الباب الثاني

نقـد القصـة

-١٨٢-

-١٨٣-

ولالفـصـل األ

ادـر والصیــالبحـ مـن حصــاد األدبیــات المحلیـة

للقاص عثمان خالد

، دد األول اني ، الع د الث ة اإلسالمیة ، المجل ة بحوث الجامع ي مجل نشرت ھذه الدراسة ف

.م١٩٩٤ینایر

-١٨٤-

ة ین بالحرك ة یحاول ھذا البحث لفت أنظار الدارسین والمھتم األدبین ة م صحف المحلی ي ال شر ف ا ین بعض م ة ل ة الفنی ى القیم سطینیة إل والفلي ن القصص القصیرة الت ة م األعمال األدبیة ، وقد تناول الباحث مجموع

ة . نشرت في الصحف المحلیة زمن االنتفاضة ة نقدی ام بدراستھا دراس وقھ ذه القصص ، والتنبی ي لھ ار المستوى الفن ك إظھ ن ذل ا م ا متوخی ى م عل

أصاب القصة القصیرة المحلیة من تغیرات على ضوء المتغیرات السیاسیة وقد كشف البحث النقاب ٠٠واالقتصادیة واالجتماعیة التي شھدتھا المنطقة

ك عن واقع شریحة من شرائح المجتمع الفلسطیني في ظل االنتفاضة ، وذل .من خالل دراسة المضامین الفنیة واللغویة لتلك القصص

م یحظ ب ل والبحث في النھایة یقدم مقاربة نقدیة لنتاج قصصي لكاتھ ي إبداع ت ف ي تجل ة الت ھ األدبی ى مكانت ھ عل ة ، وینب ام والرعای باالھتم

٠٠القصصي

-١٨٥-

:أمـا قبــل شر ائل الن ة ووس ات األدبی ا خاصا إزاء التجمع ت رأی د كون ت ق كن

ذا ي ھ ذكر ف ا بال ص منھ ي أخ ة ، والت ي المحلی ة ف صفحات األدبی ام ال المقة ن دراس ر م ي أكث ذا ف ي ھ صحفنا ومجالتنا المحلیة ، وقد عبرت عن رأی

حفي ال ص الت ٠٠٠ومق صحف والمج ذه ال ف ، فلھ د مختل ا ج ر ھن واألمث ، ن الغ ھ م یط ب ا یح الل م سمین من خ ى ال ھ عل ي التنبی ضل ف ود الف یع

رر لذلك لی !! باألضداد تتضح األشیاء : وقدیما قالوا األدب مب ین ب س للمھتمن ان أصنافا م واء أك ة ، س صحافة المحلی ي ال شر ف ا ین ھم عم ي إعراض فة رة األدب ، ومحارب ن دائ ررات إخراجھ م ار مب الالأدب الذي ینبغي إظھي دة الت ة الجی ال األدبی ن األعم ام ، أم م ذوق الع سد ال ي ال یف شاره لك انت

٠تستحق الجمع والدراسة الل ن خ ست وم سنوات ال ي ال ة ف ة المحلی ة األدبی ابعتي للحرك مت

ت األدب ، وأجری شبھة ب شورات المت ن المن ى صنوف م األخیرة وقفت علررات علیھا ار أوجھ قصورھا ؛ ومب بعض الدراسات التي تھدف إلى إظھ

د .) ١(إخراجھا من دائرة األدب ة فق ستحق الدراس ذي ی د ال أما األدب الجی ٠اج إلى أكثر من جھد جمعت منھ ألوانا تحت

. الباب األول ، الفصل الثاني من ھذا الكتاب – مثال –انظر ) ١(

-١٨٦-

ب ال الكات ن أعم شر م ا ن ومما لفت نظري وأثار اھتمامي بعض مي ) ١(عثمان خالد ة ف ورة المكان ر منك ع شریحة غی ا واق ث جسد فیھ ، حی

صیاد ع ال و واق ة ، وھ صفة خاص زي ب ة ، والغ سطیني عام ا الفل مجتمعن : ھذه القصص من ...الغزي وعالقاتھ البرمائیة

رة الن- ة ھج ب ( ورس الخریفی ة الكات ي مجل شرت ف دد -ن - ١٤٣ الع ٠)١٩٩٢مایو

٠)م١٧/٧/١٩٩٢ - البیارق ينشرت ف( الفنـــار - ٠)١٩٩٢ أكتوبر- ١٤٨ العدد -نشرت في مجلة الكاتب ( السردین المر - ٠م٥/١٠/١٩٩٢ -نشرت في المنار ( آخر حقائق غرق البحار سعید - ٠) م٨/١٠/١٩٩٢ -نھار نشرت في ال( الشــندر -

لماذا أقدم : عددا من التساؤالت ، قد یكون أھمھا وتثیر ھذه القصص عثمان خالد على كتابة ھذه القصص ؟

باب ، ن األس ببا م ون س ي تك ود األدب ات الوج ي إثب ة ف ل الرغب لعد ھ جدی ب لدی ذه القصص أن الكات ولكن الذي یمكن أن أستشفھ من قراءة ھ

٠ى رصید القصة الفلسطینیة یمكن أن یضاف إلاة و المعان وبدایة فإن الموضوع الذي تعالجھ القصص بشكل عام ھ

ذه ي تصورھا القصص لتجسید ھ ة الت ا البیئ اإلنسانیة في صور شتى ، أمة ة الغزی ي البیئ سھا -المعاناة فھ ا ویاب شریحة أو - بحرھ و ال صیاد ھ ، وال

ك فحات تل ى ص ورتھ عل نعكس ص ذي ت وذج ال ا األنم ل موروثھ ة بك البیئرة ، ة والمتغی ل ، الثابت وى والعوام ر الق ومكوناتھا ، وذلك بھدف إظھار أث

، ومعرفة مدى تأثیرھا على تصرفاتھ الحیاتیة - أي الصیاد -التي تحیط بھ ٠في إطار زماني محدد ھو عصر االنتفاضة

د شكل خاص ق ام ، والقصة القصیرة ب شكل ع وإذا كانت القصة ب فإن القاص عثمان خالد لم یكن - أدب البحر-ت لھذا اللون من األدب افتقر

ن سطیني ضربا م ع الفل شریحة العریضة من شرائح المجتم تناولھ لھذه الروف ي الظ صص ف ذه الق ن دالالت ھ ا ع ا بحثن ة إذا م ل ، خاص التطفسي ھ النف ي تكوین ب ، وف التاریخیة السیاسیة واالقتصادیة واالجتماعیة للكات

ي الصحف والمجالت : عثمان خالد أبو جحجوح ) ١( د من القصص ف شر العدی كاتب غزي ن

و سمرة " مجلة الراصد "الزبد الوردي : األدبیة ، ومن قصصھ المنشورة مثال ریس أب ، الدس "ھرجان في سوق الباذنجان ، م" مجلة الكاتب "، الحوت " مجلة الكاتب " دة الق ، " جری

" جریدة القدس"، الوطن یودع أبناءه مكرھا " غزة-مجلة صوت التربیة "بیـاع اللوز

-١٨٧-

ھ و صیاد ومعانات ة ال دة لبیئ ح الجدی ع المالم الثقافي ، وتفاعل ھذا التكوین ماة . الیومیة ھ مأس ن ذاكرت ن أن یمسح م سطیني ال یمك إن تراث البحر الفل

ي ة الت صوصیات التاریخی ن أدق الخ ي م وح ، فھ و جحج د أب ان خال عثمسطیني صیاد الفل رة ال ي ذاك ا ف ب مثیالتھ ى جان زن إل ون ھ. تخت د تك ذه ق

ى شاطئ ھ عل شھاد عم د یكون الست ب ، وق المأساة من خصوصیات الكاتام سقالن ع ر ع ھ ١٩٤٨بح ي توجی ره ف ة أث صورة المروع ك ال ى تل م عل

ام ر الغزي ع ي المھج ده ف شھاد وال د یكون الست ة ، وق ذه الوجھ ب ھ الكاتاء ) ١(٠٠م دور في تفعیل ذلك األثر ١٩٥٦ ل االنتم ن الوشائج ودالئ ، ولك فھو یعمل في سلك التعلیم -تفائھا ظاھریا بین الكاتب وھذه الشریحة رغم ان

نفس - ر وال وار البح بر أغ ى س ة عل درة فائق ة ومق ة جدلی ا عالق س لن تعك ٠البشریة المرتبطة بھ

:)٢(ة ـرة النورس الخریفیـ ھجـة اة بحری ب الخاصة من خالل مأس اة الكات ففي ھذه القصة تتجسد مأس

ایرة - االحتالل -ھا الظروف نفسھا عامة أفرزت ة مغ ن - في بیئة زمانی زمق وعدم -االنتفاضة ة القل ، وما رفوف النورس المھاجرة إال دلیل على حال

