ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع...

261
1 ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﺍﳊﺎﺝ ﳋﻀﺮ ﺑﺎﺗﻨﺔ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩﺓ ﳌﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ. אططאوא א د ا ا ا در ةآ : اد ا إ: رآذ ااف ا إﺵ: ة ــــــ ةـ ا و ا ا ا ا ا ا از ا در ﺏ ا ذ أ ر اة ا اذ ا أ ء اآ أم ﻥ ذ أ ي زواه ا ذ أ اآ ا ا ا 1432 - 1433 ـــ ا هـ ا: 2011 - 2012 م

Upload: -

Post on 22-Jul-2015

136 views

Category:

Documents


3 download

TRANSCRIPT

Page 1: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

1

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي والبحث العلميوزارة التعليم العالي والبحث العلميوزارة التعليم العالي والبحث العلميوزارة التعليم العالي والبحث العلمي

نيابة العمادة ملا بعد التدرج –باتنة –جامعة العقيد احلاج خلضر

.كلية العلوم اإلسالمية والبحث العلمي والعالقات اخلارجية

.قسم الشريعة

وא�طא���ط�א�������

د�א��������

� ا���� ا������ ����� ��آ�ة ����� ���� در�� ا��

���� ش����: ت�

�!� :إش�اف ا&�ذ ا��آ�$ر: إ��اد ا�"

ن�ـ��ة ��,ــــــ$ب� (�� )�ة

�.� ا�5�(� ا&ص��3 ا��ت!� ا�(���3 ا�2�3ا10 و ا��(� بت�� أ�ذ �=>� �!� ا��در ب; :�ز ا8 ا��6�7� �(� بت�� أ�ذ ا��(0�3 ا�(�� ا��(�� )�ة ا����ر�

�(� بت�� أ�ذ �=>� أم ن�7 ب�آن� ا&�@ء� ا���آF ا�5�(� خ���3 أ�ذ �=>� ا�"ه� زوا�Cي

� م2012 -2011: هـ ا��$ا L �ـــ1433 -1432(�� ا���� ا�5

Page 2: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

2

Page 3: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

3

Page 4: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

4

���� احلمد هللا رب العاملني ، والصالة والسالم على رسوله األمني ، خري خلـق اهللا أمجعـني ،

.وعلى آله وصحبه ، ومن اتبع هداه ، ودعا بدعوته إىل يوم الدينتل أمهية خاصة من بني مناصب السـلطات العليـا يف فإن منصب رئيس الدولة حي: وبعد

الدولة ، يف مجيع أشكال النظم السياسية العاملية يف القدمي واحلديث ، لدرجة أن فقهاء القانون .يتخذونه معيارا للتمييز بني أشكال الدول

اآلن ، فمنذ القدم وقبل جميء اإلسالم مل تكن هناك حكومات قائمة باملعىن الذي نعرفه ومل تكن هلم إدارة منظمة ، بل كانوا عبارة عن قبائل متفرقة ، جيمع بني أفراد القبيلة رابطة الدم ، كما أن رئيس القبيلة يختار ممن تتوافر فيه شروط معينة ، من كرب السن ، وكثرة املال، وعظم

. النفوذ ، وسداد الرأي ، مما جيعله حمل احترام من أفراد القبيلةإال ...هذا ال ينفي وجود حكومات قامت على قوانني مدونة مثل حكومة اليونان والرومان و

حيكمون مبا ميليه علـيهم اكما كانو. أن هذه احلكومات كانت قائمة على الظلم واالستبداد العرف ، والتقاليد اليت اكتسبوها من التجارب أحيانا ، ومن الديانات القدميـة ، كاليهوديـة

.حية أحيانا أخرىواملسيإىل أن جاء اإلسالم وبدأ الرسول صلى اهللا عليه وسلم ببناء دولته احلديثة علـى قواعـد

وأسس متينة ، أساسها ومنشؤها الوحي ، فوضع بذلك الركيزة األساسية لبناء الدولة احلقيقية .املثاليةرسى دعائم الدولة اإلسالمية، وبعد أن تويف رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، وكان قد أ

وجد املسلمون أنفسهم قد ورثوا دولة ، وعليهم االجتهاد يف احملافظة عليها وتطويرها ، واختيار احلاكم األصلح هلا ، وقد كان ذلك بداية يف اجتماع السقيفة ، حينمـا اجتمـع املهـاجرون

تويل منصب السلطة الرئاسية واألنصار يف السقيفة ، وثار اجلدل بينهم حول اختيار من يصلح لفيها ، إىل أن اتفقوا يف األخري على اختيار أيب بكر الصديق رضي اهللا عنه رئيسا هلـا ، ومتـت البيعة للحاكم اجلديد ، وكان عليهم االجتهاد يف بناء هذه الدولة ، وتطويرها على حسب مـا

االجتهاد أصال ثابتا من أصـول تقتضيه املصلحة العامة لألمة اإلسالمية آنذاك ، وعلى أال ميس الدين ، كما أن احلاكم مل تكن له مطلق احلرية ليتصرف فيها كيفما شاء ، بل فرضت عليـه

.ضوابط وقيود حتول دون استبداده بالسلطة واستئثاره ا

Page 5: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

5

ري وتعد السلطة الرئاسية من أهم الركائز يف بناء الدولة احلديثة ، واحلديث عنها يثري الكث من املسائل ، والنواة املركزية هي حدود وتنظيم السلطة ؛ ألن السلطة يف الدولة القانونية احلديثة

فالذي يضع حدا لالستبداد هو تقييد احلكـام ووضـع . ال ميكن أن تكون دون ضوابط وقيود .حدود ملمارستهم السلطة ، وأيضا التزام احملكومني بأوامر احلكام

هذا املوضوع يعد عمال شاقا جدا ، وخباصة عندما يتعلق األمر باملقارنة لذلك فالبحث يف بني النظام اإلسالمي والنظام الوضعي ، فاال متسع جدا ، وعملية املقارنة بينهما صـعبة ، إال

.من اإلشكال على جانب صغري ولوأجيب أنين سأحاول البحث يف املوضوع ، حىت

�������� سية أساس بناء الدولة يف النظامني اإلسالمي والوضعي ، فإذا كانت كـذلك السلطة الرئا

أمن ضوابط حتكمها يف كال النظامني؟ أم أن األمر متروك للحاكم يتصرف كيفما شاء ؟ :من هنا تثار لدينا الكثري من التساؤالت

؟)اجلزائر(كيف يتم اختيار رئيس الدولة يف النظام اإلسالمي ، والنظام الوضعي - أمثة اتفاق بني النظامني ، أم أما خمتلفان؟ -أهناك ضوابط موضوعية حتكم السلطة الرئاسية يف كال النظامني؟ أم أا ال تعدو أن تكـون -

شكلية فقط؟ما هي الضوابط اليت حتكم السلطة الرئاسـية يف النظـام اإلسـالمي ، والنظـام الوضـعي

صوص ؟عموما،والقانون اجلزائري على وجه اخل

- �� �� �����. :يهدف هذا البحث إىل حتقيق مجلة من الغايات واألهداف أبرزها

تقدمي دراسة شاملة مفصلة مترابطة هلذا املوضوع، تبحث فيه من مجيع جوانبه الفقهية - 1 .والقانونية، واخلروج بنتيجة تزيل الغموض عن هذا املوضوع

. شكالية البحث من تساؤالتاإلجابة عما طرح يف إ -2

Page 6: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

6

������ ����� تعترب هذه الدراسة حماولة إلبراز ما متيز به النظام اإلسالمي ، ومقارنته مبا وصـلت

إليه األنظمة الوضعية عموما ، ومدى ما توصل إليه النظام اجلزائري على وجه اخلصوص ؛ .لتظهر األمور على حقيقتها

الرئاسية يف النظام اإلسالمي مبنية على أسس ونظريات تتماشى ومصاحل إن السلطة الناس يف العاجل واآلجل ، وهلا ضوابط حتافظ على كيان الدولة واحترامهـا مـن قبـل

.احملكومنيبينما هي يف األنظمة الدستورية الوضعية تطلق العنان لسلطات احلكـام ، وبالتـايل

.ادالوقوع يف الظلم واالستبدأردت التأكيد من خالل هذا البحث على حقيقة يشكك فيها أعداء اإلسالم ، وهي -

أن النظام اإلسالمي ليس عقيما وال جامدا ، بل ميتاز باملرونة والصـالحية لكـل زمـان .ومكان ، كما أنه ال ميكن فصل الدين عن الدولة ، بل مها متكامالن

.وأوضاعها املتطورةاإلسالم قادر على حل املشاكل املتجددة ، -

������ ������ �� �� : وأما عن أسباب ودوافع اختيار املوضوع فتتمثل فيما يلي

الدراسات السابقة تعترب مقصرة يف دراسة ضوابط السلطة الرئاسية يف النظام اإلسالمي ، - ..وملا هلا من أمهية يف إبرازها

والوضعي تعترب أكثر دقة ؛ ألا تـربز أوجـه الدراسة املقارنة بني النظامني اإلسالمي - .االختالف بني النظامني وأوجه التشابه بينهما إن كانت هناك أوجه تشابه

Page 7: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

7

�� �� ��� يعترب املنهج املقارن هو املنهج املتبع يف أغلب الدراسات احلديثة ، وهذا املنهج تفرضه

ملنهج املقارن كون هذه الدراسة مقارنـة طبيعة الدراسة ، لذلك فهذا البحث ينطبق عليه ا، املنهج التارخيي واملقـارن بني النظام اإلسالمي والنظام السياسي الوضعي ، فاستخدمت

ا ، مستهدفة من هذه الدراسة الوقوف على نقاط التالقي والتشـابه ، و موقد مجعت بينه . عياالختالف بني النظام السياسي اإلسالمي ، والنظام السياسي الوض

فاملنهج التارخيي استخدمته عند احلديث عن التطور التارخيي للدولـة اإلسـالمية .ام الوضعي يف التطورات التارخييةوبنائها ، وكذا بالنسبة للنظ

أما املنهج املقارن فقد استخدمته عند املقارنة بني النظامني يف مجيع اجلوانب ، مـع .، ويكاد يكون هو أساس البحثه االختالفان أوجه التشابه وأوجتبي

!�"�#$�� إنه ال خيفى على أي كان أن لكل حبث صعوبات تعترض طريق الباحث ، ختتلف من

ذا البحث جمموعة من الصـعوبات حبث آلخر ، ومن باحث لغريه ، وقد اعترضتين يف ه :وهيومفهـوم السـلطة هوم الضوابط اليت جيب البحث فيهـا، صعوبات علمية تتعلق مبف -1

.الرئاسيةتناثر مادة املوضوع يف الشق اإلسالمي بني كتب الفقه وأصـول الفقـه والتـاريخ -2

أما يف الفقه الوضعي فقد تناثرت هي األخـرى ...واحلديث وعلم الكالم والتفسري .بني القانون الدستوري والقانون اإلداري والعلوم السياسية

وصيغه الفقهية اخلاصة بنظام هسالمي له مصطلحا تاختالف لغة البحث ؛ فالنظام اإل -3

.اخلاصة أيضا هاحلكم ، كما أن النظام الوضعي له صيغه ومصطلحا ت

.قلة املصادر واملراجع اليت تناولت هذا املوضوع وخاصة القانونية منها -4

مل أجد يف حدود علمي من درس هذا املوضوع دراسة علمية أكادميية ، فمادتـه ال -5 .تزال متفرقة بني طيات الكتب يف النظامني

.وعليه أردت أن يكون هذا البحث دراسة علمية أكادميية مقارنة بني النظامني

Page 8: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

8

�%"�&�� !������� إن املدة اليت قضيتها يف إعداد هذا البحث قد أتاحت يل فرصة لالطالع على عدد ال

راسات اليت تناولت هذا املوضوع تأكدت من بأس به من املصادر واملراجع والبحوث والددراسة أكادميية شاملة تتناول املقارنة بـني النظـامني عدم وجود -حسب علمي -خالهلا

.اإلسالمي والنظام اجلزائري :لكن هناك بعض الدراسات اليت أشارت للموضوع يف بعض جزئياته وأمهها

فقه اخلالفة وتطورهـا لتصـبح " يف مؤلفه القيم -رمحه اهللا–عبد الرزاق السنهوري .د -، حيث تناول فيه واقع اخلالفة اإلسالمية، ودعا إىل تطبيقها يف عصـرنا "عصبة أمم شرقية

.احلاضر على الدول اإلسالمية بإقامة دولة واحدة حيكمها خليفة واحد، حيث تناول فيه دراسة مقارنة بني الدولـة يف "الدولة والسيادة"فتحي عبد الكرمي .د - .نظام اإلسالمي والنظام الوضعيالوتناول فيه اخلليفة يف الدولة اإلسالمية مـن " اخلليفة توليته وعزله"صالح الدين دبوس -

.حيث التولية والعزلقارن فيه بـني " .النظام الرئاسي األمريكي واخلالفة اإلسالمية"د حيي السيد الصباحي -

. ومدى التقارب بينهما اخلالفة اإلسالمية والنظام الرئاسي األمريكيتناول فيه احلكم وما يتعلق بـه يف " اإلسالم وفلسفة احلكم: "حممد عمارة يف كتابه.د -

.اإلسالم .النظرية اإلسالمية يف الدولة دراسة مقارنة، حازم عبد املتعال الصعيدي -

.زواقري.عزل السلطة السياسية،د .رعة حممود بوت.إشكالية احلكم يف الفكر الدستوري،د

Page 9: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

9

�� �� �'� :اتبعت يف هذا البحث اخلطة التالية تولية رئيس الدولة ، والتأصـيل لطـرق التوليـة ، تناولت يف الفصل األول شروط

. والسلطات املخولة لهتولية رئيس الدولة يف حتدثت يف املبحث األول عن شروط: وقسمته إىل ثالثة مباحث

.واجلزائر على وجه اخلصوص ، والفقه الوضعي عموما ، إلسالميالفقه ااملبحث الثاين تناولت فيه التأصيل لطرق التولية يف الفقهني اإلسـالمي والوضـعي ،

.وخاصة يف اجلزائر املبحث الثالث وتطرقت فيه للحديث عن السلطات املخولة لرئيس الدولة ؛ ألخـتم

.امنيكل مبحث خبالصة مقارنة بني النظالسلطة الرئاسية لـرئيس الدولـة ، وقسـمته إىل الفصل الثاين و بينت فيه ضوابط

:مبحثنييف النظـامني ) عدم جتـاوز السـلطة (يف املبحث األول حبثت ضابط التقيد بالقانون

.اإلسالمي والوضعي ؛ ألخص اجلزائر يف النظام الوضعي بالدراسةاسـتعمال عدم إساءة(ناولت فيه ضابط التصرف مبقتضى املصلحة أما املبحث الثاين فقد ت

.، ألتناول يف املبحث الثالث ضابط احترام احلقوق واحلريات الفردية يف كال النظامني) السلطة :الفصل الثالث واألخري فقد حبثت فيه ضمانات تقييد السلطة ، وقسمته إىل مبحثني ات تقييد السلطة يف النظـام اإلسـالمي ، ويف تكلمت فيه عن ضمان: املبحث األول

. الثاين عن ضمانات تقييد السلطة يف النظام الوضعياخلامتة وتعرضت فيها لذكر أهم النتائج املستخلصة من دراسة هذا املوضوع مع إبراز بعض

. التوصيات اليت أراها مفيدةمـن نقـص إال األنبيـاء هذا وال خيلو أي حبث من مؤاخذة، وال خيلو عمل آدمي

فإن أصبت فمـن اهللا وحـده، وإن . والرسل، فهم معصومون والكمال املطلق هللا وحده .واهللا من وراء القصد. أخطأت فحسيب أين ما أردت إال اخلري

.وصل اللهم على سيدنا حممد وآله وصحبه وسلم

Page 10: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

10

א���لא�ول

�� ������ �� ��� ������ ���� ����� ����. :مباحث يتضمن ثالثةو

���� ��� :������ �� ����� ���

� ���� �� �� �������ـــــــــــــــــــــ������� �� : �

������ ���ــــــــــ���ــــــــــــــــــــــــــ��� :�� ��

Page 11: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

11

(���) �� �� �� �����!"�� �� �����!"�� �� �����!"�� �� �����!"

Page 12: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

12

�������� �

�� ������ �� ��� ������ ���� ����� ���� !��".

.مصطلحات البحث: مبحث متهيدي :المطلب األول

.شرح مصطلحات البحث . الضوابط: أوال

. أصل صحيح والطاء والباء داالضالضوابط من ضبط : لغة -1 .1واألضبط الذي يعمل بيديه مجيعا، ضبط الشيء ضبطا

ضـبط الـبالد : ويقال . وأحكمه وأتقنه، و ضبطه ضبطا حفظه باحلزم حفظا بليغا

.2قام بأمرها قياما ليس فيه نقص. وغريها

. ورجل ضابط وضنبطي أي قوي شديد، ورجل ضابط أي حازم .3بسهوهو لزوم الشيء وح، والضوابط مجع ضابط

. اشتبه مفهومه مبفهوم القاعدةفقد معىن الضابط اصطالحا أما : اصطالحا_2 اليت هي نصوص موجزة تتضمن أحكامـا ، فمنهم من يرى بأن الضابط مبعىن القاعدة

إال أن الضابط يطلق 4،تعرف أحكامها منها، يندرج حتتها أحكاما جزئية كثرية، فقهية كلية . 5فالضابط أخص من القاعدة، من أبواب الفقه على ما خيتص بباب

،بريوت ،دار اجليل ،حتقيق عبد السالم حممد هارون ،معجم مقاييس اللغة ،أيب احلسن أمحد ابن فارس ابن زكريا - 1

. 2. 386. ص ،3مج. م 1991 -هـ 1411 ،1ط املعجم ،حممد علي النجار ،حامد عبد القادر ،ج إبراهيم مصطفى أمحد حسن الزياتإخرا ،جممع اللغة العربية -2

. 533ص ،املكتبة اإلسالمية ،الوسيط . 340. ص ،7مج. بريوت ،دار إحياء التراث العريب ،لسان العرب ،ابن منظور - 3 . م 1996 – هـ1417 ،1ط ،الضوابط الشرعية للتحكيم. صاحل بن حممد احلسن - 4

-هـ1419. مؤسسة الرسالة ،الوجيز يف إيضاح قواعد الفقه الكلية. وحممد صدقي بن أمحد بن حممد البور ن . 29 -28ص ،5ط ،م1998

.30. صاحل بن حممد احلسن، الضوابط الشرعية للتحكيم، ص -5

Page 13: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

13

فحـني عـرف . 6ومنهم الكمال بن اهلمام، ومنهم من مل يفرق بني الضابط والقاعدة .7القاعدة مجع إليها القانون و الضابط واألصل واحلرف دون أن يفرق بينها

ولعل من ، ابطوإىل جانب هؤالء العلماء وجدت طائفة أخرى تفرق بني القواعد والضو الغالب فيما اختص ببـاب (إذ نص على أن 8، أوائل هؤالء العلماء تاج الدين ابن السبكي

.9)وقصد به نظم صور متشاة أن يسمى ضابطا، القواعد ماال خيص بابا من أبواب الفقهوبني أن املراد ب 10، وتابعه على ذلك الزركشي

. 11أما ما خيص بعض األبواب فيسمى ضوابطيسمى بالقاعدة يف اصطالح الفقهاء، وضابط : 12كقول السيوطي، كما قد يطلق الضابط على تقاسيم الشيء أو أقسامه

: الناس يف اإلمامة أقسام

هــ 788د بن عبد احلميد كمال الدين الشهري بابن اهلمام ولد سنة هو حممد بن عبد الواح:الكمال بن اهلمام - 6

شرح العناية املسمى بفتح القدير،تويف :كان إماما حافظا نظارا فارسا يف البحث له تصانيف يف الفقه احلنفي أمههاق حممد بن بدر الفوائد البهية يف تراجم احلنفية،حتقي،أبا احلسنات حممد عبد احلي اهلندي. هـ 861رمحه اهللا سنة

. 180ص ،بريوت ،دار املعرفة والنشر ،الدين أبو فراس النفاس ختريج وتعليـق ،األشباه والنظائر يف قواعد وفروع فقه الشافعية. أيب الفضل جالل الدين عبد الرمحن السيوطي - 7

. 11ص 1ج ،م1994/هـ1415 ،1مؤسسة الكتاب الثقافية ط ،وضبط خالد عبد الفتاح شبل أبو سليمانعبد الوهاب بن علي بن عبد الكايف بن متام -هو ،)م 1370 – 1327 -هـ 771 – 727(ابن السبكي - 8

مؤرخ أديب ناظم ،فقيه أصويل ،)أبو نصر تاج الدين(بن يوسف بن موسى بن متام األنصاري الشافعي السبكيمـن ،وويل ا القضاء وخطابة اجلامع األمويوخترج ،ولزم الذهيب ،وقدم دمشق مع والده ،ولد بالقاهرة ،ناثر

، شرح منتهى السول واألمل يف علمي األصول واجلدل ،طبقات الشافعية الصغرى والوسطى والكربى: تصانيفه . 343ص ،2مج ،اجلمعية املصرية ،دار اجليل ،املوسوعة العربية امليسرة . الفتاوى

. 59م ص 1998/هـ1418 ،1مكتبة الرشد ط ،عد الفقهيةالقوا ،عبد الوهاب الباحسنييعقوب بن -9 حممد بن اء الدين بن عبـد اهللا املصـري الزركشـي )م1392 – 1344/هـ794 – 745: (الزركشي - 10

. مصري املولد ،تركي األصل ،أديب ،حمدث ،فقيه أصويل ،)بدر الدين أبو عبد اهللا(الشافعيثة أسفار، شرح التنبيه للشريازي يف فروع الفقه الشافعي، شـرح مجـع اجلوامـع البحر يف أصول الفقه يف ثال: تصانيفه

. 174ص 3عمر رضا كحالة معجم املؤلفني، ج. للسبكي، الديباج يف توضيح املنهاج، الربهان يف علوم القرآن )919 . صسامع، القسم الثاين،نقال عن تشنيف امل. 60. مرجع سابق، صيعقوب بن عبد الوهاب الباحسني، - 11 بن مد بن أيب بكر بن عثمان بن حممدهو عبد الرمحن بن أيب بكر بن حم)هـ911 -849(عبد الرمحن السيوطي - 12

اإلكليـل يف : من مؤلفاته ،خضر بن يوب بن حممد بن مهام الدين اخلضريي األصل الطولوين املصري الشافعي . 82ص 2عمر رضا كحالة، معجم املؤلفني ج. .يف علوم التفسرياستنباط الترتيل، اإلتقان يف علوم القرآن، التحبري

Page 14: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

14

ضابط املعذورين يف اإلفطـار مـن : وقوله . اخل. . . األول من ال جتوز إمامته حبال . . . 13املسلمني البالغني أربعة

. وقد يطلق الضابط على القيد ، واملهام ومرادنا بالضوابط هنا القيود اليت يتقيد ا رئيس الدولة يف مباشرته ألعماله

. حىت ال تكون سلطته مطلقة بدون قيود ؛املخولة إليه

. –السلطة : ثانيا

ومـن ، وهو القوة والقهر، السني والالم والطاء أصل واحد . من سلط : ـ لغة1 . مسي السلطان سلطانا ولذلك ؛وهو القهر، ذلك السالطة من التسلط

. والسلطان احلجة .14والسليط من الرجال الفصيح اللسان الذرب

: ة مبعىن واحد تطلق على والسلطة والسلطان والسالط والتحكم والسيطرة والتآمر والشدة واحلدة واحلجة و ، القوة والقهر والقدرة والتمكن

.15الربهانوقد عربت العرب ,والوايل واحلاكم ,وهو القاهر والغالب ,ومن السلطة جاء السلطان

. 17والسؤدد واحلكم 16عن السلطة بالرياسة وامللك والرباعة .ألنه به تقام احلجة واحلقوق ؛ومسي امللك بذلك

: اصطالحا-2فهـي يف العـرف ,السلطة اصطالحا خيتلف إطالقها حبسب اال الذي تطلق فيـه

. ةالسياسي القدرة على تقرير أمر ما بشأن اجلماع

الشيخ علي ،حتقيق الشيخ عادل عبد املوجود ،عبد الوهاب بن علي بن عبد الكايف السبكي -اإلمام تاج الدين - 13

.473ص 1ج -م1991 -هـ1411 -1لبنان ط ،دار الكتب العلمية بريوت ،األشباه والنظائر ،حممد عوض .95، ص3معجم مقاييس اللغة، مج. أيب احلسن أمحد بن فارس بن زكريا -14 . 320ص ،7مج ،ابن منظور، لسان العرب -15 . وحتولت إىل معىن السيادة ،من ربع الغنيمة اليت كان يأخذها السيد يف اجلاهلية ،مصدر من ربع ةوالرباع -16 .320، ص7ابن منظور، املصدر السابق ، مج -17

Page 15: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

15

فهي اجلهـة . . . فالسلطة هي صاحبة األمر والتنظيم واحلكم والقرار والعقاب والعفو .18احلاكمة

أي أا , والسلطة قانونا تعين إخضاع إرادة شخص إلرادة شخص قانوين آخر- .19واألخرى متفوقة وتسمو عليها، إحدامها خاضعة ,عالقة قانونية بني إرادتني

تـع ـا ن السلطة هي املقدر ة اإلرادية اليت يتمء القانون العام فريون أ أما فقها والذين ميكنهم مبقتضاها فرض أوامـرهم علـى ,األفراد املكونني للجهاز احلكومي للدولة

بقصد حتقيق أهداف اجلماعة ، سواء كان هذا الفرض واقعيا أو قانونيا، غريهم من األفراد . دون تدخل يف ذلك من جانب أية جهة داخلية أو خارجية، ومصاحلها العامة

هرت السلطة يف كل التنظيمات مبجرد أن متكن شخص أو جمموعة مـن وقد ظ والنتيجـة . زدواج العالقة بني األمر والطاعـة وهو ما يستدعي ا . فرض إرادا على الغري .20أ و املؤيدين, واخلاضعني, االختالف بني اآلمرين

اآلمر والناهي والرئيس هو , وهي تعترب ر كن أساسي وجوهري يف قيا م أي دولة . وسلطته ال تعلوها أ ي سلطة يف الدولة,

. كما قد تقوم على القوةاخلاضعني هلا، وقد تقوم هذه السلطة على رضا احملكومني

. السلطة الرئاسية :����� .21وهو الرأس أيضا ,والرئيس سيد القوم ,نسبة إىل الرئيس

وبذلك تكون السلطة الرئاسية . 22والرأس من كل شيء أعاله، ئيسهمورأسه عليهم جعله ر . أعلى سلطة يف الدولة

نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضـهم �: يقول تعاىل .�23 …فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا

. 135الفكر السياسي األسئلة األبدية، اجلمعية املصرية لنشر املعرفة والثقافة العاملية، ص ،جلني يندر، ترمجة حممد غنيم - 18 ،إسحاق إبراهيم منصور(نقال عن ،33ص ،السلطة االقتصادية لويل األمر يف النظام اإلسالمي. بوزغار دليلة - 19

. )20اجلزائر ص ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،لعقوباتممارسة السلطة وآثارها يف قانون ا . 72م ص2002، 5، ط1سعيد بوالشعري، القانون الدستوري والنظم السياسية املقارنة، ديوان املطبوعات اجلامعية، ج - 20 . 91ص ،6مجلسان العرب،. بن منظورا -21 .319املعجم الوسيط، ص - 22

. 31: اآلية ،ـ سورة الزخرف23

Page 16: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

16

.24ومالك ومملوك، ورئيس ومرؤوس, فمن فاضل ومفضول، ضلنا بينهمأي ففالسلطة الرئاسية هي جمموعة من االختصاصات اليت يباشرها كل رئيس يف مواجهة .25وجتعل هؤالء املرؤوسني يرتبطون به برابطة التبعية واخلضوع، مرؤوسيه

ارسها الرئيس اإلداري على أشخاص مرؤوسيه أو هي جمموع السلطات اليت مي وأهم مظاهرها حق الـرئيس يف تكليـف مرؤوسـيه ,وأعماهلم يف هيئات اإلدارة املركزية

وحقه يف اصدرا أوامر وتعليمـات ، ونقلهم وتوقيع اجلزاءات عليهم, بالقيام بأعمال معينة .26حملهم يف أدائها أو احللول ,وسلطته يف تعديل قرارام أو إلغائها ,ملزمة هلم

وإمنـا هـي ، أو حقا مطلقا للـرئيس اإلداري ، وهذه السلطة الرئاسية ليست امتيازا . وحسن سري املرافق العامة, رعاية للصاحل العام ؛اختصاص مينحه القانون

ويف حـدود ,لذلك فإنه يتعني أن متارس هذه السلطة يف حدود الشريعة اإلسـالمية ، فالرئيس ليس له مطلق احلرية يف أن يفعل ما يشاء. حتقيقا للصاحل العام، للوائحالقوانني وا

. بل هو مقيد بضوابط شرعية وقانونية حتد من سلطته, دون تقييد وضبطدون بقية اجلهـاز ، السلطة الرئاسية لرئيس الدولة فقط ىوقد اقتصرنا يف حبثنا هذا عل

. اإلداري

. 83ص ،15ج. م1985هـ 1405 ،بريوت ،دار إحياء التراث العريب ،اجلامع ألحكام القرآن. ـ القرطيب 24 . 75. ص. م1983هـ ـ 1403 ،دار الكتاب اللبناين ،مبادئ القانون اإلداري اجلزائري ،صاحل فؤادـ 25 . 1361.ص ،3مج ،2ط ،دار اجليل اجلمعية املصرية ،ـ املوسوعة العربية امليسرة 26

Page 17: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

17

يالمطلب الثان ألقاب رئيس الدولة

اختلفت علـى حسـب ، أطلق على رئيس الدولة عدة ألقاب منذ العصر اإلسالمي . املناسبة اليت أطلقت فيها

. فةــــاخللي: أو�

وخلف فالن فالنا ، من خلف واستخلف فالنا من فالن جعله مكانه: لغةاخلليفة – 1 وقـال موسـى ألخيـه �: ومنه قوله تعاىل، مه خالفةيقال خلفه يف قو، إذا كان خليفته

خلفت فالنـا : ويقال. ، وخلفته أيضا إذا جئت بعده�27 هارون اخلفني في قوميواخلليفة السـلطان . 28 واستخلفه جعله خليفة، واستخلفته أنا جعلته خليفيت، أخلفه ختليفا

. األعظمخلدون بأا محل الكافة على مقتضى النظر الشـرعي يف يعرفها ابن: اصطالحا -2

.29والدنيوية مصاحلهم األخروية :يقول تعاىل . ، خيص اإلسالم وحده ال غريومصطلح اخلليفة مصطلح قرآين خالص

. 30 �يا داوود إنا جعلناك خليفة في األرض� .�31 للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة وإذ قال ربك� : وقوله تعاىل

، وقد أطلق هذا املصطلح بعد وفاة الرسول صلى اهللا عليه وسلم وتويل أبو بكر بعده ولكين خليفة رسـول ، لست خليفة اهللا : فقال هلم أبو بكر مصححا. " خليفة اهللا"نودي يا

.32ا اخللفاء الراشدون من بعدهمث تداوهل، اهللا صلى اهللا عليه وسلمإمنا يدل على أن مرتلة اخلليفة من األمة إمنا هـي ، وتسمية رئيس الدولة باسم اخلليفة .33رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كمرتلة

. 143: آية ،سورة األعراف - 27 . 882ص ،1مج لسان العرب،. بن منظور ا - 28 . 201ص م،2003/هـ1424ابن خلدون، املقدمة، دارالكتب العلمية،بريوت،لبنان،الطبعة الثانية، - 29 . 26: اآلية ،سورة ص - 30 . 30: اآلية ،سورة البقرة - 31 وأيضا حممد ضياء الدين . 2312. ص ،2ج. مكتبة مدبويل ،القرآن العظيم موسوعة ،عبد املنعم احلفين - 32

. 112،ص )ت.د (القاهرة،.مكتبة دار التراث،الطبعة السابعة.الريس،النظريات السياسية اإلسالمية

Page 18: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

18

� نيـؤمنــأمري امل: ���

و اإلمارةواألمارة،نفاذ أمرهلر املالك يمواأل، راآلم مريواأل، مراألمري ذو األ : لغة -1 إذا صـار ، ةارمإ رمأي لجالر رمأو، يلوك رموأ رمأو ,ا رمأ رمأوأمر علينا ي، راءمواجلمع أ

.34، والتأمري تولية اإلمارةاريمفالن إذا صريه أ رمأو، عليهم أمريا . م الرؤساء وأهل العلموأولو األمر ه

وأول من لقب به هو اخلليفة ، هذا اللقب تال يف ظهوره اللقب األول : اصطالحا -2 ، ألنـه يعـين أن ويعد هذا اللقب أقرب إىل إظهار املعىن الدنيوي، الثاين عمر بن اخلطاب

ال سيما ، لقوةوأن رئيس الدولة قد صار املتصرف يف شأن هذه ا، إىل قوة املؤمنني قد حتولواقائـد "إذ استعملوه يف اجلاهلية للداللـة علـى ، غري جديد على العرب" األمري"وأن لقب

.35"اجليش اإلمـــام: �����

، وأمه أم القوم إذا تقدمهم :كقولنا ، وتأيت ملعان متعددة، اإلمامة من أم: لغـة -1 . ، هاديا كان أو ضاالمن رئيس أو غريهواإلمام ما أمت به الناس . يؤمه إذا قصده

. ، وهو الطريقوهو كذلك اخليط ميد على البناء فيبىن .36وقد يطلق ويراد به غري هذه املعاين. ، وقائد اجلندويطلق كذلك على القرآن هذا اللقب هو الذي أطلقه فقهاء الشيعة على اخلليفة الرابع علي بن : اصطالحا -2

وقد اقترن هذا ، ومسيت املباحث اخلاصة ذا املنصب باسم اإلمامة. ، واشتهر به طالبأيبوهذا ما كان يفعله الرسول صلى ، فاإلمام هو الذي يؤم املصلني، االصطالح مبناسبة الصالة .37وناب عنه أبو بكر رضي اهللا عنه يف مرضه، اهللا عليه وسلم يف حياته

دراسة ،ميالسلطات الثالث يف الدساتري العربية املعاصرة ويف الفكر السياسي اإلسال ،سليمان حممد الطماوي -33

. 405. ص ،1986 ،5ط ،مطبعة جامعة عني مشس ،مقارنة . 96. ، ص1لسان العرب، مج. ابن منظور - 34

. 407 -405. املرجع السابق ، ص.الطماوي 35- . 78. ، ص4.القاموس احمليط، ج - 36 . 407. السلطات الثالث، ص.الطماوي -37

Page 19: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

19

؛مث إن الشيعة خصوا عليا باسم اإلمامة: "يف مقدمته بن خلدونويف هذا املعىن يقول ا تعريضا مبذهبهم يف أنه أحق بإمامة الصالة مـن أيب ، اليت هي أخت اخلالفة، نعتا له باإلمامة

وملن يسوقون إليه منصب اخلالفة مـن ، فخصوه ذا اللقب، وبدعتهممذهبهم بكر ملا هو .38بعدهأطلق على رئاسـة الدولـة اإلمامـة ، أخرى هي إمامة الصالةوملا كانت هناك إمامة

. متييزا هلا عن اإلمامة الصغرى وهي إمامة الصالة ؛الكربىوعنـد الشـيعة ، يف احلاضر مل تعد عند غالب املسلمني سياسية) إمام(وهذه الكلمة

اتمع روحيـا أخذت تطلق على الفقيه األعلى الذي يشغل مكان اإلمام الغائب يف زعامة .39وسياسيا �� املـلك: را

فهو مالـك واجلمـع ، ا حازه وانفرد بالتصرف فيهمن ملك الشيء ملك: ةـلغ -1 يقال القلب مـالك ، أو عنصره اجلوهري، قوامه وخالصته: رمأال ومالك. ومالك، كمل

. اجلسد، واحلكومـة والسلطة على أمة أو قبيلة أو بالد وهو صاحب األمر، وامللك مجعه ملوك

واململكة سلطان امللك يف . ، يتوىل امللك بالوراثة غالبااحلكومة اليت يرأسها ملكامللكية هي .40رعيتهوردت عدة أقوال يف بيان معىن كلمة ملك لدى الباحثني املسلمني : ـااصطالح -2

: منها ما يلي ، فامللك بالكسـر جـنس ، بكسر امليم كلم وسكون الالم نوع من املبضم املي كلامل

تصرف التـدبري ، التصرف يف مجاعة عظيمة وأمة عديدة : ومعناه. وامللك بالضم نوع منهوتوجيهها إىل ما فيه خريها ، ودفع العدوان عنها، ورعاية املصاحل، وإقامة احلقوق، للشؤون

. 41بالرغبة والرهبة

. 579.املقدمة، ص . ابن خلدون - 38 . 28. ص ،م2000 ،1ط ،دار الساقي ،املصطلحات السياسية يف اإلسالم ،حسن الترايب -39 . 886. املعجم الوسيط، ص - 40 . 213.ص ،3ج ،1984 ،تونس ،الدار التونسية للنشر ،تفسري التحرير والتنوير. ابن عاشور حممد الطاهر - 41

Page 20: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

20

فرئاسة الدولة تؤول من رئـيس ، ز النظام امللكي بأنه يقوم على أساس الوراثةوميتا . ، ويف ذرية احلاكمحتصر املنصب يف أسرة معينة، وفقا لقواعد حمددة، الدولة إىل من خيلفه

وإن كان مثة تسميات أخرى ، "امللك"واللقب الغالب لرئيس الدولة يف هذا النظام هو حبسب تقاليـد كـل . . . وامليكادو، القيصر، األمري، الشاه، السلطان، راإلمرباطو: مثل .42شعب

: ــةخالص تتطابق يف املعىن وال ختتلـف عـن ) اإلمام ،أمري املؤمنني ،اخلليفة( هذه املصطلحات

ألا يف النهاية أصبحت تشري إىل نفس الشـخص ،بعضها إال يف زمن ودواعي االستعمالفهذه التسميات مل يعد هلا وجود يف غالب الدول، وأصبح اإلطـالق . نفس املعىن وتؤدي . ماعدا امللك فقد بقي إطالقه يف الدول ذات النظام امللكي ،رئيس الدولة: الشائع

. 248. السلطات الثالث، ص.الطماوي - 42

Page 21: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

21

���� ��� *+,���+��� -�.� ����/

المطلب األول الميتولية رئيس الدولة في الفكر السياسي اإلسشروط

اختلف فقهاء السياسة الشرعية يف الشروط الواجب توافرها يف اخلليفة لتوليه هـذا املنصب، وحضي هذا املوضوع باهتمام واسع جدا لدى الفقهـاء قـدميا وحـديثا، ومل ميـس

بني موجز ومسـهب , االختالف اجلوهري، بل كان يف توزيع الصفات على العناوين اجلامعة هلا . تفاق على ضوابط أساسية، فبعضها جممع عليه والبعض اآلخر اتفقت عليه األكثريةمع االمع اختالف يف اللفظ كمـا 44ومثله ابن خلدون، على أا أربعة 43فذكرها البغدادي

وقد وصلت هذه الصفات عند . على أا عشرة46والغزايل ، إىل أا سبعة 45ذهب املاوردي . فةإىل أربع عشر ص 47الزيدية

من أئمـة ،هو عبد القاهر بن طاهر بن حممد بن عبد اهللا البغدادي التميمي أبو منصور اإلسفراييين: دادي البغ -43 فضـائح ،الناسـخ واملنسـوخ ،أصول الدين: من مصنفاته ،واستقر بنيسابور ،ولد ونشأ يف بغداد ،األصولاألعالم . م1037 -هـ 429سنة كانت وفاته . . . الفرق بني الفرق ،التحصيل ،فضائح املعتزلة ،القدرية . 173ص ،2ط ،5ج ،يللزر كل

عبد الرمحن بن حممد بن احلسن بن حممد بن جابر بن حممد بن إبراهيم بن حممد بن إبراهيم بن هو: ابن خلدون -44 ،عامل أديب مؤرخ اجتماعي ،التونسي مث القاهري مث املالكي ،احلضرمي األشبيلي األصل ،حممد بن عبد الرحيم

، حممد رضـا كحالـة . شفاء السائل لتهذيب املسائل -نرحلة ابن خلدو -تاريخ ابن خلدون: من مؤلفاته . 120ص 2جمعجم املؤلفني ،

فقيه ) م1058 -975 -هـ 450-364(علي بن حممد البصري املعروف باملاوردي أبو احلسن : املاوردي -45أدب -تفسري القرآن الكرمي -يف فروع الفقه الشافعي احلاوي الكبري: أصويل مفسر أديب سياسي من تصانيفه

.499. ، ص2. عمر رضا كحالة، معجم املؤلفني ، ج. األحكام السلطانية -الدين والدنيا

حكيم متكلم فقيه أصويل ،هو حممد بن حممد بن حممد بن أمحد الطوسي الشافعي املعروف بالغزايل: الغزايل 46 - -افت الفالسفة -إحياء علوم الدين: من تصانيفه) م1111 -1058 -هـ505 -450(صويف .3ج 671. عمر رضا كحالة، معجم املؤلفني ،ص. . . ) املستصفى

الناس وهي تعترب األئمة أفضل ،هذه الفرقة هي أقرب فرق الشيعة إىل اجلماعة اإلسالمية وأكثرها اعتداال: الزيدية -47 عليه وسلم، كما أن هذه الفرقة مل تكفر أحدا من أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم بعد رسول اهللا صلى اهللا

. زيد بن علي زين العابدين: وخصوصا من بايعهم علي رضي اهللا عنه واعترف بإمامتهم، وإمام هذه الفرقة هو ويرفضوا ني أيب بكر وعمر، واملتأخروناملتقدمون منهم وهم ال يعدون رافضة، ويعترفون بإمامة الشيخ: والزيدية قسمان

Page 22: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

22

وقياسهم اإلمامة علـى ,وخباصة اإلمامية قد اتسقوا مع قوهلم بالنص 48الشيعةكما جند . وان شئنا الدقة عن البشر أمجعني ,فوصفوا اإلمام بصفات متيزه عن البشر العادينيالنبوة، كبريا كـان ذلـك أو ,فهو عندهم البد أن يكون معصوما من الذنب واخلطأ والزلل

, فهو يف كل احلاالت ال بد أن يكون معصـوما , قبل توليه السلطة الزمنية أو بعد توليها, صغريا .49استثناء كما جيب أن يكون أشجع اخللق دون, وأن يكون أفضل اخللق على اإلطالق

أما ما سواها فهي ، مردها إىل النصوص الشرعيةشروط يف أربعة 50وقد مجعها ابن حزم : 51وهي. إن مل توجد مل تبطل ا الواليةشروط يستحب وجودها و

. اإلسالم -1 . الذكورة -2 . التكليف -3 . القرشية -4

. أفضلية شروطو، انعقادشروط يف حبثنا هذا إىل الشروط وقد قسمنا

. 43 – 42. حممد أبو زهرة، تاريخ املذاهب اإلسالمية يف السياسة والعقائد، دار الفكر العريب، ص. ويعدون رافضة

منـا ،ظهروا مبذهبهم يف آخر عصر عثمان بن عفان رضي اهللا عنـه ،أقدم املذاهب السياسية اإلسالمية: الشيعة48- : وقوام هذا املذهب ما ذكره ابن خلدون يف مقدمته ،ترعرع يف آخر عهد علي رضي اهللا عنهوبل هي ركـن الـدين ،ويتعني القائم فيها بتعيينهم ،إن اإلمامة ليست من مصاحل العامة اليت تفوض إىل األمة"

ويكون معصـوما ، اإلمام هلمبل جيب عليه تعيني ،وتفويضها إىل األمة ،وال جيوز لنيب إغفاهلا ،وقاعدة اإلسالمويتفق الشيعة على أن علي بن أيب طالب هو اخلليفة املختار من النيب صلى اهللا عليه .". عن الكبائر والصغائر

. 32. اإلمام حممد أبو زهرة تاريخ املذاهب اإلسالمية، ص. وسلم وأنه أفضل الصحابة رضوان اهللا تبارك وتعاىل عليهم نقال ،362ص ،م1989 -هـ1409 ،1دار الشروق ط ،إلسالم وفلسفة احلكما ،حممد عمارة 49

). 169ص ،م1966طبعة بغداد سنة )ثورة زيد بن علي(ناجي حسن(عن وأحـد أئمـة ،أبو حممد عامل األندلس يف عصـره ،هو علي بن أمحد بن سعيد بن حزم الظاهري: ابن حزم - 50

فقد ولد يف آخر يوم من أيـام رمضـان سـنة : وكما يروي عن نفسه. وهو ينتمي ألسرة فارسية ،اإلسالمالفـرق ،امللل والنحل: من بني مؤلفاته. هـ456تويف سنة . اهتم بالعلم وساعده يف ذلك أسرته ،هـ384

. 538. تاريخ املذاهب اإلسالمية، ص. حممد أبو زهرة . طوق احلمامة، مداواة النفوس: ومن رسائله. اإلسالمية حممد إبراهيم : حتقيق ،الفصل يف امللل واألهواء والنحل. اإلمام أيب حممد علي بن أمحد املعروف بابن حزم - 51

. 10. ص ،5ج ،بريوت ،دار اجليل. م 1985 -هـ 1405. عبد الرمحن عمرية ،نصر

Page 23: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

23

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

....ا��� دا��� دا��� دا��� د��وط ��وط ��وط ��وط )البلوغ، العقل(التكليف، الذكورة، اإلسالم: وتشمل . اإلسالم : أو1

ألنـه ؛ال خالف بني العلماء املسلمني يف أنه جيب أن يكون رئيس الدولة مسـلما لذلك كان اإلسالم علـى طليعـة ؛باعتباره عقيدة وشريعة ومنهجا, أساس الدولة املسلمة

. الضوابط اليت جيب توافرها يف رئيس الدولة اإلسالمية

,يف أرض اهللا حكم اهللا من القرآن والسـنة يقيم, وألن اتمع له خصائصه ومميزاته ألنه يكون حينئذ غري أمني على قواعـد الـدين ؛احلاكم غري مسلمفليس معقوال أن يكون

.52وأصول الشريعةولـن يجعـل اللـه �: وألنه لن جيعل اهللا للكافرين على املؤمنني سبيال لقوله تعاىل

مؤلى المع رينلكافـبيال لس واإلمامة : "على اآلية قائال وقد علق ابن حزم �53. . .نين .54"أعظم السبيل

وال يكون ذلـك إال ، بتنفيذ شريعتهاإلمامة هي خالفة اهللا يف األرض وألن الغاية من .بإمام مسلم

.55نعزلوعلى أنه لو طرأ عليه الكفر ا, وقد أمجع العلماء على أن اإلمامة ال تنعقد لكافر فيعمل علـى نشـر ، حىت يقيم شريعة اهللا يف أرضه، لذلك وجب أن يكون احلاكم مسلما، وجيعل األمور شورى بينهم، ويقيم املساواة بني الناس، العدل وينتصف للمظلوم من الظامل

. وينتصر لإلسالم من كل ما قد يسيء إليه

ن�N : ورةـالذك .

: يف هذا الشرط إىل اجتاهني وقد انقسم الفقهاء

. 143. ص ،م2001 -هـ1421 ،1ط ،دار الندى ،حنو دستور إسالمي ،حممد السيد أمحد املسري - 52 . 141: آية ،سورة النساء - 53 .10.ص 5.الفصل يف امللل واألهواء والنحل، ج. ابن حزم - 54

. 228.،ص12.ج ،هـ1392دار إحياء التراث العريب،بريوت،الطبعة الثانية،.شرح النووي على صحيح مسلم ،النووي 55-

Page 24: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

24

وذهبـوا ,اتفق العلماء على اشتراط الذكورة يف املتويل لرئاسة الدولة : االجتاه األول ألن هذا املنصب يتطلب مهام ال ميكن للمرأة القيام ؛م جواز تولية املرأة هلذا املنصبإىل عد

. اواخللوة م ، كمخالطة الرجال,النساء فطبيعة اإلمامة تقتضي مباشرة أمور تشق على

,حبكم طبيعتـها ,وهذه ال ميكن للمرأة القيام ا. وقيادة اجليوش واجلهاد ,والسفر الطويل . وما يعتريها من أحوال متنعها من القيام ا

: ومن هذه النصوص، وقد ورد من النصوص ما مينع املرأة من تويل شؤون احلكم الرجال قوامون على النساء بما فضل اهللا � :ال على النساء لقوله تعاىلقوامة الرج

. 56 �بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهمفاألوىل أن تكون قيـادة األمـة -وهو مسئول عنها -فإذا كانت قيادة األسرة للرجل -

. للرجل : قط بنص قوله تعاىلف 57وقد اقتصرت النبوة على الرجال، أن اإلمامة مقيسة على النبوة -

� همي إليوحاال نإال رج كلقب نا ملنسا أرمفتكون اإلمامة الكربى. �58 . . .و ، . أو رئاسة الدولة مقتصرة على الرجال دون النساء

أن فارسا ملكوا ابنـة كسـرى لما بلغ النبي صلى اللهم عليه وسلم :بكرة قال عن أبي- ـى يـا فهذا احلديث يدل على أن الشرع. 59) لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة : (قال

وهو مبالغة يف نفـي ، يفيد التأبيد* لن*ألن التعبري ب، جازما عن تولية املرأة رئاسة الدولةفيكون النهي قد جاء مقرونا بقرينة تدل ، نة على النهي اجلازموهو قري، الفالح عمن يوليها

. فكانت تولية املرأة لرئاسة الدولة حراما، على طلب الترك طلبا جازما - ة قالعوريرأبي ه لى الله قال :نص ول اللهسر لمسو هليع ) : كماؤـرإذا كان أم

م وأغنياؤكم سمحاءكم وأموركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنهـا خيارك

. 34: اآلية ،سورة النساء - 56 .144.و دستور إسالمي، ص حممد سيد أمحد املسري، حن - 57 . 7: اآلية ،سورة األنبياء - 58

.5293: برقم: والنسائي يف أدب القضاة. 2188: والترمذي يف الفنت برقم. 6570: البخاري يف الفنت برقم -59

Page 25: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

25

ض خالأر طنفب كمائإلى نس كمورأمو لاءكمخب كماؤأغنيو كماررش كماؤرإذا كان أمو رينم ا لكمره60 )ظه.

فال تنعقد اإلمامة المرأة وإن اتصفت جبميع خالل الكمال : "يقول حجة اإلسالم الغزايل -وكيف تترشح امرأة ملنصب اإلمامة وليس هلا منصـب القضـاء وال . وصفات االستقالل

"منصب الشهادة يف أكثر احلكومات؟م يبيحوا له تقلد منصب اإلمامة وإن بان فل، مث إن العلماء أحلقوا اخلنثى باملرأة احتياطا .61اإلمامة أوىل لب، كما هو شأنه يف تويل القضاء، ذكراومـن أصـحاب هـذا الـرأي . ءويرى أصحابه جواز إمامة النسا: الرأي الثاين

. وقمن بأمر الرعية، إذا خرجن على خمالفيهن، فقد ذهبوا إىل جواز إمامة النساء، 62اخلوارجفذهب إىل القول أنه ليس مـن بـني ، 63هو ما ذهب إليه بعض الباحثني املعاصرينو

وخاصة أن ملكة سبأ أظهـرت مـن احلنكـة ، آيات القرآن ما مينع أن تكون املرأة خليفةاحلديث الذي مينع صراحة رياسـة املـرأة وهناك . والدراية ما يفوق ما يتمتع به الرجال

.64د ثبت أنه ال إمجاع على بطالن خالفة املرأةوق، للرجال وإن كان حديثا ضعيفاهذه احلادثة جاء فيها احلـديث ). لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة: (كما أن حديث

. تفيد العموم، وهذه نكرة يف سياق النفي، . . )لن يفلح : (، ألنه قالبلفظ عام باب هلا عالقة بفهم ألفاظ العموم أم ال؟هل األس، وإمنا هناك حبث آخر

إلا من حديث هذا حديث غريب لا نعرفه: وقال. وانفرد به الترمذي. 2192: أخرجه الترمذي يف الفنت برقم - 60 الل صجر وها وهليع عابتا لا يبه فردني بائغر هيثدي حف يرالم حالصو يرح المالصح.

وأيضا طبعة.ه1292،القاهرة،7.ج اج، اية احملتاج إىل شرح املنه. الرملي شهاب الدين حممد بن أمحد -61 . 389.ص م،1967احلليب

ظهـر ،فقد ظهر كالمها كفرقة يف عهد علي رضـي اهللا عنـه ،اقترن ظهور هذه الفرقة بظهور الشيعة: اخلوارج 62خرجت هذه الفرقة على ،عندما اشتد القتال بني علي ومعاوية يف صفني ،اخلوارج يف جيش علي رضي اهللا عنه

مث جاءت هذه ،إليه أن يقبل التحكيم مع معاوية فقبله مضطرا ال خمتارا علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه تطلبكلمة حق أريد ا باطـل "ال حكم إال هللا "الفرقة بعد ذلك واعتربت التحكيم جرمية كبرية وصار شعارهم

. 58. تاريخ املذاهب اإلسالمية، ص ،حممد أبو زهرة. وأخذوا يقاتلون عليا . يوسف القرضاوي ؛ وعبد املنعم احلفين - 63 . 2314 -2313.ص ،م2004 ،1مكتبة مدبويل ط ،موسوعة القرآن العظيم ،عبد املنعم احلفين -64

Page 26: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

26

والرأي الراجح فيها أن العربة بعموم اللفظ ال خبصوص ، هناك خالف يف هذه القضية إنه ال بد أن نرجع فيها : قال ولكن بعض احملققني مثل اإلمام الشاطيب يف املوافقات، السببأمثلة موضحا أن ابن عمر كان يرى وضرب هلا. وإال وقعنا يف اخلطأ ، أسباب الرتولإىل

أن احلروريني أو اخلوارج شر الناس؛ ألم يأخذون ما نـزل يف املشـركني وجيعلونـه يف ألن القرآن ذكر لنا امرأة حكمـت ؛ا أرى أن هذا احلديث جيب أن خيصصوأن، املسلمني

ءها اخلطاب فحينما جا، وانتهت م إىل خريي الدنيا واآلخرة، الرجال حكما عادال عاقال�65 . .أال تعلوا علي وأتوني مسلمين �: من سليمان

.

.�66 كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون قالت ياأيها المأل أفتوني في أمري ما�وأولـوا بـأس قالوا نحن أولوا قوة � : قالوا هلا، امرأة شورية تستشري يف كل شيء

رينأماذا تفانظري م كإلي راألمو يددونظرت يف األمـر ، فوكلوا هلا األمر .�67شوأسلمت مع سـليمان � : وانتهت إىل أا مل تدخل املعركة، بغاية احلكمة وحسن التدبري

ينالمالع بر له69أة من تويل رئاسة اجلمهوريةفليس هناك ما مينع املر .�68 ل. O�N: يفـالتكل وذلك ألن الشخص ال يكون مكلفا إال إذا كان ، ويدخل حتت التكليف العقل والبلوغ

مستدلني يف ذلك حبديث الرسول صلى ، وال خالف بني العلماء يف هذا الضابط، عاقال بالغان النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن رفع القلم عن ثلاثة ع (: اهللا عليه وسلم

. 70 ) المجنون حتى يعقلوالصيب وانون ال ميكنهما القيام ، و ألن رئيس الدولة مكلف بإقامة مجيع أمور الدين . ألنه قد رفع عنهما التكليف ؛بذلك

. 31:اآلية ،سورة النمل - 65 . 32:اآلية ،سورة النمل - 66 . 33:اآلية ،سورة النمل - 67 . 44:اآلية ،سورة النمل - 68 رمضان 09املوافق ل / 2009أوت 30األحد ،ليوميعن جريدة الشروق ا ،يوسف القرضاوي -69

. 2704: العدد/هـ 1430

.896: وأمحد يف مسند العشرة برقم. 3825: أبو داود يف احلدود برقم - 70

Page 27: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

27

يقول ابن ا ألن غري البالغ كم، على اشتراطه قدميا وحديثاوقد أمجعت األمة : البلوغ -1وال إمامة صيب مل يبلـغ إال ، مجيع فرق أهل القبلة ليس منهم أحد جييز إمامة امرأة: " حزم

ألن من ؛وهذا خطأ . واحلمل يف بطن أمه، مل يبلغ يفإا جتيز إمامة الصغري الذ 71الرافضة .72"اطب بإقامة الدين، واإلمام خممل يبلغ فهو غري خماطب

بل ذهبوا أبعد ، وجوزوا أن يكون اإلمام طفال، 73وقد شذ عن هذا الشرط اإلمامية وذلك ألن طريق انعقاد اإلمامة عنـدهم ، من ذلك فقد جوزوا إمامة احلمل يف بطن أمه

ص فقد ن، ابتداء من النيب صلى اهللا عليه وسلم، أي نص اإلمام السابق على الالحق، النصوعلي نص على إمامـة احلسـني ، يف زعمهم على إمامة علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه

. كل إمام ينص على الذي يليه، وتستمر يف ذرية فاطمة رضي اهللا عنها . رضي اهللا عنهفقـد ، والصيب لعلمه بعدم التكليف قد يتصرف تصرفات ال تليق مبقام رئاسة الدولـة

، وبذلك يؤدي باألمة إىل اهلالك ما دام مل جير عليه القلم، طائشةتكون تصرفات اندفاعية و . سواء كانت تصرفاته عن عمد أو عن غري عمد، وهو غري حماسب

فإذا كان الصيب حمروما ع عليه بني العلماء وال خالف فيه، ويعد العقل جمم: لـالعق -2 . فذاهب العقل أوىل، من تويل هذا املنصب هلذا السبب

فإن ،فال تنعقد نون": معلال عدم جواز إمامة انون والصيب 74لغزايلقال ا ". . . وال تكليف على صيب وجمنون، التكليف مالك األمر و عصامه

:75وقد قسم املاوردي زوال العقل إىل قسمني

حممد أبو . هي فرقة من فرق الزيدية، وهم املتأخرون الذين يرفضون إمامة الشيخني أيب بكر وعمر: الرافضة 71- . 43. زهرة، تاريخ املذاهب اإلسالمية، ص

.12. ، ص5الفصل يف امللل و األهواء والنحل، ج. ابن حزم 72- يدخل يف عمومها أكرب مذاهب الشيعة القائمة اآلن يف ،"الشيعة اإلمامية"هذه الطائفة اليت حتمل اسم : اإلمامية - 73

واجلامع هلؤالء هو مـا ،وغريها من البالد اإلسالمية ،راءها من باكستانالعامل اإلسالمي يف إيران والعراق وما و فعني اإلمام ،فإم يقولون إن األئمة مل يعرفوا بالوصف بل عينوا بالشخص"اإلمامية"تدل عليه التسمية بعبارة

. علي من النيب صلى اهللا عليه وسلم وهو يعني من بعده بوصية من النيب صلى اهللا عليه وسلم . 180.ص ،)ت .د(حتقيق عبد الرمحن بدوي،مؤسسة دارالكتب الثقافية،الكويت، ،فضائح الباطنية . الغزايل -74 . 16. ص ،األحكام السلطانية ،املاوردي - 75

Page 28: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

28

وكذلك ال مينـع مـن ، فهذا ال مينع انعقاد اإلمامة، ما يرجى زواله كاإلغماء: األول . سريع الزوال، ألنه مرض قليل اللبث ،استدامتها : كاجلنون واخلبل فهو على قسمني . وهو الالزم الذي ال يرجى زواله: وأما الثاينوإذا طرأ على اإلمام ، فهذا مينع انعقاد اإلمامة، أن يكون مطبقا ال تتخلله إفاقة: أحدمها

. نا به فيهوقطع، إذا حتققنا من وجود املرض، بعد توليه منصبه استحق العزلوهو أال يكون ذلك املرض مالزما له . من الالزم الذي ال يرجى زواله: والقسم الثاين فإن كان ، وحينئذ ينظر، بل تتخلله أوقات إفاقة يعود ا إىل حال سالمته، يف كل أوقاته

وإذا طرأ علـى ، فهذا كاملرض الدائم مينع انعقاد اإلمامة، املرض أكثر من زمان اإلفاقةوإن العكس حيدث؛ مبعىن أن يكون . اإلمام بعد انعقاد اإلمامة له سليما استحق العزل به

واختلفوا ، فقد اتفق العلماء على عدم انعقاد اإلمامة، زمان اإلفاقة أكثر من زمان املرض : أو ال مينع على رأيني، فيما إذا طرأ على اإلمام بعد توليه منصبه هل مينع من استدامتها

ألن من واجب اإلمام ، يقول بأنه مينع من استدامتها أيضا كما مينع من ابتدائها: األول . وهذا املرض مع تكرره خيل ذا الواجب، النظر يف مصاحل األمة

يرى أنه ال مينع من استدامة اإلمامة، وإن كان مينع انعقادها يف االبتداء، ألن املطلوب : الثاين . املة، وعند اخلروج منها هو النقص الكاملوقت عقد اإلمامة هو السالمة الك

وذلك ألن من خالل عرضنا هلذين الرأيني، نرى أن الرأي األول هو الراجح؛: الرأي الراجحاألمـة اإلمام تتعلق به مجيع أمور األمة، وقد حيدث يف بعض األحيان أن يتعرض هلذا املرض وتكون

. وقد يصيبهم مكروه بعد ذلك كزمان احلرب مثال حباجة ماسة إليه، فعندئذ تتعطل أمور املسلمني، . وتنظم شؤوم، حىت تستقيم أمور املسلمني، وتولية غريه، لذلك كان من األوىل عزله

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

أ�����أ�����أ�����أ�������وط ��وط ��وط ��وط

Page 29: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

29

. سبــالن :أو1

فـذهب اشتراط النسب يف املتويل للخالفـة، اختلف القائلون بوجوب اإلمامة حول يف حـني رأى ، بعضهم إىل وجوب توافر النسب القرشي يف اخلليفة وإال مل تصح توليتـه

. وال جيب توافره يف اإلمام، البعض اآلخر أن هذا الشرط شرط أفضلية فقطوال ميكن إسناد اخلالفة إىل غري ، ويرى أن شرط القرشية شرط وجوب : الرأي األول

: دلة منهاواستدلوا على ذلك بعدة أ، القرشي : تهمـأدل

فاإلمامة ال 76. )احلديث...األئمة من قريش: (قول الرسول صلى اهللا عليه وسلم-1 كوم أهل الرسول صـلى اهللا ، وهو قول صريح يف وجوب اإلمامة يف قريش، خترج عنهم . وأحسن العرب قوة ونسبا، عليه وسلم

وهم أهل الـدار ، ضي اهللا عنهم يوم السقيفةكما استدلوا أيضا بإذعان األنصار ر-2 ومن احملال أن يتركوا اجتهادهم الجتهاد غريهم ، والعدة والعدد والسابقة يف اإلسالم، واملنعة

لوال قيام احلجة عليهم بنص رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم علـى أن احلـق لغريهـم يف 77.ذلك .79وبعض املعتزلة، 78واملرجئة، والشيعة ،وقد ذهب إىل هذا القول أهل السنة

. وقد انفرد به 11859أخرجه اإلمام أمحد يف مسند املكثرين برقم -76

. 152. ، ص4الفصل يف امللل واألهواء والنحل،ج. ابن حزم 77-

أهو مؤمن أو غري مؤمن؟فذهب كـل ،هذه الفرقة نشأت يف وسط شاع فيه الكالم يف مرتكب الكبرية: املرجئة 78-ومنهم هذه الفرقة اليت جهرت بأنه ال يضر مع اإلميان ذنب كما ال ينفع مـع ،فريق إىل القول مبا يراه مناسبا

فهو الذي يعرف سرائر ،تكب يرجأ إىل اهللا تعاىل يوم القيامةومن املنتمني إليهم من قال أن أمر املر ،الكفر طاعة ،وقد أطلق هذا القول على اإلمام أبو حنيفة وتالميذه أيب يوسف وحممـد وغريهـم ،الناس وحياسبهم عليها

تاريخ املـذاهب ،ةحممد أبو زهر. . . وسعيد بن جبري ،واحلسن بن حممد بن علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه . 118. ص ،اإلسالمية

ولكنها شغلت الفكر اإلسالمي ردحا طويال من الزمن وقد مسوا ،نشأت هذه الفكرة يف العصر األموي: املعتزلة -79اعتزلـوا احلسـن ،وذلك عندما بايع احلسن بن علي رضي اهللا عنه معاوية وسلم األمر إليـه ،أنفسهم معتزلة

وقالوا نشتغل بالعلم والعبادة وعلى رأس املعتزلة واصل بـن ،ومعاوية ومجيع الناس ولزموا منازهلم ومساجدهمعطاء وكانوا ممن حيضرون جملس احلسن البصري العلمي فثارت تلك املسألة اليت شغلت األذهـان يف ذلـك

أنا أقول أن مرتكب الكبرية ليس هو مـؤمن : فقال واصل خمالفا احلسن ،وهي مسألة مرتكب الكبرية ،العصر . 124. حممد أبو زهرة، ص.سنمث اعتزل جملس احل ،بل هو يف مرتلة بني املرتلتني ،فر بإطالقوليس كا،بإطالق

Page 30: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

30

. 80"اإلمامة ال تكون إال يف قريش": قال اإلمام مالك . 82 "ال يكون من غري قريش خليفة" 81:أمحدوقال اإلمام . 83)ال يزال هذا األمر يف قريش ما بقي اثنان: (قوله صلى اهللا عليه وسلم-2 . وليس شرط وجوب، شرط أفضليةويرى أن شرط القرشية : الرأي الثاين . وبعض املرجئة، ومجهور املعتزلة، و قد ذهب إىل هذا الرأي اخلوارج :84وقد استدلوا على رأيهم مبا يلي

: أدلتهم اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل علـيكم عبـد : ( قول الرسول صلى اهللا عليه وسلم -1

يشبة حبيبز هأس85)كأن ر. 2- قالت ةسيمن الأحيصالح أم نع: لمسو هليع لى اللهص ول اللهسر تعمس

لـيكم عبـد اتقوا الله وإن أمر ع ،يا أيها الناس( :يقول ...يخطب في حجة الوداع الله ابتك لكم ا أقاموا ميعأطو وا لهعمفاس عدجم يشب86)ح.

بن مالك بن أيب عامر بن عمرو بـن احلـارث ) م795 -712 -هـ 179 -93(هو اإلمام مالك بن أنس -80

ربيع األول من 14يف تو. وإليه تنسب املالكية ،أحد أئمة املذاهب املتبعة يف العامل اإلسالمي ،األصبحي املدين .9.، ص3.تصانيفه املوطأ، رسالته إىل الرشيد، عمر رضا كحالة، معجم املؤلفني ، ج

،إمام املذهب احلنبلي وأحد األئمة األربعة ،هو أمحد بن حممد بن حنبل أبو عبد اهللا الشيباين الوائلي: اإلمام أمحد -81ومـن أهـم ،نشأ منكبا على العلم وترحل لطلبه كـثريا ،أصله من مرو وكان أبوه وايل سرخس ولد ببغداد

املسند وحيتوي على ثالثني ألف حديث عاش حمنة مسألة خلق القرآن مع اخلليفة املأمون وسـجن مث : مصنفاتهدار العلـم ،قاموس تراجم األعالم. خري الدين الزركلي. هـ 241تويف سنة ،هـ220أطلق سراحه سنة

. 203. ص ،م1999. 14ط ،1مج ،لبنان ،بريوت ،للماليني

1403دارالكتب العلمية، بريوت،.أبو يعلى الفراء، األحكام السلطانية،صححه، وعلق عليه حممد حامد الفقي - 82

.20. ص. م 1983/هـ .3392: ومسلم يف اإمارة، برقم. 6607: البخاري يف األحكام، برقم - 83 . 205. املقدمة، ص.ابن خلدون - 84

.2852: وابن ماجة يف اجلهاد برقم. 652: وأخرجه يف اآلذان برقم. 6609: البخاري يف األحكام برقم - 85

.1628: ، برقموالترمذي يف اجلهاد. 2287: برقم ،مسلم يف احلج - 86

Page 31: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

31

حـي 87إن أدركين أجلي وأبو عبيـدة : ( قول عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه-3 ).88استخلفت معاذ بن جبل ةفإن أدركين أجلي وقد تويف أبو عبيد. . . استخلفته . جبل أنصاري ال نسب له يف قريش ومعاذ بن

وإمنـا لعلـة فيـه ، كما يرى ابن خلدون أن شرط القرشية ليس مشـروطا لذاتـه إن قريشا كانـت هلـم العـزة ": حيث يقول، اليت كانت لقريش، "الشوكة والقوة"وهي

."وحيث كانت القوة والعصبية يف أي قطر فإن تلك العصبية هـي الـيت حتكـم ، بالكثرة. ومقصد الشارع منه، وحنن إذا حبثنا عن احلكمة يف اشتراط النسب القرشي": يقول أيضاو

ا أن الشارع ال خيص األحكام وعلمن، إمنا هو لدفع التنازع فإذا ثبت أن اشتراط القرشية. . وطردنا العلة املشـتملة ، فرددناه إليها، علمنا أن ذلك من الكفاية، وال أمة، وال عصرجبيل، فاشترطنا يف القائم بأمور املسلمني أن يكون ،وهي وجود العصبية، قصود من القرشيةعلى امل

وجتتمـع ، ليستتبعوا من سـواهم ؛ من قوم أويل عصبية قوية عالية على من معها لعصرها . 89 "الكلمة على حسن احلماية

الثـاين هـو من خالل عرضنا للرأيني األول والثاين يتبني لنا أن الرأي: الرأي الراجح : الراجح وذلك ألن

أمـا ، حيث يندر اختالط األنساب بني القبائلهذا الشرط يتحقق يف حياة الفطرة، -1وزالـت ، اختلطت األنسـاب ، وتوسع رقعة الدولة اإلسالمية، بعد انتشار اإلسالم

وأصـبح ، ومل يعد للقرشية وجود، ومل يبق من حاجز بينها سوى اإلسالم، القبائلوهو ما يعرب عنه بـاألحزاب ، لة خيرج من األغلبية الغالبة على من سواهارئيس الدو

. السياسية يف وقتنا احلايل

بن النظر بن هو عامر بن عبد اهللا بن اجلراح بن هالل بن أهيب بن ضبة بن احلارث بن فهر بن مالك:أبو عبيدة - 87كنانة بن خزمية بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزاربن معد بن عدنان القرشي الفهري املكي،أحد السـابقني

. روى أحاديث معدودة ،األولني،شهد له النيب صلى اهللا عليه وسلم باجلنة ومساه أمني األمة ومناقبه شهرية مجة . 5.ص،1سري أعالم النبالء،ج،الذهيب

، هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس األنصـاري )م639 – 603 -هـ 18 -ق هـ 20(جبل معاذ بن -88اخلزرجي أبو عبد الرمحن، صحايب جليل، كان أعلم األمة باحلالل واحلرام، أحد الستة الذين مجعـوا القـرآن

لم، بعثه صـلى اهللا الكرمي على عهد النيب صلى اهللا عليه وسلم، شهد املشاهد كلها مع النيب صلى اهللا عليه وس . 258.، ص7الزركلي، األعالم، ج. حديثا 157عليه وسلم قاضيا ومرشدا ألهل اليمن، له

. 206. ص املقدمة ،. ابن خلدون -89

Page 32: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

32

كما أن هذه األقوال من الرسول صلى اهللا عليه وسلم هي على سبيل اإلخبار منه -2

. وليس على سبيل األمر، صلى اهللا عليه وسلم هو كاإلخبار منه صلى اهللا ، اهللا عليه وسلم بأن األئمة من قريشواإلخبار منه صلى

!!؟90والقضاء يف األزد ، وسلم أن األذان يف احلبشة عليه وإمنـا هـو عبـارة مـن املـأثورات ، هو ليس حبديث) األئمة من قريش(حديث -3

اع مشـهور وهناك إمج . اليت أضيفت إىل األحاديث كغريها من اإلضافات، السياسيةعندما ، أن أبا بكر قد روى هذا احلديث كي يقنع به األنصار يف اجتماع السقيفة ىعل

وهـم ، ولكن الذين رووا خـرب السـقيفة . . . قالوا للمهاجرين منا أمري ومنكم أمريولكنه يـذكر ، "األئمة من قريش"ال يذكر عبارة 91خباصة الطربي، مؤرخون وحمدثون

" .وهم أوسط دارا ونسبا، هذا األمر إال هلذا احلي من قريش إن العرب ال تعرف"عبارة، ويقدم حججا سياسية تزكي قريشا، وهو يذكرها كعبارة أليب بكر جيادل ا األنصار

.92وجتعل من وحدة العرب حوهلا أمرا مرجوا أكثر من وحدم حول قبيلة أخرى لـك أنـه لـو ثبـت عنـد ذ، هذه األحاديث تتعارض مع الوقائع التارخيية املتواترة-4

ملا بادر الرعيل األول من األنصار إىل االجتماع الختيار ، الصحابة اعتبار شرط القرشيةولفوضـوا أمـر اختيـار اخلليفـة ، أحدهم خليفة لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم

لسقيفة لكن املصادر التارخيية جتمع على أن انضمام املهاجرين إىل اجتماع ا، للمهاجرينولو علم األنصار باشتراط رسـول اهللا ، ومل ينجم عن سابق إعداد، كان حمض صدفة

. قرشية اخلليفة ملا دخلوا مع املهاجرين يف مناظرة حادةمل يزعم أحد من الذين قالوا بأن النسب القرشي شرط من شروط اإلمام أن سـنده يف -5

بل رمبا كانت روح اإلسالم كدين ، ألن العقل ال مييز قبيلة عن أخرى، ذلك هو العقل

طبع املطبعة ، يف تبيان مقاصد االمامة إكليل الكرامة أيب الطيب حممد بن علي بن حسن املعروف بصديق خان، -90

. 69-68 .صهـ ، 1295باله الصديقي، و ،هو طاهر بن عبد اهللا بن طاهر الطربي أبو الطيـب ،)م 1058 – 960 -هـ 450 – 348( الطربي - 91

له . قاض من أعيان الشافعية، ولد يف آمل بطربستان، واستوطن بغداد، وويل القضاء بربع الكرخ، وتويف ببغدادالزركلـي، . جواب يف السماع والغناء، والتعليقة الكـربى شرح خمتصر املزين أحد عشر جزءا من الفقه، :

. 222. ، ص3جمعجم املؤلفني ،األعالم، .235.، ص2. ج،)د،ت (دار الكتب العلمية،بريوت، ،تاريخ األمم وامللوك ،الطربي - 92

Page 33: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

33

، فضال عن القبائل يف اجلنس الواحد، ذي طابع عاملي يساوي بني األجناس والقومياترمبـا كانـت روح . . وجيعل العمل واإلميان والتقوى هي معيار الفضل والتفاضـل

.يشري بأنه مع إنكار النسب القرشي يف اإلمام، اإلسالم هذه جتعل العقل إذا استشرين�N : العــدالـة

وهي ملكة يف النفس متنع صـاحبها مـن ارتكـاب ، العدالة من العدل ضد اجلور .94وهي العدالة اجلامعة لصفاا، واإلصرار على الصغرية، 93الكبريةوعـرب عنـه ، 95فعرب عنه بعضهم بالعدالة، وقد اختلف تعبري العلماء عن هذا الشرط

.97وعرب عنه ابن خلدون باالستقامة، 96البعض اآلخر بالورعألنه إمام واإلمامة تفيد معـىن االقتـداء ؛ ويراد ا أن يكون اخلليفة يف موطن االقتداء

وقد اعتربها املاوردي يف كتابه األحكام السلطانية الشـرط األول مـن ، بالنسبة للمسلمني : رج به عـن اإلمامـة شـيئان فيخ، والذي يتغري به حاله": وقال يف ذلك .شروط اإلمامة

.98"والثاين نقص يف بدنه، أحدمها جرح يف عدالتهوعدم القدرة علـى السـيطرة ، وهو متابعة الشهوة"،الفسق"واملراد باجلرح يف عدالته

ألنـه يف مركـز ؛ والضعف يسقط العدالة، وهذا ضعف. من حيث السلوك، على النفسفال ، ولية العامة أن يكون قادرا على كبح أعنة شهواتهوال بد ملن يتصدى للمسؤ، املسؤولية

.99الستعداد الناس لالقتداء به، يصدر عنه إال ما جيعله يف موطن الكمالفمنهم من يرى وجوب توافر شرط العدالـة يف املتـويل ، وقد اختلفت آراء الفقهاء . الرأيني لذلك سنعرض لكلى ؛ يف حني رأى البعض اآلخر عدم وجوبه، للخالفة

القتل والزنا ك ،الكبرية هي ما ورد فيها وعيد شديد يف كتاب اهللا أو على لسان رسوله صلى اهللا عليه وسلم -93

. . . وشرب اخلمر والسرقة . 167. ص ،2ط،م1986هـ 1406،ديب،رئاسة الدولة يف الفقه اإلسالمي، دار القلم،حممد رأفت عثمان - 94

. 6. األحكام السلطانية، ص. املاوردي -95 . 232. ،ص2.،ج.م1957 /1377.ركاهعيسى البايب وش.لعربيةالغزايل، إحياء علوم الدين، دار إحياء الكتب ا - 96 .40.، ص م1998 /1418. 1الفكر اخللدوين من خالل املقدمة، مؤسسة الرسالة ط .حممد فاروق النبهان-97 . 15. ص األحكام السلطانية،. املاوردي -98 .402 – 401.الفكر اخللدوين من خالل املقدمة، ص .حممد فاروق النبهان -99

Page 34: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

34

حيث يرى هؤالء وجوب ، وهو ألغلب الباحثني، الذي يشترط العدالة :الرأي األول . الغزايل، وابن خلدون، و100اجلو يينو املاوردي :ومنهم. توفر العدالة يف املتويل للخالفة

إذ ال يوثـق بفاسـق يف ؛فال بد منـهما فأما التقوى والورع": حيث يقول اجلو يين .101"فكيف يوىل أمور املسلمني كافة؟، ادة على فلسالشه، وال يوثق بـأوامره ونواهيـه ، والفاسق ال يصلح ألمر الدين" 102:ويقول التفتا زاين

ألـيس وما الوايل إال لدفع شره؟، وكيف يصلح للوالية، والظامل خيتل به أمر الدين والدنيا 103"!!بعجيب استرعاء الذئب؟

