آداب الأكل

74
داب ا ل ك الأ خ ي ش ل ا مد ح م ول ل غ ز ن ب ي غل ول ل غ ز ي ن ا ب ن الأ ا هد اب* ب ك ل ا عد ي* زسالة* عة اف ن ي ف داب ا ل ك الأ رب ش ل وا مة; ظ ن ة ف ل ؤ م ون ك ب ل ا ون ع ن مي ل ع* ت م ل ل نI ي ب د و م ل وا ر ك ود ة ي ف دب ا ل ك الأ رب ش ل والدغاء وا وم ن ل وا رها ي غ و. * X دمة* ق م داب ا عام لط اo ما اح ب* ن ة ي ف* ة يI ي ع ل اo ب حb ت ش ي وس ل ج ل ا حال ل ك الأ ي غل* هة ج ل ا رى ش لي اo ره ك ن ل ك الأ ا ب ك* ب مo ل س غ د ب ل ا ل ب* ف عام لط اo ب حb ت ش ي ل ك الأ ن مي ي ل ا نo ا دt ا كان ي ف عام لط اu ؤك ش ي غ ت ن ب ف ة* ي ي* ق تb نo ب حb ت ش ي ل ك الأ ما م ي لI ن ل ك الأo ا دt ا* ب ي* ن و ا عام ط ن رهة ك* ن لأ ف ة ي ع* يo وسط* ن ل ا ي ف ل ك ء ي ش ن ش ح

Upload: hussain-elboshy

Post on 12-Jul-2016

37 views

Category:

Documents


8 download

DESCRIPTION

آداب الأكل

TRANSCRIPT

Page 1: آداب الأكل

األكل آداب األنباني زغلول علي بن زغلول محمد الشيخ

والشرب األكل آداب في نافعة رسالة يعد الكتاب هذا وذكر والمؤدبين للمتعلمين عونا ليكون مؤلفه نظمه.وغيرها والنوم والدعاء والشرب األكل أدب فيه

مقدمة   الطعام آداب

o  الغيبة فيه تباح ما o  الجهة على األكل حال الجلوس يستحب

اليسرىo  متكئا األكل يكره o  الطعام قبل اليد غسل o  باليمين األكل يستحب o  تنقيته فينبغي شوك الطعام في كان إذا o  اآلكل يلي مما األكل يستحب o  تعبه فال تكرهه بطعام أوتيت إذا o  حسن شيء كل في التوسط o  يبصق أال األكل آداب من o  الفريضة فعل على األكل تقديم يستحب o  انفاس ثالثة على الماء شرب يستحب o  المسجد في األكل حكم o  الطعام في الذباب وقوع حكم

  النوم آداب o  الفريضة أداء قبل النوم حكم o  للمستيقظ فعله يستحب ما

  الدعاء آداب o  للداعي فعله يستحب ما o  المؤمن سالح الدعاء o  الدعاء مستحبات

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

مقدمة 

Page 2: آداب الأكل

والشكر ثم الثنا للمانح رسالة في آداب األكل الحمد لله ربي مسبغ النعم وأفعاله الحسنة ونقيض النحل الحمد الثنا مستحقه بذكر صفاته الجميلة

الكلب الحمد وأصل الشكر البيان واالظهار وقيل هو مقلوب كشر يقال كشر عن أنيابه إذا قلص شفتيه عن أسنانه فظهرت

الله وال يكون الشكر الشكر إال في مقابلة النعمة فعلى العبد أن يقابل نعم إعملوا آل داود }سبحانه وتعالى بالطاعات قال الله سبحانه وتعالى: { شكرا

الشكر الكفر [ - سبأ أياعملوا ألجل أن تشكروا ونقيض12]سورة سبأ اآلية يشكر لنفسه ومن كفر }ومن يشكر فإنما كما أن نقيض الحمد الذم قال تعالى:

[ - لقمان وبين الحمد والشكر عموم وخصوص12]اآلية فإن الله غني حميد{ مادة ويوجدن أحدهما بدون اآلخر فيجتمعان من وجه وذلك أنهما يجتمعان في

إذا كان ال في مقابلة نعمة عند مقابلة النعمة ويوجد الحمد بدون الشكر إال بالقول ويوجد الشكر بدونه إذا كان بالفعل وحده إذ الحمد ال يكون

والشكر يكون بالفعل والقول معا

الثنا ممدود والثنا قيل هو والنثا بتقديم النون على الثاء بمعنى واحد إال أن يقال والنثا مقصور وقيل الثنا في المدح والنثا بتقديم النون يستعمل في الذم اثنى عيه خيرا وانثا عليه شرا إذا ذكره بسوء وهذا هو المعتبر في اللغة

المعطي والمنح العطايا. المانح

المرأة والنحل جمع نحلة وهو ما تعلق بغير مقابل منه سمي المهر نحله ألن في الحقيقة تأخذه ال في مقابل النها تستمتع كما يستمتع بها قال الزجاج

}وسمي الله تعالى زنابير العسل نحال ألن الله تعالى قد نحل للخلق العسل من بطونها بال مؤنة فهو عطية مبتدئة الذي يخرج

مبتهل يا طالبا لخصال ساد جامعها ** وسائال من حواها سؤل

واضح السبل ال تأخذ العلم إال عن أخي ثقة ** يعطي الرشاد به في

ذي دقت ديانته ** واحذر حضورك في الدرس والجدل ودع سؤال ال

اآلتيه من زلل فالطبع لص فال تجلس إلى فسق ** فقل أن يسلم

تسلم من الشعل كجالس الكير إن تحضد مجالسة ** وفاتك الشوك لم

يشتغل هذه األبيات مشتملة على مقاصد منها: أنه يجب على الشخص أن ال بالعلم وال يأخذه غال عن من ظهرت ديانته وانتشر علمه فإن العلم دين

إلى من يأخذ عنه دينه وال يجوز االعتماد في الفتوى على فاسق فلينظر أن يكون الفاسق مدرسا وال قاضيا وسمعت الشيخ ومجهول الحال وال يجوز

ومنها أن االنسان ال ينبغي له رحمه الله يحكي في جواز مباحثه وجهان لم يسلم من الجلوس إلى فاسق فإنه إن سلم في مشاركته في المعيشة

التخلق ببعض أخالقه فإن الطبع يسرق عند االجتماع من حيث ال يشعر ولهذا تقول العرب في أمثالها: الرفيق قبل الطريق والجار قبل الدار االنسان سراقه. والطباع

Page 3: آداب الأكل

ثم وقع التشبيه بنافخ الكير وهو الحداد إن حضره إنسان وسلم من الشوك الذي عنده لم يسلم من الشعل التي يخرجها من النار ألنها عند الضرب عليها

قطع من النار تنال الجالس حول الكيروإلى هذا جاءت االشارة ينفصل منها وسلم }مثل الجليس الصالح والجليس السوء في قوله صلى الله عليه

أن يحذيك وإما أن تجد منه كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك أما رائحة كريهة{وقوله ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه

موافقة يحذيك بالحاء المهملة وبالجيم أيضا ومعناه يعطيك ورواية الجيم العقل - القصص وقول أهل السنة29اآلية { أو جذوة من النار }لقوله تعالى:

والصرف ال يجذي أنه ال يعطي شيئا من االحكام والله سبحانه وتعالى أعلم

من األمانة الفرائض التي افترضها الله تعالى على عباده وشرط عليهم أن أداها جوزي باالحسان ومن خان فيها عوقب عرضها الله تعالى على

والجبال بعد أن أفهمها خطابه وأنطقها فقبلت وأطاعت السموات واألرض المخالفة هذا قول ]الزجاج[ ويدل على هذا واشفقت من حمل إثمها بسبب

اآلية -] ائتيا طوعا أوكرها قالتا أتينا طائعين{ }فقال لها ولألرض القول قوله تعالى: وقال الواحدي: إن الله تعالى لما عرض عليها التكاليف أبت أن فصلت[.

وأشفقن }ال معصية ومخالفة وهو معنى قوله تعالى: تحملها مخافة وخشية منها وحملها بأمر ربه [ األحزاب غرا72]اآلية { اإلنسان إنه كان ظلوما جهوال

والقول األول صائر إلى أن أمره لها كان أمر عزم وحتم والقول الثاني يقول { لدي ما يبدل القول }إنه كان أمر عرض ال أمر عزم ولهذا قال الله تعالى:

- ق.[19]األية

واألكم الجبال الصغار جمع أكمه

عاد في جهل اإلشارة بهذا فالعلم دين ومن ضلت ديانته ضل العلوم فدع من الجاهل بجامع عدم النفع البيت أن من كان عالما ولم ينتفع بعلمه نزل منزلة

حيث لم يتعلم بل هو أسوء حاال من الجاهل المقصر ويقال: ]ويل للجاهل وويل للعالم حيث لم يعمل بعلمه أو بما علم مئة مرة أو ألف مرة

بعلمهكالمصباح يحرق قال الغزالي يرحمه الله - وغيره }العالم الذي ال يعمل بعمله هو نفسه والضوء لغيره وقال آخر: كلمة في التوراة ]عالم ال يعمل

الجاهل سواء

وضلت ذهبت فهو يستعلم في الذوان والمعاني ومن استماله في المعاني قوله صلى الله عليه وسلم: )الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق

العلوم فقدها حيث لم ينتفع بها بها( وضل

العقل في عقل قف إن شككت وال تقدم على عمل ** قبل السؤال فإن

ضيعة األجل إن لم تكن بسؤال العلم محتفال ** وال اجتهدت فقل يا

خيبة األمل وإن علمت ولم تعمل على وجل ** فما ربحت فقل يا

شبهه باإلبل من لم يمت في طالب العلم همته ** فال حياة له

Page 4: آداب الأكل

حط عن طول فالعلم رأس ورأس من حواه عال ** وغيره ذنب قد

التاج والحلل كم من جهول يرى من خلقه حسنا ** له اعتنا بلبس

للمجلس الحفل فإن حواه اجتماع قال ناظره ** هذا حمار أتى

قلة الحيل ال يعدل العلم شيئ إن يفتك فقل ** ياحسرة عظمت يا

لقوله المحتفل بالشيء هو الكثير التولع به والسؤال عن العلم وتعليمه واجب - االنبياء[ والعمل بعد7]اآلية: }فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون{ تعالى:

يتعلم وويل للعالم حيث لم يعلم بما العلم واجب ويقال: ويل للجاهل حيث لم يستعلم في الثواب لقوله علم سبعين مرة والربح أصله من التجارة وقد

- البقرة16]اآلية: { فما ربحت تجارتهم }تعالى:

لمن اشترى الضاللة بالهدى

حول طلبت آداب األكل ما أتاك ** فخذ وراع آداب ما يأتي

آداب الطعام 

جمع أدب وهي اجتماع محاسن االخالق ومحاسنس العادات ومنه سميت المأدبة مأدبة الجتماع الناس فيها واألدب يقع على االحكام الخمسة فيقال

وكذلك بقية االحكام ولذلك صح تفسير األصحاب بباب آداب للواجب أدب اآلداب محرمات كإستقبال القبلة واستدبارها قضاء الحاجة ثم عدهم من تلك

وواجبات كاالستنجاء ونحوه واالستنثار وكشف الزائد على الحاجة من العورة والكالم قبل الفراغ من قضاء من البول ومكروهات كالبول في الماء الراكد

واليسرى في الحاجة ومستحبات كترك التكلم وتقدم اليمنى في الخروج الدخول والله أعلم.

الكسل إذا دعيت إلى قوت أجبه ولو تدعى **إلى قرية واحذر من

كبو بين الخلل ال تحقد الناس واشكر ما قد اصطنعوا ** إن احتقارك

)لو أهي إجابة الدعوة مستحبة لو بعد الموضع لقوله صلى الله عليه وسلم: إلي ذراع لقبلت ولو دعيت إلى كراع الغميم ألجبت(.

أفطر وكراع موضع بين مكة والمدينة وبينهما أميال وهو كراع الغميم الذي فيه النبي صلى الله ويقال في بعض الكتب المنزلة سر ميال عد مريضا وسر

شيع جنازة سر ثالثة أميال أجب دعوة سر أربعة أميال زر أخا في الله ميلين تعالى

ومن المتكبرين من يجب دعوة االغنياء دون الفقراء وهو خالف السنة

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة العبد ودعوة المسكين

Page 5: آداب الأكل

ومر الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بقوم من المساكين الذين يسألون الناس على قارعة الطريق وقد نثروا كسرا على األرض في

فقالوا هلم الغدا يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرمل وهم يأكلون المتكبرين فنزل وقعد معهم وأكل ثم سلم عليهم فقال نعم إن الله ال يحب

نعم فوعدهم وقتا معلوما فحضروا وركب فقال قد أجبتكم فأجيبوني فقالوا عنه. فقدم إليهم فاخر الطعام وجلس يأكل معهم رضي الله

والباء قال أبو تراب النخشي وهو بالنون والخاس المعجمتين والشين المثلثة الموحدة فيا النسبة عرض عرض على طعام فأمتنعت فبليت بالجوع اربعة

فعلمت أنها عقوبة عشر يوما

الماء وسميت القرية قرية لجمعها الناس والقرء بالفتح االجتماع ومنهقرأت في الحوض جمعته ومنه سمي القرآن قرآنا ألنه يجمع أمرا ونهيا وخبرا ووعدا

ووعيدا وغير ذلك وحكى الحافظ خالف في الحد الذي يصير به البنيان قرية فيها الديك ونهق الحمار وقيل مع ذلك ال بد فقيل إذا صيت

ال إلى بدن افطر من النفل إن يدعوك ذو كدم ** شق الصيام عليه

من دعي وهو صائم نفال استحب له اإلجابة والنظر إن شق صيامه على الداعي قال صلى الله عليه وسلم في ذلك: )يتطولك إخوان إني صائم( وال

القضاء على من افطر من النفل وإنما يستحب يجب

مع الرجل وال تجب امرأة إال بمحرمها ** ال خيرفي خلوة األنثى

عندها إذا دعت امرأة حسناء رجال إلى طعام لم تحل االجابة إن دعته ليأكل في خلومة محرمة فإن كان عندهما غيرهما جاز ووجبت االجابة إن دعت إلى

العرس وفي المرأة لغتان اخرتان مرة وامرأة وليمة

واجب العمل وليمة العرس لبي من دعاك ** لها فإن ايتانها من

انى عنه وانفصل في اليوم األول ال في الثان لثالثها ** تسميع أهل الريا

في االجابة إلى وليمة العرس ثالثة أوجه أصحها فرض عين والثاني فرض كفاية والثالث سنة وإنما تجب أو تستحب بشروط: األول أن يدعوه فياليوم

أولم ثالثة أيام لم تجب االجابة في الثاني وتكره في الثالث لقوله األول فإن وسلم: )في اليوم الثالث غنه رياء وسمعة( رواه داود ولو صلى الله عليه

مرتين أولم في يوم واحد

إلى حول فإذا دعا إثنان لبا أو ال بنعم ** للسبق حق فال تعدل

تارك العلل عند المعية لبى أهل ذي رحم ** ثم الجوار أجبهم

إذا دعا اثنان شخصا إلى وليمتين قال في الروضة أجاب السابق فإن جاءا معا فإن كان فيهما أحد من أقاربه وذوي رحمه إجابة فإن استووا في القرب

Page 6: آداب الأكل

أجاب األقرب منهما دارا ولم يذكر ما استوت دورهما في القرب أو البعد بينهما فمن خرجت قرعته أجابه وترك اآلخر. والذي يظهر أن يقرع

علقة األمل فإن تكن قاضيا فاترك إجابتها ** ال تفتح الباب واقطع

تجب إذا كان المدعو إلى الوليمة قاضيا قال الرافعي في أبواب القضاء لم عليه االجابة بخالف غيره وينبغي للقاضي أن يسد عنه أبواب الهدايا

ويقطع أمال الناس وحيث وجبت االجابة أو استحبت ال يجب األكل والضيافات القاضي وال على غيره وقيل يجب على الصحيح ال على

إلى سبل وإن دعاك الذي في ماله شبه ** فاترك إجابته واذهب

واضح الخلل وإن دعاك حرام المال دعه ** وقل إن اإلجابة حرم

على دغل النار أولى بلحم بالحرام نما ** أطب طعامك ال تحطم

تفضي إلى كلل أكل الخبيث به يعمى القلوب فال ** تحدث بها ظلمة

به الطبل أو عنده زامر بالناى أو وتر ** أو عنده خمرة أو لو

مالك فقل أو عنده خائض في غيبه منعت ** أو عنده زحمة عن

قم عنه وارتحل أو أقتنا عنده كلبا بال سبب ** عن فرسن خز نهوا منكرا أزل إن المالئكة ال تأتي أماكنهم ** وإن قدرت فحتما

يجب هذه أمور بعضها مسقط لإلجابة كما ذكره الغزالي رحمه الله ألنه ال على اإلنسان تعاطي المكروهات ومن الثاني ما إذا دعاه من ماله حرام

لقوله صلى الله عليه وسلم )لحم نبت من حرام النار أولى حرمت االجابة به(.

