�ت أن ي

يعــىفثانويــا نشــاطا تــزال

يــن العــرب، ومتقطعــا لــدى الأغلبيــة الســاحقة مــن النا�شجمة وذلــك لعتبــارات اقتصاديــة وتجاريــة ترتبط بكلفــة ال�ت

حوار الملف

إن السنوات األولى من هذا القرن تشهد دينامية جديدة في حقل الترجمة العربية، وال

نعتقد أنها ستتوقف أو تتراجع العتبارات تهم بالخصوص

التنامي الديمغرافي لشريحة الشباب من طالب الجامعات

المتعطشين

ي محمد الصغ�ي جنجار وبولوجي المغر�ب مع الأن�ش

Page 56: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٥6

العدد )٨( - ٢٠١٥

وأن جمــة، ال�ت مجــال ي �ف واضحــة سياســة يعتمــدون

ــة ــادرات الطارئ ــاب المب ي بجمــات يدخــل �ف إصدارهــم ل�ت

والمعزولــة.

الماحظــة تهــم الثانيــة الــدور الديناميــ�ي الخــواص يــن للنا�شإذ جمــة، ال�ت مجــال ي

�فمــن %70 يشــكلون حــواىل ون ينــ�ش الذيــن أولئــك ترجمــات بانتظــام ويتوزعــون متخصصــة. ــل ــوريا )قب ــان وس ف لبن ــ�ي ب

لعبــت وقــد ، ي العــر�ب والخليــج والمغــرب الحــرب( ــنوات ــدة س وت( لع ــ�ي ــة« )ب جم ــة لل�ت ــة العربي »المنظم

ديناميتهــا اجــع ت�ت أن قبــل القاطــرة، دور ــض ــاهمت بع ــا س ة، كم ــ�ي ــنوات الأخ ي الس

�فالمتخصصــة والمؤسســات الدعــم برامــج ي

ي �ف ــر�ب ــج الع ــة الخلي ي منطقــرت �ف ي ظه

ــىت النشــأة سياســات ترجميــة لــدى مجموعــة مــن ــة ــدوا لعملي ــن تص ــواص الذي ــن الخ ي النا�شعالميــة لنصــوص عربيــة ترجمــات نــ�ش

الحديــث. الفكــر تهــم مرجعيــة

فتخــص الثالثــة الماحظــة أمــا ــ�ش ي ن

ــة المتخصصــة �ف المؤسســات العموميي

ــر �ف ــدة لم ــة الرائ ــل التجرب ــات مث جم ال�تــى ــس الأع ــال »المجل ــن خ ــاب م ــذا الب هــة«، جم ــي لل�ت ــز القوم ــم »المرك ــة« ث للثقافــارات م ــز الإ ــبة إىل مرك ــأن بالنس ــك الش وكذلاتيجية، الســ�ت والبحــوث للدراســات أو مــارات الإ بدولــة » ي

الثقــا�ف و«المجمــع بالســعودية، العموميــة« دارة الإ »معهــد بذلــت جهــودا وهــي مؤسســات عموميــة ي

ــات �ف جم ــ�ش ال�ت ــم ن ــا ته ــت خطط ووضعالمختلفــة. المعرفيــة المجــالت

الأوىل يــة الع�ش أن إىل إذن، نخلــص ــن ــر عنري ــهدت تضاف ــرن ش ــذا الق ــن ه مف همــا: إنشــاء مؤسســات وصناديــق أساســي�يــواص ــن خ ي ــور نا�ش ــة، وظه جم ــم ال�ت تدعجمــة )حالة المنظمة ي حقــل ال�ت

ف �ف متخصصــ�يجمــة(، يشــتغلون بمواصفــات العربيــة لل�تــات ــع الممارس ــة م ــة بالمقارن ــة متقدم مهني

ــا . هــذان العنــران خلق يي المــا�ف

ــت ســائدة �ف ي كانــىت ال

ــدا كان ــا جدي ــا مهني ــا نموذج ــدة، وقدم ــة جدي ديناميكيلــدى الوقــع بعــض لــه يــن النا�ش مــن يــن الكث�ي

ــرب. الع

جمــات * مــا قيمــة ال�تي العالم

الســائدة اليــوم �فــة الكــم ي مــن ناحي العــر�ب

والكيــف؟

التقريــر بــأن أذكــر حــول أنجزنــاه الــذي نســانية الإ العلــوم مياديــن ي

�ف العربيــة جمــات »ال�توالجتماعيــة« يســتند إىل محتويــات قاعدة بيانات مؤسســة

حوار الملف

المطلوب اليوم لبناء مجتمع المعرفة وإحداث النقلة العلمية

المطلوبة وإثراء اللغة العربية، هو اعتماد خطة شبيهة بتلك

التي واكبت عصر التدوين

ي محمد الصغ�ي جنجار وبولوجي المغر�ب مع الأن�ش

Page 57: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٥٧

العدد )٨( - ٢٠١٥

الملــك عبــد العزيــز آل ســعود )الــدار البيضــاء(، ويغطــي ف 2000 و2009. ومــن ثــم، فــإن ة الممتــدة مــا بــ�ي الفــ�ت

الحديــث عــن تقييــم كمــي ي بدايــة التأكيــد عــى

يقتــىفوري، ــرف ــة ال ــدأ الحيط مبــارا لســتحالة الإحاطــة اعتبربــوع ي

�ف ينــ�ش مــا بــكل ي نظــرا لعدم العالــم العر�بإحصــاء مؤسســات توفــر بعــض ي

�ف ي بيبليوغــرا�ف

البلــدان، ونظــرا أيضــا لكون » ي

يــداع القانــو�ف ف »الإ قوانــ�يمــرض بشــكل تشــتغل ل

ي كثــ�ي مــن البلــدان العربيــة.ومنتظــم �ف

ــا ي تســمح بهــىت ة ال ــ�ي ــة الكب ــإن العين ــه، ف ــاء علي وبن

: هنــاك قاعــدة البيانــات المذكــورة أعــاه، تظهــر مــا يــىييــة تزايــد كمــي خــال الع�شمــع بالمقارنــة )2009-2000(-1990( الســابقة يــة الع�شأمــا ،%38 بنســبة )1999الســنوي نتــاج الإ معــدل الــذي يقــل عــن 300 عنــوان ة المذكــورة )2000- ي الفــ�ت

�فرقمــا يظــل فإنــه ،)2009للمعطــى اعتبــارا ضئيــا ، ي

ديمغــرا�ف السوســيو- المتعلــق منــه ســواء ــب ــق بنس ــال، أو المتعل ــة إجم ــة العربي ــاكنة المنطق بسيحــة ي أغلــب البلــدان 45% مــن ال�ش

ي تتجــاوز �فالطلبــة الــىت

نتاج العمريــة )18-25 ســنة(. وترجــع ضآلــة الإــة ــانية والجتماعي نس ــوم الإ ي العل

ــي �ف جم ال�تي

ــر�ف ــاج المع نت ــف الإ ــلفنا– إىل ضع ــا أس –كم 2000 يتجــاوز لــم حيــث عامــة، ي العــر�بة ي الفــ�ت

عنــوان )علــوم إنســانية واجتماعيــة( �فجمــة تنــال نســبة المذكــورة. ممــا يجعــل ال�تي

ــة �ف ــورات المصنف ــوع المنش 15% مــن مجمبــاب الدراســات )علــوم إنســانية واجتماعية(، نتــاج وهــو أيضــا رقــم ضئيــل بالنظــر لاإنقلــه يتوجــب الــذي العالمــي ي

المعــر�فمرحلــة ي

�ف خصوصــا العربيــة، اللغــة إىل ي الــذي تحتاجــه اللغــة

التأســيس المعــر�فمــن جهــة، والحقــول المعرفيــة والمؤسســات

ــة. ــة ثاني ــن جه ــة م الأكاديمي

وعــى مســتوى الكيــف، فإنــه يطــرح جمــات ال�ت ي

�ف مشــكات عديــدة خصوصــا ، ف يــن غــ�ي متخصصــ�ي ي تصــدر عــن نا�ش

الــىتل تخضــع أعمالهــم للمواصفــات المهنيــة يشــكل والذيــن دوليــا، عليهــا المتعــارف نشــاطا إليهــم بالنســبة جمــات ال�ت نــ�ش تلــك ف بــ�ي مــن منتظــم. وغــ�ي ظرفيــا ي

المشــكات، عــدم الســتناد إىل النــص �فيتعلــق الأصليــة )خصوصــا عندمــا لغتــه ــا ــا مث ــة عالمي ــ�ي المهيمن ــات غ ــر باللغ الأمتغاليــة، أو التشــيكية، إلــخ(، يطاليــة أو ال�ب الإــيطة ــة وس ــون لغ جم ــتخدم الم�ت ــث يس حييــة أو الفرنســية(. ومعــىف ذلــك، أن ف نجل�ي )الإجمــة العربيــة تســتهدف نصوصــا كرســتها ال�ت

حوار الملف

ترجع ضآلة اإلنتاج الترجمي في العلوم اإلنسانية واالجتماعية

إلى ضعف اإلنتاج المعرفي العربي عامة، حيث لم يتجاوز 2000 عنوان في الفترة ما بين 2000 و2009

ي محمد الصغ�ي جنجار وبولوجي المغر�ب مع الأن�ش

Page 58: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٥٨

العدد )٨( - ٢٠١٥

اللغــة الوســيطة، ول تعمــل عــى اكتشــاف نصــوص لــم ــم، ــن ت ــية. وم ــة أو الفرنس ي ف نجل�ي ــا إىل الإ ــرف طريقه تعجمــات عــى ذكــر للعنــوان ي مثــل هــذه ال�ت

فإننــا ل نعــ�ش �فنقــدي جهــاز عــى نتوفــر ول ، ف الأصليــ�ي والطبعــة ي توفرهــا

)التوضيحــات والهوامــش والكشــافات، إلــخ( الــىتالطبعــات العلميــة.

ي الضعــف المفاهيمي شــكال الأكــ�ب يكمــن �ف لكــن الإ

ي العلوم جمــات �ف ي الــذي يطبــع الكث�ي مــن ال�ت

والمعــر�فالتخصــص غيــاب نتيجــة والجتماعيــة نســانية الإجــم، ونظــرا أيضــا لعــدم ي لــدى الم�ت

والتمكــن المعــر�فف جمــات للمراجعــة مــن طــرف متخصصــ�ي إخضــاع ال�ت

. ف بالنــص الأصــىي ف وعارفــ�ي متمرســ�ي

ي )عــل ي العالــم العــر�بف �ف جمــ�ي * ومــاذا عــن الم�ت

ــة أم ال ــاءة الازم ــل الكف ــرون ع ــل يتوف ــم(، ه ندرتهي نقــل اللغــات والمعــارف االأخــرى إىل اللغــة العربيــة

�فوالعكــس؟

نتوفــر ي الــىت جمــات ال�ت أجــود أن الواقــع هــو

ــخ أو ــل الفلســفة أو التاري ــة مث ي حقــول معرفيــا �ف عليه

ــون ــا باحث ــات أنجزه ــي ترجم ــخ، ه ــا، إل وبولوجي الأن�ش . ــىي ــص الأص ــون بالن ــال، وعارف ي المج

ــون �ف متخصصــا جمــة تعــد نشــاطا ثانوي ــم، فــإن ممارســة ال�ت ومــن ثوالتأليــف البحــث ي

�ف الرئيــس لنشــاطهم مكمــا جمــة )كمهنــة( ي ال�ت

والتدريــس. أمــا المتخصصــون �فضافــة إىل كــون مؤهاتهــم فعددهــم قليــل، هــذا بالإا مــا تدفعهــم لاشــتغال عــى النصــوص التقنية أو كثــ�يالصحفيــة الموجهــة للجمهــور المثقــف الواســع، وليــس

المتخصــص.

جمــة ي لل�ت * هــل يمكــن العــودة إىل العــر الذهــ�بوجــوده ي

�ف يشــكك والــذي الحكمــة«، »بيــت مــع ون؟ الكثــ�ي

ف ل أدري إن كان صحيحــا توصيــف مــا حصــل مــا بــ�يســامية )بغــداد( اطوريــة الإ م�ب ي مركــز الإ

ف 8 و10م �ف القرنــ�ي«، لكــن المؤكــد تاريخيــا هــو أن أكــ�ب ي بــــ »العــر الذهــىباث ، لــ�ت ي العــر الوســيط أو الكاســي�ي

عمليــة ترجمــة، �فيرانيــون، الهنــود ..( تمــت آنــذاك، غريــق، الإ الآخريــن )الإقبــل أن تتلوهــا ابتــداء مــن عــر النهضــة الأوروبيــة ف 14 و15م( حركــة ترجميــة ثانيــة اســتخدمت عــى )القرنــ�يــة ــه إىل الاتيني ي ونقلت ــر�ب ــدر الع ــوص المص ــه الخص وج

يــة. عــ�ب الع�ب

ــم ــرف الزخ ــة أن تع ــة الثقافي ــك الحرك ــا كان لتل وموط أوضحهــا الــذي عرفتــه، لــول توفــر مجموعــة مــن الــ�شــة ــن الدق ــ�ي م ــاس( بكث ي غيت ــ�ت ــ�ي )ديم ــث الأمري الباحــة ــة: حرك ي والثقافــة العربي

ــا�ف ــه: »الفكــر اليون )انظــر كتابي بغــداد والمجتمــع العبــاسي

جمــة اليونانيــة العربيــة �ف ال�تجمــة )رعايــة وتمويــا المبكــر«(، أهمهــا: 1( شــكلت ال�تف مختلــف مكونــات وإنجــازا( مجــال للفعــل والتنافــس بــ�ي

حوار الملف ي محمد الصغ�ي جنجار وبولوجي المغر�ب مع الأن�ش

عدد المتخصصين في الترجمة )كمهنة( قليل، وكثيرا

ما تدفعهم مؤهالتهم لالشتغال على النصوص

التقنية أو الصحفية الموجهة للجمهور المثقف الواسع

Page 59: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٥٩

العدد )٨( - ٢٠١٥

النخــب المجتمعيــة )الخلفــاء، الأمــراء، التجــار، قــواد الجيــش، المدرســون والعلمــاء ...(؛ 2( تعبــأت للمشــاركة ثنيــة وع الفعاليــات الفكريــة داخــل الأقليــات الإ ي المــ�ش

�فجمــة مــن دعــم والدينيــة والثقافيــة؛ 3( اســتفادت ال�ت؛ 4( أنجــزت العمليــة بنــاء مــاىلي عمومــي وخصــو�ي كبــ�يــة، ــة والمعرفي ــارات العلمي ــد )الختي ــج وقواع ــى برام عاعتمــاد لغــات وســيطة، مأسســة الفحــص والمراجعــة

حوار الملف ي محمد الصغ�ي جنجار وبولوجي المغر�ب مع الأن�ش

ف وتولتهــا والتدقيــق ...(؛ 5( امتــدت العمليــة زهــاء قرنــ�يــوم ــه الي ــة إلي ــن بحاج ــا نح ف . م ــ�ي جم ــن الم�ت ــال م أجيــن ــدروس م ــتخاص ال ــن اس ــة، ولك ــرار التجرب ــس تك ليي انبنــت عليهــا، ووضــع سياســات

ــىت القواعــد والأســس الــارة ــة والحض ــاج اللغ ــد إدم ــة تعي اتيجيات ترجمي ــ�ت واسالعربيــة داخــل الــدورة المعرفيــة الكونيــة، كما كان الشــأن

ــس. بالأم

Page 60: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

بيبليوغرافيا ملف الترجمة*

المصنفات التثقيفية:

جمة، محمود حامد شوكت، عبد الرحمن أحمد �ور، دار الجيل للطباعة، القاهرة، 1971 آفاق ال�ت

، مــوس يونــان مــراد، مطبعــة مــار افــرام، العطشــانة )لبنــان(، ي العــر العبــاسيجمــة والنقــل �ف حركــة ال�ت

1973

، الجامعة جمــة والنــ�ش ، محمــود إبراهيــم، اللجنــة الأردنيــة للتعريــب وال�ت ي ي الوطــن العــر�بجمــة �ف حركــة ال�ت

ــان، 1974 الأردنية، عم

ــة /كانون الأول 1973(، المنظم ــت )21-24 ديســم�ب ــدوة الكوي ، أشــغال ن ي ي الوطــن العــر�بــة �ف جم ــة ال�ت حلق

بـــية والثـــقافة والعلــوم، القاهــرة، 1975 العربـــية لل�ت

ــدي، دار بوســامة، ــور الجن ، أن ي ــر العــر�ب جمــة مــن الفك اث وال�ت ــ�ت ــاء ال ي مواجهــة إحيــر وأخطــار �ف محاذي

ــس، 1975 تون

، دار الجاحظ، بغداد، 1979 ي جمة والمعاجم للوطن العر�ب بيبليوغرافيا ال�ت

وت، 1980 قون وترجمة القرآن الكريم، محمد صالح البنداق، دار الآفاق، ب�ي المست�ش

آراء حول ترجمات القرآن الكريم، محمد صالح البنداق، دار الوفاق، القاهرة، 1980

ترجمة القرآن، عبد هللا شحاته، دار العتصام، القاهرة، 1980

، منشــورات جامعــة ي للهجــرة، رشــيد الجميــىيف الأول والثــا�ف ي القرنــ�ي

ســامي �ف ق الإ ي المــ�شجمــة �ف حركــة ال�ت

قــار يونــس، بنغــازي، بــدون تاريــخ

جمة علم وفن واختصاص، فهمي شـما، المؤسسة الصحفية الأردنية، عمان، 1981 ال�ت

، الكتــاب والتوزيــع ف الثالــث والرابــع للهجــرة، رشــيد الجميــىي ي القرنــ�يســامي �ف ق الإ ي المــ�ش

جمــة �ف حركــة ال�تعــام والمطابــع، طرابلــس الغــرب، 1982 والإ

بيــة ، إدارة الثقافــة، المنظمــة العربيــة لل�ت ي ي الوطــن العــر�بجمــة والنــ�ش �ف ف ومؤسســات ال�ت جمــ�ي دليــل الم�ت

والثقافــة العلــوم، تونــس، 1983

جمة العربية، منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، فيينا، 1983 جم، وحدة ال�ت دليل الم�ت

ــة المتخصصــة، ــل، مطبوعــات المجالــس القومي ــق الطوي ي مــر، توفيجمــة �ف نحــو خطــة مســتقبلية لل�ت

شــعبة الثـــقافة، القاهــرة، 1984

بية والثقافة العلوم، تونس، 1985 جمة، إدارة الثقافة، المنظمة العربية لل�ت الخطة القومية لل�ت

بيبليوغرافيا

جمة العربية وحوار الثقافات، ي موقع »عتيدة« لجمعية ال�تجمة، والواردة �ف ي مجال دراسات ال�ت

قائمة بمجموعة من المصنفات الصادرة باللغة العربية �ف*

/http://www.atida.org

Page 61: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي بالجمعيــة العلميــة و�ف لكــ�ت ، إعــداد دائــرة الحاســب الإ ي ي العالــم العــر�ب

جمــة الآليــة �ف دراســة فنيــة حــول ال�تبيــة والثقافــة والعلــوم، تونــس، 1985 الملكيــة، المنظمــة العربيــة لل�ت

جمة ومشكاتها، إبراهيم خورشيد، الهيئة المرية العامة للكتاب، القاهرة، 1985 ال�ت

اء الهندســة جمــة: قضايــا ومشــكات وحلــول، مجموعــة كتيبــات مــن إعــداد مجموعــة مــن خــ�ب ال�تي لــدول الخليــج، الريــاض، 1985 بيــة العــر�ب الجتماعيــة، مكتــب ال�ت

بيــة والثقافــة والعلــوم، ، الجــزء الأول، المنظمــة العربيــة لل�ت ي ي الوطــن العــر�بجمــة �ف دراســات عــن واقــع ال�ت

1985 تونس،

ي عبــد الرحمــن محمــد، مكتبــة الأنجلــو المريــة، القاهــرة، جمــة، عبــد الغــىف ي فــن التعريــب وال�ت

دراســة �ف1986

جمــة الآليــة )وقائــع حلقــة دراســية: 16-17 مــارس 1986(، تحريــر عبــد الــرزاق عبــد الوهــاب ي ال�تدراســات �ف

، جامعــة الملــك ســعود، الريــاض، 1986 ي، محمــود إســماعيل صيــىف ي

العــا�ف

ــع جمــة مــن أواخــر القــرن الأول حــىت منتصــف القــرن الراب ســامية وحركــة النقــل وال�ت بواكــ�ي الثقافــة الإســكندرية، 1986 ــن، منشــأة المعــارف، الإ الهجــري، محمــد عــىي عصــام الدي

ــاب، ــة للكت ــة العام ــة المري ــن، الهيئ ــد عصــام الدي ــن، أحم ي ــرن الع�ش ي القي مــر �ف

ــة �ف جم ــة ال�ت حركــرة، 1986 القاه

بيــة والثقافــة والعلوم، ، المنظمــة العربيــة لل�ت ي، الجــزء الثــا�ف ي ي الوطــن العــر�ب

جمــة �ف دراســات عــن واقــع ال�ت1987 تونس،

ــم ــة الأم ــة، منظم ــة العربي جم ــدة ال�ت ــدة، وح ــم المتح ــة الأم ــى منظوم ف ع ــ�ي ك ــع ال�ت ــم م ج ــل الم�ت دليــينا، 1987 ــة، فيـ ــة الصناعي المتحــدة للتنمي

وت، جمــة، ماهــر عبــد القــادر محمــد، دار النهضــة العربيــة، بــ�ي ي لل�ت ف بــن إســحق، العــر الذهــىب حنــ�ي1987

تعربــت ... وتغربــت، أو نقــل الحضــارة العربيــة إىل الغــرب، ســيمون حايــك، المطبعــة البولســية، جونيــه، 1987

نتــاج الفكــري، دراســة ي إثــراء الإي المملكــة العربيــة الســعودية ودورهــا �ف

ترجمــة الكتــب إىل اللغــة العربيــة �فة مــن عــام 1351هـــ إىل عــام 1412هـــ، نــورة صالــح بــن ســليمان النــا�، مكتبــة الملــك عبد يــة للفــ�ت ببليوم�ت

العزيــز العامــة، الريــاض، 1988

ــس ــاب، طرابل ــة للكت ــدار العربي ي الأدب، محمــد مواعــدة، الــرز مظاهرهــا �ف ــس وأب ي تون

جمــة �ف ــة ال�ت حركــرب، 1988 الغ

جمة قديما وحديثا، شحادة الخوري، دار المعارف، سوسة، 1988 ال�ت

جمة والمصطلح والتعريب، الجزء الأول، شحادة الخوري، دار طاس، دمشق، 1989 ي ال�تدراسات �ف

جمــة والفدراليــة جمــة المهنيــة العربيــة والتكنولوجيــا الحديثــة، نــدوة مدرســة الملــك فهــد العليــا لل�ت ال�ت، جامعــة محمــد الخامــس، الربــاط، 1989 ف جمــ�ي الدوليــة للم�ت

بيبليوغرافيا

Page 62: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

، القاهرة، 1989 ي ، ك. أ. عطا هللا، دار الفكر العر�ب ف ي عر العباسي�يبيت الحكمة �ف

ــار يونــس، ، ع. ح. الشطشــاط، منشــورات جامعــة ق يــن قــرة الحــرا�ف ــت ب جــم الناقــل: ثاب الطبيــب والم�ت

ــازي، 1990 بنغ

ــا ــد العلي ــك فه ــة المل ــوش، مدرس ــعيد عل ــفة، س ــة إىل المـثاقـ ــن الزدواجي ــة م ــة الأدبي جم ــاب ال�ت خطجمــة، الربــاط، 1990 لل�ت

يــة لاتجاهــات العدديــة والنوعيــة، هاشــم فرحــات ســيد، العــر�ب ي مــر: دراســة ببليوم�تجمــة �ف حركــة ال�ت

للنــ�ش والتوزيــع، القاهــرة، 1991

جمــة والتنميــة الثـــقافية، )نــدوة( إعــداد لمعــي المطيعــي، الهيئــة المريــة العامــة للكتــاب، القاهــرة، ال�ت1992

ف واقعنــا المعــاش ومســتقبلنا المنشــود، عبــد العزيــز محمــد عثمــان، الجامعــة ترجمــة القــرآن الكريــم: بــ�يســامية، حيــدر آبــاد، 1992 الإ

، عامر النجار، دار المعارف، القاهرة، 1993 ي العر العباسيجمة وأهم أعامها �ف حركة ال�ت

، عــىي بــن إبراهيــم النملــة، مكتبــة الملــك فهــد الوطنيــة، الريــاض، ف جمــة القديمــة عنــد المســلم�ي مراكــز ال�ت1993

ف بن إسحاق: دراسة تاريخية ولغوية، أحمد محمد الذبـيان، مكتبة فهد الوطنية، الرياض، 1993 حن�ي

، س. م. عيــاد، ي ي إىل العــر�بي مــن ال�يــا�ف

ي مــىت بــن يونــس القنــا�أ ي الشــعر، نقــل أ�بكتــاب أرســطوطاليس �ف

الهيئــة المريــة للكتــاب، القاهــرة، 1993

، الهيئة العربية للكتاب، الرياض، 1994 يجمة وعلوم العربية، إبراهيم بدوي الجيا�ف فن ال�ت

وت، 1994 ، دار النهار، ب�ي يي عر النهضة، لطيف زيتو�ف

جمة �ف حركة ال�ت

ــى ــس الأع ، المجل ــتج�ي ــد مس ــة، أحم ــة العلمي ــي والثقاف ــام العلم ع ي الإــة �ف ــة العلمي جم ــكات ال�ت مش

ــرة، 1994 ــة، القاه للثقاف

، جامعة دمشق، دمشق، 1994 جمة والتعريب، حنان المال�ي ال�ت

ــة ــب، المؤسس ــام الخطي ــن، حس ي ــرن الع�ش ــر الق ــىت أواخ ــة ح ــن النهض ــطينية م ــة الفلس جم ــة ال�ت حركوت، 1995 ــ�ي ، ب ــ�ش ــات والن ــة للدراس العربي

، القاهرة، جمــة والتأليــف، حامــد طاهــر، دار النــر للتوزيــع والنــ�ش اث وال�ت الدوائــر المتداخلــة: إحيــاء الــ�ت1995

ســام، عبــد الحميــد عبــد المنعــم مدكــور، دار الثـــقافة العربيــة، القاهــرة، ي الإجمــة �ف بواكــ�ي حركــة ال�ت

1995

، القاهرة، 1996 ي جمة إىل العربية، قضايا وآراء، بش�ي العيسوي، دار الفكر العر�ب ال�ت

جمة الحديثة، عبد الحكيم العبد، مكتبة الشباب، القاهرة، 1997 حركة ال�ت

بيبليوغرافيا

Page 63: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

نســانية، جامعــة ، كليــة الآداب والعلــوم الإ يي مواجهــة التـــنميط الثقــا�ف

جمــة والمثاقفــة �ف أبحــاث نــدوة ال�تــن [8-10 نيســان 97]، دمشــق، 1997 ي ت�ش

ــارف، ي للمع ــر�ب ــب الع ، المكت يــا�ف ــدوي الجي ــم ب ــات، إبراهي ــى اللغ ــة ع ــل العربي ــة وفض جم ــم ال�ت عل

القاهــرة، 1997

جمة العلمية، أعمال ندوة اللغة العربية، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، الرباط، 1997 ال�ت

ــرة، ــد الراي ــي ومحم ــ�ي الكرم ــناق وزه ــد هللا الش ــر عب ، تحري ف ــ�ي ــن المؤلف ــة م ــة، مجموع جم ــم ال�ت عالــان، 1997 ، عم ف ف الأردنيــ�ي جمــ�ي ــة الم�ت جمعي

بية والثقافة والعلوم، تونس، 1997 جمة )أعمال(، المنظمة العربية لل�ت الخطة القومية لل�ت

ــي ــع العلم ، المجم ــ�ش ــة والن جم ــات وال�ت ــرة المصطلح ــدوة دائ ــع ن ــة: وقائ جم ــب الم�ت ــات الكت مواصف، بغــداد، 1998 ي

العــرا�ت

بية والثقافة والعلوم، الدوحة، 1998 ي قطر: الواقع والمشكات، المنظمة العربية لل�تجمة �ف ال�ت

، الرباط، 1998 ي ، أعمال ندوة، ن�ش بـيت آل محمد عبد العزيز الحبا�ب يجمة والتاقح الثقا�ف ال�ت

، عامر يس النجار، دار المعارف، القاهرة؟ 1998 ي العر العباسيجمة وأهم أعامها �ف حركة ال�ت

يــة، نــورة صالــح النــا�، ي المملكــة العربيــة الســعودية: دراســة ببليوم�تترجمــة الكتــب إىل اللغــة العربيــة �ف

مكتبــة الملــك عبــد العزيز العامــة، 1419هـــ/1998م

يــة، تاريخها-تطورهــا، ســالم العيــ�، اتحــاد الكتــاب العرب، دمشــق، ي خدمــة الثقافــة الجماه�يجمــة �ف ال�ت

1999

ي جال، المجلس الأعى للثقافة، القاهرة، 1999 : الواقع والتحدي، شو�ت ي ي العالم العر�ب

جمة �ف ال�ت

نســانية، جامعــة ابــن زهــر، نســانية: واقــع وآفــاق، كليــة الآداب والعلــوم الإ ي الآداب والعلــوم الإجمــة �ف ال�ت

أكاديــر، 1999

عام والتصال، طنجة، 1999 اع« لاإ جمة، عبد الرحيم حزل، وكالة »�ش أسئلة ال�ت

ي مــر)1835-1973(، عبــد المنعــم إبراهيــم الجميعــي، جمــة والتعريــب �ف مدرســة الألســن وتطــور حركــة ال�ت

نــ�ش المؤلــف، القاهــرة، 1999

ف المزروعي، دار النفائس، دمشق، 1999 ه، عىي الأم�ي ي إىل الغرب: معابره وتأث�ي انتقال الطب العر�ب

ية: المؤلفات التنظ�ي

، دار الطباعة الحديثة، البرة، 1972 يي الصا�ف

ف النظرية والتطبيق، عبد البا�ت جمة بـ�ي ال�ت

دراسة حول ترجمة القرآن الكريم، أحمد إبراهيم مهنا، مطبوعات الشعب، القاهرة، 1978

وت، 1981 ي ترجمــة القــرآن الكريــم وأحكامهــا، محمــد مصطفــى المراغــي، دار الكتــاب الجديــد، بـــ�يبحــث �ف

ي القاهــرة عــام 1936 انظــر أعــاه][صــدرت ط1 منــه �ف

عام، بغداد، 1982 ، منشورات وزارة الثقافة والإ جمة، صفاء الخلو�ي فن ال�ت

بيبليوغرافيا

Page 64: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

64

العدد )٨( - ٢٠١٥

يــم، المؤسســة الجامعيــة للدراســات والنــ�ش والتوزيــع، جمــة التطبيقيــة، جوزيــف ميشــال �ش منهجيــة ال�توت، 1982 بــ�ي

ــم ــة الأم ــة، منظم ــة العربي جم ــدة ال�ت ــة، وح جم ــات ال�ت ــة ونظري ي اللغــات �ف ــع دراس ــم م ج ــل الم�ت دلي

المتحــدة للتنميــة الصناعيــة، فيينــا، 1984

سكندرية، 1984 جمة، صاح عبد الحافظ، دار المعارف، الإ علم ال�ت

وت، 1985 ية إىل العربية، سم�ي عوض، دار الراتب الجامعية، ب�ي ف نكل�ي جمة من الإ فن ال�ت

جمة: مدخل لغوي، فوزي عطية محمد، دار الثقافة الجديدة، القاهرة، 1986 علم ال�ت

ي عبــد الرحمــن محمــد، مكتبــة الأنجلــو المريــة، القاهــرة، جمــة، عبــد الغــىف ي فــن التعريــب وال�ت

دراســة �ف1986

جمة«، مجلة كلية الآداب، ع2، جامعة الموىل إسماعيل، مكناس، 1986 وقائع ندوة »الأدب وال�ت

جمة الآلية )أعمال حلقة دراسية(، مدينة عبد العزيز للعلوم والتقنية، الرياض، 1986 ي ال�تدراسات �ف

جمات العربـية لرباعيات الخيام: دراسة نقدية، منشورات جامعة قطر، الدوحة، 1988 ال�ت

جمــة، عمــر شــيخ الشــباب، دار ي ال�تبــداع والتبــاع �ف جمــة: نحــو نظريــة لغويــة لدراســة الإ التأويــل ولغــة ال�ت

وت، 1988 ــ�ي الهجرة، ب

جمة الأدبية، الجزار المنصف، بيت الحكمة، تونس، 1989 ال�ت

جمة، يوسف نور عوض، دار الثقافة للن�ش والتوزيع، مكة المكرمة، 1989 علم النص ونظرية ال�ت

كيــة، محمــد عبــد اللطيــف هريــدي، جمــة الأدبـــية: دراســة نقديــة تطبيقيــة عــى نصــوص مــن ال�ت فــن ال�تنــ�ش المؤلــف، القاهــرة، 1989

جمة ونظرياتها، مجموعة من الأساتذة، بيت الحكمة، تونس، 1989 ال�ت

جمة النظري، أسعد مظفر الدين حكيم، دار طاس، دمشق، 1989 علم ال�ت

، دار اللواء، الرياض، ؟ ية، عبد هللا يوسف عىي ف نكل�ي ي القرآن الكريم إىل اللغة الإترجمة معا�ف

جمــة، ــا لل�ت جمــات المغربيــة لاأدبيــات الفرنســية، ســعيد علــوش، مدرســة الملــك فهــد العلي شــعرية ال�تطنجــة، 1991

؟، 1991 جمة العسكرية، مصطفى جلبنية، دار الخواجا، دار الن�ش ي مسائل ال�تدراسة �ف

ف النظرية والتطبيق، محمد الديداوي، دار المعارف، سوسة، 1992 جمة ب�ي علم ال�ت

، القاهرة، 1994 ، الكاتب المري للطباعة والن�ش يي الأدب الم�حي، جمال التو�ف

جمة �ف فن ال�ت

، جامعة دمشق، دمشق، 1994 جمة والتعريب، حنان المال�ي ال�ت

جمــة والتأويــل، وقائــع نــدوة مراكش/مجموعــة مــن الأســاتذة، منشــورات كليــة الآداب بجامعــة محمــد ال�تالخامــس، الربــاط، 1995

بيبليوغرافيا

Page 65: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥

، الدار البيضاء، 1995 ي ي العر�بجمة، طه عبد الرحمن، المركز الثقا�ف فقه الفلسفة: الفلسفة وال�ت

ــام، م ــود الإ ــة، ســامي محم ــة إىل العربي ي ــن الع�ب ــة م جم ــة خاصــة بال�ت ــه عناي ــع توجي ــة م جم ــا ال�ت قضايــاض، 1995 ــعود، الري ــك س ــة المل جامع

ــرب، ــاب الع ــاد الكت ــورات اتح ، منش يــا�ف ــادل الثق ــة والتب ــة الأدبي جم ي ال�ت

ــات �ف ــوص، دراس ــرة النص هجدمشــق، 1995

وت، 1995 ق، ب�ي جمة، جوزف نعوم حجار، دار الم�ش ي أصول ال�تدراسة �ف

جمــة جمــة، أعمــال نــدوة، منشــورات مدرســة الملــك فهــد العليــا لل�ت الصــورة: حــدود التأويــل وحــدود ال�تاك مــع جمعيــة نقــاد الســينما بالمغــرب، طنجــة، 1996 بالشــ�ت

، عبــد هللا الحميــدان وعاطــف يوســف، جمــة مــن المتناقضــات النظريــة إىل ضوابــط التطبيــق العمــىي ال�تجامعــة الملــك ســعود، الريــاض، 1996

- كــة المريــة العالميــة للنــ�ش ، مكتبــة لبنان/ال�ش يف النظريــة والتطبيــق، محمــد عنــا�ف جمــة الأدبيــة بــ�ي ال�ت

ــان، القاهرة، 1997 لونجم

يــة، أحمــد مؤقــت، دار القلــم ف نكل�ي جمــة مــن العربيــة إىل الإ ي ال�تجمــة: مشــكات دلليــة �ف علــم اللغــة وال�ت

، المدينــة المنــورة؟ 1997 ي العــر�ب

وت، 1997 ، الدار البيضاء/ب�ي ي ي العر�بمديح الخيانة، بسام حجار، المركز الثقا�ف

، مكتبــة دار ف يــة وبالعكــس، محمــد شــاه�ي ف نكل�ي جمــة مــن العربيــة إىل الإ ي ال�تجمــة وتطبيقاتهــا �ف نظريــات ال�ت

الثقافــة للنــ�ش والتوزيــع، عمــان، 1998

جمة، سيد إحسان الرحمن، دار الصفوة للطباعة والن�ش والتوزيع، القاهرة، 1998 فن ال�ت

، المجمــع يجمــة، عبــدهللا بــن محمــد الحبــ�ش : الأصل-ال�ت ي ي تاريــخ الأدب العــر�ب

تصحيــح أخطــاء بروكلمــان �ف1998 ، ي ، أبو ظــىب ي

الثـــقا�ف

عــداد والتأليــف، أبــو الحســن عبــد الحميــد ســام، جمــة والقتبــاس والإ ف ال�ت ة النــص الم�حــي بــ�ي حــ�يســكندرية، 1998 ــاب، الإ ســكندرية للكت ــز الإ مرك

عام والتصال، طنجة، 1998 اع« لخدمات الإ ، وكالة »�ش جمة، عبد السام بن عبد العاىلي ي ال�ت�ف

عام والتصال، طنجة، 1998 اع« لخدمات الإ ي ذاكر، وكالة »�ش قضايا ترجمة القرآن، عبد النىب

وت، 1998 جمة، حسن حسن ! دار الفكر، ب�ي مدخل عام إىل ال�ت

ي عبد الرحمن، وكالة الأهرام للتوزيع، القاهرة، 1998 جمة، عبد الغىف ي التعريب وال�ت

دراسة �ف

جمة، عز الدين نجيب، وكالة الأهرام للتوزيع، القاهرة، 1998 أسس ال�ت

ي للمعارف، القاهرة؟ 1998 جمة، ؟؟، المكتب العر�ب علم ال�ت

ي المائة الثامنة، أحمد عبد الواحد، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، 1999 ي الن�ش الأندل�ي �ف

جمة والتحلية �ف ال�ت

ي القرآن الكريم إىل اللغة الفرنسية، صبحي صالح، دار الكتاب المري، القاهرة، 1999 ترجمة معا�ف

بيبليوغرافيا

Page 66: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

66

العدد )٨( - ٢٠١٥العدد )٨( - ٢٠١٥

بقلم : بســـام الجمل

باحث وأكاديمي تون�ي

تونس على عتبة الجمهورية الثانية...

آمال ومخاوف

هــي تونــس الآن، تقــف عــى عتبــة ــة الثانيــة الجمهوريبعــد انقضــاء ثــاث ســنوات ونيــف عــى قيــام ثورتهــا )17 ديســم�ب )كانــون ) ي

الأول( 2010 ـ 14 ينايــر )كانــون الثــا�فالبــاد خالهــا عرفــت وقــد .)2015السياســية )تشــكل الأحــداث عديــد ي التأســي�ي وصياغــة

المجلــس الوطــىفويــكا«، »ال�ت حكومــة الدســتور، أكتوبــر ي

�ف يعيــة الت�ش النتخابــات 2013، النتخابــات الرئاســية بدورتيهــا

الأول(2014، )كانون وديســم�ب ) يالثــا�ف يــن )ت�ش نوفمــ�ب ي

�ف مــن الغتيــالت...(، وهــي أحــداث أفــرزت أشــكال شــىتــية ــات السياس ــات والتجاذب ــولءات والراع ــات وال التحالفــام ــع الع ــى الوض ــه ع ــك كل ــس ذل ــزاب. وانعك ف الأح ــ�ي ب

ي البــاد، خاصــة عــى المســتوى �ف

ي الــىت رهابيــة الإ )الأعمــال ي

الأمــىفالأمنيــة ف

المؤسســت�ي إىل وجهــت والعســكرية(، فضــا عمــا عرفتــه تــزال، مــن صعوبــات تونــس ول ف القتصــادي

ة عــى المســتوي�ي كبــ�يوالجتماعــي )تدهــور قيمــة الدينــار، الأســعار غــاء الســاحة، تراجــع ائيــة، ال�ش المقــدرة وتدهــور المناطــق تهميــش اســتمرار الداخليــة، ازديــاد حجــم المديونيــة تراجــع الخــارج، مــن اض والقــ�ت

التجــاري...(. العجــز نســبة اســتفحال النمــو، نســبة

إن ســوق كل المعطيــات الســالفة الذكــر، هــو بغايــة التذكــ�ي بحجــم التحديــات الموضوعــة أمــام الجمهوريــة

إن الثورة التونسية ال يمكن اعتبارها ناجحة حقيقة إال إذا أفضت إلى إرساء دعامتين

متكاملتين ومتعالقتين ال فكاك بينهما هما

الدولة والمواطنة

رأي ذوات تونس عى عتبة الجمهورية الثانية...

