تمكين المرأة هو من قبيل الاقتصاد الذكي · 2012 س رام...
TRANSCRIPT
40 التمويل والتنمية مار�س 2012
مي�س زمن طويل منذ كانت املراأة تواجه حواجز
التي الفر�س على ح�صولها دون حتول هائلة
حتقق لها امل�صاواة مع الرجل. واإذا عدنا بالذاكرة
بني امل�صاواة عدم اأن �صنجد فقط، ما�س قرن ربع اإىل
الدر�س قاعات — يف جدا وا�صحا كان والرجل املراأة
باجلامعات، ويف اأماكن العمل، وحتى يف البيوت. ومنذ
جوانب من العديد على ملمو�س حت�صن طراأ الوقت، ذلك
حياة الن�صاء والفتيات يف جميع اأنحاء العامل. ففي معظم
البلدان ـ الغنية منها والنامية — تتزايد معدالت التحاق
اأعمارهن، متو�صط ويطول باملدار�س، والفتيات الن�صاء
كما اأف�صل، وظائف على ح�صولهن فر�س وتتح�صن
تتوافر لهن احلقوق واحلماية القانونية.
تزال ال اجلن�صني بني امل�صاواة عدم فجوات لكن
قائمة. فمن االأرجح حدوث الوفيات بني الن�صاء والفتيات،
ذات البلدان من العديد يف والفتيان، بالرجال مقارنة
يف بنظرائهن مقارنة واملتو�صط، املنخف�س الدخل
املراأة اأن جند العامل، اأنحاء معظم ويف الغنية. البلدان
من اإنتاجية اأقل اأنها كما الرجل من اأقل دخال حتقق
املنظور االقت�صادي. وتقل فر�س املراأة مقارنة بالرجل
يف ت�صكيل م�صار حياتها و�صنع قراراتها ال�صخ�صية.
الدويل البنك ال�صادر عن التقرير ووفقا ملا ورد يف
امل�ساواة :2012 العامل يف التنمية عن “تقرير بعنوان
امل�صاواة عدم فجوات �صد فاإن والتنمية”، اجلن�سني بني
ومن ال�صيا�صات. ور�صم للتنمية �رضوري اجلن�صني بني
االإنتاجية تعزز اأن اجلن�صني بني امل�صاواة زيادة �صاأن
القادمة، لالأجيال التنمية نتائج ن �صِّ وحتحُ االقت�صادية
املوؤ�ص�صات متثيل زيادة من حتققه ما على ف�صال
وال�صيا�صات ملختلف �رضائح املجتمع.
يزال قائما بني التفاوت ال اأوجه العديد من اأن غري
املختلفة، البلدان التقدم يف ا�صتمرار مع اجلن�صني حتى
امل�صتوى على املركز العمل موا�صلة اإىل يدعو مما
احلكومي. فال�صيا�صات الت�صحيحية ميكن اأن حتقق نتائج
عدم اأوجه على تركيزها ان�صب ما اإذا هائلة اإمنائية
للرخاء. بالن�صبة اأهمية واأكرثها اجلن�صني بني امل�صاواة
ول�صمان فعالية هذه التدابري ال بد اأن ت�صتهدف االأ�صباب
اجلذرية لعدم امل�صاواة دون جتاهل اعتبارات االقت�صاد
ال�صيا�صي املحلي.
تقدم متباين
�صهد ربع القرن املا�صي اأمناطا متباينة من التغري يف كل
جانب من جوانب امل�صاواة بني اجلن�صني — اأي اإمكانية
وتوافر وال�صحية، التعليمية اخلدمات على احل�صول
الفر�س االقت�صادية، والقدرة على التعبري عن الراأي داخل
االأ�رضة واملجتمع. وقد اأمكن �صد فجوة عدم امل�صاواة بني
املجاالت، بع�س يف الن�صاء ملعظم بالن�صبة اجلن�صني
للن�صاء بالن�صبة اأبطاأ ظلت التقدم وترية لكن كالتعليم؛
كالتمييز اأخرى، مل�صاعب يتعر�صن الالتي الفقريات
العرقي. وال تزال وترية �صد هذه الفجوة بطيئة يف بع�س
مي�صورات ال�صيدات بني فيما حتى ـ االأخرى املجاالت
احلال ويف البلدان التي متكنت من التطور ب�رضعة.