والخبيث الحرام والسحت أكله يعمي القلوب والظلمة إذا حصلت في القلب والعياذ بالله حصل الكالل في البصيرة كما يحصل للعين الكالل في البصر

ستور قوله دع: أي اترك االجابة الذي في سقفه صور أو جدران بيته أو في معلقة عنده أو في ثياب أو حلل أو مخاد ال توطأ وال يتكأ عليها أو عنده زامر

بالناي وهو المزمار العراقي المعروف باليراع أو كان عنده أوتار أو خمر عنده طبل محرم كالكوبة وهي طبل ضيق الوسط دون الرأس أو للشرب أو

كانت مباحة جاز. كان خائضا في غيبة محرمة فإن

ما تباح فيه الغيبة 

والغيبة تباح في سبعة عشر

موضعا نظمتها في جملة أبيات من جملة قصيدة وهي هذه األبيات

Page 7: آداب الأكل

ذي ذلة عدال إن تذكر العالم المخطىء لتابعه ** أو تستعين على

مقصودا ما جهال أو تذكر إسما قبيحا عند سامعه ** كي يستعين به

كأسود قال ذا أو أعور مثال ** أو أعمش مخيرا أو أعرج نقال

الفتوى قد وعصمة القرض في جرح الفتى سقطت ** كذلك القدح في احتمال

كذاك من يشكو ظالمته ** إلى القضاة أو الولي إذا عدال

اذكره لمن جهال ومظهر البدعة اذكرها لمنكرها ** ومخبىء البدعة

الدعوى فال تهال مساوىء الخصم إن يذكر لحاكمه ** حين السؤال أو

قد عقال وغيبة الكافر الحربي قد سهلت ** وعكسها غيبة الذمي

اغتبته جلال وتارك الدين ال فرض الصالة فال ** أخشى إذا ما

إنسان أو فهذه مواضع تباح فيها الغيبة: األول نصح المستشير في النكاح عند معاملته أو جوازه تجب الغيبة واالختيار بحاله لقوله صلى الله عليه وسلم:

)إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له( وفي نسخة )يجب عليك أن تخبره بحاله(.

كاألعور الثالث: التعريف كما إذا كان الشخص ال يعرف إال باسمه القبيح واالعمش فلك أن تقول قال فالن االعمش فإن أمكن التعريف بغيره فهو

اسمه القبيح أولى من

فماذا الرابع: الفتوى فللمستفي أن يقول للمفتي فالن ظلمني أو غصب مني يجب عليه وكذا إذا اشتكى عند الوالة والقضاة

كالزنا الخامس: إذا كان اإلنسان ال يتكتم عيبه كمن يخبر عن نفسه بالعيب والفواحش يجوز اغتيابه بما تجاهر به وعليه يحمل قوله صلى الله عليه

}ال غيبة في فاسق{ ويحرم اغتيابه بما تجاهر به وعليه يحمل قوله وسلم: وسلم: }ال غيبة في فاسق{ويحرم اغتيابه لغير ذلك إذا ذكره صلى الله عليه

والتوبة فإن ذكر عيبه على وجه الندم والتوبة حرم اغتيابه. ال على وجه الندم

غيبته قال الغزالي في ]األحياء[ لو كان المتجاهل بالفسق عالما حرمت مطلقا ألن الناس إذا سمعوا عنه إنه فعل هانت عندهم الفواحش وجسروا

على فعلها

فعلى ذلته عمدتهم

وبها يحتج من أخطأ وذل

ومن كانت عنده بدعة جاز اغتيابه حتى يحذره الناس والباقي واضح.

Page 8: آداب الأكل

للصيد أو ومنها أي من موانع االجابة إذا كان عنده كلب لغير سبب فإن اتخذه للماشية أو لحفظ الدور جاز ووجبت االجابة ولو اقتنى كلب صيد وهو ال يصيد

حرم اقتناؤه لعدم الحاجة ومنها إذا كان عنده فرش خز أو حرير حرمت تسقط االجابة أو تحرم إذا لم يقدر المدعو على ازالة المنكرات االجابة وإنما

وجبت االجابة وإزالة المنكر فإن قدر على إزالتها

سفل فال تجب داعيا في بابه صور ** أو الممر أو الدهليز أو

فأحضر كصورة وطئت أو في اإلنار ** رسمت أو زال رأس لها

الحالوة بال حول أو في السماط أتت ** أو خبز أو طبق أو

فاحفظ نقل محتفل أو صورة ** جعلت كالشمس أو شجر

لفقدها الروح أو كالنجم أو رجل

دون هذه صور ال تكون عذرا في ترك االجابة منها: إذا كان في الباب صروة داخل الدار وجبت االجابة ويجوز الحمام الذي على بابه صورة دون داخله

الدار ودهليزها حكم ما على بابها وحكم ممر

ومنها إذا كانت الصور على األرض أو على ما يوطأ على االرض كالبساط والنطع والمخدة التي يتكأ عليها أو كانت تؤكل فكل هذه ليست اعذارا في

منع االجابة

قال الحليمي

واكتفل وامنع طفله لعبا وهو الصحيح ** فقم بالمنع

رتبة العلل أبو سعيد له التجويز قد نسبوا ** بعلة قد وهت عن

حرام في جواز اتخاذ اللعب للبنات خالف قال الحليمي في }المنهاج{هي ونقل عن أبي سعيد االصطخري أنه لما ولي حسبة بغداد لم ينكر ذلك وأنكره

ألنه من المحرمات وصحح النووي في شرح مسلم تصحيح التحريم غيره باعتيادهن على تربية األوالد ومالطفتهن وهي علة والقائل بالجواز يعلل ذلك

على تنوع الحكم ضعيفة واهية فال تصح أن تكون باعثة

األنعام والرجإلذا اتخذ وجهان قد ذكروا في فاقد شبها ** مثل الجناح على صورة ال نظير لها ** في الوجود كبقرة بجناحين أو رجل

بجناحين أو شاة أو جمل ** ففيه وجهان عن صاحب البحر

في ثوب مبتذل وفض الدنانير والدرهام إن نقشت ** قيس الجواز بما

الصورة إذا نقشت صورة على درهم أو دينار فالقياس الحاقه بما إذا كانت على ثوب يلبس ويمتهن وأما إذا كانت على ثوب ال يلبس فيحرم ذلك بخالف

البساط ألن الصور ال يحرم إال ما نصب منها ولم يمتهن باالستعمال ما على

Page 9: آداب الأكل

المصور للعبادة وهذا غير موجود في صورة الدرهم حتى صار كالصنم الشافعي رحمه الله لو كان لي مئة درهام والدرهام لغة في الدرهم كما قال

لشريت بها دار في بني حرام.

والمبتذل المستعمل للشيء احترز به عن ثوب ال يستعمل بل تنصب لتصاويرها فإنه حرام كما سبق

وال تحل إذا أردت جلوسا للطعام فكن ** حال الجلوس على اليسرى

معنى المأدبة

الوالئم المأدبة الطعام المتخذ بال سبب سميت مأدبة باجتماع الناس بها وبقية في معناها إال أن وليمة العرس تخالفها في وجوب االجابة وغيرها يخالفها في

التسمية فطعام الختان اعدار وطعام البنا وكيرة وطعام الميت وضيمة السفر نقيعة وهل هي على الحاضر أم على القادم من وطعام القادم من

السفر وجهان

اليسرى يستحب الجلوس حال األكل على الجهة 

واسعى في البدل وقبل أكل تطهر إن تكن جنبا ** وعند فقد توضأ

يستحب للجنب التطهر قبل االكل وكذا للمحدث فإن فقدا الماء تيمما

طالب األكل وكل إذا وضعوا من غير إذنهمي ** إن القرينة تكفي

يأت على مهل هذا إذا اكملوا وضع السماط ولم ** يخلط من القوم من

على إذا اكملوا وضع السماد ولم يتأخر من القوم أحد جاز االكل بغير اذن الصحيح اكتفاءا بالقرينة وقيل ال بد من صريح اللفظ

واخضع خضعة الذل واألكل متكئا كرها رووه فدع ** تكبر النفس من الثقل واألكل مضطجعا جاءت كراهته ** كالشرب مضطجعا إال

يكره األكل متكئا 

ركبتيه عند ألنه نوع تكبر وكان رسول الله صلى الله عليهوسلم ربما جثا على األكل وجلس على ظهر قدميه وربما نصب رجله اليمنى وجلس على اليسرى

يقول: )ال آكل متكئكا إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد واجلس كما وكان يجلس العبد

ويكره األكل مضطجعا

المؤمنين قال الغزالي في األحياء ]إال أن يكون من الثقل[ روي عن أمير علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه أكل كعكا على برسن وهو مضطجع

منبطح على ظهره والشرب مضطجعا مكروه للمعدة أيضا. ويقال

Page 10: آداب الأكل

األمن من علل وأغسل يديك وال تمسح بمنشفة ** قبل الطعام ففيه

من البلل وأوال تغسل الصبيان أيديهم ** قبل الشيوخ وال تمسح

الخلل وآخر يغسل األشياخ قبلهم ** إن الكراهة فرق بين

غسل اليد قبل الطعام 

ورد في الحديث ينفي الفقر وبعد الطعام ينفي اللمم واللمم الجنون ويستحب ترك تنشيفها قبل الطعام ألنه ربما كان في المنديل وسخ تعلق في

تقديم الصبيان على الشيوخ في الغسل قبل األكل ألنه ربما اليد ويستحب وأيدي الصبيان أقرب إلى الوسخ بخالف ما بعد فقد الماء لو قدمنا الشيوخ

الطعام.

الله وامتثل وابدأ بيمناك في أخذ الطعام وكل ** مما يليك وسم

يستحب األكل باليمين 

ألن الشيطان يأكل ويشرب بشماله ويستحب األكل مما يلي اآلكل كما يحرم األكل واستحب العبادي أن يقول بسم الله الذي ال يضر مع اسمه شيء فإن

أتى بها في أثناء األكل ويستحب التسمية جهرا وإذا سمى بعض ترك التسمية للجميع التسمية فإن حضر شخص في أثناء األكل القوم أجزأ عنهم ويستحب

أستحب له التسمية على دغل ونق شوك طعام أنت آكله ** وال تكن حاطما يوما

كحاطب الليل إن يقبض على ** حطب حوى البالء ونوع اإلثم

فاطرحه في الذبل واألصل نضيج فاكهة قبل الطعام ** فكل ما لم أكله

تنقيته إذا كان في الطعام شوك فينبغي 

لما قبل أكله والذي يأكله من غير تنقيته يسمى بحاطب ليل ووجه تسميته أنه شيئا يضره أشبه الذي يجمع الحطب في الليل ألن يجمع مع أخذ من اللقمة

يضره من الحيات وغيرها وربما لسعته وإذا احضروا مع الطعام الحطب ما اكلها قبل الطعام ألنه اسرع لهضمها قال في فاكهة يستحب من جهة الطب

الفاكهة. االحياء ويكره أكل ما لم يطب أكله من

الطعام ولى كل بالثالث إذا جمد الطعام أتى ** وبالجميع إذا سمح

كان قال العبادي إذا كان الطعام سمحا استحب األكل بجميع األصابيع وأن جامديا استحب االكل بالث: قال الشافعي رضي الله عنه: ]األكل بإصبع واحد

مقت وباثنين كبر

المثل فضل الثريد على الطعام أتى ** كفضل عائشة كل النساء

Page 11: آداب الأكل

بين في الصحيح فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام قيل انما فضل الثريد على سائر الطعام ألنه ينمو على غيره وقيل ألنه يسهل

الزمن القريب لليونته بخالف اليابس والله سبحانه أعلم. تناوله في

على دغإلال إذا قررنوا أو وإن أوتيت بأنواع الثمار فكل ** من حيث وال تقرب فانتحل كنت صاحبه ** وسامحوك على هذاك

على مهل وكالثمار زبيب قال بعضهمو ** ومثله عنب فاحفظ

السر فيه جلى وبعضهمو قال خص النهي بالشركا ** دون الضيوف فكشف

يستحب األكل مما يلي اآلكل 

وسلم إال في الثمار فله أن يأكل من حيث شاء ونهى الرسول صلى الله عليه عن القرآن في التمر والقرآن أن يأكل في كل أكله ثنتين أو أكثروألحق

قال بعضهم النهي مخصوص بالشركاء إذا اشتركوا في شراء الطرطوش أن يأكل أكثر من اآلخر وفي غير الشركاء ال التمر والطعام يحرم على أحدهم

ثالث صور األولى إذا قرن اآلكلون حرج وهذا أحسن ويستثنى من المنع ثالث صاحب التمر فإنه مالكه والثانية إذا سامحوه بذلك والثالثة إذا كان القارن

فله أن يفعل فيه ما شاء وله منهم من ذلك

عند من قبل في مدخل قال أيضا ذو العيال **يقرى الضيوف فخذ ذا

من الدخل من حيث شاء بال كره ** يواكلهم وفي الذي قاله نوع

للعمل وفي الحديث عموم شامل لهما**أين الدليل على التخصيص

قال استثنى أيضا في المدخل إذا كان اآلكل هو المالك للطعام فهو كالثمار وكذا إن كان هو المنفق على العيال أكل من حيث شاء وفي الذي قاله نظر

صلى الله عليه وسلم )كل مما يليك(عموم شامل لهما ولغيرهما وفي قوله ولكنه خص ذلك بالنهي وهو سائغ ويستحب األكل مما أي للمالك والمنفق

عليه الشافعي رضي الله عنه إال في يلي اآلكل ويحرم من غير ما يليه نص مالك الطعام ثالثها إذا كان هو ثالث صور: أحداهما الثمار وقد تقدمت إذا كان

نظر كما تقدم المنفق على العيال قاله ابن الحاج في المدخل وفيه

سيد الرسل وإن كرهت طعاما ال تعبه ودع ** كال أتى واضحا عن

تعبه إذا أوتيت بطعام تكرهه فال 

طعاما وأتركه واعتذر عن أكله )فما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قط

السنا وإن شبعت فال تبغي المزيد فقد ** أفتى بتحريمه بادي

من نقل محتفل على أعني القراقي فخذ ما قال معتمال ** وكن على ثقة

Page 12: آداب الأكل

الغير أن قال القراقي في ]شرح التنقيح[ أنه يحرم على اآلكل على سماط يزيد في الشبع بخالف اآلكل نفسه إال أن يعلم رضا الداعي بأكل المدعو فله

أن يأكل ما شاء والشبع الشرعي أن يأكل ما يقيم صلبه للكسب والعمل يمأل ثلث بطنه وهو ستة أشبار كما سيأتي. والشبع المعتاد أن

شبرين فاحتفل مصرانة المرء قد قاسوا وقد بلغت ** عشرين شبرا سوى

ال تحل فثلثها ستة بالشبر فاعن به ** وخل ثلثا وثلثا قط

من العلل ونقل طرطوشهم هذا القياس فخذ ** إن الذي قاله خال

ذكر الطرطوش في ]شرح الرسالة[ أن مصرانة اآلدمي ثمانية عشر شبرا قال وينبغي أال يزيد األكل عن ثلثها وهو ستة أشبار

بال ملل واألكل أنواعه في سبعة حصرت ** في مدخل عدها خذها

واشتغل فأول واجب حفظ الحياة فقط ** وثانها قم به للفرض

والنفل وثالث سنة أدى نوافله ** حال القيام فقم للفرض

والعمل ورابع شبع في الشرع قوته ** يقيم صلب الفتى للكسب

والثقل وسادس جائز جاءت كراهته ** وفعله جالب للنوم

من الدغل وسابع بطنه تفضي إلى مرض ** فالنقل تحريمها فاحذر

فقط هذه االنواع ذكر معظمها في المدخل األول أن يأكل ما تحصل به الحياة

الثاني: أن يزيد على ذلك مقدارا تحصل له به قوة على أداء الصلوات الخمس من قيام دون النوافل وهذان واجبان مثلهما األكل في رمضان وغيره

أن يأكل ما يقويه على الصوم. من الصوم فيجب

النفل من الثالث: أن يأكل ما تحصل له به قوة على قيام النفل وعلى صالة قيام وهذا مستحب

قال الرابع: أن يأكل ما يقيم صلبه للكسب والعمل وهذا هو الشبع الشرعي صلى الله عليه وسلم: )بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه للكسب فإن كان

فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ال بد

كراهة فيه الخامس: أن يأكل إلى ثلث بطنه وقد سبق أنه ستة أشبار وهذا ال

والنوم. السادس: أن يزيد على ذلك وهو مكروه وبه يحصل لالنسان الثقل

الحكمة قال لقمان البنه ]يا بني إذا امتألت المعدة نامت الفكرة وخرست وقعدت االعضاء عن العبادة[ وقال بعض الحكماء: من كثر أكله كثر شربه

Page 13: آداب الأكل

كثر شربه كثر نومه ومن كثر نومه كثر لحمه ومن كثر لحمه قسا قلبه ومن في اآلثام وهذه القسم غلبت عليه عادة الناس ومن قسا قلبه غرق

الله السابع: أن يأكل زيادة على ذلك إلى أن يتضرر وهي البطنة قال رسول صلى الله عليه وسلم: }أصل كل داء البردة{ سميت بردة ألنها تبرد المعدة عن هضم الطعام فيتولد من ذلك أمراض قال ابن الحاج: وهذا القسم حرام

من فسر البردة بادخال الطعام على الطعام األول قبل هضمه ومن العلماء الشرب أما قبل الشرب فله أن يدخل ما شاء وسيأتي أن ذلك إنما يضر بعد

على ما شاء.

