الفروق الدلالية بين الألفاظ المترادفة

8
-------------------------------- مجلةشر العدلحادي عمجلد اال) نسانيةعلوم اال( جامعة سبها د( ول ا2102 ) --------------- ----------------- 01 __________________________________________________________________ _________ ة بينّلي الـــفروق الد أ لظ ال فا م ترادف ةلشامي د اّ حمعة م د جمّ حم م_____________________________________________________________________ ______ ملخص اللفالة الغويون بد أهتم الى ذلك ، واستشهدوا علتصل بمعانيها كل ما يبينوالمتشابهة ،و ظ القرآن الكريم والحديث باب وأشعارهم، العرأقوال الشريف وء ومن هؤ( العسكري تل أبو ه011 تقريبا) هـ، في هذا الموضوعذي جعل كتابا اللفا من اٍ ديل عددراسة تحلهدفت ال ، واست)لغةروق في الالف( وســمه بـلمعنى ،أو تكادربة في ا لغوية متقات ظ ذات د العربيةسمى في ما ي ، وهذا ألفاظهافن واحدة ،مع اخت تكو بــ)الترادف( اسة معنى الترادف الدرلن من خّ ، كما تبيثبات ق بين اّ اك من وف مثبت ومنكر ،وهنين فيه بينلغوي وآراء الن التركيزار ، وكانك وا في البحث على ا ظ المتداولة لفا لفظ ومعناه .ة كلل ضح الفرق بين دّ كلمة يتوع لجذر الدفة لكن بالرج مترا أنها يرونس ، والتيلنامة ا بين عا_____________________________________________________________________ ______ تقديــم : و أهة بّليلفروق الداحثين با كثير من البّ تم ين ا ف علماؤنّ لفاظ ،وأل ـــــــء في هذاج ا ات بالد ما يتصلّ ين كلع ، متناول الموضولفاظ ، بين ايقة الدقلحركات فيلفت ا اخت ماّ فكللمعنى بناءمعنى ،وقد يختلف اف الواحد اختلفظ الل اللفاظف ا على اخت، هذا غريّ يعد و با في لغتناة فهــي لغة اّ العربي شتظي وترادفاق،ومشترك لف ق، ك من وسائل وإتباع ، وغير ذلاد ونحت وأضدلفاظ . اّ نمو و قدص هذا البحث لموضوع خص أنكره وآخر مننهمين،ملغويف بين ال دار فيه خ أثبته أ(هو و اللغة في ال ترادف، ) أ وا يسمى محا: اصط بظ المترلفا ا ادفة( ( ولفاظ هي ا الدالة على شيءر واحداعتبا واحد ب) ( ) 0 ) في والردفء تبع شيئا فهو شيّ شيء ، وكل تبع اللغة: ما التابع ت ردفه،وإذا شيء خلف شيء، فهو( دافىّ الترادف،والجمع:الر2 ) يقوإذ{ : تعالى لكمّ ستغيثون رب تئكةن الم بألف مكمّ مد أني م( } مردفين3 متتابعين أي) . وحظ يل من خلغوييين ال المعنحيصط واظ الترادف أن لفحي بعدصطه اقي إلى معناه الحقي معناتقل من ان ،وبخاصة علىدة معان مجازية متعدستعماله في اترادفلى معنى واحد ، فهي تي تدل ع التكلمات ال يترالمعنى كما على اى الدابةكبان عل دف الرا الواحدة.. ةّ دف ظاهرة لغوي التراّ شك أن و افت لت إليهاعلماء كثير من ال أنكرهكر ،فمن مثبت ومن بينّ كل لّ يرى أنه صفات عدا ،وما واحداً ىّ سم شيء م( 0 ) . مترادفة من جعلهاّ ويرى فريق آخر أن ينظر إلىى الذتها عل حاد دّ ات ات ،والث بين يوفق فريق ثنكار،ت واثبا ا فاص بعضها ينظر إلى اختص( زيد معنى بم5 . ) خيقول ا وفي ال ر توفيق بينثباتر وانكا اة .ّ لغويهرة اللظاذه ا له إبراهيم أى الدكتور ويرنكارب ا سبّ يس أن ن راجع إلى :ين اللغوي الّ أن ذين انوادف كا نكروا الترات أموراكلما من ال ونّ د الذين يستشف اّ ء النقدبا من اها يرا ً معانيها أشياءلون فيّ تخية ،ويّ سحري غيرهم ،فبحين وراءت ساراء المدلون و بوّ هم ينقلها مالمعاني وظ من ا ر لهمّ ث يصوخيال ،حي اللغويه ال ذلك ما يأباّ هم ،وفي كل يدركه إ في موضوع الترادف( 6 ) ، كماونّ لغوي يرى الحدثون عدم الم لغة من الترادف ، وّ أيّ خلود اتفق قعلماء الترادف على شروط لوقوع ال منها( 6 ) : 0 ـكلمتينى بين الق في المعنتفا اتفاقا تاما على اقل في ذهن ا كث ير من أ الواحدة . فراد البيئة2 لغوية ، البيئة التحاد في ـ اكلمات حيث تكون اللهجات .ة من النسجموعة مجم واحدة،أو م من لهجة3 ظرون ين حينلعصر ، فالمحدثوند في اتحا ـ ادفات ، ينظ إلى المتراها في عهد خاص رون إلين .ّ وزمن معي0 لفظجة تطور صوتي ل نتيلفظين يكون أحد ال ـ أخر . ال في هذا الموضوع أبو ه فّ من أل ومت( العسكري011 يقا بينا دق تفريق قّ حيث فر) هـفاظ ومعانيها ،حيث قالل ا) لحركات فيهف ااخت( لفاظ أولى باختف المعاني،فاختف ا اخت ف المعنى()) 1 ) لدصدق أبو ه ولقغة العربيةل قسم الداب كلية ا جامعة سبها

Upload: daleela89

Post on 27-Nov-2015

74 views

Category:

Documents


14 download

TRANSCRIPT

01 --------------------------------( 2102األول ) دجامعة سبها )العلوم اإلنسانية (المجلد الحادي عشر العدمجلة --------------------------------

___________________________________________________________________________

ةترادفمفاظ اللأألالـــفروق الداللية بين

محمد جمعة محمد الشامي

___________________________________________________________________________

الملخص

بالقرآن الكريم والحديثظ المتشابهة ،وبينوا كل ما يتصل بمعانيها ، واستشهدوا على ذلك أهتم اللغويون بداللة األلفا

الذي جعل كتابا في هذا الموضوع ،هـ( تقريبا 011أبو هالل العسكري ت ) ومن هؤالءالشريف وأقوال العرب وأشعارهم،

ظ ذات دالالت لغوية متقاربة في المعنى ،أو تكاد وســمه بـ )الفروق في اللغة( ، واستهدفت الدراسة تحليل عدد من األلفا

، كما تبين من خالل الدراسة معنى الترادف )الترادف( بــ تكون واحدة ،مع اختالف ألفاظها ، وهذا ما يسمى في العربية

لفاظ المتداولة ألعلى ا في البحث واإلنكار ، وكان التركيز وآراء اللغويين فيه بين مثبت ومنكر ،وهناك من وفق بين اإلثبات

بين عامة الناس ، والتي يرون أنها مترادفة لكن بالرجوع لجذر الكلمة يتضح الفرق بين داللة كل لفظ ومعناه .

