ملناظر: كتاب ااهليثم: املؤلف بن ا

املقالة األوىل

كيفية اإلبصار باجلملة

الفصل األول

صدر الكتاب

إن املتقدمني من أهل النظر قد أمعنوا البحث عن كيفية إحساس البصر، وأعملوا فيه أفكارهم، وبذلوا فيه ومع هذه .ى ما وقفهم البحث والتمييز عليهاجتهادهم، وانتهوا منه إىل احلد الذي وصل النظر إليه، ووقفوا منه عل

احلال فآرائهم يف حقيقة اإلبصار خمتلفة، ومذاهبهم يف هيئة اإلحساس غري متفقة، فاحلرية متوجهة، واليقني متعذر فاحلقائق غامضة، والغايات خفية، والشبهات كثرية، واألفهام كدرة، واملقاييس .واملطلوب غري موثوق بالوصول إليه

فطريق النظر معفى األثر، . واملقدمات ملتقطة من احلواس، واحلواس اليت هي العدد غري مأمونة الغلطخمتلفة، والباحث اجملتهد غري معصوم من الزلل، فلذلك تكثر احلرية عند املباحث اللطيفة، وتتشتت اآلراء ، وتفترق

.الظنون، وختتلف النتائج، ويتعذر اليقنيمع غموضه وصعوبة الطريق إىل معرفة حقيقته مركب من العلوم الطبيعية والعلوم ويف هذا البحث عن هذا املعىن

وأما تعلقه بالعلوم . أما تعلقه بالعلم الطبيعي فألن اإلبصار أحد احلواس، واحلواس من األمور الطبيعية. التعليميةصص بالسموت املستقيمة، التعليمية فألن البصر يدرك الشكل والوضع والعظم واحلركة والسكون، وله مع ذلك خت

فبحق صار البحث عن املعىن مركباً من العلوم الطبيعية والعلوم . والبحث عم هذه املعاين إمنا يكون بالعلوم التعليمية .التعليمية

وقد حبث املتحققون بعلم الطبيعة عن حقيقة هذا املعىن حبسب صناعتهم واجتهدوا فيه بقدر طاقتهم، فاستقرت آراء فأما . منهم على أن اإلبصار إمنا يكون من صورة ترد من املبصر إىل البصر منها يدرك البصر صورة املبصراحملصلني

أصحاب التعاليم فإهنم عنوا هبذا العلم أكثر من عناية غريهم، واستقصوا البحث عنه، فاهتموا بتفصيله وتقسيم سباب يف كل واحد منها، مع اختالف يتردد بينهم على أنواعه، وميزوا املعاين املبصرة، وعللوا جزيئاهتا، وذكروا األ

إال أهنم على اختالف طبقاهتم وتباعد . طول الزمان يف أصول هذا املعىن، وتفرق آراء طوائف من أهل هذه الصناعةأزماهنم وتفرق آرائهم متفقون باجلملة على أن اإلبصار إمنا يكون بشعاع خيرج من البصر إىل املبصر وبه يدرك

ر صورة املبصر، وأن هذا الشعاع ميتد على مسوت خطوط مستقيمة أطرافها جمتمعة عند مركز البصر، وإن كل البصوهذان املعنيان أعين . شعاع يدرك به مبصر من املبصرات فشكل مجلته شكل خمروط رأسه وقاعدته سطح املبصر

.لى ظاهرمهارأي أصحاب الطبيعة ورأي أصحاب التعاليم متضادان متباعدان إذا أخذا عفبعضهم يرى أن خمروط الشعاع جسم . مث مع ذلك فأصحاب التعاليم خمتلفون يف هيئة هذا الشعاع وهيئة حدوثه

وبعضهم يرى أن الشعاع خطوط مستقيمة هي أجسام دقائق أطرافها جمتمعة عند مركز . مصمت متصل ملتئم

اف هذه اخلطوط من سطح املبصر أدركه البصر وما البصر، ومتتد متفرقة حىت تنتهي إىل املبصر، وإن ما وافق أطرحصل بني أطراف خطوط الشعاع من أجزاء املبصر مل يدركه البصر، ولذلك ختفى عن البصر األجزاء اليت يف غاية

مث إن طائفة ممن يعتقد أن خمروط الشعاع مصمت . الصغر واملسام اليت يف غاية الدقة اليت تكون يف سطوح املبصراتأن الشعاع خيرج من البصر على خط واحد مستقيم إىل أن ينتهي إىل املبصر، مث يتحرك على سطح ملتئم ترى

املبصر حركة يف غاية السرعة يف الطول والعرض ال يدركها احلس لسرعتها، فيحدث بتلك احلركة خمروط املخروط يف احلال دفعة وطائفة ترى أن األمر خبالف ذلك وان البصر إذا فتح أجفانه قبالة املبصر حدث. املصمت

ورأى طائفة من مجيع هؤالء أن الشعاع الذي يكون به اإلبصار هو قوة نورية تنبعث من . واحدة بغري زمان حمسوسورأى طائفة أن اهلواء إذا اتصل بالبصر قبل منه كيفية . البصر وتنتهي إىل املبصر، وبتلك القوة يكون اإلحساس

. ك الكيفية شعاعاً يدرك به البصر املبصراتفقط، فيصري اهلواء يف احلال بتل

ولكل طائفة من هذه الطوائف مقاييس واستدالالات وطرق أدهتم إىل اعتقادهم وشهادات، إال أن الغاية اليت عليها . استقر رأي مجيع من حبث عن كيفية إحساس البصر تنقسم باجلملة إىل املذهبني املتضادين اللذين قدمنا ذكرمها

خمتلفني إما أن يكون أحدمها صادقاً واآلخر كاذباً، وإما أن يكونا مجيعاً كاذبني واحلق غريمها مجيعاً، وكل مذهبنيوإما أن يكونا مجيعاً يؤديان إىل معىن واحد هو احلقيقة، ويكون كل واحد من الفريقني القائلني بذينك املذهبني قد

ون الغاية، ووصل أحدمها إىل الغاية وقصر اآلخر عنها، قصر يف البحث فلم يقدر على الوصول إىل الغاية فوقف دوقد يعرض اخلالف أيضاً يف املعىن . فعرض اخلالف يف ظاهر املذهبني، وتكون غايتهما عند استقصاء البحث واحدة

.املبحوث عنه من جهة اختالف طرق املباحث، وإذا حقق البحث وأنعم النظر ظهر االتفاق واستقر اخلالفك كذلك، وكانت حقيقة هذا املعىن مع اطراد اخلالف بني أهل النظر املتحققني بالبحث عنه على طول وملا كان ذل

الدهر ملتبسة، وكيفية اإلبصار غري متيقنة، رأينا أن نصرف االهتمام إىل هذا املعىن بغاية اإلمكان، وخنلص العناية يف مبادئه ومقدماته، ونبتدئ يف البحث باستقراء به، ونتأمله، ونوقع اجلد يف البحث عن حقيقته، ونستأنف النظر

املوجودات، وتصفح أحوال املبصرات، ومنيز خواص اجلزئيات، ونلتقط باالستقراء ما خيص البصر يف حال اإلبصار، وما هو مطرد ال يتغري وظاهر ال يشتبه من كيفية اإلحساس، مث نرقى يف البحث واملقاييس على التدريج والترتيب،

اد املقدمات والتحفظ يف النتائج، وجنعل غرضنا يف مجيع ما نستقرئه ونتصفحه استعمال العدل ال اتباع مع انتقاهلوى، ونتحرى يف سائر ما منيزه وننتقده طلب احلق ال امليل مع اآلراء ، فلعلنا ننتهي هبذا الطريق إىل احلق الذي به

ندها يقع اليقني، ونظفر مع النقد والتحفظ باحلقيقة اليت يثلج الصدر، ونصل بالتدريج والتلطف إىل الغاية اليت عوما حنن، مع مجيع ذلك، برآء مما هو يف طبيعة اإلنسان من كدر . يزول معها اخلالف وتنحسم هبا مواد الشبهات

.البشرية، ولكنا جنتهد بقدر ما هو لنا من القوة اإلنسانية، ومن اهللا نستمد املعونة يف مجيع األمورونبني يف املقالة األوىل كيفية اإلبصار باجلملة، ونبني يف املقالة الثانية تفصيل : سم هذا الكتاب سبع مقاالت وحنن نق

املعاين اليت يدركها البصر وعللها وكيفية إدراكها، ونبني يف املقالة الثالثة أغالط البصر فيما يدركه على استقامة اك البصر باالنعكاس عن األجسام الصقيلة، ونبني باملقالة اخلامسة مواضع وعللها، ونبني يف املقالة الرابعة كيفية أدر

اخلياالت وهي الصور اليت ترى يف األجسام الصقيلة، ونبني يف املقالة السادسة أغالط البصر فيما يدركه باالنعكاس ة املخالفة الشفيف لشفيف وعللها، ونبني يف املقالة السابعة كيفية إدراك البصر باالنعطاف من وراء األجسام املشف

.اهلواء، وخنتم الكتاب عند آخر هذه املقالةوقد كنا ألفنا مقالة يف علم املناظر سلكنا يف كثري من مقاييسها طرقاً إقناعية، فلما توجهت لنا الرباهني احملققة على

اها فليعلم أهنا مستغىن عنها حبصول فمن وقع إليه املقالة اليت ذكرن. مجيع املعاين املبصرة استأنفنا تأليف هذا الكتاب .املعاين اليت فيها يف مضمون هذا الكتاب

الفصل الثاين

البحث عن خواص البصر

فإن املبصر إذا كان ملتصقاً بسطح البصر . جند البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات إال إذا كان بينهما بعد ما .يدركها البصر فليس يدركه البصر وإن كان من املبصرات اليت يصح أن

وجند البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات اليت تكون معه يف هواء واحد، ويكون إدراكه هلا ال باالنعكاس، إال إذا كان مقابالً للبصر، وكان بني كل نقطة من سطحه الذي يدركه البصر وبني سطح البصر خط مستقيم متوهم أو

بصر وبني املبصر جسم كثيف يقطع مجيع اخلطوط املستقيمة اليت خطوط مستقيمة متومهة، ومل يتوسط بني سطح ال . توهم بني سطح البصر وبني سطح املبصر الذي يدركه البصر

وجند كل مبصر يدركه البصر، ويكون معه يف هواء واحد، ويكون إدراكه له باالنعكاس، مىت قطعت مجيع اخلطوط ذي يدركه البصر جبسم كثيف استتر ذلك البصر عن البصر املستقيمة اليت تتوهم بني سطح البصر وبني سطحه ال

وخفي عنه ومل يدركه، وإن كان بني البصر وبينه يف هذه احلال هواء متصل ال يتخلله شيء من األجسام الكثيفة إذا .كان اتصاله على غري استقامة، مث إذا رفع ذلك الساتر الكثيف أدرك البصر املبصر

املستقيمة اليت بني جزء من سطح املبصر وبني سطح البصر، حىت ال يبقى بني ذلك ومىت قطع الساتر مجيع اخلططاجلزء من املبصر وبني شيء من اجلزء من سطح البصر الذي منه يكون اإلبصار خط مستقيم إال وقد قطعه ذلك

وبني موضع اإلبصار الساتر، استتر من املبصر ذلك اجلزء فقط الذي قطع الساتر مجيع اخلطوط املستقيمة اليت بينه .من سطح البصر

وإذا استقرئت مجيع املبصرات يف مجيع األوقات واعتربت وحررت وجدت على الصفة اليت ذكرناها مطردة وال فيدل ذلك على أن كل مبصر يدركه البصر، ويكون معه يف هواء واحد، وإذا كان إدراكه له ال باالنعكاس، . تتغري

ر وبني نقطة ما من سطح البصر، أو أكثر من نقطة، خطاً مستقيماً أو خطوطاً فإن بني كل نقطة من سطح املبص .مستقيمة ال يقطعها شيء من األجسام الكثيفة

فإذا شاء معترب أن يعترب ذلك . فأما كيف يعترب هذا املعىن اعتباراً حمرراً فإن اعتباره ممكن مستهل باملساطر واألنابيبحة واالستقامة موازياً خلطي هنايتها، ويتخذ أنبوباً أسطوانياً أجوف طوله يف غاية وحيرره فليتخذ مسطرة يف غاية الص

ولتكن متانته متشاهبة، وليكن مقتدر . االستقامة واستدارته يف غاية ما ميكن من الصحة ودائرتا طرفيه متوازيتانحميط إحدى قاعدتيه إىل السعة وليس بأوسع من حمجر العني، وليخط يف سطحه الظاهر خطاً مستقيماً ميتد من

وليكن هذا األنبوب أقصر من طول املسطرة مبقدار يسري، وليقسم اخلط . النقطة املقابلة هلا من الناحية األخرىالذي يف وسط املسطرة بثلثة أقسام، وليكن األوسط من األقسام مساوياً لطول اخلط الذي يف سطح األنبوب،

مث يلصق األنبوب بسطح املسطرة ويطبق اخلط الذي يف . بتيه بأي قدر كانويكون القسمان الباقيان اللذان عن جنسطحه على القسم األوسط من اخلط الذي يف وسط سطح ملسطرة، ويتحرى أن ينطبق هنايتا طرفيه على النقطتني

حل وال اللتني فصلتا اخلط األوسط، ويلصق األنبوب بسطح املسطرة على هذه الصفة إلصاقاً ملتحماً وثيقاً ل ين

.يتغريفإذا أحكمت هذه اآللة وأراد املعترب أن يعترب هبا إدراك البصر للمبصرات فليعني على مبصر من املبصرات، وليلصق

طرف هذه املسطرة باجلفن األسفل من إحدى عينيه ويلصق الطرف اآلخر بسطح املبصر ويستر العني األخرى، . من املبصر اجلزء املقابل لثقب األنبوب الذي عند طرف املسطرة فإنه يرى: وينظر يف هذه احلال يف ثقب األنبوب

مث إذا رفع الساتر . وإذا ستر األنبوب جبسم كثيف استتر ذلك اجلزء من املبصر الذي كان يراه من ثقب األنبوباتر وإن ستر باجلسم الكثيف بعض ثقب األنبوب الذي هو والبصر الس. أدرك ذلك اجلزء كما كان يدركه يف األول

فإن ذلك اجلزء الذي يستتر من اجلزء . على مست مستقيم وهذه االستقامة تتحرر باملسطرة وباستقامة األنبوباملبصر إذا ستر بعض ثقب األنبوب يكون أبداً هو والبصر واجلزء املستتر من ثقب األنبوب على خط مواز للخط

إذا رفع الساتر عاد إدراك البصر لذلك اجلزء من مث. املستقيم الذي ميتد يف سطح املسطرة ومواز لطول األنبوب .املبصر كذلك دائماً ال خيتلف وال ينتقض

وإذا نظر الناظر إىل املبصر من ثقب األنبوب وخفي اجلزء الذي كان يدركه البصر من سطح املبصر، فإن بني ذلك من األجسام الكثيفة ومسافات ال اجلزء من املبصر يف تلك احلال وبني سطح البصر هواء متصالً ال يتخلله شيء

إذ بني طرف األنبوب وبني البصر فضاء منكشف، وكذلك بني املبصر وبني الطرف اآلخر . هناية هلا غري مستقيمةمن األنبوب، إال أن اهلواء املتصل الذي بني البصر وبني املبصر يف تلك احلال ليس هو متصالً على استقامة بل هو

مة، ومل ينقطع يف تلك احلال من اخلطوط اليت ميكن أن نتوهم بني البصر وبني ذلك اجلزء من اتصاالً على غري استقافلو كان ممكناً أن يدرك البصر املبصر الذي هو معه يف هواء واحد على غري . املبصر إال اخلطوط املستقيمة فقط

لكن يوجد ما هذه . ثقب األنبوب مست االستقامة لقد كان يدرك اجلزء من املبصر املقابل لثقب األنبوب بعد سد .صفته من املبصرات إذا اعترب وتؤمل على هذه الصفة اليت حددناها فليس يدركه البصر عند سد األنبوب

فيجب من هذا االعتبار وجوباً تسقط معه الشبهات أن البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات اليت تكون معه يف س، إال على مسوت اخلطوط املستقيمة فقط اليت تتوهم ممتدة بني سطحه وبني هواء واحد، ويكون إدراكه ال باالنعكا

.سطح البصروأيضاً فإنا جند البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات إال إذا كان يف املبصر ضوء ما إما من ذاته أو مشرق عليه من

وجند البصر إذا كان يف . مل حيس بهومىت كان املبصر مظلماً ال ضوء فيه بوجه من الوجوه مل يدركه البصر و. غريهمكان مظلم فقد يدرك املبصرات إذا كانت مقابلة له وكانت مضيئة بأي ضوء كان، وكان اهلواء الذي بينه وبينها

فإذا كان املبصر يف مكان مظلم، ومل يكن فيه شيء من الضوء، وكان . متصالً ال يتخلله شيء من األجسام الكثيفة. وجند هذه احلال مطردة ال ختتلف وال تتغري. فليس يدرك البصر ذلك املبصر وال حيس به البصر يف مكان مضيء ،

فدل ذلك على أن املبصر، إذا كان فيه ضوء ما، وكان من املبصرات اليت يصح أن يدركها البصر، وكان الضوء اهلواء احمليط بالبصر مضيئاً الذي باملبصر إىل احلد الذي يصح أن حيس به البصر، فإن البصر يدرك ذلك املبصر، كان

.بغري الضوء الذي يف املبصر أو مل يكن مضيئاً بغري ذلك الضوء

وجند البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات إال إذا كان حجمه مقتدراً وأريد باحلجم مساحة املبصر جسماً كان أو ألجسام الصغار باالستدالل ما ال ويوجد من ا. سطحاً أو خطاً وليس يدرك من املبصرات ما كان بغاية الصغر

فإن إنسان عني البعوضة وما جرى جمراه يف الصغر ليس يدركه البصر بوجه من . يدركه البصر بوجه من الوجوه

وأصغر املقادير اليت ميكن أن يدركها البصر تكون حبسب قوة البصر أيضاً . الوجوه، وهو مع ذلك جسم موجوديدركها بعض الناس وحيس هبا وختفى عن أبصار كثري من الناس وال يدركوهنا وضعفه، فإن من األجسام الصغار ما

وإذا اعتربت مجيع املبصرات وأصغر من املبصرات . بوجه من الوجوه إن كانت أبصارهم ليست يف غاية القوةوجدت ليست يف غاية الصغر، بل يوجد كل مبصر وإن كان يف غاية الصغر فقد ميكن أن يكون يف األجسام

فدل ذلك على أن البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات إال إذا كان . ملوجودة ما هو أصغر منه وال حيس به البصراحجمه مقتدراً أو كان يف مبصر مقتدر احلجم، كاللون والشكل وما أشبه ذلك، فإن أصغر املقادير اليت يدركها

يدرك شيئاً من املبصرات إال إذا كان كثيفاً أو وأيضاً فإنا جند البصر ليس. البصر يكون حبسب قوة ذلك البصر. فإن اجلسم إذا كان غاية الشفيف كاهلواء اللطيف فلبس يدركه البصر ويدرك ما وراءه. كان فيه بعض الكثافة

وكل جسم . فليس جبس البصر باجلسم املشف إال إذا كان أغلظ من اهلواء من اهلواء املتوسط بينه وبني البصروكذلك كل جسم مشف فيه . أو ما جيري جمرى اللون كأضواء الكواكب وصور األجسام النريةكثيف فله لون

وأيضاً فإنا جند البصر إذا كان يدرك مبصراً من املبصرات مث بعد عنه بعداً . بعض الكثافة فليس خيلوا من اللونداً حىت ينتهي إىل حد خيفي عن وجند املبصر إذا بعد عن البصر بعداً شدي. شديداً خفي ذلك عن البصر فلم يدركه

البصر فال يدركه البصر فقد ميكن للبصر أن يدرك من ذلك البعد بعينه إذا مل يكن يف غاية التفاوت مبصراً غري ذلك فدل ذلك على أن األبعاد اليت يصح أن يدرك منها املبصر واألبعاد اليت . املبصر إذا كان أعظم جثة من املبصر اخلفي

.صر إمنا تكون حبسب عظم املبصرخيفى منها املبوجند األبعاد اليت يصح أن يدرك منها البصر املبصرات تكون حبسب األضواء اليت يف املبصرات، وما كان من

املبصرات أشد إضاءة فقد يدركه البصر من بعد قد ختفى من مثله املبصرات املساوية لذلك املبصر يف العظم إذا وذلك أنه إذا كان يف موضع من املواضع نار . من الضوء الذي يف ذلك املبصركانت األضواء اليت فيها أضعف

مشتعلة، وكان حواليها أشخاص وأجسام مساو كل واحد منها جلملة النار يف العظم أو ليست مبتفاوتة العظم، يرى النار وأشرق عليها ضوء تلك النار، مث قصد تلك النار قاصد من بعد شديد يف سواد الليل، فإن ذلك القاصد

قبل أن يرى شيئاً مما حواليها من األشخاص واألجسام اليت هي مساوية هلا يف العظم وأعظم منها ومضيئة بضوء مث إذا قرب ذلك اإلنسان من النار ظهرت له األشخاص اليت حول النار وما قرب منها، ويظهر ما كان . تلك النار

ليه قوي قبل أن يظهر ما كان بعيداً من النار والضوء الذي عليه من تلك األشخاص قريباً من النار والضوء الذي عوكذلك إذا اعتربت املبصرات . ضعيف، مث إذا وصل إليها ظهر له مجيع ما حول النار وبالقرب منها من املبصرات

املبصرات املتباعدة يف ضوء النهار يوجد الذي عليه ضوء الشمس واألضواء القوية تظهر من األبعاد اليت ختفى منها .املساوية هلا يف العظم ويف اللون اليت تكون يف الظل واألضواء اليت عليها ضعيفة

فيلزم من ذلك أن تكون األبعاد اليت منها يصح أن يدرك البصر املبصرات، واألبعاد اليت ختفى منها املبصرات، إمنا .تكون حبسب األضواء اليت يف املبصرات

لبياض واملشرقة األلوان قد تظهر من األبعاد اليت قد ختفى من مثلها األجسام الكدرة وجند أيضاً األجسام الساطعة اوذلك أن السفن املقلعة يف . والترابية واملنكسفة مع تساويها يف احلجم ويف الضوء ويف مجيع األحوال ما سوى اللون

ت قلوعها بيضاء ويدرك البصر البحر، إذا كانت على بعد شديد، فإن أقالعها تظهر من البعد كالنجوم إذا كانبياضها وال يدرك مع ذلك السفن وال شيئاً مما فيها مما ليس بساطع البياض ما دامت على مسافة بعيدة، مث إذا قربت

.من البصر ظهرت السفن وأدركها البصر وأدرك ما فيها بعد أن كان ال حيس هبا وهو حيس بقلوعها فقط

رض، وكانت متساوية األقدار أو ليست أقدارها متفاوتة االختالف، وكذلك إذا كانت أشخاص على سطح األوكانت خمتلفة األلوان، وكان بعضها بيضاً ساطعة البياض وكان بعضها ذا ألوا مشرقة وبعضها ترابية أو منكسف

البياض األلوان، وكان الضوء املشرق عليها واحداً، مث قصدها قاصد من بعد شديد، فإنه يرى البيض منها الساطعة مث إذا قرب ظهرت األشخاص املشرقة األلوان قبل أن تظهر الترابية . قبل أن يرى شيئاً من األشخاص الباقية

.مث كلما قرب ظهرت له الباقية إىل أن يظهر له مجيعها وحيس هبا معاً. واملنكسفة األلوان ، واألبعاد اليت ختفى منها املبصرات، إمنا فيلزم من ذلك أن تكون األبعاد اليت يصح أن يدرك منها البصر املبصرات

.تكون حبسب ألوان املبصراتوجند أيضاً األبعاد اليت يصح أن يدرك من مثلها مبصر من املبصرات، واألبعاد اليت خيفى من مثلها مبصر من

خيفى منه فإن احلديد البصر قد يدرك مبصراً من املبصرات من بعد قد. املبصرات ، إمنا تكون حبسب قوة البصر .ذلك املبصر بعينه يف تلك احلال بعينها عن الضعيف البصر

فيلزم من مجيع ما ذكرناه واستقريناه من أحوال أبعاد املبصرات أن تكون األبعاد اليت يصح أن يدرك من مثلها عينه وحبسب مبصر من املبصرات، واألبعاد اليت خيفى من مثلها مبصر من املبصرات، إمنا تكون حبسب ذلك املبصر ب

.أحواله وحبسب املعاين اليت فيه وحبسب البصر أيضاً الذي يدركه بعينه يف قوته وضعفهفقد تبني من مجيع ما ذكرناه مما يوجد باالستقراء واالعتبار ويوجد مطرداً ال خيتلف وال ينتقض، أن البصر ليس

له ال باالنعكاس إال إذا اجتمعت للمبصر يدرك شيئاً من املبصرات اليت تكون معه يف هواء واحد ويكون إدراكهاملعاين اليت ذكرناها، وهي أن يكون بينه وبني البصر بعد ما حبسب ذلك املبصر، ويكون مقابالً للبصر، أعين أن

يكون بني كل نقطة من سطحه الذي يدركه البصر وبني نقطة ما من سطح البصر خط مستقيم متوهم، ويكون فيه أو من غريه، ويكون حجمه مقتدراً باإلضافة إىل قوة إحساس البصر، ويكون اهلواء الذي بينه ضوء ما إما من ذاته

وبني سطح البصر أو اجلسم الذي بينه وبني سطح البصر مشفاً متصل الشفيف ال يتخلله شيء من األجسام وشفيفه أغلظ من شفيف الكثيفة، ويكون كثيفاً أو فيه بعض الكثافة أعين أن ال يكون فيه شفيف أو يكون مشفاً

اهلواء املبسوط بينه وبني سطح البصر أو اجلسم املشف املتوسط بينه وبني سطح البصر، وليس يكون الكثيف إال ذا فهذه املعاين هي اليت ال يتم اإلبصار إال بعد . لون أو ما جيري جمرى اللون، وكذلك املشف الذي فيه بع الغلظ

ه املعاين للمبصر، وكان البصر سليماً من اآلفات، فإنه يدرك ذلك املبصر، وإذا وإذا اجتمعت هذ. اجتماعها للمبصر .عدم البصر واحداً من هذه املعاين إذن هي خواص البصر اليت هبا وباجتماعها يتم اإلبصار

، فإن وقد يظهر أيضاً باالستقراء أن كل مبصر يدركه البصر، مث يبعد عنه حىت ينتهي إىل احلد الذي خيفى عن البصربني البعد الذي خيفى منه ذلك املبصر وبني سطح البصر أبعاداً كثرية خمتلفة ال تنحصر وال تتعني يدرك البصر من

كل واحد منها ذلك املبصر إدراكاً صحيحاً، ويدرك مجيع أجزائه ويدرك مجيع ما فيه من املعاين اليت يصح أن هذه األبعاد إدراكاً صحيحاً، مث تباعد عنه على تدريج يدركها البصر وإذا أدرك البصر املبصر على بعد من

وترتيب، خفيت أجزاءه الصغار واملعاين اللطيفة إن كانت فيه كالنقوش والوشوم والغضون والنقط قبل أن ختفى وتوجد األبعاد اليت ختفى منها األجزاء . مجلته، وخيفى ما صغر من هذه املعاين ودق قبل أن خيفى ما هو اعظم وأغلظ

.الصغار وتلتبس املعاين اللطيفة وتشتبه كثرية غري معنية وال حمصورةويوجد أيضاً املبصر إذا متادى يف التباعد على التدريج والترتيب تصاغرت مجلته عند البصر قبل أن خيفى مجيعه على

املبصر إذا قرب من ويوجد أيضاً . البصر وال حيس به وال بشيء منه، وإن ازداد بعد ذلك تباعداً مل يدركه البصر

البصر قرباً شديداً وقبل أن يلتصق بسطح البصر فإنه تعظم جثته عند البصر وتشتبه صورته وتلتبس املعاين اللطيفة وكلما قرب من سطح البصر بعد هذه احلال قرباً أكثر كان التباسه . اليت تكون فيه فال ميكن البصر متييزها وحتققها

.صر بطل إحساس البصر به ومل يدرك منه إال ستره فقطأشد، حىت إذا التصق بسطح الب

وإذا كان مجيع ذلك كذلك فالبعد إذن الذي منه يدرك البصر املبصر إدراكاً صحيحاً ليس هو بعداً واحداً معيناً، س، والبعد الذي تشتبه منه صورة املبصر وختفى أجزاؤه الصغار، وختفى املعاين اللطيفة اليت تكون فيه وتشتبه وتلتب

فلنسم مجيع البعاد اليت يدرك منها البصر املبصر ويدرك مجيع أجزائه ويدرك مجيع ما فيه . ليس هو بعداً واحداً معيناًمن املعاين اليت يصح أن يدركها البصر، ويكون إدراكه له وللمعاين اليت فيه إدراكاً ال يكون بينه وبني حقيقة املبصر

حمسوس باإلضافة إىل حقيقته وال ختالف صورته اليت حتصل يف احلس صورته وبني حقيقة املعاين اليت فيه تفاوتولنسم .احلقيقية خالفاً ميكن أن يظهر فيه تفاوت حمسوس عند التأمل، أبعاداً معتدلة، وإن كانت كثرية وذات عرض

سة إىل مجلة املبصر، واألبعاد األبعاد اليت خيفى منها املبصر، واألبعاد اليت ختفى منها أجزاء املبصر اليت هلا نسبة حمسواليت ختفى منها املعاين اللطيفة اليت تكون يف املبصر اليت قد تظهر من األبعاد املعتدلة، واألبعاد أيضاً اليت تلتبس منها

هذه املعاين وتشتبه، األبعاد اخلارجة عن االعتدال ما كان منها مسرفاً يف البعد عن البصر ما كان منها مسرفاً يف .ب منهالقر

وإذ قد تبني أن البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات إال إذا كان فيه ضوء ما من ذاته وإما من غريه، وكان كثري من األجسام املبصرة قد يظهر ضوؤها على األجسام املقابلة هلا ويظهر ضوؤها على البصر عند إدراك البصر هلا، فقد

اق األضواء،ونبحث أيضاً عما يعرض بني البصر والضوء، مث وجب أن نبحث عن خواص األضواء وعن كيفية إشر .جنمع بني ذلك وبني ما خيص البصر ونتلطف يف القياس ونتوصل إىل النتيجة

الفصل الثالث

البحث عن خواص األضواء

وعن كيفية إشراق األضواء

سم كثيف غري مشف جند كل جسم مضيء من ذاته فإن ضوءه شرق على كل جسم مقابل له إذا مل يكن بينهما جوذلك أن الشمس إذا كانت مقابلة جلسم من األجسام األرضية، ومل يستره عنها ساتر، . يستر أحدمها عن األخر

فإن ضوءها يشرق على ذلك اجلسم ويظهر للبصر، ويشرق ضوءها يف الوقت الواحد على كل موضع يقابلها يف النار إذا كانت مقابلة جلسم من األجسام الكثيفة ومل وكذلك. وكذلك القمر. ذلك الوقت من مجيع نواحي األرض

يكن بينهما ساتر كثيف ومل يكن البعد الذي بينهما متفاوتاً، فإن ضوء النار يشرق على ذلك اجلسم وتظهر صورته للبصر ويوجد ضوء اجلذوة من النار يف الوقت الواحد يشرق على مجيع األجسام اليت حول تلك النار من مجيع

وعلى مجيع ما يكون فوقها وحتتها من األجسام الكثيفة إذا مل يسترها عنها ساتر ومل تكن أبعادها متفاوتة، جهاهتا .صغرت اجلذوة من النار أو عظمت، إذا كان ضوؤها يظهر للحس على ما يقابلها من األجسام الكثيفة

لضوء من جسم من اجلسام املضيئة وجند إشراق مجيع األضواء إمنا يكون على مسوت خطوط مستقيمة، وال يشرق ا

إال على السموت املستقيمة فقط إذا كان اهلواء أو اجلسم املشف الذي بني اجلسم املضيء وبني اجلسم الذي يظهر . عليه الضوء متصالً متشابه الشفيف

تفقدت وإذا اعتربت هذه احلال أبداً وجدت مطردة ال ختتلف وال تتغري، وذلك يظهر للحس ظهوراً بيناً إذاأما ضوء الشمس فإنه إذا دخل من ثقب إىل . األضواء اليت تدخل من الثقب واخلروق واألبواب إىل البيوت املغدرة

بيت مظلم، وكان اهلواء الذي يف البيت كدراً بغبار أو دخان، فإن الضوء يظهر ممتداً على استقامة من الثقب الذي فإن كان اهلواء الذي يف . ذلك الضوء من أرض البيت أو جدرانهيدخل منه الضوء إىل املوضع الذي ينتهي إليه

البيت صافياً نقياً ومل يظهر فيه امتداد الضوء، وأراد معترب أن يعترب املسافة اليت ميتد فيها الضوء، فإنه إذا اخذ جسماً يت أو جدرانه فقطعها كثيفاً وحترى املسافة املستقيمة اليت بني الثقب وبني املوضع الذي فيه الضوء من ارض الب

باجلسم الكثيف، وجد الضوء يظهر على ذلك اجلسم الكثيف ويبطل من املوضع الذي كان يظهر فيه من أرض فإذا تعمد أي موضع شاء من املسافة املستقيمة اليت بني الثقب وبني املوضع الذي يظهر عليه . البيت أو جدرانه

على ذلك اجلسم الكثيف ويبطل من املوضع الذي كان يظهر الضوء فقطعها باجلسم الكثيف، فإن الضوء يظهرفتدل هذه احلال على أن الضوء الذي دخل من الثقب ممتد . واستقامة هذه املسافة ميكن أن تعترب بعود مستقيم . فيه

سافة شاء وإذا اعترب املعترب أي م. على مست املسافة املستقيمة اليت بني الثقب وبني املوضع الذي انتهى إليه الضوءمن املسافات املنعرجة واملنحنية واملقوسة اليت بني الثقب وبني املوضع الذي يظهر فيه الضوء فقطعها باجلسم مل يظهر

وكذلك الثقوب الدقاق اليت تكون يف األجسام الكثيفة إذا أشرق عليها ضوء الشمس، . فيها شيء من ذلك الضوءوإذا اعتربت املسافة املستقيمة اليت بني الثقب . د على مسوت مستقيمةفإن الضوء ينفذ من تلك الثقوب الدقاق وميت

الدقيق وبني املوضع الذي يظهر فيه الضوء النافذ من ذلك الثقب وجد الضوء ممتداً يف تلك املسافة املستقيمة وإن رم الشمس وجد الضوء وإن اعتمد معتمد جسماً كثيفاً فثقب فيه ثقباً دقيقاً وقابل به ج. كان الثقب يف غاية الدقة

وإن اعترب املسافة اليت ميتد عليها الضوء الذي هبذه الصفة وقاسها مبسطرة . ينفذ فيه وميتد على مست مستقيم وكذلك . فيتبني من مجيع ذلك أن ضوء الشمس ليس ميتد إال على املسافات املستقيمة. وجدها يف غاية االستقامة

فإن الكواكب الكبار كالزهرة، واملشتري : وكذلك ضوء الكواكب. فةضوء القمر إذا اعترب وجد على هذه الصإذا كان يف قربه األقرب، واملريخ أيضاً إذا كان يف قربه األقرب، وكالشعرى، فإن الكوكب من هذه الكواكب إذا

وإذا . ثقبكان مقابالً لثقب يفضي إىل بيت مظلم يف ليل غري مقمر فإن ضوءه يظهر يف ذلك البيت ويوجد مقابالً للفإذا راعى الكوكب . جعل الناظر بصره عند ذلك الضوء ونظر إىل الثقب رأى الكوكب يف تلك احلال مقابالً له

زماناً مقتدراً حىت يتحرك الكوكب مسافة حمسوسة وجد ضوءه الذي يف البيت قد انتقل عن موضعه وصار يف رك ذلك الضوء، ويوجد أبداً الضوء والثقب وكلما حترك الكوكب حت. مقابلة الكوكب على السمت املستقيم

.والكوكب على مست االستقامةمث إذا اعترب املعترب ضوء الكوكب الذي يظهر يف املوضع املقابل للثقب على الوجه الذي قدمناه جبسم كثيف، فقطع

أي املواضع شاء املسافة املستقيمة اليت بني املوضع الذي يظهر فيه الضوء وبني الثقب الذي يدخل منه الضوء يف .منها، ظهر الضوء على اجلسم الكثيف وبطل من املوضع الذي كان يظهر فيه

وكذلك النار إذا كانت مقابلة لبيت يفضي إىل بيت مظلم ظهر ضوء النار يف البيت مقابالً للثقب، وإن اعتربت .ء النار مير بكل موضع منهااملسافة املستقيمة اليت بني الضوء وبني الثقب على الوجه الذي ذكرناه وجد ضو

وقد ميكن أن يقاس ضوء النار بعود مستقيم أيضاً إذا كانت املسافة اليت ين النار وبني الثقب قريبة وكانت املسافة

فإنه إذا دوخل عمود مستقيم يف الثقب الذي دخل . اليت بني الثقب وبني املوضع الذي يظهر فيه الضوء أيضاً قريبةل طرفه عند الضوء الظاهر، وجد الطرف اآلخر عند النار أو مسامتاً هلا على استقامة، وتوجد منه ضوء النار، وجع

.النار والثقب والضوء الظاهر يف البيت الداخل من الثقب أبداً على خط مستقيم

لضوء فإن األشخاص املنتصبة الكثيفة إذا أشرق عليها ا. وقد يظهر هذا املعىن أيضاً يف مجيع األضواء من الظاللوظهرت أظالهلا على األرض وعلى ما يقابلها من األجسام الكثيفة توجد األظالل أبداً ممتدة على استقامة وتوجد املواضع اليت استظلت هي املواضع اليت قطعت األشخاص املظلة املسافات املستقيمة اليت بينها وبني اجلرم املضيء

.الذي انقطع ضوئه عن تلك املواضع .ناه أن إشراق األضواء من األجسام املضيئة من ذواهتا إمنا يكون على مسوت خطوط مستقيمة فقطفيظهر مما ذكر

وأيضاً فإننا جند كل جسم مضيء من ذاته فإن الضوء يشرق من كل جزء منه، وجند الضوء الذي يشرق من مجيع أعظم يكون أقوى وأبني اجلسم املضيء أقوى من الضوء الذي يشرق من بعضه، وجند الضوء الذي يشرق من جزء

أما الشمس فإهنا أول طلوعها من األفق إما يطلع منها أوالً جزء يسري من . من الضوء الذي يشرق من جزء أصغرحميطها ، ومع ذلك فإن ضوء ذلك اجلزء يشرق على كل ما يقابله من اجلدران واألشخاص ووجه األرض، ومركز

مث كلما زاد اجلزء الظاهر زاد الضوء . ظاهر ملا على وجه األرض الشمس يف تلك احلال مستتر حتت األفق وغريوكذلك إذا غربت . وقوي إىل أن يرتفع مركز الشمس، وال يزال الضوء يتزايد إىل أن يظهر مجيع جرم الشمس

فإنه ما دام جزء منها ظاهراً فوق األفق فإن ضوء ذلك اجلزء من الشمس يكون مشرفاً على وجه األرض : الشمس .خفاء مركز الشمس وأكثر جرم الشمس عن املواضع اليت يشرق عليها ضوء ذلك اجلزء من الشمس مع

ومع ذلك فإن اجلزء الذي هو . ويف هذه احلال أعين إشراق الضوء من حميط جرم الشمس، وهي يف مجيع اآلفاق ن الشمس يف أفق غري ذلك أقل جزء يطلع من الشمس يف أفق ممن اآلفاق هو غري اجلزء الذي هو أول جزء يطلع م

فاآلفاق املختلفة تكون األجزاء من الشمس اليت تطلع فيها يف أول . األفق من أجل حركة الشمس اليت ختصهاوباجلملة . وكذلك األجزاء اليت هي آخر ما يغرب من الشمس. طلوع الشمس خمتلفة، وخاصة يف األيام املختلفةس من حميطها ومن غري احمليط فإن الضوء يشرق من ذلك اجلزء فإن كل موضع من األرض يظهر فيه جزء الشم

فمن هذا االعتبار يتبني أن كل جزء من جرم الشمس يشرق منه ضوء على كل جسم يقابل . على ذلك املوضع .ذلك اجلزء مع استتار مركز الشمس وبقية جرم الشمس عن ذلك اجلسم

يعها وبقي منها جزء ظاهر فإن الضوء يشرق من اجلزء وأيضاً فإن الشمس إذا انكسفت ومل يستغرق الكسوف مجفإن روعيت الشمس يف وقت كسوف . الظاهر الباقي على كل موضع يقابله يف وقت الكسوف من األرض

ومع ذلك فأي مقدار .يستغرق معظمها ويتجاوز مركزها فإنه يوجد اجلزء املنكسف يعظم واجلزء الباقي يتصاغره على وجه األرض، ويظهر الضوء على كل موضع مقابل لذلك اجلزء وعلى كل بقي منها فإن الضوء يشرق من

وإن اعترب ضوء الشمس يف وقت الكسوف وجد إشراقه أبداً على مسوت . موضع مقابل لبعض ذلك اجلزء أيضاً مستقيمة كمثل إشراق ضوئها قبل الكسوف، ويوجد ضوء الشمس الذي يظهر على األرض يف وقت الكسوف

وئها قبل الكسوف، وكلما عظم اجلزء املنكسف وصغر اجلزء الباقي ضعف الضوء الذي يظهر على أضعف من ض. واجلزء الذي يبقى من الشمس يف وقت الكسوف إذا استغرق الكسوف معظمها إمنا هو جزء من حميطها. األرض

ع جرم الشمس ومن كل فيتبني من هذا االعتبار أن ضوء الشمس خيرج من مجي. ومجيع حميط الشمس متشابه احلال .موضع من الشمس ال من موضع خمصوص

ويتبني أيضاً من هذا االعتبار أن السموت املستقيمة اليت عليها ميتد ضوء الشمس ليس مجيعها ممتداً من مركز الشمس، بل كل جزء من جرم الشمس خيرج الضوء منه على كل مست مستقيم يصح أن يتوهم ممتداً من ذلك

الكسوف إذا استغرق معظم الشمس بالقياس إىل موضع من األرض فإن مركز الشمس يف ذلك وذلك أن. اجلزءومع هذه . الوقت مستتر عن ذلك املوضع فتنقطع اخلطوط املستقيمة اليت بني مركز الشمس وبني ذلك املوضع

لى السموت فلو كان ضوء الشمس ليس خيرج إال ع. احلال فإن الضوء يشرق من بقية الشمس على ذلك املوضعاملستقيمة املمتدة على املركز ملا كان يظهر الضوء يف وقت الكسوف على املواضع من األرض اليت يستتر عنها

وأيضاً فإن املواضع من األرض اليت تكون الشمس يف وقت الكسوف مائلة عن مست الرؤوس أهلها إىل . املركزاملواضع يف هذه احلال من اجلزء الباقي من الشمس إمنا جهة اجلزء الباقي الظاهر فإن الضوء الذي يشرق على هذه

يكون إشراقه إىل اجلهة اليت فيها مركز الشمس وعلى اخلطوط املستقيمة اليت ال يصح أن متر مبركز الشمس،ويشرق الضوء مع ذلك يف هذا الوقت على كل موضع يظهر فيه جزء من جرم الشمس وال يستغرق

فليس إشراق ضوء الشمس على السموت املستقيمة املمتدة من مركز . م الشمسالكسوف بالقياس إليه مجيع جر .الشمس فقط بل على مجيع السموت اليت يصح أن متتد من كل جزء منها على االستقامة

ويظهر . وأيضاً فإن ضوء الشمس الذي ينفذ من الثقوب يوجد أبداً منخرطاً ، وكلما بعد الضوء عن الثقب اتسع فإن الثقب الدقيق إذا نفذ فيه ضوء الشمس، وظهر الضوء على موضع متباعد . ناً يف الثقوب الدقاقذلك ظهوراً بي

عن الثقب، فإن الضوء الذي هبذه الصفة يوجد منخرطاً ويكون املوضع الذي يظهر فيه الضوء أوسع من الثقب ر عليه الضوء أبعد كان الضوء وكلما كانت املسافة اليت بني الثقب وبني املوضع الذي يظه. أضعافاً متضاعفة

وإن قطعت املسافة املستقيمة اليت بني الثقب وبني الضوء الظاهر جبسم كثيف وجد الضوء على ذلك اجلسم . أوسعوكلما . الكثيف، ويوجد الضوء الذي يظهر على اجلسم الكثيف أضيق من الضوء الذي ظهر يف املوضع األول

وكلما بوعد هذا اجلسم عن الثقب وجد الضوء . ذي يظهر عليه أضيققرب هذا اجلسم من الثقب وجد الضوء الفيتبني من اخنراط الضوء الذي خيرج من الثقوب الدقاق أن ضوء الشمس ميتد من كل جزء . الذي يظهر عليه أوسع

.منها ال من جزء خمصوصتد من مركز الشمس أو من وذلك أنه لو كان الضوء مي. ويتبني منه أيضاً أن الضوء ميتد على خطوط مستقيمة فقط

نقطة خمصوصة منها لكان الضوء الذي ميتد من تلك النقطة وعلى اخلطوط اليت خترج من تلك النقطة إىل الثقب الضيق إذا نفذ من الثقب اخنرط اخنراطاً غري حمسوس، ألن اخنراطه كان يكون حبسب ما يقتضيه قطر الثقب وحبسب

وال فرق بني هذين البعدين يف احلس باإلضافة . ضع الذي يظهر عليه الضوءبعد الشمس عن الثقب وبعدها عن املوفكان يكون الضوء الذي خيرج من الثقب الدقيق إذا ظهر على وجه األرض أو . إىل بعد الشمس بالقياس إىل احلس

واين الضيق على موضع من املواضع مساوياً ملقدار الثقب، وخاصة إذا كان الثقب أسطوانياً، ولكان الثقب األسطإذا نفذ منه ضوء الشمس مث غري تغيرياً يسرياً حىت يصري اخلط املستقيم املمتد يف طوله إىل جرم الشمس ال يلقي

ولو كان . تلك النقطة من الشمس كان يبطل الضوء الذي ينفذ من الثقب، وال ينفذ يف الثقب شيء من الضوء. فذ من الثقوب الدقاق امتد على غري السموت املستقيمةالضوء ميتد على غري السموت املستقيمة لكان إذا ن

فاخنراط الضوء النافذ من الثقوب الدقاق دليل ظاهر على الضوء خيرج من مجيع جرم الشمس إىل الثقب، وأن خروجه على خطوط مستقيمة، فلذلك إذا نفذ م الثقب اخنرط واتسع وكان اخنراطه على خطوط مستقيمة ألن

مجيع جرم الشمس إىل الثقب الضيق كان منخرطاً، فإذا نفذ يف الثقب وامتد حدث منه خمروط الضوء إذا خرج من

فيتبني من مجيع ما شرحناه أن ضوء الشمس . آخر مقابل للمخروط األول، ألن الضوء خيرج على خطوط مستقيمة .يشرق من كل جزء من جرم الشمس يف كل جهة تقابل ذلك اجلزء على استقامة

وذلك أن اهلالل يف الليلة الثانية من الشهر وما يليها قد يظهر ضوؤه على وجه األرض، . فإن حاله أظهرفأما القمر وخاصة إذا كان مقابالً ملوضع مظلم فإن ضوؤه يظهر يف املوضع املظلم ويوجد مع ذلك ناقصاً ضعيفاً، مث يزيد

. متالئه أقوى من مجيع أضوائه يف ليايل نقصانهضوؤه يف كل ليلة مع زيادة مقداره إىل أن ميتلئ ويوجد ضوؤه عند اوأيضاً فإن القمر يوجد حاله يف الطلوع والغروب يف أوقات امتالئه كمثل حال الشمس، وكذلك حاله يف

وإذا اعترب ضوء القمر النافذ من الثقوب الدقاق أيضاً يف . الكسوف إذا جتاوز الكسوف مركزه ومل يستغرق مجيعهفيتبني من اخنراط الضوء أن ضوء القمر يشرق من كل . نخرطاً، وكلما بعد عن الثقب اتسعأوقات امتالئه جد م

.جزء من أجزاء القمر ال من جزء منه خمصوص، وان امتداد ضوء القمر إمنا هو على السموت املستقيمة فقطوعها احلامل هلا فإن كل وذلك أن النار إذا بعضت بأن يبعض موض. وكذلك النار أيضاً يوجد فيها هذا املعىن بعينه

جزء منها يشرق منه ضوء، ويوجد ضوء كل جزء منها اضعف من ضوء مجلتها ، ويوجد ضوء ما صغر من أجزائها فإذا أراد املعترب أن . وقد ميكن أن تعترب أجزاء النار من غري أن تبعض أيضاً. أضعف من ضوء ما عظم من أجزائها

كن فيها سعة، وليثقب فيها ثقباً مقتداً مستديراً، مث يداخل يف هذا الثقب يعترب ذلك فليتخذ صفيحة من حناس، وليأنبوباً أسطوانياً صحيح االستقامة معتدل االستدارة ذا طول مقتدر، ولتكن سعة الثقب مبقدار سعة األنبوب، وليكن

مع سطح ويداخل األنبوب يف ثقب الصفيحة حىت يستوي طرفه . ثقب األنبوب ليس بأغلظ من غلظ امليلالصفيحة، ولتثبت هذه الصفيحة على جسم مرتفع عن األرض ولتكن قائمة على حرفها، مث يقدم إىل هذه الصفيحة يف ظلمة الليل نار، وليكن سراجاً ذا فتيلة غليظة نرية، فيقابل هبا الثقب وتقرب النار من الثقب إىل أن تصري يف غاية

ة هلا قدر، فستظل اجلهة اليت فيها األنبوب بظل الصفيحة وال يترك يف القرب منه وال يبقى بينها وبني الثقب مساف: املوضع ضوء سوى النار اليت تعترب، وليكن ذلك يف موضع ال ختترقه الريح، مث يقابل طرف األنبوب جبسم كثيف

األنبوب وليس هناك ضوء إال الضوء الذي ينفذ يف األنبوب، وليس ينفذ يف. فإن ضوء النار يظهر على ذلك اجلسمضوء إال ضوء اجلزء من النار املقابل لثقب األنبوب املساوي مساحته ملساحة ثقب األنبوب فقط إذا كان الضوء

ليس خيرج إال على خطوط مستقيمة، وليس بني الضوء الذي يظهر على اجلسم املقابل لطرف األنبوب وبني شيء اجلزء املقابل لطرف األنبوب فقط، ألن اخلطوط من أجزاء النار خطوط مستقيمة ال يقطعها جسم كثيف إال

فأما األجزاء . املستقيمة اليت بينه وبني الضوء الظاهر متتد يف داخل األنبوب وال يقطعها شيء من األجسام الكثيفةفإن دخل منها شيء يف . الباقية من جرم النار فإن الضوء خيرج منها إىل الطرف الذي يليها فقط من ثقب األنبوب

األنبوب فإنه ينقطع حبائط األنبوب فيبطل وال ينفذ يف طول ثقب األنبوب، وليس ينفذ يف ثقب األنبوب يف طرف .تلك احلال إال ضوء اجلزء املقابل لطرفه فقط

مث حيرك املعترب النار رفيقاً حىت يقابل الثقب جزءاً من النار غري ذلك اجلزء، ويتأمل اجلسم املقابل لطرف األنبوب مث إذا حرك جرم النار يف مجيع اجلهات . فإنه جيد الضوء أيضاً يظهر على ذلك اجلسم. ن يظهر عليه الضوءالذي كا

ورفعه وحطه حىت يقابل الثقب جزءاً من النار غري ذلك اجلزء، ويتأمل اجلسم املقابل لطرف األنبوب الذي كان إذا حرك جرم النار يف مجيع اجلهات ورفعه مث. فإنه جيد الضوء أيضاً يظهر على ذلك اجلسم: يظهر عليه الضوء

وحطه حىت يقابل الثقب كل جزء من النار جزءاً بعد جزء وجد الضوء يف مجيع األحوال يظهر على اجلسم املقابل

لألنبوب، وجيد هذا الضوء أضعف من ضوء مجلة النار الذي يظهر على األجسام املنكشفة جلميع جرم النار اليت وإن ضيق املعترب الثقب بأن . عد املوضع الذي يظهر فيه الضوء النافذ من األنبوب عن النار بعدها عن النار كب

يداخل يف األنبوب جسماً دقيقاً مستقيماً يسد بعضه والصقه بسطح داخل األنبوب واعترب الضوء الذي خيرج من كن اجلزء الذي يبقى من األنبوب يف بقية األنبوب فإنه جيد الضوء أيضاً يظهر على اجلسم املقابل لألنبوب ما مل ي

. غاية الضيق، وجيد الضوء الذي يظهر عند تضيق األنبوب أصغر ومع ذلك أخفى وأضعف من الضوء األول فيظهر من هذا االعتبار أن كل جزء من النار يشرق منه ضوء ، وأن ضوء مجيع اجلذوة من النار أقوى من ضوء

.وى من ضوء اجلزء األصغروأن ضوء اجلزء األعظم أق. اجلزء منهاوأيضاً فإن أثبت املعترب النار عند ثقب الصفيحة حىت ال ينتقل وال يتغري اجلزء منها املقابل للثقب، مث ميل األنبوب

حىت يصري وضعه مائالً على سطح الصفيحة وطرفه مع ذلك عند الثقب، وسد خلالً إن انكشف من طرف األنبوب ن الصفيحة، وقابل األنبوب باجلسم الكثيف، فإنه جيد الضوء يظهر على اجلسم ومن ثقب الصفيحة مما يلي باط

وإن غري وضع األنبوب وميله إىل غري تلك اجلهة وقابله باجلسم الكثيف الذي يظهر عليه الضوء وجد . الكثيفنار إىل مجيع وإن ميل األنبوب إىل مجيع اجلهات وجد الضوء ميتد من ذلك اجلزء من ال. الضوء يظهر عليه أيضاً

مث عن حرك النار حىت يقابل الثقب جزءاً منها غري ذلك اجلزء، واعترب هذا اجلزء . اجلهات اليت تقابله على االستقامةوكذلك إن . أيضاً بالوضاع املائلة كما اعترب اجلزء األول، وجد الضوء ميتد منه أيضاً يف مجيع اجلهات اليت تقابله

فيظهر من هذا االعتبار أن الضوء يشرق من كل جزء من النار يف . على هذه الصفةاعترب كل جزء من النار وجده .كل جهة تقابل ذلك اجلزء على مست االستقامة

ويتبني من مجيع ما ذكرناه أن كل جسم مضيء من ذاته فإن الضوء يشرق من كل جزء منه على كل مست مستقيم .ميتد من ذلك اجلزء

األجزاء من األجسام املضيئة من ذواهتا فإن األجزاء الصغار أيضاً منها، وإن كانت وإذا كانت هذه احلال تظهر يفيف غاية الصغر ما دامت حافظة لصورهتا، فإهنا أيضاً مضيئة، والضوء يشرق منها على الصفة اليت تشرق من األجزاء

يئة من ذواهتا طبيعية وخاصة الكبار وإن خفيت أحوال األجزاء الصغار عن احلس، إذ هذه احلال يف األجسام املضالزمة لذواهتا، وطبيعة صغار األجزاء وكبارها طبيعة واحدة ما دامت حافظة لصورهتا ، فاخلاصة اليت ختص طبيعتها

.تكون يف كل جزء منها صغر أم كرب ما دام على طبيعته وحافظاً لصورتهبل كل واحد منها جسم واحد متصل وأيضاً فإن الشمس والقمر واألجرام السماوية ليست أجزاء جمتمعة،

وكذلك النار ليست أجزاء . وطبيعته واحدة وليس فيها اختالف وليس موضع منها خمالف الطبيعة ملوضع آخرجمتمعة بل جسم متصل وكل موضع منها شبيه الطبيعة باملواضع الباقية وطبيعة ما صغر من أجزائها شبيه بطبيعة

. حافظاً لصورة الناركبار األجزاء ما دام اجلزء الصغري

فقد تبني من مجيع ما استقريناه وشرحناه وبينا طرق اعتباره أن إشراق الضوء من كل جسم مضيء من ذاته إمنا هو على مسوت خطوط مستقيمة، وان الضوء يشرق من كل جسم مضيء من ذاته يف مجيع اجلهات اليت بينه وبينها

لكثيفة، وان كل جزء من أجزاء اجلسم املضيء من ذاته يشرق خطوط مستقيمة ال يقطعها شيء من األجسام االضوء منه على هذه الصفة، وان الضوء الذي يشرق على موضع من املواضع من مجيع اجلرم املضيء يكون أقوى من الضوء الذي يشرق على ذلك املوضع من ذلك البعد من بعض ذلك اجلرم، وان الضوء الذي يشرق من جزء

من الضوء الذي يشرق من جزء أصغر، وان األجزاء الصغار من اجلرم املضيء يلزم فيها أيضاً اعظم يكون أقوى

وإن تعذر اعتبارها على انفرادها وخفي ضوؤها منفرداً عن احلس فإن ذلك إمنا هو لقصور احلس عن . هذه احلالاجلرم املضيء من ذاته يف وإذا كان مجيع ذلك كذلك فالضوء إذن الذي يشرق من. إدراك ما هو يف غاية الضعف

اهلواء املشف إمنا يشرق من كل جزء مقابل لذلك اهلواء من اجلرم املضيء، ويكون الضوء يف اهلواء املضيء متصالً ملتئماً، وتكون كل نقطة من اجلرم املضيء خيرج الضوء منها على كل خط مستقيم يصح أن يتوهم ممتداً من تلك

ذه الصفة يكون إشراق األضواء من األجسام املضيئة من ذواهتا يف اهلواء املشف فعلى ه. النقطة يف ذلك اهلواء .فلنسم األضواء اليت تشرق من األجسام املضيئة من ذواهتا األضواء األول . املتشابه الشفيف

وأيضاً فإنا جند األرض مضيئة يف أول النهار وآخره قبل طلوع الشمس وبعد غروهبا، وليس شيء من املواضيع املضيئة يف هذين الوقتني مقابالً جلرم الشمس وال لشيء منها، وليس لضوء النهار علة غري الشمس إذ ليس يزيد يف

وأيضاً فإن الشمس إذا طلعت وصارت فوق األرض فإنا جند . النهار ضوء مل يكن يف الليل إال ضوء الشمس فقطالسقوف مضيئة مع ذلك وليست مقابلة للشمس وال املساكن وأفنية الدار اليت هي مستترة عن الشمس باحليطان و

وكذلك أظالل اجلبال واألجسام الكثيفة ومجيع األظالل توجد مضيئة بالنهار مع استتارها عن جرم . لشيء منهاوجند أيضاً كثرياً من املساكن املستترة عن السماء مضيئة قبل طلوع . الشمس باألجسام الكثيفة اليت هي أظالل هلا

فلنبحث اآلن عن كيفية هذه . د غروهبا مع استتار الشمس ومع استتار هذه املواضع عن السماءالشمس وبع .األضواء باالستقراء واالعتبار من أحواهلا وخواصها

إننا جند ضوء املصباح يبتدئ من أجزاء الليل وقد بقي قطعة من الليل فيمتد من أفق املشرق ذاهباً حنو وسط : فنقولمث يقوى هذا . ستقيم، ويوجد ضعيفاً خفياً، ويوجد مع ذلك وجه األرض مظلماً بظلمة الليلالسماء كالعمود امل

مث ال يزال يتزايد مقداره ويقوى . الضوء ويزيد مقداره يف العرض والطول ويقوى نوره، واألرض مع ذلك مظلمةضوء الذي يظهر يف اجلو يف نوره، فيضيء حينئذ وجه األرض املقابل لذلك الضوء املنكشف له بضوء ضعيف دوم ال

مث ال يزال الضوء الذي يف اجلو يقوى وينبسط إىل أن ميلئ أفق املشرق ويبلغ إىل وسط السماء وميتلئ . ذلك الوقتاجلو ضوءاً وحينئذ يقوى الضوء الذي على وجه األرض ويصري هناراً واضحاً والشمس مع ذلك حتت األفق وغري

وكذلك جند الضوء يف آخر النهار وبعد أن تغرب . حلال فيزداد النهار وضوحاًمث تطلع الشمس بعد هذه ا. ظاهرةمث ال يزال . يكون وجه األرض مضيئاَ بضوء واضح واجلو مع ذلك مضيء بضوء قوي: الشمس وختفى حتت األفق

على مث إنا جند أيضاً ضوء الشمس إذا أشرق . ضوء اجلو يضعف ووجه األرض يتناقص ضوؤه إىل أن جين الليل. بعض اجلدران، وكان مقابالً ذلك اجلدار وبالقرب منه مكان مظلم، فإن ذلك املكان يضيء بعد أن كان مظلماًوإذا كان لذلك املكان املظلم باب، وكان مقابل الباب يف داخل ذلك املكان جدار، فإن اجلدار املقابل للباب

ضوء الشمس من أرض البيت إمنا يكون أشد إضاءة ولضوء الشمس املشرق على اجلدار اخلارج وما واجه الباب ووكذلك جند . مث إذا زالت الشمس وزال ضوؤها املشرق على ذلك اجلدار عاد املوضع مظلماً. من بقية البيت

النهار وضوء القمر وضوء النار إذا أشرق على اجلدار، وكان مقابل ذلك اجلدار موقع مظلم، فإنه يضيء بذلك وكذلك جند كل موضع مضيء بضوء قوي، أي ضوء كان، إذا . الضوء عاد املوضع مظلماًالضوء، وإذا بطل ذلك

.كان مقابالً له مكان مظلم وكان قريباً منه وكان بينهما منفذ فإن املوضع يضيء بالضوء املقابل له

ن مقابل باب البيت فإذا شاء املعترب أن يعترب بيتاً مظلماً، وليك. وقد ميكن أن تعترب هذه احلال يف مجيع األوقاتوقريباً منه حائط يشرق عليه ضوء الشمس، وال يكون باب البيت منكشفاً للسماء وذلك بأن يكون احلائط املقابل للباب يصل إليه الضوء من ثقب أو من باب يف حائط البيت املظلم من أعاله إذا كان حائط البيت أرفع من سقف

أعين احلائط الذي فيه باب البيت واحلائط املقابل له مسقفاً من فوق البيت، ويكون الفضاء الذي بني احلائطني ويراعي املعترب املوضع إىل أن يشرق ضوء الصباح على . الثقب أو مظلالً جبسم كثيف، ويكون البيت مما يلي ملشرقك الضوء وجيد فإنه يد البيت املظلم قد أضاء بذل: ذلك احلائط من الثقب املقابل له، وليكن الثقب مقتدر السعة

مث كلما قوي الضوء الذي على احلائط قوي . الضوء الذي يف البيت أضعف من الضوء الذي على ذلك احلائطوجيد . مث إذا أشرق ضوء الشمس على ذلك احلائط اشتد الضوء الذي يف البيت وقوي. الضوء الذي يف البيت

مث إذا زالت الشمس عن ذلك احلائط . ن بقية البيتاملوضع من البيت املقابل للباب وللحائط املضيء أشد إضاءة م .ضعف الضوء الذي يف البيت

وإذا كان يف البيت بيت آخر مظلم، وكان بابه منكشفاً للجدار املقابل لباب األول، فإن الضوء إذا أشرق على مفتوحاً منكشفاً هلذا احلائط اخلارج فظهر على اجلدار الذي يف داخل البيت املقابل للباب، وكان باب البيت الثاين

اجلدار، فإنه جيد البيت الثاين أيضاً مضيئاً بضوء ذلك اجلدار، وخاصة إذا كان احلائط اخلارج الذي يشرق عليه . الضوء أبيض نقي البياض، وجيد ما كان من البيت الثاين مواجهاً لذلك اجلدار وقريباً منه أشد إضاءة من بقية البيت

داخل البيت األول الذي يشرق عليه الضوء أبيض فإن الضوء الذي يظهر يف البيت الثاين وإن كان اجلدار الذي يف وكذلك إن اعترب ضوء القمر وضوء النهار على هذه الصفة يوجد املوضع املظلم يضيء بضوء كل . يكون أبني

.واحد منهما إذا كان مقابالً لهلضوء الذي حيصل عليه يشرق منه ضوء على كل جهة فيتبني من هذا االعتبار أن كل جسم يشرق عليه ضوء فإن ا

وإذا كان ذلك كذلك فالضوء الذي يظهر على وجه األرض يف أول النهار قبل طلوع الشمس ويف آخره . تقابلهفيكون اجلو قبل طلوع الشمس ألنه . بعد غروهبا إمنا هو ضوء يرد إليها من الضوء الذي يظهر يف اجلو املقابل هلا

فيكون . غري مستترة عنه يف ذلك الوقت، وإمنا هي مستترة يف تلك احلال عن وجه األرض فقط مقابل هلا وهيالضوء ممتداً من جرم الشمس يف اجلو املضيء على مسوت مستقيمة، مث هذا اجلو املضيء بضوء الشمس يشرق منه

دام يسري ضعيفاً فضوؤه الذي أيضاً ضوء على املواضع املقابلة له من سطح األرض على مسوت مستقيمة أيضاً، وما .يشرق منه على األرض يكون خفياً، فإذا قوي واشتد قوي الضوء الذي يشرق على وجه األرض وظهر

وكذلك ضوء العشاء يكون اجلزء املقابل للشمس بعد غروهبا مضيئاً بضوئها، وضوؤها ميتد على السموت املواضع املقابلة له من وجه األرض، وما دام ضوء اجلو املستقيمة، ويكون الضوء الذي يشرق من اجلو املضيء على

قوياً فاألرض مضيئة والضوء فيها بني، فإذا ضعف الضوء الذي يف اجلو ضعف الضوء الذي على وجه األرض إىل وكذلك أضواء املساكن وأفنية اجلدران املستترة عن الشمس ومجيع األظالل اليت . أن خيفى ويظلم وجه األرض

بالنهار قبل طلوع الشمس وبعد طلوعها وبعد غروهبا ويف سائر النهار إما هي أضواء ترد إليها من توجد مضيئة فعلى هذه . اجلو املضيء املقابل هلا ومن اجلدران املضيئة أيضاً ومن سطح األرض املقابل هلا املضيء بضوء النهار

اضع املضيئة بضوء القمر اليت هي مستترة الصفة يكون النهار وأضواء املواضع املستظلة عن الشمس، وكذلك املو .عن القمر، وكذلك ضوء النار

وقد ميكن أن يعترب هذا املعىن، إشراق األضواء عن األضواء العرضية على السموت املستقيمة، اعتباراً حمرراً يقع هما بني املشرق يعتمد املعترب بيتاً يف داخله بيت، ويكون وضع: أما ضوء الصباح فيعترب كما أصف. معه اليقني

ويثقب يف أعلى . واملغرب، وال يكون للضوء إليهما سبيل إال من الباب، ويكون احلائط الشرقي من البيت منكشفاً هذا احلائط ثقب كأحد الثقوب اليت تكون يف جدران البيوت لدخول الضوء، وليكن مستديراً قطره ليس بأقل من

. خارجه، فيكون هذا الثقب مواجهاً للجهة الشرقية من السماء قدم يف مثله، ويكون خمروطاً داخله أوسع منوليثقب يف احلائط املقابل للثقب املشترك للبيتني ثقبني مستديرين مقابلني للثقب األول فيفضي هذان الثقبان إىل

منهما البيت الغريب، وليكن هذان الثقبان أقرب إىل األرض من الثقب األول وحبيث إذا نظر الناظر يف كل واحدوليتحر . رأى السماء من الثقب األول األعلى، وليكن كل واحد من هذين الثقبني مساوياً للثقب األول وشبيهاً به

يف هذين الثقبني أن يكون امتداد كل واحد منهما يف مسك احلائط على استقامة اخلطوط املستقيمة اليت تتوهم ممتدة ومالك األمر أن يكون هذا احلائط . هاية املقابلة هلا من الثقب الثاينمن النهاية اخلارجة من الثقب األول إىل الن

. جسيماً ليكون للثقبني امتداد مقتدر يف جسم احلائط حىت ال ينخرط الضوء اخلارج من هذين الثقبني اخنراطاً مسرفاً .خرطاًوينبغي أن يكون امتداد كل واحد من هذين الثقبني يف جسم احلائط امتداداً متشاهباً ال من

مث ميد خيط من الثقب األول األعلى إىل أحد الثقبني وليتحر أن مير اخليط بنقطة من النهاية اخلارجة من الثقب ويداخل اخليط يف الثقب وليكن طرف اخليط . األعلى والنقطة النظرية هلا من النهاية اخلارجة من الثقب املقابل له

ويدخل املعترب إىل داخل البيت الغريب وميد اخليط إىل أن . ارج الثقبالذي يلي الثقب األعلى مشدوداً مبسمار من خ. ينتهي طرفه إىل موضع من البيت إما أرضه أو بعض جدرانه، مث ميد اخليط مداً شديداً حىت يصح استقامته ووضعه

ستقامة فإذا صح وضعه وامتداده واستقامته يعلم على موضع طرفه من البيت عالمة، فيكون هذا املوضع على امث خيرج اخليط من هذا الثقب . املسافة املستقيمة املمتدة من الثقب األول األعلى إىل الثقب األخفض املقابل له

ويداخل يف الثقب اآلخر ويفعل به مثل ما فعل بالثقب الذي قبله؛ وميده حىت ينتهي إىل موضع آخر من البيت أيضاً الثاين على استقامة املسافة املستقيمة املمتدة من الثقب األعلى أيضاً ويتعلم على موضع هنايته، فيكون هذا املوضع

.إىل الثقب األعلى أيضاً إىل الثقب األخر

فإذا أظلم الليل . فإذا تعني هذان املوضعان من البيت حترى املعترب ليلة من الليايل السود وتكون مع ذلك مصحيةرك يف البيتني شيئاً من الضوء فإن الثقبني يف هذه احلال يكونان دخل املعترب إىل داخل البيت واغلق الباب ومل يت

مث يدخل إىل البيت الغريب وينتظر من أحد الثقبني إىل أن يرى السماء من الثقب األعلى، ويتحرى أال . مظلمني وكذلك ينظر يف. يكون مقابالً للثقب شيء من الكواكب الكبار توقف إىل أن يزول الكوكب عن مقابلة الثقب

الثقب اآلخر إىل أن يرى السماء من الثقب األعلى وال يكون مقابالً له من اآلخر إىل أن يرى السماء من الثقب فإنه يرى اجلو من املوضعني اللذين عينهما، فيجدمها مظلمني : األعلى وال يكون مقابالً له شيء من الكواكب الكبارفيه شيء من الضوء إال ما ال يعتد به من ضوء السماء الذي ليس فيهما ضوء ظاهر، وجيد مجيع البيت مظلماً ليس

مث ينتظر الصباح فإذا انفجر الصبح ونظر من الثقبني املتقابلني إىل أن يرى اجلو مضيئاً حترك من . هو يف غاية الضعفللذين كان املوضع الذي هو فيه حىت يزول عن مقابلة الثقب ونظر إىل كل واحد من املوضعني املقابلني للثقبني ا

فإن مل يظهر يف البيت ضوء توقف يسرياً . فإنه جيدمها مضيئني بضوء يسري حبسب قوة الضوء الذي يف اجلو: عينهمافإنه جيدمها مضيئني، وجيد الضوء يف : من الزمان إىل أن يقوى ضوء الصباح، فإذا قوي ضوء الصباح تأمل املوضعني

من الثقب حبسب ما يقتضيه اخنراط الضوء، وال جيد يف هذه احلال كل واحد من املوضعني مستديراً، وجيده أوسعيف بقية البيت شيئاً من الضوء، وإن وجد فيه ضوءاً فضعيف خفي حبسب ما يصح أن يصدر عن الضوء الذي يظهر

رفع الساتر مث إن ستر أحد الثقبني بطل الضوء من املوضع املقابل له وبقي األخر، وإن. يف املوضعني املقابلني للثقبني .عاد الضوء إىل موضعه

مث يعتمد املعترب املسافة املستقيمة اليت بني أحد الثقبني وبني املوضع الذي يصري إليه الضوء من ذلك الثقب فيقطعها

مث حيرك هذا . فإنه جيد الضوء يظهر على اجلسم الكثيف ويبطل من املوضع املقابل لذلك الثقب: جبسم كثيفوقد ميكن أن حتد هذه املسافة بعود مستقيم ومسطرة . فإنه جيد الضوء أبداً عليه: سافة املستقيمةاجلسم على مست امل

مث إذا رفع اجلسم الكثيف الساتر عاد الضوء إىل . طويلة وتلصق املسطرة مبحيط الثقب فتتحرر هبا املسافة املستقيمةني الثقب األول األعلى وبني أحد الثقبني من البيت املوضع الذي كان فيه، وكذلك إذا قطع املسافة املستقيمة اليت ب

األول فإنه جيد الضوء يظهر على اجلسم الذي يقطع تلك املسافة ويبطل من البيت الثاين، وإذا رفع الساتر عاد وإن . وكذلك إذا اعترب الضوء الذي يف الثقب اآلخر يف البيتني مجيعاً وجده على هذه الصفة. الضوء إىل موضعه

احلائط الثاين عدة ثقوب، وحترى يف كل واحد منها أن يكون مقابالً للثقب األول على استقامة وعلى مثل ثقب يفومقابلة هلا كل واحد منها . ما وصفناه يف الثقبني املتقدمني، وجد يف البيت الثاين أضواء متفرقة بعدد تلك الثقوب

.للثقب األول األعلى على استقامةبياناً واضحاً بياناً أن اهلواء املضيء بضوء الصباح خيرج منه ضوء إىل املواضع املقابلة، وان فيتبني من هذا اعتبار

خروجه على مسوت مستقيمة، وأن ضوء النهار املشرق على األرض قبل طلوع الشمس وبعد غروهبا إمنا هو ضوء رب اجلو املضيء يف سائر النهار وإن اعترب املعت. يشرق عليها من اجلو املضيء بضوء الشمس املقابل لوجه األرض

.أيضاً هبذا الوجه من االعتبار وجد الضوء يشرق منه على مسوت مستقيمة

وإذا كان اهلواء املضيء يصدر منه ضوء إىل املواضع املقابلة له فإن كل جزء من أجزاء اهلواء املضيء بأي ضوء كان ذي يصدر عنه أضعف من الضوء الذي فيه، وتكون فإنه يصدر منه ضوء إىل كل جهة مقابلة له، ويكون الضوء ال

. قوة الضوء الذي يصدر عنه حبسب قوة الضوء الذي فيه وحبسب مقدار مساحة ذلك اجلزء املضيء من اهلواءوأيضاً فإن اهلواء الذي يف داخل البيت الثاين واهلواء الذي يف البيت األول متصالن من الثقب األول باهلواء املضيء

ويصح أن يوجد يف هذا اهلواء مسافات كثرية منحنية ومتعرجة بني . ورد الضوء إىل داخل البيت الثايناخلارج منه وكذلك إذا سد أحد الثقبني . اجلو املضيء وبني البت الثاين متر بالثقوب وال يقطعها شيء من األجسام الكثيفة

ه الضوء وبني الثقب األول واهلواء اخلارج وبطل الضوء املقابل للثقب املسدود فإن بني ذلك املوضع الذي بطل منفلو كان الضوء خيرج على غري . هواًء متصالً من الثقب اآلخر الذي مل يسد ومسافات كثرية غري مستقيمة

السموت املستقيمة، وكان اهلواء املضيء ينبسط الضوء منه يف مجيع ما يتصل به ن اهلواء من غري السموت قاصي يضيء مجيعه ضوءاً متشاهباً عند إضاءة اجلو بضوء الصباح التصال اهلواء فيه املستقيمة، لقد كان البيت ال

وليس . باجلو املضيء يف الوقت الذي يدخل الضوء من الثقوب إىل البيت ويف الوقت الذي يسد أحد الثقبني أيضاًكل واحد منها هو يوجد يف وقت االعتبار يف داخل البيت القاصي ضوء سوى األضواء املقابلة للثقوب اليت

والثقبان املتقابالن املقابالن له اللذان يف حائطي البيتني واجلو اخلارج املضيء على مست مستقيم أو يف املسافة املمتدة .بني الثقب وبني املوضع املضيء على استقامة الثقبني املتقابلني أو ما يشرق من هذا الضوء يف بقية البيت

ري الذي يشرق يف بقية البيت إمنا هو ضوء يصدر عن الضوء الذي يف داخل البيت والذي به يظهر أن الضوء اليساملقابل للثقب ال من غريه هو أنه إذا سد أحد الثقبني وقطعت املسافة املستقيمة اليت بني الثقب الباقي وبني الضوء

ي كان يظهر فيه، خفي الذي نفذ منه جبسم كثيف، وقرب اجلسم الكثيف من الثقب، وبطل الضوء من املوضع الذوليس ينقطع هبذا الفعل اتصال . ما كان يظهر يف بقية البيت من الضوء اليسري الذي كان يشرق من هذا الضوء

اهلواء الذي يف داخل مجيع البيت باهلواء اخلارج املضيء إذا مل يكن اجلسم الكثيف الذي قطعت به املسافة املستقيمة .ملتصقاً بالثقب

االعتبار أن الضوء ليس خيرج من اهلواء املضيء إال على مست مستقيم فقط، وأن الضوء يشرق من فتبني من هذا كل جزء من اهلواء املضيء يف كل جهة تقابله على السمت االستقامة، إذ األضواء املتفرقة اليت تظهر يف داخل

.واء أيضاً املتشاهبة الضوء متشاهبة احلالالبيت القاصي تقابل من اهلواء املضيء اخلارج أجزاء خمتلفة، وألن أجزاء اهلفعلى هذه الصفة ميكن أن يعترب ضوء النهار ويظهر أنه من ضوء اجلو املضيء وأنه يرد من اجلو على مسوت

.مستقيمةإن مجيع اهلواء مقابل جلرم الشمس أبداً ويف طول الليل، وإمنا احملتجب : وقد ميكن أن يعترض على هذا املعىن فيقال

جرم الشمس هو ظل األرض فقط، وهذا الظل هو خمروط مستدق وهو جزء يسري من مجلة اهلواء، والذي عن يظهر من اجلو وهو مقابل لوجه األرض يف سائر األوقات هو نصف مجيع اهلواء، والذي يقابل األرض يف طول الليل

النصف، ومعظم اهلواء الذي يظهر من اجلو هو نصفه، واجلزء احملتجب عن الشمس يف الليل هو جزء يسري من هذايف طول الليل الذي هو مقابل لوجه األرض هو مضيء بضوء الشمس، فلو كان الضوء الذي يظهر يف اجلو عند

الصباح وعند العشاء ويشرق على وجه األرض هو املقابل للشمس املضيء بضوء الشمس لكان الضوء الذي يظهر . لليل، ألن اهلواء املقابل لوجه األرض يف طول الليل معظمه مضيءيف اجلو ويشرق على وجه األرض يف طول ا

فليس الضوء الذي يظهر يف اجلو وعلى . وليس يظهر يف طول الليل شيء من الضوء يف اجلو أو على وجه األرض .وجه األرض عند الصباح وعند العشاء هو ضوء اهلواء املقابل للشمس املضيء بضوء الشمس

العتراض إن مجيع اهلواء مضيء بضوء الشمس يف سائر األوقات، وليس شيء من اهلواء فنقول يف جواب هذا امظلماً وحمتجباً عن الشمس إال خمروط الظل الذي هو ظل األرض فقط، إال أن الضوء الذي يصدر عن اهلواء

ضيء بضوء الشمس املضيء يكون ضعيفاً، وكلما بعد يف امتداده ازداد ضعفاً ألن ذلك هو خاصة الضوء، فاهلواء امليشرق منه أبداً ضوء ميتد يف مجيع اجلهات وينفذ يف اهلواء املستظل بظل األرض، إال أنه كلما بعد هذا الضوء عن

وإذا كان ذلك كذلك فاجلزء من ظل األرض املماس للهواء . اهلواء املضيء بضوء الشمس الذي منه ميتد ضعفي الظل يكون الضوء الذي شرق عليه من اهلواء املضيء اجملاور له املضيء والقريب من هذا املماس الذي هو حواش

فيه بعض القوة، فإذا بعد هذا الضوء عن حواشي الظل وانتهى إىل وسط الظل وقريباً من الوسط ضعف ضعفاً .شديداً

الليل يف والشمس يف سائر الليل بعيدة عن حميط األفق، واملوضع الذي جين عليه الليل من وجه األرض هو يف أكثروسط ظل األرض وقريب من الوسط، فإذا قربت الشمس من األفق مال خمروط الظل وقرب حميط قاعدة الظل احمليطة باألرض من املوضع الذي قربت الشمس من حميط أفقه، فيصري املوضع الذي قد قربت الشمس من حميط

ن الشمس املمتد يف طول الظل املماس لطول أفقه يف حميط الظل وقريباً من حاشية الظل، ويصري الضوء اخلارج مالظل قريباً من وجه األرض، ويكون الضوء الذي يصل من هذا اهلواء إىل وجه األرض فيه بعض القوة، فلذلك

مث كلما قربت الشمس . يدرك البصر الضوء يف اهلواء عند قرب الصباح ويصل الضوء إىل إىل األرض عند الصباحل من وجه األرض وقرب اهلواء املضيء من البصر وقوي الضوء الذي يصل إىل وجه من األفق قربت حاشية الظ

فلذلك كلما قربت الشمس من األفق ازداد الضوء الذي يظهر على وجه األرض قوة ووضوحاً إىل أن . األرضهذا الوقت ينتهي حميط جرم الشمس إىل حميط األفق، فيصري حاشية الظل وهنايته واهلواء املضيء بضوء النهار يف

واهلواء املماس لوجه األرض والقريب منه املضيء بضوء النهار قرب الشمس من األفق وقبل . مماساً لوجه األرضطلوعها هو من مجلة خمروط ظل األرض، وإضاءته إمنا هي لقرب هذا اهلواء من اهلواء املضيء املقابل للشمس ألن

و يف داخل خمروط الظل، إال أن هذا اهلواء املضيء هو كل موضع تكون الشمس حتت أفقه وغري مقابلة له فه .حواشي الظل وحميطه اجملاور للهواء املضيء املقابل للشمس

فالعلة اليت من أجلها ليس يظهر الضوء يف اهلواء يف سائر الليل هو بعد اهلواء املضيء املقابل للشمس عن وجه هلواء املضيء وقصور قوته عن الوصول إىل وسط األرض وضعف الضوء الذي يصدر عن الضوء الذي يف هذا ا

والعلة اليت من أجلها يظهر الضوء يف اهلواء عند الفجر ويف أول الليل ويشرق على وجه األرض عند . األرضالصباح وعند العشاء هو قرب اهلواء املضي املقابل للشمس من البصر وقرب حاشية الظل يف هذه األوقات من

ة ، اعين القرب، صار أول ما يظهر من الفجر يظهر مستدقاً مستطيالً، ألن أقرب حواشي وهلذه العل. وجه األرضالظل من البصر يف هذا الوقت هو خط واحد مستقيم، وهو اخلط املستقيم املمتد يف سطح خمروط الظل الذي مير

يف وسط خمروط الظل بأقرب النقط من حميط قاعدة الظل إىل البصر يف ذلك الوقت، إذ البصر يف هذه احلال هواليت تلي جهة الشمس، فالنقطة اليت هي طرف قطر قاعدة الظل الذي مير مبوضع البصر يف هذه احلال اليت تلي جهة

وأريد بقاعدة الظل ها هنا السطح الذي . الشمس هي اقرب إىل البصر من مجيع النقط اليت على حميط قاعدة الظلاخلط الذي خيرج من هذه النقطة وميتد يف سطح خمروط الظل هو أقرب و. مير مبوضع البصر ويقطع خمروط الظل

فقد تبينت العلة اليت من اجلها يظهر الضوء يف اجلو وعلى . اخلطوط اليت يف سطح املخروط يف هذه احلال من البصر .وجه األرض عند الصباح وعند العشاء وال يظهر يف سائر الليل

ذي يدركه البصر يف اجلو عند الصباح وعند العشاء هو ضوء يف اهلواء، وإمنا إذا كان الضوء ال: وقد بقي أن يقال يدركه البصر عند الصباح وعند العشاء من أجل قربه من البصر، فقد كان يدرك البصر الضوء يف اهلواء الذي بني

لبصر، وليس يدرك اجلدران ويف دواخل البيوت يف سائر النهار، إذ هذا اهلواء مضيء يف سائر النهار وقريب من االبصر الضوء يف هذه األهوية بل إمنا يدرك البصر الضوء على جدران البيوت وال يدرك يف اهلواء الذي فيما بني .اجلدران شيئاً من الضوء، فليس الضوء الذي يدركه البصر يف اجلو عند الصباح وعند العشاء ضوءاً يف اهلواء

. مشف شديد الشفيف،إال أنه ليس يف غاية الشفيف بل فيه غلظ يسري إن اهلواء جسم: فنقول يف جواب هذا القولفإذا أشرق عليه ضوء الشمس نفذ الضوء فيه حبسب شفبفه، وثبت فيه من الضوء قدر يسري حبسب ما فيه من

فاملقدار اليسري من اهلواء القليل املساحة يكون الضوء الذي يثبت فيه يسرياً جداً من أجل صغر. الغلظ اليسريواهلواء العظيم املساحة يف السمك . مساحته ومن اجل شدة شفيفه وقلة غلظه وضعف كيفية الضوء الذي يثبت فيه

وإن كانت كيفية الضوء الذي يف كل جزء يسري منه ضعيفة، . يكون الضوء الذي فيه كثرياً من أجل عظم مساحتهمن اجل صغر : ة، فالضوء الذي فيه يسري من جهتنيواهلواء الذي بني اجلدران ويف دواخل البيوت يسري قليل املساح

.مساحته ومن أجل ضعف كيفيتهواملسافة اليت يدركها البصر من اجلو املضيء اليت ميتد فيها البصر يف وقت إدراكه لضوء الصباح وضوء العشاء

ء يف ذلك الوقت، وكل عظيمة املقدار يف السمك املمتد يف مقابلة البصر، ومجيع اهلواء املمتد يف هذا السمك مضيجزء يسري من اهلواء الذي يف هذا السمك فيه ضوء يسري ضعيف، واألجزاء املقتدرة املضيئة املقابلة للبصر من هذا

اهلواء يف حال إدراك البصر للضوء الذي فيه اليت كل واحد منها مساو ملقدار اهلواء الذي بني اجلدران الذي ال يف السمك على السمت املستقيم املقابل للبصر كثرية مسرفة الكثرة إذا قدرناها يظهر فيه الضوء اليت هي ممتدة

.بالتخيل لعظم مساحة هذا اهلواء وعظم مسكهفإذا كانت هذه األجزاء كثرية مسرفة الكثرة، وكلن يف كل واحد منها ضوء يسري، وكانت هذه األجزاء الكثرية

ت األضواء اليت كل واحد منها يسري، وتضاعفت قوهتا أضعافاً ممتدة يف مقابلة البصر على مست مستقيم، تضاعفوإذا تضاعف الضوء اليسري أضعافاً كثرية قوي . كثرية مسرفة الكثرة، ألن البصر يدرك مجيعها من مست واحد

وظهر للحس، فلذلك يظهر الضوء للبصر يف اجلو املضيء وليس يظهر للبصر الضوء الذي يف اهلواء اليسري الذي يف اخل البيوت وفيما بني اجلدران ويف أودية اجلبال والذي بني البصر وسطح األرض وكل ما كان يسري املساحة دو

.من اهلواءفقد اجنلت الشبهة وصح أن الضوء الذي يدركه البصر يف اجلو عند الصباح وعند العشاء هو ضوء اهلواء املقابل

ه األرض قبل طلوع الشمس وبعد غروهبا هو ضوء للشمس املضيء بضوء الشمس، وان الضوء املشرق على وج .يرد من الضوء الذي يف اهلواء املقابل للشمس املضيء بضوء الشمس

فأما األضواء العرضية اليت تظهر على األجسام الكثيفة فقد ميكن أن تعترب األضواء اليت تشرق منها على األجسام يعتمد املعترب حائطاً أبيض نقي البياض منكشفاً لضوء النهار : وذلك يكون كما نصف. املقابلة هلا اعتباراً حمرراً

ولضوء الشمس وضوء القمر، ويكون مقابالً له وموازياً له وبالقرب منه حائط آخر، ويكون من وراء كل واحد مث يعمد املعترب قطعة من اخلشب طوهلا ليس بأقل من عظم . من احلائطني بيت ليس للضوء إليه منفذ إال من بابه

لذراع وعرضها مساو لطوهلا أيضاً ، ويسوى سطوحها حىت تصري مسطحة ومتوازية بغاية ما ميكن ، وتكون هناياهتا امث خيط يف وسط سطحني متقابلني من سطوحها خطني مستقيمني متوازيني وكل واحد منهما . مستقيمة ومتوازية

ذين اخلطني خطني متساويني يكون كل واحد مث يفصل من طريف كل واحد من ه. مواز لنهاييت السطح الذي هو فيه .منهما ليس بأكثر من عرض إصبعني، فيحصل يف كل واحد من اخلطني نقطتان

مث يدير على النقطتني اللتني على أحد اخلطني دائرتني متساويتني قطر كل واحدة منهما مبقدار عرض إصبع واحدة ئرة أخرى مساوية لكل واحدة من الدائرتني األوليني، مث مث يدير على إحدى النقطتني من اخلط اآلخر دا. مقتدرة

يقسم هذا اخلط الذي أدار عليه الدائرة الواحدة الذي بني مركز الدائرة وبني النقطة األخرى الباقية املفروضة على وليحرر . هذا اخلط بقسمني يكون نسبة الصغر منهما إىل األعظم كنسبة مسك اخلشبة إىل املسافة اليت بني احلائطنيفإذا قسم . هذه املسافة بعود مستقيم ميد بني احلائطني ويتحرى أن يكون قائماً على كل واحد منهما قياماً معتدالً

هذا اخلط على هذه النسبة فليكن القسم األعظم النظري للمسافة اليت بني احلائطني يلي مركز الدائرة املرسومة على على نقطة القسمة دائرة أخرى مساوية لكل واحدة من الدوائر اليت هذا اخلط، فإذا حتررت هذه القسمة فليدر

فيكون نسبة اخلط الذي بني مركزي الدائرتني املتباعدتني اللتني على اخلط األول الغري مقسوم إىل اخلط . تقدمتاليت بني احلائطني الذي بني مركزي الدائرتني املتقاربتني اللتني على اخلط املقسوم كنسبة مسك اخلشبة مع بعد املسافة

.إىل هذا البعد بعينه على التركيبمث ينبغي هلذا املعتربان يثقب يف اخلشبة ثقبني أحدمها من الدائرة املتطرفة من الدائرتني املتقاربتني إىل الدائرة املتطرفة

ويكون حميطه مع حميطي وليكن الثقب مستديراً أسطوانياً، . املقابلة هلا من الدائرتني املتباعدتني يف السطح اآلخروليكن الثقب اآلخر ممتداً . الدائرتني املتقابلتني، فيكون هذا الثقب قائماً على السطحني املتوازيني على زوايا قائمة

من الدائرة اليت يف موضع قسمة اخلط إىل الدائرة األخرى املتطرفة أيضاً عن الدائرتني املتباعدتني اللتني يف السطح .يط هذا الثقب مع حميطي الدائرتني، فيكون هذا الثقب مائالً على السطحني املتوازينياآلخر، ويكون حم

فإذا حترر هذان الثقبان فليثقب يف احلائط املقابل للحائط األبيض ثقباً مربعاً مبقدار تربيع اخلشبة، ويركب اخلشبة يف رج البيت، ويتحرى عند تركيب اخلشبة أن هذا الثقب، وجيعل السطح الذي فيه الدائرتان املتقاربتان مما يلي خا

يكون سطحها موازياً لسطح احلائط األبيض، ويكون بعد سطحها عن سطح احلائط األبيض هو مبقدار البعد الذي فإذا حترر وضع اخلشبة سد ما يفضل من اخللل حول . بني احلائطني الذي حبسبه كانت قسمة اخلط على التحرير

وإن فضل مسك احلائط على مسك اخلشبة حذف ما يفضل من . ضعها متكيناً وثيقاًاخلشبة ومكنت اخلشبة يف موداخل البيت على االريب حىت يصري بقية الثقب منخرطاً، وإن حصل مسك اخلشبة من أول األمر مساوياً لسمك

.احلائط كان أجوديكون غلظه مساوياً لغلظ الثقب القائم فإذا أحكم تركيب اخلشبة فليعتمد املعترب عوداً مستقيماً يف غاية االستقامة و

وإن اعتمد عوداً مستقيماً أغلظ من سعة الثقب وخرطه يف الشهر حىت يصري غلظه مبقدار سعة . الذي يف اخلشبةفإذا حترر هذا العود فليحدد طرفه حتديداً منخرطاً حىت يصري . الثقب على التحرير كان أوىل ويكون متساوي الغلظ

مث يداخل هذا العود يف الثقب القائم وحيركه يف الثقب إىل أن . سهم العود بالقياس إىل احلس نقطة رأسه هي طرف فإذا لقي سطح هذا احلائط يعلم على موضع طرفه نقطة، فتكون هذه النقطة . يلقى طرفه احلاد سطح احلائط األبيض

.ثقبفإذا علم هذه النقطة فليخرج العود من ال. على استقامة سهم الثقب القائممث يدخل املعترب البيت الذي يفضي إليه هذا الثقب، وجيعل بصره عند حميط الثقب القائم، وينظر إىل احلائط األبيض

ويتفقد هناية ما يدركه بصره من ذلك احلائط وابعد موضع يدركه عن النقطة املفروضة على احلائط األبيض اليت مث إن أدار املعترب . تعلم على ذلك املوضع ويشري إليه بالصفة نقطةفيتقدم إىل من ي. على استقامة سهم الثقب القائم

بصره حول حميط الثقب، ونظر من كل ناحية منه إىل احلائط األبيض، وتفقد أبعد موضع يدركه من سطح احلائط قب أبداً عن النقطة املفروضة، فإنه جيد أبعد األبعاد اليت يدركها بصره عن النقطة املفروضة املقابلة ملركز الث

.متساوية، ألن هذه خاصة الثقوب املستديرةوليجعل املعترب النقطة األوىل من احلائط األبيض مركزاً، ويدير ببعد البعد األبعد الذي يدركه بصره من سطح

.احلائط ويعلم عليه دائرة

. ئرة وال يدرك زيادة عليهفإنه يدرك حميط الدا: مث جيعل بصره ثانية على حميط الثقب وينظر إىل الدائرة املرسومةفإن مل ير غري حميط الدائرة فالدائرة يف حقها، وإن : وليدر بصره حول حميط الثقب وينظر إىل حميط الدائرة املرسومة

أدرك بصره زيادة على حميط الدائرة، أو مل يدرك حميط الدائرة من بعض اجلهات أو من مجيع اجلهات، فليس الدائرة ك فليغري الدائرة ويعتربها ببصره إىل أن يتحرر وضعها ويكون إذا أدار بصره حول حميط فإن عرض ذل. يف حقها

.الثقب رأي حميط الدائرة ومل ير زيادة عليه: فإذا حترر وضع هذه الدائرة فلينتقل إىل الثقب املائل، فيجعل بصره عند حميط هذا الثقب وينظر إىل احلائط األبيض

وإذا أدار بصره حول حميط الثقب . يف هذا احلائط ويدرك حميطها وال يدرك زيادة عليهافإنه يدرك الدائرة املرسومة املائل، ونظر إىل الدائرة وإىل أبعد موضع يدركه من احلائط، أدرك الدائرة وأدرك حميطها ومل يدرك زيادة عليها وال

.نقصاناً منهااللتني يف السطح الداخل من اخلشبة إىل اخلط الذي بني وذلك أن نسبة اخلط الذي بني مركزي الدائرتني املتباعدتني

مركزي الدائرتني املتقابلتني اللتني يف السطح اخلارج من اخلشبة، كنسبة اخلط املمتد على استقامة سهم الثقب .القائم من مركز الدائرة الداخلة إىل سطح احلائط األبيض، إىل القسم من هذا اخلط الذي بني احلائطني

م الثقب املائل إذا امتد على استقامة فإنه يلقى سهم الثقب القائم على النقطة بعينها اليت عليها يلقى فيكون سه .سهم الثقب القائم على السطح األبيض

.ومركز الدائرة املرسومة يف احلائط األبيض هي النقطة اليت عليها يلقى سهم الثقب القائم سطح احلائط األبيضامتد على استقامة فإنه يلقى سطح احلائط األبيض على مركز الدائرة املرسومة يف احلائط فسهم الثقب املائل إذا

.بعينهاوإذا كان ذلك كذلك كانت نسبة اخلط الذي بني مركز الدائرة املرسومة يف سطح احلائط وبني منتصف سهم

الدائرة املرسومة يف احلائط وبني الثقب املائل، إىل النصف اآلخر من سهم الثقب املائل، كنسبة اخلط الذي ين مركزمنتصف سهم الثقب القائم، إىل النصف اآلخر من سهم الثقب القائم ألن اخلط الذي يصل بني منتصفي السهمني

.مواز للخط الذي يصل بني مركزي الدائرتني اليت تلي داخل وهذه النسبة هي نسبة نصف قطر الدائرة املرسومة يف احلائط إىل نصف قطر دائرة الثقب القائم

البيت ألن حميط الدائرة املرسومة يف احلائط يظهر للبصر من حميط دائرة هذا الثقب، والبصر ليس يدرك شيئاً إال على مسوت اخلطوط املستقيمة ، فهو يدرك حميط الدائرة اليت يف احلائط على مسوت اخلطوط املستقيمة اليت متر

والبصر يدرك حميط الدائرة اليت يف . ب وتنتهي إىل حميط الدائرة اليت يف احلائطبالنقط املتقاطرة يف حميطي دائريت الثقفتكون مجيع اخلطوط املستقيمة اليت متر مبحيطي دائريت الثقب القائم . احلائط من مجيع حميط دائرة الثقب القائم

ساويتان واخلطوط املتقاطرة وحميط الدائرة اليت يف احلائط تتقاطع عند وسط سهم هذا الثقب ألن دائريت الثقب مت .تتقاطع على وسط سهم الثقب

فلذلك تكون نسبة اخلط الذي بني مركز الدائرة املرسومة يف احلائط وبني منتصف سهم الثقب القائم إىل نصف .سهم الثقب القائم، كنسبة نصف قطر الدائرة اليت يف احلائط إىل نصف دائرة الثقب الداخلة

كز الدائرة املرسومة يف احلائط وبني منتصف سهم الثقب القائم إىل نصف سهم الثقب ونسبة اخلط الذي بني مرالقائم، كنسبة اخلط الذي بني مركز الدائرة اليت يف احلائط وبني منصف سهم الثقب املائل إىل نصف سهم الثقب

.املائلقب املائل، كنسبة نصف قطر فتكون نسبة اخلط الذي بني مركز الدائرة اليت يف احلائط وبني منتصف سهم الث

الدائرة املرسومة يف احلائط إىل نصف قطر الدائرة الداخلة من الثقب املائل لن دائرة الثقب املائل مساوية لدائرة .الثقب القائم

وإذا كان كذلك فغاية ما يظهر للبصر من سطح احلائط عند كون البصر على حميط الثقب املائل هو حميط الدائرة فإن أدرك املعترب عند وضع بصره على حميط الثقب املائل شيئاً من .لى سطح احلائط املقابلة للثقب القائماملرسومة ع

احلائط خارجاً عن الدائرة، فإن ذلك ألن سطح اخلشبة ليس مبواز لسطح احلائط، أو البعد الذي بني اخلشبة وبني فإن كان ذلك فليحرر وضع . بني سطح اخلشبةاحلائط ليس هو البعد بعينه الذي حبسبه كانت قسمة اخلط الذي

اخلشبة، وينظر يف الثقبني القائم واملائل إىل أن يصح وضع اخلشبة ويصري الذي يدركه البصر من الثقبني مجيعاً هو ألنه إذا حترر وضع اخلشبة مل ميكن أن يدرك البصر من . الدائرة املرسومة يف سطح احلائط من غري زيادة وال نقصان

. إال الدائرة بعينها اليت يف احلائط فقط من غري زيادة وال نقصانالثقبنيفإذا حترر وضع اخلشبة وأحكم تركيبها يف الثقب الذي هي فيه واستوثق منها، فليثقب املعترب يف احلائط األبيض يف

يطه حميط الدائرة نفس الدائرة املرسومة فيه ثقباً مستديراً نافذاً إىل البيت الذي من وراء هذا احلائط يكون حمفإذا فرغ املعترب من هذا . املرسومة يف سطح احلائط ويكون امتداده يف جسم احلائط منخرطاً كلما دخل اتسع

الثقب فليسده جبسم أبيض نقي البياض كثيفاً، كثوب أبيض أو حجر أو قرطاس، وال يكون هذا اجلسم ثقيالً،

.سطح احلائطويسد به مجيع الثقب ، ويسوي سطح هذا اجلسم مع مث يراعي املعترب ضوء الصباح، فإذا أضاء النهار، وقوي الضوء على احلائط األبيض املنكشف للضوء، وقبل أن يشرق عليه ضوء الشمس، دخل البيت الذي فيه الثقبان واغلق الباب وأسبل على الباب ستراً صفيقاً حىت ال

لثقب املائل حىت ال يبقى يف البيت ضوء إال الضوء الذي يدخل من الباب وال من ثقوبه شيء من الضوء، مث يسد افإنه جيد عليه ضوءاً ما حبسب قوة : يدخل من الثقب القائم فقط، مث يقابل هذا الثقب جبسم كثيف نقي البياض

الضوء الذي على احلائط األبيض وعلى اجلسم األبيض الذي سد به الثقب، وجيد الضوء الذي يظهر على اجلسم تديراً ومنخرطاً كمثل اخنراط الضوء الذايت الذي خيرج من األجسام املضيئة من ذواهتا وينفذ يف الثقوب الكثيف مس .األسطوانية

وإذا جعل املعترب بصره يف موضع من هذا الضوء الذي يظهر على اجلسم الكثيف يف داخل البيت، ونظر إىل احلائط فإذا تبني للمعترب هذا الضوء . لثقب الذي يف احلائط فقطاألبيض، فليس يرى إال اجلسم األبيض الذي يسد به ا

فإن الضوء : فليتقدم بان يرفع اجلسم األبيض الذي سد به الثقب، ويغلق باب البيت الذي ينفذ إليه هذا الثقبفإن . الذي كان يظهر على اجلسم الكثيف الذي يف داخل البيت النافذ من الثقب القائم يبطل وال يظهر منه شيء

على هذا اجلسم شيء من الضوء فهو حبسب ما يصح أن يصدر الضوء الذي يصل إىل حميط داخل الثقب ظهر .القائم

فإذا ظهر على اجلسم الكثيف الذي داخل البيت ذي الثقبني يف هذه احلال شيء من الضوء، فينبغي للمعترب أن يصدر عن حميط داخل هذا الثقب إىل داخل يصبغ حميط داخل الثقب القائم الذي يعترب به الضوء بصبغ أسود لئال

وإذا صبغ حميط داخل الثقب القائم بصبغ اسود مل يظهر على اجلسم الكثيف املقابل . البيت الذي يليه ضوء ظاهر .للثقب القائم عند رفع اجلسم األبيض املضيء الذي كان يسد الثقب املقابل له شيء من الضوء

اجلسم الكثيف املقابل للثقب القائم عند رفع اجلسم املضيء الذي كان يسد فإذا بطل الضوء الذي كان يظهر على : الثقب املقابل له، فينبغي للمعترب أن يتقدم برد ذلك اجلسم األبيض، ويسد الثقب الذي كان باحلائط به كما كان

.وىلفإنه يعود الضوء ويظهر على اجلسم الكثيف الذي يف داخل البيت كما كان يظهر يف احلالة األفتبني من هذا االعتبار أن الضوء الذي نفذ من الثقب القائم وظهر على اجلسم الكثيف إمنا هو ضوء ورد إليه من

.الضوء العرضي الذي على اجلسم األبيض املقابل فقط

ويف وقت رفع هذا اجلسم وفتح الثقب املقابل وبطالن الضوء الذي كان يظهر على اجلسم الكثيف الذي يف داخل يت يكون بني هذا اجلسم الكثيف الذي يف داخل البيت الذي بطل منه وبني بقية احلائط األبيض املنكشف الب

للضوء من مجيع نواحي احلائط، وبني كثري من اجلدران املضيئة، وبني مجيع اجلو املضيء، هواء متصل ومسافات ري إال املوضع املقابل للثقب القائم على مست ومل يتغ. كثرية منحنية ومنعرجة ليس يقطعها شيء من األجسام الكثيفة

ومع ذلك فليس يظهر الضوء يف داخل البيت ما دام الثقب الذي يف احلائط مفتوحاً وليس يقابل . االستقامة فقطوإذا رد اجلسم األبيض وسد به الثقب اخلارج ظهر الضوء على . الثقب القائم على استقامة جسم كثيف مضيء

.البيت اجلسم الذي يف داخلمث إن حتري املعترب املسافة املستقيمة اليت بني الثقب القائم وبني الثقب الذي يف احلائط، فيقطعها جبسم كثيف نقي البياض يف أي املواضع شاء من املسافة اليت بينهما من خارج الثقب، وكان الضوء مشرقاً على هذا اجلسم، فإن

وإن حترى املعترب املسافة املستقيمة اليت بني طرف الثقب القائم من .الضوء يظهر على اجلسم الذي يف داخل البيت

داخل البيت وبني اجلسم الذي يظهر عليه الضوء، فقطعها جبسم كثيف يف أي موضع شاء منها، فإن الضوء يبطل .من اجلسم األول ويظهر على اجلسم الثاين

البيت عند كون اجلسم املضيء بالضوء العرضي يف فمن االعتبار بظهور الضوء على اجلسم الكثيف الذي يف داخل الثقب الذي يف احلائط األبيض، وبطالن الضوء من هذا اجلسم الكثيف عند رفع اجلسم املضيء الذي يف الثقب،

ويتبني أن الضوء الذي يظهر يف داخل البيت على اجلسم الكثيف املقابل للثقب له إمنا هو ضوء يرد إليه من الضوء .ك اجلسم املضيء الذي يف الثقب، وانه ليس يرد إليه يف تلك احلال ضوء إال من ذلك اجلسم فقطالذي يف ذل

ومن االعتبار بظهور الضوء على اجلسم الكثيف الذي فيداخل البيت عند حصول اجلسم املضيء يف مقابلته على ن من املسافة املستقيمة اليت بني االستقامة يف وقت كونه يف الثقب الذي يف احلائط وعند كونه يف أي املواضع كا

الثقبني من خارج البيت، وبطالن الضوء الذي على اجلسم الكثيف الذي يف داخل البيت عند رفع اجلسم املضيء املقابل له مع وجود الضوء على بقية احلائط األبيض ويف مجيع اهلواء املضيء بضوء النهار املتصل باهلواء الذي يف

جلدران املضيئة اليت بينها وبني الثقب القائم هواء متصل، يتبني أن الضوء الذي يصدر عن الثقب وعلى كثري من األن بني اجلسم الكثيف الذي يف داخل البيت الذي يظهر عليه : الضوء العرضي ليس يصدر إال على مست مستقيم

ئة، وبني اهلواء املضيء بضوء الضوء وبني بقية احلائط األبيض املضيء بضوء النهار، وبني كثري من اجلدران املضيالنهار، مسافات كثرية بال هناية منحنية ومنعرجة ومقوسة متصلة بني اجلسم الكثيف الذي يف داخل البيت وبني هذه املواضع يصح أن متتد يف اهلواء املتصل بينه وبني املواضع، ومل يبطل عند رفع اجلسم األبيض املقابل للثقب إال الضوء

.املسافات املستقيمة فقط اليت بني اجلسم الذي يف داخل البيت وبني الضوء الذي عند أطرافوأيضاً فإن املعترب إذا تأمل الضوء الذي يظهر على اجلسم الكثيف الذي يف داخل البيت عند حصول اجلسم األبيض

عترب هذا اجلسم الكثيف مث إذا باعد امل. مقابالً له وجده أضعف من الضوء العرضي الذي يف اجلسم اخلارج املقابل لهوكلما ازداد بعداً عن . عن الثقب على مست املقابلة فإنه جيد الضوء الذي يظهر عليه إذا بعد عن الثقب قد ضعف

.الثقب ازداد الضوء الذي يظهر عليه ضعفاًلثقب املائل ويقابله وإذا اعترب املعترب مجيع هذه املعاين، فليسد الثقب القائم ويفتح الثقب املائل ويسود سطح داخل ا

فإنه جيد الضوء يظهر على اجلسم الكثيف الذي يف داخل : باجلسم الكثيف ويسد الثقب الذي يف احلائط األبيض .البيت

وكذلك إن قطه املسافة املستقيمة اليت بني الثقب الذي يف احلائط وبني الثقب املائل باجلسم األبيض يف أي موضع ك مشرقاً على ذلك اجلسم األبيض، فإنه جيد الضوء يظهر على اجلسم الكثيف شاء منها ، وكان الضوء مع ذل

مث إذا رفع اجلسم األبيض املضيء املقابل للثقب املائل من خارج الضوء يبطل من اجلسم . الذي يف داخل البيتملقابل أو إىل وإذا أعاد اجلسم األبيض إىل الثقب ا. الكثيف الذي يف داخل البيت وال يظهر عليه شيء من الضوء

املسافة املستقيمة اليت بينه وبني الثقب املائل عاد الضوء إىل اجلسم الكثيف الذي يف داخل البيت كمثل احلال يف فيتبني من هذا االعتبار أن الضوء الذي يظهر على اجلسم الكثيف الذي يف داخل البيت املقابل . الثقب القائم

.ستقامة وأنه ليس يرد إليه إال من اجلسم املقابل له فقطللثقب املائل ليس يرد إال على مست االفإن باعد املعترب اجلسم الكثيف الذي يف داخل البيت عن الثقب املائل أيضاً عند اعتبار هذا الثقب وجد الضوء

.الذي يظهر عليه يضعف، وكلما بعد عن الثقب ازداد الضوء الذي عليه ضعفاًني مجيعاً القائم واملائل يف وقت واحد، ويقابل كل واحد منهما جبسم كثيف أبيض، مث ينبغي للمعترب أن يفتح الثقب

فإنه جيد الضوء يظهر على اجلسمني مجيعاً املقابلني للثقبني القائم :ويسد الثقب الذي يف احلائط باجلسم األبيضند كون اجلسم املضيء يف وقد تبني أن كل واحد من هذين املوضعني ليس يرد إليه ضوء ع. واملائل يف وقت واحد

الثقب إال من هذا اجلسم بعينه فقط، إذا كان اهلواء الذي بينه وبني كل واحد من الثقبني القائم واملائل متصالً ال فيتبني من هذا االعتبار أن الضوء الذي يظهر يف داخل البيت يف املوضعني مجيعاً يف . يقطعه شي من األجسام الكثيفة

.وء يرد إىل املوضعني مجيعاً معاً من ذلك اجلسم املضيء املقابل هلما الذي يف الثقبوقت واحد إمنا هو ضوكذلك إن ثقب املعترب يف اخلشبة املوضوعة عدة ثقوب كل واحد منها مقابل للثقب الذي يف احلائط األبيض وعلى

على ذلك اجلسم أضواء النسبة اليت تقدم ذكرها، وفتح مجيع الثقوب، وقابل مجيعها جبسم كثيف فسيح ، وجدبعدد الثقوب يف وقت واحد، ويكون كل واحد من تلك األضواء مقابالً لذلك اجلسم املضيء الذي يف الثقب

فيتبني من هذا االعتبار أن الضوء يشرق من ذلك اجلسم املضيء بضوء النهار يف مجيع . اخلارج على مست االستقامة .إن إشراق الضوء منه يف مجيع اجلهات معاً ودائماً ما دام مضيئاًاجلهات اليت تقابله على مسوت مستقيمة، و

وإذا حترر للمعترب هذا املعىن من ضوء النهار يراعي حينئذ املوضع إىل أن يشرق ضوء الشمس على ذلك احلائط د الضوء فيعتربه على الوجوه اليت تقدمت، فإنه جيد احلال يف ضوء الشمس كمثل احلال يف ضوء النهار، إال أنه جي

.الذي يرد من ضوء الشمس أقوى وأبني. وكذلك إذا اعترب ضوء القمر وجده على هذه الصفة، وكذلك إذا اعترب ضوء النار وجده على هذه الصفة أيضاً

فإذا أراد ضوء النار فليعتمد ناراً قوية ويقابل هبا احلائط األبيض ليضيء على مثل ما تقدم، ويغلق باب البيت الذي فإنه جيد الضوء يشرق : بان وال يترك يف البيت شيئاً من الضوء، ويعترب ضوء النار كمثل االعتبار الذي تقدمفيه الثق

من ضوء النار الذي يظهر على اجلسم املسدود به الثقب على مثل إشراق األضواء وال خيالفها إال يف القوة .والضعف فقط

األضواء العرضية اليت يف األجسام الكثيفة يشرق منها ضوء يف مجيع فيتبني من مجيع هذه االعتبارات بياناً واضحاً ان اجلهات اليت تقابلها، وأن إشراق الضوء منها ليس يكون إال على مسوت مستقيمة، وأن الضوء الذي يصدر عن

.الضوء العرضي يكون أضعف منه، وكلما بعد من الضوء الذي يصدر ازداد ضعفاًواء اليت تصدر عن األضواء العرضية على طريق االنعكاس كما تنعكس عن فلنسم هذه األضواء، أعين األض

األجسام الصقيلة، بل إمنا تصدر عنها األضواء األول الذاتية عن األجسام املضيئة من ذواهتا، وما كان من هذه لك يصدر األجسام صقيالً أو كانت فيه أجزاء صقيلة، وأشرق عليها ضوء ما، فإن ذلك الضوء ينعكس منها ومع ذ

فلنبني اآلن هذه احلال أيضاً باالستقراء واالعتبار، وذلك . عنها ضوء ثان كما يصدر عن األجسام املضيئة من ذواهتا :كما نصف

يتحرى املعترب بيتاً يدخل إليه ضوء الشمس من ثقب مقتدر ليس بكل الفسيح، ويكون الضوء مع ذلك ينتهي إىل فإذا دخل ضوء الشمس وظهر يف أرض البيت أغلق . ىل هذا البيتأرض البيت، ويراعي دخول ضوء الشمس إ

فإنه جيد البيت يف هذه احلال مضيئاً بذلك :الباب ومل يترك للضوء سبيالً إىل البيت إال الضوء الذي يدخل من الثقبلذي ظهر الضوء وجيد الضوء يف مجيع نواحيه، وجيد كلما كان من جدران البيت قريباً من ذلك الضوء فإن الضوء ا

مث يعتمد املعترب مكوكاً أو . عليه يكون أقوى، وكلما كان من اجلدار بعيداً فإن الضوء الذي يظهر عيه يكون أضعففعند هذه احلال جيد البيت مظلماً . جسماً أجوف فيتلقى به ذلك الضوء ليصري مجيع الضوء يف داخل ذلك اجلسم

. لعله يقابل الضوء الذي يف داخل اجلسم األجوف من علو البيتوالضوء الذي كان يظهر على اجلدار بطل، إال ما

فتبني من هذا االعتبار أن الضوء . مث إذا رفع ذلك اجلسم عاد البيت مضيئاً وظهر الضوء على مجيع نواحي البيت .الذي يظهر يف مجيع نواحي البيت إمنا هو ضوء ثان يشرق عليه من ضوء الشمس الذي يظهر يف أرض البيت

وإمنا االعتبار بالفضة أبني من االعتبار باملرايا احلديد . عتمد املعترب صفيحة من الفضة ويصقلها حىت تصري كاملرآةمث يألن املرايا احلديد تكسف األضواء بألواهنا ألن ألواهنا مظلمة فال تكون األضواء املشرقة عنها بينة إال املنعكس فقط

فيضع املعترب الصفيحة الفضة يف موضع ضوء الشمس، . يف االنعكاس لقوته، وسنبني العلة يف ذلك عند كالمناوليتحر أن يكون على مقدار الضوء أو أوسع منه، فإن زاد الضوء عليها ضيق الثقب ليصري مجيع الضوء على

فإذا صار الضوء على الصفيحة فإنه جيد الضوء ينعكس عنها إىل موضع واحد خمصوص، ألن االنعكاس . الصفيحةوجيد هذا الضوء يف اجلهة املقابلة . كون إال على زوايا متساوية، وسنبني هذا املعىن عند كالمنا يف االنعكاسليس ي

للجهة اليت فيها الشمس، ويظهر ضوء هذا االنعكاس على اجلدار املقابل للثقب أو على سقف البيت إن كان البيت الشمس وأقوى من مجيع الضوء الذي يف سائر نواحي واسعاً، وجيد هذا الضوء قوياً قريب الشبه والقوة من ضوء

فإنه جيده : فإذا ظهر هذا الضوء، فليتأمل املعترب مجيع نواحي البيت. البيت، ويوجد هذا الضوء حمصوراً متناهياً .مضيئاً، وجيد الضوء الذي فيه أقوى وأبني مما كان ، من أجل بياض الصفيحة

لذي هو يف هذه احلال على الصفيحة، ألنه إذا تلقى هذا الضوء وليس لذلك الضوء سبب إال ضوء الشمس اوليس جيوز أن ينعكس الضوء . باجلسم األجوف على الوجه الذي تقدم خفي الضوء الذي يف مجيع نواحي البيت

عن الصفيحة إال إىل موضع واحد خمصوص فقط، وهو املوضع الذي يظهر فيه ضوء االنعكاس يف هذه احلال هو فليس الضوء الذي يظهر يف مجيع نواحي . رز ومع ذلك أقوى من مجيع الضوء الذي يف مجيع نواحي البيتمتميز منف

.البيت هو ضوء االنعكاسمث إن اعتمد املعترب جسماً كثيفاً أبيض فقربه إىل الصفيحة وقابلها به على التاريب من غري جهة االنعكاس وجد على

وإذا قربه أيضاً قوي . هذا اجلسم عن الصفيحة ضعف الضوء الذي عليه مث إن بعد. اجلسم الكثيف ضوءاً بيناًوإن أراد اجلسم حوايل الصفيحة من مجيع جهاهتا غري جهة االنعكاس، وقابل به الصفيحة، . الضوء الذي يظهر عليه

.وجد الضوء يظهر عليه يف مجيع اجلهات، ومع ذلك جيد الضوء املنعكس على حالهوإن جعل يف . وجد الضوء أيضاً يف مجيع نواحي البيت ال يبطل منه إال الضوء املنعكس فقطمث إذا رفع الصفيحة

موضع الضوء جسماً أبيض نقي البياض غري صقيل وجد الضوء يف مجيع نواحي البيت قد قوي وزاد، وال جيد يف انه جسماً أسود أو وإن رفع ذلك اجلسم وجعل مك. البيت ضوءاً منعكساً كما كان جيده عن الصفيحة الصقيلة

.مظلماً فإنه جيد الضوء يف مجيع نواحي البيت قد انكسف وضعففيتبني من هذا االعتبار أن الضوء الذي يظهر يف مجيع نواحي البيت هو ضوء ثان يصدر عن الضوء العرضي الذي

.حصل يف أرض البيت من ضوء الشمس، وأن إشراقه على مجيع نواحي البيت ليس هو باالنعكاسكذلك إن اعترب ضوء القمر على هذه الصفة وجده ينعكس، ومع ذلك يشرق يف مجيع اجلهات كما يشرق الضوء و

.عن ضوء الشمس الذايت

وكذلك ضوء النار الذي يشرق على األرض وعلى اجلدار وعلى األجسام الكثيفة إذا اعترب وجد الضوء يشرق منه .األجسام الصقيلة كما ينعكس مجيع األضواء يف مجيع اجلهات اليت تقابله، ومع ذلك ينعكس عن

فيتبني من هذا االعتبار أن الضوء يشرق عن األضواء العرضية على مسوت مستقيمة يف مجيع اجلهات املقابلة هلا كما تشرق األضواء الذاتية، وان هذا اإلشراق ليس هو باالنعكاس، وان ما كان من هذه األضواء على األجسام

ء يشرق منها يف مجيع اجلهات كما يشرق عن غريها ومع ذلك ينعكس عنها على اجلهة اليت ختص الصقيلة فإن الضواالنعكاس، وان الضوء الذي ينعكس عن األجسام الصقيلة يكون أقوى من الضوء الذي يشرق عنها يف مجيع

.اجلهاتكل جزء منها وإن صغر فإن يشرق وأيضاً فإنه يلزم يف األضواء العرضية اليت تظهر يف األجسام الكثيفة أن يكون

ألن كل واحد . منه يف مجيع اجلهات، وإن تعذر اعتبار األجزاء الصغار على انفرادها وخفيت أضواؤها عن احلسمن هذه األضواء هو طبيعة واحدة وال فرق بني األجزاء الكبار منها وبني األجزاء الصغار يف الكيفية وإمنا الفرق

يعرض عن األجزاء الكبار من جهة كيفيتها يلزم يف كيفية صغار األجزاء ما دامت حافظة بينهما يف الكمية، فالذيفإن مل يظهر ضوء األجزاء الصغار للحس منفردة أو مل يقدر على متييزه منفرداً فلقصور احلس عن . لصورة نوعها

جزاء اجلسم املضيء بالضوء وأريد بأجزاء الضوء العرضي األضواء اليت يف أ. إدراك ما تناهي يف الضعف والصغر .العرضي أي ضوء كان

.وأيضاً فإننا نقول عن األضواء املنعكسة ليس متتد من موضع االنعكاس إال على خطوط مستقيمةواعتبار هذا املعىن يسهل، وذلك بان يعتمد املعترب يف وقت ظهور الضوء املنعكس على موضع من املواضع جسماً

ستقيمة اليت بني السطح الصقيل الذي عنه انعكس الضوء وبني املوضع الذي يظهر فيه كثيفاً فيقطع به املسافة املفإنه جيد الضوء املنعكس يظهر على اجلسم الكثيف الذي قطع به تلك املسافة ويبطل من املوضع : الضوء املنعكس

بني موضع الضوء املنعكس وإذا حرك اجلسم الكثيف يف طول املسافة املستقيمة املمتدة بن السطح الصقيل و. األولوإذا أخرج هذا اجلسم من املسافة املستقيمة . وجد الضوء املنعكس أبداً على اجلسم الذي حترك يف تلك املسافة

وإذا قطع بعض املسافة املستقيمة جبسم صغري بطل جزء من الضوء املنعكس وظهر . ظهر الضوء يف املوضع األول .على ذلك اجلسم الصغري ضوء منعكس

إذا كان موضع الضوء املنعكس قريباً من السطح الصقيل، وداخل املعترب يف املسافة املستقيمة اليت بينهما ميالً ووإن حرك امليل يف املسافة . دقيقاً معترضاً، ظهر يف الضوء املنعكس ظل ذلك امليل ، وظهر على امليل ضوء منعكس

وإذا اخرج امليل من . انه ووجد الضوء املنعكس أبداً على امليلاملستقيمة اليت بينه وبني ظله وجد الظل أبداً يف مكوقد ميكن أن حيرر املسافة املستقيمة اليت بني امليل وبني الظل مبسطرة متتد . تلك املسافة عاد الضوء إىل موضع الظل

ضوء املنعكس، وداخله وإن جعل املعترب امليل يف جهة غري تلك اجلهة من حميط ال. فيما بينهما وحيرك امليل يف طوهلماوإذا حركه يف . يف الضوء املنعكس، وجد حاله أبداً على صفة واحدة ، اعين انه جيد له ظالً يف الضوء املنعكس

.املسافة املستقيمة اليت بينه وبني ظله وجد الظل يف موضعهيقطعها شيء من وبني السطح الصقيل وبني موضع الضوء املنعكس مسافات كثرية منحنية ومنعرجة ومقوسة ال

فلو كان الضوء ينعكس على غري اخلطوط املستقيمة لكان الضوء املنعكس يظهر يف موضعه مع . اجلسام الكثيفةوإذا كان ليس يظهر الضوء يف موضع .قطع املسافة املستقيمة اليت بينه وبني السطح الصقيل باجلسم الكثيف

ني السطح الصقيل الذي انعكس عنه الضوء باجلسم الكثيف مع االنعكاس إذا قطعت املسافة املستقيمة اليت بينه وباتصال املسافات الباقية، ويظهر على اجلسم الكثيف من تلك املسافة ظهر الضوء املنعكس يف موضعه، يتبني من هذه

كسة وإذا اعترب املعترب األضواء املنع. احلال أن الضوء ليس ينعكس عن اجلسم الصقيل إال على اخلطوط املستقيمة .عن األجسام الصقيلة املختلفة األشكال واهليئات وجد الضوء ليس ينعكس عن شيء منها على اخلطوط املستقيمة

فيتبني من هذا االعتبار بياناً واضحاً أن األضواء املنعكسة عن األجسام الصقيلة ليس تنعكس إال على خطوط ضع خمصوص أن الضوء ليس ينعكس إال على ويتبني من انعكاس الضوء على اجلسم الصقيل إىل مو.مستقيمة

.خطوط مستقيمة خمصوصة، ال على مجيع اخلطوط املستقيمة اليت يصح أن متد من موضع االنعكاس يف مجيع اجلهاتونقول أيضاً إن األضواء اليت تنفذ يف األجسام املشفة املخالفة الشفيف لشفيف اهلواء كالزجاج واملاء وأحجار

.اها إذا امتدت بعد نفوذها يف هذه اجلسام فليس متتد إال على خطوط مستقيمة أيضاً املشفة وما جيري جمروقد ميكن أن يعترب هذا املعىن أيضاً بسهولة ، وذلك يكون بان يعتمد املعترب جاماً من الزجاج الصايف املشف

ء الشمس على األرض املستوي السطح أو حجراً من األحجار املشفة، ويقابل به الشمس يف موضع يظهر فيه ضوفإنه جيد له ظالً على األرض أو اجلدار، وجيد ضوء الشمس مع ذلك ينفذ يف اجلسم املشف ، : أو على اجلدار

مث إذا قطع املعترب املسافة اليت بني هذا الظل . ويظهر يف ظل ذلك اجلسم املشف ضوء ما دون ضوء الشمس الصريحوإذا . نافذ الذي كان يظهر يف الظل، وظهر على اجلسم الكثيفوبني اجلسم املشف جبسم كثيف بطل الضوء ال

حرك املعترب ذلك اجلسم الكثيف يف طول املسافة املستقيمة اليت بني موضع الضوء النافذ وبني اجلسم املشف وجد فذ يف وإذا خرج اجلسم الكثيف من تلك املسافة املستقيمة ظهر الضوء النا. الضوء النافذ أبداً على اجلسم الكثيف

وإن قرب اجلسم املشف من موضع الظل وداخل يف املسافة املستقيمة اليت بني هذا الضوء النافذ وبني اجلسم . الظلوإذا حرك . املشف جسماً كثيفاً دقيقاً ، كامليل وما جرى جمراه، ظهر ظل ذلك اجلسم الدقيق يف الضوء النافذ

وإن اخرج ذلك اجلسم الدقيق من . ظله وجد الظل أبداً يف موضعهاجلسم الدقيق يف املسافة املستقيمة اليت بينه وبنيوإن جعل ذلك اجلسم يف موضع من املسافة . املسافة املستقيمة اليت بينه وبني ظله ظهر الضوء يف موضع ظله

ول وجد املستقيمة اليت بني الضوء النافذ وبني اجلسم املشف غري املوضع األول ، واعتربه على مثل ما اعترب يف األ .احلال مثل احلالة األوىل

وفيما بني موضع الضوء النافذ يف اجلسم املشف، الظاهر يف ظله يف حال اعتباره، وبني اجلسم املشف الذي نفذ فيه فلو كان الضوء . الضوء مسافات كثرية خمتلفة منحنية ومقوسة ومنعرجة ليس يقطعها شيء من األجسام الكثيفة

تد بعد مفارقته للجسم املشف على مسافة غري املسافة املستقيمة لقد كان الضوء النافذ النافذ يف اجلسم املشف ميفإذا كان الضوء يبطل عند قطع املسافة املستقيمة باجلسم . يظهر يف الظل مع قطع املسافة املستقيمة باجلسم الكثيف

يف اجلسم املشف ليس ميتد بعد الكثيف من هذه املسافة رجع الضوء إىل موضعه، دل ذلك على أن الضوء النافذويتبني من امتداد الضوء النافذ إىل موضع خمصوص، ال إىل مجيع . خرجه من اجلسم املشف إال على خطوط مستقيمة

املواضع، أن الضوء النافذ يف اجلسم املشف إمنا ميتد بعد نفوذه على خطوط مستقيمة خمصوصة، ال على مجيع .تد من موضع النفوذ يف مجيع اجلهاتاخلطوط املستقيمة اليت يصح أن مت

وامتداد الضوء يف نفس اجلسم املشف املخالف الشفيف لشفيف اهلواء ليس يكون أيضاً إال على خطوط مستقيمة، إال أن اخلطوط املستقيمة اليت عليها ميتد الضوء يف اجلسم املشف املخالف الشفيف لشفيف اهلواء ليس تكون على

ليها ميتد الضوء يف اهلواء إىل اجلسم املشف وال على استقامة اخلطوط اليت عليها ميتد الضوء استقامة اخلطوط اليت عألن الضوء إذا وصل إىل : بعد خروجه من اجلسم املشف، إال إذا كانت اخلطوط أعمدة على سطح اجلسم املشفاجلسم املشف الذي وصل اجلسم املشف املخالف الشفيف لشفيف اجلسم الذي هو فيه، ومل يكن قائماً على سطح

وكذلك إذا خرج من اجلسم املشف الذي وصل إليه، ومل يكن قائماً على . إليه، انعطف ومل ينفذ على استقامةوسنبني هذا املعىن من بعد عند كالمنا يف االنعطاف . سطحه الثاين، انعطف أيضاً انعطافاً ثانياً ومل ينفذ على استقامته

.بياناً مستقصىه إذا اعترب الضوء الذي يف املوضع من اجلسم املشف الذي منه خيرج الضوء النافذ فيه وجد هذا الضوء وأيضاً فإن

.يشرق منه أيضاً ضوء ثان كما يشرق الضوء الثاين من مجيع األقسام املضيئة بالضوء العرضي

البيت ومل يبق يف البيت وهذا املعىن ميكن أن يعترب بالضوء الذي يدخل من الثقب إىل داخل البيت إذا أغلق بابضوء سوى الضوء الذي يدخل من الثقب، وجعل الثقب أضيق من اجلسم املشف، وقوبل باجلسم املشف الثقب

فإنه جيد الضوء ينفذ يف : عند دخول ضوء الشمس من الثقب وحترى أن حيصل مجيع الضوء على اجلسم املشفقرب إىل اجلسم املشف من ورائه ومن غري املسافة مث إن . اجلسم املشف ويظهر يف موضع خمصوص من البيت

وإذا بوعد ذلك اجلسم األبيض . املستقيمة اليت ميتد منها الضوء النافذ جسم أبيض كثيف فإنه يظهر عليه ضوء ماوإن أدير اجلسم األبيض حول اجلسم املشف . عن اجلسم املشف ضعف ذلك الضوء كمثل حال األضواء الثواين

مل يدخل يف املسافة اليت ميتد فيها الضوء النافذ ، وجد عليه هذا الضوء الثاين مع امتداد الضوء من مجيع جهاته، و .النافذ إىل املوضع الذي خيصه

فقد تبني من مجيع ما شرحناه وبيناه باالستقراء واالعتبار أن إشراق مجيع األضواء إمنا هو على مسوت خطوط يء ذاتياً كان الضوء الذي فيه أو عرضياً فإن الضوء الذي فيها مستقيمة فقط، وإن كل نقطة من كل جسم مض

فيلزم من ذلك أن . يشرق منه ضوء على كل خط مستقيم يصح أن يتوهم ممتداً منها يف اجلسم املشف املتصل هبايكون الضوء يشرق من كل نقطة من كل جسم مضيء يف اجلسم املشف املتصل إشراقاً كرياً، أعين على كل خط

ويلزم أن يكون اجلسم املشف هواء كان أو غريه إذا أضاء . م يصح أن ميتد من تلك النقطة يف اجلسم املشفمستقيبضوء ما أي ضوء كان فإن الضوء الذي فيه هو ضوء يشرق عليه من كل نقطة من الضوء الذي منه أضاء ذلك

هذه الصفة يكون إشراق مجيع فعلى. اجلسم املشف على كل مست مستقيم ميتد من تلك النقطة يف ذلك اجلسم .األضواء من مجيع األقسام املضيئة

وقد تبني أيضاً ان األضواء الثواين أضعف من األضواء اليت عنها تصدر، وكلما بعدت هذه األضواء عن مبادئها تقيمة وقد تبني أن األضواء املنعكسة متتد على خطوط مستقيمة خمصوصة، ال على مجيع اخلطوط املس.ازدادت ضعفاً

اليت متتد من موضع االنعكاس، وأن األضواء النافذة يف األجسام املشفة املخالفة الشفيف لشفيف اهلواء إمنا متتد بعد خروجها من األجسام املشفة اليت تنفذ فيها على خطوط مستقيمة خمصوصة أيضاً ال على مجيع اخلطوط املستقيمة

.اليت متتد من وضع النفوذكثرياً من األلوان اليت يف األجسام الكثيفة املضيئة بضوء عرضي تصحب األضواء اليت تشرق من وأيضاً فإننا جند

وكذلك األجسام املضيئة من ذواهتا توجد أضواؤها . تلك األجسام، وتوجد صورة اللون أبداً مع صورة الضوء. لون شبيهة بصورة الشمس فإن ضوء الشمس صورته اليت جتري جمرى ال. شبيهة بصورها اليت جتري جمرى األلوان

.وكذلك ضوء النار شبيه الصورة بصورة النارفأما صور األلوان اليت تصحب األضواء العرضية فإهنا تظهر ظهوراً بيناً إذا كانت األلوان أنفسها قوية، وكانت

وذلك . لة األضواءاألضواء املشرقة عليها قوية، وكان مقابالً هلا أجسام مسفرة األلوان، وكانت تلك األجسام معتدأن األجسام املشرقة األلوان ، كاألرجوانية والفرفريية والصعوية والرحيانية وما جرى جمراها، إذا أشرق عليها ضوء

الشمس وكان بالقرب منها جدار أبيض أو جسم نقي البياض، وكان الضوء الذي على هذا اجلدار معتدالً، وهو أن قة تظهر صورها على اجلدار واألجسام البيض القريبة منها مع الضوء الثاين يكون يف ظل، فإن تلك األلوان املشر

.الذي يصدر عن ضوء الشمس املشرق عليهاوكذلك أيضاً إذا أشرق ضوء الشمس على روضة خضراء متقاربة النبات، وكان بفنائها جدار نقي البياض، وكان

.هر على ذلك اجلدارقريباً منها، وكان مستظالً عن الشمس، فإن خضرة الزرع تظوكذلك الشجر إذا أشرق عليها ضوء الشمس، وكان مقابالً هلا وبالقرب منها جدار أبيض مستظل، أو كانت

وإن اجتاز جمتاز بفناء الرياض أو .أرضها مسفرة اللون، فإن خضرة الشجر تظهر على ذلك اجلدار أو على األرض ان اجملتاز يف الظل، وكان ثوبه نقي البياض، فإن خضرة الرياض بفناء الشجر اليت قد أشرق عليها ضوء الشمس، وك

.أو الشجر تظهر على ثوبه

يعتمد املعترب بيتاً يدخل إليه ضوء الشمس من :وقد ميكن أن يعترب هذا املعىن يف كل وقت على الصفة اليت نذكرهاض البيت، ويكون البيت ضيقاً ثقب فسيح قدره ليس بأقل من عظم الذراع يف مثله، ويكون الضوء ينتهي إىل أر

فإذا دخل ضوء الشمس من : ويراعي دخول الضوء من الثقب. متقارب اجلدران، وتكون جدرانه نقية البياضمث . الثقب وظهر على أرض البيت أغلق الباب وأسبل عليه ستراً صفيقاً حىت ال يدخل البيت ضوء إال من الثقب

وليكن سطح . يمثل به موضع الضوء حىت ال يفضل من الضوء شيءجيعل يف موضع الضوء جسماً أرجوانياً، ولفإنه جيد صورة اللون : اجلسم األرجواين مستوياً ليشتمل الضوء مجيع سطحه وتكون صورة الضوء عليه متشاهبة

.األرجواين على جدران البيت من مجيع جهاته مع الضوء الثاين الذي يصدر عن ضوء الشمس يظهر اللون على جدرانه ظهوراً بيناً لبعدها عن موضع الضوء فسيحاً ومل يظهر اللون فإن كان البيت فسيحاً ومل

على جدرانه ظهوراً بيناً لبعدها عن موضع الضوء فليقرب املعترب إىل موضع الضوء ثوباً أبيض، وال يوجله يف نفس ألبيض مع الضوء، إال أنه جيد هذه فإنه جيد صورة اللون األرجواين على الثوب ا: الضوء بل يقربه منه ويقابله به

وإذا باعد الثوب عن موضع الضوء ازداد هذا اللون الذي . الصورة أضعف من اللون نفسه، وجيدها ممتزجة بالضوءوإذا أدار الثوب من مجيع جهات موضع الضوء الذي . يظهر على الثوب ضعفاً، كما يزداد الضوء املمازج له ضعفاً

وإن جعل حوايل الضوء عدة أجسام نقية البياض . صورة اللون عليه يف مجيع اجلهات فيه اجلسم األرجواين وجد .من مجيع جهاته، وقابل بكل واحد منها الضوء، وجد صورة اللون على مجيع تلك األجسام وممازجة للضوء

ه جيد لونه أيضاً يشرق فإن: مث يرفع اجلسم األرجواين وجيعل مكانه جسماً فرفريياً ويعترب لونه على الوجه الذي تقدموإن جعل . فإنه جيده كذلك: مث يرفع اجلسم الفرفريي وجيعل مكانه جسماً رحيانياً ويعترب لونه. يف مجيع اجلهات

. موضع الضوء جسماً بأي لون كان من األلوان املشرقة، فإنه جيد لونه يشرق مع الضوء الذي عليه يف مجيع اجلهاتأبيض نقي البياض فإنه جيد مجيع نواحي البيت قد ازداد ضوءاً كما ذكرنا من مث إن جعل يف موضع الضوء جسماً

مث إن رفع اجلسم األبيض وجعل مكانه جسماً أسود فإنه جيد . قبل وذلك من أجل بياض اجلسم الذي يف الضوء .البيت قد اظلم وطفئ الضوء الذي كان فيه من أجل سواد اجلسم الذي يف الضوء

عتبار أن اللون يشرق عن اجلسم املتلون املضيء وميتد يف مجيع اجلهات كما يشرق الضوء الذي يف فيتبني من هذا االذلك اجلسم، ويكونان أبداً معاً، وتكون صورة اللون ممازجة لصورة الضوء، وأن صورة اللون اليت متتد مع صورة

.عفاً كمثل ما يف الضوءالضوء تكون أضعف من اللون نفسه، وكلما بعدت عن اجلسم املتلون ازدادت ضفأقول إن هذه الصور اليت تظهر على األجسام املقابلة للجسم املتلون املضيء ليس يدركها البصر باالنعكاس وإمنا يدركها البصر كما يدرك األلوان يف سطوح األجسام املتلونة، وإن هذه الصور هي يف املواضع اليت يدركها البصر

ظهرت للبصر على اجلسم املقابل للجسم املتلون، وكان سطح اجلسم الذي تظهر وذلك أن هذه الصور إذا: فيها

عليه الصورة سطحاً مستوياً، مث انتقل البصر عن موضعه إىل مجيع اجلهات املقابلة لذلك السطح، فإنه يدرك الصورة قابل له الذي تظهر عليه وإذا كان اجلسم املتلون ساكناً، واجلسم امل. من مجيع اجلهات يف ذلك السطح وعلى هيئتها

الصورة ساكناً، وكان السطح الذي تظهر عليه الصورة مستوياً، فإن انعكاس صورة اجلسم املتلون عن ذلك السطح املستوي إمنا يكون إىل جهة واحدة خمصوصة فقط، ال إىل مجيع اجلهات املقابلة لذلك السطح وتنعكس عنه

ح وينعكس عنه إىل اجلسم املتلون، ألن االنعكاس ليس يكون إال على أو كان شعاع خيرج من البصر إىل ذلك السط .وسنبني ذلك عند كالمنا يف االنعكاس. زوايا متساوية وإىل جهة خمصوصة

فإذا كان البصر يدرك هذه الصور من مجيع اجلهات املقابلة للسطح الذي فيه اللون مع سكون هذا السطح وسكون ر لصورة اللون يف السطح الذي تظهر فيه صورة اللون باالنعكاس، وإمنا يدركها اجلسم املتلون فليس إدراك البص

.البصر كما يدرك األلوان يف سطوح األجسام املتلونة

وأيضاً فإنه إن أخذ املعترب إناًء من الزجاج الرقيق املشف األبيض النقي، وجعل فيه شراباً أمحر صايف اللون، وقابل به وإن كان . وصفناه، فإن اعتبار هذه األلوان يف املواضع القليلة الضوء يكون أبني ضوء الشمس يف البيت الذي

الثقب الذي يدخل منه الضوء إىل البيت ضيقاً يف اعتبار اجلسام املشفة أو ضيق كان أجود، بعد أن ال يكون يف غاية مع الضوء النافذ يف شفيف الضيق، مث جيعل يف ظل اإلناء ثوباُ أبيض، فإنه جيد لون الشراب على ذلك الثوب

. الزجاج وشفيف ذلك الشراب وممازجاً له، وجيد اللون الذي يظهر على الثوب أرق من لون الشراب وأصفى منه .وإذا بعد الثوب عن اإلناء ازداد اللون الذي يظهر عليه رقة وضعفاً

األلوان املشرقة الصافية اليت ال وكذلك إن جعل يف اإلناء بدل الشراب ماء متلون أزرق أو أخضر أو غري ذلك من تبطل شفيف املاء بالكلية وميكن أن ينفذ فيها الضوء، مث اعترب على الصفحة اليت قدمناها، وجد لون ذلك املاء ممتداً

.مع الضوء النافذ يف شفيفه وممازجاً لهل، وقرب إليه من ورائه ثوب وكذلك إن قرب هذا اإلناء الذي فيه الشراب أو املاء امللون إىل ضوء النار يف اللي

وينبغي أن يتحرى املعترب عند اعتبار ذلك أن . أبيض، فإن لون الشراب يظهر على الثوب مع ضوء النار النافذ فيه .ال يشرق على الثوب ضوء قوي من جهة أخرى ، بل يكون يف ظل رقيق الضوء

.ميتد مع األضواء النافذة فيه يف اهلواء املتصل بهفيتبني من هذا االعتبار أن اللون الذي يف األجسام املشفة أيضاً فجميع األجسام املتلونة الكثيفة واملشفة إذا كان لوهنا قوياً واعتربت على الوجه الذي بيناه فإن ألواهنا توجد أبداً

ع األلوان فهو وإذا كان ذلك يوجد أبداً عند االعتبار ومطرداً يف مجي. ممتدة مع األضواء اليت تصدر عنها وممازجة هلاوإذا كانت . وإذا كان ذلك طبيعياً لأللوان فهو يلزم يف مجيع األلوان قويها وضعيفها. خاصة طبيعية ختص األلوان

وإن مل يظهر . األلوان تصحب األضواء ومتتد بامتدادها فهي تصحب مجيع األضواء قويها وضعيفها قليلها وكثريها .املعاين اللطيفة ضعيفها للبصر فلقصور قوة احلس عن إدراك

وقد حيتمل أن يكون اهلواء واألجسام املشفة تقبل صور األلوان كما تقبل صور األضواء حضر الضوء معها أم مل حيضر، وتكون األلوان تشرق من مجيع األجسام املتلونة ومتتد يف اهلواء ويف األجسام املشفة يف مجيع اجلهات كما

ألضواء، ويكون امتدادها يف اهلواء ويف األجسام املشفة وانبساطها فيها تشرق األضواء، وتكون خاصتها كخاصة ادائماً حضر الضوء معها أو مل حيضر، ويكون ليس يظهر منها للبصر إال ما كان مصاحباً للضوء ألن البصر ليس

.يدرك شيئاً إال إذا كان مضيئاًاهلواء وال يقبلها اهلواء إال بعد إشراق الضوء وحيتمل أن تكون األلوان ليس يصدر عنها هذه الصور وال متتد يف

.عليهاإال أن الذي ليس يتداخله الشك وال يقع فيه ريب هو أن صورة اللون وصورة الضوء يصدران معاً عن األجسام

ان فيها على املضيئة املتلونة وميتدان يف اهلواء ويف األجسام املتلونة واملقابلة هلا، ويقبلها اهلواء واألجسام املشفة وينفذ .مجيع السموت املستقيمة اليت متتد من تلك األجسام املتلونة يف ذلك اهلواء ويف تلك األجسام املشفة

وقد اعتقد قوم أن اللون ال حقيقة له وأنه شيء يعرض بني البصر والضوء كما تعرض التقازيح وليس اللون صورة وذلك أن التقازيح إمنا تكون باالنعكاس، . ا الرأيوليس األمر على ما يعتقد أصحاب هذ. يف اجلسم املتلون

واالنعكاس ليس يكون إال من وضع خمصوص وليس يكون من مجيع األوضاع، والتقازيح اليت تظهر يف أرياش بعض احليوانات إمنا هي انعكاس األضواء عن سطوح أرياش تلك احليوانات، ولذلك ختتلف صورها حبسب اختالف

ات إذا ظهر يف أرياشها مث تغريت أوضاعها من البصر أو تغري وضع البصر منها اختلفت األضواء، وهذه احليوانوإذا أنعم . صور التقازيح اليت تظهر فيها عند البصر، واختلفت املواضع من أرياشها اليت تظهر فيها ألوان التقازيح

طف يف تأملها، وجد كل لون من هذه املعترب النظر واستقصى التأمل للتقازيح اليت تظهر يف أرياش احليوانات، وتلالتقازيح يتغري موضعه من اجلسم الذي يظهر عليه عند تغري وضع ذلك اجلسم من البصر، أعين اجلزء من الريش