آمال ومخاوف

ها

Page 67: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥العدد )٨( - ٢٠١٥

ــس ــنوات الخم ي الســل �ف ــى الأق ــا، ع ي تمثله

ــىت ــة ال الثانيالآتيــة، عــدة قــوى فاعلــة: رئاســة الجمهوريــة، الحكومــة، ــات ــواب الشــعب، الأحــزاب السياســية، جمعي ــس ن مجلــات... ــات والتحــادات والنقاب ، المنظم ي

ــع المــد�ف المجتمــات ــك التحدي ــع تل ــل م ــة التعام ــد أن كيفي ــخ. والمؤك إلــة ــث الهيكل ــا مــن حي ي ســتوضع لمجابهته

ــىت والسياســة الدارة والتخطيــط والتمويــل وتســط�ي الأهــداف العاجلــة والإــب ف مطال ــ�ي ــة ب ة الصل ــ�ي ــة كب ــتوضح بدرج ــة، س والآجلالثــورة التونســية لحظــة اندلعهــا )خاصــة مطلبــا الحريــة والكرامــة( والجمهوريــة الثانيــة، ومــن ثــم نســتطيع اختبار ــك ــى مح ــا« ع ــورات بخواتيمه ي الث

ة �ف ــ�ب ــة »إن الع مقالالتجربــة التونســية. بعبــارة أخــرى، ليــس المهــم أن تقــوم ــا ــة وتحولته ورتها التاريخي ــم هــو ســ�ي ــل المه ــورة، ب الثالحقيقيــة فالثــورة الواقــع. ي

�ف ومآلهــا ومخاضاتهــا ي

ــىت ــخ هــي ال ي التاريوالناجحــة �ف

المنظومــات أســس تخلخــل ــا ــة، وتهزه الســتبدادية والكليانيي

ــىت ــي ال ــاق، وه ــن الأعم ــزا م هبــكل الفســاد قــوى تقــاوم

ــه. ــوره وتجليات ص

ــودة عــى ــال المعق إن الآمالثانيــة الجمهوريــة تحقــق أن التونســية الثــورة مطالــب ة، وذلــك بعــد أن أفــرزت كبــ�ي

يعيــة والرئاســية قــوى حزبيــة ينتظــر النتخابــات الت�شبرامجهــا ي

�ف ورد مــا تحقيــق التونــ�ي الشــعب منهــا ــد ــود. ونعتق ــن وع ــة م ــا النتخابي ي حماته

ــية و�ف السياســي ي ينبغ

ــىت ــا ال ــات والقضاي ــن الملف ــد م ــاك العدي أن هن صــادق ي

ــس وطــىف ــن المســؤولية وبح ــروح م ــا ب مواجهتهكل بعيــدة عــن عاليــة وبذهنيــة مؤسســاتية وبكفــاءة ــال ــذاذا. فآم ــوا أف ــا كان ــراد مهم ــد الأف ــخصنة أو تمجي شي أن يســتتب الأمــن الداخــىي

الشــعب التونــ�ي عريضــة �فوأن يمــارس حقوقــه الفرديــة والمدنيــة كاملــة وبــكل حريــة ي مســتوى الشــعارات، فصــا تامــا

وأن يعايــن حقيقــة، ل �فــة ــة، والأحــزاب الحاكم ــن جه ــة ومؤسســاتها م ف الدول ــ�ي بي الواقــع العدالــة الجتماعيــة

مــن جهــة أخــرى، وأن يــرى �فف الجميــع اســتنادا إىل معيــار وتســاوي حظــوظ العمــل بــ�ي، وأن تتبــع الدولــة سياســة جبائيــة عادلــة، الكفــاءة ل غــ�يي ثــروات البــاد، وأن تــوزع بشــكل

وأن تحســن التــرف �فتتحقــق معــه العدالــة الجتماعيــة ويرتفــع معــه مســتوى

ــراد. ــنوي لاأف ــل الس ــش والدخ العي

ــاط ــة من ــة الثاني ــإن الجمهوري ــك، ف ــن ذل ــا ع وفضي

�ف الهيكليــة الإصاحــات بعديــد تقــوم أن بعهدتهــا بمختلــف والتعليــم دارة الإ منهــا عديــدة، قطاعــات مراحلــه والصحــة والتشــغيل. ويســتدعي ذلــك كلــه رســم فم وتلــ�ت الدولــة، ها تســ�ي وتنميــة إصــاح مخططــات ــة أو الأحــزاب الحاكم ــن تغــ�ي ــا بقطــع النظــر ع بتطبيقه

. ي تديــر الشــأن الســياسيالشــخصيات الــىت

والحاصــل مــن ذلــك كلــه، أن الثــورة التونســية ل ــاء ــت إىل إرس ــة إل إذا أفض ــة حقيق ــا ناجح ــن اعتباره يمكــا: ــا هم ــكاك بينهم ف ل ف

ــ�ي ف ومتعالقت ــ�ي ف متكاملت

ــ�ي دعامت

يا يقــوم عــى مبــدإ ـ الدولــة: باعتبارهــا جهــازا تســي�يالمؤسســات المهيكلــة المنفصلــة، مثلمــا قلنــا عــن الأحزاب السياســية. وهــذه المؤسســات بتطبيــق تقــوم ي

الــىت هــي ام الدســتور والســهر عــى احــ�تمضامينــه، وعــى تفعيــل قوانينه دون الشــعب أفــراد كل عــى . ثــم إن الدولــة المنشــودة ف تميــ�يرادتهــا ي تكــون مالكــة لإ

هــي الــىتالقــوى كل عــن المســتقلة لســيادتها ومالكــة الخارجيــة هــذا يتجســم ولــن التامــة1، الدولــة كانــت إذا إل المطلــب ماســكة بزمــام اســتقالها المــاىلي والســياسي والقتصــادي، وهــو اســتقال ل ســبيل إىل وجــوده إل بالحــد او بالقضــاء الخارجــي. فكيــف اض التدريجــي عــى سياســة القــ�تلدولــة مثــل تونــس أن تكــون مســتقلة ماليــا واقتصاديــا إذا ــة ــا ســنة 2014 متأتي انيته ف ــن م�ي ــة م ي المئ

ــت نســبة 40 �ف كاني

اض الخارجــي؟ أضــف إىل ذلــك أن نســبة 60 �ف مــن القــ�تي الســنة نفســها متأتيــة مــن

المئــة مــن مداخيــل الدولــة �فالجبايــة. بــل إن الدولــة تواجــه الآن، وضعــا ماليــا صعبــا عــان عنــه مــن الدوائــر الرســمية مــن أن ي ضــوء مــا تــم الإ

�ف انيــة الدولــة لســنة 2015 ســتبلغ حــواىلي ف ي م�ي

نســبة العجــز �ف7 آلف ونصــف مليــار دينــار تونــ�ي )أي مــا يقــارب 4 آلف

مليــار دولر(.

ـ المواطنــة: وهــي تتطلــب تمتــع الأفــراد والجماعــات ي كنــف مــا يســمح بــه القانــون، وأن

بــكل حقوقهــم �ف

1 نبه جون جاك روسو، منذ سنة 1762، إىل أن السيادة غ�ي قابلة للتنازل عنها وغ�ي ي العقد الجتماعي أو مبادئ القانون

ي آن معا. راجع كتابه المعروف »�فقابلة للتجزئة �ف

جمة، «. ترجمة: عبد العزيز لبيب، الطبعة الأوىل، المنظمة العربية لل�ت السياسيوت 2011، ص ص 105 ـ 109 ب�ي

رأي ذوات تونس عى عتبة الجمهورية الثانية...

آمال ومخاوف

فكيف لدولة مثل تونس أن تكون مستقلة ماليا

واقتصاديا إذا كانت نسبة 40 في المئة من ميزانيتها

سنة 2014 متأتية من االقتراض الخارجي؟

Page 68: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥العدد )٨( - ٢٠١٥

تبقــى مجــرد ل التاريخــي حــىت الواقــع ي �ف يمارســوها

ي شــعارات تضمنهــا الدســتور، إذ المواطنــة الحقيقيــة �ف

ي مقدمتهــا حــق ــة، و�ف القــدرة عــى تفعيــل الحقــوق كامل

ــة ــد سياس ــا نق ــا فيه ــرأي بم ــة ال ــة )حري ــة الحري ممارســة ــق العدال ــد....( وح ــ�ي والمعتق ــة الضم ــة، حري الدولــة ــه صف ــع علي ــخص ل تخل ــالت. فالش ــف المج ي مختل

�فالمواطنــة إل إذا كانــت كرامتــه وحريتــه وإنســانيته وكل ــم إن حقوقــه مصانــة مــن أجهــزة الدولــة ومؤسســاتها. ثمــن مقتضيــات المواطنــة أن يــؤدي كل الأفــراد واجباتهــم ة ط أن تحســن هــذه الأخــ�ي نحــو الدولــة، ولكــن بــ�ش . ف اســتثمار تلــك الواجبــات بمــا يخــدم مصالــح المواطنــ�يــأن ي مرتهــن ب

ــا�أ فــأن يقــوم المواطــن بتأديــة واجبــه الجبي حياتــه اليوميــة )تطــور البــىف التحتيــة، جــودة

يــرى آثــاره �فالخدمــات المســداة من الدولــة تجاهــه...(. وباختصار، إن ف يتنفســون الجمهوريــة الثانيــة معنيــة بــأن توجــد مواطنــ�يي

الحريــة ويمارســونها وينعمــون بثمارهــا ليــس فقــط �في تحســن أوضاعهــم

ــا أيضــا �ف مســتوى إبــداء الــرأي، وإنمالمهنيــة والمعيشــية والجتماعيــة. وفضــا عــن ذلــك، فــإن وط المواطنــة أن يحاســب كل شــخص عــى ســلوكه مــن �شي المجتمــع والدولــة. فــكل من

وأفعالــه مهمــا كان موقعــه �فــه يحاســب ــد، عفــوا أو قصــدا، فإن أخــل بواجــب أو تعهعــى ذلــك طبــق القانــون الجــاري بــه العمــل. ولكــن قبــل ــوازع ــك ال ــن ذل ــدى المواط ــون ل ــي أن يتك ــون ينبغ القانــا. ول الفــردي الــذي يحملــه عــى أن يحاســب نفســه ذاتيي أن هــذه المحاســبة الذاتيــة ل تتحقــق إل إذا وجــد

شــك �في

ــرى �ف ــل ن ــة. فه ــة رمزي ــه ســلطة رقابي ــوي ل ــام ق رأي عــة ي تونــس الجمهوري

ــام مســؤول سياســيا �ف يــوم مــن الأ ي

ــه نــة، يقــدم اســتقالته مــن منصــب ســياسي مــا، لأ الثاني

ــه أخطــأ نــه، أو لأ ــة المناطــة بعهدت ي إدارة المهم

فشــل �فــاىلي أو ــاد م ي فس

ــورط �ف ــه ت نــن، أو لأ ــع مواط ــل م التعام

؟ يأخــا�ت

، يوعــة تقتــىف إن كل هــذه الآمــال العريضــة والم�ش

نجــاز، أن تكــون نابعــة مــن وعــي متيقــظ بمــا ي مســتوى الإ�ف

يمكــن أن يهــدد اكتمــال مســار الثورة التونســية عــى الوجه ــاوف ــة المخ ــى معرف ــداره ع ــي م ــذا الوع ــود. وه المنشــددة ــة مه ــة الثاني ــل الجمهوري ــد تجع ي ق

ــىت ــة ال المحتملي إدارة

باســتمرار منظومــة الســتبداد القديمــة. فالشــكل �ف فيأخــذ أســماء أخــرى جديدة، الشــأن الســياسي قــد يتغــ�يولكــن المضمــون يبقــى هــو نفســه. ويكفــي التذكــ�ي هنــا ي ســياق الحمــات

بــأن عــدة أحــزاب سياســية اســتعملت، �فــا ــول« وم ــح »التغ ــا، مصطل ــية بدورتيه ــة الرئاس النتخابييعنيــه مــن وضــع الحــزب الواحــد يــده عــى كل مؤسســات ــم إن ــإدارة دواليبهــا انفــرادا مطلقــا. ث ــة وانفــراده ب الدول

ي مــا حققتــه مــن ي يمكــن أن تهــدد الثــورة �ف

المخــاوف الــىتمكاســب جزئيــة هــو التضييــق عــى الحريــات وخنقهــا ــة ة، خاص ــ�ي ــها الأخ ــظ أنفاس تلف ــىت ــة ح ــة تدريجي بصفأداء نقــد ي

�ف مثــا موظفــة الحريــات تلــك كانــت إذا الســلطة الحاكمــة. والخــوف كل الخــوف أن يقــع إضعــاف ي الــذي تمثلــه خاصــة الجمعيــات

صــوت المجتمــع المــد�فالمســتقلة والمنظمــات غــ�ي الحكوميــة، ومــا يمكــن أن يوازيــه مــن تهميــش قــوى المعارضــة وجعــل صوتهــا غــ�ي ــة ــة وحيوي ــة محوري ف كانــت المســألة الأمني مســموع. ولــ�أــية أن ــإن الخش ــس، ف ــخ تون ــن تاري ــة م ــة الآني ي المرحل

�فــة ــات الجمهوري ــن اهتمام ــألة ضم ــذه المس ــم ه تتضخالثانيــة، وهــو تضخــم يكــون عــى حســاب قضايــا أخــرى ينبغــي البــت فيهــا بصــورة عاجلــة؛ مثــل التنميــة والعدالــة ائيــة ومشــكلة ازديــاد نســبة الجتماعيــة والمقــدرة ال�ش

الفقــر.

ــىت اجتمعــت، ــن المخــاوف، م ــات م إن هــذه العيني الواقــع

ورتها �ف قــد تضــع حــدا لمســار الثــورة لســ�يورة. ول شــك التاريخــي الحــي والمعقــد والمتحــول بالــرفي أن قطــع الطريــق أمــام هــذا المســار قــد يفــرز منظومة

�فاســتبدادية تكــرس حكــم الحــزب الواحــد لعقــود مــن الســنوات، ومــن ثــم ينــدرس رســم الديمقراطيــة ويســود القمــع والطغيــان2، وربمــا يقــع العبــث بمدخــرات البــاد واتهــا، وقــد تصبــح البــاد رهينــة بيــد صنــدوق النقــد وب�ش

ــدوىلي يمــىي عليهــا سياســاته ويفرضهــا عليهــا فرضــا. ال

بــأن ســوق هــذه ، التذكــ�ي مــن لنــا منــاص ول المخــاوف ليــس الغــرض منــه الحــط مــن المعنويــات ه البعــض ــ�ب ــا يعت ــورة مــن خــال م ــل مســار الث أو تعطيا عــن رؤيــة تشــاؤمية، بــل القصــد مــن ذلــك التنبيــه تعبــ�يي قامــت

إىل أن احتمــالت عــدول الثــورة عــن المقاصــد الــىتي

ــا �ف ــات نجاحه ــى إمكان ــا تبق ــى واردة مثلم ــا تبق ــن أجله مبلــوغ أهدافهــا قائمــة. ومهمــا يكــن مــن أمــر، فــإن مصــ�ي الثــورة التونســية، وهــي تجتــاز عتبــة الجمهوريــة الثانيــة، ــام ف بزم ــك�ي ــة والماس ي السياس

ف �ف ــ�ي ــدي المترف ــى بأي تبقف للــرأي العــام مــن الســلطة مــن جهــة، وبأيــدي الممثلــ�ي

جهــة أخــرى.

2 عرف جون لوك الطغيان بأنه »ممارسة لسلطة أبعد من الحق )...( إنه استخدام ف لتلك السلطة، بل ي يمتلكها أي شخص، ل لمصلحة أولئك الخاضع�ي

للسلطة الىتلمنفعته المستقلة الخاصة. الطغيان هو عندما يجعل الحاكم، أيا كان لقبه، إرادته،

وليس القانون، هي القاعدة«. ورد هذا القول ضمن كتاب »الحقوق الفردية«، اف: دافيد بواز، ترجمة: صاح عبد الحق، الطبعة الأوىل، رياض الريس للكتب إ�ش

والن�ش 2008، ص 35

رأي ذوات تونس عى عتبة الجمهورية الثانية...

آمال ومخاوف

Page 69: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

العدد )٨( - ٢٠١٥العدد )٨( - ٢٠١٥

Page 70: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٧٠

العدد )٨( - ٢٠١٥العدد )٨( - ٢٠١٥

إيقاع لرقصة شاعر محتمل)على هامش اليوم العالمي للشعر(

بقلم : بوجمعة العـوفيي ي مغر�ب

شاعر وناقد فىف

هاتــه يســت بيانــا نيمــات ال�تول شــعريا، تدعــي لنفســها معرفــة بالشــعر أو صياغــة أن مــن أمنــع الشــعر إذ لــه، تعريــف يوصــف وأرحــب مــن أن تســيجه الكلمــات، الحتجــاج«. بصيغــة رســالة هــي بــل

تحية عاشقة:

وهــذه الكتــب«، مــن إنبــاء »أصــدق الشــعر ف أنــت تفهــم كنهــه، ودروب الومضــات الملتمســة ليقــ�يجارفــة نبضــك أعلــم بمســالكها الوعــرة، هــي رجــع الــروح، أســفل المعرشــة المتــون آخــر مــن رجــوع ــس ــا، توج ــعر وتردده ــزة الش ــن ه ــول م اب موج ــ�ت اقــات ــه خطف ــه وتضيئ ــة، تحرس ــه الخلفي ت ــون بمحج مفتــض ــا بع ــي أيض ــتعل، ه ــه المش ــق وأتون ــه العمي الول

ــوم، ــوق المكت ــن الغصــة والت موتحيــة خاصــة لــك كمــا تــرى أيهــا الشــاعر المحتمــل، يؤازرهــا ي النهــوض احتمالــك الصاعــد

�فف مــن زمــن الســؤال. أرقــص: فب�يالشــعر والرقــص معابــر �يــة، تربــط الجســد بمنطوقــه، تمنــح الأعضــاء الهائجــة شــغف الكام

ــج. ــا المرت ــمع صوته وتس

أول الشعر دهشه:

هــو ذاك الشــعر إذن: روح الحيــاة وبهارهــا، نشــوة الــكام ودهشــته الجميلــة، ينــ�ي كعادتــه منــذ الأناشــيد الســومرية القديمــة �اديــب القلــب واللغــة والثقافــات، يجــوب أقاليــم الزمــن مجلجــا، مستشــعرا آلم الأرواح ــم ــية، يرس ــا المنس ــات رغباته ــدون بالرعش ــا، ي وأعياده

من يبحث في القصائد عن معنى قد ال يجد المعنى، في الشعر ال

يوجد غير الشعر

رأي ذوات إيقاع لرقصة شاعر محتمل

»ل

Page 71: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٧١

العدد )٨( - ٢٠١٥العدد )٨( - ٢٠١٥

ــت ــك كان ، كذل يي ســماء الباطــن شــهبا تمــر ول تنقــىف

�فــاعر ــص الش ــا يرق ــه الأول. عندم ــد الأوىل والول القصائيرتعــش العالــم، ومــن يســأل الراقــص عــن دوافــع ــدام ــمى، احت ــ�ي أس ــص تعب ــدرك أن الرق ــان، ي الهيجــن وتحــرر ــع لحظــة الكائ ــة الضغــط تزوب لنصــوص عالي

الجســد مــن شــبق الجســد.

ف الروح: فسحة لرن�ي

ي مســحة ذلــك الحــزن الغامــض الــذي تــىف طالمــا ح�ي

ــكن ي تســىت ــة ال ي الرهب

ــىف ــعراء، تجذب ــوه الش ــل وج ي�بــن ــد م ــك واح ــدت بأن ــا اعتق ــة. طالم ــم الهارب أطيافهالأنبيــاء، وأن وجهــك مثــل يــدك الرائيــة عملــة واحــدة، تتجــاوب بينهمــا لذائــد الــروح ومســافات مــن المواجــع ــن ــت م ــور، وأن ف العص ــ�ي ــد برن ــج الجس ، ينض ف ــ�ي والحن. الرقــص كمــا الولــه، قصائــد ف ينبغــي كتابــة هــذا الرنــ�ي

ي القصائــد باقيــة، ومــن يبحــث �ف

، ــىف ــد المع ــد ل يج ــىف ق ــن مع عــعر. ــ�ي الش ــد غ ــعر ل يوج ي الش

�فابتهــج: فقمــة المحنــة أن تســأل

ــعر؟ ــص بالش ــة الرق ــن عاق ع

الكائن الحرائقي:

يحمــل مــن الشــعراء مــن ف يديــه، والأنامــل وجــه آخــر لاختبــار، تاريــخ ه بــ�ي مصــ�ي، يحمــل مجــده أو هاويتــه، يــد الشــاعر، مثــل شــخىيلســانه، قاصمــة، تشــبه حــد الســيف، كمــا العــراف: اجعــل يــدك رائيــة أيضــا، وامنــح للعبــارة لمعانهــا الخالــص. ل تركــن إىل بريــق الأســماء ول تركــب عبثــا زبــد ا ح للحريــق معــ�ب يــق لأصحابــه واجــ�ت الكلمــات، دع ال�بف أصابعــك. ل تســتحق الرهبــة لحظتهــا مــا لــم بــ�ي

ــة. ــال اللحظ ــك بج ــىأ قلب يمت

اختيار صعب:

كيــف تبحــث رئــة الشــعر عنــدك عــن نفــس نقــي، ــبق ووصايــا عــن هــواء لــم تطلــه بعــد نعــرات السء، كــن ي

ي كل سش؟ كــن للســيادة، للســؤال �ف ف المحبطــ�ي

ــة ولنجرافــك الداخــىي حــىت ــان الخــاق، لاأبدي للعصيتبلــغ ألــق المــو�ت وباغتهــم، اخــ�ت للســانك مــا يرعــش ــا ق زمن ــ�ت ــك واخ ــن لختيارات ــها، ك ــك ويدهش كل �يرتامتــداح عــى الغبــار، عــى الجمــوع فيــه تتهافــت الخرابــات وتمجيــد عطائهــا الســخي. ل يكــون الولــع

ــن ــوع م ، المول ــخىي ــ�ي ش ــلك كمص ــم يس ــا ل ــا م ولعــة. ــار المعشــوقة كامل ف أخط ــ�ت يح

تكون أو ال تكون:

ي ليلــة ســلطة الشــعر أوكــد مــن ســلطة الرصــاص، �ف

ــع ــب ورق ــوان القل ــد تشــعل عنف ــت القصائ ــادر كان الهاب، تنــ�ي وجــع قــارات بأكملهــا وتــ�ق النــوم مــن الــ�تجفــون الجاديــن، مــا للشــعر أصبــح ينــأى عــن الشــعر افه؟ ــة عــن ســي ــ�ش عزل ــح أك ــه؟ والشــاعر أصب وعــن عنفليــس لغــ�ي هــذا المقصــد ينبغــي أن يقــوم الشــعر ء مــن ي

و«بيــوت الشــعر«، أن تــداري الســقطة بــ�شيــاء، وتســتبدل فيــك الصمــت بصمــت آخــر، أقــل الك�بي حلمــك، إمــا أن يكــون

مــرارة فقــط: إن الشــعر مثــل بــا�تلــك أو ل يكــون. ليــس الظــل مــا تعكســه الأشــكال، بــل

ــاء الأشــكال. مــا تســقطه الظــال نفســها بعــد فن

صوت البداية:

تباعــا، تتداعــى دونــك معــاول وقليلــة ومعاقلهــم، القبائــل ــة ــل وفي ي تظ

ــىت ــوات ال ــي الأص ه ، الشــخىي ولدمهــا لقناعاتهــا نقة الأنســاق، ي �ش

تقــاوم تغييبهــا �فوتمســح كلمــا اســتبد بهــا الشــوق، مشــهد الصمــت أو الخــراب الممتــد مــن الشــعر إىل الشــعر. هــو وجــه آخــر مــن وجــوه المحنــة وتجلياتهــا، ــم ــوم، ث ــه المحم ــض غياب ــدة بع ــه القصي ــن في تمتحــه نشــيد يصعــد ــا الفاجــع. لعل ة إىل صمته ــن مجــ�ب تركــد ــة ويعي ــاوات المرحل ــل غش ــاض؟ يزي ــب الأنق ــن قل مللصلــوات الآتيــة عمقهــا المســلوب، ويمنــح للخطــر أ بنكــوص ــىب ــة ين ــه صــوت البداي ــه الأوىل؟ أو لعل نضارتآخــر؟ ومــا مــن أحــد، غــ�ي الشــعراء يســمع صــوت ــرك، أنصــت إىل ــن فك ــك ع ــدا قلب ــس بعي ــات. لي البدايتناجينــا الــ�ي واربــط بينهمــا بســؤال رفيــع: هــل أنــت

ــعر؟ ــة الش ــتحق هب ــا تس حق

إقامة حائرة:

ــاد ــا ع ــؤال م ــه، س ــل تربت ــعر مث ــذا الش ــن ه ليكــا، ــت مقيم ــا زل ــت، م ــا أن ــت كم ــل، وأن ــل التأجي يحتمي النفــس

ي الامــكان، تقــرض خيبــات الوقــت وتمــىف�ف

ى بالأمــل المحجــوب، تهــادن رعشــتك ومصائــرك الكــ�بــدو، ــزوغ القمــر. قــىي هــذا القمــر كمــا يب ي انتظــار ب

�ف

رأي ذوات إيقاع لرقصة شاعر محتمل

ليس الجالل بما ينثره اآلخرون على شخصك من نعوت، بل بما تؤتيه

جسارة روحك

Page 72: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٧٢

العدد )٨( - ٢٠١٥العدد )٨( - ٢٠١٥

قريــب ضــوءه لكنــه متمنــع كمــا وجهــه اللعــوب، ــة ــد الجه ــس عن ــز، ويجل ــح اللغ ــة مفاتي ــك بهج يمنحــن طــرف المتاهــة ومســافة ي الهــول، م ــل أ�ب الأخــرى مثالــرد، يمتحــن فيــك القــدرة والســؤال. ربمــا عليــك الآن قــب أن تســتبدل فيــك الــكام هــذا ال�ت لــ�ي تعــ�بــعها أن ــة بوس ــذه المجازف ــا ه ــكام؟ وحده ــيادة ال بستمنحــك ــــ أنــت المتأرجــح عــى حبــل الســؤال ــــ توازنك ــل ول ــ�ي تتماي ــر الخب ــل الطائ ــك مث ــوب، وتجعل المطلــدث أن ــك، يح ــن كيان ــمك م ــا اس ــس قريب ــقط. لي تستلتهــم الغربــة مســافة الألفــة بينكمــا، علــم نفســك

ــماء. ــدان الأس ــة فق لعب

عشق بدون اسم:

ــدت ــا ع ــذي م ــد ال ــا البل ــعر كم ــذا الش ــن ه ليكيغــور لحظــة، كل فيــك ويحــرف يغيــب تعرفــه، تواريخــه مامســة حاولــت كلمــا منفلتــا، ، وينجــىيي هوســك إىل

الممكنــة، خرائطــه ال�يــة، الممتــدة �فأبعــد مــن زمــن التكويــن ودليــل الميــاد. وهــذا الجســد المســهد الــذي تحيــاه عــى مضــض، عــى نشــوة العبــور هــا، ملتبســا، محمــول إىل ممكنــه الشــعري، أصبــح م�تعــى محفــة الصمــت، والرغائــب فيــه كمــا المصائــر مــا ــات. مرتحــل ــاكل والمتعالي زالــت محروســة بســدنة الهيي

ع �ف ي لوعتــه، مــوزء ومؤجــل �ف ي

هــذا النشــيد المــىفي

ــح �ف ــل المناحــات، تفت ف المصالحــة وتجمي ــ�ي توجســه بــع ــواق لبي ــدع أس ــه المتص ــن صعق ــدة م ــة الواح الجهــوزع ــكام، وت ــة وال ــص الكتاب ــح رخ ــاء، وكالت تمن الهبالألقــاب والمدائــح بينهــا بســخاء نــادر. أصبــح لاأوهــام ــروح ــون ال ــة، يهب ــتغلون عاني ــون يش ف ــون مح�ت موزعمــار. ليــس أحقادهــم، غشــاوتهم ويقيمــون أعراســا للده الآخــرون عــى شــخصك مــن نعــوت، الجــال بمــا ينــ�شــن نفســك مــن بــل بمــا تؤتيــه جســارة روحــك، حصــون ــذ أن تك ــعك عندئ ــاب، بوس ــارق والألق ــان البي لمع

ــا. جلي

غربة قاسية:

ــه ــاك ــــ تأكل ــا وهن ــعر ــــ هن ــن الش ــى م ــا تبق م، يبــدو متعــذرا وغريبــا، قانعــا ي

العزلــة واختيــارات المنــا�فبأشــغال الفراغــات المبجلــة ومدبــج بالهــالت المشــيدة حديثــا، فائضــا عــن حاجتــه اليوميــة، ل يلــوذ به الشــعراء ي

ــىت ــرة ال ــاحات الحائ ــاوز المس ــا يتج ــادرا م ــهم، ن أنفسيشــغلها عــى البيــاض ومرتهــن بفــرج قــد ل يكــون. أهــو ــى كل ــه ع ــخ بكاهل ى يني ــ�ب ــات الك اجع ــن ال�ت ــا زم حق

ء، ويجــرف بأدواتــه المعهــودة مــا تبقــى مــن حلمــك يسش

ــذر ــا تع ــة مهم ــتظل فياض ــع س ــل؟ أم أن المناب الجمي، يتــوزع ف عشــق الحريــة وعنــف المعــىف المطــر؟ بــ�ياكتــب، أســمى، اندثــار الكتابــة مجابهــة، جســمك،

ــى. ــن بعــدك أبق ــات م فالكلم

الفردوس المفقود:

ــد - ي البلهــذا التفكيــك الريــح - الحاصــل الآن �ف

لــكل البــؤر الضوئيــة، والقــذف بأعــراس الشــعر الملتهبــة ــا ــا صوته ــع حتم ــن يمن ــع ل ــب والمناف ــاد التكس إىل وهالجهــ�ي مــن مواصلــة غنائــه البهيــج، هــو الصــوت - ــول ــن يح ــال وعشــقها، ل ــر الأجي ــج لهدي ــكام المؤج ال- حتمــا - دون عبــور عنفهــا البهــي إىل مــا وراء المتاريــس الحــروب تلــك وكل ي

والمــرا�ش والمناصــب والمنافــع ي عيــون الزمــن

البلهــاء، حيــث القصائــد اليانعــة تزهــر �فمزنــا، وحيــث الشــعر ينجــز مصــ�ي الكائــن والبــاد معــا. ــن ــض م ــد بع ــر يوج ــانها الآخ ــف لس ــا، خل ــة قطع ثموجهــك المحتمــل، بمامــح أخــرى، بعامــات راجفــة ــا؟ ــوم م ي ي

ــض �ف ــد ينه ــري، ق ــل غج ــد طف ــا ي تحفرهــال آخــرون ي غبــش هــذا الوجــه يوجــد - قطعــا - أطف

�فف حــدود العشــق الواحد، ويرســمون يلغــون المســافة بــ�يف ثنايــا القلــب قمــرا أو وجهــا فاتنــا، محلومــا بــه لهــذا بــ�يالفــردوس المفقــود. هــو ذا بعــض مــن مكامــن عشــقك، ض ل تمــت! عانــق فيضانــك، احلــم! ل تســقط ! روعشــقك، انهــض! ل ترحــل، خــذ كفــي الممسوســة،

ــروب! ــك اله ــتعجل في ــك، ل تس ــح خوف امس

فداحة السؤال:

ي وجــد الشــعر عــن حلــم ي �ف

أســألك أيهــا الفــا�فتهــا وحــدود انتســابها القصيــدة الــذي كان؟ عــن حجالأجــدى الشــعري الختيــار عــن اب ووجدانــه؟ للــ�تخــارج قانــون الحلبــات وحــروب النخــب؟ مــن أيــن ــؤال؟ ــه الس ــد يفجع ي بل

ــعري الآن �ف ــؤال الش ي الســأ�ت ي

ــة ــات رنان ــوم كلم ــدة الي ــل القصي ــي أن تحم ــل يكف هي

لتســتحق صفــة الشــعر؟ ومــا معــىف أن تكتــب اليــوم �فالمغــرب شــعرا عــن غــ�ي المغــرب؟ هــذه أســئلة بشــكوك أخــرى، أضيفهــا إىل هواجســك وخيباتــك الجميلــة خــارج ــد ــات النق ــارج تفصي ــا، خ اته ــة ومخت�ب ــدود الحداث حي عمــق

ة الأشــكال، لعــل بعــض الجــواب يكمــن �ف وحــ�يــم ي رح

ــا، أو �ف ــة ذاته ــب المحن ي قلــها؟ �ف ــئلة نفس الأس

ذلــك المرتقــب الشــعري، الــذي بقــدر مــا تنضــج داخلــه هوامــش وقرابــات ومســافات لاأمــل، تنضــج كذلــك

رأي ذوات إيقاع لرقصة شاعر محتمل

Page 73: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٧٣

العدد )٨( - ٢٠١٥العدد )٨( - ٢٠١٥

ف الضلــوع، حــىت داخلــه الأعطــاب؟ اســكب شــوقك بــ�يد ليــل الأعضــاء، ــد ي الحــرف، مــن فــرط تولهــه، م

ينــ�شــرك ــث فيــك عــن الشــعر فقــط، وات ذوب حرقتهــا، ابحــة. ــون العــودة ممكن ــة حــىت تك ع ــدة م�ش ــواب القصي أب

رسالة مشبوهة:

ــن ــعي م ــا بوس ــل، م ــرح الصقي ــيد الف ــذرة، س معــات، ــن الكلم ــل م ــه وقلي ــذا الول ــ�ي ه ــك، غ ــل روع أجــرة، وأعــود إىل ــات فائ ــد، قب ف القصائ ــ�ي هــا عــى جب ان�شــل صــدأ ــات، أغس ــرأ بعــض الرجف ــة الحــواس لأق ناصيــماء ــض الأس ــعر ببع ــار الش ــد ن ــاغها، أوق ــروح بأنس الوأعاقــر الصفحــات، أغازلهــا بأصابــع مولوعــة، وأحتمــي ف ــ�ي ــل ب ــا أط ــة الرؤي ــى هاوي . ع ف ــ�ي ــن الحن ف م ــ�ي بالحنأتفقــد والأخــرى، الســقطة ف بــ�ي والأخــرى، الرعشــة ، أشــدها إىل الدهشــة الجميلــة، إىل ليــل النــص ي

أعضــا�أفقــط، كي ل يبتلــع الحــ�ب الجليــل نشــوتها، أصحــو عــى هديــر المســافات، وهســيس الحــروف يطالــب المفاصل ، ي

ــا�ت ــم كلم ــم، ألمل ــول العلي ــواض الق ي أحــص �ف بالرق

ي أكــون بذلــك فهــا قليــا، أضاعــف مــن توترهــا، علــىف أرج

كتبــت ــــ فقــط ــــ رســالة إىل شــاعر محتمــل؟

رأي ذوات إيقاع لرقصة شاعر محتمل

Page 74: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٧4

العدد )٨( - ٢٠١٥العدد )٨( - ٢٠١٥

رأي ذوات يي الأدب الفلسطيىف

حول آليات النتماء �ف

»أرض من سحاب وسماء من خزف«

حول آليات االنتماء في األدب الفلسطيني*

بقلم : منى ظاهركاتبة وباحثة فلسطينية من النا�ة

ي �ف ام ف اللــ�ت قضيــة ن

-شــعرا يالفلســطيىف الأدب

ذات )إ�ائيــل( ي �ف ا- ونــ�ش

ــي ورة، وه ــرف ــية بال ــكالية أساس إش�خــة صلــب ي

�ف ي بــرأ�ي مرتبطــة مــن »أنقذونــا درويــش محمــود ي

والــىت ،» القــاسي الحــب هــذا ــر ــم تقت ــة ل ــة مفتوح ــد أرضي تععــى والثقافيــة الزمنيــة ورتهــا �فلحظــة أواخــر الســتينيات وبدايــة ، ي

الســبعينيات مــن القــرن المــا�فــة ــة لطبيع ــة ومازم ــي لصيق ــل ه بف شــكالية بــ�ي العاقــة الشــائكة والإ

ف الشــعر/ النــ�ش والقضيــة، بــ�يالشــاعر/الكاتب وذاتــه وواقعــه ف العــام والخــاص. معــا، وبــ�ي

هــذه عــى مــىف وقــد الرخــة الجريئــة أك�ش مــن أربعة ــرة إىل أدب ــت النظ ــود، وظل عقف المقاومــة أو شــعر الفلســطيني�ي ي

ي إ�ائيــل والشــاعر الفلســطيىف�ف

فهــم ضيــق ي تــراوح مكانهــا �ف

برؤيــة فهــم منفتــح، وغــ�ي ــم عــى منطلقــات محــدودة قائتعيــق وسياســية أيديولوجيــة ، ي ــعري/ الأد�ب ــص الش ــور الن تطوتعيــق انفتــاح الشــاعر/ المبــدع ــوار ــ�ب أغ ــ�ب س ، ع ي

ــو�ف والك يــا�ف نس ــه الإ ــى أفق ــه ع نفس

ي الوجــدان الجمعــي.ذاتــه وحالتــه الغائــرة �ف

الكتابة غير المقيدة إبالقضية الفلسطينية بشكلها المباشر مثلا،

ال يعني انحسارها في البرج العاجي، بل يمكن االلتفات إلى أن استغوارها في الذات

الفردية الكاتبة والقلقة وجوديا

، يي المؤتمر الخامس لاأدب الفلسطيىف

ي قدمتها �في الىت

* مقاىلي هنا يستند عى شهاد�ت«، نظمته كلية الآداب- قسم ي

ي الأدب الفلسطيىفالذي حمل عنوان »آليات النتماء �ف

ي جامعة حيفا 2014اللغة العربية وآدابها �ف

Page 75: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٧٥

العدد )٨( - ٢٠١٥العدد )٨( - ٢٠١٥

يــن، ل بــد ي القــرن الواحــد والع�شونحــن اليــوم �ف

ي الكتابــة مــن التأكيــد عــى مســألة الحساســية الخاصــة �ف

ي ي التحــول النوعــي والجــذري �ف

ــدة، و�ف ــة الجدي بداعي الإــة ــئلة ورؤي ــل أس ي تحم

ــىت ــة، وال ــة الحداثي ــذه الكتاب هبداعــي، ــص الإ ــة: الكتابــة والن ي نظرتهــا للقضي

مغايــرة �فــذات والعالــم. ال

هــذه الكتابــة الحداثيــة والتجريبيــة عــى وجــه ام ف الضيــق لالــ�ت الخصــوص، تخلخــل الفهــم الكاســي�يالأدبيــة التقاليــد ي صميمــه، لأنهــا تحــاول تفكيــك

�فبداعــي الإ النــص ر وتحــر لاأيديولوجــي، المحتكمــة مــن كل تبعيــة، ومــن كل نظــرة مســبقة ومســلمات.