، يرون أن احلاكم الفاسق ال جيوز له أن يتوىل والية أمر املسلمني فأصحاب هذا الرأي . فكيف يكون مأمونا على أمة بأكملها، ألنه غري مأمون على نفسه

يرون أن العدالة ليست شرطا لصحة عقـد ، فهم وقد ذهب إليه احلنفية: الرأي الثاين . لكن مع الكراهة ،اإلمامة فيصح تولية الفاسق

: استدلوا على رأيهم مبا يلي وقد . ورضوا بتقلدهم رياسة الدولة، أن الصحابة صلوا خلف أئمة اجلور من بين أمية - داود مـن فقد روى أبـو ، كما أنه ليس من شرط صحة الصالة خلف اإلمام عدالته

لصـالة وا، اجلهاد واجب عليكم مع كل أمري برا كان أو فاجرا( هريرة يرفعه حديث أيب ).وان عمل الكبائر، واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا

. .104إذا تغلب على الرعية، بتجويز إمامة الفاسق، بن حنبلوهو ما ذهب إليه اإلمام أمحد . أما الصالة فال تتعلق بذلك، ذلك ألن اإلمامة تتعلق حبقوق الغري

هو عبد امللك بن عبد اهللا بن يوسف بـن حممـد ) . م 1085 – 1028 -هـ 478 – 419(اجلويين -100

فقيه مـتكلم مفسـر ،)ضياء الدين أبو املعايل(املعروف بإمام احلرمني ،اجلويين النيسابوري الشافعي األشعري ،صول الـدين الشامل يف أ ،اية املطلب يف دراية املذهب: من تصانيفه ،تويف باحملفة من قرى بنيسابور ،أديب

. 358. ص ،3ج ،شذرات الذهب ،11/255 ،سري أعالم النبالء ،الذهيب. الربهان يف أصول الفقه .68. غياث األمم،ص. اجلويين 101 -

203. ، ص2.ج. جنم الدين عمر النسفي، شرح سعد الدين التفتازاين على العقائد النسفية، مطبعة مصطفى البايب احلليب 103-

. 401، صم1989 -هـ1409 ،1دار الشروق ط ،اإلسالم وفلسفة احلكم ،ارةحممد عم 104-

Page 35: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

35

القائل بأن العدالة ، كننا ترجيح الرأي األولمن خالل عرضنا للرأيني مي: الرأي الراجح وبفسقه يكون الفسـق ، ألنه بصالح اإلمام يكون صالح األمة شرط لصحة عقد اإلمامة ؛

. وينتشر الفساد ويعم الظلم، وبالتايل تتعطل مصاحل املسلمني ، واجلورملنصب بـالقهر ال فتولوا ا، بأن هؤالء كانوا ملوكا تغلبوا على األمة: عليهمرد وقد

. فال يصح االستدالل ا، وحال التغلب حال ضرورة، بالرضا واالختيارراضني ؤالء امللوك، وهم قد أخذوا امللك بالقهر مل يكونوا كما أن الصحابة رضوان اهللا عليهم

. والغلبة، عن غري رضى من املسلمني، وقد أعلنوا الثورة ضدهم، لذلك ال ميكن االستدالل به O�N: مــالعل. ، بني قائل بضرورة بلوغ رئيس الدولة لدرجة االجتهاد، تباينت آراء العلماء املسلمني .م من مل يشترط بلوغ درجة االجتهاد ومنه .الف احلد الذي ينبغي أن يصل إليه هذا العلمقد كان حمور اخلو ال يكفي من العلم إال أن يكون جمتهدا " يرى ابن خلدون أنه: ا��أي ا�ول . 105 ".واإلمامة تستدعي الكمال يف األوصاف واألحوال، ألن التقليد نقص ؛

مث إن مجهور العلماء باشتراطهم االجتهاد يف اإلمام فإمنا يعنون بذلك أن يكون عاملـا أحاديـث ، احلديث علوم. أن يكون عاملا بآيات األحكام، علوم التفسري: 106بالعلوم اآلتية

علوم اللغـة العربيـة ، املنطق، األصول، تاريخ الدولة اإلسالمية، تاريخ التشريع. األحكام . باملقدار الذي يستطيع بواسطته فهم آيات األحكام وأحاديثها

فنراهم عنـدما يبينـون ، أما احلنفية فقد ذهبوا إىل عدم اشتراط االجتهاد يف اإلمام وهو ما ذهب إليه صـاحب الـدر . عظمى ال يعدون منها شرط االجتهادشروط اإلمامة ال

.108ومل خيالفه ابن عابدين يف حاشيته 107، املختار . أما الشيعة فإن رأيهم يف علم اإلمام فقد كان أشد شذوذا بالنسبة لغريهم

. 204. ص ،املقدمة.ابن خلدون 105-

. 290. ية، صالنظريات السياس، ضياء الدين الريس 106- . 512. ص ،1.ج .شرح تنوير األبصار، طبع مطبعة عثمانية بتركيا الدر املختار ،حممد عالء احلصكفي - 107

دراسة وحتقيق الشيخ عادل ،رد احملتار على الدر املختار شرح تنوير األبصار ،الشهري بابن عابدين حممد أمني 108- .م 1994 -هـ 1415 ،1ط ،لبنان،بريوت،دار الكتب العلمية،الشيخ علي حممد معوض ،عبد املوجودأمحد

Page 36: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

36

أبعد مـن وقد نبه األشعري إىل أن يف الشيعة فريقا ذهب به الغلو يف علم اإلمام مذهبا .الفريق اآلخر

وال خيرج شيء عـن ، وكل ما يكون، أن اإلمام يعلم كل ما كان"فمنهم فرقة يزعمون وزعم هؤالء أن الرسول صلى اهللا عليه وسـلم . . . علمه من أمر الدين وال من أمر الدنيا

."ويعرف الكتابة وسائر اللغات، كان كاتبان مل حيـط ، وأن اإلمام يعلم كل أمور األحكام والشريعةوالفرقة الثانية منهم يزعمون أ

أما ما ال حيتاجون ، وملا حيتاج الناس إليه، واحلافظ هلا، ألنه القيم بالشرائع ؛ بكل شيء علما .109إليه فقد جيوز أال يعلمه اإلمام

.وكل ما سيكون، أن الفرقة األوىل ترى أنه يعلم كل ما كان :والفرق بني الفرقتني . دون أن يعلم ما سيكون ،وكل ما كائن ،فترى أنه يعلم كل ما كان: أما الفرقة الثانية

وتتبعنا األحاديث اليت رووها عـن ، وحنن إذا نظرنا يف املصادر األصلية لفكر الشيعة أو، 110وجدناها مسندة إىل أيب عبد اهللا جعفر الصادق أئمتهم يف علم اإلمام ومداه ونوعيته

. كغريها من أحاديث عقيدة اإلمامة عندهم، 111أبيه أيب جعفر حممد بن علي زين العابدين، بل وغريبـة عنـه ، وذلك يرشح القول بأا عقيدة حادثة وطارئة يف الفكر اإلسالمي

وأن هذه القدسية اليت رفعت األئمة على ، الذين يقولون إا موروثات غري عربية ويؤيد قولتلك العبادة اليت كانت مشـهورة عنـد قـدماء ، إمنا كانت بقية من عبادة امللوك، األنبياء .112ها بعض العقائد اإلشراقيةتبعد أن خالط، الفرس

جزئني بتحقيق حممد حمي ينيمقاالت اإلسالمهـ ، 330 -270 –األشعري أيب احلسن علي بن إمساعيل - 109

. 122. ، ص1.ج ،1950.مكتبة النهضة -القاهرة –الدين عبد احلميد

هـ، ولد يف السنة اليت ولد فيها أبو حنيفة فقيه العراق على أرجح الروايات، وهو 80ولد عام : جعفر الصادق 110-أهل البيت، وكان تلميذه جابر بن حيان الصويف أحد األئمة اإلثين عشر على مذهب اإلمامية وكان من سادات

الطرطوسي، قد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة، تتضمن رسائل جعفر الصادق وهي مخسمائة رسالة، تويف . 672. حممد أبو زهرة، تاريخ املذاهب اإلسالمية، ص . هـ ودفن بالبقيع148

، حممد بن علي زين العابدين بـن احلسـني )م732 – 676 -هـ 114 – 57(حممد بن علي زين العابدين111-الطاليب اهلامشي القرشي أبو جعفر الباقر، خامس األئمة اإلثين عشر عند الشيعة اإلمامية، كان ناسكا عابدا، له يف العلـم

. 270. ، ص 6.الزركلي، األعالم، ج. وتفسري القرآن آراء وأقوال،ولد باملدينة وتويف باحلميمة ودفن باملدينة

.376. حممد عمارة، اإلسالم وفلسفة احلكم، ص :نقال عن . 77، 76. سرائيليات، صالسيادة العربية والشيعة واإل 112-

Page 37: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

37

ويرى أصحابه أن االجتهاد لـيس شـرط يف : ا��أي ا����� فنراهم عندما يبينون شروط اإلمامة العظمى ، وهو ما ذهب إليه احلنفية، صحة عقد اإلمامة

ومل خيالفـه ابـن ، وهو ما ذهب إليه صاحب الدر املختار، يعدون منها شرط االجتهادال . عابدين يف حاشيته

فإننا نرى أنـه ، من خالل ما عرضناه من توافر شرط العلم يف اإلمام: الرأي الراجح بل جيـب أن يكـون ، وال يكفي ذلك وحده، جيب أن يكون اإلمام عاملا بأحكام اإلسالم

وأن ، إن مل يكن متخصصا يف بعضـها ، ملما بأطراف من علوم عصره، قفا ثقافة عاليةمثوكل ما خيص الدول من تاريخ وعلوم ، يكون على علم بالعلوم السياسية والعالقات الدولية

وأركان ويقيم دولة قوية مبنية على دعائم ،حىت يكون على علم بكل ما حييط به ؛وحضارة وقال لهم نبيهم ����:فمن فضل العلم الذي أشار إليه القرآن الكرمي يف قوله تعاىل . أساسية ومتينة

ـقأح ـنحنـا ونليع لكالم كون لهى يكا قالوا أنلم طالوت ث لكمعب قد إن اللهال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة فـي بالملك منه ولم يؤت سعة من المال ق

.�113العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء .�114عليم حفيظ إني األرض خزائن على اجعلني�:السالم عليه يوسف لسان على وقولهفيكون بذلك شـرطا ، منه لكل منصب قيادي يف اتمعمؤهال البد "العلم"نه اعتمد إ

. إمنا يقودها علماؤها، وال جيوز أن يقود األمة جهاهلا، لرؤسائها من باب أوىل . واألمة اليت تسلم مقاليد أمورها جلهاهلا إمنا يسوقوا إىل الضالل والوبال واجلهل أو كمـا , ومصادر تلك األحكام، هاويقصد بالعلم العلم بالشريعة اإلسالمية وأحكام

.115ميكن أن نقول اليوم العلم بالقانون اإلسالمي .الكفاية النفسية واجلسمية :راب(وقدرته علـى سمية لقيام املرشح بأعباء السلطة، و يقصد ا توفر القدرات النفسية واجل

. تويل منصب الرئاسة

. 245: اآلية ،سورة البقرة - 113 . 55:اآلية ،سورة يوسف - 114

. 288. ص ،النظريات السياسية. ضياء الدين الريس -115

Page 38: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

38

الشجاعة والنجدة املؤدية "أن هذا الشرط هو 116املاورديفقد ذكر : فأما الكفاية النفسية .". وشرطه أن يكون شجاعا"117والذي جاء يف املنهاج ". إىل محاية البيضة، وجهاد العدو

فالبد يف اإلمام أن يكون جريئا على إقامة ، كما يراد ا الشجاعة وصحة الرأي عارفا بالعصـبية وأحـوال ، حبمل الناس عليها كفيال، بصريا ا، واقتحام احلروب، احلدودوجهـاد ، من محاية الدين: ليصبح له بذلك ما جعل إليه ؛ قويا على معاناة السياسة، الدهاء . 118وإقامة األحكام وتدبري املصاحل، العدو . فرياد ا سالمة احلواس واألعضاء من نقص يؤثر يف الرأي والعمل : أما الكفاية اجلسمية كـاجلنون والعمـى والصـمم : من النقص والعطلة ، واألعضاء، وأما سالمة احلواس

فتشترط السـالمة ، كفقد اليدين والرجلني: وما يؤثر فقده من األعضاء يف العمل، واخلرس، ن كان مما يشني يف املنظر فقط، وإجعل إليه ، وقيامه مبامنها كلها؛ لتأثري ذلك يف متام عمله

.119فشرط السالمة منه شرط كمال، ألعضاءكفقد أحد هذه ا، وعدم القدرة علـى التصـرف ، كالعجز، املنع من التصرف ويلحق بفقدان األعضاء

-إال أنه مل يبق هلا أثر يف عصرنا احلايل لزوال العبوديـة ، وذلك عند انعدام احلرية كالعبوديةله يف عصـرنا احلـايل وهو ما ميكن أن يقاب، لذلك اشترط العلماء احلرية كشرط وجوب

يصري به الشـخص ، أو أي قيد من القيود يرد على احلرية، أو الرهائن، أو السجن، باألسر . غري قادر على التصرف

المطلب الثاني )في الجزائر(تولية رئيس الدولة في الفكر السياسي الوضعيشروط

حىت يتوىل منصـب ، اشترط النظام الوضعي هو اآلخر يف رئيس الدولة عدة شروط

إال مـا ، وتكاد هذه الشروط تتفق يف اجلوهر العام هلـا ، رئاسة الدولة ويعتلي سدة احلكم

. 6.ص ،األحكام السلطانية. املاوردي -116 وأيضا .هـ 1292-القاهرة ، املنهاجهـ،اية احملتاج إىل شرح 1004شهاب الدين حممد بن أمحد:الرملي -117

. 120. ص ،7.ج.م 1967طبعة احلليب . 204. ص ،املقدمة. ابن خلدون -118 . 204. نفسه، ص املصدر -119

Page 39: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

39

إال أا ختتلف ، فنجدها مثال مجيعا تشترط السن واجلنسية . اختلفت فيه يف بعض فرعياا . وسنتناول النظام اجلزائري كمثال على هذه األنظمة .يف البعض اآلخر

للللا��ع ا�وا��ع ا�وا��ع ا�وا��ع ا�و

�ــ�� �ــ��ــ�وط � �ــ��ــ�وط � �ــ��ــ�وط � �ــ�وط :الســـن :أو1 وتباينت فيما ، إىل حتديد سن معينة لرئيس الدولة ذهبت القوانني يف العصر احلديث

.و سن األربعني، وهي غالبا بني سن اخلامسة والثالثني، بينهاني سنة كاملة يـوم د سن الترشح لرئاسة الدولة بسن األربعيدحتواملعمول به يف اجلزائر

. االقتراع إذا كان كامل وهي سن احللم اليت تؤهل صاحبها، (: بقوهلا 73وهو ما أشارت إليه املادة

).120ومتمتعا حبقوقه املدنية والسياسية لتويل مسؤوليات اإلمامة والرئاسة، األهلية، يرتل فيها عليـه فهي السن اليت بدأ الوحي ، وذلك اقتداء بالنيب صلى اهللا عليه وسلم

حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سـنة قـال رب �باعتبارها سن العقل واحلكمة ـتمعي أنالت كتمنع كرني أن أشزعأو بقال ر كتمنع كرني أن أشزعأو

.�121 . . .عمل صالحا ترضاهعلي وعلى والدي وأن أواكتسـب ، والتسرع كما أن الشخص يف هذه السن يكون قد جتاوز مرحلة التهور

مبا ميكنه من حتمل تبعـات املسـؤولية ، يف جماالت احلياة املختلفة، شيء من االتزان واخلربةحبها هـذا املنصـب؛ ألن لذلك نرى أا السن اليت تصلح ليتوىل صـا ؛ امللقاة على عاتقه

. صاحبها يكون قد دخل معترك احلياة وسرب أغوارهادون إشـارة إىل السـن ، وقد ركزت الدساتري اهتمامها الكلي على السـن األدىن ألن التقدم الكبري يف السن قد حيول بني، الذي كان من املفروض اإلشارة إليه أيضا، األقصى

وهو ما يصـيب ، وقد يصيبه اخلرف، فقد يصيبه العجزمه، الشخص وقدرته على أدائه ملها .أخل. . . كثريا من املتقدمني يف السن

. 207. ص ،دار اهلدى ،النظام السياسي اجلزائري ،سعيد بو الشعري -120 . 15: آية ،األحقاف سورة -121

Page 40: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

40

على أن تكون السـن األقصـى ، لذلك نقترح مراعاة ذلك، وهو ما أغفلته كافة الدساتري . للترشح هي سن السبعني

ن�N: يةــاجلنس. لرئاستها حـامال حن يكون املتر شوذلك بأ، اشترطت كافة الدول شرط اجلنسية بـل ، يف حني مل تكتف بعض الدول ذا، وموريتانيا، مثلما هو احلال يف سوريا، جلنسيتها

، والسـودان ، كما هو احلـال يف مصـر ، اشترطت أن يكون من أبوين من جنسية الدولةكـون يف حني ذهبت تونس أبعد من هذا حيث اشترطت أن ي، واجلمهورية العربية اليمنية

واحلال نفسه بالنسبة للواليات املتحدة األمريكية 122. أجداده ثالثتهم تونسيون دون انقطاعإال من كان متمتعا باجلنسية األمريكيـة األصـلية ، فهي ترى أنه ال يصلح ملنصب الرئيس

وكذلك من كانوا متمتعني باجلنسية األمريكية وقت املوافقـة ، )أي ليس بالتجنس(بامليالد .123ور األمريكيعلى الدست

يف حني شدد البعض اآلخر ، وهناك من اشترط اجلنسية سواء كانت أصلية أو مكتسبة . على اشتراط اجلنسية األصلية غري املكتسبة بغرض إبعاد انس عن رئاستها

والغرض من ذلك محاية مصلحة اتمع من إسناد قيادتـه إىل . وهو ما ذهبت إليه اجلزائر؛ ألن حامل اجلنسية اجلزائرية أصال يكون ويعترب هذا الشرط ضروريا، األصليني غري ذويه

.124أكثر ارتباطا ومتسكا بالوطن واألمة ومصاحلهاإذ من غري املعقـول أن يتـوىل ؛ وقد جاء هذا الشرط ضمانا للوالء الكامل للدولة

. رئاسة الدولة من ال حيمل جنسيتها ويكون خملصا هلا يتمتع فقط باجلنسية اجلزائرية ": 73ص على ذلك الدستور اجلزائري يف املادة وقد ن

.125 "األصليةO�N: سـاجلن

. 264. ص السلطات الثالث،. سليمان الطماوي - 122 النظام ، حيي السيد الصباحي :نقال عن . ادة الثانية من هذا الدستورالبند اخلامس من الفقرة األوىل من امل -123

. 40ص األمريكي واخلالفة اإلسالمية، الرئاسي . 207. النظام السياسي اجلزائري، ص. شعريسعيد بوال -124 . 73: املادة ،اجلريدة الرمسية -125

Page 41: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

41

وإمنا ترك هذا الشرط ، لرئاسة الدولة حمل تشر أغلب الدول إىل شرط اجلنس يف املتر ش ما ذهبت وهو ،يف مجيع األنظمة، فيتوىل هذا املنصب الرجال والنساء على حد سواء، مطلقا

. إليه اجلزائرال حيـق أن ينتخـب ": يف املادة الثالثة والسبعني بقولهوقد نص الدستور اجلزائري،

وهذه املادة مل تنص على التمييز بـني الرجـال ". . . الذي حاجلمهورية إال املتر شلرئاسة .والنساء

وال، سواسية أمام القانونعلى أن كل املواطنني، كما نصت املادة التاسعة والعشرين صراحةأو أي شرط ، أو الرأي، أو اجلنس، أو العرق، ميكن أن يتذرع بأي متييز يعود سببه إىل املولد

.126"أو ظرف آخر شخصي أو اجتماعي .127ما عدا اجلمهورية العربية اليمنية اليت يستفاد منها من خالل شرط أال يكون متزوجا من أجنبية

الــدين :رابعا

، سواء يف النظام الرئاسي أو الربملـاين ، ال جند لشرط الدين ذكرا يف الدساتري الوضعية وال جند حىت إشارة إىل ، وهذا راجع إىل كون هذه الدول تعمل على فصل الدين عن الدولة

إال أنه قد جرى العمل مثال يف الواليات املتحدة ، املذهب الذي يعتنقه املرشح لرئاسة الدولةومل يكن هناك ، على أن يكون الرئيس من الربوتستانت البيض األجنلو سكسونيني، ةاألمريكي، 128أو اليهود، أو النساء، أو اهليسبان، )سوى جون كنيدي(من الكاثوليك، أ. م. رئيس للو .)اماعدا الرئيس احلايل باراك أوبا م( أو السود، ودين الدولة هـو اإلسـالم ، وشعبها مسلم، أما بالنسبة للجزائر؛ فهي دولة مسلمة

، الشعب اجلزائري ال يرضى عن اإلسالم بـديال نأل ؛ يعين أن يكون رئيسها مسلما كفذلوشـددت يف ذلـك ، وهو ما ذهبت إليـه موريتانيـا ، يتصور تطبيقه من غري املسلم وال

من حيث العبـادات ، حيث اشترطت التمسك بالقيم اإلسالمية، اجلمهورية العربية اليمنيةيف حني جند أن الدستور اللبناين مل ينص على وجوب تـوفر مثـل هـذا 129. واملعامالت

. 29: املادة ،اجلريدة الرمسية -126 . 264. ص ،السلطات الثالث ،سليمان الطماوي -127 .243. ، ص. مولود ديدان -128 . 265. ص. السلطات الثالث ،سليمان الطماوي - 129

Page 42: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

42

إال أن العرف الدستوري قد سار على أن يكون رئيس الدولـة مـن املسـيحيني ، الشرطأمـا . 130وأن يكون رئيس جملس النواب شيعيا، ورئيس جملس الوزراء مسلما سنيا، املوارنة

الدمناركية واالجنليزيـة فهـي تشـترط أن يكـون امللـك الدساتري السويدية والنروجيية وكما يشترط القانون الدستوري االجنليـزي أن يكـون امللـك ، evqngilikueأجنيليا

.131وتابعا لكنيسة اجنلترا، بروتستانتيا 132 .". اإلسالم دين الدولـة ": و هو ما نصت عليه املادة الثانية من الدستور اجلزائري

. سبة لبقية الدول املسلمةوكذلك هو احلال بالن �� .التمتع باحلقوق املدنية والسياسية: خ

أن يكـون متمتعـا بـاحلقوق املدنيـة ، اشترطت الدساتري يف املرشح لرئاسة الدولة أو حمروما مـن ، أو حمكوم عليه، ناقص أهليةلفال يعقل عقد أمر األمة بأكملها ، والسياسية

يف نـص 133. وهو ما أشارت إليه اجلزائر، ملدنية والسياسيةأو بعض احلقوق ا، ممارسة أحد . "يتمتع بكامل حقوقه املدنية والسياسية": بقوهلا 73املادة . أو جمنونا، أو غفلة، أو حمجورا عليه لسفه، فهي أال يكون معتوهافأما احلقوق املدنية إىل من األفعال ما يؤدي فهي تعين أال يكون الشخص قد ارتكب وأما احلقوق السياسية

. بالشرف حرمانه من مزاولة هذه احلقوق، كأن يكون حمكوما عليه بالنسبة للجرائم املاسة

. حالة الذمة املالية وعالنيتها: ��د��

فيجـب ، يعد هذا الشرط من أبرز الشروط الالزم توافرها يف املرشح لرئاسة الدولة رئاسته، ته املالية حلظة ترشيحه، كما ينبغي تكرار ذلك عند انتهاء مدةعلى املرشح تقدمي حالة ذم

. وكذلك يف حالة إعادة ترشحه ؛ ألن ذلك يبني جه يف مجع ثروته، وهو ما ذهبت إليه اجلزائر .". يقدم التصريح العلين مبمتلكاته العقارية واملنقولة داخل الوطن وخارجه": 73املادة :ةــــاإلقام: ب(

. 602. جع السابق ، صعبد العزيز شيحا، املر -130 . ة الرابعة من الدستور النروجيياملادةاخلامسة من الدستور الدامناركي واملادة الثانية من الدستور السويدي واملاد -131

. 281 .ص ،اخلليفة توليته وعزله صالح الدين دبوس، : نقال عن

. 02: املادة ،اجلريدة الرمسية 132- . 208. ص ، النظام السياسي اجلزائري ،ريسعيد بوالشع -133

Page 43: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

43

حىت يكون ، اشترطت بعض الدول يف املرشح لرئاسة الدولة شرط اإلقامة فيها ملدة معينة . ودان هلا باحلب والوالء، وارتبط ا، وسرب أغوارها، قد عرك احلياة فيها

وقد استلزمت بعض الدساتري الغربية ، وهو يعترب شرطا أساسيا يف املرشح هلذا املنصب فمنها من ، لتويل منصب الرئاسة مقيما يف الدولة اليت يبتغي تويل رئاستها حتر شأن يكون امل

. أ . م. عاما كما هو احلال يف الو 14يشترط اإلقامة ملدة يـرتبط وقد أغفلته اجلزائر ومل تشر إليه، إذ كيف يتوىل رئاسة الدولة من ال يقيم فيها، وال

. بعد عنها يشكل هوة بينه وبني القيام مبسؤوليته جتاههاا سوى أنه حيمل جنسيتها، فهذا الحىت يتسىن حلكامها معرفة بلدهم حق املعرفة قبل ، وهو ما نقترح على اجلزائر األخذ به

!! . . . أن يتولوا أمورها

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

���ا� �! �ا���ـ�وط "� �! �ا���ـ�وط "� �! �ا���ـ�وط "� �! �ـ�وط " . م1954إثبات وضعيته حيال ثورة أول نوفمرب

بأن يثبت مشاركته يف ثورة أول ، اشترطه الدستور اجلزائري يف املرشح للرئاسة وهو ما أو يثبت عدم تورط أبويه يف أعمال م، 1942إذا كان مولودا قبل يوليو .م1954نوفمرب

. 134.م1942إذا كان مولودا بعد يوليو ، ضد الثورةطبقا ألحكـام ، التوقيعاتكما جيب دعم الترشيح بقائمة تتضمن عدد معني من

600منه على ضرورة تقدمي إما قائمة تتضـمن 159حيث تنص املادة ، قانون االنتخابات. أو جملس األمـة ، أو الس الشعيب الوطين،توقيع ألعضاء االس الشعبية البلدية أو الوالئية

رط أن تكـون ويف احلالتني يشـت ، ألف توقيع من الناخبنيقائمة تتضم مخسة وسبعني وإما .135التوقيعات موزعة على أكثر من نصف واليات الوطن

: ة ـــــخالص

، ويف من خالل دراستنا لضوابط تولية رئيس الدولة يف الفكر السياسـي اإلسـالمي : بني النظامني، وأوجه اختالف، حملنا أوجه تشابهالفكر السياسي الوضعي،

. 73: املادة ،اجلريدة الرمسية - 134 . املتضمن نظام االنتخابات 07-97: من األمر رقم - 157املادة -135

Page 44: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

44

: أوجه التشابه -1

يف وجوب إقامة حـاكم يتفق الفكر السياسي الوضعي مع الفكر السياسي اإلسالمي ويتم انتخاب هذا احلاكم عن طريق االنتخـاب ، حيكمها ويتوىل شؤوا ،على رأس الدولة

أن يكون املرشح : ، منهامع توافر شروط معينة يف املرشح، وفقا لإلرادة الشعبية، واالختيار . عا بكافة احلقوقمتمت، بالغا، عاقالنذكرها يف النقاط ، إال أن هناك أوجه اختالف كثرية بينهماورغم أوجه التشابه هذه، : التالية : أوجه االختالف -2

حبيث ، اشترط الفكر السياسي اإلسالمي شرط الذكورة يف املتويل للخالفة: الذكورة-1 : ادا لقول الرسول صلى اهللا عليه وسـلم استن، ذهب إىل عدم جواز تويل املرأة هلذا املنصب

فنفى صلى اهللا عليه وسلم الفالح عمن يوليها رئاسـة 136)لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة(واجلزائري على ، إال أننا جند إغفال هذا الشرط يف النظام الوضعي على وجه العموم ,الدولة

ومل تر فرقا بينها وبني الرجـل يف ، هذا املنصبحبيث مسحت للمرأة تويل ،وجه اخلصوصإال أا تسمح هلـا ، ومل حيصل يف تارخيها يوما أن تولت امرأة هذا املنصب، أداء هذه املهمة . بالترشح لتوليه

، ذهب الفكر السياسي اإلسالمي إىل اشتراط العدالة يف املتويل للخالفة: ةــالعدال -3 . عترب قادحا له يف الترشح لتويل هذا املنصبففسقه ي، وعدم جواز تولية الفاسق

)أو احلـاكم (أن حيسن اإلمام فيما يرى بعض رجال الفقه اإلسالمي وتعين العدالة .137أو املناصب، اختيار من يتولون املهام

، إال عند الكـالم عـن القضـاء ، وملا نذهب إىل الفقه الوضعي ال جند ذكرا للعدالة كما يطلق على الوزارة اليت ختتص ، فالعدل مبعىن القضاء، كلمة واحدة نفنجدمها يعربان ع

. أما بالنسبة لشروط رئيس الدولة فال وجود هلا ائيا . بالقضاء بوزارة العدلما عـدا ، ومن بينها اجلزائر، و مل تشر إليه أي دولة من الدول مسلمة كانت أم غريها

وهو ما يعين أن احلرمان منها يفيـد أن ، ملدنية والسياسيةاإلشارة إىل شرط التمتع باحلقوق ا

.13.سبق خترجيه يف ص - 136 . 15. ص،اجلزائر ،البليدة ،قصر الكتب ،السياسة الشرعية يف إصالح الراعي والرعية ،ابن تيمية - 137

Page 45: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

45

كما أنه ال يكون قد ارتكب من . أو السفه، أو الغفلة، أو اجلنون، الشخص مصاب بالعته؛ أي أن يكون ممن مل تصـدر ضـده األفعال ما يؤدي إىل حرمانه من مزاولة هذه احلقوق

. أحكام خملة بالشرف واالعتبارن الشريعة اإلسالمية تشترط يف حكامها أن يكونوا عـدوال فيمـا بـني وبذلك فإ . حىت يكونوا عدوال مع شعوم، أنفسهم

:بالنسبة لشرط الكفاية النفسية واجلسمية -3 خالفـة يف الفكـر يعد هذا الشرط من بني الشروط الواجب توافرها يف املتـويل لل

بكامل اومتمتع، اكم قادرا على حتمل أعباء املنصبفيجب أن يكون احلالسياسي اإلسالمي، .قواه النفسية واجلسمية والعقلية

، وخاصة وأن الرئيس هو املمثل األعلى للدولة، أما بالنسبة للفقه الوضعي فليس له وجود لذلك كان عليه أن يكـون ذا ؛ وبيده مجيع املخارج القانونية، وصاحب السلطة الرئاسية

حىت يقوى ، والعقلية، والنفسية كما جيب أن يكون متمتعا بالسالمة اجلسدية ،حنكة ودرايةلذلك نـرى أن علـى ، 138وال ميكن إسنادها إىل عاجز عنها، على أداء مهامه املنسوبة إليه

ملا له من أمهية ، كونه شرطا أساسا لتويل هذا املنصب، الدستور اجلزائري األخذ ذا الشرط . يف القيام بأعماله

يعترب شرط العلم شرطا الزما لتويل منصب رئاسـة الدولـة يف : شرط العلم -4 وذلك حىت يكون على علم مبا يدور حوله مـن أحـداث ، الفكر السياسي اإلسالمي

وقد شـدد بعـض . . . والتخطيط لبناء دولته، ويعمل على تقديرها ومآهلا، ويفهمها . العلماء واشترط االجتهاد

لواجب لشرط العلم يف عصرنا احلاضر معىن أوسع حبيـث يتضـمن كما أنه من ا ، خاصة ما يتعلق منها بالعالقات الدولية، ضرورة إملام رئيس الدولة بأغلب فروع العلم

لكي ميثل الدولة متثـيال مشـرفا يف عالقتـها . . . والعلوم السياسية، الدويل نوالقانو . بالدول األخرى

جند هناك بعض الشخصيات رغم افتقادها للقدرة اجلسمية إال أا استطاعت القيام ذه املهمةالصعبة على أكمل -138

إال أن هـذه . وكان مقعد على كرسي 1933سنة ،أ. م. وجه وهو فرانكلني روزفلت الذي توىل رئاسة الو . حالة شاذة والشاذ حيفظ وال يقاس عليه

Page 46: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

46

متكنه من فهـم املسـائل ، للرئاسة بقدرات علمية كافية حشويرتبط بتمتع املتر الختاذ املوقف املناسـب ، وحتليل املتغريات السياسية واالقتصادية، الدستورية والقانونية

.منهابل يكفي أن يكـون أن يكون عاملا متخصصا يف الشريعة، حوال يشترط يف املتر ش

حبيث يتمكن من تطبيقها ، ساسية هلذه املعارفملما باملسائل واملصطلحات والقواعد األ . وفهم اقتراحات املستشارين املتخصصني فيها، على املستجدات العملية

إن الكفاءة العلمية للمرشح جيب أن متكنه مـن االجتـهاد يف : وبتعبري فقهي نقول .139حتقيق املناط ال يف خترجيه

الذين هم أساس إمامتـه ، حلل والعقدجيب أن يكون اإلمام ومستشاروه من أهل ا" والثنائية والظـروف ، واملعاهدات اجلماعية، وأعمدة حكومته على علم بالقوانني الدولية

والذين هلم عالقات سياسـية أو ، السياسية والعسكرية للبالد ااورة للدولة اإلسالمية . "ى من جانبهموأن يكونوا على علم مبا ميكن أن يستفاد منهم أو خيش، جتارية معها

فقد تركت اال مفتوحا للجميع ، وهو ما مل يشر إليه الفقه الوضعي ومن بينها اجلزائرورغم تعاقب الرؤساء إال أنه مل حيدث يف تاريخ اجلزائر أن تـوىل ، منهم واملتعلممي األ

.، وهذا شأن معظم الدل العربيةاحلكم من حيمل شهادة علياويعترب حاكمهـا احلـاكم األول يف ، على منصب يف الدولةويعد هذا املنصب أ فكيف يتوىل هذا املنصب من ال يفقه من العلـم ، وصاحب السلطة الرئاسية فيها، البالدمصاف واالنتقال ا إىل ؟ وكيف يستطيع نشر العلم يف بلدهأو اجلزء اليسري فقط، شيئا

وفاقد الشيء ال يعطيه؟الدول املتقدمة، الذي مل يتوفر لدى خلفاء الدول االستبدادية حىت ميكنه املوازنة بني األمـور وهو

وتأخرها على ، وهذا ما يفسر لنا ختلف معظم البالد العربية واإلسالمية، الدينية والدنيوية . اللحاق بركب الدول املتقدمة

-لبنان ،بريوت ،دار الفكر املعاصر ،معامل نظرية عامة للدولة اإلسالمية ،سياسةالعقيدة وال ،لؤي صايف -139

. 227 -226. ص ،م2001 -هـ 1422 ،1ط ،سورية ،دارالفكر دمشق

Page 47: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

47

ون الدولة حىت تك، ملتويل لرئاسة الدولةفمن الواجب إدراج هذا الشرط يف الذلك ونقترح أن يكون مستوى الدراسات العليا كحد أدىن للترشح هلـذا ، دولة علم وعلماء

. املنصب

� ���� ��� ������� 0,'� 1�23���.

اتفق العلماء املسلمني على وجوب إقامة خليفة على رأس الدولة، حيكمها ويتـوىل بثا مهملني، واعتربوا ذلك واجبا كفائيا، أي فرض كفايـة إذا شؤوا، حىت ال يترك الناس عإذا ثبت وجوب اإلمامـة "وقد عرب عن ذلك املاوردي قائال . قام به البعض سقط عن الكل

Page 48: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

48

ففرضها على الكفاية، كاجلهاد، وطلب العلم، فإذا قام ا من هو أهلها سقط فرضها علـى 140 :يقانالكافة، وإن مل يقم ا أحد خرج من الناس فر

. لألمة) إماما(خيتاروا حاكما إسالميا أهل االختيار حىت : أحدمها حىت ينتخـب أحـدهم ، )املرشحون لوالية احلكم(أهل اإلمامة أي :والفريق الثاين

."وليس على عدا هذين الفريقني من األمة يف تأخري اإلمامة حرج وال مأمث، لإلمامة. العلماء فيما بينهم يف تعدادها فواختل، رئيس الدولةوقد تعددت طرق اختيار

أو بنص مـن ، إمجاع املسلمني أو جعل األمر شورى: 141فذهب بعضهم إىل أا أربعةاالختيـار : 142وهناك من ذهب إىل أا اثنـان . أو بقهره الناس، أو باجتهاد، قبله عليه، )البيعـة (ر أهل احلل والعقداختيا: وقد ذهب البعض اآلخر إىل أا ثالثة وهي. والعهد

. التولية عن طريق التغلب، )النص(العهد بالوالية أو االستخالفإذ يرون أنه ال طريـق لثبـوت ، ومل خيرج عن هذا الرأي إال الشيعة اإلمامية

ألن من شروط اإلمامـة ، أي بنص اإلمام السابق على الذي يأيت بعده، اإلمامة إال بنصحبيث ال حيتـاج يف ، والعلم التفصيلي جبميع مسائل الدين، من الذنوبعندهم العصمة

وإذن . دون أهل البيعـة . وهذا وذاك ال يعلمه إال اهللا، شيء منها إىل النظر واالستداللبل البد من النص عليها من اهللا ورسـوله صـلى اهللا عليـه ، فال تنعقد اإلمامة ببيعتهم

من ، عنه إىل األئمة بعده واحدا بعد واحدوهم يسوقوا من علي رضي اهللا. 143وسلم . ذرية فاطمة الزهراء رضي اهللا عنها

وأبطلـوا ، وأجازوا القهر للضـرورة ، وقد اتفق العلماء على البيعة واالستخالف . ومل جييزوا غريه، ماعدا الشيعة الذين أجازوا النص فقط، النص

. 5.األحكام السلطانية، ص. املاوردي 140- 94. ص ،4.ج ه،1320:كشاف القناع عن منت اإلقناع،القـاهرة،ط .ه1051منصور بن إدريس،:البهويت -141 ، 7.ج.1938إىل شرح املنهاج، مطبعة مصطفى البايب احلليب ،اية احملتاج مشس الدين حممد بن أيب العباس الرملي، -

. 120. ص

. 6. األحكام السلطانية، ص، املاوردي 142-

Page 49: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

49

فإن هناك ، أما الفكر الدستوري الوضعي، يهذا بالنسبة للفكر السياسي اإلسالم عدة طرق أيضا لتويل هذا املنصب ختتلف باختالف األنظمة اليت تسري عليها الـدول يف

. ومن دولة إىل أخرى، وهي ختتلف من نظام إىل آخر، حكمها ،ويكون احلكم فيه حمصورا يف عائلة معينـة ،فهناك النظام امللكي الذي يتم عن طريق الوراثة

األمويني وقد ظهر هذا النوع من احلكم يف عهد خالفة ،ون أن يتعدى ذلك إىل أناس آخريند . بعد أن وىل معاوية ابنه يزيد من بعده، وبقي هذا النوع من احلكم مستمرا إىل يومنا هذا

. . . السعودية، املغرب، األردن: الدول اليت بقيت سائرة عليه جندومن بني ويقسـم النظـام . النظام اجلمهوري الذي جنده يف أغلـب دول العـامل وهناك

:144اجلمهوري بدوره إىل عدة تقسيمات على أساس معايري خمتلفة منهاهذا املعيـار يسـمح ، على أساس معيار مدى اشتراك الشعب يف اختيار احلكام −�

. بالتمييز بني نوعني من اجلمهورياتوهي اليت تكون فيها فئة قليلة من الناس تتمتع بالسلطة : اطيةاجلمهورية األرستقر -1

. وحيرم الشعب من حق االنتخاب حبجج وأسباب خمتلفة، و تتداوهلا، يتمتع فيها كافة أفراد الشعب باحلقوق واحلريات العامة: اجلمهورية الدميقراطية-2

. ومنها حق االنتخابهنا تكون اجلمهورية إما : ة بني السلطات العلياعلى أساس معيار طبيعة العالق −�

أو ، أو ذات نظام برملاين مثل إيطاليا، ذات حكم رئاسي مثل الواليات املتحدة األمريكية . ذات نظام شبه رئاسي أو خمتلط أو مشدد مثل فرنسا واجلزائر وغريمها . القوة والقهر والغلبةواستثناءا ميكن تويل السلطة عن طريق االنقالب الذي يكون على أساس

المطلب األول طرق التولية في الفكر السياسي اإلسالمي

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

ـــ� ـــ�ا#�ـ� ـــ�ا#�ـ� ـــ�ا#�ـ� ا#�ـ�

1ط ،يوان املطبوعات اجلامعيةد ،الوجيز يف القانون الدستوري واملؤسسات السياسية املقارنة ،األمني شريط 144- . 169. ص .م1999

Page 50: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

50

. تعريف البيعة: أوال

. وعلى املبايعة والطاعة، هي الصفقة على إجياب البيع: ةــلغ-أ وبايعه عليه ، ا عليهوقد تبايعوا على األمر كقولك أصفقو، والبيعة املبايعة والطاعة وهو عبارة عـن املعاقـدة ، والتبايع مثله، وبايعته من البيع والبيعة مجيعا، عاهده مبايعة

وأعطاه خالصـته وطاعتـه ، كأن كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه، واملعاهدة .145ودخيلة أمره

لـى البيعة هـي العهـد ع ": وضح ابن خلدون معىن البيعة فقال: اصطالحا -ب ال ، كأن املبايع يعاهد أمريه على أن يسلم له النظر يف أمر نفسه وأمور املسلمني، الطاعة

وكانوا . ويطيعه فيما يكلفه به من األمر على املنشط واملكره، ينازعه يف شيء من ذلكفأشبه ذلك فعـل ،، جعلوا أيديهم يف يده تأكيدا للعهد، إذا بايعوا األمري وعقدوا عهده

.146"فسمي بيعة، املشتريالبائع وطرفاه اإلمام واألمة ، أشبه مبا بني البائع واملشتري، فالبيعة إذن عقد بني طرفني والعهد الذي يقطعه اخلليفة على نفسه هو أشبه ، واخلالفة هي موضوع البيع، اإلسالمية

احلاكم هي وأن ما يف يد املسلم من حق يف اختيار، بالثمن الذي يبذله املشتري للسلعة .147السلعة اليت يسلمها للمشتري عند قبض الثمن

جلميع املسلمني ؛ واخلالفة مبفهوم هذا التصور هي حق مشاع بني املسلمني مجيعا . مناسبا احلق يف اختيار احلاكم الذي يرونه

يلتزم كل منهما حبقوق وواجبـات ، وبعد االختيار يكون هناك عهد بني الطرفني ويكون لـه حـق ، فيتوىل بذلك اخلليفة أمره وأمر مجيع املسلمني، ه الطرف اآلخرجتا

. الطاعةأهي مجاعـة معينـة ومن هم الذين يقومون به؟ ولكن كيف يتم هذا االختيار؟

. أم أن األمة كلها هي اليت ختتار؟ متميزة وحمدودة العدد؟

. 26. ص ،6. مج،لسان العرب ،ابن منظور -145 . 220. ص ،1.املقدمة، مج ،ابن خلدون -146 . 190. ص. م 1983دار الثقافة ،الفكر السياسي عند املاوردي ،صالح الدين بسيوين رسالن -147

Page 51: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

51

ويعد حتديد هـذه ، -أهل احلل والعقد- يتم اختيار اإلمام بواسطة هيئة الناخبني كمـا أن . ودون هذا التحديد ال ميكن أن يوجد انتخاب حقيقي منظماهليئة ضروري،

وجود هذه اهليئة ضروري لكي يتمكن الرئيس من القيام بواجباته بطريقة صاحلة مطابقة . للشريعةلـذلك ، ذه املهمة يسند إليها القيامانتخاب هذه اهليئة من طرف الشعب، ويتم

وإمنـا يفعلـون ، فهم يف مباشرم هلذه املسؤولية ال يكونون متصرفني يف حق ألنفسهم .148فهم ممثلوها، ذلك نيابة عن األمة كلها يف استعمال حق أصلي هلا

. فهل هلذه اهليئة شروط معينة وعدد معني؟أم أا غري ذلك؟ � . دهمشروط أهل احلل والعقد وعد : ���

: شروطهم-أ هذه اهليئة املسماة بأهل احلل والعقد من خالل تسميتهم يظهر لنـا أن هلـم وزن تستشار يف األمور ، وهم أشبه يف هذا بالقيادات العليا، ومهمة خاصة يف اتمع، خاص 149:وقد اشترط فيها شروط ثالث وهي. ويكون لرأيها قيمة من طرف العامة، العامةعفيفا ، ظاهر األمانة، وهي أن يكون صادق اللهجة: العدالة اجلامعة لشروطها-1

مستعمال ملـروءة ، مأمونا يف الرضا والغضب، بعيد عن الريب، متوقيا املآمث، عن احملارم . مبعىن أن يكون من أهل الستر والصالح ؛ مثله يف دينه ودنياه

تحق اإلمامة على الشروط املعتـربة الذي يتوصل به إىل معرفة من يس: العلم-2 . فيهابأن يعرف الشروط الواجب توافرها فيمن ينتخب -والعلم هنا علم بأمور السياسة

، وذلك حىت يكون على علم باإلمام املراد تنصيبه، أكثر منه علما بأمور الدين -لإلمامة . العقبات اليت تعترضهاواملشاكل و، تبعا ملقتضى الظروف اليت متر ا األمة اإلسالمية

فقد حتتاج األمة اليوم إىل املـربز يف احلـرب ، وكل ذلك خيتلف مع مرور الوقت كما قد حتتاج إىل احلنكة ، وقد حتتاج غدا إىل املربز يف االقتصاد، لتكالب األعداء عليها

. . . والدهاء السياسي

. 224. ص ،يةالنظريات السياس ،ضياء الدين الريس -148

. 6. ص ،األحكام السلطانية ،املاوردي 149-

Page 52: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

52

. أي أن اختيار أهل احلل والعقد خيتلف تبعا للظروف، أن يكون من أهل الرأي واحلكمة املؤديان إىل اختيار من هو لإلمامة أصـلح -3

. بأن يكون ذا رأي وحكمة وبصريا بفن االختيار، وبتدبري املصاحل أقوم وأعرف . أصبحت هي املسؤولة عن اختيار اإلمام، ةتعينت هذه اهليأ فإذا أي أن يكـون أحـد أهـل ، اديةويالحظ أنه ليس يف هذه الشروط اشتراطات م

.150االختيار مالكا لقدر معني من املال أو العقار : عدد أهل احلل والعقد-ب

اختلف العلماء يف عدد أهل احلل والعقد الذي تعقد به اإلمامة؛ أي احلـد األدىن عـة ورمبا كان اختالفهم هذا نابعا مـن طبي ، املطلوب فيمن ميثلون األمة وينوبون عنها

مع ، حيث كان من الصعب االتصال واالنتقال إىل املكان الذي يقيم فيه اإلمام، عصرهمونظرا هلذه الصعوبة تباينت اآلراء حول عدد أهل . انعدام ما يعرفه عصرنا من االنتخاب

مـن ، وتضفي عليه الشرعية، وحبث كل منهم عن سابقة تارخيية يفند ا رأيه، االختيار . دةعصر اخلالفة الراش

. فذهب بعضهم إىل أا ال تنعقد إال جبمهور أهل احلل والعقد من كل بلد على مـا "151اجلبائي"ويف مقدمتهم ، وقال أكثر الفقهاء واملتكلمني من أهل البصرة

أو يعقـدها ، جيتمعون على عقدها"مخسة"أن أقل عدد تنعقد به اإلمامة -رواه املاوردي .أحدهم برضا األربعة

:152واستدلوا على ذلك بأمرين مث تـابعهم ، أن بيعة أيب بكر رضي اهللا عنه انعقدت خبمسة اجتمعوا عليها: األول

.أبو عبيدة بن اجلراح، عمر بن اخلطاب: الناس فيها ؛ وهم . ليعقد ألحدهم برضا اخلمسة، أن عمر رضي اهللا عنه جعل الشورى يف ستة: الثاين

فإم يرون أن حتديد عدد معني فيـه , مذهب أهل السنة أو مذهب األكثرية أما ، وما دام مل يرد نص على اإلمجاع، وال يوجد دليل يلزم التقيد بعدد دون غريه، تعسف

. 224. ص ،النظريات السياسية،ضياء الدين الريس - 150

. 6. األحكام السلطانية، ص،املاوردي -152

Page 53: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

53

وقد ثبت أن أبا بكر الصديق رضـي ، وحكم الواحد نافذوما دام إجياب العقد حكما، ومن هـؤالء -فلذا قالوا، ي اهللا عنه وصح العقداهللا عنه عقد البيعة أو العهد لعمر رض

أن عقد ، وغريهم، 153والشهرستاين، األشعري والغزايل: كبار األئمة اتهدين من أمثال .154إذا توىل عقده رجل واحد مع الشخص الذي اختري أن يبايع له, اإلمامة يصح

وإمنا ، عن رأيه وحدهوال يعرب ، ومن املسلم به أن هذا الواحد ال ميثل نفسه فقط . ويعرب عن آرائهم، أو أهل احلل والعقد مجيعا، ميثل رأي األمة

, نيابة عن األمة صاحبة احلق األصيل فيـه ، ويقوم ذا االختيار أهل احلل والعقد . اليت هي مسئولة عن أدائه، ألنه من الفروض الكفائية

ل يعترب اختيارهم هذا اختيارا ائيا؟أم أنه وبعد اختيار أهل احلل والعقد للخليفة ه يعترب كتمهيد لبيعة األمة بعد ذلك؟

مبعىن هل يكتفى ببيعتهم؟ أم أنه البد من بيعة األمة بعدهم وإال لن تتحقق له اخلالفة؟إن أغلب الفقهاء الذين عرضوا ألمر اختيار اخلليفة متفقون مجيعهم على اختيـار

ويصري االختيار ، مث بعد ذلك يتم االنتخاب من األمة، ترشيح للرئيسأهل احلل والعقد كأما أهل احلل ، والبيعة هنا شبيهة باالستفتاء الشعيب. ائيا ملن اتفقت األمة على اختياره .155وأن االختيار النهائي لألمة, والعقد فليسوا سوى جلنة ترشيح

وأكملـهم ، عة أكثر املرشحني فضالأن أهل احلل والعقد يقدمون للبي": يقول املاوردي .156 "وال يتوقفون عن بيعته، ومن يسرع الناس إىل طاعته، شروطاأن نصب ، وتالمذته من املعتزلة عن كل مفكري علم الكالم 157وقد انفرد األصم

وال حيصل نصب اإلمام إال إذا حتصل اإلمجاع من األمـة , عامة األمة على اإلمام فرض 158.وقد اشترط األصم موافقة األمة وإمجاعها كي تنعقد له اإلمامة، امااليت نصبته إم

مـن أهـل .،هو األفضل حممد بن عبد الكرمي بن أمحد أبـو الفـتح )هـ 548 -هـ 467:( الشهرستاين -153

أصويل عارف باألدب وبـالعلوم ...برع يف الفقه ،الم واحلكمة،وصاحب التصانيفشهرستانة،شيخ أهل الك . 288 – 286ص ،20ج ،سري أعالم النبالء. الذهيب . امللل والنحل ،اإلقدام:املهجورة،من كتبه

282 – 281. ص ،بريوت. م1981 –هـ 1401 3ط،بريوت،أصول الدين دار الكتب العلمية،البغدادي -154 . 229. النظريات السياسية، ص،لدين الريسضياء ا - 155 . 7.األحكام السلطانية، ص ،املاوردي -156

Page 54: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

54

إن اشتراطه يؤدي إىل اسـتحالة نصـب ": وقد رد خصوم هذا املذهب بقوهلم ألن اشتراك . . . فجعل أمر اإلمامة إىل كل األمة يؤدي إىل إمهال فرض اإلمامة، اإلمام

نظرا لتوسـع ؛ ا على البيعة يعد أمرا مستحيالواشتراط إمجاعه, كل األمة يف االختيار باإلضافة إىل وجود فرق متناحرة فيمـا , الدولة اإلسالمية وانتشار اإلسالم يف القبائل

وكل منها يكفـر , فكيف هلا أن جتتمع على اختيار إمام واحد للدولة اإلسالمية، بينها . ويزعم أنه على حق وأن غريه على باطل, اآلخر فإن فضل ، ع التسليم بتعذر أو باستحالة ذلك اإلمجاع الذي حتدث عنه األصموم

توسيع قاعدة العمل السياسي اخلـاص , منذ التاريخ البعيد، هذا املذهب يبقى يف طلبه, هذا امليـدان "تدخل العامة"واشتراطه أن ، باختيار رئيس الدولة كي تشمل األمة كلها

.159وحدها" للخاصة"ال أن يضل حكرا يتولون ، هكذا جيب أن يكون يف األمة رجال أهل عزم وقوة وبصرية وحسن رأي

، وترد إليهم مجيع األمور السياسية واالجتماعية واالقتصـادية ، سياسة األمة ومصاحلهاوهم الذين يعرب عنهم يف القانون الوضـعي . وسائر األمور اليت تتعلق ا مصلحة األمة

. بنواب األمةولكن املطلوب فيهـا ، ويتفاوت عدد أعضائها، فهي إذن هيئة قد ختتلف تسميتها

: دائما أمران . أن يستويف أعضاؤها شروط أهل االختيار: األمر األول

. أن يكونوا ممثلني إلرادة األمة ورأيها : األمر الثاين موافقة ا املطلوب أن تكون موافقتهموإمن، فليس املقصود أعيان املبايعني": ووفق تعبري الغزايل

. 160"اجلماهري

هو حممد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان األموي ،)م957 – 861 -هـ 346 – 247(األصم - 157

مشق عن رجال احلديث مبكة ومصر ود أخذ ،ووفاته ا ،حمدث من أهل نيسابور ،أبو العباس األصم ،بالوالء . 145. ص ،7.ج. الزركلي. حدث ستا وسبعني سنة ،أصيب بالصمم بعد غيابه ،واملوصل والكوفة وبغداد

. 336 – 335. ص ، ،فلسفة احلكم يف اإلسالم ،حممد عمارة -158 . 237 – 236. ص املصدر نفسه، - 159 .هـ1382القاهرة، د هارون، طبعةوقعة صفني حتقيق عبد السالم حمم ،نصر بن مزاحم املنقري -160

Page 55: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

55

واختيار من ، حىت يكونوا من أهل السبق مبوته، ويكون غالبا مقر إقامتهم يف بلد اإلمام . خيلفه

. صيغة البيعة : �����

وبيعـة ، كانت البيعة يف عهد الرسول صلى اهللا عليه وسلم تتم مع الرجال باملصافحة بايعتك أو أبايعـك : وكان يقول صلى اهللا عليه وسلم ملن يبايعه، الكالم واملشافهةالنساء ب

. واملنشط واملكره، على السمع والطاعة يف العسر واليسر . آنذاكفكان يشارك يف هذه البيعة كافة املسلمني

وبيعة ،كانت البيعة يف عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم باملصافحة: يقول ابن القيم. وما مست يده الكرمية صلى اهللا عليه وسلم يد امرأة ال ميلكها فيقول ملـن ،النساء بالكالم

كمـا يف ،بايعتك أو أبايعك على السمع والطاعة يف العسر واليسر واملنشط واملكره: بايعهكنا نبايع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم على السمع والطاعـة : الصحيحني عن ابن عمر

فأحدث احلجاج يف اإلسالم بيعة غري هذه تتضمن اليمني باهللا . . . فيما استطعت: لفيقو .161وصدقة املال واحلج قتعاىل والطالق واإلعتا

فرق الفقهاء حينها بني بيعة العامة، وملا انتشر اإلسالم وتوسعت رقعة الدولة اإلسالمية فبينما تتم بيعة اخلاصة وهم . وهم اخلاصةوالعقد , أهل احلل وبيعة, وهم مجيع املسلمني ,

وبالقول واإلشهاد إن , إن كان حاضرا , باليدين أهل احلل والعقد والشهرة بالقول املباشر . كان غائبا

وهم من ليسوا من أهل احلل والعقد والشهرة أن يعتقـد ، ويكفي بالنسبة لبيعة العامة .162وال يعتقد خالفا لذلك, يع يف السر واجلهر ويسمع له ويط, الدخول حتت طاعة اإلمام

وإمنا هو إظهار الرضا باإلمام , أو صفق اليد ، وليس املقصود بالبيعة التلفظ بألفاظ معينة . بأي صفة كانت البيعة، واالنقياد له، والدخول حتت طاعته

رب عنه يف العصـر وهو ما يعمام يعلن منهجه الذي سيسري عليه، وبعد أن تتم البيعة لإل واخللفاء الراشدون ، وهو ما فعله الرسول صلى اهللا عليه وسلم. احلديث بالربنامج االنتخايب

. من بعده

.74-3/73. ج ،أبو عبد اهللا ،حممد بن أيب بكر بن أيوب الدمشقي ،إعالم املوقعني - 161 . 133. ص اخلليفة توليته وعزله، ،صالح الدين دبوس -162

Page 56: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

56

دعانا رسول الله صلى :قال -أحد األنصار الذين حضروا البيعتني -عبادة بن الصامت عن فكان ف اهنعايفب لمسو هليـا اهللا عنهكرما ونطشني مف ةالطاعع وملى السا عنعايا أن بنليذ عا أخيم

لهأه رالأم ازعنأن لا نا ونليع ةأثرا ورنسيا ورنسعقال .و: الله نم كمدنا عاحوا با كفرورإلا أن تيهان فهرويف رواية لإلمام أمحد عن جابر بن عبد اهللا أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم 163).بـ ،وعلى أن تنصروين: ( قال كم وأزواجكـم فتمنعوين إذا قدمت عليكم مما متنعون منـه أنفس

.164)وأبناءكم ولكم اجلنةومبا يندرج حتت ، اىلفربنامج الرسول صلى اهللا عليه وسلم كان اإلقرار بوحدانية اهللا تع

. هذا اإلقرار من التزامات تكون بني الرسول صلى اهللا عليه وسلم واملسلمني فكان لكل خليفة منهج يعرضه علـى ، وهو ما سار عليه اخللفاء الراشدون من بعده

. املبايعني :منهج أيب بكر الصديق: أو�

نهجه للناس مباشرة بعد البيعة العامـة لـه يف أعلن أبو بكر الصديق رضي اهللا عنه م :165ويتمثل برناجمه فيما يلي. وألقى خطبته الشهرية، يف اليوم الثاين من السقيفة، املسجد . والعمل بالكتاب والسنة، املساواة بني الراعي والرعية -1 . وليست له حقوق مقدسة فهو ليس بنيب ، ليس مبعصوم -2 . احلق يف حماسبته وفقا ملا شرع اهللا لألمة -3 . ال طاعة يف معصية اهللا تعاىل -4 . العدل بني الرعية يف احلقوق والواجبات -5

� . 166منهج عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه يف احلكم: ���ه تكونوا مـن واعملوا ب، اقرءوا القرآن تعرفوا به": أعلن عمر سياسته يف الدولة بقوله أال وإين أنزلت نفسي من مال اهللا ، وإنه مل يبلغ حق ذي حق أن يطاع يف معصية اهللا، أهله

.". وإن افتقرت أكلت باملعروف، إن استغنيت عففت، مبرتلة ويل اليتيم

. 3427: برقم ،ومسلم يف اإلمارة. 6532: برقم ،البخاري يف الفنت- 163 . 13934: برقم ،مسند اإلمام أمحد - 164 مؤسسة املختار للنشر .،دراسة يف مفهوم احلكم وتطورهتاريخ احلكم يف اإلسالم ،حممود عكاشة -165

. 193. ص .م2002/هـ1422والتوزيع،القاهرة،الطبعة األوىل، . 191. ص تاريخ احلكم يف االسالم، حممود عكاشة،-166

Page 57: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

57

وإن الناس مل يزالوا مستقيمني ما استقامت هلم أئمتـهم ": فعمر يرى يف صالح رعيته كمـا 167 ."فإن رتع اإلمام رتعوا ، ية مؤدية إىل اإلمام ما أدى اإلمام إىل اهللاوالرع، وهدام

إن هـذا ": كان يرى رضي اهللا عنه أن أحسن طريق يف احلكم سياسة الناس باحلزم واجلد 168 .". وال باللني الذي ال وهن فيه، األمر ال يصلح إال بالشدة اليت ال جربية فيها

. ه إن هو أخطأتلناس حق حماسب عنه لوقد أعطى رضي اهللا . 169منهج عثمان بن عفان رضي اهللا عنه يف احلكم: �����

أما بعد فإين قد محلـت وقـد ": أعلن عثمان رضي اهللا عنه منهجه يف املسجد فقال أال وإن لكم علي بعد كتاب اهللا عز وجل وسنة نبيـه ، أال وإين متبع ولست مببتدع، قبلت

: سلم ثالثاصلى اهللا عليه ووسن سنة أهل اخلري فيما مل تسنوا ، إتباع من كان قبلي فيما اجتمعتم عليه وسننتم -

، فال تركنوا إىل الدنيا وال تثقوا ا فإا ليست بثقة، ومال إليها كثري منهم، عن مأل .". واعلموا أا غري تاركة إال من تركها

�� :170كم منهج اإلمام علي رضي اهللا عنه يف احل: را : فقالخطب اإلمام علي رضي اهللا عنه خطبة أبان فيها منهجه السياسي يف احلكم

فإذا ، وإمنا اخليار قبل أن تقع البيعة، بايعتموين على ما بويع عليه من كان قبلي ،أيها الناس " وأن هذه بيعة عامة من، وعلى الرعية التسليم، وإمنا على اإلمام االستقامة، وقعت فال خيار

.". وإا مل تكن فلتة ، ردها رغب عن دين اهللا اإلسالمويـؤدي ،حق على اإلمام أن حيكم بالعـدل ( :كما أعلن حقوق األمة على احلاكم ،ألن اهللا تعاىل أمرنا بأداء األمانة والعدل ؛فإذا فعل ذلك وجب على املسلمني أن يطيعوه ،األمانة

.171)مث أمر بطاعته�� .حة البيعةشروط ص :را

. 292. ص ،3.مج. م 1985 -ـ ه 1405 ،بريوت ،دار صادر ،الطبقات الكربى ،ابن سعد -167 ،دار الكتاب العريب ،سعيد بن أمحد العيدروسي ،أمحد إبراهيم زهوة ،حتقيق ،تاريخ اخللفاء ،السيوطي -168

. 110ص . م 2005 -هـ 1426 ،لبنان ،بريوت .192.حممود عكاشة، املرجع السابق ،ص- 169 .194. صاملرجع السابق ،حممود عكاشة، -170 . 259ص ،5ج ،أبو عبد اهللا ،حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح القرطيب ،جلامع ألحكام القرآنا - 171

Page 58: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

58

، البد من توافر شروط فيها، لكي تكون بيعة اإلمام واقعة على الوجه الصحيح هلا : وهذه الشروط هي

وعلى ، أن جتتمع يف الشخص املطلوب له البيعة الشروط املطلوبة يف اإلمام: أو� لة الضرورة باستثناء حا، أو لفاقد شرط منها، هذا فال تنعقد الرياسة لفاقد هذه الشروط

ألن هـذه ؛ أو ما يعرب عنه يف العصر احلديث باالنقالبـات ، كحالة الغلبة واالستيالء . احلال ال خيار فيها لألمة

حـىت ال ، قدم من توافرت فيه بعضها، أما إذا فقد من توافرت فيه مجيع الشروط طلوبـة فيقـول أما إذا توفر اثنان فأكثر على الشـروط امل ، خيلوا منصب رئيس الدولة

: املاورديفإن بويـع ، وإن مل تكن زيادة السن مع كمال البلوغ شرطا، قدم هلا اختيارا أسنهما"

ولو كان أحدمها أعلم واآلخر أشجع روعي يف االختيار ما يوجبـه ، أصغرمها سنا جازالنتشار الثغـور وظهـور عة أدعى، فإن كانت احلاجة إىل فضل الشجا، حكم الوقت

لسكون الـدمهاء ، ن كانت احلاجة إىل فضل العلم أدعىإو، ن األشجع أحقكا، البغاة .172"كان األعلم أحق، وظهور أهل البدع

�بأن ، أن يكون الذين عقدوا البيعة للرئيس هم أهل احلل والعقد: ��� . وانتخبوه ليعرض بعد ذلك على األمة، يكونوا قد اختاروه وزكوه لتولية هذا املنصب

فإن رفض فـال ، أن يقبل الشخص املختار للبيعة ذا االختيار: ����� إال إذا احنصرت الصالحية فيه ، ومن شروط العقد التراضي، ؛ ألنه عقد يصح عقد البيعة

. فقطفإن امتنـع مل ، ويشترط النعقاد اإلمامة أن جييب املبايع" 173:يقول اإلمام النووي

فيجـب بـال ، إال أن يكون مـن يصـلح إال واحـد ، ومل جيرب عليها، تنعقد إمامته .174"خالف

. 7. ص ،األحكام السلطانية ،املاوردي - 172كـان ،هـ631ولد عام ،هو اإلمام احلافظ أبو زكريا حيي بن شرف حميي الدين احلوزاين الشافعي: النووي - 173

،شـرح صـحيح مسـلم ،اموع شرح املهذب: لعديد من املصنفات منهاله ا ،زاهدا ورعا ،حافظا جمتهدا . 1470تذكرة احلفاظ،لبنان،دار الكتب العلمية،بريوت،اجلزء الرابع،ص .الذهيب . هـ 676األذكار، تويف عام

Page 59: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

59

�� اسة ألكثر مـن ئفال جيوز أن تعقد الر، أال يقارن هذا العقد عقدا آخر: راأو يكون بغري طريق الصـدفة ، وقد يكون تعدد العقد بطريقة الصدفة واالتفاق، واحد

ل والعقد بعقد البيعة وحيصل األول عندما تبادر جمموعات متعددة من أهل احل، واالتفاقوتبـايع ، فتبايع إحدامها رئيسـا ، لرئيس على غري اتصال وتنسيق بني هذه اموعات

.175ويكون الثـاين العكـس ، مع عدم علم كل واحدة باألخرى، األخرى رئيسا آخر : لذلك انقسم الفقهاء إىل فريقني

كثر من إمام يف القطـر ويرى أصحابه أنه ال تصح أن تعقد البيعة أل: الفريق األول .أم كان عن غري ذلك، سواء أكان التعدد حاصال عن طريق الصدفة واالتفاق، الواحدإن عقد اإلمامة لشخصني يف صقع واحد متضـايق اخلطـط ": قال إمام احلرمني

وقد شذ اجلاروديةمن الزيدية عـن ، 176"وقد حصل اإلمجاع عليه، غري جائز*واملخالفكل فـاطمي : "فقالت. جازت تعدد األئمة يف الصقع املتضايق األطراففأ، إمجاع األمة

، فهو إمام جيب مطاوعته، شجاعا وكان عاملا بأمور الدين، خرج بالسيف داعيا إىل احلق . 177"فخالفوا بإباحتهم تعدد األئمة اإلمجاع املنعقد قبل ظهورهم

مستدلني يف ذلك ، كما ذهبت طائفة أخرى إىل القول جبواز التعدد: الفريق الثاين : بقوهلم

كان كل واحد أقوم ، وإذا كان يف كل ناحية إمام، اإلمام جعل لتحقيق مصاحل األمة -من يوليهم من الوالة والقضاة وسائر وأضبط يف متابعة، لقلة املصاحل حينئذ، مبا يف يديه . األعمال

دار ،روضة الطالبني ،الشيخ علي حممد عوض ،أيب زكريا حيي بن شرف النووي حتقيق عادل أمحد عبد املوجود -174

. 264. ص ،7.مج ،الكتب العلمية بريوت

.260. حممد رأفت عثمان،رئاسة الدولة يف الفقه اإلسالمي، ص -175و علي عبد املـنعم ،حممد يوسف موسى/ حتقيق د ،اإلرشاد إىل قواطع األدلة يف أصول االعتقاد ،إمام احلرمني - 176

. 425. ، مطبعة السعادة، مصر، ص عبد احلميد. مجع خمالف بكسر امليم أي الناحية ،املخاليفاملخالف و*

بعة األوىل مطبعة الط.الشريف علي بن حممد اجلرجاين بشرحه للسيد .اإلجييعبد الرمحن بن أمحد عضد الدين -177 .353.، ص 8.ج.1907السعادة

Page 60: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

60

ومل يؤد ذلك إىل إبطال النبوة ، كما أنه ملا جاز أن يكون أكثر من نيب يف عصر واحد - .178ألا فرع النبوة ؛جاز ذلك يف اإلمامة من باب أوىل

: الرأي الراجحبايعتك أو : (يه وسلماستدل اجلمهور على منع التعدد حبديث رسول اهللا صلى اهللا عل

.179.180 .)واملنشط واملكره ،أبايعك على السمع والطاعة يف العسر واليسرن األنصار بأن يكـون ، عندما مل يوافق املهاجروكما استدلوا مبا حدث يف السقيفة

وقبلوا بأن ، مث بعد ذلك انساق األنصار ألمر املهاجرين، أمري للمهاجرين وآخر لألنصارفصار ، ورضي األنصار مبا أبداه املهاجرون، ك خليفة واحد فقط من املهاجرينيكون هنا

.181إمجاعاألن األنبياء علـيهم ؛ كما يرد عليهم بأن قياس اإلمامة على النبوة قياس مع الفارق

وقد كانت رسائلهم ، السالم معصومون عن الغرية والتحاسد فيما بينهم من أمور الدنيا . ألجل متاع الدنيا، أما األئمة فهم معرضون للغرية فيما بينهم، أرضه إقامة دين اهللا يف

وهو ما يـؤدي إىل ، كما أن تعدد األئمة يؤدي إىل وقوع املنازعات واملخاصمات فيصـيبهم . وبالتايل ختتل أمورهم الدينية والدنيوية، تشتت وحدة املسلمني وتشرذمهم

. تنا احلاضروهو ما يتجلى لنا يف وق، الوهن والضعفوهـو ال ، فهو أدعـى إىل مل مشلـها دة الدولة اإلسالمية وعدم تعددها، أما وح

خاصة بعد التطور الذي وصل إليه العامل اليوم من تعـدد ، يتعارض مع عصرنا احلاضر، وهو ما ييسر وحدة األمة بوحدة الدولة اإلسالمية، وسائل االتصال وسرعتها وتطورها

أفال ، حيث كانت صعوبة االتصال وبعد املسافات، عصور مضت وقد حدث ذلك يف . يكون ذلك أدعى يف عصرنا احلايل مع التطور الذي وصل إليه العامل

. 264. ، رياسة الدولة يف الفقه االسالمي، صحممد رأفت عثمان -178

عن رب العاملني،لشمس الدين أيب عبد اهللا حممد بن أيب بكر ، املعروف بابن قيم إعالم املوقعني -179 رقم الطبعة . م1973دار اجليل بريوت، . ف سعد، بتحقيق طه عبد الرؤو.) هـ701تـ (اجلوزية .74-3/73. ج. بدون

. 40 – 39. ص .املطبعة األدبية.الفقه األكرب،الطبعة األوىل . أيب عبد اهللا حممد بن إدريس الشافعي -181

Page 61: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

61

، ويكـون مقـره يف فيكون خليفة واحد حائزا على الشروط املطلوبة يف اإلمام تسند والية الدويالت األخرى إىل والة أكفاء يقومون بشـؤون على أن إحدى الدول،

. مبراقبته هلم وخضوعهم ألوامره ونواهيه، مع خضوع هؤالء الوالة للخليفة، الرعية

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

و(ی� ا�+* و ا()'&%فو(ی� ا�+* و ا()'&%فو(ی� ا�+* و ا()'&%فو(ی� ا�+* و ا()'&%ف، أو حيدد صفاته ليخلفه بعد وفاته، والية العهد هي أن يعهد اإلمام إىل شخص بعينه وإمنـا ، وهي ليست طريقا جديدا لثبوت اإلمامة، اء أكان املعهود إليه قريبا أو غري ذلكسو

.182هي صورة خاصة أو أسلوب معني لالختيارحيـث يقـول .وقد قرر الفقهاء أن جواز انعقاد اإلمامة بوالية العهد ثابت باإلمجاع

ووقـع ، قد اإلمجاع على جـوازه فهو مما انع، وأما انعقاد اإلمامة بعهد من قبله": املاوردي :183ألمرين عمل املسلمون ما ومل يتناكروهم، االتفاق على صحته

.فأثبت املسلمون إمامته بعهده ،أن أبا بكر عهد ا إىل عمر رضي اهللا عنهم :أحدمها ،أن عمر رضي اهللا عنه عهد ا إىل أهل الشورى فقبلت اجلماعة دخوهلم فيها :والثاين

. وهم أعيان العصر اعتقادا لصحة العهد ااعلم أنا قدمنا ": مها اللتان استشهد ما ابن خلدون بقوله وهاتان السابقتان التارخييتان

يف مصاحل األمـة النظروأن حقيقتها ، ملا فيها من املصلحة ؛الكالم يف اإلمامة ومشروعيتها ويتبع ذلك أن ينظر ، ينظر هلم ذلك يف حياته، همفهو وليهم واألمني علي، لدينهم ودنياهمويثقون هلم بنظره هلم يف ، ويقيم هلم من يتوىل أمورهم كما كان هو يتوالها، هلم بعد مماته

وقد عرف ذلك من الشرع بإمجاع األمـة علـى جـوازه ، كما وثقوا به فيما قبل، ذلكوأوجبوا ، من الصحابة وأجازوهإذ وقع بعهد أيب بكر رضي اهللا عنه لعمر مبحضر ، وانعقاده

.184 .". على أنفسهم به طاعة عمر رضي اهللا عنه وعنهم

. 236 – 235. ص ،النظريات السياسية ،ضياء الدين الريس -182 . 9. ص ،األحكام السلطانية ،املاوردي - 183 . 222. ص ،املقدمة ،ابن خلدون - 184

Page 62: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

62

وقـع أوال ، ففي هاتني السابقتني استخلف اخلليفة من خيلفه بعد إقرار من الرأي العام وهذا هو ما دفع بعض الفقهـاء ، ضمنا مث جاء بعد ذلك صراحة عن طريق البيعة بعد وفاته

وال ختول ، فهي يف نظرهم ليست تعيينا ائيا، خاص يف ماهية هذه الطريقةإىل القول برأي وإمنا هي جمـرد ترشـيح ، الشخص املعني سلطة اخلالفة مبقتضى إرادة اخلليفة السابق وحده

كما حصل يف ( أو شخص من بني أشخاص معينني، )كما وقع يف تعيني عمر( شخص معنيوهم أحرار يف أن يقـروا ، النهاية إىل إرادة الناخبنيعلى أن األمر يرجع يف ، )اختيار عثمان

.185هذا الترشيح أو يرفضوه . شروط انعقاد الرئاسة بالعهد: أو�

اشترط العلماء يف والية العهد عدة شروط حىت تكون بيعة والية حقيقية تتوافر فيهـا وهذه الشروط )الوراثة( بعيدا عن حصرها يف أسرة واحدة، مجيع شروط الوالية الصحيحة

: هي؛ بأن يكـون مسـتوفيا لشـرائط أن خيتار أقدر الناس على حتمل أعباء املنصب -1

. ن أيب بكر وعمر رضي اهللا عنهمااوهو ما قام به اخلليفت، اإلمامةم واألقوحق ا، فعليه أن جيهد رأيه يف األ، فإذا أراد اإلمام أن يعهد ا": يقول املاوردي

.186"بشروطهاأو وان كان صغريا، ويعترب شروط اإلمامة يف املوىل من وقت العهد إليه": وقوله أيضا

حـىت يسـتأنف أهـل ، وبالغا عدال عند موت املوىل مل تصح خالفته، فاسقا وقت العهد .187"االختيار بيعته

عهد إليهم ـا يعتـرب وال، وهذا يعين أنه ال جتوز إمامة الفساق والصبيان واألطفال . باطالحىت ال تكون اخلالفـة ، أن ال يكون املعهود له ابنا للخليفة العاهد أو من أقربائه -2 وأمـا أن ": يقول ابن خلـدون . والعلماء كلهم جممعون على أن اإلمامة ال تورث، وراثية

إذ هو أمر من اهللا ، يكون القصد بالعهد حفظ التراث على األبناء فليس من املقاصد الدينية

. 130. ص ،فقه اخلالفة ،عبد الرزاق السنهوري -185 . 9. ص ،األحكام السلطانية، املاوردي - 186 . 10. ص ،نفسه ، املصدر املاوردي - 187

Page 63: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

63

خوفا من العبث باملناصـب ، ينبغي أن حتسن فيه النية ما أمكن، خيص به من يشاء من عباده . وحىت ال تكون اخلالفة حكرا على أسرة معينة دون باقي الناس. 188"الدينية، ال خالف بني أحد من أهل اإلسالم يف أنه ال جيوز التوارث فيهـا ": ويقول ابن حزم كأمنا كان ذلك إعدادا من اهللا ، مر يعلمه اهللا مل يعقب النيب صلى اهللا عليه وسلم ذكوراوأل

.189"تعاىل لنفي الوراثة عن منصب اإلمامة . وهو غري معترف به بني العلماء، وبذلك فان نظام الوراثة ال يعد طريقا لإلمامة وهو ما حدث ، ترضى به أغلبية األمةأن يكون العهد ممثال للرغبة العامة لألمة بأن -3

فلم يتم توليتهما اخلالفة إال بعد أن استشريت األمـة يف ، يف اختيار اخلليفتني عمر وعثمان . ذلك ورضيت ما

بعد مـوت املـوىل يف :فقيل .واختلف يف زمان قبوله. أن يقبل املعهود إليه العهد-4 لتنتقل ؛ و األصح أنه ما بني عهد املوىل وموتهوه :وقيل. الوقت الذي يصح فيه نظر املوىل

.190عنه اإلمامة إىل املوىل مستقرة بالقبول املتقدمإن ، وكذا الناخبني على مبايعة من اختاره، ال جيوز للخليفة إكراه أهل احلل والعقد -5

.191لتتم له البيعة بعد وفاته، مل يكن مستوفيا للشروط يف حياته � يل العهدعزل و: ���

. أو يكون عن طريق ويل العهد نفسه، وهذا العزل إما أن يكون عن طريق اإلمام العاهد يرى املاوردي أنه ال جيوز أن يعزل اإلمام : أن يكون العزل عن طريق اإلمام العاهد -أ

ويل عهده ما دامت صفات اإلمامة متوافرة فيه ؛ ألن ويل العهد قـد اسـتخلفه يف حـق وعلى ،كما أنه ليس ألهل احلل والعقد عزله ما دام مل يتغري حاله ،فلم جيز عزله ،سلمنيامل

والعهد إىل األول ،كان العهد إىل الثاين باطال ،هذا فلو عهد اإلمام إىل آخر بعد عزله األول . ال زال صحيحا

. 223. صابن خلدون، املقدمة، - 188 . 155. ص ،4.الفصل يف امللل واألهواء والنحل، ج، ابن حزم - 189 . 10. ص ،األحكام السلطانية ،املاوردي - 190 . 239. ص ،النظريات السياسية،ضياء الدين الريس. د -191

Page 64: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

64

فقد صرح ، بأن طلب استعفاءه من العهد: إذا كان العزل عن طريق املعهود له-ب مل يبطل عهده فلو استعفي من العهد ، العلماء بأنه ال جيوز لويل العهد أن يستبد بعزل نفسه

أو مل ، هل هناك غريه مستوف شروط اإلمامة ويصلح هلا فيعهد إليه مبجرد ذلك حىت ننظر ن مل يكـن إو، فان كان هناك من يصلح هلا غريه صح أن يعفيه اإلمام من العهد ،يكن غريه

.192اك غريه ممن ميكن قيامهم بأعباء اخلالفة مل يصح إعفاؤههنوبني والية العهد ، على أنه يتعني التمييز يف احلال بني والية العهد ذا املعىن اإلسالمي

وال ، فوالية العهد باملعىن اإلسالمي يقتصر دورها على الترشـيح ، يف النظام امللكي الوراثيوأن ويل العهد إذا بويع بعد ذلك فإنه يستمد ، وىف الشروط املطلوبةجيوز أن يعهد إال ملن است

أما ويل . ال من جمرد ترشيحه من قبل اخلليفة الذي عهد إليه، مركزه من هذه املبايعة التالية، العهد يف النظام امللكي الوراثي فإن حقه يقوم أوال وأخريا على الوراثة بصورة أو بـأخرى

وهو ما يسـلبها ، سواء رضيت األمة بذلك أم ال، ت العاهدويصري حاكما مبجرد مو 193 . حقها يف اختيار احلاكم الذي ترضاه

: 194 الفرق بني والية العهد واالستخالف -4

فاالستخالف يقوم علـى ترشـيح ، والفرق بني االستخالف ووالية العهد ظاهر . هد اخلليفة يف االختيارعلى أن جيت، اخلليفة القائم رجال أو أكثر لوالية أمر األمة بعده

أما والية العهد فهي ترشيح اخلليفة القائم ولده أو أحد ذوي قرباه ليتوىل أمر األمـة وبغض النظر عما إذا كان املرشح صـاحلا أو ، بعده بقصد حفظ األمر يف أسرة اخلليفة

. غري صاحلالعهد إىل مصـلحة وينظر يف والية، وهكذا ينظر يف االستخالف إىل مصلحة األمة

. أسرة اخلليفة . وتقوم والية العهد على احملاباة، ويقوم االستخالف على التجرد . واخلالفة اليت يتميز ا اإلسالم، ويرمي االستخالف إىل إقامة الشورى اليت فرضها اهللا

. 74 – 73. ص ،1.ج ،مآثر اإلنافة يف معامل اخلالفة ،أمحد بن عبد اهللا القلقشندي - 192 . 447. ص ،السلطات الثالث،حممد سليمان الطماوي - 193 . 164ص. م 1997 -هـ 1417 ،9مؤسسة الرسالة ط ،اإلسالم وأوضاعنا السياسية ،عبد القادر عودة - 194

Page 65: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

65

التمكني لالسـتبداد و، أما والية العهد فترمي إىل إقامة امللك العضوض الذي يبغضه اهللا .واالستعالء الذي حيرمه اإلسالم

ولقد تطورت والية العهد شيئا فشيئا حىت أصبح احلكام يعهدون إىل أطفال صغار مل ، سواء رضيت األمة م أم مل حتت ضغط اإلكراه، على أن تصحح البيعة بعد بلوغهم، يبلغوا . ليتولوا بعد بلوغهم!!ولدوا بعدواألدهى من ذلك أن يعهد إىل أطفال مل ي. ترضوكذا بعض الفتـاوى السـلطانية ، وقد شجع احلكام على هذا سكوت األمة عليهم

وخيونـون ، متناسني يف الوقت ذاته أم خيونون أنفسهم، وطلبا لنيل مرضام، تقربا منهم . أمانة اهللا اليت ائتمنهم عليها

وقد اهم اهللا عن خيانة األمانة ، هذه اخليانات وارتكب املسلمون حكاما وحمكومني يا أيها الذين آمنوا ال تخونوا الله والرسول وتخونوا أمانـاتكم � :وحذرهم منها

، واألعـداء ، والتبعيـة ، فكان جزاؤهم أن سلط اهللا عليهم التخلف .�195 وأنتم تعلمون . ويتقامسون خريام، ويأكلون أرزاقهم، حيتلون بالدهم، كل جانبيتكالبون عليهم من

وجعلوا من أفرادها األمة اإلسالمية وسلبوها حقوقها، فتآمر احلكام وبعض الفقهاء على . فلهم كل الطاعة وللشعوب الصمت ، يأمرون فال يرد هلم أمر، عبيدا ومن احلكام سادة

- ا��ع ا� -ا��ع ا� -ا��ع ا� -ا��ع ا�

� 6 ا1�'�1 ت ا'� ا�'�4 ��+ ا'62�3 ا1�'�1 ت ا'� ا�'�4 ��+ ا'62�3 ا1�'�1 ت ا'� ا�'�4 ��+ ا'62�3 ا1�'�1 ت ا'� ا�'�4 ��+ ا'2�3�01 ت ری&�� ��01 ت ری&�� ��01 ت ری&�� ��01 ت ری&�� مل يكن للعرب قبل اإلسالم حكومة باملعىن الذي نعرفه للحكومات اآلن ، ومل تكن هلم إدارة

منظمة، هلا السلطان الذي خيضع له الناس ، ويعمل على إيصال احلقوق إىل أرباا ، ومنع تعدي سالم ضروبا من الطغيان والقهربية قبل اإلوهلذا عرفت اجلزيرة العر .196الناس بعضهم على بعض

ال تقل عن ضروبه املشهورة اليت عرفت يف الشعوب األخرى، وأن قبائل من العـرب احلاضـرة

. 37: اآلية ،سورة األنفال -195

دار اجليل بريوت، . .تاريخ اإلسالم السياسي والديين والثقايف واالجتماعي والديين، حسن إبراهيم حسن -196. 52-51. ص 1، ج.م2001هـ 1422. سة عشرةالنهضة املصرية، القاهرة، الطبعة اخلاممكتبة

Page 66: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

66

والبادية قد سادها ملوك يعتزون باألمر والنهي بني رعاياهم بغري وازع وال معترض، ويقيسـون .197من يدعي العزة سواهم عزم مببلغ اقتدارهم على إذالل غريهم واستطالتهم على

.ويرى عرب البادية العجز عن الظلم نقيصة :قال الشاعر

.وال يظلمون الناس حبة خردل*** قبيلته ال يغدرون بذمة .198"ال حر بوادي عوف: " وجاء يف املثل

.199" أعز من كليب وائل: " وقيلترجـع ية فإن اجلذور األوىل لوالية التغلـب وأما يف العصور اإلسالم. هذا عن العصر اجلاهلي

أساسا إىل عهد اخلالفة األموية، وبالضبط إىل عبد امللك بن مروان حيث يعد أول من سـن على عبد اهللا بـن الـزبري فقتلـه، الفقهاء هلا مبا حدث منه حني خرج وهلذا ميثل. التغلب

وقد .200وعلى أن يدعوه إماما واستوىل على البالد، ومحل أهلها على مبايعته طوعا وكرها،رضي اهللا عنه أهال هلا، لكن عندما بويع ابن الزبري نكـث ابـن –كان عبد اهللا بن الزبري

مروان بيعته، وخرج على طاعته، وظل املسلمون يدينون بالطاعة والوالء البن الزبري حـىت .201"بن مروان من االستيالء على السلطةعبد امللك متكن

ى العباسيني واألتراك عل، بعد ذاك ليتغلب العباسيون على األموينيلتغلب واستمرت ثقافة ا .و إقامة اخلالفة العثمانية .احلاكم يف نظر الغرب

يدافع عن الطغيان ويدعو إىل ) م1546 -1483( ويف عصر ظالم أوربا كان مارتن لوثر األمل، فخري لنا أن نعانيه على يـد لو كان ال بد لنا من معاناة : طاعة احلاكم طاعة عمياء فيقول

احلكام أفضل من أن نعانيه على يد رعاياهم، ذلك ألن الرعاع ال يعرفون االعتدال وال يعرفـون حدا، إن كل فرد من الغوغاء يثري من اآلالم أكثر مما يثريه مخسة من الطغاة، وهلذا كـان مـن

بد، بصفة عامة، عن أن نعانيه من عدد ال األفضل أن نعاين األمل من الطاغية، أو من احلاكم املست

.28. ص.) ت.د(الدميقراطية يف اإلسالم، ، دار املعارف مبصر ، الطبعة الرابعة ، عباس حممود العقاد -197 .22.املصدر نفسه، ص -198 .28.املصدر نفسه، ص -199 . 169.ص.) ت.د. (الزيتونة لإلعالم والنشر ، باتنة، اجلزائر. يةعبد القادر عودة ، اإلسالم وأوضاعنا السياس -200

دار الكتب العلمية، بريوت ، . ) هـ310ت(، . تاريخ األمم وامللوك، الطربي، حممد بن جرير ، أبو جعفر –201 . 5/530ج. هـ1407الطبعة األوىل،

Page 67: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

67

فكما أن احلمار يريد أن يتلقى الضربات، كذلك يريـد : " ويقول " الغوغاءحصر له من الطغاة يستعمل يف رفـع " ذنب ثعلب" الشعب أن يكون حمكوما بوساطة القوة، إن اهللا مل يعط احلكام

مملكة العامل اليت هي خادمة لغضب الرب الغبار، وإمنا أعطاهم سيفا، ألن الرمحة ليس هلا دور يفويشري لوثر إىل أن اليد اليت حتمـل السـيف ." واملوت األبدي ضد األشرار، ومتهيد عادل جلهنم

وتذبح ليست يد اإلنسان، وإمنا هي يد اهللا، إن اهللا هو الذي يشنق، ويعذب، ويقطع الرأس فكل .202"هذه األفعال هي أفعاله وأحكامه

تتفق متاما مع آراء مـن يـرون إيثـار )1564 -1509( جون كالفن كذلك فإن آراءفإذا كان هناك شيء حيتاج إىل تصحيح فليقله ملن : " السالمة يف تفسري تغيري املنكر باليد، فيقول

، واحلاكم السيئ !وليس له أن يفعل شيئا يغري أمر من يعلوه مرتبة !فوقه، وأال يتوىل العمل بنفسهى خطاياهم، وهو يستحق خضوع رعاياه غري املشروط له، ومبا ال يقل عما هو عقاب للناس عل

يستحقه احلاكم الصاحل، ذلك ألن اخلضوع ليس للشخص، ولكنه للمنصب، وللمنصب جاللة ال .203"هاكهاميكن انت

المطلب الثاني طرق التولية في الفكر السياسي الوضعي

اختيار رئيس الدولة، فقد يعتمد النظام امللكي فيكـون ختتلف األنظمة فيما بينها يف كيفية كما قد يعتمد النظـام . . . تويل العرش عن طريق الوراثة، مثلما هو احلال يف املغرب واألردن

اجلمهوري، الذي فيه اختيار الرئيس بواسطة الشعب مباشرة عن طريق االقتراع العـام املباشـر ، كالربملان، مثلما هو احلال يف اليونان، أو عن طريق هيـأة والسري، أو بواسطة ممثليه املنتخبني

. الديكتاتوري فتجتمع كل السلطات يف يده النظام يعتمد أ، وقد. م .الناخبني،كما هو احلال يف الو

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

ــــاااا ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ــــ8راث8راث8راث8راثـ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ����ـ

.172الطاغية، ص ،إمام عبد الفتاح إمام -202 .173. ص املصدر نفسه، -203

Page 68: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

68

، عن طريق الوراثة يستمد الرئيس األعلى للدولة احلكميف هذا النوع من احلكومات، ويعترب رئيس الدولـة يف احلكومـات ، أو األمري، أو السلطان، ويسمى هذا الرئيس بامللك

ويعد النظام امللكي أقدم األشـكال ، امللكية يف الوقت نفسه الرئيس األعلى للسلطة التنفيذيةاملقررة يف على مقتضى القاعدة ، وتنتقل السلطة يف النظام امللكي عن طريق التوارث، ظهورا

وعلى هذا النحو اعترب امللوك أن حقهم يف تـويل . القانون اخلاص النتقال األموال بالوراثة افاته ، غري أن هذا الشكل قد أخذ يف الزوال واالندثار 204. أو حقا شخصيا، احلكم ذاتيا

امللك يف ظـل ، ألن النظام الربملاين، وقد بقي حمصورا يف النظام امللكي، املبادئ الدميقراطية . والوزارة هي املسؤولة، وإمنا يعد رئيسا شرفيا فقط، هذا النظام ليس مسئوال

فالوراثة مبدأ يقوم على ، أو نسب القرابة، فالنمط الوراثي يقوم على أساس صلة الدم .205أساس أولوية الشخص املوايل يف الترتيب من حيث درجة القرابة للسلف

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

ـــ''''ا(�ا(�ا(�ا(� ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ب& ب& ب& بــ& القوم وخنبـهم ةوخنب، والنخبة ما اختاره منهنتخاب من خنب الشيء مبعىن اختاره، اال

.206خيارهم واالنتخاب االختيار و االنتقاء، ويعد االنتخاب أفضل الوسائل اليت عرفتها الشعوب يف اختيار حكامها حىت اآلن

فبعد أن كان االختيار يـتم يف ، ملظلمة إىل اإلرادة الشعبيةوهو الذي نقل احلكم من صوره اوبإرادته املطلقة أصبح األمر يعرض علـى الشـعب الختيـار ، قصر امللك أو الديكتاتور

. 140. إبراهيم عبد العزيز شيحا، ص - 204 . 110. ص ،أمناط االستيالء على السلطة ،صالح سامل زرتوقة -205 . 751.ص ،1.مج ،لسان العرب ،ابن منظور - 206

Page 69: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

69

، وهو ما أعطى الفرصة للشعب للمشاركة يف اختيار احلكام بعيدا عن القوة والقهر، حكامه . واالختيار التعسفي

. أسلوبا وسطا بني الوراثة التعسفية واالنقالباتويعد االنتخاب من سولي، لذلك تشغل العملية االنتخابية مكانا أساسيا يف احلياة السياسية الدميقراطية

املبالغة التأكيد بأن سالمة الدميقراطية وجناحها يتوقفان على سـالمة العمليـة االنتخابيـة . وجناحها

. إذا عرفنا كيف ينتخب حكامه، كم الشعب نفسه بنفسهو ا نستطيع أن نعرف كيف حي .207ومبدأ االنتخاب هو حلول أوراق االقتراع حمل طلقات الرصاص يف اختيار احلكام

وهو يف ، ويكون انتخاب رئيس اجلمهورية بواسطة الشعب إما مباشرا أو غري مباشر وقد أخذت بطريقة ، الل الرئيس عن الربملاناحلالتني يؤدي إىل تقوية السلطة التنفيذية واستق

. الواليات املتحدة األمريكية، االنتخاب غري املباشر على درجتنيومـن بينـها تـونس ، أما طريق االنتخاب املباشر فقد أخذت ا العديد من الدول

.208واجلزائر

- ا��ع ا� -ا��ع ا� -ا��ع ا� -ا��ع ا�

�� ا�'& ب ا���: �� ا��ا��ا�'& ب ا���: �� ا��ا��ا�'& ب ا���: �� ا��ا��ا�'& ب ا���: �� ا��اوالرئيس اإلداري األعلى يف ، ية اجلزائرية رئيس السلطة التنفيذيةيعترب رئيس اجلمهور

، ألن النظام الدستوري اجلزائري يعد إىل حد ما نظاما دستوريا رئاسيا ؛ هرم الدولة اجلزائرية . كما أنه يعد احلاكم األول يف البالد، أكثر منه نظاما دستوريا برملانيا

زائرية؟فكيف يتم تعيينه كرئيس للدولة اجل القاعدة العامة النتخاب رئيس اجلمهورية يف اجلزائر تكون عن طريق االقتراع العـام

وينتخب ملدة ، املباشر والسري باحلصول على األغلبية املطلقة ألصوات الناخبني املعرب عنها .للتجديد مرة واحدةمخس سنوات قابلة

. 355. ص . 1997آب أغسطس ،9.ط ،دار العلم للماليني ،علم السياسة ،حسن صعب -207 . 286. ص ،األنظمة السياسية ،الطماوي -208

Page 70: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

70

ية بإيداع طلب تسجيل الـس الدسـتوري ويتم التصريح بالترشيح لرئاسة اجلمهور : مقابل وصل حيث يتضمن

، وعنوانـه ، ومهنته، وتوقيعه، وتاريخ ومكان ميالده، ولقبه، طلب الترشيح اسم املعين : 209حبيث يرفق الطلب مبلف حيتوي على ما يأيت

. نسخة كامل من شهادة ميالد املعين -1 . للمعينشهادة اجلنسية اجلزائرية األصلية -2 . تصريح بالشرف بعد إحراز املعين جنسية أخرى غري اجلنسية اجلزائرية -3 . من شهادة السوابق العدلية للمعين 3مستخرج رقم -4 . صورة مشسية حديثة للمعين -5 . شهادة اجلنسية اجلزائرية لزوج املعين -6 . شهادة طبية للمعين مسلمة من طرف أطباء حملفني -7 . الناخب للمعينبطاقة -8 . شهادة تثبت تأدية اخلدمة الوطنية أو اإلعفاء منها -9 . من هذا القانون 159التوقيعات املنصوص عليها يف املادة -10 . تصريح املعين مبمتلكاته العقارية واملنقولة داخل الوطن وخارجه -11

. 1942ل يوليو سنة للمولود قب. م1954شهادة تثبت املشاركة يف ثورة أول نوفمرب -12 يف أعمال .م1942املولود بعد يوليو حشهادة تثبت عدم تورط أبوي املتر ش -13

. م1954مناهضة لثورة أول نوفمرب : يتضمن ما يأيت حتعهد كتايب يوقعه املتر ش -14اإلسـالم "عدم استعمال املكونات األساسية للهوية الوطنية يف أبعادهـا الـثالث - أ

. ألغراض حزبية" واألمازيغية والعروبة . ترقية اهلوية الوطنية يف أبعادها الثالثة اإلسالمية والعربية واألمازيغية -ب

. وجتسيدها .م1954احترام مبادئ أول نوفمرب -ج

. وااللتزام ا، احترام الدستور والقوانني املعمول ا -د

. أو البقاء يف السلطة والتنديد به/لوصول وأو العمل السياسي وا/نبذ العنف كوسيلة للتعبري و هـ

. 53 – 52. ص . م 2000 ،التجربة الدستورية يف اجلزائر ،حمفوظ لعشب -209

Page 71: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

71

. احترام احلريات الفردية واجلماعية واحترام حقوق اإلنسان -و . رفض املمارسات اإلقطاعية و اجلهوية واحملسوبية -ز . توطيد الوحدة الوطنية -ح . احلفاظ على السيادة الوطنية -ط . لوطنيةالتمسك بالدميقراطية يف إطار احترام القيم ا -ك . تبين التعددية السياسية -ل . احترام مبدأ التداول على السلطة عن طريق االختيار احلر للشعب اجلزائري -م . احلفاظ على سالمة التراب الوطين -ن . احترام مبادئ اجلمهورية -ص

سوم ويقدم التصريح بالترشيح يف ظرف اخلمسة عشر يوما على األكثر املوالية لنشر املر .210من القانون )158املادة (الرئاسي املتضمن استدعاء اهليئة االنتخابية

ويـودع التصـريح ، يتوىل الس الدستوري مجع الترشيحات ملنصب رئيس اجلمهورية-مث يقوم الس بالفصل يف صحة الترشيح بعـد ، بالترشيحات لدى األمانة العامة هلذا الس

للتحقق يف مدى مطابقة املترشح ، ه الذين يعينهم رئيس الساالستماع لتقرير أحد أعضائ . والشروط اليت يقررها قانون االنتخابات، مع األحكام الدستورية

ويبلغهـا إىل ، وعند إثبات صحة الترشيحات يتوىل الس وضع قائمـة املترشـحني . وتنشر يف اجلريدة الرمسية، السلطات املعنية

.211اجلمهورية خالل األيام الثالثني األخرية من املدة الرئاسية وينتخب رئيس ، حيث تبدأ احلملة االنتخابية اليت مهمتها التعريف بشخصية املترشح لرئاسة اجلمهورية

ويكون ذلك ملدة واحد وعشـرين ، ومنهجه يف القيام مبهمته، وكذا برناجمه الذي يسري عليه . مر يقتصر على دورة واحدةإذا كان األ، يوما قبل االقتراع

أما إذا كان األمر يتضمن دورتني فإن املترشحني للدور الثاين تفتح هلم احلملة االنتخابية .212وتنتهي قبل يومني منه، يوما من تاريخ االقتراع 12قبل

. 54. ص ،التجربة الدستورية يف اجلزائر،حمفوظ لعشب - 210 110. ديوان املطبوعات اجلامعية، ص ،1.ط ،3.ج ،القانون الدستوريالوايف يف شرح ،فوزي أوصديق - 211

). 104: املادة(

Page 72: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

72

. وبعد إجراء االنتخابات يعلن الس الدستوري عن نتائجها . 167إىل املادة 162لق باالنتخابات اإلجراءات تفصيال من املادة وقد حدد القانون العضوي املتع

ويعني عند ، على أنه يصرح الس الدستوري بنتائج الدور األول 162حيث تنص املادة . ويعلن عن النتائج النهائية، االقتضاء املترشحني املدعوين للمشاركة يف الدور الثاين

ئاسية يؤدي رئيس اجلمهورية اليمني الدستوري املنصوص وبعد اإلعالن عن النتائج الر .213من الدستور ونصها كالتايل 76 عليها يف املادة

وقيم ثـورة ، وفاءا للتضحيات الكربى وألرواح شهدائنا األبرار" :بسم اهللا الرمحن الرحيمعـن وأدافـع ، أقسم باهللا العلي العظيم أن أحترم الدين اإلسالمي وأجمـده ، نوفمرب اخلالدة

و أعمل على توفري الشروط الالزمة للسري العادي ، وأسهر على استمرارية الدولة، الدستوروأحترم حريـة ، وأسعى من أجل تدعيم املسار الدميقراطي، للمؤسسات والنظام الدستوري

، وأحافظ على سالمة التـراب الـوطين ، ومؤسسات اجلمهورية وقوانينها، اختيار الشعبوأعمل بدون ، وأمحي احلريات واحلقوق األساسية لإلنسان واملواطن، ةووحدة الشعب واألم

للعدالة وأسعى بكل قواي يف سبيل حتقيق املثل العليا ، هوادة من أجل تطور الشعب وازدهاره . وبعد ذلك يتسلم مهامه ويبدأ يف أداء عمله. واهللا على ما أقول شهيد. واحلرية والسلم يف العامل

ا��ع ا�ا ;ا��ع ا�ا ;ا��ع ا�ا ;ا��ع ا�ا ;

� ا?�<� �6 =�ی> ا(��%ب� ا?�<� �6 =�ی> ا(��%ب� ا?�<� �6 =�ی> ا(��%ب� ا?�<� �6 =�ی> ا(��%بت8ت8ت8ت8واحملافظة علـى ، يعترب انتقال السلطة من شخص آلخر وسيلة مهمة يف تغيري احلكام

، استقرار الدولة بعيدا عن األمناط الوراثية اليت جتعل احلاكم ال يرتل عن العرش إال بعد وفاته . ليخلفه بعد ذلك أحد أفراد أسرته

، يان قد يلجأ بعض األشخاص إىل استخدام العنف لنيل السـلطة إال أنه يف بعض األح . ويكون ذلك باستخدام التهديد باستعمال أدوات القهر كاجليش واألسلحة مثال

. 57.ص ،التجربة الدستورية يف اجلزائر ،حمفوظ لعشب - 212 . 76: املادة ،اجلريدة الرمسية -213

Page 73: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

73

أو ،أو النفـي ، أو العزل بـالقوة ، مبعىن أنه يتم خلو كرسي الرئاسة عن طريق القتل ، م ذلك عن طريق التآمر والتهديد بالقوةكما قد يت، االعتقال حبيث يتم الوصول إىل السلطة

. فيتوىل احلاكم السلطة رغما عن إرادة الشعبوهو ما يسمى باالنقالب، أو مل يكن هناك حاكم قائم بأن يستويل يف ، سواء أكان هناك حاكم قائم حبيث تتم إزاحته

. حالة وفاة احلاكم أو عجزه عن أداء مهامهخاصة بعد حصوهلا علـى االسـتقالل ، دول العامل الثالثوقد انتشر هذا النمط يف وكذا غياب نظام تولية معني تأخذ بـه هـذه ، نظرا خلضوعها لالستعمار وتوابعه، حديثا .وأيضا خضوع بعضها لألنظمة الوراثية اجلائرة، الدولأو تويل السلطة حمددة بشـكل ، أما يف األنظمة الرئاسية فإن مدة شغل كرسي الرئاسة

وقد تـتم ، فعملية اإلحالل يف السلطة العليا تتم كل مثاين سنوات حبد أقصى، قاطع وواضحوكان ذلك أحد العوامـل ، كل أربع سنوات يف حالة عدم جناح الرئيس يف عملية انتخابه

. 214يف الواليات املتحدة األمريكية، األساسية يف فعالية واستقرار النظم الرئاسية . بل كان يتم بطرق سلمية، ألي انقالب فلم يتعرض احلكم فيها

وقد تأسست ، وهي ذات نظام مجهوري .م1962 أما اجلزائر فهي دولة مستقلة منذ هذه احلكومة أطاح ـا ، فيها عقب االستقالل حكومة وطنية مؤقتة بقيادة فرحات عباس

مت االستفتاء عليه و، الذي أسس أول حكومة منتظمة يف اجلزائر بعد االستقالل، بن بال أمحدلكن لعدة أسباب سياسية وشخصية وقعت العداوة بينه وبـني ، كرئيس ملدة مخس سنوات

. قيادة اجليشمت عزل بن بال بانقالب عسكري آخر بقيادة رفيق كفاحـه وأحـد .م1965ويف يونيو

، مسـمى إىل أجل غري بن بال السجن أمحدالذي أودع ، أعضاء حكومته هواري بومدينوأجريت ثالثة استفتاءات لتجديد مدة ، د السلطة كرئيس لس قيادة الثورة يف اجلزائروتقل

.215فاز فيه بأغلبية ساحقة .م1976كان آخرها يف ديسمرب ، حكم هواري بومدين . فمن بني حاالت احلكم يف اجلزائر مت الوصول إىل حالتني عن طريق االنقالب العسكري

. 52 – 51.ص ،أمناط االستيالء على السلطة ،صالح سامل زرتوقة - 214 . 253 – 252. ص ، املصدر نفسه ،سامل زرتوقةصالح - 215

Page 74: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

74

والثانية بانقالب هواري بومـدين ، بال على فرحات عباس بن أمحداألوىل كانت بانقالب . بن بال أمحدعلى . ويف كل احلاالت يهدف االنقالب أثناء قيامه إىل انتزاع احلكم من السلطة احلاكمة

: ةــــخالص

، جند أن هناك نقاط تشـابه ، بعد عرضنا لطرق التولية يف الفكرين اإلسالمي والوضعي : قاط اختالف بينهما سنعرضها فيما يليون

ذهب كل من الفكر السياسي اإلسالمي والفكر السياسي الوضعي إىل وجوب تولية - ، حيكمها ويتـوىل شـؤوا ، يكون صاحب السلطة الرئاسية فيها، حاكم على رأس الدولة

أو ، باالنتخـاب حبيث يتم توليـه ، ووكيال عنها، ويكون نائبا عن األمة يف مباشرة أمورها . ةالبيعة باختيار األغلبي

وهـو يضـاهي ، وتعترب البيعة مصطلح إسالمي ظهر يف بداية نشوء الدولة اإلسالمية . إدالء الناخب بصوته يف االنتخابات الرئاسية يف العصر احلديث يف اختيار احلكام

.اه صاحلا لتويل هذا املنصبالذي ير، احلق يف اختيار احلاكم كما أن لكل عاقل بالغ أو مـا ، وهو طريق القوة والقهر والغلبة، كما أما يشتركان يف طريق من طرق التولية -

. يعرب عنه باالنقالبإال إما خيتلفان ،على الرغم من أن هناك أوجه تشابه بني النظامني : أوجه االختالف

:ومن بينها ،يف الكثري من األمور ،ن اختيار احلاكم يف النظام السياسي اإلسالمي يتم أوال عن طريق أهل احلل والعقـد أ -1

ليعرض األمر بعد ذلـك علـى ،حيث تقوم هذه اهليئة باختيار من توافرت فيهم شروط اإلمامة . لتختار من تراه األصلح لتويل هذا املنصب عن طريق االستفتاء الشعيب ،األمة

سواء بطريق غـري ،فإنه يتم بطريقة االنتخاب ،س الدولة يف النظام الوضعيأما اختيار رئي فالشعب خيتار حاكمه عـن طريـق . هذا األخري الذي تعتمده اجلزائر. مباشر أو بطريق مباشر

خاصة وأن ،ومينحه التصرف حبرية مطلقة ،وهو ما يقوي مركز رئيس الدولة ،االنتخاب املباشر . أو التجرؤ على إزاحته من منصبه ،يف مراقبة رئيس الدولة الربملان ليس له احلق

Page 75: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

75

أن الفكر السياسي اإلسالمي يشترط يف أعضاء أهل احلل والعقد شـروطا -2وقد سـبق توافرت فيه هذه الشروط، ألحد أن يتوىل هذا املنصب إال إذا، وال ميكن معينة

وهو ما يعرب ، بالقيادات العلياوأعضاءها أشبه ، لذلك تعترب هذه اهليئة كهيئة متميزة، ذكرهاويـتم اختيـارهم دون ، وأعضاءه بنواب الربملان، عنه يف الفقه السياسي الوضعي بالربملان

. اشتراط أي شرط فيهم

������ ��� 4� !�'5�666666666678�

متنح له حبيث يتمكن من خالهلا مـن القيـام ، للحاكم سلطات وصالحيات متعددة . وهو ما سنتعرض له يف كال النظامني. واجباته جتاه أمته وشعبهب

المطلب األول

Page 76: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

76

سلطات الخليفة في الدولة اإلسالميةاره نائبا عنها يف القيـام باعتبللخليفة عبارة عن عقد يتم بينهما، تعترب مبايعة األمة فوضـت لـه ، ثاين يف العقد اوباعتبارها طرف، ومنفذ ألحكام الشريعة اإلسالميةبأمورها، على أن تبادله ، فيلتزم بالقيام بواجباته يف حدود نيابته، ليتمكن من القيام بواجباته ؛شؤوا

عن عقد مراضـاة واختيـار ال " وهو عبارة . حق الطاعة ما التزم بالقيام باملهام املخولة له .216"يدخله إكراه وال إجبار

حياته جيد أن الوظائف املسندة إىل منصـب اخلالفـة واملدقق يف مهام اخلليفة وصال أن كما يالحظ الدارس للحياة السياسية عند املسـلمني ، تنحصر يف دائرة السلطة التنفيذية

ارتبطت هذه الوظائف ، إذدائرة الفعل السياسي عموما مل تتضمن وظائف التشريع والتقننيفقام علمـاء الفقـه أو القـانون ، شريعةعرب التاريخ اإلسالمي الطويل بالفقهاء وعلماء ال

وترتيل مقتضى الشريعة على الوقـائع ، بوضع أسس ومناهج الستنباط األحكام، اإلسالميحـدت مـن ، ؛كما عينت شروط وضوابط صارمة ملمارسة االجتهاد والقضـاء املتجددة

وخياره علـى مسـتوى القضـاء ، وأخضعت قراره على مستوى التنفيذ، سلطات اخلليفةوهكذا بقيت املرجعية التشريعية بيد فقهاء األمـة ، لضوابط شرعية واضحة حمددة، فتوىوال

.217بينما اقتصرت مرجعية اخلليفة على األمور ذات الصبغة التنفيذية، وجمتهديها . ويذهبون إىل أن والية اخلليفة والية عامة، وقد عرب الفقهاء على سلطة اخلليفة بالوالية

. وإىل مضمون هذه الوالية، اق سلطة اخلليفةلذلك سنعرض لنط

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

ق )�<� ا&�����< ق )�<� ا&�����< ق )�<� ا&�����< ق )�<� ا&����>� . وبالنسبة لألشخاص ، ميتد نطاق سلطة اخلليفة بالنسبة للمكان

.بالنسبة للمكان : أو�

أرض "وهو ما يسمى ب، سلطة اخلليفة إىل مجيع البالد اإلسالمية بكافة أجزائها متتد وهذا ملا ،أي أا تشمل مجيع األقاليم اخلاضعة للحكم اإلسالمي" ؛ و دار اإلسالماإلسالم أ

. 9. ص ، األحكام السلطانية،املاوردي - 216 . 214. ص ،العقيدة والسياسة ،لؤي صايف - 217

Page 77: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

77

وهو أهم ما ميزها عن باقي الـدول يف اإلسالمية دولة واحدة قبل إسقاطها، كانت الدولة . املاضي واحلاضر

بل ومتتـد ، أما بالنسبة لألشخاص فتشمل مجيع املسلمني املقيمني على أرض اإلسالم ولكن مع ،وهو ما يطلق عليهم بالذميني املقيمني على أرض اإلسالم، حىت إىل غري املسلمني

كما ، وهلم كافة احلقوق اليت للمسلمني، خضوعهم ألحكام الشريعة اإلسالمية يف معامالم . أن هلم احلرية يف ممارسة شعائر دينهم

� . بالنسبة للزمان :���فإن األصل يف الشريعة اإلسـالمية سلطة اخلليفة من حيث الزمان ؛ أما بالنسبة لنطاق

، إذا حدث منه ما يوجب العزل، أو انعزاله أو عزله، هو دوام حكم اخلليفة حىت انتهاء حياتهكمـا ، ومل يرد يف نظام احلكم اإلسالمي ما يفيد تأقيت حكم اخلليفة، مع أمن وقوع الفنت

. هاء املسلمون يف هذا على فريقنيوالفق. أنه مل يرد ما مينع ذلك . القائلني بعدم جواز التأقيت وأدلتهم : ا����� ا�ول

: ومن هؤالء . ذهب أصحاب هذا االجتاه إىل القول بعدم جواز تأقيت حكم اخلليفة إىل القـول بعـدم ، 219والدكتور مصطفى كمال وصفي، 218الشيخ عبد القادر عودة

وقد استندوا يف ذلك إىل السوابق التارخيية اليت جرى العمل فيها ، فةجواز تأقيت مدة اخلاليف القيام ليفة يعترب شرعا نائبا عن األمة، كما أن اخل، على بقاء اخلليفة يف منصبه مدى احلياة

بل هي ، ونيابته هذه ال ميكن أن تكون حمدودة مبدة معينة، على شؤوا يف حدود ما أمر اهللاواحلفاظ على أمنـها ، وهو ما يؤدي إىل استقرار أمور األمة، خلليفة يف منصبهباقية ما بقي ا

. وكياا� : القائلني جبواز التأقيت وأدلتهم: ���

، 221حيي السيد الصباحي . د، و، 220صالح الدين دبوس: يرى بعض الباحثني ومنهم : وأدلتهم يف ذلك ما يلي ، إىل القول جبواز التأقيت

. 185 – 184. ص ، اإلسالم وأوضاعنا السياسية،عبد القادر عودة - 218 . 75. ص العصرية،، النظام الدستوري يف اإلسالم مقارنا بالنظم مصطفى كمال وصفي - 219 . 305. ص ،اخلليفة توليته وعزله ،صالح الدين دبوس - 220 . 595.ص سي األمريكي واخلالفة اإلسالمية،النظام الرئا ،حيي السيد الصباحي - 221

Page 78: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

78

وإمنا ، تقرير مبدأ العزل يدل على أنه ليس حمظورا شرعا تأقيت مدة حكم اخلليفةإن . األمر مرهون مبصلحة املسلمني

السوابق التارخيية يف عهد اخللفاء الراشدين مل تعرف مثل هذا التأقيت الذي نـراه يف توىل عمر اثـين و، على أساس أن أبا بكر الصديق توىل اخلالفة عامني وبعض العام، عصرنا

إال أن هذا ، وتوىل اإلمام علي أربع سنوات انتهت كلها بوفام، وكذلك عثمان، عشر عاما . ال مينع التأقيت

أن أبا بكر الصديق رضي اهللا عنه طلب : وأيضا وجود سوابق تارخيية تفيد ذلك ومنها عفان رضي اهللا عنه قـد كما أن عثمان بن. إال أم رفضوا ذلك، االستقالة من الصحابة

وقد استقال احلسن بن علي . إال أنه رفض ذلك ، ناقش االستقالة مع ابن عمر رضي اهللا عنهوبايعه بعد أن كان هو املبايع من طرف ، وسلم األمور ملعاوية، رضي اهللا عنهما من احلكم

. كبار الصحابة رضوان اهللا عليهممثل التنافس يف ، عي يف مصاحل املسلمني أمر حيبه اهللان التنافس يف فعل اخلري والسأ - حيث يكون بـاب وهو الذي أدى بالبعض إىل القول بضرورة حتديد مدة اخلالفة ؛، العبادةويف سـبيل مصـاحل األمـة اد، من أجل العمل اجلفس بني املرشحني للخالفة مفتوحا، التنا

فيكون ذلـك ، وىل اخلالفة ألجل معلوموهذا أساس أن املرشح يعلم مقدما أنه يتاإلسالمية، حيث يكون عنصـر التنـافس ، فال يستكني خبالف من يتوىل احلكم مدى حياته، حافزا له

كما أن األمل يف العمر املمدود جيعل احتمـال التسـويف ، والتسابق يف اخلريات ال يتوافر، بـزمن معقـول لذلك وجب أن تكون مدة اخلالفة حمددة والتأجيل إىل الغد أمرا واردا ؛

.222مخس سنوات مثال ولفترتني فقطكما أنه ال يوجد مـا ال يوجد نص شرعي يدل على التأقيت، مبا أنه : الرأي الراجح

لتجتهد فيه على حسب مـا حيقـق ، لذلك فاألمر متروك لألمة اإلسالمية، يدل على عدمهجبلـب ، لشريعة اإلسالميةوبتحقيق مقاصد ا، يف إطار ما يسمى باملصلحة املرسلة، مصاحلها

. املصاحل ودرء املفاسد : د لعدة أسباب منهالذلك نرى أن التأقيت أوىل من التأبي

. 560. ص ،النظام الرئاسي األمريكي واخلالفة اإلسالمية،حيي السيد الصباحي - 222

Page 79: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

79

. وهو ما نـراه يف النظـام امللكـي ، أن تأبيد احلكم يؤدي إىل طغيانه واستبداده -1 ومت ، ملك عضوضفالسوابق التارخيية تفيد أنه بعد عصر اخلالفة الراشدة حتولت اخلالفة إىل

حىت ولـو ، وحرمان اآلخرين منها، تتواىل احلكم جيال بعد جيل، حصرها يف أسرة واحدةكما أنه قـد ، وبالتايل حترم األمة من كفاءات أبنائها، أكفأ وأفضل ممن يتوىل احلكمكانوا

. يكون من توىل احلكم غري صاحل هلذا املنصبيزامحه ، طاملا لنوبلده إىل التهاون يف خدمة شعبهأن تأبيد احلكم يؤدي باحلاكم – 2

. وأنه هو اآلمر الناهي ، أحد يف منصبهحىت حيصل ، لتقدمي أفضل ما ميكن لألمة، ويشحذ اهلمم، أن التأقيت يقوي النفوس -3

. على فترة تاليةيل احلفاظ وبالتا، وطغيانه، وجوره، درء مفاسد اخلروج على احلاكم يف حالة ظلمه -4

. على استقرار األمةوال بالطويلة ، ال هي بالقصرية املخلةكم جيب أن يكون ملدة معينة، كما أن تأقيت احل لذلك نقترح أن تكون بني مخس وسبع سنوات قابلة للتجديد ، فتكون وسطا بينهما، اململة

. حىت يتمكن الرئيس من حتقيق برناجمه االنتخايب، مرة واحدة

�ع ا� ���ع ا� ���ع ا� ���ع ا� ��ا�ا�ا�ا�

��81ن و(ی� ا&������81ن و(ی� ا&������81ن و(ی� ا&������81ن و(ی� ا&����د فصـل الفقهـاء يف هـذه وقكافة جماالت السلطة التنفيذية، متتد والية اخلليفة إىل

223:وقد حددها املاوردي بعشر اختصاصات، وتناولوها بشيء من التفصيلاالختصاصات، ، وما أمجع عليه سلف األمة، حفظ الدين على أصوله املستقرة: أ��ه�

وأخذه مبا يلزمـه ، وبني له الصواب، أوضح له احلجة فإن جنم مبتدع أو زاغ ذو شبهة عنه . واألمة ممنوعة من زلل، ليكون حمروسا من خلل، من احلقوق واحلدود

. 15 – 14. ص ،ةاألحكام السلطاني ،املاوردي - 223

Page 80: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

80

حىت تعم ، وقطع اخلصام بني املتنازعني، تنفيذ األحكام بني املتشاجرين : ا����� . مظلوم وال يضعف ، النصفة فال يتعدى ظامل

�، ليتصرف الناس يف املعـايش ، والذب عن احلرمي، ةمحاية البيض: ا���� . وينتشروا يف األسفار آمنني من تغرير بنفس أو مال

� وحتفظ حقوق ، لتصان حمارم اهللا تعاىل عن االنتهاك، إقامة احلدود : ا��ا . عباد ه عن إتالف واستهالك

حـىت ال تظهـر ، الثغور بالعدة املانعة والقوة الدافعةحتصني : ا!� � . أو يسفكون فيها ملسلم أو معاهد دما، األعداء بغرة ينتهكون فيها حمرما

أو يدخل يف الذمة حىت يسلم، جهاد من عاند اإلسالم بعد الدعوة : ا�#�دس . يف إظهاره على الدين كله ليقام حبق اهللا تعاىل ؛

نصـا ، جباية الفيء والصدقات على ما أوجبـه الشـرع : �ا�#� . من غري خوف وال عسف، واجتهادا، من غري صرف وال تقتريالعطايا وما يستحق يف بيت املال، تقدير: ا��ـ� $

. ودفعه يف وقت ال تقدمي فيه وال تأخريوما ، إليهم من األعمالفيما يفوضه ، وتقليد النصحاء، استكفاء األمناء : �&���ا

. واألموال باألمناء حمفوظة ، لتكون األعمال بالكفاءة مضبوطة ؛ يكله هلم من األمواللينهض بسياسة ؛ وتصفح األحوال، أن يباشر بنفسه مشارفة األمور : ا���'� ، فقد خيون األمـني ، وال يعول على التفويض متشاغال بلذة أو عبادة، وحراسة امللة، األمة

. ويغش الناصحوقد طرحها طرحا ، تعرض املاوردي الختصاصات اخلليفة وحددها يف عشر اختصاصات

ضرورة كما ركز على ، احتواء لالختصاصات املناطة باخلليفة عم، يعتمد على الدقة واإلجياز . همتابعة اخلليفة ألعمال معاونيه، للتأكد من قيامهم ا على الوجه الذي جيب أن تقوم علي

؛ ألن ذلك خيتلف حسب ومع ذلك فإنه ال ميكننا حتديد مجيع اختصاصات اخلليفة . ويدرأ املفاسد عنها، وكل ما حيقق مصلحة األمة، وتنوع حلاجات الناس، اختالف العصور

: وقد أشار املاوردي يف هذه االختصاصات إىل نقطة يف غاية األمهية وهي ما عرب عنه .وحراسة امللة، لينهض بسياسة األمة، وتفحص األحوال، ته بنفسه مشارفة األمورمبباشر

Page 81: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

81

فسياسة األمة وحراسة امللة ، وهذه النقطة نرى أا تتضمن مجيع االختصاصات السابقة . تدخل يف نطاقها مجيع االختصاصات

، ل أو اإلدارات؛ يقصد ا أقسام األعما وقد مسى ابن خلدون هذه الوظائف خططا وأخـرى ، فيقسمها إىل خطط دينية، ويتكلم عنها، تشبيها باخلطط اليت تنقسم إليها املدينة

إذ أن امللك ينـدرج حتـت ، ويرى أن اإلمامة أو نظام الدولة يشتمل عليها مجيعا، سلطانية . اخلالفة فهي أعم منه

وأن رعايـة مصـاحله ، رقدمنا أن هذا العمران ضروري للبش": وهو يف هذا يقول نعم إمنا تكون أكمل ، وقدمنا أن امللك وسطوته كاف يف حصول هذه املصاحل. . . كذلك

؛ فقد صار امللك يندرج حتت اخلالفة إذا كان إسـالميا . . . إذا كانت باألحكام الشرعية . 224 "وقد ينفرد إذا كان يف غري امللة، ويكون من توابعها

واجلهـاد واحلسـبة؛ومن اخلطـط ، الصالة والفتيا والقضاء: دينيةويعدد من اخلطط ال ، وقيادة األسـاطيل ، والرسائل والشرطة، الوزارة واحلجابة وإدارة أعمال اجلباية : السلطانيةلعموم نظر ؛ "يشتمل على تلك مجيعا، وهي األصل اجلامع"اإلمامة الكربى"إن نظام :ويقول

."مللة الدينية والدنيوية، وتنفيذ أحكام الشرع فيها على العموماخلالفة، وتصرفها يف سائر أحوال اذات وظائف ماديـة -أي األوىل-ألا ؛ فالدولة اإلسالمية أعم من الدولة السياسية

. 225وروحية يف وقت واحد؛ إذ عرضوها وقد انتقد الدكتور السنهوري الفقهاء يف عرضهم الختصاصات اخلليفة

لذلك فقد قسم هو هـذه ، تلطة ببعضها البعض دون أي تقسيم أو متييز بينهاكما يقرر خموأدخل يف االختصاصـات الدينيـة ، االختصاصات إىل اختصاصات دينية وأخرى سياسية

وجعل االختصاصات السياسـية . واحلج، والصوم، والصالة، والزكاة، حفظ الدين واجلهاد، وتعيني الوزراء وحكام األقـاليم والقضـاة ، جيشاملة احملافظة على األمن الداخلي واخلار

. 226وجباة املال وعزهلم

. 231 – 230. ص ،املقدمة. ابن خلدون - 224 . 324. ص ،النظريات السياسية ،ضياء الدين الريس -225 . 165. ص ،اخلالفة ،السنهوري - 226

Page 82: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

82

وحنن ال نوافق الدكتور السنهوري فيما ذهب إليه من تقسـيم الختصاصـات دينيـة : وأخرى سياسية وذلك لسببني

قد توحي إىل فصل أن عبارة فصل االختصاصات الدينية عن االختصاصات السياسية -1 فهـو يـرى ، وهذا ما مل يقرره اإلسالم، يف املسيحية لمثلما هوا حلا، ياسةالدين عن الس . كما أنه ال قيام لدولة بدين دون سياسة ، فال قيام للسياسة بدون دين، التكامل بينهما

فهناك من االختصاصات الدينية ما يـدخل يف ، أن االختصاصات تتداخل فيما بينها -2 " العدالـة "فمثال جند ، فكالمها يكمل بعضه بعضا، لعكسإطار االختصاصات السياسية وا

جند البعض اآلخر جيعلـها يف إطـار 227، منهم من يصنفها يف إطار االختصاصات الدينية . االختصاصات السياسية

:ـوهو ما عرب عنه املاوردي ب ،لذلك وجب أن تترك املسألة على اتساعها دون حتديد ، فلكل دولة أن توسع أو تضيق على حسب ما تقتضيه مصاحلها "حراسة امللة وسياسة األمة"

. ومحاية حلقوق وحريات أفرادها، مراعاة لظروفها، و ينوبون عنه فيما يباشرون من أعماهلم ،ويعاون اخلليفة يف أداء مهامه وزراءه الذين يعينهم

.228ووزارة تنفيذوقد انتهت التطورات التارخيية جبعل الوزارة على ضربني وزارة تفويض فهي أن يستوزر اإلمام من يفوض إليه تدبري األمـور برأيـه ، فأما وزارة التفويض

. وإمضائها على اجتهادهوله أن يتصـرف ، فالوزير يف هذه احلالة ميلك مزاولة املهام اليت يفوضها له اخلليفة

. بصددها وفق رأيه واجتهادهألن النظر فيها مقصور علـى ؛ وشروطها أقل، تنفيذ فحكمها أضعفوأما وزارة ال

يؤدي عنه ما أمر وينفـذ . وهذا الوزير وسط بينه وبني الرعايا والوالة ، رأي اإلمام وتدبريهويعرض على اإلمام ما ورد من الرعايا والوالة وما استجد من ، عنه ما ذكر وميضي ما حكم

. بوال عليها وال متقلدا هلا سفهو معني يف تنفيذ األمور، ولي أحداث ؛ ليعمل فيها مبا يؤمر به، : "حراسة امللة وسياسة األمة"وقد قصد املاوردي من خالل قوله

. 236. ص ،املقدمة ،ابن خلدون - 227 . 29.ص ،األحكام السلطانية ،أبو يعلى الفراء -228

Page 83: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

83

وال تقـوم ، فهي عقيدة إهليـة ، حراسة امللة فيقصد ا حراسة العقيدة اإلسالميةفأما ويكون ذلك على مستوى ، ها وحفظهافكان عليه حراست، الدولة اإلسالمية إال على أساسها

. االني الداخلي واخلارجيغرسها يف نفوسهم واحلرص على ، فيكون بتطبيق أحكامها بني الرعية، فأما الداخلي

. وصوا والدفاع عنهاواحترام مبادئها، هلـا يف واالنتصار، فيكون مبحاولة نشرها بني غري املسلمني، وأما يف اال اخلارجي

. والدعوة إليها ونشرها، حالة املساس اوالدفاع عنهم يف مواجهـة ، حفظ األمن ومحاية املواطنني، أما سياسة األمة فتشمل اخل. . . وإدارة أموال الدولة بتحصيلها وإنفاقها، وإقامة العدل بينهم، األعداء

. األمة يف ذلكفهي تتوسع على حسب مصلحة ، وال ميكن حصر هذه السياسةوإمنا هي مقيدة مبقتضى العقد الذي أبرمه مـع ، وسلطات احلاكم هذه ليست مطلقة وكل ذلـك يف إطـار أحكـام ، بأن يتصرف يف حدود وكالته دون أن خيرج عنها، األمة

وحتقيقا ملقاصد الشريعة اإلسالمية يف جلب املصاحل هلم ، الشريعة اإلسالمية ومبادئها السمحة . املفاسد عنهم ودرء

المطلب الثاني رئيس الدولة في النظام الوضعي) سلطات(صالحيات

الف األنظمة الـيت تتبعهـا، ختتلف السلطات املخولة لرئيس الدولة على حسب اخت ومحايـة ، وهو توفري األمن واالسـتقرار ، مع اتفاقها يف املضمون، فتتسع تبعا لذلك وتضيق . ةاحلقوق واحلريات الفردي

مثلما هـو احلـال يف الواليـات املتحـدة ( فبينما جندها تتسع يف النظام الرئاسي ورئيس الوزراء هـو ، "رئيس يسود وال حيكم"فنجد ، تضيق يف النظام الربملاين، )األمريكية

. الذي يتوىل السلطات والصالحياتتعلـن ، فإـا أم برملانية تعددية، سواء كانت ملكية أم اشتراكية ةأما الدساتري العربي

ال ختتلف املمالـك ، أو أن الشعب هو مصدر مجيع السلطات، صراحة أن السيادة للشعبوتلك ذات النظام السياسي التعددي بعضها ، واجلمهوريات االشتراكية ذات احلزب الواحد

كم إذ تعطي الدساتري العربية حـا ، امللكالرئيس ومن حيث صالحيات وسلطات ،عن بعض

Page 84: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

84

أو شبه املطلـق يف ، الدولة عددا من السلطات واالمتيازات اليت ختوله ممارسة التحكم املطلق : وتشمل هذه الصالحيات، شؤون الدولة واملواطنني

، أو جلنة استشارية وزارية، أو من خالل جملس وزراء، سلطة تنفيذية ميارسها مبفرده - . ته املنفردةبدورها تعني وحتل بقرار من احلاكم بإراد اليت

ويف بعض احلاالت احلق يف التشريع علـى أن ، مشاركته للربملان يف العملية التشريعية - من قبل الربملـان أو )ولكن ليس يف كل احلاالت( يتم التصديق على هذا التشريع يف العادة

قوتـه إمـا ب ، سيطرة تامة )األمري\امللك( الذي غالبا ما يسيطر عليه الرئيس، جملس الشعبوأحيانا يتطلب الدسـتور املوافقـة علـى ، أو من خالل حزبه احلاكم، وسلطته الشخصية

. التشريع الرئاسي من خالل االستفتاء العام

مبن فيهم من يشـغل ، سلطات غري عادية يف تعيني وفصل كبار العاملني بالدولة - أعضاء الربملان أو جمالس وحىت يف بعض األحيان، املناصب اإلدارية والقضائية والعسكرية

. الشورى وغريها

إال ،جند أن معظم الدساتري العربية متنح الرئيس حصانة قانونية يف سياق أدائه لواجبه - والسلطة شبه املطلقة للرئيس جتعل من إمكانية أن ،أو خرق الدستور ،يف حالة اخليانة العظمى

. املستحيلتتم حماكمته أو إدانته بذلك ضربا من ضروب

والسلطة املطلقة أو شبه املطلقة لرئيس الدولة هي من أهم العوامل اليت حتد من اسـتمتاع . املواطنني العرب حبقوقهم

أن للسـلطة صـالحيات واسـعة مبعىن، اجلزائري فهو نظام شبه رئاسي مأما النظا . الذلك سنتناول نطاق هذه السلطات ومضمو ؛واختصاصات هامة

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

ق )�< ت ر�: ا*و��< ق )�< ت ر�: ا*و��< ق )�< ت ر�: ا*و��< ق )�< ت ر�: ا*و�>� . النطاق املكاين: أو�

اليـا وهو ح، حيث يتوىل رئاستها رئيس اجلمهورية، ويتمثل يف اجلمهورية اجلزائرية دون أن ، واحلدود احملددة هلا قانونا، يف نطاق اال الذي حتتويه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة،

. خارجهامتتد سلطته إىل

Page 85: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

85

يوجـد يف دوق، وخيضع لسلطتها، وضمن هذه احلدود يوجد شعب حيمل جنسيتها وتسري علـيهم ، إال أم خيضعون لنظامها -األجانب -نطاق الدولة غري احلاملني جلنسيتها

. أما احلاملني جلنسيتها واملقيمني يف البالد األجنبية فيعتربون من مواطنيها، أحكامها . ق الزماين النطا

باعتبارمهـا ، تعترب من أهم األنظمة يف النظام الوضعي النظامني الربملـاين و الرئاسـي وتليها بعد ، وتعترب الوراثة من أقدم طرق التولية، النظامان املسيطران على الساحة السياسية

الـيت ويتم انتقال السلطة من شخص إىل آخر عن طريق االنتخابات ، ذلك طريق االنتخابقد تكون أربع أو مخس أو ست سنوات وتـتم بطريقـة ،تتم بصفة دورية بعد مدة معينة

الذي يأيت كنتيجـة مباشـرة ، ويتم االنتقال السلمي والسلس الكتساب الشرعية، سلميةوهنا ميكـن . اليت تسمح بتداول السلطة بني القوى السياسية املختلفة، لالنتخابات الدورية

:229إبراز عنصرين، التنظيم اجليد الواضح املتفق عليه واملقبول لعملية تداول السلطة: أو()�

، حبيث ال جمال لالرجتال يف مسألة هلا خطورا على االستقرار السياسي وعلى النظام ككلوال جمال كذلك لظهور املفاجئات وال ثغرات ميكن من خالهلا وضع ترتيبات خاصة تعطي

. سية معينةنتائج يف صاحل قوى سيا �(*أن هذين النظامني يبديان قدرا كبريا من التوافق واالتساق : ���

. بني القواعد النظرية واملمارسة العملية كما هو احلال يف النظام الرئاسي يف ، كحد أدىن، فقد تكون هذه املدة أربع سنوات

ئيس بالتويل أكثر مـن عهـدتني ألنه ال يسمح للر ؛ ومثاين سنوات كحد أقصى، أ. م. الووحتظر بعض الدساتري ، كما حددا مجهورية السودان ولبنان ومصر بست سنوات، متتاليتني

مثل دستور اجلمهورية اللبنانية فإنه حظر ، إعادة انتخاب رئيس اجلمهورية لفترتني متواليتنيبه لفتـرة أخـرى ومقتضى هذا أنه جيوز إعادة انتخا، إعادة انتخابه إال بعد ست سنوات

وأجاز دستور مجهورية تونس التجديد لـثالث ، ال تكون تالية لفترة رئاسته األوىل، الحقة . فترات متوالية

. 50. ص ،مناط االستيالء على السلطةأ ،صالح سامل زرتوقة - 229

Page 86: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

86

وهي قابلة للتجديـد ، أما بالنسبة للجزائر فقد حددت املدة خبمس سنوات كحد أدىن ، 74 يف املادةوهو ما نص عليه التعديل الدستوري اجلديد ، دون أقصى حد لفترات التجديد

فعنـدما والنظام شبه الرئاسي ؛، غري أنه ويف النظام الربملاين فهو خيتلف عن النظام الرئاسيتكون السلطة يف قبضة حزب من األحزاب فإن قضية خليفة الرئيس ال تثار إال من جـراء

وليس من انتهاء مدته القانونية علـى غـرار الـنظم ، أو عجز أو اعتالل صحة، كرب سندون أن تأخذ ، ذلك أن النظم الربملانية تأخذ يف تنظيمها لنظام احلكم مببدأ التعاقب، ئاسيةالر

ونادرا مـا يـتم ، أو النهاية املعلومة للمدة، وهو مبدأ املدة احملددة، باملبدأ الثاين املكمل لهعلى ويرجع ذلك إىل أن اإلعداد للحاكم القادم ال بد أن ينطوي، االستعداد املسبق للخليفة

، وحتديد ومعرفة هذا اخللف قبل شغور كرسي الرئاسة حيمل خطورة واضحة، حتديد اخللف . 230ذلك الذي يفقد احلاكم لفاعليته، هي احتمال طول االنتظار

فبينمـا ، وموضوع عدد مرات التجديد وإعادة انتخاب الرئيس حمال آلراء متباينـة حىت يتمكن من تنفيـذ برناجمـه ؛ اجلمهورية ذهب البعض إىل إعادة جتديد انتخاب رئيس

. فإن كان أهال للمسؤولية امللقاة على عاتقه أعاد الشعب انتخابه ملرات عديدة، االنتخايب، ذهب البعض اآلخر إىل أنه ال حاجة إلعادة انتخاب رئيس اجلمهورية أكثر من مرتني

. ولكل اجتاه من هؤالء املربرات اليت يعتمد عليهاوترشيحات متعـددة ، فبينما ذهب االجتاه األول إىل أنه طاملا أن هناك أحزاب سياسية

ـ ، وانتخابات حرة أو دفإن الشعب باعتباره صاحب السيادة والسلطة هو الذي يقرر جتدي، رفض جتديد الثقة يف الرئيس القائم على شؤون احلكم لعدة مرات أخرى إن كان أهال هلا

. لثقة لغريهأو إبعاده مبنح ارأى االجتاه الثاين أنه ينبغي اعتماد القاعدة اليت تقضي بأنه ال جيوز ألي شـخص أن

دف ، معتمدين يف ذلك على الدستور األمريكي، يتوىل مهمة رئاسة الدولة أكثر من مرتنيوضمان انتقاهلـا بطريقـة ، القضاء على احتكار السلطة من قبل شخص واحد ملدة طويلة

.231ية وسلميةشرع

. 54 – 51.ص ،أمناط االستيالء على السلطة ،صالح سامل زرتوقة - 230 ،اجلزائر ،عني مليلة ،دار اهلدى للطباعة والنشر والتوزيع ،النظام السياسي اجلزائري ،سعيد بو الشعري - 231

. 215 – 214.ص . م 1994

Page 87: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

87

: وهذا الرأي األخري هو الذي منيل إليه لسببني يكـون حكمـه مرات التجديدأن بقاء رئيس الدولة يف منصبه دون حتديد لعدد -1

إذا مل يكن هناك قانون جيربه عن ، ألنه من غري املمكن أن يتنازل عن منصبه ؛مؤبداوبالتايل نكون أمام . م والسلطةفالنفس البشرية بطبعها ميالة إىل احلك، التخلي عليه . حكم ملكي

وبالتايل ، أن مكوث رئيس الدولة يف منصبه مدة أطول قد يؤدي إىل عدم االستقرار -2 ".العنف"حماولة استبداله بطريق ال سلمي

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

��81ن ا?�< ت��81ن ا?�< ت��81ن ا?�< ت��81ن ا?�< ت. م1976-1963 دسـتوري ظـل يف متميزة مكانة اجلزائري النظام يف لرئيس اجلمهورية

. حيث كان جيسد وحدة القيادة السياسية واحلزبية للدولةمن , حيث وزع الدستور السلطة بني مؤسسات الدولة وأجهزا مشريا إليها بالوظائف

، الذي ميارس سلطاته حبرية كاملـة ، أمهها الوظيفة التنفيذية اليت أسندت لرئيس اجلمهورية . عيب الوطينبدون قيد أو مسؤولية أمام الس الش

ويتوىل تعـيني ، ولرئيس اجلمهورية سلطة تقرير السياسة العامة لألمة وقيادا وتنفيذها ويترأس جملس الوزراء، وتكون مسؤوليام أمامه فقط، وحتديد صالحيام، أعضاء احلكومة

يف يتوقـف بقـاءهم ، وهذا ما جيعل أعضاء احلكومة جمرد مساعدين للرئيس، ...)املادة ( والتقيـد مبـا ، وهذا معناه االرتباط التام بالرئيس، مناصبهم أو عزهلم على سلطته التقديرية

. والعمل يف إطار توجيهاته، يقرره؛ بل املنظم وهذا ما جيعل من رئيس اجلمهورية ليس رئيس املؤسسة التنفيذية فحسب

مما أدى إىل ، ات يف يد واحدةحيث شهدت هذه املرحلة تركيز السلط. واملعرب الوحيد عنهاونظرا ملا شهدته ؛ وهو ما نتج عنه تقييد حلريات وحقوق املواطنني، التعسف يف استعماهلا

حيث نقل الدستور اجلديد اجلزائر من نظـام احلـزب . م1989هذه املرحلة جاء دستور ورئـيس ، مجلس الشعيب الوطينلرئيس لحيث مت تعيني ، الواحد إىل نظام التعددية احلزبية

Page 88: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

88

وهو من يتوىل ،إال أن السلطات الفعلية واملخارج القانونية كلها حتت قبضة يده، للحكومة . ممارستها والقيام ا دون منازع

على السلطات والصالحيات الـيت يتمتـع ـا رئـيس ) 77 : (وقد أشارت املادة ، دار القرارات التنظيميـة وله سلطة إص، فهو ميارس مهام ووظائف إدارية هامة، اجلمهورية

. باسم وحلساب الدولة، والقرارات الفرديةوالسـلطة ، والسلطات اإلدارية اليت يباشرها رئيس اجلمهورية تتمثل يف سلطة التعـيني

. وسلطة التنسيق، وسلطة احملافظة على النظام العام يف الدولة، التنظيمية، وختفيض العقوبـات واسـتبداهلا ، دار العفوكإص، كما له صالحيات أخرى يباشرها

. وحل الس الشعيب الوطين، وإبرام املعاهدات . على السلطات والصالحيات اليت يتمتع ا رئيس اجلمهورية) 77: (تنص املادة

يضطلع رئيس اجلمهورية باإلضافة إىل السلطات املخولة له بنص الدستور بالسلطات : اآلتيةو الصالحيات

. هو القائد األعلى للقوات املسلحة للجمهورية -1 . توىل مسؤولية الدفاع الوطين ي -2

. يقرر السياسة اخلارجية لألمة ويوجهها -3

. يرأس جملس الوزراء -4

. يعني الوزير األول وينهي مهامه -5

اجلمهورية أن يفوض جزءا من صـالحياته للـوزير األول لرئاسـة رئيسلميكن -6 . من الدستور) 87: (مع مراعاة أحكام املادة، احلكومة اجتماعات

بغرض مساعدة الـوزير األول يف ، ميكنه أن يعني نائبا أو عدة نواب للوزير األول -7 . وينهي مهامه، ممارسة وظائفه

. يوقع املراسيم الرئاسية -8

. وحق ختفيض العقوبات أو استبداهلا، له حق إصدار العفو -9

. الشعب يف كل قضية ذات أمهية وطنية عن طريق االستفتاءميكنه أن يستشري - 10

. ويصادق عليها، يربم املعاهدات الدولية - 11

. يسلم أومسة الدولة ونياشينها وشهاداا التشريفية - 12

Page 89: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

89

: آلتيةيعني رئيس اجلمهورية يف الوظائف واملهام ا )78: ( املادة

. عليها يف الدستورالوظائف واملهام املنصوص -1

. الوظائف املدنية والعسكرية يف الدولة ـ2 . ـ التعيينات اليت تتم يف جملس الوزراء3 . ـ رئيس جملس الدولة 4 . ـ األمني العام للحكومة5

. ـ حمافظ بنك اجلزائر6 . ـ القضاة7 . أجهزة األمن ـ مسئويل8 . ـ الوالة9

وينهي اخلارج، واملبعوثني فوق العادة إىل، يعني رئيس اجلمهورية سفراء اجلمهوريةو . وأوراق إاء مهامهم، ويتسلم أوراق اعتماد املمثلني الدبلوماسيني األجانب، مهامهم . فوضع رئيس اجلمهورية يف مركز ال خيضع للتولية واحملاسبة مثلما هو حـال ، دار النظام السياسي الذي ال يقاومجورية وميكن اعتبار رئيس اجلمه

. معظم الدول النامية اليت هي يف حاجة إىل نظام قوي، فهو فـوق األشـخاص ، وبذلك فإن لرئيس اجلمهورية أن حياسب دون أن حياسب

.232وواقعيا فوق املؤسساتبـذلك املؤسـس فمكنه، كما أن الدستور قد أسند لرئيس اجلمهورية سلطة قضائية

حيث مسح له بإلغاء أو ختفيض ، والس األعلى للقضاء، الدستوري من جتاوز أحكام القضاةوهو احلق الـذي جيعـل ، وإزالة كل النتائج القانونية املترتبة عن أحكام احملاكم، العقوبات

م يتدخل كلما بدا له إللغاء األحكام الصادرة عـن احملـاك ، الرئيس فوق اجلهاز القضائي .233ونتائجها

. 139. النظام السياسي اجلزائري، هامش، ص سعيد بو الشعري، -232

. 166. ص ،املرجع نفسه ،سعيد بوالشعري -233

Page 90: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

90

من خالل دراستنا للدستور اجلزائري ميكن أن نأخـذ عليـه عـدة : ةـــخالص : مالحظات ومنها

وهو ما يزيد مـن ، مل يقيد الدستور اجلزائري رئيس اجلمهورية بعدد مرات التجديد - دون ، اليت يتوالهاهذا باإلضافة إىل السلطات الواسعة ، قوته وهيمنته بتوليه مرة بعد أخرى

وتقويتـه بتعزيز مركز رئيس اجلمهورية، . م1996وقد جاء دستور على مسؤوليته، النص . أكثر مبنحه معظم االختصاصات

كما ، وباختصار فإن الرئيس اجلزائري يتمتع بسلطات واسعة على مستوى النصوص دون حتمـل ، مني الرئاسي والربملاينمأخوذة من النظا، أنه يتمتع بوسائل للتأثري على الربملان

والفقه يؤكد على أن السلطة بال مسؤولية تشكل ، وإن قررت كانت شكلية فقط، ملسؤوليتهلذلك فاملؤسس الدسـتوري ؛وأن املسؤولية بال سلطة تشكل ظلما حمققا ، استبدادا حمققا

".لطةاجلزائري يطبق قاعدة عكسية تلغي التالزم املوجود بني املسؤولية والس ."تنعدم املسؤولية ةحيث توجد السلط"أما هو فريى أنه"حيث توجد السلطة توجد املسؤولية

وال ، وهو ما ميكننا من القول بأن النظام السياسي اجلزائري ال يقيد رئيس الدولـة وهو ما ينطبق على النظـام ، دون حسيب وال رقيب، وله أن يفعل ما يشاء، يعتربه مسئوال

. اجلزائر هسي املشدد والذي تنتهجالرئالنـرى ، لذلك سنعمد إىل مقارنة النظام السياسي اجلزائري بالنظام السياسي اإلسالمي

، وباملبادئ واألحكام املتعلقة بالسـلطات ، مدى ارتباط النظام السياسي اجلزائري باإلسالم . واليت قررها علماء اإلسالم

Page 91: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

91

مثلما هـو احلـال يف واسعة، نظام الرئاسي سلطات وصالحيات لرئيس الدولة يف ال يعمد من خالهلا إىل توفري األمن واالستقرار يف الدولة ومحايـة ، الواليات املتحدة األمريكية

. مواطنيهاوهي تشبه إىل حد مـا النظـام السياسـي ، كما أنه يعترب احلاكم األول قي البالد

. اإلسالميرمبا قد يكون ، ط التشابه هذه إال أننا جند أوجه اختالف عدة بني النظامنيورغم نقا

، مرجعها بالنسبة للدول املسلمة إىل ختليها عن اإلسالم يف معظـم قوانينـها وأحكامهـا . لتأخذ منه العبادات فقط، وابتعدت عنه كل البعد على الرغم من أنه دين الدولة

. فلجهلها باإلسالم و معاداا له أما بالنسبة للدول غري املسلمة : أوجه االختالف

كافة األقاليم اخلاضعة وإىل، متتد سلطة اخلليفة يف اإلسالم إىل كافة البالد اإلسالمية -1أما يف النظام الوضعي فإا تنحصر يف بقعـة ، على امتداد الكرة األرضيةهلا

وبذلك يكـون ،ارجهامعينة حمدودة حبدود ال ميكن أن تتعداها إىل شرب خ . جمال الدولة اإلسالمية أوسع من جمال أي دولة أخرى

سـواء ، وإىل أحكام الشـريعة اإلسـالمية ، خيضع مجيع املسلمني إىل حكم اخلليفة -2 . مقيمني يف أرض اإلسالم أم خارجها

فسلطة رئيس الدولة تكون يف ، أما يف الفقه الوضعي فإن األمر خيتلف دون أن تتعـداها إىل ، وعلى األشخاص املقيمني فيهـا فقـط حدود الدولة

. اخلارجني على حدودها

فرئيس الوزراء هو الـذي . مأما يف النظام الربملاين فإننا جند رئيسا يسود وال حيك -3وبالتايل يكون أفـراد . فهو رئيس شريف فقط، يتوىل مجيع املهام نيابة عنه

فيكونون بذلك قوة كربى يف وجـه ، الالدولة اإلسالمية أكثر عددا وأمل مش . وهو ما جنده يف الدولة اإلسالمية يف عصورها املتقدمة، من عاداهم

من حيث الزمان جند سلطة اخلليفة مطلقة من حيث زمن حكمه فيبقى اخلليفة حاكما -4

. طول حياته ما مل يعتريه عارض مينعه من ذلك .للسوابق التارخيية اليت سبق ذكرها، إلطالق ال مينع من حتديدهاكما أن هذا ا

Page 92: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

92

أما يف الفقه الوضعي فإن النطاق الزماين حلكم رئيس الدولة حمدد مبدة معينة . ولكل من التحديد واإلطالق مزاياه وعيوبه، ختتلف من دولة إىل أخرى

عليـه فاإلطالق مع حاكم مسلم يعمل بكتاب اهللا وسنة رسوله صلى اهللا ألنه يؤدي إىل أمن الدولة ؛ ويكون متوفرا على الشروط الواجب توافرها فيه أفضل، وسلم

ألن ؛أما إذا كان احلاكم ليس أهال للمنصب الذي هو فيـه فالتحديـد أوىل ، واستقرارهاوإذا مل يكـن هنـاك ، اإلطالق يف هذه احلال يؤدي به إىل االستبداد بأمور الرعية وظلمها

وبالتحديد يأمل الشعب يف احلصول على حـاكم ، ذا يشجعه على اجلور والفسادحتديد فهكما أن بقاء الرئيس يف كرسي . ويدفع عنهم الظلم واالحتقار ، حيقق هلم األمن واالستقرار

: الرئاسة ملدة غري حمدودة له مساوئه أكثر من حماسنه ومنها ومن مث ، بح غاية يف حد ذاتهيشعر الزعماء أن البقاء يف الكرسي أص: أو�

. من أجل احلفاظ على هذا الكرسي ، يسخر إمكانيات الدولة ويرهقها جدا �فتنطلق يده ، يشعر احلاكم مبرور الوقت أن األمر أصبح ملكا خالصا له: ���

. هنا وهناك تعبث مبقدرات الدولة دون رقابة وال حساب فإنـه ، وأن البالد أصبحت ملكا خالصا له، ثانيةانطالقا من النقطة ال : �����

. يسعى إىل توريث احلكم ألبنائه بصرف النظر عن رغبة الشعب أو إرادته �� لطول ؛مة مع مرور الوقت ويزداد طغياا ة احلاكأتتوحش اهلي : را

املثلـى وتصبح القوة هي الوسيلة ، ومن مث ينتشر الظلم وتسود الكراهية، املكوث يف احلكم . إلقرار األمن واألمان

فيدخل يف دائرة مغلقـة مـن ، خياف احلاكم من شعبه لكثرة املظامل: +� #� . احلرص الشديد على عدم مغادرة الكرسي

وتتحول الدولـة إىل الـرأي مش كل الطاقات الفعالة يف الدولة، : ��د�� . ب ومهية ال قيمة هلا حىت يف ظل وجود أحزا، الواحد واحلكم الواحد

�� ألنه يضمن البقـاء ؛ ال يهتم احلاكم كثريا مبا يرضي شعبه ويصلح أمره :��، بل ودول أمريكا الالتينية، طول عمره يف الكرسي على عكس ما حيدث يف أوربا وأمريكا

، دمهبل والكيان الصهيوين حيث حياول احلاكم يف فترة رئاسته األوىل أن يسترضي شعبه وخي . حىت يقبل الشعب على اختياره مرة ثانية

Page 93: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

93

ويشعر باإلحباط الشديد ويفقـد ، تقتل اهلمة يف نفوس الشعب: �� ,� ، بل قد يصلون إىل حد الكراهية هلا، ومن مث يقل إنتاجهم وتتخلف بالدهم، االنتماء للدولة

. والسعي إىل اهلجرة منها ويصبح ، وذلك حلساب احلكام وأعوام، رواادر مقدرات الدولة وث: -����

ويكاد اإلصالح يصـبح ، ويترسخ الفساد ويتغلغل، السؤال عن ثروة الزعيم جرمية ال تغتفر . مستحيال صالحيات رئيس الدولة يف النظام اإلسالمي رغم كثرا إال أنه ميكن إمجاهلا يف -5

: نقطة واحدة وهيوهي تتعلق باال التنفيذي دون . ة كما عرب عنه املاورديسياسة األمة وحراسة املل

وقد ترك ذلك ، فهو ال ميكنه التشريع بأي حال من األحوال، أن تتعداه إىل اال التشريعي . ألهل احلل والعقد

أما يف النظام الوضعي فإن صالحيات رئيس الدولة تتعدى اال التنفيذي يف بعض وإن ، بل أن له صالحيات واسعة جدا ال يشاركه فيها أحد، جمال التشريع الدول لتصل إىل

وهو ما ، فبيده مجيع املخارج القانونية، شاركه ففي جمال تنفيذ ما يأمر به رئيس الدولة فقطحىت أن له احلرية يف فصل كبـار ، واجلزائر بصفة خاصة، جنده يف الدول العربية بصفة عامة

دون حسيب ، فيهم من يشغل املناصب اإلدارية والقضائية والعسكريةمبن ، العاملني بالدولة . وال رقيب

وهو ما جيعل ، لرئيس الدولة يف الدساتري العربية سلطة شبه مطلقة إن مل تكن مطلقة -6 أما يف النظام اإلسـالمي ، فهو اآلمر والناهي، حماكمته أو إدانته ضربا من ضروب املستحيل

. للقضاء واحملاكمة مثلما خيضع هلا احملكومون على حد سواءفإن اخلليفة خيضع

Page 94: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

94

א���لא�����

!��" ������ ����� ��#���� ��� �� :مباحثويتضمن ثالثة

���� ��� :#�$�%��& ��%���)���(�� )��* +�,(

� ���� ���: ./��01�2�� ��0���� ��%�� +�

������ ���: ���!3� 45�%6 7�!���) 89��: +�,

���(�� ;�<=���-1�(2��-(

Page 95: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

95

$%&�� �����

������ ����� ��#���� ��� �� '��(. ، االستبدادبينما كانت أوربا يف العصور الوسطى تعيش حتت ظالم القهر والظلم و

وأطلقت فيه السلطات للحكام بدون ضـوابط نظام أهدرت فيه احلقوق واحلريات، يف ظلوـدف ، فكانت القوانني كلها من وضع البشر، وساد القهر والعدوان،عم الظلم ،أو قيود

دون أن يكون هلـم احلـق يف ضاع إرادم للملوك باسم الطاعة، وإخ، إىل تسليم أمورهمويف تلك األثناء وعلى إثر . وهو ما كانت دف إليه النظريات التيوقراطية ، ااالعتراض عليه

على يد احلبيب املصطفى عليه أفضل ، ذلك الظالم ظهر نور اإلسالم يف شبه اجلزيرة العربيةمن ، عرب أرجاء الكرة األرضية، مث بدأ ذلك النور ينتشر شيئا فشيئا، الصالة وأزكى السالم

على يد رسـول ، فتكونت بذلك الدولة اإلسالمية، ومن مشاهلا إىل جنوا ،شرقها إىل غراوضبطت ، فكانت بذلك أول دولة قانونية قيدت سلطات احلاكم .اهللا صلى اهللا عليه وسلم

فتقرر ، أو إساءة استعماهلا، حتول بينه وبني جتاوز السلطات، بضوابط وقيود، سلطته الرئاسيةفكفل بـذلك اإلسـالم ، ها بالنيابة عنها فرد أو جمموعة منهابذلك أن السلطة لألمة يتوال

، أو إساءة استعماهلا، أو االعتداء عليها، ال ميكن للحكام جتاوزها، لألفراد حقوق وحريات . -االستبداد–فقضت بذلك على عدو اإلنسانية األول

سواء من احلكام ، الضمانات اليت تكفل هلم محايتها ضد أي اعتداء كان كوقرر بذل . أو احملكومني على حد سواء

وبتحقيق ، )عدم جتاوز السلطة(ومنع الظلم عنها، فكان احلاكم مقيد بعدم ظلم رعيته . ومحاية احلقوق واحلريات الفردية، )عدم إساءة استعمال السلطة(مصاحلها

وقـد ،ا للقـانون إال أنه ويف العصر احلديث ظهرت عدة حماوالت لتقييد السلطة بإخضاعه ، ومن هذه النظريات نظرية القانون الطبيعي، استندت هذه احملاوالت لنظريات وأفكار خمتلفة

. . . والتضامن االجتماعي، ونظرية التحديد الذايت، ونظرية احلقوق الفردية

Page 96: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

96

والسبب يف ذلك أن هذه إمنا أرادت تقييد ،إال أن هذه النظريات مل تسلم من النقد -فكيف تتقيد به وهي تسـتطيع ، مع أن القانون من صنع السلطة، لقانونالسلطة با

234!!تعديله أو إلغاءه يف أي وقتفإنه خيتلف عنـه ، وإذا كان اإلسالم يتفق مع القانون الوضعي يف وجوب تقييد احلكام

، وتتمثل هذه القيود يف قيـود موضـوعية ، واهلدف منه، يف الوسيلة اليت حتقق هذا التقييد : وهو ما سنتناوله من خالل املباحث التالية. أخرى شكليةو

. )عدم جتاوز السلطة(التقيد بالقانون: املبحث األول . احترام احلقوق واحلريات الفردية: املبحث الثاين )-الفساد-عدم إساءة استعمال السلطة(التصرف مبقتضى املصلحة: املبحث الثالث

. 308. ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي 234-

Page 97: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

97

����� �� 9�:�%��" ��%���)�'5&�� <+�= >�?(

وأـم أصـحاب يعتربون أنفسهم آهلة أو شبه ذلك، كان احلكام يف العصور القدمية ، وإرادم فوق كل شيء ال ينازعهم فيها أحد، السلطة املطلقة يف الدولة يفعلون ما يشاءون

. والكل ملك هلم دون حدود أو قيودفحرموا من الطاعة والتسليم ملا يأمرون به، ليس هلم إال، ون يعتربون عبيدا هلمواحملكوم

ألن االستبداد حتكـم ال ؛وهو ما أدى إىل انتشار ظالم االستبداد ،أدىن حقوقهم وحريامأما احلرية واحترام احلقوق الفردية فإا تتطلب بالضـرورة تقييـد سـلطات ، يتقيد بشيء

. ود الالزمة لذلك وإقامة احلد، احلكام . وسيادة القانون، وبذلك فإن العالقة ثابتة بني تقييد السلطة فقيام ، ويعترب القانون بالنسبة للسلطة أمر جوهري ال ميكن هلا أن تقوم أو تستقيم بدونه

وجيعل ، وإمنا خيرجها عن شرعيتها، السلطة بدون قانون ال يغري من مفهوم السلطة فحسبذلك سنتناول يف هذا املبحث دور القانون ؛ 235ل يؤديه القائمون عليها غري شرعيكل عم

. يف الفقه الوضعي،مث يف الفقه اإلسالمي

. 311. ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي - 235

Page 98: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

98

المطلب األول .في الفقه اإلسالمي)عدم تجاوز السلطة(التقيد بالقانون

نا دور القانون واضحا ويتجلى ل، تعترب دولة اإلسالم الدولة القانونية األوىل يف التاريخ . يف كتابات فقهاء وفالسفة اإلسالم

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

....دور ا� �8ن *ى ��+ ء اC)%مدور ا� �8ن *ى ��+ ء اC)%مدور ا� �8ن *ى ��+ ء اC)%مدور ا� �8ن *ى ��+ ء اC)%مجيب أن خيضع ، بني املاوردي بكل وضوح أن قانون الدولة األعلى هو قانون الشريعة

236. له احلاكم واحملكوم، الشريعة هي أعلى مصدر للسلطةأن ": السياسة الشرعية"وأوضح ابن تيمية يف رسالته

إال أنه يرى مع ذلـك أن ، وهو مع اعترافه باحلاجة إىل السلطة السياسية وضرورة طاعتها 237."تلك الطاعة ال جيب أن تتم إال إذا كانت السلطة منسجمة مع متطلبات أوامر الشريعة

ـ ، ع السياسـي واإلمام الغزايل حني يتحدث عن اإلطار العام الذي يتحدد بـه اتميذهب إىل بيان الضوابط اليت حتمي هذا اتمع السياسي مـن ، واملقومات اليت يقوم عليها

فهـو ، و هنا يبني الغزايل دور القانون وأثره يف محاية اتمع السياسي، االضمحالل والوهنيجـة ينبع من طبيعة العالقات اليت تنشأ بني األفـراد نت ، يرى أن وجود القانون يف الدولة

. سلوكهمحىت يرى أن اإلنسان ليس الكائن العاقـل ، ويفسر طبيعة النفس البشرية تفسريا نفسيا

اليت إذا انطلقت ،وإمنا هو الكائن الذي تسود حياته الشهوات الذي عرفه فالسفة اليونان ؛اجـة إىل ومن هنا تنشأ احل، للبحث عن حاجاا ومطالبها فإا تترك أثرا تدمرييا يف اتمع

وهنا يؤكد الغزايل حقيقة ال تزال مهمـة يف العصـر ، الضوابط اليت تكبح هذه الشهواتتبـدوا يف أن ، وهي أن جمال السلطة يف حتقيقها ألهدافها له صلة وثيقة بالقـانون ، احلديث

الـيت ال ، يبني اختصاصات السلطة وصالحيتها، القانون الذي حيدد طبيعة النظام السياسي . ن تتجاوزها أو خترج عليهاتستطيع أ

. 05. ص ،األحكام السلطانية، املاوردي -236 . 06. ص لشرعية يف إصالح الراعي والرعية،االسياسة ،ابن تيمية -237

Page 99: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

99

يؤكد بوجه خـاص ، وجدير بالذكر أن الغزايل وهو املؤمن بقانون الشريعة اإلسالمية ألنه القانون األمثل يف وضـع االختصاصـات يف ؛ على أمهية هذا القانون بالنسبة للدولة

قادرا على حل األمر الذي جيعله ، وبيان حدودها على أساس من العدالة واإلنصاف، مكاا .مشاكل اتمع والدولة

وهو قانون اهلي فـوق احلكـام ، فقانون الدولة اإلسالمية األعلى هو قانون الشريعة وال ميكن هلـم ، وهو مرتبط ارتباطا كليا بالعقيدة. خيضعون له على حد سواء، واحملكومني

، لوا فوق مجيع األحكام البشريةبل الكل خيضع ألحكامه اليت تع، تبديله أو تغيريه أو خمالفته . وهو ما يفرض عليهم ضرورة التقيد به

فكـان ، وجند التأكيد على هذا القيد يف عمل اخللفاء الراشدين رضوان اهللا علـيهم بالعمل بكتاب اهللا وسنة رسوله صـلى اهللا عليـه اخلليفة أول ما يتسلم مهام اخلالفة يتعهد

. وسلمحيث يقول أبو بكر الصـديق حا يف خطاب أول خليفة يف اإلسالم، وجند ذلك واض

فإن أحسنت ، أيها الناس قد وليت عليكم ولست خبريكم": رضي اهللا عنه يف خطابه املشهورالضعيف فيكم قوي عندي ، ةوالكذب خيان، الصدق أمانة ،فقوموينأسأت ن إو، فأعينوين

أطيعوين ما . والقوي فيكم ضعيف عندي حىت آخذ احلق منه إن شاء اهللا، حىت آخذ احلق له . 238.". فإذا عصيت فال طاعة يل عليكم، أطعت اهللا ورسوله

أيهـا ": وكذا قول ثاين خليفة يف اإلسالم عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه حيث يقول .". . . عوجاجا فليقومه من رأى يف ا، الناسأال وإن لكـم ": وأيضا علي بن أيب طالب إىل أهل مصر ملا وىل عليهم قيس بن سعد

والتنفيـذ ، والقيام عليكم حبقـه ، علينا العمل بكتاب اهللا وسنة رسوله صلى اهللا عليه وسلم . 239 "والنصح لكم بالغيب ، لسنتهاليت جتعـل إرادة احلـاكم هـي ، واالستبدادية ةسيفاإلسالم يرفض نظام الدولة البولي

وإرادته تظل خاضعة إلرادة الشـارع ، بل إن اخلليفة فيها مقيد بالشريعة اإلسالمية، القانون . احلكيم

. 56. ص ،تاريخ اخللفاء. السيوطي - 238 . 252.ص ،7ج ،البداية والنهاية ؛ابن كثري، 63|3. ج ،تاريخ األمم وامللوك،الطربي - 239

Page 100: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

100

والسلطة بصفة عامة والسلطة الرئاسية بصفة خاصة تظل خاضعة يف النظام اإلسالمي . حكامها وحمكوميها تعديلها أو تبديلها ال متلك األمة، لقانون أمسى وشريعة عامة

وبذلك ميكننا القول بأن الدولة اإلسالمية اليت قامت يف القرن السابع املـيالدي دولـة فخضوع السلطة الرئاسية للقانون يف ظـل النظـام ، قانونية باملعىن احلقيقي للدولة القانونية

علـى ، على جزء منه أو املساس بـه ال ميكنها التنازل ولو ، هو خضوع حقيقي، اإلسالميحيـث خيضـعون للقـانون ، فهو خضوع غري حمدد، عكس ما جنده يف القانون الوضعي

. الذي وضعه الناس للناس ، الطبيعيوبذلك يكون اإلسالم قد سبق النظام الوضعي يف تقرير قانون أعلى خيضع له اجلميـع

. ما هو يف النظام الوضعي على غري ،واألزلية، والتدوين، ميتاز بالتحديد، كما أن اخلليفة يف شريعتنا ليس له أي سلطة تشريعية يف االني الديين والسياسـي

ميـس ويف هذه االختصاصات جيب عليه أن ال ، وبذلك تكون له اختصاصات تنفيذية فقطبالسـلطة فما املقصـود . وذلك بتحقيق العدل واملساواة واحلرية، وحريات األفرادحبقوق

التشريعية؟

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

F �8&1ت ا ! G'") ه�� ا?�<� ا'�4ی��� وا'�ام ا&���� �F �8&1ت ا ! G'") ه�� ا?�<� ا'�4ی��� وا'�ام ا&���� �F �8&1ت ا ! G'") ه�� ا?�<� ا'�4ی��� وا'�ام ا&���� �F �8&1ت ا ! G'") ه�� ا?�<� ا'�4ی��� وا'�ام ا&���� �....

، أي جعله مشروعا مسنونا، والتشريع من شرع األمر، من التشريع، السلطة التشريعية .�240شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا�:ومنه قوله تعاىل

.241ومنه التشريع وهو سن القوانني، وشرع الطريق مده ومهده .242: نوللتشريع يف اإلسالم معنيا

ه وسلم وقد جاء به النيب صلى اهللا علي، وهو ال يكون إال هللا، إجياد شرع مبتدأ -1 . وحيا مكتوبا أو غري مكتوب

. بالثبات التامفهو يتضمن أحكاما اتسمت ، وهذا النوع من التشريع ال جيوز االجتهاد فيه

. 13: اآلية ،الشورى سورة -240 . 979. ص ملعجم الوسيط،ا - 241 . 232 .ص ،السلطات الثالث ،سليمان الطماوي -242

Page 101: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

101

، وهو ما تقوم به هيئـة علمـاء املسـلمني ، بيان حكم تقتضيه شريعة قائمة -2غري ، وهو ما يقابل التشريعات الوضعية املعاصرةواجهة الظروف املستحدثة، مل

. التشريعات ذات الصبغة الدستوريةن كان مصدره ، وإهليفهو تشريع إ لذلك فإن كان مصدر التشريع اهللا سبحانه وتعاىل

.بشري فهو تشريع وضعي . وما جاء به القرآن والسنة النبوية فنصوصه واضحة صرحية ال تقبل التبديل وال التغيري

عليها أن جتتهـد ، وال السنة النبوية الشريفة فأمره إىل األمة، أما ما مل يأت به القرآن الكرمي . ةيف حدود ما ال يتعارض مع نصوص الكتاب والسن، فيه

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعـوا � :وهذا القيد جيد أساسه يف النص القرآين الرسول وأولي األمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى اللـه والرسـول إن

اليو ون باللهنمؤت مأويالكنتت نسأحو ريخ كر ذلم اآلخ�243 و. إىل التـزام -حكاما وحمكومني -فهذا النص القرآين يوجه خطابه إىل املؤمنني ككل

الذين يتولون ، قبل أن يأمرها بطاعة احلكام، وأحكام نبيه صلى اهللا عليه وسلم ،أحكام اهللاالكتـاب -وهو ما يدل على أن للمصدر األول، اويصدرون قرارات وأحكام بامسه، أمرهاولذلك كان واجبا علـى األحكـام التشـريعية ؛ األولوية على املصادر األخرى -والسنة

. وإال كانت باطلة، والتنفيذية أن ال تتجاوز أحكامها املصدر األولأما ، داللةاليت تشكل هذا القيد هي النصوص القطعية من الورود وال ةوالنصوص الو حيي

فاتهد بالنسـبة ، لالجتهاد فيها جمالفأو ظنية أحدها فقط ، النصوص ظنية الورود والداللةوطريق وصوله إلينا ، عليه أن يبحث يف الدليل الظين الورود من حيث سنده هلذه النصوص

. ودرجة رواته من العدالة والضبط والثقة والصدق، عن الرسول صلى اهللا عليه وسلمومنهم من ال ، ن إىل روايته ويأخذ ا، فمنهم من يطمأويف هذا خيتلف تقدير اتهدين فإذا أداه اجتهاده يف سند الدليل إىل االطمئنـان لروايتـه . و ال يأخذ ان إىل روايته أيطم

؛ وصدق روايته اجتهد يف معرفة ما يدل عليه الدليل من األحكام وما يطبق فيه من الوقائعوقد يكـون ، وقد يكون عاما، ولكن ليس هو املراد، لدليل قد يدل ظاهره على معىنألن ا . وقد يكون على صيغة األمر أو النهي، مطلقا

. 58: اآلية ،سورة النساء - 243

Page 102: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

102

وأن العام بـاق ، فاتهد يصل باجتهاده إىل معرفة أن الظاهر على ظاهره أو هو مؤول واألمر لإلجيـاب أو ، وكذلك املطلق على إطالقه أو هو مقيد، على عمومه أو هو خمصص

.244والنهي للتحرمي أو لغريه، لغريهمن جهة ورودها وثبوا ونقلها عن ، نصوص القرآن مجيعها قطعية: نصوص القرآن -1

وكذلك نصوص ، أما من جهة الداللة فنصوص القرآن . الرسول صلى اهللا عليه وسلم إلينا .لداللة على حكمهونص ظين ا، نص قطعي الداللة على حكمه: السنة قسمان

وال حيتمل تأويال وال جمـال ، والنص القطعي الداللة هو ما دل على معىن متعني فهمه منه . لفهم معىن غريه منه

وأما النص الظين الداللة فهو ما دل على معىن ولكن حيتمل أن يؤول ويصرف عن هـذا . 245ويراد به معىن غريه، املعىن : نصوص السنة -2

: ما نصوص السنة فهي من حيث الورود أقسام ثالثةأ . وهي السنة املتواترة ،سنة قطعية الورود عن الرسول صلى اهللا عليه وسلم - . وهي السنة املشهورة، سنة قطعية الورود عن الصحايب رضوان اهللا عليه - . وهي سنة اآلحاد، سنة ظنية الورود عن الرسول صلى اهللا عليه وسلم -

ة املتواترة هي ما رواه عن الرسول صلى اهللا عليه وسلم مجع ميتنع عادة أن يتواطأ أفراده فالسنورواها عن هذا اجلمع مجع ، واختالف وجهام وبيئام، وأمانتهم، لكثرم ؛على الكذب

حىت وصلت إلينا بسند كل طبقة من رواته مجع ال يتفقون ، وعن هذا اجلمع مجع مثله، مثلهومـن . مبدأ التلقي عن الرسول صلى اهللا عليه وسلم إىل اية الوصول إلينا على كذب من

. وقل أن يوجد يف السنن القولية حديث متواتر، كأداء الصالة، هذا القسم السنن العمليةأما السنة املشهورة فهي ما رواها عن الرسول صلى اهللا عليه وسلم صحايب أو اثنـان

، مث رواها عن هذا الراوي أو الرواة مجع من مجوع التـواتر ، ع التواترأو مجع مل يبلغ حد مجحىت وصلت إلينا بسند أو طبقة ، وعن هذا اجلمع مجع مثله، ورواها عن هذا اجلمع مجع مثله

. 257 – 255. ص .م1984االسالمي،مطبعة احلليب،مصر،الطبة الثانية، أصول الفقه ،عبد الوهاب خالف - 244 . 316. ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي - 245

Page 103: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

103

فرد أو فردان أو أفراد مل ، أو شاهدوا فعلهالرسول صلى اهللا عليه وسلم قوله، فيه مسعوا عن . وسائر طبقاته مجوع التواتر ،يصلوا إىل مجع التواتر

فيخصص ـا عـام . هذه السنة املشهورة جعلها األحناف يف حكم السنة املتواترة والصحايب حجة وثقـة يف ، ألا مقطوع لورودها عن الصحايب ؛ويقيد ا مطلقه ، القرآن

.له عن الرسول صلى اهللا عليه وسلمنقألن سندها ال يفيد ؛ ود عن الرسول صلى اهللا عليه وسلمأما سنة اآلحاد فهي ظنية الور .246القطعن بإتباع نصوص الشريعة اإلسالمية فيما كـان وواحلكام يف الشريعة اإلسالمية مقيد على أال خيالف ، أما ما ترك تفصيله فهو متروك ملا يناسب الزمان واملكان الواقع فيهما . ثابتا

. ادئهاروح الشريعة اإلسالمية ومب :247وتقييد حقهم يف التشريع على هذا الوجه جيعل حقهم مقصورا على نوعني من التشريع وهـذه ، ويقصد ا ضمان تنفيذ نصوص الشريعة اإلسـالمية : تشريعات تنفيذية -1

كل يف ، اليت يصدرها الوزراء اليوم التشريعات التنفيذية هي مبثابة اللوائح والقرارات التنفيذيةوميارس اخلليفة وحده أو من ينوب عنـه ،لضمان تنفيذ القوانني الوضعية، دود اختصاصهح

وإن ، ألا تعترب من أعمال التنفيذ احلقيقية ؛ بتفويض منه سلطة إصدار التشريعات التنفيذية . كانت يف شكلها تشريعا

ا على أساس ويقصد ا تنظيم اجلماعة ومحايتها وسد حاجا: تشريعات تنظيمية -2 فلـم ، وهذه التشريعات ال تكون إال فيما سكتت عنه الشـريعة ، مبادئ الشريعة اإلسالمية . تأت فيه بنصوص خاصة

هي مبثابة القوانني اليت تصدرها االس التشريعية يف ، والتشريعات التنظيمية املذكورة . الدولة احلديثة

ولكي ، إلصدار هذه التشريعات التنظيمية ؛االجتهاد والسلطة التشريعية ميارسها أهل . يكون االجتهاد صحيحا جيب أن يكون صادرا عن جمتهد متوفر على شروط االجتهاد

. 318.ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي - 246 . 448. ص ،م الرئاسي األمريكي واخلالفة اإلسالميةالنظا ،حيي السيد الصباحي - 247

Page 104: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

104

هو الذي يستطيع استنباط األحكام الشرعية من : واتهد كما يعرفه علماء أصول الفقه لتحصيل حكم ظين شرعي عملي على بذل الطاقة من الفقيه"أو مبعىن أدق ، أدلتها التفصيلية

.248"وجه حيس من النفس العجز عن املزيد عليهكما أن حتديد شروط االجتهاد يعترب مسألة خالفية بني األصوليني، غري أن مثة قدرا مشـتركا

: بينهم يعترب كحد أدىن ميكن أن يطلق به وصف االجتهاد، وقد خلصه صاحب احملصول وهو .وأصول الفقه، والنسخ، مبعاين األلفاظ وعوارضها من التخصيص أن يكون عاملا" وال يشترط احلفظ بل ، وهي مخس مائة آية ؛ ومن كتاب اهللا تعاىل ما يتضمن األحكام

. لينظرها عند احلاجة إليها ؛العلم مبواضعها .ومن السنة مبواضع أحاديث األحكام دون حفظها والنحـو واللغـة ، وشرائط احلد والربهان، والرباءة األصلية ،ومواضع اإلمجاع واالختالف

.وأحوال الرواة، والتصريفبل جيوز أن حيصل صفة االجتهاد يف ، وال يشترط عموم النظر، ويقلد من تقدم يف ذلك

. 249"خالفا لبعضهم، ويف مسألة دون مسألة، فن دون فن : 250كما جيب أال خيالف االجتهاد األصول وهي . النص من الكتاب والسنة السامل عن املعارض -1

. اإلمجاع -2

. القياس اجللي السامل عن املعارض -3

. قاعدة من القواعد الساملة عن املعارض -4غري الثابتـة بنصـوص الكتـاب ، فأهل االجتهاد هم الذين يتولون السلطة التشريعية كما أن احلاكم يشاركهم يف -يميةأي السلطة اليت تقوم بإصدار التشريعات التنظ، -والسنة

ال بصفته -إذا توافر على شروط االجتهاد السابقة الذكر-هذا االجتهاد بصفته جمتهدا منهمته صـاحب بصـف ، أما إذا مل تتوافر فيه شروط االجتهاد فإنه يقوم فقط بالتنفيذ، كحاكم

. 402. ص. م2002 -هـ 1423 ،1.ط ،مؤسسة الرسالة ،الوجيز يف أصول الفقه ،عبد الكرمي زيدان - 248

. 437. صم،1972دار الفكر،بريوت،سنة ،شرح تنقيح الفصول ،القرايف 249- دار الكتب العلمية،بريوت، الطبعة األوىل احلكام، يف أصول األقضية و مناهج تبصرة احلكام ،ابن فرحون -250

.1/78. جم،1995/هـ1416،

Page 105: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

105

العلم املؤدي إىل االجتهاد ":وهو ما أشار إليه املاورديبقوله، احلالتني السلطة التنفيذية يف كليت .251 "يف النوازل واألحكام

بعـد اجتـهاد ، وجيب أن يعرض االجتهاد بعد االنتهاء منه على جملس الشورى ملراقبته أو تعديله أو إلغائه إذا كان مشوبا خبطأ خيالف أحكـام ، اتهدين إلمضائه إن كان صاحلا

:عن عائشة رضي اللهم عنها قالـت ف .األمةأو ما اتفقت عليه مصلحة ، الشريعة اإلسالميةلمسو هليلى الله عص ول اللهسقال ر) : سا ليذا ما هرني أمث فدأح نمنهم در و252)فه.

فكـل مـا ، وهذا ينطبق على أي تصرف يصدر من اخلليفة فيما خيص شؤون الدولة حـىت وان اسـتوفت ، األصول العامة للشريعة اإلسالمية يعترب باطال بطالنا مطلقاخالف

.253"وال الباطل صحيحا، ألن صحة الشكل ال حتيل احلرام حالال" ؛ شكلها القانوينبل وجيب ، كما أن أفراد األمة اإلسالمية هلم احلق يف االمتناع عن تنفيذ هذه القوانني

).ملخلوق يف معصية اخلالقطاعة ال: (ألنه ؛عليهم ذلك السمع والطاعة على ( :ن النبي صلى اهللا عليه وسلم قالأ ماالله رضي الله عنه عبدعن

كرهو با أحيمم فلسء المرا المم ةيصعبم رمؤي لم صعبم رةفإذا أملا طاعو عمفلا س ة254)ي.

. 255"ال طاعة ملخلوق يف معصية اخلالق أال: " وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال ضمنته سيادة سواء كانوا موظفني يف الدولة حتت سلطة اخلليفة، أم كانوا أفرادا عاديني، وهو ما

. ألفراد ضد جتاوز السلطة ملهمتهاالشريعة اإلسالمية، اليت تعد أكرب ضامن حلقوق وحريات ا ،إىل أن تبدل تلك القوانني ،ولذلك تعني أن تكون السلطة يف ممارستها ملهامها مقيدة بقوانينها علـى أال يتعـدى واضـعو ،بوضع حدود لسنها ،أال تكون تلك القوانني عرضة للتبديل ىعل

. ول بني طغيان احلكام واستبدادهموهو ما حي ،القوانني القواعد األساسية يف الكتاب والسنةبعـدم جتـاوز ،وهو ما ميكننا من القول بأن السلطة الرئاسية يف اإلسالم سلطة مقيدة

. قانون الشريعة اإلسالمية

. 6. ص ،األحكام السلطانية ،املاوردي - 251 .3242ومسلم يف األقضية برقم . 2499:البخاري يف الصلح برقم - 252 الرسالة، الطبعة الثالثة مؤسسة.مقارنا بالقانون الوضعيالتشريع اجلنائي اإلسالمي ،عبد القادر عودة - 253

. 1/223. ، جم1994هـ1416عشر، .3423: ومسلم يف اإلمارة برقم. 6611: البخاري يف األحكام برقم - 254

. 18/ 4،ج)ت.د(دار املعرفة، بريوت،.حلميدحمي الدين عبد ا:مروج الذهب ومعادن اجلوهر،حتقيق. املسعودي - 255

Page 106: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

106

المطلب الثاني في القانون الوضعي )عدم تجاوز السلطة(التقيد بالقانون

وبالتايل ، دولة للقانون أو الدستور الذي سنتهإن ما يفرضه التقيد بالقانون هو احترام ال إال ، دون أن تتخذ أي إجراء قبل األفـراد ، خضوع الدولة للقانون يف مجيع مظاهر نشاطها

فتكون السلطة مقيدة من حيث أهدافها ووسائلها على ، وفقا لقواعد قانونية موضوعة مقدما . السواء إمنـا ، احلديث السيما من الكتاب املسـلمني فالذين يثريون مسألة السيادة يف العصر

متومهني أن ذلك قد حيول دون ، يفعلون ذلك من أجل أن يثبتوا أن األمة هي صاحبة السيادة، فنظرية السيادة سواء قبل نسبتها إىل األمة أو بعد ذلك، ولكن احلقيقة غري ذلك، االستبداد

وذلك على عكس النظرية ، لسلطةتقييدا ل –بل وليس من طبيعتها أن تتضمن –ال تتضمن .256، اإلسالمية

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

��K� LM8ی� ا?� دة ��J� 6ة ت���* ا?�<���K� LM8ی� ا?� دة ��J� 6ة ت���* ا?�<���K� LM8ی� ا?� دة ��J� 6ة ت���* ا?�<���K� LM8ی� ا?� دة ��J� 6ة ت���* ا?�<�، وال ميكن أن ترد عليهـا ، السلطة طبقا لنظرية السيادة مطلقة ال ترد عليها أية قيود

. وهو ما دعا بالكثري من الكتاب واملفكرين إىل البحث يف ضرورة تقييد السلطةوهي سلطة مطلقة دون أن ترد عليهـا ، سيادة يف معناها األصلي هي السلطة العليا اآلمرةفال

. أية قيودوهو يفصل ذلك ، السلطة املطلقة والدائمة للجمهورية" أن السيادة هي 257فريى بودان إن الشعب أو طائفة النبالء يف مجهورية ما يستطيعون أن يعطوا السـلطة الدائمـة : بقوله

وكما يتصرف ، لكي يتصرف يف األموال واألشخاص وكل الدولة وفق مشيئته، مالشخص . إال أنه حر يفعل فيه ما يشاء، دون ما سبب، املالك يف ماله

. 290. ص ،والسيادةالدولة ،فتحي عبد الكرمي - 256

،جر عليه تساحمه الديين ،فيلسوف اجتماعي وسياسي فرنسي اشتغل بالقانون) 96 – 1530: (بودان جان 257 -الكتب الستة لدولة "تقوم شهرته على كتابه"مفكر حر"ام بأنه ،يف عصر شديد التعصب ملئ باحلروب الدينية

، بني ضرورة السيادة املطلقـة فلسفة علمية حديثة للتاريخ الذي كان احملاولة األوىل لوضع 1576 ،"خرية . 2. ، ط1.اجلمعية املصرية، مج املوسوعة العربية امليسرة، دار اجليل،. ال ختضع إال لقوانني اهللا والطبيعة للملوك، حبيث

Page 107: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

107

. 258"فهي إذا هبة من الشعب إىل هذا العاهل أو امللك دون أية شروط تقيده القـانون ألنه هو الذي يضع ؛ أن احلاكم غري مقيد بأي قانون" 259كما يرى هوبز

أما القوانني العرفية فال يعتـرف ، وهو الذي حيدد معىن العدالةويعدله ويلغيه حسب هواه، فهي تستمد قوا مـن سـكوت ، ى أساس إرادة احلاكمإال عل، هوبز هلا بأي قوة إلزامية

هوبز مل يكن من أنصـار ناحلاكم، ذلك السكوت الذي يدل على قبوله هلا، ومن ذلك يظهر أ .260"القانون الطبيعي، وال يعترف بغري القانون الوضعي، الذي تطبقه السلطة وتقرر له اجلزاء

ألن الفرد يف خضوعه هلذه السيادة ؛ دةبأن األمة صاحبة السيا"فريى 261أما روسو فإنـه ، فإن الواحد عندما يطيع األمة، ذلك أنه ملا كانت األمة مكونة من األفراد، يظل حرا

ملـا "ويضيف".وما دام يطيع نفسه فإنه يظل حرا، طبقا للتحليل النهائي ال يطيع سوى نفسهميكن أن يكـون هلـا مصـلحة فإنه ال يكون هلا وال، كانت األمة ال تتكون إال من أفراد

تعارض مصلحتهم، ونتيجة لذلك فإن السلطة صاحبة السيادة، ليست يف حاجة إىل ضمانات يف .262"مواجهة الرعايا ؛ ألنه من املستحيل أن يقصد اجلسم الواحد اإلساءة إىل أعضائه

السـيادة أن نظرية : من خالل عرضنا هلذه اآلراء ميكننا الوصول إىل نتيجة وهي على ، وهو ما يؤدي للقضاء على فكرة سيادة القانون، تركت اال مفتوحا أمام االستبداد . اليت تدعوا إىل سيادة القانون، عكس ما جنده يف الدولة القانونية

لة الدولية ا ،فكرة السيادة ،جاك مارتيان(نقال عن 291.ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي - 258

). 11 – 9. للتاريخ السياسي والدستوري، ص يف سن اخلامسة عشرة دخل ،م1577ولد يف وست بورت سنة ،ومفكر سياسي ،فيلسوف أجنليزي: هوبز -259

من أهم أعماله ترمجته لتـاريخ . م1806وحصل على شهادة التخرج سنة ،يف أكسفورد"ماجدولني"كلية اضـطر إىل اخلـوض يف املعركـة . م 1637ويف سنة . م1629نشر هذه الترمجة سنة وقد ،توكي ديبس

فرأى هوبز أن انتقاص هـذه ،فقد كانت هناك محلة شديدة على امتيازات العائلة امللكية يف أجنلترا ،السياسية كما رأى أن احلقوق والسلطات جزء ال يتجـزأ مـن حقـوق ،االمتيازات من شأنه أن يعكر صفو السالم

،طبعة املؤسسة العربية للدراسات والنشر ،املوسوعة السياسية ،عبد الوهاب الكيايل. م1679تويف، ،السيادة . 165. ص ،حرف اهلاء ،1994 ،1.ط

. 133 – 132. ص ،النظم السياسية ،ثروت بدوي 260-ودة إىل الطبيعة نادى بالع ،ولد يف جنيف ،كاتب فرنسي وفيلسوف اجتماعي ،) 1778 – 1712(روسو - 261

واألدب ،تأثرت مببادئه الثـورة الفرنسـية ،"اعترافات" ،"أميل" ،"يالعقد االجتماع"وبطيبة اإلنسان له كتب . 269. ص ،جزء األعالم ،املنجد يف اللغة واألعالم. الرومنطقي

. 297. ادة، ص لسيالدولة وا. فتحي عبد الكرمي / د :نقال عن . 96. ، السيادة و احلرية، ص دوجي - 262

Page 108: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

108

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

0 و(ت ت���* ا?�<�� N� �>�?و(ت ت���* ا 0� N� �>�?و(ت ت���* ا 0� N� �>�?و(ت ت���* ا 0� N� فظهرت ، للقانونظهرت يف العصر احلديث عدة حماوالت لتقييد السلطة بإخضاعها

، ونظرية احلقوق الفردية، نظرية القانون الطبيعي :ومن أمهها، لذلك نظريات وأفكار خمتلفةوهذه النظريات تعارض نظرية السيادة ، ونظرية التضامن االجتماعي، نظرية التحديد الذايتو

. اليت تأىب تقييد السلطة نظرية القانون الطبيعي: أو�

، الذي يضعه البشـر القانون الوضعي دالنظرية أنه يوجد إىل جوار قواع ومضمون هذه وأن هذه القواعد تسود حبكم خصائصها ، ومطلقة يف عدالتها، قواعد أخرى أزلية يف نشأا

مبادئ القـانون ( فاملشرع عليه أن يرجع إىل هذه القوانني . كافة القوانني اليت يضعها البشر .263حىت حتقق العدل والتوازن االجتماعي، أن تلتزم ذه القواننيوالدولة عليها ، )الطبيعيألـا ال ؛ يف رأينا أن هذه النظرية ال تصلح قيدا على السـلطة : مناقشة هذا الرأي

كما أن هذه القوانني من وضع بشري وهو ما يفتح اال ، تعطي أساسا واضحا للتنفيذ . أمام الدولة لتفعل ما تشاء

� . نظرية احلقوق الفردية: ���

وهي اليت سجلتها املادة الثانية مـن إعـالن ، هذه هي نظرية رجال الثورة الفرنسية . وتلقاها كثريون، وهي اليت قال ا روسو، ودساتري الثورة. م1789 الصادر سنة، احلقوق

كون أسبق من وكان وجودها يف ال، ومضمون هذه النظرية أن للفرد حقوقا ولدت معه بل إن محاية هذه احلقوق الفردية هي علة سـلطان ، وتعترب أمسى من حقوقها، ظهور الدولةولذا وجب أن يكون احترام تلك احلقوق حدا منطقيـا لسـلطة الدولـة ، الدولة نفسها

حبيـث ال ، وأصبح لزاما أن يكون استعمال الدولة لسلطتها مشربا ذه الـروح ، وحقوقهاومتتنع ، وتلتزم بوضع هذه القوانني، ني إال ما يضمن متتع األفراد حبقوقهم هذهتضع من القوان

إال إذا كان حتديدها ضـروريا ، أو حيدها عن إصدار أي قانون ينتهك حرمة تلك احلقوق . حلماية حقوق اجلميع

. 54. ص ،النظم السياسية ،سليمان الطماوي - 263

Page 109: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

109

ويف مقدمة من كالوا هلـا النقـد ، ولقد وجهت إىل هذه النظرية بدورها سهام النقد ويرى أن اإلنسان مل يعش ولن ، الذي ينكر وجود هذا النوع من احلقوق، )دوجي( ميدالع

. يعيش أبدا خارج اجلماعةوعليه فليس صحيحا الزعم بأنه كانت لإلنسان حقوقا طبيعية سابقة علـى وجـود

وإمنا لألفراد حقوقا يستمدوا مـن القـانون احملقـق للتضـامن ، اجلماعة ونشأة القانون .الجتماعي، فعلى كل فرد أن يساهم بنصيبه يف إقامة صرح هذا التضامن، ومنع كل ما يعرقلهاال تستند إىل التضامن االجتماعي الذي تدور ، وهكذا ال تكون لإلنسان حقوق يف اجلماعة

. حوله أسس كل مجاعة بشرية، لسلطان الدولـة أا جتعل احلقوق الفردية حدا ، كما أخذ دوجي على هذه النظرية

وتبني مبحـض هي اليت تضع حدود احلقوق الفردية، وذلك يف حني أا تعترف بأن الدولة . سيادا الدائرة اليت جيب أال تتعداها تلك احلقوق

إما إطالق حقوق األفراد علـى : وعليه فهذه النظرية تضعنا أمام أمرين ال ثالث هلما ،وإما إطالق سلطان الدولة على حساب حقوق األفراد. فيكون األمر فوضى، سيادة الدولة

.264فيكون التحكم واالستبداد بعينيهما . و بذلك ميكننا القول بأن هذه النظرية ال تقدم حال ملشكلة تقييد السلطة

. نظرية التحديد الذايت: �����

قال ـا كـذلك وقد ،(Ihering) هذه النظرية من وضع العامل األملاين اهرنج . وتبعهم كثريون، والفقيه الفرنسي كاريه دي ملربج، jellinek)(الفقيه النمساوي

دولة رغم ذلك تلتـزم ولكن ال، وتتلخص هذه النظرية يف أن القانون من صنع الدولة فمن لوازم القانون أن يكون ملزمـا ، وتقيد حبدوده سيادا، فتحد به سلطااذا القانون،

. لألفراد والدولة على السواء حىت تضمن ا، والدولة هلا مصلحة يف أن تقدم خمتارة على هذا التحديد الذايت لسلطا

وإال عم الظلـم وحـل ، وهو حتديد البد منه، على أحسن وجه وأكمله، طاعة الناس إياها .االستبداد والتحكم حمل القانون والسكينة واملساواة

. 56 – 54.ص ،النظم السياسية ،سليمان الطماوي -264

Page 110: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

110

وبغـريه ، أي صفة اخلضوع للقانون ؛يد وحده تتحقق للدولة صفة املشروعية فبهذا التحد يكون القانون قانونا بالنسبة لألفراد، وليس قانونا بالنسبة للدولة، وهذا ال ميكن تصـوره إال إذا

فالدولة إذا . خلعنا على الدولة صبغة دينية حبتة، مما مل يعد اإلمكان القول به يف العصر احلديث . للقانون رغم كونه من صنع يدها، وختضع يف قضائها للمحاكم اليت نظمتها كسائر األفراد ختضع

ولكنها ما دامت مل تقدم علـى ، حقا أن يف إمكان الدولة تعديل القانون بل وإلغاءه على أن ، وجيب على احملاكم أن تلزمها باحترامه، هذا اإلجراء فإا تظل مقيدة بذلك القانون

ن ختضع لقوانني جديدة تكون بدورها التعديل أو اإللغاء فإا البد وأولة إن أقدمت على الد . قيدا على سلطاا وحدا لسيادا

وبذلك ؛ إال لتقيم أخرى على أنقاضها، فالدولة إذا ال ميكنها أن تتخلص من هذه القيود . ود اليت يرمسها هلاوالتزامها للحد، سلطان الدولة بالقانون ديتحقق باستمرار حتدي

؛اىف مع كامل سـيادا خضوعا ال يتن، فا لدولة إذا ختضع باستمرار للقانون بإرادا . النظرية ختضع الدولة للقانون فوفقا هلذه

. انتقد البعض خصوصا العميد دوجي هذه النظرية انتقـادا مـرا : تقدير هذه النظرية كما لوحظ ، انون أن يكون ملزما لألفراد والدولة على السواءنه ليس من لوازم القإ: فقالوا

ال ميكـن أن )ينكر دوجي على الدولة سـيادا ( أن التحديد الذايت لسيادة الدولة املزعومةكان معىن هذا القول أن الدولـة ، ألا إن اعتربت كذلك تكون دولة قانونية ملزمة للدولة

فإن كانت الدولـة ، ك ال تكون كاملة السيادةوبذل، تصبح عاجزة عن جتاوز هذه احلدودوإمنا هي تضع ما تشاء من حديد سيادا، وجب القول بعدم إمكان إلزامها بت، ذات سيادة

أي دون ، القيود دون أن ترتفع هذه القيود إىل مستوى القاعدة القانونية امللزمـة للدولـة ، ره لنفس الشخص املقيد ال يعترب قيدافالقيد الذي يوكل أم، اعتبارها حتديدا قانونيا لسلطاا

. كما أن السجن الذي يعطى مفتاحه للسجني نفسه ال يعترب سجنانرى ، إال أنه رغم هذه االنتقادات ورغم هجر كثريين لنظرية التحديد الذايت للسيادة

و القيـد ولكن هذا القيد ليس ه، أا تتضمن حتديدا قانونيا لسلطان الدولة اخلاضعة للقانون .265الوحيد بل هناك قيودا أخرى ال ميكن إنكارها

�� . النظرية الواقعية(نظرية التضامن االجتماعي: را

. 51. ص ،النظم السياسية ،الطماوي - 265

Page 111: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

111

وكمـا ، كما يعيش يف احلاضر، نقطة البداية عند دوجي أن الفرد عاش يف املاضي ـ ، فاإلنسان اجتماعي بطبعه، سيعيش يف املستقبل عضوا يف مجاعة يش إال يف وال يستطيع الع

فلـه ميولـه ومطالبـه ذات الوقت بكيانه الذايت املستقل، ومع ذلك فهو يشعر يف ،مجاعة . اخلاصة، إال أن هذه امليول واملطالب ال ميكن حتقيقها إال عن طريق حياته املشتركة مع اآلخرين

، جتماعيومن هذا املزيج من اإلحساسات اجلماعية والفردية يتولد بني األفراد تضامن ا . هو الذي حيدد فكرة الدولة والقانون واحلرية

، ألن إرادة الدولة إن هي إال إرادة احلاكمني ؛ وهو ينكر بشدة فكرة سيادة الدولة وهذا ال ميكن التسليم ، والقول بسيادة الدولة معناه سيادة إرادة احلكام على إرادة احملكومني

. ميكن أن تسموا إحدامها على غريها ألن إرادات البشر سواسية ال ؛ بهفقد أخذ العميد هريـو علـى ، ومل تنج هذه النظرية اليت ابتدعها دوجي من النقد

إال أنه مل يكن هـو نفسـه واقعيـا يف ، العميد دوجي أنه وإن نعت نظريته هذه بالواقعية .266يف آرائه فوضويابل كان ، فقد أنكر وقائع ملموسة كشخصية الدولة وسلطاا،تقديراتهورأينا ،اليت تصدت للبحث يف كيفية حتديد سيادة الدولة ،بعد أن عرضنا للنظريات املختلفة

واملسألة بالغـة ،وإن تفاوت مداه بالنسبة لكل منها ،أن هذه النظريات مل تسلم مجيعا من النقد ،حقوق وحريـات األفـراد األمهية ؛ ألن ترك سيادة الدولة بدون حدود تقيدها فيه قضاء على

هـذا ،وطغيان لسلطان الدولة عليهم ؛ وذلك ألذه النظريات أرادت تقييد السلطة بالقـانون القانون الذي وضعته بنفسها فكيف هلا أن تتقيد به؟

فطاملا أن القانون من صنع بشرفهم يستطيعون تبديله وتعديله يف أي وقت ؛ لذلك فاحلل يكمـن وهو ما يتمثل يف ،وهلا مصدر مستقل عن السلطة ،سابقة على وجود البشر يف وجود قوانني عليا

. وحينها يكون فصل السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية ،املصادر العليا يف الشريعة اإلسالمية

- ا��ع ا� -ا��ع ا� -ا��ع ا� -ا��ع ا�

دة ا� �8ن �� اOKP ا?� )�� ا�1 !�ة)� دة ا� �8ن �� اOKP ا?� )�� ا�1 !�ة)� دة ا� �8ن �� اOKP ا?� )�� ا�1 !�ة)� دة ا� �8ن �� اOKP ا?� )�� ا�1 !�ة�(.... ، يف مجيع مظاهر نشاطها، ات احلاكمة بأسرهاتعين فكرة الدولة القانونية خضوع السلط

وملبدأ الشرعية ، سواء كانت تنفيذية أو تشريعية أو قضائية للقوانني واللوائح املوضوعة سلفا

. 51. ص ،النظم السياسية ،سليمان الطماوي - 266

Page 112: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

112

دف محاية حقوق األفراد مـن تعسـف ، الدستورية اليت تضع قيودا وحدودا لكل سلطة .267نظاموتقرير الضمانات اليت تكفل محاية ال، السلطات واستبدادها

، باعتباره القانون األعلى للدولـة ، وتتحقق سيطرة القانون بتحقيق مبدأ علو الدستور .حبيث ختضع له مجيع سلطات الدولة

، وضمان سيادة أحكامه تثور مشكلة رقابة دستورية القـوانني ، ولكفالة احترام الدستور : وهناك نوعني من الرقابة على دستورية القوانني

. لضمان أن تكون القوانني يف نطاق الدستور :ة الدستوريةرقاب -1وهي أن تكون اللوائح والقرارات التنظيمية والفردية يف نطـاق : رقابة املشروعية -2

. الدستور والقوانني :رقابة الدستورية : أو� . روعيةوهو ما يسمى مببدأ املش، تتميز الدولة القانونية بسيطرة أحكام القانون عليها

يف كافة تصرفاا وأعماهلا االجيابية والسـلبية ،ومبدأ املشروعية يعين احترام اإلدارة للقانون . وما يندرج منها يف إطار كل األعمال القانونية، الصرحية والضمنية، على السواء

كل وسرياا على، مبعىن احترام أحكامه. سيادة القانون ، كما يعين مبدأ املشروعية ليس فقط يف عالقتهم ببعضهم ، ؛ فالقانون جيب أن حيكم سلوك األفراد من احلاكم واحملكوم

.268وإمنا كذلك يف عالقتهم بسلطات احلكم يف الدولة، البعضويف ذلـك ، فنظرا للمركز السامي للدستور جيب أال تكون القوانني متعارضة معـه

سةضمان لعدم خروج السلطة التشريعية املؤسكما ، سة عن الدائرة اليت رمستها السلطة املؤسومـع ، أنه ال جيوز أن تتعارض اللوائح والقرارات اليت تصدرها اإلدارة مع أحكام الدستور

ويف ذلك ضمان حلقوق األفراد وحريـام ، أحكام القوانني اليت تصدرها السلطة التشريعية . العامة اليت تكفلها أحكام الدستور

اليت ال حتترم سـيادة ، ما مييز الدولة القانونية عن الدولة البوليسية أو الديكتاتورية وهو . القانون

. 78. ص. م 2001 ،انني واللوائحأصول الرقابة القضائية على دستورية القو ،منري عبد ايد - 267 ،2.ط ،دار الفكر اجلامعي ،االحنراف بالسلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري ،عبد العزيز عبد املنعم خليفة - 268

. 6. ص. م 2001

Page 113: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

113

فما املقصود بالقانون الـذي ، فإذا كان مبدأ املشروعية يقتضي خضوع الدولة للقانون خيضع له احلكام واحملكومون؟

:لإلجابة على هذا السؤال انقسم الفقهاء إىل اجتاهني . املعىن الضيق للقانون: االجتاه األول -

أي قصـره ، ذهب أصحاب هذا االجتاه الفقهي إىل ضرورة التفسري الضيق ملعىن القانون ؛ مبا مفاده أن خضوع السلطة التنفيذية للقانون على التشريع الصادر من السلطة التشريعيةعمال بالقوانني الصـادرة مـن أو تتخذه من أ، إمنا يعين التزامها فيما تصدره من تصرفات

ويستند هذا الرأي إىل أن فقهاء القرن التاسع عشر حني نـادوا مببـدأ ، الربملان دون سواهاليت ، كانوا يقصدون بالقانون القواعد العامة اردة "مبدأ املشروعية"خضوع الدولة للقانون

.ينفرد ا الس النيايب املمثل لألمةحيث جيـوز هلـا أن ، أي فإن اللوائح ال متثل قيدا على سلطان اإلرادةووفقا هلذا الر وذلك على خالف مـا يصـدره ، وبالتايل ال تكون مصدرا للمشروعية بالنسبة هلا، تعدهلا

وميثل خروجها عليها اعتداء على مبدأ ، الربملان من قوانني واجبة االحترام من جانب اإلدارة . املشروعية

. املعىن الواسع للقانون: االجتاه الثاين -

يذهب أصحاب هذا االجتاه الفقهي إىل أن املقصود بالقانون الذي يتعني أن ختضع لـه فال يقتصر التزامها هنا على القواعد الصادرة من ، إمنا هو القانون مبعناه الواسع جهة اإلدارة

املكونـة ، ونية األخرىوإمنا يشمل خضوعها لسائر القواعد القان، السلطة التشريعية فحسبمثل الدستور واملعاهدات والقرارات اإلدارية واملبـادئ ، للنظام القانوين يف الدولة القانونية

.القانونية العامةيف حني وسـع ، ضيق االجتاه األول من نطاق تطبيق مبدأ املشروعية: تقدير االجتاهني

.االجتاه الثاين من نطاق تطبيقهاألن مبدأ املشروعية يعين اخلضوع للقـانون ؛هو الذي نراه أوىل باإلتباع وهذا األخري

و ، ةفكل قاعدة قانونية عامة جمردة سواء كانت مكتوبة أو غري مكتوب. مبعناه العام الواسع فـالقرار ، التشريع العادي الالئحة، الدستور(قوا مع مراعاة التدرج يف ، أيا كان مصدرها

عدم اخلـروج ، سواء كان عملها قانونيا أو ماديا، نوع تصرف اإلدارةوأيا كان ، الفردي

Page 114: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

114

، إال طبقا حلاالت الضرورة والظروف االستثنائية، على أحكامه حتت أي ظرف من الظروف . ومبراعاة القيود املقررة يف ذلك

. رقابة املشروعية: ثانيا

أعمال اهليئـات العامـة يقصد برقابة املشروعية أن :أساس وأمهية مبدأ املشروعية -1 كما ال تكون ملزمة لألفراد ، وال منتجة آلثارها القانونية، وقراراا النهائية ال تكون صحيحة

وأن يتمكن األفـراد ، اليت حتكمها مطابقتها لقواعد القانون العليا إال مبقدار، املخاطبني ان أن يردوهـا إىل جـادة حبيث ميك، بوسائل مشروعة من رقابة الدولة يف أدائها لوظيفتها

. 269إذا خرجت على حدود القانون عن عمد أو إمهال، الصواب . واألخرى موضوعية ،إحدامها شكلية :و يقوم مبدأ املشروعية على قاعدتني أساسيتني وتتمثل القاعدة الشكلية يف خضوع الدولة بكامل هيئاا وسـلطاا للقـانون مبعنـاه

. 270باحلقوق األساسية لإلنسان ل القاعدة املوضوعية يف االعترافتتمث بينما ،الواسع، كان البد من أن يقترن جبزاء فعالا املبدأ فعالية وحيتفظ له بقيمة، وحىت يكون هلذ

. ويكفل هلم ممارسة احلريات العامة، ليحفظ على األفراد حقوقهم ؛حيقق سريانه

وإلزامهـا ، ا يهدف أساسا إىل احلد مـن تغـول اإلدارة وملا كان مبدأ املشروعية إمن كان اجلزاء على خمالفتها هلذا املبدأ يتمثـل يف إجـراء ، حدود القانون يف قراراا وتصرفاا . 271باعتبارها الوسيلة الفعالة حلماية مبدأ املشروعية، الرقابة القضائية على تلك األعمال

إذ أا متـس حقـوق ، وىل األعمال بالرقابة القضائيةذلك أن أعمال اإلدارة هي أ خاصة بعد أن حتولت وظيفة الدولة من وظيفة سلبية مانعـة إىل وظيفـة ،األفراد وحريام

.272والعدالة االجتماعية بني األفراد، تستهدف حتقيق املساواة الفعلية، اجيابية

. 13 ،12. ص . م1961 ،القضاء اإلداري ورقابته ألعمال اإلدارة ،الطماوي - 269

–دراسة مقارنة –نظرية احلرب والظروف اإلستثنائية يف الدولتني احلديثة واإلسالمية ،السيد حامد التهامي 270- االحنراف .عبد العزيز عبد املنعم خليفة / د :نقال عن . 199. ص ،م1985: سنة ،رسالة جامعة عني مشس . 9. ص ،مرجع سابق ،بالسلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري

. 52. ص ،3ج ،2.ط ،ول القانون الدستوريمط ،دجيي 271- . 592. ص ام السياسي يف اإلسالم،يف الفكر والنظ

. 592. ص ،احلريات العامة يف الفكر والنظام السياسي يف اإلسالم ،حسن عسلة العيلى - 272

Page 115: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

115

اخلطوط الفاصلة بني حقوق كل مـن إىل أنه يبني ، وترجع أمهية األخذ مببدأ املشروعية وما يتخذونه من قرارات ، حبيث خيضع احلكام فيما يقومون به من أعمال، احلاكم واحملكوم

.273لإلطار العام للنظام القانوين للدولة، بينا أن مبدأ املشروعية يعين خضوع الدولـة للقـانون : نتائج مبدأ املشروعية -2

حىت تكون دولة ، يترتب عليه عدة نتائج على الدولة مراعااوبذلك ، والرتول عند مقتضاه :274وهذه النتائج هي .قانونية ال بوليسية وال استبدادية

ال جيوز ألي سلطة من سلطات الدولـة أن ، عمال مببدأ تدرج القواعد القانونية - أأفـراد وذا تتحقق املسـاواة بـني ؛ إال يف حدود القانون أو الالئحة، تصدر قرارا فرديا

وبانتفائها ال ميكـن القـول بـأن ، فاملساواة بال ريب هي ركيزة لكل احلريات، اجلماعة . احلريات مصانة أو قائمة يف اتمع

واجبـة -سواء أكانت تشريعا أو الئحة-من البديهي أن لكل قاعدة عامة - بعـدل إىل أن تلغـى أو ت ، ما دامت القاعـدة قائمـة ، االحترام من السلطة اليت أصدرا، )أو توازي اإلشـكال (ومبراعاة قاعدة تقابل اإلشكال، باإلجراءات املنصوص عليها قانونا

ميكن الطعن فيـه ، هو خرق ملبدأ املشروعية، وترتيبا على ذلك إن أي خروج على القاعدة . بالطرق القضائية

هذا هـو ، يتعني أن يصدر بتشريع، إن كل قيد يفرض على احلريات العامة - تهذا باإلضافة إىل أن فرض قيد على احلريات العامة هـو . يرد عليه أي استثناءوال، األصل

وإذا كان ، أدىن أن تفرض قيدا على تلك احلريات ةومن مث ال جيوز ألدا، خروج على األصل . فهو ال يعدوا أن يكون تنفيذا للتشريع الصادر عن الربملان، لالئحة دور يف جمال احلريات

شروعية أخريا أن كل سلطة يتعني عليها احترام القرارات يترتب على مبدأ امل - ثأن تعدل أو تغـري ، فالقاعدة أنه ال جيوز بأية حال لسلطة دنيا، الصادرة من السلطة األعلى

ومن مقتضى ذلك أنه جيب على السلطة التنفيذية أن حتتـرم القـوانني . أحكام سلطة عليا

. 9. ص ،االحنراف بالسلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري ،عبد العزيز عبد املنعم خليفة - 273 ،دار النهضة العربية ،م1979 ،نسبية احلريات العامة وانعكاساا على التنظيم القانوين ،سعاد الشرقاوي - 274

. 108. ص

Page 116: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

116

اليت تأيت على قمة القواعد القانونية داخـل ، وكذا نصوص الدستور، الصادرة عن الربملان . الدولة تطبيقات مبدأ خضوع الدولة للقانون ، إن واقع النظم السياسية العربية جيعلنا نستنتج بأن دور االس النيابية أصبح مسلوبا

ملسئول وبالتحديد بيد ا، حيث وضعت سلطة التشريع األساسية واألوىل بيد اجلهاز التنفيذيفقد التفت مجيع الدساتري العربيـة ، سواء كان رئيسا أو ملكا، األول على السلطة التنفيذية

. وهو منحها سلطة أصلية يف التشريع، على معىن واحد، كما اجتهت دساتري أخرى إىل إعطاء امللك أو رئيس الدولة حق اقتراح القـوانني

. هو احلال يف الدستور اجلزائري واملصري والتونسيمثلما ، والتشريع باألوامر واملراسيممع ، واليت خيتل فيها امليزان لصاحل السلطة التنفيذية، وهذا يعود إىل عدم توازن السلطات

. تركيز خاص على دور رئيس الدولة أو امللك يف إدارة العملية التشريعيةإال أن رئيس اجلمهورية ، شرية الثمانيناتورغم تبين اجلزائر لنظام التعددية منذ اية ع

. رغم إقرار الدستور ملسؤولية الوزراء أمام الربملان، ظل املهيمن على السلطة التشريعيةوبإمكانه التشريع فيمـا بـني دورات ، فرئيس اجلمهورية بإمكانه طلب قراءة ثانية

.275الربملان بواسطة األوامر واملراسيملـرئيس ".م1976من الدستور اجلزائري لسـنة 153: نصت عليه املادة وهو ما

اجلمهورية أن يشرع فيما بني دورة وأخرى للمجلس الشعيب الوطين عن طريق إصدار أوامر وهذا ما اعتمده أيضا دسـتور ، ". تعرض على موافقة الس الشعيب الوطين يف أول دورة

جلمهورية سلطة التشريع بـأوامر يف حالـة اليت أقرت لرئيس ا، 124يف مادته .م1996 .276أو بني دوريت الربملان، شغور الس الشعيب الوطين

ليسـت ملواضـع إال أن ا، رغم أن املدة حمـددة ، فهذا النص خيول للرئيس التشريع وغري معلق ، مباشرة من الدستور امما جيعل هذا االختصاص مستمد، وأيضا الظروف، كذلك

. مثلما هو احلال يف فرنسا، على تفويض

. 90 ،89. ص. م2004 ،جوان ،جملة العلوم االجتماعية واإلنسانية -275 . 124املادة .اجلريدة الرمسية - 276

Page 117: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

117

: ةــــخالص وهو قانون إهلي وأعلى مصدر للسلطةون الشريعة أعلى قانون يف الدولة، قان يعد -1

إال إذا كانت أوامرها منسجمة مع أحكام الشريعة ، لذلك ال تتم الطاعة للسلطة الرئاسية ؛ . اليت تعترب أحكامها فوق اجلميع، اإلسالمية

، ال ميلك احلكام خمالفتـها ، السلطة يف النظام اإلسالمي ختضع لقانون هو شريعة عامةف وبذلك كانت الدولة اإلسالمية اليت أقيمت يف القرن األمة ذاا تعديلها أو تبديلها، وال متلك

فخضوع السـلطة يف النظـام ، السابع امليالدي أول دولة قانونية دستورية باملعىن الصحيحوهو ليس ذلك اخلضوع اخليايل غري احملـدد ، للقانون هو خضوع حقيقي جدياإلسالمي

فمؤدى فكرة القانون الطبيعي أنه إىل جوار قواعد القانون القائم على فكرة القانون الطبيعي، ، توجد قواعد أخرى أزلية يف نشأا ومطلقة يف عدالتها، الوضعي الذي يضعه الناس للناس

ي يسود حبكم خصائصه تلك على كافة القوانني اليت يضعها النـاس وأن هذا القانون الطبيع، فأعلى قانون يف الدولة يعترب من وضع بشري، وهو ما جنده يف القانون الوضعي. 277للناس

. يد احلكام هلذلك فهو عرضة ألن تطال ؛ وعلى البشر اخلضوع له . اوز واخلطأوطاملا أنه من وضع بشري والبشر ليسوا معصومني فهو عرضة للتج

فاخلليفة فيهـا ، اليت جتعل إرادة احلاكم هي القانون، اإلسالم يرفض نظام الدولة -2 وحد حدودا ال ميكن له أن ، فوضع لذلك قيودا. وأحكامه تظل خاضعة هلا، مقيد بالشريعة

. يتعداهاـ ، ي القـانون أما يف القانون الوضعي فنجد يف أغلب دول العامل أن إرادة احلاكم ه

وال وجـود ، واملغري واملبدل، فرئيس الدولة هو اآلمر والناهي، وخاصة الدول العربية منها . لسيادة القانون

تتغري وال تتبـدل القيود اليت تتقيد ا السلطة يف النظام اإلسالمي هي قيود ثابتة ال -3أو إنزاهلـا علـى ، هاوبذلك متنع الناس من العبث ا بتوسيعها أو تضييقعلى مر األزمان، . أهوائهم وشهوام

. 313. لسيادة، صالدولة وا ،فتحي عبد الكرمي -277

Page 118: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

118

ا اجلميـع ال وبذلك تكون القوانني يف الشريعة اإلسالمية ختضع ملقاييس معينة خيضع هلوبذلك ، وال الزيادة وال النقصان، كما أا ال ختضع للتبديل أو التغيريميكنهم اخلروج عنها،

. طيات الغربيةفهي ختتلف اختالفا جوهريا عن سلطة األمة يف الدميقراهي دولة مـن ، واليت أقرها الرسول صلى اهللا عليه وسلم، فالدولة اليت يريدها اإلسالم

ألن احلكـام ؛يسميه بعض العلماء اإلسالميني احملدثني بالدولـة الفكريـة ، طراز خاصومبجموعة من القيم اخللقية والتشريعية اليت تكـون ، واحملكومني فيها مقيدون بفكرة معينة

.طارا قانونيا ملزما للجماعة بأسرهاإ ؛حيدها ويقيد انطالقهـا ، ومعىن هذا أن سلطة األمة أو الشعب هي سلطة مقيدة بإطار

.278ولذلك كانت احلكومة اإلسالمية كما يقول احملدثون حكومة قانون وليست حكومة رجال اإلسالم إمنـا هـو هللا ألن التشريع يف ؛ أنه ال اختصاص للخليفة يف جمال التشريع -4

. وتكون عملية االجتهاد من اختصاص اتهدين، ودور االجتهاد حمدود، ورسولهولكن يف املقام ، كما أن طاعة اخلليفة للتشريع ال تكون رد اخلوف من سلطان الدولة

.وبذلك يكون أساس التشريع يف اإلسالم إمنا هو الوازع الديين، األول من خشية اهللا . أما بالنسبة للتشريع الوضعي فإنه يعتمد على العقل واملنطق بعيدا عن أي وازع ديين عكس ما هو موجود -احلكم يف اإلسالم يكون مبنيا على أحكام الشريعة اإلسالمية -5

وهو ما ال جنده عند ، حيث يكون احلاكم ورعيته مقيدين بأحكام القرآن والسنة-عند غريهافهـو ، حيث تكون القوانني فيها من اختصاص الربملان. الدساتري غري اإلسالمية غريها من

. الذي يضع هذه القواننيودور اخلليفة التشريع يف اإلسالم هللا ورسوله، ألن ؛فليس للحاكم سلطة التشريع

هـدون فال يسـتمد ات ، يف نطاق القرآن والسنة، مع أويل احلل والعقد هو جمرد االجتهاد .279ويف هذا أكرب ضمان لشرعية الدولة، وإمنا من مؤهالم الذاتية، سلطتهم من اخلليفة

كما هو معـروف يف –األمة اإلسالمية ليست صاحبة األمر الكامل يف التشريع -6 فاملشرع احلديث يستطيع أن يضمن تشريعاته ما يشاء من أحكام إال مـا -النظم املعاصرة بل إن الربملانات متلك أن ، وذلك يف حاالت نادرة ،ر صراحة من اختصاصهاستبعده الدستو

. 65. ص . م 1962-هـ 1381-حماضرة –نظريات حول الفقه الدستوري اإلسالمي ،كمال أبو اد 278-

. 713.ص ،6. مج .م1984/هـ1409،دار الفكر،الطبعة الثالثة،الفقه اإلسالمي وأدلته ،وهبة الزحيلي 279-

Page 119: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

119

كما أن لألمة يف كل وقت أن تغـري ، تصدر ما تشاء من تشريعات يف حالة الدساتري املرنة . دستورها مبطلق حريتها دون أي قيد يف هذا اخلصوص

يف التشـريع سـواء –ا فقهائها وجمتهديه -أما يف النظام اإلسالمي فإن سلطة األمة ،ال جيوز هلا أن تتعدى نطاق األحكام اخلالدة، أكانت أحكاما دستورية أو تشريعات عادية

ومن كل ذلك يتضح أن املشـروعية يف اإلسـالم ، اليت تقررت يف كل من القرآن والسنةد مبعىن أن القرارات والتصرفات والعقود مقيدة باملقاص، وليست شكلية، مشروعية موضوعية

. الشرعية بترتيبهاكما ال جيوز أن تتعارض مع املشروعية العليا وهي ، وحرية اإلرادة حمدودة ذه املقاصد

.280ما جاء يف القرآن والسنة

� ���� ��� �AB,C�� !�A,4�+ 0�%4� >�DE�.

. 213. ص ،السلطات الثالث ،الطماوي -280

Page 120: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

120

سلم آنذاك قبل وحتققت يف اتمع امل، عرف اإلسالم فكرة احلقوق واحلريات الفردية فقامت على أساس واقعـي يف نصـوص ، وطبقت أحسن تطبيقأربعة عشر قرن مضت،

وعلى عكس ما هـي عليـه ، عند فالسفة العقد االجتماعي، قبل أن تعرف الكتاب والسنة . اليوم عندهم

من خالل احتـرام ، وبذلك يبقى احترام احلقوق واحلريات الفردية مفروضا على األمة ، إال وال ميكن أن تنفصل عنها، فهي تستمد قوا واحترامها منها ،الشريعة اإلسالميةأحكام

. كقيد مستقل ألمهيتها وضرورا يف محاية اتمعأننا أفردناها فهـي ، وباحترام الشريعة اإلسـالمية ، وكون هذه األخرية مقيدة بعدم اإلضرار بالغري

لذلك كان البد من ؛ و التعسف واإلساءة يف استعماهلاأ، عرضة لتجاوز حدودها املقررة هلا . دراستها كمبحث مستقل

: وقائمة احلقوق واحلريات الفردية متعددة يف اإلسالم وميكن ردها إىل ثالثة أمور

المطلب األول احترام الحقوق والحريات الفردية في الفقه اإلسالمي

.احلرية الشخصية: الفرع األول

Page 121: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

121

.املساواة والعدل بني األفراد: الفرع الثاين

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

��G&4�0ی� اا��G&4�0ی� اا��G&4�0ی� اا��G&4�0ی� اا احلرية الشخصية معناها أن يكون الشخص حرا يف التصرف يف شؤون نفسه، آمنـا مـن االعتداء عليها، يف عرض أو نفس أو مال أو اعتقاد، على أن ال ميس حبريـات اآلخـرين،

اإلسالمية ودون جتاوز حلدود الشريعة

واحلاكم هو املسئول عن هذا كله، حبيث يكون مقيدا بكفالة حقـوق وحريـات . األفراد، وبعدم املساس ا، ومنع أي اعتداء قد ميس ا

فاالعتقاد الديين والفكري وحرية العمل، وإبداء الرأي بالقول والكتابة أو غريمهـا، ا، وحرية االنتقال واالجتماع، كلـها حقوقـا وإنشاء اجلمعيات والنقابات واالنضمام إليه

. طبيعية أساسية تكفلها الدولة يف حدود الشريعة اإلسالميةوهذه احلريات أكدها القرآن الكرمي، وطبقها الرسول صلى اهللا عليه وسلم، وظلت

. 281مسة اتمع اإلسالمي خالل العهود الزاهرة يف التاريخ اإلسالمي . 282 )كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه: (ليه وسلميقول صلى اهللا ع

مشول كامل، فاحلريات كلها مكفولة يف هذا احلديث، ففي صدر احلديث وضـع وهو يبني مدى امتداد احلرية واتساعها حـىت . " كل املسلم على املسلم حرام: "املبدأ العامدمه وعرضه : "ال عاما ميتد إىل كافة جماالت احلياة، ويؤكد هذا الشمول بعد ذلكلتصبح أص

ولن خترج حرية من احلريات عن كوا متصلة بواحد من هذه العناصر اإلنسـانية ".وماله .283األساسية

، وهو من ترىب يف مدرسة النبوة، وقد فهم ذلك الفاروق عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه دون أن ، وبني أن حرية اإلنسان تولد معـه بيب املصطفى صلى اهللا عليه وسلم، مدرسة احل

فقـال . بعيدا عن أي نوع من أنواع االستعباد والظلم والتعسف . حيتاج إىل اعتراف له ا ."مىت استعبدمت الناس وقد ولدم أمهام أحرارا" : قولته املشهورة

. 89. ص. م 2001 -هـ 1421 ،1.دار الندى، ط ،حنو دستور إسالمي –سيد أمحد املسري حممد 281-

.وهو جزء من حديث طويل اختصرته. 4650: مسلم يف الرب والصالة برقم 282-

. 483. ص ،فن احلكم يف اإلسالم ،مصطفى فهمي 283-

Page 122: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

122

: ريات وهيوتتعدد احلرية الشخصية إىل جمموعة من احل . حرية الذات: أو�

حبيث ال متلك السلطة االعتداء عليهـا ، كفلت الشريعة اإلسالمية للفرد حريته الذاتية بعضـها مقـدر ، وشرعت لتجاوز هذه احلـدود عقوبـات ، فحدت لذلك حدود، ظلما

. والبعض اآلخر غري حمدد وهو التعازير، كاحلدود . وال عقوبة إال وفق ما شرع اهللا، د اهللافال جرمية إال يف تعدي حدو

، إال يف حدود الدفاع عن الـنفس ، فاإلسالم بذلك ى عن االعتداء على اآلخرين فـال عـدوان إال علـى � وال يزيـد عنـه ، حبيث يكون رد االعتداء بقدر االعتـداء

ينمو�، �284الظالدتفاع كمليى عدتاع نفمكمليى عدتا اعثل مبم هلي�285 ا ع. وبالتايل فاإلسالم مينع اإلنسان من االعتداء . فاهللا سبحانه وتعاىل بني لنا أن االعتداء مبثله

وحني شرع عقوبات على اجلرائم فإنه كفـل ، إال لرد اعتدائهم ومبثله ال يزيد، على غريهحىت ولو من ، بعيدا عن أي خوف، ش يف أمان واطمئنانوجعله يعي، لإلنسان حريته الذاتية

. احلاكم نفسه، وحتقيقا لذلك أوجب اإلسالم على ذوي احلقوق املسلوبة العمل علـى اسـتردادها

. وجعل ذلك واجبا عليهم مشروعا حىت ال ففي مثل هذه احلالة يسقط هذا الواجب ؛، فإذا كانت طاعة أويل األمر واجبة

كون تعسفا يف استعمال السلطة يقضي على التوازن القائم بني حقوق الفرد وصـالحيات يميثله يف والا الذي حيكم ، و لنفس الغرض كان القانون الذي ختضع له الدولة نفسه، الدولة

.286وأن طاعة أويل األمر متوقفة على طاعتهم هلذا القانون، به الفردل صلى اهللا عليه وسلم واخللفاء الراشدين رضـوان اهللا وهو ما جنده يف سرية الرسو

فقد ضربوا لنا األمثلة احلية يف احلفاظ علـى ، وسريم زاخرة ذه املواقف، عليهم من بعده : (.....قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :عن أبي هريرة قال. حرية اإلنسان وكرامته

سثلـاث الم رهدإلى ص ريشيا وناهى هقوالت هرقحلا يو ذلهخلا يو همظلم لا يلسو المأخ مل

. 192:اآلية ،البقرة سورة - 284 . 193:اآلية ،سورة البقرة - 285 . 52. ص .م1992جانفي فيفري هـ، 1412عمر روينة، جملة الرواسي، العدد اخلامس شعبان، رمضان - 286

Page 123: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

123

امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمـه مرات بحسب .287)له وعرضهوما

المسلم من سـلم : (عليه وسلم قال النبي صلى الله الله بن عمرو يقول عبدوعن -هديو انهسل نون مملس288 )احلديث...الم.

. ثل العليافامتثلوا ذه امل، وهو ما سار عليه اخللفاء الراشدون رضوان اهللا عليهمإين واهللا مـا أرسـل . . . يأيها الناس": خطب عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه فقال

ولكين أرسلهم إليكم ليعلمـوكم ، وال ليأخذوا أموالكم، ليضربوا أبشاركم ؛إليكم عماال فو الذي نفس عمر بيده ألقصنه ، فمن فعل به شيء سوى ذلك فلريفعه إيل، دينكم وسنتكم

أرأيتك إن كان رجل من أمراء املسلمني ، يا أمري املؤمنني :وثب عمر بن العاص فقالف، منهأي والذي نفس عمر بيده إذن ألقصنه : قال. على رعيته فأدب بعض رعيته إنك لتقصه منه

أال ال تضربوا املسلمني،وقد رأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقص من نفسه، منه . 289 "فتذلوهم

: عمر رضي اهللا عنه ما توعد به والته ومن ذلكوقد نفذ ألنه ضربه على إثر نزاع بينـهما يف ميـدان ؛حني شكا مصري ولدا لعمر بن العاص

، فأرسل اخلليفة عمر إىل مصر يستدعي الـوايل وابنـه ، وذلك يف عهد والية أبيه، السباقإن هذا وأشار إىل ابـن ،ؤمننييا أمري امل: فقال الشاكي خماطبا عمر. وجلس للمظامل عالنية

فنظر عمر . اذهب فأنا ابن األكرمني: وملا توعدته بأن أشكوه إليك قال، عمرو ضربين ظلماوبعد أن تبني ، "مب تعبدمت الناس وقد ولدم أمهام أحرارا": إىل عمرو وقال قولته املشهورة

اضرب ا ابن األكرمني كما " :وقال له. توجه إليه وناوله درته، له صدق املصري يف دعواه .290"ضربك . وقد سوى اإلسالم يف هذا بني املسلمني وغري املسلمني

� . حرمة املسكن: ���

.4650: مسلم يف الرب والصالة برقم - 287 .57: ومسلم يف اإلميان برقم.6003: البخاري يف الرقاق برقم -288 . 56. ص ،3مج ،الكامل يف التاريخ ،ابن األثري -289 . 327. ص،الدولة والسيادة. ميفتحي عبد الكر - 290

Page 124: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

124

يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتـى تستأنسـوا � : قال تعاىلهللى أهوا علمستون وذكرت لكملع لكم ريخ كما ) 27(ا ذليهوا فجدت فإن لم

أحدا فال تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكـى يمللون عمعا تبم اللهو 291 �لكم.

فال جيوز الدخول ، كرمي أن للمساكن حرمات ال جيوز االعتداء عليهافقد بني القرآن ال كما ال جيوز التجسس على البيوت، ولغري املكان الذي يطلبه صاحب البيت، من غري الباب

.�292وال تجسسوا�غضوا ولا تجسسوا ولا لا تحاسدوا ولا تبا: (قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم و

).تحسسوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانالا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا إخوانا : ( الأعمش ومن طريق

الله كمرا أم293) كم. أو أي مكان ، كالنظر من مكان املفتاح، فال جيوز التجسس بالنظر خفية إىل البيوت . وإن مل يؤذن له فلريجع حفظا لكرامته، وإن أذن له بالدخول فليدخل، آخر

وفهمه الصحابة مجيعا وطبقـوه ، وقد فهم ذلك اخللفاء الراشدون رضوان اهللا عليهم عليهم تبني أن مجيع املسلمني وعلى رأسـهم احلكـام وأفعاهلم رضوان اهللا، أحسن تطبيق

. مطالبون باحملافظة على حرمات املساكن واحترامهاوتسن القوانني الرادعـة ، حتميها الدولة، هذه احلرمات اخلاصة باملواطن تظل مصونة

غراض أل ؛حبيث جيوز فيها للسلطة الدخول إىل البيوت لمخالفني إال يف حاالت استثنائية، لعلى عكس ما ذهب .294 "فالضرورة تقدر بقدرها"، أمنية مبا يكفي ألداء وظائفهم ال أكثر

وأنه ال حرمة لـه يف ، من أن حرمة املسكن قاصرة على األشخاص 295إليه بعض الباحثني . مواجهة السلطة

. 27: اآلية ،سورة النور - 291 . 12: اآلية ،سورة احلجرات - 292 . 4648: برقم ،ومسلم يف الرب والصلة. 4747: البخاري يف النكاح برقم - 293 كتب دار ال ،األشباه والنظائر على مذهب أيب حنيفة النعمان. الشيخ زين العابدين بن إبراهيم بن جنيم - 294

. 86ص . م 1993 -هـ 1،1413ط،لبنان ،بريوت،العلمية . 497 – 488. ص ،فن احلكم يف اإلسالم ،مصطفى أبو زيد فهمي -295

Page 125: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

125

حرية العقيدة: �����

طاملا أنـه إنسـان ، أي دين شاء وأتاح للفرد أن يعتقد، راعى اإلسالم حرية العقيدة وال يضـار ، وبذلك ال يكره اإلنسان على اعتناق عقيـدة مـا . عاقل قادر سليم التفكري

ال إكراه في الدين قد تبين الرشد مـن � : يقول تعاىل. فله مطلق احلرية ، بسببهاله فقد استمسـك بـالعروة الـوثقى ال الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بال

يملع يعمس اللها وله امص296 �انف. بعيـدا عـن ، وإفساح العقل يف البحث والتدبر، كما أن اإلسالم دعا إىل حرية التفكري

:وقولـه . �297 واألرض قل انظروا ماذا في السموات�: حيث قال تعاىل .التقليدقد خلت من قبلكم سنن فسيروا في األرض فانظروا كيـف كـان عاقبـة �

كذبين�298الم.

ولكنها كفلت محايتـها فـوق ، ومل تكتف الشريعة اإلسالمية بتقرير حرية التفكري . ذلك

فكانوا إذا فتحوا بلـدا مل ، ام وحروموعلى هذه املبادئ السامية سار املسلمون يف فتوح ، ومن مل يشأ مل فمن شاء أسلم، بل تركوهم واختيارهم، يكرهوا أهله على دخول اإلسالم

وهلـم احلريـة يف أداء ، وتوفري األمن واالستقرار، على أن يدفع اجلزية مقابل محايتهيفعل، . شعائرهم الدينية

، ى من يعيشون يف كنفه من أهل األديان األخـرى وهكذا أضفى اإلسالم محايته عل ، ومنع احلكام من التضييق عليهم يف شعائر دينهم، فأتاح هلم أن يتعبدوا على مقتضى دينهم

."أننا أمرنا بتركهم وما يدينون": والقاعدة الفقهية اليت حرس املسلمون على تنفيذها هي ذهب إىل بيت املقـدس مل يصـل يف فإن عمر رضي اهللا عنه حني، ومصداقا لذلك

وهنا حيمي ، ويقيمون على أنقاضها مسجدا، كنيسته خوفا من أن يزيلها املسلمون من بعده .299عمر الشعائر الدينية ملن كان يف واليته من غري املسلمني

. 255:اآلية ،سورة البقرة - 296 . 101:اآلية ،سورة يونس - 297

. 137:اآلية ،سورة آل عمران - 298 . 335. ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي 299

Page 126: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

126

�� . حرية التملك: را

وأي شيء له ، ول وعقارمن منق، أطلق اإلسالم للناس احلرية يف أن يتملكوا ما شاءوا علـى أن ، ولكن دون سرف وال تقـتري ،منفعة يف حدود ما أباح اإلسالم من ملكية املال

وقد بلغت الشريعة اإلسالمية يف حرصها على حق اإلنسـان ، يؤدي حق الغري من هذا املالقد وذلك نظرا لكون اإلنسان ، يف متلكه مبلغا عال مل تصله أي شريعة من الشرائع األخرى

وتحبون المـال � : وهو ما أقره سبحانه وتعاىل يف قوله . فطر على حب املال والتمتع به .�300حبا جماال ميكن ، فحب املال غريزة إنسانية، فالقرآن الكرمي يبني حقيقة بشرية ال مناص منها

. ألحد منعه منها عمطاء قال سع ناعبع ناب ي اللهتضقول س را يهمنع: لى اللهسص بيالن تعم هليع

ولا يملأ جوف ابن آدم إلـا ،لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا : (وسلم يقولابرالت، ابت نلى مع الله وبتي301)و. الدين والـنفس : وقد جعلت الشريعة اإلسالمية املال من مقاصد الدين اخلمس وهي

وصانته ومنعت أكله بـني النـاس ، وت بذلك عن االعتداء عنه . والعقل والعرض واملالا إلى وال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا به� : حيث يقول تعاىل . بالباطل

.�302الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس باإلثم وأنتم تعلمونوالسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما � : كما حرمت سرقة أموال الغري

ح زيزع اللهو الله نكاال ما نبكسيم�303ك. وال ينفي احترام اإلسالم حلق التملك أن يقيده بقيود تكفل عدم اإلضـرار حبقـوق وإن تقـررت جللـب ، فامللكية شأن احلقوق مجيعا يف اإلسـالم ، وبالصاحل العام، اآلخرين

. 20: اآلية ،سورة الفجر - 300

.1739: ومسلم يف الزكاة برقم. 5956: البخاري يف الرقاق برقم - 301

. 29: اآلية ،سورة النساء -302 . 40: اآلية ،سورة املائدة - 303

Page 127: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

127

واالعتداء منهي عنه بنص القـرآن ، إال أا مقيدة بعدم الضرر؛ ألن الضرر اعتداء، مصلحة .الكرميوالضرر الذي قـد يترتـب علـى ، وللتوفيق بني املصلحة اليت شرع احلق من أجلها

والضرر ، يتعني املوازنة بني صاحب احلق من حيث مقدارها وأثرها وما يعود عليه، استعمالهوإن رجحت مضـارة ، فإن رجحت مصلحة صاحب احلق ال ميس حقه، الذي حيدث لغريه

بل لقد ذهب اإلسالم إىل حد إجازة نزع امللكية مـن ، الضررغريه قيد حقه مبا يكفل منع .304ومل يتيسر منعه بوسيلة أخرى، صاحبها إذا أساء استخدام حقه فيها

، حىت ال يفسدا أمواهلمـا ، ومن هذه التطبيقات وجوب احلجر على السفيه وانون . وذلك لتقييد امللكية إذا أضرت بالغري، وكذلك حق الشفعة

. حرية الرأي: +� #�

ومبـا يؤمـل فيـه ، ومبا يعتقد صوابه، نه اإلنسان خرياحرية الرأي تعين اجلهر مبا يظ فكان رسول اهللا صلى اهللا علي وسلم يدعو ، ولقد كفل اإلسالم حرية الرأي . 305املصلحة

وا إمعة تقولون إن أحسن لا تكون( :حذيفة هعنفيما رواه إىل املصارحة بآرائهم فيقول سالناالناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن النـاس أن تحسـنوا وإن

اء وقد أقر النيب صلى اهللا عليه وسلم املسلمني على جمادلتهم له وإبد . 306 )أساءوا فلا تظلمواقد � : وهو ما نزل يف سورة اادلة عندما جاءته امرأة جتادله يف ظهار زوجها هلا . آرائهم

عـمسي اللـهو ي إلـى اللـهكـتشتـا وجهوي زف لكادجي تل التقو الله عمسرضوان اهللا عليهم يف كما أخذ صلى اهللا عليه وسلم بآراء الصحابة .�307. . .تحاوركما

وحىت يف شؤونه اخلاصة صلى اهللا عليـه . . . غزوة بدر وغزوة أحد: بعض الغزوات مثل . وسلموهي حريـة الـرأي ، كما أن حرية الرأي تعترب من بني أهم القيود على سلطة احلاكم

. اليت هي عبارة عن مسامهة الفرد برأيه اخلاص يف احلياة السياسية، السياسي

. 66.ص ،دارالفكر العريب، تنظيم اإلسالم للمجتمع ،حممد أبو زهرة - 304 . 90. ص ،ستور إسالميحنو د ،حممد سيد أمحد املسري -305 .هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه : قال و .1930: مذي يف الرب و الصلة برقمالتر -306 . 01:اآلية ،سورة اادلة - 307

Page 128: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

128

ونقد أعماهلم واملعارضـة ، ومما يدخل يف احلرية السياسية حق الفرد يف اختيار حكامه . واختيار أعضاء جملس أهل احلل والعقد حتت راية اإلسالم، وإعطاء البديل، عليهموال ، وجيب أن تشمل سلطة احلاكم الرئاسية احملافظة على احلقوق واحلريات السياسية

ألن األصـل يف ؛ ا وال املساس ا إال فيما تقتضيه الضرورة ملصلحة األمـة جيوز له تقييدهإال فيما خالف الشريعة ،أن السلطة ال حيق هلا أن تتجاوز حدودها لتصل إىل حرية الفرداإلسالم .اإلسالمية

. فخطاب الشريعة اإلسالمية جاء إىل احلكام واحملكومني على حد سواء يعترب من الواجبـات يالذ، اجب األمر باملعروف والنهي عن املنكرومن ذلك جند و

وغياب هذا الواجب والتخاذل عنه يف اتمع يؤدي ، وهو يشمل احلاكم واحملكوم، الكفائية . لذلك كان على األمة القيام به ؛إىل نشر الفساد وإشعال نار الفتنة يف اتمع

ونشـر األهـواء ، ود منعا للفتنة والفرقة بني املسلمنيوقد قيد اإلسالم حرية الرأي بقي : 308والبدع بينهم ومن هذه القيود

ويف ، أنه ال جيوز أن تؤدي حرية الرأي إىل الفتنة والفرقة بني املسلمني: أو� ومـا ،إن كان احملذور هو التشعب والتعصب والعداوة والبغضاء": ذلك يقول اإلمام الغزايل

ومن ذلك ما فعله عثمان بـن عفـان . وجيب االحتراز منه، الم فذلك حمرميفضي إليه الكرضي اهللا عنه عندما أخرج أبا ذر إىل الربذة خشية أن تؤدي آراؤه اليت جيهر ا إىل التفاف

."الناس حوله وقيام الفتنة ضد النظام القائم� لبدع بني املسلمنيال جيوز أن تؤدي حرية الرأي إىل نشر اإلحلاد أو األهواء وا: ���

.309لنشرهم الضالل والبدع ؛وهلذا السبب حارب علي رضي اهللا عنه الزنادقة وحرقهم ؛أو اخلوض يف ، أنه ال جيوز أن تؤدي حرية الرأي إىل تناول الناس بفحش القول: �����

. فذلك مما مينعه اإلسالم وحيرمه، أعراضهم وأسرارهم .�310الله الجهر بالسوء من القول إال من ظلم ال يحب� : ويف ذلك يقول تعاىل

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

. 337. ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي -308 . 19ص .بريوت ،دار الكتب العلمية ،حتقيق حممد حامد الفقيسياسة الشرعية، رق احلكمية يف الالط ،ابن القيم -309 . 148: اآلية ،سورة النساء - 310

Page 129: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

129

ا1? واة وا�*ل �6 ا���ادا1? واة وا�*ل �6 ا���ادا1? واة وا�*ل �6 ا���ادا1? واة وا�*ل �6 ا���اد . املساواة: أو�

ئ األساسية اليت وهي من املباد، تعترب املساواة بني أفراد الشعب من أهم حقوق األفراد يـا � : بني مجيع األفراد حيث يقول احلق تبارك وتعاىلفقد قرر املساواة جاء ا اإلسالم،

أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن قاكمأت الله دنع كمم�311أكر.

وال يكـون ، الناس بالتقوى والعمل الصاحل فقد أقام اهللا سبحانه وتعاىل التفاضل بني

. ذلك إال بني بشر متساوين ال فرق بينهم�� ����ونا���س : (ويقول صلى اهللا عليه وسلم� .312 )آ�س��ن ا�

فجميع املسلمني على اخـتالف ألـوام ، وهي أصل عظيم من أصول النظام االجتماعييا أيها الناس اتقـوا �. ام واحدةحقوقهم واحدة وواجب، وبلدام سواء يف اإلسالم

ةداحفس ون نم لقكمي خالذ كمبفال ، فالناس كلهم خلقوا من نفس واحدة. �313روحىت بني ، وال علو لطبقة على أخرى، وال امتياز لفرد على فرد، فضل ألحدهم على اآلخر

فهم متساوون وال خيتلفون إال فيما ، رض اإلسالماملقيمني على أ) الذميني( املسلمني وغريهمألن معىن املساواة هو محل املسلمني على مـا يتفـق مـع ؛ يتصل بالعقيدة فال مساواة فيه

والقاعدة يف اإلسالم أن هلم مـا لنـا . ومحل الذميني على ما خيتلف مع عقيدم، عقيدم، ون أمام القانون وأمام القضـاء فالكل متساو. 314مع تركهم وما يدينون، وعليهم ما علينا

: ويف حتمل التكاليف املالية وهو ما سنفصله يف اآليت، ويف تويل الوظائف العامة

: املساواة أمام القانون- 1

. 13: اآلية ،سورة احلجرات - 311

: برقم. 300. ، ص4.والفردوس مبأثور اخلطاب، ج. 195: برقم. 145.، ص1.ج ،مسند الشهاب - 312 . 6883و 6882

. 1:اآلية ،سورة النساء - 313 . 265. ص سالم وأوضاعنا السياسية،اإل ،عبد القادر عودة - 314

Page 130: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

130

وال ، فال فضل فيه لفرد علـى آخـر ، أمام قانون الشريعة أمرا جوهريا ةتعترب املساوا . القانون من تطبيق األحكام وال متيز لفرد يعفيه، حلاكم على حمكوم

وتقوم فكرة املساواة على أنه ليس للخلفاء وال ألي فرد آخر أيا كـان مركـزه يف ، أو أن يعتذر بأن الشريعة ال تنصرف إليه، أن يستعلي على حكم الشرع، اتمع اإلسالمي

. أو أا ال تسري عليهفاإلمجـاع ، الذين تتوافر فيهم أحكامها، نيفقواعد الشريعة عامة شاملة جلميع املسلم

.315منعقد على أن حكم املسلمني سواءفيخرج أثناء مرضه األخري بني الفضل ، وهاهو صلى اهللا عليه وسلم يضرب املثل بنفسه

يا أيهـا : (بن العباس وعلي بن أيب طالب رضوان اهللا عليهم حىت جيلس على املنرب مث يقول حقوق من بني أظهركم فمن كنت جلدت له ظهرا فهـذا ظهـري الناس إنه قد دىن مين

فليستقد منه ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ومن كنت أخذت له ماال فهذا مايل الشحناء من قبل رسول اهللا أال وإن الشحناء ليست من طبيعيت وال من شأين

فلقيـت اهللا وأنـا طيـب أالوإن أحبكم إيل مـن أخـذ حقـا إن كـان أو حللـين .316)احلديث...النفس

عن سعيد بن املسيب أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أقاد من وعلى جه سار خلفاؤه ف .317وأن عمر أقاد ،وأن أبا بكر رضي اهللا عنه أقاد رجال من نفسه ،نفسها احلديث هذاة أمام قانون الشريعة اإلسالمية، كما أن من أوضح ما يكشف عن املساو

عائشة رضي اللهم عنها أن قريشـا أهمهـم شـأن المـرأة أم املؤمنني عنالذي يروى :فقـالوا .عليه وسلم ا رسول الله صلى اللهومن يكلم فيه :المخزومية التي سرقت فقالوا

ي نموبح ديز نة بامإلا أس هليع رئتلى الله جص ول اللهسة رـامأس هفكلم لمسو هليع. لمسو هليلى الله عص ول اللهسفقال ر) : الله وددح نم دي حف فعشأت ( طـبتفاخ قام ثم

. 52 – 51.ص ،اخلليفة توليته وعزله ،صالح الدين دبوس - 315

.9:469: و مصنف عبد الرزاق. 718: برقم. 18/280/ و املعجم الكبري. 3/104: املعجم األوسط للطرباين - 316

. 469/ 9. ج: ف عبد الرزاقمصن - 317

Page 131: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

131

قال ثم) : قرإذا سو كوهرت ريفالش يهمف قروا إذا سكان مهأن لكمقب ينالذ لكا أهمإن يهمف .318)الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها

. فهذه هي املساواة الفعلية اليت جسدها اإلسالم ، وقد سار على جه صلى اهللا عليه وسلم خلفاءه رضوان اهللا علـيهم مـن بعـده

. وحرصوا حرصا بليغا على إتباع سنته الشريفة يف حتقيق املساواة بني الناسي اهللا عنه علـى أخـذ ومنها حرص عمر بن اخلطاب رض، واألمثلة على هذا كثرية

وكذلك حرصه رضـي ، وايل مصر 319ابن العاص والقصاص للقبطي الذي ضربه ابن عمر، ملا ضرب رجال على وجهه فهشم أنفه 320اهللا عنه على أخذ القصاص من جبلة بن األيهم

. )!!إن اإلسالم قد سوى بني امللوك والسوقة: (فقال عمر رضي اهللا عنه ضاءاملساواة أمام الق -2

ال يستثين النظام اإلسالمي أحدا مهما مست مكانته من املثول أمام القضاء حىت ولـو وذا يتميز النظام اإلسالمي على كثري من النظم اليت متنع حماكمة رئيس ، كان اخلليفة نفسه .321أو ال جتيز حماكمتهم إال أمام هيئات أو حماكم خاصة، الدولة والوزراء

للخلفاء يف اإلسالم مركزا متميزا مينع من حماكمتهم أمام القضاء مييزهم عن فلم يكن ومن ذلك أن ، بل كان الكل يقف أمام القاضي احلاكم واحملكوم على حد سواء، بقية الناس

.اخلليفة علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه فقد درعا فوجدها عند يهودي يـدعي ملكيتـها

.3196: برقم ،يف احلدود ،ومسلم. 3216: برقم ،البخاري يف أحاديث األنبياء - 318عمر بن العاص بن وائل السهمي القرشي أبو ) م 664 – 574/هـ 43 -ق هـ 50( :عمرو بن العاص - 319

اجلاهلية مـن األشـداء علـى عبد اهللا فاتح مصر وأحد عظماء العرب ودهام،وأويل الرأي واحلزم،كان يفوواله النيب صلى اهللا عليه وسلم ذات السالسل،واىل معاوية يف خالفه مـع ،اإلسالم وأسلم يف هدنة احلديبية

. 248ص ،5ج ،األعالم.الزركلي. حديثا 39ام علي،وتويف مبصر،له اإلمآخر ملوك الغساسنة ،من آل جفنةهو جبلة بن األيهم بن جبلة الغساين ) م641 -هـ 20(جبلة بن األيهم -320

أسلم وهاجر إىل املدينة وارتـد ،يف بادية الشام عاش زمنا يف العصر اجلاهلي وقاتل املسلمني يف دومة اجلندل ،للزركلي. األعالم . فيها ودخل بالد الروم مرتدا ومل يزل بالقسطنطينية عند هرقل ملك الروم إىل أن تويف

. 112.ص ،2. ج 274. سي اإلسالمي، صاحلريات العامة يف الفكر والنظام السيا ،كيم حسن عسلة العيلىعبد احل -321

Page 132: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

132

ألنـه ، فحكم القاضي لصاحل اليهودي، فتحاكما إليه، سلمنيبيين وبينك قاضي امل: فقال له .322حائز للدرع واحليازة سند امللكية

أن ذهب الفقهاء إىل ، كما أنه من شدة احلرص على تطبيق مبدأ املساواة أمام القضاء ، أن يفرق بني طريف اخلصومة يف نظرته فيقبل على هذا ويعرض عن ذاك يأنه ال جيوز للقاض

ويستمد هذا احلكم سنده ، يف جملسه فيواجه طرفا ويعطي جنبه أو ظهره للطرف اآلخروال من دستور القضاء الذي وضعه عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه يف وصيته املشـهورة إىل أيب

آس بني الناس يف وجهك وجملسك : ( حني واله القضاء واليت جاء فيها 323موسى األشعري .324 ).. وال ييأس ضعيف من عدلك* حيفكوقضائك حىت ال يطمع شريف يف

وهكذا حرص اخللفاء الراشدون رضوان اهللا عليهم من بعـده ، هكذا حرص اإلسالم . سواء بني احلكام واحملكومني أو بني عامة الناس، على تطبيق املساواة أمام القضاء

. املساواة يف تويل الوظائف العامة -3

يف تويل الوظائف العامة إذا توفرت الشروط اخلاصة يف املرشحني لتويل تكون املساواة وهذا يعين ، بأن كان املرشحني مجيعهم يتوفرون على كفاءة لتويل هذا املنصب، هذه الوظيفة

، والقادر والعاجز يف تويل الوظيفة العامة، والقوي والضعيف، أنه ال يستوي العامل واجلاهلقل هل يستوي الـذين �:يقول تعاىل، بل هو الظلم ذاته، ساواةفهذا ال يعترب من باب امل

.�325 . . . يعلمون والذين ال يعلمونوبالتايل فإن املساواة هنا ختتص بالصالحية والكفاءة والقدرة على حتمل مهام هـذه ؛ للحاكم فقربه ال يشفع لـه حىت ولو كان قريبا، مما يبعد من مل يكن أهال لذلك، الوظيفة

. 142. ص ،تاريخ اخللفاء.السيوطي - 322

. احليف هو التفضيل *صحايب ،عبد اهللا بن قيس سليم بن حضار بن حرب أبو موسى من بين األشعر من قحطان: أبو موسى األشعري -323

استعمله صلى اهللا عليه وسلم على زبيد وعدن،وواله عمر ،حتني ولد يف زبيديا باليمنمن الشجعان،الوالة الفاابن حجـر العسقالين،اإلصـابة يف متييـز . هـ 42تويف ،هـ،وافتتح أصبهان واألهواز17البصرة سنة

. 4889.ص ،مصر،دار النهضة للطبع والنشر،الصحابة،حتقيق علي حممد البجاوي 340. ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي -324 . 09: اآلية ،سورة الزمر - 325

Page 133: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

133

: (كما قال صلى اهللا عليه وسلم ألىب ذر عندما سأله اإلمارة ،ألا أمانة وهو مسئول عنها،ا ذرا أبي يفعض كة ،إنانا أمهإنة ،وامدنو يزخ ةاميالق موا يهإنا ،وقها بحذهأخ نإلا م،

.326)دى الذي عليه فيهاوأمن ويل من أمر املسلمني شيئا فأمر علـيهم ( :قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلمو

.327) أحدا حماباة فعليه لعنة اهللا ال يقبل اهللا منه صرفا وال عدال حىت يدخله جهنم صلى اهللا عليـه قال رسول اهللا :بن عباس رضي اهللا عنهما قالاعن ويف رواية أخرى خانويف تلك العصابة من هو أرضى هللا منه فقد ،عصابة علىمن استعمل رجال : (وسلم

. 328)خان املؤمنني اهللا وخان رسوله و . وبذلك فقد حرص اإلسالم حرصا شديدا على توفر الكفاءة يف تويل الوظائف العامة

وسوى اإلسالم يف ذلك بـني ، الوظيفة فيكون صاحبها أهال لتويل هذهمن احلكام، وابتدءاعلى عكس ما جنده يف ، أصحاب الكفاءات مساواة فعلية حقيقية بعيدا عن احملاباة والعنصرية

. النظام الوضعي فهي مساواة غري جدية

. املساواة يف حتمل التكاليف املالية -4

وهي ركن مـن ، نسان يف اإلسالمتعترب الزكاة من التكاليف املالية املفروضة على اإل لذلك أوجب اإلسالم على كل من توافرت فيه شـروط الزكـاة ؛ أركان اإلسالم اخلمسة

على اختالف أنواع املال الذي بلـغ ، دون إنقاص منها، وباملقدار الذي شرعت به، تأديتها . فكل املسلمني خيرجوا على قدم املساواة ، النصاب وتوفر فيه شرط الزكاة

وهو ما جعل أبا بكر الصديق رضي اهللا ، وقد حرص اإلسالم حرصا بليغا على الزكاة واهللا لو منعوين عقال بعري كانوا يؤدونـه : ( وقال قولته املشهورة، عنه يقاتل مانعي الزكاة

. 329 ).. لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم لقاتلتهم عليه ما استمسك السيف بيدي

. ومل خيرجه من الستة غري مسلم .3404: برقم ،مسلم يف اإلمارة - 326

.ومل خيرجاه،هذا حديث صحيح اإلسناد: قال احلاكم. 7024 :، برقم4/104املستدرك - 327 .ومل خيرجاه ،إلسنادهذا حديث صحيح ا: قال احلاكم. 7023: ، برقم4/104املستدرك - 328

. 541. ص ،2مج ،الكامل يف التاريخ ،ابن األثري - 329

Page 134: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

134

:330لنا ملبدأ املساواة ميكننا القول بأنه مبدأ ثالثي األبعادمن خالل تناو ومشـول ، يقوم على التسوية بني املسلمني يف اخلطـاب قانوين: أو(�

. األحكام الشرعية لكافة املسلمني �*وهذا البعد يتضمن . ويقوم على حتقيق العدالة اإلسالمية اجتماعي: ���

مـع ،على وجود الطبقية والعصبية أو قيامها يف اتمعات اإلسالميةسعيا من أجل القضاء اليت مل يكن هلـم ، مراعاة لظروف األفراد وأوضاعهم ذات الطابع الطبقي يف بعض األحيان

. كمراعاة الكفاءة يف الزواج مثال ، ذنب أو دور مباشر يف إجيادهاتقف عند البعـدين األول أو فاملساواة اإلسالمية ال . تربوي نفسي: ����*� أو باألحرى ال تقف عند تقرير املساواة القانونية كما هو احلـال يف الـدميقراطيات ، الثاينواليت تعوق مساواته الفعلية بغريه من ، أو تقف عند تغيري الظروف احمليطة باإلنسان، الغربيةمسلحة بأساليب ، البشرية ولكن متتد إىل أغوار النفس، كما هو يف النظم االشتراكية، البشر

فاملساواة هنا تبدأ من داخـل . لتقتلع منها نوازع العلو والكرب واخلنوع ؛التربية اإلسالمية . النفس البشرية وليس من خارجها

وهي ذه الصورة ميكنها أن تسهم إسهاما كبريا يف إزالة أو إذابة الفوارق اليت تنشأ . أو موارد السلطة توزيعا غري عادل، وارد االقتصاديةبني الناس نتيجة لتوزيع امل

. وهذه األبعاد الثالثة تشكل فيما بينها مساواة شرعية حتميها يف أبعادها الثالثة قوة السلطان � العدل: ���

.331العدل هو إعطاء كل ذي حق حقهاملسلمني بتطبيقها وأمر، يعترب العدل من أمسى املبادئ اليت حرص اإلسالم على رعايتها

وقد قامت على ذلك أدلة صرحية من الكتـاب ، وهو أساس احلكم يف اإلسالم، يف حيامن اللـه يـأمر بالعـدل إ�: ومنها قوله تعاىل، حتث عل إقامة العدل بني الناس، والسنة

اء وشالفح نى عهنيى وبي القراء ذإيتو انساإلحو ظكـمعـي يغالبنكـر والم .�332 لعلكم تذكرون

. 51.ص ،هامش ،اخلليفة توليته وعزله،صالح الدين دبوس - 330 . 85. ص ،حنو دستور إسالمي،سيد أمحد املسري -331 . 90: سورة النحل، اآلية - 332

Page 135: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

135

إن الله يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلهـا وإذا حكمـتم �: وقوله تعاىل .�333بين الناس أن تحكموا بالعدل

وحـىت ، منصب الوالية صغرية كانت أم كبريةفاحلكم بالعدل أمر اهلي لكل من توىل وال يجـرمنكم شـنآن قـوم علـى أال �: حيث يقول تعاىل، وإن كان مع غري املسلمني

.334 � . . .تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى

ميال إىل قرابته ضـد بل جيب أن يكون العدل حىت مع القرابة ؛ ألن اإلنسان بطبيعته الناس اآلخرين ؛ لذلك وجب أن يكون عادال معهم، ويكون العدل حـىت مـع اإلنسـان

يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شـهداء للـه � :يقول تعاىل. ونفسهن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولـى ولو على أنفسكم أو الوالدين واألقربين إ

بهما فال تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كـان بمـا .�335 تعملون خبيرا

حىت ولو كان احلـق ، فاملسلم مطالب بالقيام بالعدل والشهادة باحلق لوجه اهللا تعاىل . وإن فضوح الدنيا أهون من فضوح اآلخرة، فإن مرارة احلق خري من لذة الباطل، مرا

وال ، وال جيامل غنيا وال ذا جاه، وال يستثين ذا مودة، واحلكم بالعدل ال يعرف قرابة .336ينحاز إىل شيء مطلقا

ألن ميزان العدل يف ؛ألخرى كما جيب أن يشمل العدل املسلمني وغريهم من األمم ا . وهذا مستوى من املثالية مل ترق إليه بقية األمم األخرى، اإلسالم ال يفرق بني املسلم وغريه

وجب أن يناط تصرف احلـاكم أو ، وإذا كان العدل مصلحة عامة معتربة يف الشرع تصرف اإلمـام ": ة أنولذا كان من املقرر يف الشريع ؛ أي بالعدل، ويل األمر ذه املصلحة

.337وهي العدل فيجب أن يناط به كل تصرف "على الرعية منوط باملصلحة

. 58:اآلية ،سورة النساء - 333 . 08:اآلية ،سورة املائدة - 334 . 135:اآلية ،سورة النساء - 335

. 85. ص ،حنو دستور إسالمي ،سيد أمحد املسري 336- -هـ 1417 ،1مؤسسة الرسالة ط ،دار البشري ،فتحي الدريين احلق ومدى سلطان الدولة يف تقييده -337

. 168 – 167.ص . م1997

Page 136: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

136

إن أحب الناس إلى الله يـوم : (عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلموا إمسلجم هنم ماهنأدو ةاميالق ـامـا إمسلجم هنم مهدعأبو اس إلى اللهالن ضغأبل وادع ام

رائ338)ج. اه الظلمة بالظلمة وأشأين الظلمة وأعوان إذا كان يوم القيامة نادى مناد: (وقوله أيضا

رؤوس علـى حىت من الق هلم دواة وبرا هلم فلما يتجمعون يف تابوت واحد مث سيق ـم .339)اخلالئق إىل نار جهنم

وقد سار على هذا النهج الرسول صلى اهللا عليه وسلم واخللفاء الراشدون رضوان اهللا لذلك كان ؛ وقد كان وال يزال يعترب أساسا لقيام الدولة اإلسالمية احلقة . عليهم من بعده

، ا حكـم اهللا يف األرض حىت يقيمـو ، واجبا على حكام املسلمني إقامة العدل بني رعاياهم . حملكوميهم األمن واالستقرار اويوفرو

: ةـــــــخالص بل هـي حقوقـا إلسالم ليست حقوقا خالصة لإلنسان، احلقوق واحلريات الفردية يف ا

لـذلك ، إال أن حق العبد فيها غالـب ، وحق العبد، مشتركة بني حق اهللا سبحانه وتعاىلانتهاك حرمات الشريعة اإلسـالمية، واحلريات الفردية مقيدة بعدموجب أن تكون احلقوق

. وهو ما ينفي إطالقهاوكل تصرف أو ، فاحلرية الشخصية تعترب قيدا على سلطة اخلليفة الرئاسية بصفة عامة

. ممارسة خترج على نطاق الشريعة اإلسالمية ختوله عقابا عليهادون ، قيدة باحترام اآلداب اإلسالمية يف التعبري عن الـرأي أما احلرية السياسية فهي م

. بعيدا عن كل ضرر قد ميس باتمعأحد، ودون إثارة الفنت، اإلساءة إىل

. 11099: ويف نفس املسند برقم 10745: رين برقموأمحد يف املكث. 1250: الترمذي يف األحكام برقم - 338 .حديث أبي سعيد حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه: وقال الترمذي

.3/263. واجلامع ألحكام القرآن، القرطيب، ج. 1/255.ج: الفردوس مبأثور اخلطاب - 339

Page 137: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

137

وإنفاق األموال يف الوجـوه دة بعدم أكل أموال الناس بالباطل، واحلرية االقتصادية مقي فحرم بذلك . تعامل ا بتحقيق مقاصدهاوإتباع أحكام الشريعة اإلسالمية يف ال، املشروعة

. . . اإلسالم اإلسراف واالحتكار والتبذير

قطب "إذ أا متثل واخلليفة هو املسئول على تقييد احلقوق واحلريات مبصلحة اتمع ؛ وقد حيتاج اخلليفة من أجل حتقيق مصـلحة عامـة إىل ، يف السياسة الشرعية .340"الرحى

وحينئذ جيب التوفيق بينهما ، وق عند تعارض املصلحتني العامة واخلاصةاملساس ببعض احلقفإذا استحال التوفيق وجب ترجيح املصلحة العامـة ، ألن كل منهما معترب شرعا ؛ما أمكن

.341على اخلاصةتفاديـا ، على أن تغليب مصلحة اجلماعة على مصلحة الفرد خيضع لشـروط معينـة

: ومن هذه الشروط .قللتعسف يف استعمال هذا احل . إذا مل تقيد مصلحة الفرد، أن يكون الضرر واقعا حتما على اجلماعة -1

دون زيادة عليه ، أن تقيد مصلحة الفرد بالقدر الذي يدفع الضرر عن مصلحة اتمع -2 . وإال كان ذلك ظلم وتعسف

. إن أمكن ذلك، أن يتم تعويض الفرد عما مس به -3

إذ أنه يف بعض األحيان ال ؛ فهما مما اقتضامها التشريع اإلسالمي أما املساواة والعدل إذ االطراد يف إتباع املساواة يصرف التشريع عن هدفه ، جيب االنسياق وراء املساواة املطلقةوهلذا اتبع التشريع اإلسالمي املساواة حيث تـؤدي إىل ؛ املتمثل يف حتقيق العدل يف اتمع

فأوجد موانع متنع االسترسال يف قاعدة ، تؤدي إىل الظلم واحليفوعدل عنها حيث ، العدل : ومن أمثلة ذلك. ووضع قواعد تنظم األخذ ا، املساواة .مساواة املرأة للرجل يف املرياث منع - .منع تعدد األزواج بالنسبة للمرأة على عكس ما هو عند الرجل - ؛يف الدولة اإلسالمية بني املسلمني وغري املسـلمني وأيضا اختالف التكاليف املالية -

.ظرا الختالف العقيدةن

. 110. ص ،احلق ومدى سلطان الدولة يف تقييده ،فتحي الدريين -340 . 26. ص ،نفسه ، املرجعفتحي الدريين - 341

Page 138: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

138

والتصـدي للنظـر يف ، وكذلك منع مساواة العامل للجاهل يف تويل الوظائف العامة - اخل. . . مصاحل األمة

وبذلك ميكننا القول بأن احلقوق واحلريات بأنواعها تعترب قيدا على سـلطة اخلليفـة . الشريعة اإلسالمية -رئاسية بعد قيد القانونال

المطلب الثاني احترام الحقوق والحريات في الفقه الوضعي

مـع ، مل تعرف حقوق اإلنسان وحرياته األساسية إال يف أواخر القرن السابع عشـر ية ـذا فقد أرست الثورة الفرنس. م1789 :صدور إعالن حقوق اإلنسان واملواطن سنة

حقوق اإلنسان ووصفتها طبيعية سابقة على قيام الدولة اليت أقامها األفراد من أجل ، اإلعالنمقيدة بتلـك احلقـوق ولذلك فإن سلطة الدولة تبقى دائما، محاية هذه احلقوق وتأكيدها

وما عدا ذلك فهـو حمظـور ، وتقتصر وظيفتها على كفالة األمن وحل املنازعات، الطبيعية .342وترك أمره لألفراد يباشرونه حبرية تامة دون تدخل منها ،عليها

رسالة دكتوراه كلية ،احلريات العامة يف اإلسالم مع املقارنة باملبادئ الدستورية الغربية ،حممد سليم غزوي - 342

.ها وما تال 1.ص . م 1977احلقوق جامعة اإلسكندرية

Page 139: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

139

وأن السـلطة يف ، وينادي أنصار املذهب الفردي بأن احلقوق واحلريات مكفولة للفرد والفصـل يف ، وعلى ذلك ينحصر نشاطها على احملافظة على األمن الداخلي، خدمة الشعب

فـالفرد اسـتمد ، من العدوان اخلارجيومحاية الدولة ، مجيع املنازعات عن طريق القضاء . فهي لصيقة به وهو جنني يف بطن أمه حىت بعد مماته، حقوقه وحرياته من طبيعته اإلنسانية

وأيد أنصار املذهب الفردي قوهلم بإعالن احلقوق الذي أصدرته الواليات املتحدة األمريكية ن احلقوق الذي أصدرته الثورة الفرنسية وإعال .م1776: بعد االستقالل يف مؤمتر فيالدلفيا سنة

. م1948: وإعالن حقوق اإلنسان الذي أصدرته هيئة األمم املتحدة سنة .م1789: سنةولذلك ميكن القول بأن احلقوق واحلريات اللصيقة باإلنسان هي تلك املستمدة مـن

ا اإلنسان بوصفه عضـو يف أما احلقوق واحلريات املدنية فهي تلك اليت يتمتع ،القانون الطبيعي .343اتمعوتعترب احلقوق واحلريات من أهم القيم اليت يسعى اإلنسان جاهدا حلمايتها والـدفاع حبيث ال ميكن التنازل عن إحداها أو ممارسـة ،وهذه احلريات متكاملة مع بعضها البعض ،عنها

. ممارسة حرية إال بضمان الباقي بل إنه يف بعض األحيان ال ميكن ،واحدة على حساب األخرىوحريات ، )وحرمة مسكنه، وحقوقه على بدنه، حرية التنقل( :فاحلريات الشخصية هي . )وحرية الصحافة وحرية الرأي، وحرية التعليم، كحرية العقيدة والديانة(الفكر ا اإلنسان بوصفه عضو يف ا تمع فهي احلقوق أما احلقوق واحلريات املدنية اليت يتمتع

. االجتماعية واالقتصادية . وتكوين اجلمعيات ،وحرية االجتماع ،حق العمل: فمن احلريات واحلقوق االجتماعية وتشـكيل ،وحرية التجـارة والصـناعة ،حق التملك: ومن احلقوق واحلريات االقتصادية

. النقابات : حلريات العامة يتضمنومبدأ املساواة بني األفراد يف احلقوق وا .املساواة أمام القانون، املساواة أمام القضاء - . ملساواة أمام الوظائف العامةا -وسـداد ، واخلدمة العامة، كأداء اخلدمة العسكرية، املساواة يف التكاليف واألعباء العامة -

.344الضرائب املستحقة للدولة

. دد ،دط – 183. ص ،احلريات العامة يف األنظمة السياسية املعاصرة ، كشاكشكرمي -343

Page 140: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

140

كما يهدف إىل كفالة مبدأ ، د من تعسف السلطةويفترض نظام الدولة القانونية محاية األفرا .345متتع األفراد حبريام العامة وحقوقهم الفردية

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

��G&4�0ی� اا��G&4�0ی� اا��G&4�0ی� اا��G&4�0ی� اا ، وهي تعين متتع الفرد حبريته اجلسـمانية ، احلرية الشخصية هي احلرية مبعناها الدقيق

من بعدم جواز القبض عليـه أو وحقه يف األ، وحريته يف التنقل داخل الدولة واخلروج منها .346إال طبقا للقانون ويف احلدود واإلجراءات اليت يقررها، حبسه أو اعتقاله

إذ ال وجـود ، وتعترب احلرية الشخصية على رأس باقي احلريات اليت يتمتع ا األفراد املـادة وقد نص عليها الدستور اجلزائري يف . لباقي احلريات بدون وجود احلرية الشخصية

أو ، وحيظر أي عنف بدين أو معنوي، تضمن الدولة عدم انتهاك حرمة اإلنسان": قولهب 34 ."أي مساس بالكرامة

. . . سرية املراسالت-حق األمن-حرية التنقل-حرية الذات: وتتفرع إىل ما يلي . حرية الذات: أو�

يف شؤون نفسه واحملافظة عليها من كل ما قـد وتعين قدرة الشخص على التصرف ، يتصرف ا كما شاء، فتكون بذلك للفرد شخصيته املستقلة. يسيء إليها أو يقيد حدودها

فحرية اإلنسان مطلقة على أال تصل إىل حريـات ، على أال متس حبقوق وحريات اآلخرين . دم انتهاك حرمة اإلنسانتضمن الدولة ع": بقوهلا 34وهو ما نصت عليه املادة ، اآلخرين

."وحيظر أي عنف بدين أو معنوي أو أي مساس بالكرامة � . حرية التنقل: ���

كما أن ، وبأي وسيلة أراد، وتعين حرية انتقال الشخص من مكان إىل آخر كيفما شاء . تبعا إلرادته اخلاصة، له احلق يف العودة إىل مكانه

. 185. ص، احلريات العامة يف األنظمة السياسية املعاصرة،كرمي يوسف كشاكش - 344 دار الكتاب احلديث ،دراسة مقارنة ،الوسيط يف النظم السياسية والقانون الدستوري ،فوزي أوصديق - 345

. 187.ص . م 2000 . 263.ص . م 1970بية، دار النهضة العر ،املبادئ الدستورية العامة ،حممد حلمي - 346

Page 141: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

141

لقوانني اليت تضعها الدولة حفاظا على األمن العام واملصلحة العامة على أن يتم ذلك باحترام ا . للمجتمع

أن خيتار حبريـة مـوطن ، حيق لكل مواطن يتمتع حبقوقه املدنية والسياسية" 44 :املادة . وأن يتنقل عرب التراب الوطين، إقامته ."حق الدخول إىل التراب الوطين واخلروج منه مضمون له

. حق األمن :�����

، وهو حق الشخص يف احلفاظ على أمنه وسالمته من كل ما قد ميس ا أو يسيء إليها . وبذلك يكون له احلق يف التعويض إذا أسيء إليه ظلما بغري وجه حق

فال جيوز انتهاك حرمة مساكن الغري إال يف ، ويدخل بذلك يف حق األمن حرية السكن 40 :وهو ما أشارت إليه املـادة . واحلفاظ على أمن الدولة وسالمتها، عامحدود الصاحل ال

: من الدستور اجلزائري بقوهلا ،فال تفتيش إال مبقتضى القانون ويف إطار احترامه، تضمن الدولة عدم انتهاك حرمة املسكن"

. .". وال تفتيش إال بأمر مكتوب صادر عن السلطة القضائية املختصة

�� . سرية املراسالت حق: را

وعـدم ، ودف سرية املراسالت إىل حق الشخص يف احلفاظ على سرية مراسـالته . كشف أسراره

يف وتعترب من احلقوق اللصيقة بشخصية اإلنسان، ويدخل ضمن هذا اإلطار حق الشـخص . دود ما أمر به القانونسرية مراسالته اهلاتفية، أو األشرطة السمعية، فال جيوز املساس ا إال يف ح

سرية ، وحرمة شرفه وحيميها القانون، ال جيوز انتهاك حرمة املواطن اخلاصة": 39املادة ."املراسالت واالتصاالت اخلاصة بكل أشكاهلا مضمونة

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

ــــح�یح�یح�یح�ی ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ � ا���J ا���J ا���J ا��Jـ، وحريـة الـرأي ، كحرية العقيدة: وتتضمن حرية الفكر بدورها العديد من احلريات

: وهو ما أشارت إليه املـادة ، وتقتضي حرية الفكر االبتكار الفكري. . . وحرية الصحافة : بقوهلا38

Page 142: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

142

. حقوق املؤلف حيميها القانون، حرية االبتكار الفكري والفين والعلمي مضمونة للمواطن"ية وسيلة أخرى من وسائل التبليغ واإلعـالم إال ال جيوز حجز أي مطبوع أو تسجيل أو أ

". مبقتضى أمر قضائي . حرية العقيدة :أو�

وهي تـدخل يف ، وتعين حرية العقيدة حرية اإلنسان يف اعتناق ما يشاء من الديانات . إطار الضمري والسرية

وال ، قيات الدوليـة وقد حظيت هذه احلرية بأمهية خاصة يف إعالنات احلقوق واالتفا : ة الصادرة عن األمم املتحدة سنةسيما االتفاقية الدولية يف شأن احلقوق املدنية والسياسي

:347وقد نصت على اآليت .م1966؛ ويتضمن ذلك أن يعترف لكل إنسان حبقه يف حرية الفكر والضمري واحلرية الدينية -1

خاصة به مبطلق اختيـاره أو أن يتخذ عقيدة، حق اإلنسان يف أن يؤمن بدين معني، سواء انفرد عن غريه يف ذلك أم شاركهم فيما يؤمنون به سرا أو عالنيـة ، وحريته

. وأن ميارس شعائر تلك الديانة يف العبادة والسلوك االجتماعي له والتعليميإلجباره على ترك ، وجوب عدم التعرض لإلنسان بصورة من صور اإلكراه املختلفة -2

. مبا يعين احلجر على حقه وحريته يف العقيدة ومصادرا، اإلميان ا أو، ديانة معينة

يف -مـن خـالل القـانون -إن كفالة حرية العقيدة ال يعين عدم تدخل الدولة -3والنظام العـام ، وفرض القيود الضرورية للمحافظة على األمن االجتماعي، تنظيمها

. واحلريات األساسية لآلخرينوعلى اآلداب العامة واحلقوق ، مبدلوالته املختلفة

نظريا ويف جمتمعاا عمليا بعدم التمييـز ، جيب أن تلتزم الدول املختلفة يف دساتريها -4 .أو ما يؤمنون به من ديانات، بسبب معتقدام الدينية، بني األفراد

ة إعماال مببدأ املساوا، كما تلتزم أيضا بالقضاء على الرتعات التعصبية يف هذا الصدد : من الدستور اجلزائري بقوهلا 36 :وقد نصت عليه املادة. يف اتمع

."وحرمة حرية الرأي، ال مساس حبرمة حرية املعتقد"

� . حرية الرأي: ���

،العبوديحمسن :نقال عن . 444. ص ،الوجيز يف املبادئ العامة والقانون الدستوري ،مصطفى عفيفي - 347

. 59.ص مبدأ املشروعية وحقوق اإلنسان،

Page 143: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

143

ألا صوت ما جيول خبواطر الشعب وطبقاته ، حرية الرأي هي روح الفكر الدميقراطي وميكن اإلدالء بالرأي ، رغباته وما حيتاجه من خدماتحىت تعمل الدولة على حتقيق ، املختلفة

.348صراحة أو اهلمس سرا أو باالقتراع العام أو بالتصويتبغض ، وعما جيول خباطره حبرية تامة، كما أن حرية الفرد يف التعبري عن أفكاره وآرائه

، ) ملسرح واألفالما ( سواء أكانت كتابية أو شفوية أو متثيلية،النظر عن الوسيلة اليت يسلكهاوبذلك متتد . أو عن طريق التلفزيون ، وسواء كانت عن طريق اجلرائد والصحف واالت . وال تقتصر على صاحبها فقط، آثار حرية الرأي إىل اآلخرين بتأثريه فيهم وتأثره م

. دون أن ميس حبقـوق اآلخـرين ، على أن يتم هذا وفق احلدود اليت حددها القانون من الدسـتور 36: وهو ما نصت عليه املادة. . ضمن أيضا حرية االجتماع والصحافةوتت

.اجلزائري السابق ذكرها

- ا��ع ا� -ا��ع ا� -ا��ع ا� -ا��ع ا�

ا8�0ق وا�0ی ت ا1*���ا8�0ق وا�0ی ت ا1*���ا8�0ق وا�0ی ت ا1*���ا8�0ق وا�0ی ت ا1*���وتتعدد هـي األخـرى إىل ، يف اتمع اهذه احلقوق يتمنع ا اإلنسان بوصفه عضو

. احلقوق واحلريات االقتصادية واالجتماعية : احلقوق واحلريات االقتصادية : أو�

. وتشكيل النقابات، وحرية التجارة والصناعة، وتتضمن بدورها حق التملك تتأثر غريزة امللكية لدى اإلنسان بطبيعة حياته وتعامله مع غريه مـن : حق امللكية -1

وهو ما يعـرف بامللكيـة ، هلاكما تتأثر باحتياجاته وأنواعها ونسبة احتياجه ، أفراد اتمعوقد قررت وثيقة حقوق اإلنسان اليت أصدرا هيئـة ، متييزا هلا عن امللكية اجلماعية ،الفردية

:349أن 17 :تقرر يف املادة .م1948ديسمرب 10األمم املتحدة يف . لكل شخص سواء مبفرده أو مع غريه احلق يف امللكية -1 . ملكه قسرا ال جيوز حرمان أحد من -2

. 223. ص ،احلريات العامة يف األنظمة السياسية املعاصرة ،شاكشكرمي يوسف ك - 348 . 218. ص ،احلريات العامة يف األنظمة السياسية املعاصرة،كرمي يوسف كشاكش 349

Page 144: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

144

فقـد أقـرت ، فوثيقة حقوق اإلنسان تنظر إىل حق امللكية كحق من احلقوق الطبيعية كما حرمت الفقرة الثانيـة ، سواء مبفرده أو مع غريه، الفقرة األوىل حق اإلنسان يف امللكية

. االعتداء على ملكية اإلنسان وحرمانه منها بالقوةتعمال الشيء واستغالله والتصرف فيه كيفما شاء، حسـبما وحق امللكية جييز للشخص اس

. تقتضيه رغبته على أال يسيء يف تصرفه هذا إىل اآلخرين، حفاظا على املصلحة العامة للمجتمع : من الدستور اجلزائري بقوهلا 52 :وقد نصت على ذلك املادة

ك اجلمعيات اخلرييـة مالاألمالك الوقفية وأ. حق اإلرث مضمون . امللكية اخلاصة مضمونة" ."وحيمي القانون ختصيصهامعترف ا،

وحدود وهذه احلرية مكفولة من خالل التنظيم التشريعي اهلا : حرية التجارة والصناعة -2 املال اخلاص مـن ممارستها بغية كفالة االقتصاد القومي وحتقيقه دون استغالل، انطالقا من اشتراك رأس

.350استغالل ال ملمارسة نشاطه يف خدمة االقتصاد القومي، دون احنراف أوالتجارة وإجياده جماوأال ميس ، على أال يتعدى حدود القانون، فلإلنسان مطلق احلرية يف التجارة والصناعة

: من الدستور اجلزائري بقوهلا 37:وقد نصت على ذلك املادة. حبقوق وحريات اآلخرين ."ومتارس يف إطار القانون، حرية التجارة والصناعة مضمونة"

سواء كان ، وتعين حرية الشخص يف ممارسة العمل الذي يراه مناسبا: حق العمل -3 كما أن ، دون أن يكون ألحد احلق يف منعه من مزاولة عمله . . . تعليما أو زراعة أو جتارة

.والظروف املناسبة للقيام بذلك، على الدولة أن توفر للفرد مناصب العمل : من امليثاق العاملي حلقوق اإلنسان بقوهلا 23 :وهو ما عربت عنه املادة

واحلق يف أن تكون شروط ، وحق اختيار نوع العمل مبحض حريته، لكل إنسان حق العمل"احلـق يف أجـر -بال متييز -ولكل إنسان، وحق احلماية ضد البطالة، العمل عادلة ومواتية

يكفل له وألسـرته ، من يعمل احلق يف أجر جمز ومناسب ولكل، متساو مقابل نفس العملولكل إنسـان ، ويتبعه إذا لزم األمر وسائل احلماية االجتماعية، معيشة تليق بكرامة اإلنسان

. حلماية مصاحله، احلق يف تكوين واالنضمام إىل نقابات عمالية

. 63. ص ، مبدأ املشروعية وحقوق اإلنسان ،حمسن العبودي -350

Page 145: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

145

، يـة معينـة وقد قيدت الدولة احلصول على بعض األعمال باشتراط مـؤهالت علم : وهو ما نصت عليه املادة. كما أن العمل فيها ال يتم إال بترخيص، واشتراط الكفاءة املهنية

."لكل املواطنني احلق يف العمل": من الدستور اجلزائري بقوهلا 55 . والنظافة، واألمن، يضمن القانون يف أثناء العمل احلق يف احلماية

. .". ون كيفيات ممارستهوحيدد القان، احلق يف الراحة مضمونمبدأ املشروعية مبا يقتضيه من التـزام السـلطات : مبدأ املشروعية وحقوق اإلنسان

، الدسـتور ( :ويؤخذ القانون باملعىن الواسع فيشـمل ، احلاكمة يف الدولة بأحكام القانونف من وعدم اخلروج على أحكامه حتت أي ظر، )اللوائح(التشريع الفرعي، التشريع العادي

. الظروف، إال طبقا حلاالت الضرورة والظروف االستثنائية، ومبراعاة القيود املقررة يف هذا الصددالسـلطة -وغين عن البيان أن السلطات احلاكمة يف الدولة هي السـلطة التشـريعية

وعدم إهداره يستتبع بالضرورة ، وليس من شك أن احترام سلطات احلكم للقانون، التنفيذيةوـذه ، احترام حقوق األفراد وحريام -السيما يف عالقة اإلدارة باألفراد-حبكم اللزومو

. املثابة فإن مبدأ املشروعية ميثل ضمانا حلقوق وحريات األفراد من عدوان السلطة عليهمالرقابة القضائية، وهـي رقابـة : أما وسائل حتقيق مبدأ املشروعية فهي وسائل متعددة أمهها قضاء اإلداري، فتلك الرقابة هي احلامية حلقوق األفراد وحريام، وهي اليت تعطـي للقـانون ال

هو السياج ويعد مبدأ املشروعية،نظرية قواعد سوى القانون يعدو ال السلطة هذه بغري وإلزامه،إذ فاعليته

.351القانون من مقتضى غري على سلطتها حدود جتاوز أو اإلدارة عسف من العامة للحريات واحلامي

:خالصة

كفل اإلسالم لألفراد احلقوق واحلريات،وأعطى لكل فرد حقوقه كاملة، ومل يسـمح -1ألي كان أن أن يسيئ إليه أو حيرمه منها بغري وجه حق حىت ولو كان احلاكم نفسه، فـال

.حيق له التعدي على حقوق وحريات األفراداحلكام واألمراء وسائر أفراد األمة، ومل يفرق سوى اإلسالم يف احلقوق واحلريات بني -2

أما يف الفقه الوضـعي . بينهم وفرض لذلك العقوبات على كل من يتعدى على حق اآلخر .فال ميكن أن يقتص لألفراد من احلكام

. 119. ص ،دروس يف القضاء اإلداري دراسة مقارنة ،سليمان الطماوي - 351

Page 146: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

146

احترم اإلسالم حق امللكية، وأباح لإلنسان أن يتملك ما شاء، وقد بلغـت يف ذلـك -3غا عال مل تصله أي شريعة من الشرائع، على أال ميس يف ذلك حبقوق الشريعة اإلسالمية مبل

اآلخرين وحريام، وال يتعدى ما شرعه اإلسالم يف ذلك ؛ فنهى عن أكل أموال النـاس وهو ما ال جنده يف النظام الوضعي، فقـد . بالباطل، وعن السرقة و اإلضرار حبقوق الغري

ح الرشوة والربا والفساد، وهو ما حرص االسالم على أباح أكل أموال الناس بالباطل، فأبا .النهي عنه حرصا بليغا، فهو أساس اخلراب والفساد االقتصادي الذي تشهده دول العامل اليوم

طبق االسالم املساواة أحسن تطبيق بني أفراد األمة، وقد جسد ذلك الرسول صلى اهللا عليه -4يطلب القصاص من نفسه ملن كان قد أساء إليه، وهـو وسلم بنفسه ملا خرج أثناء مرضه األخري

.وهو مامل يطبقه أي حاكم يف التاريخ يف الفقه الوضعي. مافعله اخللفاء الراشدون من بعده

������ ��� ��5$�� FG�%H �,$���)�'5&�� I��#��� Jء��L >�?(

المطلب األول في الفقه اإلسالمي) عدم إساءة استعمال السلطة( التصرف بمقتضى المصلحة

، وغلبت شهوات الدنيا على النفوس، ملا وىل زمان اخللفاء الراشدين رضوان اهللا عليهم أصبحنا نرى من بعض اخللفاء والوالة بعـض مظـاهر ، وانقلبت اخلالفة إىل ملك عضوض

. مما وصل م إىل حد االستبداد والطغيان، سوء استعمال السلطةفإنه ينبغـي أال يتـرك ، وقل اإلميان يف النفوس، ضعف الوازع الديينوال شك أنه إذا

بل جيب على األمة أن تضع على سلطاته ، احلاكم املسلم حرا اعتمادا على اجلزاء األخروي . وتوجيهه إىل ما فيه صالح األمة وسعادا ، من القيود ما تراه كفيال بعدم إساءة استعماهلا

ـ ، جتاوزه لسلطاته عدم ىلإ ضافةمقيد باإل ولذلك فاخلليفة يف اإلسالم للحقـوق هواحتراممقيد بالتصرف يف شؤون الرعية مبقتضى املصلحة حفاظا على مصـاحل ، واحلريات الفردية

. اإلسالم واملسلمني ومراعاة هلا ودفع للضرر عنهايحة أو ن صـح وقد قرر الفقهاء املسلمون أن مجيع األعمال اليت يقوم ا احلاكم تكو

، أي أا تدور مع املصلحة وجودا وعدما، للمصلحة العامة لألمة باطلة على حسب تضمنها

Page 147: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

147

وأي عمل ال يكون اهلدف منه حتقيق املصلحة يعترب ، فتخضع بذلك تصرفات احلاكم للرقابة . إساءة يف استعمال السلطة

وذلك ، زام والتقيد اومن ذلك وجب علينا بيان حدود املصلحة اليت على احلاكم االلت : ولذلك نقسم هذا املطلب إىل فرعني، بعد بيان وجوب االلتزام باملصلحة

. دليل وجوب التزام املصلحة: الفرع األول . حدود املصلحة: الفرع الثاين

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

�0�G1ام ا� د�S و8Rب ا'�ام ا�0�G1د�S و8Rب ا'�ام ا�0�G1د�S و8Rب ا'�ام ا�0�G1د�S و8Rب ا'، اآلجل والعاجل يف الدنيا واآلخـرة جاءت الشريعة اإلسالمية لتحقيق مصاحل العباد يف

فشرعت ، وما حيقق هلم اخلري والصالح، ولذلك فقد راعت يف أحكامها كلها مصاحل العبادفإذا خرج احلاكم ، وحيققوا هلم الصاحل العام، لرياعوا شؤوم، هلم بذلك إقامة حكام عليهم

العديد من نصوص الكتـاب وهو ما يؤكده، عن املهام اليت أنيط للقيام ا كان عمله باطال : والسنة

.�352 . .. وال تفسدوا في األرض بعد إصالحها�: قوله تعاىل: من الكتاب -1 قال موسى ألخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح وال تتبع سبيل و�:وقوله

ينفسد�353الم. تطيعوا أمـر المسـرفين الـذين يفسـدون فـي األرض وال الو �:وقوله

.�354يصلحون

. 56: اآلية ،سورة األعراف - 352 . 142: اآلية ،سورة األعراف - 353 . 152 – 151: اآلية ،سورة الشعراء - 354

Page 148: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

148

وينهاهم عن ، فاهللا سبحانه وتعاىل يف هذه اآليات حيث عباده على اإلصالح يف األرض ألن املقصد األمسى للشريعة اإلسالمية هو رعاية مصـاحل العبـاد يف الـدنيا ؛ اإلفساد فيها

. ودفع املفاسد عنهم، آلخرةواما من أمري يلي أمر المسلمني ثم لا يجهـد : (قوله صلى اهللا عليه وسلم: من السنة -4

.355 )لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة وهي بصفة ،عددةوالنصوص الشرعية اليت تدل على وجوب التزام املصلحة كثرية ومت

فعلى احلاكم أن جيتهد يف حتري املصاحل دون أن ، عامة تدل أن على احلكام التقيد باملصلحةبسلطة مطلقة ال حسيب ، يكون له احلق يف أن يتصرف يف أمواهلم وحقوقهم واه وشهوته

. بل هو مقيد مع ذلك جبلب املصلحة ودرء املفسدة، وال رقيب عليهاأنه جيب عليه االجتهاد يف ، على وجوب تصرف اخلليفة مبقتضى املصلحة ومما يترتب أنه جيب عليه بذل اجلهد فيما هـو األصـلح :معناه، فتخيريه يف حد احلرابة مثال، حتصيلها

قبـل ، والوجوب دائما عليه يف مجيع أحواله، فإذا تعني له األصلح وجب عليه، للمسلمنيففعلـه حينئـذ ، ل االجتهاد وهو ساع يف أداء الواجبوحا، االجتهاد جيب عليه االجتهاد

.356وبعد االجتهاد جيب عليه فعل ما أدى إليه اجتهاده، واجبلقول عمـر بـن ، إن مرتلة اإلمام من الرعية مرتلة الويل من اليتيم" *:يقول السيوطي

تجت أخذت إن اح، إين أنزلت نفسي من مال اهللا مرتلة ويل اليتيم": اخلطاب رضي اهللا عنه . 357 "وإن أيسرت رددته، منه

. . . والتصرف يف األسرى، كتقسيم الغنائم: ويف ذلك فروع كثرية ومنها اجلهاد مثال وكذلك األحكام والقضاء وغريها مما يعترب مـن أصـول ، فكل ذلك منوط مبصلحة الرعية

. الشريعة اإلسالمية

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

�0�G1�0ح*ود ا�G1�0ح*ود ا�G1�0ح*ود ا�G1ح*ود ا . وإدارة أمور الدولة، اكم سلطة تقديرية يف تدبري مصاحل املسلمنيميتلك احل

. 3410: برقم ،ومسلم يف اإلمارة. 6618، 6617: برقم ،البخاري يف األحكام - 355 . 3/18. ج ،)ت.د.(،عامل الكتب،بريوتالفروق ،القرايف - 356 . 109ص ،اخللفاءتاريخ .السيوطي - 357

Page 149: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

149

وجمافاة مقصـد ، مظنة التعسف واالحنراف ا عن احلق والعدل"والسلطة التقديرية لذا أوجبت الشريعة عليه أن يصدر تصرفه عن باعث ال يناقض ؛ 358"الشارع يف استعماهلا

.359مقصد الشرعبل له جمـال واسـع ، سلطة ليست له حدود واضحة لضبط تصرفاتهإذن فصاحب ال

وكذا ، ويبقى ذلك خاضعا الختالف الزمان واملكان، لتقدير املصاحل واالجتهاد على أساسهاإال أن هناك معامل تبني حدود املصلحة اليت جيب على اخلليفة أن يتقيد ـا ، املدارك العقلية

. دون أن يتجاوزها أو يسيء استعماهلا . لذلك فاملصلحة عبارة عن حتقيق منافع ودفع مضار

أمر "-*كما يرى ابن عاشور-وحتقيق احلد الذي يعترب به الوصف مصلحة أو مفسدة ألن النفع اخلالص والضر اخلالص ، واملالحظة، ولكنه ليس عسريا يف االعتبار دقيق يف العبارة

.360"للنفع والضر املشوبني يعتربان عزيزين إال أما بالنسبة، وإن كانا موجودين .361وقد وضع ابن عاشور ضابط املصلحة فجعله أحد أمور مخسة . أن يكون النفع أو الضر حمققا مطردا -1 . أن يكون النفع أو الضر غالبا واضحا -2

. أن ال ميكن االجتزاء عنه بغريه يف حتصيل الصالح ومنع حصول الفساد -3

ين من النفع أو الضر مع كونه مساويا لضده معضودا مبـرجح أن يكون أحد األمر -4 . من جنسه

. أن يكون أحدمها منضبطا حمققا واآلخر مضطربا -5

أو لتحقيق أغـراض غـري ، أو انتقاما، إذا فاستعمال السلطة يف غري مصلحة تشهيا وقواعـدها ، مشروعة ال تتعلق حبراسة الدين وسياسة الدنيا على مقتضى من روح الشريعة

. تعسف وظلم

. 168 – 167. ص ،احلق ومدى سلطان الدولة يف تقييده. فتحي الدريين - 358 . 240. ص ،احلريات العامة يف الفكر والنظام السياسي يف اإلسالم ،حسن عسلة العيلى - 359 . 67.ص ،)ت.د(الدار التونسية للنشر،مقاصد الشريعة اإلسالمية، ،حممد الطاهر بن عاشور - 360 . 69. حممد الطاهر بن عاشور، املصدر نفسه، ص - 361

Page 150: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

150

أي اختاذهـا ذريعـة ، ومن صور التعسف يف استعمال السلطة اسـتغالل الوظيفـة .362الستجالب النفع وجر املغامن ومجع األموال من غري حل بسلطان الوالية

وإال كان ذلك ، كما أنه ال جيوز استعمال وسيلة غري مشروعة لتحقيق هدف مشروع . سلطة يقتضي ممارسة األمة رقابتها وتقرير بطالنهإساءة الستعمال ال

إن أي عمل للخليفة ال يكون اهلدف منه حتقيق املصلحة يعترب احنرافا بالسلطة وخيضع ومنه وجب أن تكون الوسائل املستخدمة لتحقيق اهلدف متناسبة مع الغـرض . لرقابة األمةمل حيصر طرق العدل وأدلته وأماراتـه يف إن الشارع"*ويف ذلك يقول ابن القيم، املستهدف

بل بني فيما شرعه مـن ، نوع واحد وأبطل غريه من الطرق اليت هي أقوى منه وأدل وأظهر .363"ووجب احلكم مبوجبها ومقتضاها، الطرق أن مقصوده إقامة احلق والعدل

إساءة وبذلك فإنه جيب أن يكون هناك تناسبا بني الوسيلة واهلدف حىت يتحقق عدم . وحينها ال يكون العمل باطال أو مشوبا بالبطالن، استعمال السلطة

:364وعلى هذا فدرء التعسف يف استعمال السلطة يعتمد على أمرينطهارة الباعث وشرف النية حىت ال يناقض قصد ذي السلطة يف اسـتعماهلا قصـد : األول

. خلاصة يف تصرفه على الرعيةوذلك بأن يعبث اهلوى أو املصلحة ا، املشرع يف منحه إياهاأو الصـادر ، النظر إىل مآل التصرف الصادر من والة األمور يف استعماهلم سلطام: الثاين

. من الناس فيما يستعملون من حقوق أو إباحات بقطع النظر عن الباعث أو القصدملصـلحة ومن هنا جاز لويل األمر أن يقيد استعمال احلق بالقدر الذي يصون بـه ا . العامة

تصرف اإلمـام علـى الرعيـة منـوط "وقد أورد أصحاب القواعد فروعا للقاعدة الفقهية :365ومن ذلك ".باملصلحة

. 173. فتحي الدريين، احلق ومدى سلطان الدولة يف تقييده، ص :نقال عن . 96. ، السيادة و احلرية، صدوجي - 362 د هو حممد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد الزرعي مشس الدين أبو عبد اهللا بن قيم اجلوزية فقيه حنبلي ول:ابن القيم*

الطرق احلكمية وغريها ،إعالم املوقعني عن رب العاملني: من مؤلفاته. هـ 751: هـ وتويف سنة691سنة .169-6/168ابن العماد شذرات الذهب،. كثري

. 240. ص ،احلريات العامة يف الفكر والنظام السياسي يف اإلسالم ،حسن عسلة العيلى - 363 . 174. ص احلق ومدى سلطان الدولة يف تقييده، ،فتحي الدريين - 364 . 123.ص ،األشباه والنظائر.ابن جنيم - 365

Page 151: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

151

مل يكن له ذلك بالتشـهي بـل ، إذا ختري يف األسرى بني الرق والقتل واملن والفداء -1 . حىت إذا مل يظهر وجه املصلحة حيبسهم إىل أن يظهر، باملصلحة

ويعـين ، قاط بعض اجلند من الديوان بسبب جاز وبغري سبب ال جيـوز إذا أراد إس -2كما هو احلال يف بعض ، بالسبب غري املشروع أي بدافع التشهي أو املصلحة اخلاصة

وهذا وجه ، البيئات؛فال جيوز ذلك ألنه استعمال سلطة عامة لتحقيق أغراض خاصة . من التعسف يف استعمال السلطة

. وويل األمر من باب أوىل، ال إذا وافق الشرعأمر القاضي ال ينفذ إ -3

:366وال خيفى أن هلذا التقييد نتائج وآثار عامة يف النظام اإلسالمي ألن املقصـد هـو ؛ تطلب شروط شديدة يف والية األعمال العامة: أو(�

مـن فال يصلح أن يكون ذلك على أساس، تنصيب من يصلح هلذه املسؤوليات ويقوم اوقـد . أو يسند إىل من يطلبه ملا فيه من قرينة الطمع فيه، أو يكون برشوة، احملاباة والغرض

. عمرت كتب الفقه بالشروط اليت جتب مراعاا ملن تسند إليه كل والية من الواليات العامةإذا ضيعت الأمانة فانتظر ( :سلمعليه و لى اللهرسول الله ص قال :عن أبي هريرة قال

.367)الساعة قال كيف إضاعتها قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة �فقد قال صـلى اهللا عليـه ، إبطال التصرفات للتجاوز والتعسف: ���

.368)فهو رد منهفي أمرنا هذا ما ليس من أحدث ( :وسلموذلـك ، -أي بـاطال -فهو يكـون ردا ، أي أنه إذا كان العمل ال ينتمي إىل الشريعة

وهذا العيب يقابل عيب خمالفة القانون ، لتجاوزه حدود السلطة اليت تقرها الشريعة اإلسالمية . عدم استناده البتة للنظام القانوينإال أنه يؤدي لالنعدام ل، يف النظم احلديثة

إنكم سترون بعدي أثرة شديدة : (...أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال أنس بن مالكوعن ض قال أنولى الحع لمسو هليلى الله عص ولهسرو ا اللهلقوى تتوا حبربرفاصصن فلم 369)س.

. 97.ص ،النظام الدستوري يف اإلسالم. كمال وصفي -366 8374: برقم ،وأمحد يف مسند املكثرين. 57: برقم ،البخاري يف العلم - 367 .3242، برقم ومسلم يف األقضية. 2499:برقم ،البخاري يف الصلح - 368

.1753: برقم ،ومسلم يف الزكاة 2914: برقم ،البخاري يف فرض اخلمس - 369

Page 152: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

152

طائفة من البواعث غري املشروعة اليت تشكل تعسفا يف اسـتعمال * وقد بني ابن تيمية ، ألجل قرابة بينهما ؛ عن األحق األصلح إىل غريه-أي ويل األمر-فإن عدل" : السلطة بقوله

العربيـة أو طريقـة أو جـنس ك ، أو مذهب، أو موافقة يف بلد، أو والء عتاقة أو صداقةأو غـري ذلـك مـن ، أو الرشوة يأخذها منه من مال أو منفعـة . . . والفارسية والتركية

، أو عداوة بينهما فقد خان اهللا ورسوله واملـؤمنني ، أو لضغن يف قلبه على األحق، األسبابلرسـول يا أيها الذين آمنوا ال تخونوا اللـه وا �: ودخل فيما ى عنه يف قوله تعاىل

.�370 وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون، أو يعطيه ما ال يستحقه، فإن الرجل حلبه لولده أو لعتيقه قد يؤثره يف بعض الواليات

.371فيكون قد خان أمانتهكوا ختضـع لعـدة اعتبـارات ومنـها -وهلذا فإنه ولكي يعمل اخلليفة باملصلحة : 372فإنه جيب توافر الشروط التالية-داالجتها، فنيـة ، أن خيضع تقدير املصلحة خلربة متخصصة يف اال املراد تقديرها فيه علمية -1

. حىت يتم وضع األمور يف نصاا ومراعاة للصاحل العام. . . سياسيةحىت ال تكون خمالفة للمصلحة ، وجوب تقدير النتائج اليت تستنتج عن هذا التطبيق -2

ويتم ذلك بالتأين والتمهل يف تقدير املصلحة واألخذ من جتـارب ، مة للمسلمنيالعا . السابقني

مراعاة الظروف احمليطة واليت يعيشها اتمع يف ذلك احلني وتقديرها يف املسـتقبل -3 . حىت ال يتم تضييع مصاحل املسلمني

منها أو أال يترتب على جلب املصلحة العامة للمجتمع تضييع مصلحة أخرى أكرب -4ح الشـريعة ألن ذلك خمـالف لـرو ، أو حصول مفسدة تضر باتمع ،مساوية هلا

. اإلسالمية وما جاءت به

. 37: اآلية ،سورة األنفال -370 . 10. ص ،السياسة الشرعية ،ابن تيمية - 371 .190 -189. ص، اخلالفة،السنهوري - 372

Page 153: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

153

فضبط املصلحة ذه الشروط يكون قيدا أمام احلاكم حىت ال يسيء استعمال سلطته ط املطلـوب وبالتايل تتم حماسبته على أي عمل مل يتقيد فيه بالشرو. اليت خولته األمة إياها

".تصرف اإلمام على الرعية منوط باملصلحة"وهو ما بينته القاعدة الفقهية، مراعااوال سيما فيما يتعلق بالواليـة ، وهلذا املبدأ تطبيقات عديدة يف نطاق القانون اخلاص وهذه الوالية مشاة للوالية ، والوصاية على القاصرين، مثل والية اآلباء على األبناء، اخلاصة

. العامة للخليفةوإذا طبقنا هذه املبدأ على والية اخلليفة فإنه ينتج منه أن اخلليفة حىت ولو مل يتجـاوز

، فإن عليه أن ال ميارسها ألي هدف آخر سوى الصاحل العام للجماعة املسلمة، حدود سلطتهأو كما يسميه القانون ، إساءة الستعمال السلطة وإن أي عمل ال يقصد به الصاحل العام يعترب

. اإلداري احلديث اغتصاب السلطةإن الشريعة بنيت على فوائد هي مصاحل النـاس يف احليـاة الـدنيا ": يقول ابن قيم اجلوزية

ولذلك فإن أي ، وكلها مصاحل وفوائد للناس، إن الشريعة كلها عدل وكلها رمحة، واآلخرةمن ، ومن الفائدة إىل املضرة، وعن الرمحة إىل ضدها، العدل إىل الظلم حكم خيرج عن نطاق

373 ."حىت ولو استند إىل نص شرعي، مقصد شرعي إىل غري مقصد ال يكون من الشريعةفالوايل ليس له احلق يف أن يسمح بأمر من شأنه أن جيعل املرور خطـريا يف الطريـق أو إقامة سد ، بتخفيف جزر يف ري دجلة والفرات ولنفس السبب ال ميكنه أن يأمر، العام .374إال إذا كان ال يترتب على هذا العمل تعطيل املالحة، عليها

. 191 – 189. ص ،اخلالفة ،مصطفى السنهوري 373-

. 52. ص ،اخلراجكتاب ،أبو يوسف -374

Page 154: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

154

المطلب الثاني .التعسف في استعمال السلطة في القانون الوضعي

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

ــــت�ت�ت�ت� ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ �ی�+ �ی�+ �ی�+ �ی�+ ــل السلطة من بني الكثري من النظريات اليت جاءت ا تعترب نظرية التعسف يف استعما

ومل تظهر هـذه النظريـة يف الفقـه ، حلماية حقوق وحريات األفراد ؛الشريعة اإلسالمية ، وتقتضي هذه النظرية تقييد احلقوق اخلاصة لإلنسان عند استعماله إياها، الوضعي إال حديثا

أو عدم انسجامه مع املصلحة العامة ، ملألوفةسواء توفرت فيه نية اإلضرار أو جتاوز احلدود ا .375للمجتمع

: بل هو مقيد بضوابط الغرض منها، فاستعمال احلق املشروع ليس مطلقا . أال يلحق هذا االستعمال ضررا باآلخرين - . أال يقصد اإلضرار بالغري -

. 2005 – 08 – 18 ،عزوز السعدي ،مقال من األنترنيت - 375

Page 155: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

155

حىت لو كان ، على الغريعدم التناسب بني املصلحة من استعمال احلق والضرر الواقع - وهو ما يطلق عليه التعسف يف اسـتعمال . املتعسف يف استعمال احلق صاحب سلطة عليا

. السلطة فما املقصود بالتعسف يف استعمال السلطة؟ أو ، لتحقيق غرض غري معترف له به، وهو أن يستعمل رجل اإلدارة سلطته التقديرية

. املشرع فهو عيب موضوعي مثل عيب خمالفة القانونغري الغرض الذي حدده أما ، فاإلدارة وهي متارس نشاطها اليومي جيب أن دف دائما إىل حتقيق املصلحة العامة

بل استهدفت أغراضـا ، إن أصدرت قرارا إداريا ال دف من ورائه حتقيق املصلحة العامة . ا بعيب االحنراف أو إساءة استعمال السلطةشخصية أو أغراضا غري مشروعة اعترب قرارها مشوب

وإمنا قد مينح هلا املشـرع سـلطات ، وليست اإلدارة جمربة فقط بتحقيق الغرض العام أو يستدل عليها من قـرائن ، واسعة لتحقيق أهداف أخرى تستفاد من نص القانون الصريح

وإال كانت قراراا باطلة ، وعلى اإلدارة دائما أن تسعى إىل حتقيق هذه األهداف، األحوال . 376أو قابلة لإللغاء

وغين عن البيان أن االحنراف عن الغرض الذي رمسه املشرع حيتمل دائما يف السـلطة أما يف السلطة املقيدة فال يفترض خروج اإلدارة عن املصلحة العامة إذا التزمـت ، التقديرية

.377يقااإلدارة بتنفيذ الواجبات القانونية تنفيذا دق

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� .378!8ر إ) ءة ا)'�1 ل ا?�<�!8ر إ) ءة ا)'�1 ل ا?�<�!8ر إ) ءة ا)'�1 ل ا?�<�!8ر إ) ءة ا)'�1 ل ا?�<�

: عيب إساءة استعمال السلطة قد يتخذ صورتني مها : األغراض اليت جتانب املصلحة العامة ومن أمثلتها: أوال . استعمال السلطة بقصد االنتقام –أ

والية املظامل ،أبو بكر صاحل : نقال عن . 459. عمال اإلدارة، م، س، ص الرقابة على أ ،سعيد احلكيم - 376

ستري يف الشريعة حبث مقدم لنيل درجة املاجي ،حممد حمدة. د: بإشراف ،م ،د ،والقضاء االداري املعاصر . 350. ص ) . م 1996 – 1995 -هـ 1417 - 1416( ،والقانون

. 398. ص ،القضاء اإلداري ،سليمان الطماوي - 377 414. سليمان الطماوي املصدر نفسه ، ص -378

Page 156: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

156

. استعمال السلطة بقصد حتقيق نفع شخصي ملصدر القرار أو لغريه –ب . استعمال السلطة لتحقيق غرض سياسي –ج

: األغراض اليت جتانب مبدأ ختصيص األهداف : ومن أمثلتها

ممارسـة السـلطات : اجتاه رجل اإلدارة إىل حتقيق غرض عام مل يكلف به مثـل –أ . مركزية إلصدار قرار مااملركزية للضغط على اهليئات الال

. اإلدارة حتقيقه ولكن بوسائل معينة غرض عام منوط برجل –ب فيصـعب شكليةويعترب عيب االحنراف عيب دقيق وخفي يتستر ظاهريا باملشروعية ال

فالقاضي ال يستطيع . إثباته خاصة إذا كان األمر متعلقا بصاحب السلطة الرئاسية حبد ذاته . استجوابه

- ا��ع ا� -ا��ع ا� -ا��ع ا� -ا��ع ا�

ی�� ا'�?L �� ا)'�1 ل ا?�<��� ی�� ا'�?L �� ا)'�1 ل ا?�<��� ی�� ا'�?L �� ا)'�1 ل ا?�<��� ی�� ا'�?L �� ا)'�1 ل ا?�<��� التعسف يف استعمال احلق يتجلى يف احنراف صاحب احلق عـن السـلوك املـألوف

وقد حدد املشرع معايري ثالث يعترب استعمال احلق يف ضوئها غري مشروع ، للشخص العادي : وهي

. قصد اإلضرار بالغري: أو� ى اإلضـرار إذا مل يقصد به سـو ، فاستعمال احلق يكون غري مشروع بال أدىن شك مبعىن أنه ينظر أساسـا إىل نيـة ، وواضح هنا أن املشرع يعتمد ذاتيا أو شخصيا حبتا. بالغري

دون أن ، فإن كان ال يقصد ذا االستعمال إال أن يضر بغـريه ، صاحب احلق يف استعماله . كان متعسفا يف هذا االستعمالعليه هو من االستعمال أية فائدة، تعود

�مع ما ينجم عنها من ضـرر ، تناسب املصلحة من االستعمالعدم : ��� . بالغري

ولو كان يقصد من هذا االستعمال حتقيق ، ويكون صاحب احلق متعسفا أيضا يف استعمالهوما يصيب الغري من ، ما دام أن هذه املصلحة ال تتناسب على اإلطالق، مصلحة شخصية له

أو أن تكون املصاحل اليت ، التفاوت شاسعا شريطة أن يكون، ضرر من جراء هذا االستعمال . يرمي إىل حتقيقها صاحب احلق باستعماله قليلة األمهية ال تتناسب البتة مع ما يصيب الغري بسببها

Page 157: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

157

. عدم مشروعية املصاحل املقصود حتقيقها من االستعمال: ����� ة جتعل من الضـروري أن وهو أمر بديهي ما دام أن للحقوق كما قلنا غاية اجتماعي

ومع ما تسود هذا األخري من ، ينسق استعماهلا مع النظام العام الذي يقوم عليه كيان اتمعوعليه فإن استعمال احلق يكون غري مشروع باعتباره استعماال تعسفيا إذا كانت . أخالقيات

.379العام واآلداب املصاحل اليت يبغي صاحبه حتقيقها منه، مصاحل غري مشروعة، ختالف النظامفالواجب على كل حاكم توىل أمر احملكومني أن ال يتعسف يف اسـتعمال سـلطته فإذا حدث ذلك كان متعسفا يف استعمال سـلطته ، ويشدد عليهم بدون وجه حق، عليهم

. وحتققت مسؤوليتهتعملها إذ األصل أن على احلاكم أو صاحب أي سلطة يف الدولة أن يتوىل سلطته ويس

على الرغم من حدوث ذلك يف ، أو ينحرف ا، دون أن يسيء استعماهلا استعماال مشروعا . وخاصة دول العامل الثالث منها، كثري من البلدان

فقد أشار إليه الدسـتور . إال أن أغلب الدول تكتفي باإلشارة إىل ذلك يف دساتريها أما الدستور اجلزائري فقد .6، 5 :ي يف املوادوالدستور السور. 5، 4: املصري يف املواد ". يعاقب القانون على التعسف يف استعمال السلطة": بقوله 22: نص عليه يف املادة

، فاإلدارة مهما بلغت سلطتها التقديرية فإن تلك السلطة ال ميكن أن تكـون مطلقـة الذي يسمح هلا به القانون عد فإذا جتاوزت القدر، فاإلدارة ملزمة حبدود سلطتها التقديرية

. وكان القرار مشوبا بعيب االحنراف بالسلطة ، عملها غري مشروعففي كثري من األحيان تستغل اإلدارة صالحياا وخباصة الصالحية التقديرية املمنوحة

تنحـرف هلا مبوجب القوانني واألنظمة لتحقيق مآرب وغايات بعيدة عن املصلحة العامة، حيثمن العيـوب بصالحياا عن تلك املصلحة مما يظهر عيب االحنراف بالسلطة، ويعترب هذا العيب

األساسية اليت تصيب القرار اإلداري، كما يعترب من أصعب العيوب وأعقدها من حيث الرقابـة . عاملالقضائية واإلثبات على اعتبار أنه مرتبط باملصلحة العامة بوصفه مفهوما قانونيا غري حمدد امل

فبالرجوع إىل املؤلفات يف القانون الوضعي بصفة عامة واجلزائري بصفة خاصة ال جند . أي إشارة إىل تعسف احلكام على حمكوميهم واحنرافهم بالسلطة

اد والنصوص دراسة مقارنة من خالل الفقه واالجته ،نزيه نعيم شالال، دعاوى التعسف وإساءة استعمال احلق - 379

. 9. ص ،2006 ،1.ط ،منشورات احلليب احلقوقية ،القانونية

Page 158: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

158

:خالصــة

ى حتقيق املصاحل لألفراد ودفع املضار عنهم، وعلى تقدمي مصـلحة حرص اإلسالم عل -1 .مصلحة الفرد األمة على

يوصف الفعل الذي يقوم به احلاكم وال يكون اهلدف منه حتقيق املصلحة، باالحنراف -2 .بالسلطة أوإساءة استعمال السلطة، وبالتايل خيضع يف ذلك لرقابة األمة وحماسبتها

.ةمنوط باملصلحة، وجيب تقدمي املصلحة العامة على املصلحة اخلاص على الرعية تصرف االمام -3 .أمر القاضي ال ينفذ إذا خالف الشرع، وويل األمر من باب أوىل -4ليس للحاكم يف االسالم أن يستخدم السلطة لتحقيق أغراضه الشخصية، وإن فعل ذلك -5

كان عمله مشوبا بعيب االساءة يف استعمال السلطة أو اغتصاب السلطة، وكان عملـه .باطال خيضع فيه حملاسبة األمة

تم الفقه الوضعي اهتماماكبريا بعيب االساءة يف استعمال السـلطة، وإن وجـدنا مل يه -6أما فيما خيص إساءة استعمال السلطة من . ذلك ففي جمال االدارة وعالقتها باألفراد

طرف احلكام واالحنراف ا فال نكاد جند له أثرا، وذلك بسبب ماحياط به عمـل للمحاسبة، فهو يف أغلب بلدان العـامل احلاكم وأخطائه من السرية وعدم اخلضوع

.يف مركز ال خيضع للتولية واحملاسبة

Page 159: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

159

א���لא�����

��� �� ���)� %*". :ويتضمن مبحثني

���� ��� :?"@�A� +�BC�� D ���(�� ���%� ��$�<E

� ���� ��� : &�F4 ���G+ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ�, �"H� �

Page 160: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

160

+�&�� �����

��� �� ���)� %*" متنع احلاكم مـن العبـث بسـلطة افرضت الشريعة اإلسالمية على نظام احلكم قيود قييد السـلطة ال فنظام ت، بل وضعت له فوق ذلك طرق تقييده، ومل تكتف بذلك، احلكم

يكفي أن يتضمن وجود دستور تتضمن أحكامه صور التقييد دون أن يـوفر الضـمانات . الكافية إلعمال هذه القيود واحترامها

ودف هذه الضمانات إىل محاية احملكومني ضد نزعات إساءة استعمال السلطة أو جتاوز . حدودها واالستبداد ا

: المي وجدنا هذه الضمانات على نوعنيوإذا رجعنا إىل النظام اإلسوهو مـا ، ضرورة رجوع احلكام إىل احملكومني الستشارم يف األمور اهلامة: أو�

. يعرف بالشورى �وعزهلم إن اقتضـى األمـر ، رقابة احملكومني حلكامهم مبراقبة تصرفام: ��� . ذلك

ألنه ال توجد قيود ؛ن ضمانات شكلية فقط أما بالنسبة للنظام الوضعي فهي عبارة ع . اخل. . . وجود دستور، الفصل بني السلطات: حقيقية جدية ومنها

Page 161: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

161

���� ��� M N��� >�O��� P �'5&�� ���%/ !�:���

األول المطلب

الشورى، هاحينما قرر اإلسالم مبدأ الشورى قضى بذلك على عدو اإلنسانية الفاضلة ومفسـد

وحقق للفرد كرامته ، واحتكار التشريع والتصريف واإلدارة، وهو االستبداد باحلكم والرأي .380وللجماعة حقها الطبيعي يف تدبري شؤوا، الفكريةسـوى اهللا ، وصفة من الصفات املميزة للمسلمني، فالشورى دعامة من دعائم اإلميان

والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصالة �: بينها وبني الصالة واإلنفاق يف قوله تعاىل .�381 وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون

وهي إقامـة الصـالة والشـورى ، فجعل لالستجابة هللا نتائج بني لنا أبرزها وأظهرها .382واإلنفاق

فاق والصالة فإنه ال يكمل إميان قوم حىت يقيموا الشورى وملا سوى اهللا بينها وبني اإلن . وبذلك تكون الشورى فريضة إسالمية على احلكام واحملكومني، بينهم إقامة صحيحة سليمة

. 344. ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي - 380 . 38: اآلية ،سورة الشورى - 381 . 193. ص ،اإلسالم وأوضاعنا السياسية ،عبد القادر عودة - 382

Page 162: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

162

كمـا أن علـى ، فيستشري احلاكم حمكوميه يف ما حيز به من أمور ختص مصلحة اجلميـع ، فق لروح الشريعة اإلسالمية ومبادئهااحملكومني أن يشريوا على احلاكم مبا يرونه أصلح وأو

. فعليهم أن يشريوا عليه، سواء أطلب منهم ذلك أم مل يطلب منهموهو ما تنبه إليه فقهاء الشريعة اإلسالمية فقرروا بأن الشورى أصل من أصول الشريعة

وبذلك يكون تركها من طرف احلكـام ، ومبدأ ال ميكن التخلي عنه، اإلسالمية وقواعدها .موجب للعزل دون خالف

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

ا�) س ا�4�� �84رىا�) س ا�4�� �84رىا�) س ا�4�� �84رىا�) س ا�4�� �84رى . دليل وجوب الشورى : أو�

ومـن أعمـال ، والسنة النبوية الشـريفة ، تستمد الشورى وجوا من القرآن الكرمي . الصحابة رضوان اهللا عليهم

وقد ، ى وجوبية الشورىالقرآن الكرمي زاخر باآليات اليت تدل عل: القرآن الكرمي -1 بل خصص بذلك سورة ، جعلها عنصرا أساسيا من العناصر اليت تقوم عليها الدولة اإلسالمية

ألا السورة الوحيـدة ؛وقد مسيت بذلك ، من سور القرآن الكرمي عرفت بسورة الشورىحياته ونظمتها يف عقد ن عناصر الشخصية اإلميانية احلقة، عنصرا م" الشورى"اليت قررت أن

ومراقبة اهللا بإقامـة ، وطهارة اجلوارح من اإلمث والفواحش، طهارة القلب باإلميان والتوكلمث عنصر القوة باالنتصار علـى ، وحسن التضامن بالشورى واإلنفاق يف سبيل اهللا، الصالة

.383البغي والعدوانحياة الدنيا وما عند الله فما أوتيتم من شيء فمتاع ال� : وذلك يف قوله تعاىل

والذين يجتنبون كبـائر ) 36(خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين اسـتجابوا لـربهم ) 37(اإلثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون

. 345 .ص ،الدولة والسيادة، فتحي عبد الكرمي - 383

Page 163: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

163

قـون وفني ماهقنزا رممو مهنيى بورش مهرأمالة ووا الص38(أقام ( ينالـذو .�384إذا أصابهم البغي هم ينتصرون

فضـوا فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب الن� : وقوله تعاىل .�385 . . . من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في األمر

ومنـها ، وتربز صفام، فاآلية األوىل مكية ختاطب املسلمني عامة كأفراد يف اتمع .التشاور يف شؤوم العامة

وسلم بعد أن أقام الدولـة اإلسـالمية وأما الثانية فهي ختاطب الرسول صلى اهللا عليه بـأن -وهي تأمره باعتباره رئيس تلك الدولة الناشئة وحاكمها، املستقلة يف املدينة برئاسته

هي أسـاس عالقـة احلـاكم -اليت ترىب عليها األفراد قبل إنشاء الدولة -تكون الشورى . الوحي من السماء حىت ولو كان هذا احلاكم نبيا يتلقى، باحملكومني وأفراد اتمع

فاهللا سبحانه وتعاىل بني لنا أن من بني صفات املؤمنني الذين سيفوزون بالنعيم يف دار وبعد الصالة مما يـدل ، وقد ذكرت قبل اإلنفاق . البقاء الذين جيعلون أمرهم شورى بينهم

إلسالمي عن غريه مـن كما أا من الصفات األساسية اليت متيز اتمع ا، على أمهيتها البالغة . اتمعاتوهو الذي يرتل عليه الوحي بالتشـريع ، ولقد أوجب اهللا سبحانه وتعاىل على رسوله

.�386 وشاورهم في األمـر �: أن يستشري املسلمني يف قوله، والتوجيه وحل املشكالتنبيه صلى اهللا عليـه وسـلم وما أمر اهللا سبحانه وتعاىل، فأمره أمرا جازما بأن يستشريهموأن حيملهم ، وإمنا أراد أن يعلمهم ما يف املشورة من الفضل، باملشاورة حلاجة منه إىل رأيهم

، وأن يرفع من أقدارهم بإشراكهم يف احلكـم صلى اهللا عليه وسلم، على االقتداء بالرسولكم والتعـايل علـى وأن حيول بني احلكام واالستئثار بـاحل ، وتعويدهم على مراقبة احلكام

. ومقدار عناية الدين ا، وهو ما يؤكد أمهية الشورى . 387الناس

. 38 – 37 – 36: اآلية ،سورة الشورى - 384 . 159: اآلية ،سورة آل عمران - 385 . 109: اآلية ،سورة آل عمران - 386 . 194. ص ،اإلسالم وأوضاعنا السياسية ،عبد القادر عودة - 387

Page 164: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

164

وقد أضاف بعضهم إىل هاتني اآليتني آية ثالثة يرى أا أقوى من اآليتني السابقتني يف لتكن منكم أمـة و� : وهي قوله تعاىل. الداللة على وجوب الشورى وقيام احلكم عليها

دي ـنن عوهنيو وفرعون بالمرأمير ويون إلى الخع ـمه ـكلئأوكـر ونالم . �388المفلحون

واآلية أدل دليل ، ففي هذه اآلية رأى أن احلكومة اإلسالمية مبنية على أصول الشورى ألن هذا وصـف . �389رى بينهموأمرهم شو � : وداللتها أقوى من قوله تعاىل، عليه

أكثر مما يدل أن هذا الشيء ممدوح يف نفسه وحممود عند اهللا ، خربي حلال طائفة خمصوصةئيس باملشاورة فإن الر. �390 وشاورهم في األمر� : وأقوى من داللة قوله تعاىل، تعاىل

فماذا يكون إذا هو ، ه لألمرولكن إذا مل يكن هناك ضامن يضمن امتثاليقتضي وجوا عليه، . تركه يتولون الدعوة ، وأما هذه اآلية فإا تفرض أن يكون يف الناس مجاعة متحدون أقوياء وال معروف ، وهو عام يف احلكام واحملكومني، واألمر باملعروف والنهي عن املنكر، إىل اخلري

.391وال منكر أنكر من الظلم، أعرف من العدلوالنهي عن املنكـر التزامـا هلـم ، ه هنا يقصد أن التزام الناس باألمر باملعروفولعل

وتدخل الشـورى يف ، ألن األمر باملعروف والنهي عن املنكر أعم من الشورى، بالشورى . نطاقهاكمـا أن ، وإقامة الشورى تعترب وسيلة من وسائل األمر باملعروف والنهي عن املنكر

مث ، فتتم بالتشـاور أوال ، عروف والنهي عن املنكر تقوم على أساس الشورىإقامة األمر بامل . يصدر القرار الذي يكون ملزما للجميع

جاءت أحاديث الرسول صلى اهللا عليه وسلم مؤيدة ملا : من السنة النبوية الشريفة -2 لـي يف وهو ظـاهر ج ، جاء به القرآن الكرمي من ذكر لفضل الشورى واحلث على إتباعها

اليت تزخر ا كتب احلديث والسرية والتـاريخ ، أقوال الرسول صلى اهللا عليه وسلم وأفعاله

. 159: سورة آل عمران، اآلية - 388 . 38: اآلية ،سورة الشورى - 389

. 109: آليةا ،سورة آل عمران - 390

. 349. ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي - 391

Page 165: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

165

رضي ةحىت وصفه أبو هرير، وقد جعله صلى اهللا عليه وسلم سجية من سجاياه، اإلسالميعليـه ه صـلى اللـه رسول الل ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من: (اهللا عنه بقوله

لمس392)و. .393)استعينوا على أموركم باملشاورة: ( يف بعض اآلثار ما جاء : ومن ذلك

. 394 )ةعن مشورلن يهلك امرء : (وقوله صلى اهللا عيه وسلم -فإن أشد الناس محاقة من يزكي نفسه وما يستغين رجل عن مشورة فإن من : "وقال الغزايل

.395)ل ومن استغىن بعقله ذلاكتفى برأسه ض

.396)تشاور قوم قط إال هدوا ألرشد أمورهم ما: ( وقال احلسن - .�397 وشاورهم في األمر�ملا نزلت وأخرج البيهقي يف الشعب عن أنس وابن عباس

لكن جعلـها اهللا -أي املشورة-أما إن اهللا ورسوله يغنيان عنها: (قال صلى اهللا عليه وسلم . 398)ميت فمن استشار منهم مل يعدم رشدا ومن تركها مل يعدم غيارمحة ألكما أن السنة العملية مليئة بالشواهد اليت تدل على أن الرسول صلى اهللا عليه وسلم

حىت ولو كانت خمالفة لرأيه صلى ، وكثريا ما يرتل عند آرائهم، كان دائم املشاورة ألصحابه . اهللا عليه وسلم

استشارته صلى اهللا عليه وسلم ألصحابه يف شأن اختيار املكان الذي يرتل فيـه ومنها وأخذه برأي احلباب بن املنذر وتغيريه املوقع على النحـو املشـهور يف ، املسلمون يوم بدر

. كتب التاريخ

واستشارته صلى اهللا عليه وسلم فيما يفعل بشأن األسرى يف تلك الواقعة حني أشـار . وأوهلم أبو بكر بالفداء، ثر املؤمننيعليه أك

.3452: برقم ،وأمحد يف مسند املكثرين. 1636: برقم ،الترمذي يف اجلهاد - 392 . 442. ، ص5. ج ،فيض القدير - 393

.2/231. ج: علل ابن أيب حامت - 394

.4/2. ج ،فيض القدير - 395 .16/36. ج ،ن الكرمياجلامع ألحكام القرآ، القرطيب - 396

. 109: سورة آل عمران، اآلية - 397

.5/443. ج: فيض القدير - 398

Page 166: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

166

فخرج مع أنـه ، وما حدث أيضا يف غزوة أحد حني أشارت عليه األغلبية باخلروج . واألمثلة على هذا كثرية يصعب حصرها . كان يرى عدم اخلروج

وترك ، وقد كان آخرها قبل وفاته صلى اهللا عليه وسلم عندما مل يعني خليفة من بعده بعد أن كان الصحابة رضوان اهللا عليهم يتوقعون أن خيتار أحدا ، األمر شورى بني املسلمني

ومت اختيار أبا بكر الصديق رضي اهللا عنه كخليفة ، فلم يفعل ذلك وترك األمر هلم، من بعده . للمسلمني

، همال ألنه حمتاج إىل آراء من يستشـري ، والرسول صلى اهللا عليه وسلم أمر بالشورى ، ولكن ألجل أنه إذا شاورهم يف األمر اجتهد كل واحد منهم يف استخراج الوجه األصلح

وتطابق األرواح الطـاهرة ، فتصري األرواح متطابقة متوافقة على حتصيل أصلح الوجوه فيها، وهذا هو السر عند االجتماع يف الصـلوات ، على الشيء الواحد مما يعني على حصوله

.399صالة اجلماعة أفضل من صالة املنفرد وهو السر يف أناقتدوا رضوان اهللا عليهم بالنيب صلى اهللا عليه : من عمل الصحابة رضي اهللا عنهم -3

، وقد كان أول ما طبقه الصحابة رضوان اهللا عليهم يف أمر املشـاورة ، وسلم واتبعوا سنته . د ساروا على ذلكوق، تشاورهم يف أمر اخلالفة بعد وفاته صلى اهللا عليه وسلم

فنجد أبا بكر الصديق رضي اهللا عنه إذا عرضت عليه الواقعة حبث يف كتاب اهللا فإن ، فإن مل جيد حبث يف سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فإن وجد قضى به، وجد قضى به

وقد استشار رضـي اهللا . فإن أمجعوا على رأي قضى به ، فإن مل جيد استشار رؤساء الناس . عنه الصحابة يف قتال أهل الردة واستقر على القتال

وباقي اخللفاء الراشدين رضوان اهللا ، وهو ما سار عليه عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه . عليهمواخللفـاء ، وهو ما يؤكد لنا أن نظام احلكم يف عهد الرسول صلى اهللا عليه وسـلم

. كان نظاما شوريا، همالراشدين من بعده رضوان اهللا علي � . حكم الشورى: ���

وبني قائل بكوـا ، بني قائل بوجوا، اختلف الفقهاء املسلمون يف حكم الشورى وأمـرهم شـورى �:ويبدوا أن اخلالف وقع بني العلماء يف قولـه تعـاىل ، مندوبة فقط

. 334. ص ،النظريات السياسية ،ضياء الدين الريس -399

Page 167: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

167

مهنيأما قولـه تعـاىل . ل هذه اآليةفذهب بعضهم إىل القول بالندب من خال. �400ب:�

. فالكل جممع على أا تدل على الوجوب .�401 شاورهم في األمرليسـت ، إن استفادة وجوب الشورى على اخلليفة من هذه النصوص :االجتاه األول

اسـتنادا إىل عمـوم ؛ فمذهب الوجوب خاص باملالكيـة ، حمل اتفاق بني علماء املسلمنيومن قواعـدهم أنـه ال ، فمحمل األمر عندهم على الوجوب، 402ب يف اآلية الثانيةاخلطا

.403خصوصية يف التشريع إال لدليل .404وهو ما أيده أغلب الباحثني املعاصرين ومل يفتهم ما حتمل هذه النصوص مجيعـا مـن ، وقد تنبه الفقهاء املسلمون هلذا كله ومن عزائم األحكـام ، الشريعة اإلسالمية وقواعدها فقرروا أن الشورى من أصول، املعاين

. اليت ال بد من نفاذها

ونسب هذا الرأي إىل عامـة ، يرى أن الشورى مندوبة وليست واجبة : االجتاه الثاين .405وقد روي عن الشافعي أن األمر يف اآلية لالستحباب، الفقهاءأما يف حق ، وب بالنيب صلى اهللا عليه وسلموذهب بعض الشافعية إىل اختصاص الوج

.406وذهب النووي إىل اإلمجاع على ذلك، اخلليفة فهي مستحبة عندهمواعتمادا على ذلك ذهب بعض املفسرين املعاصرين إىل أن األمـر هنـا للنـدب ال

استنادا إىل عـدم جد يف اآليتني ما يدل على الوجوب، للوجوب مدعني يف ذلك أنه ال يوورفـع ، وأنه أمر ا لتطييب نفوس الصحابة، جة الرسول صلى اهللا عليه وسلم للشورىحا

.407كما أن النص خاص بالرسول صلى اهللا عليه وسلم، أقدارهم ولتصري سنة متبعة

. 38:اآلية ،سورة الشورى - 400 . 109: اآلية ،سورة آل عمران - 401 . 4/148ر ،التحرير والتنوير،حممد الطاهر بن عاشو: وأيضا ،4/249. ج ،اجلامع ألحكام القرآن - 402 . 4/148. ج ،التحرير والتنوير ،حممد الطاهر بن عاشور - 403 . . . عبد القادر عودة ،ضياء الدين الريس: أمثال - 404 ). 5/69الرازي مفاتيح الغيب أو التفسريالكبري - 405 . 2/257. ج ،شرح صحيح مسلم ،أبو زكريا النووي - 406 . 43. ص ،اجلزائر،شركة الشهاب،ظام الشورى يف اإلسالمن ،حممود اخلالدي - 407

Page 168: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

168

تبعا لتغري الزمـان واملكـان ، وال خيفى أن كثريا من املسائل تعتريها األحكام اخلمسة .اخل. . . وظروف املكلف

هل هو الوجوب أم غريه؟، ولكن مناقشة الشورى هي من حيث األصل إن اهللا سبحانه وتعاىل ملا أنزل الشورى سوى بينها وبني الصـالة : الرأي الراجح

أي أن اإلنسان املسلم ال ميكنه التنازل عن ، وملا كانت الصالة واإلنفاق ملزمتان، واإلنفاقفهي واجبة على مجيع املسلمني وعلى رأسهم ، أيضا على الشورىفذلك ينطبق ، العمل ما

. وهم أوىل ا، احلكام، كان يستشري يف أغلب األمور اليت متـس باملسـلمني ، فالرسول صلى اهللا عليه وسلم

؛ حىت فهم الصحابة رضوان اهللا عليهم أن الشورى واجبة، وأحيانا حىت يف أموره الشخصيةوليس كما ، -ز م أمر ذهبوا يستشريون فيه وال يربمونه من غري شورىولذلك كانوا إذا ح

ذهب القائلون بالندب إىل أن استشارة الرسول صلى اهللا عليه وسلم ألصحابه إمنـا هـي لكان إيغارا لصدورهم كونـه مل يأخـذ ، فلو كان ذلك صحيحا، لتطييب نفوسهم فقط

فقد كان أساس ، كر وعمر رضي اهللا عنهماوقد كان هذا هو منهج اخلليفتني أيب ب -بآرائهمأحسنت فإن. . .": منهجهما التقومي، وهو ما نستشفه من قول أيب بكر الصديق رضي اهللا عنه

، أما عمر بن اخلطاب رضي ". . . فأعينوين، وإن أسأت فقوموين، الصدق أمانة والكذب خيانة .". . .يف اعوجاجا فليقومه أيها الناس من رأى منكم. . .": اهللا عنه فكان يقول

. وال يكون التقومي إال بالشورىكما ، فكال اخلليفتني يدعوا إىل تقوميه إن هو زاغ عن الطريق املستقيم بتنبيهه وإرشاده

وهو ما جنده جليا عندما رد الرجل األعرايب ، أن على احلكام قبول ذلك دون استبداد بالرأيفقـال ، ". . . واهللا لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا": على عمر بن اخلطاب بقوله

". احلمد هللا الذي جعل يف املسلمني من يقوم اعوجاج عمر بسيفه": عمرهذا فضال عن أن اهللا سبحانه وتعاىل قد أشار إليها يف سورة بأكملها مسيت بسـورة وكذا األحاديث ، لقرآنية األخرىو باإلضافة إىل ذلك وجودها يف بعض اآليات ا، الشورى

واحلفـاظ علـى ، وهو ما يدل على أمهيتها البالغة يف بناء الدولة اإلسالمية، النبوية الشريفة . وعلى ضرورة توافرها يف الشخصية اإلسالمية احلقة، كياا

Page 169: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

169

واجب على الوالة مشاورة العلماء فيما ال يعلمون وما أشكل ": يقول ابن خويز منداد ووجوه النـاس فيمـا يتعلـق ، ووجوه اجليش فيما يتعلق باحلروب، يهم من أمور الدينعل

. 408"ووجوه الكتاب والوزراء والعمال فيما يتعلق مبصاحل البالد وعمارا، باملصاحلوللجمع بني النقيضني استنادا إىل ، مث ظهرت بعد ذلك حماوالت للتوفيق بني االجتاهني

، فاإلمام غري اتهد الشورى يف حقه واجبـة ": فية األمر املتشاور فيهوصفية احلاكم أو وص .409"أما اإلمام اتهد ومن له نظر يف األدلة والترجيح بينهما فال يلزمهما االستشارة

والذي ، وقد ثبت لنا من خالل هذا العرض املوجز لألدلة أن حكمها األصلي الوجوب وإذا كانـت ، وسايره اخللفاء الراشدين عليهـا ، ليه وسلم هلايؤكده التزام النيب صلى اهللا ع

، فإن املعىن الراجح فيهـا ، النصوص القرآنية قاطعة الوجوب يف داللتها على هذا الوجوبفإن العقل ، وفوق ثبوت حكم الشورى بالنصوص، والعمل بالراجح وترك املرجوح واجب

كما أثبـت ، وال تستقر إال بالشورى وإذا كانت نظم احلكم ال تصلح، واملصلحة يقتضياا .410ذلك التاريخ البشري واتفق عليه احلكماء يف كل امللل

. إلزامية الشورى : ����� بقي لنـا أن الشورى واجبة على احلكام، بعد أن تناولنا وجوبيه الشورى وانتهينا إىل

عمل مبا أشـار بـه أهـل فهل من الواجب على احلاكم االلتزام وال. البحث عن إلزاميتها أم أا معلمة فقط؟، مبعىن هل الشورى ملزمة للحكام الشورى؟ذهب فريق من الفقهاء إىل أن الشورى معلمة فقط للحكام وليسـت : الفريق األول

نص ، وال يف السنة النبوية الشريفة، وسندهم يف ذلك أنه مل يرد يف القرآن الكرمي، ملزمة هلم . ألخذ بالرأي املشار بهيلزم احلكام با

. 411 � وشاورهم في األمر فإذا عزمت فتوكـل علـى اللـه � :فقوله تعاىل ومبا عزم عليـه ، يبني لنا أن احلاكم بعد أن يستشري أهل الشورى ميضي فيما يراه هو مناسبا

. إذا مل يكن رأي أهل الشورى موافقا لرأيه

. 249. ص ،4.ج ،اجلامع ألحكام القرآن ،القرطيب - 408 . 195. ص .نظام الشورى ،حممود اخلالدي - 409 . م1990يس للكتب والنشر لندن، رياض الر –حتقيق جعفر البيايت –حممد الطرطوشي سراج امللوك - 410

. 165 – 1/243. ج . 109: اآلية ،سورة آل عمران - 411

Page 170: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

170

فإذا صح عزمنا بتثبيتنا إياك وتسديدنا لك فيمـا " :ول الطربي يف تفسري هذه اآليةيق وافق ذلك آراء أصحابك ومـا ، نابك وحز بك من أمر دينك ودنياك فامض ملا أمرناك به

، وتوكل فيما تأيت من أمورك وتدع وحتاول أو تزاول على ربك، أشاروا به عليك أو خالفه ."قضائه يف مجيعه دون آراء سائر خلقه ومعونتهموارض ب، فثق به يف كل ذلك

وذهب بعض القائلني ذا الرأي إىل أنه إذا رجعنا إىل صـدر اإلسـالم لنسـتعرض احلاالت اليت التجأ فيها الرسول صلى اهللا عليه وسلم واخللفاء الراشدون إىل الشورى فإننـا

وإمنا أخذ برأيـه ، حادثة أسرى بدرجند أنه صلى اهللا عليه وسلم مل يأخذ برأي أصحابه يف: كما جند أبا بكر مل يأخذ برأي اجلماعة يف مسألتني مهـا ، الذي كان يشاركه فيه أبو بكر

. وينتهون ذا إىل أن الشورى غري ملزمة للحكام ،وإنفاذ جيش أسامةقتال أهل الردة،

أن الشـورى ملزمـة أما أصحاب الفريق الثـاين فقـد ذهبـوا إىل : الفريق الثاين .412للحكام

واستخلصوا أن الشورى غري .�413وشاورهم في األمر�: ن تعرضوا لتفسري آيةفاملفسرووذلك باعتباره مؤيد ، إمنا كانوا يقصدون بذلك النيب صلى اهللا عليه وسلم ال احلكام، ملزمة

فامض ملا أمرنـاك . . ."حيث يقول الطربي، من اهللا سبحانه وتعاىل وموحى إليه من عنده فإذا كان رأي الرسول صلى اهللا عليه وسلم يف الواقعة هو من قبيل الوحي املوحى ". . . به

. ألنه حينها يترك أمر ربه ؛فبديهي أن ال يلتزم برأي غالبية املسلمني ،به .�علـى اللـه وشاورهم في األمر فإذا عزمت فتوكل� :إذن فاخلطاب يف آية

وهو مأمور بإتباع ما يوحى إليه ، ألنه غري ملزم بالشورى موجه للنيب صلى اهللا عليه وسلم ؛ألم جيب عليهم إتباع الشـورى ، وبذلك ال ميكن قياس ذلك على باقي احلكام، من ربه

. طاملا كان الوحي خمصوصا بالرسول صلى اهللا عليه وسلم دون غريه

رسول صلى اهللا عليه وسلم قد اتبع ما أشار عليه به الصحابة فيما مل يكـن كما أن ال وتعامله مـع وفـد ، وغزوة أحد، غزوة بدر: وذلك يف العديد من املواضع ومنها ، وحيا

والواقع أن الشورى لن "حيث يقول 202. ص ،اإلسالم وأوضاعنا السياسية ،ومن هؤالء عبد القادر عودة - 412

عبـد - ،مبادئ نظام احلكم يف اإلسـالم ،عبد احلميد متويل و "يكون هلا معىن إذا مل يؤخذ برأي األكثرية . الثالث يف اإلسالم السلطات ،الوهاب خالف

. 109: اآلية ،سورة آل عمران - 413

Page 171: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

171

وما دام أن الرسول صلى اهللا عليه التزم ا يف هذه املواضع فغريه أوىل بااللتزام . . . هوازن . ا

أي ، سئل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن العزم" 414اهللا وجهه قالعن علي كرم مشورة : (فقال .�415وشاورهم في األمر فإذا عزمت فتوكل على الله�:قوله تعاىل

.416)أهل الرأي مث إتباعهم . وهو ما يدل على وجوب إتباع ما أشار به أهل الشورى

أما ما استدل به الذين قالوا بعدم إلزامية الشورى من أن أبـا بكـر : الرأي الراجح ، إنفاذ جـيش أسـامة : الصديق رضي اهللا عنه مل يأخذ برأي أهل الشورى يف حادثتني مها

. وقتال املرتدينأما بالنسبة إلنفاذ جيش أسامة فقد كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أمـر بإنفـاذ

أنفذوا بعث : ( 417وهو يقول،فراش املرض إىل آخر حلظة يف حياته وهو على، جيش أسامة ). أسامة، وقد أطاعه يف حياته، فكيف أليب بكر أن يرد أمرا أمر به الرسول صلى اهللا عليه وسلم

وما كـان لمـؤمن وال مؤمنـة إذا �:وهو جيد سنده يف قوله تعاىل أيعصيه بعد مماته؟ى اللهقض ـص اللـهعي ـنمو مرهأم نة مريالخ مكون لهرا أن يأم ولهسرو

.�418ورسوله فقد ضل ضالال مبينافقد كان أبو بكر الصديق رضي اهللا عنـه ، أما بالنسبة لقتال املرتدين ومانعي الزكاة ).كانوا يعطونه لرسول اهللا حلاربتهم عليهواهللا لو منعوين عقال بعري : ( 419يقول

أي أن املسألة مل تكن أمـرا ) .ألقاتلن من فرق بني الصالة والزكاة ( :420كما كان يقول . وقد خضع لرأيه اجلميع بعد ذلك، شوريا وإمنا كانت متس أصال من أصول اإلسالم

.50. ص ،اخلالفة ،حممد رشيد رضا - 414 . 109: اآلية ،سورة آل عمران - 415

.421/ 1. تفسري ابن كثري،ج - 416

. 334. ص ،2. مج ،الكامل يف التاريخ ،ابن األثري - 417 . 36: اآلية ،سورة األحزاب - 418 . 344. ، ص2. صدر نفسه، مجابن األثري، امل -419 . 253.،ص 2.الطربي،تاريخ األمم وامللوك،ج - 420

Page 172: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

172

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

ق ا84رى�< ق ا84رى�< ق ا84رى�< ق ا84رى>� فهل هي . ة الشورى وإلزامية العمل ا نتعرض اآلن اهلا بعد أن تعرضنا إىل وجوبي

احلاكم أن يستشري؟ علىجيب ومىت مطلقة أم مقيدة ؟فما جاء فيه نص فقد قضى فيـه ، الشورى مقيدة بنصوص التشريع اإلسالمي وروحه إال أن تكـون ، لذلك ال ميكن أن يكون حمال للشورى، وخرج من اختصاص البشر ،النص

ففي هذه احلالة جتوز الشـورى ، الشورى مقصودا منها التنفيذ؛ أي تنفيذ ما جاء به النص .421بشرط أن ال خيرج التنفيذ عن معىن النص وروح التشريع

، على أال خيرج عن روح اإلسالم ومبادئـه ، أما ما مل يرد فيه نص فكله حمل للشورى أي أن اخلليفة إذا عرضت له مسألة هامة فعليه ،لذلك فالشورى تتعلق بالتنفيذ دون التشريع

فاخلليفة له اختصاصات تنفيذية يستشري يف نطاقها دون أن يتعـدى ، أن يستشري األمة فيهاوبذلك فالشورى تتعلـق بأعمـال ، ذلك إىل املبادئ العامة اليت جاء ا اإلسالم وحددها

. كم الشرعيويكون ذلك عند خفاء احل، وليس بأعمال التشريع، التنفيذ ؛ وهي أن منيز بني جمال الشورى وجمال التشـريع ، وعلينا أن نشري هنا إىل نقطة هامة

فيشريون ، وأخذوا على أما مترادفان، ألن كثريا من الفقهاء التبست عليهم فخلطوا بينهما .422مع أما خمتلفان وبذلك فمجاهلما خمتلف، والعكسأهل التشريع بأهل الشورى إىل

. 196. ص م وأوضاعنا السياسية،اإلسال ،عبد القادر عودة - 421 . 44 – 41.تدوين الدستور اإلسالمي، ص : أبو األعلى املودودي يف كتابه : من هؤالء - 422

Page 173: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

173

والسـلطة ، فالتشريع هو وضع القواعد القانونية العامة امللزمة مبعرفة السلطة املختصة ، املختصة بالتشريع هي اهللا سبحانه وتعاىل ورسوله صلى اهللا عليه وسلم فيما ورد فيه نـص ، أما ما مل يوجد فيه نص فإن السلطة املختصة بالتشريع هي األمة ممثلة يف أهل احلل والعقد

. ليس للخليفة أي سلطة يف التشريعو .423فمجال التشريع إذن هو وضع القواعد العامة امللزمة ويعرب عنه باال التشريعي وذلك لكون أن اخلليفة له اختصاصات تنفيذية ، أما الشورى فإا تتعلق باال التنفيذي

هامة عرضها علـى فإذا عرضت عليه مسألة، فقط دون أن تكون له اختصاصات تشريعية . ليستشريها فيها كإعالن احلرب مثال عليه أن يستشري األمة فيه؛األمة وغالبا ما يتعلق التشريع باحلل واحلرمة واجلواز اال التشريعي فإن األمة تشرع، ففي أهل إال إذا رأى ، ويصري بذلك قانونا أو قاعدة تسري عليها األمة وال ميكنها خمالفتها. وعدمه

. االجتهاد تغيريه لسبب مافيكون رأيـا ، أما بالنسبة للشورى فإن األمة تبدي رأيها يف املوضوع املستشار فيه فقط

. وال يتضمن قاعدة تسري عليها األمة، يزول بزوال الوضعودليل ذلك أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كان يستشري أصحابه فيما مل يرتل بـه

. وكان هو املشرع الوحيد يف ذلك الوقت، ما نزل به الوحي كان تشريعاف، الوحيويف فهو خمتلف يف وجوا و إلزاميتـها، أما الشورى ، كما أن التشريع ثابت ال خالف فيه

. اال الذي جيب أن تتم فيهوذلك يف أمور يكون إال عند خفاء احلكم الشرعي، حيث يذكر أن حمل االستشارة ال

يكون حمال للتـداول ألن العمل األخري، ال يف أمور إنزال احلكم الشرعي، الءمة والتقديرامل 424.والتداول عمل علمي خيضع للضوابط العلمية الفنية ال للتقدير واملالءمةوليس للشورى،

. وبذلك ميكننا القول بأن الشورى تقابل االستفتاء يف العصر احلديث جيب علينا ، لنا أن الشورى تتعلق بأعمال التنفيذ وليس بأعمال التشريعوبعد أن تبني

فشـؤون األمـة ، أن نبني هذه األعمال اليت على اخلليفة أن يلجأ إىل األمة طالبا مشورا . وتشمل كافة جماالت احلياة، ومتطلبات احلياة متعددة ومتنوعة

. 366. ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي - -423 .117. ، ص النظام الدستوري يف اإلسالم مقارنا بالنظم العصرية ،مصطفى كمال وصفي - 424

Page 174: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

174

ا تشمل بعضها فقط دون الـبعض فهل الشورى جيب أن تشمل مجيع اجلوانب؟أم أ اآلخر؟يف ، يف جزئية ما من املسـائل الدنيويـة ىهناك بعض اآلراء اليت حتاول حصر الشور

. وهنا نصطدم بصعوبة حتديد هذا اال، حني أن البعض اآلخر جعل اال مطلقا بدون قيودهللا نبيه صلى اهللا عليه وسلم أن اختلف أهل التأويل يف املعىن الذي أمر ا": يقول القرطيب

وقال آخـرون ، ذلك يف مكائد احلرب وعند لقاء العدو: فقالت طائفة .يشاور فيه أصحابه .". . . فيما مل يأت فيه نص

فالرأي األول قصرها ، ومع تعدد اآلراء يف اال الذي جتب فيه الشورى فهذا جمملها . لرأي الثاين فقد جعلها يف كل ما مل يأت فيه نصوأما ا، يف مكائد احلرب ولقاء العدو

واستند أصحاب الرأي األول يف دليلـهم ، وقد جعلها يف أمور احلرب: الرأي األول اليت كان يستشري فيها أصـحابه ، إىل عهد الرسول صلى اهللا عليه وسلم يف غزواته وسراياه

. فيما مل يرتل عليه فيه وحي، رضوان اهللا عليهم . يرى أن على اخلليفة أن يستشري يف كل األمور اليت مل يرد فيها نص : الرأي الثاين

إال أنه ومع أمهية احلرب يف ذلـك ، ضيق الرأي األول اال كثريا : الرأي الراجح ؛ لذلك فقد كانت ذات ودحض ما يعترض طريقها، الوقت فقد كانت وسيلة لنشر عقيدة

. ع أن نقيس عليها كل ما له أمهية فهو يصلح جماال للشورىأمهية كربى نستطيفقد وردت ، ألن ما وردت فيه النصوص قليل ؛ أما الرأي الثاين فقد وسع اال كثريا

وال ميكـن للخليفـة أن ، يف األصول على أن تترك الفروع واجلزئيات لالجتهاد والشورىألنه حينـها ال يسـتطيع أن يـربم أي رأي ؛يستشري يف كل األمور اليت مل يرد فيها نص

. وبالتايل القضاء على سلطة اخلليفة، ولو كان قليل األمهية، لوحده . لذلك نرى أن على اخلليفة أن يستشري يف األمور اليت هلا أمهية متس مبصاحل األمة

Page 175: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

175

- ا��ع ا� -ا��ع ا� -ا��ع ا� -ا��ع ا�

ــــأهأهأهأه ــــــ ــــــ ــــــ ــــS اS4 اS4 اS4 ا4ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ــ 8رى8رى8رى8رىـوذلك أن احلاكم إذا عرض له أمـر ذا أمهيـة ال ، ى هم مجهور املسلمنيأهل الشور

�:ليستشريهم فيه استنادا لقولـه تعـاىل ؛يوجد فيه دليل شرعي عرضه على مجهور األمة مهنيى بورش مهرأمفقوله تعاىل. 425 � و) :مهرموع)أموال يدل علـى ، يدل على افاألمر يعود ، حىت وإن كانوا أكثر الناس ختصصا وثقافة، دون الباقياالنفراد مع أفراد معينني

.426واألمر أمر األغلبية الغالبة على من سواهامجيع املواطنني دون استثناء، إىلوإتباع رأي ، وقد ضرب رسول اهللا األسوة احلسنة ألمته يف احترام هذا املبدأ وتطبيقه .حىت ولو تعارض مع رأيه، الغالبية، يف أن يقعد يف املدينة أو خيرج إىل العدو، شاور صلى اهللا عليه وسلم املسلمني يف أحد

إال أنه نزل على ، وكان هو وبعض املسلمني يرى غري ذلك، فأشار مجهورهم باخلروج إليه . . . كما شاور يوم بدر واخلندق ، وخرج إىل الكفار، رأي األغلبية

أهل احلل والعقد حبق الشورى ال يتعارض مع كون الشورى حق ورب قائل أن قيام ولكننا مع ذلك ال نوافق ، ألن أهل احلل والعقد إمنا ينوبون يف ذلك عن األمة ؛ جلميع األمة

إمنا أمر الرسول صلى اهللا عليه وسلم ، ألن النص اآلمر الذي قرر الشورى على هذا القول ؛ . 427 �وشاورهم في األمر�:ة أو نيابة، وذلك بقولهأن يشاور املؤمنني مباشرة دون واسط

�: والـذي يقـول ، فالنص مل ينشئ نيابة على غرار النص الوارد يف تأسيس السلطة

ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر

. 38:اآلية ،سورة الشورى - 425 .139. تأمالت يف النظام السياسي، شركة الشهاب اجلزائر، ص –أبو املعاطي أبو الفتوح،حتمية احلل اإلسالمي -426 . 109: سورة آل عمران، اآلية - 427

Page 176: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

176

لئأوونوحفلالم مه هم أهل احلل ، فأشار بذلك إىل قيام مجاعة نائبة عن األمة .�428ك .429والعقد لكي تتوىل حق األمر والنهي

وكمـا ، ألن األمر أمرهـا ، كما أن رجوع احلاكم إىل األمة الستشارا هو األصل ، وها كل بصفته الفرديـة وهلا احلق يف أن تديل بدل، خيص احلاكم وأهل احلل والعقد خيصها

ويعرب عن أكثرية املسلمني جبماعتهم حديث حذيفةاملشهور ، ويؤخذ يف األخري برأي األغلبية : قال حذيفة، الذي أخرب فيه الرسول صلى اهللا عليه وسلم مبا يكون من الفنت يف األمة

ككني ذلرني إن أدرأما تة : (قال ؟فماعمج ملزت مله كني فإن لم قلت مهامإمو نيملسالم رككـدـى يتح ةرجل شبأص ضعأن ت لوا وكله قرالف لكزل تتقال فاع املا إمة واعمج

.430)لموت وأنت على ذلكاوتطلب من احلكام أن يضـعوا ، ورى فتشري مبا تراهفلألمة أن تستعمل حقها يف الش

، والواقع أن الشورى لن يكون هلا معىن إذا مل يؤخذ برأي األكثرية، رأيها حيث وضعه اهللا . 431ووجوب الشورى على األمة اإلسالمية يقتضي التزام رأي األكثرية

ي أمانة يف عنق وه، وحتقيق مصلحة املسلمني، على أن تقوم الشورى على اإلخالص هللا .صاحبها وهو مسئول عنها أمام اهللا

. 104: اآلية ،سورة آل عمران - 428 . 371. ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي -429

.3434: برقم ،ومسلم يف اإلمارة. 3338: برقم ،البخاري يف املناقب - 430

. 300. ص الم وأوضاعنا السياسية،اإلس ،عبد القادر عودة - 431

Page 177: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

177

� ���� ��� >��4� F5? � Q� �"�R�

ثلاث ( :رسول الله صلى الله عليه وسلم لقا :عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال .432 )إخلاص العمل لله والنصيحة لولاة المسلمني ولزوم جماعتهم :ب مؤمنلا يغل عليهن قل

ألنه قد حيـدث أن ال يستشـري ، مل يكتف اإلسالم بوضع ضمانة الشورى وحدها . يهأو أنه قد يستشريها لكنه ال يلزم نفسه بالعمل مبا أشارت به عل، احلاكم األمة

لذلك كان ال يكفي حلماية األمة من جتاوز احلاكم حلدود سلطاته أو إساءة استعماهلا ألنه يتمتع يف حدود ، بل جيب فوق ذلك إقامة نوع من الرقابة على أعماله، التزامه بالشورى

إال ، وهذه السلطة التقديرية ميكن أن تعطل مزايا الشورى، اختصاصه بسلطة تقديرية واسعةإن اجلزاء اجلذري املتمثل يف خلع اخلليفـة يف ، ذا كانت هذه الشورى يتبعها رقابة مستمرةإ

فال بد مـن ، ويتم بعد وقوع الضرر الناتج عن العمل، حالة إخالله بواجباته له أمهية كربى .433وجود رقابة توقف االحنرافات متنع حدوث الضرر الناتج عن وقوعها

هذا حق األمة يف الرقابة على احلكام باعتبارها ضمانة ثانيـة لذلك سنتناول يف مبحثنا :يف املطالب التالية مث جزاء هذه الرقابة، بعد الشورى

. الرقابة على احلكام: املطلب األول . مسؤولية احلاكم: املطلب الثاين . جزاء اخلروج على الشرعية: املطلب الثالث

.3047:برقم ،ابن ماجة يف املناسك - 432

. 194. ص ،اخلالفة ،لسنهوريا - 433

Page 178: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

178

األول المطلب قابة على الحكامالر

وحق األمة يف ، وهي حماولة كشف األخطاء اليت يقع فيها احلاكم أثناء مزاولته حلكمه يف مجيع مصادرها دون خـالف يف ، الرقابة على أعمال احلكام مقرر يف الشريعة اإلسالمية

ـ ، وقد كفلت الشريعة اإلسالمية هذا احلق . ذلك بني الفقهاء دة فلكي تكون هـذه القاعجيـب ، فعالة -اليت تستهدف منع احلاكم من خمالفة القانون اإلسالمي أو استبداده-القانونية

أن تصاحبها رقابة دائمة ومستمرة من احملكومني جتاه السلطات املختلفة يف الدولـة وعلـى ومبـا ورد يف ، وقد تقررت هذه الرقابة بنصوص الكتاب والسنة واإلمجاع، رأسها احلاكم

. اء الراشدين رضوان اهللا عليهم سرية اخللف

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

1 ل ا&�������V أ � M�ح> ا��� �� ا �&����أدل ا 1���V أ � M�ح> ا��� �� ا �&����أدل ا 1���V أ � M�ح> ا��� �� ا �&����أدل ا 1���V أ � M�ح> ا��� �� ا �أد : حق األمة يف الرقابة على أعمال احلكام مقرر من ثالث وجوه ، وهي املسئولة عن كل شيء، أن األمة يف األصل هي صاحبة السلطة: الوجه األول

على أن يكون تصرفهم يف احلكـم ، لحكام باعتبارهم نوابا عنهاإال أا خولت سلطاا للذلك كان لألمة احلـق ؛ كما أن عليهم الرجوع إليها يف األمور اهلامة واملصريية، لصاحلها

، وعـزهلم إذا اعوجـوا ، وردهم إىل جادة الصواب إذا أخطئوا، يف مراقبة أعماهلم وتقوميهان منكم أمة يدعون إلـى الخيـر ويـأمرون ولتك� :وأساس هذا كله قوله تعاىل

.�434بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون

. 104: اآلية ،سورة آل عمران - 434

Page 179: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

179

أن املخاطب به هم مجاعة املؤمنني :435ويف هذا النص يقول األستاذ اإلمام حممد عبده ويستفاد من الـنص كمـا ، نهم أمة تقوم ذه الفريضةفهم مكلفون بأن ينتخبوا م، كافةوالثانية على األمة اليت خيتاروـا ، إحدامها على مجيع املسلمني : أن هناك فريضتان -يقول

. للدعوةوأن املراد بكون املؤمنني كافة خماطبني بتكوين هذه األمة هلذا العمل هو أن يكـون

راقبة سريها حبسب االستطاعة حىت إذا رأوا منها خطأ أو لكل فرد إرادة عمل يف إجيادها ومأن املسلمني يف الصدر األول ال سيما زمن :مث يضيف األستاذ. احنرافا أرجعوها إىل الصواب

حـىت ، كانوا يسريون على هذا النهج من املراقبة للقائمني باألعمال العامة، أيب بكر وعمروهو أمري املؤمنني وينهاه فيما يرى أنه ن اخلطاب، اة اإلبل يأمر مثل عمر بالصعلوك من رع

.436الصوابوهم الذين هلـم ، فاملسلمون هم الذين أقاموا احلكام باختيارهم باعتبارهم نوابا عنهم

احلق يف مراقبتهم وتقوميهم على أعماهلم دون فضل ألحد منهم على اآلخر ما كان األمـر . صوابامبا أوجبه اهللا عليها من حـق األمـر مة هلا حق املراقبة والتقوميأن األ: الوجه الثاين

كنتم خير أمة أخرجت للناس تـأمرون �:يقول تعاىل. باملعروف والنهي عن املنكر .�437 . . . بالمعروف وتنهون عن المنكر

اهم في األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكـاة الذين إن مكن� :وقوله تعاىل .�438 .. وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة األمور

حممد عبده بن حسـن خـري اهللا مـن آل ) م1905 – 1849 -هـ 1323 – 1266: ( حممد عبده - 435

من قرى الغربية (ولد يف شنرا ،من كبار رجال اإلصالح والتجديد يف اإلسالم ،مفيت الديار املصرية ،التركماينأصدر مع صديقه مجال ،وتصوف وتفلسف وعمل يف التعليم ،باجلامع األمحدي بطنطا مث باألزهرتعلم ) مبصر

رسـالة ،تفسري القرآن مل يتمـه : له ،تويف باإلسكندرية ودفن بالقاهرة" العروة الوثقى"الدين األفغاين جملة . 252. ص ،6.ج ،األعالم. الزركلي. . . رسالة الواردات ،الرد على هانوتو ،التوحيد

. 46 – 44. ص ،4.تفسري املنار، ج 436 . 110: اآلية ،سورة آل عمران - 437 . 41: آية ،سورة احلج - 438

Page 180: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

180

ـ : ( ويقول صلى اهللا عليه وسلم سي فإن لـم هدبي هريغا فليكرنم كمنأى مر نم عطتفبقلبه عطتسي فإن لم انهسفبل انالإمي فعأض كذل439)و.

إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يـروا المنكـر بـين : ( وقوله مهو هميانرلى أ ظهون عرـة قاداصالخ اللـه ذبع كلوا ذلفإذا فع وهركنفلا ي وهركنن ي

. 440)والعامةلتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنـه : (ويقول ).را ولتقصرنه على الحق قصراالحق أط على

أو ليضربن الله بقلوب بعضـكم : ( عبد اهللا بن مسعود عند أيب داود عن ومن طريق آخرمهنا لعكم كمننلعلي ض ثمعلى ب441 )ع.

عليه وسلم وقد وضع رجله فـي لنبي صلى اللهسأل اعن طارق بن شهاب أن رجلا و .442)كلمة حق عند سلطان جائر ( : قال ؟الغرز أي الجهاد أفضل

أفضل الجهاد كلمة عـدل ( :وعند أيب داواد والترمذي عن أيب سعيد اخلدري بلفظ علطانس در نائري جأم ر أوائ443)ج.

وتركه يؤدي إىل ، وقد أمجع الفقهاء على أن األمر باملعروف والنهي عن املنكر واجب حىت جعـل أدىن درجاتـه ، فأوجب اإلسالم على كل قادر عليه القيام به، الفساد يف األمةيتم ذلك عن طريق ارتكاب احملظـورات على أن ال ، وهو أضعف اإلميان، التغيري بالقلب . أو يؤدي إىل إثارة الفنت بني الناس، كالتجسس مثال

فهو يدعو كل فرد بل يوجب عليه أن يكون ، وهذا األصل ينطوي على أمور كثرية ناهيا عن ، داعيا إىل الفضيلة، شاعرا باملسؤولية عن األعمال العامة، قواما على تنفيذ القانون

، 3777: بـرقم ،ويف املالحم. 963: برقم ،وأبو داود يف موضعني يف الصالة. 70: برقم ،مسلم، يف اإلميان - 439 .4003، وابن ماجة يف الفنت، برقم 4922: وشرائعه، برقم، والنسائي يف اإلميان 2098: والترمذي يف الفنت، برقم

.وانفرد به. 17057: برقم ،أمحد مسند الشاميني - 440

.وقال هذا حديث حسن غريب: وقال 2973: والترمذي يف التفسري، برقم. 3774: أبو داد يف املالحم، برقم - 441

18076: برقم ،كوفينييف مسند ال ،وأمحد. 4138: برقم ،يف البيعة ،النسائي - 442

وهذا حديث حسن غريب : وقال الترمذي 2100والترمذي يف الفنت . 3781: أبو داود يف املالحم برقم - 443 هجذا الوه نم.

Page 181: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

181

ويطلب إىل ، بل جيعل ذلك واجبا "حرية النقد": ويكفل هذا األصل ما نسميه اليوم، ةالرذيل .444كل فرد ومجاعة أن يكونوا عاملني يف سبيل اإلصالح

وغياب هذه الفريضة يؤدي ، فالتناصح بني أفراد اتمع فريضة تقوم عليها اتمعات الذين كفروا من بني إسرائيل على عنل�: يقول تعاىل . إىل تفكك اتمع وزواله

كانوا ) 78(لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون وغياب األمر باملعروف .445 �ال يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون

. املنكر مؤذن خبراب األمموالنهي عن واالستماع ملن يهديه غـين بالدميقراطيـة ومثل هذا اتمع الذي يأمر فيه كل فرد دايته

ألن األمة كلها يف ذلك اتمع ؛ االجتماعية عن كل نظام آخر من أنظمة الرقابة السياسية .446أو استئثارفال حمل فيها لطغيان ، وناهية منهية، وآمرة مأمورة، حاكمة حمكومة

هو حيلـة ، واألمر باملعروف والنهي عن املنكر هو الوظيفة الكربى": ويضيف قائال وشـرعها يف اإلسـالم ، اتمع اليت ال تعدهلا حيل السياسة يف اتقاء الفتنة وصيانة الدولـة

صيبن الـذين واتقوا فتنة ال ت� : مقصود به منع الفتنة ال التحرش ا والتطوع إلثارا .447 �ظلموا منكم خاصة

وصدقت نبوءة ، فإن مل تكن دعوة وال اتقاء فتنة فهناك خطر األخطار ووالية األشرار لتأمرن باملعروف ولتنهون عن املنكر أو ليسلطن اهللا : (النيب صلى اهللا عليه وسلم حيث يقول

.448)معليكم شراركم فيدعو خياركم فال يستجاب هلهو التصدي لطغيان احلكـام ، واهلدف األول من األمر باملعروف والنهي عن املنكر

. واستبدادهم وتقومي اعوجاجهم

. 315. ص ،النظريات السياسية،ضياء الدين الريس - 444 . 81:اآلية ،سورة املائدة - 445 . 377فتحي عبد الكرمي، الدولة والسيادة، ص : نقال عن . 95. اإلسالم، ص اد، الدميقراطية يفعباس حممود العق -446 . 25: اآلية ،سورة األنفال - 447

وقال يف جممع .1379: برقم. 2/99والطرباين يف األوسط، ج. 193-1/192 ،البزار يف مسنده - 448 والبزار وفيه حبان بن علي وهو متروك وقد وثقه ابن معني يف رواه الطرباين يف األوسط. 7/266الزائد، ج .رواية وضعفه يف غريها

Page 182: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

182

لفاء الراشدين جنده أيضا يف عهد اخل، حق األمة يف الرقابة على احلكام: الوجه الثالث . ينكر عليهم أحدومل، وقد قام به الصحابة رضوان اهللا عليهمرضوان اهللا عليهم،

فقد كان أول ما تفوه به أول خليفة بعد وفاة الرسول صلى اهللا عليه وسلم أبو بكـر فكان يدعوا إىل تقومي اعوجاجه إن هو زاغ باعترافه صديق رضي اهللا عنه حني ويل احلكم، ال

حسنت فإن أ، فقد وليت عليكم ولست خبريكم: ( أما بعد: بسلطان األمة عليه حيث يقولفإذا عصيت اهللا ورسوله فال ، أطيعوين ما أطعت اهللا ورسوله، وإن أسأت فقوموين، فأعينوين

. 449 )طاعة يل عليكمفإن استقمت فتـابعوين وإن زغـت ، إمنا أنا متبع ولست مببتدع" ويقول يف مقام آخر

. 450 "فقوموينم حبـق األمـة يف مراقبـة فهذا قول صريح أليب بكر الصديق رضي اهللا عنه بالتسلي . بل وحىت عدم طاعته إن هو عصى اهللا ورسوله، وتقوميه إذا اعوج، اخلليفةمـن رأى يف . . . أيها الناس : (ويقول اخلليفة الثاين عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه

فـرد ، لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا": فتقدم إليه رجل وقال.) اعوجاجا فليقومهاحلمد هللا أن كان يف أمة حممد صلى اهللا عليه وسلم من يقوم اعوجـاج : (عليه عمر قائال ) ... . . عمر بالسيف

إنين أعقل احلـق مـن ، أنه مل يبلغ حق ذي حق أن يطاع يف معصية اهللا": ويقول أيضا .". نا فيهوأنا مسئول عن أمانيت وما أ، فإمنا أنا رجل منكم وأتقدم وأبني لكم أمري، نفسيإن وجدمت يف كتاب اهللا أن تضـعوا ": أما عثمان بن عفان رضي اهللا عنه فكان يقول

.". فضعوا رجلي يف القيد، رجلي يف القيدوحينما أخذت طائفة من املسلمني عليه رضي اهللا عنه بعض أخطاء يف تصريفه لشؤون

فأذعن رضـوان اهللا ، حملاسبته على أعمالهتظاهرت عليه مجوع منهم ، احلكم وإسناد وظائفهوأبدى استعدادا كرميا إلصالح ما عسى أن ، ومل ينكر عليهم هذا احلق، تعاىل عليه لرغبتهم

إين أتوب وأنزع وال أعود لشيء مما عابـه ": ويف هذا يقول، يكون أخطأه التوفيق يف إبرامه

. 332. ص ،2.مج ،الكامل يف التاريخ ،ابن األثري - 449 . 245ص . 2تاريخ األمم وامللوك، ج. الطربي -450

Page 183: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

183

،من زل فليتـب : (وسلم يقول مسعت رسول اهللا صلى اهللا عليهوقد . . . علي املسلمون ) .فإن من متادى يف اجلور كان أبعد من الطريق ،وال يتمادى يف اهللكة ،ومن أخطأ فليتب

إن هذا أمركم لـيس : (وكان أول ما قاله علي ابن أيب طالب رضي اهللا عنه إثر توليه . )ألحد فيه حق إال من أمرمت إال أنه ليس يل أمر دونكم

. األمر على هذه احلال يف عصور اإلسالم األوىل كلها وقد سار إنه لـيس مـن : (بس معاوية العطاء على الناس فقام إليه أبوا مسلم اخلوالين فقال لهح

مث قال للنـاس هلمـوا إىل ، فراجع معاوية نفسه، كدك وال من كد أبيك وال من كد أمك ).عطائكموهو ما يؤكد ضـرورة خضـوع احلكـام ، كل هذا كان يف عصور اإلسالم األوىل

حيـث . وحق األمة يف إبعاد احلاكم إذا حاد عن أحكام الشريعة اإلسـالمية ، ألحكام اهللاثم جعلناك على شريعة من األمر فاتبعها وال تتبع أهواء الـذين ال �:يقول تعاىل

ألحكام الشريعة اإلسالمية وقواعدها تكون يف املقام األول فطاعة اخلليفة .451 � يعلمون . قبل أن تكون خوفا من سلطان الدولة، من خشية اهللا

وقد كان املسلمون شديدي احلرص على التمسك به حكامـا وحمكـومني؛ وذلـك د وبدونه ينتشر الفسا، ألنه أساس قيام األمم، وعليهم القيام به، لعلمهم أن هذا حق مشروع

. ويعم الظلم

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

� M�ا O�KPت� M�ا O�KPت� M�ا O�KPت� M�ا O�KPت وبأن لألمة احلـق يف مراقبـة حكامهـا ، بعد أن رأينا وجوب الرقابة على احلكام

ألن اإلسالم مل يأت بطريقـة ؛ ال منا بعد ذلك الوسيلة اليت يتم ا هذا التقومي، وتقوميهمن والظروف احلياتية على وفق مـا بل ترك ذلك للناس حسب اختالف الزم، معينة للتقومي

. حيقق املصلحة العامة لألمةكما أنه يف عهد اخللفاء الراشدين مل تكن أجهزة اإلدارة معقدة على النحو الذي هـي

كما أم هـم الـذين ، فكان من السهل على األمة مراقبة حكامها وحماسبتهم، عليه اآلن

. 18:اآلية ،سورة اجلاثية - 451

Page 184: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

184

غري أنه مل يكن هناك ، األمة يف كافة اختصاصاا وميثلون، ينتخبونه وميثلون جملس استشارتهحىت أننا ، ومل تكن هناك قواعد حتدد إجراءات معينة للقيام ذه الرقابة، تنظيم معني للرقابة

فيتقبـل هـذا ، جند الصحابة رضوان اهللا عليهم ينتقدون تصرفات اخلليفة من حني آلخر، بصواب رأيه إن كـان صـحيحا أو يقنعهم ، األخري النقد بصدر رحب ويصحح خطأه

. ويكون ذلك بعد املناقشة معهم واختيار الرأي الصائببل كان حيـدث أن ، ومل تكن هذه الرقابة مقتصرة على فئة معينة من الصحابة فقط

وال يعترض عليه ، باعتباره ممثال للرأي العام، ميارس هذه الرقابة فرد واحد فقط من املسلمنيفقد صعد عمر بن اخلطاب رضـي اهللا عنـه . 452نا ذلك سلمان الفارسيوقد مثل ل. أحد

ومل يا : فقال عمر، ال نسمع: فقال سلمان أيها الناس أال تسمعون؟" : فقال 453وعليه حلة. ال تعجل يا أبا عبد اهللا: فقال. وعليك حلة، إنك قسمت علينا ثوبا ثوبا: أبا عبد اهللا؟فقال

. لبيك يا أمـري املـؤمنني : قال : يا عبد اهللا بن عمر: فقال. مث نادى عبد اهللا فلم جيبه أحدأما : فقال سلمان. اللهم نعم: الثوب الذي ائتزرت به أهو ثوبك؟قالنشدتك اهللا، : فقال

. اآلن فقل نسمعوهلذا فإن األمة قد تركت يف سعة من أمرها يف تنظيم هذه الرقابة على حسب مـا

. صاحلهاوتقتضيه م، يتالءم معهاحبيث تتبادل السلطة التشريعية والسلطة ، ويف العصر احلاضر ميكن أن تنظم هذه الرقابة

ى الشعب مراقبة فتتوىل السلطة التشريعية نيابة عل، التنفيذية الرقابة كل منهما على األخرىدقيقا حيقـق وذلك بأن تتحقق مثال من أن القوانني اليت سنتها تنفذ تنفيذاالسلطة التنفيذية،

. األهداف املرجوة منها

صحايب جليل كان يسمي نفسه سلمان اإلسالم أصله مـن جمـوس ،)م 656 -هـ 36(سلمان الفارسي - 452

مسع سلمان باإلسالم فقصد النيب صلى اهللا عليه وسلم بقباء ومسع كالمه والزمه ،عاش عمرا طويال ،أصبهانلـه يف كتـب ،فأقام فيها إىل أن تويف ،جعل أمريا على املدائن ،أظهر إسالمه بعد أن أعتقه املسلمون ،أياما

. 112. ص ،3. ج ،األعالم،خري الدين الزركلي. حديثا 60احلديث .واحللة ثوبان - 453

Page 185: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

185

واختصاصه ، كذلك فإن رئيس الدولة باعتباره رئيس السلطة التنفيذية املنتخب من الشعب من حقه أن يعترض على أي قـانون سـنته السـلطة ، األول هو إقامة الشريعة اإلسالمية

.454افاة لروحهاالتشريعية إذا رأى فيه خمالفة صرحية ألحكام الشريعة اإلسالمية أو جمعليهما بعرضـه علـى ، فإذا ما حدث نزاع بني السلطتني يف أمر ما ومل يتفقا عليه

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا �:الشريعة اإلسالمية ومبادئها لقوله تعاىلف متعازنفإن ت كمنر مي األملأوول وسـول الرسالرو إلى الله وهدء فريي ش

.�455إن كنتم تؤمنون بالله واليوم اآلخر ذلك خير وأحسن تأويالوتلك هي مهمـة ، فإن رد الرتاع جيب أن يكون حبيث يرجى معه زوال االختالف .456القضاء

ة مهمتها الفصل يف الرتاع بـني السـلطتني التنفيذيـة ويتم ذلك بإنشاء حمكمة خاص وهلـا احلـق يف ، بأن تكون أوامرها عليهما نافذة، تكون هلا سلطة عليا عليهما والتشريعية

وعلـى أن ختـدم ، إبطال أوامرمها إذا خالفت روح الشريعة اإلسالمية ومبادئها السـمحة . املصلحة العامة لألمة

على أن يكون عملـها باحليـاد ، ة باختيار عدد متساو من السلطتنيويتم تكوين هذه اهليئ .457وبالعمل بكتاب اهللا وسنة رسوله صلى اهللا عليه وسلم

والتقيد بأحكامها هو ضمان تنفيذ الشريعة اإلسالمية، واهلدف من إقامة هذه الرقابة . وحتقيق مصلحة األمة، ومبادئهاال ، ة البالد اإلسالمية وكثرة سكاا وتفرقهم يف األمصارلذلك فإنه ومع اتساع رقع

فكان ينبغي عليها إقامة مؤسسات تنوب عنها ، ميكن لألمة أن تقوم بدور الرقابة مبجموعهالتترك ما بقي مـن سالمية وضعت اخلطوط الكربى للحكم، فالشريعة اإل، للقيام ذا الدور

سب ما يالءم مصاحلهم وال خيرج عـن روح خطوط دقيقة ومسائل للمسلمني للقيام ا ح

. 384. ص ،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي - 454 . 58:اآلية ،سورة النساء - 455 . 11 – 100/ 5. ج ،التحرير والتنوير ،حممد الطاهر بن عاشور - 456 . 385. ص،الدولة والسيادة ،فتحي عبد الكرمي - 457

Page 186: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

186

وقد قام ا املسلمون يف العصـور األوىل واختلفـت ، ومنها الرقابة على احلكام، التشريع . حبسب الظروف احمليطة بكل عصر

الجتهاد على حسـب لذلك ال يلزم القياس على أي نظام سابق طاملا قد ترك ذلك ل وإن كانت األمـة ، دف هو سيادة الشريعة اإلسالميةعلى أن يكون اهلالظروف واملصاحل،

. معنية باالستفادة من التجارب التارخيية السابقةكانـت حكام الشرعية وما يتعلق باملصاحل، وملا كانت هذه الرقابة تشمل ما يتعلق باأل

: الرقابة على نوعني . الثاين فهو الرقابة على املصاحل وهو الرقابة على املشروعية أما النوع: النوع األول . الرقابة على املشروعية: أو�

، اهلدف من إقامة هذه الرقابة هو السهر على تنفيذ أحكام الشـريعة اإلسـالمية ومسوهـا علـى مجيـع ، واحترام مبادئها السمحة من جانب السلطتني التشريعية والتنفيذية

. عتبار كل ما خيالفها الغياوا، التشريعات يف الدولة، وقد كانت الرقابة على املشروعية يف خمتلف عصور التاريخ اإلسالمي يتوالها القضاء

. ملا كان له من أمهية وما كان حيتله من مكانة يف النظام اإلسالميوقد نزلت نصوص القرآن بوجوب تصدي القضاة لشرعية القوانني اليت يطلب إلـيهم

وإال أمهلوهـا وطبقـوا نصـوص الشـريعة ، فإذا كانت القوانني شرعية طبقوها، بيقهاتطوبذلك سبق اإلسالم القوانني الوضعية حبوايل ثالثة عشر قرنا يف تقريـر نظريـة ، اإلسالمية

.458شرعية القوانني أو ما نسميه اليوم يف عرفنا القانوين بنظرية دستورية القواننيوقد حيدث ذلك باعتـداء ، خل يف االختصاصات بني السلطاتوحىت ال حيدث تدا

؛ فإنه جيب على األمة تعيني هيئة للقيام ذه الرقابة تكـون إحدى السلطات على األخرىوبالتـايل يكـون ، تتكون من عدد متساو من أعضاء كال السـلطتني ، ذات طبيعة قضائية

مل الذي عرف يف تـاريخ الدولـة وهو ما متثل يف ديوان املظا، األشخاص هم طرفا الرتاعو تتكون هذه اهليئة ، اإلسالمية ؛ حبيث يتمتع باالستقاللية التامة بعيدا عن األطراف املتنازعة

. من عدد متساو من أعضاء السلطتني التشريعية والتنفيذية باإلضافة إىل القضائية

. 238. ص سالم وأوضاعنا السياسية،اإل ،عبد القادر عودة - 458

Page 187: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

187

وخاصة ما تعلـق ية، العلم بأحكام الشريعة اإلسالم ويشترط يف أعضاء هذه احملكمة . وكذا قوة الفصل يف القرارات، منها باألحكام الدستورية اليت حتكم الدولة

شأا شأن األحكام القضائية الصادرة عـن ، وتكون أحكامها ملزمة جلميع األطراف . احملاكم األخرى

ملبادئ الدسـتورية ومما جيدر التنويه عنه أن أحكام الشريعة اإلسالمية ال تقتصر على ا كما تشتمل علـى األحكـام ، بل هي تشمل أحكاما عامة دستورية وغري دستورية، العامة

وحديثنا عن هذه ، سواء منها احلياة السياسية أو غريها، اجلزئية املتعلقة مبسائل احلياة املختلفةنظر يف مدى الذي خيتص بال، الرقابة ال يقتصر على املفهوم الذي تعارف عليه الفقه الوضعي

فال تقف مهمة هذه احملكمة على املطابقة بني القـوانني ، مطابقة القوانني واللوائح للدستوربل تتعدى ذلك إىل املطابقة بني القانون وبـني أي حكـم ، املعروضة عليها وبني الدستور

.جزئي ثابت بالشريعةـ ، مع ضمان احترام أحكام الدستور ريعية والتنفيذيـة وإخضاع أعمال السلطتني التش

. ألحكام الدستور الذي خيضع هو اآلخر ألحكام الشريعة اإلسالمية � . الرقابة على املصاحل: ���

واليت تتمثل يف حماولة تقومي احلاكم ، وهي تلك املهمة اليت تقوم ا األمة جتاه حاكمها . أو زاغ عن جادة الصواب، تمعأو مس باملصلحة العامة للمج، إذا أخطأ فيما هو خمول له

وحماسـبة ، وتستمد هذه الرقابة وجوا من النصوص الشرعية اليت حتث على مقاومة الظلم : الظامل بتوجيهه ونصحه وتقوميه ومنها

أفضل : ( عن أيب سعيد اخلدري رضي اهللا عنه أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال .459)عند سلطان جائر أو أمري جائر الجهاد كلمة عدل

وتعامله ، وهو ما جنده يف أفعاله صلى اهللا عليه وسلم يف تساحمه مع املسلمني وغريهم وهو ، وحيملها مسؤولية تقومي حكامها، ويقع واجب الرقابة هذا على األمة، معهم باحلسىنتكون هلا الرقابة علـى )كاالس النيابية( هيئةأن تنتدب منها مجاعة أو ": ما يقتضي منها

وهذا حديث حسن : وقال الترمذي 2100والترمذي يف الفنت . 3781: أبو داود يف املالحم برقم - 459 هجذا الوه نم غريب.

Page 188: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

188

وترشد إىل ، وتنهى عن املنكر واملظامل، وتسهر على حسن تنفيذ القوانني، أعمال احلاكمني . 460 .". . . وجوه اخلري واإلصالح

ة؛ هو أن يكون هلا صدى لـدى ذه الرقابة على احلكام هلذه اهليأواهلدف من إسناد ه ي الفوضى اليت قد حتدث إذا كانت األمة ككل تعمل على تقـومي احلـاكم وتفاد، احلكام

وكثرة سكاا وتفـرقهم يف ، بنفسها كل فرد على حدى مع توسع رقعة الدولة اإلسالمية . األمصارعلى أن يكون لكل إنسان ، لذلك كان عليها أن توكل مهمة الرقابة إىل هذه االس

ويتقدم ا إىل هذه ، يراه مناسبا إذا رأى من احلاكم ما ال يرضيه احلق يف أن يقدم رأيه وما، االس النيابية؛ على أن تعمل بدورها على دراستها وتقدميها للخليفة إن اقتضى األمر ذلك

. مع إخطاره باحلاجات العامة لألمةى حتقيقهـا ومـد ، كما أن مهمة هذه اهليئة هي مراقبة األعمال اليت يقوم ا احلاكم

. وعدم مساسها حبقوق وحريات األفراد، للمصلحة العامة لألمةأعينوين على نفسي باألمر باملعروف ": وقد كان عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه يقول

. 461 .". وإحضاري النصيحة فيما والين اهللا من أمركم، والنهي عن املنكرثرية بينت لنا الرقابة اجلادة اليت كان يقوم ـا ولقد أثبت التاريخ اإلسالمي وقائع ك

. لتحقيق مصلحة األمة يف إطار نقاشات وآراء نزيهة، املسلمون يف الصدر األول

.147.ص ،نظام الشورى ،زكريا عبد املنعم اخلطيب -460 . 160. ص ،أليب يوسف ،اخلراج -461

Page 189: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

189

المطلب الثاني مسؤولية الخليفة

وكل مؤمتن مسئول عما ائتمن عليه لدى صـاحب ، إذا كانت الوالية أمانة يف اإلسالم خطأ أو سواء كان ذلك بإرادته اخلاصة أم كان نتيجة 462مام مسئول عما ائتمن عليه، احلق؛ فاإل

. إمهال، ففي كل احلاالت يتحمل املسؤولية كأي فرد عادي دون أن يتميز عن باقي أفراد الدولةحتقيقا للعدالة ، وألزمته بعدم اخلروج عنها، فبينت له الشريعة اإلسالمية حقوقه وواجباته الواردة األحاديث 463ساواة، وأمرت األمة بطاعته ما أطاع اهللا ورسوله، وقد محل ابن حجروامل

ومقاومتـه، عن النيب صلى اهللا عليه وسلم باألمر بالطاعة والصرب، وبعضها الوارد برفض الظلـم . منازعة اخلليفة يف الوالية، ومنازعته يف املعصية 464: وفرق بناءا على ذلك بني حالتني مها

فتصدر احملكمـة ،فأما منازعته يف املعصية فتكون عندما يصدر قرارا خمالفا للشرعية . حكما ببطالن القرار

. أما منازعته يف الوالية فتحميله املسؤولية عن كل أخطائه اليت يقوم ا لشيعي ويكون احلاكم مسئوال عن مجيع أخطائه، على عكس ما نراه لدى أصحاب الفقه ا

فهم يرون أن اإلمام معصوم عن اخلطأ، وبالتايل فهو غري مسئول عن أخطائه، ويعتمد هذا االجتاه اإلنسان مدين بالطبع، ال ميكن أن ": على أساس عقلي يتلخص فيما يقوله عامل من علمائهم يف أن

. 338. ص ،ضياء الدين الريس، النظريات السياسية - 462 الفقيه واحملدث واحلافظ والقاضي الشافعي ،هو أمحد بن علي بن حممود بن حجر العسقالين: ابن حجر - 463

تويف ،وخنبة الفكر ،ذيب التهذيب ،بةاإلصابة يف معرفة الصحا ،فتح الباري: له تصانيف كثرية منها ،املذهب . 120. ص ،الديباج املذهب. ابن فرحون . هـ 852عام

. 9. ص ،25.فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج ،ابن حجر العسقالين - 464

Page 190: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

190

ه، بل يفتقر يعيش منفردا الفتقاره يف بقائه إىل مأكل وملبس ومسكن، وال ميكن أن يفعلها بنفسإىل مساعدة غريه، حبيث يفرغ كل منهم ملا حيتاج إليه صاحبه، حىت يتم نظام النوع، وملا كـان االجتماع فيه مظنة التغالب والتناوش، فإن كل واحد من األشخاص حيتاج إىل ما بيـد غـريه،

وإثارة الفنت، فتدعو قوته الشهوية إىل أخذه وقهره وظلمه فيه فيؤدي هذا إىل وقوع اهلرج واملرج فال بد من نصب إمام معصوم لصدهم عن الظلم والتعدي، ومينعهم عن الغلبة والقهر، وينتصف للمظلوم من الظامل، ويوصل احلق إىل مستحقيه ال جيوز عليه اخلطأ وال السهو وال املعصـية وإال

.". 465. افتقر إىل إمام آخر، فإن كان معصوما كان هو اإلمام وإال لزم التسلسل .466:وقد توىل الفقه السين بيان خطأ هذا االجتاه فيما يلي واألحكام وأمور قد شرعها رسول اهللا صلى ، أن اخلليفة إمنا ينصب إلقامة احلدود - 1

وهي من ورائه تسدده وتقومـه وتـذكره ، وقد تقدم علم األمة ا، اهللا عليه وسلم . بدل به مىت اقترف ما يوجب خلعهوتنبهه وتأخذ احلق منه إذا وجب عليه، وختلعه وتست

، أن القول بعصمة اإلمام يقودنا إىل القول بعصمة أمرائه وقضاته وغريهم من الوالة -2أي -وهـم ، ألنه ال يلي بنفسه من األمر شيئا أكثر مما يليه خلفائه من هذه األمـور

. بل يقولون بعصمة اإلمام فقط، ال يقولون ذا القول -الشيعة

فيقول أبو بكر رضي اهللا ، فاء الراشدين بأم غري معصومني من اخلطأعتراف اخللا -3ويقـول 467"أطيعوين ما أطعت اهللا فيكم فإذا عصيت فال طاعة يل علـيكم : ( عنهوهذا علي يرى الرأي مث يرجع عنه كالذي قيل له يف ، "لوال علي هللك عمر": عمر

."د رأيت بيعهنأمجع رأيي ورأي عمر أال يبعن وق :"بيع أمهات األوالد

وقد حكي عنه أشياء مما تقـر ، أن الشيعة يعتربون عليا رضي اهللا عنه إمامهم األول - 4 *.الشيعة بأنه ليس بصواب يف الدين كفعل التحكيم، وقد ادعى الشيعة أنه فعل ذلك تقية

ء من خالل هذه الردود ميكننا القول بأن اإلمام غري معصوم، وما يؤكد ذلـك أن اخللفـا الراشدون رضوان اهللا عليهم كانوا خيطئون ويتراجعون عن أخطائهم، ومنهم علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه إمام الشيعة األول، وإذا وقـع اخلطـأ علـى اخللفـاء الراشـدين رضـوان اهللا

منشور مع ،مةمنهاج الكرامة يف معرفة اإلما: مجال الدين أبو منصور احلسن بن يوسف بن علي بن املطهر احللى -465

. م1962القاهرة "م" 146"م" 145. ص ،حممد رشاد سامل/ د: بتحقيق ،منهاج السنة النبوية . 1947طريي، القاهرة حتقيق أيب رية واخل 185ص 4 – 1من ،التمهيد ،أبا بكر الباقالين -466 .238،ص2تاريخ األمم وامللوك،ج.الطربي - 467

Page 191: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

191

يا أيها �:الكرمي يف قوله تعاىلفكيف ال يقع فيه من هو دوم؟وهو ما أقره القرآن ، عليهمالذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم فإن تنازعتم في

.�468 شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم اآلخر

: وهو مسئول مسؤوليتان، يرى أهل السنة أن اإلمام مسئول عن كل أخطائه ).شرعيةمسؤولية (ومسؤولية أمام اهللا ، )مسؤولية سياسية( مسؤولية أمام األمة

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

Oآ 0� ���0 آOاX?1و�� ا?� )�� وا�4� ���0 آOاX?1و�� ا?� )�� وا�4� ���0 آOاX?1و�� ا?� )�� وا�4� ��� اX?1و�� ا?� )�� وا�4 . )املسؤولية السياسية( مسؤوليته أمام األمة: أو�

، ألنه نائب عنـها ، ترب احلاكم مسئوال أمام األمة مسؤولية كاملة عن مجيع أخطائهيع ، لذلك كان عليه أن يتصرف يف حدود العقد الذي عقدته لـه ، وهي اليت أمدته بالسلطان

فذاته ليسـت مصـونة ال ، وهي رقيبة عنه باستمرار، ومن حقها أن تقومه وتسدده وتنبهه . متس

. ق العزل إذا اقتضى األمر ذلكوح، فلألمة حق التقومي � : )مسؤولية شرعية( مسؤوليته أمام اهللا :���

يا أيها � :حيث يقول تعاىل، وهو ما تقرره اآليات القرآنية واألحاديث النبوية الشريفة أنو كماتانوا أمونختول وسالرو وا اللهونخوا ال تنآم ينونالذلمعت م�469 . ت.

إن الله يأمركم أن تـؤدوا األمانـات إلـى أهلهـا وإذا �:وقوله أيضا .�470حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل

فيضلك عن سبيل الله إن فاحكم بين الناس بالحق وال تتبع الهوى �: وقوله أيضا .�471الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب

. 58: اآلية ،سورة النساء - 468 . 37:اآلية ،سورة األنفال - 469 . 57:اآلية ،سورة النساء - 470 . 25: اآلية ،سورة ص - 471

Page 192: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

192

كلكم راع وكلكم مسئول عـن : (أما من األحاديث فنجد قوله صلى اهللا عليه وسلم امالإم هتيعأة رـرالمو هتيعر نئول عسم وهو هلي أهاع فل رجالرو هتيعر نئول عسماع ور

. 472 )احلديث...راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتهاشيئا من أمر المسلمني فاحتجـب من ولاه الله عز وجل(: سنن أيب داود وجاء يف

فقرهو هلتخو هتاجون حد هنع الله بجتاح مفقرهو هملتخو همتاجون ح473)د . . 474)حوائج املسلمني بدل أمر املسلمني ( :ويف كرت العمال

اليت حتث احلكام على االلتزام بأحكام الشـريعة ،واآليات واألحاديث النبوية كثرية : وتربز هذه املسؤولية يف األمور اآلتية، اإلسالميةفال جيوز يف اإلسـالم ألي : التزامه يف إصدار أوامره وقراراته بأحكام اإلسالم -أ

ا خيـالف أحكـام الشـريعة فرد كان من األمة أن يضع قانونا أو تشريعا أو يصدر حكمكأن يأيت بشيء من التغيري يف األمور اليت وردت أحكامها قطعية عن اهللا ورسول سالمية، اإل

. فهذه أمور ثابتة ال اجتهاد فيها، اهللا صلى اهللا عليه وسلمفله أن جيتهد فيها إن كان ، أما إن كان األمر من األمور املباحة اليت فيها لالجتهاد جمال . وعليه أن يترك األمر ملن هم أهل له، هدا فال جيوز له االجتهادأما إن مل يكن جمت، جمتهدا

اتفق علماء املسلمني على : خضوعه لألحكام الشرعية يف مسائل اجلنايات -ب وسـريان هـذه ، خضوع اخلليفة كغريه من أفراد املسلمني لألحكام الشرعية اجلنائيـة

عقوبة قصاص أو عقوبـة : هذه األحكاماألحكام عليه أيا كان نوع العقوبة اليت تقررها : مسئول مسؤولية جنائية كاملة حيث يقول صـلى اهللا عليـه وسـلم وهو ، 475حد)مهاؤمكافأ دتون تملس476)احلديث...الم .

، لذلك فمذهب مجهور العلماء على أن اخلليفة يقام عليه احلد كباقي أفـراد األمـة وذلـك ألن ، نفية فهم يرون عدم وجوب إقامة احلد على اخلليفةباستثناء ما ذهب إليه احل

ألن يف ذلك خزيا ، اخلليفة هو من يقيم احلدود على الناس فكيف له بإقامة احلد على نفسه

.3408: ومسلم يف اإلمارة برقم. 844: البخاري يف اجلمعة برقم - 472

2559: سنن أيب داود، يف اخلراج واإلمارة، برقم - 473 .14739: ، برقم6/35: كرت العمال - 474 . . 254ص ،دار الفكر العريب ،اجلرمية. و زهرة حممد أب اإلمام - 475

2675: وابن ماجة يف الديات برقم. 2371: أبو داود يف اجلهاد برقم - 476

Page 193: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

193

وحىت وإن فوض ذلك إىل القضاة فإم ال يقومـون ، له ونكاال وال يفعل اإلمام ذلك بنفسه . من تشريع احلكم فائدة طاملا ال ميكن إقامة هذا احلد فإنه ال يرجى وبذلك ،بأمره إال فعل بأي

ألن اخلطاب يف التشريع ، وينتقد الباحثون هذه النظرية بأا تقوم على أساس ضعيف فهي ، وما هذا األخري إال نائب عنها يف تنفيذ األحكام، موجه إىل اجلماعة وليس إىل اخلليفة .477صاحبة احلق األول وهلا أن تعاقبه

وقد نقل عن اإلمام أبو حنيفة أنه ترك القياس يف إكراه السلطان شخصا ما على الزنا . ألنه يف حالة إكراه السلطان إياه ال حيد، ؛ إذ األصل أنه حيد سواء أكرهه السلطان أم غريه

ألنه قـد فسـق ، فإنه أسقط احلد": بأنه إذا أراد بالسلطان اخلليفة مث علق اجلصاص وإمنـا يقيمـه ، فلم يبق هناك من يقيم عليه احلد، نعزل عن اخلالفة بإكراهه على املعصيةوا

.478 .". يف دار احلرب ن هناك سلطان مل يقم احلد كمن زنافإذا مل يك، السلطانفإنه يرى أن اخلليفـة ، فإذا كان تعليل اجلصاص هو التعليل احلقيقي لنظرية أيب حنيفة

. حلد عليهينعزل قبل إقامة ا، إال أن ما ذهب إليه مجهور الفقهاء من إقامة احلد على اخلليفة هو ما نراه راجحـا

سواء كان اجلرم متعلقا حبق اهللا أم ، حىت ال يقدم على أي جرم يعلم أنه سيقام عليه فيه احلد . وسواء كان متعلقا بوظيفته أم خارجا عن نطاقها، حبقوق العباد

كذلك اتفق علماء املسلمون على خضوعه : ألحكام املعامالت الشرعيةخضوعه -ج فإن فعل ذلك ، فال جيوز لإلمام أن يتعدى على حقوق األفراد، ألحكام املعامالت واألموال

حىت ولو كان ذلك مع احلاكم ، كان ملن أصابه الضرر أن يلجأ إىل القضاء للدفاع عن حقه . نفسهويكون هذا االلتـزام : تشريعات والقرارات اليت يصدرهاالتزامه وخضوعه لل -د

ومل يـتم ، واخلضوع بتنفيذ القرارات والتشريعات اليت يصدرها ما كانت سارية املفعـول . وعلى أال متس قراراته أو تشريعاته أحكام الشريعة اإلسالمية وما جاءت به، تعديلها

دون أن يتميز يف ذلك عن باقي أفراد ويدخل حتت مضموا، وخيضع هلا كباقي أفراد األمة . األمة

. 183 – 182ص ،اإلسالم وأوضاعنا السياسية ،عبد القادر عودة - 477 .259 – 3/258. ج ،أحكام القرآن ،أبو بكر اجلصاص - 478

Page 194: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

194

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� �*ى و�< ق هYZ اX?1و���*ى و�< ق هYZ اX?1و���*ى و�< ق هYZ اX?1و���*ى و�< ق هYZ اX?1و��

بل يتعدى ذلـك إىل ، اخلليفة ال يتحمل املسؤولية عن أخطائه يف أعماله اخلاصة فقط من عمل النيب صـلى اهللا حيث جند ما روي ، فيتحمل نتيجة أفعاله، حتملها يف مهام اخلالفة

بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم شـيئا إذ :سعيد الخدريأبو قال . سلمعليه و أكب عليه رجل فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرجون كان معه فصاح الرجـل

سر فقال لهلمسو هليلى الله عص ول الله): دقتال فاسعول الله :قال )تسا ري تفول ع479 )ب. . ففي هذا دليل على حتمل احلاكم لتبعة أفعاله وما فعله عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه عندما حتمل مسؤولية موت جنني ولدته أمه

.480اوإنكاره دخول الرجال عليه، من دعوة عمر هلا نتيجة لفزعها

. 4692: و ألنسائي يف القسامة برقم. 3932: أبو داود يف الديات برقم - 479 .25 – 24. ، ص11. ج ،احمللى ،ابن حزم - 480

Page 195: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

195

المطلب الثالث جزاء الخروج على مبدأ الشرعية

أوجبت الشريعة اإلسالمية على مجيع السلطات يف الدولة العمل بكتاب اهللا وسـنة حيقـق مبـا ، وعدم اخلروج على ما أوجبته الشريعة اإلسالمية، رسوله صلى اهللا عليه وسلم

. بذلك املصلحة العامة لألمة مجعاءلتتبع ما تصـدره السـلطات ، ولذلك أوجبت الشريعة اإلسالمية الرقابة على احلكام

. ومراقبتها بعدم خروجها على مبدأ الشرعية، العامة يف الدولةرا إال أنه قد حيدث أن خترج إحدى هذه السلطات على حدود الشرعية فتصدر قانونا أو قرا

خمالفا ملا جاءت به الشريعة اإلسالمية فما جزاؤها؟ . جيب علينا هنا أن نفرق بني خروج السلطة التشريعية وخروج السلطة التنفيذية ففي هذه احلالة على رئيس السلطة التنفيذية يكون اخلروج من السلطة التشريعية، فقد

فتنظر حينها ، القرار الصادر طاعنا يف عدم مشروعيتهأن يلجأ إىل احملكمة العليا طالبا إبطال . فإن أبطلته مت إيقافـه وتوقـف رئـيس الدولـة عـن تنفيـذه ، احملكمة يف هذا القرار

فمن حق ، أما إذا كان اخلروج من طرف السلطة التنفيذية أي من طرف احلاكم نفسه إليقاف القـرار املخـالف ملبـدأ السلطة التشريعية هي األخرى أن تلجأ إىل احملكمة العليا

.الشرعيةإال أنه يف بعض احلاالت قد يتعمد رئيس السلطة التنفيذية إصدار القرار رغم خمالفته ملبدأ

وأن اعتراض ، اعتقادا منه أن ذلك هو ما تقتضيه املصلحة، املشروعية بإصراره على إصداره . وليست موضوعية بشكل كاف، حملها السلطة التشريعية واحملكمة العليا على هذا ليست يف

ونظرا ملا له من قوة ومنعة كونه احلاكم األول يف البالد فكيف لألمة أن توقفه عـن هذا القرار ؟

Page 196: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

196

وذلك بتوقيع جزاءات عليه يتم مـن خالهلـا ، بإمكان األمة إيقاف احلاكم عن هذا القرار : إيقاف احلاكم عن هذا القرار وهي

ولولولولا��ع ا�ا��ع ا�ا��ع ا�ا��ع ا�

F�� ون �'F وا'� �*م =F�� ون �'F وا'� �*م =F�� ون �'F وا'� �*م =F�� ون �'F وا'� �*م = . عدم الطاعة: أو�

.481"وال لإلمام يف أمر مقطوع مبخالفته للشريعة، ال طاعة ملخلوق يف معصية اخلالق" . اتفق الفقهاء على أن طاعة احلكام مشروطة بطاعتهم هللا عز وجل يف غري معصية أمجع العلماء على وجوـا يف غـري : "فقالنقل عن اإلمام النووي اإلمجاع على ذلك

:"482.". . . معصية وعلى حترميها يف املعصيةأما إذا جار وظلم وخرج عن حدود الشرع ، وتكون طاعة األمة للحاكم يف املعروف

أحـب السمع والطاعة على المرء المسلم فيما( : لقوله صلى اهللا عليه وسلم ،فال طاعة له .483)وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة

.484"ال طاعة ملخلوق يف معصية اخلالق أال: "وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال . 485) نما الطاعة في المعروفإ... : (وقال صلى اهللا عليه وسلم

وعدم طاعة احلكام فيما كان معصـية ، بل إن معصية احلكام فرض إذا أمروا مبعصية قد متارس للقضاء على شخصـية الدولـة ، حاجز قوي حيول حتما دون أي حماولة للسلطة

هـ ـ 1421 ،1دار الندى ط)مشروع مواه األزهر الشريف(حنو دستور إسالمي ،سيد أمحد املسري -481

. 136. ص ،55: املادة ،م2001 . 222. ص ،11.ج ،صحيح مسلم بشرح النووي -482

.3423: ومسلم يف اإلمارة برقم. 6611: البخاري يف األحكام برقم - 483

.18.ص.4.جمروج الذهب، . املسعودي - 484 .3425: و مسلم يف اإلمارة برقم. 3995: البخاري يف املغازي برقم - 485

Page 197: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

197

فمهما بلغت مرتلة احلاكم فإن األمة له باملرصـاد تقـوم ، اإلسالمية بالقضاء على سلطاا .486التقيد بالشرعاعوجاجه وترشده إىل

وقد حكم يف ذلك الرسول صلى اهللا عليه وسلم حكما جازما يف قصة مشهورة يرويها ،عليه وسلم سـرية رسول الله صلى الله بعث: لنا علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه فيقول

. فأغضبوه فـي شـيء ،وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا ،واستعمل عليهم رجلا من الأنصار ألـم يـأمركم :ثم قال .أوقدوا نارا فأوقدوا :ثم قال .فجمعوا له ،اجمعوا لي حطبا :فقال

:قـال .فادخلوها :قال .بلى :قالوا ؟سمعوا لي وتطيعواعليه وسلم أن ت رسول الله صلى الله ،عليه وسلم مـن النـار ى رسول الله صلى اللهإنما فررنا إل :فقالوا .فنظر بعضهم إلى بعض

هبغض كنسو كوا كذلا ،فكان ئتطفوارلن، ص بيلنل كوا ذلوا ذكرعجا رلى اللهفلم ـهليعلمسفقال .و) : وفرعي المة فا الطاعما إنهنوا مجرا خا ملوهخد 487)لو.

د منهم ومل يقل أح، فال خالف بني األمة اإلسالمية يف مسألة طاعة احلاكم يف املعصية وال تطيعوا أمـر المسـرفين الـذين �: وهو ما ميكن استنباطه من قوله تعاىل، بذلك

.�488 يفسدون في األرض وال يصلحون

. عدم التعاون مع احلاكم اخلارج عن الشرعية: ثانيا وهو ، حيق هلا التعاون معهإذا رأت األمة أن احلاكم قد خرج عن حدود الشرعية فال

وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم � :ما يدل عليه قوله تعاىلانودالعوالتعاون معه يعترب إعانة له على إمثه وعدوانه .�489و .

من أن يزيد بن ومن ذلك ما يروى ، ولقد كان فقهاء األمة يفهمون ذلك حق الفهم ليوليه القضاء 492طلب أبا حنيفة، على العراق 491عامل مروان بن حممد 490عمر بن هبرية

.210. ، ص نظام احلكم يف اإلسالم ،حممود اخلالدي -486

. 3425: لم يف اإلمارة برقمو مس. 3995: البخاري يف املغازي برقم - 487 . 152 – 151: اآلية ،سورة الشعراء - 488 . 2:اآلية ،سورة املائدة - 489 أمري قائد من والة ،أبو خالد من بين فزارة ،)م 750 – 706 -هـ 132 – 87: ( يزيد بن عمر بن هبرية - 490

،الزركلي. ضخم اهلامة طويال جسيما ،اعاكان خطيبا شج ،أقام بواسط ،أصله من الشام ،الدولة األموية . 185. ص ،8ج األعالم،

مروان بن حممد بن مروان بن احلكم األموي أبو ،)م 750 – 692 -هـ 132 – 72: (مروان بن حممد - 491

Page 198: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

198

فعرض عليه أن جيعل اخلامت يف ، وكان ذلك اختبارا ملقدار والئه هلم، أو القيام على خزائنهأن فحلف ابن هبرية إن مل يقبل ، فامتنع أبو حنيفة، يده وال ينفذ إال من حتت يد أيب حنيفة

لو أرادين أن أعد له أبواب مسجد : فقال أبو حنيفة، فكلمه يف ذلك بعض الناس، يضربه، دعوا صاحبكم فهو املصيب وغريه املخطئ : يعلى فقال أبو. مل أدخل يف ذلك"واسط"

إن : وقال له .الضارب إىل ابن هبرية وجاء ، فحبسه صاحب الشرطة وضربه أياما متتالية . الرجل ميت

لو سألين أن أعد له أبواب : فقال، فسأله، قل له خترجنا من مييننا: ابن هبرية فقال أال ناصح هلذا احملبوس أن : فقال .مث اجتمع الضارب مع ابن هبرية. املسجد ما فعلت يستأجلين فأؤجل؟

فأمر ابن هبرية بتخلية ، وأنظر يف ذلك، دعوين استشري إخواين: فقال. فأخرب أبو حنيفة بذلكفأقام ا حىت صـارت ، هـ130: وكان هذا سنة، فركب دوابه وهرب إىل مكة، هسبيل

وقد رفض أبو حنيفة توليـه ، 493فقدم إىل الكوفة يف زمن جعفر املنصور، اخلالفة للعباسيني .494القضاء احتجاجا على عدم شرعية السلطة

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

�ل ا&������ل ا&������ل ا&������ل ا&����� . 495بشرط عدم حتقق الفتنة، يوجبه العقد عليه هو حل لعقد تولية اخلليفة إذا مل يقم مبا

وبالتـايل ، وهي اليت ولته السلطة، وقد اتفقت كلمة الفقهاء على أن احلاكم نائب عن األمة

املصدر . الزركلي . ة عبد امللك، القائم حبق اهللا، آخر ملوك بين أمية يف الشام، يف أيامه قويت الدولة العباسي . 208. ، ص7نفسه، ج

،أحد األئمة األربعة اتهدين ،هـ80ولد عام ،أبو حنيفة هو اإلمام اجلليل النعمان بن ثابت من أصل فارسي - 492ـ 150الفقه األكرب تـويف عـام : من مؤلفاته ،وهو مؤسس مدرسة الرأي ،وإليه ينسب املذهب احلنفي ،هـ

. 81. ص ،8.ج ،يخ الكبريالبخاري التار، هو جعفر بن عبد اهللا املنصور العباسي، كان يتوىل إمارة املوصل وهو ابن )م 767-هـ 150(جعفر املنصور 493 -

، 2.األعالم، ج. الزركلي. وهو أول من دفن يف مقابر قريش ا ) ببغداد(اخلليفة املنصور، تويف مبدينة السالم ..125. ص

. 389. ، الدولة والسيادة، ص فتحي عبد الكرمي/د:نقال عن . 33 – 32. ص ،و حنيفةأب ،حممد أبو زهرة-494 . 368ص ،صالح الدين دبوس، اخلليفة توليته وعزله - 495

Page 199: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

199

وعامـل ، وهي نقطة هامـة ، وأقوال العلماء صرحية يف أن األمة هلا هذا احلق، هلا حق عزله . تتحدد به طبيعة الدولة ومقر السيادة

. اليت تبني حق األمة يف عزل احلاكم، عرض ألقوال كبار اتهدين بنصوصهالذلك سن وعن الشافعي ": فقال، رأيه يف شرحه للعقائد النسفية روى التفتا زاين: 496الشافعي -1

.497"وكذا كل قاض وأمري ، رمحه اهللا أن اإلمام ينعزل بالفسق واجلوريف العدول بـه عـن خطئـه إىل : يارا عليهومىت زاغ عن ذلك كانت اإلمامة ع" البغداديوعماله ، وقضاته، وسبيلهم معه فيها كسبيله مع خلفائه، أو يف العدول عنه إىل غريه، صواب .498"إن زاغوا عن سنته عدل م أو عدل عنهم، وسعاتههو لباب ما يف أرقـى ، وهذا املبدأ الذي قرره البغدادي أحد جمتهدي شريعة اإلسالم ، فسيادة األمة بالنسبة إىل اإلمام مقررة بكـل وضـوح : ري احلديثة اليت عرفها الغربالدسات

ــا ــعاته متام ــه وس ــه وعمال ــع خلفائ ــه م ــه كعالقت ــة ب ــة األم . وعالقأحدمها جرح يف : والذي يتغري به حاله أمران، أن اإلمام ينعزل إذا تغري حاله": املاوردي

. 499 "عدالته والثاين نقص يف بدنهأو واجـب ، وهو إما معـزول ، أن السلطان الظامل عليه أن يكف عن واليته": الغزايل

. 500 "وهو على التحقيق ليس بسلطان. . . العزلما قادنا بكتاب اهللا تعاىل وسنة رسوله صلى اهللا ، فهو اإلمام الواجب طاعته": ابن حزم

فإن مل يـؤمن ، عليه احلد واحلق وأقيم ؛ منع من ذلك، فإن زاغ عن شيء منها، عليه وسلم .501"خلع وويل غريه، إذاه إال خبلعه

وقد ولد بالسنة ،هـبغزة150اتفقت الروايات على أن الشافعي ولد سنة ،)هـ204 -هـ 150: (الشافعي 496

وأباه قرشي ينتهي إىل بين املطلب أخ هاشم جد النيب صـلى اهللا ،قهاء العراقاليت تويف فيها أبو حنيفة شيخ فونشأ فقريا وعاش ،مات أبوه وهو يف املهد ،كان هلا فضل يف تكوينه ونشأته ،أمه مينية من األزد ،عليه وسلم

. األم: مؤلفاتهمن أهم ،حفظ املوطأ ولزم اإلمام مالك وعاش يف كنفه ،عيشة اليتامى والفقراء مع نسب رفيع .. 424. ص ،تاريخ املذاهب االسالمية،اإلمام حممد أبو زهرة

. 339. ص ،النظريات السياسية ،ضياء الدين الريس - 497 ،بريوت ،دار الكتب العلمية ،أصول الدين. اإلمام األستاذ أيب منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي -498

. 278. ص ،م1981 -هـ 1401 ،3.ط ،لبنان . 15. ص األحكام السلطانية،. وردي املا - 499 .139. ، ص 2.الدين، ج الغزايل إحياء علوم - 500

Page 200: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

200

إن فعـل مـا بعد عرضنا هلذه األقوال جند أن الفقهاء جممعون على عزل احلـاكم فـإن الفقهـاء اختلفـوا يف ، إال أنه ونظرا خلطورة هذا اإلجراء وصعوبتهيستوجب ذلك،

. ذ ا القرار إذا رفض التنحي من منصبهاألسباب املوجبة للعزل والوسائل اليت ينف . األسباب املوجبة للعزل: أوال

الفقهاء املسلمون مع إمجاعهم على عزل احلاكم إذا ظهر سبب يوجبه إال أم اعتربوه بعد استنفاذ كافة احملاوالت األخرى ، سبب استثنائي ال يلجأ إليه إال عند الضرورة القصوى

وبذلك فإن األخطاء اليسرية اليت يقع فيها احلاكم ال ميكن بأي حال ، وتقوميمن نقد ونصح ، وحينذاك يصبح مركز اخلليفة عرضة للسـقوط ، أن تكون سببا يف التفكري يف عزل احلاكم

فكل إنسان خطاء وهو ليس ، وبالتايل ال ميكن استقرار الدولة مع كل خطأ يعزل به احلاكم . مبعصوموالواجب إن وقع شيء من اجلور وإن قل أن يكلم اإلمام يف : "ابن حزم ويف هذا يقول وإلقامة ، وأذعن للقود من البشرة أو من األعضاء، فإن امتنع وراجع احلق، ومينع منه، ذلك

فإن امتنع عن إنفاذ شيء مـن هـذه ، فال سبيل إىل خلعه، والقذف واخلمر عليه، حد الزنا . 502 "خلعه وإقامة غريهوجب ، ومل يراجع، الواجبات عليه

اخـتالل أحـوال املسـلمني " : فعدم قيام اخلليفة بذلك يكون من شأنه أن يؤدي إىل . 503"جبا لعزلهويعترب سببا مو، وانتكاس الدين

وقد أخذا يف حتديد عدم قيام ، وهي القاعدة اليت أخذ ا الفقه اإلسالمي وعلم الكالم : 504 مصاحل الناس بعدة معايري وهيوتدبري، اخلليفة بأحكام الدين

. انعدام الشروط اليت اختري من أجلها لتويل اخلالفة: املعيار األول فالفقه اإلسالمي يشترط لعزل اخلليفة انعدام الشروط اليت اشترطت فيه عنـد تـويل لعـزل ال وكون ا، وذلك لتاليف وقوع الفتنة، ويشترط انعدامها وليس نقصها فقط، اخلالفة

. حيدث إال لضرورة

. 28. ص ،5.ج ،الفصل يف امللل واألهواء والنحل ،ابن حزم - 501 . 28. ، ص5.ابن حزم، املصدر نفسه، ج - 502 . 370. ، ص اخلليفة توليته وعزله، صالح الدين دبوس - 503 . 371 . صاملرجع نفسه، . صالح الدين دبوس - 504

Page 201: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

201

: وقد فرق الفقه اإلسالمي بني نوعني من هذه الشروط ومها نقص يف "ب505ما يتعلق بقدرة اخلليفة البدنية وهو ما عرب عنه املاوردي: أو�

أو عجـز ، أو كربه وخرفه، كزوال العقل باجلنونه من القيام بواجباته املناطة به، مينع"بدنه . يث ال يستطيع معها القيام مبهام اخلالفةحب، أعضائه . فهذه الشروط تكاد تكون متفقا عليها على أا أسبابا لعزل اخلليفة كوا مؤثرة يف تصرفه

� .وقد كانت حمل خالف بني الفقهاء، ما يتعلق بالعدالة والفسق: ��� . أن اإلمام ينعزل بالفسق واجلورإىل قد ذهب الشافعي فيما يرويه عنه التفتازاينف : وقد ذهب املاوردي إىل أن اخلليفة ينعزل جبرح يف عدالته، وهو الفسق وهو على ضربني �.��وهو متعلـق بأفعـال اجلـوارح مـن ارتكابـه ، ما تابع فيه الشهوة : أ

نـا وشـرب كالز( حتكيما للشهوة وانقيادا للهوى ؛ للمحظورات وإقدامه على املنكرات . فهذا فسق مينع من انعقاد اإلمامة ومن استدامتها، )اخلمروهو متعلق باالعتقاد املتأول بشـبهة تعتـرض ، ما تعلق فيه بشبهة: وا�����

. وقد اختلف العلماء فيها. فيتأول هلا خالف احلق .اخلليفةفذهب املاوردي إىل أن فسق االعتقاد حكمه حكم فسق اجلوارح ينعزل ا . 506وذهب بعض علماء البصرة إىل أنه ال ينعزل

وألي سـبب ، ويرى مجهور الفقهاء كقاعدة عامة أن للمسلمني عزل اخلليفة للفسق ر مثل أن يوجد منه ما يوجب اختالل أحوال املسلمني وانتكاس أمـو ، آخر يوجب العزل

.507كان هلم نصبه وإقامته النتظامها وإعالئها اكم، الدينوهذا الشرط الزم يف االبتداء فهو قهاء يف أن اخلليفة ينعزل بالفسق، وحنن مع مجهور الف

ألنـه ؛ فبقاء اخلليفة يف منصبه وهو على حال الفسق يشجع رعيته على ذلك ،الزم للبقاء . يعترب قدوة هلم

. 15. ص ،األحكام السلطانية ،املاوردي - 505 . 16 ،15. ص ،نفسهاملصدر .املاوردي - 506 . 187.ص ،اإلسالم وأوضاعنا السياسية ،عبد القادر عودة - 507

Page 202: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

202

ه يكون رادعا للحكام من بعده لالبتعاد عن كل ما خيـالف الشـريعة كما أن عزل ما يعرب عنه يف الـنظم الدسـتورية ووه، جتنبا النتشار الفساد ؛اإلسالمية ويضر باملسلمني . وارتكاب املظامل وإهدار احلقوق، كالتعاون مع األعداء، املعاصرة باخليانة العظمى

متفق على عزله إذا لفالك، هو ليس حمل خالف بني العلماءوهو الكفر و: املعيار الثاين . لإلسالم من توجيه احلياة العامة واخلاصـة لألمـة هكاستبعاد، ظهر منه ما يدل على ذلك

: رضي اهللا عنه قالعبادة بن الصامت لقول الرسول صلى اهللا عليه وسلم يف حديث عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع عانا رسول الله صلى اهللاد(

لينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال إلا أن وأثرة والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا .508)فرا بواحا عندكم من الله فيه برهانتروا كفيصري مأسورا يف يد عـدو قـاهر ال ، وهو األسر بعد عقد اإلمامة: املعيار الثالث

: ويكون ذلك على حالتني، يستطيع اخلالص منهبته اإلمامـة اذه ملا أوجكافة األمة استنق ىفعل، أال تقدر األمة على نصرته وإنقاذه -)1

. 509إما بقتال أو فداء، وهو على إمامته ما كان مرجو اخلالص مأمول الفكاكمن نصرته، أن يكون مأسورا عند املشركني أو عند بغاة املسلمني،فإن كان يف أسر املشركني ووقع -2

.إلمامةاإلياس منه خرج من اإلمامة لليأس من خالصه، واستأنف أهل االختيار بيعة غريه على افإن كان مرجو اخلالص فهو على إمامته حىت وإن ، وإن كان مأسورا عند بغاة املسلمني

وإن نصبوا ألنفسـهم إمامـا ، ألن بيعته الزمة هلم ؛ مل ينصبوا إماما هلم، مامل يرج خالصه .510خرج من اإلمامة باإلياس من خالصه

ويتم ذلك ، ك ما مينع األمة من القيام بهفإذا توفرت أسباب العزل يف اخلليفة فليس هنا : بإتباع القواعد التالية

، لذلك تقدم له النصيحة بفإن مل يستجي، أن يؤمر باملعروف وينه عن املنكر أوال -1 ويتم ذلك من .كان قرار العزل كحل ائي بفإن مل يستجي، وتبذل كافة احملاوالت لردعه

. 6532: والبخاري يف الفنت برقم. 3427: مسلم يف اإلمارة برقم - 508 . 18. ص ،األحكام السلطانية ،املاوردي - 509 . 19 – 18. املاوردي، املصدر نفسه، ص - 510

Page 203: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

203

بإصدارها قرارا يتم فيه استفتاء الشعب يف قرار ، إليها سابقا طرف احملكمة العليا اليت أشرنا . العزل . أن يتم العزل باتفاق األمة أو أغلبها -)2 إذا أمن وقوع الفتنة على األمة ، عزل بالقوة، لقرار العزل وينعزل بإذا مل يستجي -)3

. على رأي واحد وحيكمها حاكم واحد، حىت تكون األمة أمة واحدة . فإذا توافرت أسباب عزل اخلليفة عزل وويل غريه

� . وسائل تنفيذ قرار العزل: ���

قد حيدث أن خيرج احلاكم عن حدود الشرعية، فيصبح بذلك مستحقا للعزل بتوافر أسباب لة؟عزله، إال أنه ال يتيسر لألمة عزله، فيلجأ بذلك للقوة، فكيف يكون تصرف األمة يف هذه احلا

وهو ما عـربوا ، اختلف الفقهاء يف تنفيذ العزل بالقوة على رئيس الدولة إذا أىب ذلك : ونشأ يف ذلك فريقان"الثورة املسلحة-باخلروج بالسيف"عنه

. وهو يرى وجوب اخلروج: الفريق األول . ويرى عدم وجوب اخلروج :الفريق الثاين

وإىل هذا الرأي ذهبت ، وج على احلاكم الظاملوهو يرى وجوب اخلر: الرأي األول ؛ فعندهم أن اإلمام اجلائر وبعض أهل السنة، وكثري من املرجئة، اخلوارج واملعتزلة و الزيدية

مـا مل يكـن ، الذي ال يرضخ للعزل يتعني عزله بالقوة وبالثورة عليه إذا اقتضى األمر ذلك . 511ذهب إليه ابن حزموهو ما ، هناك طريقة أخرى لدفع املنكر غري ذلك

، وأفعـال الصـحابة ، واحلديث، من القرآن الكرمي :واستندوا يف ذلك إىل مجلة أدلة : نكتفي بذكر بعضها

. من القرآن: أو�

.�512 قال ال ينال عهدي الظالمين �:قوله تعاىل . �513قوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوانوتعاونوا على البر والت�:وقوله

. 171. ص ،4.ج ،الفصل يف امللل واألهواء والنحل. ابن حزم - 511 . 123: اآلية ،سورة البقرة -512 . 02: اآلية ،سورة املائدة -513

Page 204: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

204

وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت �:وقوله تعاىل .�514لهإحداهما على األخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر ال

إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخـذوا : (فقوله صلى اهللا عليه وسلم: أما من احلديث هنقاب مبع الله مهمعأن ي كشأو هيدلى ي515 )ع .

النـاس أما من أقوال الصحابة فقول عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه حني خطـب يف فرد أحد الصحابة ، "إن رأيتموين على حق فأعينوين وإن رأيتم يف اعوجاجا فقوموين": قائال ".واهللا لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا": قائال . ويف هذا داللة على وجوب اخلروج، فحمد عمر اهللا على ذلك و الزيديـة إىل أن سـل ،ومجيع املعتزلة واخلـوارج ، وذهبت طوائف من أهل السنة

، إذا مل ميكن دفع املنكر إال بـذلك ، السيوف يف األمر باملعروف والنهي عن املنكر واجب 516وقول عائشة وطلحة، وهذا هو قول علي بن أيب طالب وكل من كان معه من الصحابة

النعمـان بـن وعمر بن العاص 517وقول معاوية، والزبريوكل من كان معهم من الصحابةوكذلك قول مجيع الذين خرجوا على اخللفـاء ، كل من كان معهم من الصحابةو 518بشري

.520وعبد اهللا بن الزبري 519األمويني والعباسيني مثل اإلمام احلسني

. 09: اآلية ،سورة احلجرات - 514

. وهذا حديث صحيح: وقال. 2094: والترمذي يف الفنت برقم. 3775: املالحم برقموأبو داود يف - 515هو طلحة بن عبيد اهللا بن عثمان التيمـي القرشـي ،)م 656 – 596 -هـ 36 -ق هـ 28(طلحة - 516

وأحد ،رىوأحد الستة أصحاب الشو ،صحايب شجاع من األجواد وهو أحد املبشرين باجلنة ،أبو حممد ،املدين األعالم، الزركلي،. حديثا 38الثمانية السابقني إىل اإلسالم، شهد اخلندق وسائر املشاهد، دفن بالبصرة، له

. 229. ص ،3.جهو معاوية بن أيب سفيان صخر بن حرب ابن أمية ،)م 680 – 603 -هـ 60 -ق هـ 20: (معاوية -517

وأحد دهاة العرب املتميـزين ،الدولة األموية يف الشام مؤسس ،ابن عبد مشس بن عبد مناف القرشي األمويقامت حروب طاحنة بينه وبـني ،هـ8ولد مبكة وأسلم يوم فتحها سنة ،كان فصيحا حليما وقورا ،الكباربعد مقتل علي تويل اخلالفة ودامت له إىل أن ،وإمامة علي يف العراق ،انتهى األمر بإمامة معاوية يف الشام ،علي

نفسـه، الزركلي، املصدر . حديثا 130لشيخوخة، وعهد ا إىل ابنه يزيد، ومات يف دمشق، له بلغ سن ا . 261.، ص 7.ج

هو النعمان بن بشري بن سعد بن ثعلبـة اخلزرجـي ،)م 684 – 623 -هـ 65 – 2(النعمان بن بشري - 518 - 518ويل ،حديثا 124له ،ينةمن أهل املد ،أمري خطيب شاعر من أجالء الصحابة ،األنصاري أبو عبد اهللا

Page 205: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

205

. القائل بعدم وجوب اخلروج: الرأي الثاين

فـريون أن -وعلماء احلديث، وهذا الرأي عليه أكثر أهل الفقه. ويرى حرمة اخلروج ولو قتلت الرجال ، وأن السيف باطل، رب على طاعة اإلمام اجلائر أوىل من اخلروج عليهالص

وليس لنـا إزالتـه وإن كـان ، وأن اإلمام يكون عادال ويكون غري عادل، وسبيت الذرية . 521وأنكروا اخلروج على السلطان ومل يروه، -فاسقاقـول عـن أئمـة أهـل السـنة ونقل أستاذنا الشيخ حممد أبو زهرة أنه الرأي املن

، بوجوب الصرب عن اجلـور أمحدوهو املشهور ؛بل لقد صرح اإلمام أمحد، مالكوالشافعي والصرب حتت لواء السلطان على ما كان ": فلقد روي عنه قوله، وى عن اخلروج يا صرحيا

. 522 "وال خيرج على األمراء بالسيف وإن جاروا، منه من عدل أو جور : يف ذلك إىل جمموعة من األحاديث املروية عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلمواستندوا ن النبي صلى الله عليه وسـلم أابن عباس رضي الله عنهما وعن : عن ابن عباس قال - فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلـا ،همن رأى من أمريه شيئا يكرهه فليصبر علي : (قال

.523)مات ميتة جاهلية كالن مب فوع نقال 524ع لمسو هليلى الله عص ول اللهسكم: (أن رتمأئ اريخ

كمونبحيو مهونبحت ينالذ ،صيوهمليلون عصتو كمليلون ع ، ينكم الـذتمأئ اررشوكمونضغبيو مهونضغبت ،كموننلعيو مهوننلعتيل ).وق : مابـذهنأفلـا ن ،ول اللهسا ري

اهلامشي القضـاء ،هو احلسني بن علي بن أيب طالب ،)م 680 – 625 -هـ 461 – 4(اإلمام احلسني . 36.ص ،8.ج األعالم، ،الزركلي. له ديوان شعر ،بدمشق

قتله سنان ،يف بيت النبوة ونشأ ،ولد يف املدينة ،ابن فاطمة الزهراء ،السبط الشهيد ،القرشي العدناين أبو عبد اهللا -27 . 243. ، ص 2.الزركلي، املصدر نفسه، ج. بن أنس النخعي بطلب من يزيد بن معاوية

. 20. ص ،5.الفصل يف امللل واألهواء والنحل، ج ،ابن حزم - 520

. 495ص ،6ج ،اجلامع ألحكام القرآن. القرطيب -521 . 508. ص ،تاريخ املذاهب اإلسالمية ،حممد أبو زهرة - 522 .3438،3439: ومسلم يف اإلمارة رقم. 6531: البخاري يف الفنت رقم - 523هو عوف بن مالك األشجعي الغطفاين صحايب من الشجعان )م 692 -هـ 73(عوف بن مالك األشجعي -524

. حديثا 67له ،وسكن دمشق ،نزل محص ،يوم الفتح"أشجع"وكانت معه راية ،أول مشاهده خيرب ،الرؤساء . 96. ، ص.5األعالم ، ج. ركلي الز

Page 206: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

206

لاة وإذا رأيتم من ولاتكم شـيئا تكرهونـه لا، ما أقاموا فيكم الص (:بالسيف؟ فقالةطاع نا مدوا يزعنلا تو لهموا عه525)فاكر.

يهتدون يكون بعدي أئمة لا: ( رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال أ وعن حذيفة بن اليمانون بسنتسلا يو ايدس قال بهإن انثمي جني فاطيالش قلوب مهال قلوبرج يهمف قوميسي وتن

كرظه ربإن ضري ولأمل يعطتو عمسقال ت كذل كترإن أد ول اللهسا ري عنأص فكي قلت .526)عخذ مالك فاسمع وأطوأ

فكل هذه األحاديث حسب أصحاب هذا الرأي تدل على عدم وجوب اخلروج على . احلاكم وإن كان ظاملا

القـائلون بـاخلروج ، وبعد عرض آراء الفقهاء من كال الفـريقني : الرأي الراجح ال كمـا . فال ميكننا القول باخلروج على إطالقـه ، ال نسلم بكال الرأيني، والقائلون بعدمه

. ميكننا القول بعدم اخلروج على إطالقه أيضافقد استند إىل األحاديث الداعية للصرب ، فبالنسبة للرأي القائل بالصرب وعدم اخلروج

فرسول صـلى . وخرجوا عن املعتاد، حىت وإن ظلموا وفسقوا، وعدم اخلروج على احلكاموهو ينظر إليه دون ، ضرر يلحق باإلنساناهللا عليه وسلم ال يأمر بالصرب على الظلم وعلى ال

. ويدافع عن نفسه وحقوقه، أن يغري يف األمر شيءإعانة هلم علـى عـدوام ، فالصرب يف هذه احلالة،، وهذا يتعارض مع نصوص كثرية

. وإمثهم ومعصية اهللام فلم يأخذوا على إن الناس إذا رأوا الظال(: وكذلك قوله صلى اهللا عليه وسلم -

هنقاب مبع الله مهمعأن ي كشأو هيد527)ي . من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع : ( وقوله أيضا

فعأض كذلو فبقلبه ان528)الإمي .

والدارمي يف . 22856: وأمحد يف مسند البصريني برقم.3447: صحيح مسلم كتاب اإلمارة رقم - 525 .2677: الرقاق برقم

.6557: ، ويف الفنت برقم3338: والبخاري يف املناقب برقم ؛3435: مسلم كتاب اإلمارة رقم - 526

.2094: ، رقمالترمذي كتاب الفنت - 527 :املالحم برقم ويف. 963: وأبو داود يف موضعني يف الصالة برقم. 70: مسلم يف اإلميان برقم - 528 .4003، وابن ماجة يف الفنت برقم 4922: ، والنسائي يف اإلميان وشرائعه برقم2098: ،والترمذي يف الفنت برقم3777

Page 207: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

207

فالرسول صلى اهللا عليه ، واحلاكم الظامل اخلارج عن حدود اهللا أكرب منكر جيب دفعه واحلاكم الظامل ، وأول هذه املراتب هي اليد، وسلم يف هذه األحاديث يدعوا إىل تغيري املنكر

ولكن بشـرط ، املسلحة وهو ما يعرب عنه بالثورة، اجلائر يف األمة يعترب منكرا جيب تغيريه باليد . لـدماء املسـلمني ناحق ؛ وعلى قدر االستطاعة، اليت قد حتدث بني املسلمني، أمن الفتنة

حفاظا على وحدة األمة اإلسـالمية وصـونا ؛فإن خيف وقوع الفتنة مل جيز ذلك . وحفظ كرامة وأمن أبنائها، لدمائها

. لضرورة فقطأما األحاديث الداعية للصرب فهي خاصة حبالة اويكون ذلـك علـى ، أما بالنسبة للقائلني باخلروج فإننا ال نسلم أيضا بأقواهلم كلها

. وباألخذ بأخف الضررين مقابل أشدمها، حسب القدرة واالستطاعةالذي عليه العلماء يف أمر اجلور أنه إن قدر علـى ": وهو يتفق مع ما رواه كثري من العلماء

.529 .". وإال فالواجب الصرب، ظلم وجبخلعه بغري فتنة والفيذهب إىل أن هـؤالء ، وقد توىل ابن حزم الرد على القائلني بعدم وجوب اخلروج

)فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل فافعل ( 530: احتجوا جبملة أحاديث منهارك شعاع السيف فاطرح ثوبك على وجهك وقل إين أريد أن تبوء فإن خشيت أن يسه: (ومنها

.531)بإمثي وإمثك فتكون من أصحاب النار .532)قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال لا ما صلوا(: ومنها اهللا ألن الرسول صلى، فهذه األحاديث كما يرى ابن حزم ال تسندهم فيما ذهبوا إليه

، عليه وسلم ال ميكن أن يأمر بالصرب على الضرر يرتل بغري حق باملسلم يف ماله أو جسمهوتعاونوا علـى البـر والتقـوى وال � :وكذلك من احملال أن يتعارض مع قوله تعاىل

انودالعلى اإلثم ووا عناوع�533 ت.

. 80. ص ،7.ج ،نيل األوطار ،الشوكاين 529 .وانفرد به. 21461: أمحد يف مسند األنصار برقم - 530 وأخرجه أيضا ابن ماجة يف الفنت . 5261: احلديث أخرجه أبو داود يف كتاب الفنت واملالحم برقم - 531

. باب التثبت يف الفتنة. 3958: برقم .4133: اود يف السنة برقموأبو د. 2191: والترمذي يف الفنت برقم.3446صحيح مسلم كتاب اإلمارة رقم 532 . 2: اآلية ،سورة املائدة - 533

Page 208: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

208

:اخلالصة ورى دعامة من دعائم االميان وصفة مميزة للمسلمني على غريهم،وهي أساس تعترب الش -1

.عالقة احلاكم باحملكومني، وعنصرا من العناصر األساسية اليت تقوم عليها الدولة الشورى تتعلق بأعمال التنفيذ وال تتعلق بأعمال التنشريع، فهذه األخرية ال جمال فيها -2

لالجتهاد فيها جمال وللخليفة أن يستشري فيها، وهو ما يقابـل لالجتهاد،أما أعمال التنفيذ ف .االستفتاء يف العصر احلديث

اليكفي حلماية األمة من تعسف احلكام واستبدادهم ا إقامة الشورى وحدها، بل جيب -3 .أن يتبع ذلك رقابة مستمرة

.ب عليها يعترب احلاكم يف الشريعة اإلسالمية مسؤوال عن مجيع أخطائه وحياس -4خضوع اخلليفة كغريه من أفراد املسلمني لألحكام الشرعية يف مسائل اجلنايات، وسريا -5

. ن األحكام عليه وخضوعه يف ذلك للعقوبة اتفق الفقهاء املسلمون على عزل اخلليفة إذا ظهر منه ما يوجب العزل،كإنكاره حلكـم -6

، أوما يعرب عنه يف العصر احلديث باخليانة ثابت بالشريعة أو خمالفته ألصل من أصول االسالم .العظمى

Page 209: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

209

المطلب الثاني ضمانات تقييد السلطة في النظام الوضعي

حىت تقام الدولة على ، إنه وحىت تقام دولة القانون ال بد من قيود تفرض على احلكام إىل حتقيـق الدولـة ولكي يتم ذلك ال بد من ضمانات تضمن الوصول، وجهها القانوين

. القانونيةال تعرف هذه الضـمانات ، ومبا أن السلطة يف النظام الوضعي مطلقة بدون قيود فهي

إن السلطة صاحبة السـيادة ليسـت يف حاجـة إىل ضـمانات بالنسـبة ": فروسويقول .534!؟لرعاياها

لحيلولـة دون لعصر احلديث وضع بعض الضمانات الشكلية لالذلك حاول الفقهاء يف وهـي وجـود ، لذلك سنعرض هلذه الضمانات يف هذا املبحث ؛ استبداد احلكام وطغيام

. تنظيم رقابة قضائية، مبدأ الفصل بنب السلطات، دستور

ا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ولا��ع ا�ول

و8Rد د)'8رو8Rد د)'8رو8Rد د)'8رو8Rد د)'8ريعد وجود الدستور الضمانة األوىل ملمارسة السلطة ممارسة قانونية خاضعة لضـوابط وحيدد ، ويبني اختصاصاا، وينشئ السلطات فيها، هو الذي حيدد شكل الدولة كونه، معينة

فإذا ، فالسلطة اليت يكون مصدرها الدستور ال بد وأن تتقيد به، نظام احلكم الذي تقوم عليهكان دستور الدولة يبني اختصاصات كل عضو من أعضائها فهو يف الوقت نفسـه حيـرم

. عن ذلك البيان اليت خترج، عليهم مجيع السلطاتألن ؛ ومن ذلك يتضح أن وجود الدستور يعد الضمانة األوىل خلضوع الدولة للقانون

كما حييط نشاطها بإطار قانوين ، ويؤسس وجودها القانوين، الدستور يقيم السلطة يف الدولةظم السلطة إذ ين، ؛ ألن وجود الدستور يؤدي إىل تقييد سلطات الدولة ال تستطيع احلياد عنه

والدستور بطبيعته أمسـى مـن . كما يعني حقوق احلاكم وحيددها فيها ووسائل ممارستها، كما يـبني سـلطاته وحـدود ، ألنه حيدد طريقة اختياره ويعطيه الصفة الشرعية ؛احلاكم

. اختصاصه

. 174 – 173. ص ،النظم السياسية،ثروت بدوي - 534

Page 210: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

210

constitutesكما أن وجود الدستور يعين تقييـد مجيـع السـلطات املنشـأة

pouvoir ألن ، الدولة أي السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسـلطة القضـائية يفوألا سـلطات تابعـة للسـلطة ، وبني اختصاصاا اونظمه، الدستور هو الذي أنشأها

وختتلف الدساتري من دولة إىل أخرى من حيث ، pouvoir contituont 535لتأسيسيةوهناك الدساتري املرنة اليت تقبل ، ال تقبل التعديل فهناك الدساتري اجلامدة اليت، اجلمود واملرونة

وهي الدسـاتري ، كما أن هناك الدساتري العرفية، التعديل والتغيري ولكن وفق إجراءات معينةفأصبحت عرفا ساتريها، ملدة من الزمن دون أن تكون مدونة يف د ها الدولةاليت سارت علي . متداوال لديها

للحيلولة دون تعديله على ، ل الدستور يعترب قيدا على احلكامفالنص على طريقة خاصة لتعدي . حسب أهوائهم ورغبام

، وقد مت تعديله عدة مرات، الدساتري املرنة القابلة للتعديلويعترب الدستور اجلزائري من وآخرها التعـديل الدسـتوري م 1996 مث 1989 مث 1976 مث 1963: فكان دستور

خاصة زيادة فترات تويل الرئاسة لرئيس الدولة ملدة غـري تضمن يالذ م2009 اجلديد . حمددة

�� ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا� ��ا��ع ا�

�#*أ ا�SG �6 ا?�< ت�#*أ ا�SG �6 ا?�< ت�#*أ ا�SG �6 ا?�< ت�#*أ ا�SG �6 ا?�< ت، من اجلدير بالذكر أن نظام تركيز السلطة قد تعرض لنقد شديد من الناحية النظريـة

ة واستئثاره ا فتركز السلطة يف يد فرد واحد هو ما يؤدي باحلتم إىل إساءة استعمال السلط . وهنا يكون مكمن اخلطر على حقوق وحريات احملكومني وضياعها . وطغيانه واستبداده

جـاء علـى ، فلذلك وبعد أ ن ضاقت الشعوب ذرعا من استبداد احلكام وطغيام الذي يقضي بتوزيع السلطات بني هيئات خمتلفـة ، أنقاض ذلك مبدأ الفصل بني السلطات

ومن هنـا ، حدود اختصاصها دون أن تلجأ إىل اختصاص السلطة األخرى كل سلطة تلزم . جاء مبدأ الفصل بني السلطات

: نشأة املبدأ :أو�

. 174 – 173. ص ،النظم السياسية،ثروت بدوي - 535

Page 211: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

211

وعىن بدراسـته وفصـل آراءه يف ، أول من كتب عن فصل السلطات 536يعترب لوك لـوك ويقسـم . م1688: الذي وضعه يف أعقاب ثـورة " احلكومة املدنية"كتابه املسمى

. ومهمتها سن القوانني: السلطة التشريعية : السلطات إىل أربع . ومهمتها تنفيذ القوانني: السلطة التنفيذية ومباشرة ، وعقد املعاهدات، وتقدير السلم، ووظيفتها إعالن احلرب: السلطة االقتصادية

. الشؤون والعالقات اخلارجية . االمتيازات امللكيةوهي جمموعة احلقوق و: سلطة التاج

على أن لوك جعل السلطة التشريعية مكان الصدارة فهي يف نظـره أعلـى السـلطات . وأقدسها

تلقى الفقيه الفرنسي مونتسكيو األفكار السـابقة عـن مبـدأ فصـل : 537عند مونتسكيووعرضها عرضا واضحا جليا حـىت ، السلطات وصاغها صياغة جديدة وأبرزها أمجل إبراز

. املبدأ بامسه مع أنه مل يكن أول القائلني به ارتبطحيث رأى أن مظاهر السيادة يف الدولة متارسها ثالث سلطات متميزة عـن بعضـها

السـلطة ، )السلطة التنفيذيـة (السلطة املنفذة للقانون العام، السلطة التشريعية : البعض هي . )السلطة القضائية(املنفذة للقانون اخلاص

فهو يرى أن التجارب أثبتـت . قد صور مونتسكيو هذا األمر تصويرا دقيقا واضحاو إذ يتمادى يف استخدامها حىت جيد ، دائما أن كل إنسان يتمتع بسلطة يسيء فعال استعماهلا

وللوصول إىل عدم إساءة استخدام السلطة ، فالفضيلة نفسها يف حاجة إىل حدود ؛ من يوقفه . أساس أن السلطة حتد السلطة جيب أن يقوم النظام على

فكان مما قرره أن السـلطات ، على أن مونتسكيو مل يقل بالفصل التام بني السلطات على الرغم من فصلها ستجد نفسها بالضرورة وبطبيعة األشياء مضطرة للتضامن والتعـاون

.538والسري معا

رسالتان :من أبرز ما ألف ،فيلسوف ومفكر قانوين يعترب مؤسس علم التنوير والنهضة يف بريطانيا وفرنسا:لوك - 536 . 307ص ،جان توشار ومساعدوه ،وهو كتاب يؤصل للسلطة القائمة على نظرية العقد السياسي،يف احلكم

13-12. عبد العزيز حممد ساملان، ص - 538

Page 212: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

212

فإنه جيب ضمان كل منها، ت الدولة ويبني اختصاصاتفإذا كان الدستور ينظم سلطا ولعل خري ضمانة لذلك ، وعدم خروج السلطة عن دائرة اختصاصاا، احترام تلك القواعد

ختتص كل منـها بإحـدى هـذه ، تنحصر يف توزيع وظائف الدولة على سلطات منفصلةوالسـلطة ، هي السلطة التشريعية، فيكون هناك سلطات ثالث منفصلة ومستقلة، الوظائفومىت مت ذلك وأصبح لكل سلطة اختصاص حمدد ال ميكنها أن ، والسلطة القضائية التنفيذية

وال شك يف أن الفصـل بـني ألخرى، خترج عليه دون االعتداء على اختصاص السلطات ا . السلطات مينع ذلك االعتداء ؛ ألن كل سلطة من السلطات توقف األخرى عند حدود مهمتها

فإنه حـىت لـو ، طات يف قبضة يد شخصية أو هيئة واحدةأما إذا جتمعت خمتلف السل ولـن ، قيدناها بقواعد معينة يف الدستور فلن تكون هناك أية ضمانة الحترام تلك القواعد

فمـثال إذا جتمعـت . يقف يف طريق احلاكم شيء إذا أساء استعمال السلطة أو استبد ـا أو هيئة واحدة فإنه خيشى أن يسن السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية يف يد شخص واحد

539.ذلك الشخص أو تلك اهليئة قوانني جائرة لينفذها لتحقيق مآربه اخلاصةواملقصود بالفصل بني السلطات هو إلزامية حتديد اختصاصات كـل سـلطة مـن

أما التنفيذية فتقوم بكشف تلك القوانني عـن ، فالسلطة التشريعية تسن القوانني، السلطات . أما السلطة القضائية فتطبق تلك القوانني على املنازعات املعروضة عليها، تنفيذهاطريق كمـا أن ، فال جتاوز حلدود السلطات فيما بينهم"فكل سلطة توقف السلطة"وبذلك

وهو ضمان للقضاء على بعـض ، هذا املبدأ يقضي على آفة جتميع السلطات يف يد واحدة . تعمال السلطةاالحنرافات كاإلساءة يف اس

ويهدف مبدأ الفصل بني السلطات إىل ضمان حريات األفراد بتوزيع سلطات الدولة بني .540ولو كان الشعب نفسه، وعدم جتميعها يف شخص واحد أو هيئة واحدة، هيئات خمتلفة

بل إنه يتعني إجيـاد تـوازن ، على أن هذا التقسيم ال يعين الفصل التام بني السلطات . وعلى قدر هذا التعاون ختتلف نظم احلكم يف الدول املختلفة، عاون بني اهليئات السياسيةوت

.420. يف الدولة مع املقارنة، صالنظرية اإلسالمية ،حازم عبد املتعال الصعيدي -539 عبد احلكيم حسن عسلة العيلى، : نقال عن . لباب التاسع لفصل السادس، امونتسكيو روح القوانني ا -540

. 569. سالم، ص احلريات العامة يف الفكر والنظام السياسي يف اإل

Page 213: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

213

كان ، فإذا كان التعاون طبقا ملا هو وارد يف الدستور يرجح يف ميزان السلطة اهليئة التشريعية . ذلك هو النظام السي أو اجلمعية النيابية

دولة مسي النظام الرئاسي كما هو احلال يف الوم أما إذا رجح الدستور سلطة رئيس ال وإذا أدى األمر إىل إجياد توازن بني السلطتني التشريعية والتنفيذية فـذلك هـو النظـام ، أ

. وهو ما ميثل حبق مبدأ فصل السلطات مبعناه الصحيح، الربملاينففي هذا النظام ، سيوهو نظام وسط بني الربملاين والرئا، كما أن هناك النظام املختلط

ويف ، وهو ما جنده يف اجلزائر، )صاحب السلطة التنفيذية( متنح سلطات واسعة لرئيس الدولة .541أغلب الدول العربية

ذهب مونتسكيو إىل وضع جمموعة مـن : مربرات مبدأ الفصل بني السلطات ::::�I$�ـ� �I$�ـ� �I$�ـ� �I$�ـ� 542: وهذه املربرات هي، املربرات ملبدأ الفصل بني السلطات

أوضح مونتسكيو جبالء خطورة مجع السلطات : صون احلرية ومنع االستبداد -1 أو ، ولو كانت هذه اليد هي يد الشعب نفسه، الثالث يف يد واحدة ومنافاة ذلك للحرية

فلكي ، فالناس جمبولون على اإلسراف يف مباشرة سلطام وإساءة استعماهلا، يد الربملانحـىت ، تكون هناك سلطة واحدة بل سلطات مستقلةجيب أال ، حتول دون ذلك الشر

. توقف كل منها سلطات األخرىوعليه فمن اخلطر على احلرية كما قال مونتسكيو أن تتجمع سلطة التشريع وسـلطة

إذ خيشى أن يسن ذلك الشخص أو تلـك ، التنفيذ يف يد شخص واحد أو هيئة واحدةإذا مل تكن سلطة ، كما تنتفي احلرية، به اخلاصةحتقيقا ملآر ؛اهليئة قوانني جائرة لينفذها

وإذا كانت السلطة القضائية متحدة مـع السـلطة ، القضاء منفصلة عن سلطة التشريع . وما ينطبق على الفرد ينطبق على اجلماعة، التنفيذية فإن القاضي يصبح طاغيا

نفيـذ يف يـد يرى مونتسكيو أنه إذا مجع التشريع والت: حتقق شرعية الدولة -2 وهي كونه قواعد عامـة حمايـدة توضـع ، واحدة زالت عن القانون صفته األساسيةفتجنح ا ، اليت قد تؤثر يف حيادها وعموميتها، للمستقبل دون نظر إىل احلاالت اخلاصة

هذه الصفة يف القانون ال تتحقق إذا كان املنفذ يف الوقت نفسـه –إىل اجلور أو احملاباة

. 287 -286. ص ،األنظمة السياسية ،سليمان الطماوي - 541 .املرجع نفسه، الصفحة نفسها ،سليمان الطماوي - 542

Page 214: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

214

تطيع أن يعدل القانون يف حلظة تنفيذه على احلاالت الفردية اليت حيوطهـا إذ يس، مشرعاوتنتفي عن الغرض وخيشى بصددها اجلور واحملاباة، وذا تنتفي عن القانون عموميته وحياده،

. الدولة تبعا لذلك صفة حكم القانون مبعناه الصحيح، ليسودها حكم اجلور واألهواء . ني السلطات كل فوائد مبدأ تقسيم العملحيقق مبدأ الفصل ب -3 على الرغم من املربرات اليت جلأ إليها مونتسكيو لتربير مبدأ الفصل بني السـلطات

سنتعرض إليها كما ، إال أن هذا ال ينفي وجود عيوب يف املبدأ، اليت قد أصاب فيها نوعا ما . سنتعرض لالنتقادات املوجهة إليه

:543بدأ الفصل بني السلطاتعيوب م: �����كما ، األعضاء اليت تؤدي للدولة وظائف التشريع والتنفيذ والقضاء يتعذر فصلها -1

. وإن اختلفت وظائفها، أو أجزاء اآللة الواحدة، يتعذر فصل أعضاء اجلسم البشري الواحداملسؤولية عليهـا تعدد السلطات مع استقالهلا يؤدي إىل توزيع ، توزيع املسؤولية -2

أما إن كانت السلطات مركزة يف يد واحدة تركزت ، توزيعا يضعفها عن القدر الضروري . فيزداد الشعور ا ويتضاعف أثرها، فيها املسؤولية مجيعها

مبدأ الفصل بني السلطات مبدأ ومهي يف احلقيقة ال ميكن حتققه ؛ألنه ال بد مـع -3 وتسيطر عليها مهما أحكم مبدأ ، غى معه إحداها على األخرىالزمن أن تعاون السلطات تط

. الفصل بني السلطات

�� . تطبيقات مبدأ الفصل بني السلطات: را

فإن أغلـب ، نظرا ملا شكله من دعامة دستورية يف ضمان احلقوق واحلريات الفردية ويف هذا ، ته يف حياا السياسية العامليةومنها النظام األمريكي اعتمد، النظم السياسية العاملية

أن املعىن احلقيقي للفصـل 66 :يف الورقة الفيدرالية رقم 544اإلطار قال الكسندر هاملتون

. 288. ص،النظم السياسية ،الطماوي -543 ورجل دولة مشهور يف األعوام األوىل ،زعيم سياسي) 1804 – 1757أو 1755(الكسندر هاملتون - 544

Page 215: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

215

وأن تداخل السلطات ليس فقـط ، الكامل للسلطات ينسجم كليا مع مبدأ التخالط اجلزئي .545ة واحد ضد اآلخرألغراض الدفاع املشترك ألعضاء احلكوم ؛مالئما وإمنا هو ضروري

: 546ولكشف واقع مبدأ الفصل بني السلطات يف دول العامل نرى أن أما النظام ، من دستورها 34، 40، 51، 53طبقا للمواد ، األردن تأخذ بالنظام الربملاين

وأما اليمن فقد أخذ باملبدأ مـن خـالل ، امللكي السعودي فال يستند إىل نظام ثابت مقرر: سنةالنظام اللييب فقد أخذ بالنظام الربملاين طبقا للدستور وتعديله الصادر يف وأما، دستورهفتنص على األخذ مببـدأ .م1956: سنةأما السودان فاملادة العاشرة من دستور . م1963

. م1956: وكذا الدستور التونسي يف دستوره الصادر سنة، الفصل بني السلطاتإال أننا جند السلطة التنفيذية هي املهيمنة على بقية ، قرت بهأما بالنسبة للجزائر فقد أ

فقد أخذت الدولة بالنظام الرئاسي املختلط تبقى . م1996: ، أما يف دستور سنةالسلطات . فيه دائما للسلطة صالحيات واسعة

لكنها تعمـل يف ، لذلك جند يف العامل العريب خاصة أن الدول تقر نظاما يف دستورها . تطبيق على عكسه مما صعب على احملللني السياسيني تكييف األنظمة اليت يسريون عليهاال

فمسألة تنظيم السلطة يف دول العامل الثالث تتحكم فيها بالدرجة األوىل املمارسـة الفعليـة .547واألوضاع اخلاصة ذه البلدان، للسلطة

: الفصل بني السلطات يف النظام اجلزائري

إمنا كان منـذ ، إن مبدأ الفصل بني السلطات يف اجلزائر مل يكن مبدأ غريبا أو جمهوال بدايات إرساء قواعد النظام السياسي طموحا بارزا يف مواثيـق جبهـة التحريـر الـوطين

فقد جاء يف نص املادة الثانية من الوثيقة اليت ورد ـا ، واملؤسسات املؤقتة للدولة اجلزائريةهي الدستور املكتوب األول يف اجلزائر واليت صدرت عن الس الوطين للثورة هذا النص و

الفصل بني السلطات ": ما يلي. م1956-12-16: بتارييخ) بليبيا(يف اجتماعه بطرابلس

). م 1804يوليو 11تويف يف . ولد يف جزيرة نيفز من جزر اهلند الغربية ،للواليات املتحدة األمريكية مكانة ،خلفة نادية :نقال عن . 14يذية ص سياسات تقاسم القوى الكونغرس والسلطة التنف ،لويس فيشر -545 . رسالة ماجيستري ،84. ص . 2003 – 2002 ،إشراف بوهنتالة عبد القادر،اتمع املدين يف الدساتري اجلزائرية

. وما بعدها . 989. ص ،املرجع نفسه ،حممد كامل ليلة -546 . 65. ص. م 1991 ،خصائص التطور الدستوري يف اجلزائر ،األمني شريط - 547

Page 216: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

216

هـي القاعـدة يف ، العناصر األساسية لكـل دميقراطيـة ، والقضائية، والتنفيذية، التشريعية .548"املؤسسات اجلزائرية

فكان النص نظريا فقـط ، وقد سادت بعد االستقالل وحدة السلطة ومل يتم الفصل . دون أن جيد له تطبيق على أرض الواقع

إضـافة إىل امليثـاق الـوطين ، ففي خالل أربعة عقود عرفت اجلزائر أربعة دساتري . وكذا بعض األوامر والتعديالت الدستورية، وتعديله

جند أن رئيس اجلمهوريـة حمـور النشـاط . م1976إىل . م1963 ففي الدساتري من ، إذ كان يتوىل السـلطة التنفيذيـة ، السياسي بسبب دمج السلطات ووحدا يف شخصه

ويشارك الس الشعيب الوطين يف التشريع ، وجيسد وحدة القيادة السياسية للحزب والدولةسعة اليت كـان يتمتـع ـا رئـيس دون أن توجد رقابة فعلية حتد من هذه السلطات الوا

فالسلطة التنفيذية وحدها على السـاحة ورئـيس ، للسلطات فصل وبالتايل ال. اجلمهورية . قضائية، تنفيذية، تشريعية : الدولة بيده السلطات الثالث

صاحب االختصاص الوحيد واملطلق )الرئيس(وأصبح أي ، وبذلك حتققت شخصنة السلطة" .549 "يف احلزب والدولة

فقد أنشأ مؤسسات جديدة أقر من خالهلـا أسـاليب . م1996: سنة أما دستور وتأسيس حمكمـة ، وثنائية السلطة التشريعية، كإقراره ازدواجية القضاء، وأدوات دستورية

وباملقابل أصـر علـى ، ومدد فترة العمل التشريعي ووسع جماله، حملاكمة رئيس اجلمهورية . وسعة والضخمة للرئيساإلبقاء على الصالحيات امل

غفل حقـه يف الـس وال أ، بل ودعمها أحيانا فلم يقر املسؤولية السياسية للرئيس ويف إخطار الـس ، ومل يقيد حرية الرئيس املطلقة يف اللجوء إىل االستفتاءالشعيب الوطين،

، لس األعلى للقضاءورئاسة ا، والتشريع باألوامر، ويف االعتراض على القوانني، الدستوري . وحقه يف العفو أوختفيض العقوبات، وحقه يف تعيني القضاة

الفصل بني ،ميلود ذبيح. أ:نقال عن . 26 – 25السلطة القضائية يف اجلزائر ص ،بوبشري حمند أمقران - 548

. 52. ص ،اجلزائر،عني مليلة،دار اهلدى ،السلطات يف التجربة الدستورية اجلزائرية .59. ، صالنظام السياسي اجلزائري ،سعيد بو الشعري -549

Page 217: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

217

فرئيس اجلمهورية جيمع فهذا النظام جيمع السلطات التنفيذية اخلطرية يف يد واحدة ؛ وهذه سلطات .ورياسة حزبه، ورياسة القوات املسلحة، ورياسة احلكومة، بني رياسة الدولة

. واسعة

ا� -ا� -ا� -ا� - ا��عا��عا��عا��ع

��� �M � Mر O�KPت��� �M � Mر O�KPت��� �M � Mر O�KPت��� �M � Mر O�KPت يلزم لتحقيق نظام الدولة القانونية تنظيم محاية مناسبة للقواعد اليت تقيد الدولة يف أداء مل يوجد جزاء منظم هلذه القواعد فإا لن تكون قيدا حقيقيا علـى سـلطان ، فماوظيفتهاانية والرقابة اإلداريـة يشـوا وال شك أن احلماية اليت حتققها كل من الرقابة الربمل، الدولةوالثانية تترك األفراد حتت رمحة ، ألن األوىل سياسية تتأثر باجتاهات حزب األغلبية ؛ القصور . إذ جتعل من اإلدارة خصما وحكما يف الوقت نفسه، اإلدارةوبالتايل أا تكون يف أيد حمايدة ومستقلة، أما الرقابة القضائية فهي وحدها اليت متتاز ب

األمر الذي جيعل منها ضمانة حقيقية لألفراد ، حتقق ضمانات احليدة واالستقالل يف ممارستهاوإحاطتهم بكل ما يلزم لضمان استقالهلم ضروريان لتحقيق رقابة ، واستقالل رجال القضاء

ويكون رجاله فيما يتعلـق باختيـارهم أو ، أما حيث يفقد القضاء استقالله، فعالة ومنتجةفـإن ، أو مبرتبام ومباشرة سلطتهم خاضعني للسلطة التنفيذيـة ، ابليتهم للعزل و النقلبق

ويغدو مبدأ خضوع الدولة للقانون ، الرقابة القضائية تفقد معناها على األقل بالنسبة للحكام .550ومهيا

وعلى اخلصوص جتاه السلطة ، وال شك أن ما يتمتع به القضاء من حصانة واستقالل وبإخضاع احلكام مجيعا ألحكام القـانون ، رقابة قوية على اإلدارة فيالن بتحقيقلتنفيذية كا

. وحتديد سلطام حتديدا فعاالإال أن البحث يثور مع ذلك حول املفاضلة بني ختصيص قضاء مستقل للنظر يف أقضية

ىل جانـب القضـاء أي بني فكرة القضاء املزدوج اليت تقـيم إ ؛ ومنازعات السلطة العامة، الذي يفصل يف منازعات األفراد قضاء إداريا خاصا مبنازعات اجلهات اإلداريـة ، العادي

. 422 -421. ص ،النظرية اإلسالمية يف الدولة مع املقارنة ،حازم عبد املتعال الصعيدي/ د - 550

Page 218: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

218

أي سواء كانت السلطة ، وجعل مجيع املنازعات اخلاصة والعامة، وبني فكرة توحيد القضاء .551العامة طرفا فيها أو مل تكن من اختصاص جهة قضائية واحدة

جيب أن تنظم رقابة ، لتحقق نظام الدولة القانونية مبعناها احلقيقيومما ال شك فيه أنه تكـون ، قضائية تكون مستقلة عن مجيع اجلهات ختضع هلا الدولة يف مجيع مظاهر نشاطها

بعيـدا ، كما جيب أن تكون مستقلة استقالال تاما يف أحكامها، مستقلة عن القضاء العادي . بار القضاة يف الدولةعن ضغط أي جهة أخرى ويكون رئيسها من ك

:خالصة يعد وجود الدستور الضمانة األوىل خلضوع الدولة للقانون،كما يعد بطبيعته أمسى -1

من احلاكم ألنه هو الذي حيدد طريقة اختياره ويعطيه الصفة الشرعية،كما يـبني سـلطاته .وحدود اختصاصه

. 180. ص، األنظمة السياسية ،ثروت بدوي -551

Page 219: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

219

ونية مبعناها احلقيقي، تنظيم رقابة قضائية تكون مسـتقلة البد لتحقيق نظام الدولة القان -2عن مجيع اجلهات ختضع هلا الدولة يف مجيع مظاهر نشاطها تكون مستقلة عـن القضـاء .العادي،يكون رئيسها من أكرب القضاة يف الدولة، خيضع هلا احلاكم واحملكوم على حد سواء

. خالفا ملا هو عليه يف األنظمة احلديثةالفصل بني السلطات حقيقي ومنضبط يف االسالم -3فالفصل بني السلطات يف النظم احلديثة يقوم على استقالل كل سلطة من السلطات الثالث التشريعية والتنفيذية والقضائية بعضها عن بعض، حبيث ال تكون إلحداها أن تقوم بعمل مما

.ختتص به األخرى، وال أن توقف أوتعطل عمال من تلك األعمال .وقد دعت هلذه النظرية ضرورة منع استبداد احلاكم بتجميع السلطات كلها يف يد واحدة

الفصل يف النظام الوضعي غري حقيقي،ألن الواقع أن السلطة التنفيذية تستويل حتما على -4أما يف النظام اإلسالمي فإن الفصل تام وحقيقي بني السلطة التشريعية،وهي .السلطة التشريعية

.ودة باحلماية والصيانة،وبني السلطتني التنفيذية والقضائية املقصالينظر للقضاء كسلطة دستورية،بل كمرفق عام خيضع لتوجيـه السـلطة التنفيذيـة -5

أما السلطة القضائية يف اإلسالم فهي مسؤولة عن تطبيق .وتدخلها وهو ما جنده يف اجلزائر لى السلطتني األخرتني وختضع هلا هاتان السلطتان القانون وبالتايل فالسلطة التشريعية تعلوع

.شكال وموضوعا السلطة التشريعية يف االسالم هللا تعاىل وما يضعه احلاكم من تشريعات إمنا هو للتنفيـذ - 6

.يف حدود الشريعة وأحكامها

خت�� :ج التاليةالنتائتوصلنا إىل البحث أن وفقنا اهللا عز وجل إلمتام هذا بعد

،أمري املـؤمنني ،اخلليفة :وهي ،تطلق على احلاكم يف النظام اإلسالمي عدة ألقاب -1 .امللك ،رئيس الدولة :أما يف النظام الوضعي فيطلق عليه لقب . اإلمام

Page 220: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

220

،شدد النظام اإلسالمي كثريا يف الشروط اليت جيب أن تتوافر يف املرشـح للخالفـة -2خاصة كونه خيرج من كافـة طبقـات ،ي يتوالهوذلك نظرا لقدسية املنصب الذ

والتشدد املتصاعد يف الشروط جيعل األمة ختتار األصلح واألوفـق هلـذا ،الشعب . املنصب

يتوالها بالتايل قدو ،أما النظام الوضعي فقد اشترط شروطا عادية يف املترشح .كما قد يتوالها غريه ،األصلح

،خلدون أن شروط احلكم الصاحل ال تتحدد بقيام احلاكم الصاحل فحسـب بني ابن -3فال بد لكل نظام حكم صـاحل أن ،وإمنا جيب أن نذهب إىل أبعد من ذلك وأعمق

وقد مسـى ،يستند إىل ضوابط وقواعد مهمتها توجيه احلكم إىل خدمة الصاحل العامسية تتجلى يف ه القوانني السياوأمهية هذ ،ابن خلدون هذه القواعد بالقوانني السياسية

.إخضاع احلاكمني هلا

واختيار أهل احلـل والعقـد وه ،تنعقداإلمامة من طريق واحد مشروع ال ثاين له -4إن الراعي ال يصل إىل مكانـه إال عـن :"حيث يقول سيد قطب رمحه اهللا لإلمام،

."طريق واحد رغبة الرعية املطلقة واختيارها احلر

بينما هي يف النظام ، لنظام اإلسالمي سلطات وصالحيات حمدودةلرئيس الدولة يف ا -5وخاصة بالنسبة للنظام اجلزائري فـإن الـرئيس يتمتـع ، الوضعي سلطات واسعة

.بسلطات وصالحيات واسعة جدا

فقد عرفوه يف العصر الراشـدي ، يعد أسلوب االنتخاب ليس جديدا على املسلمني -6فقد كانت شديدة الشـبه ، رضي اهللا عنه وخاصة يف بيعة عثمان بن عفان، األول

واستفتاء من ، مل تعرفا حىت اليوم مها انتخاب األطفالضافتني مع إ، بانتخابات اليوملذلك يعترب عمر بن اخلطاب هو من اسنت الشورى النتخـاب رئـيس ، يف اليوت

.الدولة ألول مرة يف العامل

ا الشرع وعمل ا املسلمون يف سلطة اخلليفة مقيدة ابتداءا بأمور موضوعية اقتضاه -7 .فترة ما من التاريخ،حىت ولو كانت هذه الفترة قصرية

Page 221: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

221

ليس للحاكم أن يغتصب السلطة بتحويلها عن هدفها االجتمـاعي إىل مصـلحته -8كوا مشوبة بعيـب اإلسـاءة يف اسـتعمال ،وإال كانت أعماله باطلة ،الشخصية .السلطة

عدم جتاوز : حلاكم يف ثالثة ضوابط أساسية وهيتتمثل الضوابط اليت حتد من سلطة ا -9احترام احلقوق واحلريات الفردية بأنواعها –عدم إساءة استعمال السلطة –السلطة

وبالتايل تقدم مصلحة ، وعدم املساس ا إال يف حدود معينة تقتضيها مصلحة اتمع .اتمع على مصلحة الفرد

ئري كغريه مـن الدسـاتري يف الـدول أن دستور الدولة يف النظام اجلزا – -10 .إىل النظام اإلسالميمنه اإلسالمية أقرب إىل النظام الوضعي

وهو القانون األساسي الذي يضمن احلقوق واحلريات ،الدستور فوق اجلميع -11

.ويضفي الشرعية على ممارسة السلطات، ويكفل احلماية القانونية،الفردية واجلماعية

ألنظمة حتقيقا للعدل،ذلك أنه جعل مسؤولية اخلليفة النظام اإلسالمي أكثر ا -12فهو ،مسؤولية كاملة،فهو مسؤول عن أفعاله وحياسب عليها كبقيـة أفـراد األمـة

مسؤول مسؤولية دينية ومدنية،وسياسية وجنائية، خبالف ما هو عليه احلال يف النظام هذا النظام الوضعي الذي حصر مسؤولية رئيس الدولة يف بعض اجلرائم،أما امللك يف

.فذاته مقدسة فهو ال خيضع للمسؤولية واحملاسبة

يعد رئيس اجلمهورية يف اجلزائر غري مسؤول عن األقوال واألفعال اليت تصدر منه -13أنه منتخب من طرف الشعب مباشرة، كما أنه غـري أثناء أدائه لوظيفته وال سيما

إىل ذلك،أو يبني اجلهة مسؤول سياسيا النعدام أي نص يف الدستور اجلزائري يشرياليت تتوىل حماكمته أو حماسبته، بل إن ما يعرف جبرمية اخليانة العظمى ال جند هلا أثرا

وهو ما جنده يف أغلب دول العامل ففـي النظـام السياسـي ،يف الدستور اجلزائريأ فإن الرئيس ليس مسؤوال سياسـيا أمـام الربملان،وإمناتوجـد .م.الرئاسي يف الو

كاخليانة والرشـوة ومـا إىل ذلـك مـن ، ية جنائية بفعل تصرفات جمرمةمسؤول

Page 222: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

222

اجلرائم،إال أن عملية إدانة الرئيس يصعب إثباا بسبب السرية اليت الـيت تكتنـف .تصرفات الرئيس

الذي ظهـر وهو املبدأ ،يعترب ابن خلدون من أنصار مبدأ سيادة القانون يف الدولة -14ألساس يصبح ابن خلدون رائدا سباقا لكل من كتب يف العصور احلديثة،وعلى هذا ا

عن احلركات الدستورية وعن سيادة القانون من بعده، سواء كان ذلك يف الشرق أم .يف الغرب

إال أن ،مدة حكم اخلليفة يف الفكر السياسي اإلسالمي ليست حمددة مبدة معينـة -15عي فقد حددت مبـدة أما يف الفكر السياسي الوض،هذا االطالق ال مينع من حتديدها

ماعدا النظام امللكي الذي يعترب ،معينة ختتلف من نظام إىل آخر ومن دولة إىل أخرىإال أن هذا التحديد وخاصة يف دول العامل الثالـث مل . فيه احلكم مطلقا مدى احلياة

تعد له أية فائدة،فعدد مرات التجديد غري حمدود، فما إن تنتهي عهدته السابقة حىت .عهدة جديدةينتخب ل

إن احترام احلقوق واحلريات يتطلب بالضرورة تقييد سلطة احلاكم،أما االستنبداد -16فالعالقة بني تقييد السلطة وسـيادة القـانون ،فهو حتكم ال يتقيد بنظام وال بترتيب

.ثابتة

.اهللا أعلمو

�� �� ST5 إن موضوع حبثي هذا الذي تناولت فيها دراسة ضوابط السلطة الرئاسـية يف الفقـه

.اإلسالمي والفقه الوضعي ، وقد أخذت دستور اجلزائر منوذجا .وقد احتوت الرسالة على مبحث متهيدي و ثالث فصول

Page 223: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

223

متعلقة بالبحث حيث تناولت ألقـاب تناولت يف املبحث التمهيدي شرح مصطلحات رئيس الدولة ، الذي تعترب سلطته أعلى سلطة يف الدولة ، ويعترب حاكمها

احلاكم األعلى فيها ، لذلك اختلفت تسميته يف النظامني اإلسالمي والوضعي ، فأطلق عليه هـذا اخلليفة ، وقد كان أول من أطلق عليه: يف عصور اإلسالم األوىل عدة تسميات منها

-اللقب أبو بكر الصديق رضي اهللا عنه، وأمري املؤمنني، الذي أطلق على عمر بن اخلطاب .وأيضا مصطلح اإلمام، الذي يعود يف إطالقه للشيعة. رضي اهللا عنه

وأطلق عليه يف النظام الوضعي مصطلح امللك، الذي بقي إطالقه سائرا إىل يومنا هـذا يف واللقب الغالب يف عصـرنا ...ا السعودية ، األردن ، املغرب بعض الدول العربية، ومن بينه

.هو رئيس الدولةأما الفصل األول فقد فصلت فيه شروط تولية رئيس الدولة ، والتأصيل لطرق التوليـة،

والسلطات املخولة له، فتناولت شروط تولية رئيس الدولة يف الفقه السياسي اإلسـالمي ، حقها، فاشترط شروطا تتماشى مع مكانة هذا املنصب العالية وجنده قد وفى هذه الضوابط

اإلسالم، الذكورة ، والعدالة ، والتكليف ، والكفاية النفسية واجلسـدية ، يف حـني : منهاجندها يف النظام الوضعي تقتصر على السن واجلنسية يف معظم الدول ، مع إضـافة بعـض

.الدول العربية لشرط الدين ، ومنها اجلزائرففـي الفقـه , بعد ذلك أصلت لطرق التولية يف الفقه السياسي اإلسالمي والوضـعي مث

السياسي اإلسالمي تعددت بني البيعة اليت تتم باختيار أهل احلل والعقد مع توافر شـروط صحتها ، وقدمت تطبيق هذه الطريقة يف عصر اخللفاء الراشدين رضوان اهللا عليهم، لتنتـهي

يال اخلليفة الرابع علي بن أيب طالب آخر اخللفاء الراشدين رضوان اهللا هذه الطريقة بعد اغت .عليهم، لتنتشر بعد ذلك احلروب والفنت بني املسلمني يف الدولة اإلسالمية

ووالية العهد تتم بعهد اإلمام السابق للذي يليه؛ لتنتهي بـذلك اخلالفـة اإلسـالمية سلبا على الدولة اإلسالمية، وقد بقيت بعـض ويستفحل فيها امللك العضوض ، الذي أثر . الدول العربية حمافظة عليه حىت عصرنا احلايل

أما بالنسبة للنظام الوضعي فنجد أسلوب االنتخاب الذي اختارته أغلب الدول، والذي يتم عن طريق االقتراع حبيث خيتار الشعب فيه ممثليه ، وهذه الطريقة سائرة يف معظم دول

عامة والعربية على وجه اخلصوص ، وللحاكم سلطات وصالحيات واسعة متنح له العامل

Page 224: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

224

حىت يتمكن خالهلا من القيام بواجباته جتاه أمته وشعبه ، واملدقق يف مهام رئيس الدولة وصالحياته جيد أن الوظائف املسندة إىل منصبه تنحصر يف دائرة السلطة التنفيذية ، وهذه

الف األنظمة اليت تتبعها الدول ، فتتسع تبعا لذلك ، وتضيق الصالحيات ختتلف حسب اختمع اتفاقها يف املضمون ، الذي هو توفري األمن واالستقرار ، ومحاية احلقوق واحلريات

الفردية ، وقد متثلت هذه الصالحيات يف نظام احلكم اإلسالمي يف نطاق سلطة اخلليفة ، .ومضمون هذه الوالية

طاق سلطة اخلليفة فيتضمن املكان الذي هو عبارة عن الدولة اإلسالمية فأما بالنسبة لن . واألشخاص املقيمني على أرضها

أما بالنسبة للزمان فإن األصل يف الشريعة اإلسالمية هو دوام حكم اخلليفة، حىت انتـهاء اخلليفة ، فيما حياته ، أو انعزاله أو عزله ، ومل يرد يف الدولة اإلسالمية ما يفيد تأقيت حكم

.مل يرد ما مينع من ذلك .أما بالنسبة ملضمون الوالية فإن والية اخلليفة متتد إىل كافة جماالت السلطة التنفيذية أما بالنسبة للنظام الوضعي فإن ذلك خيتلف ، فبينما جندها تتسع يف النظام الرئاسي مثلما

.جندها تضيق يف النظام الربملاين هو احلال يف الواليات املتحدة األمريكية ، أما الدساتري العربية فسواء كانت ملكية أم اشتراكية ، أم برملانية تعددية ، فإا تعطـي

حاكم الدولة عددا من السلطات واالمتيازات ، اليت ختوله ممارسة التحكم املطلق، أو شـبه ات نطاق سلطة رئيس الدولـة املطلق يف شؤون الدولة واملواطنني ، وتشمل هذه الصالحي

.ومضمون هذه السلطة فأما بالنسبة لنطاق سلطة رئيس الدولة فيتمثل يف النطاق املكاين، فلكل دولة حدودها

.اليت تفصلها عن غريها، واليت ال ميكن هلا أن تتعداها والرئاسي، من أهم األنظمة يف النظام الوضعي النظامني الربملاين فتعد أما النطاق الزماين

باعتبارمها النظامان املسيطران على الساحة السياسية، وتعد الوراثة من أقدم طرق التولية ، وتليها بعد ذلك طريق االنتخاب، حبيث يتم انتقال السلطة من شخص إىل آخر عن طريق .االنتخابات، اليت تتم بصفة دورية بعد مدة معينة، قد تكون أربع أو مخس أو ست سنوات

مـن أما بالنسبة للجزائر فقد حددت املدة خبمس سنوات، كحد أدىن ، وهي قابلة للتجديد .74: دون أقصى حد لفترات التجديد، وهو ما نص عليه التعديل الدستوري اجلديد يف املادة

Page 225: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

225

على السلطات والصالحيات اليت 77: أما بالنسبة ملضمون السلطات فقد أشارت املادة ئيس اجلمهورية ، فهو ميارس مهام ووظائف إدارية هامة، وله سـلطة إصـدار يتمتع ا ر

ــة ــاب الدول ــم وحلس ــة باس ــرارات الفردي ــة، والق ــرارات التنظيمي .القوالسلطات اإلدارية اليت يباشرها رئيس اجلمهورية تتمثل يف سلطة التعـيني ، والسـلطة

لة ، وسلطة التنسيق ، كما له صالحيات التنظيمية ، وسلطة احملافظة على النظام العام يف الدوأخرى يباشرها ، كإصدار العفو ، وختفيض العقوبات واستبداهلا ، وإبرام املعاهدات، وحل

.الس الشعيب الوطين وقد بينت يف الفصل الثاين أن السلطات والصالحيات ليست مطلقة وإمنا مقيدة بضوابط

ءة استعماهلا، وقد متثلت يف ثالثة ضوابط أساسـية حتول بينه وبني جتاوز السلطات، أو إسا : هي

o وما يفرضه التقيد بالقانون هو احترام الدولة )عدم جتاوز السلطة(التقيد بالقانون ،للقانون أو الدستور الذي سنته، وبالتايل خضوع الدولة للقانون يف مجيع مظاهر نشاطها من

لقواعد قانونية موضوعة مقدما، فتكون السلطة دون أن تتخذ أي إجراء قبل األفراد، إال وفقا .مقيدة من حيث أهدافها ووسائلها على السواء

o فاحلاكم مقيد بالتصرف ): عدم إساءة استعمال السلطة(التصرف مبقتضى املصلحةيف شؤون الرعية، مبقتضى املصلحة؛ حفاظا على مصاحل الشعب ومراعاته هلا، ودفعا للضـرر

ألعمال اليت يقوم ا احلاكم تكون صحيحة أو باطلة علـى حسـب عنها ، لذلك فجميع اتضمنها للمصلحة العامة لألمة ، أي أا تدور مع املصلحة وجودا وعدما، فتخضـع بـذلك تصرفات احلاكم للرقابة، وأي عمل ال يكون اهلدف منه حتقيق املصـلحة يعـد إسـاءة يف

.استعمال السلطة

o وقد متثلت يف احلرية الشخصية، وتشـمل حريـة .محاية احلقوق واحلريات الفرديةالذات، حرية املسكن، حرية العقيدة، حرية التملك، حرية الرأي، واملساواة والعدل بـني

.األفراد

وتضمن الفصل الثالث ضمانات تكفل محايتها ضد أي اعتداء ، سواء من احلكام كان .أو من احملكومني على حد سواء

نات إىل محاية احملكومني ضد نزعات إساءة استعمال السلطة ، أو ودف هذه الضما

Page 226: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

226

.جتاوز حدودها ، واالستبداد اوهذه الضمانات يف الفقه اإلسالمي تتمثل يف الشورى، فالشورى واجبة على احلكام

واحملكومني، فرجوع احلاكم إىل األمة الستشارا هو األصل؛ ألن األمر أمرها، وكما خيص ل والعقد خيصها ، وهلا احلق يف أن تديل بدلوها كل بصفته الفردية ، ويؤخذ يف أهل احل

الرأي برأي األغلبية ورقابة احملكومني حلكامهم اليت هي حماولة لكشف األخطاء اليت يقع .فيها احلاكم أثناء مزاولته حلكمه

ملمارسة السلطة بينما يف الفقه الوضعي تتمثل يف وجود دستور الذي يعد الضمانة األوىل ممارسة قانونية خاضعة لضوابط معينة ، كونه هو الذي حيدد شكل الدولة، وينشأ السلطات فيها ، ويبني اختصاصها، ويبني نظام حكم الذي يقوم عليه ، فالسلطة اليت يكون مصدرها الدستور البد وأن تتقيد به، والفصل بني السلطات الذي يهدف إىل ضمان حريات األفرادبتوزيع سلطات الدولة يف هيئات خمتلفة، وعدم جتميعها يف شخص واحد أو هيأة واحـدة،

.ولو كان الشعب نفسه ، وتنظيم رقابة قضائية

$%�&'(��) *+,� ا�Résumé de la recherche L'objet de cette recherche, qui portait sur l'étude de contrôle du pouvoir présidentiel dans la loi islamique et la jurisprudence positive, la constitution de l'Algérie a pris un modèle. Le message contient une étude des chapitres pré-trois. Abordées dans la section d'introduction expliquant les

Page 227: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

227

termes de recherche connexes traitées titres de chef de l'Etat, dont l'autorité est considérée comme la plus haute autorité dans le pays, et est considéré comme la règle Dessus gouverneur où, le nom si différent dans les deux systèmes islamiques et positive, lui a tiré dans les âges Islam premières étiquettes de plusieurs, y compris: Calife, fut le premier à le lancer ce titre Abu Bakr mai Allah soit satisfait de lui, et le fidèle, qui a appelé Omar bin Khattab - mai Dieu le bénisse. Et aussi le terme imam, qui remonte au lancement des chiites. Et il était dans le roi terme système positif, qui est resté a lancé la marche à ce jour dans certains pays arabes, dont l'Arabie saoudite, la Jordanie, le Maroc ... et surtout dans notre titre est le chef de l'Etat. Le premier chapitre a séparé la tête inauguration de contrôle de l'Etat, et l'enracinement de l'inauguration des moyens et des pouvoirs qui lui sont conférés, adressée tête inauguration Autorisations de l'Etat dans la doctrine de l'islam politique, et nous trouvons peut dans ces contrôles droit, les conditions Vastrt en conformité avec le statut de cette position élevée, y compris: l'Islam, la masculinité, et la justice, la mise en service, et assez de santé mentale et physique, tandis que l'on retrouve dans le système positiviste limitée à l'âge et à la nationalité dans la plupart des pays, avec l'ajout de certains pays arabes à l'état de religion, y compris l'Algérie. Puis il continua à l'investiture façons dans la jurisprudence islamique politique et positive, dans la jurisprudence islamique politique a varié entre allégeance que choisissent les gens de la solution et le contrat avec la disponibilité exigences de l'authenticité, et ont conduit à l'application de cette méthode à l'époque des califes, que Dieu les bénisse, pour mettre fin à cette façon après l'assassinat du quatrième calife Ali bin Abi Talib califes

Page 228: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

228

derniers, Dieu les bénisse, s'est ensuite propagée guerres et les conflits entre les musulmans dans l'État islamique. Le prince héritier est un ancien imam époque à l'autre, se terminant le califat islamique, et il est trop tard roi Aledod, ce qui nuit à l'Etat islamique, est resté dans certains pays arabes maintenir jusqu'à l'époque actuelle. En ce qui concerne le système positif, on trouve un mode d'élection choisi par la plupart des pays, qui sont dans le bulletin de sorte que les gens choisissent les représentants, et cette méthode est en mouvement dans la plupart des pays du monde en général et le monde arabe en particulier, le gouverneur a les pouvoirs et les pouvoirs généraux qui lui sont accordés de telle sorte que lors de l'exécution de ses devoirs envers la nation et son peuple, et le vérificateur dans les fonctions de chef de l'Etat et de ses pouvoirs conclure que les fonctions assignées au bureau est limitée à l'exécutif cercle, et ces pouvoirs varier selon les réglementations différentes suivies par les États, Vttsa en conséquence, réduire son accord sur le fond, qui est d'assurer la sécurité et la stabilité, et la protection des droits individuels et des libertés , a représenté ces pouvoirs dans le système de gouvernement islamique dans le cadre de l'autorité du calife, et le contenu de ce mandat. En ce qui concerne l'étendue des pouvoirs du calife contient un endroit qui est un Etat islamique et les personnes résidant sur son territoire. En ce qui concerne le temps de l'origine de la loi islamique est la règle de temps calife, jusqu'à la fin de sa vie, ou d'isolement ou d'isolement, n'a pas répondu dans le bénéfice état de règle calife Taqat, ne voulait rien pour l'empêcher. Quant à la substance de son mandat, le mandat du calife s'étendre à tous les domaines de l'exécutif. En ce qui concerne le système, il diffère positif, alors

Page 229: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

229

que nous trouvons dans le système présidentiel peut accueillir comme c'est le cas aux États-Unis d'Amérique, on trouve un rétrécissement dans le système parlementaire. Les constitutions arabes Que la propriété ou le socialisme, ou une pluralité parlementaire, ils donnent gouverneur de l'État un certain nombre de droits et privilèges, ce qui lui permet d'exercer un contrôle absolu, ou presque absolue dans les affaires de l'État et les citoyens, et d'inclure ces pouvoirs au sein de l'autorité de l'Etat et de la substance de ce pouvoir. En ce qui concerne la portée de l'autorité du chef de l'Etat est à l'échelle spatiale, pour chaque frontière qui les sépare des autres, et qui ne peut être au-delà.

Le -.�/ bande temporelle des systèmes les plus importants dans le système des systèmes posturaux parlementaires et présidentielles, que les régimes dominants dans l'arène politique, et est la génétique de la plus ancienne inauguration méthodes, suivi ensuite par voie d'élection, de sorte que le transfert de pouvoir d'une personne à une autre par le biais des élections, qui sont périodiquement Après un certain temps, il peut y avoir quatre, cinq ou six ans. Quant à l'Algérie a identifié cinq ans, au minimum, une énergie renouvelable sans la pleine mesure des périodes de renouvellement, c'est ce qui a été dit par le nouvel amendement constitutionnel dans l'article: 74. En ce qui concerne la substance des autorités a indiqué que l'article: 77 sur les autorités et les pouvoirs dont jouissent le Président de la République, il a exercé les tâches et les importantes fonctions administratives, et a le pouvoir de rendre des décisions réglementaires, des décisions individuelles au nom et pour le compte de l'Etat. Et les autorités administratives que le président intime est l'autorité de nomination, et l'autorité réglementaire et le

Page 230: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

230

pouvoir de maintenir l'ordre public dans le pays, et l'autorité de coordination, a aussi d'autres pouvoirs intimes, comme la délivrance d'amnistie, et de réduire les peines et remplacé, et la conclusion des traités, et de résoudre l'Assemblée populaire nationale. A montré au deuxième trimestre que les pouvoirs et les autorités ne sont pas absolus, mais les contrôles de décalage restreintes entre lui et les autorités dépassées, ou une mauvaise utilisation, étaient représentés en trois commandes de base: 1. Respecter la loi (ne pas dépasser la puissance), et le respect imposé par la loi est de respecter l'état de la loi ou de la Constitution en vigueur, et donc subir état du droit dans tous les aspects de ses activités sans prendre aucune mesure par des personnes, sauf en conformité avec les règles juridiques en place à l'avance, de sorte que le pouvoir limité en termes de objectifs et signifie à la fois. 2. Agir en vertu d'intérêt (pas d'abus de pouvoir): La règle limités à agir dans les affaires de la paroisse, en vertu de l'intérêt; sauvegarder les intérêts du peuple et de les observer, et pour parer à lui faire du mal, si tous les travaux effectués par la décision soit vrai ou faux selon la façon dont l'intérêt public de la nation, toute la faire tourner avec un manque d'intérêt et de présence, serait soumis au pouvoir que les actions de contrôle et toute action ne vise pas à obtenir un abus plus d'intérêt de pouvoir. 3. Protéger les droits et libertés individuels. Étaient représentés à la liberté personnelle, y compris la liberté de l'individu, la liberté de résidence, la liberté de croyance, la liberté de propriété, la liberté d'opinion, d'égalité et de justice entre les individus. Le troisième chapitre garantit une protection contre toute attaque, que ce soit des dirigeants ou de la même

Page 231: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

231

régie. Ces mesures de protection visant à protéger les détenus contre les tendances de l'abus de pouvoir, ou au-delà de ses frontières, et la tyrannie. Ces mesures de protection de la jurisprudence islamique est la Shura, Vaelchory obligatoire pour les gouvernants et gouvernés, la décision Faragua à la nation d'être consulté est le parent, parce que c'est elle, et aussi pour les gens de la solution et le contrat qui lui est propre, et ont le droit de s'exprimer, chacun en tant qu'individu, et est pris en voir l'avis de la majorité et de contrôle condamnés à leurs dirigeants, qui est une tentative pour détecter les erreurs de cette décision lors de la pratique de son règne. Alors que dans la jurisprudence positif est la présence de la Constitution, qui est la première de garantir l'exercice du sujet autorité pratique juridique à certains contrôles, il est celui qui détermine la forme de l'Etat, et se pose lorsque les autorités, et montre compétence, et montre un système de gouvernement sur lequel, le pouvoir est originaire de la Constitution doit se conformer aux et la séparation des pouvoirs, qui vise à garantir les libertés des individus de distribuer les autorités étatiques dans différents organes, et non assemblées en une seule personne ou une seule carte, même si les mêmes personnes (et la séparation des pouvoirs) et l'organisation de la surveillance judiciaire.

�א������������������������������������س

UV�,��+ �B�$�� W,�X

Page 232: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

232

!�AY� W,�X �AB�EQ� W,�X

,�X ��ZY� W 0,C�� W,�X

7[ 7VD�� >N?Q� W,�X !�?����� W,�X

KL��3�� 1�!3� M�NOKL��3�� 1�!3� M�NOKL��3�� 1�!3� M�NOKL��3�� 1�!3� M�NO

كتب التفسير: أوال

تفسري القرآن العظيم .)هـ774(إمساعيل بن عمر بن كثري الدمشقي ، أبو الفداء -1

.رقم الطبعة بدون. هـ1401دار الفكر ، .الشهري بتفسري ابن كثري

Page 233: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

233

تفسري الفخر الرازي ، .) هـ604: تـ( ي، اإلمام حممد الرازي فخر الدين الراز -2

. م1981/هـ1401دار الفكر ، الطبعة األوىل، .املشتهر بالكبري ومفاتيح الغيب

الدار التونسية للنشر ، تونس ، . تفسري التحرير والتنوير. حممد الطاهر ابن عاشور، -3

.م1984 .م2004مكتبة مدبويل، الطبعة األوىل، .موسوعة القرآن العظيم. عبد املنعم احلفين -4

، دار اجلامع ألحكام القرآن. حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح ، أبو عبد اهللا. القرطيب - 5

.م1985/هـ1405إحياء التراث العريب، بريوت،

. هـ1350الطبعة الثانية مبطبعة املنار ، . تفسري املنار. حممد رشيد رضا -6

الحديث: ثانيا ، سنن البيهقي الكربى. البيهقي أمحد بن احلسني بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي -7

. م1994/ هـ1414مكتبة دار الباز ، مكة املكرمة ، . حممد عبد القادر عطا: بتحقيق

: ، حتقيقصحيح البخاري) .هـ256ت (حممد بن إمساعيل، أبو عبد اهللا . البخاري -8

.م1987/هـ14077دار ابن كثري، بريوت، الطبعة الثالثة، .فى البغامصط/د

سنن .)هـ279ت (الترميذي حممد بن عيسى ، أبو عيسى الترمذي السلمي ، -9

.)ت.د(إحياء التراث العريب، بريوت، دار . أمحد حممد شاكر: حتقيق .الترمذي

شرح صحيح الباري فتح.ابن حجر، احلافظ أمحد بن علي ابن حجر العسقالين -10

.)ت.د. (املعرفة،بريوت البخاري، دار

سنن .) هـ255تـ (عبد اهللا بن عبد الرمحن ، أبو حممد الدارمي ، ، الدارمي -11

دار الكتاب العريب ، بريوت، . فواز أمحد زمريل، خالد السبع العلمي: حتقيق. الدارمي . هـ1407. الطبعة األوىل

الفردوس . لديلمي، أبو شجاع شريويه بن شهر دار بن شريويه الديلمي اهلمذاينا -12

. بريوت. دار الكتب العلمية . ، حتقيق السعيد بن بسيوين زغلولاخلطاب مبأثور . م1986الطبعة األوىل

سنن أيب .) هـ275(أبو داود، سليمان بن األشعث أبو داود السجستاين األزدي، -13

.)ت.د. (دار الفكر، بريوت. حممد حمي الدي عبد احلميد: حتقيق .داود

Page 234: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

234

،علـل .)هـ 327ت .(الرازي،عبد الرمحن بن حممد بن إدريس بن مهران،أبو حممد -14 .حتقيق حمب الدين اخلطيب.هـ1405دار املعرفة بريوت،.ابن أيب حامت

.م1973. دار اجليل بريوت.نيل األوطار. حممد بن علي بن حممد الشوكاينالشوكاين، - 15

، مصنف عبد الرزاق.) هـ211ت (أبو بكر عبد الرزاق بن مهام الصنعاين، الصنعاين، - 16

.هـ 1403املكتب اإلسالمي ، بريوت، الطبعة الثانية، . حتقيق عبد الرمحن األعظمي

. وسطاملعجم األ). هـ360ت ( الطرباين، أبو القاسم سليمان بن أمحد الطرباين -17

دار احلرمني ، القاهرة ، . طارق بن حممد ، عبد احملسن بن إبراهيم احلسيين: حتقيق .هـ 1405 املعجم الكبري، ). هـ360ت ( الطرباين، أبو القاسم سليمان بن أمحد الطرباين -18

بعة الثانية، مكتبة العلوم واحلكم ، املوصل، الط. محدي بن عبد ايد السلفي :حتقيق . م 1983/ هـ 1404 ، مسند الشهاب) .هـ454. (القضاعي، حممد بن سالمة بن جعفر أبو عبد اهللا -19

. بريوت، الطبعة الثانية. مؤسسة الرسالة. محدي عبد ايد السلفي: حتقيق .م1986/ هـ1407

. سنن ابن ماجه.) هـ275تـ ( ابن ماجه، حممد بن يزيد ، أبو عبد اهللا القزويين، -20

.)ت.د. (دار الفكر ، بريوت . حممد فؤاد عبد الباقي: حتقيق

.)هـ261ت (، اإلمام أبو احلسني مسلم بن احلجاج القشريي النيسابوري، مسلم - 21 .) ت.د(دار إحياء التراث العريب، بريوت، . حممد فؤاد عبد الباقي: حتقيق. صحيح مسلم

املناوي، عبد الرؤوف .اإلصدار الثاين. قرص املكتبة الشاملة. كرت العمال. دياملتقي اهلن - 22

. هـ1356املكتبة التجارية الكربى، مصر، الطبعة األوىل، . فيض القديراملناوي

)اتىب(سنن النسائي .) هـ303ت (النسائي، أمحد بن شعيب ، أبو عبد اهللا النسائي، - 23

: مكتب املطبوعات اإلسالمية، حلب، سوريا، الطبعة الثانية . اح أبو غدةعبد الفت:حتقيق

. م1986/هـ 1406

دار إحياء .. شرح النووي على صحيح مسلم. النووي، أبو زكرياء حيىي بن شرف -24

.هـ1392التراث العريب، بريوت ، الطبعة الثانية ،

علم الكالم: ثالثا

Page 235: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

235

، حتقيق أيب رية واخلطريي ، التمهيد.). هـ403ت(، حممد بن الطيب الباقالين، أبو بكر - 25

.م1947القاهرة،

دار . أصول الـدين . اإلمام أيب منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغداديالبغدادي، -26 م 1981/ هـ 1401الكتب العلمية ، بريوت لبنان، الطبعة الثالثة،

يف علم أصول شرح مقاصد الطالبني .ن عمرالتفتازاين،سعد الدين معود ب -27

.هـ1277مطبعة دار السعادة اإلستانة، .الدين

الفصل يف . ابن حزم، اإلمام أيب حممد علي بن أمحد ، املعروف بابن حزم الظاهري -28

. دار اجليل . عبد الرمحن عمرية. حتقيق حممد إبراهيم نصر امللل واألهواء والنحل

. م1985/ هـ1405وت بري

عبد الرمحن /د:حتقيق.)هـ756ت(عضد الدين عبد الرمحن بن أمحد اإلجيي -29

.م1997،دار اجليل بريوت،الطبعة األوىل،املواقف يف علم الكالم.عمرية

أألصول: رابعا .هـ،مؤسسة الرسالة، بريوت1412أبو البقاء الكفوي،الكليات،الطبعة األوىل، -30

مطبعة احلليب ، مصر، . أصول الفقه اإلسالمي.) هـ1364ت ( خالف، عبد الوهاب، - 31

. م1984الطبعة الثانية،

مؤسسة الرسالة ، الطبعة .الوجيز يف أصول الفقه. عبد الكرمي زيدان/ دزيدان، -32

. م2002/هـ1423األوىل،

التونسية الدارمقاصد الشريعة اإلسالمية ، ابن عاشور، حممد الطاهر بن عاشور ، -33

.)ت.د. (للنشر .م1972: بريوت سنةدار الفكر .شرح تنقيح الفصول .القرايف، شهاب الدين أبو العباس - 34

.مصطفى أمحد الزرقاء،املدخل الفقهي العام،دار الفكر،بريوت -35

الفقه كتب: خامسا الوجيز يف إيضاح قواعد الفقه. حممد صدقي بن أمحد بن حممد.البورنو ، د -36

.م1998/ هـ1419مؤسسة الرسالة، . الكلية

، املطبعة املنريية، احمللى )هـ456ت (ابن حزم حممد علي بن أمحد بن حزم، - 37

. هـ1352القاهرة،الطبعة األوىل،

Page 236: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

236

دار الفكر ، الطبعة الثالثة، . الفقه اإلسالمي وأدلته. وهبة الزحيلي . الزحيلي، د - 38

م1984/هـ1409

.م1998دار الفكر العريب، القاهرة، . اجلرمية .أبو زهرة، اإلمام حممد -39

األشباه . السبكي، اإلمام تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكايف السبكي - 40

دار الكتب . الشيخ علي حممد عوض .حتقيق الشيخ عادل عبد املوجود والنظائر، م 1411/1991طبعة األوىل،العلمية بريوت، لبنان، ال

األشباه والنظائر يف قواعد . السيوطي، أبو الفضل جالل الدين عبد الرمحن السيوطي - 41

مؤسسة . ختريج وتعليق وضبط خالد عبد الفتاح شبل أبو سليمان .وفروع فقه الشافعية م 1415/1994الكتاب الثقافية، الطبعة األوىل،

مؤسسة .مقارنا بالقانون الوضعيريع اجلنائي اإلسالمي التش. عودة، عبد القادر -42

. م1994/ هـ 1416الرسالة، الطبعة الثالثة عشر،

شرح تنوير األبصار، حاشية بن رد احملتار على الدر املختار. ابن عابدين، حممد أمني - 43

دار .خ علي حممد معوضالشيخ عادل أمحد عبد املوجود؛ و الشي: عابدين، دراسة وحتقيق .م1994بريوت، الطبعة اخلامسة، .الكتب العلمية

عن رب العاملني،لشمس الدين أيب عبد اهللا حممد بن أيب بكر ، املعروف بابن قيم إعالم املوقعني - 44

رقم . م1973دار اجليل بريوت، . ، بتحقيق طه عبد الرؤوف سعد.) هـ701تـ (اجلوزية . بعة بدونالط

على مذهب أيب حنيفة األشباه والنظائرالشيخ زين العابدين بن إبراهيم بن جنيم ، -45

.م1993/هـ1413، 1النعمان ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، لبنان ،ط . مؤسسة الرسالة الضوابط الشرعية للتحكيم ،. صاحل بن حممد احلسن -46

م1996/ هـ1417، الطبعة األوىل .م1998 -هـ1419

.) ت.د. (عامل الكتب ، بريوت. الفروق .)هـ684ت (القرايف، شهاب الدين -47

حممد أمني الشهري بابن عابدين ، رد احملتار على الدر املختار شرح تنوير األبصار ، -48

دراسة وحتقيق الشيخ عادل أمحد عبد املوجود ، الشيخ علي حممد معوض ، دار .م 1994/هـ 1415، 1ب العلمية ، بريوت ، لبنان ، طالكت

حتقيق عادل أمحد عبد .روضة الطالبني.النووي، أبو زكريا حيي بن شرف النووي -49

. املوجود و الشيخ علي حممد عوض، دار الكتب العلمية بريوت

Page 237: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

237

.)ت.د(.القاهرةالسلفية ، .كتاب اخلراج. يعقوب بن إبراهيم، القاضي ، أبو يوسف -50

مكتبة الرشد ، الطبعة األوىل، . القواعد الفقهية. يعقوب بن عبد الوهاب الباحسني - 51

.م1998/هـ1418

السياسة الشرعية: سادسا

البيعة يف النظام السياسي اإلسالمي وتطبيقاـا يف الـنظم .أمحد صديق عبد الرمحن -52 .م1977.مكتبة وهبة،القاهرة.املعاصرة

) هـ821ت.(اهللا القلقشندي، مآثر اإلنافة يف معامل اخلالفةأمحد بن عبد -53

مطبعة حكومة الكويت، الكويت،الطبعة .عبد الستار أمحد فراج:بتحقيق .م1985:الثانية

املصطلحات السياسية يف اإلسالم ، دار الساقي ، الطبعة األوىل،. حسن الترايب، -54

. م2000

البليدة .قصر الكتب.السياسة الشرعية يف إصالح الراعي والرعية. ابن تيمية، تقي الدين - 55

.)ت.د(. اجلزائر

حتقيق . غياث األمم يف التياث الظلم. اجلويين، إمام احلرمني أيب املعايل اجلويين -56

.)ت.د(دار الدعوة االسكندرية ، . فؤاد عبد املنعم أمحد.د -و-مصطفى حلمي .د: ودراسة

اجلمعية املصرية لنشر املعرفة .الفكر السياسي األسئلة األبدية. يندر،ترمجة حممد غنيمجلني - 57 )ت.د( والثقافة العاملية

شركة الشهاب ، ،مكتبة الرسالة احلديثة .نظام الشورى يف اإلسالم .حممود.د ،خلالديا - 58

.)ت.د( .اجلزائر .م1992ملطبعية ، الرغاية ، اجلزائر، املؤسسة الوطنية للفنون ا .اخلالفــة. رشيد رضا -59

لتصبح عصبة أمم شرقية، فقه اخلالفة وتطورها. عبد الرزاق أمحد. د. السنهوري، أ - 60

مؤسسة الرسالة، الطبعة . نادية عبد الرزاق السنهوري .د.توفيق حممد الشاوي أ: حقيق

.م 2001/هـ1422األوىل،

املعهد العاملي . من منظور إسالمي يف النظرية السياسية. لسيف الدين عبد الفتاح إمساعي - 61

.للفكر اإلسالمي

.)ت.د(بريوت، .مؤسسة الثقافة اجلامعية. اخلليفة توليته وعزله. صالح الدين دبوس - 62

Page 238: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

238

م1983دار الثقافة، القاهرة،. الفكر السياسي عند املاوردي.صالح الدين بسيوين رسالن - 63

.الطبعة السابعة مكتبة دار التراث ،. ظريات السياسية اإلسالميةالن.ضياء الدين الريس - 64

.)ت.د( .القاهرة .)ت.د. (دار املعارف ، القاهرة. .، الدميقراطية يف اإلسالمعباس حممود العقاد -65

الطبعة األوىل،. دار الشروق . اإلسالم وفلسفة احلكم. عمارة،حممد عمارة -66

. م1989/ هـ11409

مؤسسة الرسالة، بريوت ، الطبعة . اإلسالم وأوضاعنا السياسية .،عبد القادرعودة -67

.م1997/هـ1417التاسعة،

–دراسة مقارنة رسالة دكتورة . الدولة والسيادة يف الفقه اإلسالمي. فتحي عبد الكرمي - 68

.م1984/هـ1404الطبعة الثانية، . جامعة القاهرة، كلية احلقوق، مكتبة وهبة

تبصرة احلكام يف أصول األقضية . برهان الدين ، أبو الوفاء ، إبراهيم ابن فرحون ، -69

.م1995/هـ1416لعلمية ، بريوت ، الطبعة األوىل،دار الكتب ا. ومناهج احلكام . ، حتقيق حممد حامد الفقي الطرق احلكمية يف السياسة الشرعية. ابن قيم اجلوزية -70

.العلمية ، بريوت دار الكتب

دار الفكر . معامل نظرية عامة للدولة اإلسالمية . العقيدة والسياسة. لؤي صايف - 71

.م2001/هـ1422دارالفكر دمشق ، سورية، الطبعة األوىل، -املعاصر، بريوت لبنان

). تأمالت يف النظام السياسي( حتمية احلل اإلسالمي. أبو املعاطي أبو الفتوح -72

.)ت.د. (شركة الشهاب اجلزائر

األحكام . املاوردي ، أبو احلسن علي بن حممد بن حبيب البصري البغدادي -73

دار الكتب العلمية، . ، ضبطه وصححه أمحد عبد السالم والواليات الدينية السلطانية

.م 2006/هـ 1427بريوت، لبنان ، الطبعة الثالثة،

دار الندى، القاهرة، الطبعة . حنو دستور إسالمي. ري حممد السيد أمحد املس -74

.م2001 -هـ1421األوىل،

دار القلم ديب،الطبعة .رئاسة الدولة يف الفقه الإلسالمي.حممد رأفت -75

.م1986/هـ1406الثانية،

رياض الريس للكتب والنشر –حتقيق جعفر البيايت – سراج امللوكحممد الطرطوشي - 76

Page 239: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

239

. م1990ندن، ل

مؤسسة . ، دراسة يف مفهوم احلكم وتطوره تاريخ احلكم يف اإلسالم .حممود عكاشة -77

.م 2002/هـ1422الطبعة األوىل، القاهرة ، املختار للنشر والتوزيع ،

املكتب املصري احلديث، الطبعة األوىل، . فن احلكم يف اإلسالم .فهميأبو زيد مصطفى - 78

) .ت.د(

دار الفكر .مقارنا بالنظم العصرية النظام الدستوري يف اإلسالم.مصطفى كمال وصفي - 79

.)ت.د. (العريب ، القاهرة

مؤسسة الرسالة ، الطبعة األوىل، . الفكر اخللدوين من خالل املقدمة.النبهان، حممد فاروق - 80

م1998/هـ1418

صححه وعلق عليه األحكام السلطانية، .أبو يعلى حممد بن احلسني الفراء احلنبلي -81

.م1983/هـ 1403دار الكتب العلمية ، بريوت، . حممد حامد الفقي

كتب السرية: سابعا

الســـرية .هـ213تـ(عبد امللك بن هشام احلمريي املعافري، أبو حممد ابن هشام، - 82

. م2003الثانية، ، الطبعةدار الغد اجلديد، املنصورة ، مصر. ، حتقيق الشيخ أمحد جاد النبوية :كتب التاريخ : ثامنا

ابن األثري، عز الدين أيب احلسن علي بن أيب الكرم حممد بن حممد بن عبد الكرمي بن -83

.م 1982/هـ 1402دار صادر بريوت، . الكامل يف التاريخ. عبد الواحد الشيباين

حمـب الـدين :تعليـق بتحقيق و.العواصم من القواصم.القاضي أيب بكر بن العريب -84 .م1986/هـ1406املكتبة العلمية،بريوت،.اخلطيب

، حتقيق أمحد إبراهيم تاريخ اخللفاء. السيوطي ، جالل الدين عبد الرمحن بن أيب بكر -85

م 2005/هـ1426دار الكتاب العريب ، بريوت . زهوة سعيد بن أمحد العيدروسي

، دار الكتب العلمية اريخ األمم وامللوكت. الطربي، أبو جعفر حممد بن جرير الطربي - 86

.م1991بريوت،

البداية .) هـ774ت (ابن كثري، إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي،أبو الفداء ، -87

.)ت.د(مكتبة املعارف، بريوت، .والنهاية

:كتب التراجم : تاسعا

Page 240: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

240

، حتقيق حممد جم احلنفيةالفوائد البهية يف تراأبو احلسنات حممد عبد احلي اهلندي ، -88

.بن بدر الدين أبو فراس النفاس ، دار املعرفة والنشر ، بريوت

،حتقيق علي حممد البجاوي،دار النهضة اإلصابة يف متييز الصحابةابن حجر العسقالين، - 89

)ت.د. (للطبع والنشر،مصر

: حتقيق. ري أعالم النبالءس.)هـ748ت (الذهيب، حممد بن أمحد بن عثمان، أبو عبد اهللا، - 90

. هـ1413مؤسسة الرسالة، بريوت، الطبعة التاسعة، .شعيب األرناؤط ، وحممد نعيم العرقسوسي

. دط( .دار العلم للماليني، بريوت لبنان. قاموس تراجم األعالم.الزركلي، خري الدين - 91

). دت

.) ت.د. (ةدار الفكر العريب ، القاهر. أبو حنيفة. أبو زهرة -92

دار. الطبقات الكربى.) هـ230ت(حممد بن سعد أبو عبد اهللا البصري، ابن سعد، - 93

.م1985صادر، بريوت ،

مروج الذهب .)هـ346ت (أبو احلسن علي بن احلسني بن علي املسعودي، املسعودي، -94 .)ت.د(، دار املعرفة، بريوت. محد حمي الدين عبد احلميد: بتحقيق .اجلوهر ومعادن .م1993مؤسسة الرسالة، الطبعة الرابعة، . معجم املؤلفني. كحالة، عمر رضا كحالة - 95

:املعاجم : عاشرا

، حتقيق عبد السالم حممد معجم مقاييس اللغة. أبو احلسن أمحد بن فارس بن زكريا -96

) ت.د(. الطبعة األوىل. دار اجليل، بريوت . هارون

. مطبعة مصطفى بايب احلليب وأوالده مبصر. خمتار الصحاح. الرازي، حممد بن أيب بكر - 97

.م1950/هـ1361

دار إحياء التراث .لسان العرب.) هـ711(حممد بن مكرم األنصاري،ابن منظور، -98

) ت.د(، العريب،بريوت

، إخراج إبراهيم مصطفى أمحد حسن الزيات،املعجم الوسيط. جممع اللغة العربية - 99

.م2004/ هـ1425مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، الطبعة الرابعة، . حامد عبد القادر

حممد : بتحقيق. القاموس احمليط.) هـ817تـ(حممد بن يعقوب الفريوز آبادي -100

. هـ1406. مؤسسة الرسالة، بريوت، الطبعة اخلامسة. نعيم العرقسوس

.م1984شرق ، بريوت، الطبعة السابعة والعشرون، دار امل. املنجد يف اللغة واألعالم - 101

Page 241: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

241

.) ت.د(دار اجليل ، اجلمعية املصرية ، . 2، ط 3، مج املوسوعة العربية امليسرة -102

صبح األعشى يف صناعة اإلنشاء،دار . الشيخ أيب العباس أمحد بن علي القلقشندي -103

.م1922/هـ1340القاهرة، الكتب املصرية،

.لوم القانونية والسياسيةكتب الع: حادي عشر

ديوان . واملؤسسات السياسية املقارنة الوجيز يف القانون الدستوري. األمني شريط -104

.م1999املطبوعات اجلامعية، الطبعة األوىل،

األمني شريط ، خصائص التطور الدستوري يف اجلزائر ، ديوان املطبوعات -105

.م 1991اجلامعية،

، ديوان ممارسة السلطة وآثارها يف قانون العقوباتاهيم منصور ، إسحاق إبر - 106

املطبوعات اجلامعية ، اجلزائر

. م1972دار النهضة العربية، القاهرة، . النظم السياسية. ثروت بدوي -107

م 1997دار العلم للماليني، الطبعة التاسعة،آب أغسطس . علم السياسة .حسن صعب - 108 طبعة وزارة . ور اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية دست. م1976: الدستور -109

.م1977اإلعالم والثقافة ، اجلزائر

.طبعة الديوان الوطين لألشغال التربوية ، اجلزائر. م1996: لسنة الدستور اجلزائري - 110

ة ، طبعة جامعة باجي خمتار ، عناب. دساتري اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية - 111

.م2000اجلزائر،

دار اهلدى للطباعة والنشر والتوزيع . النظام السياسي اجلزائري. سعيد بو الشعري -112

.م1994عني مليلة، اجلزائر،

ديوان املطبوعات .القانون الدستوري والنظم السياسية املقارنة.سعيد بو الشعري - 113

2002الطبعة اخلامسة، .اجلامعية

– 1950، يف الدول العربية أمناط االستيالء على السلطة. صالح سامل زرتوقة -114

.م1992الطبعة التاسعة، . مكتبة مدبويل ، القاهرة . م1985

1403/1983دار الكتاب اللبناين،.مبادئ القانون اإلداري اجلزائري. صاحل فؤاد - 115

، دراسة مقارنة ، ن الدستوريالنظم السياسية والقانو .سليمان حممد.، د الطماوي - 116

.م1988

Page 242: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

242

يف الدساتري العربية املعاصرة ويف الفكر السلطات الثالث. سليمان حممد.الطماوي - 117

.م1986جامعة عني مشس ، الطبعة اخلامسة، السياسي اإلسالمي دراسة مقارنة ، مطبعة

إللغاء القرار اإلداري االحنراف بالسلطة كسبب. عبد العزيز عبد املنعم خليفة -118

.م2001دار الفكر اجلامعي، الطبعة الثانية،

احلريات العامة يف الفكر والنظام السياسي يف . عبد احلكيم حسن عسلة العيلى - 119

.م1983 -هـ 1403. دار الفكر العريب . ، دراسة مقارنة اإلسالم

طبعة املؤسسة العربية للدراسات والنشر ، . ةاملوسوعة السياسي.عبد الوهاب الكيايل - 120

.م1994الطبعة األوىل،

.ديوان املطبوعات اجلامعية. الوايف يف شرح القانون الدستوري. فوزي أوصديق -121

.)ت.د(اجلزائر، . فوزي أوصديق ، الوسيط يف النظم السياسية والقانون الدستوري ، دراسة مقارنة -122

. م2000دار الكتاب احلديث ،

مكتبة وهبة .النظام الدستوري يف اإلسالم مقارنا بالنظم العصرية. كمال وصفي -123

.م1994/هـ 1414الطبعة الثانية،

منشأة.احلريات العامة يف األنظمة السياسية املعاصرة كرمي أمحد كشاكش، -124

.م1987املعارف،االسكندارية،

.م2002/هـ1423بريوت، . دار العلوم. القانون اإلداري. الصغري بعلي حممد -125

.م 2000، التجربة الدستورية يف اجلزائر. حمفوظ لعشب -126

.م1995القاهرة،،دار النهضة العربية، مبدأ املشروعية وحقوق اإلنسانحمسن العبودي، - 127

.م 1970. ةدار النهضة العربية ،القاهر. املبادئ الدستورية العامة. حممد حلمي -128

.2001على دستورية القوانني واللوائح ، أصول الرقابة القضائية. منري عبد ايد - 129

. دار اهلدى . الفصل بني السلطات يف التجربة الدستورية اجلزائرية. ميلود ذبيح -130

.).ت.د. (عني مليلة ، اجلزائر

1984،ط،)ورالرئيسيةأسس التنظيم السياسي وص(النظم السياسية حممود عاطف البنا، - 131 .دار الفكر العريب ،بريوت.1985 –

خالل ، دراسة مقارنة من وإساءة استعمال احلق دعاوى التعسف. نزيه نعيم شالال - 132

Page 243: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

243

. م2006منشورات احلليب احلقوقية ، الطبعة األوىل، . الفقه واالجتهاد والنصوص القانونية

دار الفكر . مريكي واخلالفة اإلسالميةالنظام الرئاسي األ. حيي السيد الصباحي -133

.م 1993/هـ1413العريب، الطبعة األوىل،

مصادر عامة

دار الكتب العلمية، بريوت ، لبنان، الطبعة . املقدمة. ابن خلدون، عبد الرمحن -134

. م 2003/هـ1424الثانية،

دار البشري،مؤسسة . احلق ومدى سلطان الدولة يف تقييدهالدريين، فتحي ، -135

.م1997/هـ1417الرسالة الطبعة األوىل،

.)ت.د. (دارالفكر العريب ، القاهرة. تنظيم اإلسالم للمجتمع. ، حممد أبو زهرة -136

يف السياسة والعقائد وتاريخ املذاهب تاريخ املذاهب اإلسالمية.حممد ،أبو زهرة -137

.)ت.د( .دار الفكر العريب ، القاهرة. الفقهية

إحياء علوم .) هـ505ت(الغزايل، حممد بن حممد الغزايل أبو حامد، الغزايل، -138

.م1957/هـ1377. عيسى البايب وشركاه. دار إحياء الكتب العربية الدين

بتحقيق . فضائح الباطنية. ) هـ505ت ( الغزايل، أبو حامد حممد بن حممد، -139

. )ت.د(ار الكتب الثقافية ، الكويت، مؤسسة د. عبد الرمحن بدوي

ن� ���N : ���3)�7 ا� :ا�� ، دراسة مقارنة حبث مقدم والية املظامل والقضاء اإلداري املعاصر. أبو بكر صاحل -140

كلية ). رمحه اهللا(حممد حمدة .د.لنيل شهادة املاجستري يف الشريعة والقانون، إشراف .جامعة باتنة اجلزائر. اعية والعلوم اإلسالميةالعلوم االجتم

.رسالة ماجستري. السلطة االقتصادية لويل األمر يف النظام اإلسالمي . بوزغار دليلة - 141

خلفة نادية ، مكانة اتمع املدين يف الدساتري اجلزائرية ، إشراف بوهنتالة عبد -142

.ة باتنةجامع. رسالة ماجيستري. م 2003 – 2002القادر ،

خلفة نادية، مكانة اتمع املدين يف الدساتري اجلزائرية، إشراف بوهنتالة عبد القادر، -143 .م،رسالة ماجيستري،جامعة باتنة2002-2003

الطبعة األوىل، ،مؤسسة اإلسراء .قواعد نظام احلكم يف اإلسالم.حممود .اخلالدي - 144

.م1991/هـ1411

Page 244: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

244

النظرية اإلسالمية يف الدولة مع املقارنة، . الصعيدي الصعيدي، حازم عبد املتعال - 145

القاهرة، .نشر دار النهضة العربية.رسالة دكتورة قدمت إىل كلية احلقوق جامعة القاهرة .م1986

حممد سليم غزوي ، احلريات العامة يف اإلسالم مع املقارنة باملبادئ الدستورية -146

.م1977ية ، رسالة دكتوراه كلية احلقوق جامعة اإلسكندرية الغرب :االت : ثالث عشر

جانفي . هـ 1412جملة الرواسي العدد اخلامس شعبان رمضان . عمر روينة -147

.م 1992فيفري

. م2004جامعة باتنة، جوان ، . جملة العلوم االجتماعية واإلنسانية -148

رمضان 09املوافق ل / 2009أوت 30حد جريدة الشروق اليومي ، األ - 149

. 2704: العدد. هـ1430

. 2005 – 08 – 18مقال من األنترنيت، عزوز السعدي -150

. 2008 – 12 – 21مقال من األنترنيت حممود غامن حلب -151

. اجلريدة الرمسية -152

فهرس اآلياتفهرس اآلياتفهرس اآلياتفهرس اآلياتــم اسم السورة اآليــــــــة الرقم رقـ

اآلية

حةرقم الصف

�و��א�����

1 � $234� 6 30 البقرة � .....وإذ �9ل ر(56 �,

Page 245: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

245

2 � <%� 195 123 البقرة � . �9ل D ی��ل A@-ي ا�<=��3 �<%� 114 193 البقرة � ./A 4-وان إE,A =D ا�<=��4 � F2%,A ى-�Aا <� 114 194 البقرة � ..../5 � H=,إن= ا� F@6%I& F@� 26 245 البقرة � ......و�9ل 117 255 البقرة �D إآ'اK/ L ا�-Jی>� 6

"ل!��אن

155،167 104 آل عمران � .…وF2�� <2�� أ�=$ ی-�Aن � 78 �'�Oا K/ Fوره�Q109 آل عمران �. و.

156،157 161، 162 ،

.171 110 آل عمران � .آF�� خ%' أ�=$ أخ'RS �,�=�س � 9 .117 137 آل عمران �9- خ,F2,I9 <� R س�> � 1011 � F@� R�� H=,ا� <� $�Vر ��I/ .� 154 159 آل عمران.

א����#

122 01 النساء � ....�Xا ر(=F2ی� أی6@� ا��=�س ات= � 1213 �YZ�I��) F2�%) F2�آ,�ا أ��ا�ت D119 29 النساء �و 14 � E,A ل �9ا��ن�S'13 34 النساء �....ا� 183، 127 57 النساء ��&�تد6وا اD�إن= ا�,=H ی��'آF أن ت � 15 ...ی> ^���ا أZ%.�ا ا�,=Hی� أی6@� ا�=[ � 16

� ، 177، 93 58 النساء

182 ی____� أی6@____� ا�=____[ی> ^��____�ا آ�&____�ا � 17

� .�9=ا�%> .127 135 النساء

12 141 النساء � ..و�> یY.a ا�,=H �,�2/'ی> � 18 121 148 النساء � ...D ی6cd ا�,=H اa�@' (����6ء� 19

א����د�

، 189 02 المائدة ...وت.�و&�ا E,A اJ'I� وا��=X�ى � 20195 ،199.

.127 08 المائدة � ...وD یf�Q F2=��'aن 9�م � 21 �وا��=�رق وا��=�ر$9 � 22

119 40 المائدة

.173 181 المائدة � ....A> ا�=[ی> آ)'وا ل� 23

Page 246: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

246

א�!�א$

.140 56 األعراف � ....وD ت)�-وا /K اOرض � 24 .140، 6 142 األعراف � .�9ل ��سO Eخ%H ه�رونو � 25

א����ل

ی__� أی6@__� ا�=__[ی> ^��__�ا D ت+�&__�ا � 26H=,ا��

، 144، 54 73 األنفال183.

173 25 األنفال .�$ D تI%i>وات=�Xا /��� 27 :�و�س

.117 101 يونس . Y9 ا&<'وا ��ذا /K ا��=��ات � 28�و�$

26 55 يوسف ...اE,A K�,.S خjا3> اOرض � 29

א��&ل

.127 90 النحل .ن= ا�,=H ی��' (��.-ل واVk��ن � 30

א�����#

31 � D�Sر =D5 إ,I9 <� ��,13 7 األنبياء ..و�� أرس א�&'

171 41 الحج ...ا�=[ی> إن 2�=�=�هK/ F اOرض � 32 א��و�

ی___� أی6@___� ا�=___[ی> ^��___�ا D ت___-خ,�ا � 33 �. %�ت�(

116 27 النور

א�()�א#

34 � <%/'��، 140 151 الشعراء �....وD تl%.�ا أ�' ا�189

א���ل

35 � <%�,�� K&وأت� =K,A ت.,�ا =D15 31 النمل ..أ. 36 �K&��/أ m� 15 32 النمل � ....R��9 ی� أی6@� ا� 15 33 النمل � ......&d> أو��ا �9=ة�9��ا � 38

א�&زא�

Page 247: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

247

39 � $��o� Dو <�o� 163 36 األحزاب � ....و�� آ�ن � ص

40 � Jpd��) ا��=�س <%) F2V�/... � 183 25 ص 6 .26 ص �...ی� داوود إ&=� S.,��ك خ,%)$ � 41

א�ز��

125 09 الزمر ...Y9 هY ی���ي ا�=[ی> ی.,��ن � 42 א�(و�,

92 13 الشورى � ....Q'ع F2� �> ا�-Jی> � 43 154 36 الشورى �.... /�� أوت%KQ <� F�ء /���ع � 4445 � F@J)'� ا�)�a�153 38 الشورى � ....وا�=[ی> اس ،

158،167

א�ز-�$

46 � F@��%.� F@�%) ����9 <d&... � 4 31 الزخرف א�.����

175 18 الجاثية � ...S =Fs.,��ك Q E,A'ی.$ � 47 א�&��$

48 � L=-Qأ t,) إذا E=�V.... � 28 15 األحقاف א�&.�א/

196 9 الحجرات ...�o��%>وإن 3�Z)��ن �> ا� � 49 116 12 الحجرات .�وD ت�a=��ا� 5051 � F��آX,121 13 الحجرات � .ی� أی6@� ا��=�س إ&=� خ

א��.�د��

52 K�=9�ل ا� H=,ا� u� 220 01 المجادلة � .......9- س

א��.�

53 � �S �IV ل�� 118 20 الفجر � .�وت�6Idن ا�

������� �� رقم الصفحة طرف احلديث الرقم 13 ..........لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة 1

Page 248: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

248

2 كماريخ كماؤر14 ........إذا كان أم 15 ....رفع القلم عن ثلاثة عن النائم 3 18 من قريشاألئمة 45 كمليل عمعتاس إنوا ويعأطوا وعم19 ..اس 6 اسا النها أيي، كمليع رإن أمو قوا الله20 ...ات 19 اليزال هذا األمر يف قريش 7 49 ..بايعتك أو أبايعك على السمع والطاعة 89 ا هرني أمث فدأح نم سا ليمنهذا م در و97 .فه

97 ....السمع والطاعة على المرء المسلم فيما 1011 امرم حلسلى المم علس113 ........كل الم 12 همظلم لا يلسو المأخ ملس115 ..........الم

13 لس نم ملسالم نون مملسالم 115 .....م 116 ....لا تحاسدوا ولا تباغضوا 14 118 ...لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى 1516 اسالن نسقولون إن أحة تعوا إمكون119 ....لا ت 121 كأسنان املشط مستوونالناس 17 122 ....يا أيها الناس إنه قد دىن مين حقوق 18 123 أتشفع في حد من حدود الله 1920 ،ا ذرا أبي يفعض كة ،إنانا أمهإن125 ....و 125 ...........من ويل من أمر املسلمني شيئا 21 125 .....عصابة علىمن استعمل رجال 2223 ماهنأدو ةاميالق موي اس إلى اللهالن ب128 ..إن أح

128 ....إذا كان يوم القيامة نادى مناد 24 140 ...ما من أمري يلي أمر املسلمني مث ال جيتهد 25

Page 249: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

249

144 ......إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة 26

27 تس كمواإنبرة فاصيددة شي أثردعن بو144 ر 156 ...ما رأيت أحدا أكثر مشورة ألصحابه من رسول اهللا 28 156 ..........استعينوا على أموركم باملشاورة 29 156 ........لن يهلك امرء عن مشورة 30 157 ...........أما أن اهللا ورسوله يغنيان عنها 31 162 ول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن العزم سئل رس 32 169 .....ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن 3334 هريغا فليكرنم كمنأى مر ن198، 171 .....م 171 ......إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل 3536 أمكرلتنن المن عوهنلتو وفرعن بالم173، 172 ر 179، 172 أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر 37 174 ......ومن أخطأ فليتب ،من زل فليتب 3839 هتيعر نئول عسم كلكماع ور 183 .....كلكم 40 نم نيملسر المأم نئا ميل شجو زع الله لاه183 و 41 مهاؤمكافأ دتون تملس184 .الم 42 دقتال فاسع186 ..........ت 188 ....السمع والطاعة على المرء المسلم 43 188 روفنما الطاعة في المعإ 44 189 ...لو دخلوها ما خرجوا منها إنما الطاعة 45 194 ايعناهف عانا رسول الله صلى اهللا عليه وسلمد 4647 ما الظالأوإذا ر اس198، 196 .....إن الن. 48 كرئا ييش ريهأم نأى مر نم ه197 ......ه 49 مهونبحت ينكم الذتمأئ اري197 .....خ 50 ايدون بهدتهة لا يمي أئدعكون ب198 ....ي 199 .....فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول 51

Page 250: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

250

199 ..فإن خشيت أن يسهرك شعاع السيف 52 199 .لا ما صلوا: قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال 54

فهر س اآلثارفهر س اآلثارفهر س اآلثارفهر س اآلثار رقم الصفحة القائل األثر الرقم

20 عمر إن أدركين أجلي وأبو عبيدةحي استخلفته 1

Page 251: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

251

114 عمر ...مىت استعبدمت الناس 2 91 أبو بكر كم ولست خبريكمأيها الناس قد وليت علي 3 160، 91 عمر من رأى يف اعوجاجا فليقومه ،أيها الناس 4 191 علي أال وإن لكم علينا العمل بكتاب اهللا 5 115 عمر إين واهللا ما أرسل إليكم عماال . . . يأيها الناس 6 124 عمر آس بني الناس يف وجهك وجملسك 7 163، 126 بو بكرأ واهللا لو منعوين عقال بعري 9

�' إين أنزلت نفسي من مال اهللا مرتلة 10A 141

160 أبو بكر وإن أسأت ،فإن أحسنت فأعينوين 11 163 أبو بكر ألقاتلن من فرق بني الصالة والزكاة 12 174 عمر إمنا أنا متبع ولست مببتدع 13 174 عمر أنه مل يبلغ حق ذي حق أن يطاع 14 174 عثمان اب اهللا أن تضعوا رجلي إن وجدمت يف كت 15 176 سلمان .....ال نسمع : قال سلمان 16 180 عمر أعينوين على نفسي باألمر باملعروف 17

/@'س ا�)'ق

ا�d(i$ ا�)'$9$%���k16 ا

Page 252: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

252

14 ا�+�ارج$x/16 ا�'ا 10 ا�jی-ی$$yS'� 18 ا�$�j�.� 18 ا�$.%� 11 ا�

�� �� ���س ا�� م ا

الصفحة العلـم 1 -�Vم أ��k19 ا 42 أسيد بن حضري 2

Page 253: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

253

206 ألكسندر هاملتون 3 43 األصم 4 10 البغدادي 5 98 بودان 6 190 جعفر املنصور 7 25 جعفر الصادق 89 Kی��a23 ا�

10 F@یOا <) $,IS 123 11 'aV <)181 ا 12 $(%�V �)189 أ 11 ا(> jVم 1314 <%�dم ا���k197 ا 10 ا(> خ,-ون 15 97 روس� 1617 K� 2 ا�jرآ 21 ا�Il'ي 1819 $d,Z 196 2 ا�2��ل (> ا�@��م 20 203 لوك 21 19 ا��kم ���5 22 10 املاوردي 23 26 حممد بن علي زين العابدين 2425 L-IA -�d� 170 26 YIS <) 20 �.�ذ 27 -�d� <) 189 �'وان 196 معاوية 28 124 أبو موسى األشعري 2930 '%� 196 ا��.��ن (> ( 20 أ(� IA%-ة 31 48 ا���وي 32�' (> ا�.�ص 33A 132 34 K.aQOف (> ���5 ا�A 197

Page 254: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

254

35 Kا�j|10 ا� 142 ابن القيم 36 42 س��E��� F أ(V K[ی)$ 3738 K2I2 ا(> ا�� 176 سلمان الفارسي 39 3 السيوطي 40 191 اإلمام الشافعي 41 42 الشهرستاين 42 97 هوبز 43 189 يزيد بن عمر بن هبرية 44 56 أيب يعلى 45

/@'س ا���ض��Aت

اإلهداء أ............................................................................املقدمة

1.ق التولية والسلطات املخولة لهضوابط تولية رئيس الدولة والتأصيل لطر:الفصل األول 1................................................مصطلحات البحث:مبحث متهيدي

Page 255: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

255

1............................................شرح مصطلحات البحث:املطلب األول 1..............................................................لغة-1الضوابط:أوال

1........................................................اصطالحا– 2 3...............................................................لغة-1السلطة :ثانيا

3..........................................................اصطالحا-2 4...............................................................السلطة الرئاسية:ثالثا

6..................................................ألقاب رئيس الدولة: املطلب الثاين 6.............................................................لغة -1. اخلليفة: أوال

6.......................................................اصطالحا - 2 7........................................................لغة -1. أمري املؤمنني: ثانيا

7...................................................اصطالحا - 2 7..............................................................لغة -1. اإلمام: ثالثا

7.........................................................اصطالحا-2 8.............................................................لغة -1. امللك: رابعا

8........................................................اصطالحا -2 10..........................................شروط تولية رئيس الدولة: املبحث األول

10.................السياسي اإلسالمي شروط تولية رئيس الدولة يف الفكر:األولاملطلب 12.......................................................شروط انعقاد: الفرع األول

12...................................................................اإلسالم: أوال 13...................................................................الذكورة: ثانيا 15.........................................................البلوغ-1.التكليف: ثالثا

16............................................................العقل- 2 18......................................................ةضوابط أفضلي:الفرع الثاين

18....................................................................النسب:أوال 22....................................................................العدالة:ثانيا 24......................................................................العلم:ثالثا

Page 256: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

256

27...................................................سية واجلسميةرابعا الكفاية النف 28....)..اجلزائر(لفكر السياسي الوضعي ضوابط تولية رئيس الدولة يف ا: املطلب الثاين 28.......................................................شروط عامة: الفرع األول

28...................................................................السن: أوال 29..................................................................اجلنسية: ثانيا 30....................................................................اجلنس: ثالثا 30....................................................................الدين: رابعا

31.........................................التمتع باحلقوق املدنية والسياسية: خامسا 32..............................................ية وعالنيتهاحالة الذمة املال: سادسا 32..................................................................اإلقامة:سابعا

33.............................................شروط خاصة باجلزائر: الفرع الثاين 33...................................1954إثبات وضعيته حيال ثورة أول نوفمرب

37............................................ق التوليةالتأصيل لطر: املبحث الثاين 39.........................طرق التولية يف الفكر السياسي اإلسالمي: املطلب األول 39...........................................................البيعة: الفرع األول

39..........................................اصطالحا-لغة، ب -أ. تعريفها :أوال 40.......................................شروط أهل احلل والعقد وعددهم : ثانيا 44.............................................................البيعةصيغة :ثالثا 47....................................................البيعةشروط صحة : رابعا

50......................................................العهدوالية :الفرع الثاين 51.............................................بالعهدشروط انعقاد الرئاسة :أوال 53.............................................................عزل ويل العهد: ثانيا

60..............................طرق التولية يف الفكر السياسي الوضعي: املطلب الثاين

60..............................................................الوراثة: الفرع األول

61...........................................................االنتخاب: الفرع الثاين

62.. .........................................انتخاب الرئيس يف اجلزائر:الفرع الثالث

Page 257: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

257

65.......................................تويل السلطة عن طريق االنقالب:الفرع الرابع

68..................................................سلطات احلاكم: املبحث الثالث 68.................................سلطات اخلليفة يف الدولة اإلسالمية: املطلب األول

69..............................................نطاق سلطات اخلليفة: الفرع األول 69 ............................................................بالنسبة للمكان: أوال 69.............................................................بالنسبة للزمان: ثانيا

72. ..............................................مضمون والية اخلليفة: الفرع الثاين

76 ............................الوضعيسلطات رئيس الدولة يف النظام : املطلب الثاين 77.........................................نطاق سلطات رئيس الدولة: الفرع األول

77.......................................................... النطاق املكاين: أوال

77............................................................النطاق الزماين: ثانيا 80...................................................مضمون السلطات: الفرع الثاين 87.................................قيود السلطة الرئاسية لرئيس الدولة: الفصل الثاين 89................................عدم جتاوز السلطة(التقيد بالقانون: املبحث األول 90..............يف الفقه اإلسالمي ) عدم جتاوز السلطة(التقيد بالقانون: املطلب األول 90............................دور القانون لدى فقهاء وفالسفة اإلسالم: الفرع األول 92.... .ماهية السلطة التشريعية والتزام اخلليفة املخولة له باالختصاصات: الفرع الثاين

98................ يف الفقه الوضعي) عدم جتاوز السلطة(التقيد بالقانون: لب الثايناملط 98 ........................موقف نظرية السيادة من فكرة تقييد السلطة: الفرع األول 100 ......................................بعض حماوالت تقييد السلطة : الفرع الثاين

100.....................................................ة القانون الطبيعينظري: أوال 100.....................................................نظرية احلقوق الفردية : ثانيا 101.....................................................نظرية التحديد الذايت: ثالثا 103....)............................النظرية الواقعية(ة التضامن االجتماعينظري: رابعا

104..........................سيادة القانون يف النظم السياسية املعاصرة: الفرع الثالث 104...........................................................رقابة الدستورية: أوال

Page 258: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

258

106...........................................................ة املشروعيةرقاب: ثانيا 112... ..............................احترام احلقوق واحلريات الفردية : املبحث الثاين 113.................احترام احلقوق واحلريات الفردية يف الفقه اإلسالمي: املطلب األول 113...................................................احلرية الشخصية: الفرع األول

114..............................................................حرية الذات : أوال 116............................................................حرمة املسكن: ثانيا 117..............................................................ةحرية العقيد: ثالثا 118............................................................حرية التملك : رابعا

119...........................................................حرية الرأي : خامسا 121.........................................والعدل بني األفراداملساواة : الفرع الثاين

121..................................................................املساواة: أوال 127....................................................................العدل: ثانيا

131..................احلقوق واحلريات الفردية يف الفقه الوضعي احترام: املطلب الثاين 132..................................................احلرية الشخصية: الفرع األول

133..............................................................حرية الذات: أوال 133.............................................................حرية التنقل : ثانيا 133................................................................حق األمن: ثالثا 134.....................................................حق سرية املراسالت: رابعا

134........................................................حرية الفكر: الفرع الثاين 134..............................................................حرية العقيدة: أوال 135..............................................................حرية الرأي: ثانيا

136...........................................ملدنيةاحلقوق واحلريات ا: الفرع الثالث 136...............................................احلقوق واحلريات االقتصادية: أوال

139)............عدم إساءة استعمال السلطة(التصرف مبقتضى املصلحة: املبحث الثالث 139.........................................التصرف مبقتضى املصلحة: املطلب األول 140..... ..................................دليل وجوب التزام املصلحة : الفرع األول

Page 259: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

259

141.....................................................حدود املصلحة: الثاين الفرع 147....................التعسف يف استعمال السلطة يف القانون الوضعي: املطلب الثاين 147..........................................................تعريفها: الفرع األول 148......................................صور إساءة استعمال السلطة : الفرع الثاين 149.................................معايري التعسف يف استعمال السلطة: الفرع الثالث 152............................................ضمانات تقييد السلطة: الفصل الثالث 153.........................ضمانات تقييد السلطة يف النظام اإلسالمي: املبحث األول

153.........................................................الشورى: األول املطلب 154..........................................األساس الشرعي للشورى: الفرع األول

154.....................................................دليل وجوب الشورى: أوال 158..........................................................حكم الشورى : ثانيا 161..........................................................إلزامية الشورى: ثالثا

164....................................................نطاق الشورى: الفرع الثاين 167.....................................................أهل الشورى: الفرع الثالث 169............................................رقابة األمة على احلكام: املبحث الثاين 170................................................الرقابة على احلكام: املطلب األول 170..........................أدلة حق األمة يف الرقابة على أعمال اخلليفة: الفرع األول 175.......................................................تنظيم الرقابة: الفرع الثاين

178.....................................................الرقابة على املشروعية: أوال 179......................................................الرقابة على املصاحل : ثانيا

181.................................................مسؤولية اخلليفة: املطلب الثاين 183................................املسؤولية السياسية والشرعية للحاكم: الفرع األول

183).......................................مسؤولية سياسية(مسؤوليته أمام األمة: أوال 183..............................) ........مسؤولية شرعية . (مسؤوليته أمام اهللا: ثانيا

186.........................................مدى ونطاق هذه املسؤولية: الفرع الثاين 187...................................جزاء اخلروج على مبدأ الشرعية: املطلب الثالث

Page 260: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

260

188............................................عدم طاعته والتعاون معه: الفرع األول 188...............................................................عدم الطاعة: أوال 189.................................التعاون مع احلاكم اخلارج عن الشرعية عدم: ثانيا

190........................................................عزل اخلليفة: الفرع الثاين 192.....................................................للعزلاألسباب املوجبة: أوال 195...................................................وسائل تنفيذ قرار العزل: ثانيا

201...........................ضمانات تقييد السلطة يف النظام الوضعي: املطلب الثاين 201......................................................وجود دستور: الفرع األول 202..........................................مبدأ الفصل بني السلطات: الفرع الثاين

203...............................................................نشأة املبدأ : أوال 205..........................................مربرات مبدأ الفصل بني السلطات: ثانيا 206...........................................وب مبدأ الفصل بني السلطاتعي: ثالثا 207...............................تطبيقات مبدأ الفصل بني السلطات يف اجلزائر: رابعا

209...............................................تنظيم رقابة قضائية: الفرع الثالث 212................................................اخلـــــــــــامتة

224.......................................................................الفهارس 237...... ............................................................فهرس اآليات

240..... ..........................................................فهرس األحاديث 225..........................................................قائمة املصادر واملراجع فهرس املوضوعات

. امللخصات

Page 261: ضوابط السلطة الرئاسية دراسة مقارنة بين التشريع الاسلامي و القانون الوضعي

261