ومع ذلك فإن هذه احليوانات . الذي يظهر فيه اللون من التقازيح، ورمبا تغريت كيفية اللون أيضاً عند تغري املوضع وليس كذلك .املغدرة والضعيفة الضوء مل يظهر فيها تلك التقازيح وظهرت ألواهنا األصلية إذا حصلت يف املواضع

األلوان اليت يف األجسام املتلونة، ألن اجلسم املتلون يدركه البصر من مجيع األوضاع يف الوقت الواحد على صورة من أجل انعكاس األضواء فإمنا وإن اختلف الذي يظهر على اجلسم املتلون باختالف أوضاع البصر منه . واحدة

خيتلف لون ذلك اجلسم املتلون باختالف أوضاع البصر يف القوة والضعف فقط، فأما مائية اللون فليس ختتلف عند فليس إدراك البصر لأللوان اليت يدركها يف األجسام الكثيفة املتلونة باالنعكاس، فليس . البصر باختالف الوضع .هذه األلوان كالتقازيح

ا يظهر ظهوراً بيناً أن األلوان هلا حقيقة وهي صورة يف اجلسم املتلون وليست شيئاً يعرض البصر والضوء ما وممفإن اإلنسان قد يكون ساكن اللون وليس يف وجهه محرة . يظهر يف وجه اإلنسان من محرة اخلجل وصفرة الوجل

. حىت يستدل من محرة وجهه على خجله مفرطة، فإذا عرض له اخلجل ظهرت يف وجهه محرة مل تكن قبل ذلك، فالناظر يراه يف احلالتني قد أدرك يف وجهه يف احلالة الثانية محرة مل تكن يف وجهه يف احلالة األوىل، والضوء الذي على

ذلك الوجه قبل اخلجل وبعده ضوء واحد، ووضع البصر يف احلالتني من ذلك الوجه وضع واحد، وبعده منه بعد وجه أيضاً من اجلهة اليت منها يرد الضوء إىل الوجه ومن الوجه املضيء الذي منه يرد الضوء واحد، ووضع ال

واملواضع املضيئة اليت منها يرد الضوء إىل ذلك الوجه وضع واحد مل يتغري، وليس للحمرة اليت تظهر يف الوجه عند بالبصر الناظر إىل ذلك الوجه، فاحلمرة اخلجل علة غري اخلجل، وليس اخلجل أمراً من خارج وال يتعلق بالضوء وال

.اليت تظهر يف وجه اإلنسان هي صورة يف جسمه ال شيء يعرض بني البصر الناظر إليه وبني الضوءوكذلك الرجل قد يكون ساكن اللون قبل الوجل، فإذا بلغه أمر يفزعه ووجل منه وجالً شديداً ظهرت يف لونه

.صفرة بينة مل تكن قبل الوجلر اخلجل واصفرار الوجل مع تساوي أحوال البصر واملبصر قبل اخلجل وبعده وقبل الوجل وبعده يف الوضع فامحرا

فليس .والبعد والضوء دليل ظاهر على أن اللون صورة يف اجلسم املتلون وليس هو شيئاً يعرض بني البصر والضوءوقد حيتمل أن ختتلف اآلراء . اجلسم املتلوناللون على ما أعتقد من رأى اللون ال حقيقة له، وليس هو إال صورة يف

ويقع االلتباس يف مائية صورة اللون اليت يف اجلسم املتلون، فأما أنيتها وأهنا صورة يف اجلسم ال صورة تعرض من .خارج فليس يقع فيه لبس

اللون إال مع وكذلك قد حيتمل أن يكون البصر ليس يدرك حقيقة اللون على ما هي عليه من أجل انه ليس يدرك الضوء ومن أجل اختالف إدراكه للون حبسب اختالف األضواء اليت تشرق على اجلسم املتلون، فأما إن اللون له

.يف نفسه حقيقة فليس يبطل من اجل إدراك البصر له

بني وإذ قد تبني ذلك فإننا نقول إن الصورة اليت تظهر على اجلسم املقابل للجسم املتلون ليس هي شيئاً يعرض البصر والضوء وال بني البصر واللون وإمنا هي صورة اللون الذي يف اجلسم املتلون ممتدة من اجلسم املتلون إىل ذلك

اجلسم املقابل له، وليس امتدادها إىل ذلك اجلسم وإىل اجلهات املقابلة للجسم املتلون بتوسط البصر وال من أجل وال حصوهلا على ذلك . جل حضور البصر وال بتوسط البصرحضور البصر، وال حصوهلا على ذلك اجلسم من أوذلك انه قد تبني أن هذه الصور ليس توجد إال مع الضوء الذي . اجلسم من أجل حضور البصر وال بتوسط البصر

يصدر من اجلسم املتلون وممازجة له، وأن هذه الصورة توجد يف مجيع اجلهات اليت يشرق عليها ضوء ذلك اجلسم، وإذا كان الضوء ليس . يس يشرق من اجلسم، وال من أجل حضور البصر، بل إمنا يشرق إشراقاً طبيعياًوالضوء ل

ميتد إىل مجيع اجلهات املقابلة له من أجل حضور البصر وال بتوسط البصر، وكانت صورة اللون الذي يف اجلسم ع اجلهات اليت ميتد عليها ذلك الضوء، املتلون توجد أبداً ممازجة للضوء الذي يشرق من ذلك اجلسم وتوجد يف مجي

.فليس امتداد صورة اللون إىل مجيع اجلهات املقابلة للجسم املتلون من أجل حضور البصر وال بتوسط البصروقد تبني أن اللون . وأيضاً فإنه قد تبني ان البصر يدرك هذه الصور على اجلسم املقابل للجسم املتلون باالنعكاس

.لون هو صورة يف اجلسم املتلون ال شيء يعرض من أجل البصرالذي يف اجلسم املتوإذا كان اللون صورة يف اجلسم املتلون، وليس لون اجلسم املتلون من أجل البصر وال بتوسط البصر، وكانت

صورة هذا اللون متتد إىل اجلهات املقابلة للجسم املتلون ال من أجل حضور البصر وال بتوسط البصر، وكان البصر درك هذه الصورة على اجلسم املقابل للجسم املتلون ال باالنعكاس بل كما يدرك األلوان يف األجسام املتلونة، ي

فصورة اللون إذن اليت يدركها البصر على اجلسم املقابل للجسم املتلون هي صورة يف سطح اجلسم املقابل للجسم شيء يعرض بني البصر والضوء وال بني البصر واللون، املتلون هي صورة يف سطح اجلسم املقابل للجسم املتلون ال

وإذا كان مجيع ذلك كذلك فإن كل .وليس حصوهلا على ذلك اجلسم من أجل حضور البصر وال بتوسط البصرجسم متلون مضيء بأي ضوء كان فإن صورة الضوء واللون اللذين فيه تكون أبداً ممتدة يف مجيع اجلهات املقابلة

واء واألجسام املشفة املتصلة بذلك اجلسم واملقابلة له ومشرقة على مجيع األجسام املقابلة لذلك لذلك اجلسم يف اهل .اجلسم حضر البصر أم مل حيضر

وأيضاً فإنه قد تبني أن صورة الضوء متتد من كل نقطة من سطح اجلسم املضيء على كل خط مستقيم يصح أن ميتد ل نقطة من سطح اجلسم املضيء على كل خط مستقيم يصح أن ميتد وإذا كان الضوء ميتد من ك. من تلك النقطة

من تلك النقطة، وكانت األلوان تصحب أبداً األضواء، وكان اللون والضوء يصدران معاً وينفذان يف اهلواء ويف ة من األجسام املشفة على مجيع السموت املستقيمة اليت متتد من تلك األجسام، فصورة اللون أيضاً متتد من كل نقط

.سطح اجلسم املتلون املضيء على كل خط مستقيم يصح أن ميتد من تلك النقطةفكل جسم متلون مضيء بأي ضوء كان فإن كل نقطة من سطحه ميتد منها صورة الضوء وصورة اللون اللذين

طة واملقابلة فيها على كل خط مستقيم يصح أن ميتد من تلك النقطة يف اهلواء واألجسام املشفة املتصلة بتلك النق

هلا، وتشرق على كل جسم مقابل لتلك النقطة، وتكون أبداً ممتدة يف مجيع اجلهات، وتشرق على األجسام املقابلة .هلا ما دامت مضيئة واألجسام املتصلة هبا مشفة ومتصلة الشفيف حضر البصر أم مل حيضر

ة وتظهر على األجسام املقابلة البيض واملسفرة فأما مل ليس تظهر هذه الصورة على مجيع املقابلة لألجسام املتلوناأللوان، ومل ليس يظهر على اجلسم األبيض لون كل جسم متلون مقابل له ويظهر عليه اللون املشرق القوي، ومل

ليس يظهر هذا اللون على اجلسم األبيض إذا كان الضوء الذي يف اجلسم املتلون ضعيفاً

مجيع األجسام املقابلة األجسام املتلونة وتظهر على األجسام البيض واملسفرة فأما ملا ليس تظهر هذه الصورة على األلوان، ومل ليس يظهر على اجلسم األبيض لون كل جسم متلون مقابل له ويظهر عليه اللون املشرق القوي، ومل

إذا كان الضوء ليس يظهر هذا اللون على اجلسم األبيض إذا كان الضوء الذي يف اجلسم املتلون ضعيفاً ويظهرالذي يف اجلسم املتلون قوياَ، ومل ليس يظهر هذا اللون على اجلسم األبيض إذا كان اجلسم األبيض يف ضوء الشمس

ويف ضوء قوي ويظهر عليه إذا كان اجلسم األبيض يف الظل ويف األضواء الضعيفة، فإن مجيع ذلك لعلة ختص وحنن نشرح هذا املعىن من بعد ونبينه بياناً . سام املقابلة هلاالبصر، ال أن صور األلوان تشرق على مجيع األج

فهذا الذي بيناه من خواص األضواء وما يصحب . مستقصًى ونبني علله ونوضحها عند كالمنا يف كيفية األبصار .األضواء ويقترن هبا من صور األلوان كاف فيما نشرع فيه من البحث عن كيفية اإلبصار

الفصل الرابع

رض بني البصر والضوءفيما يع

فإن الناظر إذا نظر إىل جرم الشمس مل . جند البصر إذا نظر إىل األضواء القوية اليت يف غاية القوة تأمل هبا واستضروكذلك إذا نظر إىل مرآة صقيلة قد أشرق عليها ضوء . يستطع النظر إليها فإن حملها تأمل بصره بضوئها واستضر به

ضع الذي إليه ينعكس الضوء عن تلك املرآة ، فإنه يتأذى بالضوء املنعكس الذي يصل الشمس، وكان بصره يف املو .إىل بصره عن املرآة وال يستطيع أن يفتح بصره ويباشر ذلك الضوء

وجند أيضاً الناظر إذا نظر إىل جسم نقي البياض وقد أشرق عليه ضوء الشمس، وأطال النظر إليه، مث صرف بصره عيف الضوء، فإنه ال يكاد يدرك ما يف ذلك املوضع من املبصرات إدراكاً صحيحاً وجيد كأن عنه إىل موضع مغدر ض

وكذلك إذا نظر الناظر إىل نار قوية وحدق . مث ينجلي ذلك عن تدريج ويعود البصر إىل حاله. بينه وبينها ستراً .د أيضاً يف بصره مثل ذلكإليها، وأطال النظر زماناً، مث صرف بصره إىل موضع مغدر ضعيف الضوء، فإنه جي

وأيضاً فإننا جند الناظر إذا نظر إىل جسم نقي البياض وقد أشرق عليه ضوء النهار، وكان الضوء الذي عليه قوياً وإن مل يكن ضوء الشمس، وأطال النظر إليه زماناً، مث صرف بصره إىل موضع مظلم، فإنه جيد صورة ذلك الضوء

مث إن أطبق بصره وتأمل ساعة فإنه جيد يف بصره صورة ذلك الضوء . ذلك شكله يف ذلك املوضع املظلم، وجيد معوكذلك يكون حال البصر إذا نظر إىل جسم قد أشرق عليه ضوء . مث ينجلي ذلك ويعود البصر إىل حاله. وشكله

.الشمس وأطال النظر إليهان ضوء النار قوياً، وأطال النظر إليه، وكذلك إن نظر الناظر إىل جسم نقي البياض وقد أشرق عليه ضوء النار، وك

وكذلك إذا كان الناظر يف بني وكان يف البيت ثقب . مث انصرف إىل موضع مظلم،فإنه جيد أيضاً يف بصره مثل ذلكواسع منكشف للسماء، ونظر إىل السماء من ذلك الثقب يف ضوء النهار، وأطال النظر، مث عطف ببصره إىل موضع

وإن أطبق بصره وجد أيضاً . الضوء الذي كان يدركه من الثقب مع شكل الثقب يف املوضع مظلم، فإنه جيد صورة .فيه تلك الصورة

.فتدل مجيع هذه األحوال على أن الضوء يؤثر يف البصر أثراً ما وأيضاً فإننا جند الناظر إذا نظر إىل روضة خضراء متكاثفة وقد أشرق عليها ضوء الشمس، وأطال النظر إليها، مث

مث إن نظر يف . صرف بصره إىل موضع مظلم، فإنه جيد يف املوضع املظلم صورة ذلك الضوء ومتلوناً خبضرة الزرعهذه احلال إىل مبصرات بيض، وكانت تلك املبصرات يف الظل ويف موضع ضعيف الضوء، فإنه جيد ألواهنا ملتبسة

جيد يف بصره صورة الضوء وصورة اخلضرة مث ينحل فإن أطبق بصره أيضاً يف هذه احلال وتأمل فإنه. بلون اخلضرةوكذلك إذا نظر إىل جسم متلون بلون أرجواين أو الزوردي أو لون من األلوان املشرقة القوية وقد . ذلك ويزول

أشرق عليه ضوء الشمس وأطال النظر إليه مث عطف ببصره إىل مبصرات بيض يف موضع ضعيف الضوء وجد .ونألواهنا ملتبسة بذلك الل

. فتبني من هذا االعتبار أن األلوان املضيئة تؤثر أيضاً يف البصر

وأيضاً فإننا نرى الكواكب يف ضوء النهار، وليس الفرق بني الوقتني إال أن اهلواء املتوسط بني أبصارنا وبني السماء اهلواء املتوسط بني أبصارنا مضيء بالنهار وهو بالليل مظلم، فما دام اهلواء مظلماً فنحن نرى الكواكب، فإذا أضاء

وكذلك إذا كان الناظر يف الليل يف موضع مضيء بضوء النار .وبني الكواكب بضوء النهار خفيت عنا الكواكبوكان ضوء النار منبسطاً على األرض، وكان يف املوضع مبصرات لطيفة أو مبصرات فيها معان لطيفة، وكانت يف

ليها قوياً، ومل تكن النار متوسطة بني البصر وبني تلك املبصرات، وكان ظل من األظالل، ومل يكن الضوء الذي عالناظر يدرك تلك املبصرات ويدرك املعاين اللطيفة اليت فيها، مث حترك الناظر من موضعه حىت تصري النار متوسطة بني

اللطيفة اليت تكون فيها بصره وبني تلك املبصرات، فإن تلك املبصرات ختفى عنه إن كانت لطيفة، أو ختفى املعاين وإن ستر النار عن بصره أدرك يف احلال تلك املبصرات . وال يكاد يدركها ما دامت النار متوسطة بني بصره وبينها

.وإن رفع الساتر الذي بني النار وبني بصره خفيت تلك املبصرات عنه. اللطيفة اليت كانت ختفى عنهإذا أشرقت على البصر أو على اهلواء املتوسط بني البصر واملبصر فإهنا فتدل هذه األحوال على أن األضواء القوية

.تعوق البصر عن إدراك بعض املبصرات اليت أضواؤها ضعيفةوأيضاً فإنه إذا نظر الناظر إىل جسم صقيل، وكان يف اجلسم نقوش دقيقة، ومل تكن النقوش خمالفة اللون للون

ن لون ذلك اجلسم، وكان الناظر يف مكان معتدل الضوء، وكان ذلك اجلسم بل كانت النقوش بل كانت النقوش ماملكان مقابالً للسماء أو لبعض اجلدران املضيئة بضوء قوي، مث قابل بذلك اجلسم السماء أو اجلدار املضيء، فإنه قد ينعكس منه ضوء ما إىل البصر وجيد الضوء الذي يظهر يف سطح اجلسم ويف املوضع الذي ينعكس منه الضوء

قوي وأشرق ويف هذه احلال إذا تأمل الناظر إىل اجلسم الصقيل مل يظهر له فيه شيء من النقوش اليت يف موضع مث إن ميل الناظر اجلسم عن ذلك املوضع حىت يصري االنعكاس إىل موضع .الضوء القوي املشرق من ذلك اجلسم

ل، فإن الناظر حينئذ يدرك النقوش اليت فيه غري املوضع الذي فيه بصره، ويكون مع ذلك على اجلسم ضوء معتد .كانت ختفى عنه عند انعكاس الضوء عن اجلسم إىل بصره

وكذلك اخلط الدقيق الذي يف الورق الصقيل إذا انعكس الضوء عن الورق إىل البصر ذلك اخلط ومل يفهمه ما دام ال ينعكس الضوء عنه إىل البصر، أدرك فإذا ميل سطح الورق حىت يتغري وضعه، ف. الضوء منعكساً عنه إىل البصر

.البصر ذلك اخلط وفهمه

وأيضاً فإن النار الضعيفة إذا كانت يف ضوء ضعيف ظهرت وأدركها البصر، وإذا كانت يف ضوء الشمس ظهر .وإن كان يف تلك النار دخان ظهر الدخان ومل تظهر النار.اجلسم الذي فيه النار ومل تظهر النار

ل يف ضوء الشمس جسم كثيف متلون بلون مشرق قوي، وقرب من ذلك اجلسم جسم أبيض وأيضاً فإنه إن حصمث إن . نقي البياض، وكان هذا اجلسم يف الظل ويف ضوء ضعيف، ظهر عليه لون ذلك اجلسم كما وصفنا من قبلوإن رد .قرب اجلسم األبيض حىت يصري يف ضوء الشمس أو يقوى الضوء الذي عليه، خفي ذلك اللون الذي عليه

إن : وعند كونه يف الضوء القوي أيضاً وخفاء اللون الذي عليه. إىل الظل وإىل الضوء الضعيف ظهر اللون عليهظلل اجلسم جبسم كثيف وهو يف مكانه حىت يضعف الضوء الذي عليه ظهر اللون عليه، وإن رفع اجلسم املظل حىت

.يقوى الضوء على اجلسم األبيض خفي اللون الذي عليهكذلك إذا قربنا جسماً مشفاً متلوناً لون بشرق إىل نار قوية وقربنا إىل ظل ذلك اجلسم ثوباً أبيض، ظهر لون ذلك و

مث قربنا إىل ذلك الثوب ناراً غري تلك النار حىت يشرق . اجلسم املشف على ذلك الثوب كما وصفنا من قبلوإذا غيبنا . وب فلم ير إال بياض الثوب فقطضوؤها على ذلك الثوب خفي ذلك اللون الذي كان يظهر على الث

.تلك النار الثانية ظهر اللون على الثوبوأيضاً فإن بعض احليوانات البحرية قد يكون هلا أصداف وأغشية إذا حصلت يف موضع مظلم ال ضوء فيه ظهرت

ك األصداف ومل ير فيها شيئاً تلك األصداف كأهنا نار، وإذا نظر إليها ناظر يف ضوء النهار أو يف ضوء النار أدرك تلمن النار وكذلك احليوان املسمى الرياع إذا طار يف الليل ظهر كأنه نار ختطف، وإذا نظر إليه ناظر يف ضوء النهار

.أو يف ضوء النار أدرك احليوان ومل ير فيه ناراً

قد ختفي بعض املعاين اليت يف فتدل هذه األحوال كلها اليت شرحناها على أن األضواء القوية اليت تكون املبصرات .بعض املبصرات، وأن األضواء الضعيفة اليت تكون يف املبصرات قد تظهر بعض املعاين اليت يف بعض املبصرات

وأيضاً فإن املبصرات اليت فيها نقو دقيقة أو وشوم أو معان لطيفة قد كثري من املعاين اليت فيها إذا كانت يف األضواء ع املغدرة، وإذا أبرزت إىل املواضع املضيئة وقوي الضوء الذي عليها أو جعلت يف ضوء الشمس الضعيفة ويف املواض

ظهرت املعاين اليت تكون فيها اليت كانت ختفى يف املواضع املغدرة ويف األضواء الضعيفة وكذلك اخلط الدقيق قد .رز إىل األضواء القوية أدركه البصريعجز البصر عن إدراكه يف املواضع املغدرة ويف األضواء الضعيفة، وإذا أب

فتدل هذه احلال على أن األضواء القوية قد تظهر كثرياً من املعاين اليت يف املبصرات، وأن األضواء الضعيفة قد ختفي .كثرياً من املعاين اليت يف املبصرات

ية واخلمرية والفرفريية، إذا كانت يف وأيضاً فإننا جند األجسام الكثيفة املتلونة بألوان مشرقة كاألرجوانية والالزوردمواضع مغدرة ويف أضواء ضعيفة ظهرت ألواهنا كدرة ، وإذا كانت يف ضوء قوي ظهرت ألواهنا مشرقة صافية،

وإذا كان واحد من األجسام يف مكان مظلم، . وكلما ازداد الضوء الذي عليها قوة ازدادت ألواهنا إشراقاً وصفاًءفإذا اخرج . جداً، فإن ذلك اجلسم يظهر مظلماً وال يتيقن البصر لونه ويظن به انه أسودوليس فيه إال ضوء يسري

.إىل املواضع املضيئة وقوي الضوء الذي عليه ظهر لونه ومتيز للبصروجند أيضاً األجسام البيض الكثيفة إذا أشرق عليها ضوء قوي ازدادت بياضاً وإشراقاً عند احلس، وجند األجسام

.لوان إذا أشرقت عليها األضواء القوية صفت ألواهنا وأسفرتالكدرة األوأيضاً فإننا جند األجسام املشفة املتلونة بألوان قوية، كاألشربة القوية احلمرة اليت يف األواين املشفة، إذا كانت يف

ت يف األضواء مواضع مغدرة ويف أضواء ضعيفة فإهنا تظهر سوداً مظلمة وكأهنا غري مشفة وإن استشقت، وإذا كان

.القوية أو أشرق عليها ضوء الشمس صفت ألواهنا وأشرقت وظهر شفيفهاوكذلك اجلواهر املشفة املتلونة املشبعة األلوان إذا كانت يف املواضع املغدرة ظهرت ألواهنا كدرة، وإذا أشرق عليها

.فيفهاضوء قوي أو قوبل هبا الضوء حىت ينفذ الضوء فيها صفت ألواهنا وأشرقت وظهر شوأيضاً فإن األجسام املشفة املتلونة إذا قوبل هبا الضوء وقوبلت من اجلهة املضادة جلهة الضوء جبسم أبيض، كما

ذكرنا من قبل، فإنه إن كان الضوء قوياً ظهرت صورة ذلك اللون يف ظله على اجلسم األبيض املقابل له، وإن كان .ألبيض املقابل له ظل ومل يظهر اللونالضوء الذي يشرق عليه ضعيفاً ظهر على اجلسم ا

وأيضاً فإننا جند أرياش الطواويس والثوب املسمى أبا قلمون ختتلف ألواهنا عند البصر يف األوقات املختلفة من النهار .حبسب اختالف األضواء اليت تشرق عليها

لبصر ألواهنا حبسب األضواء املشرقة فتدل هذه األحوال اليت تظهر يف األلوان على أن األجسام املتلونة إمنا يدرك ا .عليها

فإذا كانت األضواء القوية اليت يف املبصرات وقد تظهر بعض املعاين اليت يف بعض املبصرات،وكانت األضواء الضعيفة اليت تكون املبصرات قد تظهر بعض املعاين اليت يف بعض املبصرات وقد ختفي بعض املعاين اليت يف بعض

األجسام املتلونة قد تتغري ألواهنا حبسب اختالف األضواء اليت تشرق عليها، وكانت األضواء املبصرات، وكانت القوية املشرقة على البصر قد تعوق البصر عن إدراك بعض املبصرات، وكان البصر مع مجيع ذلك ليس يدرك شيئاً

بصر إمنا تكون حبسب الضوء الذي يف من املبصرات إال إذا كان مضيئاً، فإن الصورة إذن اليت يدركها البصر من املاملبصر وحبسب األضواء اليت تشرق على البصر يف حال إدراكه لذلك املبصر وعلى اهلواء املتوسط بني البصر

.واملبصر .فأما مل األضواء القوية تعوق البصر عن إدراك بعض املبصرات فإننا نشرح علة ذلك عند كالمنا يف كيفية اإلبصار

الفصل اخلامس

هيئة البصر

البصر مركب من طبقات وأغشية وأجسام خمتلفة، ومبدؤه ومنشؤه من مقدم الدماغ

ينشق من مقدم الدماغ عصبتان جوفاوان متشاهبتان يبتدئان من موضعني عن جنبيت مقدم الدماغ ويقال إن كل دم الدماغ، مث يلتقيان واحدة منهما طبقتان وأهنما ينشآن من غشائي الدماغ فينتهيان إىل الوسط من ظاهر مق

فيصريان عصبة واحدة جوفاء، مث تنقسم هذه العصبة فتصري أيضاً عصبتني جوفاويني متساويتني، مث متتد هاتان .العصبتان حىت تنتهيا إىل حدبيت العظمني املقعرين احمليطني جبمليت العينني

فتدخل . عصبة املشتركة وضع متشابهويف وسطي تقعريي هذين العظمني ثقبان متساويان نافذان وضعهما من الالعصبتان يف هذين الثقبني وخترجان إىل تقعريي العظمني، فإذا وصال إىل تقعريي العظمني انتشرا واتسعا وصار طرف

وكل واحدة من العينني مركبة على هذا الطرف من العصبة الذي هو كالقمع وملتحم . كل واحد منهما كالقمع .ينني من العصبة املشتركة وضع متشابهووضع كل واحدة من الع. به

.ومجلة كل واحدة من العينني مركبة من عدة طبقات .فأوهلا شحمة بيضاء متأل مقعر العظم وهي معظم العني وتسمى امللتحمة

وجسم هذه . ويف داخل هذه الشحمة كرة مستديرة جوفاء سوداء يف األكثر وزرقاء وشهالء يف بعض األبصارذلك صفيق ليس بالسخيف، وظاهرها ملتصق بامللتحمة، وداخلها أجوف ويف باطن داخلها شبيه الكرة رقيق، ومع

باخلمل، وامللتحمة مشتملة على هذه الكرة ما سوى مقدمها فإن امللتحمة ليس تغطي مقدم هذه الكرة بل تستدير ثقب مستدير نافذ إىل جتويفها، ويف وسط مقدم العنبية.وتسمى هذه الطبقة العنبية ألهنا تشبه العنبة. على مقدمها

.وهو مقابل لطرف جتويف العصبة اليت العني مركبة عليهاويغطي هذا الثقب ومجيع مقدم العنبية الذي حوله امللتحمة من خارج طبقة متينة بيضاء تسمى القرنية ألهنا تشبه

.بالقرن األبيض يف املشفكة الرطوبة ومع ذلك ترفة وفيها شفيف ليس يف الغاية بل ويف صدر مقعر العنبية كرة صغرية بيضاء رطبة متماس

ومسيت هبذا االسم من أجل شبه شفيفها وهي . فيها بعض الغلظ، ويشبه شفيفها شفيف اجلليد، وتسمى اجلليديةويف مقدم هذه الكرة تسطيح يسري يشبه تسطيح ظاهر العدسة، فسطح مقدمها . مركبة على طرف جتويف العصبة

وهذا السطح مقابل للثقب الذي يف مقدم العنبية . كري أعظم من السطح الكري احمليط ببقيتهاقطعة من سطح .ووضعه منه وضع متشابه

واجلزء املتأخر منها . وهذه الرطوبة تنقسم جبزء ين خمتلفي الشفيف ، أحدمها يلي مقدمها واجلزء اآلخر يلي مؤخرهاوشكل جمموع اجلزءين رقيق يف غاية . زء بالرطوبة الزجاجيةيشبه شفيفه شفيف الزجاج املرضوض، فيسمى هذا اجل

.الرقة والسخافة يسمى العنكبوتية لنه يشبه بنسج العنكبوتواستدارة هذا . ويف صدر مقعر العنبية ثقب مستدير هو على طرف جتويف العصبة، واجلليدية مركبة يف هذا الثقب

. وتلتحم العنبية باجلليدية من الدائرة احمليطة هبذا الثقب الثقب، وهو طرف العصبة، حتيط بوسط كرة اجلليدية،ويقال إن العنبية منشأها من الطبقة الداخلة من طبقيت العصبة اجملوفة وأن القرنية منشأها من الطبقة اخلارجة من

.طبقيت هذه العصبةتشبه بياض البيض يف رقته وبياضه وميأل جتويف العنبية رطوبة بيضاء رقيقة صافية مشفة تسمى الرطوبة البيضية ألهنا

.وهي متل جتويف العنبية ومتاس مقدم اجلليدية ومتل الثقب الذي يف مقدم العنبية ومتاس مقعر القرنية. وشفيفهوكرة اجلليدية مركبة على جتويف العصبة، ويلي جتويف العصبة الرطوبة الزجاجية، فتكون القرنية والرطوبة البيضية

ومجيع هذه الطبقات مشفة، والثقب الذي يف مقدم العنبية مقابل ملقدم . والزجاجية متوالية متماسة والرطوبة اجلليدية .جتويف العصبة ، فيكون بني سطح القرنية وبني مقدم جتويف العصبة مسوت مستقيمة متألها أجسام مشفة متماسة

ألوليني املتصلتني بالدماغ، وتنتهي إىل ويقال عن الروح الباصرة تنبعث من مقدم الدماغ ومتأل جتويف العصبتني االعصبة املشتركة فتمأل جتويف هذه العصبة، ومتتد يف العصبتني الثانيتني اجلوفاوين فتمألمها وتنتهي إىل اجلليدية

.فتغطيها القوة الباصرةسافة مقتدرة، والعصبة وبني حميط اجلليدية امللتحم بالعنبية وبني الثقب الذي يف مقعر العظم الذي منه خترج العصبة م

متتد يف هذه املسافة من هناية الثقب إىل حميط اجلليدية على اخنراط واتساع، وكلما بعدت عن الثقب اتسعت إىل أن .تنتهي إىل حميط كرة اجلليدية وتلتحم مبحيطها

وسط امللتحمة إىل وجسم امللتحمة مشتمل على هذا اجلزء املنخرط من العصبة وعلى كرة العنبية، وكرة العنبية عن . ما يلي ظاهر البصر، وجسم امللتحمة ملتحم بكرة العنبية وبالطرف املنخرط املتسع من العصبة وحافط لوضعها

فإذا حتركت العني حتركت جبملتها، فتنحين العصبة اليت العني مركبة عليها عند حركتها ويكون احنناؤها عند الثقب

.يشتمل على مجلة العني والعني تتحرك جبملتها يف هذا التقعريالذي يف مقعر العظم، ألن مقعر العظم فاحنناء العصبة . وامللتحمة ملتحمة مبا يف داخلها من العصبة ومن الطبقات الباقية وحافظة ألوضاعها وغري مفارقة هلا

كانت العني وكذلك إذا . عند حركة العني إمنا يكون من وراء مجلة العني، فهو عند الثقب الذي يف مقعر العظمساكنة ، وكانت العصبة منحنية، فإمنا يكون احنناؤها عند الثقب الذي يف مقعر العظم، ألن مجلة العني ليس يتغري

فاحنناء العصبة اليت العني مركبة عليها ليس يكون . وضع أجزائها بعضها عند بعض ال عند حركتها وال عند سكوهنا .العني ام سكنت إال عند الثقب الذي يف مقعر العظم حتركت

والسطح الظاهر من القرنية سطح كري، ومع ذلك متصل بالسطح احمليط بامللتحمة وجبملة العني، ومجلة العني أعظم من كرة العنبية اليت هي بعضها ، فالسطح الظاهر من القرنية هو من سطح كري اعظم من كرة العنبية، فنصف

.قطره اعظم من نصف قطر العنبيةل من القرنية املنطبق على ثقب العنبية سطح مقعر كري موازي للسطح الظاهر منها، ألن هذا والسطح الداخ

وهذا السطح املقعر . املوضع متساوي السمك، فمركز هذا السطح املقعر أيضاً هو مركز السطح احملدب الظاهر ألن ذلك يلزم يف خواص يقطع سطح كرة العنبية على حميط الثقب، فمركزه أبعد يف العمق من مركز العنبية،

.األكروأيضاً فألن كرة العنبية ليست يف وسط امللتحمة، وهي متقدمة إىل ما يلي سطح ظاهر البصر، وسطح ظاهر البصر من كرة اعظم من كرة العنبية، يكون مركز السطح الظاهر ابعد يف العمق من مركز العنبية، فمركز سطح القرنية

.ةأبعد يف العمق من مركز العنبيواخلط املستقيم الذي يصل بني املركزين، أعين مركز سطح القرنية ومركز العنبية، إذا خرج على استقامة انتهى إىل

مركز الثقب الذي يف مقدم العنبية وإىل وسطي سطحي القرنية املتوازيني، ألن السطح املقعر من القرنية والسطح حني كريني متقاطعني فإن اخلط الذي يصل بني مركزيهما مير احملدب من العنبية سطحان كريان يتقاطعان، وكل سط

.مبركز الدائرة ويكون عموداً على سطحها مير مبركزي الكرتنيوالسطح املقعر من القرنية مماس لسطح الرطوبة البيضية اليت يف داخل ثقب العنبية ومنطبق عليه، فسطح الرطوبة

فالسطح الظاهر من القرنية والسطح الداخل منها . طبق عليهالبيضية أيضاً سطح كري مركزه مركز السطح املنوسطح الرطوبة البيضية املماس ملقعر القرنية سطوح كرية متوازية مركزها نقطة واحدة مشتركة، وهي أبعد يف

.العمق من مركز العنبيةا امتد على استقامة ، فإنه مير واخلط الذي مير مبركز العنبية ومبركز القرنية ومبركز الثقب الذي يف مقدم العنبية، إذ

بوسط جتويف العصبة اليت العني مركبة عليها، ألن الثقب الذي يف مقدم العنبية مقابل للثقب الذي يف صدر العنبية .الذي هو طرف جتويف العصبة

اخلط و. وسطح مقدم اجلليدية أيضاً سطح كري، وهو يقطع كرة العنبية، فمركزه أبعد يف العمق من مركز العنبيةاملستقيم الذي يصل بني مركزيهما مير مبركز دائرة التقاطع ويكون عموداً عليها، دائرة التقاطع بني سطح مقدم

اجلليدية وبني سطح كرة العنبية هي إما الدائرة اليت حتد هناية االلتحام بني اجلليدية وبني العنبية وإما موازية هلا ألن ل للثقب الذي يف مقدم العنبية ووضعه منه وضع متشابه، فنهاية هذا السطح، التسطيح الذي يف مقدم اجلليدية مقاب

فإن كانت هذه . وهي دائرة التقاطع بني سطحي اجلليدية، إما أن تكون هي دائرة االلتحام نفسها أو موازية هلاة التقاطع بني سطحي الدائرة، اعين دائرة التقاطع بني سطحي اجلليدية، وهي دائرة االلتحام فهذه الدائرة هي دائر

وإن كانت دائرة التقاطع بني سطحي اجلليدية موازية لدائرة االلتحام فإن سطح مقدم . مقدم اجلليدية وبني العنبية اجلليدية إذا توهم منبسطاً على ما هو عليه من كريته فإنه يقطع كرة العنبية على دائرة موازية هلذه الدائرة، أعين

وهذه الدائرة موازية لدائرة . اجلليدية، لتشابه وضع هذه الدائرة من حميط كرة العنبيةدائرة التقاطع بني سطحي فدائرة التقاطع . فتكون دائرة التقاطع بني سطح مقدم اجلليدية وبني مركز العنبية موازية لدائرة االلتحام. االلتحام

فإن كانت هذه الدائرة هي . أو موازية هلا بني سطح مقدم اجلليدية وبني كرة العنبية إما هي دائرة االلتحام نفسهادائرة االلتحام نفسها فإن اخلط املستقيم الذي مير مبركز مقدم اجلليدية ومير مبركز العنبية مير مبركز هذه الدائرة

وإن كانت هذه الدائرة موازية . فيكون عموداً عليها، ألن هذه الدائرة تكون دائرة التقاطع بني السطحني الكرينيئرة االلتحام، وهي موازية لدائرة التقاطع بني سطحي اجلليدية، فهي مع دائرة االلتحام يف سطح واحد كري وهو لدا

سطح كرة العنبية، وهي موازية هلا، وهي مع دائرة التقاطع بني سطحي اجلليدية يف سطح واحد كري وهو سطح ز كرة العنبية ومبركز سطح مقدم اجلليدية ومير مبركز مقدم اجلليدية، وهي موازية هلا، فاخلط املستقيم الذي مير مبرك

دائرة التقاطع ويكون عموداً عليها هو مير مبركز دائرة التقاطع بني سطحي اجلليدية ويكون عموداً عليها لن هذه الدائرة مع دائرة التقاطع بني كرة العنبية وبني سطح مقدم اجلليدية يف سطح واحد كري وهو سطح مقدم اجلليدية،وهي موازية هلا، وكل دائرتني متوازيتني يف سطح كرة فإن اخلط الذي مير مبركز إحديهما ويكون عموداً عليها فهو

وهذا اخلط أيضاً مير مبركز دائرة االلتحام ويكون عموداً عليها لن . مير مبركز الدائرة األخرى ويكون عموداً عليهااجلليدية يف سطح واحد كري وهو سطح كرة العنبية، وهي موازية دائرة التقاطع بني كرة العنبية وبني سطح مقدم

هلا، فاخلط الذي مير مبركز كرة العنبية ومبركز السطح املتقدم من اجلليدية مير مبركز دائرة االلتحام على تصاريف كرة العنبية األحوال، ويكون عموداً عليها،كانت دائرة االلتحام نفس دائرة التقاطع بني سطح مقدم اجلليدية وبني

.أو موازية هلذه الدائرةوأيضاً فإن سطح مقدم اجلليدية وسطح بقية اجلليدية سطحان كريان متقاطعان، فمركز السطح املتقدم ابعد يف

واخلط املستقيم الذي يصل بني هذين املركزين مير مبركز دائرة التقاطع ويكون . العمق من مركز السطح املتأخر أنه مير مبركز دائرة االلتحام ويكون عموداً عليها ألن هذه الدائرة إما هي دائرة االلتحام أو عموداً عليها قد تبني

موازية هلا، فاخلط إذن الذي مير مبركز العنبية ومبركز مقدم اجلليدية ومبركز دائرة االلتحام ويكون عموداً على هذه .الدائرة مير مبركز بقية اجلليدية

ركز بقية اجلليدية ومبركز دائرة االلتحام، وهو قائم على سطح دائرة االلتحام على زوايا وإذا كان هذا اخلط مير مبوقد .قائمة، فهو ميتد يف وسط جتويف العصبة اليت العني مركبة عليها، لن دائرة االلتحام هي طرف جتويف العصبة

مقدم العنبية ميتد يف وسط جتويف نبني أن اخلط الذي مير مبركز العنبية ومبركز القرنية ومبركز الثقب الذي يفالعصبة، فهذا اخلط إذن الذي مير مبركزي سطحي اجلليدية ومبركز كرة العنبية هو اخلط الذي مير مبركز القرنية

ومبركز العنبية ومبركزي سطحي اجلليدية ومبركز الثقب الذي يف مقدم العنبية ومبركز دائرة االلتحام، ومير بأوساط قابلة لثقب العنبية، وهو عمود على سطوح مجيع الطبقات املقابلة لثقب العنبية وعمود على سطح مجيع الطبقات امل

.ثقب العنبية وعمود على سطح دائرة االلتحام، وميتد يف وسط جتويف العصبة اليت العني مركبة عليهاومها مجيعاً أبعد يف العمق من وإذ قد تبني أن مركز القرنية ومركز سطح مقدم اجلليدية مها مجيعاً على هذا اخلط،

مركز العنبية، فاألشبه أن يكون مركز سطح مقدم اجلليدية وهو مركز القرنية لتكون مراكز مجيع السطوح املقابلة لثقب العنبية نقطة واحدة مشتركة، فتكون مجيع اخلطوط اخلارجة من املركز إىل سطح البصر أعمدة على مجيع

ذلك فإنه يتبني من بعد بالدليل عند كالمنا يف كيفية اإلبصار أن مركز سطح القرنية السطوح املقابلة للثقب، ومعطبقات البصر املقابلة لثقب العنبية سطوح كرية . ومركز السطح املتقدم من اجلليدية هو نقطة واحدة مشتركة

.مركزها نقطة واحدة مشتركةاملتصل بالسطح املشتمل على مجلة العني، فهو يف داخل وأيضاً فألن هذا املركز هو مركز السطح الظاهر من البصر

.مجلة العني، فمركز سطوح طبقات البصر املقابلة لثقب العنبية هو يف داخل مجلة العنيفإذا حتركت العني فليس تتغري النقطة من العني اليت هي مركز سطوح طبقات البصر، وال يتغري وضعها من هذه

ألن العني إذا حتركت إمنا تتحرك جبملتها، وأوضاع أجزاء مجلتها بعضها عند السطوح بل تكون حافظة لوضعها،وكذلك وضع طبقات . وهذا املركز هو يف داخلها، فوضعه ال يتغري عند مجلتها. بعض ليس تتغري عند احلركة

تغري عند فوضع هذا املركز عند سطوح طبقات البصر ليس ي. البصر عند مجلة العني ليس يتغري عند حركة البصر .حركة البصر وال عند سكونه

وقد تبني أن احنناء العصبة عند حركة البصر وعند سكونه إمنا يكون عند الثقب الذي يف مقعر العظم ألنه إمنا يكون .من وراء مجلة العني،فاحنناء العصبة إذن عند حركة البصر وعند سكونه ليس يكون إال من وراء مركز البصر

عني ليس يتغري وضع أجزائها بعضها عند بعض ال يف حال حركتها وال يف حال سكوهنا، فأوضاع وأيضاً فإن مجلة الفاخلط املستقيم الذي مير . مراكز طبقات البصر عند مجلة العني ليس تتغري عند حركة البصر وال عند سكونه

وإذا كان . وال يف حال سكونهباملراكز ليس يتغري وضعه عند مجلة العني وال عند أجزائها ال يف حال حركة البصر وضع هذا اخلط ليس يتغري عند مجلة العني وال عند أجزائها فوضع هذا اخلط إذن ليس يتغري عند سطح دائرة

االلتحام وال عند حميطها، وهذه الدائرة هي طرف جتويف العصبة، فوضع سطحها من سطح جتويف العصبة وضع ى سطح هذه الدائرة ميل متشابه، الن وضع اجلليدية من هذه العصبة متشابه، وميل اجلزء املنخرط من العصبة عل

.وضع متشابهوإذا كانت مجلة العني ليس يتغري وضع أجزائها بعضها عن بعض فسطح جتويف العصبة من لدن حميط دائرة االلتحام

.وال عند دائرة االلتحام إىل وضع احنناء العصبة الذي هو اجلزء املنخرط من العصبة يل يتغري وضعه عند مجلة العني

وإذا . وقد تبني أن وضع اخلط الذي مير باملراكز ليس يتغري عند دائرة االلتحام، وإنه ميتد يف وسط جتويف العصبةكان وضع هذا اخلط ليس يتغري عند دائرة االلتحام، وكان سطح جتويف العصبة الذي من لدن حميط دائرة االلتحام

ري وضعه عند سطح جتويف العصبة إىل أن ينتهي إىل موضع االحنناء، فاخلط الذي مير إىل موضع االحنناء ليس يتغمبراكز طبقات البصر مير مبركز دائرة االلتحام ويكون قائماً عليها على زوايا قائمة، فيمتد يف وسط جتويف العصبة

ف العصبة الذي يف داخل مجلة املنخرطة إىل أن ينتهي إىل موضع احنناء العصبة، ويكون وضعه أبداً من سطح جتويالعني ومن مجيع أجزاء العني ومن مجيع سطوح طبقات البصر وضعاً واحداً ال يتغري يف حال حركة البصر وال يف

.حال سكونه .فهذه هي أوضاع طبقات البصر وأوضاع مراكزها ووضع اخلط املستقيم الذي مير مبركزها

ما وطبقاهتما ويف أشكال طبقاهتما ويف وضع كل واحد من الطبقات عند والعينان مجيعاً متشاهبتان يف مجيع أحواهلوإذا كان ذلك كذلك فوضع كل واحد من املراكز اليت تقدم تفصيلها عند مجلة العني وعند أجزائها . مجلة العني

ان وضع اخلط وضع املركز النظري لذلك املركز من العني األخرى عند مجلة العني شبيهة بنظائرها يف العني األخرى كالذي مير باملراكز يف إحدى العينني عند مجلة العني وعند أجزائها وعند طبقاهتا شبيهاً بوضع اخلط الذي مير باملراكز

فوضع اخلطني اللذين ميران مبراكز . اليت يف العني األخرى عند مجلة العني األخرى وعند أجزائها وعند طبقاهتاوكل واحدة من امللتحمتني تلتحم هبا من خارج . ع متشابه يف مجيع أحواهلماطبقات البصرين من البصرين معاً وض

ويشتمل على كل واحدة من العينني . عضلتان صغريتان إحديهما مما يلي موق العني واألخرى مما يلي مؤخرها .األجفان واألهداب

من طبقات العني وتركيبها قد فهذا الذي شرحناه هو صفة تركيب البصر وهيئته وهيئة طبقاته، ومجيع ما ذكرناه .بينه وشرحه أصحاب التشريح يف كتب التشريح

الفصل السادس

كيفية اإلبصار

. قد تبني فيما تقدم أن كل جسم مضيء بأي ضوء كان فإن الضوء الذي فيه يصدر منه ضوء إىل كل جهة تقابله ان، فإن الضوء الذي يف املبصر يرد منه فإذا قابل البصر مبصراً من املبصرات، وكان املبصر مضيئاً بأي ضوء ك

وقد تبني أيضاً أن من خاصة الضوء أن يؤثر يف البصر وأن من طبيعة البصر أن ينفعل . ضوء إىل سطح البصر .فاخلق بأن يكون إحساس البصر بالضوء الذي يف املبصر إمنا هو من الضوء الذي يرد منه إىل البصر. بالضوء

متلون مضيء بأي ضوء كان فإن صورة اللون الذي يف ذلك اجلسم تصحب أبداً وقد تبني أيضاً أن كل جسمفالضوء الذي يرد . الضوء الذي يصدر عنه إىل كل جهة تقابل ذلك اجلسم، ويكون الضوء وصورة اللون أبداً معاً وإذا كان الضوء .إىل البصر من الضوء الذي يف اجلسم املبصر يكون أبداً معه صورة اللون الذي يف اجلسم املبصر

واللون يردان معاً إىل سطح البصر، وكان البصر حيس بالضوء الذي يف املبصر من الضوء الذي يرد إليه من املبصر، .فأخلق بأن يكون إحساس البصر باللون الذي يف املبصر أيضاً إمنا هو من صورة اللون اليت ترد عليه مع الضوء

تزجة بصورة الضوء وغريه متميزة عنها، فليس حيس البصر بالضوء إال ملتبساً وأيضاً فإن صورة اللون تكون أبداً ممفاخلق بأن يكون إحساس البصر بلون املبصر والضوء الذي فيه إمنا هو من الصورة املمتزجة من الضوء . باللون

.واللون الذي يرد إليه من سطح البصرمتماسة، واألوىل منها وهي القرنية مماسة للهواء الذي وأيضاً فإن طبقات البصر املسامتة لوسط مقدم البصر مشفة

فيه ترد الصورة، ومن خاصة الضوء أن ينفذ يف كل جسم مشف، وكذلك خاصة اللون أن تنفذ صورته اليت تصحب الضوء يف اجلسم املشف ولذلك متتد يف اهلواء املشف كامتداد الضوء، ومن طبيعة اجلسام املشفة أن تقبل

األلوان وتؤديها إىل اجلهات املقابلة هلا، فالصورة اليت ترد من املبصر إىل سطح البصر تنفذ يف صورة األضواء وشفيف طبقات البصر من الثقب الذي يف مقدم العنبية، فهي تصل إىل الرطوبة اجلليدية وتنفذ أيضاً منها حبسب

.ضواء واأللوان اليت ترد إليهافأخلق بأن تكون طبقات البصر إمنا كانت مشفة لتنفذ فيها صور األ. شفيفها . فلنحرر اآلن ما تألف من مجيع ذلك

إن البصر حيس بالضوء واللون اللذين يف سطح املبصر من الصورة اليت ترد إليه من الضوء واللون اللذين : فنقوليف كيفية وهذا املعىن هو الذي استقر عليه رأي أصحاب الطبيعة. يف سطح املبصر وتنفذ يف شفيف طبقات البصر

.اإلبصارفنقول اآلن عن كيفية اإلبصار ال تصح أن تكون هبذه الصفة فقط ، ألن هذه الصفة تنتقد وتبطل إن مل ينضاف إليها

وذلك أن كل جسم متلون مضيء فإن ضوئه ولونه متتد صورهتما يف اهلواء املشف املتصل به إىل مجيع . غريها الوقت الواحد مبصرات كثرية خمتلفة األلوان كل واحد منها بينه وبني وقد يقابل البصر يف. اجلهات املقابلة له

وإذا كان املبصر املقابل للبصر ترد صورة الضوء . البصر مسوت مستقيمة يف اهلواء املتصل املتوسط بينه وبينهارة ضوئه واللون اللذين فيه إىل سطح البصر فكل واحد من املبصرات اليت تقابل البصر يف وقت واحد ترد صو

وإذا كانت الصورة متتد من املبصر إىل كل جهة تقابله، وكانت إمنا تصل . ولونه يف ذلك الوقت إىل سطح البصر وإذا كان ذلك . إىل البصر من أجل مقابلته، فإن الصورة اليت تصل من املبصر إىل البصر تصل إىل مجيع سطح البصر

ووصلت صورة لونه وضوءه إىل سطح البصر، وحضر يف الوقت كذلك فإن البصر إذا قابل مبصراً من املبصرات ،مبصرات أخر خمتلفة األلوان مقابلة للبصر ، فإن كل واحد من تلك املبصرات قد وردت صورة ضوءه ولونه إىل

فتحصل يف مجيع . سطح البصر وتكون صورة كل واحد من مجيع تلك املبصرات قد حصلت يف مجيع سطح البصرواحد ألوان كثرية خمتلفة وأضواء كثرية خمتلفة كل واحد منها قد مال سطح البصر، فتحصل سطح البصر يف وقت

.يف سطح البصر صورة ممتزجة من ألوان خمتلفة وأضواء خمتلفةوإن أحس . فإن أحس البصر بتلك الصورة املمتزجة فهو حيس بلون خمالف للون كل واحد من تلك املبصرات

وهو يدرك مجيع تلك . س بالباقية أدرك واحداً من املبصرات ومل يدرك الباقيةبواحدة من تلك الصور ومل حي .املبصرات يف وقت واحد ويدركها متميزة

.ولكنه حيس جبميعها. وإن مل حيس بواحدة من تلك الصور فليس حيس بشيء من املبصرات املقابلةب، وكل جزء من أجزائه يصدر منه الضوء وأيضاً فإن املبصر الواحد قد تكون فيه ألوان خمتلفة وختطيط وترتي

فإذا كانت أجزاء املبصر . واللون اللذين فيه يف مجيع السموت املستقيمة اليت يصح أن متتد يف اهلواء املتصل بهالواحد خمتلفة األلوان ورد إىل مجيع سطح البصر من كل واحد منها صورة اللون والضوء اللذين فيه، فتمتزج ألوان

فإن أدركها ممتزجة مل تتميز ألوان ومل . يف سطح البصر، فيدركها البصر ممتزجة أوال يدرك منها شيئاًتلك األجزاء تترتب األجزاء، وإن مل يدرك من تلك الصور شيئاً مل يدرك شيئاً من األجزاء وإذا مل يدرك شيئاً من األجزاء مل يدرك

.أجزاءه املختلفة األلوان ويدركها متميزة مترتبة لكن البصر يدرك املبصر املضيء املقابل له ويدرك. املبصروإذا كان ذلك كذلك فكيفية اإلبصار إما أن تكون بغري هذه الصفة مجلة وإما أن تكون هذه الصفة هي بعض

فلننظر اآلن هل ميكن أن ينضاف إىل هذه الصفة شروط تتميز هبا ألوان املبصرات عند البصر وتكون . صفتها .موافقة للوجود

إن البصر إذا قابل مبصراً من املبصرات فإن كل نقطة من سطح املبصر ترد منها صورة اللون والضوء : قولفناللذين فيها إىل مجيع سطح البصر، وكل نقطة من كل واحد من املبصرات املقابلة للبصر يف تلك احلال أيضاً ترد

أحس البصر من مجيع سطحه بصورة اللون فإن . منها صورة اللون والضوء اللذين فيها إىل مجيع سطح البصروالضوء اليت ترد من نقطة واحدة من النقط اليت يف سطح املبصر فهو حيس من مجيع سطحه بصورة كل نقطة من

سطح ذلك املبصر وصورة كل نقطة من سطوح مجيع املبصرات املقابلة له يف تلك احلال، فال تترتب له أجزاء .بصراتاملبصر الواحد وال تتميز له امل

وإن احس البصر بالصورة اليت ترد من نقطة واحدة من سطح املبصر إىل مجيع سطح البصر من نقطة واحدة فقط من سطح البصر ومل حيس بصورة تلك النقطة من مجيع سطحه ترتبت له أجزاء املبصر ومتيزت له مجيع املبصرات

طة واحدة فقط من سطحه أدرك لون اجلزء الواحد من وذلك أنه إذا أدرك لون النقطة الواحدة من نق. املقابلة له

املبصر من جزء من سطحه وأدرك لون اجلزء اآلخر من جزء آخر من سطحه غري ذلك اجلزء وأدرك كل واحد من املبصرات من موضع من سطحه غري املوضع الذي يدرك منه مبصراً آخر، فتترتب له املبصرات وتتميز وتترتب

.صراتأجزاء كل واحد من املبفنقول أوالً إن اإلبصار إمنا يكون باجلليدية كان اإلبصار . فلننظر اآلن هل هذا املعىن ممكن ويصح أن يوافق الوجود

بصورة ترد من املبصر إىل البصر أو غري ذلك ، وليس يكون اإلبصار بواحدة من الطبقات املتقدمة هلا وإمنا الطبقات بة اجلليدية آفة مع سالمة بقية الطبقات بطل اإلبصار، وإن حلق بقية وذلك إن حلق الرطو. املتقدمة آالت هلا

وأيضاً فإنه إن حصل يف . الطبقات آفة مع بقاء الشفيف الذي فيها أو بعضه ومع سالمة اجلليدية مل يبطل اإلبصار. عاد اإلبصار ثقب العنبية سدة وبطل شفيف الرطوبة اليت فيها بطل اإلبصار مع سالمة القرنية، وإذا زالت السدة

وكذلك إن حصل يف داخل الرطوبة البيضية جزء غليظ غري مشف، وكان يف وجه الرطوبة اجلليدية ومتوسطاً بينها وبني ثقب العنبية ، بطل اإلبصار، وإذا زال ذلك الغلظ أ احنط اجلزء الغليظ عن السمت املستقيم الذي بني اجلليدية

.اجلهات عاد اإلبصار يشهد جبميع ذلك صناعة الطب وبني ثقب العنبية أو مال عنه إىل بعضفبطالن اإلحساس عند فساد اجلليدية مع سالمة بقية الطبقات املتقدمة هلا دليل على أن اإلحساس إمنا يكون هبذه الرطوبة ال بالطبقات املتقدمة هلا، وبطالن اإلحساس عند انقطاع الشفيف بني اجلليدية وبني سطح البصر باجلسم

يف يدل أيضاً على أن اإلحساس إمنا هو عند اجلليدية ال عند سطح البصر، ويدل أيضاً على أن شفيف هذه الكثالطبقات إمنا هو ليتصل شفيف طبقات البصر بشفيف اهلواء فتصري األجسام اليت بني اجلليدية وبني البصر مشفة

اجلليدية وبني سطح البصر يدل على أن وبطالن اإلحساس عند انقطاع السمت املستقيم الذي بني. متصلة الشفيف .إحساس اجلليدية ليس يكون إال من السموت املستقيمة اليت بينها وبني سطح البصر

فنقول اآلن إن كان إحساس البصر بلون املبصر والضوء الذي فيه من الصورة اليت ترد من املبصر إىل سطح البصر، ، فليس حيس هبذه الصورة إال بعد أن يتجاوز سطح البصر ويصل واإلحساس إمنا يكون باجلليدية ال بسطح البصر

والصورة اليت ترد من املبصر إىل سطح البصر هي تنفذ يف شفيف طبقات البصر ألن من خاصة . إىل اجلليديةوإذا اعتربت مجيع . الشفيف أن تنفذ فيه صور األضواء واأللوان ومتتد فيه على استقامة ، وقد بينا ذلك يف اهلواء

األجسام املشفة وجد الضوء ليس ميتد فيها إال على السموت املستقيمة، وحنن نبني من بعد عند كالمنا يف االنعطاف وإن كان إحساس البصر باللون والضوء اللذين يف املبصر من الصورة . كيف يعترب ذلك وكيف تنتهي هذه احلال

وقد تبني انه ليس يصح أن يدرك . دية يقع اإلحساساليت ترد إليه من املبصر فعند وصول هذه الصورة إىل اجللي. البصر املبصر على ما هو عليه إال إذا أدرك صورة النقطة الواحدة من املبصر من نقطة واحدة فقط من سطحه

فاجلليدية إذن ليس يصح أن تدرك املبصر على ما هو عليه إال إذا أدركت لون النقطة الواحدة من املبصر وضوءها والصورة ترد من كل نقطة من سطح املبصر إىل . اليت تصل إليها من نقطة واحدة فقط من سطح البصرمن الصورة

فإن كان ما يرد من النقطة الواحدة من . مجيع سطح البصر وتنفذ من مجيع سطح البصر إىل داخل جتويف البصراجلليدية منه ما ينفذ إليها من نقطة املبصر إىل مجيع سطح البصر وينفذ يف طبقات البصر وينتهي إىل اجلليدية تدرك

واحدة فقط من سطح البصر، وحتس بلون تلك النقطة من املبصر وضوئها من الصورة اليت تنفذ من تلك النقطة فقط من سطح البصر وتصل إىل نقطة واحدة فقط من سطحها وال تدرك تلك النقطة من املبصر من بقية الصورة

.ح البصر، مت اإلبصار وترتبت أجزاء املبصرات ومتيزت املبصرات عند البصراليت تصل إىل سطحها من بقية سط

وليس يصح أن يكون ذلك كذلك . وليس يتم اإلبصار إن كان من الصورة اليت ترد إىل البصر إال على هذه الصفةملبصر تتميز عن إال إذا كانت واحدة من النقط اليت يف سطح البصر اليت تنفذ فيها صورة النقطة الواحدة من سطح ا

بقية النقط اليت يف سطح البصر، وكان اخلط الذي عليه ترد الصورة إىل تلك النقطة من سطح البصر يتميز عن بقية اخلطوط اليت ترد عليها الصورة خباصة من أجلها يصح أن تدرك اجلليدية الصورة اليت ترد على ذلك اخلط ومن

. تدركها من غريهاالنقطة من سطح البصر اليت على ذلك اخلط والوإذا استقرئت األضواء واعتربت كيفية نفوذها وامتدادها يف األجسام املشفة وجد الضوء ميتد يف اجلسم املشف على مسوت مستقيمة ما دام اجلسم املشف متشابه الشفيف، فإذا لقي جسماً آخر خمالف الشفيف للجسم األول

اليت كان يرتد عليها إال إذا كانت تلك السموت قائمة على الذي امتد فيه فليس ينفذ على استقامة السموتوإذا كان تتلك السموت مائلة على سطح اجلسم الثاين وغري قائمة . سطح اجلسم الثاين املشف على زوايا قائمة

فإذا انعطف امتد يف اجلسم . عليه على زوايا قائمة انعطف الضوء عند سطح اجلسم الثاين ومل ميتد على استقامةلثاين على مسوت اخلطوط املستقيمة اليت ينعطف عليها، وتكون اخلطوط اليت ينعطف عليها الضوء يف اجلسم الثاين ا

وإن كان بعض اخلطوط اليت يرد عليها الضوء يف اجلسم . أيضاً مائلة على سطح اجلسم الثاين وال تكون أعمدة عليهد ما كان من الضوء على اخلطوط القائمة يف اجلسم الثاين األول قائماً على سطح اجلسم الثاين وبعضها مائالً امت

على استقامة، وما كان منه على اخلطوط املائلة انعطف عند سطح اجلسم الثاين على خطوط مائلة ممتدة فيه على د يف وقد ذكرنا هذا املعىن من قبل وضمنا تبيينه، وحنن نبينه من بع. استقامة تلك اخلطوط املائلة اليت انعطف عليها

املوضع الذي يليق به، وهو عند كالمنا يف االنعطاف، ونرشد إىل الطريق الذي به تعترب هذه احلال ويظهر هذا املعىن .للحس ويقع معه اليقني

وإذا كان ذلك كذلك فصورة الضوء واللون اليت ترد من كل نقطة من املبصر إىل سطح البصر إذا وصلت إىل يف شفيفات طبقات البصر على استقامة إال ما كان على اخلط املستقيم القائم سطح البصر فليس ينفذ منها شيء

على سطح البصر على زوايا قائمة، وما كان على غريه من اخلطوط فإنه ينعطف وال ينفذ على استقامة، ألن شفيف على خطوط والذي ينعطف من هذه الصور ينعطف أيضاً . طبقات البصر ليس كشفيف اهلواء املماس لسطح البصر

وكل نقطة من سطح البصر فليس خيرج إليها . مستقيمة مائلة ال على األعمدة اليت متتد من مواضع االنعطافمستقيم يكون عموداً على سطح البصر إال خط واحد فقط، وخيرج إليها خطوط بال هناية تكون مائلة على سطح

ت البصر على استقامة العمود، ومجيع الصور اليت ترد والصورة اليت ترد على استقامة العمود تنفذ يف طبقا. البصرعلى اخلطوط املائلة إىل تلك النقطة تنعطف عند تلك النقطة وتنفذ يف طبقات البصر على خطوط مائلة أيضاً، وال

.ينفذ شيء منها على استقامة اخلطوط اليت وردت عليها وال على استقامة العمود القائم على تلك النقطةن سطح البصر ترد إليها يف الوقت الواحد صور مجيع النقط اليت يف سطوح مجيع املبصرات املضيئة وكل نقطة م

املقابلة هلا يف ذلك الوقت، ألن بينها وبني كل نقطة مقابلة هلا خطاً مستقيماً، وألن كل نقطة من النقط اليت يف ونقطة واحدة فقط من مجيع . تلك النقطة سطوح املبصرات املضيئة فإن صورهتا متتد على كل خط مستقيم ميتد من

فكل نقطة من سطح البصر ينفذ فيها . النقط املقابلة للبصر اليت وردت صورها إىل سطح البصر على خطوط مائلة وصورة نقطة واحدة . يف الوقت الواحد صور مجيع النقط اليت يف سطوح مجيع املبصرات املقابلة هلا يف ذلك الوقت

ذ على استقامة يف شفيف طبقات البصر وهي النقطة اليت عند طرف العمود الذي خيرج إىل تلك فقط من مجيعها تنفوصور مجيع النقط . وصور مجيع النقط الباقية تنعطف عند تلك النقطة من سطح البصر. النقطة من سطح البصر

مائلة على سطح الباقية تنعطف عند تلك النقطة من سطح البصر وتنفذ يف شفيف طبقات البصر على خطوط .البصر

وأيضاً فإن كل نقطة من سطح اجلليدية خيرج منها خط واحد فقط يكون عموداً على سطح البصر، وخترج منها فالنقطة من سطح اجلليدية اليت خيرج منها عمود على سطح . خطوط بال هناية إىل سطح البصر وتكون مائلة عليه

ها خطوط بال هناية تنفذ يف ثقب العنبية وتنتهي إىل سطح البصر وتكون البصر ويكون نافذاً يف ثقب العنبية خترج من .مائلة على سطح البصر ما سوى ذلك العمود فقط

ومجيع اخلطوط اليت خترج من نقطة من سطح اجلليدية وتنفذ يف ثقب العنبية وتنتهي إىل سطح البصر وتكون مائلة الف الشفيف الذي بني شفيف جسم القرنية وبني شفيف اهلواء عليه إذا تومهت منعطفة على الصفة اليت يوجبها اخت

فإن أطرافها تنتهي إىل مواضع خمتلفة وإىل نقط خمتلفة وإىل نقط خمتلفة من النقط اليت يف سطوح املبصرات اليت تقابل طراف والنقط اليت عند أ. البصر يف وقت واحد، وليس يلقي واحد من هذه اخلطوط النقطة اليت عند طرف العمود

مجيع هذه اخلطوط من سطوح املبصرات متتد صورها على استقامة هذه اخلطوط وتنتهي إىل سطح البصر وينعطف مجيعها إىل النقطة الواحدة بعينها من سطح اجلليدية، ما سوى النقطة اليت عند طرف العمود فإن صورهتا متتد على

جلليدية حتس من النقطة الواحدة منها جبميع الصور اليت ترد استقامة العمود وتنفذ على استقامة إىل تلك النقطة من اإليها من مجيع السموت فهي حتس من كل نقطة منها بصورة ممتزجة من صور كثرية وألوان ممتزجة من ألوان كثرية

هلا من املبصرات املقابلة للبصر يف ذلك الوقت، فال يتميز هلا شيء من النقط اليت يف سطوح املبصرات وال تترتب وإن كانت اجلليدية حتس من النقطة الواحدة منها يرد إليها من مست واحد . النقط اليت ترد صورها إىل تلك النقطة

.فقط متيزت هلا النقط اليت يف سطوح املبصرات وترتبت هلا النقطة اليت يف سطح كل واحد من املبصراتطوط املنعطفة أوىل من غريها من الصور املنعطفة، وليس واحدة من النقط اليت تصل صورها إىل اجلليدية على اخل

والصور املنعطفة إىل النقطة الواحدة من اجلليدية يف الوقت الواحد . وال واحد من السموت املنعطفة أوىل من غريه والنقطة اليت ترد صورهتا على استقامة العمود إىل النقطة الواحدة من اجلليدية هي نقطة واحدة. كثرية غري حمصورة

فقط، وليس يرد معها على استقامة العمود صورة غريها، ألن مجيع الصور املنعطفة ليس تنعطف إال على خطوط وأيضاً فإنه إذا كان مركز سطح البصر ومركز سطح اجلليدية واحداً فإن العمود الذي يقوم على سطح . مائلة

.البصر هو عمود على سطح اجلليديةإحديهما أهنا متتد من سطح املبصر إىل النقطة من : تتميز عن سائر الصور حبالتنيفالصورة اليت ترد على العمود

والثانية أن هذا العمود القائم أن هذا العمود القائم . اجلليدية على خط مستقيم، والباقية ترد على خطوط منعطفةالصور املنعطفة هي مائلة واخلطوط الباقية اليت ترد عليها. على سطح البصر هو عمود على سطح اجلليدية أيضاً

.على سطح اجلليدية ألهنا مائلة على سطح البصرفأخلق بأن تكون اجلليدية . وتأثري األضواء اليت ترد على األعمدة يكون أقوى من تأثري ما يرد على اخلطوط املائلة

تلك النقطة مبا يرد إىل إمنا حتس من كل نقطة منها بالصورة اليت ترد إليها على استقامة العمود فقط وال حتس من .تلك النقطة من السموت املنعطفة

وأيضاً فإنه إذا كان مركز سطح اجلليدية نقطة واحدة فإن مجيع األعمدة اليت تقوم على سطح اجلليدية وعلى سطح اجلليدية وعلى سطح البصر يلتقي مجيعها عند املركز املشترك وتكون أقطاراً لسطوح طبقات البصر، ويكون كل

احد من األعمدة يلقى سطح القرنية على نقطة واحدة، ويلقى سطح اجلليدية على نقطة واحدة، وال خيرج إىل و

تلك النقطة من القرنية عمود إال عمود واحد فقط، وال خيرج إىل تلك النقطة اجلليدية إال ذلك العمود بعينه ود الذي ميتد منها إىل سطح البصر يلقى فتكون الصورة اليت خترج من كل نقطة من سطح املبصر على العم.فقط

سطح البصر على نقطة واحدة ال يلقاه عليها غريها من الصور اليت ترد على األعمدة، ويلقى سطح اجلليدية أيضاً وأيضاً فإنه قد تبني أن كل جسم متلون . على نقطة واحدة ال يلقاه عليها غريها من الصور اليت ترد على األعمدة

ان فإن كل نقطة خيرج منها صورة الضوء واللون على كل خط مستقيم يصح أن ميتد من تلك مضيء بأي ضوء ك .النقطة

وكل نقطة تقابل سطحاً من السطوح فإن بني تلك النقطة وبني كل نقطة من ذلك السطح خطاً مستقيماً متومهاً، ه ذلك السطح يشتمل على مجيع وبني تلك النقطة وبني مجيع ذلك السطح خمروط متوهم رأسه تلك النقطة وقاعدت

فإذا كانت صورة الضوء . اخلطوط املستقيمة املتومهة اليت بني تلك النقطة وبني مجيع النقط اليت يف ذلك السطحواللون خترج من كل نقطة من سطح اجلسم املتلون املضيء على كل خط مستقيم يصح أن ميتد من تلك النقطة،

املتلون فإن صورة الضوء واللون اللذين يف سطح ذلك اجلسم متتد من كل فإن كل نقطة مقابلة للجسم املضيء نقطة من سطح ذلك اجلسم إىل تلك النقطة املقابلة له على اخلط املستقيم املمتد بينها وبني تلك النقطة، ويكون

من مجيع ذلك املخروط الذي يتشكل بني تلك النقطة وبني ذلك السطح حييط جبميع اخلطوط اليت متتد عليها الصورفكل جسم متلون مضيء بأي ضوء كان فإن صورة الضوء واللون اللذين فيه متتد من . السطح إىل تلك النقطة

سطحه إىل كل نقطة تقابل ذلك السطح على مست املخروط الذي يتشكل بني تلك النقطة وبني ذلك السطح، لك النقطة اليت هي رأس املخروط كترتيب أجزاء وتكون الصورة مرتبة يف ذلك املخروط باخلطوط اليت تلتقي عند ت

.اللون الذي يف سطح ذلك اجلسمفإذا قابل املبصر مبصراً من املبصرات فإنه يتشكل بني النقطة اليت هي مركز البصر وبني سطح ذلك املبصر املقابل

سط بني ذلك املبصر وبني وإذا كان اهلواء املتو. للبصر خمروط متوهم رأسه مركز البصر وقاعدته سطح ذلك املبصرالبصر متصالً، ومل يتوسط بني البصر واملبصر جسم كثيف، وكان ذلك املبصر مضيئاً بأي ضوء كان، وكانت

صورة الضوء واللون اللذين يف سطح ذلك املبصر ممتدة إىل البصر على مست ذلك املخروط، وكانت صورة كل الذي بني تلك النقطة وبني راس املخروط الذي هو مركز نقطة من سطح ذلك املبصر ممتدة على استقامة اخلط

.البصروإذا كان مركز البصر هو مركز سطح اجلليدية كانت مجيع هذه اخلطوط أعمدة على سطح ظاهر البصر وعلى

سطح اجلليدية وعلى مجيع سطوح طبقات البصر املتوازية، ويكون املخروط مشتمالً على مجيع هذه األعمدة اجلزء من اهلواء الذي فيه متتد الصورة من مجيع سطح ذلك املبصر املقابل للبصر على مسوت ومشتمالً على

فتحصل صورة الضوء واللون اللذين يف ذلك املبصر يف اجلزء . األعمدة، ويكون سطح اجلليدية قاطعاً هلذا املخروطاجلليدية قد وردت إليها صورة من سطح اجلليدية الذي حيوزه املخروط، وتكون كل نقطة من هذا اجلزء من سطح

النقطة املقابلة هلا من سطح املبصر على استقامة العمود خيرج من تلك النقطة من سطح املبصر على سطوح طبقات معها على ١البصر وعلى سطح اجلليدية ونفذت يف شفيف طبقات البصر على استقامة ذلك العمود ومل تنفذ

ون هذه الصورة اليت حتصل يف اجلزء من سطح اجلليدية مرتبة فيه باخلطوط وتك. استقامة ذلك العمود صورة غريهاوتكون . اليت وردت عليها إليه هي أعمدة عليه وتلتقي عند مركز البصر كترتيب أجزاء سطح املبصر املقابل للبصر

ن نقط كثرية كل نقطة من هذا اجلزء من سطح اجلليدية مع مجيع ذلك قد وردت إليها يف تلك احلال صور كثرية م

فتحصل يف هذا اجلزء من سطح اجلليدية الذي . من النقط اليت يف سطوح املبصرات املقابلة للبصر يف ذلك الوقت .انفصل باملخروط صور كثرية من ألوان كثرية خمتلفة

ط فإن أحست اجلليدية من اجلزء الذي انفصل باملخروط بالصورة اليت وردت إىل ذلك اجلزء من مست ذلك املخروفقط ومل حتس من ذلك اجلزء من سطحها بصورة غري الصورة اليت وردت على ذلك السمت أحست بصورة ذلك املبصر على ما هي عليه ومرتبة كترتيبها، وأمكن أن حتس أيضاً يف تلك احلال بصور مبصرات أخر غري ذلك املبصر

أن حتس بصورة كل واحد من تلك من املخروطات اليت تفصل من سطحها أجزاء أخر غري ذلك اجلزء، وأمكن .املبصرات على ما هو عليه وان حتس بأوضاع بعضها من بعض على ما هي عليه

وإن أحست اجلليدية بالصور اليت ترد إليها من السموت املنعطفة أحست من ذلك اجلزء بعينه الذي انفصل من املبصر ومن صور مبصرات كثرية سطحها بذلك املخروط بصورة ممتزجة من صور أجزاء سطح أجزاء سطح ذلك

خمتلفة وتكون ممتزجة من ألوان كثرية خمتلفة، وأحست من كل جزء من كل جزء من سطحها غري ذلك اجلزء بصورة ممتزجة من صور مبصرات كثرية خمتلفة، فال حتس بالصورة اليت وردت على مست ذلك املخروط على ما هي

ألعمدة على ما هي عليه وال بشيء من الصور اليت وردت من عليه وال بشيء من الصور اليت وردت على االسموت املنعطفة على ما هي عليه، فال حتس بصورة املبصر الواحد على ما هي عليه وال تتميز هلا املبصرات اليت

.تقابلها يف وقت واحد بعضها من بعضلى ما هي عليه يف سطح املبصر، ويدرك والبصر إمنا يدرك املبصرات متميزة ويدرك أجزاء املبصر الواحد مرتبة ع

فإن كان اإلبصار من الصور اليت ترد من املبصرات إىل البصر فليس حتس . عدة من املبصرات معاً يف وقت واحد .اجلليدية بشيء من صور املبصرات من السموت املنعطفة

ترتب يف سطح اجلليدية على ما وأيضاً فإنه ليس شيء من الصور اليت تصل إىل سطح اجلليدية من صور املبصرات يهي عليه، وال شيء من صور أجزاء املبصر الواحد إال اليت تصل إليها على استقامة األعمدة اليت تقوم على سطح

فأما الصور املنعطفة عند سطح البصر فإن أوضاعها حتصل يف سطح اجلليدية منعكسة، وحتصل صورة . البصر فقطوذلك أن النقطة املتيامنة عن البصر إذا . من سطح اجلليدية، ال يف نقطة واحدةالنقطة الواحدة مع ذلك يف قطعة

امتدت صورهتا إىل نقطة من سطح البصر، وكان اخلط الذي امتدت عليه الصورة مائالً على سطح البصر، فإن وتنتهي . هصورهتا تنعطف إىل اجلهة املتياسرة عن العمود الذي ميتد من مركز البصر إىل تلك النقطة من سطح

الصورة اليت تنعطف من طرف العمود على هذه الصفة إىل نقطة متياسرة عن النقطة من سطح اجلليدية اليت يقطعه وتكون صورة النقطة املتياسرة عن البصر اليت متتد إىل تلك النقطة بعينها من سطح البصر، . عليها ذلك العمود

لعمود وعن النقطة من سطح اجلليدية اليت على ذلك العمود الذي وتكون مائلة عليه، تنعطف إىل نقطة متيامنة عن ا .خيرج من موضع االنعطاف وال تبلغ إىل العمود وال تتجاوزه، ألن هذه هي خاصة الصور املنعطفة

وكذلك صورتا النقطتني اللتني يف جهة واحدة عن البصر اللتان خترجان إىل نقطة واحدة من سطح البصر، وتكونان حتصالن يف سطح اجلليدية منعكستني، ألن اخلطني اللذين عليهما متتد صورتا النقطتني . يه يف جهة واحدةمائلتني عل

يتقاطعان عند النقطة من سطح البصر اليت عليها تلتقي الصورتان ويلقيان العمود الذي خيرج إىل تلك النقطة من يف جهة واحدة مجيعاً عن العمود الذي فإن كان هذان اخلطان على سطح البصر. سطح البصر على تلك النقطة

وأيضاً فألن اخلطني . خيرج من مركز البصر إىل تلك النقطة انعطفت صورتا النقطتني إىل اجلهة املقابلة لتلك اجلهةاللذين متتد عليهما الصورتان إىل النقطة الواحدة من سطح البصر يتقاطعان على تلك النقطة فإهنما إذا امتدا على

ا بعد التقاطع فإن وضعهما ينعكس بالقياس إىل البصر وإىل العمود، فيصري اخلط الذي كان متيامناً قبل استقامتهم .وصوله إىل سطح البصر من ذينك اخلطني متياسراً بعد جتاوزه لسطح البصر، واملتياسر منهما متيامناً

فإن الصورتني . من سطح البصر وكذلك يكون وضع اخلطني اللذين عليهما تنعطف الصورتان من النقطة الواحدةاللتني تنعطفان من نقطة واحدة تقربان مجيعاً من العمود، ومتتد الصورة اليت كانت على خط أبعد من العمود بعد

ومتتد الصورة اليت كانت . التقاطع على خط أبعد من العمود أيضاً، ولكن ببعد أقل من بعد اخلط الذي كانت عليهبعد التقاطع على خط أقرب إىل العمود أيضاً، ولكن أشد قرباً من اخلط الذي كانت على خط أقرب إىل العمود

.عليه كذلك مجيع الصور اليت تنعطف من نقطة واحدةوإذا اعترب هذا املعىن اعتباراً حمرراً وجد على ما ذكرناه، وحنن نرشد إىل الطريق الذي به يعترب هذا املعىن اعتباراً

ولسنا نستعمل هناك يف . النعطاف، وعند ذلك تنكشف مجيع املعاين اليت تتعلق باالنعطافحمققاً عند كالمنا يف ا .تبيني املعاين اليت استعملناها يف هذه املقالة شيئاً مما بيناه هبذه املعاين يف هذه املقالة

لبصر فإهنما منعطفان فالنقطتان املائلتان إىل جهة واحدة عن البصر إذا امتدت صورتامها إىل نقطة واحدة من سطح اعلى خطني يكون وضعهما عند البصر بالعكس من وضع اخلطني األولني اللذين عليهما امتدت الصورتان إىل سطح

البصر، فيكون وضع النقطتني من سطح اجلليدية اللتني تنتهي إليهما الصورتان بالعكس من وضع النقطتني اللتني تنعطف من نقطة واحدة من سطح البصر حتصل يف سطح اجلليدية فجميع الصور اليت . منهما وردت الصورتان

.منعكسة. وأيضاً فإن كل نقطة مقابلة للبصر فإن صورهتا ترد إىل مجيع سطح البصر، فهي تنعطف من مجيع سطح البصر

والصورة اليت تنعطف من مجيع سطح البصر تنعطف إىل جزء له قدر من سطح اجلليدية، ال إىل نقطة واحدة ، ألنالصور املنعطفة لو التقت بعد االنعطاف على نقطة واحدة لكانت تقطع األعمدة اليت انعطفت عند أطرافها

وليس شيء من الصور املنعطفة يلقى العمود الذي . وتتجاوزها أو خترج الصورة عن السطح الذي انعطفت فيهومجيع هذه املعاين تتبني . نعطفت فيهانعطفت عند طرفه بعد االنعطاف وال تتجاوزه وال خيرج عن السطح الذي ا

فليس تكون صورة النقطة الواحدة من املبصر اليت حتصل يف سطح اجلليدية باالنعطاف يف نقطة . عند االعتبارواحدة بل يف جزء مقتدر من سطح اجلليدية، وال يكون وضع صور النقط املختلفة من سطح املبصر اليت حتصل

. طاف بعضها عند بعض كأوضاعها اليت هي عليها يف سطوح املبصرات بل منعكسةصورها يف سطح اجلليدية باالنعفليس شيء من صور املبصرات اليت تصل إىل سطح اجلليدية على السموت املنعطفة يترتب يف سطح اجلليدية على

على ما هي وقد تبني أن الصور اليت ترد على األعمدة تترتب يف سطح اجلليدية . ما هي عليه يف سطوح املبصراتفليس شيء من صور املصرات اليت ترد إىل . عليه، ألهنا متتد على استقامة من سطوح املبصرات إىل سطح اجلليدية

سطح اجلليدية يترتب يف سطح اجلليدية على ما هي عليه يف سطوح املبصرات إال الصور اليت متتد على مسوت .األعمدة فقط

ور اليت ترد إليه من سطوح املبصرات فإن البصر ليس يدرك شيئاً من فإن كان إحساس البصر باملبصرات من الصصور املبصرات اليت تصل إليه إال من مسوت اخلطوط املستقيمة تلتقي أطرافها عند مركز البصر فقط، ألن البصر

.ليس يدرك شيئاً من صور املبصرات إال مرتبة على ما هي عليه يف سطوح املبصراتمركز سطح البصر ليس هو مركز سطح اجلليدية فإن اخلطوط املستقيمة اليت خترج من سطح وأيضاً فإنه إذا كان

البصر ومتتد يف ثقب العنبية وتنتهي إىل املبصرات ليس تكون أعمدة على سطح اجلليدية بل مائلة عليها، وال تكون

والصور اليت ترد . ر باملركزينأوضاعها على سطح اجلليدية أوضاعاً متشاهبة، إال خط واحد منها فقط وهو الذي ميمن سطوح املبصرات إىل سطح اجلليدية ليس يصح أن حتس هبا اجلليدية إال من مسوت هذه اخلطوط فقط، اعين اليت

هي أعمدة على سطح البصر الذي هو سطح القرنية، ألن الصور اليت ترد على هذه األعمدة فقط هي اليت تترتب .وح املبصراتيف سطح اجلليدية كترتيبها يف سط

فإن كانت اجلليدية تدرك املبصرات من الصور اليت ترد إليها، وكانت إمنا تدرك الصور من مسوت هذه اخلطوط، وكانت هذه اخلطوط ليست أعمدة على سطحها، فهي تدرك الصور إذاً من أوضاعها من سطحها أوضاع خمتلفة

ولو كانت تدرك الصور . ة األوضاع عند سطحهاوإذا كانت تدرك الصور من مسوت خمتلف. ومائلة على سطحهاوإذا كان ليس يصح أن . املنعطفة من السموت املختلفة األوضاع مل يتميز هلا شيء من املبصرات كما تبني فيما تقدم

تدرك الصور املنعطفة من السموت املختلفة األوضاع فليس يصح أن تدرك صور املبصرات من مسوت اخلطوط اليت سطح البصر إال إذا كانت هذه اخلطوط أعمدة على سطحها وكانت أوضاعها من سطحها هي أعمدة على

وليس تكون هذه اخلطوط أعمدة على سطحها إال إذا كان مركز سطحها ومركز سطح البصر نقطة . متشاهبةطرافها وليس يدرك البصر شيئاً من صور املبصرات إال من مسوت اخلطوط املستقيمة اليت تلتقي أ. واحدة مشتركة

.عند هذا املركز فقط

وليس ميتنع أن يكون املركزان واحداً، ألنه قد تبني أن املركزين مجيعاً من وراء مركز العنبية وعلى اخلط املستقيم فإذا كان ليس ميتنع أن يكون املركزان واحداً، وان تكون اخلطوط املستقيمة اليت خترج من . الذي مير جبميع املراكز

على السطحني مجيعاً، أعين سطح اجلليدية وسطح البصر، فليس ميتنع أن يكون إدراك البصر املراكز أعمدة للمبصرات من الصور اليت ترد إليه من صور األلوان واألضواء اليت يف سطوح املبصرات إذا كان إدراكه هلذه

وء املبصرات، وأن تكون وذلك بأن تكون طبيعة البصر قابلة ملا يرد إليها من ض. الصور من مسوت األعمدة فقططبيعة البصر مع ذلك متخصصة بأن ال تقبل ما يرد عليها من الصور إال من مسوت خمصوصة، ال من مجيع

السموت، وهي مسوت اخلطوط املستقيمة اليت تلتقي أطرافها عند مركز البصر فقط، لتخصص هذه اخلطوط بكوهنا فيكون اإلحساس من الصورة الواردة من املبصرات، وتكون أقطاراً له وبكوهنا أعمدة على سطح اجلسم احلاس،

.هذه اخلطوط كاآللة للبصر هبا تتميز له املبصرات وهبا تترتب أجزاء كل واحد من املبصراتفإن األضواء تشرق من األجسام املضيئة . ولتخصص البصر ببعض السموت دون غريها نظائر يف األمور الطبيعية

واألجسام الثقال تتحرك إىل . مة فقط وليس متتد على اخلطوط املقوسة وال املنحنيةومتتد على السموت املستقيالسفل باحلركة الطبيعية على خطوط مستقيمة وليس تتحرك على خطوط منحنية وال مقوسة وال متعرجة، وليس

صوصة وهي تتحرك أيضاً على مجيع اخلطوط املستقيمة اليت بينها وبني سطح األرض بل على خطوط مستقيمة خمواألجرام السماوية تتحرك على خطوط مستديرة وليس تتحرك . اليت تكون أعمدة على سطح األرض وأقطاراً هلا

وإذا تؤملت احلركات الطبيعية وجد لكل واحد منها . على خطوط مستقيمة وال على خطوط خمتلفة الترتيبيف قبوله لتأثريات األضواء واأللوان فغري ممتنع أن يكون البصر متخصصاً. ختصص ببعض السموت دون غريها

وإدراك البصر للمبصرات من مسوت . بالسموت املستقيمة اليت تلتقي عند مركزه فقط اليت هي أعمدة على سطحهاخلطوط املستقيمة اليت تلتقي أطرافها عند مركز البصر هو الذي اجتمع عليه مجيع أصحاب التعاليم ومل يقع بينهم

.خلطوط هي اليت يسميها أصحاب التعاليم خطوط الشعاعفيه اختالف، وهذه اوإذا كان هذا املعىن ممكناً وغري ممتنع، وكانت صور األضواء واأللوان ترد إىل البصر وتنفذ يف شفيف طبقات البصر

ألن خاصة هذه الصور أن تنفذ يف األجسام املشفة ومن خاصة األجسام املشفة أن تقبل هذه الصور وتؤديها إىل هات املقابلة هلا، وكان اإلبصار ال يتم من قبول هذه الصور إال إذا كان قبول البصر هلا من مسوت األعمدة فقط، اجل

فالبصر إذن إمنا يدرك األضواء واأللوان اليت يف سطوح املبصرات من الصور اليت ترد إليه من سطوح املبصرات، .تلتقي أطرافها عند مركز البصر فقط وليس يدرك هذه الصور إال مسوت اخلطوط املستقيمة اليت

.فلنحرر اآلن ما استقر من مجيع ما ذكرناهعن البصر حيس بالضوء واللون اللذين يف سطح املبصر من الصورة اليت متتد من الضوء واللون اللذين يف : فنقول

شف املتوسط بني البصر سطح املبصر من الصورة اليت متتد من الضوء واللون اللذين يف سطح املبصر يف اجلسم املواملبصر، وليس يدرك البصر شيئاً من املبصرات إال من مسوت اخلطوط املستقيمة اليت تتوهم ممتدة بني املبصر ومركز

.وإذ قد حترر ذلك، وتبني مع هذه احلال أن هذا املعىن ممكن وغري ممتنع، فإننا حنرر اآلن الدعوى. البصر فقط .يكون إال على هذه الصفة إن اإلبصار ال يصح أن: فنقول

وذلك أن البصر إذا أحس باملبصر بعد أن كان ال حيس به فقد حدث فيه شيء ما بعد أن مل يكنن وليس حيدث شيء وجند املبصر إذا قابل البصر أحس به البصر، وإذا زال عن مقابلة البصر مل حيس به البصر، . بعد أن مل يكن إال لعلة

وكذلك جند البصر إذا أحس باملبصر مث أطبق أجفانه بطل . ة البصر عاد إليه اإلحساسوإذا عاد املبصر إىل مقابلوالعلة هي اليت إذا بطلت بطل املعلول . ذلك اإلحساس، وإذا فتح أجفانه واملبصر يف مقابلته عاد ذلك اإلحساس

ثه عند مقابلته للبصر، ألنه فالعلة إذن اليت حتدث ذلك الشيء يف البصر هو املبصر، وحتد. وإذا عادت عاد املعلولمىت حضر املبصر وكان يف مقابلة البصر وقع اإلحساس ومىت غاب املبصر وزال عن مقابلة البصر بطل اإلحساس،

.فالبصر إذن إمنا حيس باملبصر من شيء ما حيدثه املبصر يف البصر عند مقابلته للبصروليس إدراك البصر للمبصر من وراء . ملتوسط بينهما مشفاًوأيضاً فإن البصر ليس يدرك املبصر إال إذا كان اجلسم ا

اهلواء املتوسط بينهما من اجل رطوبة اهلواء وسخافته بل من أجل شفيفه، ألنه إذا توسط بني البصر واملبصر حجر من األحجار املشفة أيضاً أو جسم من األجسام املشفة، أي جسم كان، أدرك البصر املبصر الذي وراءه ويكون

اك البصر للمبصر حبسب شفيف اجلسم املتوسط، وكل ما كان اجلسم املتوسط أشد شفيفاً كان إحساس البصر إدروكذلك إن توسط بني البصر واملبصر ماء صاف مشف أدرك البصر املبصر الذي من . بذلك املبصر أصح وأبني

ذلك املاء بصبغ من األصباغ القوية وإذا أدرك البصر مبصراً من املبصرات يف ماء صاف مشف، مث صبغ . وراء املاء .حىت يبطل شفيفه ورطوبته باقية، فإن البصر حينئذ ال يدرك ذلك املبصر الذي يف املاء

فالشيء الذي يفعله . فيتبني من هذه األحوال أن اإلبصار إمنا يتم بشفيف اجلسم املتوسط ال برطوبته وسخافتهاإلحساس ليس يتم إال بشفيف اجلسم املتوسط بني البصر واملبصر املبصر يف البصر عند مقابلته له الذي منه يقع

فالضوء واللون اللذان يف املبصر إذن ليس يدركهما البصر . وليس يتم إذا توسط بني البصر واملبصر جسم كثيفا إال من شيء ما حيدثه ذلك الضوء واللون يف البصر، وليس حيدث ذلك الشيء من الضوء واللون يف البصر إال إذ

.كان اجلسم املتوسط بني البصر واملبصر مشفاً، وليس حيدث إذا كان اجلسم املتوسط كثيفاًوليس خيتص الشفيف بشيء مما يتعلق بالضوء واللون خيالف به الكثافة إال أن صورة الضوء واللون تنفذ يف الشفيف

إىل اجلهات املقابلة لذلك الضوء واللون وال تنفذ يف الكثافة، وان اجلسم املشف يقبل صورة الضوء واللون ويؤديها وإذا كان البصر ليس حيس بالضوء واللون اللذين يف املبصر إال من حدوث . وليس للجسم الكثيف هذه الصفة.

شيء ما حيدثه الضوء واللون يف البصر، وكان ذلك الشيء ليس حيدث يف البصر إال إذا كان اجلسم املتوسط بني

ليس حيدث إذا توسط بينهما جسم كثيف، وكان اجلسم املشف ليس خيتص بشيء يتميز به البصر واملبصر مشفاً، وعن اجلسم الكثيف مما يتعلق بالضوء واللون إال قبوله لصور األضواء واأللوان وتأديته هلا إىل اجلهات املقابلة، وكان

تتأدى إىل البصر وحتصل يف سطح قد تبني أن البصر إذا قابل املبصر فإن صورة الضوء واللون اللذين يف املبصرالعضو احلاس، فالبصر إذن إمنا حيس بالضوء واللون الذين يف املبصر من الصورة اليت متتد يف اجلسم املشف من

املبصر إىل البصر، والشيء الذي حيدثه املبصر يف البصر عند مقابلته له وتوسط اجلسم املشف بينهما الذي منه حيس .اللذين يف املبصر هو هذه الصورةالبصر بالضوء واللون

وقد حيتمل أن يقال إن اجلسم املشف يقبل من البصر شيئاً ما ويؤديه إىل املبصر وباتصال هذا الشيء بني البصر .واملبصر يقع اإلحساس، وهذا هو رأي أصحاب الشعاع

تهي إىل البصر وان فلنفرض أن األمر كذلك وأن الشعاع خيرج من البصر وينفذ يف شفيف اجلسم املشف وينوإذا كان ذلك كذلك، وكان اإلحساس إمنا يكون هبذا الشعاع، فاإلحساس الذي يكون . الشعاع يكون اإلحساس

فإن كان اإلحساس يكون بالشعاع وال يتأدى إىل . هبذا الشعاع إما أن يتأدى إىل البصر وإما أن ال يتأدى إىل البصروإذا كان البصر حيس باملبصر، وليس حيس به إال بتوسط . حيس باملبصرلكن البصر . البصر فليس حيس البصر بشيء

الشعاع بينهما، وكان قد تبني أن البصر ليس حيس باملبصر إال من شيء حيدثه املبصر بالبصر، فهذا الشعاع إذن صر شيئاً ما منه وإذا كان الشعاع يؤدي إىل الب. الذي حيس باملبصر يؤدي إىل البصر شيئاً ما منه حيس البصر باملبصر

يكون إحساس البصر باملبصر فالبصر إذن إمنا حيس بالضوء واللون اللذين يف املبصر من شيء يرد من الضوء واللون فعلى تصاريف األحوال ليس يكون اإلبصار إال . اللذين يف املبصر إىل البصر، والشعاع هو الذي يؤدي ذلك الشيء

.رج من البصر شعاع أم مل خيرجمن ورود شيء ما من املبصر إىل البصر خوقد تبني أن اإلبصار ال يتم إال بشفيف اجلسم املتوسط بني البصر واملبصر وليس يتم إذا توسط بينهما جسم

وهو بني أن اجلسم املشف ليس خيتص بشيء خيالف به اجلسم الكثيف مما يتعلق بالضوء واللون إال بقبوله . كثيفوقد تبني أن هذه الصور متتد أبداً يف اهلواء ويف األجسام . هلا إىل اجلهات املقابلة هلاصور األضواء واأللوان وتأديته

املشفة ويقبلها اهلواء واألجسام املشفة وتؤديها إىل مجيع اجلهات املقابلة لتلك األضواء واأللوان وتؤديها إىل البصر يء ما من املبصر إىل البصر، وكان اإلبصار ليس وإذا كان اإلبصار ليس يكون إال من ورود ش. إذا كان مقابالً هلا

يتم إال بشفيف اجلسم املتوسط بني البصر واملبصر، وليس يتم إذا توسط بينهما جسم كثيف، وكان اجلسم املشف ليس خيتص بشيء خيالف به اجلسم الكثيف مما يتعلق بالضوء واللون إال بقبوله صور األضواء واأللوان وتأديته هلا

ت املقابلة، وكان قد تبني أن صورة الضوء واللون اللذين يف املبصر تصل إىل البصر إذا كان مقابالً إىل اجلهاللمبصر، فالشيء إذن الذي يرد من املبصر إىل البصر الذي منه يدرك البصر الضوء واللون اللذين يف املبصر على

.خيرجتصاريف األحوال ليس هو إال هذه الصورة خرج من البصر شعاع أم مل وقد تبني أن صور األضواء واأللوان تشرق أبداً يف اهلواء ويف األجسام املشفة ومتتد فيها إىل اجلهات املقابلة هلا

وإذا كان البصر ليس حيس بالضوء واللون اللذين يف املبصر إال من هذه الصورة، وكانت . حضر البصر أم مل حيضرام املشفة إىل اجلهات املقابلة هلا حضر البصر أم مل حيضر، فخروج الشعاع هذه الصورة متتد أبداً يف اهلواء ويف األجس

فالبصر إمنا حيس بالضوء واللون اللذين يف املبصر من الصورة اليت ترد إليه من الضوء واللون . إذن عبث وفضل .بلة هلااللذين يف املبصر، اليت تشرق أبداً يف اهلواء ويف األجسام املشفة، ومتتد إىل اجلهات املقا

وأيضاً فإنه قد تبني أن صورة كل نقطة من املبصر املقابل للبصر تصل إىل البصر على مسوت كثرية خمتلفة، وانه ليس يصح أن يدرك البصر صورة املبصر مرتبة على ما هي عليه يف سطح املبصر إذا كان إدراك البصر للمبصر من

ل البصر للصور من مسوت اخلطوط املستقيمة اليت تكون أعمدة الصورة اليت ترد إليه من املبصر إال إذا كان قبوعلى سطح البصر وتكون مع ذلك أعمدة على سطح العضو احلاس، وأن اخلطوط املستقيمة ليس تكون أعمدة على

وإذا كان قد . هذين السطحني إال إذا كان مركز هذين السطحني نقطة واحدة مشتركة فإن ذلك ممكن غري ممتنعأن اإلبصار ليس يصح أن يكون إال من الصور اليت ترد من املبصر إىل البصر، وكان يصح أن يدرك تبني اآلن

البصر املبصرات من الصور اليت ترد إليه املبصرات إال إذا كان قبوله هلا من مسوت اخلطوط اليت تكون أعمدة على يصح أن تكون أعمدة على هذين سطح البصر وأعمدة على سطح العضو احلاس، وكانت اخلطوط املستقيمة ليس

السطحني معاً إال إذا كان مركز هذين السطحني نقطة واحدة مشتركة، فليس يصح إذن أن يكون مركز سطح اجلليدية ومركز سطح البصر إال نقطة واحدة مشتركة، وليس يصح أن يدرك البصر شيئاً من صور املبصرات إال

وهذا املعىن هو الذي كنا ضمنا من قبل عند . فها عند هذا املركز فقطمن مسوت اخلطوط املستقيمة اليت تلتقي أطراكالمنا يف هيئة البصر تبينه يف هذا الفصل، وقد بيناه اآلن أعين أن مركز اجلليدية ومركز سطح البصر هو نقطة

.واحدة مشتركةالصحيح، فنقول إنه إن وإذ قد تبني ذلك فقد بقي أن نكشف رأي أصحاب الشعاع ونبني فساد الفاسد منه وصحة

كان اإلبصار إمنا هو بشيء خيرج من البصر إىل املبصر فإن ذلك الشيء إما أن يكون جسماً أو غري جسم فإن كان جسماً فإننا إذا نظرنا إىل السماء ورأيناها ورأينا ما فيها من الكواكب وميزناها وتأملناها فإنه يف ذلك الوقت قد

بني السماء واألرض ومل ينقص من البصر شيء، وهذا حمال يف غاية االستحالة ويف خرج من أبصارنا جسم مأل ما وإذا كان الشيء الذي خيرج من البصر غري جسم فإن ذلك . غاية الشناعة، فليس اإلبصار جبسم خيرج من البصر

ملبصر شيء الشيء ليس حيس باملبصر، ألن اإلحساس ليس هو إال لألجسام ذات احلياة، فليس خيرج من البصر ا .حيس باملبصر

وهو بني ألن اإلبصار يكون بالبصر، فإذا كان اإلبصار إمنا هو بالبصر، وكان البصر ليس يدرك املبصر إال بأن خيرج منه شيء إىل املبصر، وكان ذلك الشيء الذي خيرج من البصر ليس حيس باملبصر، فالشيء الذي خيرج من البصر

. رج من البصر إىل املبصر إمنا يؤدي إىل البصر شيئاً ما منه يدرك البصر املبصرليس حيس باملبصر، والشيء الذي خيوليس جيوز أن يظن شيء من األشياء إال . وليس هذا الذي يقال إنه خيرج من البصر شيئاً حمسوساً وإمنا هو مظنون

شعاع هي أهنم وجدوا البصر والعلة اليت دعت أصحاب الشعاع إىل القول بال. إذا كان هناك علة تدعو إىل الظن بهيدرك املبصر وبينه وبينه بعد، واملتعارف من اإلحساس أنه ال يكون إال باملالمسة، وكذلك ظنوا أن اإلبصار ليس يكون إال بشيء خيرج من البصر إىل املبصر ليكون ذلك الشيء إما أن حيس باملبصر يف موضعه وإما أن يأخذ من

.فيحس به البصر عند وصوله إليه املبصر شيئاً ويؤديه إىل البصر

وإذا كان ليس يصح أن خيرج من البصر جسم حيس باملبصر وليس يصح أن حيس باملبصر شيء غري اجلسم احلي، وإذا كان قد تبني .ومل يبق إال أن يظن أن ذلك الشيء الذي خيرج من البصر إىل املبصر يقبل شيئاً ويؤديه إىل البصر

ة تقبل صورة املبصر وتؤديها إىل البصر وإىل كل جسم يقابل املبصر فذلك الشيء الذي أن اهلواء واألجسام املشفوإذا كان . يظن أنه يؤدي إىل البصر شيئاً من املبصر إمنا هو اهلواء واألجسام املشفة املتوسطة بني البصر واملبصر

اريف األحوال إذا كان البصر اهلواء واألجسام املشفة تؤدي إىل البصر شيئاً من املبصر يف كل وقت وعلى تص

مقابالً للمبصر من غري حاجة إىل خروج شيء من املبصر فقد بطلت العلة اليت دعت أصحاب الشعاع إىل القول ألن هذا الذي دعاهم إىل القول بالشعاع هو اعتقادهم أن اإلبصار ال يتم إال بشيء ميتد بني البصر . بالشعاع

وإذا كان اهلواء واألجسام املشفة املتوسطة بني البصر واملبصر تؤدي إىل . املبصر واملبصر ليؤدي إىل البصر شيئاً منالبصر شيئاً من املبصر من غري حاجة إىل شيء خيرج من البصر، وهي مع ذلك ممتدة بني البصر واملبصر، فقد

مظنوناً يؤدي من سقطت احلاجة إىل إثبات شيء آخر يؤدي إىل البصر شيئاً، ومل تبق علة تدعوهم إىل أن شيئاً .وإذا مل تبق علة تدعو أصحاب الشعاع إىل القول بالشعاع فقد بطل القول بالشعاع. املبصر شيئاً إىل البصر

وأيضاً فإن مجيع أصحاب التعاليم القائلني بالشعاع إمنا يستعملون يف مقاييسهم وبراهينهم خطوطاً متومهة فقط فرأي . بينا أن البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات إال من مسوهتا فقطوهذه اخلطوط هي اليت . ويسموهنا الشعاع

ورأي من . من رأى أن خطوط الشعاع هي خطوط متومهة هو رأي صحيح، وقد بينا انه ليس يتم اإلبصار إال هباوجود رأى أنه خيرج من البصر شيء غري اخلطوط املتومهة هو رأي مستحيل، وقد بينا استحالته بأنه ليس يشهد به

.وال تدعو إليه علة وال تقوم عليه حجةوقد تبني من مجيع ما بيناه أن البصر إمنا حيس بالضوء واللون اللذين يف سطح البصر من صورة الضوء واللون

اللذين يف سطح املبصر اليت متتد من املبصر إىل البصر يف اجلسم املشف املتوسط بني البصر واملبصر، وأن البصر ليس ئاً من الصور اليت ترد إليه إال من مسوت اخلطوط املستقيمة اليت تتوهم ممتدة بني املبصر وبني مركز البصر يدرك شي

.فقط اليت هي أعمدة على مجيع سطوح طبقات البصر، وذلك ما أردنا أن نبنياللذين يف املبصر ألن البصر ليس يدرك من املبصر مبجرد احلس إال الضوء واللون. وهذا هو كيفية اإلبصار باجلملة

فقط، فأما باقي املعاين اليت يدركها البصر من املبصر كالشكل والوضع والعظم واحلركة وما أشبه ذلك فليس يدركها البصر مبجرد احلس وإمنا يدركها بقياس وأمارات، وحنن نبني هذا املعىن من بعد بياناً مستقصى يف املقالة

وهذا املعىن الذي بيناه، أعين كيفية اإلبصار، موافق لرأي . اليت يدركها البصر الثانية عند كالمنا يف تفصيل املعاينوقد تبني منه أن القبيلني حمقان . احملصلني من أصحاب العلم الطبيعي وموافق للمتفق عليه من رأي أصحاب التعاليموال يصح أن يتم اإلحساس وأن املذهبني صحيحان ومتفقان وغري متناقضني، إال أنه ليس يتم أحدمها إال باآلخر

.بأحدمها دون اآلخر، وال يصح أن يكون اإلبصار إال مبجموع املعنينيواخلطوط اليت وصفناها هي اليت يسميها أصحاب التعاليم خطوط الشعاع، وهي خطوط متومهة فقط من مسوهتا فقد

ري الصورة يف البصر ومن انفعال فاإلحساس إمنا هو من الصورة وهو تأث. هبذه الصور يدرك البصر صور املبصراتوالبصر متهيئ لالنفعال هبذه الصور، ومتهيئ لالنفعال على وضع غري حمسوس وهو وضع مسوت . البصر بتأثريها

األعمدة اليت تقوم على سطحه فليس حيس بصور املبصرات إال من مسوت األعمدة فقط، وإمنا طبيعة البصر بصرات وتترتب أجزاء كل واحد من صور املبصرات عند البصر إال إذا متخصصة هبذه اخلاصة ألنه ليس تتميز امل

فخطوط الشعاع هي خطوط متومهة تتشكل هبا كيفية الوضع الذي عليه . كان إحساسه هبا من السموت فقط .ينفعل البصر بالصورة

مركز البصر وقاعدته وقد تبني أن البصر إذا قابل املبصر فإنه يتشكل بني املبصر وبني مركز البصر خمروط رأسه سطح املبصر، فيكون بني كل نقطة من سطح املبصر وبني مركز البصر خط مستقيم متوهم هو عمود على سطوح طبقات البصر، ويكون املخروط مشتمالً على مجيع هذه اخلطوط، ويكون سطح اجلليدية قاطعاً هلذا املخروط ألن

وإذا كان اهلواء الذي بني البصر وذلك املبصر . ليديةمركز البصر الذي هو رأس املخروط من وراء سطح اجل

متصالً فإن الصورة تكون ممتدة من ذلك املبصر على مست هذا املخروط يف اهلواء الذي حيوزه هذا املخروط يف طبقات البصر املشفة إىل اجلزء من سطح اجلليدية الذي ينفصل هبذا املخروط، ويكون املخروط مشتمالً على مجيع

ت اليت بني البصر واملبصر اليت يدرك منها البصر صورة ذلك املبصر، وكون الصورة مرتبة يف هذا املخروط السموكترتيبها يف سطح املبصر، ويكون اجلزء من سطح اجلليدية الذي ينفصل هبذا املخروط يشتمل على مجيع صورة

زء من سطح اجلليدية باخلطوط املستقيمة املبصر الذي عند قاعدة هذا املخروط، وتكون الصورة مرتبة يف هذا اجلاملمتدة بني املبصر ومركز البصر اليت من مسوهتا يدرك البصر تلك الصور كترتيب أجزاء سطح املبصر، ألن هذه

.اخلطوط تقطع هذا اجلزء من سطح اجلليدية ويقطعه كل واحد منها على نقطة واحدة فقطإحساس البصر بالضوء واللون اللذين يف سطح البصر إمنا يكون من ف. وقد تبني أن اإلحساس إمنا يكون باجللية

اجلزء من اجلليدية الذي يقدره املخروط املتشكل بني ذلك املبصر وبني مركز البصر وقد تقدم أن هذه الرطوبة فيها صور فألن فيها بعض الشفيف فهي تقبل الصور فتنفذ ال. بعض الشفيف وفيها بعض الغلظ، ولذلك تشبه باجلليد

فيها مبا فيها من الشفيف، وألن فيها بعض الغلظ فهي تدافع الصور ومتنعها من النفوذ مبا فيها من الغلظ، وتثبت كذلك جسم مشف فيه بعض الغلظ إذا أشرق عليه الضوء نفذ . الصور يف سطحها ويف جسمها للغلظ الذي فيها

ب ما فيه من الغلظ كما تثبت يف سطوح الضوء فيه حبسب ما فيه من الشفيف وتثبت الصور يف سطحه حبساألجسام الكثيفة، ويثبت الضوء أيضاً يف مجيع اجلسم إذا نفذ فيه للغلظ الذي فيه فيظهر الضوء يف سطحه ويف مجيع

.اجلسم حبسب ثبوته فيهة أيضاً اليت هي فالصور تنفذ فيها للقوة القابلة احلساس. وأيضاً فإن اجلليدية متهيئة لقبول هذه الصور ولإلحساس هبا

فيها اليت هي متهيئة لإلحساس هبا، وهي متهيئة لقبول هذه الصور من مسوت خطوط الشعاع، فالصور تنفذ يف .جسمها على استقامة خطوط الشعاع

فإذا حصلت الصورة يف سطح اجلليدية فهي تفعل فيها واجلليدية تنفعل فيها، ألن من خاصة الضوء أن يفعل بالبصر وهذا الذي يفعله الضوء باجلليدية ينفذ يف جسم اجلليدية على استقامة خطوط . بصر أن ينفعل بالضوءومن خاصة الواجلليدية تقبل هذا . وإذا نفذ الضوء يف جسم اجلليدية فاللون ينفذ معه ألن اللون ممتزج بالضوء. الشعاع فقط

ومن هذا الفعل وهذا االنفعال . هبذه الصور الفعل وهذا النفوذ من صور األضواء واأللوان ألهنا متهيئة لالنفعاليكون إحساس اجلليدية بتأثري صور املبصرات، ومن الصورة اليت حتصل يف سطحها وتنفذ يف مجيع جسمها يكون .إحساسها باملؤثر، ومن ترتب أجزاء الصورة فيسطحها ويف مجيع جسمها يكون إحساسها بترتيب أجزاء املؤثر

إال ان من اآلالم ما ينزعج له العضو املتأمل وتقلق له . الضوء باجلليدية هو من جنس األمل وهذا التأثري الذي يؤثرهوما كان على هذه الصفة . النفس ومن اآلالم ما يكون حمتمالً فال ينزعج له العضو املتأمل وال تقلق له النفس لسهولته

والذي يدل على أن تأثري األضواء يف البصر هو . ليهمن األمل فليس يظهر للحس وال حيكم املتأمل به انه أمل لسهولته عويظهر للحس تأمل البصر بالضوء القوي كضوء الشمس . من جنس األمل هو أن األضواء القوية تزعج البصر وتؤمله

إذا حدق الناظر إىل نفس جرم الشمس، وكضوء الشمس املنعكس عن األجسام الصقيلة إىل البصر، فإن هذه وتأثريات مجيع األضواء يف البصر من جنس . ر وتزعجه إزعاجاً شديداً ويظهر تأمل البصر هبااألضواء تؤمل البص

وإذا كانت كلها من جنس واحد، وكان تأثري القوي من األضواء من جنس . واحد، وإمنا ختتلف باألشد واألضعفعف، ولسهولة تأثري األضواء األمل، فجميع تأثريات األضواء يف البصر من جنس األمل وإمنا ختتلف باألشد واألض

الضعيفة واملعتدلة يف البصر خيفى عن احلس أهنا آالم، فإحساس اجلليدية بتأثريات األضواء هو إحساس من جنس

واجلليدية متهيئة لالنفعال باألضواء واأللوان واإلحساس هبا هتيؤاً يف الغاية، فلذلك حتس جبميع . اإلحساس باآلالموحتس بالضعيف اخلفي من األضواء الذي يبعد يف التخيل انه يؤمل البصر ويؤثر فيه تأثرياُ من األضواء ومجيع األلوان

.جنس األمل للطف حسها وشدة هتيئهامث عن هذا اإلحساس الذي يقع عند اجلليدية ميتد يف العصبة اجلوفاء، ويتأدى إىل مقدم الدماغ، وهناك يكون آخر

وة النفسانية احلساسة تكون يف مقدم الدماغ، وهذه القوة هي اليت تدرك واحلاس األخري الذي هو الق. اإلحساساحملسوسات، والبصر إمنا هو آلة من آالت هذه القوة، وغاية البصر ان يقبل صور املبصرات اليت حتصل فيه ويؤديها

. تكون يف املبصرات إىل احلاس األخري، واحلاس األخري هو الذي يدرك تلك الصور ويدرك منها املعاين املبصرة اليتوالصورة اليت حتصل يف سطح اجلليدية متتد يف سطح اجلليدية، مث يف اجلسم اللطيف الذي يف جتويف العصبة إىل أن

تنتهي إىل العصبة املشتركة، وعند حصول الصورة يف العصبة املشتركة يتم اإلبصار، ومن الصورة اليت حتصل يف .صورة املبصرالعصبة املشتركة يدرك احلاس األخري وإذا كان اإلبصار من الصورة اليت حتصل يف البصر، وكان الناظر يدرك . والناظر إمنا يدرك املبصرات ببصرين

املبصرات ببصرين، حصلت صور املبصرات يف كل واحد من البصرين، فيحصل للمبصر الواحد يف البصرين ألحوال واحداً، وإمنا كان ذلك كذلك ألن الصورتني ومع ذلك فإن الناظر يدرك املبصر الواحد يف أكثر ا. صورتان

اللتني حتصالن يف البصرين للمبصر الواحد يف حال إدراكه واحداً إذا انتهتا إىل العصبة املشتركة التقت الصورتان وانطبقت إحديهما على األخرى وصار منهما صورة واحدة، ومن الصورة اليت تتحد من الصورتني يدرك احلاس

.رة ذلك املبصراألخري صووالذي يدل على أن الصورتني اللتني حتصالن يف البصرين للمبصر الواحد يف حال إدراكه واحداً جتتمعان وتصريان صورة واحدة من قبل أن يدركها احلاس األخري، وان احلاس األخري إمنا يدرك صورة املبصر يف حال إدراكه واحداً

إذا اعتمد بيده على إحدى عينيه فغمزها من جهة من اجلهات غمزاً من بعد اجتماع الصورتني، وهو أن الناظررفيقاً بلطف وتأييد حىت يتغري وضعها الذي هي عليه فتميل إىل اسفل وإىل فوق وإىل إحدى اجلهات وتكون العني

يت كان فيها األخرى ساكنة على حاهلا، ونظر يف تلك احلال إىل مبصر من املبصرات اليت يف اجلهة املقابلة للجهة الالغمز، ونظر بالبصرين، فإنه يرى املبصر الواحد اثنني، اعين أنه إن اعتمد على إحدى عينيه من أعالها وغمزها إىل

أسفل ونظر إىل اجلهة السفلى فإنه يرى املبصر الواحد اثنني، وكذلك إن اعتمد على إحدى عينيه فغمزها من يرى الواحد اثنني، وإذا أزال يده عن عينه ورجعت العني إىل وضعها أسفلها إىل فوق فنظر إىل اجلهة العليا فإنه

الطبيعي، مث نظر إىل ذلك املبصر، وقابله بالبصرين مجيعاً فإنه يرى ذلك املبصر واحداً وجيد ذلك كذلك إذا كان .ينظر بالعينني مجيعاً فإن غمز إحدى عينيه وستر العني األخرى مل ير املبصر الواحد إال واحداً

. فلو كان احلاس يدرك املبصر الواحد من اجل أنه واحد لقد كان يدركه أبداً واحداً على اختالف أحوال البصرينوإذا كان احلاس األخري إمنا يدرك املبصرات من الصور اليت ترد . ولو كان ال يرد إليه شيء من املبصر الواحد اثنني

ثنني ويف بعض األحوال واحداً، دل ذلك على أن الذي يرد إليه إليه، وكان يدرك املبصر الواحد يف بعض األحوال ايف حال إدراكه املبصر الواحد اثنني هو صورتان وأن الذي يرد إليه يف حال إدراكه ذلك املبصر واحداً هو صورة

خري فإذا كان يف كال احلالني حيصل للمبصر الواحد يف البصرين صورتان وكان الذي يتأدى إىل احلاس األ. واحدة يف بعض األحوال هو صورتان ويف بعض األحوال هو صورة واحدة، وكانت الصور اليت تتأدى إىل احلاس األخري

إمنا تتأدى إليه من املبصر، فإن الذي يتأدى إىل احلاس األخري من الصورتني اللتان حتصالن يف املبصرين للمبصر

.الواحد يف حال إدراكه واحداً هو صورة واحدةدى الصور إىل احلاس األخري من أحد البصرين دون األخر مع سالمة البصرين وإدراك ذلك املبصر بكل وليس تتأ

وإذا كان الذي يتأدى إىل احلاس من كل واحد من الصورتني اللتني حتصالن يف البصرين . واحد من املبصرينور تتأدى من البصرين مجيعاً إىل للمبصر الواحد يف حال إدراك ذلك املبصر واحداً هو صورة واحدة ، وكانت الص

احلاس األخري، فالصورتان إذن اللتان حتصالن يف البصرين للمبصر الواحد عند إدراكه واحداً متتدان من البصرين . وتلتقيان قبل إدراك احلاس األخري هلما، ومن بعد التقائهما واحتادمها يدرك احلاس األخري الصور املتحدة منهما

حتصالن يف البصرين للمبصر الواحد يف حال إدراكه اثنني متتدان من البصرين وال تلتقيان فالصورتان اللتان فالصورتان اللتان حتصالن يف البصرين للمبصر الواحد يف حال إدراكه . وتنتهيان إىل احلاس األخري ومها صورتان

س األخري من الصورة املتحدة منهما واحداً تلتقيان قبل وصوهلما إىل احلاس األخري، ومن بعد التقائهما يدرك احلا .صورة ذلك املبصر

وأيضاً فإن إدراك املبصر الواحد يف بعض األحوال واحداً ويف بعض األحوال اثنني دليالً على أن اإلبصار ليس هو ألنه لو كان اإلبصار بالبصر فقط لكان البصران إدراك املبصر الواحد واحداً قد أدركا من الصورتني. بالبصر فقط

اللتني حتصالن فيهما للمبصر الواحد صورة واحدة ولكانا أبداً يدركان من الصورتني اللتني حتصالن فيهما للمبصر .الواحد صورة واحدة

وإذا كان املبصر الواحد يدرك يف بعض األحوال واحداً ويف بعض األحوال اثنني، ويف كال احلالني له يف البصرين اساً آخر غري البصر حتصل عنده للمبصر الواحد يف حال إدراكه واحداً صورة صورتان، دل ذلك على أن هناك ح

واحدة مع حصول صوريت ذلك املبصر يف البصرين، وحتصل عنده للمبصر الواحد عند إدراكه اثنني صورتان، فإن يف بعض ففي إدراك املبصر الواحد يف بعض األحوال واحداً و. اإلحساس إمنا يتم بذلك احلاس ال بالبصر فقط

األحوال اثنني دليل على أن الصور اليت حتصل يف البصر تتأدى إىل احلاس األخري، وإن باحلاس األخري يكون متام اإلحساس ال بالبصر فقط، وفيه دليل على أن الصورتني اللتني للمبصر الواحد يف حال إدراكه واحداً تلتقيان قبل

.إدراك احلاس األخري هلما

وإذا . إمنا ميتد من األعضاء إىل احلاس األخري يف األعصاب املتصلة بني األعضاء وبني الدماغ وأيضاً فإن اإلحساسكان قد تبني أن الصور متتد من البصر إىل احلاس األخري الذي يف مقدم الدماغ فالصور إذن متتد من البصر يف

ذا كان قد تبني أن الصورتني اللتني حتصالن وإ. العصبة املمتدة بني البصر وبني الدماغ إىل أن تصل إىل احلاس األخريللمبصر الواحد يف البصرين يف حال إدراك املبصر واحداً متتدان إىل احلاس األخري وتلتقيان قبل إدراك احلاس األخري

هلما، وكان امتداد الصور إىل احلاس األخري إمنا هو يف العصاب، فإن هاتني الصورتني إذن متتدان من البصرين يف وقد تقدم يف هيئة البصر أن العصبتني . صبتني املمتدتني من البصر وتلتقيان يف املوضع الذي تلتقي فيه العصبتانالع

اللتني متتدان من الدماغ إىل البصرين تلتقيان عند مقام الدماغ وتصريان عصبة واحدة، مث تفترقان وتنتهيان إىل العصبتني وتلتقيان عند التقاء العصبتني فالصورتان إذن وإذا كانت الصورتان متتدان من البصرين يف. البصرين

اللتان حتصالن يف البصرين للمبصر الواحد يف حال إدراكه واحداً متتدان من البصرين وتنتهيان إىل العصبة املشتركة فجميع وإذا كانت هاتان الصورتان تنتهيان إىل العصبة املشتركة . وتلتقيان يف هذه العصبة وتصريان صورة واحدة

.الصور اليت حتصل يف البصر من صور املبصرات تنتهي إىل العصبة املشتركةومما يدل دليالً واضحاً على أن صور املبصرات متتد يف جتويف العصبة وتنتهي إىل احلاس األخري ومن بعد امتدادها

ذا زالت السدة عاد اإلبصار يف جتويف العصبة يتم اإلبصار هو أن هذه العصبة إذا حصل فيها سدة بطل اإلبصار، وإ .تشهد بذلك صناعة الطب

فأما مل تلتقي الصورتان يف حال إدراك املبصر الواحد واحداً وليس تلتقيان يف حال إدراكه اثنني فألن املبصر الواحد ، إذا أدرك بالبصرين، وكان وضع البصرين وضعهما الطبيعي، كان وضع البصرين من املبصر الواحد وضعاً متشاهباً

وإذا ميل وضع البصرين اختلف وضع . فتحصل صورة املبصر الواحد يف موضعني متشاهبي الوضع من البصرينوقد . البصرين من ذلك املبصر، فتحصل صورتا ذلك املبصر يف موضعني من البصرين خمتلفي الوضع من البصرين

وإذا كان وضع العصبة املشتركة من .تقدم يف هيئة البصر أن العصبة املشتركة وضعها من البصرين وضع متشابهالبصرين وضعاً متشاهباً كان وضع املوضعني املتشاهبي الوضع من البصرين من موضع واحد بعينه من العصبة

فإذا امتدت الصورتان من املوضعني املتشاهبي املوضع انتهتا إىل ذلك املوضع الواحد بعينه . املشتركة وضعاً متشاهباًالذي وضعه من ذينك املوضعني وضع متشابه، فتنطبق الصورتان إحديهما على األخرى من العصبة املشتركة

.وتصريان صورة واحدةواملوضعان املختلفا الوضع من البصرين ليس يكون وضعهما من موضع واحد بعينه من العصبة املشتركة وضعاً

إىل العصبة املشتركة فإهنما تنتهيان إىل موضعني فإذا امتدت الصورتان من املوضعني املختلفي الوضع وانتهتا . متشاهباًمن هذه العصبة ال إىل موضع واحد، فتحصالن يف هذه العصبة صورتني، وكذلك يدرك املبصر الواحد الذي على

.هذه الصفة اثننيالبصرين وإمنا التقت العصبتان اللتان تنشأن من مقدم الدماغ اللتان مها مبدأ البصرين ويف املوضع الذي وضعه من

وضع متشابه، وصار جتويفهما جتويفاً واحداً، لتجتمع الصورتان اللتان حتصالن يف البصرين للمبصر الواحد عند فجميع الصور اليت حتصل يف . هذه العصبة وتصريان صورة واحدة، فيدرك احلاس األخري املبصر الواحد واحداً

اجلوفاوين وتنتهي إىل جتويف العصبة املشتركة، البصرين من صور املبصرات متتد من البصرين يف العصبتنيوالصورتان اللتان حتصالن يف البصرين للمبصر الواحد يف حال إدراكه واحداً تلتقيان يف جتويف هذه العصبة

.وحتصالن صورة واحدة، ومن الصور اليت حتصل يف هذه العصبة يدرك احلاس األخري صور املبصرات

اليت حتصل يف البصر ليس تنتهي إىل العصبة املشتركة لكن اإلحساس الذي عند البصر وقد ميكن أن يقال إن الصور ميتد من البصر إىل العصبة املشتركة كما ميتد اإلحساس باآلالم واإلحساس بامللموسات، وعن وصول اإلحساس إىل

احد يف البصرين يف العصبة املشتركة يدرك احلاس األخري ذلك احملسوس، وأن اإلحساس الذي يكون للمبصر الوحال إدراكه واحداً ينتهي أى موضع واحد من العصبة املشتركة، فيصري اإلحساسان يف موضع واحد من العصبة

املشتركة، فلذلك حيس احلاس األخري باملبصر الواحد واحداً، فيكون الذي يصل إىل العصبة املشتركة هو اإلحساس .ال بالصور

البصر ينتهي إىل العصبة املشتركة ال حمالة، ولكن اإلحساس الذي حيصل يف فنقول إن اإلحساس الذي حيصل يفالبصر ليس هو إحساس أملٍ فقط بل هو إحساس بتأثري هو من جنس األمل وإحساس بإضاءة وإحساس بلون

واإلحساس باختالف األلوان وبترتيب أجزاء املبصر ليس هو من جنس األمل . وإحساس بترتيب أجزاء املبصرني من بعد كيف يكون إحساس البصر بكل واحد من هذه املعاين واإلحساس بصورة املبصر على ما هي عليه وسنب

وإذا كان اإلحساس الذي يقع عند البصر ينتهي إىل . ليس يكون إال من اإلحساس جبميع املعاين اليت يف الصورةالقوة احلساسة صور املبصر فاإلحساس العصبة املشتركة، ومن اإلحساس الذي حيصل عند العصبة املشتركة تدرك

فالشيء الذي يتأدى من البصر إىل . إذن الذي حيصل يف العصبة املشتركة هو إحساس بالضوء واللون والترتيبالعصبة املشتركة على تصاريف األحوال الذي منه يدرك احلاس األخري صورة املبصر هو شيء يدرك منه احلاس

والشيء الذي يدرك منه احلاس األخري الضوء . اللون الذي فيه وترتيب أجزائهاألخري الضوء الذي يف املبصر وفصورة املبصر اليت حتصل يف البصر يتأدى منها إىل العصبة املشتركة على تصاريف . واللون والترتيب هو صورة ما

صورة املبصر على ما األحوال صورة ما مترتبة، ومن الصورة املترتبة اليت حتصل يف هذه العصبة يدرك احلاس األخريفاإلحساس بالتأثري الذي حيصل يف سطح اجلليدية يصل إىل العصبة املشتركة، وصورة الضوء واللون اليت . هي عليه

.حتصل يف سطح اجلليدية تصل أيضاً إىل العصبة املشتركة وتصل مرتبة كترتيبها يف سطح اجلليديةون من الصور اليت ترد من املبصرات إىل البصر، وأن هذه الصور فقد تبني من مجيع ما ذكرناه أن اإلبصار إمنا يك

حتصل يف سطح الرطوبة اجلليدية ، وتنفذ يف جسم اجلليدية وحتس هبا اجلليدية عند نفوذها فيها، وأن اجلليدية إمنا س املمتد حتس هبذه الصورة من مسوت خطوط الشعاع فقط، وأن الصورة اليت حتس هبا اجلليدية متتد يف اجلسم احلا

يف جتويف العصبة وتنتهي إىل جتويف العصبة املشتركة، وأن مجيع صور املبصرات اليت يدركها البصر تنتهي إىل العصبة املشتركة، وأن اإلبصار إمنا يتم بإدراك احلاس األخري لصور املبصرات، وأن احلاس األخري إمنا يدرك صور

تركة، وأن الصورتني اللتني حتصالن يف البصر للمبصر الواحد يف املبصرات من الصورة اليت حتصل يف العصبة املشموضعني متشاهبني تلتقيان يف العصبة املشتركة وتصريان صورة واحدة، ومن الصورة الواحدة اليت حتصل يف هذه

.وهذا هو مشروح كيفية اإلبصار وترتيبه. العصبة يدرك احلاس األخري صورة املبصرت صور األلوان واألضواء متتد يف اهلواء ويف األجسام املشفة وتصل إىل البصر، وكان وقد بقي أن يقال إذا كان

اهلواء واألجسام املشفة تقبل مجيع األلوان واألضواء، وكانت مجيع األلوان اليت حتضر يف وقت واحد متتد صور فيف طبقات البصر، فيلزم من مجيعها يف الوقت الواحد يف هواء واحد وتصل إىل بصر واحد وينفذ أيضاً مجيعها يف ش

ذلك أن متتزج هذه األلوان واألضواء يف اهلواء ويف األجسام املشفة وتصل إىل البصر ممتزجة وتؤثر يف جسم البصر وإذا كان ذلك كذلك فليس إحساس البصر . وهي ممتزجة، فال تتميز للبصر ألوان املبصرات وال تتميز له املبصرات

.باملبصرات من هذه الصور

نقول إن اهلواء واألجسام املشفة ليس تنصبغ باأللوان واألضواء وال تتغري هبا تغرياً ثابتاً، وإمنا خاصة األضواء فومن خاصة اجلسم املشف أن ال مينع نفوذ صور األضواء واأللوان .واأللوان أن متتد صورها على مسوت مستقيمة

وقد تبني أن صور األضواء واأللوان ليس متتد يف . ل استحالةيف شفيفه، فهو إمنا يقبل هذه الصور قبول تأدية ال قبووإذا كانت صور األضواء واأللوان ليس متتد إال . اهلواء واألجسام املشفة إال على مسوت اخلطوط املستقيمة فقط

وء على السموت املستقيمة فكل جسم من األجسام املتلونة املضيئة اليت حتضر معاً يف هواء واحد متتد صورة الضواللون اللذين فيه على مسوت اخلطوط املستقيمة اليت متتد منه يف ذلك اهلواء، وتكون السموت اليت متتد عليها

الصور املختلفة متقاطعة ومتوازية وخمتلفة الوضع، كل مست منها متميز باجلسم الذي منه امتدت الصورة على ذلك باأللوان وال باألضواء وال تتأثر هبا تأثراً ثابتاً وإما تنفذ وإذا كان اهلواء واألجسام املشفة ليس تنصبغ . السمت

الصور فيها فقط فالصور اليت متتد من األجسام املختلفة يف هواء واحد متتد كل صورة منها على مسوهتا وتنفذ إىل .اجلهات املقابلة هلا من غري أن متتزج بغريها

هلواء وال يف األجسام املشفة هو أنه إذا كانت يف موضع والذي يدل على أن األضواء واأللوان ليس متتزج يف اواحد عدة سرج يف أمكنة متفرقة، وكانت مجيعها مقابلة لثقب واحد، وكان ذلك الثقب ينفذ إىل مكان مظلم،

وكان مقابل ذلك الثقب يف املكان املظلم جدار أو قوبل الثقب يف املكان املظلم جبسم كثيف، فإن أضواء تلك ر على ذلك اجلسم أو ذلك اجلدار متفرقة وبعدد تلك السرج وكل واحد منها مقابالً لواحد من السرج تظه

وإذا ستر واحد من السرج بطل من األضواء اليت يف املوضع املظلم . السرج على السمت املستقيم الذي مير بالثقبوأي سراج . الضوء إىل مكانهالضوء الذي كان يقابل ذلك السراج فقط، وإن رفع الساتر عن السراج عاد ذلك

من تلك السرج ستر بطل من املوضع الضوء الذي كان يقابل ذلك السراج الذي ستر فقط، وإذا رفع الساتر عاد .الضوء إىل موضعه

وذلك بأن يعتمد املعترب بيتاً من البيوت يف ليل مظلم ويكون على . وهذا املعىن ميكن أن يعترب يف كل وقت وبسهولةويدخل املعترب إىل داخل البيت . من مصراعني، وحيضر عدة من السرج وجيعلها مقابلة للباب ومتفرقةالبيت باب

فإنه جيد عليه : ويرد الباب ويفرج بني املصراعني ويفتح منهما مقداراً يسرياًن مث يتأمل حائط البيت املقابل للبابمث إن . منها مقابل لسراج من تلك السرج أضواًء متفرقة بعدد تلك السرج قد دخلت من فرجة الباب كل واحد

وإن . تقدم املعترب بأن يستر واحداً من تلك السرج بطل الضوء املقابل لذلك السراج، وإذا رفع الساتر عاد الضوءستر املعترب الفرجة اليت انفرجت من الباب وبقي منها ثقب صغري فقط، وكان الثقب مقابالً للسرج ، فإنه جيد على

.أضواًء متفرقة أيضاً بعدد تلك السرج وكل واحد منها حبسب مقدار الثقب حائط البيتومجيع األضواء اليت تظهر يف املكان املظلم إمنا وصلت إليه من الثقب فقط، فقد اجتمعت أضواء مجيع تلك السرج

لسرج اليت جتتمع يف فلو كانت األضواء متتزج يف اهلواء لكانت أضواء ا. يف الثقب مث افترقت بعد نفوذها من الثقبالثقب متتزج يف اهلواء الذي يف الثقب ويف اهلواء املتقدم للثقب قبل وصوهلا إىل الثقب، وكانت إذا نفذت من الثقب

وليس جند األمر كذلك، وإمنا يوجد نفوذها متميزة، فكل واحد منها مقابل . تنفذ ممتزجة فال تتميز بعد نفوذهاذا كان ذلك كذلك فاألضواء إذن ليس متتزج يف اهلواء، بل كل واحد منها ميتد وإ. للسراج الذي منه ذلك الضوء

على مسوت مستقيمة، ويتميز بالسموت اليت ميتد عليها، وتكون السموت اليت متتد عليها األضواء املتفرقة متقاطعة متتد منه يف ذلك ومتوازية وخمتلفة الوضع كل واحد من األضواء متتد صورته على مجيع السموت اليت يصح أن

.اهلواء، ومع ذلك فال متتزج يف اهلواء وال ينصبغ اهلواء هبا وإمنا تنفذ يف شفيفه فقط واهلواء مع ذلك حافظ لصورته

فصور األلوان أيضاً متتد يف اهلواء على السموت املستقيمة . وقد تبني أن صور األلوان تصحب ويوجدان أبداً معالوان املتفرقة متتد صورها على مسوت متقاطعة ومتوازية وخمتلفة الوضع كما متتد صور اليت متتد عليها األضواء، واأل

األضواء املتفرقة، وتكون مصاحبة لألضواء ، وال متتزج صور األلوان وال ينصبغ اهلواء هبا بل تكون كل صورة من .صور األلوان املختلفة املتفرقة متميزة بسموهتا

املشفة متتد صور األضواء واأللوان فيها وال متتزج ، وال تنصبغ األجسام املشفة هبا، وكذلك احلال يف مجيع األجسام وكذلك طبقات البصر املشفة تنفذ فيها صور مجيع األلوان واألضواء اليت تقابل البصر يف وقت واحد، وال متتزج

.الصور فيها وال تنصبغ هي هباقبوله لصور األلوان واألضواء كقبول اهلواء واألجسام املشفة فأما العضو احلاس الذي هو الرطوبة اجلليدية فليس

وذلك أن هذا العضو متهيئ . الغري حساسة بل على صفة خمالفة للصفة اليت عليها تقبل األجسام املشفة هذه الصورور هو من وقد تبني ان انفعاله هبذه الص. لإلحساس هبذه الصور، فهو يقبلها مبا هو حساس مع قبوله هلا مبا هو مشف

جنس األمل، وكيفية قبوله هلذه الصور خمافة لكيفية قبول األجسام املشفة الغري حساسة، إال أن هذا العضو مع قبوله هلذه الصور مبا هو حساس ومع تأثريها فيه وتأمله هبا ليس ينصبغ هبذه الصور انصباغاً ثابتاً وال تبقى صور األلوان

.لتها وانصرافها عن مقابلتهواألضواء فيه بعد انصرافه عن مقابقد تقدم أن األضواء : وقد ميكن أن يعارض هذا القول أيضاً، أعين أن البصر ليس ينصبغ باأللوان واألضواء، فيقال

القوية واأللوان املشرقة اليت تشرق عليها أضواء قوية تؤثر يف البصر وتبقى آثارها يف البصر بعد انصرافه عن وجند البصر كلما يدركه من املبصرات يف عقيب هذا التأثري . لوان يف البصر زماناً حمسوساًمقابلتها، وتبقى صور األ

.ملتبساً باأللوان اليت أثرت فيهويلزم أيضاً من . وإذا كان ذلك كذلك فالبصر إذن ينصبغ باأللوان واألضواء. وهذا املعىن ظاهر ال يقع فيه لبس

.غ باأللوان واألضواءذلك أن تكون األجسام املشفة الرطبة تنصبفنقول إن هذا املعىن بعينه هو الذي يدل على أن البصر ليس ينصبغ باأللوان واألضواء وال تبقى آثار األضواء

وذلك أن هذه اآلثار اليت ذكرناها إمنا تكون باإلفراط ومن األضواء املفرطة واأللوان اليت تشرق . واأللوان فيهظاهر أن هذه اآلثار ليس تبقى بعد انصرافه عن مقابلة مؤثراهتا إال زماناً يسرياً مث وهو .عليها أضواء يف غاية القوة

وهو ظاهر أيضاً أن األضواء املعتدلة والضعيفة وآثار األلوان اليت أضواؤها معتدلة وضعيفة ليس تبقى يف . تزولهو اجلليدية يتأثر باألضواء فالعضو احلاس إذن الذي. البصر بعد انصرافه عن مقابلتها وال يسرياً من الزمان

فتأثره باأللوان . مث يزول منه ذلك األثر بعد انصرافه عن مقابلة املؤثر. واأللوان بقدر ما حيس من األثر باملؤثر .واألضواء هو انصباغ ما ولكنه انصباغ غري ثابت

واهلواء . يس تبقى فيه اآلثاروأيضاً فإن البصر متهيئ لألثر واأللوان واإلحساس هبا، فهو يتأثر هبا، ومع ذلك لواألجسام املشفة اخلارجة عن البصر والطبقات املشفة املتقدمة للجليدية من طبقات البصر ليست متهيئة للتأثر

فاهلواء واألجسام املشفة تؤدي . باألضواء واأللوان واإلحساس هبا، وإمنا هي متهيئة لتأدية األضواء واأللوان فقطوال تنصبغ هبا وال تتأثر، بل تكون أبداً حافظة لصورهتا، ومع ذلك تؤدي الصور اليت تشرق صور األضواء واأللوان

.عليها، وكذلك مجيع اجلسام املشفة ومجيع طبقات البصر املشفة املتقدمة للجليدية

بل تؤثر فيه فقد تبني مما ذكرناه أن البصر ليس ينصبغ باأللوان وصور األضواء انصباغاً ثابتاً وال تبقي آثارها فيه آثاراً غري باقية، واهلواء واألجسام املشفة والطبقات املتقدمة للجليدية من طبقات البصر ليس تنصبغ باأللوان وال

وقد تبني أن صور األضواء واأللوان ليس متتزج يف اهلواء . بصور األضواء وال تتأثر هبا، وإمنا تؤدي هذه الصور فقطفصور مجيع األضواء واأللوان اليت حتضر يف . كون كل صورة منها متميزة بسموهتاواألجسام املشفة وال ختتلط بل ت

وقت واحد متتد يف اهلواء النتصل هبا ويف مجيع األجسام املشفة املقابلة هلا على مجيع السموت املستقيمة اليت يصح وكل واحدة منها متميزة أن تتوهم ممتدة من تلك األضواء واأللوان يف ذلك اهلواء ويف تلك األجسام املشفة،

بالسموت اليت متتد عليها وغري ممتزجة وال خمتلطة، وتكون هذه الصور أبداً يف اهلواء ويف مجيع ما يتصل هبا ويقابلها من األجسام املشفة، ولكوهنا يف مجيع اهلواء يدرك املبصر الواحد يف الوقت الواحد مجاعة من األبصار من املواضع

كل واحد من األبصار يدركه من اجلزء من اهلواء الذي حيوزه املخروط املتشكل بني ذلك املبصر املختلفة من اهلواءوبني مركز البصر، ولكون هذه الصورة أبداً يف اهلواء يدرك البصر كلما فتح أجفانه كلما قابله يف الوقت الواحد

.ضع من املبصرات املقابلة لهمن املبصرات، وكلما اجتاز يف موضع من املواضع أدرك كلما يف ذلك املوفأما مل ليس تظهر صور مجيع األلوان على مجيع األقسام املقابلة هلا ويظهر بعضها وليس يظهر البعض إال إذا كان

اللون قوياً، وكان الضوء الذي يف اللون قوياً، وكان الضوء الذي يف اجلسم الذي تظهر عليه صورة اللون ضعيفاً، سفراً، مع امتداد مجيع هذه الصور يف اهلواء وإشراقها أبداً على اجلهات املقابلة هلا، فإن وكان لون ذلك اجلسم م

ذلك لشيء يرجع إىل البصر ال أن هذه الصور ليس تشرق على األجسام املقابلة هلا، بل كل جسم متلون مضيء أما . اليت ليست أبعادها متفاوتةبأي ضوء كان فإن صورة ضوئه ولونه تشرقان أبداً على مجيع األجسام املقابلة له

األضواء فأمرها ظاهر، ألنه إذا اعترب كل جسم مضيء بأي ضوء كان بعد ان يكون الضوء الذي فيه ليس يف غاية الضعف، واعترب على الوجوه اليت قدمناها بأن يقابل به مكان مظلم، وحيصل يف املكان املظلم جسم أبيض، ويكون

. ظلم وبني اجلسم املضيء من ثقب أو من موضع ضيق، فإن الضوء يظهر على ذلك اجلسماملنفذ الذي بني املكان املوذلك . وأما األلوان فإنه ليس يظهر منها إال ما كان على صفة خمصوصة، وليس يظهر ما كان على خالف الصفة

الصور عن مبدئها انه قد تبني باالستقراء أن صور األلوان تكون أبداً أضعف من األلوان أنفسها، وكلما بعدت .وكذلك صور األضواء تكون أضعف من األضواء أنفسها، وكلما بعدت ازدادت ضعفاً. ازدادت ضعفاً

وقد تبني أيضاً باالستقراء أن األلوان القوية إذا كانت يف مواضع مظلمة، وكانت األضواء اليت عليها يسرية جداً، ا كانت يف مواضع مضيئة وكانت األضواء اليت عليها قوية وإذ. فإن تلك األلوان تظهر مظلمة وال تتميز للبصر

وكذلك األجسام املشفة املتلونة إذا أشرق عليها الضوء فإنه إذا كان الضوء قوياً . ظهرت األلوان ومتيزت للبصرومل ظهرت ألواهنا من ورائها على األجسام املقابلة هلا، وإذا كان ذلك الضوء ضعيفاً ظهر من ورائها الظالل فقط،

.تظهر األلوان، ومل تتميز كمال مل تتميز للبصر األلوان يف املواضع املغدرة الضعيفة الضوءوقد تبني أيضاً باالستقراء أن صور األلوان اليت تظهر على األجسام املقابلة هلا إذا أشرق عليها ضوء قوي خفيت

.عن البصر، وإمنا تظهر إذا كان الضوء الذي عليها ضعيفاً .أيضاً أن األضواء القوية إذا وصلت إىل البصر عاقته عن إدراك املبصرات اخلفية اليت تقابله يف تلك احلال وقد تبني

وقد تبني أن البصر إمنا يدرك اللون من الصورة اليت ترد إليه من ذلك اللون، وأن إدراكه يكون على مسوت قد أشرق عليها صورة لون من األلوان فإنه إمنا فإذا نظر الناظر إىل اجلسم من األجسام الكثيفة اليت . خمصوصة

يدرك تلك الصورة من صورة ثانية ترد إليه من تلك الصورة، وتكون هذه الصورة الثانية أضعف من الصورة األوىل فالصورة الثانية اليت ترد إىل البصر من الصورة . والصورة األوىل أضعف من اللون نفسه. اليت على ذلك اجلسم

وليس يدرك البصر اجلسم الكثيف الذي تظهر عليه الصورة إال إذا . أضعف من اللون نفسه بكثري األوىل تكونفالصورة . كان فيه ضوء ما أم الضوء الذي يرد مع صورة اللون املشرقة عليه أو ذلك الضوء وغريه من األضواء

وذلك . الذي يف ذلك اجلسم الكثيفالثانية اليت ترد إىل البصر من صورة اللون األوىل ترد إليه مع صورة الضوء فصورة لونه أيضاً ترد . اجلسم الكثيف الذي عليه الصورة هو مع ذلك مضيء يدرك البصر لونه أيضاً يف تلك احلال

وصورة لون هذا اجلسم اليت ترد إىل البصر . إىل البصر مع الصورة الثانية اليت ترد إليه من صورة اللون الذي عليهورة أوىل، والبصر إمنا يدرك ما يدركه من مست خمصوص، والسمت املخصوص الذي بينه وبني يف تلك احلال هي ص

اجلسم الكثيف الذي منه يدرك صورة لون ذلك اجلسم الكثيف منه بعينه يدرك الصورة الثانية اليت ترد من صورة م، فالبصر يدركها من صورة اللون املشرق على ذلك اجلسم الكثيف ألن تلك الصورة هي يف أسطح ذلك اجلس

وهو يدرك لون ذلك اجلسم من السموت اليت بينه وبني ذلك السطح . من السموت اليت بينه وبني ذلك السطحفالصور الثلثة اليت ترد إىل . بعينها، وكذلك الضوء الذي يف ذلك اجلسم يدركه البصر من تلك السموت بعينها

.ينهالبصر من ذلك اجلسم يدركها البصر من مست واحد بعوالصورة الثانية اليت ترد إىل . وإذا كانت الصور الثلثة يدركها البصر من مست واحد بعينه فهو يدركها ممتزجة