النــص إىل الرؤيــة وتجعــل الأدبيــة للقيمــة محتكمــة ي الأد�بــة بالدرجــة الأوىل، وهــذا والجماليي التنكــر للمجتمــع والتاريــخ

ل يعــىفي

والواقــع، بــل تدخــل الكتابــة �فــر ــوف، ل مفك ــر، ل مأل أفــق مغايــا نصطــدم بالأســئلة ــه، يجعلن فيــا ــة والقضاي ــية أو المهمش الهامشف ــ�ي ــة ب ــق الممكن ــية والعائ المنسز الكثــ�ي الأشــياء والوجــود. وتــ�بمثــل عندهــا، المفاهيــم مــن اللــذة، المتعــة، الجنــون، الرغبــة، الغوايــة، الشــبق، الحــب، اللعب، هــا، وهــي كلهــا تشــكل حقــا وغ�يي

ــا خصبــا للتأمل والســتكناه �ف دلليمفهــوم الكتابــة والنــص والقــراءة، ــا مفاهيــم تقــارب الرمــوز كمــا أنهــذه ــرأة. ه ــم الم ــة بعوال المرتبط

ــة متازمــة ترتكــز عــى المفاهيــم تربطهــا عاقــة عضوي ، تعامــل معهمــا الفرنــ�ي ف ف مركزيتــ�ي فهــم مســألت�يي مــا يرتبــط بثيمــة

رولن بــارث؛ همــا: اللــذة والمتعــة، �فالأبعــاد واستشــفاف فهــم أهميــة حيــث الكتابــة، ي

الــىت الكاتبــة بالــذات عاقتهــا ي �ف للكتابــة الحميمــة

ــاد هــي ذات إنســانية، واستكشــاف مظاهــر هــذه الأبعبالمجــالت ي عاقتهــا

الماديــة �ف يقيــة وتمثاتهــا ف الف�يالأخــرى كالتاريــخ والسياســة والمجتمــع.

نســانية الكاتبــة تتفجــر فيهــا الطاقة هــذه الــذات الإي

ــة �ف ــة المنعكس ــذه الطاق ء، ه يــل كل سش ــهوانية قب الش

الخــاص ي أشــكال المخــزون الجــوا�ف الكتابــة، تحمــل شــىت

والمــذوت، هــذه الطاقــة المتفجــرة تضفــي معناهــا عــى التاريــخ والخــارج الموضوعــي.

بالقضيــة المقيــدة غــ�ي الكتابــة فــإن ، بالتــاىليي

ي انحســارها �فالفلســطينية بشــكلها المبــا�ش مثــا، ل يعىف

ي ج العاجــي، بــل يمكــن اللتفــات إىل أن اســتغوارها �ف الــ�ب

ي غوصهــا الــذات الفرديــة الكاتبــة والقلقــة وجوديــا، يعــىف

ي وجــدان المجتمــع والتاريــخ الجمعــي. كمــا أن ــا �ف عملي

ي تعــىف بالــذات النســائية وبقضايــا الكتابــة النســائية الــىت

طــار الســطحي ي هــذا الإي أنهــا تنحــر �ف

النســاء ل يعــىفي نصهــا أن

ضيــق الأفــق، بــل قــد تتقصــد الكاتبــة �فتقيــم عــ�ب ذاتهــا أو/ وجســدها حــوارا مركبــا مــع الأشــياء ــه الخــارج وتقــرأ كل مــا يحيــط بــه مــن والعالــم، وتجاب

ه. ــات وغــ�ي بيئــة ومجتمــع وعــادات وموروث

مــن بــد ل فإنــه وعليــه، التأكيــد عــى أن الكتابــة الأدبيــة ــا، ــا وفني ة ثيماتي ف

ــة المتمــ�ي بداعي الإالمكتوبــة بقلــم رجــل أو امــرأة هــي كتابــة إنســانية بالأســاس، والكتابــة ــا ــرة لقيمته ــة هــي المنت الحقيقيالكونيــة الجماليــة. ولهــذا يكــون والحفــر الشــتغال الملــزم مــن أقــا�ي ي

�ف الخفــي إىل للوصــول التأمــل لهــذا الوجــود بــكل مركباتــه

وتفاصيلــه وأنفاســه.

ام ف ــ�ت ــإن الل ــدم، ف ــا تق وممعليــا، كقيمــة بالكتابــة يكــون ي

ويكفــي عندهــا أن تكــون الكتابــة �فــد ام والتقي ف ــ�ت ــي الل ــا ه ــد ذاته حام بقضيــة واحــدة/ ف بهــا. أمــا اللــ�تــو ــة، فه ي الكتاب

ــد �ف ــوع واح بموضالعالــم مــن يــن الكث�ي نظــر ي

نظــري و�ف ي �ف متجــاوز

، وليــس معيــارا لجوهــر الأدب وفنيتــه. ي والعــر�ب ي الغــر�بي ذلــك إل

فحــري بــالأدب أن يكــون أدبــا أول، ول يــأ�تي

ي الكتابــة الخالصــة الــىتبالإخــاص للتجربــة الحقيقيــة �ف

ــن ــا م ــا فيه ــكل م ــة، ب ــة العام ــاس الكينون ــح بتم تطمأبعــاد كامنــة ومنظومــات سياســية، اجتماعيــة، شــخصية،

ــا.. ه ــية وغ�ي نفس

...

ول بــد مــن اللتفــات إىل أن مــا أســلفته، ل يتناقــض الجــاد ي ــص الأد�ب ي الن

ــق �ف ــا نتعم ــه حينم ــة أن ــع حقيق مة ف

الــذي تكتبــه امــرأة مثــا، فإننــا نجــد فيــه ســمات ممــ�يوذات خصوصيــة، تجعــل هــذا العمــل يختلــف عمــا

إن الكتابة النسائية متأثرة بنسب متفاوتة

بالفكر النسوي، حينما ترتبط هذه

الكتابة بتسليط الضوء على واقع

المرأة ومشكالتها وتخبطاتها وأحالمها

وحواراتها الداخلية في واقع أبوي منحاز لصالح

الرجل

رأي ذوات يي الأدب الفلسطيىف

حول آليات النتماء �ف

Page 76: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٧6

العدد )٨( - ٢٠١٥العدد )٨( - ٢٠١٥

ــة ــاث عربي ــ�ي أبح ــا تش ــع كم ــك ناب ــل. وذل ــه الرج يكتبف تجــارب ة إىل أن لــكل جنــس مــن الجنســ�ي وأجنبيــة كثــ�يبيولوجيــة نفســية تاريخيــة اجتماعيــة وثقافيــة مختلفــة، ــل ــد بفض ــادات والتقالي ــورت الع ــد أن تط ــيما بع ل ســاط ــكال وأنم ــى أش ــرت ع ي أث

ــىت ــوية ال ــالت النس النضــة ــر إىل خصوصي ــد ينظ ــم يع ــث ل ــة، حي ــذه الكتاب هكتابــة النســاء عــى أنهــا تعبــ�ي عــن دونيــة ومحدوديــة، ي

ــا كحــق مــن حقــوق المــرأة �ف ــل جــرى التعامــل معه بــة عــن ي الكتاب

ــز، فقــد خاضــت المــرأة المبدعــة �ف التمايــل. ــارج/ الرج ــر/ الخ ــوي والآخ ــل/ الأنث ــذات/ الداخ الك الحيــاة الواقعية ت مــن خــال كل ذلــك عــن معــ�ت وعــ�بالأيديولوجيــة، والماديــة: يــة الب�ش مســتوياتها بــكل ــة والسياســية. وكل هــذا الشــتغال النفســية، المجتمعيالنســائية الكتابــة اتهــام بالتأكيــد يدحــض الجــدي ــاص ــم الخ ــى اله ــة ع ــا منكفئ Women's Writing بأنه

ــام. ــع الع ــا بالواق ــن التصاقه بمعــزل ع

ل يوعليــه، فــإن وجــود مصطلــح الأدب النســا�أ

ــى ــن ع ــذا الأدب م ــم ه ــاء ليقي ــوم ج ــه مفه ي أنــىف يع

ي ــص الأد�ب ــم الن ــدا أن مــا يقي ــا نعلــم جي الســطح، لأننــص ــة للن ــة والعميق ــة الموضوعي ــ�ي النقدي ــو المعاي هــه ــن مبدع ــر ع ــض النظ ــتفز بغ ــاحر/ المس ــد/ الس الجي

أو مبدعتــه.

متفاوتــة بنســب متأثــرة النســائية الكتابــة إن هــذه ترتبــط حينمــا ،Feminism النســوي بالفكــر ــة بتســليط الضــوء عــى واقــع المــرأة ومشــكاتها الكتابواقــع ي

�ف الداخليــة وحواراتهــا وأحامهــا وتخبطاتهــا أبــوي منحــاز لصالــح الرجــل. ومــع ذلــك، تلــزم التفرقــة ــح ف مصطل ــ�ي ــه امــرأة وب ــذي تكتب ال ي

ف الأدب النســا�أ ــ�ي بــن ع ــ�ب ــري يع ــه فك ــوي توج ــوي، لأن النس الأدب النسحركــة نضــال النســاء بغيــة نيــل حقوقهــن ومقاومــة قمع ي كافــة

النظــام الأبــوي وقيــوده المفروضــة عليهــن �فــية. ــة والسياس ــة والقتصادي ــاة الجتماعي ــالت الحي مج Feminist النســوية الكتابــة مفهــوم فــإن وعليــه، ــت ــواء كان ــرأة، س ــا الم ام بقضاي ف ــ�ت ي الل

ــىف Writing يعــداع رجــل. ــداع امــرأة أو مــن إب ــة مــن إب ــذه الكتاب هي الجنــس هــو أســاس

فالنســوية تــرى أن الختــاف �فــذه ــال، وأن ه ــاء والرج ف النس ــ�ي ــة ب ــاواة البنيوي الامسحتميــة نتيجــة ليســت ف الجنســ�ي ف بــ�ي الامســاواة وط ــ�ش ــع ال ــن صن ــا هــي م ــاف البيولوجــي، وإنم لاختالثقافيــة التقليديــة لذلــك الختــاف. إن النــص النســوي ي اعتبــاره، حيــث يولــد

هــو الــذي يأخــذ المــرأة كفاعــل �فالنــص المهمــوم بالأنثــوي المســكوت عنــه، الأنثــوي

الــذي يشــكل وجــوده خلخلــة الثقافــة الأبويــة الذكوريــة ــي إىل واع ــل الاواع ــادي بتحوي ــوي ين ــة. فالنس المهيمنــا عام والمســكوت عنــه إىل معلــن، ليصبــح الشــخىيا. ووفــق اطاعــي، فقــد تنــدرج بعــض والعــام شــخصيالأعمــال الأدبيــة النســوية تحــت لــواء مناهضــة المجتمع

ــة. ــطوة الذكوري ــاء الس ــد هج ــوي إىل ح الأب

...

وهكــذا، فــإن هــدف المبــدع الحقيقــي أن يخمــش ــث يقــ�ش ــدس ويواصــل، حي ــو والمق ــاه ليجــرح التاب أنلغتــه عســجد لنصــه ليكــون بواقعيتــه.. المدنــس ، ليصــل إىل مرحلــة ي غســق المعــىف

وحفرياتــه المضيئــة �فالنعتــاق مــن الموجــود، ويتجــاوزه إىل آفــاق حريــة ي صناعــة عجينــة

أرحــب. وهكــذا يكــون قــد نجــح �في لوحــة فسيفســائية

الخــزف، وتلوينــه، وتركيــب قطعــه �ف، لأن الأجمــل لــم يكتبــه تتقــد وتحــاول أن تتوهــج أكــ�ش

بعــد!

رأي ذوات يي الأدب الفلسطيىف

حول آليات النتماء �ف

Page 77: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٧٧

العدد )٨( - ٢٠١٥العدد )٨( - ٢٠١٥

Page 78: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٧٨

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي الرسوم القاتلةرهاب �ف الضحك والإ

ثقافة وفنون

بقلم: د. أم الزين بنشيخة المسكيني

ي الفلسفة دكتورة تونسية �ف

الحديثة والجماليات

الضحك واإلرهاب في الرسوم القاتلة

»إن الكتب املقدســة مهما كانت األمة التي تنتمي إليها ال تضحــك أبــدا«

بودل�ي

»إن متثيل العربي في صورة شخص فيزيائي قابل للتعرف عليه،

يذكرنــا مبــا كان يقــوم بــه اإلعــام املعــادي للســامية فــي ظــل النازيــة،

حيــث وقــع تصميــم منــط فيزيائــي لليهــودي فــي معنــى مماثــل متامــا: لــو طبقنــا هــذا علــى اليهــود اليــوم حلصلــت كارثــة«

أغمبان

Page 79: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٧٩

العدد )٨( - ٢٠١٥

الفقــرة 294 مــن كتــاب مــا وراء الخــ�ي والــ�ش

ــب ــل إىل ترتي ي أمي: »إ�ف ــىي ــا ي ــب نيتشــه م يكت

الفاســفة، انطاقــا مــن كيــف يضحكــون بــأن ي أعــى الســلم أولئــك القادريــن عــى ضحكــة

أنــزل �فأنفســهم الآلهــة أن أبــدا أشــك ل ي

وإ�ف ذهــب، مــن .. إن الآلهــة ي

يتقنــون الضحــك عــى نحــو مــا فــوق إنســا�فمتهكمــون«.

شــارة إىل أن نيتشــه يتكلــم طبعــا، عــن هنــا ينبغــي الإي بعــض إليــاذة ضاحكــة. لكــن ربمــا لــم

آلهــة الأولمــب �فيــواء القتلــة. يبــق لنــا مــن جبــل الأولمــب غــ�ي جبــال لإ

ــارت ــان ص ي أوطــك �ف ــعنا أن نضح ــازال بوس ــل م ه

ــواح؟ ــا بالن ــة؟ أم علين ــة مرعب ي ــح ب�ش ــا لمذاب ركح

قليطــس ه�ي وبــكاء ديمقريطــس ضحكــة ف بــ�يوضحكات زرادشــت العاصفة، حبــل فــوق كمــا نتأرجــح .. ف ــ�ي ف متعب ــ�ي ك لمهرج ــ�ي السســبينوزا ينصحنــا- لــو قــدر له : أن يفكــر بــدل عنــا- كمــا يــىينضحــك أن ل ينبغــي »ل أن علينــا بــل : نبــ�ي أن ول الــذي الســؤال إن نفهــم«. ــو ــث ه ــذا البح ي ه

ــغلنا �ف يش: كيــف نفهــم، رغــم كل التــاىليــا، ــل فهمن ــه قب ــع فهم ــا وق م

ي الرسوم القاتلةرهاب �ف الضحك والإ

ــون ــر )كان ــوم 7 يناي ــدو ي ي واقعــة شــارىلي إيبــا حــدث �ف م

( 2015؟ كيــف الســبيل إىل تأويــل تلــك الواقعــة مــن يالثــا�ف

ف الفــن والسياســة؟ وجهــة نظــر العاقــة بــ�ي

الإجابــات مــن الكثــ�ي ثمــة الســؤال هــذا عــن ي تراكمــت بعــد،

الجاهــزة، وثمــة الكثــ�ي مــن الحجــب الــىتي مثــل هــذه المســائل بمعزل

كي تعطــل إمكانيــة أن نفكــر �فعــن ضجيــج الأحــكام الهوويــة حــول أنفســنا وعــن لغــط

الأيديولوجيــات والأجنــدات.

يعلــم وهــو كاملــة، حيــاة ســقراط قــىف لقــد ــكام؛ أي ــج وال ف الضجي ــ�ي ف ب ــ�ي ورة التمي ــا �ف ــباب أثين شــج ــن ضجي ــج الغوغــاء ولوغــوس الحكمــاء، لك ف ضجي ــ�ي بحكمتــه عــى انتــر بــأن انتهــى والساســة الكهــان فأجهــز عليــه. وقتــل بتهمــة التجديــف عــى الآلهــة. هــل ــل ــه؟ ه ــ�ي نفس ــدو المص ــارىلي إيب ــة ش ــتعادت جماع اســد ــا يعي ــخ هن ــول إن التاري نقــل ــة، ه ــكل مقتل ي ش

ــه �ف نفسي

قتلتهــم حريتهــم المفرطــة �فــدس؟ ــن المق ــخرية م الس

ثمــة إذن، صــدام عنيــف رهــاب: لأن ف الضحــك والإ بــ�يولأن يضحــك، ل رهــاب الإمــن ل يضحــك ل يعــرف غــ�ي إقامــة الجــدران وغلــق الأفــق ــدران ــن ل ج ــن الف ــدا. لك جي

ثقافة وفنون

لقد قضى سقراط حياة كاملة، وهو يعلم شباب أثينا ضرورة

التمييز بين الضجيج والكالم؛ أي بين ضجيج الغوغاء ولوغوس

الحكماء

ي�ف

Page 80: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٨٠

العدد )٨( - ٢٠١٥

فن الكاريكاتور فن صادم ومستفز يقوم على المبالغة

من أجل إظهار ما تخفيه الوجوه تحت قناع الوجه

المنظم

: »إن ــىي ــ�ي )1855( مــا ي ــه غــ�ي الأفــق. لقــد كتــب بودل لالكتــب المقدســة ل تضحــك أبــدا«1، لكــن هــل يجــوز لهــا ي حديــث

نــه - كمــا جــاء �ف، لأ ف عندئــذ أن تقتــل الضاحكــ�ي

ــت القلــب«؟ ــوي- »إن الضحــك يمي نب

ي كتــاب عنــف العالــم عــى ــارد �ف يكتــب جــان بودري

ــل إن هللا نفســه ل يســتطيع أن : »قي ــىي ــا ي ــ�ي م نحــو مثــو أن ــنا، ل ــى. ! حس ــا ب ــه، إنم ــى نفس ــرب ع ــن الح يعلــرب ــن الح ــا وأعل ــح انتحاري ــع هللا.. لأصب ي موق

ــرب �ف الغعــى نفســه«2.

ف عــى إثــر حادثــة شــارىلي إيبدو وعلــق بعــض الفرنســي�يء لكــن ي

ء ومــن أي سش يقائــا: »يمكننــا أن نضحــك مــن كل سش

ل ينبغــي أن نضحــك مــع أي كان«. لكــن من هــو »الأي كان« المقصــود ههنــا مــن طــرف ــود ــس المقص ؟ ألي ف ــي�ي الفرنسي

�ف الســاكن الآخــر هــو هنــا ــه ــه ومدن ــر وجيوب أحــواز الفقالقصديريــة، ذاك الــذي يلبــس ويحمــل المســلم عمامــة ــامو ــمه رس ــذي رس ــمه، وال اسخــال مــن إبيــدو شــارىلي ــه ي )علي ــىب ــخصية الن ــم ش رسوقنبلــة بعمامــة الســام( هكــذا . للتفجــ�ي ة حــا�فتضعنــا رســومات شــارىلي إيبــدو

ي وضعيــة تأويليــة غــ�ي مريحــة بالمــرة: نحــن بالأحــرى �ف

ــف ومشــحون بالأحــكام ــب عني ــة أو لول ــرة مربع ــام دائ أمــا ــة والسياســية والاهوتيــة. إن فــن الكاريكاتــور ههن الهوويي

ــىف .. والأم ــياسي ي والس ــىف ف الف ــ�ي ــة ب ــة غامض ــورط بعاق م

العالميــة. ياليــة م�ب والإ

ــك ــن الضح ــط م ــور؟ وأي نم ــن الكاريكات ــو ف ــا ه محــه علينــا رســوم شــارىلي إيبــدو؟ مــا الــذي يجعــل مــن تق�ترســومات فنيــة هشــة، ومــن مجــرد كائنــات مــن ورق خطــرا

عــى ثقافــة مــا إىل حــد القتــل؟

1. معاني الكاريكاتور في رسومات شارلي إيبدو:

الكاريكاتــور فــن عريــق يعــود إىل الشــعوب القديمــة Pauson بــوزون ويعــد ي رومــا.

أثينــا و�ف ي ي مــر و�ف

�ف

1 - Baudelaire, Ecrits sur l’art, Paris, Les Classiques de Poche, 1992, p. 2902 - جان بودريارد، إدغار موران، عنف العالم، ترجمة عزيز توما، الاذقية، دار الحوار،

2005، ص 50.

أن غــ�ي كاريكاتــوري، رســام أقــدم ي اليونــا�ف الرســام

مفهــوم الكاريكاتــور بالمعــىف الدقيــق، بمــا هــو فــن، لــم ــؤرخ ــم م ــت قل ــ�ش تح ــادس ع ــرن الس ي الق

ــر إل �ف يظهكتابــه ي

)�ف .Giorgio Vasari المعــروف يطــاىلي الإ الفــن حــول فــن الرســم 1550(. والكاريكاتــور هــو فــن مــن فنــون البورتريــه، حيــث يقــع تشــويه الوجــوه بخاصــة وشــحنها بمامــح غريبــة ومبتذلــة ومضحكــة. ويمكــن اعتبــار بودلــ�ي ي العصــور الحديثــة نصــا حــول الكاريكاتور

أول مــن كتــب �فبتاريــخ 1857، وهــو أيضــا صاحــب أول نــص يحمــل ي

ي ماهيــة الضحــك« 1855. ويعــد برجســون ثــا�فعنــوان »�ف

ي كتابــه الــذي حملــه مــن كتــب حــول الهــزل والكاريكاتــور �ف

ــالت 1900 ــكل مق ي شــدر �ف ــذي ص ــك« ال ــوان »الضح عن

ي شــكل كتــاب بتاريــخ 1924. أمــا عنــد العــرب، فيعــد ثــم �ف

ي ناجــي العــىي أشــهر رســام كاريكاتوري الرســام الفلســطيىف

»حنظلــة« بأيقونتــه اشــتهر شــخصية إىل ترمــز ي

الــىتي بعذاباتــه وأشــكال

الفلســطيىفصمــوده معــا. وقــد انتهــى كمــا يعلــم الجميــع، نهايــة لنــدن ي

�ف قتــل إذ فظيعــة: 29 ي

�ف مجهــول طــرف مــن .1987 )آب( أغســطس

مــا ي �ف هنــا، ونشــ�ي

ــدو ــارىلي إيب ــة ش ــص مجل يختســتأنف أنهــا الفرنســية، ــة ــر بخاص ــذي ازده ــور ال ــن الكاريكات ــيا لف ــا فرنس تاريخــور ــامي الكاريكات . ومــن أشــهر رس ي القــرن التاســع عــ�ش

�فالذيــن كتــب عنهــم بودلــ�ي وأثــاروا إعجابــه، نذكــر بخاصة : ــىي ــا ي ــوماته م ــن رس ــال ع ــذي ق Honoré Daumier الون أمــام أعينكــم كيــف يقــع ــه وســ�ت »تصفحــوا أعمالــات ــن الفظاع ى م ــ�ب ــة ك ــه مدين ــا تحمل ــتعراض كل م اسالحيــة.. كل الحماقــات وكل أشــكال الحماســة والغــرور..«3

ــتغل ــا يش ــور إنم ــن الكاريكات ــول، إن ف ــة الق خاصعــى الوجــوه، فيشــوهها ويشــحنها بمــزاج غريــب وتافــه از أحيانــا أخــرى. إنــه فــن صــادم ف أحيانــا، ومثــ�ي لاشــم�أومســتفز يقــوم عــى المبالغــة مــن أجــل إظهــار مــا تخفيه الوجــوه تحــت قنــاع الوجــه المنظــم. فالكاريكاتــور بهــذا ، هــو فــن إظهــار القبــح وراء ادعــاء الجمــال، المعــىفي جوهــره فــن

ة الأنظمــة المســتقرة. إنــه �ف وهــو فــن بعــ�شي كل وجــه،

. لــدى رســام الكاريكاتــور ثمــة دومــا �ف يهجــا�أ

3 - Baudelaire, op.cit, pp. 320-319

ي الرسوم القاتلةرهاب �ف الضحك والإ

ثقافة وفنون

Page 81: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٨١

العدد )٨( - ٢٠١٥

غريبــة إيمــاءة أو ة تكشــ�يهــا فيك�ب يلتقطهــا خفيــة . ي

المــر�أ ف حــ�ي إىل وينقلهــا

ي المعــا�ف عــن يكشــف إنــه

المحجوبــة ويهتــك المســتور. ــا: ــه برجســون قائ هكــذا عرفيقــوم الكاريكاتــور فــن »إن عــى التقــاط هــذه الحركــة ــة ــا مرئي ــة وجعله ــ�ي المرئي غوذلــك ف الأعــ�ي كل أمــام هــا. إنــه يجعــل نماذجــه بتكب�ي

ها إىل ي تكشــ�يــا إن هــي ســارت �ف بذاته ــا تكــ�ش كم تكــ�ش

ي نهايتــه، وهــو يكشــف، تحــت النســجامات الســطحية �ف

ز ي المــادة، وهــو يــ�بالشــكل، حــالت العصيــان العميــق �ف

التنافــرات والتشــويهات.. إن فــن الكاريكاتــور المتســم بنــوع مــن الشــيطنة، يكشــف عــن الشــيطان الــذي دفنــه

المــاك..«4.

وعــن الســؤال كيــف يشــتغل فــن الكاريكاتــور؟ يجيــب برجســون، إن هــذا الفــن إنمــا يتخــذ من البشــاعة والقبــح شــعارا لــه، إنــه يجعــل مــن شــعاره: »فلنجعــل ة ولندفــع بهــا إىل التشــويه، ولننظــر مــن البشــاعة خطــ�يالمثــ�ي المضحــك إىل التشــويه مــن ننتقــل كيــف

للســخرية«5.

وت، مجد، المؤسسة الجامعية 4 - برجسون، الضحك، ترجمة د. عىي مقلد، ب�ي، 2007، ص ص 23- 24 للدراسات والن�ش

5 -المصدر نفسه.

الحقــل إطــار هــذا ي �ف

ــح، ــات القبي ــاص بجمالي الخشــارىلي جماعــة اشــتغلت ــدس ــم المق ــى رس ــدو ع إيبســامي وتحويله إىل مقدس الإفــن إن للســخرية. مثــ�ي الكاريكاتــور ههنــا قــد غــ�يمــن موضوعــه، وإن حافــظ عــى وســائله. فلــم نعــد إزاء رســام المدينــة ومــا يقــع فيها تعاســات أو حماقــات مــن ف الذيــن يقلــدون ، ولســنا أمــام الهزليــ�ي كمــا رســامو بودلــ�يأشــخاصا أو وضعيــات حياتيــة، أو إيمــاءات أو حــركات إنســانية عــ�ب المبالغــة والتشــويه مــن أجــل الإضحــاك أو ــا الضحــك ي يلعــب فيه

ــىت كة ال ــاة المشــ�ت مــن أجــل الحيدورا أساســيا وحيويــا كمــا لــدى برجســون. نحــن هنــا إزاء ــارىلي ــور ش ــا: إن كاريكات ــ�ش لبس ــورة وأك ــ�ش خط ــع أك موقإيبــدو يتخــذ مــن المقــدس موضــوع إضحــاك وموضــوع ســخرية. والســؤال المحــرج للفيلســوف حينئــذ هــو التــاىلي ســؤال مــزدوج: كيــف تصــ�ي مقدســات شــعب مــا موضــع ــداع والتعبــ�ي حجــة كافيــة ب ــة الإ ســخرية؟ وهــل أن حريي

ــقوط �ف ــا؟ ودون الس ــة م ي ثقاف ــىب ــن ن ــخرية م ــى الس عــه ــت ب ــا قام ــ�ي إىل أن م ــا أن نش ــة علين ــالت هووي انفعبــداع الطريــف رســومات شــارىلي إيبــدو ليــس مــن بــاب الإإنمــا ينتمــي إىل واقعــة تاريخيــة لموضوعــة جديــدة، قديمــة اســمها واقعــة »التجديــف عــى الآلهــة« لــدى ف بعامــة. اليونــان أو المــس بالمقدســات لــدى التوحيديــ�يوحينمــا تجعــل جماعــة مــا تحتمــي بحصــن الفــن والحريــة

إن فقدان الهوية والتيه الذي عكسته الرواية من خالل تعدد

الشخصية الواحدة وأماكن إقامتها، عكسته التوراة من

خالل تعدد المواطن المحتملة التي انحدر منها النبي إبراهيم

ي الرسوم القاتلةرهاب �ف الضحك والإ

ثقافة وفنون

Page 82: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٨٢

العدد )٨( - ٢٠١٥

مــن شــخصية مقدســة لثقافــة الســخرية لفــن هدفــا مــا ا مثــ�ي يصــ�ي فهــذا لديهــا؛ للسياســة أكــ�ش مــن أن يكــون وإن حــىت للفــن، ميدانــا ــن الضحــك؛ أي مــن ــذ م اتخلــه. هدفــا النــاس إســعاد ههنــا، تبــدو الحريــة فعــا نابعــة مــن قــدرة البــ�ش عــى الجــذري، كمــا حــدد

الــ�شي حــدود مجــرد

ي نصــه الكبــ�ي حــول الديــن �فذلــك كانــط �ف

العقــل )1793(6. إن مــا يجعلنــا أحــرارا هــو تحديــدا، أننــا ار بشــكل جــذري، لكــن حريتنــا الجذريــة هــي الــو�ي أ�شــان الخــ�ي الأصــىي ــار إتي ــا عــى اختي ــد عــى قدرتن الوحي الجــذري فينــا أيضــا. ل حــدود لحريتنــا

فينــا ضــد الــ�ش. إن

ي تحــد مــن قدرتنــا عــى الــ�شلكــن حريتنــا هــي الــىت

، إنمــا هــو باحــة مــن الحريــة الضحــك بهــذا المعــىفي فاحــة العــدم ؟لأن الســخرية

الجذريــة. فهــل نبذرهــا �فــه. ــة العــدم بعين ــو فاح ــراب ه ــ�ي الخ ــا يث ــن كل م م

ي رســوماتهم قاتلــة. لذلــك كانــت ضحكاتهــم �ف

2. من الضحك ما قتل:

نســانية ل تضحــك دومــا بنفــس الطريقــة. ولــو إن الإنــا عــى عــدة ضحــكات نموذجيــة: أحصينــا ضحكاتهــا لع�شوس مــن عــرج إلــه النــار هيفســتوس، ضحكــة آلهــة هومــ�يــم ــ�ش وعذاباته ــات الب ــن حماق ــس م ــة ديمقريط وضحك

وت دار ، ب�ي يي حدود مجرد العقل، ترجمة د. فتحي المسكيىف

6 - انظر: كانط، الدين �فجداول، 2012، القطعة الأوىل من الكتاب.

المتشــابهة، ضحكــة ديوجــان ي الــذي فضــل ســكىف الكلــىبقصــور عــى ميــل ال�ببشــعاع مكتفيــا ســكندر، الإالشــمس، وســخرية ســقراط مــن آلهــة المدينــة، ضحــكات بودلــ�ي الشــيطانية وضحــكات زرادشــت العاصفــة، وضحــك الــذي برجســون الجتماعــي ا يحتــاج إىل الصــدى، وأخــ�يي يزعــزع بهــا كل عــادات

ضحكــة فوكــو الصامتــة الــىتي عاقتــه بالآخــر..

الغــرب �ف

تحــت أي نمــط مــن الضحــك، يمكننــا إدراج ضحكــة رســومات إيبــدو القاتلــة؟

ــارة للونجــان - »قــد ــذي - وفــق عب وس ال إن هومــ�يخلــد تعاســة الآلهــة«7 يحلــو لــه أن يرســم آلهــة اليونــان ي

ــرأ �ف ــث نق ، حي ــ�ش ي مــن إســاءة البــر آلهــة تعــا�ف ي مظه

�فــا ي م

ــو�ف ــان دي ــى لس ــاذة ع لي ــن الإ ــس م ــيد الخام النشي الكثــ�ي عــى

: »إننــا نحــن ســكان الأولمــب نعــا�ف يــىي، نقــرأ عــى ي النشــيد الثامــن عــ�ش

«8. و�ف أيــدي البــ�شف ــ�ي ــراع ب ــي ال ــو ينته ــىف ل ــم أتم ــل: »آه ك ــان أخي لســة ــارت الآله ــل ص ــب«9؛ فه ــه الغض ــ�ش ومع ــة والب الآلهــن ي م

ــا�ف ــدو الســاخرة تع ــن خــال رســومات شــارىلي إيب م؟ وربمــا �نــا مــرة أخــرى، إزاء جديــد عــى أيــدي البــ�ش

وت، جداول، 2012، المقدمة 7 - انظر كتابنا: الفن يخرج عن طوره، ب�يلياذة، ترجمة حنا عبود، سورية، 2007، ص 101 وس، الإ 8 - هوم�ي

-9 المصدر نفسه، ص 331

إن اإلنسانية ال تضحك دوما بنفس الطريقة. ولو أحصينا ضحكاتها لعثرنا على عدة

ضحكات نموذجية

ي الرسوم القاتلةرهاب �ف الضحك والإ

ثقافة وفنون

Page 83: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٨٣

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــاذة ــل إلي ــن أج ــه م ــتعيد ضحكات ــذي يس وس ال ــ�ي هومأخــرى وحــرب جديــدة قــد تنتهــي بمــوت هيكتــور آخــر، ولكــن قــد يكــون هكتــور هــذه المــرة اســما لشــعب برمتــه.

ي نصــه تحــت عنــوان ماهية نقــرأ تحــت قلــم بودلــ�ي �ف

ــى ي إذن عــه إنســا�ف ، إن ي

الضحــك: »إن الضحــك شــيطا�فنســان نتيجــة تفوقــه الخــاص «10. ي الإ

ــه �ف نحــو عميــق. إنــ�ي إذن، أن الضحــك هــو عامــة عــى التفــوق ــرى بودل يالضحــك، تســتطيع ل مهزومــة أمــة إن والنتصــار. وحدهــا أمــة منتــرة تملــك القــدرة عــى الضحــك. كلمــا أحســت أمــة مــا بالتفــوق إل وكانــت قدرتهــا عــى الضحــك . وكلمــا انتــر شــعب مــا كلمــا ازدهــر فيــه الطابــع أكــ�شــج لصــورة ــوم مــن تروي ــا يجــري الي . ولعــل م ي

الشــيطا�فإحســاس مــن ي

يــأ�ت إنمــا للمســلم، ســيئة ومضحكــة الغــرب بالتفــوق علينــا. نحــن ــة ل تســتطيع الضحــك، ثقافلأنهــا ليســت ثقافــة متفوقــة، إن عمقهــا. ي

�ف مهــزوزة بــل لذلــك ، ي

شــيطا�ف الضحــك يضحــك. ل المقــدس فــإن ــم � ــعنا أن نفه ــذا بوس هكف فــن الصــدام العنيــف بــ�ييســتمد الــذي الكاريكاتــور الإضحــاك مــن جوهــره ــك ــذي ل يضح ــدس ال والمق

ــدا. أب

ــا ــن كوميدي ــوع م ــى ن ــ�ش ع ــت نع ــة زرادش ي ديباج�ف

ي : إن كل مــن يــأ�ت المهــرج والجثــة: ونقصــد بذلــك مــا يــىي

ــم أو ــوق عقوله ــد ف ــم يوج ــم ع ــاس، كي يحدثه إىل النفــوق مشــاعرهم، إنمــا يتحــول إىل مهــرج، وأن كل مهــرج ــر ــة، وذاك أم ه الســقوط؛ أي التحــول إىل جث ــا مصــ�ي إنمتابــع للعبــة التهريــج نفســها. ويمكــن أن نشــ�ي هنــا، ف مــن الضحــك لــدى نيتشــه: ضحــك ثمــة نوعــ�ي أن ــف ــه كي ــذي جــاء يعلم ــن زرادشــت ال نســان الأخــ�ي م الإيكــون إنســانا أســمى، وضحــك زرادشــت المقــدس. لقــد ــم ــان، فل نس ــاوز الإ ــف يتج ــم كي ــت يعلمه ــاء زرادش جــا ل ــم بم ــه كان يخاطبه ن

ــه، لأ ــن خطاب ــيئا م ــوا ش يفهمــا ــهور: »ه ــتهال المش ي الس

ــه �ف ــول نيتش ــمعون. يق يس. لســت بالفــم الــذي ي

هــم يضحكــون: إنهــم ل يفهمونــىفــم أول كي ــع آذانه ــي أن تقط ــذه الآذان. أينبغ ــح له يصليتعلمــوا الســماع بأعينهــم؟ أينبغــي أن يقرقــع المــرء

10 - Baudelaire, op.cit, p. 290

بمثــل دوي الطبــول وخطــب وعــاظ الكفــارات؟ أم تراهــم ــا ينجــز ؟«11. ههن ف ل يصدقــون ســوى لجلجــة المتلعثمــ�يي الــذي عــاد ف زرادشــت النــىب نيتشــه خلطــا مقصــودا مابــ�يــود كان ق، كي يحررهــم مــن قي فيلســوفا مــن عمــق الــ�شي الــذي يرقــص

ف البهلــوا�ف قــد صنعهــا لهــم بنفســه، وبــ�يــة ــم المثقل ــوق عقوله ــة وف ــاعرهم الهش ــل مش ــى حب عنســان الأخــ�ي بوعــود وأوهــام كاذبــة. لكــن شــعب الإــىت ــك، فح ــم ذل ــم. ورغ ــى الحكي ي ع

ــوا�ف ــل البهل يفضالمهــرج لــن يحررهــم مــن أثقالهــم، حيــث ســينتهي ــ�ي ــان الأخ نس ــعب الإ ــق لش ــي العمي يق ف ــار الميتاف�ي النهــل أن يهــرج ــة: هــي ســقوط المهــرج أرضــا قب دومــا بكارثبمــا يكفــي، وســينفض النــاس مــن حولــه ولــن يبقــى غــ�ي ــار ــى النه ــا، انته ــذا أيض ــه. هك ــل دفن ــن أج ــت م زرادشيقــي الطويــل لرســامي شــارىلي إيبــدو: ككل ف المابعــد ميتاف�يمهــرج فــإن ســقوطه قتيــا جــزء هــو النهــار آخــر ي

�فنفســه. التهريــج ركــح مــن ــذا يســجل نيتشــه تحــول هكي إىل جثــة، وتحــول

البهلــوا�فزرادشــت إىل مهــرج، يقــول: ــا اصطــاد ــا حق ــدا جمي »صيزرادشــت هــذا اليــوم: لــم بــل جثــة.. إنســانا يصطــد ومــن حســن حظــك - يضيــف مخاطبــا نفســه- إنــك جعلــت عليــك، يضحكــون النــاس

ــرج«12. ــم كمه ــق تتكل ــت بح ــد كن وق

ــرج ف المه ــ�ي ــح ب ــن نتأرج ــن الذي ــه نح ــا نحتاج إن مف الذيــن �عــان مــا والجثــة، ليــس ضحــك المهرجــ�يينقلــب الركــح تحــت أياديهــم إىل كارثــة. مــا نحتاجــه هــو مــا يســميه نيتشــه الضحــك المقــدس. مــا هــو نســان ــه التحــرر مــن ضحــكات الإ الضحــك المقــدس؟ إنــن ــس وع ــي تعي ــن وع ــك ع ي تضح

ــىت ــدة ال ــ�ي الحاق الأخضغينــة وعــن حقــد وعــن مشــاعر ســالبة، كمــا يظهــر مــن ــن وراء رســوماتها ي تســخر م

ــىت ــدو ال ضحــكات شــارىلي إيبمــن ثقافــة الآخــر، وتبتــذل رمــوزه وتتاعــب بمخيالــه العميــق... نحتــاج ربمــا إىل نــوع آخــر مــن الضحــك ــة... ــزال هنــاك مــن الأشــياء الممكن البهيــج: »لكــم مــا تف ول ــ�ي ــكم ضاحك ــوق أنفس ــوا ف ــوا إذن أن تمض فلتتعلمــت ــد أعلن ــا.. لق ــدا أيض ــكا جي ــوا ضح ــوا أن تضحك تنس

11 - فريدريش نيتشه، هكذا تكلم زرادشت، كتاب للجميع ولغ�ي أحد، ترجمة عىي مصباح، كولونيا، منشورات دار الجمل، ص 48

12 -نيتشه، المصدر نفسه، ص 53

ما نحتاجه هو ما يسميه نيتشه الضحك المقدس. إنه التحرر من ضحكات اإلنسان األخير

الحاقدة التي تضحك عن وعي تعيس

ي الرسوم القاتلةرهاب �ف الضحك والإ

ثقافة وفنون

Page 84: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٨4

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــوا«13. لكــن هــل الضحــك مقدســا؛ فلتتعلمــوا أن تضحكأتقنــت رســومات شــارىلي إيبــدو بضحكهــا مــن المقــدس مــا يســميه نيتشــه »الضحــك المقــدس«؟ ربمــا يكــون إتقــان الضحــك المقــدس أمــرا ل يناســب العنــف المعولــم. ي افتتــح بهــا فوكــو