ي سطیني الت ع الفل شریحة من شرائح المجتم ك ال شھا تل االستقرار التي تعیام ار ھجرة ع ن آث اني م ت تع عانت كغیرھا من شرائح المجتمع ، وما زال

ون ١٩٤٨ د ال تك ة ق یش معرك م ، فالبحار الذي فقد معظم بحره ما زال یعد من أجل استرجاع المسلوب ، وإنما للمحافظة على الباقي المتردد بین القیوز ن رم ل م ا یحم الخریف وم رة ب ت الھج ا اقترن ن ھن سلب ، وم ین ال وب

٠) ٣(٠٠٠وایحاءات

ي، ط : سویف ، مصطفي : راجع ) ١( داع الفن ، دار المعارف، مصر ، ٢األسس النفسیة لإلب

٠ ٨٠م ، ص ١٩٩٥ ٠ وما بعدھا ١٠٤ م ، ص١٩٩٢ ، مایو ١٤٣مجلة الكاتب ، العدد ) ٢(ي ) ٣( ھ الت ین الصیاد وممارسة حرفت ي تحول ب وانین الجائرة الت لقد سن المحتل الكثیر من الق

، ومنع الصیادین من یرتزق منھا ، حیث قلص أكثر من مرة الرقعة المسموح الصید فیھا ر ضربوا عن دخول البح أ، و وقد احتج الصیادون على ذلك.. دخول البحر لفترات طویلة

دوى ن دون ج رة ولك ن م ر م صید أكث ـة ال ـة حرف ثال ا ٠وممارس ر م ر : نظ دة الفج جری ٠م ٣١/٥/١٩٨٠المقدسیة ، الصادرة بتاریخ

-١٨٨-

كما -تناقضاتھا لذلك ففي ظني أن الكاتب قد أفلح في ربط الطبیعة ب ورھا ا -ص شاھد بكثافتھ داخلت الم د ت صیاد ، وق سیة لل ة النف ع الحال م

نفس ي وسرعتھا المذھلة وإیجازھا الموح اق ال ارئ أعم ، وكأنھا تجتاز بالقكلھا الماضي الجریح ي ش ن المشاعر الت ا م ل بھ ا یعتم البشریة لتكشف م

وف ة ، ورف ة، والواقع المعاش ، فنسمات الھواء الخریفی ورس الحلزونی النوموج البحر بزرقتھ وبیاضھ، وقرص الشمس بحمرتھ ، وطیف والده الذي

وارس وھ ساحرة للن شارك يسقط شھیدا على شاطئ البحر ، والمناظر ال ت - كل ذلك تجلـى من خالل استرجاع تفاصیل الحدث ...الصیادین صیدھم

عید صیاد س د ال شھاد وال رح -است ھ ، وش ر وقوع ھ ، ، وتبری ة وقوع كیفیي ...وبیان مكان وقوعھ وزمانھ ب ف ة الكات دو براع وفي خضم ھذا كلھ تب

استقصاء عناصر القصة القصیرة والتزام إرشادات النقاد ، فالقصة موجزة دو ا تب ا وغزارة معانیھ وة تأثیرھ ي ق كما ینبغي أن یكون اإلیجاز ، وھى ف

اة تلق ا وحی ارئ و يواقع دان الق ى وج ا عل اب رهـفك بظاللھ رك الب ، وتت ٠) ١(مفتوحا أمام عین خیالھ

ة ھ رحل ث عشنا مع صیاد حی الم ال ع ع لقد برع الكاتب في دمجنا مصیاد ة ال صید بحریة ، وتعرفنا على أدوات الصید وطریقتھ ، وعایشنا حالة را عن حمی ف كثی ة ال تختل ا حمی ي عروقن سرت ف ده ، ف النفسیة وما یكاب

اني جو ین معشوقھ الصیاد الذي یع ھ وب ي تحول بین وانین االحتالل الت ر قي سلطھ ف ل أشكال تعكس ت ان المحت روت وطغی المعطاء ، وتجلت من جب

.. بس : "اختراع القوانین وتسلیطھا على رقاب الصیادین ومقدرات حیاتھم كت مع .. اس امال .. اس ھرا ك ر ش ول البح وع دخ سئول . ممن ك م ال ذل ق

ذاب، حراسة البحر وھو یقف بمی وعة وسط حراسھ المدججین بصنوف الع ٠" ٠٠یلوك القرار ببرود شدید أغاظ البحر فانفجر كبركان ھائج

ة -: راجع ) ١( دد : الزیات ، لطیف ة الرسالة، الع ١٠ ، ١٠٩١مقومات القصة القصیرة، مجل

٠ ١٩م ، ص ١٩٦٤دیسمبر في مصر ، معھد البحوث والدراسات العربیة، القصة القصیرة: عیاد ، شكري -

٠ ٣٧م ، ص ١٩٦٧و المصریة، ٣فن القصة القصیرة ، ط : رشدي ، رشاد - ة األنجل م ، ص ١٩٧٠، مكتب

٠ وما بعدھا ١١اھر - ي ، الط صیرة : مك صة الق ارات، ط-الق ة ومخت اھرة ١ دراس ارف الق ، دار المع

٠ وما بعدھا ٩٦ م ، ص ١٩٧٧

-١٨٩-

ارئ دالالت ي الق ث ف د بع ذھني للماضي ق ان االسترجاع ال وإذا كي صورة واضحة حول الممارسات اإلسرائیلیة ، فإنھ أیضا یضع القارئ ف

ھ عن البطل من الداخل ، فمأساة الماضي ال تسلبھ حیاة الحاضر ، وال تثنیال وال وفع رار ق ھ الق د واج ده ق ان وال إذا ك اة ، ف ك الحی ة تل : مواجھ

ذھبكم شھرا يثالثون یوما یا ظالم ، ساعة من التأخیر تعن " ي م ع .." ف ودفمسح : "حیاتھ ثمنا لتلك المواجھة ، فإن البحار سعید یعلن استمراریة الحیاة

ى البحر ، وقف ، ود لو یدفن آالمھ فیھ ، لكنھ أقعى وغسل عینیھ ، مشى إل ٠" وجھھ ومضى صوب قرص الشمس

ستویین ى الم صة واضحا عل ذه الق ي ھ اص ف دف الق ون ھ د یك : قب المشاعر ضد ى تألی المعنى المباشر ، والمعنى اإلیحائي ، فھي تسعى إل

الشكل التقلیدي المحتل وممارساتھ التعسفیة، كما تشیر إلى عدم جدوى ذلك من أشكال المواجھة مع المحتل ، حیث أمات القاص األب الذي یمثل الشكل ى رار عل اؤل واإلص مة التف ى س دلل عل اة لی ن الحی ب االب دي ، ووھ التقلین ذا االب اة ھ ا حی سطیني ، وم دان الفل ف وج ذي یغل ر ال لة التغیی مواص

سطیني واستمراریتھا، إال ضرب من ضروب التدلیل على حیاة ا شعب الفل ل ٠٠واستمرار نضالھ

:)١( الفنــــار ـي د ف ان خال لوب عثم دو أس د یب ار"ق ھ " الفن ا ال یكتنف لوبا واقعی أس

الم یم ، فع ل والتعت ى التجھی ل إل از ، وال یمی ار "الغموض واإللغ الم " الفن عا واقعي ، بسیط ومألوف ، وأشخاصھا لیسوا إال نمطا شریا إیجابی واضح ب

ا ، ویتصرف ال ا وتراثی ا تاریخی خصائص والسمات ، یرتبط بالواقع ارتباطأتي ة ، فت اة الیومی داث الحی ن أح ستجد م ا ی ع م اط م ذا االرتب الل ھ من خا لوكا عادی س س ث تعك صداقیتھ حی اط وم ذا االرتب ق ھ ررة بعم ھ مب أفعال

٠یتجانس مع ما یحدث على أرض الواقع القراءة الفاحصة ك ف ع ذل اء وم ي بن ة ف ب الفائق ة الكات ر براع تظھ

ات، ي استخدام الكلم الجملة القصصیة ، فكثافة المعاني تكاد تحجب الشح فاد یحجب واعتماد التصویر على تعدد مستویات المعنى وأبعاده الرمزیة یك

.١٤ - ١٣م ، ص ١٧/٧/١٩٩٢البیارق ، الصادرة بتاریخ ) ١(

-١٩٠-

ك ٠) ١(ذلك الوضوح والمباشرة المألوفة اء ذل ي بن ا ف ا مألوف فما یبدو واقعز الكوخ على شاطئ الب ى رم حر، یتحول في رحلة البحث عن األصول إل

ي بن ة يمتعدد المعاني واألبعاد ، فاأللواح الت ة الناجی ا الكوخ ھي البقی منھي اة الت التي اھتدت إلى شاطئ یجتمع علیھ شملھا بعد التشتت ورحلة المعانان البحر ال نتجت عن الدمار والخراب الذي أصاب عالمھا السابق، وإذا ك