وقد اأمكن �صد فجوة عدم امل�صاواة بني اجلن�صني على
البلدان تقريبا، كما التعليم االبتدائي يف جميع م�صتوى
اأنها توا�صل التقل�س ب�رضعة على م�صتوى التعليم الثانوي.
اأ�صبح اإن عدد البنات امللتحقات باملدار�س الثانوية بل
لث البلدان النامية تقريبا. االآن اأكرب من عدد البنني يف ثحُ
اأما يف اجلامعات فاإن عدد ال�صابات يتجاوز عدد ال�صباب
يف ثلثي البلدان التي تتوافر بيانات عنها، اإذ متثل املراأة
العامل حول اجلامعات طلبة اإجمايل من %51 حاليا
)راجع الر�صم البياين 1(. غري اأن عدد البنات غري املقيدات
يف املدار�س يربو على 35 مليون بنتا يف البلدان النامية،
ثلثا هوؤالء البنني، وينتمي مقارنة بعدد 31 مليون من
البنات اإىل اأقليات عرقية.
�سد الفجوات بني
اجلن�سني يعود
بالنفع على
البلدان ككل،
ولي�س على الن�ساء
والفتيات فقط
اآنا رفينغا و�سودهري �سيتي
مزارعات يف حقول النباتات الليفية بالقرب من قرية “باغابار” يف مقاطعة “مهاراي غاين” الهندية.
هو من قبيل االقت�ساد الذكي
المـراأةتمكين
مل
التمويل والتنمية مار�س 2012 41
بالرجال يف مقارنة يتزايد الن�صاء اأعمار متو�صط اأخذ ومنذ عام 1980،
جميع اأنحاء العامل. غري اأن معدل وفيات الن�صاء والفتيات يف خمتلف البلدان
النامية ال يزال مرتفعا بني الفئات العمرية االأ�صغر مقارنة بالرجال والفتيان،
وذلك باملقارنة مع البلدان الغنية. ونتيجة لهذه “الزيادة يف وفيات االإناث”،
�صن حتت وامراأة فتاة مليون 3.9 بنحو يقدر �صنويا “فاقدا” هناك اأن جند
م�صي هذا العدد، ال ال�صتني يف البلدان النامية )راجع اجلدول(. وما يقرب من خحُ
د�س يف �صنوات الطفولة املبكرة، كما يتوفى اأكرث تتم والدتهم اأ�صال، ويتوفى ال�صحُ
من الثحُلث خالل �صنوات االإخ�صاب. وتتزايد معدالت وفيات االإناث يف منطقة
البلدان ويف االإجناب �صن يف الن�صاء بني خا�صة ال�صحراء، جنوب اإفريقيا
االأ�صد ت�رضرا بجائحة فريو�س نق�س املناعة الب�رضية/متالزمة نق�س املناعة
.)World Bank, 2011, Chapter 3 املكت�صب )االإيدز( )درا�صة البنك الدويل
العامل العاملة يف القوى اإىل ان�صمت امراأة مليار اأكرث من ن�صف وهناك
على مدار الثالثني �صنة املا�صية، حيث متثل املراأة يف الوقت الراهن اأكرث من
40% من العمالة يف خمتلف اأنحاء العامل. ومن اأ�صباب زيادة م�صاركة املراأة يف
قوى العمل حدوث انخفا�س غري م�صبوق يف درجة اخل�صوبة يف البلدان النامية
االإ�صالمية، ف�صال على اإيران املختلفة مثل بنغالدي�س وكولومبيا وجمهورية
التح�صينات التي اأدخلت على تعليم االإناث. غري اأن املراأة يف كل مكان حتقق
World Bank, 2011—es� غالبا دخال اأقل من الرجل )درا�صة البنك الدويل :
اأ�صباب متباينة لذلك. فاحتماالت عمل املراأة pecially Chapter 5(. وهناك ب�صفة العمالة العائلية غري مدفوعة االأجر اأو يف القطاع غري الر�صمي اأكرب منها
وحما�صيل اأ�صغر م�صاحات يزرعن الن�صاء من زارعات فاملحُ للرجل. بالن�صبة
اأقل ربحية مقارنة باملزارعني من الرجال. وتدير رائدات االأعمال من الن�صاء
م�رضوعات اأ�صغر حجما يف قطاعات اأقل ربحية.