وهنــا نســتحرف الضحكــة المزعزعــة الــىتــان نس ــى الإ ــة ع ــر وثيق ــياء كأخط ــات والأش ــاب الكلم كتــل ــر مث ــوف يندث ــه »س ــو بأن ــأ فوك ــذي تنب ــث، ال الحديــز ــة ته ــر«14. رب ضحك ــد البح ــى ح ــل ع ــن الرم ــه م وجــا وجغرافيتنــا، »كل عــادات الفكــر: الفكــر الــذي لــه عمرنممارســتنا وتجعــل المنظمــة.. الســطوح كل مزعزعــة القديمــة –للــذات ولاآخر-ترتعــش وتقلــق لمــدة طويلــة«15

3. لماذا اإلرهاب؟

ي مــن يــأ�ت رهــاب ل أن الإ لقــد ذهــب دريــدا إىل

وبودريــار، المســتقبل مــن ي يــأ�ت هــو إنمــا ، ي

المــا�ف

13 - المصدر نفسه، ص 546وت، مركز النماء القومي، ص 313 شياء، ب�ي

أ14- ميشيل فوكو، الكلمات وال

15 - المصدر نفسه، ص 20

يقــول: »نحــن الــذي أردنــاه وهــم الذيــن فعلــوه«. فهــل رهــاب وإغــراء لــه ي رســومات شــارىلي إيبــدو إرادة لاإ

�فبالحضــور؟ ومــن أي نــوع مــن المســتقبل يقبــل علينــا

رهــاب عــى نحــو غــ�ي متوقــع؟ الإ

قــد يصــح القــول، إن ما حــدث لجماعة شــارىلي إيبدو ــات ــب والمكتب ــرق الكت ــن ح ــل م ــخ طوي ــي إىل تاري ينتمف واغتيالهــم ومنــع وتدمــ�ي الآثــار الفنيــة وتكفــ�ي المبدعــ�يالموســيقى وتحطيــم المنحوتــات والتماثيــل التاريخيــة... إيبــدو وقــد يصــح القــول أيضــا، إن جماعــة شــارىلي ــا التحقــوا بقائمــة شــهداء ــوا برســوماتهم، إنم ــن قتل الذيالفــن الذيــن ســجنوا واضطهــدوا وقتلــوا مــن أجــل حريــة ي صلــب المشــهد

بــداع.. لكــن يبــدو أن تحــول عميقــا �ف الإــألة ــذه المس ــر إىل ه ــن النظ م ــ�ي ــا نغ ، يجعلن ــياسي الس

يــل التاريخــي. ف مــن وجهــة نظــر هــذا الت�ف

منطــق ووحشــية الرأســمالية العولمــة عالــم ي �ف

والدولــة )بودريــار( العالمــي« و«عنــف اطوريــة م�ب الإالمارقــة )دريــدا( واللولــب الداعــر )أغمبــان(، ل أحــد

ي الرسوم القاتلةرهاب �ف الضحك والإ

ثقافة وفنون

Page 85: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٨٥

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــعوب ــر بش ــق الأم ــو تعل ــىت ل ــده ح ه وح ــ�ي ــك مص يملبرمتهــا. إن واقعــة شــارىلي إيبــدو واقعــة سياســية بامتيــاز؛ يالية وطابعهــا العدمي م�ب انهــا مشــهدية عالميــة لرعــب الإــق ــذي اتف ــفي ال ــخيص الفلس ــو التش ــذا ه ــع. ه الفظيعليــه كبــار المفكريــن الذيــن يشــهدون عــى هــذا المشــهد ــر ــري المفك ــذا نيغ ــم. فه ــم وأقامه ــه بعقوله ويقاومونيطــاىلي يكتــب عــن هــذه الواقعــة: أن النتائــج هــي هــي الإــد ــة ض ــاعر الكراهي ــم مش ــس وتدعي ــم البولي ــا، دع دوم . ف ســامي�ي ــاس وشــيطنة الإ ف الن ــ�ي ــ�ش الرعــب ب العــدو، نياليــة م�ب لاإ خدمــة العنــري ف المــ�ي بروبغنــدا إنهــا ــا ــرى أن م ، ي ــاىلي يط ــر الإ ــان المفك ــذا أغمب ــة. وه العالميــة المشــطة حــدث ليــس ســوى خدمــة للسياســات الأمنيي

ي تجعــل مــن الحيــاة السياســية أمــرا مســتحيا، والــىتالــىت

ي ــس. و�ف ــة البولي ــت رحم ــن تح ــعوب إىل رهائ ــول الش تح

رهــاب رهــاب: »إن الإ هــذا الســياق، يكتــب معرفــا الإــدول، ــة لل ــوم هــو عنــر مســتقر للسياســة الحكومي اليــا ــه ل يمكنن ــه. وإن ــتغناء عن ــن الس ــر ل يمك ــو عن وهتخيــل السياســة الأمريكية اليــوم دون 11ســبتم�ب )أيلول(«. وعــن رســومات شــارىلي إيبــدو يكتــب أغمبــان مســتاء: »إن ي قابــل

يــا�أ ف ي بشــكل كاريكاتــوري كشــخص ف�ي تمثيــل العــر�بعــام المعــادي ــه الإ ــا بمــا كان يفعل ــه يذكرن للتعــرف علياع نمــط ي ظــل النازيــة، حيــث وقــع اخــ�ت

للســامية �فــا ــو طبقن ــط: ل ي نفــس المعــىف بالضب

ي لليهــودي �فــا�أ ي ف ف�ي

ــا ــة فضيحــة«. أم ــوم، ســيكون ثم ــود الي هــذا عــى اليهباديــو الفيلســوف الفرنــ�ي المشــهور، فإنــه يعتــ�ب أن ــام، وأن س ــا بالإ ــة له ــدة ل عاق ــية جدي ــاب فاش ره الإب مــن النبــاح المصاحــب شــارىلي إيبــدو ليســت ســوى »�في دافــع عنهــا

لهــذه الأخــاق البوليســية«، وأن الحريــة الــىتي آخــر المطــاف ســوى قنــاع

عشــاق هــذا النبــاح ليســت �فلمــا يحــدث داخــل الهويــة الغربيــة مــن هشاشــة وفســاد، ف المســلم المتعصــب وأن الهــدف هــو خلــق التناقــض بــ�يف حــ�ي ي

�ف والديمقراطــي. الخــ�ي الفرنــ�ي والمواطــن ــة ــت رحم ــراد تح ــ�ي الأف ي أن يص

ــن �ف ــة ل تكم »أن الحريــن أجــل سياســة ــع م ي أن يناضــل الجمي

ــل �ف ــس، ب البوليــة هــي ــة.. أليســت الحري ــة هوي ــدة ل تســتند إىل أي جديــا؟«. ــا بأياديه ه ــك مص�ي نســانية تمل ي لإ

الشــكل المســاوا�تــن ــكو م ــدو تش ــارىلي إيب ــومات ش ــول: إن رس ــة الق خاص

ــية: ــالت الرتكاس ــن النفع ــواع م ــة أن ثاث

، ي - فهــي رســومات، مــن حيــث موضوعهــا الفــىف

الدائــم بانشــغالها براديغمــا لهوتيــا لتــزال تواصــل ف بإمكانهــا ي حــ�ي

بتشــويه المقــدس والســخرية منــه. �فــ�ي ــة الكث ــم. ثم ــة عــى نحــو دائ ــا الفني ــداع مواضيعه إبمــن السياســات الفاســدة: سياســات التهميــش والتجويــع

ي يمكــن أن تكــون موضوعا ، والــىت والتحكــم بأجســاد البــ�ش

ــاز. ــا بامتي كاريكاتوري

ــومات ــدة، رس ــا البعي ــث مقاصده ــن حي ــي م - وههوويــة، ل تــزال تشــتغل عــى فاحــة الجــذور، باســتفزاز ــة الصــدام العنيــف ــة ومواصل ــة والقومي النعــرات الديني

ف الثقافــات. ــ�ي ب

- وهــي مــن حيــث نتائجهــا رســومات تحــول الفــن إىل ي صــارت إىل صناعــة

رهــاب الــىت جهــاز لتنشــيط صناعــة الإعالميــة ل عاقــة لهــا بــأي جنــس ول بــأي عــرق أو هويــة.

خاتمة:

قــال دريــدا ذات مــرة، إن الفلســفة ل تصلــح إل ــات ــى أن اليوطوبي ــو: »ع ــب فوك ــال. وكت ــة الأطف لطمأنتعزينــا: ذلــك أنهــا إذا كانــت ل تملــك مكانــا حقيقيــا، ي مــكان خــارق وصقيــل، وتفتــح

فإنهــا تزدهــر مــع ذلــك �فبالــزرع مدنــا ذات جــادات فســيحة وحدائــق حافلــة وبلدانــا ســهلة حــىت لــو كان دخولهــا وهميــا«16. لكــن ــا ء يعزين ي

ــون ل سش ــال ويحرق ــه الأطف ــاع في ــر يب ي ع�ف

حــىت اليوطوبيــات. ورغــم ذلــك، تدفعنــا الحيــاة إىل زرع الأمــل عــى أعتــاب الكارثــة. يقــول نيتشــه: إن ثمــة عــودا ف ــا متمســك�ي ــدة. ونحــن ســنظل ههن ورة خال ــا وصــ�ي أبديقليطــس، ه�ي حــذو الــدفء وبالتمــاس ورة بالصــ�يــه ــن تصيب ــه »ل ــة لنيتش ــارات جميل ــد عب ــى ح ــذي ع الء ي

ي كل هــذا هــو أن ل سشالشــيخوخة أبــدا«.. والطريــف �ف

ي ي نتمســك بهــا كي ل نســقط �ف

ورة الــىت ي هــذه الصــ�ييعــود �ف

العــدم، غــ�ي أكــ�ش لحظــات الحيــاة بهجــة واقتــدارا. قــد ل يعــدو إذن، مــا يحصــل لنــا مــن مذابــح وفظاعــات غــ�ي ي عمــر ســكان كوكــب آخــر، وهــي ســحابة

ســحابة عابــرة �فــالت ــن انفع ــ�ي أوه ــل غ ــا ل تحم ــع، لأنه ــة ستنقش كئيبي

ــا �ف ــدة دوم ــدار، فعائ ــة والقت ــا البهج ــر. أم ــذا الع هموجــة قادمــة بمقــدار قدرتنــا عــى إبــداع أشــكال أخــرى

مــن الحيــاة.

16 - ميشيل فوكو، الكلمات واألشياء، نفسه، ص 22

ي الرسوم القاتلةرهاب �ف الضحك والإ

ثقافة وفنون

Page 86: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

بقلم : د. شرف الدين ماجدولين

ي باحث وأكاديمي مغر�ب

قصر الحمراءرمزيات االنفتاح والتمركز،

النهضة والهزيمة

Page 87: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٨٧

العدد )٨( - ٢٠١٥

ثقافة وفنون قر الحمراء

رمزيات النفتاح والتمركز، النهضة والهزيمة

ي المبــا�ف ي

�ف والختــاف التعــدد شــكل قاعــدة الثقافيــة، والمكونــات اللغويــة نســانية، وهيكلــة ي المجتمعــات الإ

أساســية �في تشــكلها عوامــل حضاريــة

الــدول عــ�ب التاريــخ، ســاهمت �في طليعتهــا ظواهــر الفتــوح

وسياســية معقــدة، تقــف �فوالغــزوات والهجــرات الجماعيــة )الطوعيــة والق�يــة( عــ�ب ي

ــا�ف ــإن »التعــدد الثق ــه، ف ــاء علي ــون... وبن ــات الك جغرافيواللغــوي« معطــى اجتماعــي وتاريخــي طبيعــي، وغــ�ي قابل للجــدل، بيــد مــا يســتدعي المســاءلة هــو قيــم وخلفيــات اف« بــه »القبــول« بهــذا التعــدد أو »اســتبعاده«، و»العــ�تــية ــات السياس ــات والكيان ــل المجتمع ــن قب ــكاره« م أو »إنــإن ــر، ف ــ�ي آخ ــا. وبتعب ــة فيه ــا والمتحكم ه ــكلة ع�ب المتشقــرار بــه أو رفضــه هــو موضــوع »التعــدد« واقــع، بينمــا الإ

ــخ. ــ�ب التاري ــياسي ع ــي والس ــراع الجتماع ال

مبدئيــا اضــا اف�ت لأطــرح المقدمــة، هــذه أســوق ف ــ�ي ــة ب ــخ العاق ي تاري

ــه�ي �ف ــي ش ــان تاريخ ــار كي ــول مس حســامي؛ أوربــا والعالــم الإنــر« ي

»بــىف مملكــة هــو شــبة بجنــوب الأندلســية يــة، وتحديــدا الجزيــرة الأيب�يي مدينــة غرناطــة وأحوازهــا،

�فهــذه قــدرة أن مفــاده الوجــود عــى المملكــة المقاومــة ي

�ف والســتمرار ف قرنــ�ي عــى تزيــد لمــدة مــن الزمــان، بعــد ســقوط ي

�ف الأندلســية الممالــك ــل نمــوذج ــا عــى تمثي ي أساســه إىل قدرته

الشــمال، يعــود �فواللغويــة العقديــة الختافــات إزاء الدولــة لتســامح ورتــه و�ف التعــدد هــذا بجــدوى وإقرارهــا والعرقيــة، ي المعســكر

ي مقابــل نزعــة اســتئصالية �ف. �ف ي

نســا�ف للتعايــش الإالجديــدة ســبانية الإ اطوريــة م�ب الإ ي

�ف المتمثــل الآخــر ي

ي »آرغــون« و«قشــتالة«، والــىتالمتولــدة عــن اندمــاج مملكــىت

تمثــل نموذجــا للدولــة القوميــة المرتكــزة عــى مرجعيــة دينيــة متطرفــة، ل تقبــل بغــ�ي المحــو الــكىي لــكل مظاهــر تحــت ظــال الهويــة ي

�ف التجانــس الختــاف، وتمجيــد الغالبــة. الكاثوليكيــة العقيــدة

1. في تمجيد الهوية الهجينة

ي ي غــ�ي مــا موضــع مــن »قــر الحمــراء«، نعــ�ش �ف

�فالمنقوشــات الرخاميــة والجبصيــة والخشــبية عــى شــعار ي عبــارة »ول غالــب إل هللا« منقوشــا

ف المتمثــل �ف النريــ�ي

ي محــدب1 عــى نحــو قريــب مــن عــى خلفيــة درع رومــا�ف

ســامية، وهــو الأشــكال الباروكيــة منــه إىل الزخرفــة الإــة، ــارة القرآني ــطحه العب ــن س ــت م ــذي إذا محي ــز ال الرمــا ي أدخله

ــىت ــغ القشــتالية ال ــن الصي ه ع ف ــ�ي ــن تمي ــا يمك فعــى قــر الحمــراء الملــك »شــارل الخامــس« )الشــه�ي بشــارلكان( كيــة وال�ت العربيــة التاريخيــة الأدبيــات ي

�فــابيل«، ــدو« و«إيس نان ف »ف�ي ــ�ي ف الكاثوليكي ــ�ي ــد الملك حفيي تحديبــه وشــكل نتوئــه مــن طــراز

كمــا أنــه ســيبدو قريبــا �في نجدهــا

ي الســتدارة الفخمــة الــىتالمجســمات الموغلــة �ف

ي القــر الــذي بنــاه شــارل الخامــس عــى أنقــاض �ف

ــف. ــة العري ــراء وجن ــر الحم ــة ق ي مواجهــجد �ف المس

ف منــذ الوهلــة الأوىل إن مــا يوحــي بــه هــذا الشــعار الهجــ�ي«، ملــوك غرناطــة، لــم يؤمنــوا يومــا بتفــوق العنــر ف أن »النريــ�يبــل ســلموا منــذ ســامية عمــا ســواهما، ي والثقافــة الإ العــر�بف الأعــراق والألســن والذهنيــات، الــذي البدايــة بمبــدأ التكافــؤ بــ�يســامية يخصــب الهويــة، تكافــؤ الثقافــات العربيــة والقشــتالية، الإي

�ف واليهوديــة، والمســيحية عنــد التفــوق مبــدأ مقابــل ــروب ــل ح ــذي جع ــن ال الآخريريكونكيســتا(، )ل داد الســ�تالســتبدال عــى ي

تنبــىفحــالت ي

�ف إل والســتئصال، ــل ــراد فيهــا تحوي ف ي ــادرة حــ�ي نســامية الإ العربيــة- الثقافــة إىل متحــف، ل الحفــاظ عليهــا ي ديناميــة

كعنــر حــي وفاعــل �فالمجتمــع، مثلمــا حــدث مــع محــراب مســجد قرطبــة وأعمدتــه، حيــث تــم الحفــاظ عليهــا ــر ــة تزخ ــا، إىل كاتدرائي ــكان، وظيفي ــل الم ــل تحوي ي مقاب

ــكليا، �ف شي تحــا� الأشــكال إســامية

ــىت ــة ال ــات الكاثوليكي بالصــور والأيقونالأصــل.

ء الأكيــد أن الشــعار »النــري« بمــا هــو رمــز يوالــ�ش

ــي ــة، ل ينف ات القوطي ــ�ي ــتدعي التأث ، يس ف ــ�ي ــري هج بســامية بإيحاءاتهــا البريــة الســاحرة، هيمنــة الزخرفــة الإعــ�ب التطريــزات الخطيــة المتباينــة لاآيــات والأدعيــة ي أســقف

ــا �ف هم ــن زمــرك وغ�ي ــب واب ــن الخطي وأشــعار ابقــر الحمــراء وجــدران قاعاتــه وغرفــه وأفنيتــه، بيــد ي

ي مــا تنطــوي عليــه مــن معــا�فأنهــا زخرفــات ل تحــث، �ف

ودللت، عــى الكراهيــة والنغــاق، بقــدر مــا تســعى إىل

1 - انظر صورة الشعار ضمن كتاب:- Los Jarrones de la Alhambra: Simbología y Poder, P.C. Monumental de la Alhambra y Generalife. Granada, 2007, P. 33

ملوك غرناطة، لم يؤمنوا يوما بتفوق العنصر العربي والثقافة

اإلسالمية عما سواهما، بل سلموا منذ البداية بمبدأ التكافؤ

بين األعراق واأللسن والذهنيات

ي

Page 88: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٨٨

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي مقابــل ضعــف تمجيــد الخالــق وتخصيصــه بالعظمــة، �ف

، يــرا�ف ــك المســلم والن ي ذل

ــه، يســتوي �ف نســان وفنائ الإــب إل هللا«، ــره، إذ »ل غال ــى أم ــوب ع ــب والمغل الغالــدرة هلل«، ــة هلل« و»الق ــك هلل« و»العظم ــيبقى »المل وسي قاعــة »الســفراء«، أو

وهــي كلهــا عبــارات منقوشــة �فــداؤه معــا. اهــا الســلطان وأع ــة »العــرش«2، ل�ي قاع

ي ي �اج« �ف

ــىف ــة إىل قاعــة »ب ي ســقف ردهــة مفضيو�ف

قــر الحمــراء، رســمت لوحــة زيتيــة عــى الجلــد، فريــدة ي العالــم، تصــور رحلــة صيــد لأحــد ملــوك

مــن نوعهــا �في أحــراش تكتســحها

3، �في نــر« رفقــة أمــ�ي قشــتاىلي

ــىف »بي«؛ ــ�ب ــر ال ي ف ــا »الخ�ف ــل أوضحه ــيحية، لع ــوز المس الرمي الصــورة. ينتمــي

فهــو الصيــد الــذي يتعقبــه القناصــة �فالفــن إىل الرســم هــذا القوطــي المتأخــر، وتعــود اللوحــة إىل أواخــر القــرن الخامــس عــ�ش إبــان حكــم الســلطان يوســف الخامــس ــمها ــرج، رس ــب بالأع الملقفنــان نعتقــد- مــا ي

–�فأولئــك مــن مســيحي لوحــات رســموا الذيــن ــس أســقف وجــدران الكنائالأوربيــة، الفــرق الوحيــد الكنســية الرســومات أن ة، مبــا�ش الحيطــان عــى بينمــا رســم قــر الحمــراء

عــى جلــد الخــروف.

هــذه أهميــة ولعــل ــا ــن قيمته ــا ع ــة فض اللوحي

�ف تكمــن الجماليــة، اف العــ�ت لمبــدأ تكريســها ــث إن ــر، حي ــول بالآخ والقبــات ــن المحرم ــخيص م التشة، فبالأحرى ســامية الكبــ�ي الإــع ــد م ــة صي ــخيص رحل تش

2 - انظر بهذا الخصوص:-José Miguel Puerta Vilchez, Leer L’Alhambra, Ed.Patronato de la Alhambra y Generalife. Granada, 2011, P. 61

3 - انظر الصورة ضمن كتاب:-Los Jarrones de la Alhambra: Simbología y Poder, Op Cit, P. 31

ة مــن قبــل ــر؛ هــي إذن جــرأة كبــ�ي نصــارى، لقنــص الخنازيالســلطة »النريــة«، أن تســاكن رمــوزا وصــورا لاأغيــار مــن الكفــار، المعاديــن لعقيــدة ولســان وثقافــة الأندلــس العربيــة ي أشــد الفضــاءات خصوصية

ســامية، وأن تقــوم بتبيئتهــا �ف الإ . ي

ودللــة عــى الهويــة والســيادة؛ أي القــر الســلطا�ف

ــراءة ــارات وق ش ــذه الإ ــتبطان ه ــا اس ــن إذا حاولن لكي أشــمل؛

ي ســياق تاريخــي وثقــا�فمــا تحتويــه مــن دللت �ف

هــا تحصيــا حاصــا، إذا علمنــا فإنــه ل يمكــن إل أن نعت�بــن ــر«، وم ي ن

ــىف ــوك »ب ــراء ومل ــن أم ا م ــ�ي ــددا كب أن عي مملكــة غرناطــة،

نخــب الثقافــة، وأعيــان المجتمــع �فكانــت تربطهــم عاقــات اجتماعيــة واقتصاديــة قويــة ،» ف مــع الجــوار المســيحي، بــل إن عــددا مــن »النريــ�ي

ثقافة وفنون قر الحمراء

رمزيات النفتاح والتمركز، النهضة والهزيمة

Page 89: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٨٩

العدد )٨( - ٢٠١٥

باطــات عــى ضيوفــا طويلــة زمنيــة مــددا أمضــوا »آراغــون« و»قشــتالة«، لعــل أشــهرهم أبــو عبــد هللا ورات ســبانية« كان مــن الــرف ، علمــا أن إتقــان »الإ الصغــ�يــا ــات وتنوعه ة الص ــ�ش ــذاك، لك ــة آن ــة والجتماعي الثقافيا مــن الأ� تشــكلت عــ�ب مــع الجــوار؛ بــل إن عــددا كبــ�ي

زواج مختلــط، نتــج عنه نســل ف العربية ف يتقــن اللغتــ�ي هجــ�يالأندلســية والقشــتالية، بينمــا ظلــت الممارســة الدينيــة ذات ، متصــل بالهويــة، ي

بعــد إثــىفأكــ�ش منــه بالعقيــدة، وهــو ــة ي مملك

ــاىلي �ف ــل الأه ــا جع مف يخلــدون الأعيــاد النريــ�ي

ثقافة وفنون قر الحمراء

رمزيات النفتاح والتمركز، النهضة والهزيمة

ســامية والمســيحية عــى حــد ســواء. ويســتلهمون الإي المعمــار واللبــاس والطعــام والزينــة

الطــراز القوطــي �فــو( ــل الفامينك ــي أص ــكية ه ة الموريس ــ�ب ــاء )الزم والغنوالســاح )الســيف النــري مســتقيم وليــس معقوفــا مثل ف ســامية(، وكأنمــا اســت�ش ي الثقافــات الإ

ي الســيوف �فبــا�ت

زمــن أفــول قــرب القــوم ف هنــاك، العــرب والمســلم�يللبقــاء العــدة والتمســوا ي الدولــة الغالبة.

والندمــاج �ف

والحــق أن هاجــس »الأفــول« ي

�ف طاغيــا موضوعــا يبــدو هــذا ــة المخطوطــات والنقــوش المعماريي قــر

»النريــة«، خصوصــا �فإذ العريــف، وجنــة الحمــراء ــا يتوســل ــا م نجــد الخطــاط غالبعــ�ب وعقيدتــه لقومــه الخلــود مــن متكــررة وعبــارات أدعيــة ــة ــة«، »غبط ــة متصل ــل: »برك قبيمتصلــة«، »هللا عــدة لكل شــدة«، ــا ــز لمولن ــم«، »ع ــن الدائ »اليمالســلطان«، »عافيــة باقيــة«،... البقــاء والســتمرار أن رغبــة أي ودرء الفنــاء الرمــزي، أو بتعبــ�ي صيانــة إىل »التطلــع أكاديمــي والثقافيــة«، اللغويــة الهويــة المســكوكات تلــك تتجــى عــ�ب أعمــاق يســكن حلمــا بوصفهــا ــروب ــم ح ــن تؤرقه ــاكنة مم السعــى فــت أ�ش ي

الــىت داد الســ�تــات البقــاء والبقــاء أســوارهم؛ فبفقــط هاجســهم الدائــم. مــن العقيــدة مســاكنة فــإن ثــم، واللغــة والثقافــة الأخــرى أضحــت اختيــارا ثقافيــا، وقــدرا تاريخيــا ل

ــه. ــكاك من ف

مفهــوم ويرتبــط هنــا الرمــزي« »الفنــاء –الأمــة، الدولــة بــزوال وفقــدان الهويــة الجماعيــة، ومــن ثــم اســتحالة القــدرة ك المشــ�ت العيــش عــى اجتماعيــة رابطــة ضمــن

أمضوا مددا زمنية طويلة ضيوفا على بالطات »آراغون«

و»قشتالة«، لعل أشهرهم أبو عبد اهلل الصغير

Page 90: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٩٠

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي تتمثــل وسياســية جديــدة، تقودهــا الأمــة الغالبــة، الــىت

ــاظ عــى ــا الحف ــون بمكنته ســبانية؛ يك ــة الإ ي المملكــا �ف هن

حقــوق الأقليــات والمجموعــات الثقافيــة العرقيــة واللغوية ، ي

ي والحيــا�تالمنهزمــة والمصــادر تراثهــا ومجالهــا الثقــا�ف

ــن ــه م ــا تتصــل ب ــوق وم ــك الحق ــة تل ــدرج صيان ــث تن حيي إطــار التصــور المرتبــط

مفاهيــم التعــدد والختــاف، »�فاف ــ�ت ــة... الع ــن واجــب الدول ــون م ــث يك ــاج، حي دم بالإي

الــىت ثقافيــة ثنــو- الإ المجموعــات بتعــدد جهــة مــن ــن ي تشــكيل ســاكنتها«4، والبحــث م

تســاهم بشــكل دال �في

جهــة ثانيــة عــن ســبل حمايــة هــذا التنــوع مــن الذوبــان �في حالــة شــعب

الثقافــة الغالبــة، وهــو مــا ســيتبدى جليــا �فمملكــة غرناطــة، ممــن ســموا بعــد ســقوط هــذا المعقــل ــع ــيتحول واق ــث س ، حي ف ــكي�ي ــ�ي بالموريس ــامي الأخ س الإي

ــا�ف ــراء ثق ي مــن عامــل ثــىف ي والدي

ــا�ف التعــدد اللغــوي والثقوازدهــار اقتصــادي لمملكــة غرناطــة، وعنــر مــن عنــا� نهضتهــا، إىل عامــل اضطــراب اجتماعــي وتوتــر ســياسي ي

مطــرد، بعــد هيمنــة دولــة فرنانــدو وإيزابيــل، الدولــة الــىتبــات هاجســها المركــزي ليــس الحفــاظ عــى التعــدد، وإنما ــة ــة القوطي ــيادة الثقاف ــح س ــره لصال ــو مظاه ــه ومح قمع

، والعقيــدة الكاثوليكيــة. واللســان القشــتاىلي

2- السقوط في وهدة االستبعاد

كتــاب الســادس مــن الفصــل ي فقــرة مــن �ف

J.M. Y يــا ي خــوسي مانيــوث إي غف�يســبا�ف المــؤرخ الإ

ف ظلــوا بعــد استســام Gaviria، يــرى أن: »المســلم�يــذي ــمي ال ــامل والرس ــاق الش ــرام التف ــة وإب غرناطــن كاء م ــدو �ش ــكان إيســابل وفرنان ــه إياهــم المل خولســبانية، مــع احتفاظهــم ي القوميــة الإ

زاويــة مــا �فوألبســتهم ائعهــم و�ش بديانتهــم واضــح بشــكل ــر 1492 ــذ 5 يناي ــه من ــم، إل أن ــم وتقاليده وعاداتهف ف الكاثوليكيــ�ي الــذي شــهد الدخــول الرســمي للملكــ�ي

ي نقضــه«5.ع �ف إىل غرناطــة �ش

ــن ، م ــ�ب ــة تعت ــك الوثيق ــد أن تل ء الأكي يــ�ش وال

امــات، مــن أكــ�ش ف حيــث مــا تضمنتــه مــن عقــود وال�تــاظ ي الحف

ــا �ف ــة تقدم ــدات التاريخي ــوص المعاه نصواللغــوي، ي

الثقــا�ف للتعــدد حيــوي مجــال عــى ــول ــات المصــادر ســلطتها، ل وضمــان حقــوق الأقلية بعــد امتــاك غرناطــة أن تــم خــرق مضمونهــا مبــا�ش

، دار ي، ترجمة: المصطفى الحسو�ف ي

4 - باتريك ساديفان، الدولة والتعدد الثقا�ف، البيضاء، 2011، ص 14 توبقال للن�ش

ف وطردهم من إسبانيا، ترجمة: عبد العزيز السعود، 5 - تاريخ ثورة المورسكي�يمنشورات ليتوغراف، طنجة، 2010، ص 40

Page 91: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٩١

العدد )٨( - ٢٠١٥

Page 92: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٩٢

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي هــذا الســياق يجــدر التنويــه أن ســبان، و�ف مــن قبــل الإ

ــية ــديدة الحساس ــت ش ــة« كان ــة الخالص ــألة »الهوي مســول ــد دخ ة بع ــا�ش ــه مب ــك أن ــب، ذل ــرف الغال ــد الط عنــا ــة قــر الحمــراء، كان أول م ــال أســقف طليطل الكاردينقــام بــه، لتجســيد الســيادة الجديــدة، هــو إزالــة الرايــات النريــة مــن فــوق »بــرج قمــارش« البالــغ الرتفــاع ــتالة، ــون وقش ــات آراغ ــس براي ــتبداله لي ــة واس والفخام«6، الــذي هــو رمــز حــروب ي

وإنمــا بـــ: »الصليــب الفــىفداد شــبه الجزيــرة؛ أي أن الأمــر ل يتعلــق فقــط اســ�تــدة ــة وعقي ــة أم ــا بغلب ــة، وإنم ــى دول ــة ع ــار دول بانتص

ــا. ــو ثقافته ــت وآن الأوان لمح ــرى انهزم ــى أخ ع

وعليــه، يمكــن فهــم القــرارات مــن مجموعــة عــن الصــدور المتواليــة ، ومن ف ف الكاثوليكيــ�ي الملكــ�يخلفهمــا مــن ملــوك، فما إن »انقضــت ثاثــة أشــهر عــى تســليم غرناطــة حــىت وقــع ــة ــدد لمدين ــون الج المحتلالــذي المنشــور الحمــراء يجــىي اليهــود عــن إســبانيا قــرار تــاه المســيحية«7،

ــا القــرار التنصــ�ي القــ�ي لمســلمي مملكــة غرناطــة، أمي

الثالــث، فقــد أصــدره الملــك شــارل الخامــس، ويقــىفبــأن يتخــى مســلمو مملكــة غرناطــة الباقــون »عــن اللغــة ، وأن تحــ� ــىي الموريســ�ي ــاس وعــن الســم العائ واللبي

النســوة عــن وجوههــن، وأن يطلــب الرجــال مــن القــا�في حمــل الســيف، وأن تحــرر جميــع الكتابات باللغة

ذن �ف الإســبانية، وبــأل يفصــل لهــم الخياطــون الثيــاب ول الإينقــش لهــم الصائغــون الحىي عــى عاداتهم وأســلوبهم، ــأن تحــرف القابــات مــن المســيحيات القديمــات )أي وبف ــم�ي ــن وس ه ــم تنص�ي ي ت

ــا�أ ــكيات ال ــ�ي الموريس ــن غ مالموريســكيات حــىت ل نفــاس مســيحيات جديــدات( القــرار وهــو ســامية...«8، الإ الطقــوس يســتعملن ــع ــة، بدف ــلمو غرناط ــه مس ــل مفعول ــاول تأجي ــذي ح الــاء ي بن

ــا �ف ــك »شــارل الخامــس«، أنفقه ــة للمل ــاوة مالي إتــة، ــة الضخم ــكال الدائري ء بالأش ــىي ، الم ــه�ي ــره الش ق

ي مملكة غرناطة، ترجمة: 6 - لويس دي المارمول كربخال، تاريخ ثورة وعقاب أندلسىيجعفر بن الحاج السلمي، مراجعة: مصطفى عديلة، الجزء الأول، منشورات الجمعية

جمة.1، 2013، ص 162 المغربية للدراسات الأندلسية، سلسلة ال�ت7 - ماريا روزا مينوكال، الأندلس العربية، إسام الحضارة وثقافة التسامح، ترجمة: عبد

، البيضاء، 2006، ص 191 المجيد جحفة ومصطفى جباري، دار توبقال للن�شف وطردهم من إسبانيا، مرجع يا، تاريخ ثورة الموريسكي�ي 8 - خوسي مونيوث إي غف�ي

مذكور، ص 94

ي مواجهــة قصــور الحمــراء وجنــة العريــف البالغــة �ف

ي إدخــال التعديــات الصادمــة عــى الدقــة والرهافــة، و�ف

ــة ي واجهــوري �ف اط م�ب ــاج الإ ــور«، راســما الت ــة »المش قاع

ــة، ــات الرخامي ــغ المنقوش ي صيــل �ف ــع تبدي ــل، م المدخ

، وهــو مــا ســامي بالطــراز البــاروكي واســتبدال الطــراز الإي قاعــة

ي لمنظــرة الليندراخــا، و�في الممــر المفــىف

يتبــدى �ف. ــىي ــكل ج ــار« بش »الثم

سلســلة ي �ف وتطرفــا وقعــا الأشــد القــرار لكــن

ي ي واللغــوي �ف

القــرارات الســتئصالية للتعــدد الثقــا�في لمــن بقــي

مملكــة غرناطــة، كان هــو قــرار الطــرد النهــا�أيــة ســنة 1609، الــذي يب�ي مــن مســلمي شــبه الجزيــرة الإي »فليــىب الملــك أصــدره عليــه وصــادق الثالــث« ، ي

ســبا�ف الإ لمــان ال�بــرد ــذي ط ــرار ال ــو الق وهمــن أزيــد بمقتضــاه . ــ�ي ــف موريس ــة أل ثاثمائ

هــذه بعــد هكــذا، بــرزت هــا، القــرارات وغ�يإنســانية للوجــود ظاهــرة ي

�ف نوعهــا مــن فريــدة مزدوجــة الجماعيــة الهويــة فيهــا تكــون التاريــخ، ي الشــخصية

ي فيهــا الأفــراد مــن فصــام �فالأبعــاد، ويعــا�ف

ي ــلم �ف ــر مس ي الظاه

ــيحي �ف ــ�ي مس ــلوك؛ فالموريس والسي ي الخــارج والــزي العــر�ب

فرنجــي �ف الباطــن، يرتــدي الــزي الإي الــ�،

ي العلــن والعربيــة �فســبانية �ف ي البيــت، يتكلــم الإ

�فــة، )وهــي ــن بأحــرف عربي ــات القشــتالية لك ــب الكلم يكتــده الجــدد مــا عــرف بلغــة الخيمياضــو(، يذهــب بمواليي الكنيســة ويســميهم أســماء مســيحية، ويعــود

للتعميــد �فة »الفضض«9؛ أي نقــض التعميد، بعدهــا ليمــارس شــع�يي البيــت، ويختنهــم إن كانوا

ويســميهم بأســماء إســامية �فــس ي تعك

ــىت ــة ال ــات الثقافي ــن الممارس ــا م ه ــورا، وغ�ي ذكــة لــدى شــعب مملكــة غرناطــة المهــزوم. التبــاس الهوي

ة: 9 - انظر بخصوص هذه الشع�ية الفضض كمحافظة عى عادة العقيقة«، تعريب: رضا - دولورس برامن، »اعتبار شع�يسامية، منشورات مكز ف للشعائر الإ - الأندلسي�ي ف مامي، ضمن كتاب: تطبيق المورسكي�ي

البحوث والدراسات العثمانية والموريسكية، زغوان، 1991، ص 19 وما بعدها.

بعد دخول الكاردينال أسقف طليطلة قصر الحمراء، كان أول

ما قام به، لتجسيد السيادة الجديدة، هو إزالة الرايات

النصرية من فوق »برج قمارش«

ثقافة وفنون قر الحمراء

رمزيات النفتاح والتمركز، النهضة والهزيمة

Page 93: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٩٣

العدد )٨( - ٢٠١٥

3. تركيب

أن فيــه شــك ل وممــا اف رفــض التعــدد، وعــدم العــ�تالأقليــات ثقافــة ي

�ف بالخصوصيــة المغلوبــة، واســتبعاد أيــة إمكانيــة ــة المعتقــد، يقــع بالنســبة إىل لحريــاء ــاء وبعــد انته ــوك إســبانيا، أثن ملــاء ــم بن ي صمي

داد، �ف ــ�ت ــروب الس حــة، وكأن ثمــة ــة القوي ــة القومي الدولف تطابقــا، غــ�ي قابــل للتشــكيك، بــ�يثنيــة -الجتماعيــة وبنيــان الدولــة، الإــوك ــاح المل ــار انفت ــم اعتب ــث ت حيســامية عــى ف ودولتهــم الإ النريــ�يالثقافة اليهودية والقشــتالية، وعدم العقيــدة، شــؤون ي

�ف تشــددهم والرمــوز الثقافيــة، مــن إرهاصــات ــلطان؛ دون ــار الس ــف، وانهي الضعاعتبــار لمــا شــكله هــذا النفتــاح ــارة ــق حض ــة لتأل ــة مركزي ــن دعام ممملكــة غرناطــة. لقــد كان أي وجــود ــدة ــبانيا الجدي ــة إس ي مملك

ــر �ف لاآخالعقديــة لهويتهــا تهديــد بمثابــة ي

�ف لطموحهــا وإربــاك والقوميــة، ــوق ــاء والتف ــر للنق ــع، وتكدي التوس»الكريســتيانو« لـــ: ف العرقيــ�ي

القشــتاىلي القديــم.

لقــد عــرف »إرنســت رينــان« القــرن أواخــر مــن يــوم، ذات ي

الــىت »الأمــة«، ، عــ�ش التاســع لهيكلــة تاريخيــة خلفيــة شــكلت نتاجــا لتســاند باعتبارهــا الــدول، مقومــات: »العــرق واللغــة والتاريــخ الــذي التعريــف إنــه والديــن«10، نانــدو« ي ذهــن »ف�ي

كان ول شــك �فو«إزابيــل«، وهمــا ينقضــان بنــود ي صيانــة حقــوق

التفاقيــة الرائــدة �فــلم ي س

ــىت ــم، وال ــات وثقافته الأقلي ، عــى أساســها أبــو عبــد هللا الصغ�ي

مفتــاح مملكتــه الســاحرة.