دھا یقذف إال صالھا عن جذورھا وبع ي انف ت ف م المی ي حك المیت ، فھي فم يعن بنات جنسھا ، وھ ذي یحل ت ال في واقعھا الجدید رغم جدواھا كالمی

ي اة ف اب الحی ى ب ف عل بالحیاة ، وما وقوفھا على شاطئ البحر إال كمن یقھ م أداة لقتل ھ ث ا لحیات ان مرتع ن ك ب م اد لیرق د وعن ر–تح ي - البح ، وف

وع الحدث خضم اة –) ٢( ھذا كلھ ینبغي أال نغفل التبریر الرائع لوق - المأسقد عصفت بك األنواء : "الذي وضع األلواح في مواجھة ھذا المصیر القاتم

، أو غالب النعاس قائد الدفة وقد أعیاه السھر أو ھده الشوق والحنین فكانت ة ن الثانی ة م غ أجزاء مقتطع ت المصیبة تلك اللحظة الھائمة التي تبل ، فكان

ن ى شظایا م والكارثة ، وكان االصطدام بصخرة عمیاء حولت المركب إلة شطآن الجائع ا ال م تتلقفھ ن ث واج ، وم وھي ."..ألواح ھائمة تتقاذفھا األم

ھ ، ا دور تؤدی ا زال لھ ضیـاع ، م ة ال شتات ورحل د ال في واقعھا الجدید بعي المرشد اة ، فھ ة ومعان ن تجرب ذي دـوالقائ دور مستمد م ار ال ، ھي الفن

سفن ھ ال دي ب داث ٠٠تھت ھ األح شابك حول ذي تت ز ال وخ والرم ي الك ھوتتدرج في تحولھا إلى كابوس مزعج یضعنا وجھا لوجھ أمام قرار قھري

اھم ! ھذا بعد شویة مش الزم یكون ھون : " یلغى وجود الكوخ ت ف ..أن ." ..أنت بتسمع

طة التنویر التي نجد فیھا تفسیر ما حدث وھنا نكون قد اقتربنا من نق ٠، والتي نصل معھا إلى ما یرید الكاتب اإلفصاح عنھ

ى سابقة إشارة واضحة إل ي القصة ال وارس ف ت ھجرة الن فإذا كانأكثر عمقا وبراعة في " الفنار"م ، فإن ١٩٤٨ھجرة الشعب الفلسطیني عام

ا أصا اء بم ر إیح ق التعبیر عن ھذه الھجرة ، وأكث ي طری شعب ف ذا ال ب ھد سنوات شعب بع ذا ال ع ھ ة أشمل تصویرا لواق ھجرتھ ، ثم ھي في النھای

اني، : صبري ، حافظ : راجع ) ١( د الث ة فصول ، المجل الخصائص البنائیة لألقصوصة ، مجل

٠ ٢٤، ص ١٩٨٢العدد الرابع ، ٠ ١١فن القصة القصیرة ، ص : رشدي ، رشاد : راجع ) ٢(

-١٩١-

ن ھ م ستمرة القتالع اوالت م ن مح ھ م رض ل ا یتع ة ، وم ھ الطویل ھجرتھ وخ وواقع ذا الك الة ھ ین أص ا ب ل أبعادھ ة بك ة قائم ذوره ، فالموازن ج

ا ال ٠المأساوي ، ومعاناة ھذا الشعب وما یتعرض لھ ي أم د تأھل ف بحر فقد ى البعی شیر إل ي ت خضم األحداث ألخذ أبعاد رمزه التقلیدیة بتناقضاتھا التة رز النزع سوداویة وتب صورة ال م ال ھ فترس ھ وأھوال اھي بمجاھل الالمتن

، فترسم صورة المأساویة ، كما تشیر من جانب آخر إلى العطاء الالمحدوداؤل وج طرح : " لغد مشرق یقوم على األمل والتف انق عبء الم شبكتھ لتع

ھ ى وجھ سامة عریضة عل ت . الذي أدمنھا ، وحین سحبھا ارتسمت ابت كانب ". ..األسماك تتقافز على الرمل ي رسمھا الكات ة الت ا صورة المواجھ أم

د : "ببراعة لتصنع النھایة المفتوحة لقصتھ ن بعی كانت العربات قد أطلت مد ، ، خنافس تزحف على الرمل ، الھدیر یقترب ، جماعات الصیادین تتواف

ا ي لوحتھ وه بأجسادھم الت اه، حم ل اتج ن ك كثر الحشد ، أحاطوا الكوخ مدا سالشمس وصبغتھا بالصبر والسمرة ، العربات ة ج ، األجساد ارت قریب

وخ ار "صارت أكثر التصاقا ، صارت جسدا واحدا یلتف ویحضن الك " الفنض ي رف ده ف دان وتوح ن الوج رت ع د عب ھ ، فق ل وتدخل ات المحت ممارس

ذه الصورة دمرة ، وبھ صارمة والم ھ ال ة وقرارات ھ المبتدع المفاجئ بقوانینرة ، ست األخی الدرامیة شرح الكاتب واقع اإلنسان الفلسطیني في سنواتھ ال

- الوطن ، القائد ، المرشد - الصیادین العزل للدفاع عن كوخھم يوما تصد ٠اقع الشعب المقاوم بأجسادھم العاریة إال تفسیر لو

د د ٠٠وبع اص ق ان الق إذا ك سان ا ف ي اإلن ة الخوف ف أى محارب رتف اري لزح صدره الع صدى ب ث یت ھ ، بحی شجاعة فی ث ال سطیني وبع الفلسابقة ، ي قصتھ ال ق ف ا وف ك ، كم العربات العسكریة ، فإنھ قد وفق في ذل

ا المفتو ابقتھا بنھایتھ ت وإن كانت ھذه القصة قد امتازت عن س ي أبق ة الت ح ٠) ١(نافذة األمل مفتوحة لكي یراھا من ال یرتدى نظارة سوداء

:ار ـعلـى ھامش الفني د التراث س البع ي تعك ضامینھا ، فھ ا وم ة بأبعادھ صة غنی إن القسانیة الحضارة ار إن والحضاري للبحر الفلسطیني ، كما تحرص على إظھ

صیاد ام ، فال شكلھا الع ل ح " الفلسطینیة ب س جمی اره باسترجاع " ن ـ دأ نھ یب

- ٦٥القصة القصیرة ، ص : مكي ، الطاھر : صیرة في أھمیة إحكام نھایة القصة الق : راجع ) ١(٠ ٦٨

-١٩٢-

ا سانیة ومعاناتھ وم اإلن ت " ھم ب أتی ن أي المراك ي ؟م سافات الت ا الم ومرك ى ظھ ضا ٠" ..قطعتھا ؟ وما مصیر الصیادین الذین كانوا عل وھى أی

ذي دلل ال تعكس الصورة المشرقة لواقع المرأة االجتماعي ، ذلك الواقع الموقد انتسب بفخر واعتزاز " األب " جابیة الصیاد نرى من بین إیحاءاتھ اإلی

٠" حـسن " إلى ابنتھ لوبا دم أس صیاد، وتق اة ال ن مشاھد حی والقصة تصور مشھدا آخر م

ى سمیة ، فعل ة إن جازت الت صید ، فھي قصة برمائی مختلفا من أسالیب الھ د محروس م أصبح یتفق ره ، ث رس بح ات یح د ب صیاد وق رى ال شاطئ ن ال

انق ویصل ح ما فسد في أثناء نومھ ، وفي البحر نرى شبكة الصیاد وھى تع ٠"شبكة الطرح" الموج لتقدم أسلوبا آخر من أسالیب الصید،

ث وكانت األمثال البحریة الفلسطینیة األداة السحریة لالختزال ، حیاظ ن األلف ل م دالالت بالقلی ن ال ر م دمت الكثی اني ، وق ت المع وم : "كثف ی

ة ب سمك "، " بعشرة شط )١(الغمق صافیة بتجی ھ ال و ھجرك "، " ھي المی لا ت ر دوم م وم بالبح ھ ی دش عن امرة، ٠"ع ى المغ رض عل ل األول یح فالمث

ا ى نتائجھ د عل ن ) ٢..(والثاني یغري بھا ، أما الثالث فیجعل اآلمال تنعق ومشكیل ي ت ا ف ان أثرھ ال وتبی ذه األمث ھنا تظھر براعة القاص في توظیف ھ

٠الصیادین سلوك سطیني ي نظرة الفل ر ف ر التحول الكبی وأخیرا فإن ھذه القصة تظھ

إلى قوة المحتل وجبروت أدواتھ الحربیة ، حیث دللت على كسر االنتفاضة ى "حاجز الخوف ، فظھرت العربات العسكریة بصورة افس تزحف عل خن

ل وا التح " الرم ذین قبل ـزل ال صیادین الع لوك ال رر س ذي ب ر ال دي ، األم ٠وتصدوا بأجسادھم العاریة

:)٣(ن المــــرـ الســـردیـ

تصور القصة حادثة استشھاد طفل من أطفال المخیم لم یبلغ السابعة و ألوف فھ ر الم من عمره ، وھى حادثة مألوفة في بیئة االنتفاضة ، أما غی