مختلط لدى األكل في حد جوع الفتى قوالن قيل بأن ** يشهى له األكل

السير في عجل وقيل إن وقعت في األرض ريقته ** شم الذباب وشد

أحدهما حد الشبع قد تقدم وأما الجوع فحكى الغزالي فيه قوالن في اإلحياء أن يشتهي الخبز وحده فإن أتى بالخبز وطلب معه األدم فغير جوعان

الذباب الثاني أن ينتهي به الجوع إلى حد لو وقعت ريقته على األرض لم يقع عليها لخلوها من آثار دسومات الطعام وقوله يشهي هو بغير تاء ويشتهي

قال الشاعر: لغتان

ولحم الخروف نضيجا ** وقد أوتيت به فاترا في الشبم

فأما البهيض وحنيانكم ** فأصبحت منها كثير السقم

األبيات والشبم البارد والبهيض بالباء والضاد المعجمة االرز باللبن انشد هذه مع أبيات بعدها الحافظ والله سبحانه وتعالى أعلم

كالنهل وإن طعمت فأسير من طعامهم ** ومن شرابك ليس العل

من الشراب ينبغي لآلكل عند غيره أن يترك ** من الطعام بقية وكذا

لئال تخجل أصحاب الطعام وألن أكل جميع الطعام وشرب جميع الماء من اللوم.

وصف الجوع والبخل وال تكن نهما في األكل واقتصد ** وانفي عن العرض

الناس ذا نحل إن الرغيب مشؤم في األنام فكن ** زهيد أكل ترى في

التوسط في كل شيء حسن 

ذين إذا أنفقوا }وقد قال الله تعالى: { لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما وال أي مفتخرا ثم }وال تمش في األرض مرحا{ الفرقان[ وقال تعالى: - 67]اآلية:

أي ال تثب وثوب - لقمان[19 - 18 ]اآلية { واقصد في مشيك }الله تعالى: قال الشطار وال تحسن مشية المتبخترين فينبغي لآلكل أن يتوسط في أكله فال

Page 14: آداب الأكل

يقصر فيه حتى ينسب إلى التحشم وال يبالغ فيه حتى ينسب إلى الشره والجوع والبخل.

والرغيب هو الكسير الرغبة في الرغبة في االكل والزهيد عكسه وفي الحديث أوتي النبي صلى الله عليه وسلم بعبد يشتريه فوضعوا له طعاما

فقال صلى الله عليه وسلم: )الرغبة من الشؤم ولم يشتره فأكل الجميع

بالنحل وإن خصصت بشىء ال تعم به ** إن العموم لمن راعاك

إذا خص المالك بعض الضيفان بنوع من االطعمة أو بطعام أشرف من طعام من هو دونه فليس له أن يطعم منه غيره ألن القرينة قاضية بالتخصيص فال

إاللصاحب المنزل يجوز التعميم

اإلبكار والطفل وال تكن ضيغنا خلف الضيوف ودع ** شراهة النفس في

منه الضيغن الرجل الذي ال يعزم عليه ولكن إذا رأى الضيوف تبعهم واستحى صاحب المنزل أن يمنعه من الدخول معهم وجميع ما يأكله الضيغن حرام

الطفيلي والطفل اواخر النهار والشراهة شلة الشهوة إلى والضيغن هو الطعام

منك في خجل وال تكن في غضون األكل ذا نظر ** إلى جليسك يغدو

إلى الجفل وال تهندس بفيك الخبز إن به ** من البصاق لما يفضي

ينبغي لآلكل حال أكله أال يديم النظر إلى جليسه ألن ذلك يخجله فيترك الطعام قبل أن يشبع وينبغي أال يقضم الخبز بفمه ثم يضعه في الطعام فإنه

الجليس ويعاف االكل من حيث أنه قد يكون فمه أبخر ألن البصاق يورث قيام الفم إلى الطعام وقد سمي في كتاب عجايب األكل منفصل عن اللقمة من

اللقمة ويهندسها ثم يضعها في هذا النوع بالمهندس من حيث أنه يصلح الطعام وهو مذموم.

كاألسود الجعل واضمم شفاهك عند المضغ نحو حال ** وال تفرقع تكن

المجلس الحفل وال تطرطش ال أكل الطعام ترى ** عند األنام حمار

يتطاير ينبغي لآلكل أن يضم شفتيه عند االكل لمعنيين: األول أنه يأمن مما من البصاق في حال المضغ وقد يقع ذلك في الطعام فيورث قنافة الثاني أنه

ضم شفتيه لم يبق لفمه فرقعة واألسود الجعلى بضم الجيم والعين دويبه إذا أكبر منها قليال وهي خسيسة تقتا الروث وشأنها جمعه مثل الخنفساء

بالخساسة وقال الشاعر: اشدد يديك وادخاره والعرب تشبه بها من ذموا بزيد أن ظفرت به.

من عجل الخردبان يجر الخبز يأخذه ** يد شمال ومن يمناه

نهمة األكل قد علقت لقمة والشدق يمضغ ** ما قد حوى قبلها من

Page 15: آداب الأكل

ساء في المثل وعينه حدقت خبزا على ** طبق بعدا له من أكول

شماله الخردبان هو الذي يجر الخبز خوفا أن يسبقه إليه غيره فيجعله في ويأكل بيمينه قال الشاعر

إذا ما كنت في قوم شهادا ** فال تجعل شمالك خردبانا

والمعلق والمحدق والمشدق أوصاف ذميمة فالمعلق هو الذي يكون اللقمة في يده قبل أن يبتلع التي في شدقه ومع ذلك عينه إلى أخرى يأخذها

الحول فاتكل وإن سعلت تحول عن وجوهمي ** نحو القفا وعلى ذي

لذي أكل وال تنحم وال تبصق بحضرتهم ** وال بمستقذر تنطق

من عجل وال تبادر إلى قطع اللحوم وال**إلى التناول أيضا قط

عنها وامتثل ترك الفضول لمن حاله نافلة ** فدع وفضولك واله

النقص من خلل وال تطاطي على رأس اإلناء وال ** تنفض بذلك فكم في

في سفل وإن على طبق بطيخهم وضعوا ** فدع قشورك وقت األكل

بفي الزبل في خلط القشر تعزيز ورميك في ** جمعه كلفة للرمي

فأقصد إلى عدل وربما صدمت رأس الجليس إذا ** ترمي بها نحوه

كالسعال هذه آداب تتأكد في حق اآلكل ويحترز أشياء تطرأ عليه حال األكل ونحوه فينبغي له عند السعال أن يحول وجهه عن الطعام أو يبعده عنه أو

شيئا على فيه لئال يخرج منه بصاق فيقع في الطعام. يجعل

من آداب األكل أال يبصق 

يتمخط ومنها ينبغي لآلكل أو للحاضر أال يتنحم بحضرة اآلكلين وال يبصق وال وال يذكر كل ما فيه ذكر شيء مستقذر

به صحيحا ومنها ينبغي أال يبادر إلى قطع ما يقدم للضيفان من اللحم إذا أوتي كالخروف ونحوه إال إذا أذنوا له في ذلك

قال ومنها أال يأكل قبل القوم فإن فاعل ذلك ينسب إلى فرط الجوع والشره طرفه

القوم اعجل وإن مدت األيدي إلى الزاد لم أكن ** بأعجلهم إذا جشع

الطعام ومنها أال يطاطأ رأسه على اإلناء حالة األكلومنها أال ينفض يديه من مخافة أن يقع منها شيء على ثوب الجليس أو في الطعام فيورث قنافة

أكل الباقيز ومنها إذا كان المأكول بطيخا وضع على طبق أو غيره وتقذرا عن

Page 16: آداب الأكل

ما أكله من القشر بما لم يؤكل فإنه يورث قنافة وأال فينبغي له أال يخلط في جمعه ليطرح في المزبلة وربما نالت يرمي بالقشر ألن في رميه كلفة

نوى ما أكل بما لم يؤكل وفي ومنها إذا أكل تمرا أو برقوقا ينبغي بأال يخلط معناه السرمان وساير ماله قشر كالقصب ونحوه

من الثقل وإن أتتك سنانير يصحن فال ** ترم لها لقمة تسلم

ليس لآلكل أن يتصرف في الطعام بغير االكل فيحرم عليه إطعام الهرة والسنور والقط وجمعه سنانير وله أسماء سنور وقط وهر وضبون وحنظل

الطعام أن يطعم من دونه فإن استووا في الطعام جاز وال يجوز لمن حضر أن يلقم االضياف بعضهم بعضا

بالمجعول بالعسل وإن أتوك بأنواع الطعام فمل إلى ** إختيارك

الثوم والبصل فسنة المصطفى حب الحالوة ال ** تبغ العدول ألكل

يفضي إلى خجل ووافق القوم حتى يكتفوا شبعا ** وال تقم قبلهم غن من دغل وكن لهم أبدا نعم الجليس وكن ** بئس الرفيق رفيقا

كالبهم والهمل وآنس القوم بالتحديث في أكل ** وال تكن ساكتا

ذاك في شغل وال تكن قائما عن قصعة أبدا ** قبل الفراغ وكن عن

بالجعل ففي القيام له قطع للذته فال ** تكن قاطعا ندعوك

ذاك في شغل والعق يديك وال تمسح بخبزهم ** وال السماط وكن عن

يستحب لألكل أن يختار لنفسه من الطعام الحلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل وينبغي لآلكل إذا شبع أال يرفع يده قبل

لم يكتفوا منه ألن في ذلك تخجيل لهم وينبغي له أن يلين جانبه القوم الذين وال يؤثر نفسه عليهم بشىء فيغشهم وينبغي ذكر لهم ويخفض جناحه لهم

استمرار لآلكلين على األكل وإطالة الحكايات على االكل ألن في سماعها الجلوس عليه.

فرغ والبهم ضم الباء جمع بهمة وهي الصغيرة من الغنم والهمل الدواب وإذا من األكل استحب له أن يلعق يديه أو يلعقها غيره الحديث الوارد في ذلك وال

يديه بالخبز لقوله صلى الله عليه وسلم: )أكرموا الخبز فإن الله أنزله يمسح السماء من بركات

أصحابه وفي المسح امتهان له وكذا ينبغي له أال يمسح بالسماط فيلوثه على قال النووي رحمه الله في ]فتاويه[ لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم

أنه أمر بتصغير اللقمة وال بتدقيق المضغ قبل البلع ولكن نقل العبادي في ]الطبقات[عن الربيع عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال في األكل أربعة

واربعة سنة وأربعة أدب أما الفرض فغسل اليد والقصعة أشياء فرض

Page 17: آداب الأكل

على اليسار وتصغير اللقمة والمضغ والسكين والمغرفة والسنة الجلوس من هو أكبر منك واألكل الشديد ولعق االصابع واالدب أال تمد يدكن حتى يمد

النووي مما يليك وقلة الكالم الطرائفي هذه عبارته وهو مخالف لما ذكر وينبغي لآلكل أال يقيم غيره عن االكل قبل فراغه منه ألن اآلكلين أن انتظروه

شق عليهم االنتظار وإن أكلوا دونه كان فيه تمييزا عليه.

والجعل دويبه سوداء إذا ذمت العرب شخصا شبهته بها وقد تقدم

التقديم لآلكل واألكل هل تملك الضيفان قلت نعم ** فبازدراد أم

الشرح الصغير قل أم بالتناول أم بالوضع في فمهم ** صحح أخيرا عن

على مهل وقيل ما ملكوا بل شبه ما أكلوا ** كشبه عارية فاحفظ

اختلفوا في أن الضيف هل يملك الطعام الموضوع لألكل أم ال يملك على وجهين أحدهما هو امتاع كالعارية واألصح أنه يملك وعلى هذا فقيل بالوضع

وقيل بتناوله بيديه وقيل بابتالعه وقيل بوضعه في فمه ونقل ترجيحه بين يديه وقيل باالزدراد. عن الشرح الصغير

ال يجوز والثاني أنه ال يملك الطعام بل شبه الذي يأكله كشبه العارية ولهذا اطعام الهرة وال أن ينقله إلى غيره وتظهر فائدة الخالف فيما لو أكل الضيف

فيما لو أكل الضيف تمرا وطرح نواه فنبت فلم يكن شجرة وفيما لو رجع أن يبتلعه صاحب الطعام قبل

الفضل وابتهل بعد الكفاية قل لله خالقنا ** حمدا وشكرا وسله

يستحب لآلكل أن يحمد الله تعالى ويسأله المزيد من فضله ويستحب أن يقول: )الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفى وال مكفور وال مودع

مستغني عنه ربنا( أخرجه البخاري. وال

راجح العمل وبعد أكل فبارك بالدعاء وقم ** إن انتشارك قصد

يستأذن يستحب لآلكل إذا فرغ من األكل أال يطيل الجلوس من غير حاجة بل -53]اآلية: فانتشروا{ }فإذا طعمتم رب المنزل وينصرف لقوله تعالى:

الحتمال أن يكون عنده شيء االحزاب[ إنما يستحب إستئذان رب المنزل خارج الدار آخر يقدمه اليهم قال وينبغي لرب المنزل أن يشيع الضيف إلى

لقوله وال يحل للضيف أن يكلف المضيف وال أن يقعد عنده أكثر من ثالثة أيام صلى الله عليه وسلم: )حق الضيافة ثالثة أيام وجائزته يوم وليلة وال يحل

للرجل أن يقيم عند أحد حتى يؤثمه قالوا يارسول الله كيف يؤثمه قال يقيم عنده شيء يقريه(. عنده وليس

من الزلل وبعد أكل فال تحمل طعامهم ** فزلة الحمل عدوها

سماها يحرم على اآلكل بعد االكل أن يحمل معه خبزا أو طعاما أو لحما وهذه الغزالي بذلة الصوفي فقال: ]وذلة الصوفي حرام فإن علم الرضا فسيأتي

Page 18: آداب الأكل

تبغيه بالبجل واعزم على ضيفن خلف الضيوف أتى ** وابعث طعاما لمن

إذا علم رضا صاحب الطعام جاز للضيف أن يعزم على غيره ليأكل معه ويبعث بالطعام إلى من يشاء ويأكل على الشبع ويحمل إلى أهله فإن شك

جميع ذلك والضيغن الذي يتبع الضيف من غير عزومة في رضاه حرم عليه سبق. وهو بنون في آخره وهو الطفيليى كما

الشك ال تنل وإن دخلت إلى بيت الصديق فكل ** عند اليقين وعند

من قاس بالعطل أخذ الدراهم باإلجماع قد منعوا ** عكس الطعام فدع

قال النواوي

فانتحل كم في المنع من علل أخذ ** الدراهم كالمطعوم

]اآلية: صديقكم{ }أو يجوز األكل من بيت الصديق في حال غيبته قال تعالى: بالرضى وعند الشك في - النور[. وجواز االكل مخصوص بحالة العلم61

الرضى يحرم وكذا الحكم في غير الصديق ونقل النووي في شرح مسلم االجماع على امتناع أخذ الدراهم عند العلم بالرضا ثم قال وفيه نظر وينبغي

االخذ عند العلم كما يجوز األكل.وال شك أن اباحة مال الغير على خالف جواز إنما وردت في االكل رخصة فال قياس عليه غيره ألن شرط األصل واآلية

شاذا عن األصول وينبغي التنبوء ها هنا ألمر القياس أال يكون المقيس عليه االولى أن ال يرضى صاحبها بأخذها وهو أن أخذ الدراهم له صورتان الصورة

نية القرض وهذا ينبغي أن مجانا ويرضى بأن يأخذها ويردها أو يرد بدلها على معاوضة وشرطها يكون هو المراد باالجماع عليه ألن أخذها على نية القرض

أن تكون بعقد والعقد ال يكون من شخص واحد والمعاوضة الفاسدة يكون المأخوذ بها حرام فتحريم األخذ لفساد المعاوضة ال لعدم الرضى كما على

الفاسد يحرم التصرف في المأخوذ به وإن كان الرضى موجود نقول في البيع على جواز رضى األخذ من غير بدل فهذا نظر فقد الثانية أن يقوم عنده دليل

ألن الغالب عدم الرضى بأخذ األموال يقال يجوز كالطعام وقد يقال بامتناعه إلى شذوذ بعض االحوال ألن ولهذا تصان ويختم عليها بخالف الطعام وال نظر

قاله النووي أحكام الشرع إنما تبنى على الغالب فظهر أن القياس الذي قياس خفي ال يصح اإللحاق فيه لقيام الفارق الجلي.

تمنعه من بخل وأن ملكت طعام الفضل فادع له ** جمعا من القوم ال

عودت من شلل ال تقبض اليد عن معروف ما وجدت ** وعود البسط ما ترقى إلى نزل إن البخيل لية وفي السماء فكن ** عن وضعه نائيا

طعام الفضل هو الفاضل عن كفايته وكفاية عياله وقوله وعود البسط ما عودت من شلل يعني عود يدك البسط في المعروف وال تجعلها مغلولة كاليد

يعطى بها شيء لتعطيل منفعتها فهي شال عن فعل الخير كما الشلل التي ال التصرف حسا فعودها البسط في المعروف كما أن اليد الشال مغلولة عن

عن فعل الخير كما أن اليد عودتها القبض ألن اليد كلما قبضت كانت شال

Page 19: آداب الأكل

عودتها الشال مغلولة عن التصرف حسا فعودها البسط في المعروف كما القبض ألن اليد كلما قبضت كانت شال عن فعل الخير والبخيل هو الذي يمنع

الزكاة وال يقري الضيف ويسمى في السماء يتيما وبخيال أيضا.