، 10 - نقا عن: باتريك سافيدان، الدولة والتعدد الثقا�فيمرجع مذكور، ص 39

ثقافة وفنون قر الحمراء

رمزيات النفتاح والتمركز، النهضة والهزيمة

Page 94: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٩4

العدد )٨( - ٢٠١٥

الكاتب المغربي المصطفى اجماهري لـ»ذوات«:

االشتغال على الذاكرة أساسي في عملية فهم العقلية المغربية

حاوره: صدوق نورالدين

يعد المصطفى اجماهري من القصاصين المغاربة الذين يحق اعتبارهم صورة أمينة عن جيل االمتداد، إذ واكب وبقوة التأسيس الفعلي

لجنس القصة القصيرة، مثلما ساهم بالنشر في عدة منابر ودور عربية. غير أن نتاجاته القصصية واإلبداعية لم تحقق له الشهرة، مثلما حققتها له

كتاباته ودفاتره التاريخية باللغة الفرنسية، خاصة تلك التي تناولت مدينة

حوار ي المصطفى اجماهري الكاتب المغر�ب

Page 95: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٩٥

العدد )٨( - ٢٠١٥

حوار ي المصطفى اجماهري الكاتب المغر�ب

الجديدة )مدينة مغربية تبعد عن العاصمة االقتصادية الدارالبيضاء بنحو مئة كيلومتر( بالتوثيق الدقيق لمعالمها ومآثرها ورموزها.

وهذا ما عبر عنه في حواره مع مجلة »ذوات«، حيث اعتبر أن االشتغال على الذاكرة أساسي في عملية فهم العقلية المغربية، وفي فهم

عالقتها بمحيطها الداخلي والخارجي؛ بمعنى أن على الكاتب، برأيه، أن يؤدي خدمة عمومية لفائدة الناس، حتى يشعر باالرتياح ألن عمله ينفع

اآلخر ويجد له صدى في نفسه.

وأشار اجماهري إلى أن اهتمامه بالبحث في تاريخ مدينة الجديدة تولد لديه منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، على إثر االقتراح الذي طرحه

العالمة محمد المنوني، حينما حاضر بالجديدة بمناسبة مشاركته في المهرجان الثقافي لدكالة سنة 1981، وهو االقتراح المتعلق بإنجاز مشروع

كتابة تاريخ مدينة الجديدة، الذي قدم فيه الباحث سلسلة إصدارات غايتها إلقاء بعض الضوء على ماضي الجديدة من جوانب تاريخية

واجتماعية واقتصادية، وهي سلسلة أطلق عليها اسم »دفاتر الجديدة«، والتي استفاد فيها من تأطير المؤرخ المعروف »غي مارتيني«، وكذا من

نصائح المفكر المغربي الراحل عبد الكبير الخطيبي.

ولد الكاتب مصطفى اجماهري بالدار البيضاء في 14 نوفمبر )تشرين الثاني(1952. تلقى تعليمه االبتدائي والثانوي بالجديدة. حصل على دبلوم

المدرسة الوطنية لإلدارة العمومية سنة 1983، وفي السنة نفسها أحرز على دبلوم الدراسات العليا بالمعهد العالي للصحافة.

نشر أول نص قصصي له بعنوان »البحث عن العشاء« سنة 1972، وذلك بصحيفة »العلم« المغربية، صدرت له األعمال القصصية التالية: »أمواج«

المغرب 1978، و«حرائق ودخان« اتحاد الكتاب العرب/ دمشق/سوريا 1984، و«الحارة« اتحاد الكتاب العرب/دمشق/سوريا 1990، وشجرة الحياة عن »دار

الثقافة« بالمغرب1998.

والالفت راهنا هو إصداره لسيرته الذاتية عن إحدى كبريات الدور الفرنسية، وأقصد »الرماتان«، حيث وسمها بـ »في ظل الجديدة: شهادات

وذكريات«. ومؤخرا أقدم على كتابة رواية صدرت عن الدار نفسها تحت عنوان »مسالك االنتظار«)2014(.

وفي هذا الحوار الخاص، يكشف عن مسار تجربته، وعن االختيارات التي طبعت مسيرته األدبية.

Page 96: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٩6

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــا، ــا وعربي ي مغربيــرى الواقــع الثقــا�ف * لعــل أول ســؤال يفرضــه الراهــن، كيــف ت

؟ يــات مــن القــرن المــا�ف ــة الســبعينيات والثمانيني قياســا بمرحل

ــة ــ�ب المرحل ــة الســبعينيات تعت ؛ مرحل ف ــ�ي ت ف الف�ت ــ�ي ــرق واضــح ب بطبيعــة الحــال الفام الصــادق ف . وقتهــا كان اللــ�ت ي ي الوطــن العــر�ب

ي �فالذهبيــة للعطــاء الفكــري والثقــا�ف

ــت ــك كان . كذل ــ�ي ــول والتغي ــة والتح ــة التوعي ي عمليــة �ف ــدوى الثقاف ــوي بج ــان الق يم والإ

ي إحــداث الطفــرة النظــرة للثقافــة نظــرة إيجابيــة، وذلــك باعتبــار إمكانيــة التعويــل عليهــا �ف

ي حلحلــة الوضــع الجتماعــي والســياسي عــى الســواء. ي الوعــي العــام، وكــذا �ف

النوعيــة �في

ي كانــت تواجــه الفعــل الثقــا�فة الــىت ي الأمــر أنــه بالرغــم مــن المعوقــات الكثــ�ي

والعجيــب �في هــذا الحقــل،

ي النضــال �فف اســتماتت �ف ف والمتعلمــ�ي يحــة المثقفــ�ي آنــذاك، إل أن �ش

ى. ــ�ب ــات ك ــبيله تضحي ي ســت �ف وضح

ــة ــة المغربي ــي للثقاف ــور الكم ــتوى الحض ــكار مس ــن إن ــوم ل يمك اليكمــا العربيــة، وذلــك بفضــل مــا أتيــح لهــا مــن وســائل التكنولوجيــا الحديثــة والمتطــورة، إل أن ذلــك يبقــى مجــرد بريــق؛ فاللمعــان الحــاىلي هو ة ول يذهــب إىل العمــق. كمــا يظــل الهتمــام لمعــان ســطحي يمــس القــ�شــا ــباب هن ــة، والأس ــة المديني ــن الفئ ــزء م ي ج

ــورا �ف ــور محص ــذا الحض بهي أوســاط الشــعب. ومــن المؤســف

ة، لعــل أولهــا الأميــة المتفشــية �ف كثــ�يــة ــإن الأمي ــتقال، ف ــد الس ــال بع ــدة أجي ــروز ع ــم ب ــه رغ ــظ بأن أن ناحلــم يقــض عليهــا بعــد. ليــس هــذا فحســب، بــل تفشــت الأميــة كذلــك ي المغــرب

ــات القــراءة �ف ، وليــس �ا أن إحصائي ف ة وســط المتعلمــ�ي وبكــ�ش ، ــ�ي ــد صغ ــس، كبل ــرؤون. تون ف ل يق ــ�ي ــن الجامعي ــ�ي م ــة والكث ــد بئيس جي القــراءة أفضــل منــا، والمعطيــات

عــى ســبيل المقارنــة، حققــت أرقامــا �ف، الــذي تعــده الأمــم المتحــدة، ي ي العالــم العــر�ب

يــة �ف ي تضمنهــا تقريــر التنميــة الب�شالــىت

ي المجــال التنمــوي العــام وحســب، بــل فــة ل �ف ســنويا، منحــت المغــرب مراتــب غــ�ي م�ش

ــدان القــراءة أيضــا. ي مي�ف

ال يمكن إنكار مستوى الحضور الكمي للثقافة

المغربية كما العربية، وذلك بفضل ما أتيح لها من وسائل التكنولوجيا

الحديثة والمتطورة

حوار ي المصطفى اجماهري الكاتب المغر�ب

ي الراحل عبد الجبار السحيمي عامي المغر�ب ي مع الكاتب والإ مصطفى اجماه�ي

Page 97: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٩٧

العدد )٨( - ٢٠١٥

ا ممــا ــة، حيــث إن كثــ�ي ــان الثقافــة الرقميــة لــم تصاحبــه الجــودة المطلوب إن طغيــاعر ــارة الش ــو بعب ــبوك، ه ــات الفيس ــى صفح ــة وع وني لك�ت ــع الإ ي المواق

ــا �ف ــب، مث يكتــائل أدت إىل ــذه الوس ــىف أن ه ــوت«. بمع ــم ول ص ــون ول طع ــا ل ــش »ب ــود دروي محماستســهال الكتابــة لــدى البعــض حــىت غــدا يعيــش عــى الوهــم، وهــو وهــم تغذيــه ردود

ــة الخادعــة. المجامل

مــن جانــب آخــر وقياســا عــى مرحلــة الســبعينيات، ناحــظ اليــوم وبــكل أســف بــأن ي

ي كانــت لهــا �فاللقــاءات الثقافيــة والنــدوات الفكريــة لــم تعــد لهــا قــوة الســتقطاب الــىت

ي ف نســمة، ل يتعــدى الحضــور �ف . ففــي الــدار البيضــاء مثــا، وبهــا أربعــة مايــ�ي ي

المــا�فاللقــاءات الثقافيــة عــدد أصابــع اليــد الواحــدة، بينمــا المقاهــي مملــوءة عــن آخرهــا بــرواد

ــور ــن حض ــور ع ــزوف الجمه ــرة ع ء. إن ظاه يء ول سش ي

ي كل سشــرون �ف ث ي�ش

طــاق، ويدعــو اللقــاءات الثقافيــة والنــدوات الجــادة غــ�ي مفهــوم عــى الإإىل التأمــل.

ي لحظــة، لــم تعــد إىل شــكل التعبــ�ي * ياحــظ المتتبــع بأنــك، و�ف

ــم ة، بالرغ ــ�ي ــة القص ــد القص ــه، وأقص ــاز ضمن نج ــردت باالإ ــذي تف الــا ، والحق ــرسش ــتوى الن ــل مس ــة ع ــا بداي ــرت به ي ظف

ــ�ت ــوة ال ــن الحظ مــدي؟ ــي النق ــوص التلق بخص

ي المغــرب، ت أربــع مجموعــات قصصيــة، اثنتــان �ف بــدأت قاصــا ونــ�ش

ي وقــت مــا تســاءلت ي دمشــق، لكــن �ف

واثنتــان عــن اتحــاد الكتــاب العــرب �فــذا ــا إىل ه ــن أن أضيفه ي يمك

ــىت ــة ال ــة المضاف ــي القيم ــا ه ــ�ي م ــع نف مي عن الأســماء ، لكــن لــو ســألت أي قــارئ مغــر�ب ي المغــرب قصاصــون وشــعراء كــ�ش

الحقــل. �فــد ــوري، ومحم ــس الخ ــزاف، وإدري ــد زف ــك محم ــر ل ف لذك ــ�ي ــن المجال ي هذي

ــة �ف المعروفي القصــة، والمجاطــي والجومــاري وعبــد هللا راجــع مثــا

شــكري وعبــد الجبــار الســحيمي �في القــارئ. ليــس

ي الشــعر. بمعــىف آخــر، إن عطــاءات الآخريــن واجتهاداتهــم لــم تؤثــر �ف�ف

ظاهرة عزوف الجمهور عن حضور اللقاءات

الثقافية والندوات الجادة غير مفهوم على اإلطالق،

ويدعو إلى التأمل

حوار ي المصطفى اجماهري الكاتب المغر�ب

Page 98: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٩٨

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي مجالتهــم، بــل معنــاه أن كتاباتهــم لــم معــىف ذلــك أن الآخريــن ل يحســنون الكتابــة �ف

ي المجــال ــة �ف ي الكتاب

ــا أن يســتمر �ف ــن لأي من ــن الأســباب. يمك تدخــل الوجــدان لســبب مالــذي يهــواه إىل أن يلقــى هللا، لكــن الســؤال الحقيقــي هــو: هــل يســتفيد أحــد مــن عملــه؟

هــذا هــو الســؤال الجوهــري: هــل تكتــب لتضيــف لبنــة إىل الــرح أم تكتــب ترضيــة ي العزائــم.

لخاطــرك؟ وعــى قــدر أهــل العــزم تــأ�ت

ي إصــدار مجاميــع قصصيــة يقرؤهــا عــدد محدود ي، �ف ي أن أســتمر مثــل غــ�ي

كان بإمــكا�في فضلــت

ا، لكــىف مــن القــراء والأصدقــاء أو يدعــون قراءتهــا. وهــو طــرح ســهل ل يكلــف كثــ�يعليــه ارتيــاد حقــل تكتنفــه صعوبــات ول يتســابق حولــه الباحثون.

، واكتشــفت أن ــخ المحــىي ــام بالتاري ي الهتم، انخرطــت �ف ــ�ي مــىي ــذا وبعــد تفك هك

ــل ــب، ب ــا القري ــا وتاريخه ــة محيطه ــة لمعرف ــراء متعطش ــن الق ــة م ــة مهم يح ــاك �ش هني عمليــة

تشــجع الكاتــب بالحــوار والمتابعــة والتواصــل. الشــتغال عــى الذاكــرة أســاسي �فــىف أن ــي؛ بمع ــىي والخارج ــا الداخ ــا بمحيطه ــم عاقته ي فه

ــة و�ف ــة المغربي ــم العقلي فهالكاتــب هنــا يــؤدي خدمــة عموميــة لفائــدة النــاس، وبالتــاىلي يشــعر بالرتيــاح، لأن عملــه ي إىل الســتمرار

ي النفــوس. وهــذا بالضبــط هــو مــا دفعــىفينفــع الآخــر ويجــد لــه صــدى �ف

داد ف ي ســ�ت، والــىت ي

ي كتابــة هــذا النــوع مــن البحــوث ذات الطابــع الميــدا�ف�ف

وع الجهويــة المتقدمــة. فالجهويــة كمــا هــو معلــوم ي أفــق مــ�شأهميتهــا �ف

. يــاء ثقــا�ف ــا، بــل تحتــاج أيضــا إىل بن ل تبــىف فقــط بالقتصــاد والجغرافي

ي دعتــك إىل االهتمــام بالمدينــة )الجديدة(، * مــا هــي العوامــل ال�ت

إذ ياحــظ بأنــك أرخــت للعديد مــن المجــاالت والحقول؟

ــة ــة الجديــدة )مدينــة مغربي ي تاريــخ مدينــد اهتمامــي بالبحــث �ف تول

( منــذ تبعــد عــن العاصمــة القتصاديــة الدارالبيضــاء بنحــو مئــة كيلومــ�تاح الــذي طرحــه ، عــى إثــر القــ�ت ي

أواخــر الثمانينيــات مــن القــرن المــا�في

ــدة بمناســبة مشــاركته �ف ، حينمــا حــا�ف بالجدي يــو�ف العامــة محمــد المن

وع ح إنجــاز م�ش ي اقــ�تي لدكالــة ســنة 1981. العامــة المنــو�ف

المهرجــان الثقــا�فلكتابــة تاريــخ مدينــة الجديــدة وجهــة دكالــة وإنشــاء خزانــة توثيقيــة خاصــة ــم ي ل

ــو�ف ــة المن ــرة العام ــإن فك وع. ولاأســف، ف ــة لدعــم المــ�ش بالمنطقتجــد آذانــا صاغيــة ممــن يعنيهــم الأمــر.

ف ــ�ت ي محــاركت �ف ــدث أن ش ــم ح ــا، ث ي طوي

ــراود�ف ي تــو�ف ــة المن ــرة العام ــت فك بقي

ي ســنة 1990 ي الفرنــ�ي كلــود أولــىيي والــروا�أ الكتابــة الــذي أطــره الراحــل عبــد الكبــ�ي الخطيــىب

ي نهايــة ذلــك ف الكتابــة والجهــة. �ف ي موضــوع العاقــة بــ�ي بالجديــدة، وخالــه طــرح الخطيــىب

ي حــول المدينــة. وقتهــا ي عــى إنجــاز عمــل ببليوغــرا�ف ي المرحــوم الخطيــىب

اللقــاء، شــجعىفف مــن كليــة آداب الجديــدة، وخاصــة مــن كانــت الأفــواج الأوىل مــن المجازيــن المتخرجــ�ي

ي العثــور عــى مراجــع تهــم المنطقــة. ة �ف شــعبة التاريــخ، تجــد صعوبــة كبــ�ي

ــار، ومــلء ي هــذا المضمي عــى العمــل �ف

ــىف ي حفزتــىت ــت هــذه بعــض العوامــل ال كان

ي تخصــص الصحافــة، قــررت إعــداد ونــ�ش ي �ف

الفــراغ الملحــوظ، لــذا بعــد اســتكمال دراســىتي الجديــدة مــن جوانــب تاريخيــة

سلســلة إصــدارات غايتهــا إلقــاء بعــض الضــوء عــى مــا�فــد ــدة«. وق ــر الجدي ــم »دفات ــا اس ــت عليه ــلة أطلق ــي سلس ــة؛ وه ــة واقتصادي واجتماعي

حوار ي المصطفى اجماهري الكاتب المغر�ب

بالرغم من دراستي في المدرسة العمومية وبداية مشواري في

التأليف األدبي بالعربية، إال أنني اخترت كتابة التاريخ المحلي باللغة الفرنسية

ألسباب واقعية

Page 99: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

٩٩

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي وكــذا مــن نصائــح الدكتــور اســتفدت مــن تأطــ�ي المــؤرخ المعــروف غــي مارتيــىف

ي تنتمــي عائلتهــا إىل الجديــدة(. ي والباحثــة نلســيا دولنــوي )الــىت عبــد الكبــ�ي الخطيــىب

ي ي ومــا زال هــو المســاعدة عــى إحــداث تراكــم معلوما�ت

لقــد كان الأمــل الــذي حــذا�فــة ــة المحلي ــراغ عــى مســتوى المعرف ي ســد الف

ــذا المســاهمة �ف ــة، وك ــن المنطق عوع للتعريــف بتاريــخ المدينــة. وتأســيس مــ�ش

ي وع البحىش ي هــذا المــ�ش

ي كانــت وراء انخراطــي �فويمكــن أن أجمــل الدوافــع الــىت

يــن ســنة، ثاثــة دوافــع: الــذي قطعــت فيــه إىل حــد الآن أكــ�ش مــن ع�ش

دافع عاطفي: يتعلق بارتباطي العائىي والشخىي بالمدينة،

ف والطلبة، : يستجيب لحاجة توثيقية ماسة لدى الباحث�ي دافع عمىي

ي وضع ون�ش مؤلفات حول ذاكرة الجديدة ودكالة.دافع علمي: يتجى �ف

ت التعبــ�ي عــن هــذا التوجــه التاريخــي، باللغة الفرنســية * لكــن لمــاذا اخــ�ت؟ أساسا

ة وبقــوة ليــس هنــاك أد�ف شــك بــأن اللغــة الفرنســية كانــت ومــا زالــت حــا�فــم ي التعلي

ــاص و�ف ــي والخ ــقيه العموم ــم بش ي التعلية �ف ــا�ف ــي ح ــرب؛ فه ي المغ

�في أوســاط الشــباب كمــا عنــد

ي الصحافــة و�فدارة ومجــال الصناعــة و�ف ي الإ

العــاىلي و�في المدرســة

ي �في هــذا المضمــار إىل أنــه بالرغــم مــن دراســىت

شــارة �ف الكبــار. وتنبغــي الإــة ت كتاب ــ�ت ي اخ

ــىف ــة، إل أن ي بالعربي ــف الأد�ب ي التأليــواري �ف ــة مش ــة وبداي العمومي

التاريــخ المحــىي باللغــة الفرنســية لأســباب واقعيــة وبراغماتيــة بالدرجــة الأوىل، بــل ي ثاثــة أســباب:

يمكــن أن ألخــص دوافــع هــذا الختيــار �ف

الأول، أن غالبيــة المراجــع حــول منطقــة الجديــدة ودكالــة وخاصــة منهــا ة الحمايــة متوفــرة ومتاحــة باللغــة الفرنســية، بــل إن جــل مــا كتــب ي فــ�ت

المنشــورة �في كباحــث متطــوع يتعــذر عــىي

، أنــىف ي؛ الثــا�ف ف عــن المنطقــة يعــود خاصــة للفرنســي�ي

ــة بالفرنســية ــث، أن الكتاب ــة؛ الثال ــرة بلغــة أجنبي جمــة مراجــع متوف النشــغال ب�تي

يحــة مــن القــراء مغاربــة وأجانــب؛ بــل أجــزم القــول، �ف أتاحــت ىلي النفتــاح عــى �شي حــول ، بــأن تجــاوب القــراء باللغــة الفرنســية مــع سلســلة كتــىب ي

مــا يخــص تجربــىتي

ــة، وكان هــذا مــا شــجعىف ي بالعربي ــىب ــدة كان أفضــل مــن تجاوبهــم مــع كت الجديعــى الســتمرار.

ي ، حســب تجربــىت بقــي أن أشــ�ي إىل نقطــة أساســية، وهــي أن التاريــخ المحــىي

المتواضعــة، ليــس تاريخــا بالمعــىف المطلــق للكلمــة، بــل هــو مزيــج مــن التاريــخ والأدب والبحــث الجتماعــي.

ي / وعــل القــول، * أال تعتقــد بــأن مكــون اللغــة وبقــدر مــا مثــل تمرينــا �ف

؟ يبــداع الــروا�أ فهــو مرحلــة انتقــال لاإ

ــه ــا، لأن ــا محظوظ ــد كان جيلن ــعودي لق ــن الس ــور الدي ــب ن ــول الكات ــا يق كمــة ي المدرس

ــا �ف ــل تعلمهم ــية بفض ــة والفرنس ف العربي ــ�ي ــة باللغت ــن الكتاب ــن م تمك

حوار ي المصطفى اجماهري الكاتب المغر�ب

Page 100: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٠٠

العدد )٨( - ٢٠١٥

ة الســتينيات والســبعينيات(. وبطبيعــة الحــال، لــم يكــن ي فــ�تالعموميــة مزدوجــة اللغــة )�ف

ورة أحــكام ا بالنســبة إىلي حينمــا قــررت النتقــال مــن لغــة إىل أخــرى ولكــن للــرف الأمــر يســ�يكمــا يقــال.

ــود ــذل مجه ي بــىف ــب م ــا تطل ــة واضحــة، وهــو م ــت الصعوب ــة، كان ــة التجرب ي بداي

�فمضاعــف لاســتمرار. وبمــرور الزمــن وتراكــم المحــاولت وبرمجــة وقــت العمــل والســتفادة ي كتابــة

ي تحققــت ىلي �ف، أصبحــت الأمــور ميــ�ة. طبعــا، فالتجربــة الــىت ي

ف ســبقو�ف مــن باحثــ�يي

ي الكتابــة الروائيــة. ول أخفــي عنــك بــأن روايــىت»دفاتــر الجديــدة« ســهلت عــىي النخــراط �ف

ي ــىت ي ني

ــن �ف ــم يك ــس، ول ــن النف ــح ع وي ــاب ال�ت ــن ب ــا م ــار« كتبته ــالك النتظ الأوىل »مساحة والتحــرر مــن قيــود البحــث التاريخــي ي البدايــة. لقــد كتبتهــا مــن بــاب الســ�ت

هــا �ف ن�ش، إل بعدمــا تلقيــت أصــداء مشــجعة إن جــاز القــول. ولــم أتخــذ قــرار إرســالها إىل النــا�شي فــرع اتحــاد كتــاب المغــرب بالجديــدة، وهــم الناقــد عبــد المجيــد نــوسي

ي �فمــن زمــا�أ

ي والقــاص شــكيب عبــد الحميــد الذيــن ســلمتهم المخطــوط ي الحبيــب الدايــم ر�بوالــروا�أ

لقراءتــه وإبــداء الــرأي فيــه.

ــت ي كنــىت ي ال

ــىت ــة، اســتعدت حري ــن خــال هــذه الرواي ي مــىف ــد بأن وأعتق

وع التاريــخ ي كتابــة مــ�شف كنــت، ومــا زلــت، منخرطــا �ف كمــا لــو افتقدتهــا حــ�ي

ي هــذه الروايــة راحــة فكريــة ونفســية ة الجديــدة. لقــد منحتــىف المحــىي لحــا�ف

ي مفتقــدة، مثــل الحــب والصداقــة ومراجعــة مــن خــال إمكانيــة تأمــل معــا�ف

بداع. ام بموضوعيــة التاريخ لمعانقــة رحابــة الإ ف ي مــن اللــ�تالــذات، كمــا حررتــىف

ة / روايــة(، بداعيــة بفرنســا )ســ�ي * كيــف تــم اســتقبال تجربتــك االإوعــل مســتوى الداخــل عــل الســواء؟

ــنة 2012، ــس س ي باريــان« �ف ــن »دار لرمت ــة ع ي الذاتي

�ت ــ�ي ــدرت س صي الأوىل »مســالك النتظــار«

ت مؤخــرا روايــىت ي نــ�شوهــي نفــس الــدار الــىت

ــع صــداران بعــد أرب ي هــذان الإــأ�ت «. وي ي ــم العــر�ب ي »سلســلة آداب العال

�في التاريــخ

مجموعــات قصصيــة باللغــة العربيــة وخمســة عــ�ش كتابــا �في نفــس السلســلة

ــه ســبق أن صــدرت �ف المحــىي بالفرنســية. وأشــ�ي إىل أنمؤلفــات لكتــاب مغاربــة مــن بينهــم: ليــى أبــو زيــد وعبــد هللا ســاعف وإدريــس بويســف

ــا�ي. ــه ورشــيدة الن ــركاب وأنيســة بلفقي ال

ف عليهــا لــو ي أ�شي سلســلة »دفاتــر الجديــدة« الــىت

كان مــن الممكــن أن أنــ�ش الروايــة �فكانــت عمــا بحثيــا يختــص بذاكــرة المدينــة. ولكــن لمــا كانــت روايــة، فقــد جربــت أن أبعثها ــات ــا إمكاني ي فرنس

ــة. �ف ــت التجرب ــخىي ونجح ــدي الش ــاب التح ــن ب ــ�ي م ــا�ش فرن إىل ني ارتفــاع. ثــم إن

، وعــدد القــراء أيضــا �ف ف يــن المهنيــ�ي ة عــدد النا�ش النــ�ش متوفــرة نظــرا لكــ�شي

مــا يشــجعك عــى التعامــل مــع النــا�ش الفرنــ�ي هــو تقديــره لقيمــة الوقــت، حيــث يــوا�ف. ي ظــرف ل يتعــدى أربعــة أســابيع عــى الأكــ�ش

ي مخطوطــه �فالكاتــب برأيــه �ف

ي فرنســا وقــد تعــدى ي أن يبــدأ النــ�ش �ف

ي وضعيــىتبطبيعــة الحــال، يصعــب عــى كاتــب �ف

ف قليــا، أن يجــد مكانــه هنــاك ب�عــة، خاصــة لمــا نعلــم بــأن حــواىلي 70 ألــف كتــاب الســت�يــك لأن ــع؛ ذل ــن الرب ــل م ــوى أق ــات س ي المكتب

ــا �ف ــرض منه ــنويا ول يع ــا س ي فرنســع �ف تطب

عــام. ي وســائل الإســوق الكتــاب هنــاك محتكــر مــن طــرف الأســماء المعروفــة والمتداولــة �ف

عــام هنــاك هــو مــن يخلــق الكاتــب، وهــو الــذي يخلــق الــرواج ويحفــز المبيعــات. والإ

فلنكن صادقين مع أنفسنا وال نغالطها

لنقول إن االستمرارية ال يمكن أن تتحقق

بالعواطف اإلنسانية، بل تتطلب دعما قويا

وملموسا

حوار ي المصطفى اجماهري الكاتب المغر�ب

Page 101: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٠١

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــن ــه م ــا أثارت ــال م ــن خ ــجعا م ــة مش ــتقبال التجرب ــل، كان اس ــتوى الداخ ــى مس عي فرنســا بالمغرب.

لقــاءات وكتابــات، وذلــك بالرغــم مــن صعوبــة ترويــج الكتــب الصــادرة �في

ــىت ــات ال ــة، ول يشــحن الكتــب إل للمكتب ــة تجاري ــة مهني ــا�ش الفرنــ�ي يعمــل بعقلي فالني

يس. ومــن هنــا غالبــا مــا ناحــظ عــدم توفــر كتــب المغاربــة �ف تطلبهــا عــن طريــق سوشــ�بة محــدودة. مكتباتنــا إل لفــ�ت

* إن غيــاب االســتمرارية االأدبيــة والثقافيــة يؤثــر عــل مســار الثقافــة المغربيــة، مــا رأيــك؟

غيــاب الســتمرارية يعــود لأســباب ماديــة وأخــرى تتعلــق بالقــراءة. الكتــاب المغاربــة ي إطــار الهوايــة والتطــوع؛ فهــم إمــا مدرســون أو موظفــون وبالمــوازاة مــع ذلــك

يعملــون �فيكتبــون كلمــا ســمحت لهــم الظــروف. فــا عائــد لهــم مــن الكتابــة إل العائــد المعنــوي ف مــع أنفســنا ول نغالطهــا لنقــول إن الســتمرارية والتعــب الجميــل. إذن، فلنكــن صادقــ�ينســانية، بــل تتطلــب دعمــا قويــا وملموســا. ومــا دامــت ل يمكــن أن تتحقــق بالعواطــف الإــازم، ــم ال ــ�ي الدع ــن توف ــن ع ــة والقطــاع الخــاص عاجزي ــة والمؤسســات المنتخب الدولانيــات ف فالســتمرارية تبقــى غــ�ي مضمونــة. ومــن المعلــوم أن الــدول الغربيــة تخصــص م�ي، فــإذا كان الغــرب مهيمنــا ثقافيــا وإعاميــا؛ . وبالتــاىلي ي

ويــج الثقــا�ف ضخمــة للمعرفــة ولل�تفاأنــه مهيمــن كذلــك اقتصاديــا وتجاريــا وعســكريا.

ي الــذي يغيــب الســتمرارية الأدبيــة والثقافيــة، فهــو ضعــف القراءة. أمــا العامــل الثــا�ف

ة والقــراءة هــي لــب المعرفــة وأســاس التقــدم، لكــن لاأســف فالمغــرب يحتــل الرتــب الأخ�يي القطــار بــأن

ا مــا ألحــظ وأنــا �ف ي هــذا المجــال. القــراءة عندنــا مــا زالــت نخبويــة. وكثــ�ي�ف

ي الزجــاج دون أن يصحبــوا ، وهــم يحملقــون �ف ف أو أكــ�ش غالبيــة المســافرين يقضــون ســاعت�ي

معهــم روايــة أو مجلــة.

ي هــذا الصــدد، كلنــا يتذكــر الرســالة المنشــورة للقــاص المعــروف محمــد بوزفــور و�ف

ي جعلتــه يرفــض جائــزة المغــرب للكتــاب، ومــن بينهــا أنــه ي عــ�ب فيهــا عــن الأســباب الــىت

الــىتي نســخة. هــل هــذا معقــول؟ لــو كان فعــل

لــم يبــع مــن مجموعتــه القصصيــة ســوى مائــىتالقــراءة متجــذرا ولــو كان التضامــن واقعــا، لــكان مــن الطبيعــي أن تنفــذ نســخ مجموعــة

ي كان يشــتغل بهــا وقتــذاك.بوزفــور فقــط داخــل الكليــة الــىت

ــض الأ� ــه زار بع ــرة، إن ــال ىلي م ــروي ق ــؤاد الع ــب ف ــىي الكات ــا أن زمي ــر أيض وأذكــة ــب ول حــىت مجل ا للكت ــو درجــا صغــ�ي ــم ياحــظ عندهــا ول ي المغــرب، ول

الميســورة �فهــم عــى موضوعــة عــى المائــدة. فــإذا كان الميســورون ل يقتنــون الكتــب هــل نلــوم غ�ي

عــدم القــراءة؟

ي التعريــف ي �ف

عــام وخاصــة منــه المــر�أ هــذا الوضــع، يحيلنــا للتســاؤل حــول دور الإي القيــام بواجبــه

عــام مقــر �ف . وهنــا لــن نخفــي �ا لــو قلنــا إن الإ ف بالثقافــة والمثقفــ�يي لــم يلتفــت ي عبــد الرحيــم لحبيــىب

ي المهنيــة. وإل بمــاذا تفــ� أن الــروا�أي نقصــا �ف

ويعــا�في القائمــة الطويلــة لجائــزة بوكــر

، إل بعدمــا أدرجــت روايتــه الثالثــة �ف ف عاميــ�ي لــه بعــض الإي المغــرب؟ إذا كان كذلــك، فمــا

ي موجــودا �ف العالميــة للروايــة العربيــة؟ ألــم يكــن لحبيــىبي ليــس ســوى عامــي. إن عبــد الرحيــم لحبيــىب ه مــن دائــرة النقــاش الإ ســبب تغييبــه وغــ�يــارج ف خ ــ�ي ز أو تتم ــ�ب ــا ت ــا، إل بعدم ــت إليه ي ل يلتف

ــىت ــدة ال ــالت العدي ــن الح ــة م حالالمغــرب.

حوار ي المصطفى اجماهري الكاتب المغر�ب

Page 102: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٠٢

العدد )٨( - ٢٠١٥

المدارس األجنبية في الوطن العربي بين

الرفض والقبول

إعداد: المهدي حميش

ي إعامي مغر�ب

سؤال ذوات ف الرفض والقبول ي ب�ي ي الوطن العر�ب

المدارس الأجنبية �ف

Page 103: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٠٣

العدد )٨( - ٢٠١٥

سؤال ذوات ف الرفض والقبول ي ب�ي ي الوطن العر�ب

المدارس الأجنبية �ف

المــدارس تمركــز موضــوع ولزال كل والمعاهــد والجامعــات الأجنبيــة والغربية ي الوطن

منهــا عــى الخصــوص فــوق أرا�فى أثــارت نقاشــات واســعة حــول ، قضيــة كــ�ب ي العــر�بتأثــ�ي مثــل هــذه المعاهــد، والهــدف الحقيقــي مــن وراء ات تواجــد الــدول الغربيــة الكولونياليــة إنشــائها منــذ فــ�تي البــاد العربيــة، وحــىت اســتمرار هــذه المــدارس بعــد

�فــا. ــتعمار منه ــروج الس خ

ف العــرب الذيــن اســتطلعت تباينــت آراء الباحثــ�يمجلــة »ذوات« آراءهــم حــول ســؤال: هــل وجــود مــدارس ي يحــل مشــكلة التعليــم أم ي العالــم العــر�ب

أجنبيــة �فيفاقمهــا؟ حيــث اعتــ�ب البعــض هــذه المعاهــد مجــرد أداة ــد أو الســتعمار الفكــري، بمــا جديــدة لاســتعمار الجديلــه مــن تأثــ�ي عــى تقويــض قيــام ثقافــة عربيــة إســامية ــراض ــق أغ ــة، أو »أداة لتطبي ــدان العربي ي البل

ــة �ف خالصــد ــذه المعاه ــه ه ــا تقدم ــر لم ية«، بالنظ ــ�ي ــة تبش دينيي

ــة �ف ــة الغربي ــه الثقاف ــب علي ــي تغل ــون تعليم ــن مضم مي ــ�ي مــن جوانبهــا مــع شــبه تغييــب للمضمــون العــر�ب كثي هــذه المــدارس

ــا رأى البعــض الآخــر �ف ســامي؛ فيم والإي بالمســتوى التعليمــي للفــرد

والمعاهــد أداة جيــدة للــر�تي أفــق تأهيلــه لثقافــة عالميــة شــاملة؛ تضمــن لــه

ي �ف العــر�بي الثقافات.

مســتوى تعليميــا جيــدا واطاعــا كافيــا عــى بــا�ت

ف هــذه ومــن جهــة أخــرى، رفــض بعــض الباحثــ�يــه ل ــى لأن ــول أعم ــا قب ــا أو قبوله ــة وتفصي ــدارس جمل المي بتعليمهــا،

ــر�ت ي الســامية �ف ــة والإ يفيــد المجتمعــات العربي

»السياســات صياغــة إعــادة يتطلــب الأمــر إن وقالــوا ــة لهــذه المؤسســات ــة الحاضن المعتمــدة مــن طــرف الدولي يتوجــب عليهــا اعتمــاد آليــات قانونيــة ودســتورية

الــىتيعيــة، تجعــل هــذه المؤسســات ل تتجــاوز الخصوصية وت�شي

«، وهــي السياســات الــىت ي الثقافيــة والتعلميــة للوطــن العــر�بف عــى إيــاء العتبــار كــ�ي يجــب فيهــا عــى أصحــاب القــرار ال�ت

ــة«. ــة العربي ــة والتعليمي ــة اللغوي »للخصوصي

ــي ــأن التعليم ي الشــون �ف ــون ومختص ــده باحث ــا أك ــو م وه

ــة ــاد سياس ورة »اعتم ــى �ف ــم ع ــدد بعضه ــث ش ــوي، حي ب وال�تف العلــوم العريــة والمتطــورة من خــال البعثــات العلمية توطــ�يي تســتعاد لفائــدة الوطــن الأم وتطويــر البحــث العلمــي

الــىتــة ــات الأكاديمي ــان الحري ــداع بضم ب ــى الإ ف ع ــ�ي ، والتحف ي

ــىف الوطوالتمويــل الســخي عــى البحــث العلمــي«، وأكــد آخــرون أن ي والتثاقــف

هــذه المــدارس وســيلة مــن وســائل »للتاقــح المعــر�في والتحــاور الحضــاري«، وإن كان وجودهــا »يضــع الهويــة

نســا�ف الإ. ف ــ�ي ــدى المحافظ ــا ل ــك«، خصوص ــام المح ــة أم العربي

ش

Page 104: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٠4

العدد )٨( - ٢٠١٥

انفتاح ومساهمة في خلق المنافسة مع التعليم الوطني

رأى خبــ�ي العاقــات الدوليــة وعميــد كليــة الحقــوق ــور ــر، الدكت ــة بالجزائ ــوم السياســية بجامعــة ورقل والعلي

ــة �ف ــم أجنبي ــات تعلي ــود مؤسس ــوي، أن وج ــة ق بوحنيــن ــ�ي م ــاح كب ــن انفت ــورة ع ــي ص ــة يعط ــدان العربي البلــة، ــم الأجنبي ــات التعلي ــى مؤسس ــدول ع ــك ال ــرف تل طي

وهــو مــؤ�ش أيضــا عــى درجــة مــن التاقــح الثقــا�فــود ــإن وج ــور، ف ــذا المنظ ــا له ، ووفق ي ــا�ب يج ــي الإ والعلمهــذه المؤسســات مــن شــأنه أن يرفــد مؤسســات التعليــم

المحليــة بأنمــاط تعليميــة جديــدة، قوامهــا النفتــاح عــى اللغــات الأجنبيــة، واعتمــاد أنمــاط تدريســية جديــدة، ــدرات ــز ق ي تعزي

ــورة، �ف ــة متط ــات منهجي ــاد مقارب واعتمف عــى العمليــة التعليميــة بشــكل عــام، كمــا أنــه القائمــ�يف المؤسســات الوطنيــة ي بــ�ي يجــا�ب يــذكي عنــا� التنافــس الإــى ــف ع ــه يتوق ــك كل ــن ذل ــة، ولك ــات الأجنبي والمؤسسالسياســات المعتمــدة مــن طــرف الدولــة الحاضنــة لهــذه ــة ــات قانوني ــاد آلي ــا اعتم ي يتوجــب عليه

ــىت المؤسســات الل المؤسســات هــذه تجعــل يعيــة، وت�ش ودســتورية ، ي تتجــاوز الخصوصيــة الثقافيــة والتعلميــة للوطــن العــر�بورة للتقيــد بإعطــاء القيمــة الحقيقيــة لتاريــخ ي هــذا �ف

و�فبويــة والتعليميــة، المنطقــة وتراثهــا وخصوصيتهــا ال�تضافــة إىل تفــادي النظــرة الدونيــة للخصوصيــة اللغوية بالإ

ــة. ــة العربي والتعليمي

وبالمقابــل، يــؤ�ش وجــود هــذا النمــط مــن التعليــم الباحــث أضــاف كمــا ، ي العــر�ب الوطــن ي

�ف ي الأجنــىبــة ــميتها بعولم ــن تس ــدة يمك ــة جدي ــى آلي ــري، ع الجزائالتعليــم والوطــن، وهــي آليــة تكتســح الخصوصيــات اعتمــاد عــدم حالــة ي

و�ف العربيــة، للــدول الثقافيــة مقاربــة حقيقيــة وأصيلــة مــن البلــد الحاضــن لهــذا النــوع ي عــى ــك ســيؤثر بشــكل ســلىب ــإن ذل ــن المؤسســات، ف م، إذ ستتشــكل ظواهــر جديــدة، ي

منظومــة التعليــم الوطــىف ، ي

مثــل تنامــي الإحســاس بفشــل منظومــة التعليــم الوطــىفوالإحســاس بقيمــة الشــهادات الأجنبيــة عــى حســاب ، ي

الشــهادات الوطنيــة، وضعــف قــدرات التعليــم الوطــىفي

ــة، �ف عــى تنافســية مخرجــات هــذه المؤسســات الأجنبيــل ــب أن يتدخ ع يج ــ�ش ــإن الم ــه، ف ــل. وعلي ــوق العم سضافــة إىل ــه، بالإ ــز قدرات ي بتعزي

ــة التعليــم الوطــىف لحمايــر ي تطوي

ــدة �ف ــة الجي ــات التحديثي الســتفادة مــن المقاربــة. ــم الأجنبي ــات التعلي ــدى مؤسس ــاءات ل الكف

تعليم بأهداف خارجية والتعليم العربي يحتاج إلصالح واهتمام

ــ�ي ــوي التون ب ــ�ي ال�ت ــي والخب ــتاذ الجامع ــا الأس أمالدكتــور مصــدق الجليــدي، فذكــر أن الجــواب عــن ، يتــم عــ�ب تحديــد أهــداف هــذه هــذا الســؤال الخطــ�يالعربيــة: البلــدان ي

التعليميــة الأجنبيــة �ف المؤسســات ي خدمــة أغــراض البلــد المضيــف أم

هــل هــي أهــداف �فــرة ي خدمــة أغــراض بلــدان المــدارس والجامعــات »الزائ

�في عالمنــا

والمقيمــة إقامــة دائمــة«؟ هــل هــي »هنــا« �في مــن أجــل رفــع تحديــات وتحقيــق رهانــات وطنيــة العــر�بوقوميــة وإســامية، أم مــن أجــل نــ�ش قيــم العالــم ي ســياق عولمــي مكتســح

ي وثقافتــه وتعميمهــا �ف الغــر�بثنيــات وثقافــات الشــعوب الأصيلــة؟ هــل للقوميــات والإي يرمــي إىل قلــب أوضــاع

هــي امتــداد لعمــل مخابــرا�تي عــ�ب تخريــج نخــب متنكــرة لأصالتهــا العالــم العــر�بالعالميــة وللصهيونيــة للغــرب ومواليــة الأم ولغتهــا ي بلدانهــا، أم هــي ذات

ــادة �ف ــا بدواليــب القي تمســك تاليي المتخلــف؟ ي عالمنــا العــر�ب

رســالة تنويريــة علميــة كونيــة �في

ثــم مــن هــو المبــادر باســتضافة هــذه الجامعــات �فالبلــدان العربيــة؟ هــل هــي الحكومــات العربيــة، أم إنهــا مؤسســات تعليميــة مفروضــة فرضــا مــن قبــل قــوى

ــي؟ ــتكبار العالم الس

وأوضــح الجليــدي أن الواقــع يشــهد بالأمريــن معــا، ي الموضــوع موجــود بالتأكيــد

ولكــن الــدور الخارجــي �في

ي البلــدان الــىتي كليهمــا، وهــو أشــد مــا يكــون ســفورا �ف

�ف

سؤال ذوات ف الرفض والقبول ي ب�ي ي الوطن العر�ب

المدارس الأجنبية �ف

قوي: وجود مؤسسات تعليم أجنبية في البلدان

العربية مؤشر على درجة من التالقح الثقافي والعلمي

اإليجابي

Page 105: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٠٥

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــا هــو الشــأن ــ�ي عســكري، كم ــزو أمري ــت موضــوع غ كانالأمريكيــة والتريحــات العــراق. ي

و�ف أفغانســتان ي �ف

ي لهــذه الجامعــات. فهــا هــو ــدور الســتخبارا�ت تشــهد بال

ــم ــال »روبــرت ســاتلوف«، مديــر قس ــى ســبيل المث عي معهــد واشــنطن لسياســات

السياســات والتخطيــط �فلــوزارة المقربــة المعاهــد مــن وهــو ، الأد�ف ق الــ�شالخارجيــة الأمريكيــة، يقــول إنهــا ليســت �وحــا تعليميــة رفيعــة المســتوى فحســب، ولكنهــا ســاحنا الــ�ي لأمركــة

ســامية. المجتمعــات العربيــة والإ

هــذه قيمــة مــا الأهــم: الســؤال نطــرح الآن ــكان م ــه بالإ ــة وهــل أن ــات العالمي ي التصنيف

الجامعــات �فــمع ــم نس ــا؟ ل ــن دونه ــة م ــامية وعربي ــة إس ــاء نهض بنتيــب ي صــدارة ال�ت

بوجــود أي مــن هــذه الجامعــات �في العالــم، ولــم نســمع بوجــود إبــداع

الــدوىلي للجامعــات �في هــذه الجامعــات. ولكــن لدينا شــواهد معاكســة.