٠میاه البحر العمیقة ، یقدر عمقھا بمائة قامة بحریة تقریبا: الغمقة ) ١(ع ) ٢( سرى : راج ة ، ی روت ، : عرنیط اث ، بی ز األبح سطین ، مرك ي فل شعبیة ف ون ال الفن

٠ ١٨٧م ، ص ١٩٦٨ ٠ وما بعدھا ٩٤ م ، ص ١٩٩٢ ، أكتوبر ١٤٨مجلة الكاتب ، العدد ) ٣(

-١٩٣-

دث وع الح ر وق ى تبری ب عل رار الكات ى ٠إص صل عل ذي ح ل ال فالطفشیكل( ن) ال شار م ائع الفی ف ب ركض خل ذي ی دم ، وال صیاد المع ده ال وال

المتجول من حارة إلى أخرى ومن زقاق إلى زقاق رغم زخات الرصاص ة ي النھای ي ف ال ، یلتق یھم األطف ن ف سكان المخیم بم التي أصبحت مألوفة ل

ھ الفرصة للھرب -بائع الفیشار م توات دھا - الذي ل ـة ، وعن ي أحد األزق فو للحظة -" أحمد" قنبلة الصوت الذي یخرج الطفل یحدث انفجار ن - ول م

اء ع انحن ائع ، وم ـد الب ل أن یصل لی ده قب دائرة المألوف فیقع الشیكل من یى ار عل تالل الن ود االح ق جن ث یطل ة ، حی دث الكارث ـاطھ تح ل اللتق الطف

ـم .. الطفل فیردوه قتیال ر الحدث ، ل وھنا نصل مع القاص إلى نقطة تبری قـتـل أحمد ؟

ـدث شاعـة الح صویـر ب ى ت اص عل رص الق م ح راءة -رغ ل ب قت إال أنھ لم یوفق حینما جعل الطفل متھما ولو من وجھة نظر جنود -الطفولة

االحتالل ، فإقدام الجنود على قتل الطفل مبرر بانحناء الطفل اللتقاط شيء و الحجر ؟؟ ورغ ! ما عن األرض شيء ھ ذا ال ون ھ م ال یك ب ل م أن الكات

ن قصتھ ة م ل الغای ث جع ل حی ل المحت شاعة فع سعى جاھدا إلى تصویر بد ائق عن ر الحق ھي تبرئة الطفل ، ومن ثم كشف الزیف وإظھار مدى تزوی

الحجر یس ب شیكل ول رتبط بال األمر م ل ، ف ث .. المحت ق حی م یوف ھ ل إال أن تبس علیھ األمر؟؟ للمحتل فیما أقدم علیھ ، ألم یل- بغیر قصد -التمس العذر

ذي اوھنا نالحظ أن الكاتب الذي ادي ال ذھب الم ي قصتھ الم لتزم فاة المحیطة ن الحی ھ م ستمد مادت د ) ١(یقوم على الوقائع المحسوسة ، وی ، ق

رر ع ب ى أرض الواق ر الحدث ، فعل ي تبری خرج عن محیط ھذا المذھب فا ف ررات ، أم ن المب د المحتل أفعالھ الھمجیة بالالواقعي م ذه القصة فق ي ھ

ى أرض ھ عل ع أن المنطق ال یقبل حاول الكاتب أن یمنطق تبریر الحدث مـاص .. الواقع وبالتالي تخفق القصة في الوصول إلى الغایة التي أرادھا الق

، فھو یسعى إلى فضح ممارسات المحتل ، ثم یدلل على أن ھذه الممارسات ٠أثارھا سلوك ذلك الطفل جاءت نتیجة خطأ في التقدیر حیث الشبھة التي

ومع ذلك یمكن القول إن القاص أراد أن یثبت من خالل ھذه القصة دم ي یق ل إجرام بطالن الذریعة التقلیدیة التي یتذرع بھا المحتل بعد كل عمر ي تبری ھ ف إن غفلت الي ف شھ للخطر ، وبالت راد جی علیھ ، وھى تعرض أف

٠ ٨٢، ص )ت.د(األدب ومذاھبھ ، طبعة دار نھضة مصر : مندور ، محمد : راجع ) ١(

-١٩٤-

ة ى الغای صة إل ول الق ول دون وص دث ال تح ة أن الح شـودة ، وخاص المنالكاتب قد أصر بأكثر من وسیلة على تصویر صغر عمر الطفل ، مما یدلل

٠على زیف ذلك االدعاء التقلیدي أمام براءة الطفولة سابقتین وأیـا كان األمر فإن القصة ال ترقى إلى مستوى القصتین ال

سجیلیة ن الت ة م ام قصة قریب كلھا الع ي ش ا ، ص ) ١(، فھذه القصة ف ور فیھن ة زم ة والعام ھ الخاص صیاد وبیئت اة ال ن حی ة م شاھد مختلف ب م الكاتن ة م ا مجموع دو وكأنھ ا تب ا جعلھ ا ، مم ا دقیق صویرا واقعی ة ت االنتفاضا ذي جردھ التقاریر الوصفیة كتبت بأسلوب تقریري ولغة مباشرة، األمر ال

٠من بعض خصائصھا الفنیة ھ القصة الذي - مثال -فعنصر التركیز ز ب ا تتمی م م ون أھ اد یك یك

ة یل الالزم ع التفاص رح جمی صاء وش ب االستق ین غیاھ ي ب صیرة یختف القل واضح وغیر الالزمة ، وفي المشاھد الثمانیة التي تتألف منھا القصة دلی

:على ذلك ٠سخونة الموقف صوب بائع الفیشار رغم " أحمد" اتجاه الطفل -وھربھ من أمھ للعب في الحارة .. ترك فراش النوم إرغام أحمد على -

٠ ٠وإبراز ھیئتھ كصیاد .. عودة والد أحمد من لیلة صید بحریة -م - ده ث ن وال یكل م ى ش صولھ عل ارة وح ن الح د م ودة أحم ع

٠خروجھ ثانیة ٠البحر استرجاع والد أحمد لممارسات جنود االحتالل داخل - ٠حمد لبائع الفیشار ووقوع المأساة تتبع أ- ٠" إنھ شیكل ولیس حجرا " مشھد جنائزي ثم كشف الحقیقة - ٠ عودة حزینة للبحر والصید وإعالن استمراریة الحیاة والتحدي -

ان ھ بإمك ظ أن ا القصة یالح ألف منھ ي تت ة الت شاھد الثمانی ارئ الم إن قر القاص أن یبدأ من أي مشھد مغای ر للمشھد الذي بدأ بھ قصتھ دون أن یغی

ذلك من األمر شیئا كما یالحظ أن القاص ینتقل من مشھد إلى آخر انتقاال ال ٠٠تحكمھ ضرورة

ع ) ١( ید : راج ساج ، س صر ، ط : الن ي م صیرة ف صة الق ن الق ور ف ارف ، ٣تط ، دار المع

٠ ١٣٢ م، ص ١٩٨٤مصر ،

-١٩٥-

ره ٠٠وبعد ا غی ع فیھ ي وق ق الت لقد أفلح الكاتب في اجتناب المزالین صیة ح الھم القص ي أعم ة ف ال االنتفاض اولوا أطف ذین تن اب ال ن الكت م

م بصور مفتعلة كأبطال ال تتناسب أفعالھم الخارقة مع حداثة سنھم أظھروھسي وصفات الضعف الجسدي وین النف ٠وما یترتب علیھا من مالمح التك

ي ث ربطھ ف ل حی ع الطف را عن واق ان أصدق تعبی د ك فالكاتب عثمان خالل ذلك كطف قصتھ بتكوینھ وواقعھ كطفل جبل على عشق اللھو واللعب ، وك

ار وحذرھم تتصف أف رة الكب ع خب ا ) ١(عالھ بالسذاجة التي تتجافى م ، فبینمنتابع الطفل وھو یركض من زقاق إلى آخر باحثا عن بائع الفیشار المتجول

٠نلحظ البائع وقد احتمى خلف جدار في أحد األزقة ى حرص وقد جاءت نھایة القصة متجانسة مع الغایة التي أشرنا إل

د ا عن ى تحقیقھ ب عل صتھ الكات ي ق ان ف إذا ك ى ، ف صة األول شة الق " مناقة ورس الخریفی رة الن صمود " ھج یعلن ال رع ل ى الف ل وأبق ل األص د قت ق

اة بصورة ن استمراریة الحی ذه القصة یعل ي ھ ھ ف اة ، فإن واستمراریة الحییلة -مغایرة تدلل على المقدرة الحتمیة ل - وبأیة وس ث قت ى التحدي حی عل

لح الغایة نفسھا على وجدان القارئ وتعلن استمراریة الفرع وأبقى األصل لت على - األب -الثورة من خالل استمراریة الحیاة المتمثلة في مقدرة األصل

