النفط و المشكلات المعاصرة للتنمية العربية

211
ABCDEFG 16 اﻟﻨﻔﻂ و اﳌﺸﻜﻼت اﳌﻌﺎﺻﺮة ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ د. ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪ اﻟﻔﻀﻴﻞX¹uJ« ‡ »«œü«Ë ÊuMH«Ë WUI¦K wMÞu« fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WOUIŁ V² WKKÝ a c b

Upload: qmr-alzman

Post on 07-Mar-2016

268 views

Category:

Documents


11 download

DESCRIPTION

النفط و المشكلات المعاصرة للتنمية العربية النفط و المشكلات المعاصرة للتنمية العربية

TRANSCRIPT

ABCDEFG 16

النفط و املشكالت املعاصرةللتنمية العربية

تأليفد. محمود عبد الفضيل X¹u

J�« ‡ »

«œü«Ë Ê

uMH�«Ë

W�UI¦K�

wMÞu�

« fK:

« U¼—bB

¹ W¹dNý

WO�UIŁ

V²� WK�

acb

acbالنفط و املشكالت املعاصرة

للتنمية العربيةتأليف

د. محمود عبد الفضيل

X¹uJ�« ‡ »«œü«Ë ÊuMH�«Ë W�UI¦K� wMÞu�« fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WO�UIŁ V²� WK�KÝ

16

صدرت السلسلة في يناير ١٩٧٨ بإشراف أحمد مشاري العدواني ١٩٢٣ ـ ١٩٩٠

ABCDEFG

q¹dЫ

1979

MMMM

٥مقدمــة

الفصل األول:١١حتديات التنمية والدعوة القامة نظام اقتصادي دولي جديد

الفصل الثاني:٢٣االشكال اجلديدة للتقسيم الدولي للعمل وا&اط التصنيع الهامشي

الفصل الثالث:٣٧قضايا نقل وتطوير التكنولوجيا

الفصل الرابع:٤٧أزمة الدوالر ومستقبل النظام النقدي الدولي

الفصل اخلامس:٦٣النفط والتنمية العربية

الفصل السادس:٨٥الفوائض النفطية و السياسات االستثمارية لالموال العربية

الفصل السابع:٩٩االقتصاد السياسي للمضاربات في ظل الزيادة في عوائد النفط

الفصل الثامن:١١١الزيادة في عوائد النفط ومشكلة التضخم

الفصل التاسع:١٢٩السمات االساسية لالقتصاد العربي

الفصل العاشر:١٤٥التكامل االقتصادي العربي بL الواقع والطموح

MMMM

الفصل احلدي عشر:١٦٥آفاق وحدود التكامل االقتصادي بL بلدان اخلليج العربي

الفصل الثاني عشر:١٧٣احملاور الرئيسية الستراتيجية العمل االقتصادي العربي اTشترك

الفصل الثالث عشر:١٨٧عالم مابعد النفط

١٩٩الهوامش

٢١١ا?ؤلف في سطور

5

مقدمــة

Hثل هذا الكتاب الذي أضعه بA أيدي القراء و١٩٧٧ثمرة تفكير ودراسات قمت بها خـالل عـام

في محاولة الستجالء بعـض مـعـالـم الـصـورة١٩٧٨لألوضاع االقتصادية العربية الراهنة في عالقتهابحركة األحداث في االقتصاد العـا?ـي] وفـي مـدىاستجابتها لضرورات التكامل والوحدة االقتصاديةالعربية. و قد حاولت] قدر اإلمكان] أن يكون طابعهـذه احملـاولـة الـتـبـسـيـط ومـخـاطـبـة الـقـارd غـيـرا?تخصص في علوم االقتصاد والسياسة حتقـيـقـاألكبر قدر من نشر ا?عرفة والوعي بA القراء العربحـول قـضـايـانـا ا?ـعـاصـرة حتـقـيـقـا ألهـداف هــذه

السلسلة.وإذ أصبحت حركة ومستقبل االقتصاد العربيمـحـط أنـظـار الـعـالـم ومـحـل الـدراسـات الـواسـعـةا?تخصصة في ا?راكز العلمية واألجهزة الغربية..Aفقد أصبح من الواجبـات ا?ـنـوطـة بـاالقـتـصـاديـالعرب توضـيـح أبـعـاد الـصـورة وا?ـشـاكـل الـراهـنـةللعالقات االقتصادية العربية تعميقا للوعي وا?عرفةلدى الرأي العام العربي الذي يـصـبـو إلـى حتـقـيـقأكـبـر قـدر مـن الـسـيـطـرة عـلـى مـوارده الـنــفــطــيــةوالطبيعية وا?الية وتوجيهها خلدمة قضايا التنميةالعربية ا?ستقلة ولتصفية واقع التخلـف والـتـبـعـيـةوالـتــجــزئــة الــذي ورثــنــاه عــن عــهــود الــســيــطــرةاالستعماريـة الـطـويـلـة.. وهـذا الـكـتـاب إvـا Hـثـل

مقدمة

6

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

مجهودا متواضعا في هذا االجتاه.وينقسم الكتاب إلى ثالثة أجزاء متميزة.. يعالج اجلزء األول منـه أبـرزالتطورات في العالقات االقتصادية الدولية (في مجال ا?بادالت التجارية]اجتاهات التصنيع] األوضاع ا?الية والنقدية] نقل التكنولوجيا) وانعكاساتهذه التطورات على مستقبل التنمية في العالم العربي. وتكمن أهمية فهمهذه القضايا في أنه لم يعد من ا?مكن عزل اجتاهات ومـسـتـقـبـل عـمـلـيـةالتنمية في العالم العربي عن حركة ا?تغيرات االقتصادية العا?ية. وأن إ?امالواعي باالجتاهات والقوانA اجلديدة التي حتكم حركة االقتصاد العا?يHكن أن يساعد على توضيح موقع االقتصاد العربي من خريطة الصراعاتالعا?ية بA الدول الغنية والدول الفقيرة حول إصالح النظـام االقـتـصـاديا?الي وعلى تكوين نظرة نقدية لألشكال اجلديدة للتقسيم الدولي لـلـعـمـلالتي بدأت تتبلور معا?ها في السنوات األخيرة نتيجة الدور ا?تنامي لنشاط

وعمليات «الشركات دولية النشاط».ويختص اجلزء الثاني من الكتاب بإلغاء الضوء على ا?شكالت االقتصاديةالعربية الراهنة] ال سيما تلك التي نشأت في أعقاب الطفـرة الـهـائـلـة فـي

. ونحاول في هدا اجلزء١٩٧٣) ١«عوائد النفط» غداة حرب أكتوبر (تشرين أن نقدم للقارd] بأسـلـوب مـبـسـط] بـعـض الـتـفـسـيـرات األولـيـة لـلـظـواهـراالقتصادية التي حتيط بنا كمشاكل استثمار «الفوائض ا?الية العربية»] vوظاهرة ا?ضاربات ا?الية والعقارية] وازدياد حدة الضغوط التضخميـة فـيالعالم العربي في «األقطار ا?صدرة للنفط» و «األقطار ا?صدرة للـعـمـالـة»على السواء.. وال شك أن هذا التقييم األولي لسلبيات وإيجابيات «احلقبةالنفطية اجلديدة» هو �ثابة تشخيص لألمراض االقتصادية اجلديدة التيأصابت االقتصاد العربي خالل السنوات األخيرة بهدف تلمس سبل جتاوز

هذه ا?شاكل في ا?ستقبل.وقد خصصنا اجلزء الثالث واألخير من هذا الكتاب السـتـجـالء أبـعـادوآفاق حركة التكامل االقتصادي العربي ومستقبل العـالقـات االقـتـصـاديـةالعربية. وقد حرصنا أن يتسم منهج معاجلتنا لقضايا التكامل االقتصاديالعربي في هذا اجلزء �نهج «االقتصاد السياسي» الـذي يـطـرح بـوضـوح]ودون مواربة] التناقضات والعقبات السـيـاسـيـة واالقـتـصـاديـة الـتـي حتـكـم

7

مقدمــة

األوضاع الراهنة في ضوء تشخيص موضوعي لواقـع الـوحـدات الـقـطـريـةالتي يتشكل منها االقتصاد العربي في مجمله. وقد حـاولـنـا قـدر اإلمـكـانمناقشة األفكار الرئيسية ا?تداولة في مجال التكامل االقتصـادي الـعـربـيواستبيان ما لها وما عليها.. . كذلك حاولنا أن نطرح في الفصل األخير منهذا الكتاب بعض التصورات واألفكار (والتي ال تخلو من عـنـصـر الـتـكـهـن

والتخمA) حول «عالم ما بعد النفط».وال شك أن اآلراء والتحلـيـالت الـواردة فـي هـذا الـكـتـاب مـا هـي سـوىمحاولة أولى حتتاج ?زيد من التعميق والتمحيص والتـصـحـيـح عـلـى ضـوءAاالقـتـصـاديـ Aحركة الواقع احلي وخصوبة احلوار اخلالق الذي يدور ب

العرب في ندواتهم ومؤ�راتهم حول قضايا ا?صير العربي ا?شترك.وأني أود أن أشكر ختاما اجمللس الوطني للثقافة والفنون واآلداب بالكويتالذي أتاح لي فرصة نشر هذا الكتاب. كما أود أن أشكر األستاذ الدكـتـورفؤاد زكريا مستشار سلسلة «عالم ا?عرفة» على تشجيعه لي للتعجيل بكتابة

هذا ا?ؤلف..١٩٧٨الكويت في ديسمبر (كانون أول)

محمود عبد الفضيل

8

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

9

حتديات التنمية والدعوة إلقامة نظام اقتصادي دولي جديد

اجلزء األولالتطورات احلديثة في العالقات

االقتصادية الدولية

10

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

11

حتديات التنمية والدعوة إلقامة نظام اقتصادي دولي جديد

حتديات التنمية والدعوةإلقامـة نظـام اقتصـادي

دولـي جديـد

مع تنامي حركة االعتراف بحق ا?ستعمرات فياحلصول على استغاللها السـيـاسـي غـداة احلـربالعا?ية الثانية] جلأت الدول الرأسمالية ا?تـقـدمـةإلى تطوير أشكال جديدة للتعامـل مـع دول الـعـالـمالثالث حديثة االستغالل بحيـث تـضـمـن اسـتـمـرارعالقات التبعية االقتصادية] ا?الية] والتكنولوجية.ولذا فقد أكدت موجة الكتابات االقتصادية الغربيةا?تواليـة فـي مـجـال الـتـنـمـيـة عـلـى ضـرورة تـقـد�ا?ساعدات ا?الية والغنية من جانب الدول الغربيةوضرورة استمرار تـدفـق رؤوس األمـوال األجـنـبـيـة

Big Pushللبلدان النامية بهدف إحداث دفعة قوية

تكسر احللقة ا?فرغة للفقر والـتـخـلـف. وفـي هـذااإلطار نشطت كتابات جيل كامل من خبراء التنميةالغربيA للتدليل على أن تدفقات رأس ا?ال اخلاصوالتكنولوجيا الوافدة من البلدان الغربية ا?تقـدمـةHكن لها أن تلعب دورا أساسيا منشطا لعملية تنمية

وتعبئة موارد بلدان العالم الثالث.

1

12

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

غير أنه مع نهاية الستينات بدأت تلك ا?عتـقـدات والـنـظـريـات تـسـقـطوتهتز حتت وطأة ا?شاكل ا?لحة وا?تراكمة التي تواجهها البلدان الناميـة..فرغم استمرار عمليات التنمية ا?ستندة إلى رأس ا?ال األجنبي وتدفقـاتا?ساعدات ا?الية والفنية من جانب الدول الغربية] كان هناك في منتصف

مليون نسمة من سكان العالم الثالث ما زالوا يعيشون١٢٠٠السبعينات حوالي ٢٠٠في مجتمعات ذات دخل منخفض يقل دخـل الـفـرد الـواحـد فـيـهـا عـن

دوالر في السنة] كذلك كان هناك مئات ا?اليA من البشر ينطبـق عـلـيـهـماصطالح «ذوو الفقر ا?طلق» وفق التعبير السائد في اإلحصاءات احلديثة

مليون من البشر ال تصلهم مياه صاحلـة١٣٠٠للبنك الدولي] إذ كان هناك مليون نـسـمـة٧٠٠للشرب أو أية خدمات صحية عامـة. كـذلـك كـان هـنـاك

مليون من سكان احلضر بدون مأوى٢٥٠يعانون من سوء التغذية الشديد و مناسب لهم ومئات ا?اليA من العاطلA «بال عمل منتج».

وقد نتج عن تفاقم هده ا?شاكل شعور متزايد لدى احلكومات وراسميالسياسات االقتصادية في بلدان العالم الثالث بأن هنـاك مـأزقـا حـقـيـقـيـالعملية التنمية في بلدان العالم الثالث برغم اختالف سياسات ونتائج عملياتالنمو والتنمية باختالف الظروف ا?وضوعية واخلاصة بكل بلد على حده.فقد بدا مستحيال أن يتم حتقيق مزيد من التنمية في ظل الهيكل السائـدللعالقات االقتصادية الدولية] والذي تشكل عبر السنA للتعبير عن ا?صالح

االقتصادية للدول الرأسمالية ا?تقدمة.فبغض النظر عن تباين األوضاع ا?ؤسسية واالقـتـصـاديـة والـسـيـاسـيـةلبلدان العالم الثالث] فقد ظل الغرب الرأسمالي مصدرا رئيسيـا لـإلمـدادبا?ال والتكنولوجيا احلديثة والسلع االستهالكية ا?عمرة بالشكل الذي أدىلربط اقتصاديات معظم بلدان العالم الثالـث ربـطـا وثـيـقـا بـعـجـلـة الـنـظـاماالقتصادي الدولي اخلاضع للسيطرة الغربية. فثالثة أرباع حجم الـتـبـادلاخلارجي لبلدان العالم الثالث يتجه إلى البلدان الغربية األعضاء �نظمـة

) بينما يبلغ نصيب التبادل التجاري بOECJAالتعاون االقتصادي والتنمية ( % من حجم جتارتها اخلارجـيـة٢٠- ١٥دول العالم الثالث وبعضها الـبـعـض

% فقط مع بلدان الكتلة االشتراكية. كذلك فإن معظم مديونيات تلك٥ويبلغ البلدان هي للدول الغربية وا?ؤسسات ا?الية الـتـي تـسـيـطـر عـلـيـهـا الـدول

13

حتديات التنمية والدعوة إلقامة نظام اقتصادي دولي جديد

الغربية الكبرى] كما حتتفظ تلك البلدان بأرصدة واحتياطيات نقدية مقومةبالعمالت الغربية الرئيسية.

Aوعلى ضوء ا?شاكل االقتصادية ا?تراكمة خالل الفترة ا?متدة فيما بمنتصف اخلمسينات ومنتصف السبعينات Hكن تلخيص ا?شاكل االقتصاديةالرئيسية التي تواجه معظم بلدان العالم الثالث والتي جنمت عن اندماجها

الكامل بالنظام االقتصادي الدولي الغربي فيما يلي:أ-ظلت حصيلة صادرات معظم بلدان العالم الثالث تأتي بصفة أساسيةمن مبيعات السلع األولية التي ال يتمتع سوقها العا?ي باالستقرار �ا يؤديإلى تقلبات عنيفة في حصيلة الصادرات وبالتالي في مستـويـات الـنـشـاطواألداء االقتصادي القومي. فالسلع األولية] (باستثناء النفط)] انـخـفـضـت

% فيما بA منتصف٢٠ إلى ١٠أسعارها النسبية إزاء السلع الصناعية بنسبة اخلمسينات ومنتصف السبعينات. كذلك انخفض معدل الزيادة في حجـم

% بالنسبة لبقـيـة٤ % سنويا لصادرات ا?واد الغذائـيـة و ٥الصادرات بنسبـةا?واد اخلام في مقابل زيادة سنوية ?عدل vو صادرات السـلـع الـصـنـاعـيـة

%.١٠قدرها ب-تبA أنه من الصعب على الدول اآلخـذة فـي الـنـمـو تـصـديـر الـسـلـعا?صنعة إلى األسواق الغربية على نطاق واسع في مواجهة ا?نافسة الشديدةمن جانب البلدان الصناعيـة ا?ـتـقـدمـة. وفـي حـالـة الـقـلـيـل مـن ا?ـنـتـجـاتالصناعية (مثل ا?نسوجات وا?البس والصناعات اجللديـة)] حـيـث تـسـمـحاألجور ا?نخفضة لأليدي العاملة في بلدان العالم الثالث بتخفيض تكـلـفـةاإلنتاج] واجهت بلدان العالم الثالث تصاعد إجراءات احلماية التي جلـأت

إليها حكومات الدول الغربية مؤخرا حلماية صناعاتها احمللية.جـ-كانت ا?ساعدات اخلارجية أقل كثيرا من األهداف ا?تواضعة الـتـي

). كما أن معظم١حددتها ا?نظمات الدولية لعقدي التنمية األول والثانـي (الزيادة في حجم السيولة الدولية اجتهت للدول الغربية الكبرى] بينما تعاقدالعديد من بلدان العالم الثالث على ديون جديدة كبيرة احلجم أخذت فوائدهاتشكل عبئا ثقيال على موازين مدفوعاتها. فطبقا لتقديرات البنك الدولي

يفوق١٩٧٤ بلدا ناميا عند نهاية عام ١٩كان حجم الدين العام اخلارجي لـ حجم حصيلة صادراتها السنوية. كذلك استغرقت فوائد الديـن اخلـارجـي

14

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

% من حصيلـة١٠ بلدا من بلدان العالم الثالث ما ال يـقـل عـن ٢٣بالنسبة لــصادراتها السنوية] بينما هناك بعض البلدان (من بينـهـا مـصـر) تـسـتـغـرق

Aمن حصيلة صادراتها السلعـيـة٣٠ إلى ٢٠فوائد ديونها اخلارجية ما بـ %السنوية.

وهكذا فإن ركود حصيلة صـادرات الـسـلـع األولـيـة وعـدم الـقـدرة عـلـىتصدير السلع ا?صنعة على نطاق واسع وتزايد عبء فوائد الدين اخلارجيتفاقمت كعوامل متشابكة أخذت تهدد بعرقلة مجهودات التنمية في معظمبلدان العالم الثالث. وإزاء هذه األوضاع وجدت حكومات هذه البلدان نفسهامعرضة إلغراء قبول ا?زيد من ا?ساعدات والقروض وتدفقات رأس ا?ـالاألجنبي بغرض تغطية عجز موازين مدفوعاتها] ومن ثم تزايد ولوج معظمبلدان العالم الثالث «مصيدة الدين اخلارجي» وبالتالي تزايد درجة اعتمادهاعلى قنوات التجارة والتمويل الدوليA التي تسيطر عليها مجموعـة الـدولالغربية ا?تقدمة] وبذا دخلت عملية التنمية في العالم الثـالـث فـي «طـريـق

مسدود».وإزاء هذه التحديات أخذ يتسع بالتدريج نطاق الدعوة إلى تغيير vطالعالقات االقتصادية الدولية السائدة بA الدول الغربية الغنية ودول العالمالثالث اآلخذة في النمو] والرغبة فـي الـفـكـاك مـن أثـار عـالقـات الـتـبـعـيـةالتجارية وا?الية والتكنولوجية اجلديدة. وقد استجمعت تلك الدعوة بعض

ومؤ�ر الدول غير ا?نحازة١٩٥٥عناصر القوة فيما بA لقاء باندوجن عام . كذلك � تأسيس «مؤ�ر األ� ا?ـتـحـدة لـلـتـجـارة١٩٧٣في اجلزائـر عـام

ليكون �ثابة «نقابة» لبلدان العالـم الـثـالـث١٩٦٤ عـام UNCTADوالتنميـة» ) وليمارس نشاطه كمنبر للتفاوض مـع الـدول الـصـنـاعـيـة٧٧(مجموعـة الــ

ا?تقدمة] نيابة عن بلدان العالم الثالث. ولكن رغم تعدد ا?ؤ�رات التفاوضيةلم حترز ا?فاوضات بA الدول الصناعية ا?تقدمة وبلدان العالم الثالث في

مجال التجارة والتنمية نتائج سريعة ضمن إطار ا?ساومة اجلماعية.وقد جاء قرار منظمة الدول ا?صدرة للنفط (األوبك) برفع سعر النفط

ألربعة أمثاله ليضرب مثاال هاما ?ا Hكن إحداثه من تغير ملموس١٩٧٤عام في ميزان القوى بA الدول الصناعية الغنية والدول ا?صدرة للسلع األولية]إذ أتاح هذا القرار آفاقا جديدة إلعادة تشكيل العالقات االقتصادية الدولية

15

حتديات التنمية والدعوة إلقامة نظام اقتصادي دولي جديد

بA الدول الصناعية ا?تقدمة والدول ا?صدرة للسلع األوليـة. فـقـد أوضـحهذا القرار ضخامة ما Hكن أن حتصل عـلـيـه أيـة مـجـمـوعـة مـن الـبـلـدانا?صدرة للسلع األولية إذا ما �كنت من اإلمسـاك بـزمـام الـسـوق الـعـا?ـيـةلسلعة استراتيجية ال يتمتع الغرب فيها باالكتفاء الذاتي. كـذلـك أدى هـذاالقرار إلى ضرب فكرة احتكار الغرب لالحتياطات ا?الية الدولية-ولو علىالصعيد النظري. كما الحت في األفق إمكانيات جديدة ألن تستخـدم دولمنظمة «األوبك» قوتها اجلديدة في ا?ساومة في تدعيم ا?طالب االقتصاديةاألخرى جلبهة بلدان العـالـم الـثـالـث �ـا سـوف يـسـاعـد عـلـى دعـم الـقـوة

التفاوضية اجلماعية لبلدان العالم الثالث ككل.وهكذا اكتسبت الدعوة إلى إقامة «نظام اقتصادي عا?ي جديد» تأييدامتزايدا ي� بلدان العالم الثالث] حيث أخذ الوعي يترسخ لدى معظم تلكالبلدان بأن حتررها االقتصادي والسياسي الناجز إvا يتوقف على استعادةسيطرتها وسيادتها على مواردها الطبيعية واستخدام قـوتـهـا الـتـفـاوضـيـةا?تنامية النتزاع ا?زيـد مـن ا?ـكـاسـب وتـعـديـل الـهـيـكـل الـسـائـد لـلـعـالقـاتاالقتصادية الدولية. إذ أتاح ظهور مجموعة دول «األوبك» كمركز ثقل ماليهام في النـظـام االقـتـصـادي الـدولـي الـراهـن فـرصـا جـديـدة «لـلـمـسـاومـةالتاريخية» أمام دول العالم الثالث لتدعيم مركزها التفاوضي كمجموعة في

معرض سعيها إلصالح الهيكل السائد للعالقات االقتصادية الدولية.وتعتبر نقطة البدء الرسمية لهذا اجلهد ا?نظم على الـصـعـيـد الـدولـيالطلب الذي تقدم به الرئيس اجلزائري هواري بومدين-بصفته رئيسا للدورةالرابعة جملموعة دول «عدم االنحياز»-إلى كورت فالدها� السكرتير العـاملأل� ا?تحدة بعقد دورة خاصة للجمعية العـامـة لـأل� ا?ـتـحـدة ?ـنـاقـشـةقضية ا?واد األولية وقضية التنمية في العالم الثالث. وساندت دول العالمالثالث-أو ما يسمى مجموعة السبع والسـبـعـA-هـذا الـطـلـب �ـا أدى إلـىانعقاد الدورة اخلاصة السادسة للجمعية العامة لأل� ا?تحـدة فـي أبـريـل

. وقد أسفرت مناقشات الدورة عن إقرار(٢) ١٩٧٤(نيسان) ومايو (أيار) عام وثيقتA تاريخيتA على جانب كبير من األهمية هما: «إعالن بشأن إقـامـة

) و «برنامج عمل مـن أجـل٣٢٠١نظام اقتصادي دولي جديد» (الـقـرار رقـم ).٣٢٠٢إقامة نظام اقتصادي دولي جديد» (القرار رقم

16

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

وقد أكد اإلعالن اخلاص بإقامة نظام اقتصادي دولي جديد على ضرورةتغيير النظام االقتصادي الدولي الراهن ألنه «قد ثبت أنه من ا?ستحيل أنAحتقق األسرة الدولية تنمية متـكـافـئـة ومـتـوازنـة فـي ظـلـه] وألن الـهـوة بـالدول ا?تقدمة والدول النامية ما زالت تتسع في إطار نظام أقيم في عصرلم تكن فيه معظم البلدان النامية موجودة كدول مستقلة] ويعمل في اجتاهاستمرار التفاوت دائما». ثم يشير اإلعالن بوضوح إلى أن «التغيرات التي الرجعة فيها في عالقات القوى في العالم تقتضي ضرورة أن تشارك الدولالنامية مشاركة إيجابية وكاملة ومتكافئة في صياغة وتطبيق كل القرارات

التي تهم اجملموعة الدولية».أما برنامج العمل من أجل إقامة نظام اقـتـصـادي دولـي جـديـد فـهـو اليخرج عن كونه جدول أعمال يشـتـمـل عـلـى عـشـر نـقـاط تـشـكـل الـقـضـايـااألساسية موضع التنازع] والتي يجب أن يدور حولها احلوار والتفاوض من

:(٣)أجل الوصول إلى احللول ا?ناسبة. وهذه القضايا العشر هي - ا?شكالت األساسية ا?تعلقة با?واد والسلع األولية وأثرها على مستقبل١

التجارة والتنمية.- النظام النقدي الدولي ودوره في �ويل عمليات التنـمـيـة فـي الـدول٢

النامية.- مشكالت التصنيع في الدول النامية.٣- شروط وقواعد انتقال التكنولوجيا ا?تقدمة للبلدان النامية.٤- اإلشراف والرقابة على عمليات الشركات الدولية العابرة للقوميات.٥- ميثاق حقوق الدول وواجباتها االقتصادية.٦- تنشيط التعاون االقتصادي بA الدول النامية.٧- مساعدة الدول النامية في �ارسة سيادتها الدائمة علـى مـواردهـا٨

الطبيعية.- دعم دور األ� ا?تحدة في مجال التعاون االقتصادي الدولي.٩

- طرح برنامج خاص ?عونات طوارd لـلـدول الـتـي تـتـضـرر أكـثـر مـن١٠غيرها من األزمات االقتصادية الـدوريـة وكـذلـك الـدول األقـل vـوا والـتـي

ليس لها منافذ بحرية.بيد أن أهم قضايا إصالح النظام االقتصادي الدولي التي تخضع حاليا

17

حتديات التنمية والدعوة إلقامة نظام اقتصادي دولي جديد

?ناقشات واسعة في جميع ا?نتديات الدولية Hكـن أن جنـمـلـهـا فـي ثـالثـةمجاالت: مجال السلع األولية-مجال الـتـنـمـيـة الـصـنـاعـيـة-مـجـال الـتـمـويـل

واالقتراض اخلارجي.

أ-السلع األولية:تهدف مجموعة بلدان العالم الـثـالـث إلـى حتـقـيـق قـدر مـن االسـتـقـراروالزيادة في حصيلة صادراتها مـن الـسـلـع األولـيـة. إذ أنـه كـلـمـا اسـتـقـرتاألسعار العا?ية واتسعت األسواق التصديرية للسلع األولية] أمكن للـعـديـدمن بلدان العالم الثالث أن ترفع من حصيلة النقد األجنبي ا?توافـر لـديـهـا�ا يساعد على زيادة مقدرتها االستيرادية وتخفيف أزمة موازين مدفوعاتها.ومن بA ا?قترحات احملددة التي قدمت في هذا اجملال ا?شروع ا?قدممن السكرتارية العامة ?ؤ�ـر األ� ا?ـتـحـدة لـلـتـجـارة والـتـنـمـيـة وا?ـسـمـى

سلعة أولية �ثل١٨«بالبرنامج ا?تكامل للسلع األولية»] والذي يشتمل على % من إجمالي حجم التجارة في السلع األولية (فيما عدا النفط)]٨٠حوالي

تسمح بربط أسعارindexationوإيجاد صيغة مقبولة للتقييس أو«التأشيـر» صادرات السلع األولية بأسعار واردات الدول النامية من السلع الصناعيـة

وا?صنعة.وينادي مشروع «البرنامج ا?تكامل للسلع األولية» بضرورة تكوين مخزون

من السلع األولية األساسـيـة يـتـمBuffer stockسلعي على الصعيـد الـدولـي يبلغ حجمه حوالي�Common Fundويله عن طريق صندوق دعم مشتـرك

بليونA من الدوالرات. كما ينادي البرنامـج بـضـرورة الـتـركـيـز عـلـى عـقـودتوريد طويلة األجل للسلع األولية] وأن يكون هناك «�ويل تعويضي» للتعويضعن العجز الناجم عن انخفاض وتقلبات أسعار ا?واد األولية] وعلى تطويرمساهمة البلدان النامية في عمليات تصنيع وتسويق السلع األولية بـهـدفاالستحواذ على نصيب أكبر من القيمة ا?ضافة وهوامش التسويق ا?تولدة

أثناء مرحلتي التصنيع والتسويق للسلع األولية.وقد كان مؤ�ر األ� ا?تحدة للتجارة والتنمية ا?نعقد في دورته الرابعة

] ساحة ساخنة للنزاع١٩٧٦) في مدينة نيروبي في شهر مايو-أيار ٤(انكتاد وا?ناورات ا?كثفة حول مدى قبول فكرة إنشاء الصـنـدوق ا?ـشـتـرك لـدعـم

18

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

السلع األولية. فبينما تعاطفت بعض الدول الغربية مثل السـويـد وهـولـنـداوالنرويج مع بعض وجهات نظر دول العالم الثالث حول هذا ا?وضوع] اتخذتمجموعة أخرى تضم الواليات ا?تحدة وأ?انيا الغربية واليابان موقفا متشدداال يريد أن يحيد قيد أvلة عن «آليات السوق»] ويرفض كل محاولة تستهدفتثبيت أسعار وضمان حصيلة صادرات السلع األولية. بل لقد تقدم هنـريكيسنجر-وزير اخلارجية األمريكية في ذلك الوقت-باقتراح مضاد غير محددا?عالم بخصوص إنشاء ما أسـمـاه «بـنـك لـلـمـوارد الـطـبـيـعـيـة» عـلـى أسـس

. ونتيجة حدة النزاع وا?ناورات حول مشروع البرنامج ا?ـتـكـامـل(٤)تقليديـةللمواد األولية] الذي أعدته السكرتارية العامة ?ؤ�ر األ� ا?تحدة للتجارةوالتنمية] وتبنته مجموعة السبع والسبعA] كان مؤ�ر نيروبي ينفـض دولالتوصل إلى االتفاق حول شيء يذكر بهذا الصدد. ولكن ا?ؤ�ر توصل فيآخر حلظة إلى قرار يقر مبدأ إنشاء «الصندوق ا?شترك»-الذي هو �ثابةحجر الزاوية في البرنامج ا?تكامل للمواد األولية-ويـحـدد بـصـفـة مـبـدئـيـةتسع عشرة سلعة يغطيها نشاطه] مع اإلشارة إلى وجود اختالف في وجهات

. ومع ذلك فمـا(٥)النظر حول أهداف الصندوق ا?شترك وأساليـب عـمـلـه زالت ا?فاوضات متعثرة حتى اآلن حول إنشاء هذا «الـصـنـدوق ا?ـشـتـرك»

وتوفير ا?وارد ا?الية الالزمة لتمويل عملياته وتطوير فعالياته.

ب-التنمية الصناعية:تهدف معظم بلدان العالم الثالـث فـي مـجـال الـتـنـمـيـة الـصـنـاعـيـة إلـىاحلصول على شروط أفضل «لشراء» و «نقل» التكنولوجيا احلديثة وا?تقدمةوزيادة فرص بيع منتجاتها الصـنـاعـيـة فـي أسـواق الـغـرب] بـاإلضـافـة إلـىحتقيق قدر أكبر من التنظيم والرقابة على نشاط وعمليات الشركات الدوليةالعاملة داخل أراضيها. ونظرا ألن الدول الصناعية ا?تقدمة داخلـة أصـالفي صراع تنافسي شديد بA بعضها البعض القتسام السوق العا?ية فـهـيليست راغبة حقا في تقد� أسواقها لـطـرف ثـالـث هـو الـبـلـدان الـنـامـيـة.والقناة الوحيدة ا?تاحة أمام دول العالم الثالث لتسويق منتجاتها واحلصولعلى التكنولوجيا احلديثة كانت الشركات الدولـيـة الـتـي جـذبـتـهـا الـعـمـالـةالرخيصـة فـي تـلـك الـدول خـالل الـسـنـوات األخـيـرة. ومـن نـاحـيـة أخـرى]

19

حتديات التنمية والدعوة إلقامة نظام اقتصادي دولي جديد

فبافتراض أنه قد يتسنى جملموعة أكثر تصنيعا من بـلـدان الـعـالـم الـثـالـثغزو أسواق العالم الغربي ا?تقدم فإن ذلك] في حد ذاته] لن يؤدي سوى إلىتكثيف عملية التنافس بA بلدان العالم الثـالـث لـالسـتـحـواذ عـلـى نـصـيـبملموس من رقعة السوق احملدودة دون أن يؤدي ذلك إلى زيادة ملموسة في

دخل مجموعة بلدان العالم الثالث ككل.

جـ-التمويل واالقتراض اخلارجي:إن مشاكل ا?ديونية احلادة لكثير من بلدان العالم الثالث] والصعـوبـاتالتي تواجهها بلدان الفائض في مجموعة بلدان «األوبك» فيما يتعلق بإيجادصيغة مضمونة ومرنة الستثمار فوائض عائدات الـنـفـط] وعـدم اسـتـقـرارالعمالت الرئيسية للبلدان الصناعية ا?تقدمة يجعل ا?شاكل الراهنة للنظاما?الي والنقدي الدولي مشاكل حيوية ومصدر قلق دائم لألطراف الـدائـنـةوا?دينة على السواء. فبلدان العالم الثالث تريد االقتراض من اخلارج بشروطميسرة ودوvا قيود تعسفية] بينما تبحث بلدان «األوبك» والبالد الـغـربـيـةا?قرضة ومؤسسات ا?ال الدولية عن عنصري الربحية واألمان الستثماراتها

و قروضها اخلارجية.والقضية اجلديرة بالفهم هنا هي أن إصـالح الـنـظـام الـنـقـدي الـدولـي[Aالراهن ال يستلزم بالضرورة توزيعا أكثر عدالة للسيولة واالئتمان الدوليإذ أنه إذا اتفقت الدول الغربية ا?تقدمة على مجموعة للقواعد ا?ـسـتـقـرةحلل مشاكل موازين مدفوعاتها Hكن لها آنذاك أن حتل الكثير من مشاكلهاالراهنة دوvا اضطرار لتقد� تنازالت كبيرة لبلدان العـالـم الـثـالـث فـيـمـايتعلق بإدارة النظام النقدي الدولي. بيد أنه في أعقاب النمو السريع حلجماالقتراض اخلارجي من أسواق ا?ال الدولية جملموعة بلدان العالم الثالث]فإن على بلدان العالم الغربي الغنية إيجاد صيغ جديدة إلعادة جدولة هذهالديون لتحاشي وقوع العديد من بلدان العالم الثـالـث فـي بـراثـن اإلفـالسالكامل والعجز عن السداد] وهذا ال يعني قط التوصل إلى شروط أفضـل(أو أكثر تيسيرا) للسداد بل قد يكون العكس هو الصـحـيـح. وهـنـاك آمـالكبيرة معلقة على قيام مـجـمـوعـة بـلـدان «األوبـك» بـتـوفـيـر قـنـوات جـديـدةلإلقراض اخلارجي للدول النامية بشـروط مـيـسـرة وال سـيـمـا بـعـد إنـشـاء

20

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

«الصندوق اخلاص» جملموعة الدول ا?صدرة للنفط الذي يتخذ من مدينة«فيينا» مقرا له.

ولعله يبدو من العرض السريع السابق مـدى ضـآلـة فـرص الـتـغـيـيـر أواالتفاق السريع على العناصر الرئيسية ?ا يسمى ببرنامج «النظام االقتصاديالعا?ي اجلديد». واألسباب الكامنة وراء ذلك هي ذات األسباب التي أعاقتإحداث تغيير ملموس في هيكل العالقات االقتصادية الدولية منذ مـؤ�ـراأل� ا?تحدة للتجارة والتنمية األول الذي مضى عليـه اآلن خـمـسـة عـشـرعاما] أال وهو كون األوضاع االقتصادية الدولية الراهنة تعكس توازنا معيناللقوى على الصعيدين العا?ي واحمللي. ولذا فإن القوة التفاوضية اجلماعيةجملموعة بلدان العالم الثالث تتوقف على توافق مجموعة من ا?صالح ا?شتركةفي الوقت الراهن على األقل] ولكن هذا التوافق هو توافق مؤقت ومشروطللمصالح اآلنية. أما بخصوص ا?ستقبل القريب فإن اجلبهة العريضة لبلدانالعالم الثالث مهددة باالنفراط إذا ما �كنت بـعـض بـلـدان الـعـالـم الـثـالـثAوضعها النسبي في هيكل التـجـارة والـتـبـادل الـدولـيـ Aمنفردة من حتسوبالتالي تزداد درجة ارتباطها بالنظام االقتصادي الدولي الراهن-وقد تتبع

بعض بلدان «األوبك» الغنية هذا ا?سار.ورغم ذلك فهناك إمكانية كبيرة متاحة لتغيير األوضاع الـراهـنـة فـيـمـايتعلق بالسلع األولية. ويعود ذلك إلى أنه بعد عـقـديـن مـن تـواجـد «فـائـضعرض» من معظم السلع األولية] كانت القفزة الهائلة ألسعار السلع األولية

�ثابة النذير إلى١ ٩٧٣- ٧٢خالل «الرواج السلعي» الكبير خالل السنوات دول الغرب الصناعي بإمكانية حدوث عجز أو ندرة دورية في عرض هـذهالسلع واخلامات األساسية التي يعتمد عليها دوالب اإلنتاج الصناعي الغربي.وإذا بشبح «مجاعة الطاقة» يلوح ألول مرة في األفق نتيجة ما قـد يـتـرتـبعلى عدم تدفق النفط أو ارتفاع سعره من تخفيض ?عدالت vو االقتصاديات

الصناعية ا?تقدمة.كذلك فإنه رغم أهمية استراتيجيات العمل والتفاوض اجلماعية للبلدانالنامية بالشكل الذي تطرحه سكرتارية مؤ�ر األ� ا?تحدة للتجارة والتنميةمن أجل حتقيق تغيير نسبي في عالقات القوى بA الدول الغـنـيـة والـدولالفقيرة في مجال العالقات االقتصادية الدولية] فإن ميدان الصراع احلقيقي

21

حتديات التنمية والدعوة إلقامة نظام اقتصادي دولي جديد

سيظل في مجال السيطرة على مؤسسات وشبكات التجارة الدولية وقنواتالتمويل الدولية. فالبلدان ا?تقدمة الغنية تخشى من أي تغير محتـمـل فـيميزان القوى قد يؤدي إلى اإلقالل مـن درجـة اعـتـمـاد الـدول الـنـامـيـة فـيالعالم الثالث على الهيكل احلالي لتدفقات التجارة الدولية وقنوات التمويلالدولي] �ا يهدد بانفالت مقدرات األمور من بA يديها بعد قرون طويـلـة

.Aمن السيطرة ا?طلقة على هيكل التجارة والتمويل الدوليوهنا يكمن التحدي التاريخي اجلديد] إذ أنه للمرة األولى تتاح فرصـةتاريخية فريدة خللق قنوات جديدة للتمويل الدولي من خالل توافر إمكانياتحتويل جزء هام من الفوائـض ا?ـالـيـة لـبـلـدان «مـنـظـمـة األوبـك» ألغـراضاالستثمار اإلنتاجي طويل األجل] وتغطية العجز في موازين ا?دفوعات دونأن تكون هناك ضرورة للمرور بالقنوات التقليدية للتمويل التي تخضع لسيطرةالدول الكبرى سواء أكانت مجموعة ا?صارف الكبرى أو مجـمـوعـة الـبـنـكالدولي وصندوق النقـد الـدولـي] والـتـي تـعـكـس بـصـفـة أسـاسـيـة ا?ـصـالـحاالقتصادية الغربية للبلدان الرأسمالية ا?تقدمة. إال أن هذه اإلمكانية الهائلةستظل غير مستغلة إلى درجة كبيرة طا?ا افتقدت دول «األوبك» ا?ؤسسات

ا?الية ا?الئمة والتصور االستراتيجي الالزم لهذا الغرض.وعلى ذلك فإن التحدي القائم اآلن على صعيد العالقات االقتـصـاديـةالدولية بA الدول الغنية والدول الفقيرة هو حتد جاد يأخذ أبعادا جديدةلم تكن متوافرة من قبل. إال أن القوة التفاوضية اجلماعية لبـلـدان الـعـالـمالثالث ما زالت محك اختبار حقيقي في مؤ�ر التعاون االقتصادي الدوليالذي جترى جلساته في العـاصـمـة الـفـرنـسـيـة حتـت اسـم «حـوار الـشـمـالواجلنوب». وما زال الترقب قائما بخصوص مدى قدرة اجملموعات األخرىللبلدان ا?صدرة للسلع األولية في تكوين «جمعيات مـنـتـجـA» فـعـالـة عـلـىغرار منظمة «األوبك»] وما إذا كانت دول «األوبك» الغنية ستستخدم قوتهاا?الية لدعم مطالب إصالح النظام االقـتـصـادي الـعـا?ـي الـتـي تـلـح عـلـيـهـامجموعة بلدان العالم الثالث النامية أم ستنضم تدريجيا إلى «نادي الدولالغنية».. تاركة خلفها بقية دول العالم الـثـالـث األخـرى تـرزح فـي أغـاللـهـا

وبؤسها.

22

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

23

األشكال اجلديدة للتقسيم الدولي للعمل وأ-اط التصنيع الهامشي

األشكال اجلديدة للتقسيمالدولي للعمـل وأمناط

التصنيـع الهامشي

يشهد االقتصاد العا?ي منذ أواخر الـسـتـيـنـاتاجتـاهـات جـديـدة مـتـنـامـيـة نـحـو أشـكـال جـديــدةللتقسيـم الـدولـي لـلـعـمـل بـA الـبـلـدان الـصـنـاعـيـةا?تقدمة وبA بلدان العالم الثالث اآلخذة في النمو.ولعل العنصر الديناميكي احملرك لهذه الـتـحـوالتاجلـديـدة الـتـي طـرأت عـلـى بـنـيـة وطـريـقــة عــمــلاالقـتـصـاد الـدولـي هـو vـو واتـسـاع حـجـم نـشـاطوعمـلـيـات الـشـركـات الـدولـيـة الـعـابـرة لـلـقـومـيـات

Transnational Firmsإذ تنشط هذه الـشـركـات فـي [عملية إعادة صياغة التقسيـم الـدولـي لـلـعـمـل مـنخالل تدويل اإلنتاج وإعادة توطA اإلنتاج الصناعي

على الصعيد العا?ي.ولذا فقد رأينا تخصيص هذا الفصل ?ناقشـةاالجتـاهـات اجلـديـدة لـلـتـقـسـيـم الـدولـي لـلــعــمــل]وباألخص هجرة األنشطة الصناعية «كثيفة العمالة»من ا?راكز الصناعية التقليدية الكبرى إلـى بـلـدانالعالم الثالث النامي وآثار ذلك على مستقبل التنمية

2

24

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

العربية.

أوال: االجتاهات اجلديدة للتقسيم الدولي للعمللعل من أبرز احلوافز التي دفعت دول الغـرب الـرأسـمـالـي إلـى تـوجـيـهاستثماراتها إلى دول العالم الثالث خالل الفترة الكولونيالية رغبتها في أنتتحكم وتسيطر على مصادر الطاقة وا?واد اخلام والسـلـع الـزراعـيـة الـتـي

.)١(يعتمد عليها بصورة أساسية استمرار اإلنتاج في ا?راكز الصناعية ا?تقدمةعلى أن هذا النمط التقليدي لالستثمار اخلارجي لم يعد طـابـعـا أسـاسـيـاHيز النشاط االستثماري للشركات الدولية في النصف الثانـي مـن الـقـرن

العشرين.ففي األعوام األخيرة استحوذت استـثـمـارات الـقـطـاع الـصـنـاعـي عـلـىالنصيب األكبر من اإلضافات اجلديدة لالستثمار ا?باشر للدول الصناعية

كان نصيب االستثمـارات١٩٧٠ا?تقدمة في ا?ناطق األقل vوا. وحتى عام % من جملة االستثمارات الغربيـة فـيـمـا وراء الـبـحـار]٣٨الصناعية حـوالـي

حيث دخلت معظم الشركات الدولية الكبرى الـقـطـاع الـصـنـاعـي فـي هـذها?ناطق سواء من خالل التصنيع للتصدير (غالبا لنفس البالد الـصـنـاعـيـةا?تقدمة التي قدم منها االستثمار)] أو التصنيع ضمن برامج «اإلحالل محلالواردات» التي تهدف إلى إشباع حاجات األسواق احمللية ا?تمتعة باحلماية.وقد غدا التوسع في األنشطة الصناعية التصديرية في بلدان العالم الثالثمنذ منتصف الستينات من أبرز األشكال اجلديدة للتقسيم الدولي للعمل.وHكن النظر إلى هذه االجتاهات احلديثة في التقسيم الدولي للعـمـلمن زاوية كونها انعكاسا لألزمة البنيانية احلادة التي �ر بها االقتصادياتالرأسمالية ا?تقدمة والتي اتسمت بهبوط في معدل vو اإلنتاجية ومعـدل

. وتشير بـعـض(٢)الربحية باإلضافة حلالة «الكساد التضخـمـي» الـشـامـلـة التحليالت إلى أن فترة التوسع والرواج االقتـصـادي الـتـي أعـقـبـت احلـربالعا?ية الثانية في البالد الرأسمالية ا?تقدمة قد استندت في األساس إلى«ثورة تكنولوجية ثالثة» مكنت تلك البلدان من رفع كفاءة عملياتها اإلنتاجية�ا ساعد على رفع معدالت األجور احلقيقية وتعظيم األرباح احملققة فيآن واحد. وعند منتصف الستينات بدأت إمكـانـيـات هـذه الـثـورة تـسـتـنـفـد

25

األشكال اجلديدة للتقسيم الدولي للعمل وأ-اط التصنيع الهامشي

�كنةTechnical changesأغراضها ولم تعد التغيرات في الفنون اإلنتاجية على النحو وا?ستوى السابقA (أي لم يعـد االسـتـثـمـار اجلـديـد مـصـحـوبـا

بخفض ملموس لتكلفة اإلنتاج).ولكي Hكن احلفاظ على مستويات الربحية السابقة في ظل هذه الظروفاجلديدة كان ال بد من تخفيض األجور احلقيـقـيـة لـلـعـامـلـA.. ولـقـد قـاومالعمال في البلدان الرأسمالية ا?تقدمة بـضـراوة مـثـل هـذه احملـاوالت عـنطريق استمرار مطالبتهم بـأجـور نـقـديـة أعـلـى وبـرفـض أي تـخـفـيـض فـيمستويات معيشتهم. ونتيجة لذلك انتهت ا?رحلة التـوسـعـيـة الـتـي أعـقـبـتاحلرب العا?ية الثانية ودخلت االقتصاديات الرأسمالية ا?تقدمة منذ أواخرالستينيات مرحلة جديدة أصبح من الصعب فيها رفع اإلنتاجية واالحتفاظفي ا?راكز الصناعية ا?تقدمة بنفس مستويات الربحية السابقة. وكنتيجةلهذه األزمة البنيانية لالقتصاديات الرأسمالية ا?تقدمة غدت احلاجة ملحةإلعادة صياغة تقسيم العمل الدولي وإعادة توزيع األنشطة الصناعية على

الصعيد العا?ي.ولكن قد يكون من اخلطأ تفسـيـر االجتـاهـات اجلـديـدة فـي الـتـقـسـيـمالدولي للعمل باالستناد فقط إلى مقولة هبوط «معدالت الربح» في ا?راكزالصناعية ا?تقدمة. إذ أنه من الضروري تفهم تلك النزعة كجزء من عمليةديناميكية أبعد مدى �س بنية وطريقة أداء االقتصاد الـعـا?ـي فـي عـصـر

الشركات الدولية العابرة للقوميات.فلقد أدت عملية �ركز رأس ا?ال والقوة االقتصادية في البالد الصناعيةالكبرى إلى سيطرة الشركات الدولية على إدارة رأس ا?ـال الـدولـي وعـلـىعمليات تنظيم اإلنتاج ومنافذ التوزيع على الصعيد العا?ي] وهكذا فإن مايالحظ اليوم من «إعادة توزيع» لألنشطة الصناعية على الصعيـد الـعـا?ـيإvا Hثل جزءا ال يتجزأ من االستراتيجـيـة اجلـديـدة الـشـامـلـة لـلـشـركـاتالدولية لتدويل اإلنتاج الصناعي. وقد ساعد على ذلك التـطـورات الـفـنـيـةوالتكنولوجية احلديثة في العديد من الصناعات التقليدية واحلديثة] حيثأصبح من ا?مكن جتزئة العمليات الصناعية ا?عقدة إلى سلسلة من العملياتالبسيطة بالشكل الذي جعل في مـقـدور قـوة الـعـمـل «غـيـر ا?ـاهـرة» تـلـقـى

التدريب الالزم للقيام بالعمليات اإلنتاجية ا?طلوبة.

26

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

وباختصار فإن «قانون احلركة» اجلديد الذي يحكم التـقـسـيـم الـدولـياجلديد للعمل يعمل في اجتاهA: «أما أن ينتقل العمل الرخيص من بلدانالعالم الثالث إلى حيث يتواجد رأس ا?ال الصناعي في ا?راكز الصناعـيـةا?تقدمة (هجرة العمالة)] وأما أن يتم تصوير رأس ا?ال الدولي إلى مناطق

run-awayالعمل الرخيص في البلدان العالم الـثـالـث (الـصـنـاعـات الـهـاربـة

industries .«(وفي هذا اخلصوص جتدر مالحظة التناقض بA السياسات االقتصاديةللواليات ا?تحدة واليابان من ناحية] حيث تعمل الشركات الدولية على نقلالعمليات الصناعية «كثيفة العمل» من بلد ا?ركز إلى محيطها االقتصـادياخلارجي (إلى «القواعد التصديريـة» فـي غـرب احملـيـط الـهـادي وأمـريـكـاالالتينية)] ودول أوروبا الغربية من ناحية أخرى] حيث يتم استيراد جيـشمن األيدي العاملة منخفضة األجر من بلدان جنوب وشرقي البحر األبيض

.(٣)ا?توسط للقيام �جموعة متنوعة من األعمال الصناعية األقل مهارة

ثانيا: التوسع في إنشاء «القواعد التصديرية»من االجتاهات ا?لحوظة بوضوح في عملية إعادة صياغة التقسيم الدولي

-exportللعمل تلك التي تتخذ شكل التوسع في إنشاء «القواعد التصديرية»

platformsفي بلدان العالم الثالـث. ولـعـل أفـضـل تـعـريـف ?ـعـنـى «الـقـاعـدة التصديرية» هو ذلك الذي قدمته جلنة التعريفة اجلمركية األمريـكـيـة فـي

] إذ جاء في هذا التعريف:١٩٧٣عام «إن إمكانية استخدام العمل غير ا?اهر في اخلارج تتيح لبعض الصناعاتفرصة الهجرة إلى البلدان «ذات األجر ا?نخفض» والتي وصلت إلى مستوىمن التنمية يجعلها مستعدة الستقبال هذه الصناعات] وذلك دوvا انحراف

ملحوظ عن مستويات اإلنتاجية السائدة في الواليات ا?تحدة».وتقوم استراتيجية الشركات الدولية على خلق «قواعد تصديرية» هامةفي مناطق األجر ا?نخفض بحيث يتم «إعادة تصدير» السلع ا?صنعة هناكإلى أسواق بلد ا?ركز األم. وباإلضافة إلى ذلك تقوم «قواعد التصدير» هذه

ألسواق إقليمية معينة (أستراليـا-Supply centresبدور هام «كمراكز �وين»أفريقيا-الشرق األوسط-أمريكا الوسطى) �ا يسمح بتخفيض تكلفة النقل

27

األشكال اجلديدة للتقسيم الدولي للعمل وأ-اط التصنيع الهامشي

وا?ناولة إلى أدنى احلدود مع تفادي مخاطر تأخر وصول السلع ا?شحونةفي ا?وعد احملدد ألسواقها النهائية.

ولقد حدث التوسع الكبير لهذه «القواعد التصديرية» في منطقة غرباحمليط الهادي وجزر الكاريبي وبعض بلدان أمريكا الالتينية الكبـرى مـثـلا?كسيك والبرازيل. ويغطي نشاط الشركات الدولية في هذا اجملال نطاقامتسعا من السلـع الـصـنـاعـيـة Hـتـد مـن األدوات الـكـهـربـائـيـة والـهـنـدسـيـةوالسيارات وقطع الغيار وآالت التصوير إلى مـنـتـجـات الـبـالسـتـيـك ولـعـباألطـفـال والـبـاروكـات. وHـكـن تـكـويـن فـكـرة أولـيـة عـن أهـمـيـة «الـقـواعــدالتصديرية» بالنسبة للصناعات القائمة في الواليات ا?تحـدة مـن واقـع أنمجموع فروع الشركات الدولية التي تتخذ مقرها الـرئـيـسـي فـي الـواليـات

مصدرا في األسواق العـا?ـيـة بـنـفـس وزن١٩٦٨ا?تحدة أصـبـحـت فـي عـام أ?انيا الغربية وضعف طاقة اليابان التصديرية] وإن الكثير من هذه الصادرات

تتوجه ألسواق الواليات ا?تحدة نفسها.وHكن تفسير هذا التوسع في االستثمارات في «القواعد التصديريـة»

)١- ٢وا?ناطق احلرة الصناعية في البلدان األقل vوا (أنظر جدول رقـم (من جانب الشركات الدولية برغبتها ا?تزايدة في أن تتحكم وتسيطر علـى

.(٤)قوة العمل في هذه البلدان و�قارنة ا?ستوى ا?نخفض لألجور النقدية ا?دفوعة عن ساعة العمللعمال بالد العالم الثالث] حيث تتواجد «القواعد الـتـصـديـريـة»] �ـعـدالتاألجر النقدية للعمال الصناعيA السائدة في البالد الرأسمالية ا?تـقـدمـة

))] تكون نفقة األجر الفعلية لكل وحدة من وحدات٢- ٢(أنظر جدول رقم ( النهائي من الصناعات ا?قامة ببالد العالمwage-cost per unit of outputا?نتج

.(٥)الثالث إذ بدرجة كبيرة من تلك ا?وجودة في البالد الصناعية ا?تقدمة ومع ذلك فإن توافر األيدي العاملة الرخيصة ال يـخـرج عـن كـونـه أحـدالعوامل ا?ؤثرة على قرارات الشركات الدولية حول «إعادة توطA» األنشطةالصناعية من البلد األم إلى البلدان األقل vـوا. إذ أن هـنـاك الـعـديـد مـنالعوامل األخرى ا?ؤثرة على قرارات الشركات في هذا اجملال مثل إمكانيات

](٦)التهرب الضريبي ونوعية «العالقات الصناعية»] «قوانA العمل» ا?طبقةومدى إمكانية عدم االلتزام بالقيود اخلاصة باحملافظة على البيئة وحمايتها

28

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

من التلوث] الخ.. وفي هذا الصدد] قد يكـون مـن ا?ـفـيـد االسـتـشـهـادبنشرة أصدرتها وزارة التجارة والـصـنـاعـة فـي «هـوجن كـوجن» تـتـحـدث عـنأسباب جاذبية هوجن كوجن بالنسبة للمستثمر األجنبي] حيث عددت األسباب

على النحو التالي:-أ-مهارة عمال هوجن كوجن ومثابرتهم وقابليتهم للتكيف السريع.

ب-مستوى لألجر منخفض نسبيا إذا ما قورن با?عـدالت الـسـائـدة فـياليابان والبالد ا?تقدمة األخرى.

جـ-التدخل احلكومي احملدود للغاية في النشاط اإلنتاجي واالقتصاديعامة.

د-موقع جغرافي �تاز للتسويق والتصدير.هـ-نظام مصرفي فعال وكذلك خدمات شـحـن وغـيـرهـا مـن اخلـدمـات

الضرورية.و-ا?عاملة التفضيلية ا?قررة ?نتجات هوجن كوجن في أسواق ا?ملكة ا?تحدة

ودول الكومنولث.

19671972

���� ����65400615%

����� � ���17.53001744%

� �����103300291%

�������40150375%

��� ��88500568%

. ������

(��� ���� ����!"�� # $&)

(1 � 2) ��� ����

��� " �� ����� ���� � ����� ���� �����!# �$

(1972�67) �%!&' "�*�*�+�

� �'�� �*� ��� �+,� "-+��

�% �� ,���-� ��./ � �*��� / :!"�� ;<=�� >?�� : ��+�

. (1976 / @�A) 0*��� � � ��3 45

BC� �D��E� FD G��H�� I�=�� *$� J ;<=�� ��A�?�K FD �L�?�� ���MN�� O�� (1)

��A�?�P� ���-<=�� J ��"Q?�� ��D�R�� *$+�� J �"S�,�� �� �?,�� ��A�?�P�

29

األشكال اجلديدة للتقسيم الدولي للعمل وأ-اط التصنيع الهامشي

����� ��� �� ������ ��� �� �

�� ��� ��� ��� �

������������� ����

(���������) (���������) ��� ��

�������� ���

��������

���! ���"0.273.1311.8%

#$&'��0.532.3124.4%

*����+0.142.5618.2%

���! ���"0.302.929.7%

#$&'��0.482.9716.2%

�$��,-� ����!0.282.7810.1%

���/�:,�0.293.3611.6%

*����+0.383.679.8%

����� � �����

���! ���"0.282.4810.3%

�'����;0.32.237.4%

#$&'��0.612.5624.2%

��,��< =���+0.723.3340.6%

����!0.333.3210.2%

���/�:,�0.293.3611.6%

������� ����� �����

(2� 2) ��� !"��

"� #�$%�� &'��*+� !�'�,+ #'- �-�� �- .�*�+� ����+� /�0�

1�3��� �450+� #6�7" 8��6 9 ���4� � :,� :�';

����� ��� ���

>? @���&,� ������

A ����� ��� ���

��� �� �������

30

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

ثالثا: الشركات الدولية وأمناط«التصنيع الهامشي»

كان ا?نطلق الرئيسي في استراتيجيات التصنـيـع والـتـنـمـيـة فـي بـلـدانالعالم الثالث هو الرغبة اجلادة في تصفية «البـنـيـة األحـاديـة» لـالقـتـصـادالوطني] تلك البنية ا?عتمدة على ا?عدن الوحيد أو ا?عتمدة على احملصولالوحيد ا?وروثة من «الفترة الكولونيالية»] وجتـاوز هـذه الـبـنـيـة عـن طـريـقتطوير جهاز إنتاجي أكثر تطورا وتنوعا وديناميكية. وفي هذا اإلطار احتلت«قضايا التصنيع» مكانا هاما في ا?ناقشات الدائرة حول التنمية في بلدانالعالم الثالث.. وتاريخ التصنيع في معظم بلدان العـالـم الـثـالـث هـو تـاريـخ«vوذج اإلحالل محل الواردات»] وهناك خبرة تاريخية متراكـمـة فـي هـذااجملال ال سيما في بلدان أمريكا الالتينية حيث �ت عملية التصنيع هناكمنذ الثالثينات وفق vوذج «اإلحالل محل الواردات» والذي يهدف باألساسإلى إشباع حاجات السوق احمللية في ظل درجة عالية من احلماية اجلمركية.وقد طبقت تلك السياسات التصنيعية في أمريكا الالتينية على نطاق واسعفي اخلمسينات وحتى منتصف الستينات حيث بدأت جتربة التصنيـع مـنخالل إحالل الواردات �ر بأزمة هيكلية واضحة] وفشلت كاسـتـراتـيـجـيـةللتصنيع في تغيير البنية االقتصادية القدHة بشكل جوهري] إذ أصبحـت

تقف في منتصف الطريقsemi-industrialisedتلك البلدان «نصف مصنعة»

����

�������� �� ��0.282.1113.3%

���������0.342.2814.9%

�� ��0.452.2719.8%

�����0.532.2923.1%

� ����0.42.4916.1%

: ����

(2 2) ��� ����

United States Tariff Commission, Economic Factors Affect�

ing the Use of Items 807.00 and 806.30 of the Tariff Sche�

dules of the United States (Washington, 1970)

31

األشكال اجلديدة للتقسيم الدولي للعمل وأ-اط التصنيع الهامشي

عاجزة عن استكمال باقي حلقات الـتـصـنـيـع. والـيـوم عـنـدمـا يـجـري طـرحاستراتيجيات للتصنيع من خالل التصدير في بلدان العالم الثالث ال بد منوضع ا?شكلة في إطارها الصحيح] أي في اإلطار العام للعالقات االقتصاديةالدولية السائدة. فالوعي احلقيقي بدور الشركات الدولية واستراتيجيتهـاالعامة على ا?ستوى العا?ي ونظرتها العامة للتقسيم الدولي اجلديد للعمل(أو ?ا يسمى إعادة هيكلة التقسيم الدولي للعمل) أصبح ضرورة يجـب أن

نعيها بوضوح حتى ال تختلط علينا الرؤية التاريخية لألمور.وHكن لنا تعديد بعض أvاط «التصنيع الهامشي» التي تعكـس بـشـكـلواضح األشكال اجلديدة للتقسيم الدولي للعمل التـي تـفـرضـهـا الـشـركـاتالدولية في العديد من البلدان النامية] فهناك vوذج «التجهيز الـصـنـاعـي

] حيث تقتصر عمليات التصـنـيـع عـلـى عـمـلـيـاتSimple processingاألولي» حتضيرية أو جتهيزية للمواد اخلام قبل تصديرها لـلـخـارج. كـذلـك هـنـاكvوذج آخر يقوم على «التصنيع في وسـط احلـلـقـة اإلنـتـاجـيـة» وأهـم مـثـل

حسب ما تقتضيـهComponentsلذلك صناعة ا?كونات أو صناعـة األجـزاء اعتبارات االستراتيجية الكلية للشركات دولية النشاط: مثال تصنيع موتورالسيارة في بلد ما وتصنيع جسم السيارة في بلد آخـر والـفـرامـل فـي بـلـدثالث ثم يجري جتميع كل هذه األجزاء في بلد رابع] حسب ما �ليه اعتباراتالربحية وا?زايا النسبية في تقسيم العمل. وينتج عن ذلك أن تكامل عناصرالعملية اإلنتاجية ال يتم على مستوى البلد الواحد بل على مستـوى الـعـالـمكله] �ا يؤدي إلى تقطيع أوصال الهيـكـل اإلنـتـاجـي الـوطـنـي] وبـذا نـصـلللنموذج الثالث للتصنيع الهامشي الذي يقوم على نشاطات «آخر احللقاتاإلنتاجية» مثل عمليات جتمـيـع الـسـيـارة أو جتـمـيـع األجـهـزة اإللـكـتـرونـيـةواألدوات الكهربائية. والنتيجة الواضحة لهذه األvاط من التصنيع الهامشيهي كسر حلقات وعناصر التشـابـك االقـتـصـادي داخـل اجلـهـاز اإلنـتـاجـي

-Autoالوطني] وبالتالي تقويض مقومات عملية التنمية ا?ستقلة ذاتية-ا?ركز

Centred Developmentويؤدي ذلك بدوره إلى مزيد من التفكك في عناصر [اجلهاز اإلنتاجي وتعميق الثنائية في البناء االقتصادي.

وقد يبدو لبعض راسمي السياسة االقتصادية في البلـدان اآلخـذة فـيالنمو أن تلك األvاط اجلديدة للتصنيع �ثل أسـهـل الـبـدائـل ا?ـتـاحـة فـي

32

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

مجال التصنيع وأكثرها حتقيقا لرغبتها في زيادة صادراتها ا?صنعة وحـلمشاكل موازين مدفوعاتها. ولكننا إذا ما وضعنا األمور في سياقها التاريخي]فإننا جند أنفسنا بصدد مرحلة جديدة في تطور االقتصاد العا?ي] حـيـثتتم األشكال اجلديدة للنشاطات الصناعية التصديرية في إطار صناعـاتدولية متكاملة تكامال رأسيا] تنتشر أقسـامـهـا ومـرافـقـهـا فـي كـافـة أرجـاءالعالم. وبعبارة أخرى] بينما يتم انتشار األنشطـة الـتـشـغـيـلـيـة والـعـمـلـيـاتالصناعية في معظم أرجاء العالم على أساس «ال مركزي»] تظل عـمـلـيـاتاتخاذ القرارات فيما يتعلق بتحديد ما يجب إنتاجه وكيف وأين يتم] �ركزةإلى أبعد حد في ا?ركز الرئيسي للشركة الدولية. وهكذا فإننا نشهد] مـعمرور الزمن] ظهور تقسيم دولي للعمل بصورة هرمية بA األقاليم اجلغرافيةاخملتلفة للعالم �ا يتالءم مع التقسيم الرأسي للعمل داخل الشركة الدوليةذاتها. وفي الواقع] مع ازدياد درجة االندماج الرأسي الدولي للصناعة] فإناخملاطر ا?رتبطة بتوقف اإلمدادات اخلاصة �ستلزمات اإلنتاج وا?كوناتاخملتلفة الالزمة حلسن سير وتشغيل الـصـنـاعـة فـي أي مـوقـع مـن مـواقـعاإلنتاج في بلدان العالم الثالث تزداد بالشكل الذي Hكن أن يؤدي إلى توقف

العمل واضطراب اإلنتاج في أجزاء مختلفة من العالم.ونتيجة لهذه االعتبارات تصبح اعتبارات «االستقرار واألمن السياسي»من بA أهم العوامل التي حتكم قرارات الشركات الدولية عند اختيار بلدمعA «كقاعدة تصديرية» لتوطA األنشطة الصناعية ذات الوجهة التصديرية]وللتقليل من مخاطر اضطراب نشاطها اإلنتاجي ا?ـتـرابـط عـلـى الـصـعـيـدالعا?ي. وهنا جتدر مالحظة أن معظم احملاوالت الناجحة في هذا اخلصوصإvا تقع في مناطق نامية ذات روابط سـيـاسـيـة أو جـغـرافـيـة قـويـة بـبـالدالغرب الرأسمالي (مثل تايوان] كوريا اجلـنـوبـيـة] هـوجن كـوجن] سـنـغـافـورة]

البرازيل] ا?كسيك).ولذا فمن ا?توقع نتيجة لذلك أن تعزف الشـركـات الـدولـيـة عـن بـلـدانالعالم الثالث اآلخذة في النمو والتي تفشل في استيفاء شرطي «االستقرار«Aالسياسي» و «الربحية»] وبالتالي ستكون هناك عملية دائمة «إلعادة توطاألنشطة الصناعية إلى مناطق أخرى أكثر أمنا] من النـاحـيـة الـسـيـاسـيـة.وبذا ستكون البالد النامية ا?رتبطة بأvاط «التصنيع الهامـشـيـة» عـرضـة

33

األشكال اجلديدة للتقسيم الدولي للعمل وأ-اط التصنيع الهامشي

Aللقرارات ا?تغيـرة الـتـي تـتـخـذهـا الـشـركـات الـدولـيـة بـشـأن إعـادة تـوطـا?شروعات والعمليات الصناعية على ضوء االعتبارات الكلية للربحية واألمن

السياسي.ولذا فإن بعض احملللA االقتصاديA يرون أن اخملاطر والتـقـلـبـات فـيمستوى النشاط االقتصادي التي Hكن أن يتعرض لها االقتصاد القومي فيظل هذه الظروف ا?تغيرة ال تختلف نـوعـيـا عـن مـخـاطـر عـدم االسـتـقـراراالقتصادي الناجمة عن تقلب حصيلة صادرات السلع األولية نتيجة الدوراتاالقتصادية التي تصيب االقتصاديات الرأسمالية ا?تقدمة في ظل أvـاط

.(٧)تقسيم العمل التقليدية ا?رتبطة بإنتاج وتصدير السلع األولية وال يـقـتـصـر األمـر عـلـى أن تـلـك «الـصـنـاعـات اجملـتـزئـة» ذات الـتـوجـهالتصديري تتمتع بدرجة عالية من «االنفصامية» عن بنية االقتصاد الوطني-حيث ال تعتمد على مستلزمات إنتاج محلية كـمـا ال تـقـوم بـاإلنـتـاج لـلـسـوقاحمللية-بل من ا?مكن أيضا أن تؤدي إلى اعتمـاد جـانـب هـام مـن الـنـشـاطاالقتصادي وحصيلة النقد األجنبي في البلد ا?ضيف على «مدخالت إنتاجية»وأسواق تصديرية] ليس للمخطط الوطني سيطرة علـيـهـا. وفـي مـثـل هـذهاحلاالت تصبح «القوة االقتصادية» للبلد النامي الذي يقوم بتصنيع أجزاءمحددة من منتج نهائي «أو عمليات تشغيلية وسيطة» أقل من تلك ا?توافرةحتى لبلد مصدر للسلع األولية] بحيث أن البلد ا?صدر لسلعة أولية كالنحاسأو الكاكاو مثال Hكن لها] عند الضرورة] أن جتد فرصة لتسويق منتجاتهافي السوق العا?ية أو مقايضة منتجاتها مع الدول االشتراكية أو استهالك

منتجاتها محليا إذا ضاق بها احلال.ومن ناحية أخرى فإن التخصص في تصنيع ا?كونات أو «السلع النصفا?صنعة» لالستفادة من الوفرة النسبية للعمل الرخيص في «عملية إنتاجية»معزولة-يتم استيراد كافة مستلزماتها األخرى من اخلارج-يحرم البلد ا?ضيفمن اآلثار التراكمية ا?رغوب في تولدها في البلد ا?ضيف. إذا أن مثل هذه«األنشطة التصنيعية» التي تندرج ضمن استراتيجيات تدويل اإلنتاج الصناعيلشركات الدولية تظل «نشاطات منعزلة» غير متشابكة مع اجلهاز اإلنتاجي

. يضاف إلى ذلك أن تلك «الواحات أو اجلزر التصديرية»(٨)للبلد ا?ضيف export-enclavesاجلديدة تظل إلى حد كبير مكملة القتصاديات بلدان ا?ركز

34

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

.(٩)ا?ستثمر �ا يعمق ثنائية البنيان االقتصادي في البلدان اآلخذة في النمو

رابعا: استراتيجية التنمية املستقلة في مواجهة مخططات الشركاتدولية النشاط

حاولنا في العرض السابق توضيح بعض اجلوانب ا?ميـزة لـالجتـاهـاتاجلديدة نحو إعادة صياغة أشكال التقسـيـم الـدولـي لـلـعـمـل يـ� الـبـلـدانالصناعية ا?تقدمة وبلدان العالم الثالث اآلخـذة فـي الـنـمـو. وأوضـحـنـا أنالعامل احملرك في هذا االجتاه هو الشركات دولية النشاط والتي أحدثـتحتوال جوهريا في بنـيـة وطـريـقـة عـمـل الـنـظـام االقـتـصـادي الـدولـي مـنـذ

الستينات.وتبدو معظم حكومات دول العـالـم الـثـالـث غـيـر قـادرة حـتـى اآلن عـلـىاإلمساك باجلوانب اخملتلفة للتغيرات اجلديدة في االقتصاد العا?ـي الـتـييحدد وجهتها توسع وvو نشاط وعمليات الشركات العابرة للقـومـيـات. إذأنه في معظم احلاالت تقوم هذه الشركات بالعمل والـتـخـطـيـط إلـى مـدى

يتجاوز بكثير األفق التخطيطي حلكومات هذه الدول.وكنتيجة لهذه التحوالت اجلديدة في بـنـيـة االقـتـصـاد الـدولـي لـم تـعـدجدليات التخلف-التنمية وعالقات التبعية-قاصرة على الـنـمـط الـتـقـلـيـديللتقسيم الدولي للعمل] حيث تخصصت الدول الصناعية ا?تقدمة في إنتاجالسلع «الصناعية» بينما أجبرت دول العالم الثالث على إنتاج وتصدير ا?واداخلام والسلع األولية] وهو ما � التركيز عليه في حتليالت مدرسة أمريكاالالتينية منذ أواخر األربعينات. إذ أنه في ظـل اإلطـار ا?ـتـغـيـر لـلـتـقـسـيـمالدولي للعمل] Hكن النظر إلـى اسـتـعـداد الـواليـات ا?ـتـحـدة لـلـتـخـلـي عـنمعارضتها لنظام التفضيالت ا?عمم للصادرات الصناعية الوافدة من الدول

-الذي نـادت بـه وكـافـحـت مـنGeneralised system of preferencesاألقـل vـوا أجله السكرتارية العامة ?ؤ�ر األ� ا?تحدة للتـجـارة والـتـنـمـيـة (انـكـتـاد)-Hكن النظر إلى هذا االستعداد على أنه خطوة محسوبة بـذكـاء تـتـفـق مـعالوقائع اجلديدة لتدفقات التجارة الدولية] حيث أن جزءا هاما من صادراتالسلع الصناعية الوافدة من بلدان العالم الثالث على السوق األمريكية هيمن إنتاج فروع ا?شروعات ا?شتركة التي أنشأتها الشركات الـدولـيـة الـتـي

35

األشكال اجلديدة للتقسيم الدولي للعمل وأ-اط التصنيع الهامشي

.)١(٠تنتسب للواليات ا?تحدة في تلك البلدان وتشكل هذه التطورات اجلديدة بدورها حتديا هـامـا لـقـدرة حـكـومـاتالبالد النامية في العالم الثالث على التخطيط واإلدارة ا?ستقلة لنشاطاتهاالتصنيعية والفنية والتصديرية �عزل عن نفوذ ونشاطات الشركات الدولية.إذ جتد معظم حكومات دول العالم الثالث نفسها عاجزة عن مواجهة ومالحقةالتطورات السريعة في طريقة أداء االقتصاد العا?ي] تلك التطـورات الـتـييحدد وجهتها توسع نشاط وعمليات الشركـات دولـيـة الـنـشـاط] �ـا حـدابالبعض أن يطلق بحق على هذا العصر «عصر الشركات دولية النشـاط».

The age of Transnational Corporation.ومن ناحية أخرى ينتج عن نشـاط الـشـركـات الـدولـيـة �ـزيـق ألوصـالالثقافة الوطنية واضطراب لنظام القيم السائدة في البلدان النامية ومسخلعملـيـة ا?ـزج أو ا?ـواءمـة بـA «األصـالـة» و «ا?ـعـاصـرة» فـي تـلـك الـبـلـدان.Aفالشركات الدولية بنشاطاتها ا?تنوعة ا?تداخلة �ثل وسيطا ناقال لقوانونظم وثقافات تؤكد كل يوم «قيم اجملتـمـع االسـتـهـالكـي» الـتـي تـقـوم عـلـىاللهث وراء مستويات «الرفاه الغربي» دون الوعي بأن هـذه ا?ـسـتـويـات قـد

حتققت بعد قرون من التراكم ا?ادي واحلضاري والتضحيات الكبيرة.ومن وجهة نظر العالم العربي فإننا جند أن هذه التطورات االقتصاديةالدولية العامة تطرح بدورها حتديا جديدا على الوطن العربي] �ا يستدعيحتديد العناصر األساسية الستراتيجية تنمية مستقلة تقـوم عـلـى حتـقـيـققدر أكبر من «التكامل االقتصـادي الـعـربـي» و «االعـتـمـاد اجلـمـاعـي عـلـىالنفس». فحيث أن الشركات الدولية العمالقة تـعـتـبـر مـشـروعـات خـاصـةتنظم اإلنتاج على الصعيد العا?ي متجاوزة بذلك كل احلدود القومية] فإننقيضها ال بد وأن يكون التنظيمات والتكتـالت االقـتـصـاديـة اإلقـلـيـمـيـة أواجلماعية �ا يسمح بتركيز وترشيد االستثمارات واألنشطة اإلنتاجية علىمستوى ا?نطقة العربية. أي بعبارة أخرى] إحالل نوع من التقسيم العربـيللعمل في مجال الصناعات األساسية ومشروعات البنيان االرتكازي محلتدويل اإلنتاج في إطار صناعات دولية تقوم على التكامل الرأسي وتنتشـرأقسامها ومرافقها في كافة أنحاء العالـم. وفـي إطـار هـذا الـتـصـور Hـكـنالنظر للمشروعات العربية ا?شتركة كخطوة هامة في هذا االجتاه ال تبررها

36

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

فقط ضرورة االستفادة من وفورات احلجـم أو الـنـطـاق بـل يـبـررهـا أيـضـاضرورات تدعيم إطار ا?ساومة اجلماعية مع الشركات الدولية.

إن الوعي باالستراتيجية اجلديدة للشركات الدولية يجعلنا نتحفظ عندمايجري رفع شعار «هجرة الصناعات» كأحد مطالب برنامج النظام االقتصاديالعا?ي اجلديد. فنحن بالطبع لسنا ضد هجرة الصناعات إلى بلدان العالمالثالث] ولكننا يجب أن نعي في العالم العربي أن هذا الشعار مرفوع أيضامن قبل الشركات الدولية. فال بد إذن من وضوح كامل للرؤيـة الـتـاريـخـيـةبخصوص استراتيجية وماهية عمليات التصنيع ا?رغوب فيها] وإال أصبحتعمليات التصنيع في العالم الثالث تدور في فلك اخملططـات الـتـصـنـيـعـيـة

للشركات الدولية.

37

قضايا نقل وتطوير التكنولوجيا

قضايــا نقــل وتطويــرالتــكنــولــوجيــا

كثر احلديث في السنوات األخيرة حـول الـدوراحلاسم الذي Hكن للتكنولوجيا الغربية ا?تـقـدمـةأن تلعبه في دفع عملية التنمية العربـيـة إلـى آفـاقجـديـدة. وتـرجـع بـعـض الـتـحـلـيـالت أحـد أسـبــابالتخلف الذي يعاني منه العـالـم الـعـربـي إلـى عـدممواكبة التطورات التكنولوجيـة احلـديـثـة فـي كـافـةاجملاالت] نتيجة اتساع وتزايد ما يسمى «بالفجـوةالتكنولوجية» بA العالم العربي وبA العالم الغربي

ا?تقدم.ولــيــس هــنــاك مــن شــك فــي أن ا?ــســتـــقـــبـــلاالقـتـصـادي لـلـبـلـدان الـعـربـيـة ورفـاهـيـة شـعـوبـهـايرتبطان ارتباطا وثيقا بـتـطـويـر الـقـوى اإلنـتـاجـيـةواخلروج من حالة الركود والتخلف التـكـنـولـوجـي.بيد أن عملية التقدم التكنولـوجـي والـتـحـديـث فـيالبلدان الناميـة قـد غـدت عـمـلـيـة بـالـغـة الـتـعـقـيـدواخلطورة في ظروف عا?نا ا?عاصر. إذ أن عمليةالتقدم والتحديث التكنولوجي ليسـت عـمـلـيـة نـقـلميكانيكي للتكنولوجيا الغربية احلديثة كما تصورهاالعديد من الكتابات ا?عاصرة حول الـتـنـمـيـة] كـمـا

3

38

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

أنها ال تشكل في ذاتها مفتاحا سحريا حلل مشاكل التخلف وفتح الطـريـقأمام مستوى أرقى لعملية التنمية. فغالبية الناس في بلدان العالـم الـثـالـثتنظر للتكنولوجيا احلديثة كما لو كانت جـعـبـة سـاحـر حتـمـل فـي ثـنـايـاهـا

)١(حلوال جاهزة وخارقة ?شاكل التخلف والتنمية.

ولذا يصبح من واجبنا وضع النقـاط عـلـى احلـروف] وتـصـحـيـح بـعـضالتصورات اخلاطئة الشائعة حول طبيعة ودور التكنولوجيا احلديثة وا?تطورةفي دفع عملية التنمية في بلدان العالم الثالث. فالتكنولوجيا احلديـثـة قـدغدت سلعة رائجة لها سوق عا?ية �سك بزمامها الشركات العمالقة دوليةالنشاط] وال بد من الوعي أوال باحلقائق والقوانA األساسية الـتـي حتـكـم

السوق العا?ية للتكنولوجيا.فقد نتج عن تدويل اإلنتاج والدور البارز وا?تزايد الذي تلعبه الشركات

Research andدولية النشـاط فـي مـجـال الـبـحـوث والـتـطـويـر الـتـكـنـولـوجـي

Developmentأن حتولت التكنولوجـيـا احلـديـثـة فـي مـعـظـم فـروع الـنـشـاط االقتصادي (ا?دني والعسكري) إلى سلعة لها سوق عا?ية يغلب عليها الطابعاالحتكاري] حيث تستأثر مجموعة محدودة من الشركات الدولية العمالقةبحق االجتار في التكنولوجيا احلديثة] وتقوم بفرض شروطهـا الـتـعـسـفـيـةعلى البلدان النامية التي جتد نفسها مضطرة الستيراد هذه التكنولـوجـيـابهدف تطوير قدراتها اإلنتاجية. وتدريجيا أصبح االجتار في التكنولوجـيـااحلديثة (�ا في ذلك التكنولوجيا العسكرية والنووية) من أكثر السلع رواجافي صفقات التجارة الدولية وخضوعا للمنافسة االحتـكـاريـة بـA قـلـة مـنالشركات العمالقة دولية النشاط والتي تتمتع �ركز احـتـكـاري �ـيـز فـيالسوق العا?ي للتكنولوجيا. وبذا أصبحت جتارة «نقل التكنولوجيا» محوراجديدا و فاعال من محاور العالقات االقتصادية الدولية بA الدول النامية

والدول الصناعية ا?تقدمة في النصف الثاني من القرن العشرين.والصفقات التكنولوجية التي يجري التعاقد عليها فيما بـA الـشـركـات

:(٢)الدولية والدول النامية عادة ما تغطي واحدا أو خليطا من العناصر التاليةأ-التكنولوجيا احلديثة اجملسدة في آالت ومعدات وا?رتبطة بالقرارات

االستثمارية.ب-التكنولوجيا احلديثة اجملسدة في شكل مـسـتـلـزمـات إنـتـاج أو قـطـع

39

قضايا نقل وتطوير التكنولوجيا

غيار.جـ-التكنولوجيا احلديثة التي تتجسد في شكل مهارات وخبرات لألفراد� اكتسابهـا مـن خـالل الـتـدريـب والـتـعـامـل الـطـويـل نـسـبـيـا مـع مـنـجـزات

التكنولوجيا احلديثة.د-الـتـكـنـولـوجـيـا احلـديـثـة الـتـي تـأخـذ شـكـل نـظـم كـامـلـة لـلـمـعـلـومـات

والتصميمات التكنولوجية.هـ-التكنولوجيا احلديثة التي تأخذ شكل نظم كاملة للتسويق والدعايـة

واإلعالن.وتلعب الشركات دولية النشاط دورا بالغ األهمية في مجال تصدير هذه

ا?تنوعة ?عظم البلدانTechnology packagesالعناصر واحلزم التكنولوجيـة النامية] حيث أن هذه الشركات تنشط بشكل ملحوظ ومخطط في مجـال

تطوير:.Product innovation- منتجات جديدة-١.Process innovation- أساليب وطرق إنتاجية جديدة ٢- أساليب تنظيمية وإدارية جديدة.٣- طرق تسويق ووسائل إعالنية مبتكرة.٤

ويوفر احلجم الضخم واألرباح الكبيرة لهذا النوع من الشركات ا?ـواردا?الية واخلبرة الالزمة إلجراء البحوث العملية والتكنولوجية ا?تقدمة] حيثأن امتالك مفاتيح التقدم والتطوير التكنولوجي يشكـل الـسـالح األسـاسـيفي يد هذه الشركات لفرض سيطرتها وهيمنتها االقتصادية على الصعيد

. (٣)العا?ي وتقوم الشركات دولية النشاط عادة بتوفير عناصر التكنولوجيا احلديثةللبلدان النامية من خالل طرق وسبل متعددة] تتمثل إحداها في االستثماراألجنبي ا?باشر من خالل إقامة فرع �لوك لها بالكامل. كذلك Hكن لهذهالشركات توفـيـر عـنـاصـر الـتـكـنـولـوجـيـا احلـديـثـة مـن خـالل الـدخـول فـيمشروعات مشتركة مع رأس ا?ـال الـعـام أو اخلـاص] أو مـن خـالل إعـطـاء

. كذلك Hكن للشركاتProduction under licenseتراخيص لإلنتاج والتصنيع الدولية التعاقد على أداء اخلدمات اإلدارية أو التسويقية الالزمة] أو التعهد

arrangemen (٤)Turn-Keyبإنشاء ا?صنع كامال وتسليم مفتاحه جاهزا للتشغيل

40

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

ويعتمد الشكل ا?ؤسسي أو اإلجرائـي الـذي تـفـضـلـه الـشـركـة الـدولـيـةلعمليات «نقل التكنولوجيا» على نوعية ا?نتج وطبيعة العمليات التكنولوجيةموضع الصفقة التكنولوجية] وكذلك علـى طـابـع الـسـيـاسـات االقـتـصـاديـةا?عمول بها في البلد ا?ستورد للتكنولوجيا. فعـلـى سـبـيـل ا?ـثـال Hـكـن لـنـامالحظة أن الشركات الدولية تفضل في حالة التكنولوجيا البسيطة ا?رتبطةبا?نتجات التقليدية] والتي تتميز بالنضج النسبـي فـي «دورة حـيـاة ا?ـنـتـج»

Product Life Cycleأي أن يكون ا?نتج قـد أصـبـح مـألـوفـا بـحـيـث لـم يـعـد) [محوطا باألسرار] كالراديو الترانزستور اآلن)] أو يتـم تـوفـيـرهـا مـن خـاللتراخيص التصنيع كما هو احلال بالنسبة للمنسوجات] وا?لبوسات] وا?نتجات

. وعلى العكس من ذلك فإن الشركات (٥)الغذائية] وا?نتوجات اجللدية.. الخ الدولية تفضل في حالة التكنولوجيا ا?عقدة وا?نتجات غير الـتـقـلـيـديـة أنحتافظ على األسرار التكنولوجية من خالل إقامة فرع �لوك لها بالكامل.ويجدر بنا أن نشير في هذا الـصـدد إلـى أن االخـتـيـار بـA االسـتـثـمـاراألجنبي ا?باشر أو بA احلصول على التراخيص (بدون ا?لكية األجنبية) اليعتمد فقط على أفضلية الطرق اخملتلفة للحصول على التكنولوجيا] ولكنهيعتمد أيضا على السياسات التي تتخذها حكومـات الـبـلـدان الـنـامـيـة إزاءرأس ا?ال األجنبي] والتي تؤثر عادة في حسابات الشركات الدوليـة فـيـمـايتعلق با?فاضلة بA إعطاء الترخيص أو بA اإلصرار على صيغة االستثمارا?باشر. فمحاولة بعض حكومات الدول النامية منح تسهيالت وتيسـيـراتضخمة للمستثمرين األجانب أو تشجيع استـيـراد رأس ا?ـال األجـنـبـي قـديشجع الشركات الدولية على اإلصرار على أسلوب االستثمار ا?باشر] بالرغممن أنها-حتت ظروف مختلفة-قد تفضل منـح تـرخـيـص اسـتـخـدام لـلـطـرقالتكنولوجية احلديثة التي تتمتع �يزة احتكارية فيها ?ؤسسة وطنية] درءا

. (٦)للمخاطر السياسية و االقتصادية ونفقات «نقل التكنولوجيا» التي تتحملها اجملتمعات ا?ستوردة للتكنولوجياال تقتصر عادة على ا?دفوعات ا?باشرة التي يتم �قتضاها احلصول علىبراءات االختراع] أو العالمات التـجـاريـة] أو الـتـصـاريـح واإلجـازات إلنـتـاجمنتج معA] الخ.. . ] بل هناك جانب هام من النفقات واألعباء اإلضـافـيـة«غير ا?باشرة» أو «غير ا?نظورة» والتي تنجم عن القيود والشروط التجارية

41

قضايا نقل وتطوير التكنولوجيا

ا?لحقة بعقود نقل التكنولوجيا] وال سيما في حالـة ا?ـشـروع ا?ـشـتـرك مـعشركة أجنبية دولية النشاط. وقد أجرت األمانة العامة ?ؤ�ر األ� ا?تحدة

) دراسات ومسوح ميدانية كشفت عن ا?ـغـاالةUNCTADللتجارة والتنميـة (Over pricingفي أسعار ا?عدات وا?نتجات الوسيطـة مـن جـانـب الـشـركـات

ا?صدرة للتكنولوجيا. وتسـتـتـر هـذه األعـبـاء اإلضـافـيـة فـي شـكـل «أسـعـار ?ستلزمات اإلنتاج وقطع الغيار من الشركة الدوليةTransfer pricesالتحويل»

األم إلى الفرع التابع لها في البلد النام في حالة ا?شروع ا?شترك.وتبعا للتحليالت التي قامت بهـا األمـانـة الـعـامـة ?ـؤ�ـر األ� ا?ـتـحـدةللتجارة والتنمية-استنادا إلى عينة محدودة من الدول النامية التي تقدمتببيانات تفصيلية عن عملياتها في مجال استيراد ونقل التكنولوجيا-� تقديراألعباء ا?الية ا?رتبطة بعمليات نقل التكنولوجيا في شكل مدفوعات مباشرةمقابل احلصول على براءات االختراع] أو العالمات التجارية] أو التصاريح

% من قيمـة صـادرات٤ ر٥وغيرها من اخلدمات التكنـولـوجـيـة �ـا يـوازي . كذلك من ا?توقع أن ترتفع قيمة هذه ا?دفوعات]١٩٦٨البلدان النامية عام

% من قيمة صادرات١٥بفعل التضخم والعوامل األخرى] لتصل إلى حوالي (٧)البلدان النامية مع نهاية السبعينات.

ونتيجة للوعي بخطورة وأهمية عمليات شراء ونقل التكنولوجيا احلديثةواستنزافها للموارد احملدودة للبلدان الناميـة � بـذل الـعـديـد مـن اجلـهـودالنظرية والعملية في اجتاه تطوير وابتداع تكنولوجيا أكثر مالءمة لظروفبلدان العالم الثالث] وذلك عن طريق تطوير القدرات التكنولوجية احمللـيـةبالشكل الذي يساعد على تطويع وحتوير «احلزم التكنولوجية» ا?تاحة فيالسوق العا?ية �ا يالئم ظروف وخصوصية الواقع االقتصادي واالجتماعي

. ويقتضي ذلك بدوره عدم االجنراف (٨)في البلد النامي ا?ستورد للتكنولوجيا وراء تيار التعاقد على صفقات تكنولوجيـة عـلـى درجـة عـالـيـة مـن الـتـقـدموالتعقيد الفني] وكذلك اإلقالل من االعتماد على عقود «تـسـلـيـم ا?ـفـتـاح»

حيث تتولى جهة اخلبـرة األجـنـبـيـة جتـهـيـزTurn-Key projectsللمشـروعـاتا?شروع من األلف إلى الياء (التصميمات] و التركيبات] و التجهيزات] وجتاربالتشغيل) �ا يساعد على تعميق روابط التبعية التـكـنـولـوجـيـة اخلـارجـيـة

للبلدان النامية.

42

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

وحلسن احلظ فإن بعض البلدان النامية التي قطعت شوطا طويال فيعمليات التصنيع استطاعت استنباط أvاط جديدة من التكنولوجيا واخلبرةالفنية التي تتناسب بعض الشيء مع أوضاع وظروف البلدان النامية] والتيال يتوافر لديها ا?ال الالزم والكوادر الفنية الكافية ?الحقة أحدث منجزات

ولعله من ا?عروف جيدا اآلن أن الهند قد غدت من (٩)التكنولوجيا الغربية. البلدان ا?صدرة للتكنولوجيا وا?عدات الرأسمالية واخلدمات االستشـاريـةلبلدان العالم الثالث في العديد من فروع النشاط الصناعي. وهكذا أصبحفي إمكان بلدان العالم الثالث حتقيق قدر من االستقالل واالعتماد اجلماعيعلى النفس عن طريق التعاون فـيـمـا بـيـنـهـا لـالسـتـفـادة مـن ثـمـار ا?ـعـرفـةالتكنولوجية وفقا لظروفها وخبرتها التاريخية اخلاصة] دون االكتفاء �وقف

السلبية واالستجداء إزاء البلدان الغربية ا?تقدمة تكنولوجيا.وهذا التحدي يستلزم بدوره تعاون الدول النامية تعاونا وثيقا فيما بينهاوال سيما في مجال تبـادل الـبـيـانـات وا?ـعـلـومـات عـن شـروط عـقـود «نـقـلالتكنولوجيا» مع الشركات الدولية وعن نتائج ومنجزات البحـوث الـعـلـمـيـةوالتكنولوجية اجلارية في كل بلد نام على حدة. ويقتضي األمر كذلك دمجوجتميع اخلبرات الفنية واألموال اخملصصـة ألغـراض الـبـحـث والـتـطـويـرالتكنولوجي على مستوى جتمعات من البلدان النامية ذات مصالح مشتركة]ال سيما في عصر أصبحت مستلزمات البحث والتطوير التكنولـوجـي فـيـهتفوق القدرات واإلمكانيات ا?نفردة لبعض البلدان الغربية ا?تقدمة ذاتهـا]فما بالك بالبلدان النامية ذات ا?وارد البشرية وا?الية الضئيلة ? وخير دليلعلى ذلك أن كال من بريطانيا وفرنسا وجدت نفسها عاجزة �فردها عـنحتمل عبء البحث والتطوير التكنولوجي اخلاص بصناعة الطيران احلديثة]وال سيما في مجال تطوير طائرة الكونكورد وvوذج جديد هول«األتوبيـس

.Air-busالطائر» ومن ناحية أخرى هناك محاوالت حثيثة تقوم بها األمانة العامة ?ؤ�راأل� ا?تحدة للتجارة والتنمية لوضع دليـل دولـي لـقـواعـد حـسـن الـسـلـوكــ

International code of conductالـشـركـات Aالتي يـجـب أن حتـكـم الـعـالقـة بـ . وإذا (١٠)دولية النشاط والدول النامية في مجال نقل وشراء التكنولوجيا

ما سلمنا بأن هناك فرص كبيرة متاحة للوصول إلى صيغة اتفاق حول هذا

43

قضايا نقل وتطوير التكنولوجيا

الدليل لقواعد سلوك الشركات الدولية في مجال نقل التكنولوجيا-كما هومتوقع أثناء انعقاد الدورة اخلامسة ?ؤ�ر األ� ا?تحدة للتجارة والتنـمـيـة

- فإن مثل هذا الدليل سيظل مجرد إطار عام١٩٧٩في مانيال في مايو-أيار فقط وليس له طابع اإللزام بالنسبة للشركـات الـدولـيـةindicativeإرشادي

النشاط. إذ أن السلوك الفعلي لهذه الشركات حتكمه عالقات القوى علىالصعيد العا?ي ومدى قوة أو ضعف القدرة التساومية للبلد النامي ا?ستوردللتكنولوجيا. ولذا فإننا ال نتوقع أن يترتب على اإلقرار الرسمـي ?ـثـل هـذاالدليل لقواعد حسن سلوك الشركات الدولية حتسن فعلي للشروط ا?اليةوالقانونية ا?تعلقة بعقود نقل واستيراد التكنولوجيا التي حتصل عليها البلدان

النامية.وإذا ما تطلعنا حولنا في العالم العربي جند أن االعتماد التـكـنـولـوجـيعلى اخلارج أخذ يتزايد سنة بعد األخرى وال سيـمـا فـي ظـل الـطـفـرة فـي

. إذ يالحظ أن هناك ميل شديد لدى اإلدارات١٩٧٣عوائد النفط منذ عام في الدول النفطية لعقد صفقات ضخمة ذات طابع تكنولوجي شديد التقدموالتعقيد] دون أن يكون لديها دوما اجلهاز الفني الكافي للـتـأكـد مـن مـدىمالءمة مثل هذه الصفقات التكنولوجية لظروف واحتياجات اجملتمع العربي]وال سيما في األمد البعيد. وتؤدي مثل هذه الصفقات في معظـم األحـوالإلى استنزاف ا?وارد ا?الية للبلدان العربية ا?سـتـوردة لـهـذه الـتـكـنـولـوجـيـاا?تقدمة نظرا للنفقات الباهظة ا?طلوبة لتمويل صفقات استيراد التكنولوجيا

(١١)وإعداد الدراسات التمهيدية السابقة لعملية االستيراد الفعلي للتكنولوجيا.

كذلك يساعد النمط الراهن للعالقات االقتصادية الدولية على تعزيـزروابط التبعية التكنولوجية للبلدان العربية غير النفطية] حيث تساعد عملياتالتجارة اخلارجية والهياكل التمويلية السائدة على تشجيع عملية استيـرادالتكنولوجيا الغربية ا?تطورة وال تدفع باجتاه تطوير القدرات التكنولوجيـةا?ستقلة لتلك البلدان. ويرتبط بذلك مجموعة اإلجراءات والشروط اخلاصة�نح التمويالت اخلارجية والتسهيالت في الدفع من جانب أجهزة ومؤسساتالتمويل الدولي] إذ تشجع مجموعة اإلجراءات والشروط ا?عمول بها استخدامالتكنولوجيا الغربية ا?تقدمة. كذلك يجري تعزيز وتدعيم هذا االجتاه مـن

] والتي يتـمTied aidخالل تدفقات ا?عونات الغربيـة ا?ـقـيـدة أو ا?ـشـروطـة

44

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

احلصول عليها �وجب االتفاقات الثنائية بA الدول ا?تقدمة والدول النامية]حيث تؤكد هذه االتفاقيات عـلـى ضـرورة احلـصـول عـلـى إمـدادات الـسـلـع

�ا يعزز االرتباطDonor countryوالتجهيزات الالزمة من البلد ا?انح للمعونة واالعتماد على التكنولوجيا ا?ستوردة وا?تقدمة.

وهذه ا?مارسات جتعلنا نثير تساؤال كبيرا حول مدى صالحية التحليالتالنظرية والتجريدية التي حتتويها كتب االقتصاد ا?درسية والتـي تـتـحـدثعن «اختيار الفن اإلنتاجي األمثل» في الـبـلـدان الـنـامـيـة. إذ أنـه فـي ضـوءالتجارب التاريخية وفي ظل االعتماد الكبير علـى الـتـمـويـل اخلـارجـي فـي�ويل عمليات التنمية واالستثمار جند أن درجات احلرية ا?تاحة للمخططأو راسم السياسة االقتصادية في البلدان النامية الختيار الفنون اإلنتاجيةواحلزم التكنولوجية ا?الئمة تتقلص إلى درجة كبيرة نتيجة الشروط ا?رتبطةباالقتراض اخلارجي والتمويل األجنبي. فاخملطط في البلدان النامية يجدفي أحوال كثيرة أن يده غير طليقة في إحالل العمل محل رأس ا?ال أو مزجعوامل اإلنتاج حسبما �ليه الظروف ا?وضوعية والتاريخية للبلد النامـي]وحسبما تشير إليه الكتب ا?ـدرسـيـة فـي االقـتـصـاد. فـفـي أغـلـب األحـواليواجه اخملطط صفقة تكنولوجية محددة ا?عالم مسبقا ومرتبطة ارتـبـاطـاوثيقا بصفقة التمويل اخلارجي] وعليه أن يقبلها برمتها أو يرفضها بالكامل.وفي مثل هذه احلاالت الشائعة بكثرة يصـبـح احلـديـث عـن «اخـتـيـار الـفـناإلنتاجي األمثل» نوعا من التفكير احلالـم الـبـعـيـد كـل الـبـعـد عـن مـشـاكـل

الواقع وتعقيداته.كذلك ال يخفى الدور الذي تلعبه العناصر الفاسدة وا?رتشية من القياداتالبيروقراطية في الدول النامية في تشجيع عقد الصفقات الـتـكـنـولـوجـيـةالكبيرة والباهظة التكاليف] ?ا جتلبه هـذه الـصـفـقـات لـهـؤالء األفـراد مـنمنافع ومكاسب شخصية تأخذ شكل العموالت والهدايا والتسهيالت األخرىالتي �نحها الشركات الدولية ا?صدرة للتكنولوجيا للعناصر البيروقراطيةالرسمية التي تقوم بعمليات التعاقد. ولعل الفضائح ا?الية واحلجم الكبيرللعموالت التي � اإلفصاح عنها مؤخرا من خالل حتـقـيـقـات الـكـوجنـرساألمريكي والتي تورطت فيها معظم الشركات الدولية الكبرى (لوكهيد] بوينج]وستنجهاوس] الخ..) خلير دليل على صحة هذا اإلدعاء الذي كان إلى عهد

45

قضايا نقل وتطوير التكنولوجيا

قريب ال يخرج عن دائرة الشائعات التي تلوكها األلسن في اجملالس اخلاصةدون أن يقوم عليها دليل قاطع أو ملموس.

وفي نفس االجتاه جند أن انتشـار وتـغـلـغـل «أvـاط االسـتـهـالك» الـتـيأفرزتها اجملتمعات الرأسمالية الغربية ا?تقدمة في العديد من البلدان الناميةيساعد بدوره على تغذية عملية االرتبـاط بـأvـاط الـتـكـنـولـوجـيـا الـغـربـيـةا?تقدمة] والتي تسمح وحدها بإشباع ومواكبة هذه احلاجات االستهالكية

ا?تقدمة (من سلع معمرة وأجهزة كهربائية وإلكترونية]الخ.. .).وأخيرا نود أن نتوقف قليال عند مفهوم «نـقـل الـتـكـنـولـوجـيـا»] الـشـائـعاالستخدام في كتابات التنمية احلديثة] إذ أننا جند أن مثل هـذا الـتـعـبـيـرمضلل من الناحية ا?نهجية] فا?فهوم السائد «لنقل التكنولوجيا» عن طريقشراء كميات ضخمة من التجهيزات وا?عدات والنظم التكنولوجية من اقتصادمتقدم إلى آخر متخلف] وبفرض توافر القدرة عـلـى الـدفـع] ال يـخـرج فـيحقيقة األمر عن كونه مفهوما مبتذال يحصر ا?سألة في صفقات «الشراءوالبيع» دون أن يعني ذلك على اإلطالق «النقل» �عنى «االستيعاب» احلضاري

والتنظيمي للتكنولوجيا الوافدة وا?شتراة من اخلارج.فنحن نـعـتـرف بـأن ثـمـار ا?ـعـرفـة الـتـكـنـولـوجـيـة قـابـلـة لـالنـتـقـال] أمـا«التكنولوجيا» ذاتها فهي �ارسة اجتماعية وتاريخية لها شروطها احلضاريةواالجتماعية واالقتصادية والسياسية ا?تكاملة. ولذا فإن التكنولوجيا احلديثةإvا تكتسب وتستوعب من خالل ا?مارسة اخلالقة فقط وليس من خالل

إذ أنه بينما تعتبر التكنولوجيـا (١٢)الشراء والتسويق من األسواق العا?ية. الغربية احلديثة نتاجا طبيعيا للبيئة الصناعية ا?تقدمة الـتـي ولـدت فـيـهـاومحصلة للصراع التاريخي الطويل لسيطرة اإلنسان على الطبيعـة.. جنـدأن هذه التكنولوجيا الغربية ا?ستوردة ذاتها تهبط على اجملتمعات النامـيـةكا?ولود الغريب ا?نقطع الصلة بالتربة والتركيبة االجتماعية القائمة ونظام

القيم السائد.فالقضية احملورية التي يجب أن تدور حولها مجهودات التنمية والتحديثفي بلدان العالم الثالث هي «استيعاب التكنولوجيا» وليس «نـقـلـهـا». وتـلـككانت بال شك اخلبرة اليابانية والسوفيتية والهندية والصينية ا?تراكمة فيهذا اجملال] حيث أدت عمليات ا?مارسة االجتماعية الواسعة التي فرضتها

46

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

حتديات التنمية والرغبة في النهوض الوطني ا?ـسـتـقـل إلـى بـنـاء وتـطـويـرقدرات تكنولـوجـيـة وطـنـيـة هـامـة] تـقـوم عـلـى اسـتـيـعـاب وهـضـم عـنـاصـرالتكنولوجيا احلديثة] متجاوزة بذلك عملية النسخ والنقل األعمى ألحـدثمنجزات التكنولوجيا الغربية. فالقضية األساسية التي نود أن نؤكد عليهاهي أن منجزات التكنولوجيا احلديثـة فـي الـغـرب هـي نـتـاج عـمـلـيـة تـطـورحـضـاري �ـتـد ?ـدة قـرون وأن اسـتـيـراد بـعـض عـنـاصـر أو مـكـونـات تـلـكالتكنولوجيا ال Hكن أن يولد في اجملتمع ا?ستورد عملية التطور التكنولوجيذاتها. فبناء محطة نووية لتوليد الكهرباء أو تركيب نظام إليكتروني حديثلالتصاالت الهاتفية مثال لن يؤدي في أفضل األحوال إال إلى تدريب بعضاألفراد على تشغيل معدات وأجهزة متقدمة � تصنيعها بالكامل في اخلارجوال يلم بدقائقها سوى اخلبراء األجانب] �ا يـجـعـل مـن الـصـعـب إدارتـهـاوصيانتها بكفاءة عالية دون االعتماد ا?ستمر على الكفاءات الفنية اخلارجية.نخلص من كل ذلك إلى أن ثمار التكنولوجيا الغربية Hكن لها أن تستوردمتى أمكن دفع الثمن ا?طلوب] ولكن ما يجري استيراده هو مجرد ثمـار ال

تتجدد وال تتكاثر وإvا � قطفها من أشجار تنمو في اخلارج.أما إذا أردنا أن نغرس الشجرة التي تعطي الثمار الدائمة فال بد لها أنتـنـبـت وتـنـمـو وتـزدهـر فـي أرض وطـنـيـة صـاحلـة وبـيـئـة مـواتـيـة وبـرعـايــة

فالتنمية في التحليل األخير هي التي تصنع التكنولوجيا ا?الئمة(١٣)مستمرة.وليست التكنولوجيا هي التي تصنع التنمية. وهكذا فإنه في غياب مشروعللنهضة القومية العربية] متكامل األركان] تصبح عملية شراء التكنولوجـيـااحلديثة من اخلارج عملية هامشية] يتعسر على اجملتمع هضمها و�ثلها]وال تصبح مع مرور الزمن جزءا عضويا من النسيـج االجـتـمـاعـي واجملـرى

التاريخي للحياة العربية احلديثة.ولذا فإن الفشل في تغيير اإلطار التاريخي والقوالب الراهنة التي يجريمن خاللها شراء واستيراد التكنولوجيا الغربية ا?تقدمة إلى العالم العربيقد يؤدي مع مرور الزمن إلى تكريس التخلف وتعميق التبعية التكنولوجيـة

للغرب.. . ويكون كل ما جنح فيه اجملتمع العربي هو «حتديث التخلف».

47

أزمة الدوالر ومسقبل النقد الدولى

أزمة الدوالر ومستقبلالنظام النقدي الدولي

واحلديث يتزايد دون انقطاع عما١٩٧١منذ عام يسمى «بأزمة الدوالر».. ] وفي واقع األمر فإن هذااحلديث إvا يجب أن يدور باألسـاس حـول «أزمـةالنظام النقدي الدولي» ا?ستند إلى الدوالر كعملة

.dollar standard« systemاالرتـــكـــاز الـــرئـــيـــســـيــــة «وسنحاول في هذا الفصل إلقاء بعض الضوء علىما يسمى «بأزمة الدوالر» باعتبارها جزءا ال يتجزأمن أزمة النظام النقدي الدولي] حيث ال يجوز فهمهاواإل?ام بكافة أبعادها دون وضع مشكلة الدوالر فيإطارها الصحيح. وكذلك فإن أية حلول من جانبمجموعة الدول ا?صدرة للنفط أو مجموعة بلدانالعالم الثالـث ?ـواجـهـة أزمـة الـدوالر ال بـد لـهـا أنتكون حلوال شاملة تتعلق �ستقبل النظام النـقـدي

الدولي في مجمله.ولعل أهم ما نشهده منذ مطلع السبعينات هـوالتداعي شبه الكامل لألسس والقواعد التي ظلتحتكم النظـام الـنـقـدي الـدولـي مـنـذ غـداة احلـربالعا?ية الثانية والتي � تقنينها بواسـطـة احلـلـفـاء

التيBritton Woodsفي إطار اتفاقية بريتـون وودز

4

48

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

. وكان الهدف من تلك االتفاقيـة�١٩٤٤ توقيعها في شهر يوليو-�وز-عـام هو وضع إطار وقواعد جديدة للسلوك النقـدي الـدولـي ?ـلء الـفـراغ الـذي

»] والتي ثبت فشل كافة اجلهودgold standard «)١(نشأ بتصدع قاعدة الذهب ا?بذولة للرجوع إليها في أعقاب احلرب العا?ية األولى. ولذا فإن «اتفاقيةبريتون وودز» جاءت كرد فعل للفوضى النقدية والتقلبات العنيفة في أسعار

.Aاحلرب Aالصرف التي شاعت في فترة ما بوقد جاءت اتفاقية «بريتون وودز» لتعبر عن مصالح القوة االقتصـاديـةالدولية الصاعدة-الواليات ا?تحدة] التي خرجت من احلرب العا?ية الثانيةباعتبارها قائدة العالم الرأسمالي ا?تقدم واحتلت بذلك ا?كانة التي كانتتشغلها بريطانيا «العظمى» قبل احلرب العا?ية األولى. وبذا فقد � التعبيرعن طموحات الواليات ا?تـحـدة فـي حـريـة الـتـجـارة وvـو الـتـبـادل الـدولـيواستقرار أسعار الصرف في مجموعة من قواعد السلوك االقتصادي الدوليالتي � االتفاق عليها في إطار اتفاقيتي «بريتون وودز» و «اجلات» (االتفاقية

. وضمن هذا اإلطار١٩٤٧العامة للتعريفات والتجارة) والتي � توقيعها عام أصبحت قضايا ثبات (أو باألحرى استقرار) أسعار الصرف وحرية التجارةمن األمور احليوية الستمرار وvو ا?بادالت الدولية وفقا لألعراف السائدة.هكذا بدأت مرحلة جديدة في العالقات االقتصادية الدولية.. حيث حلالدوالر محل الذهب كعملة االرتكاز التي يرتكز إليها النظام النقدي الدولي]وبعد أن كان الدوالر عملة شحيحة في التداول الدولي قرابة ثالثA عامـا

] أصبح الدوالر عملة متوافرة نظرا لتزايد العجز في ميزان١٩١٤منذ عام . وبالتدريج حل الدوالر١٩٥١ا?دفوعات األمريكي وبصفة خاصة مند عام

محل الذهب واجلنيه اإلسترليني كوسيلة الدفع الرئيـسـيـة فـي ا?ـعـامـالتالدولية وكعملة احتياط ارتكازية حتتفظ بها السلطات النقدية في مـعـظـمبلدان العالم. وبذا أصبحت الواليات ا?تحدة مع مرور الزمن «بنك العالم»وا?صدر الرئيسي للسيولة الدولية �ا يتوافـق مـع مـتـطـلـبـات vـو الـطـلـبالفعال واإلنتاج على الصعيد العا?ي خالل اخلمسينات ومعظم الستينات.وغداة احلرب العا?ية الثانية لم يكـن هـنـاك مـن اقـتـصـاد سـلـيـم سـوىاالقتصاد األمريكي] الذي زادت طاقته اإلنتاجية خالل فترة احلرب بشقيهاا?دني والعسكري. وفي مثل هذه الظروف كان من الطبيعي أن ينشأ طلب

49

أزمة الدوالر ومسقبل النقد الدولى

عا?ي على اإلنتاج األمريكي إلعادة البناء والتعمير في الدول التي حتطمتاقتصادياتها إبان احلرب] وأيضا للحصول على السلع االستهالكية والغذائيةالضرورية. وكان من الطبيعي أيضا أن ينشأ في مثل هذه الظروف نوع من«القبول الدولي العام» للـدوالر األمـريـكـي] األمـر الـذي فـتـح الـطـريـق أمـامالدوالر ليصبح العملة الدولية األولى. ومنذ بداية اخلمسينات-وخاصة معبداية احلرب الكورية-حدث تناقص مستمر لفائض ا?يزان التجاري األمريكيبحيث أصبح هذا الفائض غير كاف مع مرور الزمن لتمويل تصدير رؤوساألموال األمريكية لالستثمار في العالـم اخلـارجـي] و?ـواجـهـة الـتـحـويـالتاحلكومية إلى اخلارج ?قابلة نفقات الدفاع واإلعانـات والـهـبـات ا?ـرتـبـطـةبعمليات «الهيمنة األمريكية» على الصعيدين االقتصادي والسياسي. وفـي

بليون دوالر١٠. بلغ العجز في ميزان ا?دفوعات األمريكي حوالي ١٩٧٠عام وكان اجلزء األكبر من١٩٧١ بليون دوالر في عام ٣٠وارتفع هدا الرقم إلى

هذا التدهور يعود أساسا إلى تكاليف حرب فيـتـنـام واإلنـفـاق الـرأسـمـالـيا?تزايد باخلارج] باإلضافة إلى التضخم وارتفاع التكلفة احمللية للمنتجاتالصناعية وبالتالي ضعف قدرتها الـتـنـافـسـيـة فـي األسـواق اخلـارجـيـة وال

.(٢)سيما في مواجهة الصادرات اليابانية واأل?انية وقد � �ويل هذا العجز في ميزان ا?دفوعـات األمـريـكـي عـن طـريـقحتويل جزء كبير من رصيد الواليات ا?تحدة الذهبي إلى العالم اخلارجي]بيد أن اجلانب األعظم من هذا العجز قد � �ويله عن طريق زيادة مديونيةالواليات ا?تحدة للعالم اخلارجي] أي بزيادة حـيـازة أرصـدة الـدوالر خـارجالواليات ا?تحدة. أي أن معظم االستثمارات األمريـكـيـة فـي اخلـارج كـانـت

�ول عن طريق احتفاظ دول العالم بالدوالر كعملة احتياط دولية. كانتdollar standardوعلى أساس «قواعد اللعبة في ظل قاعدة الدوالر»

هناك مسؤولية خاصة تقع على عاتق الدولة صاحبة عملة االرتكاز الرئيسية]حيث يستوجب األمر من اإلدارة األمريكية احلفاظ على مستوى مرتفع منالنشاط االقتصادي عن طريق العمل على احلفاظ على مـسـتـوى عـال مـنالنمو للتوظف وللتشغيل داخل االقتصاد األمريكي للحفاظ على قيمة الدوالرفي أسواق الصرف اخلارجي. فالطلب على الدوالر له في الـعـادة بـاعـثـانأساسيان: باعث ا?ـعـامـالت (أي شـراء سـلـع وخـدمـات أمـريـكـيـة)] وبـاعـث

50

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

االحتياط] وهو بدوره طلب مشتق من قوة قيمة الدوالر في أسواق الصرفاخلـارجـي. ويـبـقـى «بـاعـث ا?ـضـاربــة» ولــه دور هــام فــي أوقــات األزمــاتاالقتصادية فقط (أي االستفادة من فروق أسعار العملة] عند تـوقـع مـزيـدمن الرواج أو توقع انتكاس لألوضاع االقتصادية العا?ية). ونـتـيـجـة حلـالـةعدم االستقرار في األوضاع االقتصادية العا?ية حاليا-بسبب تعو� العمالت-

أصبح باعث ا?ضاربة مساويا للباعثA اآلخرين في األهمية.وخالل فترة التوسع والنمو االقتصادي الهائل الذي شهدته االقتصادياتالغربية واليابان خالل اخلمسينات والستينات] وهـي الـفـتـرة الـتـي عـرفـت

] بدأت الصادراتExport-led growthبفترة النمو من خالل الرواج التصديري السلعية األمريكية تعاني مع مرور الزمن من ضعف في «مقدرتها التنافسية»في السوق احمللية وفي األسواق التصديرية «فيما وراء البحار» في مواجهةالسلع الصناعية األوروبية واليابانية. وهكذا كان أحد مظاهر أزمة النظام

» في قيمةovervaluationالنقدي العا?ي عند نهاية الستينات هو «ا?غـاالة» «الدوالر األمريكي بالنسبة للعمالت الرئيسية األخرى وال سيما ا?ارك األ?انيوالA الياباني] �ا جعل سياسة «سعر الصرف الثابت» للدوالر قيدا وعبئاثقيال على حركة االقتصاد األمريكي مثلما كان عليه حال اجلنيه اإلسترلينيبالنسبة لالقتصاد البريطاني في ا?اضـي. إذ أصـبـح الـثـمـن الـذي يـدفـعـه

للدوالر كعملة(٣)االقتصاد األمريكي للحفاظ على «سعر الصرف الثابت» االحتياط الرئيسية] هو تـخـفـيـض مـعـدالت vـو ومـسـتـوى أداء االقـتـصـاداألمريكي] حيث ال تتمتع اإلدارة األمريـكـيـة بـنـفـس درجـة احلـريـة ا?ـتـاحـةلالقتصاديات الصناعية األخرى التي Hكن لها اللجـوء لـسـالح «تـخـفـيـضالعملة» حسبما تلوح احلاجة لذلك ?عاجلة تخلف وضـعـف مـعـدالت األداءفي مجال الصادرات في مواجهة البلدان الصناعية الكبرى (بلـدان أوروبـاالغربية واليابان). أضف إلى ذلك أن األزمة] أو باألحـرى أعـراض األزمـة]ازدادت حدة واحتداما نظرا لعدم استجابة البلدان «ذات الفائض والعمالتالقوية» كأ?انيا واليابان لإليحاءات اخلاصة بضرورة «رفع قيمة عمالتهـا»

»revaluation.«بالنسبة للدوالر األمريكي] للتخفيف من «أزمة الدوالر «وإزاء العجز ا?تزايد في ميزان ا?دفوعات األمريكي بدأ الـشـك يـتـولـدحول قوة الدوالر األمريكي] فحدثت أول حركة لرؤوس األمـوال فـي مـايـو-

51

أزمة الدوالر ومسقبل النقد الدولى

Euro-dollar] في الـواليـات ا?ـتـحـدة وفـي سـوق الـدوالر األوروبـي ١٩٧١أيـار

market ١٩٧١ أغسطـس-آب ١٥] إلى عمالت الدول األوروبية واليابان] وفـيأعلنت الواليات ا?تحدة وقف حتويل الدوالر إلى ذهب. وكانت هذه التطورات�ثابة بداية تصدع النظام النقدي الدولي القـائـم عـلـى «قـاعـدة الـدوالر»]وعلى أسعار صرف ثابتة للعـمـالت. ولـم يـقـف األمـر عـنـد هـذا احلـد] بـلتوالت التطورات النقدية العا?ية بسرعة كبيرة. فاضطـرت بـريـطـانـيـا إلـى

] وتلتها سويـسـرا١٩٧٢إعالن تعو� اجلنيه اإلسترليني في يونـيـو-حـزيـران .. واضطرت١٩٧٣فأعلنت تعو� الفرنك السويسري في يناير-كانون الثاني

% في فبرايـر-١٠الواليات ا?تحدة إلى إعالن تخفيض ثان للـدوالر بـنـسـبـة ] كما اضطرت فرنسا إلى إعالن تعو� الفرنك الفرنسـي عـام١٩٧٣شباط

سنوات عاصفة في التاريخ١٩٧٤- ١٩٧١. وهكذا كانت السنوات األربع ١٩٧٤.(٤)النقدي احلديث للعالم

وبذلك أفسح اجملال حلقبة نقدية جديدة تقوم على تعو� أسعار صرف] حيث لم تعد بلدان العمالت الرئيسية ملتزمة بسعر (٥)العمالت الرئيسية

dتعادل ثابت لعمالتها بالنسبة للدوالر األمريكي. وقد اعتقد الكثيرون] باداألمر] أن «تعو� العمالت» ال يخرج عن كونه صيغة استثنـائـيـة مـؤقـتـة لـنتدوم طويال حيث ستعود األمور إلى سيرتها األولى] أي سيجري العودة منجديد إلى نظام «أسعار الصرف الثابتة» حتقيقا ?زيد من االسـتـقـرار فـيا?عامالت النقدية الدولية. ولكن �رور األيام] أخذ يتأكد للجميع أننا بصددحقبة نقدية جديدة تقوم على «تعو� أسعار صرف العمالت الرئيسية» وأن«أسعار الصرف العائمة» أصبحت أحد ا?عالم الدائمة للمعامالت النقديةالدولية الراهنة] نظرا لتعذر االتفاق على مجـمـوعـة مـن «أسـعـار الـصـرفالثابتة» التي حتقق التوافق ي� مصالح الواليات ا?تحدة األمريكية والبلدان

.(٦)الصناعية الكبرى في آن واحد وترى اإلدارة األمريكية في انخفاض قيمة الدوالر-وإن كانت ال تكشـفعن ذلك علنا-وسيلة فعالة الستعادة القدرة التنافسية لصادراتها واحلد منوارداتها إزاء رفض حليفها ا?شاكس-اليابان-اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بوقفتدفق السلع اليابانية على األسواق األمريكية] وهو التدفق الذي يهدد العمالةفي عدد من الصناعات الرئيسية] �ا أدى إلى حتذيرات يوجهها الكوجنرس

52

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

األمريكي للحكومة بضرورة حماية هذه الصناعات حتى إذا وصل األمر إلىحد انتهاك قواعد حرية التجارة العا?ية. ومن ناحية أخرى تـرى الـواليـاتا?تحدة أن الدول الغربية سوف تستفيد أيضا من انخفاض قيمة الدوالر إذأن هذا يعني أن اليابان والدول الغربية ستخصص قدرا أقل من مـواردهـالتغطية نفقات وارداتها البترولية طا?ا أن دول «األوبك» تتخذ مـن الـدوالر

أساسا حلساب أسعار النفط.وبذلك انهار النظام النقدي الـذي بـنـتـه «اتـفـاقـيـة بـريـتـون وودز» غـداةاحلرب العا?ية الثانية. والواقع أن هذا النظام كان يحمل فـي ثـنـايـاه بـذورانهياره] فلقد كان هذا النظام يرتكز على قوة الدوالر األمريكي] وهي قـوةنشأت بصفة مؤقتة بعد احلرب العا?ية الثانية وحتطيم اجلهـاز اإلنـتـاجـي?عظم الدول الرأسمالية ا?تقدمة. فما أن تهيأ لألخيرة أن تستعيد قـواهـااإلنتاجية حتى ظهرت القوة الفعلية لعمالتها إزاء الدوالر األمريكي] واتضح

.(٧)أن األخير أضعف من أن يكون دعامة وحيدة للنظام النقدي الدولي وقد نبه االقتصادي األمريكي «تريفن»] منذ بداية الستينات] إلى خطورةنظام النقد الدولي القائم على عملة وطنية إلحدى الـدول الـكـبـرى. فـهـذاالنظام بطبيعته مزعزع وغير مستقر ويؤدي إلى أزمات ثقة وقالقل. ففـيظل هذرا النظام حتتفظ الدول بالدوالر كعملة احـتـيـاط ?ـواجـهـة اخـتـاللموازين ا?دفوعات. والدوالر بهذا الشكل يعتبر نقودا دوليـة] أي أنـه Hـثـلدينا على االقتصاد العا?ي ويقبل في تسوية ا?دفوعات الدولية. ولكن الدوالرHثل أيضا دينا على االقتصاد األمريكي] أي أنه كلمـا زاد حـجـم األرصـدةالدوالرية ا?ستخدمة كوسائل دفع دولية زادت مديونـيـة الـواليـات ا?ـتـحـدة

.(٨)إزاء الغير الذين يحتفظون باألرصدة الدوالرية ومع تغير األوضاع االقتصادية الـعـا?ـيـة وحتـت إحلـاح أزمـة االقـتـصـاداألمريكي] وخصوصا أثناء حرب فيتنام] أصـبـح مـن الـصـعـب عـلـى اإلدارةاألمريكية عزل مشكلة الدوالر عن األوضاع وا?شاكل الداخلية لالقـتـصـاداألمريكي. ولذلك فقد أخذت اإلدارة األمريكية تلجأ تدريجيا إلى استخدامأدوات السياسة النقدية ?واجهة مشاكلها الداخلية بصرف النظر عما يترتبعلى ذلك من آثار خارجية على الثقة في وضع الدوالر] األمر الذي أدى إلىتزايد حدة التعارض بA اعتبارات ا?سئـولـيـة الـدولـيـة وظـروف االقـتـصـاد

53

أزمة الدوالر ومسقبل النقد الدولى

الداخلية للواليات ا?تحدة بصفتها الدولة صاحبة عملة االرتكاز في النظام.(٩)النقدي الدولي

وقد يرى البعض أن ما حدث وما يحـدث حـتـى اآلن بـالـنـسـبـة لـلـدوالراألمريكي ليس مدعاة للقلق أو الفزع نظرا ألن وجود عجز كبير ومتزايد فيميزان ا?دفوعات األمريكي ظاهرة طبيعية بل وضرورية] وكذلك ال غضاضةمن أن تقوم اإلدارة االقتصادية األمريكية بتخفيض قيمة الدوالر من خالل«عمليات التعو�» طا?ا أن هناك ضرورات اقتصـاديـة مـحـلـيـة �ـلـي عـلـىاإلدارة األمريكية اتباع هذا األسلوب. ولكن الـقـضـيـة اجلـوهـريـة اجلـديـرةباإلشارة والطرح هو ما يتوجب على الدول التي حتتـفـظ بـالـدوالر كـعـمـلـةاحتياط رئيسية (وعلى رأسها مجموعة الدول ا?صدرة للنفط)] أن تقوم بهمن تدابير واحتياطات اقتصادية حلماية. مصاحلها في مواجهة «التخفيضالتدريجي» لقيمة الدوالر واحتماالت تقلص «دوره ا?ستقبلي» كعملة االرتكاز

الرئيسية في النظام النقدي الدولي.فا?سألة إذا ما طرحت من خالل هذا ا?نظور التاريخي تصبح مدعـاةللقلق حقا ولكنه القلق الهادd.. .. ذلك الذي يجب أن يتجاوز ردود الفعـلالعاطفية اآلنية لكي يطرح احللول وا?قترحات ا?تعلقة �سـتـقـبـل الـنـظـامالنقدي الدولي الراهن. فاإلدارة األمريكية تستطيع في أي وقت الـتـهـديـدبتجميد «األرصدة الدوالرية» احملتفظ بها في اخلارج لدى غير ا?قيمA] أوحتويلها إلى حقوق اسمية عدHة القيمة ! كذلك Hكن للواليات ا?تحدة أنتفرض شروطها عند أية تسـويـة نـقـديـة دولـيـة جـديـدة تـرمـي إلـى حتـويـل«األرصدة الدوالرية» إلى أصل نقدي دولي جديد-مستقل عن الدوالر-يتولى

اإلشراف على تنظيم إصداره صندوق النقد الدولي.وللحقيقة والتاريخ يجب االعتراف بأن بدء االهتـمـام بـإصـالح الـنـظـامالنقدي الدولي في مجمله] يعود إلى أوائل الستينات. وقد سلطت مـعـظـم

](١٠)ا?شاريع التي تناولت ا?وضوع آنذاك األضواء على مشكلة السيولة الدوليةوضرورة إيجاد حل لها. وقد �خض هذا االهتمام عن اتفاق صندوق النقد

] على١٩٦٤] في تقريريهما] في أغسطس-آب (١١)الدولي ومجموعة العشرة طبيعة العيوب األساسية في النظام النقدي الدولي. وقد أكدا ضرورة إيجادحل ?شكلة السيولة] بسبب عدم كفاية ا?عروض من الذهب] و?ساوd االعتماد

54

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

ا?تزايد على الدوالر] وعلى ضرورة النظر في خلق أصل احتياطـي جـديـدمكمل (إضافي). وقد عهد إلى مجموعة العشرة للقيام بالدراسة الالزمة.وبعد دراسات ومساومات وتنازالت داخل اجملموعة] استغرقت حـوالـيأربع سنوات] أحالت نتيجة أعمالها إلى صندوق النقـد الـدولـي فـي أبـريـل

. وقد أعقب ذلك إعالن الصندوق في اجتماعه السنوي] في ريو١٩٦٧سنة عن اتفاقية حقوق السحب اخلـاصـة]١٩٦٧دى جانيرو] في سبتمبر-أيـلـول

) في الصندوق] الغرض منه] تـوفـيـر أصـلFacilityينشأ �وجبها تسـهـيـل (إضافي (وليس أساسيا) لألصول االحتياطيـة] عـنـدمـا تـسـتـدعـي احلـاجـة

. وتتمثل أهمية هذه االتفاقية في جعل خلق حقوق السحب اخلاصة(١٢)ذلكمسئولية دولية] سواء كان ذلك من حيـث تـوقـيـت إصـدارهـا أو كـمـيـتـهـا أو

توزيعها.وقد تباينت اآلراء حول هذه االتفاقية. فقد اعتبرها البعض أهم إجنازمنذ «اتفاقية بريتون وودز»] في حـA اعـتـرض الـبـعـض عـلـيـهـا] بـحـجـة أنالقصد منها حتويل األنظار عن ا?شكلـة األسـاسـيـة وهـي مـشـكـلـة إصـالح

]١٩٦٩النظام النقدي الدولي. وقد صودق على هـذه االتـفـاقـيـة فـي يـونـيـو بليون وحدة من حقوق الـسـحـب اخلـاصـة] خـالل١٠ ر٥واتفق علـى تـوزيـع

] على أن يعاد النظر في احلاجة إلصدارها١٩٧٠ثالث سنوات] ابتداء من عام .(١٣)بعد انقضاء فترة التوزيع

وتشير العديد من الكتابات ا?تخصصة في الفترة األخيرة إلى إمكانيةحتويل «األرصدة الدوالرية» في ا?ستقبل إلى وحدات من «حقوق السحـب

التي � استخدامها بواسطة صنـدوق الـنـقـد الـدولـي مـنـذSDRsاخلاصـة». وهذا احلل يشكل بال جدال «أسهل احللول ا?مكنة»١٩٧٠يناير-كانون ثاني

أمام راسمي السياسة النقدية الدولية] ولكن اخلبرة ا?تراكمة بهذا اخلصوصما زالت محدودة. إذ أن حقـوق الـسـحـب اخلـاصـة مـا زالـت تـشـكـل نـسـبـة

� تقدير جـمـلـة١٩٧٥ضئيلة من جملة االحتيـاطـيـات الـدولـيـة. فـفـي عـام بليون دوالر] على أساس تقو� الـذهـب٢٢٠االحتياطيات الدولية بحـوالـي

مليون دوالر في شكـل١٥٥بالسعر الرسمي لصندوق النقد الـدولـي] مـنـهـا ١٠ بليون في شكل ذهب و ٤٣دوالرات أمريكية] وماركات أ?انية وإسترليني]

بليون دوالر فقد في شكل «حقوق السحب اخلاصة».

55

أزمة الدوالر ومسقبل النقد الدولى

كذلك فإن «حقوق السحب اخلاصة» في صيغتها احلالية ما زالت مرتبطةارتباطا شبه جامد بالدوالر األمريكي. ولذا فإن ا?شكـلـة األسـاسـيـة الـتـيتواجه عملية تعميم وحدات «حقوق السحب اخلاصة» كوحدة نقدية ارتكازيةللنظام النقدي الدولي هي مشكلة درجة «القبول العام» ?ثل هذه الوحدة فيا?عامالت والتسويات الدولية] ويشكل خاص مدى رغبة البلدان والسلطات

(Storeالنقدية ا?عنية في االحتفاظ بها كعملة احتياط أي «كمخزن للقيـم»

(of valuesال سيما وأن هذه الوحدات غير قابلة للتحويل إليـالـذهـب رغـم [وجود سعر أسمي للتعادل مع الذهب (الوحدة من حقوق السحب اخلاصة

جراما من الذهب اخلالص).٠ ر٨٨٨٦٧١تساوي ولذا يبدو أنه من الضروري أن تكون الوحدة النقدية الدولية اجلديـدةلها غطاء عيني (أي غطاء من السلع واألصول احلقيقية) تدعيما لـدورهـا«كمخزن للقيم» وحتقيقا لالستقرار والثقة في ا?عامالت النقديـة وا?ـالـيـة

. أي أن الوحدة النقدية الدولية اجلديدة يجب أن تكون «قابلـة(١٤)الدولية للتحويل إلى سلع» عند الضرورة. ولهذا Hيل بعض محافظي البنوك ا?ركزيةفي أوروبا وكذلك عدد من االقتصاديA الهامA في فرنسا] وعلى رأسهـم

] إلى العودة من جديد إلى الذهـبJ.Rueffاالقتصادي الراحل جاك رويـف «كعملة احتياط دولية» ?ا لها من طبيعة سلعية محددة. ولكن العقبة الرئيسيةأمام العودة لقاعدة الذهب هو صعوبة التحكم في حجم اإلضافة السنويةإلى رصيد الذهب من خالل اإلنتاج �ا يسمح بالوفاء �تطلبات السيـولـةالدولية] باإلضافة إلى التعقيدات السياسية ا?تعلقة بصعـوبـة قـبـول فـكـرةمنح امتيازات إضافية في هذا اخلصوص جلنوب أفريقيا واالحتاد السوفيتي

اللذين يشكالن ا?صدر الرئيسي للمعروض اجلديد من الذهب.وفي ظل األزمة الراهنة للنظام النقدي الدولي.. هناك مجال كبير] فيAتقدير الكاتب] إلعادة النظر في االقتراح الذي تقدم به ثالثة من االقتصاديذوي الشهرة العا?ية الواسعة هم جان تينبرجA] نيقوال كالدور] وهارت في

إلى مؤ�ر األ� ا?تحدة األول للتجارة والتنمية (انكتاد) بخصوص١٩٦٤عام إنشاء «عملة احتياط دولية» جديدة تستند إلى سلة من ثالثA سلعة أولية

.(١٥)رئيسية وفقا ?عايير محددة] ويتولى صندوق النقد الدولي إصـدارهـا Aورغم أن ذلك االقتراح لم يلق في حينه االهتمام الكافي من جانب ا?هتم

56

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

بقضايا النظام النقدي الدولي العتبارات وتعقيدات سياسية وفنية ال داعيللخوض فيها هنا] فإن الفكرة في حد ذاتها جديرة بالتأمل والتمحيص علىضوء األزمة الراهنة للنظام النقـدي الـدولـي والـدور الـهـام الـذي Hـكـن أن

تلعبه سلعة أولية كالنفط في ا?عامالت االقتصادية الدولية.وال شك أن أية محاولة إلحياء التفكير في هذا االقتراح ال بد لهـا وأنتكون باجتاه التبسيط والترشيد وحصـر غـطـاء الـوحـدة الـنـقـديـة الـدولـيـةاجلديدة في سلة محدودة العدد من السلع الـرئـيـسـيـة (احلـبـوب] الـنـفـط]ا?عادن). وأهمية مثل هذا ا?شروع إلصـالح الـنـظـام الـنـقـدي الـدولـي] مـنوجهة نظر دول «األوبيك» خاصة ودول العالم الثالث عامة] تكمـن فـي أنـهيسمح بإعادة توزيع «حقوق خلق النقود الدولية» بA عدد كبير من البلدانا?نتجة للسلع على نطاق العالم كله (الدول الرأسمالـيـة ا?ـتـقـدمـة] وبـلـدانالعالم الثالث) دون تركيزها في أيدي البلدان الصناعية ا?تقدمة وحـدهـا.كذلك سوفت يسمح هذا النظام بالربط بـA الـتـوسـع فـي حـجـم الـسـيـولـةالدولية وبA الزيادة في حجم إنتاج السلع التي تدخـل فـي تـركـيـب الـسـلـة

ا?قترحة.وبينما كان Hكن وصف مشروع تنبرجA-كالدور-هارت بأنه ضرب من«الرومانطيقية النقدية الدولية» في أوائـل الـسـتـيـنـات] فـإن األمـر لـم يـعـدكذلك اآلن على ضوء التغيرات التي طرأت على األوضاع االقتصادية الدولية.ولكن العقبة احلقيقية التي تواجه مثل هذا ا?شروع هي عـقـبـة سـيـاسـيـة]بالدرجة األولى] نتيجة ا?قاومة احملتملة من جانب الدول الصناعية ا?تقدمةAثل هذا ا?شروع ألنه ينطوي على تـغـيـيـر واضـح فـي عـالقـات الـقـوى بـ?الدول الصناعية ا?تقدمة والدول ا?نتجة للسلع األولـيـة] �ـا يـضـعـف مـنسيطرة الدول الغربية ا?تقدمة على قنوات خلق وتوزيع السيولـة الـدولـيـة.ورغم كل هذا] فهناك فرص جديدة متاحة «للمساومة التاريخية» في مجال

إعادة صياغة العالقات االقتصادية الدولية يجب عدم إهدارها.وتستطيع دول «األوبيك» بوجه خاص لعب دورا متميزا في تلك العمليةسواء في مجال اقتراح «وحدة نقدية جديدة» أو العمل على حتسA توزيـعالسيولة الدولية في ظل نظام «حقوق السحب اخلاصة» ا?عمول به حـالـيـا

. ومن(١٦)خلطوة انتقالية نحو إصالح نقدي دولي أكثر شموال وأبعد غاية

57

أزمة الدوالر ومسقبل النقد الدولى

البدائل الهامة ا?طروحة في هذا اإلطار ضرورة إنشاء «دينار عربي موحد»بهدف احلفاظ على القوة الشرائية للعوائد النفطية وحماية األرصدة النقديةفي اخلارج لدول الفائض مـن تـدهـور أسـعـار صـرف الـعـمـالت الـرئـيـسـيـةومخاطر التضخم العا?ي] ال سيما وقد أصبحت ظاهـرة تـراكـم الـفـوائـضا?الية العربية تشكل إحدى الظواهر ا?اليـة والـنـقـديـة ا?ـؤثـرة فـي الـنـظـامالنقدي الدولي. وا?الحظ حتى اآلن أن أسعار صرت العمالت العربية جتاهالعمالت االرتكازية الرئيسية ال زالت تتم عن طريق استعمال عملة رئيسيةوسيطة هي الدوالر بالنسبة جلميع الدول العربية الـنـفـطـيـة. ولـذلـك فـإنأسعار صرف العمالت العربية تتقلب في الوقـت احلـاضـر جتـاه الـعـمـالت

االرتكازية الرئيسية تبعا لتقلبات العملة الوسيطة.وقد طرحت فكرة «الدينار العربي ا?ـوحـد» أول مـا طـرحـت مـن خـاللمنظور «التكامل االقتصادي العربي». فقـد رافـقـت فـكـرة الـديـنـار الـعـربـيا?وحد قيام اجلامعة العربية وكان ا?شروع السوري الذي قدم إلى اجلامعة

أول ا?شاريع التي هدفت إلى توحيد النقد١٩٤٦العربية في نيسان / أبريل العربي على الرغم من أن الدول العربية ا?ستقلة آنذاك كانت تابـعـة كـلـيـة?ناطق نقدية أجنبية مثل منطقة اإلسترليني والفرنك الفرنسي. ولقد حاولتهذه الدعوة ا?بكرة إلى التوحيد القفز فوق أوضاع التجزئة العربية وذلـكعن طريق ا?ناداة بإلغاء العمالت احمللية وخلق عملة رسـمـيـة مـوحـدة هـي«الدينار العربي»] واستحداث «مصلحة للنقد العربي» تقوم باحتكار إصدارالنقد الورقي وا?عدني وتؤول إليها كافة ا?ـوجـودات األجـنـبـيـة لـدى الـدولاألعضاء. كما دعا ا?شروع إلى أن يجري تداول وانتقال رؤوس األموال فيما

)١(٧بA البلدان العربية بحرية تامة ودون أي قيد.

ثم عادت الفكرة وطرحت من جديد من خالل منظور «التكامل االقتصادي/ د٦٣٤العربي» حينما اتخذ مجلس الوحدة االقتصادية العربية القرار رقم

] بشأن وضع استراتيجية الـعـمـل االقـتـصـادي الـعـربـي١٩٧٣ /٣/١٢بتاريـخ الذي ينص على أنه على الدول العربية سعيا نحو التكامل االقـتـصـادي أنتبدأ بالبحث في إيجاد عملة موحدة قابلة للتحويل مع العـمـالت الـوطـنـيـة

القطرية وتطوير استخدامها عربيا ودوليا.ثم أخذت األمور تأخذ مجرى تطبيقيا ألول مرة عندما اجتمعت اللجنة

58

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

الفنية من الدول األعضاء في منظمة األقطار العربية ا?صدرة للبترول في] لوضع القانون األساسي للشركة١٩٧٤مدينة جدة في فبراير (شباط) عام

العربية لالستثمارات البترولية حيث تقدم مندوب اجلزائـر �ـبـادd أولـيـةعن مشروع الوحدة النقدية احلسابية لكي تطبق في عمليات تقو� شركةاالستثمارات بصفة خاصة والشركات األخرى ا?نبثقة عن ا?نظمة بـصـفـة

(١٨)عامة.

اجتمعت جلنة خبراء من الـبـنـوك ا?ـركـزيـة١٩٧٥وفي فبراير (شـبـاط) لبعض الدول األعضاء في منظمة األقطار العربية ا?صدرة للبترول لتدارسمشروع إنشاء «وحدة نقدية حسابية عربية»] وقد كم االتفاق في هذا االجتماععلى تسمية الوحدة احلسابية ا?قترحة بالدينار العربي احلسابي مع تقييمهابثالث وحدات من حقوق السحب اخلاصة. كذلك � االتفاق عـلـى تـكـويـنالدينار العربي احلسابي على أساس «سلـة» عـن عـمـالت الـدول األعـضـاءبصورة تعكس البنيان االقتصادي وا?الي للدول األعضاء وأهميته النسبية.وقد قام البنك ا?ركزي العراقي بدراسة موسعة حول ا?عايير وا?ؤشراتاالقتصادية وا?الية لتحديد وزن كل عملة من العمالت الداخلة في «السلة»وطريقة تثبيت أسعار صرف العمالت احمللية جتاه الدينار العربي بالرجوعإلى ثمانية بدائل. واجلدير باإلشارة هنا أن حسابات البدائل اخملتلفة للفترة

أثبتت أن احلركات ا?نفردة ألسعار صرف بعض العمالت العربية١٩٧٥- ١٩٧١ا?كونة للدينار العربي ا?قترح قد تذبـذبـت جتـاه الـدوالر بـدرجـة أشـد مـن

�ا يـؤدي إلـى(١٩)تذبذب أسعار صرف الديـنـار الـعـربـي ا?ـوحـد جتـاهـه] مزيد من االستقرار النقدي في حالة تبني نظام «الدينار العربي ا?وحد».ولكن لكي تخرج فكرة «الدينار العربي ا?وحد» من إطار «النظرية» إلىحيز «التطبيق» ال بد من مناقشة الظروف ا?وضوعية التي تسمح باستخدام«الدينار العربي احلسابي» في ا?عامالت العربية والدولية وما هي طبيـعـةا?زايا وا?كاسب التي يؤمل أن تتـرتـب عـلـى اسـتـخـدام مـثـل هـذا «الـديـنـارالعربي احلسابي». ومن الواضح أن هناك قضايا ملحة تستلزم األخذ بوحدةنقدية حسابية جديدة هي الدينار العربي ال سيما في مجال حماية الـقـوةالشرائية لعائدات النفط السنوية واألصول النقدية وا?الية ا?ـتـراكـمـة فـيشكل استثمارات في اخلارج. إذ أن خلق مثل هذه الوحدة احلسابية اجلديدة

59

أزمة الدوالر ومسقبل النقد الدولى

سوف يساعد على توفير احلماية الالزمة للعائدات النفـطـيـة مـن مـشـاكـلالتعو� والتخفيض في العمالت الرئيسية. ولكن هذا يقتضي بدوره االتفاقعلى «وحدة حسابية نقدية» مشتركة بA مجموعة الدول ا?صدرة لـلـنـفـط«أوبيك»] وبحيث تصبح قضية اختيار الوحدة النقدية ا?شتركة على نفـس

مستوى أهمية قضايا التسعير واإلنتاج.كذلك فإن خلق الوحدة احلسابية العـربـيـة سـوف يـسـاعـد عـلـى تـدفـقرؤوس األموال العربية لالستثمار في ا?نطقة العربية] ألن اسـتـخـدام هـذهالوحدة] التي ستكون �ثابة «مخزن للقيم» ضد مخاطر تقلبـات الـعـمـالتاألجنبية] سيساعد بدوره على تطوير السوق النقدية وا?الية العربية. وأخيرافإن خلق الوحدة احلسابية العربية سوف يفتح الطريق أمام تطورات نقديةبعيدة ا?دى قد تصل إلى رفع الدينار العـربـي ا?ـقـتـرح إلـى مـرتـبـة «عـمـلـة

االحتياط الدولي» إذا ما توافرت الشروط الالزمة لذلك في ا?ستقبل.

60

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

61

النفط والتنمية العربية

اجلزء الثانيالنفط واملشكالت االقتصادية

العربية املعاصرة

62

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

63

النفط والتنمية العربية

النفط والتنمية العربية

ارتبط التاريخ االقتصادي والسياسي احلديـثللمنطقة العربية بالنفط] إذ كان للنفط أكبر األثـرفي تشكيل معالم اخلريطة االقتصادية والسياسيةللمنطقة العربية وربط مشكالت التنميـة الـعـربـيـةربطا وثيقا بالتطورات االقتصـاديـة الـعـا?ـيـة. وقـدبدأت العالقة بA النفط واالقتصاد العربي عندما

ثـم تـوالـت١٩٢٧اكـتـشـف الـنـفـط فـي الـعـراق عــام االكتشافات النفطية الكبرى غداة احلرب العا?ـيـةالثانية في الكويت والسعودية وقطر واجلزائر وليبياواإلمارات العربيـة وغـيـرهـا مـن األقـطـار الـعـربـيـةاألخرى] حتى ارتفع عدد األقطار العربية ا?نـتـجـةوا?صدرة للنفط من خمسة إلى أثنى عشـر قـطـرا

.(١) ١٩٧٠- ١٩٥٠خالل الفترة وقد ارتفع ا?عدل اليومي للصادرات الـنـفـطـيـة

-١٩٤٥ ألف برميل خالل الفترة١٧٦العربية من حوالي مليون برميـل خـالل الـفـتـرة٩ ر٥ إلى حوالـي ١٩٤٩] واستمر إنتاج األقطار العربية مجتمعة١٩٦٩- ١٩٦٥

١٩في االرتفاع حتى بلغ ا?عـدل الـيـومـي أكـثـر مـن . وهكذا أصبحت األقطار(٢) ١٩٧٦مليون برميل عام

العربية النفطية تساهم بحوالي ثلث اإلنتاج العا?ي با?ائة من النفط ا?سوق عـا?ـيـا.٦٠وتوفر حوالـي

5

64

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

بيد أن عالقة النفط والتنمية في الوطن العربي هي عالقة معقدة متعددةاجلوانب] فكما أن لها جوانبها ا?شرقة واإليجابية فهي كذلك يـحـيـط بـهـاالعديد من الظالل والسلبيات. ولذا فإننا سنحاول في هذا الـفـصـل طـرحبعض القضايا ا?تعلقة بدور النفط في عملية التنمية العربـيـة بـتـحـديـاتـهـا

ومشكالتها ا?عاصرة.فقد ظل قطاع النفط منفصال عن مجرى عملية التنميـة فـي األقـطـارالعربية النفطية حتى منتصف اخلمسينات] حيث كانت عمليات االستكشافواإلنتاج النفطي جتري وفق مخططات الشركات النفطية الكبرى (الشقيقاتالسبع)] التي جنحت في احلصول على امتيازات التنقيب على النـفـط فـياألراضي العربية. فقد كانت اتفاقيات النفط التي أبرمت في ا?نطقة العربيةخالل النصف األول من هذا القرن وحتى بداية احلرب العا?ية الثانية علىشكل اتفاقيات امتيازية وقعت من قبل حكومات ا?نطقة مع واحدة أو أكثرمن الشركات النفطية الغربية الكبرى. ومن بA هذه االتفاقيات اتفاقية عام

بA احلكومة العراقية وشركة النفط التركية] والتي أصبح اسمها بعد١٩٢٥ذلك شركة نفط العراق] وكذلك اتفاقية شركة نفط ا?وصل التي وقعت عام

. كما حصلت الشركات األمريكية على١٩٣٨ وشركة نفط البصرة عام ١٩٣٢ ومنحت١٩٣٢امتياز للتنقيب عن النفط في ا?ملكة العربية السعوديـة عـام

امتيازا لشركة نفط الكويت اإلجنليزية-األمريكية.١٩٣٤الكويت عام وقد كانت هذه االتفاقيات «متشابهة فـي شـروطـهـا وعـنـاصـرهـا حـيـثشملت كل منها مساحات شاسعة تكاد تغطي كل إقليم الدولة ا?انحة لالمتياز]

) عاما] كما منحت هذه االمتيازات٧٠وحددت آجالها �دد طويلة بحدود (كافة احلقوق الالزمة إلجراء العمليات النفطية في ا?ـنـطـقـة إلـى الـشـركـةعلى سبيل احلصر لقاء تعهد الشركة بدفع أتاوة أو مبلـغ مـقـطـوع عـن كـل

.(٣)برميل يجري استخراجه وتصدير ه» وهكذا ظل قطاع النفط حتى منتصف اخلمسينات يـغـلـب عـلـيـه طـابـع

»] ا?نقطعة الصلة بغيرهـاForeign Enclave«اجلزيرة االقتصادية ا?نعزلـة» «من قطاعات اإلنتاج احمللية من األقطار العربية النفطية. وقد كانت عمليةانعزال نشاط استخراج النفط عن قطاعات النشاط األخرى في االقتصادالوطني في ظل االمتيازات (نتيجة االقتصار على تصدير النفط اخلام إلى

65

النفط والتنمية العربية

أسواق الدول الصناعية) �تد أيضا إلى العالقات االقتصادية والـتـجـاريـةالدولية لألقطار ا?نتجة للنفط] حيث لم تكن للحكومات احلرية في حتديداألسواق والدول التي تصدر لها النفط �ا يضمن استفادة األقطار ا?نتجةمن عالقاتها النفطية مع الدول ا?ستهلكة للنفط في مجال التعجيل بعملية

التنمية واحلصول على التكنولوجيا ا?تطورة ألغراض التصنيع.١٥وقد كان قرار تأميم النفـط الـذي صـدر عـن الـبـر?ـان اإليـرانـي فـي

�ثابة منعطف هام في تاريخ العالقات بA الدول ا?نتجة١٩٥١مارس-آذار للنفط والشركات البترولية الكبرى. فرغم سقوط مصدق] فإن ا?عركة التيخاضتها وخسرتها حكومة مصدق في مواجهة كارتل البترول العا?ي لم تكنبغير ثمار. إذ تنبهت األقطار العربية ا?نتجة للنفط ألول مرة إلى احلقائقاألساسية التي حتكم صناعة النفط العا?ية] وإلى الدور السياسي اخلطيرالذي Hكن أن يلعبه النفط في ا?نطقة. وأدركت الدول العربية ضرورة قيامتشاور مستمر فيما بينها حول سياساتها النفطية] فكان أن � إنشاء مكتبلشؤون البترول في جامعة الدول العربية لم يلبث أن حتول إلى إدارة لشؤونالبترول] وتشكلت جلنة دائمة من خبراء النفط وشهدت نهاية اخلمسينات

.(٤)بداية عقد مؤ�رات البترول العربي كذلك تنبهت الدول العربية إلى ضرورة مساهمتها في إدارة صناعاتهاالنفطية] وضرورة العمل على الدخول في ا?راحل ا?تممة الستخراج النفطعلى امتداد الطريق بA البئر إلى ا?ستهلـك. وظـهـرت إلـى حـيـز الـتـفـكـيـرمشروعات كثيرة لم جتد طريقها إلى التنفيذ في تلك ا?رحلة من الـتـاريـخبسبب ضخامة اإلمكانيات ا?الية الالزمة لها من جهة وافتقار الدول العربيةإلى مقومات التنفيذ سواء بسبب عدم توافر اخلبرات] أو بسبب التحديات

.(٥)اخلارجية من جهة أخرى بتطبيق مبدأ مناصفة١٩٥٢وقد تغيرت الصورة بعض الشيء منذ عام

األرباح بA احلكومات والشركات البترولية الدولية] كمحاولة الحتواء اآلثار. و�قتضـى١٩٥١الراديكالية التي ولدها قرار تأميم النفـط اإليـرانـي عـام

هذا ا?بدأ أصبح ما حتصل عليه احلكومة كدخل بترولي بصفتـهـا ا?ـالـكـة % من صافي األرباح احملققـة. وقـد أدى األخـذ٥٠االسمية للنفـط] يـوازي

�بدأ مناصفة األرباح إلى حدوث سلسلة من التطورات الهامة في العالقات

66

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

النفطية بA الشركات واحلكومات] إذ أن ربط عوائد احلكومـة فـي الـدولالعربية النفطية بأرباح الشركات جعل للحكومات مصلحة مباشرة في التدخللإلشراف على نشاط الشركات في مجال الـتـشـغـيـل واإلنـتـاج وفـي مـجـال

. وقد أدى ذلك(٦)حتديد حجم الكميات ا?صدرة ومستوى األسعار ا?علنة بدوره إلى ظهور تناقض هام في ا?صالح بA حكومات الدول مانحة االمتياز

والشركات البترولية االمتيازية.كما شهدت السنوات التالية لتأميم قناة السويس في مصر] في عنفوانصعود حركة التحرر العربي ثم بعد ذلك على امتداد الستينات] قيام الدولالعربية ا?نتجة للنفط بإنشاء مؤسسات وشركات وطنية للنفط. واستطاعتهذه ا?ؤسسات والشركات أن تصمد في وجه التحديات] وأن تتخطى العقبات

لتصبح بعد ذلك ركيزة قوية للسيطرة الوطنية على الثروة النفطية.وقد طبق مبدأ التخلي عن امتيازات التنقيب عن النفـط فـي األراضـي

في العراق وتشريعها١٩٥٨ �وز ١٤غير ا?ستغلة أول ما طبق في أعقاب ثورة % من أراضي االمتيازات] ثم٩٩ ر٥ الذي استرجع ١٩٦١ لسنة ٨٠للقانون رقم

فعجل بإجراءات١٩٧٢جاء تأميم النفط في العراق في أول يونيو-حزيـران ا?فاوضات ا?تعلقة باتفاقيات ا?شاركة في بلدان اخلـلـيـج الـعـربـي بـعـد أنكانت الشركات تراوغ في ا?فاوضات حولها لفترة طويلة. فقد ظلت الشركات

حينما١٩٧٢االمتيازية الكبرى �اطل في القبول بنظام ا?شاركة حتى عام % من عملياتها في تلك الدول٢٥وافقت على مشاركة الدول ا?نتجة بنسبة

لقاء تعويض احتسب على أساس القيمة الدفترية ا?عدلة ?وجودات الشركةوشريطة إمداد الشركات بجزء من نفط ا?شاركة] يتناقص تدريجيا وبأسعار

بسـرعـة(٧)تقل عن األسعار التجارية. و قـد تـطـورت اتـفـاقـيـات ا?ـشـاركـة % مع احتساب التعويض على أساس القيمة الدفترية٦٠فزيدت النسبة إلى

% كما حدث في اتفاق الكويت مع شركة١٠٠الصافية ثم وصلت النسبة إلى .١٩٧٥نفط الكويت أواخر عام

ويعتبر التأميم-في حالة توافر متطلباته-ذروة ما Hكن للدول ا?نتجة أنتقوم به من إجراءات السترداد سيادتها الوطنية وأحـكـام سـيـطـرتـهـا عـلـىمواردها النفطية وإخضاعها ?تطلبات ا?صلحة الوطنيـة وربـطـهـا بـعـمـلـيـةتنمية االقتصاد الوطني. وهكذا Hكن القول بأن استغالل ا?صادر النفطية

67

النفط والتنمية العربية

في الوطن العربي قد تطور وفقا لثالثة نظم أساسية: أقدمها نظام االمتيازات] ثم نظام اتفاقيات ا?شاركة الذي بدأ١٩٧٥التقليدية الذي انتهى �اما عام

األخذ به منذ توقيع االتفاقية العامة للمشاركة في ديسمبر-كانون األول عام (�ا في ذلك اتفاقيات تقد� اخلدمات النفطية لقاء أجور معـيـنـة)]١٩٧٢

وأخيرا نظام التأميم الذي � األخذ به في بعض البلدان العربية.ومن ناحية أخرى ظهرت في منتصف الستينـات فـكـرة إقـامـة مـنـظـمـةعربية للنفط] يكون هدفها تنسيق السياسات النفطية العربية] وربط النفطبالتنمية االقتصادية] وتنمية قدرات األقطار األعضاء في مختلف مجاالتصناعة النفط والصناعات ا?رتبطة بها أو ا?نبثقة عنهـا. وقـد صـدر قـرار

. وفي يناير(٨) ١٩٦٥بإنشاء ا?نظمة عن مؤ�ر البترول العربي اخلامس عام أعلنت ثالث دول عربية هي ا?ملكة العربية السعودية١٩٦٨(كانون الثاني)

ودولة الكويت وا?ملكة الليبية ا?تحدة في ذلك الوقت إنشاء منظمة األقطارالعربية ا?صدرة للبترول (أوبك)] التي تطورت منذ ذلك الوقت لتصبح منأهم وأقوى التجمعات االقتصادية العربية في مجال ربط الـنـفـط بـعـمـلـيـة

التنمية العربية.بيد أن السيطرة على ا?وارد والثروات النفطية بقدر ما تفتح من آفـاقاقتصادية وسياسية جديدة أمام الدول العربية ا?صدرة للنفط] كذلك تضعأمامها مسؤوليات وحتديات جديدة تتجاوز عملية اإلنتاج والقطاع النفطيبأكمله لتمتد لتشمل االقتصـاد الـوطـنـي فـي مـجـمـوعـه وقـطـاع ا?ـعـامـالتاخلارجية بوجه خاص] نظرا للدور ا?ركزي الذي تلعبه عائدات النفط فيتكوين الناجت احمللي اإلجمالي وفي تـغـذيـة اإليـرادات الـعـامـة لـلـدولـة وفـي

توليد اجلانب األعظم من حصيلة الصادرات. ساهمت عائـدات١٩٧٠- ١٩٥٠ففي خالل العقدين ا?متدين بـA عـامـي

% من إجمالي اإليرادات العامة لدولة البحرين] وبنسبة٧٥ ر٨النفط بنسبة فإن مساهمة(٩)% بالنسبة لدولة الكويت. أما بالنسبة لقطر وأبو ظبي ٩١ ر٨

%٩٢عائدات النفط في إجمالي اإليرادات العامة خالل نفس الفترة بلغت % بالنسبة ألبي ظبي. وفي حالة العراق مثلث عائدات٩٥ ر٨بالنسبة لقطر و

/١٩٧٠- ٤٤/١٩٤٥% من إجمالي اإليرادات العامة خالل الفترة ٥٣ ر٧النفط (١٠)٫ ١٩٧١

68

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

ولعل الوجه ا?ألوف والتقليدي للعالقة بA النفط والتنمـيـة هـو تـوفـيـرا?وارد ا?الية للخزانة العامة من خالل عائدات صادرات النفط] �ا يساعدعلى زيادة حجم االستثمارات في االقتصاد الوطني بشكل مطـلـق ونـسـبـيمعا.. كذلك فإن أثر هذه التدفقات ال يقتصر على جانب �ويل االستثماراتالعامة واخلاصة فقط وإvا يشمل كذلك عناصر وموارد االستهالك العامالتي حتتويها ميزانية الدولة] حيث أن التوسع في اإلنفاق اجلاري في ا?وازنات

.(١١)العامة يجري �ويله بصفة أساسية من خالل العائدات النفطية ويتضح من خالل مراجعة تطور ا?وازنات اإلvائية وا?وازنات الـعـاديـةفي البلدان العربية النفطية أن هذه البلدان قد شهدت تسارعا كبيرا منـذتصاعد العائدات النفطية. وقد بدأ هدا التصاعد باعتماد مبدأ ا?ناصفة

بالنسبة للسعودية والكويت والعراق]١٩٥٢في توزيع أرباح تصدير النفط عام وبعد ذلك التاريخ بالنسبة للبلدان النفطية األخرى التي برز قطاعها النفطي

.(١٢)في موعد الحق ونظرا ألن هذه اإليرادات قد تدفقت إلى خزينة احلكومة دون تخطيطودون تصور مسبق لكيفية االستفادة منها] فقد نتج عن ذلك أن التخصيصالفعلي للعائدات النفطية التي تدفقت على اخلزانة العامة حكمته الظروفاالقتصادية والسياسية اخلاصة بكل دولة وفي ضوء مصـالـح اجملـمـوعـاتالضاغطة التي لها نفوذ قوي في اجملتمعات النفطية. وإذا ما رصدنا معالمالصورة الكلية جند أن النفقات العامة اجلارية قد استهلكت أكثر من نصفقيمة عائدات النفط التي � استـالمـهـا فـي دول إمـارات اخلـلـيـج الـعـربـي

. وإذا ما أضيف١٩٧٠- ١٩٥٠(البحرين] الكويت] قطر] أبو ظبي) خالل الفترة إلى ذلك اجلزء الذي خصص لشراء األراضي (االستمالكات)] فإن النسبة

وقد بلغ اخملصص للـنـفـقـات(١٣)). ١% (أنظر الشكـل ٧٠ترتفع إلى حـوالـي اإلنشائية أو االستثمارية من جملة العائدات النفطية خالل الفترة السابقة

% في البحرين]٢٠ر٩ النسب التالية] في إمارات اخلليج العربي: ١٩٧١لعام % في أبو ظبي.٣٩ر٦% في قطر] و ٢٠ ر٦ % في الكويت] ١٨ر٤

وقد اجته معظم هذه النفقات إلى قطاع األشغال العامة وا?رافق العامة(الكهرباء وا?اء). وخالل نفس الفترة] كان صافي ا?تراكم من االحتـيـاطـيا?الي ا?ستثمر في اخلارج في شكل أصول مالية (والذي يتضمن «احتياطي

69

النفط والتنمية العربية

0

20

40

60

80

100

51.5 %

17.7 %

10.9 %

19.8 %

أوجه تخصيص عائدات النفط في دول إمارات اخلليج العربي( مليون ريال قطري ) (الدوالر = ٤ ريال )

اجملموعة لدول إمارات اخلليج العربي

١٦٦٤١٦٦٤١٦٦٤١٦٦٤١٦٦٤ ٤٢٤٩٣٤٢٤٩٣٤٢٤٩٣٤٢٤٩٣٤٢٤٩٣ ٣٢٢٥٣٢٢٥٣٢٢٥٣٢٢٥٣٢٢٥٢٩٧٩٢٩٧٩٢٩٧٩٢٩٧٩٢٩٧٩

االحتياطي العامالنفقات االنشائية

النفقات اجلارية االستهالكات

أبو ظبي١٩٦٧-٧٠

قطر٥٣-١٩٥٥٦٦-١٩٧٠

كويت٥٢-٧٠١٩٧١

البحرين١٩٤٨/٤٧-١٩٧٠

شكل رقم ( ١ )

70

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

األجيال القادمة») Hثل النسب التالية من إجمالي عائدات النفط التي%]١١ر٢%] الكويـت ٣ ر�٢ استالمها في إمارات اخلليج العربي: الـبـحـريـن

.(١٤)% فقط ١ر٥%] أبو ظبي ٢٠ر٦قطر % من إجمالي عائدات النفط التي �٧٠وفي حالة العراق � تخصيص

للنفقات اجلارية التحويلية]١٩٧٠/١٩٧١- ١٩٤٥/ ١٩٤٤استالمها خالل الفترة وكان نصيب قطاع الدفاع واألمن منها حوالي النصف ونـصـيـب اخلـدمـاتاالجتماعية حوالي الربع وأما نصيب النفقات اإلنشائية (األعمار أو اخلطة)

.(١٥)% من إجمالي العائدات ٣٠فقد بلغ حوالي إلـى١٩٧٣وقد أدت الطفرة الهائلة في عوائـد الـنـفـط فـي خـريـف عـام

تكريس ظاهرة اعتماد الدول العربية النفطية على عائدات النفط في تكوينحصيلة الصادرات وفي �ويل اإلنفاق العام بشقيه اجلاري واإلvائي. فقدبلغت النسبة التي ساهمت بها عائدات النفط في إجمالي اإليرادات العامة

% في قطـر٩٣% في كل من الكويت ولـيـبـيـا] ٩٧% في العـراق] ٦٩: ١٩٧٥عام % في السعودية. كما بلغ نصيب صادرات النفط من جملة قيمة صادرات٨١و

% في٩٤% في اجلزائر] ٩٣ النسب التالية: ١٩٧٥الدول العربية النفطية عام % في العراق]٩٨ر٦ % في دولة اإلمارات العربية] ٩٨ % في قطر] ٩٧الكويت] .(١٦)% في حالة كل من ليبيا وا?ملكة العربية السعودية ١٠٠وحوالي

وقد أثرت الزيادة الكبيرة في عائدات النفط على تغيير vط تخصيصهذه العائدات بالنسبة ?ا كان عليه احلال خالل اخلمسينات والستـيـنـات.

%٥٠فقد نتج عن الزيادة الهائلة الفجائية في عائدات النفط حتويل حوالي من اإليرادات التي � استالمها في كل من البحرين والـكـويـت وقـطـر عـام

). ثم بدأ تـصـاعـد احلـجـم١- ٥ إلى ا?ال االحتـيـاطـي (أنـظـر جـدول (١٩٧٤ا?طلق لإلنفاق احلكومي والعام لألغراض اجلارية واإلvائية معا بعد عام

] حيث � وضع برامج وخطط استثمارية شديدة الطموح تغطي النصف١٩٧٤الثاني من السبعينات في البلدان النفطية ذات «ا?قدرة االستيعابية» العاليةمثل العراق والسعودية وليبيا واجلزائـر. فـقـد بـلـغـت جـمـلـة االسـتـثـمـارات

بليون دوالر] كما بلغـت٣٤ حوالي ١ ٩٨٠- ١٩٧٦اخملططة في العراق للفتـرة جملة االستثمارات العامة اخملططة خالل نفس الفترة في السعودية رقما

بليون دوالر. كذلك بلغت جملة االستثمارات للسنوات١٤٣هائال يصل إلى

71

النفط والتنمية العربية

بليون دوالر] وفي اجلزائر بلغت جملة االستثمارات٧ر١٥ في ليبيا ١٩٧٥- ١٩٧٣.(١٧) بليون دوالر ٢٧ ر٥ ١٩٧٧- ٧٤اخملططة للسنوات األربع

] على١٩٧٤كذلك ساعدت احلقبة النفطية اجلديدة] التي بدأت مع عام ربط «قطاع النفط» بشكل أوسع ببقية أجزاء وآليات االقتصاد الوطني فيالبلدان العربية النفطية] وذلك من خالل إنـشـاء شـبـكـات مـن الـصـنـاعـاتوالـنـشـاطـات ا?ـتـكـامـلـة ا?ـرتـبـطـة بـقـطـاع الـنـفـط كـالـتـكـريــر وصــنــاعــاتالبتروكيماويات والنقل وما إليها من النشاطات. وقد أدى ذلـك بـدوره إلـىخروج قطاع النفط من حالة «العزلة» و «االنفصامية» التي كان يعيشها فيا?اضي عندما كانت الشركات البترولية الدولية] صاحبة االمتياز] تسيطرعلى القطاع النفطي وتقصر دوره على إنتاج وتصدير النفط اخلام] وعلـى

إدخال بعض ا?وارد ا?الية إلى اخلزانة العامة للدولة.وعلى الصعيد العربي ساعدت الطفرة في عوائد النفط على خلق أوضاعاقتصادية جديدة في ا?نطقة العربية نتيجة تدفقات رأس ا?ال من البلدانالعربية «النفطية» إلى البلدان العربية «غير النفطية»] من ناحية] وتدفقاتاأليدي العاملة من البلدان العربية ا?صدرة للعمـالـة إلـى الـبـلـدان الـعـربـيـة

من ناحية أخرى.(١٨)النفطية فكما حدثت عمليات الهجرة الواسعة لأليدي العاملة والسكان من الريف

Industrialization andإلى ا?دن خالل فـتـرات الـتـصـنـيـع والـنـمـو احلـضـري]

Urbanizationـط احلـيـاة وفـرصv على صعيد البلد الواحد] بفعل جاذبيـة العمل ا?توافرة في ا?ناطق احلضرية] فقد شـهـدت ا?ـنـطـقـة الـعـربـيـة فـيالسبعينات موجات هامة لهجرة وانتقال األيدي العاملة والسكان من البلدانالعربية «غير النفطية» إلى البلدان العربية «النفطية» بفعل عـامـل اجلـذباالقتصادي في الدول البترولية.. كما دفعت «الظروف الطاردة» في البلدانا?صدرة للعمالة بأعداد كبيرة من ا?هنيA والفنيA والعمال غير ا?هرة إلىاالنتقال إلى البلدان النفطية (ال سيما البلدان اخلليجية) التـي تـعـانـي مـن

نقص شديد في األيدي العاملة على اختالف مستويات ا?هارة.وبالرغم من وجود العديد من القيود اإلدارية والسياسيـة أمـام انـتـقـالالعمالة فيما بA البلدان العربية] شهدت ا?نطقة اجتاها متناميا ومتصـال

النتقال العمالة من البلدان غير النفطية إلى البلدان النفطية على نطاق

72

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

19

74

19

75

19

75

/74

19

76

/75

19

74

19

75

� 1

���

��� �

�� ��

���

� � �

����

������ �������

�8

3.9

%8

2.8

%9

6.9

%9

7.1

%9

6.3

%9

2.8

%

� 2

��� ���

���� �

!

����� �

������

��"

(1 �

5) �

�� �

���

(

�� ���

��� ) �

��� �� �

� �

����

� ��� �

��� �

�!" �

�# $

�� � �

��� % �

�&� '

�*+ �

,

#��

$���

&�'

(��

)��*

73

النفط والتنمية العربية

� �

���

���

��

�� �

� ���

.�����

����

23.10%

41.40%

37.90%

18%

21.60%

34.00%

� �

�����

�� �

� ���

31.7%

55.0%

(1)11.8%

(1)8.3%

(1)29.6%

(1)35.8%

��

�������

! "�#

45.2%

3.6%

50.2%

73.7%

48.8%

30.2%

��$

100.0%

100.0%

100.0%

100.0%

100.0%

100.0%

*. &'* 15 +&�, �-/:

(1

)

�;�� ���<

�! =�

�# �'

���>

?

� �

����@� AB

C�D

�E "�B�

F

G H

�I&: J : B<

#

�� LM

'�D

! N

E ��O

: P:B

��Q� R

���"

���

��# T

U�

����O

��Q

��I

B�

. �'

��V +�*

� =E�W

� X "�$

Y�D!

: �

����

1975/74 ����#

��W

� [Q �

B���

� [\ %

6.6 �@W

�E X �

�IM

$�D

! ]

�^ _

�`

. a

��U�

����

_

X 1976/1975 [Q �

B���

� ��b

[\ %

2.5 �

74

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

واسع منذ أواخر الستينات. وقد تزايدت حركة تصدير األيدي العاملةإلى دول اخلليج النفطية-على وجه اخلصوص-مند أوائل السبعـيـنـات بـعـدحصول دول اخلليج العربية على استقاللها السياسي وزيادة عائداتها مـنالنفط وبدء تطبيق سياسات تتسم بالتوسع السريع في مشروعات الـبـنـيـة

األساسية والتوسع في تقد� اخلدمات العامة (كالتعليم والصحة).وقد ازداد هذا االندفاع حدة بـعـد الـزيـادات الـتـي طـرأت عـلـى أسـعـار

بصفة أخص.١٩٧٣النفط بدءا من السبعينات وعقب أكتوبر (تشرين األول) ولقد أدت هذه الزيادة في الدخـل مـن الـنـفـط إلـى تـبـنـي خـطـط طـمـوحـةللتنمية وزيادة االعتماد على العمل ا?ستورد سواء في الدول العربيـة الـتـياتصفت تقليديا باستيراد العمالة كدول اخلليج العربي الصغيرة وليبيا] أوفي البالد العربية التي كانت تسـتـورد أعـدادا صـغـيـرة مـن ذوي الـكـفـاءاتالعالية والتي انتقلت إلى استيراد أعداد كبيرة من الـقـوى الـعـامـلـة لـلـوفـاء�شاريعها االستثمارية الضخمة والقفزة الكبيرة في إنفاقها الـتـنـمـوي] ال

.(١٩) ١٩٧٥سيما منذ عام وإلعطاء فكرة مبسطة عن احلجم واألبعاد اجلديدة التي اكتسبتها ظاهرةالعمالة ا?هاجرة (أو ا?تنقلة) بA الدول العربية خالل السـبـعـيـنـات] Hـكـن

الذي يشير إلى حـجـم واجتـاه تـيـارات(٢٠)توضيح ذلك مـن خـالل الـشـكـل الهجرة العمالية من الدول الـعـربـيـة «غـيـر الـنـفـطـيـة» إلـى الـدول الـعـربـيـة

. إذ يتضح من هذا الشكل أن أهم البلدان ا?صدرة للعمالة في(٢١)«النفطية»ا?نطقة العربية هي مصر واليمن بشطريه واألردن] وأن أهم البلدان ا?ستوردةللعمالة هي ا?ملكة العربية السعودية وليبيا والكويت ودولة اإلمارات العربية.وتأكيدا ألهمية هذه الظاهرة واآلثار ا?ترتبة عـلـيـهـا فـقـد جـاء فـي تـقـريـر

بليون دوالر يجري إعـادة٤حديث ?نظمة العمل العربية أن هـنـاك حـوالـي توزيعها سنويا من الدول العربية النفطية إلى الدول العربية ا?صدرة للعمالةفي شكل حتويالت نقدية وعينية من دخول ومدخرات العاملA ا?هاجريـن

.(٢٢)وا?تنقلA في العالم العربي وهكذا أصبحت هجرة األيدي العاملة من الدول «غـيـر الـنـفـطـيـة» إلـىالدول «النفطية» داخل ا?نطقة العربية] ظاهرة اقتصادية واجتماعية هامةجديرة بالتأمل والتمحيص ?ا لها من آثار عميقة على كل من الدول ا?صدرة

75

النفط والتنمية العربية

76

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

.(٢٣) وا?ستوردة لهذه األيدي العاملة على السواء بيد أن اجلوانب اإليجابية العديدة] التي سبـق اإلشـارة إلـيـهـا فـي هـذاالفصل] حول العالقة بA النفط والتنمية في العالم العربي يجب إال حتجبعنا رؤية العديد من السلبيات واجلوانب غير ا?شرقة التي حتفل بها احلقبةالنفطية اجلديدة. فقد تزايد اعتماد الدول العربية النفطية علـى الـقـطـاعاخلارجي (الصادرات والواردات) بشكل ينذر باخلطر في ا?ستقبل] إذ ارتفعنصيب الواردات في اإلنفاق احمللي بشكل هائل. كذلك سجل ا?يل ا?توسطلالستيراد (نسبة قيمة الواردات إلى قيمة الناجت احمللي اإلجمالي) أرقاما

كما هو١٩٧٣قياسية في تاريخ البلدان النفطية (باستثناء الكويت) بعد عام )] �ا يجعل البلدان العربية النفطية أكثر عرضة٢- ٥موضح في اجلدول (

لألزمات نتيجة تقلبات مستوى النشاط االقتصادي واألزمات الدوريـة فـياالقتصاديات الرأسمالية ا?تقدمة واألوضاع التي تطرأ على سـوق الـنـفـط

العا?ي.وإذا ما نظرنا إلى االقتصاد العربي في مجمله جند أن «الفجوة الغذائية»بA االحتياجات وا?وارد الغذائية الـعـربـيـة آخـذة فـي االتـسـاع مـنـذ حـقـبـة

ماليA طن من٣الستينات. ففي بداية الستينات كان العالم العربي يستورد ماليA طن في منتصف السبعـيـنـات. ومـا١٠احلبوب.. ووصل الرقـم إلـى

زالت الفجوة آخذة في االتساع إذا استمرت معدالت اإلنتـاج واالسـتـهـالكعلى ما هي عليه اآلن.. إذ أن إنتاج الغذاء على مستوى ا?نطقة العربية ينمو

% سنويا.٥% بينما ينمو االستهالك �عدل يزيد عن ٢سنويا �عدل وقد ترتب على تخلف معدالت اإلنتاج احمللي عـن الـوفـاء بـاحـتـيـاجـاتاالستهالك على الصعيد العربي ارتفاع هائل في حجم الواردات الغذائية..

مليون طن من احلبوب سنويا..٢٠إذ بينما تستهلك البالد العربية حوالـي يتم استيراد نصف هذه الكمية من خارج ا?نطقة العربية.. كما يتـم تـلـبـيـة

% من حاجات البلدان العربية من السكر والزيوت النباتية والدهون واأللبان٩٠واللحوم عن طريق االستيراد من اخلارج. ومع تزايد حجم االستيراد عامابعد آخر جند أن البلدان العربية تستورد احلبوب بشكل مركز من أمريـكـاوكندا وأستراليا أي أكثر دول العالم حتكما في سوق احلبوب الدولية. كما

أصبحت ا?نطقة العربية-خالل السنوات اخلمس ا?اضية-سوقا رئيسية

77

النفط والتنمية العربية

64

�1

97

26

4�1

97

21

96

51

97

0

����

��

9.5

%8

.4

%(7

2�7

3)

13

.0

%2

4.5

%(7

2�7

6)

23

.5

%3

0.6

%3

3.7

%(1

97

3)

��

�7

.7

%7

.6

%(7

2�7

4)

3.5

%4

2.8

%(7

2�7

4)

21

.1

%1

8.4

%3

3.5

%(1

97

4)

����

7.5

%3

9.7

%(7

2�7

5)

5.6

%8

2.6

%(7

2�7

5)

24

.8

%1

8.5

%4

4.5

%(1

97

5)

� �

���

9.8

%2

8%

(7

2�7

5)

8.3

%4

0.5

%(7

2�7

5)

22

.3

%2

5.1

%2

2.5

%(1

97

5)

�����2

0.7

%5

0.9

%(7

2�7

4)

16

.5

%6

5.9

%(7

2�7

4)

37

.6

%3

0.3

%3

7.1

%(1

97

4)

� �

��

��1

4.5

%5

3%

(7

2�7

6)

19

.0

%6

6.3

%(7

2�7

6)

18

.0

%2

8.7

%3

1.1

%(1

97

6)

� ���

10

.6

%2

6.2

%(7

2�7

6)

11

.1

%4

6.9

%(7

2�7

6)

23

.7

%2

4.3

%4

6.8

%(1

97

6)

(2

� 5

) �

�� �

���

���

� �

� �

� ���

����� �

���

� ��

�� �

��� �

�����

�� ��!

��

"# �

�$%

���

����

19

72

���

��

����

�� �!��� "

#�� $

��&�

'�*

#� +

�,� -

/���� :;�<�

( �

���

� ��

�#�� )

& '

��� *

���

�� � �

���

�+ "

>��?

#� �

!@�� �

�ABC D

�� �

�E��F

� G��H

&�� �I

�J "

����"

��I

+��

.� :

���

. (

2) K

(1

) L

�?��

� K (

19

78

) M

��N�� ���� �

,� �

� ��-

19

73

���

��

�!�B O

� "�����

�� ���

P

'�*

#� +

�,� -

/����

( �

���

� ��

�#�� )

19

72

���

��

( �

���

� ��

�#�� )

����*

#� "

�����

�� �!�Q� :

;�<�

����

�� �!��� "

#�� $

��&�

78

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

للمواشي واللحوم األسترالية. وبذلك حتولت مشـكـلـة األمـن الـغـذائـيالعربي من مشكلة اقتصادية بحتة إلى مشكلة سياسية هامـة] حـيـث تـلـوحأمريكا دوما بإمكانـيـة اسـتـخـدام «سـالح الـغـذاء» لـشـل قـدرة الـعـرب عـلـىاستخدام «سالح النفط» في إطار أية مناورة أو مواجهة ي� العالم العربيوالواليات ا?تحدة.. وبذا يتلخص جوهر ا?شكلة السياسي-كما وضعها الدكتورسيد جاب الله وزير التخطيط ا?صري السابق فـي تـقـريـر حـديـث لـه عـنمشكلة «األمن الغذائي» في الوطن العربي-في حقيقة بسيطة أال وهي: أنالعرب ال يستطيعون اتخاذ قرار عسكري أو اقتصادي حاسم إال إذا كانتهناك قاعدة غذائية عريضة يتوافر معها فائض غذائي] يحول دون خشية

قطع صادرات احلبوب إلى ا?نطقة العربية.وإذا كان تصور vو اإلنتاج الزراعي من احلاصالت الزراعية الرئيسيةهو سبب الفجوة الغذائية ا?تزايدة فإنه ال بديل أمـام الـبـالد الـعـربـيـة عـنالعمل لرفع معدل vو اإلنتاج الزراعي بشـقـيـه الـنـبـاتـي واحلـيـوانـي.. وإالأصبح العالم العربي وجها لوجه أمام شبح اجملاعة.. أو في أفضل الظروف

الوقوع حتت سيطرة احتكار الدول ا?صدرة للحبوب واللحوم.Externalومن ناحية أخرى يالحظ أن حجم ا?ديونية اخلارجية العامة

Public Debtجملموع الدول العربية قد ارتفع بكل واضح خالل النصف األول % من١١ ر٤ نحو ١٩٧٥من السبعينات] وأصبحت هذه ا?ديونية تؤلف في عام

إجمالي ا?ديونية العامة اخلارجية للدول النامية] بينما كانت هذه النسبة ال% من إجمـالـي٦٠ كان ما يـقـرب مـن ١٩٧٥. وفـي عـام ١٩٦٩% عام ٩تتـجـاوز

ا?ديونية اخلارجية للدول العربية مركزا في بلدين هـمـا مـصـر واجلـزائـر]% من إجمالي هذه ا?ديونية عـلـى أربـعـة بـلـدان هـي ا?ـغـرب٣٠بينـمـا تـوزع

%) على كل من العراق١٠وتونس والسودان وسوريا كما توزع باقي ا?ديونية (واألردن والصومال وموريتانيا. ويالحظ كذلك االجتاه التصاعـدي لـنـسـبـةخدمة الدين اخلارجي إلى مجموع الصادرات السلعية واخلدمية في كل من

بـ١٩٧٥Aمصر والسودان بصفة خاصة حيث تـراوحـت هـذه الـنـسـبـة عـام ) وهي نسبـة مـرتـفـعـة بـالـنـسـبـة٣- ٥% كما هـو مـوضـح بـاجلـدول (٢٦%] ٢١

للمتوسطات السائدة للبلدان النامية. مسألةAllocation of resourcesوهكذا أصبحت مشكلة تخصيص ا?وارد

79

النفط والتنمية العربية

أكثر تعقيدا �ا كانت عليه من قبل بالنسبة للعديد من البلدان العربية] إذأصبحت تلك العملية ال تنـطـوي عـلـى ا?ـوازنـة الـتـقـلـيـديـة بـA «مـخـصـصاالستهالك» و «مخصص التراكم» بل أصبحت عملية لها بعد ثالث وجديد.فا?وارد ا?تاحة لالقتصاد القومي يصبح من الواجب تـخـصـيـصـهـا لـثـالثـة

أوجه رئيسية:أ- الوفاء بحاجات االستهالك اخلاص والعام (مخصص االستهالك).

ب- الوفاء بالتزامات خدمة الدين اخلارجي (مخـصـص إهـالك الـديـناخلارجي).

جـ- الوفاء بحاجات التنمية واإلنفاق االستثماري (مخصص التراكم).وفـي حـاالت عـديـدة يـكـون خملـصـص «االسـتـهـالك» و «إهـالك الــديــناخلارجي» األولوية ا?لحة عند تخصيص ا?وارد القومية احملدودة] بـحـيـثيصبح «مخصص التراكم» حتت رحمة ما قد يفيض من موارد بعد الـوفـاءبحاجات االستهالك وخدمة الدين اخلارجي] وبذا تصبح عمليـة الـتـنـمـيـةطويلة األجل معرضة للنكسات نظرا البتالع جانب هام من ا?وارد االقتصادية

في سد حاجات االستهالك اجلاري وخدمة الدين اخلارجي.بيد أن األمر األكثر خطورة هو ما Hكـن مـالحـظـتـه مـن ارتـفـاع نـسـبـةمساهمة ا?صادر اخلاصة لالقتراض (أسواق ا?ال الدولية] وشبكة ا?صارفالدولية) في �ويل الدين اخلارجي للبلدان العربية في السنوات األخـيـرة]

) بحسبCommitmentsإذ يالحظ �قارنة التركيب النسبي لهيكل االرتباطات () و١٩٧٢- ٧٠مصادر اإلقراض (اخلاصة] احلكومية] الدولية) خالل فترتي (

) ازدياد نصيب ارتباطات اإلقراض من «ا?صـادر اخلـاصـة» إلـى١٩٧٥- ٧٣(جملة االرتباطات من ا?صادر الثالثة مقابل انخفاض وتراجع نسبة مساهمةاالرتباطات اإلقراضية من ا?صادر احلكومية والدولية. وينعكس ذلك بشكلخاص على شروط اإلقراض التي أصبحت أكثر قسوة وأقل تيسيرا من ذي

.(٢٤)قبل بدأGrowthmanshipكذلك فإنه في ظل الـسـعـي وراء «الـنـمـو الـسـريـع»

يغيب عن األذهان السؤال األساسـي حـول «الـتـنـمـيـة ?ـن ? و�ـن ?». إذ أنعملية التنمية إذا لم يرافقها توزيع أكثر عدالة لثمار التنمية والتحديث علىالفئات االجتماعية اخملتلفة وإشباع ا?زيد من احلاجات األساسية للسكان

80

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

��

�2

3.6

%2

5.4

%1

9%

28

.4

%3

4.1

%3

0.5

%2

5.7

%2

4.3

%3

0.1

%

�����

�7

.9

%1

0.4

%1

3.2

%1

3.2

%1

2.2

%1

4.8

%2

1.3

%1

2.3

%1

6.1

%

����

�2

.9

%3

.6

%7

.5

%1

4.8

%1

5.4

%1

4.4

%9

.3

%8

.7

%1

3.1

%

���

20

.7

%1

9.5

%1

6.8

%1

6.3

%1

2%

7.2

%7

.6

%2

0.7

%1

7.5

%

�����

8.7

%8

.6

%1

1.7

%1

0.8

%1

0.1

%6

.5

%7

%1

0.4

%7

.9

%

�����

8.6

%1

0.3

%9

.9

%8

.2

%7

.5

%6

.6

%8

.2

%9

.5

%7

.4

%

���������

2.1

%3

.1

%3

%5

.7

%2

%3

.8

%1

5.3

%3

.9

%7

%

�����

4.7

%5

.1

%9

.1

%8

.6

%8

%6

.3

%5

.1

%7

.6

%6

.5

%

�����

�1

.5

%2

.1

%2

.5

%3

%3

.7

%5

%4

%2

.5

%4

.2

%

�����

2.1

%2

.2

%1

.9

%3

%3

%1

.6

%1

%2

.4

%1

.9

%

(3

5

) ��� ����

��

��

���

����

� �

��

��

��

�� �

�����

�� �

��� �

� !����

� "#�

�� ��$ �

�%�&�� ��

' ��*+

19

69

19

70

19

73

73

�1

97

5

�����

!����

70

�1

97

2

�����

!����

: ���

,�

�"#�

: ���

��

��� ���-��

�'�.#�

�� ( /

: 0

�$-� 1��

�� ���

����

( 2

Wo

rld

B

an

k, W

orld

D

eb

t T

ab

les, V

olu

me II, T

ab

le 1

6

Wo

rld

B

an

k, W

orld

D

eb

t T

ab

les, V

olu

me I, T

ab

le 1

H

19

74

19

75

19

71

19

72

81

النفط والتنمية العربية

تكون قد فشلت في حتقيق الرفاه والتقدم ا?نشودين. وكما حدث فـيالعديد من البلدان النامية نشاهد ا?باني العامة الضخمة وا?صانع العمالقةوا?طارات احلديثة إلى جانب حشود من الفالحA الـفـقـراء أو مـن سـكـان«أحياء القصدير» في ا?دن] والذين تنقصهم ا?ستـلـزمـات األولـيـة لـلـحـيـاةاإلنسانية الكرHة. وهذه ا?فارقة ناجتة عـن االكـتـفـاء �ـؤشـرات الـتـنـمـيـةالسطحية التي تقوم على ا?توسطات احلسابية] والتي تطمس العديـد مـن

التناقضات وا?فارقات االقتصادية واالجتماعية.وخالل عقد الستينات كانت صورة توزيـع الـدخـل فـي الـوطـن الـعـربـي]Aحسب الشرائح الدخلية] يغلب عليها طابع التفاوت الشديد] كما هو مبـ

) فـي ضـوء اإلحـصـاءات احملـدودة ا?ـتـوافـرة وغـيـر٤- ٥فـي اجلـدول رقـم (الدقيقة. ورغم أن ا?وارد ا?الية النفطية قـد سـاعـدت بـال شـك عـلـى رفـعأرضية الدخول الدنيا في البلدان العربية النفطية خالل عقد السبعينات]فهناك الكثير من الدالئل وا?ؤشرات التي تشير إلى أن vط اإلنفاق العاموالسلوك االقتصادي العام الذي ساد في األقطار النفطية في أعقاب الطفرة

اتساعاincomes gapفي عوائد النفط قد أدى إلى تزايد «الفجوة الدخلية» بA الشرائح الدخلية اخملتلفة] نظرا ألن الدخول النقدية الدنيا كانت ترتفع

.(٢٥)�عدالت أقل بكثير من معدالت ارتفاع الدخول العليا وليس هناك من شك في أنه كلما ساء توزيع الدخل القومي بA األفرادواجلماعات كان الرخاء وثمار التنمية والتحديث من نصيب القلة ا?ـوسـرةوالصفوة ا?ميزة] بينما يكون البؤس وفتات ا?وائد من نـصـيـب اجلـمـاهـيـر

الواسعة التي تتحمل عبء اإلنتاج والتنمية.وقد تكون إثارتنا لبـعـض الـتـسـاؤالت حـول ا?ـظـاهـر وا?ـؤشـرات «غـيـرالصحية» التي رافقت عملية التنمية العربية خالل السبعينات مدعاة ?زيدمن التأمل والتفكير. فالقضية اجلوهرية ليست االختيار بv Aوذج «التنميةا?نغلقة» في مواجهة vوذج «التنمية ا?نفتحة على اخلارج» وإvا األهم منكل هذه ا?قارنات اخلارجية والسطحية هو حتديد ماهية عملية التنـمـيـة.فالتناقض احلقيقي ليس بA «االنفتاح» و «االنغالق»] كما يصوره البعـض]وإvا هو بA عملية التنمية ا?ستقلة «ذاتية التوجه» وبA «عملية الـتـنـمـيـةالتي تكرس التخلف والتبعية للخارج». فارتفاع حجم الواردات وارتفاع حجم

82

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

( � )

( �

)

���

����

19

60

19

70

���

����

19

60

19

70

�����

34

%

�����

2%

�� �

3

3%

�� �

3

%

�����

35

%2

6%

�����

4

%

��� �

(2

) 3

3%

�����

7%

4%

��� �

��

21

%��� �

�����

2

0%

��

��

�2

5%

19

%��� �

��

5%

�����

1

3%

�����

1

0%

��� �

Hilan

d, C

ultu

re et D

evelo

pem

en

t en

S

yrie et d

an

s les P

ays R

etard

es; (E

d. A

ntro

po

s, P

aris 1

96

9)

Wo

rld

B

an

k, W

orld

E

co

no

mic an

d S

ocial In

dicato

rs. D

ec. 1

97

7, W

orld

T

ab

les, 1

97

6

(4

5

) ��� ��

: �� �

(2

) ������

����

���

�� ��� �

�� !

���

"��

�#$� %� %

20

'��

�*�+

� ,

-.��

/13

.��

(1

) ������

����

���

�� ��� �7� !

��� "

�� 8�#�9�

�#$� %� �;�9� !

�-

7<

=� ,

-.��

/13

.��

���

�� ���

����

: �3

9�

. ���

?@

� A

�;�B��

! %

5

�*�C /

13

D �E-

D (2

) . F

1B���

G

�.��

����

%� �H ������

����

�7+

� (1

)

A�.1I-

�� �J ��

� �1K�

B��

L�

=E��

MBK !

N

;��+

�� /

- ����

���

�I� 8��3

�� O�B� M

BK

83

النفط والتنمية العربية

ا?ديونية اخلارجية قد يتحول لعناصر قوة] وليس عناصر ضـعـف] لـوأحسن توجيهه خلدمة التنمية واإلسراع �عدالت التراكم] وقد يتحول إلىعامل نقمة ومصدر من مصادر االختناق وتعثر عمليات التنمية في ا?ستقبلإذا ما ذهبت هذه الواردات والقروض اخلارجية إلى بالـوعـة «االسـتـهـالك

اخلاص الترفي» و «اإلنفاق العام غير ا?نتج».وهكذا فإن طريق مسيرة اإلvاء العربية] في ظل النفط] ليس مفروشابالورود] بل هناك العديد من األشواك واحملاذير الواجب جتنبها إذا ما أريدلعملية التنمية العربية أن تأخذ أبعادها التاريخية احلقيقية] وإذا ما أريـدللنفط العربي أن يرتفع إلى مستوى التحديـات اإلvـائـيـة األسـاسـيـة الـتـي

جتابه الوطن العربي.

84

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

85

الفوائض النفطية والسياسات االستثمارية لالموال العربية

الفوائض النفطية والسياساتاالستثمارية لألموال العربيـة

لعل أهم ما Hيز «احلقبة النـفـطـيـة اجلـديـدة»في العالم العربي منذ ارتفاع أسعار النفط في نهاية

] هـو أن الـزيـادة الـكـبــيــرة فــي إيــرادات١٩٧٣عــام الصادرات النفطية ال ترجع إلى زيادة مقـابـلـة فـياإلنتاجية أو في حجم التراكم الرأسمالي وإvا هينتيجة مباشرة للتحسن الكبير وا?فاجئ الذي طرأ

externalعلى معدالت التبادل الـتـجـاري اخلـارجـي

terms of tradeلصالح صادرات النفـط. ولـكـن هـذا التحسن في معدالت التبادل التجاري اخلارجي لم

transfer of realيـصـاحـبـه حتـويـل ?ـوارد حـقـيــقــيــة

resourcesمن الدول الغربية ا?ستوردة للـنـفـط إلـى الدول العربية ا?صدرة للنفط] وإvا ظهر في شكلتراكم فوائض في موازين ا?دفوعات للدول العربيةا?صدرة للنفط يتم حتويلهـا أوال بـأول إلـى أصـول

.)١( أو أدوات دين في ذمة الغيرFinancial assetsمالية وهكذا فقـد نـتـج عـن االرتـفـاع ا?ـفـاجـئ والـسـريـعلإليرادات النفطـيـة وتـفـوق نـسـب تـراكـم تـدفـقـاتالدخل النفطي على «ا?قدرة االستيعابية» القصيرةاألمد ?عظم اقتصاديات الدول النفطية (باستثـنـاء

6

86

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

اجلزائر والعراق) نشوء ظاهرة جديدة غير مألوفة في التاريخ االقتصادياحلديث] تتمثل في اقتران ظاهرة «التخلف» بظاهرة «تصديـر رأس ا?ـال»للخارج. وقد ساعد على ذلك انعدام وجود سوق مالية عربية نشطة ومتحررةمن سيطرة شبكة ا?صارف الدولية تقوم بدور التوسط ا?الي ا?طلوب علىصعيد ا?نطقة العربية لتحقيق قدر من التوازن في توزيع السيولة النقدية

واألموال القابلة لالستثمار بA البلدان العربية النفطية وغير النفطية.وواقع األمر أن معظم الفوائض ا?الية للدول العربية النفطية مـا زالـتطليقة] جتد طريقها إلـى خـارج الـوطـن الـعـربـي] أمـا مـن خـالل ا?ـصـارفالوطنية للدول النفطية أو من خالل ا?صارف األجنبية اجملازة في بعضها]أو من خالل فروع ?صارف أجنبية ال تخضع للنظم ا?صرفية احمللية (كماهو احلال في البحرين) أو من خالل األجهزة ا?صرفية في الدول الوسيطة(مثل لبنان) أو عن طريق اإليداعات ا?باشرة. ولذا فال عجـب أن اجلـانـباألعظم من التوظيفات واإليداعات لألرصدة الهائلة للدوالرات البـتـرولـيـة

.Euro-dollar market(٢)للدول العربية النفطية تتم في سوق الدوالر-األوروبي ولكن األدهى من ذلك أننا جند أن بلدان العسر العربية (البـلـدان غـيـرالنفطية) حتصل على جانب هام من حاجاتها ا?الية عن طريق االقتـراضمن أسواق ا?ال العا?ية التي تستوعب معظم األرصدة النـفـطـيـة الـعـربـيـة.وهذا يعني أن البلدان العربية «غير النفطية» تقترض في واقع األمر أمواالعربية] حتصل عليها عن طريق مؤسسات التمويل الغربيـة وبـشـروط تـلـكا?ؤسسات بدال من حصولها على ا?ال العربي الفائض من أصحابه مباشرةودون وساطة أجنبية. وهكذا يتقابل عرض األرصدة ا?الية العربية والطلبعليها بطريقة غير مباشرة في األسواق ا?الية الغربية (وخاصة سوق الدوالراألوروبي) وتقوم األجهزة ا?الية الغربية بعمليات التوسط ا?الي بA اجلهات

العربية ا?قرضة وا?قترضة.ويكمن السبب الظاهري لتركز االستثمارات العربية في سوق «العمالتاألوروبي» في حجم هذا السوق وفي انفتاحه] وكذلك في معدالت الفائدةالسائدة فيه] تلك ا?عدالت التـي كـانـت بـشـكـل عـام أعـلـى مـن غـيـرهـا فـيا?راكز ا?الية األخرى وعلى األخص في «السوق األمريكي». بيد أن هنـاكتفسيرا أكثر نفاذا جلوهر الظاهرة وهو الذي يرد هـذا الـنـمـط السـتـثـمـار

87

الفوائض النفطية والسياسات االستثمارية لالموال العربية

الفوائض النفطية إلى أسباب تتعـلـق بـطـبـيـعـة رأس ا?ـال الـعـربـي فـي دولالفائض النفطية] حيث أن معظم الدول النفطية بسبب ضعـف ثـقـتـهـا فـيا?ؤسسات ا?الية واألوضاع االقتصادية العربية تبحث عن مظلـة خـارجـيـةتعمل في ظلها في إطار السوق النقدية العا?ية التي تتمتع باالستقرار فـيا?عامالت] وتستطيع أن حتميها من اخملاطر «غير التجارية» التي قد تتعرض

لها أموالها في البلدان العربية والبلدان النامية.ولذا ظلت الودائع في سوق الدوالر-األوروبي] واستثمارات حافظة األوراقا?الية في أذون للخزانة وسندات حكومية وأسهم الشركات األجنبيـة] هـيالشكل األسهل واألكثر ضمانا نسبيا الستثمار الفوائض ا?الية العربيـة إذاما قورن �جاالت االستثمار ا?باشر في الدول العربية أو الـنـامـيـة (أنـظـر

). ويعود ذلك بصفة أساسية إلى نوعية ا?ستثمر العربي اخلاص١- ٦جدول في الدول النفطية-فهو عادة مستثمـر يـعـرف طـريـقـه بـسـهـولـة فـي مـجـالاالستثمارات العقارية وأعمال الوساطة التجارية ولكنه محدود اخلبرة فياالستثمارات ا?باشرة األكثر تعقيدا في اجملال الصناعـي] ولـذا فـهـو يـؤثـرعليها القرارات السهلة مثل إيداع أمواله لدى أحد ا?ـصـارف األجـنـبـيـة أوشراء األوراق ا?الية الغـربـيـة (اسـتـثـمـارات احلـافـظـة) عـن طـريـق مـكـاتـب

.(٣)السمسرة ا?نتشرة في البلدان العربية النفطية هذا باإلضافة إلى vو ظاهرة «اكتناز» األموال واالحتفاظ بها في صورةذهب وفضة وحبسها عن دورة احلياة االقتصادية ا?تجددة] فقـد جـاء فـي

] أن مـنـطـقـة الـشـرقMiddle East Marketsنشـرة «أسـواق الـشـرق األوسـط» األوسط أصبحت واحدة من أهم أسواق الذهب في العالم] بعـد أن تـدفـق

طن من الذهب وجدت طريقها إلى اخلزائن٣٠٠ حوالي ١٩٧٧إليها في عام اخلاصة. وHكن تتبع مشتريات الدول العربية النفطية من الذهب (باألطنان)

:(٤)في السنوات األخيرة على النحو التالي ١٩٧٥١٩٧٦١٩٧٧ البلد

٤٥ر١٢٤١٥السعودية٣٥ر١٤٣٩٧الكويت ودول اخلليج

88

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

���

��

��

��

��

������

������

������

� �������

�����

� �

���

3.6

6.4

3.1

3.5

3.1

3.3

� ������ �

������� ����

1.7

3.0

1.9

2.1

1.5

1.6

�!

" �

���#$���

0.7

1.2

1.0

1.1

1.1

1.2

* � ������

������ ������

�6

.0

10

.6

6.0

6.8

5.7

6.0

�������

� ����%� �����

� �

���

6.0

10

.6

9.4

10

.6

9.7

10

.2

������� �

�!

" �

���#$���

1.0

1.8

3.6

4.1

4.5

4.7

&'

�(�

19

74

"�

��� ����" ���� ���

"�

����" ����!#� $%&'

�� ��&�� (

�)* ����� +

,��-�� .�&/

��� 0

2

(1

5

6

) :;% ��&<

%%

%

�#+

�(� ,

�-

/� :

���

19

74

19

75

19

76

(��<=)

?��� ���@ A

BC�D ���@ A

BC�D ���@ A

B

���

89

الفوائض النفطية والسياسات االستثمارية لالموال العربية

��

�����

���

����

�2

8.0

49

.6

37

.8

42

.7

38

.7

40

.6

����

����

����

��� �

����

��

. �

��

� !��� "#$

%&�

������ ���

���

��

35

.0

62

.1

50

.0

57

.3

52

.9

55

.5

� �

����

��

�����

������

. �

����

����'

��(�)

*�� �

�+

,*

11

.9

21

.1

24

.3

27

.4

27

.6

29

.0

���

� �

�-��

/%:��

�;

��

����

����

����

��� <

-��

"#$

%&�

���

� �

��=�& >

��(

3.5

6.2

7.5

8.5

9.1

9.5

?�@

A�

56

.4

10

08

8.6

10

09

5.3

10

0

: ���

��

Ban

k o

f E

nglan

d Q

uarterly B

ulletin

, V

ol. 1

6, N

o. 2

, Ju

ne 1

97

6, P

age 1

75

. ��-

�BC �

�-��

/%:��

����

��� �

�D�E �

F+:� G�H

* *

90

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

وقد يكون من اإلنصاف القول أن الدول النفطية العربية لم يكن أمامهافي األجل القصير-وغداة الطفرة في عائدات النفط-سوى البحث عن سبلاحلصول على أفضل «ريع مالي» �كن من خالل تنويع استخدامات فوائضأموالها بA نقد سائل وودائع مصرفية وعقارات وأسهم وسندات فـي دولمختلفة] وبعمالت شتى. ولكن أية نظرة مستقبلية لألمور ال بد أن يرافقهاتصور استراتيجي ?ستقبل التنمية في العالم العربي] وموقع االقتصاد العربيمن اخلريطة ا?ستقبلية لالقتصاد العا?ي. و لذا إذا كان هناك مجال لقبولوتبرير هذا السلوك في األجل القصير] باعتباره أسـهـل احلـلـول ا?ـمـكـنـة]وفي ظل غياب «الرؤية التاريخية» لألمور] فليس هناك ما يبـرر اسـتـمـرارهذا«النمط االستثماري» في ا?ستقبل. فأية رؤية مستقبلية لسياسات وبدائلاستثمار األموال العربية النفطية ال بد لها وأن تكون رؤية شاملة لـهـا بـعـداستراتيجي وقومي] ال سيما وأن هناك أزمة حقيقية ومخاطر هائلة تتهدد

االستثمارات العربية في اخلارج.فهناك شك كبير في أن الهياكل الراهـنـة ألسـواق ا?ـال الـدولـيـة سـوفتسمح في السنوات القادمة باالستمرار في امتصاص ا?زيد من األرصـدةا?الية النفطية في شكل ودائع مصرفيـة وشـهـادات إيـداع وسـنـدات وأذونخزانة كما كان احلال من قبل. إذ يالحظ في هذا الصدد أن احلجم القائملقيم شهادات اإليداع الدولية ا?قومة بالدوالر] وهي أدوات قصيرة األجـل

) بليون دوالر. فهي سوق١٧بطبيعتها] ال يزيد] وفق آخر اإلحصائيات] عن (ضيقة احلجم بطبيعتها كما أنها سوق سـريـعـة الـتـأثـر �ـا يـدور فـي سـوقالدوالرات الدولية وبهيكل أسعار الفائدة على الـعـمـالت الـدولـيـة. كـمـا أنسوق اإلقراض ا?صرفي ا?توسط األجل أو «سوق الـعـمـالت الـدولـيـة» قـدغدت أقل قدرة على النمو وبالتالي استيعاب ا?زيد من األرصدة النفطية.فقد لوحظ أن األرصدة ا?ودعة لدى ا?صارف اخلمسة والعشرين الكبرىتكاد تفوق] إن لم تكن قد فاقت بالفعل] إمكانات إدارتها لهذه األرصدة] وأنحدود اإلقراض التي Hـكـن الـذهـاب إلـيـهـا فـي ظـل «الـقـواعـد ا?ـصـرفـيـةالتقليدية» السائدة قد وصلت في بعض احلاالت إلى نسب غير مطمئـنـة.ولذا فإنه من غير ا?توقع أن تستثمر هذه السوق في استيعـاب ا?ـزيـد مـن

.(٥)األرصدة النفطية بنفس ا?عدالت السابقة] لسنوات طويلة قادمة

91

الفوائض النفطية والسياسات االستثمارية لالموال العربية

ومن ناحية أخرى فإن االستثمارات ا?الية العربية اخلـارجـيـة تـتـعـرضللعديد من اخملاطر االقتصادية والسياسية. فلما كان اجلانب األعظم مـناالستثمارات ا?الية اخلارجية للدول العربية النفطـيـة يـأخـذ شـكـل دائـنـيـةتتعرض باإلضافة إلى اخملاطر السياسية لنـوعـA أسـاسـيـA مـن اخملـاطـر

:(٦)االقتصادية ال مناص من مواجهتها اخلطر األول:

هو خطر انخفاض قيمة العملة الرئيـسـيـة ا?ـقـومـة بـهـا تـلـك «احلـقـوقالدائنة» نتيجة تقلبات أسعار صرف العمالت األجنبية] وال سيما احلقـوق

ا?قومة بالدوالر األمريكي.اخلطر الثاني:

وهو خطر انخفاض قيمة العمالت النقدية في مجموعها وضعف قوتهاالشرائية بصفة عامة بالنسبة للسلع واخلدمات بفعل التضخم بعد انقضاء

فترة االستقرار النقدي التي سادت في اخلمسينات والستينات.وHكن القول أن اجلزء األكبر من االستثمارات ا?الية العربية اخلارجيةمعرض للخطرين معا: مخاطر تقلبات أسعار الصرف للعـمـالت األجـنـبـيـةومخاطر التضخم العا?ي. وتلك اخملاطر �ثل نقطة الضعف األساسية فيا?وقف الراهن. ففي ظل معدالت التضخم ا?رتفعة في البلدان الرأسماليةا?تقدمة تتعرض كافة ضروب االستثمار ا?ذكورة النخفاض قيمتها احلقيقيةنتيجة خفض قيم العمالت ا?قومة بها] من ناحية] وبفعل التضخم النقدي]من ناحية أخرى. ومهما بذل من مجهودات في سـبـيـل تـخـفـيـض اخملـاطـربتنويع حافظة األوراق ا?الية وتنويع العمالت ا?قومة بها هذه االستثمارات]فإن العائد ا?الي السنوي لكافة أشكال االستثمار ا?ذكورة لم يعد يكفي فيكثير من األحوال حلماية القيمة احلقيقية لألصول ا?الية ا?ملوكة لـلـعـربفي الغرب من التآكل مع مرور الزمن في ظل الظروف االقتصادية السائدة

»Stagflation«,في العالم الغربي ا?تقدم حيث أصبح «الكسـاد الـتـضـخـمـي»سمة �يزة ودائمة لهذه االقتصاديات.

ولذا فإن أية محاولة الحتواء اآلثار التدميرية التي يـحـدثـهـا الـتـضـخـمالعا?ي وتقلبات أسعار صرف العمالت األجنبية في قيمة األصول ا?الية البد لها وأن تكون محاولة جذرية تأخذ شكل حتويل األصول ا?الية القائمة

92

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

إلى أصول إنتاجية] ألن األصول اإلنتاجية هي وحدها القادرة على تـولـيـدمصادر ثابتة للدخل وبديلة للعائدات النفطية القابلة للـنـضـوب فـي األجـل

الطويل.وهكذا فإن اخملرج احلقيقي من األزمة الراهنة يكمن في بذل اجملهوداتاجلدية لتحويل األصول ا?الية العربية احلالية إلى أصول إنتاجية حقيقية]�ا يستلزمه ذلك من vط جديد للسياسات االستثمارية للفوائض النفطية.ولهذا فإن ا?شكلة احلقيقية التي تواجهها البلدان الـعـربـيـة الـنـفـطـيـة هـيالبحث عن منافذ استثمارية جديدة حتقق االستخـدام األكـفـأ لـرأس ا?ـالالعربي النفطي مع توفير الضمان والعائد اجملـزي لـه. ويـتـم ذلـك فـي ظـلتزايد الوعي لدى ا?ستثمرين العرب في الدول النفطية باخملاطر التجاريةوغير التجارية التي تتعرض لها االستثمارات ا?الية العربية في اخلارج] والسيما ما تتعرض له من تآكل نقدي ومن قيود مفروضة على حركتها ومجاالتاستثمارها وما يترتب على ذلك من انخفاض لقيمتها احلقيقية واضطرارهاإلى «التنقل االغترابي» ا?ستمـر مـن بـلـد آلخـر ومـن عـمـلـة ألخـرى بـهـدف

جتنب أو تقليص حجم اخلسائر ا?توقعة.وفي هذا اإلطار] يطرح موضـوع اسـتـثـمـار هـذه األمـوال داخـل الـوطـنالعربي نفسه بديال رئيسيا في هذا ا?يدان. إذ Hيل الرأي لدى فريق هاممن الكتاب وراسمي السياسات إلى «أن التوسع البديل في استثمار األموالالعربية العامة في الدول الغربية ا?ستهلكة لـلـنـفـط قـد يـنـطـوي فـي ا?ـدىالطويل على مخاطر غير جتارية جتاوز اخملاطر القائمة في الدول العربيةا?ستوردة لرأس ا?ال] وذلك باعتبار ما �ثله األموال العربية التي تـتـراكـملدى الدول الغربية (وتخضع بالتالي لسيطرتها السياسية) من سالح مضادفي مواجهة الدول العربية التي تنتمي إليها هذه األموال] إلى جانب القصاصالذي Hكن أن تتعرض له هذه األموال بالفعل إذا ما تصرفت الدول العربيةا?نتجة للنفط بطريقة تتعارض مع مصالح الدول ا?ضيفة لتلك االستثمارات]وهو احتمال قائم في عالقة ا?نتج با?ستهلك السائدة بA الطرفA] حـتـى

.(٧)إذا استبعدنا العوامل السياسية» ولدى حتسس العرب البطيء لهذه احلقائق ا?صيرية انطلقت في بعضالدوائر االقتصادية في الغرب دعاوى خـبـيـثـة تـهـدف إلـى ربـط الـفـوائـض

93

الفوائض النفطية والسياسات االستثمارية لالموال العربية

ا?الية العربية ربطا محكما بعجلة وبنية االقتصاديات الرأسمالية في الغرب�ا يتجاوز األشكال والقوالب الراهنة لالستثمارات ا?الية والودائع قصيرةاألجل. وحتمل الدعوة في ظاهرها طابع احلرص علـى ا?ـصـالـح الـبـعـيـدةللمستثمرين العرب في ظل الظروف التضخمية الراهنة] ولكنها حتتوي فيباطنها على محاولة ذكية] وأبعد نظرا] لـلـربـط بـA ا?ـصـالـح االقـتـصـاديـةالغربية ومصالح ا?ستثمرين العرب في الدول النفطية بشكل عضوي يصعبالفكاك منه في ا?ستقبل. وقد عبر عن هـذه الـفـكـرة ايـان لـيـتـيـل وروبـرتمابرو (من جامعة أكسفورد-ببريطانيا) فـي مـقـال مـشـتـرك نـشـر بـجـريـدة

الفيننشال تاHز البريطانية وجاء فيه:«أنه يتعA على السياسيA الغربيA أن يحثوا اخلطى لدراسة مـسـألـةتقد� قائمة لعرضها على الدول العربية تشمل ا?وجـودات ا?ـقـبـولـة الـتـيHكن مبادلتها بالنفط العـربـي. وقـد سـبـق وقـلـنـا أن هـنـاك مـا يـكـفـي مـنا?وجودات السائلة لدى الدول العربية بحيث أن ا?صارف العا?ـيـة جتـتـهـدحاليا في حتويل هذه األموال السـاخـنـة نـسـبـيـا إلـى قـروض طـويـلـة ا?ـدىتناسب احتياجات بعض ا?قترضA احملتملA كالدول ا?تخـلـفـة مـثـال. وأنأفضل شيء تفعله الدول األوروبية واليابان لتساعد نفسها إلى جانب البحثعن النفط وا?واد البديلة] هو حتسA مجاالت االستـثـمـار الـطـويـلـة األمـدلألموال العربية في أراضيها] أي في أوروبا واليابان. وفي األوضاع العا?يةالراهنة] وعلى ضوء اجلهل �ا ستكون عليه معدالت التضخم في ا?ستقبلفإن االستثمارات الورقية مهما كانت معدالت الفائدة الـتـي حتـمـلـهـا تـظـلاستثمارات غير جذابة. ولذا فمن مصلحة اجلميع] الدول الغربية واليابانوالدول العربية] أن حتسن االختيارات ا?تاحة لها وبالتالي أن حتسن سوق

.(٨)الرساميل العا?ية»وهكذا يصبح من األمور ذات األهمية البالغة بذل محاوالت جادة إلعادةتوطA األرصدة ا?الية العربية وتشجيع التدفقات االستثمـاريـة نـحـو أكـثـرالقطاعات قابلية للنمو في العالم العربي. ومثل هذا التصور يجعل من دورا?ؤسسات ا?الية العربية دورا مركزيا من حيث العمل عـلـى زيـادة فـاعـلـيـةتدفقات األموال العربية النفطية إلى داخل ا?نطقة العربية. وبإيـجـاز فـإنا?طلوب هو إجناز التدوير احلقيقي لألرصدة العربية داخل ا?نطقة العربية

94

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

وليس خارجها. ويكمن التحدي احلقيقي في القدرة على تطوير استراتيجيةAاستثمارية طويلة ا?دى حتقق من الناحية العملية توافقا راسخ اجلذور بمصالح كل من الدول العربية ا?صدرة للنفط والدول العربية ا?فتقـرة إلـىرؤوس األموال. كذلك] فإن األمر يتطلب بذل جهود مكثفة للتغلب على تلكا?عوقات التي حتد من طاقة ا?نطقة العربية على استيعاب االسـتـثـمـاراتاجلديدة. ونقصد بالطاقة االستيعابية في هذا الصدد] ا?قدرة على استخدامالتدفقات ا?الية ا?يسرة-باإلضافة إلى ا?قدرة على اجتذاب رؤوس األموال

. وقد حاولت البعثة التـي(٩)العربية اخلاصة على أسس جتارية تنافسيـة أوفدتها األمانة العامة جلامعة الدول العربية (بتكليف من اللجنة الوزاريـةالسداسية) إلى عدد من األقطار العربية ا?صدرة لرأس ا?ال] التعرف علىAوجهة نظر ا?ستثمرين فيها حول األسبـاب ا?ـعـوقـة النـسـيـاب األمـوال بـالدول العربية. وقد أوردت البعثة في تقريرها واحدا وثالثA سببا يعكستصورات وشكاوى ا?ستثمرين العرب] في الدول النفطية. ورغم أن ما جاءفي هذا التقرير ال Hثل بأية حال من األحوال استقصاء ميدانيا شامال (أوعينة متكاملة) ?شاكل ومخاوف ا?ستثمرين العرب في الدول النفطية] فإنهيضع بA أيدينا بعض ا?ؤشرات الهامة حول الـذهـنـيـة الـقـائـمـة وا?ـطـالـبالراهنة للمستثمرين العرب في الدول النفطية. وHكن تصنيـف أهـم هـذه

:(١٠)األسباب التي وردت في التقرير ضمن مجموعات خمس نوردها فيما يلي

أوال: العقبات القانونية والتشريعية:- عدم وجود تشريعات أو لوائح أو حتى بيانات حتدد حقوق ا?ستثمر١

والتزاماته.- عدم استقرار القوانA في الدول ا?ضيفة لالستثمارات.٢- تعدد تفسيرات القوانA واللوائح واالتفاقيات.٣- عدم وضوح القوانA والسياسات الضرائبية.٤- التشريعات والسياسات اجلمركية القائمة.٥

ثانيا: العقبات اإلدارية:- عدم وجود مؤسسات مالية ومصرفية كفؤة.١

95

الفوائض النفطية والسياسات االستثمارية لالموال العربية

- عدم وجود مؤسسة توفر ا?علومات عن فرص االستثمار والنشاطات.٢- عدم وجود مؤسسة لدراسات اجلدوى للمشروعات ا?رشحة للتمويل.٣

ثالثا: العقبات اإلدارية:- نقص اخلبرات والكفاءات.١- التعقيدات واإلجراءات اإلدارية.٢- تعدد األجهزة واالزدواجية وتضارب االختصاصات.٣- عدم وجود أفكار طموحة.٤- وجود وسطاء «غير شرعيون» في عمليات التمويل.٥- نظرة الشك والريبة ا?ستثمر العربي.٦

رابعا: العقبات الهيكلية:-سوء االتصاالت وا?واصالت.

خامسا: العقبات املالية:- تعدد أسعار الصرف.١- عرقلة سياسة التسعير وتأثيرها على الربحية.٢- عدم حتويل األرباح.٣- فـرض الـرسـوم اجلـمـركـيـة عـلـى األصـول الـعـيـنـيـة الـالزمـة إلقـامــة٤

ا?شروعات.وقد كانت هذه ا?شاكل واخملاوف هي القضية احملورية التي سـيـطـرتعلى مناقشات ومداوالت اجمللس االقتصادي العربي ا?نعقد في دورته الرابعة

] حيث١٩٧٨ فبراير (شباط) ٢٢ إلى ٢٠والعشرين في تونس خالل الفترة من � التركيز في ا?داوالت على أهمية التطور التكاملي حلركة عوامل اإلنتاجفي دعم وتعزيز التكامل االقتصادي والتنمية العربية ا?شتركة. كذلك كـانهنالك رغبة ملحة من أجل بذل كافة اجلهود إلزالة اخملاوف الـتـي تـسـاور

ا?ستثمر العربي] وتذليل كافة العقبات التي تواجهه.فقد جاء في البيان الرسمي الصادر عن اجمللس االقتصادي العربي فينهاية أعماله أن «التعاون االستثماري العربي Hثل عالقة متوازنة ومتكافئة

96

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

تستلزم أن يكون محققا ?صالح طرفيه في العدالة لكونهما شريكA خللقالثقة وا?ناخ ا?الئم لالستثمار العربي �ا يكفل له درجة مقبولة من الضمانوالربحية والسيولة] عن طريق خلق ا?ؤسسات واألدوات والتشريعات ا?الئمةوحسن تطبيقها والتعريف با?شروعات وأربحيتها». وحتقيقا لهذا الهدف]فقد كلف اجمللس األمانة العامة جلامعة الدول العربية بإعداد أسس اتفاقيةموحدة جديدة لالستثمار �ا يضمن احلد األدنى من الشروط والضماناتوالتسهيالت في كل قطر عربي. كذلك � تدارس فكرة إنشاء مناطق جغرافيةمحددة لالستثمار العربي في األقطار الراغبة لذلك و�ا يضمن اندماجها

الكلي في االقتصاد الوطني.كذلك حرصت اتفاقية ا?ؤسسة العربية لضمان االستثمار على توفـيـراإلطار القانوني ا?ناسب لتأمA االستثمارات العربية ضـد اخملـاطـر «غـيـر

التي حتيط بهذه االستثمارات وبالتالي في سبيل حتسA مناخ(١١)التجارية»االستثمارات العربية. غير أن إعادة توجيه مسار االستثمارات العربية إلىا?ناطق و فروع النشاط التي حتتـاج إلـيـهـا فـي الـعـالـم الـعـربـي واحلـد مـنتسربها إلى العالم اخلارجي هو هدف استراتيجي يقتضي تضافر اجملهوداتعلى مستويات مخـتـلـفـة لـيـس أهـمـهـا تـأمـA االسـتـثـمـارات ضـد اخملـاطـر«التجارية» و «غير التجارية». فقبل كل شيء تأتي الـرغـبـة ا?ـشـتـركـة لـدىحكومات الدول العربية (النفطية وغير النفطية) في اتباع استراتيجية جديدةمن شأنها تخصيص ا?وارد ا?الية العربية لتنمية البالد العربية في ا?ـقـاماألول. فإذا صلح حال ومسار التدفقات االستثمارية ذات الصبـغـة الـعـامـةصلح معه حال ومسار التدفقات االستثمارية ذات الصبغة اخلاصة. وذلكيقتضي أن يقوم القطاع ا?الي اخملتلط في الدول العربية النـفـطـيـة] سـواءبنفسه أو عن طريق شركات االستثمار اخملتلطـة] بـقـيـادة االجتـاه اجلـديـدلالستثمار في العالم العربي حيث يضرب ا?ثل لـلـقـطـاع اخلـاص ويـعـطـيـهالثقة الكافية للسير في هذا االجتاه ويؤكد له أن السياسات اجلديدة نحوإعطاء األولوية لالستثمار في البالد العربية هي سياسات حقيقية وليست

. وال نعتقد أن هناك مغاالة في القول بأن هنـاك(١٢)مجرد شعارات معلنة نكوصا حتى اآلن من جانب «رأس ا?ال العربي» في أداء مهمته التـنـمـويـة.ولذا فإن الدعوة إلى «إعادة توطA» األرصدة العربية هي دعوة ملحـة فـي

97

الفوائض النفطية والسياسات االستثمارية لالموال العربية

ظل الظروف الدولية والعربية الراهنة. وحتى Hكن لتلك الدعوة أن تخرجإلى حيز التطبيق واإلمكان ال بد من إحداث تعـديـالت جـذريـة فـي أvـاطاالستثمار والتمويل] وكذا في مجال السياسات ا?الية والتشريعات األخرىالقائمة في البلدان العربية ذات الطاقـة االسـتـيـعـابـيـة الـعـالـيـة وا?ـضـيـفـة

لالستثمارات.ولكن احلديث ا?تتابع عن ضرورة توفير ا?ناخ االستثماري ا?ناسب إلعادةتوطA األرصدة العربية ال يعني توفير مزايا وتسهيالت وإعفاءات «استثنائية»لرأس ا?ال العربي العام واخلاص] تفوق تلك ا?زايا والتسهيالت ا?تـوافـرةعادة في االقتصاديات الرأسمالية ا?تقدمة. فا?طلوب إعـادة تـوطـA رأسا?ال العربي �ا يضمن له فرصا �اثلة من الضمان والربحية دون أن تصلاألمور إلى حد تدليل رأس ا?ال العربي �ا يرهق االقتصاد العربي الذي مازال يواجه حتدي التنمية. فلقد حتمل رأس ا?ال الغربـي فـي فـجـر الـثـورةالصناعية في أوروبا العديد من اخملاطر] وارتاد آفاقا جديدة لم تكن توفرعنصري الربحية واألمان بالدرجة ا?طلوبة. ولكن تلك الديناميكية للسلوكالرأسمالي-التي حتدث عنها االقتصادي الكبير جـوزيـف شـومـبـيـتـر-كـانـتحتكمها النظرة التاريخية الطويلة األجـل دون االلـتـفـات كـثـيـرا لـلـمـخـاوف

واخملاطر اآلنية.فهل آن األوان أن يتحول رأس ا?ال العربـي مـن «رأس مـال ريـعـي» إلـى«رأس مال منتج تنموي» دون أن تشده إلى الوراء مخاوف احلـاضـر وعـقـد

ا?اضي ?.

98

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

99

االقتصاد السياسي للمضاربات في ظل الزيادة في عوائد النفط

االقتصاد السياسيللمضاربات في ظل الزيادة

في عوائد النفط

شهدت ا?نطقة العربية في الـسـنـوات األخـيـرةموجة هائلة من ا?ضاربات والتي �ثلت في عملياتشراء وبيع األراضي والعقارات واألسهم. وقد تأكدتفي السنوات األخيرة �ا ال يدع مجاال للشك ظاهرةاالجنذاب الشديد «لرأس ا?ال العربي اخلاص» إلىمجال االستثمارات العـقـاريـة بـشـكـل خـاص حـيـثيرتفع عنصر الربـحـيـة واألمـان ويـتـضـاءل هـامـشاخملاطرة. وما حدث من تطورات فـي هـذا اجملـالخالل السنوات األخيرة يكفي فـي حـد ذاتـه إلثـارةالكثير من الشكوك والقلق حول مسـتـقـبـل ومـسـارعملية التنمية العربية. إذ أن ما حدث وما يحـدثفي مجال االستثمارات وا?ضاربات العقارية سوفيترك آثارا سلبية بالـغـة اخلـطـورة سـوف تـنـعـكـسبدورها على مجمل عملية التنمية الـعـربـيـة] إذ أنهـذه ا?ـضـاربـات حتـول دون أن تـنــطــلــق «األمــوالالعربيـة» نـحـو آفـاق اسـتـثـمـاريـة جـديـدة ذات آثـارإvائية مؤثرة على القاعدة اإلنتـاجـيـة لـالقـتـصـاد

7

100

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

العربي. وسوف نقتصر في هذا الفصل على تناول سلوك «رأس ا?ال العقاري»و «رأس ا?ال الريعي» بصفة عامة وارتباط ذلك با?يول ا?ضاربية وا?وجاتالتضخمية وغيرها من اآلثار السلبية التي سادت وتسود ا?نطقة الـعـربـيـة

أثر ارتفاع عوائد النفط.

جوهر املشكلة من وجهة النظر االقتصادية:من الطبيعي أن تتجه أسعار األراضي وا?بانـي فـي ا?ـدن إلـى االرتـفـاعالتدريجي في ا?دى الطويل نتيجة الزيادة ا?طـردة فـي عـدد الـسـكـان ومـعارتفاع معدالت الدخول النـقـديـة فـي ا?ـنـاطـق احلـضـريـة] وألن مـسـاحـاتاألراضي داخل حدود ا?دن �يل إلى الثبات عادة نظرا ألن اآلمال ا?علقـةعلى تقسيم أرض فضاء جديدة وإعدادها للبناء تبقى أمرا ضعيف االحتمالفي معظم البلدان ذات الكثافة احلضرية العالية. ومثل هذا االجتاه الطبيعينحو الزيادة التدريجية ألثمان األراضي والعقارات ليس هو مصـدر قـلـقـنـاواهتمامنا.. . وإvا ما يشغل بالنا هو االجتاهات وا?وجات ا?ضاربية الناجمةعن سلسلة االرتفاعات السريعة وا?فاجئة في أثمان األراضـي والـعـقـارات

في ا?نطقة العربية في السنوات األخيرة.وHكن لنا اإلشارة إلى حدة هذه االجتاهات ا?ضاربية لو ضربنا مـثـالبأن ثمن ا?تر ا?ربع من أراضي البناء ا?ملـوكـة لـألفـراد فـي وسـط مـديـنـةالقاهرة أو في منطقة جبل عمان باألردن يزيد علـى ثـمـن ا?ـتـر ا?ـربـع مـناألرض في مدينة لندن] علما بأن متوسط الـدخـل الـفـردي فـي بـريـطـانـيـاdيفوق عدة أمثال متوسط الدخل الفردي للمواطن ا?صري أو األردني. ومبادالنظرية االقتصادية ال تسعفنا كثيـرا لـتـفـسـيـر مـثـل هـذه الـظـاهـرة] إذ أن

Generalالتحليل االقتصادي «النيو كالسيكي» في إطار «vوذج التوازن العام

Equilibrium Analysisيستند إلى فكرة أساسية فحواها أنه كلما ارتفع ثمن األراضي وا?باني ترتب على ذلك انخفاض العائد اجلاري بالنسبة «للقيمةالسوقية» لألصل الرأسمالي] وبالتالي فإذا قام ا?ستثمر «الرشيد» بإجراءمقارنة بA عوائد «االستثمارات البديلة» فإنه قد يصرف النظر عن اقتناءمزيد من األراضي وا?باني ويقوم بتوجـيـه مـدخـراتـه وأمـوالـه نـحـو أصـولواستثمارات أخرى تدر عليه عائدا أكبر. ووفقا للتسلسل ا?نطقي في التحليل

101

االقتصاد السياسي للمضاربات في ظل الزيادة في عوائد النفط

فإن محصلة سلوك العديد من «ا?ستثمرين الفرديA» سوف يترتـب عـلـيـهانكماش في حجم الطلب على األراضي وا?باني على ا?ستـوى الـكـلـي �ـايترتب عليه انخفاض أثمان األراضي وا?باني إلى «مستوى معقول» يتمشى

مع قيمة األصول الرأسمالية األخرى.بيد أن مثل هذا ا?نطق في التحليل االقتصـادي ال يـنـطـبـق عـلـى حـالـةا?ستثمر الذي هدفه األول واألخير هو «ا?ضاربة» على ارتفاع سريع ومطردفي أثمان ا?باني واألراضي بحيث يصبح احلافز األكبر للمستثمر] في مثلهذه األحوال] هو شراء واقتناء «األصول العقـاريـة» مـهـمـا بـلـغ ثـمـنـهـا دوناالهتمام كثيرا �ا تدره هذه األصول من عـائـد جـار أو سـنـوي] نـظـرا ألنالرهان احلقيقي ?ثل هذا النوع من «ا?ستثمرين-ا?ضاربA» يتعلق بالتوقعاتا?ستقبلية حلركة أثمان األصول العقارية في االجتاه الصعودي بغية حتقيقأرباح رأسمالية ومضاربية في األجل القصير أو ا?توسط. و�شيا مع هذاا?نطق] فقد يترك «ا?ستثمر-ا?ضارب»األرض الفضاء (ا?عدة للبناء) بدوناستغالل ?دة قد تطول أو تقصر إلى أن تسنح الـفـرصـة ا?ـأمـولـة ويـرتـفـع

ا?نشود.Speculation profitالثمن فيتحقق له «الربح ا?ضاربي» ومثل هذا ا?نطق والسلوك هو الذي يطبع السلوك االستـثـمـاري الـيـومللعديد من أصحاب األموال وأرباب األعمال في الوطن العربي حيث تسود

«العقلية ا?ضاربية» قصيرة األجل.وسنتناول با?ناقشة فيما يلي اآلثار االقتصادية واالجتمـاعـيـة ا?ـتـرتـبـةعلى ا?ضاربة على األراضي والعقارات واألسهم وغيرها من مجاالت االجتاروا?ضاربة على مسار عملية التنمية العربية باإلشـارة إلـى جتـارب مـحـددةشهدتها ا?نطقة العربية ومنطقة اخلليج العربي على وجه اخلصوص] خالل

السنوات األخيرة ا?اضية.

االدخار واملضاربات العقارية والتضخم:يعتبر اقتناء أراضي البناء والعقـارات مـن أهـم األوعـيـة االدخـاريـة فـيالبلدان النامية وا?تخلفة. فأراضي البناء والعقـارات مـثـلـهـا مـثـل الـذهـب]تشكل وعاء ادخاريا أساسيا مرغوبا فيـه مـن مـعـظـم ا?ـدخـريـن (ال سـيـمـاصغار ومتوسطي ا?دخرين) نظرا ألنه ليس هناك الكثير من األصول التي

102

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

توحي بالثقة والضمان الكافي أكثر �ا يهيئه للمستثمر ا?باني واألراضي.ففي حالة انعدام روح اخملاطرة وعدم وضوح الرؤية التنموية طويلة األجلفإن ا?دخرين عادة ما يتجهون إلى اقتناء األصول ا?ضمونة الستثمار أموالهمفيها. ومع اشتداد حدة الضغـوط الـتـضـخـمـيـة يـزداد «ا?ـيـل احلـدي» لـدىاألفراد لتفضيل العقار على النقد السائل] نتيجة انخفاض القوة الشرائية

إذ)١(لألرصدة النقدية والذي يعني اجتاها واضحا للتخلص مـن الـنـقـود. تصبح النقود أقل األصول ا?تاحة جاذبية لعجزها عن مواكبة حركة التضخم]

Superior store ofوبذا تصبح األراضي والعقارات «اخملزن ا?فضل للقيـمـة»

valueنظرا ألنه في ظل الظروف التضخمية هناك احتمال أكبر أن تتجـه [أثمان األراضي وا?باني إلى االرتفاع �عدالت تفوق الزيادة التي تطرأ علىهيكل أثمان السـلـع واخلـدمـات بـوجـه عـام. وبـذا تـصـبـح آلـيـات الـتـضـخـم

-Selfوا?ضاربات واحدة ومتداخلة كجزء من عـمـلـيـة «ديـنـامـيـكـيـة» واحـدة

perpetuating process.يغذي كل منهما اآلخر ولكن األخطر من كل هذا هـو انـدفـاع «الـقـطـاع ا?ـصـرفـي» فـي أجـزاءعديدة من العالم العربي في مجـال إقـراض و�ـويـل عـمـلـيـات ا?ـضـاربـاتالعقارية وضخ مزيد من السيولة في هذا اجملال] �ا سـاعـد عـلـى ازديـاد

حدة وجنون ا?ضاربات العقارية.و�ثل أزمة وسلوك النظام ا?صرفي في دولة اإلمارات العربـيـة خـالل

vوذجا واضحا ?ثل هذا الـتـورط فـي سـوق ا?ـضـاربـات١٩٧٦- ١٩٧٥عـاس انتهت بإغالق١٩٧٧العقارية] الذي أدى إلى أزمة حادة في شهر مايو (أيار)

بنك «عجمان العربي» و «بنك جاناتا» اخلاص ببنجالديش.فالواقع أن معظم ا?صارف في دولة اإلمارات اندفعت وراء �ويل عملياتاإلنشاءات وا?ضاربة على ا?باني التجارية والسكنية لتحقيق أرباح سريعـةمن وراء عمليات ا?ضاربات العقارية التي طبعت منطقة اخلليج مـنـذ عـام

] وساعد على ذلك التزاوج والتـداخـل الـشـديـد بـA مـصـالـح الـدوائـر١٩٧٤ا?صرفية ومصالح كبار التجار في دبي وأبو ظبي بصفة خاصة. إذ جـرتعادة شركات ا?باني وتقسيم األراضي في دبي والشارقة على استرجاع قيمرأس ا?ال ا?ستثمر في ا?باني السكنية والتجارية في أقل من ثالث سنوات

% مـن رأس ا?ـال ا?ـسـتـثـمـر فـي هـذا٣٢(أي أن مـعـدالت الـربـح تـصـل إلـى

103

االقتصاد السياسي للمضاربات في ظل الزيادة في عوائد النفط

اجملال).وفي غمار ا?ضاربات العقارية واجلري وراء حتقيق الربح السريع غابعن اجلميع الطابع غير الصحي لطـبـيـعـة عـمـلـيـات اإلقـراض واالقـتـراضاجلارية. إذ مالـت مـعـظـم ا?ـصـارف إلـى إقـراض ا?ـال فـي شـكـل «قـروضطويلة األجـل» لـتـمـويـل عـمـلـيـات شـراء األراضـي وبـنـاء الـعـقـارات] مـقـابـل«االقتراض من أسواق ا?ال قصيرة األجـل» ذات الـفـائـدة ا?ـرتـفـعـة. ورغـمارتفاع معامالت اخملاطرة لم تلتفت ا?صارف في دولة اإلمارات العربية إلىهذه النقطة إال عندما وصلت عمليات ا?ضاربات إلى مداها األقصى. وبدأالسوق يشهد اجتاها نزوليا في مجال أسعار األراضي والعقارات] عنـدئـذبدأت شركات تقسيم ا?باني تعترف بأن عملية استرجاع قيم ا?ال ا?ستثمرأخذت تستغرق أربع سنوات بدال من ثالث سنوات كما جرت علـيـه الـعـادة

.١٩٧٧في السنوات السابقة الزمة عام وقد شدت تلك األزمة األنظار إلى فوضى النشاط ا?صرفـي فـي دولـةاإلمارات وخروجها عن «قواعد السلوك ا?صرفي التقليدية». وهنا حترك«مجلس النقد» ليضع بعض القواعد اخلاصة بنسب السيولة واالحتيـاطـييجري مراعاتها من جانب ا?صارف اخملتلفة في دولة اإلمارات] ولكن دونحتديد مدة زمنية معينة تلتزم ا?صارف في نهايتـهـا بـالـقـواعـد الـسـلـوكـيـة

اجلديدة.والدرس ا?ستخلص من هذه األزمة] هو «الطابع غير الصحي» للنشاطا?صرفي التجاري في اخلليج العربي ودوره في تغذية عـمـلـيـة ا?ـضـاربـاتالعقارية والتضخم في ا?نطقة] دون توجيه الودائع لنشاطات أكثر ارتباطابتمويل النشاطات االقتصادية اإلنتاجية في منطقة اخلليج وا?نطقة العربية

عامة.

جتربة الكويت::املضاربات في «سوق األوراق املالية»Aومن ا?عروف أن سوق األوراق ا?الية عادة ما تنشأ لـلـقـيـام بـوظـيـفـتـ

:Aأساسيتأوال: توفير األموال الالزمة للطاقات اإلنتاجية عن طريق تغطية إصدارات

الشركات ا?ساهمة.

104

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

ثانيا: حتقيق السيولة وسرعة التداول ألسهم الشركات ا?ـسـاهـمـة �ـايتوافق مع رغبات وتفضيالت ا?ستثمرين وحملة األسهم.

كذلك فإن ا?ضاربة تشكل أحد الوظائف الثانـويـة لـلـسـوق] وغـالـبـا مـاتنشط هذه الوظيفة الثانوية في الظروف االقتصـاديـة االسـتـثـنـائـيـة] مـثـلظروف «الرواج االقتصادي» وظروف «الـكـسـاد االقـتـصـادي» وغـيـرهـا مـن

الظروف االقتصادية غير العادية.وفي ظروف االقتصاد الكويتي اخلاصة حيث يلعـب قـطـاع الـنـفـط دورا?غذي الرئيسي للنشاطات االقتصادية وللحركة الـتـجـاريـة] ونـتـيـجـة عـدموضوح الرؤية أمام صغار ا?ستثمريـن وضـيـق مـجـاالت االسـتـثـمـار احملـلـياخلاص] طغت وظيفة ا?ضاربة على كافة الوظائف األخرى للسوق] حـيـثطبعت روح ا?ضاربة والسعي وراء الربح العالي والسريع كافة عمليات التداولباألسهم �ا أدى إلى «فورة جامحة» في أسعار األوراق ا?اليـة خـالل عـام

١٩٧٦.فقد انتقـلـت مـوجـة ارتـفـاع األسـعـار وا?ـضـاربـات مـن سـوق «األراضـيوالعقارات» إلى سوق «األوراق ا?الية» بحيث شمـلـت أسـهـم الـشـركـات فـيكافة القطاعات] فقد ارتفع الرقم القياسي غير الرسمي ألسـعـار األسـهـم

مليونا فـي٢٥٠ ليصل إلى ١٩٧٦ مليون دينارا كويتيا في بدايـة عـام ١٠٠من . ومع ذلك فقد بلغت أعلى نسـبـة فـي االرتـفـاع فـي١٩٧٦منتصف نوفـمـبـر

أسهم الشركات العقارية يليها شركات التأمA ثم شركات االستثمار. بينما با?ائة والشركات١٤٤لم تبلغ الزيادة في أسهم شركات اخلدمات أكثر من

با?ائة. وذلك يعكس بدوره ارتباط عمليات ا?ضاربـة١٢٤الصناعية بنسبة التي جرت بـسـوق األوراق ا?ـالـيـة بـعـمـلـيـات ا?ـضـاربـة فـي سـوق األراضـي

والعقارات بالدرجة األولى.ولقد تصاعدت موجة ا?ضاربات في سوق األوراق ا?ـالـيـة حـتـى وصـل

ضعف متوسط قيمته االسـمـيـة] دوvـا١١متوسط سعر السهـم مـا يـوازي أدنى عالقة مع مستويات األداء والربحية ألسهم هذه الشركات. وبذا شهدسوق األوراق ا?الية ظواهر غير مألوفة لم تشهدها بورصات األوراق ا?اليةالعا?ية من قبل] حيث وصل متوسط «سعر الـسـوق» لـلـسـهـم مـنـسـوبـا إلـى

مثال في ا?توسط. بينـمـا وصـل فـي بـعـض٢٢متوسط ربحيـة الـسـهـم إلـى

105

االقتصاد السياسي للمضاربات في ظل الزيادة في عوائد النفط

مثال] بينما تضاعفت القيم االسمية ألسهم بعض الشركات٥٠األحوال إلى Aاخلاسرة عدة مرات. وبذا أصـبـح «الـسـهـم» أو «الـورقـة ا?ـالـيـة» فـي أعـصغار ا?ستثمرين وا?ساهمA «كورقة اليانصيب» التي تبدو رابحة دوما.

وقد ساعد على تغذية تلك ا?وجة احملمومة من ا?ضاربات ضيق مجاالتاالستثمار احمللي] ورجوع بعض األموال من اخلارج هربا من التقلبـات فـيأسعار صرف العمالت األجنبية ومواطن االضطراب السيـاسـي (ال سـيـمـابعد اندالع احلرب األهلية في لبنان)] وتفاقم مخاطر التضخم �ا شـجـعالكثير من صغار وكبار ا?دخرين للتعلق بالفرص السانحة للربح السريع منخالل عمليات ا?ضاربة. ووصل األمر إلى أن بعض األفراد كانوا يحققـون

آالف دينار٥في نهاية اليوم الواحد أرباحا من عمليات ا?ضاربة تصل إلى كويتي.

كذلك لعب اجلهاز ا?صرفي دورا هاما في تغذية موجة ا?ضاربات منخالل توفير السيولة الالزمة من خالل «نظـام الـبـيـع بـاألجـل» والـتـسـلـيـف

بضمان رهن العقارات والسكن اخلاص.ثم جاءت عدة عوامل لتتضافر لكي تساهم في انحسار موجة ا?ضاربةفي سوق األوراق ا?الية في الكويت.. والتي حـل مـحـلـهـا حـالـة مـن الـركـود

. فمن ناحية وصل كبار ا?ستثمرين وا?ضارب١٩٧٧Aالطويل للسوق خالل عام إلى حد التشبع من عمليات الشراء والبيع في سوق األوراق ا?الية �ا أدىإلى اهتزاز الثقة لدى صغار ا?ستثمرين وا?ساهمA. وبذا تراجعت عملياتالتداول في سوق األوراق ا?الية وانخفض معدل دوران األوراق بـحـدة �ـاأحلق أضرارا بالغة بصغار ومتوسطي ا?دخريـن الـذيـن أرادوا أن يـلـحـقـوا

متأخرين �وجة ا?ضاربات.كذلك نتج عن الركود في حـركـة الـتـداول احـتـداد أزمـة الـسـيـولـة لـدىا?ساهمA وصغار ا?ستثمرين.. إذ سمح نظام «عمليات البيع باألجل» مـنجانب البنوك التجارية بأنه Hكن للمستثمر شراء أسهم يحصل عليها فورا

شهرا وبفائدة تصل إلى عشرين١٢ويدفع ثمنها فيما بعد و?دة ال تزيد عن با?ائة. ونتيجة لهذا الوضع � العديد من عمليات الشراء باألجل في فترة

) وأصبحت هذه القروض تستحق الدفع والوفاء١٩٧٦ذروة ا?ضاربات (أكتوبر دون أن تتوافر السيولة الالزمـة لـذلـك. ولـذا١٩٧٧في أكتوبر-تـشـريـن أول

106

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

وجد الكثير من صغار حملة األسهم أنفسهم في حالة اضطرار لبيع أسهمهموبيوت سكنهم اخلاصة في ظروف وأسعار غير مـنـاسـبـة لـهـم حتـت وطـأة

ضغوط التسديد.ولم تنحصر األزمة في مجال «سوق األوراق ا?الية» بل امـتـدت آثـارهـاإلى كافة األسواق األخرى نتيجة الترابط والتشابـك الـعـضـوي بـA أسـواق«ا?ال» و «التجارة» و «العقارات» وللتداخل الكبير بA مختلف قنوات احلياةاالقتصادية. فقد انعكس اجلمـود الـذي أصـاب سـوق األوراق ا?ـالـيـة عـلـىمـخـتـلـف أوجـه الـنـشـاط االقـتـصـادي األخـرى وال سـيـمـا حـركــة الــتــجــارةوا?عامالت. ففي ظل حالـة «الـرواج ا?ـصـطـنـع» الـتـي سـادت سـوق األوراق

] انتعشت النشاطات التجارية نتيجة أرباح ا?ضاربة١٩٧٦ا?الية خالل عام Aالـكـويـتـيـ Aالعالية التي � حتقيقها] كذلك فإن ذلك القسم من ا?واطـنـالذي لم يشترك في عمليات ا?ضاربة بشكل مباشر] ناله نصيب من ا?ـالأثناء العملية] من خالل «بيع اجلنسيات»-أي الـتـنـازل عـن احلـق فـي شـراءأسهم لغيرهم من ا?دخرين الذين يرغبون في ا?ضاربة وحتـمـل اخملـاطـر.

Windfallوبذا نال هؤالء ا?واطنون أنفسهم قدرا ما من «األرباح الـقـدريـة»

profitsغير ا?توقعة] �ا جعلهم يستخدمونـهـا فـي عـمـلـيـات شـراء الـسـلـع ا?عمرة وتغيير األثاث وغير ذلك من الصفقات التي ساعدت على تنشيـطاحلركة التجارية] وأعطتها دفعة غير عادية. ولذا عندما انحسرت مـوجـةا?ضاربة] دخل سوق األوراق ا?الية مرحلة الركود وانعكس ذلك فـي شـكـلركود في حالة التجارة وبطء معدل دوران الـبـضـائـع] وبـذا تـراكـم اخملـزونالسلعي الذي يجري تصريفه ببطء شديد بعد أن خابت التوقعات باستمرارالرواج. وبدأ صغار ومتوسطي التجار يعانون من مشاكل سيولة حادة أدتإلى أن عجز البعض منهم عن الوفاء ببعض االلتزامات وا?صاريف الثابتةمثل تسديد إيجـار احملـل أو ا?ـعـرض. وبـذا أصـبـحـت «أزمـة سـوق األوراقا?الية» غير معزولة عن ركود احلالة االقتصادية بشكل عام] ومن هنا ارتفعتاألصوات بشدة مطالبة احلكومة بالتدخل ا?باشر بتـعـويـض ا?ـتـضـرريـن..وإعادة الثقة: احلركة إلى األسواق بعد أن فشلت «قوى السوق» التلقائية في

إعادة التوازن لألوضاع االقتصادية.ورغم حل احللول ا?ؤقـتـة] وأدوات الـعـالج ا?ـقـتـرحـة لـألزمـة] فـاألزمـة

107

االقتصاد السياسي للمضاربات في ظل الزيادة في عوائد النفط

احلقيقية لسوق األوراق ا?الية في الكويت جذورها أعمق و�تد إلى طبيعةتكوين االقتصاد الكويتي ذاته وطبيعة العقلية والتفضيـالت الـسـائـدة لـدىا?ستثمر الكويتي. ولذا فإن أنواع العالج ا?قترحة في الوقت احلـاضـر لـنتخرج عن كونها «مسكنات» مؤقتة] واحلـلـول اجلـذريـة ال بـد أن �ـتـد إلـىتغيير كامل لطبيعة سوق ا?ال الكويتية والـعـمـل لـتـوسـيـع وتـنـويـع الـقـاعـدةاإلنتاجية لالقتصاد الكويتي. ففي ظل ضيق مجـاالت االسـتـثـمـار احملـلـي]وسيادة العقلية «الريعية» القائمة على حتقيق الربح والكسب السـريـع دونإنتاج ودون نظرة تنموية طويلة األجل] تظل ا?شكلة واألزمة قائمة برمتها]حيث تتجه الفوائض وا?دخرات على ا?ستوى الفردي إلى ا?ضاربات العقاريةوفي سوق األسهم أو تذهب إلى اخلارج حـيـث األمـان والـربـحـيـة الـعـالـيـة.واجلدير باإلشارة هنا أن تلك األزمة تشمل معظم بلدان منطـقـة اخلـلـيـج]حيث أن األوضاع في الكويت لم تكن أسوا من مثيلتها في بعض دول اخلليج

كالبحرين واإلمارات العربية ا?تحدة.والعالج اجلذري للمشكلة يكمن في تأمA استثمارات ذات طبيعة متوازنةللمدخر في البلدان اخلليجية] تتمثـل فـي كـل مـن: أدوات الـديـن بـالـديـنـار(سندات] شهادات] إيداع] ودائع] قروض) وهي �تاز بأنها تدر عائدا ثابتانسبيا ومضمونا] وأدوات التملك بالدينار (األسهم] ا?شروعات الصناعية]العقارات] الخ..) �ا قد يؤدي إلى التخفيـف مـن حـركـة ا?ـضـاربـات غـيـرالعقالنية في سوق األوراق ا?الية. ولذا فاحلل احلقيقي للمشكلة يكمن إلىدرجة كبيرة في ابتداع وتطوير الوسائل واألدوات ا?الية األساسية لتـعـبـئـةا?دخرات من أجل التنمية �ا يضمن االرتقاء بالسوق ا?الية اخلليجية إلى

ا?ستوى ا?طلوب من التقدم في مجال إدارة األموال.

اآلثار السلبية للمضاربات على احلياة االقتصادية العربية:إن زيادة قيم األراضي وا?باني في ظل ا?ضاربات تتـرتـب عـلـيـهـا عـادةتغييرات هامة في أvاط االدخار] االستهالك] وتوزيع الدخل وvط تخصيصا?وارد في االقتصاد الوطني. والنتائج العمليـة احملـددة فـي هـذه اجملـاالتسوف تتوقف بالطبع على طبيعة «الصفقات ا?ضـاربـيـة» ومـدى �ـركـز أوانتشار قاعدة ا?الك أطراف تلك الصفقات وطبيعة الـبـيـئـة االقـتـصـاديـة-

108

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

االجتماعية التي ينتمي إليها هؤالء ا?الك. وسنقتصر هنا على توضيح أهماآلثار االقتصادية السلبية ا?ترتبة على ا?ضاربات العقارية وا?الية من وجهة

نظر التنمية االقتصادية العربية.

- توسيع مدى التفاوت في الدخول:١إذ يترتب على ا?ضاربات أن حتظى فئة محدودة من السماسرة والوسطاءوا?قاولA وا?الك بزيادة كبيرة في مستويات دخولهم وثرواتهم. ومن ناحيةأخرى تشتد وطأة الضغوط التضخمية على ذوي الدخول النقدية الـثـابـتـةمن موظفA وعمال وحرفيA �ا يخفض من القيمة احلقيقية لدخولـهـم]وبالتالي يحدث تغيير هام في ا?راكز النسبية للفئات االجتماعية-االقتصادية

اخملتلفة في سلم توزيع الدخل.ونظرا لكون «أرض البناء» سلعة وسيطة لسلعة نهائية هي ا?سكـن لـهـاوزنها الكبير في ميزانية األسرة] فإن االرتفاع ا?ضاربي في نفقات ا?ساكنيؤدي إلى االرتفاع الشديد ?توسط اإليجارات السكنية احلديثة] �ا ينتـجعنه زيادة مرهقة في تكاليف ا?عيشة ال سيما بالنسبة للطبقات ا?توسطةوالفقيرة. وقد أصبح إيجار ا?سكن احلديث في بلد كمصر يزيد في كثيـر

% من الدخل الشهري االسمي لرب األسرة في الفئات١٠٠من األحيان على A٢٠ %-١٥ذات الدخل الثابت] بينما ا?فروض-كقاعدة عامة-أن يتراوح ب%

(٢)من هذا الدخل.

ومن ناحية أخرى فعندما ينعكس االرتفاع في أثمان أراضي البناء علىأثمان األراضي الزراعية-وتلك تكاد تكون نتيجة حتمـيـة نـتـيـجـة االقـتـطـاعا?ستمر من مساحة األراضي الزراعية ا?تاحة والقريبة من مناطق الزحفالعمراني-سوف ينعكس ذلك في شكـل ارتـفـاع �ـعـدالت أسـرع فـي أثـمـان

. وهكذا يتم تغذية حدة(٣)ا?نتجات الزراعية وبصفة خاصة ا?واد الغذائية االرتفاع في نفقات ا?عيشة �ا يؤدي إلى مزيد من التدهور للظروف ا?عيشية

واألوضاع الدخلية للطبقات ا?توسطة والفقيرة.

- سوء تخصيص املوارد من وجهة نظر التنمية:٢ينتج عن ا?ضاربات العقارية خلق «أسعار مضاربـيـة» لـألرض وا?ـبـانـي

109

االقتصاد السياسي للمضاربات في ظل الزيادة في عوائد النفط

تسبغ عليها أثمانا مصطنعـة مـبـالـغ فـيـهـا ال عـالقـة لـهـا بـهـيـكـل الـنـفـقـاتاالجتماعية وهيكل الطلب النهائي] �ا يترتب عليه تدفق ا?دخرات وأموالاالستثمار على قطاع اإلسكان واالستثمار العقاري على حساب القطاعاتاإلنتاجية األخرى (مثل الصناعة والزراعة وغيـرهـا)] �ـا يـؤدي إلـى سـوءتخصيص ا?وارد من وجهة نظر التنـمـيـة] وبـدا تـضـعـف مـعـدالت الـتـراكـمالرأسمالي وتضعف معدالت التوسع للطاقة اإلنتاجية للمجتمع على مـدار

الزمن.كذلك فإن أصحاب األراضي وا?باني والوسطاء اللذين يحققون أرباحامضاربية خيالية يرفعون عادة من حجم ونوعيـة اسـتـهـالكـهـم لـدى هـبـوطالثراء ا?فاجئ عليهم] وعادة ما تكون الزيادة في الطلـب االسـتـهـالكـي فـيهذه األحوال منصبة في واقع األمر على عدد قليل مـن «الـسـلـع الـتـرفـيـة»ا?ستوردة من اخلارج] �ا يؤدي إلى ارتفاع ا?يل احلدي لالستيراد] وزيادةأزمة موازين ا?دفوعات في البلدان العربية «غير النفطية»] وبالتالي تبديدجزء هام من حصيلة النقد األجنبي التي كان من ا?مكن توفيرها ألغراض

التنمية طويلة األجل.وبإيجاز فإن اآلثار ا?ترتبة على توزيع الدخل] وعلى أvاط االستهالكوأvاط االستثمار وعلى هيكل اإلنتاج في االقتصاد العربي نتيجة ا?ضارباتالعقارية وا?الية هي] كما اتضح لنا] متعددة اجلوانب] وال Hكن اإلحساس�رارتها إال مع مرور الزمن. فا?ضاربات] مثلها مثل ا?قامرات] يكسب منورائها البعض القليل في األجل القصير ويكون مردودها االجتماعي بالسالبيدفع ثمنه مستقبل تنمية اجملتمع في األجل الطويل.. فا?طلوب أن يتخلىا?ستثمر العربي عن شعار «وليكن بعدي الطوفان» الذي أصبح ينعكس علىكافة مظاهر احلياة العربية حيث يبني الفرد ثـروتـه وجـاهـه عـلـى أنـقـاضاجملتمع] ويعيش اجلميع اليوم الرغد] دون االكتراث بنوعـيـة الـغـد الـقـادم]ألنهم يعلمون جيدا أنهم «سيكونون جميعا موتى في األجل الطويل»] حسبالتعبير ا?عروف لالقتصادي البريطاني الكبير اللورد كـيـنـز] ولـكـن نـتـيـجـةهـذا ا?ـنـطـق أن يـحـيـا األفـراد فـي األجـل الـقـصـيـر.. و�ـوت اجملـتـمـعــات

واالقتصاديات في األجل الطويل.

110

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

111

الزيادة في عوائد النفط ومشكلة التضخم اجلامحف في االقتصاديات العربية

الزيادة في عوائد النفطومشكلة التضخم اجلامح في

االقتصاديات العربية

شكلت عمليـة رفـع أسـعـار الـنـفـط غـداة حـرب نقطة حتول هامة١٩٧٣السادس من أكتوبر في عام

في معالم احلياة االقتصادية العربية. وما زلنا حتىاآلن لـم نـع جـيـدا نـوعـيـة األمـراض االقــتــصــاديــةاجلديدة التي أصـيـبـت بـهـا اقـتـصـاديـات ا?ـنـطـقـةالعربية وآثارها الهامة على مستقبل التنمية العربية.وسنحاول في هذا الفصل إلقاء نظـرة أولـيـة عـلـىبعض اآلثار التضـخـمـيـة الـسـلـبـيـة لـزيـادة «عـوائـد

النفط» على االقتصاد العربي. بليون٤ر٦فلقد ازدادت عوائد النفط من حوالي

بـلـيـون دوالر عـام٥٨ إلـى حـوالـي ١٩٧٠دوالرا عـام . كــمــا ارتــفــعـــت األرصـــدة (أو مـــا يـــســـمـــى١٩٧٥

باالحتياطي ا?الي) للدول العربية ا?صدرة للنـفـط٣٦ر٧ إلى ,١٩٧١ بليون دوالر في نهاية عام ٥ ر٨من

(أنظر١٩٧٦بليون دوالر حتى نهاية يونيو (حزيران) ). ومع تزايد تـدفـق الـنـفـط وا?ـال١- ٨جدول رقـم

العربي إلى العالم الغربي يتزايد أيضا التساؤل عن

8

112

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

ماهية اآلثار الهيكلية ا?ترتبة على األوضاع االقتصادية اجلديدة ? وما هياآلثار الهيكلية لهذه التطورات على مستقبل االقتصاديات الـعـربـيـة ? ورداعلى بعض هذه التساؤالت سنحاول هنا أن نقدم استعراضا سريعا لبعضاآلثار التضخمية الهامة ا?ترتبة على التطورات االقتـصـاديـة الـتـي طـبـعـت

عا?نا العربي في السنوات األربع ا?اضية.

- طفرة االستيراد من اخلارج:١بينما قفزت عوائد النفط بعد حرب أكتوبر] قفز أيضا االسـتـيـراد مـناخلارج بشكل هائل] فبينما كانت واردات البلدان العربية العشرة األعضاء

(قبل١٩٧٢ بليون دوالر عام ٧ ر٦في منظمة األقطار العربية ا?صدرة للبترول بليون دوالر عـام٣٢حرب أكتوبر) قفز رقم الـواردات (سـيـف) إلـى حـوالـي

).٢- ٨] أي حوالي أربعة أضعاف في ثالث سنوات (أنظر جدول رقم ١٩٧٥وتعود تلك القفزة الكبرى في قيم الواردات من اخلارج إلى زيادة حجماإلنفاق على السلع االستهالكية ا?ستوردة وارتفاع معدالت اإلنفاق االستثماريفي مجال اإلسكان الفاخر ومجال الهياكل األساسية كالطرق وا?واصـالتومولدات الطاقة. كذلك شهدت مبيعات ا?عدات العسكرية واخلدمات ا?تصلةبها زيادة كبيرة.. إذ زاد الطلب من دول كـا?ـلـكـة الـعـربـيـة الـسـعـوديـة عـلـىمبيعات ا?عدات العسكرية واخلدمات ا?تصلة بها زيـادة كـبـيـرة بـA عـامـي

] �ا فيها ا?بالغ ا?دفوعـة مـقـدمـا عـلـى ذمـة طـلـبـات ا?ـعـدات١٩٧٥ و١٩٧٤العسكرية والتي سيتم تسليمها في وقت الحق.

وHكن إرجاع جانب كبير من التضخم في قيمة الواردات ليس فقد إلىزيادة حجم الواردات ولكن أيضا إلى ارتفاع أسعار مكونات الواردات ذاتهانتيجة عملية «إعادة تصدير التضخم» التي تقـوم بـهـا الـبـلـدان الـصـنـاعـيـةا?تقدمة] وذلك عن طريق رفع أسعار ا?نتجات ا?صنعة ا?ـصـدرة لـلـبـلـدانا?نتجة للنفط تعويضا عن ارتفاع أسعار النفط اخلام لعوامـل داخـلـيـة فـي

تلك البلدان.واجلدير بالتسجيل أنه رغم تلك الطفرة فـي االسـتـيـراد فـقـد أظـهـرتالدراسات التي أجراها مجلس الوحدة االقتصادية العربية مؤخرا أن الدول

% من إجمالي ما تستورده٧العربية تستورد منتجات عربية �ا ال يزيد عن

113

الزيادة في عوائد النفط ومشكلة التضخم اجلامحف في االقتصاديات العربية

% �ا حتتاجه من الدول الصناعية الغربية٧٠سنويا. فالدول العربية تستورد % فقط من٦ر٦% من الدول االشتراكية و ٦ ر٦ % من الدول النامية. و ١٦و

Aبعضها البعض] وهذا يؤكد استمرار ضـعـف حـركـة الـتـبـادل الـتـجـاري بـالدول العربية واستمرار عملية االعتماد الكامل علـى الـواردات مـن الـدول

الصناعية الغربية.

- ازدياد حدة الضغوط التضخمية:٢لعل من أهم اآلثار االقتصادية ا?لموسة ?رحلة ما بعد رفع أسعار النفط]ازدياد حدة الضغوط التضخمية بشدة وارتفاع تكاليف ا?عيشة �عدالت لميسبق لها مثيل منذ فترة احلرب العا?ية الثانية. وجزء كبير من هذه الضغوطمصدره «التضخم ا?ستورد» من خالل حركة واردات السلع الصناعيـة مـنالبلدان الصناعية ا?تقدمة. ولكن هناك أيضا عوامل داخلية في االقتصادياتالعربية احمللية تغذي بدورها «لولب التضخم ا?ـرذول». فـفـوائـض األمـوالالسائلة التي لم تتدفق إلى خارج ا?نطقة العربية أخذت تتدفق بدورها إلى

أسواق السلع االستهالكية وأسواق األراضي والعقارات.كما أدت القفزة الكبيرة في اإلنفاق االستثماري في قطاعات التشيـيـدواإلسكان واخلدمات في البلدان النفطيـة إلـى زيـادة الـطـلـب عـلـى األيـديالعاملة (ا?اهرة وغير ا?اهرة) من البلدان العربية «ا?صدرة للعمالة» كمصرواألردن والسودان واليمن.. وقد نتج عن ذلك ارتفاع معدالت األجر النقديفي مختلف «أسواق العمل» في «البلدان ا?صدرة للنفط» والبلدان «ا?صدرةللعمالة» على السواء] وهكذا بدأت حلقة جديدة من حلقات التـضـخـم مـن

.Cost-Push inflationخالل «تضخم التكاليف» وعلى الرغم من تعدد وتشابك مظاهر التضخم في العالم العربي] فإنهHكن إلقاء بعض الضوء على بعض مؤشرات التضخم السـائـدة الـيـوم فـي

ا?نطقة العربية.أ-االرتفاع في تكاليف اTعيشة:

تختلف طريقة حساب األرقام القياسية ا?تعلقة با?ستوى العام لألسعارولنفقات ا?عيشة من دولة عربية إلى أخرى] «فسلة االستـهـالك» الـداخـلـةفي تركيب هذا الرقم ال بد وأن تختلف من دولـة عـربـيـة إلـى أخـرى] وفـي

114

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

نفس الوقت فإن األوزان التي يتم بها ترجيح كل سلعة من السلع الداخلة في«سلة االستهالك» ال بد وأن تختلف أيضا] وذلك تبعا ?ا �ثله هذه السـلـعمن إجمالي إنفاق الفرد عليها في الشريحة االجتماعية اخملتارة في كل منهذه الدول. ونتيجة لذلك فإن ا?قارنات التي Hكـن أن تـبـنـى عـلـى أسـاسهذه األرقام ال Hكن أن تكون �ثلة للحقيقة والواقع إال بدرجة محـدودة.وعلى الرغم من ذلك-فإن هذه األرقام وا?ؤشرات «الرسمية» �ثـل الـبـيـاناإلحصائي الوحيد ا?تاح الذي Hكن االستناد إليه في قياس حركة «تكاليف

ا?عيشة» في الدول العربية.) Aجند أن٤- ٨ و ٢- ٨وبإلقاء نظرة عامة على أرقام ومؤشرات اجلدول (

معدالت ارتفاع األسعار في كافة البلدان العربية كانت معتدلة خالل األعوام] ثم بدأت األسعـار فـي٬١٩٧٢ ٬١٩٧١ ١٩٧٠الثالثة األولى من السبـعـيـنـات:

كافة البلدان العربية باستثناء تونس في االرتفاع �ـعـدالت مـتـسـارعـة فـي حيث بلغ معدل الزيادة السنـوي لـألسـعـار فـي٬١٩٧٦ ٬١٩٧٥ ٩٧٤السنـوات

%٣٠- ٢٠بعض األحوال ومن ا?فارقات اجلديرة با?الحظة أن ا?ملكة العربية السعودية السودان

أعلى معدالت االرتفاع في األسعار]١٩٧٥واليمن الشمالية قد سجال معا في % على٢٢٤% و ٢٠٧ ر٣% و ٢٠٧ ر٦حيث سجل ا?ؤشر العام ألسعار االستهالك

(راجع اجلدول١٩٧٠التوالي بالنسبة ?ستوى األسعار السائدة في سنة األساس٣- ٨.(

ومن الظواهر اجلديرة با?الحظة أيضا أن الزيادة فـي ا?ـسـتـوى الـعـامألسعار االستهالك في بلد كسوريا تأخذ �بدأ «االقتصـاد ا?ـوجـه» فـاقـتمعدالت الزيادة في أسعار دولة مثل الكويت والتي تخضع لقوانA «االقتصاداحلر ا?فتوح». وترجع هذه ا?فارقة إلى وجود العديـد مـن الـضـرائـب غـيـرا?باشرة ورسوم اإلنتاج التي تضاف إلى أسعار سلع االستهالك في سورياوالعراق واجلزائر. يضاف إلى ذلك أن تزايد اعتماد هذه الدول على االستيرادمن اخلارج] في الـسـنـوات األخـيـرة] فـي سـد جـزء كـبـيـر مـن احـتـيـاجـاتـهـااالستهالكية ومعظم السلع الـرأسـمـالـيـة جـعـلـهـا تـتـأثـر بـاألسـعـار الـعـا?ـيـة

«وبالتضخم ا?ستورد» بدرجة أكبر من ذي قبل.وال شك أن أخطر اآلثار السياسية واالجتماعية لتلك ا?وجة التضخمية

115

الزيادة في عوائد النفط ومشكلة التضخم اجلامحف في االقتصاديات العربية

احلادة التي سادت ا?نطقة العربية غداة الزيادة في عوائد النفط هو التآكلا?ضطرد ?ستويات معيشة «الطبقات ا?توسطة» في ا?دن وا?ناطق احلضريةالعربية بعد �تع هذه الطبقات بفترة من االزدهار والرخاء النسبي خـالل

الستينات.ب-الزيادة في مستوى ومعدالت اإلنفاق العام:

يعتبر األنفاق العام احملرك الفعال لكافة الـنـشـاطـات االقـتـصـاديـة فـيالدول العربية «النفطية»] فبنموه تنمو وتنشط احلركة االقتصادية وبتباطئهتتباطأ احلركة االقتصادية بكافة نواحيها. وقد نتجـت هـذه الـظـاهـرة عـنكون احلكومات �لك القطاعات النفطية وتتلقى كامل اإليـرادات الـنـاجتـةمن هذه القطاعات] وبالتالي كان لزاما على هذه احلكومات أن تعيد ضخ أو«إعادة تدوير» جانب هام من هذه األموال واإليرادات في االقتصاد القومي

على شكل إنفاق عام سواء اجلاري منه أو االستثماري.و قد انعكست زيادة عائدات النفط بآثارها على ارتفاع معدالت اإلنفاقالعام سواء في الدول العربية «النفطية» أو «غير النفـطـيـة» بـطـريـقـة غـيـر

) يوضح أن هذه النفقات قد ارتفعت فيما ب٥A- ٨مباشرة] واجلدول رقم ( % في الدول العربـيـة١٦٠٠% و ٥٠٠ بنسب تراوحـت بـA ٬١٩٧٥ ١٩٧٠عامـي

Aكما في حالة السودان٢٠٠ا?صدرة للنفط] وذلك مقابل نسب تتراوح ب %% كما في حالة سوريا بالنسبة للبلدان العربية «غير النفطية». وقد٥٠٠إلى

ساعد على هذه الزيادة أن معظم الدول العربية «غير النفطية» قد أعدتخططا إvائية طموحة استلزمت مسـتـوى مـن اإلنـفـاق الـعـام يـفـوق كـثـيـرا«طاقاتها التمويلية الذاتية»] ولكن شجعها علـى ذلـك اآلمـال واالحـتـمـاالتا?الية لتلقي ا?زيد من ا?ساعدات والقروض وا?عونات من البلدان العربية

«النفطية».وقد انعكست تلك الزيادة فـي مـسـتـويـات ومـعـدالت اإلنـفـاق الـعـام فـيصورة آثار تضخمية.. فاإلنفاق العام اجلاري في شكـل أجـور ومـشـتـريـاتسلعية وخدمية يساعد على زيادة القوة الشرائـيـة والـسـيـولـة لـدى األفـرادوفي األسـواق وبـالـتـالـي يـزيـد مـن ا?ـيـل لـالسـتـهـالك وبـذا يـغـذى «ا?ـوجـةالتضخمية». ومن ناحية أخرى فإن ارتفاع مستويات اإلنفاق العام االستثماريال سيما في قطاعات التشييد] واخلدمات] وا?رافق العامة يؤدي إلى ارتفاع

116

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

مستويات لألجور واألرباح ا?وزعة دون أن تقابلها زيادات محددة في التدفقاتالسلعية. كذلك فعنـدمـا تـتـجـه االسـتـثـمـارات الـعـامـة بـصـورة مـكـثـفـة إلـىمشروعات اخلدمات وا?رافق] فإنها تعطي دفعة هائلة للطلب دون أن يقابلهازيادة في ا?عروض من السلع القابلة لالستهالك في األجل ا?توسط والطويل]وبالتالي فإن االختالل يزداد بA مستوى الطلب الفعال وبA حجم ا?عروضمن السلع واخلدمات �ا يساعد على ارتفاع حدة الضغوط التضخمية.

ومن ناحية أخرى فإن البالد العربية «غير الـنـفـطـيـة» حـA تـعـجـز عـناحلصول على التمويل اخلارجي ا?طلوب فإنها غالبا ما تـلـجـأ إلـى �ـويـلميزانياتها عن طريق «عجز ا?يزانية» أي عن طريق ما يقدمه البنك ا?ركزيواجلهاز ا?صرفي من أموال وقروض تزيد عن حجم ا?دخرات احمللية. والشك أن هذا األسلوب وغيره من أساليب «التمويل التضخمي» لإلنفاق العام

يؤدي بدوره إلى تعزيز االجتاهات التضخمية في االقتصاد احمللي.

- منط تخصيص املوارد:٣أدت التطورات االقتصادية للسنوات األخيرة إلى آثار سلبيـة فـي vـط«تخصيص ا?وارد» نتيجة انعدام التنمية اخملططة وخضوع «سلم األولويات»العتبارات السوق وللنظرة قصيرة األجل للمستهلك وا?ستثمـر فـي الـوطـنالعربي. فاجلانب األكبر من ا?دخرات احمللية القابلة لالستثمار في معظم

البلدان العربية مصدرها وعائان أساسيان.أ-الربع ا?تولد عن عوائد النفط في الدول النفطية.

ب-مدخرات العاملA في الدول النفـطـيـة الـعـربـيـة والـتـي تـأخـذ شـكـلحتويالت نقدية للبلدان ا?صدرة للعمالة كمصر واألردن والسودان واليمـن

بشطريها.ولعل أهم اآلثار االقتصادية الـهـيـكـلـيـة لـلـمـرحـلـة اجلـديـدة أن مـوازيـنا?دفوعات للبلدان ا?صدرة للعمالة كمصر واألردن واليمن أصبحت تعتمدAباخلارج. إذ تقدر «حتويالت ا?صري Aبصفة أساسية على حتويالت العامل

. ويصل١٩٧٨العاملA باخلارج إلى مصر» بنحو بليون دوالر سنويا في عام حجم حتويالت األردنيA العاملA في الدول النفطية العربية إلى ما يعادلفي ا?قدار حجم الصادرات السلعية لألردن.. وهذه التغيرات اجلديدة لها

117

الزيادة في عوائد النفط ومشكلة التضخم اجلامحف في االقتصاديات العربية

آثار بعيدة ا?دى على هيكل اقتصاديات البلدان العربية غير ا?صدرة للنفطوا?صدرة للعمالة] بعد أن أصبح هيكل ميزان ا?دفوعات في تلك الـبـلـدانيعتمد بصفة أساسية على «حتويالت العاملA باخلارج» �ـا فـرض عـلـيـهتصدير جزء هام من األيدي العاملة ا?اهرة إلى خارج االقتصاد الوطني.

وأهم من كل ذلك هو أشكال استخدام مدخرات العـامـلـA فـي اخلـارجوأثرها على vط تخصيص ا?وارد في االقتصـاد الـوطـنـي. إذ يـتـجـه جـزءكبير من هذه ا?دخرات إلى أسواق السلع االستـهـالكـيـة وال سـيـمـا أسـواق«السلع االستهالكية ا?ستوردة»] �ا يزيد من حدة الضـغـوط الـتـضـخـمـيـة

ويعمق من أزمة موازين ا?دفوعات في تلك البلدان.ومن ناحية أخرى فإن مجاالت االستثمار ا?فضلة لتلك ا?دخـرات هـيشراء األراضي وا?باني وجتارة االستيراد والتـصـديـر وا?ـطـاعـم والـفـنـادقواخلدمات الشخصية والـتـرفـيـهـيـة بـيـنـمـا ال حتـظـى مـجـاالت االسـتـثـمـارالصناعية إال بالنزر اليسير. ويعود تفضيل هذه اجملاالت من االستثمار إلىسيادة عقلية ا?ضاربات والكسب السريع �ا يؤدي إلى تبديد جزء هام منالفائض االقتصادي ا?تاح في االقتصاد الوطني] دون أن يتم توجيهه جملهوداتالتنمية القائمة على جتديد وبناء الهيكل اإلنتاجي وهيكل ا?رافق ا?سـانـدلعملية التنمية. ويساعد على ذلك تخلف النظام الضريبي في معظم البلدانالعربية وعجزه من تعبئة ا?وارد احمللية نتيجة ضعف ا?رونة الدخلية حلصيلة

الضرائب ا?باشرة واتساع نطاق التهرب الضريبي.ومن ناحية أخرى أدت حتويالت العاملA بالدول العربية النفطية اجملاورةإلى اختالل هائل بA الدخول وهيكل األثمان في البلدان ا?صدرة للعمالـة(مثل مصر واألردن واليمن). حيث أن هيكل األثمان النسبية أصبح يتحدد�ستويات إنفاق وقوى شرائيـة تـتـولـد خـارج الـنـطـاق الـعـادي لـلـنـشـاطـاتاالقتصادية اإلنتاجية واخلدمية لالقتصاد احمللي. وبالتالي تزايدت الفجوةبA العرض الكلي للسلع واخلدمات التي يقدمها اجلهاز اإلنتاجي واخلدميلالقتصاد احمللي ومقدار الطلب الكلي الذي يتحدد جانب هام منه �ستوياتالدخول واألجور السائدة في الدول العربية النفطية (والتي تشكل نوعا من

اقتسام جزء هزيل من الريع ا?تولد عن العائدات النفطية).ويترتب على هذه ا?سارات االقتصادية اجلديدة ازدياد درجة سوء توزيع

118

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

الدخول وقلب سلم أولويات إشباع احلاجات األساسية في الوطن العربي..إذ في الوقت الذي يتم فيه إدخال «التلفزيـون ا?ـلـون» فـي مـعـظـم الـبـلـدانالعربيـة] مـا زالـت الـهـوة شـاسـعـة فـي مـجـال إشـبـاع احلـاجـات األسـاسـيـةللمجتمعات العربية في مجاالت ا?رافق األساسية (اإلسكان العالج الطبي.

الخ..) واحلاجات االستهالكية األساسية (الغذاء والكساء).تلك بعض ا?الحظات األولية عن اآلثار السلبية لـزيـادة عـوائـد الـنـفـطعلى احلياة االقتصادية العربية.. . وهي مالحظات حتتاج ?زيد من التعميقوالتأييد اإلحصائي ولكنها] على ما أعتقد] كافية إللقاء بعض الضوء علىخطورة الظواهر االقتصادية اجلديدة التي تشهدها ا?نطق وضرورة العملعلى فهمها بدقة وتدارك آثارها السلبية على ا?دى الطويل] قبل أن يسجلالتاريخ أن حقبة «الثروة اجلديدة» كانت «حقبة الثروة اخلادعة»] وعنـدئـذ

سنتحدث جميعا عن «بؤس الثروة».

119

الزيادة في عوائد النفط ومشكلة التضخم اجلامحف في االقتصاديات العربية

����

����

����

����

����

����

���

���

���

���

���

���

19

71

19

72

19

73

19

74

19

75

19

76

������ ���

** �

����

�4

92

45

39

89

17

39

���

���

95

93

74

14

22

96

42

5

�����

�5

07

49

31

14

31

68

91

35

31

53

8

������

��1

44

42

50

03

87

71

42

85

23

31

92

46

62

����

88

13

54

12

50

07

35

*6

32

������

60

07

82

15

53

32

73

27

27

28

84

���

22

29

76

72

10

4*1

19

������

28

83

63

50

11

39

91

65

51

82

3

�����

26

65

29

25

21

27

36

16

21

95

24

56

�!

1

49

13

93

63

35

62

94

44

8

"�#$�

5.8

58

7.4

63

10

.2

18

25

.7

85

33

.6

67

36

.7

26

%��&� ���

'��

4.4

%4

.7

%5

.6

%1

1.7

%1

4.8

%1

5.4

%

(1

�8

) � ���

( ����

��� �

������� �

��

� ) �������

�� �

����� ���� ������� ���!

"� ������� �#$�� �%&'� *

����� +

#"� ,-#��.�� �/$0

��)

+��

120

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

����

���

��� ��

�����

��

65

14

32

41

35

02

86

33

8

����

��

18

75

74

80

71

49

25

86

95

3

�� ��

62

19

60

12

36

83

83

86

97

86

21

�����

�2

52

34

81

03

14

61

09

���

��

15

22

17

32

24

12

65

13

88

61

77

91

����

�4

29

37

65

83

56

26

58

03

58

85

�����

2.8

49

3.8

08

5.3

27

22

.4

67

24

.3

79

23

.6

97

���

�� ��

���2

.1

0%

2.4

0%

2.9

0%

10

.2

0%

10

.7

0%

10

.0

0%

!����

"#��$&

** ��'

��(��

96

.4

03

10

5.8

14

11

5.5

08

11

9.9

07

12

1.8

81

26

.0

69

���

�� ��

���7

2.1

%6

6.5

%6

2.9

%5

4.4

%5

3.6

%5

3.0

%

** ���

�� "#��$&

�1

33

.7

97

15

9.0

77

18

3.6

62

20

.4

56

22

7.3

97

23

7.8

58

. ) $�

+� ���,

. -

��/

���,

:

*

:

+��

;$��

<=��/ >

&

<

��=�� ?

� �@

�A� >

;

�� B

�C&

<

��&

� D/ E

��&

**

. F

��G�� H

��

�� I��

�� J

/=� �

CK L!� $���

)��(

M� ���

���

��N

O=� ��P�/ : ���

��

121

الزيادة في عوائد النفط ومشكلة التضخم اجلامحف في االقتصاديات العربية

���

���

19

65

19

70

19

71

19

72

19

73

19

74

19

75

����

��

��� �� ���

��

27

63

10

48

28

21

17

05

26

69

���

����

���

��

26

43

04

38

45

21

11

26

11

89

���

����

� ���

����

�6

71

12

57

12

27

14

93

22

42

40

58

58

61

�������

���

����

�4

45

50

97

01

71

39

06

23

65

*2

45

6

��� ���

�3

66

41

09

13

81

85

27

14

12

���

���

���

�3

78

62

56

52

79

71

05

21

55

22

39

2

�����

�� ��!

"���

�3

20

55

57

18

10

38

17

34

27

63

44

00

����

��

�#

���

��$

87

97

86

90

48

77

90

82

34

93

75

1

���

�%

�� ����

��

����&�

50

67

11

81

71

13

61

94

44

22

07

19

9

����

��

���

����

���

�%

��2

13

36

04

46

54

56

13

12

30

*1

57

6

'��(�

34

58

53

98

61

88

76

03

10

93

62

16

39

31

90

6

. )

��+��

,�-%

�� /���

: ;� ���

<= � >��?��

� @��#

&� ����

��

����;� ��A- : ���

��

(2

�8

) ��� ��

(�

�� ���

���

�)

19

75

1

97

0 �� ������

1

96

5 ��� �

� (�

��) �

�!"� ����

�� #�$�

%��

���

��&

��

�'*+

. ���C �%

=

�����

D

�EF G�H �

�%I

*

122

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

�����

19701971

19721973

19741975

1976

�����

����

100.0102.6

106.4112.9

118.3128.0

140.1

�����

100.0105.8

111.2127.1

158.1183.7

211.1

��

100.0103.1

105.3109.8

121.7133.5

147.3

�����

100.0103.6

109.0114.3

123.8135.5

149.5

�����100.0

104.3112.7

124.5149.4

167.3192.4

������

........

100.0108.4

122.3133.7

241.0

�����100.0

101.7106.6

113.1125.5

........

(3�8) ��� ����

�� �� ��� � ����� ����� ����

( 100 = 1970 )

123

الزيادة في عوائد النفط ومشكلة التضخم اجلامحف في االقتصاديات العربية

�����1

00

.0

97

.0

96

.8

10

4.2

11

2.3

12

2.6

12

8.8

�������

10

0.0

10

7.6

11

6.3

12

5.2

14

0.5

15

7.8

18

0.4

�� ��

10

0.0

10

4.1

10

8.0

11

2.5

13

2.4

14

2.9

15

5.1

����

���

����

��

10

0.0

10

4.5

10

9.0

12

7.0

15

4.2

20

7.6

27

3.1

���

��

��

��

��1

00

.0

99

.4

96

.5

10

2.7

12

1.4

14

4.9

16

5.4

����

��1

00

.0

10

1.4

11

5.0

13

2.6

16

7.2

20

7.3

21

0.8

����

10

0.0

10

5.0

10

6.0

12

7.0

14

6.0

17

0.0

19

5.0

��

�1

00

.0

10

5.7

10

7.9

11

2.9

11

7.7

12

8.9

13

5.8

����

���

�����

10

0.0

....

10

0.0

14

3.0

18

1.0

22

4.0

26

1.0

���

��!"#��

�����

10

0.0

10

5.3

11

0.9

13

2.8

15

9.7

17

8.8

18

4.4

����

$��

( 1

97

8 %

��& ' ���)

* ) IFS

����

���

�����

���

� � : ���

��

124

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

���

�� / �����

19

70

19

71

19

72

19

73

19

74

19

75

19

76

( �

���� ) ����

��

6.6

%2

.6

%3

.7

%6

.1

%4

.7

%8

.3

%9

.5

%1

1.7

%(3

)

�5

.6

%2

.7

%3

.9

%1

1.2

%7

.1

%1

1.3

%1

4.7

%1

5.5

%(3

)

�� ���

�4

.4

%3

.6

%5

.2

%4

.9

%8

.3

%9

.4

%1

0.4

%8

.8

%(2

)

�3

.8

%4

.2

%5

.1

%5

.7

%1

1.3

%1

3.5

%4

.5

%1

0.2

%(2

)

��

3.8

%3

.1

%2

.1

%4

.3

%1

0.8

%9

.7

%1

0.3

%1

2.2

%(3

)

�6

.8

%5

.4

%2

.8

%6

.7

%1

7.0

%1

2.1

%1

4.8

%1

4.7

%(3

)

( ��� ) �����

�6

.8

%4

.4

%7

.9

%1

0.6

%2

0.0

%1

2.0

%1

5.0

%3

1.2

%

�7

.9

%6

.2

%1

1.1

%1

8.9

%3

4.8

%1

5.7

%2

1.9

%4

4.1

%

������

��

��

8.4

%1

3.2

%8

.7

%4

.4

%9

.5

%(4

)

��

��

15

.3

%1

7.9

%1

3.1

%6

.5

%9

.0

%(4

)

( !

"#$ ) �����

��

1.6

%4

.9

%6

.0

%1

1.1

%(%

1.5

)�

��

2.6

%8

.7

%9

.7

%1

6.7

%(�%

0.7

)�

( &

�$� ' ) �*�*�

��

�2

.7

%�

0.3

%7

.7

%7

.7

%9

.2

%5

.5

%9

.7

%(2

)

��

�1

1.1

%�

9.0

%�

8.4

%7

.0

%7

.2

%1

2.8

%1

8.9

%(2

)

( +�,

*��� ���

�� ) �

-:�

�1

.2

%4

.2

%3

.7

%4

.1

%�

��

�1

.1

%6

.3

%5

.1

%5

.4

%�

��

(4

�8

) ��� ����

�� ��� ����� ����� ����� �����

� ����� ������ ���!

�� "���#�� $!

%

19

77

( 1

97

7 �

1

97

0 ) &���� '���$�� *

�& +

( 1

00

=

1

97

0 )

125

الزيادة في عوائد النفط ومشكلة التضخم اجلامحف في االقتصاديات العربية

( �����

���

�� )

��

��

��

��

7.9

%8

.5

%1

2.9

%(1

)

��

��

7.6

%1

0.2

%1

4.6

%(1

)

( �

��

� �

� ) ���������

�6

.6

%7

.6

%8

.2

%7

.2

%1

2.5

%�

14

.4

%1

0.7

%(4

)

6

.5

%9

.6

%8

.8

%1

1.1

%1

6.2

%�

19

.5

%1

0.2

%(4

)

( ���

���� ) �����

� �

0.7

%�

0.6

%�

2.9

%6

.4

%1

8.3

%1

9.3

%1

4.1

%1

0.6

%(2

)

2

.5

%�

0.7

%�

2.4

%1

0.9

%1

9.3

%2

0.8

%1

8.4

%1

2.9

%(2

)

� ���

� �

�1

.3

%1

1.8

%1

7.0

%2

6.1

%2

4.0

%1

.7

%1

7.3

%(5

)

�0

.8

%1

0.4

%1

6.3

%2

5.5

%2

8.1

%1

.8

%1

7.8

%(5

)

( !�

�� ) �����

�4

.3

%4

.9

%0

.8

%2

0.0

%1

5.4

%1

6.1

%1

4.8

%1

2.2

%(1

)

4

.0

%3

.8

%0

.0

%2

2.1

%1

5.1

%1

8.9

%1

4.1

%1

8.4

%(1

)

( �"#

�$�

) &

��'

�1

.1

%6

.0

%1

.9

%4

.7

%4

.1

%9

.5

%5

.4

%6

.3

%(1

)

1

.4

%1

0.3

%2

.4

%6

.6

%0

.8

%9

.5

%6

.4

%4

.5

%(1

)

: �

����

19

77

*�+ ,� -

/: 6

;

� <=: >

=?� ��$� (5

)

��@ A

��

� �

� ��$�� =?� (

) �BC�

DEF �"� ��$�G

� *�$�

=?� (�) �BC�

DEF

19

87

�/: D�

H�

I ( J

�B�

) �

�� � �� �

��� �� �����

� � �� �

����

�� ���

� : ��

��

19

77

*�+ ,� -

/: 1

1 ;

� <=: >

=?� ��$� (1

)

19

77

*�+ ,� -

/: 9

;

� <=: >

=?� ��$� (2

)

19

77

*�+ ,� -

/: 8

;

� <=: >

=?� ��$� (3

)

19

97

*�+ ,� -

/: 7

;

� <=: >

=?� ��$� (4

)

126

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

�����19711972197319741975

�� �153.3241.1470.9961.61579.2

�� �100.0155.7202.0855.01002.6

������ ��� ��

��������104.4129.1162.9287.5649.4

�������133.1138.6178.0330.1485.2

�����114.3131.6164.6274.7476.2

������102.6121.5139.0188.0380.1

���!"�100.0116.1162.1246.0354.0

���#�103.0125.8142.1187.7259.5

� ���

��$��%&���100.0111.7129.9163.5253.9

'(�)98.6120.4135.4189.9239.3

��*�+��,100.0132.6180.0238.9

�+*106.8121.5141.4190.6224.9

�������,100.0109.8125.8199.9

�����80.7111.8196.3438.4,

-�/��99.0111.3198.1,,

:�����82.9126.8104.9,,

( 8�5 )

������� ��� � � ���� ������� ����� �����

The Arab Economist (Nov. 1977) �����

100 = 1970 (������ �������)

127

السمات األساسية لالقتصاد العربي

اجلزء الثالثأبعاد وآفاق

حركة التكامل االقتصادي العربي

128

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

129

السمات األساسية لالقتصاد العربي

السمات األساسية لالقتصادالعربي

يعتبر حتليل القوى اإلنتاجية (ماديـة وبـشـريـة)في العالم العربي ككل �ثابة نـقـطـة انـطـالق أليـةعملية حتليل معمق لعوامل التجزئة والتكـامـل فـيالوطن العربي. وأهمية مثل هذا التحليل أنه يساعدعلى اإلمساك ببعض احلقائق الهيكلية الهامة عندرجات التفاوت والتنوع فيما بـA الـبـالد الـعـربـيـةسواء في مجـال تـوزيـع الـقـوى ا?ـنـتـجـة (مـن أرضوأدوات إنتاج وقوة عمل) أو في مستويات vـوهـا.فبإلقاء نظرة سريـعـة عـلـى خـريـطـة تـوزيـع الـقـوىا?نتجة في العالم العربي] فإننـا جنـد أن أكـثـر مـننصف األراضي القابلة للزراعة يتركز في أربع دولعربية هي السـودان وا?ـغـرب] واجلـزائـر وسـوريـا.

%٦٨وبإضافة العراق] تصبح الدول اخلمس �ـثـل . وكذلك الشأن في)١(من جملة ا?ساحة الزراعية

تفاوت توزيع اخلامات األساسية والثروات ا?عدنيةبA بلدان العالم العربي] ولعل «النفط» يشكل ا?ثالالصارخ ?دى التوزيع ا?تفاوت للموارد الطبيعية فيمابA األقطار العربية (انظـر خـريـطـة تـوزيـع الـثـروة

الطبيعية وا?عدنية ا?ستغلة في العالم العربي).

9

130

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

����

���

��

���

��

���

���

����

���

��

���

����

���

!��

"#

����

�$%

&���

�%

'()�

*+��

,�-

.��

�/

0��

������•��••����••��������•��•

���••����••����������•����••��

��������������������������������

������••��••����••��•��•��•

�����������������������������������������

����•������•��������•����•��•��•

�������������������������������������

����������������������������������

�������������������������������������

������������������������������������

� ������������������������������������

�!"������������������������������

�#$������������������������������

%�������������������������������������

���&•��������������������������������

'�������������������������������������

()!*��) �!������������������������������������

(-� ��) �!������������������������������������

*

����� ����� � * �� �� ������� ������� ������ ����� ����

%/01�� 23 �� 4 ����� �� 56�6�� '7*89�� ��8"�� : ;<=� �4� % >���� ?@4=�

��A �� B�18��� : CD�8&D�

" F���6�� FG�7 " H1I 5J74 '!�0 �����4 '�K� �7��� )� 5�L�

131

السمات األساسية لالقتصاد العربي

ويبلغ التفاوت أشده فيما يتعلق بتوزيع القوى ا?نتجة البشرية. إذ يتضحمن دراسات توزيع السكان على مستوى العالم العربي أن ثالث دول عربيةفقط هي مصر وا?غرب والعراق تضم نصف سكان ا?نطقة الـعـربـيـة] وأن

% من ا?وارد البشرية] بينـمـا يـتـوزع٩١عشر دول عربية تتركز فيـهـا نـسـبـة التسعة في ا?ائة الباقية من جملة سكان ا?نطقة العربية على العـشـر دولاألخرى. أما فيما يتعلق بطبيعة ومستوى تطور القوى ا?نـتـجـة يـالحـظ أنهيكل الصناعة العربية (على ضعفه) يتصف بغلبة الصناعات االستهالكية

% للصناعات الوسيطة والرأسمالية.٣٩% مقابل ٦١حيث �ثل وهذه الصناعات الوسـيـطـة تـتـمـثـل فـي عـدد مـحـدود مـن الـصـنـاعـاتالكيماوية وبخاصة تكرير البترول والصناعات الرأسمالية تتمثل أساسا فياحلديد والصلب واأللومنيوم] وتتمثل الصـنـاعـات االسـتـهـالكـيـة فـي ا?ـوادالغذائية وا?شروبات وا?البس وا?نتجات اجللدية] وتتمثل الصناعات الغذائية

% من مـجـمـوع٥٠% من مجموع الـصـنـاعـات الـتـحـويـلـيـة ونـحـو ٣٠وحـدهـا الصناعات االستهالكية. وفيما وراء هذا التخلف فـي الـهـيـكـل الـصـنـاعـي]يالحظ التفاوت الشديد فيما بA البالد العربية من حيث التركيب النسبيللصناعات التحويلية والصناعات االستخراجية في هيكل الصناعة احمللية.

Aمن إجمـالـي نـاجت٣إذ يتراوح الوزن النسبي للصـنـاعـات الـتـحـويـلـيـة بـ %% في مصر. أما ناجت الصناعات٩٦% في الكويت وإلى ٦الصناعة في ليبيا إلى

% من إجمالي ناجت الصناعـة احملـلـيـة فـي٩٣االستخراجية فيتركـز بـنـسـبـة (٢)ثالث دول هي ليبيا والكويت والسعودية.

وال بد أن يكون لتفاوت توزيع ا?وارد الطبيعية والقوى اإلنتاجية وتفاوتمستويات vوها تأثير مباشر على تفاوت مستويات الدخل القومي والفرديبA األقطار العربية اخملتلفة] وال سيما بعد الـطـفـرة األخـيـرة فـي «عـوائـدالنفط». وتشير البيانات ا?توافرة عن التطورات االقتصادية في البالد العربية

إلى حدوث تفاوت كبير في معدالت النمو١٩٧٤ حتى عام ١٩٦٠خالل الفترة التي � حتقيقها خالل هذه الفترة مع ميل واضح لزيادة معدالت النمو في

فقد١٩٦٥- ٦٠«البالد النفطية» عنها في «البالد غير النفطية» خالل الفترة مرة معدل vو اجملموعة غير النفطية٤ر٥أصبح معدل vو اجملموعة النفطية

.١٩٧٤- ٧٠خالل الفترة

132

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

٠ ر٨وبينما كان الناجت القومي اإلجمالي للمجموعة النفطـيـة هـو نـحـو ٢ر٢] فقد أصبح يساوي ١٩٦٠مرة من دخل اجملموعة غير النفطية في عام

وذلك١٩٧٤مرة من الناجت احمللي اإلجمالي للمجموعة غير النفطية في عام ).١- ٩كما يتبA من اجلدول (

وقد انعكس تعاظم «الفروق الدخلية» بA البلدان العربية على الـعـديـدAمن ظواهر السلوك االقتصادي �ا أدى إلى تـغـذيـة وتـعـمـيـق الـفـروق بـ«أvاط النمو» و «أvاط االستهالك» و«أvاط االستثمار» و «أvاط التبادلاخلارجي» السائدة في األقطار العربية اخملتلفة. وهكذا فقد كرست هـذهالتطورات بدورها مفعول قانون «التطور غير ا?تكافئ» بA األقطار العربيةاخملتلفة التي يتشكل منها االقتصاد العربي. وHكن لنا إرجاع عملية النمووالتطور غير ا?تكافئ للوحدات النظرية التي يتشكل منها االقتصاد العربي

إلى ثالثة عوامل رئيسية:أ-التفاوت في مستوى vو وتطور القوى ا?نتجة.

ب-التفاوت في مستوى تطور عالقات اإلنتاج.جـ-التباين في طبيعة النظم السياسية واالقتصادية السائدة.

وهي بال شك مزيج من العوامل ا?وضـوعـيـة والـذاتـيـة الـتـي تـدفـع فـياجتاه تكريس عملية التجزئة وتعميق ?نطلقات القطرية للتنمية االقتصاديةواالجتماعية. ورغم ذلك كله فإنه يجب إال يغيب عن بالنا «اجلانب ا?ضيءمن الصورة»] إذ أن التفاوت الشديد في توزيع خريطة القوى ا?نتجة واخلاماتاألساسية بA بلدان العالم العربي يشكـل بـدوره مـدخـال أسـاسـيـا لـعـمـلـيـةالتكامل االقتصادي العربي] إذ أنه يشير بوضوح إلى توافر األساس ا?اديالالزم لقيام ما يشبه االكتفاء الذاتي العربي] �ا يبرر قيام اعتماد متبادلوترابط عضوي بA االقتصاديات القطرية العربـيـة. وهـو يـؤكـد فـي نـفـسالوقت على حقيقة هامة وهي تعذر قيام أي قطر عـربـي مـنـفـردا بـعـمـلـيـة

تنمية اقتصادية واجتماعية مكتملة األركان.فالتنمية االقتصادية في كثير من البالد العربية قد بلغت مرحلة تستلزمالستمراريتها وجود سوق واسعة لكل من عنـاصـر اإلنـتـاج والـسـلـع األولـيـةوالوسيطة والنهائية وللتكنولوجيا تفوق أية سوق محلية ألي بلد عربي �فرده.وينطبق ذلك بشكل أساسي على البالد العربية التي تشارف على ا?زيد من

133

السمات األساسية لالقتصاد العربي

19

60

19

65

19

70

19

74

65

�6

07

0�6

57

4�7

0

��� ����� ��

(1

)

���

�) �

��

�� �

����

21

95

92

75

34

26

10

57

19

39

4.5

5.7

18

.8

(1

97

0 ������� �

�����

����

�����

�����!

17

65

23

38

43

24

28

43

65

.4

13

.2

60

�� �

����

"# $%&�

'�*

+2

52

27

63

26

56

31

.9

2.8

16

������� ) �

������� �

��

( 1

97

0

�����!

� "# $%&�

'�*

+2

12

43

82

22

2.8

10

.3

57

.2

(�

�������) �

����

����� ����� (�

)

���

�) �

��

�� �

����

97

44

12

60

71

88

65

49

60

45

.3

8.4

24

.3

����

�����

�����!

86

21

51

43

25

62

42

62

12

19

.5

65

.2

�� �

����

"# $%&�

'�*

+3

85

43

75

51

12

71

2.5

4.8

23

.3

���

�����!

� "# $%&�

'�*

+3

45

39

56

22

9.2

12

.9

61

.2

�����

( 1

�9

) ����

19

74

�1

96

0 ����� ��

�� �

��� �!"�#$%� �

"&

' �*+ ,

-"� .

�/��-

�%�����

% �

-�/

� -:��

����#

%;<=

134

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

التوسع الصناعي واالنتقال من إنتاج السلع االستهالكية واخلفيفة إلى

������� �

��� � (�

�)

���

�� ����

����

12

21

51

47

47

17

24

02

23

30

3.8

3.2

6.4

� ���

������

������

��

93

38

24

10

86

41

74

2.5

5.6

40

.0

����

����

�� �����

���

�1

89

21

02

15

25

21

.2

0.5

4.1

���

��

������

�� �� �����

���

�1

51

21

44

75

.1

02

.9

37

.4

������

������� �

/ ������� �

����

���

�� ����

����

0.8

0.9

1.1

2.2

� ���

������

������

��

0.9

1.8

3.0

5.8

����

����

�� �����

���

�1

.9

2.1

2.6

5.0

������

������

�� �� �����

���

�2

.3

2.4

6.8

13

.2

���

��

. ��!"#$� ������

�% &

����' �(�% &

�)!

*'����

��+��

, -

��/��

��:� , �

���� �������� �

���� ���

;< =%!>:� " ��@ A �B�CD

� ��E��

=F�!+G

�� H

F!I��

J

��+��

" =�K����

=%!>:� " LM

: ����

��

"N

�+��

��!��

O P�$� Q

@� P�>+��

&��)� " : S

�'�T

�� L�+� .� : �!"

#�

U

�� �V

E��

�W X��E�

�F�!Y X��Z�

[

�\$�

]

�! X��!G

�� ��

� ^>T

�) " =�K����

135

السمات األساسية لالقتصاد العربي

إنتاج السلع الوسيطة ومن بعدها اإلنتاجية] باعتبار أن الصناعات الوسيطةواإلنتاجية ال Hكن بحكم طبيعتها أن تعمل فـي سـوق ضـيـقـة] خـاصـة وأنفنون اإلنتاج اخلاصة بها مبنية على أساس اإلنتاج الكبير والتمتع بوفورات

.Economies of Scaleاحلجم أو النطاق بيد أن ا?شكلة االقتصادية العربية الراهنة تكمن في غياب تصور شاملالستراتيجيات بديلة لتعبئة وحتقيق أفضل استخدام �كن للموارد الطبيعيةوا?الية والبشرية ا?تاحة على صعيد ا?نطقة العربية. وفي غياب مثل هذاالتصور والنظرة االستراتيجية ?سار عملية التنمية العربيـة فـي مـجـمـلـهـا]

مليون هكتار٨٢جند أن البالد العربية رغم امتالكها لرقعة زراعية هائلة (صاحلة للزراعة) هي في مجموعها مستوردة لـلـمـواد الـغـذائـيـة وال سـيـمـا

) بينما تشير الدراسات ا?تخصصة في مجال«األمن٢- ٩احلبوب (انظر جدول الغذائي العربي» إلى أنه من ا?مكن حتقيق نوع من االكتفاء الذاتي العربيفي مجال احلبوب (وبصفة خاصة القمح)] إذا ما � توفير كل اإلمكانياتالالزمة لتطوير إنتاج احلبوب في الدول التي تشكل حزام الـقـمـح الـعـربـيوهي العراق وسوريا واجلزائر وا?غرب. كذلك تخلص نفس الدراسات إلىاإلمكانيات الهائلة لتنمية الثروة احليوانية في السودان والصـومـال (حـيـثتوجد السهول العظمى وا?راعي) بحيث Hكن لهما في ا?ستقـبـل أن Hـداالعالم الـعـربـي بـحـاجـاتـه مـن الـزيـوت الـنـبـاتـيـة والـلـحـوم والـذرة الـرفـيـعـة

(٣)واألعالف.

ومن هنا تظهر أهمية التخطيط والتنسيق للسياسات االقتصادية علىمستوى ا?نطقة العربية كلها �ا يضمن ترشيد توزيع ا?وارد واستخداماتهابكفاءة أفضل على ا?ستويA الكلي والقطاعي. ولذا فإن تنسيق السياساتاالقتصادية واخلطط اإلvائية يشكل شرطا أساسيا للتفاعل والترابط ي�االقتصاديات القطرية العربية �ا يساعد على إرساء مـقـومـات «الـتـكـامـل

االقتصادي العربي» على أسس ومبادd مدروسة.بيد أن ا?شكل الرئيسية التي تواجه عمليات «التكامل االقتصادي العربي»تتمثل في مدى وإمكانية حل التناقض الذي Hكن أن يثور بA ا?زايا وا?نافعالنسبية التي Hكن احلصول عليها من خالل عمليات التكتل االقتصادي

136

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

�����

���

��

��

���

��

��� �

��

����

���

����

��

���

��

� ��

���

��

( �� �

�� )

( �� �

�� )

% !

�"��

(�� �

�� )

% �

���� �

��

#$

�&� # '

*+� ,-.

��

16

4.8

37

4.2

44

.0

29

7.0

27

9.4

#�

����

5*

��.:

�9

08

.0

12

30

.2

73

.8

94

6.4

97

6.9

#�

�;<=>��

;?�@

:� 5*

���

18

23

.6

25

10

.3

72

.6

21

53

.2

88

5.8

5'

�B�

�� #C;

B��

,-.

��

46

8.3

10

97

.4

42

.7

10

73

.9

79

7.9

#�

�;<=>��

D�'��

�� 5*

���

21

88

.0

23

79

.0

92

.0

23

53

.9

49

8.9

5*

��

�� #C;

B��

5*

��.:

�1

44

1.8

18

06

.6

79

.8

12

92

.6

97

1.6

#�

�;<=>��

E��

�F

�� 5*

���

30

7.1

40

5.1

75

.8

40

5.0

71

00

.0

#G�;

B��

5*

��.:

�2

27

1.0

24

12

.8

94

.1

16

99

.2

17

0.4

(2

�9

) ��� ����

� ��

��� ���

�� * �

���

�� �

����

���� �

!���

19

74

�7

0 "#��

$� �%&#

'�

��+

�, -

;H<��

137

السمات األساسية لالقتصاد العربي

���

���

���

16

7.7

��

14

4.2

48

6.0

���������

���

����

�5

9.2

60

1.9

9.8

45

9.1

17

6.3

�������

����

���

���

���

��

14

6.2

60

0.5

24

.3

41

6.5

96

9.4

����

���

��

� ���

���

73

97

.3

94

38

.9

78

.4

87

36

.3

49

2.6

����

�!� ����

!�

45

20

.6

51

62

.0

87

.6

31

64

.9

16

1.3

���"

#$� ����%��

�� ���

���

58

.2

10

6.0

54

.9

10

5.6

49

9.7

����

��� ����

���

���

����

�1

21

1.6

14

12

.0

85

.8

12

56

.8

28

9.0

��&

��'()��

*����

���

���

89

.8

20

5.1

43

.8

20

3.9

19

9.4

+��

,�

23

05

5.5

22

90

9.7

77

.1

24

70

9.3

82

.6

-�&�/

�) ; ����

���

��

� ��

���

���

��� ; ��<

��=��

���

�%�� ����

���

��>�!� : ���

��

. 2

86

@�)A

B

C 2

71

@�)A

*� �D

�EC

� ��

"

F%#

� G H

����� (1

97

6

. ��J

��� ; K�L

)���

���M�

�� N�O��

; ����J

�� N�O��

; P�Q� ; R

�'��

S�J

T*

. (+) H

����

��� () H

����

�� ��A

��/

� N��W

%�� X

� Y���

�M�Z� [

�%�$� S\(

(1

)

138

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

والتكامل اإلvائي] من ناحية] ومساوd التوزيع غير العادل لـنـشـاطـاتومجهودات التنمية الصناعية بA الوحدات القطرية اخملتلفة التي يتشكـلمنها االقتصاد العربي] من ناحية أخرى. فكما هو معروف جيدا لـدارسـيهـذا ا?ـوضـوع فـإن عـمـلـيـات الـتـكـامـل االقـتـصـادي مـن خـالل «االحتـاداتاجلمركية» و «األسواق احلرة» بA الدول ا?تباينة فـي مـسـتـويـات الـتـنـمـيـةومستوى تطور القوى ا?نتجة أدى في أغلب األحيان إلـى تـركـز مـجـهـوداتوثمار التنمية في ا?ناطق والبلدان األكثر تقدما عنها في ا?ناطق واألقطار

. ولذا فإنه في غيبة إجراءات وتدابير اقتصاديـة واضـحـة(٤)األكثر تخلفـا في هذا اجملال فإن مجهودات التكامل االقتصادي العربي قد تتمخض عنمزيد من التكريس لقانون «النمو غير ا?تكافئ» بA الوحدات القطرية التي

يتشكل منها االقتصاد العربي.و?ا كان التخصص وتقسيم العمل Hثالن حجر الزاوية في عملية التكاملاالقتصادي] فإن األمر يستلزم حتديد ا?بادd وا?عايير التي حتكـم عـمـلـيـةتوطن وتخصيص الصناعات بA دول ا?نطقة ا?تكاملة] بـحـيـث حتـقـق كـلدولة استفادة كاملة من مجهودات التكامل] ويكون من مصلحتها االستمرارفي العملية التكاملية إلى أقصى مداها. وتتمثل هذه ا?بادd الواجب مراعاتها

في مبدأين أساسيA: الكفاءة والعدالة.فطبقا ?بدأ الكفاءة يتم توطA الصناعات حيث تتوافر ا?زايا النسبـيـةلنجاحها. على أن مفهوم ا?زايا النسبية يجب أال يقتصر على ما هو متوافرفعال] بل يجب أن Hتد ليأخذ في االعتبار ا?زايا التي Hكن أن تتوافر فيا?ستقبل. غير أن االستناد إلـى مـبـدأ الـكـفـاءة �ـفـرده سـيـؤدي إلـى تـركـزالصناعات في الدول التي تتوفر لها أكبر مزايا نسبية قائمة أو محتملة] أيأن الصناعات اجلديدة ستتركز في الدول التي سبق لها وحـقـقـت درجـاتأكبر من النمو الصناعي] وال شك أن األمر إذا � بهذه الصورة فإنه سيضربالدول األقل تقدما بA اجملموعة ا?تكاملة إذ لن جتد لديها ما يبعث علىاالستمرار في جتربة التكامل. لذلك يتعA �السترشاد فـي نـفـس الـوقـت�بدأ العدالة الذي يضمن توزيعا عادال ?كاسب وأعباء التكامل عن طريقاتباع vط معA لتوزيع الصناعات يراعى ليس فقط أن يستفيد كـل قـطـربقدر مساهمته ا?باشرة في عملية التكامل] ولكن أيضا �ا يتفق والظروف

139

السمات األساسية لالقتصاد العربي

احملددة لكل قطر. وطبقا ?بدأ العدالة يجب أال يقتصر توزيع الصـنـاعـاتبA األعضاء على التحديد الكمي لنصيب كل عضو من االستثـمـارات. بـليجب أن يتم التوزيع آخذا بعA االعتبار النواحي الكيفية] بحيث ال تـتـركـزالصناعات ا?تقدمة فنيا في الدول األكثـر vـوا] ضـمـانـا ألن يـتـرتـب عـلـى

(٥)التكامل إحداث تغييرات هيكلية في الدول األقل vوا.

وبذلك فإن التكامل يعتبر في احلقيقة عملية مستمرة للتوفيق بA مبدأيAالكفاءة والعدالة. وهي عملية ليست بالسـهـلـة إذا مـا تـعـلـق األمـر بـتـوطـالصناعات داخل دولة واحدة] ومن ثم فإن صعوبتها تصبـح أكـبـر وال شـكعندما تتعلق بعدة دول] تشارك جميعا في صنع القرار ويحق ألي منها أن

(٦)ترفض ما ال يتفق مع مصلحتها.

ويؤكد ما سبق حتمية استغالل ا?وارد ا?تاحة على صعيد ا?نطقة العربيةوفقا لتصور بعيد ا?دى لتوطA اإلنتاج والنشاطات االقتصادية داخل البالدالعربية وفقا ?بدأي الكفاءة والعدالة �ا يساعد على حتقيق التوازن التنمويبA أقاليم الوطن العربي] بحيث يكون البدء بعمليات التكـامـل بـA أقـطـارعربية متقاربة في مراحل النمو االقتصادي. وهذا ما دعا لبعض إلى الدعوةإلى قيام تكتالت اقتصادية ضمن ا?نطقة العربية بA الدول األكثر جتانساواألقرب جغرافيا (دول اخلليج] دول ا?غرب العربي] الخ.. .)] على اعتـبـارأن حتقيق التكامل بA عدد صغير من الوحدات االقتصادية القطـريـة قـديكون أسهل بكثير من حتقيقه بA عدد كير منها. ووفقا لهذا التصور فـإناتفاقية الوحدة االقتصادية العربية (ا?ادة اخلامسـة عـشـر) أجـازت نـشـوءالتكتالت االقتصادية «األقل شموال» بA مجموعات متجانسة من األقطارالعربية باعتبارها خطوة على طريق الوحدة االقتصادية األكثر شموال] والشك أن نشوء مثل هذه «التكتالت االقتصادية اإلقليمية» داخل الوطن العربيHليه مزيج من االعتبارات والضرورات اجلغرافية واالقتصادية والسياسية

. ولكن على الرغم من االحتماالت اإليجابية (٧)في ظل ظرف تاريخي محددلهذا السبيل] إال أنه مسار محفوف باخملاطر أهمها خطر تـكـلـس وجتـمـدهذه «التكتالت االقتصادية» على صعيد ا?نطقة العربية واحتدام ا?نافسةبينها في األجل الطويل �ا قد يعوق استكمال مسيرة التكامل الشامل في

ا?ستقبل.

140

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

وإذا كان الهدف البعيد لعملية التنمية العربية ا?ستقلة هو حتقيق أكبر] فإن األمن»collective Self-relianceقدر من «االعتماد اجلماعي على النفس

يستدعي إعطاء مفهوم «االعتماد اجلماعي على النفس» مضامA موضوعيةمحددة لكي ال يتحول هذا ا?فهوم إلى مجرد شعار أجوف يتم ترديـده فـياحملافل وا?نتديات الدولية إلى درجة تصل إلى حد ا?سخ واالبتذال. ولكييتم اغتناء هذا ا?فهوم اجلديد ال بد من الوعي بداءة بأن انتهاج نهج «االعتماداجلماعي على النفس» كسبيل للتنمية العربية ا?ستقلة يعني بالضرورة النفيالتاريخي لعملية التنمية والتجزئة والتحلل التي يعاني منها االقتصاد العربي

اليوم.وبصفة عامة Hكن القول بأن استكمال عناصر «القوة الذاتية] وتزايددرجة «االعتماد على النفس» في اقتـصـاد أو مـجـتـمـع مـا] يـؤدي مـع مـرور

الزمن إلى تقويض مقومات «التبعية» «واالعتماد ا?فرط على اخلارج».ويالحظ هنا أن «االعتماد اجلماعي على النفس» مثله مثل «الـتـبـعـيـة»يشكل مفهوما «استراتيجيا» متعدد اجلوانب وليس مجرد مفهوم اقتصاديخالص. «فاالعتماد اجلماعي على النفس» هو مفهوم مرتبط بتطوير ا?قدرةاإلنتاجية والعسكرية للمجتمع العربي ولذا فهو مفهوم مرتبط بالقدرة علىاستيعاب وتطوير الطاقات التكنولوجية «ا?ستقلة» للمجـتـمـع وكـذا تـطـويـرقدرة اجملتمع على «التصنيع العسكري» �ا يسمح بإنتاج احلد األدنـى مـنا?عدات والعتاد العسكري الالزم ?قاومة الضغوط اخلـارجـيـة] كـذلـك فـإنهذا الفهم االستراتيجي مرتبط أيضا بأهمية حجم السكان في مجتمع ما?ا له من تأثير على عدد األفراد الذين Hكن جتنـيـد طـاقـاتـهـم لـلـمـجـهـوداحلربي في ظروف التعبئة واحلرب. كما أن حجم السكان له أهمية كبرى

عنـدSize of home market ,من حيث حتديد مدى «سـعـة الـسـوق الـقـومـيـة»مستوى معA من الدخل] كذلـك فـإن حـجـم الـسـوق الـقـومـيـة يـكـون بـدورهعنصرا حاسما في حتديد مدى إمكانية ودرجة تطوير قطاع قوي للصناعات

الوسيطة ومعدات اإلنتاج.ومن ناحية أخرى Hكن النظر إلى مساحة البلد كأحد مؤشرات وعناصرالقوة الكامنة جملتمع ما] فهناك بلدان كاالحتاد السوفيتي والصA والوالياتا?تحدة تتمتع �ساحات شبه قارية �ا يسمح لها بإنهاك إن لم يكـن قـهـر

141

السمات األساسية لالقتصاد العربي

اجليوش الغازية. كذلك حيث أن النفط وغيره من ا?وارد الطبيعية وا?عادناألساسية غالبا ما تنتشر بشكل عشوائي في باطن األرض] فإنه كلما كانتمساحة البلد أكثر اتساعـا وانـتـشـارا (�ـا فـي ذلـك مـدى امـتـداد مـيـاهـهـااإلقليمية) كما ارتفع معامل احتمال تواجد النفط وا?عادن التي تشكل األساس

ا?ادي الهام لعملية التصنيع.وهناك كذلك «البعد الثقافـي» لـلـمـسـألـة] والـذي Hـكـن أن يـلـعـب دوراخطيرا في تعميق التبعية للخارج من خالل االعتماد على اجملالت والنظمالتعليمية والبرامج التـلـيـفـزيـونـيـة ا?ـسـتـوردة.. . ولـذا فـإن أحـد ا?ـقـومـاتاألساسية الستراتيجية التنمية القائمة على «االعتماد اجلماعي على النفس»هو تطوير النظام التعليمي الوطني وجتديد مقومات الثقافة الوطنية إلحداثنوع من التوازن في مواجهة غزو وتغلغل أvاط التعليم والثقـافـة الـغـربـيـة]وحتى يحدث ا?زج اخلالق بA األصالة وا?عاصرة في مجاالت العلوم والفنون

واآلداب.وHكن لنا إعطاء صورة تطبيقية مبسطة للدرجات اخملتلفة لالعـتـمـادالذاتي على النفس في دول مختلفة باالستناد إلى أربع عناصر استراتيجيةهي: التكنولوجيا] إنتاج احلبوب] إنتاج النفط] وحجم السكان كما هو موضح

):٣- ٩في الشكل (ويالحظ في هذا الصدد أن كال من الواليات ا?تحدة األمريكية واالحتادالسوفيتي والـصـA الـشـعـبـيـة تـتـمـتـع بـثـالث عـنـاصـر مـن مـقـومـات الـقـوة

االستراتيجية األربعة.فنقط الضعف الرئيسية لدى الواليات ا?تحدة] وفقا لهذا التصنيف هيأنها مستورد صاف للنفط] ونقطة الضعف الرئيسية لدى االحتاد السوفيتيهي أنه يعتبر مستوردا صافيا للحبوب. بينما نقطة الضعف االستراتيجيةلدى الصA هي أنها تعتبر مستوردا صافيا للتكنولوجيا احلديثة. ولذا فإنهذه الدول الثالث هي أقرب ما تكون إلى حتقيق أكبر قدر من «االعتـمـادعلى النفس». فالواليات ا?تحدة قادرة في األمد الطويل على التغلب عـلـىنقطة الضعف الرئيسية لديها من خالل تنمية مصادر بديلة للنفط كالفحماحلجري والوقود النووي] كذلك Hكن لالحتاد السوفيتـي أن يـحـقـق قـدرا

أكبر من االكتفاء الذاتي في مجال احلبوب الغذائية عن طريق «إعادة

142

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

�������

���� ���������� ������������������ ��

�����

��! "� #�$����**********

%&���� '�(��*********

)+��********

��,���***°***

�,�-�� �.�"�***°**

�/�0�� �.�"�***°**

1$����°°*°

���$�°****

2$3�4��******

�,�5******

��$6� ��5°*°*

.����

( 3 � 9 ) ��� ���

�� � � ������ ���� ���� � ����� ����� !"�#�

�$%&�� �����'��*�

.��$�8� 9�: ;�� 5� ���� < **

: >,���� '�?��� < �@�A �"� 3�@���

. �?�. ��B@ �C�@ D@ �E5� ***

.�?�. ��B@ 100 H 10 D@ **

: +���

: IJE�� ��?K�� < �@�A �"� 3�@���

.'6�"� �LM N�� 6�+@ ***

.�?�. ��B@ D@ 2/O °

P���� �BQ� ��� .�� �/�R�� *.�?�. )$J@ 10 H 1 D@ *

143

السمات األساسية لالقتصاد العربي

������ ������ � ����������

���������������

���������������!�"#�

$%�&'�**********

$�*********

��(��*5***555

)$*+�****5*55

,�- ���***5555

.� �*****55

/�$���********5*

,-���**5555

,�(�**5*55

�0- ����*5***555

�0� �*****55*

1�23�� 42���**55555

5 '� 42���*55555

5$��� 6��#� ,���755***555

5$��� 8���� 92:*******5*

: �������� ���� ����

. $"�� 4� )$�<� ���=� ������ 5

.(%40C20 -E�F G) �"��I J�K�� L�"���� ���- *

.(%80C60 -E�F G) ����P J�K�� L�"���� ���- **

. Q�R S$0�� T%�U �� 0 ***

(4�9) ��� ���

������� ������ ���� !"# $%��� !"# &�'�#*� +���� ��,���- .��

�V0�W�

��X���$���� $Y����

) (W�Z"�� ��7$���

144

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

تنظيم الزراعة السوفيتية ورفع كفاءة اإلنتاج بها». وبالنسبة للصA فإنهHكن لها خالل العقدين القادمA حتقيق درجة عاليـة مـن االعـتـمـاد عـلـىالذات في مجال وتطوير ابتداع التكنولوجيا احلديثة وفقا الحتياجاتها (�ا

فيها تكنولوجيا األسلحة النووية).وإذا عدنا إلى وطننا العربي فإننا سنجد أن مواطن الضعف الرئيسيـة

) تكمن٤- ٩على صعيد ا?نطقة العربية على ضوء الشكل التوضيحي رقم (في أن العالم العربي ككل يعتبر مستوردا صافيا لـلـحـبـوب ولـلـتـكـنـولـوجـيـااحلديثة] للسالح] و?عدات اإلنتاج. وبذا تتحدد بوضوح مجاالت العمل العربيا?شترك لتحقيق أكبر قدر من «االعتماد اجلماعي على النفس» وهي أربعة

مجاالت رئيسية:أ-حتقيق األمن الغذائي (وال سيما في مجال احلبوب).

ب-حتقيق األمن التكنولوجي.جـ-تصنيع السالح.

د-التصنيع الثقيل ?عدات وأدوات اإلنتاج.وهكذا فإن التكامل االقتصادي العربي يصبح ضرورة تاريخية تفرضهاضرورات العصر واعتبارات الصراع الدولي في عالم لم يعد فيه مكان إالللوحدات «االقتصادية-السياسية» الكبيرة القادرة على اإلمساك بزمام أمورهابنفسها وا?الحة الصعبة وسط أمواج البحار العالية ورياح السياسة الدولية

العاتية دون أن تفقد التوجه الذاتي ا?ستقل.

145

التكامل اإلقتصادي العربي بI الواقع والطموح

التكامل االقتصادي العربيبيـن الواقـع والطمـوح

منذ نهاية احلرب العا?ية الثانية والعالم يشهداجتاها متعاظما نحو «التكتل االقتصادي» للتكيفمع األوضاع والظروف االقتصادية والتجارية ا?تغيرةالتي برزت أثر الثورة العلمية التكنولوجية في مجالاإلنتاج والنقل والتسويق والبحث العلمي. فالصناعةاحلديثة-بشكل خاص-أصبحت تعتمد على وحداتكبيرة احلجم وفيرة اإلنتاج يتطلب تصريفه أسواقاأوسع بكثير من السوق احمللية الضيقة] كما يتطلبإقامتها توفر مقادير كبيرة من رأس ا?ال] ومهاراتبشرية فنية وإدارية عالية التأهيل ونفـقـات مـالـيـةضخمة تنفق على أعمال البحث والـتـطـويـر.. �ـايتجاوز قدرة البلد الواحد.. . وال بد له من تضافر

.)١ (جهود عدة أقطارولم يقتصر االجتاه نحو التكـتـل عـلـى مـسـتـوىالدول فحسب بل برز أيضا وبشكل كبير على مستوىالشركات التي أخذت تندمج وتتكتل فيما بينها فيصورة كارتالت واحتادات حتى تستطيع احملافظـةعـلـى وجـودهـا فـي ظـل الـتـطـورات الـتـكـنـولـوجــيــةاجلديدة] إذ تعدت هذه االندماجات مستوى البلد

10

146

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

الواحد لتربط بA شركات اإلنتاج ا?تماثل الكبير في الدول اخملتلفـة عـبـراحلدود القومية.

ونتيجة لهذا االجتاه ظهرت التكتالت االقتصادية ا?عاصرة في الـعـالـما?تقدم.. . فتكتلت بلدان أ وروبا الغربية في «السوق األوروبية ا?شتـركـة»]وبرزت في ذات الوقت الـشـركـات الـدولـيـة ا?ـعـروفـة بـالـشـركـات «مـتـعـددةاجلنسية» والتي يبلغ إنتاج البعض منـهـا عـشـرات الـبـاليـA مـن الـدوالراتسنويا أي ما يوازي حجم الناجت القومي لبعض الدول ا?تقدمـة ولـعـشـرات

.(٢)الدول النامية مجتمعةوإزاء هذه االجتاهات تأكد للدول النامية-وخاصة أثر تصاعد جهودهامن أجل التنمية االقتصادية-أهمية التعاون االقتصادي] بعد أن اتضح لـهـابجالء أن عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية لن تتحقق بالشكل والسرعةا?طلوبA دون االعتماد اجلماعي على النفس وتكتلها في مجاميع إقليميةتعمل على التنسيق االقتصادي والتجاري واإلvائي بهدف دفع عجلة التنميةفي هذه البالد. فبرزت عدة تكتالت اقتصادية في أمريكا الالتينية «كمنطقة

Andean] ومجموعة «بالد االنديز» (٣)التجارة احلرة» لدول أمريكا الالتينية

Pactكما امتدت هذه الظاهرة إلى أفريقيا فنشأت سـوق لـشـرق أفـريـقـيـا [وأخرى لغربها وثالثة لوسطها.

ولم تتخلف الدول العربية عن هذا االجتاه فـقـامـت �ـحـاوالت عـديـدةإلقامة أشكال مختلفة من التعاون والتكامل االقتصادي اجلماعي والثنائياستهدفت في البداية إزالة العقبات والقيود القانونية واجلمركية واإلداريةالنتقال السلع وعناصر اإلنتاج وحتقيـق أكـبـر قـدر مـن الـتـنـسـيـق فـي هـذااإلطار. وقد � إجناز بعض االتفاقيات االقتصادية بA الدول العربية كاتفاقيةتسهيل التبادل التجاري وتنظيم جتارة الترانزيت] واتفاقية تسديد مدفوعاتا?عامالت اجلارية وانتقال رؤوس األموال] واتفـاقـيـة الـوحـدة االقـتـصـاديـةالعربية والسوق العربية ا?شتركة. وانتقلت جهود الدول العربية في مرحلةتالية إلى عقد اتفاقيات الستثمـار رؤوس األمـوال الـعـربـيـة وانـتـقـالـهـا يـ�الدول العربية كاتفاق تشجيع االستثمار وإنشاء ا?ؤسسة العربـيـة لـضـمـاناالستثمارات واتفاقية تنقل األيدي العاملة بA الدول أعضاء مجلس الوحدةاالقتصادية] ومؤخرا اجتهت الدول العربية في نطاق اجمللس االقـتـصـادي

147

التكامل اإلقتصادي العربي بI الواقع والطموح

العربي ومجلس الوحدة االقتصادية ومنظمة األقطار العربية ا?صدرة للبترولإلى إنشاء ا?شروعات العربية والدولية ا?شتركة.

وقد أنشـئ مـجـلـس الـوحـدة االقـتـصـاديـة الـعـربـيـة بـقـرار مـن اجملـلـس] غير أنه لم يزاول نشاطه إال في١٩٥٧االقتصادي العربي في منتصف عام

بعد أن � تصديق ثالث من الدول ا?وقعة على اتفاقية١٩٦٤يونيو-حزيران . ولقد جاء إنشاء مجلس الوحدة االقتصادية في مـرحـلـة(٤)إنشاء اجمللـس

هامة من مراحل ا?د التحرري والوحدوي في ا?نطقة العربية] لهذا كـانـتأهدافه مفرطة في التفاؤل انطالقا من مفهوم الوحدة الكاملـة لـلـمـجـتـمـعالعربي. فقد جاء في ديباجة االتفاقية أن الدول ا?وقعة عليها قـد اتـفـقـتعلى قيام وحدة كاملة بينها] وعلى حتقيقها بصورة تدريجية و�ا Hكن منالسرعة التي تضمن انتقال بالدها إلى الوضع ا?قبل دون اإلضرار �صاحلها

.(٥)األساسيةوللوصول إلى حتقيق هدف الوحدة] � االتفاق على أن تعمل األطراف

ا?تعاقدة على:- جعل بالدها منطقة جمركية واحدة تخضع إلدارة موحدة] وتـوحـيـد١

التعريفة والتشريع واألنظمة اجلمركية.- توحيد سياسة االستيراد والتصدير وأنظمتها.٢- توحيد أنظمة النقل والترانزيت.٣- عقد االتفاقات التجارية واتفاقات ا?دفـوعـات مـع الـبـلـدان األخـرى٤

بصورة مشتركة.- تنسيق السياسة ا?تعلقة بالزراعة والصناعة والتجارة الداخلية وتوحيد٥

التشريع االقتصادي بشكل يكفل ?ن يعمل من رعايا الـبـالد ا?ـتـعـاقـدة فـيالزراعة والصناعة وا?هن شروطا متكافئة.

- تنسيق تشريع العمل والضمان االجتماعي.٦- تنسيق تشريع الضرائب والرسوم �ا يكفل تكـافـؤ الـفـرص وتـالفـي٧

االزدواج الضريبي والرسوم.- تنسيق السياسات النقدية وا?الية �هيدا لتوحيد النقد.٨- توحيد أساليب التصنيف والتبويب اإلحصائية.٩

- اتخاذ أية إجراءات تلزم لتحقيق الوحدة االقتصادية. ونتيجة الحتمال١٠

148

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

وجود بعض البلدان في ظروف ال �كنها من التوحيد فقد نصت آخر فقرةمن ا?ادة الثانية على القول بأنه «Hكن التـجـاوز» عـن مـبـدأ الـتـوحـيـد فـي

.(٦)حاالت وأقطار خاصة �وافقة مجلس الوحدة االقتصادية العربيةوبالرغم من ا?شاكل العديدة التي واجهت عمـلـيـات الـوحـدة والـتـكـامـلاالقتصادي العربي إال أن هناك بعض اإلجنازات التي �ت] وأن كان بعضهاما زال يتعثر في التنفيذ. وسنحاول فيما يلي أن نتناول با?ناقشة والتقييمالنقدي الصيغ واألشكال اخملتلفة ا?طروحة لدفع عملية التكامل االقتصادي

العربي إلى آفاق جديدة.

- إجراءات حترير التجارة واملبادالت:١أن االجتـاه الـذي طـغـى عـلـى مـفـاهـيـم و�ـارسـات الـتـعـاون والـتـكـامـلاالقتصادي العربي خالل اخلمسينات والستينات هو ا?فهوم التقليدي القائمعلى فكرة حترر التجارة وا?بادالت بصفة عامـة بـA الـبـالد الـعـربـيـة] ومـايرتبط بها من صيغ وسياسات مشتقة مثل «السوق العربية ا?شتركة»] «منطقةالتجارة احلرة»] «االحتاد اجلمركي»] محاولة لنقل وتقليد جتـربـة «الـسـوق

األوروبية ا?شتركة».وقد أخذت احملاوالت األولى في اجتاه حترير التجارة شكل عقد اتفاقياتثنائية تفضيلية خالل اخلمسينات] ثم دخول اتفاقية السوق العربية ا?شتركة

. ورغم انقضاء زهاء ثالثة عشـر عـامـا(٧)١٩٦٥حيز التنفيذ منذ أول-يـنـايـرعلى إقامة السوق العربية ا?شتركة] فقد عجزت اتفاقيـة الـسـوق الـعـربـيـةا?شتركة عن تأدية دور فعال في زيادة حجم التجـارة والـتـبـادل بـA الـدول

األطراف.ولعل ا?شكلة الرئيسية تكمن في أنه بينما ظهرت ثمار حترير التجـارة

] فإنه في حالة(٨)والتبادل بA دول السوق األوروبية ا?شتركة بسرعة كبيرةالسوق العربية ا?شتركـة � الـقـفـز مـبـاشـرة إلـى إجـراءات إزالـة احلـواجـزاجلمركية وإجراءات حترير التجارة وحركة عناصر اإلنتاج قبل معاجلة أهمالعقبات ا?وضوعية القائمة في وجه vو التـبـادل الـتـجـاري وا?ـتـمـثـلـة فـيضعف القاعدة اإلنتاجية في البلدان العربية وانخفـاض درجـة الـتـنـوع فـياجلهاز اإلنتاجي القائم بعكس احلال في دول السوق األوروبية ا?ـشـتـركـة.

149

التكامل اإلقتصادي العربي بI الواقع والطموح

ولذا فإنه في ظل األوضاع والهياكل اإلنتاجية القائمة في البلدان العربـيـةيصعب تصور vو ا?بادالت التجارية بA بالد معظمها يقوم علـى تـصـديـرمنتج رئـيـسـي لـبـلـدان الـعـمـالت احلـرة وتـقـوم بـاسـتـيـراد مـعـظـم وارداتـهـا

ومستلزمات إنتاجها من خارج ا?نطقة العربية.ولذا فإن بعض الكتابات احلديثة في هذا اجملال �يل إلى التأكيد علىأن ما حتتاجه البالد العربية في هذه ا?رحلة ليس هو إجراءات «لـتـحـريـر

. وإذا كنا نـرى أن هـذا(٩)التجارة» بقدر ما حتتاج إلى إجـراءات «خلـلـقـهـا»التقييم للمشكلة صحيح بشكل عام] إال أنه يطرح تشخيصا للمشـكـلـة مـنزاوية «العرض» فقط. فا?شكلة لها بعد آخر ال يقل أهمية Hكن طرحه منزاوية vط وهيكل الطلب النهائي على السلع واخلدمات السائد في كل بلدعربي على حدة. فيمكن إرجاع بعض أسباب فشل اتفاقية السوق العربـيـةا?شتركة في تنمية ا?بادالت التجارية بA البلدان العربية في مجال السلعالصناعية االستهالكية وا?عمرة إلى vط توزيع الدخول وأvاط االستهالكالسائدة في البلدان العربية اخملتلفة وخاصة فـي الـبـلـدان الـنـفـطـيـة الـتـي

تتوافر بها القوة الشرائية الواسعة.وتتضح هذه القضية بوجه خاص في بلدان اخلليج حيث يتـفـشـى «أثـراحملاكاة» ألvاط االستهالك الغربي وحيث ترتفع درجة التفضيل واإلحاللللسلع الصناعية الغربية مهما ارتفع ثمنها. وHكن لنا القول أن أية «مـيـزةتنافسية» في الثمن نتيجة رفع أو تخفيض التعريفة اجلمركية للسلع ا?عمرةواألدوات الكهربائية التي يتم إنتاجها أو جتميعها في ا?نطقة العربية تعتبرعنصرا غي ذي بال لتنشيط الـطـلـب عـلـى هـذه الـسـلـع] نـظـرا ألن ا?ـرونـةالسعرية للطلب على السلع االستهالكية وا?عمرة الوافدة من أمريكا وأوروباواليابان تكون شديدة االنخفاض] بل أن بعض السلع ا?ستوردة من الـغـرب

.Price inelastic (١٠)«عدHة ا?رونة السعرية»ولذا فإننا نرى أن أية محاولة جادة لتحرير التجارة وتـنـمـيـة ا?ـبـادالتعلى مستوى ا?نطقة العربية ال Hكن أن تتم �عزل عـن إعـادة الـنـظـر فـي«أvاط التنمية» و «هياكل الطلب النهائي» السائدة ومدى ارتباطها بإشباع

احلاجات األساسية للسكان.وأخيرا يجدر بنا اإلشارة إلـى أن هـنـاك مـخـاطـر ومـحـاذيـر كـبـيـرة قـد

150

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

تترتب على إجراءات إزالة العوائـق واحلـواجـز اجلـمـركـيـة فـي وجـه تـبـادلالسلع وانتقال عناصر اإلنتاج بA البلدان العربية في غياب مخطط للتكاملاإلvائي العربي يهدف إلى توسيع وتنويـع الـقـاعـدة اإلنـتـاجـيـة فـي الـعـالـمالعربي. إذ أن االقتصار على اإلجراءات الهادفة إلى حترير حركة التجارةوعناصر اإلنتاج قد تفيد منها بالدرجة األولى الشركات الدولية والتي تقفزعادة ?لء الفراغ اإلنتاجي ولتستـفـيـد مـن مـزايـا الـسـوق الـعـربـيـة الـكـبـيـرةوا?وحدة. ولذا فإننا يجب أن نحذر من أنه ما استمر التقاعس في مجـالاالتفاق على مخطط للتكامل اإلvائي الـعـربـي فـإن ثـمـار حتـريـر الـتـجـارةوا?بادالت على مستوى ا?نطقة العربية سوف تقتطفها بال تردد الشركـات

الدولية قبل غيرها.وبصفة إجمالية Hكن القول أن التعثر في تنفيذ أحكام السوق العربية

] يرجع إلى أن مبدأ حترير التـجـارة بـA الـبـالد الـعـربـيـة كـان(١١)ا?شتـركـةمدخال متقدما يجب أن يسبقه تنسيقا بA القطاعات اإلنتاجية في البالد

العربية.هذا باإلضافة إلى أن ندرة العمالت القابلة للتحويل لدى الدول العربيةذات العجز جعلتها مترددة في إزالة القيود ا?تعلقة بتبادل ا?نتجات الصناعيةوالزراعية فيما بينها. حيث أن حاجتها ا?لحة إلى النقد األجنبي دفعها إلىتفضيل التعامل التجاري مع دول خارج نطاق السوق] وإلى وضع األنـظـمـةواللوائح التي حتقق لها حصيلة كافية من الـصـادرات ووفـرا فـي الـواردات

.(١٢)دون االلتزام ألحكام السوق.كذلك ثبت من خالل جتربة السوق العربية ا?شتركة أن غرف التـجـارةوالصناعة في عدة بلدان عربية كـانـت تـقـف حـائـال دون اإلسـراع بـعـمـلـيـةحترير التجارة وا?بادالت على مستوى ا?نطقة العربيـة خـوفـا ودفـاعـا عـنمصاحلها االحتكارية ا?رتبطة بعمليات االستيراد والتصدير من خارج ا?نطقة

العربية.

- املشروعات العربية املشتركة كأداة للتكامل االقتصادي:٢أولت اتفاقية الوحدة االقتصادية العربية صيـغـة ا?ـشـروعـات الـعـربـيـةا?شتركة اهتماما واضحا في إطار عمليات التـكـامـل االقـتـصـادي الـعـربـي

151

التكامل اإلقتصادي العربي بI الواقع والطموح

حA نصت الفقرة (جـ) من مادتها التاسعة على «تنسيق اإلvاء االقتصاديووضع برامج لتحقيق مشاريع اإلvاء العربية ا?شتركة». وHيل فريـق هـاممن احملللA االقتصاديA في اآلونة األخيرة إلى النظر إلى صيغة ا?شروعاتالعربية ا?شتركة على أنها من أهم أدوات السياسـة االقـتـصـاديـة الـعـربـيـةا?شتركة ا?ؤدية إلى حتقيق األهداف التكاملية] وذلك �ا تتيحه من إمكانيات

التخصص والتركيز وإعادة هيكلة التقسيم العربي للعمل.كذلك Hيل الرأي في أوساط خبراء ورجال ا?ال واألعمال العرب إلـىأن الظروف قد غدت مهيأة في ا?نطقة العربية أكـثـر مـن أي وقـت مـضـىللتوسع في ا?شروعات العربية ا?شتركة لتشمل مختلف قـطـاعـات اإلنـتـاجواخلـدمـات �ـا يـحـقـق االسـتـغـالل األمـثـل لـلـمـوارد الـعـربـيـة ا?ـتـاحـة دوناالصطدام با?صالح العربية والقطرية ا?تناقضة. «فا?شروعات ا?شـتـركـةبعكس أسلوب منطقة التجارة احلرة أو االحتاد اجلمركي أو السوق ا?شتركةال �س إال جزءا من االقتصاد القومي] وال تتعدى تـعـاون عـدد مـن الـدولفيما يتعلق �نتجات معينة محددة سلفا] ولهذا السبب نفسه فإن ما تثيرهمحاوالت إنشائها من مشكالت ال بد أن تكون أقل عددا وأكثر قابلية للحل.ذلك أنه نادرا ما تتطلب إقامة مشروع مشترك أن تتـخـذ الـدول األطـرافإجراءات مساعدة] أو يفرض عليها أعباء إضافية في خارج القطـاع الـذيينتسب إليه ا?شروع. ومن ثم Hكن لكل دولة أن حتتفظ بسيطرتها وسياساتهااخلاصة في خارج هذا القطاع. أضف إلى ذلك أن من ا?مكن تقدير ا?نافعواألعباء التي جتنيها أو تتحملها كل دولة من الدول األطراف في ا?شروعاتا?شتركة على نحو أكثر دقة بكثير �ا Hكن به تقدير منافع وأعباء صـورالتكامل األخرى األكثر شموال] األمر الذي يجعل من األسهل أن تتفق الدولاألطراف على إقامة ا?شروع ا?شترك من أن تتفق على الدخول في احتاد

(١٣)جمركي أو سوق مشترك يصعب التنبؤ بآثارها على كل منها».

وهكذا فا?شروع العربي ا?شترك Hكن اعتباره-وفقا لهذا الرأي-أفضلالسبل لتنفيذ ا?شروعات الضخمة التي تعجز موارد دولة واحدة عن �ويلهاأو عن تصريف منتجاتها في سوقها احمللية. ولذا فإن التكامل فـي ا?ـواردوا?صالح بA األطراف ا?ؤسسة ?شروعات عربية مشتركـة يـتـأكـد بـشـكـلواضح من خالل توفير الفرصة األنسب لتالقي اقتصاديات مجموعة الدول

152

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

العربية النفطية التي تتـراكـم لـديـهـا مـوارد مـالـيـة أكـبـر مـن طـاقـتـهـا عـلـىاالستيعاب بتلك التي تعاني من النقص في ا?ـوارد ا?ـالـيـة وتـتـوافـر لـديـهـافرص أكبر لالستثمار وا?قدرة على االستيعاب. وبهذا فإن صيغة ا?شروع

.A(١٤)العربي ا?شترك تأتي كحل أمثل ?شكالت الطرف

و�ثل ا?شروعات العربية ا?شتركة بهذا ا?عنى ظاهرة حديثـة نـسـبـيـا.فبالرغم من ا?ناقشات ا?تعددة بA االقتصاديA والسياسيA العـرب مـنـذأوائل اخلمسينات حول أهـمـيـة وفـوائـد هـذه ا?ـشـروعـات لـدعـم الـتـكـامـلاالقتصادي العربي] فقد ظلت ا?شروعات العربية ا?شتـركـة ظـاهـرة نـادرةحتى آخر الستينات. وأبرز مثال لذلك شركة البوتاس العربية باألردن والتي

(١٥)تعثر تنفيذها طويال.

ولذا فإننا جند أن أكثر ا?شروعات العربية ا?شتركة القائمة قد أنشئت. ويعود ذلك إلى التـحـسـن الـكـبـيـر الـذي طـرأ عـلـى١٩٧٣بالفعـل بـعـد عـام

العالقات السياسية بA مجموعة الـدول الـعـربـيـة «ا?ـصـدرة لـرأس ا?ـال»]ومجموعة الدول العربية «ا?ستوردة لرأس ا?ال»] والذي ترتب عليه ظهـورنـظـرة جـديـدة لـدى دول كـل مـن هـاتـA اجملـمـوعـتـA نـحـو فـرص الـتـعـاوناالقتصادي العربي وذلك في أعقـاب الـزيـادة فـي األرصـدة الـسـائـلـة الـتـيحققتها الدول العربية ا?صدرة لرأس ا?ال غداة الطفرة الهائلة في عوائد

(١٦)النفط.

ولعل محاولة تقييم آثار ا?شروعات العربية ا?شتركة التي � إنشاؤهـاحتى اآلن على تيسير عملية التكامل االقتصادي العربي قد تكون محـاولـةسابقة ألوانها. بيد أنه Hكن لنا إبداء بعض ا?الحظات األولية على طبيعةالنشاطات التي تزاولها هذه الشركات العربية ا?شتركة] واالجتاهات الرئيسيةحلركة تكوين ا?شروعات العربية ا?شتركة وآثارها على مـسـتـقـبـل عـمـلـيـة

التنمية العربية.وفـي ضـوء احلـصـر الـذي قـامـت بـه األمـانـة الـعـامــة جملــلــس الــوحــدةاالقتصادية العربية للمشروعات العربية ا?شتركة. فقد بلغ عدد ا?شروعات

وHكن تقسيم(١٧) مشروعا]٨٢العربية ا?شتركة العاملة في البالد العربية ا?شروعات العربية ا?شتركة وفقا للطريقة التي اتـبـعـت فـي إنـشـائـهـا إلـى

(١٨)ثالثة أنواع رئيسية:

153

التكامل اإلقتصادي العربي بI الواقع والطموح

أ-مشروعات مشتركة أنشئت bبادرة من جانب مؤسسات عربية حكوميةمشتركة.

وتأخذ هذه ا?شروعـات فـي الـعـادة صـيـغـة مـشـروعـات عـامـة مـتـعـددةاألطراف كنتيجة جلهود ا?ؤسسات التي تروج لها في سبيل حتقيق األهدافالتي أنشئت هذه ا?ؤسسات من أجلها. وقـد تـدور األهـداف حـول حتـقـيـق«تكامل» اقتصادي على مستوى العالم العربي كله] أو مجموعة من الـدول]كما هو احلال في ا?شروعات التي يتبناها مجلس الوحدة االقتصادية العربية.وقد قامت حتى اآلن ثالث شركات عربية مشتركة �بادرة من مجلـس

الوحدة االقتصادية العربية] وبدأت �مارسة عملها بالفعل وهي:) مليون دينار كويتي ومقرها١٢٠- الشركة العربية للتعدين برأسمال قدره (

عمان.) مليـون٦٦- الشركة العربية لتنمية الثروة احليـوانـيـة بـرأسـمـال قـدره (

دينار كويتي ومقرها دمشق.الشركة العربية للصناعات الدوائية وا?ستلزمات الطبية برأسمال قدره

) مليون دينار كويتي] ومقرها القاهرة.٥٠(كما قرر اجمللس إنشاء الشركة العربية لالستثمارات الصناعية برأسمال

) مليون دينار عراقي] ومقرها بغداد] وستمارس عملها فور تلقي١٥٠قدره (مساهمات األطراف.

وهناك شركات أخرى في طريقها إلى اإلنشاء كالشركة العربية للزراعةواإلنتاج الغذائي] والشركة العربية للـسـيـاحـة] والـشـركـة الـعـربـيـة ?ـصـايـداألسماك. كما أن اجمللس بصدد إعداد الدراسات التمـهـيـديـة أو اجلـدوى

(١٩)إلنشاء شركة للمقاوالت] وأخرى لتمويل الصادرات واخملزون السلعي.

كذلك قد يتعلق الهدف بتطوير قطـاع إنـتـاجـي مـعـA فـي اقـتـصـاديـاتالدول ا?عنية كما هو احلال في ا?شروعات ا?شتركة التي تبنـتـهـا مـنـظـمـةاألقطار العربية ا?صدرة للبترول (أوبيك) فـي مـجـال الـبـتـرول واخلـدمـات

البترولية.ب-مشروعات عربية مشتركة أنشئت bبادرة من جانب شركات االستثمار:ويأتي إنشاء ا?شروعات ا?شتركة من هذا النوع �بادرة من جانب الشركةا?شتركة لالستثمار والتي تعمل كشركة قابضة في الدول ا?ضيفة] وتتولى

154

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

بدورها ترويج وتكوين مشروعات مشتركة في تلك الدولة. وقد ثبت جنـاحهذه الطريقة كوسيلة لترويج وإنشاء ا?شروعات ا?شتركة اخلاصـة. وثـمـةشركات استثمار مشتركة من هـذا الـنـوع تـعـمـل اآلن فـي مـصـر والـسـودان

بصورة خاصة.:Lبادرات مستثمرين فرديb جـ-مشروعات مشتركة (أو ثنائية) أنشئتوتشمل هذه اجملموعة ا?شروعات ا?شتركة اخلاصة التي أنشئت علـىأسس جتارية خالصة خارج أي إطار تنظيمي أو مؤسس مسبق. وعادة مايأخذ زمام ا?بادرة في ترويج وتكوين هذه ا?شروعات مستثمر أو مجموعة

.Aمن ا?ستثمرين الفرديوفي ضوء حتليل ا?شروعـات والـشـركـات الـعـربـيـة الـثـنـائـيـة وا?ـتـعـددةاألطراف العاملة في البالد العربيـة والـتـي � إنـشـاؤهـا حـتـى اآلن] Hـكـنالقول أنه باستثناء ا?شروعات العربية ا?شتركة التي أنـشـئـت �ـبـادرة مـنجانب ا?ؤسسات العربية احلكومية ا?شتركة (مثل مجلس الوحدة االقتصاديةالعربية] منظمة األقطار العربية ا?صدرة للبترول] الصندوق العربي لإلvاءاالقتصادي واالجتماعي والصندوق الكويتي للتنمية االقتصادية العربـيـة)]فإن ا?شروعات العربية ا?شتركة التي � إنشـاؤهـا حـتـى اآلن تـركـزت فـي

ثالثة قطاعات رئيسية:- قـطـاع ا?ـال والـبـنـوك والـتـأمـA.. . حـيـث أن اجلـانـب األعـظــم مــن١

ا?شروعات العربية ا?شتركة اتخذ شكل إنشاء صناديق للتنمية] وشـركـات Aفمن ب .Aوإعادة التأم Aمشروعا٨٢استثمار وبنوك أعمال وشركات للتأم

شركة لالستثمار أو بنك٣٥عربيا مشتركا تنشط في البالد العربية يوجد أو صندوق للتنمية.

- قطاع ا?شروعات العقارية والسياحية.. . حيث اجته جانب هام من٢مجهودات االستثمارات العربية ا?شتركة إلى تكوين شركات التعمير والفنادق

والسياحة باإلضافة إلى نشاطات ا?قاوالت ا?دنية.- قطاع شركات ا?الحة والنقل البحري.. . حيث � تكويـن عـدد هـام٣

من شركات ا?الحة والنقل البحري.ولعل �ا يفسر التركيز على هذه القطاعات الثـالثـة مـا يـجـمـعـهـا مـنسمات مشتركة: فكلها تشبع حاجات واضحة وآنية] وتتطلب حدا أدنى من

155

التكامل اإلقتصادي العربي بI الواقع والطموح

الدراسات السابقة على االستثمار.. وال يحتاج تنفيذها إلى درجة عالية من. كذلك يجمع هذه ا?شروعات ا?شتركة التي �ت �بادرة(٢٠)التقنية ا?تقدمة

من بنوك األعمال وشركات االستثمار و�بادرات مستثمرين فرديA سيادة«العقلية التجارية» التي تهدف إلى حتقيق أقصى ربح �كن في أقصر فترة�كنة (وال سيما في مجال ا?شروعات العقارية والسياحية)] كما أن آثارهااإلvائية والتكاملية بعيدة ا?دى (باستثناء شركات ا?الحة والنقل البحري)

تكاد تكون محدودة للغاية.ولعل النجاح النسبي جللس الوحدة العربية و?نظمة األقـطـار الـعـربـيـةا?صدرة للبترول في القيام بدور رائد في إنشاء مشروعات عربية مشتركةفي مجاالت إنتاجية لها آثار محددة على مسيرة التنمية والتكامل االقتصاديالعربي تدفعنا إلى مناقشة مدى قدرة هذه الشركات العربية ا?شتركة (والتيعادة ما تأخذ شكل شركات قابضة) على حتقيق أكبـر قـدر مـن الـتـنـسـيـقوالتكامل االقتصادي العربي في مجال نشاطاتها. ولذا فإن السؤال األساسيهنا يتعلق بالعالقة بA الشركات القابضة وا?قبوضة] وعما إذا كانت الشركاتالقابضة تسعى عند إنشاء الشركات ا?قبوضة إلى حتـقـيـق أكـبـر قـدر مـنالتشابك االقتصادي والتكامل بA األنشطة االقتصادية في البالد العربيةاخملتلفة أو أن الشركة القابضة تنشئ شركات تابعة في هذا القطر أو ذاكفي مجال نشاطها حيث يتـوفـر فـرص الـربـح وبـغـض الـنـظـر عـمـا إذا كـاننشاط الشركات ا?قبوضة سوف يتيح قدرا من الترابط والتشابك االقتصاديبA البالد العربية أو ال. وتبدو الصورة الثانية هي األكثر احتماال على ضوءما حتدده األمانة العامة جمللس الوحدة االقتصادية العربية ذاتها عـن دورالشركات القابضة الذي يكاد ال يتعدى دور التوجيه والرقـابـة وعـلـى ضـوءحقيقة ما يجري في اجتماع مجالس إدارات الـشـركـات والـتـي تـتـكـون مـن�ثلA للدول العربية اخملتلفة حيث يسعى مندوبو عدد من الدول اخملتلفة-التي تسعى لتحقيق قدر من تدفق رأس ا?ال اخلارجي إليها-إلى دفع الشركةلالستثمار في بعض مشروعاتها على أساس ربحـيـة ا?ـشـروعـات ا?ـقـدمـةوبغض النظر عما إذا كان ذلك التخصيص للموارد هو أفـضـل تـخـصـيـصAكن في النطاق العربي] أو عمـا إذا كـان يـؤدي إلـى زيـادة الـتـشـابـك بـ�

(٢١)االقتصاديات العربية.

156

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

وبصفة عامة Hكن القول أن الشركات وا?شروعات العربية ا?ـشـتـركـةقد تكون أحد األشكال الهامة التي تسمح بتدفق رؤوس األموال من البالدالعربية ذات ا?صادر ا?الية الضخمـة إلـى حـيـث تـشـتـد احلـاجـة إلـى رأسا?ال. كما أنها قد توفر حجما من رأس ا?ال لبدايـة بـعـض ا?ـشـروعـات التتمكن الدول العربية األقل ثروة من توفيره لبدايـة مـشـروعـات ذات حـجـماقتصادي مناسب بها. ولكنها ستبقى صيغة محدودة األثر فيما يتعلق بتحقيقالتكامل االقتصادي بA البالد العربية ما لم يتم تكـويـنـهـا فـي إطـار خـطـةمحددة سلفا لتسهيل التكامل االقتصادي العربي وفق خطة رشيدة لتقسيمالعمل بA البالد العربية] وما لم تلعب ا?شروعات الـعـربـيـة ا?ـشـتـركـة فـيالقطاعات ا?رشحة للتكامل دورا قياديا في توجيه النشاط االقتصادي في

(٢٢)إطار القطاع على النطاق العربي في مجموعه.

٣- التكامل اإلمنائي العربي في مواجهة الشركات الدولية العابرةللقوميات.

من البدائل ا?طروحة على البلدان العربية في ا?ناقشات الراهنة حولالتكامل االقـتـصـادي الـعـربـي اشـتـراكـهـا بـرأس مـالـهـا الـوطـنـي فـي إقـامـةمشروعات عربية-دولية مشتركة مع الشركات الدولية الـعـابـرة لـلـقـومـيـات

Transnational Companiesبحجة أن مـا تـقـدمـه هـذه الـشـركـات مـن مـعـرفـة بفنون اإلنتاج احلديثة وخبرات تنظيمية متقدمة وشبكات تسويقية واسعة]وال سيما في مجال غزو األسواق الـتـصـديـريـة اخلـارجـيـة وقـد يـبـدو هـذاالبديل أكثر احللول سهولة أو جاذبية في أعA البعض من أجـل احلـصـولعلى حق استخدام طرق اإلنـتـاج احلـديـثـة واالرتـكـان إلـى اخلـبـرة اإلداريـةوالتسويقية الواسعة التي تتمتع بها الشركات الدولية في مجاالت إنتاجيـة

عديدة.وإذا نظرنا لصيغة «ا?شروع العربي-الدولي ا?شترك» ا?قترحة من وجهةنظر حركة التكامل اإلvائي العربي] فإننا جند أنها حتمل في طياتها العديدمن اخملاطر التي تهدد مقومات التكامل االقتصادي العربـي مـن األسـاس]ومن ا?فيد لنا في هذا الصدد أن نحاول استخالص بعض الدروس التاريخيةمن جتربة «بالد األنديز» في أمريكا الالتينية في مواجهة الشركات الدولية

157

التكامل اإلقتصادي العربي بI الواقع والطموح

العمالقة التي تنتسب إلى الواليات ا?تحدة األمريكية. بإجـراءThe Andean Pactفقد قامت سكـرتـاريـة مـعـاهـدة بـالد األنـديـز

عقدا بA الشركات الوطنية والشركـات٤٥١دراسة موسعة � فيها حتليـل الدولية العابرة للقوميات في قطاعات إنتاجـيـة مـتـنـوعـة] عـلـى ضـوء هـذا

عقدا من عقود «نقل التكنولوجيا» ا?عقودة مع الشركات٤٠٩التحليل تبA أن علىExport-restrictive clausesالدولية تتضمن قيودا على عمليات التصدير

).١- ١٠النحو ا?بA في اجلدول (

وتهدف هذه «القيود التصديرية» إلى إخضاع نشاطات الشركات الوطنية«ا?ستوردة للتكنولـوجـيـا» أو «الـشـركـات الـوطـنـيـة-الـدولـيـة ا?ـشـتـركـة» إلـىمخططات الشركات الدولية في مجال اقتسام األسواق العا?ية والتقـسـيـمالدولي للعمل بصفة عامـة. بـيـد أن الـقـضـيـة األكـثـر خـطـورة هـي أن هـذهالقيود أخذت تشكل بدورها عقبة أساسية أمام مجهودات التكامل االقتصاديفي مجال تكوين «السوق ا?شتـركـة» جملـمـوعـة بـالد األنـديـز إذ أصـبـح مـنالصعب جتاوز احلواجز اجلديدة ا?وضوعة أمام التجارة بA بالد األنديـز

والتي خلقتها العقود وأشكال «ا?شاركة» اخملتلفة مع الشركات الدولية.

��� ������ ����� ������ ����� ������ ��

����� ������������� ������������ ����

������������� ������ ����!" �#� �$

���� ��� %�&'����

��(����352726

��) ���*11790225

+,���*�129_3

,-�837481

.��/16211745_

��)��

C.V.Vaitsos, The Process of Commercialization of Technology

in the Andean Pact : a Synthesis, mimeo, ( Lima,1971 )

( 1�10 ) ����

���� (( ��� � ����� ��� )) � �� ������� ������ ������

�����!�� ����"#

: $����

158

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

ومن ناحية أخرى أسفر حتليل عقود «نقل وشراء التكنولوجيا» ا?عقودةTie-in clauses onمع الشركات الدولية عن تضمن هذه العقود ?واد إجبارية

intermediate productsحتتم على الشركات ا?شتركة وفروعها شراء مستلزمات إنتاج ومعدات إنتاج من مصادر معينة خارج ا?نطقة (في أغلبها من الشركةاألم أو فروعها باخلارج)] �ا يؤدي إلى تقويض مقومات عمليـة الـتـكـامـلاإلنتاجي على مستوى ا?نطقة الواحدة و�ا يعطل vو عـالقـات الـتـرابـطوالتشابك بA العناصر اخملتلفة للجهاز اإلنتاجي على مستوى ا?نطقة الواحدة

.(٢٣)التي تصبو للتكامل االقتصادي اإلvائيولذا فإننا نرى أن دخول الشركات الدولية كطرف شريك في ا?شروعاتالعربية ا?شتركة قضية غير مرغوب فيها بـصـفـة عـامـة. إذ أن ا?ـسـاهـمـةاحملتملة للشركات الدولية في نقل اخلبرة التنظيمية وفنون اإلنتاج ا?تقدمةإلى ا?شروعات العربية ا?شتركة قد ال تستمر ألكثر من فترة محدودة مـنالزمن ثم تنتهي] وتستغني بعدها األقطار العربية عن الشركات الدولية فيأداء هذا الدور ومن ثم فإنه قد يكون من اإلسراف وقصر النظر التاريخيمن جانب األطراف العربية أن تشجع أو تسعى إلى إقامة ا?شروعات العربية-الدولية ا?شتركة حتت إحلاح احلاجـة إلـى مـا تـقـدمـه هـذه الـشـركـات مـن

معرفة بفنون اإلنتاج احلديث.فإذا كان رأس ا?ال واخلبرة التنظيمية والتسويقية ا?تـوافـرة جملـمـوعـةمن األطراف العربية عاجزة عن توفير شروط الـنـجـاح لـقـيـام مـشـروعـاتعربية مشتركة مستقلة] ففي هذه احلالة قد ال يكون هناك مفر من أن يتمالتعامل مع الشركات الدولية في مجاالت محدودة مثل احلصول على براءاتاالختراع] عقود تدريب وإدارة] «قضايا التسويق واإلعالن» الخ] وبعقود ذاتآجال محددة في ظل إطار موحد للمساومة اجلماعية على صعيد ا?نطقةالعربية. إذ أنه في هذه ا?رحلة الدقيقة من تاريخ التطور االقتصادي العربيال بد من الوعي «بدرجات احلرية» أو «ا?ناورة» ا?تاحة أمام راسمي السياساتاالقتصادية العربية ?واجهة مخططات ونشـاطـات الـشـركـات الـدولـيـة �ـايسمح بالتعامل مع الشركات الدولية عند الضـرورة دون أن تـفـقـد عـمـلـيـة

التنمية العربية عنصر التوجه الذاتي واإلدارة ا?ستقلة.ومن ا?عروف للجميع أن الشركات الدولية تقدم ?عظم البلدان الناميـة

159

التكامل اإلقتصادي العربي بI الواقع والطموح

غير قابلة للتجزئة] وعادة ما تـشـتـمـل تـلـكFull package«حزمة متكـامـلـة» احلزمة على أربعة عناصر رئيسية: رأس ا?ال] اخلبرة اإلدارية والتنظيمية]فنون اإلنتاج احلديثة] قنوات التوزيع ووسائل اإلعالن الالزمة لغزو األسواقالعا?ية. ولكن فرصة «ا?ساومة التاريخية» ا?تاحة اليوم تتمثـل فـي تـواجـد«أرصدة مالية» كافية لدى البلدان العربية ا?صدرة للنفط �ا يسمح بالضغطعلى الشركات الدولية لتفكيك احلزمة إلى عناصرها األولية وعدم القبول

(٢٤)�بدأ «احلزمة ا?كتملة» الذي تريد الشركات الدولية أن تفرضه علينا.

فإذا كانت احللقة ا?فقودة لدى العرب في بعض فروع الصناعة هي ضرورةاللجوء إلى الشركات الدولية للحصول على أحد عناصر احلـزمـة وحـدهـادون غيرها] فإنه Hكن إبرام عقود محدودة اآلجال مع الشركات الـدولـيـةلسد النقص في مجاالت «التكنولوجيا»] «اخلبرة التنظيمية»]«التسويق» خاللفترات النشوء األولى دون االندماج الكلي أو اجلزئي في مخططات الشركات

الدولية الهادفة إلى «تدويل اإلنتاج» و «تدويل رأس ا?ال العربي».ومن ا?توقع] بال شك] أن تتحسن إلى حد كبـيـر شـروط الـتـفـاوض مـعالشركات الدولية لصالح البالد العربية في ظل استراتيجية موحدة للتفاوضوا?ساومة اجلماعية تشترك فيها األقطار العربية مجتمعة. وأمام البلـدان

The Andean Pactالعربية vوذج حي لذلك في جتربة «معاهدة بالد األنديز»

في أمريكا الالتينية والتي تقع أمانتها العامة في مدينة ليما عاصمة دولةبيرو. إذ جنحت البالد ا?نضمة لتلك االتفاقية جناحـا نـسـبـيـا فـي تـطـويـععمليات الشركات الدولية �ا يتفق ومقتضيات عملية التـنـمـيـة مـن وجـهـةنظر البالد ا?ضيفة] وال سيما في مجاالت هامة مثل حتديد مستوى احلمايةالالزم للصناعات احمللية الناشئة] وحتقيق مزيد من الرقابة على عمليـاتالشركات الدولية في مجال نقل التكنولوجيا] تسعير ا?ـنـتـجـات الـوسـيـطـة

ومستلزمات اإلنتاج] وحتويل األرباح وتدريب القوى العاملة.وإذا كان هدفنا االستراتيجي هو حتقيق قدر أكبر من التكامل االقتصاديالعربي �ا يسمح بتحقيق أكبر قدر من «االعتماد اجلماعي على النفس»]فحيث أن الشركات الدولية العمالقة تعتبر مشروعات خاصة تنظم اإلنتاجعلى الصعيد العا?ي متجاوزة بذلك كل احلدود القومية] فإن نقيضها ال بدوأن يكون التنظيمات اجلماعية وا?شروعات العربية ا?شتركـة �ـا يـسـمـح

160

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

بتركيز وترشيد االستثمارات واألنشطة اإلنتـاجـيـة عـلـى مـسـتـوى ا?ـنـطـقـةالعربية. أي بعبارة أخرى] إحالل نوع من التقسيم العربي للعمل في مجالالصناعات األساسية ومشروعات البنيان االرتكازي يحل محل تدويل اإلنتاجفي إطار مخططات الشركات الدولية. وفي إطار هذا التصور Hكن النظرللمشروعات العربية ا?شتركة كخطوة هامة في هذا االجتاه ال تبررها فقدضرورة االستفادة من وفورات احلجم أو النطاق بل يبررها أيضا ضرورات

تدعيم إطار ا?ساومة اجلماعية مع الشركات الدولية.

- برامج التكامل القطاعي على مستوى املنطقة العربية:٤تكونت معظم ا?شروعات العربية ا?شتركة دون اهتمام يذكر بالتـكـامـلاالقتصادي على ا?ستوى العربي الشامل أو على مـسـتـوى عـربـي مـحـدود.وبشكل عام Hكن القول بأن ا?شروعات العربية ا?شتركة قد نفذت بصفةعامة في غيبة خطة شاملة تسـتـهـدف تـيـسـيـر عـمـلـيـة الـتـكـامـل اإلvـائـي

. ولذا فقد أخذت مشروعات التكامل االقتصادي تتجه نحو صيغة(٢٥)العربيأكثر طموحا وهي «برامج التكامل القطاعي» على مستوى ا?نطقة العربية]إذ تهدف هذه البرامج القطاعية ا?شتركة إلى تطوير قطاعات إنتاجيـة أو

خدمية بكاملها على مستوى ا?نطقة العربية (أو مجموعة من األقطار).وفي هذا الصدد توجد مجموعة االتفاقات ا?شتركة لتطوير قطاعـاتمثل ا?واصالت البرية] النقل البحري] ا?وارد ا?ائية وغيرها من قطاعـات

بيد أن التصورات لم تزل غير واضحةInfrastructure Sectorsالبنيان االرتكازي بالنسبة للصناعات األساسية مثل الصناعات الهندسية وا?عدنية] ا?عدات]

في جانـبMarket sizeاألسمدة] والكيماويات حيث تعـتـبـر «سـمـة الـسـوق» في جانب اإلنـتـاج قـضـايـاEconomies of scaleالطلـب و «وفـورات الـنـطـاق»

هامة وعوامل مساعدة في مجال إنشاء صناعات «السلع الوسيطة» و «السلعالرأسمالية» بينما تثور ا?سألة بدرجة أقل بالنسبة للصناعات االستهالكية.وتدل دراسات اجلدوى التي أجريت جملموعـة الـبـلـدان اخلـمـسـة الـتـي

The Associationتدخل في إطار «اتفاقية جماعة بلدان جنوب-شرقي أفريقيا»

of South African Countriesعلى أنه بالنسبة لثالثة غر صناعة أساسية كـم %] وكلفة إنتاج٤٠دراستها أمكن تخفيض التكلفة االستثمارية الثابتة بحوالي

161

التكامل اإلقتصادي العربي بI الواقع والطموح

% في حالة إنشاء «صناعات تكامل إقليمية» تصل طاقتها٣٠الوحدة بحوالي اإلنتاجية إلى أربعة أضعاف طاقة تشغيل ا?صانع التي Hكن إقامتها على

(٢٦)مستوى كل بلد على حدة.

كذلك Hكن أن تلعب برامج التكامل القـطـاعـي دورا هـامـا فـي تـطـويـر على مستوى القطاع الواحد ا?تكامل �اR&D«البحوث والدراسات الفنية»

] وكذلكProcess innovationيساعد على تطوير وابتداع «طرق جديدة لإلنتاج» �ـا يـحـقـق أكــبــر قــدر مــن «األمــنProduct innovationتـطـويـر ا?ــنــتــجــات

التكنولوجي» على مستوى ا?نطقة في عصر الشركات الدولية التي �ارساحتكارا هاما في هذا اجملال.

وفي هذا اإلطار Hثل البرنامج الثالثي ا?شتـرك بـA مـجـلـس الـوحـدةاالقتصادية] الصندوق العربي لإلvاء االقتصادي] وبرنامج األ� ا?تـحـدة

] خطوة هامة في مجال استكـشـاف ا?ـشـروعـات والـبـرامـجUNDPلإلvـاء القطاعية ا?شتركة �ا يساعد على وضع مشروع أول خطة تنميـة عـربـيـة

.١٩٨١تأشيرية يبدأ تنفيذها في عاموهناك من االقتصاديA من يعارض فكرة حتقيق التكامـل االقـتـصـاديالعربي قطاعا بعد قطاع خشية أن تتوقف عملية التكامل عند حدود بعضقطاعات البنيـان االرتـكـازي أو الـصـنـاعـات الـبـتـروكـيـمـاويـة حـيـث ا?ـنـافـعاالقتصادية ا?شتركة يسهل حسابها] دون أن �تد عملية التكامل القطاعيلتشمل باقي القطاعات األخرى. ولذا فإن سياسة «القطاع قطاع» التكامليةال Hكن أن يكتب لها النجاح إال في إطار تخطـيـط إvـائـي تـكـامـلـي بـعـيـدا?دى] تشكل «البرامج القطاعية» مراحل مكـونـة لـه] وال بـد لـذلـك مـن أنتوضع خطط التنمية القطرية في خدمتها لتحقيق التنمية والتكامل في آنAواحد. أما إذا اقتصر األمر] كما هو عليه احلال اآلن] على التنسيق ما بخطط قطرية نابعة من استراتيجيات قطرية � وضعها سلفا] فإن الهامشا?تاح للتنمية التكاملية سيظـل مـحـدودا وقـاصـرا. وبـعـبـارة أخـرى فـإنـه المناص من االنتقال من تنسيق اخلطط إلى التخطيط التنسيقي والتكاملي.

- االحتادات النوعية:٥كان من الواضح منذ تكوين اجلامعة العربية احلاجة إلى تنسيق اخلدمات

162

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

ا?شتركة ذات الطبيعة العامة] لهذا وجدنا اجلامعة العربية تتخـذ قـرارات] واحتاد ا?واصالت١٩٤٦بإعداد اتفاقات لالحتاد البريدي في ديسمبر سنة

] واحتاد إذاعات الدول العـربـيـة فـي١٩٥٣السلكية والالسـلـكـيـة فـي أبـريـل . وفي هذا االجتاه أيضا أنشـئ االحتـاد الـعـام لـغـرف الـتـجـارة١٩٥٥أكتـوبـر

] واالحتاد العربي للتأم١٩٥١Aوالصناعة والزراعة للبالد العربية في مايو وبدعوة من١٩٧٤ واحتاد ا?صارف العربية في مارس سنة ١٩٦٤في سبتمبر

مركز التنمية الصناعية أنشئ االحتاد العربي للحديد والصلب فـي أبـريـل.١٩٧١سنة

وكان العمل على إنشاء االحتادات أحد احملاور األساسيـة الـتـي حتـركفيها مجلس الوحدة االقتصادية العربـيـة لـتـدعـيـم الـعـالقـات االقـتـصـاديـةواخلدمية فوضع أسس إقامة احتاد الصناعات النسيجية] واحتاد منتجياألسمدة الكيماوية] واحتاد الصناعات الهندسية] واحتاد منتجي األسماكواحتاد الصناعات الغذائية] واحتاد األسمنت وا?نتجات األسمنتية] واحتادالصناعات الورقية] واحتاد السكر] واحتاد ا?وانئ البحرية وهناك مشروعاتالحتادات أخرى في مجاالت البتروكيماويات] والسينما] والصناعات اجللديةوالناقلA البحريA] والناقلA البريA] والسكك احلديدية. وتضم االحتاداتا?نشأة مجموعة من الشركات] ال تقتصر على دول مجلس الوحدة االقتصاديةالعربية فحسب بل دول عربية أخرى إدراكا منها بأهمية هـذه االحتـادات.وHكن إدراك دور االحتادات من مراجعة نظـمـهـا األسـاسـيـة والـتـي حتـدد

مجاالت عملها] مثل: تنمية وتطوير العـالقـات الـتـجـاريـة واإلداريـة بـA األعـضـاء] ومـعـاونـةالشركات بعضها البعض في تسويق منتجاتها عربيا والتعاون في التـعـامـلمع األسواق األجنبية] ومعاونة األعضاء في تذليل الصعاب الـتـي تـعـتـرضتأمA حاجاتـهـم مـن ا?ـواد األولـيـة] وتـوفـيـر أحـدث ا?ـعـلـومـات والـبـيـانـات

اإلحصائية واالقتصادية ا?عاونة.والعمل على تطوير أساليب اإلنتاج ورفع الكفاية اإلنتاجية] وتنمية وتطوير

(٢٧)التكوين ا?هني والفني.. . الخ.

والبيان اآلتي يعطي صورة عـن االحتـادات الـنـوعـيـة الـتـي � إنـشـاؤهـاخالل السبعينات في إطار مجلس الوحدة االقتصادية العربية:

163

التكامل اإلقتصادي العربي بI الواقع والطموح

وال شك أن إنشاء مثل هذه «االحتادات النوعية» يعتبر خطوة هامة فيمجال التخطيط والتنسيق على الصعيد العربي. إال أن التخطيط والتنسيقعلى ا?ستوى القطاعي أو على مستوى احتادات ا?نتجA قد يقعا في محظورجتزئة عملية التنمية العربية والتي هي بطبيعتهـا عـمـلـيـة شـامـلـة ال تـقـبـل

التجزئة.

�������� ���

����� �����

������ ����������1971������6112

������� �����������1975!�"#��589

!�$%� &���'()'1975*�+,��1811

��-�,��

�.��/� �������-���1975���0�404

:$%� &���'��+�;1976���0�1510

���<0�� ��������+�;1976!�"#��86

��=>�� ?@�+������1977 �)��,.%�109

*�$%�()'1977A�'�209

�B)+�� ������()'1977!�"#��168

�,��������1977C+D�E�127

�F%�

.29 H ����� ���� ��� �� ����� I (( K+-L��� MB�+�� N�

O'�B P�)Q

R�S�� T���B%� �',��� )) I V�W X�Y��� �>� )+���� : �����

�#��

164

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

165

آفاق وحدود عمليات التكامل االقتصادي بI بلدان اخلليج العربي

آفاق وحدود عمليات التكاملاالقتصادي بني بلدان اخلليج

العربي

بـالـرغـم مـن كـل الـدالئـل الـتـاريـخـيـة واألصـولاالجتماعية ا?شتركة التي تؤكـد بـوضـوح اخلـلـفـيـةاالجتماعية واالقتصـاديـة ا?ـوحـدة لـلـشـعـوب الـتـيتقطن منطقة اخلليج العربي] وتشير إلى استمرارالـتـواصـل الـبـشـري مـن خـالل الـعـالقـات الـقـبـلـيـةوالهجرات الكبيرة ا?تبادلة بA بلدان اخلليج العربي]فإن ظهور«الدولة» و«النفط» وااللتـزام بـالـكـيـانـاتوالسيادات اإلقليمـيـة كـانـا مـن بـA الـعـوامـل الـتـيسـاعـدت عـلـى ظـهـور نـوع جـديـد مـن«اإلقـلــيــمــيــة

. كذلك فإن اعتماد اقتصاديات بلدان)١(النفطية» اخلـلـيـج الـعـربـي عــلــى ســلــعــة وحــيــدة أســاســيــةهي«النفط» يجري تسويقها وتصديرها إلى بلـدانالـغـرب الـرأسـمـالـي جـعــل صــالتــهــا وعــالقــاتــهــااالقتصادية بالـبـلـدان الـغـربـيـة ا?ـتـقـدمـة عـالقـاتعضوية] تفوق صالتها وعالقاتها مع بعضها البعضنـتـيــجــة لــضــرورات تــســويــق الــنــفــط مــن جــهــة]والسياسات االستهالكية واالتفاقيـة الـبـذخـيـة مـن

11

166

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

.. ومن ناحية أخرى] كان لبلدان منطقة اخلليج العربي عالقات)٢(جهة أخرى تاريخية قوية مع الهند أكثر من عـالقـاتـهـا بـبـقـيـة بـلـدان الـشـرق األوسـط

.)٣(األخرى] ألن معظم جتارة منطقة اخلليج كانت تاريخيا مع بومباي وقد أخذ موضوع التكامل االقتصادي بA بلدان منطقة اخلليج العربييلح من جديد على األذهان منذ فترة ليست بالقصيرة.. فهناك العديد منالظروف ا?وضوعية ا?واتية التي تساعد على الطرح اجلديد لقضايا التكاملاالقتصادي بA بلدان منطقة اخلليج دون إبطاء. كذلك فإن قضية التكاملاالقتصادي اخلليجي تعتبر قضية حيوية واستراتيجية بالدرجة األولى على

ضوء احلركة السريعة للعالقات االقتصادية الدولية والعربية.وتتميز بلدان اخلليج بأنها بلدان عربية ذات رقعة جغرافية متصلة تطلعلى اخلليج العربي ويربط بينها تراث تاريخي مشترك في العادات والتقاليداالجتماعيـة وvـط احلـيـاة. وتـكـاد تـتـمـيـز بـلـدان اخلـلـيـج عـن غـيـرهـا مـناجملموعات العربية األخرى بالتجانس والتقارب الشديد في مقومات البنيةاالقتصادية واالجتماعية. فكافة بلدان اخلليج (باستثناء العراق) جتمع بينها

خصائص اقتصادية مشتركة وأهمها:-أ-الدور القيادي الذي يلعبه قطاع النفط في احلياة االقتصادية جملموعةبلدان اخلليج] إذ تلعب عائدات النفط الدور الـرئـيـسـي فـي تـكـويـن الـنـاجتاحمللي اإلجمالي وفي تكوين حصيلة الصادرات وفي تغذية ميزانية الدولة.ب-سيطرة حكومات بلدان اخلليج على الثروات النفطية وبالتالي يعتبراإلنفاق العام احملرك الفعال لكافة النشاطات االقتصادية في هذه الدول.جـ-تخلف مستوى vو القوى اإلنتاجية في معظم بلـدان اخلـلـيـج حـيـثأنها تتميز بأنها بلدان في مرحلة تكوين الهياكل األساسية القـتـصـاديـاتـهـاوتعاني من ضعف وتخلف قطاعات اإلنتاج السلعي وال سيما قطاعي الزراعة

والصناعة التحويلية.د-اعتماد دول اخلليج شبه الكامل في سد معظم حاجياتها من الـسـلـع

االستهالكية والوسيطة واالستثمارية على االستيراد من اخلارج.هـ-االعتماد الكبير لبلدان منطقة اخلليج على استقدام األيدي العاملة

(ا?اهرة وغير ا?اهرة) من اخلارج.يضاف إلى ذلك تقارب وتشابه القوانA والتشريعات ا?ـعـمـول بـهـا فـي

167

آفاق وحدود عمليات التكامل االقتصادي بI بلدان اخلليج العربي

هذه الدول (باستثناء العراق)] حيث تنهض هذه القوانA على«مبـدأ حـريـةالتجارة» و«االقتصاد احلر» بصفة عامة. وينعكس ذلك بصفـة خـاصـة فـيغياب إجراءات احلماية للصناعة الوطنية وانخـفـاض الـرسـوم اجلـمـركـيـة

Aوغياب أيـة٥ %-٢ا?فروضة على الواردات حيث تتراوح نسبتهـا مـا بـ [% ضرائب مباشرة على دخول األفراد واألعمال] وعدم وجود سياسات للضبطوالرقابة على قطاع التجارة الداخلية من خالل سياسات التسـعـيـر] وعـدموجود أية قيود على حتويل العمالت وعلى حرية دخول وخروج رؤوس األموال.ونتيجة لذلك ظهر على الساحة العربية اجتاه يرى أنـه إذا كـان تـصـورالتكتل االقتصادي على مستوى اجلامعة العربية يرجع ألسبـاب مـن بـيـنـهـااتساع الرقعة العربية جغرافيا] فـإن األمـر يـدعـو إلـى االجتـاه نـحـو إنـشـاءتكتالت اقتصادية بA الدول العربية ا?تجاورة ذات اخلصائص ا?تـشـابـهـةحيث ينتهي األمر بخلق مجموعة من التكتالت االقتصادية الفرعيـة تـؤديإلى سهولة أكثر في الوصول من خاللها إلى التكامل االقـتـصـادي الـعـربـيالشامل. ولقد وجد هذا االجتاه صدى له في جهود أقطار ا?غرب العربـي

للعمل على حتقيق التكامل االقتصادي بينها.١٩٦٣منذ عام ويعتبر التجانس والتقارب في البنية االقتـصـاديـة واالجـتـمـاعـيـة] وفـيالنظام القانوني والتشريعي] وفي طبيعة النظام االقتصادي والسياسي لبلداناخلليج العربي وعالقته بالقوى االقتصادية اخلارجية ميزة نسبية بالنسبةجملموعات أخرى من الدول العربية التي تسعى للتكامل (مثـل دول ا?ـغـربالعربي)] إذ أن تباين النظم السياسية واالقتصادية والتشريعية السائدة في

كل قطر يقف كعقبة أساسية في وجه مجهودات التكامل االقتصادي.ونظرا لوجود تلك السمات واخلصائص االقتصادية ا?شتركة بA بلداناخلليج العربي فإن ا?شكالت التي Hكن أن تثور في وجه التعاون والتكاملاالقتصادي بA بلدان اخلليج Hكن أن تكون محدودة بالنسبة للمشاكل التيHكن أن تثار في حالة تكتالت إقليمـيـة عـربـيـة أخـرى. فـفـي حـالـة جـديـةاجلهود وصدق النوايا لن حتتاج هذه الدول إلى تغيير هياكلها االقتصاديةوتشريعاتها ا?الية والتجارية بشكل جـذري إال فـي أضـيـق احلـدود. كـذلـكفإنه نظرا لضعف البنية وهياكل اإلنتاج في بلدان اخلليج العربي (باستثناءالعراق) فإن ا?شاكل التقليدية التي تعوق إقامة ا?ناطق احلرة واالحتـادات

168

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

اجلمركية لن تثور في حالة بلدان اخلليج نظرا النعدام«آثـار الـتـحـويـل فـي والتي غالبا ما تتناقضTrade-diversion effectsمسارات التدفقات التجارية»

مع السياسات وا?صالح الفطرية التجارية واإلvائية. ولكن رغم ذلك فـإنإجراء أن حترير التبادل والتجارة على مستوى بلدان اخلليج Hكن أن تواجهمقاومة من فئات الرأسمالية التجارية االحتكارية الـكـبـيـرة ا?ـتـمـركـزة فـي

نشاطات االستيراد والتصدير في كل قطر خليجي على حده.وقد عبر البيان اخلتامي الصـادر عـن مـؤ�ـر وزراء الـتـجـارة لـألقـطـار

أكتوبـر-٤- ٢العربية اخلليجية األول (ا?نعقد في بغـداد خـالل الـفـتـرة مـن ) عن يقينه«بأن كافة ا?قومات والدواعي االقتصادية الالزمة١٩٧٧تشرين أول

لقيام تعاون مثمر تتوافر بشكل جيـد يـدعـو لـلـنـظـر بـكـل ثـقـة وتـفـاؤل إلـىإمكانية قيام مجموعة إقليمية عربية متكاملة-في منطقة اخلليج الـعـربـي-تعتبر من أغنى اقتصاديات العالم الثالث] و�ثل ركيزة رئيسيـة مـن ركـائـزالتكامل االقتصادي العربي الشامل. فا?نطقة اخلليجية مـجـتـمـعـة �ـتـلـكاإلمكانيات ا?ادية والبشرية وا?الية �ا في ذلك الثروات الزراعية وا?عدنيةالكبيرة احلجم وا?تنوعة] وتتوافر لديها الروابط القومية والدينية واللغويةوالتاريخية] وتقارب عادات وتقاليد شعوبها] كما تتقارب بنياتها االقتصاديةاألساسية ومراحل vوها االقتصادي واالجتماعي] وترتبط بروابط سكانيةوإقليمية واسعة] تهيئ كافة الظروف الستعادة ا?نطقة لسابق عهدها ا?زدهر]وتخلق منها قوة اقتصادية هائلة �تلك القدرات على الصمـود فـي مـجـالا?ساومة مع التكتالت االقتصادية األجنبية والشركات الدولية النشاط نتيجةما يتهيأ لها كمجموعة متكاملة من إمكانات إلقـامـة الـصـنـاعـات ا?ـتـطـورة

والكبيرة احلجم ذات التكلفة ا?نخفضة والنوعية اجليدة».

مجاالت التعاون والتكامل االقتصادي بني بلدان اخلليج:والسؤال ا?ركزي الذي يجب اإلحلاح عليه بداءة عنـد طـرح أيـة تـصـورألشكال التعاون والتكامل االقتصادي على مستوى بلدان اخلليج هو: ما هيالنظرة طويلة األجل لدور ومكان«بلدان منطقة اخلليج» في إطار التقسيـمالعربي للعمل بصفة خاصة والتقسيم الدولي للعمل بصفة عامة. حيث أنهمن الصعب طرح أشكال جادة للتعاون والتكامل االقتصادي عـلـى مـسـتـوى

169

آفاق وحدود عمليات التكامل االقتصادي بI بلدان اخلليج العربي

بلدان اخلليج في غياب مثل هذا التصور. وبعبارة أخرى قد يكون من العبثطرح تصورات عن مستقبل التعاون والتكامل االقتصادي اخلليجي �ـعـزل

عن حركة ا?تغيرات االقتصادية العربية والدولية.ولذا فعند طرح أشكال وصيغ التكامل االقتصادي بـA بـلـدان مـنـطـقـةاخلليج العربي ال بد من توافر وضوح كامل للرؤية االستراتيجية لـلـعـمـلـيـةالتكاملية وأهدافها البعيدة. فإن وضوح الرؤية واألهداف ا?توسطة والبعيدةا?دى للمجهودات التكاملية سوف يكون الـعـنـصـر ا?ـقـرر ألسـالـيـب وصـيـغوالبرنامج الزمني للمجهودات التكاملية وصوال إلى األهداف ا?نشودة. وعلىضوء ا?ناقشات الدائرة في هذا اجملال Hـكـن طـرح عـدد مـن اجملـاالت أواحملاور الرئيسية التي Hكن أن تدور حولـهـا مـجـهـودات الـتـكـامـل والـعـمـل

االقتصادي ا?شترك على مستوى بلدان اخلليج العربي] وأهمها ما يلي:- تنويع مصادر الدخل القومي بغية التخفيض من درجة االعتماد شبه١

ا?طلق للنشاطات االقتصادية في الدول اخلليجية على قطاع النفط وذلكعن طريق البدء ببعض اجملهودات التصنيعية في اجتاهA: اجتاه«اإلحالل

واجتاه«الصناعات التصديرية» القائمـةImport substitutionمحل الواردات»-على تصنيع النفط ومشتقاته. وال شك أن النوع األول من الصناعات سيواجهمشاكل في جانب الطلب حيث أن سعة السوق احمللية تعتبر أحد العـوامـلاحلاسمة في تقرير مدى اجلدوى االقتصادية إلقامة مثل هذه الصناعات.وفي حالة الصناعات التصديرية في مجال البتروكيماويـات فـإن االعـتـبـاراألساسي هو ضرورة حتقيق وفورات احلجم أو النطاق في العمليات اإلنتاجية

Economies of scaleحتى تستطيع هذه الصناعات الصمود للمنافسة األجنبية في أسواق التصدير اخلارجية.

- تنمية ورفع كفاءة ا?وارد البشرية عن طريق التوسع في النظام التعليمي٢وتطوير مؤسسات التدريب ا?هني والفني.

- استكمال مشروعات الهياكل األساسية علـى صـعـيـد بـلـدان اخلـلـيـج٣(طرق] مواصالت] موانئ] مياه] كهرباء] الخ..).

- إنشاء معاهد مشتركة لألبحاث العلمية ولتطويع التكنولوجيا ا?ستوردة.٤- القيام �شروعات أعمار الصحاري.٥- االتفاق على مشروعات حلماية البيئة والثروة السمكية وا?ائـيـة فـي٦

170

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

اخلليج من التلوث بفعل مصافي التكرير وحركة ناقالت النفط.

املستويات اخملتلفة لتقسيم العمل على مستوى بلدان اخلليج:يوجد عدد من ا?ستويات اخملتلفة لتقسـيـم الـعـمـل بـA بـلـدان اخلـلـيـج

العربي] ولعل أهم هذه ا?ستويات واألشكال ما يلي: صيغة اTشروعات اTشتركة:

برزت ا?شروعات ا?شتركة بA دول اخلليج في مجال الصناعة النفطيةبصفة خاصة من خالل مجهودات منظمة األقطار العربية ا?صدرة للبترولواالتفاقات اجلماعية لهذه الدول. ولذا فإن ا?دخل اجلاهز في مجال إنشاءا?شروعات ا?شتركة في إطار مخطط للتكامل اإلvائي لبلدان اخلليج يتمثلفي قطاع صناعة البتروكيماويات القائمة على تصنـيـع مـشـتـقـات الـنـفـط.وفي هذا اجملال جتدر اإلشارة إلى مبادرة الكويت بالدعوة إلى إنشاء مجمع

للعطريات بالتنسيق مع بقية دول اخلليج وذلك لتفادي االزدواجية.ويرى البعض أن هناك ثمة مجال محدود إلنشاء ا?شروعات ا?شتركـةفي بعض الصناعات مثل«صناعة اإلطارات وقطع غيار السيارات»«واحلديدوالصلب» نظرا لوجود حجم معقول من الطلب الفعال على منـتـجـات هـذه

الصناعة في منطقة اخلليج. تقسيم العمل على مستوى األقطار اخلليـجـيـة فـي مـجـال سـوق اTـال

والنقد:يالحظ أنه خالل الفترة ا?اضية تبلورت بعض ا?عالم اخلاصة لنشـاطأسواق النقد وا?ال في منطقة اخلليج �ا يحتاج لتنسيق وضرورة االتفاقعلى تقسيم محدد للعمل والتخصص في هذه اجملاالت بA بلدان اخللـيـج

off-shoreمنعا للتضارب واالزدواجية. فهناك جتربة النشاط البنكي الدولي

bankingفي البحرين والتي تغلب عليها طابع اإلقراض قصير األجل] وبداية تكوين«سوق مالية دولية» في الكويت] وظاهرة ا?غاالة في التوسع في النشاط

فـــي دولـــة اإلمـــارات والـــذي غـــلـــبـــت عـــلــــيــــه»over-bankingا?ـــصـــرفــــي«الطبيعة«ا?ضاربية».

كذلك تطرح قضية توحيد النقد على مستوى بلدان اخلليج نفسها كقضيةحيوية في ظل«أزمة الدوالر» واضطراب الـنـظـام الـنـقـدي الـدولـي.. حـيـث

171

آفاق وحدود عمليات التكامل االقتصادي بI بلدان اخلليج العربي

تتوافر بعض ا?قومات ا?وضوعية إلنشاء«عملة خليجية» مرتبطـة بـالـنـفـطتلعب دور«الوحدة احلسابية» و«عملة التداول» لتسوية ا?ـعـامـالت اجلـاريـة

وا?دفوعات ما بA بلدان اخلليج.

األبعاد االستراتيجية لعملية التكامل بني بلدان اخلليجأن أية عملية للتكامل االقتصادي على مستوى بلدان اخلليج ال بـد وأنتكتسب بالضرورة بعدا استراتيجيا وسياسيا] فبلدان اخلليج ال تشكل فقطوحدة جغرافية-تاريخية متجانسة ومتصلة بل لها هوية جغرافية-سيـاسـيـة

في خريطة الصراعات السياسية واالقتصاديةGeo-political identityمحددة الدولية ا?عاصرة. فبلدان منطقة اخلليج العربي تشترك في مواجهة مجموعةمن اخملـاطـر واالعـتـبـارات الـسـيـاسـيـة واألمـنـيـة تـضـيـف بـالـضـرورة بـعـدااستراتيجيا ال غنى عنه ألية عملية تعاون أو تكـامـل اقـتـصـادي بـA بـلـداناخلليج العربي. إذ أن أية مجهودات تكاملية أو تنسيقية بA بلدان اخلليج البد لها من تطوير استراتيجية للعمل ا?شترك لدرء األخطار ا?شتركة التي

تهدد بلدان اخلليج العربي وأهمها:أ-اخلطر ا?شترك الذي تواجهه دول اخلليج فيما يتعلق بحماية مـنـابـع

النفط من التهديد اخلارجي.ب-ضرورة حماية وتأمA حقوق ا?الحة في اخلليج العربي.

جـ-مخاطر التفتت والضعف السياسي نتيجة صغر حجم بلدان اخلليجالعربي جغرافيا وسكانيا (فيما عدا العراق والسعودية).

Aواستكماال للرؤية االستراتيجية ?وقع عملية«التـكـامـل االقـتـصـادي بـبلدان اخلليج» من احلركة العامة للتكامل االقتصادي العربي] ال بد لنا منإبراز قضية هامة تتعلق بوحدة ا?صير العربي ا?شترك. فرغم إHاننـا بـنالتكامل االقتصادي بA دول اخلليج قضية تؤازرها كل احلقائق وا?عطياتا?وضوعية] فإن هذه النتيجة على أهميتها] يتعA أن تقترن بحقيقة موضوعيةأخرى ال تقل عنها أهمية أال وهي أن عملية التكامل االقتـصـادي بـA دولاخلليج العربي ينبغي لها أن تكون في إطار وضمـن أفـق قـومـي عـربـي. أنهذه احلقيقة لها نفس الـقـدر مـن األهـمـيـة واحلـيـويـة لـكـل مـن مـجـمـوعـة

اقتصاديات اخلليج واالقتصاد العربي في مجمله.

172

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

فرغم أن أقطار اخلليج العربي تزخر برؤوس األموال النقدية و�خزونهائل من مادة النفط والغاز] فإنها في مقابل ذلك تعاني من نقص هائل فياأليدي العاملة (ا?اهرة وغير ا?اهرة). كذلك تعاني من عدم وفرة األراضيالصاحلة للزراعة (إذا استبعدنا العـراق) فـضـال عـن حـاجـتـهـا ا?ـاسـة إلـىالتكنولوجيا احلديثة واخلبرات التنظيمية واإلدارية. ففي الوقت الذي تعانيفيه منطقة اخلليج العربي من عجز حاد وهيكلي األيدي الـعـامـلـة وا?ـواردالغذائية واخلبرات الفنية والتكنولوجية الالزمة لدوران عجلة التنمية] يتوافرلدى األجزاء األخرى من العالم العربي فـائـض نـسـبـي مـن هـذه الـعـنـاصـراألساسية الالزمة للتنمية. وبعبارة أخرى أن ا?عطيات ا?وضوعية تشير أنأي«تكتل اقتصادي» على مستوى بلدان اخللـيـج الـعـربـي سـوف يـعـجـز عـنتوفير مقومات«األمن الغذائي»]«األمن التكنولوجي» و«األمن العسكري». ولذافإن«العمل االقتصادي ا?شترك في منطقة اخلليج يجب أن يخضع للتنسيقا?ستمر مع سائر أرجاء الوطن العربي» ليجعل من عملية التكامل االقتصاديبA أقطار اخلليج في ا?دى البـعـيـد جـزءا ال يـتـجـزأ مـن عـمـلـيـة الـتـكـامـل

االقتصادي العربي.هذا هو ما يفرضه منطق الطبيعة ومنطق التاريخ.. . ولكن هناك قوىعديدة (محلية وخارجية) تدفع في] اجتاه تكريس التجزئة وتعميق«اإلقليميةالنفطية» على مستوى كل قطر خليجـي عـلـى حـدة.. ولـذا فـإن أيـة دراسـةجادة«لالقتصاد السياسي للتعاون والتكامل االقتصادي اخلليجي» ال بد لهاأن حتدد بوضوح القوى االقتصادية واالجتماعية التي لها مصلحة مشتركةباجتاه الوحدة والتكامل وكذلك طبيعة ا?صالح االقتصادية والتجارية التي

يهمها تكريس اإلقليمية والتجزئة.

173

احملاور الرئيسية الستراتيجية العمل االقتصادي العربي ا�شترك

احملاور الرئيسية الستراتيجيةالعمـل االقتصـادي العربــي

(×)املشتــرك

?ا كنا نسعى إلى حتقيق التنمية العربية ا?ستقلةالقائمة على «االعتماد اجلماعي على النفس»] فإنمثل هذا الهدف ال Hكن أن يتحقق كمحصلة تلقائيةجملهودات التنمية القطرية اجلارية. إذ أن تلقائـيـةالنمو واستمرار غياب أي مخطط للتكامل اإلvائيالعربي إvـا يـعـنـي اسـتـمـرار وتـعـمـيـق االجتـاهـاتالسلبية التي حتكم النمو االقتصادي العربي] والتيتتمثل في التفاوت الشـديـد فـي مـعـدالت الـتـنـمـيـةالقطرية واجتاه البالد العربية إلى تنمية صناعاتتصديرية مشابهة واالعتماد ا?تزايد على الشركاتدولية النشاط �ا يساعد على تكـريـس الـتـجـزئـةاالقتصادية وتركيز ا?نطلقات القطرية للنمو عـلـىحساب حركة التكامل اإلvائي االقتصادي العربي.ولذا فال بد من التدخل في مجرى عمليات التنميةالعربية من قبل أجهزة ومؤسسات العـمـل الـعـربـيا?شترك والعمل على ترشيد مسار عملية التنمـيـةالـعـربـيـة فـي اجتـاه مـزيـد مـن الـتـكـامـل اإلvــائــي

12

174

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

واالستقاللية وذلك في إطار استراتيجية مرسومة للعمل االقتصادي العربيا?شترك قائمة على «االعتماد اجلماعي على النفس».

وليس هناك من شك في أن ا?دخل اجلاهز للتنمية القطرية في معظمالبلدان العربية هو مدخل التكامل مع السوق العا?ية] أي أن تتم عـمـلـيـاتالنمو والتنمية من خالل اإلبقاء على التكامـل اخلـارجـي مـع بـلـدان الـعـالـمالرأسمالي ا?تقدم واخلضوع ?نطقه وقوانينه في حتديد وضع البلدان العربية

. بيد أن تنازع األمة العربية بـA خـيـاريـن)١(داخل التقسيم الدولي للـعـمـل تاريخيA هما استمرار التكامل التلقائي مع السوق الدولية أو إعادة صياغةالتقسيم العربي للعمل في إطار مخطط للتكامل اإلvائي العـربـي لـن يـتـمحسمه على أساس «مثالي» بل سيـتـم حـسـمـه عـلـى ضـوء صـراع ا?ـصـالـحاالقتصادية واالجتماعية التي تتنازع األجنحـة واألقـسـام اخملـتـلـفـة «لـرأسا?ال العربي» خالل احلقبة القادمة. فحركة التكامـل االقـتـصـادي الـعـربـيباعتبارها حركة تاريخية تخضع لقوانA محددة تعكس باألساس ا?وازناتبA ا?صالح االقتصادية واالجتماعية «لرأس ا?ال العربي» بأقسامه اخملتلفة.فرأس ا?ال العربي هو الذي يقوم بتنظيم الـعـمـلـيـة اإلنـتـاجـيـة ويـحـدداالجتاهات الرئيسية لعملية التراكم والتنمية في الوطن العربي وفقا ?صالحوتصورات معينة تعكس تركيبته الراهنة ومدى استجابته للتحديات احملليةوالعا?ية. ولذا فال بد من مناقشة الطبيعـة ا?ـركـبـة ?ـا يـسـمـى «رأس ا?ـالالعربي». فعندما نتحدث عـن «رأس ا?ـال الـعـربـي» فـإنـنـا ال نـتـحـدث عـنـهباعتباره «شيئا ماديا» بل باعتباره «عالقة اجتماعية» تعكس تشكيلة واسعةمن ا?صالح االقتصادية واالجتماعية ا?تداخلة وا?تنـاقـضـة فـي آن واحـد.فرأس ا?ال العربي يتشكل بصفة أساسية من ثالث مجموعات رئيسية هي:

(في البلدان التي تأخذ بنظام «رأسمالية الدولة» أو رأس مال الدولةأ-«االقتصاد اخملتلط»).

(أو الريعي) والذي يتركز بصفة خاصة فـي بـلـدانرأس اTال اTالـيب- اخلليج النفطية.

والذي يتوزع على الـبـلـدانرأس اTال الصناعي والـتـجـاري اخلـاص جـ- العربية اخملتلفة وتتفاوت أهميته حـسـب دور وحـجـم الـقـطـاع اخلـاص فـي

مجال التجارة والصناعة.

175

احملاور الرئيسية الستراتيجية العمل االقتصادي العربي ا�شترك

صعودا١٩٧٣وقد شهدت الفترة الالحقة لرفع أسعار النفط في أكتوبر ألهمية الدور النسبي الذي يلعبه «رأس ا?ال اخلليجي» في تـركـيـبـة «رأسا?ال العربي»] وقد �ثل ذلك في تشكيل مجموعة مـتـزايـدة مـن ا?ـصـارف

العربية-الدولية ا?شتركة وشركات االستثمار والتمويل العربية.وال شك أن الصراع األساسي يدور بA جناحA رئيـسـيـA لـرأس ا?ـالالعربي: جناح رأس مال الدولة وجناح رأس ا?ال ا?ـالـي (أو الـريـعـي) حـولحتديد اجتاهات ومسار عملية التنمـيـة الـعـربـيـة خـالل احلـقـبـة الـقـادمـة.فاحلافز األكبر للجناح «ا?الي» لرأس ا?ال العـربـي اخلـاص هـو اعـتـبـاراتالربحية التجارية والضمان] بينما احلافز الرئيسي لرأس مـال الـدولـة هـواعتبارات العائد االجتماعي ومنظور التنمية طويلة األجل. كذلك Hيل اجلناح«ا?الي» لرأس ا?ال العربي اخلاص بدرجة أكبر نحو الدخول في عال قات«مشاركة» مع رأس ا?ال الدولي �ا يستتبعه ذلك من مـزيـد مـن االرتـبـاطبعمليات ونشاطات الشركات الدولية في اجتاه «تدويل» رأس ا?ال واإلنتاج

على صعيد ا?نطقة العربية.ورغم أننا نرى أن التحدي الذي تفرضه ضرورات الدفاع القومي والتنميةالعربية ا?ستقلة يقتضي حتمية االنتقال إلى التخطيط التنسيقي والتكامليلبرامج التنمية القطرية] فإن اإلرادة السياسية الالزمـة لـتـحـقـيـق ذلـك لـمتتوافر بعد وما زال هناك العديد من العقبات على الطريق. ولكننا نرى أنالظروف ا?وضوعية الراهنة تسمح باالتفاق على برنامج احلد األدنى لعملاالقتصادي العربي ا?شترك ?واجهة بعض التحديات األساسية التي تواجه

العالم العربي.وحلسن احلظ توجد] في رأينـا] أرضـيـة مـوضـوعـيـة مـشـتـركـة تـسـمـحبالتقريب بA مصالح األجنحة اخملتلفة لرأس ا?ال العربي في مجال االتفاقعلى بعض عناصر برنامج احلد األدنى للعمل العربي ا?شترك] يكون له بعدمستقبلي Hتد عبر احلدود القطرية ?واجهة التطورات االقتصادية الدوليةاجلديدة (ارتفاع معدالت التضخم في الغـرب وإعـادة تـصـديـره لـلـمـنـطـقـةالعربية] اضطراب وعدم استقرار النظام النقدي الـدولـي] تـدهـور شـروطالتبادل بA الدول العربية ا?صدرة للنفط والبلدان الصنـاعـيـة ا?ـتـقـدمـة..الخ.). وفيما يلي نطرح خمسة محاور (أو مجاالت) محددة للعمل العـربـي

176

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

ا?شترك Hكن أن يتم توجيه اجلهود العربية ا?شتركـة لـهـا خـالل احلـقـبـةالقادمة �ا ال يتناقض مع أية مجهودات أكثر طموحا في ا?ـسـتـقـبـل جنـح

اجتاه التكامل اإلvائي.وعندما نقول أن ا?طلوب في هذه ا?رحلة تضافر اجلهود العربية لتحقيقبرنامج احلد األدنى للعـمـل االقـتـصـادي الـعـربـي ا?ـشـتـرك خـالل احلـقـبـةالقادمة.. فإننا نعني بذلك ضرورة االعتراف بوجود مسئولية عربية مشتركة?واجهة بعض التحديات األساسية التي تهم الوطن العربـي فـي مـجـمـوعـهوعلى اختالف أقطاره ومصاحله] وأن اجلـهـد الـعـربـي ا?ـشـتـرك يـجـب أن

يدور حول محاور عمل محددة لتلبية حاجات عربية مشتركة وملحة. األمن الغذائي:احملور األول:

لعل من ا?علوم للجميع أن أحد مجاالت الصراع بA الدول الغنية والفقيرةهو اعتماد كثير من البلدان النامية على واردات السلع الغذائية التي مصدرهاالدول الكبرى ا?تقدمة. فالواليات ا?تحدة األمريكـيـة وحـدهـا �ـد الـعـالـمبحوالي أربعA في ا?ائة من وارداته السنوية من احلبوب] كما أن الواليات

% من محـصـول فـول٩٠ا?تحدة ما زالت الدولـة ا?ـنـتـجـة وا?ـصـدرة لـزهـاء الصويا] وهو احملصول الرئيسي لتغذية الدواجن] وبالتالي فهي �تلك سالحاهاما ال يقل أهمية في مجـال الـعـالقـات االقـتـصـاديـة الـدولـيـة عـن سـالح

النفط.وللتدليل على أهمية وحجم ا?شكلة يكفي لنا أن نذكر أن مجموعة دول

الستيراد١٩٧٥«األوبيك» قد أنفقت ما يقرب من بليونA من الدوالرات عام ١٩٧٤حاصالت زراعية من الواليات ا?تحدة األمريكيـة وحـدهـا. وفـي عـام

أنفق كل من اجلزائر والعراق وا?ملكة السعودية] كل على حدة] ما يقرب منمائة مليون دوالر على شراء أغذية من الواليات ا?تحدة. وفي هذا السياق]

على دراسة االستخدامات١٩٧٣عكفت الواليات ا?تحدة األمريكية منذ عام ا?مكنة لسالح الغذاء في مواجهة سالح النفط] ولعل البعض يتـذكـر بـهـذا

حتليال١٩٧٣الصدد أن الكونغرس األمريكي نشر في نوفمبر (تشرين ثاني) إلمكانية فرض نوع من (حظر تصدير الـسـلـع الـغـذائـيـة) فـي مـواجـهـة أيـة

محاولة من جانب دول «األوبيك» لفرض (حظر على تصدير البترول).وتتضح أهمية هذه النقطة إذا أخذنا في االعتبار أن احتياطي الـعـالـم

177

احملاور الرئيسية الستراتيجية العمل االقتصادي العربي ا�شترك

من احلبوب مركز في عدد محدود من الدول هي أمريكا وكندا وأستراليـا مليون طن ثم انخفض١٥٠ حوالي ١٩٦٠واألرجنتA. وبلغ هذا االحتياطي سنة

% من جملة االستهالك السنوي٨ مليون طن (نحو ١٠٠تدريجيا إلى أقل من على ا?ستوى العا?ي)] وهذا االحتياطي أخذ في التناقص] سنة بعد أخرى]

إلى أقل مستوى وصـل إلـيـه خـالل الـعـشـريـن سـنـة١٩٧٤حيث وصـل سـنـة األخيرة.

ومن ناحية أخرى] يجب األخذ في االعتبار التغيرات التي طرأت علـى] والتي أدت إلى عدم االحتفاظ١٩٧٢السياسة الزراعية األمريكية منذ عام

�خزون استراتيجي من احلبوب. وقد نتج عن ذلك انتهاء فترة االستقرارالنسبي في مستوى األسعار العا?ية للحبـوب الـغـذائـيـة] تـلـك الـفـتـرة الـتـي

. كذلك جنم عن تغـيـر الـسـيـاسـة الـزراعـيـة١٩٧٢ و١٩٥٦امتدت بـA عـامـي األمريكية تقليص حجم ا?عونات الغذائية إلى البلدان النـامـيـة الـتـي كـانـت

٤٨٠ ٤٨٠تستفيد من برنامج معونات القمح األمريكي في ظل القانون العام PL وفي ظل التصاعد اجلنوني لألسعـار الـعـا?ـيـة٬١٩٧٤ ١٩٧٣] ففي عـام -

للقمح-كان نصيب البلدان الفقيرة في العـالـم الـثـالـث مـن مـعـونـات الـقـمـحاألمريكي أقل من خمس ما كان يصل إليه حجم هذه ا?عونات في منتصفالستينات. إذ أن معظم فائض القمح األمريكي � بيعه في األسواق العا?ية

على أسس جتارية بحتة.وقد أدت هذه األوضاع اجلديدة إلى ارتفاع حاد في أسعار القمح العا?يةبالشكل الذي أدى إلى استنزاف جانب هام من التحسن في شروط التبادللصالح صادرات النفط �ا دفع كاتب ا?قال االفتـتـاحـي فـي جـريـدة (وولستريت) في أمريكا إلى تأكيد واقع هام مفاده أن (الواليات ا?تحدة األمريكيةتستطيع اآلن شراء برميل من البترول األجنبي اخلـام مـقـابـل مـا يـقـل عـن

٢ر٥ واحد من القمح بينما منذ عام مضى كان من الالزم تصدير (٢)بوشيل .(٣)بوشيل مقابل برميل واحد من البترول

وليس ثمة شك أنه إذا أخذنا في االعتبار التنبؤات التي تتوقع حـدوثأزمة جديدة في مجال احلبوب الغذائية نتيجة النقص ا?ستمر في االحتياطيمن مخزون احلبوب] فإن البلدان ا?تقدمة. ستحاول بصورة جادة ا?مل علىربط الزيادة في أسعار احلبوب الغذائية بالزيادة في أسعار النـفـط كـجـزء

178

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

من اإلطار التفاوضي العام بA الدول الفقيرة والدول الغنية.وإزاء هذه التغيرات في سياسة الواليات ا?تحدة الزراعية] وغيرها منالتطورات االقتصادية العا?ية] أصبح من القضايا ذات األولوية في التخطيطاالستراتيجي للمستقبل] توجيه جانب كبيـر مـن االسـتـثـمـارات ?ـشـروعـاتالتنمية الزراعية في العالم العربي لتحقيق قدر أكبر مـن االكـتـفـاء الـذاتـياجلماعي من احلبوب الغذائية] وبالتالي تقليل حجم االعتماد على وارداتاحلبوب الغذائية كوسيلة فعالة لتفادي أزمات الغذاء مستقبال. فـمـا زالـتالبالد العربية تضم أكبر مخزون محتمل لزيادة اإلنتاج الغذائي في الـدولالنامية على حد تعبير الدكتور مصطفى اجلبلي وزير الزراعة األسبق فـيمصر. فهناك إمكانيات واسعة لزيادة كمية األغذية من الزراعة التقليديـةفي بالد كالعراق والسودان والصومال وذلك عن طريق زيادة ا?ساحة الزراعيةبالتوسع في استصالح أراض جديدة] ومن ناحيـة أخـرى عـن طـريـق زيـادةإنتاجية ا?ساحات ا?نزرعة حاليا بتحسA أساليب الري والـصـرف وزيـادة

درجة الكثافة احملصولية. في عملـيـاتLimiting factorو?ا كان توافر ا?ياه يعـتـبـر عـامـال مـحـددا

التوسع الزراعي في ا?ناطق اجلافة وشبة اجلـافـة] فـهـنـاك حـاجـة حلـجـمكبير من االستثمارات التي يجب تخصيصها ?شـروعـات الـتـحـكـم ف مـيـاهاألنهار ا?وجودة ومحاولة حتلية مياه البحر عند الـضـرورة. كـذلـك ?ـا كـانرفع إنتاجية احملاصيل الزراعية يقتضي التوسع في استخدام الكيماويـاتكاألسمدة وا?بيدات واآلالت الـزراعـيـة فـإن األمـر يـقـتـضـي تـطـويـر قـطـاع(البتروكيماويات) لتحقيق االكتفاء الذاتي في مجال األسمدة وا?بيدات] السيما وأن االجتاه هو نحو ارتفاع أسعار هذه الكيماويات عـلـى أثـر ارتـفـاعأسعار تصدير النفط] إذ أصبح سعر الطن من السماد الذي يباع في السوق

بالنسبة لبعض١٩٧٢ يتجاوز أربعة أمثال سعره في عام ١ ٩٧٤الدولية عام % عن مستوى أسعار عـام٧٠األنواع] كمأ أن أسعار ا?بيدات زادت بنسـبـة

٧١/١٩٧٢.ويجدر بنا اإلشارة هنا في مجال التنمية الزراعية في العالم العربي إلى

مبادرتA رئيسيتA في االجتاه السليم:ا?بادرة األولى: من جانب مجلس الوحدة االقتصادية العـربـيـة وتـتـعـلـق

179

احملاور الرئيسية الستراتيجية العمل االقتصادي العربي ا�شترك

مليون٥٠بتأسيس الشركة العربية لتنمية الثروة احليوانية برأس مال قدره دينار كويتي لتنمية الثروة احليوانية في السودان والصومال ?قابلة الطلـب

ا?تزايد على منتجات اللحوم في البلدان العربية.وا?بادرة الثانية: تتعلق بإقرار الـصـنـدوق الـعـربـي لـإلvـاء االقـتـصـاديواالجتماعي مشروع إنشاء الهيئة العامة العربية لإلvاء واالستثمار الزراعيوالتي ستكون عضويتها مفتوحة جلميع الدول العربية. ومن ثان هذا ا?شروعإفساح اجملال أمام إنشاء مشروعات عربية مشتركة ومتكـامـلـة فـي مـجـال

.(٤)التنمية الزراعية على مستوى العالم العربي وباختصار] فإن البعد االستراتيجي لعملية التنمـيـة الـزراعـيـة الـعـربـيـةا?شتركة هو حتقيق األمن الغذائـي لـلـعـالـم الـعـربـي عـلـى ضـوء ا?ـتـغـيـرات

االقتصادية العا?ية اجلديدة. محور التصنيع:احملور الثاني:

إن مجهودات التصنيع العربي ا?شترك Hكن أن تأخذ شكل مجـمـوعـة التي تلعب دورا أساسـيـا فـيIndustrial Complexesمن ا?ركبات الصنـاعـيـة

حتقيق التكـامـل اإلvـائـي الـعـربـي �ـا يـضـمـن حـدا أدنـى مـن االسـتـقـاللاالقتصادي على مستوى ا?نطقة العربية. وهنا يبرز سؤال هام وهو: أي نوعمن ا?ركبات الصناعية يفرض نفسه في إطار عملية التصنيع العربي ا?شترك? واإلجابة على هذا السؤال ليست حتكمية بل تخضع لـعـدد مـن الـعـوامـل

واالعتبارات ا?وضوعية من أهمها: نوع ا?وارد احلالية واالحتمالية ا?تاحة في العالم العربي.

ما هي مجموعة الصناعات األساسية التي Hكن أن تكون �ثابة العصبالذي يؤدي إلى حتقيق أكبر قدر من التكامل بA حلقات اإلنتاج الرئيسـيـة(ا?نتجات النهائية والوسيطة واألساسية). وبعبارة أخرى يجب التركيز علىتلك الصناعات التي تشغل مكانا رئيسيا في الهيكل الصناعي أي ما يسمى

�ا تخلقه من شروط مواتية لبناء»Integration Industries«بصناعات التكامل صناعات أخرى.

وعلى أساس هذه االعتبارات Hكن القول أن استراتيجية العمل العربي Aرئيسي A(٥)ا?شترك في مجال التصنيع ال بد وأن تدور حول قطاع:

- قطاع احلديد والصلب وما يرتبط بهما من صناعات معدنية وهندسية.١

180

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

- قطاع البتروكيماويات.٢

قطاع احلديد والصلب:حتتل الصناعات ا?رتبطة باحلديد والصلـب مـكـانـا هـامـا فـي الـهـيـكـلالصناعي ألي بلد متقدم إذ تشكل هذه الصناعـات األسـاس الـذي يـسـمـحبإنتاج ا?عدات الصناعية وا?اكينات والكثير من الصناعات الهندسية التـيتعتمد على منتجات الصلـب. وجنـد أن ا?ـوارد الـالزمـة لـصـنـاعـة احلـديـدوالصلب متوافرة في العالم العربي إذ جندها تتمثل في األساس في خاماتاحلديد والعامل اخملتزل (الكوك أو الغاز الطبيعي) واحلجر اجليري وخردةاحلديد. وتتوافر جميع هذه ا?وارد في البلدان العربية فيما عـدا الـفـحـم.

ـ مليون طن وفقا ألكثر التقديرات١١٤٥ويقدر االحتياطي من خام احلديد ب % من احتياطي العالم من الغـاز١٥حتفظا] كما يحتوي العالم العربي عـلـى

الطبيعي. ومن جانب الطلب قدر طلب العالم العربي على الصلب في عام مليون طن] ويتراوح ما يستورد سنويا من هذه الكمية ب٧Aر٤ بحوالي ١٩٧٥

% من إجمالي االستهالك.٦٠%] ٥٠وغني عن القول أن تطوير قطاع احلديد والصلب سوف يلعب دور هامافي حتقيق قدر أكبر من الترابط القطاعـي مـن خـالل عـالقـات الـتـشـابـكاخللفية واألمامية بA الصناعات. فالصناعات ا?رتبطة بهذا احملور تنـتـجمنتجات أساسية ال غنى عنها للنمو مثـل أسـيـاخ احلـديـد ألغـراض الـبـنـاءوالتشييد واجلرارات واآلالت الزراعية الالزمة ألغراض التنمية الزراعـيـة

ودرفلة الشرائح الالزمة ألغراض تصنيع السالح.

قطاع البتروكيماويات:تقوم الصناعات البتروكيماوية على تكسير الزيت للحصول على النفتةأو على استخدام الغاز الطبيعي للوصول إلى ا?واد البتروكيماوية أي اللدائن.

% من كل ا?نتجات٣٠وأهم هذه ا?شتقات البتروكيماوية االيثلA ويدخل بنسبة البتروكيماوية وعلى وجه اخلصوص مواد البالستيك] األلياف الصناعـيـة.والبويات والبيولتA الذي يشكل األساس في إنتاج ا?طاط الصناعي. كذلكمن أهم البتروكيماويات غير العضوية األمـونـيـا الـتـي تـسـتـخـدم فـي إنـتـاج

181

احملاور الرئيسية الستراتيجية العمل االقتصادي العربي ا�شترك

األسمدة الكيماوية (اليوريا) وأعالف ا?اشية. % من احتياطي العالم٦٥وحيث أن األرض العربية حتتوي على حوالي

من النفط كما تتمتع البلدان العربية �يزة نسبية في حالة استخدام الغازالطبيعي على البلدان األوروبية] إذ تعتمد الـوحـدات األوروبـيـة عـلـى الـغـازا?ستورد الذي يستلزم األمر تسييله أوال ثـم نـقـلـه إلـى ا?ـراكـز الـصـنـاعـيـةا?تقدمة حيث يجري تسخينه لتحويله إلى غاز مرة أخرى. وإلعطاء فكـرةعن أهمية االستخدامات ا?تنوعة للمواد البتروكيماوية يكـفـي لـنـا اإلشـارةإلى أهم االستخدامات في مجال الزراعة مثل استخدامات البالستيك فيعبوات األسمدة وكمواسير للري وللصـرف ا?ـغـطـى واألسـمـدة وا?ـبـيـدات]وفي مجال البناء والتشييد مـثـل األدوات الـصـحـيـة واألرضـيـات والـبـويـاتوا?طار الصناعي الذي يستخدم في صناعات إطارات السيارات] واجللود

الصناعية كاألحذية واحلقائب وا?البس.وبالنسبة للطلب العا?ي على ا?نتجات البتروكـيـمـاويـة فـكـل الـدراسـاتوالتقديرات تشير إلى الزيادة ا?ستمـرة والـسـريـعـة فـي الـطـلـب عـلـى هـذها?نتجات. فوفقا لتقديرات منظمة األ� ا?تحدة للتنمية االقتصادية الدولية

١٩٧٥ مليون طن عـام ٤٢سوف يرتفع الطلب على السماد النتروجيـنـي مـن . ووفقا لبعض٢٠٠٠ مليون طن عام ١٥٧ ثم إلى ١٩٨٥ مليون طن عام ٥٩إلى

التقديرات فإنه يجب التخطيط للتوسع في صناعة األسمدة العربية لـكـي Aكن لها تغطية ما بHفي ا?ائة من الزيادة في الطلب العا?ي.١٥ إلى ١٠

تطوير مشاركة دول اTنطقة العربيـة فـي نـظـم الـشـحـناحملور الثالـث:والنقل وشبكات التسويق الدولية اTتعلقة بصادرات اTنطقة

لعل من أهم عناصر أي برنامج عمل مشترك من أجـل تـكـامـل تـنـمـويعربي هو تطوير مؤسسـات عـربـيـة مـشـتـركـة فـى حـاالت الـشـحـن والـنـقـل

والتسويق الدولي.إذ أن القضية الهامة التـي يـجـب أن حتـظـى بـاهـتـمـام بـالـغ مـن جـانـبراسمي السياسات االقتصادية العربية تتعلق بسيطرة البلدان العربية علىنظم النقل وشبكات التسويق الدولية التي تتـعـلـق بـصـادرات دول ا?ـنـطـقـةالعربية. فا?ناقشات الـطـويـلـة الـتـي دارت حـتـى اآلن حـول تـدهـور شـروطالتبادل للصادرات السلعية للبلدان النامية كانت وما زالت تدور حول تـلـك

182

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

] (أي التسليم على ظهر السفينة في(٦)الصادرات مقومة على أساس (فوب)ميناء الدول ا?صدرة). وبذلك فهي تغفل جانبا كبيرا من العائدات ا?ـالـيـةالهائلة ا?تولدة خالل عمليات النقل والتسويق والتأمA والتوزيع حتى تصلإلى ا?ستهلك النهائي في أسواق التصدير. ولذا يجب أن يتحول االهتـمـامعن التحليل التقليدي الذي يقوم على أساس أسعار التصدير تسليم (فوب)إلى التحليل البنياني الذي يقوم على حتليـل هـيـكـل أسـعـار الـسـلـع األولـيـةومراحل تسويقها ا?تعددة حتى تصل إلى ا?ستهلك النهائـي. إذ أنـه قـد �تقدير قيمة ما يدفعه ا?ستهلكون النهائيون لشراء صادرات السلع األولـيـة

بليون دوالر سنويا بينما عائد البالد ا?نتجة لتلك السلع األولـيـة٢٠٠بنحو يبلغ حوالي العشر.

ونستطيع أن نضرب لذلك مثال مستـمـدا مـن إحـدى الـسـلـع الـزراعـيـةاألولية. ففي دراسة حديثة ?ؤ�ر األ� ا?ـتـحـدة لـلـتـجـارة. والـتـنـمـيـة عـن

أن األنصبة١٩٧١صادرات ا?وز تبA من حتليل البيانات اإلحصائـيـة لـعـام ا?ئوية من سعر ا?ستهلك النهائي للموز في األسواق العا?يـة يـتـم تـوزيـعـهـا

كاآلتي: %.١١ر٥أ-عائد منتجي ا?وز اخلام في البلدان ا?صدرة للموز

% موزعا كاآلتي:٨٨ر٥ب-عائد الشركات األجنبية A١١ر٥- شحن وتأم.%

%.١٩- العائد اإلجمالي للقائمA بعمليات إنضاج وتخزين ا?وز %.٣١ ر٩- عائد جتار التجزئة

%.٢٦ر١- هوامش تسويقية أخرى نقل وتطويع التكنولوجيا:احملور الرابع:

نظرا للدور احليوي الذي شبه معامالت «التـكـنـولـوجـيـا احلـديـثـة» فـيالعالقات االقتصاديـة الـدولـيـة ال بـد مـن أن حتـتـل عـمـلـيـة «نـقـل وتـطـويـعالتكنولوجيا» مكـانـا هـامـا ضـمـن أيـة اسـتـراتـيـجـيـة لـلـتـطـويـر االقـتـصـاديواالجتماعي العربي خالل احلقبـة الـقـادمـة. ولـذا فـعـنـد مـنـاقـشـة مـحـاوراستراتيجية العمل االقتصادي العربي ا?شترك فإن قضـيـة «نـقـل وتـطـويـعالتكنولوجيا احلديثة» يجب أن تبرز كأحد احملاور الرئيسية الستراتيـجـيـة

التطوير االقتصادي واالجتماعي العربي.

183

احملاور الرئيسية الستراتيجية العمل االقتصادي العربي ا�شترك

فا?شكلة إذن مشكلة خلق الشروط التكنولوجية ا?الئمة في االقتصـادالوطني بحيث تصبح القوة العاملة الوطنية قادرة على السيطرة على الفنوناإلنتاجية احلديثة وتطويرها وخلق فنون جديدة ابتداء من اإلمكانيات القومية(احلـالـيـة واالحـتـمـالـيـة) و�ـا يـنـسـجـم مـع أهـداف الـتـطـويـر االقـتـصـادي

(٧)واالجتماعي العربي. هذه ا?شكلة ال Hكن أن حتل �جر «نقل التكنولوجيا»

وفقا لشروط ومواصفات السوق الـدولـيـة] ونـقـطـة الـبـدء فـي هـذا اجملـالتتمثل في وضع خطة عمل عربي مشتركة في مجال «نقل وتطويع وتطويرالتكنولوجيا» ضمن استراتيجية شاملة للتطوير االقـتـصـادي واالجـتـمـاعـي

العربي] وHكن أن يتم ذلك باالستناد إلى العناصر التالية:- إجراء دراسات مستفيضة لطبيعة وتركيب «السوق العا?ية للتكنولوجيا»١

vintagesعلى أساس قطاعي ?عرفة البدائل واألجيال اخملتلفة للتكنولوجيا

وأثمانها وشروط احلصول عليها.» لآلثـار االقـتـصـاديـةperspective studies- إعـداد دراسـات «مـنـظـوريـة ٢

واالجتماعية ا?باشرة وغير ا?باشرة التي Hكن أن تترتب على «استيراد» و«تطويع» الفنون اإلنتاجية ا?تقدمة.

- تطوير الفنون اإلنتاجية احمللية والسعي للتوصل إلى فنون إنـتـاجـيـة٣«وسيطة» أكثر مالءمة للواقع احمللي.

- االختيار الواعي للفنون اإلنتاجية ا?تقدمة في بعض القطاعات] بشرط٤أن يتم ذلك بشروط مواتية وضمن إطار موحد «للمساومة اجلماعية العربية»

في مواجهة الشركات دولية النشاط.ولذا فإن اجملهودات الرامـيـة إلـى إنـشـاء «مـركـز عـربـي لـنـقـل وتـطـويـرالتكنولوجيا»-والذي جتري الدراسات بشأنه �بادرة من اللجنة االقتصاديةلأل� ا?تحدة لغربي آسيا-وكذلك مجـهـودات الـصـنـدوق الـكـويـتـي إلنـشـاء

] تعتبر خطوات هامـة فـي(٨)«صندوق لتنمية البحث العلمي التـكـنـولـوجـي»هذا االجتاه. حيث أن ا?ركز ا?قترح سوف يساعد على خلق اإلطار التنظيميا?ؤسسي الالزم لتنظيم عملية تبادل ا?علومات بA البلدان العربية بخصوصعقود الشراء والتعامل في التكنولوجيا] وكذلك تكوين فريق متخصص مناخلبراء العرب لدراسة و�حيص عروض «شراء التكنولوجيا» بهدف احلدمن «اآلثار ا?قيدة» والشروط ا?تعسفة التي تفرضها الشركات الدولية في

184

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

غياب إطار موحد للمساومة اجلماعية] وفي حالة التعاقد مع كل بلد عربيعلى حده] �ا يرفع من «القدرة التساومـيـة» لـلـبـلـدان الـعـربـيـة فـي مـجـال

ا?عامالت في السوق العا?ية للتكنولوجيا.خلق نظام لتسوية اTعامالت اTالية بL دول اTنـطـقـةاحملور اخلامس:

العربية مباشرة:تستلزم النظرة ا?تكاملة الستراتيجية العمل العـربـي ا?ـشـتـرك ضـرورةوضع فكرة «احتاد ا?دفوعات العربي» موضع التنفيذ دون إبـطـاء كـأسـاسخللق نظام لتسوية ا?عامالت ا?الية بA دول ا?نطقة العربية مبـاشـرة دونا?رور با?نظمات ا?الية الدولية] وما يستلزمه ذلك من خلق وحدة حسابيةجديدة-وال أقول عملة جديدة-مثل (الدينار العربي) وهي بالضرورة ال بد أنتكون عملة مركبة تقوم على سلة من العمـالت الـعـربـيـة اخملـتـارة. ويـعـتـبـر

برأسمال١٩٧٦توقيع اتفاقية إنشاء صندوق النقد العربي في الرباط في أبريل مليون دوالر خطوة جيدة في هـذا االجتـاه كـأداة لـتـسـويـة عـجـز٩٠٠قـدره

موازين ا?دفوعات العربية دون االعتماد على تسهيالت صندوق النقد الدوليوحقوق السحب اخلاصة. ويعتبر قيام هذا الصندوق عنصرا أساسيـا مـنمقومات خلق سوق عربية للمـال. كـذلـك فـإن إنـشـاء وحـدة نـقـديـة عـربـيـةحسابية موحدة Hكن أن يصبح أداة فعالة لتسهيل التعاون ا?الي والتبـادل

التجاري العربي.مالحظة ختامية:

ختاما ال بد لنا أن نؤكد علـى أن هـنـاك إمـكـانـيـات حـقـيـقـيـة لـلـتـكـامـلAمجموعة الدول الـعـربـيـة ا?ـصـدرة لـفـوائـض األمـوال وبـ Aاالقتصادي بمجموعة الدول العربية األخرى التي تتمتع �قدرة كبـيـرة عـلـى اسـتـيـعـاباالستثمارات ا?نتجة اجلديدة] واالعـتـراف بـإمـكـانـيـة الـتـكـامـل فـي ا?ـواردوا?صالح بA األطراف اخملتلفة-رغم اختالف نظمها السياسية واالقتصادية-سوف يفتح الطريق أمام قفزة هائلة في حتقيق تقسم أرشـد لـلـعـمـل عـلـىمستوى ا?نطقة العربية كلها. وهنا يكمن الدور التاريخي الفعال الذي Hكنأن تلعبه مؤسسات التمويل اإلvائي في العالم العربي في تطوير قطاعاتإنتاجية بأكملها في إطار سياسة واضحة للتكامل االقتصادي على ا?ستوىالعربي الشامل أو على مستوى عربي محدود. وفي هذا اخلصوص تعتـبـر

185

احملاور الرئيسية الستراتيجية العمل االقتصادي العربي ا�شترك

البرامج ا?شتركة القطاعية أداة هامة لتحقيق الـتـكـامـل اإلvـائـي الـعـربـيبالشكل الذي يؤدي إلى توسيع قاعدة اإلنتاج العربي في القطاعات األساسية]وهذا بدوره يشكل الشرط الضروري للتوسع في حجم ا?بادالت التـجـاريـةبA بلدان ا?نطقة العربية وحتقيق قدر أكبر من االعتمـاد اجلـمـاعـي عـلـى

النفس.

186

النفط و ا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

187

عالم مابعد النفط

عالم ما بعد النفط

منذ هبوط ا?وجة اجلديدة «للثراء النفطي» على] واجلو الـذي١٩٧٣ا?نطقة العربية في أواخر عـام

يسود ا?ناقشات والتعليقات حول مستقبل االقتصادالعربي يتسم بنوع من التـفـاؤل الـشـديـد والـنـشـوة]التي وصـفـهـا بـعـض الـكـتـاب وا?ـعـلـقـA «بـالـنـشـوة

. وليس من الصعب أنThe Oil Euphoria ,النفطية»نكتشف وراء موجة التفاؤل والنشوة هذه خطأ هاماهو التفاؤل «بإنتاج العرب على العالم العربي» مـنجـديـد] واالهـتـمـام �ـجـرد الـنـمــو دون االهــتــمــامبطبيعته] وبزيادة الثروة دون االهتمام ?صدرها أو

.)١(ا?ستفيد منها فإذا كان شغلنا الشاغل هو معدل النمو للدخلالقومي] فهناك مجال كبير للتفاؤل والغبطة. فقدحققت البلدان العربية «النفطية» و «غير النفطية»على السواء معدالت مرتفعة لنمو الدخل الـقـومـياإلجمالي تفوق بكثير معدالت النمو التي حتقـقـتخالل الستينات (باستثناء حالة األردن). وإذا كـانمعدل النمو مسألة سهلة القياس نسبيا] وكان ارتفاعهــذا ا?ــعــدل لــه مــزايــا عــديــدة ومــعــروفــة] فـــإن«الثمن»الذي يدفعه االقتصاد العربي مقابل ارتفاعمعدل النمو يظل مسألة صعبة القياس وأقل مدعاة

13

188

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

للتفاؤل حول ا?ستقبل. فإحدى اخلصائص الهامة لنمط النمـو فـي «عـقـد)GNPالسبعينات» هي التغير في النمو النسبي للناجت القومـي اإلجـمـالـي (

) ففي البلدان العربية النفطـيـةGDPبا?قارنة مع الناجت احمللي اإلجمـالـي (Aأدى فرض الرقابة احلكومية على إنتاج الـنـفـط إلـى تـضـيـيـق الـفـجـوة بـالناجت احمللي اإلجمالي والناجت القومي اإلجمالي عن طريق تخفيض تدفقاتالدخل إلى اخلارج وخاصة عائد الشركات النفطية الدولية احملول للخارج.غير أنه ظهرت تدفقات وعالقات اقتصادية جديدة سببت ا?زيد من التقلبفي العالقة بA حجم الناجت احمللي اإلجمالي وحجم الناجت القومي اإلجمالي.فمداخيل االستثمارات اخلارجية للدول النفطية (دول الفائض) أخذتتنمو بسرعة لترفع من نسبة الدخل القومي اإلجمالي إلى الـدخـل احملـلـياإلجمالي] ولتجعل هذه العالقة عرضة لـتـقـلـبـات أسـعـار الـفـائـدة وأسـعـارالصرف اخلارجي أكثـر مـن ذي قـبـل نـتـيـجـة ارتـبـاطـهـا الـعـضـوي بـالـدورةاالقتصادية في البلدان الرأسمالية ا?تقدمة. ومن ناحية أخرى] فإن البلدانالعربية «غير النفطية» زاد اعتمادها على العون اخلارجي والتدفقات ا?اليةوالثنائية وحتويالت العاملA باخلارج من «بلدان الفائض» بشكل لم يسبـقله مثيل من قبل] �ا أدى بدوره إلى ارتفاع نسبة الناجت القومي اإلجماليإلى الناجت احمللي اإلجمالي. �ا يجعل هذه االقـتـصـاديـات أكـثـر اعـتـمـاداعلى «القطاع اخلارجي»] وأكثر عرضة للتقلبات التي تطـرأ عـلـى األوضـاعاالقتصادية والسياسية في بلدان الفائض النفطية وفي «سوق النفط العالي»

بصفة عامة. تفسر١٩٧٣ بعد عام Oil Boomومن الواضح أن ظاهرة «الرواج النفطي»

إلى حد كبير ظاهرة «النمو ا?تسارع» للدخل القومي اإلجمالي ?عظم البلدانالعربية خالل عقد السبعينات] ولذا فإن ا?عدالت العالية ا?تحققـة لـلـنـمـوفي السبعينات كانت متوقعة وغير مستغربة. إذ أنها ال تـعـكـس بـالـضـرورةمستوى أداء اقتصادي أفضل بالنسبة ?ستوى األداء الذي ساد في الستينات.فقد كانت معدالت النمو للدخل القومي في البلدان العربية غير ا?ـصـدرةللنفط وفي العراق أكثر تواضعا في الستينات. وقد أسهم عدد من العواملا?عطلة وا?عوقة في حتقيق هذا األداء ا?نخفض نسبيا. فقد كانت ظروفالطقس والتقلبات في معدالت سقوط األمطار عامال هاما من عوامل عدم

189

عالم مابعد النفط

االستقرار وانخفاض مستوى أداء القطاع الزراعي. كذلك كان حلرب حزيران أثر معوق لعطية النمو االقتصادي في ا?نطقة العربية] وكـانـت وطـأة١٩٦٧

اآلثار االقتصادية لهذه احلرب قاسية بالنسبة ?صر واألردن وسوريا واليمنالدHقراطية بصفة خاصة.

وقد رافق ازدياد درجة انفتاح االقتصاد العربي على الـعـالـم اخلـارجـيتوسع هائل في حجم الواردات واالعتماد على العالم اخلارجي. فقد ارتفعمستوى اإلنفاق على الواردات الغذائية لدى خمـس دول عـربـيـة هـي قـطـر

إلى١٩٧٠والكويت ومصر وليبيا والعراق من حوالي نصف بليون دوالر عام ] أي �عدل vو سنوي يقدر في ا?توسط بحوالي١٩٧٥ بليون دوالر عام ٣ر٢] �ا يشير إلى ازدياد اعتماد العالم العربي على اخلارج لتأمـA(٢)% ٤٢ر٥

حاجاته من الغذاء. وHكن متابعة التوسع في حجم الواردات للبلدان العربية] في أعقاب الطفرة في عوائد النفط بالرجوع إلى١٩٧٦- ١٩٧٣خالل الفترة

).١-١٣اجلدول(

وبتأمل بيانـات هـذا اجلـدول يـالحـظ أنـه فـي الـوقـت الـذي ظـلـت فـيـه-١٩٧٣صادرات الدول العربية «غير النفطية» راكدة تقريبـا خـالل الـفـتـرة (

)] تضاعف حجم الواردات خالل نفس الفترة �ا أدى إلى تعميق حدة١٩٧٦االختالل في ا?يزان التجاري لهذه البلدان. وبالنسبة جملموعة الدول النفطيةفقد ارتفع حجم الواردات إلى حوالي ثالثة أضعاف ا?ستوى الـسـائـد عـام

������� ���

�� ����19731974197519761973197419751976

������ ������� ( �21.970.366.681.89.618.527.833.8

������ �� ������� ( �4.25.95.85.55.98.612.012.9

�� ���� ������� ���26.176.272.487.315.527.139.846.7

( 1�13 ) �����

( ���� � ��� ���� ���� )

Sounie : International Financial Statistics( June 1977 ) : �����

������� �������������� ��������

( 1976 _ 1973 )

����� ������� �������� � �������� ��! " #$����

190

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

] أي أن الطفرة في حجم واردات الدول النفطية كانت �عدل يوازي]١٩٧٣أو يقل قليال] عن معدل الطفرة في حجم العائدات النفطية. وا?عنى الكامنوراء هذه األرقام أن عمليات التجارة اخلارجية أصبحت تلعب دورا رئيسيا]Aلم يكن معهودا في الستينات] في تغذية كل من العرض والطلب اإلجماليللسلع واخلدمات في الدول العربية النفطية. وقد بلغت حصة الواردات من

١٩٧٦- ١٩٧٠الدخل النفطي لبعض الدول العربـيـة الـنـفـطـيـة خـالل الـفـتـرة (٣)ا?ستويات التالية:

السعوديةالكويتالعراقليبياالدولة: %٢٧ %٣٤ %٥٠ %٥٧احلصة

وبعبارة أخرى فإن الدول العربية النفطية تقوم في الواقع بتحويل جزءهام من«ثروتها النفطية القابلة للنضوب» إلى النقد األجنبي السائل لتمويلوارداتها من سلع وخدمات. وتلك قضية هامة يغفلها الكثير من احملللA فيغمرة النشوة] إذ أنه ال بـد مـن االعـتـراف بـأن لـإليـرادات الـنـفـطـيـة �ـثـلاستنفادا لثروة غير متجددة وليست دخال جاريـا مـسـتـمـرا] وهـي حـقـيـقـةيؤدي عدم الوعي بها إلى اختالط الرؤية التاريخية للمجتـمـعـات الـتـي قـد

تأكل «الدجاجة التي تبيض ذهبا».كذلك فإن مجموعة ا?شاكل التي سوف تواجهها مجموعة البلدان ا?صدرةللنفط «أوبك» غدت على جانب كبير من اخلطورة والتعـقـيـد. فـمـجـمـوعـةالبلدان ا?صدرة للنفط أصبحت حتتاج ألشكال جديدة من احلركة تتناسبمع حجم مشاكل االقتصاد العا?ي في ظل ظروف اقتصادية جديدة شديدةالتعقيد] بل وتزداد تعقيدا كل يوم. فلم تعـد األمـور مـن الـبـسـاطـة] بـحـيـثيكفي االتفاق على «سياسة سعرية» موحدة كما كـان احلـال مـن قـبـل عـنـدبداية تكوين منظمة «األوبك». ولذا فإن vوذج احلركة والفعالية جملموعـة«الدول ا?صدرة للنفط» الذي يرقى إلى مستوى التحديات في ا?ستقبل البد له وأن يكون vوذجا أكثر تعقيدا] يتـطـلـب االتـفـاق عـلـى بـرنـامـج عـمـل

متسق ومترابط بخصوص ثالثة متغيرات أساسية هي:-- أسعار النفط.

- الكميات ا?نتجة من النفط (�ا يقتضيه ذلك من «برمجة اإلنتاج» علىمستوى البلدان األعضاء في ا?نظمة).

191

عالم مابعد النفط

- وحدة حساب عائدات النفط (وحدة بسيـطـة مـثـل الـدوالر] أو وحـدةمركبة مثل «سلة» من العمالت اخملتارة.

إن جتاهل أحد هذه ا?تغيرات عند عملية اتخاذ أي قرار في ا?ستقبلسيكون �ثابة «فتح ثغرة» هامة في خطوط دفاع منظمة «األوبك» في لعبةالعالقات االقتصادية الدولية التي تزداد تعقيدا يوما بعـد يـوم. فـأي قـرارحاسم من منظمة األوبك ال بد له أن يكون شامال حلركة ا?تغيرات الثالثةفي تفاعلها وترابطها العضوي الوثيق وبعد حسـاب دقـيـق لـسـلـسـلـة «ردودالفعل ا?توقعة» في ضوء تقييم واقعي لعالقات القوى داخل وخارج ا?نظمة.فسياسات التسعير لم تعد قرارا سهال] وحيد اجلانب] كما كان احلالمن قبل] بل يجب أن تخضع حلسابات دقيقة ?قدار التعويض الواجب للقوةالشرائية لعائدات النفط مع مراعاة اعتبارات الطلب العا?ي وبدائل الطاقةا?طروحة «وقيمتها التنافسية»] بالنسبة للنفط. كذلك لـم تـعـد «الـكـمـيـاتا?نتجة» متغيرا Hكن أن يتحدد بشكل تلقائي خارج «vوذج قرارات» األوبك..حيث أن قرارات «األوبك» في مجال التسعير بدأت تفقد فعاليتهـا نـتـيـجـة

ال سيمـا وأن هـنـاك مـصـادرoverproduction«أزمات اإلفـراط فـي اإلنـتـاج» جديدة لإلنتاج النفطي في العالم الغربي ستبرز أهميتها فـي الـثـمـانـيـنـاتمثل نفط بحر الشمال وااللسكا وخليج ا?كسيك.. والتي سوف تشكل حتديا

ال يستهان به ?نظمة «األوبك» بتركيبها احلالي.ورغم كل هذه التعقيدات وا?شاكل التي تلوح في األفـق.. فـإن ا?ـراقـبالواعي] ا?تابع لألحداث في الوطن العربي يذهله ما يراه من انغماس كاملللدول النفطية في «مشاكل احلاضر» دون االهتمام كثيرا بالتأمل والتحضير?شاكل عالم الغد.. «عالم ما بعد النفط».. حيث أن ا?سألة حتـتـاج لـرؤيـةاستراتيجية بعيدة.. وحتضير طويل النفس ?واجهة مشاكل االنتقال والتحول

Transition Problems«من «اقتصاديات نفطية» إلى «اقتصاديات غير نفطية وال سيما في منطقة اخلليج العربي. وقد عبر السيد علي جيده (أمA عامAمنظمة«األوبك» في ذلك الوقت) في دراسته ا?قدمة إلى ندوة التعاون بدول «األوبك» والدول االسكندنافية] والتي انعقدت في العاصمة النرويجية

Aعن هذا الشعور الـعـمـيـق١٩٧٨ سبتمبـر-أيـلـول ٢٩ و ٢٧«أوسلو» فيمـا بـ [:-(٤)بالقلق بالنسبة للمستقبل في «عالم ما بعد النفط» بقوله

192

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

«ومع كون النفط مصدرا غير قابل لـلـتـجـدد] وحـقـيـقـة اقـتـراب مـوعـدنضوبه] فإن البلدان األعضـاء فـي «أوبـك» فـي سـبـاق مـع الـزمـن لـلـوصـولباقتصادها إلى مرحلة النمو والنضج القابلة لالستمرار. إذ يواجهنا السؤالتكرارا عما سيحل بنا بعد عهد النفط. فبعد أن تكليفنا لدرجة ما مع vطاحلياة احلديثة] ليس لدينا االستعداد وال احلماسة للعودة إلى «تلك األيام

ا?اضية الطيبة» مع ما فيها من «حسنات» احلياة البدائية».ولكن «ا?أزق احلقيقي» التي �ر به البلدان النفطية العربية يكمن فـيأن التطورات االقتصادية واالجتماعية الـتـي شـهـدتـهـا وتـشـهـدهـا فـي ظـل«احلقبة النفطية الراهنة» ستزيد كل يوم من تعقيد ا?وقف بالنسبة للمستقبلوتزيد من حجم ا?شاكل ا?توقعة في «عالم ما بعد النفط». فمع بدء اإلنتاجالنفطي على نطاق واسع] وتدفق الدخل النقدي من تسويقه] �كنت حكوماتالبلدان النفطية من اإلقبال على تنفيذ العديد من ا?شاريع العمرانية لتحديثاجملتمع من خالل إقامة أبنية ارتكازية حديثة وسلسلة من اخلدمات التعليميةواالجتماعية] فضال عن تطوير أجهزة الدولة. وعلى خط مواز لهذه اجلهود]ونتيجة لنمو معدل ا?صروفات احلكومية واتساع سوق العمل] نشطت حركةالتجارة الداخلية وجتارة االستيراد وإعادة التصدير] واجتذبت هذه األنشطةوغيرها شرائح عريضة من أبناء البالد في ظل أشكال متنوعة من احلماية

والتشجيع أو الدعم احلكومي.وقد أدى ذلك-ضمن نتائجه العديدة-إلى اندثار احلرف القدHـة ألنـهـابسلعها وخدماتها لم تعد تتالءم مع متـطـلـبـات الـسـوق] إضـافـة إلـى هـجـرالعاملA بها ?مارستها واجتاههم نحو العـمـل الـتـجـاري ا?ـزدهـر أو الـعـمـلاحلكومي ا?ضمون. وباندثار هذه احلرف اختفت مـعـهـا عـالقـات لـإلنـتـاجاحلرفي القدHة لتحل محلها-في إطار السوق اجلديدة-عالقات األجر التيتقوم على التعاقد الفردي أو اجلماعي] بعد انفصال رأس ا?ال عن العمل.وإذا كان بعض أبناء البلدان النفطية قد وجدوا في األعمال الـتـجـاريـةا?زدهرة] وأعمال التوكيالت] وفي ا?شاريع العقارية أو ا?شاريع الصناعيةاحملدودة] مجاال رحبا لنشاطهم االقتصادي] فإن أعدادا أخرى كبيرة نسبيا-وخاصة في السعودية والبحرين والكويت-قد حتولوا من احلرف الـقـدHـةا?ندثرة إلى قبول التوظف في القطاع احلكومي بكافة أجهزته ا?ستحدثـة

193

عالم مابعد النفط

وفي قطاع النفط وما قد يكون قد نشأ من مشاريع مـشـتـركـة أو مـشـاريـع.(٥)خاصة كبيرة

وهكذا فإن تكدس القوى العاملة الوطنية في البـلـدان الـنـفـطـيـة داخـلالقطاع احلكومي] الذي تسوده األعمال التنفيذية والكتابيـة] مـن شـأنـه أنيعزل أفراد هذه القوى العاملة عن �ارسـة ا?ـهـن احلـديـثـة والـصـنـاعـيـة]وبالتالي تضاؤل دورهم في نشاطات اإلنتاج السلعي باضطراد. وال يخفـىتأثير ذلك على طموحات البلدان النفطية في تنويع هياكلها اإلنتاجية وتطوير

مقومات الصناعة لديها ?واجهة حتديات ومشاكل ا?ستقبل.كذلك فإن الطفرة الكبيرة لعوائد النفط وا?دفوعات الـهـائـلـة ا?ـتـرتـبـةعلى تنفيذ العديد من ا?شاريع واإلنشاءات في البلدان النفطية قد ساعدعلى خلق مناخ من االجتارية والطفيلية والسمسرة] يدفع بقسم من السكانإلى الثراء السريع. أن مناخا كهذا] أقـل مـا يـقـال فـيـه] هـو عـدم مـالءمـتـهللتضحيات واجلهود الطويلة النفس التي تتطلبها عملية التصنيع والنشاطاتاإلنتاجية. وقد يظهر ا?يل أحيانا إلى اعتبار أموال الـنـفـط وسـيـلـة كـافـيـةللتقدم وHكن استخدامها ليس فقط لشراء التجهيزات من كل نوع والسلعاالستهالكية فحسب] وإvا أيضا الستيراد الكوادر واليد العاملة األجنبية]وهكذا] يجري إهمال مبدأ أساسي وهو أن تنمية االقتصاديات الوطنية الHكن الوصول إليها بالوكالة. وإvا تتطلب] باإلضافة إلى اإلرادة السياسية]تعبئة كل وسائل اإلنتاج الوطنية وخاصة اجلهد والعمل البشري. ويكفي أننتذكر مناخ التقشف الذي شهدته البلدان التي جنحت في ماض قريـب أوبعيد] في إجناز عملية التصنيع الذاتي وأصبحت بلدانا متقدمة اقتصاديا]

.(٦)وأن نتذكر اجلهود الهائلة التي بذلت في هذا اجملال وفي غمار عملية «حتديث اجملتمعات النفطية» جرى تقد� عملية «نقلالتكنولوجيا» من البلدان الصناعية إلى البلدان النفطية كعملية شراء سلعةمثل أية سلعة أخرى مـوجـودة فـي أي «مـخـزن لـأللـبـسـة اجلـاهـزة»] Hـكـنشراؤها بشرط واحد هو التمكن من دفع ثمنها. بـيـنـمـا الـطـرح احلـقـيـقـيوا?ستقبلي ?شكلة التحديث واستيعاب التكنولوجيا في الـبـلـدان الـنـفـطـيـة(والبلدان النامية عموما) ال يجب أن يجري من زاوية «النقل» و «الشراء» بلمن زاوية توفير الشروط الالزمة لعملية «اكتساب» و «استيعاب» التكنولوجيا

194

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

احلديثة والتي حتتاج لبذل اجلهود الهائلة وطويلة النفس] مع ما يستتبـعـهذلك من تنمية الهياكل ا?ستقبلة وترقية نظم وأعمال الصيانـة والـتـشـغـيـلاحمللية] وبحيث ال يجري استيراد التكنولوجيا احلديثة سوى بالقدر الـذي

يستطيع اجملتمع «هضمه» و «استيعابه» دون عسر أو تعثر.ولعله يجدر بنا اإلشارة هنا إلى أنه قد يكون من السهل جدا اسـتـيـرادوشراء أعقد أنواع التكنولوجيا احلديثة] وتركيب أكثر ا?عدات الرأسماليـةتقدما في البلدان النفطية نظرا لتوافر األموال الالزمة لذلك] ولكنه يكونمن ا?تعذر تشغيل هذه ا?عدات وصيانتهـا بـالـشـكـل ا?ـنـاسـب] نـظـرا ألنـهـافرضت قسرا على أرض لم تستعد بعد الستقبال هذه التكنولوجيا وا?عداتالوافدة] �ا يؤدي إلى تدهور قيمة هذه ا?عدات «واحلـزم الـتـكـنـولـوجـيـة»

Technology Packagesا?لحقة بها مع مرور الزمن. فمن ا?عروف جيدا] على ضوء التجارب التاريخية] أن سوء عمليات التشغيل والصيانة يؤدي باستمرارإلى تبديد ا?ال ا?ـسـتـثـمـر فـي أسـرع وقـت �ـكـن] وذلـك مـا يـطـلـق عـلـيـه

.Eating-up Capitalاالقتصاديون ظاهرة «التهام رأس ا?ال» ولعله قد غاب عن األذهان أيضا في غمار «السكرة النفطية» التبـعـاتواألعباء االقتصادية الباهظة التي سوف تترتب في ا?ستقبل على االرتباطبصنوف التكنولوجيا ا?ستوردة] والتي �ثل آخر صيحة في عالم التكنولوجيااحلديثة وا?عقدة. فليس هناك من شك في أن االرتباط بأحداث منجزاتوأجيال التكنولوجيا الغربية احلديثة سوف يكون له أعباء هائلة في ا?ستقبلفي مجاالت الصيانة] واحلصول على قطع الغيار الالزمة] واحلصول علىاخلبرة البشرية ا?دربة التي تضمن كفاءة التشغيل] تلك األعـبـاء الـتـي قـدتفوق طاقة البلدان النفطية على حتملها بشكل منتظم بعدما ينضب النفط.وقد تكون «البحرين» هي أكثر البلدان النفطية اهتماما واستعدادا «لعالمما بعد النفط». فكما كانت البحرين هي أول دولة يتم اكتشاف النفط فيهافي اخلليج] فإنها كما يبدو ستكون أول دولة ينضب نفطها إذ أن احتياطيهامحدود وفي هبوط مستمر. ولقد أخذت البحـريـن تـسـتـعـد بـعـض الـشـيء?رحلة (نضوب النفط) ا?توقعة مع حلول مطلع التسعينات] فـأخـذت تـنـوعمن مصادر الدخل القومـي.. وكـان أكـبـر األعـمـال فـي هـذا االجتـاه إنـشـاء«مصنع ألومنيوم البحرين» وتنفيذ مشروع «احلوض اجلاف» وكذلك هناك

195

عالم مابعد النفط

تشجيع إلقامة الصناعات الصـغـيـرة وا?ـتـوسـطـة] بـاإلضـافـة إلـى مـحـاولـةالبحرين احتالل مكان متميز «كمركز مالي» ?نطقة اخلليج العربي.

ولكن قد يقول قائل أنه ليس هناك ما يدعو كثيرا للقلق حول مستقبلالدول النفطية الغنية في «عالم ما بعد النفط». فكما أن هذه الدول النفطيةعاشت ردحا من الزمن في رخاء وفي بحبوحة من العـيـش بـفـضـل «الـريـع

ا?تولد من بيع وتصدير النفط إلى اخلارج] فإن البلـدانOil Rentالنفطي» النفطية الغنية في مقدورها أن تعيش في ا?ستقبل] وبعد «نضوب النفط»]باالعتماد على نوع جديد من «الريع» أال وهو ريع وعائد االستثمارات ا?اليةالهائلة التي تراكمت في اخلارج أبان احلقبة النفطية. وبذلك سيكـون فـيمقدور البلدان النفطية الراهنة احلفاظ على «الطابع الريعي» القتصادياتها]وكل ما في األمر أن تنتقل هذه «الدول الريعية» من مرحلة «الريع النفطي»إلى مرحلة «ريع االستثمارات ا?الية في اخلارج»] أي أن تبدأ في استخدامعائد األصول ا?الية ا?ستثمرة في اخلارج كبديل لعوائـد صـادرات الـنـفـطالتي نضبت] وذلك دون تخفيض ?ستويات الرفـاه الـراهـنـة لـسـكـان الـدولالنفطية. وبإيجاز شديد فإن مجمل هذا القول هو: «أن اليـوم خـمـر وغـدا

أيضا سيكون خمر».ولكن التدقيق في مثل هذا التصور ا?ستقبلي احلالـم لـألمـور يـجـعـلـنـانثير العديد من التساؤالت والشكوك حول هذا ا?سار. فـإذا افـتـرضـنـا أنالدول النفطية الغنية لن تقوم بتصفية استثماراتها في اخلارج بعد «نضوبالنفط» وإvا ستقوم فقط باستخدام عوائد هذه االستثمـارات سـنـويـا مـعاإلبقاء على األصول ذاتها قائمة] فإن تدفق هـذه الـعـوائـد واحلـفـاظ عـلـىقيمتها يحيط به العديد من ا?شاكل واحملـاذيـر. فـهـنـاك أوال قـضـيـة مـدىقـدرة االقـتـصـاديـات الـغـربـيـة ا?ـتـقـدمـة عـلـى حتـمـل تـزايــد عــبء خــدمــةاالستثمارات ا?الية النفطية لديها. فقد يتطلب ذلك تخصيص جانب هـاممن صادرات تلك البلدان ا?تقدمة إلى الدول النفطية مقابل تغطيـة عـائـداستثـمـاراتـهـا ا?ـالـيـة] �ـا سـوف يـؤدي إلـى نـقـص فـي مـعـدالت vـو هـذه

.(٧)االقتصاديات] وتخفيض ?ستويات الرفاه بها كذلك قد أصبح من القضايا ا?ـعـروفـة وا?ـؤكـدة لـلـجـمـيـع أن اخملـاطـرالتضخمية تعمل بصفة منتظمة على إنقاص قيمة األصول ا?الـيـة بـالـدول

196

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

الغربية] وبالشكل التي تعجز عن تغطيته معدالت الفائدة السائدة والعائـداالسمي. ومن ناحية أخرى فإن مخاطر تقلبات الصرف للعمالت الرئيسيةا?قومة بها هذه االستثمارات ا?الية جتعل قيمة هذه األصول مهددة باستمرار]و�ا يعصف بأية عوائد حتققها هذه االستثمارات. وليس هناك مـن شـكفي استمرار تآكل قيمة االستثمارات ا?الية اخلارجية للدول العربية النفطيةبفعل التضخم النقدي العا?ي وتقلبات عمر الصرف وإنقاص حجم ا?واردالعينية احلقيقية احملولة من الدول الغربية ا?ضـيـفـة لـهـذه االسـتـثـمـارات]وبالتالي التخفيض من عبء خدمة هذه االستثمارات على موازين مدفوعاتها

.(٨)في ا?ستقبل وهكذا فإذا نظرنا إلى عملية تراكم األصول ا?اليـة فـي اخلـارج لـلـدولالنفطية على أنها عملية حتويل مستمر جلزء من الثروة النفطية في باطناألرض إلى ثروة مالية (في شكل أصول مالية) باخلارج لكي تتمتع بعائداتهااألجيال القادمة] فإنه Hكن القول أن البلدان النفطية الغـنـيـة قـد رصـدتفوائضها ا?الية ?ا يشبه «صندوق تقاعد» لألجيال القـادمـة لـلـمـجـتـمـعـاتالنفطية بعد نضوب النفط. بيد أنه ليس هناك ما يضمن حماية الـعـوائـدالسنوية لالستثمارات ا?الية التي تغذي «صندوق التقاعد» هذا من التدهورا?ستمر لقوتها الشرائية] وبالتالي ضمان التدفقات ا?توقعة من سلع وخدماتحقيقية Hكن احلصول عليها في عالم تعصف به مخاطر التضخم النقديوتقلبات سعر الصرف للعمالت الرئيسية. وبالتالي فإن «االحتياطي ا?الي»للدول النفطية] بعد أن كان ثروة مضمونة مختـزنـة فـي بـاطـن األرض] قـدغدا «ثروة مالية» تعصف بها رياح التضخم اجلامح وتقلبات سعر الصرفالدورية �ا سيخفض بشكل ملموس من مـسـتـوى الـرفـاه الـذي تـتـمـتـع بـه

اجملتمعات النفطية اليوم وتنشده في غدها.وخالصة القول أن اجملتمعات النفطية العربية تعيش يومها الرغد علىحساب الغد اجملهول.. دون التفكير اجلاد واإلعداد الطويل النفس جملتمع«ما بعد النفط» ودون االهتمام كثيرا باحلكمة القـائـلـة «الـيـوم خـمـر وغـداأمر». وكل ما يتمناه ا?فكر العربي اخمللص لوطنه الكبير هو أال تقع البلدانالعربية النفطية فيما وقعت فيه أسبانيا في القرن السادس عشـر عـنـدمـااقتصرت زيادة الثروة من الذهب لديها على مجرد ظاهرة مالية هي زيادة

197

عالم مابعد النفط

كميات الذهب ا?وجودة حتت تصرف ا?لك] بعكس مـا حـدث فـي إجنـلـتـراالتي بدأت في تغيير vط تخصيص مواردها وقامت بتنشيط حركة التجارة

.(٩)فيما وراء البحار وعندما ولى الذهب عن كل من أسبانيا وإجنلترا] كانت إجنلترا تـشـقطريقها بقوة نحو «الثورة الصناعية» وأسطولها التجاري والعسكـري يـشـقعباب البحار ليفرض سيطرته على العالم] بينما ظلت أسبانيا على هيكلهااالقتصادي القد� تندب حظها العاثر وتبـكـي مـجـدهـا الـغـابـر بـعـد فـواتاألوان. ولكن إن جفت ونضبت ينابيع النفط في العالم العربي] فلن تنضب

ينابيع العطاء والتجدد إذ سيظل اإلنسان «أثمن رأسمال» .

198

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

199

الهوامــش

الهوامش

هوامش الفصل األول) توقفت ا?عونات ا?قدمة من الدول الغنية عند حد معA خالل السنوات العشر ا?ـاضـيـة] بـل١(

Aمن إجمالي الناجت٠ر٢٣% إلى ٠ ر٤٢ من ١٩٧٦ إلى ١٩٦٦انخفضت هذه ا?عونة في الفترة ما ب % القومي لهذه الدول. وهي بذلك تقل عن الهدف الذي أقرته اجلمعية العامة لأل� ا?تحدة والذي

% من إجمالي إنتاجها القومي للدول الفقيرة. والسبب الرئيسي٠ ر٧يقضي بأن تقدم الدول الغنية % من هدف األ� ا?تحدة يعود أساسا٥٠وراء انخفاض مجموع ا?ساعدات الرسمية للتنمية عن

بلغت نسبة ا?عونة ا?قدمة من الـواليـات١٩٧٦إلى تقاعس أهم ا?ساهمA في ا?عونة. فـفـي عـام %] من إجمالي الـنـاجت٠ر٢٠ % واليابـان ٠ر٢١% وبالنسبة أل?انيـا الـغـربـيـة ٠ر٢٦ا?تحدة األمريكـيـة

القومي لهذه الدول.,Petroleum, Raw Materials and Development(٢) راجع بهذا اخلصوص الوثيقة الهامة التالية:

memorandum submitted by Algeria on the occasion of the special session of .the United Nations

General Assembly (April 1974).

(٣) Hكن للقارd تكوين فكرة تفصيلية عن قضايا وبرنامج النظـام االقـتـصـادي الـعـا?ـي اجلـديـدبالرجوع إلى ا?ؤلف الهام للدكتور إسماعيل صبري عبد الله] نحو نظام اقتصادي عـا?ـي جـديـد

)١٩٧٦(القاهرة: الهيئة ا?صرية العامة للكتاب] (٤) سقط اقتراح هنري كيسنجر اخلاص بإنشاء «بنك دولي للموارد» لدى عرضه رسميا للتصويت

دولة عن التصويت.٤٤ دولة في حA امتنعت ٣٢ دولة عارضته ٣١حيث وافقت عليه (٥) انظر: د. إسماعيل صبري عبد الله] نحو نظام اقتصادي عا?ي جديد] ا?رجع السابق ذكره]

.٢٨-٢٧ص

هوامش الفصل الثاني) جتدر مع ذلك مالحظة أن السعي نحو التحكم في مصادر السلع األولية فيما وراء البحار ال١(

يفسره بالضرورة التحليل ا?بسط الذي يقول باالعتماد ا?طلق على ا?واد اخلام لتغذية الصناعةفي البالد ا?تقدمة. وهو ما يتضح من سلوك الشركات األمريكية التي استماتت في احلصول علىامتيازات التنقيب عن البترول والنحاس وغيرهما من ا?عادن رغـم مـا كـانـت تـتـمـتـع بـه الـواليـات

ا?تحدة من فائض في هذه ا?عادن.(٢) لوحظ منذ منتصف الستينات االجتاه نحو هبوط معدل الربح (الصافي) وقد أثبت العديد منالدراسات التطبيقية ا?وثوق بها أن متوسط الربح بالنسبة للعامل الواحد غدا أقل �ا كان عليه

بها منتصف الستينات. انظر في ذلك:-William Nordhaus,« The Falling Share of Profits»,in A. Oknn,&.L. Perry(Eds.),Brooking Papers on

Economic Activity, No1,1974,and Andrew Glyn & Bob Sutcliffe, British Capitalism.(Workers and the

200

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

profit squeeze London 1972).

(٣) تواجه عملية استيراد العمال األجانب في أ?انيا الغربية-حيث معدل ا?واليد يعتبر منخفضـانسبيا-مقاومة متزايدة من األوساط الرسمية وغير الرسمية مع مرور الزمن.

(٤) يجب التنويه بأن نقل العمليات الصناعية «كثيفة العمل» ال يقتصر علـى الـبـلـدان األقـل vـواوإvا Hتد أيضا إلى بالد جنوب أوروبا مثل أسبانيا واليونان وتركيا وجنوب إيطاليا.

(٥) تشير ا?ؤشرات ا?تاحة عن إنتاجية العمل في بالد العالم الثالث عن مضارعة هذه اإلنتاجيةللمستويات السائدة في البالد الصناعية ا?تقدمة في العمليات اإلنتاجية ا?شابهة.

(٦) في هوجن كوجن-و التي �ثل واحدة من أهم «القواعد التصديرية» للشركات األمريكية والدولية-يجري تطبيق أقل من ثلث اتفاقيات مكتب العمل الدولي التي صدقت عليها بريطانيا. إذ ال يوجدتشريع ينص على احلد األدنى لألجور] أو احلقوق ا?كتسبة في إجازة مدفوعة للنساء عند الوالدة]وكذلك في حالة ا?رض للجنسA] أو خدمات عالجية مجانية] أو تأمينات ضد البطالـة] أو حـد

ساعة على األقل في٧٥ ألف عامل يعملون ?دة ١٧٥ كان ١٩٧١أقصى لعدد ساعات العمل. وفي عام ساعات في األسبوع.١٠٥ ألف عامل يعملون ?دة ١٤األسبوع] كما كان هناك حوالي

(٧) أنظر:B.Bardhan, On Some Implication of Technology Transfer for,Trade, Growth and Distribution in

Developing Countries(UNCTAD,1975)D/B/C.615.

(٨) أحدث التطورات التي �ت بخصوص هذه النقطة فيها يعرف بـ «ا?ناطق الصناعيـة احلـرة»ا?عزولة نسبيا عن بقية االقتصاد القومي. ومن أشهر تلك ا?ناطق منطقة التشغيل للتصدير في

«كاوهسيوجن»بتايوان ومنطقة التصنيع احلرة على احلدود ـ ا?كسيكية-األمريكية.(٩) راجع حول هذه النقطة:

G.K.Helleiner, Manufactured exports from less developed.countries and multinational firms«,The

Economic Journal, vol.83 No. 329.(1973).

(١٠) طبقا للتقارير الرسمية للجنة التعريفة اجلمركية األمريكيـة فـإن واردات الـواليـات ا?ـتـحـدة Aمن جدول التعريفة اجلمركية قد زادت من حوالي٨٠٦ ر٣٠ و ٨٠٧ ر٠٠األمريكية في ظل ا?ادت

٨٠٧ر٠٠. حيث تسمح ا?ادتان اجلمركيتان ١٩٧٣ بليون في عام ٤ ر٢ إلى ١٩٦٦بليون دوالر في عام للمستورد في ظل شروط تقييدية معينة أن يدفع الرسوم اجلمركية ا?عتادة للمنتجات٨٠٦ ر٣٠و

ا?ستوردة فقط على أساس القيمة ا?ضافة ا?تولدة في اخلارج] دون أن يجري دفع الـرسـوم عـنقيمة األجزاء ا?صنوعة داخل الواليات ا?تحدة. وقد ارتفع نصيب بالد العالم الثالث من واردات

%٣٥ ر٩ ثم إلى ١٩٦٩% عام ٬٢١ر٤ إلى ١٩٦٦% عام ٦ر٤الواليات ا?تحدة في ظل هاتA ا?ادتA من . وهكذا كانت عمليات «التصنيع من الباطن» التي تقوم بها الواليات ا?تحدة في البالد١٩٧٣سنة

.١٩٦٦ مثال عما كانت عليه في عام ٢٥ أكبر �قدار١٩٧٣النامية عام انظر في ذلك:-

M.Charpston, »International sub-contracting,« Oxford Econo(1975).mic Papers, vol,27,No.1.

هوامش الفصل الثالث) أنظر: الدكتور إسماعيل صبري عبد الله] «استراتيجية الـتـكـنـولـوجـيـا»] مـن أبـحـاث ا?ـؤ�ـر١(

201

الهوامــش

)] ص١٩٧٨العلمي السنوي الثاني لالقتصاديA ا?صريA (القاهرة: الهيئة ا?صرية العامة الكتاب] ٥٢٩.

(٢) أنظرUNCTAD, Guidelines for the Study of the Transfer of Technology to Developing Countries(New

York: United.Nations,1972),p.5.

(٣) انظر في هذا اخلصوص: الدكتور إسماعيل صبري عبد اللـه] نـحـو نـظـام اقـتـصـادي عـا?ـي.٬١١٥ ١١٤جـديـد] ص

(٤) راجع: الدكتور صقر أحمد صقر] «الصراع والتفاعل بA الشركات متعددة اجلنسية وحكوماتالبلدان األقل vوا واآلثار احملتملة للتعاون االقتصادي العربي»] النفط والتعاون العربـي] اجملـلـد

٢٠] ص ١٩٧٦الثاني] العدد الرابع] (٥) حول نظرية «نضج ا?نتجات» و «دورة حياة ا?نتج النهائي» وعالقتها بعمليات نقل التكنولوجيا

على الصعيد العا?ي] Hكن للقارd الرجوع إلى ا?قال الهام التالي:R.Vernon,« International Investment and International Trade.in the Product Cycle»,Quarterly Journal

of Economics, Vol. 80(1966),pp190-207.

.٢٣(٦) أنظر: د. صقر أحمد صقر] ا?قال السابق اإلشارة إلـيـه] ص (٧) راجع الدكتور جورج قرم] االقتصاد العربي أمام التحدي: دراسـات فـي اقـتـصـاديـات الـنـفـط

.١٨٠)] ص ١٩٧٧وا?ال والتكنولوجيا (بيروت: دار الطليـعـة] (٨) أنظر

Hans Singer, Technologies for Basic Needs (Geneva: ILO,1977)

(٩) يجب اإلشارة إلى أن التكنولوجيا األكفأ اقتصاديا ليست بالضـرورة] وفـي كـل احلـاالت] هـي فالتكنولوجيا األكثر تطورا باهظة التكاليفMost Sophisticatedالتكنولوجيا األكثر تطورا أو تعقيدا]

باإلضافة إلى أنها تؤدي في حاالت كثيرة إلى عدم عدالة توزيع الدخل بA الفئات االجـتـمـاعـيـة في بقية أجزاء االقتصاد واجملتمع. والقول بأن استخدامDualityاخملتلفة باجملتمع وتعميق الثنائية

التكنولوجيا األكثر تطورا] وبالتالي اتباع األسلوب الفني اإلنتاجي الذي يحتاج إلي رأسمال مكثفCapital-Intensive Technique واالستفـادة مـن وفـورات احلـجـم أو الـنـطـاق Economies of Scaleيعـد

شرطا لتخفيض تكاليف ا?نتج النهائي وبالتالي زيادة القدرة على ا?نافسة في أسواق الـتـصـديـرقول غير صحيح في بعض احلاالت. ففي بعض الصناعات مثل الصناعات الغـذائـيـة واحلـرفـيـة

كثيفة العمالة فـيIntermediate technologyوالتصنيع الريفي أدى استخدام التكنولوجيا الوسيطـة بعض احلاالت إلى تخفيض تكاليف اإلنتاج وعدم فقدان القدرة التنافسية في أسواق التصديـر.أنظر: الدكتور سعد نصار «حول قضايا نقل وتطوير التكنولوجيا وعالقتها بالتنـمـيـة فـي الـعـالـم

).١٩٧٧ ديسمبر-كانون أول ١٩العربي» حلقة نقاش با?عهد العربي التخطيط-الكويت] (UNCTAD, Manila declaration and programme of action ,(١٠) انظر:

.(1976 Geneva: TD/195, February)

) يالحظ أن إجناز مثل هذه الدراسات يعتمد في أغلب األحوال على مكاتب اخلبرة األجنبية.١(١ بليون١ ر٨وقد قدرت ا?بالغ التي تدفع للشركات االستشارية األجنبية في العالم العربي بحوالي

دوالر سنويا. انظر: الدكتور إبراهيم شحاتة] الدوالرات البترولية وا?شروعات العربية ا?شتركة»].١٢] ص ١٩٧٦] أكتوبـر ٤٦السياسة الدولية] العـدد

202

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

) انظر حول هذه الرؤية التاريخية ا?ورقة ا?قدمة من الدكتور جورج قرم إلى احللقة الدراسية١(٢٢٣-٢١التي نظمتها هيئة اليونسكو عن السكان والتعليم والعمالة في البلدان العـربـيـة (الـقـاهـرة:

).١٩٧٦فبراير-شباط (١٣) الدكتور إسماعيل صبري عبد الله] «استراتيجية التكنولوجيا»] البحث السابق اإلشارة إليه]

.٥٣٢ص

هوامش الفصل الرابع) كانت قاعدة الذهب هي أساس النظام النقدي الدولي الذي ساد خالل القرن التاسـع عـشـر١(

وحتى أوائل القرن العشرين. وكانت قواعد اللعبة في ظل نظام «قاعدة الذهب» تتمثل في اآلتي:-(أ) حترر كل بلد وزنا معينا وثابتا لعملتها بالذهب.

(ب) لألفراد احلق ا?طلق في حتويل العمالت التي بحوزتهم إلى ذهب عند الطلب وفقا للمعـدلالثابت بوزن وحدة العملة بالذهب.

A(جـ) حرية حركة تصدير واستيراد الذهب. وطا?ا أن كافة العمالت كـان يـتـحـدد لـهـا وزن مـعـوثابت بالذهب] فإنه كانت تتحدد نسـب مـبـادلـة] أو «أسـعـار صـرف» مـعـيـنـة بـA هـذه الـعـمـالتبالرجوع إلى األوزان النسبية للذهب. وهكذا كانت «قاعدة الذهب» vوذجا لنظام «سعر الصرف

الثابت» على أسس جامدة.(٢) راجع: د. وهبي غبريال] األزمة النقدية الدولية ومشاكل التنمية بعد حرب أكتوبر (القاهـرة:

.١٨ و ١٧)] ص ١٩٧٧الهيئة ا?صرية العامة للكـتـاب] (٣) يقصد بسعر الصرف نسبة مبادلة عملة ما بعملة بلد آخر. وبعبارة أخرى] سعر الصرف هوعدد وحدات العملة احمللية لبلد ما التي Hكن مبادلتها بوحدة واحدة من عملة بلد آخر في حلظةزمنية معينة. و «سعر الصرف التوازني» لعملة ما هو ذلك السعر الذي يحقق التوازن بA الكميةا?طلوبة من النقد األجنبي والكمية ا?تاحة منه في اقتصاد ما وخالل فترة معينة من الزمن. ولهذافإن «سعر الصرف التوازني» هو السعر الذي يحقق التوازن فـي مـيـزان ا?ـدفـوعـات خـالل فـتـرة

معينة.(٤) انظر: الدكتور جودة عبد اخلالق] مدخل إلى االقتصاد الدولي (القاهرة: دار النهضة العربية]

.٢١٦-٢١٥)] ص ١٩٧٨ـ «تعو� العمالت» هو ترك سعر صرف العملة يتحدد طبقا لتقلبات العرض والطلب (٥) ا?قصود بAعلى هذه العملة في أسواق الصرف األجنبي دون االهتمام بتثبيت سعر الصرف عند مستوى معمحدد مسبقا. بيد أن «تعو� العملة» ال يعني التزام السلبية ا?طلقة من جانب السلطات النقديةوا?صرف ا?ركزي للدولة ا?عنية وترك عملية حتديد قيمة العـمـلـة رهـنـا بـتـقـلـبـات قـوى الـعـرضوالطلب فقط] بل أن السلطات النقدية غالبا ما تتدخل لدرء خطر ا?ضاربات في أسواق الصرفاألجنبي والتي تؤدي إلى تذبذبات شديدة ومفتعلة في أسعار صرف عمالت االحتياط الرئيسية]

Managed Floatingوهذا ما يسمى بنظام «التعو� ا?وجه»

(٦) يكفي لنا اإلشارة بهذا الصدد إلى الدفاع احلار عن «تعو� العمالت» كأحد السمات الدائمةللحقبة النقدية اجلديدة الذي جاء في مقال حـديـث لـالقـتـصـادي األمـريـكـي ذائـع الـصـيـت بـول

مارس آذار٢٧ وا?نشور �جلة نيوزويك األمريكية الـصـادرة بـتـاريـخ Paul Samuelsonصمويلسـون

203

الهوامــش

١٩٧٨: Paul A. Samuelson, «In Defense of Floating », Newsweek, March 27,1978.

٢١٦(٧) الدكتور جودة عبد اخلالق] ا?رجع السابق ذكره] ص ] ص١٩٧٨] مايو-أيار ٢٣٤(٨) انظر: الدكتور حازم الببالوي «الدوالر ا?شكلة»] مجلة العربي] العدد

١٨.٢٠(٩) راجع ا?صدر نفسه] ص

(١٠) ا?قصود بالسيولة الدولية هو كمية االحتياطيات النقدية الدولية] من ذهب وعمالت احتياطرئيسية «قابلة للتحويل»] والتي تستخدم عادة في تسوية ا?دفوعات الدولية. وقد بدأت مـشـكـلـة«السيولة الدولية» في الظهور بعد احلرب العا?ية الثانية] عندما اتضح أن حجم التجارة الدوليةينمو �عدالت تفوق معدل الزيادة في مكونات االحتياطيات النقدية الدولية مـن ذهـب وعـمـالت

قابلة للتحويل. من كل من الواليات ا?تـحـدة١٩٦٣(١١) � تشكيل مجموعة العشرة هذه في أكتـوبـر-تـشـريـن أول

األمريكية] كندا] بريطانيا] أ?انيا الغربية] فرنسا] بلجيكا] هولندا] إيطاليا] السويد] واليابان. هي عنصر جديد مـن عـنـاصـر الـسـيـولـةspecial drawings rights(١٢) «حقوق السـحـب اخلـاصـة»

الدولية يقوم بإصدارها صندوق النقد الدولي] وتعرف أحيانا «بالذهب الورقي». وقد � االتفاق جراما من الـذهـب اخلـالـص.٠ ر٨٨٨٦٧١على أن الوحدة من «حقوق السـحـب اخلـاصـة» تـسـاوي

ويقوم صندوق النقد الدولي بإصدار هذه احلقوق وتوزيعها على الدول األعضاء بنسب حصصهمفي الصندوق. وتكمن أهمية هذه اخلطوة] في أنه ألول مرة في التاريخ النقدي للعالم أصبح منا?مكن زيادة حجم السيولة الدولية دون التقيد بحجم ا?ـعـروض مـن الـذهـب والـعـمـالت الـقـابـلـة

للتحويل.(١٣) انظر: دكتور إسكندر النجار] «نحو نظـام نـقـدي دولـي جـديـد»] بـحـث مـقـدم لـنـدوة الـنـظـام

).١٩٧٦االقتصادي العا?ي اجلديد والعالم العربي (الكويت] مارس / آذار ١(٤Aعلي مدار عام Aيجدر بنا أن نشير هنا إلى أنه عندما � تخفيض «الدوالر األمريكي» مرت (

تعو� عام للعمالت الرئيسـيـة] كـان لـذلـك أثـره ا?ـبـاشـر عـلـى حـائـزي هـذه١٩٧٣وتبعـه فـي عـام العمالت �ا دفعهم لشراء الذهب والسلع األولية. فارتفعت أسعار السلع األولية بشكل غير منظم

] خاصة خالل اجلزء األخير مـن عـامCommodity Boomخالل ما عرف بفترة «الرواج السلـعـي». ] نتيجة اخملاوف السائدة بشأن مستقبل العمالت الرئيسية.١٩٧٤ والشهور األولى من عام ١٩٧٣

(١٥) أنظر في هذا اخلصوص:N.Kaldor, A.G. Hart and J. Tinbergen, The Case for an International Commodity Reserve, Submitted

to Theis United,Nations Conference on Trade and Development(UNCTAD). Geneva, March-June1964.

إدخـال١٩٧٨(١٦) قرر مجلس ا?ديرين التنفيذيA لصندوق النقد الدولي في شهـر مـارس (آذار) الريال السعودي ضمن مجموعة العمالت التي حتتسب على أساسـهـا وحـدة مـن وحـدات حـقـوق

السحب اخلاصة.(١٧) انظر: دكتور هشام متولي: «نحو تعاون نقدي عربي»] ندوة غرفـة جتـارة وصـنـاعـة الـكـويـت

).١٩٧٤(نيسان (١٨) راجع: الوحدة احلسابية العربية: دراسات وآراء (منظمة األقطار العربية ا?صدرة للبتـرول]

.٧)] ص ١٩٧٧الكـويـت]

204

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

.١٦٦- ٧٩(١٩) انظر: ا?رجع السابق ذكره] ص:

هوامش الفصل اخلامس) انظر: الدكتور علي عتيقة] النفط والتنمية العربية] (الكويت: منظمة األقطار العربية ا?صدرة١(

.٢) ص ١٩٧٨للبـتـرول] ) ا?رجع نفسه.٢(

(٣) عبد األمير االنباري «اتفاقيات النفط وتطورها في الشرق األوسط»] أساسيات صناعة النفط١١) ص ٧٧والغاز] اجلزء الثالث (الكويت: منظمة األقطار العربية ا?صدرة للبترول]

(٤) انظر: محمود رشدي «تطور سيطرة الدول العربية ا?نتجة على ثرواتها النفطية»] أساسيات)] ص١٩٧٧صناعة النفط والغاز] اجلزء الثالث (الكويت: منظمة األقطار العربية ا?صدرة للبترول]

.٤٤ و٤٣(٥) ا?رجع نفسه

.٢٠(٦) انظر: عبد األمير االنباري] ا?رجع السابـق ذكـره] ص (٧) با?قارنة بنظام االمتيازات فإن نظام ا?شاركة يتميز �زايا متعددة أهمها سيطرة الدولة علىمختلف العمليات النفطية في أراضيها وزيادة العوائد التي حتصل عليها من البرميل. إال أن تقييممثل هذا النظام ال بد أن يأخذ بنظر االعتبار عقود البيع الطويلة األجل التي ترتبط بها احلكومةمع الشركات االمتيازية وأسعار هذه العقود با?قارنة مع األسعار التجارية من جهة ومقدار األجور

ا?دفوعة إلى الشركات لقاء اخلدمات الفنية التي تقوم بها للحكومة بعد تطبيق ا?شاركة.(٨) انظر: محمود رشدي] ا?رجع السابق ذكره.

(٩) انظر: الدكتور علي خليفة الكواري] «النفط وعائداته: خيار بـA االسـتـهـالك أو االسـتـثـمـار» مايو٢ أبريـل-٢٩ورقة مقدمة إلى ندوة التنمية والتعاون االقتصادي في اخلليج العربي (الكويت:

١٩٧٨.(»]١٩٧١-١٩٤٤(١٠) انظر: الدكتور علي خليفة الكواري] «أوجه استخدام عائدات النفط في العراق

.٣٩) ص ١٩٧٧ (مارس-آذار ٦مجلة دراسات اخلليج واجلزيرة العربية] الـعـدد (١١) انظر الدكتور يوسف صايغ] «دور النفط في التنمية» في أساسيات صناعة النـفـط والـغـاز]

)١٩٧٧اجلزء الثاني: الدراسات االقتصادية (الكويت: منظمة األقطار العربية ا?صدرة لـلـبـتـرول] .٢٦١ص

(١٢) ا?رجع نفسه.(١٣) انظر: الدكتور علي خليفة الكواري] «النفط وعائداته: خيار بA االستهالك أو االستثـمـار»]

.٣الورقة السابق اإلشارة إليـهـا] ص ٥(١٤) ا?رجع نفسه] ص

» ا?قال السابق١٩٧١-١٩٤٤(١٥) د. علي خليفة الكواري «أوجه استخدام عائدات النفط في العراق] .٥٤اإلشارة إلـيـه] ص

-٧٥(١٦) راجع التقرير اإلحصائي السنوي ?نظمة الدول العربية ا?صدرة لـلـبـتـرول (أوبـك)] عـام ٧٦.

) من ا?لحق اإلحصائي لدراسة الدكتور يوسف صايغ عـن دور الـنـفـط فـي٢(١٧) راجع اجلدول (

205

الهوامــش

التنمية] السابق اإلشارة إليها.(١٨) انظر بهذا اخلصوص مقال الدكتور نعيم الشربيني] «تدفقات العمال ورأس ا?ال في الوطن

.٥٩-٣٥] ص ١٩٧٧العربي» مجلة النفط والتعاون العربي] اجمللد الثالث] العدد الـرابـع ) انظر الدكتور إبراهيم سعد الدين] «اآلثار السلبية للفروق الدخلية بA األقطار العربية على١(٩

التنمية في األقطار األقل دخال.. حالة مصر»] مجلة النفط والتعاون العربي] اجمللد الثالث-العدد.٢٢] ص ١٩٧٧الـرابـع

) � اقتباس هذا الشكل التوضيحي بعد تعديله من بحث الدكتورة نازلي شكري بعنوان٢(٠«Labour Transfers in the Arab World: Growing Interdepend-ence in the Construction Sector.»وا?قدم إلى ندوة «السكان والعمالة والهجرة في دول اخلليج العربي» والتي نظمها ا?عهد العربي

).١٩٧٨ ديسمبر١٨- ١٦للتخطيط (الكويت) باالشتراك مع منظمة العمل الدولية (الكويت:(٢١)انظر التقرير حول «تنقل األيدي العاملة بA الدول العربية: واقعه وآفاقه»] وا?قدم من منظمة

١٢- ٥العمل العربية إلى ا?ؤ�ر القومي الستراتيجية العمل االقتصادي العربي ا?ـشـتـرك(بـغـداد:.)١٩٧٨مايـو/ أيـار

(٢٢) لإلحاطة بشكل تفصيلي بكافة اجلوانب اإليجابية والسلبية لعملية هجرة العمالة العربية إلىالدول النفطية] Hكن القارd الرجوع لدراستنا ا?وسعة حول «البترول العربي وأثره على مستقبلالوحدة والعالقات االقتصادية العربية»] والتي ستصدر قريبا عن مركز دراسات الوحدة العربية

(بيروت).(٢٣) انظر بهذا اخلصوص: الدكتور محمود عبد الفضيل وعبد الرحمن النـويـري] تـطـور هـيـكـل

).١٩٧٨وشروط ا?ديونية اخلارجية للعالم العربي (الكويت: ا?عهد العربي للتخطيط] يوليو/ �وز .٢٦٤(٢٤) الدكتور يوسف صايغ «دور النفط في التنمية»] البحث السابق اإلشارة إليه] ص

هوامش الفصل السادس) يأخذ اجلانب األكبر من االستثمارات ا?الية العربية في اخلـارج شـكـل أدوات لـلـديـن تـتـراوح١(

آجالها بA القصيرة وا?توسطة والطويلة األجل] حيث �ثل شهادات اإليداع ا?صـرفـيـة الـدولـيـة أهم أدوات الدين القصيرة األجل] كما �ثل سوق اإلقراض ا?صرفيDollar CDsا?قومة بالدوالر

الركيزة ا?توسطة األجل والتي ساهمت بدور كبير في �ويل عجزEuro-creditsبالعمالت الدولية موازين مدفوعات الدول الصناعية الناجمة عن ارتفاع أسـعـار الـواردات الـنـفـطـيـة] بـيـنـمـا �ـثـل

أبرز أدوات الدين طويل األجل.Eurobondsالسندات الدولية ).١٩٧٨راجع: حكمت النشاشيبي] استثمار األرصدة العربية (الكويت: دار الشايع للنشر]

في سوق١٩٧٦- ١٩٧٤) بليون دوالر) خالل الفترة ١(٢) استثمر قسم كبير من فائض بلدان األوبيك (%) من هذه الودائع في سوق العمالت األوروبي ا?قـوم٧٥العمالت األوروبي. والقسم األكبر(نحـو

بالدوالر. وهذا يعني أن حصة الدوالر األمريكي في ودائع األوبيك في سوق «العمالت األوروبي» بليون دوالر مودع في لندن. وأما ما تبقى٢٣ر٥ بليون دوالر] منها ما يقرب من ٣٠ ر٧تبلغ نحوا من

فيتضمن أساسا ماركات أ?انية وفرنكات سويسرية وفرنكات فرنسية.راجع: الدكتور عمر أبو ردينة] «أموال البترول واالقتصاد األمريكي»] مـجـلـة االقـتـصـاد الـعـربـي]

).١٩٧٨ (يناير-كانون ثاني ١٩العدد

206

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

(٣) انظر: د. إبراهيم شحاتة] ا?ؤسسة العـربـيـة لـضـمـان االسـتـثـمـار ودورهـا فـي تـوجـيـه حـركـة)] ص١٩٧٤االستثمارات العربية (مطبوعات الصندوق الكويتي للتنمية العربية: يناير-كانون ثانـي

٧..١٩٧٨/ ١٤/١١(٤) نقال عن جريدة السياسة الكويتية] العدد الصادر بتـاريـخ

(٥) راجع بهذا اخلصوص كتاب األستاذ حكمت النشاشيبي] السابق اإلشارة إليه.٩(٦) انظر دكتور حازم الببالوي] «دينار عربي موحد: احلقيقة والوهـم»] مـحـاضـرة ألـقـيـت فـي

] ضمن برنامج احللقة النقاشية التي نظمها ا?عهد الـعـربـي لـلـتـخـطـيـط١٩٧٨يناير-كانون الثـانـي .١٩٧٧/١٩٧٨(الكويت) خالل العام الـدراسـي

(٧) د. إبراهيم شحاتة] ا?ؤسسة العربية لضمان االستثمار ودورها في توجيه حركة االستثمارات.٤٦العربية] ا?رجع السابق اإلشارة إلـيـه] ص

.٢] العدد ٦(٨) راجع الترجمة العربية لهذا ا?قال وا?نشورة في نشرة عالم النفط] اجملـلـد (٩) انظر: حكمت النشاشيبي] «ا?ؤسسات وا?راكز ا?الية العربية تشترك فعليا في جهود التنميةاإلقليمية»] نشرة منظمة األقطار العربية ا?صدرة للبترول] السنة الثالثة-العدد السادس (يونـيـو-

.١٩)] ص ١٩٧٧حـزيـران (١٠) راجع ورقة العمل التي أعدتها األمانة العامة جلامعة الدول العربية حول «انسيـاب األمـوال

.١٩٧٨بA األقطار العربية» في أوائـل عـام «اخلطر:<) درجت مشروعات ضمان االستثمار على تغطية ثالثة أنواع من اخملاطر «غير التجارية١(١

السياسي» (أي خطر التأميم وا?صادرة) و «خطـر الـتـحـويـل» (أي خـطـر عـدم حتـويـل رأس ا?ـالواألرباح) و «خطر احلرب» (�ا في ذلك خطر الثورات واالنقالبات والف¯ وأعمـال الـعـنـف ذاتالطابع العام)] وذلك في احلدود التي تتعرض فيها أصول ا?ستثمر ا?ادية تعرضا مبـاشـرا لـهـذه

اخملاطر..١٤٦) انظر: د. إبراهيم شحاتة] ا?ؤسسة العربية لضمان االستثمار] ا?رجع السابق ذكره] ص ٢(

هوامش الفصل السابع) انظر في ذلك: د. سلوى سليمان «االستثمار العربي في االقتصاد ا?صري بA اإلنتاج وا?ضاربة»]١(

.٢١)] ص ١٩٧٥ نيسان ١٥- ١٢بحث مقدم إلى ا?ؤ�ر اخلامس الحتاد االقتصاديA العرب (بغداد (٢) د. سلوى سليمان] ا?رجع السابق ذكره.

(٣) نفس ا?رجع

هوامش الفصل الثامن).١٩٧٧ (عدد نوفمبر The Arab Economist) راجع: مجلة ١(

هوامش الفصل التاسع) انظر: النشرة االقتصادية الفصلية] التي تصدرها اإلدارة العامة للشئون االقتصادية جلامعة١(

.٥٦] ص ١٩٧٨الدول العربية] العـدد األول] مـارس (آذار)

207

الهوامــش

.٦٢(٢) ا?رجع السابـق ذكـره] ص (٣) Hكن للقارd الرجوع إلى الدراسة الهامة التي أعدها الدكتور سيد جاب الله عن مشكلة األ�

).١٩٧٧الغذائي في البالد العربية (منظمة تنمية الزراعة العربية] اخلرطوم] (٤) تلك كانت نتائج التكامل االقتصادي من خالل «االحتادات اجلمركية» في أفريقيا (احتاد دول

The West Indianشرق أفريقيا واحتاد بلـدان وسـط أفـريـقـيـا) وفـي احتـاد دول جـزر الـكـاريـبـي. (

Federation((٥) انظر: مركز التنمية الصناعية للدول العربية (ايدكاس)] مدخل الستراتيجية التنمية الصناعيةوالتعاون الصناعي العربي] بحث مقدم للمؤ�ر القومي الستراتيجية العمل االقتصـادي الـعـربـي

.٣٦] ص ١٩٧٨ا?شترك] (بغداد) مـايـو (٦) ا?رجع نفسه.

(٧) انظر على سبيل ا?ثال] مقالنا عن «آفاق وحدود عمليات التكامل االقتصادي بA بلدان اخلليج] كذلك راجع سلسلة ا?قاالت التي كتبها١٩٧٨] (يوليو) ٢٣٦العربي»] ا?نشور �جلة العربي] العدد

االقتصادي ا?غربي فتح الله ولعلو بالفرنسية حتت عنوان :Les bases eonomiques de l‘integration eventuelle du Maghrebوا?نشورة بـجـريـدة Liberation ا?غربيـة

.1977 )خالل شهري يوليو وأغسطس (�وز وآب

هوامش الفصل العاشر) انظر: ورقة العمل التي قدمها الوفد العراقـي إلـى ا?ـؤ�ـر األول لـوزراء الـتـجـارة فـي أقـطـار١(

.١٩٧٧ أكتوبر (تشريـن أول) ٤- ٢اخلليج العربي] ا?نعقد في بغداد خالل الفتـرة (٢) ا?صدر نفسه.

(٣) أنشئت منطقة التجارة احلرة لدول أمريكا الالتينية (ويطلق عليها اختصارا «الفتا») في عام من سبع دول هي األرجنتA والبرازيل وشيـلـي وا?ـكـسـيـك بـاراجـواي وأوراجـواي وبـيـرو ثـم١٩٥٧

انضمت إليها كولومبيا وأكوادور ثم فنزويال وبوليفيا.(٤) أودعت وثائق التصديق على اتفاقية مجلس الوحدة االقـتـصـاديـة الـعـربـيـة حـتـى أول يـونـيـو-

كل من: الكويت] مصر] العراق] سوريا] واألردن.١٩٦٤حزيران (٥) انظر: الدكتور عبد الرزاق حسن] «التكامل االقتصادي العربي بA الواقع والطموح»] االقتصادي

.١٩)] ص ١٩٧٧العربي] السنة األولى] العدد الرابع (نوفمبر-تشرين ثـانـي (٦) الواقع أن هذه العبارة كانت مخرجا خملتلف البلدان العربية للتنصل من تطبيق أحكام االتفاقية

�ا أضعف من آثارها وفعاليتها.قرر مجلس الوحدة االقتصادية العربية إقامة السوق العربية ا?شتركة بهدف١٣/٨/١٩٦٤(٧) في

حتقيق حرية تبادل البضائع وا?نتجات الوطنية. وقد وافقت عندئذ كل من العراق وسوريا واألردنومصر على إقامة هذه السوق. وكان من اخملطط أن يعقب هذه اخلطـوة قـيـام مـنـطـقـة الـتـجـارة

احلرة (مرحلة اإلعفاء الكامل لكافة ا?نتجات) يتبعها مرحلة أخرى بقيام االحتاد اجلمركي.(٨) ارتفع نصيب التجارة ما بA دول السوق األوروبية ا?شتـركـة إلـى إجـمـالـي حـجـم جتـارة هـذه

.١٩٧١- ١٩٥٩الدول من حوالي الثلث إلى حوالي النصف خالل الفـتـرة (٩) أنظر في هذا: عبد اللطيف احلمد] االستثمار متعدد األطراف والتكامل االقتصادي العربي]

208

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

ورقة مقدمة إلى ندوة «الشركات العربية ا?شتركة كأداة للتعاون اإلقليمي والتكامل االقتـصـادي»التي نظمها ا?عهد العربي للتخطيط (الكويت) ومعهد التخطيط القومي(القاهرة) ومجلس الوحدة

.١٩٧٤ ديسمبر-كانـون أول ١٧- ١٤االقتصادية العربية في القاهـرة,Rodney Wilson, Trade & Investment in the Middle East (London: McMillan) انظر في هذا االجتاه: ١(٠

1977)p95

) ال أدل على ذلك من أنه لم ينضم من بA الدول العربية العشرين سوى أربع عشرة دولة إلى١(١اتفاقية الوحدة االقتصادية العربية حتى اآلن] ومن بA هذه الدول األطراف في االتفاقية لم يلتزم

بأحكام السوق العربية ا?شتركة سوى أربع دول حتى اآلن.١) انظر: نحو تقو� العمل العربي االقتصادي ا?شترك ومستقبله] ورقة مقدمة من قبل مجلس٢(

الوحدة االقتصادية إلى ا?ؤ�ر القومي الستراتيجية العمل االقتصادي العربي ا?شترك (بغـداد:.٨)] ص ١٩٧٨ مايـو (أيـار) ١٢: ٦

(١٣) عبد اللطيف احلمد] االستثمار متعدد األطراف والتكامل االقـتـصـادي الـعـربـي (الـصـنـدوق.١٢- ١١)] ص ١٩٧٤الكويتي للتنمية االقتصادية العربية] ديسمـبـر

(١٤) راجع ا?قدمة التحليلية لدراسة ا?شروعات العربية وا?شروعات العربيـة ا?ـشـتـركـة: حـصـر.٩) ص ١٩٧٧وتبويب] (األمانة العامة جمللس الوحدة االقتصادية العربية: فبراير «شـبـاط»بواسطة٢١/٦/١٩٥٦(١٥) � االتفاق ا?بدئي على إنشاء الشركة العربية للـبـوتـاس فـي األردن فـي

األردن والسعودية والعراق ومصر ولبـنـان والـكـويـت والـبـنـك الـعـربـي احملـدود بـاألردن وعـدد مـنا?ستثمرين العرب.

وا?شروعات العربـيـة (١٦) راجع ا?قال الهام للدكتور إبراهيم شحاتة عن «الـدوالرات الـبـتـرولـيـة٨- ٦] ص ١٩٧٦] أكتوبر ٤٦ا?شتركة»] السياسة الدولية] العدد

(١٧) في الكتيب الذي أصدره مجلس الوحدة االقتصادية العربية عن ا?شروعات العربية وا?شروعات مشروعا عربيا دوليا مشتـركـا.١٤٢) � حصر ١٩٧٧العربية الدولية ا?شتركة (ونشر في فـبـرايـر

وقد اعتمد على هذا احلصر في حتديد ا?شروعات العـربـيـة ا?ـشـتـركـة الـتـي تـعـمـل فـي اإلطـارالعربي فقط. وإذا استبعدنا من احلصر الوارد في الكتيب ا?ؤسسات التي تسيطـر عـلـيـهـا دولـةواحدة (حتى لو كانت تقوم بنشاط عربي كأمثال الصندوق الكويتي للتنـمـيـة وصـنـدوق أبـو ظـبـيوالعراق والسعودية للتنمية الصناعية.. الخ)] كذلك إذا ما استبعدنا أيضـا ا?ـشـروعـات الـعـربـيـةا?قامة في بلدان العالم الثالث غير العربية أو التي يوجد مقرهـا الـرئـيـسـي بـاخلـارج] فـإن عـدد

مشروعا فقط. وتتضـمـن هـذه٨٢ا?شروعات العربية ا?شتركة العاملة في البـالد الـعـربـيـة يـبـلـغ الشركات عددا من الشركات

التي لم تر النور مثل الشركات ا?نشأة بواسطة احتاد اجلمهوريات العربية بA مصر وسوريا وليبياحيث أدت اخلالفات السياسية لوقت نشاطها. أنظر: ملحق الدراسة ا?قدمة من الدكتور إبراهيمسعد الدين والدكتور محمود عبد الفضيل عن «االعتماد اجلماعي على النفس السبيل األساسيللتنمية العربية ا?ستقلة»] بحث مقدم للمؤ�ر القومي الستراتيجية العـمـل االقـتـصـادي الـعـربـي

).١٩٧٨ مايو «أيار»]١٢- ٦ا?شترك (بغداد .١١- ١٠(١٨) راجع مقال الدكتور إبراهيم شحاتة السابق اإلشارة إلـيـه] ص

(١٩) راجع دراسة مجلس الوحدة االقتصادية عن «تـقـو� الـعـمـل الـعـربـي االقـتـصـادي ا?ـشـتـرك

209

الهوامــش

ومستقبله»] السابق اإلشارة إليها..٩(٢٠) أنظر: الدكتور إبراهيم شحاتة] ا?قال السابق اإلشارة إلـيـه] ص

(٢١) ?زيد من التفصيل: راجع البحث ا?قدم من الدكتور إبراهيم سعد الدين والـدكـتـور مـحـمـودعبد الفضيل عن «االعتماد اجلماعي على النفس السبيل األساسي للتنمية العربـيـة ا?ـسـتـقـلـة»]

السابق اإلشارة إليه.٢) راجع ا?صدر نفسه.٢(

(٢٣) ?زيد من التفاصيل حول جتربة «بالد األنديز» في هذا الصدد راجع:C.V.Vaistos, Intercountry Income Distribution and Trans-national Enterprises (Oxford University

Press,١٩٧٤)(٢٤) انظر في هذا اخلصوص تعليق الدكتور محمود عبد الفضيل حول «الشركات متعددة اجلنسيةوأvاط للتصنيع الهامشي» ضمن أعمال ندوة النظام االقتصادي الدولي اجلديد والعالم العربي

).١٩٧٦(الكويت: مارس (٢٥) أنظر: د. إبراهيم شحاتة] «الدوالرات البترولية وا?شروعات ا?صرية ا?شتـركـة»]الـسـيـاسـة

.٧٨٧ (أكتوبـر)] ص ٤٦الدولية] العـدد (٢٦) راجع.

Economic Cooperation for ASEAN, Report of a United,. Nations Team (London: Metcalf Cooper and

Hepburn Ltd.,١٩٧٢)(٢٧) راجع: مقال الدكتور عبد الرزاق حسن: «التكامل االقتصادي العربي بA الواقع والطمـوح»]

.٢٩ و ٢٨السابق اإلشارة إليه] ص

هوامش الفصل احلادي عشر) انظر: الدكتور محمد الرميحي] «األسس التاريخية واالجتمـاعـيـة لـلـتـكـامـل االقـتـصـادي فـي١(

٢٩اخلليج العربي»] بحث مقدم إلى ندوة التنمية والتعاون االقتصادي في اخلليج العربي (الكويت:.١٠- ٩)] ص١٩٧٨ مايـو ٢أبريـل-

) ا?صدر نفسه.٢() راجع بهذا اخلصوص:٣(

Sir Charles Belgrave, The Pirate Coast(G. Bell and Sons Ltd.,1966)p.١٩١.

هوامش الفصل الثاني عشر× سبق أن قدمنا معظم األفكار الواردة في هذا الفصل ضمن الورقة ا?شتركة مع الدكتور إبراهيمسعد الدين «االعتماد اجلماعي على النفس السبيل األساسي للتنمية العربيـة ا?ـسـتـقـلـة» والـتـي

سبق اإلشارة إليها.) أنظر د. فؤاد مرسي] نحو استراتيجية شاملة للتنمية االقتصادية العـربـيـة] (ا?ـعـهـد الـعـربـي١(

).١٩٧٨للتخطيط] الكويت: (٢) «البوشيل» وحدة قياس الوزن مستخدم في بريطانيا والواليات ا?تحدة.

210

النفط وا�شكالت ا�عاصرة للتنمية العربية

.١٩٧٣(٣) أنظر جريدة (وول ستريت) أغسـطـس (٤) أنظر بهذا اخلصوص: الدكتور خالد حتسA علي] «األمن الغذائي والعمل العربي ا?شتـرك»

.٤٩-١٧)] ص ١٩٧٨ العدد األول (,مجلة النفط والتعاون العربي] اجمللد الـرابـع(٥) أنظر: الدكتور محمد دويدار] نحو استراتيجية بديلة للتصنيع العربي] مركز التنمية الصناعية

.١٩٧٦للدول العربـيـة] (٦) انظر:

F.Clairmonte. The Banana Empire, CERES-FA0 Review on Development. Jan. / Feb.1975,P.٣٣.(٧) راجع: الدكتور محمد دويدار] استراتيجية التطوير العربي والنظام االقتصادي الدولي اجلديد]

١٢- ٦ورقة مقدمة إلى ا?ؤ�ر القومي الستراتيجية العمل االقتصادي العربي ا?شـتـرك (بـغـداد: .١٠٨)] ص ١٩٧٨مايـو (أيـار)

Towards establishing(٨) انظر في هذا اخلصوص محاضرة األستاذ عبد اللطيف احلمد بعنوان:-«

an Arab Fund for scientific and techno-logical development من مطبوعات الصـنـدوق الـكـويـتـي) .للتنمية االقتصادية العربية] فبراير (شباط).

هوامش الفصل الثالث عشر) أنظر: مقال الدكتور جالل أمA] «مأزق التنمية العربية في الـسـبـعـيـنـات»] وا?ـنـشـور �ـجـلـة١(

.١٩٧٨- يناير (كانون ثانـي) ٢٣٠العربي] العـدد (٢) أنظر: الدكتور علي صادق «تطور القيمة النقدية احلقيقية لعوائد البترول ومستوردات الغذاءواآلالت للدول األعضاء في منظمة الدول العربية ا?صدرة للبترول «مجلة النفط والتعاون العربي]

.١٥)] ص ١٩٧٨اجمللد الرابع-العدد الثـالـث ((٣) د. علي صادق] ا?صدر نفسه.

.٧] ص ١٤/١١/١٩٧٨(٤) أنظر: جريدة السياسية الكويتية] العدد الصـادر فـي (٥) أنظر: منظمة العمل العربية] أحوال العمل والعمال في اخلليج العربي (بغداد: ا?عهد العربي

.١٥ و١٤)] ص ١٩٧٧للثقافة العمالية وبحوث العـمـل] (٦) أنظر مقال الدكتور نقوال سركيس «النفط والتنمية االقـتـصـاديـة»] ا?ـنـشـور بـالـفـرنـسـيـة فـي

).١٩٧٨جريدة «?وند ديبلوماتيك» (عدد أغسطس-آب (٧) أنظر بهذا اخلصوص مقال الدكتور حازم الببالوي عن «الفوائض ا?الية النـفـطـيـة والـبـنـيـان

.١٩٧٨االقتصادي العا?ي»] مجلة النفط والتعاون] اجمللد الرابع] العدد الـرابـع] (٨) تشير بعض التقديرات احلديثة إلى أن دول «األوبك» قد عانت من معدل فائدة سـالـب عـلـى

% في السنة (على أساس مركب)] وذلك بعـد٤ر٥ في حـدود ١٩٧٨- ١٩٧٤استثماراتها خالل الفتـرة% في٧ر٥األخذ في االعتبار معدل العائد االسمي السنوي على هذه االستثمارات وهو في حدود

السنة في ا?توسط.(٩) أنظر: الدكتور حازم الببالوي] ا?قال السابق ذكره مباشرة.

211

اTؤلف في سطور:د. محمود عبد الفضيل.١٩٤١× ولد في القاهرة عام

] ونال درجة دكتوراه١٩٦٢× تخرج في كلية التجارة] جامعة القاهرة عام .١٩٧٢الدولة في العلوم االقتصادية من جامعة السربون عام

× عمل خبيرا بقسم االقتصاد التطبيقي بجامعة كامبردج خالل الفترة. ويعمل حاليا خبيرا للتخطيط ومنسقا للبحوث با?عهد العربي١٩٧٥- ١٩٧٢

.١٩٧٧للتخطيط بالكويت وذلك منذ عام × له عدة مؤلفات وأبحاث بالعربية واإلجنليزية والفرنسية أهمها: أساليب

والتنمية وتوزيع١٩٧٥تخطيط األثمان (بالفرنسية) دار النشر اجلامعي باريس-)] وقد صـدر١٩٧٠- ١٩٥٢الدخل والتغيير االجتماعي في الريف ا?ـصـري (

.١٩٧٥باإلجنليزية عن دار نشر جامعة كامبردج عام × حصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم االقتصادية في مصر

.١٩٧٧عام

النون و الثقوب السوداءتأليف

رؤوف وصفي

الكتابالكتابالكتابالكتابالكتابالقادمالقادمالقادمالقادمالقادم