علمــي �فف فهــذه إيــران مثــا، وهــو بلــد محــا� منــذ ثاثــ�يــتوى ــى المس ــي ع ــداع العلم ب ــات الإ ــد عام ــنة يحص سي أكــ�ش مــن مجــال، فطبقــا لتقريــر »الســاينس

العالمــي �فماتريكــس« تعــد إيــران مــن أكــ�ب الــدول المنتجــة للبحــث ي هــذا المجــال، وهــو أعــى مــن

العلمــي، فهــي تنتــج 11% �فالمســتوى العالمــي. كمــا أنهــا تصنــف الرقــم ســبعة عــى ي الأبحــاث الفضائيــة، النقطــة

مســتوى العالــم فضائيــا �في النانــو-

الأخــرى: إيــران رقــم 15 عــى مســتوى العالــم �فتكنولوجــي، كل هــذا تــم بــدون وجــود جامعــات أجنبيــة

ي مرتبــة رقم عــى أرضهــا. أمــا الســعودية، فهــي مصنفــة �ف

ــت 32 ــد بن ــات وق ــة للجامع ــة التحتي ــث البني ــن حي 1 مــا ف التكنولوجي ــة، واعتمــدت سياســة توطــ�ي جامعــة وطنيي

عــ�ب بعثاتهــا العلميــة إىل الخــارج، كمــا فعلــت اليابــان �فانيــة التعليــم ف اطــور ميجــي، كمــا رصــدت لم�ي م�ب عهــد الإانيــة الســعودية، وهــي تحتــل ف والتدريــب 20% مــن م�يــتوى ي مس

ــي �ف ــتوى العالم ــى المس ــة ع ــة السادس المرتبنفــاق عــى التعليــم، مــاذا نتــج مــن هــذا؟ ي الإ

العالــم �في

ــىت ي الســعودية الآن جامعــة آل ســعود مــن أفضــل مائ�ف

يكس غوم�ت جامعــة عــى مســتوى العالــم طبقــا لنظــام الإي

الــذي صــدر هــذا العــام، بينمــا نجــد الجامعــات �فــتة آلف ! ــوق الس ــب يف ي ترتي

ي �ف ــر�ب ــرب الع المغ

وخلــص الجليــدي إىل أن الأجــدى هــو اعتماد سياســة ف العلــوم العريــة والمتطــورة مــن خــال البعثات توطــ�يي تســتعاد لفائــدة الوطــن الأم، وتطويــر

العلميــة الــىتبــداع بضمــان ف عــى الإ ي والتحفــ�ي

البحــث العلمــي الوطــىفالحريــات الأكاديميــة والتمويــل الســخي عــى البحــث ــن ــة تضم ــود مضبوط ــق عق ــل وف ــع التعام ــي، م العلمات عالميــة لتدريــب المصالــح الوطنيــة والقوميــة مــع خــ�بي الوطــن الأم،

ي الخــارج أو �فف العــرب، إمــا �ف الباحثــ�ي

ــق ــة وف ــع الجامعــات العالمي ــأس بإرســاء تعــاون م ول بالحاجــات الوطنيــة وضمــن فلســفة التعليــم الوطنيــة الأصيلــة المعتمــدة، وحبــذا لــو تتــم توأمــة مــع جامعــات كيــة ال�ت كالجامعــات ســامي الإ العالــم مــن متطــورة والســعودية، والأندونيســية والباكســتانية يــة ف والمال�يوغــ�ي الأصيلــة القيــم عــى محافظــة تكــون عندمــا

ــة. ــة متصهين ــدات عولمي ــة بأجن ق مخ�ت

عولمة تعليمية ناتجة عن فراغ في المناهج العربية

ي اليمــىف والباحــث الصحفــي أوضــح جهتــه مــن

ي العالــم ــة �ف ي أن وجــود مــدارس أجنبي

عبــدهللا الصنعــا�في لــه إيجابيــات كمــا لــه ســلبيات، وكــذا الأمــر العــر�ببالنســبة إىل غيابهــا... فحضورهــا هــو حالــة مــن النفتــاح ي

ــح المعــر�ف ــن أن يؤســس للتاق ــك يمك عــى الآخــر، وذلــم ــى الرغ ــاري. وع ــاور الحض ي والتح

ــا�ف نس ــف الإ والتثاقمــن أن ذلــك يضــع الهويــة العربيــة أمــام المحــك، وهــو ــن ــه يمك ، إل أن ف ــدى المحافظــ�ي ــق ل ــا يعــد مبعــث قل مــهام س ــة، لاإ ــة العربي ــذات والهوي ي ال

ــة �ف ــزز الثق أن يعــن ــا يؤســس لشــكل م ــات، بم ي عــر المعلوم

ي �فالمعــر�ف

ي عالــم المعرفــة العالمــي ي �ف يجــا�ب أشــكال الحضــور الإ

ــه. ــال ب ــه ل النفع ــل مع والتفاع

سؤال ذوات

الجليدي: لم نسمع بوجود أي من هذه الجامعات في صدارة الترتيب الدولي للجامعات في

العالم، ولم نسمع بوجود إبداع علمي فيها ولكن لدينا

شواهد معاكسة

ف الرفض والقبول ي ب�ي ي الوطن العر�بالمدارس الأجنبية �ف

Page 106: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٠6

العدد )٨( - ٢٠١٥

شــارة إىل أن الولــوج إىل عــر ولعــل مــن المهــم الإــة ــار، ومــن ثــم فــإن محاول ــه خي العولمــة لــم يعــد دونــوى ــر بدع ال الآخ ف ــ�ت ــذات واع ــى ال ــاء ع ــروب والنكف الهدون الحيلولــة أو والأصالــة الهويــة عــى الحفــاظ ــا رأى ــات، كم ــن الأوق ــ�ي م ي كث

ــي �ف ي هــا�ف ــتاب الثق الس

ي الوقــت ــة عاجــزة واهمــة �ف ، ترفــات انفعالي ي

الصنعــا�فــيما وأن ــال!!، لس ي الرم

ــرأس �ف ــرار دس لل ــى غ ــه، ع ذاتــن ــم، م ــا بالعال ــ�ش اندماج ــوم أك ــاب الي ــذ والط التاميــات ــي وتقني ــل الجتماع ــام والتواص ع ــائل الإ ــال وس خــكل ــة، بش ــة التعليمي ــل العملي ــذا يجع ــات، وه المعلومــا ــا مكان ــد له ــا أن توج ــار صعــب، فإم ــام اختب ــام، أم علتكــون ضمــن مؤسســات التنشــئة الفاعلــة لــدى الطــاب ي ظــل تزاحــم وســائل التنشــئة الأكــ�ش فاعليــة

والشــباب، �فاق الحواجــز الجتماعيــة ا وقــدرة عــى التوغــل واخــ�ت تأثــ�يــن ــة م ــش حال ــها تعي ــتجد نفس ــا س ــية، وإل فإنه والنفســذي ــه، ال ــ�ي في ي تنشــئة الشــباب والتأث

ــدور �ف هامشــية الي

اب الثقــا�ف لــن يــرى هــذه المؤسســة إل كصــورة مــن الغــ�تــود الفلســفة ي ظــل جم

ــة العــر، ســيما �ف ــدم مواكب وعجاع، ف والحفــظ والســ�ت التعليمــة القائمــة عــى التلقــ�يف الأســتاذ والطالــب، وكــذا وأبويــة شــكل العاقــة بــ�يوعــي ي

وتــد�ف التقليــدي، التعليمــي الأســلوب عــى المــدرس بأســاليب وطرائــق التدريــس الفعالــة، والتعليــم ي النهايــة ل بــد من

بالمشــاركة، وتعليــم التفكــ�ي النقــدي. �فــل ــة الناجحــة دورا مهمــا، ب ــة التعليمي ــد أن للعملي التأكيي الرتقــاء بالمجتمــع وتطويــره والنهــوض

هــو، الأســاس �في

بــه وخلــق جيــل قــادر عــى التأثــ�ي بفعاليــة وإيجابيــة �فــا. ــم أيض ــل العال ــع، وب المجتم

إما االستفادة وإما العوربة

ــا ــة بليبي ــة مرات ــتاذ بجامع ــي والأس ــن الأكاديم لكــذه ــن ه ــتفادة م ــرة الس ــب إىل فك ــان، ذه ــد مليط محمف دون ســواهما؛ إذ رأى أنــه مــن المــدارس عــى وجهــ�يمــكان انغــاق أيــة دولــة حيــث المبــدأ لــم يعــد بالإ« عــى نفســه وعــدم انفتاحــه عــى أو »عالــم صغــ�يــاد ــم أو القتص ــال التعلي ي مج

ــواء �ف ، س ــ�ب ــم الأك العالة، همــا... لكــن الحلــول لمشــاكل العوالــم الصغــ�ي أو غ�ي؛ لبــد لهــا مــن توفــر إرادة داخليــة مؤمنــة بالحــل والتغيــ�يفوجــود مــدارس أجنبيــة ستســاعد بــكل تأكيــد عــى حــل

. ي ــر�ب ــم الع ي العالــم �ف ــاكل التعلي مش

وأضــاف مليطــان أن »هــذا الحــل لن يكــون كاما ول ف بوجــود مشــكلة كافيــا إل إذا زامنتــه إرادة حقيقيــة تعــ�تي قطــاع التعليــم أول، ومــن ثــم إرادة بالتغيــ�ي نحــو

�فــرى ــم الأخ ــارب الأم ــره تج ــل توف ــذا الأفض ــل. ه الأفضي النهــوض بالتعليــم، مــا ســيجعل هــذه المــدارس

�فللمــدارس تحتــذى نمــاذج خلــق ي

�ف تســهم الأجنبيــة ــق ي خل

ــهم �ف ــه تس ــت نفس ي الوقــة، و�ف ــة والوطني المحلي

تقديــم نحــو للتســابق يجابيــة الإ للمنافســة مياديــن ي تلــك الحاجــة الأساســية خدمــات تعليميــة أفضــل، تلــىب

.» ي إرادة المجتمــع للتغيــ�يالكامنــة �ف

تحــدث ي الــىت الحقيقــة رادة الإ تلــك غيــاب ي

و�فعنهــا مليطــان، رأى أنــه ســتتم »عوربــة« تلــك المــدارس

سؤال ذوات

الصنعاني: وجود مدارس أجنبية في العالم العربي

يمكن أن يعزز الثقة في الذات والهوية العربية، لإلسهام

المعرفي في عصر المعلومات

مليطان: وجود المدارس األجنبية في العالم العربي

يسهم في خلق ميادين للمنافسة اإليجابية للتسابق

نحو تقديم خدمات تعليمية أفضل

ف الرفض والقبول ي ب�ي ي الوطن العر�بالمدارس الأجنبية �ف

Page 107: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٠٧

العدد )٨( - ٢٠١٥

الأجنبيــة بمــا يتمــاسش مــع التصالــح مــع الواقــع المتخلــف ي

، الــذي نعيشــه �ف يوالرضــا بمســتوى التعليــم المتــد�ف

مــكان ي ونمــارس إقنــاع ذواتنــا بأنــه ليــس بالإ عالمنــا العــر�بــن. ــداع أكــ�ش ممــا هــو كائ إيجــاد إب

ظهور المدارس األجنبية رهين بتدني مستوى التعليم العربي

ــىي ي عــؤرخ الأرد�ف ــر والم ــدث المفك ــه، تح ــن جهت م

للمــدارس ي والســلىب ي يجــا�ب الإ الجانــب عــن محافظــة ــدارس ــذه الم ــا إن ه ــة، قائ ــدان العربي ي البل

ــة �ف الأجنبيــذ ــذي أخ ــيحي ال ــ�ي المس ــع التبش ــ�ي أو م ــدأت بالتبش بيــن، ي مطلــع القــرن الع�ش

ي القــرن التاســع عــ�ش و�فدوره �ف

ية، التبشــ�ي الوظيفــة ضافــة إىل بالإ لــه كانــت والــذي ي كانــت تســتغلها

وظيفــة الــدول المســتعمرة الغربيــة، الــىتللتعــرف عــى المجتمعــات العربيــة ودراســتها وبيــان ي

العيــوب فيهــا، وكيفيــة التعامــل مــع هــذه الشــعوب الــىتي سيســتغلونها ويســتعمرونها، وهــذا هــو الجانــب الســلىب . ي ي دخلــت إىل الوطــن العــر�ب

لهــذه المــدارس الأجنبيــة الــىت

المــدارس فهــذه ، ي يجــا�ب الإ الجانــب عــن وأمــا عوضــت بشــكل حقيقــي عجــز الدولــة العثمانيــة وأنظمــة ، ونقلــت إىل الشــعوب العربيــة علــوم ي الحكــم العــر�بــة، ــوم طبي ــة وعل ــوم طبيعي ــن عل ــة، م ــرب الحديث الغي إغنــاء

وآداب الغــرب ولغاتــه، وهــو مــا ســاهم بــدوره �ف

ي بــدأت مــن أواخــر القــرن النهضــة العربيــة الفكريــة، الــىت

يــن، لذلــك، ي القــرن الع�ش، وبلغــت أوجهــا �ف الثامــن عــ�ش

ي هــذه النهضــة فــإن هــذه المــدارس ســاهمت حقيقــة �ف

ــارزا. ــا ب ــح، وكان دوره ــكل واض بش

، ي الوقــت الحــا�في نواجههــا �ف

شــكالية الــىت وأمــام الإــن ــاء الوط ــع أنح ي جمي

ــم �ف ــتوى التعلي ي مســد�ف ــراء ت ج

الثانــوي والتعليــم الأســاسي التعليــم ي �ف ، ي العــر�ب

والتعليــم العــاىلي مــن الدراســات الجامعيــة ومــا قبــل ي ــر�ب ــن الع ــاح الوط ــذي اجت ي ال

ــد�ف ــو الت ــة، وه الجامعيي

ي انحــدار مســتمر �فــم �ف ــوم التعلي ــات الي ــث ب ــه، حي كل

ــه، ــن معالجت ــات ع ــز الحكوم ــام عج ، أم ي ــر�ب ــد ع كل بلي

ــا بحاجــة إىل إصــاح حقيقــي جــذري �ف رأى محافظــة أننــرف ــور التط ــك أن ظه ــم، ول ش ــة والتعلي بي ــدان ال�ت ميي الــذي نشــهده حاليــا هــو نتيجــة مــن نتائــج هــذا

الديــىفي جميــع أنحــاء

ي مســتوى التعليــم وتراجعــه �في �ف

التــد�ف. ي ــر�ب ــم الع العال

ــاذج ــدم نم ــة، تق ــدارس الأجنبي ــذه الم ــد أن ه وأكحقيقيــة للتعليــم العــري، كــون التعليــم فيهــا أفضــل ــة، ول شــك ي الجامعــات الرســمية العربي

ــم �ف ــن التعلي مأيضــا أن مســتواها أر�ت مــن مســتوى الجامعــات الرســمية ــك، لكنهــا ل ــة كذل ــة والجامعــات الخاصــة العربي العربيتكفــي وحدهــا لإصــاح منظومــة التعليــم العربيــة، لكــن يمكــن أن تســهم وأن تكــون نموذجــا، كمــا يمكن الســتفادة مــن أعضــاء هيأتهــا التدريســية لخدمــة وتطويــر التعليــم ء مؤكــد، لكــن هــذا يبقــى ناقصــا ي

بشــكل عــام، وهــذا سشي ظــل عــدم وجــود نيــة حقيقيــة لأنظمــة الحكــم العربية

�فرادة ــاب الإ ــا كغي ــدان، تمام ــذا المي ي ه

ــاح �ف وإرادة لاإصالسياســية الأخــرى الحياتيــة المياديــن ي

�ف الإصــاح ي �ف

ــة. ــة والجتماعي والقتصادي

تعليم أجنبي ينفي الواجب

ــوب ــة جن ــة بجامع ــفة اليوناني ــتاذ الفلس ــرى أس ل يي التعليــم

، �ف الــوادي بمــر الدكتــور حمــادة أحمــد عــىيي

شــكالية التعليــم �ف ي حــا لإ ي العالــم العــر�بي �ف الأجنــىب

ــباب. ــدة أس ــك لع ــة، وذل ــاد العربي الب

ي بادنــا، هــو نــوع جديد ي �ف أولهــا أن التعليــم الأجنــىب

مــن الســتعمار أطلقــه الغــرب لبقــاء حضارتــه، حيــث يرى ي أن »الــدول الغربيــة تنــ�ش لغاتهــا بــكل مــا مالــك بــن نــىبي مكان

ي مــكان مــا، فإنها تحيــا �فتملــك، فــإذا ماتــت اللغــة �ف

ي يعــ�ب عــن حالــة وجــود آخــر«. وثانيهــا أن التعليــم الغــر�ب

سؤال ذوات

محافظة: المدارس األجنبية بدأت بالوظيفة التبشيرية، ثم شغلت وظيفة التعرف على

المجتمعات العربية ودراستها وبيان العيوب فيها، وكيفية

التعامل معها

ف الرفض والقبول ي ب�ي ي الوطن العر�بالمدارس الأجنبية �ف

Page 108: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٠٨

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــوم ــة فكرهــا إىل مفه ي بنيــت �ف ي ركن

ــىت ــاة الغــرب ال أو حيالفئــة الأرســطي، ذلــك المفهــوم الــذى يتصــف بالثبــات، ، وإذا ورة والتغــ�ي ق يتصــف بحالــة الصــ�ي ف أن الــ�ش ي حــ�ي

�فــه ــإن وضعيت ــا، ف ي بادن

ي �ف ــر�ب ــم الغ ــود التعلي ــا بوج آمنــح ي تصل

ــىت ــة ال ف الغربي ــ�ي ادنا للقوان ستتســاوى مــع اســت�يــا أن ي كان نتاجه

ــىت ــب، وال ي فحس ــر�ب ــن الغ ــط للمواط فقأ كليــات للواجبــات، وقــد نقيــم كليــات للحقــوق ول ننــ�شــب، ــق والواج ــمى بالح ــا يس ــاك م ــا أن هن ي تراثن

ــرف �ف عــا انســقنا فــكان يقــال واجــب لــك وواجــب عليــك، ولكنن

ي جلبناهــا مــن الغــرب.خلــف الحقــوق الــىت

وثالثــا أن الغــرب يتعامــل مــع حالــة التعليــم بنــوع مــن الكــم، حيــث وضــع لــه معيــارا يســمى بالجــودة، وكأن التعليــم يتســاوى مــع المنتجــات الصناعيــة كالمعلبــات، ــذا ي ه ــر�ب ــن الع ي الوط

ــاع �ف ــد ش ــديد، فق ــف الش ولاأســم ــإذا ل ــم، ف ــد للتعلي ــام الجي ــه النظ ــى أن ــام ع النظــاز ــا ل تجت ــاط محــددة، فإنه تحصــل المؤسســة عــى نقمرحلــة بعينهــا من الجــودة، فتحولت الجــودة إىل مجموعة مــن الأوراق دون وعــى بطبيعــة الطالــب أو المجتمــع، ي أنشــأت فيهــا أو

وانفصلــت الجامعــة عــن الجماعــة الــىتي الأزهــر، هــو »شــيخ

مــن أجلهــا، وقــد كان لدينــا نظــام �فــود ــت عم ــيخ تح ــس الش ــأن يجل ــق ب ــود«، ويتعل العامبالجامــع الأزهــر، ويســتمع إليــه الطــاب، فــإن أعجبهــم درســه أكملــوا معــه، وإن لــم يعجبهــم انتقلــوا إىل عمــود آخــر. وقــد انتقــل هــذا النظــام إىل معظــم الجامعــات

الغربيــة، واســتوردنا نحــن نظــام الجــودة مكانــه، وأصبــح ي عــى مــا هــو عليــه. ي الوطــن العــر�ب

نظــام التعليــم �ف

ا، إن نظــم التعليــم الأوروبيــة لــم تكــف وأخــ�يــكار ــا، وابت ــم مناهجه ــادة تقيي ــائلها وإع ــر وس ــن تطوي عالسياســية ونظمهــا الحــرة، نســانية الإ الدراســات الديناميكيــة، ووســائل إعامهــا العامــة والخاصــة لتجنــب التخصصــات دقــة عــن أ النــاسش والإحبــاط الجمــود المعرفيــة، وقــد كان التوجــه الــذى يقــود تلــك التطــورات؛ يســتهدف تخفيــف آلم التعليــم أكــ�ش مــن الســعي نحــو ــم إنســان متكامــل المعــارف، حــىت يمكــن التعليــم تعلي ، ي الحــاىلي ي تســيطر عــى العقــل الغــر�ب

لأحــكام الكــم الــىتــم ــى بالنظ ــا أعم ام ف ــا ال�ت من ف ي ال�ت ــر�ب ق الع ــ�ش ي ال

ــا �ف ولكنني

ــىت ات ال ــ�ي ــن التغ ــم تك ــرواد، ول ــن ال ي زمــرت �ف ي أق

ــىت الات شــكلية لــم تنفــذ إىل قلــب طــرأت عليــه، ســوى تغــ�يــة، ــد قوقعتهــا الخارجي ــا أدت إىل تعقي المشــكلة بقــدر مي مناقشــة مــا ل يحظــى بأكــ�ب

وأدت إىل الســتفاضة �فقــدر مــن التعقيــدات الصطاحيــة، والغمــوض المغلــف ي

بمظاهــر العلــم، ممــا ســار بالتعليــم نحــو كارثــة تتمثل �في ل تخــدم غرضــا إنتاجيــا بقــدر مــا

ف الــىت جيــوش المؤهلــ�يء اســتغالها، وقراطيــة لتــ�ي تتنافــس عــى الوظائــف الب�ي

. ف ــ�ي وقراطي ــن الب�ي ــدة م ــة موح ــح أم ــا أن نصب وكدن

ورة �ف ي �ف يكمــن الأمثــل، الحــل أن إىل وخلــص

ي تطويــر فلســفة للتعليــم تقــوم ي �ف إســهام العقــل العــر�ب

ــن ــد م ــي، ولب ــل والوع ي التأمــه �ف ــن تراث ــاس م ــى أس ع

ي عــى ابتــكار الوســائل وتصنيعهــا، اجتمــاع العقــل العــر�بات العربيــة، إذا تــم توظيفهــا اف بالخــ�ب ولبــد مــن العــ�تي

ي مكانهــا الصحيــح، وذلــك لتخطــي عنــق الزجاجــة �ف�ف

ات اض، كي تنتــج مناهــج ووســائل وخــ�ب التمويــل والقــ�تبتمويــل محــدود يتناســب مــع الدخــل القومــي، لســتثمار

ــة. ــداف قومي ــار أه ي إطــم �ف التعلي

أحمد علي: التعليم األجنبي يعبر عن حالة وجود أو حياة الغرب التي ركنت في بنية فكرها إلى مفهوم الفئة

األرسطي، في حين أن الشرق يتصف بحالة الصيرورة والتغير

سؤال ذوات ف الرفض والقبول ي ب�ي ي الوطن العر�ب

المدارس الأجنبية �ف

Page 109: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٠٩

العدد )٨( - ٢٠١٥

Page 110: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١١٠

العدد )٨( - ٢٠١٥

المدرسة البنائية مدرسة للمستقبل

ماذا البنائية مجددا؟ ــف ــ�ش مــن نص ــم مــن مــرور أك ــى الرغ عي

�ف مدرســة البنائيــة ظهــور عــى قــرن ي نظريــات

، إل أن حضورهــا �ف يالنفــس المعــر�ف علــم

ي ممارســاتهم البيداغوجيــة ظلــت ف الضمنيــة و�ف المعلمــ�ي

ــات ــك النظري ــة1، إذ يطغــى عــى تل محــدودة أو معدومع التقليــدي ف الضمنيــة، وعــى تلــك الممارســات المــ�ف. لهــذا نعتــ�ب البنائيــة محافظــة إىل حــد ي

ي التلقيــىفلقــا�أ الإ

ــا المســتقبلية مســعى، ينشــط ــا هــذه عــى صبغته أيامناجــع الرهيــب ــون الممارســون لبلوغــه. وأمــام ال�ت بوي ال�تــا ــال البيداغوجي ي مج

ــاسي �ف ف الأس ــ�ي ــن المعلم ــن تكوي عبــوي، نستشــعر الحاجــة ي وال�ت

وعلــم النفــس المعــر�ف

ف الضمنية وصلتها بتعلم 1- هذا ما بينته عى الأقل دراستنا حول نظريات المعلم�ينسانية بتونس. ي أجريناها سنة 2002 بكلية الآداب والعلوم الإ

التاميذ، الىت

إىل إعــادة التعريــف بهــذه المدرســة النفــس معرفيــة ــرة ء الثغ ي

ــ�ش ــض ال ــد بع ــا نس ــدة، علن ــة والواع التقدميــد. ــذا الصعي ــى ه ــة ع الحاصل

ف مــن المــدارس ي هــذه المقالــة إىل نوعــ�ي ســنتعرض �ف

ي العالــم: واحــدة ســوي�ية- جنيفيــة، وأخــرى البنائيــة �ف

ومؤســس البيولوجيــا عالــم أسســها الأوىل روســية؛ ــا ــه. أم بســتمولوجيا النشــوئية الســوي�ي جــان بياجي الإ، ومؤسســها ي

الثانيــة، فهــي تتبــع التيــار التاريخــي الثقــا�ف. ــ�ي فيغوتس

أ- البنائية الكاسيكية

نبــدأ بتقديــم عــام للبنائيــة، ثــم نقــدم عنهــا بعض التفصيات بعــد ذلــك.

ل

تربية وتعليم المدرسة البنائية مدرسة للمستقبل

بقلم: مصدق الجليديأستاذ وباحث أكاديمي

بالجامعة التونسية

Page 111: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١١١

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــة ــة5 صف ــة أن البنائي بي ــوم ال�ت ــم عل ي معجــاء �ف ج

ي تنطلــق تطلــق عــى كل النظريــات والتصــورات الــىت

ف الــذات ها للتعلــم مــن مبــدأ التفاعــل بــ�ي ي تفســ�ي�ف

ف الــذات والمحيــط مــن خــال العاقــة التبادليــة بــ�يــات ــذه النظري ــق ه ــة. وتنطل ــوع المعرف ــة وموض العارف

مــن مجموعــة مــن المســلمات والفرضيــات، منهــا:

ي التفاعــل مــع المحيــط، الــذات ليســت ســلبية �ف

فهــي تخضــع مــا تتلقــاه لعمليــات فهــم وتأويــل وإدراك، ــه(. ــا )بياجي ــط به ــا يحي ــع م ــاؤم م ــا للت وتعــدل بنياته

معرفيــة بنيــات عــى يعتمــد جديــد تعلــم كل متشــكلة مــن بنيــات محتويــات ومفاهيم مكتســبة ســابقا6، ولكــن تجــب هنــا ماحظــة ض ــ�ت ــد يف ــم الجدي أن التعلتعديــات إدخــال ورة �فالمعرفيــة البنيــات عــى ضمــن وإدماجهــا القديمــة ــاعا ــ�ش اتس ــدة أك ــات جدي بنيللوضعيــات واســتيعابا

الجديــدة7. والمفاهيــم

وقــد تصــور أبــو البنائيــة المعرفيــة العالــم الســوي�ي جــان بياجيــه أربعــة عوامــل

: 8، وهــي عــى التــواىلييللنمــو الذهــىف

العامــل االأول: الوراثــة والنضــج الداخــلي :) ي

)الذا�ت

يؤكــد بياجيــه عــى وجــوب أخــذ هــذا العامــل ــ�ي ــه غ ــرى أن ــه ي ــا، إل أن ــن كل الزواي ــار م ف العتب ــ�ي بعــص ــر خال ــدا كعن ــل أب ــه ل يتدخ ــده، لكون كاف لوحي كل الحــالت،

ومعــزول، فــإذا كان هــذا العامــل يؤثــر �فات الناتجــة عــن ــ�ي ــدا عــن التأث ــه أب ــن فصل ــه ل يمك فإني ل يكــون

ممارســة التعلــم أو التجربــة. إن العامــل الــورا�شفاعــا بمفــرده، كمــا أنــه غــ�ي قابــل للعــزل مــن الناحيــة

الســيكولوجية.

بية، سلسلة علوم ، عبد اللطيف وآيت موحى، محمد، معجم علوم ال�ت ي 5 - الفار�ببية 1، ص 52 ال�ت

6 - Ausubel, DP،) 1990-4( ،بية سلسلة علوم ال�ت7 - Piaget, La construction du réel chez L›enfant, Delachaux et Niestlé, Neuchatel, Suisse, 1950، ترجمة محمد الحبيب بلكوش، - 8 ي

ي علم النفس التكويىف انظر مثا كتابه دراسات �ف

ن�ش الفنك، 1993، ص.114-111

كل تعلم جديد يعتمد على بنيات معرفية متشكلة من بنيات محتويات ومفاهيم

مكتسبة سابقا

ــا ي »توجهــم النفــس المعــر�ف ي عل

ــة �ف ــد البنائي تعــة ورة متواصل ــ�ي ــب س ــرد بحس ــو الف ــر بنم ــا يق نظريــرد ــذا الف ــل ه ــن قب ــارف [م ــم المع ــاء وتنظي ــن بن مــ�ش ــنا أو الأك ــ�ب س ــاعده الأك ــىت وإن س ــه]«2، وح نفسة ومعرفــة، فإنــه ل يســتطيع أن يســتوعب مــن خــ�بالمعــارف والمهــارات إل مــا تســمح لــه بــه قدرتــه ي أد�ف إىل تــوازن

الذاتيــة عــى المــرور مــن تــوازن معــر�في أر�ت ومضيــف3.

معــر�ف

وكمــا ل يخفــى، فــإن البنائيــة تقــع عــى طــرف ي التعلــم، حيــث إنهــا

نقيــض للمدرســة التقليديــة �فترفــض تقبــل المعــارف بمجــرد الحفــظ والتكــرار من دون ــم ــات والمفاهي ــي للمعلوم ــك حقيق ــم أو تمل ــ�ي فه كب

والمهــارات. وبلغــة العلــم البنائيــة ي

تــأ�ت المعــا�، ــلوكية ــة الس ــاوزا للمدرس تجالمعتمــدة عى الــزوج الفق�ي لتأخــذ -اســتجابة«، »مث�يورات الســ�ي الحســبان ي

�في

الــىت الوســيطة المعرفيــة ورات خفيــة، وتقــع هــي ســ�يي صلــب »العلبــة الســوداء«

�فــد المدرســة ي يرفــض رائ

ــىت الإليهــا، الولــوج )1913( الأمريــ�ي واطســون الســلوكية بدعــوى اســتحالة القيــام بذلــك، وهــو مــا عالجــه بياجيــه Piaget تاليــا )بعــد ظهور »مدرســة الجشــطلت« ــع ــة م ــة )المحادث ــة العيادي ــاد المقارب ــة( باعتم الألمانيــتنادا إىل ــج اس ــل النتائ ــة(، وتأوي ــة التجريبي ــراد العين أفــف ــة والتكي ــتيعاب والماءم ــا )الس ــم البيولوجي مفاهيــا ــا عضوي ــان كائن نس ــار الإ ــوازن(، باعتب ــم والت أو التأقلي تــ�ي عــى أيــة

ف الــىت تــ�ي عليــه نفــس القوانــ�يعضويــة أخــرى، وإن بدرجــة أر�ت وضمــن ســياقات أكــ�ش

تعقيــدا4.

ي ــة، ونقــدم �ف ــة عام ــة بصف هــذا هــو معــىف البنائي

ــل عنهــا. ــد مــن التفاصي ــىي المزي مــا ي

2 - قاموس مصطلحات البيداغوجيا الأساسية )بالفرنسية( لـ F. Raynal et A. Rieunier, ESF éditeur, Paris, 1997, p. 90« )بالفرنسية - 3 ي

ي علم النفس التكويىفي كتابه »ست دراسات �ف

)انظر جان بياجيه �فEdition Gallimard, 2003

، ترجمة محمد الحبيب يي علم النفس التكويىف

جمة العربية: دراسات �ف أو انظر ال�تبلكوش، ن�ش الفنك، الرباط، 1993

ى من التعقيد مكن من انبجاس الفكر والشعور نسان كائن حي عى درجة ك�ب 4 - الإية اللغوية )علمه ف م�ي لديه، وكرمه هللا تعاىل بطفرة نوعية سمحت له بامتاك القدرة ال�ت

الأسماء كلها( وبظهور العقل والنشاط الروحي لديه.

تربية وتعليم المدرسة البنائية مدرسة للمستقبل

Page 112: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١١٢

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي ــل �ف ــة والفع ــة المادي : التجرب ي

ــا�ف ــل الث العامــياء: االأش

يمكــن ل أيضــا هنــا بياجيــه نظــر ي

�ف التقليــل العامــل هــذا أهميــة مــن يبقــى أنــه إل الجوهــري، بــدوره غــ�ي كاف، خاصــة وأن منطقــه يســتمد ل الطفــل مــن تجربــة الأشــياء، بــل مــن ــى ــه ع ــذي يمارس ــل ال الفعف الأشــياء. فهنــاك فــرق بــ�يــي ــن، إذ ل تكف ــن الأمري هذيمــن المســتخلصة التجربــة

ي الأشــياء، بــل إن الجوهــري هــو نســبة نشــاط الشــخص �ف

الأشــياء. بهــذه عاقتــه

ف االجتماعــي أو العامل العامــل الثالــث: التلقــ�يبــوي بمعناه الواســع: ال�ت

ي النمــو، يعتــ�ب بياجيــه هــذا العامــل عامــا حاســما �ف

ــك غــ�ي كاف لوحــده، لســبب بديهــي ه كذل ــ�ب ــه يعت إل أنف الراشــد والطفــل، ف ممكنــا بــ�ي هــو أنــه لــ�ي يكــون التلقــ�يــه، فــا ف الوســط الجتماعــي والطفــل المــراد تربيت ــ�ي أو ببــد مــن أن يكــون هنــاك اســتيعاب مــن قبــل الطفــل لمــا يحــاول الوســط تلقينــه إليــه، والحــال أن هــذا الســتيعاب

. يف النمــو التلقــا�أ وطــا بقوانــ�ي يكــون دائمــا م�ش

عامــل ســماه فقــد الرابــع، العامــل أمــا لتــوازن: ا

ي فمــا أن توجــد ثاثــة عوامــل إل ويجــب أن تتــوازن �ف

ي مــا بينهــا، بــل أكــ�ش مــن ذلــك أنــه عامــل جوهــري يؤثــر �ف

؛ ذلــك أن كل اكتشــاف أو مفهــوم جديد أو يالنمــو الذهــىف

ه، كمــا تأكيــد لفهــم ســابق إل ويجــب أن يتــوازن مــع غــ�يوري أن يوجــد نظــام للضبــط والتعويــض أنــه مــن الــرفكي يتــم الوصــول إىل التماســك. وتســتعمل كلمــة »تــوازن« ، بــل بمعــىف إقامــة تــوازن تدريجــي. ي

ل بالمعــىف الســكو�فــل ــال رد فع ــن خ ــض م ــوازن تعوي ــق الت ــك أن تحقي ذلــا ي يحدثه

ــىت ــالت ال ــات والخت ــى الضطراب ــخص ع الشي

المحيــط الخارجــي، كمــا أن هــذا التعويــض يــؤدي �فنهايــة هــذا النمــو إىل القابليــة الإجرائيــة لانعــكاس9.