٠المواصلة والعطاء ع داد جمی ت القصة من شراك البحر رغم امت بقى أن نقول لم تنفل

ن مشاھد حی دم مشھدا آخر م ي تق اة خیوط الحدث على یابسة المخیم ، فھشباك ، نش وال رى الل شھد ن ان الم ن أرك ن م ي رك زي ، فف صیاد الغ ال

وفي ركن آخر نرى الواقع ٠ونتعرف على أسلوب آخر من أسالیب الصید ا االقتصادي المتردي للصیاد ، وتكفي الموازنة الرائعة والعجیبة التي أقامھب، والحصول ن جان از م ة الغ أثیر صوت الرصاص ورائح ین ت الكاتب ب

ى ل عل شاعر الطف ى م ر عل ب آخ ن جان شار م ائع الفی م ب ن ث شیكل وم الم ة ول م االستمرار والدیموم ھ بحك ل وعنف سوة المحت ف ق ذي أل ھ ال ووجدانك رارة ذل ى م ة عل درة واالنقطاع ، للدالل م الن شار بحك شیكل والفی ألف ال ی

ل -فاألمر "الواقع یش - أي ممارسات المحت ث یع ة ، حی ى العادی ي منتھ ف

م ١٩٦٨، عمانبعةعیة ، طالتربیة الصحیة واالجتما : شحادة ، كلیمنص وآخرون : راجع ) ١(

٠ ٢٣٢، ص

-١٩٦-

ى المو وم حت ل ی ي ك ة ف ى المدرس ن وإل ا ، م ا اقف ذھابا وإیاب ا ، أم عتادھ ٠" الحصول على الشیكل وبائع الفیشار فھذا ھو األمر غیر العادي

رى الصورة المشرقة ان المشھد ن ن أرك ركن م ذا ال وفي زاویة ھرأة ك الم صیاد ، تل للمرأة الفلسطینیة ، صورة القناعة متجسدة في زوجة ال

ى التي اس تعاضت عن العطور برائحة السردین ، وفضلت رائحة الحیاة علن إ: "زخرفھا ، وھى في خطابھا لزوجھا ر م نني أنتعش بھذه الرائحة أكث

ي تفضیل شظف " ٠٠٠رائحة العطور تبدو وكأنھا تردد ما قالتھ سالفتھا فصور ي الق یش ف ى الع ا عل ین أھلھ شیرتھا وب ضارب ع ي م یش ف الع

):١(ةـالفارھ أحب إلى من لبس الشفوف بس عباءة وتقـر عینيول

ل الرغیفـ أحب إلي من أك وأكل كسیرة في كسر بیتي

:)٢(خـر حقـائق غـرق البحار ســعیدآ ـى سیطر عل ي ت ا ، فھ وة جاذبیتھ ا وق ق تجربتھ زة بعم صة متمی ق

ة األ ى الحقیق صل إل ا لی ى نھایتھ ى حت ة األول ذ الجمل ارئ من ن الق رة م خیة ي مواجھ ة قصتھ یضعنا ف ذ بدای ب من حقائق غرق البحار سعید ، والكات

دبت الفاجعة في وسط الصیادین : " الحدث األساسي فیھا مباشرة فیبدأ بقولھفة ربھم كعاص دید، ض ع ش ابھم ھل ع ، وأص لھم الوج ي مفاص رى ف ، وس

ر الریح ، ھوجاء زلزلت الصغیر والكبیر بعد سماع الخبر الذي انتشر انتشاستھم د تلب ال بل البرق ، فخطف األبصار وذھب بالعقول ، فراح الجمیع وقدى ، ر ھ ى غی وال عل ائح ، وج ین صارخ ون شامل ب ذھول ال ن ال ة م حال

ف ٠وعالمات االستغراب المتسائلة تمأل األفواه ، حتى البحر والفضاء كی ٠!" حدث ذلك ؟

- كیف حدث ذلك ؟ - وقبل أن یشرع القاص في اإلجابة عن سؤالھ د ي سوف تؤك ح الت یبدأ في رسم مالمح شخصیة البحار سعید ، تلك المالمعلى الدوافع التي مھدت لوقوع الحدث ، وبطریقة بارعة توحي بالعفویة بدأ صیادین تنكار ال ك الشخصیة من خالل اس ح تل القاص في استحضار مالم

ر وقوع الحدث وذلك للقرائن الكثیرة التي تستدعي ع ي تظھ ھ والت دم وقوع

روت ، ١شاعرات العرب ، ط : یموت ، بشیر ) ١( ة، بی ة األھلی -١٥٧م، ص ١٩٣٤، المكتب ٠"میسون بنت بحدل ، زوج معاویة وأم ولده یزید" وھى من قصیدة للشاعرة ١٥٨

٠ ١٤م ، ص ٥/١٠/١٩٩٢المنار ، الصادرة بتاریخ ) ٢(

-١٩٧-

ة صیة اإلیجابی ك الشخ ة لتل ة الخارق ھ البطول ق ٠أوج ك بطری ل ذل وكوع الحدث ، فالبحار تنكار وق ى اس ا عل ى معلق االسترجاع الذھني الذي یبقسعید ھو منقذ الشاطئ ، وھو المخلص لكل ما یعلق من شباك أو شراك أو

ذكرون آخر ة ما یختفي في قعر البحر ، والصیادون ی ذ ثالث ا أنق رة حینم ما صیادین عوم ى ال ا أعت ة یعجز عن اجتیازھ ن دوام ة واحدة م غرقى دفع

ذكرى صورا " وغطسا ، ومع استمرار إحساسھم بجسامة الحدث دلق ال تنا ؟ : شتى فیتساءلون ن ٠٠من خلص الشنشولة عندما علقت عن آخرھ وم

یادین عید عشرة ص ار س ع البح ین جم ة ؟ ح وم الغرب سى ی ھ ین ین ذراعی ب وأنقذھم بحنكتھ من الغرق؟

ھ القصصیـة والقاص عثمان خالد الذي یبرھن على تمكنھ من أدواتھ ي تمكن ، ووعیھ بتكنیك كتابة القصة ، ال یبخل على القارئ بالتفاصیل التد سعى لتوطی ھ ی أني ب من التعرف على الشخصیة األساسیة في قصتھ ، وك

ة وا اء أواصر المحب ة وبن ك العالق اطف مع شخصیة البحار سعید ، تل لتعاألواصر التي ستجعل الفاجعة تجرى في عروق القارئ أیضا ، فھو بعد أن یقدم السمات السلوكیة اإلیجابیة لتلك الشخصیة یعود ویقدم تفصیالت أخرى

دیھا سي : عن المالمح الممیزة لبنیة تلك الشخصیة ببع ، )١(الجسماني والنفسما صعید الج ى ال ي عل صیة ھ ـوام ؛ " ني شخ شـوق الق ـافع مم اب ی ش

ـر ـف البح ا عواص ـة فتلتھ سواعـد فتی سي .." ب صعید النف ى ال ى عل ، وھول ة قب وم الغرب رر ی ذي یق شخصیة صلبة اإلرادة ، قویة الشكیمة ، فھو ال

ول ة حین یق ون، : " تحدى أنواء البحر وأمواجھ المتالطم ركھم یھلك ن أت لا أو نم رج مع ا أن نخ التین إم ي الح م ف أكون معھ ا ، س ل " وت جمیع ، یقب

وم ع .. التحدي رغم علمھ بجھل الصیادین المستجدین العشرة بفنون الع وموصالبتھ في التحقیق ھي التي جعلت المحقق یلجأ .. إصراره تتحقق النجاة سانیة ر إن الیب غی ة ٠٠ألس د تجرب سمانیة بع وة الج طراب الق م اض ورغ

ار االعتقال دم البح ھ یق سیة جعلت ة النف البة البنی وة اإلرادة وص ة ، إال أن ق ین ره م د ینتظ ا ق ھ وم ة مرض ھ بحقیق ر رغم علم ق األخی اذ الغری ى إنق عل

..!جراء القیام بھذا الواجب

اء الشخصیة : راجع ) ١( ي بن ستویاتھا ف ود : وم ي ، محم ذوق األدب ، ط: ذھن ة ت و بع األنجل

. ١٥٤-١٤٦المصریة، ص

-١٩٨-

وھكذا نالحظ أن القاص ببراعة متناھیة حرص على تقدیم شخصیة یة أسطوریة حیة تدب على أرض الواقع مع أن الشواھد توحي بأنھا شخص

ین ي ع ع ھ ى أرض الواق اة عل ا للحی ى أھلیتھ ت عل ي برھن شواھد الت ، فال ..الشواھد التي تبرھن على أسطوریتھا

ین صفات ي الفصل ب وبالرغم مما ھو معروف عن اجتھاد النقاد فى ، إال أن الشخصیة في القصة القصیرة ، والشخصیة في األسطورة األول

ا القاص برع في دمج الصفات ، فمالمح الشخصیة في القصة القصیرة كمي ي الشخصیة الت ذه القصة بوضوح ، فھ ل احددھا النقاد تتجلى في ھ كتم