بلدان جميع قامت الراأي، عن التعبري على والقدرة للحقوق وبالن�صبة
العامل تقريبا بامل�صادقة على “اتفاقية الق�صاء على جميع اأ�صكال التمييز �صد
املراأة”. غري اأن املراأة )خا�صة الفقرية( يف كثري من البلدان ال حت�صل على نف�س
القدر من حرية التعبري عن الراأي كالرجل فيما يتعلق بالقرارات واملوارد يف
نطاق اأ�رضتها. واملراأة كذلك اأكرث عر�صة للعنف املنزيل — يف البلدان النامية
والبلدان الغنية على حد �صواء. ويف خمتلف بلدان العامل، الغنية والفقرية على
ال�صيا�صي الر�صمي، وخا�صة ال�صواء، ت�صارك املراأة م�صاركة حمدودة يف العمل
يف م�صتوياته العليا.
امل�ساواة بني اجلن�سني والتنمية
لن�رض عملية فالتنمية هي ذاتها. اجلن�صني �رضورية يف حد امل�صاواة بني
Sen, )درا�صة واإناثا ذكورا — جميعا النا�س بني بالت�صاوي احلريات
عامل هو االإناث ورفاهية الذكور رفاهية بني الفجوة وت�صييق .)2009اأ�صا�صي يف التنمية على غرار احلد من فقر الدخل. ومن �صاأن زيادة امل�صاواة
بني اجلن�صني اأن تعزز من الكفاءة االقت�صادية وحت�صن من نتائج التنمية.
وذلك بثالث طرق اأ�صا�صية :
• اأوال، نظرا الأن املراأة متثل يف الوقت الراهن 40% من القوى العاملة العامل، حول اجلامعات طلبة ن�صف من واأكرث العاملي امل�صتوى على
املراأة ومواهبها ا�صتغالل مهارات اإذا ما مت الكلية االإنتاجية تزداد �صوف
نف�س الن�صاء من للمزارعات اأتيح اإذا املثال، �صبيل فعلى اأكمل. على وجه
كاالأرا�صي االإنتاجية املوارد على للح�صول للرجال املتاحة الفر�صة
اأن يزيد الناجت الزراعي يف البلدان النامية بن�صبة ترتاوح واالأ�صمدة، ميكن
بني 2.5% و4% )درا�صة منظمة الزراعة العاملية FAO, 2011(. ومن �صاأن
اأو وظائف معينة اإزالة احلواجز التي حتول دون عمل الن�صاء يف قطاعات
اأن توؤدي اإىل زيادة الناجت االقت�صادي، عن طريق رفع ن�صبة امل�صاركة يف
القوة العاملة وزيادة اإنتاجية العمالة بن�صبة قد ت�صل يف بع�س البلدان اإىل
Cuberes )درا�صة ومواهبها املراأة مهارات توجيه بتح�صني وذلك ،%25
.)and Teignier� Baqué, 2011• ثانيا، من �صاأن تعزيز �صيطرة املراأة على موارد االأ�رضة، �صواء من خالل مك�صبها اخلا�س اأم من التحويالت النقدية، اأن يعزز من احتماالت النمو يف
البلدان املختلفة من خالل تغيري اأمناط االإنفاق على النحو الذي ي�صب يف
كالربازيل املختلفة البلدان من امل�صتقاة االأدلة وت�صري االأطفال. م�صلحة
وال�صني والهند وجنوب اإفريقيا واململكة املتحدة اإىل اأن زيادة احل�صة التي
ت�صيطر عليها املراأة من دخل االأ�رضةـ �صواء كانت من مك�صبها اخلا�س اأم من
التحويالت النقدية – ت�صب يف م�صلحة االأطفال نتيجة زيادة االإنفاق على
.)World Bank, 2011 الغذاء والتعليم )درا�صة البنك الدويل
• واأخريا، من �صاأن متكني املراأة كطرف فعال يف املجاالت االقت�صادية وال�صيا�صية واالجتماعية اأن يوؤدي اإىل تغيري اخليارات املتعلقة بال�صيا�صات