9 - نأخذ مثال عى ذلك لدى الطفل الصغ�ي مفهوم الحتفاظ بالكم. هذا المفهوم ي المادة

ي للكمية »المفقودة« �فأو الشامة الذهنية scheme ل يتكون إل بتعويض ذهىف

لذلــك، يبــدو لبياجيــه أن إقامــة التــوازن عامــل وهــذا النمــو. ي

�ف جوهــري إمكانيــة بفهــم يســمح مــا ي

و�ف النمــو، بهــذا التعجيــل انعــدام الوقــت نفــس الــذي التعجيــل إمكانيــة

معينــة. حــدودا يتجــاوز

»إن بياجيــه: يقــول بيــة ليــس النمــوذج الأمثــل لل�تــن ــا يمك ــى م ــم أق ــو تعل هتعلمــه والحصــول عــى أقى حــد مــن النتائــج، بــل هــو ء تعلــم كيفيــة ي

قبــل كل سشنســان كيــف ينمــي نفســه، وكيف التعلــم؛ أي أن يتعلــم الإيجعــل هــذا النمــو يســتمر حــىت بعــد مرحلــة الدراســة«.

ــا ــه هــو تقليله ــة بياجي ــا يعــاب عــى نظري ــن م ولكالجتماعــي المحيــط يلعبــه الــذي الــدور شــأن مــن لــدى schemes الهيــاكل والشــامات الذهنيــة بنــاء ي

�فــة ــ�ي بنظري ــروسي فيغوتس ــم ال ــاء العال ، فج ف ــ�ي المتعلمبنائيــة جديــدة10 تؤكــد عــى الــدور الــذي يمكــن أن يلعبــه ي تســهيل امتــاك المعــارف وبنــاء

الكهــل )المعلــم مثــا( �فالخطاطــات )الشــامات( الذهنيــة لديهــم، وذلــك مــن ي

ــىت ــيكة« ال ــو الوش ــة النم ــوم »منطق ــه المفه ــال نحت خيمكــن أن يتدخــل الكهــل ضمنهــا لمســاعدة المتعلــم عــى ات المــرور إىل مرحلــة نمــو أر�ت مــن خــال بعــض »المثــ�ي

ــا. ي يســتهديه بهــىت ــات« ال العام

، جــاء رواد المدرســة البنائيــة ومــن بعــد فيغوتســ�يي وبــري كارمــون، الجديــدة )السوســيوبنائية(، دواز ومونــىيليؤكــدوا عــى دور التفاعــات الجتماعيــة والراعــات مــن التخلــص عــى المتعلــم مســاعدة ي

�ف المعرفيــة ــة ــه المعرفي ــه وقدرات ــر معارف ــه وتطوي ــزه حــول ذات تمرك

ــام11. بوجــه ع

بفعل التحوير الشكىي الذي يطرأ عليها )كأن نحول كتلة صلصال من الوضع الممتد ف بعد شامة الحتفاظ بالكم أن كتلة إىل الوضع المكور، فيظن الطفل الذي لم ي�بف ي التجاه�ي

؛ أي جريانه �ف الصلصال قد نقصت(، فتتحقق عندئذ انعكاسية التفك�يف )تصور عودة كتلة الصلصال إىل الوضع الممتد من جديد(. وبهذا، يرتقي المتعاكس�ي

ي درجة إدراكه لمعىف الكم بربطه بشامة الحتفاظ بالمادة.الطفل �ف

10 - Vygotsky, Pensée et langage, Trad. du Russe Editions sociales Payot, 197311 - V. par exemple, Raynal, F., et Rieunier, A., Pédagogie: dictionnaire des concepts clés, ESF éditeur, 1997, p. 85

على مستوى بيداغوجي، أثرت البنائية على التصورات الديداكتيكية، حيث وجه

الفعل التربوي نحو وضعيات تفاعلية تثير لدى التلميذ

الحاجة إلى البحث

تربية وتعليم المدرسة البنائية مدرسة للمستقبل

Page 113: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١١٣

العدد )٨( - ٢٠١٥

وعــى مســتوى بيداغوجــي، أثــرت البنائيــة عــى التصــورات الديداكتيكيــة )أي التعليــم الخــاص بمــادة ــات ــوي نحــو وضعي ب ــث وجــه الفعــل ال�ت ــة(12، حي معينتفاعليــة تثــ�ي لــدى التلميــذ الحاجــة إىل البحــث وصياغــة الجتماعيــة المعرفيــة الراعــات وإثــارة المشــكات بــداع. وتقــوم هــذه التصــورات وخلــق فــرص المبــادرة والإ

فكــرة عــى الديداكتيكيــة مركزيــة تجعــل مــن المعرفــة بالطفــل الســيكولوجية وضعيــات لبنــاء منطلقــا ــذ ــة تســمح للتلمي ديداكتيكيباكتســاب مفهــوم أو عمليــة اعتمــادا وذلــك معينــة، ــم ــاج هــذا المتعل عــى إدمداخــل محيــط حــي، يتيــح وســائل اســتعمال لــه ــر عــى هــذا اتيجية تؤث إســ�تمــن وتمكنــه المحيــط،

الرتقــاء مــن الإحســاس إىل التمثــل والبنــاء. وقــوام هــذه ي مواجهــة

: 1. يوضــع المتعلــم �ف اتيجية مــا يــىي ســ�ت الإ

وىل تهتم بتحليل التمشيات أ

12- تختلف الديداكتيك عن البيداغوجيا �في كون الالتعليمية-التعلمية الخاصة بمادة معينة )الرياضات، اللغة، الرياضة، النحو...إلخ(،

ي جانبها النظري بتحليل نفس تلك التمشيات ولكن دون بينما تهتم البيداغوجيا �ف

ربطها بمادة معينة.

مشــكل مســتمد مــن الممارســة اليوميــة. 2. بحــث المشــكل ــا. 3. بحــث متعــدد التجــاه المطــروح ومناقشــته جماعية كل متعلــم وأســلوبه. قصــد حــل المشــكل يتمــاسش ووتــ�ياســتئناف .5 وتدخلــه. المــدرس حضــور تقلــص .4تحريــر .6 النتائــج، واســتخاص الجماعيــة المناقشــة ــم، ي للمتعل

ــا�أ ــاج النه ــة النت ــة 7. مراقب ــر النهائي التقاري.13)1992 إ. )بومنيــش،

ي الذهــ�ف النمــو ب-

14فيغوتســ�ي نظريــة ي

�ف

مــن فيغوتســ�ي يعــد . ي

التاريخي-الثقــا�ف التيــار رواد ي يدافــع

ــة الــىت والفكــرة المركزيي

عنهــا هــذا العالــم النفســا�فالــروسي هــو أن مســار نمــو نســان لــم يعــد مــن الآن الإات ــ�ي ــا إىل تغ ــدا محتاج فصاعف ي نعــ�ت

ــىت ــة نظــره، ال ــة. فبحســب وجه ــة وراثي بيولوجيات التغيــ�ي سلســلة بعــد أنــه فيهــا، لــه بمشــاطرتنا

بية،، ص 52 13 - معجم علوم ال�ت14- سنعيد التذك�ي بكل ما جاء �في هذا العنر �في الورقة الخاصة بالستغالت الممكنة ي لدى الطفل، وذلك لشتمال نظرية فيغوتس�ي عى

ي النمو المعر�فللثورة المعلوماتية �ف

ي بناء الذكاء وتطويره لدى الفرد.مفهوم استخدام الأداة �ف

تربية وتعليم

بعد سلسلة التغييرات الحاصلة في الطبيعة، والتي أدت إلى

ظهور اإلنسان العاقل، حدثت عملية تطور تاريخي، تحول

اإلنسان البدائي عبرها ثقافيا

المدرسة البنائية مدرسة للمستقبل

Page 114: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١١4

العدد )٨( - ٢٠١٥

نســان ي أدت إىل ظهــور الإي الطبيعــة، والــىت

الحاصلــة �فالعاقــل، حدثــت )وتحــدث دائمــا( عمليــة تطــور تاريخــي، ــارة أوضــح، ــا. وبعب هــا ثقافي ي ع�ب

ــدا�أ نســان الب تحــول الإــل ي عام

ــا�ف ــي الثق ــل التاريخ ــ�ي أن العام ــ�ب فيغوتس يعتــس ي للجن

ــىف ــو الذه ــة النم ي عمليــدد �ف ــدا ومح ــم ج مه

ي ككل وللجماعــات أو البــ�شلاأفــراد بصفــة خاصــة.

ف بــ�ي فيغوتســ�ي ف يمــ�ي

الشــتغال مــن ف شــكل�يورات العقليــة : الســ�ي ي

الذهــىفورات والســ�ي البســيطة العقليــة العليــا )أو المعقدة(.

فيغوتســ�ي يضيــف ل بخصــوص بــال ذا شــيئا ورات ــ�ي ــن الس ــوع الأول م النأساســا يرجعــه أنــه بمــا

النضــج وإىل ي، البــ�ش للجنــس ي الــورا�ش الرصيــد إىل

البيولوجــي والتفاعــات مــع المحيــط الطبيعــي، وهــو مــا يجعلــه إىل هــذا الحــد متوافقــا بالكامــل مــع النظريــة البياجيســية )نســبة إىل بياجيــه(. وإنمــا يبــدأ إســهامه ي

ــىت ــا، ال ــة العلي ورات المعرفي ــن الســ�ي ــا م أساســا انطاقــة، وبصفــة خاصــة ــة الرمزي تنشــأ وتنمــو بظهــور الوظيفمــع اكتســاب اللغــة، انطاقــا مــن هــذه المرحلــة تتشــكل ــنها فيغوتســ�ي مــع ي يدش

ــىت ــة ال مامــح القطيعــة النظريي عــره15.

التصــورات الســيكولوجية المعرفيــة الســائدة �ف

ابطــة وســنتوقف هنــا عنــد ثاثــة مبــادئ أساســية، م�تورات ي تصــوره للســ�ي

بشــكل كامــل، اعتمدهــا فيغوتســ�ي �فــة العليا. المعرفي

بيــة والتعلــم ف ال�ت - االأول، يخــص الصــات بــ�ي. ي

والنمــو الذهــىف

ف ، يهــم دور الوســاطة الجتماعيــة بــ�ي ي- والثــا�ف

ــة( ــالآلت والمعــدات التقني ــرد ومحيطــه )الوســاطة ب الف؛ أي ذلــك النشــاط القائــم ي

ويهــم النشــاط الضمنــذا�تداخــل الجهــاز النفــ�ي للفــرد )الوســاطة بالعامــات،

كاللغــة والصــور الذهنيــة(.

ــرور ــوص الم ــو بخص ، فه ــ�ي ــث، والأخ ــا الثال - أم

فكار، باللغة أ

15- كتب فيغوتس�ي مؤلفه »الفكر واللغة« الذي يقدم فيه هذه الالروسية، سنة 1934

ي ي �ف

ــذا�ت ــر( إىل ضمن-ال ــرد وآخ ف ف ــ�ي ي )بــذا�ت ف –ال ــ�ي ــن ب م

وضعيــات التفاعــل الجتماعــي.

ي �ف ي

الذهــ�ف والنمــو والتعلــم بيــة ال�ت ب.١. فيغوتســ�ي نظريــة

و Bronkart يشــ�ي كتابهمــا ي

�ف Schneurolyو )1985( فيغوتســ�ي عــن إىل )1986( Schneurolyيقيــم ل فيغوتســ�ي أن نفــس علــم ف بــ�ي فاصــا ــة. بي ــس ال�ت ــم نف ــو وعل النمبالنســبة ي

الذهــىف فالنمــو إليــه، ل يمكــن تصــوره بمعزل بويــة ال�ت الوضعيــات عــن ــا. ــج عنه ي ينت

ــىت ــة ال والتعلميــذه ــا أن ه ــح هن ــن الواض ومــلوكية ــة الس ــور النظري ــع تص ــل م ــع بالكام ــرة تقط النظ- ف عنــري المثــ�ي ي تســتبعد كل أنــواع الوســاطات بــ�ي

الــىتض تأويــا واحــدا لنفــس المثــ�ي مــن قبــل اســتجابة وتفــ�تــاىلي نفــس الســتجابة. كمــا أن ــه، وبالت كل فــرد يتعــرض لي هــذه المســألة المهمــة

ا �ف نظريــة فيغوتســ�ي تبتعــد كثــ�ي، فمــن المعــروف ي

عــن التصــور البياجيــ�ي للنمــو الذهــىفأن بياجيــه يقــول بخضــوع هــذا النمــو لثاثــة أنمــاط مــن ــه ــط. إن ــة والمحي ــي والتجرب ــج البيولوج ــل: النض العوامــط ــل المحي ــن عوام ــي م ي ه

ــىت ــة ال بي ــره بال�ت ــر تأث ل ينكــة بحســبه بي ــن لل�ت ــث ل يمك ــن بمفهــوم خــاص، حي ولكي

ــذا�ت ي الــر�ف ــوازن المع ــات الت ــا إمكان ه ي تأث�ي

ــاوز �ف أن تتجي كل مرحلــة مــن مراحــل نضجــه البيولوجــي )عــدم

للفــرد �في بشــكل جذري/ملفــت للنظر(

إمــكان ت�يــع النمــو الذهىفي

ــبه �ف ــا بحس ــل له ــة ل دخ ات الجتماعي ــ�ي ــا أن المتغ كمــة بي ــىف أن ال�ت ــة، بمع ــامات الذهني ــات والش ــون البني تكات قــد توفــر للطفــل فــرص الحتــكاك بوســط ثــري بالمثــ�يــود إىل ــد يق ــذي ق ي ال

ــر�ف ــوازن المع ــال الت ــرص اخت وفــن ل دخــل للغــة ول ــدة، ولك ــات جدي ــن توازن البحــث عــة ــة المضمن ــة والثقافي للعامــات ول للــدللت الجتماعيي البنــاء الفعــىي للــذكاء

ي ســياقات التفاعــل الجتماعــي �ف�ف

هــا بياجيــه نتاجــا للنمــو لــدى الطفــل. فاللغــة مثــا يعت�بي وليــس العكــس.

الذهــىف

ــة ــة البنائي ف النظري ــ�ي ــارق ب ــة الف ــا صياغ ــو أردن ولــة ــة البنائي ــه والنظري الكاســيكية، كمــا ظهــرت مــع بياجي ، فيغوتســ�ي لــدى نجدهــا كمــا الثقافيــة الجتماعيــة

تربية وتعليم

سيرورات النمو الذهني بحسب فيغوتسكي ال تتطابق مع سيرورات التعلم وكأنهما

خطان متوازيان، حيث ال نتعلم إال ما نحن مؤهلون له ذهنيا،

وبصفة مسبقة لتعلمه

المدرسة البنائية مدرسة للمستقبل

Page 115: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١١٥

العدد )٨( - ٢٠١٥

ــة ــن جه ي مــا�أ ــوذج ثن ف نم ــ�ي ــارق ب ــه ف ــى أن ــاه ع لقدمن

ــة. ــة ثاني ــن جه ي مــا�ش ــوذج ث ونم

أ- متعلم محيط

ب- متعلم وساطة اجتماعية/ثقافية محيط

ي الحالــة الثانيــة، ل يمكــن اعتبار الوســاطة المذكورة �ف

ــل ، ب يــىف ــن الذه ــي للتكوي ــاعد وخارج ــل مس ــرد عام مج

ــه. ــع مادت ي صنــن وتســهم �ف ــم هــذا التكوي ي صمي

هــي �فوســنمثل عــى هــذا لحقــا.

ي ــىف ــو الذه ورات النم ــ�ي ــذا، أن س ــن كل ه ــرج م يخ

ورات التعلــم بحســب فيغوتســ�ي ل تتطابــق مــع ســ�يــم إل مــا نحــن ــان، حيــث ل نتعل ــان متوازي وكأنهمــا خطــل إن ــه، ب ــبقة لتعلم ــة مس ــا، وبصف ــه ذهني ــون ل مؤهلــم، لأن ورات التعل ــع ســ�ي ــة تتب ورات الذهني ــك الســ�ي تلي تمدهــا بمــادة نواتجهــا المعرفيــة

ة هــي الــىت هــذه الأخــ�ي: 1985، ص 114(. )انظــر فيغوتســ�ي

ب.٢. الوساطة االجتماعية-المعرفية للنشاط

ي كونــه يؤكــد فيغوتســ�ي أن خاصيــة النشــاط البــ�شــي ــاط خارج ــك بنش ــق ذل ــواء تعل ــا، س ــطا اجتماعي موس

؛ أو بنشــاط نفــ�ي داخــىيهذيــن كا أن بمعــىف ف يتوســان أدوات النشــاط�يماديــة أو رمزيــة ومهيــكان )أو بإجــراءات ومحــولن ســياق ي

�ف مصاغــة أدوات( ــبة . وبالنس ف

ــ�ي ــي مع اجتماع ، إىل هــذا العالــم الــروسيعــى القــدرة تملــك فــإن الوســائل اســتخدام تقنيــة أو عامــات( )أدوات اث الــ�ت مــن المســتقدمة هــو ، ي

الثقــا�ف الجتماعــي/ بصفــة أساســية المــرور مــن النشــاطات الذهنيــة الدنيــا أو المعقــدة. العليــا الذهنيــة النشــاطات إىل البســيطة

ب.٣. الوساطة بأداة للنشاط الخارجي

ي �ف يتدخــل ل معــروف، هــو كمــا نســان الإ إن

ــا ــه فيه ــل إن فعل ة، ب ــا�ش ــة مب ــي بصف ــال الطبيع المج

ــال ات أجي ــ�ب ــال خ ــن خ ــت م ــطة أدوات هيئ ــم بواس يتي العالــم

متعاقبــة. ول يهمنــا هنــا مســألة التأثــ�ي الكبــ�ي �في النشــاط

الخارجــي، وإنمــا نركــز نظرنــا عــى أثــر الأدوات �فان اثنــان عليــه. نفســه. فالوســاطة الأداتيــة لهــا تأثــ�يإنهــا أول، تحــور النشــاط وتمنحــه شــكا جديــدا كلمــا ــاطة ــة الأوىل للوس ــي الوظيف ــذه ه ــورت الأدوات. ه تطبــالأداة؛ هــي إذن، وظيفــة تحويــل للنشــاط. ولكــن لهــذه الوســاطة وظيفــة ثانيــة ذات معــىف أعمــق مــن مجــرد الأثــر الخارجــي. فالأنشــطة، وهــي تتــم بواســطة أدوات، ــل ــزة، ب ــال المنج ي ذات الأفع

ــط �ف ــا فق صوره ــرف ل تحي الأدوات نفســها

وعــى نحــو مــا وبصفــة تبــدو مســتقلة �في مــا تعنيــه وتشــ�ي إليــه مــن أفعــال. فالوظيفــة الثانيــة

و�ف. ــل ومنــح معــىف للوســاطة الأداتيــة هــي إذن، وظيفــة تمث

ب.4.الوساطة العاماتية للنشاط الداخلي

ي ــر�ف -المع ــاط النف�ي ؛ أي النش ــىي ــاط الداخ إن النش

ــط لــه. وبطبيعــة الحــال هــذه الوســاطة هــو أيضــا متوســل الأدوات ــل مح ــا تح ــة، وإنم ــة مادي ــن طبيع ــت م ليسالماديــة الموجــودة خــارج الفــرد، وســاطة مــن نــوع جديــد ي تكــون

هــي وســاطة العامــات ومنظومــات العامــات الــىتــال ــن الأجي ــرى ع ــي الأخ ــا ه ــم توارثه ــية ت ــائل نفس وسالســابقة. فالعامــات إذن، هــي وســائل اجتماعية-ثقافيــة للنشــاط النفــ�ي تمامــا، كمــا تمثــل الأدوات الوســائل

ــل. ــة للعم الجتماعية-الثقافي

تؤثــر مــا نحــو وعــى ي

العمــل و�ف ي شــكل الأدوات �ف

ــه، فــإن العامــات بنيــة عملياتــر ــة تؤث ــات العاماتي والمنظومالنفســية الوظائــف ي مســار

�فنفــس ي

�ف وتمثــل الذهنيــة، الوقــت المواضيــع المعرفيــة والتحــولت وخصائصهــا

عليهــا. الجاريــة

ــروح ــؤال المط ــى الس يبقبإلحــاح هنــا، هــو كيــف يتــم المــرور مــن السوســيوجيناز ي

)النشــأة المعرفيــة - الجتماعيــة( إىل التطــور الذهــىفــة ــن اســتعمال الأدوات المادي ــل م ــف ننتق ــردي ؟ وكي الفالعامــات وعــى بالعامــات ي

الذهــىف الشــتغال إىل ومنظومــات العامــات ذات الطبيعــة النفســية؟

تربية وتعليم

إن النشاط الداخلي؛ أي النشاط النفسي-المعرفي هو أيضا

ط له. وبطبيعة الحال هذه متوسالوساطة ليست من طبيعة

مادية، وإنما تحل محل األدوات المادية الموجودة خارج الفرد

المدرسة البنائية مدرسة للمستقبل

Page 116: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١١6

العدد )٨( - ٢٠١٥

ي النفــ�ي االجتماعــي إىل ــذا�ت ف ال ــ�ي ب.٥. مــن ب

ــ�ي ي النفــن-ذا�ت الضم

ورات النفســية ــا هــي الســ�ي ــا إذن الســؤال: م طرحني

ي يتملــك بهــا الفــرد العامــات ونظــام العامــات الــىتالــىت

؟ هنــا مــرة أخــرى، نســجل الطبيعــة تكــون جهــازه النفــ�ي : ي أطروحــة فيغوتســ�ي

أ هــذا التكــون �ف الجتماعيــة لمنــ�شــن ورات ضم ــ�ي ــة إىل س ف ذاتي ــ�ي ورات الماب ــ�ي ــول الس تح

ذاتيــة.

إن مخاطبــة الطفــل لنفســه الــذي نلحظــه بســهولة ة عنــد ســن 3-4 ســنوات هــو أحــد التمظهــرات وبكــ�ش . ي

الــذا�ت الضمــن إىل ي -الــذا�ت ف ب�ي مــن للمــرور ة ف الممــ�ي

يــؤدي الطفــل أعمــال بمســاعدة الكهــل الــذي يصــف لــه ــه ــه، أو مــا يجــب علي ــام ب ــكام مــا هــو بصــدد القي بالفعلــه )عنــد لبــس الحــذاء مثــا: انظــر جيــدا! هــل هــذا ؟ حــل عقــدة الحــذاء أول... الــزوج يناســب قدمــك اليمــىفأحســنت هكــذا تفعــل دائمــا ...(. وهكــذا، فــإن الوظيفــة تســبق ي

الــىت الوظيفــة هــذه للعامــات، التواصليــة ة. ــة الأخــ�ي ــة، هــي منشــأ هــذه الوظيف ــة الذهني الوظيفطبعــا الحديــث هنــا عــن الوظائــف الذهنيــة العليــا، وإل فــإن الحركــة والنشــاط الجســدي نفســه هــو الذي يؤســس ــة(. ــف حس-حركي ــيطة )الوظائ ــة البس ــف الذهني للوظائ

ــا ــر به ي تمــىت ــل ال ــف المراح ــي، مختل ــذه ه إذن ه

. عمليــة التعلــم لــدى الفــرد بحســب نظريــة فيغوتســ�ي

تربية وتعليم المدرسة البنائية مدرسة للمستقبل

Page 117: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١١٧

العدد )٨( - ٢٠١٥

بالعربية:

ي علــم النفــس . 1بياجيــه، جــان، دراســات �ف

الحبيــب محمــد ترجمــة ، يالتكويــىف

1993م. الفنــك، المغــرب، بلكــوش،

ف . 2 الجليــدي، مصــدق، نظريــات المعلمــ�يالتاميــذ، بتعلــم وصلتهــا الضمنيــة كليــة منشــورة، غــ�ي معمقــة دراســة 2002 بتونــس، نســانية الإ والعلــوم الآداب

الثــورة . 3 هللا، عبــد الدائــم، عبــد دار العربيــة، بيــة ال�ت ي

�ف التكنولوجيــة 1974 وت، بــ�ي ، ف للمايــ�ي العلــم

ية والفرنسية: ف نجل�ي باالإ

1. Anderson. J.R.)1982(. Acquisition of cognitive skills. Psychological Review.89.pp.369406-

2. Bruner.J. L’éducation: entrée dans la culture, Trad. Y. Bonin. Retz Paris 1991

3. De Corte.E.)1992(. On the Learning and Teaching of problem-soliving skills in Mathematics and LOGO programing. Applied psychology: an International review. 41. )4(. pp.317331-

4. Doise et Mugny )1981(. Le développement social de l’intelligence. Inter Editions

5. Gaste.D.)2004( l’apprentissage collaboratif et les usages des NTIC. Papier présenté dans le cadre de cycle de conférences de I.S.I.M de Gabès le 5 mai 2004

6. F. Raynal et A. Rieunier, Pédagogie: Dictionnaire des concepts clés. ESF éditeur, Paris, 1997

7. Jolie, P., Pourquoi s’intéresser à l’école en Finlande, L’Expess, 25- 10- 2004

8. Papert.S.)1980(. Mindstoms: children. Computers and powerful ideas. New York: Basic Books

9. Pea.R.D. et Kurland. D.M )1984(. On the cognitive effects of learning computer programming New Ideas Psychology 2)2(.pp 137168-

10. - Piaget, J. La construction du réel chez l’enfant. Suisse: Delachaux et Niestlé, Neuchatel, , 1950 .

11. - ………... Psychologie et pédagogie. Denoel, PUF, 1968

12. Pouts-Lajus.S. et Riche-Maginer M)1998(. L’école à l’heure d’Internet: les enjeux du multimédia dans l’éducation. Nathan.

13. Raynal, F., et Rieunier, A., Pédagogie: dictionnaire des concepts clés, ESF éditeur, 1997

14. Suppe.)1979(. Current trends in computer-Assisted instruction. In M.C.Yovits )Ed(Advances in computers new York: academic press.

15. Vygotsky )1985(. Pensée et langage. Paris. Editions Sociales.

تربية وتعليم

المراجع:

المدرسة البنائية مدرسة للمستقبل

Page 118: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١١٨

العدد )٨( - ٢٠١٥

كتب مراجعات

ما قبل )الكينونة والزمان(حول ترجمة كتاب

)هرمينوطيقا الواقعانية( إلى العربية

مبادرة ترجمية رائعة أقبل عليها الباحث الجزائري الدكتور )عمارة

الناصر(، وبالتعاون مع )دار الجمل(، لنقل أحد نصوص الفيلسوف األلماني

مارتن هيدغر )1889 - 1976( التي ظهرت قبل كتابه )الكينونة والزمان(

عام 1927، ذلك هو متن محاضرات )هرمينوطيقا الواقعانية( التي ألقاها

هيدغر في )جامعة فريبورغ( عام 1923 خالل ثالثة عشر أسبوعا بواقع ساعة

يوميا.

د رسول بقلم : د. رسول محم

ي شؤون الفكر الفلسفيي �ف

باحث عرا�ت

Page 119: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١١٩

العدد )٨( - ٢٠١٥

ات، ذات الأهميــة ــت تلــك المحــا�ف قــد ظلالتأسيســية الفائقــة، حبيســة الأدراج والمكتبة ي

ت �ف الســمعية قرابــة 65 عامــا، حــىت نــ�شف مــن الأعمــال الفلســفية الكاملــة المجلــد الثالــث والســت�يف يــدي لمارتــن هيدغــر عــام 1988، وهــا هــي اليــوم بــ�يي متــون هيدغــر الفلســفية

ي الــذي أخــذ يــا�ت القــارئ العــر�بــه الفلســفي متاحــا باللغــة ــره وخطاب ــ�ش تأسيســا لفك الأك

العربيــة.***

( قــد يكان الفيلســوف التونــ�ي )فتحــي المســكيىف

ي ي �ف

ة( وهديرهــا المعــر�ف ث عــن تلــك )المحــا�ف تحــدــل ــام 2005، وفض ــذ ع ( من ــىي ــل التأوي ــد العق ــه )نق كتابي عنــوان

يومهــا ترجمــة ملفــوظ )Factizität( الــذي ظهــر �ف(، قائــا: »مــن ي

ات باللغــة الألمانيــة إىل )العيــا�ف المحــا�فالأنطولوجيــا تنخــر ي

الــىت بالصعوبــة النهــوض أجــل ــة، ــا العياني ــألة هرمينوطيق ــر مس ــاغ هيدغ ــة، ص الحديثوذلــك بوصفهــا العنــوان الأحــق لهــذه الأنطولوجيــا« )ص

ــد ــاد واعتم ــم ع ــن ث 69(. ومي

ــح �ف ــا للمصطل ــة ذاته جم ال�تالــذي والزمــان(، )الكينونــة ف عامــي 2003 – ــ�ي ظــل معــه ب2012 حــىت صــدوره بالعربيــة، مصطلــح نقــرأ مثــا وفيــه )ص » ي

والواقعــا�ف »الدازيــن نجتهــد هنــا وترانــا - )645 )Dasein( جمــة مصطلــح ب�تي إىل )ممكــن الوجــود

الألمــا�ففــإن وبذلــك، - بذاتــه( ي يضعنــا عنــد جوهر

المســكيىفإشــكالية كتــاب )الأنطولوجيــا.. هرمينوطيقــا الواقعانيــة(، جمــة ي عــام 2015، ب�ت

الــذي صــدر بالعربيــة، ولأول مــرة �فــل، بــدوره، الدكتــور عمــارة النــا� )جزائــري(، وفضترجمــة مصطلــح )Factizität( إىل )الواقعانيــة(، بينمــا كان ــح ــم المصطل ــد ترج ــري( ق ــل )جزائ ــر مهيب ــور عم الدكتالعربيــة إىل نقلــه معــرض ي

�ف )الحــدوث( إىل ذاتــه )المنعــرج غرانــدان جــان الكنــدي الفيلســوف كتــاب وت بــ�ي ي

�ف والصــادر للفينومينولوجيــا(، الهرمينوطيقــي عــام 2007 بعــد صــدوره باللغــة الفرنســية عــام 2003، وهو ي يتنــاول مســائل جــم ظهــر للقــارئ العــر�ب أول كتــاب م�تي ظهــر

مارتــن هيدغــر التأسيســية للتأويــل بالمعالجــة الــىتفيهــا، وإىل جانــب ذلــك، كان الفيلســوف التونــ�ي فتحــي )das Geschhehen( مصطلــح ترجــم قــد ي

المســكيىف»حدثــان مصطلــح اســتخدم ومنــه »الحدثــان«، إىل ــة ــاب )الكينون ــة لكت ــه التاريخي ــاء ترجمت ي أثن

ــن« �ف الدازي

كتب مراجعات

ــه ــم وزميل ــن ناظ ــور حس ــا الدكت ــان: ص 645(. أم والزم )Factizität( الدكتــور عــىي حاكــم، فقــد ترجمــا مصطلــحجمــة كتــاب إىل )الوقائعيــة(، وذلــك عندمــا تصديــا معــا ل�ت

ــام 2013. ــة ع ــفية( بداي ــذة الفلس ــ�ي )التلم غادام

ي أننــا بصــدد ترجمــات عربيــة عديــدة كل ذلــك يعــىف

)العيانيــة(، هــي: ،)Factizität( لمصطلــح ومتتاليــة ع وتعدد يشــ�ي إىل و)الحــدوث(، و)الواقعانيــة(، وهــو تنــوجميــة. أمــا دللــة مصطلــح )هرمينوطيقــا ثــراء اللعبــة ال�تي أن ظهورنــا وعندمــا نوجــد أو نكــون،

الواقعانيــة(، فتعــىفل ورة تحــو هنــا أو هنــاك، هــو ظهــور مــؤول أصــا؛ فصــ�يبــذرة التفــاح إىل نبتــة، ومــن ثــم نبتة وشــجرة، وبالتــاىلي إىل ثمــار، هــو تأويــل مســتمر لكينونــة ووجــود تلــك الشــجرة ي

مــن كونهــا بــذرة إىل كونهــا شــجرة فثمــرة؛ فالتأويــل ل يــأ�تورة، إنهــا فعــل وجــود كل ذلــك. مــن خــارج هــذه الصــ�يــؤول ــا، ت ــود، كله ــة والوج ــن والكينون ي أن الدازي

ــىف ــا يع مي أيضــا

ــة لهــا، وهــذا يعــىف أنفســها بأنفســها وذلــك خاصأن التأويــل هــو طاقــة حيويــة ــى، ول ــن الأع ــة م ل ف ــ�ي م�ف غمــن الأســفل، إنما هــي خاصة الأشــياء. كمــا أن التأويــل ل يمكــن تعليمــه، فهــو انكشــاف للدازيــن وللكينونــة وللوجــود.

إشــكال عــن بعيــدا ترجمــة ع وتنــو د تعــدــاب ، فكت ي

ــا�ف ــح الألم المصطل)الأنطولوجيــا.. هرمينوطيقــا إىل يأخذنــا الواقعانيــة(، ــة والزمــان(، ولذلــك هــو ــة مــا قبــل كتــاب )الكينون مرحلوع هيدغــر الفلســفي برمتــه نــص تأســي�ي بالنســبة لمــ�شــة شــغلته، ــة مفاهيــم مركزي ف ثاث ــ�ي ي مســألة العاقــة ب

�فوبالتــاىلي و)الفينومينولوجيــا(، )الأنطولوجيــا(، هــي:

الهرمينوطيقيــا(. أو )التأويــل

ي الــىت هيدغــر نقــاد طروحــات ينفــي مــا وهــذا

تعتقــد بــأن هــذا الفيلســوف اهتــم بالوجــود بعيــدا ــل، فهــو ل يعــدو أن يكــون ــا والتأوي عــن الفينومينولوجيي لــه، فيلســوف وجــود عندمــا انتشــله مــن نســيانه البــ�شــم ــه ل ــا كون ــم بالفينومينولوجي ــوف ل يهت ــرد فيلس ومج

ــاء. ــرار القدم ــى غ ــة ع ــة معرف ــيد نظري يش

ــي ــدان )المنعــرج الهرمينوطيق ــذا، كان جــان غران لهأو هرمينوطيقيــة بــأن دائمــا ــد يؤك للفينومينولوجيــا(

يأخذنا كتاب )األنطولوجيا.. هرمينوطيقا الواقعانية(، إلى

مرحلة ما قبل كتاب )الكينونة والزمان(، ولذلك هو نص

تأسيسي بالنسبة لمشروع هيدغر الفلسفي برمته

ل

Page 120: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٢٠

العدد )٨( - ٢٠١٥

كتب مراجعات

تأويليــة بثــاث مراحــل هــي: مــرت تأويليــة هيدغــر ة الحــدوث، وتأويليــة الدازيــن، وتأويليــة المرحلــة الأخــ�ي

يقــا. ف ي تتعلــق بأســاس تاريــخ الميتاف�يالــىت

اب هيدغــر مــن عوالــم التأويــل، وهــذا كفيــل باقــ�تعــى تعتمــد ي

والــىت بداعيــة، الإ عــى طريقتــه ولكــن )الدازيــن( الــذي »مــن خالــه، ومــن أجله توجد الفلســفة« )هرمينوطيقــا الواقعانيــة: ص 28(، ولكــن ليــس بعيــدا عــن الأنطولوجيــا لكــون »صفــة الأنطولوجــي تنطبــق عــى ي

ــىت ــولت، ال ــم، والمق وح، والمفاهي ــ�ش ــكاليات، وال ش الإــة« )نفســه: ص ــا هــو كينون ــن بم ــوم بالنظــر إىل الكائ تقي

ــىف ــا الذه ــي، إنم ــم الواقع ــى العال ــط ع ــس فق 28( وليــن ــا م ــر: »انطاق ــال هيدغ ــك ق ــا، ولذل ي أيض

ــر�ف والمعالفينومينولوجيــا فقــط تبلــغ الأنطولوجيا مســتوى إشــكالية

ــدة، وتكــون قــد وضعــت مؤكالصحيــح« الطريــق عــى )نفســه: ص 27(. وهنــا تأكيــد ف بــ�ي العاقــة عــى واضــح ؛ ففــي ي

الأنطولوجــي والمعــر�فعالمنــا الــذي نحيــاه »ليســت ــا إل إذا ــودة هن ــياء موج الأش تراهــا« ف توجــد هنــاك أعــ�يي

)نفســه: ص 33(، مــا يعــىفيصــ�ي ل المعرفــة بنــاء أن

ي عاقــة تواصليــة ي معــا �ف

ي والمــر�أحقيقــة إل بتوفــر الــرا�أ

ــود. ــج الوج تنت

الواقعانيــة(، هرمينوطيقــا )الوجــود.. كتــاب ي �ف

ــه؛ ــل الســابقة علي ــات التأوي يســتعرض هيدغــر كل نظريأرســطوطاليس، أفاطــون، هرمــس، مــن كل لــدى ــا ــرض لنقده ــاي. يع ــوك، دلت ــايرماخر، ب ، ش ف ــط�ي أوغس )Hermeneutik( كي تخلــو لــه الســاحة صــوب التأويــلي

/ حدثــا�ف يكتبيــان )der Auslegung( لمــا هــو حــدو�ش

، والنحــو بالتأويــل صــوب الفهــم يي أو واقعــا�ف

وعيــا�فالأنطولوجــي وليــس مجــرد قــدرة أو أداة ذهنيــة أو عقليــة نفــ� بهــا النصــوص فقــط، بــل الوقائــع الكائنــة أيضــا،

ــن. ــاع الدازي ول إىل ق ف ــ�ف ــة، بال ي ــا الب�ش ومنه

ولهــذا قــال هيدغــر عــن التأويــل: إنــه »وحــدة دة لســتكمال التواصــل والتبليــغ« )نفســه: ص 48(، محــدي منظــوره الخــاص، دللــة التأويــل الأصلية

وتلــك هــي، و�في يحتفــي بهــا، فمهمــة التأويــل أو الهرمينوطيقــا إنمــا

الــىتي خاصيــة

ي كل مــرة متاحــا، �فهــي: »جعــل الدازيــن �ف

كينونتــه، وجعلــه متاحــا لنفســه، وتبليغــه، وماحقــة

ي منــه هــذا الدازيــن« )نفســه: ي الــذي يعــا�ف

اب الــذا�ت الغــ�تــم، فهــو ــل كمذهــب أو منهــج أو عل ــا التأوي ص 48(. أمــن ــبق م ــي أس ي أن الأنطولوج

ــىف ــا يع ــك، م ــى ذل ــال ع تي

ــه �ف ــر في ي أو الفينومينولوجــي الممنهــج أو المفكالمعــر�ف

ــر. ــفة هيدغ فلس

ــة ــس طريق ــل لي ــر أن »التأوي ــد هيدغ ــذا، يعتق هكبواســطة تحريكــه يتــم الــذي الصطناعــي للتحليــل الفضــول واختافــه مــن أجــل تطبيقه بقــوة عــى الدازين« ــة ــة إىل بني ــن هــو إشــارة صوري )نفســه: ص 49(. والدازيكينونــة محــض، والتأويــل هــو مــن طبيعــة الدازيــن des( ي كل مــرة

ــذي يظهــر �ف ــة والوجــود نفســه ال والكينون»موضــوع أن كمــا .)Daseins in seiner Jeweiligkeitي كل مــرة الــذي

البحــث التأويــىي هــو الدازيــن الخــاص �فيتــم بهــا اســتنطاقه تأويليــا ي خاصيــة كينونتــه مــن أجــل

�فإظهــار حالــة يقظــة بذاتهــا قــادرة عــى التجــذر« )نفســه: ــ�ي ــب تعب ص 49(، أو، وبحسجذريــة »يقظــة غرانــدان، عــى بقــاء الإ الأوىل مهمتهــا متأهبــة« الــذات جــذوة

.)111 )نفســه: ص

وعندمــا نقــول )مفهــوم( التأويــل، فــإن هيدغــر يرفــض أن يكــون هــذا المفهــوم مشــيدا أو جاهــزا أو مخططــا لــه، إنمــا هــو مجــرد »إمكانيــة للكينونــة، للحظــة ،)50 )نفســه: ص للحظــة« بالأحــرى هــو مؤســس أو وذلــك لأن )الدازيــن(، الــذي يســتهدفه التأويــل كموضــوع ي ذاتــه

لــه، ومــن دون مســبقات، هــو مجــرد »كائــن �فــه« ــه إىل ذات ــن ذات ــه م ــن كتوج ــود، ولك ــه موج ــط، إن فقء عليــه إل مــن ذاتــه وبذاتــه، ي

)نفســه: ص 51( ل يطــرأ سشــل ــه: ص 52(، ب ــام« )نفس ــىي ع ــم تأوي ــد فه ــا يوج »فــة ــا، حال وقه ــة �ش ي لحظ

ــة �ف ــرف إىل حال ــل ين كل تأويي كل مــرة

لــة �ف ي كل مــرة، حالــة يمكــن أن تكــون مؤوتظهــر �ف

بحســب ظهورهــا. ولذلــك يــرى هيدغــر بأنــه »يجــب عــى التأويليــة أو الهرمينوطيقيــة أل تهــدف إىل المعرفــة فقــط، ــة« ي أن تســتهدف الكينون

ــا، يعــىف ــل إىل التعــرف وجودي بف )نفســه: ص 53(. وهــذا هــو الرابــط الهيدغــري بــ�يــفة ــن فلس ــل ضم ــا والتأوي ــا والفينومينولوجي الأنطولوجيي كل مــرة منطلقــا

متيقظــة للحــاىلي والراهــن الــذي يظهــر �فــة ــة والثقافي ــوارها التاريخي ــن أس ــة ل م ــاع الكينون ــن ق م

ــا. ــورة حوله المتك

انطالقا من الفينومينولوجيا فقط تبلغ األنطولوجيا مستوى

دة، وتكون قد إشكالية مؤكوضعت على الطريق الصحيح

Page 121: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٢١

العدد )٨( - ٢٠١٥

ل أساســية تجربــة هــي التأويليــة الممارســة إن ، إنهــا ممارســة أصــل، وهــي تنطلــق ممــا هــو قبــىيي

»نتيجــة يقظــة فلســفية« )نفســه: ص 53( تتــم عــ�ب تــا�تي

نســان نفســه مــع نفســه وبنفســه �ف الدازيــن نفســه أو الإكل مــرة، وهنــا يتــم انتقــال هيدغــر مــن ســبيل المعرفــة القديــم إىل التعــرف الوجــودي عــ�ب يقظــة الــذات لنفســها ي

ي أن »الدازيــن يــا�تي كل حالــة، مــا يعــىف

ي كل مــرة، �ف�ف

هــة ي اليقظــة الموجي الكينونــة، �ف

نفســه؛ يلتقــي خاصيتــه �في نفســه، وليــس

نســان يــا�ت كذلــك« )نفســه: ص 54( أو الإ؛ »فليــس للتأويليــة ي

للفلســفة معــىف دون اليقظــة والتــا�تمعــىف مــا دامــت اليقظــة غــ�ي موجــودة هنــا« )نفســه: ص

.)55

ومــن هنــا، وبعــد رفــض هيدغــر لــكل القبليــات إىل لجــأ والروحيــة، والعقليــة الذهنيــة والمســبقات ــة( ــفة الملموس ــح )الفلس ــال بمصطل ــىت ق ــة، ح الممارستكــون أن عــن ينــأى الــذي وهــو ،)55 ص )نفســه: ــن ــت م ــي »ليس ــفة؛ فه ــة فلس ــا أو التأويلي الهرمينوطيقــت ــىت »ليس ــل ح ــه: ص 55(، ب ء« )نفس ي

ي سشــفة �ف الفلس

نفســها فلســفة« )نفســه: ص 56(، إنهــا أصــل معــاش اكــم كونهــا تنبــع مــن صميــم الكينونــة والدازايــن وت�تــا ــاء فكري ــا كمعرفــة نظــر فيهــا الفاســفة بوصفهــا بن تاليــل أي معــىف مــا ــم الوجــود، فليــس للتأوي وفلســفيا منظي هــي نــزوع وانهمــام لكينونــة

ي ظــل غيــاب اليقظــة الــىت�ف

الدازيــن والوجــود.