ي بناؤھا للقیام بالدور المحدد لھا في حدود الخصائص الجسمیة والنفسیة التتدلل على العالقة بین الحدث وبین تلك الخصائص ، وھى أیضا الشخصیة

ات البطل األسطوري األول ، ذلك البطل الخارق التي تحمل الكثیر من صفالصفات واألفعال ، وھو المنقذ الوحید ، والذي یأتي الخیر على یدیھ ، وھو

ة ي الجماع ك الشخصیة .. البطل الذي یعیش للجماعة وف وال عودة تل -ولورة ، -في النھایة لمواجھة نفس المصیر الذي یواجھ طبقة الصیادین المقھ

ت وظھورھا كبط شدائد ، لبقی ال ال اة واحتم ولة مقلوبة تجسد الصبر والمعان ٠) ١(تحلق في عالم األساطیر

ة ، وسبب أما بناء القصة فیتكون من أربعة أجزاء متتابعة ومتداخلشابكت ة ت تداخلھا أن القصة بدأت بالحدث وانتھت بھ ، وبین البدایة والنھای

:البساتھ ، واألجزاء ھي تلك األجزاء في رحلة البحث عن كنھ الحدث ومد : الحدث الرئیسي -١ ل الحدث اویتمثل في غرق البحار سعید ، وق كتم

مع بدایة القصة ، ومع ذلك لم تفقد القصة عنصر التشویق الذي یجعل ا یكسب القصة وع الحدث مم القارئ یلھث في البحث عن سبب وق

ى الوصو ى آخر ترابطھا ویجعل لكل كلمة داللتھا منذ البدایة حت ل إل ٠الحقائق

دث -٢ وع الح تنكار وق صیادین ، : اس ذھني لل ترجاع ال ي االس سد ف ویتجین ا تبی عید ، ویتبعھ ار س ة للبح ة الخارق ھ البطول ى أوج ث تتجل حی

٠مقومات تلك البطولة التي تجعل غرق البحار سعید أمرا ال یصدق

ع ) ١( كري : راج اد ، ش اطیر، ط : عی ي األدب واألس ل ف اھرة ، ١البط م، ص ١٩٩٥ ، الق

٠ ١٦٩

-١٩٩-

ي نتجت عن إن حالة الصرع الت: أسباب وقوع الحدث وكیفیة وقوعھ -٣ذي أدى سبب ال ي ال سجن ھ ل ال ق داخ سانیة للمحق ر اإلن الیب غی األسي داھمت لوقوع الحدث ، أما كیفیة وقوعھ فنراھا في نوبة الصرع الت

٠البحار سعید وھو یحاول إنقاذ صبي كادت تفترسھ األمواج وتتمثل في المشھد الجنائزي الذي یتجسد " : Motif" الخاتمة والموتیف -٤

، - شراع الفلوكة األبیض -لف جثمان البحار سعید بعلم الصیادین في دة صیادین المتعاھ دي ال شابك أی م ت ي ٠ث اویة الت ة المأس ذه الخاتم ھ

ا د موتیف ان خال د عثم ي أصبحت عن ا، والت لوكیا ھادف ا س جسدت موقف ..یتكرر في ختام كل قصة

م ی ث ل صتھ بحی ة ق ام خاتم ي إحك ب ف رع الكات ا ب ھ وكم رك خلف تي رع ف ذلك ب دة ، ك یل جدی افات أو تفاص ة إض اال ألی دع مج رات أو ی ثغن ر م ارئ الكثی س الق ي نف ر ف اختیار عنوان قصتھ ، ذلك العنوان الذي یثیذا الل ھ ن خ ھ م ب ، وكأن ن الكات ي ذھ صطرع ف ي ت ار الت دالالت األفك

شائعات ا : العنوان أراد أن یقول للقارئ ن ال ر م ك الكثی ي جرت إن ھنال لترة ھي ة األخی ن الحقیق مجرى الحقائق في تبریر غرق البحار سعید ، ولك

٠) ١(الحقیقة التي جھدت حتى أعرفھا وأخبرك بھاراء ي إث د ف ان خال اص عثم ة الق رى براع ة ن وبین العنوان والخاتم

قصتھ بالكثیر من التفاصیل التي تعكس أصداء الواقع الفلسطیني بشكل عام صیا ع ال ات ، وواق ي متاھ ق ف اص ، دون أن ینزل شكل خ زي ب د الغ

ث رة حی ذاجة المباش ي س ع ف تطراد أو یق ف ااالس زال والتكثی د االخت عتملوبا اء أس ق اإلیح ن طری ار ع یلة ، واإلخب ھ ٠٠وس ي قول ثال - فف :".. - م

ال ن الرج ر م ھ الكثی ق ، فاتج د أغل داخل ق ي ال ل ف اب العم ان ب ث ك حیدون م ر ب ن البح سترزقون م ابقة ی رة س ة أو خب داء " ٠٠مارس س أص یعك

سیاسة ـرض ب ث ع ة ، حی ع االنتفاض صادي لمجتم سیاسي واالقت ع ال الواقك ر تل ـن أث سكري ، وبی م الع لطات الحك ا س ي تتبعھ اعي الت اب الجم العقط ل الخ ل داخ اب العم إغالق ب سطیني ، ف ل الفل اة العام ى حی سیاسة عل ال

وت األخضر جعل العامل یرتاد البحر ا ھ لكي یكسب ق ؤمن غوائل ذي ال ت ل ٠عیالھ مع أنھ ال یعرف مجاھلھ ولم یزاول حرفة الصید من قبل

ھ ) ١( ع، : راجع في براعة العنوان وداللت دد الراب اني ، الع د الث ة فصول ، المجل ، ١٩٨٢مجل

٠ ٨٢ص

-٢٠٠-

وا : ".. وفي قولھ ضمتھ قضبان االعتقال بتھمة تھریب رجال اتھم البحار سعید -یعطى بعدا آخر لصورة البطل المنقذ .." بخلخلة األمن العام

د ویبین أسلوبا من أسالیب النضال ال - ذي یعتم ك األسلوب ال سطیني ، ذل فلد والفر سیاسة الكر م تع ، فالفلسطیني الذي تطارده قوات المحتل ، والذي ل

ھ صیادین لتحمل ادي ال ھ أی د إلی أرضھ قادرة على حفظ أسراره وحمایتھ تمت ..عبر البحر بعیدا عن بطش المحتل

ا : "وفي قولھ ر صالبتھ في التحقیق جعلت المحقق یلجأ ألس لیب غیسطیني .." إنسانیة أورثتھ حالة من الصرع سجین الفل لخص الكاتب واقع ال

ي وما یتعرض لھ من أسالیب القمع الوحشیة وبیـن اآلثار الناجمة عنھا والتى تقض ھ حت ة المطاف يتالزم ي نھای ھ ف ي . علی ل ف ھ التغلغ ي محاولت وف

ھ و اقش أعماق البحار سعید ، ورصد ھمسات روحھ وخلجات وجدان و ین ھشولھ ؟ أو : "موضوعا صعبا ى الشن ي الغطس عل ریس من ماذا لو طلب ال

ب ا زال القل ي م ي الت ة عم ام ابن صیادین ، أو أم ین ال فاجأتني الحالة وأنا بأي األطباء یا ترى أجد عنده الحل؟ وماذا لو رأیت ! یعشقھا لوال الظروف ة ؟ ن د " غریقا تطویھ اللج سیر م ر ی درا غی ح ق ف نلم ي تكثی اص ف اء الق ھ

دان ى وج سي إل صراع النف صویر ال ة ت الل براع ن خ سلل م اة والت المأسام ف أم ذي یق ك البحار ال ى ذل شفقة عل القارئ ، وإثارة مشاعر الحزن والالحقیقة العاریة باستسالم ینم عن الطیبة ووداعة تدلل على الكبریاء المكلوم

٠ الث لوحات با رى ث ائزي ن ة وفي المشھد الجن ة اإلیحاء والدالل رع

ى دلل عل ى ی ة األول ي اللوح اة ، فف ق المأس زن وتعمی ف الح انق لتكثی تتعینتقل مع تیارات البحر یودع : "أواصر الترابط والمحبة بین البحر والبحار

ود .." صخوره وطحالبھ ن قی ، فالبحار الذي لم یمض على تحرر جسده مھ إال أن ت أبى روح د ، ت وم واح سجن إال ی ضن ال ي ح سده ف ن ج رر م تح

ت ذلك كان ر ، ل المحبوب في لحظة مفاجئة ال تحمل بین طیاتھا تردد التخییاطیر ي األس ھ ف ن داللت ا م د م ى ح ة إل صة قریب ذه الق ي ھ وت ف ة الم داللالقدیمة حیث نجد الموت المفاجئ ألبطال األساطیر ھو النھایة الطبیعیة التي