في قوله فكن عن وضعه نائيا أي بعديا والناي البعيد والنزل مرة يستعلم إن الذين }الطعام المعد للضيف ومرة في ازادة المنزلة ومن قوله تعالى:

آمنوا - الكهف[.107]اآلية { وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزال

فاتركه وأنسل وإن دعوت ضيوفا فاتخذ لهموا ** قدر الكفاية أو

ألنه إذا كان الطعام قليال والضيوف كثيرة قال الغزالي األولى ترك الدعوة ربما توقعهم في الخوض فيه وهذا لعلة محمولة على من كان واجدا للزيادة

بخال أما الذي ال يجد إال ما قدمه فال ينبغي الترك وعلى هذا يحمل فتركها عليه وسلم: )من استقل حرم( وقوله صلى الله عليه وسلم: قوله صلى الله لجارتها )ال تحقرن جارة

فادعوه لألكل وأن طبخت فاكثر من مريقتها ** وأعطف على الجار أو

مع رجل ففي الصحيح طعام اثنين أربعة ** يكفي وفي واحد يكفيه

دعوة الجعال وأربع لثمان أن يضع أكال ** ال تغلق الباب وادعو

ينبغي لآلكل إذا وضع طعاما فيه فضل أن يدعو الناس لألكل فلعله يصادف صالحا يأكل من طعامه فيغفر له بسببه ويقال دعوة الجعال إذا كانت الدعوة

النقرى إذا كانت الدعوة خاصة قال طرفة: ونحن في الشتاء عامة ودعوة ترى األدب فينا ينتقر وصف قبيلته بغاية الكرم ألن زمن الشتاء ندعو الجعال ال

ذلك يدعون الناس دعوة الجعالفقدرة الله خلق الري مع شبع وقت ضيق ومع بالطعام وشرب العل والنهل ** ال

مذهب أهل السنة أن الشبع هو الذي ال يحصل بنفس األكل والري بل يخلق الله الشبع عند االكل ولهذا تجد من الناس من يأكل وال يشبع والشرب األول

بفتح النون والهاء والشرب الثاني يسمى علال يسمى نهال

الضيف للألكل كان الخليل أبونا عند خلقه ** يمشي إلى الميل يدعو

شرعة الرسل من صدق نيته دامت ضيافته ** إلى القيام فاتبع

األكل يمشي كان أبونا إبراهيم صلى الله عليه على نبينا وعليه وسلم إذا أراد نيته الميل والميلين يلتمس من يتغدى معه وكان يكنى ]أبا الضيفان[ ولصدق دامت ضيافته في مشهده إلى يومنا هذا فال تنقضي ليلة إال ويأكل عنده

بين ثالثة إلى عشرة إلى مائة إلى ما ال يعلمه إلى الله تعالى قال جماعة ما وقال قوام الموضع أنه إلى اآلن لم تخل ليلة من الضيوف الغزالي رحمه الله

متجددين أبدا.

البر في الثقل وال تكلف لضييف ما ستطعمه ** ضع ما تيسر ليس

Page 20: آداب الأكل

كان ال ينبغي ألحد أن يتكلف للضيف بتحصيل ما ليس عنده بل يقدم إليه ما في وسعه وال يتكلف له القرض والشراء بالدين ونحوه لقوله صلى الله عليه

)أنا واألتقياء من أمتي براء من التكلف(. وقال صلى الله عليه وسلم: وسلم تتكلفوا للضيف فتبغضوه فإن من يبغض الضيف فقد أبغض الله ومن )ال

وقال سلمان الفارسي أمرنا رسول الله صلى الله عليه أبغض الله أبغضه(. ليس عندنا وأن نقدم له ما حضر وسلم: )أن ال نتكلف للضيف ما

وجز وفي حديث يونس النبي عليه السالم إن زاره اخوانه فقدم إليهم كسرا لهم بقال كان يزرعه ثم قال لهم: كلوا لوال أن الله لعن المتكلفين لتكلفت

لكم

ما وعن أنس بن مالك رضي الله عنه وغيره من الصحابة أنهم كانوا يقدمون حضر من الكسر اليابسة وحشف التمر ويقولون ال ندريأيهما أعظم وزرا الذي

يقدم إليه أو الذي يحتقر ما عنده وهذا معنى قوله في البيت ليس يحتقر ما العمل الصالح في التكليف وإن دعوت فال تحلف على البر في الثقل أي ليس

فاسم الله ذو جلل أحد ** وال ليأكل

والضيفان فاستمل في قول كل وائتني تجبر ** من يدعنا دع القسامة

قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السالم الطعام أصون من أن عليه فينبغي لداعي الضيف أن ال يقسم عليه بالله بل يتلطف بقوله يحلف

وإذا رآه مقصرا في األكل كرر عليه العزيمة وال يزد ائتني تجبر ونحو ذلك على قوله كل ثالث مرات

والذي روى عن الحسن قد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ما يخالفه فإنه قال لكل قادم دهشة فابدأوه بالسالم ولكل أكل حشمة فابدأوه باليمين

السيد في ]شرح أدب الكاتب[ قوله دع القسامة أي أترك الحلف بذكره ابن ينبغي احترامه وألنه قد يحلف على من ال يريد فاسم الله تعالى عظيم

الله فاستمل أي إذا دعوت أحدا الحضور مكلفة ذلك وفيه مشقة قوله وباسم األبرار وادعهمو ** ودع فقل باسم الله عندنا ونحو ذلك.واخصص بدعوتك

ذوي الفسق تحوي الرشد

في العمل ينبغي لمريد الضيافة أن يخص بدعوته األبرار واألتقياء دون األشرار واألشقياء ألن األبرار يستعينون به على المعصية فيكون معينا لهم

النبي صلى الله عليه وسلم قال: }ال يأكل طعامك إال األبرار{ وقد روي أن استضافه نصراني فلم يطعمه لكفره فلما ولى أنه وعن بعض األنبياء

النبي أن له كذا وكذا سنة يكفر بي وأنا النصراني بكا فأوحى الله إلى ذلك النبي النصراني وأطعمه أطعمه وأرزقه فهال أطعمته ساعة واحد فدعى

فأسلم النصراني. فسأله النصراني عن منعه أوال ودعائه ثانيا فذكر له الواقعة أفطر من النفل وكل مع الضيف أن تلقاه محتشما ** وإن تكن صائما

إن كان الضيف يستحي بمن األكل وحدهيستحب ينبغي للمضيف أن يأكل معه فإن كان صائما نفال أفطر وأكل معه فإن لم يفطر وشق عليه الفطر فليدع

من يأكل معه

Page 21: آداب الأكل

الكراث والبصل واحطط بمائدة ملح الجريش وضع ** كل البقول سوى

غصة األكل والحل قالوا له أيضا مناسبة ** وكوز ماء ليشفى

أن من اآلداب المتعلقة بالمائدة أن يوضع عليها مع الخبز ملح وبقل يقال المالئكة تحضر المائدة إذا كان عليها بقل وال تضع عليها ثوما وال كراثا وال

وال ما له رائحة كريهة فإن المالئكة تتأذى برائحته وفي الخبر أن المائدة بصال على بني إسرائيل كان عليها من كل البقول إال الكراث وكان التي نزلت

وعند ذنبها ملح وسبعة أرغفة على رغيف زيتون عليها سمكة عند رأسها خل فهذا إذا اجتمع فهو حسن للموافقة. وحب رمان قال الغزالي في ]االحياء[

بالطشت للغسل وابدأ بأفضلهم في الشرب ثم بمن ** عن اليمين ودر

يمينه إذا أراد سقي القوم استحب له أن يبدأ بأكرمهم وأفضلهم ثم بمن عن وهكذا أبدا إلى أن ينتهي إلى األول الذي بدأ به للحديث الوارد في ذلك وكذا

يفعل في تقديم الطشت إليهم لغسل أيديهم

اإلبكار واألصل وقدم األكل في وقت الصالة على ** فعل الفرائض في

وأدي راتبا وكل إال إذا لم تثق أو خفت ضيعتها ** فأرعا الصالة

والزم سنة الرسل وكل مع الزوج والمملوك وادعهما ** وكل مع الطفل

الفريضة يستحب تقديم األكل على فعل 

يستحب تقديم األكل على فعل الفريضة في الغدو واالصال إذا كانت نفسه تشوق إلى الطعام هذا إذا لم يخش فوات الفريضة فإن خشي فواتها بأن

تقديمها ويستحب تقديم الصالة على األكل في االولى ضاق وقتها وجب تقديم سنتها على األكل إذا خشي فوات ويجب في الثانية وكذلك يستحب

واألطفال. الوقت ويستحب األكل مع الزوجة والمملوك

لقط مبتهل في سنة المصطفى لقط اللباب أتى **دع التكبر والقط

والخول إن الغبي الذي في عقله دخل ** يرى الفنا بلقط اللقط

الخبل وقد رووا أن مهر الحسان غذا ** فكيف تتركه يا واضح

)إذا لقط اللباب الساقط حول اآلن مستحب لقوله صلى الله عليه وسلم: وقعت اللقمة من ...( وهذا إذا كان المحل طاهرا فان سقطت على مكان

متنجس حرم أكلها قبل الغسل والغبي الجاهل والخول الخدم والفنا االستفنا القطع ومن قول الشاعر ابنى سلما لستما بيده إال يدا مخبولة واصل الخبل

العضد.

أي مقطوعة العضد ولما كان المجنون مقطوع العقل سمي مخبوال قال ترك لقط اللباب يورث الفقر بعضهم

Page 22: آداب الأكل

فاسن من السبل في ضمن لحس اإلنا عفو ومغفرة ** فكيف يتركها

تواضع وفي الحديث )القصعة تستغفر لالعقها( والسر فيه أن لحس األناء وفي تركه تكبر ثم االستغفار من االنا يحتمل أن يكون حقيقة كما أنه يسبح

تعالى ويحتمل أن يكون المراد أن يكتب لالحسه أجر مستغفر مدة الله أن االناء ال يزال يستغفر لماسحه حتى ينزله طعام لحسه لألناء وذكر بعضهم

آخر

متصل وال تكن آكال قوتا على شبع ** فأصل كل داء من ذاك

العينين منفصل وال تكن آكال والعين ناظرة ** إن البالء من

في السفل واألكل في السوق منقول كراهته ** قالوا وفاعله ينحط

ثقل ذي فضل ووجه تحريمه قد قيل ثالثها ** بعد التحمل فاحفظ

العكوف جلى ال بأس بالشرب فيما سامحوك به ** وفي خروج قطع

أكل القوت على الشبع هو البردة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )أصل كل داء البردة( سميت بردة ألنها تبرد المعدة عن الهضم فيتولد من

بالغم وفضالت مضرة لعدم نضجها بسبب برودة المعدة قال صلى الطعام مأل ابن آدم وعاءا شرا من بطنه( وقال بعضهم البطنة الله عليه وسلم: )ما

من ينظر إلى الطعام إذا كان يشتهيه ولو تذهب الفطنة ويكره األكل بحضرة عينه سموم تركب الطعام آلدواء لها كان قطا أو كلبا ألنه يقال أنه ينفصل من

للناظر غليه ويكره األكل في إال بان يلقى إليه بشيء من ذلك الطعام أعني دناة( وقيل هو حرام السوق لقوله صلى الله عليه وسلم: )األكل في السوق

تحمل ثم وقيل إن كان قد تحمل شهادة حرم عليه وإال فال والفرق أنه إذا أكل في السوق انحط مع السفل وسقطت شهادته وضاع حق من استشهده

بالشرب في السوق لنقص زمنه وال يجوز للمعتكف الخروج للشرب وال بأس ويجوز الخروج لألكل.

في نهل وفي الصحيح نهى عن شرب قائمنا ** وباستقأة ناسي النهي

بالسير للعجل فبعضهم قال عم النهي فاعله ** وبعضهم خصه

فالقيام زلىء قالوا وفي خبر قد صح عن أنس ** لحاق أكل بشرب

أخبارنا األولى قال النواوي والمختار عندهموا ** طلق اإلباحة عن

الفهم من قبلي أظنهم فهموا اإلرشاد ما فهموا ** كراهة الدني خذوا

جاء في الصحيح النهي عن الشرب قائما وأمر من نسي فشرب قائما باالستقأة واختلفوا في النهي فقيل هو عام في كل أحد وقال ابن قتيبة

مخصوص بحالة السير ألجل العجالة وعدم التأني فيه أما إذا والمتولي هو وأمره صلى الله عليه وسلم الشارب قائما شرب وهو واقف فال كراهة

Page 23: آداب الأكل

الطب فالكراهة ارداشية باستقأة ما شرب يدل على أن فيه ضرر من جهة ترجع إلى والنهي ارشادي أي راجع لمصلحة دنيوية ال إلى مصلحة دينية أي

مصلحة الدنيا لحفظ البدن ال كراهة شرعية ترد لمصلحة الدين فأما األكل قائما وماشيا فقال أنس رضي الله عنه هو أبشع من الشرب قائما وكرهه

الغزالي رحمهما الله والمختار االبحاة لقول ابن عمر رضي قال النووي وكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم نأكل ونحن نمشي الله عنهما كنا على عهد

الله الجمع بينهما أن االكل في ونشرب ونحن قيام قال الغزالي رحمه الناس السوق تواضع وترك تكلف من بعض الناس فهو حسن من بعض

وخرق مرؤة من بعضهم فهو مكروه وبهذا ظهر أنهم فهموا أن الكراهة دينية في األكل والشرب معا. ارشادية ال

اإلرشاد فامتثل مشمس الماء فيه النهي محتمل ** ونصه يعضد

تحل وإن يطبخوا زالت كراهته ** أعني به جامدا عنه فال

دينية يكره شرب الماء المشمس لما اختلفوا في الكراهة هل هي ارشادية أو والصحيح إنها دينية ونص الشافعي رضي الله عنه يدل على أنها ارشادية فإنه

ال أكره المشمس وقد كرهه كاره من جهة الطب فهذه عبارة الشافعي قال ال أكره المشمس إال أنه يكره من جهة الطب واعترض وروى المزني أنه قال

الشافعي ولو طبخ بالمشمس طعام عليه الصيدالني بأن هذه ليست عبارة زالت الكراهة أن كان الطعام جامدا قاله الماوردي.

من الدخل فم المزادة مكروه فدعه فقد ** يأتيك من داخل نوع

المزادة القربة )نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فم السقا( ألنه قد يخرج من فم المزادة ماينغص الشرب أو يؤذي الشارب من

وألنه يغير رائحة فمها وألنه يمأل البطن ريحا كما قال ابن الجوزي قش ونحوه ابن الجوزي ينبغي أن ال يشرب االنسان الماء حتى ينحدر في طبه قال اعني

انظر ما يرويك فاشرب الطفله فذلك اصلح الطعام من البطن االعلى ثم من الماء ابارد يبرد لبدنك وأقوى لمعدتك واهضم لطعامك فإن االكثار

ويرطب ويضعف الحرارة الغريزية والعطش يجفف الجسم ويظلم البصر

عنه واعتزل وماء قوم عصوا بالعقر ربهموا ** ذبوا صالحا بن

واليحمور والجمل اكفى قدورك واطرح ما به عجنوا ** إلى النواضح

السفل وبئر ناقتهم فيها الشفا فكن ** في علوها ماتحا أو مايح

به ماء آبار ثمود يكره شربه والطبخ به وكذا العجن وينبغي اراقة ما طبخ وطرح ما عجن به إلى النواضح وهي البقر واليحمور لغة في الحمار والسبب

ماء مغضوب عليه ويستثنى من ذلك بئر الناقة فال يكره شرب مائها فيه أنه المثناة فوق من ينزح الماء من أعال البئر والمايح بالمثناة من والماتح بالتاء

أسفل البئر تحت من ينزح الماء من

إلى حول وقوم لوط لهم في حكم مائهمى ** فخل آثارهم واقصد

Page 24: آداب الأكل

السنا على غطا جهنم بحر الملح قال فال ** يجوز طهي به بادي

الجمر أعني به وله الفاروق عنه ** رووا كذا ابن عمرو وعنه

بحر في عذل ديار قوم لوط مغضوب عليها ويكره استعمال مائها وأما ماء الملح فقال عبدالله بن عمر وعبد الله بن عمرو ال يجوز الطهارة بمائة ألنه

لجهنم فهو مغصوب والدليل على أن جهنم تحت الملح وأنه غطاء لها غطاء اغرقوا }قوله تعالى: واتفق الجمهور على جواز الطهارة به { فادخلوا نارا

للحديث الصحيح

للهضم وامتثل وقيل شرب فكل ما شئت منبسطا ** وبعد شرب فدع

في الحازدا مهل وفي اآلنا ال تتنفس واحترم أبدا **نفخ الطعام وكن

التنفس واترك ذي دغل وانظر فم الكوز قبل الشرب وانتح ** في وفت

جهة قال الغزالي في ]االحياء[ إدخال الطعام على الطعام أنه يكره من الطب إذا شرب على ما أكله أوال فأما قبل الشرب فله أن يأكل ما شاء وال

فإن شرب فليصبر إلى هضم الطعام األول ويكسره التنفس في يضره ذلك فإذا كان الطعام حارا صبر حتى يبرد وإذا أتي بكوز اآلنا ونفخ الطعام ليبرد

يكون فيه شيء يؤذيه ويستحب تنحية فلينظر إلى حلقه قبل الشرب فقد الكوز وال ينفخ في الماء رأسه عن الكوز عند إرادة التنفس وال يتنفس داخل

اتفق سبعون وإذا شرب فليقلل من الشرب وليشرب قليال قليال قال بعضهم حكيما على أن كثرة النوم من شرب الماء.