، وعندمــا ترجــم الدكتــور ي عــى الصعيــد العــر�بي كتــاب هيدغــر )الكينونــة والزمــان(،

فتحــي المســكيىفــكاليات ــن إش ــ�ي م ــم الكث ــد حس ــل ق ــك الفع ــون بذل يكــإن ــة، ف ــة العربي ي المكتب

ــاق �ف ــص العم ــذا الن ــر ه توفــارة ــور عم ــة الدكت ــع ترجم ر م ــر ــوم يتك ــه الي ــر نفس الأمــو ــا، وه ــ�ش تأسيس ــر الأك ــوص هيدغ ــد نص ــا� لأح الن)الأنطولوجيــا.. هرمينوطيقــا الواقعانية(، الذي سيســتأنف ــر ي لفلســفة هيدغ ــروء العــر�ب ــا بمجمــل المق النظــر عربيعامــة، ورؤيتــه الفلســفية الأنطولوجيــة للتأويــل عــى ــك م بذل ــد ــا� ق ــور الن نحــو خــاص، ل ســيما أن الدكتــص بمجملــه ي تطويــع واســتجابة الن

ا �ف جهــدا ترجميــا كبــ�يــه، ــم الفلســفية في ــة المفاهي ــة، وخاص إىل اللغــة العربيوبباغــة جماليــة لمســت روح الكتابــة الهيدغريــة ذاتهــا، ي لهــا. وارتقــت بهــا إىل متطلبــات اســتجابة القــارئ العــر�ب

جــاءت أنهــا جمــة، ال�ت هــذه ي �ف رائــق هــو مــا

، يــا�ف ي نصــه الألم

ف الهيدغــري نفســه �ف ــة مــع المــ�ت متكاملــة مــة هيدغــر، والفصــول الثماني ــت إىل جانــب مقد وضم

ي وضعهــا هيدغــر ــىت ضافــات( ال ي قســميه، )التكمــات والإ

�فــا ة كونه ــ�ي ــة كب ــي ذات أهمي ــاب، وه ــة الكت ي نهاي

ــه �ف نفسي

ه �ف تشــ�ي إىل تخطيطــات هيدغــر نفســه ليوميــات تفكــ�يي

ف الفلســفي لهــذا الكتــاب، فضــا عــن جانــب فــىف بنيــة المــ�تــكل ــاب )K. B - Oltmanns( ل ة الكت ــا�ش ــح ن ــق بتوضي يتعل، ل ســيما أنهــا، ف ة المــ�ت ي واجهتهــا لجمــع مــاد

التحديــات الــىتات يوميــة لمــدة ثاثــة عــ�ش ي أصلهــا، كانــت محــا�ف

و�فــام 1923. ــف ع ــال صي ــبوعا خ أس

جــم الدكتــور عمــارة النــا�، عززتهــا مــة الم�ت إن مقد)ألن بقلــم جــاءت ي

الــىت الفرنســية جمــة ال�ت مــة مقدــك ــون(. وكل ذل ــة بورغ ي )جامع

ــفة �ف ــتاذ الفلس ــو(، أس بوتي تعزيــز قيمــة هــذا النــص الهيدغــري

�ف نــراه منخرطــا ــر أو ــان البح ــاب قرص ي خط

ــل �ف ــفة التأوي ــي�ي لفلس التأسثعلــب الفلســفة الألمانيــة بحســب توصيفــات عشــيقته حنــة

ــدت. آرن

كتب مراجعات

Page 122: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٢٢

العدد )٨( - ٢٠١٥

إصدارات إصدارات إصدارات إصدارات إصدارات

ي كتابــه رى الباحــث التونــ�ي قاســم شــعيب �ف

ســامي« أن حاجــة العقــل »تحريــر العقــل الإســامي اليــوم إىل التحــرر مــن قيــود التاريــخ الإــع، ــاد الواق ــة وفس ــف السياس ــع وزي ــات المجتم وعصبيباتــت جــد ملحــة، خصوصــا عندمــا أصبحــت المجتمعات ة مــع عقــل يدعــي النتمــاء ــا�ش ي مواجهــة مب

ســامية �ف الإا ي العمــق يبتعــد عنــه قليــا أو كثــ�ي

ســام، ولكنــه �ف إىل الإــه وأحكامــه ومفاهيمــه، ولعــل الفتــاوى والأفــكار ي مبادئ

�فســام، وتصــل إىل حــد التناقــض ل تعــ�ب ي تتلبــس بالإ

الــىتســامي بقــدر مــا تعــ�ب عــن ي الفكــر الإ

عــن تنــوع وغــىف �فســام، حــىت أنــه أصبــح كثافــة التشــويه الــذي لحــق بالإوالنحــراف الســياسي للفســاد يــع الت�ش اليســ�ي مــن

ي والنحطــاط القيمــي باســمه.الأخــا�ت

طبعتــه الصــادرة كتابــه ي �ف المؤلــف ويضيــف

ــا حــدود ــون ب ــة ضمــن منشــورات مؤسســة »مؤمن الثانيي

للدراســات والأبحــاث« بالربــاط، عــن »المركــز الثقــا�فوت والــدار البيضــاء، أن هــذا التحــرر الــذي « ببــ�ي ي العــر�بوريــا مــع تنامــي حمــى المذهبية يدعــو إليــه، قــد بــات �فســامية منــذ ي هــذه المجتمعــات الإ

وإكراهــات الســلطة �ف. ــس باليســ�ي ــن لي زم

ي أكــ�ش مــن ــه الــذي جــاء �ف ي كتاب

كمــا يشــ�ي المؤلــف �فــة ــد حرك ــط، أن تجمي ــم المتوس ــن الحج ــة م ي صفح

ــىت مائي

العقــل ناتجــة عــن الرفــض المزمــن لنعمــة الختــاف الــىتي إنتــاج أحــكام

فطــر هللا النــاس عليهــا، وهــو مــا ســاهم �فســامي قيمــة يتقاذفهــا الحاملــون لهــذه العقــول، ليصبح الإف ي عــ�ي

ي �في أصوليــا متطرفــا، ويصبــح العلمــا�ف

ف العلمــا�ف ي عــ�ي�ف

ي ــىف ف الس ــ�ي ي ع

ــيعي �ف ــح الش ــرا. ويصب ــا كاف ــلفي زنديق السف الشــيعي ناصبيــا، بــل ي عــ�ي

ي �فرافضيــا، ويصبــح الســىف

ي ه �ف ــ�ي ي لنظ

ــىف ــرة الس ــمل نظ ــاوز لتش ــة تتج ــذه الحال إن هي التشــيع وهكــذا.

ه �ف ف ونظــرة الشــيعي لنظــ�ي التســ�ف

كتب إصدارات

سامي تحرير العقل االإ

إصدارات

إصدارات مؤسسة »مؤمنون بال حدود للدراسات واألبحاث«

يمكــن للقــارئ أن يتعــرف عــى تفاصيــل هــا مــن صــدارات وغ�ي أو�ف عــن كل هــذه الإــرف ــة إىل التع ضاف ــة، بالإ ــدارات المؤسس إصتبيــع ي

الــىت والمكتبــات البيــع مراكــز عــى ربــوع عــ�ب المؤسســة إصــدارات جميــع ي عــ�ب الولــوج لموقــع مؤسســة الوطــن العــر�بــاث« ــات والأبح ــدود للدراس ــا ح ــون ب »مؤمن: الخــاص بالكتــب عــى الرابــط الرســمي التــاىليbook.mominoun.com

Page 123: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٢٣

العدد )٨( - ٢٠١٥

، لوكيــىي يونــس ي المغــر�ب الباحــث نطلــق : ي ســام المغــر�ب ي كتابــه »سوســيولوجيا الإ

�فــن «، م ــ�ي ــة الأرشــيف الفرن ي حصيل

نظــرات �في

ــه �ف ــذي تلعب ــة، ال ــوم الجتماعي ــري للعل ــدور الجوه البســتمولوجي لهــا، دراســة الأديــان انطاقــا مــن الموقــع الإوالــذي يختلــف نوعيــا عــن مقاربــات العلــوم الدينيــة ــذي أدى ــه ال ــن، وهــو أيضــا المنطــق ذات لموضــوع الديي الجامعــات

ســام« �ف إىل نشــأة مجــال »سوســيولوجيا الإوأيضــا اق، الســت�ش لعلــوم آخــر كامتــداد الغربيــة اث الوثائقــي كتخصــص جامــع أقــل حساســية، يمثــل الــ�تالــذي خلفــه المســتعمر حــول المجتمعــات المســلمة

. ــ�ش ــع ع ــرن التاس ــف الق ــذ منتص ــتعمرة من المس

ي كتابــه الــذي يعد الجــزء الأول من ويلفــت المؤلــف �ف

ي هــذا الموضــوع، والمكــون مــن 170 صفحــة مــن دراســة �ف

ــن سلســلة إصــدارات الحجــم المتوســط، والصــادر ضممؤسســة »مؤمنــون بــا حــدود للدراســات والأبحــاث« ــدار البيضــاء « بال ي ي العــر�ب

ــا�ف ــز الثق ــاط، عــن »المرك بالربــت ــارة عــن دراســة تبن ــه عب ــاه إىل أن كتاب وت، النتب ــ�ي وبــة ــي موجه ي، وه ــ�ي ــوم تأط « كمفه ي ــر�ب ــام المغ س »الإف مــن القــراء، الأول هــو القــارئ المتخصــص لصنفــ�يالــذي يمكــن أن يعــد الدراســة صــورة بيبليــو- موضوعيــة ف اث الكولونيــاىلي الفرنــ�ي مــا بــ�ي ي الــ�ت

ســام �ف عــن الإالمرحلــة كتــب أهــم مــن خــال و1930 1900 ســنوات ي الدراســات

ي هــو القــارئ المبتــدئ �فوكتابهــا، والثــا�ف

السوســيولوجية، الــذي يمكــن أن يعتــ�ب الدراســة مدخــا ي

�ف » الكولونيــاىلي ســام الإ »سوســيولوجيا بـــ تعريفيــا ذاتهــا، الســابقة ة للفــ�ت الفرنــ�ي الكولونيــاىلي اث الــ�تهم العلميــة، كونهــا تعــرف بأبــرز مؤلفــي المرحلــة وســ�يوموضوعــات كتبهــم وآثارهــم، مــع التعريــج عــى عــدد

ــة. ــات النقدي ــن الماحظ م

ورة ســامي أصبــح �ف ومــادام تحريــر العقــل الإــن ــعيب إل م ــم ش ــب قاس ــم حس ــن يت ــه ل ــة، فإن ملحالتاريخيــة، حــىت خــال نقــد المســلمات والبداهــات ــاوف ــن كل المخ ــدا ع ــد، بعي ــا للنق ء قاب ي

ــح كل سش يصبفكــره عــى وهيمنــت ســامي الإ العقــل كبلــت ي

الــىتوحركتــه. ذلــك الخــوف الــذي يجعــل المســلم يهــرب مــن مجتمعــه الأوســع لاختبــاء خلــف انتمــاءات ضيقــة تتجــى

ي الحــزب أو الطائفــة أو المذهــب.�ف

أساســيات أهــم ي �ف التفصيــل الكتــاب ويحــاول

ــول ــل ح ــداء بمدخ ــامي، ابت س ــل الإ ــذا العق ــر ه تحريســامي.. همــوم التحريــر والتنويــر«، ثــم »العقــل الإمــن خــال ســتة فصــول رئيســة، الأول عــن »النــص ــارج ــن »خ ي ع

ــا�ف ــراءة«، والث اتيجيات الق ــ�ت .. واس يــرآ�ف الق

ــول ــث ح ــة«، وثال ــلفية والعلماني ــدام الس ــة.. ص الحداثســام »ضــال الأيديولوجيــا«، وفصــل رابــع بعنــوان »الإســام«، وفصــل ــم »إنســانوية الإ ــع«، ث وتحــولت الواقــة ــخ أم فاعلي ــ�ب التاري ــل.. ج ــد هيغ ــوان »ض ــ�ي بعن أخ

نســان«. الإ

ــ�أ ــد بب وقاســم شــعيب، باحــث ومفكــر تونــ�ي ولعــىي بتونــس، يشــغل منصــب أســتاذ المنطــق وعلــم ة، صــدر لــه منهــا عــن مؤسســة الــكام، لــه مؤلفــات كثــ�ي»مؤمنــون بــا حــدود للدراســات والأبحــاث«، بالإضافة إىل الكتــاب المذكــور، كتــاب آخــر بعنــوان »فتنــة الحداثــة«، ــدار ي بال ــر�ب ــار الع ــة »النتش ــن مؤسس ــه ع ــدر ل ــا ص كمــاب ــل الســياسي الســامي«، وكت ــاب »العق البيضــاء« كت»مشــهد الفتنــة«، وكتــاب »المفهــوم الفلســفي للوجــود« « بتونــس، ولــه عــدد مــن عــن دار »مجمــع إفريقيــة للنــ�ش

الكتــب والمقــالت الأخــرى.

كتب إصدارات

ي سام المغر�ب سوسيولوجيا االإ

Page 124: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٢4

العدد )٨( - ٢٠١٥

ســعى مؤلفــة كتــاب »الفــردوس والجحيــم ســامي«، الباحثــة التونســية ي المتخيــل الإ

�فاللتبــاس كشــف إىل كرعــاوي، لطيفــة الــذي طبــع مفهــوم الجنــة والنــار عنــد عمــوم الطبقــات ــة ــن أهمي ــن م ــا للعنري ــلمة، لم ــات المس ي المجتمع

�فــا ــى كل م ــاب ع ــواب أو العق ــدر الث ــد ق ي تحدي

ى �ف ــ�ب كي حياتــه الدنيــا، انطاقــا مــن نصــوص

يقدمــه المســلم �في تقــدم فيهــا

، والــىت دينيــة يغلــب عليهــا الطابــع التخييــىيــذي ــة فهــم الوضــع التاريخــي ال ــراءة لمحاول ــة ق الباحثبســتيمي لمعرفــة نشــأت فيــه، والوقــوف عــى الوضــع الإطبيعــة المجتمــع الــذي انبثقــت عنــه، لتتبلــور عنهــا

نســان. ــم والإ ــة عــن العال رؤي

ــئلة ــن الأس ــدد م ــن ع ــاوي ع ــة كرع ــب الباحث وتجيــل ــل المتخي ــف يمث ــئلة، كي ــن أس ــا م ــا، انطاق ي كتابه

�فســامي العالــم الأخــروي ثوابــا وعقابــا؟ وإىل أي مــدى الإقطــع مــع تصــورات ثقافــات أخــرى ســابقة لــه، مســتحدثا ي اللغــة،

ي الصــور، ومبدعــا عالمــا عجيبــا كائنــا �فطرافــة �ف

نســان والعالــم باعتبارهــا أهــم نظــام رمــزي يســتجمع الإف ف بــ�ي ي خطــاب واحــد؟ وإىل أي مــدى يمكــن التميــ�ي

�فــك ــم وتل ــن العال ــن الدي ة ع ــ�ب ــة المع ــات الأخروي التمثي

ــىت ــات ال ــي الآلي ــا ه ؟ وم ي ــعىب ــن الش ــن الدي ة ع ــ�ب المعــل ي المتخي

ــرة �ف ــد المؤث ــور والرواف ــاج الص ــت بإنت تحكمــامي؟ س الإ

ي ذلــك عــى ثاثــة مكونــات أساســية تبدأها وتعتمــد �ف

ــم ــم، ث ــردوس والجحي ــم الف ــون وفه ي مضمــث �ف بالبح

ســامي، كــون هــذا المتخيــل يختلــف مكــون المتخيــل الإــة ســامية مــن صوفي ــكاد عــن كل الطوائــف الإ تمامــا أو يــة ــكل مجموع ــا يش ــم م ه ــة وغ�ي ل ف ــيعة ومع�ت ــنة وش وساء والتضــاد كمــا ف بالتنــوع والــ�ش ي تتمــ�ي

مــن المتخيــات الــىتي كدراســة

تقــول المؤلفــة، ثــم المكــون الثالــث الــذي يــأ�ت

هــي: رئيســة، فصــول ســتة الكتــاب ويضــم ــام س ــيولوجيا الإ ــن سوس ــ�ي م ــالمون: المن ــورج س »جمؤســس : بيلــ�ي ميشــو و«إدوارد الكولونياليــة«، : ي

السوســيولوجيا الكولونياليــة بالمغــرب«، و«إدمــون دو�توبولوجيــا الديــن الكولونيالية بالمغــرب«، و«ألفرد رائــد أن�شبــر«، ال�ب ســام التاريخــي لإ التشــكيل ي

بيــل: بحثــا �فســام والبقايــا الوثنيــة«، ثــم »إدوارد ي باســيه: الإ و«هــ�فســام مــن منظــور مختلــف«، كمــا يضــم : الإ ي

مونــىت؛ الأول عبــارة عــن ترجمــة ف ف مهمــ�ي الكتــاب أيضــا ملحقــ�يــدي ــياسي الأيرلن ــر الس ــة للمفك ي ف نجل�ي ــة الإ ــة باللغ دراسك« بعنــوان »فرنســا وسوســيولوجيا الراحــل »إدمونــد بــ�يســام الكاســيكية«، نقلهــا للعربيــة المؤلــف، وقامــت الإبمراجعتهــا الدكتــورة الراحلــة فاطمــة أكنطــور، والملحــق

ــة. ــوم الجتماعي ــتمارة للعل ــن اس ــارة ع ــو عب ي هــا�ف الث

ي يعكــف حاليــا عــى ، باحــث مغــر�ب ويونــس لوكيــىيــاع بجامعــة ــم الجتم ي عل

ــوراه �ف تحضــ�ي أطروحــة الدكتمحمــد الخامــس بالربــاط، المغــرب. كمــا يعمــل أســتاذا الوطنيــة بيــة ال�ت بــوزارة ســامي الإ والفكــر للفلســفة ي عــدة أبحــاث سوســيولوجية وورشــات

بالمغــرب. شــارك �فعلميــة حــول الظاهــرة الدينيــة وطنيــا وعربيــا، لــه العديــد مــن الدراســات والمقــالت المنشــورة، منهــا: »مدخــل إىل ــام س «، و«الإ ي

ــىف ــاح الدي ــة لاإص ــددات الجتماعي المحتــز«، ج�ي كليفــورد منظــور ي

�ف قــراءة مقارنــا: اليومــي و«إثنوغرافيــا الطــب التقليــدي بالمغــرب«، و«التأويــل هــا، كمــا يشــغل منصــب منســق الرمــزي للثقافــة«، وغ�يــدود ــا ح ــون ب ــة مؤمن ي »مؤسس

ــاث �ف ــم إدارة الأبح قسلقســم رئيســا كان أن بعــد والأبحــاث«، للدراســات

ــها. ــة نفس ي المؤسســن �ف ــة للدي ــات الحداثي الدراس

كتب إصدارات

سامي ي المتخيل االإالفردوس والجحيم �ف

ت

Page 125: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٢٥

العدد )٨( - ٢٠١٥

كتب إصدارات

ي الموضــوع، وهمــا كتــاب »دقائــق الأخبــار ف �ف لأهــم كتابــ�ي

، يي ذكــر الجنــة والنــار« لعبــد الرحيــم بــن أحمــد القــا�ف

�في البعــث ونعيــم الجنــان«

وكتــاب »الــدرر الحســان �فلجــال الديــن الســيوطي.

ي كتابهــا أنهــا اعتمــدت التــدرج مــن وتذكــر المؤلفــة �ف

العــام إىل الخــاص فيمــا يخــص التصــورات الأخرويــة؛ أي ــدف ــامي، واله س ــل الإ ي إىل المتخي

ــو�ف ــل الك ــن المتخي ممــن ذلــك مقارنــة هــذا بــذاك، لأنــه يصعــب فهــم ســامية المتعلقــة بالعالــم الأخروي طبيعــة التصــورات الإوتمثلهــا مــا لــم تقــارن بتصــورات ســابقة لهــا. وعــى هــذا الأســاس، تتمكــن مــن الســتنتاج لحقــا أن نشــاط المتخيل ، وإن وجــدت ي

ي مســار المتخيــل الكــو�فســامي ينخــرط �ف الإ

ــة ــن خصوصي ــ�ب ع ــا يع ــل، إنم ــات، لأن كل متخي اختافالمجتمــع الــذي ينتمــي إليــه.

ي أكــ�ش مــن 220 صفحــة ي �ف

ــأ�ت يضــم الكتــاب الــذي يسلســلة ضمــن والصــادر المتوســط، الحجــم مــن منشــورات مؤسســة »مؤمنــون بــا حــدود للدراســات « بالــدار ي ي العــر�ب

والأبحــاث« بالربــاط، عــن »المركــز الثقــا�فوت، ســتة فصــول رئيســة، تبــدأ بـــ »المدونة البيضــاء وبــ�ي ،» ي

ي المتخيــل الكــو�فعــرض وتعريــف«، و«العالــم الآخــر �ف

و«جغرافيــا الفــردوس«، و«جغرافيــا الجحيــم«، و«آليــات ا وأخــ�ي وخصائصــه«، ســامي الإ المتخيــل اشــتغال

ــامي«. س ــل الإ ــادر المتخي »مص

ي باحثــة تونســية متخصصــة �ف ولطيفــة كرعــاوي،

ــة بتونــس ســنة ســامية، مــن مواليــد جندوب الحضــارة الإي اللغــة والآداب

1973 حاصلــة عــى شــهادة الماجســت�ي �فوالعلــوم الآداب بكليــة حضــارة تخصــص العربيــة نســانية بصفاقــس، تعكــف الآن عــى تحضــ�ي أطروحــة الإف ســامي بــ�ي ي الإ

ــل الجغــرا�ف دكتــوراه بعنــوان »المتخيالثقافــة العالمــة والثقافــة الشــعبية«.

جدل الفلسفة العربية

ف ــ�ي ــة ب ــفة العربي ــدل الفلس ــاب »ج ــرض كت عمحمــد عابــد الجابــري وطــه عبــد الرحمــن البحــث اللغــوي نموذجــا« لمؤلفــه الأســتاذ ــد ــد عاب ــكار محم ــام، أف ــد هم ي محم ــر�ب ــي المغ الجامعتقريــب طريــق عــن النقــدي، وعــه م�ش ي

�ف الجابــري وفعاليتهــا المرجعيــة وضوابطهــا الأوىل أرضيتهــا ي

ي كانــت الأســاس �فالمنهجيــة، وهــي الأفــكار اللغويــة الــىت

اث ــ�ت ــىي لل ــدي والعق ــتيعاب النق ــري لاس وع الجاب ــ�ش مي ســياق اجتماعــي

ــه �ف ي بمختلــف مواقفــه واتجاهات العــر�ببســتيمولوجية أو مضامينــه وتاريخــي وحضــاري بأبنيتــه الإ

ودللتــه الأيديولوجيــة، كمــا يــرى ذلــك المؤلــف.

ي ــر�ب ــر المغ ــدي للمفك ــوح النق ــذا الطم ــد كان ه وقرا لتعــرض طــه عبــد الراحــل محمــد عابــد الجابــري، مــ�بالرحمــان لــه بالنقــد، كمــا يــرى المؤلــف، مــا خلــق إطــارا ــفي ــوار الفلس ــا الح ــر، مغني ــدي المثم ــدل النق ــن الج مف بتداخــل اللغــة بالفكر ، وهــو الطمــوح الــذي تمــ�ي ي العــر�بــة ــة العربي ــر اللغ ــ�ب تطوي ــ�ي ع ــ�ي بالتفك ــاط التعب وارتبلاإصــاح العلمــي وتحريــر التقنيــة الصطاحيــة العربيــة

ــة. ــة للغــات الأجنبي ــن التبعي م

ف بــ�ي والجــدل النقــاش أن المؤلــف ويوضــح ف ف يمثــل تجســيدا لاصطــدام بــ�ي ف المغربيــ�ي الفيلســوف�يــة؛ ــفة العربي ــخ الفلس ــا تاري ف عرفهم ــفي�ي ف فلس ــ�ي نموذجنمــوذج مســتند إىل النظــر ومقــدم لــه، ونمــوذج قائم عى العمــل ومنطلــق منــه. كمــا يجســد الجــدل تنــوع الفلســفة أو والفلســفية الدينيــة العربيــة، وتداخــل مســتوياتها الفيلســوف مــا يســميه إطــار ي

عيــة �ف الطبيعيــة وال�ش«، بوجهيــه ي بـــ »الــكىي

ي أبــو يعــرب المــرزو�ت المغــار�بي بشــكل متداخــل، وتأسيســا للفعاليــة

التاريخــي والاهــو�تي إطــار متمــازج حينــا ومتصــادم حينــا

النظريــة والعمليــة �فف ــ�ي ف المغربي ف الفيلســوف�ي ــ�ي ــك يعــ�ب الجــدل ب آخــر، كذل

Page 126: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٢6

العدد )٨( - ٢٠١٥

عــن النقــاش الفلســفي المثمــر الــذي أنتجــه العقــل ــم ي لفه

ــا�ف ــر اليون ــع الفك ــه م ــال تفاعل ــن خ ي م ــر�ب العســام، بمــا هــو مرجــع نظــر وعمــل للفيلســوف مدونــة الإيــة ، وبمــا أبدعــه مــن خــال إمكاناتــه التفك�ي ي العــر�ب

الذاتيــة المســتندة إىل أطــره المرجعيــة والحضاريــة.

ــذي ــة« ال ــاب »جــدل الفلســفة العربي ــز كت ــا يرك كمــدود ــا ح ــون ب ــة »مؤمن ــورات مؤسس ــن منش ــدر ضم صي

للدراســات والأبحــاث« بالربــاط، عــن »المركــز الثقــا�في 260 صفحة

وت، والواقــع �ف « بالــدار البيضــاء وبــ�ي ي العــر�بف مــن الحجــم المتوســط، عــى الجــدل الفلســفي بــ�يالجابــري وطــه عبــد الرحمــن مــن خــال البحــث اللغــوي؛ ابط ل ال�ت ف ، يخــ�ت ي

كــون البحــث اللغــوي، بمفهومــه المعــر�ف، إضافــة إىل أن ي والفلســفي والنفــ�ي

ف اللغــوي والديــىف بــ�يدراكيــة للفيلســوف للكــون، وهــي ل الرؤيــة الإ ف اللغــة تخــ�تــه الفلســفي ــا الفيلســوف عــن بنائ ي يعــ�ب مــن خاله

ــىت ال. ي

ية ونموذجــه المعــر�ف ــه التفســ�ي وقدرت

ي الموضــوع المختــار مــن خــال ويلــج الكتــاب �ف

ــري ــد الجاب ــد عاب ــوان »محم ؛ الأول بعن ف ــ�ي ف اثن ــ�ي مبحثوع ي إىل مــ�ش ي صانــع العالــم العــر�ب مــن أطروحــة الأعــرا�بف الأول «، متضمنــا بــدوره مطلبــ�ي ي نقــد العقــل العــر�بي

ي المنهــج والمفاهيــم«، والثــا�فعبــارة عــن »نظــرة عامــة �ف

عيــة والعلــوم اللغويــة دراســة منهجية عــن »العلــوم ال�شــا ــري«، وأم ــد الجاب ــد عاب وع محم ــ�ش ــوء م ي ض

ــة �ف مقارنــن ــن: م ــد الرحم ــه عب ي »ط

ــص �ف ، فيخت يــا�ف ــث الث المبح

نقــد التجــزيء إىل الجتهــاد اللغــوي« مــن خــال مطلــب »طــه عبــد الرحمــن: قارئــا لمحمــد عابــد الجابــري«، وع طــه عبــد الرحمــن ي مــ�ش

ومطلــب »الجتهــاد اللغــوي �فــات«. ــم والمصطلح ــة المفاهي ــال صناع ــن خ م

، حاصــل عــى ي ومحمــد همــام أســتاذ وباحــث مغــر�بي جامعة

نســانية �ف ي الآداب والعلــوم الإشــهادة الدكتــوراه �ف

ي تخصــص باغــة وفلســفة. له ي عيــاض بمراكــش، �ف

القــا�فالعديــد مــن البحــوث والدراســات، وحاصــل عــى الجائــزة ــم ــن تنظي ــانية م نس ــة والإ ــوم الجتماعي ــة للعل التقديري

ي قطــر.ي لاأبحــاث ودراســات السياســية �ف المركــز العــر�ب

كتب إصدارات

Page 127: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

١٢٧

العدد )٨( - ٢٠١٥

Page 128: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

لغة األرقام

تفيد مجموعة من ي

التقارير والإحصائيات الىتقامت بها مؤسسات عربية

، ي كمؤسسة الفكر العر�بوبعض التقارير الثقافية

نمائية العربية، والتقارير الإلاأمم المتحدة عن العالم

ي مستويات ، بتد�ف ي العر�ب

، ي ي العالم العر�بالقراءة �ف

إذ إن معدل قراءة الفرد ي ل يتجاوز 6 دقائق العر�ب

سنويا، أو ربع صفحة من أحد الكتب، حيث إن

حقائق صادمة حول القراءة والطباعة

والتعليم في العالم العربي

ي سنة ما يطبع مجتمعا �ف

ي ل واحدة بالعالم العر�بي

يتجاوز ١٧ ألف كتاب �فالسنة، أما سوق الكتاب اء، فا ي بيعا و�ش العر�بيتجاوز الـعدد فيها 4

ف دولر سنويا. ماي�ي

٣٠٠ ألف من العرب يقرؤون كتابا واحدا

سنويا

أما عدد الكتب المقروءة سنويا، فتفيد الإحصائيات أن كل ٣٠٠ ألف من العرب يقرؤون كتابا واحدا سنويا،

ي ونصيب كل مليون عر�بي السنة.

هو 30 كتابا �في تث�ي

أما أنواع الكتب الىتاهتمام وفضول القارئ

ي تشكل الأك�ش ، والىت ي العر�ب

ي معارض الكتب مبيعا �ف

العربية، فليست سوى ي تكتب عن

تلك الكتب الىت

الأبراج، وتعليم الطبخ، ومذكرات وفضائح الفنانات

، تقديرات أخرى ف والفنان�يأفادت بأن شهرين يقضيهما

أحد هواة الغناء من ي برنامج

ي �ف الشباب العر�بمتخصص للمواهب،

كفيان بإشهاره أك�ش من ي جاد يكتب منذ كاتب عر�ب

أربعة عقود.

Page 129: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

لغة األرقام

ي مقارنة نسب القراءة و�ف

بالدول الأخرى، تفيد دراسة دولية أن معدل ما

يقرأه المواطن الأمري�ي ي السنة، بينما

هو ١١ كتابا �في ٨ كتب،

يطا�ف يقرأ ال�بوالإ�ائيىي ٧ كتب، فيما

تصدر إ�ائيل 4٠ ألف كتاب سنويا، أما نصيب كل

مليون إ�ائيىي من الكتب جمة، فهو ٥٨٠ كتابا الم�ت

سنويا. أما معدل قراءة ، فهو ٢٠٠ ساعة ي الأورو�بسنويا، بينما تربح سوق ي دول التحاد

الكتاب �في أك�ش من ١٢ مليار الأورو�ب

دوالر سنويا.

أما عى صعيد الكتب جمة من لغات أخرى، الم�ت

فإن نصيب كل مليون ي هو 4.4 كتاب مواطن عر�ب

سنويا، ول يتجاوز عدد الكتب المنشورة من دور

ي الن�ش سنويا بالعالم العر�بي أك�ش

٢٠٠٠ أو ٣٠٠٠ نسخة �فالحالت، وحىت المؤلفون ل يستفيدون أك�ش من عائدات

مؤلفاتهم، حيث يضطر عدد كب�ي منهم إىل طبع

كتبهم عى حساب نفقتهم الخاصة.

ي واقع التعليم �في العالم العر�ب

كشفت نتائج التقرير التحليىي للمنطقة العربية

ي مجال التعليم، الذي �ف

أنجزته منظمة اليونسكو، عن أرقام بخصوص

، ي ي العالم العر�بالتعليم �ف

من عام ٢٠٠٠ وحىت عام ٢٠١٥، حيث جاءت معدلت

ي مرحلة اللتحاق العام �ف

ي الدول العربية الطفولة �ف

متفاوتة، وكانت هناك 4 دول عربية فقط وصل ي

ف �ف فيها عدد المسجل�يبرامج الطفولة المبكرة إىل

حدود ٧٠%، بينما الإحصاء الإجماىلي يؤكد أن ٢٣% فقط

من أطفال العرب تتاح امج لهم فرص النتفاع ب�بالطفولة المبكرة، وبصورة

ي ل عامة فالطفل العر�بيتاح له سوى 4 أشهر فقط من التعليم قبل المدرسة.

كما سجل التقرير ي التعليم بالدول

تحسنا �فالعربية بنسبة ١٠% منذ عام ٢٠٠٠، ورغم ارتفاع

ف بالتعليم عدد المسجل�يي إل أن هناك ٥

البتدا�أف طفل خارج التعليم ماي�ي

ي معظمهم من البتدا�أ

الفتيات، كما أن 66 % من الطاب العرب فقط

يستكملون دراستهم

الثانوية، و44% منهم ل ي

يستكملون دراستهم �فالمرحلة الثانوية. بينما ربع

ي مرحلة طاب العرب �ف

التعليم المبكر، و%4٩ ي مرحلة

فقط من الأطفال �ف، وهناك ي

التعليم البتدا�أف مراهق خارج 4 ماي�ي

ي الدول التعليم الثانوي �ف

العربية.

ي أما مستويات الأمية �ف

ي كانت ، والىت ي العالم العر�ب

تبلغ ٣٥% )٥٥% منهم من النساء(، فقد سجل التقرير

ف مواطن محو أمية 4 ماي�يف ة ما ب�ي ي خال الف�ت عر�بعام ٢٠٠٠ وحىت الآن، ما

ف العرب جعل عدد الأمي�يينخفض من ٥٢ مليون إىل 4٨ مليون أمي فقط، ٩٠% ي 6 دول عربية.

من هؤلء �ف

ي المحتوى العر�بنت ن�ت ي االإ

المتداول �ف

أظهرت حملة »أيام « الداعمة ي نت العر�ب ن�ت الإي بالشبكة للمحتوى العر�بالعنكبوتية، أن المحتوى

ي هو أك�ش المحتويات الثقا�ف

باللغة العربية شيوعا عى نت، وأن ن�ت صفحات الإ

ف العرب عدد المستخدم�يعى شبكة اإلنرتنت يصل

إىل ١4١ مليونا، بينما يتجاوز ف باللغة عدد المتحدث�يي العالم ٣٥٠

العربية �فمليونا.

وأظهرت ذات الإحصائيات أن المحتوى

ي اإلنرتنت ل ي �ف العر�ب

ي المئة يمثل سوى ٣ �ف

من مجموع المحتوى نت ن�ت المتواجد عى الإ

بجميع اللغات المتداولة، ي ظل انتشار اإلنرتنت

�في المئة

بنسبة تقارب 4٠ �فق الأوسط من مساحة ال�ش

عى سبيل المثال، فيما ي المئة

يستخدم ٨٧ �فمن ساكنة هذه المناطق

نت انطاقا من ن�ت الإمنازلهم للولوج لمحتوى نت باللغة العربية، ن�ت الإ

فيما احتلت اللغة العربية الرتبة الثامنة ضمن سلم اللغات الأك�ش استخداما

ي اإلنرتنت، أما ي العالم �ف

�فالمحتوى الأك�ش طلبا باللغة

ي اإلنرتنت، فهو العربية �ف

فيهي الموسيقي منه وال�تثم الألعاب.

Page 130: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

%78.2%86

%89.6

%73.9

%71.9

%86.6 %96.3%91.6

%93.4

%94.4

%77.9

%81.4

%96 %86

%73.6

%93.4

%65.8

%63.2

%90.4

%81.7

%96.1

%90.2%97

%76.1

%86.8

%98.2 %70.6

%79.6

%86

%81.7

%80.7

%81.3

%95.4

%94.6

%96.6

%94

%96.5

%73.5

%93.7

%63.9

%81.2 %46.8

: عدد السكان الكلي

5.4 مليون

1.5 مليون

1.5 مليون

1.7 مليون

3 مليون 4 مليون

22.5 مليون 10.5 مليون

31 مليون 6.5 مليون

9 مليون 26 مليون

ف عمان لبنان فلسط�ي

سوريا تونس قطر

العراق ليبيا البحرين

المارات السعودية الكويت

6.5 مليون الأردن

نسبة التعليم )للجميع( %

نسبة تعليم المرأة %

نسبة تعليم الذكور %

Page 131: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد

%67.1

%89.2

%67.1

%58

%76.1

%82.7

%57.6

%64.9

%57.6

%95.6

%76.1

%51.2

%89.3

%65.3%83.4

ي الدول العربية ف �ف نسب المتعلم�ي

مصدر الحصائيات: قاعدة بيانات موسوعة ويكيبيديا وقاعدة البيانات الأمريكية

24 مليون84 مليون

3.5 مليون37 مليون

30 مليون

32 مليون

اليمن مر

موريتانيا الجزائر

السودان

المغرب

Page 132: مجلة ذوات كتابات في الترجمة جيد