ي وجدان یقدم علیھا البطل بشجاعة واطمئنان وذ ا ف لك لثقتھ بأنھ سیظل حی

-٢٠١-

ة اذ ) ١(الجماع ى إنق دم عل ذي أق عید ال ار س سبة للبح ال بالن و الح ذا ھ ، وھ ٠الغریق في اللحظة التي كان یتأمل فیھا خطورة حالتھ

ة ة الثانی ة ".. وجاءت اللوح شراع الفلوك وف ب ان الملف زل الجثم أندر بطولة ھذا البحار ، وما لتعبر عن الوجدان الجماعي الذي یق.." األبیض

ة د بطول ى حد بعی شبھ إل ي ت ھ الت ى بطولت اءة إل شراع إال إیم لف جسده بالف تحق أن یل ذلك اس ة ، ل ى أرض المعرك سقطون عل ذین ی سكریین ال الع

ز عرف رف رم سده بأش ز ھج م ، رم ة والعل ھ الرای صیادین ، إن ع ال مجتم ٠٠الشموخ والنقاء

لة من بین دالالت ذلك الشراع ، فإن اللوحة وإذا كانت قوة الدفع دال دة : " األخیرة دي متعاھ شابكت األی ى " ت صیادین عل ى إصرار ال دلل عل ت

ي ستقود دفع الت وة ال ة "مواصلة المسیرة ، وتعلن استمراریة ق ى " الفلوك إل ٠شاطئ الحریة یوما

وببراعة متناھیة حرص القاص على تضمین ھذه القصة الغایة التي ل سعى ارة المشاعر ضد المحت سابقة ، وھى إث إلى تحقیقھا في قصصھ ال

ي ات الت ك الممارس سبب تل ل ب الك البط ن ھ م یك سفیة ، أل اتھ التع وممارس !أورثتھ حالة من الصرع

:)٢( الشــندرـ تجسد ھذه القصة البعد األخالقي لمجتمع الصیادین ، وذلك من خالل

ب تصویر السلوك الواقعي للش ث یرق ا القصة ، حی دور حولھ خصیة التي تویبین كیفیة تفاعلھ مع مغریات الحیاة " الشندر " القاص عثمان خالد سلوك

٠المادیة التي تھبھ فرصة قد ال تتكرر لتحقیق أمانیھ اني و أم صة ، وھ رة الق ھ فك ت علی ذي بنی دث ال ساطة الح ورغم ب

كامل یعكس مالمح البناء الفني الشندر ، إال أن القاص قد حولھ إلى نسیج متصیادین للقصة القصیرة ، فالحدث مبرر بمرارة الواقع الالإنساني لقطاع ال

ھ شندر وأمانی الم ال ي أح داه ف رى ص ذي ن ع ال ك الواق ن : "، ذل یكون م س ٠.." اللنشات النادرة

.١٦٩البطل في األدب واألساطیر ، ص : د ، شكري عیا) ١( ٠" الصفحة األدبیة " م ، ٨/١٠/١٩٩٢النھار ، الصادرة بتاریخ صحیفة ) ٢(

-٢٠٢-

ن شریحة م ك ال قد یعكس ھذا الحلم االستجابة للرغبات المكبوتة لتلرائح المجتم سط ش دان أب ى فق شیر إل اھره ی ي ظ و ف سطیني ، فھ ع الفل

د ان خال الم عثم ن ع صل ع ھ ال ینف ي داللت ھ ف ا أن اة ، كم رورات الحی ضإذا إالقصصي ، الذي تعرفنا على رموزه و سابقة ، ف یحاءاتھ في القصص ال

دي " ھجرة النورس الخریفیة "كانت الفلوكة في قصة شكل التقلی ت ال قد مثلن للمقاومة ، ودل ك م ة ، وذل از المرحل شكل عن اجتی لت على عجز ذلك ال

ان إن ٠خالل رتابة حركتھا التي لم تمكن البحار من وصول شاطئ األم فصة ة ق ي نھای نش ف ور الل ر " ظھ سردین الم ات " ال تجابة لمتطلب ان اس ك

شرا د ، ومب شكلھ الجدی دي ب ول التح ن قب ا ع دة ، وإعالن ة الجدی المرحلسالح، بالتغییر ا ة ال ى آلی لنوعي المطلوب حیث التحول من بدائیة الحجر إل

سعى نش ی فبعد أن كانت الفلوكة تتجنب المواجھة وتؤثر السالمة ، رأینا الل .. لیقبره - الطراد -للمواجھــة ، ویبحــث عن الزورق اللعین

وما اللنش في أحالم الشندر وأمانیھ إال تعمیق لداللة ذلك الرمز في د حشد التعب اص ق ذلك نجد الق ي تواصل العطاء، ل یر عن الرغبة الملحة ف

ره ى ظھ صیادین عل ن ال شا م یادا -جی شرین ص شات - ع ن اللن ھ م وجعلرر ة تب ھ المطلوب ل ندرت م جع ورة ، ث ات المنظ ي بالمتطلب ي یف ادرة لك الن

٠مقدرتھ على افتتاح الشطآن التي رأیناھا مغلقة في قصصھ السابقة ن أحالم واستجابة ة م ة الثانی لداللة ھذا الرمز جاء البیت في المرتب

ت ل بالضرورة وجود البی الشندر ، وكأن تحقیق األمنیة في ذلك اللنش یكفصیاد یعید لل ذي س ن آال ة م ة الثالث ق األمنی ل تحقی ا یكف سلوبة كم ھ الم دمیت

ندر وھنا نالحظ أن أماني الش- الزوجات الحسناوات لألبناء -أماني الشندر ع ستحقق ر الواق جاءت منطقیة في ترتیبھا ، فوجود القوة القادرة على تغییان واالستقرار وطن ووجود األم ت ال األمان واالستقرار الذي نراه في البی

.. االستمراریة والنماء - األبناء -سیكفل للجیل الثاني اس -أما شخصیة الشندر الظاھریة د - التي یبدو بھا أمام الن ـد ب أ فق

ع القصة اد نمضي م ا نك الكاتب في رسم مالمحھا منذ الجملة األولى ، ومة قلیال حتى نتعرف على معظم سماتھا وخصائصھا فھي شخصیة اجتماعیوتر ن الت مرحة ، حازمة في اتخاذ القرارات الصعبة ، على درجة كبیرة م

..والقلق ال تستسلم إلى ضجرھا بالحیاة

-٢٠٣-

اني ویفسح محك االختبار المجا الخاص -ل للشخصیة بمستواھا الثسھ سان بنف ـلو اإلن ین یخ ر إال ح ذي ال یظھ سري ال ور –أو ال ، ) ١( للظھ

ات اص أخالقی فبین الفقر المدقع والفرصة السانحة للثراء الفاحش یختبر القق " الشندر"الصیاد یاء، فتحق ذي یكشف عن جوھر األش شأ الصراع ال فین

نش ھا ھي "األمنیة بات وشیكا شترى الل ا، سن سم لن األماني في األكیاس تبت ٠.."ونبني البیت ، وسنتزوج

ور ، إن األرق ي الظھ صیة ف ك الشخ الة تل ح أص دأ مالم ا تب وھنب ، سلوك المرتق رار الحاسم وال ة للق ة الجنینی والقلق النفسي یشكالن البدای

ة ق األمنی یلة تحقی المة وس دم س ان بع ست٠٠: "ویوحی شندر جل ھ ، ودع الن ھواألحالم ترافق وم ، لك ھ الن إلى منامھ ، تطارده مع تقلباتھ ، وأخیرا غلب

واجس ، تنحنح ، ا شاھدت صنوف األحالم والھ دیكة العزبة أیقظت عیون ٠.."ر ، افترش األرض عطس ، تنخع ، كب

ھ يثم یتطور ھذا القلق لیتحول إلى صراع نفسي عنیف یرخ بظاللدأ إرھاصات على عناصر الطبیعة الت م تب ن ث صیاد ، وم ي تجسد ضمیر ال

ث ضة أوال حی ة الراف ك الطبیع الل تل ن خ ضح م صراع تت ذا ال سم ھ ح، ثم من " ٠٠، وانتفض البحر ، واھتزت السقیفة بما فیھا اختلطت األلوان"

شر ي جسدت ضعف ال ة الت سلوكیة للشخصیات الثانوی خالل التناقضات الان صوت الدخیل على تلك الشریحة مقا بل عراقة الخیر وقوتھ ، فمثل االبن

ا رأة .. الرغبة الطائشة وأداة تحقیقھ ت الم ي -، ومثل صادق ف اإلحساس اللكن صدر األم الذي دب فیھ االرتیاب ضاق بالصورة : ".. استشعار الخطر

ى .." ك الخطر والتحریض عل ، كما مثلت الموقف اإلیجابي في رفض ذلف : حیب األم الھارع للخارج كان أقوى ولكن صوت ن ٠٠: " دفعھ ال وأل