. البصر من صورة اللون اليت على اجلسم املقابل له يدركها البصر ممتزجة بصورة لون ذلك اجلسم وصورة ضوئه

فإن كان اجلسم الكثيف الذي عليه الصورة ذا . مافهو يدرك من جمموع اللونني صورة غري صورة كل واحد منهلون قوي كانت صورته اليت ترد إىل البصر قوية، وهي صورة أوىل، وهي صورة ممتزجة بالصورة الثانية اليت ترد إليه

من صورة اللون املشرق على ذلك اجلسم، وهذه الصورة ضعيفة، فليس تظهر هذه الصورة للبصر ألنه إذا مازج لون قوي استظهر اللون القوي على الضعيف وخفي اللون الضعيف عن احلس كذلك توجد أبداً لون ضعيف ل

فاألجسام املتلونة القوية األلوان ليس تظهر صور األلوان املشرقة عليها . األلوان واألصباغ إذا امتزج بعضها ببعضوإن كان اجلسم الذي . املشرقة عليها المتزاج هذه الصور بألواهنا عند البصر واستظهار ألواهنا على ألوان الصور

عليه الصورة أبيض أو مسفر اللون، وكان الضوء الذي عليه قوياً، فالصورة اليت تشرق عليه ختفى لقوة الضوء وإمنا ختفى صورة اللون إذا كان الضوء الذي . الذي عليها كما تبني ذلك باالستقراء مع كوهنا على ذلك اجلسم

.ا الثانية ترد إىل البصر مع صورة الضوء القوي ومع بياض اجلسم الذي هي عليهعليها قوياً، ألن صورهتفإذا وصل إىل البصر . وقد تبني أن الضوء القوي إذا وصل إىل البصر فإنه يعوق البصر عن إدراك الصور الضعيفةوإذا . ترد إليه معها ضوء قوي مع بياض اجلسم الذي هو عليه فإنه يعوقه عن إدراك الصورة الثانية الضعيفة اليت

كان اجلسم الذي عليه صورة اللون أبيض، وكان الضوء الذي عليه ضعيفاً، وكانت صورة اللون اليت عليه أيضاً ضعيفة وكانت الصورة يف غاية الضعف، فإن صورة الضوء الذي يف ذلك اجلسم وإن كانت ضعيفة مع بياض ذلك

يف غاية الضعف، فإذا وصال إىل البصر مل تتميز تلك الصورة اجلسم رمبا كانت مستظهرة على صورة اللون اليتوإن كان اجلسم الذي عليه الصورة أبيض، وكان اللون الذي تشرق صورته عليه أسود أو مظلماً، فإمنا . للبصر

تكسف تلك الصورة بياض ذلك اجلسم فقط وتنقص منه وتكون كالظل، ويدرك البصر من ذلك اجلسم بياضاً .ية كما يدرك اجلسم األبيض يف الظل، فال تتميز له الصورةليس يف الغا

ومجيع ذلك كذلك إذا كان الضوء الذي يف اجلسم املتلون قوياً وكانت الصورة اليت تشرق منه على اجلسم املقابل ل له فأما إذا كان الضوء الذي يف اجلسم املتلون ضعيفاً فإن الصورة اليت تكون منه على اجلسم املقاب. له مسفرة

تكون مظلمة، فتكون عند البصر كاأللوان اليت يدركها يف املواضع املظلمة اليت الضوء فيها ضعيف جداً، وكألوان األجسام املشفة اليت تشرق عليها أضواء ضعيفة فتظهر أظالل تلك األجسام من ورائعا وال تظهر صور ألوان تلك

جسام املتلونة إذا كانت األضواء اليت عليها ضعيفة إذا أشرقت فصور األلوان اليت يف األ. األجسام يف تلك األظاللفإن كان . على األجسام املقابلة إمنا تكون أظالالً فقط باإلضافة إىل إحساس البصر فال تتميز ألواهنا عند البصر

. رد عليهاجلسم املقابل للون الذي هبذه الصفة يف مكان مظلم فليس يظهر عليه شيء لظلمته وظلمة الصورة اليت توإن كان اجلسم املقابل هلذا اللون يف مكان مضيء، وكان عليه ضوء من غري تلك الصورة، ويظهر للبصر لون هذا

وإن كان هذا . اجلسم وال تظهر الصورة بل تنقص الصورة من لونه فقط ألهنا كالظل وال يتميز للبصر هذا النقصاناً بضوء غري ضوء الصورة، فإن الصورة تكسف بياض هذا اجلسم الذي عليه الصورة أبيض، وكان مع ذلك مضيئ

يف األجسام البيض، .اجلسم وضوءه فقط لظلمتها، كما تفعل األظالل يف األجسام البيض، وال تتميز الصورة للبصر .وال تتميز الصورة للبصر

وكان الضوء الذي فإن كان الضوء الذي يف اجلسم املتلون قوياً، وكان اجلسم الذي تشرق عليه الصورة ابيض، على هذا اجلسم ضعيفاً، وكانت صورة اللون املشرقة عليه قوية باإلضافة إىل الضوء الذي عليه ع بياضه، وكانت

الصورة من لون مشرق قوي، وكانت الصورة الثانية اليت ترد إىل البصر من هذه الصورة قوية ومستظهرة على والصور اليت . ، فإن البصر يدرك حينئذ هذه الصورة وتظهر لهصورة اجلسم الذي هي عليه وعلى الضوء الذي فيه

.هبذه الصفة فقط هي اليت يدركها البصر على اجلسام املقابلة لأللوانفالبصر إذن إمنا يدرك صورة اللون على اجلسم املقابل للون إذا كانت الصورة الثانية اليت ترد إليه من صورة اللون

وهذه . اليت ترد إليه معها من الضوء واللون اللذين يف اجلسم الذي عليه الصورةأقوى واظهر من الصورة األوىل الصفة قليلة، فلذلك يقل ما يظهر من هذه الصور، وال يظهر منها إال ما كان من األلوان القوية املشرقة، وإذا

سفرة األلوان، وإذا كانت كانت األضواء اليت عليها قوية، وما كان من هذه الصور على األجسام النقية البياض واملواألكثر . وال يظهر ما كان خبالف هذه الصفة. األضواء اليت على هذه األجسام ضعيفة باإلضافة إىل تلك الصور

.من صور املبصرات خبالف هذه الصفةللضوء وكذلك األضواء الضعيفة اليت ليس يظهر ضوؤها على األجسام املقابلة هلا إمنا ليس يظهر ألن اجلسم املقابل

وإذا كان . الضعيف إذا كان مضيئاً بضوء غري ذلك الضوء امتزج الضوءان فلم يتميز الضوء الضعيف للبصراجلسم املقابل للضوء الضعيف مظلماً فليس تظهر صورة اللون الضعيف عليه لن صورة الضوء الضعيف تكون

من هذه الصورة اليت منها جيب أن يدرك ضعيفة وأضعف من الضوء نفسه، والصورة الثانية اليت ترد إىل البصر فإذا كان الضوء ضعيفاً، وكان اجلسم .البصر هذه الصورة على اجلسم املقابل للضوء تكون أضعف من هذه الصورة

املقابل له مظلماً، كانت الصورة اليت على اجلسم املقابل له ضعيفة جداً، وكانت الصورة الثانية اليت ترد منها إىل والبصر ليس يدرك األضواء اليت يف غاية الضعف، وال يف قوة احلس أن يدرك ما كان يف . الضعف البصر يف غاية

فلذلك يدرك البصر صور األضواء الضعيفة على األجسام املقابلة هلا، ويدرك مع ذلك . غاية اللطافة والضعفمن الصورة األوىل اليت ترد إليه األضواء الضعيفة أنفسها إذا مل تكن يف غاية الضعف، انه يدرك األضواء أنفسها

منها، وهي أقوى من الصورة الثانية اليت ترد إليه من الصورة اليت على اجلسم املقابل له ومع ذلك غري ممتزجة .بغريها

فصور مجيع األلوان املضيئة وصور مجيع األضواء تشرق على األجسام املقابلة هلا وتكون أبداً مشرقة عليها، وليس فقد تبينت . للبصر للعلل اليت ذكرناها، ويظهر بعضها للبصر إذا كان على الصفات اليت وصفناها يظهر أكثرها

العلة اليت من أجلها ليس يدرك البصر صور مجيع األلوان اليت يف األجسام املتلونة على مجيع األجسام املقابلة هلا وعلة ذلك هي أنه يدرك األلوان اليت يف . تلونةويدرك بعضها ، وهو مع ذلك يدرك مجيع األلوان اليت يف األجسام امل

األجسام املتلونة من الصورة األوىل اليت ترد إليه منها، وهي أقوى من الصورة الثانية اليت ترد إليه من صور ألواهنا اليت ترد اليت على األجسام املقابلة هلا، ويدرك صور األلوان أيضاً منفردة غري ممتزجة بغريها، ويدرك الصورة الثانية

.من صور ألواهنا ممتزجة بغريهاويتبني من هذا املعىن أن األلوان اليت . وهذا املعىن هو الذي ضمنا يف آخر الفصل الثالث تبيينه يف هذا الفصل

يدركها البصر من املبصرات إمنا يدركها ممتزجة بصور األضواء اليت هي فيها ممتزجة جبميع الصور املشرقة عليها من وإن كان اجلسم املشف املتوسط بينها وبني البصر فيه بعض الغلظ فإن لونه أيضاً ميتزج . ألجسام املقابلة هلاألوان ا

بألواهنا، وليس يدرك البصر لوناً من األلوان جمرداً على انفراده من صورة متازجه، إال أن الصور اليت تشرق على غاية الضعف والرقة، والصورة الثانية اليت ترد من كل واحدة األجسام املقابلة لألجسام املتلونة تكون يف األكثر يف

.منها إىل ابصر تكون يف األكثر يف غاية الضعففلذلك تكون ألوان األجسام أنفسها يف األكثر مستظهرة على الصورة اليت تشرق عليها وال تتميز للبصر الصورة

ملبصر فيه غلظ يسري مل يتميز للبصر لونه من لون وكذلك إن كان اجلسم املتوسط بني البصر وا. املشرقة عليها

.املبصر الذي يرد معه، إذا كان لون املبصر الذي يرد معه أقوى من لونه ومستظهراً على لونهفأما األضواء القوية مل تعوق البصر عن إدراك املبصرات وختفي عن البصر بعض املعاين اليت تكون يف املبصرات فإن

فإذا كان بعض الصور . ور اليت ترد إىل البصر على مست واحد إمنا يدركها البصر ممتزجةذلك إمنا هو ألن الصاملمتزجة قوياً مسرف القوة وبعضها ضعيفاً استظهرت الصورة القوية على الصورة الضعيفة فلم تتميز الصورة

البصر كل واحدة منها وإذا كانت الصور املمتزجة متقاربة يف القوة أدرك. الضعيفة للبصر ومل يدركها البصرويكون إدراكه لكل واحدة من الصور املمتزجة حبسب ما ميازجها من الصور املمازجة هلا، ألن الصور املمتزجة ليس

.يدرك البصر كل واحدة منها منفردة وإمنا يدركها ممتزجةأقوى من ضوء والكواكب ليس إمنا يدركها البصر يف ضوء النهار ألن ضوء الشمس الذي حيصل يف اهلواء

فإذا نظر ناظر إىل السماء يف ضوء النهار كان اهلواء الذي بينه وبني السماء مضيئاً بضوء الشمس . الكواكبومتصالً بالبصر، وكانت الكواكب من وراء ذلك الضوء، فتكون صورة الكوكب وصورة الضوء الذي يف اهلواء

وصورة الضوء . ت واحد فيدركهما البصر ممتزجنياملتوسط بني البصر وذلك الكوكب يردان إىل البصر على مساليت ترد من اهلواء املتوسط بني البصر وبني الكوكب بالنهار الذي هو من األضواء الثواين أقوى من صورة ضوء

فتستظهر صورة ضوء اهلواء على صورة ضوء الكوكب، فال تتميز للبصر صورة الكوكب، وال . الكوكب بكثريالذي حيصل يف اجلزء من البصر املسامت للكوكب وبني صورة الضوء الذي حيصل يف يكون بني صورة الضوء

األجزاء الباقية من البصر احمليطة بذلك اجلزء اختالف يدركه احلس الستظهار صورة ضوء النهار على صورة ضوء اكب الكوكب وغمور صورة ضوء الكوكب عند إدراكها بصورة ضوء النهار، فلذلك ال يدرك البصر الكو

.بالنهار

وكذلك األضواء الضعيفة اليت تكون يف وسط األضواء القوية، كالنار الضعيفة اليت تكون يف ضوء الشمس ، وكاحليوان املسمى الرياع إذا أدركه البصر يف ضوء النهار، وما جرى جمرى ذلك، فإن هذه املبصرات إذا كانت يف

مشرقاً عليها وعلى اهلواء املتوسط بينها وبني البصر، ضوء الشمس أو يف ضوء النهار فإن ضوء النهار يكونفصورها ترد إىل البصر ممتزجة بصورة الضوء القوي املشرق عليها وصورة الضوء القوي املشرق على اهلواء

املتوسط بينها وبني البصر، فيدرك البصر صورة ما هذه حاله من املبصرات ممتزجة بصورة ضوء قوي، وصورها .صورة الضوء القوي على صورها الضعيفة، فال تتميز صورها للبصر وال يدركها البصر ضعيفة، فستظهر

وقد ختفى األضواء الضعيفة وصور املبصرات الضعيفة الضوء إذا حصل يف البصر ضوء قوي وإن مل يكن ورود البصرين يف الصورتني إىل البصر من مست واحد ، وذلك إذا كان ورود الصورتني من مستني متجاورين وحصال يف

وذلك ان البصر إذا أدرك ضوء النار، وكانت النار . وهذا املعىن يظهر يف الليل ويف ضوء النار. جزء ين متجاورينقريبة من البصر وكان ضوؤها ضوءاً قوياً، وكان مقابالً للبصر يف تلك احلال مبصرات فيها أضواء ضعيفة عرضية،

لنار، وكانت على مسوت جماورة لسمت النار وقريبة من مست النار، وكانت تلك املبصرات أبعد عن البصر من افإن البصر ال يدرك تلك املبصرات إدراكاً صحيحاً، وإن كان فيها معان لطيفة أو أجزاء لطيفة مل يدركها البصر يف

بصرات فإن ستر النار عن بصره أو تباعد عن مست النار حىت يصري السمت الذي يدرك منه تلك امل. تلك احلالبعيداً عن السمت الذي يدرك منه النار فإنه حينئذ يدرك تلك املبصرات إدراكاً أبني مما كان يدركها يف احلالة

.األوىلوالعلة يف ذلك أن املبصرات اليت فيها أضواء ضعيفة عرضية تكون صورها وظلمة، فإذا أدركها البصر ومل يدرك

عيف الذي فيها لظلمة داخل البصر أو عدم الضوء القوي من اجلزء منه معها يف احلال ضوءاً قوياً أحس بالضوء الض. الذي حتصل فيه صورة الضوء الضعيف ومما حييط به من أجزاء البصر وللتباين الذي بني الظلمة والضوء املقترنني

. ذي فيهاوإذا أحس البصر بالضوء الذي يف الصورة ومتيزت له تلك الصورة وأدركها إدراكاً ما حبسب الضوء الوإذا أدرك البصر الصورة املظلمة وأدرك معها يف احلال ضوءاً قوياً، وأدرك ذلك الضوء القوي يف اجلزء من املبصر

: املماس للجزء الذي أدرك فيه الصورة املظلمة، مل يدرك البصر الضوء الضعيف الذي يف الصورة املظلمة حلالتنيأضاء مجيع داخل البصر، وإذا كان داخل البصر مضيئاً مل يظهر فيه إحدامها أن الضوء القوي إذا حصل يف البصر

الضوء الضعيف الذي يدركه البصر مع ضعفه من اجل ظلمة البصر وتباين الظلمة والضوء، وخاصة إذا كان واحلالة الثانية هي اقتران الضوء . الضوء الضعيف ضعيف النسبة جداً إىل الضوء القوي الذي حصل يف البصر

والضوء الضعيف بالقياس إىل الضوء القوي هو ظلمة ما، . بالضوء القوي يف جزءين متجاورين من البصر الضعيففإذا جتاوز الصورة املظلمة الضعيفة الضوء وصورة الضوء القوي يف البصر فليس يدرك البصر الضوء الذي يف

لذي يف الصورة املظلمة فلم يدرك من وإذا مل يدرك البصر الضوء ا. الصورة املظلمة للحالتني اللتني ذكرنامهاالصورة املظلمة إال ظلمة فقط، وإذا مل يدرك البصر الضوء الذي يف الصورة، ومل يدرك منها إال ظلمة فقط، مل تتميز

واللتباس صور األضواء الضعيفة من أجل جماورهتا لألضواء القوية .له الصورة ومل يدرك الصورة إدراكاً صحيحاًوذلك أن الصبغ األدكن إذا وشم به جسم أبيض نقي البياض ونقط عليه منه نقط صغار أو نقش . اننظائر يف األلو

به نقوش دقاق ظهر ذلك الصبغ أسود أو مظلماً شديد الظلمة، ومل يظهر اإلسفار الذي فيه، ومل يدرك البصر حقيقة أبيض أو مسفر اللون، ومل يظهر وإذا وشم بذلك الصبغ بعينه جسم أسود حالك السواد ظهر ذلك الصبغ . لونه

وإذا كان ذلك الصبغ بني أجسام ليست يف غاية البياض وال يف . اإلظالم الذي فيه، ومل يدرك البصر حقيقة لونه .غاية السواد ظهر لونه على ما هو عليه وأدرك البصر حقيقة لونه حبسب ما يصح أن يدركه البصر

م كحلي ظهر ذلك الصبغ صعوياً وصايف اللون، وإذا نقش به وكذلك الصبغ األخضر الزرعي إذا نقش به جس .وكذلك كل صبغ متوسط بني طرفني. جسم صايف الصفرة ظهر ذلك الصبغ مسنياً ومظلم اللون

فاملبصرات املتجاورة إذا كانت ألواهنا أو أضواؤها متباينة تبياناً مفرطاً يف القوة والضعف فإن الضعيف منها ختفى وذلك ألن كيفيات األضواء واأللوان إمنا يدركها . ك البصر حقيقته عند اقترانه بالقوي املباينحقيقته، فال يدر

البصر من قياس بعضها ببعض، فاألضواء القوية إمنا تعوق البصر عن إدراك املبصرات اليت أضواؤها ضعيفة المتزاج ضواء الضعيفة عند امتزاجها أو صور األضواء الضعيفة بصورها واستظهار صور األضواء القوية على صور األ

جملاورة األضواء الضعيفة هلا، وإدراك البصر للصور اجملاورة املتجانسة من قياس بعضها إىل بعض، وقصور احلس عن .إدراك ما كان ضعيف النسبة جداً إىل القوي احملسوس .فقد أتينا على تبيني مجيع املعاين اليت تتعلق هبذا الفصل

الفصل السابع

ع آالت البصرمناف

وهيئة هذه . إن طبقات البصر اليت ذكرناها ووصفناها يف شرح هيئة البصر هي آالت للبصر هبا يتم له اإلبصار .الطبقات وأوضاع بعضها من بعض هو الذي به يتم وصول املبصرات إىل البصر

مع ذلك متينة وهي منطبقة على أما الطبقة األوىل اليت هي ظاهر البصر، وهي اليت تسمى القرنية، فهي طبقة مشفة وفأول منافعها أهنا تغطي ثقب العنبية فتنضبط بذلك الرطوبة البيضية اليت يف داخل . الثقب الذي يف مقدم العنبيةفأما شفيفها فإهنا إمنا كانت مشفة لتنفذ فيها صور األضواء واأللوان إىل داخل البصر، . العنبية فتنحصر وال تتشتت

وأما متانتها . األلوان ليس تنفذ إال يف األجسام املشفة، وال تقبلها وتؤديها إال األجسام املشفةألن صور األضواء وفلئال يسرع إليها الفساد ألهنا منكشفة للهواء، فهي حتتمي مبتانتها من املؤذيات اللطيفة كالقذى والغبار والدخان

.فهذه هي منافع هذه الطبقة. وكالطرفة وما جيري جمرى ذلكأما شفيفها فلتنفذ فيها الصور وتصل إىل الرطوبة اجلليدية . ا الرطوبة البيضية فهي مشفة ومع ذلك رطبة مائعةفأم

وأما رطوبتها فلترطب أبداً الرطوبة اجلليدية وحتفظ عليها صورهتا، ألن هذه الرطوبة اعين . اليت هبا يقع اإلحساسوكانت . ق يف الغاية، واليسري من اليبس يفسدها ويغري صورهتااجلليدية، ترفة يف الغاية، والغشاء الذي عليها رقي

فأما الطبقة السوداء احمليطة بالرطوبة .الرطوبة البيضية رطبة مائعة لترطب أبداً اجلليدية وحتفظ عليها رطوبتهامستدير وهي كرية ويف مقدمها ثقب. البيضية، وهي اليت تسمى العنبية، فهي سوداء وهي ضعيفة وفيها بعض املتانة

فأما سوادها فلتظلم به الرطوبة البيضية والرطوبة اجلليدية، فتظهر فيها لظلمتها . كما وصفنا ذلك يف هيئة البصرصور األلوان الضعيفة اخلفية، فإن األضواء الضعيفة جداً إذا كانت يف مواضع مظلمة ظهرت للبصر، وإذا كانت يف

إمنا هو ليظلم به داخل البصر فتحس اجلليدية مبا يصل إىل جتويف فسواد العنبية . مواضع مضيئة مل تظهر للبصروكانت هذه الطبقة صفيقة وفيها بعض املتانة لتضبط الرطوبة . البصر من صور األضواء وإن كانت ضعيفة يسرية

البيضية وحتفظها فال يرشح منها شيء إىل خارج وال تناقص، وليظلم بصفاقتها داخلها، ألهنا لو كانت صفيقة وكوهنا كرية ألن الكرة اعدل األشكال اجملسمة وأمحاها مع ذلك من التغيري، فإن ذا الزوايا . اشتدت ظلمة داخلها

فأما الثقب الذي يف مقدمها فلتنفذ فيه الصور إىل داخل . يسرع التغري إىل زواياه، وليس يكون ذلك يف الكرة . املستدير أوسع األشكال اليت إحاطتها متساويةوكونه مستديراً العتدال االستدارة، وألن . جتويف البصر

وذلك أهنا رطبة ومع ذلك ترفة وفيها بعض الشقفيف . فأما الرطوبة اجلليدية فقد مجعت صفات هبا يتم اإلحساسوشكل سطحها مركب من سطحني كريني خمتلفني، . وفيها بعض الغلظ، وعليها غشاء وغشاؤها يف غاية اخلفة

فأما كوهنا رطبة فليسهل انفعاهلا باألضواء لرطوبتها، فيسرع فيها تأثري . رية من كرية الباقيواملقدم منهما أعظم كوكوهنا ترفة فليلطف حسها فتحس باللطيف الضعيف من الصور، ألن األجسام الترفة تكون . الصور اليت ترد إليها

كان فيها غلظ ومل تكن يف . لوان فيهاوكان فيها شفيف لتقبل األضواء واأللوان وتنفذ األضواء واأل. لطيفة احلسفيتم للصور . غاية الشفيف لتدافع صور األضواء واأللوان اليت ترد إليها ومتنعها من النفوذ فيها مبا فيها من الغلظ

ولو كانت يف غاية . مبدافعتها وثبوت الضوء تأثريها فيها وتظهر للقوة احلساسة صورة الضوء واللون اليت تثبت فيهاولو مل تثبت الصورة يف هذه الرطوبة مل حتس هذه الرطوبة يف سطحها . لنفذت الصور فيها ومل تثبت فيهاالشفيف

وال يف جسمها بشيء من الصور، ومل تنفعل بالصور االنفعال الذي هو من جنس األمل، ومل تظهر الصورة هلا ومل .تدركها

تتشتت لرطوبتها، وليشكلها أيضاً هذا الغشاء وحيفظ فأما الغشاء الذي على هذه الرطوبة فإمنا هو ليضبطها فال وأيضاً فإن . عليها شكلها، ألن الرطوبات إن مل حيصرها حاصر تشتت ومل تثبت مع ذلك على شكل واحد

فاشتمال الغشاء على هذه الرطوبة إمنا هو ليضبطها . الرطوبات ليس تتشكل بشكل كري إال إذا حصرها كريفأما . كان هذا الغشاء خفيفاً ويف غاية اخلفة لئال يستر عنها الصور اليت ترد إليها و. وليشكلها بالشكل الكري

وكون سطح مقدمها من كرة اعظم فليكون موازياً لسطح مقدم . كريتها فالعتدال شكل الكرة واحتمائه من التغري .البصر ويكون مركزامها نقطة واحدة

يها فإمنا كانت جوفاء لتجري فيها الروح الباصرة من الدماغ وتصل فأما العصبة اجلوفاء اليت مجلة العني مركبة علإىل اجلليدية فتغطيها القوة احلساسة على االستمرار، ولينفذ أيضاً الضوء يف جتويفها ويف اجلسم اللطيف اجلاري فيها

.إىل أن يصل إىل احلاس األخري الذي يف مقدم الدماغتركب عليهما العينان من جنبيت مقدم الدماغ ليكون وضع البصرين من وكان مبدأ العصبتني اجلوفاوين اللتني ت

. ومل يكن مبدؤمها من وسط مقدم الدماغ ألن هذا املوضع خيتص حباسة الشم. مبدأيهما وضعاً متشاهباً معتدالً .فلهاتني العلتني صار مبدأ العصبتني من جنبيت مقدم الدماغ

ر واحداً فإن ذلك رأفة من الصانع تعاىل واستظهار من الطبيعة حىت مىت فأما مل كان البصران اثنني ومل يكن البص .حدث بأحدمها آفة بقي اآلخر، ولتحسني صورة اجلسم أيضاً هبما

وإمنا صار . مث إن العصبتني اجلوفاوين تلتقيان عند وسط مقدم الدماغ وتصريان عصبة واحدة جوفاء ويصري واحداًوهو أن الشخص الواحد يبصر ببصرين، فإذا نظر الناظر إىل : كيفية اإلبصارذلك كذلك ملا ذكرناه من قبل يف

مبصر واحد بكل واحد من البصرين بصورة ذلك املبصر، فتحصل يف البصر صورتان لذلك املبصر، فلو تأدت ما الصورتان إىل احلاس األخري لكان يدرك املبصر الواحد اثنني، فالتقت العصبتان وصارت واحدة وصار جتويفه

جتويفاً واحداً لتنتهي الصورتان من البصرين إىل هذه العصبة وتنطبق إحديهما على األخرى فتصريان صورة واحدة، فلهذه العلة التقت العصبتان وصارتا واحدة وصار التجويفان جتويفاً . فيدرك احلاس األخري املبصر الواحد واحداً

.واحداًوإمنا كانت كرية لتكون األعمدة . كرية متوازية مركزها نقطة واحدة فأما سطوح طبقات البصر املشفة فهي سطوح

اليت تقوم على سطوحها خترج من نقطة واحدة، وهي مركزها، مث تسع ويبعد ما بني أطرافها كلما بعدت عن املركز، فيكون املخروط الذي ميتد من املركز إىل مبصر من املبصرات، الذي فيه خترج مجيع األعمدة من ذلك

ملبصر على سطح البصر، يفصل من سطح البصر ومن سطح العضو احلاس جزءاً صغرياً، ويكون ذلك اجلزء مع ولو كانت سطوح طبقات البصر مسطحة لكانت . صغره حييط جبميع الصورة اليت ترد من ذلك املبصر إىل البصر

وليس شكل من األشكال . مبصرصورة املبصر ال تصل إىل البصر على األعمدة إال إذا كان البصر مساوياً للفجميع األعمدة اليت تقوم على سطحه وتلتقي على نقطة واحدة وحتدث من األعمدة اليت تقوم عليه خمروطات

.تتسع أطرافها ويكون السطح الذي تقوم عليه متشابه الترتيب غري شكل الكرة

ا

تأخذ من سطح العضو احلاس جزءاً وكانت سطوح طبقات البصر كرية لتكون األعمدة اليت خترج من املبصر اليتيسرياً مع عظم املبصر وحييط ذلك اجلزء مع صغره جبميع صورة املبصر مع عظمه، وليمكن هبذه احلال أن خيرج من مركز البصر خمروطات كثرية إىل مبصرات كثرية يف وقت واحد يفصل كل واحد من تلك املخروطات جزءاً يسرياً

وكانت كلها على مركز واحد ملا قدمنا ذكره، وهو أن تكون . لى صورة املبصرمن سطح العضو احلاس يشتمل ع .األعمدة اليت خترج من املبصر إىل واحد منها أعمدة على مجيعها، ولتنفذ الصور يف مجيعها على مست واحد بعينه

عمدة فقط تترتب أجزاء فأما مل كان البصر ال يدرك شيئاً من املبصرات إال من مسوت هذه األعمدة فقط فألن هبذه الوقد تبني من قبل انه ليس يصح أن تترب . املبصر يف سطح العضو احلاس وهلا تتميز مجيع املبصرات عند احلاس

صورة املبصر يف سطح العضو احلاس إال إذا كان قبوله للصور من هذه السموت فقط، فلذلك صارت طبيعة خمتصة

وختصص البصر هبذه . من الصور إال من أوضاع هذه اخلطوط فقط هبذه اخلاصة ومطبوعة على أن ال تقبل شيئاًاخلاصة هو أحد املعاين اليت تظهر منها حكمة الصانع ّجلت عظمته ولطف صنيعه ويظهر منه حسن تأيت الطبيعة

.وتلطفها يف هتيئة آالت البصر اهليئة اليت هبا يتم اإلحساس وهبا تتميز له املبصرات. تملة على مجلة هذه الطبقات، وفيها بعض الرطوبة وهي مع ذلك متماسكة فيها بعض املتانةفأما امللتحمة فإهنا مش

وكان فيها بعض الرطوبة لتتوطأ للطبقات اليت . وإمنا كانت مشتملة على هذه الطبقات لتجمعها وحتفظها وحترسهاوكوهنا متماسكة فيها بعض . اورةيف داخلها مواضعها منها وال يسرع أيضاً إىل تلك الطبقات اليبس باملماسة واجمل

وكانت بيضاء . املتانة لتحفظ على الطبقات اليت يف داخلها أشكاهلا وأوضاعها فال تتغري أشكاهلا وال أوضاعها .لتشرق هبا صورة الوجه وحتسن هيئته

احلركة وإىل وكانت مجلة العني مستديرة ألن االستدارة اعدل األشكال وأسهلها مع ذلك حركة، والعني حمتاجة إىلوكانت العني متحركة وحمتاجة إىل احلركة وإىل سرعة احلركة لتقابل باحلركة كثرياً من املبصرات يف . سرعة احلركة

وقت واحد ومن نصبة واحدة تكون لصاحبها الذي حيركها، ولتقابل باحلركة مجيع أجزاء املبصر بوسط الناظر، ، ألن اإلحساس أبني من اإلحساس ببقيته وسنبني هذا املعىن من بعد يف فيدركه بذلك إدراكاً بيناً ومع ذلك متشاهباً

فأما سرعة حركة البصر وحاجته إىل سرعة احلركة فليتأمل بسرعة احلركة مجيع أجزاء املبصر . املوضع األليق به .ومجيع املبصرات اليت تقابله يف أقل القليل من الزمن

رسها من األذى وتكنها عند النوم وتوقيها من املؤذيات ولتريح العني عند فأما األجفان فإهنا جعلت وقاية للعني حتانطباقها عليها من أالم األضواء ومباشرة اهلواء، ألن األضواء تؤذيها وتقرعها، فلو استمر عليها قرع األضواء دائماً

لك أن استمرار مباشرة ويتبني من ذ. وقد يظهر ذلك عند إطالة النظر إىل األضواء املضيئة. ومل تسترح لفسدتوقد يستضر البصر أيضاًَ باهلواء يف بعض األوقات إذا كان به غبار أو دخان أو برد . البصر لألضواء يضر بالبصر

شديد، فجعلت األجفان لتستر العني عن األضواء عند حاجتها إىل ذلك ولتوقيها من اهلواء وتدفع عنها كثرياً من راحة انطبقت األجفان عليها واستمر ذلك زماناً إىل أن يزول كالمها وتتكامل املؤذيات، مث إذا احتاجت إىل الوجعلت األجفان متحركة لتنفتح يف وقت احلاجة إىل اإلبصار وتنطبق عند احلاجة . راحتها وذلك يكون عند النوم

.إىل االنطباق، وجعلت سريعة احلركة ليسرع االنطباق عند قرب املؤذيات من العنياب فإمنا كانت لتذب عن البصر ما مير به من القذى واملؤذيات اخلفية، ولتكسر عن البصر أيضاً بعض فأما األهد

.األضواء إذا استضر بشدة الضوء، ولذلك جيمع الناظر عينه ويصرها وينظر من ضيق إذا استضر بالضوء الشديدحكمة الصانع تعاىل ورأفته وبديع صنعته فهذه املعاين اليت ذكرناها هي منافع آالت البصر، وهي لطائف تتبني منها

.وحسن تأيت الطبيعة ولطيف آثارها

الفصل الثامن

علل املعاين

اليت ال يتم اإلبصار إال هبا وباجتماعها

قد تبني فيما تقدم أن البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات اليت تكون معه يف هواء واحد ويكون إدراكه هلا ال وهي أن يكون بينه وبينه بعد ما، ويكون مقابالً للبصر اعين أن يكون بني : معت له عدة معانباالنعكاس إال إذا اجت

كل نقطة من سطحه الذي يدركه البصر وبني نقطة ما من سطح البصر خط مستقيم متوهم، ويكون فيه ضوء ما اهلواء الذي بينه وبني إما من ذاته أو من غريه، ويكون حجمه مقتدراً باإلضافة إىل قوة إحساس البصر، ويكون

سطح البصر مشفاً متصل الشفيف ال يتخلله شيء من األجسام الكثيفة، ويكون املبصر كثيفاً أو فيه بعض الكثافة، اعين أن ال يكون فيه شفيف أو يكون مشفاً ويكون شفيفه أغلظ من شفيف اهلواء املتوسط بينه وبني البصر وليس

وليس يدرك البصر . ري جمرى اللون، وكذلك املشف الذي فيه بعض الغلظيكون الكثيف إال ذا لون أو ما جيوإن عدم املبصر واحداً من هذه املعاين أو أكثر من واحد منها . املبصر إال إذا اجتمعت للمبصر هذه املعاين الستة

.فليس يدركه البصر .يتم اإلبصار إال بذلك املعىنوليس حاجة البصر إىل كل واحدة من هذه املعاين إال لعلة ما من أجلها ليس

إحدامها أن : فأما مل ليس يدرك البصر املبصر إال إذا كان بينهما بعد ما وليس يدركه إذا التصق به فإن ذلك لعلتنيوإذا كان املبصر ملتصقاً بالبصر، وليس هو مضيئاً من ذاته، . البصر ليس يريك املبصر إال إذا كان يف املبصر ضوء ما

واألشياء املضيئة من ذواهتا ليس . سطحه الذي يلي البصر ضوء ألن جسم املبصر يستر عنه األضواء فليس يكون يفميكن أن تلتصق بالبصر، ألن األشياء املضيئة من ذواهتا إمنا هي الكواكب والنار، وليس واحد من هذين ميكن أن

ل لثقب العنبية من وسط سطح البصر فقط، والعلة الثانية أن اإلبصار إمنا يكون من اجلزء املقاب. يلتصق بالبصروليس يكون من بقية سطح البصر إحساس، وإذا التصق املبصر بالبصر فإمنا ينطبق على هذا اجلزء من البصر جزء

فلو كان البصر يدرك املبصر عند التصاقه به لكان يدرك منه اجلزء امللتصق باجلزء املقابل . مساو له فقط من املبصرفإن حرك املبصر على سطحه أو حترك هو حىت مياس مجيع سطح املبصر باجلزء . يدرك بقية املبصر للثقب فقط وال

املتوسط منه لكان يدرك من البصر جزءاً بعد جزء، وكان إذا أدرك اجلزء الثاين مل يدرك اجلزء األول، وكان ال رة املبصر كما أنه لو كان مبصر من وإذا مل يدرك مجيع املبصر معاً مل تتشكل فيه صو. يدرك مجيع املبصر معاً

املبصرات من وراء جسم كثيف، وكان ذلك اجلسم الكثيف ثقب وكان املبصر ملتصقاً بالثقب، وكان املبصر مع ذلك يزيد على مقدار الثقب، لكان البصر ال يدرك منه إال اجلزء املطابق للثقب فقط، مث إن حترك املبصر على

.ءاً بعد جزء ملا تشكلت له مجلة صورته وال حتقق شكلهالثقب حىت يدرك البصر منه جزفلو كان اإلبصار يكون باملماسة لكان البصر يدرك مجلة املبصر وال يتحقق شكله وصورته إال إذا كان البصر

مساوياً للمبصر أو كان البصر مساوياً للجزء املتوسط من سطح البصر الذي منه يكون اإلبصار، وكان مع ذلك ال وإذا كان البصر على ما هو عليه، . ن يدرك البصر مبصرات كثرية يف وقت واحد ويكون إدراكه هلا معاًميكن أ

وكان بينه وبني املبصر بعد ما، فإنه ميكن أن يدرك مجيع املبصر معاً يف الوقت الواحد من اجلزء اليسري الذي يف وإذا كان . صرات كثرية معاً يف وقت واحدوسطه الذي منه يكون اإلحساس وإن عظم املبصر، وميكن أن يدرك مبفلهاتني العلتني صار البصر ال يدرك شيئاً . بالبعد من البصر أمكن أيضاً أن يشرق الضوء على سطحه املواجه للبصر

.من املبصرات إال إذا كان بينهما بعد ما

له إال إذا كان بني كل نقطة منه وبني فأما مل ليس يدرك البصر املبصر الذي هو معه يف هواء واحد ويف اجلهة املقابلة نقطة ما من سطح اجلزء الذي منه يكون اإلبصار إمنا يكون من الصورة اليت ترد من املبصر إىل البصر وان ليس

فلهذه العلة ليس يدرك البصر املبصر إال إذا كانت بينهما خطوط . تصدر عن املبصرات إال على خطوط مستقيمةاخلطوط املستقيمة اليت بينهما جسم كثيف خفي املبصر عن البصر، ومىت قطع اجلسم مستقيمة، ومىت قطع مجيع

الكثيف بعض اخلطوط املستقيمة اليت بني املبصر وبني سطح البصر خفي من املبصر اجلزء الذي عند أطراف اخلطوط

غما : إن ذلك ألحد أمرينفأما مل ليس يدرك البصر املبصر إال إذا كان فيه ضوء ما ف.اليت انقطعت باجلسم الكثيفأن تكون صور األلوان اليت يف املبصرات ليس متتد يف اهلواء إال إذا صار مع اللون ضوء ما وإذا مل يكن يف املبصر

ضوء مل متتد صورة لونه يف اهلواء املتصل ليس فيه ضوء ألن لونه ليس تصل إىل البصر، وإما أن تكون صورة اللون ضر الضوء، إال أهنا ال تؤثر يف البصر تأثرياً حمسوساً، وإذا كانت مع الضوء أثراً يف البصر متتد يف اهلواء وإن مل حي

. وهو ظاهر أن صورة الضوء أقوى من صورة اللون وأن الضوء يقرع البصر ويؤثر فيه تأثرياً بيناً. مبجموعهاللون الذي يف اجلسم املضيء تكون وصورة ا. وصورة اللون ضعيفة، فليس يف قوهتا أن تؤثر يف البصر كتأثري الضوء

أبداً ممتزجة بصورة الضوء، فإذا وصلت صورة الضوء من املبصر إىل البصر فهي تؤثر فيه لقوهتا ولتهيؤ البصر لالنفعال هبا، فالبصر حيس هبا من تأثريها وألهنا ممتزجة بصورة اللون وغري متميزة منها، فليس حيس البصر بصورة

و حيس باللون من لون هذه الصورة، فيكون البصر إمنا حيس بلون املبصر من اللون املمازج الضوء إال ممتزجة، فهولذلك يدرك البصر لون املبصر حبسب الضوء الذي يكون يف املبصر، . لصورة الضوء اليت ترد إليه من املبصر

ألن صورة اللون ليس تؤثر يف ف. ولذلك تتغري ألوان كثري من املبصرات عند البصر بتغري األضواء اليت تشرق عليهاالبصر إال إذا كانت ممتزجة بالضوء، وليس يكون من اللون صورة إال إذا كان فيه ضوء، صار البصر ال يدرك شيئاً

.من املبصرات إال إذا كان فيه ضوء ماصل إىل البصر من فأما مل ليس يدرك البصر املبصر إال إذا كان حجمه مقتدراً فألنه قد تبني أن صورة املبصر إمنا ت

املخروط الذي رأسه مركز البصر وقاعدته سطح املبصر، وأن هذا املخروط يفصل من سطح العضو احلاس جزءاً فإذا كان املبصر يف غاية الصغر كان املخروط الذي بينه . صغرياً فيه تترتب صورة املبصر ومنه حيس احلاس باملبصر

زء الذي يفصله من سطح احلاس يف غاية الصغر، فيكون مبنزلة النقطة وبني مركز البصر يف غاية الدقة، فيكون اجلواحلاس إمنا حيس بالصورة يف سطحه إذا كان اجلزء من سطحه الذي حتصل فيه الصورة له قدر . اليت ال قدر هلا

قدر وقوى احلواس متناهية، فإذا كان اجلزء من العضو احلاس الذي حتصل فيه الصورة ليس له. حمسوس عند مجلتهوإذا مل حيس باألثر مل يدرك . حمسوس عند مجلة العضو احلاس مل حيس احلاس باألثر الذي حيصل يف ذلك اجلزء لصغره

فاملبصر الذي يصح أن يدركه البصر هو الذي يكون املخروط الذي يتشكل بينه وبني مركز البصر يفصل . الصورةلة سطح اجلليدية وهذا اإلحساس يكون إىل احلد الذي من سطح اجلليدية جزءاً له قدر حمسوس باإلضافة إىل مج

وخيتلف أيضاً هذا اإلحساس يف اإلبصار حبسب اختالف قوى اإلبصار، ألن . تنتهي إليه قوة احلس، ال إىل ما ال هنايةوإذا كان املخروط الذي يتشكل بني املبصر وبني مركز البصر يفصل من . بعض اإلبصار يكون أقوى من بعض

يدية جزءاً ليس له قدر حمسوس باإلضافة إىل مجلة سطح اجلليدية فليس يصح أن يدرك البصر ذلك سطح اجلل .فلذلك ليس يدرك البصر املبصر الذي هو يف غاية الصغر وال يدرك إال ما كان حجمه مقتدراً. املبصر

فألن اإلبصار إمنا يكون من فأما مل ليس يدرك البصر املبصر إال إذا كان اجلسم املتوسط بينه وبني البصر مشفاً الصورة اليت ترد من املبصر إىل البصر، وليس متتد الصورة إال يف األجسام املشفة وال تقبلها وتؤديها إال األجسام

املشفة، وليس يتم اإلبصار إال إذا كان املبصر مع البصر يف هواء واحد وكان إدراكه له ال باالنعكاس إال إذا كان البصر واملبصر ومل يقطع السموت املستقيمة اليت بينهما جسم كثيف، ألن الصورة ليس متتد يف اهلواء متصالً بني

فلذلك صار البصر ال يدرك املبصر الذي هو معه يف هواء . اهلواء املشف املتشابه الشفيف إال على خطوط مستقيمةتشابه الشفيف متصالً، ومل يقطع السموت واحد ويف اجلهة املقابلة للبصر إال إذا كان اهلواء الذي بينهما مشفاً م

.املستقيمة اليت بينه وبني البصر جسم كثيف

إحدامها أن الكثيف : وأما مل ليس يدرك البصر املبصر إال إذا كان كثيفاً أو كان فيه بعض الكثافة فإن ذلك لعلتنياملبصر، واملشف الذي يف غاية متلون واللون تكون منه الصورة اليت ترد إىل البصر اليت يدرك البصر منها لون

والعلة الثانية أن البصر . الشفيف ليس له لون، فليس تكون منه صورة تنتهي إىل البصر، فلذلك ال يدركه البصروالضوء . ليس يدرك املبصر إال إذا كان مضيئاً وورد من الضوء الذي فيه صورة ثانية إىل البصر مع صورة اللون

سام ليس تكون منه صورة ثانية إال إذا ثبت الضوء يف ذلك اجلسم ومانعه اجلسم الذي يشرق على جسم من األجواجلسم املشف إذا أشرق عليه الضوء وكان يف غاية الشفيف فليس يثبت . من النفوذ فيه كان منه صورة ثانية

وأشرق عليه الضوء فإذا كان اجلسم املشف مقابالً للبصر، . الضوء فيه وال يف موضع منه وإمنا ميتد يف شفيفه فقطمن اجلهة اليت فيها البصر، فهو ميتد فيه وال يثبت يف سطحه وال يف شيء منه، فال يكون يف السطح املواجه للبصر

وكذلك إن أشرق الضوء على اجلسم املشف الذي يف . من ذلك اجلسم ضوء تكون منه صورة ترجع إىل البصريكون يف سطحه وال يف موضع منه ضوء ثابت تكون منه صورة غاية الشفيف من أي جهة أشرق عليه نفذ فيه، فال

وإن كان املضيء الذي يشرق ضوؤه على اجلسم املشف مقابالً للبصر نفذ ضوؤه يف اجلسم . ثانية ترد إىل البصرفإذا كان اجلسم . املشف وانتهى إىل ابصر ومل جيمل معه شيئاً من لون اجلسم املشف، وال يدرك اجلسم املشف

يف غاية الشفيف مل تثبت الصورة عليه ومل تكن منه صورة متتد يف اهلواء وتصل إىل البصر ال صورة ضوء وال املشف وإن كان شفيف اجلسم املشف شبيهاً . فلذلك ليس يدرك البصر املبصر الذي يكون يف غاية الشفيف. صورة لون

فاألجسام املشفة اليت شفيفها . س يدرك اهلواءبشفيف اهلواء فإن حاله تكون كحال اهلواء فال يدركه البصر كما ليوكذلك إن . ليس بأغلظ من شفيف اهلواء ليس يدركها البصر ألنه ليس يرد منها إىل البصر صورة تؤثر يف البصر

توسط ين البصر واملبصر املشف جسم مشف غري اهلواء وكان شفيف املبصر ليس بأغلظ من شفيف اجلسم .املتوسط

ثيفاً كان متلوناً، وإذا أشرق عليه ضوء أي ضوء كان ثبت يف سطحه، وكان من لونه ومن وإذا كان املبصر كالضوء الذي يشرق عليه صورة متتد يف اهلواء ويف األجسام املشفة، ويقبلها اهلواء واألجسام املشفة وتؤديها إىل

وإذا كان املبصر . لبصر منها باملبصراجلهات املقابلة هلا، وإذا انتهت هذه الصورة إىل البصر أثرت يف البصر وأحس امشفاً وشفيفه أغلظ من شفيف اهلواء فإنه يكون له لون ما حبسب غلظه، وإذا أشرق عليه الضوء ثبت الضوء يف

سطحه ثبوتاً ما حبسب ما فيه من الغلظ مع نفوذه فيه حبسب شفيفه، وكان منه صورة يف اهلواء حبسب لونه وحبسب . وإذا وصلت تلك الصورة إىل ابص وأثرت يف البصر وأحس البصر بذلك املبصر. هالضوء الذي يثبت يف سطح

.فلهذه العلة صار البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات إال إذا كان كثيفاً أو كان فيه بعض الكثافةفهذه . ذكورةفقد تبينت العلل اليت من أجلها البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات إال إذا اجتمعت فيه املعاين امل

.الفصول وما بيناه فيها هو الذي قصدنا لتبيينه يف هذه املقالةمتت املقالة األوىل من كتاب احلسن بن احلسن يف املناظر وكتب أمحد بن حممد بن جعفر يوم األحد منتصف مجادى

ه حممد النيب وآله األوىل سنة ست وسبعني وأربعمائة وفيه انتهى النسخ واحلمد هللا وحده وصلواته على خري خلق .وسالمه

املقالة الثانية

تفصيل املعاين اليت يدركها البصر

وعللها وكيفية إدراكها

بسم اهللا الرمحن الرحيم

الفصل األول

صدر املقالة

قد تبني يف املقالة األوىل كيف يكون اإلبصار باجلملة، وهو كيفية إحساس البصر لصورة الضوء واللون اللذين يف والبصر يدرك من املبصرات معاين كثرية من املعاين اليت تكون يف . بة على ما هي عليه يف سطح املبصراملبصر مرت

.املبصرات غري الضوء واللونوخطوط الشعاع ختتلف . وأيضاً فإنه قد تبني يف املقالة األوىل أن اإلبصار إمنا يكون من مسوت خطوط الشعاع

.عليها إىل البصرأحواهلا، وختتلف أحوال الصور اليت ترد وأيضاً فإن إدراك البصر للمبصرات ليس يكون يف مجيع األوقات وجلميع املبصرات وعلى مجيع األحوال على صفة واحدة، بل ختتلف كيفية إحساس البصر باملبصرات، وختتلف كيفية إحساس البصر باملبصر الواحد من البعد الواحد

.إلدراك املبصر وتعمده لتمييز املعاين اليت فيه ومن الوضع الواحد حبسب قصد الناظر وتعملهوحنن نبني يف هذه املقالة اختالف أحوال خطوط الشعاع، ومنيز خواصها، ونفصل أيضاً مجيع املعاين اليت يدركها

البصر، ونبني كيف يدرك البصر كل واحد منها، ومنيز كيفية إدراك ابصر للمبصرات، ونبني اختالف إدراك البصر .هلا

فصل الثاينال

متييز خطوط الشعاع

قد تبني يف املقالة األوىل أن خطوط الشعاع اليت من مسوهتا يدرك البصر املبصرات هي اخلطوط املستقيمة اليت تلتقي أطرافها عند مركز البصر وقد تبني يف هيئة البصر أن العضو احلاس الذي هو الرطوبة اجلليدية مركب على طرف

ة العني مركبة عليها، وأن هذه العصبة إذا كانت منحنية فإن احننائها يكون من خلف مركز جتويف العصبة اليت مجل .البصر ومن وراء مجلة العني وعند الثقب الذي يف مقعر العظم

وقد تبني أيضاً أن اخلط املستقيم الذي مي جبميع مراكز طبقات البصر ميتد يف وسط جتويف العصبة وينتهي على وضع االحنناء من جتويف العصبة اليت يف العني مركبة عليها، ومير مبركز الثقب الذي يف مقدم استقامة إىل وسط م

العنبية، وتبني أيضاً أن هذا اخلط ليس يتغري وضعه عند مجلة البصر وال عند سطوح طبقات البصر وال عند أجزاء تداً على استقامة إىل موضع االحنناء من فاخلط املستقيم الذي مير جبميع مراكز طبقات البصر يكون أبداً مم. البصر

وألن هذا . جتويف العصبة اليت العني مركبة عليها على تصاريف أحوال البصر يف حال حركته ويف حال سكونهاخلط مير مبركز البصر ومبركز الثقب الذي يف مقدم العنبية فهو ميتد يف وسط املخروط الذي رأسه مركز البصر

.فلنسم هذا اخلط سهم املخروط. ذي يف مقدم العنبية الذي فيه ترد الصور إىل البصروحييط به حميط الثقب ال

وقد تبني أيضاً يف املقالة األوىل أن املخروط الذي يتشكل بني املبصر ومركز البصر يفصل من سطح اجلليدية جزءاً يف هذا اجلزء من سطح يشتمل على مجيع صورة املبصر الذي عند قاعدة ذلك املخروط، وتكون الصورة مرتبة

اجلليدية بسموت خطوط الشعاع املمتدة بني املبصر ومركز البصر كترتيب أجزاء سطح املبصر، وإمنا اجلليدية حتس فإذا أدرك البصر مبصراً من املبصرات وحصلت صورته . باملبصر من الصورة اليت تترتب يف هذا اجلزء من سطحها

املخروط املتشكل بني البصر وذلك املبصر، فإن كل نقطة من الصورة اليت يف اجلزء من سطح اجلليدية الذي حيوزهحتصل يف هذا اجلزء من سطح اجلليدية هي على خط الشعاع املمتد بني تلك النقطة وبني النقطة النظرية هلا من

رة املبصر فإذا كانت صو. سطح املبصر الذي عليه وردت الصورة إىل تلك النقطة من سطح اجلليدية على استقامةيف وسط سطح اجلليدية كان السهم الذي ذكرناه أحد اخلطوط اليت وردت عليها صور النقط اليت يف سطح ذلك املبصر على استقامة، وتكون النقطة من سطح املبصر اليت عند طرف هذا السهم هي اليت وردت صورهتا على هذا

.السهما البصر من املبصرات متتد يف جسم اجلليدية ويف جتويف العصبة اليت وقد تبني يف املقالة األوىل أن الصور اليت يدركه

العني مركبة عليها، وتنتهي إىل العصبة املشتركة اليت عند وسط مقدم الدماغ، وهناك يكون إدراك احلاس األخري ن سطح لصور املبصرات، وأن اإلبصار ليس يتم إال بوصول الصورة إىل العصبة املشتركة، وان امتداد الصور م

اجلليدية يف جسم اجلليدية يكون على استقامة خطوط الشعاع فقط، ألن اجلليدية ليس تقبل هذه الصور إال من . مسوت خطوط الشعاع فقط

وإذا كانت أوضاع أجزاء الصورة . واحلاس األخري إمنا يدرك أوضاع أجزاء املبصر على ما هي عليه يف سطح املبصرعضها عند بعض كأوضاع أجزاء سطح املبصر بعضها عند بعض، وكانت هذه اليت حتصل يف سطح اجلليدية ب

الصورة متتد يف جسم اجلليدية ويف جتويف العصبة إىل أن تصل إىل العصبة املشتركة، وكان اإلبصار ليس يتم إال وعند بوصول هذه الصورة إىل العصبة املشتركة، وكان احلاس األخري إمنا يدرك صورة املبصر من هذه الصورة

وصوهلا إىل العصبة املشتركة، وكان احلاس األخري مع ذلك يدرك أوضاع أجزاء املبصر على ما هي عليه، فليس يتم اإلبصار إذن إال بعد أن تصل الصورة اليت حتصل يف وسط اجلليدية إىل العصبة املشتركة وأوضاع أجزائها على ما

.اهي عليه يف سطح اجلليدية من غري أن يتغري شيء منهوليس تصل الصورة من سطح اجلليدية إىل العصبة املشتركة إال بامتدادها يف جتويف العصبة اليت اجلليدية مركبة

فإن مل حتصل الصورة يف جتويف هذه العصبة وهي على هيئتها، وأوضاع أجزائها على ما هي عليه، فليس . عليهالى استقامة خطوط الشعاع وأوضاع أجزائها على ما يصح أن متتد الصورة من سطح اجلليدية إىل جتويف العصبة ع

وذلك أن هذه اخلطوط تلتقي عند مركز البصر، مث إذا امتدت على استقامتها من بعد املركز فإن . هي عليهأوضاعها تنعكس فيصري املتيامن منها متياسراً واملتياسر متيامناً واملتعايل متسافالً واملتسافل متعالياً كذلك مجيع

فإن امتدت الصورة من سطح اجلليدية على استقامة خطوط الشعاع فإهنا . املتقاطعة على نقطة واحدة اخلطوطومركز البصر يف وسط مجلة العني ومتقدم ملوضع االحنناء من . جتتمع عند مركز البصر فتصري الصورة نقطة واحدة

امتدت على استقامة خطوط الشعاع وإن . جتويف العصبة وهي نقطة واحدة، فال حيصل يف جتويف العصبة صورة فإن وصلت إىل جتويف العصبة .وجتاوزت املركز فإهنا منعكسة حبسب انعكاس اخلطوط املتقاطعة اليت امتدت عليها

فليس يصح أن تصل الصورة من سطح اجلليدية إىل جتويف العصبة، . من بعد جتاوز املركز فهي تصل منعكسةفليس يصح إذن أن تصل الصورة من . ا امتدت على استقامة خطوط الشعاعوأوضاع أجزائها على ما هي عليه، إذ

سطح اجلليدية إىل جتويف العصبة وأوضاع أجزائها على ما هي عليه إال على خطوط منعطفة مقاطعة خلطوط ع وإذا كان ليس يتم اإلبصار إال بوصول الصورة اليت حتصل يف سطح اجلليدية إىل العصبة املشتركة وأوضا.الشعاع

أجزائها على ما هي عليه، وكانت هذه الصورة ليس يصح أن تصل إىل جتويف العصبة وأوضاع أجزائها على ما هي عليه إال منعطفة، فليس يتم اإلبصار إذن إال من بعد أن تنعطف الصورة اليت حتصل يف سطح اجلليدية ومتتد على

إىل املركز، ألهنا إن انعطفت بعد جتاوزها املركز خطوط مقاطعة خلطوط الشعاع، ويكون انعطافها من قبل وصوهلا .كانت منعكسة

وكان ليس يصح أن تصل إىل جتويف . وقد تبني أن هذه الصور تنفذ يف جسم اجلليدية على استقامة خطوط الشعاعالعصبة إال بعد أن تنعطف على خطوط مقاطعة خلطوط الشعاع، فالصورة إذن إمنا تنعطف من بعد نفوذها يف جسم

وقد تقدم يف . وليس يصح أن تنعطف الصورة يف جسم اجلليدية ومجيع أحوال اجلليدية على ما هي عليه. اجلليديةهيئة البصر أن جسم اجلليدية خمتلف الشفيف، وأن اجلزء املتأخر منها، وهو الذي يسمى الزجاجية، خمالف الشفيف

ومن . صورة اجلسم املتقدم منها غري جسم الزجاجيةوليس يف جسم اجلليدية جسم خمالف الصورة ل. للجسم املتقدمفالصور . خاصة صور األضواء واأللوان أن تنعطف إذا لقيت جسماً خمالف الشفيف للجسم األول الذي هي فيه

وهذا اجلسم إمنا كان خمالف الشفيف للجسم املتقدم من . إذن إمنا تنعطف عند وصوهلا إىل الرطوبة الزجاجيةويلزم أن يكون سطح هذا اجلسم متقدماً ملركز البصر لتنعطف الصور .لصور عند وصوهلا إليهاجلليدية لتنعطف ا

ويلزم أن يكون هذا . عنده قبل أن تتجاوز املركز فتكون عند االنعطاف على هيئتها اليت هي عليه يف سطح املبصروالسطح املتشابه . طافها عليهالسطح متشابه الترتيب، ألنه إن مل يكن متشابه الترتيب تشوهت الصورة بعد انع

وليس يصح أن يكون هذا السطح من كرة مركزها مركز البصر، ألنه إن كان كرياً . الترتيب إما مسطح وإما كري. مركزه مركز البصر كانت خطوط الشعاع أعمدة عليه فتمتد الصورة على استقامتها عند وصوهلا إليه وال تنعطف

فهذا . إن الصورة إذا انعطفت عنه وامتدت عنه مقداراً يسرياً تشوهتوليس يصح أن يكون من كرة صغرية ف .السطح إما سطح مستو وإما من كرة مقتدرة ال تؤثر يف كريته يف ترتيب الصورة، وليس مركزه مركز البصرفسطح الرطوبة الزجاجية الذي هو الفصل املشترك بني هذا اجلسم واجلسم املتقدم من اجلليدية سطح متشابه

ومجيع الصور اليت حتصل يف سطح اجلليدية متتد يف جسم اجلليدية على استقامة خطوط . ترتيب متقدم ملركز البصرالفإذا وصلت إىل هذا السطح انعطفت عنده على خطوط متشاهبة الترتيب . الشعاع إىل أن تصل إىل هذا السطح

ألن عند هذا العضو . عند اجلليدية فقط فخطوط الشعاع إمنا تترتب هبا صور املبصرات. مقاطعة خلطوط الشعاعوقد تبني يف املقالة األوىل أنه ما كان ميكن أن تترتب صورة املبصر يف سطح البصر مع عظم . يكون ابتداء احلس

املبصر وصغر العضو احلاس إال هبذه اخلطوط، فهذه اخلطوط إمنا هي آلة للبصر هبا يتم للبصر إدراك املبصرات على وقد تبني . وصول الصور إىل احلاس األخري ليس حيتاج إىل امتداد الصورة على استقامة هذه اخلطوطما هي عليه، مث

.اآلن أنه ليس يصح أن متتد الصور إىل احلاس األخري على استقامة هذه اخلطوطهذه ألن العضو احلاس يقبل . وأيضاً فإنه ليس قبول العضو احلاس للصور كقبول األجسام املشفة هلذه الصور

فهو يقبل هذه الصور قبول إحساس، . الصور وحيس هبا، وتنفذ الصور فيه لشفيفه وللقوة احلساسة اليت هي فيهوإذا كان قبول اجلسم احلاس هلذه الصور ليس .واألجسام املشفة إمنا تقبل هذه الصور قبول تأدية فقط وال حتس هبا

ر يف اجلسم احلاس حبسب السموت اليت توجبها األجسام كقبول األجسام املشفة الغري حساسة، فليس امتداد الصووالبصر إمنا ختصص بقبول الصور من مسوت خطوط الشعاع فقط لن . املشفة، وإمنا متتد حبسب امتداد اجلسم احلاس

خاصة الصور ان متتد يف األجسام املشفة على مجيع السموت املستقيمة، فهي ترد إىل البصر على مجيع السموت ، فلو قبلها البصر من مجيع السموت اليت ترد عليها ملا ترتبت الصور عنده، فتخصص البصر بقبول الصور املستقيمة

مث إذا حصلت الصور . من مسوت هذه اخلطوط فقط ليحس بالصور مرتبة على ما هي عليه يف سطوح املبصراتذلك شيء ال يتم إال هبذه السموت، عند العضو احلاس مترتبة، وأدركها العضو احلاس وهي مترتبة، مل يبق من بعد

وحصلت الصور يف اجلسم احلاس ليس كحصوهلا يف األجسام املشفة، فخطوط الشعاع إمنا هي آلة يتم هبا إحساس .اجلليدية فقط

وإذا كان قد تبني أن الصور ليس يصح أن متتد من بعد اجلليدية على استقامة خطوط الشعاع، وإمنا تنعطف من بعد أن انعطافها إمنا هو عند وصوهلا إىل الرطوبة الزجاجية، وأن امتداد الصور يف هذا اجلسم إمنا هو على اجلليدية، و

خطوط منعطفة ال على استقامة خطوط الشعاع، فليس جلسم الزجاجية إذن ختصص بسموت خطوط الشعاع، واجلزء املتأخر الذي هو . فاجلز املتقدم فقط من اجلليدية هو املتخصص بقبول الصور من مسوت خطوط الشعاع

وإذا .الزجاجية والقوة القابلة اليت يف هذا اجلسم إمنا هي متخصصة، مع اإلحساس هبذه الصورة، حبفظ ترتيبها فقطكان ذلك كذلك فكيفية قبول الزجاجية للصور ليس هو ككيفية قبول اجلسم املتقدم من اجلليدية ، والقوة القابلة

.القابلة اليت يف اجلزء املتقدم اليت يف الزجاجية ليست القوةوإذا كان كيفية قبول الزجاجية للضوء ليس هي كيفية قبول اجلزء املتقدم من اجلليدية، وليس حاجة الزجاجية

كحاجة اجلزء املتقدم من اجلليدية، وليس حاجة الزجاجية كحاجة اجلزء املتقدم من اجلليدية فانعطاف الصور عند فالصور إذن تنعطف عند . ختالف كيفية القبول احلسي أيضاً الذي بني هذين اجلسمنيسطح الزجاجية إمنا هو ال

الزجاجية حلالتني، إحدامها اختالف شفيف اجلسمني واألخرى اختالف كيفية القبول احلسي الذي يف هذين .اجلسمني

يوجبها اختالف كيفية وإمنا خيتلف الشفيف يف هذين اجلسمني لتتفق اخلاصة اليت يوجبها الشفيف واخلاصة اليتولو كان شفيف اجلسمني شفيفاً متشاهباً لكانت الصورة متتد يف جسم . اإلحساس، فتبقى الصورة على هيئتها

الزجاجية على استقامة خطوط الشعاع من أجل تشابه الشفيف، وكانت تنعطف من أجل اختالف كيفية وإذا كان اختالف . ذه احلال وإما أن تصري صورتنياإلحساس، وكانت الصورة من بعد االنعطاف إما أن تتشوه هل

الشفيف يوجب هلا االنعطاف واختالف كيفية احلس يوجب هلا ذلك االنعطاف كانت الصورة بعد االنعطاف صورة فالصور تصل إىل . فلذلك اختلف شفيف جسم الزجاجية وشفيف اجلسم املتقدم من اجلليدية. واحدة وعلى هيئتهاة كترتيبها يف سطح املبصر فيقبلها هذا اجلسم وحيس هبا مبا فيه من القوة احلساسة، مث تنعطف الزجاجية وهي مرتب

الصورة يف هذا اجلسم من أجل اختالف الشفيف ومن أجل اختالف كيفية إحساس هذا اجلسم هبا، فتحصل هذا اجلسم واجلسم الصورة يف هذا اجلسم على هيئتها اليت كانت عليها، مث ميتد هذا اإلحساس وهذه الصور يف

فيكون امتداد احلس وامتداد . املتصل به إىل أن يصل اإلحساس وتصل الصور إىل احلاس األخري والصور على هيئتهاالصورة يف جسم الزجاجية ويف اجلسم احلاس املمتد يف جتويف العصبة إىل احلاس األخري كامتداد إحساس اللمس

.وكامتداد إحساس األمل إىل احلاس األخريوصور . وإحساس اللمس وإحساس األمل إمنا ميتد من األعضاء يف شظايا العصب ويف الروح املمتدة يف تلك الشظايا

املبصرات إذا حصلت يف جسم الرطوبة الزجاجية وأحس هبا هذا العضو امتد احلس من هذا العضو يف اجلسم دماغ، وامتدت الصورة بامتداد احلس وتكون احلاس املمتد يف جتويف العصبة املتصلة بني البصر وبني مقدم ال

الصورة يف حال امتدادها مترتبة على هيئتها من غري أن تتغري أوضاع أجزائها ألن اجلسم احلاس مطبوع على حفظ وهذا الترتيب ينحفظ باجلسم احلاس ألن ترتيب أجزاء اجلسم احلاس القابلة ألجزاء الصور . ترتيب هذه الصورلة اليت يف أجزاء اجلسم احلاس هو يف جسم الزجاجية ويف مجيع اجلسم اللطيف املمتد يف جتويف وترتيب القوة القاب

وإذا كان ذلك كذلك فكل نقطة من سطح الزجاجية إذا وصلت الصورة إليها فإهنا جتري يف . العصبة ترتيب متشابهن مجيع السموت اليت جيري فيها مست متصل ال يتغري وضعه من جتويف العصبة الذي ميتد فيه اجلسم احلاس، ويكو

مجيع النقط اليت يف الصورة متشاهبة الترتيب بعضها عند بعض ، وتكون هذه السموت منحنية يف حال احنناء العصبة، وتكون يف حال احننائها مرتبة كترتيبها قبل احننائها وبعد احننائها من أجل كيفية اإلحساس الذي يف هذا

وليس يصح أن . صبة املشتركة وهي على هيئتها من غري أن يتغري شيء من ترتيبهااجلسم، فتصل الصورة إىل العيكون امتداد صور املبصرات إىل احلاس األخري إال على هذه الصفة أنه ليس يصح أن تصل الصورة إىل العصبة

.املشتركة وهي على هيئتها إال إذا كان امتدادها على هذه الصفة

ا الترتيب فإن كل نقطة من سطح اجلليدية متتد الصورة اليت حتصل فيها أبداً على وإذا كانت الصور متتد على هذمست واحد بعينه إىل نقطة واحدة بعينها من املوضع الذي حتصل فيه الصورة من العصبة املشتركة، ألن كل نقطة من

ويلزم من ذلك أن . زجاجيةسطح اجلليدية تنتهي الصورة اليت حتصل فيها أبداً إىل نقطة واحدة بعينها من سطح اليكون كل نقطتني متشاهبيت الوضع من البصرين متتد الصورتان منهما مجيعاً إىل نقطة واحدة بعينها من العصبة

.املشتركةوأيضاً فإنه يلزم أن يكون اجلسم احلاس الذي يف جتويف العصبة فيه بعض الشفيف لتظهر فيه صور األضواء

ون شفيفه شبيهاً بشفيف الرطوبة الزجاجية، لئال تنعطف الصور عند وصوهلا إىل ويلزم أيضاً أن يك. واأللوانألنه إذا كان شفيف اجلسمني متشاهباً مل تنعطف الصور، . السطح األخري من الزجاجية الذي يلي جتويف العصبة

طفت وليس يصح أن تنعطف الصور عند هذا السطح ألن هذا السطح سطح كري وهو من كرة صغرية، فلو انع .الصور من هذا السطح مل تبعد عند إال يسرياً حىت تتشوه، فليس يصح أن تنعطف الصور عند هذا السطح

وإذا كان شفيف اجلسم احلاس الذي يف جتويف العصبة خمالفاً لشفيف الزجاجية مل يكن بد من أن حيدث هذا فيف اجلسم احلاس الذي يف جتويف وإن كانت الصورة متتد بامتداد احلس فليس ش. االختالف تشعيثاً للصورة

وليس شفيف هذا اجلسم لتمتد الصور فيه على السموت اليت يوجبها . العصبة خمالفاً لشفيف جسم الزجاجيةألن اجلسم ليس يقبل الضوء واللون وتنفذ . الشفيف، وإمنا شفيفه ليقبل صور األضواء واأللوان وتظهر الصور فيه

وليس يظهر الضوء واللون يف اجلسم . ذا كان مشفاً آو كان فيه بعض الشفيففيه صور األضواء واأللوان إال إكذلك مجيع األجسام اليت تقبل األضواء واأللوان وتظهر األضواء . املشف إال إذا كان فيه مع الشفيف بعض الغلظ

الذي يف جتويف العصبة فاجلسم احلاس . واأللوان فيها، ولذلك مل تكن اجلليدية يف غاية الشفيف وال يف غاية الكثافةمشف وفيه بعض الغلظ، والصورة تنفذ يف هذا اجلسم مبا فيه من الشفيف وتظهر الصور فيه لقوة احلساسة مبا فيه

واحلاس األخري إمنا يدرك صور األضواء واأللوان من الصور اليت حتصل يف هذا اجلسم ند وصوهلا إىل . من الغلظفعلى هذه الصفة يكون وصول الصور . من اإلضاءة اليت حتصل يف هذا اجلسمالعصبة املشتركة ، وهو يدرك الضوء

.إىل احلاس األخري ويكون إدراك احلاس األخري هلاوإذ قد تبني أن الصور تنعطف عند سطح الزجاجية فإننا نقول إن سهم خمروط الشعاع ليس يصح أن يكون مائالً

ألن السهم إذا كان مائالً على هذا السطح فإن الصور . يهعلى هذا السطح، وليس يصح أن يكون إال عموداً عل

وليس يصح أن حتصل . اليت حتصل يف سطح اجلليدية إذا وصلت إىل هذا السطح اختلف ترتيبها وتغريت هيئتهاالصور يف سطح الزجاجية وهي على هيئتها إال إذا قابل البصر مبصراً من املبصرات وحصل سهم الشعاع على

ر حصلت صورة ذلك املبصر يف سطح اجلليدية مرتبة كترتيب أجزاء سطح ذلك املبصر حصلت سطح ذلك املبصصورة ذلك املبصر يف سطح اجلليدية مرتبة كترتيب أجزاء سطح املبصر، وحصلت صورة النقطة اليت عند طرف

ن سطح املبصر السهم من سطح املبصر يف النقطة اليت على السهم من سطح اجلليدية، وحصلت صور مجيع النقط ماليت أبعادها من النقطة اليت عند طرف السهم متساوية يف النقط من الصورة اليت يف سطح اجلليدية اليت أبعادها من

ألن مجيع النقط اليت حتصل يف سطح اجلليدية هي خطوط الشعاع املمتدة من . النقطة اليت على السهم أبعاد متساويةفجميع السطوح املستوية اليت خترج من . شعاع عمود على سطح اجلليديةوسهم ال. مركز البصر إىل سطح البصر

.السهم وتقطع سطح اجلليدية تكون قائمة على هذا السطح على زوايا قائمة

فإن كان سهم الشعاع مائالً . وقد تبني أن سطح الرطوبة الزجاجية إما مسطح وإما كري مركزه غري مركز البصرعليه فليس خيرج من السهم سطح مستو يكون قائماً على هذا السطح على على هذا السطح وليس هو عموداً

زوايا قائمة إال سطح واحد فقط، ومجيع السطوح الباقية اليت خترج من السهم تكون مائلة عليه، ألن ذلك هو فلنتوهم السطح الذي خيرج من السهم . خاصة اخلطوط املائلة على السطوح املستوية وعلى السطوح الكرية

ويكون قائماً على سطح الزجاجية على زوايا قائمة ممتداً من السهم ، فهو يقطع سطح الزجاجية وسطح اجلليدية ولنتوهم على الفصل املشترك الذي ين هذا السطح وبني سطح اجلليدية نقطتني . وحيدث فيهما فصلني مشتركني

وهم خطني خارجني من املركز إىل هاتني ونت. بعدما من النقطة اليت على السهم من سطح اجلليدية بعد مساوالنقطتني، فيكون هذان اخلطان مع السهم يف السطح املشترك القائم على سطح الزجاجية على زوايا قائمة، ألن

النقطتني اللتني على الفصل املشترك من سطح اجلليدية ونقطة املركز ثالثتها يف هذا السطح، وتكون الزاويتان اللتان ين اخلطني وبني السهم متساويتني، ويكون هذان اخلطان يقطعان الفصل املشترك الذي حيصل يف حتدثان بني هذ

سطح الزجاجية على نقطتني، ويكون السهم يقطع هذا الفصل أيضاً على نقطة متوسطة بني النقطتني اللتني على وإذا كان . هو خط مستقيمفإن كان سطح الرطوبة الزجاجية سطحاً مستوياً فإن الفصل املشترك . ذينك اخلطني

السهم مائالً على سطح الرطوبة الزجاجية، وكان السطح الذي أحدث الفصل املشترك قائماً على هذا اخلط، فتكون الزاويتان اللتان على جنبيه خمتلفتني، ألنه لو كان السهم قائماً على هذا الفصل املشترك لكان قائماً على

هذا اخلط والزاويتان اللتان عن جنبيه خمتلفتني، وكانت الزاويتان اللتان عند فإذا كان السهم مائالً على. السطحمركز اجلليدية الذي هو طرف السهم متساويتني، فإن قسمي اخلط الذي هو الفصل املشترك خمتلفان أحدمها من

النقطتان مها اللتان وهاتان . األخر، فتكون نقطتا طرفيهما خمتلفيت البعد عن النقطة اليت على السم من هذا اخلطتصل إليهما صوريت النقطتني من سطح اجلليدية املتساوييت البعد عن السهم، ألهنما عند طريف خطي الشعاع املارين

والنقطة اليت على السهم من سطح اجلليدية، ألن الصور متتد من سطح اجلليدية إىل سطح الزجاجية . هباتني النقطتنين كان السهم مائالً على سطح الزجاجية، وكان سطح الزجاجية مسطحاً، فإن فإ. على استقامة خطوط الشعاع

النقطتني من الصورة اليت حتصل يف سطح اجلليدية اللتني بعدمها من النقطة اليت على السهم بعد متساو واللتني مها تصل على السهم يف السطح القائم على سطح الزجاجية إذا وصال إىل سطح الزجاجية كان بعدمها من النقطة اليت

.بعداً خمتلفاًوإذا كان السهم مائالً على سطح الزجاجية، وكان سطح الزجاجية مستوياً، فإن كل سطح خيرج من السهم ويقطع

سطح الزجاجية فإن الفصل املشترك الذي حيدث منه حييط مع السهم بزاويتني خمتلفتني، ما سوى سطح واحد فقط، على الزجاجية على زوايا قائمة، فإن فصله املشترك حييط مع السهم بزاويتني وهو الذي يقاطع السطح القائم

وإذا . ومجيع السطوح الباقية يكون السهم مائالً على فصوهلا املشتركة، ألن هذه هي خاصة اخلطوط املائلة. قائمتنياللتان يوترمها قسما الفصل كانت الزاويتان اللتان حتدثان بني السهم والفصل املشترك خمتلفتني، وكانت الزاويتان

املشترك، اللتان عند مركز سطح اجلليدية، متساويتني، فإن قسمي الفصل املشترك الذي يكون يف سطح الزجاجية يكونان خمتلفني، وتكون النقطتان اللتان مها طرفا هذا الفصل املشترك خمتلفيت البعد من النقطة اليت على السهم،

للذان يف سطح اجلليدية متساويتني، وتكون النقطتان اللتان مها طرفا هذا الفصل ويكون قسما الفصل املشترك اوإذا كان ذلك كذلك فإن الصورة اليت . املشترك متساوييت البعد من النقطة اليت على السهم من سطح اجلليدية

ح اجلليدية، حتصل يف سطح اجلليدية، إذا وصلت إىل سطح الزجاجية، كان ترتيبها خبالف ما هو عليه يف سط .وخبالف ما هو عليه يف سطح املبصر

وكذلك أيضاً يتبني إذا كان سطح الزجاجية كرياً وكان السهم مائالً عليه أن النقط اليت يف سطح اجلليدية اليت أبعادها من السهم متساوية إذا وصلت إىل سطح الزجاجية كانت أبعادها من النقطة اليت على السهم خمتلفة، ألن

ذا مل يكن عموداً على سطح الزجاجية، وكان سطح الزجاجية كرياً، فليس مير هذا السهم مبركز الزجاجية، السهم إوهو مير مبركز سطح اجلليدية، فاخلطوط اليت خترج من مركز اجلليدية إىل النقط اليت أبعادها من النقطة اليت على

وإذا كانت هذه . كز اجلليدية بزوايا متساويةالسهم من سطح اجلليدية أبعاد متساوية حتيط مع السهم عند مراخلطوط حتيط عند مركز حتيط مركز اجلليدية بزوايا متساوية، وكان مركز اجلليدية ليس هو مركز الزجاجية، فإن

هذه اخلطوط تفصل من سطح الزجاجية قسياً خمتلفة، وليس شيء من اخلطوط اليت حتيط مع السهم بزوايا متساوية، م يف سطح واحد، يفصل من سطح الزجاجية قوسني متساويني إال خطان فقط، ومها اللذان يف ويكون مع السه

فإذا كان السهم مائالً على سطح الزجاجية . السطح القاطع للسطح القائم على سطح الزجاجية على زوايا قائمةأو كان كرياً وإذا كان فإن الصور اليت حتصل يف سطح الزجاجية تكون خمتلفة الترتيب، كان هذا السطح مسطحاً

السهم عموداً على سطح الزجاجية كان عموداً على مجيع الفصول املشتركة، وكان كل خطني خيرجان من مركز اجلليدية، الذي هو نقطة من السهم، حييطان مع السهم بزاويتني متساويتني يفصالن من الفصل املشترك الذي يف

النقطتني اللتني مها طرفا القسمني املتساويني من الفصل املشترك عن سطح الزجاجية قسمني متساويني، وكان بعد فعلى تصاريف . النقطة اليت هي على السهم من سطح الزجاجية متساويني، كان سطح الزجاجية مسطحاً أو كرياً

األحوال ليس تصل الصورة إىل سطح الزجاجية وأوضاع أجزائها على ما هي عليه يف سطح املبصر إال إذا كانواحلاس إمنا حيس بالصورة على هيئتها اليت هي عليها عند . السهم قائماً على سطح الزجاجية على زوايا قائمة

فليس يصح أن حتصل الصور .وصوهلا إليه، واحلاس إمنا يدرك ترتيب أجزاء املبصر على ما هي عليه يف سطح املبصريس يصح أن يكون سهم الشعاع مائالً على سطح يف سطح الزجاجية وترتيب أجزائها على خالف ما هي عليه، فل

وإذ كان هذا السهم قائماً على سطح . الزجاجية، فسهم الشعاع إذن قائم على سطح الزجاجية على زوايا قائمةالزجاجية على زوايا قائمة، فجميع خطوط الشعاع الباقية تكون مائلة على هذا السطح، مستوياً كان هذا السطح

عها يقاطع السهم على مركز اجلليدية، وليس شيء من هذه اخلطوط مير مبركز سطح الزجاجية إن أو كرياً، ألن مجيفإذا كان قد . كان كرياً إال السهم فقط ألنه عمود عليه وألن مركز سطح اجلليدية ليس هو مركز سطح الزجاجية

أن تنعطف، وأن انعطافها إمنا هو تبني أن الصور اليت حتصل يف سطح اجلليدية ليس تصل إىل جتويف العصبة إال بعد

عند سطح الزجاجية، وكان السطح قائماً على هذا السطح على زوايا قائمة، وكانت مجيع اخلطوط الباقية مائلة على هذا السطح، فإن الصور إذا وصلت إىل سطح الزجاجية انعطفت مجيع النقط اليت فيها ما سوى النقطة اليت

فليس شيء من . تقامة السهم إىل أن تصل إىل موضع االحنناء من جتويف العصبةعلى السهم فإهنا متتد على اسالصور اليت حتصل يف سطح اجلليدية ميتد إىل جتويف العصبة على استقامة إال النقطة اليت على السهم فقط، ومجيع

.النقط الباقية إمنا تصل إىل جتويف العصبة على خطوط منعطفة

املبصرات، وكان املبصر مقابالً لوسط البصر، وكان السهم يف داخل خمروط الشعاع فإذا أدرك البصر مبصراً من الذي حييط بذلك املبصر، فإن صورة ذلك املبصر ترد من سطح املبصر إىل سطح اجلليدية على استقامة خطوط

طوط الشعاع الشعاع وحتس هبا اجلليدية عند حصوهلا يف سطحها، مث متتد الصورة من هذا السطح على استقامة خفالنقطة اليت تكون على السهم متتد من هذا السطح على استقامة السهم . إىل أن تصل إىل سطح الرطوبة الزجاجية

إىل أن تصل إىل موضع االحنناء من جتويف العصبة، ومجيع النقط اليت على اخلطوط الباقية تنعطف على خطوط إىل موضع االحنناء من جتويف العصبة، فتحصل الصورة يف مقاطعة خلطوط الشعاع ومتشاهبة الترتيب إىل أن تصل

هذا املوضع مرتبة كترتيبها يف سطح اجلليدية وكترتيبها يف سطح املبصر، وتكون النقطة منها اليت وردت على السهم قد امتدت على استقامة إىل هذا املوضع، وتكون مجيع النقط الباقية من الصور إمنا وصلت إىل هذا املوضع

وليس حال الصور املنعطفة كحال الصور املمتدة على استقامة، ألن االنعطاف ال بد ان يغريها . خطوط منعطفة علىفيلزم من هذه احلال أن تكون النقطة من الصورة اليت حتصل يف موضع االحنناء من جتويف العصبة اليت . تغرياً ما

.ية من الصورامتدت على استقامة السهم أشد حتققاً من مجيع النقط الباقوأيضاً فإن االنعطاف الذي يكون من النقط اليت حتصل يف سطح االنعطاف ما كان منها قريباً من السهم يكون انعطافه يسرياً، وما كان منها بعيداً من السهم يكون أشد انعطافاً، ألن االنعطاف إمنا يكون حبسب الزوايا اليت

األعمدة اليت تقوم على سطح االنعطاف، واخلطوط اليت حتيط مع حتدث بني اخلطوط اليت ترد عليها الصور وبنيالعمدة بزوايا أصغر يكون انعطافها على زوايا أصغر، واخلطوط اليت حتيط مع األعمدة بزوايا اعظم يكون انعطافها

حييط وخطوط الشعاع ما كان منها قريباُ من السهم يكون ميله على سطح االنعطاف أقل، فهو . على زوايا أعظموما كان منها بعيداً عن السهم يكون ميله على سطح . مع األعمدة اليت تقوم على سطح االنعطاف بزوايا أصغر

فالنقط اليت تكون قريبة من .االنعطاف أكثر، فهو حييط مع األعمدة اليت تقوم على سطح االنعطاف بزوايا أعظمسهم وكلما كان من النقط أشد حتققاً وأقل تشعثاً من السهم يكون انعطافها أقل من انعطاف النقط البعيدة من ال

فالصور اليت حتصل يف موضع . الصور اليت انعطافها أقل تكون اشد حتققاً واقل تشعثاً من الصور اليت انعطافها أكثرفرب منها االحنناء من جتويف العصبة تكون النقطة منها اليت على السهم أبني من مجيع النقط الباقية وأشد حتققاً، وما

.يكون أشد حتققاً مما بعدوإذا كانت هذه . وهذه الصور هي اليت متتد إىل العصبة املشتركة وهي اليت منها يدرك احلاس األخري صورة املبصر

الصورة اليت حتصل يف موضع االحنناء من جتويف العصبة خمتلفة األحوال، والنقطة منها اليت وردت على السهم أشد لنقط الباقية، وما قرب من هذه النقط اشد حتققاً مما بعد، فالصورة إذن اليت حتصل يف العصبة حتققاً من مجيع ا

املشتركة اليت منها تدرك القوة احلساسة صورة املبصر تكون خمتلفة األحوال، والنقطة منها النظرية للنقطة اليت عليها ن الصورة، وما قرب من هذه الصور يكون أشد السهم من سطح املبصر تكون أشد حتققاً من مجيع النقط الباقية م

فصور املبصرات اليت يدركها البصر ما كان منها عند السهم يكون أبني منها عند احلس واشد حتققاً . حتققاً مما بعد

مما كان عند أطراف اخلطوط الباقية من خطوط الشعاع، وما كان عند أطراف اخلطوط القريبة من السهم يكون .ند أطراف اخلطوط البعيدة من السهمأبني مما كان ع

فإذا استقرئت أحوال املبصرات، وميزت كيفية إدراك البصر للمبصرات اليت يدركها البصر معاً، وكيفية إدراك وذلك أن . البصر ألجزاء املبصر الواحد، وجدت أحواهلا موافقة للمعىن الذي حددناه ومطردة ال ختتلف وال تنتقض

وقت الواحد مبصرات كثرية، وسكن بصره ومل حيركه، فإن ما كان من تلك املبصرات مقابالً الناظر إذا قابل يف اللوسط بصره جيده أبني مما يكون عن جوانب ذلك املتوسط، وما كان قريباً من املتوسط يكون أبني مما يكون بعيداً

صر وسكن بصره، فإنه يدرك وكذلك إذا نظر الناظر إىل مبصر فسيح األقطار وقابل ببصره وسط ذلك املب. عنهويتبني هذا املعىن بياناً واضحاً إذا كانت أشخاص كثرية أو . وسط ذلك املبصر أبني مما يدرك أطرافه وحواشيه

مبصرات كثرية، وكانت تلك املبصرات متتالية، وكانت على مسافة معترضة للبصر، وكان الناظر مقابالً لشخص ونظر الناظر إىل الشخص املتوسط وسكن بصره، فإنه يدرك ذلك الشخص منها متوسط بني تلك األشخاص الباقية

إدراكاً بيناً حمققاً، ويدرك مه ذلك أيضاً األشخاص الباقية اليت عن جنبيت ذلك الشخص ولكن إدراكاً ليس يف غاية ا كانت املسافة اليت وتظهر هذه احلال ظهوراً أبني إذ. البيان، وحيس مبا قرب من املتوسط أبني مما حيس بالبعيد منه

عليها تلك األشخاص طويلة وكان بني املتطرف من تلك املبصرات وبني املتوسط منها مسافة مقتدرة، فإن املبصرات اليت يدركها الناظر على هذه الصفة يكون بني إدراكه املتوسط منها وبني إدراكه املتطرف عند سكون

.البصر تفاوت ظاهربل بوسطه مبصراً آخر من تلك املبصرات غري ذلك املبصر الذي كان مقابالً له، فإنه مث إن حرك الناظر بصره وقا

وإن قابل ببصره الشخص املتطرف من تلك . يدرك هذا الثاين إدراكاً بيناً، ويصري إدراكه لألول إدراكاً ضعيفاًسط يف هذه احلال إدراكاً األشخاص وحقق التحديد إليه أدركه إدراكاً أبني مما كان يدركه مع ذلك الشخص املتو

ضعيفاً مع قربه منه، ويكون بني إدراكه للمبصر املتوسط يف حال مقابلته للمتطرف وبني إدراكه لذلك املتوسط يف .حال مقابلته له تفاوت ظاهر حمسوس

ره وكذلك إذا نظر الناظر إىل جسم فسيح األقطار، وكان بني أطرافه وبني وسطه أبعاد مقتدرة، وقابل بوسط بصوسط ذلك املبصر، وسكن بصره وتفقد إدراكه لذلك املبصر، فإنه جيد إدراكه لوسط ذلك املبصر أبني من إدراكه

وإن حرك . ألطرافه، وجيد بني اإلدراكني تفاوتاً ظاهراً، وجيد ما قرب من الوسط من أجزائه أبني مما بعد عن الوسطاكه للجزء الثاين أبني من إدراكه لذلك اجلزء يف احلالة بصره وقابل جزءاً غري ذلك اجلزء من املبصر صار إدر

.األوىل، وصار إدراكه للجزء األول أضعف من إدراكه له يف احلالة األوىلفيتبني من هذا االعتبار أن اإلبصار بوسط البصر وبالسهم الذي حددناه أبني وأشد حتققاً من اإلبصار حبواشي البصر

اإلبصار مبا قرب من الوسط ومبا قرب من السهم أبني من اإلبصار مبا بعد عن وباخلطوط احمليطة بالسهم، وان فقد تبني باالستقراء واالستدالل أن اإلبصار يكون بسهم خمروط الشعاع أبني من اإلبصار . الوسط وعن السهم

.جبميع خطوط الشعاع الباقية وان اإلبصار مبا قرب من السهم أبني من اإلبصار مبا بعد عنه

ل الثالثالفص

كيفية إدراك املعاين اجلزئية

كيفية إدراك كل واحد من املعاين اجلزئية اليت تدرك حباسة البصر إن حاسة البصر ليس يدرك شيئاً من املعاين املبصرة وحاسة البصر يدرك من األجسام كثرياً من . واألجسام جتمع معاين كثرية وتعرض فيها معان كثرية. إال يف اجلسم

واللون هو أحد املعاين اليت تكون يف األجسام، والضوء . ليت تكون فيها وكثرياُ من املعاين اليت تعرض فيهااملعاين اوحاسة البصر يدرك هذين املعنيني من . أحد املعاين اليت تكون يف األجسام واحد املعاين اليت تعرض يف األجسام

كالشكل والوضع والعظم واحلركة وغري ذلك من األجسام، ويدرك من األجسام معاين أخر غري هذين املعنيني،ويدرك أيضاً . ويدرك أيضاً تشابه األلوان واختالفها وتشابه األضواء واختالفها. املعاين اليت يأيت تفصيلها من بعد

ويدرك أيضاً تشابه األشخاص واختالفها وتشابه . تشابه األشكال واألوضاع واحلركات وتشابه مجيع املعاين اجلزئية . لوان واختالفهااأل

. إال أنه ليس إدراك حاسة البصر جلميع املعاين على صفة واحدة وال إدراكها لكل واحد من املعاين مبجرد احلس وذلك أن حاسة البصر إذا أدركت شخصني من األشخاص يف وقت واحد وكان الشخصان متشاهبني يف الصورة

ه صوريت الشخص ليس هو الصورتني أنفسهما وال واحدة وتشاب. فإهنا تدرك الشخصني وتدرك أهنما متشاهبان .منهما

وإذا كانت حاسة البصر تدرك الشخصني من الصورتني اللتني حتصالن يف البصر للشخصني فهي تدرك تشابه وتشابه الصورتني اللتني حتصالن يف البصر ليس . الشخصني من تشابه الصورتني اللتني حتصالن يف البصر للشخصني

وليس حيصل يف البصر صورة ثالثة للشخصني يدرك . تني أنفسهما اللتني يف البصر وال واحدة منهماهو الصورفليس إدراك حاسة البصر للتشابه من . وليس حيصل يف البصر للشخصني غري الصورتني فقط. احلس منها التشابه

.صورة ثالثة حتصل يف البصر ختص التشابهفليس . فاقهما يف معىن من املعاين وحصول ذلك املعىن يف كل واحد من الصورتنيوأيضاً فإن التشابه الصورتني هو ات

وإذا . يدرك تشابه الصورتني إال من قياس إحدامها باألخرى وإدراك املعىن الذي به يتشاهبان يف كل واحدة منهماالتشابه ليس يدرك إال كانت حاسة البصر تدرك التشابه، ومل يكن يف البصر صورة ثالثة يدرك منها التشابه، وكان

من قياس إحدى الصورتني باألخرى، فحاسة البصر إذن إمنا تدرك تشابه الصورتني من قياس إحدى الصورتني اللتني .حتصالن يف البصر إحدامها باألخرى

.وكذلك أيضاً يدرك حاسة البصر اختالف الصورتني املختلفتني من قياس إحدى الصورتني باألخرى .اختالفها إمنا يدركه حاسة البصر من قياس الصور اليت حتصل يف البصر بعضها ببعضفتشابه الصور و

وإذا كان ذلك كذلك فإدراك حاسة البصر لتشابه الصور واختالفها ليس مبجرد احلس وإمنا هو من قياس الصور .اليت يدركها مبجرد احلس بعضها ببعض

أحدمها أقوى من األخر كأخضر زجناري وأخضر فستقي، وأيضاً فإن البصر إذا أدرك لونني من جنس واحد وكانفإن احلاس يدرك أهنما أخضران ويدرك أن أحدمها أشد خضرة من اآلخر ويفرق بني اخلضرتني، فهو يدرك تشاهبهما

وكذلك يفرق بني احلمرتني وبني الزرقتني وكل لونني من جنس . يف اخلضرة ويدرك اختالفهما يف القوة والضعف .ان أحدمها أقوى من اآلخرواحد إذا ك

والتفريق بني اخلضرتني ليس هو نفس اإلحساس باخلضرة، ألن اإلحساس باخلضرة إمنا هو من اخضرار البصر . باخلضرة، والبصر بكلى اخلضرتني خيضر، ومن اخضراره بكليت اخلضرتني يدرك احلاس أهنما من جنس واحد

كه أهنما من جنس واحد هو متييز التلون الذي حيصل يف البصر فإدراكه أن إحدى اخلضرتني أقوى من األخر وإدرا

.ال نفس اإلحساس بالتلونوكذلك إذا كان اللونان متشاهبني يف القوة وكانا من جنس واحد فاحلاس يدرك اللونني ويدرك اهنما من جنس

.واحلاس يدرك اللونني ويدرك أهنما من جنس واحد ويدرك أهنما متشاهبان يف القوة. واحدفإن حاسة البصر يدرك األضواء ويفرق بني الضوء القوي والضوء . وكذلك حال األضواء عند حاسة البصر

.الضعيف ويدرك تشابه األضواء يف القوة والضعففإدراك حاسة البصر لتشابه األلوان واختالفها وإدراكها لتشابه األضواء واختالفها وإدراكها لتشابه ختطيط صور

.ا والختالفها واختالف هيئاهتا إمنا هو بتمييزها وقياس بعضها إىل بعض ال مبجرد احلساملبصرات وهيئاهتوذلك أن األحجار املشفة اليت . وأيضاً فإن حاسة البصر ليس يدرك شفيف األجسام املشفة إال بالتمييز والقياسأدرك الضوء من ورائها أدرك فإذا . شفيفها يسري ليس يدرك البصر شفيفها إال بعد أن يقابل هبا الضوء وتستشف

وكذلك كل جسم مشف ليس يدرك البصر شفيفه إال بعد أن يدرك ما وراءه من األجسام، أو يدرك . أهنا مشفة الضوء من ورائه، ويدرك التمييز مع ذلك أن الذي يظهر من ورائه هو غري اجلسم املشف، وليس يدرك الشفيف إن

نفوذ الضوء فيه ويدرك التمييز مع ذلك أن الذي يظهر من وراء ذلك مل يدرك ما وراء اجلسم املشف أو يدرك وإدراك أن ما وراء اجلسم املشف هو غري ذلك اجلسم ليس هو إدراكاً مبجرد احلس .اجلسم هو غري ذلك اجلسم

وإذا كان ليس يدرك الشفيف إال بالتمييز . وإمنا هو إدراك باالستدالل، فالشفيف ليس يدرك إال باالستدالل .القياسو

وأيضاً فإن الكتابة ليس تدرك إال من متييز صور احلروف وتأليفها وقياسها بأمثاهلا اليت قد عرفها الكاتب من قبل وكذلك كثري من املعاين املبصرة إذا تؤملت كيفية إدراكها وجدت ليس تدرك مبجرد اإلحساس وليس . ذلك وألفها

.تدرك إال بالتمييز والقياسك فليس مجيع ما يدرك حباسة البصر يدرك مبجرد احلس، بل كثري من املعاين املبصرة تدرك وإذا كان ذلك كذل

.بالتمييز والقياس مع اإلحساس بصورة املبصر، ال مبجرد احلس فقط إال أن متييز القوة املميزة للمعاين املبصرة ليس. وليس للبصر قوة للتمييز ولكن القوة املميزة هي اليت متيز هذه املعاين

.يكون إال بتوسط حاسة البصروأيضاً فإن البصر يعرف املبصرات ويدرك كثرياً من املبصرات وكثرياً من املعاين املبصرة باملعرفة، فيعرف اإلنسان

أنه إنسان، ويعرف الفرس أنه فرس، ويعرف زيداً بعينه أنه زيد إذا كان قد شاهده من قبل وكان ذاكراً ملشاهدته، ملألوفة، ويعرف النبات والثمار واألحجار واجلمادات اليت قد شاهدها من قيل وشاهد أمثاهلا، ويعرف احليوانات ا

ويعرف اآلالت وما يكثر استعماله وتكثر مشاهدته، ويعرف مجيع املعاين املألوفة اليت تكون يف املبصرات اليت تكثر .مشاهدته هلا

عرفة ليس هي إدراكاً مبجرد اإلحساس، وذلك أن البصر وامل. وليس يدرك البصرة شيء من املبصرات إال باملعرفةوإذا أدرك البصر شخصاً من األشخاص وغاب عنه مدة مث شاهده من بعد ومل . ليس يعرف كل ما شاهده من قبل

فلو كانت املعرفة . يكن ذاكراً ملشاهدته األولة فليس يعرفه وإمنا يعرف ما يعرفه إذا كان ذاكراً ملشاهدته من قبلراكاً مبجرد اإلحساس لكان البصر إذا رأى شخصاً قد شاهده من قبل عرفه عند املشاهدة الثانية على هي إد

ولكن البصر ليس يعرف الشخص الذي قد شاهده من قبل إال إذا كان ذاكراً ملشاهدته األولة . تصاريف األحوالوليس تكون املعرفة إال . لك الصورة من قبلولصورته اليت أدركها يف احلالة األوىل أو يف املرات اليت تكررت عليه ت

.بالذكر فاملعرفة إذن ليس هي إدراكاً مبجرد اإلحساسوذلك أن املعرفة هو إدراك تشابه الصورتني، أعين الصورة اليت . واإلدراك باملعرفة هو ضرب من ضروب القياس

املبصر أو من أمثاله يف احلالة األوىل أو يدركها البصر من املبصرات يف حال املعرفة والصورة اليت أدركها من ذلك ولذلك ليس تكون املعرفة إال بالتذكري ألنه . يف املرات اليت تقدمت إن كان أدرك ذلك املبصر أو أمثاله مرات كثرية

.إن مل تكن الصورة األولة حاضرة للذكر مل يدرك تشابه الصورتني ومل يعرف البصر املبصرتكون بالنوع، فاملعرفة بالشخص تكون من تشبيه صورة الشخص املبصر اليت واملعرفة قد تكون بالشخص وقد

واملعرفة بالنوع تكون من تشبيه صورة املبصر . أدركها البصر يف حال معرفة الشخص بصورته اليت أدركها من قبل .بصورة أمثاله من أشخاص نوعه اليت أدركها البصر من قبل

فاملعرفة إذن إمنا تكون بضرب . إمنا هو من قياس إحدى الصورتني باألخرىوإدراك التشابه هو إدراك بقياس، لنه وذلك أن املعرفة ليس تكون باستقراء مجيع املعاين . إال أن هذا القياس يتميز عن مجيع املقاييس. من ضروب القياس

يف الصورة، وكان ذاكراً فإذا أدرك البصر معىن من املعاين اليت. اليت يف الصورة، بل إمنا تكون املعرفة باألماراتوليس كذلك مجيع ما يدرك بالقياس، فإن كثرياً مما يدرك بالقياس ليس يدرك . للصورة األولة، فقد عرف الصورة

.إال بعد استقراء مجيع املعاين اليت يف الشخص الذي يدرك بالقياس أو أكثرها

وذلك أن . بعد استقراء مجيع املعاين اليت فيهاوكذلك كثري من املعاين املبصرة اليت تدرك بالقياس ليس تدرك إال. اإلنسان الكاتب إذا حلظ صورة اجبد مكتوبة يف ورقة فإنه يف حال مالحظته هلا قد أدرك أنه اجبد ملعرفته بالصورة. فمن إدراكه لتقدم األلف وتأخر الدال قد أدرك أنه أجبد، أو من إدراكه لتشكل مجلة الصورة قد أدرك أهنا اجبد

وكذلك مجيع . كذلك إذا رأى اسم اهللا تعاىل مكتوباً فإنه يف حال مالحظته قد أدرك أنه اسم اهللا تعاىل باملعرفةوالكلمات املشهورة اليت يكثر تكررها على البصر إذا شاهدها الكاتب أدرك ما هي الكلمة يف احلال باملعرفة من غري

إذا حلظ الكاتب كلمة غريبة مكتوبة وكانت كلمة مل ترد عليه وليس كذلك . حاجة إىل استقراء حروفها حرفاً حرفاًوليس يدرك الكاتب الكلمة الغريبة اليت مل ترد عليه من قبل إال بعد أن . قبل ذلك الوقت ومل يقرأ مثلها من قبل

البصر وكذلك كل معىن يدرك حباسة . يستقرئ حروفها حرفاً حرفاً ومييز معانيها، ومن بعد ذلك يدرك معىن الكلمةفكل صورة مل تكن وردت على البصر من قبل ومل يرد عليه مثلها إذا . إذا مل يكن قد ورد على البصر من قبل

أدركها البصر ليس يدرك البصر ما هي تلك الصورة أو ما هو ذلك املعىن، وليس يدرك أيضاً حقيقة تلك الصورة ليت يف تلك الصورة أو يف ذلك املعىن أو كثرياً منها ومييز وال حقيقة ذلك املعىن، إال بعد أن يستقرئ مجيع املعاين ا

.معانيهاوالصورة اليت قد أدركها البصر من قبل أو قد أدرك أمثاهلا يدرك البصر ما هي تلك الصورة يف حال إدراكه

فالذي . بلالصورة من إدراكه بعض املعاين اليت يف الصورة إذا كان ذاكراً إلدراكه لتلك الصورة أو أمثاهلا من قواإلدراك باملعرفة يتميز عن مجيع ما . يدرك باملعرفة يدرك باألمارة، وليس كل ما يدرك بالقياس يدرك باألمارات

وأكثر املعاين املبصرة ليس . يدرك بالقياس إذا مل يكن إدراكاً باملعرفة، وهو يتميز بالسرعة ألنه إدراك باألمارات .شيء من املبصرات وال مائية شيء من احملسوسات جبميع احلواس إال باملعرفة تدرك إال باملعرفة، وليس تدرك مائيةفحاسة البصر يدرك صور املبصرات من الصور اليت ترد إىل البصر من ألوان . واملعرفة ليس هي جمرد اإلحساس

مث ما كان يف . سوإدراكها لألضواء مبا هي أضواء ولأللوان مبا هي ألوان يكون مبجرد اإلحسا. املبصرات وأضوائهاالصور من املعاين قد أدركها البصر من قبل أو أدرك أمثاهلا، وهو ذاكر ملا أدركه منها ومن أمثاهلا، فإمنا يدركها يف

مث القوة املميزة متيز هذه الصورة فيدرك منها مجيع املعاين اليت .احلال باملعرفة ومن األمارات اليت تكون يف الصورةوالتخطيط والتشابه واالختالف ومجيع املعاين اليت تكون يف الصورة اليت ليس يتم إدراكها تكون فيها من الترتيبفاملعاين اليت تدرك حباسة البصر منها ما يدرك باملعرفة ومنها ما يدرك بتمييز وقياس يزيد . مبجرد احلس وال باملعرفة

التمييز والقياس يدرك أكثرها يف زمان يف غاية وأيضاً فإن أكثر املعاين املبصرة اليت تدرك ب.على مقاييس املعرفةالصغر، وال يظهر يف أكثر األحوال أن إدراكها بتمييز وقياس لسرعة القياس الذي به تدرك هذه املعاين وسرعة

وذلك آن شكل اجلسم وعظمه وشفيفه وما جرى هذا اجملرى من املعاين اليت يف املبصرات تدرك . إدراكها بالقياسهلا إدراكاً يف غاية السرعة وال تدرك يف احلال إذ إدراكها بقياس ومتييز إذا كان إدراكها يف غاية يف أكثر أحوا

. وسرعة إدراك هذه املعاين بالقياس إمنا هو لظهور مقدماهتا ولكثرة اعتياد القوة املميزة لتمييز هذه املعاين. السرعةوإذا أدركت القوة املميزة مجيع املعاين اليت يف . ليت فيهافهي يف حال ورود الصورة عليها قد أدركت مجيع املعاين ا

وإذا متيزت هلا مجيع املعاين اليت يف الصورة فقد أدركت نتائج تلك املعاين يف . الصورة فهي تتميز هلا يف حال إدراكها .حال متييزها

قوة املميزة يف إدراك نتائجها إىل وكذلك مجيع املقاييس اليت مقدماهتا الكلية ظاهرة ومستقرة يف النفس ليس حتتاج المثال ذلك لو طرق مسع سامع صحيح التمييز قول قائل . زمان مقتدر، بل يف حال فهمها للمقدمة قد فهمت النتيجة

هذا الشخص كاتب لكان ذلك السامع يدرك يف احلال مع نفس فهمه هلذا اللفظ أن ذلك الشخص الذي مسع وليس إدراكه ألن الشخص الكاتب . خص، ومن غري توقف وال زمان مقتدربصفته هو إنسان، وإن مل ير ذلك الش

فمن استقرار هذه املقدمة يف النفس وظهورها عند القوة . إنسان إال باملقدمة الكلية وهي أن كل كاتب إنسان. ساناملميزة صار السامع مىت مسع باملقدمة اجلزئية اليت هي هذا الشخص كاتب فهم يف احلال أن ذلك الشخص إن

وكذلك إن قال قائل ما أمضى هذا السيف فإن السامع املميز إذا مسع هذا اللفظ فهم يف احلال أن ذلك السيف .وليس إدراكه بأن ذلك السيف حديد إال باملقدمة الكلية اليت هي كل سيف ماض فهو حديد. املشار إليه حديد

س وحاضرة للذكر تدرك القوة املميزة نتائجها يف حال وكذلك مجيع املقاييس اليت مقدماهتا ظاهرة ومستقرة يف النفاستماعها للمقدمة اجلزئية ويف زمان يف غاية الصغر، وال يكون بني اآلن الذي يقع فيه فهم املقدمة اجلزئية وبني اآلن

رتيب وتأليف والعلة يف ذلك أن القوة املميزة ليس تقيس بت. الذي تدرك فيه القوة املميزة النتيجة زمان ظاهر املقداروذلك أن القياس املنتج ليس يكون قياساً يف اللفظ إال . وبتكرير املقدمات كما يكون يف ترتيب القياس باللفظ

فبهذا الترتيب صار اللفظ . بترتيب املقدمات، ومثاله هذا الشخص كاتب وكل كاتب إنسان فهذا الشخص إنسانوليس كذلك قياس القوة املميزة، ألن . ترتيب ملا أنتجت النتيجةولو مل يرتب اللفظ هذا ال. قياساً وأنتجت النتيجة

القوة املميزة تدرك النتيجة من غري حاجة إىل اللفظ ومن غري حاجة إىل تكرير املقدمة وترتيبها ومن غري حاجة إىل .تكرير اللفظ وترتيبه

لنتيجة ليس حيتاج إىل نعت الكيفية وإىل وترتيب لفظ القياس هو صفة كيفية إدراك التمييز للنتيجة، وإدراك التمييز لفالقوة املميزة إذا أدركت املقدمة اجلزئية، وكانت ذاكرة للمقدمة الكلية، فإهنا يف حال . ترتيب كيفية اإلدراك

فهمها للمقدمة اجلزئية قد فهمت النتيجة، ال يف زمان له قدر يعتد به، بل يف أقل القليل من الزمان، وإذا كانت .كلية ظاهرة ند القوة املميزةاملقدمة ال

وال يظهر يف أكثر األحوال أن . فاملعاين املبصرة اليت تدرك بالقياس يكون إدراك أكثرها إدراكاً يف غاية السرعةإدراكها بالقياس والتمييز لسرعة إدراكها، وسرعة إدراكها إمنا هو لظهور مقدماهتا وكثرة اعتياد القوة املميزة

إن املعاين املبصرة اليت تدرك بالقياس والتمييز إذا تكرر إدراكها بالقياس وفهمت القوة املميزة وأيضاً ف. لتمييزهامعانيها، وصار إدراك القوة املميزة هلا، إذا وردت عليها من بعد استقرار فهمها، باملعرفة من غري حاجة إىل أن

النتيجة من مجلة املعاين اليت تدرك ال باستئناف تستقرئ مجيع املعاين اليت فيها، بل تدركها باألمارات، وتصري تلكومثال ذلك الكلمة الغريبة املكتوبة إذا وردت على الكاتب ومل . التمييز والقياس واستقراء مجيع املعاين اليت فيهاا مث إذا أدركه. فليس يدركها إال بعد أن يستقرئ حرفها حرفاً حرفاً. تكن وردت عليه من قبل وال ورد عليه مثلها

مث إذا تكرر . وفهمها وغابت عنه مث أدركها ثانية وهو ذاكر هلا، فإنه يدركها يف الثاين أسرع مما أدركها يف األولإدراكه لتلك الكلمة مرات كثرية استقرت صورة تلك الكلمة يف نفسه وصار إدراكه هلا من بعد ذلك باملعرفة، ويف

ئناف متييزها واستقراء مجيع حروفها حرفاً حرفاً، بل يدركها يف حال مالحظته هلا قد أدركها من غري حاجة إىل است .حال مالحظته هلا كما ذكرنا ويدرك صورة اجبد وكما يدرك الكلمات اليت يعرفها

وكذلك مجيع املعاين املبصرة اليت تدرك بالقياس إذا تكرر إدراك البصر هلا صار إدراكه هلا باملعرفة من غري استئناف . أدرك صحتها، وكذلك مجيع املعاين اليت تدرك بالقياس إذا كانت مقدماهتا ظاهرة ونتائجها صادقة القياس الذي به

فإنه إذا فهمت النفس النتيجة بالقياس واستقرت صحتها يف الوهم مث تكرر ذلك املعىن على النفس مرات كثرية حكم التمييز بالنتيجة من غري حاجة إىل صارت النتيجة مبنزلة املقدمة الظاهرة فتصري مىت وردت القضية على النفس

.استئناف القياس

وكثري من املعاين اليت ليس إدراك التمييز لصحتها إال بالقياس يظن هبا أهنا علوم أول وأهنا تدرك بفطرة العقل وليس وليس ومثال ذلك آن الكل اعظم من اجلزء يسمى علماً أول ويظن أنه حيكم بصحته بفطرة العقل. إدراكها بقياس

والكل اعظم من اجلزء . إدراك صحته بقياس لسرعة قبول الفهم ولن التمييز ال يشك فيه يف وقت من األوقاتليس يدرك إال بقياس وال طريق إىل إدراك صحته إال بالقياس الن التمييز ال طريق له إىل إدراك أن الكل أعظم من

ألنه مل يفهم التمييز معاين أجزاء اللفظ يفهم . همه ملعىن أعظماجلزء إال بعد فهمه ملعىن الكل وفهمه ملعىن اجلزء وفومعىن الكل إمنا هو اجلملة ومعىن اجلزء إمنا هو البعض واألعظم إمنا هو مضاف إىل غريه ومعىن . معىن مجلة اللفظ

م يف الزيادة ومن انطباق معىن األعظ.األعظم هو الذي يساوي الغري الذي هو مضاف إليه ببعضه ويزيد عليه بالباقيفمن فهم القوة املميزة ملعىن الكل وملعىن اجلزء وملعىن . على معىن الكل يف الزيادة ظهر أن الكل أعظم من اجلزء

وإذا كان . األعظم، ومن إدراكها التفاق معىن الكل ومعىن األعظم يف الزيادة، أدركت أن الكل اعظم من اجلزءوالذي هو يف . هبذه الطريقة فإدراكها له إمنا هو بقياس ال بفطرة العقل إدراكها ألن الكل أعظم من اجلزء إمنا هو

وهذا املعىن هو املقدمة الكلية اليت .فطرة العقل إمنا هو إدراكه التفاق معىن الكل ومعىن األعظم يف الزيادة فقطء هو نتيجة قياس هذا أنتجت النتيجة، ويف حال مالحظة العقر هلذا املعىن قد فهم النتيجة، فالكل أعظم من اجلز

.املعىن مقدمته الكليةوترتيب هذا القياس يف اللفظ هو أن الكل يزيد على اجلزء، وكلما يزيد على غريه فهو أعظم منه، فالكل أعظم من

وإدراك القوة املميزة هلذا املعىن بالقياس إمنا هو من إدراكها ألن . فالقياس يترتب يف اللفظ على هذه الصفة. اجلزءفإدراك القوة . الكل ومعىن اعظم متفقان يف الزيادة، وسرعة إدراكها للنتيجة إمنا هو ألن املقدمة الكلية ظاهرةمعىن

املميزة ألن الكل أعظم من اجلزء هو بقياس ولكن مقدمته الكلية ظاهرة عندها فهي تدرك نتيجتها يف حال ورود والستقرار صدق هذا . ة هو معىن الكل يف زيادته على اجلزءاملقدمة اجلزئية ويف حال فهمها هلا، واملقدمة اجلزئي

القياس يف النفس وصحتها يف الفهم وحضورها للذكر صارت مىت وردت القضية قبلها العقل من غري استئناف

.قياس بل من معرفته هبا فقطوليس حيتاج يف إدراك وكلما كان من هذا اجلنس من العلوم فإنه يسمى علماً أول ويظن به أنه يدرك مبجرد العقل

والعلة يف ذلك أنه يدرك بالبديهة يف حال وروده على العقل، وهو إمنا يدرك بالبديهة باملعرفة . صحته إىل قياسالستقرار صحته يف النفس ولذكر النفس له ولصحته وملعرفة النفس بالقضية عند ورودها، فقبول العقل ملا وصفته

عرفة، وإدراك صحته إمنا هو الستقرار صحته يف النفس، وصحته إمنا استقرت يف من العلوم بالبديهة إمنا هو بامل .النفس بالقياس وبتمييز مقدماته وفهم معانيها

فاملقاييس اليت مقدماهتا الكلية ظاهرة ومستقرة يف النفس تدرك القوة املميزة نتائجها يف حال فهمها للمقدمة اجلزئية القياس الذي هبذه الصفة واستقرت صحة النتيجة يف النفس، صارت النتيجة مث إذا تكرر. ويف زمان غري حمسوس

مبنزلة املقدمة الظاهرة، وصارت املقدمة اجلزئية مبنزلة املقدمة الكلية يف الظهور، وصارت القوة املميزة مىت وردت أدركت تلك النتيجة ومن غري عليها املقدمة اجلزئية أدركت النتيجة باملعرفة من غري استئناف للقياس األول الذي به

وعلى هذه الصفة يكون إدراك القوة املميزة ألكثر املعاين املدركة بالقياس من املعاين املبصرة . متييز لكيفية اإلدراكمث إذا تكرر ذلك املعىن على البصر واستمر إدراكه له،واستقر . يف حال إدراكها للصورة ويف زمان غري حمسوس

لك املعىن باملعرفة ويف حال ورود ذلك املعىن وباألمارات، من غري استئناف للقياس األول الذي فهم القوة املميزة لذ .يستقرئ فيه مجيع املعاين اليت يف الصورة

وأيضاً فإن املعاين املبصرة اليت تدرك بالقياس واملعاين اليت تدرك باملعرفة ليس تظهر يف أكثر األحوال كيفيات ألن إدراكها يف غاية السرعة وألن إدراك كيفية اإلدراك إمنا يكون بقياس ثان غري القياس إدراكها يف حال إدراكها،

والقوة املميزة ليس تستعمل هذا القياس الثاين يف الوقت الذي تدرك فيه معىن من املعاين . الذي وقع به اإلبصارإدراكها للمعاين املدركة باملعرفة املبصرة، وال متيز كيف أدركت ذلك املعىن، وال تقدر على هذه احلال لسرعة

وكذلك مجيع املعين املدركة . ولسرعة إدراكها للمعاين املدركة بالقياس الذي مقدماته ظاهرة ومستقرة يف النفسباملعرفة ومجيع املعاين املدركة بالقياس الذي مقدماته ظاهرة ومستقرة يف النفس وإدراكها يف غاية السرعة ليس يظهر

ها كيفية إدراكها، ألن كيفية اإلدراك ليس يدرك إال بقياس ثان وليس تستعمل القوة املميزة هذا يف حال إدراكوهلذه العلة صار كثري من القضايا . القياس الثاين يف حال إدراك املعاين اليت إدراكها يف غاية السرعة وباملعرفة

س بكيفية إدراك صحتها يف حال ورودها، ألن الصادقة اليت تدرك باملعرفة، وأصل استقرار صحتها بالقياس، ال حيالقوة املميزة إذا وردت عليها هذه املعاين فهي حتكم بصحتها مبعرفتها والستقرار صحتها عندها، ويف حال معرفتها

ليس تبحث عن كيف كان استقرار صحتها يف األول، وال تبحث عن كيفية إدراكها لصحتها يف حال ورودها .تقرت صحتها عندهاومعرفتها، وال مىت اس

وأيضاً فإن القياس الثاين الذي به تدرك القوة املميزة كيفية إدراكها ملا تدركه ليس هو قياساً يف غاية السرعة بل ألن اإلدراكات ختتلف فمنها ما يكون بفطرة العقل، ومنها ما يكون باملعرفة، ومنها ما يكون . حيتاج إىل فضل تأملكيفية اإلدراك، وأي هذه اإلدراكات هو، ليس يكون إال بقياس بفضل تأمل ومتييز، ال فإدراك . بفضل متييز وتأمل

فالقوة املميزة إذا أدركت معىن من املعاين باملعرفة أو بقياس يف غاية السرعة فليس تدرك . قياساً يف غاية السرعةيفية إدراك املعاين املبصرة اليت وهلذه العلة ليس يظهر يف أكثر األحوال ك. كيفية ذلك اإلدراك يف حال اإلدراك

.تدرك بالقياس يف حال إدراكهاوأيضاً فإن اإلنسان مطبوع على التمييز والقياس، فهو مييز ويقيس الشيء بالشيء دائماَ بالطبع بغري تكلف وال

تعمل الفكر فأما إذا مل يس. واإلنسان إمنا حيس بأنه يقيس إذا تكلف القياس واستعمل الفكر ومتحل املقدمات. فكرفاملقاييس املألوفة اليت مقدماهتا ظاهرة وليس حتتاج إىل .ومل يتمحل املقدمات ومل يتكلف القياس فليس حيس بأنه يقيس

. تكلف قياس هي يف طبيعة اإلنسان، فليس حيس اإلنسان يف حال ما يدركه من نتائجها أن إدراك تلك املعاين بقياسنسان مطبوع على القياس وانه يقيس وال حيس يف احلال أنه يقيس، ويدرك والذي يدل دليالً ظاهراً على أن اإل

فإن : كثرياً من األشياء بالقياس وال حيس يف احلال أن إدراكه هلا بالقياس، هو ما يظهر يف األطفال يف أول نشأهتمل كثرياً من األفعال الطفل يف أول نشوه وعند أول تنبهه قد يدرك أشياء كثرية مما يدركها الكامل التمييز ويفع

فمن ذلك أن الطفل الذي ليس يف غاية الطفولية وال كامل التمييز إذا . بالتمييز ومن قياس األشياء بعضها ببعضعرض عليه شيئان من جنس واحد، كتحفتني أو ثوبني أو شيئني من األشياء اليت ترغب فيها األطفال، وخري بني

حسن الصورة وكان اآلخر قبيح الصورة، فإنه خيتار احلسن وينفي القبيح ذينك الشيئني، وكان أحد ذينك الشيئني وإذا خري أيضاً بني شيئني من جنس واحد، وكانا مجيعاً حسنني، وكان . إذا كان منتبهاً ومل يكن يف غاية الطفولية

اختيار الطفل للشيء وليس . أحدمها أحسن من اآلخر، فرمبا اختار األحسن، وإذا كان اآلخر حسناً، إذا كان منتبهاًوإدراكه حسن احلسن وقبح القبيح وإيثاره احلسن على القبيح، . احلسن على القبيح إال بقياس أحدمها باآلخر

وكذلك إذا اختار األحسن على ما هو دونه يف احلسن، فليس خيتاره إال بعد أن يقيس أحدمها باآلخر ويدرك صورة وليس إيثاره األحسن .ى ما هو دونه يف احلسن ويؤثر الزائد احلسنكل واحد منهما ويدرك زيادة حسن احلسن عل

فهو يستعمل هذه املقدمة وال حيس أنه قد . إال باملقدمة الكلية، وهي أن األحسن أخري واألخري أوىل أن خيتار .استعملها

ذا كان ذلك كذلك فالطفل وإ. فإذا تؤملت أفعال األطفال وجد فيها كثري من املعاين اليت ال تتم إال بتمييز وقياس ماوال خالف وال شبهة يف آن الطفل ال يعرف معىن القياس وال يعلم ما هو القياس، وال حيس يف . إذن يقيس ومييز

فإذا كان الطفل يقيس وهو ال يعلم ما القياس . حال ما يقيس انه يقيس، ولو أفهم أيضاً معىن القياس مل يفهمهالقياس، وهي تقيس أبداً وتدرك مجيع ما يدرك بالقياس من املعاين احملسوسة ومن فالنفس اإلنسانية إذن مطبوعة على

املعاين الظاهرة يف أكثر األحوال بغري تكلف وال تعّمل، وال حيس اإلنسان يف احلال عند إدراك ما هذه صفته أن عاين الظاهرة اليت مقدماهتا يف غاية إال أن املعاين اليت تدرك بالقياس على هذه الصفة إمنا هي امل. إدراكه إمنا هو بقياس

فإما املعاين اليت مقدماهتا ليست بكل الظاهرة . الظهور وتدرك باليسري من القياس ويف أقل القليل من الزمانومقاييسها حتتاج إىل فضل تكلف، فإن اإلنسان إذا أدركها رمبا أحس يف احلال إن إدراكها إمنا هو بالقياس إذا كان

.وكان يعرف معىن القياسصحيح التمييز فقد تبني من مجيع ما شرحناه أن املعاين اليت تدرك حباسة البصر منها ما يدرك مبجرد اإلحساس ومنها ما يدرك

باملعرفة ومنها ما يدرك بتمييز وقياس يزيد على املعرفة، وان الذي يدرك بتمييز وقياس يزيد على املعرفة إذا تكرر ه يف النفس صار إدراكه من بعد ذلك باملعرفة، وان كيفية إدراك املعاين اجلزئية املدركة إدراك البصر له واستقر فهم

حباسة البصر ليس تظهر يف اكثر األحوال لسرعة ما تدرك باملعرفة ولسرعة القياس الذي تدرك به املعاين املبصرة يف اهلا هلا بالفكر والتكلف بل بالطبع أكثر األحوال، وألن القوة املميزة مطبوعة على هذه املقاييس وليس استعم

.والعادةوأيضاً فإن اإلنسان منذ طفوليته ومنذ مبدأ منشئه وعلى مرور الزمان يدرك املبصرات ويتكرر عليه إدراك

فقد صارت مجيع . املبصرات، فليس شيء من املعاين اجلزئية اليت تدرك حباسة البصر إال وقد تكرر إدراك البصر هلا

ية اليت تدرك بالقياس مفهومة عند القوة املميزة ومستقرة يف النفس، فقد صارت القوة املميزة تدرك مجيع املعاين اجلزئاملعاين اجلزئية اليت تتكرر يف املبصرات باملعرفة وبالعادة وليس حتتاج إىل استئناف قياس يف إدراك شيء من املعاين

.اجلزئية اليت تتكرر يف املبصراتاليت تتكرر يف املبصرات وتدرك بالتمييز والقياس تستقر معانيها يف النفس من حيث ال حيس وأيضاً فإن املعاين

اإلنسان باستقرارها وال يكون الستقرارها ابتداء حمسوس، لن اإلنسان منذ طفوليته فيه بعض التمييز، وخاصة والقياس، ويكتسب معرفة املعاين التمييز الذي تدرك به املعاين احملسوسة، فهو يدرك املعاين احملسوسة بالتمييز

احملسوسة، وتتكرر عليه املعاين احملسوسة على استمرار الزمان فتستقر معانيها يف نفسه من حيث ال حيس باستقرارها، فيصري املعىن اجلزئي الذي أدركه بالتمييز والقياس مث استقر يف نفسه بكثرة تكرره يف املبصرات إذا ورد

ده باملعرفة، ومع ذلك ال حيس بكيفية إدراكه، وال حيس أيضاً بكيفية معرفته وال كيف عليه أدركه يف حال وروفجميع املعاين اجلزئية اليت تدرك بقياس ومتييز وتتكرر يف املبصرات قد أدركها . استقرت معرفة ذلك املعىن يف نفسه

ملعاين اجلزئية صورة كلية مستقرة اإلنسان على مر الزمان وحصلت معانيها مستقرة يف النفس وصار لكل معىن من ايف النفس، فهو يدرك هذه املعاين من املبصرات باملعرفة وبالعادة ومن غري استئناف للتمييز والقياس الذي أدرك

حقيقة ذلك املعىن، ومن غري إدراك لكيفية إدراكه يف حال إدراكه، ومن غري إدراك لكيفية معرفته يف حال معرفته، اج إىل استئناف قياس ومتييز يزيد على املعرفة إال املعاين اجلزئية اليت يف األشخاص اجلزئية، وليس يبقى شيء حيت

كشكل يف مبصر معني أو وضع مبصر معني أو عظم مبصر معني، أو قياس لون يف مبصر معني بلون يف مبصر معني، وعلى هذه الصفات يكون إدراك .أو قياس صورة معينة إىل صورة معينة، وما جرى جمرى ذلك يف األشخاص اجلزئية

.مجيع املعاين اجلزئية اليت تكون يف املبصراتوإذ قد تبني مجيع ذلك فإنا نشرع اآلن يف تبيني كيفيات إدراك كل واحد من املعاين اجلزئية اليت تدرك حباسة البصر

.وكيفيات املقاييس اليت هبا تكتسب القوة املميزة املعاين املدركة حباسة البصر

الضوء واللون : ملعاين اجلزئية اليت تدرك حباسة البصر كثرية، إال أهنا تنقسم باجلملة إىل اثنني وعشرين قسما، وهيواوالبعد والوضع والتجسم والشكل والعظم والتفرق واالتصال والعدد واحلركة والسكون واخلشونة واملالمسة

واالختالف يف مجيع املعين اجلزئية على انفرادها ويف والشفيف والكثافة والظل والظلمة واحلسن والقبح والتشابهفهذه هي مجيع املعاين اليت تدرك حباسة البصر، وإن كان يف املعاين املبصرة . مجيع الصور املركبة من املعاين اجلزئية

شيء غري هذه املعاين فهو يدخل حتت بعض هذه، كالترتيب الذي يدخل حتت الوضع، وكالكتابة والنقوش اليت تدخل حتت الشكل والترتيب، وكاالستقامة واالحنناء والتحدب والتقعري اليت هي من التشكل فهي تدخل حتت

الشكل، وكالكثرة والقلة اللتني تدخالن حتت العدد، وكالتساوي والتفاضل اللذين يدخالن حتت التشابه سة البصر من تشكل صورة الوجه واالختالف، وكالضحك والبشر والطالقة والعبوس والتقطيب اللوايت تدرك حبا

وكالبكاء فإنه يدرك من حتت تشكل الوجه مع حركة الدموع فهو يدخل حتت : فهي تدخل من حتت الشكلالشكل واحلركة، وكالرطوبة واليبس اللذين يدخالن حتت احلركة والسكون، ألن الرطوبة وحركة بعضه قبل

بصر إال من متاسك اجلسم اليابس وعدم حركة السيالن بعض، واليبس يدرك بالبصر ولكن ليس يدرك اليبس بالفيه، وكذلك كل معىن من املعاين اجلزئية اليت تدرك حباسة البصر إذا ميزت كيفية إدراك البصر هلا ظهر أنه يدخل

.حتت بعض األقسام اليت ذكرناها واملعاين اليت فصلناهاوقد تبني أن . البصر من صور ألوان املبصرات وأضوائهاومجيع املعاين املبصرة إمنا تدرك من الصور اليت حتصل يف

صورة الضوء واللون اللذين يف سطح املبصر حتصل يف سطح الرطوبة اجلليدية وحتصل مرتبة يف هذا السطح كترتيبها يف سطح املبصر، وان الصور متتد من هذا السطح وتنفذ يف جسم اجلليدية وتنفذ يف اجلسم احلاس الذي يف

عصبة املشتركة، وتكون يف حال امتدادها مرتبة كترتيبها يف سطح اجلليدية، وتصل إىل جتويف العصبة جتويف الاملشتركة وهي على هيئتها وترتيبها الذي هي عليه يف سطح اجلليدية والذي هي عليه يف سطح املبصر، وأن احلاس

وقد تبني أن اإلحساس ليس . ة املشتركةاألخري إمنا يدرك صورة املبصرات من الصور اليت حتصل يف جتويف العصبوإذا كان مجيع ذلك كذلك فالتمييز والقياس يكون من القوة املميزة . يتم إال بإدراك احلاس األخري لصور املبصرات

للمعاين اليت تكون يف صور املبصرات، ومعرفة الصور ومعرفة األمارات اليت يف الصور، ومجيع ما يدرك بالتمييز رفة، إمنا تكون من متييز القوة املميزة للصور اليت حتصل يف جتويف العصبة املشتركة عند إدراك احلاس والقياس واملع

.األخري هلا ومن معرفة األمارات اليت يف هذه الصور واليت تدرك هبذه الصفةالباصرة، وأيضاً فإن اجلسم احلاس املمتد من سطح العضو احلاس إىل جتويف العصبة املشتركة، الذي هو الروح

فإذا امتدت الصورة من سطح العضو احلاس إىل جتويف . مجيعه حساس، فالقوة احلساسة هي يف مجيع هذا اجلسمفإذا حصلت الصورة يف جتويف العصبة املشتركة .العصبة املشتركة، فإن كل جزء من اجلسم احلاس حيس بالصورة

قوة احلساسة حتس بصورة املبصر من مجيع اجلسم احلاس فال. أدركها احلاس األخري، وعند ذلك يقع التمييز والقياساملمتد من سطح العضو احلاس إىل جتويف العصبة املشتركة، والقوة املميزة متيز املعاين اليت يف الصورة عند إدراك

فعلى هذه الصفة يكون إدراك القوة احلساسة واحلاس األخري والقوة املميزة لصور . احلاس األخري للصورةويتبني من هذه احلال أن القوة احلساسة حتس باملوضع من العضو احلاس الذي حتصل فيه الصورة ألهنا . اتاملبصر

.حتس بالصورة من املوضع الذي حتصل فيه الصورة

وأيضاً فإنه قد تبني يف الفصل الذي قبل هذا الفصل آن كل نقطة من سطح اجلليدية متتد الصورة منها على مست لى ما فيه من االنعطاف واالحنناء إىل أن يصل إىل نقطة بعينها من املوضع الذي حتصل فيه واحد بعينه متصل ع

وإذا كانت كل نقطة من سطح اجلليدية متتد الصورة منها إىل نقطة بعينها من . الصورة من جتويف العصبة املشتركةن ذلك اجلزء إىل جزء بعينه من جتويف العصبة املشتركة، فالصورة اليت حتصل يف جزء من سطح اجلليدية متتد م

جتويف العصبة املشتركة، واملبصرات املختلفة اليت يدركها البصر معاً يف وقت واحد متتد صورة كل واحد منها إىل موضع بعينه من جتويف العصبة املشتركة، وحتصل صور مجيع تلك املبصرات يف جتويف العصبة املشتركة معاً،

العصبة املشتركة بعضها عند بعض كترتيب املبصرات أنفسها اليت يدركها البصر ويكون ترتيب صورها يف جتويف فإذا قابل البصر مبصراً من املبصرات فإن صور الضوء واللون اللذين يف ذلك املبصر حتصل . معاً بعضها عند بعض

هي على هيئتها يف سطح البصر، وحتصل يف سطح اجلليدية، ومتتد على السموت املخصوصة اليت قدمنا حتديدها ووتدركها القوة احلساسة ند حصوهلا يف جسم اجلليدية وعند . وترتيبها، إىل أن تصل إىل جتويف العصبة املشتركة

مث عند وصوهلا يف جتويف العصبة املشتركة يدركها احلاس األخري ومتيز القوة املميزة . حصوهلا يف مجيع اجلسم احلاساملبصر املتلون اليت حتصل يف جتويف العصبة هي لون املبصر والضوء الذي يف وصورة. مجيع املعاين اليت تكون فيها

وصورة اللون وصورة الضوء إمنا تصل إىل جتويف العصبة ألن اجلسم احلاس . املبصر مرتبة كترتيب سطح املبصرعصبة املشتركة وتنتهي الصورة إىل جتويف ال. املمتد يف جتويف العصبة يتلون بصورة اللون ويضيء بصورة الضوء

فيحصل اجلزء من اجلسم احلاس الذي يف جتويف العصبة املشتركة الذي انتهت إليه صورة املبصر متلوناً بلون ذلك ذا لون واحد كان ذلك اجلزء من اجلسم احلاس ذا لون واحد، وإن . املبصر مضيئاً بالضوء الذي يف ذلك املبصر

اء ذلك اجلزء من اجلسم احلاس الذي يف جتويف العصبة املشتركة كانت أجزاء املبصر خمتلفة األلوان كانت أجزواحلاس األخري يدرك لون املبصر املتلون من التلون الذي جيده يف ذلك اجلزء، ويدرك الضوء الذي . خمتلفة األلوان

بصر من متييزها للمعاين والقوة املميزة تدرك املعاين اجلزئية اليت يف امل. يف املبصر من اإلضاءة اليت جيدها يف ذلك اجلزءاليت يف تلك الصورة اليت هي ترتيب أجزاء الصورة وتشكل حميط الصورة وتشكل أجزاءها واختالف األلوان

واألوضاع والترتيبات اليت يف أجزاء تلك الصورة وتشاهبها واختالفها وما جرى جمرى هذه املعاين من املعاين اليت .تكون يف املبصرات

الذي يرد من املبصر املتلون إىل البصر ليس يرد منفرداً من اللون، وصورة اللون اليت ترد من وأيضاً فإن الضوءوليس ترد صورة الضوء وصورة اللون اللذين يف املبصر املتلون إال . املبصر املتلون إىل البصر ليس ترد من الضوء

اس يدرك أن املبصر مضيء وأن الضوء ومع ذلك فإن احل. ممتزجتني، وليس يدركهما احلاس األخري إال ممتزجتنيوهذا اإلدراك هو متييز، والتمييز هو للقوة املميزة ال للقوة . الذي يظهر يف املبصر هو غري اللون وأهنما معنيان

احلساسة، إال أن هذا املعىن مع إدراك القوة املميزة له قد استقر يف النفس وليس حيتاج إىل استئناف متييز وقياس عند ل صورة، بل كل صورة ممتزجة من الضوء واللون فهو مستقر يف النفس أن الضوء الذي فيها هو غري اللون ورود كوإدراك القوة املميزة ألن الضوء العرضي الذي يف املبصر املتلون غري اللون الذي فيه من أن املبصر . الذي فيها

قص ولونه مع لون واحد، وإن كان خيتلف إشراق الواحد بعينه قد ختتلف عليه األضواء ويزيد الضوء الذي فيه وينوأيضاً فإن الضوء العرضي الذي حيصل يف املبصر رمبا . اللون باختالف األضواء عليه فجنس اللون ليس خيتلف

وصل إليه من منفذ أو من باب وإذا سد ذلك املنفذ أو أغلق ذلك الباب أظلم ذلك املبصر ومل يبق فيه شيء من القوة املميزة الختالف األضواء على املبصرات ومن إدراكها إلضاءة املبصر يف األوقات وعدم فمن إدراك . الضوء

مث من تكرر هذا . الضوء منه يف بعض األوقات أدركت أن األلوان اليت يف املبصرات غري األضواء اليت تعرض فيها. املبصرات املتلونة غري األضواء اليت فيهااملعىن من املبصرات استقر يف النفس استقراراً كلياً أن األلوان اليت يف

فالصورة اليت يدركها احلاس من املبصر املتلون هي صورة ممتزجة من صورة الضوء وصورة اللون اللذين يف املبصر، فهو ضوء متلون، والقوة امليزة تدرك أن اللون الذي فيها هو غري الضوء الذي فيها، وهذا اإلدراك هو إدراك

ال ورود الصورة على احلاس ألنه قد استقر يف النفس أن كل صورة ممتزجة من الضوء واللون فإن باملعرفة يف ح .الضوء الذي فيها هو غري اللون الذي فيها

ومائية اللون إمنا . وأول ما تدركه القوة املميزة من الصورة املتلونة من املعاين اليت ختص الصورة هو مائية اللونفإدراك القوة املميزة ملائية اللون . املعرفة إذا كان اللون الذي يف املبصر من األلوان املألوفةتدركها القوة املميزة ب

باملعرفة إمنا هو من قياسها صورة اللون بالصور اليت أدركتها من قبل من اللون األمحر وأدرك أنه أمحر فإنه إمنا يدرك ولو مل يكن البصر أدرك . ته مبا قد أدركه من قبل من أمثالهأنه أمحر ألنه يعرفه، ومعرفته به إمنا هي من تشبيهه صور

فإذا كان اللون من . اللون األمحر قبل إدراكه اللون األمحر األخري ملا علم عند إدراك اللون األمحر األخري انه أمحرالبصر أدرك مثله من األلوان املألوفة فإن البصر يدرك مائيته باملعرفة، وإذا كان اللون من األلوان الغريبة ومل يكن

فأصل . وإذا مل يدرك مائيته ومل يعرفه، فإنه يشبهه بأقرب األلوان اليت يعرفها شبهاً به. قبل فليس يدرك البصر مائيته .إدراك اللون يكون مبجرد احلس، مث إذا تكرر اللون على البصر صار إدراك البصر له أي لون هو باملعرفة

فإن البصر يعرف ضوء الشمس ويفرق بينه وبني ضوء القمر وبني . ا البصر باملعرفةومائية الضوء أيضاً إمنا يدركهفإدراك البصر ملائية كل واحد من هذه األضواء إمنا هو . وكذلك يعرف ضوء القمر ويعرف ضوء النار. ضوء النار

.باملعرفةالضوء الذي يدركه يف احلال مبا وكيفية الضوء يف القوة والضعف يدركها البصر بالتمييز والقياس ومن قياس صورة

.تقدم من إدراكه له من صور األضواء

مث مجيع ما يدرك حباسة البصر من بعد . فالذي يدركه البصر مبجرد احلس هو الضوء مبا هو ضوء واللون مبا هو لوندرك بالتمييز الضوء واللون ليس يدرك مبجرد احلس بل يدرك بالتمييز والقياس واملعرفة مع احلس، لن مجيع ما ي

وكذلك ما يدرك باملعرفة ليس يدرك . والقياس من املعاين املبصرة إمنا يدرك من متييز املعاين اليت يف الصورة احملسوسةفاملعاين اليت تدرك بالتمييز والقياس واملعرفة من املعاين املبصرة إمنا . إال من إدراك األمارات اليت يف الصورة احملسوسة

والضوء الذي يف اجلسم املضيء من ذاته يدركه البصر على ما هو عليه وعلى . بالصورةتدرك مع اإلحساس انفراده من نفس اإلحساس، والضوء واللون اللذان يف اجلسم املتلون املضيء بضوء عرضي يدركهما البصر معاً

واللون يدركه احلاس فالضوء الذايت يدركه احلاس من إضاءة اجلسم احلاس،. وممتزجتني ويدركهما مبجرد اإلحساس. من تغري صورة اجلسم احلاس وتلونه مع إدراكه إلضاءة اجلسم احلاس بالضوء العرضي املمازج لذلك اللون

فاحلاس يدرك من اجلسم احلاس عند حصول صورة اللون فيه ضوءاً متلوناً، ويدركه عند حصول صورة الضوء .اللذان يدركهما البصر مبجرد اإلحساس وهذان املعنيان فقط مها. الذايت فيه ضوءاً جمرداً

وأيضاً فإننا نقول إن إدراك اللون مبا هو لون يكون قبل إدراك مائية اللون، أعين أن البصر يدرك اللون وحيس أنه وذلك انه يف حال حصول الصورة يف البصر قد تلون . لون ويعلم الناظر إليه أنه لون قبل أن حيس أي لون هو

مث من متييز اللون وقياسه . ن البصر أحس أنه متلون، وإذا أحس بأنه متلون فقد أحس باللونالبصر ، فإذا تلوباأللوان اليت قد عرفها البصر يدرك مائية اللون، فيكون إدراك اللون مبا هو لون قبل إدراك مائية اللون، ويكون

لون قبل أن يدرك أي لون هو، هو والذي يدل على أن ابصر يدرك اللون مبا هو. إدراك مائية اللون باملعرفةاملبصرات اليت ألواهنا قوية كالكحلي واخلمري واملسين وما أشبه ذلك إذ كانت يف موضع مغدر ومل يكن املوضع

فإن البصر إذا أدرك اللون من هذه األلوان يف املوضع املغدر فإمنا يدركه لوناً مظلماً فقط وحيس أنه . شديد الغدرةفإذا كان املوضع ليس بشديد الغدرة فإن البصر إذا تأمل ذلك اللون . أي لون هو يف أول إدراكهلون وال يتميز له

فيتبني من هذا . وإن قوي الضوء يف ذلك املوضع متيز للبصر أي لون هو ذلك اللون. فضل تأمل أدرك أي لون هو .االعتبار أن البصر يدرك اللون مبا هو لون قبل أن يدرك أي لون هو

والتلون هو ظلمة ما، أو كالظل إذا كان اللون . دركه البصر من اللون يف أول حصوله يف البصر هو التلونوالذي يفإن كان املبصر ذا ألوان خمتلفة فإن أول ما يدرك البصر من صورته هو ظلمة أجزاؤها خمتلفة الكيفية يف . رقيقاً

ا يدركه البصر من صورة اللون هو تغري العضو فأول م. القوة والضعف، وكاألظالل املختلفة يف القوة والضعفمث مييز احلاس ذلك التلون، فإذا كان املبصر مضيئاً متيز . احلاس وتلونه الذي هو ظلمة أو ما جيري جمرى الظلمة

ني للبصر ذلك اللون وأدرك أمثاهلا دائماً فإنه يدرك مائيته يف أقل القليل من الزمان ويف اآلن الثاين الذي ليس بينه وبوإن كان من األلوان املشتبهة اليت مل يدرك البصر أمثاهلا . اآلن األول الذي أدرك فيه اللون مبا هو لون زمان حمسوس

وإن كان . من قبل إال يسرياً، أو كان يف موضع مغدر ضعيف الضوء، فليس يدرك البصر مائيته إال يف زمان حمسوسيدرك يف الليل ويف الغلس ويف املواضع املغدرة الشديدة الغدرة، فإن املبصر مظلماً وليس فيه إال ضوء يسري، كالذي

فيتبني من إدراك . احلاس إذا ميز اللون الذي يدركه يف هذه املواضع مل يتميز له ومل حيصل له منه إال ظلمة فقطئية اللون يكون بعد األلوان يف املواضع املغدرة أن إدراك اللون مبا هو لون قبل إدراك مائيته، وخيفى أن إدراك ما

.التمييز ومن بعد إدراك األلوان املشرقة املألوفة يف املواضع املضيئةفأن البصر إذا . ومما يدل أيضاً على أن البصر يدرك اللون مبا هو لون قبل أن يدرك أي لون هو األلوان الغريبة

علم أي لون هو، وإذا تأمله فضل تأمل شبهه أدرك لوناً غريباً مل ير مثله من قبل، فإنه يدرك انه لون ومع ذلك ال ي .بأقرب األلوان اليت يعرفها شبهاً به

فمن االعتبار بأمثال املبصرات اليت وصفناها يتبني بياناً واضحاً أن إدراك البصر للون مبا هو لون يكون قبل إدراك ون بالتمييز وتشبيه اللون مبا قد عرفه مائية اللون، ويتبني أيضاً من هذه االعتبارات أن إدراك مائية اللون إمنا يك

وكذلك الضوء . وإذا كان ذلك كذلك فمائية اللون ليس تدرك إال بالتمييز والقياس واملعرفة. البصر من األلوانفالذي يدركه البصر مبجرد . ليس تدرك مائيته وليس تدرك كيفيته يف القوة والضعف إال بالتمييز والقياس واملعرفة

للون مبا هو لون والضوء مبا هو ضوء فقط، وما سوى ذلك ليس يدرك مبجرد احلسن وليس يدرك ما احلس إمنا هو اوالضوء واللون املضيء هو أول ما يدركه البصر من الصورة، مث . سوى هذين املعنيني إال بالتمييز والقياس واملعرفة

.ما سوى ذلك يدرك من بعد إدراك اللون املضيء أو الضوء اجملردوذلك أن إدراك مائية اللون ليس تكون إال . فإننا نقول إن إدراك مائية اللون ليست تكون إال يف زمان وأيضاً

