مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع...

138
ﺧﻴﻀﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺎﻣﻌﺔ- ﺑﺴﻜﺮة ﻣﺬآــﺮة اﻻﻗﺘﺼﺎدیﺔ واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺤﻘﻮق ﺑﻜﻠﻴﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺤﻘﻮق ﻗﺴﻢ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﺮع اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﺷﻬﺎدة ﻟﻨﻴﻞ ﻃﺮف ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻟﺐ: ﺡﻤﺰة ﺧﻀﺮي اﻟﻤﻮﺽﻮع: ﺑﺘﺎرﻳﺦ: ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻜﻮﻧﺔ اﻟﻠﺠﻨﺔ أﻣﺎم: 1 - اﻟﺪآﺘـــــــــﻮر: ﺑــﻠـﻌـــﻴﺪ ﻣﻮیﺴﻲ ر ﺋــــــــــــﻴﺴﺎ2 - اﻟﺪآﺘﻮر اﻷﺱﺘﺎذ: ﺡـﻠﻴـﻠﻮ ﺑﻦ ﻓﻴﺼﻞ وﻣﻘﺮرا ﻣﺸﺮﻓﺎ3 - اﻟﺪآﺘـــــــــــﻮر: ﺱﺎﻟﻢ ﺑـــﻮﻓـــﻠﻴــﺢ ﻣﻤﺘﺤﻨﺎ ﻋﻀﻮا4 - اﻟﺪآﺘـــــــــــﻮر: اﻟــــﺰیــﻦ ﻋــﺰري ﻣﻤﺘﺤﻨﺎ ﻋﻀﻮا اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ اﻟﺴﻨﺔ: 2004 - 2005

Upload: redo-tip

Post on 04-Dec-2015

319 views

Category:

Documents


10 download

DESCRIPTION

منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

TRANSCRIPT

Page 1: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

– بسكرة -جامعة محمد خيضر

مذآــرة

مقدمة بكلية الحقوق والعلوم االقتصادیة قسم الحقوق

فرع القانون العام لنيل شهادة الماجستير

من طرف

خضري حمزة: الطالب

:الموضوع

:بتاريخ :أمام اللجنة المتكونة من

ئــــــــــــيسار مویسي بــلـعـــيد: الدآتـــــــــور -1 مشرفا ومقررا فيصل بن حـليـلو: األستاذ الدآتور -2 عضوا ممتحنا بـــوفـــليــح سالم: الدآتـــــــــــور -3 عضوا ممتحنا عــزري الــــزیــن: الدآتـــــــــــور -4

2005 -2004: السنة الجامعية

Page 2: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري
Page 3: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

تشكرات

أن أشكر يل ولوالديك «: ليس أحق يف هذا املقام بالشكر من اهللا والوالدين مصداق لقوله تعاىل »وإيل املصري

:فنقول محـدا يترجم ما جييش خبافقي ملء الفؤاد أٌول محدا خالقي

وملا أستوى قلمي وأرسل ناطقي لواله ما خطت مييين صفحة

مـا أنشقى أو أتـى من غاسق فله احملامد كلها عـد احلصى

نرفع أمسى آيات الشكر واإلمتنان

إىل من يعود له الفضل يف إجناز هذا البحث

أستاذنا أكرم به من حاذق إىل الذي أسدى اجلميل تفضال

.حىت استقامت بعد ذلك أوراقي من كان أشرف ناصح وموجه

حليلو فيصلبن : األستاذ الفاضل

.كما نتقدم بالشكر إىل كل أساتذة قسم احلقوق جامعة حممد خيضربسكرة

خضري عبد , العايب فاتح, العايب نور الدين:نتقدم بالشكر اخلالص واإلمتنان العميق إىل السادة

وإىل كل الزمالء يف الدفعة , الذين سامهوا يف والدة هذا البحث, خضري بدر الدين, الكرمي

.سم املاجستريالثانية بق

. إىل كل من ساعدنا ولو بكلمة أو دعاء خفي

خضري حمزة

Page 4: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

..........إليكما أŸ وأمي

خضري محزة

Page 5: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

مقدمـة

-1-

:مقدمة كونه يحتـوي ، في القانون اإلداري ىأهمية كبر ب قانون الصفقات العمومية حضىي

أن الصفقة العمومية تتضمن حيثعلى أحكام قانونية مميزة على أحكام القانون الخاص ، غير مألوفة في العقود اإلدارية المبرمة بين األشخاص العاديين وفق أحكام القانون اأحكام

تيازات الممنوحة للسلطة اإلدارية في مواجهة الطرف المتعاقـد كامتيـاز اإلمك ،الخاص التدخل لإلشراف على تنفيذ الصفقة وسلطة الفسخ بإرادتها المنفردة ، كمـا أنهـا تتمتـع

بحيث أنهـا ال تتفـاوض وفـق ،بسلطات غير عادية في عملية إختيار المتعامل المتعاقد إنما تفرض شروطها التعاقديـة .>> يعة المتعاقدين العقد شر << القاعدة المدنية المعروفة

كما أن .مسبقا حينما تعرض دفتر األعباء على المتعاقدين الذين يرغبون في التعاقد معها إذ أنها تتعلق ؛لموضوع الصفقات العمومية أهمية معتبرة تكمن في ارتباطها بالمرفق العام

الدولة ، الوالية ، البلديـة ، المؤسـسات << بمجموع العقود التي تبرمها المرافق العامة >> العمومية ذات الصبغة اإلدارية ، المؤسسات العمومية اإلقتصادية الصناعية والتجارية

.في إطار قانون الصفقات العمومية على هذا - بصفة عامة-إذا كان موضوع قانون الصفقات العمومية: أهمية الموضوع -

وذلك العتبارات أساسية منازعات الصفقات العمومية هو يه أهم مافالقدر من األهمية فإن : أهمها

ترتبط منازعات الصفقات العمومية مباشرة بالمنازعات التي يكون أحد أطرافهـا -قانون الصفقات العموميـة ، و ىلااإلدارة ممثلة في الهيئات التي تخضع في إبرام عقودها

كونه يتعلق بالمرفق العـام ،بالدرجة األولى أن الموضوع يستمد أهميته بعليه أمكن القول الذي يعتبر أهم ركائز القانون اإلداري ، ونقطة البداية التي ظهر علـى إثرهـا القـضاء

يكاد يجمـع علـى أن أول حكـم فالفقه ،اإلداري أو ما يسمى عندنا بالمنازعات اإلدارية النزاع إلى مجلـس الذي أحال بالنكوقضائي أسس البتكار قضاء إداري مستقل هو حكم .م ا عالدولة الفرنسي على أساس أن أحد أطرافه مرفق

فهي ،تكمن أهمية منازعات الصفقات العمومية في إرتباطها المباشر بالمال العام- ممول عن عقد نفيد نزاع بين المتعامل المتعاقد و المصلحة المتعاقدة على إبرام أو تبهدا

البحث عن اآلليات القانونية والقضائية لذلك و جب،)لعام المال ا( طريق ميزانية الدولة

Page 6: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

مقدمـة

-2-

و المحافظة على المال العام ،التي تؤدي إلى حل النزاع بين الطرفين بالدرجة األولى .بدرجة أخرى

ن الغاية المرجوة ألخاصة ، ترتبط منازعات الصفقات العمومية بفكرة المصلحة العامة -نسبة لإلدارة هي تحقيق النفع العام ، لذلك فإن أي نزاع من إبرام الصفقات العمومية بال

أن الطريقة التي أبرمت يكمن فيالصفقة معنيةبر بين المتعامل المتعاقد و بين اإلدارة الايث كان داإف .بها الصفقة العمومية أو الكيفية التي نفذت بها ال تحقق المصلحة العامة

في نهاية األمر يقوم بالتعاقد مع اإلدارة فهو المتعامل المتعاقد يسعى إلى تحقيق الربح .لتنفيذ صفقات عمومية تحقق النفع العام للمواطنين

البحث العلمي أن األسباب التي تدفع الباحث إلى ي فف عليهراعتالم: أسباب الدراسة إختيار موضوع معين متنوعة بين ذاتية و أخرى موضوعية ، بل أن هناك جوانب

فإن تناول موضوع منازعات الصفقات العمومية وعليه ،ي عملية اإلختيارمختلفة تتحكم ف : بأسباعدة جاء ل

تتمثل في الرغبة النفسية الملحة في تناول الموضوع الذي يعتبر األكثر ة أسباب ذاتي-تعقيدا في الصفقات العمومية ، وتعود هذه الرغبة إلى اإلحتكاك المباشر بمنازعات

.في أكثر من مناسبة الصفقات العمومية أسباب موضوعية تتمثل في فقر المكتبة الجزائرية ألبحاث متخصصة في هذا المجال إذ-

أي عمل أكاديمي متخصص في منازعات تخلومن -إلى غاية كتابة هذا البحث- تكادالصفقات العمومية بناءا على أحكام التشريع الجزائري ، ذلك ألن معظم األبحاث السابقة

الموضوع كانت في شكل هوامش و فروع في إطار المؤلفات العامة للقانون في هذا تخلو من بحث متخصص د تكااللتيالكتابات العربية الى عدىدلكاإلداري ، بل أن األمر يت

في منازعات الصفقات العمومية على اعتبار الكتابة في هذا الموضوع بالنسبة للدول .د اإلدارية بصفة عامة العربية تندرج ضمن التطرق إلى العقو

كما أن هناك مجموعة من المستجدات القانونية ظهرت في السنوات األخيرة تتعلق خاصة باآلثار المترتبة على اتفاق الشراكة الموقع مع اإلتحاد األوروبي و المفاوضات بشأن اإلنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة خاصة في محاولة الدول الغربية فرض شروط

على العقود التي ةترتبالم تتتعلق بمسألة إستبعاد تطبيق القانون الوطني على المنازعا

Page 7: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

مقدمـة

-3-

لذلك وجب البحث في موضوع منازعات الصفقات ،تبرمها الدولة مع الدول المستثمرة .العمومية في ظل هذه المستجدات

علقة القانونية المت تبيان القواعدالى هذه الدراسةرميت: أهداف دراسة الموضوع بمنازعات الصفقات العمومية من خالل تحليل النصوص القانونية المتعلقة بها و اكتشاف

و التي عادة ما تؤدي إلى مشاكل عملية كثيرة عند تطبيقها سواء ،الثغرات الموجودة فيها المتعامل المتعاقد ، و يتعلق األمر هنا بالمرسوم الرئاسي مبالنسبة لرجل اإلدارة أ

المؤرخ في 301/03 المعدل بالمرسوم الرئاسي 2002 جويلية 24رخ في المؤ250/02 . من جهة و قانون اإلجراءات المدنية المعدل والمتمم من جهة أخرى 2003 سبتمبر 11

بعض اإلشكاليات التي تطرح تناقضات كبيرة بين بيانكما تهدف هذه الدراسة إلى تد العامة المقررة في قانون اإلجراءات القانون الخاص بالصفقات العمومية وبين القواع

.المدنية و القانون المدني و القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية حيث تم اإلنطالق من مقدمات ،لمنهج اإلستدالليعلى اهذا البحث قام : المنهج المستخدم

ة من أجل م تطبيقها على منازعات الصفقات العمومي،تموجودة في القواعد العامة تتعلق خاصة باإلختصاص ،الوصول إلى تحديد طبيعة هذه المنازعة من جوانب مختلفة

مقارنة فيكما استخدم المنهج المقارن .اتالقضائي ، و قواعد اإلثبات ، و تسوية المنازع و ،بعض المسائل أو العينات بما هو موجود في التشريعات العربية كالتشريع للمصري

ير المشرع إلى اإلجتهادات القضائية الحديثة التي ابتكرها مجلس الدولة ذلك من أجل تنو .ها منإلستفادة ل كالفرنسي و المصري و ذل

الصفقات العمومية من حيث اتما هي طبيعة القواعد القانونية لمنازع: اإلشكالية اإلختصاص القضائي ، و قواعد اإلثبات و تسوية المنازعات ؟

من إختصاص م هي العمومية من إختصاص القضاء العادي أهل منازعات الصفقات - القضاء اإلداري ؟

هل يمكن اللجوء إلى كل قواعد اإلثبات المدنية في منازعات الصفقات العمومية ؟ -هل يمكن اللجوء إلى طرق التسوية الودية كالتحكيم مثال في منازعات الصفقات -

العمومية ؟ تعلق بالتسوية القضائية لمنازعات الصفقات العمومية ؟ ما هي األحكام القانونية التي ت -

Page 8: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

املبحث التمهيدي ماهية الصفقات العمومية

-5-

ǎالتمهيد ƘƟماهية الصفقات العمومية : المب يعتبر تنظيم الصفقات العمومية من أكثر التنظيمات إرتباطـا بـالواقع الـسياسي

، بدليل أنه عرف الكثير من التطورات على حسب التغيرات التي )1(و اإلقتصادي للبالد الذي يحمل 1967ل سنة كانت تعرفها البالد ، حيث صدر أول نص أساسي في هذا المجا

المتضمن قانون الصفقات العمومية ، و قد بـدا 1967جوان 17 المؤرخ في 67/90رقم واضحا أن هذا التشريع مستوحى بصفة كبيـرة مـن التـشريع الفرنـسي مـع بعـض الخصوصيات نتيجة الهيكلة القانونية اإلشتراكية على المستوى اإلقتصادي ، و قد صـدر

و الذي تضمن إعادة هيكلة تنظـيم 1974 جانفي 30 المؤرخ في 74/90بعد ذلك األمر الصفقات العمومية بطريقة ال تختلف كثيرا عن التشريع السابق مع إضافة عقود التجهيـز

.للمؤسسات العمومية دخلت بعدها الصفقات العمومية مرحلة جديدة هي مرحلة قانون صفقات المتعامل

الذي تميز بتحديد 1982 أفريل 10 المؤرخ في 82/145رقم العمومي بصدور المرسوم نطاق تطبيق المرسوم على كل المؤسسات العمومية إدارية و اقتصادية و بمرونة القواعد القانونية التي تتعلق بموضوع الصفقات ، كما أنه أطلق على الصفقات العموميـة تـسمية

.)2(جديدة هي صفقات المتعامل العمومي الكثير من النصوص التنظيمية في مجال الصفقات العموميـة نـذكر صدرت بعده

الذي ألغـي بـدوره بالمرسـوم 1991 نوفمبر 09 المؤرخ في 91/134منها المرسوم المؤرخ في 301/03 المعدل بالمرسوم 2002 جويلية 24 المؤرخ في 250/02الرئاسي

. و هو القانون الساري المفعول 2003 سبتمبر 11لتطرق إلى ماهية الصفقات العمومية من خالل القانون الساري المفعول و ذلك لذلك سيتم ا

:على النحو التالي üوǓب اǂƯمفهوم الصفقات العمومية :الم

إن تحليل مفهوم الصفقات العمومية ال يقتصر على البحث فـي تعريفهـا و إنمـا : سيكون بالتطرق إلى النقاط التالية

تعريف الصفقات العمومية -

.157 ، ص 1992المجلة القضائية عدد خاص بملتقى قضاة الغرفة اإلدارية ، الجزائر ، الديوان الوطني لǖشغال التربوية ، . محمد قبطان ، قانون الصفقات العمومية )1()2( Mohamed Kobtan , Introduction à l’étude du droit des marchés publics .revue du conseil d’état , N°03 -2002

Page 9: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

املبحث التمهيدي ماهية الصفقات العمومية

-6-

طبيعة الصفقات العمومية - مصادر الصفقات العمومية -

üوǓتعريف الصفقات العمومية: الفرع ا الصفقات العمومية وفق المعيار العضوي هي كل العقـود اإلداريـة :المعيار العضوي -1

التي تبرمها اإلدارات العمومية والهيئات الوطنية المستقلة و الواليات والبلديات المؤسسات الطابع اإلداري، وكل الهيئات المنصوص عليهـا فـي قـانون الـصفقات العمومية ذات

ال تطبق أحكام هذا المرسوم إال على الـصفقات محـل مـصاريف اإلدارات <<العموميةالعمومية والهيئات الوطنية المستقلة والواليات والبلديات والمؤسسات العمومية ذات الطابع

ية والمؤسسات العموميـة الخـصوصية ذات اإلداري باإلضافة إلى مراكز البحث والتنم الطابع العلمي والتكنولوجي والمؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري عندما تكلف هذه األخيرة بإنجاز مشاريع اسـتثمارات عموميـة بمـساهمة نهائيـة لميزانيـة

)1(>>…الدولةة هو أن الهيئـات وما يالحظ من خالل دراسة القوانين الخاصة بالصفقات العمومي

التي تخضع في إبرام عقودها إلى قانون الصفقات العمومية عرفت تزايدا بـالنظر إلـى الذي كان يخضع المؤسسات العمومية 17/06/1967 المؤرخ في 67/90مضمون األمر

ذات الطبيعة اإلدارية دون المؤسسات العمومية التجارية والصناعية إلى قانون الـصفقات حيث 10/04/1982 المؤرخ في 82/145ألمر الذي تغير بصدور المرسوم ا )2(العمومية

،ثم عاد المشرع واستبعد )3(وسع مجال تطبيقه إلى عقود المؤسسات اإلقتصادية والصناعية 91/434هذه األخيرة من مجال تطبيق الصفقات العمومية بموجـب أحكـام المرسـوم

من المرسـوم 02ا في نص المادة ليعود من جديد إلى إقحامه 09/11/1991المؤرخ في المتضمن قانون الصفقات العمومية،وهو ما 24/07/2002 المؤرخ في 250/02الرئاسي

مـن القـانون 59يطرح تناقضا بين نص المادة المشار إليه أعاله وبين نـص المـادة التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية الذي ينص على أن عقود المؤسسات العموميـة

.قتصادية والتجارية تخضع ألحكام القانون الخاصاإل

2002 سنة 52 املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية،ج ر رقم 24/07/2002 املؤرخ يف 250/02 من املرسوم الرئاسي 2 املادة )1( 1967 سنة 52،ج ر رقم 17/06/1967 املؤرخ يف 67/90 من األمر 1 املادة )2( 1982 سنة 15، ج ر 10/04/1982 املؤرخ يف 82/145 املرسوم من1 املادة )3(

Page 10: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

املبحث التمهيدي ماهية الصفقات العمومية

-7-

مهما يكن فإن ما يستخلص من تطور قانون الصفقات العمومية في مجال الهيئـات التي تخضع في إبرام عقودها له هو أن المشرع الجزائري كان متذبذبا في مسألة إخضاع

نون الـصفقات أو عدم إخضاع عقود المؤسسات العمومية اإلقتصادية والتجارية إلى قـا العمومية وهو ما أثار مشكلة كبيرة في تحديد اإلختصاص القضائي لمنازعات عقود هـذه

.المؤسسات على أساس موضوع يارا المعذتعرف الصفقات العمومية حسب ه : المعيار الموضوعي -2

إنجـاز األشـغال، : الصفقة حيث تشمل الصفقات العمومية إحدى العمليات اآلتية أو أكثر :)1( اللوازم، تقديم الخدمات، إنجاز الدراساتإقتناء

هي الصفقات التي تتضمن القيام ببناء أو ترميم أو صيانة عقـارات : صفقات األشغال -ألحساب شخص معنوي عام بقصد تحقيق منفعة عامة في نضير مقابل متفق عليـه فـي

: الصفقة، ومن ثم يتبين أن صفقات األشغال يجب أن تنصب على ما يلي تبرم الصفقة لحساب شخص معنوي عام وتطبيقا لذلك ال يشترط أن يكـون العقـار أن-

مملوكا لشخص معنوي عام، فقد يكون مملوكا ألحد األفراد حيث أن المهم أن يكون إنجاز .األشغال العامة لحسابه

أن يكون موضوع األشغال هو عقار بالبناء أو الترميم أو الغرس ويشمل ذلك الطـرق -التشجير وعليه إذا كان العقد منصبا على منقول فال تكون الصفقة صفقة أشغال والجسور و

.إنما صفقة توريد )2(يتعين أن يكون الهدف من إبرام الصفقة تحقيق المنفعة العامة-هي الصفقات التي تبرم بين أشخاص القانون العام وفرد أو شـركة : صفقات التوريد -ب

نقوالت معينة لشخص معنوي تكون الزمة لمرفق عـام يتعهد بمقتضاها المتعاقد بتوريد م في مقابل ثمن معين على فترة أو فترات زمنية محددة، وهي من الصفقات التـي صـدر

منه أن مجلس الدولة كجهة قضاء 13 الذي نص في المادة 11/06/1806بشأنها مرسوم )3(.إداري هو الذي يختص في الفصل في المنازعات المتعلقة بعقود التوريد

ƚ- هي الصفقات التي تبرمها الهيئات المحددة في قـانون الـصفقات : صفقات الدراساتالعمومية مع رجال الفن والتقنيين والمهندسين من أجل القيام بدراسات فنية وتقنية حـول

. ، املرجع السابق250/02 من املرسوم الرئاسي 3 املادة )1( . 538الدار اجلامعية للطباعة والنشر، لبنان، صفحة ). دراسة مقارنة( عبد الغاين بسيوين عبد اهللا، القانون اإلداري )2( . 200 ، اجلزائر، صفحة 2000ديوان املطبوعات اجلامعية، طبعة ). النشاط اإلداري(اري عمار عوابدي، القانون اإلد)3(

Page 11: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

املبحث التمهيدي ماهية الصفقات العمومية

-8-

مشروع معين مثل صفقات إعداد تصاميم المشاريع السكنية التي يقوم بإعدادها المهندسين .يز هذه الصفقات بطريقة الدعوة إلى المنافسة إليها والتي تسمى المسابقةالمعماريين، وتتم

مكن اإلعتماد على معيار القيمـة الماليـة يفضال عن هذين المعيارين : المعيار المالي -3الدنيا للصفقة العمومية من أجل الوصول إلى تعريفها على اعتبار أنه ليست كـل العقـود

صفقات عمومية على أساس أن المشرع يـشترط أن تكـون التي تبرمها الهيئات اإلدارية دج 4.000.000 دج بالنسبة لصفقات األشغال والتوريـدات و 6.000.000قيمة الصفقة

دج أو يقل عنه 6.000.000كل عقد أو طلب يساوي مبلغه <<بالنسبة لصفقات الخدمات يقتـضي وجوبـا دج لخدمات الدراسات، ال 4.000.000لخدمات األشغال والتوريدات و

.)1(>>إبرام صفقة في مفهوم هذا المرسوم وما يالحظ من خالل دراسة قوانين الصفقات العمومية الملغـاة أن الحـد

األدنى الذي يمثل قيمة الصفقة العمومية قد عرف تزايدا مستمرا منذ صدور أول نص سنة 1967)2(.

وبة تبرم وفق الشروط المنصوص وخالصة القول أن الصفقات العمومية عقود مكتعليها في قانون الصفقات العمومية قصد إنجاز األشغال وإقتناء اللوازم والدراسات لحساب

.المصلحة المتعاقدةǏانƙالصفقات العمومية: الفرع ال Džانوƽ بيعةƯ

: لتحديد طبيعة قواعد قانون الصفقات العمومية البد من اإلجابة على سؤالين صفقات العمومية قانون عام أم قانون خاص ؟ هل قانون ال

هل قانون الصفقات العمومية من اختصاص التشريع أم التنظيم ؟ المعروف أن اإلطار النظري لقانون الصفقات العمومية هو نظرية العقود اإلدارية التي نشأت في فرنسا في مطلع القرن الماضي على أساس نظرية السلطة العامـة التـي

تصاص في منازعات العقود اإلدارية بين القضاء اإلداري والقضاء العادي ، وزعت االخ كما قامت هذه النظرية على أساس استخدام اإلدارة في العقد ألساليب القانون العام و ذلك

2003 سنة 55، ج ر 24/07/2002 املؤرخ يف 250/02 املعدل واملتمم للمرسوم الرئاسي 11/09/2003 املؤرخ يف 05/301 من املرسوم الرئاسي 05املادة )1(كل عقد أو طلب يقل مبلغه عن أربعة ماليني دينار أو يساويه ال يقتضي <<03/301 من املرسوم 05امللغاة للمادة و250/02 من املرسوم الرئاسي 05تنص املادة -

>>وجوبا إبرام صفقة يف مفهوم هذا املرسوم)2( INTRODUCTION A L’ETUDE DU DROIT DES MARCHES PUBLICS, OP.CIT. MOHAMED KOBTAN

Page 12: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

املبحث التمهيدي ماهية الصفقات العمومية

-9-

، و تبـرز هـذه )1(بأن يتضمن شروطا استثنائية و غير مألوفة في عقود القانون الخاص ات ال يتمتع بها األشخاص العاديين ، وبذلك فـإن طـابع الشروط في منح اإلدارة امتياز

قواعد القانون العام هو الذي يسيطر على نظرية العقود اإلدارية و على قانون الـصفقات العمومية منها مثال أن اإلدارة تتعامل مع المتعاقد عند إبرام و تنفيذ الـصفقة باعتبارهـا

)2( على أساس العقد شريعة المتعاقـدين سلطة عامة ومن مظاهرها أن اإلدارة ال تتفاوض عند إبرامها للصفقات العمومية بل تفرض شروطا إدارية مسبقا في شكل دفاتر الـشروط

توضـح دفـاتر << التي تحدد بنود الصفقة و هذا ما أشار إليه قانون الصفقات العمومية ، ومن أساليب )3(>>…الشروط المعينة دوريا ،الشروط التي تبرم و تنفذ وفقها الصفقات

القانون العام سلطة اإلدارة في فرض العقوبات اإلدارية علـى المتعاقـد خاصـة تلـك من قانون الصفقات العمومية و المتعلقة بعقوبات التأخير 78المنصوص عليها في المادة

.وكذا سلطة اإلدارة في فسخ الصفقة العمومية بإرادتها المنفردة ام هي الغالبة على قانون الصفقات العمومية فهذا ال ينفي إذا كانت قواعد القانون الع

وجود قواعد القانون الخاص ألن الصفقة باعتبارها عقد فإنها تخضع للقواعد العامة للعقد المقررة في القانون المدني في المسائل التي لم ينظمها نص خاص في قـانون الـصفقات

لقة باألركان العامة للعقد األهلية ، المحل ، العمومية ، ومن األمثلة على ذلك األحكام المتع .)4(السبب ، الرضا

من حيث طبيعـة قواعـده )5(خالصة القول أن قانون الصفقات العمومية قانون مشترك .القانونية بين القانون العام و القانون الخاص

ابـة أما بالنسبة إلشكالية قانون الصفقات العمومية بين التشريع و التنظيم فإن اإلج عليها تكون وفقا ألحكام الدستور ، حيث حرصا على عدم تداخل الصالحيات بين السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية سارع المشرع إلى توضيح مجال التشريع بموجـب نـص

فقرة منها شـروط اسـتقرار األشـخاص 30 من الدستور التي احتوت على 122المادة دون أن يـشار إلـى صـالحية …ائي وقانون العقوبات والقواعد المتعلقة بالتنظيم القض

األموال العامة ، دار امليسرة – العقود اإلدارية – القرار اإلداري – الضبط اإلداري –املرفق العام : ، الكتاب الثاين ) دراسة مقارنة ( إلداري خالد خليل الظاهر ، القانون ا(1)

.234 ، ص 1998للنشر و التوزيع و الطباعة ، الطبعة األوىل ، عمان ، . املتضمن القانون املدين 1975 سبتمرب26 املؤرخ يف 58– 75 من األمر رقم 106 املادة (2) . ، املرجع السابق 250/02 من املرسوم الرئاسي 09 املادة (3) . ، املرجع السابق 75/58 من األمر 105 – 59 املواد (4)(5) Mohamed Kobtan ,Introduction à l'étude des droit du marchés publics –op.cit

Page 13: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

املبحث التمهيدي ماهية الصفقات العمومية

-10

التشريع في مجال الصفقات العمومية و هو ما يعني أنها من اختصاص التنظـيم و ذلـك يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيميـة فـي << 96 من دستور 125لنص المادة

.>> المسائل غير المخصصة للقانون نظيم الصفقات العمومية يعود لرئيس الجمهوريـة هذا ما يعني حتما أن اإلختصاص في ت

لذلك طرحت مسألة مدى دستورية كل النصوص التي نظمت الصفقات العموميـة عـن المؤرخ فـي 91/434طريق مراسيم تنفيذية من رئيس الحكومة كالمرسوم التنفيذي رقم

ـ 1991 نوفمبر 09 ب المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية و المعدل ثـالث مـرات بموج .مراسيم تنفيذية ؟

Ƙالƙمصادر الصفقات العمومية : الفرع ال تتمثل المصادر القانونية للصفقات العمومية في القوانين الخاصـة بهـا كمـصدر أساسي ، و القواعد العامة في القانون المدني وبعض أساليب السلطة العامـة كمـصادر

.احتياطية ة ما بعد اإلسـتقالل بـل أن هنـاك إن قانون الصفقات العمومية ليس وليد مرحل

مجموعة من القوانين المتعلقة بالصفقات العمومية صدرت في عهد اإلستعمار ، نذكر منها : )1(على سبيل المثال

.13/03/1956 المؤرخ في 256 /56المرسوم - .08/01/1957 المؤرخ في 57/24المرسوم - .28/02/1959 المؤرخ في 59/370المرسوم - .11/06/1954 المؤرخ في 54/596المرسوم -

: بعد اإلستقالل مر قانون الصفقات العمومية بثالث مراحل 1967 جـوان 17 المؤرخ فـي 67/90 المرحلة األولى تتمثل في مرحلة األمر

المعدل لعدة مرات و عند دراسة دقيقة لهذا األمر يتضح بأنه ال يتناول القانون المطبـق لعقود إنما يحدد األشكال و اإلجراءات المتبعة عند إبرام الـصفقات و على هذا النوع من ا

)2(تحديد األسعار و إجراءات التمويل و الضمانات و الرهن و الفسخ و تسوية النزاعات .، كما أنه حصر نطاق تطبيقه على المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري فقط

)1( Mohamed Kobtan ,le régime juridique des contrats du secteur public (Etude du droit comparé algérien et

,office des publications universitaire ,alger ,1984 .p76 )français .159املرجع السابق ، ص . حممد قبطان ، الصفقات العمومية )2(

Page 14: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ماهية الصفقات العمومية املبحث التمهيدي

-11-

و 1982 أفريـل 10 المؤرخ فـي 82/145م المرحلة الثانية هي مرحلة المرسو المتضمن قانون صفقات المتعامل العمومي الذي وسع مجال تطبيقـه إلـى المؤسـسات .العمومية الصناعية والتجارية و أطلق على الصفقات العمومية صفقات المتعامل العمومي

جويليـة 24 المؤرخ فـي 250/02و تتمثل المرحلة الثالثة في مرحلة المرسوم الرئاسي .2003 سبتمبر 11 المؤرخ في 301/03 المعدل و المتمم بمرسوم رئاسي 2002

أما المصدر الثاني و المتمثل في القواعد العامة للعقد في أحكام القـانون الخـاص .فإنها تطبق في حالة غياب نص خاص في قانون الصفقات العمومية

Ǐانƙب الǂƯصفقات ا: المǂل Ǐام القانونưلعموميةالن سيتم التطرق إلى النظام القانوني للصفقات العمومية من خالل قانون الصفقات العمومية

:ةوذلك من خالل دراسة النقاط التالي طرق اختيار المتعامل المتعاقد ƈثار إبرام الصفقات العمومية

ةنهاية الصفقات العمومي

Page 15: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ماهية الصفقات العمومية املبحث التمهيدي

-12-

üوǓد:الفرع اƽالمتعا üاختيار المتعام ƼرƯ سم النظم القانونية اإلدارية العالمية في كيفية اختيار الجهة اإلدارية للطرف تنق

المتعاقد معها عند إبرام الصفقات العمومية إلى قسمين،قسم يشمل مجموعة الدول التي ليس لها إجراءات ووسائل محددة إلختيار المتعاقد إنما تعتمد على موظفين عموميين

ية مباشرة، ويتمتعون بحرية مطلقة في اختيار الطرف يختصون بإبرام الصفقات العمومالمتعاقد مع اإلدارة وذلك في حدود دائرة اإلجراءات والتنظيمات اإلدارية المقررة وتحت رقابة رؤسائهم اإلداريين، وفي نطاق الرقابة المالية ومن هذه الدول انجلترا، فنلدا، ارلندا،

)1(.هايتيتي بها إجراءات محددة وقوانين تبين لإلدارة كيفية اختيار ويشمل القسم الثاني الدول ال

الطرف المتعاقد معها،ويضم هذا القسم أغلب دول العالم بما فيها الجزائر، حيث تبرم الصفقات العمومية تبعا إلجراء المناقصة التي تعتبر القاعدة العامة أو اإلجراء

)2(بالتراضيالفرنسي على عملية الحسم اإلجرائي في ) L’ADJUDICATION(يطلق لفظ : المناقصة-1

وتعني L’ADJUDICTION AU RABAISقضية متنازع عليها بين شخصين أو أكثر فيقال ،وذلك باعتبار أن )3(وتعني المزايدات L’ADJUDICTION AU ENCHERYالمناقصات ويقال أيضا

بين في التعاقد، وأن اإلدارة كل من المناقصات والمزايدات تقوم على المنافسة بين الراغفي عملية اإلحالة بأي منهما إنما تقوم بعملية الحسم اإلجرائي لمجمل العملية العقدية سواء

ال ينصب في معناه المحدد على L’ADJUDICTIONبالزيادة أو بالنقصان، ولهذا فإن لفظ ما بالتزايد أو المناقصة أو المزايدة، إنما على العملية اإلجرائية الحاسمة ألي منه

بالتناقص، وهذا هو السبب في استعمال اللفظ المذكور بالمعنى المزدوج ليعني المناقصة .والمزايدة

والمناقصة في معناها البسيط هي عملية إحالة الصفقة على صاحب أقل العروض الصفقة على المقدمة للمنافسة وهي عكس المزايدة إذ تقوم هذه األخيرة على إحالة العقد أو

،وعلى هذا النحو عرف المـشرع الجزائـري )4(صاحب أعلى العروض المقدمة للمنافسة

. 231،صفحة 1975.دار الفكر العريب،الطبعة الثالثة، القاهرة). مقارنةدراسة( سليمان الطماوي، األسس العامة للعقود اإلدارية)1( . ، املرجع السابق250/02 من املرسوم الرئاسي 20 املادة )2( . 77ة،صفح1999دار الثقافة للنشر والتوزيع، الطبعة األوىل، عمان ).دراسة مقارنة( حممد خلف اجلبوري، النظام القانوين للمناقصات العامة) )1( )3( . 21،صفحة 1977دار الفكر العريب،الطبعة الثانية،القاهرة . حممد حلمي، العقد اإلداري)4(

Page 16: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ماهية الصفقات العمومية املبحث التمهيدي

-13-

المناقصة هي إجـراء يـستهدف << من قانون الصفقات العمومية 21المناقصة في المادة الحصول على عدة عروض متعهدين متنافسين مع تخصيص الصفقة للعارض الذي يقـدم

ة أن اإلحالة في المناقصة ليست بالضرورة ƈليـة، ،غير أنه تجب اإلشار >>أفضل عرض فإلى جانب السعر هناك الجوانب الفنية التي ينبغي مراعاتهـا خـصوصا فـي صـفقات األشغال العامة وبعض صفقات التوريد حيث تكون اإلحالة ألفضل عرض وليست ألقـل

.عرض :تقوم المناقصة على ثالثة مبادƏ أساسية

لتحقيق الغرض من المناقصة على الوجه المقرر فـي : مناقصةمبدأ العملية في إجراء ال -القوانين واللوائح ال بد من إحترام مبدأ علنية المناقصات في جميع مراحلها حيث يكـون اإلشهار الصحفي إلزاميا عندما يتعلق األمر بالدعوة إلى المناقصة مهمـا كـان شـكلها،

كيفية المناقصة،موضوع المناقصة، : (اليةويحتوي هذا اإلعالن على البيانات اإللزامية الت الوثائق المطلوبة،تاريخ ƈخر أجل ومكان إيداع العروض،الكفالة،التقديم في ظرف مزدوج

.)1()،ثمن الوثائق عند اإلقتضاء >>ال يفتح<<مختوم تكتب فوقه عبارة جوهر هذا اإلعتبار الفني وجوب التركيز في مجـال إختيـار الطـرف :المصلحة الفنية -

المتعاقد مع اإلدارة على األكفأ فنيا واألقدر على تحقيق أغراض الصفقة العمومية بصرف النظر على اعتبار المصلحة المالية للخزينة العامة،وهذا المبدأ يؤدي إلى منح اإلدارة قدرا

.من الحرية في اختيار الطرف المتعاقد معهاشروط المناقصة لكي يتقدم بعطائـه إتاحة الفرصة لكل من تتوفر فيه إن:حرية المنافسة -

وهو القصد األساسي من جعل أسلوب المناقصة العامة األصل العام في تعاقـدات اإلدارة حتى تتسع أمام هذه األخيرة فرص اختيار أفضل المتعاقدين، ومبدأ حرية المنافسة ال يعني

على ضوء مقتضيات انعدام سلطة اإلدارة في استبعاد غير األكفاء وغير الصالحين للتعاقد ، وعرضت محكمة القضاء اإلداري المصرية في أحد أحكامهـا لهـذا )2(المصلحة العامة

المقصود بحرية المنافسة <<ليه واألساس الذي يستند إليه فتقول عد رالمبدأ والقيود التي ت هو حق األفراد في التقدم للمناقصة العامة دون منع اإلدارة ألحد منهم أو حرمانه من حقه

في التنافس للوصول إلى إرساء العطاء عليه، بإجراء سواء أكان عاما أم خاصـا، إال أن

.، املرجع السابق250/02 من املرسوم الرئاسي 40 املادة )1( . 315اإلسكندرية،صفحة .دار الفكر العريب، الطبعة األوىل).العقد اإلداري.القرار اإلداري( حممد فؤاد عبد الباسط، أعمال السلطة اإلدارية)2(

Page 17: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ماهية الصفقات العمومية املبحث التمهيدي

-14-

أولهما يتعلق بما تفرضه اإلدارة مـن شـروط :هذا المبدأ الطبيعي يحد من إطالقه قيدان معينة ترى وجوب توافرها في من يتقدم للمناقصة، وثانيهما يتعلق بما تتخذه اإلدارة مـن

تنظيم أعمال المناقصة العامة من استبعاد بعض األفراد الذين يثبت إجراءات وهي بصدد .>>…لها عدم قدرتهم الفنية أو المالية ألداء هذه األعمال

هذا االعتبار يقوم على أساس ضرورة كفالة حمايـة حقـوق األفـراد :العدالة القانونية -ت اإلداريـة فـي وحرياتهم بتحقيق الضمانات الالزمة لذلك من أي تهديد تعسفي للسلطا

.)1(استعمال حريتها المطلقة في االختيار للطرف المتعاقد معهاتنقسم المناقصة إلى ثالثة أنواع وهي المناقصة العامة المفتوحـة والمناقـصة المحـدودة

:والمناقصة القائمة على أساس الموازنة بين السعر والجودةأشـكال المنافـسة تـستهدف هي شكل من ADJUDICTION AUVERTEالمناقصة المفتوحة -

، وهي التي يسمح فيها باإلشـتراك لمـن )2(إخضاع التعاقد ألكبر قدر ممكن من المنافسة يشاء، بعد إجراء اإلعالن وتلتزم اإلدارة باختيار أفضل من يتقدم من المتنافسين من حيث

األعمـال ، وتلجأ اإلدارة إلى هذا النوع من المناقصات في المشاريع أو )3(الشروط المالية وتتم اإلحالة … التي ال تتطلب خبرة فنية دقيقة ومعمقة كأشغال التنظيف والصبƸ والتجهيز

في مثل هذا النوع من المناقصات على نحو ƈلي من حيث المبدأ على صاحب أقل عرض ألنه من المفترض أن جميع المقاولين أو الموردين أو الناقلين قادرين على تنفيـذ العمـل

مادام ال يتضمن جوانب فنية معقدة، ومع ذلك فإن اإلدارة ال تفقـد سـلطتها محل الصفقة التقديرية في تقييم العروض فنيا أو قيميا، فإذا تبين لها أن من يريد التعاقد غير متقن لعمله أو ساورتها شكوك من خالل المعاينة الفنية للعرض في مقدرته الفنية أو وجدت المناقص

وقد جاء ذكر هذا النوع من المناقصات فـي . ستبعاده من المناقصة سيƐ السمعة جاز لها ا المناقصة المفتوحة هي إجراء يمكن من خالله << من قانون الصفقات العمومية 24المادة

.>>ألي مترشح أن يقدم تعهدا هي المناقصة التي تـدعو فيهـا اإلدارة : ADJUDICATION RESTRIENTEالمناقصة المحدودة-

، )4(ن األفراد لديهم خبرة بمستوى معين في تنفيذ األعمال لالشتراك فيهـا عددا محددا م

. 202املرجع السابق،صفحة . عمار عوابدي، القانون اإلداري)1( .معهد احلقوق والعلوم اإلدارية بن عكنون جامعة اجلزائر).حبث لنيل درجة املاجستري( حممد الصاحل فنيش، القيود الواردة على حرية اإلدارة لدى تعاقدها )2(

)3( GILLES LEBRETON, DROIT ADMINISTRATIF Général, L’action Administratif, Paris, Arman Collin, Masson, 1996, P.203.

869، صفحة 2002اإلسكندرية .اجلزء الثاين، دار الفكر اجلامعي،الطبعة األوىل. علي الدين زيدان وحممد السيد امحد، املوسوعة الشاملة يف القانون اإلداري(4)

Page 18: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ماهية الصفقات العمومية املبحث التمهيدي

-15-

مـن قـانون الـصفقات العموميـة 25وقد جاء تعريف المناقصة المحدودة في المـادة المناقصة المحدودة هي إجراء يسمح فيه بتقديم تعهدات إال للمترشحين الذين تتوفر فيهم <<

، وهناك شكل ƈخر مـن >>صلحة المتعاقدة مسبقا بعض الشروط الخاصة التي تحددها الم أشكال المناقصة التي تكون فيها الدعوة للمنافسة أكثر محدودية هو االستشارة االنتقائيـة

من قانون الصفقات العمومية إجراءا يكون فيه المترشـحون 26التي تعتبر حسب المادة بعد إنتقاء أولي وذلـك المرخص لهم بتقديم عرض فيه هم المدعوون خصيصا للقيام بذلك

في الصفقات التي تتضمن إنجاز عمليات الهندسة المركبة أو ذات أهمية خاصة أو عمليات .)1(إقتناء لوازم خاصة ذات طابع تكراري

: ADJUDICATION SUR COOFFRIENTS:المناقصة القائمة على الموازنة بين السعر والجـودة -دارة عددا غير محدود من المتنافسين للمناقصة في هذا النوع من المناقصة تدعو جهة اإل

بقصد الوصول إلى العرض الذي يتضمن أجود األعمال بأقل التكاليف، ويلجأ إلـى هـذه المناقصة بغرض تنفيذ األعمال غير الموحدة أي عندما تكون العينات غير قابلة لتحديـد

ساء في عمليـة اإلحالـة، مواصفاتها بدقة سلفا، لذلك فإن اإلدارة ليست ملزمة بƉلية اإلر وإنما تتمتع بسلطة تقديرية في إجراء الموازنة والمفاضلة بين العروض المقدمـة إليهـا بغرض إختيار األصلح واألنسب من بينها، ولضمان حقوق المتنافسين مـن صـالحيات التقدير التي تتمتع بها اإلدارة في مثل هذا النوع من المناقصات، نظمت بعـض الـدول

إلحالة بوضع نسبة مئوية من الجودة بالقياس إلى مستوى عالمي مقبول ومتعارف عملية ا عليه في العمليات المعقدة، ووضع متوسط حسابي يجري تقييم أثمان العروض بالقيـاس

.عليه، وهكذا يتم اختيار المتعاقد بطريقة ƈلية محسوبة بدقةالمنافسة لتصبح المناقـصة تطورت هذه الطريقة فيما بعد حيث أدخل عليها عنصر

خاصة في مناقصات األعمـال الفنيـة ADJUDICTION CONCOURفيها على أساس المنافسة المعقدة، حيث تدعو اإلدارة عددا من الشركات أو المقاولين ليقدموا عروضهم وتصاميمهم وفقا للمواصفات المطلوبة ثم تقوم بدراستها لتحيل على صـاحب العطـاء ذو التـصميم

فضل من غيره إال أنه نظرا لما يكلفه هذا النوع من المناقصات من تكاليف باهضة فإن األالشركات واألفراد لم يرغبوا فيه خاصـة وأن اإلدارة ال تـرد إلـيهم ثمـن الدراسـات

،كلية احلقوق والعلوم اإلدارية جامعة اجلزائر )حبث لنيل شهادة املاجستري يف القانون،فرع قانون املؤسسات. (، النظام القانوين لعقد األشغال العامة قريشي أنيسة سعاد(1)

. 78 ، صفحة 2001/2002

Page 19: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ماهية الصفقات العمومية املبحث التمهيدي

-16-

و التصاميم مما دفع بعض الدول مثل ألمانيا على منح الشركات مقابل معقول نظرا لمـا .)1(ت و تصاميم حتى ولو لم يرسوا على عطائهاتقدمه من دراسا

:التراضي-2 إذا كانت القاعدة العامة في عملية اختيار المتعامل المتعاقـد هـي الـدعوة إلـى المناقصة، فإنه في بعض الحاالت المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية، يكـون

التراضي الذي يعتبر إجراءا تخصص لإلدارة الحرية في اختيار المتعاقد معها عن طريق ، وهو قاعدة استثنائية )2(الصفقة فيه لمتعامل متعاقد واحد دون الدعوة الشكلية إلى المنافسة

:في الحاالت التاليةإال في اختيار المتعامل المتعاقد ال يمكن اللجوء إليه ضعية احتكاريـة، عندما ال يمكن تنفيذ الخدمات إال على يد متعامل متعاقد وحيد يحتل و -

.أو ينفرد بامتالك الطريقة التكنولوجية التي اختارتها المصلحة المتعاقدةفي حاالت االستعجال الملح المعلل بخطر داهم يتعرض له الملك أو استثمار، قد يتجسد -

في الميدان وال يسعه التكيف مع ƈجال المناقصة بشرط أنه لم يكن في وسـع المـصلحة بالظروف المسببة لحاالت اإلستعجال وأن ال تكون نتيجة ممارسات احتيالية المتعاقدة التنبأ

.من طرفهافي حالة تمويل مستعجل مخصص لضمان سير اإلقتصاد أو تـوفير حاجـات الـسكان -

.األساسيةعندما يتعلق األمر بمشروع ذي أولوية وذي أهمية وطنية، وفي هـذه الحالـة يخـضع -

.نائي إلبرام الصفقات للموافقة المسبقة لمجلس الوزراءاللجوء إلى هذا النوع اإلستث .عندما يتضح أن الدعوة للمنافسة غير مجدية-في حاالت الصفقات التي تتعلق بالدراسة واللوازم والخدمات الخاصة التـي ال تـستلزم -

)3(طبيعتها اللجوء إلى المناقصةالصفقات العمومية خاصة فيمـا كما نشير أن اإلدارة تعفى من تطبيق أحكام قانون

يتعلق بطريقة اإلبرام في صفقات استيراد المنتوجات والخدمات التي تتطلب من المصلحة

83صفحة . حممد خلف اجلبوري،املرجع السابق )1( . 242صفحة .خالد خليل الظاهر، املرجع السابق- . 869 زيدان و حممد السيد أمحد، املرجع السابق، صفحة علي الدين- . ، املرجع السابق250/02 من املرسوم الرئاسي 22 املادة )2(

.، املرجع السابق250/02 من املرسوم 38و 37 املادتني (3)

Page 20: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ماهية الصفقات العمومية املبحث التمهيدي

-17-

المتعاقدة المعنية السرعة في اتخاذ القرار بحكم طبيعتها و التقلب السريع فـي أسـعارها .)1(ومدى توفرها، وكذا الممارسات التجارية المطبقة عليها

Ǐانƙالفرع ال:Ɔبرام الصفقات العموميةƋ ارƙ تتميز اآلثار القانونية إلبرام الصفقات العمومية عن ƈثار بقية عقود القانون الخاص

:بالخصائص والمميزات التاليةإن السلطات اإلدارية المتعاقدة تتمتع بحقوق وسلطات أوسع مدى من حقـوق الطـرف -

.المتعاقد معهاال تقتصر على تلك الحقوق وااللتزامات التي تتولد وتنشأ عن إن ƈثار الصفقات العمومية -

الصفقة العمومية وقت إبرامها بل تشمل حقوق والتزامات أخرى تتولد في وقـت الحـق ـ هنتيجة استخدام السلطة اإلدارية لحقها في تعديل شروط الصفقة عكس ما هو الحال علي

ـ د أن ينفـرد بتعـديل شـروط في عقود القانون الخاص حيث ال يجوز ألحد طرفي العق .)2(والتزامات المتعاقد

حقوق والتزامات اإلدارة:أوال :حقوق اإلدارة-1

سلطة اإلدارة في المراقبة والتوجيه على اعتبار أن لها سلطة التحقق مـن قيـام المتعاقد بتنفيذ شروط الصفقة مالية أو فنية، ولإلدارة بجوار هذه السلطة سـلطة توجيـه

قد في تنفيذ التزاماته، ولها في سبيل ذلك الحق في أن تصدر إليه أوامر ملزمة بتنفيذ المتعاتلك اإللتزامات على نحو معين، وهذا الحق قائم بالنسبة لجميع أنواع الصفقات حتى ولـو

، وتستمد اإلدارة الرقابة والتوجيـه مـن )3(لم تحتفظ به اإلدارة صراحة في دفتر الشروط غير أنه ال يجوز لإلدارة لتحقيـق . ات العمومية بنشاط المرافق العامة فكرة اتصال الصفق

وتتخـذ . غرض ال يتصل بنشاط المرافق العامة وإال كان ذلك إساءة إلستعمال الـسلطة سلطة الرقابة والتوجيه صورة المراقبة واإلشراف على مراحل التنفيذ والـزام المتعاقـد

ومية وهذا ما ينص عليـه عـادة فـي دفـاتر بمراعاة الشروط المحددة في الصفقة العم تتم المراقبة من طرف المصلحة المتعاقدة بصفة منتظمة وعليه فإن المتعامـل <<الشروط

المتعاقد ملزم بتوفير دفتر الورشة في المشروع والذي يسجل فيه كل التحفظات والنقائص

.، املرجع السابق250/02 من املرسوم 04 املادة (1) . 1160 ، صفحة 1973مصر،.مؤسسة شباب اجلامعة، الطبعة األوىل. داري حممد فؤاد مهنا، مبادئ وأحكام القانون اإل(2) . 1008ص . حممد سليمان الطماوي، املرجع السابق(3)

Page 21: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ماهية الصفقات العمومية املبحث التمهيدي

-18-

لمتعاقد تعيين ممثال المسجلة من طرف المصالح التقنية للمصلحة المتعاقدة، كما أنه على ا مؤهال لتلقي مالحظات المصلحة المتعاقدة، واإلمضاء من جهته عليها، والمـشاركة فـي

.)1(>>تحرير الوضعياتحق اإلدارة في تعديل اإللتزامات ألنها تملك السلطة اإلدارية القانونية في إجـراء هـذا -

تتمتـع بـه اإلدارة فـي التعديل زيادة أو نقصا، وأساس هذه السلطة أو هذا الحق الـذي .)2(مواجهة الطرف المتعاقد معها هو ضرورة حسن سير المرفق العام بانتظام وإطراد

حق اإلدارة في توقيع الجزاءات على المتعاقد إذا ما اتضح لها أنه لم يوف باإللتزامـات -ذلك على وجه مرض بل أن لها حق إنهاء العقد إذا كان إخالل المتعاقد بالتزاماته خطيرا و

دون أن يكون عليها استصدار حكم قضائي بذلك، والجزاءات التي تملك اإلدارة توقيعهـا :على المتعاقد متنوعة ويمكن ردها إلى األنواع التالية

الجزاءات المالية وهي عبارة عن مبالƸ تحددها اإلدارة في الصفقة مقدما كجزاء إلخالء -أذ األعمال محل الصفقة، فإذا ما تحقق هذا اإلخالل المتعاقد معها بالتزاماته كالتأخر في تنفي

المنصوص عليه يكون لإلدارة أن توقع بنفسها العقوبة المالية دون حاجة إلى أن تثبت أنه ، وهذا اإلجـراء يغنـي اإلدارة عـن نظـام )3(قد أصابها ضرر من جراء هذا اإلخالل

مجال لنظام التهديدات الماليـة التهديدات المالية، ولهذا قرر مجلس الدولة الفرنسي انه ال في مجال العقود اإلدارية

وسائل الضغط واإلكراه وذلك ألن اإلدارة تمارس على المتعاقد بعض وسائل الضغط -بفي حالة عدم وفائه بالتزاماته، ولهذه الوسائل صور كثيرة من بينها أن لإلدارة أن تحـل

مسؤولبته، والمسلم به أن هذا اإلجراء محل المتعاقد في تنفيذ التزاماته على حسابه وعلى .ال يتضمن إنهاء العقد بالنسبة للمتعاقد المقصر بل يظل مسؤوال أمام اإلدارة

ƚ- العقد وذلك بإنهاء الرابطة التعاقدية وهو يعتبـر مـن أخطـر سخ سلطة اإلدارة في فة دون اللجوء الجزاءات التي توقع على المتعاقد، ومن المعلوم أن اإلدارة تملك هذه السلط

إلى القاضي الستصدار حكم منه بهذا الفسخ، وتلجأ اإلدارة إلى هذا الجزاء عنـد إخـالل .المتعاقد بالتزاماته إخالال جسيما

. حمافظة الغابات والية املسيلة2003 املربمة سنة 06 من الصفقة العمومية رقم 31 املادة )1( 218ص . عمار عوابدي، املرجع السابق)2( 73،ص 1983اجلزائر،.ديوان املطبوعات اجلامعية، الطبعة األوىل). دراسة مقارنة(اجلوهري، حماضرات يف األموال العامة عبد العزيز السيد )3(

Page 22: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ماهية الصفقات العمومية املبحث التمهيدي

-19-

2-Ɣالتزامات اإلدار: تلتزم اإلدارة بالعقد الذي أبرمته وال يجوز لها التحلل والتخلص من الرابطـة التعاقديـة -

. أبرمتهبالعدول كلية عن العقد الذي .تلتزم اإلدارة بتنفيذ شروط الصفقة تنفيذا سليما-تلتزم السلطة اإلدارية المتعاقدة باالمتناع عن القيام بأي عمل أو إجراء يتعـارض مـع -

التزاماتها التعاقدية إزاء الطرف المتعاقد معها كأن تمنح مثال حقوقا لـشخص أو متعاقـد .)ƈ)1خر تتعارض مع ما منح للمتعاقد معها

:ƟقوƼ والتزامات المتعاƽد: ƙانياإزاء السلطات الواسعة لجهة اإلدارة في الـصفقات العموميـة فـإن : حقوق المتعاقد -1

للمتعاقد معها حقوقا مستمدة من الصفقة في حد ذاتها، وقد عمل مجلس الدولـة الفرنـسي تلـك على أن يقرر للمتعاقد حقوقا توازي سلطات اإلدارة الواسعة وذلك كـي ال تكـون

السلطات تشكل عقبة أمام األفراد الراغبين في التعاقد وتتمثل حقوق المتعاقد مـع اإلدارة :فيما يلي

حق المتعاقد في مطالبة اإلدارة بتنفيذ العقد والوفاء بالتزاماتها التعاقدية، فال يجوز - لإلدارة أن تفسخ الصفقة بمجرد التحلل مما تفرضه عليها من التزامات وإال تعرضتللمسؤولية التعاقدية وال يكفي أن تنفذ اإلدارة الصفقة بل يتعين عليها عند تنفيذه احترام كافة الشروط الواردة فيها، وفي حالة مخالفتها اللتزاماتها تتعرض للجزاء ولكن الجزاء

:هنا يختلف عنه في حالة توقيعه على المتعاقداإلدارة فليس أمامه إال أن يسلك سـبيل أن المتعاقد ال يستطيع توقيع الجزاء بنفسه على -

.القاضيأن المتعاقد ال يستطيع أن يمتنع عن التنفيذ بحجة أن اإلدارة قصرت من جانبها في تنفيذ -

ما يفرضه عليها من التزامات، وبالتالي إذا رفع المتعاقد دعوى فسخ العقد فإنه ال يستطيع أن يستند إلى تأخر اإلدارة فـي دفـع أن يوقف العمل انتظارا في الدعوى كما ال يستطيع

أما إذا قصرت اإلدارة في التزاماتها إزاء المتعاقد فإن القاضي يملك . المقابل لوقف العمل

220ص . عمار عوابدي، املرجع السابق)1(

Page 23: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ماهية الصفقات العمومية املبحث التمهيدي

-20-

إلغاء القرارات غير المشروعة الصادرة منها لتنفيذ العقد فضال عن الحكم بالتعويض، كما .)1(طأ اإلدارة الجسيميحكم بفسخ العقد إذا طلب ذلك المتعاقد وذلك استنادا إلى خ

الحصول على المقابل المالي حيث يعتبر هذا الحق من أهم حقوق المتعاقد ألنه يهـدف -إلى تحقيق الربح أصال، لذلك ال تستطيع اإلدارة أن تعدل هذا الحق بإرادتهـا المنفـردة

:وأساس ذلك حصانته وذلك لǖسباب التاليةيما لو أمكنها أن تعدل هذه المزايا التي يعتمد عليها نفور األفراد من التعاقد مع اإلدارة ف -أ

.المتعاقد رغم إرادتهتستند سلطة التعديل إلى حق اإلدارة في العمل وفق مقتضيات سير المرافـق العامـة -ب

وبالتالي فإن هذه السلطة ال تنصب إال على الشروط المتعلقة بتسيير هذه المرافق وليس من .)2(بل النقدي للعقدبينها تلك التي تحدد المقا

الحق في إعادة التوازن المالي للعقد ذلك ألن المتعاقد أثناء تنفيذ العقد قد يتعرض لتدخل -اإلدارة التي تملك زيادة التزاماته أو إنقاصها بإرادتها المنفردة وفقا لما تراه مناسبا، مما قد

ـ شكل يخـل بقاعـدة يحمل الطرف المتعاقد معها مخاطر إدارية واقتصادية مرهقة له بالتوازن المالي للصفقة أي إخالل التوازن والتكافؤ بين اإللتزامات والحقوق المتبادلة بـين الطرفين، لذلك يحق للمتعاقد أن يطالب بإعادة التوازن المالي للصفقة وذلـك بتعـويض

يـذ الطرف المتعاقد عن األعباء اإلدارية واإلقتصادية المرهقة التي يتعرض لها أثنـاء تنف التزاماته التعاقدية، وقد سلم القضاء اإلداري بمبدأ تعويض المتعاقـد مـع اإلدارة دون أن ترتكب خطأ وذلك وفقا لنظرية عمل األميـر ونظريـة الظـروف الطارئـة، ونظريـة

.)3(الصعوبات الماديةƘالƙنهاية الصفقات العمومية:الفرع ال

هي الصفقات العمومية طبيعيا بحلول األجل تنت: النهاية الطبيعية للصفقات العمومية ، فانتهـاء الـصفقة )4(الذي اتفق عليه الطرفان أو إنجاز التقديمات التي تشكل موضـوعه

بانتهاء المدة يضع حدا لǔثار المترتبة على إبرامها، ومع ذلك يمكن أن نتصور أن انتهاء ن التزامات وذلك في حالـة مدة الصفقة العمومية ال يمس كيانها وال ما سبق أن أنتجته م

.244، ص 2002 قدري عبد الفتاح الشهاوي، عقد املقاولة يف التشريع املصري واملقارن، اإلسكندرية، منشأة املعارف، مصر، )1( .75 عبد العزيز السيد اجلوهري، املرجع السابق ،ص )2( . 533.532ص . عبد الغين بسيوين، املرجع السابق)3( .357،ص 2001لبنان،.املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع. جورج قوديل، بيار دالقو لقيه، القانون اإلداري)4(

Page 24: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ماهية الصفقات العمومية املبحث التمهيدي

-21-

عدم الوفاء بااللتزامات كلها، حيث يجب الوفاء بها بالرغم من انتهاء المدة، فلو فرضنا أن شهرا فإن نهاية هذه المدة دون اكتمال األشغال ال يعنـي 12مدة إنجاز صفقة أشغال هي

ق الكفالـة نهاية الصفقة، بل حتى في حالة نهاية األشغال وصدور شهادة الصيانة وإطـال المصرفية وتسديد الحساب الختامي عند انتهاء المتعامل من عملـه، يبقـى مـع اإلدارة

.)1(مسؤولين على تنفيذ أية التزامات ترتبت بموجب أحكام الصفقة قبل إصدار تلك الشهادة، وذلك )2(قد تنتهي الصفقة العمومية نهاية غير طبيعية :النهاية المسبقة للصفقات العمومية -

:الحاالت التاليةفي الفسخ باتفاق الطرفين قبل أن تتحقق نتيجة طبيعية بشكل تام أو قبل انتهاء المدة فزيادة -1

من قانون الصفقات العمومية 99على الفسخ من جانب واحد والمنصوص عليه في المادة فسخ يمكن القيام بالفسخ التعاقدي للصفقة حسب الشروط المعمول بها وذلك بتوقيع وثيقة ال

ويتم الفسخ في )3(التي تتضمن تقديم الحسابات المعدة تبعا لǖشغال المنجزة والباقي تنفيذها :الحاالت التالية

في حالة العجز،الغش، التخلي عن ورشة العمل أو التدليس الثابت قانونا لنوعية مواد -أ .األشغال أو تنفيذها

.قدحالة التسوية القضائية أو إفالس المتعامل المتعا-بحالة القيام بالتعامل الثانوي، التنازل، أو تحويل صفقة بدون ترخيص من المصلحة -ج

.المتعاقدة .في حالة حل المقاولة-دفي حالة وفاة المتعامل المتعاقد غير أنه يمكن لصاحب العمل قبول عروض الورثـة -ه

.)4(أو الخلف فيما تعلق بالمقاولة :لك في حالتينويكون ذ: الفسخ بقرار من اإلدارة-2

إذا أخل المقاول بالتزاماته وحينئذ يكون الفسخ بمثابة جـزاء توقعـه اإلدارة علـى -أ .المقاول تحت رقابة القضاء

.226ص . حممد خلف اجلبوري، املرجع السابق)1( . 224، ص 1995القاهرة، . دار النهضة العربية، الطبعة األوىل. سعاد الشرقاوي، العقود اإلدارية)2( .280ص . خالد خليل الظاهر، املرجع السابق)3( . من دفتر الشروط العام املطبق على صفقات األشغال العامة32 املادة )4(

Page 25: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ماهية الصفقات العمومية املبحث التمهيدي

-22-

بدون خطأ من المقاول، وذلك إذا كانت مقتضيات المصلحة العامة تتطلـب ذلـك -بقـانون مـن 99، وهذا ما جاء في المادة )1(وحينئذ وجب التعويض للمتعامل المتعاقد

إذا لم ينفذ المتعاقد التزاماته التعاقدية في أجل محدد توجـه لـه <<الصفقات العمومية المصلحة المتعاقدة إعذارا ليفي بالتزاماته التعاقدية في أجل محـدد، وإذا لـم يتـدارك المتعاقد تقصيره في األجل الذي حدده اإلعذار المنصوص عليه أعاله يمكن للمـصلحة

ال يمكن االعتراض على قرار المـصلحة . الصفقة من جانب واحد المتعاقدة أن تفسخ المتعاقدة لفسخ الصفقة عند تطبيقها البنود التعاقدية في الضمان والمالحقات الرامية إلى

يحدد الـوزير المكلـف .إصالح الضرر الذي لحقها بسبب سوء تصرف المتعاقد معها ذار وكذلك ƈجـال نـشره فـي شـكل بالمالية بقرار البيانات الواجب إدراجها في اإلع

.>>قانوني

.26،ص 1984اجلزائر، . ديوان املطبوعات اجلامعية، الطبعة األوىل. مة واألشغال العامة حممد يوسف املعداوي، مذكرات يف األموال العا)1(

Page 26: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-24-

üوǓا üبات لمنازعات الصفقات العمومية: الفصƙواإل ƫختصاǗواعد اƽ. üوǓا ƘƟلمنازعات الصفقات العمومية: المب ƫختصاǗواعد اƽ. üوǓب اǂƯالم :ǏƏالقضا ƫختصاǗا Ɣكرƺ ورƯت.

ظهرت عدة معايير لتحديد مجال اختصاص القضاء اإلداري منذ إنشاء مجلس ية القرن التاسع عشر، فكان أول هذه المعايير المعيار العضوي، الدولة الفرنسي في بدا

الذي يعتبر كل عمل يصدر من هيئة إدارية عمال إداريا أيا كان موضوعه وبالتالي يدخل ، له لم يصمد هذا المعيار أمام معارضة القضاء.في مجال اختصاص القضاء اإلداري

ن الهيئات القضائية العادية والهيئات وظهرت معايير جديدة تحد من نطاق مبدأ الفصل بي .)1(اإلدارية، وتخضع جانبا من المنازعات التي تكون اإلدارة طرفا فيها للقضاء العادي

دارت هذه المعايير التي تتابعت في الظهور منذ منتصف القرن التاسع عشر إلداري الذي وخالل القرن العشرين حول األخذ بإحدى الفكرتين لتحديد معنى العمل ا

بيد ). LES MOYENS(أو الوسائل ) LES BUTS(األهداف:يخضع لرقابة القضاء اإلداري وهماأن غالبية هذه المعايير لم تعش طويال وانقرضت واندمجت في المعيارين األساسيين اللذين

عرض لجميع ت وال يعنينا أن ن.)2( وهما معيار السلطة العامة ومعيار المرفق العام,ثبتامعايير التي ظهرت ولكن سنتطرق إلى أهمها، ومرجع األهمية سيكون بدون شك مدى ال

في أحكامه وأثره على المبادƏ التي اعتنقها وما حظي ااستناد مجلس الدولة الفرنسي إليه .)3(به من تأييد في فقه القانون العام في فرنسا

üوǓالعا:الفرع ا üعماǓة واƯǂالس üأعما Džديةمعيار التمييز بي ابتداء من النصف الثاني للقرن التاسع عشر بدأ القضاء الفرنسي يميز بين نوعين

المالية، فأما أعمال السلطة فتتجسد أعمال السلطة العامة و األعمال؛من األعمال اإلدارية والمتضمنة أوامر نفردةفي التصرفات الصادرة من الهيئات اإلدارية المختلفة بإرادتها الم

واه ملزمة لǖفراد، أما النوع الثاني فيتمثل في أعمال اإلدارة المالية أو العادية التي و ن اء على ذلكـة، و بنـراد دون استخدام سلطتها العامـاليب األفـتمارسها بنفس أس

ن اإلدارة كسلطة ـدر مـاء اإلداري ألنه يصـابة القضـوع األول لرقـع النـيخض

)1( GEORGES VEDEL,DROIT ADMINISTRATIF,3E ED,1964,P 56 JEAN RIVERO,DROIT ADMINISTRATIF,3E ED,1965,P 70 -

. 194،ص 1998اŎلد األول، الدار اجلامعية، بريوت،. عبد الغين بسيوين عبد اهللا، القضاء اإلداري وƭلس الشورى الدولة اللبناين)2( . 69، ص )بدون سنة طبع(اإلسكندرية،. منشأة املعارف، الطبعة األوىل. مصطفى أبو زيد فهمي، املرافعات اإلدارية)3(

Page 27: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-25-

لنشاط الخاص لǖفراد، بينما تختص المحاكم العادية عامة ƈمرة، والختالفه عن اوجد هذا المعيار اهتماما من فقه القانون . )1(بالمنازعات المتعلقة بأعمال اإلدارة المالية

ducroq وديكروك Aucoc وأوكوك La ferriereالفرنسي العام إذ يعتبر الفيريير .يار ومن أبرز من نظروا لهذا المع Berthelemyوالعميد

أنه يحصر األعمال اإلدارية في هدا المعيار ومن أهم االنتقادات التي وجهت ل مقتضيات النشاط اإلداري، وبذلك تخرج جميع األعمال -واقع األمر-نطاق ضيق يخالف

التي ال تتضمن أوامر و نواه صريحة من اإلدارة،كالعقود اإلدارية من إختصاص القضاء تقد المعيار من جانب صعوبة تطبيقه عمليا حيث تصعب التفرقة في كثير كما ان)2(اإلداري

من األحيان بين األعمال المتسمة بطابع السلطة العامة و األعمال األخرى التي تخلوا من .انتهى األمر بالعدول عنهفهذا الطابع،

Ǐانƙالخاصة:الفرع ال Ɣاإلدار üالعامة وأعما Ɣاإلدار üمعيار أعما. يفرق هذا المعيار بين األعمال التي تصدر طبقا ألساليب اإلدارة العامة المتميزة

عن األساليب المعتادة لدى األفراد عند قيامهم بأعمالهم الخاصة، و أعمال اإلدارة الخاصة التي تستعمل فيها اإلدارة وسائل القانون الخاص كما هو الشأن عند إدارتها ألمالك الدولة

هتوسيعبرامها لعقود وفق أحكام القانون الخاص، و يتميز هذا المعيار و في حالة إبإختصاص القضاء اإلداري على عكس المعيار السابق الذي يحصر نطاق هذا اإلختصاص

و لقد وجد هذا المعيار الذي ظهر في .في أعمال السلطة المتضمنة أوامر و نواه فقط القضاء الفرنسي و جانب من فقه القانون النصف الثاني من القرن التاسع عشر ترحيبا من

(3) أن هذا المعيار يعكس جوهر القضاء الفرنسي rené chapus حيث يرى األستاذ ،العام Ƙالƙالعام : الفرع ال Ƽƺمعيار المر

أول 1855لذي أصدره مجلس الدولة الفرنسي سنة اRotchild كان حكم روتشيلد Blancoن فقه القانون العام يجمع على أن حكم بالنكو حكم تضمن هذا المعيار، غير أ

يمثل حجر الزاوية في نظرية المرفق 1873ن محكمة التنازع الفرنسية سنة عالصادر العام باعتباره أول األحكام القضائية التي استندت إلى هذا المعيار،حيث قضت باختصاص

باعتبارها مرفقا ) التبƸ ( ن مجلس الدولة بالنظر في الدعوى المرفوعة ضد شركة الدخا

)1( André delaubader ,traite elementaire de droit administratif ,4e ed.1967,p39 .195املرجع السابق، ص . بسيوين عبد اهللا، القضاء اإلداري و ƭلس الشورى الدولة اللبناين عبد الغين)2( .1984الكتاب األول، نظرية املرفق العام، ديوان املطبوعات اجلامعية، الطبعة األوىل، اجلزائر، . محاد حممد شطا، تطور وșيفة الدولة)3(

Page 28: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-26-

معلنا 1903سنة Terrierعام تابع للدولة، و بعد ذلك أصدر مجلس الدولة حكم إختصاصه في الفصل في النزاع المتعلق بمجلس بلدي على أساس معيار المرفق العام

لتأكد تطبيق المعيار على 1907التنازع سنة ة ن محكمم Feutry فيتري حكموتبع ذلكزعات التي تكون اإلدارة المحلية طرفا فيها، و أكد مجلس الدولة الفرنسي بدوره المنا

وتتابع بعد .)1(1910ة سن Therondإنطباق المعيار على المرافق العامة في حكم تيروند ذلك صدور األحكام القضائية سواء من القضاء اإلداري أو القضاء العادي مطبقة معيار

ديد اختصاص القضاء اإلداري الفرنسي بالمنازعات اإلدارية المرفق العام كمعيار لتح الذي جعل من L.Duguetوتكونت مدرسة المرفق العام بزعامة العميد ليون ديجي

المرفق العام محور ارتكاز من جميع نظريات ومبادƏ القانون اإلداري، وجعل القانون اري بالمنازعات المتعلقة اإلداري قانون المرافق العامة، وحدد إختصاص القضاء اإلد

بنشاط و إدارة المرافق العامة، و التف حول عميد جامعة بوردو عدد من أقطاب الفقه في والفقيه Bonnard والعميد بونارد G. jezeذلك الوقت أشهرهم األستاذ جاستون جيز

. Rellandروالن حتل مركز الصدارة أي و إذا كان معيار المرفق العام قد ساد أحكام القضاء الفرنس

فإن التطورات التي تالحقت في الفقه الفرنسي خالل الثلث األول من القرن العشرين، ب أدت إلى عجز معيار المرفق العام عن إستيعا نفسه،خالل النصف األول من القرن

قصوره و هدا األخيرأوجه النشاط الجديدة وهذا ما سمي بأزمة المرفق العام أي عجز ، وأدى ذلك إلى صعوبة )2( نشاطات الدولة ذات الطبيعة الصناعية والتجاريةبيعاعلى است

مارسيü فأصبح غامضا مبهما مما دفع األستاذ ،تحديد مضمون فكرة المرفق العام كمعيارDžاليƽ أجوف خال من أي مضمون ا لفظياأن المرفق العام لم يعد سوى معيارب إلى القول

أن وجود المرفق ب الذي ظل مخلصا للمعيار ري ديǂوبادأندرǎحقيقي، واعترف الفقيه لم يعد الشرط الكافي لتحقيق - و إن كان شرطا لتطبيق أحكام القانون اإلداري -العام

إختصاص القضاء اإلداري إذ أصبح من الضروري أن يضاف إليه شرط األسلوب الذي .)3(تستعمله السلطة اإلدارية في إدارة المرافق العامة

.197املرجع السابق، ص . ري و ƭلس الشورى الدولة اللبناين عبد الغين بسيوين عبد اهللا، القضاء اإلدا)1( .91ص . محاد حممد شطا، املرجع السابق)2(

.87املرجع السابق، ص . عبد الغين بسيوين عبد اهللا، القانون اإلداري(3)

Page 29: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-27-

معيار السƯǂة العامة : الرابƲالفرع قام هذا المعيار على أساس تغليب الوسائل على األهداف، وذلك على النقيض من

Mauriceمعيار المرفق العام الذي رجح األهداف عليها، ويعتبر العميد موريس هوريو

HAURIOU مؤسس معيار السلطة العامة حيث أعلن أفضليته على معيار المرفق ام، وغلب الوسائل التي تستخدمها السلطة العامة على األهداف التي تسعى إلى تحقيقهاالع

وأوضح أن السلطة العامة كأساس للقانون اإلداري وكمعيار لتحديد اختصاص القضاء تقتصر على األوامر والنواهي كما كان الحال في معيار التفرقة بين أعمال اإلداري ال

المالية، وإنما تشمل جميع األعمال الصادرة من اإلدارة التي السلطة واألعمال اإلداريةأن السلطة العامة هوريو العميد ، وبيŇنتستخدم فيها االمتيازات المقررة للسلطة العامة

ليست عبارة عن امتيازات كما أنها ليست مطلقة، وإنما تحكمها ضوابط وقيود محددة، .)1(ينة هي المرافق العامةفهي سلطة موضوعية تصبو نحو تحقيق أهداف مع

معيار السلطة العامة في أوائل خمسينات القرن Ɯورƺ ƚيدü ولقد حدد العميد العشرين، إذ أعلن أنه يوجد ارتباط وثيق بين اإلدارة والسلطة التنفيذية، حيث تباشر هذه

Ňنون اإلداري ف القااألخيرة وظيفتها اإلدارية بواسطة الضبط اإلداري والمرفق العام، وعربأنه مجموعة القواعد المطبقة على نشاط السلطة التنفيذية حين تستخدم أساليب السلطة

واستخدام ،نشاط السلطة التنفيذية من ناحية: العامة، وبذلك يتضمن المعيار عنصرين حيث يترتب على العنصر األول استبعاد نشاط األفراد ،السلطة العامة من ناحية أخرى

تين التشريعية والقضائية وأعمال السلطة التنفيذية التي تعرف باألعمال ونشاط السلطالحكومية، ويحدد العنصر الثاني المتعلق بأساليب السلطة العامة اختصاص القضاء

ضبط اإلداري، في الاإلداري ومجاالت تطبيق أحكام القانون اإلداري، كما هو واضح وأوضح العميد . ق العامة والعقود اإلداريةوعند استعمال هذه األساليب في مجال المراف

üيدƺ أن معيار السلطة العامة ال يتضمن اإلمتيازات التي تضع اإلدارة في مركز أسمى من مركز األفراد المتعاملين معها فقط، وإنما يتضمن أيضا القيود واإللتزامات التي

القانونية، وعلى أساس وهذا ما يقتضيه نظام الدولة،تفرض على اإلدارة بواسطة القوانينمعيار السلطة العامة تخرج مجاالت إدارة الدولة ألمالكها الخاصة وعقود اإلدارة التي ال

. 147، ص 1990 للكتاب، اجلزائر، ةالوطنيديوان املطبوعات اجلامعية واملؤسسة ).النظام اإلداري( عوابدي، القانون اإلداريعمار )) 1(

.361محاد حممد شطا، املرجع السابق، ص - .121،124ص . السابقمصطفى أبو زيد فهمي، املرجع -

Page 30: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-28-

تستخدم فيها أساليب السلطة العامة، وإدارة المرافق العامة الصناعية والتجارية من نطاق .(1)تعلقة بهاتطبيق القانون اإلداري وبالتالي ال يختص القضاء اإلداري بالمنازعات الم

كان العميدهوريو في عرضه لفكرة السلطة العامة كأساس للقانون اإلداري وكمعيار ، ألنه لم ينكر المعيار الذي تسيد الفقه والقضاء غامضالتحديد اختصاص القضاء اإلداري

في الربع األول من القر ن العشرين وهو معيار المرفق العام، وأعلن أن فكرة المرفق ام تجسد هدف النشاط اإلداري، بينما تعبر فكرة السلطة العامة عن وسائل تحقيق هذا الع

بيد أنه فضل الوسائل على األهداف، فوضع فكرة السلطة . الهدف كما ذكرنا من قبلالعامة في المقدمة تليها فكرة المرفق العام، وحدد نطاق القانون اإلداري باألنشطة التي

لطة العامة وتهدف إلى خدمة نشاط مرفق عام أي إشباع حاجة تستخدم فيها أساليب الس .(2)عامة

بمحاولة لتجديد معيار المرفق العام بعد لوبادير وفي الجانب اآلخر قام األستاذ التفكك الذي أصابه نتيجة األزمات التي تعرض لها عن طريق الجمع بين فكرتي المرفق

بعده يأتي استخدام معيار السلطة ،ولوية للمرفق العام لكنه جعل األ،العام والسلطة العامة .العامة في المجاالت التي عجز المرفق العام عن القيام بدوره فيها

قد ذهب في نفس االتجاه إذ عرض لمعيار المرفق العام شابǏ ويبدو أن األستاذ ة العامة المعيار المحدد باعتباره المعيار األساسي للقانون اإلداري، بينما جعل معيار السلط

.(3)الختصاص القضاء اإلداري أي أنه جمع بين المعيارين وبالنسبة للقضاء اإلداري الفرنسي فإنه مازال إلى اليوم يذكر معيار المرفق العام في أحكامه، مع استخدام اإلدارة ألساليب القانون العام في العديد من المجاالت اإلدارية،

ا بين المرفق العام والسلطة العامة لتعيين نطاق تطبيق القانون اإلداري فهو يجمع أيضوإذا كان التطور في هذا . وتحديد اختصاص القضاء اإلداري بالمنازعات اإلدارية

الموضوع قد وصل إلى هذا الوضع فهل يعني هذا أن المطاف قد انتهى بالقضاء اإلداري رار على معيار الجمع بين معيار المرفق العام وبفقه القانون العام الفرنسي إلى االستق

و السلطة العامة كمعيار عام لتحديد اختصاص القضاء اإلداري؟ في الحقيقة ال يستطيع

.119، اجلزائر، ص 1999اجلزء األول، ديوان املطبو عات اجلامعية، طبعة . مسعود شيهوب، املبادئ العامة للمنازعات اإلدارية)1( . 201املرجع السابق، ص . عبد اهللا، القضاء اإلداري وƭلس الشورى الدولة اللبناين عبد الغين بسيوين)2( . 85ص . 2001مطبعة عمار قريف، طبعة . قصري مزياين فريدة، مبادئ القانون اإلداري اجلزائري)3(

Page 31: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-29-

وألن القضاء اإلداري مازال ،أحد أن يجزم بذلك ألن القانون اإلداري مستمر في تطوره :هم في موضوعنا هوولعل السؤال الم. يلعب دورا كبيرا في إحداث هذا التطور

القضائي بصفة بأي المعايير أخذ المشرع الجزائري في تحديد االختصاص ؟بصفة خاصة لمنازعات الصفقات العموميةعامةواألختصاص القضائي

Ǐانƙب الǂƯالم: ǎرƏزاƜال Ʋالتشري Ǐƺ لمنازعات الصفقات العمومية ǏƏالقضا ƫختصاǗا ي لمنازعات الصفقات العمومية في التشريع الجزائري لتحديد االختصاص القضائ

هل منازعات الصفقات العمومية من اختصاص : ال بد من اإلجابة على التساؤل التالي القضاء اإلداري أم من اختصاص القضاء العادي؟

üوǓالفرع ا :ǎاإلدار ƅالقضا ƫاختصا ختصاص العام في النظر تعد الغرف اإلدارية بالمجالس القضائية صاحبة اال

والفصل في المنازعات التي تكون جهة اإلدارة طرفا فيها في النظام القضائي الجزائري، ولتحديد قواعد االختصاص القضائي للغرف اإلدارية على مستوى المجالس القضائية أو ل مجلس الدولة أهمية بالغة، ذلك أن تحديد الجهة المختصة بنظر المنازعات اإلدارية بشك

واضح يسهل على المتقاضي معرفة الجهة القضائية التي يرفع دعواه أمامها ضد تصرفات .(1)اإلدارة، ويجنبه معاناة البحث عن الجهة القضائية المختصة لحماية حقوقه وحرياته

من قانون اإلجراءات المدنية فإن الغرف اإلدارية هي المختصة 07 وطبقا للمادة ر والفصل في المنازعات اإلدارية، غير أن هناك استثناء خاص كأصل عام في النظ

ببعض المنازعات اإلدارية ذات طابع معين والتي تؤدي إلى عقد االختصاص إلى جهات قضائية إدارية أخرى كالطعون بالبطالن في القرارات اإلدارية الصادرة عن السلطة

ينعقد اختصاص الفصل فيها اإلدارية المركزية أو الطعون الخاصة بتفسيرها والتي من قانون اإلجراءات المدنية 07والمنازعات اإلدارية طبقا للمادة . )2(لمجلس الدولة

والتي يعود اختصاص الفصل فيها للغرفة اإلدارية على مستوى المجالس القضائية هي << ريتلك التي يكون أحد أطرافها الدولة، الوالية، البلدية، أو مؤسسة عامة ذات طابع إدا

تختص المجالس القضائية بالفصل ابتدائيا بحكم قابل لالستئناف أمام المحكمة العليا في

جامعة اجلزائر معهد احلقوق ).قدم لنيل شهادة املاجستري يف اإلدارة واملاليةحبث م( صاȇ جازية، قواعد االختصاص القضائي للدعوى اإلدارية يف النظام القضائي اجلزائري)1(

. 117، ص 1993/1994والعلوم اإلدارية، السنة اجلامعية . املتعلق باختصاصات ƭلس الدولة وتنظيمه وعمله30/04/1998 املؤرخ يف 98/01 من القانون العضوي رقم 09 املادة (2)

Page 32: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-30-

الوالية، البلدية، أو إحدى المؤسسات , القضايا أيا كانت طبيعتها التي تكون الدولةجميع :العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفافيها وذلك حسب قواعد اإلختصاص التالية

مجلس قضاء الجزائر و وهران وقسنطينة وبشار وورقلة التي تكون من اختصاص- 1 :يحدد اختصاصها اإلقليمي عن طريق التنظيم

.الطعون بالبطالن في القرارات الصادرة عن الواليات- .الطعون الخاصة بتفسير هذه القرارات والطعون الخاصة بمدى شرعيتها-

تها وكذا اختصاصها اإلقليمي تكون من اختصاص المجالس القضائية التي تحدد قائم- 2 :عن طريق التنظيم

الطعون بالبطالن في القرارات الصادرة عن رؤساء المجالس الشعبية البلدية وعن - .المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية

.الطعون الخاصة بتفسير هذه القرارات والطعون الخاصة بمدى شرعيتها-نية للدولة والوالية والبلدية والمؤسسات العمومية ذات المنازعات المتعلقة بالمسؤولية المد-

.>>الصبغة اإلدارية الرامية لطلب التعويض من قانون اإلجراءات المدنية فيما 07يمكن استخالص المبادƏ التي تقوم عليها المادة

:يليتختص المجالس << من قانون اإلجراءات المدنية 07بمقتضى المادة : المبدأ األول-

ئية بالفصل ابتدائيا بحكم قابل لالستئناف أمام المحكمة العليا في جميع القضايا أيا القضاكانت طبيعتها التي تكون الدولة، الوالية، البلدية أو المؤسسة العمومية ذات الصبغة

إن المشرع الجزائري في تحديده للنزاع اإلداري قد اعتمد على .>>…طرفا فيهاداريةاالي يقوم على صفة أطراف النزاع، ويتبين أن المادة أعاله قد جاءت المعيار العضوي الذ

بمعيار جديد ليحل محل المعيار المادي الذي كان معموال به في النظام القضائي الجزائري .)1(أثناء فترة االستعمار الفرنسي، وإلى فترة قليلة بعد االستقالل

أنه متى كان أحد أطراف ويترتب على المعيار المعتمد من طرف المشرع الجزائري ورةيسند األختصاصالنزاع شخصا من أشخاص القانون العام المحددين بنص المادة المذك

يهدف أساسا إلى تقريب القضاء من ان هدا النظام. الىالقضاء األداريالقضائيالمتقاضين، وقد فعل المشرع الجزائري كذلك متأثرا بالتوجه العام للتشريعات العربية مثل

. 49، ص 1991اجلزائر، . ديوان املطبوعات اجلامعية، الطبعة األوىل. ستǞناف ضد األحكام اإلدارية يف اجلزائر بشري حممد، الطعن باال(1)

Page 33: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-31-

من القانون المغربي المتعلق بالمحكمة العليا المغربية الصادر عام 17جاء في المادة ما والذي تخلى بمقتضاه المشرع المغربي عن المعيار المادي واستبدله بالمعيار 1957

.العضويحدد المشرع الجزائري األشخاص العامة في المادة السابعة من قانون : المبدأ الثاني-

الدولة، الوالية، البلدية، المؤسسة العمومية : ية على سبيل الحصر وهياإلجراءات المدنذات الصبغة اإلدارية، ووفقا لهذا التعداد ال يجوز للغرفة اإلدارية أن تنظر وتفصل في المنازعات التي ال تكون هذه األشخاص العامة طرفا فيها، فال يمكن إعمال القياس بقصد

.)1(توسيع اختصاص الغرف اإلدارية إن المشرع الجزائري بهذا الحصر قد أخرج من اختصاص المجالس القضائية المنازعات المتعلقة بالمؤسسة العامة الصناعية والتجارية التي ينعقد االختصاص فيها للمحاكم العادية، وهذا ما أكدته المحكمة العليا عند نظرها في قضية الديوان الوطني

باعتبار أن هذا الديوان مؤسسة عامة ،ت بعدم االختصاصلإلصالح الزراعي حيث حكم من قانون اإلجراءات المدنية ال يحق 07 وأنه تطبيقا للمادة ،ذات طابع تجاري وصناعي

للغرفة اإلدارية بمجلس قضاء الجزائر العاصمة أن تفصل في الدعوى الموجهة ضد هذه د فصلها في قضية الديوان العام ووفقا للمادة نفسها أكدت المحكمة العليا عن. المؤسسة

أنها تختص بالنظر و الفصل في القضية على )HLM(للمساكن ذات األجر المعتدل اعتبار أن المؤسسة المذكورة أعاله مؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية وتخضع

.)2(الختصاص القضاء اإلداريزعاتها الختصاص وتثور صعوبة تحديد متى تكون المؤسسة العامة إدارية تخضع في منا

المجالس القضائية ومتى تكون صناعية وتجارية تختص المحاكم العادية بنظر منازعاتها، .وهذا ما سيتم توضيحه في موضوعه من هذا البحث

تعد المجالس القضائية صاحبة االختصاص العام في المنازعات اإلدارية :المبدأ الثالث-مؤسسة العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها التي تكون الدولة، الوالية، البلدية، ال

باعتبارها منازعات إدارية إال ما استثني منها بنص خاص، كحالة قيام الدولة ببعض

ة اŎلة القضائية، عدد خاص ƞلتقى قضا. رياȏ عيسى، مالحظات حول تعديل قانون اإلجراءات املدنية وأǭرها على طبيعة الغرف اإلدارية يف التنظيم القضائي اجلزائري)1( . 80، ص 1992الديوان الوطين لɊشغال التربوية، اجلزائر، . الغرف اإلدارية

(2) Publica- Bouchahda,R. KHELLOUFI, Recueil d'Arrets jurisPRUDENCE Administrative. ALGER. Office des

tions Universitaire. P 60.-

Page 34: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-32-

النشاطات التي تخرج بطبيعتها المتميزة من الرقابة القضائية وهي األعمال التشريعية .)1(وأعمال السيادة

عة من قانون اإلجراءات المدنية يمكن استنتاج نطاق انطالقا من دراسة المادة الساباختصاص القضاء اإلداري المتمثل في الغرفة اإلدارية في المجالس القضائية كجهة تقاضي ابتدائية ومجلس الدولة كجهة استئناف في الفصل في منازعات الصفقات

ضائي المختص في العمومية، حيث أنه بناء على المادة المذكورة أعاله يعتبر المجلس القالفصل عل الدوام في حالة نزاع بمجرد كون أحد أطراف النزاع شخصا عاما دون أخذ

، وهذا نتيجة تبني المشرع الجزائري إلى )2(بعين االعتبار الطبيعة الخاصة أو العامة للعقدوهو نفس المعيار الذي حدد بمقتضاه الهيئات التي تبرم . المعيار العضوي كما سلف الذكر

قودها وفق قانون الصفقات العمومية وذلك في المادة الثانية منه التي نص فيها أن أحكام عقانون الصفقات العمومية تطبق على عقود اإلدارات العمومية والهيئات الوطنية والواليات والبلديات والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري باإلضافة إلى مراكز البحث والتنمية

العمومية الخصوصية ذات الطابع العلمي والتكنولوجي والمؤسسات العمومية والمؤسسات . ذات الطابع الصناعي والتجاري

بتطبيق المعيارين المتبعين في المادتين السابعة من قانون اإلجراءات المدنية والثانية من قانون الصفقات العمومية يمكن أن يحدد مجال اختصاص القضاء اإلداري في منازعات الصفقات العمومية بمنازعات الصفقات التي تبرمها الدولة، الوالية، البلدية،

وهو ما يدفعنا إلى طرح سؤال منطقي حول . والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلداريةتحديد الجهة القضائية المختصة بمنازعات الصفقات العمومية التي تبرمها المؤسسات

تجارية؟العمومية االقتصادية والǏانƙاكم العادية: الفرع الƟالم ƫاختصا

تختص الغرف اإلدارية بالمجالس القضائية وفقا لنص المادة السابعة من قانون اإلجراءات المدنية الجزائري بالنظر والفصل في المنازعات التي يكون أحد أطرافها

نوعا من المنازعات التي الهيئات المحددة في المادة السابقة، وهذا ما يعني أن هناك .تختص المحاكم العادية بالنظر فيها رغم اتصالها بالهيئات اإلدارية العامة

. 38،ص 1979.1980املطبعة اجلديدة، دمشق، ). الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة( عبد اهللا طلبة، القانون اإلداري)1( . 107، ص 2003اجلزائر،. ديوان املطبوعات اجلامعية، الطبعة اƪامسة. رƤة فائز أƱق و بيوȏ خالد، املنازعات اإلداريية أمحد حميو، ت)2(

Page 35: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-33-

ألنها هي التي تطرح اإلشكال - إن بعض المنازعات المتعلقة بالمؤسسات العمومية تخرج من اختصاص الغرفة اإلدارية بمفهوم -بالنسبة لمنازعات الصفقات العمومية

وهي المنازعات التي يكون أحد أطرافها المؤسسات العمومية االقتصادية المخالفة الصناعية والتجارية ووحداتها المختلفة، ذلك أن المادة السابعة قد اشترطت في إسناد

، وقد أكد )1(االختصاص للغرفة اإلدارية أن تكون المؤسسة العمومية ذات صبغة إدارية .)2(ديد من أحكامهالمجلس األعلى هذا االستثناء في الع

بما أن تحديد اختصاص الغرف اإلدارية في المنازعات المتعلقة بالمؤسسات العمومية يتوقف على تحديد طبيعة المؤسسة، استوجب األمر التطرق إلى تعريف المؤسسة العمومية االقتصادية وتمييزها عن المؤسسة العمومية اإلدارية من أجل تحديد

.قضائي لكل منهماجهة االختصاص ال موقف الفقه في التمييز بين المؤسسة العامة اإلدارية والمؤسسة العامة االقتصادية:أوال

بذل الفقه اإلداري محاوالت عديدة للتمييز بين المؤسسة العامة اإلدارية والمؤسسة العامة :االقتصادية من خال ل المعايير التي أوجدها والتي من بينها ما يلي

إذا كانت المؤسسة تخضع لقواعد القانون : القانوني الذي تخضع له المؤسسةالنظام - 1العام وحدها في جميع الحاالت اعتبرت مؤسسة عامة إدارية أما إذا كانت تخضع لمزيج

.)3(من قواعد القانون العام وقواعد القانون الخاص فهي مؤسسة عامة اقتصاديةلى المطلوب ألن معرفة النظام القانوني يأخذ على هذا المعيار أنه يتضمن مصادرة ع

المطبق على المشروع يتوقف تحديد نوعه أوال أهو مرفق اقتصادي أم مرفق إداري؟ .وعليه ال بد من تحديد طبيعة المرفق بمعرفة القواعد القانونية الواجبة التطبيق

إذا اتخذت المؤسسة شكل المشروعات االقتصادية الخاصة فهي : شكل المؤسسة- 2ؤسسة اقتصادية، أما إذا كانت تدار بواسطة إحدى السلطات العامة فهي مؤسسة عمومية م

.إدارية

.68ص . عمار عوابدي، املرجع السابق)1(، 1989، اŎلة القضائية، العدد األول، -رية لɊروقة احلديثةالشركة اجلزائ-ضد وزير التDzارة. ، قضية الشركة اجلزائرية أ م18/05/1985 اŎلس األعلى، الغرفة اإلدارية، )2(

. 259ص .35، ص 1990معهد احلقوق والعلوم اإلدارية جامعة اجلزائر، ).حبث لنيل شهادة املاجستري( مسعود حممودي، النظام القانوين لعقد املؤسسة العامة يف النظرية والتطبيق )3(

Page 36: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-34-

إذا كانت أساليب القانون العام هي المتبعة في : األساليب المتبعة في إدارة المؤسسة- 3إدارة مؤسسة ما فإن المؤسسة إدارية أما إذا استعملت أساليب القانون الخاص فتعتبر

.)1(قتصاديةمؤسسة عامة ا إن هذين المعيارين األخيرين منتقدان ألنه يمكن للمؤسسات العمومية االقتصادية أن تستغل بواسطة الشركات أو أن تستعمل في استغاللها أساليب القانون الخاص دون أن يمنع ذلك إدارتها بواسطة السلطات العامة مباشرة، وهذا ما ذهب إليه القضاء الفرنسي

.اأحيانإذا كان الهدف من المشروع هو تحقيق الربح فهو مؤسسة عامة : الغرض من المؤسسة- 4

اقتصادية، وإن لم يكن ذلك فهو مؤسسة عامة إدارية، إن المؤسسات العمومية االقتصادية .تحقق أرباحا نظرا لطبيعة نشاطها كما أنها تهدف إلى تحقيق المنفعة العامة بحكم طبيعتها

يعتبر هذا المعيار الفقهي األكثر شيوعا من غيره من المعايير األخرى : طبيعة النشاط- 5وقد نادى به الفقيه شفانون الذي رأى أن المؤسسة العمومية تكون ذات طبيعة اقتصادية وتجارية وفقا لهذا المعيار إذا كانت الخدمات التي تؤديها مما يعتبره القانون الخاص

، إذا كان هذا المعيار المعتمد على طبيعة نشاط )2(رادتجاريا فيما لو قام به أحد األفالمؤسسة للتمييز بين المؤسسة العامة االقتصادية والمؤسسة العامة اإلدارية أرجح اآلراء

.فقهيا، فإن القضاء اإلداري لم يتقيد به وأوجد معيارا عمليا :موقف القضاء اإلداري في التمييز بينهما: ثانيا

رنسي لم يكن واضحا في التميز بين المؤسسة العامة اإلدارية إن موقف القضاء الفوالمؤسسة العامة االقتصادية وتغيرت مواقفه من قضية ألخرى فوضع في مرحلة أولى معيارا غامضا وغير قانوني للتمييز بينهما حيث اعتبر المؤسسة العامة االقتصادية تلك

سيير وفي الوسائل المستخدمة وذلك المؤسسة التي تشبه المشاريع الخاصة في طريقة التالذي أكد فيها أنه للتميز بين المؤسسة العامة اإلدارية والمؤسسة العامة ) الواكا(في قضية

االقتصادية ال بد من النظر إلى طبيعة نشاط المؤسسة، فإذا كانت طبيعة النشاط الذي تقوم داري أما إذا كان النشاط به إدارية تعتبر المؤسسة إدارية وتخضع منازعاتها للقضاء اإل

.41ص . ق سليمان الطماوي، املرجع الساب)1( .37ص . مسعود حممودي، املرجع السابق)2(

Page 37: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-35-

الذي تقوم به المؤسسة من طبيعة اقتصادية فتعتبر مؤسسة عامة اقتصادية وتخضع .)1(منازعاتها للقضاء العادي

وهو بصدد التطرق لهذه المسألة ) محكمة التنازع الفرنسية( وأكد القضاء الفرنسيأن المؤسسات االقتصادية أن األصل في المؤسسات العمومية أنها مؤسسات إدارية و

أنشأتها الدولة واستغلتها ألن الخواص لم يقوموا بإنشائها وكان ال بد من وجودها لتقدم خدمات عمومية وعلى هذا األساس فكل المنازعات التي تنشأ بمناسبة استغاللها تكون من

معيار حاول القضاء الفرنسي إيجاد) الواكا(اختصاص القضاء العادي، وانطالقا من قضيةحاسم واستعمل في ذلك عدة مفاهيم وأفكار للتمييز بين المؤسسة العامة االقتصادية

:والمؤسسة العامة اإلدارية ومن بين هذه األفكار التي طبقها ما يليللنظر إلى طبيعة النشاط الذي تقوم به المؤسسة تحدد : الطبيعة الخاصة لنشاط المؤسسة- 1

بيعة إدارية كانت المؤسسة إدارية وتخضع في منازعاتها طبيعتها فإذا كان النشاط ذا طللقضاء اإلداري، أما إذا كانت طبيعة نشاط المؤسسة اقتصادي فتعتبر مؤسسة عامة

، ولم يكتف القضاء )2(اقتصادية وبالتالي تخضع منازعاتها الختصاص القضاء العاديبواسطتها المؤسسة الفرنسي بمعيار نشاط المؤسسة بل أضاف له عناصر أخرى ليميز

.)3(العامة اإلدارية عن المؤسسة العامة االقتصاديةمعنى ذلك أن المؤسسة العامة تكون مؤسسة اقتصادية إذا كانت تمول : موارد المؤسسة- 2

نفسها ذاتيا بأموال تتحصل عليها عن طريق الخدمات التي تقدمها إلى الجمهور، وتكون .زانية الدولةمؤسسة إدارية إذا كان تمويلها من مي

تكون المؤسسة العامة إدارية متى كان تنظيمها وتسييرها : إجراءات تنظيم المؤسسة- 3 .يخضع لقواعد قانونية استثنائية وغير مألوفة في أحكام القانون الخاص

في مرحلة أخرى تبنى القضاء اإلداري الفرنسي معيارا مزدوجا يقوم على عنصرين اثنين :هما

.138ص . صاȇ جازية، املرجع السابق)1(

Walid LAGGOUNE, Le Contrôle de l’état sur les entreprises-privées industrielles en Algérie, Institut de droit et de science administratives, thèse en vue de l’obtention du DOCTORAT,1994. p32

.70ص . عمار عوابدي، املرجع السابق)2( .156دار رƷانة، اجلزائر، ص. عمار بوضياف، الوجيز يف القانون اإلداري)3(

. 303ص . حممد محاد شطا، املرجع السابق-

Page 38: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-36-

صناعية، تجارية، (لق بطبيعة النشاط الذي تقوم به المؤسسة فهي عنصر موضوعي يتع- .بطبيعتها، أما المؤسسة العامة اإلدارية فهي أيضا إدارية بطبيعتها) …زراعية، مالية

عنصر شخصي أو ذاتي يتمثل في اتجاه نية اإلدارة أو واضعي النصوص المنشئة - نية اعتبار المؤسسة مؤسسة عامة عند إنشائهم لها إلى) المشرع أو اإلدارة(للمؤسسة

إدارية أو مؤسسة عامة اقتصادية، وذلك وفق النظام القانوني للمؤسسة، وعندئذ يمكن استخالص من خالل دراسة عقد أو قانون هذه المؤسسة طبيعتها اقتصادية أم إدارية، وهذا

ابة في قضية اتحاد نق1956ما أكده مجلس الدولة الفرنسي في حكمه الصادر سنة .)1(الطيران

من خالل ما سبق وبناء على نص المادة السابعة من قانون اإلجراءات المدنية الذي استبعد منازعات المؤسسات االقتصادية الصناعية والتجارية من اختصاص الغرفة اإلدارية للمجلس القضائي، واستنادا إلى نص المادة الثانية من قانون الصفقات العمومية

أخضعت المؤسسات االقتصادية الصناعية و التجارية في إبرام عقودها إلى قانون التي المتعلق بالمؤسسات 88/01 مخالفة بذلك أحكام القانون التوجيهي )2(الصفقات العمومية

العمومية والذي يخضع المؤسسات العمومية االقتصادية في إبرام عقودها إلى أحكام لصفقات العمومية، يمكن القول أن المحاكم العادية هي القانون الخاص وليس إلى قانون ا

المختصة بمنازعات الصفقات العمومية التي تبرمها المؤسسات العمومية االقتصادية .الصناعية والتجارية

وعليه يمكن القول أنه تطبيقا للنصوص المتعلقة بمنازعات الصفقات العمومية في تصاص القضائي أن االختصاص القضائي لمنازعات التشريع الجزائري في مسألة االخ

الصفقات العمومية اختصاص مزدوج، فبينما تختص الغرفة اإلدارية للمجلس القضائي بمنازعات الصفقات التي تبرمها الدولة، الوالية، البلدية، المؤسسة العمومية ذات الصبغة

لصفقات التي تبرمها اإلدارية، تختص المحاكم العادية بالنظر والفصل في منازعات ا إلى اعتماد - في رأينا- المؤسسات العمومية االقتصادية الصناعية والتجارية، وهذا راجع

المشرع الجزائري على معيار واحد فقط وهو المعيار العضوي وبأسلوبين مختلفين حيث استعمله في المادة السابعة من قانون اإلجراءات المدنية بأسلوب ضيق، بينما استعمله

. 140 صاȇ جازية، املرجع السابق، ص )1( ). دون تاريǸ(املعهد الوطين للدراسات والبحوǫ النقابية، اجلزائر،. حممد الصغري بعلي، املؤسسات العمومية االقتصادية يف التشريع اجلزائري)2(

Page 39: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-37-

أسلوب واسع في المادة الثانية من قانون الصفقات العمومية، وهو ما ولد هذا االختصاص بالمزدوج لمنازعات الصفقات العمومية الذي نعتبره في رأينا غير منطقي بحكم أنه ليس من المعقول أن تتوزع منازعة من طبيعة واحدة على قضاءين مختلفين، كما أنه يمكن

ذبذب المشرع الجزائري في إخضاعه للمؤسسات العمومية إرجاع هذه الوضعية إلى تاالقتصادية الصناعية والتجارية في إبرام عقودها إلى قانون الصفقات العمومية تارة

.واستبعادها من مجال تطبيقه تارة أخرى تجاوز هذه الوضعية غير المنطقية يكون باستبعاد المؤسسات وفي تصورنا أن

ادية الصناعية والتجارية من مجال تطبيق قانون الصفقات العمومية وذلك العمومية االقتصبتعديل المادة الثانية منه، فتصبح كل منازعات الصفقات العمومية من اختصاص القضاء

.اإلداريƘالƙالفرع ال : ǏƏالقضا ƫختصاǗتنازع ا

الصفقات إن وجود جهتين قضائيتين تتوليان النظر والفصل في منازعات ع بينهما حول زناتالعمومية هما القضاء اإلداري والقضاء العادي، يجعل إمكانية نشوء ال

تحديد اختصاص كل منهما في نظر المنازعات أمرا قائما، وذلك مهما كانت القواعد القانونية التي يضعها المشرع واضحة ومحددة ألن تحديد طبيعة المنازعة إدارية كانت أم

حتما إلى قيام حاالت عديدة من التنازع على االختصاص بين القضاءين مدنية سيؤدي ، لذلك ال بد من وجود جهة قضائية مختصة للنظر في حاالت التنازع (1)العادي واإلداري

على االختصاص بين المحاكم العادية والمحاكم اإلدارية، على أن تكون تلك الجهة . ألنها تتولى عملية الحسم في نزاع قانونيالقضائية محكمة بالمعنى التام لهذه الكلمة

:لذلك سنتناول صور التنازع على االختصاص، ثم نحدد الجهات القضائية التي تفصل فيهإن التنازع على االختصاص عادة ما يكون تنازعا إيجابيا أو سلبيا أو تعارضا بين األحكام

:الصادرة بين جهتي القضاءعتقاد كل جهة من جهتي القضاء العادي واإلداري يقصد به ا: التنازع اإليجابي- 1

باختصاصها في نظر القضية المعروضة أمام أي منهما، والتنازع اإليجابي عبارة عن وسيلة مقررة لحماية اإلدارة العامة من خضوع للقانون العادي في المنازعات التي تتصف

. 55، ص 1998مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان،). دراسة مقارنة( حممد خلف اجلبوري، القضاء اإلداري)1(

.115، ص 1999. ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر. ي، الوجيز يف اإلجراءات املدنيةحممد ابراهيم-

Page 40: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-38-

دي في حالة التنازع ، ويعتبر الدفع بعدم اختصاص القضاء العا(1)بالصبغة اإلدارية .اإليجابي بمثابة امتياز مقرر لجهة اإلدارة فلها حق مباشرته أمام محكمة التنازع

من الناحية العملية تقوم اإلدارة المعنية بالدفع بعدم االختصاص المحكمة العادية التي تنظر ة التنازع النزاع، فإذا رفضت المحكمة هذا الدفع يكون لإلدارة الحق في إثارته أمام محكم

التي تتولى مهمة الفصل في طلب التنازع الذي تقدمت به اإلدارة، ومن ثم فإنها تقوم بتأييد هذا الطلب وبالتالي الحكم بعدم اختصاص المحكمة العادية بالنظر والفصل في الدعوى،

. وإما إلغاؤه وهو األمر الذي يؤدي إلى اختصاصها في نظر الدعوىكان الهدف من التنازع اإليجابي هو حماية اإلدارة وقتها من الخضوع إلى ولما

القضاء العادي فإنه ال يمكن ال يثار في مواجهة القضاء اإلداري، فلو أن أحد األشخاص أقام دعواه أمام القضاء اإلداري ظنا منه أن الدعوى إدارية ثم تبين أنه أخطأ في ذلك، ففي

للمحكمة العادية أن يثير أيا منهما الدفع بعدم اختصاص القضاء هذه الحالة ال يحق له والاإلداري أمام محكمة تنازع االختصاص، والحل في مثل هذه الحاالت هو تنازل الفرد عن الدعوى وااللتجاء بدعواه إلى القضاء العادي مادام ليس بوسعه كما ليس بوسع المحكمة

انه يجب على اإلدارة أن تثير الدفع بعدم على . العادية إثارة الدفع بعدم االختصاصاالختصاص في مواجهة القضاء العادي أثناء نظر الدعوى وقبل الفصل في موضوعها بحكم نهائي حيث يستحيل إثارة الدعوى بعد فصل القضاء العادي في الموضوع بحكم

و االستئناف ويمكن أن يثار الدفع أمام المحاكم االبتدائية . حائز لقوة الشيء المقضي فيه .دون تمييز بينهما

يحدث حينما تمتنع كل من جهة القضاء اإلداري والقضاء العادي في : التنازع السلبي- 2النظر والفصل في موضوع الدعوى حيث تقضي كل منهما بعدم اختصاصها في النزاع

:وتتمثل شروط التنازع السلبي في ما يلي. )2(المعروض عليها . صادرا عن جهتين قضائيتين مختلفتين إدارية، عاديةأن يكون عدم االختصاص-أن يكون عدم االختصاص بسبب اعتقاد كل هيئة أن االختصاص يعود للهيئة -

.األخرى

. 59ص . املرجع السابق. حممد خلف اجلبوري، القضاء اإلداري)1(

.148ص . مسعود شيهوب، املرجع السابق(2)

Page 41: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-39-

أن يكون النزاع حول نفس الموضوع وبين نفس األطراف ومطروح أمام نفس -ار أنها مقررة إن هذه الحالة هي عكس حالة التنازع اإليجابي باعتب. الجهتين القضائيتينفلكل طرف حق اللجوء إلى محكمة التنازع التي ) اإلدارة واألفراد(لصالح الطرفين .تلغي أحد الحكمين

إن التنازع السلبي يبدو بسيطا بدون قيود وإجراءات معقدة، فالدعوى أمام محكمة التنازع ي المزدوج غير مقيدة بأية مواعيد، وهو رغم ذلك يعكس ثغرة من ثغرات النظام القضائ

في فرنسا وهي تعقيد النظام القضائي بإجراءات الفصل في تنازع االختصاص التي تكلف إن مثل هذه الحالة ال تطرح في نظام القضاء . المتقاضين أتعابا زائدة وبطأ في اإلجراءات

الموحد الذي تكمن ميزته الرئيسية في سهولة تحديد الجهة القضائية المختصة بحكم أن هذه السهولة أصبحت نسبية في ظل التطور الحديث الذي عرفه هذا وحدتها، ولو

النظام في بريطانيا والواليات المتحدة األمريكية حيث ظهرت هيئات متعددة للقضاء اإلداري من بينها المحاكم اإلدارية لذلك ليس من المستبعد ظهور بعض مشاكل

.)1(ائي الفرنسي المزدوجاالختصاص ولكن ليس بالحدة التي يعرفها النظام القض بالنسبة للتنازع المفترض في منازعات الصفقات العمومية فإنه يكون بين الغرفة اإلدارية المختصة في النظر والفصل في منازعات الصفقات التي تبرمها الدولة،الوالية،

دائية العادية البلدية، المؤسسات العمومية ذات الصبغة العمومية من جهة وبين المحاكم االبتالمختصة للفصل في منازعات الصفقات العمومية التي تبرمها المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري من جهة أخرى، ويبرز التنازع خاصة عندما يتعلق األمر

، حيث المالحظ أن قضاة الغرفة اإلدارية )2(بتقدير مشروعية أو تفسير األعمال اإلداريةطقون بعدم االختصاص اتجاه طلب إبطال قرار الوالي الناطق بفسخ الصفقة مع غالبا ما ين

أن هذا النوع من اإلبطال من اختصاصهم وال يدخل ضمن نطاق الطعن بالبطالن أمام .)3(الغرفة اإلدارية

من قانون 207 إن البحث في إجراءات حل التنازع يحيلنا إلى نص المادة ذا تنازع مجلسان قضائيان في االختصاص أو كان التنازع قائما بين إ<<اإلجراءات المدنية

. 11، ص 1982اجلزائر،. ةديوان املطبوعات اجلامعية، الطبعة الثاني. حسني مصطفى حسني، القضاء اإلداري(1) .135ص . أمحد حميو، املرجع السابق(2)اŎلة القضائية، عدد خاص ƞلتقى قضاة الغرف اإلدارية، الديوان الوطين لɊشغال التربوية، اجلزائر، . جنايب عبد احلميد، مدى سالمة تطبيق القانون يف ƭال املنازعات اإلدارية(3)

.32، ص 1992

Page 42: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-40-

>> المحكمة والمجلس القضائي ترفع عريضة الفصل في التنازع إلى المحكمة العلياوعليه فإن هذا النص يتحدث عن التنازع الذي قد يحدث بين مجلسين قضائيين أو بين

مثل هذين الحالتين يعود إلى محكمة ومجلس قضائي تقرر أن الفصل في التنازع فيالمحكمة العليا التي تفصل فيه بناء على عريضة يقدمها ذوو المصلحة في ميعاد شهر

ويمكن أن نشير في األخير أن إجراءات . )1(واحد ابتداءا من تاريخ التبليƸ آلخر حكمإلى وما يليها تبقى سارية المفعول 205الفصل في التنازع المنصوص عليها في المواد

03 المؤرخ في 98/03غاية تنصيب محكمة التنازع المستحدثة بموجب القانون العضوي المتعلق باختصاص محكمة التنازع وتنظيمها وعملها، حيث تختص حسب 1998يوليو

المادة الثالثة من القانون المذكور أعاله في الفصل في منازعات االختصاص بين الجهات ضاء العادي والجهات القضائية الخاضعة للنظام القضاء القضائية الخاضعة للنظام الق

اإلداري حسب الشروط المنصوص عليها في القانون، حيث يمكن لǖطراف المعنية رفع دعواها أمام محكمة التنازع في أجل شهرين ابتداءا من اليوم الذي يصبح فيه القرار

.)2(ضائي اإلداري أو العادياألخير غير قابل ألي طعن أمام الجهات القضائية للنظام القƲلمنازعات الصفقات العمومية: الفرع الراب ǏǂƟالم ƫختصاǗا

يقتضي حسن أداء العدالة أن ال تتركز محاكم الدولة في مكان واحد، إنما ينبغي أن تتوزع على أرجاء إقليمها وأن تحدد لكل محكمة دائرة مكانية تختص بنظر المنازعات

طاقها، وبذلك يجد كل مواطن محكمة قريبة منه يمكنه أن يلجأ إليها في غير التي تقع في نفقد أعد االختصاص المحلي هذه القواعد التي تعين المحكمة المختصة بالنظر في . عناء

.)3(المنازعة والفصل فيها من بين كل المحاكم المنتشرة على إقليم الدولةالمحلي تضمنتها المادة الثانية من قانون أورد المشرع الجزائري عدة قواعد لالختصاص

اإلجراءات المدنية، يمكن ردها إلى قاعدة عامة تندرج تحتها عدة استثناءات، فأما القاعدة يكون االختصاص للجهة القضائية << العامة فقد جاءت في الفقرة األولى من المادة الثامنة

ى الخاصة لǖموال المنقولة التي يقع في دائرتها موطن المدعي عليه بالنسبة للدعاوودعاوى الحقوق الشخصية العقارية، وكذا في جميع الدعاوى التي لم ينص فيها على اختصاص محلي خاص، فإذا لم يكن للمدعي عليه موطن معروف يعود االختصاص

. 178، ص 2001اجلزائر، . دار اƬدى، الطبعة األوىل. ة، قانون اإلجراءات املدنية نصا وتعليقا وشرحا وتطبيقا سائǴ سنقوق(1) . املتعلق باختصاصات حمكمة التنازع وتنظيمها وعملها1998 يوليو 03 املؤرخ يف 98/03 من القانون العضوي رقم 17 املادة (2) .185، ص 1985اإلسكندرية، . منشأة املعارف، الطبعة األوىل. صاص القضائي يف ضوء الفقه والقضاء عبد احلميد الشواريب، قواعد االخت(3)

Page 43: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-41-

للجهة القضائية التي يقع في دائرتها محل إقامته فإذا لم يكن له محل إقامة معروف يعود ، فاالختصاص المحلي >>… للجهة القضائية الواقع بدائرتها ƈخر موطن لهاالختصاص

يتحدد وفقا لقواعد محددة، إما بالنظر إلى حيث يوجد المدعي عليه موطنا كان أم مسكنا وقد توسعت المادة في هذا الجانب وذكرت كل االحتماالت بالنسبة للموطن أو المسكن

هذا بالنسبة للدعاوى الخاصة باألموال المنقولة له،أو محل اإلقامة أو ƈخر موطنودعاوى الحقوق الشخصية العقارية وكذا جميع الدعاوى التي لم ينص القانون على

أما بالنسبة لإلستثناءات الذي حدد فيها االختصاص المحلي لبعض .اختصاص محلي لها لهذه المنازعات، المنازعات مباشرة دون التقيد بالقاعدة العامة نظرا للطبيعة الخاصة

والتي من بينها منازعات الصفقات العمومية، حيث جاء في الفقرة الثامنة من المادة الثامنة أن االختصاص المحلي لمنازعات الصفقات العمومية هو الجهة القضائية التي يقع في

.دائرتها المكان الذي أبرمت فيه الصفقةالمشرع يلجأ إليه في حالة وجود نزاع إن االختصاص المحلي المحدد من طرف

بين المتقاضين بشأن الجهة التي يؤول إليها االختصاص وهي غالبا ما تكون في الحالة التي لم يتفق فيها األطراف أثناء إبرام الصفقة شفاهة أو كتابة عن الجهة القضائية

بإبرام أو تنفيذ المختصة محليا للنظر في النزاع الذي قد يثور بشأن حالة معينة ترتبط الصفقة، فهو إذا قاعدة احتكام يلجأ إليها األفراد عند طرح النزاع أمام الجهات القضائية

)1(على أساس أن التقيد بقواعد االختصاص المحلي ليس إلزاميا ألنه ليس من النظام العامǏانƙال ƘƟمنازعات الصفقات العمومية: المب Ǐƺ باتƙواعد اإلƽ

ازعات اإلدارية بصفة عامة ومنازعات الصفقات العمومية على تعد المنالخصوص من طبيعة خاصة على أساس أن أحد أطرافها سلطة عامة له في مواجهة الطرف اآلخر سلطات اإلكراه القانوني، لذلك يعتبر إثبات الوقائع في مواجهة اإلدارة عبئا

تميز دوما بعدم المساواة بين عتبار أن الخصومة أمام القضاء اإلداري تإثقيال على المتقاضيين خاصة في منازعات اإللغاء أو ما يسمى بدعوى تجاوز السلطة، وهي الخصومة المنصبة على قرار إداري والرامية إلى إبطاله لمخالفته لقاعدة قانونية أسمى

عن منه، وكذا الحال بالنسبة للقضاء الكامل أين يتعلق األمر بمطالبة اإلدارة بالتعويضلذلك فإن السؤال الذي يطرح في . رتكبته أو بدون خطأ من أموال الجماعة برمتهاإخطأ

.203ص . عبد احلميد الشواريب، املرجع السابق(1)

Page 44: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-42-

مسألة اإلثبات في منازعات الصفقات العمومية يتعلق بوسائل اإلثبات المقبولة أمام القاضي ما هي طرق اإلثبات المقبولة أمام القاضي : الفاصل في هذه المنازعة أو بعبارة أدق

زعات الصفقات العمومية؟الفاصل في منا لإلجابة على هذا السؤال ال بد من دراسة قواعد اإلثبات المباشرة وغير المباشرة :ومحاولة البحث في مدى قابليتها في منازعات الصفقات العمومية وذلك على النحو التالي

.قواعد اإلثبات المباشرة- .قواعد اإلثبات غير المباشرة-

üوǓب اǂƯالم :ƽƔبات المباشرƙواعد اإل هي تلك التي يعاينها القاضي بنفسه ويكون له دور إيجابي في إدارتها وتتمثل

.ستجواب وشهادة الشهود واإلقرارفي اإلنتقال للمعاينة واليمين واإلüوǓمعاينة : الفرع اǂل üاإلنتقا)La visite des lieux(

قانون المحاكم والمجالس اإلدارية في المادة نص على هذا اإلجراء في فرنسا الذي سمح للقاضي اإلنتقال إلى األماكن 1997 مايو 29 من المرسوم المؤرخ في 171

اإلدارية، من أجل أن يتعرف بدقة على الوضعية في اإلجراءات التنازعية القضائيةادي المتعلق بتدابير القانونية للشيء موضوع الدعوى، ويخضع اإلنتقال للمعاينة للنظام الع

، وهو األمر (1)ستطاعة القاضي األمر به دون أن يطلبه الطرفان صراحةإالتحقيق حيث ب إلى 56الذي أكد عليه المشرع الجزائري عندما نظم اإلنتقال إلى المعاينة في المواد من

ه ، حيث أقر في البداية أنه إجراء جوازي لقاضي المنازعات اإلدارية، إذ باستطاعت60األمر به حتى ولو لم يطلبه الخصوم، وفي حالة طلبه فإن له السلطة التقديرية في األمر به

، ويجب على )2(من عدمه، وله أن يأمر به شفاهة ما لم يرى ضرورة إصدار أمر كتابينتقاله إلى المعاينة مع إخطار الخصوم بدعوتهم لحضورها، إالقاضي أن يحدد يوم وساعة

لمعاينة يتطلب معلومات تقنية فيجوز للقاضي أن يصطحب معه من وإذا كان موضوع ايراه مفيدا في أداء مهمته سواء تعلق األمر بمختص أو أكثر على أن يكون ذلك بأمر يذيل

ستعانة به به الحكم القاضي باإلنتقال للمعاينة، كما له أن يستعين بأي شخص يرى في اإل

. 162ص . ،اجلزائر2000دار هومة للطبع والنشر والتوزيع، طبعة . حلسن بن الشيǫǓ Ǹ ملوية، مبادئ اإلǭبات يف املنازعات اإلدارية)1(

Jacqueline MORAND-DEVILLER, Cours de droit administratif, Montcherstien, sixième édition. France.P 674.- . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم56 املادة (2)

Page 45: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-43-

أن يكون فالحا أو تاجرا مثال بغض النظر عن أمرا ضروريا ولو لم يكن مختصا إذ يكفي .)1(تكوينه في الميدان المقصود

عتباره شاهدا إ للقاضي أثناء قيامه بأية معاينة ميدانية اللجوء إلى أي شخص يمكن في موضوع النزاع محل المعاينة شرط أن يكون على دراية بفحوى المنازعة، ويستوي

رة من القاضي المعاين أو بطلب من الخصوم أنفسهم، في ذلك أن يكون السماع بمبادتخاذ أي إجراء أو أكثر متى رأى أن ذلك إوفضال عن ذلك فللقاضي كافة الصالحيات في

.)2(ضروري للتحقيق واإلثبات كأن يأمر بتعيين حارس في مكان األشغالينة يعد محضرا نتهاء القاضي اإلداري من مهمته المتعلقة باإلنتقال للمعاإ عند

بكافة اإلجراءات واألعمال التي قام بها أثناء هذه المهمة، يودعه بكتابة ضبط المحكمة بعد التوقيع عليه من القاضي المعاين ومن الكاتب الذي حضر المعاينة، على أن يتضمن هذا المحضر موضوع النزاع كما شاهده القاضي عينا وسمعه أذنا ولمسه يدا سواء من طرف

وم أو الشهود أو أي شخص ƈخر ألن ذلك من شأنه أن يساعد بدرجة كبيرة في حل الخصالنزاع المعروض على الجهاز القضائي، كما يمكنه أن يأخذ الرسومات والصور

.)3(والتوقيعات ويرفقها بمحضره بخصوص اإلجراءات المتبعة أمام مجلس الدولة والغرفة اإلدارية بالمجلس

لقرار المتضمن اإلنتقال للمعاينة يوضح ما إذا كان جميع أعضاء الهيئة القضائي فإن االقضائية سيقومون بهذا اإلنتقال أو أحد األعضاء فقط، كان يعهد باإلنتقال للمستشار

.)4(المقرر دون باقي أعضاء الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي أو مجلس الدولةعاينة هو اإلطالع على حقيقة األمر عن قرب بدال إن الهدف من اإلنتقال إلى الم

من اللجوء إلى تعيين خبير، ألن الخبرة قد تكون ناقصة وغير معبرة عن الواقع فتأمر .)5(الغرفة اإلدارية أو مجلس الدولة باإلنتقال للمعاينة

. من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم57 املادة (1) .املدنية املعدل واملتمم من قانون اإلجراءات 58 املادة (2) . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم59 املادة (3) . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم123 املادة (4) ). شورقرار ȡري من.(، قضية معوȇ عيسى ضد واƃ والية اجلزائر1991 يناير 27 قرار الغرفة اإلدارية باǂكمة العليا الصادر يف (5)

Page 46: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-44-

Ǐانƙالشهود: الفرع ال Ɣشهاد الحلف والحضور واإلدراك إال أن تطلق الشهادة في اللغة على معاني كثيرة منها

أقرب هذه المعاني للمعنى االصطالحي هو اإلخبار أو البيان أي القول الصادر عن علم .)1(حاصل بالمشاهدة

من قانون المحاكم 179 إلى 172 نظم المشرع الفرنسي الشهادة في المواد الذي نص على أن و1963 يوليو 30والمجالس اإلدارية الصادر بموجب مرسوم

يكون في الجلسة إال إذا تعلق األمر يجب أن ة المحكمة ئستماع إلى الشهود من قبل هياإلستماع تتم من قبل القسم الفرعي للتحقيق عن طريق قاضي بمجلس الدولة فإن عملية اإل

مؤهل من تلك الهيأة، وكما هو الحال بالنسبة للتشريع الفرنسي فإن للغرفة اإلدارية الدولة وفقا ألحكام القانون اإلداري األمر بالتحقيق حول الوقائع التي تكون من ومجلس

، وذلك بموجب قرار قبل الفصل في أصل الحق )2(طبيعتها قابلة لإلثبات بشهادة الشهود، كما يتضمن هذا )3(يبين الوقائع المراد التحقيق فيها ويوم وساعة الجلسة المحددة إلجرائه

ستحضار الشهود في اليوم والساعة المحددين وأن إوم بالحضور وبالقرار تكليف الخصيخطروا أمانة الضبط خالل ثمانية أيام بأسماء الشهود الذين يريدون سماعهم، وال يطبق

أن للخصوم التقدم مباشرة إلى ستعجال، إال أنه تجب اإلشارة ذلك األجل في حالة اإلمحضر القضائي، وسنحاول إلقاء نظرة بالشهود عن طريق تكليفهم بالحضور بواسطة ال

:وجيزة على النظام القانوني للشهادة في القانون الجزائري في النقاط التاليةال يجوز سماع أخوة وأخوات وأبناء عمومة الخصوم أو أصهاره على : سماع الشهود- 1

ستدعاؤهم إ، ومع ذلك يجوز )4(عمود النسب أو زوج أحد الخصوم ولو بعد الطالقدة في مسائل الطالق أو الحالة، كما يجوز سماع القصر الذين لم يبلغوا الخامسة للشها

يدلون بشهادتهم فعشر من عمرهم لكن دون أداء اليمين، أما األشخاص الذين فقدوا أهليتهم نفراد بعد أن إويستمع إلى كل شاهد على . أمام القضاء على سبيل تقديم المعلومات فقط

وموطنه ودرجة قرابته ومصاهرته أو تبعيته للخصوم كأن يكون يذكر اسمه ولقبه وسنه ، ويحلف الشاهد اليمين بأن يقول الحق وإال كانت شهادته )5(خادما أو عامال عند أحدهم

. 169، ص 2000اإلسكندرية، . منشأة املعارف، الطبعة األوىل. نبيل ابراهيم سعد، اإلǭبات يف املواد املدنية والتDzارية يف ضوء الفقه والقضاء(1) . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم61 املادة (2) . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم62 املادة (3) . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم64 املادة (4) . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم65 املادة (5)

Page 47: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-45-

فهو ال يقسم باŸ لكون النص القانوني >> أقسم بأن أقول الحق<< باطلة وذلك بصيغةط ذلك، وال يمكن القياس على نص المادة من قانون اإلجراءات المدنية لم يشتر65للمادة

من القانون نفسه المتعلقة باليمين التي يؤديها الخصوم لكون القواعد اإلجرائية ذات 434طابع استثنائي وال يجوز القياس عليها مع اإلشارة أن سماع شهادة القصر الذين لم يبلغوا

.)1(يمينالثامنة عشر تكون على سبيل االستدالل فقط بعد أدائهم ال وباستثناء حالة االستعجال فإن المهلة المحددة للشاهد للحضور أمام القضاء ال تقل

ستدعاء ويوم المثول للتحقيق، ويجوز الحكم على ستالمه لإلإعن خمسة أيام من تاريخ الشهود المتخلفين بغرامة مدنية ال يمكن أن تتجاوز خمسين دينارا مع النفاذ المعجل بالرغم

من المعارضة أو االستئناف، ويمكن تبليغهم من جديد على نفقتهم فإذا تخلفوا يحكم عليهم بغرامة مالية ال تتجاوز مائة دينار مع العلم أنه في حالة العذر المقبول يمكن إعفاء الشاهد

.)2(من الغرامات المسلطة عليه مع سماع شهادتهالشاهد الذي استحال عليه الحضور في ويجوز للقاضي أن ينتقل لسماع شهادة

متثال أمام القضاء، وإذا اليوم المحدد ألجل سماعه، كما يجوز له أن يحدد ميعادا ƈخر لإلكان الشاهد مقيما خارج اختصاص دائرة المحكمة أمكن للقاضي اللجوء إلى اإلنابة

.القضائيةستئناف مع غير قابل لإل وفي حالة تجريح أحد الشهود يفصل في األمر بقرار

العلم أن أسباب تجريح الشاهد تكمن في عدم أهليته للشهادة أو بسبب قرابته ألحد الخصوم أو ألي سبب جدي ƈخر شرط أن تبدى هذه األسباب قبل إدالء الشاهد بشهادته إال إذا ظهر

.سبب التجريح بعد أداء الشهادة ففي هذه الحالة تبطل إذا قبل القاضي التجريح يدلي الشاهد بشهادته دون االستعانة بأية مذكرة وللقاضي من تلقاء نفسه أو بناء على طلب الخصوم أو أحدهم أن يوجه إلى الشاهد جميع األسئلة التي يراها ضرورية بحيث ال يجوز للخصوم أن يطرحوا أسئلتهم مباشرة كما ال يجوز لهم مقاطعة الشاهد أثناء

، وبعد االنتهاء من اإلدالء بالشهادة تتلى على كل شاهد أقواله ويقوم )3(تأديته لشهادتهبالتوقيع عليها أو يشار بأنه ال يعرف التوقيع أو ال يمكنه ذلك أو أنه امتنع صراحة،

. من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم66 املادة (1) . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم67 املادة (2) . اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم من قانون71،72 املادتني (3)

Page 48: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-46-

وللخصم الذي يحضر أكثر من خمسة شهود على واقعة واحدة أن يتحمل مصاريف .)1(الشهود اآلخرين

تب الجلسة تدوين أقوال الشهود ويجب التفرقة في ذلك بين يتولى كا: محضر الشهادة- 2 :حالتين

في الدعاوى غير قابلة لالستئناف تدون أقوال الشهود في سجل الجلسة أو في سجل - من قانون اإلجراءات 74التحقيقات، ويالحظ في هذا الشأن ان النص العربي للمادة

في حين ) محضر(نص الفرنسي بكلمة المذكورة في الPLUMITIFالمدنية قد ترجم عبارة أن المعنى الصحيح للكلمة هو سجل الجلسة الذي يمسكه كاتب الضبط أثناء التحقيق إذا

.)2(كان هناك سجل خاص بالتحقيقات PROCES(في الدعاوى القابلة لالستئناف يحرر كاتب الضبط محضر سماع الشهود -

VERBAL (قاضي بمسودة القرار القضائي ويتضمن ويرفق هذا المحضر الذي يوقع عليه البيان مكان وساعة التحقيق وحضور الخصوم أو غيابهم، واسم كل شاهد ولقبه ومهنته وإجاباته عن األسئلة عما إذا كان قريبا أو صهرا أو في خدمة أحد الخصوم، كما ينوه في

.)3(عليهم المحضر إلى التجريح الموجه إلى الشاهد مع إثبات أقوال الشهود وتالوتهاوللغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي أو مجلس الدولة، أن تصدر قرارها فور إجراء التحقيق أو تأجيل القضية إلى جلسة مقبلة، وفي هذه الحالة يعلن محضر التحقيق إلى الخصوم قبل أن ينادى من جديد على القضية في الجلسة المحددة لها وهذا تطبيقا لمبدأ

يعتبر اإلثبات بشهادة << ويقول الفقيهين مازو وشاباس . التحقيقيةوجاهة اإلجراءاتالشهود خطير ليس فقط إلمكانية إغراء بعض الشهود لكن لكونه يصعب عليهم اإلتيان بذكر الوقائع بصفة محضة وبسيطة ودون تحوير لها لذلك يجب أن يطلب من الشاهد بأن

حسب الفقيهين السلطة التقديرية في ، غير أن للقاضي>>ال يصرح إال بما رƈه وسمعه .فحص وتقدير قيمة األدلة المطروحة أمامه إذ باستطاعته قبول الشهادة أو رفضها

. من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم73 املادة (1) .181ص . حلسن بن الشيǫǓ Ǹ ملوية، املرجع السابق(2) . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم74 املادة (3)

Page 49: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-47-

Ƙالƙرار: الفرع الƽاإل L’aveu ، وقد عرفه )1(عتراف أحد الخصوم بما يدعيه خصمه اآلخرإ اإلقرار هو

يعترف بموجبه شخص ما بصحة واقعة بأنه التصريح الذي ) Aubry et Rau(األستاذان يعتبر اإلقرار المعتمد أمام . معينة، فيأخذ به في مواجهته ألنه يولد ƈثارا قانونية ضده

و أالقاضي اإلداري ويحصل ذلك خاصة عندما يقوم القاضي باستجواب ممثل اإلدارة د المتقاضي معها بهدف الحصول على إقرار من أحد طرفي الدعوى ومع ذلك ال توج

.)2(قواعد إدارية خاصة باإلقرار لذلك فإن قواعد القانون المدني هي المطبقة اإلقرار نوعان إقرار قضائي يتم أمام القضاء أثناء السير في الدعوى التي صدر بشأنها اإلقرار، وإقرار غير قضائي وهو الذي يصدر خارج مجلس القضاء أو أمامه لكن

وسواء أكان اإلقرار قضائيا أم غير قضائي فهو عمل . في دعوى ال تتعلق بموضوعهقانوني بإرادة منفردة لذلك يجب أن تتوفر فيه شروط التصرف القانوني حيث يجب أن تتجه إرادة المقر إلى إحداث أثر قانوني معين هو ثبوت الحق المقر به في ذمته وإعفاء

فإذا لم تتجه إرادته إلى إحداث هذا المقر له من إقامة الدليل على ما كان يجب عليه إثباته األثر فال يعد هناك إقرار، حيث ال يعتبر إقرارا ما يدلي به الشخص تأييدا الدعاءاته إذا

.)3( يدعيه الخصماعتراف بمكان في هذه األقوال مصلحة لخصمه طالما لم يقصد بها اإليكون رضاه غير كما يجب أن تتوفر في المقر أهلية التصرف في الحق المقر به وأن

.مشوب بعيب من العيوبلم ينص القانون المدني الجزائري إال على اإلقرار القضائي، لكن وعلى خالف القضاء المدني فإن مجلس الدولة أخذ في البعض من قراراته بصحة اإلثبات بواسطة اإلقرار غير

.قضائياقعة قانونية مدعى بها عتراف الخصم على نفسه أمام القضاء بوإهو : اإلقرار القضائي-

، وهو حجة قاطعة على المقر، )4(عليه، وذلك أثناء السير في الدعوى المتعلقة بهذه الواقعةله، أو بأنه تنازل عن دعواه، أخذ بإقراره فمتى أقر الفرد بأنه قبض ما هو مستحق

ع متعددة و صدر الحكم عليه، و ال يتجزأ اإلقرار على صاحبه إال إذا انصب على وقائ

.269، ص )بدون سنة طبع(بريوت،. الدار اجلامعية للطباعة والنشر، الطبعة األوىل. حممد حسن قاسم، اإلǭبات يف املواد املدنية والتDzارية)1( . 178ص . نبيل ابراهيم سعد، املرجع السابق- .185ص . حلسن الشيǫǓ Ǹ ملوية، املرجع السابق)2( .270ص . حممد حسن قاسم، املرجع السابق)3(

.270ص . حممد حسن قاسم، املرجع السابق(4)

Page 50: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-48-

و كان وجود واقعة منها ال يستلزم حتما وجود الوقائع األخرى، كما ال يجوز التراجع عنه ويعد اإلقرار القضائي من األدلة المطلقة أمام الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي و كذا . )1(

. أمام مجلس الدولةالقضاء، و الذي اعتبرته هو ذلك اإلقرار الذي ال يتم أمام : اإلقرار غير القضائي-

07/12/1988الغرفة المدنية بالمحكمة العليا غير معتد به و ذلك في قرارها الصادر في حيث أن القضاة فعال اعتبروا إنكار الطاعنين ال يفيد إطالقا بناء على أنهم أقروا أمام <<

مطعون ضده الخبير بأنهم يريدون التخلي عن األرض محل الخصام، التي تثبت ملكيتها للعن طريق الخبرة، مما يتبين معه أنهم بنوا قرارهم على خبرة الخبير واعتبروا ذلك

من القانون المدني التي تقضي 341إقرارا للحكم عليهم من دون أن يراعوا أحكام المادة بأن يكون اإلقرار أمام القضاة و أثناء سير الدعوى، األمر الذي أساءوا معه تطبيق القانون

على أنهم تنازلوا عن سلطتهم للخبير الذي ال يملك إال رأيا فنيا محضا يمكن لهم فضال .)2(>>االستعانة به أو االستغناء عنه، وبناءا على ذلك فإنه يكون عرضة للنقض

، قضت المحكمة العليا أسوة 30/10/1989وفي قرار غرفة األحوال الشخصية في .)3(به يعتد ال ضائيالق اإلقرار بأن أعاله المذكور بالقرار

وعلى خالف ما ذهب إليه القضاء المدني، نجد أن القضاء اإلداري و على األخص قضاء مجلس الدولة اعتبر بأن اإلقرار غير القضائي منتجا آلثاره وملزم لصاحبه حتى ولو كان

حيث أنه يظهر << 28/06/1999ذلك أمام الخبير و هو ما جاء في القرار الصادر من اءة القرار المعاد و القرار التمهيدي و تقرير الخبرة، أن المستأنفة لم تنازع صفة من قر

المستأنف عليه كمالك إال خالل اإلستئناف، و أمام الخبير صرح رئيس البلدية أن ملكية المدعي المستأنف عليه توجد حاليا في منعرج، و كان مضطرا لفتح الممر حيث ال يوجد

… المدعي تعويضا حسب قانون نزع الملكية للمنفعة العامةحل ƈخر و عليه عرض علىه الملكية من الجد يلإحيث أن المستأنف يعترف ضمنيا بملكية المستأنف عليه الذي ƈلت

عتراف رئيس بلدية ƈيت عيسى ميمون أمام او على ذلك اعتبر مجلس . )4(>>إلى األب إقرارا ضمنيا لملكية هذا األخير، الخبير بأن ملكية المستأنف عليه توجد في منعرج، يعد

.املرجع السابق.58 /75 من األمر رقم 341 املادة(1) . و ما بعدها38، ص 1990. ، اŎلة القضائية، العدد الثاين07/12/1988املؤرخ يف ) الغرفة املدنية ( قرار اǂكمة العليا (2) .1991اين، ، اŎلة القضائية، العدد الث30/10/1989، الصادر يف )ȡرفة األحوال الشǺصية ( قرار اŎلس األعلى (3) ).ȡري منشور ( ، قضية رئيس بلدية ǓيǨ عيسى ميمون، ضد أوديعي أمحد، 18/06/1999 قرار ƭلس الدولة الصادر يف (4)

Page 51: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-49-

وأنه لم يلجأ إلى تطبيق قواعد القانون المدني التي ال تعتد باإلقرار غير القضائي، فالقاضي اإلداري يبحث عن الحقيقة التي تعتبر همه الوحيد تحقيقا للتوازن ما بين اإلدارة

.ي القانون الخاصو المواطن دون التقيد بوسيلة من وسائل اإلثبات المنصوص عليها ف Ʋالفرع الراب : Džاليمي )Le serment (

تعد اليمين من وسائل اإلثبات التي نص عليها كل من القانونين المدني الفرنسي والجزائري، ولقد صنفها فقهاء القانون المدني على أنها من األدلة المطلقة خاصة فيما إذا

قضائية وغير قضائية : كانت حاسمة للنزاع، واليمين التي يكلف بها الخصم نوعانتؤدى أمام القاضي واليمين غير القضائية هي التي تؤدى فاليمين القضائية هي التي

.)1(أو يتفق على حلفها في غير مجلس القضاءاليمين هي التصريح المهيب في الجلسة من قبل أحد الخصوم بواقعة تكون في صالحه

د ولليمين طابع ديني لكون الشخص المؤدي لها يشهد اŸ أو الشخص المقدس أو المعبوعلى أن ما يقوله صحيح، ويعرض نفسه للعقوبة في يوم ما إذا كان تصريحه كاذبا

من قانون اإلجراءات المدنية على صيغة اليمين التي يؤديها الخصم 434وقد نصت المادة وهذا ال يمنع القاضي بأن يأمر بحلف اليمين وفقا >> أحلف باŸ العظيم << في جلسة

ديانة الحالف وفي هذه الحالة يحدد الحكم ميعاد ومكان حلف اليمين، لǖوضاع المقررة فيدون ذكر >> أقسم << مع المالحظة بأن صيغة اليمين في النص الفرنسي جاءت بعبارة

كلمة اŸ ويعد هذا سقوطا غير متعمد خاصة إذا استندنا إلى نص اليمين التي يؤديها رئيس .>>اŸ << حامين حيث ورد فيها ذكر كلمة الجمهورية والقضاة وكتاب الضبط والم

فيما يخص القواعد التي تحكم ƈداء اليمين الحاسمة واليمين المتممة فقد نص وهي تشبه تلك المنصوص عليها في القانون 350 إلى 343عليها القانون المدني من

ليمين المتممة ثم الفرنسي السالف الذكر، وعلى ذلك سنتعرض لكل من اليمين الحاسمة والموقع اليمين في المنازعات اإلدارية بصفة عامة ومنازعة الصفقات العمومية على وجه

.الخصوص

.126، ص 2000 دار اجلامعة اجلديدة للنشر، الطبعة األوىل، اإلسكندرية،. حممد فتǴ اهللا النشار، أحكام و قواعد عبء اإلǭبات يف الفقه اإلسالمي و قانون اإلǭبات(1)

Page 52: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-50-

هي اليمين الحاسمة للنزاع يجوز لكل من الخصمين توجيهها إلى : اليمين الحاسمة-الخصم اآلخر، غير أنه من حق القاضي منع توجيهها، إذا تبين له تعسف الخصم في

ا، ولمن وجهت له الحق في أن يردها إال إذا قامت اليمين على واقعة ال يشترك فيها طلبهالخصمان بل يستقل بها شخص من وجهت إليه، كما ال يجوز توجيه اليمين مخالفة للنظام

، وال يمكن لمن وجه اليمين أن يرجع عليها متى قبلها خصمه، كما )1(العام واآلداب العامةت ما يخالف اليمين بعد تأديتها من الخصم الذي وجهت إليه أو ردت ال يجوز للخصم إثبا

أما إذا ثبت كذب اليمين بحكم جزائي فإن للخصم الذي أصابه ضرر منها أن يطالب .عليه .)2(لطعن في الحكم الصادر ضده بناء على اليمين الكاذبةابالتعويض دون اإلخالل بحق

ين و نكل عنها أي رفض أدائها دون ردها على ويخسر دعواه من وجهت إليه اليم .خصمه وكذلك الحال بالنسبة للذي ردت عليه اليمين ورفض أدائها

وإذا وجه الخصم اليمين الحاسمة إلى خصمه، وقبل هذا األخير أدائها، أو أن موجه ع عنه اليمين لم يكن متعسفا في توجيهها ـ كأن ال يعلم بأن خصمه يعتنق ديانة أو يمتن

أبيا أن يؤدي اليمين ـ فإنه ليس للقاضي أن يمنع تلك اليمين وعلى ذلك قضت المحكمة تأييدا لطعنه يستظهر في عريضته وجه ) م.ب(حيث أن المدعي في الطعن << العليا

نعدام األساس القانوني إنعدام األسباب وخرق القانون، وفي المجموع من إالمأخوذ من اء لم يكن مجيبا على الطلبات المتضمنة، كونه وجه إلى لتصريحه بأن مجلس القض

من القانون المدني، ال 348خصمه ƈداء اليمين وفقا للشروط المنصوص عليها في المادة .سيما و أن المدعي عليه قبل تأدية هذه اليمين

ا نعدام األسباب، ممإنعدام اإلجابة عن الطلبات، فهذا يعادل إ حيث من الثابت أنه لدى - .يترتب بمقتضاه بطالن القرار المطعون فيه

حيث يستخلص من بيانات القرار المطعون فيه، أن قضاة اإلستئناف فعال لم يجيبوا -، و التي 1985 ديسمبر 02على الطلبات المقدمة من المدعي في الطعن أثناء انعقاد جلسة

م ـونه لـتأكيد لك، ألجل ال)ي.ل(مه المسمى ـلب توجيه ƈداء اليمين لخصـمنها طـض

.، املرجع السابق75/58 من األمر رقم 344 و 343 املادتني )1( .، املرجع السابق75/58 من األمر رقم 346 و 345 املادتني )2(

Page 53: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-51-

Ƹدج، و هذه اليمين قبلها المدعي 20000يتنازل عن السكن المتنازع فيه مقابل دفع مبل

.23/12/1985عليه المذكور حسب ما تبين من الطلبات المودعة منه أثناء جلسة و 343 حيث واقعيا تجدر اإلشارة، أنه بناءا على األحكام المشتركة الواردة في المادتين -

من القانون المدني فإنه يمكن توجيه ƈداء اليمين الحاسمة إلى الخصم في أي حالة 344كانت عليها الدعوة حول إشكالية تتعلق بنزاع ما، باستثناء حالة توجيه اليمين الحاسمة في

و تطبيقا لهذا المبدأ يجوز توجيه أداء القسم في كافة النزاعات .واقعة مخالفة للنظام العام على المطالبة بالحقوق الممكن التخلي عنها، مما يستتبع أنه بفصل مجلس قضاء الواردة

سيدي بلعباس كما فعل، لم يكن قراره قائما على أسس قانونية تبرره، و لم يكن بذلك .)1(مستوفيا للشروط القانونية المطلوبة منه اإلتيان بها

إلى أي من الخصمين ليكمل هي التي يوجهها القاضي من تلقاء نفسه: اليمين المتممة-، وقد نصت عليه المواد من )2(اقتناعه عندما يقدر عدم كفاية األدلة التي يقدمها الخصم

من القانون المدني، وهي على خالف اليمين الحاسمة التي يوجهها الخصم 350 إلى342ن إلى خصمه ألن القاضي هو الذي يوجهها إلى أحد الخصوم من تلقاء نفسه دون حاجة أل

يطلب ذلك أحد منه على اعتبار أن له السلطة التقديرية في اللجوء إليها كما أنه إذا وجهها إلى أحد الخصوم وحلفها فإن القاضي ليس مجبرا على الحكم بها، ويشترط في توجيه اليمين المتممة من طرف القاضي كما تأكد على ذلك تسميتها على أنه يجب أال تخلوا

وال يجوز للخصم الذي وجهت إليه اليمين )3(شرط أن يكون ناقصاالدعوى من أي دليل من طرف القاضي أن يردها على خصمه، وإذا تعلق األمر بتحديد قيمة الشيء المدعى به فإنه يمتنع على القاضي توجيه اليمين المتممة إذا كان بإمكانه تحديد تلك القيمة بدليل ƈخر

المتممة فعلى القاضي تحديد الحد األقصى للقيمة لإلثبات، وفي حالة اللجوء إلى اليمينالتي يصدق فيها المدعي بيمينه أي الحالة التي يعتبر فيها تصريح المدعي مع يمينه

.)4(صادقا

.101، ص 1993، اŎلة القضائية، العدد الثالث، 03/04/1989، قرار صادر يف )الغرفة اإلجتماعية ( اŎلس األعلى )1( .291ص .م، املرجع السابق حممد حسن قاس)2( .، املرجع السابق58 /75 من األمر 348 املادة )3(

.، املرجع السابق58 /75 من األمر 350 و 349 املادتني (4)

Page 54: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-52-

لم يصل إلى علمنا لغاية كتابة هذا البحث قرار للمحكمة : اليمين في المنازعات اإلدارية-ولة قضى بقبول اليمين كدليل إثبات في المنازعات أو لمجلس الد) الغرفة اإلدارية ( العليا

اإلدارية، كما أن الفقه الجزائري لم يتطرق إلى هذه المسألة، غير أننا نرى عدم جواز توجيه اليمين إلى اإلدارة و ال اللجوء إليها في المنازعات اإلدارية عموما وفي منازعات

وجب ألن تكون الواقعة المنصب الصفقات العمومية على وجه الخصوص، لكون القانون أ، ذلك أن اليمين الموجهة لممثل اإلدارة ال )1(عليها اليمين متعلقة بشخص من وجهت إليه

عالقة لها بشخص هذا األخير، و ال يمكن له أن يحلف قسما يورط فيه اإلدارة برمتها، أو ه اليمين إال لمن يقحم فيها كل الهيئة التي ينتمي إليها، أضف إلى ذلك أنه ال يمكن توجي

يملك التصرف في الحق محل النزاع، وال يملك ممثل اإلدارة ذلك، الشيء نفسه يقال ستكمال دليل ناقص بتوجيه اليمين إلى إبالنسبة لليمين المتممة حيث ال يجوز للقاضي

اإلدارة أو إلى خصمها لما في ذلك من خطورة على المال العام، إنما يمكن له اللجوء إلى ل التحقيق األخرى التي منحها له المشرع في قانون اإلجراءات المدنية كاستدعاء وسائ

.)2(اليمين ممثلي اإلدارة واستجوابه على الوقائع محل النزاع دون تأدية Ǐانƙب الǂƯالم : Ɣير المباشرƷ باتƙواعد اإلƽ

ال .بة، القرائن سنتناول في هذا المطلب ثالث قواعد لإلثبات تتمثل في الخبرة، الكتايلعب القاضي في أغلب األحيان في هذه األدلة دورا في عملية إنشائها باستثناء القرائن القضائية، غير أن استنباطه لها يتم من خالل الوقائع المعروضة عليه من طرف الخصوم

.فدوره استنباطي وليس إنشائي üوǓالفرع ا : Ɣالخبر)L’expertise (

ضي اختصاص من طراز تقني ليكشف عن معنى الوقائع في جميع ليس للقاالمواد هي قدرة قانونية وليست تقنية، لذلك أمكن له تكليف األشخاص المختصين بمهمة

.القيام بالمعاينات التي تتطلب معارف خاصة تعتبر الخبرة من وسائل اإلثبات الشائعة أمام القاضي اإلداري، وقد نصت عليها

مكرر من قانون اإلجراءات المدنية التي جاء فيها أن 55 إلى 47 والمواد من 43ة المادالخبرة إجراء جوازي للقاضي أن يأمر به من تلقاء نفسه أو بناء على طلب من الطرفين

.، املرجع السابق75/58 من األمر 340 املادة (1) .208– 207ص . حلسن الشيǫǓ Ǹ ملويا، املرجع السابق(2)

Page 55: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-53-

أو من إحداهما، و يجب أن يكون األمر يتضمنها كتابيا، ويجوز للغرفة اإلدارية بالمجلس .رفض تعيين الخبير إذا تبين أن القضية ال تحتاج إلى خبرةالقضائي ولمجلس الدولة

:وسنتناول بنوع من التفصيل المراحل التي يتضمنها إجراء الخبرةفي مجال المنازعات اإلدارية تتولى الغرفة اإلدارية للمجلس القضائي : تعيين الخبراء-

لموضوع، وذلك بتعيين أو مجلس الدولة تعيين الخبراء بقرار قضائي قبل الفصل في اخبير واحد أو عدة خبراء للقيام بمهمة معينة، ويحدد القرار القضائي المعين مهلة له يتعين

كما يجب على الخبير إذا كان غير )1(فيها عليه إيداع تقريره الكتابي أو اإلدالء به شفويا أن يؤدي اليمينلهمقيد بجدول الخبراء أمام السلطة القضائية التي يحددها القرار المعين

.)2(اتفاق الخصومبما لم يعفى منه إذا رفض الخبير القيام بالمهمة المكلف أو حصل مانع له استبدل بغيره من الخبراء بموجب أمر يصدر في ذيل عريضة طلب تبديله، ويصدر ذلك األمر من رئيس الغرفة

)3(ولة حسب مكان طرح القضيةاإلدارية بالمجلس القضائي المعين له أو رئيس مجلس الدإن الخبير الذي يقبل أداء المهمة ثم ال يقوم بها أو ال ينجز تقريره أو ال يقدمه في الميعاد الذي حددته الجهة القضائية المعينة المحددة له ال يمكن الحكم عليه بجميع ما أضاعه من

.)4(المصروفات وعند اإلقتضاء يحكم عليه بالتعويضات ويستبدل بغيرهإذا كان الخبير قد عين تلقائيا من قبل الهيئة القضائية اإلدارية دون أن يطلب الخصوم ذلك فإنه باستطاعة الخصوم أو أحدهما طلب رده بسبب قرابة قريبة أو على أي سبب جدي غير أنه يجب تقديم طلب الرد خالل ثمانية أيام تسري من تاريخ تبليغه بهذا التعيين

عا عليه من طرفه أو من وكيله و مسببا بمعنى أنه يشترط أن يتضمن ويكون الطلب موق .)5(هذا الطلب أسباب الرد لكي تفصل فيه الجهة القضائية المعينة للخبير دون تأخير

عند استالم الخبير نسخة من القرار القضائي المعين له فإنه يخطر : مهمة الخبير-بإجراء أعمال الخبرة، وفي غير حاالت الخصوم باأليام والساعات التي سيقوم فيها

اإلستعجال يرسل هذا اإلخطار إلى الخصوم قبل اليوم المحدد بخمسة أيام على األقل

.املدنية املعدل و املتمم من قانون اإلجراءات 49 املادة )1( . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم50 املادة )2( . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل و املتمم51 املادة )3( . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل و املتمم2 / 51 املادة )4(

.مم من قانون اإلجراءات املدنية املعدل و املت52 املادة (5)

Page 56: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-54-

برسالة مضمنة مع طلب اإلشعار بالوصول، و ترسل هذه الرسالة إلى موطنهم الحقيقي أو .محل إقامتهم أو موطنهم المختار

الخبرة في المكان الذي تجري فيه، ويحق لهم ويكون الخصوم أحرارا في حضور اإلدالء بالتصريحات وتقديم المالحظات التي يلتزم الخبير بتسجيلها في تقرير الخبرة، كما

نتدب للقيام بها وذلك ما أكده مجلس ايجب عليه عدم الخروج عن حدود المهمة التي .)1(الدولة

حرير تقريره المكتوب و يودعه كتابة ضبط بعد اتمام الخبير لمهمته يقوم بت: تقرير الخبرةالجهة القضائية المعينة له و هذا في األجل المحدد له في القرار القضائي المعين له، وإذا تعدد الخبراء في قضية واحدة وجب عليهم القيام بأعمال الخبرة سوية، ويحررون عن ذلك

رأيه، أما إذا كان التقرير تقريرا واحدا فإذا اختلفت ƈراؤهم وجب على كل منهم تسبيب .)2(شفهيا فيتلى من طرف الخبير مباشرة في الجلسة

كما أنه يجب تبليƸ األطراف بالخبرة حتى يتمكنوا من اإلدالء بƉرائهم ومالحظاتهم حول ذلك التقرير فإذا رأى القاضي أو الهيئة القضائية المختصة بأن الخبرة ناقصة فإن له أن

.)3(و بإجراء خبرة مضادةيأمر بتحقيق تكميلي، أالغرفة اإلدارية في المجلس القضائي ( إذا رأت الهيئة القضائية المختصة : ƈثار الخبرة-

تخاذ جميع ابأن العناصر التي أسس عليها الخبير تقريره ناقصة، فلها ) أو مجلس الدولة أو بمثول التدابير الالزمة حيث باستطاعتها على وجه الخصوص أن تأمر بإجراء تكميلي

مع العلم أن .)4(الخبير أمامها للحصول منه على المعلومات واإليضاحات الضروريةالقاضي غير ملزم برأي الخبير إذ باستطاعته الحكم على خالف ما توصل إليه، وفي ذلك

: يجب التمييز بين حالتينالمهمة الملقاة على إذا ألم الخبير بجميع عناصر : إذا نجح الخبير في المهمة المسندة إليه-

عاتقه، ولم يخرج عن الحدود التي انتدب من أجلها فإن الغرفة اإلدارية للمجلس القضائي أو مجلس الدولة يعتمد على تقرير الخبرة كعنصر فعال أثناء الفصل في النزاع المطروح،

الغرفة( وبالتالي يعتبر التقرير عندئذ دليال لإلثبات وعلى ذلك قضى مجلس الدولة

)قرار ȡري منشور ( ، قضية السيدة يعيش ضد واƃ والية البليدة و من معه 20/11/2000 قرار ƭلس الدولة الصادر يف (1) . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل و املتمم49 املادة (2) ).قرار ȡري منشور ( تنفيذية عني التني والية ميلة ضد بن حركو حممد الطاهر ، قضية رئيس املندوبية ال20/12/1999الصادر يف ) الغرفة الثالثة ( قرار ƭلس الدولة (3) . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل و املتمم54 املادة (4)

Page 57: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-55-

في قضية القطاع الصحي بأدرار ومن معه 19/04/1999 في قرار له مؤرخ في )األولى: ضد السيدة زعاف رقية بتأييد قرار الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء أدرار المؤرخ في

المعتمد على تقرير الخبير الطبي، وقد جاءت أسباب قرار مجلس الدولة 31/01/1996 حيث عكس ما يزعم المستأنف فإنه يستخلص من القرار << :المذكورة أعاله كما يلي

المطعون فيه، أن قضاة الدرجة األولى قد سببوا قرارهم بما فيه الكفاية، و أسسوا قضاءهم على التقرير الطبي المحرر من طرف الطبيب الذي عينته الغرفة اإلدارية بقرار صادر

مما ينبغي … وجاء فيه،04/04/1995، والذي حرر تقريره في 1994 مارس 20في .)1(>>الموافقة على القرار المستأنف

حيث أن : ما يلي20/11/2000 كما جاء في قرار ƈخر لمجلس الدولة المؤرخ في المستأنف تنازع القرار المعاد فيما اعتمد على تقرير الخبير الذي حدد قيمة السعر إلى

دمجت في اإلحتياطات العقارية بموجب دج للمتر المربع للقطعة األرضية التي أ170 .12/10/1992القرار الوالئي المؤرخ في

كما أرادته المستأنفة غير 06/11/1982حيث أن الرجوع إلى المرسوم المؤرخ في - .07/01/1986 المؤرخ في86/02 من المرسوم14 ممكن حيث أنه ملغى بموجب المادة

دال ومنصفا ومطابقا للمعطيات عا…حيث أنه من جهة أخرى يعد إقتراح الخبير - . >>1992الحقيقية للصفقة العقارية المحلية المعمول بها عند صدور مقرر اإلدماج سنة

أي أن الخبرة ناقصة حسب رأي القاضي : إذا لم ينجح الخبير في أداء مهمته-لتحقيق جراء اإتخاذ جميع اإلجراءات والتدابير الالزمة التي من بينها األمر بإستطاعته إفب

التكميلي أو بالخبرة المضادة، غير أنه مهما يكن فإن للقاضي كامل الحرية في تقدير : الوقائع حيث ليس ملزما باتباع رأي الخبراء ومن األمثلة على ذلك

تطبيقا للقانون المتعلق باإلجراءات : األمر باإلنتقال للمعاينة إذا كانت الخبرة ناقصة -إلداري األمر باإلنتقال للمعاينة إذا تبين له بأن الخبرة المدنية باستطاعة القاضي ا

ليا ـالع ةـة بالمحكمـرفة اإلداريـت الغـقا لذلك قضـة، وتطبيـناقصي ـد ووالـد بداوي محمـسى ضـوش عيـية معـقض قال للمعاينة في ـباإلنترير ـ بناءا على تق27/01/1991درت قرارها في ــزائر، ثم أصــة الجـوالي رة ـوى أن الخبـررت ذلك بدعـجازه، وقد بـت بإنـعاينة الذي قامـقال للمـنتاإل

).نشور قرار ȡري م( ، قضية القطاع الصحي بأدرار ومن معه ضد السيدة زعاف رقية 19/04/1999الصادر يف ) الغرفة األوىل ( قرار ƭلس الدولة (1)

Page 58: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-56-

حيث <<، و قد جاء في أسباب قرار المحكمة العليا ما يلي )1(المعمول بها جاءت ناقصةأن الخبرة المأمور بها من المحكمة العليا لم تنر كفاية المحكمة فيما يتعلق بشكل األمكنة

.فينوحقوق كل واحد من الطر .>>… حيث أنه تم األمر بانتقال المحكمة العليا إلى األمكنة للمعاينة -إذا تبين للقاضي بأن الخبير أو الخبراء أنجزوا مهمة التي كلفوا : األمر بخبرة مضادة -

بها غير أنه ليس باستطاعة القاضي الفصل في القضية، إما لعدم عدالة الحل المقترح في ، أو أن تقارير الخبرة ) الحال في تقدير الضرر أو مبلƸ التعويض كما هو( تقرير الخبرة

المختلفة والمطروحة أمام الجهة القضائية اإلدارية متناقضة أو أنها توصلت إلى تقييمات مختلفة للتعويض المقترح، فباستطاعة القاضي اللجوء إلى خبرة مضادة يلتزم فيها الخبير

ة نفسها ومثال ذلك ما جاء في قرار مجلس الدولة الغرفة المعين والمكلف بها القيام بالمهم في قضية بوالصوف حسن ضد وزير الشباب والرياضة ومن 26/07/1999الرابعة في

معه والذي قضى بتعيين خبير ƈخر للقيام بخبرة مضادة للخبرات الثالث التي طرحت في قضية الحال حيث أنه << للمناقشة وقد جاءت أسباب قرار مجلس الدولة كما يلي

11/11/1995استأنف السيد بوالصوف حسن قرارا بعد رجوع الدعوى بعد الخبرة بتاريخ Ƹعن الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء قسنطينة، الذي حكم على بلدية التين بأن تدفع له مبل

84530.00 Ƹتعويض األرض المتنازع عليها ومبل Ƹدج 200000 دينار جزائري قيمة مبلحيث أنه يستخلص من عناصر الملف بأنه و بمقتضى قرار المؤرخ في .كتعويض مدني

عينت الغرفة اإلدارية في مجلس قضاء قسنطينة خبيرا لتحديد األرض 06/03/1991المنزوعة الملكية و تحديد مبلƸ التعويض الذي يستحقه الشخص المنزوعة منه الملكية،

خبرة األولى، وبمقتضى قرار قبل وبعد رجوع الدعوى بعد الخبرة رفضت هذه الغرفة ال عينت خبيرا ƈخر ليقوم بالمهمة نفسها، ثم 30/09/1992الفصل في الموضوع مؤرخ في

وبعد إعادة . عينت خبيرا ثالثا17/09/1994وبقرار قبل الفصل في الموضوع مؤرخ في السير في الدعوى بعد الخبرة، وبمقتضى القرار المطعون فيه استبعدت الخبرة، وحدد

Ƹحيث أن هذا . دج للمتر المربع الواحد10 دج على أساس 84530.00التعويض بمبلحيث .التقييم منازع فيه من قبل المستأنف الذي يتمسك بأنه غير مطابق لحقيقة األسعار

أنه وبالفعل فإن المبلƸ الممنوح ال يتطابق والتقييم الذي اقترحته الخبرات الثالثة، ومن

. سبقǨ اإلشارة إىل هذا القرار)1(

Page 59: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-57-

حيث أنه مادام على .رات الثالثة من قبل إلى تقييمات ثالثةجهة أخرى توصلت الخبمستوى قضاء الدرجة األولى، التمست بلدية عين التين و السيد بوالوصوف حسن تعيين خبير ƈخر، وما دام أن الغرفة اإلدارية بمجلس قضاء قسنطينة ال تملك ما يجعلها تحدد

نازع عليها، ومن ثم تقييم مبلƸ التعويض، المبلƸ الحقيقي للمتر المربع الواحد لǖرض المتيتعين و لحسن سير العدالة وتبعا لظروف القضية، اإلستجابة لǖطراف وتعيين الخبير : ليقوم بالمهمة نفسها المحددة عن الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء قسنطينة المؤرخ في

06/04/1991 << )1(. القاضي بأن الخبرة غامضة فباستطاعته إذا رأى: عدم التصديق على الخبرة لغموضها -

عدم المصادقة على التقرير المتعلق بها، وهو ما ذهبت إليه الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء والذي قضى برفض الدعوى في الحال مع 26/02/1995سعيدة في قرار لها صادر في

تمس أثناء القول بأنه ال جدوى من التصديق على تقرير الخبرة، وهذا لكون الخبير المباشرته الخبرة من المدعين تقديم مخطط يؤكد الحدود المتعلقة باألرض غير أن هؤالء لم

.11/05/1862يقدموا له إال عقدا عرفيا محررا في Ǐانƙالفرع ال : Ǐالكتاب üالدليL’écriture

رية تعد األوراق المكتوبة من أهم قواعد اإلثبات المعتبرة في المنازعات اإلداوعليها يعول كثيرا في اإلثبات في منازعات الصفقات العمومية، ذلك أن اإلدارة منظمة تنظيما يعتمد كليا على األوراق وال يعتمد على ذاكرة الموظفين أو الشهود، لهذا كان

خاصة وأن )2(الدليل الكتابي أهم األدلة التي يعتمد عليها القاضي اإلداري على اإلطالق حيث نادرا ما يقدم األطراف مالحظات شفهية عن كتابيدارية ذات طابعاإلجراءات اإل .طريق ممثليهم

ويجب التمييز بين الدليل الكتابي الرسمي والدليل الكتابي العرفي فاألول، هو ذلك الدليل المحتوي على تصرف قانوني يحرره ضابط عمومي أو موظف عام، أما الثاني فهو

من صدر منه المحرر العرفي دون أن يشترط القانون بشأنه طريقة المحتوي على إمضاء .)3(في تحريره

:وفيما يلي سنتناول مميزات الورقة اإلدارية ثم نتعرض إلى عوارض اإلثبات بالكتابة

).قرار ȡري منشور ( ، قضية السيد بوالوصوف حسن ضد وزير الشباب و الرياضة 07/1999 /26الصادر يف ) الغرفة اإلدارية ( قرار ƭلس الدولة )1( .448املرجع السابق، ص . حممود حلمي، القضاء اإلداري(2) .247ملرجع السابق، ص حلسن بن الشيǸ أǫ ملوية، ا(3)

Page 60: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-58-

هي كتابة في حوزة اإلدارة ذات تاريخ قابل لإلثبات بالطرق : مميزات الورقة اإلدارية- 1داري وتدل على واقعة إدارية معينة، قد ال تكون الورقة اإلدارية المعتبرة في القانون اإل

صادرة في األصل عن موظف عام بل مجرد طلب أو كتاب مقدم من أحد األفراد بخطه وإمضائه، غير أن تقديمها لإلدارة وإرفاقها بالملفات إرفاقا متسلسال وإعطائها رقما

ورقة إدارية ذات حجية في اإلثبات وتاريخا أو تأشير الموظف المختص عليها يجعلها وقد تكون الورقة محررة بمعرفة الموظف كالمذكرات والتقارير والمحاضر .)1(اإلداري

لكن على الرغم من صدورها من موظف مختص في حدود اختصاصه إال أنها ليست لها مية حجية الورقة الرسمية ألن محرر الورقة له فائدة في اإلثبات بها، عكس الورقة الرس

التي لها قوة إقناعية لغاية الطعن فيها بالتزوير على اعتبار أن محررها شخص محايد :بالنسبة للطرفين، وتتميز األوراق اإلدارية بأنها

فهي في شكل نماذج إدارية تحمل إسم الجهة التي أصدرتها وخاتمها وموقع : كتابية-كون مجرد ورقة عادية غير عليها من طرف أحد اإلداريين أو مؤشر عليها منه وقد ت

موقعة وليست مؤرخة وال تحمل أية سمة إدارية ولكن تواصل سائر العناصر األخرى . يجعلها كذلك ولو كانت مسودة مملوءة بالشطب والتحشير

يعتبر هذا الشرط من أهم الورقة اإلدارية، إال أنه يجب تكون : أنها في حوزة اإلدارة -لجهة اإلدارية المختصة وفق النظام المعمول به في الهيئات الورقة اإلدارية في حوزة ا

اإلدارية، فإذا كانت واردة من خارج الهيئة يجب تقييدها في دفتر البريد الوارد بالرقم والتاريخ، وإذا كانت من األعمال الداخلية يجب أن يكون إيداعها في الملفات أو السجالت

.)2(لمعرفة الموظف المختص ى العمل اإلداري على ضم األوراق المتعلقة بموضوع واحد في ملف مشترك جر

ذو رقم واحد وتعنون جميع األوراق التي يتضمنها الملف بهذا الرقم و يعطى لها رقما متسلسال، وكلما كان الملف منتظما كان حجة في اإلثبات وكلما كان مختال قلت قيمته

دارة لهذا السبب من الملف بقدر انتظامه و إذا لم الثبوتية إال أن القاضي ال يحكم ضد اإليقتنع القاضي بمضمون الملف ليوضح أسباب عدم األخذ به وما حمله على

.)3(التشكيك فيه

.446اإلسكندرية، . مصطفى وصفي، أصول إجراءات القضاء اإلداري، منشǔت املعارف، الطبعة األوىل(1) .448ص . مصطفى وصفي، املرجع السابق(2) .247ص . حلسن بن الشيǸ أǫ ملوية، املنرجع السابق(3)

Page 61: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-59-

حتى وإن كانت خالية من التوقيع والتاريخ في ذاتها، حيث يكون : تاريخها قابل لإلثبات- مطمئن كثبوت رقم عليها يربطها بغيرها في إثبات تاريخها بتسلسلها في الملف بشكل

الملف أو في سجل القيد دون أن يكون هناك ما يدل على تحريك الملف وحشرها فيهولتحديد التاريخ أهمية قصوى ألنه دليل على فورية الورقة وتحريرها في حينها، فكلما

وكلما بعد تاريخ كان تحرير الورقة قريب العهد من الواقعة كان أكثر قيمة في اإلثبات تحريرها ضعفت قيمتها، وإذا وجدت ورقتان متعلقتان بموضوع واحد وكانت إحداهما أقرب تاريخا فإنها ترجح على األخرى إال إذا تضمنت الالحقة عناصر تدل على

.االستكمالوهذا أمر بحكم الضرورة ألن الملفات ال تتضمن : أن يكون موضوعها واقعة إدارية -

تعلق بالوقائع اإلدارية، فإذا كانت األوراق ال عالقة لها بالعمل اإلداري ال يأخذ أمورا ال ت .)1(بالتالي ال حجة لها في اإلثبات اإلداريوبها على أساس أنها صادرة من اإلدارة

يعد الدليل الكتابي ذو أهمية متميزة في المنازعات اإلدارية : عوارض اإلثبات بالكتابة- 2لكون اإلجراءات اإلدارية ,ت الصفقات العمومية على وجه الخصوصعموما وفي منازعاحيث ال تحدد موقفها , فاإلدارة ال تتصرف إال بموجب محررات مكتوبة, ذات طابع كتابي

ومن األمثلة , اتجاه األفراد أثناء اتخاذها لإلجراءات القانونية شفاهة بل في صيغة مكتوبةارة إلى الطرف المتعاقد معها في حالة إخالله على دلك اإلنذارات التي توجهها اإلد

.)2(بااللتزامات التعاقدية المحددة في الصفقة العمومية ,إن المحررات الرسمية التي يحكمها القانون الخاص لها حجية لغاية الطعن فيها بالتزوير

فهل يمكن تطبيق .فيصدر حكم نهائي حائز لقوة الشيء المقضي فيه يقضي بأنها مزورة ه القاعدة على المحررات اإلدارية ؟ هذ

أنشأ مجلس الدولة الفرنسي قواعد خاصة تطبق على الطعن بالتزوير ضد المحررات وهو عكس ما ذهب إليه . وبالتالي ال مجال لتطبيق القاعدة المذكورة أعاله, اإلدارية

لعامة المطبقة المشرع الجزائري في قانون اإلجراءات المدنية إذ أحال األمر إلى القواعد ا .على الطعن بالتزوير في المحررات اإلدارية

. و ما بعدها450ص . مصطفى وصفي، املرجع السابق(1)

>>إǽا Ɓ ينفذ املتعاقد التزاماته توجه له املصلحة املتعاقدة اعذارا ليفي بالتزاماته التعاقدية يف أجل حمدد<<من قانون الصفقات العمومية 99ص املادة تن (2)

Page 62: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-60-

Ƙالƙالفرع ال: DžƏالقرا)Les Presomptions ( تعد القرائن من أهم أدلة اإلثبات التي يلجأ إليها القاضي اإلداري خاصة منها تلك

واقعة ما، التي يستنبطها من الواقع و المسماة القرائن القضائية فكثيرا ما يصعب إثبات .فيلجأ القاضي إلى إثباتها عن طريق واقعة أخرى

من القانون المدني على نوعين من القرائن وهما القرينة 340 إلى 337نصت المواد .القانونية والقرينة القضائية

وفي هذه القرائن يقوم المشرع بترتيب المطلوب أوالحكم المستخلص : القرينة القانونية- 1لقاضي، لذلك قيل بأنها ال تعتبر دليل إثبات بالمعنى القانوني للكلمة بل تعد وال يتركه إلى ا

إعفاءا منه، فإذا كانت القرينة قابلة إلثبات عكس مدلولها كما هو الغالب، فإنه يترتب عليها وتنقسم القرائن إلى قسمين، فمنها ما هو .نقل إثبات فيصير الطرف اآلخر هو المكلف به

انون اإلداري، ومنها ما هو مدني يطبقه القاضي اإلداري لموافقته لروابط إداري يتعلق بالق .القانون العام

ومن أمثلتها قرينة القرار اإلداري الضلي التي تتمثل في رفض : القرائن اإلدارية - من قانون 279اإلدارة المستنبط من سكوتها لمدة معينة، وعلى ذلك نصت المادة

على أن سكوت السلطة اإلدارية لمدة تزيد عن ثالثة أشهر << ن اإلجراءات المدنية على أ، فإذا رفع المواطن >>…عن الرد على التظلم التدرجي أو اإلداري يعد بمثابة رفض له

تظلما ضد قرار وزير الداخلية مثال ثم سكت الوزير عن الرد عن التظلم لمدة تزيد عن قرينة على رفض اإلدارة لذلك التظلم ثالثة أشهر من يوم رفعه، فإن هذا السكوت يعد

09/11/1985وعلى ذلك قضت الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا في قرارها المؤرخ في حيث أنه ومن جهة أخرى، إذا كان الطعن المنصوص عليه من حيث << )1(على أنه

ة الثالث مكرر من قانون اإلجراءات المدنية مرفوعا قبل انقضاء مهل169المبدأ في المادة شهور لصمت اإلدارة يعتبر مرفوعا قبل األوان، فإن الصمت اآلنف الذكر ال يعتبر قرارا إال بانتهاء اليوم األخير من األجل، وأنه من المالئم بالتالي انقضاء الثالثة شهور لعرض

ولكن حيث أن هذا الطعن المرفوع قبل هذا التاريخ .النزاع على الجهة القضائية اإلداريةعتبر مقبوال، ذلك أن هذا األجل وبالنظر إلى مدة التحقيق التي استغرقته الدعوى القضائية ي

حيث يستخلص من جميع ما سبق أن .فقد انقضى فعال دون أن يصدر عن اإلدارة أي رد

. وما بعدها250، ص 1989لقضائية، العدد الرابع، ومن معها، اŎلة ا) ن(ضد بلدية ) ق (، قضية فريق 09/11/1985الغرفة الثالثة، القرار الصادر يف ( اǂكمة العليا )1(

Page 63: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-61-

الطاعنين محقون في تأكيدهم على أن مجلس القضائي للجزائر العاصمة قد أخطأ في .)1(السابق عرضه بالقرار المطعون فيه فصله في القضية على النحو

فالغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا ذهبت إلى أبعد ما ذهب إليه النص القانوني، إذ رأت بأنه إذا رفع المدعي دعواه قبل انقضاء مهلة الثالث أشهر من رفع التظلم اإلداري

وى اإلدارية التي رفعها المدعي أمام الجهة المصدرة في القضاء، وأثناء التحقيق في الدع .انقضت مهلة الثالث أشهر دون أن ترد اإلدارة على التظلم عد ذلك قرينة عن الرفض

ومن القرائن المدنية نجد قرينة الصحة المرتبطة باألحكام الحائزة على : القرائن المدنية -مدلولها وقد قوة الشيء المقضي فيه، وهي قرينة قانونية قاطعة ال تقبل إثبات عكس

. من القانون المدني338عبرت عن ذلك المادة ال يجوز قبول أي دليل ينقض هذه القرينة حتى ولو كان الدليل المستند عليه ضدها يتمثل في اليمين أو اإلقرار، وهذا الحل مبرر بضرورة السير الحسن للقضاء

يستطيع القاضي إثارتها من تلقاء نفسه ورغم ذلك ال تعد هذه القاعدة من النظام العام، فالبل باستطاعة الخصوم أن يتنازلوا عنها، بخالف المنازعات اإلدارية التي يعتبر فيها القرار القضائي اإلداري الحائز لقوة الشيء المقضي فيه من النظام العام تطبيقا لمبدأ

ذا ما جاء في قرار المشروعية ويجب على القاضي إثارة تلك القرينة من تلقاء نفسه وهحيث أنه ال نزاع في أن المدعي << 23/11/1985الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا بتاريخ

المحل المتنازع عليه وأنه قد أجره بالتالي بطريق تأجير 1952كان يشغل منذ سنة حيث أنه من المتفق عليه أن هذا األخير قد صدر في حقه حكم .التسيير للمدعي عليه

صادر عن غرفة اإلستئنافات المدنية و هو 14/06/1963طق بخروجه بتاريخ قضائي ن) ع.ل(الحكم الذي حاز على قوة الشيء المقضي فيه حيث أنه من الثابت أن المدعي عليه

ال يستطيع من جراء هذا التمسك بأي حق عن المحل المتنازع عليه و ذلك ألن حكم حيث أنه يتضح مما سبق أن المنح .انوني قد وضع حدا نهائيا لشغله الق14/06/1963

بأثر 1970/ 28/02 المؤرخ في 166/70رر رقم ـوجب المقـفاد منه بمـالذي است ي ـرجع

لرفȐ عريضة املدعني لكوŒا رفعǨ قبل األوان، أي أن مدة ǭالǭة 20/11/1984بتاريǸ ) الغرفة اإلدارية ( قضى القرار املطعون فيه و الصادر عن ƭلس قضاء اجلزائر (1)

.أشهر من يوم رفع التظلم اإلداري Ɓ تنتهي

Page 64: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-62-

مخالف لحقوق المدعي المكرسة بحكم قضائي، وإنه ليتعين 1962ابتداء من الفاتح نوفمبر .)1(بالتالي االستجابة لطلب اإلبطال

ة المنصوص عليها في القانون، نجد قرينة مسؤولية المتبوع ومن القرائن المدنيعن أعمال التابع، وهي مطبقة على مسؤولية اإلدارة عن العاملين بها، وكذا قرينة الخطأ في الحراصة كما نص قانون اإلجراءات القانونية على عدة قرائن منها ما جاء في المادة

تمسك للوثيقة المدعي تزويرها على يكلف رئيس الجهة القضائية الطرف الم << 157وقد اعتبر القانون عدم إيداع الوثيقة في >> …يودعها لدى كتابة الضبط خالل ثالثة أيام

ذلك الميعاد قرينة قانونية على النية في عدم استعمالها، وهو األمر المطبق في اإلدعاءات .بالتزوير

تترك لتقدير القاضي << المدني من القانون 340نصت المادة : القرائن القضائية- 2القرائن التي لم يقررها القانون وال يجوز اإلثبات بهذه القرائن إال في األحوال التي يجيز

غير أنه في القضاء اإلداري باستطاعة القاضي أن >> فيها القانون اإلثبات بشهادة الشيوخ .هيثبت بالقرائن في كل األحوال دون التقيد بالقانون المدني أعال

تختلف القرائن القضائية عن القرائن القانونية في أن القاضي هو الذي يستنبطها بأن يستنتج من الواقعة المعروفة وجود واقعة أخرى، لكنها تتفق مع القرائن القانونية في أنها

.تكون تحويال لإلثباتتمثل في أغلب وتشكل القرائن القضائية وسيلة إثبات في غاية الخطورة لكونها ال

األحيان الحقيقة الكاملة، فباستطاعة القاضي أن يقع في غلط في استنباطاته حتى ولو استعان بخبرة رجل مختص، وعلى ذلك يترك استنباط القرائن القضائية لفطنة القاضي

.الذي يجب أن يتصف بالحذرقاضي إذا أراد عدم وإذا كان األطراف هم الذين استنبطوا تلك القرائن فإن على ال

وتشكل القرائن القضائية وسيلة إثبات في غاية الخطورة لكونها ال تمثل في هااألخذ بأغلب األحيان الحقيقة الكاملة، فباستطاعة القاضي أن يقع في غلط في استنباطاته حتى ولو استعان بخبرة رجل مختص، وعلى ذلك يترك استنباط القرائن القضائية لفطنة القاضي

ها أن يبيبن األسباب التي جعلته يتخذ مثل ذلك الموقف، .لذي يجب أن يتصف بالحذراوكثيرا ما يكون القضاة حذرين بشأن التسجيالت على أشرطة الكاسات أو األسطوانات

. و ما بعدها199، ص 1989ضد وزير الداخلية، اŎلة القضائية، العدد الثاين، ) ل.ع(، فيي قضية 23/11/1985الصادر بتاريǸ ) الغرفة اإلدارية ( ة العليا قرار اǂكم)1(

Page 65: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل األول قواعد االختصاȋ و اإلǭبات يف منازعات الصفقات العمومية

-63-

التي يتم إقحامها من قبل األطراف على أنها قرائن إذ يخشون أن تكون مصطنعة، ومع ضائية يمكن القاضي اإلداري من تخفيف عبء اإلثبات ذلك فإن اللجوء إلى القرائن الق

على المدعي وكذا تحقيق التوازن فيما بينه وبين اإلدارة لذلك فإن القاضي اإلداري أوسع ومن أمثلة القرائن القضائية نجد قيام اإلدارة .تقديرا في القرائن من القاضي العادي

ر بواسطته مؤهل للقيام بتلك األشغال بتكليف المقاول قبل صدور األمر بالخدمة الذي يعتبفيعد صدوره قرينة على أن المقاول مؤهل عمليا للقيام بتلك األشغال التي رفعت ضده

.دعوى إدارية بشأنها وعلى اإلدارة إثبات عكس مدلول تلك القرينةفبراير 09 وقد اعتبرت الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا في قرار لها صادر في

ضد وزير الداخلية ومن معه أن رفض التوقيع على محضر التبليƸ ) م.أ( في قضية 1989Ƹوتبعا لذلك صرح قرار الغرفة اإلدارية بعدم قبول )1(يعد قرينة على صحة التبلي ،

عريضة المدعي إليداعها بعد فوات الميعاد القانوني لكون األجل يحسب من يوم رفضه Ƹاإلمضاء على محضر التبلي.

.257،258ة، العدد األول، بدون تاريǸ، ص ضد وزير الداخلية، اŎلية الداخلي) م .أ( ، قضية 09/02/1985، الصادر يف )الغرفة اإلدارية ( قرار اǂكمة العليا )1(

Page 66: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

-64-

Page 67: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-65-

Ǐانƙال üتسوية منازعات الصفقات العمومية: الفص تسوى النزاعات التي تطرأ عند تنفيذ الصفقة فـي إطـار األحكـام التـشريعية <<

، وهو ما يعنـي أن مـسالة تـسوية منازعـات )1(>>..…والتنظيمية الساري بها العمل ي المنازعـات الصفقات العمومية تخضع إلى اإلجراءات القضائية المعمول بها للفصل ف

اإلدارية وهي اإلجراءات المقررة في قانون اإلجراءات المدنية، إال أن هـذا لـم يمنـع المشرع من تنظيم تسوية النزاعات المتعلقة باختيار المتعاقد في قانون الصفقات العمومية

:سنتعرض في هذا الفصل إلى. 102 و101وذلك في المواد .العموميةالتسوية الودية لمنازعات الصفقات - .التسوية القضائية لمنازعات الصفقات العمومية-

üوǓا ƘƟالتسوية الودية لمنازعات الصفقات العمومية: المب أن -بعد دراسة قواعد االختـصاص لمنازعـات الـصفقات العموميـة - مر معنا

الصفقات ال تخضع لنظام قضائي وأحد حيث أن منازعات الصفقات العمومية التي تبرمها الدولة، الوالية، البلدية،المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية من اختصاص الغرفـة اإلدارية بالمجلس القضائي، بينما تدخل منازعات الصفقات التـي تبرمهـا المؤسـسات العمومية االقتصادية الصناعية والتجارية الختصاص المحاكم االبتدائية العاديـة بمفهـوم

من قانون اإلجراءات المدنية، وتطبيقا لـنص القـانون التـوجيهي المخالفة للمادة سبعة إن هـذا االزدواج القـضائي . 1988 جوان 12 المؤرخ في 88/01للمؤسسات العمومية

يثير إشكالية قانونية تتعلق بمدى جواز اللجوء إلى التحكيم كأسلوب ودي لتسوية منازعات ري للطعون في اختيـار المتعاقـد مـع الصفقات العمومية، كما أن تنظيم المشرع الجزائ

اإلدارة في قانون الصفقات العمومية يطرح إشكالية مدى كفاية هذا الطعن من أجل مباشرة الدعوى القضائية، أو بمعنى ƈخر هل القيام بالطعن بمقتضى أحكـام قـانون الـصفقات

العمومية يغني عن التظلم وفق القواعد العامة؟ شكاليات من خالل التطرق إلى ما يليسنحأول اإلجابة على هذه اإل

التظلم - التحكيم-

. ،املرجع السابق250/02ئاسي من املرسوم الر102 املادة )1(

Page 68: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-66-

üوǓب اǂƯالم :Ƽالمسب ǎم اإلدارǂưالت يكتسي التظلم اإلداري المسبق أهمية بالغة في قانون المنازعـات اإلداريـة فـي

التشريع الجزائري، نظرا لقواعده الخاصة، وكونه طريقة ودية لتسوية النزاع خاصة فـي بة اإلدارة للتظلم، وهو ما يعفي الطرفين من مواجهة مشاكل قـضائية معقـدة حالة استجا

فـي لـذلك سـنتطرق . وطويلة أمام الجهات القضائية توفر عليهما مجهوداتهما ونفقاتهما لبداية إلى تعريف نظام التظلم، ثم نعرض إلى أحكامه في قانون الصفقات العمومية وفي ا

إلى البحث في طبيعة العالقة بين الطعن وفقا ألحكـام القواعد العامة محأولة في الوصول قانون الصفقات العمومية وبين الطعن وفقا للقواعد العامة في قانون اإلجراءات المدنية؟

üوǓم: الفرع اǂưتعريف الت ، وفي هذا الصدد فإن )1(تثير مسألة تعريف التظلم اإلداري المسبق معرفة عناصره ل العنصر األول تعني الطريقة القانونيـة أو الـشكوى أو الطلـب التي تشك ) التظلم(كلمة

المرفوع من طرف متظلم للحصول على حقوقه أو لتصحيح وضـعيته، حيـث يفتـرض التظلم اإلداري المسبق وجود عمل قانوني ذا طابع إداري، ويتمثل العنصر الثـاني فـي

ة اإلدارية المختصة، ويطرح التظلم في طابعه اإلداري الذي يعني توجيه التظلم إلى السلط هذا العنصر معرفة السلطة اإلدارية المختصة وكيفية تحديدها بحكم أن االختصاص مسألة

ويتمثل العنصر الثالث في موضوع التظلم الذي يقصد بـه . مهمة في المنازعات اإلدارية .توجيهه مبدئيا ضد عمل قانوني أو مادي لإلدارة

طلب أو شكوى مرفوع من طرف مـتظلم إلـى الـسلطة التظلم اإلداري هو ن إذ .)2(اإلدارية المختصة لفض خالف أو نزاع ناتج عن عمل قانوني أو مادي لإلدارة

:تنقسم التظلمات اإلدارية على حسب أسس مختلفة إلى صنفين أساسيين :التظلمات اإلدارية حسب السلطات التي يرفع أمامها التظلم تنقسم إلى قسمين-1وهو التظلم الذي يقدم إلى السلطة اإلدارية التي أصدرت القـرار ئي واللم اإلداري ال التظ-

. اإلداري المتظلم فيه أو السلطة اإلدارية التي قامت بالعمل المادي محل التظلم

. 61ص . ، اجلزائر1998ديوان املطبوعات اجلامعية، طبعة ). شروط قبول دعوى Ɵاوز السلطة ودعوى القضاء الكامل( رشيد خلويف، قانون املنازعات اإلدارية)1( . 75، ص 1987ائر، اجلز. ديوان املطبوعات اجلامعية، الطبعة الثالثة. حسني مصطفى حسني، القضاء اإلداري)2(

Page 69: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-67-

وهو التظلم الذي يرفع أمام السلطة اإلداريـة التـي Le recours hiérarchiqueالتظلم الرئاسي -ية على السلطة اإلدارية مصدرة القرار أو التي قامت بالعمل المـادي تمارس سلطة رئاس

.محل التظلموهي التي تشكل النظام القـانوني العـام والنظـام : التظلمات حسب نظامها القانوني -2

القانوني الخاص، حيث يتمثل النظام القانوني العام للتظلم اإلداري في قانون اإلجـراءات مواده اإلجراءات المتعلقة بالمنازعات اإلدارية، ويتكون النظام المدنية الذي حدد في بعض

القانوني الخاص من النصوص القانونية الخاصة بمجاالت معينة مثل قـانون الـصفقات .(1)العمومية

:للتظلم اإلداري مزايا وعيوبقـد أما بالنسبة لمزايا التظلم اإلداري، فهو يسمح لمتظلم بتوضيح موقفه المر الذي

يمكنه من الحصول على استجابة اإلدارة بعد فحص جديد لقضيته يأتي بعد رفـع الـتظلم اإلداري، كما يسمح لإلدارة القيام بتصحيح سريع ألخطائها خاصة إذا علمنـا أن الـتظلم الرئاسي أكثر فعالية حيث يعطي للسلطة اإلدارية التي تصدر القرار أو السلطة التي قامت

ل التظلم فرصة مراقبة نشاط مرؤوسيها عن طريق دراسة التظلمـات بالعمل المادي مح الرئاسية بكل موضوعية، وتسمح لها بتكوين نظرة سليمة تمكنها من الحفاظ على تنـسيق نشاط المرافق التي ترأسها، زيادة على ما سبق فإن للتظلم اإلداري مجال أوسع من مجال

ت اإلدارية حتى تلـك التـي ال تخـضع قضاء اإللغاء بحيث يمكن رفعه ضد كل القرارا لرقابة القضاء مثل أعمال الحكومة أو أعمال السيادة، وتتمثل المزية األخيرة فـي إعفـاء

.(2)المتظلم في حالة اإلتفاق على تسوية ودية من اللجوء إلى التسوية القضائيةـ رع إلـى أنـواع أما بالنسبة لعيوب التظلم فتتمثل في كونه يتميز بالتعقيد، وذلك إلنه يتف

، ويزداد هذا التعقيد في عملية التوجيه الـسليم للـتظلم اإلداري )والئي ورئاسي (مختلفة المسبق ضد القرارات الصادرة عن السلطة اإلدارية المختصة، كما إنه يمتاز بازدواجيـة الوظائف وبمعرفة واحترام شرط المدة المنصوص عليها فـي النظـام القـانوني العـام

ظلم اإلداري المسبق، ويؤدي في كثير من األحيان إلى تأخير رفـع الـدعوى والخاص للت .القضائية إلى ما بعد المراحل المتعلقة بالتظلم اإلداري

. 62املرجع السابق، ص . رشيد خلويف، قانون املنازعات اإلدارية)1( .75ص . حسني مصطفى حسني، املرجع السابق)2(

Page 70: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-68-

التǂưم اإلدارǎ المسبƼ بالقواعد العامة: نǏالفرع الƙا

من 274 اشترط المشرع الجزائري لبعض الدعاوى اإلدارية والتي حددتها المادة أن تكـون . السلف الـذكر 90/23ن اإلجراءات المدنية المعدل بموجب القانون رقم قانو

مسبوقة بتظلم إداري من القرار المطعون فيه وذلك بقصد إتاحة الفرصة للجهة اإلداريـة لقرار أو الجهة الرئاسية لها أن تراجع نفسها وان تقوم بـسحب القـرار متـى لالمصدرة

بهذا التظلم قد تحل بعض المنازعات اإلدارية بطريقـة اتضح لها سالمة موقف المتظلم، . (1)ودية دون الوصول إلى القضاء وتتحقق العدالة اإلدارية بنفس الطرق

كان التظلم اإلداري المسبق إجراء شكلي وجوبي لتحريك كافة الدعاوى اإلداريـة ) لقضائية والمحكمة العليـا أمام الغرف اإلدارية بالمجالس ا ( في النظام القضائي الجزائري

وبالتعديل األخير لقانون اإلجراءات المدنية أصبح مقصورا على الدعاوى المقامـة أمـام .الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا فقط

اشترط المشرع قبل تحريك الدعوى القضائية أمام المحكمة العليا االلتجـاء إلـى ال تكـون << من قانون اإلجراءات المدنية 275طريق التظلم اإلداري بنصه في المادة

الطعون بالبطالن مقبولة ما لم يسبقها الطعن اإلداري التدريجي الذي يرفع أمام الـسلطة التي تعلو مباشرة الجهة التي أصدرت القرار فإن لم توجد فأمـام مـن أصـدر القـرار

.>>نفسهيرفق بالعريضة إما قـرار يجب أن << من نفس القانون 282 ونصه في المادة

.>>رفض الطعن اإلداري الذي سبق الطعن أو المستند المثبت إيداع هذا الطعن واألصل في التظلم اإلداري المسبق أن يقدم إلى السلطة الرئاسية التي تعلو مباشرة الجهة التي أصدرت القرار المطعون فيه وفي حالة عدم وجودها فإلى من أصدر القـرار

.نفسه أعاله إنه يشترط لقبول الدعوى اإلدارية أمام المحكمة 282 ويتضح من نص المادة

العليا أن تكون العريضة مرفقة بنسخة من القرار اإلداري القاضي برفع التظلم في حالـة الرفض الصريح، أم في حالة سكوت اإلدارة فعلى المتقاضي أن يرفق بالعريضة المستند

. 105 عبد العزيز خليل بدوي، املرجع السابق، ص )1(

Page 71: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-69-

ا التظلم، ويترتب على عدم تقـديم الـتظلم اإلداري المـسبق الرئاسـي المثبت إليداع هذ (2)، أو تقديمه بعد رفع الدعوى إلى الحكم بعدم قبولها(1)أو الوالئي قبل رفع الدعوى اإلدارية

:ويشترط للتظلم اإلداري المسبق حتى ينتج أثره القانوني .أن يكون من قرار إداري نهائي- .ه محددأن يكون موضوع-

وأن يقدم في الميعاد القانوني المقرر أي خالل شهرين من تبليƸ القرار المطعـون فيـه - من قانون إجراءات مدنية، ويبدأ سريان ميعاد التظلم فـي 278أو نشره وفقا لنص المادة

(3)حالة اإلعالم أو التبليƸ من تاريخ وصوله إلى صاحب المصلحة ال من تاريخ إرساله إليه فال يتحمل صاحب المصلحة تأخير العلم بالقرار إنما يقع على عاتق اإلدارة عبء إثبـات

.اإلعالن الذي تبدأ به المدة في السريان في التظلم قد يكون صريحا بقرار تصدره الجهة اإلدارية المختصة وتعلنـه إلـى توالب

قد يكـون هـذا البـث المتظلم، يتضمن هذا القرار سحب القرار المتظلم منه أو تعديله، و صريحا بإصدار اإلدارة قرارا يتضمن رفض التظلم، وفي هذه الحالة للمـتظلم أن يرفـع الطعن القضائي أمام الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا في خالل شهرين من تبليغـه قـرار

. من قانون اإلجراءات المدنية280رفض التظلم وفقا لنص المادة لميعاد وفوات ثالثة أشهر من تاريخ رفع التظلم إليها بخطـاب وفي حالة انقضاء ا

يعد هذا السكوت بمثابة قرار ضمني برفض التظلم ويكون للمتظلم ،وصولالمسجل بعلم أن يقدم الطعن باإللغاء إلى الغرفة اإلدارية المختصة خالل شهرين من تـاريخ انقـضاء

. اإلجراءات المدنية من قانون280 و 279الثالثة أشهر، وفقا للمادتين التǂưم ƽ ǏƺانوDž الصفقات العمومية : الƙالƘالفرع

: من أجل دراسة هذا الفرع ال بد من اإلجابة على التساؤالت التالية هل يمكن اعتبار الطعون المقررة في قانون الصفقات العمومية تظلما إداريا؟

-235، ص 1989واƃ والية والية تيارت، اŎلة القضائية، العدد الرابع، رئيس دائرة تيسمسيلǨ و/ خ ضد. ، قضية ب26/01/1985 اŎلس األعلى، الغرفة اإلدارية، )1(

237 . . 181-176، ص 1990واƃ والية اجلزائر ووزير الداخلية، اŎلة القضائية، العدد األول، / ، قضية سينDzر ضد14/11/1981 اŎلس األعلى، الغرفة اإلدارية، )2( .108السابق، ص عبد العزيز خليل بدوي، املرجع . د)3(

Page 72: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-70-

من قـانون 169 عليه في المادة هل يمكن االستغناء عن التظلم وفقا لإلجراء المنصوص مـن قـانون الـصفقات 101اإلجراءات المدنية عند القيام بالطعون وفقا ألحكام المـادة

العمومية؟ هل إلغاء التظلم في المنازعات التي تدخل في اختـصاص الغرفـة اإلداريـة فـي

ـ ي نفـس المجلس القضائي يعني إلغاؤه في منازعات الصفقات العمومية التـي تـدخل ف االختصاص؟

67/90 إن إجراءات التسوية الودية التي كانت متبعة في ظل سريان أحكام األمـر المتضمن قانون الصفقات العمومية كانت تلزم المتعاقد مـع 1967 جوان 17المؤرخ في

منه أن يرفع القضية أمام اللجنة اإلستشارية لحل النزاعـات 152اإلدارة بمقتضى المادة اضي المؤسسة على مستوى كل وزارة وجوبا، وهذا مـا أكدتـه الغرفـة اإلداريـة بالتر

للمحكمة العليا في قضية صندوق الضمان اإلجتماعي لوالية قالمة والسيدة سعدة يونـسي جـوان 17 المؤرخ في 67/90 من األمر 152حيث أن المادة <<10/03/1990بتاريخ لمتعامل العمومي بأن يرفـع القـضية أمـام تلزم المقأول في حالة رفع نزاع مع ا 1967

اللجنة االستشارية لحل النزاعات بالتراضي والمؤسسة على مستوى كل وزارة، وأن هذا اإلجراء يعتبر طعنا إداريا مسبقا إجباريا ألي دعوى قضائية وال يمكـن أن يحـل هـذا

.>>(1)المدنية من قانون اإلجراءات 169اإلجراء محل اإلجراء المنصوص عليه في المادة من قانون اإلجراءات المدنية عوضا 169 ورغم ذلك كثيرا ما يطبق القضاة المادة

، كما إنهم كثيرا ما نطقوا بقبول دعوى المتقاضي دون 67/90 من األمر 152عن المادة ، على الرغم من إنه يجب على الفرد أن يخطر (2)152تأكدهم من إستفائه مقتضيات المادة

ارة المستفيدة باألشغال المتنازع عنها ملتمسا منها عقد اجتماع اللجنـة االستـشارية الوزالموجودة على مستوى الوزارة، وفي حالة صمت الوزير المكلف بالقطاع ينتظر المتعاقد المعني ثالثة أشهر قبل مباشرة الدعوى القضائية، وإذا أجاب الوزير بقبوله اجتماع اللجنة

ضت هذه اللجنة الطعن المقدم من المتعامل المتعاقد، وأيد الوزير قرارها االستشارية ثم رف وتم كل ذلك في ظرف ثالثة أشهر يكون للمعني الحق في أن يرفع دعواه القضائية فـي أجل شهر ابتداء من التبليƸ بالرفض، وقد أكدت المحكمة العليا أكثر من مرة أن االتصال

. 87املرجع السابق، ص . رشيد خلويف، املنازعات اإلدارية)1(اŎلة القضائية، عدد خاص ƞلتقى قضاة الغرف اإلدارية، الديوان الوطين لɊشغال التربوية، . جنادي عبد احلميد، مدى سالمة تطبيق القانون يف ƭال املنازعات اإلدارية)2(

.32، ص 1992اجلزائر،

Page 73: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-71-

المسبق على عكس ما ذهبت إليه في القـرار الـسابق باللجنة اإلستشارية يستبدل الطعن ن قضية شركة سافيك ضـد وزارة التعلـيم اإلبتـدائي أومثال ذلك قرارها الصادر في ش

والثانوي حيث أن الحيثية األخيرة من هذا القرار وضحت بـان الطعـن أمـام اللجنـة طلب أو طعن اإلستشارية أمر إلزامي ويشكل ضمانا جوهريا يعفي المتقاضي من إرسال

.(1)للوالي قبل رفع الدعوى المتعلق بقانون الـصفقات 09/11/1991 المؤرخ في 91/434 بصدور المرسوم

يترتب على الطعـن الـسلمي << منه التي جاء فيها 100العمومية نظم الطعن في المادة اء مـن الذي يرفعه المتعامل المتعاقد قبل كل مفأوضات وخالل خمسة وستون يوما ابتـد

، وعليه فإنه >>رفعه صدور مقرر من الوزير أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي في حالة نشوب نزاع حول صفقة عمومية يتوجب على المتعاقد أن يرفع تظلمـا رئاسـيا

المذكور أعاله وليس حسب قواعد قـانون اإلجـراءات 91/434حسب قواعد المرسوم .المدنية

الساري المفعول أكثر دقة في مسألة العالقة بـين 250/02الرئاسي وكان المرسوم الطعون المقررة بموجب قانون الصفقات العمومية وبين الطعـن المحـدد فـي قـانون اإلجراءات المدنية إذ ميز صراحة بينهما عندما اشترط على المتعامـل المتعاقـد القيـام

يغني ذلك عن القيام بـإجراء الـتظلم حكام المرسوم المذكور أعاله دون أن أبالطعن وفقا مـن 101 من قانون اإلجراءات المدنية وهذا ما يستشف من نص المادة 169وفقا للمادة

زيادة على حقوق الطعن المنصوص عليها في <<قانون الصفقات العمومية التي جاء فيها .>>.…التشريع المعمول به

د تطبيقا لقانون اإلجراءات المدنية يجب عليه وعليه فقبل أن يتظلم المتعامل المتعاق أيام 10 في أجل (2)أن يرفع طعنا في قرار االختيار أمام لجنة الصفقات العمومية المختصة

ابتداء من نشر إعالن المنح المؤقت للصفقة، حيث تـصدر لجنـة الـصفقات العموميـة عشرة أيـام المـسموح يوما ابتداء من تاريخ انقضاء أجل ال 15المختصة قرارا في أجل

يمكن للمتعهد الذي يحتج على االختيار الذي قامت به المصلحة المتعاقـدة <<الطعن فيها في إطار إعالن المناقصة أن يرفع طعنا أمام لجنة الصفقات المختصة في أجل عشرة أيام

.23،24اŎلة القضائية، عدد خاص ƞلتقى قضاة الغرفة اإلدارية، الديوان الوطين لɊشغال التربوية، ص . كمال عبد العزيز، اإلجراءات أمام اǂاكم اإلدارية)1(نة الوزارية للصفقات العمومية، اللDzنة الوطنية للصفقات اللDzنة البلدية للصفقات العمومية، اللDzنة الوالئية للصفقات العمومية اللDz( جلان الصفقات العمومية املǺتصة هي )2(

).العمومية

Page 74: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-72-

تين ابتداء من نشر إعالن المنح المؤقت للصفقة في حدود المبالƸ القصوى المحددة في الماد يوما ابتداء مـن تـاريخ 15تصدر لجنة الصفقات المختصة قرارا في أجل . 121،130

.>>انقضاء العشرة أيام المذكورة أعالهǏانƙب الǂƯم : المøøكيƟالتL’arbitrage

في الغالب يرفع الخصوم دعواهم أمام المحاكم باعتبارها الجهات القضائية المؤهلة فراد، لكن يمكن للخصوم أن يلجؤوا إلى التحكيم كطريقـة وديـة للفصل في منازعات األ

لتسوية النزاع في حقوق لهم مطلق التصرف فيها وفي هذه الحالـة علـيهم أن يطرحـوا النزاع القائم بينهم على محكمين لهم السمعة والنزاهة والمعرفة الفنية، ويتميـز التحكـيم

يبتعد عن الشكلية التي تعتبر أسـاس بإجراءات خاصة وطرق تنفيذ متميزة وفي ذلك فهو اإلجراءات المتبعة أمام القضاء، كما إنه يوفر الوقت والسرعة في الفصل في النزاعـات

.المختلفة تمسك المشرع الجزائري بمادة التحكيم في قانون اإلجراءات المدنية مـن يـوم

لكتاب الثامن فـي حيث أورد نصوصا خاصة به في ا 1966 جويلية 08صدوره بتاريخ .458 إلى 422ثالثة أبواب من المادة

المتعلـق بـالتحكيم 1975 جويليـة 17 المؤرخ في 75/44 صدر بعده األمر اإلجباري بين المؤسسات العمومية، وفي إطار التحوالت التي طـرأت علـى االقتـصاد

جراءات المدنية بمقتضى الوطني في الجزائر تم تعديل أحكام التحكيم الواردة في قانون اإل الـذي عـدل وتمـم األمـر (1)1993 أفريل 25 المؤرخ في 93/09المرسوم التشريعي

. المتضمن قانون اإلجراءات المدنية1988 جويلية 08 المؤرخ في 66/154ولعل السؤال المطروح في هذا المجال هو مدى جواز اللجـوء إلـى التحكـيم لتـسوية

هذا ما سنحأول اإلجابة عليه بعد أن نتعرض إلى التحكـيم منازعات الصفقات العمومية؟ .الداخلي والتحكيم الدولي

üوǓالفرع ا : Ǐǂكيم الداخƟالت)L’arbitrage interne 422-458 ( التحكيم هو اتفاق على طرح النزاع على شخص معين أو أكثـر للفـصل فـي

قانونا، فهو قائم إذا على عنـصرين المنازعة دون اللجوء إلى الجهات القضائية المختصة هما إرادة الخصوم في عرض النزاع القائم بينهما إلى هيئة غير الهيئة القضائية العاديـة،

.1993 أفريل 27 الصادرة يف 27، ج ر رقم 19936 أفريل 25 املؤرخ يف 93/03 املرسوم التشريعي )1(

Page 75: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-73-

مـن قـانون 422وإقرار المشرع لهذه اإلرادة بنص القانون، وهذا ما جاء فـي المـادة حقوق له اإلجراءات المدنية التي نصت على إنه يجوز لكل شخص أن يطلب التحكيم في

.(1)مطلق التصرف فيها إن لجوء الشخص إلى التحكيم ال يعني النزول عن حقه في االلتجاء إلى القضاء

. ألن هذا الحق من الحقوق األساسية التي نص عليها الدستور والتي تعتبر من النظام العام لطة الحكم فـي وهذا ما يعني أن التحكيم مستمد من اتفاق األشخاص على منح المحكم س

هذا وإن إرادة الخصوم فـي . النزاع بدال من المحكمة المختصة عادة بالنظر والفصل فيه التحكيم تتمثل في اإلتفاق عليه أوال وفي اإلتفاق على نوعه وعلى األشخاص المحكمـين واختصاصهم ومدى سلطتهم عند النظر في النزاع وفي تحديد المواعيد واإلجراءات، كما

قا باساق على عدم قابلية حكم المحكمين إلى الطعن، ويجوز أن يكون هذا اإلتفاق يتم اإلتف . (2)على قيام النزاع مستقال بذاته أو في عقد معين، كما يجوز أن يكون بعد قيام النزاع

الحقيقة أن التحكيم عقد رضائي ملزم للجانبين، وذلك يعني أن الرضا يكفي النعقاده حتى .الكتابة إلثباته إال إنها تعتبر شرطا لإلثبات ال للوجوبوإن تطلب القانون

:يتميز التحكيم بإجراءات خاصة، وطرق تنفيذ متميزةسنتنأول في هذا المجـال القواعـد التـي تقـوم عليهـا : إجراءات التحكيم :أوال

:اإلجراءات والمحكمونق التحكيم الذي يخـضع تقوم اإلجراءات على اتفا : القواعد التي تقوم عليها اإلجراءات -1

:إلى شروط منها ما يتعلق بموضوع التحكيم ومنها ما يتعلق بشكلهاإلتفاق على التحكيم هو عقد يقع بين خصمين : الشروط المتعلقة بالموضوع في التحكيم -أ

فأكثر يتفقا بمقتضاه على أن يرفعا النزاع القائم بينهما أمام محكم منفرد أو محكمين يتفقان هم بدال من اللجوء إلى الجهات القضائية العادية، ولكي تصح العملية يجـب أن على تعيين

يكون محل النزاع القائم بين الخصمين أو الخصوم قابال للفصل فيه عن طريق التحكـيم، وأن يتمتع الخصوم باألهلية الكاملة، كما يجب أن يكون موضوع التحكيم في مكانة محـل

فس القواعد التي تطبق على محله وعليه يشترط ان ال العقد أي أن تطبق على موضوعه ن يكون موضوع التحكيم مخالفا للقانون والنظام العام واآلداب العامة، كما أن المشرع نص

. 400اجلزائر، ص . 2000الديوان الوطين لɊشغال التربوية، طبعة . الغوǭي بن ملحة، القانون القضائي اجلزائري)1( .5ص . ، اإلسكندرية2000منشأة املعارف، طبعة . منري عبد اŎيد، األسس العامة للتحكيم الدوƃ والداخلي)2(

Page 76: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-74-

على عدم جواز التحكيم في مسائل االلتزام بالنفقة وال في الحقوق المراثية وال في المسائل .(1)تهمالمتعلقة بالنظام العام وحالة األشخاص وأهلي

فـي منازعاتهمـا الفـصل ال يجوز للدولة والشخص االعتباري العام أن يطلب بطريق التحكيم، في حين يجوز للشركات الوطنية والمؤسسات العمومية أن تطلب التحكيم في المنازعات المتعلقة بحقوقها المالية أو الناجمة عن تنفيذ تعاقدات التوريدات أو األشغال

مكرر بعدما تخلـى 422ات، وقد أضاف المشرع في هذا السياق في نص المادة أو الخدم والمتعلـق بـالتحكيم اإلجبـاري بـين 1975 جويلية 17 المؤرخ في 75/44عن األمر

المؤسسات العمومية إنه في حالة قيام نزاع بين شركتين أو أكثر أو مؤسسات عامة تقـع .(2)التي تتولى التحكيم بينهماتحت سلطة وصاية وأحدة فإن هذه األخيرة هي

وقد انقسم الفقه في مسألة خضوع المؤسسات العمومية االقتصادية إلى التحكـيم إلى رأيين حيث ذهب الرأي األول إلى القول بخضوع المؤسسات العمومية االقتصادية إلى

مـن ) فرنسيالنص ال (20/4و المادة ) النص العربي (20/3التحكيم وارتكز على المادة المتضمن القـانون التـوجيهي للمؤسـسات 1988 يناير 12 المؤرخ في 88/01القانون

كما يمكن أن تكون الممتلكات التابعة لذمة <<العمومية االقتصادية حيث جاء فيهما ما يلي من 422المؤسسة العمومية واالقتصادية موضوع مصالحة حسب الفقرة األولى من المادة

وبناء على هذا النص يرى بعض مـن >> 1966 يونيو 08مؤرخ في ال 66/154األمر الفقه الجزائري خضوع المؤسسات العمومية االقتصادية إلى التحكيم وفـي ذلـك يقـول

يسمح صراحة للمؤسسات العموميـة االقتـصادية 88/01القانون << األستاذ أحمد محيو انون التوجيهي للمؤسـسات ، ويرى القاضي محمد بجأوي أن الق (3)>>اللجوء إلى التحكيم

.(4)العمومية االقتصادية هو ترخيص واضح للجوء إلى التحكيمبينما ذهب رأي ƈخر إلى القول بعدم جواز التحكيم في منازعات المؤسـسات العموميـة االقتصادية واستند إلى أن التصريح بخضوع هذا النوع من المؤسسات إلـى المؤسـسات

والنصوص الالحقة 88/01 من القانون 36 والمادة 20دة يصطدم بالفقرة األولى من الما تكون الممتلكات التابعـة << 20/1حيث تنص المادة . 442/3التي أدت إلى إلغاء المادة

. من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم422 املادة )1( . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم3،4،5 /442 املادة )2()3(. Mahio (Ahmad): "L’arbitrage en Algérie" in Revue algérienne, volume XXVII,N°4,1989, p 720. )4( BEDJAOUI (Mohamed): "Un remarquable dans la législation algérienne relative à l’arbitrage international" in

Bulletin de la cour internationale d’arbitrage de la C.C.I.vol 4,N°2,1993, p 58.

Page 77: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-75-

لذمة المؤسسة العمومية االقتصادية قابلة للتنازل عنها والتصرف فيها وحجزهـا حـسب ل الصافية التي تـسأوي مقابـل القواعد المعمول بها في التجارة ما عدا جزءا من األصو

لقد بين أحد الفقهاء إشكالية تتعلق بممتلكـات المؤسـسة .>>قيمة الرأس المال التأسيسي تميز بين األصول الصافية التي تسأوي مقابل 20/1العمومية االقتصادية، حيث أن المادة

ة لهـا فـي قيمة الرأس المال التأسيسي وموجودات الشركة أي األموال والحقوق المملوك وقت ما، إن الصنف الثاني من األموال هو الذي يكون قابال للتنازل والتصرف وبالتـالي

.(1)فهو وحده الذي يخضع للتحكيميحصل اإلتفاق على التحكيم أمـام المحكمـين الـذين :الشروط المتعلقة بشكل التحكيم -ب

اتفـاق يختارهم الخصوم بمقتضى محضر أو عقد رسمي أو عرفي، ويجـب أن يعـين التحكيم موضوعات النزاع وأسماء المحكمين وإال كان باطال، ويجوز لهـم فـي العقـود المتعلقة باألعمال فقط أن يعينوا مسبقا محكمين وتذكر أسماؤهم في العقد وفي هذه الحالة يجب أن يثبت شرط التحكيم بالكتابة ويوافق عليه األطراف في العقد وإال كـان الـشرط

يعين الخصوم محكمين أو رفض أحدهم عند قيام النزاع أن يعين من جهته باطال، وإذا لم محكما فإن رئيس المحكمة أو الجهة القضائية الواقع بدائرتها العقد يصدر أمـرا بتعيـين

.(2)المحكمين على عريضة تقدم إليه Les arbitres: المحكمون-2

وأحد أو أكثر أو أن يختـار يقع تعيين المحكمين باتفاق من الخصوم على محكم كل وأحد منهم محكما من جهته، فإذا رفض أحد الخصوم أن يعين المحكـم فـإن الجهـة

وإذا قام النزاع بين شركتين وطنيتين أو أكثـر . القضائية المختصة هي التي تقوم بالتعيين أو بين مؤسسات عامة وكان النزاع يتعلق بحقوق مالية أو بحقوق حاصـلة عـن تنفيـذ

اقدات التوريدات أو األشغال أو الخدمات فالسلطة التي تكون لها الوصاية علـى نفـس تعالشركات الوطنية أو نفس المؤسسات هي التي تتولى التحكيم في النزاعات القائمة بينهما، أما إذا كان النزاع قائما بين الشركات الوطنية أو المؤسسات العمومية التي تخـضع كـل

لفة فيجب على كل وأحدة أن تعين محكما عنها، ويتفق من بعد ذلك منهما إلى وصاية مخت فإذا لم يتفقا على اختيـاره ) مرجح(المحكمان المختاران بهذا الشكل على تعيين محكم ƈخر

.40ص, اجلزائر. ديوان املطبوعات اجلامعية، الطبعة األوىل. عليوȇ قربوع كمال، التحكيم التDzاري الدوƃ يف اجلزائر )1( . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم443،444/2،3،4 املواد )2(

Page 78: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-76-

يرفع األمر إلى الرئيس األول للمحكمة العليا الذي يعين المحكم المرجح فـي مهملـة ال .ةتتجاوز شهرا وأحدا من بين أعوان الدول

يباشر المحكمون أعمالهم في الميعاد المحدد في اتفاق التحكيم فإذا لم يحصل ذلك فإن مهمة المحكمين ال تتجاوز مدة الثالثة أشهر من تاريخ تعيينهم من طرف الخصوم أو من يوم صدور األمر بتعيينهم من الجهة القضائية المعنية، هذا ويجوز مد هـذا الميعـاد

. افباتفاق األطر يجب على المحكمين أن يطبقوا القواعد المتعلقة باإلجراءات والمواعيد والشكليات المطبقة أمام المحاكم ما لم يتفق األطراف على خالف ذلك حيث يجوز لهم مثال التنـازل عن اإلستئناف وقت تعيين المحكمين أو بعده، مع العلم أن إجراءات التحقيق تكـون فـي

مين جميعا، كما يتعين عليهم في األخير تحرير المحاضر بصفة مشتركة إال متنأول المحك .(1)إذا كان اتفاق التحكيم قد أجاز لهم أن ينتدبوا وأحدا منهم للقيام بذلك

تنفيذ حكم التحكيم والطعن فيه: ثانياالقاعدة العامة أن القرار التحكيمي ينفذ بموجب أمر صـادر مـن : تنفيذ حكم التحكيم -1س المحكمة التي صدر في دائرتها القرار التحكيمي، ولهذا الغـرض يوضـع أصـل رئي

القرار في كتابة الضبط لدى المحكمة المختصة قبل ثالثـة أيـام وذلـك بواسـطة أحـد .(2)المحكمين

أما في حالة التحكيم بين الشركات الوطنية أو بين المؤسـسات العموميـة فينفـذ الحكـم فيذية عليه بمبادرة من النائب العام لدى المحكمة العليا، هـذا التحكيمي بوضع الصيغة التن

وأن األحكام التمهيدية الصادرة عن طريق التحكيم ال يجوز تنفيذها إال بأمر يصدره رئيس .(3)الجهة القضائية المختصة

إن األحكام الـصادرة عـن طريـق التحكـيم غيـر قابلـة : الطعن في حكم التحكيم -2 لكن يجوز استئنافها أمام المحكمة االبتدائية أو المجلس القضائي حسب نوع )4(للمعارضة

القضية وفقا لقواعد االختصاص القضائي، غير أن األحكام الصادرة في مادة التحكيم بين .الشركات الوطنية والمؤسسات العامة غير قابلة للطعن بطريق اإلستئناف أو النقض

. من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم446 املادة )1( .ن اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم من قانو452 املادة )2( . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم453 املادة )3(

. من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم449 املادة (4)

Page 79: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-77-

:وال التماس إعادة النظر فيها إال في الحاالت التاليةال يجوز استئناف أحكام المحكمين .إذا كان الحكم قد صدر دون اتفاق إلى التحكيم أو كان خارجا عن نطاقه- .إذا كان قد صدر عن تحكيم باطل- .إذا كان قد صدر بعد انقضاء ميعاد التحكيم- .إذا كان قد صدر من محكمين لم تكن لهم الصالحية في إصداره- .ن قد صدر من محكم مرجح لم يتبادل الرأي مع المحكمين الذين اختلفوا معهإذا كا- . )1(إذا صدر الحكم في شيء لم يكن مطلوبا من الخصوم-

Ǐانƙالفرع ال : Ǐكيم الدولƟالت) Ɣ458/1الماد ǍلƋ 458/28 Džأ م م Ƽ( عدل وأتـم 1993 أفريل سنة 25 المؤرخ في 93/09إن المرسوم التشريعي رقم والمتضمن قانون اإلجراءات المدنية 1966 يونيو سنة 8 المؤرخ في 66/154مر رقم األ

في األحكـام الخاصـة (( وأدرج ضمن الكتاب الثامن من نفس األمر فصال رابعا بعنوان )).بالتحكيم التجاري الدولي

مكرر يكون التحكيم تحكيما دوليا إذا تعلق بالنزاعـات التـي 458 وحسب المادة تنصب وتخص مصالح التجارة الدولية، ويكون فيه مقر أو موطن أحد الطرفين على األقل

.في الخارج 1 مكـرر 458 هذا ومن حيث تطبيق القانون المتعلق بالتحكيم الدولي فإن المـادة

.نصت على إنه تسري اتفاقية التحكيم على النزاعات القائمة والمستقبلة الدوليفي تنظيم التحكيم: أوال

أحكام 16 مكرر 458 إلى 2 مكرر 458 إن القانون بين في قسم خاص وفي المواد .التحكيم الدولي من شروط و إجراءات

لقد أخضعها القانون إلى شروط منها، ما هي شكلية ومنها، : في اتفاقية التحكيم الدولي -1 .ما هي موضوعية

تبرم اإلتفاقية بموجب عهد كتابي، وهذا نص القانون على إنه يجب أن : شكل اإلتفاقية -وفي ذلك فإن القانون لم يبين طريقة تحرير اإلتفاقية ومضمونها، . تحت طائلة البطالن

.تاركا األمر لما هو معمول به على الصعيد الدولي

. من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم458 املادة (1)كلية احلقوق، جامعة ).حبث لنيل درجة دكتوراȻ الدولة يف القانون احلاص .( ية يف القانون اجلزائري املقارن زروź الطيب، النظام القانزين يف العقود الدول-

. 365، ص 1990،1991اجلزائر،

Page 80: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-78-

يعتبر القانون اإلتفاقية صحيحة من حيث الموضوع في ثـالث : ومن حيث الموضوع - :حاالت

تفاقية مالئمة للشروط التي حددها القانون الذي تم اتفاق األطراف علـى إذا كانت اإل - .اختياره

أو للشروط التي وضعها القانون الذي يحكم موضوع النـزاع، وال سـيما القـانون - .المطبق على العقد األساسي

.أو للشروط التي هي واردة في القانون الجزائري- :تعيين المحكمين وردهم-2إن األصل هو أن لǖطراف الحريـة فـي تعيـين المحكـم أو : المحكمين كيفية تعيين -أ

المحكمين، سواء بصفة مباشرة أو اعتمادا على نظام تحكيمي معمول به، وإال علـيهم أن .(1)يحددوا كيفية تعيين المحكمين وعزلهم أو استبدالهم

عزل أو الستبدال هذا وفي حالة غياب أي تعيين أو عند ظهور إشكاالت بالنسبة لتعيين أو ل :المحكمين، فعلى الطرف المعني بمسايرة األمور أن يلجأ إلى القضاء في حالتين

.إلى الجهة القضائية المختصة إن كان التحكيم يجري في الجزائر-وهذه الجهة القضائية قد تتمثل في المحكمة التي عينتها اتفاقية التحكيم، وفي غياب ذلك قد

باإلتفاقية بمقر محكمة التحكيم ضمن دائـرة اختـصاصها، أو تكون المحكمة التي حددت المحكمة التي هي بمقر إقامة المدعى عليه أو المدعى عليهم في النزاع، أو المحكمة التي

.هي بمقر إقامة المدعي إذا كان المدعى عليه ال يقيم بالجزائروقر األطـراف إلى رئيس محكمة الجزائر العاصمة، إن كان التحكيم يجري بالخارج، -

.تطبيق قانون اإلجراءات المدنية الجزائري على التحكيمهذا وإن صرف األمر إلى القاضي من أجل تعيين المحكم، فله أن يستجيب إلـى الطلـب ويصدر أمرا على عريضة، إال إذا تبين له بعد دراسة موجزة بإنه لم توجد اتفاقية التحكيم

.)2(بين األطرافتعيين محكم مرجح، فال بد أن يكون هذا األخير يتمتع بجنسية غير وإذا طلب من القاضي

.جنسية األطراف

. من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم458 املادة )1( .409،410 الغوǭي بن منحة، املرجع السابق، ص (2) .41ص .ع السابقاملرج عليوȇ قربوع كمال، -

Page 81: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-79-

:يمكن رد محكم في ثالث حاالت: رد المحكمين-ب .إذا لم تتوفر فيه المؤهالت المتفق عليها بين األطراف-إذا وجد السبب الذي يرتكز عليه الرد والمنصوص عليه في نظام التحكيم المقـرر مـن -

.رافجانب األطإذا كانت هناك ظروف تدعي إلى الشك في حياده بسبب قيام مباشر أو بواسطة شخص -

.ƈخر، بمصالح أو عالقات ذات طابع اقتصادي مع أحد األطرافال يجوز للطرف الذي عين المحكم أو شارك في تعيينه، أن يـرده إال لـسبب : مالحظة

لتحكيم والطرف اآلخر حاال علـى يكون قد اطلع عليه بعد التعيين، ويجب إطالع محكمة ا .سبب الرد

وفي حالة الخالف بين األطراف فيما يتعلق بتسوية إجراءات الرد، فالقاضي المختص يبت . في النزاع وهذا بمقتضى أمر يصدره بناء على طلب الطرف الذي هو معني بالتعجيـل

.وهذا األمر هو غير قابل ألي طعن من طرق الطعن :إجراءات التحكيم-3 :طرح النزاع على التحكيم - أ

هناك صورتان إما اتفاقية التحكيم هي التي حددت اإلجراءات التي يتعين ممارستها بصفة مباشرة أو بناء على نظام تحكيمي، كما يمكنها إخضاع اإلجراءات إلى قانون ما، متعلـق

ـ راءات باإلجراءات يتم تعيينه من األطراف، وإما عند سكوت اإلتفاقية على تحديـد اإلجبالضبط، أو في حالة الخالف بين األطراف، فمحكمة التحكيم هي التـي تتـولى تحديـد

. اإلجراءات، وهذا مباشرة أو استنادا إلى قانون ما أو إلى نظام تحكيميوفي هذا الصدد يتعين إثارة الـدفع بعـدم . هذا وأن محكمة التحكيم تبت في اختصاصها

على محكمة التحكيم أن تفـصل فـي مـسألة و. االختصاص قبل الخوض في الموضوع االختصاص، بصفة أولية بقرار، إال إذا كان الدفع بعدم االختصاص مرتبطـا بموضـوع

.النزاعوتكون دعاوى التحكيم قائمة بمجرد رفع النزاع أمام المحكـم أو المحكمـين الـذين ورد

أحد األطراف اإلجراءات تعيينهم في اإلتفاقية، وفي حالة عدم تعيينهم مسبقا، فعندها يباشر .)1(المتعلقة بتشكيل محكمة التحكيم

.410ص. املرجع السابق, الغوǭي بن ملحة- 1

Page 82: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-80-

ولمحكمة التحكيم أن تأمر باتخاذ تدابير، سواء المؤقتة أو التحفظية وهذا بناء على طلـب كما يجوز لمحكمة التحكيم عند عدم امتثال الطرف المعني باألمر، اللجوء . أحد األطراف

.خاصإلى القاضي المختص الذي يطبق قانونه الويمكن لمحكمة التحكيم أو للقاضي ان يأمر الطرف الذي التمس األمر بالتـدابير بتقـديم

.ضمانات مناسبة .ومن حيث إقامة الدليل فمحكمة التحكيم تباشر ذلك بنفسها

مساعدة السلطة القضائية ضرورية من أجل تقديم األدلة، أو لتمديـد وإذا كانت :مالحظة اإلجراءات أو ألسباب أخرى، جـاز لمحكمـة التحكـيم أو مهمة المحكمين، أو لتصحيح

ألطراف باإلتفاق معها، أو بناء على طلب الطرف المعني بالتعجيل وبترخيص من محكمة .التحكيم، وبمقتضى عريضة، مساعدة القاضي المختص

:في حكم التحكيم-بق يجوز لمحكمة التحكيم أن تصدر قرارات تحكيمية جزئيـة أو علـى شـكل اتفـا

.األطراف، وهذا إن لم تكن هناك اتفاقية مخالفة .ويتم إصدار الحكم التحكيمي طبقا لإلجراءات ولǖشكال المحددة باتفاق األطراف

وفي حالة غياب أية اتفاقية، يتم إصدار حكم التحكيم من المحكم الوحيد، أو باألغلبيـة إن .كانت محكمة التحكيم مشكلة من عدة محكمين

كما يجوز . تحكيم محررا ومسببا وينص على المكان والتاريخ وموقعا عليه ويكون حكم ال .للمحكم الذي حاز على األقلية أن يدرج رأيه في حكم التحكيم

وأخيرا يكون حكم التحكيم موقعا عليه من كل المحكمين وإن رفض أحدهم أن يوقع، فعلى له نفس األثر كأن يكـون اآلخرين أن يشيروا إلى ذلك، وعلى كل فإن حكم التحكيم يكون

.موقعا عليه من كل المحكمينهذا وأن محكمة التحكيم تفصل في النزاع طبقا للقواعد القانونية التي تم اتفاق األطـراف

.على التعامل معها، وكذلك وفقا لǖعراف التي تراها المحكمة مالئمةها اإلتفاقية نفس ومن جهة أخرى قد تفصل محكمة التحكيم كمفوض في الصلح إذا خولت ل

.الصالحيةويكتسي حكم التحكـيم . ومهمة محكمة التحكيم تنتهي عند الفصل في النزاع التي بتت فيه

.فور صدوره حجية الشيء المقضي فيه بالنسبة للنزاع الذي قضى فيه

Page 83: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-81-

في تنفيذ حكم التحكيم الدولي والطعن فيه : ثانيا .تم تنفيذه طوعيا أو بصفة إجبارية، كما هو قابل للطعن فيه إن حكم التحكيم قد ي

تنفيذ حكم التحكيم الدولي-1الجزائري تحدث عن االعتـراف فـي الجزائـر باألحكـام إن القانون : القاعدة العامة -أ

.التحكيمية الدولية بإنه يتم االعتراف في الجزائر بالقرارات التحكيمية 17 مكرر 458وفي ذلك تنص المادة

الدولية إذا أثبت المتمسك بها وجودها، وكان هذا االعتراف غير مخـالف للنظـام العـام .الدولي

.وعليه فالشرط األساسي في تنفيذ الحكم التحكيمي هو عدم مخالفة النظام العام الدولييتعين أوال إثبات وجود الحكم التحكيمي بتقديم األصل :إجراءات تنفيذ الحكم التحكيمي -ب

.تفاقية التحكيم أو بتقديم نسخ تتوفر فيها الشروط المطلوبة إلثبات صحتهامرفقا باوتودع الوثائق لدى الجهة القضائية المختصة من أحـد المحكمـين أو الطـرف المعنـي

وعلى األطراف أن يتحملوا المصاريف التي تترتب علـى إيـداع العـرائض . بالتعجيل .والوثائق

نفيذ بمقتضى أمر صادر من رئيس المحكمة بـذيل أصـل وتكون أحكام التحكيم قابلة للت الحكم أو بهامشه ويتضمن اإلذن لكاتب الضبط بتسليم نسخة رسمية منه حاملـة للـصيغة

.التنفيذيةويصدر األمر من رئيس المحكمة الكائنة بالدائرة التي صدرت فيها أحكام التحكيم أو مـن

.إن كان مقر محكمة التحكيم خارج الجزائررئيس المحكمة التي يقع مقرها بمكان التنفيذ، الطعن في حكم التحكيم-2

إن الطعن قد يكون في القرار أو الحكم الذي يرفض االعتراف أو التنفيذ لحكـم .التحكيم، وقد يكون الطعن في الحكم الذي يقر باعتراف حكم التحكيم أو بتنفيذه

.قد يكون عن طريق الطعن بالبطالنوالطعن يكون عن طريق اإلستئناف كما أن الطعن إن الطعن في الحكم الذي يسمح باعتراف أو بتنفيذ حكـم :الطعن عن طريق اإلستئناف -أ

:التحكيم يكون عن طريق اإلستئناف في الحاالت التالية . إذا تمسكت محكمة التحكيم باختصاصها أو عدم اختصاصها عن خطأ-

Page 84: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-82-

اتفاقية التحكيم أو استنادا إلى اتفاقيـة باطلـة إذا فصلت محكمة التحكيم من دون وجود - .أو إنقضت مدتها

إذا تم تشكيل محكمة التحكيم بصفة غير مطابقة للقانون أو كان تعيين المحكـم الوحيـد - .مخالفا للقانون

.إذا فصلت محكمة التحكيم دون االمتثال للمهمة التي أسندت إليها- .طلب، أو لم تفصل في عنصر من عناصر الطلبإذا فصلت محكمة التحكيم بأكثر ما - .إذا لم يحترم مبدأ المواجهة-إذا كان الحكم منعدم األسباب أو يتميز بالقصور في التسبيب أو كان قائما على التناقض -

.في األسباب .إذا كان االعتراف أو التنفيذ مخالفا للنظام العام الدولي-

الذي يخضع إليه القاضي الذي فصل في النزاع، ويرفع اإلستئناف أمام المجلس القضائي .ويمكن رفعه في مهلة شهر ابتداء من تبليƸ حكم القاضي

فإن حكم التحكـيم الـصادر فـي 25 مكرر 458حسب حكم المادة : الطعن بالبطالن -بالجزائر في مادة التحكيم الدولي، يمكن أن يكون موضوع طعن بالبطالن في الحاالت التي

.ت التي يجوز فيه الطعن بطريق اإلستئناف كما سبق ذكرهاهي نفس الحاالويرفع الطعن بالبطالن ضد حكم التحكيم أمام المجلس القضائي الـذي صـدر بدائرتـه،

.ويرفع خالل شهر وأحد من تاريخ تبليƸ حكم التحكيم الذي وقع األمر بتنفيذهف أثناء سريان مهلة رفع هذا وأن الطعن بطريق اإلستئناف والطعن بالبطالن لهما أثر موق

.الطعنكما أن أحكام الجهات القضائية الصادرة بناء على اإلستئناف أو على الطعن بالبطالن هي

. قابلة للطعن بالنقض Ƙالƙمنازعات الصفقات العمومية: الفرع ال Ǐƺ كيمƟواز التƜ njمد. للخالف فـي فكان ذلك مثارا )1( طرحت هذه المسألة في الفقه والقضاء المصري

الرأي و صدرت في خصوصه أحكام قضائية و فتأوى تباينت اآلراء فيها حيث صـدرت أحكام من القضاء اإلداري في مصر ال تقر بصحة اإلتفاق على التحكيم فـي منازعـات الصفقات العمومية حيث قضت محكمة القضاء اإلداري في حكم لها يتعلق بأحـد عقـود

.127ص.1999دار اجلامعة اجلديدة للنشر، الطبعة األوىل، اإلسكندرية، . حممود السيد التحيوي، التحكيم يف املواد املدنية و التDzارية و جوازȻ يف منازعات العقود اإلدارية (1)

Page 85: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-83-

بأن هذا العقد من العقود اإلدارية ال يجوز ) الشهيد أحمد حمدي نفق ( المقأوالت اإلنشائية اختصاص مجلس الدولة بنظر منازعاته، كما صدر عن المحكمة اإلدارية العليا بفيه سل

في مصر حكما بعدم جواز اإلتفاق على ما يخالف القاعدة العامة المنصوص في قـانون ت المتعلقة بالعقود اإلدارية منوطـا مجلس الدولة و التي تجعل اختصاص بنظر المنازعا

بمجلس الدولة و ذلك بموجب البنود التي قد ترد في العقد اإلداري، ويتفق فيهـا أطرافـه على فرض المنازعات المتعلقة بالعقد عن طريق التحكيم االختياري، و ذلك على اعتبـار

ضـوعي ومـن أن ذلك يعتبر تعديال الختصاص مجلس الدولة الذي ورد في القانون المو القواعد المقررة في القانون العام إنه ال يجوز مخالفة القاعدة العامة بأعمال فرديـة و إن

.كان يجوز تعديلها بقاعدة عامة أخرى كما سبق للجمعية العمومية بقسم الفتوى و التشريع بمجلس الدولة، أن أفتت فـي

حكيم في العقود اإلدارية و ذلك على سند العديد من المرات بجواز اإلتفاق على االلتجاء للت قد ورد بها ما يقطع 1972 لسنة 47 من قانون مجلس الدولة المصري رقم 58أن المادة

صراحة بجواز التجاء اإلدارة للتحكيم في منازعاتها العقدية، و ذلك حينما نصت الفقـرة مة أو مصلحة من مـصالح الثالثة من المادة المشار إليها على إلزام أية وزارة أو هيأة عا

الدولة بأن ال تبرم أو تقبل أو تجيز أي عقد أو صلح أو تحكيم أو تنفيذ قرار محكمين في مادة تزيد قيمتها على خمسة ƈالف جنيه بغير استفتاء إدارة الفتـوى المختـصة بمجلـس

ـ ان الدولة، و إلنه لو أن اإلتفاق على التحكيم كان أمرا محظورا على جهة اإلدارة مـا كالمشرع المصري قد ألزمها أصال بعرض هذا اإلتفاق أو تنفيذ حكم المحكمين على مجلس

.)1(الدولة للمراجعة إزاء عدم وجود تشريع خاص ينظم التحكيم في منازعة العقود التي تكـون جهـة اإلدارة طرفا فيها، فإنه ينبغي الرجوع في ذلك إلى الشروط العامة للتحكـيم و إجراءاتـه

لواردة في قانون اإلجراءات المدنية و التي ال تتعارض مع طبيعة الروابط اإلداريـة، و اإنه ليس مؤدى هذا اإلتفاق سلب الوالية المعقودة للقضاء اإلداري في هذا الشأن، و ذلـك

من قانون الدولة المصري المشار إليها هو بيـان الحـد 10ألن المقصود من نص المادة . المقرر لمحاكم مجلس الدولة و محاكم القضاء العاديالفاصل من االختصاص

.128ص . قاملرجع الساب, حممود السيد التحيوي- 1

Page 86: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-84-

نص في مادته األولى 1994 في سنة 27 و عندما صدر قانون التحكيم المصري رقم مع عدم اإلخالل ألحكام اإلتفاقيات الدولية المعمول بها في جمهورية مصر << : على إنه

ف أشـخاص القـانون العـام العربية تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم بين أطرا و كان مـن .>>القانون الخاص أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع

المأمول من هذه العبارة األخيرة أن تشكل سندا ال يختلف عليه حول سريان أحكـام هـذا م هـذه القانون على منازعات العقود اإلدارية، بحيث يكون جائزا قانونا اإلتفاق على حس

المنازعات بطريق التحكيم، خاصة و أن األعمال التحضيرية لهذا القانون تكشف عن هذا بيد أن الخالف في هذا الشأن ظل قائما حيث رأى جانب من الفقه إنه .المعنى و تشهد عليه

وبعد صدور قانون التحكيم المصري وبناءا على ما ورد في المادة األولى منه من ترجيح قيات المعمول بها في مصر، و تنظيمه لسريان أحكام هذا القانون علـى كـل أحكام اإلتفا

تحيكم يجري في النسق أيا كانت طبيعة العالقة التي يدور حولها النـزاع، فـإن قـانون يكون قد قصد من هذه العبـارة الـواردة بمادتـه 1994 لسنة 27التحكيم المصري رقم

رأى جانب ƈخر إنه توجد نصوصا في القـانون كما.األولى سريإنه بمادة العقود اإلدارية المصري تجيز للدولة و أجهزتها و هيƉتها و مؤسساتها و شركات قطاع األعمـال العـام

تجيـز 89 /230 من قانون االسـتثمار رقـم 57الدخول طرفا في اتفاق التحكيم فالمادة ا يجوز اإلتفاق على تسمية منازعات االستثمار بالطريقة التي يتفق عليها مع المستثمر، كم

تسوية هذه المنازعات في إطار اتفاقية واشنطن المتعلقة بمنازعات االستثمار بين الدول و مواطني دول أخرى و هو ما يقتضي االعتراف بإمكانية اللجوء إلى التحكيم في منازعات

)1(.يةالعقود التي تبرمها الدولة مع المستثمر األجنبي حتى ولو كانت موصوفة بإنها إداروقد حسم المشرع المصري األمر بإضافة فقرة ثانية إلى المادة األولى المـذكورة

وفي جميع األحوال يجـوز << : جاء فيها , 1998أعاله بموجب تعديل لهذا القانون حدث اإلتفاق على التحكيم في منازعات العقود اإلدارية وذالك بموافقة الوزير المختص،أو مـن

.>>اصه من األشخاص اإلعتبارية العامةيتولى إختصفإذا كان المشرع المصري قد حسم مسألة جواز التحكيم في منازعات الصفقات العمومية

حيث أن عدم جواز اللجوء إليه بالنـسبة للدولـة , فإن التشريع الجزائري مازال غامضا

. 128ص . حممود السيد التحيوي، املرجع السابق (1)

Page 87: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-85-

يعني عدم جواز من قانون اإلجراءات المدنية422واألشخاص اإلعتبارية وفقا لنص المادة .التحكيم في منازعات الصفقات العمومية التي تبرمها الدولة

كما أن عدم وضوح المشرع في مسألة إمكانية لجوء المؤسسات العمومية للتحكيـم يجعـل أمـر -بدليل اإلختالف الذي حدث بين فقهاء القانون الجزائري كما سبق الذكر –

فـي . التي تبرمها المؤسسات العمومية معلقـا حسم جواز التحكيم في منازعات الصفقات أن يكون التحكيم جائزا في منازعات الصفقات العمومية ففي ظل - في رأينا –حين يجب

.اإلنفتاح اإلقتصادي الذي يحتم إستبعاد تطبيق القانون الوطني واستبداله بالتحكيمǏانƙال ƘƟية لمنازعات الصفقات العمومية : المبƏالتسوية القضا

بل ةال تخضع الصفقات العمومية إلى رقابة قاضي تجاوز السلطة إلنها أعمال تعاقدي قابلة لدعوى القضاء الكامل، لكن هذه القاعدة ليست مطلقة بحيث توصل كل مـن الفقـه والقضاء اإلداريين إلى وضع نظرية األعمال المنفصلة التي مفادهـا أن هـذه األعمـال

ية حتى وأن موضوعها مرتبط مباشرة بالصفقات العمومية العموم تالمنفصلة عن الصفقا فإنها أعمال انفرادية قابلة لدعوى تجاوز السلطة إذا توافرت عناصر القرار اإلداري، وال تعتبر الدعوى ضد األعمال المنفصلة للصفقات العمومية دعوى موازية ألن إلغـاء هـذه

القـضاء اإلداري األعمـال األعمال ال يؤثر على وجود الصفقات العموميـة، وصـنف .)1(المنفصلة إلى أعمال متعلقة بإبرام الصفقة واألعمال المتعلقة بتنفيذ الصفقة

اعتبر القضاء اإلداري إنها كل األعمال التـي :األعمال المنفصلة المتعلقة بإبرام الصفقة -بالتـالي بحيث اعتبار عمل المصادقة على العقد من األعمال المنفصلة و , تسبق العقد نفسه

كل هذه األعمال المنفصلة التي لها عالقة مباشرة مع العقد االدراي هي أعمال إنفراديـة وتصبح قرارات إدارية إذا توافرت فيها عناصر القرار االدراي خاصة عنـصر التنفيـذ والمساس بمركز قانوني، وقرر القاضي االدراي إن دعوى تجاوز الـسلطة ضـد هـذه

ة ألطراف العقد اإلداري وكذلك للغير إذا كانت لهم المصلحة في األعمال المنفصلة مفتوح .)2(ذلك

إذا كان القضاء االدراي يقبل بـسهولة اعتبـار : األعمال المنفصلة المتعلقة بتنفيذ الصفقة النوع األول من األعمال المنفصلة أعمال انفرادية قابلة لـدعوى تجـاوز الـسلطة فـان

.132.الدار اجلامعية، لبنان، ص). دعوى القضاء الشامل ( حمسن خليل، القضاء اإلداري - 1 . 65ص, النرجع السابق, رشيد خلويف، قانون املنازعات اإلدارية- 2

Page 88: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-86-

ة بتنفيذ العقود اإلدارية عولج بصفة مختلفة وقد اختلف موضوع األعمال المنفصلة المتعلق سنحاول التركيز في هذا المبحث على اإلجراءات القضائية لتسوية .)1(الفقه االدراي حولها

.منازعات الصفقات العموميةüوǓب اǂƯية: المƏات اإلدارية القضاƅراƜǖالعامة ل ƫƏالخصا:

حكم كافة الدعاوى القضائية، إال إنـه نظـرا وضع المشرع الجزائري قانونا وأحدا لي لطبيعة الدعوى االدراية والمتميزة عن الدعوى العادية فإنه نظم لها مادة خاصة بها وذلك

من قانون اإلجراءات المدنية الجزائـري علـى مـستوى 171 إلى 168بمقتضى المواد لقانون على مستوى من ذات ا 189 إلى 174الغرف اإلدراية بالمجالس القضائية والمواد

).التي أصبحت من إختصاص مجلس الدولة(الغرفة اإلدراية بالمحكمة العليا وتتمتع هذه اإلجراءات الخاصة بالدعوى اإلدراية بمجموعة من السمات والخـصائص تتمثل في كونها إجراءات يقودها القاضي وإنها كتابية و شبه سرية وإنها ال توقف تنفيـذ

، بهذه الخصائص تتميز الدعوى االدراية عن الدعوى العادية، إال )2(فيه القرار المطعون إن إجراءات هذه األخيرة أصبحت تقترب أكثر فأكثر من اإلجراءات اإلدارية ويالحـظ مثال أن خاصية الكتابة صارت هي الغالبة أيضا حتى بالنسبة للمرافعات المدنية وسـوف

: اءات القضائية فيما يلييتم التطرق إلى الخصائص العامة لإلجرüوǓالفرع ا: Ǐدراية يقودها القاضǗا njالدعو Ǐƺ Ǐات التقاضƅراƜƋ

حيـث de type ACUSATOIREC األصل في المرافعات المدنية إنها ذات طابع اتهامي تأتي المبادرة من األفراد وحدهم فيوجه كل من الطرفين ادعاءه آلخـر ويقـف القاضـي

حسم النزاع ألقواهما حجة، فهما اللذان يقودان الخصومة من البدايـة بينهما مجرد حكم ي de typeإلى النهاية، اما الدعاوى اإلدارية فاألصل أن إجراءاتها ذات الطـابع تحقيقـي

einquisitoireou inquisitorialعناصر الحكـم ي، فالقاض Ɛهو الذي يقود الدعوى وهو يهي يقدمه من عناصر الحكم في الدعوى وهو يقوم في فيها ويكلف الخصم بما يحب عليه أن

فالقاضي في الدعوى )3(ذلك كله بدور ايجابي وال ينتظر مبادرات الخصوم وال مماطالتهم اإلدارية هو الذي يحدد األوالق والمستندات المطلوبة من كل طرف والمدة التي يتم فيهـا

delvolve ال املنفصلة املتعلقة بتنفيذ العقد اإلداري ليسǨ كلها قرارات إدارية قابلة لدعوى Ɵاوز السلطة وكذلȬ األستاǽ الذي يعترب أن األعم) ديلوبادير ( مثال -1

) طرف العقد أو ȡري بالنسبة إليه ( كلها قابلة لدعوى Ɵاوز السلطة مهما كانǨ صبغة املدعي االذي يعتربه 31، ص 1991، دار املطبوعات اجلامعية، اإلسكندرية، )أحكام دعوى اإللغاء والصيȠ النوǽجية ( راية عبد احلكيم فودة، اƪصومة االد- 2 .09 مصطفى ابو زيد فهمي، املرجع السابق، ص - 3

Page 89: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-87-

ن تلقاء نفسه أو بناءŅ على طلب ايداع ذلك وله أن يأمر بأي إجراء تمهيدي يراه ضروريا م .)1(الخصوم

وقد أكد المشرع الجزائري على الطابع التحقيقي للدعوى اإلدارية اذ ان القاضي وفقـا من قانون اإلجراءات المدنية هو الذي يقوم بتوجيه اإلجراءات وتحريك 170لنص المادة

ديم المستندات التي يراها الزمة الدعوى للفصل فيها فهو الذي يقوم بإعداد الملف ويأمر بتق .لتحقيق القضية

ان الطابع التحقيقي للدعوى اإلدارية يعطي للقاضي سلطة المبـادرة فبمجـرد تقـديم الخصوم إدعاءهم بقيد عريضتهم ووصولها إلى القضاء يـصبح القاضـي اإلداري هـو

ءات االثبـات المسير الوحيد للخصومة ويترتب على على ذلك نتيجة خاصة تتصل بإجرا فالقاضي اإلداري ال يترك هذه المهمة لǖطراف وحدهم بل يقوم بدور فعال فـي البحـث عن الحقيقة إذ بإستطاعته ان يطلب من اإلدارة تقديم البيانات الالزمة للدعوى كما يدعوها إلى اإلفصاح عن األسباب التي أدت بها إلى إصدار القرار اإلدراي المطعون فيه، وتجدر

حظة أن دور القاضي في هذه الحالة ليس شبيها بدور القاضي العادي الذي له أن يقدم الماللإلدارة أوامر ليطلب منها القيام بعمل أو االمتناع عن عمل أو يطلب منها إلغاء أو تعديل قراراتها، فالقاضي اإلداري يقتصر دوره على طلب المستندات الضرورية لسير الدعوى

عدم إستجابة اإلدارة لطلباته ال يوقف الدعوى اإلدارية بـل يعتبـره دون إلزامها بذلك و القاضي سليما منها بدعوى المدعي وإنها تفتقد الحجج الكافية لتبرير تـصرفاتها، فيقـوم

.)2(بالفصل في الدعوى على هذا األساس Ǐانƙاإلدارية كتابية : الفرع ال njالدعو Ǐƺ Ǐات التقاضƅراƜƋ

اإلدارية القضائية بإنها تتجسد في جميع مراحل الدعوى بصفة كتابية تتميز اإلجراءات بمعنى أن كل ما يعرض على القاضي من مستندات وأدلة يجب أن يكون ثابتا بالكتابة في

.)3(ملف الدعوى فال يجوز للقاضي اإلداري في الدعوى اإلدارية أن يكون إقتناعه إال باالدلة المستمدة

وقد أكد مجلس الدولة الفرنسي على الصيغة الكتابية . جودة بملف القضية من األوراق المو

.33ص . عبد احلكيم فودة، املرجع السابق- 1 367، ص 1977 دار الفكر العريب، الطبعة الثانية، ، القاهرة،)القضاء الكامل، ابراءات التقاضي ( حممود حلمي، القضاء اإلداري - 2 17 عبد العزيز خليل بدوي، املرجع السابق، ص -3

Page 90: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-88-

للمرافعات اإلدارية بتقريره إنه ال يجوز للقاضي اإلدراي أن يستند في حكمـه إال علـى .)1(األوراق التي تضمنها ملف الدعوى

شـرح إن المناقشات الشفوية في الدعوى اإلدارية نادرة وإن حدثت فإنها تقتصر على إن خاصية الكتابة التي تتمتع بهـا اإلجـراءات ,وبيان ما جاء في المذكرات الكتابية فقط

اإلدارية تمكن القاضي اإلداري من تقدير مدى صالحية الدعوى للفصل فيها بحيث تكون جميع األدلة والمستندات مكتوبة والفصل في القضية ال يكون إال إستنادا إلى دليل مكتوب

.القضيةموجود بملف ويشترط المشرع الجزائري الكتابة في إجراءات التقاضي أمـام الغـرف اإلداريـة

من قانون 240 و 169بالمجالس القضائية ومجلس الدولة، حيث يشترط بموجب المادتين اإلجراءات المدنية أن تكون عريضة الدعوى مكتوبة ومتضمنة عدد مـن البيانـات وأن

245 و 170/1كما يستوجب بمقتضى المـادتين , ؤدية لطلبات تكون مرفقة بالمستندات الم من نفس القانون أن ترسل نسخة من العريضة إلى الجهة اإلدارية المختصة التي عليها أن تودع في المواعيد المحددة مذكرة بالرد مصحوبة بعدد من النسخ، وبعد ذلك يلزم القاضي

170/8توب فيها بمقتـضى المـادتين المقرر بتحضير الدعوى وتهيئتها وإعداد تقرير مك .م. إ. من ق240و

Ƙالƙسرية : الفرع ال Ljشب Ǐات التقاضƅراƜƋ يذهب فقهاء القانون العام إلى القول بأن اإلجراءات القضائية اإلدارية تتميز بالسرية

حيث ال يمكن لطرفي المنازعة االتصال باألوراق والملفات إال بترخيص نظرا لطبيعتهـا السرية، وتكون الجلسات سرية ال تمتد إال للخصوم أنفسهم فلهؤالء الحق في اإلطالع على كافة األوراق والمستندات التي يضمها ملف الدعوى فتكون اإلجراءات القضائية اإلدارية

إال إنه يجب أن ) قانوني أو مادي ( سرية في مواجهة الغير نظرا التصالها بعمل إداري ، وإجراءات التقاضي في الدعوى اإلدارية تكون سرية )2(واجهة الخصوم تجرى دائما في م

أثناء مباشرة التحقيق فال توجد العلنية في جلسات التحضير، أما بالنسبة لجلسات المرافعة فإنها تكون علنية وفقا لقانون اإلجراءات المدنية ويمكن للجهة القضائية المختصة أن تجعل

190 – 189 حسن السيد بسيوين، املرجع السابق، ص -1 19 ابو زيد فهمي، املرجع السابق، ص -2

Page 91: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-89-

ي العلنية خطر على النظام العام، أما جلسات النطق بـالحكم الجلسة سرية أما إذا رأت ف .فتكون دائما علنية

ال يترتب على رفع الدعوى اإلدارية ومباشرة إجراءاتهـا وقـف تنفيـذ التـصرف اإلداري المطعون فيه وهذا األثر غير الموقف إلجراءات التقاضي اإلدارية مستمدة مـن

التي يجب تنفيذها واحترامها إلى حين صدور قرار قضائي طبيعة القرارات اإلدارية ذاتها بإلغائها، ويرجع سبب ذلك إلى كون العالقة القائمة بين األفـراد واإلدارة تختلـف عـن العالقة القائمة بين األفراد بعضهم البعض ألن اإلدارة تهدف إلى تحقيق الصالح العام عن

فق قواعد القانون العام في حين يخـضع طريق إدارة المرافق العامة بإستمرار وإنتظام و مـن قـانون 11 /170األفراد في عالقاتهم لقواعد القانون الخاص وقد تضمنت المـادة

ال يكـون " اإلجراءات المدنية الجزائري هذا األثر غير الموقف للقرار اإلداري بنـصها ذلك بناء على للطعن أمام المجلس القضائي أثر موقف إال إذا قرر بصفة إستثنائية خالف

، إن المشرع الجزائري لم يجعل رفع الدعوى اإلدارية سـببا ..."طلب صريح من المدعي إليقاف القرار اإلداري بالمجلس القضائي غير أن له أن يأمر بصفة إستثنائية إيقاف تنفيذ القرار إذا طلب منه ذلك المدعي، كما إنه منح هذا الحق لرئيس الغرفة اإلدارية بالمحكمة

ويسوƷ لرئيس الغرفـة أن يـأمر " إجراءات مدنية التي تنص 283العليا بموجب المادة بصفة إستثنائية وبناءŅ على طلب صريح من المدعي بإيقاف تنفيذ القرار المطعـون فيـه

، وقد إشترط المشرع الجزائري إليقـاف "بحضور األطراف أو من أبلƸ قانونا بالحضور .170/13قا بالنظام العام بكافة عناصره وفقا لنص المادة القرار اإلداري أال يكون متعل

Ǐانƙب الǂƯات انعقاد الخصومة اإلدارية: المƅراƜƋ الخصومة هي مجموعة األعمال اإلجرائية التي ترد على الـدعوى منـذ تقـديمها

وتنعقد الخصومة اإلدارية وتعد الدعوى قد رفعـت منـذ , للقضاء لحين الفصل فيها بحكم إيداع عريضة مكتوبة وموقع عليها من الخصم أو محام مقيد في نقابـة المحـامين لحظة

.)1(لدى الجهة القضائية المختصة

من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم 169 املادة -1

Page 92: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-90-

üوǓاإلدارية : الفرع ا njعداد عريضة الدعوƋ ةǂƟمر عريضة الدعوى اإلدارية هي طلب يتقدم به ذوي الشأن المدعي عادة إلـى الجهـة

ويـشترط عـادة . )1(م القانونية ضد أي إعتداء إداري القضائية المختصة لحماية مراكزه بمعنى أن تتضمن )2(لصحة الخصومة اإلدارية أن ترفع بإجراءات صحيحة محددة قانونا

كافة البيانات العامة الالزمة إليضاح موضوع الدعوى والمتعلقة باسم الطالب الذي يقـدم م ومحال إقـامتهم وبيانـات وصفاته) الخصوم ( العريضة وأسماء من يوجه إليهم الطلب

خاصة بموضوع الطلب وتاريخ التظلم من القرار اإلداري إذا كان موضوع الدعوى طلب إلغاء قرار إداري مما يوجب القانون التظلم منه مع بيان نتيجة التظلم إذا كان هناك تظلم كما يشترط أن تكون عريضة الدعوى مرفقة بنسخة من القرار المطعون فيـه وبمـذكرة يوضح فيها المدعي أسانيد طلباته، وأن تودع لدى الجهة القضائية المختصة في األجـال

وعليه البد من تحديد البيانات التي يجـب أن تتـضمنها . القانونية المحددة لرفع الدعوى عريضة الدعوى اإلدارية والشروط الشكلية التي يوجب القانون توافرها لقبـول النظـر

: والفصل فيها فيما يليعريضة الدعوى هي ورقة تكليف بالحضور تشتمل : بيانات عريضة الدعوى اإلدارية -1

: على عدد من البيانات الالزمة لصحة إنعقاد الخصومة تتمثل أساسا فيما يلييشترط في الدعوى اإلدارية أن تتضمن : ذكر الجهة القضائية المختصة بالدعوى: أوال-

ا اإلختصاص وفقا لقواعد اإلختصاص الموضوعي اسم الجهة القضائية التي ينعقد لهوالمحلي وذلك بتحديد الجهة القضائية المختصة تحديدا دقيقا كأن تكون الغرفة اإلدارية

.بالمجلس القضائي أو مجلس الدولة مـن 13يجب أن تشمل عريضة الدعوى وفقا لنص المـادة : أطراف الخصومة : ثانيا - ووظيفته وموطنه، وإذا كانت الدعوى مقامة من شـركة م على اسم مقدم العريضة . إ. ق

فيجب أن تشمل العريضة على بيان عنوان الشركة التجاري ونوعها ومركزها، وفي حالة توكيل محام أو وكيل يصبح موطن الوكيل موطنا مختارا بموكل، وإذا كان ألحد أطراف

المحكمة المختصة بنظر النزاع موطن خارج دائرة إختصاص المجلس القضائي التابعة له دعواه فهو ملزم بإختيار موطن له في دائرة إختصاص ذلك المجلس ما لم يكـن ممـثال

20فودة، املرجع السابق، ص عبد احلكيم - 1 م . إ. ق111 -15 – 14 – 169 – 168: انظر يف ǽلȬ املواد- 2

Page 93: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-91-

، كما يشترط أن تشمل عريضة الدعوى أسماء المدعى عليهم ومحـل إقـامتهم )1(بمحاميوبما أن المدعي عليه في الدعاوى اإلدارية غالبا ما يكون جهة اإلدارة فـال يـشترط أن

الجهة متمتعة بالشخصية المعنوية، فالوزارات جميعا ليست لها شخصية معنوية تكون هذه بل هي جزء من شخصية الدولة بمعنى أن كل وزارة ال تتمتع بشخصية معنويـة قائمـة

وعدم ذكر الممثل القـانوني للجهـة اإلداريـة )2(بذاتها ولكنها تنتمي إلى شخص الدولة متى مثلت هـذه الجهـة وأبـدت دفاعهـا فـي المدعى عليها ال يبطل عريضة الدعوى

بإعتبار أن هذا الدفع هو من الدفوع المتعلقة باإلجراءات التي تسقط الحـق )3(الموضوع .فيها ما لم يبديه المعني باألمر قبل أي طلب أو دفاع في الموضوع

يجب أن تتضمن عريـضة : تحديد موضوع النزاع والمستندات المؤيدة للحق فيه : ثالثا -عوى اإلدارية ملخصا لموضوع النزاع والمستندات المؤيدة لطلبات المدعي وقـد أورد الد

المشرع الجزائري هذا الشرط النعقاد الخصومة اإلدارية أمام الغرفة اإلدارية بالمجـالس قانون اإلجراءات المدنية، إن 241/3 و 13/5القضائية ومجلس الدولة وفقا لنص المادتين

موضحة بصورة كافية لموضوع النزاع محل الـدعوى وعلـى العريصة يجب أن تكون مقدم العريضة أن يرفقها بعدد من النسخ يساوي عـدد المـدعى علـيهم وإال اعتبـرت

:)5(ويتشكل موضوع النزاع أساسا من ثالثة عناصر. )4(العريضة غير مقبولة . عنصر الموضوع وهو تحديد الوقائع المادية لنزاع وتحديد طلبات المدعي- . عنصر السبب وهو األساس القانوني الذي يستند عليه المدعي لتقديم طلباته- عنصر الوسائل وهو مجموعة الوسائل المادية والوثائق القانونية التي تـدعم عنـصر -

.السبببأن المجلـس القـضائي لـم " وفي هذه الصدد قضت المحكمة العليا في أحد قراراتها

ي حكم له بعدم قبول العريضة إنطالقا من كونها خالية مـن يخالف القانون عندما نطق ف .)6("العرض الموجب للوقائع ومن الوسائل

من قانون اإلجراءات املدنية 15 املادة -1 58، 57، ص 1983 صاحل الفؤاد، مبادئ القانون اإلداري اجلزائري، لبنان، دار الكتاب اللبناين، الطبعة األوىل، - 2 130يل بدوي، املرجع السابق، ص عبد العزيز خل- 3 قانون اإلجراءات املدنية 2 / 241 و 111 املادتني - 4 .122 صاȇ جازية، املرجع السابق، ص - 5، 1990ائية، العدد األول، وزارة الصحة العمومية، اجلزائر، اŎلة القض/ ، قضية املقأولة العمومية الشغال املياȻ ضد 1985 / 10 / 12 اŎلس األعلى، الغرفة اإلدارية، -6

211 – 209ص

Page 94: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-92-

تنعقد المنازعات اإلدارية باإليداع كمـا هـو : توقيع عريضة الدعوى اإلدارية : رابعا -الحال بالنسبة لدعاوى العادية إال أن هناك فارقا هاما وجوهريا بين العرائض التي تقـدم

.قلم كتاب المجلس القضائي وتلك التي تودع لدى كتابة ضبط المحكمة العليالدى إيداع عريضة الدعوى اإلدارية لدى قلم الكتاب المجلس القـضائي يـشترط إلنعقـاد –أ

الخصومة أمام الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي إيداع عريضة مكتوبة لدى قلم الكتـاب قابة المحامين إذا كان المتقاضـي هـو اإلدارة موقعة من طرف محام مسجل في جدول ن

حيث أن المشرع الجزائري لم يشترط توكيل محامي لقبول الدعوى أمام الغرفة اإلداريـة بالمجالس القضائية وترك ذلك األمر اختياري بالنسبة للمتقاضي الفرد أما بالنسبة لإلدارة

الـدفاع والمـستندات فاشترط لقبول عريضة الدعوى أن تكون كافة الطعون وعريـضة المقدمة من طرف الدولة والمؤسسات اإلدارية المركزية الموقعـة عليهـا مـن طـرف السلطات اإلدارية المختصة أصال أو من طرف الموظف المفوض لهذا الغرض أو مـن أية سلطة مفوضة لذلك بمقتضى قواعد النظام القانوني للنظام اإلداري في الدولة، وتوقـع

رات المقدمة من قبل السلطات اإلدارية الالمركزية اإلقليمية والمرفقية وفقا الطعون والمذك . من طرف السلطات المنصوص عليها في المواد التي تنظمها169/3لنص المادة

إيداع عريضة الدعوى اإلدارية لدى كتابة ضبط المحكمة العليا يشترط المشرع لقبول -بلعليا، أن تكون موقعة من محام مقبول لدى هـذه عريضة الدعوى اإلدارية أمام المحكمة ا األصل فـي " إجرارءات مدنية القاضي بأن 239المحكمة، وذلك إستنادا إلى نص المادة

إجراءات التقاضي أمام المحكمة العليا أن تكون بالكتابة أو النيابة عن الخصوم وال تكون ".إال بواسطة محامين مقبولين أمام تلك المحكمة

ع محام على عريضة الدعوى اإلدارية أمام المحكمـة العليـا يعـد مـن إن توقي اإلجراءات الجوهرية التي يتر تب على إغفالها بطالن العريضة، وما يترتب على هـذا البطالن بطالن جميع اإلجراءات الالحقة لها بإعتبار أن العريضة هي أسـاس المنازعـة

توقيع المحامي على عريضة الدعوى أمـام وإلزامية. اإلدارية التي تنعقد بها الخصومة .المحكمة العليا له ما يبرره سواء بالنسبة للقضاء أو المتقاضين

فهذا اإللزام ساعد القضاء على بسط رقابته على األعمـال اإلداريـة ومادامـت المحكمة العليا محكمة قانون وليست محكمة موضوع فهي تقدم تحليل قـانوني للقـضايا

ا من أشخاص لهم خبرة في المسائل القانونية تجعلهم قادرين على القيـام المرفوعة أمامه

Page 95: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-93-

بوظائفهم على أحسن وجه كذلك نظرا لتعقيد إجراءات الدعوى منذ تحضيرها وإلى غايـة .صدور الحكم فيها مما يشجع الطرف المتضرر من المقاضاة اإلدارية

لطبيعـة القـضايا المرفوعـة إذا كانت إلزامية المحامي ضرورية أمام المحكمة نظرا وبالتالي )1(أمامها، فإن إشترط وساطة محامين مقبولين أما تلك المحكمة ال يوجد ما يبرره

يمكن للمشرع أن يترك للمتقاضي حرية إختيار المحامي ويكتفي بإشتراط رفع الـدعوى .بواسطة محامي مسجل في نقابة المحامين

تحليل أحكام قانون اإلجراءات المدنية : إلداريةالشروط الشكلية لقبول عريضة الدعوى ا -الكتاب الثالث والمتعلق بـاإلجراءات , المعدل والمتمم الوارد بالقسم األول من الباب الثاني

المتبعة أمام المجالس القضائية في المواد اإلدارية والباب الرابع مـن الكتـاب الخـامس ية بالمحكمة العليا يستنتج إنه يشترط لقبول المتعلق باإلجراءات المتبعة أمام الغرفة اإلدار

النظر في الدعوى اإلدارية والفصل إستفاء العريضة مجموعة مـن الـشروط الـشكلية المقررة قانونا وهي شرط القرار السابق وشرط التظلم من القرار إذا كان مما يجب التظلم

.منه وشرط الميعاد وشرط الصفقة والمصلحةيعتبر القرار اإلداري المسبق شـرطا مـن الـشروط : ري المسبق شرط القرار اإلدا –أ

من قـانون 169/2الشكلية لقبول النظر في الدعوى اإلدارية والفصل فيها، وتنص المادة ، 13وتسري على العريضة القواعد المنصوص عليها في المواد ".... اإلجراءات المدنية

كمـا " ة بالقرار المطعون فيـه من هذا القانون ويجب أن تكون مصحوب 111، 15، 14ال يجوز رفع الدعوى إلى المجلس القـضائي " مكرر من ذات القانون 169تنص المادة

".من أحد األفراد إال بطريق الطعن في قرار إداري بمقتضى هذين النصين ال يمكن رفع الدعوى القـضائية أمـام الغـرف اإلداريـة

عن في قرار إداري وفي حالة عدم وجـوده يتعـين بالمجالس القضائية إال عن طريق الط على المدعي أن يتجه إلى الجهة اإلدارية المختصة إلستصدار قـرار إداري صـريح أو

.ضمني يتمكن بمقتضاه من رفع الدعوى أمام الجهة القضائية المختصة

1-

Cherif BENNADJI.Remarque sur lactivite de la chambre administrative de la cour suprème au cours de Revue algérienne des sciences juridiques economiques et politiques ,volume XVII-N1,Mars 1980’année 1978 l’

Page 96: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-94-

ورث المشرع قاعدة القرار اإلداري المسبق من : أصل قاعدة القرار اإلداري المسبق -1النظام القضائي الفرنسي الذي كان مطبقا بالجزائر خالل فترة اإلحـتالل وهـذه القاعـدة

أصل وجودها التاريخي في فرنسا من نظرية الوزير القاضي، وبقيـت مطبقـة تإستمدكشرط من شروط قبول الدعوى اإلدارية بفضل اجتهادات مجلس الدولة الفرنـسي الـذي

زاع حول نشاط أحدى الهيئات اإلدارية وكان هذا النشاط بحيث إذا قام ن , قرر هذه القاعدة متجرد من القرار اإلداري الذي هو مناط االختصاص القضائي وجـب إستـصدار هـذا

.القرار سلفا حتى يمكن ان تنعقد الوالية لمجلس الدولة وقد تبنى المشرع الفرنسي فكرة القرار السابق كشرط من شروط قبـول الـدعوى

المتعلق 31/07/1945 وقانون 17/07/1900أمام المجلس الدولة بموجب قانون اإلدارية منه على إنه يجب أن تكون العريضة مرفقـة 40بمجلس الدولة والذي نصت عليه المادة

عممت هذه القاعدة 1953 سبتمبر 30بنسخة من القرار المطعون فيه، وبمقتضى مرسوم .)1(لتطبق أمام المحاكم اإلدارية

إن المشرع الفرنسي لم يجعل قاعدة القرار المسبق من النظام العام وأورد عليه عدة المعدلة بموجب المادة األولـى 1956 جوان 07إستثناءات حيث نصت المادة من قانون

بإستثناء منازعات األشغال العامة ".. على إنه 1965 جانفي 11من المرسوم الصادر في مـن قـانون 203، 202، كما تضمنت المـادتين " اري عن طريق الطعن في قرار إد

المحاكم اإلدارية إستثناء على قاعدة شرط القرار المسبق بالنسبة لتدابير اإلستعجال حيـث سمح المشرع بمقتضاها لرئيس المحكمة أو القاضي المفوض بإتخـاذ كافـة اإلجـراءات

سخة من القرار المطعـون الالزمة إستنادا إلى عريضة تكون مقبولة رغم عدم تضمينها ن فيه، كما أن مجلس الدولة الفرنسي طبق فكرة القرار اإلداري المسبق بمرونة إذا قـضى في بعض أحكامه بقبول النظر في الدعوى اإلدارية رغم تخلف القرار السابق متى تأكد أن

و التبليـƸ القرار المطعون فيه لم يعلن لǖفراد سواءŅ بالنشر بالنسبة للقرارات التنظيميـة أ بالنسبة للقرارات التنظيمية أو التبليƸ بالنسبة للقرارات الفردية وأن اإلدارة رفضت تـسليم

.نسخة منه للمدعي وحاليا إن عدم تقديم القرار المسبق مع العريضة ال يشكل سببا من أسـباب رفـض

البـت فـي الدعوى اإلدارية إنما يرى مجلس الدولة الفرنسي في مثل هذه الحاالت وقبل

1 - ȇ118ص. املرجع السابق, جازية صا.

Page 97: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-95-

الموضوع من الناحية الشكلية والحكم بعدم قبول الدعوى بتوجيه أمر للمدعي يطلب منـه .)1(فيه إتمام المستندات الناقصة

قد تبنى المشرع الجزائري فكرة : قاعدة القرار المسبق في النظام القضائي الجزائري -2الغرفة اإلداريـة ( زائري القرار اإلداري المسبق من النظام الفرنسي وطبقها القضاء الج

.كشرط من شروط قبول الدعوى اإلدارية) بالمجالس القضائية والمحكمة العليا مـن قـانون 04 إن المشرع أوجب على الفرد الذي يرفع الدعوى طبقا ألحكام المادة

169اإلجراءات المدنية، سلوك طريق الطعن في القرار اإلداري وذلك بموجـب المـادة الـسالف الـذكر 23 -90 من قانون 06فس القانون والمعدلة بموجب المادة مكرر من ن

ال يجوز رفع الدعوى إلـى المجلـس " والتي تختلف في فقرتها األولى عن النص القديم ويكمن اإلخـتالف فـي ..." القضائي من أحد األفراد إلى بطريق الطعن في قرار إداري

األخير لقانون اإلجراءات المدنية والمتعلقة بشرط الفقرة الثانية التي ألغيت بموجب التعديل السالف الذكر ألغى 90/23فبموجب المادة السادسة من قانون . )2(التظلم اإلداري المسبق

المشرع الجزائري إجراء التظلم اإلداري المسبق كشرط من الـشروط الـشكلية لقبـول ذلك بهدف تبـسيط إجـراءات الدعوى اإلدارية أمام الغرف اإلدارية بالمجالس القضائية و

التقاضي في المنازعات اإلدارية أن تكون عريضة الدعوى مرفقة بنـسخة مـن القـرار .المطعون فيه

ضروريا لقبول الدعاوى اإلدارية في النظام القـضائي ق يعتبر شرط القرار المسب لقـرار الجزائري وهو ال يثير صعوبات للمتقاضي بالنسبة لـدعاوى اإللغـاء ذلـك أن ا

المطعون فيه يشكل في حد ذاته القرار اإلداري المسبق وغالبا ال يمكن الطعن في قـرار .إداري معيب أمام جهات القضاء اإلداري دون تقديم نسخة من القرار المطعون فيه

أما بالنسبة لدعاوى التعويض فإن هذا الشرط قد يثير بعض اإلشكاالت ففـي دعـاوى مكـرر 169كن للمتضرر من أعمال اإلدارة وفقا لـنص المـادة المسؤولية مثال، ال يم

المذكور أعاله أن يرفع الدعوى اإلدارية مباشرة أمام الجهة القضائية المختصة ما لم يكن عن طريق الطعن في قرار إداري معنى ذلك إنه يشترط في المدعي أن يستصدر قـرارا

1 - . , CIT.p339 Andri delaubader, OP 86 رياȏ عيسى، املقال السابق، اŎلة السابقة، ص - 2

Page 98: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-96-

ه للقضاء للمطالبة بـالتعويض عـن من الجهة اإلدارية المتسببة في الضرر قبل أن يتوج .األضرار التي أصابته

ففي كل األحوال التي يكون فيها الفعل الضار عمال ماديا أو عمال قانونيا ليس مـن قبيل القرارات اإلدارية يقتضي األمر سلوك إستصدار قرار إداري من الجهة المتسببة في

هذه الجهة لمطالبتها فيه بإصـالح إحداث الضرر وذلك عن طريق تقديم طلب عادي إلى . الضرر الذي ألحقته بالغير

جعل المشرع الجزائري من قاعدة القرار اإلداري المسبق شـرطا ضـروريا لقبـول مكرر من 171الدعوى اإلدارية، وقد أورد على هذا الشرط إستثناءا واحدا تضمنته المادة

عجال يجوز لرئيس المجلس القـضائي أو في جميع حاالت االست " م المعدل والمتمم . ق، إ العضو الذي بناء على عريضة تكون مقبولة حتى في حالة عـدم وجـود قـرار إداري

باستثناء هذه الحالة المحددة حصرا يعتبر شرط القرار اإلداري المـسبق مـن ..." مسبق .النظام القضائي الجزائري

مكـرر 169عل نص المـادة والمالحظة التي تذكر في هذا الصدد هي أن المشرع ج المعدلة يمتاز عن نص المادة القديمة بإلغاءه إجراء التظلم اإلداري السابق حيـث سـمح للفرد أن يحرك الدعوى مباشرة أمام الغرفة اإلدارية بالمجالس القضائية إال إنه بإشتراطه

صدر الفرد وجوب سلوك طريق الطعن في القرار اإلداري لم يحدد المدة القانونية التي يست خاللها إداريا يتمكن بمقتضاها من رفع الدعوى أمام القضاء، كما إنه لم يحدد لإلدارة المدة القانونية المقررة لإلستجابة إلى طلب هذا الفرد في إستصدار القرار اإلداري، وإن لهـذه

أو المواعيد أهمية بالغة في رفع الدعوى المسؤولية الناشئة عن أعمـال اإلدارة الماديـة القانونية التي ال تكتسب صفة وطبيعة القرار اإلداري خاصة وإن هذا النص قد حدد ميعاد

.)1(رفع الدعوى إعتبارا من التبليƸ بالقرار المطعون فيه أو نشره كما يالحظ ان في هذا الشرط تعقيد للمتقاضي الذي قد يمتنع عن رفع الدعوى اإلدارية

ترط لقبولها أمام القضاء إستصدار القـرار اإلداري خاصة في دعاوى التعويض التي يش .الذي يستغرق وقتا طويال

ت لذلك كان من الضروري على المشرع بعد أن أضـاف الطعـن بإلغـاء القـرارا اإلدارية إلى المجالس القضائية، أن يفرق بين دعوى اإللغاء ودعوى التعويض فيجعل من

98ص , رياȏ عيسى، املقال السابق، اŎلة السابقة- 1

Page 99: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-97-

الشكلية لقبول دعوى اإللغاء مع منح القاضـي القرار اإلداري المسبق شرطا من الشروط حرية إستعماله بمرونة، اما بالنسبة لدعوى التعويض فمن الممكن أن ترفع مباشـرة دون وجوب إستصدار قرار إداري من الجهة اإلدارية المتسببة في الـضرر أمـام الجهـات

النظـر فـي القضائية المختصة مباشرة إلنه من غير العدل وال يصح إطالقا أن يرفض .الدعوى وأن تهدر الحقوق الثابتة بسبب تخلف هذا الشرط الشكلي

)1( التظلم-باألصل في منازعات القانون اإلداري أن لـدعوى : شرط المدة لقبول الدعوة اإلدارية -ج

مواعيد خاصة بها واشتراط مدة قصيرة ترفع خاللها الدعوى أمر ضروري مـن أجـل ، إذا كانـت )2(والمراكز القانونية وتنظيم سير المرافق العامة إستقرار األوضاع اإلدارية

والقابلية للتنفيذ الفوري فإن األمـر يقتـضي أن ةالقرارات اإلدارية تتمتع بقرينة السالم يكون ميعاد الطعن بإلغائها قصيرا حتى تستقر األوضـاع اإلداريـة وتحقـق المـصلحة

.)3(العامةعيد قصيرة لرفع الدعوى اإلدارية إال أن هذه المواعيد وقد حدد المشرع الجزائري موا

المجـالس القـضائية ( تختلف بالنظر إلى الجهة القضائية التي تحرك أمامهـا الـدعوى ).والمحكمة العليا

: المواعيد المقرة لقبول الدعوى أمام الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي-1للفرد الذي يريد مقاضاة اإلدارة مدة شهر وأحـد كان القانون في النظام القديم يمنح

يرفع خالله دعواه أمام الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي إبتداءا من تاريخ رفض اإلدارة لتظلمه صراحة أو من تاريخ سكوتها وعدم إستجابتها لطلباتها مدة تزيد عن ثالثة أشـهر

مكـرر 169ية أصبحت المـادة وبموجب قانون التعديل األخير لقانون اإلجراءات المدن ال يجوز رفع الدعوى إلى المجلس القضائي من أحـد األفـراد إال بطريـق " تنص على

Ƹنفا خالل األربعة أشهر التالية لتبليـƈ الطعن في قرار إداري، ويرفع الطعن المشار إليه ".القرار المطعون فيه أو نشره

اإلداري المسبق أمام الغرفـة اإلداريـة إن القانون الجديد بعد استبعاده إجراء التظلم بالمجالس القضائية كما سبقت اإلشارة إليه، حدد ميعاد رفع الدعوى اإلدارية إلى أربعـة

راجع ما تطرقنا له يف املطلب األول، املبحث األول، الفصل األول -1 294. طعيمة اجلرف، املرجع السابق، ص 2 390 حممود حلمي، القضاء اإلداري، املرجع السابق، ص - 3

Page 100: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-98-

أشهر من تاريخ تبليƸ القرار المطعون فيه أو نشره، وميعاد األربعة أشهر يـسري علـى س القـضائية والتـي جميع أنواع الطعون التي تدخل في والية الغرف اإلدارية بالمجـال

من هذا القانون سواءŅ في ذلك طعون اإللغاء أو التعويض ومرجع ذلـك 70حددتها المادة أعاله ال تقبل الدعوى لدى المجلس القضائي ما لـم تكـن فـي 1/ مكرر 169هو المادة

صورة طعن في قرار إداري سواءŅ في ذلك اإللغاء أو غيرها من الطعـون التـي ال بـد وفر شرط القرار السابق حسبما سبق ذكره، ويبدأ سريان ميعاد رفع الـدعوى لقبولها من ت

من يوم التبليƸ بالنسبة للقرارات الفردية أو النشر بالنسبة للقرارات التنظيميـة، وتحـسب .)1(األشهر كاملة وإذا صادف أخر ميعاد يوم عطلة إمتد إلى أول يوم عمل يليه

:مام الغرف اإلدارية بالمحكمة العليا المواعيد المقررة لقبول الدعوى أ-2 280يبدأ ميعاد رفع الدعوى أمام الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا حسب نص المادة

م خالل شهرين من تاريخ تبليƸ رفض اإلدارة الصريح لتظلم اإلداري وفي حالة . إ.من ق يعـاد رفـع الرفض الضمني الناتج عن سكوت اإلدارة مدة تزيد عن ثالثة أشهر يبـدأ م

وقد يمـدد ميعـاد الـدعوى . الدعوى خالل شهرين تبدأ من تاريخ إنقضاء الثالثة أشهر :اإلدارية في األحوال التالية

إذا صادف أخر الميعاد عطلة رسمية ويشترط للتمديد في هذه الحالة أن تكون العطلـة - عليهـا إمتـداد الرسمية في أخر اآلجل المحدد، وإذا وقعت خالل الميعاد فإنه ال يترتـب

.)2(الميعاد إذا كان أحد أطراف النزاع مقيما في الخارج يمتد الميعـاد المقـرر لقبـول الـدعوى -

اإلدارية بالنسبة للمتقاضي المقيم خارج التراب الوطني شهر واحد مهما كانـت طبيعـة . من قانون اإلجراءات المدنية236الدعوى وذلك تطبيقا لنص المادة

حيث تؤدي القوة القاهرة التي تحول بين ذي المصلحة وبين إقامة الدعوى القوة القاهرة - وفق سريان الطعن حتى تزول هذه القوة، ويقرر القضاء اإلداري منذ أمد بعيد إنه يترتب

.م، املعدل واملتمم. إ. من ق463 املادة - 1 . 125ص . صاȇ جازية، املرجع السابق- 2

Page 101: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-99-

على القوة القاهرة وقف المدة المقررة لقبول الدعوى اإلدارية بحيث ال تبدأ في السريان إال .)1(قاهرةبعد زوال هذه القوة ال

تقديم طلب المساعدة القضائية بإيداع طلب المساعدة القضائية قلم كتاب المحكمة العليـا - من قانون اإلجراءات المدنية الجزائري يوفق ميعاد سريان الطعن، 237وفقا لنص المادة

ويبدأ مدة سريان الميعاد من جديد بالنسبة للمدة الباقية من تاريخ تبليـƸ صـاحب الـشأن مصلحة قرار قبول الطلب أو رفضه من مكتب المساعدة القضائية بالطريق اإلداري أو وال

بكتاب موصى عليه بعلم الوصول والحكمة من إعتبار مسألة طلب المساعدة القضائية سببا من أسباب إمتداد الميعاد لقبول الدعوى اإلدارية تتمثل في إنه ال يجب حرمـان صـاحب

من تحريك الدعوى ومخاصمة اإلدارة العامـة نظـرا لفقـره المصلحة والصفة القانونية وعجزه عن دفع الرسوم وطلبه يدل على تمسكه بحقه في إسـتعمال الـدعوى لمهاجمـة

.القرار اإلداري غير المشروع أو لدفاعه عن حقوقه الخطأ في تحديد الجهة القضائية المختصة حيث إنه إذا رفعت الدعوى اإلداريـة مـن -

لقانونية والمصلحة أمام جهة قضائية غير مختصة يقطع سـريان ميعـاد صاحب الصفة ا رفع الدعوى ويبدأ الميعاد في السريان من تاريخ تبليƸ ذوي الشأن بحكم عدم االختصاص من الجهة القضائية غير المختصة والحكمة من هذا الميعاد تتمثل في أن المدعي متمـسك

صة يجب أن ال يحرمه من رفع الـدعوى أمـام بطلباته والخطأ في الجهة القضائية المخت .الجهة القضائية المختصة

: أثر انقضاء المدة المحددة لقبول الدعوة اإلدارية-3 يترتب على انتهاء ميعاد رفع الدعوى اإلدارية سواءŅ على مستوى المجالس القضائية أو

كال لرفعها بعد الميعاد المحكمة العليا سقوط الحق في رفعها ويحكم القاضي بعدم قبولها ش : من قانون اإلجراءات المدنية461اذ تقتضي المادة

فيما عدا حالة القوة القاهرة، يترتب السقوط على مخالفة المواعيد المحددة قانونا لمباشرة " وفوات ميعاد رفع الدعوى اإلدارية يعتبر من " حق من الحقوق بموجب نص هذا القانون

. مخالفته وال اإلتفاق على مخالفتهالنظام العام ال يجوز : شرط المصلحة والصفة لقبول الدعوى اإلدارية-د

506 سليمان الطمأوي، املرجع السابق، ص -1

Page 102: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-100-

يجب أن يكون لرافع الدعوى والصفة والمصلحة طبقا للقاعدة العامة المستقرة فـي وقد أقر المشرع الجزائري هـذه )1()حيث ال مصلحة فال دعوى (فقه القانون والقائلة إنه

. من قانون اإلجراءات المدنية بنصه459 القاعدة في المادةال يجوز ألحد أن يرفع الدعوى أمام القضاء ما لم يكن حـائز علـى الـصفة وأهليـة "

المتقاضي وله مصلحة في ذلك ويقضي القاضي من تلقاء نفسه إنعدام الصفة واألهلية كما عدم وجود اذن برفـع يقرر من تلقاء نفسه إنعدام الصفة واألهلية كما يقرر من تلقاء نفسه

" . الدعوى إذا كان هذا اإلذن الزما : شرط المصلحة-1

المصلحة شرط لقبول أي دعوى سواء كانت إدارية أو عادية والمصلحة هي الفائدة ، )2(العملية التي تعود على رافع الدعوى بل هي أيضا شرط لقبول كـل طلـب أو دفـع

دارية عن مفهومها في الدعوى العاديـة كمـا أن ويختلف مفهوم المصلحة في الدعوى اإل مفهومها في الدعوى اإلدارية نفسها يختلف من نوع إلى ƈخر تبعا لموضوعها فهو مـرن في تحديده يتسع أحيانا لدرجة يكفي فيها لتحقيقه المساس بحالة نظامية ولو مساسا محتمال

ى حتى تتمثل فـي مفهومـه ويضيق أحيانا أخر ) كما هو الشأن بالنسبة لدعوى اإللغاء ( ).معاني الحق الشخصي

: inter et personnel et direct يجب أن تكون المصلحة شخصية ومباشرة - لقد إشترط القضاء اإلداري الفرنسي لقبول الدعوى اإلداريـة تـوافر المـصلحة

مـصلحة بمعنى أن ال تقبل الدعوى المرفوعة من فرد ليست لـه )3(الشخصية والمباشرة شخصية في طلب إلغاء القرار المطعون فيه أو في طلب التعويض عن الـضرر الـذي

، والمصلحة في دعوى اإللغاء تكون مباشرة عندما يكون الطـاعن فـي حالـة )4(أصابهقانونية أثر فيها القرار المطعون فيه، وتكون مباشرة في دعوى التعويض عندما يـصيب

.و الحق الشخصي المكتسب مباشرةالضرر المركز القانوني الذاتي أ

483.، ص سليمان حممد الطمأوي، املرجع السابق- 1 88. عبد العزيز خليل بدوي، املرجع السابق، ص-- 2 201. طعيمة اجلرف، املرجع السابق، ص- 3 412. حممود حلمي، املرجع السابق، ص- 4

Page 103: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-101-

: inter et matériel et morale: المصلحة المادية واألدبية-ال يشترط أن تكون المصلحة مادية بمعنى أن تكون الفائدة التي تعود الطالب فيها لو

.)1(قبلت طلباته فائدة مالية بل يكفي أن تكون الفائدة أدبية ال تقوم بالمالتكون المصلحة محققة إذا ما كـان مـن : القائمة والحالة والمصلحة المحتملة المصلحة -

المؤكد مقدما أن المدعي سينال فائدة من وراء إلغاء القرار اإلداري أو الحكم له بطلباتـه على وجه العموم سواءŅ كانت تلك الفائدة مادية أو معنوية وتكون محتملة إذا لم يكن مـن

ينيل الطالب نفعا عاجال، وتسري هذه القاعـدة فـي الـدعاوى المؤكد مقدما أن الحكم س اإلدارية بالنسبة لدعوى التعويض التي يجب أن تكون المصلحة فيها قائمة وكالة بمعنى أن يكون صاحب الحق أو المركز القانوني الذاتي قد وقع عليه بالفعل الضرر أمـا دعـوى

حتى تصبح مصلحته محققـة ينقـضي اإللغاء فهي مقيدة بوقت قصير فإذا انتظر الطاعن ميعاد الطعن باإللغاء قبل تحقيقها لذا يشترط القضاء اإلداري أن تكون المصلحة محققة بل

.يكفي أن تكون محتملةفي فقه المرافعات الصفة هي قدرة الشخص على المثول أمام القـضاء : شرط الصفة -2

يال أو وكيال ممـثال قانونيـا أو في الدعوى كمدع أو كمدعى عليه بالنسبة للفرد كونه أص وصيا أو قيما وهي بالنسبة لإلدارة كونه صاحب االختصاص في التعبيـر عـن الجهـة اإلدارية كونه صاحب االختصاص في التعبير عن الجهة اإلدارية المدعية أو المدعى عليه

العمومية كالوزراء والوالة ورؤساء البلديات والمديرين العاملين للمؤسسات )2(في الدعوى .اإلدارية في النظام اإلداري الجزائري

Ǐانƙخصوم: الفرع الǂنها لǖعƋاإلدارية و njتقديم عريضة الدعو تقدم عريضة الدعوى اإلدارية لدى كتابة ضبط المجلس القضائي أو قلـم كتـاب

وإعـالن العريـضة )3(المحكمة العليا ويقوم كاتب الضبط إثر ذلك بتسليم إيصال للمدعي .للمدعي عليه

: تقديم عريضة الدعوى اإلدارية-1 يرفع الطعن القضائي وتنعقد الخـصومة اإلداريـة بإيـداع الـدعوى باألوضـاع والشكليات التي يتطلبها القانون لدى قلم كتاب المجلس القضائي وكتابة ضـبط المحكمـة

91. عبد العزيز خليل بدوي، املرجع السابق، ص-1 152. ، ص1972انة، الطبعة الثانية، القاهرة، أصول إجراءات القضاء اإلداري، القسم األول، مطبعة األم: مصطفى كمال وصفي- 2 من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم 116، 115 املادتان - 3

Page 104: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-102-

يداع واسم المودع وأسماء العليا ويتم هذا اإليداع بموجب محضر إيداع يبين فيه تاريخ اإل أطراف الخصومة األوراق والمستندات المرفقة بالعريضة وعددها ويوقع هذا اإليداع من قبل الموظف المسؤول عن هذا العمل ومن قبل المودع نفسه ثم تسجيل الدعوى اإلداريـة

)1(في سجل خاص حسب ترتيبها يدون على محضر اإليداع رقمها التسلسلي في الـسجل ر بياناتها الجوهرية وإثر إيداع عريضة الدعوى وتسجيلها، يقـوم كاتـب الـضبط ويعتب

أو إلى الرئيس األول للمحكمـة العليـا ) 169/3( بإرسالها إلى رئيس المجلس القضائي .الذي يحيلها إلى الغرفة اإلدارية ويقوم رئيس الغرفة بتعيين قاضي مقرر لتحقيق) 244( :عوى اإلدارية مرحلة إعالن عريضة الد-2

تعتبر الطعون في المسائل اإلدارية مقامة بمجرد إيداع عريضة الدعوى في تـاريخ معين لدى كتابة الضبط أو قلم كتاب المحكمة، وذلك وحده يكفي لترتيـب كافـة اآلثـار القانونية سواء من حيث إعتبار الدعوى مقامة أو من حيث تحديد هذه الدعوى، أما ما يلي

إجراءات كإعالن العريضة ومرفقاتها إلى الجهة اإلدارية أو إلـى ذوي الـشأن ذلك من فليست ركنا من أركان الدعوى اإلدارية أو شرطا لصحتها، إنما هي إجراءات مـستقلة ال يقوم بها أحد طرفي المنازعة إنما تقوم بها الجهة القضائية المختصة بنظر الدعوى مـن

.)2(تلقاء نفسها لمقرر في النظام القضائي الجزائري هو الذي يقوم بإعالن الدعوى اإلدارية فالعضو ا

المقرر الذي يقـوم " من قانون اإلجراءات المدنية 170وذلك حسب ما نصت عليه المادة بتبليƸ العريضة إلى كل مدعي عليه في الدعوى مع إنذاره بـأن يـودع مـذكرة بـالرد

م وذلك في المواعيـد التـي يحـددها وتبلـƸ مصحوبة بعدد من النسخ بقدر عدد الخصو العرائض المقدمة ضد قرار وزاري أو ضد قرار صادر لصالح الدولـة إلـى الـوزراء

ويتم اإلعالن بالنسبة لǖشخاص الطبيعة إلـى الـشخص المطلـوب " المختصين مباشرة فسه وفي إعإلنه أو إلى أحد أقاربه أو أتباعه أو البوابين أو أي شخص أخر يقيم بالمنزل ن

).م . إ. ق23المادة ( مرحلة عدم وجود موطن يجوز تسليم اإلعالن في محل اإلقامة أما الجهة اإلدارية فهي معلومة الموطن ويتم إعإلنها وفقا لنفي ممثلها القانوني المحدد في عريضة الدعوى أو إلى أي مفوض عن هذا األخير أو إلى أي شخص مؤهـل لهـذا

من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم 110 املادة -1 293. ، ص1984ية، القاهرة ن طعيمة اجلرف، رقابة القضاء ألعمال اإلدارة العامة، قضاء اإللغاء، دار النهضة العرب- 2

Page 105: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-103-

إلدارة يجب أن يكون مؤشر عليه من الموظف الموكل إليه إسـتالمه الفرض وكل تبليƸ ل وفي حالة إستحالة تسليم التكليف بالحضور سواء للشخص الطبيعي أو اإلدارة يذكر ذلك ويرسل التكليف بالحضور إلى الخصم ضمن طرف موصى عليه مع علم الوصـول، أو

صله إلى الخصم المذكور، ويشترط إلى السلطة اإلدارية المختصة التي ينبغي عليها أن تو تحدد مهلة عشرة أيام على األقل من تاريخ تسليم " من نفس القانون 26وفقا لنص المادة

". التكليف بالحضور إلى المعني للحضورƘالƙاإلدارية: الفرع ال njضية الدعوƽ فǂعداد مƋ

ير الـدعوى ألقى المشرع الجزائري بموجب قانون اإلجراءات المدنية عن تحـض .)1(اإلدارية وتهيئتها على عاتق العضو المقرر

يقوم كاتب الضبط بالمجلس القضائي بإرسال عريضة الدعوى عقب قيدها إلى رئيس المجلس القضائي الذي يحيلها إلى رئيس الغرفة اإلدارية ليعين مستشارا مقررا ولم يحـدد

أمام المحكمة العليا فقد حددت للكاتـب المشرع مدة إحالة القضية إلى رئيس المجلس، أما مهلة ثمانية أيام لعرض خاللها عريضة الدعوى إلى الرئيس األول للمحكمة العليا الـذي

بـالخطوات )2(يقوم بإرسالها إلى رئيس الغرفة اإلدارية التي يقوم بإدارتها القاضي المقرر :التالية

: إجراء محاولة الصلح-1 169/3 والمـادة 90/23 من القانون 07ئري بموجب المادة أضاف المشرع الجزا

إلى قانون اإلجراءات المدنية والتي ألزم بمقتضاها المستشار المقرر بعقد إجتماع بحضور جميع أطراف النزاع وإجراء محاولة الصلح بينهم خالل مدة ثالثة أشـهر وذلـك قبـل

.التعرض إلى إجراءات التحقيق في النزاعان هذا اإلجراء إيجابيا بأن إنتهى إلى تسوية النزاع بين المـدعي والـسلطات إذا ك

اإلدارية يقوم القاضي المقرر بإصدار قرار يثبت فيه إتفاق األطراف يكون قابال للتنفيـذ وفقا للقانون المتعلق بتنفيذ األحكام القضائية وفي هذه الحالة تستبعد القضية من الجـدول

وفي حالة عدم الوصول إلى إتفاق بأن فشلت محاولة الـصلح يحـرر إلنتهاء النزاع فيها .القاضي المقرر محضر عدم الصلح وتواصل اإلجراءات القضائية

م املعدل واملتمم . إ. ق244 و 3 / 169 املادتان - 1 م املعدل واملتمم . إ. ق246 و 7 / 170 املادتان -2

Page 106: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-104-

التي )1( إن المشرع بإستحداثه هذا اإلجراء أمام الغرف اإلدارية بالمجالس القضائية والـدعاوى أصبحت مختصة بنظر كافة الدعاوى لم يفرق بـين الـدعاوى الشخـصية

الموضوعية، فإذا كانت دعوى التعويض تقبل إجراء الصلح بـين األطـراف المتنازعـة لتعلقها بحق شخصي يقبل المساومة والتنازل من قبل صاحبه، فاألمر غيـر كـذلك فـي دعاوى اإللغاء التي ينصب موضوعها أساسا على مواجهة قرار إداري غير مشروع لذلك

تمرار في عدم مشروعية قرار إداري، فكان علـى المـشرع فال يمكن اإلتفاق على اإلس بإستحداثه إجراء الصلح أن يفرق بين الدعاوى الشخصية والدعاوى الموضـوعية بـأن

.يجعل هذا األجراء مقصورا على الفئة األولى من الدعاوى دون األخرىلقـضائية بعـد تبدأ إجراءات التحقيق أمام الغرفة اإلدارية بالمجالس ا : إجراء التحقيق -2

فشل إجراء محاولة الصلح أمام الغرف اإلدارية بالمحكمة العليا فبمجرد إيـداع عريـضة م وإذا . إ. من ق 246 و 245الدعوى وإعإلنها لǖطراف تبدأ عملية التحقيق وفقا للمادتين

تبين لرئيس الغرفة أن حل القضية مؤكد، فإنه يقرر بإنه ال محل للتحقيق ويحيل الملـف وإذا كان التحقيق ضروريا فإن رئـيس )2(لنيابة العامة لكي تودع تقريرها في النزاع إلى ا

الغرفة اإلدارية يحيل الدعوى إلى العضو المقرر الذي يتولى مهمة إعالنها للخصوم ويقوم فبعد تقديم عريضة الدعوى اإلدارية وإعالنها يتبادل )3(بإعداد وتهيئة المنازعة للفصل فيها

وبعد إنقـضاء األجـل )4(ى اإلطالع والردود في اآلجال القانونية المقررة أطراف الدعو المحدد لتقديم هذه الردود يقوم كاتب الضبط أو قلم كتاب المحكمة بإحالة ملف األوراق إلى

)5(المستشار المقرر الذي يتولى إعداد ملف الدعوى والتحقيق فيهـا وتهيئتهـا للمرافعـة : تمام مهمته إن يجري التحقيق وفقا ألحكام القانون إذوللمستشار المقرر في سبيل إ

يجوز للعضو المقرر أن يمنح الخصوم ƈجال يمكن كل طرف منهما خاللها من تقـديم -ردوده على مالحظات الطرف األخر، على أن تكون هذه الردود في شكل مستندات، وله

حقيق في القضية بناء على أن يكلف ذوي الشأن بتقديم مذكرات ومستندات يراها الزمة للت طلب أحد الخصوم أو من تلقاء نفسه واألصل أن يمنح للخصوم ƈجال لذلك بحيث تـستبعد

دل واملتمم م املع. إ. ق281 استثƖ املشرع املنازعات الƔ تفصل فيها الغرفة اإلدارية باǂكمة العليا من هذا اإلجراء طبقا ألحكام املادة - 1 م املعدل واملتمم . إ. ق284 و 5 / 170 املادتان - 2 160. ، ص1989اجلزء األول، دار النشر اجلامعات املصرية، مكتبة الوفاء، الطبعة األوىل، مصر : لبيب احكام عطارة، الوسيط يف صيȠ وإجراءات احكام الدعاوى اإلدارية- 3 م املعدل واملتمم . إ. من ق245و / 170 املادتان -4 م املعدل واملتمم . إ. من ق246 و 7 / 170 املادتان - 5

Page 107: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-105-

. )1(من القضية كل مذكرة تودع في تاريخ الحق إلنقضاء ƈخر ميعاد ممنـوح إليـداعها والمشرع لم يحدد ماهية هذه المستندات التي يأمر القاضي بتقديمها فهـي تـشمل كافـة

اق والوثائق الضرورية للتحقيق في الدعوى وتعتبر هـذه المـستندات والمـذكرات األور .المكتوبة من أهم األدلة التي يعتد بها القاضي في المنازعات اإلدارية

يجوز للقاضي المقرر أن يأمر باستدعاء ذوي الشأن لسؤالهم عن وقائع الدعوى التـي -لقاضي اإلداري قليال ما يلجأ إلـى هـذا وا )2(يكون تحقيقها الزما وضروريا عن طريقهم

اإلجراء نظرا لطبيعة المنازعة اإلدارية التي تحاط عادة بمجموعة من اإلجراءات المكتوبة كالمذكرات والردود وتقارير الخبرة ومحاضر المعاينة والمستندات المشتملة في القرارات

.عالمطعون فيها وغيرها من المستندات التي يقدمها أطراف النزا )3( للقاضي المقرر أن ينتقل إلى الجهات المختلفة إلجراء التحقيق أو إلجـراء المعاينـة -

ولإلطالع على المستندات لدى الجهات اإلدارية المختلفة إذا تعذر نقل هذه المستندات إليه أو كان من الضروري للمحافظة على سريتها أن يطلع عليها بنفسه، ويقوم القاضي المقرر

جراء من تلقاء نفسه أو بطلب من أحد الخصوم متى تبين له أنه ضروري ويقـدر بهذا اإل ويمكـن . بشأن ذلك حكم اإلنتقال يحدد فيه يوم وساعة إنتقاله ويعلن هذا اإلجراء للخصوم

للقاضي استصحاب من يختاره من ذوي االختصاص لالستعانة به ويجوز له أثناء إجراء يتبين أنه من الضروري سماعه أو طلـب أحـد مـن المعاينة أن يسمح بشهادة أي شاهد

الخصوم سماعه وينتقل مع القاضي المقرر كاتبه يحرر محضر بالمعاينة يوقع عليه كـل .منهما ويودع لدى قلم الكتاب

للقاضي المقرر أن يلجأ للخبرة بإعتبارها وسيلة من وسائل التحقيق واألصل في إلتجائه عامة أن تكون بناء على إقتناعه بأهميتها من تلقاء نفسه أو بناء لهذه الوسيلة وفقا للمبادƏ ال

على طلب أحد الخصوم ماعدا الحاالت التي يتطلبها القانون صراحة ضـرورة الرجـوع .)4(فيها إلى خبير كما هو الحال بالنسبة للمباني األيلة للسقوط

م املعدل واملتمم . إ. من ق247 و 7. 6 / 170 املادتان -1 م املعدل واملتمم . إ. من ق43 املادة - 2 م اجلزائري املعدل واملتمم . إ. من ق59 – 56 املواد - 3 234. سابق، ص حسن بسيوين، املرجع ال- 4

Page 108: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-106-

تخذ من اإلجـراءات للقاضي المقرر من أجل التحقيق في القضية المطروحة أمامه أن ي -ما يراه محققا للهدف الذي يرمي إليه كأن يلجا التحقيق عـن طريـق الـسماع شـهادة

أو عن طريق استكتاب ذوي الشأن ممن ينكرون توقيعهم على محـرر معـين )1(الشهود .)2(إلبراء مضاهاة الخطوط

حكم فيهـا أو بعد إتمام إجراءات التحقيق في الدعوى وتهيئتها لل : التقرير في الدعوى -3بعد إنقضاء المواعيد الممنوحة لتقديم المذكرات وتبادل أطراف النزاع اإلطالع والـردود عليها، يقوم القاضي المقرر بإيداعها تقرير مكتوب يحدد فيه الوقائع والمـسائل القانونيـة التي يثيرها النزاع، والتقرير هو عبارة عن ملخص وافي لوقائع النزاع يسرد فيه القاضي

الوقائع والطلبات الختامية للمدعي وملخصا ألسانيده القانونية ثم رد المدعي عليه عليهـا .)3(وأسانيده القانونية ويوضح فيه الرأي القانوني الذي يراه في الدعوى وأسبابه

وقد يقف هذا الرأي عند مسألة االختصاص فقط، وقد يقف عند بحث الجانب الشكلي ى غير مقبولة شكال لعدم توافر شروط القبول فيها كان تكون الدعوى من الدعوى إذا إنته

بطلب إلغاء القرار الصادر عن إحدى الهيئات المركزية ويكون المدعي قد أقام دعواه بعد المدة القانونية المحددة لرفع الدعوى ويكون إقامها دون إجراء التظلم اإلداري المسبق وإذا

الجهة القضائية هي المختصة لنظر الموضوع وذلك بإبـداء إنتهى القاضي المقرر إلى أن الرأي فيه أما بطلب الرفض أو قبول الدعوى مع تأسيس هذا الرأي على األسس القانونية والواقعية، بهذا اإلجراء تنتهي مرحلة إعداد وتحضير ملف القضية لتبدأ مرحلـة جديـدة

.وهي مرحلة المحاكمة وتداول القضية بالجلسات المƟاكمة : الرابƲالفرع

يقوم القاضي المقرر بعد إيداع تقريره وبإتفاق مع رئيس الغرفة اإلدارية بإصـدار قرار لتعيين تاريخ الجلسة التي تنظر فيه الدعوى، ويقوم بهذا اإلجراء سواءŅ كانت النيابة

المجلـس العامة قد أودعت مذكراتها في الميعاد المحدد أو لم تودعها، يتولى كاتب ضبط وقلم كتاب المجكمة العليا بإخطار كل من النيابة والخصوم بتاريخ الجلسة قبـل إنعقادهـا

)4(بثمانية أيام على االقل ويجوز في حالة اإلستعجال تخفيض هذا األجل إلى أربعة أيـام

م اجلزائري . إ. من ق– 74 – 61 - 1 م . إ. من ق80 – 76 - 2 462، ص 1995 معوȏ عبد التواب، الدفوع اإلدارية، منشاة املعارف باإلسكندرية، الطبعة الثانية، مصر، - 3 ج املعدل واملتمم . م. إ. من ق249 و 10 / 170 املادتان - 4

Page 109: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-107-

ويعتبر تبليƸ الخصوم بتاريخ الجلسة من اإلجراءات الجوهرية حتى يتمكنوا من الحضور أو بوكالئهم أمام الجهة القضائية المختصة واإلدالء بما لديهم من إيضاحات وإبداء بأنفسهم

: وتتمثل إجراءات المحاكمة)1(مالحظاتهم الشفوية دعما لمذكراتهم المكتوبة : تنظيم وضبط الجلسات وسيرها-1 الجلسات كقاعدة عامة علنية يكون الحضور فيها مسموحا بغير قيد لكـل : علنية الجلسة -

.)2(من يريد الحضور ومع ذلك يجوز أن تكون الجلسات سرية محافظة على النظام العام : إدارة الجلسات وضبطها-

تطبق في إدارة الجلسات القواعد العامة المنصوص عليها ضمن قانون اإلجـراءات وفـي من هذا القانون أن يجلسوا للحكم في جميع األيـام 29المدنية وللقضاة وفقا للمادة

.حاالت اإلستعجال في أيام العيد أن رئيس المجلس القضائي هو الذي يقوم بإعداد جدول قضايا كل جلسة علنية ثـم يعرضه على النيابة العامة لإلطالع عليه ويعلقه بمدخل قاعة الجلسة، أما بالنسبة للمحكمة

وحفظ النظـام فـي .)3(العليا فأن رئيس كل غرفة هو الذي يتولى إعداد جدول قضاياها الجلسة منوط بالرئيس الذي له أن يخرج من قاعة الجلسة كل من يخل بنظامهـا وإذا لـم يمتثل هذا األخير وتمادى جاز للقاضي أن يحكم بالفور على الشخص بـالحبس مـدة ال

.)4( أيام08تتجاوز يره المكتـوب تبدأ مناقشة الدعوى اإلدارية بتالوة المستشار المقرر لتقر : سير الجلسات -

م ما وقـع مـن . إ. من ق 259 مكرر والمادة 170/3الذي يسرد فيه وفقا لنص المادة إشكاالت في اإلجراءات ويحلل الوقائع وأوجه دفاع األطراف وقد يدرج طلبات الخـصوم

وبعد السماع إلى تقريـر )5(الختامية ويقوم بتحديد مقاطع النزاع إال أنه ال يبدي رأيه فيها لمقرر تمنح الكلمة الطراف النزاع أو لمحاميهم من أجـل إبـداء مالحظـاتهم، القاضي ا

والقاعدة العامة أنه يسمح بعد ذلك للمدعي أوال ثم للمدعى عليه وفي األخير تمنح الكلمـة .للنيابة العامة التي يشترط سماعها في جميع القضايا إلبداء طلباتها

ج املعدل واملتمم . م. إ. من ق259كرر و م3 / 170 املادتان - 1 ج املعدل واملتمم . م. إ. من ق258 و 137 املادتان - 2 ج املعدل واملتمم . م. إ. من ق257 و 135 املادتان - 3 ج املعدل واملتمم . م. إ. من ق3 / 31 و 138 املادتان - 4 ج املعدل واملتمم . م. إ. من ق140 املادة - 5

Page 110: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-108-

وى واستوفت جميع المستندات وقدم كل مـن إذا ماانتهت إجراءات الدع : قفل المناقشة -الخصوم مذكراته وأبدى دفوعه، وبعد السماع للنيابة العامة يعلن القاضي عن قفـل بـاب المرافعة، ويعنى هذا اإلعالن من جانب القضاء إنتهاء الجلسات وإن الـدعوى أصـبحت

. )1(لموضوعصالحة للفصل فيها حيث بإمكان الجهة القضائية المختصة أن تصدر حكما با وبهذا اإلعالن تبدأ مرحلة المداولة، إال أنه يجوز إعادة فتح باب التحقيق إذا ماطرأ دليـل جديد تقدر المحكمة أهميته خاصة إذا كان من شأنه أن يؤثر علـى مجـرى الخـصومة ويشترط في هذه الحالة أن يسمح ألطراف النزاع إبداء مالحظـاتهم وتقـديم المـذكرات

)2(تعلقة بالدليل الجديدوالمستندات المتعني المناقشة والتشاور وتبادل اآلراء بين القضاة تمهيدا لتكـوين الـرأي : المداولة -2

النهائي في الموضوع المعروض، والذي سيعتبر بمثابة الحكم في الدعوة عند النطق بـه، بعد قفل باب المناقـشة يحيـل المجلـس <م . إ. من ق 142وهذا ما نصت عليه المادة

الدعوى للمداولة ويحدد اليوم الذي يصدر فيه حكمه، وتجري المداولة بغير حضور النيابة تكون المداولة سرية وال يشترك فيها . >العامة أو األطراف أو محاميهم أو كاتب الضبط

إال القضاة الذي سمعوا المرافعة دون غيرهم وإال كان الحكم باطال، والبطالن فـي هـذه .صلحة العامة وحسن سير العدالة وهو مطلق لتعلقه بالنظام العامالحالة مقرر للم

إن سرية المداولة تكفل للقاضي حرية كاملة في إبداء ƈراءه وهي مقررة للحفاظ علـى هيئة القضاء بحيث ال يطلع غيرهم على مدى إختالفهم أو إتفاقهم في الـرأي ألن الحكـم

.)3(تها الصادر في الدعوى ينسب للمحكمة بكامل هيئالحكم هو الرأي الذي إنتهى إليه القضاة في مـداوالتهم فـي الخـصومة : النطق بالحكم

والنطق بالحكم وتالوته مع ذكـر )4(باإلجابة الكلية أو الجزئية لطلبات المدعي أو رفضها أسبابه يكون شفويا علنيا في الجلسة حتى ولو حصلت المرافعة سرية وإال كـان الحكـم

رط أال يقل عدد أعضاء هيئة الحكم على ثالثة، وبعد النطق بـالحكم فـي باطال كما يشت جلسة علنية يتعين إيداع أصل هذا الحكم لدى كتابة الضبط ضمن ملف الـدعوى موقعـا

461. ص. حممود حلمي، املرجع السابق- 1 262. ص. حسن السيد بسيوين، املرجع السابق- 2 211 – 210. ص. عبد العزيز خليل بدوي، املرجع السابق-3 215. ص. امحد ابو الوفاء، املرجع السابق- 4

Page 111: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-109-

عليه من رئيس الغرفة اإلدارية والعضو المقرر وكاتب الجلسة، وفي حالة عـدم توقيـع . أحدهم يخضع الحكم للبطالن

يشترط المشرع عادة أن تتضمن نسخة الحكم األصلية عددا مـن :الحكممشتمالت : أوال-الغرفـة اإلداريـة ( البيانات تتمثل أساسا في تبيان الجهة القضائية التي أصدرت الحكـم

وتاريخ صدور الحكم ومكإنه ورقم القـضية وذكـر ) بالمجلس القضائي، المحكمة العليا كذا أسماء وعنأوين محاميهم، كما يـشرط أسماء الخصوم وألقابهم وصفاتهم وموطنهم وه

أن يتضمن أصل الحكم ما يفيد أنه صدر علنية وتأشير المحكمة على جميـع المـستندات والوثائق المقدمة من الخصوم ومحاضر إجراءات التحقيق كما يذكر اسم عـضو النيابـة

ره المكتـوب العامة الذي أبدى رأيه في القضية واسم العضو المقرر الذي قام بتالوة تقري )1(وأسماء القضاة الذين سمعوا المرافعة واشتركوا في إصدار الحكم وحـضروا تالوتـه

بعـد )2(ويجب أن تعنون ديباجة الحكم بعبارة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ذلك يستلزم أن يتضمن الحكم سردا للوقائع المعروضة ثم األسباب الواقعية والقانونية التي

ت إقتناع القاضي برأي الذي إنتهى إليه وأخير منطوق الحكم الذي يتم النطق به وذلك برر :على النحو التالي

وتتمثل في بيان طلبات المدعي الختامية فـي الـدعوى واألسـانيد القانونيـة : الوقائع -ير والمادية التي يعتمد عليها فيما يدعيه وذكر رد المدعى عليه على هذه األسانيد وفي األخ

.)3(نذكر مالحظات القاضي المقرر والرأي الذي إنتهى إليهبعد تبيان الوقائع يحدد القاضي األسباب التي إعتمد عليهـا فـي حكمـه : أسباب الحكم -

وتسبيب الحكم يعد ضمانة من ضمانات التقاضي فهو أن القاضي فحص الوقائع واألرواق الطلبات والدفوع وإنه قد إسـتخلص والمستندات المقدمة في الدعوى وأتصل علمه بجميع

حكمه من الوقائع التي تثبت له بالطرق القانونية وإنه فهمها الفهم القانوني الموجب لتكيفها التكيف الصحيح وهذا التسبيب يكون محل رقابة من الخصوم إذ يمكنهم رفع الطعون ضد

.)4(الحكم إستنادا إلى األسباب التي علل بها القاضي حكمه

م املعدل واملكرر . إ. من ق264، 144 املادتان - 1 يصدر القضاء أحكامه باسم الشعب اجلزائري " 96ر اجلزائري الصادر من الدستو132 تنص املادة -2 215. ص. عبد العزيز خليل بدوي، املرجع السابق- 3 467، 466. حممود حلمي، املرجع السابق، ص- 4

Page 112: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-110-

تبرر فهم القاضي لوقائع القضية عن طريق motifs de faitسباب قد تكون واقعية و األبحثه لظروفها ومستنداتها ومذكرات الخصوم فيها وتحديدها طبقا للقـانون وقـد تكـون األسباب قانونية وتلك التي تبرر تطبيق القاعدة القانونية التي إختارها القاضي بأن يقـوم

. motifs de droitكم القانون بتكييف الوقائع وبيان ح كالتمـسك بـنص moyens de pur droit وقد يكون من قبل الحجج القانونية الـصرفة

قانوني معين، والتسيب المعيب يبطل الحكم الذي صدر إستنادا إليه أما عدم التسيب فيعتبر .)1(مخالفة دستورية

ا القاضي لتطبيق حكم القانون علـى هو النتيجة المنطقية التي إنتهى إليه : منطوق الحكم -الوقائع التي عرضت في الدعوى ويعد أهم أقسام الحكم بإعتباره الجزء الذي يحدد علـى أساسه مراكز الخصوم ويجب أن يكون منطوق الحكم منسجما مع أسبابه بحيـث يكـون

.)2(النتيجة الحكمية للبناء المنطقي الذي قام عليه الحكمللحكم القضائي صورتان بسيطة وتنفيذية أي مذيلـة : التنفيذية للحكم تسليم النسخة : ثانيا

هي تلك التي يجوز ألي شخص طلبهـا ) العادية ( بالصيغة التنفيذية، والصورة البسيطة وحتى ولو لم يكن طرفا في الدعوى وتعطى له مقابل دفع الرسم المستحق، أما الـصورة

تي تكون مذيلة بالصيغة التنفيذيـة وال سـلم إال التنفيذية فهي الصورة الرسمية للحكم وال للمحكوم له في الدعوى كما إنها ال تسلم إال مرة واحدة، ولكن إذا فقدت هذه النسخة ممن تسلمها قبل تنفيذ الحكم الصادر لمصلحته جاز له الحصول على نسخة أخرى بـأمر مـن

.)3(رئيس الجهة القضائية التي أصدرت الحكمالحكم وحيازته لقوة الشيء المقضي فيه تستنفذ الجهة القضائية واليتها وال وبعد النطق ب

يجوز للخصم المحكوم عليه ان يعيد طرح النزاع من جديد بدعوة ابتدائية وبهذا يبدا ميعاد . الطعن فيه بأحدى طرق الطعن والتي سيتم دراستها بايجاز في المطلب الثالث

Ƙالƙب الǂƯا: الم Ǐƺ DžعƯال ƼرƯكام اإلداريةƟǓ. قد يشوب الحكم الصادر عن الغرفة اإلدارية بالمجالس القضائية أو المحكمة العليا عيب من العيوب ويكون من مصلحة صاحب الشأن أن يطعن في الحكم لميعاد النظر فيه، وال يقبل هذا الطعن إال بطرق وإجراءات خاصة وفي مواعيد محددة بحيث إذا انقـضت

266. ص. حسن السيد بسيوين، املرجع السابق- 1 1953. ص. 1964. مصرية-مكتبة االƱلو. القاهرة. اري، الكتاب الثاين االحكام وتنفيذها مصطفى كمال وصفي الرفاعي، اصول اجراءات القضاء اإلد- 2 م . إ. من ق322. 321 املادتان - 3

Page 113: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-111-

دون الطعن في الحكم أصبح غير قابل للطعن فيه، وقـد قـسم المـشروع هذه المواعيد الجزائري كنظرية الفرنسي والمصري طرق الطعن في األحكام اإلدارية إلى نوعين طرق عادية تتمثل في المعارضة و اإلستئناف وطرق غير عادية تتمثل في معارضـة الخـصم

.الثالث، التماس إعادةüوǓالمعارضة: الفرع ا لمعارضة هي وسيلة طعن عادية توجه ضد األحكـام الـصادرة غيابيـا يلجـأ ا

المتقاضي بمقتضاها إلى المحكمة التي أصدرت الحكم إلعادة النظر في الـدعوى علـى ويـشترط ليقبـل الطعـن )1(ضوء أقواله واألدلة التي يتمكن من عرضها على المحكمة

دعوى حضور المحاكمة ولم يـستلم بالمعارضة أن يقدم من المدعى عليه التي وجهت له التبليƸ أما إذا تأكدت المحكمة أن اإلعالن قد تم لذات الشخص ولم يحـضر يعـد الحكـم

.)2(حضوريا وال يقبل الطعن فيه بالمعارضةويالحظ في الدعوى اإلدارية التي تتسم إجراءاتها بالطابع الكتابي والتحقيقي إنه نادرا مـا

أن القاضي المقرر هو الذي يتولى إعالن الدعوى للمـدعي تصدر األحكام غيابيا خاصة .عليه

والمعارضة هي الوسيلة األولى للطعن في األحكام الغيابية الصادرة من المجالس القضائية .)3(والمحكمة العليا

:ويشترط لقبولها أمام الجهة القضائية المصدرة للحكم المطعون فيه ما يليالخصومة الذي لم يبلƸ لعريضة الدعوى أما إذا كان قـد أن تكون من المدعى عليه في -

أبلƸ فيسقط حقه في الطعن بالمعارضة رغم غيابه ألن الحكم الصادر في الدعوى يعتبـر .حضوريا في مواجهته

أن ترفع المعارضة أمام الغرف اإلدارية بالمجالس القضائية خالل شهر من تبليƸ الحكم - قانون اإلجراءات المدنية وترفع ضد أحكـام 171/2لمادة غيابيا للمدعى عليه وفقا لنص ا

الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا خالل شهرين من تبليƸ الحكم المطعون فيه حـسب نـص يجوز الطعن في األحكام الغيابية بطريق المعارضة ضمن ." من ذات القانون 287/2المادة .26،24،23،22 أيام من تاريخ التبليƸ الحاصل وفقا للمواد 10مهلة

.272ص . حسن السيد بسيوين، املرجع السابق (1) من قانون اإلجراءات املدنية املعدل و املتمم 98/03 املادة (2) .اإلجراءات املدنية املعدل و املتمم من قانون 286 و 171 املادتان (3)

Page 114: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-112-

ويجب أن يذكر في سند التبليƸ تحت طائلة البطالن أنه بإنقضاء المهلة المـذكورة يـسقط .)1("حق الطرف في المعارضة

- Ņيقدم الطعن بالمعارضة بواسطة عريضة وفقا لإلجراءات المتبعة بالنسبة للدعوى سواء في المـسائل اإلداريـة أمام المجالس القضائية أو المحكمة العليا ويترتب على المعارضة

قـانون اإلجـراءات 171/3إعادة النظر في الدعوى دون وقف التنفيذ وفقا لنص المادة .المدنية

Ǐانƙناف: الفرع الƏاإلست اإلستئناف هو وسيلة قضائية نضمها المشروع يكفل بمقتضاها للمحكوم عليـه أو

من تلك التـي أصـدرت المحكوم له إعادة طرح نزاع من جديد أمام محكمة أعلى درجة الحكم المطعون فيه، وقد يكون الغرض من اإلستئناف إلغاء الحكـم المطعـون فيـه أو

.إستبدال بحكم جديد أو تعديله :و يشترط لقبول الطعن باإلستئناف في األحكام اإلدارية

. أن يكون الحكم محل إستئناف قضائيا- . القضائي أن يكون الخصم صادر عن الغرقة اإلدارية بالمجلس- . أن يكون الحكم المطعون فيه إبتدائيا-أن يرفع الطعن خالل شهر من تبليƸ الحكم المطعون فيه و يمكن تمديد هـذا الميعـاد -

بشهر وأحد بالنسبة للمقيمين في المغرب و تونس وشهرين بالنسبة للمقيمين في الدول .)2(األجنبية األخرى

.اولها الحكم المطعون فيه أن يكون المستأنف أحد أطراف التي تن- .)3( أن يكون الطعن وفقا لإلجراءات الممددة قانونيا-

و اإلستئناف ال يوقف تنفيذ األحكام اإلدارية المطعون فيها وفي حالة قبول الطعـن يقـوم قاضي اإلستئناف إما بالفصل في الموضوع النزاع وإما بتبيان األسباب القانونيـة التـي

. النزاع ويحله إلى المحكمة المختصة لتعيد النضر فيهيستند عليها في الحكمإن قاعدة اإلستئناف ال يوقف تنفيذ األحكام اإلدارية متفق عليها كرستها المشروع الفرنسي

والمشرع المصري في الفقرة الثانية من المـادة 1945 جويلة 21 من أمر 48في المادة

من قانون اإلجراءات املدنية املعدل و املتمم98املادة )1( من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم104.105املادتان (2) من قانون اإلجراءات املدنية املعدل واملتمم241. 239املواد (3)

Page 115: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-113-

171ع الجزائري صراحة في المادة وأقرها المشرو 1972 لسنة 47 من القانون رقم 50تنفيذ األحكام .........ال يوقف اإلستئناف وال سريان ميعاده "من قانون اإلجراءات المدنية ".الصادرة في المواد اإلدارية

ال يكـون " من ق إ م التي تنص 169و قد إعتمد المشرع الجزائري هذه القاعدة في المادة واد اإلدارية أثر موقف إال إذا قرر بـصفة إسـتثنائية لطعن أمام المجلس القضائي في الم

وتستند هذه القاعدة على ثالثة أنواع مـن " خالل ذلك بناء على طلب صريح من المدعي .)1(المبررات تاريخية، نظرية وعملية

ففيما يتعلق باألولى فإنها تتبلور في ظهور الطعون باإللغاء وطعـون القـضاء الكامـل على عدم التدخل في وظيفة اإلدارة، وأما الثانية فإنها تتركز على وحرص القاضي الدائم

طبيعة العمل اإلداري المتميز عن عمل األفراد فاإلدارة تهدف إلـى تحقيـق المـصلحة العامة، ومن ثم فإن أعمالهم تتسم بالضرورة والعامل المعجل، وهذه اإلعتبارات تـضفي

حيلولة دون عرقلة تطبيقها بواسـطة طعـون على قراراتها قوة تنفيذية تقف سدا منيعا لل قضائية قد تكون في ƈخر المطاف تعسفية، أما المبررات األخيرة فأساسها هـو الـسماح لإلدارة بالقيام بأعمالها وتحقيق أهدافها بفعالية ومع ذلك فإن هذه القاعدة قد ال تؤدي إلـى

على العكس من ذلك قـد النتائج التي وضعت من أجلها في بعض الحاالت اإلستثنائية بل تحقق نتائج مناقضة تماما لها وتتجسد هذه الحاالت خاصة عند صدور حكم الدرجة األولى في غير صالح اإلدارة فتصبح حينئذ ملزمة بمقتضى القاعدة السابقة بتنفيذه رغم إستئنافها

.لهلحكم المطعون فيه تعتبر القاعدة القضائية في المواد اإلدارية بعدم وقف اإلستئناف لتنفيذ ا

غير مطلقة بحيث توجد حاالت يمكن فيها تنفيذ الحكم المستأنف، فمن المنطقي أنه إذا تبين لقاضي اإلستئناف أن تنفيذ الحكم اإلداري المستأنف سيؤدي ال محالة إلى أوضاع يكـون من العسير إصالحها أو أن المستندات التي يقدمها المستأنف في طعنه تكون من الجديـة بحيث ستؤدي إلى إلغاء الحكم المستأنف فله أن يوقف تنفيذ هذا الحكم إلى إصـدار حكـم محكمة اإلستئناف، وهذان اإلستثناءان قننهما المشرع الفرنسي في الفقـرة الرابعـة مـن

يوقـف تنفيـذ الحكـم : " التي تنص علـى إنـه 1963 جويلية 30 من مرسوم 54المادة ":المستأنف

104ص .بشري حممد، املرجع السابق (1)

Page 116: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-114-

. إلى نتائج من الصعب إصالحهاإذا كان تنفيذه سيؤدي - .إذا كانت هذه الوسائل المستعملة في الطعن جدية -

باإلضافة إلى هذين اإلستثنائين، فقد نص المشرع الفرنسي علـى حـاالت أخـرى فـي . )1(مواضيع مختلفة يكون فيها لإلستئناف أثار موقفة على تنفيذ الحكم المستأنف

من قانون اإلجراءات المدنية الطـابع اإلسـتثنائي 283أما في الجزائر فقد أكدت المادة إلجراء وقف تنفيذ الحكم اإلداري المستأنف، هذا اإلجراء الذي ينعقد اختصاص األمر به

وليس بـصفة ) المستأنف(لرئيس الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى بناء على طلب المدعي .)2(تلقائية

ر بهذا اإلجراء فهي من العمومية بحيـث إال أن هذه المادة لم تنص على شروط منح األم تسمح لرئيس الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى بوقف تنفيذ الحكم المستأنف مهمـا كانـت طبيعة القرار المطعون فيه وحسب تقدير الظروف المحيطة بالحكم المطلوب وقف تنفيذه،

حكمهـا "ت ذلـك ومع ذلك ال تستخدم هذه المكنة إال في الحالتين السابقتين ومـن تطبيقـا في القضية بين ديوان السكن ذي الكراء المعتدل طعن في 12/01/1968الصادر بتاريخ

حكم الغرفة المدنية للمجلس القضائي لمدينة باتنة الذي حكم عليه بدفع للموثق العامل لباتنة مبالƸ مالية ستمنح بعد ذلك لطاعنين كتعويض عن نزع أمالكهم للمصلحة العامـة، وقـد

من قانون اإلجراءات المدنيـة التـي )3(476 الديوان المذكور في طعنه على المادة إستندتعطي سلطة الفصل في المنازعات التي تمس هيئات عامة أو مؤسسات عامـة للغـرف

إن هذا الحكـم "اإلدارية للمجالس القضائية فجاء في حكم الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى لجدية وذات األثر الذي ال يمكن أن يعيقه إجـراء مبكـر يثير مسألة متعلقة بالقبول من ا

".بالتنفيذإذا كان معيار جدية الوسائل المعتمدة في الطعن هو المستند عليه لوقف تنفيـذ األحكـام اإلدارية في الحكم السابق، فال يعد هذا المعيار الوحيد في هذا المجال وتأكيدا لذلك جـاء

، في قضية تتلخص وقائعها )4(24/06/1978لى بتاريخ حكم الغرفة اإلدارية للمجلس األع في أن المستأنف أصبح موضوع مالحقات من طرف اإلدارة الجبائية بعد إجراء مراقبـة

إن إستǞناف أحكام اǂاكم اإلدارية الصادرة يف املواد اإلنتǺابية و املتعلق باملنازعات اإلنتǺابية البلدية و اإلقليمية أمام ƭلس الدولة الفرنسي يكون له أǭر موقف بالنسبة (1)

.لتنفيذ احلكم املطعون فيه .110ص .بشري حممد، املرجع السابق (2) .املعدل و املتمم لقانون اإلجراءات املدنية 29/12/1971ملغاة باألمر (3) ) ȡري منشور ( اŎلس األعلى،الغرفة اإلدارية 41، رقم 24/06/1978قرار (4)

Page 117: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-115-

ألعماله من طرف مصلحة الرسوم على رقم األعمال أظهرت فيها مخالفـات وأخطـاء اإلدارية لمجلس ملحوظة، فقدم تظلما والئيا مكث دون جدوى، ثم رفع دعواه أمام الغرفة

الجزائر التي رفضت بدورها طلبه، األمر الذي أدى به إلى إستئناف حكمها أمام الغرفـة اإلدارية للمجلس األعلى و التمس منها إيقاف المالحقة المتخذة ضده إلى حين فصلها فـي

من ق إ م وقد جاء في هذا الحكم على الخصوص مـا 283الدعوى متمسكا بنص المادة من ق إ م تشير إلى مهلة إيقاف تنفيذ المالحقات المتعلقة بقرار 283 أن المادة حيث:"يلي

أو حكم مطعون فيه، وبما أن رئيس الغرفة اإلدارية المقدم إليه الطلب هو الوحيد المختص بمنح هذا اإلجراء أو رفضه وحيث ال يتبين من الملف أن تنفيذ القرار يحتمل أن تنتج عنه

"ركها وفي هذه الحالة فقط يمكن تطبيق المادة المذكورةأضرار ال يمكن تدا بمعيـار مـدى ففتتمسك إذا الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى عند الحكم القضائي المستأن

جدية الوسائل المستعملة عند الطلب وقف تنفيذه وهذا إلى جانب معيار األضرار العسيرة و هذان هما الضابطان اللـذان نـصهما االستدراك التي قد يسببها تنفيذ الحكم المستأنف

. )1(المشرع الفرنسيوخالصة القول أن االستثنائات الواردة على قاعدة عدم وقف اإلستئناف تنفيذ الحكم فـي المواد اإلدارية التي أخذت بها الفرقة اإلدارية للمجلس األعلى ال تمس باألسـاس الـذي

.افات منطقية يقتضيها الواقع العمليتعتمد عليه هذه القاعدة وإنما هي مجرد استئنƘالƙالفرع ال :Ƙالƙمعارضة الخصم ال

تعتبر معارضة الخصم الثالث وسيلة طعن غير عادية أوجدها المشرع لمصلحة األشخاص الذين يمثلوا بأنفسهم أو بواسطة ممثليهم في خصومة انتهت بحكم من شأن تنفيذ أن يلحق

)2(بهم ضررا ي هذا الطعن بموجب نص عام يطبق في كل من المسائل العاديـة نضم المشروع الجزائر

و اإلدارية والذي يقضي بأن لكل ذي مصلحة أن يطعن في حكم لم يكن طرفا فيه بطريق :ويشترط لقبول اعتراض الخصم الثالث ما يلي. )3(اعتراض الغير الخارج عن الخصومة

.112ص .بشري حممد، املرجع السابق (1)

(2)) J.Mauby.R.DRAGO ,Traite de contentieux administratifs Tome II , paris LGDJ, 3 édition , 1984,p533. . من قانون اإلجراءات املدنية املعدل و املتمم191املادة (3)

Page 118: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-116-

في الخصوم ولم يعلن أو يمثـل أو أن يقدم الطعن من قبل الشخص الذي لم يكن طرفا -

.)1(يتدخل فيها أن تكون للطاعن مصلحة في الطعن كأن يكون الحكم قد أصاب حقا من حقوقه المادية -

.أو المعنوية

. أن يرفع الطعن إلى الجهة القضائية التي أصدرت الحكم المطعون فيه-

الـدعوى وفقـا يرفع اعتراض الغير الخارج عن الخصومة في شكل عريضة افتتـاح -لإلجراءات المحددة قانونا، وتكون العريضة مصحوبة بإيصال يثبت إيداع قلم الكتاب مبلغا

.)2(مسأويا للحد األدنى من الغرامة التي يجوز الطعن فيها

وبالنسبة لميعاد الطعن باعتراض الغير خارج الخصومة فإن المشرع لم يحدد الميعاد الذي يجب أن يرفع فيه اعتراض الغير خـارج الخـصومة إال أن يجب أن يرفع الميعاد الذي

االجتهاد القضائي يرى إنه في حدود ثالثين سنة ابتداء من تاريخ صدور الحكم المطعون .)3() مدني308سنة طبقا للمادة 15وفي القانون الجزائري (فيه

:يترتب على اعتراض الغير ما يليجديد على المحكمة التـي أصـدرت يترتب على اعتراض الغير طرح الخصومة من -

.بنفسها الحكم محل الطعن وذلك في حدود ما رفع فيه االعتراض فقط إن الحكم بقبول اعتراض الغير يترتب عليه إلغاء الحكم المعترض عليه في حدود مـا -

.رفع فيه االعتراض، ويعود النزاع إلى الحالة التي كان عليها األطراف قبل صدور الحكم

ت المحكمة االعتراض يجوز لها أن تحكم بالغرامة على صاحب االعتـراض إذا رفض - دج إذا كانـت جهـة 500 دج إذا كانت جهة قضائية إبتدائيـة و 100للغير ال تقل عن

.استئناف

عدم قبول عريضة وزير الداخلية الرامية إىل الطعن يف " ومن معه حيث تضمن هذا احلكم ) م، ع ( ، وزير الداخلية ضد 09/06/1984اŎلس األعلى، الغرفة اإلدارية، (1)

واƃ سطيف باعتبار أن الواƃ هو املمثل الوحيد لكل الوزراء و ال ƶوز قبول الطعن بطريق إعتراȏ الغري خارج اƪصومة إال قرار اŎلس األعلى القاضي بǚبطال قرار صادر عن . 223، ص 1989اŎلة القضائية، العدد الرابع، ".يف الدعوى .ưن ƹ Ɓثل

. من قانون اإلجراءات املدنية املعدل و املتمم193، 192املادتان (2) ..378ص . غوǭي بن ملحة، املرجع السابقال (3)

Page 119: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

الفصل الثاƆ تسوية منازعات الصفقات العمومية

-117-

Ʋسباب التالية: الفرع الرابǓا Džسبب م Ǎǂر عưالن ƔعادƋ ƧلتماƋ)1( حين صدور الحكـم المطعـون فيـه وأ إذا حصل عدم مراعاة األشكال الجوهرية قبل -

بطريق اإللغاء، وهذا بشرط أن ال يكون بطالن هذه اإلجراءات قد وقع تصحيحها مـن أطراف الخصومة

إذا حكم بما لم يطلب أو بأكثر مما طلب أو تخلى الحكم في الفصل في أداء الطلبات - . إذا وقع من الخصم غش، كان من شإنه التأثير على الحكم- كان الحكم محل االلتماس مبنيا على وثائق إعترف أو صرح بعد صدور الحكم بإنها إذا -

.مزورة إذا اكتشف بعد الحكم وثائق قاطعة في الدعوى كانت محجوزة عند الخصم - إذا وجد تناقض في أحكام نهائية صادرة بين األطراف أنفسهم وبناءا على نفس الوسائل -

.ئيةو األدلة من نفس الجهات القضا . إذا لم يقع الدفاع عن حقوق فاقدي األهلية- أن يكون الحكم محل االلتماس بإعادة النظر فيه غير قابـل للطعـن فيـه بطريـق -2

.المعارضة أو اإلستئناف أن يقدم إلتماس إعادة النظر في مهلة شهرين من تاريخ تبليƸ الحكم المطعـون فيـه -3

) 169(يها ماعدا الحاالت االستثنائية المنصوص عل4- Ƹ100 أن يتم تسديد مبل Ƹق 2 / 192 المادة 195دج طبقا لحكم المادة 500دج أو مبل .إ م

:يترتب على إلتماس إعادة النظر يترتب على هذا الطعن النظر من جديد في النزاع في حدود السبب المبني عليه الطلب - .ذا كان السبب مقبوال قانونا يترتب على االلتماس األخذ بعين االعتبار طلب الطعن إ-

يجوز الحكم على طالب االلتماس بإعادة النظر بالغرامة إذا كان طلبه مرفوضا ويكون -دج إذا رفع الطلب أمام المحكمة من الدرجة األولى أو عـن 100مبلƸ الغرامة ال يقل عن

. دج إذا قدم للمجلس القضائي500

. من قانون اإلجراءات املدنية املعدل و املتمم194املادة (1)

Page 120: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

اخلاƢـة

-119-

:الخاتمة من خالل التطرق إلى منازعات الصفقات العمومية وفقا ألحكام التشريع الجزائري

:يمكن استخالص النتائج التالية تطبيقا لǖحكام التشريعية المتعلقة بهذا الموضـوع : من حيث االختصاص القضائي -1

قانون اإلجـراءات خاصة المادة الثانية من قانون الصفقات العمومية و المادة السابعة من المدنية أمكن القول أن منازعات الصفقات العمومية ذات اختصاص قضائي مزدوج حيث تخضع منازعات الصفقات التي تبرمها الدولة ، الوالية ، البلدية ، المؤسسات العموميـة ذات الصبغة اإلدارية إلى القضاء اإلداري ممثال في الغرفة اإلدارية للمجلس القـضائي و

بينما تخضع منازعات الـصفقات التـي تبرمهـا المؤسـسات العموميـة .الدولة مجلس اإلقتصادية الصناعية و التجارية إلى المحكمة العادية ، حتى و لو كانت الصفقة ممولـة بميزانية الدولة كما قال المشرع و ذلك راجع إلى إعتماد المشرع الجزائري على المعيار

إلختصاص إلى القضاء اإلداري دون أن يعير اإلهتمام العضوي كقاعدة عامة عند إسناد ا إلى موضوع التصرف أو العقد مون عن طريق الدولة أو بدونها و هذا بطيعـة الحـال

فـي –و هي نتيجة غير مقبولـة . من قانون اإلجراءات المدنية 07بموجب أحكام المادة أن تخضع منازعة من طبيعة من الناحية القانونية و القضائية إذ من غير المعقول –رأينا

و يمكـن تجـاوز .واحدة إلى إختصاصين قضائيين يختلفان جذريا عن بعضهما البعض الوضع بتعديل المادة الثانية من قانون الصفقات العمومية باستبعاد المؤسسات اإلقتصادية الصناعية و التجارية من مجال تطبيق قانون الصفقات العمومية علـى إعتبـار أن هـذه

ؤسسات قد فقدت في معظمها التمويل المالي من طرف الدولـة بعـد إعـادة الهيكلـة الماإلقتصادية و بالتالي فإنها أصبحت تتصرف باعتبارها شخص مـن أشـخاص القـانون

. من القانون التوجيهي للمؤسسات القانونية 59الخاص تطبيقا لنص المادة ازعات المدنية يتجلى في العمل على إن الهدف من اإلثبات في المن : من حيث اإلثبات -2

.تحقيق التوازن ما بين حرية األفراد من جهة ، و استقرار المعامالت من جهة أخرى و بالمقابل نجد أن الهدف منه في المنازعات اإلدارية بصفة عامة و منازعات الـصفقات

و العمومية على وجه الخصوص هو تحقيق التوازن ما بين حرية األفـراد مـن جهـة مصلحة الجماعة من جهة أخرى التي تضطلع اإلدارة بتحقيقها ، و تجد المالحظات التالية

للقاضي اإلداري حرية أكبر في التحري و الفحص إذ ليس ملزما كالقاضـي المـدني -

Page 121: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

اخلاƢـة

-120-

باحترام القوة التدرجية بين مختلف وسائل اإلثبات ، فله مساعدة الخصم الضعيف و هـو يتمثل فـي Pierre Pactetلسبب في ذلك كما يقول األستاذ بيار باكاتيه المتعامل المتعاقد ، وا

أن هذا الموقف ينتج عن مبدأ الفصل بين السلطات اإلدارية والقـضائية ، ومـن امتيـاز التدخل التلقائي لإلدارة كالتنفيذ المباشر ففي مجال المسؤولية التقصيرية باستطاعة القاضي

على العالقة السببية بين الضرر و الخطر ، كما يلجأ القاضـي مساعدة الفرد إقامة الدليل . عادة إلى افتراض الخطأ في مواجهة اإلدارة التي يقع عليها حين إذ إثبات العكس

القاضي اإلداري هو الذي يحدد لǖطراف ƈجال أدلتهم تحت طائلة عدم قبولها ، علـى - ألجل لتقديم أدلتهم ، و حتى عند خالف القاضي المدني أين يكون األطراف غير ملزمين

وضع القضية في المداولة بإمكانهم طلب إخراجها منها قبل النطق بالحكم لتقديم ما لـديهم .من أدلة

عدم جواز اللجوء إلى اليمين في المنازعات اإلدارية لكونها تمس بالنظام العام ، إذ ال -ن قبل المتقاضي مـع اإلدارة ، يمكن أن يتوقف مصير األموال العامة على حلف يمين م

كما أن ممثل اإلدارة ليس بإمكانه أن يقسم بشأن ما ليس له ، و هـذا تطبيقـا لإلجتهـاد .القضائي لمجلس الدولة الفرنسي خالل منتصف الشهر التاسع عشر

على خالف اإلجراءات المدنية فإن قرينة قوة الشيء المقضي فيه من النظام العام فـي -دارية الرتباط هذه األخيرة بمبدأ المشروعية ، فال يمكن اإلحتجـاج بقـرار المنازعات اإل

.إداري تم إبطاله من قبل القاضي اإلداري نؤكد أنه بالنسبة للتظلم الذي يـتم فـي إطـار : تسوية منازعات الصفقات العمومية -3

تعلـق الم 250/02التسوية الودية أن المشرع الجزائري قد حسم في المرسوم الرئاسـي بالصفقات العمومية مسألة العالقة بين الطعن وفقا للقواعد المقررة في القواعد العامـة و الطعن في وفقا لقانون الصفقات العمومية إذ أنه فضال على الطعون المقررة فـي قـانون

من 101-100اإلجراءات المدنية يستوجب القيام بالطعون المنصوص عليها في المادتين العمومية ، هذا دون أن يؤثر إلغاء التظلم في المنازعات التي تدخل فـي قانون الصفقات

اختصاص المجلس القضائي على عملية الطعون المقررة في قانون الصفقات العمومية في أما فيما يتعلق بالتحكيم ومدى جـوازه فـي .المنازعات التي تدخل في نفس اإلختصاص

ول أنه بعد قراءة متأنية ألحكـام اإلجـراءات منازعات الصفقات العمومية فإنه يمكن الق المدنية المعدل و المتمم أن المشرع الجزائري لم يحسم هذه المسألة صراحة مما يحيلنـا

Page 122: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

اخلاƢـة

-121-

والتي يترتب على تطبيقها عـدم , إلى القواعد العامة المحددة في قانون اإلجراءات المدنية أنه اليجوز لهذه األخيرة أن تلجأ جواز التحكيم بالنسبة للصفقات التي تبرمها الدولة بحكم

ويبقى أمر جوازه فـي , من قانون اإلجراءات المدنية 422إلى التحكيم وفقا لنص المادة منازعات الصقفات التي تبرمها المؤسسات العموممية معلقا نظرا إختلف الفقه الجزائـري

يناير 12في المؤرخ 88/01من القانون 20في قراءة النصوص المتعلقة به خاصة المادة من قـانون 422والمادة, المتضمن القانون التوجيه للمؤسسلت العمومية اإلقتصادية 1988

هذا الوضع ال يتالئم مع المعطيات الجديدة للجزائر التي ترتبت علـى , اإلجراءات المدنية في ذلك ألن الدول الغربية تسعى , إعادة الهيكلة اإلقتصاية واإلنفتاح على اإلقتصاد العالمي

تعاقداتها دائما إلى استبعاد تطبيق القانون الوطني على المنازعات التي تنجم على العقـود التي تبرمها مع الدول األخرى و تستبدله باللجوء إلى التحكيم الذي يتفق عليه عـادة فـي

.دفاتر الشروط ات أما فيما يتعلق بالتسوية القضائية فإن اإلجراءات المطبقة هي إجراءات المنازع

اإلدارية المنصوص عليها في القواعد العامة مع اإلشارة إلى ضرورة استبدال كلمة مجلس الدولة مكان المحكمة العليا في المنازعات التي أصبح يختص بها مجلـس الدولـة بعـد

.تنصيبه و ذلك في حالة حدوث تعديل لقانون اإلجراءات المدنية Ÿ23-07 -2004 يوم تمت بتوفيق من ا

Page 123: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري
Page 124: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري
Page 125: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري
Page 126: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري
Page 127: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ƲƜمة المراƏاƽ : Ǘالكتب : أو

دار الجامعة الجديـدة . إبراهيم سيد أحمد ، الحماية الجنائية للعقود اإلدارية و المدنية -1 .2000اإلسكندرية ، . للنشر ، الطبعة األولى

أحمد أبو الوفاء ، المرافعات المدنية و التجارية ، منشأة المعارف ،الطبعـة الرابعـة -2 .1986مصر ، . عشر

ديـوان . أحمد محيو ، ترجمة فائز أنجق و بيوض خالـد ، المنازعـات اإلداريـة -3 .2003الجزائر ،.المطبوعات الجامعية ، الطبعة الخامسة

الديوان الوطني لǖشغال التربويـة ، . الغوثي بن ملحة ، القانون القضائي الجزائري -4 .2000الجزائر ، .2000طبعة

ديوان المطبوعات . باإلستئناف ضد األحكام اإلدارية في الجزائر بشير محمد ، الطعن -5 .1991الجزائر ، ) .بدون رقم الطبعة ( الجامعية ،

المؤسسة الجامعيـة للدراسـات و . جورج قوديل و بيار دالقولقيه ، القانون اإلداري -6 .2001.بيروت ). بدون رقم الطبعة (النشر و التوزيع ،

) نظرية المرفـق العـام : الكتاب األول ( تطور وظيفة الدولة ، حماد محمد شطا ، -7 ) .1984الجزائر .بدون رقم الطبعة ( ديوان المطبوعات الجامعية ، .ديوان المطبوعات الجامعية ، الطبعة الثانية . حسين مصطفى حسين ، القضاء اإلداري -8 .1982الجزائر ، .يوان المطبوعات الجامعية ، الطبعة الثالثة د.حسين مصطفى حسين ، القضاء اإلداري -9 .1987الجزائر ، .

دار الميـسرة للنـشر و ) .دراسة مقارنـة ( خالد خليل الظاهر ، القانون اإلداري -10 .1998عمان ، .التوزيع و الطباعة ، الطبعة األولى

طة و شروط قبول دعوى تجاوز الـسل ( رشيد خلوفي ، قانون المنازعات اإلدارية ، -11 .1998الجزائر ، .1998ديوان المطبوعات الجامعية ، طبعة ) . دعوى القضاء الكامل

مكتبة القاهرة .طعيمة الجرف ، شروط قبول الدعوى في منازعات القانون اإلداري -12 .1956القاهرة ، .الحديثة ، الطبعة األولى

Page 128: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

دار ) . قـضاء اإللغـاء ( طعيمة الجرف ، رقابة القضاء ألعمال اإلدارة العامـة ، -13 .1984، القاهرة ، ) بدون رقم الطبعة ( النهضة العربية ،

الجـزء ( لبيب أحمد عطارة ، الوسيط في صيƸ و إجراءات الـدعاوى اإلداريـة -14 .1989مصر ، . مكتبة الوفاء ، الطبعة األولى –، دار النشر للجامعات المصرية )األول

دار هومـة . مبادƏ اإلثبات في المنازعـات اإلداريـة لحسن بن الشيخ ƈث ملوية ، -15 .2000الجزائر ، .2000للطبع و النشر و التوزيع ، طبعة

دار الجامعة الجديدة للنـشر ، الطبعـة . محمد باهي يونس ، أحكام القانون اإلداري -16 .1996اإلسكندرية ، .األولى

دار الثقافة للنشر و التوزيـع ، .مة محمد الجبوري ، النظام القانوني للمناقصات العا -17 .1999عمان ، .الطبعة األولى

مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع ، الطبعة . محمد خلف الجبوري ، العقود اإلدارية -18 .1998عمان ، .األولى

مؤسسة شباب الجامعة ، الطبعة . محمد فؤاد مهنة ، مبادƏ و أحكام القانون اإلداري -19 .1973مصر ، .األولى

ديـوان .محمد يوسف المعداوي ، مذكرات في األموال العامة و األشـغال العامـة -20 .1984الجزائر ، ) .بدون رقم الطبعة ( المطبوعات الجامعية ،

محمد الصغير بعلي ، المؤسسات العمومية اإلقتصادية فـي التـشريع الجزائـري -21بـدون تـاريخ ) .( بدون رقم الطبعـة ( ة ، المعهد الوطني للدراسات و البحوث النقابي .

) .الطبع ( ديوان المطبوعـات الجامعيـة ، .محمد ابراهيمي ، الوجيز في اإلجراءات المدنية -22

.1999الجزائر، ) .بدون رقم الطبعة مكتبة دار الثقافة للنشر ) . دراسة مقارنة ( محمد خلف الجبوري ، القضاء اإلداري -23

.1998عمان ، .لطبعة األولى و التوزيع ، االدار الجامعية للطباعة و . محمد حسن قاسم ، اإلثبات في المواد المدنية و التجارية -24

) .بدون سند طبع ( بيروت ) .بدون رقم الطبعة ( النشر ، محمد فتح اŸ النشار ، أحكام و قواعد عبƐ اإلثبات في الفقه اإلسـالمي و قـانون -25

.2000اإلسكندرية ،. لدار الجامعية للنشر ، الطبعة األولى ا. اإلثبات

Page 129: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

دار الفكر العربي ، الطبعة الثانية ) .القضاء الكامل ( محمود حلمي ، القضاء اإلداري -26.1977.

منشأة المعارف ، طبعة . منير عبد المجيد ، األسس العامة للتحكيم الدولي و الداخلي -27 .2000اإلسكندرية ، . 2000

الـدار الجامعيـة ، ) .دعوى القضاء الـشامل ( محسن خليل ، القضاء اإلداري ، -28 .لبنان ، بدون سند طبع . الطبعة األولى

دار الفكر العربي ، بدون رقم . مصطفى وصفي ، أصول إجراءات القضاء اإلداري -29 .1975.الطبعة

). بدون رقم الطبعة (معارف،منشأة ال . مصطفى أبو زيد فهمي ، المرافعات اإلدارية -30 ) .بدون سنة طبع ( اإلسكندرية ،

) القـسم األول ( مصطفى كمال وصفي ، أصول إجـراءات القـضاء اإلداري ، -31 .1972القاهرة ، . مطبعة األمانة ، الطبعة الثانية .

الكتـاب ( مصطفى كمال وصفي الرفاعي ، أصول إجـراءات القـضاء اإلداري ، -32مـصر ، ) .بدون رقم الطبعـة ( المكتبة األنغلومصرية ، ) . حكام و تنفيذها األ: الثاني 1964 .

مسعود شيهوب ، أسس اإلدارة المحلية و تطبيقاتها على نظام البلدية و الوالية فـي -33 .1986) .بدون رقم الطبعة ( ديوان المطبوعات الجامعية ، .الجزائر

ديـوان ) .الجـزء األول ( نازعات اإلداريـة مسعود شيهوب ، المبادƏ العامة للم -34 .1999الجزائر ، .1999المطبوعات الجامعية ، طبعة

مـصر ، .منشأة المعارف ، الطبعة الثانيـة .معوض عبد التواب ، الدفوع اإلدارية -351995.

) دراسـة مقارنـة ( عبد العزيز السيد الجوهري ، محاضرات في األموال العامـة -36 .1983الجزائر ، ) .بدون رقم الطبعة ( وعات الجامعية ، ديوان المطب.

نبيل إبراهيم سعد ، اإلثبات في المواد المدنية و التجارية في ضوء الفقه و القـضاء -37 .2000اإلسكندرية ،.منشأة المعارف ، الطبعة األولى .

( ، )بـع بـدون دار الط .(نعيم عطية و حسن الفكهاني ، الموسوعة اإلدارية الحديثة -38 .1986 ، 18الجزء ) .بدون طبعة

Page 130: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

مطابع الدستور التجارية ، الطبعة األولـى .نواف كنعان ، القانون اإلداري األردني -39 .1993عمان ، .

دار الكتـاب اللبنـاني ، الطبعـة .صالح فؤاد ، مبادƏ القانون اإلداري الجزائـري -40 .1983بيروت ، .األولى

) بـدون رقـم الطبعـة ( الدار الجامعية ، .Ə القانون اإلداري عبد اŸ طلبة ، مباد -41 .1992اإلسكندرية ، .

منشأة .عبد الحميد الشواردي ، قواعد اإلختصاص القضائي في ضوء الفقه و القضاء -42 .1985اإلسكندرية ، ) .بدون رقم الطبعة(المعارف ،

إللغاء و الـصيƸ النموذجيـة عبد الحكيم فودة ، الخصومة اإلدارية ، أحكام دعوى ا -43 .1996اإلسكندرية ، .دار المطبوعات الجامعية ، الطبعة األولى .

بيروت ، ).بدون رقم الطبعة (الدار الجامعية ، .عبد الغني بسيوني ، القانون اإلداري -441987.

( عبد الغني بسيوني عبد اŸ، القضاء اإلداري و مجلس الشورى الدولـة اللبنـاني ، -45 .1998لبنان ، ) .بدون رقم الطبعة(الدار الجامعية ، ) مجلد األول ال

ديوان المطبوعات الجامعية ، ) .النشاط اإلداري ( عمار عوابدي ، القانون اإلداري -46 .2000الجزائر ، .2000طبعة

) بدون رقم الطبعـة ( دار ريحانة ، . عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري -47 .1999ائر الجز.

ديوان المطبوعات الجامعية و ) .النظام اإلداري ( عمار عوابدي ، القانون اإلداري -48 ) .1990الجزائر .( المؤسسة الوطنية للكتاب ، بدون رقم الطبعة

منـشأة .قدري عبد الفتاح الشهاوي ، عقد المقاولة في التشريع المصري و المقـارن -49 .2002اإلسكندرية ، ).بدون رقم الطبعة( المعارف ،

مطبعة عمار قرفي ، طبعة .قصير مزياني فريدة ، مبادƏ القانون اإلداري الجزائري -50 .2001باتنة ، . 2001

دار ) .نصا و تعليقا و شرحا و تطبيقـا ( سائح سنقوقة ، قانون اإلجراءات المدنية -51 .2001الجزائر ، .الهدى ، الطبعة األولى

Page 131: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

منـشأة .الدين ، الدعاوى اإلدارية و اإلجراءات أمام القاضي اإلداري سامي جمال -52 .1991اإلسكندرية ، .المعارف ، الطبعة األولى

دار الفكـر العربـي ، الطبعـة . سليمان الطماوي ، األسس العامة للعقود اإلدارية -53 .1992.الخامسة

بدون ( الهيئة العامة للكتاب ، . سمير صادق ، العقد اإلداري في مبادƏ اإلدارة العليا -54 .1991) .رقم الطبعة

مكتبة دار الثقافـة للنـشر و التوزيـع و . هاني علي الظواهري ، القانون اإلداري -55 .1998عمان ، .الطباعة ، الطبعة األولى

: المƜالت و الدوليات : ƙانيا . 2002 مجلة مجلس الدولة ، العدد الثالث ،-1 .1995دولة المصري ، العدد الثاني ، مجلة مجلس ال-2 .1992 المجلة القضائية ، عدد خاص بملتقى قضاة الغرف اإلدارية ، -3 .1990.المجلة القضائية ، العدد الثاني -4 .1993المجلة القضائية ، العدد الثالث ، -5 .1989المجلة القضائية ، العدد الرابع ، -6 .1989ني ، المجلة القضائية ، العدد الثا-7 .1990 المجلة القضائية ، العدد األول ، -9

) .بدون تاريخ ( المجلة القضائية ، العدد األول ، -10 .الرساüƏ و اǓبƟاƘ الƜامعية : ƙالƙا

بحث لنيل شهادة . محمد الصالح فنيش ، القيود الواردة على حرية اإلدارة لدى تعاقدها -1 ) .بدون تاريخ ( اإلدارية جامعة الجزائر ، معهد الحقوق و العلوم.الماجستير

صاش جازية ، قواعد االختصاص القضائي بالدعوى اإلدارية في النظـام القـضائي -2معهد الحقوق و العلـوم ) .بحث لنيل شهادة الماجستير في اإلدارة و المالية ( الجزائري

.1994-1993اإلدارية ، السنة الجامعية بحث ( ام القانوني لعقد المؤسسة العامة في النظرية و التحقيق مسعود محمودي ، النظ -3

.1990معهد الحقوق و العلوم اإلدارية ، جامعة الجزائر ، .لنيل شهادة الماجستير

Page 132: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

بحـث لنيـل شـهادة ( قريشي أنيسة سعاد ، النظام القانوني لعقد األشغال العامـة ، -4 اإلدارية ، جامعة الجزائر ، السنة الدراسية كلية الحقوق و العلوم ) .الماجستير في القانون

2001-2002. ( الطيب زروتي ، النظام القانوني للعقود الدولية في القانون الجزائـري و المقـارن -5

معهد الحقوق و العلـوم اإلداريـة ، .رسالة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون الخاص 1990 –1991. .المقاǗت :رابعاشروع العام ، طبيعته و القانون الذي يحكمه ، مجلة العلوم اإلدارية فؤاد مهنة الم -1

) .بدون تاريخ ( المعهد الدولي للعلوم اإلدارية ، العدد األول،

المجلة القـضائية ، عـدد . كمال عبد العزيز ، اإلجراءات أمام المحاكم اإلدارية -2 .1992لتربوية ، الديوان الوطني لǖشغال ا.خاص بملتقى قضاة الغرف اإلدارية

. جنادي عبد الحميد ، مدى سالمة تطبيق القانون في مجال المنازعات اإلداريـة -3الـديوان الـوطني .المجلة القضائية ، عدد خاص بملتقى قضاة الغرف اإلداريـة

.1992لǖشغال التربوية ،

المجلة القضائية ، عدد خاص . لعروبي محمد ، دعوى إلغاء أو الطعن بالبطالن -4 .1992الديوان الوطني لǖشغال التربوية ، .ملتقى قضاة الغرف اإلدارية ب

رياض عيسى ، مالحظات حول تعديل قانون اإلجراءات المدنية و أثرهـا علـى -5المجلة القـضائية ، عـدد . طبيعة الغرفة اإلدارية في التنظيم القضائي الجزائري

.ǖ1992شغال التربوية ، الديوان الوطني ل.خاص بملتقى قضاة الغرف اإلدارية

المجلة القضائية ، عدد خاص بملتقـى . محمد قبطان ، قانون الصفقات العمومية -6 .1992الديوان الوطني لǖشغال التربوية ، .قضاة الغرف اإلدارية

.النصوƫ الرسمية : خامسا : الدساتير –أ 1976 دستور الجمهورية الجزائرية لسنة - 1 1989ة الجزائرية لسنة دستور الجمهوري- 2 1996 دستور الجمهورية الجزائرية لسنة - 3

Page 133: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

. القوانيDž العضوية Û القوانيÛ Dž اǓوامر -ب المتضمن قانون اإلجراءات المدنية 1966جوان 08 المؤرخ في 66/145 األمر رقم - 1 المتضمن قانون الصفقات العمومية 1967جوان 17 المؤرخ في 67/90 األمر رقم - 2 المتضمن قانون صفقات المتعامل 1982أفريل10 المؤرخ في 82/145 األمر رقم - 3

.العمومي . المتضمن قانون البلدية 1990 أفريل 07 المؤرخ في 90/08 القانون رقم - 4 .المتضمن قانون الوالية1990أفريل 17 المؤرخ في 90/09 األمر رقم - 5ضمن قانون نزع الملكية للمنفعة المت27/04/91 المؤرخ في 91/11 القانون رقم - 6

.العامة

المتضمن إختصاصات 1998 ماي 30 المؤرخ في 98/01 القانون العضوي رقم - 7 .مجلس الدولة و تنظيمه و عمله

. المتعلق بالمحاكم اإلدارية 1998 ماي 30 المؤرخ في 98/02 القانون العضوي رقم - 8 . المتعلق بمحكمة التنازع1998جوان 03 المؤرخ في 98/03 القانون العضوي رقم - 9

ƚ– يميةưالتن ƫالنصو : المتضمن تنظيم 2002 يوليو سنة 24 المؤرخ في 250/02المرسوم الرئاسي رقم - 1

.الصفقات العمومية المعدل 2003 سبتمبر سنة 11 المؤرخ في 301/03المرسوم الرئاسي رقم - 2

2002 يوليوا سنة 24مؤرخ في ال02/250و المتمم للمرسوم الرئاسي رقم .و المتضمن تنظيم الصفقات العمومية

المتضمن تنظيم 1991 نوفمبر 09 المؤرخ في 91/434المرسوم التنفيذي رقم - 3 .الصفقات العمومية

Page 134: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

:المراƲƜ بالفرنسية Les livres :

1- André Delaubadere , traite élémentaire de droit administratif , 4 ed , 67 . 2- Bouchahda , R.Khelloufi .Recueil d’arrêts jurisprudence administrative Alger .Office

des publications universitaires .1985. 3- Jacqueline Morand – deviller , cours de droit administratif , sixième édition .France 4- Jean Rivero , droit administratif , 3 ed , 65 5- Mauby .R.Drago, Traite de contentieux administratifs , Tome II, Paris LGDJ , 3

éditions , 1984. 6- George Vedel , droit administratif , 3 ed , 1964 . 7 - Gilles lebreton , droit administratif Général , l’action administratif , paris , Arman Collin , Masson ,1996, P.203.

Les Thèses : 1- Mohamed Kobtane , le regime juridique des contrats du secteur public ( Etude de droit

comparie net français ) Alger , Office des publications , universitaire E.S1984 . 2- Walid Laggoune, le contrôle de l’état sur les entreprises privées industrielles en

Algérie , institut de droit des sciences administratives , thèse en vue de l’obtention du doctorat , 1994 .

Les revues : 1-Revue des conseils d’état , N° : 03-2002. 2-Revue des sciences juridiques économiques et politiques , N° 01-1980.

Les articles 1- Ahmed Mahio , l’arbitrage en Algérie ,revue algérienne , N°4 , 1989. 2 -Cherif bennadji « Remarque sur l’activité de la chambre administrative de la cour suprême au cours de l’année 1978 » .Revue algérienne des sciences juridiques économiques et politiques .volume XVII –N°01 , Mars 1980 . 3 –Mohamed Bedjaoui , un remarquable dans la légalisation algérienne relative à l’arbitrage international « bulletin » de la cour internationale d’arbitrage de la C.C.I ,N° 2 ,1993. 4 - Mohamed Kobtan , Introduction a l’étude du droit des marches publics , Revue du conseil d’état N° 03-2002 .

Page 135: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري
Page 136: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

1 .....................................................................................مقدمة

4 .................................................ماهية الصفقات العمومية: مبحث تمهيدي 4...........................................مفهوم الصفقات العمومية : المطلب األول

6.....................................تعريف الصفقات العمومية : الفرع األول 8......................................طبيعة الصفقات العمومية : الفرع الثاني 10....................................مصادر الصفقات العمومية :الفرع الثالث

11................................. النظام القانوني للصفقات العمومية :المطلب الثاني 12................................طرق إختيار المتعامل المتعاقد : الفرع األول 17.................................آثار إبرام الصفقات العمومية : الفرع الثاني 20.....................................العمومية نهاية الصفقات : الفرع الثالث

23 .................قواعد اإلختصاص و اإلثبات لمنازعات الصفقات العمومية: الفصل األول 24..................قواعد اإلختصاص القضائي لمنازعات الصفقات العمومية: المبحث األول

24...................................ائيتطور فكرة االختصاص القض: المطلب األول 24...........معيار التمييز بين أعمال السلطة و األعمال العادية : الفرع األول 25.........معيار أعمال اإلدارة العامة و أعمال اإلدارة الخاصة : الفرع الثاني 25...........................................معيار المرفق العام: الفرع الثالث 27..........................................معيار السلطة العامة: الفرع الرابع

اإلختصاص القضائي لمنازعات الصفقات العمومية في التشريع : المطلب الثاني 29.................................................................... الجزائري

29....................................إختصاص القضاء اإلداري: الفرع األول 32.....................................إختصاص القضاء العادي: الفرع الثاني 37..................................تنازع اإلختصاص القضائي: الفرع الثالث 40..........................................ختصاص المحلياإل: الفرع الرابع

41............................قواعد اإلثبات في منازعات الصفقات العمومية: المبحث الثاني 42................................................قواعد اإلثبات المباشرة: المطلب األول

42...............................................إلنتقال للمعاينةا: الفرع األول 43.................................................شهادة الشهود: الفرع الثاني 47.......................................................اإلقرار: الفرع الثالث 49........................................................اليمين: الفرع الرابع

52..........................................قواعد اإلثبات غير المباشرة: المطلب الثاني 52........................................................الخبرة: الفرع األول 57.................................................ابيالدليل الكت: الفرع الثاني 60.......................................................القرائن: الفرع الثالث

64........................................تسوية منازعات الصفقات العمومية: الفصل الثاني 64...............................لمنازعات الصفقات العموميةالتسوية الودية : المبحث األول

Page 137: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

66.............................................التظلم اإلداري المسبق: المطلب األول 66.................................................تعريف التظلم: الفرع األول 67.............................. القواعد العامةالتظلم اإلداري في: الفرع الثاني 69...................التظلم اإلداري في قانون الصفقات العمومية: الفرع الثالث

72............................................................التحكيم: المطلب الثاني 72...............................................التحكيم الداخلي: الفرع األول 77................................................التحكيم الدولي: الفرع الثاني 82...........مدى جواز التحكيم في منازعات الصفقات العمومية: الفرع الثالث

85.........................التسوية القضائية في منازعات الصفقات العمومية : المبحث الثاني 86.....................الخصائص العامة لإلجراءات اإلدارية القضائية: المطلب األول

86........إجراءات التقاضي في الدعوى اإلدارية يقودها القاضي: الفرع األول 87.................إجراءات التقاضي في الدعوى اإلدارية كتابية: الفرع الثاني 88.............إجراءات التقاضي في الدعوى اإلدارية شبه سرية: الفرع الثالث

89................................إجراءات إنعقاد الخصومة اإلدارية : المطلب الثاني 90.......................مرحلة إعداد عريضة الدعوى اإلدارية : الفرع األول 101..........ضة الدعوى اإلدارية و إعالنها للخصوم تقديم عري: الفرع الثاني 103..........................إعداد ملف قضية الدعوى اإلدارية :الفرع الثالث 106....................................................المحاكمة :الفرع الرابع

110.................................طرق الطعن في األحكام اإلدارية: المطلب الثالث 111....................................................المعارضة:الفرع األول 112....................................................اإلستئناف:الفرع الثاني 115......................................معارضة الخصم الثالث :الفرع الثالث

117.........................................إلتماس إعادة النظر: الفرع الرابع 118............................................................................. الخاتمة

الملحق قائمة المراجع

الفهرس

Page 138: مذكرة تخرج منازعات الصفقة العمومية في التشريع الجزائري

ƫخǂالم

تتمثل اشكالية البحث في مسالة طبيعة منازعات الصفقات العمومية من حيث االختصاص القضائي ، :وقواعد االثبات ، وتسوية المنازعات ، حيث تم التوصل الى النتائج التالية

تخضع منازعات الصفقات التي تبرمها الدولة ، الوالية ، البلدية، : من حيث االختصاص القضائي -ؤسسات العمومية ذات الصيغة اإلدارية الى القضاء االدراي ، بينما تخضع منازعات الصفقات الم

التي تبرمها المؤسسات العمومية االقتصادية والتجارية الى القضاء العادي ان الهدف من االثبات في المنازعات المدنية يعلي في العمل على تحقيق التوازن : من حيث االثبات -

راد من جهة واستقرار المعامالت من جهة اخرى في حين نجد ان الهدف منه في بين حرية االفمنازعات الصفقات العمومية تحقيق التوازن بين حرية االفراد من جهة ومصلحة الجماعات تضطلع

اإلدارة لتحقيقها من جهة اخرى

القانونية تسري على تسوية منازعات الصفقات العمومية االحكام : من حيث تسوية المنازعات - المتعلقة بتسوية المنازعات اإلدارية

RESUME : La problématique qui se pose dans ce mémoire est la nature des contentieux dans les marchés publics concernant : - La compétence judiciaire. - Les règles de preuve . - La régularisation des contentieux . Et d’après cette étude nous pouvons tirer les conclusions suivantes : 1- En ce qui concerne la compétence judiciaire : Les contentieux des marchés de l’état ,la wilaya ,la commune ,les entreprises publics d’ordre administratif sont soumises à la juridiction administrative .Hors , les contentieux des marchés des entreprises publics économiques , industrielles et commerciales sont soumises à la juridiction civile. 2- En ce qui concerne les règles de preuve : Le but de la preuve dans les contentieux civiles est de réaliser l’équilibre entre la liberté des individus d’une part , et la stabilité des échanges d’autre part. Cependant , le but de la preuve dans les contentieux des marchés publics est de réaliser l’équilibre entre la liberté des individus d’une part, et l’intérêt de la communauté que l’administration assume de le réaliser d’autre part . 3- En ce qui concerne la régularisation des contentieux : La régularisation des contentieux des marchés publics est soumise à la législation judiciaire concernant la régularisation des contentieux administratives.