٠.."ال ومع احتدام الصراع الداخلي ، الذي ھو في حقیقتھ صراع الرغبات

ل ى التحلی اص عل درة الق المكبوتة على القیم والمبادئ الراسخة ، تتجلى مق: " الصادق للنفس البشریة حیث یطلعنا على كل ما یدور في داخل الصیاد

ة ي الفرص ا ھ دة، ھ رة واح ر إال م ي العم أتي ف ة ال ت ك ، والفرص تأتیلكنھ السم ، كم شابا سیدمر ؟ وكم أسرة ستتقوض .. أحالمك كلھا ستتحقق

٠!"أركانھا ، كل ھذا من أجل ماذا ؟ بیت ولنش

.١٤٧تذوق األدب ، ص : ذھني ، محمود : راجع ) ١(

-٢٠٤-

یح ي التلم اص ف دأ الق ا یب االت ذروتھ وغ األحاسیس واالنفع ومع بل: ".. لذي ینسجم مع رموزه وإیحاءاتھ إلى البعد اآلخر للمعنى ، ذلك البعد ا

من خالل تشابك تلك األحاسیس وتقابلھا "– أي اللنش -لكنھ الخاتم المنشود دي ، " ،" ضیاع األب قل الجحیم القاتل ، األماني التي طال انتظارھا ، بل ال

ظ إنھ تطلع الصیادین ، كال إنھ قتل الولد ، إنھ عطاء البحر ، لكن البحر یلف " ...یقذفھ للرمل لكي تلتھمھ الشمس ، إذن فلتكن یا شندر بحرا كل خبیث

رار ، ة الق ى منطقی ابالت إل ك المق شندر من خالل تل لقد توصل الشریفة ر ال یلة غی ك الوس ت بتل حیث تیقن من أن الحصول على اللنش والبینش ن الل شودة م ة المن ى الغای صل إل ن ی ھ ل ا ، إن دي نفع ن یج دمرة ل والم

فما فائدة اللنش بعد الضیـاع .. إذا ھدم الجیل الذي تعقد علیھ اآلمال والبیت -األبـدي ، ومن سیعتـلي ظھره ویفتتح بھ الشطآن إذن ؟ وكیف یبنى البیت

د ، ومن سیعمره ؟ -الوطن ل الول د قت سقیفة آخر !! بع ان حرق ال ذلك ك لي العز "قرارات الشندر المبررة ، ألیست ھي ت ف د أول سقیفة بنی ة ، وول ب

ب األول ا الح ستھا " فیھ ا دن التھا حینم ة وأص ا الروحی دت داللتھ د فق ، لقسموم یم ، ٠) ١(ال ع األل ض الواق ى رف ة واضحة عل سقیفة دالل رق ال إن ح

رق ذلك فلتح منتي ، ل ت األس ي البی اه ف ذي تمن ات ال ى الثب دلل عل فھي ال ت !مكانھ الصحیح ؟السقیفة بما فیھا ولیبق للحلم ثباتھ بعد أن وضع في

رق ، سقیفة تحت رى ال و ی شندر وھ شاعر ال ة م ى حقیق ي تتجل ولكم ، ق الحل شة لتحقی ة الطائ ا الفرص رق معھ صر اوتحت اص عن د الق عتم

المفارقة الذي یستخدم لقتل العاطفیة المفرطة وللقضاء على المظھر الزائف ذلك تمكن من ، وب) ٢(، كما یستخدم لتعمیق المعنى وخدمة ازدواجیة الداللة

ا ل رأین التنبیھ على رموزه وشرح داللتھا دون أن یقدم على ذلك صراحة بالشيء یقال دون أن یقال ، إذ یكفي تأمل الشندر وھو یشوى السمك ویستعد اد لتناول وجبة اإلفطار دون اكتراث بفزع سكان العزبة الذین ھرعوا إلخم

ي رصد الال سقیفة ، ویكف ي ال ار النیران المشتعلة ف ى إظھ ة إل االة الھادف مبام اإلفطار : " قناعة الشندر فیما أقدم علیھ حیث رأیناه یشیر بیده لتناول طع

ان ) ١( ة المك ي دالل ع ف اني : راج د الث صول ، المجل ة ف ع ، مجل دد الراب ، ص م١٩٨٢، الع

ول ٠ ١٨٦ ي ق ب وف ة " الكات ي العزب ت ف قیفة بنی ان "أول س یة المك ى قدس ارة إل إشالمین : " واستلھام لقولھ تعالى دى للع " إن أول بیت وضـع للناس للذي ببكـة مباركا وھ

٠ ٦٩: آل عمران ٠ ١٤٤السابق ، ص ) ٢(

-٢٠٥-

ي شندر الت ات ال صیادین ، وقھقھ ومن بین حجر الطین الملتھب ، وحزن ال، وقد .." ارتفعت بارتفاع عمود الدخان ، بدأت السقیفة تبث صورا وألوانا

د تجلى الجانب اإلیجابي للم شندر ق ات ال سخریة وقھقھ ا ال ا رأین ة حینم فارقي ف الھزل ولدت من رحم البؤس والمعاناة، ووجدنا الشندر من خالل الموقاة ھ بمواس یعود ألحالمھ بعد أن وضعھا في موضعھا الصحیح دون أن یأب

ھ ھ " الصیادین وتعاطفھم مع ون علی صیادون یھون ف ال ا یعوض : "وق ربنرأس ئ ال ربة تخط ك ، ض ر ؛ علی ازالن البح اه تغ رد وعین لیمة ، فی س

٠.." بس لو اللـھ "والفلوكة تجري ول ف یق ذا الموق ي ھ و ف شندر وھ ال ال سان ح أني بل ي ال : وك إنن

ي أن یحدث ا ال تأبھو٠٠أستحق التعاطف ان ینبغ ھ ك ا !! بما حدث ألن وما دنیا غالب ذل ٠٠نیل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ ال د ل ذلك ال أری م ل ك الحل

شریفة أن یتحقق بتلك السھولة المرفوضة ، ینبغي أن تموت الوسیلة غیر الابرة صبر والمث ق بال ن أن تتحق ي یمك د ظھرت -وتبقى الغایة النبیلة الت وق

وة ى ق ا إل ي حركتھ اج ف ي تحت ة الت ع الفلوك صة م ة الق ي نھای ك ف ة ذل أدل ٠٠السواعد د وة ٠٠وبع صدق وق صة ب ذه الق ت ھ د انتم ر فق الم البح ى ع إل

والصیاد ، كما انتمت للواقع الذي یتعامل معھ ویتأثر بھ ذلك العالم ، ورغم ك اة تل ي تصویر معان ود االحتالل ف عدم تعرضھا الصریح لممارسات جن

ي القصص -الشریحة من شرائح المجتمع زمن االنتفاضة كما ھو الحال في إال أنھا تتناول أشكاال أخرى للمعان -السابقة اة تحت وطأة االحتالل ، فھ

ا صنع كم ال أو ت ة دون افتع ة بارع دمھا بطریق ر وتق أوال تعالج مشكلة الفقرأینا في أحالم الشندر الذي یتمنى أن یمتلك منزال تتوفر فیھ أبسط مقومات

ستعملھا ن ی اف م ى عف اه تحافظ عل ام ودورة می .. المنزل من مطبخ وحمسھا ت ة نف ا وبالطریق ي ثانی ر وھ ر البح درات عب ب المخ رض لتھری تع

واالتجار بھا ، ثم بطریقة منطقیة رأینا الفقر یرتبط بتلك السلبیة من سلبیات ود المجتمع التي ظھرت في ظل غیاب رقابة السلطة الوطنیة ، فالفقر قد یق

..إلى األنانیة ، ویؤدى إلى التفكیر في اقتراف الرذیلة ي ر ف ائي المباش صد النھ أن الق الة وك ار أص و إظھ صة ھ ذه الق ھ

ة ال ة طبیعی دت كحال ي ب ھ رغم تعاستھ الت البحار الفلسطیني وصدق انتمائتقبل التبدیل ما لم تتغیر الظروف المحیطة بھ والعوامل المؤثرة في مجتمعھ

روف .. ك الظ ر تل ى تغیی ة إل س الحاج ائي یعك ى اإلیح ي المعن و ف وھ

-٢٠٦-

ى والعوامل ویبرھن على زیف الوسیلة التي قد توھم بجدواھا ومقدرتھا عل .. بضرورة العمل الصادق وتبشر بجدواه ي تغرالتغییر ، وأخیرا

:أما بعـد ذه القصص ت ھ د تناول فإنني ال أزعم في ھذه الرؤیة النقدیة أنني ق

اءات ة باإلیح صص ملیئ ة ، فالق وعیة والفنی ب الموض ع الجوان ن جمی مـا والدالالت ، وھنالك الكثیر الذي یمك ي وبنیویتھ ـا الفن ي بنائھ ال ف ن أن یق

ن ھدف ھذه الدراسة ھو التنبیھ إلى ما ینشر في مجالتنا إوحیث .. اللغویـة ٠وصحفنا المحلیة ، فإن العجالة ھي سمة ھذه الدراسة