فامتثل وال تكن نافخا لتسلخها ** فعن علي رووا النهي

وال تهل وأن تكن جازرا فامنعه عادته ** كما نهاه الرضى فازجر

نقل الحليمي هذا في المنهاج عن علي رضي الله عنه أنه رأى اللحم كالطعام فكره نفخه ونهى القصابين عن نفخ الشاة قبل السلخ والجازر هو

المهملة وبالباء الموحدة في آخره القصاب بالصاد

زاكي العمل وثلث الشرب أنفاسا وسم ** على كل الثالث لتحوي

فاشر به للبلل ال تكثر الشرب في وسط الطعام سوى ** إن كنت في غصة

بال علل أو كنت ظمآن صال فالتمسه ** فقد نص األطبا على نفي

على منتهل وشربك الماء مصا فعله حسن ** داء الكباد رووا من

انفاس يستحب شرب الماء على ثالثة 

يستحب شرب الماء على ثالثة انفاس يسمي الله في كل نفس ويحمده في آخره قال الغزالي رحمه الله تقول في آخر األول الحمد لله وفي آخر الثاني

رب العالمين وآخر الثالث الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم الحمد لله

Page 25: آداب الأكل

األكل فينبغي له ترك الشرب إال أن يغص بلقمة فيشربه وإذا كان في أثناء إذا صدف عطشه فإنه يستحب له الشرب للحاجة قال الغزالي في األحياء

يستحب له الشرب من جهة الطب قال يقال إنه دباغ إذا صدف عطشه فإنه من جهة الطب قال يقال أنه دباغ المعدة وإذا شرب الماء مصه لقوله صلى

والكباد الله عليه وسلم: )مصوا الماء مصا وال تعبوه عبا فإن الكباد من العب( بضم الكاف وفتح الباء الموحدة قيل وجع الكبد والمنتهل الشارب وهو

األول ويستحب عب اللبن ألنه طعام وفي الحديث )إن كان شيء الشرب فهو اللبن( والعرب تجتزي عن الطعام والشراب يغني عن الطعام والشراب

باللبن.

جاء في المثل والتمر والماء قالوا االسودان هما ** فاقصد إلى حفظ ما قد كالعصر في األصل واالبيضان فقالوا التمر مع لبن ** فقلبوا واحدا

التمر على العرب تقول التمر والماء االسودان واللبن والتمر االبيضان غلبوا الماء واللبن على التمر كما غلبوا العصر على الظهر فقالوا العصران للظهر

والعصر وكما قالوا ألبي بكر وعمر العمران والليل والنهار العصران قال الخطابي في قوله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه صل الشاعر: قال

غلب العصر على الصبح قال وعندي انهما العصرين إنهما العصر والصبح قال الليل والنهار فال تغلب سيما بذلك ألنهما يفعالن في طرفي العصرين وهما

تعاصر وقت قال الحموي في ]شرح التنبيه[ سميت العصر عصرا ألنها المغرب وفي هذا نظر ألن وقت العشاء أيضا يمتد إلى وقت الصبح ويظهر

العصر أنما سميت عصرا ألنها تفعل في آخر النهار وآخر النهار عصارته إذ أن بقية وتسمية الصبح والعصر بالعصرين ألنهما صالتي العصرين عصارة الشيء

وليستا من عصر واحد ألن اليوم في اللغة أنما يكون ألن كل واحدة من عصر من طلوع الشمس.

الحمل واألكل أكل التناهل فيه البر في حضر ** ورفق سفراتي في

الطفل لم يبل أكل الزهيل مع المفهوم مغفرة ** خلط الوصي بمال

التناهل أن يخلط القوم ازوادهم في السفر أو في الحضر ويأكلون وتسمى المخارجة في الحضر وهو أن يدفع كل إنسان شيئا ويشتروا به طعاما وهو

فلينظر أيها أزكى فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة }تعالى: محبوب لقوله وقال صلى الله عليه وسلم: )اجتمعوا على الكهف { طعاما فليأتكم برزق منه

أيضا مستحبة ألن ينالهم رفق في طعامكم يبارك لكم فيه( وهي للمسافر بطن ألن هذا حمل الزاد وحفظه وال نظر الحاكون بعضهم أكثر أكالمن

متسامح به عادة

متصل وإن ختمت بملح وابتدأت به ** كفيت كل دا من فعل

الخائف الوجل من سورة الخوف واإلخالص فضل غنا ** بعد الطعام وأمن

قرأة قال علي رضي الله عنه من ابتدأ غداه بالملح أيضا قال الغزالي وفي سورة الخوف وسورة االخالص بعد الطعام أمانا من ضرره

Page 26: آداب الأكل

حالة األكل من تخمة شهد الله العظيم شفت ** أن تتلها قال كعب

في مختصر حلية األولياء عن كعب االحبار رضي الله عنه قال من قرأ شهد الله أنه ال إله إال الله إلى آخر اآلية عند األكل أمن التخمة من ذلك الطعام.

سنة الرسل أبو نعيم روى التخليل في خبر ** عن سيد الرسل فالزم

في الخلل على مالئكة شقت روابجه فانهض ** وتف الذي قد قر

كره في األكل فإن قلعت طعاما فاطرحه سوى ** قلع اللسان فكل ال

أهل بيت علي عليه نص اإلمام الشافعي فخذ ** وغسل فم رووا عن

مندمل وال تخلل بعود قط من قصب ** ترى تأكل فم غير

بالرسل وقد نهى عمر عن ذاك فاعله ** ووجه المنع لألفاق

النبي روى أبو نعيم في ]تاريخ اصبهان[عن ابن مسعود رضي الله عنه أن صلى الله عليه وسلم قال: )تخللوا فإنه نظافة والنظافة تدعوا إلى اإليمان

واإليمان مع صاحبه في الجنة(.

الملكين وقال صلى الله عليه وسلم: )نقوا أفواهكم بالخالل فإنها مسكن الحافظين الكابتين( وإن مدادهما الريق وقلمهما اللسان وليس شيء أشد عليهما من بقايا الطعام في الفم وإذا قلع بالخالل طعامه استحب طرحه

وإن قلعه بلسانه لم يكره ابتالعه نص عليه الشافعي رضي الله وكره ابتالعه الله أن غسل الفم بعد الطعام مستحب رواه في عنه وذكر الغزالي رحمه

وينبغي استحباب ابتالع ما به لما فيه من االحياء عن أهل البيت عليهم السالم ما يتعلق من الطعام بين األسنان أثر الطعام كما يستحب لعق االصابع وابتالع

بعود القصب ألنه يفسد لحم بلسانه قال الحليمي في ]المنهاج[ ويكره الخالل فسأله عنه االنسان وروي أنه عمر رضي الله عنه رأى رجال بأسنانه تأكل

وذكر أنه تخلل بعود قصب فنهاه عن ذلك وكتب إلى اآلفاق ينهانهم عن بالقصب وفي طب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كراهة الخالل

الخالل بعود الرمان والريحان والسواك بهما الخالل بالقصب أيضا وكراهة الخالل بعود الخوص أيضا. ألنهما يثيران عرق الجذام وفيه كراهة

النافث الغسل داوم على أكل وتر من الثمار ترى ** به الدو السحر

السحرة قال في االحياء داوم على أكثل وتر من التمراي وتر كان يكفى شر ولن يضره سحر من أكل سبع تمرات في أي وقت كان قتلت كل داية في

كل يوم احدى وعشرين زبيبة حمرا لم ير في بدنه داء أبدا بطنه ومن أكل

األحمر وفي طب أهل بيت النبوة أن النبي صلى الله عليه وسلم: )الزبيب يطفىء المزينة بالوصب ويطيب النفس

Page 27: آداب الأكل

وينفع قال ابن الجوزي في ]طبه[ الزبيب صديق المعدة والكبد يجيد الذهن من قد اجتمعت في بطنه اخالط بلغمية إال أنه يحرق الدم ودفع ضرره بالخيار

مهل وخمسة قد رووا تعجيلها حسن ** وفي سواها تاني واسع في

من زلل تزويج كفؤ وميت هاك ثالثها ** دفع الديون وتب لله

بالجد والعجل والخامس الضيف إن يأتيك في نزل ** فكن له بالقرى

ذكر في اإلحياء أنه تستحب المبادرة إلى خمسة أشياء تزويج الكفؤ ودفن الميت ودفع الديون والتوبة والضيف يعجل له الطعام وهو القرى بكسر

مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى عن القاف يقال إنها والروغان الذهاب بسرعة قيل { فجاء بعجل سمين فراغ إلى أهله }إبراهيم:

ولد البقرة عجال. وألجل عجلته سمي

وجه ذي كحل البس نظيف ثياب واطرح دنسا ** وانظر إلى خضرة في زاكي العمل واجلس إلى كعبة تهدى لناظرها ** حال الجلوس ثوابا

السوداء وامتثل وجرية الماء وانظر في السماء ترى ** دفع الهموم مع

الزرقأ وال تحل وكحل العين عند النوم من حجر ** تسبق به نظر

هذه سبعة تقوي البصر نقل في االحياء عن الشافعي رضي الله عنه أربعة تقوي البصر لبس نظيف الثياب والنظر إلى الخضرة والجلوس مستقبل

النوم من حجر يعني باالثمد وفي الحديث )عليكم باالثمد القبلة والكحل عند الشعر( قال بعضهم اختص االثمد بهذا ألنه من الجبل فإنه ينور البصر وينبت

وتعالى لموسى فلما وقع عليه نور الحق صار الذي تجال عليه الحق سبحانه وقع عليه من النور ينور البصر دكا واحترق بنور الحق وصار أسود وصار لما

باالثمد المروح فإنه ينور وفي رواية االمام أحمد بن حنبل مرفوعا )عليكم نعيم في تاريخ البصر وينبت الشعر والمروح المطيب( وروى الحافظ أبو

قال: اصبهان عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم )ثالثة يجلين البصر: النظر إلى الخضرة والنظر إلى الوجه الحسن والنظر

إلى الماء الجاري( قال الغزالي عن القزويني في كتاب ]عجايب المخلوقات[ النظر إلى السماء عشر فوايد وذكر من جملتها أن النظر إلى السماء في

السوداء. يصرف الهم ويذهب

قال الشافعي رضي الله عنه النظر إلى فرج المرأة يضعف البصر وكذا الجلوس مستدبر الكعبة وكذا النظر إلى القاذورات قال وثالثة تزيد في العقل

العلماء والصالحين وترك الكالم فيما ال يعنيه قال صلى الله عليه مجالسة اسالم المرء تركه ما ال يعنيه(أي يهمه فال ينبغي الكالم إال وسلم: )من حسن

أنه ال ينبغي السكوت عند الحاجة كذلك ال ينبغي الكالم عند الحاجة إليه وكما جمعت الثالث في بيتين: عند الحاجة إلى السكوت وقد

الناس ذا فضل ثالثة زادت العقل التمام فدع ** فضل الكالم لكن في

Page 28: آداب الأكل

يدعوك للعمل واجلس إلى صالح تحوي به زلفا **واجلس إلى عالم

قد سبق شرحها والله سبحانه أعلم

للغسل بال جماع واربع قوة األبدان فأت بها ** طيب ولحم وماء عد

من الكتان رابعها ثوب على بدن ** جسد أي غير منسدل

هذه األربعة منقولة عن الشافعي رضي الله عنه الغسل من غير جماع واستعمال الطيب وأكل اللحم ولبس الكتان على الجسد قوله غير منسدل

طويل ألن السنة تقصير الثياب. هو حشو أي غير

النسيان للرجل كبير معز حوى السوداء نور حوى ** جلب الهموم مع

يورث نقل الحافظ واسمه عمرو بن بحر في كتاب ]الحيوان[ أن لحم المعز السوداء والنسيان ويجلب الهم لإلنسان ويفسد الدم وهذا في كبير المعز

الصغير منه فنقل في ]األحياء[ عن حكيم أنه رأى شخصا سمينا فقال وأما ]أي حلة[ من نسل أضراسك قال مما هي قال من أكل أرى عليك قطيفة

والدهن يدهن البنفسج ولبس الكتان لباب الخبز والبر وصغار المعز

الداء والعلل البيهقي روى لحم البقير أذى ** والشحم منها شفاء والبول من إبل والسمن فيه شفاء واعمد إلى درب ** فاشرب له لبنا

وسلم قال: البقير بفتح البالغة في ]السنن الكبير[ أن النبي صلى الله عليه والراء )في البقر لحمها داء وشحمها دواء وسمنها شفاء( والدرب بفتح الدال

المهملتين ثم بالموحدة في آخرة

بعضهم جاء في الحديث )أبوال االبل والبانها شفاء من الدرب( والدرب قال هو نوع من االسهال يسبب تخمة أو هيفة فإذا شرب اإلنسان أبوال اإلبل

أخرج المادة التي في البطن فإذا أخرجها انقطع االسهال وحصل وألبانها الشفاء

فسحة األجل وواظب الرأس بالتسريح مع ذقن ** تكفي البال وتحوي

تحل وبيض قمل وطبوع عالجهما **دخان زنجفرهم بحر وال

قال: )من روى أبو نعيم في ]تاريخ أصبهان[ أن النبي صلى الله عليه وسلم وأما سرح لحيته ورأسه كل يوم وليلة عوفي من أنواع البال وزيد في عمره(

بيض القمل هو الصوأن الذي يلتصق وكذلك الطبوع الذي يحصل في الذهن وال يكاد يزال إال بعسر وبيض القمل هو الصبيان الذي في وشعر الجسد

وأسود يلصق بالجلد والشعر وعالجه صعب ومتى الشعر والطبوع قمل أحمر حرب هذا مرارا فصح ذلك وهو تبخر من عليه طبوع بزنجفر ذهب عنه وقد

الصواب.

Page 29: آداب الأكل

نقل ذي فضل بعض الشيوخ ذكي هضم اللحوم أتى ** بأكل عظم فخذ عن

بالعظم من أكل اثنان قد أكال كبشين وارتهنا ** وزاد أعرفهم

األجل فآكل اللحم وافته منيته ** وآكل العظم أضحى مخور

حكى شيخنا الشيخ ضياء الدين رحمه الله أنه برأ شخصين اترهنا على أكل كبشين وأن أحدهما التزم أن يأكل كبشه بعظمه وكان ذلك للعلم أن أكل

الطعام فأكله بعظمه فعاش وأما اآلخر فأكل اللحم وحده فمات العظم يهضم

تأكل من البصل واألكل في مسجد فانقل إباحته ** إن لم تلوث ولم

حشوة الفجل وال من الثوم والكراث طبخهما ** أزال كرها وقم عن

حكم األكل في المسجد 

وال األكل في المسجد مباح بشرط أن ال يلوث المسجد وأن ال يأكل فيه ثوما بصال وال كراثا وال ماله رائحة كريهة فإن طبخت هذه األمور زالت الكراهة

المجذوم وامتثل وإن يكن أبخر فأمنعه مسجدنا ** كما نهى عمر

أكل إذا كان باالنسان بخر محكم فال شك أن رائحة فمه تزيد عن رائحة فم الثوم والبصل وهذ مع ظهوره كان الشيخ ولي الدين الملوي رحمه الله يفتى

ويمنعه من المسجد والمجذوم ومن به صنان متحكم كاألبخر. به

يا روي عن عمر رضي الله عنه: أنه رأى جارية مخذومة تطوف بالبيت فقال أمة الله لو جلست في بيتك ال تؤذي الناس فتركت الطواف ولزمت بيتها

رضي الله عنه قيل لها إن الذي نهاك قد مات فاخرجي فلما مات عمر واعصيه ميتا وطوفي فقالت ما كنت الطيعه حيا

وهو جلي كل سموما بروث البطن صفرت ** في بحر مذهبنا ذا النقل

الخل ال تهل بعسر تمييزه كالدود في قصب ** أو في الجبن ودود

ألن قال الروياني في ]البحر[ يجوم أكل السمك الصغير وفي بطنه الروث األولين لم يكونوا يتتبعوه ويخرجوا ما في بطنه وال يكلفون الناس تتبعه وهذا واضح وقد صحح ]الرافعي[ جواز ابتالع السمكة حية مع أن في بطنها الروث

يجوز أكل دود الجبن والقص والفاكهة معها والجبن بضم الجيم وهذا كما في الجبن. والباء وتشديد النون لغة

تشبع من الدغل وقت الضرورة كل من ميتة حرمت ** حفظ الحياة وال

ذكاة الميتة إن كان حالال حالة االختيار فواضح والميتات التي تحل من غير خمسة السمك والجراد والجنين والصيد إذا مات بثقل الجارحة فأكل هذه

حالل وما عداها حرام إال دود الجبن والفاكهة فإنه يؤكل معها وال يؤكل األربعة األصح وأكل الميتة حال الضرورة مباح إذا خاف على نفسه موتا منفردا على

Page 30: آداب الأكل

األكل على الصحيح حفظا للحياة وال يجوز أن أو مرضا إن لم يأكل فيجب ويقيم صلبه للمشي وال يحل الشبع إال يأكل منها زيادة على ما يحفظ الحياة

بسبب انقطاعه عن الرفقة إذا لم يتوقع حالال قريبا أو خاف الضر على نفسه حالل على إن لم يشبع ويجوز أن يتزود من الميتة إن لم يكن أمامه طعام

األصح في الروضة.