___________________________________________________________________________

تقديــم :

ين تم كثير من الباحثين بالفروق الداللية بأهو

ا األجالء في هذا ـــــــأللفاظ ،وألف علماؤنا

الموضوع ، متناولين كل ما يتصل بالدالالت

فكلما اختلفت الحركات في الدقيقة بين األلفاظ ،

اللفظ الواحد اختلف المعنى ،وقد يختلف المعنى بناء

با في لغتنا وال يعد هذا غري،على اختالف األلفاظ

قاق،ومشترك لفظي وترادف شتالعربية فهــي لغة ا

وأضداد ونحت وإتباع ، وغير ذلك من وسائل ،

خصص هذا البحث لموضوع قدو نمو األلفاظ .

دار فيه خالف بين اللغويين،منهم من أنكره وآخر

ما يسمىو أ ( ، ترادف في اللغةال وهو) أثبته أال

الدالة هي األلفاظو)) ادفةاأللفاظ المترب اصطالحا:

والردف في (0( )(واحد باعتبار واحد على شيء

اللغة: ما تبع الشيء ، وكل شيء تبع شيئا فهو

فهو ،شيء خلف شيء ردفه،وإذا تتابع

ل تعالى : }إذ يقو (2الترادف،والجمع:الردافى )

أني ممدكم بألف من المالئكة تستغيثون ربكم

من خالل يالحظو.( أي متتابعين3مردفين{ )

أن لفظ الترادف واالصطالحيالمعنيين اللغوي

انتقل من معناه الحقيقي إلى معناه االصطالحي بعد

استعماله في معان مجازية متعددة ،وبخاصة على

الكلمات التي تدل على معنى واحد ، فهي تترادف

دف الراكبان على الدابة على المعنى كما يترا

لتفت اوالشك أن الترادف ظاهرة لغوية ..الواحدة

بين مثبت ومنكر ،فمن أنكره كثير من العلماءإليها

شيء مسمى واحدا ،وما عداه صفات يرى أن لكل

(0) .

ينظر إلى ويرى فريق آخر أن من جعلها مترادفة

يوفق فريق ثالث بين ات ،واتحاد دالالتها على الذ

ينظر إلى اختصاص بعضها ف اإلثبات واإلنكار،

توفيق بين روفي القول األخي( .5بمزيد معنى )

لهذه الظاهرة اللغوية .اإلنكار واإلثبات

نيس أن سبب اإلنكار ويرى الدكتور إبراهيم أ

نكروا الترادف كانوا ذين اأن اللغويين الراجع إلى :

من األدباء النقاد الذين يستشفون من الكلمات أمورا

سحرية ،ويتخيلون في معانيها أشياء ال يراها

هم ينقبون وراء المدلوالت سابحين وراء غيرهم ،ف

الخيال ،حيث يصور لهم من المعاني وظاللها ماال

في يدركه إال هم ،وفي كل ذلك ما يأباه اللغوي

يرى اللغويون ، كما (6) موضوع الترادف

قد اتفق خلو أي لغة من الترادف ، و المحدثون عدم

:( 6)منها لوقوع الترادف على شروط العلماء

اتفاقا تاما على االتفاق في المعنى بين الكلمتينـ 0

فراد البيئة الواحدة .أ ير من كثاألقل في ذهن

حيث تكون الكلمات ـ االتحاد في البيئة اللغوية ، 2

من لهجة واحدة،أو مجموعة منسجمة من اللهجات .

ـ االتحاد في العصر ، فالمحدثون حين ينظرون 3

رون إليها في عهد خاص إلى المترادفات ، ينظ

وزمن معين .

ـ أال يكون أحد اللفظين نتيجة تطور صوتي للفظ 0

وممن ألف في هذا الموضوع أبو هالل اآلخر .

هـ( حيث فرق تفريقا دقيقا بين 011العسكري )ت

)اختالف الحركات فيه (األلفاظ ومعانيها ،حيث قال

ف اختالف المعاني،فاختالف األلفاظ أولى باختال

ولقدصدق أبو هالل(1(()المعنى

جامعة سبها –كلية األداب –قسم اللغة العربية

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------محمد جمعة محمد الشامي

---------------( 2102األول ) دلمجلد الحادي عشر العدمجلة جامعة سبها )العلوم اإلنسانية (ا ---------------------------------01

نجد بناءها العسكري،فبالتأمل في بعض األلفاظ

فهناك (1)يتغير المعنى ،وعن طريق الحركةواحدا

م،وعلم(واسم الفاعل فرق بين الفعل والمصدر)عل

ل المبني للمعلوم ،ومكرم(والفعمواسم المفعول)مكر

والمفرد والجمع والمبني للمجهول)كتب وكتب(

.)أسد وأسد (وغير ذلك من األلفاظ

أما األلفاظ المتشابهة مع اختالف دالالتها

كلمات يكثر تداولها بين الناس وال منها ،فكثيرة

وكان ،يدرك جلهم الفرق الدقيق بين معانيها

روق في اللغة ألبي هالل كتاب)الف اختياري من

العسكري ( .

: والحمد الشكرـ 0

هو االعتراف بالنعمة على جهة التعظيم أ ـ الشكر :

وال يصلح إال على النعمة التي تؤدي إلى عم،للمن

تكون إال لمنفعة . أو ال،منفعة

ل في كوأصل الشكر: إظهار الحال الجميلة

األمور ،وبذلك يطلق على أشياء كثيرة منها : دابة

شكور :إذا ظهر فيها السمن مع قلة العلف ،وأشكر

لبنا،وأشكرت السحابة:امتألت ماء لضرع:إذا امتألا

حق ،وبذلك يكون الشكر : إظهار حق النعمة لقضاء

ووردت مادة )شكر( في مواضع عديدة (9).المنعم

:على هيئة فعل أمر، ومضارع من القرآن الكريم

غة ،واسم فاعل ،واسم مفعول ،وصيغ مبال ،وماض

)12، فيما يزيد على ) ( وأكثر 01( موضعا

معانيها تظهر الثناء ،واالعتراف بالنعمة .

وألهمية الشكر نسبه هللا إلى نفسه في عدد من

و}غفور (00اآليات قال تعالى : }شكور حليم{ )

ر هللا غير شكر العباد ، والمراد ( وشك02شكور{ )

جازي على الطاعة جزاء الشاكرين على به : أنه ي

النعمة .