كان الهند، ففي االأ�صوات. من اأكرب ل�رضيحة املوؤ�ص�صات متثيل وزيادة
ال�صلع اإىل زيادة توفري اأدى اأن الإعطاء املراأة �صلطة على امل�صتوى املحلي
äÉæÑdG
ɶM πbCG
ÚæÑdG
ɶM πbCG
∫ÉLôdG
ɶM πbCG
AÉ°ùædG
ɶM πbCG
…ƒfÉãdG º«∏©àdG ájƒfÉãdG á∏MôŸG ó©H Ée º«∏©àdG
100
80
60
40
20
ôØ°U
ôØ°U 20 40 60 80 100
»FGóàH’G º«∏©àdG
100
80
60
40
20
ôØ°U
ôØ°U 20 40 60 80 100
100
80
60
40
20
ôØ°U
ôØ°U 20 40 60 80 100
ÇOÉ¡dG §«ëŸGh É«°SBG ¥öT É«°SBG ܃æL AGôë°üdG ܃æL É«≤jôaEG
πNódG á©ØJôe ¿Gó∏ÑdG
≈£°SƒdG É«°SBGh ÉHhQhCG »ÑjQɵdGh á«æ«JÓdG ɵjôeCG É«≤jôaEG ∫ɪ°Th §°ShC’G ¥öûdG
(äÉæH)
á°S
GQódÉH ¥
Éë
àd’
G ‘
É°U
(ÚæH) á°SGQódÉH ¥Éëàd’G ‘É°U (∫ÉLQ) á°SGQódÉH ¥Éëàd’G ‹ÉªLEG
(AÉ°ù
f)
á°S
GQódÉH ¥
Éë
àd’
G ‹
ɪ
LEG
1 ÊÉ«ÑdG º°SôdG
á°SQóŸG ¤EG
.äÉHÉ°ûdG ídÉ°üd …ƒfÉãdG º«∏©àdG ó©H Ée á∏Môà ¥Éëàd’G ä’ó©e π«“ Éªæ«H ,…ƒfÉãdGh »FGóàH’G º«∏©àdG »à∏Môà ¥Éëàd’G ä’ó©e ‘ Ú°ùæ÷G ÚH DƒaɵàdG ≥«≤– øµeCG
(%)
.‹hódG ∂æÑdG øY IQOÉ°üdG “á«ŸÉ©dG ᫪æàdG äGöTDƒe ” äÉfÉ«H IóYÉb :Qó°üŸG
§ÿG Gòg ≈∏YCG á£≤f …CG Ò°ûJh .á°SGQódÉH ¥Éëàd’G ‘ Ú°ùæ÷G ÚH DƒaɵàdG ÚÑj áMƒd πc ‘ áLQO 45 ájhGõH πFÉŸG §ÿG :áXƒë∏e
.∫ÉLôdÉH áfQÉ≤e äGó«°ùdG øe á°SGQódÉH äÉ≤ëà∏ŸG OóY IOÉjR ¤EG
ÚæÑdG
ɶM πbCG
äÉæÑdG
ɶM πbCG
(äÉæH)
á°S
GQódÉH ¥
Éë
àd’
G ‘
É°U
(ÚæH) á°SGQódÉH ¥Éëàd’G ‘É°U
42 التمويل والتنمية مار�س 2012
العامة ، كاملياه وال�رضف ال�صحي، التي ت�صكل اأهمية اأكرب بالن�صبة للن�صاء
.)Beaman and others, 2011 درا�صة(
تعزيز التنمية
اأف�صل و�صيلة لفهم كيفية تطور امل�صاواة بني اجلن�صني مع اال�صتمرار يف اإن
التنمية هي التعرف على ا�صتجابات االأ�رض الأداء وهياكل االأ�صواق واملوؤ�ص�صات
اخلدمات تقدمي واآليات التنظيمية، والقواعد )كالقوانني، الر�صمية — �صواء االجتماعية وال�صبكات واالأعراف )كاالأدوار الر�صمية غري اأو احلكومية(
بالن�صبة لكل من اجلن�صني(.
والقيود واالأف�صليات احلوافز حتديد يف واملوؤ�ص�صات االأ�صواق وت�صاهم
التي تواجه خمتلف اأفراد االأ�رضة الواحدة، مع حتديد قدرتهم على التعبري عن
الراأي وما يتمتعون به من قوة تفاو�صية. وبهذه الطريقة، تتفاعل عملية �صنع
القرار داخل االأ�رضة مع االأ�صواق واملوؤ�ص�صات الر�صمية وغري الر�صمية لتحديد
النتائج املتعلقة باملراأة والرجل. وي�صاهم هذا االإطار اأي�صا يف تو�صيح كيفية
باملراأة ال�صلة ذات النتائج على الدخل( )زيادة االقت�صادي النمو تاأثري
والرجل من خالل التاأثري على كيفية اأداء االأ�صواق واملوؤ�ص�صات وكيفية �صنع
القرار داخل االأ�رضة. ويعر�س الر�صم البياين 2 اأثر النمو االقت�صادي من خالل
بني امل�صاواة زيادة اجتاه يف الرتو�س جمموعة يحرك الذي “النمو” �صهم
اجلن�صني. اأما �صهم “امل�صاواة بني اجلن�صني” فيو�صح بدوره اأثر �صد فجوة عدم
امل�صاواة بني اجلن�صني على زيادة النمو.
وي�صاهم هذا االإطار يف تف�صري �رضعة �صد فجوة عدم امل�صاواة بني اجلن�صني
الدخل منو عوامل اأن جند احلالة، هذه ويف بالتعليم. االلتحاق جمال يف
)بتخفيف قيود املوازنة على االأ�رض واخلزانة العامة( واالأ�صواق )باإتاحة فر�س
عمل جديدة للمراأة( واملوؤ�ص�صات الر�صمية )بتو�صيع نطاق املدار�س وتخفي�س
تكلفتها( اجتمعت لتوؤثر يف قرارات االأ�رض لكي ت�صب يف �صالح تعليم البنات
والفتيات ال�صابات يف جمموعة من البلدان املختلفة.
امل�صاواة عدم من الكبرية الفجوات تف�صري يف االإطار هذا ي�صاهم كذلك
بني اجلن�صني بالن�صبة للن�صاء الفقريات، ال �صيما الالتي ال تقت�رض معاناتهن
على الفقر فقط بل يتعر�صن اأي�صا الأ�صكال اأخرى من االإق�صاء، كاملعي�صة يف
املناطق النائية، اأو االنتماء اإىل اأقليات عرقية، اأو املعاناة من االإعاقة. ففي
الهند وباك�صتان، على �صبيل املثال، حيث تت�صاوي اأعداد البنني والبنات من
م�س ال�صكان االأكرث ثراء، جند اأن هناك حيث ن�صبة االلتحاق بالتعليم بني خحُ
ال�صكان م�س تقريبا بني خحُ �صنوات ات�صاعها خم�س يبلغ اجلن�صني فجوة بني
االأكرث فقرا. ويبلغ معدل االأمية بني الن�صاء من ال�صكان االأ�صليني يف غواتيماال
�صعف املعدل بني الن�صاء من غري ال�صكان االأ�صليني وبزيادة 20 نقطة مئوية
اآليات االأ�صواق وحت�صن اأن موؤ�رضات االأ�صليني. غري ال�صكان الرجال من عن
�صالح يف عموما �صبت والتي الدخول، وزيادة احلكومية اخلدمات تقدمي
املجتمعات هذه اإىل الو�صول ي�صعها ال ال�صابات، والفتيات البنات تعليم
ال�صكانية �صديدة احلرمان.
االنعكا�سات املتعلقة بال�سيا�سات
ال�صيا�صات �صناع على يتعني اجلن�صني، بني امل�صاواة حتقيق يت�صنى حتى
تركيز جهودهم على خم�صة اأولويات وا�صحة، وهي : تخفي�س معدالت الوفيات
الزائدة بني الفتيات والن�صاء؛ والق�صاء على ما تبقى من مظاهر احلرمان بني
اجلن�صني يف التعليم؛ وتعزيز اإمكانية ح�صول املراأة على الفر�س االقت�صادية
ومن ثم زيادة مكا�صبها واإنتاجيتها؛ واإعطاء املراأة فر�صة م�صاوية للتعبري
بني امل�صاواة انعدام توارث من واحلد واملجتمع؛ االأ�رضة داخل الراأي عن
اجلن�صني من جيل اإىل جيل.
يتعني والن�ساء، الفتيات بني الزائدة الوفيات معدالت ولتخفي�س
الفتيات الأن ونظرا عمرية. مرحلة كل يف االأ�صا�صية االأ�صباب على الرتكيز
اأكرث عر�صة )من الفتيان( يف مرحلتي الر�صاعة والطفولة املبكرة لالإ�صابة
ال�رضب مياه خدمات حت�صني فاإن باملياه، املنقولة املعدية باالأمرا�س
وال�رضف ال�صحي، كما فعلت فييت نام، هو عامل رئي�صي لتخفي�س معدالت
مرية )درا�صة البنك الدويل الوفيات الزائدة بني االإناث يف هذه املجموعة العحُ
World Bank, 2011(. ومن ال�رضوري اأي�صا حت�صني اإمكانية اإي�صال الرعاية ال�صحية للحامل، مثلما فعلت �رضي النكا يف م�صتهل عملية التنمية وتركيا
موؤخرا. ويف املناطق االأ�صد ت�رضرا بجائحة فريو�س نق�س املناعة الب�رضية/
متالزمة نق�س املناعة املكت�صب )االإيدز( يف اإفريقيا جنوب ال�صحراء، ال بد اأن
ين�صب الرتكيز على حت�صني فر�س احل�صول على االأدوية امل�صادة للفريو�صات
االإجها�س عمليات من وللحد جديدة. اإ�صابات حدوث من واحلد الرجعية
االنتقائية على اأ�صا�س نوع اجلنني والتي
اأقل من االإناث، ال توؤدي اإىل والدة عدد
ينبغي الهند، و�صمال ال�صني يف �صيما
على للفتيات، املجتمعية القيمة تعزيز
غرار ما قامت به كوريا.
ولتقلي�س فجوات التعليم يف البلدان
التي ال تزال هذه الفجوات م�صتمرة فيها،
دون حتول التي احلواجز اإزالة ينبغي
اأو الفقر ب�صبب التعليم على احل�صول
التمييز العرقي اأو البعد اجلغرايف. وعلى
امل�صافة كانت حيثما املثال، �صبيل
احلال هو )كما الرئي�صية امل�صكلة هي
جمهورية يف الريفية املناطق يف
اأفغان�صتان االإ�صالمية(، فاإن اإن�صاء مزيد
ميكن النائية املناطق يف املدار�س من
اجلن�صني. بني الفجوة هذه يقل�س اأن
ويف حالة تعذر تنفيذ احللول املخ�ص�صة
ميكن للغاية، مكلفة اأنها تبني اإذا اأو
للتدخالت على جانب الطلب، على غرار
التحويالت النقدية امل�رضوطة باحل�صور
االأ�رض حمل يف ت�صاعد اأن املدر�صي،
باملدار�س. بناتها اإحلاق على الفقرية
اأين هن؟
بلغ عدد االإناث “املفقودات” يف عام 2008 حوايل 4 ماليني ن�صمة.
)الزيادة يف وفيات االإناث، باالآالف(
دون اخلام�سةعند الوالدة
يف الفئة العمرية
14-5
يف الفئة العمرية
49-15
يف الفئة العمرية
59-50
املجموع
)دون ال�ستني(
199020081990200819902008199020081990200819902008
8901،092259712152085692301،4701،254ال�صني
265257428251944538822881751،255856الهند
4253183203617730275150996391،182اإفريقيا جنوب ال�صحراء
بلدان يزيد فيها انت�صار فريو�س
6395183832843153416�صفر�صفرنق�س املناعة الب�رضية
بلدان يقل فيها انت�صار فريو�س
425317716357592644234668586766نق�س املناعة الب�رضية
جنوب اآ�صيا
1997232201761613751346305�صفر)عدا الهند(
�رضق اآ�صيا واملحيط الهادئ
341471491371134846216179)عدا ال�صني(
5613741432415158052ال�رضق االأو�صط و�صمال اإفريقيا
7143100124432723اأوروبا واآ�صيا الو�صطى
11531201017175133�صفر�صفراأمريكا الالتينية والكاريبي
1،2121،4271،0106172301581،2861،3473433344،0823،882املجموع
امل�صدر : تقديرات فريق عمل “تقرير عن التنمية يف العامل 2012” ا�صتنادا اإىل البيانات امل�صتقاة من “منظمة ال�صحة العاملية”، وق�صم
ال�صكان يف اإدارة ال�صوؤون االقت�صادية واالجتماعية، منظمة االأمم املتحدة.
التمويل والتنمية مار�س 2012 43
التحاق معدالت زيادة يف امل�رضوطة النقدية التحويالت هذه جنحت وقد
الفتيات باملدار�س يف بلدان خمتلفة مثل املك�صيك وتركيا وباك�صتان )درا�صة
.)World Bank, 2011 البنك الدويل
ثم ومن االقت�سادية، الفر�س على املراأة ح�سول اإمكانية ولتعزيز
ت�صييق هوة التباين بني املراأة والرجل يف الك�صب واالإنتاجية االقت�صادية،
ينبغي ا�صتخدام مزيج من ال�صيا�صات يف هذا اخل�صو�س. ومن بني احللول
املثال �صبيل على — البيت خارج للعمل للمراأة الوقت اإتاحة املمكنة
كولومبيا؛ يف حدث كما املدعمة، الطفل رعاية خدمات توفري خالل من
بنغالدي�س؛ يف حدث كما االئتمان، على املراأة ح�صول فر�س وحت�صني
و�صمان ح�صولها على املوارد االإنتاجية ـ ال �صيما االأر�س ـ كما يحدث يف
واالأزواج. للزوجات لالأرا�صي م�صرتكة ملكية �صكوك متنح حيث اإثيوبيا،
معاجلة طريق عن للمراأة االقت�صادية الفر�س اإتاحة اأي�صا املمكن ومن
م�صاألة نق�س املعلومات عن اإنتاجية املراأة يف اأماكن العمل والق�صاء على
التحيز املوؤ�ص�صي �صد املراأة، با�صتحداث نظام احل�ص�س اأو برامج التوظيف
لزيادة متثيل املراأة كما يحدث يف االأردن، على �صبيل املثال.
وللحد من االختالفات بني اجلن�سني يف القدرة على التعبري عن الراأي
ال�صيا�صات على معاجلة تركيز اأن ين�صب ينبغي واملجتمع، االأ�رسة داخل
التاأثري امل�صرتك لالأعراف واملعتقدات االجتماعية، واإمكانية ح�صول املراأة
االأهمية ومن املراأة. وتعليم القانوين، واالإطار االقت�صادية، الفر�س على
االأ�رضة موارد على املراأة �صيطرة بتعزيز الكفيلة االإجراءات اتخاذ مبكان
بتعزيز خا�صة االأ�صول، متلك على قدرتها من تعزز التي القوانني و�صن
املغرب على اأدخلتها التي االأخرية االإ�صالحات اأدت وقد ملكيتها. حقوق
قانون االأ�رضة اإىل تعزيز حقوق ملكية املراأة من خالل امل�صاواة بني االأزواج
والزوجات يف حقوق امللكية على ما متت حيازته اأثناء الزواج. ومن و�صائل
ح�ص�س حتديد املجتمع داخل راأيها عن التعبري على املراأة قدرة تعزيز
نطاق وتو�صيع امل�صتقبلية، الن�صائية القيادات وتدريب ال�صيا�صي، للتمثيل
م�صاركة املراأة يف االحتادات العمالية والنقابات املهنية.
مع التوا�صل يتعني الوقت، مرور مع امل�ساواة انعدام من وللحد
املراهقني وال�صباب. فالقرارات التي تتخذ يف هذه املرحلة من العمر حتدد
مهاراتهم واأو�صاعهم ال�صحية وفر�صهم االقت�صادية وتطلعاتهم يف مرحلة
الر�صد. ول�صمان عدم اال�صتمرار يف انعدام امل�صاواة مع مرور الوقت، ال بد
من تركيز ال�صيا�صات على بناء راأ�س املال الب�رضي واالجتماعي )على غرار
ما حدث يف مالوي من تقدمي التحويالت النقدية مبا�رضة للبنات لال�صتمرار
يف الدرا�صة اأو العودة اإليها(؛ وتي�صري االنتقال من الدرا�صة اإىل العمل )كما هو
احلال يف برامج التدريب على مهارات العمل واحلياة لل�صابات يف اأوغندا(؛
واإحداث نقلة يف التطلعات )عن طريق اإطالع الفتيات على النماذج املثالية
التي يقتدى بها مثل القيادات ال�صيا�صية الن�صائية يف الهند(.
الدويل املجتمع فاإن املحلية، ال�صيا�صات لعمل البالغة االأهمية ورغم
اأن يقوم بدور مكمل للجهود املبذولة يف كل من هذه املجاالت ذات ميكنه
على اإ�صافية اأو جديدة اإجراءات اتخاذ االأمر هذا يقت�صي و�صوف االأولوية.
جبهات متعددة — كاإيجاد مزيج من زيادة التمويل، وتن�صيق اجلهود لت�صجيع
االبتكار والتعلم، وزيادة فعالية عالقات ال�رضاكة. وينبغي اأن يكون التمويل
معدالت تخفي�س على فقرا االأ�صد البلدان مل�صاعدة خا�س ب�صكل موجها
الوفيات الزائدة بني الفتيات والن�صاء )من خالل اال�صتثمار يف خدمات املياه
القائمة بني النظيفة وال�رضف ال�صحي ورعاية االأمومة( وت�صييق الفجوات
اأبعد من ما هو اإىل ال�رضاكة اأن متتد عالقات وينبغي التعليم. اجلن�صني يف
ومنظمات اخلا�س القطاع ت�صمل بحيث االإمنائية والوكاالت احلكومات
املجتمع املدين واملوؤ�ص�صات االأكادميية يف البلدان النامية والبلدان الغنية.
تغري قد العامل فاإن عمله، ينبغي مما الكثري هناك يزال ال اأنه ورغم
اأن امل�صاواة بني اجلن�صني هي ل�صالح اأخريا واأدرك اأوجه بالفعل من عدة
املراأة والرجل على حد �صواء. ويتزايد اإدراكنا حاليا باأن هناك منافع كثرية
— اقت�صادية وغريها — �صوف تتحقق من �صد فجوات عدم امل�صاواة بني اجلن�صني. ويف تعليق لرجل من مدينة هانوي يف فييت نام، من بني اآالف
العامل”، قال : “اأعتقد اأن التنمية يف االأ�صخا�س الذين �صملهم م�صح “تقرير
اأكرب من امل�صاواة بالرجل. وميكنها املراأة يف ع�رضنا احلايل تتمتع بقدر
اأنها تتمتع بقوة كبرية. ففي بع�س اأي وظيفة تر�صاها. واأعتقد العمل يف
يزال ال العموم، وجه وعلى االأقوى. ال�صخ�س هي الزوجة اأن جند االأ�رض
على القائم فالتعاون كثريا. حت�صن قد املراأة و�صع لكن مهيمنا الرجل
ال�صعادة اأن واأعتقد ال�صعادة. اإىل ال�صبيل والزوجة هو الزوج تن�صاأ عندما تتحقق امل�صاواة بني الزوجني.”■امل�صاواة بني
اآنا رفينغا هي مدير قطاع يف برنامج التنمية الب�رشية، مكتب اأوروبا واآ�سيا
الو�سطى؛ و�سودهري �سيتي هو مدير قطاع يف برنامج �سوؤون تخفي�ض الفقر
واالإدارة االقت�سادية، مكتب منطقة �رشق اآ�سيا واملحيط الهادئ، وكالهما
يف البنك الدويل.
ي�ستند هذا املقال اإىل “تقرير عن التنمية يف العامل 2012 : امل�صاواة بني اجلن�صني والتنمية”،
ال�سادر عن البنك الدويل يف عام 2011. وترد االإ�سارة جلميع االأدلة والتحليالت يف اأق�سام
التقرير ذات ال�سلة.
املراجع :
Beaman, Lori, Raghadendra Chattopadhya, Esther Duflo, Rohini Pande, and Petia Topalova, forthcoming, ”Political Reservation and Substantive Representation: Evidence from Indian Village Councils,“ 2011, in India Policy Forum 2010–11, ed. by Suman Bery, Barry Bosworth, and Arvind Panagariya (Washington: Brookings Institution and National Council of Applied Economic Research).
Cuberes, David, and Marc Teignier-Baqué, 2011, ”Gender Equality and Economic Growth,“ Background Paper for the World Development Report 2012.
Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO), 2011, The State of Food and Agriculture 2010–11: Women in Agriculture—Closing the Gender Gap for Development (Rome).
Sen, Amartya, 2009, Development as Freedom (New York: Anchor Books). World Bank, 2011, World Development Report 2012: Gender
Equality and Development (Washington).
≥M
QÉ«àN
’G
Ú°ùæ÷
G
ÚH I
GhÉ°ùŸ
G
äÉ°ù°SDƒŸG
᫪°SôdG ÒZ
öSC’G
¢U
ôØdG
ájOÉ°üàb’
G
äÓ
gDƒŸ
G
äÉ°ù°SDƒŸG
᫪°SôdG
ƒªædG
¥Gƒ°SC’G
äÉ°SÉ«°ùdG
العالم 2012” في التنمية الم�صدر : تقرير البنك الدولي : “تقرير عن
الر�صم البياين 2
زيادة ال�رسعة
تنبع نتائج الفروق بني اجلن�صني من التفاعل بني االأ�رض واالأ�صواق
واملوؤ�ص�صات.