خذ ألكل الحبة السودا حصول شفا ** من كل داء هي الشونيز

من نحلة العسل وكل تنفي البرايد واألخالط عنك ** إذا أكلتها بالجنى

الداء والعلل للمصطفى في السماء قالت مالئكة ** مر بالحجامة شاكي

وتمتثل ما مر في مأل إال وقال له ** مر أمة لك فلتحجم

الحادي بال حول في سابع العشر أو مرهم بتاسعة ** أو بعد عشرين في

الموت وإذا في الصحيح: )الحبة السوداء شفاء من كل داء إال السام( والسام أكلت بالعسل قطعت البرايد واالخالط والشونيز بضم الشين المعجمة والنون

ثم بالياء المثناة تحت ثم بالزاي في آخره هو الكمون االسود على الصحيح ويوضحه قوله صلى الله عليه وسلم في الحبة السوداء: )وهي التي المشهور

يعني في األرض المالحة ألنها أكثر ما تنبت في األرض تنبت في الملح( في }مختصر حلية األولياء{بهذا المعنى السبخة المالحة وحديث الحجامة

األمر بها في السابع عشر والتاسع عشر ورواه البيهقي في ]السنن الكبرى[ والحادي والعشرين.

بالغمس فامتثل وأغمس ذبابا هوى فالغمس فيه ** شفا نص الحديث أتى

نحلة العسل وللزنابير هذا الحكم إن وقعت ** كذا البعوض وخلص

ترمي مع النبل خص العموم بأمر الغمس إن حييت ** بالنهي عن قتلها

حكم وقوع الذباب في الطعام 

إذ وقع الذباب في الطعام والشراب استحب غمسه لقوله صلى الله عليه وسلم: )إذا وقع الذباب في شراب بأحدكم أو قال في طعامه فليغمسهس

فإن في أحد جناحيه داء واآلخر شفاء وأنه يتقي بالداء(. كله ثم ليطرحه

والبعوض قال الحافظ اسم الذباب يقع عند العرب على كل الزنابير والنحل وغيرها وحينئذ يستدل بالحديث على استحباب غمس الجميع إذا وقعت في

شراب أو عسل ونحوه فإن قيل تلك حقيقة لغوية وقوله صلى الله طعام أو باأللف والالم فإنه يحتمل أن يراد به ما كان مألوفا عليه وسلم وإن كان عام

الذباب قد خص بالبعض وصار فيه حقيقة عندهم مما يخالطهم وحينئذ فإسم والحمار والحقيقة العرفية عرفية كما اختص اسم الدابة بالفرس والبغل

ما رواه الحافظ مقدمة على اللغوية واللغوية والدليل على أنها حقيقة شرعية

Page 31: آداب الأكل

قال: )الذباب ]أو نعيم[ في ]تاريخ أصبهان[ أن النبي صلى الله عليه وسلم كلها في النار إال النحلة فإنها في الجنة(.

ذلك وقال علي رضي الله تعالى عنه في العسل ]أنه حذقة ذبابة[ إذا علم فظاهرة استحباب غمسها مطلقا وإن كانت حية وافضى ذلك إلى موتها

ينبغي تخليصها من غير غمس لنهيه صلى الله عليه وسلم عن بالغمس إال أنه لألول ويجب على هذا تخليص النحل ولو وقع قتل النحلة ويكون هذا مخصصا

يرشد إلى عدم استحباب الذباب وانغمس بنفسه فظاهر تعليل الحديث تعبدنا فيه بفعل ال غمسه ثانيا ويحتمل أن يكون إلحاقه كالميت الغريق ألن ما

جميعها يسقط التعبد إال بذلك الفعل ولو كان غمس جناحي الدابة دون فليحتمل االكتفاء بهما لحصول الشفاء سفي الجناح اآلخر ويحتمل المنع.

النسيان للرجل بعض التصانيف فيه عدة ذكرت ** بفعلها يحصل

النفل بأكل حمض وطول مع سهر ** على انتصاب بطول الكل في

فاقصد إلى حول وطرح قحل مشى بين ما قطرت ** والمشي في طرفها

والعصيان في العمل وكثرة الوطىء مع أكل السمين ومع ** أكل المزالح

تقراه وامتثلهذه خمسة عشر كذا التقهقة واإلنصات من لقط ** ولوح قبر ذال بالعالم والمتعلم وذكرها ذكرها بعض الحنفية في تصنيف له يذكر فيه أدابا

الجملين غيره متفرقة قوله في البيت ومشي بين ما قطرت يعني بين المقطورين والجمال المقطورة والمشي في طرفها أجر الله تعالى العادة

األمور تورث النسيان وذكر في الكتاب المذكور أشياء تورث الفقر بأن هذه وقد جمعتها بقولي

على مهل ويورث الفقر أيضا عدة ذكرت ** مني فخذ عدهاواحفظ

القشر النوم عريان أو أكل على حدث ** وترك كنسي وحرق

قمامتكم من بصل والكنس في الليل ال تقعد ** على عتب اخرج

باإلسم وادع له واطرحن على الزبل والمشي قد **أم شيخ أو نداء أب

واالبتكار إلى يحصل على عمل والغسل بالطين ** والتوزاب قد ذكروا خياطة الثوب ملبوسا رواه األسواق من عجل واإلمتشاط بمكسور سنابلها

العمامة أن تعقد من الملل كذا جلي كذا التسرول في حال القيام كذا لف اللباب بال لقط من الكسل ومس وجهك التوسع والتعتير من أكل ترك

بها مسحة ضعفه بالعلل هذه أيضا ذكرها في آداب باالثواب دعه ومن روى الحنفية قوله والنوم عريان يعني تحت السماء أما العالم والمتعلم شخص من

والرداء ونحوه فهو سنة كما سيأتي قوله التجرد من الثياب والتستر بالكساء أخرج قمامتكم الوسخ واألكل على الحدث الذي ذكره األكبر وعن قوله

ألبويك الحاصل من حنس البيت ألن تركها يورث النقر قوله وادع لها أي ادع فترك الدعاء لها يورث الفقر والتواب لغة في التراب.

Page 32: آداب الأكل

وروى عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان له منديل ينشف بها لكنه طعن في هذه الرواية

وإن أكلت فنم بعد الغداء ** وقم بعد العشاء تمشي

زوال ثم نم وكل وقت الغداء ** لوقت الفجر أوله إلى

به وقت العشاء يلي مازاد ** عن نصف ما يكفي الفتى شبعا

وقت السحور فكل ونعم ** به الغداء والعشاء فذره ** وامتثل لنصف ليل به تمر رووا عن سيد الرسل

خطوة يستحب من جهة الطب النوم بعد الغداء والمشي بعد العشاء ولو مائة قالت العرب تعشى وتمشي وتغد واصله وتمدد ولكنه اقتصر على أحد الداليه

اقتصر على أحد الطائية في قوله تعالى: }لقد ذهب إلى أهله كما يتمطى{وإنما أصله يتمطط قال بعضهم إذا أراد النوم بعد الغداء اضطجع

جنبه األيمن قليال ثم اضطجع على األيسر فنام قال الرافعي يدخل وقت على الفجر ويمتد إلى الظهر ويليه وقت العشاء ويمتد إلى نصف الغداء بطلوع

الفجر الثاني فلو حلف ال يتغدى حنث باألكل الليل ويليه وقت السحور إلى يتعشى حنث باألكل بعد الزوال قبل الزوال ولم يحنث بما بعده ولو حلف ال

السحور على تمر ولو حلف ال يتسحر حنث باألكل بعد نصف الليل ويستحب إذا أفطر على لقوله صلى الله عليه وسلم: )نعم السحور التمر( وألن الصائم

تمر وسحر به كان في ذلك مستعمال للحالوة في أول أكله وآخره وفيه تفاؤل بحسن أعماله وقبول صيامه ثم الحنث بالغداء والعشاء بأكل زيادة عن نصف

ذكره الرافعي في اإليمان. ما يكفيه عادة

باالدواء في شغل وقبل نوم تخال إن فيه شفاء ** حبس الخبيثين

يستحب من جهة الطب أن يعرض نفسه على الخالء قبل النوم فإن في داء ويقال إن البول إذا حبس أفسد ما حوله قال افالطون من عرض حبسها

النوم دامت له حسن صورته والداء بالدال المهملة نفسه على الخالء قبل لألمراض يجمع على ادوية التي يكتب يجمع على ادواء والدواء الذي يستعمل

منها تجمع على دوا وهذه أبيات في آداب النوم.

الحرز واضمم مواشيك واغلق باب داركموا ** وضم صبيانكم في

أتى واألمر فيه جلى واتكل واغسل يديك تطع آماله غمرا ** وغسل فم

واسغ في البدل وإن تنم جنبا أو حائض طهرت ** سن الوضوء توضأ

يستحب قبل النوم ايكاء السقاء يعني القربة وإيكاؤها ربط فمها ويستحب تخمير األواني التي فيها طعام وما في معناها والبئر يستحب تغطيتها

النار كالمصباح وغيره ويستحب ضم المواشي وهم الدواب ويستحب اطفاء الصبيان لقوله صلى الله عليه وسلم: جمع ماشية ويستحب غلق الباب وضم الشياطين تنتشر واغلقوا الباب )إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن

Page 33: آداب الأكل

واوكوا قربكم واذكروا اسم واذكروا اسم الله فإن الشيطان ال يفتح بابا مغلقا واطفئوا الله وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها

مصابيحكم( وجنح الليل بكسر الجيم وضمها ظالمه وقوله صلى الله عليه أي تجعلوه عرضا ويستحب غسل الكفين والفم من أثر الطعام لقوله وسلم

)من نام وفي يديه غمر فأصابه شىء فال يلومن إال صلى الله عليهوسلم: نفسه(.

لله من زلل وعند نوم تجردا أوصي عن عرض ** أو الديون وتب

بالذكر والعمل ونم إلى قبلة بالطهر عن حدث ** واختم كالما مضى

المختار بالذكر والعمل على اليمين فنم بسم اإلله وقل ** أيضا على ملة

النوم هذه آداب تتعلق بحالة النوم فيستحب عند النوم أشياء منها التعري عند نقل الشيخ أبو عبدالله بن الحاج إن التجرد من الثياب سنة ألن النوم في

يقطعها ويدنسها وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثياب إذا كان له مال أن يوصي فيه لقوله صلى الله اضاعة المال ومنها يستحب

يوصي فيه يبيت ليلة إال ووصيته عليه وسلم: )ما حق امرء مسلم له شيء ربما مات فتبقى ذمته مكتوبة عند رأسه( ومنها يستحب أداء الديون ألنه

ينام مرهونة أي معوقة عن دخول الجنة حتى يوفي عنه ومنها يستحب أن إلى القبلة على طهارة فإن كان جنبا استحب له أن يغتسل وإن لم يغتسل

فقد الماء تيمم ومنها يستحب تجديد التوبة من سائر الذنوب قبل توضأ فإن شرائط إن كانت عن ذنب بينه وبين الله االقالع والندم النوم وللتوبة ثالثة

بآدمي جب رابع وهو رد الظالمة حتى ال تصح والعزم أن ال يعود فإن تعلقت الغيبة حتى يعلم المستغاب بما التوبة من الغصب حتى يرد المغصوب وال من

ذين إذا }قوله تعالى: قال عنه ليقتص او يعفو والدليل على اعتبار األربعة وال ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إال فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم

الله{ دليل على ]اآلية[ ففي قوله تعالى: }ذكروا { يصروا على ما فعلوا الله ولم لم }تعالى: اعتبار الندم ألن من ذكر الله تعالى ندم على فعله وفي قوله

اإلصرار على دليل على بقية الشروط فيؤخذ منه عدم { يصروا على ما فعلوا العود وعدم اإلصرار على أخذ مال الغير وذلك بأن ال يصر على عدم الرد ثم الشرط إن يعزم على أن ال يعود مع القدرة فإن عزم على أن ال يعود لعجزه

بعدما زنى أو عجز عن السرقة لقطع يده فعزم على عدم كمن وجب ذكره ولو غصب مال شخص وابلغه توقفت التوبة العود لعدم قدرته لم تصح توبته

نقلوا ذلك عن }أبي الفضل على آدائه حتى يجب عليه اإلست كساب ويؤدي جنى على العراوي{من أصحابنا وهو ظاهر لكن ذكر في الروضة أنه من

إنسان فوجب عليه القصاص لم تتوقف صحة توبته على تسليم نفسه ليقتص رجى العفو أم ال بل تصح توبته من القتل في حال تغييبه وعلله بأن منه سواء

معصية محدودة وهذا بعينبه جار في مسالة الغصب ألن قال ألن القتل محدودتان فصحت التوبة منهما كالقصاص الغصب وإتالف المال معصيتان

والسبب ال يتوقف على وألن القصاص مسبب عن الجناية وكذلك لزوم المال المسبب بخالف العكس فظهر ضعف ما قاله العراوي نقال ومعنى قال

السبكي في }التذكرة{التوبة تنقسم إلى ما يتعلق بحق الله تعالى على ما يتعلق بحق الله وحق اآلدميين أما ما يتعلق بحق اآلدمي الخصوص وإلى

Page 34: آداب الأكل

عنه دون الخروج عن حق اآلدمي وإلى ما ال تصح فينقسم إلى ما تصح التوبة فيه حقيقة الندم مع دوام وجوب حق دونه أما ما تصح دونه فهو كل ما يتصور

غير تسليم القاتل اآلدمي كالقتل الموجب للقصاص فيصح الندم عليه من القصاص نفسه ليستقاد منه فإذا ندم صحت توبته في حق الله تعالى ومنعه

وأما ما يصح دونه فكاإلغتصاب ال يصح عليه مع بقاء اليد عليه وكذلك ظالمات العباد وال تصح التوبة منها إال بعد ردها أو ضمان قيمة ما أتلفه منها إن أمكنه

فإن تعذر عليه لومه العزم على أدائه إن أمكنه ذلك وصحت توبته وذهب ذلك أن توبته تصح فيما بينه وبين الله تعالى وذلك بان يرد بعض العلماء إلى

يتضمن ترك الرد لمال زيد فإذا التوبة تر ما المغصوب إلى صاحبه كما ال الطاعات وشرب المسكرات وأما ما لعمرو وأما ما يتعلق بحق الله فترك

أما من لم يسلم يتعلق بهما جميعا فكقذف المحصنات فهل تصح التوبة منه نفسه للحد فيه خالف فمن رأى أنه حق لله صحح التوبة ومن رأى أنه حق آلدمي فمن قاسه على القتل صح التوبة ومن قاسه على الغصب لم تصح

التوبة منه.

له كالمه رحمه الله تعالى وذكر أيضا في حد التوبة إنها ندم ألجل ما وجب الندم قال وإنما قلنا ذلك ألن من ندم على مقارفة سيئة الضرارها به في

وسقوط المنزلة عند الناس فهو نادم غير تائب فال بد من الندم على ما المال الله تعالى فبه تصح التوبة الشرعية فاته من حقوق

إذا وقال والتوبة في اللغة الرجوع من حال إلى حال يقال تاب وناب وأناب رجع والتوبة من الله تعالى على العبد بأن يخلق التوبة في قلبه متفضال عليه

بأن ال يخلق له القدرة على المعاصي بل يخلق له الكراهية لها والدواعي وأما قلوبكم{ }ولكن الله حبب إليكم اإليمان وزينه في كما قال تعالى: إلى الطاعة

فيه من كراهتها ]اآلية[ وإذا رجع العبد عن فعل المعصية بما خلق الله تاب واكتسب بالطاعة بخلق الله إياها وتزيينها في قلبه وأقداره عليها فقد

أي كره { ليتوبوا ثم تاب عليهم }فهذه توبة العبد وقد قيل مثل ذلك قوله تعالى: الله هو التواب الرحيم إليهم الكفر والفسوق والعصيان ألجل أن يتوبوبا أن

وليست }تعالى: قال السبكي وللتوبة وقتان أحدهما ما لم يفر غرقا قال الله ]اآلية[ الثاني ما لم تطلع الشمس من مغربها { التوبة للذين يعملون السيئات

]اآلية[ { تأتيهم المالئكة أو يأتي ربك هل ينظرون إال أن }قال الله تعالى:

التبديل يحتمل أن يكون المراد بالخير في اآلية المداومة على اإليمان بعدم على أن تكون أو بمعنى الواو ويستحب أن ينام إلى القبلة متطهرا عن

يكون آخر كالمه ذكر الله تعالى وأن ينام على الجانب األيمن وأن الحدث وأن ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يقال حين يقول بسم الله وعلى

في عمل اليوم والليلة عن النبي يوضع الميت في قبره رواه ابن السني صلى الله عليه وسلم.