الحمـــد :الذكر بالجميل على وجه التعظيم ، ب ـ

سواء على النعمة أو غيرها ، فيجوز أن يحمد

اإلنسان نفسه في أشياء يقوم بها ، لكنه ال يطلقه إال

سان يكون منه في تبارك وتعالى ، ألن كل إحل

( .03الفعل أو التسبب )

إن الشكر يخص النعمة الفرق بين الشكر والحمد :

:أي يكون على النعمة ، أما الحمد فيكون للنعمة

وغيرها , ومن الفروق أيضا أن الحمد يكون

لإلنسان نفسه ، وال يجوز أن يشكرها ؛ألن الشكر

ون يجري مجرى قضاء الدين ،وال يجوز أن يك

لإلنسان على نفسه دين ، وبذلك يجوز أن يحمد

( .00ن نفسه وال يشكرها )اإلنسا

قولنا وهناك من يرى أن الحمد هو الشكر بدليل

فلو لم الحمد بالشكر ، : )الحمد هلل شكرا( فكأننا أكدنا

كن يكن معناهما واحدا لما أكدت الحمد بالشكر ، ل

أبلغ من قولنا الحقيقة أن قولنا: الحمد هلل شكرا

:الحمد هلل حمدا ألن األولى لزيادة المعنى ، والثانية

للتوكيد .

دالالت كل لفظ تكاد تكون مما سبق يتضح أن

واحدة مع فروق اتضحت من خالل التحليل السابق

القسم ،والحظ ،والرزق ،والنصيب : ـ 2

ما كان من مقاسمة جمعه أقسام وهو، م: س أ ـ الق

،ومن جملة مقسومة ،وهو النصيب أو الجزاء من

هو نصيب اإلنسان من الشيء المقسوم ،وقيل:

الشيء ، يقال: قسمت الشيء بين الشركاء

قال تعالى : ( .05،وأعطيت كل شريك قسمه )

( وهي المالئكة تقسم ما 06}فالمقسمات أمرا{ )

( .01ه )كلت بو

النصيب والبخت والجد ،جاء في : ب ـ الحظ

بمعنى: ال ((د منك الجد )وال ينفع ذا الج )الدعاء:

عندك غناه ،وإنما ينفعه العمل ينفع ذا الغنى

،وهو ه هللا للعبد من الخيرما يحظ بطاعتك ،والحظ:

اسم لما يرتفع به المحظوظ فيقال: لفالن حظ ،وهو

ادفع بالتي هي أحسن :}ال تعالىق (01محظوظ )

فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم *وما

وما يلقاها إال ذو حظ يلقاها إال الذين صبروا

(09) {عظيم

بمعنى من أساء إليك فادفعه عنك باإلحسان

وما يقبل هذه محبتك، ،فإحسانك هذا يقوده إلى

الوصية إال صاحب حظ عظيم من األجر والسعادة

( .21الدنيا واآلخرة ) في

هو العطاء الجاري الذي ال ينقطع مع الرزق :ج ـ

ألبدان ( وهو نوعان : ظاهر ل20حياة اإلنسان )

كاألقوات ،وباطن للقلوب والنفوس كالمعارف

وكل ما خلقه هللا تعالى في األرض ( 22والعلوم )

فهو رزق للعباد ، بداللة قوله تعالى : }خلق لكم ما

( .23في األرض جميعا { )

وال يكون الحرام رزقا الن الرزق هو العطاء

الجاري في الحكم ،وليس الحرام مما حكم به

لك ال يكون الرزق إال حالال ،فالرزق اسم لما ،وبذ

يملك صاحبه االنتفاع به وال يجوز منازعته فيه

حالال له ،وقد مدح هللا المؤمنين على إنفاقهم ،لكونه

( . 20منه قال تعالى :}ومما رزقناهم ينفقون{ )

النصيب يكون في المحبوب والمكروه د ـ النصيب :

عيم أو من العذاب ،وهو يقال :وفاه هللا نصيبه من الن

ا أو ــما نصب لإلنسان ليناله سواء كان محبوب

مكروها،والنصيب ما يصيب اإلنسان من مقاسمة

لفالن يقال وبذلك ال، سواء ارتفع به شأنه أم ال

نصيب في التجارة ،ألن ربحه فيها ليس عن مقاسمة

ويقال :نصيب مبخوس أو موفور ،ألن بل عن حظ

قد يكون عادال أوجائرا أو ناقصا النصيب عن قسمة

عن االستحقاق ،وهناك من يرى : أن النصيب هو

( .25الحظ من كل شيء )

وهكذا يكون :

كل قسم حظ وليس العكس ،فاإلنسان إذا مات

وترك وارثا واحدا ، قيل هذا المال كله حظ هذا

الوارث وليس قسمه ألنه ال مقاسم له فيه .

الـــفروق الداللية بين أأللفاظ المترادفة------------------------------------------------------------------------------------------------------

09--------------------( 2102) األول دالحادي عشر العدالمجلد مجلة جامعة سبها )العلوم اإلنسانية ( ---------------------------------

في المحبوب والمكروه ، والحظ في فالنصيب أما

المحبوب فقط ،يقال: لفالن حظ وهو محظوظ على

جهة المدح .

يقال : نصيب عادال أو ناقصا وقد يكون النصيب

مبخوس و موفور، بينما الرزق هو العطاء الجاري

مع إحيائه ،و مع حياة اإلنسان ،وبقائه ال ينقطع

في شيء ثم يقطعه الحظ يجوز أن يجعله هللا للعبد

عنه ويزيله مع حيائه .

كالهما ما يقدم للمرأة عند :الصداق والمهــــــر-3

فروقا بينهما تتضح في اآلتي :غير أن ثمة ,الزواج

أ ـ الصداق :

اسم لما يبذله الرجل للمرأة عند الزواج طوعا من

اشتقت الصداقة ،ألنها بدون غير إلزام ،ومن ذلك

راه ، وكذلك الصدقة فهي تقدم طوعا إلزام أو إك

ويقال :قد أصدق المرأة حين تزوجها ؛ أي ( 26)

أصدقها ؛سمى لها صداقا وقيل:جعل لها صداقا ،

( 21}وآتو النساء صدقاتهن نحلة { ): ،قال تعالى

:التغالوا في وفي حديث عمر رضي هللا عنه

( .21)الصدقات ؛وهو مهر المرأة

،يقال و صداق المرأة التي تتزوج ه ب ـ المهــــر:

ر المرأة بمهرها : أن يجعل لها صداقا ، غير ــ: مه

أن المهر اسم لما يقدم للمرأة ويتكاتب عليه فيصبح

،وبه داق ـر والصــرادف داللة المهـذا تتـالزما

. (29همـا )لقــرب معنا

السياسة و التدبير :، 0

لشيء بما يصلحه ،وهي القيام على ا أ ـ السياسة :