والذي يدل دليالً . بالتمييز والتشبيه، والتمييز ليس يكون إال يف زمان، فإدراك مائية اللون ليس يكون إال يف زمانفإن . إال يف زمان ما يظهر يف الدوامة عند حركتها ظاهراً يشهد به احلس على أن إدراك مائية اللون ليس يكون

الدوامة إذا كان فيها أصباغ خمتلفة، وكانت تلك األصباغ خطوطاً ممتدة من وسط سطحها الظاهر وما يلي عنقها .إىل هناية حميطها، مث أديرت الدوامة حبركة شديدة فإهنا تتحرك على االستدارة حركة يف غاية السرعة

إذا تأملها الناظر فإنه يدرك لوناً واحداً خمالفاً جلميع األلوان اليت فيها كأنه مركب من مجيع ألوان ويف حال حركتهاتلك اخلطوط، وال يدرك ختطيطها وال اختالف ألواهنا، ويدرك مع ذلك كأهنا ساكنة إذا كانت حركتها شديدة

س تثبت يف موضع واحد زماناً حمسوساً وإذا كانت الدوامة تتحرك حركة سريعة فإن كل نقطة منها لي. السرعةوهي تقطع يف أقل القليل من الزمان مجيع الدائرة اليت تدور عليها، فتحصل صورة النقطة يف البصر على حميط دائرة

فالبصر إمنا يدرك لون تلك النقطة يف أقل القليل من الزمان من مجيع حميط . يف البصر يف أقل القليل من الزمانوكذلك مجيع النقط اليت . حتصل يف البصر، فيدرك لون تلك النقطة يف أقل القليل من الزمان مستديراًالدائرة اليت

يف سطح الدوامة يدرك البصر لون كل واحد منها على مجيع حميط الدائرة اليت تتحرك عليها تلك النقطة يف أقل رك عند استدارة الدوامة على حميط دائرة ومجيع النقط اليت أبعادها من املركز متساوية تتح. القليل من الزمان

فيعرض من ذلك أن يظهر لون كل نقطة من النقط اليت أبعادها من املركز متساوية على حميط دائرة واحدة . واحدةبعينها يف أقل القليل من الزمان الذي هو زمان الدورة وهو زمان واحد بعينه، فتظهر ألوان مجيع تلك النقط يف مجيع

لدائرة ممتزجة وال تتميز للبصر، وكذلك يدرك لون سطح الدوامة لوناً واحداً ممتزجاً من مجيع األلوان حميط تلك ا .اليت يف سطحها

فلو كان البصر يدرك مائية اللون يف آن واحد يف كل آن من اآلنات اليت يف الزمان الذي تتحرك فيه الدوامة ألدرك ألنه إذا كان ال حيتاج يف إدراك مائيتها إىل زمان فإنه . ة يف حال حركتهامائيات مجيع األلوان اليت يف الدوامة متميز

يدرك مائياهتا وهي متحركة يف جزء من زمان الدورة كما يدرك مائياهتا وهي ساكنة، ألن مائيات مجيع ألوان يت يتحرك فيها ففي كل آن من اآلنات ال. املبصرات املألوفة يف حال سكوهنا ويف حال حركتها هي واحدة ال تتغري

املبصر يكون لونه واحداً ال يتغري، وتكون مائيات ألوان املبصرات يف اآلن الواحد ويف الزمان املمتد واحدة ال تتغري،

فإذا كان البصر ليس يدرك األلوان اليت تكون يف سطح الدوامة إذا كانت . وإذا مل يكن الزمان متفاوت الطولدركها إذا كانت الدوامة ساكنة وإذا كانت متحركة حركة بطيئة، فالبصر الدوامة متحركة حركة سريعة، وهو ي

إذن ليس يدرك مائية اللون غال إذا كان اللون ثابتاً يف موضع واحد زماناً حمسوساً، أو كان متحركاً يف زمان .حمسوس مسافةً ال يؤثر مقدارها يف وضع ذلك اللون من البصر تأثرياً متفاوتاً

ال أن إدراك مائية اللون ليس يكون إال يف زمان، ويتبني من هذه احلال أن إدراك مائيات مجيع فيتبني من هذه احلاملبصرات ليس يكون إال يف زمان، ألنه إذا كان اللون الذي يدرك مبجرد احلس ليس يدرك البصر مائيته إال يف

ييز والقياس أشد حاجة إىل الزمان، زمان فما سوى ذلك من صور املبصرات ومن املعاين املبصرة اليت تدرك بالتمفإدراك مائيات املبصرات واإلدراك باملعرفة واإلدراك بالتمييز والقياس ليس يكون إال يف زمان، إال أنه قد يكون

.ذلك يف أكثر األحوال يف زمان يسري املقدار ويف زمان ال يظهر للناظر ظهوراً بيناً

لضوء مبا هو ضوء ليس يدركه البصر إال يف زمان، اعين أن اآلن الذي عنده وأيضاً فإنا نقول إن اللون مبا هو لون وايقع إدراك اللون مبا هو لون أو إدراك الضوء مبا هو ضوء هو غري اآلن الذي هو أول آن ماس فيه سطح البصر

حصول وذلك أن اللون مبا هو لون والضوء مبا هو ضوء ليس يدركهما احلاس إال بعد. اهلواء احلامل للصورة. الصورة يف اجلسم احلاس، وليس يدركهما احلاس األخري غال بعد وصول الصورة إىل جتويف العصبة املشتركةووصول الصورة إىل العصبة املشتركة إمنا هو كوصول الضوء من املنافذ والثقوب اليت يدخل منها الضوء إىل

ووصل الضوء من الثقب إىل . ستتراً مث رفع الساتراألجسام املقابلة لتلك املنافذ وتلك الثقوب إذا كان الثقب مألن وصول الضوء من الثقب إىل اجلسم . اجلسم املقابل للثقب ليس يكون إال يف زمان وإن كان خفياً عن احلس

إما أن يكون الضوء حيصل يف اجلزء من اهلواء الذي يلي الثقب قبل أن : املقابل للثقب ليس خيلو من أحد أمرينزء الذي يليه مث يف اجلزء الذي يليه مث يف اجلزء الذي يلي ذلك اجلزء من اهلواء إىل أن يصل إىل اجلسم حيصل يف اجل

املقابل للثقب وعلى اجلسم نفسه املقابل للثقب دفعة واحدة، ويكون مجيع اهلواء يقبل الضوء دفعة ال جزءاً منه بعد إمنا يصل إىل اجلسم املقابل للثقب حبركة، واحلركة ليس فإن كان اهلواء يقبل الضوء جزءاً بعد جزء فالضوء . جزء

وإن كان اهلواء يقبل الضوء دفعة واحدة، فإن حصول الضوء يف اهلواء بعد أن مل يكن فيه ضوء . تكون إال يف زمانوذلك الثقب الذي يدخل منه الضوء إذا كان مستتراً، مث رفع . ليس يكون أيضاً إال يف زمان وإن خفي عن احلس

ساتر الذي يف وجهه، فإن اآلن الذي يزول فيه الساتر عن أول جزء من الثقب ويصري فيه اهلواء الذي يف الثقب المنكشفاً جلزء من الضوء هو غري اآلن الذي حيصل عنده الضوء يف اهلواء املماس لذلك اجلزء من داخل الثقب ويف

ألنه ليس حيصل الضوء يف شيء من اهلواء . والاهلواء املتصل بذلك اهلواء من داخل الثقب على تصاريف األحالذي يف داخل الثقب املستتر عن الضوء إال بعد أن ينكشف شيء من الثقب للضوء، وليس ينكشف شيء من

الثقب يف اقل من آن واحد ، واآلن ليس ينقسم، فليس حيصل شيء من الضوء يف ذلك الثقب يف اآلن الذي ن الذي ينكشف من الثقب يف اآلن الواحد ليس ينكشف جزءاً بعد جزء، انكشف فيه ما انكشف من الثقب، أل

وليس يكون الذي ينكشف من الثقب يف اآلن الواحد جزءاً له قدر، وإمنا ينكشف منه يف اآلن الواحد نقطة ال مساحة هلا أو خط ال عرض له، ألن ما له عرض وطول ليس ينكشف عنه الساتر إال جزءاً بعد جزء وليس يكون

نكشاف ما له عرض من الثقب إال باحلركة، واحلركة ليس تكون إال يف زمان، فالذي ينكشف من الثقب يف اآلن اوإذا كان ذلك كذلك . الواحد الذي ال ينقسم هو شيء ال عرض له، فليس ينكشف ذلك الشيء جزءاً بعد جزء

واخلط الذي ال عرض له ليس هو . فإن الذي ينكشف من الثقب يف اآلن الذي ال ينقسم هو نقطة ال مساحة هلافالنقطة اليت ال مساحة هلا أو اخلط الذي . جزءاً من اهلواء، ألن أصغر الصغري من أجزاء اهلواء ليس يكون إال جسماً

ال عرض له هو أول شيء ينكشف من الثقب الذي ينكشف يف اآلن الذي ال ينقسم إمنا هو هناية جزء من أجزاء والنقطة اليت ال مساحة هلا ال تقبل الضوء، وكذلك اخلط الذي ال . ثقب ال جزء من اهلواءاهلواء الذي يف داخل ال

فإذا كانت النقطة اليت ال مساحة هلا واخلط الذي ال عرض له ال يقبالن . عرض له، وليس يقبل الضوء إال األجسامينكشف فيه أول شيء ينكشف الضوء، فليس حيصل شيء من الضوء يف اهلواء الذي يف داخل الثقب يف اآلن الذي

فآلن إذن الذي هو أول آن حتصل عند الصورة يف اهلواء الذي يف داخل الثقب أو يف جزء منه غري اآلن . من الثقبوكل أنني فبينهما زمان، فليس يصري الضوء من اهلواء الذي يف . الذي انكشف فيه أول شيء انكشف من الثقب

ل الثقب إال يف زمان، إال أن هذا الزمان خفي عن احلس جداً لسرعة قبول خارج الثقب إىل اهلواء الذي يف داخ .اهلواء لصور األضواء

وكذلك إذا قابل البصر املبصر بعد أن مل يكن مقابالً له، وماساً اهلواء احلامل لصورة املبصر سطح البصر بعد أن مل اء احلامل للصورة إىل داخل جتويف العصبة يكن شيء من ذلك اهلواء مماساً له، فإن الصورة ليس تصري من اهلو

املشتركة إال يف زمان، إال أن هذا الزمان ليس للحس طريق إىل إدراكه وال اعتباره لصغره وغلظ احلس وقصور .فهذا الزمان بالقياس إىل احلس مبنزلة اآلن بالقياس إىل التمييز. قوته عن إدراك ما هو يف غاية الصغر

س ليس حيس بالصور اليت ترد إليه من املبصرات إال بعد أن ينفعل بالصور، فليس حيس باللون وأيضاً فإن العضو احلاوانفعال العضو احلاس بصورة . مبا هو لون وبالضوء مبا هو ضوء إال بعد أن ينفعل بصورة اللون وبصورة الضوءبصر اللون مبا هو لون وال الضوء اللون وبصورة الضوء هو تغري ما، وليس يكون التغري إال يف زمان، فليس يدرك ال

مبا هو ضوء إال يف زمان ، ويف الزمان الذي متتد فيه الصور من سطح العضو احلاس إىل جتويف العصبة املشتركة ويف ما يليه يكون إدراك القوة احلساسة اليت يف مجيع اجلسم احلاس للون مبا هو لون وللضوء مبا هو ضوء، ألن القوة

وعند حصول الصورة يف جتويف العصبة املشتركة يكون . هذه املسافة وهي يف مجيع هذه املسافةالباصرة إمنا هي يففإدراك احلاس األخري للون مبا هو لون وللضوء مبا هو . إدراك احلاس األخري للون مبا هو لون وللضوء مبا هو ضوء

و احلاس إىل جتويف العصبة ضوء يكون يف الزمان الذي يلي الزمان الذي فيه تصل الصورة من سطح العض .املشتركة

وأيضاً فإن اآلن الذي هو أول آن حتصل عنده الصورة يف سطح البصر هو غري اآلن الذي هو أول آن مياس فيه اهلواء احلامل للصورة أول نقطة مياسها من سطح البصر، إذا قابل البصر املبصر بعد أن مل يكن مقابالً له أو بعد فتح

ألن البصر إذا قابل املبصر بعد أن مل يكن مقابالً له، . و مقابل للبصر بعد أن كانت أجفانه مطبقةالبصر أجفانه وهأو فتح أجفانه بعد أن كانت مطبقة، فإن أول ما مياس سطح البصر من اهلواء احلامل لصورة ذلك املبصر هو نقطة

حلامل للصورة مماساً جلزء من سطح البصر واحدة أو خط ال عرض له، مث جزءاً من بعد جزء إىل أن يصري اهلواء اويف حالة مماسة النقطة اليت ال قدر هلا أو اخلط الذي ال عرض له من سطح البصر للنقطة . الذي حتصل فيه الصورة

اليت ال قدر هلا أو اخلط الذي ال عرض له من سطح اهلواء احلامل للصورة ليس حيصل شيء من صورة الضوء . ألن أقل القليل من السطح الذي حيصل فيه ضوء أو صورة لون ليس يكون إال سطحاً. واللون يف سطح البصر

فاآلن الذي مياس فيه نقطة من سطح البصر أول نقطة مياسها من اهلواء احلامل للصورة ليس حيصل فيه شيء من آلن الذي هو واآلن إذن الذي هو أول آن حتصل عنده الصورة يف سطح البصر هو غري ا. الصورة يف سطح البصر

أول آن ماس عنده اهلواء احلامل للصورة سطح البصر إذا قابل البصر املبصر بعد أن مل يكن مقابالً له أو فتح أجفانه .بعد أن كانت أجفانه مغلقة

وإذا كان ذلك كذلك فليس حتصل صورة اللون وال الضوء يف شيء من العضو احلاس وال يف سطح البصر إال يف احلاس شيء من اللون وال الضوء ما مل حتصل صورة اللون والضوء يف شيء من العضو احلاس، زمان، وليس يدرك

فليس يدرك احلاس اللون مبا هو لون وال الضوء مبا هو ضوء إال يف زمان، أعين أن اآلن الذي يقع عنده اإلحساس اهلواء احلامل لصورة سطح باللون مبا هو لون وبالضوء مبا هو ضوء هو غري اآلن الذي هو أول آن ماس عنده

.البصرفقد تبني من مجيع ما ذكرنا كيف يدرك البصر الضوء مبا هو ضوء، وكيف يدرك اللون مبا هو لون، وكيف يدرك

.مائية اللون، وكيف يدرك مائية الضوء، وكيف يدرك كيفية الضوء

إدراك البعد

وليس إدراك بعد املبصر هو إدراك . مبجرد اإلحساسفأما البعد، فهو بعد املبصر عن البصر فإن البصر ليس يدركه . موضع املبصر، وال إدراك املبصر يف موضعه من إدراك بعده فقط، وال إدراك موضع املبصر من إدراك بعده فقط

. من البعد ومن اجلهة ومن كمية البعد: وذلك أن موضع البصر يتقوم من ثالث معان

د، ألن معىن البعد بني اجلسمني هو عدم التماس، وعدم التماس هو حصول وكمية البعد غري معىن البعد مبا هو بعفمعىن البعد مبا هو بعد هو . وكمية البعد هو كمية تلك املسافة. مسافة ما بني اجلسمني املتباعد أحدمها عن اآلخر

كمية املسافة اليت فإدراك معىن البعد الذي هو عدم التماس هو غري إدراك . من قبيل الوضع، فهو غري كمية البعد .هي مقدار البعد، وكيفية إدراك الكل واحدة من هذين املعنيني هو غري كيفية إدراك املعىن اآلخر

إدراك الوضع وإدراك كمية البعد هو من إدراك العظم، وإدراك بعد املبصر وإدراك جهته مها مجيعاً من إدراك ألن عدم التماس هو غري اجلهة، فليس إدراك . راك اآلخرالوضع، وكيفية إدراك كل واحد منهما هو غري كيفية إد

.موضع املبصر هو إدراك بعد املبصرمن إدراك الضوء الذي فيه، وإدراك لونه، وإدراك بعده، : وإدراك املبصر يف موضعه يتقوم من إدراك مخسة معان

وال تدرك هذه املعاين واحداً بعد وليس يدرك كل واحد من هذه املعاين منفرداً،. وإدراك جهته، وإدراك كمية بعدهفليس ينفرد البعد بإدراك يكون يف . واحد، بل يدرك مجيعها معاً، ألهنا تدرك باملعرفة ال باستئناف التمييز والقياس

.حالة اإلحساسومن إدراك املبصر يف موضعه اعتقد أصحاب الشعاع أن اإلبصار يكون بشعاع خيرج من البصر وينتهي إىل املبصر،

إذا كان اإلبصار بصورة : واحتج هؤالء على أصحاب العلم الطبيعي بأن قالوا. أن اإلبصار يكون بأطراف الشعاعترد من املبصر إىل البصر، وكانت الصورة حتصل يف داخل البصر، فلم يدرك املبصر يف موضعه الذي هو خارج

ر ليس يتم مبجرد اإلحساس فقط، وأن البصر وصورته قد حصلت يف داخل البصر؟ وذهب على هؤالء أن اإلبصااإلبصار ليس يتم إال بالتمييز وبتقدم املعرفة، وأنه لوال التمييز وتقدم املعرفة مل يتم للبصر شيء من اإلبصار وال

ألن ما هو املبصر ليس يدرك مبجرد احلس، وليس يدرك ما هو املبصر إال . أدركت مائية املبصر يف حال إبصارهفلو كان اإلبصار إمنا هو مبجرد اإلحساس فقط، وكان مجيع . تئناف التمييز والقياس يف حال اإلبصارباملعرفة أو باس

و

ما يدرك من املعاين اليت يف املبصرات ليس يدرك إال مبجرد اإلحساس، ملا كان يدرك املبصر يف موضعه غال بعد أن رد اإلحساس، وليس مجيع املعاين اليت تدرك من فأما إذا كان اإلبصار ليس يتم مبج. يصل إليه شيء يالمسه وحيس به

املبصرات تدرك مبجرد اإلحساس ، وليس يتم اإلبصار إال بالتمييز والقياس واملعرفة، وكان كثرياً من املعاين املبصرة .ليس يدرك إال بالتمييز، فليس حيتاج يف إدراك املبصر يف موضعه إىل حاس ميتد إليه ويالمسه

ومع ذلك فإن هذا املعىن . إن بعد املبصر إمنا يدرك منفرداً بالتمييز: ت كيفية إدراك البعد، فنقولفلنرجع اآلن إىل نعمن املعاين اليت استقرت يف النفس على مر الزمان من حيث مل حتس باستقراره الستمرار هذا املعىن وتكرره على

وال تبحث القوة املميزة أيضاً . د إدراك كل مبصرفليس حتتاج يف إدراكه إىل استئناف متييز وقياس عن. القوة املميزةوال . عند إدراك كل مبصر كيف استقر معىن البعد عندها، ألهنا ليس متيز كيفية اإلدراك عند إدراك كل مبصر

تبحث القوة املميزة أيضاً عند إدراك كل مبصر كيف استقر معىن البعد عندها، ألهنا ليس متيز كيفية اإلدراك عند فهي إمنا تدرك البعد مع غريه من املعاين اليت يف املبصر، وتدرك ذلك يف حال إدراك املبصر بتقدم . مبصر إدراك كل

.املعرفة

فأما كيف إدراك القوة املميزة للبعد بالتمييز، فإن البصر إذا قابل املبصر بعد أن مل يكن مقابالً له أدرك املبصر، وإذا وكذلك إذا فتح البصر أجفانه بعد أن كانت . بطل ذلك اإلدراك أعرض البصر عن ذلك املبصر والتفت عنه

مطبقة، وكان مقابالً له مبصر من املبصرات، أدرك البصر ذلك املبصر، وإذا أطبق أجفانه من بعد إدراك ذلك ويف فطرة العقل أن ما حيدث يف البصر عند وضع من األوضاع ويبطل يف حال االلتفات . املبصر بطل ذلك اإلدراك

ويف فطرة العقل أيضاً أن ما حيدث عند فتح األجفان . يس هو شيئاً ثابتاً يف داخل البصر وال حمدثه يف داخل البصرلوإذا أدركت القوة . ويبطل عند انطباق األجفان ليس هو شيئاً ثابتاً يف داخل البصر وال حمدثه يف داخل البصر

ك البصر املبصر ليس هو شيئاً ثابتاً يف داخل البصر وال حمدثه يف املميزة أن املعىن الذي حيدث يف البصر الذي منه يدروإذا . داخل البصر، فقد أدركت أن ذلك الذي حيدث يف البصر هو شيء يرد من خارج وحمدثه خارج عن البصر

كان اإلبصار يبطل عند انطباق األجفان وعند اإلعراض وحيدث عند فتح األجفان وعند املقابلة، فالقوة املميزةوإذا أدركت القوة املميزة أن الذي يبصر ليس هو يف داخل البصر . تدرك أن الذي يبصر ليس هو ملتصقاً بالبصر

ألن يف فطرة العقل أو يف غاية الظهور للتمييز أن ما . وال هو ملتصقاً بالبصر، فقد أدركت أنه بينه وبني البصر بعداً .وهذا هو كيفية إدراك حقيقة بعد املبصر مبا هو بعد. بعداً ليس هو يف اجلسم وال ملتصقاً به فإن بينه وبينه

والقوة املميزة تدرك . وليس حتتاج القوة املميزة يف إدراك البعد إىل التفصيل الذي فصلناه، وإن ما فصلناه للتبيني ه وبطالن فمن إدراك البصر للمبصر عند مقابلت. نتيجة هذا التفصيل ويف حال اإلبصار من غري حاجة إىل تفصيل

اإلدراك عند اإلعراض عنه أو عند انطباق األجفان قد أدركت القوة املميزة يف احلال أن املبصر خارج عن البصر مث الستمرار هذا . وعلى هذه الصفة أدركت القوة املميزة أن بني املبصر وبني البصر بعداً. وغري ملتصق بالبصر

باستقراره وال بكيفية استقراره أن مجيع املبصرات خارجة عن املعىن ولتكرره استقر يف النفس من حيث مل حيسفبعد املبصر عن البصر إمنا أدرك بالتمييز وباليسري من التمييز، وهو من . البصر وأن كل مبصر فبينه وبني البصر بعد

ىن يف النفس، مث استقر هذا املع. إدراك القوة املميزة أن اإلبصار الذي حيدث يف البصر هو ملعىن خارج عن البصر .فصار كل مبصر يدركه البصر قد فهمت القوة املميزة انه خارج عن البصر وبينه وبني البصر بعد

وعند كالمنا يف كيفية . ومع ذلك فليس يدرك البعد منفرداً كما ذكرنا من قبل، وليس يدرك البعد إال مع غريه .صر يف موضعهإدراك الوضع يتبني كيف يدرك البعد مع الوضع وكيف يدرك املب

فأما كمية البعد فيختلف إدراك البصر هلا، ومنها ما يدرك حباسة البصر هلا، ومنها ما يدرك حباسة البصر ويتحقق فبعد املبصر عن البصر يدرك من كل مبصر، ويتحقق من . مقداره، ومنها ما ليس يدرك حباسة البصر حقيقة مقداره

وذلك أن املبصرات منها ما يكون بينه وبني البصر . من كل مبصركل مبصر، وكمية البعد ليس يتحققها البصر أجسام مرتبة متصلة، ومنها ما ليس بينه وبني البصر أجسام مرتبة متصلة فإنه إذا أدرك البصر األجسام املرتبة اليت

سافات اليت تسامت أبعادها فهو يدرك مقادير تلك األجسام، وإذا أدرك مقادير تلك األجسام فهو يدرك مقادير املواملسافة اليت ين طريف اجلسم املرئي املسامت للبعد الذي بني البصر واملبصر، اللذين أحدمها يلي . بني أطرافها

فإذا أدرك . املبصر واآلخر يلي اإلنسان الناظر، وهي بعد املبصر عن البصر، ألهنا تسامت املسافة بني البصر واملبصرفالبصر يدرك كمية أبعاد املبصرات اليت أبعادها تسامت . مقدار بعد املبصرالبصر مقدار هذه املسافة فقد أدرك

.أجساماً مرتبة متصلة من إدراكه ملقادير األجسام املرتبة املسامتة ألبعادها

فاليت أبعادها معتدلة فالبصر يدرك . وهذه املبصرات منها ما أبعادها معتدلة ومنها ما أبعادها خارجة عن االعتدالوذلك أن املبصرات اليت أبعادها معتدلة وبينها وبني البصر أجسام مرتبة . بعادها إدراكاً صحيحاً متيقناًمقادير أ

وإذا أدرك هذه املبصرات إدراكاً متيقناً فهو يدرك األجسام املرتبة . متصلة فإن البصر يدركها إدراكاً صحيحاً متيقناًهذه األجسام إدراكاً متيقناً فهو يدرك املسافات اليت بني أطرافها فإذا أدرك. املتوسطة بينه وبينها إدراكاً متيقناً

وإذا كان يدرك املسافات إدراكاً متيقناً فهو يدرك مقادير أبعاد املبصرات املسامتة هلذه املبصرات . إدراكاً متيقناًمتصلة وأبعادها عن البصر أبعاد فاملبصرات اليت أبعادها تسامت أجساماً مرتبة. املسامتة هلذه املسافات إدراكاً متيقناً

.وأريد باملتيقن غاية ما يدركه احلس. معتدلة فالبصر يدرك ومقادير أبعادها إدراكاً صحيحاً متيقناًفأما املبصرات اليت أبعادها خارجة عن االعتدال، وأبعادها تسامت أجساماً مرتبة متصلة، والبصر مع ذلك يدرك

وذلك أن املبصرات اليت أبعادها . قادير أبعادها ليس هو إدراكاً صحيحاً متيقناًتلك األجسام، فإن إدراك البصر ملفإذا كان بني البصر وبني هذه املبصرات أجسام مرتبة . خارجة عن االعتدال ليس يدركها البصر إدراكاً حمققاً

ني أطرافها إدراكاً حمققاً، متصلة فليس يدرك البصر مجيع هذه األجسام إدراكاً حمققاً، فليس يدرك املسافات اليت بفاملبصرات اليت أبعادها . فليس يدرك األبعاد اليت بينه وبني املبصرات اليت عند أطراف هذه اجلسام إدراكاً حمققاً

.خارجة عن االعتدال، وبينها وبني البصر أجسام مرتبة متصلة، فليس يدرك البصر كميات أبعادها إدراكاً حمققاًولذلك إذا . يس هلا تسامت أبعادها أجساماً مرتبة متصلة فليس يدرك البصر كمية أبعادهافأما املبصرات اليت ل

أدرك البصر السحاب يف السهول ويف املواضع اليت ال جبال فيها ظن أنه متفاوت البعد قياساً على األجرام وإذا كان . بال بالسحابوإذا كان السحاب فيما بني اجلبال وكان متصالً فإنه رمبا استترت رؤوس اجل. السماوية

السحاب منقطعاً رمبا ظهرت رؤوس اجلبال من فوق السحاب، ورمبا أدرك البصر القطع من السحاب ملتصقة ببطن فيظهر من هذا االعتبار أن أبعاد السحاب ليست باملتفاوتة . اجلبل، ورمبا كان ذلك يف اجلبال اليت ليست بالشاهقة

ويتبني من . من رؤوس اجلبال وأن ما يظن من تفاوت بعدها غلط ال حقيقة لهوأن كثرياً منها أقرب إىل األرض ذلك أن البصر ليس يدرك مقدار بعد السحاب إذا أدركه يف السهول وان مقدار بعد السحاب يدركه البصر إذا

.كان فيما بني اجلبال وظهرت رؤوس اجلبال يف أعاله وأدركت املواضع من اجلبال اليت مياسها السحاب

وقد يوجد هذا املعىن يف كثري من املبصرات اليت على وجه األرض أيضاً، اعين أن األبعاد اليت ليس تسامت أجساماً فمما يظهر به ظهوراً بيناً أن ليس يدرك تلك األجسام ويتحقق مقاديرها، . مرتبة متصلة ليس يدرك البصر مقاديرها

قبل وقت االعتبار، ويكون يف بعض حيطان ذلك البيت أو املوضع هو أن يعتمد املعترب بيتاً أو موضعاً مل يدخله منثقب ضيق، ويكون من وراء ذلك الثقب فضاء مل يشاهده املعترب قبل ذلك الوقت، ويكون يف ذلك الفضاء جداران ار قائمان، ويكون أحد اجلدارين أقرب إىل الثقب من اجلدار اآلخر، ويكون بني اجلدارين بعد له قدر، ويكون اجلد

األقرب يستر بعض اجلدار األبعد، ويكون البعض من اجلدار البعد ظاهراً، ويكون الثقب مرتفعاً عن األرض وحبيث إذا نظر الناظر مل ير وجه األرض اليت من وراء احلائط الذي فيه الثقب، فإن املعترب إذا حصل يف هذا املوضع ونظر

وإن كان بعد اجلدار األول عن الثقب بعداً كبرياً . د الذي بينهمايف الثقب فإنه يرى اجلدارين معاً وال يدرك البعوإن كان اجلدار . متفاوتاً فإنه يدرك اجلدارين كأهنما متماسان ورمبا ظن اهنما واحد متصل إذا كان لونامها واحداً

وال يتحقق البعد األول على بعد معتدل من الثقب وأحس أن اجلدارين اثنان فإنه يظن أهنما متقاربان أو متماسان . ومع ذلك فإنه يدرك اجلدار األول إذا كان بعده معتدالً كأنه قريب من الثقب وال يتحقق بعده أيضاً. الذي بينهما

وليس يتحقق البعد الذي بني اجلسمني اللذين هبذه الصفة حباسة البصر، على حتقيقه إذا مل يكن شاهد ذلك املوضع ورمبا أدرك البصر اجلسمني . لك الوقت وال تقدم علمه بالبعد الذي بينهماوال شاهد ذينك اجلدارين من قبل ذ

.اللذين هبذه الصفة كأهنما متماسان وإن كان قد تقدم علمه بالبعد الذي بينهماوإذا كان البصر ليس يدرك البعد الذي بني اجلسمني اللذين هبذه الصفة، فليس يدرك كمية بعد اجلسم األخري،

وإذا كان ليس يدرك كمية بعد هذا اجلسم مع إدراكه هلذا اجلسم إذا مل يدرك األجسام .صورته وهو مع ذلك يدركاملسامتة لبعده، فليس يدرك البصر كمية بعد املبصر على التحقيق من إدراكه لصورة املبصر، وليس يدرك البصر

قادير إال بقياس ذلك املقدار إىل وليس يستدل حباسة البصر على مقدار من امل. كمية بعد املبصر إال باالستداللوليس شيء يقدر به البصر بعد املبصر ويقيسه به . مقدار قد أدركه ابصر من قبل أو مقدار يدركه معه يف احلال

فأما إن قدر . ويدرك مع ذلك مقداره على التحقيق بالقياس إىل ذلك الشيء إال األجسام املرتبة املسامتة لبعد املبصرفليس تدرك كمية بعد املبصر حباسة ابصر إال إذا كان بعده . ألجسام فهو حدث ال تقدير حمققالبعد بغري هذه ا

.مسامتاً ألجسام مرتبة متصلة وكان البصر يدرك تلك األجسام ويدرك مقاديرهاوذلك أن الناظر إذا رأى شخصني قائمني على وجه األرض أو . ولالعتبار الذي ذكرناه نظائر كثرية من املبصرات

مودين أو خنلتني، وكان بينهما بعد له قدر، وكان أحدمها يستر بعض اآلخر يف رأي العني، ومل يدرك األرض اليت عبينهما يف حال إدراكهما الستتارمها بالشخص األول، ومل يكن البصر رأى ذينيك العمودين أو الشخصني قبل ذلك

فإنه إذا نظر إليهما معاً يظن أهنما متماسان وبينهما بعد الوقت ، وكان بعد الشخص األخري ليس من العاد املتفاوتة، مث إذا احنرف عن موضعه حىت يرى األرض املتصلة ينهما أدرك بعد . يسري وال حيس مبقدار البعد الذي بينهما

فلو كان الناظر إىل هذين . الشخص األخري وأدرك البعد الذي بني الشخصني وأحس بغلظ البصر يف اإلدراك األولخصني يدرك مقدار بعد كل واحد منهما عن البصر من غري إحساسه باألرض املتصلة بينهما، لقد كان يدرك الش

.مقدار بعد أحدمها عن اآلخر يف حال إدراكهما معاً وأحدمها يستر اآلخر ومن قبل أن يدرك األرض املتصلة بينهماوكان ذلك الفضاء حبل ممدود معترض أو وكذلك إن كان الناظر ينظر إىل ثقب ، وكان من وراء الثقب فضاء،

عود معترض، وكان بني احلبل والعود وبني الثقب بعد مقتدر، وكان الناظر ال يرى األرض املتصلة املسامتة للبعد الذي بني احلبل أو العود وبني الثقب، فإن الناظر يظن بذلك احلبل املعترض أو العود املعترض أو املعترض أنه مماس

ريب جداً منه، وال يدرك كمية البعد الذي بني احلبل املعترض أو العود وبني الثقب ما مل يدرك اجلسم للثقب أو ق .املتصل املسامت لبعده ومل يتقدم علمه به

فمن االعتبار هبذه املعاين يتبني أن البصر ليس يدرك مقادير أبعاد املبصرات عنه إال إذا كانت أبعادها مسامتة .، وكان البصر يدرك تلك األجسام ويدرك مقاديرهاألجسام مرتبة متصلة

فأما كمية . فأما أبعاد املبصرات املتفرقة بعضها من بعض فإن البصر يدركها من إدراك التفرق الذي بني املبصراتفأما كمية أبعاد املبصرات بعضها من بعض فإن أحواهلا عند البصر كأحوال أبعاد املبصرات عن . أبعاد املبصرات

وذلك أن املبصرين املتفرقني إن كان بينهما أجسام مرتبة متصلة، وكان البصر يدرك تلك األجسام ويدرك . البصروإن مل يكن بني املبصرين أجسام مرتبة متصلة فليس . مقاديرها، فهو يدرك كمية البعد الذي بني ذينك املبصرين

كذلك إن كان بني املبصرين أجسام مرتبة و. يدرك البصر كمية البعد الذي بني ذينك املبصرين على التحقيقمتصلة، وكانت على بعد متفاوت، ومل يتحقق البصر مقادير تلك األجسام، فليس يتحقق مقدار البعد الذي بني

.ذينك املبصرين فأبعاد املبصرات من البصر إمنا تدرك بالتمييز من إدراك القوة املميزة ألن اإلبصار الذي حيدث يف البصر إمنا حيدث

وكميات . ملعىن خارج ومن حصول هذا املعىن يف النفس واستقراره على مر الزمان من حيث مل حيس باستقرارهأبعاد املبصرات ليس شيء منها يدرك حباسة البصر إدراكاً حمققاً إال أبعاد املبصرات اليت أبعادها مسامتة ألجسام

ام املرتبة املسامتة ألبعادها ويتحقق مقادير تلك متصلة وأبعادها مع ذلك معتدلة والبصر مع ذلك يدرك األجسواليت ليس يتحقق البصر مقادير . وما سوى ذلك من املبصرات فليس يتحقق البصر مقادير أبعادها. األجسام

أبعادها منها ما تكون أبعادها مسامتة ألجسام مرتبة متصلة والبصر مع ذلك يدرك تلك األجسام، وهي اليت تكون ومنها ما أبعادها مسامتة ألجسام مرتبة متصلة والبصر ليس يدرك تلك األجسام كانت . متفاوتة أبعاد أطرافها

ومنها ما ليس يسامت أبعادها أجساماً مرتبة متصلة، وهي املبصرات املرتفعة عن . أبعادها متفاوتة أو كانت معتدلةومجيع املبصرات تنقسم إىل هذه . دهااألرض املتفاوتة البعد واليت ليس بالقرب منها جبل وال جدار يسامت بع

.األقسامواملبصرات اليت ليس يتحقق البصر مقادير أبعادها إذا أدركها البصر فإن القوة املميزة حتدس يف حال إدراكها على ، مقادير أبعادها حدساً، وتقيس أبعادها بأبعاد أمثاهلا من املبصرات اليت أدركها البصر من قبل وحتقق مقادير أبعادهاوتعتمد يف القياس على صورة املبصر فتقيس صورة املبصر بصور املبصرات الشبيهة به اليت أدركها البصر من قبل وحتققت القوة املميزة مقادير أبعادها، فتقيس بعد املبصر الذي ليس تتحقق مقدار بعده بأبعاد املبصرات الشبيهة به

وإذا مل تتحقق القوة املميزة ختطيط صورة املبصر . مقادير أبعادهااليت أدركها البصر من قبل وحتققت القوة املميزة قاست مقدار مجلة صورته مبقادير صور املبصرات املساوية لتلك الصور يف املقدار اليت قد حتققت مقادير أبعادها

اليت قد حتققت فتشبه بعد املبصر الذي ليس تتحقق مقدار بعده بأبعاد املبصرات املساوية لذلك املبصر يف املقدار فرمبا اتفق هلا هبذا . هذا هو غاية ما تقدر عليه القوة املميزة يف التوصل إىل إدراك مقادير أبعاد املبصرات. أبعادها

والذي تصيب فيه أيضاً ليس . القياس أن تصيب يف إدراك بعد ما هذه صفته من املبصرات، ورمبا وقع عليها الغلطدس يكون يف غاية السرعة لكثرة اعتياد القوة املميزة إلدراك أبعاد املبصرات وهذا احل. تتحقق أهنا مصيبة فيه

.باحلدس والتيقنوقد حتدث القوة املميزة على مقدار بعد املبصر وإن كان بعده مسامتاً ألجسام مرتبة وكان من األبعاد املعتدلة وكان

ملميزة للحدس على أبعاد املبصرات ولسرعة ميكن للبصر أن يتحقق مقادير تلك األجسام، وذلك العتياد القوة ا .وإذا كان بعد املبصر من األبعاد املعتدلة فليس يكون احلدس على بعده وبني حقيقة بعده تفاوت مسرف. حدسها

فكل مبصر من املبصرات إذا أدركه البصر فإنه يف حال إدراكه قد أدركت القوة املميزة بعده وأدركت مقدار ما يف فما كان بعده مسامتاً . بالتيقن وإما باحلدس، وحيصل لبعده يف احلال مقدار متخيل يف النفس حال إدراكه إما

ألجسام مرتبة متصلة وكان بعده مع ذلك معتدالً وكان يدرك تلك األجسام املرتبة املسامتة لبعده وحلظ ابصر مع ار الذي يدرك حباسة البصر لبعد ذلك تلك األجسام وكان قد تقدم علم القوة املميزة هبا وحتقق مقدارها، فاملقد

.املبصر وحصلت صورته متخيلة يف النفس هو مقدار حمقق متيقنوما مل يكن بعده مسامتاً ألجسام مرتبة متصلة وكان يدرك تلك األجسام وكان البعد مع ذلك متفاوتاً ومل يتحقق

يكن يدرك تلك األجسام وال يتحقق البصر مقادير تلك األجسام، أو كان مسامتاً ألجسام مرتبة متصلة ومل مقاديرها، أو كان البصر ميكن أن يدرك تلك األجسام ولكن مل يلحظها يف احلال ومل يعترب مقدارها كانت أبعاد تلك املبصرات متفاوتة أو كانت معتدلة فاملقدار الذي يدرك حباسة البصر لبعد املبصر الذي يأخذ هذه الصفات وحيصل

.و مقدار غري حمقق وال متيقنمتخيالً يف النفس هوإدراك كميات األبعاد اليت بني . واألبعاد اليت بني املبصرات املتفرقة إمنا تدرك من إدراك التفرق الذي بني املبصرات

منها ما يدرك إدراكاً متيقناً ومنها ما يدرك : املبصرات املتفرقة كمثل إدراك كميات أبعاد املبصرات عن البصرمبصرين فهو يدرك البعد الذي بينهما ويتخيل مقدار البعد الذي بينهما على مقدار : درك البصروإذا أ. باحلدس

فاملبصران اللذان فيما بينهما أجسام مرتبة متصلة، والبصر يدرك تلك األجسام . البعد الذي بينهما على مقدار ماواملبصرات . بصرين هو مقدار متحقق متيقنويتحقق مقاديرها، فاملقدار الذي ختيله البصر للبعد الذي بني ذينك امل

اللذان ليس ينهما أجسام مرتبة متصلة، أو بينهما أجسام مرتبة متصلة وليس يتحقق البصر مقادير تلك األجسام، أو ليس يدرك البصر تلك األجسام، فاملقدار الذي يتخيله البصر للبعد الذي بني ذينك املبصرين هو مقدار غري حمقق

.على هذه الصفات يكون إدراك أبعاد املبصرات حباسة البصرف. وال متيقنوأيضاً فإن املبصرات املألوفة اليت على األبعاد املألوفة اليت يدركها البصر دائماً وعلى االستمرار ويدرك أبعادها، فإنه

ر أبعادها على البصر يدرك األجسام املسامتة ألبعادها ويتيقن مقادير أبعادها لكثرة تكررها على البصر، وكثرة تكراوذلك أن البصر إذا أدرك مبصراً من املبصرات املألوفة وكان على بعد . قد صار البصر يدرك مقادير أبعادها باملعرفة

وإذا حدس على كمية بعد ما هذه صفته من . من األبعاد املألوفة عرفه وعرف بعده وحدس على كمية بعدهفاملبصرات املألوفة اليت على . ته كمية ذلك البعد تفاوت مسرفاملبصرات فليس يكون بني حدسه وبني حقيق

وإذا حدس على كميات . األبعاد املألوفة يدرك البصر كميات أبعادها باملعرفة من حدسه على كميات أبعادها .واكثر أبعاد املبصرات يدرك على هذه الصفة. أبعادها فليس يكون بني احلدس عليها وبني حقيقتها تفاوت كثري

دراك الوضعإ

أحدها وضع مجلة املبصر عند البصر، أو . فأما الوضع الذي يدركه البصر من املبصرات فهو ينقسم إىل ثلثة أنواعوضع اجلزء من أجزاء املبصر عند البصر، وهذا النوع هو املقابلة، والنوع الثاين هو وضع سطح املبصر املقابل

لة للبصر عند البصر إذا كان املبصر كثري السطوح وكان الذي للبصر عند البصر، وأوضاع سطوح املبصر املقابيظهر منه عدة سطوح، وأوضاع هنايات سطوح املبصرات عند ابصر، وأوضاع اخلطوط واملسافات اليت بني كل

والنوع الثالث هو أوضاع . نقطتني أو كل مبصرين يدركهما البصر معاً وتتخيل املسافة اليت بينهما عند البصرملبصر بعضها عند بعض، وأوضاع أجزاء سطح املبصر بعضها عند بعض، وأوضاع هنايات سطح املبصر أجزاء ا

وهذا النوع هو الترتيب، وكذلك . بعضها عند بعض، وأوضاع أجزاء هنايات سطح املبصر بعضها عند بعضركها البصر من فجميع األوضاع اليت يد. أوضاع املبصرات املتفرقة بعضها عند بعض هي من مجلة هذا النوع

. املبصرات تنقسم إىل هذه األنواع الثلثة

ووضع كل موضوع عند غريه إمنا يتقوم من بعد ذلك املوضوع عن ذلك الغري ومن نصبه ذلك املوضوع بالقياس فمقابلة املبصر للبصر تتقوم من بعد املبصر عن البصر ومن اجلهة اليت فيها املبصر باإلضافة إىل . إىل ذلك الغري

فأما جهة املبصر فإن احلاس يدركها من وضع . فأما إدراك بعد املبصر فقد تبني أنه معىن قد استقر يف النفس. بصرال. وذلك أن ابصر إمنا يدرك املبصر يف مقابلته وعند حماذاة البصر للجهة اليت فيها املبصر. البصر يف حال اإلبصار

. والتمييز بني اجلهات وإن مل يكن فيها شيء من املبصرات واجلهات يدركها احلس ويدركها التمييز، ويفرق احلسفإذا كان . ويفرق التمييز بني اجلهة احملاذية للبصر والقريبة منها، وتدرك القوة املميزة مجيع اجلهات بالتخيل والتمييزها، بطل البصر حماذياً جلهة من اجلهات وأدرك مبصراً من املبصرات، مث أعرض عن تلك اجلهة وحاذى جهة غري

وإذا عاد إىل . وإذا عاد إىل حماذاة تلك اجلهة عاد إبصار جهة غريها، بطل إبصار ذلك املبصر. إبصار ذلك املبصر .حماذاة تلك اجلهة عاد إبصار ذلك املبصر

بصر وإذا كان البصر يدرك املبصر عند حماذاته للجهة اليت فيها املبصر، وكانت القوة املميزة تدرك اجلهة احملاذية لليف حال إدراك ذلك املبصر، وكان البصر إذا عدل عن حماذاة تلك اجلهة بطل إبصار ذلك املبصر، فالقوة املميزة

فمن حماذاة البصر للجهة اليت فيها . تدرك أن املبصر إمنا هو يف اجلهة احملاذية للبصر يف حال إبصار ذلك املبصر .ميزة اجلهة اليت فيها املبصراملبصر يف حال اإلبصار قد تعني للحاس وللقوة امل

وقد تبني أيضاً أن الصور متتد . وأيضاً فإنه قد تبني أن البصر متخصص بقبول الصور من مسوت هذه اخلطوط فقطفإذا حصلت صورة املبصر يف البصر فإن احلاس حيس بالصورة وحيس . يف جسم البصر على استقامة خطوط الشعاع

الصورة، وحيس بالسمت الذي فيه متتد الصورة يف جسم العضو احلاس، ومنه باجلزء من املبصر الذي فيه حصلت وإذا أدرك البصر موضع . إدراك تلك الصورة، الذي هو مست خطوط الشعاع املمتدة بني البصر وبني ذلك املبصر

ذلك الصورة من البصر وأدرك السمت الذي فيه امتدت الصورة، أدركت القوة املميزة اجلهة اليت فيها ميتد فمن إدراك احلاس للجزء من البصر الذي حتصل فيه صورة املبصر، ومن إدراكه .واجلهة اليت فيها املبصر. السمت

للسمت الذي فيه متتد الصورة ومنه ينفعل ابصر بالصورة، قد أدركت القوة املميزة السمت الذي فيه امتدت هاهتا، ألن املبصرات املتفرقة إمنا تتميز للبصر من وعلى هذه الصفة تتميز املبصرات جب. صورة املبصر على التحرير

.متييزه للمواضع املتفرقة من سطح العضو احلاس الذي حتصل فيه صور املبصرات املتفرقةفإن احلاس يدرك الصوت حباسة السمع، ويدرك اجلهة . وإلدراك جهة املبصر على هذه الصفة نظري يف املسموعات

ني الصوت الذي يرد من ميمنته وبني الصوت الذي يرد من ميسرته، ويفرق بني اليت منها يرد الصوت، ويفرق بويفرق بني جهات األصوات تفريقاً ألطف من هذا . الصوت الذي يرد من أمامه وبني الصوت الذي يرد من ورائه

هة املواجهة له التفريق، ويفرق بني اجلهات املتقاربة اليت ترد منها األصوات، فيفرق بني الصوت الذي يرد من اجلوليس يتميز للحاس اجلهات اليت منها ترد األصوات . وبني الصوت الذي يرد من اجلهة املائلة عن مست املواجهة

فحاسة السمع يدرك األصوات ويدرك السموت اليت ترد منها . بالقياس إىل السمع ليس تتميز إال هبذه السموتصوات إىل السمع وعى استقامتها يقرع الصوت السمع تدرك ومن إدراك السموت اليت عليها ترد األ. األصوات

فكما أن جهات األصوات تدرك حباسة السمع وتدركها القوة املميزة . القوة املميزة اجلهة اليت منها ورد الصوت .بتوسط السمع، كذلك جهات املبصرات تدركها القوة املميزة حباسة البصر

رك السمت الذي عليه ينفعل البصر بصورة املبصر هو ما يدرك باالنعكاس والذي يظهر به ظهوراً بيناً أن احلاس يدوليس هو مقابالً له، وإمنا . فإن املبصر الذي يدركه البصر باالنعكاس يف املرآة إمنا يدركه البصر يف مقابلته. يف املرايا

. البصر يف جهة املقابلةصورته تصل إىل البصر على طول اخلطوط املستقيمة اليت هي خطوط الشعاع املمتدة من لنه ليس يدرك . فإذا أحس البصر بالصورة من مسوت خطوط الشعاع ظن باملبصر أنه عند أطراف تلك اخلطوط

شيئاً من املربات املألوفة اليت يدركهما دائماً إال عند أطراف اخلطوط املتومهة بني البصر واملبصر اليت هي خطوط النعكاس يف مقابلته وعلى استقامة السموت اليت عليها تصل الصور املنعكسة فمن إدراك البصر للمبصر با. الشعاع

وإذا أحس احلاس . إىل البصر، ويظهر أن احلاس حيس بالسمت الذي منه ترد الصورة ومنه ينفعل البصر بالصورة. جهة املبصربالسمت الذي منه ينفعل بالصورة أدركت القوة املميزة اجلهة اليت ميتد فيها ذلك السمت، وأدركت

فجهة املبصر يدركها احلاس إدراكاً جممالً من إدراكه لوضع البصر يف حال اإلبصار، وتدركها القوة املميزة إدراكاً جممالً من إدراكها لوضع البصر يف حال اإلبصار، وتدركها إدراكاً حمققاً على التحرير من إدراكها للسمت الذي

ففي حال حصول صورة املبصر يف . املبصر هو معىن قد استقر يف النفسوبعد . منه ينفعل البصر بصورة املبصرفإذا . واجتماع البعد واجلهة هو املقابلة. البصر قد أدركت القوة املميزة جهة املبصر مع استقرار معىن البعد عندها

دراك جهة املبصر فإدراك املقابلة يكون من إ. أدركت القوة املميزة جهة املبصر وبعده معاً فقد أدركت مقابلتهفإذا حصلت صورة املبصر يف البصر أحس . وإدراك اجلهة يكون على الصفة اليت ذكرناها. وإدراك بعد املبصر معاً

احلاس باملوضع من العضو احلاس الذي فيه حصلت الصورة، وأدركت القوة املميزة جهة املبصر من السمت الذي ففي . فهي تدرك اجلهة وتدرك البعد معاً يف حال إدراك احلاس للصورة. ومعىن البعد مستقر عندها. منه متتد الصورة

.فعلى هذه الصفة يكون إدراك املقابلة. حال إدراك احلاس للصورة قد أدركت القوة املميزة املقابلة

إدراك الضوء واللون

صر قد أدرك ففي حال حصول صورة املبصر يف الب. وقد تبني كيف يدرك البصر صورة املبصر مبجرد اإلحساساحلاس لون املبصر وضوءه واملوضع من البصر الذي تلون وأضاء بتلك الصورة، وأدركت القوة املميزة جهته وبعده

. فيصري إدراك الضوء واللون واجلهة والبعد معاً، اعين يف أقل القليل من الزمان. يف حال إدراك احلاس لضوئه ولونهللون مها صورة املبصر، وإدراك الصورة مع إدراك املقابلة هو الذي يتقوم منه واجلهة والبعد مها املقابلة، والضوء وا

مث الستمرار هذا املعىن وكثرة تكرره . إدراك املبصر يف مقابلة البصر إمنا هو من أجل أن الضوء واملقابلة يدركان معاًدركها احلاس وأدركت القوة ففي حال حصول الصورة يف البصر قد أ. صارت الصورة أمارة للحاس وللقوة املميزة

فعلى هذه الصفة يكون إدراك املبصر يف موضعه وكذلك كل . املميزة املقابلة وتقوم منهما إدراك املبصر يف موضعه .جزء من أجزاء املبصر

. يفإن كان بعد املبصر من البعاد املعتدلة املتيقنة املقدار كان موضع املبصر الذي فيه يدركه البصر هو موضعه احلقيقوإن مل يكن بعد املبصر من األبعاد املتيقنة املقدار فإدراك املبصر يف مقابلة البصر يكون متيقناً على مجيع األحوال،

وموضع املبصر الذي يدركه البصر فيه يكون مظنوناً غري متيقن . ألن املقابلة تتقوم من اجلهة ومن البعد مبا هو بعد

.ن مقدار البعدألن املوضع املتيقن إمنا يدرك من تيقوالسطح املواجه للبصر هو الذي . مها املواجهة وامليل: فأما أوضاع سطوح املبصرات عند البصر فإهنا تنقسم قسمني

إذا أدركه البصر يف حال املواجهة كان سهم الشعاع يلقي نقطة منه ويكون السهم مع ذلك قائماً على السطح قياماً ا أدركه البصر يف حال ميله ولقي سهم الشعاع نقطة منه كان مائالً على والسطح املائل هو الذي إذ. معتدالً

. السطح ال قائماً عليه قياماً معتدالً على اختالف ضروب امليل

فأحدمها اخلطوط واملسافات املقاطعة خلطوط :فأما هنايات سطوح املبصرات وبني أجزاء املبصرات فإهنا تنقسم قسمنيواخلطوط واملسافات املقاطعة خلطوط . سافات املوازية خلطوط الشعاع املسامتة هلاالشعاع، واآلخر اخلطوط وامل

واخلط املواجه هو الذي . الشعاع تنقسم أوضاعها إىل امليل واملواجهة على مثل ما تنقسم إليه أوضاع السطوحلذي إذا انتهى سهم الشعاع واخلط املائل هو ا. ينتهي سهم الشعاع إىل نقطة منه ويكون قائماً عليه على زوايا قائمة

.إىل نقطة منه كان مائالً عليه ال قائماً. والبصر يدرك ميل السطوح واخلطوط ومواجهتها من إدراكه الختالف أبعاد أطراف السطوح واخلطوط وتشاهبهاعاد فإذا أدرك البصر سطح املبصر، وأدرك أبعاد أطرافه، وأحس بتساوي أبعاد أطراف السطح عنه، أو بتساوي أبموضعني متقابلني متساويي البعد الذي حيدق إليه من السطح، أدرك السطح مواجهاً، وحكمت القوة املميزة

وإذا أدرك البصر سطح املبصر ، وأدرك اختالف أبعاد أطرافه، ومل جيد يف السطح موضعني متساويي . مبواجهتهساويني، أدرك السطح مائالً باإلضافة إليه، البعد عن املوضع الذي حيدق إليه من السطح يكون بعدامها عنه مت

.وحكمت القوة املميزة مبيلهوكذلك أوضاع اخلطوط واملسافات املواجهة واملائلة يدرك البصر مواجهة اخلط واملسافة إذا أحس ببعدي طريف

إليها من اخلط أو اخلط أو املسافة عنه متساويني أو بعدي نقطتني من اخلط أو املسافة بعدامها عن النقطة اليت حيدقويدرك ميل اخلط واملسافة إذا أحس ببعدي طريف اخلط أو املسافة عنه أو بعدي نقطتني متساوييت . املسافة متساويني

وهذا التساوي واالختالف يدركه احلاس يف أكثر . البعد عن النقطة اليت حيدق إليها من اخلط أو املسافة خمتلفني .هذه الصفة يكون إدراك البصر للميل واملواجهة فعلى. األحوال باحلدس واألمارات

وإذا كان السطح أو اخلط مواجهاً للبصر جبملته، فإن كل جزء منه انفراده ليس يكون مواجهاً، وليس يكون جزء فإذا حترك سهم الشعاع على السطح . منه مواجهاً للبصر على انفراده إال اجلزء الذي عليه السهم يف حال املواجهة

فإن كل جزء مير به السهم يكون مائالً عليه ما خال اجلزء األول الذي فيه النقطة اليت كان السهم قائماً املواجهفيكون كل جزء من أجزاء السطح املواجه واخلط املواجه إذا أخذ منفرداً كان مائالً ما خال اجلزء األول . عليها

وإذا كانت النقطة اليت عندها . اجلملة مواجهةوإذا أخذت مجلة السطح ومجلة اخلط كانت . الذي قدمنا ذكرهيكون السهم قائماً على السطح أو اخلط يف النقطة يف غري الوسط كان السطح أو اخلط مواجهاً ولكن ليس يف غاية

وكلما كانت النقطة اليت إذا لقيها السهم كان قائماً على السطح أو اخلط أقرب إىل وسط السطح أو . املواجهة .سطح أو اخلط أشد مواجهةاخلط كان ال

فإذا أدرك البصر . فأما اخلطوط واملسافات املوازية خلطوط الشعاع فإن البصر يدرك أوضاعها من إدراكه للمقابلةأطراف اخلطوط واملسافات اليت تلي املبصرات املقابلة له وأطرافها القريبة اليت تلي البصر نفسه أو ما قرب من

. مست املقابلةالبصر، فقد أدرك امتدادها يف .فعلى هذه الصفات يكون إدراك البصر ألوضاع السطوح واخلطوط واملسافات بالقياس إليه

والسطوح واخلطوط واملسافات املقاطعة خلطوط الشعاع منها ما هو مفرط امليل على خطوط الشعاع اليت خترج اً، ومنها ما هو قائم على بعض خطوط إليها، ومنها ما هو مفرط امليل لكن مائل على خطوط الشعاع ميالً يسري

.الشعاع على زوايا قائمة، وهي السطوح واملسافات املواجهة للبصر

والسطوح واخلطوط واملسافات املفرطة امليل على خطوط الشعاع يكون الطرف األبعد من كل واحد منها يلي جهة والبصر . يلي جهة التقارب من البصرالتباعد عن البصر اليت تلي أطراف خطوط الشعاع ويكون الطرف األقرب

إذا أدرك خطاً من اخلطوط أو مسافة من املسافات فإنه يدرك اجلهتني اللتني تليان طريف ذلك اخلط أو تلك املسافة، وكذلك إذا أدرك البصر سطحاً من السطوح فإنه من إدراكه المتداد ذلك السطح يف الطول والعرض يدرك

فإذا أدرك البصر السطح املائل على خطوط الشعاع، وكان ذلك السطح . السطحاجلهات اليت تلي أطراف ذلك مفرط امليل، فإنه يف حال إدراكه للسطح يدرك اجلهة اليت تلي طرفه البعد ويدرك أهنا تلي أطراف خطوط الشعاع،

أو املسافة املفرطيت ويدرك اجلهة اليت تلي طرفه األدىن، ويدرك أهنا تلي ما يقرب من البصر، وكذلك إذا أدرك اخلطوإذا أحس البصر بأن أحد طريف السطح أو اخلط أو املسافة تلي جهة التباعد عن البصر، وأن الطرف اآلخر . امليل

وإذا أحس . يلي جهة التقارب من البصر، فقد أحس بعد أحد طريف ذلك السطح أو اخلط أو املسافة وقرب اآلخرفالسطوح واخلطوط واملسافات املائلة على خطوط الشعاع املفرطة امليل . ببعد طريف السطح أو اخلط أو املسافة

.يدرك البصر ميلها من إدراكه جلهة طرفيهافأما السطوح واخلطوط واملسافات اليسرية امليل واملواجهة للبصر فليس يدرك البصر ميلها ومواجهتها إدراكاً حمققاً

امتة ألجسام مرتبة، وكان البصر يدرك تلك األجسام ويدرك إال إذا كانت أبعادها معتدلة، وكانت أبعادها مسمقاديرها، ويدرك من مقادير تلك اجلسام مقادير أبعاد أطراف تلك السطوح واخلطوط واملسافات، ويدرك تساوي

اً ألن السطوح واخلطوط واملسافات املواجهة واملائلة ميالً يسري. بعدي طريف السطح أو اخلط أو املسافة أو اختالفهاليس شيء من اجلهات اليت أطرافها يلي البصر، وإمنا أطرافها املتقابلة تلي اجلهات املتيامنة واجلهات املتياسرة أو

فإن مل يدرك البصر مقادير أبعاد ما هذه حالة من السطوح . املتعالية أو املتسافلة أو اجلهات اليت فيما بني ذلكوإذا مل يدرك اختالف أبعاد .الف أبعاد أطرافها املتقابلة أو تساويهاواخلطوط واملسافات عن البصر فليس يدرك اخت

فإذا كانت السطوح واخلطوط واملسافات على أبعاد متفاوتة، . أطرافها أو تساويها فليس يدرك ميلها وال مواجهتهاألن السطوح . واجهوكان ميلها يسرياً فإن البصر ليس يدرك ميلها وال يفرق بني املائل منها ميالً يسرياً وبني امل

واخلطوط واملسافات اليت أبعادها متفاوتة ليس يتحقق البصر كميات أبعادها وإمنا حيدس على كميات أبعادها حدساً وإذا كانت أبعادها متفاوتة وكانت مع ذلك مائلة يسرياً كان االختالف الذي بني أبعاد أطرافها املتقابلة ليس له .

وإذ مل يتحقق البصر مقادير أبعاد أطرافها مل يدرك االختالف الذي بني أبعاد . دهاقدر باإلضافة إىل كميات أبعاوإذا مل يدرك االختالف الذي بني أبعاد أطراف السطح واخلط واملسافة ظن بتلك األبعاد أهنا متساوية ومل . أطرافها

فالسطح . املسافة ظنه مواجهاًوإذا مل يدرك ميل السطح أو اخلط أو . يدرك ميل ذلك السطح أو اخلط أو املسافةفهو يدرك مجيع . واخلطوط واملسافات اليت أبعادها متفاوتة ليس يدرك البصر ميل املائل منها إذا كان ميله يسرياً

السطوح واخلطوط واملسافات املتفاوتة البعد اليسرية امليل كأهنا مواجهة له، وال يتحقق وضعها وال يفرق بني املائل ن البعد املتفاوت، بل يدرك املائل واملواجه على صفة واحدة، كان إدراكه للواحد منها منفرداً أو منها واملواجه م

.كان إدراكه للمائل واملواجه معاً، ألنه يدرك أبعاد أطرافها املتقابلة متساوية إذا مل حيس باختالفها

مها أجساماً مرتبة، أو مل يدرك البصر وكذلك السطوح واخلطوط واملسافات اليت أبعادها معتدلة إذا مل تسامت أجسااألجسام املسامتة ألبعادها ومل يتحقق كميات أبعادها، فليس يتحقق أوضاعها وال يفرق بني املائل منها واملواجه،

وإذا . وإمنا حيدس أوضاعها حدساً، ورمبا ظن مبا هذه صفته من السطوح واخلطوط أهنا مواجهة وإن كانت مائلةطوط واملسافات على أبعاد معتدلة وكانت أبعادها مسامتة ألجسام مرتبة وكان البصر يدرك كانت السطوح واخل

تلك األجسام ويدرك مقاديرها، فإن البصر يدرك مقادير أبعاد أطراف تلك السطوح واخلطوط واملسافات، ويدرك ساوي أبعاد أطراف السطح أو وإذا أدرك ت. تساوي ما يتساوى من أبعاد أطرافها املتقابلة واختالف ما خيتلف منها

.اخلط أو املسافة أو اختالفها أدرك مواجهة ذلك السطح أو اخلط أو املسافة أو ميله إدراكاً حمققاًوالسطوح واخلطوط واملسافات املفرطة امليل أيضاً ليس يدرك البصر ميلها إال إذا كانت على أبعاد معتدلة بالقياس

اجلهات اليت تلي أطراف السطح أو اخلط أو املسافة إال إذا أدرك كيفية امتداد إىل أعظامها، ألن البصر ليس يدرك وليس يدرك البصر كيفية امتداد السطح واخلط واملسافة إال إذا كان على بعد . ذلك السطح أو اخلط أو املسافة

قاطعة خلطوط الشعاع والسطوح واخلطوط واملسافات امل. معتدل بالقياس إىل مقدار ذلك السطح أو اخلط أو املسافةوما كان منها يسري امليل، ومواجهاً للبصر، . ما كان منها مفرط امليل فالبصر يدرك ميله من إدراكه جلهات أطرافه

وليس يتحقق البصر أوضاع السطوح . فإن البصر يدرك ميله ومواجهته من إدراكه ملقادير أبعاد أطرافها املتقابلةوليس يتحقق أوضاع السطوح واخلطوط واملسافات . ل إال إذا حتقق كيفية امتدادهاواخلطوط واملسافات املفرطة املي

إال أن . اليسرية امليل واملواجهة إال إذا حتقق مقادير أبعاد أطرافها وأدرك اختالف أبعاد أطرافها املتقابلة أو تساويهاات إمنا يدركه باحلدس من حدسه وأكثر ما يدركه البصر من أوضاع املبصر. البصر قل ما حيرر أوضاع املبصرات

فمعول البصر يف إدراك أوضاع . على مقادير أبعاد أطرافها ومن إدراكه لتساوي أبعاد أطرافها واختالفها باحلدسفإذا أراد الناظر أن يتحقق وضع سطح من سطوح املبصرات، أو وضع خط من . املبصرات إمنا هو على احلدس

مسافة من املسافات اليت يف سطوح املبصرات، فإنه يتأمل صورة ذلك املبصر اخلطوط اليت يف املبصرات، أو وضع فإن كانت صورة ذلك املبصر الذي فيه ذلك السطح أو . ويتأمل كيفية امتداد ذلك السطح أو اخلط أو املسافة

ورة ذلك فإن كانت ص. فإن كانت صورة ذلك املبصر الذي فيه ذلك السطح أو اخلط أو املسافة. اخلط أو املسافةاملبصر الذي فيه ذلك السطح أو اخلط أو املسافة بينة حمققة، وكان ميل ذلك السطح أو اخلط أو املسافة ميالً

وإن كانت صورة ذلك . مفرطاً، أدرك البصر حقيقة ميله من إدراكه لكيفية امتداده وإدراكه جلهيت طرفيه املتقابلنيمسامتاً ألجسام مرتبة، فإنه يالحظ األجسام املسامتة ألبعاد أطرافه املبصر بينة، ومل يكن مفرط امليل، وكان بعده

ويعترب مقدارها، فيدرك ميل ذلك السطح أو اخلط أو املسافة ومقدار ميله، أو مواجهته إن كان مواجهاً، من إدراكه .ملقادير أبعاد أطرافه

ومل يكن البعد مسامتاً ألجسام مرتبة، فليس وإن كانت صورة املبصر مشتبهة، أو كانت بينة ومل يكن امليل مفرطاً، ومع ذلك فإن البصر إذا أدرك الصورة . يدرك البصر حقيقة وضع السطح أو اخلط أو املسافة اليت هبذه الصفة

مشتبهة، ومل جيدها بينة، ومل جيد أبعادها تسامت أجساماً مرتبة، فإنه حيس يف احلال أن وضع ذلك السطح أو اخلط .متيقن إذا كان يعترب وضع السطح أو اخلط أو املسافة أو املسافة غري

فعلى هذه الصفات يدرك البصر أوضاع سطوح املبصرات وأوضاع اخلطوط واملسافات اليت يف سطوح املبصرات .اليت مجيعها مقاطعة خلطوط الشعاع

إذا كان بعد كل واحد من فأما املسافات اليت بني املبصرات املتفرقة فأن ما كان منها على أبعاد متفاوتة، أعيناملبصرين اللذين عند طريف املسافة بعداً متفاوتاً، فإن ابصر يدرك املسافات اليت هبذه الصفة كأهنا مواجهة وإن كانت

وإن كان أحد املبصرين اللذين عند طريف املسافة أقرب من .مائلة، ألنه يدرك االختالف الذي بني أبعاد أطرافهافإنه يدرك املسافة اليت بينهما مائلة حبسب ما يدركه من قرب القريب . س بقرب القريب منهااآلخر وكان البصر حي

وإن كان أحد املبصرين أقرب، ومل يدرك البصر قربه، فليس . من املبصرين اللذين عند طرفيها وبعد البعيد منهماخلطوط الشعاع اليت يتحقق البصر فجميع السطوح واخلطوط واملسافات املقاطعة . حيس مبيل املسافة اليت بينهما

وما مل . أوضاعها منه هي اليت تكون أبعادها معتدلة، ويكون البصر مع ذلك يتحقق تساوي أبعاد أطرافها واختالفها .يتحقق البصر تساوي أبعاد أطرافها واختالفها فليس يتحقق وضعها منه

فما كان منها على أبعاد معتدلة فليس يكون بني . وأكثر ما يدركه البصر من أوضاع املبصرات إمنا يدركه باحلدسوما كان منها على أبعاد متفاوتة ومل يدرك . وضعه الذي يدركه البصر باحلدس وبني وضعه احلقيقي تفاوت مسرف

البصر بني أبعاد أطرافها اختالفاً فإنه يدركها مواجهة له وإن كانت مائلة، وال يفرق بني املائل من املبصرات اليت ها متفاوتة وبني املواجه منها ألن البصر إذا مل يدرك اختالف بعدي طريف املبصر أدرك بعدي طرفيه متساويني، أبعاد

.وإذا أدرك بعدي الطرفني متساويني حكم املواجهة .فعلى هذه الصفات يكون إدراك أوضاع السطوح واخلطوط واملسافات حباسة البصر

وأوضاع هنايات سطح املبصر أو سطوحه بعضها عند بعض، اليت فأما أوضاع أجزاء املبصر بعضها عند بعض،مجيعها تدخل حتت الترتيب، فإن البصر يدركها من إدراك املواضع من املبصر اليت حتصل فيها صور األجزاء ومن

وذلك أن صور املبصرات حتصل يف. إدراك القوة املميزة لترتيب أجزاء الصورة اليت حتصل يف البصر جلملة املبصرسطح العضو احلاس، وكل جزء من سطح املبصر حتصل صورته يف جزء من اجلزء من سطح العضو احلاس الذي

وإذا كان سطح املبصر خمتلف األلوان، أو كانت بني أجزائه فصول تتفرق هبا األجزاء . حتصل فيه صورة الكلكون أجزاؤها مفصلة كتفصيل أجزاء بعضها من بعض، فإن الصورة اليت حتصل يف البصر تكون خمتلفة األلوان أو ت

واحلاس حيس بالصورة وحيس بكل جزء من أجزاء الصورة من إحساسه بألوان تلك األجزاء . سطح املبصروالقوة املميزة . واألضواء اليت فيها، وحيس مبواضع صور األجزاء من البصر من إحساسه بألوان األجزاء وأضوائها

صورة ومن إدراكها الختالف ألوان أجزاء الصورة ومن إدراكها لفصول تدرك ترتيب تلك املواضع من مجلة ال .األجزاء، فتدرك املتيامن منها واملتياسر واملرتفع واملنخفض من قياس بعضها ببعض، وتدرك املتماس واملتفرق

د األجزاء فأما أوضاع أجزاء املبصر بعضها من بعض يف التقدم والتأخر فإمنا يدركها البصر من إدراك كميات أبعافما كان من املبصرات على أبعاد معتدلة، وكان البصر . عنده، وإدراك اختالف أبعاد األجزاء بالزيادة والنقصان

يدرك مقادير أبعاد أجزائها، ويدرك االختالف الذي بني أبعاد األجزاء نه وتساويها، فهو يدرك أوضاع أجزاء ذلك وما مل يتحقق البصر مقادير أبعادها . عين يف الشخوص والغؤوراملبصر بعضها عند بعض يف التقدم والتأخر، أ

فما كان مما هذه حاله . ومقادير أبعاد أجزائها فليس يدرك البصر ترتيب أجزائها يف التقدم والتأخر يف حال إبصارهاالتأخر وهيئة من املبصرات املألوفة اليت يعرفها البصر ويعرف ترتيب صورها، فهو يدرك ترتيب أجزائها يف التقدم و

وما كان من املبصرات الغريبة . سطوحها باملعرفة ال مبجرد اإلبصار يف احلال اليت ليس يتحقق منها مقادير أبعادهاوهذا املعىن . اليت ليس يعرفها البصر فهو يدرك أبعاد أجزائها، وإن كانت أجزاؤها خمتلفة الترتيب يف التقدم والتأخر

فإن البصر ال يدرك التحديب والتقعري . يه حتديب أو تقعري وكان على بعد متفاوتيظهر إذا نظر البصر إىل جسم ف .الذي يكون فيه وإمنا يدركه البصر كأنه مسطح ال اختالف فيه

فأوضاع أجزاء سطح املبصر بعضها عند بعض يف اختالف اجلهات ويف التفرق واالتصال إمنا يدركها البصر ويدرك لصورة اليت حتصل يف البصر جلملة املبصر وإدراكه الختالف األلوان والفصول اليت ترتيبها من إدراكه ألجزاء ا

وأوضاع أجزاء سطح املبصر بعضها عند بعض . تتميز هبا األجزاء، ومن إدراك القوة املميزة لترتيب أجزاء الصورةجزاء وإدراكه الختالف يف التقدم والتأخر بالقياس إىل البصر إمنا يدركها البصر من إدراكه لكميات أبعاد األ

فما يتحقق البصر مقادير أبعاد أجزائه فهو يدرك ترتيب أجزائه فهو يدرك ترتيب . كميات أبعادها وتساوي أبعادهاأجزائه فهو يدرك ترتيب أجزائه يف التقدم والتأخر، وما ليس يتحقق مقادير أبعاد أجزائه فليس يدرك ترتيب أجزائه

لبصر يف احلال اليت ليس فيها مقادير أبعاد أجزاء املبصر، إذا كان من املبصرات املألوفة فحاسة ا. يف التقدم والتأخراليت يعرفها البصر، فهو يدرك ترتيب أجزائه باملعرفة، وما كان من املبصرات الغريبة فليس يدرك ترتيب أجزائه يف

ملتميزة اليت بينها تفرق فإن البصر يدرك ترتيبها فأما أجزاء املبصر ا. التقدم والتأخر إذا مل يدرك مقادير أبعاد أجزائهمن إدراكه املواضع من البصر اليت حتصل فيها صور تلك األجزاء ومن إدراك القوة املميزة للتفرق الذي بني تلك

وكذلك املبصرات املختلفة املتفرقة يدرك البصر ترتيبها من إدراكه للتفرق الذي بني املواضع . املواضع من البصرفأما هنايات سطح املبصر أو سطوحه فإن البصر يدركها ويدرك . البصر اليت حتصل فيها صور تلك املبصراتمن

ترتيبها من إدراكه للجزء من سطحه الذي حيصل فيه لون ذلك السطح وضوؤه ومن إدراك القوة املميزة لنهايات ك البصر أوضاع أجزاء املبصرات فعلى هذه الصفات يدر. ذلك اجلزء ومن إدراكها لترتيب حميط ذلك اجلزء

وأوضاع أجزاء سطوح املبصرات بعضها عند بعض، وأوضاع هنايات السطوح وأوضاع األجزاء املتميزة من .املبصرات بعضها عند بعض وأوضاع املبصرات املتفرقة بعضها عند بعض

إدراك التجسم

إال أن اإلنسان املميز قد . ركه من بعض األجسامفأما التجسم، وهو امتداد اجلسم يف األبعاد الثلثة، فإن البصر يدتقرر عنده بالعلم واالعتبار ليس يدرك حباسة البصر إال األجسام، فهو إذا رأى املبصر علم أنه جسم وحكم ببديهة اإلبصار أن املبصر جسم وإن مل يدرك امتداده يف البعاد الثلثة فإن البصر يدرك من مجيع األجسام امتدادها يف الطول

فإذا أدرك سطح اجلسم فقد أدرك امتداد السطح يف الطول . والعرض من إدراكه لسطوح األجسام املقابلة لهوإذا أدرك امتداد السطح يف الطول والعرض مع استقرار العلم بان املبصر . والعرض، اعين طول السطح وعرضه

واألجسام .عاده، ومل يبق إال البعد الثالثجسم فقد أدرك امتداد ذلك اجلسم يف الطول والعرض، أعين بعدين من أبمنها ما حييط به سطوح مسطحة متقاطعة منعطف بعضها إىل بعض، ومنها ما حييط به سطوح حمدبة أو مقعرة، ومنها

فاجلسم . ما حييط به سطوح خمتلفة اهليئات متقاطعة منعطف بعضها إىل بعض، ومنها ما حييط به سطح واحد مستديروح متقاطعة وأحد سطوحه مسطح، إذا أدركه البصر، وكان سطحه املسطح مقابالً للبصر الذي حييط به سط

ومواجهاً له وكانت سطوحه الباقية املقاطعة للسطح املواجه قائمة على السطح املواجه أو مائلة عليه إىل جهة ، فليس حيس البصر من التضايق من وراء السطح املواجه ومل يظهر للبصر من هذا اجلسم إال السطح املواجه فقط

. هذا اجلسم وأمثاله إال امتدادها يف الطول والعرض فقط، فليس حيس البصر بتجسم األجسام اليت هبذه الصفة

واجلسم الذي حييط به سطوح متقاطعة، إذا أدركه البصر، وكان سطحه املقابل للبصر مائالً عن مواجهة البصر على قاطع من هذا السطح وسطح آخر من سطوح ذلك اجلسم يلي البصر، أي هيئة كان ذلك السطح، وكان موضع الت

وكان البصر يدرك تقاطع السطحني من اجلسم الذي هبذه الصفة، ويدرك السطحني معاً، فلتقاطع السطحني يدرك . وإذا أدرك انعطاف سطح اجلسم فهو يدرك امتداد اجلسم يف ذلك العمق. انعطاف سطح اجلسم إىل حيث العمق

وإذا أدرك امتداد اجلسم يف الطول والعرض والعمق . من السطح املائل امتداد اجلسم يف الطول والعرض وهو يدرك . فاألجسام اليت هبذه الصفة ووضعها من البصر هذا الوضع فإن البصر يدرك جتسمها. فقد أدرك جتسم اجلسم

طح، وكانت السطوح املقاطعة وكذلك إذا كان أحد سطوح اجلسم مواجهاً للبصر، على أي هيئة كان ذلك السلذلك السطح أو أحدها مائالً على السطح املواجه إىل جهة االتساع من وراء السطح املواجه، فإن البصر يدرك من

هذا اجلسم السطح املوجه ويدرك السطح املائل أيضاً أو السطوح املائلة املقاطعة للسطح املواجه، ويدرك تقاطع اطع، وأدرك السطح املواجه، وأدرك السطح املائل أو السطوح املائلة، فهو يدرك وإذا أدرك التق. تلك السطوح

وإذا أدرك انعطاف اجلسم يف جهة العمق مع إدراكه المتداد اجلسم يف الطول . انعطاف سطح اجلسم يف جهة العمق. صر يدرك جتسمهافاألجسام اليت هبذه الصفة أيضاً فإن الب. والعرض من السطح املواجه فقد أدرك جتسم اجلسم

.وباجلملة فإن كل جسم يدرك البصر من سطحني متقاطعني فإنه يدرك جتسمهفأما اجلسم الذي فيه سطح حمدب إذا كان سطحه احملدب يلي البصر، كان الذي حييط به سطحاً واحداً أو كان

، وكان سطحه احملدب يلي الذي حييط به سطوحاً كثرية، خمتلفة كانت سطوحه أو متشاهبة، فإنه إذا أدركه البصروذلك أن السطح احملدب . البصر، وكان البصر يدرك حتديب سطحه، فإنه يدرك جتسمه من إدراكه لتحديب سطحه

وإذا . إذا كان مقابالً للبصر فإن أبعاد أجزائه من البصر تكون خمتلفة ويكون وسطه أقرب إىل البصر من حواشيهفإذا أحس بأن وسطه أقرب من أطرافه وأن . طه أقرب إليه من أطرافهكان البصر يدرك حتديبه فهو يدرك أن وس

وإذا أحس بانعطاف السطح يف جهة التباعد فقد أحس . أطرافه أبعد أحس بأن السطح منعطف يف جهة التباعد وهو يدرك امتداد ذلك اجلسم يف الطول والعرض من إدراكه. بامتداد اجلسم يف العمق باإلضافة إىل سطحه املواجه

وكذلك إذا كان سطح آخر من سطوح اجلسم غري السطح املواجه . المتداد السطح احملدب يف الطول والعرضفاألجسام اليت سطوحها حمدبة أو فيها سطح . للبصر حمدباً وأدرك البصر حتديبه، فأنه يدرك امتداده يف األبعاد الثالثة

.حمدب إذا أدرك البصر حتديب سطوحها فإنه يدرك جتسيمهاأما اجلسم الذي فيه سطح مقعر إذا أدركه البصر وأدرك سطحه املقعر، وأحس البصر مع ذلك بسطح آخر من ف

وإذا أحس بانعطاف سطحه فقد . سطوحه، وأحس مبقاطعته للسطح املقعر، فهو حيس بانعطاف سطح ذلك اجلسملباقية، فليس يدرك البصر فإن كان سطحه املقعر يلي البصر ومل يظهر للبصر شيء من سطوحه ا. أحس بتجسمه

جتسم ذلك اجلسم، وليس يدرك البصر من اجلسم الذي هبذه الصفة إال امتداده يف بعدين فقط من إدراكه المتداد فليس حيس البصر بتجسم ما هذه صفته من األجسام إال بتقدم العلم فقط، ال من . السطح املقعر يف الطول والعرضوالسطح املقعر ميتد يف العمق أيضاً لقرب أطرافه من البصر وبعد وسطه مع . ثةإحساسه بامتداده يف األبعاد الثل

إال أنه إذا كان التقعري يلي البصر فامتداد السطح املقعر يف العمق إمنا يدرك منه امتداد . امتداده يف الطول والعرض .قعر سطحهالفضاء الذي هو التقعري يف العمق، ال امتداد اجلسم املبصر الذي ذلك السطح املوانعطافات سطوح األجسام اليت . فإدراك البصر لتجسم األجسام إمنا هو من إدراكه النعطافات سطوح األجسام

هبا يستدل البصر على جتسم األجسام إمنا يدركها البصر من األجسام اليت أبعادها معتدلة اليت يتحقق البصر مقادير

جسام اليت ليس يتحقق البصر مقادير أبعادها، فليس يدرك البصر فأما األجسام املتفاوتة األبعاد واأل. أبعادهاوإذا مل يدرك انعطاف سطوحها فليس يدرك جتسمها حباسة البصر، ألن املبصرات املتفاوتة األبعاد . انعطاف سطوحها

واليت ال يتحقق البصر مقادير ألبعادها، ليس يدرك البصر أوضاع أجزاء سطوحها بعضها من بعض وليس يدركوإذا مل يدرك البصر أوضاع أجزاء سطوحها بعضها عند بعض فليس يدرك انعطاف . سطوحها إال مسطحة

فليس يدرك البصر جتسم . وإذا مل يدرك انعطاف سطوحها، ومل يدركها إال مسطحة، فليس يدرك جتسمها. سطوحها .نعطافات سطوحهااألجسام املتفاوتة األبعاد، وال األجسام اليت ال يتحقق أبعادها وال يدرك ا

وانعطافات سطوح األجسام من إدراكه النعطاف . فابصر يدرك جتسم األجسام من إدراكه النعطاف سطوح اجلساموانعطافات سطوح األجسام إمنا يدركها البصر من املبصرات املعتدلة األبعاد اليت يدرك أوضاع . سطوح األجسام

ت فليس يدرك جتسمها حباسة البصر، وإمنا يدرك جتسمها وما سوى ذلك من املبصرا. سطوحها بعضها عند بعض .بتقدم العلم فقط

إدراك الشكل

أحدمها هو شكل حميط البصر أو حميط جزء من أجزاء : فأما الشكل، وهو شكل املبصر، فإنه ينقسم إىل نوعنيا النوع هو هيئة سطح املبصر، والنوع الثاين هو شكل جتسم املبصر أو شكل جتسم جزء من أجزاء املبصر، وهذ

ومجيع ما يدركه البصر . سطح املبصر الذي يدرك البصر جتسمه أو هيئة اجلزء من سطح املبصر الذي يدرك جتسمه .من أشكال املبصرات ينقسم إىل هذين النوعني

فأما شكل حميط املبصر فإن احلاس يدركه من إدراكه حمليط الصورة اليت حتصل يف جتويف العصبة املشتركة ومن إدراكه حمليط اجلزء من سطح العضو احلاس الذي حتصل فيه صورة املبصر، ألن كل واحد من هذين املوضعني

وكذلك شكل حميط كل . يتشكل فيه حميط سطح املبصر، فأي املوضعني اعتربه احلاس أدرك منه شكل حميط البصروإذا أراد . اجلزء من أجزاء الصورةجزء من أجزاء سطح املبصر يدركه احلاس من إحساسه بترتيب أجزاء هنايات

احلاس أن يتحقق شكل حميط جزء من أجزاء سطح املبصر فإنه حيرك سهم الشعاع على حميط املبصر أو شكل حميط جزء من أجزاء سطح املبصر فإنه حيرك سهم الشعاع على حميط املبصر فتتحرر باحلركة أوضاع أجزاء هنايات صورة

يت يف سطح العضو احلاس واليت يف جتويف العصبة املشتركة، فيدرك من حتقيق السطح أو اجلزء من السطح الفعلى هذه الصفة يكون إدراك شكل حميط سطح املبصر وشكل حميط . أوضاع هنايات الصورة شكل حميط السطح

.كل جزء من أجزاء سطح البصر حباسة البصرأجزاء سطح املبصر ومن تشابه أوضاع أجزاء فأما هيئة سطح املبصر فإمنا يدركها البصر من إدراكه ألوضاع

السطح واختالفها، ويتحقق هيئة السطح من إدراكه الختالف أبعاد أجزاء سطح املبصر وتساويها واختالف وذلك أن حتديب السطح إمنا يدركه البصر من إدراكه لقرب األجزاء املتوسطة . ارتفاعات أجزاء سطحه أو تساويها

. يط السطح أو من اختالف ارتفاعات أجزائه إذا كان السطح األعلى من اجلسم حمدباًمن السطح وبعد أجزاء حموكذلك حتديب هناية السطح ليس يدركه البصر إال من إدراكه لقرب وسطه وبعد طرفيه إذا كان حتديبه يلي

ف تيامن أجزائه البصر، أو من اختالف ارتفاعات أجزائه إذا كان حتديبه إىل العلو أو إىل األسفل، أو من اختال .وتياسرها إذا كان حتديبه متيامناً أو متياسراً

فأما تقعري السطح، إذا كان التقعري يلي البصر، فإن البصر يدركه من إدراكه لبعد األجزاء املتوسطة منه وقرب

التقعري يلي وليس يدرك تقعري السطح إذا كان. أجزاء حميطه، وكذلك تقعري هناية السطح إذا كان تقعريه يلي البصر .العلو أو السفل أو اجلنبتني إال إذا كان السطح املقعر منقطعاً وظهر تقويس هنايته اليت تلي البصر

فأما استواء السطح فإمنا يدركه البصر من إدراكه لتساوي أبعاد أجزائه املتقاربة وتشابه ترتيبها، وكذلك استقامة ا استقامة هناية السطح وتقويسه واحنناؤه إذا كان السطح مقابالً فأم. هناية السطح إذا كانت النهاية تلي البصر

.للبصر وكانت النهايات حميطة به، فإن البصر يدركه من ترتيب أجزائه بعضها عند بعض

فتحديب سطح املبصر الذي يلي البصر وتقعريه واستواؤه إمنا يدركه البصر من إدراكه الختالف أبعاد أجزاء أو عروضها وتساويها ومن مقادير تفاضل أبعاد األجزاء أو ارتفاعاهتا أو عروضها بعضها من السطح أو ارتفاعاهتا

وكذلك كل جزء من أجزاء سطح املبصر إمنا يدرك البصر حتديبه وتقعريه واستواؤه من إدراكه لتفاضل أبعاد . بعضيدرك البصر التحديب والتقعري إال وهلذه العلة ليس . أجزاء ذلك اجلزء أو تفاضل ارتفاعاهتا أو عروضها وتساويها

من املبصرات اليت أبعادها معتدلة واليت يتحقق مقادير أبعادها ومقادير تفاضل أبعادها أو مقادير تفاضل ارتفاعاهتا أو والبصر يستدل على قرب بعض أجزاء السطح وبعد بعضها مبا جياور السطح من األجسام وما يسامت . عروضها

وإذا كان بعض أجزاء . جسام وما يقرب منها من األجسام اليت يتحقق البصر قرهبا وبعدهاأبعاد األجزاء من األالسطح شاخصة وبعضها غائرة، فإن البصر يستدل على شخوص الشاخص منها وغؤور الغائر منها بانعطافات

ذا إذا مل يكن ه. سطوح األجزاء وتقاطعها واحننائها يف مواضع الغؤور وبأوضاع سطوح األجزاء بعضها عند بعضفأما إذا كان من املبصرات املألوفة فإن البصر يدرك . البصر أدرك ذلك السطح من قبل ومل يدرك شيئاً من جنسه

فأما املبصر الذي حييط به سطوح متقاطعة وخمتلفة الوضع فإن البصر يدرك هيئته . هيئته وهيئة سطحه بتقدم املعرفة .ضع كل واحد من سطوحهمن إدراكه لتقاطع سطوحه ومن إدراكه لو

فهيئات أشكال املبصرات اليت يدرك البصر جتسمها يكون إدراك البصر هلا من إدراكه هليئات سطوحها ومن إدراكه فاملبصرات اليت أجزاؤها خمتلفة الوضع يدرك البصر هيئة سطوحها من إدراكه . ألوضاع سطوحها بعضها عند بعض

املقعر واستواء املستوي منها وشخوص ما هو شاخص من أجزاء لتحديب احملدب من أجزاء سطوحها وتقعريوإذا . فعلى هذه الصفات يكون إدراك البصر هليئات سطوح املبصرات وأشكاهلا. السطح وغؤور ما هو غائر منها

أراد احلاس أن يتحقق هيئة اجلزء من أجزاء سطح املبصر فإنه حيرك البصر يف مقابلته ومير سهم الشعاع على مجيع فإذا أدرك . أجزاءه حىت حيس بأبعاد أجزائه ووضع كل واحد منها عند البصر وأوضاع األجزاء بعضها عند بعض

احلاس أبعاد أجزاء سطح املبصر، وأدرك أوضاع أجزاء سطح املبصر، وأدرك الشاخص من األجزاء والغائر ه من مقادير أبعاد أجزاء سطح فإن كان ما أدرك. واملتطامن، فقد أدرك هيئة سطح ذلك املبصر وحتقق شكله

املبصرات إدراكاً حمققاً كان ما أدركه من هيئة شكل املبصر إدراكاً حمققاً، وإن كان ما أدركه من مقادير أبعاد وكثرياً ما يغلط البصر . أجزاء سطح املبصر إدراكاً غري حمقق كان ما أدركه من هيئة شكل املبصر إدراكاً غري حمقق

وذلك أن التحديب اليسري . ات سطوح املبصرات وهيئات أشكال املبصرات وال حيس بغلطهفيما يدركه من هيئوالتقعري والغضون واجلحوظ الذي يكون تفاضل أبعاد أجزائه عن البصر تفاضالً يسرياً فرمبا يدرك البصر تفاضالً

.جداً من البصريسرياً فرمبا مل يدرك البصر تفاضلها وإن كانت أبعادها معتدلة إذا مل تكن قريبة فاملبصرات اليت يدرك البصر هيئتها وهيئات سطوحها هي اليت يدرك البصر مقادير أجزاء سطوحها ويدرك تفاضل

واليت يتحقق هيئاهتا وهيئات سطوحها هي اليت يتحقق مقادير أبعاد أجزاء . أبعاد أجزائها وتساوي أبعاد أجزائهاوكذلك أشكال حميطات سطوح املبصرات، وأشكال حميطات . سطوحها ويتحقق مقادير تفاضل أبعاد أجزائها

أجزاء سطوح املبصرات إمنا يتحقق البصر أشكاهلا إذا كانت على أبعاد معتدلة وحيقق ترتيب هناياهتا وأوضاع أجزاء فليس وما ليس يتحقق أوضاع هناياهتا ويتحقق زواياها، إن كان فيها زوايا،. هناياهتا بعضها عند بعض وحيقق زواياها

.فجميع أشكال املبصرات يدركها البصر على الصفات اليت بيناها. يتحقق أشكاهلا

إدراك العظم

وقد اختلف أصحاب التعاليم يف كيفية . فأما إدراك العظم، وهو مقدار املبصر، فإن كيفية إدراكه من املعاين امللتبسةر إمنا يدركه البصر من مقدار الزاوية اليت حتدث فرأى مجهور أصحاب التعاليم آن مقدار عظم املبص: إدراك العظم

عند مركز البصر اليت حييط هبا سطح خمروط الشعاع احمليط قاعدته باملبصر، وأن البصر يقيس مقادير املبصرات مبقادير الزوايا اليت حتدثها الشعاعات اليت حتيط باملبصرات عند مركز البصر، وال يعولون يف إدراك العظم إال على

وبعضهم يرى أن إدراك العظم ليس يتم من القياس بالزوايا . وايا فقط وال يعتدون بشيء غريها يف إدراك العظمالز .فقط، بل ليس يتم إدراك العظم إال باعتبار البصر لبعد املبصر واعتباره لوضعه مع القياس بالزوايا

ياس بالزوايا اليت توترها املبصرات عند والصحيح أنه ليس يصح أن يكون إدراك البصر ملقادير املبصرات من القوذلك أن املبصر الواحد ليس خيتلف مقداره عند البصر إذا اختلفت أبعاده اختالفاً ليس . مركز البصر فقط

فإن املبصر إذا كان قريباً من البصر وأدرك البصر مقداره مث تباعد عن البصر مقداراً ليس باملتفاوت . باملتفاوتعند البصر وليس يدرك البصر مقداره إال على مثل ما كان يدركه من البعد األول إذا كان فليس يصغر مقداره

ومجيع املبصرات املألوفة ليس خيتلف مقدار الواحد منها عند البصر إذا اختلفت . البعد الثاين من األبعاد املعتدلة .أبعاده وكانت أبعاده مع اختالفها من األبعاد املعتدلة

ملتساوية املختلفة األبعاد إذا كان بعد أبعادها من األبعاد املعتدلة فليس يدركها البصر إال وكذلك األشخاص افإن املبصر إذا . والزوايا اليت يوترها املبصر الواحد من األبعاد املختلفة املعتدلة تكون خمتلفة اختالفاً له قدر. متساوية

ري بعده بقدر ذراعني فإن الزاويتني اللتني حتدثان عند كان بعده من البصر بعد ذراع مث تباعد عن البصر حىت يصوليس يدرك البصر املبصر من ذراعني أصغر مما يدركه من بعد . البصر من ذلك املبصر يكون بينهما تفاضل له قدر

وكذلك إن تباعد املبصر عن البصر ثلث أذرع وأربع أذرع فليس يرى أصغر مما كان يرى من البعد . ذراع واحد. وإذا تباعد املبصر عن البصر أضعاف بعده األول اختلفت الزوايا اليت حيدثها عند البصر اختالفاً متفاوتاً .األول

وكذلك املبصرات املتساوية اليت أبعادها على هذه الصفة تكون الزوايا اليت توترها عند مركز البصر خمتلفة اختالفاً .ترى إال متساويةمتفاوتاً، ومع ذلك فليس ترى مقاديرها خمتلفة وال

وأيضاً فإنه إن رسم يف سطح جسم من اجلسام شكل مربع متساوي األضالع قائم الزوايا ورفع ذلك اجلسم حىت يصري سطحه الذي فيه املربع قريباً من موازاة البصر وحبيث يدرك البصر مع ذلك الشكل املربع الذي يف سطحه،

ومع ذلك فإن الزوايا اليت توترها أضالع املربع عند مركز فإن البصر يدرك الشكل املربع متساوي األضالع،البصر إذا كان مركز البصر قريباً من السطح الذي فيه املربع تكون خمتلفة اختالفاً متفاوتاً، ومع هذه احلال فليس

.يدرك البصر أضالع املربع خمتلفةلذي فيه الدائرة حىت يصري قريباً من موازاة وكذلك الدائرة إذا أخرج فيها أقطار خمتلفة الوضع، مث رفع السطح ا

البصر، فإن الزوايا اليت توترها أقطار الدائرة عند مركز البصر إذا كانت األقطار خمتلفة الوضع تكون خمتلفة اختالفاً ومع ذلك فليس يدرك البصر أقطار الدائرة وإن كانت خمتلفة األوضاع إال . كثرياً حبسب اختالف وضع األقطار

.ية إذا كان بعدها من البصر من األبعاد املعتدلةمتساوفلو كان إدراك البصر ملقادير املبصرات إمنا هو من قياسها بالزوايا فقط اليت حتدثها املبصرات عند مركز البصر ملا يرة، كان يدرك أضالع املربع املتساوي األضالع متساوية، وال أقطار الدائرة متساوية، وملا كان يدرك الدائرة مستد

وملا كان يدرك املبصر الواحد من األبعاد املختلفة قط على مقدار واحد إن كانت أبعاده املختلفة من األبعاد فمن االعتبار هبذه . املعتدلة، وملا كان يدرك املبصرات املتساوية املختلفة األبعاد اليت أبعادها معتدلة قط متساوية

.دير املبصرات ليس هو من القياس بالزوايا فقطاملعاين يتبني بياناً واضحاً أن إدراك مقا

إنه قد تبني أن املعول يف إدراك أكثر املعاين احملسوسة : وإذ قد تبني ذلك فإننا حنرر اآلن كيفية إدراك العظم فنقولو أحد والعظم ه. إمنا هو على القياس والتمييز، وأنه لوال القياس والتمييز مل يرك أكثر املعاين احملسوسة عند احلس

واألصل الذي تعتمد عليه القوة املميزة يف متييز مقدار عظم املبصر إمنا هو مقادير . املعاين اليت تدرك بالقياس والتمييزواجلزء الذي حتصل فيه صورة املبصر ينحصر ويتقدر بالزاوية اليت . اجلزء من البصر الذي حتصل فيه صورة املبصر

الشعاع الذي حييط باملبصر وحييط باجلزء من املبصر الذي حتصل فيه صورة عند مركز البصر اليت حييط هبا خمروطفاجلزء من البصر الذي حتصل فيه صورة املبصر والزاوية اليت حييط هبا خمروط الشعاع احمليط بذلك اجلزء مها . املبصر

.كل واحد منهمااألصل الذي ال يستغين التمييز واحلس يف إدراك عظم املبصر عن االعتبار هبما ومبقدار وذلك . إال أنه ليس يقتنع التمييز يف إدراك العظم باعتبار الزاوية فقط أو اعتبار اجلزء من البصر الذي يوتر الزاوية

أن املبصر الواحد إذا أدركه البصر وهو قريب منه فإن احلاس يدرك املوضع من البصر الذي حصلت فيه صورة مث إذا تباعد ذلك املبصر يف احلال عن إدراكه ابصر أيضاً وأدرك احلاس .ذلك املبصر ويدرك مقدار ذلك املوضع

فإذا تباعد املبصر عن البصر فإن . املوضع من البصر الذي حتصل فيه صورته يف احلال الثانية وأدرك مقدار املوضعبصر يكون املوضع الذي حتصل فيه صورته من املبصر يكون أصغر من املوضع األول، ألن موضع الصورة من ال

حبسب مقدار الزاوية اليت يوترها ذلك املبصر عند مركز البصر، ألن خمروط الشعاع حييط باجلميع وكلما تباعد فإذا . املبصر ضاق املخروط احمليط به وضاقت زاوية املخروط وصغر املوضع من البصر الذي حتصل فيه الصورة

درك مقدار املوضع فهو يدرك تصاغر املوضع عند تباعد كان احلاس يدرك املوضع الذي حتصل فيه صورة املبصر وي .املبصر عن البصر

فإن املبصرات تبعد دائماَ عن البصر ويبعد . وهذا املعىن كثرياً ما يتكرر على البصر دائماً، أعين تباعد املبصر وقربهدها ويدرك تصاغر مواضع البصر عنها دائماً وتقرب من البصر ويقرب منها البصر دائماً، والبصر يدركها مع تباعفمن تكرر هذا املعىن على . صورها عند البصر من تباعدها ويدرك تعاظم مواضع صورها من البصر عند تقارهبا

البصر قد تقرر يف النفس وعند القوة املميزة أن املبصر كلما تباعد عن البصر صغر موضع صورته من البصر وإذا تقرر يف التمييز أن املبصر كلما تباعد عن البصر صغر . البصر وصغرت الزاوية اليت يوترها املبصر عند مركز

موضع صورته من البصر وصغرت الزاوية اليت يوترها املبصر عند مركز البصر، فقد استقر يف التمييز أن املوضع بصر عن الذي حتصل فيه صورة املبصر والزاوية اليت يوترها املبصر عند مركز البصر إمنا يكونان حبسب بعد امل

وإذا كان قد استقر يف النفس أن الزاوية واملوضع من البصر الذي حتصل فيه صورة املبصر إمنا يكونان . البصرحبسب بعد املبصر ، فالقوة املميزة عند متييزها ملقدار املبصر ليس تعترب بالزاوية فقط وإمنا تعترب بالزاوية والبعد معاً،

والقياس . فمقدار املبصرات إمنا يدرك بالتمييز والقياس. ا تكون حبسب البعدألنه قد استقر عندها أن الزاوية إمنالذي يدرك به مقدار املبصر هو قياس قاعدة خمروط الشعاع اليت هي سطح املبصر بزاوية املخروط ومبقدار طول

و احلاس الذي حتصل املخروط الذي هو بعد املبصر عن البصر، واعتبار القوة املميزة إمنا هو باجلزء من سطح العضإال أن مقدار اجلزء الذي حتصل فيه الصورة إمنا يكون . فيه صورة املبصر مع االعتبار ببعد املبصر عن سطح البصر

أبداً حبسب الزاوية اليت يوترها ذلك اجلزء عند مركز البصر، وبعد املبصر عن سطح البصر ليس بينه وبني بعده عن .وت يؤثر يف البعدمركز البصر يف أكثر األحوال تفا

وأيضاً فإنه قد تبني أن احلاس يدرك السموت اليت بني مركز البصر وبني املبصر اليت هي مسوت خطوط الشعاع وإذا كان احلاس يدرك السموت اليت متتد إىل . ويدرك ترتيب السموت وترتيب املبصرات وترتيب أجزاء املبصر

وهذا . كلما تباعدت عن البصر اتسعت املسافات اليت بني أطرافهااملبصرات فالقوة املميزة تدرك أن هذه السموت وإذا استقر يف النفس أن خطوط الشعاع كلما . املعىن قد تكرر أيضاً على القوة املميزة واستقرت صورته يف النفس

دت امتدت وبعدت عن البصر اتسعت املسافات اليت بني أطرافها فقد استقر يف النفس أن خطوط الشعاع كلما بعفإذا أدرك البصر مبصراً من املبصرات . عن البصر كان املبصر الذي عند أطرافها الذي حتيط به تلك اخلطوط أعظم

والسموت اليت منها يدرك هنايات املبصر هي . وأدرك هناياته فإنه يدرك السموت اليت منها يدرك هنايات ذلك املبصراليت يوترها ذلك املبصر، وهي اخلطوط اليت حتيط باملوضع من اخلطوط اليت حتيط بالزاوية اليت عند مركز البصر

فإذا أدرك البصر هذه السموت ختيلت القوة املميزة امتداد هذه اخلطوط من . البصر اليت فيه حتصل صورة املبصروإذا كانت مع ذلك قد أدركت مقدار بعد املبصر فهي تتخيل مقدار أطوال هذه . مركز البصر إىل هنايات املبصر

واملسافات اليت بني أطراف هذه اخلطوط هي أقطار . اخلطوط وتتخيل مقدار املسافة اليت بني أطراف هذه اخلطوطوإذا ختيلت القوة املميزة مقدار الزاوية وامتداد خطوط الشعاع اليت حتيط بالزاوية ومقادير أطوال هذه . املبصر

طوط اليت هي أقطار املبصر، فقد أدركت مقدار املبصر اخلطوط، وختيلت مقادير املسافات اليت بني أطراف هذه اخل .على ما هو عليه

وكل مبصر يدركه البصر ويدرك هنايته فإن احلاس والقوة املميزة يدركان السموت اليت متتد بني مركز البصر وبني سموت ويوتر هناياته، ويدركان مقدار اجلزء من البصر الذي حتصل فيه صورة ذلك املبصر الذي حتيط به تلك ال

وإذا أدركت القوة املميزة مسوت خطوط الشعاع وأدركت مقدار اجلزء من . الزاوية اليت حتيط هبا تلك السموتسطح العضو احلاس الذي حتيط به تلك اخلطوط فقد أدركت وضع بعضها من بعض وأدركت تفاوهتا أو تباعدها

بصر الذي عند أطراف تلك اخلطوط إال مقدار بعد وأدركت كيفية امتدادها، ومل يبق شيء يتم به إدراك عظم امل .املبصر

فكل . وقد تبني يف كيفية إدراك البعد أن كل مبصر يدركه البصر فإنه يدرك بعده مبقدار ما إما متيقناً أو مظنوناًوإذا .مبصر يدركه البصر فإنه يف حال إدراكه له قد ختيلت القوة املميزة مقدار بعده إما بالتيقن وإما باحلدس

أدركت القوة املميزة أوضاع خطوط الشعاع اليت حتيط بنهايات املبصر ومقدار اجلزء الذي بينها من سطح العضو احلاس الذي هو مقدار الزاوية، وكانت مع ذلك تتخيل مقدار بعد املبصر، فإهنا يف حال إدراك البصر للمبصر قد

مقدار الزاوية ومقدار البعد معاً فإهنا تدرك مقدار املبصر حبسب ختيلت مقدار الزاوية ومقدار البعد معاً، فإذا ختيلت. مقدار الزاوية وحبسب مقدار البعد معاً فإهنا تدرك مقدار املبصر حبسب مقدار الزاوية وحبسب مقدار البعد معاً

فيحصل هلا هبذا وكل مبصر يدركه البصر فإن القوة املميزة تتخيل مقدار بعده وتتخيل السموت اليت حتيط بنهاياته، .التخيل هيئة املخروط الذي حييط باملبصر ومقدار قاعدته اليت هي املبصر، فيحصل هلا من هذا التخيل مقدار املبصر

والذي يدل دليالً ظاهراً على أن إدراك عظم املبصر يكون بقياس العظم إىل بعد املبصر هو أن البصر إذا أدرك البصر من اآلخر، وكانا يوتران زاوية واحدة بعينها عند مركز البصر، أعين مبصرين خمتلفي البعد أحدمها اقرب إىل

أن تكون الشعاعات اليت متر بأطراف األول منها تنتهي إىل أطراف الثاين، وكان األول ال يستر مجيع الثاين من مجيع إدراكاً متيقناً، فإن جهاته، بل كان بعض الثاين يظهر من وراء األول، وكان البصر يدرك بعد كل واحد منهما

املبصر األبعد يدركه البصر أبداً أعظم من املبصر األقرب، وكلما كان املبصر األبعد أكثر بعداً وكان البصر يتيقن ومثال ذلك أن اإلنسان إذا نظر إىل جدار فسيح األقطار وكان بعده من . مقدار بعده، فإنه يدرك مقداره أكثر عظماً

ان البصر يتيقن بعد ذلك اجلدار ويتيقن مقدار عرضه، مث رفع يده وقابل هبا أحد بصريه حىت البصر بعداً معتدالً وكتصري متوسطة بني بصره وبني ذلك اجلدار وغمض البصر اآلخر ونظر يف هذه احلال إىل ذلك اجلدار، فإنه جيد يده

رك أن املقدار الذي استتر بيده قد سترت قطعة عظيمة القدر من ذلك اجلدار ويدرك مقدار يده يف تلك احلال ويدوخطوط الشعاع اليت تنتهي إىل حميط يده وإىل حميط املستتر من اجلدار يف . من اجلدار أعظم بكثري من مقدار يده

تلك احلال هي خطوط واحدة بأعياهنا، والزاوية اليت حتيط هبا تلك اخلطوط هي زاوية واحدة بعينها، والعرض الذي حد بعينه، والبصر يدرك مسوت خطوط الشعاع ويدرك الزاوية اليت توترها يده واجلدار بني تلك اخلطوط هو وا

وإذا كان . املستتر بيده هي زاوية واحدة بعينها، وهو يدرك تلك احلال أن اجلدار املستتر بيده أعظم كثرياً من يدهاللذين يوتران زاوية واحدة يكون ذلك كذلك فإن القوة املميزة يف تلك احلال تدرك أن املبصرين املختلفي البعد

.األبعد منهما أعظم قدراًمث إذا ميل الناظر بصره يف تلك احلال، ونظر إىل جدار أخر هو أبعد من ذلك اجلدار وقابل بصره بيده فإنه جيد

لسماء فإنه وإذا نظر يف تلك احلال إىل ا. مقدار املستتر من اجلدار الثاين أعظم من مقدار ما استتر من اجلدار األولوال يشك الناظر يف أن يده ليس هلا قدر .جيد يده قد سترت نصف ما يظهر من السماء أو قطعة عظيمة منها

فيتبني من هذا االعتبار أن البصر يدرك مقدار عظم املبصر من قياس عظم . حمسوس بالقياس إىل ما استتر من السماءولو كان إدراك مقدار العظم حبسب الزاوية . قياس بالزاوية فقطاملبصر مبقدار بعده مع القياس بالزاوية، ال من ال

وليس يدرك . فقط لكان املبصران املختلفا البعد اللذان يوتران زاوية واحدة بعينها عند مركز البصر يريان متساوينيدار عظم فمق. البصر املبصرين اللذين هبذه الصفة قط متساويني إذا كان يدرك بعديهما ويتيقن مقداري بعدمها

املبصر إمنا يدرك بالتمييز من ختيل القوة املميزة للمخروط الذي حييط باملبصر ومن ختيلها ملقدار زاوية املخروط مع وهذا هو كيفية إدراك . ختيلها ملقدار طول املخروط ومن قياس قاعدة املخروط مبقدار زاويته ومقدار طوله معاً

.العظماد املبصرات فهو يف حال إحساسه بالصورة وببعد املبصر قد ختيل مقدار موضع والبصر لكثرة اعتياده لتمييز أبع

إال أن مقادير أبعاد املبصرات هي من مجلة األعظام . الصورة ومقدار البعد، وأدرك من جمموع املعنيني عظم البصرواليت تدرك . يدرك باحلدس وقد تقدم أن مقادير أبعاد املبصرات منها ما يدرك بالتيقن ومنها ما. اليت يدركها البصر

باحلدس إمنا تدرك من تشبيه بعد املبصر بأبعاد أمثاله من املبصرات املتيقنة البعد، واألبعاد املتيقنة املقادير هي اليت ومن إدراك البصر لألجسام املرتبة املتصلة اليت تسامتها ومن تيقنه ملقادير تلك . تسامت أجساماً مرتبة متصلة

فقد بقي أن نبني كيف يدرك البصر مقادير أبعاد . قن مقادير أبعاد املبصرات اليت عند أطرافهااألجسام يكون تياملبصرات اليت تسامت أجساماً مرتبة متصلة وكيف يتبني مقادير األجسام املرتبة املتصلة اليت تسامت أبعاد

.املبصرات

واملبصرات . كثر أجزاء األرض اليت تلي القدمنيواألجسام املرتبة املتصلة اليت تسامت أبعاد املبصرات هي يف األاملألوفة اليت يدركها البصر دائماً وعلى االستمرار هي املبصرات اليت على وجه األرض اليت جسم األرض متوسط

ومقادير األجزاء من األرض املتوسطة بني الناظر وبني املبصرات اليت على . بينها وبني جسم اإلنسان الناظر إليهاوإدراك . رض اليت تسامت أبعاد هذه املبصرات عن البصر يدركها البصر دائماً ويقدرها ويدرك مقاديرهاوجه األ

البصر ملقادير األجزاء من األرض املتوسطة بني الناظر وبني املبصرات اليت على وجه األرض إمنا هو من تقديره مث من استمرار إدراكه . منها وما تيقن منهابعضها ببعض ومن تقدير ما بعد عنه من أجزاء األرض مبا قرب إليه

ألجزاء األرض واستمرار تقديره هلا وكثرة تكرر هذا املعىن على البصر صار يدرك مقادير أجزاء األرض اليت تلي فالبصر إذا حلظ اجلزء من األرض املتوسطة بينه وبني مبصر من . القدمني باملعرفة وبتشبهها مبا أدركه من أمثاهلا

فقد عرف مقداره لكثرة تكرر إدراكه ألمثال ذلك اجلزء من األرض وتوسط أمثال ذلك اجلزء بينه وبني املبصراتوهذا املعىن هو من املعاين اليت يكتسبها احلاس منذ أول النشوء ومنذ الطفولية وعلى مر الزمان، فتحصل . املبصرات

يف النفس من حيث ال حيس اإلنسان بكيفية مقادير أبعاد املألوف من املبصرات متشكلة يف التخيل ومستقرة .استقرارها

فإما كيف ابتداء إدراك احلاس ملقادير أجزاء األرض املتوسطة بينه وبني املبصرات فإن أول ما يتحقق مقداره منها فإن ما يلي القدمني من األرض يدرك البصر مقداره، وتدرك القوة املميزة مقداره وتتحقق . هو ما يلي القدمني

فإن ما يلي القدمني من األرض فاإلنسان يقدره دائماً من غري قصد بقدميه . داره وسعته مبساحة جسم اإلنسان لهمقفكل ما قرب من اإلنسان من جسم األرض فهو يتقدر دائماً جبسم . حني خيطو عليه وبذراعه وباعه حني ميد يده إليه

، والقوة املميزة تدرك هذا التقدير وتفهمه وتتيقن منه والبصر يدرك هذا التقدير وحيس به. اإلنسان من غري قصدفمقادير أجزاء األرض القريبة من اإلنسان وما حوله منها . مقادير أجزاء األرض املتصلة جبسم اإلنسان والقريبة منه

فقد حصلت مفهومة عند احلاس وعند القوة املميزة، وقد حصلت صورهتا متخيلة عند القوة املميزة ومستقرة يفوالبصر يدرك هذه اجلزاء من األرض دائماً، واحلاس حيس بالسموت اليت متتد من البصر إىل أطراف هذه . النفس

األجزاء عند إدراك البصر هلا وعند تفقد البصر جلسم األرض واألبعاد املتوسطة بينه وبني املبصرات من جسم رة هذه األجزاء من األرض، ويدرك مقادير األرض، ويدرك األجزاء من سطح العضو احلاس اليت حتصل فيها صوفالزوايا اليت توترها األجزاء من األرض . األجزاء من البصر ومقادير الزوايا اليت توترها هذه اجلزاء من البصر

. القريبة من اإلنسان قد حصلت مقاديرها مفهومة عند احلاس على مر الزمان وحصلت صورهتا متخيلة يف النفسط الشعاع اليت متتد من مركز البصر إىل أطراف األجزاء من األرض القريبة من اإلنسان ومقادير أطوال خطو

يدركها احلاس وتدركها القوة املميزة وتتيقن مقاديرها، ألن أطوال هذه السموت هي تتقدر أبداً جبسم اإلنسان بغري إن أطوال خطوط الشعاع تتقدر فإن كان اإلنسان قائماً ونظر إىل األرض وإىل ما يلي قدميه من األرض ف. قصد

بقامته، وتفهم القوة املميزة فهماً يقينياً أن البعد الذي بني البصر وبني اجلزء من األرض الذي يلي القدمني هو مقدار .قامة اإلنسان

وكذلك إن كان جالساً ونظر إىل ما يلي جلسته من األرض ، فإن القوة املميزة تدرك أن بعد اجلزء من األرض فأبعاد املواضع من األرض املتصلة جبسم اإلنسان . يلي موضع جلوسه عن البصر هو مقدار ارتفاع جلستهالذي

فإذا حلظ البصر اجلزء من األرض الذي يلي القدمني . مفهومة املقادير عند القوة املميزة وصورها مستقرة يف النفسالقوة املميزة مقادير أطوال السموت اليت فقد أدرك احلاس السموت اليت تنتهي إىل أطراف ذلك اجلزء وختيلت

وإذا ختيلت القوة املميزة مقادير أطوال السموت . تنتهي إىل أطرافها ومقادير الزوايا اليت حتيط هبا تلك السموتفعلى . ومقادير الزوايا اليت حتيط هبا السموت أدركت مقدار املسافة اليت بني أطراف تلك السموت إدراكاً متيقناً

.صفة تتيقن مقادير األجزاء من األرض احمليطة باإلنسان حباسة البصرهذه ال

مث ما يلي هذه األجزاء من األرض يف جهة التباعد يدرك البصر مقاديرها من قياس مقادير خطوط الشعاع اليت متتد املميزة الشعاع الثالث إىل أطرافها مبقادير خطوط الشعاع اليت متتد إىل اجلزاء األول اليت تلي اإلنسان، فتقيس القوة

الذي ينتهي إىل الطرف األبعد من اجلزء الثاين بالشعاع الثاين املشترك للجزء األول وللجزء الثاين، فتحس مبقدار . وإذا أحست بزيادة الشعاع الثالث على الثاين فقد أحست مبقدار الشعاع الثالث. زيادة الشعاع الثالث على الثاين

لثاين إدراكاً متيقناً، فيصري الشعاعان احمليطان باجلزء الثاين من األرض، أعين بعدي وهي تدرك مقدار الشعاع اووضع أحدمها عند اآلخر الذي منه تتقوم الزاوية معلوم هلا من إدراكها . السمتني، معلومي املقدار عند القوة املميزة

ووضعهما فقد أدركت املسافة اليت وإذا أدركت طويل الشعاعني. للجزء من البصر الذي حييط به هذان الشعاعانفعلى هذه الصفة تدرك القوة املميزة أيضاً مقادير األجزاء من األرض اليت تلي األجزاء . بني طرفيها إدراكاً متيقناً

.احمليطة بالقدمنيا مشى على فإن اإلنسان إذ. وأيضاً فإن األجزاء اليت تلي األجزاء احمليطة بالقدمني هي تتقدر أيضاً جبسم اإلنسانوإذا مشى اإلنسان على . األرض يقدر ما ميشي عليه من األرض بقدميه وخطوه وأدركت القوة املميزة مقداره

األرض فإنه إذا جتاوز املوضع الذي كان فيه واألجزاء املتصلة بقدميه من األرض، وصار إىل ما يلي تلك األجزاء من كانت تالية ملا يلي قدميه تصري هي اليت تلي قدميه وتتقدر كمثل ما سطح األرض، فإن األجزاء اليت تنتهي إليها اليت

فتتحقق مقادير األجزاء التوايل من األرض على هذه الصفة، ويصري البصر يدرك التايل على . تقدرت األجزاء األوليدرك مقداره إدراكاً فإذا أدرك البصر اجلزء الثاين يف احلال الثانية وهو يلي القدمني فهو . مثل ما كان يدرك األول

فإن مل يكن مقداره . متيقناً ال لبس فيه، وقد أدركه يف احلالة األوىل تالياً، فيتحقق له باإلدراك الثاين اإلدراك األولحتقق بالقياس األول حتقق بالقياس الثاين، وحترر له القياس األول، فيصري من بعد ذلك إذا أدرك جزءاً تالياً من

وهذا التقدير وهذا التمييز يدركه احلاس ويقدره دائماً من غري قصد، بل . لط يف قياس مقدارهأجزاء األرض مل يغمن نظر البصر دائماً إىل أجزاء األرض وإىل املواضع اليت خيطو عليها اإلنسان يدرك احلاس والتمييز هذا املعىن

إدراك البصر ملقادير أجزاء األرض قد بطريق العرض من غري قصد، مث من استمرار هذا املعىن وكثرة تكرره وتكرر. حتررت مقادير األجزاء اليت تلي القدمني من األرض ومقادير ما يليها ويتصل هبا من األجزاء من جسم األرض

فعلى هذه الصفة يكتسب احلاس والتمييز مقادير أجزاء األرض احمليطة باإلنسان والقريبة منه املتوسطة بني ابصر ا االكتساب يكون يف أول النشوء، مث تستقر مقادير أبعاد املبصرات املألوفة اليت على وجه وهذ. وبني املبصرات

األرض عند احلاس وعند القوة املميزة، فيصري إدراك أبعاد هذه املبصرات املألوفة اليت على وجه األرض باملعرفة ها وبني البصر ومن غري استئناف متييز ومن تشبيه أبعاد بعضها بأبعاد بعض ويف حال مالحظة األجسام املتوسطة بين

.وقياس بل باملعرفة والتشبيه فقطولسنا نعين بإدراك احلاس والتمييز ملقادير أبعاد املبصرات اليت على وجه األرض باالكتساب أن يدرك كم ذراع هو

دير أبعاد كل بعد من األبعاد، ولكنه حيصل لكل بعد ولكل جزء من األرض مقدار متخيل حمصور، فيقيس مقاوقد حصل للذراع أيضاً . املبصرات اليت يدركها من بعد بتلك املقادير احملصورة اليت حصلت عنده ويشبهها به

وللشرب ولكل واحد من املقادير اليت يقاس هبا مقدار حمصور عنده، فمىت أدرك الناظر بعداً ما أو مسافة ما وأحب

التخيل لذلك البعد أو تلك املسافة بالصورة اليت حصلت يف أن يعلم كم ذراع هي ، قاس الصورة اليت حصلت يفالتخيل للذراع، فيدرك هبذا القياس كمية البعد بالقياس إىل الذراع أو ما جيري جمراه على غاية ما ميكن من التقريب

مح أو وهلذا يقول اإلنسان كان بيين وبني فالن عشر خطوات أو مخس خطوات أو كذا ذراعاً أو قيد ر. بالتخيلشوط فرس أو غلوة سهم، إذا قاس البعد الذي بينه وبني ذلك اإلنسان باخلطوة أو بالذراع أو بالباع أو إحدى

.املقادير اليت هلا صورة يف نفسه

وأيضاً فإن من عادة اإلنسان إذا أراد أن يتحقق معىن من املعاين فإنه يكرر النظر إليه ويتأمله ومييز معانيه ويعتربها فالناظر إذا أدرك مبصراً من املبصرات اليت على وجه . التأمل والتمييز وتكرير النظر حقيقة ذلك املعىنفيدرك ب

األرض وأراد أن يتحقق بعده فإنه يتأمل اجلزء املتصل من األرض بينه وبينه وحيرك البصر يف طول اجلزء الذي بينه ملبصر وبني الناظر إليه حترك سهم الشعاع على ذلك وإذا حترك البصر يف طول اجلزء من األرض الذي بني ا. وبينه

وإذا . اجلزء فمسحه مساحة وأدركه جزءاً جزءاً وأحس بأجزائه الصغار إذا كان بعد آخر املسافة من األبعاد املعتدلة وذلك بأن حبركة سهم. أدرك البصر أجزاء األرض وأدرك أجزائها الصغار أدركت القوة املميزة مقدار مجيع املسافة

الشعاع على املسافة يتحرر للقوة املميزة مقدار اجلزء من البصر الذي حتصل فيه صورة تلك املسافة ومقدار الزاوية املتومهة اليت توترها تلك املسافة ومقدار طول الشعاع الذي ميتد إىل آخر املسافة بتيقنه امتداده على مسامته جزء

وكذلك األجسام . قوة املميزة فقد حترر مقدار اجلزء املبصر من األرضفإذا حترر هذان املعنيان لل. جزء من املسافةاملرتفعة على األرض املمتدة يف جهة التباعد كاجلدران واألبنية واجلبال يدرك البصر مقادير أطواهلا املمتدة على وجه

. راكه ملقادير أطواهلااألرض على مثال ما يدرك مقادير أجزاء األرض، ويدرك أبعاد املبصرات املسامتة هلا من إدفعلى هذه الصفة يتحقق البصر مقادير أبعاد املبصرات إذا كانت أبعادها من األبعاد املعتدلة وكانت مسامته ألجسام

.مرتبة متصلةواملبصرات اليت على وجه األرض منها ما أبعادها معتدلة ومقادير األجزاء من األرض املتوسطة بينها وبني البصر

ة، ومنها ما أبعادها متفاوتة وخارجة عن حد االعتدال، ومقادير األرض املتوسطة بينها وبني البصر مقادير معتدل .متفاوتة العظم

فما كان منها قريباً ومعتدل املقدار فالبصر يدرك . ومقادير أجزاء األرض يدركها البصر على الوجه الذي بيناهما كان منها متفاوتاً يف التباعد فليس يتحقق البصر مقداره وال مقاديرها ويتحقق مقاديرها على الوجه الذي بيناه، و

.يقدر على حتققهوذلك أن البصر إذا اعترب املسافات وتأملها فإن ما يدرك مقاديرها ما دام حيس بزيادة طول الشعاع وما دام حيس

.فةبالزوايا اليت توترها األجزاء الصغار من أجزاء املسافة عند حركة السهم على املساوهو يتحقق مقدار املسافة ما دام حيس بالزيادة اليسرية يف طول الشعاع وبالزيادة اليسرية يف الزاوية اليت توترها

.املسافةوإذا تفاوت البعد مل حيس بالزيادة اليسرية يف طول الشعاع ومل حيس يف حركة الشعاع على اجلزء الصغري من املسافة

وية اليت يوترها اجلزء الصغري من البعد املتفاوت، فال يتحقق طول الشعاع الذي الذي بعده متفاوت ومل حيس بالزاينتهي إىل طرف املسافة وال يتحقق مقدار الزاوية اليت توترها تلك املسافة وإذا مل يتحقق طول الشعاع الذي ينتهي

.ملسافةإىل طرف املسافة ومل يتحقق مقدار الزاوية اليت توترها املسافة مل يتحقق مقدار اوأيضاً فإنه إذا تفوت البعد فإن األجزاء الصغار من املسافة اليت يف آخر املسافة ليس يدركها البصر وال تتميز للبصر

فإذا حترك سهم الشعاع على املسافة البعيدة . ألن املقدار الصغري إذا كان على بعد متفاوت خفي عن البصروت فإنه يقطع اجلزء الصغري من املسافة وال حيس احلاس حبركته، ألن اجلزء املتفاوتة، فهو إذا انتهى إىل البعد املتفا

الصغري ليس يفعل عند مركز البصر من البعد املتفاوت زاوية حمسوسة، فيصري سهم الشعاع إذا حترك على املسافة ملقدار الذي أدركه البعيدة وأحس البصر بأنه قد قطع جزءاً من املسافة فإن مقدار ذلك اجلزء الذي قطعه ليس هو ا

احلس بل هو أعظم مما أدركه احلس وكلما زاد بعد املسافة كانت األجزاء اليت ختفى عند آخر املسافة وختفى حركة فاألبعاد املتفاوتة اليت على وجه األرض ليس يتحقق البصر مقاديرها ألنه ليس يتحقق مقدار . الشعاع عليها أعظم

.ول مقدار الزاوية اليت توترها تلك املسافةطول الشعاع الذي ينتهي إىل آخرها

وذلك أن املبصرات ما كان منها قريباً من . وأيضاً فإن احلاس حيس بتيقن مقدار املسافة والتباس حقيقة مقدار املسافةالبصر على أبعاد معتدلة فإهنا تكون أصدق رؤية، أعين أن صورها تكون أبني ويدركها البصر إدراكاً أبني وتكون

اهنا بينة وأضواؤها ظاهرة وأوضاع سطوحها عند البصر وأوضاع أجزائها وصورة أجزائها وأجزاء سطوحها ألوتكون بينة للبصر، وإذا كان فيها ختطيط أو غضون أو وشوم أو أجزاء صغار متميزة ظهرت للبصر ظهوراً بيناً

، فإن املبصر إذا كان على بعد متفاوت فليس وليس كذلك املبصرات املتفاوتة األبعاد. وأدركها البصر إدراكاً حمققاًيتحقق البصر صورته على ما هي عليه وال يكون بيناً للبصر، فلونه يكون متشاهباً وضوؤه وهيئة سطوحه وال يظهر

وهذا املعىن ظاهر للحس، فالبصر يف حال مالحظة املبصر حيس . فيه شيء من املعاين اللطيفة وال من األجزاء الصغارفإذا أدرك البصر مسافة من املسافات اليت على وجه األرض فإنه يف حال مالحظته . رته واشتباههابتحقق صو

آلخرها ومن مالحظته لبعض املبصرات اليت يف آخرها قد أحس أهنا من املسافات املعتدلة املقدار أو املسافات عند آخرها أو من التباس الصورة املتفاوتة املقدار من حتققه لصورة آخرها أو لصورة مبصر من املبصرات اليت

فإن حتقق صورة آخرها أو صورة املبصر الذي عند آخرها وجد الصورة بينة وتأمل مع ذلك املسافة و . واشتباههاوإذا حتقق مقدار املسافة اليت هبذه الصفة فالقوة . ميز مقدارها على الوجه الذي تقدم فهو يتحقق مقدار تلك املسافة

. مقدار تلك املسافة متيقن من إدراكها لظهور صورة آخرها أو صورة املبصر الذي عند آخرهااملميزة تدرك أن وإن مل يتحقق صورة آخرها أو صورة مبصر من املبصرات اليت عند آخرها فليس يتحقق مقدار تلك املسافة، ومع

دار من التباس صورة آخرها وصورة ذلك فالقوة املميزة عند تأمل تلك املسافة تدرك أن تلك املسافة غري متيقنة املق .املبصر الذي عند آخرها

والناظر إذا أراد أن . فمقادير أبعاد املبصرات تتميز للبصر عند تأملها وتتحقق كيفية إدراكه ملقاديرها عند تأملهاله البعد املتيقن من يتحقق مقدار املبصر ويتحقق مقدار بعد املبصر فإنه يتأمل البعد ومييزه وإذا تأمل البعد وميزه متيز

فأبعاد املبصرات ليس منها شي يتيقن مقداره إال األبعاد اليت تسامت أجساماً . البعد امللتبس عن الوجه الذي تبنيواليت هبذه الصفة من األبعاد فالبصر يدرك مقاديرها على الوجه . مرتبة متصلة وتكون مع ذلك من األبعاد املعتدلة

وما سوى ذلك من أبعاد املبصرات فليس منها شيء . مقاديرها وحيس بتبينه ملقاديرها الذي بيناه وحددناه ويتيقنيتحقق مقداره حباسة البصر، وإن ما حيدس احلاس عليه حدساً ويشبهه تشبيهاً فيشبه بعد البصر ببعد أمثاله من

بصر من أجل بعده كان شاكاً يف وإذا أحس البصر بالتباس صورة امل. املبصرات املألوفة اليت قد تيقن مقادير أبعادهافالبعد املعتدل الذي يتحقق البصر مقداره هو البعد الذي ليس خيفى عند آخره .مقدار بعده مع حدسه على مقداره

والبعد املعتدل بالقياس إىل املبصر الذي منه يدرك البصر حقيقة . جزءاً له نسبة حمسوسة بالقياس إىل مجيع البعداملعتدل الذي ليس خيفى عند آخره جزء من املبصر له نسبة حمسوسة بالقياس إىل مقدار مقدار املبصر هو البعد

فكل مسافة يكون كل جزء من آخرها لطوله نسبة حمسوسة إىل اجلزء . املبصر إذا تفقد البصر ذلك اجلزء منفرداًفة يدركه البصر، وال فكل مسافة يكون كل جزء من آخرها لطوله نسبة حمسوسة إىل مقدار طول املسا. منفرداً

خيفى عن البصر من أجزاء املسافة اليت عند آخرها إال ما ليس له نسبة حمسوسة إىل طول تلك املسافة، فإن تلك والبعد اخلارج عن حد االعتدال يف العظم هو الذي خيفى عند آخره مقدار له نسبة . املسافة من األبعاد املعتدلة

والبعد اخلارج عن االعتدال بالقياس إىل املبصر هو البعد الذي قد . ركه البصرحمسوسة إىل مجلة ذلك البعد وال يدخيفى منه مقدار من ذلك املبصر له نسبة حمسوسة إىل مجلة ذلك املبصر، أو معىن من املعاين اليت يف املبصر يؤثر

.خفاؤه يف مائية ذلك املبصر

وذلك أن املبصرات املألوفة اليت . لزاوية اليت يوترها املبصروأيضاً فإن احلاس قد يدرك مقدار بعد املبصر من مقدار اوإذا عرفها عرف مقادير أعظامها قد . على األبعاد املألوفة إذا أدركها البصر فإن البصر يعرفها يف حال إدراكها

البصر و. كان حيققها بتكرر إدراكه لكل واحد من املبصرات املألوفة وحصلت مقادير أعظامها مستقرة يف التخيليف حال إدراكه للمبصر املألوف يدرك اجلزء من البصر الذي حتصل فيه صورة ذلك املبصر ويدرك الزاوية اليت

وإذا أدرك احلاس مقدار عظم املبصر باملعرفة وأدرك الزاوية اليت يوترها ذلك املبصر يف تلك . يوترها ذلك اجلزءألن الزاوية اليت يوترها ذلك املبصر إمنا تكون حبسب مقدار احلال فهو يدرك مقدار بعد ذلك املبصر يف تلك احلال

فكما أن احلاس يستدل على مقدار العظم بالبعد مع تلك الزاوية كذلك يستدل على مقدار البعد مبقدار . البعدال من العظم املعروف عنده تلك الزاوية، ألن العظم ليس يوتر تلك الزاوية إال من ذلك البعد بعينه أو بعد مساو له

وإذا كان احلاس قد أدرك مقدار بعد ذلك املبصر املألوف على االستمرار ومرات كثرية يف األوقات . مجيع األبعاداليت يوتر ذلك املبصر عند مركز البصر مثل تلك الزاوية، وكان قد استدل مرات كثرية على مقدار عظم ذلك

اوية لتلك الزاوية ، فقد فهمت القوة املميزة مقدار البعد الذي املبصر مبقدار بعد ذلك املبصر مع مقدار الزاوية املسوإذا كانت القوة املميزة قد فهمت مقدار بعد ذلك املبصر . أدركت منه عظم ذلك املبصر بالقياس إىل تلك الزاوية

إن القوة بالقياس إىل تلك الزاوية، وأدركت من هذا البعد عظم ذلك املبصر بالقياس إىل تلك الزاوية بعينها، فاملميزة إذا عرفت ذلك املبصر وعرفت مقدار عظمه الذي قد أدركته قبل وأدركت يف احلال مقدار الزاوية اليت

فاحلاس قد يدرك . يوترها ذلك املبصر يف تلك احلال، عرفت مقدار البعد الذي حيسبه يوتر ذلك العظم تلك الزاويةمث إذا تكرر إدراك احلاس . ة اليت يوترها املبصر إىل عظم ذلك املبصرمقادير أبعاد املبصرات املألوفة من قياس الزاوي

وأكثر . لبعد املبصر املألوف يف حال إدراك البصر له مع معرفة ذلك املبصر أمارة تدل على مقدار بعد ذلك املبصر، إال أنه ليس بينه وهذا اإلدراك ليس هو إدراكاً يف غاية التحرير. أبعاد املبصرات املألوفة تدرك على هذا الوجه

ومن هذا اإلدراك أخذ أصحاب التعاليم أن عظم املبصر يدرك بالزاوية، وهذا . وبني البعد احملرر تفاوت مسرف .اإلدراك هو يف املبصرات املألوفة فقط وباحلدس ال بالتيقن

لى مقادير أبعادها على هذا وقد يشبه البصر أيضاً أعظام املبصرات الغري مألوفة بأعظام املبصرات املألوفة ويستدل عفاملبصرات املألوفة اليت على األبعاد املألوفة إذا أدركها البصر وعرفها واستدل على مقادير أبعادها هبذه . الوجه

الطريقة فهو يصيب يف األكثر يف مقادير أبعادها، أو ال يكون بني ما يدركه من مقادير أبعادها وبني حقائق أبعادها بصرات الغريبة واليت ليس يكثر إدراك البصر هلا واملبصرات امللتبسة الصور واليت يغلط البصر وامل. تفاوت مسرف

يف معرفتها واليت ال يتحقق مائياهتا فإن ما يدركه من مقادير أبعادها على هذه الصفة يكون يف أكثر األحوال غالطاً

فعلى هذه الصفات اليت شرحناها تدرك . ذا الوجهومع ذلك فرمبا اتفقت له اإلصابة فيما يدركه من مقاديرها هب. فيه .مقادير أبعاد املبصرات حباسة البصر

وإذ قد تبني كيفية إدراك البصر ملقادير املبصرات ومتيزت أبعاد املبصرات فإننا منيز أعظام املبصرات اليت يدركها ل مقابلة البصر للمبصرات هي مقادير إن األعظام اليت يدركها البصر يف حا: البصر ومنيز إدراك البصر هلا، فنقول

سطوح املبصرات ومقادير هنايات املبصرات ومقادير املسافات اليت بني هنايات أجزاء سطوح املبصرات ومقادير فأما . وهذه هي مجيع أنواع املقادير اليت يدركها البصر يف حال مقابلة البصر. املسافات اليت بني املبصرات املتفرقة

صر فليس يدركه البصر يف حال مقابلته ألن البصر يدرك مجيع سطح اجلسم يف حال مقابلته وإمنا مقدار جسم املبوإن أدرك البصر جتسم اجلسم فليس يدرك مقدار . يدرك ما يقابله من سطح اجلسم أو سطوحه، وإن صغر اجلسم

يدرك البصر مجيع سطح فإن حترك اجلسم أو حترك البصر حول اجلسم حىت . جسمه وإمنا يدرك هيئة جتسمه فقطاجلسم باحلس أو باالستدالل فإمنا يدرك التمييز حينئذ مقدار جتسمه بقياس ثان غري القياس الذي يستعمل يف حال

وكذلك مقدار كل جزء من أجزاء اجلسم إن أدرك التمييز مقدار جتسمه فإمنا يدركه بقياس ثان غري . اإلبصارركه البصر من املقادير يف حال مقابلتها إمنا هو مقادير السطوح واخلطوط فالذي يد. القياس الذي هو حال اإلبصار

.اليت حددناها فقطوقد تبني أن إدراك العظم إمنا هو من قياس قاعدة خمروط الشعاع الذي حييط بالعظم بزاوية املخروط الذي عند

ملبصرات منها ما هو متيقن ومنها ما وقد تبني أن أبعاد ا. مركز البصر وبطول املخروط الذي هو بعد العظم املبصرفاملبصرات اليت أبعادها متيقنة فالبصر يدرك أعظامها من قياس أعظامها بالزوايا اليت توترها . هو مظنون غري متيقن

فإدراك مقادير أعظام ما هذه صفته من املبصرات يكون إدراكاً . تلك األعظام عند مركز البصر وبأبعادها املتيقنةملبصرات اليت أبعادها مظنونة وغري متيقنة يدرك البصر مقادير أعظامها من قياس أعظامها بالزوايا اليت وا. متيقناً

فإدراك مقادير أعظام ما هذه صفته من . توترها تلك األعظام عند مركز البصر وبأبعادها املظنونة غري املتيقنةمقدار عظم مبصر من املبصرات فإنه حيرك البصر فإذا أراد احلاس أن يتحقق . املبصرات يكون إدراكاً غري متيقن

فإن كان بعد املبصر من األبعاد املتفاوتة فإنه يف حال . على أقطاره فيتحرك سهم الشعاع على مجيع أجزاء املبصروإن كان بعد املبصر من األبعاد املعتدلة فإنه . تأمله يظهر للحس التباس صورته ويتبني احلاس أن مقداره غري متيقن

فإذا حترك الشعاع على ما هذه صفته من املبصرات فإنه ميسحه مساحة . حال تأمله يظهر للحس صحة رؤيته يففيدرك أجزاءه جزءاً جزءاً ويتحقق مقادير أجزائه، فيتحقق باحلركة مقدار اجلزء من سطح العضو احلاس الذي

وإذا أراد أن يتحقق بعده . رها ذلك اجلزءحتصل فيه صورة ذلك املبصر ومقدار زاوية املخروط احمليط به اليت يوتحرك البصر على اجلسم املسامت لبعده فيتحقق باحلركة مقدار اجلسم املسامت لبعده الذي هو مساو يف احلس

وإذا حتقق احلاس مقدار بعد املبصر ومقدار الزاوية اليت حييط هبا . ألطوال خطوط الشعاع اليت هي مقدار بعده .ملبصر حتقق مقدار ذلك املبصراملخروط الذي حييط با

وحركة السهم على أجزاء املبصر ليس تكون بأن ينحين السهم عن موضع املركز ويتحرك على انفراده على أجزاء املبصر، ألنه قد تبني أن هذا اخلط يكون أبداً ممتداً على استقامة إىل موضع احنناء العصبة اليت العني مركبة عليها وال

وإمنا مجلة العني تتحرك يف مقابلة املبصر ويقابل وسط موضع اإلحساس من البصر كل جزء . بصريتغري وضعه من الوإذا حترك البصر جبملته يف مقابلة املبصر وقابل وسط البصر كل جزء من أجزاء املبصر، فإن . من أجزاء املبصر

بصر إىل البصر عند حصول السم السهم يف هذه احلال مير بكل أجزاء املبصر ومتتد صورة كل جزء من أجزاء امل

عليه على استقامة السهم، ويكون السهم مع ذلك لزماً لوضعه وغري متنقل عن موضعه من مجلة العني ويكون .احنناؤه يف هذه احلال عند حركة مجلة البصر من موضع العصبة اليت عند مقعر العظم فقط

املبصر صار طرف السهم على اجلزء املتطرف من املبصر وإذا انعمل البصر لتأمل املبصر وابتدأ بالتأمل من طرف فيصري يف هذه احلال مجهور صورة املبصر يف جزء من سطح البصر مائل عن السهم إىل جهة واحدة، ما سوى اجلزء

الذي عليه السهم فإن صورته تكون يف وسط البصر ويف موضع السهم من البصر، وتكون بقية الصورة مائلة إىل مث إذا حترك البصر من بعد هذه احلال على قطر من أقطار املبصر، انتقل إىل اجلزء الذي . ن السهمجهة واحدة ع

يلي ذلك اجلزء من ذلك القطر، وصارت صورة اجلزء األول مائلة إىل اجلهة األخرى املقابلة للجهة اليت حترك إليها ىل أن ينتهي السهم إىل آخر ذلك القطر من مث ال تزال الصورة متيل كلما حترك السهم على ذلك القطر إ. السهم

املبصر وإىل اجلزء املتطرف من املبصر املقابل للجزء األول، فتصري صورة مجلة املبصر يف هذه احلال مائلة إىل اجلهة املقابلة للجهة اليت كانت مائلة إليها يف األول، ما سوى اجلزء األخري املتطرف فإنه يكون على السهم ويف وسط

.البصروالسهم يف مجيع هذه احلركة الزم لوضعه من البصر، وهذه احلركة تكون يف غاية السرعة وتكون يف األكثر غري حمسوسة لسرعتها، وليس ينطبق السهم يف حركته على هنايات الزاوية اليت يوترها املبصر عند مركز البصر وال

ك ليس يكون إال إذا كان السهم على انفراده يقطع عرض الزاوية اليت يوترها قطر من أقطار املبصر، ألن ذلمتحركاً ومجلة العني ساكنة، وليس ذلك ممكناً، بل مجلة العني هي اليت تتحرك عند التأمل والسهم يتحرك حبركتها، وإمنا يدرك احلاس مقدار الزاوية اليت يوترها املبصر عند مركز البصر من إدراكه ملقدار اجلزء من سطح البصر الذي

.ل فيه صورة املبصر وختيله للزاوية اليت يوترها ذلك اجلزء من مركز البصرتتشكوحاسة البصر مطبوعة على إدراك مقادير أجزاء البصر اليت تتشكل فيها الصورة ومطبوعة على ختيل الزوايا اليت

ر عظم املبصر، ألنه وحركة البصر عند تأمل البصر إمنا يتحقق هبا احلاس صورة املبصر ومقدا. توترها هذه األجزاءهبذه احلركة يدرك كل جزء من أجزاء املبصر بوسطه ومبوضع السهم من البصر، وهبذه احلركة تتحرك صورة املبصر على سطح البصر فيتغري اجلزء من سطح البصر الذي حتصل فيه الصورة، وتصري صورة املبصر عند احلركة يف جزء

اجلزء من املبصر الذي عند طرف السهم فهو يدرك مع ذلك مجلة وكلما أدرك احلاس . بعد جزء من سطح البصراملبصر ويدرك مجلة اجلزء من سطح البصر الذي حتصل فيه صورة مجلة املبصر، ويدرك مقدار ذلك اجلزء ويدرك

ليت فيتكرر على احلاس حبركة التأمل إدراك مقدار الزاوية ا. مقدار الزاوية اليت يوترها ذلك اجلزء عند مركز البصريوترها ذلك املبصر فيتحقق هبذا التكرر مقدار الزاوية ويتحقق صورة املبصر وصورة بعده، وتفهم القوة املميزة

فعلى هذه الصفة يكون تأمل . مقدار الزاوية ومقدار البعد، فيدرك من جمموعها مقدار عظم املبصر على التحقيق .صرات بالتأملالبصر للمبصرات ويكون حتقق احلاس ملقادير أعظام املب

وأيضاً فإنه إذا أدرك البصر مقادير أطوال خطوط الشعاع اليت بني البصر وبني هنايات املبصر أو بني هنايات أجزاء فإن كان سطح املبصر الذي يدركه البصر أو املسافة اليت يدركها . سطح املبصر، فهو حيس بتساويها واختالفهاوإن كان السطح أو املسافة مواجهة أحس . الف مقادير أبعاد أطرافهاالبصر مائلة أحس مبيلها من إحساسه باخت

وإذا أحس مبسل املسافة أو مواجهتها فليس يلتبس على القوة املميزة . مبواجهتها من إحساسه بتساوي أبعاد أطرافهاوإذا أحس التمييز مقدار عظمها، ألن التمييز يدرك من اختالف بعدي طريف املسافة املائلة ميل املخروط احمليط هبا،

وإمنا يلتبس مقدار عظم املائل بعظم املواجه إذا كان القياس . مبيل املخروط أحس بفضل عظم قاعدته من أجل ميله

فأما إذا كان القياس بالزاوية وبأطوال خطوط الشعاع اليت بني البصر وبني أطراف املبصر فليس . بالزاوية فقط .يلتبس مقدار العظم

خلطوط والسطوح واملسافات املائلة يدركها البصر من إدراكه ملقادير أبعاد أطرافها وإدراكه فمقادير أعظام اإال أن أبعد األبعاد املعتدلة بالقياس إىل املبصر إذا كان املبصر مائالً أصغر من أبعد األبعاد املعتدلة . الختالفها

تدل بالقياس إىل املبصر هو الذي ليس خيفى منه جزء ألن البعد املع. بالقياس إىل ذلك املبصر بعينه إذا كان مواجهاًوإذا كان املبصر مائالً فإن الزاوية اليت حييط هبا الشعاعان اخلارجان من . من املبصر له نسبة حمسوسة إىل مجلة املبصر

البصر إىل البصر إىل جزء من أجزاء املبصر املائل قد تكون أصغر من الزاوية اليت حييط هبا الشعاعان اخلارجان من فاجلزء الذي له نسبة . ذلك اجلزء بعينه وإىل ذلك البعد بعينه وإىل ذلك البعد بعينه إذا كان املبصر مواجهاً للبصر

وإذا كان . حمسوسة إىل مجلة املبصر إذا كان املبصر مائالً قد خيفى منه ذلك اجلزء بعينه إذا كان ذلك املبصر مواجهاًليس خيفى منه جزء له نسبة حمسوسة إىل مجلة املبصر، إذا كان ذلك املبصر ذلك كذلك فالبعد املعتدل الذي

فأبعد األبعاد املعتدلة . مواجهاً، قد خيفى منه جزء له نسبة حمسوسة إىل مجلة املبصر إذا كان ذلك املبصر مائالً. ينه إذا كان ذلك املبصر مواجهاًبالقياس إىل املبصر املائل أصغر من أبعد األبعاد املعتدلة بالقياس إىل ذلك املبصر بع

واملبصر املائل جبملته خيفى من بعد أصغر من البعد الذي خيفى منه ذلك املبصر كان مواجهاً، ويتصاغر مقداره من .بعد أصغر من البعد الذي يتصاغر منه مقداره إذا كان مواجهاً

لة وأبعادها تسامت أجساماً مرتبة متصلة، فأعظام املبصرات اليت يتحقق البصر مقاديرها هي اليت أبعادها معتد. والبصر يدركها من قياسها بزوايا خمروطات الشعاع احمليطة هبا وبأطوال خطوط الشعاع اليت هي أبعاد أطرافها

والزوايا إمنا . واألبعاد املعتدلة بالقياس إىل مبصر من املبصرات تكون حبسب وضع ذلك املبصر يف امليل واملواجهةوالبعد يتحقق ويتحرر . أقطار سطح املبصر وعلى املسافة اليت يريد معرفة عظمهارر حبركة البصر على تتحقق وتتح

وباجلملة فإن املبصر الذي بعده . حبركة البصر على اجلسم املسامت ألبعاد أطراف ذلك السطح أو تلك املسافةل معاً يف حال معتدل وبعده مع ذلك يسامت جسماً مرتباً فإن صورته مع صورة بعده حيصالن متشكلني يف التخي

وإذا حصلت صورة املبصر . مالحظة املبصر إذا أدرك البصر اجلسم املسامت لبعد املبصر يف حال إدراكه للمبصرمع صورة بعده املتيقن متشكلني يف التخيل معاً أدركت القوة املميزة عظم املبصر حبسب مقدار صورة بعده املتيقن

واملبصرات . صفة فقط هي اليت تدرك مقاديرها حباسة البصر إدراكاً حمققاًواملبصرات اليت هبذه ال. املقترنة بصورتهاملألوفة اليت على األبعاد املألوفة قد يدرك البصر أعظامها باملعرفة، ويدرك مقادير أبعادها من قياس أعظامها اليت

فعلى . دراك هذه املبصراتيدركها البصر باملعرفة بالزوايا اليت توترها هذه املبصرات عند مركز البصر يف حال إ .هذه الصفات اليت بيناها تدرك أعظام املبصرات حباسة البصر

فإما مل يدرك املبصر من البعد البعيد املتفاوت أصغر من مقداره احلقيقي، ومل يدرك مقدار املبصر من البعد القريب البصر وحنن نبينها ونذكر عللهما عند املتفاوت القرب أعظم من مقداره احلقيقي، فإن هذين املعنيني مها من أغالط

.كالمنا يف أغالط البصر

إدراك التفرق

فأما التفرق الذي بني املبصرات فإن البصر يدركه من تفرق صوريت اجلسمني املبصرين املفترقني اللتني حتصالن يف متلون مضيء أو يكون إال أن كل جسمني مفترقني فإن التفرق الذي بينهما إما أن يظهر منه ضوء أو جسم. البصر

وإذا أدرك البصر جسمني متفرقني وحصلت صورتامها يف البصر فإن صورة . موضع التفرق مظلماً ال يظهر ما وراءهالضوء الذي يظهر من التفرق أو صورة لون اجلسم املتلون الذي يظهر من التفريق أو الظلمة اليت تكون يف موضع

والضوء . فيما بني صوريت اجلسمني املتفرقني اللتني حتصالن يف البصر التفريق حتصل يف اجلزء من البصر الذيفإن مل حيس . واللون أو الظلمة قد حيتمل أن تكون يف جسم متوسط بني اجلسمني متصل بكل واحد من اجلسمني

تيه البصر أن الضوء أو اللون أو الظلمة اليت يف موضع التفرق ليس هو يف جسم متصل باجلسمني اللذين عن جنبوأيضاً فإن سطح كل واحد من اجلسمني املتفرقني منعطف إىل جهة التباعد يف موضع . فليس بتفريق اجلسمني

وإذا ظهر . التفرق، فرمبا كان انعطاف سطحي اجلسمني أو سطح أحد اجلسمني ظاهراً للبصر ورمبا مل يظهر للبصرفالبصر يدرك . ذلك بتفرق اجلسمني انعطاف سطحي اجلسمني أو سطح أحد اجلسمني للبصر أحس البصر من

إما من إدراكه الضوء من موضع التفرق مع إحساسه بأن : تفرق األجسام من إدراكه ألحد املعاين اليت ذكرناهاذلك الضوء من وراء سطحي اجلسمني املتفرقني، أو من إدراكه جسماً متلوناً يف موضع التفرق مع إحساسه بأن

جلسمني املتفرقني، أو من إدراكه ظلمة موضع التفريق مع إدراك القوة املميزة أن ذلك اجلسم غري كل واحد من اذلك هو ظلمة وليس هو جسماً متصالً باجلسمني، أو من إدراكه النعطاف كل واحد من سطحي اجلسمني يف

ستدالل فجميع ما يدركه البصر من تفرق األجسام إمنا يدركه باال. موضع التفرق أو انعطاف سطح أحد اجلسمني .من أحد هذه املعاين أو أكثر من واحد منها

والتفرق قد يكون بني جسمني منفصلني، وقد يكون بني جسمني غري منفصلني وهو أن يكون اجلسمان متصلني وعلى كلى . ببعض أجزائهما منفصلني ببعضهما، كاألنامل وأعضاء احليوان وكثري من اجلدران وكأغصان الشجر

ا يدرك التفرق على الوجوه اليت بيناها كان اجلسمان املتفرقان منفصلني بالكلية أو كانا متصلني احلالني فالبصر إمنوقد يدرك تفرق األجسام باملعرفة وبتقدم العلم، ولكن ليس ذلك اإلدراك . ببعض أجزائهما مفترقني ببعضهما

.بإحساس البصرفالتفرق الفسيح ليس خيفى عن البصر يف أكثر . سريوتفرق األجسام منه ما هو فسيح وفيه سعة ومنه ما هو ضيق وي

األحوال وال يشتبه على البصر لظهور اجلسم املسامت للتفرق وإحساس البصر به وبأنه غري كل واحد من اجلسمني فأما التفرق اليسري والغضون الضيقة فإمنا يدركها . املتفرقني، أو أدرك الضوء والفضاء املضيء املسامت للتفرق

فأما إذا كان التفرق بني اجلسمني . ن البعد الذي ليس خيفى منه اجلسم املساوي مقداره ملقدار سعة التفرقالبصر مضيقاً خفياً، وكان بعد اجلسمني عن البصر بعداً قد ختفى من مثله األجسام اليت مقاديرها كمقدار سعة التفرق،

ألبعاد املعتدلة وكان البصر يدرك اجلسمني إدراكاً فليس يدرك البصر تفرقها وإن كان بعد اجلسمني عن البصر من األن البعد املعتدل إمنا هو البعد الذي ليس خيفى منه مقدار حمسوس النسبة إىل مقدار مجلة البعد، واإلدراك . صحيحاً

والتفرق قد تكون سعته . الصحيح هو الذي ليس بينه وبني حقيقة املبصر تفاوت حمسوس النسبة إىل مجلة البصرقدار ليس له نسبة حمسوسة إىل بعد املبصر وال قدر حمسوس عند كل واحد من اجلسمني املتفرقني، ألن التفرق رمبا مب

كان مبقدار ما تستره شعرة أو قريباً من ذلك، وليس خترجه هذه احلال من أن يكون تفرقاً، فاألبعاد اليت منها يدرك .رق بني املبصرات يدركه البصر على الصفات اليت بيناهافالتف. البصر التفرق تكون حبسب مقدار سعة التفرق

إدراك االتصال

وإن . فإذا مل حيس البصر يف اجلسم بشيء من التفرق أدركه متصالً. فأما االتصال فإن البصر يدركه من عدم التفرقفاالتصال . رقكان يف اجلسم تفرق خفي ومل يدركه البصر، فإن البصر يدرك ذلك اجلسم متصالً، وإن كان فيه تف

. إمنا يدركه البصر من عدم التفرق

والبصر يدرك التماس أيضاً، ويفرق بني التماس واالتصال ، من إدراكه الجتماع هناييت اجلسمني مع العلم بأن كل وليس حيكم البصر بالتماس إال بعد العلم بأن كل واحد من اجلسمني . واحد من اجلسمني منفصل عن اآلخر

فإن مل . اآلخر منفصل عن اآلخر، فإن الفصل الذي بني املتماسني قد يوجد متله يف األجسام املتصلةاملتماسني غري .حيس احلاس أن كل واحد من اجلسمني املتماسني غري األخر ومنفصل عنه مل حيس بالتماس وحكم باالتصال

إدراك العدد

البصر قد يدرك عدة من املبصرات املتفرقة معاً وذلك أن . فأما العدد فإن البصر يدركه باالستدالل من املعدوداتوإذا . وإذا أدرك البصر املبصرات املتفرقة وأدرك تفرقها فقد أدرك أن كل واحد منها غري اآلخر. يف وقت واحد

. وإذا أدرك الكثرة فالقوة املميزة تدرك من الكثرة العدد. أدرك أن كل واحد منها غري اآلخر فقد أدرك الكثرةرك حباسة البصر من إدراك البصر لعدة من املبصرات املتفرقة إذا أدركها البصر معاً وأدرك تفرقها وأدرك فالعدد يد

.فعلى هذه الصفة يدرك العدد حباسة البصر. أن كل واحد منها غري اآلخر

إدراك احلركة

أن البصر إذا أدرك املبصر وذلك . فأما احلركة فالبصر يدركها باالستدالل من قياس املتحرك إىل غريه من املبصراتوإذا كان . املتحرك وأدرك معه غريه من املبصرات فإنه يدرك وضعه من تلك املبصرات ومسامتته لتلك املبصرات

املبصر متحركاً وكانت تلك املبصرات غري متحركة حبركة ذلك املبصر املتحرك فإن وضع ذلك املبصر املتحرك وإذا كان البصر يدركه ويدرك تلك املبصرات معه ويدرك وضعه من . خيتلف عند تلك املبصرات يف حال حتركه

فاحلركة يدركها البصر من إدراكه الختالف وضع املبصر املتحرك إىل عدة من . تلك املبصرات أدركته حركتهما أ. املبصرات، أو من قياس املبصر املتحرك إىل مبصر واحد بعينه، أو من قياس املبصر املتحرك إىل البصر نفسه

قياس املبصر املتحرك إىل عدة من املبصرات، فإن البصر إذا أدرك املبصر املتحرك وأدركه مسامتاً ملبصر من . املبصرات، مث أدركه مسامتاً ملبصر آخر غري ذلك املبصر مع ثبوت البصر يف موضعه، فإنه حيس حبركة ذلك املبصر

لبصر إذا أدرك املبصر املتحرك وأدرك وضعه من مبصر آخر، وأما قياس املبصر املتحرك إىل مبصر واحد بعينه، فإن امث أدرك وضعه قد تغري عند ذلك املبصر اآلخر بعينه، إما بأن يبعد عنه بأكثر من بعده األول، وإما بأن يقرب منه،

وت البصر وإما بأن يكون يف جهة من اجلهات بالقياس إىل ذلك املبصر فيصري يف جهة غريها بالقياس إليه بعينه مع ثبيف موضعه، وإما يتغري وضع جزء من أجزاء املبصر املتحرك بالقياس إىل ذلك املبصر أو تغري وضع أجزائه بالقياس إىل ذلك املبصر وعلى هذه الصفة األخرية يدرك البصر حركة املبصر املتحرك على االستدارة إذا قاسه إىل مبصر

وضع املتحرك أو وضع أجزائه أو وضع جزء من أجزائه قد تغري آخر، فإذا أدرك البصر وضع املبصر املتحرك أو . بالقياس إىل مبصر آخر فقد أدرك حركة املبصر املتحرك

وإذا . وأما قياس املبصر املتحرك إىل البصر نفسه، فإن البصر إذا أدرك املبصر املتحرك فإنه يدرك جهته ويدرك بعدهفإن كانت حركة املبصر على . ملبصر املتحرك بالقياس إىل البصركان البصر ساكناً واملبصر متحركاً فإن وضع ا. وإذا أحس البصر بتغري جهته مع سكون البصر أحس حبركته. مسافة معترضة فإن جهته تتغري وحيس بتغري جهته

وإن كانت حركة املبصر على السمت املمتد بينه وبني البصر، وكانت حركته يف جهة التباعد أو يف جهة التقارب، وإذا أحس البصر ببعده عنه أو قربه منه مع ثبوت البصر يف موضعه، فهو حيس . فإنه يبعد عن البصر أو يقرب منه

وإذا تغري ما يلي البصر من . وإن كانت حركة املبصر على االستدارة فإن اجلزء منه الذي يلي البصر ويتبدل. حبكتهفعلى هذه الصفات يدرك البصر احلركة إذا . كة املبصرأجزاء البصر بتغريها مع ثبوت البصر يف موضعه أحس حبر

وذلك يكون إذا أحس البصر باختالف وضع املبصر املتحرك مع إحساسه بأن . البصر متحركاً. كان ثابتاً يف موضعهوفرق يف احلال بني اختالف الوضع الذي يعرض لذلك املبصر من . ذلك االختالف ليس هو من أجل حركة البصر

بصر نفسه وبني اختالف الوضع الذي يعرض لذلك املبصر من أجل حركة املبصر نفسه وبني اختالف أجل حركة املفإذا أحس البصر باختالف وضع املبصر املتحرك، وأحس بأن . الوضع الذي يعرض له من أجل حركة البصر

تحرك يف البصر وقد تتحرك صورة املبصر امل. اختالف وضعه ليس هو من أجل حركة البصر، أحس حبركة املبصروليس يدرك البصر . من أجل حركته، ولكن ليس يدرك البصر حركة املبصر من حترك صورته يف البصر فقط

وذلك أن املبصر الساكن قد حتركت صورته يف . احلركة إال بقياس املبصر املتحرك إىل غريه على الوجوه اليت بيناهاألن البصر إذا حترك يف مقابلة املبصرات عند تأمل . ركاًالبصر مع سكونه، وال يدركه البصر من أجل ذلك متح

املبصرات فإن صورة كل واحد من املبصرات املقابلة للبصر تتحرك يف سطح البصر عند حركته ما كان منها ساكناً وما كان منها متحركاً والبصر قد ألف حركة صور املبصرات يف سطحه مع سكون املبصرات، فليس حيكم حبركة

من أجل حركة صورته إال إذا حصل يف البصر صورة آخر وأدرك البصر اختالف وضع صورة املبصر املبصر املتحرك بالقياس إىل صورة املبصر اآلخر أو من تبدل الصور يف املوضع الواحد من البصر الذي يكون من حركة

.فليس يدرك البصر احلركة إال على الوجوه اليت فصلناها. االستدارةوأما إدراكه . أما إدراكه للحركة فعلى الصفات اليت ذكرناها. حركة املبصر ويدرك كيفية حركته والبصر يدرك

ويتحقق البصر كيفية . لكيفية احلركة فمن إدراكه للمسافة اليت يتحرك عليها املبصر إذا كان املبصر ينتقل جبملتهذا كان املبصر يتحرك على نفسه حركة وإ. احلركة إذا حتقق شكل املسافة اليت يتحرك عليها املبصر املتحرك

مستديرة فإن البصر يدرك أن حركته مستديرة من إدراكه لتبدل أجزائه اليت تلي البصر، أو تبدل أجزائه اليت تلي مبصراً من املبصرات، أو من مسامتة جزء من أجزائه ملبصرات خمتلفة واحداً بعد واحد، أو ألجزاء مبصر واحد

.ت مجلة البصر يف موضعهجزءاً بعد جزء مع ثبووإن كانت حركة املبصر مركبة من االستدارة مع االنتقال من موضعه على مسافة من املسافات، فإن البصر يدرك أن تلك احلركة مركبة من إدراكه لتبدل أجزاء املبصر املتحرك بتلك احلركة بالقياس إىل البصر أو إىل مبصر آخر

فعلى هذه الصفات يدرك البصر كيفيات حركات . ن موضعه وتبدل مكانهمع إدراكه النتقال مجلة املبصر م .املبصرات

وليس يدرك البصر احلركة إال يف زمان، وذلك أن احلركة ليس تكون إال يف زمان وكل جزء من احلركة ليس يكون وال . وضعني خمتلفنيوالبصر ليس يدرك حركة املبصر إال من إدراك املبصر يف موضعني خمتلفني أو على . إال يف زمان

خيتلف وضع املبصر إال يف زمان، وليس يكون املبصر يف موضعني خمتلفني وال على وضعني خمتلفني إال يف وقتني

وإذا أدرك البصر املبصر يف موضعني خمتلفني أو على وضعني خمتلفني فإن إدراكه له يف املوضعني أو على . خمتلفني . فبينهما زمان، فليس يدرك البصر احلركة إال يف زمانالوضعني إمنا يكون يف وقتني خمتلفني

وذلك أن البصر إمنا يدرك احلركة من . فنقول إن الزمان الذي يدرك فيه البصر احلركة ليس يكون إال حمسوساًفإذا أدرك البصر . إدراك املبصر يف موضعني خمتلفني موضع بعد موضع، أو على وضعني خمتلفني وضع بعد وضع

تحرك يف املوضع الثاين ومل يدركه يف تلك احلال يف املوضع األول الذي أدركه فيه من قبل فقد أحس املبصر املاحلاس أن الوقت الذي أدركه فيه يف املوضع األول الذي أدركه فيه من قبل فقد أحس احلاس أن الوقت الذي

وإذا أحس بأن الوقت الذي أدركه فيه يف .أدركه فيه يف املوضع الثاين غري الوقت الذي أدركه فيه يف املوضع األولوكذلك إذا أدرك . املوضع الثاين هو غري الوقت الذي أدركه فيه يف املوضع األول فقد أحس باختالف الوقتني

ألنه إذا أدرك املتحرك على الوضع الثاين ومل يدركه يف تلك احلال على الوضع .احلركة من اختالف وضع املتحركوإذا أحس احلاس باختالف الوقتني فقد أحس بالزمان . يه من قبل فقد أحس باختالف الوقتنياألول الذي أدركه عل

.وإذا كان ذلك كذلك فالزمان الذي يدرك فيه البصر احلركة ليس يكون إال حمسوساً. الذي بينهماركة من إدراكه إن البصر يدرك احل: وإذ قد تبينت مجيع هذه املعاين مشروحة فإنا نقتص ما تبني مجيعها فنقول

للمبصر املتحرك على وضعني خمتلفني يف وقتني خمتلفني يكون الزمان الذي بينهما حمسوساً، وهذه هي كيفية إدراك .البصر للحركة

والبصر يدرك اختالف احلركات يف السرعة والبطء ويدرك تساوي احلركات من إدراكه للمسافات اليت تتحرك درك البصر مبصرين متحركني، وأدرك املسافتني اللتني يتحرك عليهما املبصران، فإذا أ. عليها املبصرات املتحركة

وأحس بأن إحدى املسافتني اللتني قطعهما املبصران املتحركان يف زمان واحد أعظم من األخرى، أحس بسرعة طعامها يف زمان وإذا كانت املسافتان اللتان يتحرك عليهما املبصران وق. حركة املبصر الذي قطع املسافة العظمى

وكذلك إن أحس بتساوي املسافتني مع اختالف زماين احلركتني، فإنه حيس . واحد بتساوي حركيت املتحركنيوكذلك إن قطع املتحركان يف زمانني متساويني مسافتني . بسرعة حركة املتحرك الذي قطع املسافة يف زمان أصغرفقد تبني كيف يدرك . سافتني، أحس بتساوي احلركتنيمتساويتني، وأحس البصر بتساوي الزمانني وتساوي امل

.البصر احلركات وكيف مييز احلركات وكيف يدرك كيفياهتا وكيف يدرك تساويها واختالفها

إدراك السكون

فإذا أدرك . فأما السكون فإن البصر يدركه من إدراك املبصر يف زمان حمسوس يف موضع واحد على وضع واحدواحد على وضع واحد يف وقتني خمتلفني بينهما زمان حمسوس، أدرك املبصر يف ذلك القدر البصر املبصر يف موضع

. والبصر يدرك وضع املبصر الساكن بالقياس إىل غريه من املبصرات وبالقياس إىل البصر نفسه. من الزمان ساكناً .فعلى هذه الصفة يكون إدراك البصر لسكون املبصرات

إدراك اخلشونة

وذلك أن اخلشونة . فإن البصر يدركها يف األكثر من صورة الضوء الذي يظهر يف سطح اجلسم اخلشن فأما اخلشونةوإذا كانت . هي اختالف وضع أجزاء سطح اجلسم، وهو أن يكون بعض أجزاء السطح شاخصة وبعضها غائرة

الشاخصة أظالل أجزاء سطح اجلسم خمتلفة الوضع، فإن الضوء إذا أشرق على سطح ذلك اجلسم كان لألجزاء وإذا وصل الضوء إىل األجزاء الغائرة فإنه يكون معه أظالل عن بعض . على األجزاء الغائرة يف أكثر األحوال

وإذا حصل يف . واألجزاء الشاخصة ظاهرة للضوء، فليس تستتر عن الضوء الذي حيصل يف ذلك السطح. األضواءأظالل، اختلفت صورة الضوء يف سطح ذلك األجزاء الغائرة أظالل، وليس على األجزاء الشاخصة

والسطح األملس أجزاؤه متشاهبة الوضع، فإذا أشرق عليه الضوء كانت صورة الضوء يف مجيع السطح .اجلسموالبصر يعرف صورة . فصورة الضوء يف سطح اجلسم اخلشن خمالفة لصورة الضوء يف السطح األملس. متشاهبة

الضوء الذي يف السطوح امللس بكثرة مشاهدته للسطوح اخلشنة الضوء الذي يف السطوح اخلشنة وصورة فإذا أحس البصر بالضوء الذي يف سطح اجلسم على الصفة اليت قد ألفها يف السطوح اخلشنة . والسطوح امللس

وإذا أحس بالضوء الذي يف سطح اجلسم على الصفة اليت قد ألفها من السطوح . حكم خبشونة سطح ذلك اجلسمفاخلشونة يدركها البصر يف األكثر من صورة الضوء الذي يدركه سطح . السة سطح ذلك اجلسمامللس حكم مب . اجلسم اخلشن

وإذا كان سطح اجلسم هبذه الصفة فإن . وإذا كانت اخلشونة مسرفة كانت األجزاء الشاخصة مقتدرة املقاديراء سطح اجلسم من إدراكه التفرق البصر يدرك األجزاء الشاخصة، ويدرك شخوصها، ويدرك اختالف أوضاع أجز

وإذا أدرك البصر اختالف أوضاع أجزاء سطح اجلسم، فقد أدرك خشونته من غري حاجة إىل . الذي بني األجزاء .فقد يدرك البصر خشونة سطح اجلسم على هذه الصفة أيضاً إذا كانت اخلشونة مسرفة. اعتبار الضوء

شرق عليه الضوء كانت صورة الضوء يف سطحه خمتلفة اختالفاً وأيضاً فإن اجلسم إذا كانت خشونته مسرفة وأفإذا . متفاوتاً، فيظهر من اختالف صورة الضوء تفرق األجزاء واختالف وضعها، ويظهر من ذلك خشونة اجلسم

كان الضوء املشرق على اجلسم اخلشن من اجلهة املقابلة للسطح اخلشن، وكان الضوء قوياً ومل يظهر يف سطح تالف لصورة الضوء، فإن البصر ليس يدرك خشونة اجلسم الذي هبذه الصفة إال إذا أدرك أجزاءه متميزة اجلسم اخ

فإن كانت خشونة اجلسم الذي هبذه الصفة مسرفة، فإن البصر يدرك متيز . وأدرك شخوص بعضها وغؤور بعض، وكانت األجزاء الغائرة وإن كانت اخلشونة يسرية. اجلزاء واختالف وضعها ويدرك خشونة اجلسم يف األكثر

واملسام اليت يف ذلك اجلسم يف غاية الصغر، فإهنا قد ختفى عن البصر يف أكثر األحوال إذا كان الضوء املشرق على وليس يدرك البصر خشونة اجلسم الذي هبذه الصفة إال من . اجلسم قوياً ومل يظهر اختالف صورته يف سطح اجلسم

فإذا ظهر للبصر متيز األجزاء من اجلسم الذي هبذه الصفة وشخوص . سطح اجلسمالقرب الشديد ومع تأمل أجزاء وإن مل يظهر متيز أجزائه وال غؤورها فليس يدرك . ما هو شاخص من األجزاء وغؤور ما هو غائر أدرك خشونته

يت قد فاخلشونة يدركها البصر من إدراكه الختالف أوضاع أجزاء سطح اجلسم أو من صورة الضوء ال. خشونتهوقد يستدل البصر على اخلشونة من عدم الصقال، فإذا مل حيس البصر يف . ألفها البصر يف سطوح األجسام اخلشنةإال أن كثرياُ ما يعرض للبصر الغلط يف اخلشونة إذا استدل عليها هبذا . اجلسم بشيء من الصقال حكم خبشونته

.ن الصقال ليس يظهر إال من وضع خمصوصاملعىن، ألنه قد يكون السطح صقيالً وال يظهر صقاله أل

إدراك املالسة

فأما املالسة، وهي استواء سطح اجلسم، فإن البصر يدركها يف األكثر من صورة الضوء الذي يظهر يف سطح اجلسم وإذا كان الضوء الذي يف سطح اجلسم متشابه الصورة استدل البصر . األملس اليت قد ألفها يف السطوح امللس

فإذا تأمل البصر سطح اجلسم األملس أدرك تطامن . وقد يدرك البصر املالمسة بالتأمل أيضاً. سة السطحعلى مالم .أجزائه واستواءها، وإذا أدرك تطامن األجزاء واستواءها فقد أدرك مالسته

بصر وليس يدرك ال. فأما الصقال، وهو شدة املالسة، فإن البصر يدركه من بريق الضوء وملعانه يف سطح اجلسمفاملالسة يدركها البصر من إدراكه الستواء . الصقال وشدة املالسة إال من بريق الضوء وملعانه يف سطح اجلسم

. واستواء السطح يدركه البصر يف األكثر من تشابه صورة الضوء يف سطح اجلسم، وقد يدركه بالتأمل. السطح .ع الذي حيسبه ينعكس الضوءوالصقال يدركه البصر من ملعان الضوء يف سطح اجلسم ومن الوض

وذلك بان يكون يف سطح اجلسم أجزاء خمتلفة الوضع شاخصة . وقد جتتمع اخلشونة واملالسة معاً يف السطح الواحدوغائرة، وتكون أجزاء سطح كل واحد من األجزاء املختلفة الوضع الشاخصة والغائرة أو بعضها متطامنة ومتشاهبة

وتظهر خشونة السطح الذي هبذه . ناً، وتكون أجزاؤه أو بعضها ملساً وصقيلةالوضع، فيكون السطح جبملته خشالصفة للبصر من إدراكه الختالف وضع األجزاء الشاخصة والغائرة، وتظهر مالسة األجزاء وصقاهلا من صور

أيضاً من وقد يدرك البصر مالسة األجزاء اليت هبذه الصفة بالتأمل. الضوء الذي يدركه البصر يف سطوح األجزاء .فعلى هذه الصفات يدرك البصر املالسة والصقال واخلشونة. إدراكه لتطامن سطح كل واحد منها

إدراك الشفيف

وليس يدرك شفيف اجلسم املشف . فأما الشفيف فإن البصر يدركه باالستدالل من إدراكه ملا وراء اجلسم املشففأما إذا كان يف غاية . ف اهلواء املتوسط بينه وبني البصرإال إذا كان فيه بعض الكثافة وكان شفيفه أغلظ من شفي

وإذا كان فيه بعض الكثافة أدركه . الشفيف فليس يدرك البصر شفيفه وال حيس به، وإمنا يدرك ما وراءه فقطفإن اجلسم املشف إذا كان وراءه ضوء أو جسم . البصر مبا فيه من الكثافة، وأدرك شفيفه من إدراكه ملا وراءه

وليس حيس البصر بشفيف اجلسم، إذا أحس مبا . ن مضيء فإنه يظهر من وراء اجلسم املشف وحيس به البصرمتلووراءه، إال إذا أحس الضوء واللون الذي يدركه من وراء اجلسم املشف هو ضوء أو لون من وراء اجلسم املشف

وراء اجلسم املشف أو اللون هو فإن مل حيس بأن الضوء الذي يدركه من. وليس هو لون اجلسم نفسه وال ضوءهوإن مل يكن وراء اجلسم املشف ضوء وال جسم مضيء، . من وراء اجلسم املشف فليس حيس بشفيف اجلسم املشف

وال عن جوانبه، ومل يظهر من ورائه وال من جهة من جهاته شيء من الضوء أو اللون، فليس حيس البصر بشفيف املشف ملتصقاً جبسم من األجسام الكثيفة، وكان اجلسم الكثيف وذلك يكون إذا كان اجلسم . ذلك اجلسم

مشتمالً عليه أو مسامتاً له من مجيع جهاته، وكان اجلسم الكثيف ذا لون مظلم حيس البصر بشفيف اجلسم الذي .هبذه الصفة

ف الذي وكذلك إذا كان وراء اجلسم املشف مكان مظلم ومل يظهر من ورائه شيء من الضوء، فإن اجلسم الكثيمن وراء اجلسم املشف ذا لون مسفر، وكان الضوء الذي يف اجلسم املشف يصل إىل اجلسم الكثيف ويظهر للبصر لون ذلك اجلسم الكثيف، فإن البصر يدرك اجلسم املشف الذي هبذه الصفة إذا أحس بأن اللون الذي يدركه من

الذي يدركه من ورائه هو لون جسم من وراء فإذا أحس بأن اللون . ورائه هو لون جسم غريه وليس هو لونهوكذلك إذا كان اجلسم املشف ضعيف الشفيف وكان اجلسم . اجلسم املشف، فقد أحس بشفيف اجلسم املشف

الذي وراءه واألجسام اليت حوله ضعيفة الضوء، فليس يدرك البصر شفيفه إال إذا استشفه وقابل به ضوءاً قوياً، .فعلى هذه الصفات يدرك ابصر شفيف األجسام املشفة. درك شفيفهفإذا أحس بالضوء من ورائه أ

إدراك الكثافة

وإذا أدرك البصر اجلسم ومل حيس فيه بشيء من الشفيف حكم . فأما الكثافة فإن البصر يدركها من عدم الشفيف .والكثافة إمنا هي عدم الشفيف. بكثافته

إدراك الظل

وذلك أن . اس إىل ما جياوره من األضواء أو مبا تقدم العلم به من األضواءفأما إدراك الظل فإن البصر يدركه بالقيفإذا أحس البصر . الظل هو عدم بعض األضواء مع إضاءة موضع الظل بغري ذلك الضوء املعدوم من موضع الظل

الضوء مبوضع الظل وأحس مبا جياوره من األجسام، وكان على األجسام اجملاورة ملوضع الظل ضوء قوي أقوى من وكذلك . الذي يف موضع الظل، أحس باستظالل ذلك املوضع عن الضوء القوى املشرق على األجسام اجملاورة له

إذا أحس بضوء ما يف موضع من املواضع، وعدم يف ذلك املوضع ضوء الشمس أو ضوء من األضواء القوية ورمبا أحس . ذلك الضوء القوي املوجودة يف ذلك الوقت، أحس استظالل ذلك املوضع عن ضوء الشمس أو عن

إال أن البصر إذا أدرك موضعاً فيه ضوء ضعيف، . البصر باجلسم املظل، ورمبا مل يتميز له يف احلال اجلسم املظلوأدرك األجسام اجملاورة له، وأدرك الضوء الذي على األجسام اجملاورة ملوضع الضوء الضعيف أقوى من ذلك

.فعلى هذه الصفة يدرك البصر الظل. لذي يف ذلك املوضعالضوء الضعيف، فقد أحس بالظل ا

إدراك الظلمة

فإذا أدرك . وذلك أن الظلمة هي عدم الضوء باجلملة. فأما الظلمة فأن البصر يدركها باالستدالل من عدم الضوءاسه البصر موضعاً من املواضع ومل يدرك فيه شيئاً من الضوء فقد أحس بالظلمة يدركها احلاس من عدم إحس

.بالضوء

إدراك احلسن

. فأما احلسن املدرك حباسة البصر فإن البصر يدركه من إدراكه للمعاين اجلزئية اليت قد تبني كيفية إدراك البصر هلاوذلك أن كل واحد من املعاين اجلزئية اليت تقدم بياهنا يفعل نوعاً من احلسن بانفراده، وتفعل هذه املعاين أنواعاً من

والبصر إمنا يدرك احلسن من صور املبصرات اليت تدرك حباسة البصر، وصور . بعضها ببعض احلسن باقتراناملبصرات مركبة من املعاين اجلزئية اليت تبني تفصيلها، والبصر يدرك الصور من إدراكه هلذه املعاين، فهو يدرك

. احلسن من إدراكه هلذه املعاين

فمنها ما تكون علته واحدة من املعاين اجلزئية اليت يف : بصرات كثريةوأنواع احلسن اليت يدركها البصر من صور املالصورة، ومنها ما تكون علته عدة من املعاين اجلزئية اليت يف الصورة، ومنها ما تكون علته اقتران املعاين بعضها

احد من املعاين اليت يف والبصر يدرك كل و. ببعض ال املعاين أنفسها، ومنها ما تكون علته مركبة من املعاين وتألفهافالبصر يدرك احلسن على وجوه خمتلفة، . كل واحدة من الصور منفرداً، ويدركها مركبة، ويدرك اقتراهنا وتألفها

.ومجيع الوجوه اليت منها يدرك البصر احلسن ترجع إىل إدراك املعاين اجلزئيةبقويل تفعل احلسن أي تؤثر يف النفس استحسان فأما أن هذه املعاين اجلزئية هي اليت تفعل احلسن منفردة وأعين

ولذلك تستحسن الشمس والقمر . وذلك أن الضوء يفعل احلسن. الصورة املستحسنة فإنه يظهر باليسري من التأملوليس يف الشمس والقمر والكواكب علة تستحسن من أجلها وتروق صورهتا بسببها غري الضوء . والكواكب .ه يفعل احلسنفالضوء على انفراد. وإشراقه

وذلك أن كل واحد من األلوان املشرقة كاألرجوانية والفرفريية والزرعية والوردية . واللون أيضاً يفعل احلسنوكذلك تستحسن املصنعات من الثياب والفروش . والصعوية وأشباهها تروق الناظر ويلتذ البصر بالنظر إليها

.لون على انفراده يفعل احلسنفال. واآلالت وتستحسن األزهار واألنوار والرياضوذلك أن الصور املستحسنة منها ما يكون فيها وشوم وغضون ومسام . والبعد أيضاً قد يفعل احلسن بطريق العرض

فإذا بعدت عن البصر فضل بعد خفيت تلك املعاين الدقيقة اليت تشني تلك الصورة، . تشني الصورة وتشعث حسنهاوكذلك أيضاً كثري من الصور املستحسنة قد تكون فيها معان لطيفة . الصورة فيظهر عند خفاء تلك املعاين حسن

وكثري من هذه املعاين قد ختفى عن البصر من كثري . من أجلها كانت الصورة كالنقوش الدقيقة والتخطيط والترتيب. ن الصورة للبصرمن األبعاد املعتدلة، فإذا قربت من البصر فضل قرب ظهرت تلك املعاين اللطيفة للبصر ظهر حس

.فالبعد على انفراده قد يفعل احلسن. فزيادة البعد ونقصان البعد قد يظهر احلسنوذلك أن الصور املستحسنة منها ما يكون فيها وشوم وغضون ومسام . والبعد أيضاً قد يفعل احلسن بطريق العرض

ين الدقيقة اليت تشني تلك الصورة، فإذا بعدت عن البصر فضل بعد خفيت تلك املعا. تشني الصورة وتشعث حسنهاوكذلك أيضاً كثري من الصور املستحسنة قد تكون فيها معان لطيفة . فيظهر عند خفاء تلك املعاين حسن الصورة

وكثري من هذه املعاين قد ختفى عن البصر . من أجلها كانت الصورة حسنة كالنقوش الدقيقة والتخطيط والترتيبلة، فإذا قربت من البصر فضل قرب ظهرت تلك املعاين اللطيفة للبصر وظهر حسن من كثري من األبعاد املعتد

.فالبعد على انفراده قد يفعل احلسن. فزيادة البعد ونقصان البعد قد يظهر احلسن. الصورة للبصروذلك أن . والوضع قد يفعل احلسن، وكثري من املعاين املستحسنة إمنا تستحسن من أجل الترتيب والوضع فقط

ألن حسن اخلط . والكتابة املستحسنة إمنا تستحسن من أجل الترتيب. النقوش كلها إمنا تستحسن من أجل الترتيبفإن مل يكن تأليف احلروف وترتيبها منتظماً متناسباً . إمنا هو من تقومي أشكال احلروف ومن تأليف بعضها ببعض

وقد يستحسن اخلط إذا كان . صحيحة مقومة فليس يكون اخلط حسناً وإن كانت أشكال حروفه على انفرادهاوكذلك كثري من صور املبصرات إمنا حتسن وتروق من أجل . تأليفه تأليفاً منتظماً وإن مل تكن حروفه يف غاية التقومي

.تأليف أجزائها وترتيب بعضها عند بعض .من احليوانوالتجسم يفعل احلسن، ولذلك تستحسن األجسام اخلصبة من أشخاص الناس وأشخاص كثري

والصور املستحسنة من الناس وأشخاص كثري من احليوانات . والشكل يفعل احلسن، ولذلك يستحسن اهلالل .والشجر والنبات إمنا تستحسن من أجل أشكاهلا وأشكال أجزاء الصورة

ولذلك صار القمر أحسن من كل واحد من الكواكب وصارت الكواكب الكبار أحسن من. والعظم يفعل احلسن .الكواكب الصغار

ولذلك أيضاً . والتفرق يفعل احلسن، ولذلك صارت الكواكب املتفرقة أحسن من اللطخات وأحسن من اجملرةولذلك أيضاً توجد األنوار واألزهار املتفرقة يف . صارت املصابيح والشموع املتفرقة أحسن من النار املتصلة اجملتمعة

.الرياض أحسن من اجملتمع منها واملتراص

وإن . واالتصال يفعل احلسن، ولذلك صارت الرياض املتصلة النبات املتكاثفة أحسن من املتقطع منها واملتفرقواحلسن الزائد الذي يف املتصل منها إمنا يفعله . كانت الرياض مستحسنة من أجل ألواهنا فاملتصل منها أحسن

.االتصال فقط. ة الكواكب من السماء أحسن من املواضع القليلة الكواكبولذلك صارت املواضع الكثري. والعدد يفعل احلسن

.ولذلك أيضاً تستحسن املصابيح والشموع إذا اجتمع منها عدد كثري يف موضع واحدولذلك يستحسن الرقص وحركات الراقص وكثري من اإلشارات وحركات اإلنسان يف . واحلركة تفعل احلسن

.كالمه وأفعاله .يستحسن الوقار والسمت ولذلك. والسكون يفعل احلسنولذلك حيسن كثري من الصياغات . ولذلك يستحسن اخلشن من كثري من الثياب والفروش. واخلشونة تفعل احلسن

.بأن ختشن وجوهها وحترش .ولذلك يستحسن الصقال يف الثياب واآلالت. واملالسة تفعل احلسن . املشفةولذلك تستحسن اجلواهر املشفة واألواين. والشفيف يفعل احلسن

والكثافة تفعل احلسن، ألن األلوان واألضواء واألشكال والتخطيط ومجيع املعاين املستحسنة اليت تظهر يف صور .املبصرات ليس يدركها البصر إال من أجل الكثافة

وذلك ألن كثرياً من صور املبصرات قد يكون فيها وشوم وغضون ومسام لطيفة تشينها . والظل قد يظهر احلسنفإذا كانت يف ضوء الشمس ويف األضواء القوية ظهرت الوشوم واملسام اليت فيها فتخفى . سف حسنهاوتك

وإذا كانت يف الظل ويف األضواء الضعيفة خفيت تلك الوشوم والغضون واملسام اليت شانتها فتظهر . حماسنهاسمى أباقلمون إمنا تظهر يف الظل ويف وأيضاً فإن التقازيح اليت تظهر يف أرياش احليوانات ويف النوع امل. حماسنها

وإذا كانت يف ضوء الشمس ويف األضواء القوية خفيت التقازيح واحملاسن اليت تظهر فيها إذا . األضواء املنكسرة .كانت يف الظل ويف األضواء املنكسرة

ريان إمنا يظهر وكذلك املصابيح والشموع والن. وذلك أن الكواكب إمنا تظهر يف الظالم. والظلمة تظهر احلسنوالكواكب يف . حسنها يف سواد الليل ويف املواضع املظلمة، وليس يظهر حسنها يف ضوء النهار ويف األضواء القوية

.الليايل املظلمة أحسن منها يف الليايل املقمرةنني إن كانت فإن العي. وذلك أن أعضاء احليوان املتماثلة ليس حتسن إال إذا كانت متشاهبة. والتشابه يفعل احلسن

وكذلك إن كانت إحداهن أكرب . خمتلفيت الشكل وكانت إحدامها مستديرة واألخرى مستطيلة كانت يف غاية القبحوكذلك . وكذلك الوجنتان إن كانت إحداهن جاحظة واألخرى غائرة وكانت يف غاية القبح. من األخرى

وكذلك إن كان أحدمها طويالً واآلخر قصرياً . لقبحاحلاجبان إن كان أحدمها غليظاً واآلخر دقيقاً كانا يف غاية اوكذلك النقوش وحروف . فجميع أعضاء احليوانان متماثلة ليس حتسن إال إذا كانت متشاهبة. كانا مستقبحني

.الكتابة ليس حتسن إال إذا كانت احلروف املتماثلة منها واألجزاء املتماثلة منها متشاهبةأشكال أعضاء احليوان خمتلفة األجزاء، وليس حتسن إال على ما هي عليه من وذلك أن. واالختالف يفعل احلسن

وليس حسنه إال . وذلك أن األنف لو أنه متساوي الغلظ أوله مساوي الغلظ آلخره لكان يف غاية القبح. االختالفوكذلك مجيع . وكذلك احلاجبان ليس حسنهما إال إذا كان طرفامها أدق من بقيتهما. باختالف طرفيه واخنراطه

وكذلك النقوش وحروف الكتابة لو . أعضاء احليوان إذا تؤملت يوجد حسنها إمنا هو اختالف أشكال أجزائهاوذلك أن أطراف احلروف وأواخر التعريقات إمنا حتسن إذا كانت . تساوت أجزاؤها يف الغلظ ملا كانت مستحسنة

أوساطها وأوائلها ووصوهلا وتعليقاهتا، وكانت ولو تساوت أواخر احلروف و. مستدقة وأدق من بقية احلروففاالختالف قد يفعل احلسن يف كثري من صور . مجيعها يف الغلظ على هيئة واحدة، لكان اخلط يف غاية القبح

.املبصرات

فقد تبني مما ذكرناه آن كل واحد من املعاين اجلزئية اليت تدرك حباسة البصر اليت بينا تفصيلها قد تفعل احلسن علىوإمنا ذكرنا ما ذكرناه . وإذا استقرئت وجد كل واحد من هذه املعاين قد تفعل احلسن يف مواضع كثرية. انفراده

على طريق املثال، وليستدل بكل واحد من األمثلة على نظائره، وليتطرق به إىل استقراء أمثاله من أراد البحث عن أنه ليس تفعل هذه املعاين احلسن يف كل املواضع وال يفعل إال . كيفية تأثريات هذه املعاين يف الصور املستحسنة

ومثال ذلك . الواحد من هذه املعاين احلسن يف كل صورة حيصل فيها ذلك املعىن، بل يف بعض الصور دون بعضهاليس كل لون يفعل احلسن، وال اللون الواحد : وكذلك اللون. العظم ليس يفعل احلسن يف كل جسم مقتدر العظم

وكل واحد من . ليس كل شكل يفعل احلسن:وكذلك الشكل. سن يف كل جسم حيصل فيه ذلك اللونيفعل احلاملعاين اجلزئية اليت ذكرناها تفعل احلسن بانفراده، ولكن يف بعض املواضع دون بعضها وعلى بعض الصفات دون

.بعضهاط احلسن هو الذي تكون أشكال حروفه وذلك أن اخل. وأيضاً فإن هذه املعاين قد تفعل احلسن باقتران بعضها ببعض

فإن اخلط الذي جيتمع فيه هذان . أشكاالً مستحسنة وتأليف بعضها ببعض تأليفاً مستحسناً، وهو غاية حسن اخلطفغاية حسن اخلط إمنا يكون من اقتران . املعنيان أحسن من اخلط الذي يكون فيه أحد هذين املعنيني دون اآلخر

.الشكل والوضعلوان املشرقة الرائقة والنقوش إذا كانت مرتبة ترتيباً منتظماً متشاكالً كانت أحسن األلوان والنقوش اليت وكذلك األ

وكذلك صور أشخاص الناس واحليوانات قد يظهر فيها احلسن من اقتران املعاين اجلزئية اليت .ليس هلا ترتيب منتظما أحسن من العني اليت يل هلا إال الكرب فقط أو التلويز وذلك أن كرب العينني الكرب املعتدل مع تلويز شكله. فيهاوكذلك سهولة اخلدين مع ورقة اللون أحسن من اخلدين السهلني مع انكساف اللون وأحسن من اخلدين . فقط

وكذلك استدارة الوجه مع رقة اللون أحسن من صغر الفم مع غلظ الشفتني . اجلاحظني وإن كانا رقيقي اللون .وهذا املعىن كثري التيقن. لشفتني مع سعة الفموأحسن من رقة ا

وإذا استقرئت الصور املستحسنة يف مجيع املبصرات وجد اقتران املعاين اجلزئية اليت تكون يف الصور تفعل فيها وأكثر احلسن الذي يدرك حباسة البصر إمنا يتقوم من . أنواعاً من احلسن ال يفعله الواحد من املعاين على انفراده

فاملعاين اجلزئية اليت ذكرناها تفعل احلسن بانفرادها وتفعل احلسن باقتران بعضها . ان هذه املعاين بعضها ببعضاقتر .ببعض

. وقد يتقوم احلسن من احلسن من معىن آخر غري كل واحد من املعنيني اللذين ذكرنامها، وهو الناسب واإلئتالفحيصل ألجزائها أشكال خمتلفة وأعظام خمتلفة وأوضاع خمتلفة وذلك أن الصور املركبة املتألفة من أعضاء خمتلفة

. واتصال وافتراق، وحيصل يف كل واحد منها عدة معان من املعاين اجلزئية، وليس مجيعها يكون متناسباً ومتآلفاً

وذلك أنه ليس كل شكل حيسن مع كل شكل وال عظم حيسن مع كل عظم وال كل وضع حيسن مع كل وضع وال سن مع كل عظم وال كل عظم مع كل وضع، بل كل واحد من املعاين اجلزئية يتناسب بعض املعاين كل شكل حي

ومثال ذلك قنو األنف مع غؤور العينني غري . ويباين بعضها، وكل مقدار فهو يناسب بعض املقادير ويباين بعضهاتوء اجلبهة مع غؤور العينني مستحسن، وكذلك كرب العينني مع كرب األنف املسرف الكرب غري مستحسن، وكذلك ن

فلكل عضو من األعضاء شكل وأشكال حتسن . غري مستحسن وتطامن اجلبهة مع جحوظ العينني غري مستحسنصورته، ومع ذلك فكل شكل من أشكال كل واحد من األعضاء إمنا يناسب بعض األشكال اليت لألعضاء الباقية

.سبة ألعضاء الصورةدون بعضها، وحتسن الصورة باجتماع األشكال املنا

فإن كرب العينني مع حسن شكلها ومع قنو األنف وباالعتدال وبالعظم . وكذلك أعظام األعضاء وأوضاعها وترتيبهاوكذلك تلويز العينني وحالوة شكلها وإن صغرتا مع دقة األنف واعتدال شكله . املناسب لكرب العينني مستحسن

وكذلك دقة الشفتني مع لطافة الفم مستحسن إذا كانت لطافة الفم . اًومقداره إذا اجتمعا يف الوجه كان مستحسنمناسبة لدقة الشفتني، أعين أن ال تكون الشفتان يف غاية الدقة والفم ليس يف غاية الصغر، بل يكون صغر الفم

أعضاء الوجه وكذلك سعة الوجه إذا كان مناسباً ملقادير. معتدالً والشفتان دقيقتني ومع ذلك مناسبة ملقدار الفم. كان مستحسناً، أعين أن ال يكون الوجه يف غاية السعة وأعضاء الوجه صغاراً أعين غري مناسبة ملقدار مجلة الوجه

فإن الوجه إذا كان واسعاً مسرف السعة وكانت األعضاء اليت فيه صغاراً غري مناسبة ملقداره كان الوجه غري وكذلك إن كان الوجه صغرياً ضيقاً وأعضاؤه . وأشكاهلا مستحسنةمستحسن وإن كانت مقادير األعضاء متناسبة وإذا كانت األعضاء متناسبة ومناسبة ملقدار سعة الوجه فإن الصورة . كباراً غري مناسبة ملقداره كان الوجه مستقبحاً

.تكون مستحسنة وإن مل يكن كل واحد من األعضاء على انفراده مستحسناً يف شكله ومقدارهفإذا . ب فقط قد يفعل احلسن إذا مل نكن األعضاء على انفرادها مستقبحة وإن مل تكن يف غاية حسنهابل التناس

اجتمع يف الصورة حسن أشكال كل واحد من أجزائها وحسن مقاديرها وحسن تأليفها وتناسب األعضاء يف مناسبة جلملة شكل الوجه األشكال واألعظام واألوضاع ومجيع املعاين اليت يقتضيها التناسب، وكانت مع ذلك

والصورة اليت حيصل فيها بعض هذه املعاين دون بعض يكون حسنها حبسب ما فيها من . ومقداره، فهو غاية احلسن .املعاين املستحسنة

وكذلك مجيع . وكذلك اخلط ليس يكون مستحسناً إال إذا كانت حروفه متناسبة يف أشكاهلا ومقاديرها وترتيبها .يت جيتمع فيها أجزاء خمتلفةأنواع املبصرات ال

فإذا استقرئت الصور املستحسنة من مجيع أنواع املبصرات وجد التناسب يفعل فيها من احلسن ما ليس يفعله كل . واحد من املعاين اجلزئية على انفراده وما ليس تفعله املعاين اجلزئية أيضاً اليت جتتمع يف الصورة باقتران بعضها ببعض

ين املستحسنة اليت تفعلها املعاين اجلزئية باقتران بعضها ببعض أيضاً وجد احلسن الذي يظهر من وإذا تؤملت املعاألنه ليس كلما اجتمع ذلك املعنيان أو . اقتراهنا إمنا يظهر لتناسب ما حيصل فيما بني تلك املعاين املقترنة وائتالفها

لتناسب يؤلف بني املعنيني أو املعاين اجملتمعة يف تلك املعاين حدث ذلك احلسن، بل يف بعض الصور دون بعض، وهو فاحلسن إمنا يكون من املعاين اجلزئية، ومتامه وكماله إمنا هو من التناسب واالئتالف الذي حيدث بني املعاين . الصورة .اجلزئية

املعاين اجلزئية اليت قد تبني من مجيع ما ذكرناه أن احملاسن والصور املستحسنة اليت تدرك حباسة البصر إمنا تكون من والبصر يدرك املعاين اجلزئية اليت قدمنا . تدرك حباسة البصر ومن اقتران بعضها ببعض ومن مناسبة بعضها لبعض

فإذا أدرك البصر مبصراً من املبصرات، وكان يف ذلك املبصر . ذكرها مفردة ومقترنة، ويدرك الصور املتألفة منهامنا ذكرها اليت تفعل احلسن منفرداً، وتأمل البصر ذلك املعىن منفرداً، حصلت صورة معىن من املعاين اجلزئية اليت قد

ألن صورة كل مبصر . ذلك املعىن بعد التأمل عند احلاس وأدركت القوة املميزة حسن املبصر الذي فيه ذلك املعىنصر املبصر ومل مييز املعاين اليت فإذا أدرك الب. من املبصرات مركبة من عدة معان من املعاين اليت قد قدمنا تفصيلها

فيه، وكان أحد املعاين اليت يف ذلك املبصر على الصفة اليت تفعل احلسن يف النفس، فإن البصر عند تأمل ذلك املعىن وإذا حصل إدراك صورة . فإذا كان ذلك املعىن منفرداً حصل ذلك اإلدراك عند احلاس. يدرك ذلك املعىن منفرداً

احلسن عند احلاس أدركت القوة املميزة احلسن الذي فيه، فأدركت بذلك اإلدراك حسن ذلك املعىن الذي يفعل وإذا أدرك البصر مبصراً من املبصرات، وكان يف ذلك املبصر حسن مركب من معان مقترن بعضها بعض . املبصر

عاين اليت فيه، وأدرك ومن معان مناسب بعضها لبعض، وتأمل البصر ذلك املبصر وميز املعاين اليت فيه وأدرك املاملعاين اليت تفعل احلسن باقتران بعضها ببعض أو مناسبة بعضها لبعض، وحصل ذلك اإلدراك عند احلاس، وقاست

فالبصر . القوة املميزة تلك املعاين بعضها ببعض، أدركت حسن ذلك املبصر املركب من اقتران املعاين املتألفة اليت فيه .ات من قياس تلك املعاين بعضها ببعض على الصفة اليت فصلناهايدرك احلسن الذي يف املبصر

إدراك القبح

وذلك انه قد تقدم أن املعاين اجلزئية قد تفعل . فأما القبح فهو الصورة اليت ختلو من كل واحد من املعاين املستحسنةوكذلك التناسب ليس . احلسن ولكن ليس تفعله يف كل املواضع وال يف كل الصور، بل يف بعض الصور دون بعض

فالصور اليت ليس يفعل فيها شيء من املعاين اجلزئية شيئاً من . يكون يف مجيع الصور بل يف بعض الصور دون بعض. احلسن على انفراد املعاين وال باقتراهنا وال يكون فيها شيء من التناسب يف أجزائها فليس فيها شيء من احلسن

وقد جيتمع يف الصورة . ألن قبح الصورة هو عدم احلسن فيها. ت مستقبحةوإذا مل يكن فيها شيء من احلسن كانالواحدة معان مستحسنة ومعان مستقبحة، والبصر يدرك حسن احلسن منها وقبح القبيح إذا ميز املعاين اليت فيها

وكذلك كل . والقبح يدركه البصر من الصور اليت قد عدمت مجيع احملاسن من عدمه احلسن عند إدراكها. وتأملها .معىن مستقبح

إدراك التشابه

فأما إدراك البصر للتشابه فإن التشابه هو تساوي الصورتني أو املعنيني يف املعىن الذي يتشاهبان فيهز والبصر يدرك فإذا أدرك البصر صورتني متشاهبتني معاً أو معنيني متشاهبني فهو . الصور واملعاين اليت يف الصور على ما هي عليه

شاهبهما من إدراكه لكل واحدة من الصورتني أو املعنيني، ومن قياس إحدى الصورتني باألخرى أو املعنيني يدرك تفالبصر يدرك التشابه يف الصور املتشاهبة ويف . أحدمها باآلخر، ومن إدراكه لتساويهما يف املعىن الذي فيه يتشاهبان

.ين على ما هي عليه، ومن قياس بعضهما ببعضاملعاين املتشاهبة من إدراكه لكل واحد من الصور واملعا

إدراك االختالف

فأما االختالف فإن البصر يدركه يف الصور املختلفة من إدراكه لكل واحدة من الصورتني املختلفتني ومن قياس ين إحساس إحديهما باألخرى ومن إدراكه لعدم التساوي يف هيئتهما ويف مجيع املعاين اليت فيهما اليت خيتلفان فيها، أع

فاالختالف يدرك حباسة البصر من إدراك البصر لكل واحدة من الصور واملعاين على . احلاس بعدم التساوي فيهما .انفرادها ومن قياس بعضها ببعض ومن إحساس احلاس بعدم التساوي فيهما

وقد تبني من مجيع . البصر فقد أتينا على تبيني كيفيات إدراك البصر لكل واحد من املعاين اجلزئية اليت تدرك حباسةذلك أن املعاين اجلزئية اليت تدرك حباسة البصر منها ما يدرك مبجرد احلس ومنها ما يدرك باملعرفة ومنها ما يدرك

.وهذه املعاين اليت قصدنا لتبيينها يف هذا الفصل. بالقياس واالستدالالت

الفصل الرابع

متييز إدراك البصر للمبصرات

والبصر إمنا يدرك صور املبصرات . البصر كل واحد من املعاين اجلزئية اليت تدرك حباسة البصر قد تبني كيف يدركوصور املبصرات إمنا هي مركبة من املعاين اجلزئية اليت تقدم بياهنا كالشكل والعظم واللون . اليت هي األجسام

بصر إمنا يدرك كل واحد من املعاين اجلزئية من فال. والوضع والترتيب وأمثال ذلك من املعاين اجلزئية اليت تقدم بياهناوالبصر يدرك من كل صورة من صور املبصرات مجيع . إدراكه لصور املبصرات اليت هي مركبة من املعاين اجلزئية

وليس يدرك البصر شيئاً من املعاين اجلزئية منفرداً، ألنه ليس ينفرد واحد من . املعاين اجلزئية اليت يف الصورة معاًعاين اجلزئية اليت تقدم بياهنا متحداً ال يقترن به غريه، ألن مجيع املعاين اجلزئية اليت تقدم بياهنا ليس توجد إال يف امل

أجسام، واجلسم ليس ينفرد مبعىن واحد من هذه املعاين دون غريها، بل ليس خيلو واحد من األجسام من أن جيتمع فالبصر إمنا يدرك صور املبصرات، وكل واحدة من صور املبصرات . لبصرفيه عدة من املعاين اجلزئية املدركة حباسة ا

مركبة من عدة من املعاين اجلزئية، فالبصر يدرك يف كل واحدة من صور املبصرات عدة من املعاين اجلزئية منفرداً يف ه من املعاين اجلزئية، مث فالبصر يدرك كل واحد من املعاين اجلزئية عند مالحظة املبصر مقترناً بغري. التخيل والتمييز

.من متييزه للمعاين اليت يف الصورة يدرك كل واحد من املعاين على انفرادهوقد تبني بالتفصيل والتحرير كيف يدرك البصر صور املبصرات اليت هي مركبة من املعاين اجلزئية الذي هو إدراك

ليت منها تتألف صور املبصرات منها ما يظهر يف حال مالحظة واملعاين اجلزئية ا. املعاين اجلزئية اجملتمعة يف الصورة معاًومثال ذلك النقوش الدقيقة وحروف الكتابة والوشوم . البصر للمبصر ومنها ما ليس يظهر إال بعد التفقد والتأمل

وليس ومجيع املعاين اللطيفة ليس تظهر للبصر يف حال مالحظة البصر، . والغضون واختالف األلوان املتقاربة الشبهوحقيقة صورة املبصر اليت تدرك حباسة البصر هي اليت تتقوم من مجيع املعاين اجلزئية . تظهر إال بعد التفقد والتأمل

وليس تدرك حقيقة صورة املبصر اليت يصح أن يدركها . اليت تكون يف صورة املبصر اليت يصح أن يدركها البصروإذا كان ذلك كذلك فحقيقة صورة املبصر الذي . ون يف صورة املبصرالبصر إال بإدراك مجيع املعاين اجلزئية اليت تك

.فيه معان لطيفة ليس يدركها البصر إال من بعد التفقد والتأملوأيضاً فإنه إذا كان البصر ليس يدرك املعاين اللطيفة إال بالتفقد والتأمل، وليس تظهر املعاين اللطيفة للبصر يف حال

درك مبصراً من املبصرات وأدرك صورته، ومل يكن يف ذلك املبصر شيء من املعاين املالحظة، فإن البصر إذا أاللطيفة، ومل يدرك البصر يف صورته شيئاً من املعاين اللطيفة، فإنه ليس يتحقق احلاس مع ذلك أن ليس يف ذلك

بصراً من املبصرات، ومل يكن فإذا أدرك البصر م. املبصر معان لطيفة، إذ كانت املعاين اللطيفة ليس تظهر إال بالتأمليف ذلك املبصر شيء من املعاين اللطيفة، فهو يدرك صورته احلقيقية، ولكن ليس يتحقق أن تلك هي صورته

وليس يتحقق أن تلك هي صورته احلقيقية إال بعد أن يتفقد كل جزء من أجزاء ذلك املبصر ويتحقق أنه . احلقيقية .من بعد تفقد مجيع أجزائه يتحقق أن الذي أدركه هو صورته احلقيقيةو. ليس فيها شيء من املعاين اللطيفة

فعلى تصاريف األحوال ليس يتحقق البصر صورة املبصر إال بتفقد مجيع أجزاء املبصر وتأمل مجيع املعاين اليت يصح .التأملوإذا كان ذلك كذلك فحقائق صور املبصرات اليت يدركها البصر ليس تدرك إال ب. أن تظهر من املبصر

. وإذ وقد تبني ذلك فإننا نقول إن إدراك البصر للمبصرات يكون على وجهني، إدراكاً بالبديهة وإدراكاً بالتأملمث رمبا تأمله من بعد ذلك . وذلك أن البصر إذا حلظ املبصر فإنه يدرك منه املعاين الظاهرة اليت فيه يف حال مالحظته

وإن مل يتأمله ويتفقد مجيع أجزائه فقد أدرك منه صورة . يع أجزائه حتقق صورتهفإن تأمله واستقرأ مج. ورمبا مل يتأملهوكثرياً ما . غري حمققة إما هي صورته احلقيقية، وليس يتحقق أهنا صورته احلقيقية، وإما هي غري صورته احلقيقية

نه يدرك منه صورة غري حمققة، فإذا أدرك البصر املبصر ومل يتأمله فإ. يدرك البصر املبصر وينصرف عنه من غري تأملوإذا . وإذا أدرك البصر املبصر وتأمله فهو يدرك منه صورة حمققة ويكون إدراكها بالتأمل. وهو يدركها بالبديهة

واإلدراك بالبديهة . كان ذلك كذلك فإدراك البصر للمبصرات يكون على وجهني، إدراك بالبديهة وإدراك بالتأمل .ك غري حمقق واإلدراك بالتأمل هو الذي به حتقق صور املبصراتهو إدراك غري حمقق واإلدرا

. وإذ قد تبني ذلك فإنا نقول إن التأمل الذي به تدرك حقائق صور املبصرات يكون بالبصر نفسه ويكون بالتمييزوذلك أنه قد تبني يف متييز خطوط الشعاع أن الصور اليت يدركها البصر من سهم الشعاع وما قرب من السهم

فإذا قابل البصر مبصراً من املبصرات ومل يكن املبصر يف غاية . كون أبني وأشد حتقاً مما يدرك من السموت الباقيةتالصغر، بل كان حجمه مقتدراً، وثبت البصر يف مقابلته ومل يتحرك عليه يف حال مالحظته، فإن ما قابل وسط البصر

والبصر حيس هبذه . هم يكون أبني من بقية أجزاء املبصرمن ذلك املبصر وكان على السهم وعلى ما قرب من الساحلال ألنه إذا أدرك مجلة املبصر فإنه جيد املوضع املقابل لوسطه الذي حتصل صورته يف وسط البصر أبني من األجزاء

.الباقيةصر وأدرك مجلته فإذا أدرك البصر املب. وقد تبني من قبل أن هذا املعىن يظهر للحس إذا كان املبصر فسيح األقطار

فإذا أراد أن يتحقق صورة املبصر فهو يتحرك . فإنه جيد صورة اجلزء املقابل لوسطه أبني من مجيع األجزاء الباقيةويقابل بوسطه كل جزء من أجزاء املبصر وبذلك يدرك صورة كل جزء من أجزاء املبصر إدراكاً بيناً حمققاً،كما

فاحلاس إذا أراد أن يتحقق صورة املبصر فإن البصر . حال مالحظة املبصر أدرك اجلزء الذي كان مقابالً لوسطه يفيتحرك حىت يقابل بوسطه كل جزء من أجزاء املبصر جزءاً بعد جزء، فيدرك هبذه احلركة صورة كل جزء من أجزاء

.املبصر على أبني ما ميكن أن يدركهألوان األجزاء واختالف ألواهنا إذا كانت خمتلفة األلوان، فهي متيز. والقوة املميزة متيز مجيع ما يرد عليها من الصور

وترتيب األجزاء بعضها عند بعض وتفصيلها وهيئة كل واحد منها، ومجيع املعاين اليت تظهر بالتأمل من املبصر وهيئة املبصر على فعلى هذه الصفة يكون حتقق كل جزء من أجزاء . مجلة املبصر املتألفة من تلك األجزاء ومن تلك املعاين

وليس تتحقق صورة كل جزء من أجزاء املبصر ويظهر مجيع املعاين . ما هي عليه وحتقق مجيع املعاين اليت يف املبصراليت يف املبصر إال بعد حترك البصر على مجيع األجزاء أو مرور السهم أو ما قرب من السهم بكل واحد من تلك

التأمل وإمرار سهم الشعاع على مجيع أجزاء املبصر، فإذا مهت ومع ذلك فإن البصر مطبوع على حركة. األجزاء

وإذا كانت املعاين اللطيفة اليت يف املبصر ليس . القوة املميزة بتأمل املبصر حترك سهم الشعاع على ميع أجزاء املبصرليس حتصل تظهر إال حبركة البصر ومرور السهم أو ما قرب منه خطوط الشعاع على كل جزء من أجزاء املبصر، ف

صورة املبصر حمققة عند احلاس إذا كان حجمه مقتدراً إال بتحرك البصر ومقابلة كل جزء من أجزاء املبصر بوسط .البصر

وأيضاً فإن املبصر إذا كان يف غاية الصغر ومل يكن مقابالً لوسط البصر فليس يتم تأمله إال بعد أن يتحرك البصر وأيضاً فإنه ليس يدرك . رة ذلك املبصر يف وسط البصر وتظهر ظهوراً بيناًحىت مير السهم بذلك املبصر وحتصل صو

وإذا كان ذلك كذلك فالتأمل . مجيع املعاين اليت تكون يف املبصر إال بتمييز مجيع املعاين اليت يف مجيع أجزاء املبصرإدراك البصر حلقيقة صورة ف. الذي به تدرك حقائق صور املبصرات تكون بالبصر نفسه وتكون بالبصر والتمييز معاً

وإذا كان حجم . والتأمل الذي به تتحقق صورة املبصر ليس يتم إال بتحرك البصر. املبصر ليس يكون إال بالتأمل. املبصر مقتدراً فليس يتم تأمله إال بتحرك سهم الشعاع أو ما قرب منه من خطوط الشعاع يف مجيع أقطار املبصر

اإلبصار ليس يكون إال حبركة وأنه ليس شيء من املبصرات يبصر مجيعاً معاً، فإنه وإىل هذا املعىن ذهب من رأى أن .إمنا أراد اإلبصار احملقق الذي ليس يكون إال بالتأمل وحبركة البصر وحبركة سهم الشعاع يف مجيع أقطار املبصر

يف حال مقابلته وحصول فأما كيف يتحقق احلاس بالتأمل واحلركة صورة املبصر فالبصر إذا قابل املبصر فإنهالصورة يف البصر فإن احلاس يدرك مجلة الصورة إدراكاً جممالً ويدرك اجلزء الذي عند طرف السهم إدراكاً بيناً

على غاية ما يصح أن يدرك ذلك اجلزء، ويدرك مع ذلك يف هذه احلال كل جزء من األجزاء الباقية اليت يف الصورة وانتقل السهم من اجلزء الذي كان عليه إىل جزء آخر أدرك احلاس يف هذه احلال مث إذا حترك البصر. إدراكاً ما

صورة مجلة املبصر إدراكاً ثانياً وأدرك اجلزء الذي عند طرف السهم إدراكاً ثانياً أيضاً ومع ذلك يكون إدراكه هلذا ويف هذه احلال فإن احلاس يدرك . اجلزء الذي عند طرف السهم يف احلال الثانية أبني من إدراكه يف احلال األوىل

وكذلك إذا انتقل السهم باحلركة إىل جزء ثالث فإن احلاس يدرك يف احلال الثالثة . أيضاً األجزاء الباقية إدراكاً مامجلة املبصر إدراكاً ثالثاً، ويدرك اجلزء الذي عند طرف السهم إدراكاً ثالثاً أيضاً، ويكون إدراكه هلذا اجلزء يف هذه

أبني من إدراكه يف احلالتني األوليني، ومع ذلك فإن احلاس يف هذه احلال يدرك أيضاً كل جزء من األجزاء احلال إحدامها تكرر مجلة املبصر ولك جزء من : فبحركة البصر على أجزاء املبصر حتصل للحاس حالتان. الباقية إدراكاً ما

املبصر بسهم الشعاع وما قرب من السهم على أبني ما أجزاء املبصر، واحلال الثانية أنه يدرك كل جزء من أجزاء وإذا تكرر إدراك احلس جلملة . ميكن أن يدركه، فيظهر للحس هبذا التبيني مجيع ما يصح أن يظهر من تلك األجزاء

املبصر ولكل جزء من أجزاء املبصر، وظهر مجيع ما يصح أن يظهر هلمن ذلك املبصر، أدرك هبذه احلال مجيع ما .يدركه من ذلك املبصر ومع ذلك إدراكاً مكرراًيصح أن

ويف تضاعيف هذه اجلملة وهذا التكرر فالقوة املميزة متيز مجيع ما يظهر من ألوان األجزاء وأعظامها وأبعادها وأشكاهلا وأوضاعها وتساوي ما يتساوى منها يف هذه املعاين واختالف ما خيتلف منها يف مجيع هذه املعاين أو يف

من ترتيب األجزاء بعضها عند بعض، وتدرك من متييز مجيع هذه املعاين ومن قياس هذه املعاين مبا تعرفه من بعضها وأمثاهلا اهليئة املتألفة من مجيع ذلك جلملة املبصر، فيتحرر بالتكرر والتبيني والتمييز مجيع املعاين اليت يف املبصر

وإذا حتررت مجيع املعاين اليت يف املبصر . املعاين جلملة املبصرويتشكل يف التخيل اهليئة اليت تتألف من مجيع تلك وتشكلت يف التخيل اهليئة اليت تتألف من مجيع تلك املعاين جلملة املبصر حتققت صورة املبصر اليت هبا يتخصص ذلك

.فعلى هذه الصفة يتحقق احلاس بالتأمل صور املبصرات. املبصر عند احلاس

بصر إذا أدرك مبصراً من املبصرات وحتققت صورته عند احلاس فإن صورة ذلك املبصر تبقى وأيضاً فإننا نقول إن اليف النفس وتكون متشكلة يف التخيل، وإذا تكرر إدراك البصر للمبصر كانت صورته أثبت يف النفس من صورة

أدرك شخصاً من األشخاص املبصر الذي مل يدركه البصر إال مرة واحدة أو مل يكثر إدراك البصر له، وإن البصر إذامث أدرك أشخاصاً أخر من نوع ذلك الشخص وتكرر إدراكه ألشخاص ذلك النوع واستمر ذلك دائماً وتقررت

والذي يدل على أن . صورة ذلك النوع يف النفس وحصلت يف النفس صورة كلية متشكلة يف التخيل لذلك النوعنسان إذا تذكر إنساناً يعرفه وقد شاهده من قبل ذلك واجتمع صور املبصرات تبقى يف النفس ويف التخيل هو أن اإل

معه وحتقق صورته وكان ذاكراً للوقت الذي شاهد فيه ذلك اإلنسان واملوضع الذي اجتمع معه فيه ذكراً صحيحاً، فإنه يتخيل يف احلال شخص ذلك اإلنسان وختطيط وجهه وهيئته ونصبته اليت كان عليها يف ذلك الوقت، ويتخيل

املوضع الذي شاهده فيه، ورمبا ختيل يف احلال مبصرات أخر قد كانت حاضرة يف املوضع الذي شاهد فيه ذلك فتخيله صورة ذلك اإلنسان عند تذكره وصورة املوضع الذي شاهده فيه واحلال اليت كان عليها مع غيبة . اإلنسان

سان وصورة ذلك املوضع حاصلة يف نفسه ذلك اإلنسان وغيبة ذلك املوضع دليل ظاهر على أن صورة ذلك اإلنوكذلك إذا تذكر اإلنسان بلداً قد شاهده مث غاب عنه، فإنه يتخيل صورة ذلك البلد وصورة . وباقية يف ختيله

املواضع اليت كان فيها من ذلك البلد وصور األشخاص الذي عرفهم يف ذلك البلد، إذا كان ذاكراً جلميع ذلك مع وكذلك ما شاهده اإلنسان من املبصرات إذا تذكرها وكان ذاكراً ملشاهدته . ما شاهده فيهغيبة ذلك البلد وغيبة

فتخيل اإلنسان لصور املبصرات اليت . هلا ذكراً صحيحاً فإنه يتخيل صورها على ما شاهدها عليه يف وقت مشاهدهتاات اليت قد أدركها البصر قد شاهدها من قبل وهي غائبة عنه يف حال تذكرها دليل ظاهر على أن صور املبصر

.حتصل يف النفس وتتشكل يف التخيلفأما أن صورة املبصر الذي يتكرر إدراك البصر له تكون أثبت يف النفس ويف التخيل من صورة املبصر الذي مل . يتكرر إدراك البصر له فإن ذلك ألن النفس إذا ورد عليها معىن من املعاين حصلت صورة ذلك املعىن يف النفس

إذا متادى الزمان على ذلك املعىن ومل يعد مرة ثانية على النفس رمبا أنسيت النفس ذلك املعىن أو أنسيت بعض ففإذا عاد ذلك املعىن على النفس قبل نسيانه وقبل نسيان املعاين اليت فيه أو مجهورها جتددت صورة . املعاين اليت فيه

ية الصورة األوىل وقرب عهد النفس بذلك املعىن من الصورة ذلك املعىن يف النفس، فذكرت النفس بالصورة الثانفإذا تكرر ورود املعىن على النفس مرات كثرية كانت النفس لذلك املعىن أذكر وبه آنس وكان ذلك املعىن . الثانية

.أثبت يف النفسرك النفس مجيع املعاين اليت وأيضاً فإنه يف أول مرة يرد املعىن على النفس أو ترد صورة املبصر على النفس رمبا مل تد

يف تلك الصورة ومل تتحققها وأدركت بعض املعاين اليت فيها، فإذا عادت الصورة مرة ثانية أدركت النفس منها ما مل وكلما تكررت الصورة على النفس ظهر منها ما مل يكن ظهر إذا مل يكن ظهر فيها مجيع . تكن أدركته يف املرة األوىل

وإذا أدركت النفس من الصورة دقائق معانيها ومجيع ما فيها وحتققت صورهتا كانت . يف أول مرةاملعاين اليت فيها أبني يف النفس وأثبت يف التخيل من الصورة اليت مل تدرك النفس مجيع املعاين اليت فيها يف أول مرة مث تكرر ورود

. أن الذي أدركته يف أول مرة هو حقيقة صورهتاالصورة عليها، ومل تدرك فيها بعد املرة األوىل معىن زائداً، حتققت والصورة املتحققة املتيقنة تكون أثبت يف النفس ويف التخيل من الصورة الغري حمققة، فصورة املبصر إذا تكرر إدراك

البصر هلا حتققت صورهتا عند النفس ويف التخيل، وتكون النفس بكثرة تكرر الصورة أذكر للصورة وآنس هبا،

فلذلك تكون الصورة املتكررة على . صورة وذكر النفس هلا يكون ثبوت الصورة يف النفس ويف التخيلوبتحقق ال .البصر أثبت يف النفس ويف التخيل من الصورة اليت مل يكثر إدراك البصر هلا

والصور والذي يدل دليالً واضحاً على أن املعاين والصور إذا تكررت على النفس كانت أثبت يف النفس من املعاين اليت مل تتكرر على النفس هو أن اإلنسان إذا أراد أن حيفظ علماً من العلوم أو أدباً من اآلداب أو خرباً أو ما جيري جمرى ذلك، فإنه يكرر قراءة هذا املعىن مرات كثرية، فإذا كرر قراءته ثبت يف نفسه، وكلما كرره أكثر كان أشد

احدة مل يثبت يف نفسه، وإن قرأه مرات قليلة أيضاً مل يثبت يف نفسه وإن ثبت ثبوتاً وأبعد نسياناً، وإذا قرأه مرة ونسيه سريعاً، وإذا نسي اإلنسان شيئاً كان قد حفظه فإنه إذا عاود درسه وكرره مرات كثرية عاد حفظه لذلك

ى النفس كلما تكررت فمن االعتبار هبذا املعىن يتبني بياناً واضحاً أن الصور اليت ترد عل. املعىن وثبت يف نفسه .كانت أثبت يف النفس ويف التخيل من الصور اليت مل يتكرر ورودها على النفس

فأما الصور الكلية اليت حتصل يف النفس ألنواع املبصرات وتكون متشكلة يف التخيل فإن لكل نوع من أنواع شخاص مبعان جزئية مما يدرك املبصرات هيئة وشكالً يتساوى فيها مجيع أشخاص ذلك النوع، وختتلف تلك األ

واهليئة والشكل واللون ومجيع املعاين اليت تتقوم . ورمبا كان اللون يف مجيع أشخاص النوع واحداً. حباسة البصر أيضاًوالبصر يدرك تلك اهليئة وذلك الشكل ويدرك كل معىن تتساوى فيه . منها هيئة كل شخص من أشخاص النوع

اليت يدركها من أشخاص ذلك النوع، ويدرك أيضاً املعاين اجلزئية اليت ختتلف هبا أشخاص النوع من مجيع األشخاص فبتكرر إدراك البصر ألشخاص النوع الواحد تتكرر عليه الصورة . تلك األشخاص مع اتفاقها يف املعاين الكلية

ورة الكلية على وإذا تكررت الص. الكلية اليت يف ذلك النوع مع اختالف الصور اجلزئية اليت لتلك األشخاصومن اختالف الصور اجلزئية اليت ترد مع الصور الكلية عند تكررها تدرك النفس . النفس ثبتت يف النفس واستقرت

فعلى هذه الصفة يكون . أن الصورة اليت تتساوى فيها مجيع أشخاص ذلك النوع هي صورة كلية لذلك النوع .بصرات يف النفس ويف التخيلحصول الصور الكلية اليت يدركها البصر من أنواع امل

فصور أشخاص املبصرات وصور أنواع املبصرات اليت قد أدركها البصر تبقى يف النفس وتثبت يف التخيل، وكلما تكرر إدراك البصر هلا كانت صورته أثبت يف النفس ويف التخيل، ومن الصور احلاصلة يف النفس ألنواع املبصرات

ومعول احلاس واعتماده يف إدراك مائيات املبصرات إمنا هو على . بصرات وأشخاصها تكون معرفة احلاس باملالصور احلاصلة يف النفس، ألن إدراك مائيات املبصرات ليس يكون إال املعرفة، واملعرفة إمنا هي من قياس الصورة

ر من قبل ومن إدراك اليت يدركها البصر يف احلال بالصورة الثابتة يف التخيل من صور املبصرات اليت أدركها البصفإدراك مائية املبصر إمنا هو إدراك تشبه صورة . تشبه الصورة املدركة يف احلال بإحدى الصور احلاصلة يف التخيل

فمعول احلاس من إدراك مائيات . املبصر بصورة من الصور املستقرة يف النفس الثابتة يف التخيل ألنواع املبصراتلية احلاصلة يف النفس ألنواع املبصرات ومعوله يف معرفة أشخاص املبصرات إمنا املبصرات إمنا هو على الصور الك

هو على صور األشخاص احلاصلة يف النفس لكل واحد من األشخاص اليت قد أدركها البصر من قبل وختيل اليت قد والقوة املميزة مطبوعة على تشبيه صور املبصرات يف حال اإلبصار بالصورة الثابتة يف التخيل . صورها

فإذا وجدت يف . اقتنتها النفس من صور املبصرات فإن القوة املميزة تطلب شبهه يف الصور احلاصلة يف التخيلالتخيل صورة تشبه صورة ذلك املبصر عرفت ذلك املبصر وأدركت مائيته، وإن مل جتد يف الصور احلاصلة يف

ولسرعة تشبيه القوة املميزة . وال تدرك مائيتهالتخيل صورة تشبه صورة ذلك املبصر فليس تعرف ذلك املبصر لصورة املبصر يف حال اإلبصار رمبا عرض هلا الغلط فتشبه املبصر بغريه من املبصرات إذا كان يف املبصر معىن من

مث تأملت ذلك املبصر من بعد هذه احلال وحتققت صورته شبهته بصورته الشبيهة به يف . املعاين هو يف ذلك الغريفعلى هذه الصفات تدرك مائيات املبصرات . ة، ويتبني هلا يف احلال الثانية أهنا كانت غالطة يف التشبيه األولاحلقيق

.حباسة البصر

إدراكاً مبجرد التأمل : وإذ قد تبينت مجيع هذه املعاين فإنا نقول إن إدراك املبصرات بالتأمل يكون على وجهنياإلدراك الذي مبجرد التأمل فهو إدراك املبصرات الغريبة اليت مل مييزها البصر أما . وإدراكاً بالتأمل مع تقدم املعرفة

فإن البصر إذا أدرك مبصراً من . من قبل، واملبصرات اليت أدركها البصر من قبل وليس هو ذاكراً ملشاهدهتالناظر أن يتحقق املبصرات ومل يكن رأى ذلك املبصر من قبل ذلك الوقت ومل يكن رأى مبصراً من نوعه، وأراد ا

صورة ذلك املبصر، فإنه يتأمله ويستقرئ بالتأمل مجيع املعاين اليت فيه فيدرك بالتأمل صورته احلقيقية اليت تدرك فإذا مل يكن رأى ذلك املبصر من قبل ذلك الوقت ومل ير شيئاً من نوعه فإنه عند إدراك صورته ليس يعرف . بالبصر

يقته، وال يكون مع ذلك قد عرفه، فيكون حتققه لصورة ما هذه صفته من صورته، فهو يقتين بالتأمل صورة حقوكذلك إذا أدرك البصر مبصراً من املبصرات وكان قد شاهد ذلك املبصر من . املبصرات إمنا هو مبجرد التأمل فقط

يف احلال الثانية قبل ومل يكن ذاكراً ملشاهدته فإنه عند تأمله إذا مل يكن ذاكراً لصورته األولة فليس يعرف صورته .فيكون إدراكه للمبصر الذي هبذه الصفة مبجرد التأمل

فأما اإلدراك الذي يكون بالتأمل مع تقدم املعرفة فهو إدراك مجيع أنواع املبصرات اليت قد أدركها البصر من قبل إذا استأنفت وأدرك مبصرات من نوعها وحصلت صور أنواعها وأشخاصها يف النفس والنفس ذاكرة هلا ولصورها

فإذا أدرك البصر مبصراً من املبصرات اليت قد أدركها من قبل ذلك الوقت وأدرك شيئاً من . تأملها مع معرفتهاأنواعها فإنه يف حال مالحظة ذلك املبصر قد أدرك مجلة صورته اليت يدركها بالبديهة، مث باليسري من التأمل قد أدرك

فإذا كان قد أدرك من قبل ذلك الوقت مبصرات من نوع ذلك . يت ختص نوعهمجلة هيئته اليت هي الصورة الكلية الاملبصر وقد حصلت صورة نوع ذلك املبصر يف نفسه وكان ذاكراً للصورة الكلية اليت لنوع املبصر، فإنه يعرف

ركها من الصورة الكلية اليت أدركها من ذلك املبصر يف حال إدراكها، ويف حال معرفته بالصورة الكلية اليت يدفإن مل . مث إذا تأمل املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر حتقق صورته اجلزئية. ذلك املبصر قد عرف ذلك املبصر بالنوع

يكن شاهد ذلك املبصر بعينه قبل ذلك الوقت أو كان شاهده ومل يكن ذاكراً ملشاهدته ولصورته اليت أدركها عند ئية، وإذا مل يعرف الصورة اجلزئية مل يعرف املبصر نفسه، فتكون معرفته لذلك املشاهدة األولة، مل يعرف الصورة اجلز

وإن كان شاهد ذلك املبصر . املبصر بالنوع فقط، ويقتين من تأمله وحتقق صورته صورته اجلزئية اليت ختص شخصهقبل من ذلك قبل ذلك الوقت مع مشاهدته ألشخاص من نوعه وكان ذاكراً ملشاهدته وللصورة اليت أدركها من

املبصر، فإنه إذا أدرك صورته اجلزئية فإنه يعرف الصورة اجلزئية يف حال إدراكها، ويف حال معرفة الصورة اجلزئية قد عرف املبصر، فيتحقق بإدراك صورته اجلزئية صورة املبصر، ومع ذلك يعرف املبصر نفسه، وتكون معرفته لذلك

د شاهد ذلك املبصر من قبل ومل يشاهد من نوع ذلك املبصر غري ذلك وإن كان ق. املبصر بالنوع وبالشخص مجيعاًالشخص فقط، ومل تتميز له الصورة الكلية اليت لنوع ذلك املبصر، فإنه إذا أدرك ذلك املبصر وأدرك املعاين الكلية

. اك صورته الكليةاليت يف ذلك املبصر اليت تعم نوع ذلك املبصر فإنه ال يعرف ذلك املبصر وال يدرك مائيته من إدرفإذا أدرك املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر وأدرك صورته اجلزئية وكان ذاكراً للصورة اجلزئية اليت أدركها من

ذلك املبصر، فإنه يعرف الصورة اجلزئية عند إدراكها، وإذا عرف الصورة اجلزئية عرف املبصر بعينه وتكون معرفته فإدراك مجيع . س يدرك شيء من املبصرات بالتأمل إال على إحدى هذه الصفاتولي. لذلك املبصر بالشخص نفسه

واملعرفة قد تكون . املبصرات إذن بالتأمل يكون على وجهني، إدراكاً مبجرد التأمل وإدراكاً بالتأمل مع تقدم املعرفة .بالنوع فقط وقد تكون بالنوع وبالشخص معاً

يف زمان، ألن التأمل إمنا هو بالتمييز وحركة البصر، والتمييز ليس يكون وأيضاً فإن اإلدراك بالتأمل ليس يكون إالوقد تبني أيضاً فيما تقدم أن اإلدراك . إال يف زمان واحلركة ليس تكون إال يف زمان، فالتأمل ليس يكون إال يف زمان

ن اإلدراك باملعرفة واإلدراك بالتمييز باملعرفة واإلدراك بالتمييز ليس يكون إال يف زمان، وإذ قد تبني أيضاً فيما تقدم أليس يكون إال يف زمان، وإذ قد تبني أن إدراك املبصرات بالتأمل يكون مبجرد التأمل ويكون بالتأمل مع تقدم

املعرفة، وأن ما يدرك بالتأمل وما يدرك باملعرفة ليس يدرك إال يف زمان، فإننا نقول إن اإلدراك الذي يكون بالتأمل وذلك أن . عرفة يكون يف أكثر األحوال يف زمان أقصر من الزمان الذي يكون فيه اإلدراك مبجرد التأملمع تقدم امل

املعاين القائمة يف النفس وحاضرة للذكر ليس حيتاج يف معرفتها عند حضورها إىل استقراء مجيع املعاين اليت منها فإذا أدركت القوة املميزة من الصورة اليت . ليت ختصهاتتقوم حقيقتها، بل يقنع يف إدراكها إدراك معىن من املعاين ا

ترد إليها معىن من املعاين اليت ختص تلك الصورة وكانت ذاكرة للصورة األولة، فإهنا تعرف باخلاصة مجيع الصور .اليت وردت عليها، ألن كل معىن خيص الصورة فهو أمارة تدل على تلك الصورة

البصر فإنه إذا أدركه البصر فإنه إذا أدرك ختطيط يده فقط قد أدرك أن ومثال ذلك شخص اإلنسان إذا أدركه وكذلك إن . وكذلك إن أدرك ختطيط رجله. إنسان قبل أن يدرك ختطيط وجهه وقبل أن يدرك ختطيط بقية أجزائه

أدرك أن فمن إدراك البصر لبعض املعاين اليت ختص هيئة اإلنسان قد. أدرك ختطيط وجهه قبل أن يدرك بقية أجزائهذلك املبصر إنسان من غري حاجة إىل إدراك بقية أجزائه، ألنه يدرك بقية أجزائه بتقدم املعرفة من الصور احلاصلة يف

وكذلك الشخص املعني الذي شاهده البصر من قبل إذا أدرك البصر بعض املعاين اليت ختص . النفس هليئة اإلنسانإنساناً أو زرقة يف عينه أو قرنة يف حاجبه أو غضون يف جبهته، فإنه صورته اجلزئية كفطسة تكون يف أنفه إن كان

وكذلك الفرس يعرفه . من إدراك بعض هذه األمارات مع إدراكه جلملة صورته قد أدرك ذلك الشخص وعرفهابة وكذلك الكتابة فإن الكاتب املاهر بالكت. بشينة أو ببعض شينة أو ببلقة تكون يف موضع منه أو بغرة غي جبهته

وكذلك . إذا أدرك صورة أجبد فقد أدرك أهنا أجبد من مجلة صورهتا، ومن قبل أن يستقرئ حروفها قد أدرك أهنا أجبدمجيع كلمات الكتابة اليت تتكرر على الكتاب يعرفها الكاتب يف حال إدراكها من إدراك بعض حروفها ومن قبل أن

.يستقرئ كل حرف من حروفها

راك البصر هلا وهو عارف بصورها وذاكر هلا قد يدركها البصر باألمارات، وليس كذلك واملبصرات اليت تقدم إدفإن البصر إذا . املبصرات الغريبة اليت مل يرها البصر من قبل واملبصرات اليت قد شاهدها البصر وأنسي مشاهدهتا

من ذلك البعض مائية ذلك أدرك مبصراً مل يره من قبل ذلك الوقت، ألنه ليس عنده لبقية أجزائه، فليس يدرك املبصر، ألنه ليس عنده لبقية أجزائه صورة مستقرة، فليس يدرك البصر حقيقة املبصر الذي مل يره من قبل إال

وكذلك املبصر الذي شاهده البصر من قبل وليس هو ذاكراً ملشاهدته . باستقراء مجيع أجزائه ومجيع املعاين اليت فيهوإدراك بعض املعاين اليت يف الصورة تكون يف زمان أقصر . يتأمل مجيع املعاين اليت فيهليس يتحقق صورته إال بعد أن

واإلبصار الذي يكون بالتأمل مع تقدم املعرفة قد يكون يف . من الزمان الذي تدرك فيه مجيع املعاين اليت يف الصورةمل، وهلذه العلة صار البصر يدرك أكثر األحوال يف زمان أقصر من الزمان الذي يكون فيه اإلبصار مبجرد التأ

املبصرات املألوفة إدراكاً يف غاية السرعة ويف زمان خفي عن احلس وال يكون بني مقابلة البصر للمبصر وبني

وذلك أن اإلنسان منذ الطفولية ومنذ مبدأ النشوء . إدراكه ملائية املبصر املألوف زمان حمسوس يف أكثر األحوالوقد تبني أن . ليه أشخاص املبصرات وتتكرر عليه الصور الكلية اليت ألنواع املبصراتيدرك املبصرات وتتكرر ع

صور املبصرات اليت يدركها البصر حتصل يف النفس وتتشكل يف التخيل ، وأن الصور اليت تتكرر على ابصر تثبت ومجيع املعاين املشهورة قد فجميع املبصرات املألوفة مجيع األنواع املألوفة. يف النفس ويستقر تشكلها يف التخيل

فإذا أدرك البصر مبصراً من املبصرات . حصلت صورها مستقرة يف النفس ومتشكلة يف التخيل وحاضرة للذكراملألوفة وأدرك مجلة صورته وأدرك من بعد اجلملة أمارة ختص ذلك املبصر يف حال إدراكه لتلك األمارة، ويكون

. ري من التأمل الستئناف تأمل مجيع املعاين اليت فيه يف حال إدراكه الذي عرفه فيهإدراكه املبصر بتقدم املعرفة وباليسواملبصرات املألوفة يدركها البصر ويدرك مائياهتا باألمارات وبتقدم املعرفة، فيكون إدراكه ملائياهتا يف أكثر األحوال

.اين اليت فيها بالتأمليف زمان غري حمسوس، ألنه يكون باليسري من التأمل ومن إدراكه بعض املعوذلك أن . وأيضاً فإن إدراك البصر لنوعية املبصر يكون يف زمان أقصر من الزمان الذي يدرك فيه شخصية املبصر

وقد . املبصر إذا أدرك شخصاً من أشخاص الناس فإنه يدرك إنساناً قبل أن يدرك صورته اجلزئية اليت ختص شخصهوجهه بل من انتصاب قامته وترتيب أعضائه قد أدرك أنه إنسان وإن مل مييز يدرك أنه إنسان وإن مل يدرك ختطيط

. وكذلك أنواع املبصرات املألوفة يدرك البصر نوعية الشخص منها ببعض األمارات اليت ختص ذلك النوع. وجههختص شخص وليس كذلك إدراك شخصية املبصر، فإن شخصية املبصر ليس تدرك إال من إدراك املعاين اجلزئية اليت

وإدراك املعاين اجلزئية اليت ختص الشخص ليس تدرك إال من بعد إدراك املعاين الكلية . املبصر ومن إدراك بعضهاوباجلملة فإن املعاين اليت يف الصورة الكلية اليت لنوع الشخص هي بعض . اليت يف ذلك الشخص أو إدراك بعضها

يكون يف زمان أقل من الزمان الذي يدرك فيه الكل، فإدراك البصر وإدراك البعض . املعاين اليت يف صورته الشخصية .لنوعية املبصر يكون يف زمان أقصر من الزمان الذي يدرك فيه شخصية ذلك املبصر

وأيضاً فإن املبصرات املألوفة ختتلف أزمان إدراك نوعياهتا، ألن أنواع املبصرات املألوفة منها ما يشتبه بغريها من فإن اإلنسان ليس تشتبه صورة نوعه بنوع غريه : كنوع اإلنسان ونوع الفرس. ما ليس يشتبه بغريه األنواع ومنها

وليس الزمان الذي يدرك فيه . من احليوان، وليس كذلك الفرس، ألن الفرس يشبهه كثري من الدواب يف مجلة هيئتهن شخص الفرس ونوعيته ويدرك أنه البصر من شخص اإلنسان نوعيته ويدرك أنه إنسان كالزمان الذي يدرك فيه م

فرس، وخاصة إذا كان إدراكه لكل واحد من هذين من بعد مقتدر، ألن البصر إذا أدرك شخص اإلنسان متحركاً فإنه يف احلال من انتصاب قامته مع حركته قد أدرك أنه إنسان، فمن احلركة يدرك أنه حيوان ومن انتصاب القامة

ا أدرك شخص الفرس فإن البصر إذا أدرك شخص الفرس وأدركه متحركاً، وليس كذلك إذ. يدرك أنه إنسانوأدرك مع مجلة ذلك هيئته وعدد قوائمه، فليس يدرك من مجيع ذلك أنه فرس، ألن هذه املعاين هي يف كثري من إمنا ذوات األربع وهي تساوي الفرس يف هذه املعاين وغريها، وخاصة البغل فإنه يشبه الفرس يف أكثر أحواله، وفإن . يتميز الفرس عن البغل مبعاين ليست بكل الظاهرة كتخطيط وجهه وامتداد عنقه وسرعة حركته وسعة خطوه

وليس . مل يدرك البصر واحداً من هذه املعاين اليت يتميز هبا الفرس مع إدراكه جلملة هيئته فليس يدرك أنه فرسمان الذي يدرك فيه هيئة الفرس مع املعاين اجلزئية اليت الزمان الذي يدرك البصر فيه انتصاب قامة اإلنسان كالز

وإدراك البصر لنوعية اإلنسان يكون يف زمان أقصر من الزمان الذي يدرك فيه نوعية . يتميز هبا الفرس عن غريه .الفرس، وإن كان الزمانان قصريين وأحدمها على تصاريف األحوال يزيد على اآلخر

لورد يف بعض البساتني فإنه يدرك يف احلال أن ذلك املبصر هو الورد للون الذي وكذلك إذا أدرك البصر توريد ا

خيص الورد مع كونه يف البستان، من قبل إدراكه الستدارة أوراقه وتراصف األوراق بعضها على بعض، وقبل درك على كل حال أنه وإن كان يشبه الورد غريه من األنوار فإنه ي. إدراك مجيع املعاين اليت تتقوم منها صورة الورد

وليس كذلك إذا أدرك البصر خضرة الرحيان يف البستان، فإن البصر إذا أدرك . نور، ال من ورق الشجر والنباتمن الرحيان خضرته فقط مع كونه يف البستان فليس يدرك من إدراك اخلضرة فقط أنه رحيان، ألن أكثر النبات

فإن مل يدرك . لرحيان يف اخلضرة والشكل، كالنمام وأمثاله من النباتأخضر، ومع ذلك فإن كثرياً من النبات يشبه اوليس الزمان الذي . من الرحيان شكل أوراقه وتكاثفها واملعىن الذي يتخصص به الرحيان فليس يدرك أنه رحيان

لذي يدرك يدرك فيه البصر أشكال أوراق الرحيان واملعاين اليت يتخصص هبا الرحيان، مع إدراك خضرته، كالزمان اوكذلك مجيع األنواع املشتبهة، ليس يدرك البصر مائيتها إال بفضل تأمل، واملبصرات . فيه من الورد توريده فقط

وكذلك األشخاص، فإن الشخص الذي يعرفه البصر وال . القليلة الشبه يدرك البصر مائيتها باليسري من التأملريه من األشخاص اليت يعرفها البصر يكون إدراك البصر له يشبهه غريه من األشخاص اليت يعرفه البصر ويشبهه غ

.بفضل تأملفجميع املبصرات املألوفة يدرك البصر نوعياهتا وشخصياهتا باليسري من التأمل مع تقدم املعرفة، ويكون إدراكها يف

ف أشخاصها، أكثر األحوال يف زمان غري حمسوس، وختتلف مع ذلك أزمان إدراكها حبسب اختالف أنواعها واختالويكون إدراك نوعية الشخص أسرع من إدراك شخصيته، ويكون إدراك نوعية ما يقل شبهه من األنواع أسرع من

إدراك نوعية ما يكثر شبهه، ويكون إدراك شخصية الشخص القليل الشبه أسرع من إدراك شخصية الشخص .الكثري الشبه

ومثال ذلك أن البصر إذا أدرك حيواناً كثري . تتأمل من املبصراتوأيضاً فإن زمان التأمل خيتلف حبسب املعاين اليت األرجل وكانت أرجله صغاراً وكان متحركاً، فإن البصر إذا أدركه وتأمله باليسري من التأمل يدرك حركته، وإذا

إدراكه أدرك حركته فقد أدرك أنه حيوان، مث باليسري من التأمل إذا تأمل أرجله فقد أدرك انه كثري األرجل منللتفرق الذي بني أرجله، ومع ذلك فليس يعرف يف احلال كم عدد أرجله، فإن أراد أن يعرف كم عدد أرجله

فإدراكه حليوانيته يكون يف زمان يسري، مث إدراكه لكثرة أرجله يكون يف زمان . احتاج إىل فضل تأمل وفضل زمانصر على واحد واحد من األرجل ويعدها، وليس يكون يسري أيضاً، وعدد أرجله ليس يدركه إال بعد أن يثبت الب

وكذلك إذا أدرك البصر شكالً . ذلك إال يف زمان له قدر، ويكون مقدار الزمان أيضاً حبسب كثرة األرجل وقتلهامستديراً وكان يف داخله شكل كثري األضالع وكانت أضالع ذلك الشكل صغاراً وكان مع ذلك خمتلف األضالع

اً ومل يكن متفاوتاً، فإنه يف حال إدراكه جلملة الشكل قد أدرك أنه مستدير، وليس يدرك يف احلال أن اختالفاً متقاربوإذا تأمل الشكل املستدير فضل تأمل ظهر له . يف داخله شكالً مضلعاً إن كانت أضالع الشكل يف غاية الصغر

أسرع من إدراكه للشكل املضلع الذي يف فيكون إدراكه الستدارة الشكل املستدير .الشكل املضلع الذي يف داخلهمث يف حال إدراكه للشكل املضلع ليس يظهر اختالف أضالع ذلك الشكل وال يتميز له أهنا متساوية أو . داخله

خمتلفة، وليس يظهر اختالف أضالع الشكل املضلع، إذا كانت أضالعه صغاراً وكان االختالف الذي بينها متقارباً .بفضل تأمل ويف زمان له قدروليس باملتفاوت، إال

وكذلك إذا أراد . وأيضاً فإن احلاس إذا أراد أن يتأمل شكل مجلة املبصر فيكفيه أن مير البصر على حميط املبصر فقطوكذلك إذا أراد أن يتأمل خشونة سطح املبصر أو مالمسته . أن يتأمل لون املبصر فيكفيه أن مير البصر عليه إمراراً

وليس كذلك املعاين اخلفية واملعاين اللطيفة اليت . ته فإنه يكفيه أن مير البصر عليه إمراراً سريعاًأو شفيفه أو كثاف

تكون يف املبصرات، كأشكال كل واحد من أجزاء املبصرات وتشابه أشكاهلا، ومقادير األجزاء واختالف األجزاء غار بعضها عند بعض إن كان يف املبصر أجزاء واختالف مقاديرها، واختالف ألواهنا وتشاهبها، وترتيب األجزاء الص

فإن املعاين ليس تدرك بالتأمل إال بعد أن يثبت البصر على كل واحد من األجزاء، ويدور حول شكل . صغار متميزةوليس يتم ذلك ويتحرر يف زمان يسري . كل واحد من أشكال تلك األجزاء، ويقيس كل واحد من األجزاء باآلخر

فتأمل البصر للمعاين املبصرة ختتلف أزمانه حبسب . يف زمان له قدر وكذلك مجيع املعاين اللطيفةوحبركة سريعة، بل .اختالف املعاين املتأملة

وإذ قد تبني مجيع ذلك فإننا نقول إن اإلبصار الذي يكون بتقدم املعرفة، إذا كان باألمارات واليسري من التأمل، ومل وذلك أن إدراك املبصر بتقدم املعرفة . يت يف املبصر، فليس هو إدراكاً حمققاًيستأنف البصر تأمل مجيع املعاين ال

وباألمارات إمنا يدرك به مجلة املبصر على ما هي عليه، وتدرك القوة املميزة املعاين اجلزئية اليت يف ذلك املبصر على وقد تتغري املعاين اجلزئية . لك املبصرالصفة اليت تعرفها لذلك املبصر من الصورة األولة اليت هي حاصلة يف النفس لذ

وإذا . اليت تكون يف املبصرات مبرور الزمان، ومع ذلك فليس يدرك البصر املعاين اليت تتغري من املبصر بتقدم املعرفةكان التغري خفياً وليس بكل الظاهر فليس يدركه البصر بالبديهة، وليس يدرك التغري إذا مل يكن يف غاية الظهور إال

ومثال ذلك أن البصر إذا كان يعرف إنساناً ما، وكانت صورة ذلك اإلنسان سليمة، وكان البصر يتحقق . تأملبالصورته، مث غاب ذلك اإلنسان عن البصر مدة من الزمان فحدث يف وجهه يف زمان غيبته منش أو آثار أو كلف،

رك البصر هذا الشخص من تلك اآلثار خفية وكان ذلك النمش أو تلك اآلثار خفية ومل تكن يف غاية الظهور، مث أدومل تكن يف غاية الظهور، مث أدرك البصر هذا الشخص من بعد هذه احلال وعرفه يف حال إدراكه، فإنه يف حال

إدراكه لذلك الشخص ومعرفته به ليس يدرك النمش الذي حدث يف وجهه أو اآلثار اليت حدثت فيه إذا مل تكن فإذا شاهده وعرفه ومل يستأنف تأمله فهو يعتقد فيه . رة ذلك املبصر سليمة من اآلثاربكل الظاهرة، وهو يعرف صو

مث إن مل يستأنف تأمله يكون قد أدرك ذلك املبصر على خالف ما . أنه سليم الصورة ملا قد عرفه من صورته من قبل .هي عليه هو عليه، وإن تأمله فضل تأمل ظهرت له اآلثار اليت يف وجهه وأدرك صورته على ما

وكذلك إن أدرك البصر مثرة من الثمار وتأملها وحتقق صورهتا مث غاب عنها أياماً فنمت تلك الثمرة يف تلك األيام وزاد مقدارها وتغري شكلها، أو كان يف جزء منها محرة فزاد اجلزء احملمر منها أو اشتدت محرته، ومل تكن الزيادة

سرياً، مث عاد البصر إىل تلك الثمرة وشاهدها وعرفها، فإنه يف حال إدراكها والتغيري الذي حدث يف الثمرة تغرياً يوإن استأنف تأملها يف احلال الثانية، وكان ذاكراً مع ذلك . ومعرفته هبا ليس يدرك التغري اليسري الذي حدث فيها

وإن مل يستأنف . احلال الثانيةحلقيقة صورهتا يف احلالة األوىل، فإنه يدرك التغري الذي حدث فيها ويتحقق صورهتا يف تأملها فليس تكون الصورة اليت أدركها من تلك الثمرة بتقدم املعرفة هي صورهتا احلقيقية اليت هي عليها يف حال

.إدراكه هلا يف الثاينوكذلك إن أدرك البصر جداراً يف بعض املواضع وكان ذلك اجلدار أملس وكانت فيه نقوش وتزايني، وتأمل البصر

ك اجلدار وحتقق صورته، مث غاب عن ذلك املوضع مدة، وحدث يف ذلك اجلدار تغري من خشونة سطحه أو ذلتشعث بعض النقوش اليت فيه، ومل يكن التشعث بكل الظاهر، مث عاد البصر إىل ذلك املوضع وشاهد ذلك اجلدار،

يدرك التشعيث اخلفي الذي حدث فيه، وكان ذاكراً لصورته األولة وملشاهدته، فإنه يف حال مشاهدته ومعرفته ليسفإن كان حدث فيه خشونة فهو يظنه أملس كما عهده، . وهو يعرف صورته على صفة ليس فيها ذلك التشعيث

فهو يف حال إدراكه لذلك . وإن كانت نقوشه يف األول كانت حمققة مث تغريت فهو يظن بنقوشه يف الثاين أهنا حمققة

ه باملعرفة، فإن مل يستأنف تأمله فقد أدرك صورته على خالف ما هي عليه، وإن اجلدار ومعرفته به يدرك صورت .استأنف تأمله ظهرت له املعاين اليت تغريت من ذلك الدار وأدرك صورته على ما هي عليه

ئاهتا ويف ومجيع املبصرات اليت يف اليت يف عامل الكون والفساد قابلة لتغري يف ألواهنا ويف أشكاهلا ويف أعظامها ويف هيمالستها وغفي خشونتها ويف ترتيب أجزائها ويف كثري من املعاين اجلزئية اليت تكون فيها، ألن طبيعتها مستحيلة

فالتغري طبيعي هلا، والتغري الذي يصح أن يدركه . متغرية، وألهنا مع ذلك متهيئة لالنفعال مبا يعرض فيها من خارجليس ميكن أن يظهر للبصر تغريه يف االستحالة، فليس شيء منها ليس ميكن البصر ممكن يف مجيعها وإن كان فيها ما

فليس شيء من املبصرات اليت يف عامل الكون والفساد ليس . أن يعرض له من خارج تغري يصح أن يظهر للبصرراً للبصر، فليس وإذا كانت مجيع املبصرات متهيئة للتغري وميكن أن تتغري تغرياً ظاه. ميكن أن يقبل تغرياً يظهر للبصر

شيء من املبصرات اليت يدركها البصر وقد تقدم إدراكه هلا وحتقق صورته وهو ذاكر لصورها يكون واثقاً عند إدراكه هلا يف الثاين بأنه على صورته اليت كان عليها يف األول ومل حيدث فيه تغري، إذ كان التغري ممكناً يف مجيع

ن املبصرات، وكان قد أدرك ذلك املبصر من قبل ذلك الوقت وتأمله وحتقق فإذا أدرك البصر مبصراً م. املبصراتفإن كان قد حدث يف ذلك املبصر تغري . صورته، وكان ذاكراً لصورته، فإنه يف حال مشاهدته قد أدركه وقد عرفه

رفته على وإن مل يكن حدث فيه تغري ظاهر فهو يعرفه ويظنه عند مع. ظاهراً أدرك ذلك التغري يف حال مشاهدتهالصفة اليت يعرفها منه، ومع ذلك فإنه إذا مل يستأنف تأمله فليس هو واثقاً بأن صورته اليت يعرفها منه باقية على

هيئتها ومل يتغري شيء منها، إذ كان ممكناً أن يكون قد حدث فيه تغري خفي ال يظهر إال بالتأمل، فإن استأنف تأمله فإدراك . له فليس يكون بإدراكه لذلك املبصر ومعرفته به متحققاً لصورتهحتققت له صورته، وإن مل يستأنف تأم

البصر للمبصرات بتقدم املعرفة وباألمارات وباليسري من التأمل ليس هو إدراكاً حمققاً، وليس يدرك البصر املبصر ذلك املبصر ومتييز مجيعها يف إدراكاً حمققاً إال بتأمل املبصر يف حال إدراكه لذلك املبصر وبتفقد مجيع املعاين الين يف

.حال إدراكه لذلك املبصرواإلبصار بالبديهة يدرك به املبصر املعاين الظاهرة . إبصار بالبديهة وإبصار بالتأمل: فاإلبصار يكون على وجهني

قدم واإلبصار بالبديهة يكون مبجرد البديهة وقد يكون بالبديهة مع ت. فقط، وليس يتحقق بالبديهة صورة املبصرواإلبصار مبجرد البديهة هو إبصار املبصرات اليت ال يعرفها البصر يف حال مالحظتها وال يتأملها مع ذلك يف . املعرفةواإلبصار بالبديهة مع تقدم املعرفة هو إبصار املبصرات اليت تقدمت معرفة البصر هبا إذا عرفها البصر يف . احلال

وعلى كلى احلالني ليس يدرك البصر بالبديهة حقيقة املبصر، تقدمت .حال مالحظتها ومل يستأنف مع ذلك تأملها .معرفته باملبصر أو مل تتقدم معرفته بهإبصار مبجرد التأمل هو إبصار املبصرات اليت مل يدركها البصر من قبل، أو : واإلبصار بالتأمل يكون على وجهني

ر بالتأمل مع تقدم املعرفة هو إبصار مجيع املبصرات اليت واإلبصا. ليس يذكر إدراكه هلا إذا تأملها يف حال إدراكهاوهذا . قد أدركها البصر من قبل، وهو ذاكر إلبصارها، إذا استأنف مع معرفتها تأملها واستقرأ املعاين اليت فيها

درك أحدمها هو اإلبصار املألوف للمبصرات املألوفة، وهذا القسم يكون باألمارات اليت ت: اإلبصار ينقسم قسمنيويكون هذا اإلبصار يف أكثر األحوال يف . باليسري من التأمل، واستقراء بعض املعاين اليت يف املبصر مع تقدم املعرفة

والقسم الثاين الذي يكون بغاية . زمان غري حمسوس، وليس يكون ما يدرك على هذه الصفة إدراكاُ يف غاية التحقيقبصر يف حال إدراك املبصر مع تقدم املعرفة بذلك املبصر، ويكون يف األكثر يف التأمل واستقراء مجيع املعاين اليت يف امل

واإلبصار الذي هبذه الصفة هو الذي تدرك به . زمان حمسوس، وخيتلف زمانه حبسب املعاين اليت تكون يف املبصر .املبصرات املألوفة إدراكاً يف غاية التحقيق

بصرات إدراكاً حمققاً على غاية التحقيق إال بتأمل مجيع املعاين اليت يف وباجلملة فإنه ليس يدرك البصر شيئاً من املاملبصر وتفقد مجيع أجزاء املبصر ومتييز مجيع املعاين اليت يف املبصر يف حال إدراك البصر للمبصر، تقدمت املعرفة

اية التحقيق هو باإلضافة إىل وهذا التحقيق هو باإلضافة إىل احلس، ومعىن حمققاً ومعىن غ. بذلك املبصر أو مل تتقدمومع مجيع ذلك فإن إدراك البصر . احلس، ومعىن حمققاً ومعىن غاية التحقيق يف هذه املواضع هو غاية ما يدركه احلس

.للمبصرات يكون حبسب قوة البصر، فإن األبصار خيتلف إحساسها يف القوة والضعفمجيع أنواع اإلبصار، وهو الذي قصدنا لتبيينه يف هذا وهذه هي. فعلى هذه الصفات يكون إدراك البصر للمبصرات

وقد أتينا على تفصيل مجيع املبصرات وتفصيل مجيع املعاين املبصرة، وبينا مجيع املعاين اليت هبا يتوصل البصر . الفصلوهذه . اإلبصارإىل إدراك املبصرات وإىل إدراك املعاين املبصرة، وميزنا مجيع األقسام اليت إليها تنقسم مجيع أنواع

.هي املعاين اليت قصدنا لتبيينها يف هذه املقالةمتت املقالة الثانية من كتاب احلسن بن احلسن يف املناظر وانتهى النسخ عشية األحد الثامن والعشرين من مجادى

خلقه حممد األخرى سنة ست وسبعني وأربعمائة بالبصرة وكتب أمحد بن حممد بن جعفر حامداً هللا ومصلياً على خري .النيب وآله وصحبه

املقالة الثالثة

أغالط البصر

فيما يدركه على استقامة وعللها

بسم اهللا الرمحن الرحيم

الفصل األول

صدر املقالة

قد تبني يف املقالة األوىل والثانية كيف يدرك البصر املبصرات على ما هي عليه إذا كان إدراكه هلا على استقامة، وليس كل . ملبصر، وكيف يدرك كل واحد من املعاين اجلزئية على ما هي عليه وكيف يتحققهوكيف يتحقق صورة ا

مبصر يدركه البصر على ما هو عليه، وال كل معىن يدركه البصر ويتخيل الناظر أنه قد أدرك حقيقته يكون مصيباً ا على خالف ما هي عليه، ورمبا بل قد يغلط البصر يف كثري مما يدركه من املبصرات ويدركه. يف إدراكه ويف ختيله

وذلك أن البصر إذا أدرك مبصراً من . أحس بغلطه يف حال غلطه ورمبا مل حيس بغلطه وظن أنه مصيب ويكون غالطاًاملبصرات، وكان على بعد متفاوت، فإنه يدرك مقدار أصغر من مقداره احلقيقي، وإذا كان املبصر قريباً جداً من

ن مقداره احلقيقي، وإذا أدرك البصر شكالً مربعاً أو كثري األضالع من البعد املتفاوت البصر أدرك مقداره أعظم مأدركه مستديراً إذا كان متساوي األقطار ومستطيالً إذا كان خمتلف األقطار، وإذا أدرك الكرة من البعد املتفاوت

.البصر على هذه الصفة فهو غالط فيهومجيع ما يدركه . وأمثال هذه املعاين كثرية وكثرية األنواع. أدركها مسطحةوإذا . وأيضاً فإن البصر إذا نظر إىل كوكب من الكواكب فإنه يدركه يف احلال ساكناً والكوكب مع ذلك متحرك

رجع الناظر إىل عمله علم أن الكوكب متحرك يف حال نظره إليه، فإذا ميز الناظر هذا املعىن أحس يف احلال أنه وإذا نظر الناظر إىل شخص من األشخاص اليت على وجه األرض من بعد . ون الكوكبغالط فيما يدركه من سك

متفاوت، وكان ذلك الشخص متحركاً حركة بطيئة مسرفة البطء ومل يطل النظر إليه يف حال نظره إليه، يدركه يس يعلم يف احلال أنه وإذا مل يتقدم علم الناظر حبركة ذلك الشخص، ومل يلبث زماناً طويالً يف مقابلته، فل. ساكناً

فقد . غالط فيما يدركه من سكون ذلك الشخص، فيكون يف إدراكه ما هذه صفته غالطاً ومع ذلك حيس بغلطه .يعرض للبصر الغلط يف كثري مما يدركه من املبصرات ورمبا أحس بغلطه ورمبا مل حيس به

ى ما هي عليه، وقد تبني مما ذكرناه يف هذا الفصل وإذ قد تبني يف املقالتني املتقدمتني كيف يدرك البصر املبصرات علأن البصر قد يعرض له الغلط يف كثري مما يدركه من املبصرات، فقد بقي أن نبني مل يعرض للبصر الغلط ومىت يعرض

وحنن نقصر هذه املقالة على الكالم يف أغالط البصر فيما يدركه على االستقامة، . له الغلط وكيف يعرض له الغلطني العلل اليت من أجلها يعرض للبصر الغلط، وإىل كم نوع تنقسم أنواع الغلط، ونبني كيف يعرض الغلط يف ونب

.كل نوع من أنواع الغلط، ونقدم ما جيب تقدميه لتبيني الكالم يف األغالط

الفصل الثاين

تقدمي ما جيب تقدميه

لتبيني الكالم يف أغالط البصر

البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات إال من مسوت خطوط الشعاع، وأن املبصرات قد تبني يف املقالة األوىل أن وقد تقدم أيضاً أن املبصر . وأجزاء كل واحد من املبصرات إمنا يدرك البصر ترتيبها من ترتيب خطوط الشعاع

شاهباً، وإذا كان وضع الواحد الذي يدرك بالبصرين معاً إمنا يدرك واحداً إذا كان وضعه من البصرين مجيعاً وضعاً متاملبصر الواحد من البصرين وضعاً خمتلفاً فإن الناظر إليه يدركه اثنني، واملبصرات املألوفة اليت تدرك دائماً بالبصرين

وإذا كان ذلك كذلك فيجب أن نقرر كيف يدرك املبصر الواحد بالبصرين . معاً ليس يدرك الواحد منها إال واحداًألوقات وعلى أكثر األوضاع، وكيف يكون وضع املبصر الواحد من البصرين يف أكثر األوقات معاً واحداً يف أكثر ا

وعلى أكثر األوضاع وضعاً متشاهباً، ونبني أيضاً كيف يكون وضع املبصر الواحد من البصرين وضعاً خمتلفاً ومىت ن نفصل هذا املعىن ونلخصه، ونبني وقد ذكرنا هذا املعىن يف املقالة األوىل وبيناه بقول جممل وحنن اآل. يقع ذلك

إن الناظر إذا نظر إىل مبصر من املبصرات فإن كل : أيضاً كيف نعترب هذه املعاين اعتباراً يقع معه اليقني، فنقولواحد من البصرين يلحظ ذلك املبصر، وإذا حدق الناظر إىل ذلك املبصر فإن كل واحد من البصرين حيدق إىل

شاهباً متساوياً، وإن تأمل الناظر املبصر فإن كل واحد من البصرين يتأمل ذلك املبصر بالسواء، ذلك املبصر حتديقاً مت .وإذا حترك البصر على املبصر لتأمله فإن البصرين مجيعاً يتحركان عليه ويتأمالنه

وإن . حهوإذا حدق الناظر إىل املبصر فإن سهمي البصرين جيتمعان على ذلك املبصر ويلتقيان على نقطة من سط .تأمل الناظر ذلك املبصر فإن السهمني يتحركان معاً على سطح ذلك املبصر وميران معاً جبميع أجزاء املبصر

وباجلملة فإن البصرين متساويان يف مجيع أحواهلما، والقوة احلساسة اليت فيهما واحدة، وفعلهما وانفعاهلما أبداً

ر، فإن البصر اآلخر يتحرك لذلك اإلبصار بعينه مثل تلك احلركة فإذا حترك أحد البصرين لإلبصا. متساو ومتشابهوليس ميكن أن يتحرك أحد البصرين اإلبصار ويسكن اآلخر، وال . بعينها، وإن سكن أحد البصرين سكن اآلخر

ا يعتمد أحد البصرين النظر إىل مبصر من املبصرات وال يعتمد البصر اآلخر النظر إىل ذلك املبصر، إال يعوق أحدمهوإذا . عائق أو يستره ساتر أو يعرض له عارض، فيعتاق بذلك العارض أو الساتر عن فعل ما يفعله البصر اآلخر

.تؤملت حال البصرين عند إدراك املبصرات وتفقدت أفعاهلما وحركاهتما أبداً متساوية متشاهبة

اإلبصار خمروطاً متومهاً رأسه مركز وقد تبني فيما تقدم أن بني كل مبصر من املبصرات وبني مركز البصر يف حالغري أن هذا املخروط يشتمل على مجيع السموت اليت منها يدرك . البصر وقاعدته سطح املبصر الذي يدركه البصر

البصر ذلك املبصر، فإذا التقى سهما البصرين على نقطة من سطح املبصر الذي يلي البصرين فإن سطح املبصر ي الشعاع املتشكلني بني مركزي البصرين وبني ذلك املبصر، ويكون وضع النقطة تكون قاعدته مشتركة ملخروط

اليت التقى عليهما السهمان عند البصرين مجيعاً وضعاً متشاهباً، ألهنا تكون مقابلة لوسطي البصرين، والسهمان سطح املبصر فإن فأما بقية. اللذان بينها وبني البصرين مها عمودان على سطحي البصرين وعلى سطحي البصرين

كل نقطة منه يكون بينها وبني مركزي البصرين وضعهما بالقياس إىل السهمني وضع متشابه يف اجلهة، أعين أن كل خطني متومهان بني مركزي البصرين وبني نقطة من سطح املبصر الذي التقى عليه سهما البصرين يكونان مجيعاً

فأما أبعاد هذه اخلطوط . نقطة االلتقاء هي على كل واحد من السهمنيمائلني عن السهمني إىل جهة واحدة بعينها، وعن السهمني فإن النقط القريبة جداً من نقطة االلتقاء يكون كل خطني خيرجان من مركزي البصرين إىل كل نقطة

لتقاء يكونان وذلك أن السهمني اخلارجني إىل نقطة اال. منها بعدمها عن السهمني بعداً متساوياً بالقياس إىل احلسمتساويني وليس بينهما اختالف حمسوس إذا مل يكن املبصر قريباً جداً من البصر وكان بعده عن البصر من البعاد

وكذلك يكون حال كل نقطة قريبة جداً من نقطة االلتقاء، يكون كل خطني خيرجان من مركزي البصرين . املعتلةأما إذا كان اخلطان . وت بالقياس إىل احلس، ورمبا كانا متساوينيإىل كل نقطة منها ليس بني طوهلما اختالف متفا

وذلك أن اخلط الذي خيرج من النقطة اليت يلتقي .املائالن يف السطح الذي فيه السهمان فإهنما يكونان خمتلفنياخلط الواصل عليهما السهمان إىل النقطة املائلة عنها حييط مع السهمني بزاويتني خمتلفتني، والسهمان متساويان، و

إال أن هذا االختالف ليس يؤثر يف احلس إذا كانت النقطة املائلة . بني النقطتني مشترك، فاخلطان املائالن خمتلفانوإن كان اخلطان املائالن حتت السهمني أو فوقهما فقد يكونان متساويني، ألنه قد تكون . قريبة من نقطة االلتقاء

ن مع اخلط الواصل بني النقطتني املتساويتني إذا كانت النقطة حتت السهمني أو الزاويتان اللتان حييط هبما السهماواألوضاع اليت بني هذين الوضعني يكون االختالف الذي ين اخلطني املائلني عليهما أقل من االختالف . فوقهما

.الذي بني اخلطني األولني املائلني، فال يكون بني أطواهلما تفاوت يؤثر يف احلساللذان خيرجان من مركزي البصرين إىل النقطة القريبة من النقطة اليت التقى عليها السهمان ليس يكون بني فاخلطان

طوليهما اختالف مؤثر يف احلس، والسهمان متساويان، واخلط الذي يصل بني نقطة االلتقاء وبني النقطة املائلة اليت حيدثان من هذه اخلطوط، فالزاويتان اللتان حتدثان عند خيرج إليها اخلطان من املركزين مشترك للمثلثني اللذين

مركزي البصرين اللتان يوترمها عند سطح املبصر اخلط املشترك تكونان متساويتني أو ليس بينهما اختالف .وهاتان الزاويتان تكونان أبداً صغريتني جداً إذا كانت النقطة قريبة جداً من التقاء السهمني. حمسوس

ان اللذان خيرجان إىل كل نقطة قريبة من نقطة االلتقاء حييطان مع السهمني بزاويتني متساويتني، فبعد وإذا كان اخلط .كل خطني خيرجان إىل نقطة واحدة بعينها من النقط القريبة من نقطة االلتقاء عن سهمي البصرين بعد متساو

لبصرين، إذا كانت قريبة من نقطة وإذا كان ذلك كذلك فكل نقطة من سطح املبصر الذي يلتقي عليه سهما افأما النقط البعيدة عن نقط االلتقاء، . االلتقاء، فإن وضعها من البصرين مجيعاَ وضع متشابه يف البعد عن السهمني

املائلة إىل جهة واحدة عن السهمني مجيعاً، فإن الزاويتني اللتني حتدثان بني اخلطني اللذين خيرجان إىل النقطة الواحدة وكلما كانت هذه حاله من النقط البعيدة من نقطة االلتقاء فإن . بني السهمني رمبا اختلفا اختالفاً له قدرمنها و

فاملبصر الذي يدرك .وضعها من البصرين مجيعاً وضع متشابه يف اجلهة فقط وليس باملتشابه بالبعد عن السهمنيسيح األقطار، فإن وضع كل نقطة منه عند بالبصرين معاً، إذا كان مقتدر احلجم ومتقارب األقطار وليس بف

البصرين وضع متشابه يف اجلهة ويف البعد معاً، فصورته حتصل يف البصرين يف موضعني متشاهبي الوضع من وإذا كان املبصر الذي يدرك بالبصرين فسيح األقطار فإن النقطة منه اليت يلتقي عليها السهمان يكون . البصرين

متشاهباً، وكلما قرب منها من النقط اليت يف سطح ذلك املبصر فإن وضع كل نقطة منها وضعها من البصرين وضعاً من البصرين أيضاً وضع متشابه يف اجلهة ويف البعد معاً، وكلما كان من النقط اليت يف سطح ذلك املبصر بعيداً عن

ا عن البصرين وضع متشابه يف نقطة االلتقاء ومائالً عن السهمني مجيعاً إىل جهة واحدة فإن وضع كل نقطة منهفصور اجلزء الذي عند موضع االلتقاء ، أعين السهمني، . اجلهة ورمبا تشابه يف البعد أيضاً ورمبا مل يتشابه يف البعد

من املبصر الذي هبذه الصفة وما كان حميطاً بنقطة االلتقاء منه ويف تناء منها حتصل يف موضعني من البصرين متشاهبي ع األحوال، وحتصل صورة األجزاء الباقية البعيدة عن نقطة االلتقاء احمليطة باجلزء املتشابه الوضع الوضع يف مجي

متصلة بصورة اجلزء املتشابه الوضع، فتحصل مجلة الصورتني يف موضعني من البصرين ليس بينهما يف الوضع يسرياً من أجل اتصال األطراف اختالف متفاوت، بل يكون االختالف، إذا كان، فهو بني أطرافهما فقط ويكون

فإذا . بالوسطني املتشاهبي الوضع، هذا ما دام البصران ثابتني يف مقابلة املبصر والسهمان ثابتني على نقطة واحدة منهحترك البصران على املبصر وانتقل السهمان من تلك النقطة وحتركا معاً على أقطار ذلك املبصر، فإن كل نقطة من

وضعها ووضع النقط القريبة منها من املبصرين عند التقاء السهمني عليها وضعاً متشاهباً يف غاية ذلك املبصر يصريالتشابه، وتصري صورة كل جزء من املبصر عند حركة السهمني على سطح املبصر يف موضعني متشاهبي الوضع من

.ل عند البصرين مجيعاًالبصرين، وتصري صورة مجيع أجزاء املبصر عند احلركة والتأمل متشاهبة احلاوكذلك أيضاً إذا كان البصر يدرك مبصرات متفرقة يف وقت واحد معاً، والتقى السهمان على واحد منها وثبتا عليه، وكان املبصر الذي التقى عليه السهمان متقارب األقطار، فإن صورة ذلك املبصر حتصل يف موضعني من

املبصر أيضاً من املبصرات إذا كان صغري احلجم ومل يكن فسيح وكلما قرب من ذلك . البصرين متشاهبي الوضعوما كان من املبصرات . األقطار فإن صورته حتصل يف موضعني من البصرين ليس بني وضعيهما اختالف حمسوس

بعيداً عن املبصر الذي عليه السهمان، وكان البصران مجيعاً يدركان ذلك املبصر، فإنه ما دام السهمان ثابتني علىذلك املبصر فإن صورة املبصر البعيد منه حتصل يف موضعني من البصرين متشاهبي الوضع يف اجلهة فقط وليس

مبتشاهبي الوضع يف البعد، وليس مجيع أجزائهما متشاهبة الوضع يف البعد عن السهمني، فتكون صورة ما هذه حاله السهمان والتقيا على كل واحد من املبصرات اليت مث إذا حترك البصران وحترك . من املبصرات ملتبسة وغري حمققة

أدركت معاً، فإن صورة كل واحد منها حتصل يف موضعني متشاهبي الوضع من البصرين يف اجلهة ويف البعد معاً، .وعند ذلك تتحقق صورة كل واحد من تلك املبصرات

صراً آخر ويكون وضع ذلك وقد يلتقي سهما البصرين على مبصر من املبصرات ويدرك البصران مع ذلك مبوذلك إذا كان املبصر اآلخر أقرب إىل البصرين من املبصر الذي . املبصر اآلخر من البصرين وضعاً خمتلفاً يف اجلهة

التقى عليه السهمان وكان مع ذلك فيما بني السهمني، أو كان أبعد عن البصرين من املبصر الذي التقى عليه السهمني إذا تومها ممتدين بعد التقائهما، وكان املبصر الذي التقى عليه السهمان ال السهمان، وكان أيضاً فيما بني

.يستر املبصر الذي هو أبعد منه أو يستر بعضه .فعلى هذه الصفات يكون إدراك املبصرات بالبصرين مجيعاً

احد بعينه ال يتغري، وأنه مير وأيضاً فإنه قد تبني يف املقالة الثانية أن سم الشعاع يف كل واحد من البصرين هو خط ومبراكز مجيع طبقات البصر، وأنه ممتد على استقامة إىل وسط موضع االحنناء من جتويف العصبة اليت العني مركبة عليها الذي هو عند الثقب الذي يف مقعر العظم، وأنه الزم جلميع املراكز وغري مفارق هلا، وأن وضعه من مجيع

حد ال يتغري يف حال حركة البصر وال يف حال سكونه، وان وضع السهمني من البصرين أجزاء البصر أبداً وضع واوقد تبني أيضاً أن وضع كل جزئ ين متشاهبي الوضع من البصرين عند جتويف العصبة املشتركة . وضع متشابه

ي الثقبني اللذين فلنتوهم خطاً مستقيماً يصل بني مركز. الذي منه يدرك احلاس األخري صور املبصرات وضع متشابهيف مقعري العظمني احمليطني بالعينني، ونتوهم خطني خارجني من مركزي ثقيب العظمني ممتدين يف وسطي جتويفي العصبتني، فهما يلتقيان يف وسط جتويف العصبة املشتركة، ويكون وضع هذين اخلطني من اخلط الذي يصل بني

تني من الثقبني وضع متشابه، فتكون الزاويتان اللتان حتدثان بني مركزي الثقبني وضعاً متشاهباً، ألن وضعي العصب .هذين اخلطني وبني اخلط الذي يصل بني مركزي الثقبني متساويني

ولنتوهم اخلط الذي يصل بني مركزي الثقبني مقسوماً بنصفني، ونتوهم خطاً خارجاً من النقطة اليت يف وسط جتويف اخلطان املمتدان يف جتويفي العصبتني ممتداً إىل النقطة القامسة للخط الواصل بني العصبة املشتركة اليت التقى عليها

وليتوهم هذا العمود ممتداً . مركزي الثقبني بنصفني، فيكون هذا اخلط عموداً على اخلط الواصل بني مركزي الثقبنيل واحدة ال يتغري وضعه، ألن النقطة على استقامة إىل خارج يف اجلعة املقابلة للبصر، فيكون هذا اخلط ثابتاً على حا

. اليت يف وسط جتويف العصبة املشتركة اليت التقى عليها اخلطان املمتدان يف وسطي جتويفي العصبتني واحدة ال تتغريفوضع اخلط املستقيم املار هبما . والنقطة اليت تقسم اخلط الواصل بني مركزي الثقبني هي أيضاً نقطة واحدة ال تتغري

.فلنسم هذا اخلط السهم املشترك. د ال يتغريوضع واحولنتوهم عند نقطة من هذا اخلط يف اجلهة املقابلة للبصرين مبصراً من املبصرات، ولنتوهم البصرين ناظرين إىل ذلك املبصر، ولنتوهم سهمي البصرين قد التقيا على النقطة من سطح املبصر اليت عليها لقي السهم املشترك سطح ذلك

وإذا التقى السهمان على نقطة من . فإن ذلك ممكن يف كل مبصر يكون وضعه من البصرين وضعاً متشاهباًاملبصر السهم املشترك صار السهمان والسهم املشترك واخلط الذي يصل بني مركزي ثقيب العظمني واخلطان املمتدان يف

قبني يف موضع اخنراط العصبتني، فإذا التقى جتويفي العصبتني مجيعهما يف سطح واحد، ألن السهمني ميران مبركزي الثالسهمان على السهم املشترك كانا مجيعاً يف السطح الذي فيه السهم املشترك واخلط املقاطع له الذي يصل بني

مركزي ثقيب العظمني، ويكون السهمان من لدن مركزي الثقبني إىل نقطة االلتقاء اليت على السهم املشترك ما من السهم املشترك وضعاً متشاهباً، ويكون القسمان من السهمني اللذان من مركزي متساويني ويكون وضعه

البصرين إىل نقطة االلتقاء متساويني، ألن بعد مركزي البصرين من ثقيب العظمني ومن مركزي الثقبني بعد متساو، ويني، ألن نصفي قطري كريت ويكون القسمان من السهمني اللذان من سطحي البصرين إىل نقطة االلتقاء أيضاً متسا

وألن مجيع ذلك كذلك يكون وضع النقطة من سطح املبصر اليت التقى عليهما السهمان من . البصر متساويان

وهاتان النقطتان . النقطتني اللتني مير هبما السهمان من سطحي البصرين وضعاً متشاهباً وبعدها عنهما بعداً متساوياً .صل فيهما صورتا النقطة اليت التقى عليهما السهمانمن سطحي البصرين مها اللتان حت

وأيضاً فإن وضع كل واحدة من النقطتني اللتني على السهمني من سطحي البصرين عند جتويف العصبة املشتركة وضع متشابه، ووضع هاتني النقطتني من كل نقطة على السهم املشترك وضع متشابه، فوضع النقطتني اللتني على

سطحي البصرين عند النقطة من السهم املشترك اليت يف وسط جتويف العصبة املشتركة اليت التقى السهمني من فالصورتان اللتان حتصالن يف النقطتني . عليها اخلطان اخلارجان من مركزي الثقبني وضع يف غاية التشابه والتساويشتركة فإهنما حتصالن مجيعاً يف النقطة اليت من سطحي البصرين اللتني على السهمني إذا انتهتا إىل جتويف العصبة امل

.على السهم املشترك اليت يف وسط جتويف العصبة املشتركة اليت التقت عليها اخلطوط وتصريان نقطة واحدةفإذا حصلت الصورتان اللتان يف النقطتني اللتني على السهمني من سطحي البصرين يف النقطة اليت على السهم

جتويف العصبة املشتركة، فالصور اليت يف النقط احمليطة بكل واحدة من النقطتني اللتني على املشترك اليت يف وسط. السهمني من سطحي البصرين حتصل يف جتويف العصبة املشتركة يف النقط احمليطة بالنقطة اليت على السهم املشترك

السهمني من البصرين وضع متشابه وكل نقطتني من سطحي البصرين وضعهما من النقطتني املتوسطتني اللتني علىوالنقط اليت . يف اجلهة ويف البعد فإن وضعهما من نقطة واحدة بعينها من جتويف العصبة املشتركة وضع متشابه

وضعها منها وضع متشابه تكون مائلة عن النقطة اليت على السهم املشترك اليت يف موضع التقاء اخلطوط من جتويف ة اليت النقطتان مجيعاً اللتان يف سطحي البصرين مائلني إليها، وبعدها عنها حبسب بعدمها عن العصبة املشتركة يف اجله

والصورتان اللتان حتصالن يف النقطتني املتشاهبيت الوضع من سطحي البصرين تنتهيان إىل تينك النقطة . السهمنيى األخرى عند تلك النقطة وتصريان الواحدة بعينها من جتويف العصبة املشتركة، وتنطبق الصورتان إحديهما عل

والنقط من سطح املبصر اليت حوايل النقطة اليت على السهم املشترك وضع كل واحد منها من . صورة واحدةسهمي البصرين وضع متشابه، فصورة كل نقطة منها حتصل يف البصرين يف موضعني متشاهبي الوضع بالقياس إىل

موضعني متشاهبي الوضع بالقياس إىل النقطتني اللتني مها على السهمني من سطحي النقطتني اللتني مها يف البصرين يف فاملبصر الذي يلتقي عليه السهام الثلثة حتصل صورتاه يف وسطي سطحي البصرين، وحتصل صورتا النقطة . البصرين

كل نقطة من اليت التقت عليا السهام الثلثة يف النقطتني اللتني على السهمني من سطحي البصرين، وحتصلالصورتني يف موضعني متشاهبي الوضع من البصرينن مث تنتهي صورتا املبصر يف سطحي البصرين إىل جتويف العصبة

فتنتهي الصورتان اللتان يف النقطتني اللتني على السهمني منها إىل النقطة اليت على السهم املشترك : املشتركةة بالنقطة اليت على السهم املشترك، فتنطبق الصورتان اللتان جلملة وتصريان صورة واحدة بعينها من النقط احمليط

.املبصر إحدامها على األخرى وتصريان صورة واحدة ويدرك املبصر واحداًفعلى هذه الصفة تصري الصورتان اللتان حتصالن يف ابصر للمبصر الواحد الذي وضعه من البصرين وضع متشابه

.الواحد واحداً مع حصول صورتني له يف البصرين صورة واحدة، ويدرك احلاس املبصروإذا كانت الصورتان اللتان يف النقطتني اللتني يف وسطي سطحي البصرين اللتني حتصالن يف سطحي البصرين يف

النقطتني اللتني على السهمني فإهنما تنتهيان أبداً إىل تلك النقطة بعينها من جتويف العصبة املشتركة اليت على السهم ألن النقطتني اللتني مير هبما سهما البصرين ليس تتغريان بل مها نقطتان بأعياهنما، ألن وضع السهمني من . ملشترك

فالنقطة من جتويف العصبة املشتركة اليت . البصرين أبداً وضع واحد ال يتغري موضعامها من البصرين أبداً ال يتغريني اللتني على السهمني من سطحي البصرين هي أبداً نقطة واحدة إليها تنتهي الصورتان اللتان حتصالن يف النقطت

ا

بعينها، وهي النقطة اليت على السهم املشترك اليت يلتقي عليها اخلطان اخلارجان من مركزي ثقيب العظمني املمتدين شترك فلنسم هذه النقطة اليت يف جتويف العصبة املشتركة اليت هي على السهم امل. من وسطي جتويفي العصبتني

.املركز

وإذ قد تبني هذا املعىن فقد تبني منه أن كل مبصر يدرك بالبصرين معاً، ويلتقي سهما البصرين على نقطة من سطحه، فإن صورته حتصل يف وسطي سطحي البصرين مجيعاً، مث تنتهي صورتاه من البصرين إىل جتويف العصبة

والنقطة اليت يلتقي عليها . األخرى وتصري صورة واحدةاملشتركة إىل موضع واحد بعينه، وتنطبق إحدامها على السهمان من املبصر حتصل صورتاها يف النقطتني اللتني على السهمني من سطحي البصرين وتصري من هاتني النقطتني ك إىل نقطة املركز من جتويف العصبة املشتركة كانت النقطة اليت يلتقي عليها السهمان من املبصر على السهم املشتر

إال أنه إذا كان املبصر على السهم املشترك، والتقى السهمان على النقطة منه اليت على السهم . أو خارجة عنهاملشترك، كانت صورتا هذه النقطة أشد تشاهباً، ألن بعدي هذه النقطة من النقطتني اللتني حتصل فيهما صورتا هذه

نان متساويني، ألن السهمني يف هذه احلال يكونان النقطة من سطحي البصرين ومها اللتان على السهام يكووكذلك كل نقطة قريبة من هذه النقطة يكون بعداها من النقطتني اللتني حتصل فيهما صورتاها .متساويني يف الطول

من سطحي البصرين متساويني بالقياس إىل احلس، فتكون صورتاها أشد تشاهباً، فتكون صورتا املبصر الذي على ترك اللتان حتصالن يف سطحي البصرين أشد تشاهباً، فتكون صورتا املبصر الذي على السهم املشترك السهم املش

اللتان حتصالن يف سطحي البصرين أشد تشاهباً من صوريت املبصر اخلارج عن السهم املشترك، فتكون صورة املبصر إال أنه إذا كان املبصر خارجاً عن . الذي على السهم املشترك إذا حصلت يف جتويف العصبة املشتركة أشد حتققاً

السهم املشترك، ومل يكن بعده عنه بعداً متفاوتاً، فليس ختتلف صورتاه اللتان حتصالن يف البصرين اختالفاً متفاوتاً، .فليس تكون صورته اليت حتصل يف جتويف العصبة املشتركة صورتني

عنه بعداً متفاوتاً، والتقى مع ذلك سهما البصرين على وإذا كان املبصر خارجاً عن السهم املشترك، وكان بعده نقطة منه، فإن صورته حتصل يف جتويف العصبة املشتركة صورة واحدة، وحتصل صورة النقطة منه اليت التقى عليها

فالنقطة اليت يلتقي عليها السهمان من . السهمان يف نقطة املركز، إال أن صورته ليس تكون حمققة بل تكون مشتبهةاملبصر حتصل صورهتا على تصاريف األحوال يف نقطة املركز من جتويف العصبة املشتركة، كانت نقطة االلتقاء على

فإن كان املبصر صغري احلجم . السهم املشترك أو خارجة عنه، وحتصل بقية صورة املبصر حميطة بنقطة املركزصورته حتصل يف جتويف العصبة املشتركة صورة ومتقارب األقطار، وكان على السهم املشترك أو قريباً منه فإن

واحدة ومع ذلك حمققة، ألن كل نقطة منه يكون وضعها من البصرين وضعاً متشاهباً ملا تبني من قبل، فإن كان املبصر عظيم احلجم وفسيح األقطار، وكان مع ذلك على السهم املشترك، فإن اجلزء منه الذي عند موضع التقاء

ط بنقطة االلتقاء حتصل صورته يف العصبة املشتركة صورة واحدة وحمققة، وحتصل صورة بقية السهمني الذي حييأجزاءه متصلة بصورة هذا اجلزء، فتحصل صورة مجلة املبصر واحدة على مجيع األحوال، إال أن صورة أطرافه

عيدة عن نقطة االلتقاء حتصل ألنه ليس كل نقطة ب. وحواشيه وكلما كان بعيداً عن االلتقاء تكون مشتبهة غري حمققةصورتاها يف نقطتني متشاهبيت الوضع من البصرين يف غاية التشابه، بل إمنا حتصل صورة كل نقطة بعيدة من نقطة

االلتقاء يف نقطتني من البصرين وضعهما من البصرين وضع متشابه يف اجلهة، ورمبا كان متشاهباً يف البعد عن واليت ليست متشاهبة البعد حتصل صورتاها يف جتويف العصبة . اً يف البعد عن السهمنيالسهمني، ورمبا مل يكن متشاهب

فإن كان املبصر ذا لون واحد فليس . املشتركة يف نقطتني مائلتني عن املركز يف جهة واحدة، إال أهنما يكونان اثنني

ألوان خمتلفة أو كان فيه ختطيط أو يؤثر ذلك فيه كثري تأثري لتشابه اللون والتصال الصورة، وإذا كان املبصر ذا .نقوش أو معان لطيفة فإن هذا املعىن يؤثر فيه فتكون صورة أطرافه مشتبهة غري حمققة

وإذا كان املبصر عظيم احلجم فسيح األقطار، وكان سهما البصرين ثابتني على نقطة منه وغري متحركني، فإن يليه حمققاً غري مشتبه، ويكون ما يلي أطرافه وحواشيه ملتبساً صورته تظهر واحدة، ويكون موضع االلتقاء منه وما

إحدامها أن أطرافه تدرك بشعاعات بعيدة عن السهم فليس تكون يف غاية البيان، والثانية أنه ليس : غري حمقق حلالتنيأجزاء فإذا حترك السهمان على مجيع. كل نقطة منه حتصل صورهتا يف جتويف العصبة املشتركة يف نقطة واحدة

فإن كان املبصر خارجاً عن السهم املشترك وبعيداً عنه، فإن صورته . املبصر الذي هبذه الصفة فحينئذ تتحقق صورتهليس تكون حمققة، ألن وضع كل نقطة منه من البصرين ليس يكون وضعاً متشاهباً الختالف بعدي النقطة من املبصر

فإذا مال البصران . اللتني حتصل فيهما صورتاها وعن السهمني الذي هبذه الصفة عن النقطتني من سطحي البصرين .معاً إىل املبصر الذي هبذه الصفة حىت يصري السهم املشترك على هذا املبصر أو قريباً منه حتققت حينئذ صورتهيه، وكذلك إذا أراد البصر عدة من املبصرات معاً، والتقى سهما البصرين على واحد من تلك املبصرات وثبتا عل

وكانت املبصرات الباقية خارجة عن السهم، وكان املبصر الذي التقى عليه السهمان صغري احلجم، فإن صورة وإن كان املبصر على . املبصر الذي التقى عليه السهمان حتصل يف جتويف العصبة املشتركة صورة واحدة وحمققة

. عن السهم املشترك وإن التقى عليه السهمان السهم املشترك كانت صورته أشد حتققاً من صورة املبصر اخلارجوما كان من املبصرات الباقية اليت يدركها البصر يف تلك احلال قريباً من املبصر الذي التقى عليه السهمان، وكان

مع ذلك صغري احلجم، فإن صورته حتصل يف جتويف العصبة املشتركة واحدة وليس فيها اشتباه يؤثر يف صورهتا، وما كان من املبصرات اليت يدركها البصر يف تلك احلال بعيداً عن املبصر الذي . تكون قريبة من املركزألن صورته

فإما تكون صورتني وتكونا متداخلتني . التقى عليه السهمان فإن صورته حتصل يف جتويف العصبة املشتركة ملتبسةيكون متفاوتاً، وإذا كان االختالف يف البعد ألهنما يف جهة واحدة واالختالف الذي بني وضعيهما يف البعد ليس

الذي بني الصورتني يسرياً كانت الصورتان متداخلتني، وإما أن تكون صورة بعض أجزائه صورتني وصورة بعض أجزائه صورة واحدة، فتكون صورة ما هذه حاله من املبصرات ملتبسة على مجيع األحوال، من أجل اختالف وضع

فاملبصر املائل عن . يه ومن أجل أن الشعاعات اخلارجة إليه تكون بعيدة عن السهمنيالشعاعات اليت خترج إلالسهمني البعيد عن موضع التقاء السهمني تكون صورته ملتبسة غري حمققة ما دام بعيداً عن ملتقى السهمني، فإذا

.حترك السهمان والتقيا عليه حتققت صورتهمن املبصرات وكان البصران مع ذلك يدركان مبصراً آخر، وكان ذلك فأما إذا التقى سهما البصرين على مبصر

املبصر اآلخر أقرب إىل البصرين من املبصر الذي التقى عليه السهمان أو بعد منه، وكان مع ذلك فيما بني اً عن وذلك أنه كان فيما بني السهمني، فإنه يكون متيامن. السهمني، فإن وضعه من البصرين يكون خمتلفاً يف اجلهة

أحد السهمني ومتياسراً عن اآلخر، وتكون الشعاعات اليت خترج إليه من أحد البصرين متيامنة عن السهم واليت وما هذه حاله من . خترج إليه من البصر اآلخر متياسرة عن السهم، فيكون وضعه من البصرين وضعاً خمتلفاً يف اجلهة

خمتلفي الوضع، وتنتهي صورتاه اليت حتصل يف البصرين إىل املبصرات فإن صورته حتصل يف البصرين يف موضعني موضعني خمتلفني من جتويف العصبة املشتركة، وتكونان عن جنبيت املركز، فتكونان صورتني وال تنطبق إحديهما

.على األخرىصبة وكذلك إذا كان املبصر على أحد السهمني، وكان خارجاً عن السم اآلخر، فإن صورته حتصل يف جتويف الع

.املشتركة صورتني إحديهما على املركز واألخرى مائلة عن املركز وال تنطبق إحدامها على األخرى .فأما كيف تعترب مجيع هذه املعاين اعتباراً يقع معه اليقني فإن ذلك يكون كما نصف

كن ولي. يتخذ لوح من خشب خفيف مسفر اللون يكون طوله قدر عظم الذراع وعرضه أربع أصابع مقتدرةوليخرج فيه قطران يتقاطعان وخيرج من موضع التقاطع خط . سطحه مستوياً أملس وتكون هنايتا طوليه متوازين

مستقيم مواز لنهاية الطولني، وخيرج من موضع التقاطع أيضاً خط مستقيم قائم على اخلط األول املتوسط على زوايا . لتكون ظاهرة، وليكن القطران منها متشاهبي اللون ولتصبغ هذه اخلطوط بأصباغ مشرقة خمتلفة األلوان. قائمة

ولنخرق يف وسط عرض اللوح عند طرف اخلط املستقيم املتوسط وفيما بني القطرين خرقاً مستديراً ومع ذلك منخرطاً أوله أوسع من آخره بقدر ما تدخل فيه قرنة األنف إذا ركب اللوح عليه إىل أن تصل زاويتا اللوح إىل

.ن وسطي سطحي البصرين وتصريان قريبتني من مماسة البصرين وال مياساهناغاية القرب موليكن اللوح على مثال شكل ا ب ج د ، وليكن قطراه ا د و ب ج ، ولتكن نقطة التقاطع نقطة ك، وليكن اخلط

اخلرق الذي يف وسطه املمتد يف طوله ه ك، وليكن اخلط الذي يقطع هذا اخلط على زوايا قائمة ح ك ط ، وليكن .الذي يف وسط عرض اللوح هو الذي حييط به خط م ه ن

فإذا اختذ اللوح وفرغ من ختطيطه على هذه الصفة، فليؤخذ جزء يسري من الشمع األبيض فيعمل منه ثلثة أشخاص صغار أسطوانية، ولتصبغ الثلثة بألوان خمتلفة كل واحد منها بلون خيالف لون اآلخر، وليقم أحد األشخاص يف

اللوح على نقطة ك، وليلصق باللوح حىت ال يزول من موضعه وليكن قائماً على اللوح قياماً معتدالً، وليقم وسطمث يرفع . الشخصان اآلخران على طريف اخلط املعترض على نقطيت ح ط ، فتصري األشخاص الثلثة على مست واحد

وفيما بني عينيه حىت تدخل قرنة األنف يف املعترب هذا اللوح ويركب اخلرق الذي يف وسط عرضه على قرنة أنفهمث يعتمد املعترب النظر إىل . اخلرق وتلتصق باللوح وتصري زاويتا اللوح عند وسطي البصرين وقريبتني من مماستهما

فإذا نظر املعترب إىل الشخص املتوسط وحدق إليه فإن . الشخص الذي يف وسط اللوح وحيدق إليه حتديقاً شديداًن يلتقيان على هذا الشخص، ويكون السهمان مطابقني للقطرين أو موازيني هلما، ويصري السهم سهمي البصري

.املشترك الذي حددناه من قبل مطابقاً للخط املمتد يف وسط طول اللوحفإنه جيد األشخاص الثلثة اليت على نقط ح ط كل . مث يبغي للمعترب أن يتأمل عند هذه احلال مجيع ما يف سطح اللوح

فأما خط ه ز املمتد يف طول اللوح فإنه جيده خطني متقاطعني . حد منهما واحداً،وجيد خط ح ك ط أيضاً واحداًواوكذلك القطران أيضاً إذا تأملهما املعترب يف تلك احلال وجدمها أربعة، كل واحد منهما . عند الشخص املتوسط

.اثننيمث . لى نقطيت ح ط ليلتقي السهمان على الشخص املتطرفمث ينبغي للمعترب أن حيدق إىل أحد الشخصني اللذين ع

فإنه جيد األشخاص الثلثة كل واحد منهما واحداً، وجيد اخلط املعترض أيضاً واحداً، وجيد : يتأمل أيضاً يف هذه احلال .اخلط املتوسط املمتد يف طول اللوح اثنني، وجيد كل واحد من القطرين اثنني

وط واألشخاص القائمة على اللوح،فليحط اللوح وينزع الشخصني اللذين على نقطيت فإذا أدرك املعترب هذه اخلطح ط ، وليثبتهما على خط ه ز املمتد يف الطول، أحدمها على نقطة ل اليت تلي البصرين، واآلخر على نقطة ف اليت

ين على مثل ما كان، مث يعيد اللوح إىل وضعه الذي كان عليه، أعين يقربه من البصر. من وراء الشخص املتوسطفإنه جيد الشخصني أربعة، وجيدها مائلة عن الوسط، اثنني متيامنني واثنني . وحيدق أيضاً إىل الشخص املتوسط

متياسرين، وجيدها على اخلطني اللذين مها خط واحد يف الوسط ويظهر اثنني، وجيد كل اثنني من األشخاص األربعة

لشخصني عن هذا اخلط وأثبتهما على أحد القطرين أحدمها مما يلي البصر على واحد من اخلطني، وكذلك إذا نزع امن وراء الشخص األوسط، وكذلك إن أثبت الشخصني على القطرين مجيعاً كل واحد منهما على أحد القطرين

ثبت الشخصني وكذلك إن أ. اثنني منها متقاربني واثنني متباعدين: وجعلهما مجيعاً مما يلي البصرين، فإنه جيدمها أربعة .اثنني منهما متقاربني واثنني متباعدين: على القطرين من وراء الشخص املتوسط فإنه جيدمها أربعة

مث ينبغي للمعترب أن ينزع الشخصني عن اللوح، ويثبت أحدمها على حاشية اللوح من وراء نقطة ح وقريباً منها فإنه جيد الشخص الذي على نقطة : الشخص املتوسطجداً على مثل نقطة ي، ويعيد اللوح إىل وضعه، وحيدق إىل

مث ينزع الشخص يف تلك احلال من نقطة ي ، ويثبته على حاشية اللوح أيضاً من وراء نقطة ي على . ي واحداً .نقطة بعيدة عن نقطة ح مثل نقطة ق، وحيدق إىل الشخص املتوسط، فإنه جيد الشخص الذي عند نقطة ق اثنني

ا ذكرناه على ما ذكرناه ما دام حمدقاً إىل الشخص األوسط، أو إىل شخص ثابت على اخلط وجيد املعترب مجيع ماملعترض، أو نقطة من اخلط املعترض أي نقطة كانت، وما دام السهمان متالقيني على الشخص األوسط أو على

أو إىل نقطة خارجة فإن حدق املعترب يف تلك احلال إىل شخص خارج عن اخلط املعترض،. نقطة من اخلط املعترضوإن كان الشخصان اآلخران على نقطيت ح ط، فإن . عن اخلط املعترض، فإن الشخص املتوسط أيضاً يرى اثنني

مث إذا عاد املعترب بالتحديق إىل الشخص األوسط أو إىل موضع من اخلط املعترض . كل واحد منهما يرى اثنني .عادت احلال إىل مثل ما كانت عليه

. كل ا ب ج د للربهان خطوط ب ح و ب ي و ب ق، فيكون خط ح ب أعظم من خط ب طفلنخرج يف ش .وخط ح ك مساو خلط ك ط، فزاوية ط ب ك أعظم من زاوية ك ب ح

وزاوية ط ب ك مساوية لزاوية ح ا ك، فزاوية ح ا ك اعظم من زاوية ح ب ك، فبعد خط ا ح عن سهم ا ك أعظم الختالف الذي بني البعدين يسري ألن االختالف الذي بني زاوييت ح ا من بعد خط ب ح عن سهم ب ك، غال أن ا

.ك وزاوية ح ب ك يسريوالشخص الذي يكون عند نقطة ح يرى أبداً بالبصرين مجيعاً واحداً إذا كان السهمان متالقيني على الشخص الذي

يكون عند نقطة ح إذا كان عند نقطة ك، وخطا ا ح و ب ح ما مسامتان للشعاعني اخلارجني إىل الشخص الذي السهمان متالقيني على الشخص الذي عند نقطة ك، وكذلك حال الشخص الذي عند نقطة ي تكون الشعاعات

اخلارجة إليه مسامتة خلطي ا ي وخط ب ي وهو يرى واحداً، وزاويتا ي ا ك و ي ب ك ليس بينهما اختالف .ذا كانت نقطة ي قريبة جداً من نقطة حمتفاوت أيضاً، ألن زاوية ح ب ي ليس هلا قدر حمسوس إ

فيتبني من هذه احلال أن املبصر الذي وضعه من السهمني وضع واحد يف اجلهة، وبعد الشعاعات اخلارجة إليه من .البصرين ليس بينهما اختالف متفاوت، فإن ذلك املبصر يرى بالبصرين مجيعاً واحداً

اً متفاوتاً، والشخص الذي يكون عند نقطة ق يرى اثنني إذا كان فأما زاويتا ق ا ك و ق ب ك فمختلفتان اختالف .السهمان متالقيني على الشخص الذي عند نقطة ك

فيتبني من هذه احلال أن املبصر الذي خيتلف وضع الشعاعات اخلارجة إليه من البصرين يف البعد عن السهمني .إىل السهمني وضعاً واحداً يف اجلهة اختالفاً متفاوتاً، فإنه يرى اثنني، وإن كان وضعه بالقياس

وذلك أن الشعاعات اخلارجة إىل قسم م ك . وأما خط ه ك ز فإن وضعه من سهمي البصرين وضع خمتلف يف اجلهةمن البصر األمين تكون متياسرة عن سهم ا ك، والشعاعات اخلارجة إىل هذا القسم من البصر األيسر تكون متيامنة

نه تكون الشعاعات اخلارجة إليه من البصر األمين متيامنة عن سهم ا ك، والشعاعات عن سهم ب ك، وقسم ك ز م

وكل . اخلارجة إليه من البصر األيسر متياسرة عن سهم ب ك، فالشعاعات اليت خترج إليه خمتلفة الوضع يف اجلهةوهذا اخلط . بعداً متساوياًنقطة من هذا اخلط فإن الشعاعني اخلارجني إليها من البصرين يكون بعدمها عن السهمني

.ومجيع ما عليه سوى الشخص املتوسط يرى أبداً اثنني، إذا كان السهمان متالقيني على الشخص املتوسطفيتبني من هذه احلال أن املبصر الذي وضعه بالقياس إىل السهمني وضع خمتلف يف اجلهة يرى أبداً اثنني وإن تساوت

وذلك أن كل شعاعني خيرجان من البصرين إىل نقطة منه . لبصرين عن السهمنيأبعاد الشعاعات اخلارجة إليه من ا .يكونان يف جهتني خمتلفتني، فتحصل صورتا كل نقطة منه يف نقطتني من جتويف العصبة املشتركة عن جنبيت املركز

لذي يليه من تكون الشعاعات اخلارجة إىل كل واحد منهما من البصر ا: وكذلك أيضاً حال كل واحد من القطرينوالشعاعات اخلارجة إليه من البصر اآلخر تكون مائلة . وسط البصر وقريبة من السهم ومن حتت السهم ومن فوقه

وأما اليت خترج من . أما اليت خترج من البصر األمين إىل القطر األيسر فتكون متياسرة عن السهم. عن السهم اآلخروكل واحد من هذين القطرين وكلما يكون عليهما من . منة عن السهمالبصر األيسر إىل القطر األمين فتكون متيا

.املبصرات يرى اثنني ما سوى الشخص املتوسط إذا كان السهمان متالقيني على الشخص املتوسطفيتبني من هذه احلال أن املبصر الذي يكون بالقياس إىل أحد البصرين مقابالً لوسطه وبالقياس إىل البصر اآلخر مائالً

وذلك ألن صورة النقطة اليت حتصل يف وسط أحد البصرين تصري إىل املركز، وصورة . الوسط، فإنه يرى اثنني عنالنقطة اليت تكون مائلة عن وسط البصر اآلخر تصري يف نقطة غري املركز ومائلة عن املركز حبسب ميل النقطة من

.سطح البصرشرحنا بياناً واضحاً أن املبصر الذي يلتقي عليه السمان يرى فيتبني من مجيع االعتبار الذي وصفنا والشرح الذي

أبداً واحداً، وأن املبصرات أيضاً اليت تلتقي عليها الشعاعات املتشاهبة الوضع يف اجلهة وليس بينهما يف البعد عن املتشاهبة السهم اختالف متفاوت فإن كل واحد منها يرى أيضاً واحداً، وأن املبصر الذي تلتقي عليه الشعاعات

الوضع يف اجلهة وخمتلفة الوضع يف العبد عن السهمني اختالفاً متفاوتاً فإنه يرى اثنني، وأن املبصر الذي يدرك بشعاعات خمتلفة الوضع يف اجلهة فإنه يرى اثنني وإن تساوت أبعاد الشعاعات اخلارجة إليها عن السهمني، وأن مجيع

.مبصر واحد ذلك كذلك ما دام السهمان متالقيني علىومجيع املبصرات املألوفة تكون مقابلة للبصرين مجيعاً والبصران مجيعاً ينظران إىل كل واحد منهما، فسهما البصرين

أبداً يلتقيان عليها، والشعاعات الباقية اليت تلتقي على كل نقطة منها وضعها يف اجلهة وضعاً متشاهباً، وال يكون . ف متفاوت، فلذلك يرى كل واحد من املبصرات املألوفة بالبصرين مجيعاً واحداًبينها يف البعد عن السهمني اختال

وليس يرى واحد من املبصرات اثنني إال نادراً، ألنه ليس يرى . وليسمن املبصرات املألوفة بالبصرين مجيعاً واحداًمتفاوتاً إما يف اجلهة وإما يف البعد واحداً من املبصرات اثنني إال إذا كان وضعه من البصرين وضعاً خمتلفاً اختالفاً

.وإما يف اجلهة والبعد معاً، وليس خيتلف وضع املبصر الواحد عند البصرين اختالفاً متفاوتاً إال يف النادر .فقد تبينت العلة اليت من أجلها يرى كل واحد من املبصرات املألوفة بالبصرين مجيعاً واحداً بالقياس واالعتبار مجيعاً

فإن املعترب إذا رفع الشخص الذي يف وسط اللوح، ونظر إىل نقطة التقاطع اليت يف وسط اللوح، وتأمل يف وأيضاً احلال اخلطوط اليت يف اللوح، فإنه جيد القطرين أربعة، وجيد مع ذلك اثنني من األربعة متقاربني واثنني متباعدين،

ة تقاطع القطرين اليت على السهم املشترك، وجيد كل ومجيعها مع ذلك متقاطعة على النقطة املتوسطة اليت هي نقطمث إذا ستر املعترب أحد البصرين فإنه يرى القطرين . واحد من املتباعدين تباعده عن الوسط أكثر من تباعده احلقيقي

اثنني، ويرى البعد الذي بينهما أوسع من مقداره احلقيقي على اخنراطه الذي أوسع موضع منه هو عرض اللوح، .هر أن القطر املتباعد عن الوسط هو القطر الذي يلي البصر املستترويظ

فيتبني من ذلك أن القطرين الذين يريان متقاربني إذا كان اإلبصار بالبصرين معاً مها اللذان يرى كل واحد منهما فأما تقارب االثنني .بالبصر الذي يليه، وإن القطرين املتباعدين مها اللذان يرى كل واحد منهما بالبصر املائل عنه

من األربعة، فألن السهمني إذا كانا ملتقيني على الشخص املتوسط، فإن كل واحد من القطرين يدركه البصر الذي يليه بشعاعات قريبة جداً من السهم، فتصري صورتامها من أجل ذلك يف جتويف العصبة املشتركة قريبتني جداً من

وتباعد االثنني . لى نفس املركز، وكذلك يريان متقاربني وقريبني من الوسطاملركز، وتكون نقطة التقاطع منهما عمن األربعة ألن كل واحد من القطرين يدرك أيضاً بالبصر اآلخر املائل عنه، فهو يدركه بشعاعات بعيدة عن تحصل السهم، ويدرك أحدمها بشعاعات متيامنة عن السهم ويدرك اآلخر بشعاعات متياسرة عن السهم اآلخر، ف

صورتامها من أجل ذلك يف جتويف العصبة املشتركة متباعدتني، ألهنما حتصالن يف جهتني متضادتني بالقياس إىل فأما مل يدرك . فلذلك يوجد للقطرين صورتان متقاربتني وصورتان متباعدتني. املركز ومع ذلك بعيدين عن املركز

ه احلقيقي، فإن ذلك البعد الذي بني القطرين يدركه كل تباعد كل واحد من املتباعدين عن الوسط أكثر من تباعدفأما مل . ويظهر ذلك إذا ستر املعترب أحد البصرين ونظر ببصر واحد. واحد من البصرين أعظم من مقداره احلقيقي

إذا ستر املعترب أحد البصرين ونظر ببصر واحد وجد البعد الذي بني القطرين أوسع من مقداره احلقيقي فذلك ألن لبعد الذي بني القطرين قريب جداً من البصر، وكلما كان قريباً جداً من البصر فإنه يرى أعظم من مقداره ا

.فأما علة ذلك فإهنا تتبني من بعد يف موضعها عند كالمنا يف أغالط البصر. احلقيقيظهر أن كل مبصر فمن اعتبار أحوال القطرين الذين يف اللوح واألشخاص اليت تثبت عليهما على غري الوسط ي

يكون على السهم املشترك ويدركه البصر بسهم الشعاع فإنه يدركه يف موضعه، كان إدراكه ببصر واحد وبسهم ويتبني أن كل مبصر يدرك ببصر واحد وبسهم .واحد من سهمي البصرين أو كان إدراكه ببصرين وبالسهمني معاً

ه يدركه يف موضع أقرب إىل السهم املشترك من موضعها الشعاع وال يكون ذلك املبصر على السهم املشترك، فإنوتلزم هذه احلال أيضاً فيما يدرك بالشعاعات الباقية غري السهم، ألنه إذا كان البصر يدرك املبصر على ما . احلقيقي

هو عليه، وحتصل صورته يف جتويف العصبة املشتركة يف موضع واحد ومتصالً بعضها ببعض حبسب اتصال املبصر، انت النقطة من املبصر اليت على سهم الشعاع إذا مل تكن على السهم املشترك ترى يف موضع أقرب إىل السهم وك

املشترك من موضعها احلقيقي، فإن النقط الباقية أيضاً ترى يف موضع أقرب إىل السهم املشترك من موضعها .احلقيقي، ألهنا متصلة باجلزء الذي عند طرف السهم

البصرين على مبصر خارج عن السهم املشترك فإنه يلزم يف هذه احلال أيضاً، أعين أنه يرى يف وإن التقى سهما فإنه إذا التقى سهما البصرين . إال أن هذا الوضع قل ما يتفق. موضع أقرب إىل السهم املشترك من موضعه احلقيقي

، وليس يلتقي سهما البصرين على على البصر، فإنه يف أكثر األحوال يكون السهم املشترك ماراً بذلك املبصروليس تظهر هذه احلال يف . املبصر وهو خارج عن السهم املشترك إال بتكلف أو بعائق يضطر البصر إىل التكلف

املبصرات املألوفة ألنه إذا عرض هذا املعىن يف مبصر من املبصرات املألوفة فإنه يلزم يف مجيع ما يتصل بذلك املبصر فإذا مل يتغري وضع ذلك املبصر مما جياوره : تغري هبذه احلال وضع املبصرات بعضها عن بعضمن املبصرات، فليس ي

. فهذا املعىن إذا عرض يف املبصرات املألوفة فليس يظهر للعلة اليت ذكرناها. من املبصرات فليس يظهر تغري موضعه

املبصرات اليت يلتقي عليها سهما البصرين فإذا اعترب بالطريق الذي قدمناه يبني من االعتبار أن ذلك الزم يف مجيع .وتكون خارجة عن السهم املشترك

وأيضاً فإنه ينبغي للمعترب أن يعتمد قرطاساً فيقطع منه ثلث جزازات صغار متساويات، وليثبت يف إحداهن كلمة ة وعلى مقدارها كيف ما اتفقت ولتكن كتابة بينة، وليثبت يف كل واحدة من اجلزازتني الباقيتني مثل تلك الكلم

وليثبت املعترب الشخص يف وسط اللوح على مثل ما تقدم، ويثبت أيضاً أحد الشخصني اآلخرين على نقطة . وهيئتهاويلصق إحدى اجلزازتني االباقيتني بالشخص الذي على نقطة ح، وليتحر أن يكون وضعها مثل وضع اجلزازة . ح

فإنه . م، وحيدق إىل اجلزازة اليت على الشخص األوسط ويتأملهاويقدم اللوح إىل بصره على مثل ما تقد. األوىليدرك الكلمة املكتوبة عليها إدراكاً حمققاً، ويدرك مع ذلك يف تلك احلال اجلزازة األخرى ويدرك الكلمة اليت فيها

اليت يف اجلزازة املتوسطة إال أنه ال جيدها يف البيان كبيان الكلمة النظرية هلا اليت يف اجلزازة املتوسطة، بل جيد الكلمة .أبني وأشد حتققاً مع تشاهبها يف الشكل واهليئة واملقدار

مث يف هذه احلال ينبغي للمعترب أن يأخذ اجلزازة الثالثة باليد اليت تلي نقطة ح ويقيمها يف مست اجلزازتني اللتني على والسمت الذي .س، ولتكن بعيدة عن اللوحاللوح وعلى استقامة امتداد اخلط املعترض الذي يف سطح اللوح يف احل

وليتحر املعترب أن يكون وضع اجلزازة الثالثة ووضع الكلمة اليت فيها يف حال . على الصفة نسميه مست املواجهة. نصب اجلزازة الثالثة ووضع الكلمة اليت فيها يف حال نصب اجلزازة شبيهاً بوضع اجلزازتني اللتني على اللوح

فإنه يدرك اجلزازة الثالثة يف هذه احلال إذا مل تكن بعيدة جداً . ى اجلزازة املتوسطة وحيدق إليهاوليثبت البصرين علإال انه يدرك صورة الكلمة اليت فيها مشتبهة غري مفهومة، وال جيدها بينة كما جيد صورة الكلمة النظرية . عن اللوح

ح ما دام البصران حمدقني إىل اجلزازة اليت يف وسط هلا يف وسط اللوح، وال كما جيد صورة الكلمة اليت عند نقطة .اللوح

مث فلريفع املعترب الشخص الذي عند نقطة ح واجلزازة اليت عليه ويقدم اجلزازة اليت يف يده إىل أن يلصقها إىل جانب إىل اجلزازة امللتصقة بالشخص املتوسط، ويتحرى أن تكون اجلزازة قائمة على اخلط املعترض، وحيدق كما كان

فإنه يدرك الكلمتني مجيعاً اللتني يف اجلزازتني إدراكاً بيناً حمققاً وال يكون بني صوريت الكلمتني يف . اجلزازة املتوسطة .البيان والتحقق تفاوت حمسوس

ت مث حيرك املعترب اجلزازة اليت بيده حتريكاً رفيقاً على اخلط املعترض يف اللوح ويتحرى أن تكون نصبتها على ما كانفإنه جيد اجلزازة املتحركة كلما . عليه، ويعتمد التحديق إىل اجلزازة املتوسطة وينعم تأمل اجلزازتني يف هذه احلال

فإذا صارت عند نقطة ح فإنه جيد صورة الكلمة اليت فيها مفهومة، . بعدت عن الوسط تناقص بيان الكلمة اليت فيها .ها باجلزازة املتوسطةإال اهنا ليست يف البيان كما كانت عند التصاق

مث حيرك املعترب اجلزازة أيضاً وخيرجها عن اللوح ويبعدها عنه قليالً قليالً على مست اخلط املعترض وينعم التأمل مع فإنه جيد اجلزازة املتحركة كلما بعدت عن الوسط تناقص بيان الكلمة اليت فيها حىت . التحديق إىل اجلزازة الوسطى

مث إذا حركها بعد ذلك وجدها كلما بعدت ازدادت صورة الكلمة اليت . ورهتا وال يتحققهاتصري حبيث ال يفهم ص .فيها اشتباهاً وخفاًء

وأيضاً فليستر املعترب الذي يلي نقطة ط ويثبت اللوح على حاله وحيدق بالبصر الواحد الذي يلي نقطة ح إىل فإنه جيد الكلمة اليت يف . ة املتوسطة كما فعل يف األولوليلصق اجلزازة األخرى إىل جانب اجلزاز. اجلزازة املتوسطة

اجلزازة املتوسطة بينة وحمققة، وجيد الكلمة اليت يف اجلزازة األخرى أيضاً بينة ليس بينها وبني اجلزازة املتوسطة يف

. طة وينعم بالتأملمث حيرك اجلزازة الثانية على مثل ما تقدم ويعتمد التحديق إىل اجلزازة املتوس. البيان تفوت حمسوسفإذا وصلت إىل النقطة ح كان بني بياهنا يف هذه . فإنه جيد الكلمة اليت يف اجلزازة الثانية عند احلركة ينقص بياهنامث حيرك هذه اجلزازة وخيرجها عن اللوح كمثل . احلال وبني بياهنا عند كوهنا ملتصقة بالوسطى تفاوت حمسوس

فإنه جيد اجلزازة املتحركة كلما بعدت عن الوسط . حديق إىل اجلزازة الوسطىالفعل األول وينعم التأمل مع الت .ازدادت خفاًء

فيظهر من هذا االعتبار أن أبني املبصرات املواجهة للبصر اليت تدرك بالبصرين معاً هو الذي يكون عند ملتقى يد عن ملتقى السهمني تكون صورته السهمني، وأن ما قرب من ملتقى السهمني يكون أبني مما بعد، فإن املبصر البع

ويظهر أيضاً من هذا االعتبار أن أبني املبصرات املواجهة اليت تدرك . مشتبهة غري حمققة، وإن أدرك بالبصرين مجيعاًببصر واحد هو الذي يرى بسهم الشعاع، وأن ما قرب منه يكون أبني مما بعد، فإن املبصر البعيد عن سهم الشعاع

ويظهر من هذا االعتبار أيضاً أن البصر ليس يدرك املبصر الفسيح األقطار إدراكاً . ة غري حمققةتكون صورته مشتبهحمققاً إال إذا حرك سهم الشعاع على مجيع أقطاره وعلى مجيع أجزائه كان اإلبصار ببصرين أو كان اإلبصار ببصر

يس يدرك مجيعه إدراكاً حمققاً، وإمنا يدرك منه ما واحد، وأن البصر إذا كان ثابتاً يف مقابلة املبصر الفسيح األقطار فلكان على السهم وقريباً منه إدراكاً حمققاً ويدرك بقية أجزائه وما بعد عن السهم إدراكاً غري حمقق وإن كان املبصر

.مواجهاً، كان اإلبصار ببصرين أو كان ببصر واحدصابع يف مثلها، فيثبت فيه أسطر اخلط دقيقاً، وليكن اخلط وأيضاً فإنه ينبغي للمعترب أن يعتمد قرطاساً قدره أربع أ

مث يرفع املعترب الشخص الذي على اللوح ويقدم اللوح إىل بصره على مثل ما كان مث يقيم القرطاس على . مفهوماًيف فإنه جيد الكتابة اليت. اخلط املعترض الذي يف وسط اللوح، وحيدق بالبصرين مجيعاً إىل وسط القرطاس ويتأمله

إال أنه جيد ما كان من الكتابة يف وسط القرطاس أبني مما هو يف أطرافه، . القرطاس بينة مفهومة ويتمكن من قراءهتا .إذا كان البصر حمدقاً إىل وسط القرطاس ومل يتحرك على مجيع أقطاره

نقطة التقاطع، وليكن مث فليميل القرطاس حىت يتقاطع به اخلط املعترض على النقطة اليت يف وسط اللوح اليت هيفإنه جيدها ملا كان . ميل القرطاس على اخلط املعترض ميالً يسرياً، ولينظر بالبصرين مجيعاً إىل وسط القرطاس

.القرطاس مواجهاًمث ينبغي للمعترب أن مييل القرطاس ميالً زائداً على امليل األول ويكون وسط حاشيته على نقطة التقاطع، وحيدق أيضاً

مث يزيد يف ميل القرطاس قليالً قليالً ويكون . فإنه جيد الكتابة أضعف من بياهنا األول. ن مجيعاً إىل وسطهبالبصري. فإنه جيد الكتابة تشتبه عليه عند ميل القرطاس. وسط حاشيته على نقطة التقاطع، ويتأمله يف مجيع ميله مرة بعد مرة

اً إىل أن يقرب القرطاس من اخلط املمتد يف وسط طول اللوح، وكلما ازداد القرطاس ميالً ازدادت الكتابة اشتباهفإنه جيد الكتابة اليت يف القرطاس مشتبهة اشتباهاً شديداً حىت ال يتمكن من قراءهتا وال من فهمها وال يتحقق

.صورهتارين وينظر إىل مث ينبغي للمعترب آن يعيد القرطاس إىل الوضع األول، ويقيمه على اخلط املعترض، ويستر أحد البص

مث مييل القرطاس على الصفة األوىل . القرطاس ببصر واحد، فإنه جيد الكتابة بينة مفهومة ويتمكن من قراءهتا وفهمهامث يزيد يف ميل القرطاس قليالً . وينظر إليه بالبصر الواحد، فإنه جيد الكتابة أضعف بياناً مما كانت عليه عند املواجهة

فإنه جيده كلما ازداد ميالً ازداد بيان الكلمة ضعفاً إىل أن يقرب القرطاس من القطر . مرة قليالً ويتأمله مرة بعدوليتأمل يف هذه احلال بالبصر الواحد، فإنه جيد الكتابة مشتبهة اشتباهاً شديداً وال . الذي يلي البصر الناظر إليه

.يتمكن من قراءهتا وال من فهمهااملبصرات اليت تكون على سهم الشعاع هو املواجه للبصر، وأن ما قرب وضعه من فيتبني من هذا االعتبار أن أبني

املواجهة يكون أبني مما بعد عن املواجهة، وأن املائل على سهم الشعاع ميالً متفاوتاً تكون صورته مشتبهة غري .مفهومة، كان اإلبصار بالبصرين معاً أو كان اإلبصار ببصر واحد

د الشخص الذي كان على اللوح ويثبته يف وسط اللوح ويلصقه على نقطة التقاطع على مثل مث ينبغي للمعترب أن يرمث يقيم القرطاس على أحد قسمي اخلط املعترض على مست املواجهة وحيدق بالبصرين . ما كان يف االعتبار األول، إال أنه جيد ما يلي الشخص فإنه يف هذه احلال يدرك القرطاس ويدرك الكتابة اليت فيه. معاً إىل الشخص املتوسط

املتوسط من الكتابة بيناً وما بعد عنه مشتبهاً خفياً، وجيد ما قرب إىل الشخص املتوسط مفهوماً ويتمكن من قراءته مع حتديقه إىل الشخص املتوسط، وجيد ما بعد عن الشخص املتوسط من الكتابة ملتبساً ال يتمكن من قراءته وال من

.ن أبعد عن الشخص كان أشد التباساًفهمه، وجيد كل ما كاوأيضاً فإنه ينبغي للمعترب أن مييل القرطاس يف هذه احلال ويقاطع به اخلط املعترض على نقطة من إحدى قسميه،

فإنه جيد الكتابة اليت القرطاس يف . وجيعل ميله عن اخلط املعترض ميالً يسرياً، وحيدق بالنظر إىل الشخص املتوسطفإنه . مث فليزد يف ميل القرطاس وحيدق إىل الشخص املتوسط. بياناً مما كانت عليه عند املواجهة هذه احلال أضعف

.جيد الكتابة مشتبهة غري مفهومة وال بينةمث ينبغي للمعترب أن يستر أحد البصرين وينظر بالبصر الواحد، ويعيد القرطاس إىل وضعه األول، ويقيمه على قسم

فإنه يدرك أيضاً الكتابة . وحيدق بالبصر الواحد إىل الشخص املتوسط. لبصر الذي ينظر بهاخلط املعترض الذي يلي االيت يف القرطاس، وجيد ما قرب منها من الشخص أبني مما بعد، وجيد ما بعد عن الشخص من الكتابة مشتبهاً غري

.مفهومالذي كان قائماَ عليه، وينظر إىل الشخص مث فليملل املعترب القرطاس ويقاطع به اخلط املعترض على نقطة من القسم

املتوسط بالبصر الواحد الذي كان ينظر به، فإنه جيد الكتابة اليت يف القرطاس مشتبهة غري مفهومة وأشد اشتباهاً مث فليزد يف ميلها قليالً قليالً، فإنه جيد كل ما ازداد القرطاس ميالً ازدادت. منها ملا كان القرطاس يف مست املواجهة

.الكتابة اشتباهاً والتباساًفيظهر من هذا االعتبار أن املبصر الذي على مست املواجهة يكون أبني من املبصر املائل وإن مل يكن املبصر على سم

الشعاع وكان خارجاً عن السهم، وأن املبصر إذا كان شديد امليل كانت صورته مشتبهة وإن مل يكن على سهم .ين معاً أو كان اإلبصار ببصر واحدالشعاع كان اإلبصار بالبصر

وأيضاً فينبغي للمعترب أن يرفع الشخص من اللوح، ويقيم القرطاس على طرف اللوح، ويطابق بنهايته هناية عرض .فإنه جيد الكتابة بينة مفهومة. اللوح الذي هو خط ج د ، وحيدق بالبصرين مجيعاً إىل وسط القرطاس

ض اللوح على نقطة ز اليت يف وسط عرض اللوح، وحيدق بالبصرين مجيعاً إىل مث فليملل القرطاس ويقاطع به عرمث فليزد يف ميل القرطاس قليالً قليالً، فإنه جيد الكتابة . فإنه جيد الكتابة أضعف بياناً مما كانت عليه. وسط القرطاسشديداً على مثل احلال اليت كان فإذا تفاوت ميل القرطاس، فإنه جيد الكتابة مشتبهة اشتباهاً. يزداد بياهنا ضعفاً

.وكذلك إذا اعتربه يف هذا املوضع ببصر واحد. جيدها عليها عند اعتبارها يف وسط اللوحمث ينبغي للمعترب أن يقيم الشخص على نقطة ز ويقيم القرطاس على أحد قسمي العرض وعند طرف اللوح مثل ما

فإنه . مث يقاطع به العرض أيضاً ويعتربه. أمل القرطاس ويعتربهفعله يف وسط اللوح، وحيدق إىل الشخص املتوسط ويت

.جيد احلال على مثل ما كان وجدها يف وسط اللوح إذا اعتربها بالبصرين معاً وبالبصر الواحد أيضاً فإنه جيد. وينبغي للمعترب أن يعترب أيضاً اجلزازات الصغار اليت تقدم وصفها عند طرف اللوح كما اعتربها يف وسطه

احلال على مثل ما كان وجدها يف الوسط، أعين انه جيد الكلمة اليت يف اجلزازة املتوسطة أبني من الكلمة اليت يف وكل ما ازدادت اجلزازة املتطرفة بعداً عن الوسط ازدادت الكلمة اليت فيها . اجلزازة املتطرفة البعيدة عن الوسط

به عنده الكلمة املتطرفة إذا كان االعتبار عند طرف اللوح يكون اشتباهاً، إال انه جيد البعد عن الوسط الذي تشتحبسب البعد عن الوسط الذي تشتبه عنده الكلمة املتطرفة إذا كان االعتبار يف وسط اللوح ألنه يكون حبسب بعد

بعد فتكون نسبة البعد الذي تلتبس عنده الصورة املتطرفة عن الصورة املتوسطة إىل. الشعاع املتطرف عن السهم .الصورة املتوسطة عن البصر نسبة واحدة يف االعتبار عند وسط اللوح ويف االعتبار عند طرفه

وكذلك أيضاً إن رفع املعترب اللوح، ووضع القرطاس الذي فيه الكتابة على بعد أكثر من طول اللوح وحبيث يتمكن تابة، مث ميله وهو يف موضعه ميل اًيسرياً، فإنه من قراءة ما فيه، وجعله مواجهاً للبصر، وتأمله وقرأ ما فيه من الك

مث إذا ميله ميالً شديداً . مث إذا زاد يف ميله قليالً قليالً فإنه جيده كلما ازداد ميالً ازداد بيانه ضعفاً. جيده أضعف بياناًمشتبهة اشتباهاً حىت يصري وضعه قريباً من وضع الشعاع الذي ميتد إىل وسطه، فإنه جيد الكتابة اليت يف القرطاس

وجيد األمر كذلك إن كان االعتبار بالبصرين معاً وإن كان االعتبار . شديداً حىت ال يتمكن من قراءهتا وال يفهمها .ببصر واحد

وكذلك أيضاً إذا أثبت إحدى اجلزازات الصغار يف موضع مقابل للبصر أبعد من طول اللوح وجعلها مواجهة عاً، وجعل اجلزازة األخرى مائلة عن تلك اجلزازة إىل جهة اليمني أو جهة الشمال للبصر وحدق إليها بالبصرين مجي

.ونصبها على مست املواجهة، فإنه جيدها أضعف بياناًمث إن تقدم إىل حمرك حيرك اجلزازة الثانية ويبعدها قليالً قليالً عن اجلزازة اليت حيدق إليها، فإنه جيد الكلمة اليت يف

كلما تباعدت عن اجلزازة الثانية ازدادت صورة الكلمة اليت فيها اشتباهاً إىل أن ختفى صورة الكلمة اجلزازة املتطرفة .وكذلك إذا اعترب هاتني اجلزازتني ببصر واحد فإنه جيد احلال كذلك. فال يفهمها

اع، وأن ما قرب فيتبني من مجيع هذه االعتبارات أن أبني املبصرات من مجيع األبعاد هو الذي يكون على سهم الشعمن السهم يكون أبني مما بعد، وان املبصر البعيد عن السهم بعداً متفاوتاً يكون مشتبه الصورة وال يتحقق البصر صورته كان اإلبصار ببصر واحد أو كان بالبصرين مجيعاً، وأن املبصر أيضاً املواجه للبصر يكون من مجيع األبعاد

قرب وضع املبصر من املواجهة كان أبني مما بعد عنها، وأن املبصر املائل على أبني من املبصر املائل، وانه كلما خطوط الشعاع ميالً متفاوتاً تكون صورته مشتبهة اشتباهاً شديداً وال يتحققها البصر، كان اإلبصار ببصر واحد أو

.كان بالبصرين مجيعاً، كان املبصر على السهم أو كان خارجاً عن السهمملائل املسرف امليل مشتبه الصورة مع اعتدال بعده ومع إدراك عظمه على ما هو عليه، ومل صار املواجه فأما مل صار ا

ألنه إذا كان . أبني من املائل، فإن ذلك ألن املائل املسرف امليل حتصل صورته يف سطح البصر جمتمعة من أجل ميلهصغرية، وكان اجلزء من البصر الذي حتصل فيه املبصر مسرف امليل كانت الزاوية اليت يوترها عند مركز البصر

صورة ذلك املبصر أصغر بكثري من اجلزء من البصر الذي حتصل فيه صورته إذا كان مواجهاً للبصر، وتكون أجزاؤه الصغار توتر عند البصر زوايا غري حمسوسة من أجل فرط ميلها، ألن اجلزء الصغري إذا كان يف غاية امليل

ان خيرجان من مركز البصر إىل طرفيه وصارا مبنزلة اخلط الواحد ومل يدرك احلاس الزاوية اليت انطبق اخلطان اللذ .فيما بينهما وال اجلزء الذي يفصالنه من سطح البصر

فاملبصر املسرف امليل تكون صورته اليت حتصل يف البصر جمتمعة اجتماعاً متفاوتاً، وتكون أجزاءه الصغار غري فإذا كان يف املبصر الذي هبذه الصفة معان لطيفة مل يدركها البصر خلفاء . صورته مشتبهةحمسوسة، فلذلك تكون

واملبصر املواجه خبالف هذه احلال، ألن املبصر املواجه تكون صورته اليت حتصل . أجزائها الصغار والجتماع الصورةوإذا . ميكن أن يدركها البصر بينة يف البصر مرتبة على ما هي عليه يف سطح املبصر، وتكون أجزاؤه الصغار اليت

كانت األجزاء الصغار من املبصر بينة وحصلت أجزاؤه مرتبة يف سطح البصر كترتيبها الذي هي عليه يف سطح .املبصر، كانت صورته بينة غري مشتبهة

حمققاً إال إذا وباجلملة فإن املعاين اللطيفة واألجزاء اللطيفة وترتيب أجزاء املبصر ليس يدركها البصر إدراكاً وإذا كان . انتقشت الصورة يف سطح العضو احلاس وحصل كل جزء منها يف جزء حمسوس من سطح العضو احلاس

البصر مائالً ميالً متفاوتاً فليس تنتقش صورته يف البصر وليس حتصل صورة كل جزء من أجزائه الصغار يف جزء ضو احلاس وحتصل صورة كل جزء من أجزائه يف جزء وليس تنتقش صورة املبصر يف سطح الع. حمسوس من البصر

حمسوس من البصر إال إذا كان املبصر مواجهاً أو كان ميله يسرياً، وكان بعده مع ذلك من األبعاد املعتدلة بالقياس .إىل املعاين اليت يف ذلك املبصر

معتدل مع تفوت ميله، فإن ذلك فأما إدراك عظم املبصر املائل املسرف امليل على ما هو عليه إذا كان على بعد ليس يدركه البصر من صورته نفسها اليت حتصل يف البصر فقط بل من قياس خارج عن الصورة، وهو من إدراكه

فإذا أدرك البصر اختالف بعدي طريف املبصر املائل املسرف امليل، . الختالف بعدي طرفيه مع إدراكه ملقدار الصورةالقوة املميزة وضع ذلك املبصر، وأدركت مقداره حبسب اختالف بعدي طرفيه وأدرك تفاوت اختالفهما، ختيلت

وحبسب مقدار اجلزء الذي حتصل فيه الصورة ومقدار الزاوية اليت يوترها ذلك اجلزء عند مركز البصر، ال من دركت ميله والقوة املميزة إذا أدركت اختالف بعدي طريف املبصر املائل املسرف امليل، وأ. الصورة نفسها فقط

. أحست باجتماع الصورة، فهي تدرك مقداره إذا أحست مقدار ميله ال حبسب مقدار الصورة بل حبسب وضعهواألجزاء الصغار واملعاين اللطيفة اليت تكون يف املبصر ليس ميكن أن تدرك بقياس إذا مل حيس البصر بتلك األجزاء

.وال بتلك املعاينوبيان صورة . سرف امليل إمنا هو اجتماع صورته يف البصر وخفاء أجزائه الصغارفاشتباه صورة املبصر املائل امل

املبصر الواحد إذا كان على بعد معتدل إمنا هو النتقاش الصورة يف البصر على ما هي عليه وإحساس البصر بأجزائه .الصغار

.ة وصورة املبصر املواجه بينةفقد تبينت العلة اليت من أجلها صارت صورة املبصر املائل املسرف امليل مشتبه .وإذا قد تبينت مجيع هذه املعاين فلنشرع اآلن يف الكالم على أغالط البصر ونبني عللها ونقسم أنواعها

الفصل الثالث

العلل املسببة للغلط

اليت العلل اليت من أجلها يعرض للبصر الغلط قد تبني يف املقالة األوىل أن البصر ليس يدرك شيئاً من املبصراتتكون معه يف هواء واحد ويكون إدراكه هلا على االستقامة إال بعد أن جيتمع للمبصر عدة معان وهي البعد واملقابلة والضوء وأن يكون حجمه مقتدراً وأن يكون كثيفاً أو فيه بعض الكثافة وأن يكون اهلواء املتوسط بينه وبني البصر

فإذا اجتمعت للمبصر هذه املعاين وكان البصر إليه . ام الكثيفةمشفاً متصل الشفيف ال يتخلله شيء من األجسوإن عدم البصر واملبصر . سليماً من اآلفات والعوائق اليت متنعه من إدراك املبصرات فإن البصر يدرك ذلك املبصر

.واحداً من هذه املعاين فليس يدرك املبصر الذي يعدم منه ذلك املعىنوإذا كان ذلك كذلك فالزمان أيضاً . أن البصر ليس يدرك شيئاً من املبصرات إال يف زمانوقد تبني يف املقالة الثانية

.فاإلبصار ليس يتم إال باجتماع هذه املعاين. هو أحد املعاين اليت هبا يتم اإلبصارملبصر وأيضاً فإن البصر إذا كانت به آفة أو عاقه عائق ومل مينعه ذلك عن إدراك املبصر بالكلية، فليس يدرك ا

إدراكاً حمققاً ما دام معوقاً أو به آفة، وليس يدرك البصر املبصر إدراكاً حمققاً إال إذا كان سليماً من اآلفات والعوائق وإذا كان ذلك كذلك فصحة البصر وسالمته هو أحد املعاين اليت هبا يتم إدراك . أو كان به ما ال يؤثر فيه كثري تأثري

.املبصر على ما هو عليهتبني يف الفصل الذي قبل هذا الفصل أن املبصر إذا كان خارجاً عن سهم الشعاع وبعيداً عنه، فإن البصر ليس وقد

وتبني أيضاً أن املبصر إذا كان مائالً على خطوط الشعاع ميالً . يدركه إدراكاً حمققاً، وإن كان على مست املواجهةوإذا كان ذلك كذلك . ن سهم الشعاع ومقابالً لوسط البصرمتفاوتاً، فليس يدركه البصر إدراكاً حمققاً، وإن كا

فليس يدرك البصر املبصر على ما هو عليه، وإن كان مقابالً له، إال إذا كان املبصر على وضع خمصوص، وهو أن .يكون مواجهاً للبصر أو قريباً من املواجهة وأن يكون مع ذلك على سهم الشعاع أو قريباً منه

يتم إدراك املبصر على ما هو عليه مثينة وهي البعد والوضع املخصوص والضوء واقتدار احلجم فاملعاين اليت هبافإذا اجتمعت للمبصر مجيع املعاين اليت ذكرناها أدرك املبصر إدراكاً . والكثافة وشفيف اهلواء والزمان وصحة البصر

. يدركه إدراكاً حمققاًحمققاً، وإن عدم املبصر بعض هذه املعاين وأدركه البصر مع ذلك فليس

فنقول إن لكل واحد من هذه املعاين بالقياس إىل كل واحد من املبصرات عرضاً ما فيه يدرك البصر ذلك املبصر وما دامت هذه املعاين جمتمعة للمبصر وكل واحد منها يف عرض االعتدال الذي به يتم إدراك . على ما هو عليه

وإذا جتاوز واحد من هذه املعاين أو أكثر . درك ذلك املبصر على ما هو عليهاملبصر على ما هو عليه، فإن البصر يوذلك أن املبصر البعيد جداً . من واحد منها ذلك العرض باإلفراط فليس يدرك البصر ذلك املبصر على ما هو عليه

البصر ليس يدركه عن البصر املتفاوت البعد ليس يدركه البصر إدراكاً صحيحاً، وكذلك املبصر القريب جداً من إال أن . وفيما بني الطرفني أبعاد كثرية يدرك البصر منها املبصر إدراكاً صحيحاً ال لبس فيه. البصر إدراكاً صحيحاً

األبعاد اليت يدرك منها البصر املبصر إدراكاً صحيحاً تكون إىل حد ما، وليس شيء منها متفاوتاً ال يف البعد وال يف ألن املبصر املقتدر احلجم قد يدرك البصر صورته . من املبصرات حبسب ذلك املبصرالقرب، وهي يف كل واحد

وكذلك املبصر القوي الضوء قد . إدراكاً صحيحاً من بعد قد ختفى من مثله صورة املبصر الصغري احلجم أو تشتبه .يدرك البصر صورته من بعد قد ختفى من مثله صورة املبصر الضعيف الضوء

صر الذي ليس هو مقابالً لوسط البصر، املائل عن الوسط ميالً متفاوتاً، وليس يلقى سهم الشعاع وأيضاً فإن املبواملبصر الذي يدرك بالبصرين معاً وال يلتقي . شيئاً من أجزائه وال يقرب منه، فليس يدركه البصر إدراكاً صحيحاً

لبصرين وضعاً متشاهباً، فليس يدركه عليه سهما البصرين والشعاعات املتشاهبة الوضع، وال يكون وضعه من اواملبصر أيضاً الذي تكون خطوط الشعاع مائلة عليه ميالً متفاوتاً ليس يدركه البصر إدراكاً . البصر إدراكاً صحيحاً

واملبصر املقابل لوسط البصر الذي يكون سهم الشعاع على نقطة منه أو قريباً منه إذا مل يكن فسيح . صحيحاًواملبصر الذي يدرك بالبصرين . صر يدركه إدراكاً صحيحاً وإن مل يتحرك السهم على مجيع أقطارهاألقطار فإن الب

واملبصر املواجه للبصر والقريب . معاً، ويكون وضعه من البصرين وضعاً متشاهباً، فإن البصر يدركه إدراكاً صحيحاًإال أن امليل اليسري الذي يدرك معه . كاً صحيحاًمن وضع املواجهة أيضاً املائل ميالً يسرياً يدرك البصر صورته إدرا

وكذلك البعد عن سهم الشعاع اليسري الذي يدرك . البصر حقيقة صورة املبصر يكون حبسب املعاين اليت يف املبصرفإن املبصر الذي ليس فيه معان لطيفة قد يدرك البصر حقيقة . معه حقيقة املبصر يكون حبسب املعاين اليت يف املبصر

وكذلك قد يدرك البصر حقيقته إذا كان مائالً على . ته وهو خارج عن سهم الشعاع وبعيد عنه بعداً يسرياًصورواملبصر الذي فيه معان لطيفة قد ختفى حقيقة صورته إذا كان خارجاً عن سهم . خطوط الشعاع ميالً يسرياً

وكذلك . بصر الذي ليس فيه معان لطيفةالشعاع، وكان بعده عن السهم مثل البعد الذي يدرك منه حقيقة صورة املقد ختفى حقيقة صورته إذا كان مائالً على خطوط الشعاع مثل امليل الذي يدرك معه حقيقة صورة املبصر الذي

.ليس فيه معان لطيفةوأيضاً فإن املبصر الذي فيه ضوء يسري وليس ضوؤه بكل البني ليس يدرك البصر صورته إدراكاً صحيحاً، وخاصة

وكذلك إذا كان املبصر نرياً قوي الضوء، أو كان صقيالً وأشرق عليه ضوء قوي، فليس . كان فيه معان لطيفة إذاوفيما بني الضوء اخلفي والضوء املشرق أضواء كثرية يدرك البصر منها املبصر . يدركه البصر إدراكاً صحيحاً

اً صحيحاً تكون أبداً إىل حد ما، وليس فيها شيء وتوجد األضواء اليت تدرك فيها املبصرات إدراك. إدراكاً صحيحاًويوجد الضوء أيضاً الذي يدرك فيه البصر صورة املبصر إدراكاً صحيحاً يكون . متفاوت يف القوة وال يف الضعف

فإن املبصر الذي ليس فيه معان لطيفة قد يدرك البصر حقيقته يف . حبسب املعاين اليت يف املبصر وحبسب عظم املبصروكذلك املبصر املقتدر احلجم قد يدركه البصر يف . سري قد تشتبه يف مثله صورة املبصر الذي فيه معان لطيفةضوء ي

.ضوء يسري قد خيفى يف مثله املبصر الذي يف غاية الصغر

واملبصر أيضاً إذا كان يف غاية الصغر وكانت فيه معان لطيفة وأجزاء متميزة فليس يدركه البصر إدراكاً صحيحاً، احليوانات اليت يف غاية الصغر اليت أعضاؤها املتميزة وختطيط وجوهها وجوارحها يف حد من الصغر ليس يف قوة ك

فإن ما هذه صفته من احليوانات إذا أدركها البصر فليس يدركها إدراكاً صحيحاً، وال يتحقق . البصر إدراكهوإذا . اليت هي ظاهر جسمه فما أدرك حقيقة صورته صورهتا، ألن احليوان إذا مل يدرك البصر مجيع أعضائه املتميزة

كان حجم احليوان مقتدراً، كانت أعضاؤه مناسبة له، وأمكن البصر أن يدرك كل واحد من أعضائه املتميزة اليت . وإذا أدرك البصر كل واحد من أعضائه املتميزة اليت يف ظاهره فقد أدرك صورته على ما هي عليه. يف ظاهر جسمه

وإذا كانت تلك املعاين يف . يع املبصرات اليت فيها معان يف غاية الدقة ليس يدرك البصر حقائق صورهاوكذلك مج .مبصرات مقتدرة، وكانت مناسبة هلا، فإن البصر يدرك تلك املبصرات إدراكاً صحيحاً

. لبصر إدراكاً صحيحاًواملبصر أيضاً إذا كان مشفاً وكان فيه بعض الكثافة وكانت كثافته يسرية جداً، فلي يدركه اوكلما كان . وإذا مل يكن مشفاً أو كان فيه شفيف يسري وكانت كثافته بينة، فإن البصر يدركه إدراكاً صحيحاً

املشف أرق لوناً احتاج يف إدراكه إىل الزيادة يف الكثافة، وكلما كان أقوى لوناً أمكن البصر أن يدركه مع كثافة واهلواء املتوسط بني البصر واملبصر إذا كان غليظاً . صر الرقيق اللون إدراكاً صحيحاًيسرية ال يدرك معها حقيقة املب

كدراً مسف الغلظ كالضباب والقتام والدخان وما جرى جمرى ذلك، وكانت فيه مبصرات لطيفة ومبصرات فيها توسط بني البصر واملبصر وكذلك إذا قطع اهلواء امل. معان لطيفة، فليس يدرك البصر تلك املبصرات إدراكاً صحيحاً

وإذا كان اهلواء صافياً مشفاً لطيفاً . جسم مشف فيه بعض الغلظ فليس يدرك البصر ذلك املبصر إدراكاً صحيحاًمتشابه الشفيف ومل يقطعه جسم من األجسام اليت فيها كثافة فإن البصر يدرك املبصرات اليت تكون يف ذلك اهلواء

يف اهلواء بعض الغلظ، وكان الغلظ الذي فيه يسرياً، وكان فيه مبصرات ليست وكذلك إذا كان. إدراكاً صحيحاًيف غاية الصغر، وليس فيها معان يف غاية اللطافة، فإن البصر يدرك تلك املبصرات إدراكاً صحيحاً، وال يعوقه ذلك

دراكاً صحيحاً حبسب اهلواء عن إدراكها وإن كان فيه بعض الغلظ، ويكون غلظ اهلواء الذي يدرك فيه املبصر إاملعاين اليت يف املبصر، فإن املبصر الذي ليس فيه معان لطيفة قد يدرك البصر حقيقته يف هواء فيه بع الغلظ وال يدرك

.يف ذلك اهلواء حقيقة املبصر الذي فيه معان لطيفةالبصر فيها يف أقل القليل من واملبصر أيضاً إذا كان متحركاً حركة سريعة يف غاية السرعة وقطع املسافة اليت يدركه

كالناظر إذا كان ينظر من ثقب أو من باب، وكان . الزمان فليس يدرك البصر مائية ذلك املبصر إدراكاً صحيحاًبعيداً عن الثقب أو الباب، وكان املبصر من وراء الثقب جمتازاً وكان متحركاً حركة سريعة كاخلطف، وأدركه

وإذا ثبت املبصر يف . ك مائيته وال يتحقق صورته أو ال يدرك صورته إدراكاً صحيحاًالبصر من الثقب، فإنه ليس يدرقبالة البصر، أو حترك يف قبالة البصر مسافة ليست متفاوتة العظم يف زمان حمسوس، فإن البصر يدرك مائية ذلك

لسرعة، فإن البصر ليس واحلركة أيضاً إذا كانت مستديرة كحركة الدوامة وكانت شديدة ا.املبصر ويدرك حقيقتهوكذلك أيضاً . يدركها، ويدرك الدوامة أو اجلسم املتحرك حبركة الدوامة إذا كان شديد السرعة كأنه ساكن

احلركة البطيئة املسرفة البطء ليس يدركها البصر يف اليسري من الزمان، ويدرك البصر املبصر املتحرك حركة بطيئة .كأنه ساكن وغري متحركمسرفة البطء يف زمان حمسوس املقدار

والبصر أيضاً إذا كانت به آفة مؤثرة فيه ومل يكن صحيحاً سليماً أو عرض له عارض يغريه تغيرياً مؤثراً فليس يدرك وإن . وإذا كان صحيحاً سليماً من اآلفات والعوارض فإنه يدرك املبصر إدراكاً صحيحاً. املبصر إدراكاً صحيحاً

نه قد يدرك املبصرات اليت ليست يف غاية الصغر وال فيها معان يف غاية اللطافة إدراكاً كان به عارض يسري أيضاً فإ .صحيحاً

فقد تبني مما فصلناه وشرحناه أن لكل واحد من املعاين اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه بالقياس إىل كل ما هو عليه، وإذا جتاوز ذلك العرض باإلفراط واحد من املبصرات عرضاً ما يف تضاعيفه يدرك البصر املبصر على

واخلروج عن العرض الذي من أجله ليس يتم إدراك املبصر على . فليس يدرك البصر املبصر مع إفراط ذلك املعىنما هو عليه يكون يف البعد باإلفراط يف الزيادة ويف النقصان، ويكون الوضع بالبعد عن سهم الشعاع وباختالف

لبصرين إذا كان اإلبصار بالبصرين معاً، ألنه إذا اختلف وضع املبصر من البصرين كانت وضع املبصر من االشعاعات اليت تلتقي على املبصر من البصرين غري متشاهبة الوضع، وبإفراط ميل سطح املبصر على خطوط

باجلملة فإن كل وضع و. الشعاع، وبامتداد سطح املبصر أو املسافة اليت بني املبصرين على استقامة خطوط الشعاع. ويكون يف احلجم باإلفراط يف الصغر. ال يتم معه إدراك املبصر على ما هو عليه فهو وضع خارج عن االعتدال

ويكون يف الزمان . ويكون بالكثافة باإلفراط بالشفيف، ويكون يف اهلواء باإلفراط يف الغلظ يف مجيعه أو بعضه .اط يف الضعف أو يف التغريويكون البصر باإلفر. باإلفراط يف القصر

وإذا قد تبني ذلك فلنسم العرض الذي فيه يدرك البصر املبصر على ما هو عليه يف كل واحد من املعاين اليت هبا يتم وإذا كان لكل واحد من املعاين اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما . إدراك املبصر على ما هو عليه عرض االعتدال

البصر املبصر على ما هو عليه، وإذا جتاوز ذلك املعىن ذلك العرض مل يدرك البصر املبصر هو عليه عرض فيه يدركإن عرض : على ما هو عليه، فقد وجب أن حند هذا العرض حبد يفرزه عن اإلفراط الذي خيرج عنه، فنقول

لذي ليس يكون بني االعتدال يف كل واحد من املعاين اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه هو العرض ا

الصورة اليت يدركها البصر من املبصريف تضاعيفه وبني صورته احلقيقية تفاوت حمسوس مؤثر يف حقيقة صورة وغاية العرض يف كل . فهذا احلد يتم يف كل واحد من املعاين اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه. املبصر

ملبصرات، ويكون عرض كل واحد من هذه املعاين بالقياس إىل مبصر واحد من هذه املعاين خيتلف حبسب اختالف امن املبصرات حبسب كل واحد من املعاين الباقية اليت هبا يتم اإلبصار، وحبسب لون ذلك املبصر أيضاً وحبسب

فيكون . املعاين اللطيفة اليت تكون فيه إن كانت فيه معان لطيفة كالتخطيط والنقوش والكتابة واألجزاء املتميزةعرض االعتدال يف البعد بالقياس إىل كل مبصر من املبصرات حبسب لون ذلك املبصر ، وحبسب املعاين اللطيفة اليت

يف ذلك املبصر، وحبسب الضوء الذي فيه، وحبسب وضعه، وحبسب حجمه، وحبسب كثافته، وحبسب اهلواء .هاملتوسط بينه وبني البصر، وحبسب الزمان، وحبسب صحة البصر وقوت

وذلك أن املبصر النقي البياض واملشرق اللون تظهر حقيقته من بعد أعظم من غاية البعد الذي يدرك منه حقيقة فعرض البعد الذي فيه . املبصر املنكسف اللون والترايب اللون املساوي لذلك املبصر يف مجيع املعاين الباقية اليت فيه

املنكسف اللون والترايب اللون يكون أضيق من عرض البعد بالقياس يدرك البصر حقيقة املبصر بالقياس إىل املبصر .إىل املبصر النقي البياض واملشرق اللون

وكذلك أيضاً املبصر الذي ليس فيه معان لطيفة وال أجزاء متميزة تظهر حقيقته من أعظم من غاية البعد الذي تظهر فعرض البعد الذي فيه يدرك البصر حقيقة املبصر . يزةمنه حقيقة املبصر الذي فيه معان دقيقة وأجزاء لطيفة متم

.بالقياس إىل املبصر الذي فيه معان لطيفة أضيق من عرض البعد بالقياس إىل املبصر الذي ليس فيه معان لطيفة

وكذلك أيضاً املبصر إذا كان مقابالً لوسط البصر وعلى سهم الشعاع، أو على ملتقى السهمني إذا كان اإلبصار وإذا كان املبصر أيضاً . ين، يكون أبني منه نفسه إذا كان مائالً عن السهم وبعيداً عنه أو ملتقى السهمنيبالبصر

مواجهاً للبصر يكون أبني منه نفسه إذا كان مائالً ومل يكن مواجهاً للبصر كان اإلبصار ببصرين أو كان اإلبصار بعد الذي تدرك منه حقيقة املبصر الذي ليس بكل واألبني تدرك حقيقته من بعد أعظم من غاية ال. ببصر واحد

فعرض البعد الذي منه يدرك البصر حقيقة املبصر بالقياس إىل املبصر البعيد عن السهم واملائل على السهم . البنيوعلى خطوط الشعاع أضيق من عرض البعد بالقياس إىل املبصر املقابل لوسط البصر وعلى ملتقى السهمني، وأضيق

.بعد بالقياس إىل املبصر املواجه للبصرمن عرض الوكذلك أيضاً املبصر الذي فيه ضوء قوي قد يدرك البصر حقيقته من بعد أعظم من غاية البعد الذي يدرك منه

فعرض البعد الذي يدرك فيه البصر حقيقة املبصر بالقياس إىل . حقيقة ذلك املبصر إذا كان الضوء الذي فيه ضعيفاً .وء أضيق من عرض البعد بالقياس إىل املبصر القوي الضوءاملبصر الضعيف الض

وكذلك أيضاً املبصر العظيم احلجم قد يدرك البصر حقيقته من بعد أعظم من غاية البعد الذي يدرك منه حقيقة فعرض البعد الذي فيه يدرك البصر حقيقة املبصر بالقياس إىل املبصر الصغري احلجم أضيق من. املبصر الصغري احلجم

.عرض البعد بالقياس إىل املبصر العظيم احلجموكذلك أيضاً املبصر الكثيف الذي ليس فيه شيء من الشفيف واملبصر الذي فيه شفيف يسري أيضاً قد يدرك البصر . حقيقته من أعظم من غاية البعد الذي يدرك منه البصر حقيقة املبصر الشديد الشفيف الذي فيه يسري من الكثافة

الذي فيه يدرك البصر حقيقة املبصر بالقياس إىل املبصر املشف الذي فيه يسري من الكثافة أضيق من فعرض البعد .عرض البعد بالقياس إىل املبصر الكثيف واملبصر املشف اليسري الشفيف

وكذلك أيضاً إذا كان املبصر يف هواء نقي متناهي الشفيف متصل الشفيف، فإن البصر قد يدرك حقيقة ذلك

ر من بعد أعظم من غاية البعد الذي يدرك منه حقيقة ذلك املبصر إذا كان يف هواء غليظ أو يف هواء فيه بعض املبصفعرض البعد الذي فيه يدرك البصر حقيقة املبصر بالقياس إىل اهلواء الغليظ واملعوق أضيق . الكدر أو بعض العوائق

.من عرض البعد بالقياس إىل اهلواء النقي الصايف الشفيفوأيضاً فإن املبصر إذا كان قريباً من البصر فإن البصر يدرك حقيقته يف زمان أقصر من الزمان الذي يدرك فيه حقيقة

وإذا اعتربت هذه احلال من املبصرات وجدت كذلك دائماً، وخاصة إذا . ذلك املبصر إذا كان بعيداً عن البصروخاصة إذا كان يف املبصر معان لطيفة، فإن الزمان الذي وإذا كان ذلك كذلك دائماً. كان يف املبصر معان لطيفة

يدرك فيه املبصر إذا اتفق أن يكون حمصوراً، فإن عرض البعد الذي يصح أن يدرك فيه البصر حقيقة املبصر يكون وذلك أن البصر إذا حلظ املبصر مث انصرف عنه يف احلال، أو كان البصر متحركاً وأدرك يف . حبسب ذلك الزمان

حركته مبصراً من املبصرات مث خفي عنه ذلك املبصر يف احلال من أجل احلركة، أو كان املبصر متحركاً حالوأدركه البصر يف حال حركته مث خفي عنه من أجل احلركة، ومل يثبت يف مقابلة البصر، وكان الزمان الذي أدركه

ر فقد يدرك البصر حقيقته، وإن كان الزمان الذي فيه يسرياً، فإن املبصر الذي هبذه الصفة إذا كان قريباً من البصوإذا كان بعيداً عن البصر فليس يدرك البصر حقيقته يف أقل القليل من الزمان الذي يدرك فيه . يدركه فيه يسرياً

فإذا كان الزمان الذي يتمكن فيه البصر من تأمل املبصر . البصر حقيقة ذلك املبصر إذا كان قريباً من البصر، وكان يسرياً، فإن عرض البعد الذي يصح أن يدرك فيه البصر حقيقة ذلك املبصر يف ذلك القدر من حمصوراً

. الزمان يكون أضيق من عرض البعد الذي يدرك فيه البصر حقيقة ذلك املبصر يف زمان أوسع من ذلك الزمانذي يدرك فيه البصر املبصر ويتمكن فعرض البعد الذي فيه يدرك البصر حقيقة املبصر بالقياس إىل الزمان اليسري ال

من تأمله يكون أضيق من عرض البعد بالقياس إىل الزمان املتنفس الذي يدرك فيه املبصر ويتأمله تأمالً صحيحاً إذا .كان الزمان حمصوراً

وكذلك أيضاً إذا كان البصر صحيحاً قوياً ليس به شيء من اآلفات وال شيء من العوارض، فإنه يدرك حقيقة فعرض . بصر من بعد أعظم من غاية البعد الذي يدرك منه البصر الضعيف واملأوف واملعوق حقيقة ذلك املبصرامل

البعد الذي فيه يدرك البصر حقيقة املبصر بالقياس إىل البصر املأوف واملعوق يكون أضيق من عرض البعد بالقياس .إىل البصر الصحيح

.البعد يكون حبسب املعاين اليت يف املبصر اليت بينا تفصيلها فقد تبني مما شرحناه أن عرض االعتدال يفوكذلك أيضاً عرض االعتدال يف الوضع يكون حبسب لون املبصر، وحبسب املعاين اللطيفة اليت تكون يف املبصر إن كانت فيه معان لطيفة، وحبسب بعده، وحبسب الضوء الذي يكون فيه، وحبسب حجمه، وحبسب كثافته، وحبسب

.اء ، وحبسب الزمان إذا كان الزمان حمصوراً، وحبسب صحة البصر وقوتهاهلوويكون عرض االعتدال يف الضوء الذي يف املبصر حبسب لون املبصر، وحبسب املعاين اللطيفة اليت تكون فيه،

وحبسب بعده، وحبسب وضعه، وحبسب حجمه، وحبسب كثافته، وحبسب اهلواء، وحبسب الزمان الذي يتأمل يف .صر املبصر إذا كان الزمان حمصوراً، وحبسب صحة البصر وقوتهالب

ويكون عرض االعتدال يف احلجم حبسب لون املبصر، وحبسب املعاين اللطيفة اليت تكون فيه، وحبسب بعده، وحبسب وضعه، وحبسب املعاين اللطيفة اليت تكون فيه، وحبسب بعده، وحبسب وضعه، وحبسب ضوئه، وحبسب

.اهلواء، وحبسب الزمان، وحبسب صحة البصر وقوتهكثافته، وحبسب فأما عرض االعتدال يف الكثافة فإنه يكون يف األجسام املشفة اليت فيها بعض الكثافة، فيكون عرض االعتدال يف

الكثافة اليت يف اجلسم املشف حبسب لون املبصر، وحبسب اللون الذي يظهر من وراء ذلك املبصر، أو الضوء الذي ورائه، وحبسب املعاين اللطيفة اليت تكون يف ذلك املبصر، وحبسب بعد ذلك املبصر، وحبسب وضعه، يظهر من

وحبسب ضوئه، وحبسب حجمه، وحبسب اهلواء، وحبسب الزمان الذي يتمكن فيه البصر من تأمل املبصر، وحبسب .البصر وقوته

اين اللطيفة اليت تكون يف املبصر، وحبسب ويكون عرض االعتدال يف شفيف اهلواء حبسب لون املبصر، وحبسب املعبعده، وحبسب وضعه، وحبسب ضوئه، وحبسب حجمه، وحبسب كثافته، وحبسب الزمان، وحبسب صحة البصر

.وقوتهويكون عرض االعتدال يف الزمان الذي فيه يدرك البصر حقيقة املبصر حبسب لون املبصر أيضاً، وحبسب املعاين

سب بعده، وحبسب وضعه، وحبسب ضوئه، وحبسب حجمه، وحبسب كثافته، وحبسب اللطيفة اليت تكون فيه، وحب .اهلواء، وحبسب صحة البصر

ويكون عر االعتدال يف صحة البصر وسالمته من اآلفات والعوائق حبسب لون املبصر، وحبسب املعاين اللطيفة اليت وحبسب كثافته، وحبسب اهلواء، تكون يف املبصر، وحبسب بعده، وحبسب وضعه، وحبسب ضوئه، وحبسب حجمه،

.وحبسب الزمانوإذا فصل كل واحد من املعاين على مثل ما فصلت يف البعد، تبني أن عرض االعتدال يف كل واحد منها يكون

فقد تبني من مجيع ما شرحناه وفصلناه أن لكل واحد من املعاين . حبسب كل واحد من املعاين املذكورة يف ذلك املعىنم إدراك املبصر على ما هو عليه، بالقياس إىل كل واحد من املبصرات، عرضاً ما يف تضاعيفه يدرك البصر اليت هبا يت

ذلك املبصر إدراكاً صحيحاً ويدرك صورته على ما هي عليه، وإذا جتاوز ذلك العرض باإلفراط فإن البصر إما أن ال ض كل واحد من املعاين بالقياس إىل مبصر من يدرك ذلك املبصر وإما أن يدركه على خالف ما هو عليه، وأن عر

فإذا كان كل واحد من املعاين، اليت هبا . املبصرات يكون حبسب املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر اليت تبني تفصيلهايتم إدراك املبصر على ما هو عليه، يف عرض االعتدال بالقياس إىل مبصر من املبصرات فإن البصر يدرك ذلك

.على ما هو عليهاملبصر

وإذا كان ذلك كذلك فإن البصر إذا أدرك مبصراً من املبصرات على خالف ما هو عليه، فإن املعاين اليت يف ذلك املبصر اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه ليس كل واحد منها يف عرض االعتدال بالقياس إىل ذلك املبصر،

فيلزم من هذه احلال أن يكون البصر ليس يدرك شيئاً . ن عرض االعتدالبل قد خرجت أو بعضها أو واحد منها عمن املبصرات على خالف ما هو عليه إال إذا كان واحد من هذه املعاين أو أكثر من واحد منها خارجاً عن عرض

ك املبصر على االعتدال، ألن هذه املعاين إذا كان مجيعها يف عرض االعتدال بالقياس إىل املبصر فإن البصر يدرك ذلوأيضاً فإنه إذا كان ليس يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدال بالقياس إىل ذلك . ما هو عليه

املبصر، فإنه إذا خرج واحد من هذه املعاين عن عرض االعتدال، أو أكثر من واحد منها، فإن البصر ليس يدرك وإذا كان مىت خرج واحد من هذه املعاين عن . ما هو عليهذلك املبصر على ما هو عليه بل يدركه على خالف

عرض االعتدال فإن البصر يدرك املبصر على خالف ما هو عليه، ومىت كان مجيع هذه املعاين يف عرض االعتدال فإن البصر يدرك املبصر على ما هو عليه، فإن العلة اليت من أجلها يدرك البصر املبصر على خالف ما هو عليه إمنا

ي خروج واحد من هذه املعاين عن عرض االعتدال فإن البصر يدرك املبصر على ما هو عليه، فإن العلة اليت من هأجلها يدرك البصر املبصر على خالف ما هو عليه إمنا هي خروج واحد من هذه املعاين عن عرض االعتدال أو أكثر

وإذا كان غلط البصر إمنا هو إدراك . ا هو عليهوغلط البصر إمنا هو إدراك املبصر على خالف م. من واحد منهااملبصر على خالف ما هو عليه، وكان البصر ليس يدرك املبصر على خالف ما هو عليه إال من أجل خروج واحد من هذه املعاين اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه عن عرض االعتدال أو أكثر من واحد منها، فالعلة إذن

ها يعرض للبصر الغلط هو خروج واحد من املعاين اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه عن عرض اليت من اجلفعلل مجيع أغالط البصر إمنا هي خروج املعاين اليت هبا يتم إدراك املبصرات على . االعتدال أو أكثر من واحد منها

.وهذا هو الذي قصدنا لتبيينه يف هذا الفصل. هاما هي عليه عن عرض االعتدال اليت هي املعاين اليت بينا تفصيل

الفصل الرابع

متييز أغالط البصر

يكون مبجرد احلس ويكون باملعرفة : قد تبني يف املقالة الثانية أن إدراك البصر للمبصرات يكون على ثلثة أوجهكه البصر مبجرد احلس إذا وإذا كان ذلك كذلك فاملعىن الذي يدر. ويكون بالقياس والتمييز يف حال إدراك املبصرواملعىن الذي يدركه البصر باملعرفة إذا عرض يف إدراكه الغلط . عرض يف إدراكه الغلط غلطاً يف نفس اإلحساس

واملعىن الذي يدرك بالقياس والتمييز يف حال اإلبصار إذا عرض يف إدراكه الغلط . فإمنا يكون ذلك الغلط يف املعرفةوقد تبني أيضاً يف . يف القياس والتمييز أو يف املقدمات اليت هبا وقع القياس والتمييز فإمنا يكون ذلك الغلط غلطاً

. املقالة الثانية أن الذي يدركه البصر مبجرد احلس هو الضوء مبا هو ضوء واللون مبا هو لون فقط

ع املبصرات املألوفة اليت قد تكرر فأما املعاين اليت يدركها البصر باملعرفة والصور اليت يدركها البصر باملعرفة فهي مجيفمنها ما أصل إدراك البصر هلا مبجرد احلس، مث لكثرة . إدراك البصر هلا وألنواعها وألفها البصر لكثرة إدراكها

تكررها على البصر صار البصر يعرفها يف حال إدراكه هلا، كأنواع األضواء وأنواع األلوان، فإن البصر يعرف ضوء ه عليه، ويفرق بينه وبني ضوء القمر وبني ضوء النار، وأصل إدراكه لضوء الشمس ولكل الشمس لكثرة تكرر

ويعرف أيضاً كل واحد من األلوان املألوفة ويفرق بينها باملعرفة لكثرة . واحد من األضواء إمنا هو مبجرد احلسرد احلس، كما تبني يف املقالة تكرر األلوان املألوفة على البصر، وأصل إدراكه لكل لون من األلوان إمنا هو مبج

ومنها ما أصل إدراك البصر هلا بالقياس والتمييز مث لكثرة تكررها على البصر . الثانية، ألن أصل إدراكه مبا هو لونوهذه هي مجيع . صار البصر يدركها ويعرفها يف حال إدراكه هلا من غري استئناف قياس ومتييز بل باألمارات فقط

قد ألفها البصر وكثر إدراكه هلا، كصور احليوانات املألوفة والثمار والنبات واآلالت واجلمادات الصور املركبة اليتوسائر املبصرات املألوفات، ومجيع املعاين اجلزئية أيضاً اليت تدرك بقياس ومتييز وتكرر يف املبصرات كاألشكال

السة واخلشونة، وكظل خمصوص وظلمة خمصوصة املألوفة اليت هي االستدارة واالستقامة والتثليث والتربيع، وكاملوكحسن خمصوص وقبح خمصوص، وما جيري جمرى ذلك من املعاين اجلزئية اليت تدرك حباسة البصر، ومجيع املعاين الكلية اليت توجد يف أشخاص كل نوع من أنواع املبصرات كشكل اإلنسان وشكل الفرس وهيئة الشجرة وهيئة

فإنه قد تبني أن إدراك . من املعاين الكلية اليت توجد يف كل نوع من أنواع املبصرات النخلة وما جيري جمرى ذلكالبصر هلذه املعاين يكون يف مبدأ النشوء بالقياس والتمييز، مث إذا استقرت صورها يف النفس صار إدراك البصر هلا

ة اليت يكثر تكررها على البصر إمنا وكذلك الصور املركب. باملعرفة من غري استئناف قياس ومتييز يف حال اإلحساسيدركها البصر يف أول وؤيتها بالتمييز والقياس، مث إذا تكرر إدراكها وألفها البصر صار إدراكه هلا باملعرفة من غري

.استئناف قياس يف حال اإلحساس بل باألمارات فقطمجيع الصور املركبة اليت مل تتكرر على البصر فأما املعاين اليت يدركها البصر بالقياس والتمييز يف حال اإلحساس فهي

.ومل يكثر إدراك البصر هلا ومجيع املعاين اجلزئية اليت يف األشخاص اجلزئية اليت قد تبني أهنا تدرك بالتمييز والقياس فجميع ما يدركه البصر من املبصرات ينقسم إىل هذه األقسام الثلثة، فجميع أغالط البصر ينقسم إىل هذه الثلثة

.غلط يف جمرد اإلحساس وغلط يف املعرفة وغلط يف التمييز والقياس: األقسام، فأنواع أغالط البصر إذن ثلثةواملثال يف الغلط الذي يعرض يف جمرد اإلحساس فكإدراك البصر ملبصر ذي ألوان خمتلفة وتكون ألواناً قوية

فإن اجلسم املتلون هبذه . غدر شديد الغدرةكالكحلي واخلمري والفرفريي وما جرى جمراها إذا كان يف موضع ماأللوان إذا كان يف موضع مغدر شديد الغدرة، وليس فيه إال ضوء يسري، فإن البصر يدرك املبصر الذي هبذه الصفة

فإن لكم يكن تقدم علم الناظر بذلك املبصر فإنه يظنه ذا لون واحد . ذا لون واحد مظلم، وال يتحقق حقيقة ألوانهظلم وإن كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض أسود أو م

فإن أدركه ذا لون واحد وهو ذو . فيكون البصر قد غلط يف إدراكه للون ذلك املبصر. االعتدال ما سوى الضوءالغلط غلطاً مبجرد اإلحساس، وتكون علة هذا ألوان كثرية، واللون مبا هو لون إمنا يدرك مبجرد احلس، فيكون هذا

ألن املبصر الذي هبذه . الغلط هو خروج الضوء الذي يف ذلك املبصر عن عرض االعتدال باإلفراط يف النقصانالصفة إذا خرج من املوضع املغدر الذي هو فيه إىل ضوء معتدل، وكانت املعاين الباقية اليت فيه اليت هبا يتم إدراك

ى ما هو عليه يف عرض االعتدال، فإن البصر يدرك ألوان ذلك املبصر خمتلفة ويدرك كل واحد منها على املبصر عل .ما هو عليه

فأما املثال يف الغلط الذي يعرض يف املعرفة فكإدراك البصر لشخص إنسان من بعد بعيد ويكون ذلك اإلنسان يشبه إذا رأى الناظر ذلك الشخص من البعد رمبا ظنه زيداً وليس هو ف. زيداً، وباملثال، الذي يعرفه ذلك الناظر وقد ألفه

زيداً، وإن كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك الشخص اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدال هذا فيكون البصر قد غلط يف إدراك ذلك الشخص، ويكون غلطه غلطاً يف املعرفة، ويكون علة . ما سوى البعد

ألن الشخص إذا كان على مسافة قريبة من البصر، .الغلط هو خروج بعد ذلك الشخص عن عروض االعتدالفليس يشتبه على الناظر صورته بصورة من قد عرفه وألفه، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك الشخص اليت هبا

.يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدالل يف الغلط الذي يعرض يف القياس والتمييز يف حال إدراك املبصر فكإدراك البصر حلركة القمر إذا كان يف فأما املثا

فإن البصر يرى القمر . وجه القمر سحاب رقيق متقطع أو خمتلف الصورة وكان السحاب متحركاً حركة سريعةفيما يدركه من حركته، والغلط يف كأنه يتحرك حركة سريعة، وإذا أدرك القمر يتحرك حركة سريعة فهو غالط

احلركة هو غلط يف القياس ألن احلركة ليس تدرك إال بالقياس يف حال اإلحساس، وعلة هذا الغلط هو خروج بعد ألن املبصرات اليت على وجه األرض القريبة من البصر إذا حترك يف . القمر عن عرض االعتدال بالتفاوت املسرف

حركة إذا كانت املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات اليت هبا يتم إدراك وجهها جسم مشف، فليس ترى متوقد يوجد ذلك يف األجسام اليت على وجه األرض، وهي األجسام . املبصرات على ما هي عليه يف عرض االعتدال

ي يف املاء الصايف، وكان فإن البصر إذا تأمل املبصر الذ. اليت تكون يف املاء إذا كان املاء جارياً وكان مع ذلك صافياً .املاء جارياً، فليس يدرك ذلك املبصر متحركاً وهو يدرك القمر من وراء السحاب متحركاً

فإن السحاب إذا كان متحركاً فإن . والقياس الذي من أجله يعرض هذا الغلط هو قياس القمر إىل أجزاء السحاب

ن السحاب يبعد بعضها عن القمر وهو ما جتاوز القمر منها أجزاءه املسامتة للقمر تتبدل وأطراف القطع املتقطعة مفإذا كان البصر ناظراً إىل القمر وهو من وراء السحاب . ويقرب بعضها من القمر وهو املتحرك منها إىل جهة القمر

وكان السحاب متحركاً حركة سريعة وكانت أجزاؤه خمتلفة الصورة، فإنه يرى القمر يف احلال يسامت من وإذا كان السحاب متشابه األجزاء، فإنه إذا قاس البصر القمر بطرف قطعة بعد قطعة من . جزءاً بعد جزءالسحاب

السحاب املتقطع أدركه يقرب من طرف كل واحدة من تلك القطع ويبعد من طرف القطعة األخرى، وخيرج من ىل قطع السحاب وإىل أجزاء قطعة من السحاب ويدخل يف قطعة غريها، فيظنه من أجل اختالف وضعه بالقياس إ

ألن البصر كذلك يدرك األجسام املتحركة اليت على وجه األرض اليت يدركها دائماً، فإنه . السحاب أنه متحركيرى اجلسم املتحرك على وجه األرض يسامت من سطح األرض جزءاً بعد جزء، ويبعد من جزء ويقرب من آخر،

ع احلركة متحركاً إمنا هو من قياسه جزءاً من القمر إىل أجزاء فإدراك البصر للقمر من وراء السحاب السريوظنه أن ذلك التبدل هو من أجل حركة القمر ال من أجل حركة السحاب إمنا هو من . السحاب اليت تتبدل عليه

أجل أن السحاب إذا كان يغشى السماء أو قطعة من السماء فليس يظهر ببديهة احلس أنه متحرك، بل إذا حلظ وإمنا يدرك البصر حركة . ر السحاب وهو مغشي للسماء أو لقطعة من السماء فإنه يظنه يف احلال ساكناًالبص

السحاب إذا تأمل أطرافه أو جزءاً من أجزائه وقاسه مببصر من املبصرات الثابتة على وجه األرض أو بالبصر نفسه كته، فأما يف مالحظة السحاب فليس تظهر وتأمله زماناً، فإذا وجده بعد زمان حمسوس قد تغري وضعه أدرك حر

. وإذا ظهر السحاب ساكناً ووجد القمر يسامت جزءاً منه بعد جزء حكم للقمر باحلركة. حركته بل يظنه ساكناًوهذا الغلط إمنا هو من أجل تفاوت البعد، ألن املبصرات اليت هبذه الصفة إذا كانت قريبة من البصر فليس يعرض

.فيها الغلطفأنواع مجيع أغالط البصر تنقسم إىل هذه األنواع . ذه األمثلة تكون أغالط البصر على هذه الوجوه الثلثةفعلى ه .الثلثة

الفصل اخلامس

كيفيات أغالط البصر اليت تكون مبجرد احلس

حبسب كل واحد من العلل اليت من أجلها يعرض الغلط

وإذا كان البصر . ء مبا هو ضوء واللون مبا هو لون فقطقد تقدم أن الذي يدركه البصر مبجرد احلس إمنا هو الضووالغلط يف الضوء مبا هو ضوء فليس يكون إال يف اختالف كيفية . ليس يدرك مبجرد احلس إال هذين املعنيني فقط

وأما اللون مبا هو . الضوء يف القوة والضعف فقط ألنه ليس يدرك البصر من الضوء مبا هو ضوء إال من إضاءة فقطوالغلط يف . فقد تبني يف املقالة الثانية أن البصر إمنا يدرك منه تلوناً فقط جيري جمرى الظلمة أو جمرى الظل لون

الظلمة وفيما جيري جمرى الظلمة ويف الظل وفيما جيري جمرى الظل ليس يكون إال يف اختالف كيفيتها يف القوة .والضعف فقط

لون، إذا كان املبصر ذا لون واحد، ليس يكون إال يف القوة وإذا كان ذلك كذلك فالغلط يف اللون مبا هوفإذا كان املبصر ذا ألوان خمتلفة وكانت مجيعها قوية ومتقاربة الشبه، أو كانت مجيعها رقيقة . والضعف فقط

كانت ومتقاربة الشبه، فقد يدرك البصر مجيعها لوناً واحداً، ألنه يدرك من مجيعها إذا كانت قوية ظلمة فقط، وإذا

متقاربة الشبه يف القوة فإنه يدرك من مجيعها ظلمة متشاهبة فيظنها لوناً واحداً، وإذا كانت مجيعها رقيقة أدرك البصر من مجيعها ظالً فقط، وإذا كانت مع رقتها متقاربة الشبه يف الرقة فإنه يدرك من مجيعها ظالً متشاهباً فيظنها لوناً

.واحداًأللوان وكان بعضها قوياً وبعضها رقيقاً، أدرك البصر ألوانه مبنزلة الظل والظلمة املتجاورين وإذا كان املبصر خمتلف ا

فقد يقع الغلط مبجرد احلس يف اختالف ألوان املبصر املختلف . فيدركه البصر ذا لونني وإن كان كثري األلواناأللوان ذا لون واحد إذا كانت أجزاؤه وقد يعرض أيضاً أن يدرك البصر املبصر املختلف . األلوان أيضاً وتشاهبها

املختلفة األلوان أو بعضها صغاراً يف غاية الصغر، فال يدرك البصر كل واحد منها على انفراده لصغرها، وإذا مل يدرك كل واحد من األجزاء الصغار على انفراده مل تتميز له ألواهنا، وإذا مل تتميز له ألواهنا فهو يدرك مجلة املبصر ذا

وإن كانت أجزاؤه املخالفة اللون للون مجلته . واحد إذا كانت أجزاؤه املخالفة اللون للون مجلته يف غاية الصغر لونبعضها صغاراً وبعضها كباراً أدرك مجلة املبصر خمتلفة األلوان باالختالف الذي يف اجلزاء الكبار ومل يدرك األلوان

وليس . د احلس يف اختالف األلوان من أجل صغر األجزاء أيضاًفقد يعرض الغلط مبجر. اليت يف األجزاء الصغار .يوجد الغلط مبجرد احلس فيما سوى هذه املعاين

وليس يعرض الغلط يف . فليس يعرض للبصر الغلط مبجرد احلس إال يف الضوء مبا هو ضوء ويف اللون مبا هو لونفقط، وليس يعرض الغلط يف اللون مبا هو لون الضوء مبا هو ضوء إال يف اختالف كيفية الضوء يف القوة والضعف

وإذا كان املبصر ذا ألوان خمتلفة فرمبا عرض الغلط يف اختالف ألوانه ويف . إال يف اختالف كيفيته يف القوة والضعف فأما غلط البصر يف مائية اللون فإمنا هو غلط يف املعرفة، ألن مائية اللون إمنا تدرك باملعرفة كما تبني يف. عددها

.فغلط البصر يف جمرد احلس إمنا يكون على الصفات اليت بيناها. املقالة الثانية، وكذلك مائية الضوءأما غلط : فأما كيف يكون الغلط يف جمرد احلس حبسب كل واحد من العلل اليت فصلناها فإنه يكون كما نصف

ر الذي يكون مقتدر احلجم ويكون البصر يف جمرد احلس من أجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال فكاملبصذا ألوان خمتلفة ويكون كل واحد من أجزائه املتلون بلون من تلك األلوان صغري احلجم ويكون على بعد متفاوت،

وإذا اعترب املعترب مبصراً من املبصرات خمتلف . فإن املبصر الذي هبذه الصفة يدركه البصر ذا لون واحد مشتبه .إنه جيده على ما وصفناهاأللوان من بعد متفاوت ف

والعلة يف ذلك أن البعد املتفاوت اخلارج عن عرض االعتدال بالقياس إىل مجلة املبصر قد خيفى منه كل واحد من فاملبصر املختلف األلوان إذا كان على بعد متفاوت بالقياس إىل مجلة املبصر، وكان كل . أجزائه الصغار على انفرادهاأللوان خيفى مقداره وخيفى كل مبصر يكون على مقداره من البعد لصغر حجمه بالقياس واحد من أجزائه املختلفة

إىل ذلك العد، وكان مقدار مجلة املبصر ال خيفى من ذلك البعد القتدار مجلة حجمه بالقياس إىل ذلك البعد، فإن ه على انفرادها، وإن مل يظهر البصر يدرك مجلة املبصر من ذلك البعد املتفاوت الذي خيفى منه كل واحد من أجزائ

منه حقيقة صورته على تفصيلها، ومل يظهر كل واحد من أجزائه على انفرادها إذا مل يكن البعد يف غاية التفاوت وإذا أدرك البصر مجلة املبصر فهو يدركه ذا لون على تصاريف األحوال، وإذا مل يدرك . الذي خيفى منه مجلة املبصرانفراده مل يتميز له اختالف ألوان األجزاء، وإذا أدرك مجلة املبصر ذا لون ومل يتميز له كل واحد من أجزائه على

.اختالف األلوان اليت فيه يدركه ذا لون واحد مشتبهفاملبصر إذا كان ذا ألوان خمتلفة، وكان كل واحد من أجزائه املختلفة األلوان صغري احلجم، وكان املبصر عن البصر

فى منه كل واحد من األجزاء على انفرادها وختفى منه حقيقة صورة ذلك املبصر وال ختفى منه مجلة بعداً متفاوتاً خي

واللون . املبصر، فإن البصر يدرك ذلك املبصر ذا لون واحد وهو ذو ألوان خمتلفة فيكون غالطاً فيما يدركه من لونهلة هذا الغلط هو خروج بعد املبصر عن يدرك مبجرد احلس، فيكون هذا الغلط غلطاً يف جمرد احلس، ويكون ع

ألن املبصر الذي هبذه الصفة إذا كان على بعد معتدل يصح أن يدرك منه البصر كل واحد من . عرض االعتدالأجزائه املختلفة األلوان على انفراده، فإن البصر الناظر إليه يدرك كل واحد من أجزائه على انفرادها ويدرك ألواهنا

. ذا كانت املعاين الباقية اليت فيه اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدالعلى ما هي عليه إ .فعلى هذه الصفة وأمثاهلا يكون غلط البصر يف جمرد احلس من أجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال

صر الذي فيه ألوان خمتلفة فأما غلط البصر يف جمرد احلس من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال فكاملبوتكون ألواهنا قوية كالكحلي واخلمري واملسين وما جيري جمراها وال يكون فيما بينها شيء من األلوان املسفرة بل تكون مجيعها قوية مشبعة ومتقاربة الشبه، ويكون ذلك املبصر مائالً عن مقابلة وسط البصر ميالً متفاوتاً وبعيداً عن

البصر حمدق إليه، ويكون البصران أو البصر الواحد مع ذلك يدرك املبصر املختلف األلوان سهم الشعاع، ويكونمع ميله عن وسط البصر وبعده عن سهم الشعاع، فإن البصر يدرك املبصر املختلف األلوان إذا كان على هذا

أن املبصر إذا كان مائالً عن وإمنا ذلك كذلك ملا تبني يف الفصل األول من هذه املقالة، وهو. الوضع ذا لون واحدومىت اعترب املعترب املبصر . سهم الشعاع ميالً متفاوتاً فإن صورته نكون مشتبهة غري حمققة وال تتميز له أجزاؤه

املختلف األلوان الذي ألوانه على الصفة اليت ذكرناها يف الفصل األول وجعل وضعه خارجاً عن سهم الشعاع وإذا أدرك . وجده على الصفة اليت ذكرناها أعين أنه جيد ذلك املبصر ذا لون واحد مشتبه وبعيداً عنه بعداً متفاوتاً

البصر املبصر املختلف األلوان ذا لون واحد، فهو غالط فيما يدركه من لونه، واللون يدرك مبجرد احلس، فيكون ألن املبصر . عرض االعتدالهذا الغلط غلطاً يف جمرد احلس، ويكون علة هذا الغلط هو خروج وضع املبصر عن

املختلف األلوان الذي على الصفة اليت حددناها إذا حترك البصر حىت يصري سهم الشعاع عليه ومير بكل نقطة منه، فإن البصر يدرك اختالف ألوانه ويدرك كل واحد من ألوانه على ما هو عليه، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك

فعلى هذه الصفات وأمثاهلا يكون غلط البصر .راك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدالاملبصر اليت هبا يتم إدفأما غلط البصر يف جمرد احلس من أجل خروج . يف جمرد احلس من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال

وية ومتقاربة الشبه إذا الضوء الذي يف املبصر عن عرض االعتدال فكاملبصر املختلف األلوان أيضاً الذي ألوانه قفإن البصر يدرك املبصر الذي هبذه الصفة ذا لون واحد مظلم، ألن األلوان القوية . أدركه البصر يف ضوء نار ضعيفة

إذا كانت يف ضوء ضعيف فإهنا تظهر مظلمة، وكل واحد من األلوان اليت يف املبصر املختلف األلوان الذي وصفناه بصر مظلماً، فيظن الناظر أن ذلك املبصر ذو لون واحد مظلم إذا مل يكن قد تقدم علم يظهر مظلماً، فيظهر مجيع امل

وإذا أدرك البصر املبصر املختلف األلوان ذا لون واحد فهو غالط فيما يدركه من لونه، فيكون هذا . الناظر بألوانهبصر عن عرض االعتدال، ألن الغلط غلطاً يف جمرد احلس، وتكون علة هذا الغلط هو خروج الضوء الذي يف امل

املبصر الذي هبذه الصفة إذا كان يف ضوء قوي أدرك البصر األلوان اليت فيه على ما هي عليه إذا كانت املعاين فعلى هذه الصفة وأمثاهلا . الباقية اليت يف ذلك املبصر اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدال

.رد احلس من أجل خروج الضوء عن عرض االعتداليكون غلط البصر يف جمفأما غلط البصر يف جمرد احلس من أجل خروج احلجم عن عرض االعتدال فكاملبصر الذي يكون فيه مسام ووشوم

ونقط خمتلفة األلوان وخمالفة للون مجلة املبصر، ويكون كل واحد منها يف غاية الصغر وبقدر ما ال يدركه البصر فإن املبصر الذي هبذه الصفة يدرك البصر منه اللون الذي . للون الذي يعم مجيع املبصر لوناً واحداًلصغره، ويكون ا

يعم مجيعه، وال يدرك املسام والوشوم اليت تكون فيه وال يدرك ألواهنا إذا كانت يف غاية الصغر وبقدر ما ال يصح أن واحد، وهو اللون الذي يعم مجيعه، واملبصر مع ذلك فيدرك البصر املبصر الذي هبذه الصفة ذا لون. يدركها البصرفيكون البصر غالطاً فيما يدركه من لون ذلك املبصر ويكون غلطه يف جمرد احلس، ويكون علة . ذو ألوان خمتلفة

غلطه هو خروج حجم كل واحد من األجزاء املختلفة األلوان عن عرض االعتدال، ألن تلك النقط وتلك املسام ديرها أعظم مما هي عليه فإن البصر يدركها ويدرك ألواهنا ويتحقق مجيع األوان اليت تكون يف املبصر إذا كانت مقا

الذي تلك أجزاؤه إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض .د احلس من أجل خروج احلجم عن عرض االعتدالفعلى هذه الصفة وأمثاهلا يكون غلط البصر يف جمر. االعتدال

فأما غلط البصر يف جمرد احلس من أجل خروج كثافة املبصر عن عرض االعتدال فكاملبصر الذي يكون يف غاية الشفيف وليس فيه من الكثافة إال قدر يسري كالبلور الصايف النقي وكالزجاج األبيض النقي البياض الرقيق احلجم

سم منها وملتصقاً به جسم ذو ألوان خمتلفة قوية، وكان البصر يدرك ذلك املبصر ويدرك األلوان إذا كان وراء اجلاليت تكون من ورائه، وكان مع ذلك ال يعلم أن األلوان اليت يدركها هي ألوان من وراء ذلك اجلسم، ومل تكن

فإن املبصر . ر من وراء ذلك اجلسمهناك أمارة يتنبه هبا البصر على أن األلوان اليت يدركها هي ألوان جسم آخاملشف النقي البياض الذي هبذه الصفة يدركه البصر متلوناً باأللوان اليت تظهر من ورائه، وال حيس بياضه ونقاء لونه

فإذا أدرك البصر املبصر املشف األبيض ذا ألوان خمتلفة فهو غلط يف لونه، ويكون . وال يعلم أنه ذو لون واحدألن املبصر إذا . حلس، وتكون علة هذا الغلط هو خروج كثافة املبصر املشف عن عرض االعتدالغلطه يف جمرد ا

كانت كثافته قوية وكان شفيفه يسرياً فإن البصر يدركه ويدرك لونه، وإن كان وراءه جسم آخر متلون بألوان ر ذا ألوان خمتلفة إذا كانت أقوى من لونه، وال خيفى لونه مع الشفيف اليسري الذي يكون فيه، فال يدركه البص

فعلى هذه الصفة . املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدال .وأمثاهلا يكون غلط البصر يف جمرد احلس من أجل خروج كثافة املبصر عن عرض االعتدال

يف اهلواء عن عرض االعتدال فكاملبصر الذي يدركه البصر يف فأما غلط البصر يف جمرد احلس من أجل خروج شففإن البصر إذا أدرك املبصر يف الدخان فإنه يدرك لونه ممتزجاً بلون الدخان، فإذا كان مسفر اللون . الدخان القوي

صر مسفر وإذا أدرك لون املبصر مظلماً واملب. أدركه البصر مظلم اللون، وخاصة إذا كان البصر خارجاً من الدخاناللون فهو غلط يف لونه، ويكون غلطه يف جمرد احلس، وتكون علة هذا الغلط هو خروج شفيف اهلواء عن عرض

ألن اهلواء إذا كان نقياً صايف الشفيف أدرك البصر ألوان املبصرات اليت تكون فيه على ما هي عليه إذا . االعتدال .يتم هبا إدراك املبصرات على ما هي عليه يف عرض االعتدالكانت املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات اليت

فأما غلط البصر يف جمرد احلس من أجل خروج الزمان عن عرض االعتدال فكاملبصر املختلف األلوان الذي يكون فة فإن البصر إذا ملح املبصر الذي هبذه الص. يف موضع مغدر وليس بشديد الغدرة وتكون ألوانه قوية ومتقاربة الشبه

يف املوضع املغدر حملة خفيفة مث التفت عنه يف احلال، فإنه يظنه ذا لون واحد وال حيس باختالف ألوانه يف حال وإذا ثبت البصر يف مقابلة املبصر الذي هبذه الصفة زماناً متنفساً . مالحظته إذا كان الضوء الذي يف املوضع يسرياً

وإذا أدرك البصر املبصر املختلف األلوان ذا لون . ضع مسرف الغدرةفإنه قد يدرك اختالف ألوانه إذا مل يكن املوواحد فهو غالط يف لونه، ويكون غلطه يف جمرد احلس، ويكون علة غلطه هو خروج الزمان الذي فيه يدرك ذلك

متنفساً فإنه ألن املبصر املختلف األلوان اليت هبذه الصفة إذا ثبت البصر يف مقابلته زماناً. املبصر عن عرض االعتدالقد يدرك اختالف ألوانه إذا كانت املعاين الباقية اليت فيه اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض

فعلى هذه الصفة يكون غلط البصر يف جمرد احلس من أجل خروج الزمان الذي فيه يدرك البصر املبصر . االعتدال .يف عرض االعتدال

اختالف ألوان املبصر املختلف األلوان إذا كان يف موضع مغدر يف حال مالحظته ويف أقل فإما مل ليس يدرك البصرالقليل من الزمان فإن ذلك ألن الضوء الضعيف جداً ليس يؤثر يف البصر يف حال حصول الصورة يف البصر، وليس

. ضوء اليسري وضعف تأثريهيؤثر الضوء الضعيف يف البصر وحيس البصر بتأثريه إال يف زمان له قدر لضعف قوة ال .وإذا مل حيس البصر بالضوء الضعيف إال يف زمان متنفس فليس حيس باللون املمازج له إال يف زمان متنفس

فأما غلط البصر يف جمرد احلس من أجل خروج البصر نفسه عن عرض االعتدال فكالبصر الذي ينظر إىل ضوء أبيض أو مسفر اللون، ويكون ذلك اجلسم يف ظل وضوء معتدل، قوي ويطيل النظر إليه مث يلتفت فينظر إىل جسم

ألن البصر إذا أطال النظر إىل الضوء القوي أثر فيه الضوء العشا، . فإن البصر يدرك لون ذلك اجلسم مظلماً فتحصل فيه ظلمة زماناً مث تنجلي تلك الظلمة، فإذا نظر البصر يف حال تأثري الضوء فيه إىل مبصر أبيض أو مسفر

وإذا أدرك البصر املبصر األبيض املسفر اللون مظلماً فهو غالط يف لونه، ويكون غلطه يف . اللون فإنه جيده مظلماًألن البصر إذا كان سليماً من . جمرد احلس، ويكون علة هذا الغلط هو خروج البصر نفسه عن عرض االعتدال

بصرات على ما هي عليه إذا كانت املعاين الباقية اليت يف اآلفات ومل يعرض له عارض يغري صورته فإنه يدرك ألوان املوكذلك أيضاً إذا عرض للبصر مرض . املبصرات اليت هبا يتم إدراك املبصرات على ما هي عليه يف عرض االعتدال

فأظلم البصر فإنه يدرك ألوان املبصرات مظلمة كدرة على خالف ما هي عليه، ويكون غالطاً يف ألواهنا، ويكون فعلى هذه الصفة وأمثاهلا يكون غلط البصر يف . غلطه هو خروج نفسه عن عرض االعتدال باملرض العارض له علة

.جمرد احلس من أجل خروج البصر نفسه عن عرض االعتدالفقد تبني من مجيع ما شرحناه من األمثلة كيف يكون غلط البصر يف جمرد احلس حبسب كل واحد من العلل اليت من

.للبصر الغلطأجلها يعرض

الفصل السادس

كيفيات أغالط البصر اليت تكون يف املعرفة

حبسب كل واحد من العلل اليت من أجلها يعرض للبصر الغلط

قد تبني يف املقالة الثانية إن إدراك مائيات مجيع املبصرات إمنا يكون باملعرفة، ألن إدراك مائية املبصر إمنا هو من وتشبيه الصورة مبا يعرفه البصر من أمثاهلا هو . ثال ذلك املبصر اليت يعرفها البصرتشبيه صورة املبصر بصورة أم

وقد تبني أيضاً أن معرفة الشخص إمنا هي من تشبيه صورة الشخص اليت يدركها البصر يف حال . املعرفة بالنوعر يف مائية املبصر إمنا وإذا كان ذلك كذلك فغلط البص. معرفة الشخص بصورته اليت أدركها من قبل وهو ذاكر هلا

وكذلك أيضاً إذا شبه البصر شخصاً من األشخاص بشخص قد . هو غلط يف املعرفة وهو غلط يف نوعية املبصروالغلط يف تشبيه . عرفه من قبل وظنه ذلك الشخص بعينه، ومل يكن ذلك الشخص، يكون ذلك غلطاً يف املعرفة

وليس تكون املعرفة إال بالشخص أو النوع أو . شخصيةصورة الشخص بصورة شخص آخر بعينه هو غلط يف ال .مبجموعهما

ومن عادة البصر إذا أدرك مبصراً من املبصرات أنه يف حال مالحظته يشبه صورته بأمثاهلا من صور املبصرات اليت رات، فيعرف بذلك يعرفها وتكثر مشاهدته هلا، ويشبه املعاين اليت يف املبصر أيضاً بأمثاهلا من املعاين اليت يف املبص

ومعرفة البصر جبميع ما يعرفه من . شخصية ذلك املبصر أو نوعيته أو جمموعهما ويعرف املعاين اليت يف ذلك املبصر .املبصرات وجبميع ما يعرفه من املعاين املدركة حباسة البصر إمنا هو على هذه الصفة

دركها، ومل يعرفه يف حال مالحظته، فإنه يشبهه بأقرب وإذا شك البصر يف مائية املبصر أو يف شيء من املعاين اليت يوالقوة احلساسة مطبوعة على تشبيه ما تدركه يف احلال مبا أدركته من قبل، . األشياء شبهاً به مما قد عرفه وألفهطبوع ومن تشبيه البصر ما يدركه من املبصرات مبا يعرفه من أمثاله، ومما هو م. وهذا املعىن موجود يف مجيع احلواس

عليه من هذه احلال، يعرض له الغلط يف معرفة املبصر الذي يغلط يف معرفته إذا مل يكن إدراكه املبصر على غاية وليس يكون إدراك . وإذا كان إدراك البصر للمبصر إدراكاً حمققاً فليس يعرض له الغلط يف معرفة املبصر. التحقيق

حد من املعاين اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه خارجاً عن البصر للمبصر إدراكاً غري حمقق إال إذا كان وا . عرض االعتدال أو أكثر من واحد منها

فأما كيف يكون غلط البصر يف املعرفة من أجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال فكالشخص الذي يدركه يكون ذلك الشخص، فيكون غالطاً البصر من بعد متفاوت فيشبهه بشخص يعرفه فيظنه ذلك الشخص بعينه وال

ألنه إذا شبه الشخص بشخص يعرفه وظنه ذلك الذي يعرفه بعينه . يف إدراكه ويكون ذلك الغلط غلطاً يف املعرفةفإنه يظن أنه قد عرفه، وإذا مل يكن الشخص ذلك الشخص بعينه فإنه يكون غالطاً يف معرفته، وتكون علة هذا

ألن ذلك الشخص بعينه إذا كان قريباً من البصر وعلى بعد . عرض االعتدال الغلط هو خروج بعد املبصر عنمعتدل فإن البصر يدركه إدراكاً صحيحاً وال تشتبه عليه صورته بصورة غريه إذا كانت املعاين الباقية اليت فيه اليت

.هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدالألن البصر إذا رأى إنساناً من بعد فرمبا شبهه بإنسان يعرفه وال . عرض للبصر دائماًوهذا النوع من الغلط كثري وي

وكذلك إذا رأى فرساً أو بغالً أو محاراً أو شجرة أو مثرة أو نباتاً أو حجراً أو ثوباً أو آنية من . يكون ذلك اإلنسانبعد مفرط، فإنه رمبا شبهه بنظري له قد األواين اليت يستعملها الناس أو آلة من اآلالت، وكانت رؤيته لذلك من

.أدركه من قبل ذلك الوقت، وهو ذاكر له وعارف به، وال يكون ذلك بعينهفإن البصر إذا رأى فرساً من بعد متفاوت فرمبا . وكذلك قد يعرض للبصر الغلط من البعد املتفاوت يف نوعية املبصر

مقداره احلقيقي، ورمبا ظنه محاراً بعينه إذا كان قد ألف يف ذلك ظنه محاراً، ألنه يراه من البعد املتفاوت أصغر منورمبا رأى البصر من البعد محاراً ويظنه . املوضع محاراً بعينه، فيكون غالطاً يف نوعية ذلك الفرس ويف شخصيته مجيعاً

ورمبا رأى عنزاً فظنه . اراًورمبا رأى ثوراً فظنه مح. ورمبا رأى بغالً فظنه فرساً. رساً، ويظن أن صغره إمنا هو لبعدهورمبا رأى نباتاً فظنه شجراً، . وكذلك أيضاً رمبا رأى من البعد شجراً فظنها نباتاً ألنه يراها من البعد صغاراً. كلباً

. ورمبا رأى نباتاً فشبهه بغريه من النبات. ورمبا رأى مثرة فشبهها بغريها من الثمار. ويظن أن صغرها هو لبعدهامن الغلط كثري، ومجيعه غلط يف املعرفة ألن البصر يشبه ما هذه حاله مبا قد عرفه ويظنه ذلك الذي وهذا النوع

وعلة مجيع هذا النوع من الغلط هو البعد املتفاوت اخلارج عن عرض . يعرفه بعينه أو من نوعه، وال يكون كذلكتشتبه عليه صورها إذا كانت مجيع املعاين االعتدال، ألن البصر إذا أدرك مجيع املبصرات من البعد املعتدل فليس

وهذه األغالط هي األغالط املتعارفة . الباقية اليت فيها اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدال .اليت يغلط البصر فيها دائماً

فمن ذلك أن البصر . الوقد يعرض الغلط يف املعرفة يف معان غريبة أيضاً من أجل خروج البعد عن عرض االعتدإذا رأى يف سواد الليل ناراً من بعد نتفاوت، وكانت النار على رأس جبل أو يف موضع مرتفع عن األرض، ومل يكن

قد تقدم علم الناظر بأن يف ذلك املوضع ناراً، وكانت اجلذوة من النار تظهر من ذلك البعد صغرية احلجم، فإن لصفة بسواد الليل رمبا ظنه كوكباً يف السماء، وهي نار يف األرض، فيكون غالطاً يف الناظر إذا رأى النار اليت هبذه ا

وعلة هذا الغلط إمنا . والغلط يف مائية املبصر هو غلط يف املعرفة، ألن مائيات املبصرات إمنا تدرك باملعرفة. مائيتهانت قريبة من البصر أو كان البصر هو خروج بعد موضع النار عن عرض االعتدال، ألن تلك النار بعينها إذا كا

فعلى هذه الصفات وأمثاهلا يكون غلط البصر . قريباً منها مل يشتبه عليه أهنا نار، ومل يظنها قط كوكباً يف السماء .باملعرفة من أجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال

بصر الذي يدركه البصر وهو فأما غلط البصر يف املعرفة من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال فكاملخارج عن سهم الشعاع وبعيد عنه، ويكون البصر حمدقاً إىل مبصر آخر، ويكو ن املبصر اآلخر مقابالً لوسط البصر

وعلى سهم الشعاع، فإن املبصر املائل عن سهم الشعاع الذي يدركه البصر على هذه الصفة ليس يدركه إدراكاً وإذا كان ذلك املبصر إنساناً فرمبا شبهه يف . صحيحاً فقد يعرض له الغلط يف مائيتهوإذا مل يدركه إدراكاً . صحيحاً

وكذلك إذا رأى فرساً فرمبا شبهه بفرس . احلال بإنسان يعرفه ويظنه ذلك اإلنسان بعينه، وال يكون ذلك اإلنسانراً أو رأى محاراً فظنه فرساً وكذلك رمبا رأى على هذه الصفة فرساً فظنه محا. بعينه يعرفه، وال يكون ذلك الفرس

وكذلك رمبا رأى شجرة أو مثرة أو نباتاً أو ثوباً أو آنية فشبه ذلك مبا . إذا كان بعده عن سهم الشعاع بعداً متفاوتاًيشبهه يف بعض املعاين اليت فيه، فرمبا أصاب ورمبا أخطأ، ألن املبصر إذا كان خارجاً عن سهم الشعاع خروجاً

كون بيناً، وإذا مل يكن بيناً فليس يتحقق البصر صورته، وإذا مل يتحقق البصر صورته وشبهه مع ذلك متفاوتاً فليس ي .مبا يشبهه يف بعض املعاين اليت يدركها منه فرمبا عرض له الغلط يف تشبيهه

، وعلة هذا الغلط هو خروج وضع املبصر عن وضع االعتدال. وغلط البصر على هذا الوجه هو غلط يف املعرفةألن املبصر الذي يغلط البصر يف معرفته على هذه الصفة إذا كان على سهم الشعاع ومقابالً لوسط البصر، وكانت

املعاين الباقية اليت فيه هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدال، فإن البصر يدركه إدراكاً صحيحاً .وال تشتبه عليه صورته

بصراً من املبصرات وكان املبصر على سهم الشعاع أو خارجاً عنه وكان السهم وخطوط وكذلك إذا أدرك البصر مالشعاع اليت تنتهي إليه مائلة على سطح ذلك املبصر ميالً متفاوتاً، وكان يف ذلك املبصر نقوش دقيقة أو معان

آلن املبصر إذا كان مائالً . لطيفة، فإن البصر ال يدرك تلك النقوش وال تلك املعاين اللطيفة ويدرك املبصر ساذجاً. على خطوط الشعاع ميالً متفاوتاً فإن صورته تكون مشتبهة غري بينة كما تبني يف الفصل املتقدم من هذه املقالة

فإذا . وإذا مل تكن الصورة بينة مل تظهر املعاين اللطيفة اليت تكون فيها، وقد تبني كيف يظهر هذا املعىن باالعتباربصر ساذجاً فإنه يشبهه بأمثاله من املبصرات السواذج اليت ال نقوش فيها وال معاين لطيفة، اليت تشبه أدرك البصر امل

ذلك املبصر يف لونه أو شكله أو هيئته أو عظمه أو جمموع ذلك، فيكون غالطاً يف إدراكه ويكون غلطه يف املعرفة، وعلة هذا الغلط هو . لغلط هو غلط يف نوعية املبصروهذا ا. ألنه يشبهه مبا يعرفه من املبصرات ويظن أنه قد عرفه

خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر الذي هبذه الصفة إذا كان مواجهاً للبصر وكانت مجيع املعاين الباقية اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدال، فإن البصر يدرك املعاين اللطيفة اليت تكون يف

فعلى هذه الصفة وأمثاهلا . ذلك املبصر ويدرك صورة ذلك املبصر إدراكاً صحيحاً وال يعرض له الغلط يف معرفته .يكون غلط البصر يف املعرفة من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال

يدركه فأما غلط البصر يف املعرفة من أجل خروج الضوء الذي يف املبصر عن عرض االعتدال فكالشخص الذيفإن كان إنساناً وكان الناظر قد ألف يف ذلك املوضع . البصر يف الغلس أو يف موضع مغدر وال يتحقق صورته

إنساناً بعينه فرمبا ظن بذلك الشخص الذي رآه يف ذلك املوضع انه ذلك اإلنسان بعينه الذي يعرفه يف ذلك املوضع فسها من إنسان يعرفه، وال يكون ذلك اإلنسان، إذا مل ورمبا شبه الشخص من صورته ن. وال يكون ذلك اإلنسان

وكذلك إذا رأى يف موضع مغدر حيواناً غري اإلنسان كفرس أو . يتحقق صورته يف احلال من أجل ضعف الضوءمحار أو غري ذلك من احليوانات املألوفة فرمبا شبهه بنظري له قد كان يعهده يف ذلك املوضع وال يكون ذلك الذي

ورمبا شبه احليوان الذي يدركه يف . ورمبا شبهه من نفس صورته بغريه وال يكون ذلك الغري الذي شبهه به. شبهه بهوهذا النوع من الغلط يعرض للبصر كثرياً . املوضع املغدر بغريه من احليوانات اليت ليست من نوعه قريباً من نوعه

وهذا الغلط هو غلط يف املعرفة، ألن . ضع ضوء قويإذا رأى املبصر يف الغلس أو يف سواد الليل ومل يكن يف املوالبصر إذا أدرك املبصر على هذه الصفة وشبهه بنظري له من األشخاص اليت يعرفها إما بالشخص وإما بالنوع وظنه

وعلة هذا الغلط هو . ذلك الذي يعرفه فإنه يكون غلطه يف شخصية املبصر أو يف نوعيته الذي هو غلط يف املعرفةضوء الذي يف املبصر عن عرض االعتدال، ألن الشخص الذي يدركه البصر يف املوضع املغدر وال يتحقق خروج ال

صورته إذا أدركه يف ضوء قوي مل يعرض له الغلط يف معرفته، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر اليت هبا .يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدال

ن احليوان الذي يسمى الرياع الذي يطري يف الليل فيظهر يف سواد الليل كأنه نار ختطف إذا أدركه البصر وأيضاً فإوكذلك األصداف واألغشية اليت تكون لبعض احليوانات . يف ضوء النهار مل ير فيه شيئاً من النار اليت تظهر يف الليلر يف ضوء النهار وأدرك تلك األصداف وتلك األغشية مل ير البحرية اليت تظهر يف الظالم كأهنا نار إذا أدركها البص

فإذا أدرك البصر الفراش الذي . وهذا الفراش يشبه الفراش الذي يطري يف الليل حول السراج. فيها شيئاً من الناريةوكذلك األصداف إذا . هبذه الصفة فإنه رمبا شبهه بالفراش الذي يطري حول السراج وليس هو ذلك الفراش

.ها يف ضوء النهار فإنه يشبهها باألصداف اليت تشبهها اليت ليست بنريةأدركوالغلط يف مائية . وإذا أدرك البصر اجلسم النري غري نري وشبهه بغريه من املبصرات الغري نرية فهو غالط يف مائيته

االعتدال إذا وعلة هذا الغلط هو خروج الضوء الذي يف هذه املبصرات عن عرض. املبصر هو غلط يف املعرفةألن هذه املبصرات إذا كانت يف الظالم ويف سواد . أدركت بالنهار باإلفراط يف الضوء بالقياس إىل هذه املبصرات

الليل ويف املواضع اليت ليس فيها من الضوء إال ما يظهر على وجه األرض من الضوء اليسري يف الليل فإن البصر وإن زاد عليه . الذي به تدرك هذه املبصرات هو الضوء الذي فيها فقط والضوء املعتدل. يدركها نرية كأهنا نار

ضوء آخر فاليسري الذي ال يؤثر يف ضوئها كمثل الضوء الذي يكون يف الليل على وجه األرض، فإن زاد الضوء ما على ذلك زيادة بينة خرج الضوء الذي حيصل يف هذه املبصرات عن عرض االعتدال الذي به تدرك ناريتها على

فعلى هذه الصفات اليت شرحناها وأمثاهلا . هي عليه، ومل يظهر ضوؤها الذايت إلفراط الضوء الذي يشرق عليها .يكون غلط البصر يف املعرفة من أجل خروج الضوء الذي يف املبصر عن عرض االعتدال

ليت تكون يف غاية الصغر فأما غلط البصر يف املعرفة من أجل خروج حجم املبصر عن عرض االعتدال فكاملبصرات اإذا كان فيها معان لطيفة وأجزاء متميزة وختطيط يف غاية الدقة، وكان البصر ال يدرك املعاين اللطيفة وتلك األجزاء املتميزة وذلك التخطيط لصغر ذلك ولطافته، أو يدرك بعضها وال يدرك البعض، وال يدرك هيآهتا، وكان مع ذلك

فإن البصر إذا أدرك املبصرات اليت هبذه الصفة . نه أنفس من كل واحد من أجزائهيدرك مجلة املبصر مع صغره ألوذلك أن البصر إذا أدرك حيواناً يف غاية الصغر فرمبا ظنه غريه . رمبا مل يتحقق صورها فيعرض له الغلط يف مائياهتا

الثمار أو على بعض احلبوب ومثال ذلك إذا رأى البصر منلة على حائط أو على بعض. من احليوانات اليت تشبههفرمبا ظنها سوسة، أو رأى سوسة على حائط فرمبا ظنها منلة، أو رأى برغوثاً فرمبا ظنه سوسة ورمبا ظنه منلة إذا مل

. يثب الربغوث يف احلال وظل ساكناً، أو رأى بعوضة سوداء فرمبا ظنها منلة إذا كانت ساقطة ومل تكن طائرةمن احلبوب الصغار كاخلردل والرشاد وما جيري جمراها فرمبا ظن النوع من هذه وكذلك إذا رأى البصر حباً

.وأمثال هذه املبصرات كثري كثرياً ما يقع للبصر الغلط يف إدراكها. األنواع نوعاً من أنواع احلبوب اليت تشبهه، فهو غالط يف إدراكه، وإذا أدرك البصر حيواناً وظنه حيواناً غريه، أو حباً من احلبوب وظنه غريه من احلبوب

وعلة هذا اجلنس . وغلطه يف هذا املعىن إمنا هو غلط يف املعرفة، ألن الغلط يف نوعية املبصر إمنا هو غلط يف املعرفةمن الغلط إمنا هو خروج حجم املبصر عن حد االعتدال، ألن احليوان إذا كان مقتدر احلجم فليس يغلط البصر يف

اين الباقية اليت يف ذلك املبصر اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض مائيته إذا كانت مجيع املعوكذلك أنواع مجيع املبصرات ليس يعرض للبصر يف مائياهتا إذا ما كانت مقتدرة احلجم وكانت املعاين . االعتدال

فعلى هذه الصفات وأمثاهلا يكون . لالباقية اليت فيها اليت هبا يتم إدراك املبصرات على ما هي عليه يف عرض االعتدا .غلط البصر يف املعرفة من أجل خروج حجم املبصر عن عرض االعتدال

فأما غلط البصر يف املعرفة من اجل خروج كثافة املبصر عن عرض االعتدال فكاملبصر املشف إذا كان شديد بلون قوي مشرق غري ذلك اللون الذي الشفيف، وكان لونه مع ذلك لوناً رقيقاً صافياً، وكان وراءه جسم متلون فإن البصر إذا أدرك املبصر املشف الذي . يف اجلسم املشف ومن غري نوعه، وكان ذلك اجلسم مماساً للجسم املشف

هبذه الصفة فإنه يدرك اللون الذي يظهر من ورائه، ويظن أن ذلك اللون هو لون اجلسم املشف، إذا مل يكن قد .متقدم علمه بلون ذلك اجلس

وإذا أدرك البصر املبصر متلوناً بلون من األلوان وكان لونه غري ذلك اللون فهو غالط يف مائية لونه، ومائية اللون إمنا تدرك باملعرفة، فيكون غلط البصر فيما هذه حاله غلطاً يف املعرفة، وتكون علة هذا الغلط هو خروج كثافة

كثيفاً، أو كانت فيه كثافة قوية مع شفيف يسري، فإن املبصر ليس ألن املبصر إذا كان . املبصر عن عرض االعتدالفعلى . يغلط يف مائية لونه إذا كانت مجيع املعاين الباقية اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدال

.رض االعتدالهذه الصفة وأمثاهلا يكون غلط البصر يف املعرفة من أجل خروج الكثافة اليت يف املبصر عن ع

فأما غلط البصر يف املعرفة من أجل خروج شفيف اهلواء املتوسط بني البصر واملبصر عن عرض االعتدال فكاملبصر الذي يدركه البصر من وراء جسم مشف يقطع اهلواء املتوسط بني البصر واملبصر، ويكون لون ذلك املبصر رقيقاً،

لون قوي مع الشفيف الذي فيه كالزجاج املشف القوي اللون ويكون اجلسم الذي يقطع بينه وبني املبصر ذافإن البصر يدرك لون املبصر الذي هبذه الصفة من وراء اجلسم املشف . وكالثياب الرقاق املشفة املتلونة بألوان قوية

، فإن كان أخضر وكان اجلسم املتوسط كحلياً. ممتزجاً بلون اجلسم املشف، فيدرك لونه على خالف ما هو عليهوباجلملة فإن . وإن كان أبيض، وكان لون اجلسم املتوسط كحلياً، ظهر أزرق. أدرك البصر لون ذلك املبصر أخضر

وإذا .املبصر الذي على هذه الصفة يظهر لونه كمثل اللون املمتزج من لونه ولون اجلسم املتوسط بينه وبني البصريف مائية لونه، والغلط هو غلط يف املعرفة، وعلة هذا أدرك البصر لون املبصر على خالف ما هو عليه فهو غالط

ألن ذلك املبصر إذا أدركه . الغلط هو خروج شفيف اهلواء املتوسط بني البصر وبني املبصر عن عرض االعتدالالبصر وشفيف اهلواء املتوسط بينه وبني البصر متصالً ال يقطعه شيء من األجسام املتلونة املشفة اليت فيها بعض

ثافة، أدرك لونه على ما هو عليه إذا كانت مجيع املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر اليت هبا يتم إدراك املبصر على الك .ما هو عليه يف عرض االعتدال

فأما مل يدرك البصر اجلسم املتلون من وراء الثوب املشف ممتزج اللون بلون الثوب املشف، والثوب املشف إمنا هو وم بعضها إىل بعض، وإمنا يظهر ما يظهر من وراء الثوب املشف من أجل أن الثقوب اليت فيما خيوط كثيفة مضم

بني تلك اخليوط تكون نافذة ومن أجل أن تلك اخليوط دقاق، فقد كان جيب أن يظهر لون اجلسم املتلون الذي ون اخليوط فيما بني تلك يدركه البصر من وراء الثوب املشف أجزاء صغاراً متفرقة حبسب تلك الثقوب ويدرك ل

األجزاء، وإذا أدرك اجلسم املتلون والثوب املشف على هذه الصفة أدرك كل واحد من اللونني على ما هو عليه .وأدرك اللونني متميزين وغري ممتزجني، وليس يوجد األمر كذلك

دقاقاً وتكون ثقوبه فنقول يف جواب هذا الشك إن الثوب املشف الذي يظهر ما وراءه ليس تكون خيوطه إال نافذة، وإذا كانت اخليوط دقاقاً ونظر البصر إىل هذا الثوب فإن اجلزء من اخليط الذي يلي ثقباً من الثقوب حتصل

صورته يف جزء من البصر يف غاية الصغر أيضاً، وهذا اجلزء يقترن باجلزء الذي حصلت فيه صورة اجلزء من اخليط، اجلسم املتلون الذي نفذ من الثقب يف جزء ين من البصر جمموعهما مبنزلة فيحصل لون اجلزء من اخليط ولون

وإذا كان اجلزءان من البصر املتجاوران جمموعهما مبنزلة النقطة مل يتميز اجلزءان للحس، . النقطة بالقياس إىل احلسوإذا كان ذلك . سفيصري احلاس يدرك اللونني اللذين هبذه الصفة من جزء هو يف غاية الصغر وغري منقسم للح

وإذا أدرك احلاس لونني من جزء . كذلك صار احلاس يدرك ذينك اللونني من جزء واحد من البصر غري منقسمواحد من البصر غري منقسم فهو يدرك اللونني ممتزجني ، ألن احلاس إمنا يدرك اللونني ممتزجني مىت أدركهما معاً من

ر يدرك لون اجلسم املتلون من وراء الثوب املشف ممتزجاً بلون الثوب فلهذه العلة صار البص. جزء واحد من البصرفهذه العلة اليت من اجلها يدرك البصر املبصر املختلف األلوان يف اهلواء املتصل ذا لون واحد إذا كان بعده . املشف

ذا املعىن يف الفصل الذي وقد ذكرنا ه. عن البصر بعداً متفاوتاً بالقياس إىل كل واحد من األجزاء املختلفة األلوان .قبل هذا الفصل

وقد يكون الثوب املشف يف خيوطه بعض الغلظ ويف ثقوبه بعض السعة، ويدرك البصر خيوط ذلك الثوب متفرقة إال أن اجلسم املتلون . ويدرك ثقوبه متفرقة، ومع ذلك يدرك لون اجلسم املتلون الذي يظهر من وراءه ممتزجاً بلونه

ه الصفة ليس يكون امتزاج لونه بلون الثوب امتزاجاً قوياً، بل يكون الذي ميازج لونه من لون الذي يدرك على هذواجلسم املتلون الذي يدرك . الثوب دون ما ميازج لونه من لون الثوب املشف الذي يف غاية دقة اخليوط والثقوب

خليوط هلا زئرب دقيق، وكل ثقب من ثقوب من وراء الثوب املقتدر اخليوط والثقوب إمنا ميازج لونه لون الثوب ألن افإذا نفذت . ذلك الثوب يعترض فيه زئرب متفرق لتلك اخليوط، ويكون التفرق الذي فيما بني الزئرب يف غاية الدقة

صورة لون ذلك اجلسم املتلون من تلك الثقوب كان يف تضاعيفها لون ذلك الزئرب، فتصري اجلزاء من البصر اليت ك الزئرب، فتصري األجزاء من البصر اليت حيصل فيها لون ذلك الزئرب يف غاية الصغر، ولون حيصل فيها لون ذل

الصورة اليت تنفذ فيما بني ذلك الزئرب يف تضاعيف تلك األجزاء الصغار من البصر، فلذلك يظهر لون اجلسم

والثوب الدقيق اخليوط أيضاً يكون . املتلون من وراء الثوب املتلون الذي هبذه الصفة ممتزجاً بلون الثوب امتزاجاً مافيه مثل هذا الزئرب، فيجتمع يف الثوب الذي هبذه الصفة صغر األجزاء اليت حيصل فيها لون اخليوط وصغر األجزاء اليت حيصل فيها لون الزئرب، فال تتميز للبصر هذه األجزاء، فيدرك البصر لون اجلسم املتلون من وراء هذا الثوب

ومع ذلك ال تتميز خيوط الثقب لصغرها، ولذلك يكون امتزاج لون هذا الثوب بلون اجلسم املتلون ممتزجاً بلونه، .الذي يظهر من ورائه أشد من امتزاج اجلسم املتلون بلون الثوب املقتدر اخليوط والثقوب

خيل فتظهر أظالهلا وأيضاً فإن البصر إذا أدرك اخليال الذي يظهر من خلف اإلزار، وكان اخليال أشخاصاً حيركها املعلى اجلدار الذي من وراء اإلزار وعلى اإلزار نفسه، فإن البصر يدرك تلك األظالل من وراء اإلزار ويظنها

أجساماً وحيوانات تتحرك إذا مل يتقدم علم الناظر بأهنا أظالل ومل يدرك األشخاص اليت حيركها املخيل يف تلك احلال .اليت تلك األظالل أظالهلا

أدرك البصر األظالل وظنها حيوانات وأشخاصاً فهو غالط يف مائيات تلك احليوانات وتلك األشخاص، وإذا والغلط يف مائية املبصر هو غلط يف املعرفة، وعلة هذا الغلط هو خروج شفيف اهلواء املتوسط بني البصر وبني تلك

توسط بني البصر وبني تلك األظالل ألدرك ألنه لو رفع اإلزار الذي يقطع اهلواء امل.املبصرات عن عرض االعتدالالبصر تلك األظالل أظالالً ومل يظنها أشخاصاً وال حيوانات ومل يعرض له الغلط يف مائياهتا إذا كانت املعاين الباقية

فعلى هذه الصفة وأمثاهلا يعرض للبصر الغلط يف . اليت هبا يتم إدراك املبصرات على ما هي عليه يف عرض االعتدال .عرفة من أجل خروج شفيف اهلواء عن عرض االعتدالامل

فأما غلط البصر يف املعرفة من أجل خروج الزمان الذي فيه يدرك البصر املبصر عن عرض االعتدال فكاملبصر الذي يدركه البصر من باب أو منفذ أو خرق أو موضع خمصوص، ويكون ذلك املبصر متحركاً جمتازاً بذلك الباب أو

ركه البصر يف مدة قطعه لعرض ذلك الباب أو املنفذ فقط مث يغيب عنه، فيعرض من ذلك أن يكون املنفذ، فيدفإذا كان ذلك املبصر يتحرك حركة سريعة فإن الزمان الذي يقطع فيه . الزمان الذي يدرك فيه املبصر حمصوراً

وإذا كان الزمان الذي يدرك فيه . جداًاملبصر املتحرك عرض تلك املسافة اليت يدركه فيها البصر يكون زماناً يسرياً وإذا مل يتمكن . البصر املبصر يسرياً حمصوراً فإنه رمبا مل يتمكن يف ذلك القدر من الزمان من تأمل املبصر تأمالً حمققاً

اناً وإذا كان ملبصر املتحرك إنس. من تأمل املبصر تأوالً حمققاً فرمبا اشتبهت عليه صورته ومل يدركها إدراكاً حمققاًفرمبا شبهه بإنسان آخر يعرفه إذا كان يف ذلك املبصر مشابه من ذلك اإلنسان الذي يشبهه به ويظنه ذلك اإلنسان

وكذلك إن كان حيواناً غري اإلنسان فرمبا أشبهه البصر بنظري له وال يكون ذلك . بعينه وال يكون ذلك اإلنسانكثوب أو آنية أو نبات أو مثر أو غري ذلك من اجلمادات إذا وكذلك إن كان املبصر مجاداً. النظري الذي شبهه به

وكذلك إن كان البصر متحركاً وملح يف حركته مبصراً . اجتاز به جمتاز فرمبا شبهه البصر بغريه وال يكون ذلك الغرييكون ذلك من املبصرات وجتاوزه قبل أن يتمكن من تأمله لسرعة حركته، فإنه رمبا شبهه بغريه وظنه ذلك الغري وال

.الغريوإذا شبه البصر املبصر بنظري له وظنه ذلك بعينه ومل يكن ذلك الذي شبهه به فهو غالط يف إدراكه ويكون غلطه

وعلة هذا الغلط هو . ألنه إذا شبهه بغريه ومل يكن ذلك الغري فهو غالط يف شخصيته أو يف نوعيته. غلطاً يف املعرفةألن البصر إذا أدرك . ذلك املبصر عن عرض االعتدال باإلفراط يف القصر خروج الزمان الذي فيه يدرك البصر

ذلك املبصر، وكان الزمان الذي يدركه فيه فسيحاً يتمكن فيه من تأمل ذلك املبصر، فليس يعرض للبصر الغلط يف صر على ما هو عليه يف مائية ذلك املبصر إذا كانت مجيع املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر اليت هبا يتم إدراك املب

فعلى هذه الصفة وأمثاهلا يكون غلط البصر يف املعرفة من أجل خروج الزمان الذي يدرك فيه . عرض االعتدال .البصر املبصر عن عرض االعتدال

فأما غلط البصر يف املعرفة من أجل خروج البصر نفسه عن عرض االعتدال فكالبصر إذا نظر إىل روضة خضراء قد ا ضوء الشمس وأطال النظر إليها، أو نظر إىل جسم مشرق اللون كاألرجواين والفرفريي والصعوي أو أشرق عليه

ما شابه ذلك وقد أشرق عليه ضوء الشمس، وأطال النظر إليه، مث التفت إىل مبصرات بيض، وتكون تلك وإذا .النظر إىل الرياضاملبصرات يف الظل ويف ضوء معتدل، فإنه يدرك تلك املبصرات خضراء إذا كان قد أطال

. كان قد أطال النظر إىل جسم ذي لون مشرق صبغ أدرك تلك املبصرات اليت يدركها من بعده ملتبسة بلونهوذلك ألن البصر إذا أطال النظر إىل الرياض أو إىل لون من األلوان املشرقة اليت قد أشرق عليها ضوء الشمس

يف البصر وتلك الصورة ثابتة فيه زماناً، فإذا التفت البصر إىل حصلت صورة تلك اخلضرة أو ذلك اللون املشرقاملبصرات البيض يف تلك احلال وتلك الصورة باقية فيه أدرك بياض تلك املبصرات ملتبساً بصورة اللون اليت قد

.وإذا مل يكن قد أدرك تلك املبصرات البيض قبل تلك احلال فإنه ال يعلم أهنا بيض. حصلت فيهك البصر املبصرات البيض خضراً أو ذوات لون صبغ فإنه غالط يف ألواهنا، ومائية اللون إمنا تدرك باملعرفة، وإذا أدر

فيكون غلط البصر فيما هذه حاله غلطاً يف املعرفة، وتكون علة هذا الغلط هو خروج املبصر نفسه عن عرض عرض له عارض يغري صورته فإنه يدرك ألوان ألن البصر إذا كان سليماً ومل ي. االعتدال بالتغري الذي حصل فيه

املبصرات على ما هي عليه إذا كانت مجيع املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات اليت هبا يتم إدراك املبصرات على ما .هي عليه يف عرض االعتدال

الكلية، فإنه إذا وكذلك إذا عرض للبصر عشاً أو مرض يغري صورته ومل مينعه ذلك املرض عن إدراك املبصرات بأدرك البصر وهو على ما به من العشا أو املرض فليس يدرك صورته إدراكاً حمققاً، ومع ذلك فرمبا شبه البصر

وإذا مل يتحقق البصر صورة املبصر وشبهه مع ذلك مبا يعرفه . املبصر الذي يدركه يف تلك احلال مبا يعرفه من أمثاله .اليت يدركها من املبصر فرمبا عرض له الغلط يف تشبيهه من املبصرات اليت تشبهه يف املعاين

وإذا شبه البصر املبصر بغريه وظنه ذلك الغري ومل يكن ذلك الغري، فهو غالط يف شخصيته أو يف نوعيته أو يف ألن البصر إذا . جمموعهما، فيكون غلطه يف املعرفة، وتكون علة هذا الغلط هو خروج البصر عن عرض االعتدال

حيحاً فإنه يدرك املبصرات على ما هي عليه إذا كانت مجيع املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات اليت هبا يتم كان صفعلى هذه الصفة وأمثاهلا يكون غلط البصر يف املعرفة من . إدراك املبصرات على ما هي عليه يف عرض االعتدال

.أجل خروج صحة البصر عن عرض االعتدالما شرحناه كيف يكون غلط البصر يف املعرفة حبسب كل واحدة من العلل اليت من اجلها يعرض فقد تبني من مجيع

.للبصر الغلط

الفصل السابع

كيفيات أغالط البصر اليت تكون يف القياس

حبسب كل واحدة من العلل اليت من أجلها يعرض للبصر الغلط

اسة البصر إمنا تدرك بالقياس، وتبني ما هي املعاين اليت تدرك قد تبني يف املقالة الثانية ان أكثر املعاين اليت تدرك حبوأكثر أغالط البصر يف املعاين اجلزئية . وقد تبني أن صور مجيع املبصرات إمنا هي مركبة من املعاين اجلزئية. بالقياس

دمات ويكون يف يكون يف املق: والغلط يف القياس يكون على وجهني. وصور املبصرات إمنا يكون غلطاً يف القياسأحدها أن يأخذ التمييز مقدمة كاذبة ويظنها صادقة، : والغلط يف املقدمات يكون على ثلثة أوجه. ترتيب القياس

وذلك يكون يف . والثاين أن يأخذ مقدمة جزئية ويظنها كلية، والوجه الثالث هو الغلط يف اكتسب املقدماتية وقد ميكن أن تظهر عند استقصاء التأمل، واعتمد البصر ما اإلبصار إذا كان يف املبصر معان ظاهرة ومعان خف

يظهر يف املبصر من املعاين اليت فيه ومل يستقرئ مجيع املعاين اليت فيه ومل يتأمله تأمالً حمققاً، إما على طريق السهو يت يف املبصر اليت ميكن وإذا مل يستقرئ البصر مجيع املعاين ال. وضعف التمييز وإما ألنه ال يتمكن يف احلال من تأمله

أن يدركها البصر واعتمد املعاين الظاهرة اليت يف املبصر وحكم بنتائجها وقطع بنتائجها فهو غالط فيما يدركه من وذلك ألن البصر إذا تأمل املبصر تأمالً حمققاً، وأدرك املعاين احملققة اليت مل يكن أدركها، كانت . نتائج تلك املعاينوإذا مل يتمكن . يت يظهرها التأمل احملقق مع املعاين الظاهرة غري النتيجة اليت تنتجها املعاين الظاهرة فقطنتيجة املعاين ال

البصر من تأمل املبصر التأمل احملقق، وأحس بأنه ليس يتمكن من تأمله، فإنه ال يقطع بنتيجة املقدمات الظاهرة، بل ئ البصر مجيع املعاين اليت يف املبصر ومل يتمكن من استقراء مجيع فإن مل يستقر. يكون شاكاً غري متيقن لتلك النتيجة

املعاين اليت يف املبصر، وعول على املعاين الظاهرة، وسكن إىل نتائجها ومل يشك مع ذلك يف نتائجها، فهو غالط يف تيجة القياس من حيث هو غالط يف اكتساب مقدمات القياس ومنتج ببعض املقدمات اليت ينبغي أن تكون الن

.وأغالط البصر يف القياس متون على الوجوه اليت فصلناها. جبميعها

غلط البصر يف القياس من أجل البعد

من أجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال

البعد

فأما كيف يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، إذا عرض الغلط يف مقدار خاص القائمة على وجه األرض، مثل النخل والشجر والعمد، إذا أدركها البصر من بعد متفاوت البعد، فكاألش

مسرف التفاوت، وكانت تلك النخل والشجر والعمد خمتلفة األبعاد وكانت على مسوت متفرقة حبيث ال يستر بصر إذا أدرك األشخاص فإن ال: بعضها بعضاً، وكانت مع ذلك متشاهبة الصور يف اللون ويف الضوء املشرق عليها

اليت هبذه الصفة فإنه ال يدرك اختالف أبعادها، وال يفرق بني األبعد منها والقرب إذا كان أقرهبا متفاوت البعد وإذا مل يفرق بني األبعد منها واألقرب فإنه رمبا ظن بتلك األشخاص أو ببعضها أهنا متساوية . مسرف التفاوت

والغلط يف البعد ويف . ات املختلفة األبعاد أهنا متساوية األبعاد فهو غالط يف أبعادهاوإذا ظن البصر باملبصر. األبعادوعلة هذا الغلط هو . اختالف البعد ويف تساوي األبعاد فهو غلط يف القياس ألن هذه املعاين إمنا تدرك بالقياس

ه الصفة إذا كانت على أبعاد ألن األشخاص اليت هبذ. خروج أبعاد األشخاص اليت هبذه الصفة عن عرض االعتدالمعتدلة فإن البصر يدرك اختالف أبعادها على ما هو عليه إذا كانت املعاين الباقية اليت يف هذه األشخاص يف عرض

.االعتدالوإمنا ليس يدرك البصر اختالف هذه األشخاص من البعد املتفاوت لن األبعاد املتفاوتة ليس يدرك البصر مقاديرها

اً، وإذا مل يتحقق مقادير األبعاد مل يدرك تفاضل بعضها على بعض، وإذا مل يدرك تفاضل بعضها على إدراكاً حمققوهذا الغلط بعينه يعرض . بعض، ومل تكن املبصرات يستر بعضها بعضاً، مل يفرق البصر بني األبعد منها واألقرب

اكب املتحرية، فإذا أدرك الكوكب من للبصر دائماً إذا نظر إىل الكواكب واتفق أن يكون فيها كوكب من الكوالكواكب املتحرية والكوكب من الكواكب الثابتة معاً فإنه ال يدرك االختالف الذي بني بعد الكوكب املتحري وبني أبعاد الكواكب الثابتة، وإمنا يدركها كأهنا مجيعها يف سطح واحد، املتحرية منها والثابتة، مع االختالف املتفاوت بني

وإمنا يعرض للبصر هذا الغلط لتفاوت أبعاد الكواكب، ألن األبعاد املتفاوتة ليس . لكواكب الثابتة واملتحريةأبعاد ايدرك البصر مقاديرها وال يدرك زيادة بعضها على بعض، وألن البصر إمنا يدرك أبعاد املبصرات إذا كانت أبعادها

فإذا كانت املبصرات متفاوتة البعاد، ومل يستر بعضها . من األبعاد املعتدلة وكانت مع ذلك مسامتة ألجسام مرتبة .بعضاً، فليس يدرك البصر مقادير أبعادها، كانت أبعادها مسامتة ألجسام مرتبة

وذلك أن . الوضع وقد يعرض للبصر الغلط يف أوضاع املبصرات أيضاً من اجل خروج البعد عن عرض االعتدالوكان ذلك املبصر مائالً على خطوط الشعاع ومل يكن مواجهاً، فإن البصر البصر إذا نظر إىل مبصر متفاوت البعد،

ولذلك صار البصر يدرك اجلسم املربع الشكل املتساوي األضالع من البعد . يدركه كأنه مواجه وال حيس مبيلهو كان البصر ول. املتفاوت مستطيالً، ويدرك اجلسم املستدير املسطح مستطيالً، إذا كانا مائلني على خطوط الشعاع

حيس مبيل املربع واملستدير من البعد املتفاوت إذا كانا مائلني على خطوط الشعاع ألحس بتساوي أضالع املربع وهذا الغلط هو غلط يف القياس ألن وضع املبصر يدرك بالقياس، وعلة هذا . واستدارة املستدير من البعد املتفاوت

لن املربع واملستدير إذا أدركهما البصر من بعد معتدل فإنه يدرك . الغلط هو خروج بعد املبصر عن عرض االعتدالتربيع املربع ويدرك استدارة املستدير على ما مها عليه وإن كانا مائلني على خطوط الشعاع، إذا كانت املعاين الباقية

.اليت يف تلك املبصرات يف عرض االعتدال

تفاوت مواجهاً، ومل يدرك املربع املتساوي األضالع واملستدير فأما مل يدرك البصر املبصر املائل من البعد املفإذا أحس البصر . مستطيلني، فإن ذلك لن امليل إمنا يدركه البصر من إحساسه باختالف بعدي طريف املبصر املائل

. مبيلهباختالف بعدي طريف املبصر املائل أحس مبيله، وإذا مل حيس باختالف بعدي طريف املبصر املائل فليس حيس وإذا كان بعد املبصر متفاوتاً بالقياس إىل عظم املبصر وكان املبصر مائالً كان التفاوت بني بعدي طرفيه يسري املقدار

إذا كان التفاوت يسري املقدار عن مجلة البعد مل يدرك البصر ذلك التفاوت، وإذا مل يدرك التفاوت . عند مجلة البعدأبعاد أطرافه متساوية، وإذا ظن أن أبعاد أطرافه متساوية ظنه مواجهاً ومل حيس الذي بني بعدي طريف املبصر ظن أن

.مبيلهفأما املربع املتساوي األضالع إذا كان على بعد متفاوت، وكان مائالً على خطوط الشعاع، فإن الزاوية اليت يوترها

وكذلك املستدير إذا كان . ه املواجهعرض املربع الذي هو العرض املائل تكون أصغر من الزاوية اليت يوترها طولوإذا . مائالً، وكان بعده متفاوتاً، يكون قطره املائل يوتر زاوية عند البصر أصغر من الزاوية اليت يوترها قطره املواجه

كان البعد متفاوتاً مل حيس البصر باختالف بعدي طريف العرض املائل، وإذا مل حيس باختالف بعدي طريف العرض وإذا كان ذلك كذلك فهو مقدار عرض املربع املائل وقطر . نه يظن أن بعدي طريف العرض املائل متساوينياملائل فإ

املستدير املائل بالقياس إىل زاوية أصغر من الزاوية اليت يوترها الطول املواجه، فلذلك يدرك العرض أصغر من ضالع مستطيالً واملستدير أيضاً مستطيالً، فإذا أدرك العرض أصغر من الطول أدرك املربع املتساوي األ. الطول

فيعرض للبصر من غلطه يف وضع املبصرات اليت هبذه الصفة الغلط يف شكلها أيضاً والغلط يف مقدار عرضها مع

وإذا أدرك . وإذا كانت هذه املبصرات على بعد معتدل أدرك البصر اختالف أبعاد أطرافها. الغلط يف وضعهاأدرك ميلها على ما هي عليه، وأدرك أشكاهلا على ما هي عليه، إذا كانت املعاين الباقية اليت اختالف أبعاد أطرافها

.يف هذه املبصرات يف عرض االعتدالوقد يدرك البصر املبصرات اليت هبذه الصفة من البعد الذي ليس بكل املتفاوت أيضاً مستطيلة وحيس مع ذلك

إال أن ذلك يعرض إذا مل يدرك البصر مقدار ميله إدراكاً . مائالً ميالً شديداً مبيلها، وذلك إذا كان املربع أو املستديروإذا كان ما . حمققاً، فيدرك ميله دون ما هو عليه من امليل، فيحس مبقدار العرض املائل حبسب ما يدركه من ميله

ر العرض دون مقداره يدركه من ميله دون ميله احلقيقي أدرك مقداره دون مقداره احلقيقي، وإذا أدرك مقدااحلقيقي، وأدرك طوله املواجه على ما هو عليه، أدرك املربع املتساوي األضالع مستطيالً واملستدير أيضاً مستطيالً

إال أن الذي يعرض من الغلط يف هذه األشكال مع إحساس البصر مبيلها إمنا يكون يسرياً ليس . مع إحساسه مبيلهماتفاوت، فيدرك يف هذه األشكال، إذا كان حيس مبيلها، استطالة يسرية دون ما كما يعرض من البعد املسرف ال

يدركه من استطالتها من البعد املسرف التفاوت حبسب التفاوت بني ميله احلقيقي وبني ما يظهر له وحيس به من .ميله

التجسم

إلحساس بانعطاف سطوح وا. فأما التجسم فإن البصر حيس به من إحساسه بانعطاف السطوح كما تبني من قبلاجلسام هو إحساس مبائية سطح اجلسم، فالغلط يف التجسم إن عرض فهو إمنا يكون من اجل الغلط يف هيئة سطح

ألن الغلط يف التجسم إمنا يكون إذا أدرك البصر املبصر املسطح حمدباً، وإذا أدرك البصر املسطح حمدباً أو . اجلسموهيئة السطح إمنا هو شكل مجلة السطح، ألن . يف هيئة سطح ذلك املبصر أدرك احملدب مسطحاً فإمنا هو غالطفإحدامها شكل حميط السطح واألخرى شكل مجلة السطح الذي يسمى هيئة : شكل السطح يكون على جهتني

وإذا كان ذلك كذلك فالغلط يف التجسم يدخل حتت الغلط يف الشكل مع الغلط يف الوضع من أجل . السطحوذلك . فقد يعرض الغلط يف شكل املبصر أيضاً من أجل تفاوت البعد وإن مل يعرض الغلط يف وضعه تفاوت البعد،

أن اجلسم الكثري األضالع املتساوي األقطار إذا كان على بعد متفاوت وكان مواجهاً للبصر فإن البصر يدركه الشكل واهليئة إذا كان على بعد مستديراً، وإذا أدرك اجلسم املضلع مستديراً فهو غالط يف شكله، والغلط يف

ألن الشكل واهليئة إذا كانا على بعد معتدل وكان من األشكال املألوفة فقد يدركه . متفاوت فهو غلط يف القياس وإذا كان على بعد متفاوت فليس يدرك إال بالقياس يف حال اإلحساس كان . البصر باملعرفة، واصل إدراكه بالقياس

املألوفة أو من األشكال الغريبة، ألن شكل املبصر من البعد املتفاوت ليس يدرك إال ذلك الشكل من األشكال بالتأمل يف حال إدراك املبصر، وليس يدرك الشكل من البعد املتفاوت بالبديهة وال باألمارات، فالغلط يف الشكل

ألن . املبصر عن عرض االعتدالوعلة هذا الغلط هو خروج بعد . من البعد املتفاوت ليس يكون إال غلطاً يف القياساملبصر املضلع إذا كان على بعد معتدل فإن البصر يدرك شكله على ما هو عليه، إذا كانت املعاين الباقية اليت فيه يف

.عرض االعتدال، فأما مل يدرك املضلع مستديراً من البعد املتفاوت فذلك ألن املبصر إذا بعد عن البصر بعداً شديداً خفي عن البصر

والبعد الذي خيفى منه املبصر يكون حبسب مقدار البصر، فاملبصر الصغري احلجم خيفى من بعد أصغر من البعد الذي فإذا تباعد املبصر تباعداً متفاوتاً . وكل واحد من أجزاء املبصر أصغر من مجلة املبصر. خيفى منه املبصر العظيم احلجم

املبصر خيفى عن البصر من ذلك البعد، فيكون كل واحد من أجزائه كان املقدار الذي له نسبة حمسوسة إىل مجلة

وإذا كان ذلك كذلك كان املبصر إذا كان على بعد متفاوت فإن البصر . الصغار على انفراده خفياً عن البصروكل واحدة من زوايا املبصر املضلع أصغر من . يدرك مجلته وال يدرك كل واحد من أجزائه الصغار على انفراده

فإذا كان . فكل واحدة من الزوايا ختفى عن البصر من بعد قد يظهر منه مجلة املبصر. مجلته، وهي مع ذلك متفرقةاملبصر متفاوت البعد، وكان بعده بعداً خيفى من مثله كل واحدة من زواياه على انفرادها، وال ختفى مجلته من ذلك

ة أو قريبة من التساوي، فإن املبصر إذا كان على هذا البعد البعد، وكانت أقطار ذلك املبصر مع هذه احلال متساويوإذا أدرك مواجهاً للبصر، أدركه البصر مستديراً مسطحاً كان . فإن مجلته تظهر للبصر وال يظهر شيء من زواياه

ا كان فلهذه العلة صار البصر يدرك املبصر املضلع املتساوي األقطار من البعد املتفاوت مستديراً إذ. أو جمسماً .مواجهاً للبصر

فإن اجلسم املقوس إذا كان على بعد متفاوت، . وكذلك أيضاً يعرض الغلط يف تقويس اجلسم من البعد املتفاوتوكانت حدبته أو تقعريه تلي البصر، فإن البصر يدرك ذلك املقوس مستقيماً، ألن التقويس إمنا يدركه البصر من

فإن أحس البصر أن وسطه وما يلي . ذا كانت حدبته أو تقعريه تلي البصرإدراكه الختالف مقادير أبعاد أجزائه إفإذا كان املقوس على بعد متفاوت وكانت . الوسط أبعد من طرفيه أحس بتقويسه وأحس أن تقعريه يلي البصر

لبصر فإذا كان املقوس على بعد متفاوت وكانت حدبته أو تقعريه يلي البصر يدرك ا. حدبته أو تقعريه يلي البصروإذا مل يدرك التفاوت الذي بني أبعاد وسطه وطرفيه فليس يدرك . التفاوت الذي بني بعد وسطه وبني طرفيه

وإذا مل يدرك تقويسه يف احلال، ومل يكن قد تقدم علم الناظر بتقويسه، فليس يفرق بينه وبني األجسام . تقويسهتطيلة تكون مستقيمة الطول أو قريبة من االستقامة، فهو املستقيمة الطول املألوفة، واكثر األجسام املألوفة املس

والغلط يف . وإذا أدرك البصر املقوس مستقيماً فهو غالط يف شكله. يدركه مستقيماً إذا مل حيس يف احلال بتقويسه الشكل من البعد املتفاوت هو غلط يف القياس، ألن الشكل ليس يدرك من البعد املتفاوت إال بالقياس، وعلة هذاالغلط هو خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر املقوس إذا كان على بعد معتدل فإن البصر يدرك تقويسه وال يعرض له فيه غلط، كانت حدبته تلي البصر أو كان تقعريه يلي البصر، إذا كانت املعاين اليت فيه يف

.عرض االعتدالوذلك أن اجلسم الكري يظهر من . ضاً من أجل تفاوت البعدالشكل وقد يعرض الغلط يف شكل سطح املبصر أي

ومىت اعترب املعترب جسماً . البعد املتفاوت مسطحاً مستديراً، وكذلك مجيع األجسام اليت فيها حتديب أو أجزاء مقعرةلقياس، ألن من األجسام احملدبة أو املقعرة من البعد املتفاوت فإنه جيده يف احلس مسطحاً، وهذا الغلط هو غلط يف ا

وعلة هذا الغلط هو خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، ألن . التحديب والتقعري والتسطيح يدرك بالقياساملبصرات إذا كانت على أبعاد معتدلة وكانت حمدبة أو فيها أجزاء حمدبة أو كانت مقعرة أو فيها أجزاء مقعرة فإن

.إذا كانت املعاين الباقية اليت فيها يف عرض االعتدالالبصر يدرك حتديبها أو تقعريها على ما هو عليه فأما مل يدرك البصر الكرة واألجسام احملدبة من البعد املتفاوت مسطحة، فلذلك ألن التحديب إمنا يدركه البصر إذا

أحس بقرب أجزائه املتوسطة وبعد أجزائه املتطرفة، وإذا مل حيس البصر بقرب بعض األجزاء وبعد بعضها فليس والكرة واألجسام احملدبة إذا كانت على بعد متفاوت بالقياس إىل حجمها فإن التفاوت الذي . حيس بتحديب املبصر

وإذا كان التفاوت يسرياً بالقياس إىل مجلة البعد . بني أبعاد أطرافها وبني وسطها يكون يسرياً بالقياس إىل مجلة البعدبصر ذلك التفاوت بني أبعاد أطراف املبصر احملدب وبني بعد وسطه مل وإذا مل يدرك ال. مل يدرك البصر ذلك التفاوت

حيس بتحديبه، ولذلك يدرك البصر الكرة واألجسام احملدبة من البعد املتفاوت مسطحة، ولذلك يظهر جرم الشمس

وإذا كانت املبصرات على بعد. وجرم القمر كأهنما سطحان ومها مع ذلك كريان لتفاوت أبعادمها عن البصروإذا أدرك البصر . معتدل وكانت كرية أو حمدبة أدرك البصر اختالف أبعاد أجزائها وأحس بانعطافات سطوحها

وكذلك . اختالف أبعاد أجزاء املبصر وأدرك انعطافات سطحه أدرك حتديبه وكريته إن كان كرياً وأدرك جتسمهتقعريها ألنه ال يدرك التفاوت الذي بني أبعاد فليس يدرك البصر . حال األجسام املقعرة إذا كانت على بعد متفاوت

.وإذا كانت على أبعاد معتدلة أدرك البصر ذلك التفاوت وأدرك تقعريها. أطرافها وبني بعد وسطهاوذلك أن البصر إذا أدرك مبصراً من . العظم وقد يعرض الغلط يف أعظم املبصر أيضاً من أجل تفاوت البعد

يدرك مقداره أصغر من مقداره احلقيقي، والعظم إمنا يدرك بالقياس، فيكون هذا املبصرات من بعد متفاوت فإنه وعلة هذا الغلط إمنا هو خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر إذا كان على . الغلط غلطاً يف القياس

مجيع املعاين الباقية بعد معتدل فإن البصر يدرك عظمه على ما هو عليه وال يعرض له الغلط يف مقداره، إذا كانت .اليت يف ذلك املبصر اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدال

فأما مل إذا كان بعد املبصر بعداً متفاوتاً أدرك البصر مقدار ذلك املبصر أصغر من مقداره احلقيقي، فإن ذلك ألن . وية املخروط الذي بذلك املبصر ومقدار بعد ذلك املبصرعظم املبصر إمنا يدركه البصر من قياسه عظم املبصر بزا

وإذا كان املبصر على بعد متفاوت يف العظم فإن زاوية املخروط . وقد تبني يف كيفية إدراك العظم أن ذلك كذلكعد والبعد املتفاوت الذي يظهر منه مقدار املبصر أصغر من مقداره احلقيقي هو الب. احمليطة به تكون يف غاية الصغر

ألن البعد الذي ال خيفى منه مقدار مقتدر النسبة إىل املبصر . الذي خيفى منه مقدار له نسبة مقتدرة إىل مجلة املبصروإذا كان ذلك كذلك فاجلزء من الزاوية الذي يوتره . هو من األبعاد املعتدلة اليت يدرك منها املبصر على ما هو عليه

لة املبصر الذي خيفى مثله من ذلك البعد واجلزء من سطح العضو احلاس الذي اجلزء من املبصر املقتدر النسبة إىل مجومع ذلك . حتصل فيه صورة ذلك اجلزء من املبصر ويوتر ذلك اجلزء من الزاوية ليس يدركه احلس يف تلك احلال

زء من سطح البصر وكذلك نسبة اجل. فإن نسبة هذه الزاوية إىل مجلة الزاوية اليت يوترها مجلة املبصر نسبة مقتدرةالذي يوتر هذه الزاوية إىل مجلة اجلزء من سطح البصر الذي حتصل فيه صورة مجلة املبصر نسبة مقتدرة، ألهنا

وكل مبصر متفاوت البعد . كنسبة اجلزء الذي خيفي مثله من ذلك البعد إىل مجلة ذلك املبصر اليت هي نسبة مقتدرةمن الزاوية الذي يوتره اجلزء من املبصر املقتدر النسبة إىل مجلة املبصر، فإن اجلزء من سطح العضو احلاس واجلزء

فإذا تأمل البصر ذلك املبصر وحرك السهم على أقطاره فإن . الذي خيفي مثله من ذلك البعد، ليس يدركه احلسأعظم من احلاس ليس حيس حبركة السهم إال بعد أن يقطع من اجلزء الذي حصل فيه الصورة جلملة املبصر جزءاً

فإذا قطع السهم من اجلزء الذي . اجلزء الذي حتصل فيه صورة اجلزء من املبصر الذي خيفي مثله من ذلك البعدحتصل فيه صورة املبصر اجلزء الذي خيفي مثله من ذلك البعد، فليس حيس احلاس حبركة السهم، وليس حيس احلاس

.من ذلك البعد بصورة وال زاوية من حركة السهم على اجلزء من املبصر الذي خيفي مثلهوكذلك إذا حترك السهم على مجيع املبصر فإنه كلما قطع منه جزءاً خيفى مثله من ذلك البعد فإن احلاس ال حيس حبركته، فإذا قطع منه جزءاً أعظم من ذلك اجلزء أحس حبركته، فإذا انتهى السهم إىل أجزاء املبصر وقطع مجيع

س الذي حصل فيه صورة املبصر فإنه يدرك مقدار ذلك اجلزء أصغر من مقداره احلقيقي اجلزء من سطح العضو احلا .من أجل ما تقدم تفصيله

وأيضاً فإنه إذا ثبت البصر يف مقابلة ذلك املبصر، وأدرك احلاس اجلزء من سطح البصر الذي حتصل فيه صورة ذلك ليت يوترها ذلك اجلزء من إدراكه املسافة اليت بني هناييت املبصر، فإن احلاس يدرك مقدار ذلك اجلزء ومقدار الزاوية ا

واملسافة اليت بني هناييت عرض ذلك اجلزء من سطح البصر هي يف غاية الصغر، . عرض ذلك اجلزء من سطح البصررك وهنايتا تلك املسافة اليت يدركها احلس ليس مها نقطتان متومهتني ألن النقطة املتومهة ال يدركها احلس وليس يد

وذلك اجلزء هو . احلس إال ما كان ذا مقدار، فالنهاية اليت هبا حيد احلس عرض ذلك اجلز من عرض ذلك اجلزءالنهاية هو نقطة يف احلس ليس هلا مقدار يعتد به احلس، وهي مع ذلك ذات مقدار له نسبة مقتدرة إىل املسافة اليت

ليت حيد احلاس اجلزء الذي حتصل فيه صورة املبصر هي عرض اجلزء الذي حصلت فيه صورة املبصر، فالنهاية ااملتفاوت البعد الذي ليس يعتد احلاس مبقدارها هلا نسبة مقتدرة إىل عرض ذلك اجلزء الذي فيه حتصل صورة

املبصر، ألن ذلك اجلزء يف غاية الصغر، وإمنا يزيد عرض ذلك اجلزء على النقطة احملسوسة اليت هي النهاية مبقدار لنقطة احملسوسة اليت هي هناية عرض اجلزء الذي فيه حتصل صورة املبصر املتفاوت البعد هلا نسبة مقتدرة إىل فا. يسري

عرض ذلك اجلزء ومؤثرة يف مقدار ذلك اجلزء، ومع ذلك فهذه النقطة هي النهاية اليت ال يعتد احلاس مبقدارها، صر املتفاوت البعد فهو يدركه أصغر من مقداره فإذا أدرك البصر مقدار عرض اجلزء الذي حتصل فيه صورة املب

. احلقيقي مبقدار النقطتني اللتني مها هنايتا ذلك العرض اللتان مها جزءان مقتدرا النسبة إىل مجلة ذلك العرضوكذلك الزاوية اليت يوترها اجلزء من سطح البصر الذي حتصل فيه الصورة يدرك احلاس مقدارها أصغر من

. املقدار الذي توتره النقطتان اللتان مها هنايتا عرض ذلك اجلزء اللتان ال يعتد احلاس مبقدارمهامقدارها احلقيقي بولذلك يدرك احلاس مجيع أجزاء البصر اليت حتصل فيها صور املبصرات ويدرك كل واحد منها باملقدار الذي هو

يع املبصرات عند مركز البصر، إال أن نقطتا هناييت عرض ذلك اجلزء، وكذلك يدرك مجيع الزوايا اليت توترها مجالنقطتني اللتني مها هنايتا عرض اجلزء الذي حتصل فيه صورة املبصر، إذا كان املبصر على بعد معتدل، يكون اجلزءان من املبصر اللذان حتصل صورتامها يف تينك النقطتني ليس هلما قدر مؤثر يف مجلة مقدار املبصر، فليس لتينك النقطتني

د مجلة اجلزء من سطح البصر الذي حتصل فيه صورة املبصر من البعد املعتدل، وكذلك ليس للزاويتني التني قدر عنفإذا كان املبصر على بعد متفاوت بالقياس إىل ذلك املبصر كانت . توترمها تانك النقطتان قدر عند مجلة الزاوية

لك املبصر من سطح البصر هلما قدر مؤثر عند مجلة النقطتان اللتان مها هنايتا عرض اجلزء الذي حتصل فيه صورة ذألن مجيع اجلزء الذي حتصل فيه الصورة عند تفاوت بعد املبصر يكون قد تصاغر . اجلزء الذي حتصل فيه الصورة

حىت صار يف غاية الصغر، والنقطة اليت هي النهاية اليت هي أصغر جزء يدركه احلس من سطح البصر هي مقدار يتغري كرب اجلزء الذي حتصل فيه الصورة أم صغر، ألنه ما كان أصغر من تلك النقطة فليس يدركه واحد بعينه ليس

واجلزء من املبصر الذي حتصل صورته يف تلك النقطة من البعد املتفاوت يكون أعظم من اجلزء من املبصر . احلسجلزءان من املبصر اللذان حتصل وإذا كان ذلك كذلك فا. الذي حتصل صورته يف تلك النقطة من البعد املعتدل

صورتامها يف تينك النقطتني يكون هلما قدر مؤثر كبري النسبة إىل مجلة املبصر إذا كان املبصر على بعد متفاوت، فتكون الزاويتان اللتان يوترمها ذانك اجلزءان عند مركز البصر، اللتان ليس يدركهما احلس، هلما قدر مؤثر يف مجلة

وكل مبصر يدركه البصر من بعد متفاوت فإن اجلزء من . رها مجيع ذلك املبصر من البعد املتفاوتالزاوية اليت يوتالبصر الذي حتصل فيه صورة ذلك املبصر والزاوية اليت يوترها ذلك املبصر عند مركز البصر يدرك احلس

.به ذلك البعد املتفاوتمقداريهما أصغر من مقداريهما احلقيقيني مبقدار مؤثر يف مجلة مقداريهما الذي يوج

وأيضاً فإنه قد تبني أن مقدار بعد املبصر إذا كان متيقناً وكان من األبعاد املعتدلة بالقياس إىل ذلك املبصر كان الذي يدركه البصر من مقدار عظم ذلك املبصر متيقناً، وإذا كان مقدار بعد املبصر غري متيقن كان يدركه البصر من

وقد تبني أيضاً أن املبصر إذا كان متفاوت العظم ال يتبني مقدار ذلك البعد كان . متيقن مقدار عظم املبصر غريوتبني أيضاً أن البصر إذا مل يتيقن مقدار بعد . ذلك البعد مسامتاً ألجسام مرتبة أو مل يكن مسامتاً ألجسام مرتبة

اً ويشبه بعده بأبعاد املبصرات املألوفة املبصر فإنه حيدس على مقدار بعد املبصر فإنه حيدس على مقدار بعده حدسوإذا كان ذلك . اليت تشبه ذلك املبصر يف مقداره ويف مجلة ما يظهر من صورته اليت يدركها من البعاد املألوفة

كذلك فاملبصر املتفاوت البعد يتخيل البصر مقدار بعده باحلدس أصغر من مقداره احلقيقي، لنه يشبهه باألبعاد . يدركها من املبصرات املألوفة اليت توتر زوايا مثل الزاوية اليت يوترها ذلك املبصر من البعد املتفاوتاملألوفة اليت

واألبعاد املألوفة اليت يدرك منها املبصرات املألوفة ليس منها شيء متفاوت العظم، فاملبصر املتفاوت البعد إمنا يدرك فالزاوية اليت يوترها املبصر إذا كان متفاوت العد يدرك البصر مقدار بعده باحلدس أصغر من مقداره احلقيقي،

البصر مقدارها أصغر من مقدارها احلقيقي، وبعد املبصر إذا كان متفاوت البعد يدرك البصر مقداره أصغر من ومقدار عظم املبصر إمنا يدرك من قياس العظم إىل الزاوية اليت يوترها ذلك العظم عند مركز . مقداره احلقيقي

فاملبصر املتفاوت البعد يدرك البصر مقداره من قياس عظمه بزاوية . صر مع القياس إىل مقدار بعد ذلك العظمالبأصغر من الزاوية احلقيقية اليت يوترها ذلك املبصر من ذلك البعد وببعد أصغر من بعده احلقيقي، فلذلك يدرك

وكلما ازداد مقداره يف احلس صغراً ألن الغلط يف البصر مقدار املبصر املتفاوت البعد أصغر من مقداره احلقيقي،الزاوية اليت يوترها ذلك املبصر يتزايد كلما تزايد بعده، ومقدار التفاوت الذي بني بعده احلقيقي وبني ما يتخيله

يف البصر من مقدار بعده املنظور يتزايد أيضاً كلما تباعد املبصر، فلذلك كلما ازداد املبصر بعداً ازداد مقداره .وإذا متادى البصر يف التباعد انتهى إىل احلد الذي خيفى منه عن البصر فال يدركه البصر. احلس صغراً

واحلد من البعد الذي ختفى منه مجلة املبصر فال يدركه البصر هو احلد الذي يصري فيه اجلزء من البصر الذي حتصل به احلاس ويدرك مقداره، فتصري صورة املبصر عند هذه فيه صورة املبصر هو النقطة اليت ليس هلا قدر حمسوس يعتد

احلال مبنزلة صورة املبصر الذي يف غاية الصغر الذي ليس يف قدرة احلس إدراكه من أجل صغر حجمه وإن كان .قريباً من البصر

رة اللون كلما وذلك انه قد تبني أن صو. وأيضاً فإن املبصر إذا تباعد بعداً متفاوتاً فإن صورة لونه تتغري وتضعففإن كان املبصر رقيق اللون أو سحايب . بعدت عن اللون الذي عنه تصدر الصورة ضعفت، وكذلك صورة الضوء

اللون وكان بعده عن البصر بعداً متفاوتاً فقد خيفى عن البصر من بعد قد يدرك البصر منه مبصراً مساوياً له يف ون الرقيق أضعف من صورة اللون القوي، فهي ختفى من بعد العظم إذا كان مشرق اللون، من أجل أن صورة الل .أقل من البعد الذي ختفى منه صورة اللون القوي

وذلك ان املبصرات اليت على . وقد خيفى املبصر أيضاً من أجل اشتباه لونه بألوان املبصرات اجملاورة واملسامتة لهأجسام أخر، والبصر يدرك األجسام اليت حول املبصر وجه األرض ليس خيلوا أن يكون وراءها أو حتتها أو حوهلا

ووراءه وحتته ومسامتاً له عند إدراك ذلك املبصر، فإذا كان لون املبصر شبيهاً بألوان تلك املبصرات وكان بعده مع ه ذلك بعداً متفاوتاً، فإنه رمبا خفي ذلك املبصر عن البصر فلم يتميز للبصر ذلك املبصر من غريه من أجل اشتباه

وذلك مثل األجسام الترابية اليت تكون على وجه األرض . باألجسام اجملاورة له واملسامتة له اليت يدركها البصر معهواألجسام اخلضر املشرقة اخلضرة إذا كانت فيما بني الزروع أو يف تضاعيف ورق الشجر، وكاألجسام البيض

ذي يكون وراءه أو حتته أو حوله جسم أعظم جثة منه املتشاهبة األجزاء اليت تكون يف وسط الثلج، وكاجلسم الفإن كثرياً من املبصرات اليت هبذه الصفة إذا كانت على أبعاد متفاوتة قد ختفى عن البصر وال . شبيهة اللون بلونه

وإذا كان يف تلك . تتميز للبصر من األجسام اليت يدركها معها من أجل اشتباه ألواهنا بألوان تلك األجساموإذا كان يف تلك املواضع بعينها وعلى تلك البعاد بأعياهنا مبصرات مساوية لتلك املبصرات يف أعظامها . اماألجس

فقد يكون . وخمالفة اللون أللوان اجلسام اليت يف تلك املواضع فإن البصر يدرك تلك املبصرات من تلك البعاد بعينها .جياوره من األجسامخفاء املبصر عن البصر من أجل اشتباه لونه بألوان ما

وقد يكون خفاء املبصر من أجل رقة لونه وضعف صورته، وما هذه حاله من املبصرات فليس يكون خفاؤه من أجل تصاغر صورته اليت حتصل يف البصر ولكن من اشتباه صورته بصورة ما يدرك معه من املبصرات أو من ضعف

جل تصاغر مقداره هو البعد الذي يكون املخروط املتوهم فالبعد الذي خيفى منه املبصر عن البصر من أ. صورتهاملتشكل بينه وبني مركز البصر يفصل من سطح العضو احلاس جزءاً مقداره مقدار النقطة اليت ال يدرك احلس

مث كلما زاد على . مقدارها، وهذا البعد هو أقرب األبعاد اليت خيفى منها املبصر عن البصر من أجل تصاغر صورتهمن األبعاد فهو من األبعاد اليت خيفى منها ذلك املبصر عن البصر، ويكون املخروط الذي خيرج إليه من مركز البعد

البصر يفصل من سطح العضو احلاس جزءاً أصغر من اجلزء األول الذي يفصله من البعد القرب الذي ال يدركه .احلس من اجل صغره

وذلك يكون يف املبصرات الصغار . ع تيقن مقدار بعد ذلك املبصروقد يعرض الغلط أيضاً يف عظم بعض املبصرات مفإن املبصر الذي يف غاية الصغر قد خيفى من بعد ليس باملتفاوت العظم إذا كان بعداً خارجاً عن . املتفاوتة الصغر

ر مسامتاً وقد يكون البعد الذي خيفى منه املبصر الذي يف غاية الصغ. االعتدال بالقياس إىل مقدار ذلك املبصرألجسام مرتبة متصلة، وإذا مل يكن البعد متفاوت العظم وكان مع ذلك مسامتاً ألجسام مرتبة متصلة فإنه قد يكون

وإذا خفي املبصر من بعد ما من أجل مقداره فإنه من بعد قبل ذاك البعد قد يدرك البصر مقداره . متيقن املقداراعد عن البصر ومتادى يف التباعد فإنه يتصاغر أوالً يف احلس مث خيفى إذا أصغر من مقداره احلقيقي، ألن املبصر إذا تب

فقد يدرك البصر مقدار املبصر الذي يف غاية الصغر أصغر من مقداره احلقيقي من بعد . كان خفاؤه من جهة مقدارهملبصر أصغر من مقداره متيقن املقدار، إال أن البعد املتيقن الذي خيفى منه املبصر والبعد الذي يدرك منه مقدار ا

وإذا كان البعد خارجاً عن االعتدال بالقياس إىل . احلقيقي هو بعد خارج عن االعتدال بالقياس إىل ذلك املبصراملبصر وكانت مجلة املبصر تظهر من ذلك البعد فإنه قد خيفى من ذلك البعد مقدار له نسبة مقتدرة إىل مجلة ذلك

.املبصر

يدرك منه البصر مقدار املبصر الصغري املقدار أصغر من مقداره قد خيفى منه مقدار أصغر من وأيضاً فإن البعد الذي ذلك املبصر من املبصرات اليت قد يدركها البصر من بعد أقرب من ذلك البعد، ألن املبصر الذي يتصاغر مقداره

لك البعد إذا كان البصر يدركه من واملبصر الذي خيفى من ذ. عند البصر ليس هو أصغر املقادير اليت يدركها البصربعد أقرب من ذلك البعد فإن له نسبة مقتدرة إىل مقدار املبصر الصغري الذي يتصاغر مقداره من ذلك البعد، ألن

فالبعد . املبصر الذي يدركه البصر من بعد ما على تصاريف األحوال له نسبة مقتدرة إىل كل مبصر متفاوت الصغرقدار املبصر املتفاوت الصغر أصغر من مقداره احلقيقي قد خيفى منه مقدار له نسبة مقتدرة الذي يدرك منه البصر مكذلك فالزاوية اليت يوترها املبصر الصغري املقدار من البعد اخلارج عن االعتدال بالقياس إىل . إىل مجلة ذلك املبصر

وإذا كان ذلك البعد متيقن . لك من قبلذلك املبصر يدرك احلاس مقدارها أصغر من مقدارها احلقيقي كما تبني ذ

املقدار فاملبصر الصغري املقدار املتفاوت الصغر الذي ختفى مجلته من بعد متيقن املقدار قد يدرك البصر مقداره أصغر من مقداره احلقيقي من بعد متيقن املقدار من أجل غلط البصر يف مقدار عظم الزاوية اليت يوترها ذلك املبصر

فهو يدرك مقداره من قياس مقداره بزاوية أصغر من الزاوية احلقيقية اليت يوترها . دار من ذلك البعدالصغري املقفالغلط الذي يعرض للبصر يف إدراك عظم املبصر من البعد . ذلك املبصر من ذلك البعد وببعده املتيقن املقدار

ر الزاوية اليت يوترها ذلك املبصر ومن غلطه املتفاوت الذي ال يتحقق البصر مقداره إمنا هو من أجل غلطه يف مقدافهو يشبه عظمه بعظم مبصر على بعد معتدل يوتر زاوية أصغر من الزاوية اليت . يف كمية بعد ذلك املبصر معاً

والغلط . فلذلك يدرك مقدار املبصر املتفاوت البعد أصغر من مقداره احلقيقي. يوترها ذلك املبصر يف تلك احلالصر يف عظم املبصر من البعد املتيقن املقدار إمنا هو من أجل غلط البصر يف مقدار الزاوية اليت يوترها الذي يعرض للب

فقد تبينت العلة اليت من أجلها يظهر مقدار املبصر من البعد املتفاوت اخلارج عن . ذلك املبصر يف تلك احلال فقط .االعتدال بالقياس إىل عظم املبصر أصغر من مقداره احلقيقي

وأيضاً فإن املبصر إذا قرب من البصر قرباً شديداً خارجاً عن االعتدال فإن البصر يدرك مقداره أعظم من مقداره احلقيقي ، فيكون غالطاً يف مقداره ، ويكون غلطه يف القياس، ألن العظم ليس يدرك إال بالقياس، وتكون علة هذا

بصر الذي يدرك البصر مقداره من القرب الشديد أعظم الغلط هو خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، لن املمن مقداره احلقيقي إذا كان على بعد معتدل فإنه يدرك مقداره على ما هو عليه إذا كانت مجيع املعاين الباقية اليت يف

.ذلك املبصر يف عرض االعتدال

لك ألن البصر إمنا يدرك مقدار عظم فأما مل يدرك البصر املبصر من القرب الشديد أعظم من مقداره احلقيقي فإن ذاملبصر من قياس العظم بزاوية املخروط الذي حييط بذلك املبصر مع القياس بالبعد الذي بني البصر وبني ذلك

وإذا كان املبصر شديد القرب من البصر فإن زاوية املخروط احمليط به تكون عظيمة املقدار، ويكون البعد . املبصراملميزة مقدار املبصر ومن القياس إليه تدرك مقدار املبصر هو بعد املبصر عن سطح البصر، الذي إليه تقيس القوة

ألن مقدار البعد إمنا يدركه البصر من إدراكه األجسام املرتبة اليت تسامت البعد، والبعد الذي تسامته األجسام والبعد الذي بالقياس إليه يدرك . لبصراملرتبة الذي يدركه البصر دائماً ويقدره دائماً هو بعد املبصر عن سطح ا

فبني البعد الذي إليه تقيس القوة املميزة عظم . مقدار املبصر على حقيقته هو البعد الذي بني املبصر ومركز البصرإال أن األبعاد املعتدلة . املبصر وبني البعد الذي إليه جيب أن يكون القياس تفاوت مقداره هو نصف قطر كرة البصر

ا يدرك البصر املبصرات املألوفة وإليها تقيس القوة املميزة أبداً مقادير املبصرات ليس يؤثر يف مقاديرها اليت منهمقدار نصف قطر كرة البصر، فلذلك يدرك البصر مقادير املبصرات من األبعاد املعتدلة على ما هي عليه وال يكون

فإذا صار املبصر قريباً جداً من البصر . تفاوت حمسوسبني ما يدركه البصر من مقاديرها وبني مقاديرها احلقيقية صار البعد الذي بينه وبني سطح البصر يسرياً جداً، وهو الذي إليه تقيس القوة املميزة مقدار املبصر، ويصري

التفاوت الذي بني هذا البعد وبني البعد الذي إليه جيب أن يكون القياس، الذي هو مقدار نصف قطر كرة البصر، تاً له قدر مؤثر، ألن املبصر إذا كان قريباً جداً من البصر، وأدرك البصر مقداره أعظم من مقداره احلقيقي، فقد تفاو

وإن . يكون بعده عن سطح البصر مثل نصف قطر كرة البصر، ورمبا كان بعده عن سطح البصر أقل من هذا القدرنصف قطر كرة البصر مبقدار يسري البعد الذي جيب كان بعده الذي يظهر منه يظهر مقداره أعظم مما هو أكرب من

أن يكون القياس إليه مساوياً للبعد الذي إليه يقع القياس أو أعظم منه أو عظيم النسبة إأليه، فيكون إدراك مقدار املبصر إذا كان شديد القرب من البصر من قياس مقدار املبصر بزاوية املخروط احمليط بذلك املبصر، وهي زاوية

مة، ومن القياس إىل بعد هو أصغر من البعد الذي جيب أن يكون القياس إليه مبقدار هو مثل البعد الذي إليه يقع عظيفلذلك يدرك البصر مقدار املبصر إذا كان شديد القرب من البصر أعظم . القياس أو أعظم منه أو عظيم النسبة إليه

كان التفاوت الذي بني بعده الذي إليه يقع القياس وبني البعد وكلما زاد املبصر قرباً من البصر. من مقداره احلقيقيفلذلك كلما ازداد املبصر قرباً من البصر ازداد مقداره يف احلس . الذي جيب أن يكون القياس إليه اعظم قدراً

مقداره فقد تبينت العلة اليت من أجلها يدرك البصر مقدار املبصر إذا كان شديد القرب من البصر أعظم من. عظماً .احلقيقي، وكلما ازداد املبصر قرباً من البصر ازداد مقداره يف احلس عظماً

وذلك أنه إذا كان جسم فسيح األقطار، وكان خمتلف . التفرق وقد يعرض الغلط يف التفرق من أجل تفاوت البعدواحد، فيعرض من األلوان، وكان واحد من تلك األلوان يقسم سطح ذلك اجلسم يف مواضع متفرقة أو يف موضع

ذلك أن ينقسم سطح ذلك اجلسم بذلك اللون يف موضع أو يف مواضع متفرقة، ويكون اللون الذي يقطع سطح ذلك اجلسم من األلوان املظلمة، ويكون املوضع الذي فيه هذا اللون من سطح اجلسم ذا عرض مقتدر، فإن البصر

ك اللون املظلم الذي يقطعه، فإنه يظهر للبصر أنه عدة إذا أدرك اجلسم الذي هبذه الصفة من بعد متفاوت وأدرأجسام متفرقة متجاورة، إذا مل يكن قد تقدم علم الناظر بذلك اجلسم، وظن بذلك اللون املظلم أنه تفرق بني تلك

ان ومن األجسام اليت هبذه الصفة اليت يعرض فيها مثل هذا الغلط هي اجلدر. األجسام، فيدرك اجلسم املتصل متفرقاً .اليت يكون يف تضاعيفها أو يف وجوهها أخشاب قائمة إذا كان البصر يدركها من بعد متفاوت

وكذلك إذا كان جسم فسيح األقطار مسفر اللون وأشرق عليه ضوء الشمس ووقعت مع ذلك عليه أظالل متفرقة بعد متفاوت ومل يكن قد تقطع سطح ذلك اجلسم ، أو ظل واحد يقطعه، وأدرك البصر اجلسم الذي هبذه الصفة من

تقدم علم الناظر بذلك اجلسم ومل حيس يف احلال باألجسام اليت منها تلك األظالل، فإن البصر يدرك اجلسم الذي .هبذه الصفة من بعد متفاوت كأنه أجسام متفرقة متجاورة إذا مل حيس بأن املواضع املنكسفة اللون هي اظالل

وعلة هذا الغلط هو خروج بعد املبصر عن . لن التفرق إمنا يدرك بالقياس وهذا الغلط أيضاً هو غلط يف القياسعرض االعتدال، لن املبصر املتصل إذا كان على بعد معتدل فإن البصر يدركه متصالً، وإن كان خمتلف األلوان

.تدالوكان عليه أظالل أو كانت فيه أخشاب، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر يف عرض االعوذلك أنه إذا كانت مبصرات متشاهبة اللون . االتصال وقد يعرض الغلط يف االتصال أيضاً من أجل تفاوت البعد

متفرقة وكان عرض التفرق الذي بينها يسرياً، أو كانت متماسة، وأدركها البصر من بعد متفاوت، فإن البصر وذلك ألن التفرق اليسري . قد تقدم العلم بتلك األجساميدرك املبصرات اليت هبذه الصفة جسماً متصالً إذا مل يكن

والتماس الذي بني املبصرات قد خيفى من البعد البعيد الذي يدرك منه كل واحد من تلك املبصرات إذا كانت تلك املبصرات أفسح أقطاراً من عرض التفرق، وإذا خفي التفرق الذي بني األجسام أدرك البصر تلك األجسام متصلة

ومن املبصرات اليت هبذه الصفة الستر اليت رمبا عملت على رؤوس احليطان من األلواح اخلشب . جسم واحد كأهنافإن األلواح اليت هبذه الصفة إذا أدركها البصر من بعد متفاوت، ومل يظهر الضوء من . اليت يقترن بعضها ببعض

وكذلك األسرة اليت تتخذ من . فصوهلا مواضع فصوهلا، فإنه يدركها كأهنا جسم واحد متصل وال حيس مبواضعاأللواح اخلشب، إذا كان السرير من ألواح مقترن بعضها ببعض، فإن البصر إذا أدرك السرير الذي هبذه الصفة من

وكذلك كلما . بعد متفاوت فإنه يدركه كأنه جسم واحد متصل وال حيس مبواضع الفصول اليت بني تلك األلواحام املتضامنة املتشاهبة األلوان اليت تكون فصوهلا ضيقة إذا أدركها البصر من بعد جرى هذا اجملرى من األجس

.متفاوت

وإذا أدرك البصر األجسام املتفرقة جسماً واحداً متصالً فهو غالط فيما يدركه من اتصاهلا، ويكون هذا الغلط غلطاً بصر عن عرض االعتدال ألن املبصرات وعلة هذا الغلط هو خروج بعد امل. يف القياس لن االتصال يدرك بالقياس

اليت هبذه الصفة إذا كانت على أبعاد معتدلة فإن البصر يدرك التفريق والتماس الذي بني تلك املبصرات، ويدرك .كل واحد من تلك املبصرات على ما هو عليه، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات يف عرض االعتدال

فإنه إذا أدرك . غلطه يف التفريق ويف االتصال أن يكون مع ذلك غالطاً يف العدد أيضاًقد يعرض للبصر من .املبصرات املتفرقة الكثرية واحداً، وأدرك املبصر الواحد املتصل كثرياً متفرقاً، فهو غالط يف العدد

لك أن البصر إذا وذ. احلركة وقد يعرض الغلط يف احلركة أيضاً من أجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدالكان ينظر إىل القمر أو إىل كوكب من الكواكب، مث حترك الناظر على وجه األرض وهو يف حال حركته ناظر إىل

وإذا وقف الناظر يف موضعه، ونظر إىل القمر أو . القمر أو الكوكب، فإنه يرى القمر أو الكوكب سائراً معهفيكون الناظر املتحرك إذا أدرك . در حمسوس ساكناً ال يتحركالكوكب، فإنه يدرك القمر والكوكب يف زمان له ق

القمر والكوكب متحركاً حبركته غالطاً فيما يدركه من حركته، ويكون هذا الغلط غلطاً يف القياس، ألن احلركة وعلة هذا الغلط هو خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر الساكن واملبصر املتحرك . تدرك بالقياس

حركة بطيئة، إذا كان على بعد معتدل، وكان الناظر الذي ينظر إليه متحركاً، فليس يدركه متحركاً حبركته بل يدرك الساكن ساكناً، ويدرك حركة املتحرك البطيء احلركة على ما هي عليه، ويدرك أنه غري متحرك حبركته إذا

.كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر يف عرض االعتدال

فأما مل يدرك البصر القمر والكواكب متحركة حبركته فإن ذلك ألن املسافة اليت يقطعها الناظر املتحرك من سطح األرض يف الزمان اليسري ليس هلا قدر حمسوس عند بعد القمر والكواكب عند البصر وعند جسم الناظر يف الزمان

وإذا مل يتغري وضع املبصر عند . لقمر أو الكواكب متحركاًالذي يقطع فيه الناظر املتحرك املسافة اليت فيها يدرك االبصر وعند جسم الناظر، وكان الناظر مع ذلك متحركاً، فإن الناظر إذا وجد وضع املبصر منه يف احلال الثانية أنه قد شبيهاً بوضعه منه يف احلال األوىل، ووجد املبصر مسامتاً له على مثل ما كانت مسامتته له، وكان الناظر حيس

فإنه يدرك ذلك املبصر منتقالً بانتقاله، ألن البصر ليس يدرك مبصراً من . انتقل عن املوضع األول الذي كان فيهاملبصرات املألوفة ويدرك وضعه منه وضعاً واحداً ال يتغري ويكون الناظر مع ذلك متحركاً إال إذا كان ذلك املبصر

فلذلك إذا كان الناظر متحركاً، وكان . ويف اجلهة اليت يتحرك إليها الناظرمتحركاً حركة مساوية حلركة الناظر إليه مع ذلك ينظر إىل القمر أو إىل كوكب من الكواكب، أدرك القمر والكوكب كأهنما متحركان معه حركة مساوية

لقمر متحركاً وكذلك أيضاً الغلط يف حركة القمر إذا أدركه الناظر من وراء السحاب الرقيق، فإنه يظن ا. حلركتهوقد . حركة سريعة، وتكون علة غلطه هو تفاوت بعده، ويكون طريق غلطه هو قياس القمر إىل أجزاء السحاب

.ذكرنا هذا املعىن من قبلالسكون وقد يعرض الغلط يف السكون أيضاً من اجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، وهو ان املبصر إذا

لبصر يدركه من بعد متفاوت، ومل يطل البصر النظر إىل ذلك املبصر، وكان ذلك كان يتحرك حركة بطيئة، وكان اوكذلك صار البصر إذا . البصر رمبا مل يدرك حركة ذلك املبصر، وإذا مل يدرك البصر حركة املبصر فإنه يظنه ساكناً

هو غلط يف القياس وهذا الغلط. نظر إىل الكواكب أدركها يف احلال ساكنة ومل حيس حبركتها مع سرعة حركتهاوعلة هذا الغلط هو خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر إذا . ألن البصر إمنا يدرك السكون بالقياس

كان على بعد معتدل، وكان متحركاً حركة مساوية حلركة الكوكب، فإن البصر يدرك حركته يف الزمان الذي

.ه فيه ساكناًختفى فيه حركته من البعد املتفاوت الذي يدركفأما مل صار البصر يدرك املتحرك من البعد املتفاوت إذا مل يطل النظر إليه ساكناً فإن ذلك ألن املبصر إذا كان على ب متفاوت مسرف التفاوت فإنه يقطع يف زمان حمسوس مسافة غري حمسوسة بالقياس إىل ذلك البعد على أي صفة

ديرة، أعين أنه قد يقطع يف زمان حمسوس مسافة ال يدركها البصر من كانت حركته، مستقيمة كانت حركته أو مستوالبصر إمنا يدرك املبصر ساكناً إذا أدركه يف زمان حمسوس على وضع واحد بالقياس إىل البصر أو إىل . ذلك البعد

وت، فإن وإذا كان املبصر يتحرك ويقطع يف زمان حمسوس مسافة غري حمسوسة من البعد املتفا. جسم من األجسامالبصر إذا نظر إىل املبصر الذي هبذه الصفة من ذلك البعد املتفاوت ومل يثبت يف مقابلته إال زماناً يسرياً فإن املبصر

وإذا كان املبصر يقطع يف ذلك . يف ذلك القدر من الزمان قد يقطع مسافة غري حمسوسة بالقياس إىل ذلك البعدياس إىل ذلك البعد، كان البصر يدرك ذلك املبصر من ذلك البعد يف ذلك القدر من الزمان مسافة غري حمسوسة بالق

القدر من الزمان على وضع واحد بالقياس إىل البصر نفسه ويظن أنه مل يتغري وضعه، وإذا أدرك البصر املبصر على لبعد املتفاوت وضع واحد زماناً حمسوساً فهو يدركه ساكناً، فلهذه العلة صار البصر يدرك املبصر املتحرك من ا

.ساكناً إذا مل يطل النظر إليه

وذلك إذا أدرك البصر مبصراً من املبصرات من بعد متفاوت . وقد يعرض الغلط يف السكون أيضاً على وجه آخروكان ذلك املبصر متحركاً حركة على االستقامة يف مست املسافة املمتدة بني البصر وذلك املبصر املوازية خلطوط

دة إىل ذلك املبصر، ومل تكن حركة يف غاية السرعة، فإن البصر إذا أدرك املبصر الذي على هذه الصفة الشعاع املمتوذلك . فإنه يدركه يف احلال ساكناً وال حيس حبركته إن كانت حركته يف جهة التباعد أو إن كانت يف جهة التقارب

جسماً من األجسام وأدركه يسامت من ذلك ألن البصر إمنا يدرك احلركة املستقيمة إذا أدرك املتحرك يسامت اجلسم جزءاً بعد جزء، أو يدركه يسامت أجساماً خمتلفة جسماً بعد جسم، أو يدرك املسافة اليت يقطعها املتحرك يف

ألنه إذا أدرك املسافة اليت يقطعها املتحرك فقد أدرك املتحرك مسامتاً للجزء من اجلسم . حال إحساسه باحلركةفعلى هذه الوجوه . املسافة مث أدركه مسامتاً للجزء من ذلك اجلسم املسامت آلخر تلك املسافة املسامت ألول .يدرك احلركة

وإذا كان املتحرك على بعد متفاوت، وكانت حركته على مست الشعاع املمتد إليه من البصر، وأدركه البصر زماناً لن البصر يدرك املتحرك . رك يف ذلك القدر من الزمانيسرياً، فإن البصر ال يدرك املسافة اليت قطعها ذلك املتح

الذي على هذه الصفة على مست واحد وعلى وضع واحد إذا كان متحركاً على مست خطوط الشعاع املمتدة إليه وإذا كان املتحرك الذي هبذه الصفة متحركاً على وجه األرض فإن البصر ال يدرك املسافة اليت حترك . من البصر. وليس يدرك البصر حركة املتحرك الذي هبذه الصفة إال إذا أحس بأنه قد قرب أو قد بعد. ت البعدعليها لتفاو

وليس حيس ببعده وقربه من البعد املتفاوت إال إذا قطع مسافة مقتدرة، ألنه إن كانت حركته يف جهة التباعد فليس كانت حركته يف جهة التقارب فليس حيس حيس حبركته إال إذا تصاغر مقداره أو أدرك املسافة اليت قطعها، وإن

وليس يتصاغر مقدار املبصر بعد أن أدركه البصر من البعد . حبكته إال إذا عظم مقداره أو أدرك املسافة اليت قطعهاوال يدرك البصر أيضاً املسافة اليت يقطعها املبصر املتفاوت البعد إال . املتفاوت وال يتعاظم إال إذا قطع مسافة مقتدرة

فإذا أدرك البصر املبصر الذي على هذه الصفة، ومل يثبت يف مقابلته إال زماناً يسرياً، ومل تكن . ذا كانت مقتدرةإحركته شديدة السرعة، فليس حيس البصر حبركته ألنه ليس يقطع يف الزمان اليسري مسافة مقتدرة يصح أن يدركها

.البصر من البعد املتفاوت أو يتصاغر أو يتعاظم

مل حيس البصر حبركة املبصر فإنه يظنه ساكناً، وإذا أدرك البصر املبصر املتحرك ساكناً فهو غالط يف سكونه، وإذا وعلة هذا الغلط هو خروج بعد املبصر عن عرض . ويكون غلطاً يف القياس ألن السكون ليس يدرك إال بقياس

ن على وجه األرض أو مسامتاً جلسام مرتبة، االعتدال لن املبصر الذي هبذه الصفة إذا كان على بعد معتدل، وكافإن البصر يدرك وجه األرض، ويدرك األجسام املرتبة اليت تسامت بعده، ويدرك املسافة اليت يقطعها ذلك البصر املتحرك يف الزمان اليسري الذي يدرك يف مثله احلركات، إذا مل تكن حركته يف غاية البطء، ويدرك حركته على ما

.كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر اليت هبا يتم إدراك املبصر على ما هو عليه يف عرض االعتدالهي عليه إذا وذلك. اخلشونة وقد يعرض الغلط يف اخلشونة أيضاً من أجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال

ق بأمثاهلا من األجسام املشاهدة، وقد فإن املزوقني يشبهون ما يزوقونه من الصور والتزاوي. يكون كثرياً يف التزاويقيتأتون لتشبيه احليوانات واألشخاص املعينة والنبات واآلالت وسائر املبصرات اجملسمة وسائر املعاين اليت فيها

بالصور املسطحة وفطنوا ملواضع التشبيه فهم يتلطفون يف ذلك باألصباغ والنقوش، فإذا صوروا صور احليوانات والنبات ذوات الزغب واألوراق اخلشنة السطوح واجلمادات اخلشنة الظاهرة اخلشونة فهم ذوات الشعر واجلشر

يشبهوهنا بالنقوش والتخاطيط واختالف األصباغ مبا يظهر من خشونة سطوح تلك احليوانات وذلك النبات وتلك ون أشخاص الناس وكذلك يصور. اجلمادات، وتكون الصور اليت يعملوهنا مع ذلك مسطحة ملساً وصقيلة أيضاً

ويشبهون ختاطيط وجوههم وأجسامهم وما فيها من الشعر واملسام والغضون وتكاسري مالبسهم مبا يظهر للحس من والبصر يدرك الصور . صور أشخاص الناس وخشونة ما يظهر من أبشارهم بالشعر واملسام وتكاسري لباسهم

فإذا أدرك البصر صورة مصورة . اقاً بصناعة التزاويقاملصورة شبيهة بصورها اليت هي شبيهة هبا كان مزوقها حذعلى حائط أو على خشب أو على قرطاس، وكانت تلك الصورة من صور احليوانات ذوات الشعر واجلشر، فإن

وكذلك إذا أدرك البصر صور النبات اخلشنة األوراق . البصر يدرك الشعر منها كأنه شعر واجلشر منها كأنه جشرا خشنة، وكذلك يدرك صور اجلمادات الظاهرة اخلشونة، وكذلك يدرك صور أشخاص الناس فإنه يدركها كأهن

املصورة كأهنا صور جمسمة، وكان ما فيها من صور الشعر املتفرق شعر وما فيها من الغضون كأنه غضون وما يف سة سطوح تلك الصور تكاسري اللباس اليت على الصور املصورة كأهنا تكاسري الثياب اليت يلبسها الناس مع مال

.وصقاهلاوإذا أدرك البصر الصورة امللساء خشنة فهو غالط يف خشونتها، وهذا الغلط هو غلط يف القياس ألن اخلشونة إمنا

فمنها ما تكون علته هو . وهذا الغلط قد يكون لعلة من العلل اليت من اجلها يعرض للبصر الغلط. تدرك بالقياسأن الصورة املصورة اليت هبذه الصفة ليس يتحقق البصر مالستها إال بالتأمل، وليس بعد الصورة عن البصر، وذلك

يتمكن البصر من تأملها إال إذا كانت قريبة من البصر شديدة القرب منه، ألنه ليس يظهر تطامن سطح املبصر ليس يدركها البصر إال من ومالسته بالتأمل إال من تأمل أجزاءه اليت يف غاية الصغر، واألجزاء اليت يف غاية الصغر

وإذا كانت الصورة على بعد ليس يدرك منه البصر وضع األجزاء اليت يف غاية الصغر اليت يظنها . القرب الشديدمن ذلك البعد أهنا شاخصة وخمتلفة الوضع، وال يدرك استواء وضع مجيع أجزاء السطح، فليس يدرك مالسة سطح

.تلك الصورة تظهر للبصر يف سطوح الصور املصورة قد تظهر من بعد ليس يف غاية القرب، وليس يدرك وأيضاً فإن اخلشونة اليت

البصر مالسة سطوح الصور املصورة الشبيهة باملبصرات اخلشنة السطوح من صورة الضوء الذي يظهر يف سطوحها ر، ألن صور سطوح هذه اليت يعرفها البصر يف سطوح املبصرات امللس إذا مل يتقدم العلم مبالسة سطوح تلك الصو

الصور املصورة اليت تظهر للبصر خشنة هي أشبه بصور السطوح اخلشنة من صورة الضوء اليت فيها بصور األضواء فليس يدرك البصر مالسة ما . اليت يف السطوح امللس ملا قد تلطف يف املزوقون من شدة تشبيهها بالسطوح اخلشنة

وليس يتمكن البصر من تأمل سطوح هذه الصور ويتحقق مالستها . ل احملققهذه صفته من الصور املصورة إال بالتأمفإذا أدرك البصر صورة من هذه الصور من بعد مقتدر ليس يف غاية القرب من البصر فهو . إال بالقرب الشديد

يت هبذه والبعد املعتدل الذي منه يدرك البصر مالسة الصور ال. يدركها خشنة السطح وال يدرك مالستها يف احلال .الصفة هو البعد اليسري الذي يظهر منه للبصر بالتأمل حقيقة مالستها

وقد يظهر صقال هذه الصور إذا كانت صقيلة من البعد املقتدر الذي تظهر منه خشونتها الغليظة، وذلك إذا كان طوح األجسام إال أن س. وضع سطح الصورة الوضع الذي ينعكس منه الضوء إىل البصر، الذي هو ملعان الصقال

قد جيتمع فيها الصقال واخلشونة معاً، إذا كانت أجزاؤها خمتلفة الوضع، وكانت سطوح األجزاء املختلفة الوضع صقيلة، وكانت األجزاء الصقيلة متراصة ومتكاثفة كالشعر واألصداف وما جرى جمراها، فيكون السطح جبملته

وما هذه حاله من السطوح إذا انعكس الضوء عنها إىل . يالًخشناً ويكون كل واحد من أجزائه املختلفة الوضع صقوكثرياً ما يظهر الصقال يف سطوحاألجسام املشعرة واليت . البصر، أدرك البصر صقاهلا مع اختالف وضع األجزاء

.فيها أجزاء خمتلفة الوضع وتشتبه يف احلال على البصر أهنا مشعرة أو أجزاؤها خمتلفة الوضعك فليس يتحقق البصر مالسة السطح إذا أدرك صقاله من بعد مقتدر معهما قد تقرر يف النفس وإذا كان ذلك كذل

. أن الصقال قد جيتمع مع اخلشونة، فليس يتحقق البصر مالسة ما هذه حاله من السطوح إال من القرب الشديدقتدر ليس يدرك البصر والصور املصورة املشبهة باملبصرات اخلشنة السطوح اليت تظهر خشونتها من البعد املوالبعد املقتدر الذي يدرك . مالستها وصقاهلا إال من القرب الشديد، وهو بعدها املعتدل الذي تدرك منه مالستها

فالغلط الذي يعرض للبصر فيما يدركه . منه خشونتها الغليظة هو بعد خارج عن االعتدال بالقياس إىل تلك الصورة يشبهها املزوقون باملبصرات اخلشنة السطوح مع مالسة سطوحها، إذا من خشونة سطوح الصور املصورة اليت

كانت على أبعاد مقتدرة ومل تكن شديدة القرب من البصر، إمنا هو من أجل خروج بعد تلك الصور عن عرض نت االعتدال الذي منه يدرك البصر مالسة تلك الصور، الذي هو املسافة القريبة من البصر، ألن تلك الصور إذا كا

قريبة من البصر الذي هو هبدها املعتدل الذي يدرك منه مالستها، أدرك البصر مالستها على ما هي عليه ومل يدركها .خشنة ومل يعرض له الغلط يف خشونتها إذا كانت املعاين الباقية اليت فيها يف عرض االعتدال

وذلك ان املبصر الذي . عن عرض االعتدال املالسة وقد يعرض الغلط يف املالسة أيضاً من أجل خروج بعد املبصروذلك . فيه خشونة يسرية إذا كان على بعد متفاوت فليس يظهر للبصر خشونته وإن مل يكن البعد مسرف التفاوت

ألن اخلشونة إمنا يدركها البصر من إدراكه الختالف وضع أجزاء سطح املبصر، أو من إدراك اختالف صورة وإذا كانت اخلشونة يسرية فإن أجزاء سطح املبصر املختلفة الوضع تكون يف . بصرالضوء الذي يكون يف سطح امل

وإذا كانت يف غاية الصغر مل تتميز للبصر، ومل يتميز اختالف أوضاعها للبصر من البعد املتفاوت، وإن . غاية الصغريسرياً مل يظهر ذلك وإذا كانت اخلشونة يسرية فإن االختالف الذي يف صورة الضوء . مل يكن مسرف التفاوت

االختالف من البعد املتفاوت، ومل يفرق البصر بني الضوء الذي يف ذلك السطح وبني صورة الضوء الذي يكون يف وإذا مل يدرك البصر اختالف أوضاع أجزاء املبصر، ومل يدرك اختالف صورة . السطح األملس من البعد املتفاوت

ة املبصر، فهو يدرك ذلك املبصر كما يدرك األجسام امللس اليت الضوء الذي يف سطح املبصر، مل يدرك خشونفإذا أدرك البصر مبصراً من . سطوحها متشاهبة الوضع، وال يفرق بني السطح اخلشن وبني السطح األملس

وإذا مل يدرك اخلشونة اليت يف سطح . املبصرات اخلشنة السطوح من البعد املتفاوت فليس يدرك اخلشونة اليت فيهابصر، ومل يكن بعد املبصر من البعاد املسرفة التفاوت، فهو يشبه صورته بصورة أمثاله من املبصرات امللس ويظنه امل

.أملس إذا مل يتقدم علم الناظر خبشونة ذلك املبصر والغلط يف املالسة هو غلط يف القياس لن املالسة إمنا تدرك. وإذا ظن البصر باخلشن أنه أملس فهو غالط يف مالسته

وعلة هذا الضغط هو خروج بعد ملبصر عن عرض االعتدال، لن املبصرات اليت يف سطوحها خشنة إذا . بالقياسكانت على أبعاد معتدلة بالقياس إىل تلك املبصرات فإن البصر يدرك خشونتها وال يدركها ملساً إذا كانت املعاين

.الباقية اليت يف تلك املبصرات يف عرض االعتدال الشفيف

وذلك . يعرض الغلط يف الشفيف أيضاً على وجه من الوجوه من اجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال وقدأن الناظر إذا قرب إىل إحدى عينيه جسماً كثيفاً دقيق احلجم كاخلاللة أو اإلبرة أو ما جرى جمرى ذلك وستر العني

ن األجسام البيض ، وكان بعد احلائط من األخرى، وكان قبالته جسم مسرف اللون كاحلائط األبيض أو غريه مالبصر بعداً مقتدراً وليس باملتفاوت، فإن البصر يدرك املقدار الذي يدركه البصر من اجلسم املسفر اللون املقابل

ومع ذلك فإن البصر يدرك اجلزء . للبصر جزءاً عرضه العرض الذي يظهر لذلك اجلسم الكثيف الدقيق احلجمسفر اللون املقابل له كما يدرك األجسام من وراء اجلسم املشف، ويدرك ذلك اجلسم الدقيق املستتر من اجلسم امل

احلجم إذا كان شديد القرب من البصر كأنه مشف ألنه يدرك ما وراءه وأحس بأن الذي يدركه من ورائه هو غريه غالط فيما يدركه من شفيفه، وإذا كان ذلك اجلسم كثيفاً وأدركه البصر مشفاً فهو. فهو يدرك ذلك اجلسم مشفاً

وعلة هذا الغلط هو خروج بعد . والغلط يف الشفيف هو غلط يف القياس ألن الشفيف ليس يدرك إال بالقياساملبصر عن عرض االعتدال باإلفراط يف القرب، ألن املبصر الدقيق احلجم إذا كان على بعد معتدل فإن البصر

.نت املعاين اليت يف ذلك املبصر يف عرض االعتداليدركه كثيفاً وال يدرك ما وراءه إذا كافأما مل إذا قرب اجلسم الكثيف الدقيق احلجم من البصر قرباً شديداً أدركه البصر مشفاً فإن ذلك لعلة تتبني من بعد

قربه من فأما عظم عرضه الذي يظهر للبصر عند . هذا القول، وحنن نبني هذا املعىن بياناً واضحاً يف املوضع الالئق بهالبصر فإن للعلة اليت ذكرناها عند كالمنا يف العظم، أعين العلة يف املبصر إذا قرب من البصر قرباً شديداً أدركه

.البصر أعظم مما هووذلك أن اجلسم املشف الذي شفيفه يسري إذا . الكثافة وقد يعرض الغلط يف الكثافة أيضاً من أجل تفاوت البعد

ه جسم متلون أو موضع مظلم، فإن البصر إذا أدركه من بعد متفاوت فإنه يدركه كثيفاً كان لون قوي، وكان وراءوذلك أن البصر إذا أدرك املبصر املشف من البعد . وال يدرك شفيفه، إذا مل يتقدم علم الناظر بشفيف ذلك املبصرون أو مكان مظلم، وكان فإن كان وراءه جسم متل. املتفاوت، وكان املشف ذا لون قوي، فإن البصر يدرك لونه

ذلك اللون أو تلك الظلمة تظهر من وراء اجلسم املشف، فإنه يظهر ممتزجاً بلون اجلسم املشف، وال يتميز للبصر فإذا كان اجلسم املشف ذا لون قوي ، وكان . من البعد املتفاوت لون اجلسم املشف من اللون الذي يظهر من ورائه

وكان البصر يدرك ذلك املبصر من بعد متفاوت، فليس يتميز للبصر شفيفه، وراءه جسم متلون أو مكان مظلم، .وإذا مل يتميز للبصر شفيفه أدركه كثيفاً

وإذا أدرك البصر املبصر املشف كثيفاً فهو غالط يف كثافته، وهذا الغلط هو غلط يف القياس لن الكثافة إمنا تدرك صر عن عرض االعتدال، ألن املبصر املشف إذا كان على بعد وعلة هذا الغلط إمنا هو خروج بعد املب. بالقياس

.معتدل فإن البصر يدرك شفيفه إذا كانت املعاين الباقية اليت فيه يف عرض االعتدالوذلك أن املبصر النقي . الظل وقد يعرض الغلط يف الظل أيضاً من أجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال

البيض واملواضع من األرض النقية البياض، إذا كان يف تضاعيفها موضع أو البياض الفسيح األقطار كاجلدرانمواضع ترابية اللون أو منكسفة اللون، وأشرق على املبصر الذي هبذه الصفة ضوء الشمس أو ضوء القمر أو ضوء

الذي على النار، وأدركه البصر من بعد متفاوت، ومل يتقدم علم الناظر بذلك املبصر، فإن البصر يدرك الضوءاملواضع البيض من ذلك املبصر ضوءاً مشرقاً وال يشك فيه ويدرك الضوء على األجزاء الترابية واملنكسفة األلوان

.منكسراً

وإذا أدرك البصر الضوء يف بعض املواضع من اجلدران ومن سطح األرض منكسراً، فإنه رمبا ظنه من أجل انكساره جلدار أو يف ذلك املوضع من األرض ليس مبتشابه، وخاصة إذا كان املبصر ظالً، وأن الضوء الذي يف سطح ذلك ا

وإذا أدرك . الذي هبذه الصفة فيما بني جدران وأشخاص حيتمل أن تكون تلك املواضع املنكسفة والترابية أظالالً هلاهو غلط يف القياس ألن وهذا الغلط. املواضع املضيئة اليت ال ظل عليها مستظلة فهو غالط فيما يدركه من استظالهلا

وعلة هذا الغلط هو خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر الذي هبذه الصفة إذا . الظل يدرك بالقياسكان على بعد معتدل فإن البصر يدرك ألوانه على ما هي عليه ويدرك الضوء الذي فيه على ما هو عليه إذا كانت

.العتدالاملعاين الباقية اليت فيه يف عرض اوذلك أن املبصر إذا أدرك جداراً أبيض نقي البياض من . وقد يعرض الغلط يف الظلمة أيضاً من أجل تفاوت البعد

بعد متفاوت، وكان يف ذلك اجلدار جسم أسود كاملرايا اليت تكون يف احليطان وكاألبواب اليت تتخذ من األخشاب اجلسام السود، فإن البصر رمبا ظن بتلك األجسام السود أهنا السود، ومل يتقدم علم الناظر بذلك اجلدار وبتلك

.كوى ومنافذ تفضي إىل مواضع مظلمة وأن ذلك السواد إمنا هو مظلمةوإذا أدرك البصر اجلسم األسود ظلمة فهو غالط فيما يدركه من الظلمة، وهذا الغلط هو غلط يف القياس ألن

هو خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر الذي هبذه وعلة هذا الغلط. الظلمة إمنا تدرك بالقياسالصفة إذا أدركه البصر من بعد معتدل فإنه يدركه على ما هو عليه ويدرك األجسام السود أجساماً وال يعرض له

.الغلط يف مائيتها إذا كانت املعاين الباقية يف تلك املبصرات يف عرض االعتدالوذلك أن املبصر احلسن . احلسن أيضاً من أجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدالاحلسن وقد يعرض الغلط يف

الصورة إذا كانت فيه وشوم أو غضون أو مسام أو آثار أو خشونة أو معان لطيفة تشني حسنه وتكسف صورته، رفاً فإن صورته تظهر من فإنه إذا بعد عن البصر بعداً ختفى منه تلك الوشوم وتلك املعاين اللطيفة وال يكون بعداً مس

والبعد الذي ختفى منه املعاين اللطيفة اليت تكون يف املبصر هو خارج عن االعتدال بالقياس . ذلك البعد مستحسنةإىل ذلك املبصر، ألن البعد املعتدل بالقياس إىل املبصر هو البعد الذي يظهر منه مجيع املعاين اليت يف ذلك املبصر

.ما هو عليهويدرك منه املبصر على وإذا أدرك البصر املبصر الذي ليس حبسن حسناً، وأدرك صورته خالية من املعاين اليت تشينه وتكسف حسنه، ومل

وهذا الغلط هو غلط يف القياس، . يشك يف حسنه مع خفاء املعاين اللطيفة اليت فيه، فهو غالط فيما يدركه من حسنه. منا هو لتعويل البصر على املعاين الظاهرة فقط وسكونه إىل نتائجهاألن احلسن يدرك بالقياس، وألن هذا الغلط إ

وعلة هذا الغلط هو خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر الذي هبذه الصفة إذا كان على بعد معتدل ك املبصر يف بالقياس إىل ذلك املبصر فإن البصر يدرك صورته غري مستحسنة، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذل

.عرض االعتدالالقبح وقد يعرض الغلط يف القبح من أجل خروج بعد املبصر إذا كان ذا لون غري مستحسن أو شكل غري

مستحسن أو هيئة غري مستحسنة، أو جمموع ذلك، وكانت فيه نقوش وختاطيط وأجزاء صغار ومعان لطيفة، ان ذلك املبصر مستحسناً من أجل تلك املعاين اليت فيه، وكانت تلك التخاطيط وتلك املعاين الطيفة مستحسنة، وك

فإن ذلك املبصر إذا أدركه البصر من بعد خارج عن االعتدال ومل تظهر تلك املعاين اليت فيه اليت منها يظهر حسنه بصر من فإن البصر يدرك ذلك املبصر قبيحاً غري مستحسن، ورمبا مل يشك يف قبحه، إذا مل يتقدم العلم مبا يف ذلك امل

.احملاسن

وإذا أدرك البصر املبصر املستحسن قبيحاً من غري أن يستقرئ مجيع املعاين اليت فيه ومل يشك مع ذلك يف قبحه فهو وهذا الغلط هو غلط يف القياس ألن القبح يدرك بالقياس وألن هذا الغلط هو من تعويل .غالط فيما يدركه من قبحه

وعلة هذا الغلط هو . إىل نتائجها مع خفاء املعاين اللطيفة اليت يف ذلك املبصر البصر على املعاين الظاهرة وسكونهخروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر الذي هبذه الصفة إذا أدركه البصر من بعد معتدل بالقياس إىل

وإذا أدرك . فيه يف عرض االعتدال ذلك املبصر فإنه يدرك املعاين اللطيفة اليت تكون فيه إذا كانت املعاين الباقية اليت .البصر املعاين اللطيفة اليت تكون فيه اليت هبا حتسن صورته فإنه يدركه مستحسناً

. التشابه وقد يعرض الغلط يف التشابه أيضاً من أجل خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال على الوجه الذي تقدمفة، أو كانت فيهما أجزاء صغار خمتلفة يف الشكل أو يف الوضع وذلك أن املبصرين إذا كانت فيهما معان لطيفة خمتل

أو يف املقدار أو يف جمموع ذلك، وكان املبصران مع ذلك متشاهبني يف اللون أو يف مجلة الشكل أو يف العظم أ ويف يت خيتلفان جمموع ذلك، فإن البصر إذا أدرك املبصرين اللذين على هذه الصفة من بعد ختفى منه املعاين اللطيفة ال

والبعد الذي ختفى منه املعاين اللطيفة اليت تكون . فيها، ورمبا مل يشك يف تشاهبهما ومل حيكم هلما بشيء من االختالف .يف املبصر هو بعد خارج عن االعتدال بالقياس إىل ذلك املبصر

يف تشاهبهما فهو غالط يف وإذا أدرك البصر املبصرين املختلفني بوجه من الوجوه متشاهبني على الطالق ومل يشكوهذا الغلط هو غلط يف القياس ألن التشابه ليس يدرك بالقياس وألن هذا الغلط إمنا هو لتعويل البصر . تشاهبهما

وعلة هذا الغلط هو خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال لن املبصرات . على املعاين الظاهرة وسكونه إىل نتائجهالى أبعاد معتدلة بالقياس إىل املبصرات فإن البصر يدرك صورها على ما هي عليه، اليت هبذه الصفة إذا كانت ع

ويدرك االختالف الذي فيها وال يعرض له الغلط يف تشاهبها واختالفها، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف تلك .املبصرات يف عرض االعتدال

وذلك أن . بعد املبصر عن عرض االعتدالاالختالف وقد يعرض الغلط يف االختالف أيضاً من أجل خروج املبصرين إذا كانا متشاهبني يف معان لطيفة تكون فيهما، وكانا خمتلفني يف لونيهما أو شكليهما أو عظميهما أو يف

املعاين الظاهرة اليت تكون فيهما، فإن ذينك املبصرين إذا أدركهما البصر من بعد ختفى منه املعاين اللطيفة اليت فيهما يت يتشاهبان فيها ويظهر منه املعاين الظاهرة اليت فيهما، فإن البصر يدرك ذينك املبصرين خمتلفني وال حيكم هلما ال

ورمبا قطع باختالفهما ومل يشك يف ذلك إذا مل يدرك املعاين اليت يتشاهبان فيها يف حال إدراكهما . بشيء من التشابهوالبعد الذي ختفى منه املعاين اللطيفة اليت تكون يف املبصر اليت هبا يدرك وأدرك يف احلال املعاين اليت خيتلفان فيها،

.حقيقة صورة املبصر هو بعد خارج عن االعتدال بالقياس إىل ذلك املبصروإذا أدرك البصر املبصرين املتشاهبني بوجه من الوجوه خمتلفني على اإلطالق، ومل حيس بشيء من تشاهبهما، ومل

والغلط يف االختالف هو غلط يف القياس لن االختالف . فهو غالط فيما يدركه من اختالفهما يشك يف اختالفهما،وعلة . ليس يدرك إال بالقياس وألن هذا الغلط إمنا هو لتعويل البصر على املعاين الظاهرة فقط وسكونه إىل نتائجها

ه الصفة إذا أدركها البصر من أبعاد هذا الغلط هو خروج بعد املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصرات اليت هبذمعتدلة فإنه يدرك تشاهبها ويدرك صورها على ما هي عليه وال يعرض له الغلط يف تشاهبها واختالفها إذا كانت

.املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات يف عرض االعتدال .املبصرات عن عرض االعتدالفعلى هذه الصفات وأمثاهلا يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج أبعاد

غلط البصر يف القياس من أجل وضع املبصر

عن عرض االعتدال

البعد

فأما كيف يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال، إذا عرض الغلط يف البصر، وكان أحدمها مقدار البعد، فكالشخصني القائمني على وجه األرض إذا كانا على مست واحد بالقياس إىل

يستر بعض اآلخر، وكان البصر يدركهما مجيعاً، وكان البصر مع ذلك ال يدرك سطح األرض املتوسط منهما الستتار املسافة اليت بينهما بالشخص املتقدم منهما، فإن البصر يدرك الشخصني اللذين هبذه الصفة كأهنما متماسان

إذا مل يكن قد تقدم علم الناظر بذينك الشخصني، ومل يكن رأى البعد الذي أو متقاربان، وال حيس بالبعد بينهما، .بينهما قبل ذلك الوقت، وإن كان أبعدمها من األبعاد املعتدلة إذا مل يكن شديد القرب من البصرلط هو وهذا الغ. وإذا أدرك البصر الشخصني املتباعدين متماسني أو متقاربني فهو غالط فيما يدركه من بعد أحدمها

وعلة هذا الغلط هو خروج وضع البعد الذي بني ذينك الشخصني عن . غلط يف القياس ألن البعد يدرك بالقياسعرض االعتدال بامتداده على استقامة مست خطوط الشعاع الذي ميتد إىل الشخصني، ألن الشخصني اللذين هبذه

عاع فإن البصر يدرك البعد الذي بينهما ويدرك مقدار الصفة إذا كان البعد الذي بينهما معترضاً وقاطعاً خلطوط الش .بعد كل واحد منهما إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذينك الشخصني يف عرض االعتدال

وذلك أن املبصر إذا . الوضع وقد يعرض الغلط يف وضع املبصر أيضاً من أجل خروج وضعه عن عرض االعتدالهم الشعاع وبعيداً عن السهم، وكان البصر مع ذلك حمدقاً إىل مبصر آخر كان صغري احلجم، وكان خارجاً عن س

وسهم الشعاع على املبصر الذي حيدق إليه، وكان سطح املبصر البعيد عن السهم مائالً عن مست املواجهة ميالً شترك ويكون يسرياً، أعين أن يكون سطح املبصر مائالً عن اخلط املتوهم الذي خيرج من ذلك السطح إىل السهم امل

عموداً عليه، ويكون ميله عن وضع هذا اخلط ميالً ليس باملتفاوت، فإن البصر ليس يدرك ميل املبصر الذي هبذه الصفة إذا كان بعيداً عن السهم وكان مع ذلك صغري احلجم، وال يفرق البصر بني وضع املبصر املائل عن مست

ا كان املبصر خارجاً عن سهم الشعاع وبعيداً عنه وكان صغري املواجهة وبني املبصر الذي على مست املواجهة إذاحلجم، وذلك ألن املبصر البعيد عن سهم الشعاع ليس يدرك البصر صورته إدراكاً حمققاً وال يتمكن من تأمله

ومتييز وضع سطوحه، وليس اخلط املعترض الذي حيد مست املواجهة موجوداً عند اإلبصار املألوف فيقيس البصر وإذا مل يتحقق البصر صورة املبصر ومل جيد أمارة ظاهرة يقيس هبا وضع سطح . سطح املبصر يف احلال إليه وضع

املبصر يف احلال، ومل يكن ميل املبصر يف احلال عن مست املواجهة ميالً متفاوتاً، فإنه يدرك ذلك املبصر على مست

ها على مست املواجهة، ألن امليل اليسري يف أوضاع املواجهة وال يفرق بني وضعه وبني وضع املبصرات اليت يدركاملبصرات ليس يدركه البصر إال مع حتقق صورة املبصر وبالتأمل املستقصى، وإذا كان البصر حمدقاً إىل مبصر آخر

.ومتأمالً له فليس يدرك املبصر اخلارج عن سهم الشعاع إدراكاً حمققاً وال يتمكن من حتققهاملبصر املائل عن مست املواجهة على مست املواجهة ومل يفرق بينه وبني املواجهة فهو غالط الشكل وإذا أدرك البصر

وعلة هذا الغلط هو خروج وضع املبصر عن . وهذا الغلط هو غلط يف القياس ألن الوضع يدرك بالقياس. يف وضعهو قريباً منه فإن البصر يدرك عرض االعتدال، ألن املبصر إذا كان مقابالً لوسط البصر وكان على سهم الشعاع أ .وضعه على ما هو عليه إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر يف عرض االعتدال

وذلك أن املبصر . وقد يعرض الغلط يف شكل املبصر أيضاً من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدالذا كان سطح استدارته مائالً خطوط الشعاع ميالً املستدير الشكل، كالطاس أو الكأس أو القصاع وما أشبه ذلك، إ

متفاوتاً، وكان أكثر جسم ذلك املبصر مستتراً ال يدركه البصر، وكان ذلك املبصر خارجاً عن سهم الشعاع، وكان سهم الشعاع على مبصر آخر والناظر حمدق إىل ذلك املبصر اآلخر، ومل يكن قد تقدم علم الناظر مبائية ذلك املبصر

درك البصر استدارة ذلك الشكل قبل ذلك الوقت، فإن البصر يف حال مالحظته للشكل املستدير املقعر الذي وال أهبذه الصفة يدركه مستطيالً إذا كان سطح استدارته مائالً على خطوط الشعاع ميالً متفاوتاً ومل يكن يف غاية القرب

.علم الناظر باستدارته فإنه ال يشك يف استطالته وإذا مل يكن قد تقدم. من البصر وكان خارجاً عن سم الشعاعوكذلك املبصر املربع األحرف كاحلياض والصناديق املربعة وما أشبهها فإن سطوح أفواهها املربعة إذا كانت خارجة

عن مقابلة وسط البصر، فإن البصر يدركها مستطيلة، وإن كان بعدها من البعاد املعتدلة، إذا مل تكن قريبة من .رالبص

وقد تقدم القول يف علة ذلك، وهي أن املبصر املائل املسرف امليل إذا مل يكن قريباً من البصر فليس يتحقق البصر مقدار ميله وإن كان بعده من األبعاد املعتدلة اليت يصح أن يدرك منها حقيقته إذا كان على غري ذلك املوضع، وأن

وإذا مل يتحقق البصر مقدار ميل املبصر فليس يدرك . صورته املبصر اخلارج عن سهم الشعاع ليس يتحقق البصروإذا أدرك البصر عرض . عرضه املائل على ما هو عليه، بل يدرك مقدار عرضه املائل أصغر من مقداره احلقيقي

املبصر أصغر من مقداره احلقيقي، وهو يدرك طوله املواجه على مقداره احلقيقي، فإنه يدرك شكله من أجل اختالف فإن كان مربعاً مستطيالً أدرك . قداري طوله وعرضه مستطيالً إن كان مستديراً وإن كان مربعاً متساوي األضالعم

استطالته أكرب مما هي عليه إن كان عرضه هو املائل، وإن كان طوله هو املائل أدرك استطالته أقل مما هي عليه أو وإذا أدرك البصر شكل املبصر على .ه وعرضه يسرياًأدركه متساوي األضالع إذا كان التفاضل الذي بني طول

وعلة هذا الغلط . خالف ما هو عليه فهو غالط يف شكله، ويكون غلطه غلطاً يف القياس ألن الشكل يدرك بالقياسهو خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصرات اليت هبذه الصفة إذا كان استدارهتا وتربيعها مواجهاً

ريباً من املواجهة فإن البصر يدرك أشكاهلا على ما هي عليه إذا كانت املعاين الباقية اليت فيها يف عرض للبصر أو قوهذا املعىن بعينه هو غلط يف العظم أيضاً مع الغلط يف الشكل، لن املبصر املستدير واملربع اللذين . االعتدال

هما البصر مستطيلني من أجل أنه يدرك مقدار عرض يدركهما البصر مستطيلني على الصفة اليت وصفناها إمنا يدرك .كل واحد منهما أصغر من مقداره احلقيقي فهو غالط يف عظمه

وذلك أن . وقد يعرض الغلط يف العظم من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال على وجه آخر أيضاًوية ومتتالية وعلى مست البصر إذا أدرك أشخاصاً قائمة على وجه األرض، وكانت تلك األشخاص متسا

واحد،وكان البصر على مستها وكان أرفع منها يف السمك، فإن البصر إذا أدرك تلك األشخاص، ومل يكن أدركها من قبل ذلك الوقت وال حيقق مقاديرها، ومل يكن تقدم علم الناظر بتساويها، فإن البصر يدركها يف احلال خمتلفة

ألن البصر إذا كان أرفع من . من الذي قبله، ويدرك أبعدها أعظمها املقادير، ويدرك كل واحد منها أعظماألشخاص القائمة وكانت األشخاص على مست واحد، وكان البصر على مستها، وكانت األشخاص متساوية، فإن كل واحد منها يستر بعض الشخص الذي وراءه، ويكون خط الشعاع الذي ميتد إىل طرف الشخص الثاين أرفع

وكذلك خط الشعاع الذي ميتد إىل طرف الشخص الثالث . عاع الذي ميتد إىل طرف الشخص األولمن خط الشوقد تبني فيما تقدم أن البصر يدرك مسوت . يكون أرفع من خط الشعاع الذي ميتد إىل طرف الشخص الثاين

واملألوف . رفع من املتقدمخطوط الشعاع، فإذا أدرك البصر األشخاص اليت هبذه الصفة فإنه يظن باملتأخر منها أنه أفإذا أدرك البصر . من األشخاص القائمة على وجه األرض إذا كانت خمتلفة أن األعظم منها يكون ارفع من األصغر

األشخاص القائمة على وجه األرض على املوضع الذي وصفناه، ووجد بعضها يف احلس أرفع من بعض، ومل يتقدم .ا أنه أعظم، وإن كانت أبعادها من البعاد املعتدلةعلمه بتساويها فإنه يظن باألرفع منه

وإذا أدرك البصر املبصرات املتساوية املقادير خمتلفة املقادير فهو غالط يف أعظامها، والغلط يف العظم هو غلط يف والسبب الذي من اجله عرض الغلط يف هذا القياس هو اختالف أوضاع خطوط الشعاع اخلارجة إىل . القياس

اليت هبذه الصفة واستمال القوة املميزة يف احلال أن ما هو أرفع فهو أعظم، وهذه املقدمة إذا أخذت كلية األشخاص والعلة اليت من أجلها عرض هذا السبب هو خروج وضع األشخاص اليت هبذه الصفة عن عرض . كانت كاذبة

.االعتدال الذي منه يدرك تساويها حباسة البصريدرك البصر تساوي األشخاص القائمة على وجه األرض واختالفها إذا كانت على مست والوضع املعتدل الذي منه

واحد وكان البصر على مستها، هو أن يكون البصر على اخلط املستقيم الذي خيرج من طرف الشخص األول وازي لسطح وإذا كان مسطحاً فإن البصر، إذا كان على اخلط امل. موازياً لسطح األرض اليت األشخاص قائمة عليه

األرض الذي مير بطرف الشخص األول، فإنه يدرك األشخاص الباقية اليت وراءه مساوية له إذا كانت متساوية، ويكون إدراكه لتساويها إدراكاً صحيحاً، وإذا كانت خمتلفة أدرك زيادة أحدها على اآلخر وأدرك اختالف

وذلك أن البصر إذا كان . مقاديرها إدراكاً صحيحاً مقاديرها، ويكون اختالف مقاديرها، ويكون إدراكه الختالفعلى اخلط املوازي لسطح األرض الذي مير بطرف الشخص األول، كان ذلك اخلط خط الشعاع الذي خيرج من . البصر إىل طرف الشخص األول، ويكون هو بعينه ميد إىل أطراف األشخاص الباقية اليت وراءه إذا كانت متساوية

لواحد من خطوط الشعاع إىل أطراف مجيع األشخاص املتتالية القائمة على وجه األرض على مست وإذا امتد اخلط اواحد أدرك البصر تلك األشخاص متساوية االرتفاع، وإذا أدركها متساوية االرتفاع أدركها متساوية املقادير،

ادير كانت خطوط الشعاع اليت وإذا كانت تلك األشخاص خمتلفة املق. ويكون إدراكها لتساويها إدراكاً صحيحاًخترج إىل أطرافها خمتلفة الوضع، وكان بعضها أرفع من بعض، وكان الشخص األول يستر من كل واحد منها

وإذا كانت خطوط الشعاع اليت خترج إىل أطراف تلك األشخاص خمتلفة الوضع أدرك البصر . مقداراً مساوياً لهوإذا كان الشخص األول يستر بعض كل واحد من تلك . يرها خمتلفةتلك األشخاص خمتلفة االرتفاع وأدرك مقاد

األشخاص اليت وراءه أدرك البصر زيادة كل واحد من تلك األشخاص على الشخص األول حبسب ما يظهر من

زيادة مقداره على مقدار الشخص األول،ويكون إدراكه الختالف مقادير األشخاص اليت هبذه الصفة وملقادير .راكاً صحيحاًاختالفها إد

فغلط البصر يف اختالف مقادير األشخاص املتساوية املتتالية القائمة على وجه األرض، إذا كانت على مست واحد وكان البصر أرفع منها، هو خروج وضعها عن عرض االعتدال، ألن االعتدال لوضع األشخاص اليت هبذه الصفة

تساويها من قياس بعضها ببعض إدراكاً صحيحاً، هو أن يكون بالقياس إىل البصر الناظر إليها، الذي منه يدرك .البصر على اخلط املستقيم املوازي لسطح األرض الذي مير بطرف الشخص األول

وذلك أن البصر إذا . العظم وقد يعرض الغلط يف التفرق أيضاً من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدالوكانت سطوح تلك األلواح أو األخشاب أو األبواب نائلة على كان ينظر إىل ألواح أو أخشاب أو أبواب،

خطوط الشعاع ميالً متفاوتاً، وكان يف تلك األلواح أو يف تلك األخشاب أو يف تلك األبواب خطوط سود أو مظلمة اللون، فإن البصر رمبا ظن بتلك اخلطوط أهنا شقوق يف تلك األجسام، إذا مل يكن قد تقدم على الناظر بأهنا

خطوط، وإن كان بعدها عن البصر من األبعاد املعتدلة اليت يدرك البصر منها حقيقتها إذا كانت على غري ذلك وذلك ألن سطح املبصر إذا كان مائالً على خطوط الشعاع ميالً . الوضع، إذا مل تكن شديدة القرب من البصر

كون بينة للبصر بياناً صحيحاً، وإذا كانت سطوح متفاوتاً فإن التخاطيط واملعاين اليت تكون يف ذلك السطح ليس تاأللواح واألخشاب واألبواب ما جرى جمراها مائلة على خطوط الشعاع ميالً متفاوتاً فليس يكون إدراك البصر

وإذا مل يدرك البصر املعاين اليت يف سطوح تلك . للمعاين اليت يف سطوحها والتخاطيط اليت فيها إدراكاً صحيحاًدراكاً حمققاً فليس يفرق بني اخلطوط اليت تكون فيها وبني الشقوق والتفرق، إذا كانت تلك اخلطوط األجسام إ

.سوداً أو مظلمة األلوان ومل يكن قد تقدم علم الناظر بتلك اخلطوطوعلة هذا الغلط هو خروج وضع تلك املبصرات عن عرض االعتدال، ألن تلك األجسام إذا كانت سطوحها

أو قريبة من املواجهة فإن البصر يدرك املعاين اليت فيها من ذلك البعد بعينه، إذا كان من األبعاد مواجهة للبصر املعتدلة وكانت املعاين الباقية اليت يف تلك األجسام يف عرض االعتدال، إدراكاً حمققاً، ويدرك املعاين الباقية اليت يف

ك املعاين اليت فيها ويدرك اخلطوط اليت فيها خطوطاً وال تلك األجسام يف عرض االعتدال، إدراكاً حمققاً، ويدر .يعرض له الغلط يف شيء منها

وذلك أن احليطان . االتصال وقد يعرض الغلط يف االتصال أيضاً من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدالهذه السطوح واجلدران إذا أدركها البصر وكانت سطوحها القائمة على وجه األرض على خط واحد، وكانت

ممتدة على استقامة خطوط الشعاع، وكان يف تضاعيف اجلدران اليت هبذه الصفة تفرق وكان بعضها منقطعاً عن بعض، وكان التفرق الذي بينهما ضيقاً، فإن البصر يدرك اجلدران اليت على هذه الصفة متصلة وال حيس بالتفرق

الشعاع، فال يدركه البصر وال يدرك البصر الفضاء الذي ألن عرض التفرق يكون على استقامة خطوط. الذي فيهايف موضع التفرق الستتاره باجلدار األول الذي يلي البصر الذي سطحه على استقامة خط الشعاع وعلى استقامة

وكذلك إن اجلدار الثاين خارجاً عن مست اجلدار األول يف موضع التفرق فإن . عرض التفرق الذي يف سطح اجلدارحيس عند اجلدار الثاين بزاوية، وال حيس بالتفرق الذي بينه وبني اجلدار األول، إذا كان سطح اجلدار األول البصر

.وعرض التفرق على مست خط الشعاعوإذا أدرك املبصر املبصرات املتفرقة متصلة فهو غالط يف اتصاهلا، ويكون هذا الغلط غلطاً يف القياس ألن االتصال

هذا الغلط هو خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال، ألن اجلدران اليت هبذه الصفة إذا وعلة . يدرك بالقياس

كانت مواجهة للبصر وكان التفرق الذي يف تضاعيفها مواجهاً للبصر أو قريباً من املواجهة فإن البصر يدرك التفرق .دالالذي فيها على ما هو عليه، إذا كانت املعاين الباقية اليت فيها يف عرض االعت

العدد

وذلك يظهر يف املبصرات اليت . وقد يعرض الغلط يف العدد أيضاً من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدالتدرك بالبصرين معاً إذا كانت الشعاعات اليت خترج إىل كل واحد منها من البصرين خمتلفة الوضع يف اجلهة على

الذي قدمنا وصفه إذا كان البصر حمدقاً إىل الشخص الذي يف الوجه الذي تبني يف األشخاص اليت تثبت على اللوح فإنه قد تبني أن األشخاص اليت تثبت على اللوح الذي وصفناه إذا كانت خارجة عن اخلط املعترض . وسط اللوح

فإذا أثبتت على اللوح عدة من األشخاص على غري . يف وسط اللوح وبعيدة عنه فإن كل واحد منها يرى اثننيوكذلك إذا كان البصر حمدقاً إىل مبصر من املبصرات اليت على وجه . عترض فإن كل واحد منها يرى اثننياخلط امل

األرض، وكان بني البصر وبني ذلك املبصر مبصرات أخر قريبة من البصر، أو كان املبصر الذي حيدق إليه البصر ذلك الشخص أشخاص أخر بعيدة عنه، فإن شخصاً قائماً على وجه األرض أو مرتفعاً عن األرض، وكان من وراء

البصر يدرك املبصرات اليت تكون أقرب إليه من املبصر الذي حيدق إليه كل واحد منها اثنني، ويدرك األشخاص .اليت من وراء الشخص الذي حيدق غليه كل واحد منها اثنني

بتلك املبصرات، فإنه يدرك عدد ما فإذا أدرك البصر املبصرات اليت هبذه الصفة، ومل يكن قد تقدم علم الناظروالغلط هو خروج أوضاع تلك . يدركه منها على هذه الصفة ضعف عددها فيكون غالطاً يف عدد تلك املبصرات

املبصرات عن عرض االعتدال باختالف وضع كل واحد منها عند البصرين واختالف أوضاع الشعاع اليت خترج بصرات اليت هبذه الصفة إذا التقت عليها الشعاعات املتشاهبة الوضع أدرك من البصرين إىل كل واحد منها، ألن امل

.البصر عددها على ما هو عليه إذا كانت املعاين الباقية اليت فيها يف عرض االعتدالوذلك إذا كان الناظر . احلركة وقد يعرض الغلط يف احلركة أيضاً من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال

انت السفينة سائرة يف هنر جار، وكان شطا النهر أو أحد شطيه قريباً من السفينة حبيث يدركه البصر يف سفينة وكويدرك ما فيه، وكان الناظر ينظر إىل السفينة أو إىل بعض املبصرات اليت يف السفينة وكان مع ذلك يرى شاطئ

يف داخل السفينة، وكانت السفينة شريعة النهر ويرى ما فيه من الشجر والنخيل واجلدران، وكان حمدقاً إىل ما السري، فإن البصر يرى مجيع ما على شاطئ النهر من النخيل والشجر واجلدران والنبات وسائر ما فيها كأهنا تتحرك

.متصلة إىل ضد اجلهة اليت تتحرك إليها السفينةط هو غلط يف القياس لن احلركة وإذا أدرك البصر الساكن متحركاً فهو غالط فيما يدركه من حركته، وهذا الغل

وعلة هذا الغلط هو خروج وضع تلك املبصرات عن عرض االعتدال ببعدها عن سهم الشعاع عند . تدرك بالقياسحتديق الناظر إىل ما يف داخل السفينة، لن املبصرات اليت هبذه الصفة اليت يدركها البصر متحركة إذا التفت الناظر

رك سهم الشعاع عليها فإنه يدرك ما قابله منها ساكناً على ما هو عليه، إذا كانت إليها حىت تصري مواجهة وحت .املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات يف عرض االعتدال

وذلك أن حجر . السكون وقد يعرض الغلط يف السكون أيضاً من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدالر إىل مبصر من املبصرات غري الرحى وكان حمدقاً إىل ذلك املبصر وكان سهم الرحى إذا كان دائراً وكان الناظر ينظ

الشعاع على ذلك املبصر، وكان حجر الرحى خارجاً عن سهم الشعاع وبعيداً عنه، وكان البصر مع ذلك يدرك درك حجر الرحى، فإن البصر إذا أدرك الرحى على هذه الصفة وكانت الرحى متحركة فإنه يدركها ساكنة وال ي

وذلك ألن حركة الرحى حركة سريعة، وحجر الرحى متشابه الصورة، فإذا حترك حركة سريعة فليس . حركتهاوإذا كانت الرحى خارجة عن سهم الشعاع وبعيدة عنه، وكان . تظهر حركته وتبدل أجزائه إال بالتأمل والتفقد

تلك احلال ليس يتمكن من تأمل حركة الرحى، وال الناظر حمدقاً إىل مبصر آخر ومتأمالً لذلك املبصر اآلخر فإنه يف تكون صورة الرحى وحركتها بينة للبصر وال يظهر تبدل األجزاء للبصر يف تلك احلال إذا كانت الرحى بعيدة عن

وإذا كانت حقيقة صورة الرحى واملعاين اليت فيها تكون غري بينة للبصر فليس يدرك البصر حركة الرحى يف . السهم .، وإذا مل يدرك حركة الرحى يف تلك احلال فإنه يظنها ساكنةتلك احلال

وإذا أدرك البصر اجلسم املتحرك ساكناً فهو غالط فيما يدركه من سكونه فيكون هذا الغلط غلطاً يف القياس لن وعلة هذا الغلط هو خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال، ألن الرحى إذا كانت مقابلة . السكون يدرك بالقياس

لوسط البصر، وكان سهم الشعاع متحركاً عليها، فإن البصر يدرك حركتها وال ختفى عليه حركتها ، إذا كانت .املعاين الباقية اليت فيها يف عرض االعتدال

وذلك . اخلشونة وقد يعرض الغلط يف خشونة سطح املبصر أيضاً من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدالملزوقون، اليت قدمنا وصفها يف الفصل الذي قبل هذا، إذا كانت صور املبصرات اخلشنة ان الصور اليت يزوقها ا

السطوح، وكانت مع ذلك صقيلة، فإن البصر يدركها خشنة مع مالستها وصقاهلا، إذا مل يكن وضعها من البصر قريبة من البصر الوضع الذي ينعكس منه الضوء إىل البصر الذي يظهر منه صقال السطح وإذا كانت هذه الصورة

وإذا كان وضع الصورة الوضع الذي ينعكس . وعلى بعد يصح أن يدرك منه صقاهلا ومالستها من الوضع املعتدلوالوضع الذي ينعكس منه . منه الضوء إىل البصر مع قرهبا من البصر ظهر صقاهلا ومل يعرض الغلط يف خشونتها

والوضع الذي ال ينعكس منه . البصر صقال سطح املبصر الضوء إىل البصر هو الوضع املعتدل الذي منه يدركفإذا كان وضع سطح الصورة وضعاً ال ينعكس . الضوء إىل البصر هو وضع خارج عن االعتدال يف إدراك الصقال

منه الضوء إىل البصر وال يظهر منه صقال الصورة، وكانت الصورة من صور املبصرات اخلشنة السطوح، فإن صورة كأهنا خشنة السطح مع مالستها وصقاهلا من البعد الذي يصح ان يدرك منه صقاهلا البصر يدرك تلك ال

وليس يدرك البصر صقال الصورة اليت هبذه الصفة ومالستها إال إذا كانت قريبة من . ومالستها من الوضع املعتدلعارفاً بصناعة التزاويق ومل وإذا مل يكن الناظر . البصر وكان وضعها مع ذلك وضعاً ينعكس منه الضوء إىل البصر

.يتقدم علمه مبالسة الصورة فإنه ال يشك يف خشونتهاوالغلط يف اخلشونة هو غلط يف القياس . وإذا أدرك البصر املبصر األملس خشناً فهو غالط فيما يدركه من خشونته

ن الصور اليت هبذه وعلة هذا الغلط هو خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال، أل. ألن اخلشونة تدرك بالقياسالصفة إذا غري الناظر وضع سطحها حىت تنعكس الصورة إىل البصر، وكانت الصورة مع ذلك قريبة من البصر،

وكانت املعاين الباقية اليت يف تلك الصورة اليت هبا يتم إدراك املبصرات على ما هي عليه يف عرض العتدال، أدرك .ومل يعرض له الغلط يف خشونتهاالبصر مالستها وصقاهلا على ما هو عليه

وذلك ان املبصر إذا . املالسة وقد يعرض الغلط يف املالسة أيضاً من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدالكان سطحه خشناً وكانت خشونته يسرية، وكان خارجاً عن سهم الشعاع وبعيداً عنه، وكان البصر ناظراً إىل

وسهم الشعاع على ذلك املبصر اآلخر، وكان البصر مع ذلك يدرك املبصر مبصر من املبصرات غري ذلك املبصراخلشن السطح، فإن البصر إذا أدرك املبصر على هذه الصفة، وكان سطحه خشناً وكانت خشونته يسرية، فإن

عن سم وذلك ألن املبصر إذا كان خارجاً . البصر يدركه أملس إذا مل يكن قد تقدم علم الناظر خبشونة ذلك املبصر

واخلشونة . الشعاع وبعيداً عنه فليس يدرك البصر صورته إدراكاً حمققاً، وال يتمكن من تأمله ما دام حمدقاً إىل غريهفإذا كانت صورة السطح ملتبسة فإن البصر ال . اليسرية ليس يدركها البصر إال بالتأمل ومن حتقق صورة السطح

رك أيضاً حقيقة صورة الضوء الذي يف سطحه، وال يتميز له يف تلك يدرك اخلشونة اليسرية اليت متون فيه، وال يداحلال الفرق بني صورة الضوء الذي يف ذلك السطح وبني الضوء الذي يدركه يف السطوح امللس للتقارب الذي

بينهما إذا كانت اخلشونة اليت يف السطح يسرية، وألن الصورة ليس تكون بينة للبصر إذا كانت خارجة عن سهم .لشعاع وبعيدة عنها

وإذا مل يدرك البصر اخلشونة اليت يف سطح املبصر فإنه يظنه أملس، وإذا أدرك السطح اخلشن أملس فهو غالط فيما وعلة هذا الغلط هو خروج وضع املبصر . يدركه من مالسته، وهذا الغلط هو يف القياس ألن املالسة تدرك بالقياس

ذه الصفة إذا كان مقابالً لوسط البصر، وكان سهم الشعاع متحركاً على عن عرض االعتدال، ألن املبصر الذي هب .سطحه، فإنه يدرك خشونته على ما هي عليه وال يدركه أملس، إذا كانت املعاين الباقية اليت فيه يف عرض االعتدال

الشفيف

وذلك أن . دالوقد يعرض الغلط يف الشفيف أيضاً ويف الكثافة من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتاألواين املشفة إذا كان فيها شراب قوي اللون ومل يكن وراءها ضوء قوي فإن األواين والشراب الذي فيها تظهر

وإذا استشف الناظر أيضاً إناًء من هذه األواين وقابل به الضوء القوي، . كثيفة وال يظهر للبصر شيء من شفيفهاإليه على خطوط قائمة على سطحه على زوايا قائمة فإن الضوء ينفذ فإنه إن كان الضوء القوي الذي وراءه خيرج

فيه ويظهر شفيفه ظهوراً بيناً، وإن كان الضوء الذي وراءه مائالً عنه وكان إشراقه على اإلناء من مسوت خطوط هذه املبصرات وإذا أدرك مبصراً من . مائلة عليه فإن الضوء إما أن ال يظهر من ورائه وإما أن يظهر ظهوراً ضعيفاً

وإذا أدرك . على هذه الصفة وكان الضوء الذي يظهر من ورائه مائالً عليه فإنه يدرك شفيفه اقل من شفيفه احلقيقي .البصر شفيف اجلسم املشف أقل من شفيفه احلقيقي فهو غالط يف شفيفه

وإذا مل يظهر الضوء من . والوإذا استشف الناظر إناًء من هذه األواين ومل يكن الضوء الذي ورائه يف أكثر األحوإذا مل يظهر الضوء من ورائه فليس يدرك . ورائه فليس يدرك البصر شفيف ما هذه صفته وليس يدركه إال كثيفاً

فإن مل يكن قد تقدم علم الناظر بشفيف ما يف ذلك اإلناء من . البصر شفيف ما هذه صفته وليس يدركه إال كثيفاًته فيظنه بعض األجسام السيالة اليت ليس فيها شفيف إذا مل يكن قد سبق علمه بأنه الشراب فإنه ليس يشك يف كثاف

.شرابوهذان الغلطان اللذان يف الشفيف والكثافة مجيعاً مها . وإذا أدرك البصر الشراب املشف كثيفاً فهو غالط يف كثافتهني هو خروج وضع املبصر عن عرض وعلة هذين الغلط. غلطان يف القياس ألن الشفيف والكثافة يدركان بالقياس

االعتدال، ألن املبصرات اليت هبذه الصفة إذا كان وراءها ضوء قوي وكان إشراق ذلك الضوء عليها على مسوت خطوط هي أعمدة على سطوحها، وعلى خطوط قريبة من األعمدة ومائلة عليها ميالً ليس باملتفاوت، فإن البصر

ضع املعتدل هلذه املبصرات الذي يدرك منه شفيف هذه املبصرات على ما هو والو. يدرك شفيفها على ما هي عليهعليه هو الوضع الذي يكون فيه اجلسم من هذه األجسام متوسطاً بني البصر وبني الضوء، ويكون الضوء الذي ينفذ

مائل عنه ميالً فيه ويظهر من ورائه خارجاً إليه على مسوت خطوط قائمة على سطحه وما حييط هبذه اخلطوط مما هو .والوضع الذي خبالف هذه الصفة هو وضع خارج عن االعتدال يف إدراك شفيف هذه املبصرات. يسرياً

وذلك أن املبصر النقي . الظل وقد يعرض الغلط يف الظل أيضاً من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدالنت تلك املواضع ترابية اللون، وأشرق ضوء البياض كاجلدران املبيضة إذا كانت فيها مواضع غري مبيضة، وكا

الشمس على مجيع اجلدار الذي هبذه الصفة، وكان البصر ينظر إىل مبصر من املبصرات خارج ذلك اجلدار وبعيداً عنه، وكان البصر حمدقاً إىل ذلك املبصر ومتأمالً له وكان سهم الشعاع على املبصر الذي إليه حيدق البصر، وكان

ضع الترابية منه بعيدة عن السهم، وكان البصر مع ذلك يدرك ذلك اجلدار، فإنه يدرك تلك املواضع اجلدار واملواوإذا مل يكن قد تقدم علم الناظر بذلك اجلدار وبتلك املواضع، ومل يكن أدرك ذلك اجلدار قبل . الترابية كأهنا أظالل

وذلك ألن املبصر اخلارج عن سهم . وان أهنا أظاللذلك الوقت، فإنه رمبا ظن بتلك املواضع الترابية املنكسفة األلوالضوء إذا أشرق على املبصرات املختلفة األلوان فإن . الشعاع البعيد نه ليس يدركه البصر إدراكاً صحيحاً

صورته تكون خمتلفة، وإذا أشرق ضوء الشمس على اجلدار النقي البياض الذي فيه مواضع ترابية فإن الضوء الذي واضع الشديدة البياض يكون شديد اإلشراق وقوياً، والضوء الذي حيصل على املواضع الترابية يكون حيصل على امل

فإذا أدرك البصر املبصر الذي هبذه الصفة وكان خارجاً عن سم الشعاع وبعيداً عنه فإنه . منكسفاً وشبيهاً بالظلشديدة اإلشراق ويدرك املواضع الترابية يدرك صورة الضوء الذي عليه خمتلفة، ويدرك املواضع النقية البياض

والبصر قد ألف األظالل من تضاعيف األضواء، فإذا أدرك املواضع الترابية منكسفة الضوء، ومل . منكسفة الضوءيدرك صورهتا إدراكاً حمققاً من أجل بعدها عن السهم، ومل يتقدم علم الناظر بأهنا ترابية، فإنه رمبا ظن بتلك املواضع

.لأهنا أظال

والغلط يف الظل هو . وإذا أدرك البصر املوضع املضيء الذي ال ظل فيه مستظالً فهو غالط فيما يدركه من الظلوعلة هذا الغلط هو خروج وضع املبصر الذي هبذه الصفة عن عرض . غلط يف القياس ألن الظل يدرك بالقياس

كان سهم الشعاع متحركاً عليه، فإنه يدركه على ما هو االعتدال، ألن هذا املبصر بعينه إذا كان البصر مقابالً له، وعليه، ويدرك الضوء الذي فيه على ما هو عليه، وال يدركه مستظالً، إذا كانت املعاين الباقية اليت فيه يف عرض

.االعتدالالظلمة وكذلك إذا كان اجلدار وضعه هذا الوضع، وكان نقي البياض، وكانت فيه مواضع سود وأجسام سود

املرايا اليت تكون يف احليطان، وكان الضوء الذي على ذلك اجلدار ضوءاً معتدالً ال صريح ضوء الشمس، فإن كالبصر رمبا ظن بتلك األجسام السود وتلك املواضع أهنا كوًى ومنافذ تفضي إىل مواضع مظلمة إذا مل يكن قد تقدم

.علم الناظر بتلك األجسام السودسام املصمتة أهنا كوى ومنافذ مظلمة فهو غالط فيما يظنه من الظلمة، ويكون غلطه وإذا ظن احلاس بسواد األج

وعلة هذا الغلط هو خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال، ألن . غلطاً يف القياس ألن الظلمة تدرك بالقياسيدرك األجسام املبصر الذي هبذه الصفة إذا كان مقابالً للبصر، وكان سهم الشعاع متحركاً على سطحه، فإنه

السود اليت فيه أجساماً على ما هي عليه وال يظنها مواضع مظلمة، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف املبصر الذي هبذه .الصفة يف عرض االعتدال

وذلك أن املبصرات . احلسن وقد يعرض الغلط يف احلسن أيضاً من أجل خروج وضع املبصر عن وضع االعتدالها حسنة، إذا كانت فيها معان دقيقة تشينها وتكسف حسنها وتقبحها، كالنمش واآلثار والكلف اليت ظواهر معاني

يف أشخاص الناس وكالزئرب واخلشونة يف الثياب الصقيلة وما جيري جمرى ذلك يف سائر املبصرات، إذا كان املبصر مبصر آخر وسهم الشعاع على ذلك الذي هبذه الصفة خارجاً عن سهم الشعاع وبعيداً عنه، وكان البصر ناظراً إىل

املبصر اآلخر، وكان البصر مع ذلك يدرك ذلك املبصر احلسن الصورة املقبح مبا فيه من املعاين الدقيقة، فإنه يدركه ألن البصر إذا أدرك املبصر على الوضع الذي وصفناه فليس يدركه إدراكاً حمققاً، وإذا مل يدرك . حسناً ال شني فيهالذي هبذه الصفة إدراكاً حمققاً فليس يدرك املعاين اللطيفة اليت تشينه وتقبحه، وإذا مل يدرك املعاين اليت البصر املبصر

تقبحه وكانت املعاين الظاهرة اليت فيه مستحسنة فإن البصر يدركه مستحسناً وال يشك يف حسنه وال حيس بشيء .من قبحه

و غالط يف حسنه، ويكون غلطه غلطاً يف القياس ألن احلسن يدرك وإذا أدرك البصر املبصر القبيح الصورة حسناً فهوعلى هذا الغلط هو خروج . بالقياس وألن هذا الغلط هو القتناع البصر باملقدمات الظاهرة وسكونه إىل نتائجها

وضع املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر الذي هبذه الصفة إذا كان مقابالً لوسط البصر وكان سهم الشعاعمتحركاً على سطحه فإنه يدركه إدراكاً حمققاً ويدرك مجيع املعاين اليت تشينه ويدرك صورته مقبحة على ما هي عليه،

.إذا كانت املعاين اليت فيه يف عرض االعتدالوذلك أن األحجار . القبح وقد يعرض الغلط يف القبح أيضاً من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال

قوشة باحلفر واألخشاب واألبواب أيضاً املنقوشة باحلفر، إذا كانت نقوشها مستحسنة وكانت ألواهنا واجلدران املنوأشكاهلا غري مستحسنة، فإن البصر إذا أدرك املبصر من هذه وكان سطح ذلك املبصر مائالً على خطوط الشعاع

شيئاً من ختاطيط نقوشها فليس يدركه على ما فإن أدرك. ميالً متفاوتاً فإنه ال يدرك نقوشها ويدرك ألواهنا وأشكاهلاوإذا مل يدرك البصر النقوش . هو عليه وال يتحقق معانيه، إذا كانت النقوش باحلفر وكان سطح املبصر شديد امليل

املستحسنة اليت يف املبصرات اليت هبذه الصفة اليت هبا تستحسن تلك املبصرات، أو مل يدرك النقوش املستحسنة والبصر مع ذلك يدرك ألواهنا . ققاً يفهم معه معانيها، فليس يدرك حماسن تلك املبصرات وال حيس حبسنهاإدراكاً حم

.وإذا مل يدرك البصر حماسن املبصر وأدرك مقاحبه فهو يدركه يف احلال قبيحاً. وأشكاهلا املستقبحة

هو غلط يف القياس ألن القبح يدرك وإذا أدرك البصر املبصر احلسن قبيحاً فهو غالط يف قبحه، والغلط يف القبحوعلة هذا الغلط هو خروج . بالقياس وألن هذا الغلط هو القتناع البصر باملقدمات الظاهرة وسكونه إىل نتائجها

وضع املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر الذي هبذه الصفة إذا كان مواجهاً للبصر فإن البصر يدرك نقوشه اسنه وال يشك يف حسنه، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر يف عرض على ما هي عليه، ويدرك حم

.االعتدالوذلك أن املبصرات . التشابه وقد يعرض الغلط يف التشابه أيضاً من أجل خروج وضع املبصر عن عرض االعتدال

عان لطيفة، كأنواع الثياب قد تتشابه يف املعاين الظاهرة كاللون والشكل واهليئة واجلنس وختتلف مع ذلك يف مفإن الثياب قد ختتلف يف هيئة النسج ويف النقوش والتزايني اليت يتلطف فيها صناع . والفروش واألواين واآلالت

وكذلك الفروش واألواين واآلالت قد تتشابه يف اجلنس ويف . الثياب، وتكون مع ذلك متشاهبة يف اجلنس ويف اللونفإذا أدرك البصر مبصرين من . وختتلف مع ذلك يف النقوش والتحاسني اليت تكون فيهااللون ويف الشكل ويف اهليئة

هذه املبصرات، وكانا من جنس واحد وكانا متشاهبني يف اللون ويف الشكل ويف اهليئة، وكانا مع ذلك خمتلفني يف ن عنه ومتجاورين، وكان املعاين اللطيفة اليت وصفناها، وكان املبصران مجيعاً خارجني عن سهم الشعاع وبعيدي

البصر حمدقاً إىل مبصر آخر على الصفة اليت قد تكرر وصفها، فإن البصر يدرك من املبصرين اللذين هبذه الصفة املعاين الظاهرة اليت يتشاهبان فيها وال يدرك املعاين اللطيفة اليت خيتلفان فيها وال حيس هبا، ألنه ال يدرك صورة املبصر

وإذا أدرك البصر تشابه املبصرين يف املعاين الظاهرة، ومل يدرك . الذي وصفناه إدراكاً حمققاً إذا كان على الوضع

شيئاً من املعاين اللطيفة اليت خيتلفان فيها، فهو يدركهما متشاهبني، فيحكم بتشاهبهما على اإلطالق وال حيكم هلما .يت خيتلفان فيهابشيء من االختالف، إذا مل يكن قد تقدم علم الناظر باملعاين ال

والغلط يف . وإذا أدرك البصر املبصرين املختلفني متشاهبني ومل حيس بشيء من اختالفهما ومل يشك يف تشاهبهماالتشابه هو غلط يف القياس ألن التشابه يدرك بالقياس، ألن هذا الغلط هو القتناع البصر باملقدمات الظاهرة

خروج وضع املبصرين اللذين هبذه الصفة عن عرض االعتدال، ألن وعلة هذا الغلط هو . وسكونه إىل نتائجهااملبصرين اللذين هبذه الصفة إذا كانا مقابلني لوسط البصر وكان سهم الشعاع متحركاً عليهما فإنه يدرك املعاين

يهما يف عرض اللطيفة اليت تكون فيهما ويدركهما خمتلفني وال يعرض له الغلط يف اختالفهما إذا كانت املعاين اليت ف .االعتدال

االختالف وعلى هذه الصفة بعينها قد يعرض الغلط يف االختالف إذا كان املبصران خمتلفني يف املعاين الظاهرة .متشاهبني يف املعاين اللطيفة وكان البصر يدركهما على الوضع الذي وصفناه .وضاع املبصرات عن عرض االعتدالفعلى هذه الصفات وأمثاهلا يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج أ

غلط البصر من أجل اخلروج عن عرض االعتدال

.غلط البصر يف القياس من أجل خروج الضوء الذي يف املبصر عن عرض االعتدال البعد

فأما كيف يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج الضوء الذي يف املبصر عن عرض االعتدال فكاملبصر الذي لليل فارسني أو راجلني أو هبيمتني جمتازتني على مسافتني معترضتني للبصر، ويكون أحدمها متأخراً عن يدرك سواد ا

اآلخر، ويكون بعدمها عن البصر بعداً مقتدراً ومن اعاد املعتدلة، ويكون أحدمها أقرب إىل البصر من اآلخر وال شخصني على هذه الصفة يف سواد الليل فإنه يكون االختالف الذي بني بعديهما متفاوتاً، فإن البصر إذا أدرك

يدرك التفرق الذي بينهما حبسب ما يقتضيه تأخر أحدمها عن اآلخر، ويدركهما كأهنما متحركان على مسافة فلذلك ألن . واحدة معترضة، وال يدرك االختالف الذي بني بعديهما إذا مل يكن أقرهبما شديد القرب من البصر

أبعاد املبصرات إذا أدرك مقادير أبعاد تلك املبصرات وأدرك زيادة بعضها على بعض، البصر إمنا يدرك اختالفومقادير أبعاد املبصرات إمنا يدركها البصر إذا كانت أبعادها تسامت أجساماً . وإذا كان أحد البعدين يشبه األخر

ملبصرين اللذين هبذه الصفة يف وإذا أدرك البصر ا. مرتبة متصلة وكان البصر يدرك تلك األجسام ويدرك مقاديرهاسواد الليل فليس يدرك سطح األرض املتوسط بينه وبينهما إدراكاً صحيحاً وال يتحقق مقداره من أجل ظلمة

وإذا مل يدرك سطح األرض يف تلك احلال إدراكاً صحيحاً، ومل يتحقق مقدار املسافة اليت بينه وبني ذينك . الليلوإذا مل يدرك اختالف بعديهما . د أحدمها على اآلخر وال يدرك اختالف بعديهمااملبصرين، فليس يدرك زيادة بع

فإنه يظنهما متحركني على مسافة واحدة معترضة وإن بعديهما عنه متساويان وليس بني بعديهما اختالف يعتد به .وال يفرق بني بعد أبعدمها وبني بعد أقرهبما

هنما متساويا البعد فهو غالط يف بعد كل واحد منهما أو يف بعد وإذا أدرك البصر الشخصني املختلفي البعد كأوالغلط يف البعد ويف تساوي البعدين هو غلط يف القياس ألن البعد وتساوي . أحدمها وغالط يف تساوي بعديهما

. فرطوعلة هذا الغلط هو خروج الضوء الذي يف املبصر عن عرض االعتدال بالنقصان امل. األبعاد إمنا يدرك بالقياس

ألن وجه األرض يف الليل مظلم وفيه مع ذلك ضوء يسري إذا كان منكشفاً للسماء، وليس هو مظلماً بالكلية، ألن املواضع املظلمة بالكلية هي املواضع احملتجبة عن السماء كدواخل البيوت ودواخل املغائر، فأما املواضع املنكشفة

فإذا أدرك البصر الشخصني اللذين وصفنامها يف . و الكواكب للسماء فإن فيها ضوءاً يسرياً وه وضوء السماءسواد الليل فهو يدركهما وال يدرك االختالف الذي بني بعديهما، ألنه ال يدرك مقدار سطح األرض املتوسطة بينه

وإمنا يدرك الشخصني اللذين على . وبينهما وال يتحقق مقداره لإلفراط يف نقصان الضوء الذي على وجه األرضفإذا أدرك البصر الشخصني اللذين على هذه الصفة يف ضوء . ذه الصفة لتفرقهما وظهور السماء من ورائهماه

النهار، وكان بعد أبعدمها من األبعاد املعتدلة، فإنه يدرك البعد الذي بينه وبني كل واحد منهما، ويدرك اختالف اليت فيهما اليت هبا يتم إدراك املبصرات على ما هي عليه بعديهما، وال يعرض له الغلط يف بعديهما، إذا كانت املعاين

.يف عرض االعتدالوذلك أن . الوضع وقد يعرض الغلط يف وضع املبصر أيضاً من أجل خروج الضوء الذي فيه عن عرض االعتدال

على املبصر الذي يدركه البصر يف موضع مغدر شديد الغدرة وليس فيه إال ضوء بسري، إذا كان سطحه مائالً خطوط الشعاع ميالً ليس باملتفاوت، وكان مع ذلك صغري املقدار، فإن البصر ال يدرك ميله بل يدركه كأنه مواجه

وذلك أن املبصر إذا أدركه البصر يف موضع مغدر شديد الغدرة فليس يدرك . كما يدرك املبصرات املواجهةمظلماً ليس فيه إال ضوء يسري، فإمنا يدرك منه صورته إدراكاً حمققاً، وكان مع ذلك صغري احلجم، وكان سطحه

ظلمة فقط، وال تتميز له هيئة وضعه وال حيس مبيله وإمنا يدركه مقابالً له فقط، فهو يدركه كما يدرك املبصرات وإذا مل يفرق البصر بني وضع املبصر املائل وبني وضع املواجه فهو . املواجهة وليس يفرق بينه وبني املبصر املواجه

.لط يف وضعهغا الشكل

وكذلك أيضاً إذا أدرك املبصر البصر يف موضع مغدر أو يف سواد الليل، وكان شكل املبصر شكالً مضلعاً كثري األضالع، وكان ذلك املبصر صغري املقدار وكانت أقطاره مع ذلك متساوية، فإن البصر يدرك ذلك املبصر

بصر الكثري األضالع إذا كان صغري املقدار كانت زواياه صغاراً، وذلك ألن امل. مستديراً وال حيس بزواياه وأضالعهوإذا كانت زواياه صغاراً ومل يكن الضوء الذي عليه قوياً فإن زواياه ختفى عن البصر وإن مل ختف مجلته لصغر

. قتدرة احلجمالزوايا، وألن املبصرات اليت يف غاية الصغر ختفى يف املواضع املغدرة اليت قد تظهر فيها املبصرات املفإذا كانت زوايا املبصر صغاراً وكانت أقطاره متساوية وكان يف موضع شديد الغدرة، فإن البصر يدركه مستديراً

.وال حيس بزواياه وأضالعهوكذلك إن كان سطح املبصر كرياً أو كان فيه حتديب بأي شكل كان وكان حتديبه يسرياً، أو كان مقعراً وكان

دركه البصر يف موضع مغدر شديد الغدرة أو يف سواد الليل، فإنه يدركه مسطحاً وال حيس تقعريه يسرياً، وأ .بتحديب احملدب وال تقعري املقعر إذا كان التحديب أو التقعري يسرياً وكان املوضع شديد الغدرة

. واحد منهماوإذا أدرك البصر املبصر املضلع مستديراً وأدرك احملدب واملقعر مسطحاً فهو غالط يف شكل كل . والغلط يف الوضع ويف الشكل ويف هيئات السطوح هي أغالط يف القياس ألن إدراك هذه املعاين إمنا تكون بالقياسوعلة هذه األغالط هو خروج الضوء الذي يف املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصرات املائلة واملضلعة واحملدبة

فإن البصر يدرك وضعها وشكلها ويدرك هيئات سطوحها على ما هي واملقعرة إذا كان الضوء الذي عليها قوياً .عليه إذا كانت املعاين الباقية اليت فيها يف عرض االعتدال

وذلك أن . الشكل وقد يعرض الغلط يف العظم أيضاً من أجل خروج الضوء الذي يف املبصر عن عرض االعتدالأو شجرة أو حائط، وكان من وراء ذلك الشخص جبل أو البصر إذا نظر يف سواد الليل إىل شخص قائم كنخلة

جدار، وكان الشخص أقرب إىل البصر من اجلبل أو اجلدار، وكان بني الشخص وبني اجلبل أو اجلدار بعد مقتدر، وذلك ألن البصر . فإن البصر يدرك ذلك الشخص يف سواد الليل كأنه يف ضمن ذلك اجلبل أو اجلدار أو مماس له

وإذا كان الشخص أقرب إىل البصر . د الذي بني الشخص واجلبل أو اجلدار الذي وراءه يف سواد الليلال يدرك البعمن اجلبل أو اجلدار فإن البصر يدرك رأس ذلك الشخص مسامتاً ملوضع من أعلى اجلبل أو اجلدار إما ذروته أو

رأس ذلك الشخص أرفع من طول موضع من أعاله، ويكون املوضع الذي يدركه البصر من اجلبل أو اجلدار مع وإذا . الشخص ورمبا كان أضعافاً كثرية ملقدار طول الشخص حبسب البعد الذي بني الشخص وبني اجلدار أو اجلبل

أدرك البصر طرف الشخص مع ذروة اجلبل أو اجلدار أو مع موضع منه أي موضع كان، وكان مع ذلك يظن به، فإنه يظن أن طول الشخص مساو الرتفاع املوضع من اجلبل أو بالشخص أنه جماور للجبل أو اجلدار أو ملتصق

اجلدار الذي يرى طرف الشخص مسامتاً له، ورمبا أدرك رأس الشخص أرفع من ذروة اجلبل أو اجلدار فيظنه أطول .منه

افة فهو وإذا ظن البصر أن طول الشخص مساو الرتفاع اجلبل أو اجلدار الذي يراه من ورائه الذي بينه وبينه مسغالط يف مقدار طول الشخص أو يف مقدار ارتفاع اجلبل أو اجلدار، ويكون هذا الغلط غلطاً يف القياس ألن العظم

وعلة هذا الغلط هو خروج الضوء الذي يف الشخص ويف اجلبل أو اجلدار الذي وراءه عن عرض . يدرك بالقياسلصفة إذا أدركه البصر يف ضوء النهار فإنه يدرك ارتفاعه االعتدال باإلفراط يف النقصان، ألن الشخص الذي هبذه ا

على ما هو عليه، ويدرك ارتفاع اجلبل أو اجلدار على ما هو عليه، ويدرك البعد الذي بينهما على ما هو عليه، إذا .كانت املعاين الباقية اليت يف هذه املبصرات يف عرض االعتدال

ه ز

وذلك أن . جل خروج الضوء الذي يف املبصر عن عرض االعتدالوقد يعرض الغلط يف التفرق أيضاً من أاألخشاب اجلسام إذا أراد النجار أن يشق منها ألواحاً فإنه خيط فيها خطوطاً مستقيمة بالسواد يف املواضع اليت يريد

شق فإذا أدرك البصر جسماً من هذه األجسام قبل أن ت. شقها، فإذا شقها صارت مواضع اخلطوط شقوقاً نافذةوكانت اخلطوط خمطوطة فيه، وأدركه البصر يف موضع مغدر شديد الغدرة أو أدركه يف الغلس، ومل يكن قد تقدم علم الناظر بذلك اجلسم، فإنه يظن بتلك اخلطوط السود أهنا تفرق وشقوق، وأن ذلك اجلسم هو عدة ألواح قد

وبعضها منطبق على بعض، ألن النجار إذا شقت وبعضها منطبق على بعض، ألن النجار إذا شق األلواح قد شقتوإذا ظن البصر باجلسم . شق األلواح اليت هبذه الصفة فإنه يبقيها على وضعها وال يفرق بينها إىل وقت احلاجة إليها

الواحد املتصل أنه عدة أجسام مضموم بعضها إىل بعض، وأن اخلطوط السود اليت فيه هي تفرق بني تلك األجسام .داً وهو يظنها مجاعةإذا كانت واح

وكذلك إذا أدرك البصر عدة من املبصرات يف موضع مغدر شديد الغدرة أو يف سواد الليل، وكانت تلك املبصرات مظلمة األلوان ومتشاهبة األلوان، وكانت متضامة ومنطبقاً بعضها على بعض وكان التفرق والتماس الذي

اليت هبذه الصفة كأهنا جسم واحد متصل وال يدرك التفرق الذي بينها ضيقاً خفياً، فإن البصر يدرك املبصرات وإذا . بينها، ألن املعاين الدقيقة والتفرق اخلفي الضيق ليس يظهر للبصر يف املواضع الشديدة الغدرة ويف سواد الليل

. يف تضاعيفها كانت ألوان تلك املبصرات مظلمة كان مجلتها مظلماً ومل تتميز ظلمتها من ظلمة التفرق اخلفي الذي

وإذا أدرك البصر األجسام املتفرقة جسماً واحداً متصالً فهو غالط فيما يدركه من اتصاهلا، وغالط يف عددها أيضاً .إذا كانت مجاعة وهو يظن أهنا واحد

وكذلك إذا كانت مبصرات صقيلة شديدة الصقال وكانت متضامة ومماساً بعضها لبعض، وكان التفرق بينها ضيقاً ، وكانت تلك املبصرات مع ذلك متشاهبة يف اللون، وكانت سطوحها متشاهبة الوضع، وأشرق على هذه خفياً

املبصرات ضوء الشمس، وكان البصر ينظر إىل هذه املبصرات وضوء ا لشمس منعكس من سطوحها الصقيلة إىل صر فإنه ال يدرك التفرق الذي البصر، فإن البصر إذا أدرك املبصرات اليت هبذه الصفة منعكس من سطوحها إىل الب

وذلك أن سطح املبصر إذا كان صقيالً وانعكس الضوء منه إىل البصر ليس . فيها ويظن هبا أهنا جسم واحد متصلفإن كان التفرق . يدرك صورة ذلك السطح إدراكاً حمققاً، وال يدرك املعاين الدقيقة اليت تكون يف ذلك السطح

لصفة تفرقاً خفياً ضيقاً فإن البصر ال يدركه النعكاس الضوء من سطوح تلك الذي بني املبصرات اليت هبذه ا .وإذا مل يدرك البصر التفرق الذي بني تلك املبصرات فهو يظن هبا أهنا جسم واحد متصل. املبصرات إىل البصر

اهلا وغالط يف وإذا ظن البصر باألجسام املتفرقة واملتماسة أهنا جسم واحد متصل فهو غالط فيما يدركه من اتصوالغلط يف التفرق ويف االتصال ويف العدد هو غلط يف القياس ألن التفرق واالتصال والعدد إمنا يدرك . عددهاوعلة هذه األغالط هو خروج الضوء الذي يف هذه املبصرات عن عرض االعتدال باإلفراط يف النقصان . بالقياس

ن الضوء الذي عليها معتدالً فإن البصر يدرك التفرق الذي فيها، ويف الزيادة، ألن املبصرات اليت وصفناها إذا كاويدرك اتصال املتصل منها، ويدرك عددها، ويدرك مجيع املعاين اليت فيها على ما هي عليه، وال يعرض له الغلط يف

ي عليه يف عرض شيء منها، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف هذه املبصرات اليت هبا يتم إدراك املبصرات على ما ه .االعتدال احلركة

وذلك أن البصر إذا أدرك يف سواد الليل شخصاً قائماً . وقد يعرض الغلط يف احلركة أيضاً من أجل نقصان الضوءعلى وجه األرض، وكان ذلك الشخص ثابتاً يف موضعه غري متحرك، وكان من وراء ذلك الشخص جبل أو جدار،

اجلدار بعد ما ليس باملتفاوت، وكان الشخص يف حال إدراك البصر له وكان بني ذلك الشخص وبني اجلبل ومسامتاً لطرف اجلبل أو اجلدار، مث حترك الناظر حنو اجلهة اليت فيها ذلك اجلبل أو اجلدار على مسافة مائلة متباعدة

ميلها عن الشخص ال يف جهة الشخص، وهو مع ذلك يدرك الشخص ويدرك طرف اجلبل واجلدار املسامتللشخص، فإن الناظر إذا متادى يف احلركة على هذه الصفة فإن وضع ذلك الشخص مييل، ويصري خط الشعاع

وإذا انتهى . املتوهم بينه وبني البصر إذا امتد على استقامة ال ينتهي إىل طرف اجلبل أو اجلدار بل يكون مفارقاً لهبل أو اجلدار، فإنه يدرك بني الشخص وبني البصر إىل هذا املوضع، وهو يدرك ذلك الشخص ويدرك طرف اجلوليس يدرك البصر يف تلك احلال حقيقة مقدار . طرف اجلبل أو اجلدار تفرقاً ما وتظهر له السماء من ذلك التفرق

البعد الذي بني الشخصني وبني اجلبل أو اجلدار، وال يدرك حقيقة وضع الشخص من ذلك اجلبل أو اجلدار، وإن مل مث إذا . وت البعد عن البصر، لظلمة الليل وضعف الضوء الذي على وجه األرض يف سواد الليليكن الشخص متفا

متادى الناظر يف احلركة اتسع ذلك التفرق الذي يظهر له بني ذلك الشخص وبني اجلبل أو اجلدار، وأدركه البصر . فس أن اجلبل أو اجلدار ليس يتحركمتمادياً يف االتسساع إذا كان الناظر متمادياً يف احلركة، وهو مستقر يف الن

وإذا مل يتقدم علم الناظر بذلك الشخص وثبوته يف موضعه فإنه رمبا ظن بذلك الشخص أنه متحرك، وأن اتساع وإذا أدرك البصر الشخص . التفرق الذي يظهر بينه وبني اجلبل أو اجلدار ومتاديه يف االتساع إمنا هو للحركة

.ما يدركه من حركتهالساكن متحركاً فهو غالط فيوذلك أن البصر إذا أدرك يف سواد الليل . السكون وقد يعرض الغلط يف السكون أيضاً من أجل نقصان الضوءوكذلك إذا أدرك يف الليل ويف الغلس جسماً . حجر الرحى وهو متحرك فإنه ال حيس حبركته بل يدركه كأنه ساكن

رة أو يضطرب أو يرتعد، فإنه ال حيس حبركته بل يدركه كأنه متشابه األجزاء من بعد، وهو يتحرك حركة مستديوالغلط يف احلركة ويف السكون مجيعاً مها . وإذا أدرك البصر اجلسم املتحرك ساكناً فهو غالط يف سكونه. ساكن

وعلة هذين . غلطان يف القياس، ألن احلركة والسكون يدركان بالقياس، ألن احلركة والسكون يدركان بالقياسلطني هو خروج الضوء الذي يف املبصر عن عرض االعتدال باإلفراط يف النقصان، ألن املبصرات اليت هبذه الصفة الغ

إذا أدركها البصر يف الضوء املعتدل فإنه يدرك حركاهتا وسكوهنا على ما هي عليه، إذا كانت املعاين الباقية اليت فيها .عرض االعتدال

يف اخلشونة واملالسة أيضاً من أجل خروج الضوء الذي يف املبصر عن عرض اخلشونة واملالسة وقد يعرض الغلطوذلك أن املبصرات اليت يدركها البصر يف املواضع املغدرة ويف سواد الليل إذا كانت سطوحها خشنة . االعتدال

لة ليس وكذلك املبصرات اليت يف سطوحها ملس صقي. وكانت اخلشونة اليت فيها يسرية فإنه ال يدرك خشونتهايدرك البصر مالستها وصقاهلا يف املواضع املغدرة، وال يفرق البصر بني السطوح اخلشنة وبني السطوح امللس إذا

وإذا مل حيس البصر باملالسة واخلشونة فإنه رمبا ظن باألملس . أدركها يف املواضع املغدرة ويف الغلس ويف سواد الليل. ملبصر مببصر آخر يشبهه يف املعاين الظاهرة وخيالفه يف املالسة واخلشونةأنه خشن وباخلشن أنه أملس إذا شبه ذلك ا

.وإذا ظن البصر باملبصر األملس انه خشن فهو غالط يف خشونته، وإذا ظن باخلشن أنه أملس فهو غالط يف مالستهورائه يسرياً، وكذلك أيضاً إذا أدرك البصر اجلسم املشف، وأدرك الضوء من ورائه، وكان الضوء الذي يظهر من

فإنه يدرك شفيف ذلك اجلسم دون شفيفه احلقيقي، وإذا أدرك شفيف اجلسم دون شفيفه احلقيقي فهو غالط يف وإذا أدرك البصر اجلسم املشف يف موضع مغدر شديد الغدرة فإنه ال يدرك شفيفه، وإذا مل يدرك شفيفه فإنه . شفيفه

.وإذا ظن البصر باملشف انه كثيف فهو غالط يف كثافته. يظنه كثيفاً إذا مل يتقدم علم الناظر بشفيفه

والغلط يف اخلشونة واملالسة ويف الشفيف والكثافة هي أغالط يف القياس ألن اخلشونة والشفيف والكثافة إمنا تدرك وعلة هذه الغالط على الصفات اليت وصفناها هي خروج الضوء الذي يف هذه املبصرات عن عرض . بالقياسباإلفراط يف النقصان، ألن هذه املبصرات إذا أدركها البصر يف ضوء معتدل فإنه يدرك اخلشونة يف اخلشن االعتدال

منها ويدرك املالسة يف األملس منها، ويدرك الشفيف يف املشف على ما هو عليه ويدرك كثافة الكثيف، وال يعرض . يف هذه املبصرات يف عرض االعتدالله الغلط يف شيء من هذه املعاين إذا كانت املعاين الباقية اليت

وذلك انه إذا . الظل وقد يعرض الغلط يف الظل أيضاً من اجل خروج الضوء الذي يف املبصر عن عرض االعتدالكان يف بيت من البيوت حائط، وكان بعض ذلك احلائط أبيض أو ذا لون مسفر وكان بعضه أسود أو ذا لون

حلائط الذي هبذه الصفة ممتداً يف ارتفاع احلائط وذلك يكون يف احليطان اليت مظلم، وكان الفصل الذي بني جزءي اوإذا كان احلائط الذي هبذه الصفة يف صدر بيت وكان باب . توقد النار يف فنائها دائماً فيسود بعضها بالدخان

باب البيت وبعيداً عنه، البيت مقابالً لذلك احلائط، وكان خارج البيت سراج يف ظلمة الليل وكان السراج مقابالً لودخل ضوء السراج من باب البيت وأشرق على ذلك احلائط من بعد، وحصل الضوء على بعض اجلزء األبيض

وبعض اجلزء األسود، وكان الضوء ضعيفاً من أجل بعد السراج، ونظر البصر إىل ذلك احلائط الذي هبذه الصفة، وذلك . نه ظل إذا مل يكن قد تقدم علم الناظر بسواد ذلك املوضعفإنه رمبا ظن باجلزء األسود الذي عليه الضوء ا

ألن احلائط املقابل لباب البيت قد جرت العادة أن يستظل باحلائط املقابل له الذي فيه باب البيت، وإذا كان الضوء اور هلذا اجلزء الذي على احلائط ضعيفاً فليس يتميز للبصر السواد من الظلمة، وخاصة إذا كان اجلزء من احلائط اجمل

والبصر من شأنه أن يشبه ما يدركه يف احلال مبا قد أدركه من أمثاله من قبل، فلذلك رمبا . أبيض أو مسفر اللونظن باحلائط األسود واملظلم اللون اجملاور للموضع األبيض واملسفر اللون انه مستظل، مع إشراق ضوء السراج

البصر اجلسم املضيء الذي ال ظل عليه مستظالً فهو غالط فيما يدركه من عليه، إذا كان الضوء ضعيفاً، وإذا أدرك .الظل

وكذلك إذا أدرك البصر يف سواد الليل حائطاً أبيض، وكان يف ذلك احلائط مواضع سود، وكان على ذلك احلائط وثقوب، وان ضوء خفي من ضوء مصباح، فإنه رمبا ظن باملواضع السود اليت يدركها يف ذلك احلائط أهنا كوى

.السواد الذي يظهر فيها هو ظلمة تلك الثقوبوالغلط يف الظل . وإذا ظن البصر باجلسم املصمت األسود أنه مكان خال مظلم فهو غالط فيما يدركه من ظلمته

وعلة هذا الغلط هو خروج الضوء الذي يف . والظلمة هو غلط يف القياس، ألن الظل والظلمة تدركان بالقياسعرض االعتدال، ألن هذه املبصرات إذا أدركها البصر يف ضوء معتدل، ومن ذلك البعد بعينه، فإنه املبصر عن

يدركها على ما هي عليه وال يعرض له الغلط يف ظل ما ليس مبستظل وال يف ظلمة ما ليس هو مظلماً، إذا كانت .املعاين الباقية اليت يف هذه املبصرات يف عرض االعتدال

احلسن

وذلك أن املبصر . الغلط يف احلسن أيضاً من أجل خروج الضوء الذي ويف املبصر عن عرض االعتدال وقد يعرضاحلسن الصورة إذا كانت فيه معان تشينه، ومل تكن تلك املعاين بكل الظاهرة بل كان فيها بعض اللطافة أو بعض

مصباح ضعيف الضوء، فإن البصر اخلفاء، وأدرك البصر ذلك املبصر يف الليل وقد أشرق على ذلك املبصر ضوءوأمثال ذلك شخص جوارحه . يدرك املبصر الذي هبذه الصفة حسن الصورة وال يدرك شيئاً من معانيه اليت تشينه

حسنة الصورة يف أشكاهلا وهيئاهتا وفيه مع ذلك زرقة يف عينيه أو شقرة يف شعره أو كلف يف وجهه أو آثار قروح . وكل واحد من هذه املعاين يشني صورة اإلنسان ويقبح حماسنه. ك أو جمموع بعضهأو منش يف بشرته أو جمموع ذل

فإذا أدرك البصر إنساناً هبذه الصفة يف الليل ويف ضوء مصباح ليس بقوي الضوء فإنه يدرك هيئة أعضائه وأشكال والزرقة اللوايت تشينه جوارحه املقبولة احلسنة اجلملة، وال يدرك مع ذلك ما يف جوارحه من اآلثار، وال الشقرةوما أكثر ما يستحسن . وتقبح صورته لضعف الضوء وألن املعاين اللطيفة ليس يدركها البصر إال يف ضوء قويوكذلك مجيع املبصرات . البصر يف ضوء السراج إذا كان ضعيفاً ويف املواضع املغدرة أشخاصاً ليست مبستحسنة

. وتقبحها خفية وليست بكل البينة يدرك البصر حماسنها وال يدرك مقاحبها اليت حماسنها ظاهرة ومعانيها اليت تشينهاوإذا أدرك . وإذا أدرك البصر حماسن الصورة ومل يدرك مقاحبها فإنه يدركها حسنة وال حيكم هلا بشيء من القبح

.البصر الصور املشينة حسنة فهو غالط يف حسنهافي ويف املواضع املغدرة املبصرات اليت معانيها الظاهرة قبيحة وغري وكذلك إذا أدرك البصر يف الليل ويف الضوء اخل

مستحسنة وحمسنة جلملة الصورة، فإنه يدركها قبيحة غري مستحسنة وال حيكم هلا بشيء من احلسن إذا مل يدرك .احملاسن اللطيفة اليت فيها

سن ويف القبح هو غلط يف القياس ألن والغلط يف احل. وإذا أدرك البصر الصورة احلسنة قبيحة فهو غالط يف قبحهااحلسن والقبح يدركان بالقياس، وألن هذا الغلط الذي على هذه الصفة إمنا يكون لتعويل البصر على املعاين

وعلة هذا الغلط . الظاهرة فقط وسكونه إىل نتائجها من غري اعتبار مبا جيوز أن خيفى يف احلال عن البصر من املعاينذي يف املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصرات اليت هبذه الصفة إذا أدركها البصر يف الضوء هو خروج الضوء ال

املعتدل فإنه يدرك حماسن املستحسن منها ويدرك معايب املستقبح، وال يعرض له الغلط يف حسن املستحسن وال يف .عتدالقبح املستقبح، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف هذه املبصرات يف عرض اال

وذلك أن البصر . التشابه واالختالف وعلى هذه الصفة بعينها قد يعرض للبصر الغلط يف التشابه واالختالف أيضاًإذا أدرك شخصني يف موضع مغدر أو يف ضوء سراج ضعيف الضوء، وكان ذانك الشخصان متشاهبني يف املعاين

صر، وكان الشخصان مع ذلك خمتلفني يف معان لطيفة الظاهرة اليت هي اللون والشكل واهليئة وأشكال أجزاء املبكالزرقة والشهلة والشقرة والنمش والكلف واآلثار يف أشخاص الناس وكالنقوش والتخاطيط اللطيفة يف الثياب والفروش وسائر اآلالت وسائر اجلمادات، فإن البصر يدرك الشخصني الذين هبذه الصفة متشاهبني وال حيكم هلما

. تالف، ألنه ال يدرك املعاين اللطيفة اليت فيهما يف املوضع املغدر ويف الضوء الضعيف اليت هبا خيتلفانبشيء من االخوإذا أدرك البصر الشخصني املختلفني متشاهبني على اإلطالق ومل حيكم هلما بشيء من االختالف فهو غالط يف

.تشاهبهماأعين يف اللون والشكل والعظم ويف اهليئة ويف أشكال وكذلك إذا كان الشخصان خمتلفني يف املعاين الظاهرة،

األجزاء وهيئاهتا، وكانا مع ذلك متشاهبني يف املعاين اللطيفة، فإن البصر إذا أدركهما يف موضع مغدر ويف ضوء ضعيف فإنه يدرك الشخصني اللذين على هذه الصفة خمتلفني على اإلطالق وغري متشاهبني وال حيكم هلما بشيء من

وإذا أدرك البصر الشخصني املتشاهبني خمتلفني ومل حيكم هلما . ابه إذا مل يدرك املعاين اللطيفة اليت يتشاهبان فيهاالتش .بشيء من التشابه فهو غالط يف اختالفهما

والغلط يف التشابه واالختالف هو غلط يف القياس، ألن التشابه واالختالف يدركان بالقياس، وألن هذا الغلط إمنا وعلة هذا الغلط هو خروج الضوء الذي يف هذه . تعويل البصر على املعاين الظاهرة فقط وسكونه إىل نتائجهاهو ل

املبصرات عن عرض االعتدال بالنقصان، ألن املبصرات اليت هبذه الصفة إذا أدركها البصر يف ضوء معتدل فإنه غلط يف تشابه املتشابه وال يف اختالف املختلف، إذا يدرك املتشابه منها متشاهباً واملختلف خمتلفاً، وال يعرض له ال .كانت املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات يف عرض االعتدال

فعلى هذه الصفات وأمثاهلا يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج الضوء الذي يف املبصرات عن عرض .االعتدال

غلط البصر من أجل خروج حجم املبصر

القياس من أجل خروج حجم املبصر عن عرض االعتدال البعد فأما كيف يكون غلط البصر يف غلط البصر يف القياس من أجل خروج حجم املبصر عن عرض االعتدال فكاملبصرين اللذين يكونان على وجه األرض، ويكون

عد اآلخر مبقدار يسري بعدمها عن البصر بعداً مقتدراً، ويكونان متجاورين، ويكون بعد أحدمها عن البصر يزيد على بليس له قدر حمسوس عند مجلة البعد، وتكون املسافة من األرض املسامتة لبعد املبصرين من املسافات اليت يدركها

فإن . البصر ويتيقن مقدارها إال أهنا تكون من أعظم املسافات اليت يتيقن البصر مقاديرها وال تكون من أصغرهاهبذه الصفة فإنه يدرك بعديهما متساويني وال حيس باالختالف الذي بني بعديهما، البصر إذا أدرك املبصرين اللذين

.إذا كان االختالف يسرياً ليس له قدر حمسوس عند مجلة البعد، وإن كان بعدامها من األبعاد املعتدلة املتينة املقداروإذا كان . سوس النسبة إىل مجلة البعدوذلك ألن البعد املعتدل املتيقن املقدار هو الذي خيفى عند آخره مقدار له حم

فإذا كان البعد املعتدل من أعظم . ذلك كذلك فقد خيفى من البعد املعتدل مقدار ليس نسبته حمسوسة إىل مجلة البعداألبعاد املعتدلة فإن اجلزء منه الذي ليس له قدر حمسوس عند مجلته، إذا كان يف طرفه األبعد، فقد خيفى عن البصر،

فإذا أدرك البصر مبصرين وكان . ذلك اجلزء من املقادير اليت يدركها البصر من بعد أقرب من ذلك البعد وإن كانبعدامها من أعظم األبعاد املعتدلة، وكان بعد أبعدمها يزيد على بعد اآلخر مبقدار ليس له نسبة حمسوسة إىل مجلة

.الف الذي بني بعديهماالبعد، فإن البصر يدرك ذينك املبصرين متساويي البعد باالختوإذا أدرك البصر البعدين املختلفني متساويني فهو غالط يف تساوي بعديهما، ويكون هذا الغلط غلطاً يف القياس ألن

وعلة هذا الغلط هو خروج مقدار التفاوت الذي بني البعدين عن عرض . البعد وتساوي األبعاد يدرك بالقياسين إذا كان له مقدار مقتدر فإن البصر يدركه، ويدرك اختالف البعدين، إذا االعتدال، ألن االختالف بني البعد

.كانت املعاين الباقية اليت يف ذينك املبصرين ويف بعديهما يف عرض االعتدال الوضع

وذلك أن املبصر إذا كان يف . وقد يعرض الغلط يف وضع املبصر أيضاً من أجل خروج حجمه عن عرض االعتدالان يف مقدار اخلردلة أو قريباً منها، وكان سطحه مع ذلك مسطحاً، فإن البصر إذا أدرك املبصر غاية الصغر وك

الذي هبذه الصفة، وكان سطحه مائالً عن خطوط الشعاع ميالً يسرياً، فإن البصر ال يدرك ميله، وال يفرق بني وذلك أنا إذا . ركه يف احلالتني كأنه مواجهوضعه إذا كان مائالً ميالً خفياً وبني وضعه إذا كان مواجهاً، بل إمنا يد

تومهنا اخلط املستقيم املعترض الذي مير بوسط هناية السطح املبصر الذي يف غاية الصغر، الذي هو السطح املائل على خطوط الشعاع، ويكون هذا اخلط عموداً على السهم املشترك، وهو اخلط الذي حيد مست املواجهة، فإن

وإذا كان ميل هذا . سطح املائل عن هذا اخلط املعترض يكون كل واحد منهما يف غاية الصغربعدي طريف هناية الالسطح يسرياً، وكان مقدار املبصر يف غاية الصغر، كان جمموع هذين البعدين يف حد من الصغر ليس للحس قدرة

كان بعده عن البصر من على إدراكه، وإن كان املبصر على وجه األرض، وكان بعده مسامتاً ألجسام مرتبة، ووجمموع هذين البعدين هو يساوي على التقريب الختالف بعدي طريف املبصر الذي هبذه الصفة عن . األبعاد املعتدلة

فإذا كان اختالف بعدي طريف املبصر غري . وميل املبصر إمنا يدركه البصر من إدراكه الختالف بعدي طرفيه. البصرفإذا أدرك البصر املبصر الصغري احلجم الذي على هذه الصفة اليت . املبصر حمسوس فليس يدرك البصر ميل ذلك

.وصفناها فليس يدرك ميله وال يفرق بني وضعه املائل وبني الوضع املواجهوإذا تومهنا هذا املبصر ممتداً يف جهة التباعد والتقارب ومتزيداً يف السعة، فإن طرفيه يبعدان عن اخلط املعترض

وإذا بعد طرفا املبصر الذي هبذه الصفة عن اخلط املعترض فسينتهيان إىل حد يصري .بتزيد املبصر ويتزيد بعدمهاجمموع البعدين بل كل واحد منهما حمسوس القدر من ذلك البعد بعينه الذي لوسط املبصر، الذي ال يدرك منه

ح املائل هو اختالف بعدي طريف وجمموع بعدي طريف السط. البصر جمموع بعدي طريف املبصر الذي يف غاية الصغرفإذا كان املبصر مقتدر احلجم، وكان سطحه مائالً عن مست املواجهة، فقد يدرك البصر ميله، . املبصر على التقريب

فإذا كان املبصر يف غاية الصغر، . وإن كان ميله مساوياً مليل املبصر الذي يف غاية الصغر الذي ال يدرك البصر ميله، وكان سطحه املسطح مائالً عن مست املواجهة ميالً يسرياً، فإن البصر ليس يدرك ميله يف وكان سطحه مسطحاً

.أكثر األحوال، وإمنا يدركه كأنه مواجه للبصر

والغلط يف الوضع هو . وإذا أدرك البصر املبصر املائل مواجهاً ومل يفرق بني ميله وبني مواجهته فهو غالط يف وضعهوعلة هذا الغلط هو خروج . الوضع هو غلط يف القياس ألن الوضع يدرك بالقياس والغلط يف. غلط يف وضعه

مقدار حجم املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر املقتدر احلجم الذي ميله مثل ميل املبصر الصغري احلجم، إذا يدرك ميله على ما هو أدركه البصر من بعد معتدل مساو للبعد الذي ال يدرك منه ميل املبصر الصغري احلجم، فإنه

عليه وال يعرض له الغلط يف وضعه، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر يف عرض االعتدال، كما تبني من .الشرح الذي شرحناه اآلن

وذلك أن املبصر . الشكل وقد يعرض الغلط يف شكل املبصر أيضاً من أجل خروج حجمه عن عرض االعتدالر كالذرة واخلردلة أو ما جرى جمرامها يف الصغر، وباجلملة أصغر املقادير اليت يدركها البصر، إذا الذي يف غاية الصغ

كان يف املبصر منها تضاريس وزوايا، فإن البصر ليس يدرك التضاريس والزوايا اليت تكون فيها، وإن كان يدرك وذلك ألن املبصر إذا كان من أصغر املقادير .مجلتها، إذا كانت مجلة املبصر من أصغر املقادير اليت يدركها البصر

وإذا مل يدرك البصر الزوايا . اليت يدركها البصر فأجزاؤه وخاصة الصغار منها هي من املقادير اليت ال يدركها البصروالتضاريس اليت يف املبصر فليس يدرك شكله على ما هو عليه، وإمنا يدركه مستديراً أو مستطيالً أو على شكل ال

.يا له وال زوائد، جسماً كان املبصر أو سطحاً من سطوح األجسامزواوكذلك إن كان يف سطح املبصر الذي هبذه الصفة حتديب يسري أو تقعري فإنه يدركه مسطحاً وال يتحقق هيئة

.سطحه وال يفرق بني سطح احملدب واملقعر، إذا كان يف غاية الصغر، وبني السطح املسطح

املبصر على خالف ما هو عليه فهو غالط يف شكله، والغلط يف الشكل على هذه الصفة هو وإذا أدرك البصر شكل وعلة هذا الغلط هو خروج حجم املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر إذا كان مقتدر احلجم . غلط يف القياس

غلط يف شكله، إذا فإن البصر يدرك شكله على ما هو عليه، ويدرك ما فيه من الزوايا والزوائد، وال يعرض له .كانت املعاين الباقية اليت فيه يف عرض االعتدال

وذلك أن البصر . الغظم وقد يعرض الغلط يف عظم املبصر أيضاً من أجل خروج عظم املبصر عن عرض االعتدالأو يف الطول إذا أدرك مبصرين من املبصرات معاً، وكان املبصران خمتلفني يف املقدار إما يف طوليهما أو يف عرضيهما

والعرض معاً، وكان االختالف الذي بينهما يسرياً، فإن البصر رمبا ظن باملبصرين اللذين هبذه الصفة أهنما متساويا املقدار وأنه ليس بينهما اختالف يف مقداريهما، وذلك لصغر مقدار االختالف الذي بني مقداري املبصرين اللذين يف

تالف الذي بني املقادير إال إذا كان االختالف مقتدر احلجم، وكان مع ذلك والبصر ليس يدرك االخ. غاية الصغرولو كان . وكذلك ليس تتحقق مقادير األجسام إال بعد أن تقاس مبقياس. مقتدر النسبة إىل كل واحد من املقدارين

على تصاريف األحوال تساوي املقادير واختالفها ومقادير اختالفها يدركها البصر إدراكاً حمققاً ال يقع فيه غلط .الستغين عن تقدير األجسام باملقاييس

والغلط يف املقدار هو . وإذا أدرك البصر املبصرين املختلفني متساويني فهو غالط يف مقداريهما أو يف مقدار أحدمهات يف وعلة هذا الغلط هو خروج مقدار االختالف الذي بني املبصرين عن عرض االعتدال بالتفاو. غلط يف القياس

الصغر، ألن املبصرين املختلفني إذا كان االختالف الذي بني مقداريهما مقتدر املساحة فإن البصر يدرك االختالف .الذي بينهما إذا كانت املعاين الباقية اليت فيها يف عرض االعتدالا كان خالياً وكان وذلك أن اإلناء الزجاج إذ. التفرق وقد يعرض الغلط يف التفرق أيضاً من أجل الصغر املفرط

باطنه شعرة سوداء ملتصقة جبسم اإلناء، ونظر البصر إىل اإلناء، فإنه رمبا ظن بالشعرة أهنا صدع يف الزجاج إذا مل

وإمنا يعرض له هلذا الغلط لفرط دقة الشعرة، لنه إذا كان مكان الشعرة جسم غليظ . يكن قد تقدم علمه بأهنا شعرةوإذا ظن البصر باإلناء الصحيح أنه . ن باطنه فليس يظنه البصر صدعاً يف الزجاجمقتدر احلجم ملتصق باإلناء م

.مصدوع فهو غالط فيما يظنه من انصداعهوقد يعرض الغلط يف االتصال أيضاً من أجل صغر احلجم وذلك أن األجسام املتضامة املنطبق بعضها على بعض رمبا

ر للبصر وال حيس هبا البصر، كأوراق الدفاتر إذا كانت خمزومة كانت الفصول اليت بينها يف غاية الصغر غال تظهمهندمة احلواشي فإن الفصول اليت بني كل ورقتني منها ليس يدركها البصر يف األكثر لدقتها وضيقها، ويظهر مسك

هبذه فإذا أدرك البصر مسك األوراق اليت. مجلة األوراق إذا كان مهندماً بعضها على بعض كأهنا جسم واحد متصلالصفة، وكانت مجلة الدفتر اليت تلك أراقه مستتراً، ومل يكن قد تقدم علم الناظر يف ذلك املوضع بشيء من الدفاتر، فإن البصر إذا أدرك مسك أوراق اليت هبذه الصفة فإنه يظن أهنا جسم واحد متصل وال يشك يف ذلك إذا مل يكن قد

وذلك إمنا هو للتفاوت املفرط يف دقة الفصول اليت بني األوراق إذا . تقدم علم الناظر حبال تلك األوراق بعينهاوإذا أدرك البصر األوراق الكثرية املتضامة كأهنا جسم واحد متصل ومل حيس . كانت شديدة االلتصاق بعضها ببعض

.مبواضع انفصال بعضها من بعض فهو غالط فيما يدركه من اتصاهلا وغالط يف عددها أيضاًوعلة هذه . تفرق واالتصال ويف العدد هي أغالط القياس ألن التفرق واالتصال والعدد يدرك بالقياسوالغلط يف ال

األغالط هو خروج مواضع التفرق عن عرض االعتدال باإلفراط يف الدقة، ألن هذه املبصرات إذا كان التفرق دركها على ما هي عليه إذا كانت املعاين الذي بينها واألجسام الدقاق اليت تشبه التفرق مقتدرة املقدار فإن البصر ي

.الباقية اليت فيها يف عرض االعتدال احلركة

وذلك أن البصر إذا أدرك مبصرين متحركني على .وقد يعرض الغلط يف احلركة أيضاً من أجل الصغر املفرطاجلزءان اللذان قطعهما مسافتني متشاهبتني، وقطع املبصران يف زمان واحد جزء ين من املسافتني املتشاهبتني، وكان

املبصران املتحركان خيتلفان مبقدار يسري يف غاية الصغر بالقياس إىل مجلة كل واحد من ذينيك اجلزء ين، فإن البصر يدرك احلركتني اللتني هبذه الصفة متساويني وال يشك يف أن املتحركني الذين هبذه الصفة متساويا احلركة،

.صغر التفاضل الذي بني املسافتني اللتني قطعهما ذانك املتحركانوحركتامها مع ذلك خمتلفتان، لوإذا أدرك البصر احلركتني املختلفتني متساويتني فهو غالط يف تساويهما، والغلط يف احلركات ويف تساوي احلركات

روج وعلة هذا الغلط هو خ. واختالفها هو غلط يف القياس ألن احلركات وتساويها واختالفها يدرك بالقياسألن املتحركني اللذين . التفاضل الذي بني املسافتني اللتني قطعهما املتحركان يف زمان واحد عن عرض االعتدال

يقطعان مسافتني متشاهبتني يف زمان واحد، إذا كان التفاضل الذي بينهما مقتدر املساحة، فإن البصر يدرك اختالف لباقية اليت يف تينك املسافتني ويف ذينك املتحركني يف عرض حركتيهما وال يشتبه عليه ذلك إذا كانت املعاين ا

.االعتدالوذلك أن البصر إذا أدرك بعوضة أو . السكون واحلركة وقد يعرض الغلط يف السكون أيضاً من أجل الصغر املفرط

ضة أو ذرة وكانت تلك البعوضة أو تلك الذرة يف غاية الصغر، وكانت ثابتة يف موضع واحد، وكانت تلك البعووإذا مل . تلك الذرة مع ذلك حترك أعضاءها أو شيئاً من أعضائها، فإن البصر ليس يدرك أعضائها يف أكثر األحوال

.يدرك البصر حركة أعضائها وكانت ثابتة يف موضع واحد فإنه يظنها ساكنةلطاً يف القياس ألن وإذا أدرك البصر احليوان املتحرك ساكناً فهو غالط فيما يدركه من سكونه، ويكون ذلك غ

وعلة هذا الغلط هو صغر أعضاء البعوض والذر وخروجها عن عرض االعتدال باإلفراط . السكون يدرك بالقياسيف الصغر، ألن احليوان املقتدر احلجم الذي أعضاؤه وال تشتبه حركتها عليه إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك

.احليوان يف عرض االعتدالملالسة وقد يعرض الغلط يف اخلشونة واملالسة من اجل الصغر املفرط وذلك أن املبصر إذا كان يف غاية اخلشونة وا

الصغر كالبعوض أو عضو من أعضاء البعوض أو الذرة أو جزء من الذرة، فإن البصر إذا أدرك املبصر من هذه ه إن كان أملس، ألن اخلشونة واملالسة إمنا املبصرات فإنه ال حيس هبيئة سطحه وال خبشونته إن كان خشناً وال مبالست

يدركها البصر من إدراكه ألجزاء السطح وإدراكه الختالف وضع أجزائه أو تشابه أوضاعها، أو من إدراكه وإذا كان املبصر يف غاية الصغر فليس يدرك البصر . الختالف صورة الضوء الذي يظهر يف السطح أو تشابه صورته

درك البصر أجزاء السطح فليس حيس خبشونته وال مبالسته، فإن ظن البصر بشيء من هذه أجزاء سطحه، وإذا مل ي .املبصرات أنه خشن فرمبا كان أملس وإن ظن بشيء منها أنه أملس فرمبا كان خشناً

وإذا كان ذلك كذلك فالبصر قد يغلط يف خشونة ما هذه صفته من املبصرات ويف مالسته إذا حدس على خشونته فيكون غلطه غلطاً يف القياس ألنه ليس حيدس البصر على خشونة شيء من األشياء وال على مالسته إال ومالسته،

بأمارة يستدل هبا على ما يظنه من خشونة ذلك املبصر أو مالسته، أو من تشبيهه بغريه من املبصرات اخلشنة أو ملبصر إذا كان مقتدر احلجم فإن البصر يدرك وعلة هذا الغلط إذا عرض للبصر إمنا هو الصغر املفرط، ألن ا. امللس

.خشونته ومالسته على ما هي عليه إذا كانت املعاين اليت فيه عرض االعتدالالشفيف فأما الشفيف فإن املبصر إذا كان يف غاية الصغر وكان ذلك من األحجار، وكان لونه شبيهاً بلون األحجار

املشفة، وإن مل يكن مشفاً، إذا كان لونه وصورته تشبه األحجار املشفة املشفة، فإن البصر رمبا ظنه من مجلة األحجاروإمنا يتم على البصر هذا الغلط إذا مل يتمكن من استشفاف ذلك املبصر لصغر حجمه . املتلونة كاجلواهر املشفة

ل الذي يشبه ألوان املفرط يف الصغر، وإذا مل يتمكن من استشفافه وعول على املعاين الظاهرة اليت هي اللون والصقا .اجلواهر املشفة وصقاهلا ظنه من مجلة األحجار املشفة

وذلك ان املبصر إذا كان يف غاية الصغر ويف مقدار جزء . وقد يعرض الغلط يف الكثافة أيضاً من أجل الصغر املفرطوجه األرض، فإن من أجزاء اخلردلة، وكان فيه شفيف يسري، وكان لونه قوياً وكان مع ذلك منكسفاً، وكان على

البصر إذا أدرك املبصر الذي هبذه الصفة وهو على وجه األرض أو على جسم من األجسام الكثيفة فإنه ال يدرك وإذا كان يف غاية الصغر، وكان . الشفيف الذي فيه، ألنه إذا كان وراءه جسم كثيف فليس يظهر الضوء من ورائه

ه والذي حتته إن كان يشف من ورائه فليس يتميز للبصر لونه من مع ذلك قوس اللون، فإن لون اجلسم الذي وراءفليس يدرك البصر شفيف اجلسم املفرط الصغر إذا كان مشفاً يف . لون ذلك اجلسم إذا كان اجلسم يف غاية الصغر

ن أكثر األحوال وكان مع ذلك متلوناً، وإذا مل يظهر شفيف اجلسم وكان اجلسم متلوناً وكان لونه منكسفاً وكا .البصر يدركه ويدرك لونه فإن البصر يدركه كثيفاً

والغلط يف الشفيف ويف الكثافة مها غلطان يف . وإذا أدرك البصر املبصر املشف كثيفاً فهو غالط فيما يظنه من كثافتهط وعلة هذين الغلطني على الوجوه اليت وصفناها هو الصغر املفر. القياس ألن الشفيف والكثافة يدركان بالقياس

املانع للبصر من تأمل أحوال املبصرات اليت هبذه الصفة، ألن املبصر إذا كان مقتدر احلجم فإن البصر يدرك شفيفه .إذا كان مشفاً، ويدرك كثافته إذا كان كثيفاً، إذا كانت املعاين الباقية اليت فيه يف عرض االعتدال

وذلك أن . جل الصغر املفرط على وجه من الوجوهالظل والظلمة وقد يعرض الغلط يف الظل والظلمة أيضاً من أ

احليطان البيض واألبواب واألخشاب إذا كان فيها نقط سود أو منكسفة اللون، رمبا ظنها البصر ثقوباً صغاراً دقاقاً، وإذا كانت سوداً بذلك السواد أنه ظلمة دواخل تلك الثقوب، وإذا كانت منكسفة األلوان ومل تكن شديدة السواد

على سطح ذلك اجلسم ضوء قوي ظن بذلك اللون أنه دواخل الثقوب لن الضوء ال يصل إىل دواخل وكان .الثقوب يف أكثر األحوال

وإذا أدرك البصر النقط اليت هبذه الصفة وظن أهنا ثقوب وأن سوادها إمنا هو ظلمة وأن ما كان منها منكسف اللون ويكون غلطه غلطاً يف القياس . من الظل والظلمة على هذه الصفةفهو للظل الذي يف داخلها فإنه غالط فيما يظنه

وعلة هذا الغلط هو صغر مقادير تلك النقط، ألن النقط اليت تكون يف سطوح . ألن الظل والظلمة تدركان بالقياساليت فيها األجسام إذا كانت مقتدرة احلجم فإن البصر يدركها نقطاً وال يعرض الغلط فيها إذا كانت املعاين الباقية

.يف عرض االعتدالوذلك ان املبصر إذا كان يف غاية . احلسن والقبح وقد يعرض الغلط يف احلسن والقبح أيضاً من أجل الصغر املفرط

الصغر وكان شكله شكالً مستقبحاً وكان ذا زوايا وزوائد يف غاية الصغر، أو كانت فيه معان لطيفة يف غاية الدقة أجزاء متميزة، وكانت تلك الزوايا وتلك الزوائد وتلك املعاين اللطيفة تقبح صورته من وشوم ومنش ومسامري و

وتشينه، وكانت تلك الزوايا والزوائد واملعاين اللطيفة اليت تشينه ختفى عن البصر لفرط صغرها ودقتها، فإن البصر . تكون فيه اليت هو هبا مستقبحيدرك شكل املبصر وصورته على خالف ما هي عليه وال يدرك املعاين اللطيفة اليت

فإذا . وإذا مل يدرك البصر املعاين اللطيفة اليت من أجلها تقبح صورة ذلك املبصر فليس يدرك البصر قبح ذلك املبصركان ما يظهر من شكل ذلك املبصر وما يظهر من لونه ومن مجلة صورته مستحسناً فهو يدرك ذلك املبصر

.بصر القبيح مستحسناً فهو غالط فيما يدركه من حسنهوإذا أدرك البصر امل. مستحسناًوكذلك إذا كان املبصر يف غاية الصغر، وكان ظاهر صورته مستقبحاً، وكانت فيه معان لطيفة حتسن صورته، وكان

وإذا كان ذلك املبصر حسن . البصر ال يدرك تلك املعاين اللطيفة لفرط صغرها، فإن البصر يدرك املبصر مستقبحاًة مبا فيه من املعاين اللطيفة، وكان ظاهر صورته مستقبحاً، وكان البصر يدرك صورته وال يدرك املعاين اللطيفة الصور

.اليت فيه، ويظن من اجل ما يظهر من صورته انه قبيح الصورة فهو غالط فيما يظنه من قبحه

س، وألن هذا الغلط إمنا هو لتعويل والغلط يف احلسن والقبح هو غلط يف القياس ألن احلسن والقبح يدركان بالقياوعلة هذا الغلط هو الصغر املفرط ألن البصر املقتدر احلجم ليس . البصر على املعاين الظاهرة وسكونه إىل نتائجها

.خيفى عن البصر حماسنه ومقاحبه إذا كانت املعاين الباقية اليت فيه يف عرض االعتدالوذلك . تشابه واالختالف أيضاً من أجل الصغر املفرط على هذا الوجهالتشابه واالختالف وقد يعرض الغلط يف ال

أن املبصرين إذا كانا يف غاية الصغر وكانا متساويني فيما يظهر من صورتيهما، وكان فيهما مع ذلك معان يف غاية تلفان لفرط صغرها اللطافة خيتلفان فيها، وكان البصر ال يدرك املعاين اللطيفة اليت يف ذينك املبصرين اليت هبا خي

ولطافتها ويدرك ظاهر الصورتني، فإن البصر يظن بذينك املبصرين أهنما متشاهبان وال حيكم هلما بشيء من .وإذا أدرك البصر املبصرين املختلفني متشاهبني فهو غالط يف تشاهبهما. االختالف

فيهما مع ذلك معان لطيفة يتشاهبان وكذلك إذا كان املبصران خمتلفي الصورتني فيما يظهر من صورتيهما، وكان فيها، وكان البصر ال يدرك تلك املعاين الطيفة لفرط دقتها ولطافتها، ويدرك ظاهر الصورتني، فإن البصر يظن

وإذا أدرك البصر املبصرين املتشاهبني خمتلفني على . بذينك املبصرين أهنما خمتلفان وال حيكم هلما بشيء من التشابه .ط فيما يظنه من اختالفهمااإلطالق فهو غال

والغلط يف التشابه واالختالف هو غلك يف القياس، ألن التشابه واالختالف يدركان بالقياس وألن هذا الغلط هو وعلة هذا الغلط هو الصغر املفرط، لن املبصرين إذا كانا . لتعويل البصر على املعاين الظاهرة وسكونه إىل نتائجها

هبني أو خمتلفني مبعان لطيفة تكون فيهما نظرية للمعاين اليت تكون يف املبصر الذي يف غاية مقتدري احلجم وكانا متشاالصغر ومناسبة للمبصر املقتدر احلجم، فإن البصر يدرك تشابه املتشاهبني فيهما ويدرك اختالف املختلفني إذا كانت

.املعاين الباقية اليت فيهما يف عرض االعتدالاهلا يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج حجم املبصر عن عرض االعتدال، أو فعلى هذه الصفات وأمث

.خروج حجم املعاين اليت يف املبصر عن عرض االعتدال

غلط البصر من أجل كثافة املبصر

الوضع والبعد فأما كيف يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج كثافة املبصر عن عرض االعتدال فكاملبصر لشديد الشفيف النقي البياض، كالزجاج والبلور وما جرى جمرامها، إذا كان اجلسم من األجسام ذا مسك املشف ا

فإن البصر إذا . مقتدر، وكان سطحه مستوياً، وكان سطحه مائالً على خطوط الشعاع، وكان وراءه ضوء قويملبصر مرتفعاً عن سطح األرض، ومل فإذا كان ا. أدرك املبصر الذي هبذه الصفة فإنه يدركه مضيئاً شديد اإلضاءة

يكن مماساً جلسم من األجسام الكثيفة، فإن البصر ال يتحقق ميل سطحه وال يدركه إال كما يدرك املبصر املواجه وذلك ألن املبصر إذا كان يف غاية الشفيف، وكان وراءه ضوء قوي، فإن البصر . وال يتحرر له أيضاً هيئة سطحه

وإذا كانت فيه كثافة يسرية . راءه وال يدرك اجلسم املشف نفسه إذا كان يف غاية الشفيفإمنا يدرك الضوء الذي ووإذا أدركه إدراكاً غري حمقق فليس يتحقق وضعه وال يفرق . فإنه يدركه ملا فيه من الكثافة، ولكن إدراكاً غري حمقق

البصر السطح املائل مواجهاً فهو غالط وإذا أدرك. البصر بني السطح املائل الذي هبذه الصفة وبني السطح املواجهيف وضعه ويف بعد أطرافه أيضاً، ألن املائل تكون أبعاد أطرافه خمتلفة، واملواجه تكون أبعاد أطرافه متساوية، فإذا

.أدرك البصر املائل مواجهاً فهو يدرك األبعاد املختلفة متساويةباً حتديباً يسرياً أو مقعراً تقعرياً يسرياً، فإن البصر ال الشكل وكذلك إذا كان سطح املبصر الذي هبذه الصفة حمد

يدرك حتديبه وال تقعريه، وال يفرق بني السطح احملدب واملقعر واملسطح، إذا كان اجلسم شديد الشفيف ومل يكن فيه ئه قوياً، ألنه من الكثافة إال قدر يسري، وكان التحديب أو التقعري الذي فيه يسرياً، وكان الضوء الذي يظهر من ورا

وإذا مل يدرك البصر التحديب . ال يتحقق صورة سطحه من أجل شدة شفيفه وقوة الضوء الذي يظهر من ورائه .والتقعري الذي يف سطح املبصر، فيظن بسطح املبصر أنه مسطح، فهو غالط يف شكل السطح

العظم

ومائالً على خطوط الشعاع، وأدركه وإذا أدرك البصر املبصر املشف الذي هبذه الصفة، وكان سطحه مسطحاًالبصر مواجهاً، فإنه يغلط يف عظم ذلك السطح أيضاً، ألن العظم إمنا يدركه البصر من قياس العظم بالزاوية اليت يوترها ذلك العظم وببعد ذلك العظم، فإذا كان املبصر مائالً وأحس البصر مبيله أدرك مقداره أعظم من مقدار

وإذا أدرك املبصر املائل مواجهاً فهو يقيس عظمه بالزاوية اليت . ي يوتر زاوية مساوية لتلك الزاويةاملبصر املواجه الذ .يوترها ذلك العظم وببعد أطرافه على أهنا متساوية، فيدرك عظمه من أجل ذلك أصغر من مقداره احلقيقي

طحه من جسم كثيف متلون، أو التفرق واالتصال وإن كان يف اجلسم املشف الذي هبذه الصفة خط خمطوط يف س

كان جزء من ذلك اجلسم كثيفاً وممتداً يف طوله أو عرضه، أو كان وراءه جسم كثيف ملتصق به كالعود وما جيري جمراه، وكان ذلك اخلط أو ذلك اجلزء أو ذلك العود مقتدر العرض، فإن البصر رمبا ظن باجلسم املشف الذي هبذه

اخلط الكثيف أو اجلزء الكثيف الذي يظهر يف سطحه هو جسم ثالث متوسط بني الصفة أنه جسمان مفترقان، وأن وذلك ألن شدة الضوء الذي يظهر من وراء اجلسم املشف مينع البصر من تأمل املعاين اليت تكون .اجلسمني املشفنيالبصر ال يتحقق فإذا ظهر يف سطح املبصر الذي هبذه الصفة جزء مقتدر العرض وكان كثيفاً فإن . يف ذلك املبصر

وإذا ظن البصر باجلسم املتصل أنه جسمان متفرقان فهو غالط فيما يدركه من . مع ذلك اتصال اجلسم املشف .التفرق وغالط يف العدد أيضاً

وكذلك إن كان املبصر املشف الذي هبذه الصفة جسمني أو أكثر من جسمني منطبق أحدمها على اآلخر، وكانت لى بعض يف غاية التشابه، فإن البصر ال يدرك االنفصال الذي بني األجسام اليت هبذه سطوحها املنطبق بعضها ع

.الصفةوكذلك إن كان بني اجلسمني من هذه األجسام تفرق يسري، وكان هناية التفرق الذي بينهما يف السطح املائل على

ا كان يف السطح املائل فليس يدرك خطوط الشعاع، فإن البصر ال يدرك التفرق الذي بينهما، ألن هناية التفرق إذ .البصر الضوء الذي من وراء التفرق وإمنا يدرك الضوء من وراء اجلسم املشف فال حيس بالتفرق

وإذا مل يدرك البصر التفرق فإنه يظن باجلسمني أهنما جسم واحد متصل، وإذا ظن باجلسمني املتفرقني أو األجسام والغلط يف البعد ويف . ط فيما يدركه من االتصال وغالط يف عددها أيضاًاملتفرقة أهنا جسم واحد متصل فهو غال

الوضع ويف الشكل ويف العظم ويف التفرق ويف االتصال ويف العدد هي أغالط يف القياس ألن هذه املعاين إمنا تدرك العتدال، لن املبصر وعلة هذه األغالط إمنا هو خروج الكثافة اليت يف املبصر الذي هبذه الصفة عن عرض ا. بالقياس

الذي هبذه الصفة إذا كان كثيفاً، أو كان مشفاً شفيفاً يسرياً وكانت يف كثافة قوية، مل يكن الضوء الذي يظهر من ورائه مسرف القوة، وإذا مل يكن الضوء الذي يظهر من وراء اجلسم املشف مسرف القوة فإن البصر يدرك ميل

بعاد أطرافه، ويدرك عظمه، ويدرك التفرق الذي يكون فيه إن كان فيه سطحه إذا كان مائالً، ويدرك اختالف أتفرق، ويدرك اتصاله إذا كان متصالً، ويدرك مجيع املعاين اليت فيه وال يعرض له الغلط يف شيء منها، إذا كانت

.املعاين الباقية اليت يف ذلك اجلسم يف عرض االعتدال احلركة

وذلك أن البصر إذا نظر إىل . ن أجل خروج كثافة املبصر عن عرض االعتدالوقد يعرض الغلط يف احلركة أيضاً مجسم مشف شديد الشفيف نقي البياض، وكانت أطراف ذلك اجلسم مستترة عن البصر، وهو أن يكون البصر ان يدرك ذلك املبصر من ثقب أو من باب ضيق، وكان وراء اجلسم وقريباً منه أو مماساً له جسم خمتلف األلوان، وك

ذلك جلسم املختلف األلوان يتحرك حركة على االستدارة أو حركة اضطراب أو حركة ترجح، أعين أن يتحرك يف جهة عرض املشف ويعود سريعاً إىل اجلهة اليت منها حترك، فإن البصر إذا أدرك املبصر املشف على هذه الصفة فإنه

وذلك لنه إذا مل يكن قد تقدم علم . يظن به أنه متحركإن مل يكن قد تقدم علم الناظر بذلك اجلسم أنه مشف فإنه الناظر بشفيف ذلك اجلسم فإنه يظن بالضوء الذي يظهر من ورائه أنه لون ذلك اجلسم املشف وأنه كثيف، وإذا أدرك تبدل األلوان املختلفة اليت يف اجلسم املتحرك الذي يظهر من وراء اجلسم املشف أو اختالف أوضاعها فإنه

وإذا أدرك املبصر . تلك احلركة وذلك التبدل إمنا هو حركة اجلسم الذي يدركه الذي يظنه كثيفاً متلوناً يظن أن .الساكن متحركاً فهو غالط يف حركته

وذلك أن البصر إذا أدرك جسماً من األجسام املشفة . وقد يعرض الغلط يف السكون أيضاً من اجل شدة الشفيفسم كرياً كالكرة البلور، وكانت تلك الكرة تتحرك حركة مسديرة، وهي ان الشديدة الشفيف، وكان ذلك اجل

تكون يف يد إنسان وهو حيركها والناظر ال يعلم بتحريك احملرك هلا، فإن البصر يدرك الكرة اليت هبذه الصفة ساكنة شيء كثيف، فإهنا وذلك ألن الكرة اليت هبذه الصفة إذا كانت شديدة الشفيف، ومل يكن فيها . وال حيس حبركتها

وإذا كانت متحركة حركة مستديرة وهي يف موضع واحد، فإن البصر ليس يدرك من . تكون متشاهبة األجزاءوإذا . واحلركة املستديرة إمنا يدركها البصر من تبدل أجزاء املبصر. ورائها إال اجلسم الواحد الذي هو وراءها

هر من ورائها واحداً ويف موضع واحد، فليس يدرك البصر كانت الكرة متشاهبة اجلزاء، وكان اجلسم الذي يظوإذا أدرك . تبدل أجزائها، وإذا مل يدرك تبدل أجزائها فليس يدرك حركتها، وإذا مل يدرك حركتها فهو يظنها ساكنة

.البصر املبصر املتحرك ساكناً فهو غالط يف سكونهوعلة هذا الغلط يف . حلركة والسكون يدركان بالقياسوالغلط يف احلركة ويف السكون مها غلطان يف القياس ألن ا

احلركة اليت على الصفة اليت وصفناها ويف السكون الذي وصفناه هو شدة شفيف اجلسم، ألن اجلسم إذا كان كثيفاُ أو كان مشفاً وكان شفيفه يسرياً وكثافته قوية فإن البصر يدركه على ما هو عليه ويدرك شفيفه ويتميز له

وإذا متيز للبصر لون اجلسم املشف من لون اجلسم الذي وراءه وكان اجلسم . ون اجلسم الذي وراءهلونه من لالذي وراءه متحركاً واملشف ساكناً أو كان الذي وراءه ساكناً واملشف متحركاً فإنه حيس حبركة املتحرك وسكون

.عتدالالساكن إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك اجلسم املشف يف عرض االوذلك أن املبصر إذا كان يف . اخلشونة واملالسة وقد يعرض الغلط يف اخلشونة واملالسة أيضاً من أجل شدة الشفيف

غاية الشفيف، وكان وراءه ضوء قوي، وكان البصر يدرك ذلك املبصر ويدرك الضوء القوي الذي يظهر من وكذلك عن كان . اخلشونة اليت تكون يف سطحهورائه، وكان يف سطح ذلك املبصر خشونة، فإن البصر ال يدرك

وإن كان سطح ذلك املبصر أملس، وكان الضوء الذي يظهر من ورائه . سطحه أملس فإن البصر ال يدرك مالستهخمتلف الصورة، وذلك بان يكون جسم قائم على جسم خمتلف األلوان صغاراً، ويكون ذلك اجلسم خشناً خشونة

الضوء، فإن البصر رمبا ظن باملبصر الذي على هذه الصفة أن سطحه خشن، وال ظاهرة اعين اجلسم الذي عليهوإذا . وإذا ظن به انه خشن السطح، ومل تكن فيه خشونة، فهو غالط فيما يظنه من خشونته. تكون فيه خشونة

ظن البصر وإذا. كان سطح املبصر خشناً، ومل حيس خبشونته لقوة الضوء الذي يظهر من ورائه، فإنه يظنه أملس .باجلسم اخلشن أنه أملس فهو غالط يف مالسته

وعلة هذا الغلط هو . والغلط يف اخلشونة ويف املالسة هو غلط يف القياس لن اخلشونة واملالسة يدركان بالقياسخروج كثافة املبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصر الكثيف والذي فيه كثافة قوية، إذا كان فيه خشونة أو كان

مالسة، فإن البصر يدرك خشونة اخلشن ومالسة األملس إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر يف عرض فيه .االعتدال

وذلك أن املبصر املشف التقي البياض، إذا . الشفيف وقد يعرض الغلط يف الشفيف أيضاً من أجل فرط الشفيفمع ذلك ذا لون قوي مشرق، وكان مع ذلك لون كان وراءه جسم آخر مشف وكان الثاين ضعيف الشفيف وكان

قوي مشرق، وكان اجلسم الثاين ملتصقاً باجلسم األول، فإن البصر يدرك اجلسمني اللذين هبذه الصفة كأهنما جسم واحد، ويدرك اجلسم األول متلوناً بلون اجلسم الثاين، ويدرك شفيف اجلسم األول كمثل شفيف اجلسم الثاين إذا

وهذا املعىن يوجد كثرياً يف الزجاج املطبق بعضه على بعض، ويف الفصوص املتخذة من الزجاج . بهكان ملتصقاً

املطبق بعضه على بعض، ويف الفصوص املتخذة من الزجاج املطبق بعضها على بعض، إذا كان أحدها متلوناً واآلخر عيف الشفيف، وكان مع ذلك متلوناً وذلك ألن اجلسم األول إذا كان شديد الشفيف، وكان الثاين ض. نقي البياض

وقد . بلون قوي، فإن البصر يدرك الثاين وال حيس باألول لفرط شفيفه، وتظهر مجلة اجلسمني كأهنما جسم واحديكون اجلسمان مجيعاً أبيضني متساويي الشفيف، وجيعل فيما بينهما صبغ، ويطبق أحدمها على اآلخر، فيظهران مجيعاً

.ومع ذلك يظهر شفيفهما أقل من شفيفهما احلقيقي فهو غالط يف شفيفهمتلونني بذلك الصبغ، وذلك إذا كان اجلسم األول املشف نقي البياض شديد . وقد يعرض الغلط يف الكثافة أيضاً على هذا الوجه

ف كثيفاً الشفيف، وكان اجلسم الذي وراءه كثيفاً متلوناً، وكان الثاين ملتصقاً باألول، فإن البصر يدرك األول املشومجيع الواين املشفة إذا كان فيها جسم متلون كثيف أو شراب قوي اللون، . إذا مل يكن قد تقدم علم الناظر بشفيفه

فإذا . ومل يكن الضوء يظهر من ورائها ومل يظهر شفيف الشراب الذي فيها، فإن البصر ال حيس بشفيف تلك الواينيدرك البصر الفسل من تلك اآلنية عن الشراب الذي فيها، فإنه رمبا مل يتقدم علم الناظر بشفيف تلك اآلنية، ومل

فإذا مل يتقدم علم الناظر بشفيف . ظنها كثيفة، وذلك إمنا هو لفرط شفيف اآلنية ولقوة اللون الذي يظهر من ورائهاو لون اآلنية وأهنا وإذا ظن أن ذلك اللون ه. تلك األواين فإنه رمبا ظن أن ذلك اللون هو لون اآلنية وأهنا كثيفة

وإذا ظن البصر باجلسم املشف أنه كثيف فهو غالط يف . وإذا ظن أن ذلك اللون هو لون اآلنية وأهنا كثيفة. كثيفة .كثافته

وعلة هذين الغلطني هو شدة الشفيف . والغلط يف الشفيف ويف الكثافة هو غلط يف القياس ألهنما يدركان بالقياساجلسم األول إذا كان فيه كثافة قوية وكان فيه شفيف يسري، وكان وراءه جسم آخر ألن . الذي يف اجلسم األول

مشف، فليس يشتبه على البصر شفيفه ومقدار شفيفه، إذا كان اجلسم الذي وراءه ذا لون مشرق قوي وكان .اجلسم األول أبيض نقي البياض وكانت املعاين الباقية اليت فيهما يف عرض االعتدال

وذلك إذا كان يف حائط من حيطان بيت من البيوت . ض الغلط يف الظل أيضاً من أجل شدة الشفيفالظل وقد يعرثقب يفضي إىل بيت آخر أو فضاء، وكان وجه ذلك الثقب مسدوداً جبسم مشف كاجلمات الزجاج اليت تكون يف

وكان احلائط املقابل احليطان للضوء، وكان ذلك اجلام املشف شديد الشفيف نقي البياض وكان سطحه مستوياً،لذلك الثقب ثقب آخر نافذ منكسف للسماء، ودخل ضوء الشمس من الثقب النافذ وانتهى إىل اجلسم املشف

املقابل له، وكان مقدار الضوء ال يفضل على ذلك اجلسم املشف، فإن البصر إذا نظر إىل اجلسم املشف الذي هبذه إليه الضوء من سطح ذلك اجلسم املشف وال على مست االنعكاس، الصفة ومل يكن البصر يف املوضع الذي ينعكس

وذلك ألن اجلسم . فإن البصر يدرك اجلسم املشف الذي هبذه الصفة مستظالً وال يدرك ضوء الشمس املشرق عليهوإذا كان ذلك . املشف إذا كان يف غاية الشفيف فإن الضوء إذا أشرق عليه نفذ فيه لشفيفه ومل يثبت يف سطحه

وإذا مل يثبت . شف صقيالً فإن الضوء مع نفوذه فيه ينعكس عن سطحه كما ينعكس عن سطوح األجسام الصقيلةامليف سطحه ومل يكن البصر يف املوضع الذي ينعكس إليه الضوء وال على مست االنعكاس فإن البصر ال يدرك الضوء

م الكثيفة وحيطان املوضع مستظلة، وإذا كان ما حييط بذلك اجلسم من األجسا. الذي أشرق على ذلك اجلسموذلك اجلسم املشف فيما بينها، فإن ال يشك يف أن حال ذلك اجلسم يف الظل كحال األجسام اليت حوله، إذا مل

.يتقدم علم الناظر بدخول ضوء الشمس من الثقب املقابل

والغلط . دركه من استظاللهوإذا أدرك البصر اجلسم الذي قد أشرق عليه ضوء الشمس مستظالً فهو غالط يف ما يوعلة هذا الغلط هو فرط شفيف اجلسم املشف الذي . يف الظل هو غلط يف القياس ألن الظل يدرك يف القياس

يدركه البصر على الصفة اليت وصفناها، ألن اجلسم الذي وصفناه، إذا كان كثيًف أو كان فيه كثافة قوية، فإن ك البصر الضوء الذي يف سطحه ومل يدركه مستظالً إذا كانت املعاين الضوء إذا أشرق عليه ثبت يف سطحه، وأدر

.الباقية اليت فيه يف عرض االعتدالوذلك أن البخار واملياه الواقفة، إذا كانت صافية . الظلمة وقد يعرض الغلط يف الظلمة أيضاً من أجل فرط الشفيف

بصر يدركها مظلمة مع إشراق الضوء عليها مشفة شديدة الشفيف وكانت مع ذلك عميقة كثرية السمك، فإن الونفوذ الضوء يف شفيفها، وإن مل تكن تربتها سوداء، وخاصة إذا أدركها البصر يف أول النهار وآخره قبل طلوع

فإن البصر . الشمس وبعد غروهبا، أو إذا كانت حمتجبة بالسحاب، ومل يكون صريح ضوء الشمس من فاعل املاءالواقفة الصافية الشفيف الكثرية العمق يف هذه األوقات فإنه يدركها مظلمة وليس هناك إذا أدرك البحر واملياه

.ظلمةوإذا أدرك البصر الظلمة يف موضع من املواضع ومل يكن هناك ظلمة على ما يدركها البصر فهو غالط فيما يدركه

وعلة هذا الغلط هو شدة شفيف املاء .والغلط يف الظلمة هو غلط يف القياس ألن الظلمة تدرك بالقياس. من الظلمةالذي هبذه الصفة، ألن البصر إذا أدرك املاء الكدر أو الذي فيه كدورة يسرية الذي ليس شفيفه يف الغاية فليس

.يدركه مظلماً وإن كان عميقاً كثري السمكلغ شفيفه شفيف اهلواء وإن فأما مل يدرك البصر ماء البحر مظلماً إذا كان شديد الشفيف فإن ذلك ألن املاء ليس يب

فإذا أشرق عليه الضوء كان له ظل على أرضه، وكان لبعضه ظل على بعض، وكان قبوله . كان شديد الشفيفلصورة الضوء ليس كقبول اهلواء لصورة الضوء الذي فيه، فيكون الضوء الذي يف اجلسم املشف الذي هو جسم

فإذا مل ينفذ الضوء فيه كنفوذه يف اهلواء، . وء فيه كنفوذه يف اهلواءاملاء دون الضوء الذي يف اهلواء، وال ينفذ الضوالبصر مع ذلك يدرك املاء للغلط الذي فيه ويدرك ما يف داخل املاء إذا كان مشفاً صايف الشفيف، فالبصر يدرك

مع ذلك وإذا كان املاء مشفاً صايف الشفيف، وكان . الظل الذي يف داخل املاء الذي هو ظل بعضه على بعضوإذا أدرك البصر من املاء مسافة هلا قدر، وهو يدرك كل جزء من املاء . عميقاً، فإن البصر يدرك منه مسافة هلا قدر

وإذا تضاعف الظل . الذي يف تلك املسافة مستظالً، فهو يدرك يف املاء ظالً ذا مسك مقتدر، فهو يدرك ظالً متضاعفاً .البصر هو مبنزلة اللون الرقيق إذا تضاعف صار لوناً قوياًألن الظل الذي يدركه . صار ظلمة قوية

فإن الشراب الريق اللون إذا سكب . وهلذا املعىن نظري يف اجلسم املشف املتلون، وهو الشراب املشف الرقيق اللونذلك يف اإلناء ظهر يف حال انسكابه أبيض أو ذا لون خفي، وظهر شفيف ما ينسكب منه ظهوراً بيناً، وإذا اجتمع

واللون القوي . وإن مل يكن وراءه ضوء قوي ظهر كثيفاً. الشراب يف إناء كبري مشف فإن يظهر لونه قوياً صبغاًوكذلك . الذي يظهر للشراب الرقيق اللون إذا اجتمع يف اإلناء إمنا يظهر لوناً قوياً لتضاعف لونه بتضاعف أجزاءه

وإذا كان املاء عميقاً كثري السمك تضاعف ذلك الظل الرقيق . قالظل الذي يدركه البصر يف داخل املاء هو ظل رقي .فلذلك يدرك البصر ماء البحر العميق مظلماً. وإذا تضاعف الظل صار ظلمة قوية. لتضاعف أجزاء املاء

واملاء الكدر الذي شفيفه يسري ليس يدركه البصر مظلماً ألن املاء الكدر ذو لون ظاهر وكثافة قوية، فليس يدرك بصر من مجيعه إال مسافة يسرية لقوة لونه وضعف شفيفه، فليس يدرك الظل يف داخله لقلة مسك ما يدركه البصر ال

.من الظل والستظهار لون املاء الذي يف تلك املسافة على صورة الظل الذي فيها احلسن والقبح

املشفة كالبلور والزجاج إذا وذلك أن األواين. وقد يعرض الغلط يف احلسن والقبح أيضاً من أجل فرط الشفيفكانت أشكاهلا حسنة وكانت صافية الشفيف وكان يف تضاعيفها مواضع متلونة بألوان غري مستحسنة كالعيوب

اليت تكون يف البلور والزجاج، وكانت تلك املواضع تشني تلك األواين وتقبحها، فإن البصر إذا أدرك األواين اليت ك شفيفها ويدرك املواضع اليت تشينها، وإذا أدرك املواضع اليت تشينها فهو يدرك هبذه الصفة وهي خالية فإنه يدر

فإذا كان يف تلك األواين شراب قوي اللون، ومع ذلك حسن اللون، فإن تلك األواين تظهر . صورهتا مستقبحةلون الشراب الذي حسنة الصورة حلسن أشكاهلا وحسن الشراب الذي فيها وال تظهر تلك املعاين اليت تشينها، ألن

وإذا أدرك البصر األواين اليت هبذه الصفة، ومل يكن أدركها من قبل، فإنه . يف داخلها خيفي تلك املواضع اليت فيها .وإذا أدرك البصر املبصر القبيح حسناً فهو غالط يف حسنه. يدركها حسنة الصورة وحيس بقبحها

.من أجل الشفيفوعلى هذه الصفة بعينها يعرض الغلط يف قبح املبصر وذلك أن األواين املشفة احملكمة الصنعة اليت فيها نقو ومتاثيل مستحسنة إذا كانت أشكال تلك األواين مستقبحة،

وكان فيها شراب قوي مظلم اللون أو شيء من األجسام السيالة املتلونة بألوان غري مستحسنة، فإن البصر يدركها ألهنا إذا كانت يف غاية الشفيف مل تظهر النقوش . كانت يف غاية الشفيف مستقبحة وال حيس بشيء من حماسنها إذا

اليت فيها، أو مل تظهر على ما هي عليه وإذا كانت أشكاهلا مستقبحة والشراب الذي فيها مستقبح اللون فالبصر .يدرك مقاحبها وال يدرك حماسنها

وإذا أدرك البصر املبصر الذي هبذه الصفة . تقبحاًوإذا أدرك البصر مقابح املبصر ومل يدرك حماسنه فهو يدركه مس .مستقبحاً فهو غالط فيما يدركه من قبحه

وعلى هذه الصفة بعينها يعرض الغلط يف التشابه واالختالف من أجل فرط الشفيف وذلك أن املبصرين إذا كانا اثيل، وكانت النقوش اليت يف مشفني، وكانا متشاهبني يف أشكاهلما ويف شفيفهما، وكانت فيهما نقوش وخروش ومت

ذينك املبصرين خمتلفة، وكان املبصران يف غاية الشفيف، وكان فيهما شراب متشابه اللون، فإن البصر يدرك وإذا أدرك . املبصرين اللذين هبذه الصفة متشاهبني وال حيس بشيء من اختالفهما وال حيكم هلما بشيء من االختالف

.معىن من املعاين متشاهبني على اإلطالق، ومل حيس باختالفهما، فهو غالط يف تشاهبهماالبصر املبصرين املختلفني يف وكذلك إذا كان املبصران اللذان هبذه الصفة خمتلفني يف املعاين الظاهرة ومتشاهبني يف النقوش واملعاين اللطيفة فإن

.البصر يدركهما خمتلفني وال حيس بتشاهبهما ويكون غالطاً يف اختالفهماوالغلط يف احلسن ويف القبح ويف التشابه ويف االختالف هي أغالط يف القياس، ألن هذه املعاين تدرك بالقياس، وألن

وعلة هذه األغالط هو فرط الشفيف، . هذه األغالط إمنا هي لتعويل البصر على املعاين الظاهرة وسكونه إىل نتائجهاسرياً، وكان فيها كثافة، فإن البصر يدرك املعاين اليت فيها ويدرك ألن املبصرات اليت هبذه الصفة إذا كان شفيفها ي

حسن احلسن منها وقبح القبيح وتشابه املتشابه واختالف املختلف على ما هو عليه، وال يعرض له غلط فيما يدركه ليه يف عرض منها، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف هذه املبصرات اليت هبا يتم إدراك املبصرات على ما هي ع

.االعتدال .فعلى هذه الصفات وأمثاهلا يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج كثافة املبصر عن عرض االعتدال

غلط البصر من أجل شفيف اهلواء

البعد فأما كيف يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج شفيف اهلواء عن عرض االعتدال فإن ذلك يكون يف وذلك يعرض عند غشيان الضباب للموضع وقبل أن يصل إىل . ها البصر يف الضباب أو القتاماملبصرات اليت يدرك

وإدراك املبصرات يف . موضع البصر، أو إذا كان القتام يف موضع من األرض والبصر خارج عن ذلك املوضعالشتاء، وقد يكون يف الضباب يعرض كثرياً لسكان اجلبال واملواضع الشديدة الربد، فإن الضباب يغشاهم كثرياً يف

. السهول أيضاً ويف املواضع املعتدلة اهلواء يف بعض األوقات

فإذا أدرك البصر املبصر يف الضباب أو يف القتام فليس يتيقن مقدار بعده وإن كان بعده مسامتاً ألجسام مرتبة وجه األرض فليس يدركه وذلك ألنه رمبا مل يدرك البصر وجه األرض يف الضباب أو القتام، وإن أدرك. متصلة

إدراكاً صحيحاً وال يتحقق صورة ما بعد عن قدميه يف األرض، وال يتحقق وضع املبصر أيضاً إذا كان مائالً على خطوط الشعاع، وال يفرق بني سطح املبصر املائل وبني سطح املبصر املواجه إذا أدركه يف الضباب أو القتام،

وإذا أدرك البصر املبصر ومل يتحقق . القتام وكان البصر يف هواء لطيف وخاصة إذا كان املبصر يف الضباب أومقدار بعده فرمبا ظنه بعيداً ويكون ذلك املبصر قريباً، وذلك يف املبصرات املألوفة، ألنه يدرك صورة املبصر يف

فإن . جلبال والروايبورمبا ظن باملبصر أنه قريب، ويكون املبصر بعيداً، كا. الضباب ويف القتام مشتبهة غري بينةوذلك لعظم . البصر إذا أدرك اجلبال من وراء الضباب واهلواء ا لغليظ فإنه يظنها قريبة وهي مع ذلك بعيدة

صورهتا، ألن البصر إذا أدرك عظمها فليس يدرك سطح األرض القريب منه الذي بينه وبينها إدراكاً صحيحاً، ألن .املبصر القريب أنه بعيد وبالبعيد أنه قريب فهو غالط يف بعدهوإذا ظن البصر ب. عظمها إمنا هو لقرهبا

الوضع وكذلك إذا أدرك البصر املبصر يف الضباب ويف القتام، وكان مائالً على خطوط الشعاع، فإنه يظنه مواجهاً، رافه ألنه ليس ألنه إذا أدركه يف الضباب ويف القتام فليس يدرك صورته إدراكاً حمققاً، وليس يدرك اختالف أبعاد أط

وإذا مل يدرك اختالف أبعاد أطرافه فليس يدرك ميل سطحه، وإذا مل يدرك ميل سطحه فإنه . يتحقق مقدار بعده .وإذا أدرك البصر املبصر املائل كأنه مواجه فهو غالط يف وضعه. يدركه كأنه مواجه

خمتلفة الوضع فإن البصر ال يدرك الشكل وكذلك إذا كان يف سطح املبصر حتديب يسري أو تقعري يسري أو أجزاءالتحديب اليسري الذي يكون يف سطح املبصر وال التقعري اليسري إذا أدركه يف الضباب ويف القتام، وال يتحقق

وكذلك ال يفرق بني التقعري . صورته، وال يفرق بني السطح احملدب إذا كان حتديبه يسرياً وبني السطح املسطحوكذلك إذا كان املبصر ذا . البصر بالسطح احملدب أو املقعر أنه مسطح فهو غالط وإذا ظن. اليسري والتسطيح

زوايا صغار وزوائد صغار فليس يدركها البصر يف الضباب الغليظ والقتام وال يتحقق شكل املبصر الذي هبذه .الصفة

يدرك مقداره أعظم من مقداره العظم وإذا أراد البصر املبصر يف الضباب والقتام، وكان البصر يف هواء لطيف، فإنه وإذا أدرك البصر مقدار املبصر أعظم من مقداره احلقيقي فهو . احلقيقي كما يدرك املبصرات اليت تكون يف املاء

.غالط يف عظمهالتفرق وإذا أدرك البصر املبصر يف الضباب أو يف القتام، وكان ذلك املبصر من األجسام اخلشنة، وكان يف ذلك

سود أو مظلمة اللون، فإن البصر رمبا ظن بتلك اخلطوط أهنا شقوق وفصول إذا مل يكن قد تقدم علم املبصر خطوط وكذلك إذا أدرك البصر احليطان يف الضباب، وكان يف تلك احليطان خطوط سود أو مظلمة . الناظر بتلك األجسام

عضها على بعض، وكانت مواضع فصوهلا يف وكذلك إذا أدرك البصر أجساماً منطبقاً ب. اللون، فإنه رمبا ظنها شقوقاً .غاية الدقة، فليس يدرك البصر فصوهلا اليت هبذه الصفة إذا كانت املبصرات يف الضباب أو القتام

وإذا مل حيس مبواضع الفصول من األجسام . وإذا ظن البصر اخلطوط أهنا شقوق فهو غالط فيما يدركه من تفرقهاوإذا أدرك البصر املبصرات املتطابقة جسماً واحداً . كأهنا جسم واحد متصل املتطابقة فهو يدرك تلك املبصرات

.متصالً فهو غالط يف االتصال، وغالط يف العدد أيضاًمجيع املعاين السابقة وقد يعرض للبصر الغلط يف مجيع هذه املعاين إذا حدث يف اهلواء دخان قوي وكان البصر

يدركها البصر من وراء الدخان ليس يتحقق مقدار بعده، وال يتحقق فإن املبصرات اليت : خارجاً من الدخانوضعها، وال املعاين اليت تكون فيها، ويدرك أعظامها أعظم من مقدارها احلقيقي إذا كان البصر خارجاً من الدخان

.ومائالً عنه ألن الدخان أغلظ من اهلواء وأقل شفيفاً

وعلة هذا الغلط هو خروج . اس، ألن مجيع هذه املعاين تدرك بالقياسوالغلط يف مجيع هذه املعاين هو غلط يف القيشفيف اهلواء املتوسط بني البصر واملبصر عن عرض االعتدال، ألن املبصرات اليت يدركها البصر يف اهلواء الغليظ

فيها على ما هو الذي يعرض له الغلظ فيها إذا أدركها البصر يف اهلواء اللطيف فإنه يدرك كل واحد من املعاين اليت .عليه، وال يعرض له الغلط يف شيء منها، إذا كانت املعاين الباقية اليت فيها يف عرض االعتدالوذلك أن البصر إذا . احلركة وقد يعرض الغلط يف احلركة أيضاً من أجل خروج شفيف اهلواء عن عرض االعتدال

كان املتحركان متحاذيني يف جهة التباعد كفارسني أدرك مبصرين متحركني على االستقامة وعلى مست املقابلة، ويتحاربان، وكانت حركتامها خمتلفة، وكان االختالف الذي بينهما يسرياً، فإن البصر إذا أدرك املبصرين اللذين هبذه

الصفة يف الضباب أو يف القتام فإن البصر ال حيس باختالف حركيت املتحركني اللذين على هذه الصفة، ويظن وذلك ألن البصر إذا أدرك املبصرين اللذين . هما أهنما متساويتان، ما مل يكن االختالف الذي بينهما متفاوتاًحبركتي

هبذه الصفة يف الضباب أو يف القتام فإنه ليس يدرك وجه األرض يف تلك احلال إدراكاً حمققاً لغلظ القتام أو وإذا مل يدرك مقدار بعدي . بعدي املتحركنيوإذا مل يدرك البصر وجه األرض فليس يدرك مقدار . الضباب

املتحركني فليس يدرك اختالف مقداري املسافتني اللتني يقطعهما انك املتحركان إذا كان االختالف الذي بينهما وليس يدرك البصر من املتحركني اللذين هبذه الصفة إال تباعدمها فقط بالتباس صورتيهما عند التباعد . يسرياً

سامتانه من األرض من قياس البصر هلما باألجزاء املتفاوتة العظم من أجزاء األرض، ال باألجزاء وباختالف ما يفإن كان االختالف الذي . الصغار من األرض ، ألن األجزاء الصغار من األرض ليس تتم يف اهلواء املسرف الغلظ

وإن مل يكن االختالف الذي . احلركتني بني احلركتني متفاوتاً، وأطال البصر النظر إىل املتحركني، أحس باختالف .بينهما متفاوتاً حكم هلما بتساوي احلركة مع اختالف حركتيهما إذا كان االختالف الذي بينهما يسرياً

وإذا ظن البصر باملتحركني املختلفني يف حركتيهما أهنما متساويا احلركة فهو غالط فيما يظنه من كيفية حركتيهما ء أبطأمها ويكون غلطه غلطاً يف القياس، ألن احلركات واختالف احلركات ليس يدرك إال ويف سرعة أسرعهما وبط

ويكون علة غلطه هو خروج شفيف اهلواء عن عرض االعتدال، ألن البصر إذا أدرك املبصرين الذين على . بالقياستحركان، ويدرك اختالف هذه الصفة يف اهلواء النقي الصايف فإنه يدرك مقداري املسافتني اللتني يقطعهما امل

.حركتيهما، ويفرق بني أسرعهما وأبطأمها، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذينك املبصرين يف عرض االعتدالوذلك أن البصر . السكون وقد يعرض الغلط يف السكون أيضاً من اجل خروج شفيف اهلواء عن عرض االعتدال

صافياً، وأدرك جرية املاء وأدرك حركته، مث غشي ذلك املوضع ضباب قوي إذا نظر إىل ماٍء جارٍ، وكان اهلواء نقياًومشل ذلك الضباب سطح املاء، فإن البصر إذا نظر إىل ذلك املاء يف حال اشتمال الضباب عليه وأدركه فإنه ال

جرية املاء وذلك لن. يدرك جريته إذا مل يكن املاء شديد اجلرية، وإمنا يدركه كما يدرك املاء الواقف الساكن

يدركها البصر من إدراكه لتكاسري سطح املاء يف حال جريته، وتكاسري سطح املاء من املعاين اللطيفة اليت يدركها البصر، ألن تكاسري سطح املاء إمنا يدركها البصر من إدراكه الختالف أوضاع أجزاء سطح املاء، وسطح املاء

واملبصرات اليت يدركها البصر يف الضباب ليس . ن يف غاية البيانمتشابه اللون، واختالف أوضاع أجزائه ليس تكوفالبصر إذا نظر إىل املاء اجلاري، وكان . يدرك صورهتا إدراكاً حمققاً وال يدرك املعاين اللطيفة اليت تكون فيها

.الضباب مشتمالً على سطح ذلك املاء، فإنه يدرك ذلك املاء كأنه ساكن وال حيس جبريتهويكون غلطه غلطاً يف القياس، ألن السكون يدرك . البصر املاء اجلاري ساكناً فهو غالط يف سكونهوإذا أدرك وعلة هذا الغلط هو غلط اهلواء، ألن البصر إذا نظر إىل ذلك املاء وكان اهلواء نقياً صافياً فإنه يدرك جرية . بالقياس

يف ذلك املاء، اليت هبا يتم إدراك املبصرات على ما هي ذلك املاء على ما هي عليه، إذا كانت املعاين الباقية اليت .عليه، يف عرض االعتدال

اخلشونة واملالسة والشفيف وقد يعرض الغلط يف اخلشونة ويف املالسة ويف الشفيف ويف الكثافة ويف الظل والظلمة قتام الكثيف، إذا كان يف وذلك أن املبصر الذي يدركه البصر يف الضباب ويف الدخان ويف ال. من أجل غلظ اهلواء

سطحه خشونة يسرية، فليس يدرك البصر اخلشونة اليت تكون فيه ألنه ال يتحقق صورة السطح الذي يدرك يف وإذا مل يتحقق البصر . وكذلك إذا كان صقيالً فإنه ال يدرك صقاله. الضباب ويف الدخان ويف الغبار الكثيف

دة املالسة فإنه رمبا شبه املبصر اخلشن السطح مببصر أملس السطح، اخلشونة اليت يف سطح املبصر وال الصقال وشورمبا شبه املبصر األملس مببصر خشن السطح إذا كان ذلك املبصر شبيهاً به يف املعاين الظاهرة اليت يدركها من

.وإذا كان ذلك كذلك كان البصر غالطاً فيما يظهر من خشونة اخلشن ومالسة األملس. ذلك املبصروكان شفيفه يسرياً، وأدركه البصر يف الضباب أو يف الدخان أو يف الغبار الكثيف، . ك إذا كان املبصر مشفاًوكذل

. فإن أدرك شفيف املبصر أقل مما هو عليه فهو غالط يف شفيفه. فإنه ال يدرك شفيفه، أو يدرك شفيفه أقل مما هو .فتهوإن مل يدرك شفيفه فهو يظنه كثيفاً ويكون غالطاً يف كثا

وكذلك إذا أدرك البصر جداراً بعضه نقي البياض وبعضه ترايب اللون، وكان على ذلك اجلدار ضوء النار يف ظلمة الليل، وكان يف وجه ذلك اجلدار دخان أو غبار قوي، فإن البصر رمبا ظن باملواضع الترايب اللون من اجلدار أنه ظل

وإذا ظن البصر باملوضع الذي ال ظل فيه أنه مستظل . ي البياضمع إشراق الضوء عليه كإشراقه على املواضع النق .فهو غالط فيما يدركه من استظالله

وكذلك إذا أدرك البصر جداراً من وراء الدخان أو الغبار، وكان يف ذلك اجلدار مواضع سود، فإن البصر رمبا ظن ظلمة تلك الثقوب، فيكون غالطاً فيما يدركه بتلك املواضع السود أهنا ثقوب، وأن السواد الذي يظهر فيها إمنا هو

.من الظلمةوالغلط يف اخلشونة ويف املالسة ويف الشفيف والكثافة ويف الظل والظلمة هي أغالط يف القياس ألن هذه املعاين

وعلة هذه األغالط على الصفة اليت وصفناها هي خروج شفيف اهلواء املتوسط بني البصر واملبصر . تدرك بالقياسعرض االعتدال، ألن املبصرات اليت وصفناها إذا كانت يف هواء نقي صايف الشفيف فإن البصر يدرك مجيع عن

.املعاين اليت فيها على ما هي عليه، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف هذه املبصرات يف عرض االعتدالوذلك . ف اهلواء عن عرض االعتدالاحلسن والقبح وقد يعرض الغلط يف احلسن والقبح أيضاً من أجل خروج شفي

أن املبصر إذا كان شكله مستحسناً، أو لونه أو أشكال أجزائه أو أحد املعاين الظاهرة اليت تكون فيه أو جمموعها، وكان فيه مع ذلك معان لطيفة كسائر أجزاء الصورة إن كانت من احليوان وكالوشوم وسوء ترتيب األجزاء

اجلمادات، فإن البصر إذا أدرك مبصراً من املبصرات اليت هبذه الصفة يف الضباب ويف وتباينها أيضاً إذا كانت منالقتام فإن البصر يدرك املعاين الظاهرة اليت يف ذلك املبصر اليت هي مستحسنة، وال يدرك املعاين اللطيفة اليت فيها

.بصر املستقبح حسناً فهو غالط يف حسنهوإذا أدرك البصر امل. تقبح تلك الصورة، وال يدرك الصورة إدراكاً حمققاًوكذلك إذا كانت املعاين الظاهرة اليت يف الصورة مستقبحة، وكانت املعاين اللطيفة اليت فيها مستحسنة، كتناسب

أعضاء احليوان واملعاين اللطيفة اليت تكون فيها، وكالنقوش الدقيقة واأللوان املختلفة املتناسبة اليت تكون يف إن البصر إذا أدرك مبصراً من املبصرات يف اهلواء الغليظ اخلارج عن االعتدال فإنه يدرك صورته اجلمادات، ف

مستقبحة، ألنه يدرك املعاين الظاهرة اليت هي مستقبحة يف تلك الصورة وال يدرك املعاين اللطيفة اليت هبا حتسن تلك .قبحهاوإذا أدرك البصر الصورة املستحسنة فبيحة فهو غالط يف . الصورة

وكذلك إذا أدرك البصر مبصرين يتشاهبان يف املعاين الظاهرة وخيتلفان يف معان لطيفة، وكان إدراكه هلما يف هواء . غليظ كالضباب والقتام والدخان، فإنه يدرك املعاين الظاهرة اليت فيهما وال يدرك املعاين اخلفية اليت تكون فيهما

الظاهرة، وخيتلفان يف املعاين اخلفية، فهو يدركهما متشاهبني وال يدرك وإذا كان املبصران يتشاهبان يف املعاينوإذا أدرك البصر املبصرين املختلفني متشاهبني على اإلطالق فهو . اختالفهما وال حيكم هلما بشيء من االختالف

.غالط يف تشاهبهما

اين اخلفية فإن البصر يدركهما يف اهلواء الغليظ وكذلك إذا كان املبصران خيتلفان يف املعاين الظاهرة ويتشاهبان يف املع .وإذا أدرك البصر املبصرين املتشاهبني خمتلفني على اإلطالق فهو غالط يف اختالفهما. خمتلفني وال حيس بتشاهبهما

والغلط يف احلسن ويف القبح ويف التشابه ويف االختالف هي أغالط يف القياس ألن املعاين تدرك بالقياس، وألن هذهوعلة هذه األغالط هي خروج شفيف . األغالط إمنا هي لتعويل البصر على املعاين الظاهرة وسكونه إىل نتائجها

اهلواء عن عرض االعتدال، ألن املبصرات اليت هبذه الصفة إذا أدركها البصر يف هواء لطيف متشابه الشفيف فإنه لقبيح قبيحاً واملتشاهبني متشاهبني واملختلفني خمتلفني، يدرك كل واحد منها على ما هو عليه، ويدرك احلسن حسناً وا

.وال يعرض له الغلط يف شيء من املعاين اليت فيها، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات يف عرض االعتدال .فعلى هذه الصفات وأمثاهلا يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج شفيف اهلواء عن عرض االعتدال

لط البصر من أجل الزمانغ

.الذي فيه يدرك البصر املبصر عن عرض االعتدال

البعد فأما كيف يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج الزمان الذي فيه يدرك البصر املبصر عن عرض االعتدال فكاملبصر الذي يلمح شخصاً قائماً على وجه األرض من بعد مث يلتفت عنه يف احلال، ويكون ذلك

لشخص خنلة أو شجرة أو عموداً أو جداراً، ويكون من وراء ذلك الشخص جبل، ويكون بني الشخص وبني فإن البصر إذا ملح الشخص الذي هبذه الصفة فإنه رمبا ظن بذلك الشخص أنه يف حذاء اجلبل : اجلبل مسافة مقتدرة

وذلك . من األبعاد املعتدلة إذا كان من أبعدهاأو قريباً منه ومل حيس باملسافة اليت بينهما وإن كان بعد ذلك الشخص ألن البصر إذا ملح الشخص حملة سريعة مث التفت عنه يف احلال فإنه يف حال حملته للشخصني رمبا مل يلمح وجه

وإذا مل يلمح وجه األرض مل يدرك املسافة اليت بني . األرض، ويكون نظره إىل الشخص يف مست املقابلة فقطوإن ملح الناظر مجلة األرض أيضاً، ومل حيرك البصر يف طول املسافة، فإنه ليس يتميز له موضع . لالشخص وبني اجلب

ا

فإذا ملح البصر الشخص القائم، وكان نظره يف مست املقابلة، وكان وراء الشخص . قاعدة الشخص من تلك املسافةوإذا أدرك الشخص يف . ذي بينهماجبل، فإن البصر يدرك ذلك الشخص يف حذاء ذلك اجلبل، وال حيس بالبعد ال

حذاء اجلبل وكان بني الشخص وبني اجلبل بعد مقتدر فهو غالط يف بعد ذلك الشخص عنه، ويكون غلطه غلطاً يف ويكون على غلطه هو قصر الزمان الذي يدرك فيه ذلك الشخص، ألن البصر إذا قابل وجه األرض الذي . القياس

أ املسافة اليت بني البصر وبني اجلبل، أدرك موضع الشخص من تلك املسافة، هبذه الصفة يف زمان متنفس، واستقروأدرك البعد الذي بني الشخص وبني اجلبل، ومل يعرض له الغلط يف بعد الشخص من اجلبل وال يف بعده عن البصر،

جلبل يف عرض إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك الشخص ويف ذلك اجلبل ويف املسافة اليت بني البصر وا .االعتدال الوضع

وذلك أن الناظر إذا كان . وقد يعرض الغلط يف وضع املبصر أيضاً من اجل خروج الزمان عن عرض االعتدالمتحركاً حركة سريعة، مث التفت عن ميينه أو عن مشاله فلمح يف التفاته حائطاً قائماً أو جبالً معترضاً من بعد مقتدر،

ط أو لذلك اجلبل من فرجة أو من باب، مث غاب عنه ذلك احلائط أو ذلك اجلبل بعد قطع وكان إدراكه لذلك احلائالبصر ملسافة عرض تلك الفرجة أو ذلك الباب، وكان سطح ذلك احلائط أو طول ذلك اجلبل مائالً على خطوط

إذا كان سطح و. الشعاع، فإن البصر ال حيس بوضع ذلك احلائط وال بوضع اجلبل الذي يدركه على هذه الصفةاحلائط أو طول اجلبل مائالً على خطوط الشعاع فإنه يدركه مواجهاً، وذلك ألن امليل إمنا يدركه البصر من إدراكه الختالف بعدي طريف املبصر، واختالف أبعاد أطراف املبصرات إمنا يدركها البصر من إدراكه ملقدار كل واحد من

وإدراك البصر ملقدار كل واحد من البعدين وإدراكه . أحدمها على اآلخر بعدي الطرفني املتقابلني وإدراكه لزيادةلتفاضلهما ليس يكون إال يف زمان له قدر يتمكن فيه البصر من تأمل كل واحد من البعدين ومن قياس أحدمها

املسافة والزمان الذي يقطع فيه البصر عرض . باآلخر ومن قياس كل واحد منهما مبا يسامته من األجسام األرضية. اليت هي الفرجة أو الباب، إذا كانت الفرجة أو الباب ضيقني وكانت حركة البصر سريعة، ليس يكون إال يسرياً

وإذا كان الزمان الذي هبذه الصفة يسرياً، وملح البصر ذلك، وملح البصر ذلك احلائط أو ذلك اجلبل يف هذا القدر مقداري بعدي طرفيه ومن قياس أحدمها باآلخر، وإن أدرك طريف من الزمان أو يف بعضه، فإنه ال يتمكن من تأمل

وإذا مل يدرك البصر مقدار كل واحد من بعدي طريف احلائط أو اجلبل، ومل يقس أحدمها . ذلك اجلسم يف حملتهليس وإذا مل يدرك ميلهما ف. باآلخر، فإنه ال يدرك ميل ذلك احلائط وال ذلك اجلبل، وخاصة إذا كان ميلهما يسرياً

.يدرك احلائط أو اجلبل إال مواجهاً، ويظن بأبعاد طرفيه أهنما متساويان، إذا مل حيس باالختالف الذي بينهماويكون غلطه غلطاً يف القياس ألن الوضع يدرك . وإذا أدرك البصر املبصر املائل مواجهاً فهو غالط يف وضعه

يدرك البصر املبصر عن عرض االعتدال، ألن البصر ويكون علة هذا الغلط هو خروج الزمان الذي فيه. بالقياسإذا تأمل املبصر الذي هبذه الصفة، وكان الزمان الذي يتأمله فيه فسيحاً وتأمل أبعاد أطرافه، فإنه يدرك اختالف

.أبعاد أطرافه ويدرك وضعه على ما هو عليه إذا كانت املعاين الباقية اليت فيه يف عرض االعتدالوذلك أن البصر إذا ملح . الغلط يف الشكل أيضاً من أجل خروج الزمان عن عرض االعتدالالشكل وقد يعرض

مبصراً من املبصرات مث التفت عنه سريعاً، وكان يف سطح ذلك املبصر حتديب يسري أو تقعري يسري، فإنه يدركه يف وإذا . كون إال يف زمان متنفساآلن مسطحاً، ألن التحديب اليسري ليس يدركه البصر إال بالتأمل املستقصى ليس ي

ويكون غلطه غلطاً يف القياس ألن .أدرك البصر السطح احملدب أو املقعر مسطحاً فهو غالط يف شكل ذلك السطح

ويكون علة غلطه فيما يدركه على هذه الصفة هو قصر الزمان الذي يدرك فيه املبصر، لنه . الشكل يدرك بالقياسلبصر املبصر فسيحاً فهو يدرك البصر املبصر فسيحاً فهو يدرك حتديب سطحه إذا كان الزمان الذي يدرك فيه ا

.وتقعريه ويدرك شكله على ما هو عليه، إذا كانت املعاين اليت فيه يف عرض االعتدالوذلك أن اإلنسان إذا أخذ . العظم وقد يعرض الغلط يف العظم أيضاً من أجل خروج الزمان عن عرض االعتدال

نار، وحركه مييناً ومشاالً حركة يف غاية السرعة يف ظلمة الليل، فإن البصر إذا نظر إىل النار اليت هبذه عوداً يف طرفه وذلك ألن البصر . الصفة فإنه جيدها ممتدة يف املسافة اليت تتحرك فيها تلك النار، اليت هي أضعاف ملقدار جرم النار

رك حركة املبصر إال يف زمان له قدر، فإذا حتركت النار ليس يدرك مقدار املبصر وال يدرك موضع املبصر وال يدحركة يف غاية السرعة فإن الزمان الذي تقطع فيه النار تلك املسافة هو زمان يف غاية الصغر بالقياس إىل احلس،

وإذا مل يدرك احلاس أجزاء ذلك. فليس يدرك احلس اجلزء من الزمان الذي تقطع فيه النار اجلزء من تلك املسافةفالبصر يدرك النار يف . الزمان جزءاً بعد جزء، فهو حيس جبملة الزمان مبنزلة جزء ال ينقسم من الزمان أو مبنزلة اآلن

.مجيع تلك املسافة يف زمان هو عند احلس مبنزلة اآلن الواحد

تواصلت حركة احملرك مث إذا. وإذا أدرك البصر النار يف مجيع املسافة يف آن واحد فهو يدركها ممتدة يف تلك املسافةلتلك النار دائماً مييناً ومشاالً زماناً حمسوساً فإن البصر يدرك تلك النار ممتدة يف تلك املسافة زماناً حمسوساً له قدر،

وإذا أدرك البصر النار ممتدة يف مسافة يف مسافة من . وهو الزمان الذي يواصل فيه احملرك حتريك تلك النارفإذا أدرك البصر النار اليت . ساً مل يشك يف أن حجم تلك النار هو مقدار طول تلك املسافةاملسافات زماناً حمسو

هبذه الصفة من بعد يف ظالم الليل فإنه ال يشك يف ان مقدار جرم النار هو مقدار طول املسافة، ويكون جرم النار .كون مع ذلك ال حيس بغلظهجزءاً يسرياً من تلك املسافة، فيكون غالطاً يف مقدار عظم تلك النار، وي

وإذا أدرك البصر النار اليت هبذه الصفة من قرب أيضاً ويدرك حمركها ويعلم أنه حيركها، وأن مقدار تلك النار هو مقدار يسري، فهو يدركها أيضاً ممتدة يف تلك املسافة ويدرك مقدار طول املسافة، ولكنه يعلم مع ذلك أنه غالط فيما

.ر على هذه الصفةيدركه من مقدار النافإذا أدرك البصر النار على هذه الصفة فإنه يكون غالطاً يف عظمها وغالطاً يف سكوهنا، ألنه إذا مل يتقدم علمه

فيكون غلطه . بتحريك احملرك هلا يظنها ساكنة وال حيس بتحريك احملرك هلا إذا أدركها يف ظلمة الليل من بعد مقتدروعلة هذا الغلط هو خروج الزمان الذي يدرك البصر . ن هذه املعاين تدرك بالقياسيف مجيع ذلك غلطاً يف القياس أل

النار يف طول هذه املسافة الذي فيه تقطع النار تلك املسافة عن عرض االعتدال، ألن تلك النار بعينها إذا حركها يف جزء بعد جزء من تلك احملرك حركة رقيقة فإن البصر الناظر إليها يدرك مقدارها على ما هو عليه ويدركها

املسافة، ويدرك حركتها ويدرك شكلها، وال يعرض له الغلط يف شيء من معانيها، إذا كانت املعاين الباقية اليت فيها .اليت هبا يتم إدراك املبصرات على ما هي عليه يف عرض االعتدال

وذلك أن ابصر إذا ملح ثوباً . عتدالالتفرق وقد يعرض الغلط يف التفرق أيضاً من أجل خروج الزمان عن عرض االمن الثياب البيض أو ستراً أبيض أو حائطاً من احليطان البيض، وكان يف ذلك الثوب أو الستر أو احلائط خط أسود أو مظلم اللون أو خيط يف نسج الثوب أو كان الستر أسود أو مظلم اللون، ومل يلبث البصر يف مقابلة ذلك املبصر

عنه يف احلال، فإن الناظر رمبا ظن بذلك اخلط أو اخليط أنه شق يف الثوب أو ذلك الستر أو ذلك بل حمله والتفت وإذا ظن الناظر باخلط أو . احلائط، إذا كان الزمان الذي حمله فيه يسرياً ومل يتمكن يف ذلك القدر من الزمان من تأمله

.اخليط أنه شق فهو غالط يف ذلك الظن

وذلك ان البصر إذا ملح حائطاً من احليطان السود اليت . صال أيضاً من أجل قصر الزمانوقد يعرض الغلط يف االتتسود بالدخان، وكان يف ذلك احلائط شق ضيق أو شقوق ضيقة، فإن البصر إذا ملح احلائط الذي هبذه الصفة

يتميز له سواد احلائط من والتفت عنه يف احلال ومل يتمكن من تأمله، فإنه ال تتميز له الشقوق اليت تكون فيه والوإذا مل يتميز للبصر الشقوق والتفريق اليت يف اجلسم الذي . ظلمة الشقوق اليت يف تضاعيفه يف مقدار ملح البصر

.وإذا ظن باملتفرق أنه متصل فهو غالط فيما يظنه من اتصاله. هبذه الصفة فإنه يظنه متصالًاألسود كاألبنوس وما جرى جمراه، وكانت الفصول اليت بني وكذلك إذا ملح البصر األسرة املتخذة من اخلشب

ألواحه املتصلة يف سطحه ضيقة، ومل يثبت البصر يف مقابلة املبصر الذي هبذه الصفة بل حمله والتفت عنه يف احلال، جسم فإن البصر يف حال حمله للجسم الذي هبذه الصفة ال يدرك الفصول اليت بني ألواحه بل يدركه متصالً كأنه

وذلك ألن البصر يف اللمحة اخلفيفة ليس يتميز له مواضع الفصول والتفرق الذي بني تلك األلواح لسواد . واحد .تلك األلواح وظلمة التفرق الذي بينها واشتباه السواد بالظلمة

ط يف العدد وإذا أدرك البصر األجسام املتضامة جسماً واحداً متصالً فهو غالط فيما يدركه من اتصاهلا، وهو غالوالغلط يف التفرق ويف االتصال ويف العدد هي أغالط يف القياس ألن . أيضاً إذا ظن بعدة أجسام أهنا جسم واحدوعلة هذه األغالط هو خروج الزمان الذي يدرك فيه البصر هذه . التفرق واالتصال والعدد إمنا يدرك بالقياس

ذه الصفة إذا أدركها البصر ولبث يف مقابلتها زماناً مقتدراً املبصرات عن عرض االعتدال، ألن املبصرات اليت هبوتأملها تأمالً صحيحاً فإنه يدرك االتصال يف املتصل منها ويدرك التفرق يف املتفرق ويدرك عددها على ما هو عليه،

.إذا كانت املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات يف عرض االعتدالوذلك أن البصر إذا ملح متحركني يتحركان يف . ركة أيضاً من أجل قصر الزماناحلركة وقد يعرض الغلط يف احل

وقت واحد كفارسني يتحاربان أو شخصني يتساعيان، وكانت حركتامها خمتلفة اختالفاً يسرياً، ومل يلبث البصر يف ي احلركة وال حيس مقابلتهما بل التفت عنهما يف احلال، فإن البصر يدرك املتحركني اللذين هبذه الصفة متساوي

وذلك أن االختالف اليسري الذي يكون بني احلركتني . باختالف حركتيهما إذا كان االختالف الذي بينهما يسرياًليس يدركه البصر إال بالتأمل املستقصى، وليس يكون إال يف زمان سعة، وليس يكون يف أقل القليل من الزمان

.الذي هو ملح البصروالغلط يف احلركات ويف تساوي احلركات . كتني املختلفتني متساويتني فهو غالط يف تساويهماوإذا أدرك البصر احلر

وعلة هذا الغلط هو خروج الزمان . هو غلط يف القياس ألن احلركات وتساوي احلركات ليس يدرك إال بالقياساملختلفي احلركة إذا أدركهما الذي يدرك فيه البصر احلركتني التني هبذه الصفة عن عرض االعتدال، ألن املتحركني

البصر يف زمان فسيح وتأمل حركتيهما يف ذلك الزمان تأمالً مستقصى فإنه يدرك اختالف حركتيهما وال يعرض له .الغلط يف كيفية حركتيهما، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذينك املبصرين يف عرض االعتدال

وذلك أن البصر إذا نظر . من أجل خروج الزمان عن عرض االعتدالالسكون وقد يعرض الغلط يف السكون أيضاً إىل مبصر من املبصرات، وكان ذلك املبصر يتحرك حركة بطيئة يف غاية البطء، ومل يلبث البصر يف تأمل ذلك وإن املبصر إال زماناً يسرياً، فإن البصر يدرك ذلك املبصر ساكناً كانت حركته على االستقامة أو على االستدارة

وذلك أن املبصر يتحرك حركة بطيئة مسرفة البطء فهو يقطع يف زمان حمسوس مسافة غري . كان على بعد معتدلحمسوسة، فإذا كان البصر ناظراً إىل ذلك املبصر وثابتاً يف مقابلته ذلك القدر من الزمان فقط الذي يقطع فيه ذلك

ر ال حيس باملسافة اليت يقطعها ذلك املبصر يف ذلك القدر املبصر مسافة غري حمسوسة أو بعض ذلك الزمان فإن البص

.من الزمان، وإذا مل حيس باملسافة اليت يقطعها املبصر يف ذلك القدر من الزمان فهو يدركه ساكناًفإذا نظر البصر إىل مبصر من املبصرات املتحركة ومل يلبث يف مقابلته إال زماناً يسرياً، وكان ذلك املبصر بطيء

ة، وكانت املسافة اليت يقطعها ذلك املبصر يف ذلك املبصر يف ذلك القدر من الزمان الذي أدرك فيه البصر إذا احلركأدرك املبصر يف موضع واحد وعلى وضع واحد زماناً حمسوساً فإنه يدركه يف ذلك القدر من الزمان ساكناً وال حيس

وإذا أدرك البصر . هنا ساكنة إذا مل يطل النظر إليهاحبركته يف ذلك القدر من الزمان، ولذلك يدرك الكواكب كأ. والغلط يف السكون هو غلط يف القياس ألن السكون يدرك بالقياس. املبصر املتحرك ساكناً فهو غالط يف سكونه

وعلة هذا الغلط هو خروج الزمان الذي يدرك فيه البصر املبصر الذي هبذه الصفة عن عرض االعتدال، ألن البصر رك املبصر وثبت يف مقابلته زماناً مقتدراً يقطع ذلك املبصر يف مثله مسافة حمسوسة فإن البصر يدرك حركة إذا أد

.ذلك املبصر، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف ذلك املبصر يف عرض االعتدال

دوامة إذا كانت وقد يدرك البصر املبصر املتحرك ساكناً إذا كانت حركته يف غاية السرعة أيضاً، وذلك مثل السريعة احلركة، فإن البصر يدرك الدوامة إذا كانت متحركة حركة سريعة كأهنا ساكنة، وذلك ألن البصر يدرك كل جزء من أجزاء الدوامة يف مجيع الدائرة اليت يتحرك عليها ذلك اجلزء يف زمان يف غاية الصغر ليس يف قدرة

ت حركتها يف غاية السرعة فإن كل جزء منها يقطع الدائرة اليت احلس متييز أجزائه، وذلك ألن الدوامة إذا كان .يتحرك عليها يف زمان يف غاية الصغر، وقد تبني فيما تقدم أن البصر ليس يدرك احلركة إال يف زمان حمسوس

يل وإذا أدرك البصر كل جزء من أجزاء الدوامة على مجيع حميط الدائرة اليت يتحرك عليها ذلك اجلزء يف أقل القلمن الزمان الذي هو مبنزلة اآلن عند احلس، مث اتصلت حركة الدوامة، فإنه يدرك لون كل نقطة من الدوامة على

فإن . مجيع حميط الدائرة اليت تتحرك عليها تلك النقطة يف مدة الزمان الذي تتحرك فيه الدوامة احلركة السريعةوإذا كانت ذات ألوان خمتلفة على الصفة . حال حركتهاكانت الدوامة ذات لون واحد مل تتميز أجزاؤها للبصر يف

وإذا . اليت تقدمت يف املقالة الثانية ظهر لوهنا لوناً واحداً ممتزجاً من تلك األلوان كما تبني ذلك يف املقالة الثانيةللون للون وإن كان فيها نقط متفرقة، أو نقط خمالفة ا. ظهرت ذات لون واحد تتميز أجزاؤها مع احلركة السريعة

مجلة الدوامة، فإن كل نقطة منها يظهر لوهنا على مجيع حميط الدائرة اليت تتحرك عليها تلك النقطة وميكث ذلك اللون مستديراً على صفة واحدة ما دامت الدوامة تتحرك احلركة السريعة، ويدرك البصر الدوامة كأن يف سطحها

يدرك لون النقطة يف مجيع الزمان الذي تتحرك فيه الدوامة احلركة دوائر خمالفة األلوان لبقية لوهنا، ألن البصر فعلى تصاريف أحوال الدوامة يف ألواهنا، إذا كانت الدوامة تتحرك حركة سريعة، . السريعة على مجيع حميط الدائرة

الذي تتحرك فيه فإن البصر يدرك صورة لوهنا أو ألواهنا على صفة واحدة ال تتغري زماناً حمسوساً، وهو مدة الزمان والرب إمنا يدرك احلركة املستديرة من تبدل أجزاء املتحرك بالقياس إىل البصر نفسه أو . الدوامة احلركة السريعة

وإذا . بالقياس إىل جسم غريه، ويدرك السكون من إدراك املبصر على صفة واحدة وعلى وضع واحد زماناً حمسوساًناً حمسوساً، وأدرك وضع أجزائها على صفة واحدة ومل حيس بتبدل أدرك البصر الدوامة على صفة واحدة زما

.أجزائها، فهو يدركها ساكنة وال حيس حبركتهاويكون علة هذا . وإذا أدرك البصر الدوامة املتحركة ساكنة فهو غالط يف سكوهنا، ويكون غلطه غلطاً يف القياس

زاء الدوامة على مجيع حميط الدائرة اليت يتحرك الغلط هو خروج الزمان الذي فيه يدرك البصر كل جزء من أجعليها ذلك اجلزء عن عرض االعتدال باإلفراط يف القصر، ألنه إذا كان هذا الزمان يف غاية القصر مل يدرك احلس

أجزاءه، وإذا مل يدرك أجزاءه مل يدرك أجزاء احلركة، وإذا مل يدرك أجزاء احلركة مل يدرك تبدل أجزاء الدوامة، وإذا

مل يدرك تبدل أجزاء الدوامة مل يدرك حركتها، فعلة هذا الغلط هو قصر الزمان الذي فيه يدرك البصر املبصر .املتحرك يف مجيع املسافة اليت يتحرك عليها

وذلك ألن البصر إذا ملح . اخلشونة واملالسة وقد يعرض الغلط يف اخلشونة ويف املالسة أيضاً من أجل قصر الزمانبصرات حملة يسرية مث التفت عنه يف احلال، وكان يف ذلك املبصر خشونة يسرية، فإن البصر ال يدرك مبصراً من امل

اخلشونة اليسرية اليت تكون يف سطح ذلك املبصر، ألن اخلشونة اليسرية ليس يدركها البصر إال بالتأمل املستقصى، ملبصر حملة يسرية يف زمان يسري املقدار فليس وإذا ملح البصر ا. والتأمل املستقصى ليس يكون إال يف زمان مقتدر

وإذا مل يدرك اخلشونة اليت فيسطح املبصر فهو يدركه أملس، ألنه يدركه كما يدرك . يدرك اخلشونة اليت تكون فيهوكذلك إذا كان املبصر أملس وحمله البصر حملة خفيفة فإنه ال . السطوح امللس فال يفرق بينه وبني السطوح امللس

فإن كان ذلك املبصر من املبصرات اليت حيتمل أن يكون فيها خشونة ويكون أكثرها خشنة . الستهيتحقق م .السطوح فإن البصر رمبا ظن بذلك املبصر أنه خشن السطح إذا مل يتحقق مالسته

ويكون غلطه غلطاً يف. وإذا ظن البصر باخلشن أنه أملس وباألملس أنه خشن فهو غالط يف اخلشونة ويف املالسةويكون علة غلطه هو خروج الزمان الذي يدرك فيه البصر املبصر عن . القياس ألن اخلشونة واملالسة تدرك بالقياس

عرض االعتدال، ألن البصر إذا أدرك ذلك املبصر وتأمله تأمالً صحيحاً يف زمان مقتدر فإنه يدرك خشونته إن كان .الباقية اليت يف ذلك املبصر يف عرض االعتدالخشناً ويدرك مالسته إن كان أملس، إذا كانت املعاين

الشفيف والكثافة وقد يعرض الغلط يف الشفيف ويف الكثافة أيضاً من أجل خروج الزمان الذي يكون فيه اإلبصار وذلك أن البصر إذا ملح جسماً من األجسام املشفة حملة خفيفة مث التفت عنه، وظهر الضوء من . عن عرض االعتدال

جلسم املشف يف حال مالحظة البصر له وأحس البصر بشفيف ذلك اجلسم،وكان الضوء الذي أدركه وراء ذلك االبصر من وراء ذلك اجلسم خيرج إىل ذلك اجلسم على خطوط مائلة على سطحه وال على خطوط قائمة، فإن

دركه البصر وذلك ألن حقيقة شفيف اجلسم املشف ليس ي. البصر يدرك شفيف ذلك اجلسم دون شفيفه احلقيقيوإذا أدرك البصر الضوء من وراء . إال إذا كان الضوء الذي يظهر من وراء ذلك اجلسم على مسوت قائمة عليه

اجلسم املشف، وكان الضوء الذي أدركه البصر خارجاً إىل ذلك اجلسم املشف على خطوط مائلة، فإن الشفيف لبصر اجلسم املشف وهو على الوضع الذي وصفناه، وإذا ملح ا. الذي يظهر لذلك اجلسم ليس هو شفيفه احلقيقي

وأدرك شفيفه على ما يقتضيه وضعه، مث التفت عنه يف احلال، فإنه إذا التفت عنه بسرعة فليس حيس حبقيقة وضع ذلك اجلسم من الضوء الذي ظهر من ورائه وال يفرق يف الزمان اليسري الذي هو ملح البصر بني الضوء املواجه

وإذا مل حيس حبقيقة وضع املبصر الذي هبذه الصفة من الضوء الذي يظهر من وراءه فإنه . لضوء املائلللمبصر وبني اوإذا ظن البصر بشفيف اجلسم الذي هو . رمبا ظن أن ذلك الشفيف الذي أدركه لذلك اجلسم هو غاية يف فيفه

.دون شفيفه احلقيقي أنه غاية شفيف ذلك اجلسم فهو غالط يف شفيف ذلك اجلسموأما إن ملح البصر اجلسم املشف، وكان ذلك اجلسم على وجه األرض ومل يظهر الضوء من وراء ذلك اجلسم،

وكان ذلك اجلسم متلوناً بلون قوي، فإن البصر يدرك ذلك اجلسم كثيفاً وال حيس بشفيفه وال يتميز له مقدار ملح الناظر بشفيف ذلك اجلسم فإنه ال يشك يف وإذا مل يكن قد تقدم علم. البصر لون من لون اجلسم الذي وراءه

والغلط يف الشفيف ويف الكثافة هو غلط يف . وإذا أدرك البصر اجلسم املشف كثيفاً فهو غالط يف كثافته. كثافتهوعلة هذا الغلط هو خروج الزمان عن عرض االعتدال، ألن البصر . القياس ألن الشفيف والكثافة يدركان بالقياس

املشف ومتكن من تأمله ومن استشفافه فليس يعرض له الغلط يف شفيفه وال يف كثافته إن كان إذا أدرك املبصر

.كثيفاً، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف عرض االعتدالوذلك أن البصر إذا ملح جداراً يف بيت من . الظل وقد يعرض الغلط يف الظل أيضاً من اجل قصر الزمان ويف الظلمة

الليل، وكان بعض ذلك اجلدار مسفر اللون وبعضه قتم اللون، وكان على ذلك اجلدار ضوء نار البيوت يف سوادليس بالقوي، ولن يكن قد تقدم علم الناظر بذلك اجلدار، وكان حمله له حملة يسرية مث أعرض عنه يف احلال، فإنه يف

.جلدار أنه ظلحال مالحظته إذا مل يتأمله تأمالً صحيحاً رمبا ظن باملوضع القتم من اوكذلك إن كان بعض اجلدار أسود وبعضه أبيض، وأدركه البصر يف ضوء النهار، ومل يكن قد تقدم علم الناظر بسواد ذلك اجلدار، وكان الضوء الذي عليه ليس بشديد اإلشراق، فإنه رمبا ظن بالسواد أنه باب أو منفذ وأن

.ضع تأمالً صحيحاً وحمله حملة فقطسواده إمنا هو ظلمة املوضع إذا مل يتأمل ذلك املو. وإذا أدرك البصر املوضع املضيء بضوء النار الذي ال ظل فيه مستظالً أو مظلماً فهو غالط يف استظالله ويف ظلمته

ويكون علة هذا الغلط هو خروج الزمان الذي . ويكون غلطه غلطاً يف القياس ألن الظل والظلمة يدركان بالقياسبصر الذي هبذه الصفة عن عرض االعتدال، ألن البصر إذا تأمل املبصر الذي هبذه الصفة فضل يلمح فيه البصر امل

تأمل فإنه يدرك الضوء الذي عليه وحيس باختالف ألوانه وال يعرض له الغلط يف شيء منه، إذا كانت املعاين الباقية .اليت فيه يف عرض االعتدال

احلسن والقبح

وذلك أن البصر إذا ملح . قبح أيضاً من اجل خروج الزمان عن عرض االعتدالوقد يعرض الغلط يف احلسن والمبصراً من املبصرات كشخص إنسان، وكانت لذلك اإلنسان ورقة من رقة لونه وحسن هيئة مجلة وجهه وأشكال

تكون أعضائه الظاهرة أو بعض ذلك، وكانت يف مع ذلك معان لطيفة تشينه وتقبح صورته كتباين أعضائه أو آثار يف وجهه تقبح صورته، فإن البصر إذا ملح الصورة اليت هبذه الصفة حملة خفيفة والتفت عنها يف احلال فإنه يدرك

حماسنها يف حال مالحظتها وال يدرك املعاين اللطيفة اليت تكون فيها اليت تشينها، ألن هذه املعاين ليس تدرك يف ملح وكذلك مجيع املبصرات من . الصفة فإنه يدركه حسناً، وهو مع ذلك قبيحوإذا ملح البصر املبصر الذي هبذه . البصر

اجلمادات واحليوانات والنبات، إذا كانت فيها معان ظاهرة مستحسنة ومعان لطيفة مستقبحة، فإن البصر إذا حملها .حملاً ومل يتمكن من تأملها تأمالً صحيحاً فإنه يدركها مستحسنة وهي مع ذلك مستقبحة

كان يف املبصر معان ظاهرة مستقبحة ومعان لطيفة مستحسنة، وملح البصر املبصر الذي هبذه الصفة حملة وكذلك إن وإذا أدرك البصر املبصر املستقبح حسناً فهو غالط يف حسنه وإذا . خفيفة، فإنه يدركه مستقبحاً وال يدرك حماسنه

.أدرك املبصر املستحسن قبيحاً فهو غالط يف قبحهالغلط بعينه للبصر إذا كان البصر ينظر من باب أو من فرجة، وكان املبصر متحركاً أو جمتازاً بذلك وقد يعرض هذا

الباب أو الفرجة وأدركه البصر يف مقدار الزمان الذي قطع فيه املبصر عرض ذلك الباب أو الفرجة ومل يتمكن من وكذلك إذا كان . ويدرك املستحسن قبيحاً تأمله، فإنه يدرك املستقبح الذي على هذه الصفة اليت وصفناها حسناً

البصر متحركاً واملبصر ساكناً أو متحركاً إىل ضد جهة حركة البصر وملح البصر املبصر يف حال حركته من باب أو .من فرجة

بل وكذلك أيضاً إذا ملح البصر مبصرين متشاهبني يف معان ظاهرة وخيتلفان يف معان لطيفة، ومل يتأملها تأمالً صحيحاًوإن كانا خيتلفان يف . حملهما حملاً خفيفاً مث أعرض عنهما، فإنه يدرك ذينك املبصرين متشاهبني وال حيس باختالفهماوإذا أدرك البصر . املعاين الظاهرة ويتشاهبان يف املعاين اخلفية فإن البصر يدركهما خمتلفني وال حيس بتشاهبهما

ني على اإلطالق فهو غالط يف تشاهبهما، وإذا أدرك املتشاهبني بوجه من املبصرين املختلفني بوجه من الوجوه متشاهب .الوجوه خمتلفني على اإلطالق فهو غالط يف اختالفهما

وعلة . والغلط يف احلسن ويف القبح ويف التشابه ويف االختالف هي أغالط يف القياس ألن هذه املعاين تدرك بالقياسرك فيه البصر كل واحد من هذه املبصرات عن عرض االعتدال، ألن هذه األغالط هي خروج الزمان الذي يد

البصر إذا أدرك هذه املبصرات ومتكن من تأملها وتصفح املعاين اليت فيها فإنه يدرك كل واحد منها على ما هو يء من املعاين عليه، فيدرك احلسن حسناً والقبيح قبيحاً واملتشابه متشاهباً واملختلف خمتلفاً، وال يعرض له الغلط يف

.اليت فيها، إذا كانت املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات يف عرض االعتدالفعلى هذه الصفات وأمثاهلا يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج الزمان الذي فيه يدرك البصر املبصر عن

.عرض االعتدال

غلط البصر من أجل صحة البصر

البعد

صر يف القياس من اجل خروج صحة البصر عن عرض االعتدال فإنه كالبصر الذي به فأما كيف يكون غلط البعشى أو به مرض أو هو ضعيف يف األصل، إذا نظر إىل مبصرين على بعدين متساويني، وكان ذانك املبصران

وكان الضوء متفرقني، وكان بعدمها بعداً مقتدراً، وكان أحد املبصرين أبيض نقي البياض وكان اآلخر مظلم اللون،الذي عليهما متساوياً، فإن البصر رمبا ظن باملبصر األبيض الذي هبذه الصفة أنه أقرب من املظلم اللون ويظن

باملبصر املظلم اللون أنه أبعد، وإن كان بعدامها من األبعاد املعتدلة وكان من أبعدها، وخاصة إذا كان املبصران وذلك ألن البصر الضعيف ليس يدرك ما يدركه إدراكاً . طح األرضمرتفعني عن األرض وكان بعدامها يسامت س

وتساوي البعدين إمنا يدركه البصر من . صحيحاً، والقوة املميزة حتس هبذا املعىن من البصر الضعيف واملعلول. عدإدراكه ملقدار كل واحد من البعدين ومن قياس أحد البعدين باآلخر، فهو يدرك تساوي البعدين من قياس فيه ب

واملبصر النقي البياض يكون أبني من املبصر املظلم اللون، واملبصر القريب من البصر يكون أبني من املبصر البعيد من البصر، وبيان األبيض وخفاء املظلم اللون يدركان مبجرد احلس، وما يدرك مبجرد احلس يكون أظهر عند احلس

.مما يدرك بالقياسذين هبذه الصفة وأدرك بعديهما وأدرك اختالف بياهنما فإنه يغلب اختالف البيان فإذا أدرك البصر املبصرين الل

وإذا كانت القوة املميزة تدرك أن ما . الذي يدركه مبجرد احلس على ما يدركه بالقياس ألنه أظهر واحلس به أوثقحلس فاوال يف احلس يدركه البصر الضعيف هو إدراك غري صحيح كانت مما هو أظهر عند ذلك البصر وأقرب إىل ا

فالبصر الضعيف يدرك املبصر النقي البياض . أشد ثقة منها مبا هو أبعد يف احلس ومبا ليس يدرك إال بعد تأمل وقياسكأنه أقرب من املبصر املظلم اللون إذا كانا متساويي البعد ومل يتحقق مقدار بعديهما، ألنه يدركه أبني وألنه يغلب

ا أدرك البصر املبصرين املتساويي البعد خمتلفي البعد فهو غالط يف كل واحد منهما أو وإذ. ما كان أظهر يف احلس .يف بعد أحدمها

وقد يعرض هذا الغلط بعينه للبصر الصحيح أيضاً إذا كان املبصران اللذان هبذه الصفة على بعد متفاوت ومل يتيقن بصرين الذين هبذه الصفة ظن باألبيض أنه أقرب من وذلك ألنه إذا مل يتيقن البصر بعدي امل. البصر مقدار بعديهما

.أجل أنه أبنيوقد يعرض هذا الغلط للبصر الصحيح أيضاً من البعد املعتدل إذا مل يلحظ البعد ومل يتيقن مقدار البعد وملح

فيكون . راملبصرين الذين هبذه الصفة حملة يسرية والتفت عنهما يف احلال، إذا أدركهما يف الليل أو يف موضع مغد. الغلط يف بعدي املبصرين اللذين هبذه الصفة غلطاً يف القياس ألن البعد واختالف األبعاد ليس تدرك إال بالقياس

ويكون علة هذا . ويكون العلة يف هذا الغلط للبصر الصحيح هو تفوت البعد أو ضعف الضوء أو قصر الزمانعداً متفاوتاً، وكانت املعاين الباقية اليت يف ذينك املبصرين اليت الغلط يف البصر الضعيف، إذا مل يكن بعد املبصرين ب

.هبا يتم إدراك املبصرات على ما هي عليه يف عرض االعتدال، هو ضعف البصروذلك أن البصر الضعيف . الوضع وقد يعرض الغلط يف الوضع أيضاً من أجل خروج البصر عن عرض االعتدال

صرات ، وكان سطح ذلك املبصر مائالً على خطوط الشعاع، ومل يكن ذلك واملؤوف إذا أدرك مبصراً من املباملبصر على وجه األرض بل كان مرتفعاً عن األرض، وكان ميله ميالً يسرياً، فإن البصر ال حيس مبيله وإن كان بعده

ف بعدي طريف وذلك ألن امليل إمنا يدركه البصر من إدراكه الختال. مسامتاً لوجه األرض بل يدركه كأنه مواجهاملبصر، وإذا كان املبصر مرتفعاً عن األرض وكان ميله يسرياً فإن البصر ليس يدرك اختالف بعدي طرفيه إال من

قياس بعيد وبتأمل لطيف مستقصى، وليس يكون اختالف بعدي طرفيه ظاهراً للحس إذا كان ميله يسرياً، والبصر ال ما كان ظاهراً، واختالف بعدي طريف اليسري امليل إذا كان الضعيف ليس يدرك املعاين اللطيفة وليس يدرك إ

مرتفعاً عن األرض قل ما يدركه البصر الضعيف وإن أدرك وجه األرض املسامت لبعد ذلك املبصر، والبصر الصحيح ليس يدرك هذا املعىن إال بتأمل مستقصى ورمبا عرض له الغلط مع ذلك يف ميل املبصر، وليس يدرك

ف ميل املبصر إذا كان سري امليل وكان مرتفعاً عن األرض، فهو يدرك ما هذه حاله من املبصرات كأنه البصر الضعي .مواجه

ويعرض من هذا الغلط ان يكون ما يدركه البصر من . وإذا أدرك البصر املبصر املائل مواجهاً فهو غالط يف وضعهصر إذا أدرك البصر ميله أدرك مقداره أعظم من عظم املبصر الذي هبذه الصفة على خالف ما هو عليه، ألن املب

مقدار املبصر املواجه الذي يوتر زاوية مثل الزاوية اليت يوترها ذلك املبصر املائل، فإذا مل حيس البصر مبيل املبصر وظنه مواجهاً فهو يدرك عظمه على مثل عظم املبصر املواجه الذي يوتر زاوية مثل تلك الزاوية، فهو يدرك مقداره

.أصغر من مقداره احلقيقيوذلك أن املبصر إذا . الشكل وقد يعرض الغلط يف شكل املبصر أياً من أجل خروج البصر عن عرض االعتدال

وإذا مل يدرك . كانت له زوايا صغار وزوائد صغار فإن البصر الضعيف ال يدرك تلك الزوايا الصغار وتلك الزوائدوكذلك إذا . فهو يدرك شكله على خالف ما هو عليه ويكون غالطاً يف شكلهزوايا املبصر والزوائد اليت تكون فيه

كان يف املبصر حتديب يسرياً أو تقعري يسري فإن البصر الضعيف ال يدرك ذلك التحديب اليسري وال ذلك التقعري .وإذا مل يدرك التحديب والتقعري كان غالطاً يف شكل ذلك السطح. اليسري

قد يعرض الغلط يف التفرق واالتصال أيضاً من أجل ضعف البصر وتغريه، ألن البصر التفرق واالتصال وكذلك فإذا كان يف سطح املبصر خطوط سوداء مظلمة اللون . الضعيف واملؤوف ليس يدرك صورة املبصر إدراكاً صحيحاً

مبا ظن البصر وإذا كانت تلك اخلطوط تقطع مجيع عرض اجلسم فر. فإن البصر رمبا ظن بتلك اخلطوط أهنا شقوقبذلك اجلسم أنه اثنان أو مجاعة حبسب عدد تلك اخلطوط، وأن السواد الذي بينهما الذي هو اخلطوط السود هو

وكذلك إذا كانت أجسام متضامة وكان فيها تفرق خفي فإن البصر الضعيف واملؤوف ال . تفرق بني تلك األجسام

يدرك التفرق اخلفي الذي بني تلك األجسام فهو يدرك تلك وإذا مل . يدرك التفرق اخلفي الذي بني تلك األجسام .األجسام كأهنا جسم واحد متصل، فيكون غالطاً يف االتصال وغالطاً يف العدد مجيعاً

العدد قد يعرض الغلط للبصر يف العدد من أجل خروج البصر عن عرض االعتدال على وجه آخر أيضاً، وذلك إذا إذا كان بإحدى عينيه حول أو جبميعهما ونظر إىل املبصرات فإنه يف األكثر يدرك فإن الناظر . كان يف البصر حول

وذلك أن احلول هو تغري وضع البصر، فإذا تغري . املبصر الواحد اثنني، وخاصة إذا كان احلول يف إحدى العيننيمجيعاً مل تلتق وضع أحد البصرين عن الوضع الطبيعي فإن الناظر إذا نظر إىل مبصر من املبصرات بالبصرين

وقد تبني يف الفصل األول من هذه املقالة أنه إذا التقى على املبصر شعاعات خمتلفة . الشعاعات املختلفة الوضعالوضع فإنه يدرك اثنني وهو واحد، وذلك ألن صورته حتصل يف موضعني خمتلفي الوضع من البصرين وتنتهي إىل

تحصل صورته يف موضع اإلحساس األخري صورتني ويدرك املبصر موضعني مفترقني من موضع اإلحساس األخري، ففإذا كان بإحدى العينني حول وكانت األخرى سليمة فإن الناظر يدرك كل واحد من .الواحد من أجل ذلك اثنني

ا وإذا كان احلول يف العينني مجيعاً ومل يكن وضعهما مع ذلك متشاهباً فإن حاهلم. املبصرات يف أكثر األحوال اثننيوإن كان احلول يف العينني مجيعاً وكان وضعهما وضعاً . يكون أيضاً كمثل احلول الذي يكون يف إحدى العينني

وذلك أن الببصرين إذا مل . متشاهباً إذا حتركتا اختلف وضعهما، فأدركا يف تلك احلال املبصر الواحد اثنني يف األكثرحركتهما أبداً وضعاً متشاهباً، بل كان وضعهما عند يكن وضعهما الوضع الطبيعي فليس يكون وضعهما عند

احلركة متشاهباً، ورمبا اختلف وضعهما من أجل أن نصبتهما إذا كانا خارجني عن الوضع الطبيعي ليس تكون نصبة .معتدلة فليس يلزمان أبداً وضعاً متشاهباً عند احلركة

درك كل واحد منها اثنني وإما أن يدرك بعضها أو فإذا أدرك األحول مبصرات كثرية يف وقت واحد فإنه إما أن يوإذا أدرك البصر املبصرات على هذه الصفة وأدرك كل . واحداً منها اثنني، وهذه حال األحول يف أكثر األحوال

فالبصر إذا كان به حول وكان اإلبصار . واحد منها اثنني، وأدرك بعضها أو واحداً منها اثنني، فهو غالط يف عددهاوالغلط يف الوضع ويف الشكل ويف العظم ويف التفرق ويف . فإنه يعرض له الغلط يف عدد املبصرات دائماً ببصرين

وعلة هذه األغالط إذا كانت على . االتصال ويف العدد هي أغالط يف القياس، ألن هذه املعاين تدرك بالقياسالغلط يف شيء من هذه املعاين إذا الصفات اليت وصفناها هي ضعف البصر، ألن البصر الصحيح ليس يعرض له

.كانت املعاين الباقية اليت يف املبصرات اليت هبذه الصفة يف عرض االعتدالوذلك أن . احلركة والسكون وقد يعرض الغلط يف احلركة أيضاً من اجل خروج البصر عن عرض االعتدال

ا يدركه من املبصرات يف تلك احلال كأهنا اإلنسان إذا دار دوراناً سريعاً مرات كثرية مث وقف فإنه يرى مجيع موإمنا يعرض له ذلك ألن الروح اليت يف البصر يف تلك احلال تتحرك يف موضعها . تدور، وهي مع ذلك ساكنة

وتدور عند دوران اإلنسان وتتموج، فإذا وقف اإلنسان الذي هبذه الصفة من بعد الدوران السريع بقيت احلركة يف ون اإلنسان ساعة من الزمان ما تبقى احلركة يف اجلسم الذي حيركه اإلنسان حركة الروح الباصرة بعد سك

مستديرة مث أمسك عنه بقيت احلركة يف ذلك اجلسم زماناً، فيكون ذلك اجلسم يتحرك من غري حمرك بل مبا حصل ان من الدوران، كذلك تكون الروح الباصرة بعد سكون اإلنس. فيه من حتريك احملرك، كالدوامة وما جرى جمراها

وما دامت احلركة فيها فالناظر يرى املبصرات كأهنا تتحرك وتدور، مث إذا سكنت احلركة . فتبقى احلركة فيها زماناًوكذلك يكون حال اإلبصار إذا . اليت يف الروح الباصرة سكن ذلك الدوران الذي يدركه البصر يف تلك املبصرات

.عرض لإلنسان املرض الذي يسمى الدوار

. فإذا دار اإلنسان دوراناً شديداً أو عرض له املرض الذي يسمى الدوار عرض يف الروح الباصرة حركة مستديرةوإذا عرض . وإذا عرض يف الروح الباصرة حركة مستديرة بعد أن كانت ساكنة فقد خرج البصر عن حد اعتداله

ك املبصرات كأهنا متحركة حركة سريعة للروح حركة مستديرة ومل تكن ساكنة على حاهلا الطبيعية فإهنا تدرمستديرة، ألن صور املبصرات اليت حتصل فيها يف تلك احلال تكون متنقلة يف أجزاء الروح الباصرة من أجل حركة

وإذا حتركت الصورة . الروح، ويكون انتقاهلا يف جسم الروح الباصرة على استدارة من أجل حركتها على استدارةرة على استدارة كانت مبنزلة حركة صورة املبصر الذي له حركة مستديرة يف أجزاء الروح يف أجزاء الروح الباص

الباصرة إذا كانت ساكنة، فإن املبصر املتحرك حركة مستديرة تتحرك صورته يف أجزاء الروح الباصرة حركة عند املرض املسمى فإدراك البصر املبصرات متحركة على استدارة مع سكوهنا عند الدوران السريع و. مستديرة

.الدوار إمنا هو حلركة الروح الباصرة وحركة صور املبصرات يف أجزاءها من أجل حركتهاوإذا أدرك البصر املبصرات الساكنة متحركة يف عقيب الدوران ويف حال املرض املسمى الدوار فهو غالط فيما

وعلة هذا الغلط هو خروج . درك بالقياسيدركه من تلك املبصرات ويكون غلطه غلطاً يف القياس ألن احلركة تألن البصر الصحيح ليس يدرك شيئاً من املبصرات متحركاً على هذه الصفة إذا كانت . البصر عن عرض االعتدال

.املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات يف عرض االعتدالصر إذا كان يتحرك حركة وذلك أن املب. وقد يعرض الغلط يف السكون أيضاً من أجل ضعف البصر وتغريه

مستديرة، وكان ذلك املبصر متشابه اللون ومستدير الشكل، وكانت أجزاء سطحه متشاهبة، فإن البصر ال يدرك وذلك ألن احلركة املستديرة ليس يدركها البصر . حركته إذا كان البصر ضعيفاً وإن كانت احلركة املستديرة بطيئة

إىل البصر أو بالقياس إىل جسم آخر أو من قياس جزء من املتحرك إىل أجسام إال من تبدل أجزاء املتحرك بالقياس وإذا كان املتحرك مستدير الشكل وكان سطحه متشابه اللون ومتشابه الصورة فإن أجزاءه وتبدل أجزائه . أخر

.ليس يدركها البصر الصحيح إال بتأمل شديد مستقصى إذا كانت احلركة بطيئة

بصر الذي هبذه الصفة حركة سريعة وشديدة السرعة فليس يدركها البصر وإن كان فأما إذا كانت حركة املفإن كان املبصر متشابه الصورة فليس يظهر للبصر الصحيح أجزاؤه وال تبدل أجزائه إال من تأمل شديد . صحيحاً

ستديرة إن مل يتميز وليس يدرك البصر احلركة امل. مستقصى ومن إدراكه لألجزاء اللطيفة اليت تكون يف ذلك املبصروإذا . فإذا كان البصر ضعيفاً وكانت أجزاء املبصر متشاهبة فليس تتميز له أجزاء املبصر. له شيء من أجزاء املبصر

مل تتميز له أجزاء املبصر وكان املبصر متشابه األجزاء فليس يدرك تبدل أجزائه وال مسامتة اجلزء من أجزائه لغريه رك البصر أجزاء املبصر املتحرك ومل يدرك تبدل أجزاء املبصر فليس يدرك حركته إذا وإذا مل يد. من املبصرات

.كانت حركته مستديرة وكان املتحرك الزماً ملوضع واحد. وهذا الغط يعرض للبصر الضعيف دائماً إذا نظر إىل الرحى وهي تدور، فإن هذه املعاين تكون مجيعها يف الرحى

حى من إدراكه لتبدل أجزائها، وإدراكه لتبدل أجزائها إمنا هو من إدراكه ألجزائه فالبصر الصحيح يدرك حركة الروالبصر الضعيف ال يدرك حركة الرحى إذا كان متشابه األجزاء، ألمنه ال يدرك أجزاءه الصغار وال يدرك . الصغارا ساكنة، فيكون غالطاً يف فالبصر الضعيف واملؤوف إذا نظر إىل الرحى وهي تتحرك وتدور فهو يدركها كأهن. تبدهلا

ويكون علة هذا الغلط هو ضعف البصر، ألن . سكوهنا، ويكون غلطه غلطاً يف القياس ألن السكون يدرك بالقياسالبصر الصحيح يدرك حركة الرحى على ما هي عليه إذا كانت املعاين الباقية اليت يف تلك الرحى يف عرض

.االعتدال

كثافة وقد يعرض الغلط يف اخلشونة واملالسة والشفيف والكثافة أيضاً من أجل اخلشونة واملالسة والشفيف والوذلك أن البصر الضعيف واملأوف ليس يدرك املعاين اللطيفة اليت تكون يف . خروج البصر عن عرض االعتدال

يت يف سطح املبصر، فإن كان املبصر خشونة يسرية فليس يدركها البصر الضعيف، وإذا مل يدرك البصر اخلشونة ال .املبصر فهو يظنه أملس، وإذا أدرك البصر املبصر اخلشن أملس فهو غالط يف مالسته

وكذلك إذا نظر البصر الضعيف إىل مبصر أملس، وكان ذلك املبصر يشبه مبصراً من املبصرات اخلشنة اليت يعرفها ذا ظن باملبصر األملس أنه خشن وإ. ذلك الناظر ويعرف خشونتها، فإنه رمبا ظن بذلك املبصر األملس أنه خشن

.فهو غالط يف خشونتهوكذلك إذا نظر البصر الضعيف واملأوف إىل مبصر مشف، وكان ذلك املبصر قوي الشفيف وفيه مع ذلك بعض

وذلك ألنه يدرك الكثافة اليسرية يف ذلك املبصر . الكثافة، فإن البصر الضعيف ليس يدرك شفيفه على ما هو عليهوإذا أدرك . وإذا أدرك كثافة ذلك املبصر أغلظ مما هي فهو يدرك شفيفه أقل مما هو عليه. ضعفهأغلظ مما هي ل

.شفيف املبصر أقل مما هو عليه فهو غالط يف شفيفهوإذا كان الشفيف الذي يف املبصر يسرياً، وكان املبصر متلوناً بلون قوي، فإن البصر الضعيف واملأوف ال يدرك

وإذا مل يدرك البصر . ملبصر، وليس يدرك الشفيف اليسري إال البصر القوي الصحيحالشفيف الذي يف ذلك االضعيف الشفيف الذي يف املبصر اليسري الشفيف فهو يدركه كثيفاً، ألن يشبهه بأمثاله من املبصرات الكثيفة

.وإذا أدرك املشف كثيفاً فهو غالط يف كثافته. املتلونة بذلك اللونيف املالسة ويف الشفيف ويف الكثافة على الصفات اليت وصفناها هي أغالط يف القياس ألن هذه والغلط يف اخلشونة ووعلى هذه األغالط على هذه الوجوه هي ضعف البصر وخروجه عن اعتدال صحته، ألن . املعاين تدرك بالقياس

الباقية اليت يف تلك املبصرات البصر الصحيح يدرك مجيع هذه املعاين يف املبصرات على ما هي عليه إذا كانت املعاين .يف عرض االعتدال

وذلك أن املبصر إذا . الظل والظلمة وقد يعرض الغلط يف الظل أيضاً من اجل خروج البصر عن عرض االعتدالكان بعضه ذا لون مسفر وبعضه ذا لون قتم منكسر، وأشرق الضوء على ذلك املبصر، فإن الضوء يكون يف سطح

فإذا أدرك ابصر الضعيف املبصر الذي . الصورة من أجل اختالف اللون الذي يف ذلك املبصرذلك املبصر خمتلف وإذا ظن البصر باملبصر . هبذه الصفة فإنه رمبا ظن باملواضع املنكسفة القتمة أهنا أظالل النكسار الضوء الذي فيها

.املضيء الذي ال ظل فيه أنه مستظل فهو غالط فيما يظنه من الظل

ا أدرك البصر الضعيف اجلدران، وكان بعضها أسود وبعضها أبيض، وكان مجيعها مضيئاً بضوء معتدل، وكذلك إذوإذا ظن باجلدار األسود أنه موضع مظلم فهو غالط فيما يظنه من . فإنه رمبا ظن باملواضع السود أهنا مواضع مظلمة

.الظلمةوعلة هذين الغلطني على . ل والظلمة يدركان بالقياسوالغلط يف الظل ويف الظلمة ومها غلطان يف القياس ألن الظ

الصفة اليت وصفناها هو ضعف البصر، ألن املبصرات اليت هبذه الصفة إذا أدركها البصر الصحيح فإنه يدركها على .ما هي عليه وال يعرض له الغلط فيها إذا كانت املعاين الباقية اليت يف تلك املبصرات يف عرض االعتدال

قبح والتشابه واالختالف وقد يعرض الغلط يف احلسن ويف القبح ويف التشابه واالختالف أيضاً من أجل احلسن والوذلك أن املبصر إذا كانت املعاين الظاهرة اليت فيه مستحسنة وكنت فيه معان . خروج البصر عن عرض االعتدال

البصر الضعيف يدرك املعاين الظاهرة لطيفة مستقبحة فإن البصر الضعيف واملأوف يدرك ذلك املبصر حسناً، ألن

وكذلك إذا كانت املعاين الظاهرة اليت يف املبصر قبيحة وكانت فيه معان لطيفة مستحسنة . وال يدرك املعاين اللطيفةوحمسنة لصورته فإن البصر الضعيف واملأوف يدرك املبصر الذي هبذه الصفة قبيحاً وال حيس حبسنه، ألنه يدرك

.اليت هو هبا مستقبح وال يدرك معانيه اللطيفة اليت هو هبا مستحسن املعاين الظاهرةوكذلك إذا أدرك البصر الضعيف واملأوف مبصرين، وكان املبصران يتشاهبان يف املعاين الظاهرة وخيتلفان يف معاين

وكذلك إذا . همالطيفة، فإن البصر الضعيف واملأوف يدرك املبصرين اللذين هبذه الصفة متشاهبني وال حيس باختالفكان املبصران خمتلفني يف املعاين الظاهرة ومتشاهبني يف معان لطيفة فإن البصر الضعيف واملأوف يدرك املبصرين

وكذلك إذا كان املبصرات خمتلفني يف املعاين الظاهرة . اللذين على هذه الصفة متشاهبني وال حيس باختالفهماف واملأوف يدرك املبصرين اللذين على هذه الصفة خمتلفني وال حيس متشاهبني يف معان لطيفة فإن البصر الضعي

.بتشاهبهماوإذا أدرك احلسن بوجه . وإذا أدرك البصر املبصر القبيح يف معىن من املعاين حسناً على اإلطالق فهو غالط يف حسنه

ملختلفني بوجه من الوجوه وكذلك إذا أدرك البصر املبصرين ا. من الوجوه قبيحاً على اإلطالق فهو غالط يف قبحهوإذا أدرك املبصرين املتشاهبني بوجه من الوجوه خمتلفني على . متشاهبني على اإلطالق فهو غالط يف تشاهبهما

والغلط يف احلسن والقبح ويف التشابه ويف االختالف هي أغالط يف القياس ألن . اإلطالق فهو غالط يف اختالفهمااألغالط اليت هبذه الصفة إمنا هي من تعويل البصر على املعان الظاهرة فقط هذه املعاين تدرك بالقياس، وألنوعلة هذه الغالط على الوجوه اليت وصفناها هي خروج البصر عن عرض االعتدال، . وسكونه مع ذلك إىل نتائجها

املبصرات اليت هبا يتم ألن البصر الصحيح يدرك مجيع هذه املعاين على ما هي عليه إذا كانت املعاين الباقية اليت يف .إدراك املبصرات على ما هي عليه يف عروض االعتدال

ومن . فعلى هذه الصفات وأمثاهلا يكون غلط البصر يف القياس من أجل خروج صحة البصر عن عرض االعتدالليت من مجيع ما فصلناه يف مجيع هذه الفصول يتبني كيف يكون غلط البصر يف القياس حبسب كل واحدة من العلل ا

.أجلها يعرض للبصر الغلط يف مجيع املعاين اليت تدرك بالقياس

خامتة يف أغالط البصر يف القياس

فقد أتينا على تقسيم مجيع أنواع أغالط البصر، فحصرنا مجيع العلل اليت من أجلها يعرض للبصر الغلط، ومثلنا يف ومجيع ما ذكرناه من الغالط إمنا هي . ها كيفية الغلطكل قسم من أقسام األغالط مبثال من األمور املوجودة يظهر من

أمثلة يف كيفيات أغالط البصر، وليست مجيع أغالط البصر، وإمنا كل واحد من األمثلة اليت ذكرناها هو مبنزلة وأغالط البصر كثرية، إال أن مجيع أغالط البصر جتتمع حتت األنواع اليت فصلناها، وتنقسم إىل . النوع من األغالطوعلل مجيع أغالط البصر على اإلطالق وأنواعها وأقسامها هي العلل اليت حصرناها، وال يوجد . األمثلة اليت مثلناها

. شيء من األغالط يتعدى العلل الثماين اليت تقدم تفصيلها

علل ومجيع ما ذكرنه من األغالط إمنا هي أمثلة األغالط اليت عللها مفردة ولكل واحد منها علة واحدة من الوقد يعرض الغلط من اجتماع علتني وثلث وأكثر من العلل اليت . احملصورة اليت من أجلها يعرض للبصر الغلط

ومثال ذلك إذا ملح البصر مبصراً من املبصرات من بعد . وإذا عرض ذلك فإن البصر يكون مركباً. ذكرناهاة معترضة لكن حركة ليست يف غاية متفاوت، وكان ذلك املبصر متحركاً حركة على االستقامة وعلى مساف

السرعة، فإن البصر إذا ملح املبصر الذي هبذه الصفة من بعد متفاوت ومل يلبث يف مقابلته إال زماناً يسرياً مث التفت عنه فإنه ال يدرك حركته يف الزمان اليسري وإن كان قد متكن أن يدرك حركة ذلك املبصر يف مثل ذلك القدر من

وذلك أن املسافة اليت يقطعها املبصر املتحرك يف الزمان اليسري إذا كانت على بعد قريب من . الزمان من القربالبصر، ومل تكن حركة املبصر املتحرك يف غاية البطء، فإنه قد ميكن أن يدركها البصر من ذلك البعد يف مقدار ذلك

سافة اليت يقطعها املبصر املتحرك يف الزمان وإذا أدرك البصر امل. الزمان، إذا مل تكن تلك املسافة يف غاية الصغروإذا كانت املسافة اليت يقطعها املبصر املتحرك يف الزمان . اليسري فهو يدرك حركة ذلك املتحرك يف الزمان اليسري

.اليسري على بعد متفاوت فإن البصر رمبا مل يدرك تلك املسافة حق قدرها عند البعد املتفاوتسافة اليت يقطعها املبصر املتحرك يف الزمان اليسري من البعد املتفاوت فإنه ال يدرك حركة وإذا مل يدرك البصر امل

وإذا مل يدرك حركة املتحرك يف ذلك القدر من الزمان . ذلك املتحرك يف ذلك القدر من الزمان من البعد املتفاوتويكون علة غلطه هو تفاوت . يف سكونهوإذا ظن باملتحرك أنه ساكن فهو غالط . فإنه يظن بذلك املتحرك أنه ساكن

البعد وقصر الزمان معاً، ألن البصر إذا ثبت يف مقابلة ذلك املبصر وهو على البعد املتفاوت زماناً فسيحاً يقطع املبصر املتحرك فيه مسافة مقتدرة على ان يدركها البصر من ذلك البعد املتفاوت فإن البصر يدرك حركة ذلك

املتفاوت، وإذا كان ذلك املبصر على مسافة قريبة من البصر فإن البصر يدرك حركته يف املبصر من ذلك البعدوإذا . الزمان اليسري إذا كان املتحرك يقطع يف الزمان اليسري مسافة على أن يدركها البصر من ذلك البعد اليسري

ري ساكناً ليس هو البعد املتفاوت كان ذلك فعلة إدراك البصر للمبصر املتحرك من البعد املتفاوت يف الزمان اليس .منفرداً وليس هو قصر الزمان منفرداً بل إمنا هو تفاوت البعد مع قصر الزمان جمموعني

وكذلك إذا كان مبصر من املبصرات يتحرك حركة مستديرة، وكان ذلك املبصر خمتلف األلوان، وكانت حركته هبذه الصفة يف مكان مغدر وليس بشديد الغدرة، وملح حركة سريعة وليست يف غاية السرعة، وكان املبصر الذي

البصر ذلك املبصر من بعد يسري فإنه يدرك حركته يف حال حملته من أجل اختالف ألوانه مع قربه، ألن املتحرك إذا كان خمتلف األلوان وكانت حركته مستديرة ومل يكن يف غاية السرعة فإن البصر يدرك تبدل أجزائه بسرعة وإن مل

مث إن بعد البصر عن هذا املبصر حىت يصري على بعد . ن الضوء الذي عليه قوياً إذا كان قريب املسافة من البصريكمقتدر، وملح البصر ذلك املبصر بعينه من البعد البعيد حملة خفيفة، فليس يدرك حركته يف تلك اللمحة للبعد

ألن القوس اليت يقطعها كل جزء من املبصر املتحرك املتفاوت الذي بينهما مع غدرة املوضع مع قصر زمان اللمحة،املستدير يف زمان يسري تكون صغرية املقدار، وإذا كان مقدار القوس اليت يقطعها اجلزء من املبصر صغرياً وكان ها الضوء الذي يف ذلك املبصر يسرياً وكان البعد بعيداً مل يدرك البصر يف اللمحة اليسرية القوس الصغرية اليت يقطع

.املتحرك املستدير يف زمان تلك اللمحة

فإذا تأمل البصر املبصر الذي هبذه الصفة، وثبت يف مقابلته زماناً فيه فسحة واستقصى تأمله، فإنه قد يدرك حركة املبصر من البعد البعيد ألن القوس اليت يقطعها ذلك املبصر املتحرك يف الزمان الفسيح تكون مقتدرة املقدار، فيمكن

وإن قوي الضوء الذي يف . صر أن يدركها من البعد البعيد مع غدرة املوضع إذا مل يكن املوضع شديد الغدرةالباملوضع، مث ملح البصر ذلك املبصر من البعد البعيد الذي حمله منه أوالً ومل يدرك حركته، فإنه قد ميكن أن يدرك

عها ذلك املتحرك يف زمان اللمحة اليت مل يدركها البصر حركته إذا حمله والضوء الذي فيه قوي، ألن القوس اليت يقطمن أجل ضعف الضوء مع تفاوت البعد مع قصر الزمان قد ميكن أن يدركها البصر يف الضوء القوي وإن كان البعد

الذي يدركها منه بعيداً وكان الزمان قصرياً، ألن املبصرات الصغار اليت ال يدركها البصر يف املواضع املغدرة قد

يدركها البصر يف الضوء القوي من األبعاد بعينها اليت مل يدركها منها يف املواضع املغدرة ويف مقادير الزمان بأعياهنا .اليت مل يدركها منها يف املواضع املغدرة

نه يف فإذا ملح البصر املبصر املتحرك دوراً من البعد البعيد يف الضوء اليسري ومل يدرك حركته يف حال حملته فإنه يظ. وإذا ظن البصر بذلك املبصر أنه ساكن، واملبصر مع ذلك متحرك، فهو غالط يف سكونه. تلك احلال ساكناً

ويكون علة هذا الغلط هو تفاوت البعد مع قصر الزمان مع ضعف الضوء الذي يف املبصر باجتماعها، ألن البصر ك أنه يدرك حركته يف حال حملته مع ضعف وذل. قد يدرك حركة ذلك املبصر مع اجتماع علتني من هذه العلل

الضوء الذي فيه إذا حمله من مسافة قريبة، وقد يدرك حركته من البعد البعيد مع ضعف الضوء إذا ثبت يف مقابلته .زماناً يسرياً، وقد يدرك حركته من البعد البعيد يف حال حملته إذا كان الضوء الذي فيه قوياً

يت من أجلها يدرك البصر املبصر املتحرك الذي هبذه الصفة ساكناً على الوجه الذي وإذا كان ذلك كذلك فالعلة الوصفناه إمنا هو اجتماع العلل الثالث اليت وصفناها ال واحدة منها وال الجتماع علتني منها بل اجتماع العلل الثلث

العلل اليت من أجلها يعرض فقد تبني مما ذكرناه أن غلط البصر قد يكون الجتماع علتني وأكثر من. مبجموعهاللبصر الغلط، فغلط البصر قد يكون لعلة واحدة وقد يكون ألكثر من علة واحدة، إال أن مجيع العلل اليت من أجلها

.يعرض للبصر الغلط واحدة كانت أو أكثر من واحدة ليس خترج عن العلل الثماين اليت فصلناهاوصر مجيع املبصرات مركبة . ما مثلناه وفصلناه يف مجيع أنواع األغالطفأغالط البصر يف املعاين اجلزئية تكون على

فإذا عرض للبصر غلط يف معىن من املعاين اجلزئية اليت يف مبصر من املبصرات أو يف أكثر من . من املعاين اجلزئيةللبصر غلط يف صورة وإذا عرض. واحد من املعاين اجلزئية اليت يف املبصرات فإنه يكون غالطاً يف صورة ذلك املبصر

. املبصر فإمنا هو غالط يف معىن من املعاين اجلزئية اليت يف صورة ذلك املبصر أو أكثر من واحد من املعاين اليت فيهوليس يغلط البصر فيما يدركه من صورة مبصر من املبصرات إال من غلطه يف معىن من املعاين اجلزئية اليت يف ذلك

ين اجلزئية اليت فيه ألن البصر ليس يدرك من املبصرات إال املعاين اجلزئية اليت حتصل املبصر أو يف عدة من املعاوكذلك إذا غلط البصر يف معرفة املبصر فإمنا يكون غلطه من تشبيه املعاين اليت يف ذلك املبصر أو بعض املعاين .فيها

.ر بعينه أو يف غريه من املبصرات اليت من نوعهاليت فيه مبا يعرفه البصر من املعاين اليت أدركها من قبل يف ذلك املبصومجيع األغالط يف املعاين اجلزئية إمنا يكون غلطاً يف جمرد احلس، أو غلط يف املعرفة، أو غلط يف القياس، أو غلطاً يف

ن وليس يعرض للبصر غلط يف املعاين اجلزئية خيرج ع. جمموع هذه الثلثة، أو غلط يف نوعني منهما يف اجتماعهمافأغالط البصر يف مجيع ما يغلط فيه البصر من صور املبصرات قد يكون غلطاً يف جمرد احلس، وقد . هذه األقسام

يكون غلطاً يف املعرفة، وقد يكون غلطاً يف القياس، وقد يكون غلطاُ يف األنواع الثلثة باجتماعها، وقد يكون غلطاً . يف صورة املبصر من املبصرات خيرج عن هذه األقسام وليس يعرض للبصر غلط. يف نوعني منهما باجتماعهما

ومجيع األغالط يف األنواع الثلثة اليت ذكرناها ليس يكون إال من أجل غلط البصر يف املعاين اجلزئية اليت يف صور .املبصرات

واحدة منها أو ألكثر فقد تبني أن مجيع أغالط البصر يف مجيع املعاين اجلزئية إمنا يكون للعلل اليت حصرناها إما لعلة فجميع أغالط البصر يف مجيع ما يدركه من صور املبصرات ويف مجيع ما يدركه من املعاين اجلزئية اليت يف . من واحدة

صور املبصرات على انفرادها تنقسم إىل األقسام اليت فصلناها، وتعرض للبصر على األمثلة اليت مثلناها، وجتتمع .وهذا حني خنتم هذه املقالة.اعللها حتت العلل اليت حصرناه

متت املقالة الثالثة من كتاب أيب علي احلسن بن احلسن بن اهليثم يف املناظر ووقع الفراغ من نسخها ليلة األحد

واحلمد هللا وحده وصلواته على سيدنا حممد النيب وآله . حادي عشر شعبان من سنة ست وسبعني وأربعمائة .وسالمه

ISLAM ICBOOK.WS ين| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا جمي