مثل ذي فضل والنوم مستلقيا جاءت اباحته ** وللنساء كرهه في

تحرص على كسل نوم الوجوه به بغض اإلله فدع ** نوم الشياطين ال

قم عنه واعتزل والنوم في الشمس صيفا داؤه ذكروا ** والنوم في قمر

Page 35: آداب الأكل

والندب فانتحل نوم اليسار به هضم الطعام أتى ** عن األطباء فطب

في الظل في ومن ينم بعضه في الشمس نام على ** نهى الرسول فنم ظلل

آداب النوم 

سبق النوم على أربع حاالت الحالة األولى النوم على اليمين وهو سنة وقد الثانية النوم مستلقيا بأن يجعل ظهره لألرض ووجه إلى السماء وهو مباح

لما روي أن عمر رضي الله عنه رأى رسول الله صلى الله عليه للرجال واضعا احدى رجليه على االخرى قال الحليمي وسلم مستلقيا في المسجد

عمر بن عبد العزيز رضي الله في المنهاج وهو مكروه في حق النساء ألن نوم الشياطين عنه رأى ابنته كذلك فنهاها الثالث النوم على الوجوه وهو

وإخوانهم من األنس وهو مكروه ألن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجال نام على بطنه فحركه وقال: }هذه ضجعة يبغضها الله{وألن الكفار يسحبون

وجوههم وكذلك يعذبون الرابعة النوم على اليسار وهو مستحب عند على الطعام وقد سبق أنه من جهة الطب وينبغي عندهم األطباء ألنه يسرع هضم

األكل ثم ينقلب على الجانب األيسر أن يضطجع على الجانب األيمن قليال بعد األربعة ما هو مندوب وهو النوم قوله والندب فانتحل أي اختر من هذه األنواع

نوم غيرهم قال ابن على الشق األيمن وال ينظر إلى نوم األطباء وال إلى والنوم الجوزي في طبه النوم في الشمس زمن الصيف يحرك الداء الدفين

في القمر يحيل األلوان ويقلب اللون إلى الصفرة ويثقل الرأس قال ويكره ينام بعضه في الشمس وبعضه في الظل لنهيه صلى الله عليه وسلم عن أن

يكره نوم الغادة وهو أول النهار لقوله صلى الله عليه ذلك.قال الحليمي الرزق( قال ويكره بعد العصر لقوله صلى الله عليه وسلم: )الصبحية تذهب

وأصابه لمم فال يلومن إال نفسه( واللمم الجنون وسلم: )من نام بعد العصر ويعتريه والخبل الجنونوال تنم في سطوح ال وسمي لمما ألنه يلم بالشخص

البيت واكتفل قال الحليمي يكره أن ينام على حضير له وال تنم خاليا في وسلم: )من نام على ظهر بيت ليس سطح غير محوط لقوله صلى الله عليه

الرجل وحده في بيت قال عليه ما يستره فمات فال ذمة له( ويكره أن ينام وحده أو الحليمي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينام الرجل

يسافر وحده وقال: )لو يعلم الناس ما في الوحدة لم يمش راكب بليل وحده أبدا( قوله واكتفل أي كن في كفالة غيرك عند النوم أي في حراسته.

الشيطان لم يقل وقيل ظهير فنم معنى الحديث كذا ** قيلوا فإن أخا

ذاك واعتزل وال تنم في لحاف قد حوى رجال وال ** صبيا وبن عن

بالتعميم فانتقل عند التجرد حض النهي بعضهموا ** وبعضهم قال

تقيل( قال الزمخشري قوله صلى الله عليه وسلم: )قيلوا فإن الشياطين ال إن القيلولة هي النومة قبل الظهر ويحرم نوم اثنين تحت لحاف واحد لنهيه

الله عليه وسلم عن المجامعة وهي نوم رجلين تحت ثوب واحد ثم قال صلى هذا إذا كانا متجردين عن الثياب وأطلق الرافعي النووي في شرح مسلم

وينبغي التحريم في نوم األمرد مع الرجل التحريم وكذا النووي في الروضة

Page 36: آداب الأكل

فرق صبية بلغوا ** حد الجماع مطلقا لغلبة وقوع المفسدة.وفي المضاجع وزوجا ذايق العسل

بينهم في الحديث )مروهم بالصالة لسبع واضربوهم على تركها لعشر وفرقوا في المضاجع( فعلى كل من األبوين أن يفرق بين أوالده في المضاجع عند

فيجعل لكل صبي وصبية فراشا وحده إذا بلغا حد الشهوات في الجماع. النوم

)متى قوله زوج ذايق العسل هو كناية عن لذة الجماع كما جاء في الحديث تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك( كنى بالعسيلة عن النطفة ثم عن لذة

المجاز فينبغي لألب أن يزوج ولده إذا بلغ حد الشهوة لئال يعتاد الجماع فهي الفاحشة

الخلل وال تنم قبل فرض خفت ضيعت ** فإن ذاك حرام واضح

الفرض وامتثل والنوم قبل العشاء جاءت كراهته ** فدع منامك وارع

خذه بال جدل والنوم في مسجد جاءت اباحته ** والكره عن مالك

حكم النوم قبل أداء الفريضة 

قبل يحرم النوم قبل أداء الفريضة إذا خشي فوتها حتى لو علم أنه إذا نام الوقت ال يستيقظ حتى يخرج الوقت حرم النوم ألنه يفوت الواجب وهذا كما

بعيدة ويجب تعلم السعي إلى الجمعة قبل الوقت على من داره قالوا يجب يمكنه التعلم بعد الوقت ويكره بعد دخول وقت الفاتحة قبل الوقت لمن ال

المساجد وعندنا مباح ألن عليا رضي العشاء النوم قبلها وكره مالك النوم في عليه وسلم وكان غضبانا الله عنه نام في المسجد فجاءه النبى صلى الله

على أهله فقال له: )قم أبا تراب( ولم ينهه عن ذلك.

الناس يحل ولم تنم بين أقوام على سهر ** وكن أدوبا ترى في

يأتي من الحيل وإن نعست فقم خلي المكان ودم ** دفع النعاس بما

على ال ينبغي النوم بحضرة أقوام مستيقظين ألنه قد يخرج منه ريح فيشوش الحاضرين وألن فيه قلة مرؤة فإن غلب النعاس على شخص فينبغي له

آخر وقد جاء األمر بالتحول في حديث. التحول إلى مكان

حلوه في يقظة جردت فضل لصاحبها ** أو نومة جاء خلف قد

كانت جلى ذكر أبو طالب المكي في }قوت القلوب{كالما في اليقظة إذا مجردة عن ذكر الله تعالى وسائر العبادات هل هي أفضل من النوم أم النوم

منها فقيل هي أفضل ألن النوم نقص وقيل النوم أولى ألنه قد يرى أفضل فيه البارىء جل وعال واألنبياء والصالحين وليس الكالم في نوم حقيقة النوم

في روضة عدها خذها بال جدل ** قد مازوا بأربعة

واإلسترخاء فاحتفل فقد الشعور ورؤيا النوم ثالثها ** فقد السماع

Page 37: آداب الأكل

تذهب اختلفوا في النوم فقيل ريح تأتي اإلنسان إذا شمها ذهبت حواسه كما الخمر بعقل شاربها وقيل النوم إنعكاس الحواس الظاهرة إلى الباطنة حتى

يرى الرؤيا وللنوم أربع عالمات عدها في الروضة األولى فقد الشعور يصح أن أو وقع على جسده ماء لم يحس به ولم يشعر الثانية أن حتى لو مسه إنسان

استرخاء األعضاء فلو كان قابضا بكفه على دراهم يرى في منامه رؤيا الثالثة من غير شعور بها دل على ثم نعس فاستيقظ فوجها قد سقطت من يده

قالوا. نومه الرابعة أن يخفى عليه كالم الحاضرين فال يدري ما

وقم بالثلث واشتغل وكثرة النوم نقص في الحياة فنم ** ثلث الحياة

األحوال ابتهل وإن نعست فدع ثقل الصالة ونم ** واعمل بطوقك في

ثمان قال الغزالي ينبغي لكل أحد أن ال ينام في اليوم والليلة أكثر من ساعات ألنه إذا عاش ستين سنة يكون قد نام فيها عشرين سنة وينبغي أن

ليله في الطاعات والثلث األوسط في الصالة وهذا التقدير كله يصرف ثلث الله عليه وسلم عن داود عليه السالم أنه كان ينام مأخوذ من إخباره صلى

وذلك ثلث العمر قوله وإن نعست فدع نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه فينبغي له قطع ما هو إذا عرض لإلنسان نعاس وهو يصلي أو يتلو كتاب الله

وسلم: )فإن فيه واالشتغال بالنوم وقد جاء ذلك معلال بقوله صلى الله عليه أحدكم ال يدري لعله يستغفر فيسب نفسه(.

األصل وانفض فراشك بعد العود ففعله ** قد حوى نوعا من

ما يستحب فعله للمستيقظ 

لقوله يستحب لإلنسان إذا فارق فراشه وعاد إليه أن ينفضه قبل أن ينام فيه صلى الله عليه وسلم: )إذا أوى أحدكم الى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره ال

يدري ما خلفه بعده(.

والتسبيح والعمل إذا مضى ثلث خلي الفراش وقم ** إلى النوافل

النفس يستحب لإلنسان إذا كان له ورد من الليل ألن العبادة فيه اشق على وألن غالب الناس ينام في ذلك الوقت وذاكر الله بين الغافلين كشجرة

أشجار يابسة وهذه آداب تتعلق بالدعاء. خضراء بين

المختار والرسل واجلس إلى قبلة بالحمد مبتدئا ** وبالصالة على

يا منجح األسل وامدد يديك وسل فالله ذو كرم ** واطلب كثيرا وقل

الكف فابتهل ببسط كف خذ األقوال ثالثها ** عند البالء بظهر

فال تحل برفع كف أم األطراف قد ذكروا ** قولين أقواهما رفع

آداب الدعاء 

Page 38: آداب الأكل

هذه آداب الدعاء منها أن يكون متطهرا جالسا إلى القبلة وأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم واألنبياء والمرسلين ويختم دعاؤه بالصالة عليهم

يقبل الصالتين ومن كرمه أن يقبل ما بينهما من الدعاء ويستحب أن فإن الله ويقبضون أيديهم }تعالى ذم أقواما يقبضون أيديهم فقال: يمد يديه ألن الله عليه وسلم: قيل ال يمدونها في الدعاء وقال صلى الله { نسوا الله فنسيهم

وجوهكم( وإذا دعى الله )ادعوا الله ببطون أكفكم فإذا فرغتم فامسحوا بها )إذا دعا أحدكم استحب له أن يعظم الرغبة لقوله صلى الله عليه وسلم:

اليدين فليعظم الطلبة فإنه ال يعظم على الله شيء( واختلفوا في كيفية مد عند السؤال فقيل يدع الله ببطون كفيه وقيل بظهورهما وقيل إن كان في

دفع البالء دعا بظهرهما وإن كان في طلب حاجة سأل ببطنهما سؤاله بصره إلى السماء هل هو أفضل من جعل وجهه واختلفة في استحباب رفع

الراجح األول ألن السماء قبلة إلى االرض كما يفعل المصلي أم ال قولين بدر قوله وانتحل أي الداعين وألن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا دعا يوم

ربي اختر هذا المذهب قال الغزالي يستحب أن يقول قبل الدعاء سبحان العلي األعلى الوهاب ثالثا ثم يدعو وروى سلمة بن األكوع )أن النبي صلى

عليه وسلم كان يستفتح دعاءه بقوله سبحان ربي العلي االعلى الوهاب الله ثالثا(.

الله وامتثل وابدأ بنفسك ثم اآلل فادع لهم ** وخص صحب رسول

العلل واخصص أباك وبر األم وادع ** كما قد ربياك صغيرا بارح

ما يستحب فعله للداعي 

وللمؤمنين }واستغفر لذنبك يستحب للداعي إذا دعا أن يبدأ بنفسه لقوله تعالى: الدعاء دعاء المرء لنفسه( ولقوله صلى الله عليه وسلم: )أفضلوالمؤمنات{

معنا أحدا فبدأ ولقول األعرابي في الصحيح اللهم اغفر لي ومحمد وال تشرك بنفسه ويستحب الدعاء والترضي عن الصحابة رضي الله عنهم بالرحمة

ذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا }والرضوان لقوله تعالى: وإلخواننا والذين سبقونا باإليمان ذكروا أنه يورث الفقر ويستحب الدعاء لألبوين { ال

ألبويه ويستحب برهما برهما بالصدقة عنهما فإن الله تعالى يجعل أجرها ويكتب له مثل ذلك قال الشافعي رضي الله عنه يستحب لمن تصدق بصدقة

عن أبويه فإن الله تعالى يكتب أجرها ألبويه ويكتب له مثل ذلك أن يجعلها

بال ملل وعم كل أخ والمسلمين تجب ** فالله ذو سعة يعطي

يستحب لإلنسان بعدما يدعو لنفسه أن يدعو لجميع المسلمين لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم والله في عون العبد مادام في عون أخيه ولما

صلى الله عليه وسلم رأى رجال يدعو لنفسه فقال له اعمم روي أن النبي السماء واألرض والبر بفتح الباء الموحدة من فإن العموم والخصوص كما بين

مأخوذ من البر وهو العطاء الواسع أسماء الله تعالى ومعناه الكثير العطاء إنما يمتنع من العطاء وهو الذي يعطي بال ملل أي ال يسأم من العطاء ألنه

يمل من يخشى الفقر وذلك محال على البارئ جل وعاله في الحديث }ال الله حتى تملوا

Page 39: آداب الأكل

العدل وال تكن ذا اعتداء في الدعاء تنل ** بغض اآلله وراعي

إذ تسل المعتدي في الدعاء شخص ** يصح به وطالب منزال

ظلم فال تطلب كالمرسلين على أو طالب فوق حق في ** ظالمته الجور سوى المثل

. { المعتدين ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه ال يحب }قال الله تعالى:

وال تجهر بصالتك }فسر بعضهم اإلعتداء برفع الصوت ويدل عليه قوله تعالى: إذ نادى }وقال تعالى: قيل نزلت في الدعاء { وال تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيال

أيضا بأن يطلب في دعائه ما ال يتأتى الوصول .وفسر االعتداء { ربه نداء خفيا وفسر أيضا بالمظلوم إذا دعا على من إليه كمن يطلب منازال كمنازل األنبياء

فليس لمن شتم أو ضرب أو ظلمه ال يجوز أن يطلب زيادة على قدر الظالمة أمواله بل غصب منه مال أن يدعو على ظالمه بأخذ روحه أو بهالك جميع

طريقة أن يقول اللهم كافه أو قابلهم اللهم عليك به وهذا التفسير األخير ذكره القرافي وهو موافق لظاهر قوله تعالى: }فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى

عليكم.

اللهم وفي مسند اإلمام أحمد عن عبدالله بن مغفل أنه سمع إبنا له يقول إني أسألك القصر األبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها عن يمين فقال يا بني

الله وتعوذه من النار فإن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إسئل قوم من هذه األمة يعتدون في الدعاء والطهور(. يقول: )سيكون بعدي

النجح ذا مهل وما سألت تمهل في طالبك هو ** وال تعجل وكن في

عليه ينبغي للداعي أن ال يستبطىء االجابة فيترك الدعاء لقوله صلى الله وسلم: )يستجاب ألحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي(ويستحب

تكرير دعائه وهو معنى قوله: كرر دعاك ال تتركه من ضجر ** قد يفتح له القرع بابا سد بالقفل

يوشك قالت رابعة العدوية لصالح المزي وكان يقول كثيرا من آدمن قرع باب أن يفتح له فقالت رابعة إلى متى تقول من اغلق هذا حتى يستفتح فقال

جهل وامرأة علمت وقر اشرت إلى قول رابعة في هذا البيت.هذا صالح شيخ منفتح ** على الدوام فطب يا واسع األمل وباب الذي تدعوه

فاطلب به تنل اإلسم األعظم قيل الله قد نسبوا ** لقطب جيالنهم

وامتثل أو اسمه الحي والقيوم سله ** تجب بالله والحي

بها وسل وقيل أخفاه رب العرش خالقنا ** بكل أسمائه فاطلب

قطب اختلفوا في االسم األعظم على أقوال قال الشيخ عبد القادر الجيالن وقته أنه الله قال وإنما يستجاب لمن أكل الحالل وطهر قلبه من الغش

وقيل إنه الحي القيوم ألنه قد كرر في آية الكرسي وفي سورة آل واالوناس

Page 40: آداب الأكل

وقيل أخفاه الله { وعنت الوجوه للحي القيوم }تعالى: عمران وفي طه في قوله تعالى في أسمائه كما أخفى ليلة القدر في رمضان حتى تجتهد الناس في

أخفى الرجل الصالح في الخلق حتى يظن الناس ببعضهم خيرا العبادة وكما يوم الجمعة حتى يكثر الطالب وكما أخفى وكما أخفى ساعة االجابة في

وكما اخفى سخطه في رضاه في الطاعة حتى ال يشغل بطاعة وإن قلت )اللهم المعصية حتى ال يستهان بمعصية وينبغي لإلنسان أن يقول في دعائه

إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا( فإنها تشمل االسم األعظم وروى اإلمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجال يدعو في وغيره

أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا فإنها تشمل االسم دعائه اللهم إني أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجال األعظم وغيره وروى اإلمام

أنت الله الذي ال إله إال أنت األحد يدعو يقول في دعائه اللهم إني أسألك إنك أحد فقال صلى الله عليه الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا

وإذا دعي به وسلم: )هذا سأل الله باسمه األعظم الذي إذا سئل به اعطي أجاب( وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رجل على عهد رسول

الله صلى الله عليه وسلم يتجر من الشام إلى المدينة ومن المدينة إلى القوافل توكال منه على الله تعالى قال فبينما هو آت من الشام وال يصحب

له لص على فرس فصاح بالتجر قف قال فوقف الشام يريد المدينة إذ عرض ربي عزوجل قال افعل ما بدا التاجر فقال انظرني حتى أتوضأ وأصلي وأدعو