اسم لفعل السايس ، ويقال :سوس األمر إذا قام عليه

وذل وأصلحه، ومن هنا جاء الحاكم يسوس أمر

الناس ،وهي مشتقة من السوس ،الحشرة الصغيرة

،والرابط بينهما أن السوس رغم صغره المعروفة

يقوم بعمل كبير ،والسياسة النظر في الدقيق من

. (31) األمور

التدبر في األمر :أن ننظر إلى ما ب ـ التدبير :

عاقبته ،والتفكر فيه قال تعال: }أفال تؤول إليه

( وهو مشتق من الدبر ؛ 30يتدبرون القرآن { )

،وبهذا آخر كل شيء ،فأدبار األمور عواقبها

وسوقها إلى ما المعنى يكون التدبير آخر األمور

يه اإلنسان ،عرض يصلح به عواقبها ، وإذا داوم عل

فيه ما يحتاج إلى دقة النظر ، وبهذا المعنى راجع

إلى السياسة .

ن فالنا لو استقبل من أمره ما استدبره يقال : إ

لهدي لوجهة أمره ، بمعنى: لو علم في بدء أمره ما

علمه في آخره السترشد إلمره واتبع الصواب

ين السياسة والتدبير نجد رابطا ب وبالتأمل ، ( 32)

،فكالهما يعني النظر والتأمل في آخر الشيء والدقة

في اتباع ما يصلح .

ـ الخضوع والخشوع : 5

الذل واالنقياد والميالن واالنحناء، أ ـ الخضوع :

فعل يرى فاعله،والذي يخضع له أعظم من وهو

وهو طأطأة الرأس والعنق قال تعالى :}إن ,الخاضع

ل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها نش أ ننز

وال يقتضي الخضوع أن يكون (33خاضعين{ )

دن وفيه معه خوف بل قد يكون فيه تكلف،ومحله الب

فهو ،ضعتني إليك الحاجةأخإقرار باالستجداء يقال:

(30) انقياد ومطاوعة

رمي البصر نحو األرض وغضه قال :ـ الخشوعب

وهو الركون ( 35بصارهم { )}خاشعة أ:تعالى

يكون في الصوت بدليل قوله قد ووالركوع هلل،

( أي 36لرحمان{ )لوخشعت األصوات }:تعالى

وال يكون الخشوع إال مع خوف الخاشع ,سكنت

.(31وال يكون فيه تكلف ),،ومحله القلب

: اني السابقة يتضح من المع

ن الخضوع والخشوع مترادفان إال أن أ

. الخضوع في البدن والخشوع في القلب

فعل يرى فاعله والخشوع ليس فالخضوع أما

كذلك .

فيه تكلف ومداراة نتيجة الخضوع قد يكونو

خوف أحيانا ،بينما الخشوع ال يكون إال مع خوف

ذلك يضاف له وال يكون تكلفا وب الخاشع المخشوع

لى القلب يقال :خشع قلبه وال يقال: خضع قلبه . إ

ـ السخاء والجود والكرم : 6

أ ـ السخاء : أن يلين اإلنسان للسائل عند السؤال

،وهو مأخوذ من قولهم : سخوت النار إذا ألينتها

؛بمعنى: عند اجتماع الجمر والرماد تفرجه يمينا

هذا المعنى وشماال وتضع حطبا ،لتسخو النار وب

(31يكون في السخاء عطاء )

ب ـ الجود ـ كثرة العطاء من غير سؤال ، من قولهم

ذا أنزلت مطرا غزيرا،وهللا تعالى : جادت السماء إ

جواد،لكثرة عطائه فيما تقتضيه الحكمة، ويقال:

مر في إعطاء الخير الذي أجاد في أمره: إذا أحكم األ

الجود سعة العطاء في وفي العموم أن (39جاد به )

ن المفقود عزيزا ، ى في الدموع إذا كاشيء ،حت كل

( 01) في رثاء أخيها صخر قالت الخنساء

وال تجمدا اأعيني جود

أال تبكيان لصخر الندى

إعطاء الشيء عن طيب نفس قليال كان ج ـ الكرم ـ

فيقال هلل تعالى : كريم وجوه عدة أو كثيرا ،وله

وهي صفة من صفاته قال تعالى: }ما غرك بربك

ويقال: رزق كريم إذا لم يكن فيه ( 00الكريم{)

امتهان ، والكريم : الحسن في قوله تعالى : }وقل

أي حسنا ، ويكون بمعنى ( 02لهما قوال كريما{ )

الفضل في قوله تعالى : }إن أكرمكم عند هللا

في هو السيد:أي أفضلكم ،والكريم ( 03اكم{ )أتق

(،قال ملسو هيلع هللا ىلص ))إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه (قومه

من خالل المعاني التي أي سيد قوم . ( 00)

وردت عن كل لفظ يتضح أن األلفاظ ذات دالالت

بالتمعن في لكن ،قريبة من بعضها في المفهوم العام

منها : أن السخاء مرتبط باللين ، روقا المعاني نجد ف

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------محمد جمعة محمد الشامي

---------------( 2102األول ) دلمجلد الحادي عشر العدمجلة جامعة سبها )العلوم اإلنسانية (ا ---------------------------------21

والجود بكثرة العطاء ، والكرم داللته ترتبط بالسياق

.(05) الذي فيه اللفظ

الجمال ـ1

طالقة اء،الوسامة،القسامة،الصباحة،البه،الحسن،

: والمالحة الوجه

ينبئ بعضها على توافق في خلق هذه ألفاظ

ين أن اإلنسان فأتصف بها، والبعض اآلخر يب

ظهر على تفيه راحة نفسية اإلنسان له شعور داخلي

الذي خلقك فسواك مالمح وجهه قال تعالى: }

(06){ في أي صورة ما شاء ركبك لكفعد

تتضح فيها شيء من الترادف ، ومعانيها عند العامة

في اآلتي :

في األحوال هو ما يشتهر به اإلنسانأ ـ الجمال :

فيقال: وجه لحسن ،يستعمل في موضع االظاهرة و

، وأصله من العظم ،جميل كما يقال وجه حسن

وبذلك سمي الجمل جمال لعظم خلقته ، والجمال

} ولكم فيها جمال مصدر للفعل جمل قال تعالى:

أي بهاء ( 01)حين تريحون وحين تسرحون{

. (01)وحسن

ب ـ الحسن : األصل يكون في الصورة ، لكنه

لق على كل مبهج مرغوب فيه ،ومن ذلك يط

الحسنيان: الظفر والشهادة في سبيل هللا قال تعالى:

( 09)قل هل تربصون بنا إال إحدى الحسنيين{ }

ويستعمل الحسن في األفعال واألخالق ، وهو على

وجهين :حسن في التدبير وهذا من صفة األفعال

،وحسن في الجملة والتفصيل ،وهو في الصورة

لتي خلق هللا عليها اإلنسان ، وهناك حسن في ا

: زينته الصوت ،ويقال حسنت الشيء تحسينا

قال تعالى: }وقد أحسن بي ( 51) وأحسنت إليه

( أي قد أحسن إلي . 50)إذ أخرجني من السجن{

بالشيء ومحبة قربه ، أصله االستئناسج ـ البهاء :

(البها)لب ،وأما أخذ من الناقة التي تستأنس إلى الحا

:الجمال والمنظر الرائع الذي فيه بهاء بدون همز

وهو جهارة المنظر يقال: رجل بهي إذا كان مجهر

سن ، أما التباهي: المنظر ،وهو مرادف للنبل والح

( .52)فهو التفاخر

هي أثر الحسن والجمال الذي يظهر د ـ الوسامة :

كرار النظر ، على تللناظر ،ويزداد عند التوسم

يقال توسمته :إذا تأملته، والوسامة أبلغ من الحسن ،

، جمل وحسن حسنا وضيئا وسامة : يقال وسم

وأصل الوسامة في اللغة مشتق من )وسماء( ثم

ء( وهو االسم قلبت الواو همزة فأصبحت )أسما

( .53ق على المؤنت )المعروف الذي يطل

مل على تقاسيم الوجه وال حسن يشت ـ القسامة : هـ

تكون إال في الصورة وكأن كل موضع من الوجه

( . 50)أخذ قسما من الجمال

هي اشراقة الوجه وصفاء بشرته الصباحة : و ـ

،مأخوذ من الصبح ،ويقال للصبح صبح لبريقه

( . 55)،وصبح الوجه: جمل وأشرق

انحالله وتهلله واستبشاره طالقة الوجه : ز ـ

انشراحه ،وأصل الطالقة : السهولة واالنحالل ، و

وكل شيء تطلقه من حبس وتحله من وثاق

ينصرف كيف شاء ، ومن ذلك جاء الطالق : وهو

نعقد بين الزوجين بألفاظ رفع قيد النكاح الم

مخصوصة ، ومن ذلك طلق يده بالخير: بسطها

( .56)للجود والبذل والسخاء .

الشيء مالحة :بهج وحسن ح ـ المالحة : يقال ملح

منظره ،وهي وصف يكون الموصوف بها حلوا

مقبول الجملة وإن لم يكن حسنا ، يقال : المالحة في

الفم،والحالوة في العينين،والجمال في

( .51)األنف،والظرف في اللسان

الفروق الداللية بين األلفاظ السابقةف هكذا

و تقارب في ، وإن كان هناك توافق أواضحة

دالالتها فهذا ناتج من اتصال معانيها بالوجه الذي

هو الموصوف بها .

الوحدانية هلل تعالى في كل وحد :الوحيد واألـ 1

شيء ، لكن الحديث عن هاتين الصيفتين وداللة كل

منهما التي تخص البشر مرتبط ببناء اللفظين ، فلكل

على النحو منهما بناء مستقل ، ومعنى مستقل

:التالي

، (51) المنفرد بنفسه في أشياء كثيرةأ ـ الوحيد :

وأصل هذه الصفة إحدى صيغ المبالغة على وزن )

فعيل ( ، وداللة صيغ المبالغة تعني تكرار الفعل

. ( 59)ممن اتصف به أكثر من مرة

الوحيد : هو من كان فوق أقرانهف وعلى هذا

به ، من كرم وخلق وفكر وتدبير في ما يتصفون

وغير ذلك ، نتيجة تكراره لتلك الصفات أكثر منهم

هو من فارق غيره في شيء من ب ـ األوحــد :

األشياء ، يقال : فالن أوحد دهره في العلم ، والكرم

تعني ( وبهذا المعنى ،61)،والشجاعة وغير ذلك

، وهذه الصفة على هذه الصفة التفرد بشيء ما

وزن )أفعل( تستخدم للتفضيل بين شيئين زاد

أكان أمرا حميدا أم ، سواءأحدهما على اآلخــر

(62)ومن ذلك قول الشاعر : (60)ذميما

من ركب المطايا خير ألستم

وأندى العالمين بطون راح

والكرم ، فقد وصف الشاعر قوم ممدوحه بالفروسية

وفضلهم على غيرهم عن طريق صيغة )أفعل(

، لكن نالحظ صيغة )خير( بقوله :)خير( و)أندى(

حذف منها األلف لكثرة االستعمال ، فاألصل

)أخير( .

ـ االختصار واإليجاز : 9

أ : االختصار : هو ترك ماال فائدة منه في الكالم

المؤلف من غير إخالل بمعانيه،ولهذا

ن:اختصر فالن كتاب كذا،إذا ترك األلفاظ يقولو

وأدى المعاني في أقل مما أداها مؤلفه الزائدة فيه

وبهذا المعنى يكون االختصار ( 63)

في كالم قد سبق حدوثه وتأليفه ، وهو أحد مقاصد

التأليف ، أو الغاية من البحث التي ذكرها بعض

الـــفروق الداللية بين أأللفاظ المترادفة------------------------------------------------------------------------------------------------------

20--------------------( 2102) األول دالحادي عشر العدالمجلد مجلة جامعة سبها )العلوم اإلنسانية ( ---------------------------------

ق ، أو العلماء وهي : اختراع معدوم ، أو جمع مفتر

أو تهذيب مطول تفصيل مجمل ،تكميل ناقص ، أو

ـ وهو االختصار ـ

، أو تعيين مبهم ، أو تبيين خطأ أو ترتيب مخلوط

(60. )

ب ـ اإليجاز : هو أن يبنى الكالم على قلة اللفظ

وكثرة المعاني ، يقال : أوجز في كالمــه ؛ إذا

( وبهذا يكون65)جعلــه مختصرا دون إطالة

من خالل داللة كل لفظ اإليجاز قصرا مع بالغــة .

دف أتضح الفرق بين اللفظين ، وإن كان هناك ترا

همـا . بينهما فهو ناتج من تقارب معنا

:والخطيئة ,والوزر,والذنب,والجرم,اإلثم ـ 01

هذه ألفاظ تشترك في معناها العام في شيء

لفظ نجد يخالف الشريعة ، لكن بالتمعن في داللة كل

بينها . الداللية بعض الفروق

وأن يعمل أ ـ اإلثــم:هو الذنب الذي يستحق العقوبة،

ويقال عنه : التقصير ، (66ال يحل له )اإلنسان ما

لذهاب ولذلك سمي الخمر إثما ألنه يقصر بشاربه

( ويكون بالفعل أو اللسان ،جاء في الحديث 61)عقله

عه سلم من اآلثام ( والشبذع شبذ : )من عض على

.( 61)هو اللسان

والتعدي على الغير قال الذنبم :ــر ب ـ الج

يجرمنكم شنآن قوم على أن ال تعدلوا هو }التعالى:

بمعنى : ال يحملنكم ( 69)أقرب إلى التقوى {

بغض قوم على االعتداء عليهم ، ومنه أخذت

قانون ، ومن الجريمة :وهي كل أمر يعاقب عليه ال

. ( 11)ذلك أيضا المجرم :وهو الجاني والمذنب

وهو مرادف لإلثم هو القبيح من الفعل ،ج ـ الذنب:

ي تكون وبهذه المعان( 10)والجرم والمعصية

ارتكاب شيء غير مشروع الداللة اللغوية للذنب:

عالى في مناجاة موسى عليه وأما قوله ت

( 12){ ن يقتلون فأخاف أ:}ولهم علي ذنب السالم

عنى بالذنب : قتل الرجل الذي وكزه موسى فقضى

عليه .

هو ما يرتكبه اإلنسان وفيه مخالفة د ـ الوزر :

}ووضعنا ومنه قوله تعالى:، وأصله الثقل ، للشرع

أي خففنا (13)عنك وزرك الذي أنقض ظهرك{

عنك حملك الثقيل )أعباء النبوة والرسالة(

( أي 10)حرب أوزارها { وقوله}حتى تضع ال

(15) فلم يبق قتالانقضى أمرها وخفت أثقالها

اشتق الوزيــر:وهو الذي يحمل ثقل ومن الوزر

( . 16قسـم من الدولة،ويعين برأيه فيـه )

هـ ـ الخطيئة : من الخطأ وهو :الذنب قال تعالى

على لسان أخوة يوسف :

كنا خاطئين { } قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا

فالن : أذنب عمدا أو سهوا ، ألن ويقال أخطأ( 11)

( قل صلى هللا 11)الخطيئة قد تكون بدون تعمد

. عليه وسلم : ) رفع عن أمتي الخطأ والنسيان (

ويقال خطئ : إذا تعمد الخطأ ،فهـو خاطئ ،

ففعل غير وأخطأ ، إذا لم يتعمد ، أي أراد شيئا

. و مخطئالصواب ، فه

اآلل والعتـــرة : ـ 00

أ ـ اآلل : هم العيال واألهل واألتباع واألنصار ،

: على دمحم وعلى آل دمحم اللهم صل فعند قولنا :

يدخل في الصالة كل من أتبع النبي صلى هللا عليه

( 19)وسلم قرابة كانوا أو غير قرابة

قال إلة الرجل ،ي الرجوع األيل وهوواآلل : من

:الذين يئل إليهم،وهم أهله ،

، وهم إلتي : الذين رجعت إليهم ، وهؤالء إلتك

ويقال : أهلي ببلد كذا ، وأنا أزور أهلي ، وأنا كريم

( . 11) األهل : كل ذلك دليل على أن أآلل هم أألهل

: هم نسل الرجل ورهطه وعشيرته ب ـ العتـــرة

صل في العترة : أصل الشجرة األقربون ، و األ

الباقي بعد قطعها ،وأستعير اللفظ لمن تبقى من

األهل فيقال عترة الرسول صلى هللا عليه وسلم :

( . 10)لمن تبقى من أهل بيته

ـ السب والشتم : 02

أ ـ الســب : هو اإلطناب في الشتم واإلطالة فيه ،

بذلك يقال سبيب الفرس : شـعر ذنبـه ، سمي

لطــوله ، والسب مرادف للشتم ،ونهى عنه جاء في

؛ الحديث : من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه

قيل وكيف يسب والديه؟ قال : يسب أبا الرجل

( .12) فيسب أباه ،ويسب أمــه فيسب أمـه

هو قبيح الكالم بدون قذف ، ويكون ب ـ الشتم :

امة ، وهي : تقبيح الوجه ، بالقول ، مشتق من الشت

يقال رجل شتيم : قبيح الوجه ، وسمي األسد شتيما

( . 13)لقبح منظره

الولد واالبن : - 03

يقع على الواحد والجمع ، وقد يجمع أ ـ الولــد :

فيقال أوالد، وولدة ، ويطلق الولد أحيانا على الرهط

: ، قال تعالى (10)في معنى توالدوا ؛ أي كثروا

من لم يزده }قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا

( . 15)ماله وولده إال خسارا{

معان كثيرة منها على (ولدمادة ) من وتشتق

سبيل المثال : مولد الرجل :وقت والدته، ومولده

:الموضع الذي ولد فيه ، وميالد الرجل : اسم الوقت

أي جفاء وقلة ورجل فيه ولودية الذي ولد فيه ،

.رفق

والمولدة : القابلة ، ورجل مولد : إذا كان عربيا

غير محض ، والمولد من الكالم : إذا استحدث ولم

يكن من كالم العرب ، والوليد : الخادم الشاب ،

يسمى وليدا من حين يولد إلى أن يبلغ ، قال تعالى :

ا من عمرك قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فين}

( وخادم أهل الجنة وليد أبدا ال يتغير 16)سنين{

عن سنه قال تعالى : }يطوف عليهم ولدان

. ( 11)مخلدون{

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------محمد جمعة محمد الشامي

---------------( 2102األول ) دلمجلد الحادي عشر العدمجلة جامعة سبها )العلوم اإلنسانية (ا ---------------------------------22

ب ـ االبن : هو لفظ يطلق على الذكر دون األنثى ،

ويفيد االختصاص ومداومة الصحبة ، يقال ابن

فالن : يعني أنه منسوب إليه ، وعلى ذلك جاء بنو

هم منسوبون إليه ،وكذلك بنو إسرائيل ، آدم ألن

ويقال ابن الفالة : لمن يداوم سلوك الصحراء .

واالبن في كل شيء صغير ؛ يقول الشيخ للشاب

ويقال : يا بني ، ويسمي الحاكم رعيته : األبناء ،

لطالبي العلم : أبناء العلم ، والمعلمين يسمون

ي الرجل بابي فالن ، ولهذا كن المتعلمين : أبناءهم ،

. ( 11)وإن لم يكن له ولد ، من قبل التعظيم

وأما عن بنائه الصرفي قيل : األصل بني ومفرده

))هو مشتق بدليل اشتقاقه يقال:فالمحذوف )ياء( ,ابن

وجاء في الصحاح :( 19)من بناه أبوه يبنيه((

))واالبن أصله بنو فالذاهب منه الواو كالذاهب من

لرأيين ( وقد وفق ابن منظور بين ا91)أب، وأخ((

والتثنية فتيان ، فابن حيث قال : ))يقولون الفتوة

يجوز أن يكون المحذوف منه الواو أو الياء ،وهما

( . 90)ندان متساويان((

الخاتمـــة

، أن هناك فروقا داللية بين نستخلص مما سبق

رغم تشابه اللفظين أو ف األلفاظ التي تبدو مترادفة

من الناس أن ة أو األربعة ، والتي يعتبر كثيرالثالث

، ومرجع ذلك نجد فروقا داللية بينها معناها واحد

للمادة اللغوية المشتق منها كل لفظ ،

مادة )قسم( المشتق منهما الرزق فمادة)رزق(غير

)حمد( غير مادة )شكر( المشتق والقسم ،ومادة

تشابه كثير من وهكذا ، فرغم ر،الشكمنهما الحمد و

األلفاظ ، ورؤية العامة من الناس أن دالالتها واحدة

،وال ، فلكل لفظ داللته ومعناه ،يظهر غير ذلك

إنكارنا للترادف ، فالترادف موجود ، له يعني هذا

. أسبابه كما بينا في بداية البحث

الهوامش :

يوطي ، ت دمحم جاد : المزهر في علوم اللغة للس 0

المولى ، ودمحم أبو الفضل إبراهيم ، وعلي دمحم

0/012م 0911البجاوي، المكتبة العصرية ،لبنان

الدراسات اللغوية عند العرب ،دمحم حسين آل و

000م 0911ياسين ،دار مكتبة الحياة لبنان ،

ـ لسان العرب ،أبو الفضل جمال الدين بن دمحم بن 2

. مادة )ردف( ، منظور، دار الجيل لبنانمكرم بن

( .9سورة األنفال آية ) ـ 3

ـ الترادف في اللغة،حاكم مالك لبيبي،منشورات 0

،و 30، 0911وزارة الثقافة واإلعالم العراقية،

و دراسات في فقه 013/ 0المزهر ،مرجع سابق

اللغة ، صبحي الصالح ، دار العلم للماليين لبنان

الداللة، أحمد مختار عمر ، مكتبة دار ،وعلم 296

وابن قتيبة اللغوي 205، 0912العروبة ، الكويت

،منهجه وأثره في الدراسات اللغوية ، عبد الجليل

. 263، جامعة سبها . م 0911 مغتاظ التميمي ،

. 0/015ـ المزهر ،مرجع سابق 5

في اللهجات العربية ،إبراهيم أنيس ينظر: ـ 6ـ 6

010، 011 م 0913،األنجلو المصرية ، القاهرة

ـ الفروق في اللغة ، أبو هالل العسكري ، تحقيق 1.

لجنة إحياء التراث العربي ،دار اآلفاق الجديدة ،

. 05م 0910لبنان ،

بادي ، تحقيق اـ المثلث المختلف المعنى ، للفيروز 1

ها ، ، عبد الجليل التميمي ، منشورات جامعة سب

، حيث أعد الكتاب كله لمثل هذه األلفاظ .م 0911

. 39,01مرجع سابق ,ينظر الفروق في اللغة ـ 9

تفسير وبيان القرآن الكريم ،إعداد دمحم حسن ـ 01

.مادة ) شكر (,بيروت-دار الرشيد ،دمشق,الحمصي

. 01ـ سورة التغابن آية 00

. 31سورة فاطر آية ـ 02

دمحم بن يعقوب الفيروزابادي ,اموس المحيطـ الق 03

،عالم الكتب،بيروت لبنان مادة )حمد( و الفروق في

. 01اللغة ، مرجع سابق

ـ المرجع السابق والصفحة نفسها . 00

،ولسان العرب ، 059الفروق في اللغة ، -05

والقاموس المحيط ، مادة )قسم ( .

. 0ـ سورة الذاريات اآلية 06

بن كثير القرشي،دار إسماعيل ،سير ابن كثيرتف-01

. 6/000م 0913، 0األندلس بيروت لبنان ،ط

ولسان 061ـ الفروق في اللغة ،مرجع سابق ، 01

العرب مادة ) حظظ ( .

. 30، 33سورة فصلت ، اآليتان ـ 09

. 011/ 6ـ تفسير ابن كثير ، مرجع سابق 21

. 060سابق ، ـ الفروق في اللغة ، مرجع 20

ـ لسان العرب مادة )رزق ( . 22

. 29سورة البقرة ، اآلية ـ 23

. 3ـ سورة البقرة ، اآلية 20

، ولسان العرب ، 059ـ الفروق في اللغة ، 25

مادة )رزق ( .

. 063الفروق في اللغة ، ـ 26

. 0ـ سورة النساء ، اآلية 21

هر ( .لسان العرب ، مادة )مـ 21

ـ لسان العرب ، مادة ) مهر ( . 29

محيط ،ولسان العرب مادة ) سوس ـ القاموس ال 31

. 01والفروق في اللغة ،(

20وسورة دمحم اآلية 12سورة النساء ، اآلية ـ 30

.

لسان العرب ، مادة )دبر ( .ـ 32

. 0سورة الشعراء ، اآلية ـ 33

، ولسان العرب ، 203ـ الفروق في اللغة ، 30

مادة ) خضع ( .

. 03ـ سورة القلم ، اآلية 35

. 011ـ سورة طــه اآلية 36

. 231ـ الفروق في اللغة ، 31

ـ لسان العرب ، مادة )سخــا ( ، والفروق في 31

. 061اللغة

الـــفروق الداللية بين أأللفاظ المترادفة------------------------------------------------------------------------------------------------------

23--------------------( 2102) األول دالحادي عشر العدالمجلد مجلة جامعة سبها )العلوم اإلنسانية ( ---------------------------------

ـ القاموس المحيط ، مادة )جيــد ( ، والفروق 39

. 061في اللغة ،

دار األندلس للطباعة والنشر يوان الخنساء ،دـ 01

. 30 والتوزيع ، بيروت لبنان

. 6سورة االنفطار اآلية ـ 00

. 23ـ سورة اإلسراء ، اآلية 02

. 03سورة الحجرات ، اآلية ـ 03

ـ سنن ابن ماجه ،تعليق دمحم فؤاد عبد الباقي 00

بابي ،دار إحياء الكتب العربية ،مكتبة عيسى ال

2/0223، 09الحلبي وشركاه ،، كتاب األدب

، ولسان العرب ، 061الفروق في اللغة ، ـ 05

مادة ) كرم (

. 1، 1سورة االنفطار اآليتان ـ 06

. 6ـ سورة النحل ، اآلية 01

، ولسان العرب ، 251الفروق في اللغة ، ـ 01

. مادة ) جمل (

52ية ـ سورة التوبة ، اآل 09

، ولسان العرب ، 256الفروق في اللغة ، ـ 51

.مادة ) حسن (

. 011ـ سورة يوسف اآلية 50

و ، ولسان العرب / 251الفروق في اللغة ، ـ 52

، 2مجمع اللغة العربية ، ط المعجم الوسيط ،

. مادة ) بـهأ ( ،0912

لسان العرب ، ،و 256الفروق في اللغة ـ 53

الوسيط ، مادة )وســم ( . والمعجم

لسان العرب ، ،و 256الفروق في اللغة ـ 50

مــادة ) قسـم ( .

و المعجم الوسـيط ، 251ـ الفروق في اللغة 55

. مادة )صــبح (

،و لسان العرب ، 259الفروق في اللغة ـ 56

والمعجم الوسيط ، مادة ) طـلـق ( .

، والمعجم الوسـيط ، 251 ـ الفروق في اللغة 51

مادة ) مـلـح ( .

ـ المعجم الوســيط ، مادة )وحد( . 51

شرح الرضي على الكافية ، تصحيح ، يوسف ـ 59

حسن عمــر ، ط جامعة قار يونس ، بنغازى

3/021 .

. 033ـ الفروق في اللغة ، 61

. 3/006ـ شرح الرضي على الكافية ، 60

جرير ، ـ ديوان 62

. 30ـ الفروق في اللغة ، 63

ن ـلمحمد جمال الديـ ينظر قواعــد التـحديث، 60

2اء الكتب العربية القاهرة ،ط ـدار إحي ، مي اسـالق

،31 .

. 30ـ الفروق في اللغة ، 65

القاموس المحيط ، و المعجم الوسيط ، مادة ـ 66

)أثم( .

. 221ـ الفروق في اللغة ، 61

ـ لسان العرب ، مادة )أثم( . 61

. 1ـ سورة المائدة ، اآلية 69

ـ المعجم الوسيط ، مادة )جرم( . 11

ـ لسان العرب ،مادة )ذنب( . 10

. 00ـ سورة الشعراء ، اآلية 12

. 2سورة الشرح ، اآلية ـ 13

. 0ـ سورة دمحم ، اآلية 10

. 015، 011ق ، ـ تفسير وبيان ، مرجع ساب 15

ـ المعجم الوسيط ، مادة )وزر( . 16

. 91ـ سورة يوسف ، اآلية 11

. 211ـ الفروق في اللغة ، 11

. 216الفروق في اللغة ، ـ 19

ـ اللسان ، مادة )أول ( 11

، العرب لسان ، و 216في اللغة ، ـ الفروق 10

مادة )عتــر( .

ولسان العرب ، مادة 03الفروق في اللغة ، ـ 12

)سبب( .

، ولسان العرب ، مادة 03ـ الفروق في اللغة ، 13

)شتم( .

. 215الفروق في اللغة ، ـ 10

. 20، آية ـ سورة نوح 15

. 16ـ سورة الشعراء ، آية 16

. 01سورة الواقعة ، آية 11

لسان العرب ، مادة )ابن( .ـ 11

ت زهير ألبي جعفر النحاس ، إعراب القرآن ـ 19

غازي زاهد ، عالم الكتب ، مكتبة النهضة العربية ،

. 0/313بيروت لبنان ،

ـ الصحاح )تاج اللغة وصحاح العربية ( ، 91

مد عبد الغفور ، ط دار الكتاب حالجوهري ، ت أ

العربي ، القاهرة ، مادة )ابن( .

لسان العرب ، مادة )ابن( . ـ 90

المصادر والمراجع

ـ القرآن الكريم مصحف الجماهيرية ، رواية 0

قالون .

ـ إعراب القرآن ألبي جعفر النحاس ، ت زهير 2

غازي زاهد ، عالم الكتب ، مكتبة النهضة العربية ،

بيروت لبنان .

ـ ابن قتيبة اللغوي ،منهجه وأثره في الدراسات 3

جليل مغتاظ التميمي ، جامعة ســبـها اللغوية ، عبد ال

م . 0911،

ـ الترادف في اللغة،حاكم مالك لبيبي،منشورات 0

. 0911وزارة الثقافة واإلعالم العراقية،

ـ تفسير ابن كثير،إسماعيل بن كثير القرشي،دار 5

م 0913، 0األندلس بيروت لبنان ،ط

ـ تفسير وبيان القرآن الكريم ،إعداد دمحم حسن 6

الحمصي ، دار الرشيد ،دمشق ـ بيروت

ـ دراسات في فقه اللغة ، صبحي الصالح ، دار 1

العلم للماليين ، لبنان .

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------محمد جمعة محمد الشامي

---------------( 2102األول ) دلمجلد الحادي عشر العدمجلة جامعة سبها )العلوم اإلنسانية (ا ---------------------------------20

ـ ديوان الخنسـاء ، دار األندلس للطباعة والنشر 1

والتوزيع ، بيروت لبنان .

ـديوان جرير،شرح دمحم حبيب،ت ،د نعمان دمحم 9

. 0طه ،دار المعارف ،مصر،مجلد

ـ سنن ابن ماجه ،تعليق دمحم فؤاد عبد الباقي 01

،دار إحياء الكتب العربية ،مكتبة عيسى البابي

. 2/0223، 09الحلبي وشركاه ،، كتاب األدب

ـ شرح الرضي على الكافية ، تصحيح ، يوسف 00

حسن عمــر ، ط جامعة قار يونس ، بنغازى

ة دار ـ علم الداللة، أحمد مختار عمر ، مكتب 02

. 0912العروبة ، الكويت

ـ الصحاح )تاج اللغة وصحاح العربية ( ، 03

الجوهري ، ت أحمد عبد الغفور ، ط دار الكتاب

العربي ، القاهرة .

ـ الفروق في اللغة ، أبو هالل العسكري ، 00

تحقيق لجنة إحياء التراث العربي ،دار اآلفاق

م . 0910الجديدة ، لبنان ،

ي اللهجات العربية ،إبراهيم أنيس ،األنجلو ـ ف 05

م . 0913المصرية ، القاهرة

ـ القاموس المحيط ، دمحم بن يعقوب 06

الفيروزابادي ،عالم الكتب،بيروت لبنان .

ـ ينظر قواعــد التـحديث،لمحمد جمال الديـن 01

2القـاسمي،دار إحيـاء الكتب العربية القاهرة،ط

،أبو الفضل جمال الدين بن دمحم ـ لسان العرب 01

بن مكرم بن منظور، دار الجيل لبنان

ـ المثلث المختلف المعنى ، للفيروزابادي ، 09

تحقيق ، عبد الجليل التميمي ، منشورات جامعة

م . 0911سبها ،

ـ المزهر في علوم اللغة للسيوطي ، ت دمحم جاد 21

دمحم المولى ، ودمحم أبو الفضل إبراهيم ، وعلي

م . 0911البجاوي، المكتبة العصرية ،لبنان

، 2ـ المعجم الوسيط ، مجمع اللغة العربية ، ط 20

0912 .