فكان من دعائه لك فتوضأ التاجر وصلى أربع ركعات ثم رفع يديه إلى السماء أسألك أن قال يا ودود يا ذا العرش المجيد يا سيد يا معيد يا فعال لما يريد

بنور وجهك الذي مأل أركان عرشك وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على التي وسعت كل شيء ال إله إال أنت يا مغيث اغثني ثالث خلقك وبرحمتك

بفارس على فرس اشهب عليه ثياب خضر مرات فلما فرغ من دعائه إذا التاجر ومر نحو وبيده حربة من نور فلما نظر اللص إلى الفارس ترك

الفارس فلما دنا منه شد الفارس على اللص فطعنه أرداه عن فرسه ثم جاء إلى التاجر فقال له قم فاقتله فقال له التاجر من أنت فما قتلت أحدا قط وال

نفسي بقتله قال فرجع الفارس إلى اللص فقتله ثم رجع إلى التاجر تطيب من السماء الثالثة حين دعوت األولى سمعنا ألبواب وقال له اعلم إني ملك

دعوت الثانية ففتحت أبواب السماء ولها السماء قعقعة فقلنا أمر حدث ثم علينا من قبل السماء وهو شرر كشرر النار ثم دعوت الثالثة فهبط جبريل

عبدالله إنه ينادي من لهذا المكروب فدعوت ربي أن يوليني قتله واعلم يا من دعا بدعائك هذا في كل كربة وكل شدة وكل نازلة فرج الله عنه وأغاثه

قال وجاء التاجر سالما غانما حتى دخل المدينة وجاء إلى النبي صلى الله فأخبره بالقصة وأخبره بالدعاء فقال له النبي صلى الله عليه عليه وسلم

الله أسماءه الحسنى التي إذا دعي بها أجاب وإذا سئل بها وسلم: )لقد لقنك قال لما مات أحمد بن حنبل كنت باالسكندرية أعطى( وعن محمد بن خزيمة

يتبختر فقلت يا أبا عبدالله أي فاغممت فرأيت في المنام أحمد بن حنبل وهو الهك بك قال مشية هذه قال مشية الخدام في دار السالم فقلت ما فعل

غفر لي وتوجني والبسني نعلين من ذهب وثقال يا أحمد هذا بقولك القرآن كالمي ثم قال يا أحمد أدعني بتلك الدعوات بلغتك عن سفيان الثوري وكنت

دار الدنيا فقلت يا رب كل شيء بقدرتك على كل شيء اغفر تدعو بها في فقال يا أحمد قد غفرت لك كل شيء وال لي كل شيء وال تسألني عن شيء

اسألك عن شيء هذه الجنة فادخلها فدخلتها.

Page 41: آداب الأكل

كل الدعاء به قد نال فاعله ** إحدى ثالث أتت عن سيد الرسل

يعجل في الحديث )ما من مسلم يدع الله تعالى إال أعطاه إحدى ثالث إما أن ما سأل أو يدخر له الثواب في اآلخرة أو يدفع عنه من البالء بقدره(

وإليه أشار بقوله:

أجل ودعوة عجلت ما رام طالبها ** ودعوة أخرت دخر إلى

األزمان في شغل ودعوة حرزت دفع البالء فك ** ببسط كف ورا

يردها من في الحديث )إن الله حي كريم يستحي إذا مد العبد إليه يديه أن غير أن يجعل منها ما..(.

في الشرب في رأي جمهورهم أكل الحالل أتى ** شرط القبول فطب واألكل

الخلق في األزل وعند بعض بال شرط ويعضده ** إجابة الله سر

على وجل لما دعي ربه إبليس أنظره ** بئس القرين منه من

ذهب الجمهور إلى أن شرط قبول الدعاء أكل الحالل لقوله صلى الله عليه وسلم لسعد: )أطب كسبك تستجب دعوتك( وذكر النبي صلى الله عليه

يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وقد غذي وسلم الرجل يقول وقد قيل )الدعاء مخ العبادة( بالحرام فأنى يستجاب له قال القشيري

منع القبول وإنما يدل وسنامها لقم الحالل وذهب بعضهم على أن هذا ال يدل مسألته حين قال على استبعاد القبول قالوا ذلك أن الله تعالى أعطى إبليس

الخلق فغيره أولى وما وإذا استجيب إلبليس وهو شر { أنظرني إلى يوم يبعثون } فأنت أحسن ما قال بعضهم في دعائه الهي إن كنت غير مستاهل لمعروفك

أهل الفضل علي والكريم ليس يقع كرمه على مستحقه وقال بعضهم الهي عصيتك وكيف أحزن وقد عرفتك وكيف أدعوك وأنا عاصي كيف أخرج وقد

وكيف ال أدعوك وأنت كريم.

في الدول دعاء مضطرنا ترجي إجابته ** بال شروط كذا المظلوم

على عجل كذا اليتيم وقد قالوا ودعوته ** تسري إلى الله في ليل

دعاء المضطر ترجى إجابته ويسميى دعاء الحال أيضا وهو أن يكون صاحبه مضطرا ال بد له أن يدعو مما يدعو ألجله وذلك كمن أشرف على الغرق

إذا دعاه ويكشف ومن إبتال ببالء ونحوه قال الله تعالى: }أمن يجيب المضطر ورد أن السوء{وكذا دعوة المظلوم مستجابة ينتصر بها ممن ظلمه وقد

بعد حين( دعوة المظلوم تحمل على الغمام ويقول الله تعالى: )ألنصرنك ولو بينها قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: )واتق دعوة المظلوم فإنه ليس

وبين الله حجاب( قال بعضهم في هذا الحديث إشارة إلى أن دعوة المظلوم

Page 42: آداب الأكل

إلى الله تعالى بنفسها وغيرها من األعمال ترفعه المالئكة قال ق الله تصعد . { الكلم الطيب إليه يصعد }تعالى:

وحكى في { يرفعه والعمل الصالح }يعني قول ال إله إال الله ثم قال تعالى: وأنها تسري إلى الله مختصر الحلية عن بعضهم أن دعوة اليتيم مستجابة

السنة وأوقات تعالى والناس نيام وللدعاء أوقات يستجاب فيها الدعاء يتكرر تتكرر كل يوم وليلة وأوقات مختصى باألحوال فأما األوقات التي تتكرر كل

سنة فخمس ليال قال الشافعي رضي الله عنه يستجاب الدعاء ليلة الجمعة وليلة النصف من شعبان قالت عائشة رضي الله عنها أن وليلتي العيدين

}إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان النبي صلى الله عليه وسلم قال: معزى كلب وتنزل أزراق فيعتق من النار عدد معزى أو قال عدد الشعر

مشارك أو السنة ويكتب الحاج وال يترك أحدا إال غفر له إال قاطع رحم أو مشاحن ذكره االسماعيلي في معجمه واول ليلة من رجب أو مشارك أو

االسماعيلي في معجمه وأول ليلة من رجب والذي يتكرر كل مشاحن ذكره وكذا عند قيام الناس إلى الصالة وإسواء يوم وليلة الدعاء بعد اآلذان

الصائم قال صلى الله الصفوف وبعد نصف الليل في كل ليلة وعند فطر ببعض األحوال عليه وسلم: )للصائم عند فطره دعوة مستجابة( والذي يختص

االبيات. الدعاء عند التقاء صفوف الحرب وعند نزول المطر وقد جمعنا هذه

الحرب والعمل بعد اآلذان ونصف الليل فادع تجب ** وعند غيث وصف

المراد بالعمل الصالة

قط ال تحل وليل خمس من األيام فادع به ** ترى القبول وعنه

تترك من الملل خذ نصف شعبان والعيدين رابعها ** يوم العروبة ال

جلي وليل أول يوم هل من رجب ** وفيه نص أتى للشافعي

فيه يوم العروبة يوم الجمعة كانت العرب تسمية بذلك ألنهم كانوا يجتمعون وفي يوم الجمعة ساعة ال يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله تعالى

أعطاه كما جاء في الحديث واختلفوا فيها على أقوال قيل أخفاها شيء أال أول النهار وقيل بل آخر النهار ألن الله تعالى خلق آدم الله في اليوم وقيل

بعد عصر الجمعة قال ابن الحاج في المدخل بعد العصر وألن اليمين يغلظ الله عنها ترويه عن أبيها محمد وهذا قول األكثرين قال وكانت فاطمة رضي

والصواب ما ثبت في صلى الله عليه وسلم قال النووين رضي الله عنه عليه صحيح مسلم عن أبي موسى األشعري رضي الله نه أن النبي صلى الله

وسلم قال هي ما بين أن يجلس اإلمام على المنبر إلى أن يسلم من الصالة شيخنا اإلمام جمال الدين رحمه الله قال القاضي عياض ساعة اإلجابة قال

لحظة يسيرة منحصرة فيما بين أن يجلس اإلمام على ساعة مختطفة أي النووي يقتضي أنها تمتد من حين المنبر إلى سالمه من الصالة وكالم

صرت عادة الجلوس إلى السالم وليس كذلك قال النووي في الروضة الخطباء الجهال الوقوف على المنبر والدعاء قبل الجلوس ظنا منهم أن

اإلجابة دخلت وهو خطأ فإنها تدخل بالجلوس. ساعة

Page 43: آداب الأكل

عن أكثر نقل وقت اإلجابة في صبح العروبة أو ** وقت الغروب وذا

التسليم فابتهل قال النواوي والتصويب قد حصرت ** من الجلوس إلى

سيد الرسل وعن عياض فقل في لحظة خطفت ** تقليلها قد أتى عن

الفردوس ال تحل فطر الصيام كالهو دعوة سمعت ** فاطلب بها جنة

في الحديث )للصائم عند فطره دعوة مستجابة(

وقد تقدم شرح هذه األبيات:

الترجيح في العمل وقال قوم وهت في العلم رتبتهم ** ترك الدعاء له

ذي ذكروا حرمان تابعهم ** وما رشاد الورى في رأي معتزل وفي ال

الدعاء سالح المؤمن 

لربهم وما فما استكانوا }الدعاء مطلوب وهو سالح المؤمن قال الله تعالى: { يتضرعون

إنهم كانوا }تعالى: وقال تعالى: }أمن يجيب المضطر إذا دعاه{ وقال يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا وقال تعالى: }وإذا سألك عبادي عني { ورهبا

أجيب دعوة الداعي إذا دعان{ وقال صلى الله عليه وسلم فإني قريب العبادة( فاألتيان به عبادة أولى من تركها وفي الدعاء اظهار )الدعاء مخ

وقد قال أبو جازم األعرج ألن احرم الدعاء أشد علي من الفاقة وذل العبودية لم يدع الله غضب عليه وانشدوا في هذا أن احرم اإلجابة وفي الحديث من

المعنى:

يغضب الله يغضب أن تركت سؤاله ** وبني آدم حين يسئل

وقوم قالوا السكون والخمود تحت جريان الحكم إثم والرضى بما سبق من اختيار الحق أولى قال الواسطي اختيار ما جرى لك في األزل أولى وخير من

وقد قال صلى الله عليه وسلم خبرا عن الله سبحانه وتعالى: معارضة الوقت مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين( وقال قوم )من شغله ذكري عن

واألحوال والمشهور األول وقال قوم يدعو في يختلف الدعاء بحسب األوقات يدعو أصال. الضراء وال يدعو في السراء وقال قوم ال

راعاك بالنحل أرغب إلى الله واطلب فضل رحمته ** لمن أساء ومن

مستحبات الدعاء 

والدعاء يستحب الدعاء لكل أحد والدعاء مستحب لإلنسان لنفسه وإلخوانه لمن أساء إليك أولى ألن فيه مقابلة بالحسنة السيئة وهذه أدعية جمعتها من

كتاب النسائي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بها متفرقة فجمعتها رجاء النف بها

Page 44: آداب الأكل

أو أضل أو أضل بسم الله الرحمن الرحيم )اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو ازل ذنب ال تغفره( أو أظلم أو أظلم أو أجهل أويجهل علي أو أكسب خطيئة أو

تشبع )اللهم إني أعوذ بك من علم ال ينفع ومن قلب ال يخشع ومن نفس ال ومن دعاء ال يسمح{}اللهم إن أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل

والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال وأعوذ بك من المغرم والمأثم ومن والجبن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من سوء الكبر وعذاب الجبن والهرم وأن

وفتنة الغير وفتنة الدنيا وفتنى المحيا جهنم وعذاب القبر وضيقة الصدر إني أعوذ بك من غلبة العدو وأعوذ والممات وفتنى المسيح الدجال( )اللهم

وعين األنس{}اللهم بك من البرص والجذام وسيء االسقام ومن عين الجان يتخبطني إني أعوذ بك من التردي والهم والفرق والحرق وأعوذ بك من أن

الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن اقتل في سبيلك مدبرا وأعوذ برضاك من وبعفوك من عقابك وأعوذ بك من ضيق المقام يوم القيامة وأعوذ سخطك

لي واهدني وارزقني وعافني( )اللهم آت نفسي تقواها بك منك( )اللهم اغفر وليها وموالها اللهم إني أعوذ بك من شر وزكها أنت خير من زكاها أنت

منيتي( )اللهم أنت ربي ال سمعي وشر بصري وشر لساني وشر قلبي وشر استطعت أعوذ بك إله إال أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما

من شر ما صنعت أبؤ لك بنعمتك علي وأبؤ بذنبي فاغفر لي فإنه ال يغفر الذنوب إلى أنت( )اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد ونق خطاياي

والثلج والبرد كما ينقى الثوب األبيض من الدنس قوله وأنا على عهدك( بالماء قوله وأعوذ { الست بربكم قالوا بلى }اخترته علي في صلب آدم وهو أي الذي

استعاذ من شر المني ألنه إذا حبس مع االنسان هيج عنده بك من شر ما إلى الزنا واستعاذ صلى الله عليه وسلم من شهوة الجماع وربما أدى ذلك

ألمته ويعلمهم الدعاء والبخل ذلك وإن كان معصوما من الزنا وغيره ليشرح بذنبي أي أعترف به بفتح الخاء وتسكينها والرواية بالغة للتناسب قوله أبؤ

معناه وأبؤ بنعمتك اعترف بها فانعم علي بالعفو والمغفرة قوله وأعوذ بك أعوذ بك من شر ما قضيت وقيل إشارة إلى التوحيد وذلك أنه صلى الله عليه

استعاذ أوال بالضد عن الضد واستعاذ بالرضى من السخط وبالمعافاة وسلم البارىء تعالى ال ضد له فلم يصح أن يقول أعوذ بك من من العقوبة ولما كان

فقال أعوذ بك منك فائدة هذه األدعية غيرك النتفاء الضد والشريك فرجع إنما دونها العلماء ليعلمها الواردة عنه صلى الله عليه وسلم وعن الصالحين

الدعاء بها ألنها العبد في الدعاء وال يخترع دعاء من قبل نفسه مع إمكان ويرجى دعوات قد شهد لها بالقبول للداعي وما شهد لها بالقبول يبعده رده

إجابته ولهذا المعنى قالوا يكره للحاج أن يلتقط األحجار التي يرمي بها من الرمي ألنه يقال إنما تقبل منها رفع وما لم يتقبل ترك من الرمي فهو مشهود

وذا النون إذ ذهب }وعدم القبول فال ينبغي الرمي به وقوله تعالى: له بالرد إلى أن ]اآلية[ إلى قوله المؤمنين إشارة { مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه

المؤمن إذا سأل الله تعالى بهذا الدعاء عند الكرب نجاه الله تعالى كما نجا يونس حين قال ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم ألصحابه: )قولوا ال إله إال

]اآلية[ قولوا { أنفسنا ربنا ظلمنا }سبحانك إني كنت من الظالمين( قولوا أنت الله عليه وسلم إلى أن األولى رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي وأشار صلى

أن الثالثة دعوة دعوة يونس وإلى أن الثانية دعوة آدم عليه السالم وإلى موسى صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.

بالتسليم في األصل وبعد صلى على المختار نحو صلى ** وصل صالتك

Page 45: آداب الأكل

عليه يستحب للداعي إذا أفرغ من دعائه أن يصلي على النبي صلى الله وسلم ويفتح دعاءه فإن الله يقبل الصالتين ومن كرمه أن ال يرد ما بينهما

أن يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم مع الصالة عليه ويستحب

من شعر مرتجل من البسيط أتى هذا القصيد فخذ ** واقصد لتنظم أتى

عن طاق ومنتعل إلبن العماد قريض الشعر من حكم ** تنفي من الجهل

المختار في الطفل وبعد قولي لربي كل محمدة ** صلى اإلله على زاكي العمل والمصطفين وكل الرسل بلغهم ** ربي السالم سالما

اآلخرة والحمد لله أوال وآخرا وباطنا وظاهرا ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي تجعل حسنة وقنا عذاب النار ربنا اغفر لنا وإلخواننا الذين سبقونا باإليمان وال

في قلوبنا غال للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.

جاءت رسل والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا الله لقد ربنا بالحق وكان الفراغ من كتابة هذه النسخة المباركة يوم االثنين المبارك

الموافق لعشر خلت من شهر جمادى األولى سنة ألف ومائتي وتسعة يد افقر عبد لله تعالى محمد زغلول بن علي وسبعين بعد الهجرة على

وإلخوانه ولجميع المسلمين أجمعين زغلول األبياني غفر الله له ولوالديه أجمعين آمين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم