خطأ الطبيبmaa18119/imam/قضايا طبية... · web viewوتعيش الفيروسات...

2057
ورة ش من ل ا وراق والأ وث ح ب ل ا

Upload: others

Post on 25-Dec-2019

1 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

خطأ الطبيب

قضايا طبية معاصرة

قضايا طبية معاصرة

البحوث والأوراق المنشورة

في المؤتمر تعبر عن وجهة نظر كاتبيها

ولا تعبر بالضرورة عن رأي الجامعة

تقديم

بقلم معالي مدير الجامعة رئيس اللجنة العليا للمؤتمر

الحمد لله، والصلاة على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه، وبعد:

فإن هذا الدين الإسلامي دين الشمول والكمال والتمام، والصلاح والإصلاح لكل زمان ومكان وأمة، فما من خير إلا ولنا عليه، ولا شر إلا حذرنا منه، وهذا ما أخبر به من اختاره واصطفى رسوله فقال سبحانه: ﮋﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ النحل: ٨٩ ، وقال : ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮊ الأنعام: ٣٨ ، والله سبحانه له أن يصطفي ما شاء من العبادات والأزمنة والأماكن والأشخـاص : ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﮊ القصص: ٦٨ ، قال الإمام الشافعي ــ رحمه الله ــ : " فليست تنزل بأحد من دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها"() .

ومن حكمة الله جل وعلا أن نصوص الشريعة وقواعدها ومقاصدها فيها من الشمولية والمرونة ما يستوعب المستجدات والنوازل والقضايا الحادثة إلى قيام الساعة، لا يشذ عنها شيء من تصرفات المكلفين، ودور العلماء والمجتهدين النظر في هذه النوازل بما مكنهم الله من قدرات وإمكانات، وتوظيف ما يستجد من تقنيات وعلوم ومعارف ومكتسبات، وبذل الجهد في فهم واقعها، وتصورها وإدراكها على وجه صحيح، حتى يظهر حكم الله في كل نازلة، ويحصل البيان للناس؛ على اعتبار أن هذه وراثة العلماء عن الأنبياء .

وما من شك أن الحياة المدنية سجلت تطوراً مذهلاً، وقفزة معلوماتية، وصورة مذهلة من التقنيات المعاصرة أثرت بدورها على مجالات الحياة المختلفة، وهي آفاق واسعة تتطلب تظافر جهود العلماء والباحثين والمختصين في بيانها، وتنزيل حكم الله فيها، وهذا دور لا يمكن أن يدرك بالمقدمات الفقهية، والجوانب التأصيلية فحسب، بل صار التخصص سمة العصر، وأصبح التخصص الواحد يمارس من خلال تفريعات كثيرة، ومن القواعد المقررة أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ومن هنا كان لهذه الجامعة العريقة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إسهام فاعل في معالجة القضايا المعاصرة عبر وحداتها وفعالياتها ومراكز البحث فيها ومن خلال أعضاء هيئة التدريس فيها الذين أسهموا ويسهمون بعلمهم وخبرتهم ومعايشتهم لكثير من القضايا المعاصرة في تقديم رؤية مؤثرة في المعالجة، وهي جهود تبرز السياسة التي تقوم عليها الجامعة الهادفة إلى المواءمة بين الأصالة والمعاصرة، أصالة المبادئ والأسس والثوابت، ومعاصرة الأساليب والمناهج والطرائق، فهي تستمد قوتها من عراقتها، وسعيها لخدمة الأسس التي كانت عليها هذه البلاد المباركة والوطن الآمن، وتعمل على مواكبة التطورات، والسعي إلى الريادة العالمية في رؤية شمولية تعتمد الماضي، وتستشرف آفاق المستقبل البعيد، وقد أثمرت هذه السياسة توسع الجامعة في أهدافها ومنطلقاتها ورسالتها بما يخدم الثوابت التي قامت عليها توسعت لتعزيز هذا الدور الريادي من خلال إنشاء الكليات الجديدة، التي تعنى بالعلوم التجريبية، كما أنشأت عدداً من مراكز البحوث لخدمة القضايا المعاصرة، ولعل أبرز شاهد على ذلك احتضانها لمركز الملك عبدالله للدراسات الإسلامية وحوار الحضارات، الذي يضم عدة وحدات تعني بالجوانب المختلفة للقضايا المعاصرة، وكذلك مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة، وما صدرت موافقة سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء عليه من إنشاء كرسي بحث متخصص باسم سماحته يعنى بالقضايا الفقهية المعاصرة، وهذا جزء من جهود هذه الجامعة في خدمة القضايا المعاصرة، وامتداداً لهذا الدور الرئيس، وتحقيقاً لهدف الجامعة في خدمة المجتمع ومشكلاته ونوازله، وأداء لرسالة الجامعة في تقديم الحلول لمختلف المشكلات المعاصرة فقد وجهت فعالية من أبرز الفعاليات التي تشهدها الجامعة لمعالجة قضايا نازلة، ومسائل حادثة في مجال من أهم وأبرز المجالات التي ترتبط بالحياة، إنها القضايا الطبية ذلك العالم المتفرع المتشعب المتطور، الذي لا نبالغ إن قلنا إنه يشهد تطورات يومية لقضاياه وتخصصاته، وهو بحاجة إلى رؤية تكاملية تجمع الخبرة الطبية، والنظرة الشرعية لمتابعة التطور الذي يستلزم بيان الحكم الشرعي المؤصل فيه .

ولذا دعت الجامعة إلى عقد مؤتمر فقهي طبي يشارك فيه نخبة من العلماء والباحثين والمتخصصين والأطباء المتميزين من داخل المملكة وخارجها، لتقديم حلول ناضجة، ورؤى متميزة، وكانت الاستجابة منهم كما هو متوقع، حيث تفاعل المعنيون بهذه القضايا مع الدعوة، ولقيت استجابة كبيرة، وقدمت للمؤتمر أبحاث كثيرة متميزة، أخضعت لقواعد ومعايير التحكيم العلمي المعتاد في مثل هذه المناسبات، وهي إضافات تستحق الإشادة، تقدم للمهتمين بالدراسات الفقهية الطبية تتناول بالعرض والتحليل والاستنباط أهم هذه القضايا التي لا زالت بحاجة إلى مزيد نظر وتأمل، ولتكون الاستنباطات الفقهية مواكبة للتطورات الطبية.

وفي الختام فإن هذه الفعالية المباركة ن والمؤتمر الهام لم يكن لينعقد ونراه واقعاً لو لا فضل الله أولاً، ثم تلك الأيادي البيضاء، والدعم اللامحدود والوقفات المشهودة من ولاة أمرنا الأوفياء، وقيادتنا الحكيمة . ولذا فإنني أغتنمها فرصة سانحة لأقدم الشكر والعرفان والامتنان لأولئك الرجال الأفذاذ، والقادة الأماجد على المواقف المشرفة، والصفحات المضيئة في تأريخ الجامعات السعودية، وجامعتنا المباركة على وجه الخصوص وعلى رأسهم مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ــ أيده الله بتأييده ــ، والشكر موصول لمقام ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على موافقته السامية على رعاية هذا المؤتمر ودعمه، ويمتد الشكر لأمير السنة والفكر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على تتويج الجامعة وقيادتها بالموافقة على تشريف حفل افتتاح أعمال المؤتمر، ورعايته نيابة عن سمو ولي العهد الأمين ــ حفظهم الله وأدام علينا نعمة ولايتهم ــ .

كما لا يفوتني أن أشكر معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور : خالد بن محمد العنقري على جهوده السديدة في دعم الجامعة وجهودها العلمية ومناسباتها الثقافية .

كما أشكر إخواني المشاركين في المؤتمر الذين قدموا أبحاثهم العلمية، وأوراق عملهم، وكذلك الأخوة المدعوين على إجابتهم الدعوة وحضور المؤتمر، والشكر موصول أيضاً لجميع الأخوة العاملين في لجان المؤتمر ورؤوساء الإدارات على ما بذلوا من جهد وما أنجزوا من عمل، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يبارك في الجهد ويسدد الخطى، وأن يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم، ويحفظ بلادنا من كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وتربص الحاقدين المعتدين، وأن يجعلها آمنة مطمئنة رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،

وصلى الله على بنينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

رئيس اللجنة العليا للمؤتمر

أ.د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل

مقدمة اللجنة العلمية للمؤتمر

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فإن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومنذ أن تلقت الموافقة السامية الكريمة على عقد مؤتمر الفقه الإسلامي الثاني (قضايا طبية معاصرة) بادرت إلى تكوين لجنة عليا للمؤتمر، تفرَّعت عنها لجنة تحضيرية، وأخرى علمية، وبدأ الجميع في العمل الجاد والمتواصل لأشهر عدة تم خلالها قيام اللجنة العلمية بإصدار الكتيب الخاص بالمؤتمر والذي يتضمن التعريف بالمؤتمر وأهدافه ومحاوره، وشروط تقديم البحوث العلمية، ومواعيد تلقي الرغبة في الكتابة، وآخر موعد لاستقبال البحوث، وتنبيهات عامة، وعنوان المؤتمر البريدي والالكتروني باللغتين العربية والانجليزية، وتم إنشاء موقع خاص بالمؤتمر على بوابة الجامعة الإلكترونية.

كما تم توجيه الدعوات لعدد من كبير من العلماء والأطباء والمتخصصين من داخل المملكة وخارجها.

هذا وقد تلقت اللجنة عدد كبيراً من البحوث وأوراق العمل فاقت المائة بحث من البحوث الفقهية والطبية، وأحيلت البحوث إلى عدد من المحكمين من ذوي الاختصاص الفقهي والطبي، واجتاز من هذه البحوث نحو سبعة وثمانين (87) بحثاً.

كما عقدت اللجنة العلمية عدداً من الجلسات للنظر في هذه البحوث والاطلاع على قرارت تحكيمها، وشكلت لجنة من أعضاء هيئة التدريس ومن في حكمهم من المحاضرين والمعيدين المتميزين لمراجعة هذه البحوث وتنسيقها تمهيداً لطباعتها، حتى خرجت بهذه الصورة التي أرجو أن تكون على الوجه الذي يبرز الجامعة ومكانتها العلمية.

ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بشكري الجزيل وامتناني الكبير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على رعايتهم الكريمة لهذا المؤتمر وللجامعة، كما أتقدم بوافر التحية والتقدير لمعالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور/ خالد بن محمد العنقري على جهوده في خدمة الجامعة، ومعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور/ سليمان بن عبدالله أبا الخيل رئيس اللجنة العليا للمؤتمر على وقوفه مع اللجنة ومساعدتها، واستجابته السريعة لمتطلبات عملها.

وختاماً أشكر زملائي في اللجنة العلمية على جهودهم المتواصلة لعدة أشهر حتى تم إنهاء السجل العلمي للمؤتمر وإخراجه بصورته النهائية، كما أشكر لجنة مراجعة البحوث على ما قاموا به من عمل، وما بذلوه من جهد، وللإخوة العاملين في مطابع الجامعة على حرصهم وتعاونهم في إنهاء العمل في وقته المطلوب، سائلاً الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم.

وأعتذر مقدماً عما قد يكون في هذا العمل من قصور أو خلل، وأسأل الله أن ينفع بهذا المؤتمر وما بذل فيه، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفقنا لما فيه خير الإسلام والمسلمين وخدمة وطننا وولاة أمرنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

عميد كلية الشريعة بالرياض

رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر

د/ صالح بن أحمد الوشيل

المحـــور الأول

البحــوث الفقهـيه

التداوي بالوسائل الطبية المعاصرة

إعـــداد

أ. د. محمد عبدالحميد السيد متولي

أستاذ الفقه ووكيل كلية الشريعة والقانون

جامعة الأزهر - فرع دمنهور

ملخص البحث

يتناول هذا البحث قضية من القضايا الطبية المعاصرة ، ألا وهي قضية: (التداوي بالوسائل الطبية المعاصرة).

وقد اشتمل هذا البحث على تمهيد ، وثلاثة مطالب وخاتمة:

التمهيــــــــد : لبيان ماهية التداوي، ومشروعيته، ودليله، وارتباطه بمقاصد الشريعة.

المطلب الأول:حكم التداوي، ويتضمن اتجاهات الفقهاء في بيان الحكم الشرعي للتداوي، ودليل كل منهم لما ذهب إليه ، واختيار الرأي الراجح.

المطلب الثاني: ويشتمل على التداوي بالمباحات ، والتداوي بالمحظورات الشرعية المحرمة- النجسة، والمختلف في نجاستها، والتداوي بالطاهر المحرم، وبيان أقوال الفقهاء في التداوي بالمحرمات، والقواعد الفقهية المنظمة للتداوي..

المطلب الثالث: التداوي بالوسائل الطبية المعاصرة, وفيه ثلاثة فروع:

الفرع الأول: ويحتوي على تعريف العقار، وأنواع العقاقير، وحكم استخدام العقاقير المشتملة على الخمر والمخدرات، ومشتقات الخنازير، والتداوي بالإشعاع الكيماوي، والأمصال والتطعيمات، والأثر الفقهي المترتب على التداوي بالعقاقير، والقاعدة الفقهية في العلاج بالعقاقير.

الفرع الثاني: التداوي بالجراحة.

وفيه تعريف الجراحة والدليل على جواز الجراحة من القرآن والسنة وعمل الصحابة والتابعيين وأقوال الفقهاء، والأثر الفقهي المترتب على العلاج بالجراحة، والقاعدة الفقهية للتداوي بالجراحة.

الفرع الثالث: جراحة المناظير.

تعتبر جراحة المناظير من الوسائل الطبية المعاصرة ويحتوي على استخدام المناظير في العديد من المجالات الطبية، والجراحة عن بعد، والأثر الفقهي للعلاج بالمناظير.

خاتمة البحث: وتتضمن أهم نتائج البحث.

مقــدمة

الحمد لله صاحب النعم ودافع النقم بيده الخير وهو على كل شيء قدير، عليه التوكل وإليه المصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فطر الإنسان على الالتجاء إليه في النوازل، والتضرع إليه في المحن والشدائد، قال تعالى: ﮋ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮊ (). خاصة في حال المرض كما ورد في قوله تعالى ﮋ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ () .

فالشفاء بيد الله عز وجل، وهذا ما قرره الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم حكاية عن أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام قوله: ﮋ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﮊ ().

وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله, سيد الأولين والآخرين، طلب من أمته أن يتخذوا من الدواء وسيلة إلى الشفاء. كرواية طلحة بن عمرو وما روى عن أبي هريرة عن النبي ( قال: [أيها الناس تداووا ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء]().

وبعد،،

فإن اللجنة العلمية لمؤتمر الفقه الإسلامي الثاني. والمنعقد لبحث قضايا طبية معاصرة. والذي تشرف عليه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالمملكة العربية السعودية، قد شرفتني بالكتابة في المحور الأول من محاور المؤتمر وهو (التداوي بالوسائل الطبية المعاصرة) وسنتناول هذا البحث من خلال تمهيد وخمسة مطالب وخاتمة:

التمهيــــــد: بيان معنى التداوي ومشروعيته ودليله.

المطلب الأول: حكم التداوي.

المطلب الثاني: أنواع الأدوية.

المطلب الثالث: التداوي بالوسائل الطبية المعاصرة.

وفيه ثلاثة فروع:

الفرع الأول:التداوي بالعقاقير.

الفرع الثاني: التداوي بالجراحة.

الفرع الثالث: جراحة المناظير.

الخاتــمـــة: وتضم أهم نتائج البحث.

تمهيــد

تعريف التداوي ومشروعيته

ذكرت معاجم اللغة العربية في هذه المادة [تداوي] تناول الدواء، والدواء ما يتداوى ويعالج وجمعه أدوية . والدواء: مصدر داويته دواء، والدواء ممدود: هو الشفاء، وداويت العليل دَوىَّ بفتح الدال: إذا عالجته بالأشفية التي توافقه().

وإذا كان الأطباء يقولون إن المرض: هو خروج الجسم عن المجرى الطبيعي ـ فبلا شك بعد تقدم وسائل العلاج ـ تكون المداواة: هي رد الجسم أو إعادته بالتداوي العلاج إلى مجراه الطبيعي.()

وبناء على ذلك يعرف التداوي بأنه: رد الجسم إلى المجرى الطبيعي بالموافق من الأدوية المضادة للمرض, للشفاء منه أو التخفيف من آلامه والحد منها.

ومشروعية التداوي في الفقه الإسلامي تقوم على ثلاثة أشياء: حفظ الصحة، والاحتماء من الأذى، واستفراغ المادة الفاسدة، وقد أشير إلى الثلاثة في القرآن الكريم.

أما الأول: وهو حفظ الصحة ففي قوله تعالى: ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮊ ()، وذلك لأن السفر مظنة النصب وهو من مغيرات الصحة، فإذا وقع فيه الصيام ازداد فأبيح الفطر إبقاء على الجسد وكذلك القول في المرض.

والثاني: الاحتماء من الأذى لقوله تعالى : ﮋ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮊ (). وذلك بالبعد عن مصادر الأوبئة والأمراض المعدية للوقاية منها, لجريان العادة بذلك, من القواعد الفقهية الكبرى (العادة محكمة).

والثالث: وهو استفراغ المادة الفاسدة قال تعالى: ﮋ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﮊ (). فقد أشار الله تبارك وتعالى بذلك إلى جواز حلق الرأس الذي منع منه المحرم, لاستفراغ الأذى الحاصل في الرأس، وذلك لحالة الضرورة. ()وهي تعني الاضطرار, ورخصة الاضطرار من أنواع الرخص الشرعية في التخفيف.

وقد رغب النبي ( في التداوي ودعا إليه، بما ورد عن أسامة بن شريك() قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال صلى الله عليه وسلم: [ نعم يا عباد الله، تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد] قالوا: ما هو؟ قال: [الهرم] ().

ودعوته صلى الله عليه وسلم للتداوي والعلاج أخذ بالأسباب، والأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله، وقد صرح القرآن الكريم باتخاذ الأسباب للوصول إلى حال الصحة والقوة بعد المرض والضعف.

جاء في الذكر الحكيم أن نبي الله أيوب عليه السلام لما أصابه السقم وأعياه المرض. أمره الله عز وجل بفعل ما كان سبباً في شفائه، مع أنه قادر على شفائه بلا أسباب ولا مسببات، لأنه سبحانه هو القادر الفعال لما يريد. قال تعالى: ﮋ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﮊ(). فأمره الله جل شأنه أن يدفع الأرض برجله, فركض استجابة لأمر الله تعالى فنبعت عين ماء, فاغتسل فذهب الداء من ظاهره، ثم شرب منه فذهب الداء من باطنه، وعاد أيوب بفضل الله سليماً معافى من كل داء.() لأنه أخذ بالأسباب امتثالاً لأمر الله عز وجل المشار إليه في قوله تعالى ﮋ ﰋ ﰌﰍ ﮊ وبهذه الإشارة يعلمنا الله تبارك وتعالى الربط بين السبب والمسبب، وأن ترتيب الأثر عليهما بإذن الله تعالى حتى نأخذ بالأسباب ولا نركن إليها دون توكل على الله, وذلك تحقيقاً للمصلحة الشرعية.

التداوي من مقاصد الشريعة:

يراد بالمصلحة في لسان الشريعة الإسلامية, جلب المنفعة ودفع المضرة في حدود المحافظة على مقاصد الشريعة.

ومقاصد الشريعة في الخلق ثلاثة أقسام.

1ـ مقاصد ضرورية:

أي لابد منها في قيام مصلحة الدين والدنيا بحيث إذا لم تنفذ لم تجر مصالح الدنيا على استقامة. وقالوا: إن مجموع الضروريات في التشريعات كلها خمسة: حفظ الدين، والنفس، والمال، والنسل، والعقل، دون خلاف في أصل ضرورة حفظها.

والشرائع كلها متفقة على صيانتها وتحريم الاعتداء عليها. قال الإمام الغزالي: [ وتحريم تفويت هذه الأصول الخمسة والزجر عنها يستحيل ألا تشتمل عليه ملة من الملل. ولذلك اتفقت جميع الشرائع على عدم الاعتداء على واحد من الخمسة المشار إليها]().

ومثال الضروري لحفظ النفس, الحكم بالقصاص إذ به حفظ النفس، ويدخل ضمن حفظ النفس المحافظة على الصحة بطلب التداوي, والعلاج عند نزول المرض، وبالبعد عن مصادر الأوبئة والأمراض المعدية, للوقاية منها لجريان العادة بذلك، وقد جرت العادة بانتهاء المرض بالشفاء, لتناول الدواء (وتحكيم العادة) من القواعد الفقهية الكبرى. ()

ويقول العز بن عبد السلام [الطب كالشرع وضع لجلب مصالح السلامة والعافية ولدرء مفاسد المعاطب، والأسقام، ولدرء ما أمكن درؤه من ذلك لجلب ما أمكن جلبه] ().

2ـ مقاصد حاجية:

وهي التي يفتقر الناس إليها من حيث التوسعة ورفع الضرر, كالرخص المخففة لبعض العبادات في بعض الظروف والمناسبات,كخوف المشقة بالمرض والسفر. ()

3ـ مقاصد تحسينية:

وعرفت بأنها: الأخذ بما يليق من محاسن العادات, وتجنب الأحوال المدنسات التي تأنفها العقول الراجحات، ويجمع ذلك قسم مكارم الأخلاق. ومثلوا لهذا في العبادات بإزالة النجاسة، وفي العادات بآداب الأكل والشرب، ومجانبة المآكل النجاسات، والمشارب المستخبثات. () .

المطلب الأول

حكــم التــداوي

بالنظر في أقوال الفقهاء في شأن طلب التداوي نجد أنهم انقسموا على ثلاثة اتجاهات.

الاتجاه الأول: يرى المنع من التداوي وأصحابه على فريقين:

الفريق الأول: أنكر التداوي مطلقاً, وهم غلاة الصوفية. ()

واستدلوا لما ذهبوا إليه بأدلة من الكتاب والسنة.

فمن الكتاب، قوله تعالى: ﮋ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ ().

ووجه الدلالة: أن الله قد علم أيام الصحة والمرض، ولو حرص الخلق على دفع المرض ما قدروا. فالواجب على الخلق أن يتركوا التداوي اعتصاماً بالله وثقة به، فما دام كل شيء بقضاء وقدر, فلا حاجة إلى التداوي.()

ومن السنة: بما أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن ابن مسعود من حديث النبي (: [إن الرقى والتمائم والتولة شرك]().

ووجه الدلالة من الحديث: إن الرقى والتمائم مما يتداوى به، وفي ذلك اشراك لها مع الله في التوكل فلا تجوز.

الفريق الثاني من المانعين: يرى منع التداوي إن كان يرى الشفاء من الدواء, ويعتقد أنه لو لم يعالج لما سلم. وإليه ذهب بعض الحنفية.() واستدلوا: بأن الأصل في التداوي الجواز، لكن ما ورد من الأحاديث التي وردت في كراهة التداوي فهي محمولة على من كان يرى الشفاء في الدواء, ويعتقد أنه لو لم يعالج لما سلم، ومثل هذا لا يجوز التداوي به, جمعاً بين الأدلة. ()

والحق أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع الأمة إلى التداوي بقوله [ يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو دواء] ()، ثم ترك التداوي، بل تداوى بتعاطي بعض الأدوية التي لا يحبها. فقد روي عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: [ لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، فأشار أن لا تلدوني، فقلنا كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: لا يبقى أحد منكم إلا لد, غير العباس فإنه لم يشهدكم]. ()

فكان من هديه ( فعل التداوي في نفسه, والأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه.()، وسنته العملية ترجمت سنته القولية الداعية بلسان الحال إلى التداوي من جميع الأمراض بلا يأس ولا قنوط.

الاتجاه الثاني: جواز التداوي. وهذا الاتجاه على ثلاثة أقوال:

القول الأول: إباحة التداوي. وهو قول جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة. ()

واستدلوا بحديث النبي (: [نعم يا عباد الله تداووا عباد الله..] وبما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ما أنزل الله تعالى داء إلا وأنزل له شفاء]، ثم اختلف أصحاب هذا القول في أيهما أفضل الفعل أم الترك على فريقين:

الفريق الأول: قالوا: التداوي أفضل واختاره جمع من الحنابلة.()

واستدلوا بما سبق في القول بالإباحة.

الفريق الثاني: قالوا: الترك أفضل. وهو المنصوص عن الإمام أحمد. ()

واستدلوا بالحديث الذي رفعه ابن عباس إلى النبي ( قال: [يدخل الجنة من أمتي سبعون ألف بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون]().

ووجه الدلالة من الحديث. أن هؤلاء الممدوحين تركوا التداوي لتحقيق التوكل, فكانت لهم هذه المنزلة العظيمة.

وأجاب الشوكاني عن ذلك بقوله: والحق أن من وثق بالله تعالى وأيقن أن قضاءه عليه ماض, لم يقدح في توكله تعاطيه الأسباب, اتباعه لسنة رسول الله, فقد ظاهر ( بين درعين، ولبس على رأسه المغفر، وأقعد الرماة على فم الشعب, وخندق حول المدينة، وهاجر هو ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ وتعاطى أسباب الأكل والشرب، وادخر لأهله قوته، ولم ينتظر أن ينزل عليه من السماء، وهو كان أحق الخلق أن يحصل له ذلك، وقال للذي سأله: أيعقل ناقته أو يتوكل؟ فقال: [اعقلها وتوكل] فأشار إلى أن الاحتراز لا يمنع التوكل.

واستدلوا ثانياً: بما روى عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن امرأة سوداء أتت النبي ( فقالت: إن أصرع وإني أتكشف فادع الله لي، قال: [إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله لك أن يعافيك] فقالت: أصبر، فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها.()

ووجه الدلالة من الحديث. أن هذه المرأة لما اختارت الصبر وترك التداوي دعا لها الرسول ( بالجنة, فدل على أفضلية ترك التداوي.

القول الثاني: استحباب التداوي وأنه مندوب إليه. وإليه ذهب الكاساني من الحنفية، وهو مذهب الشافعية.()

واستدلوا لذلك. بحديث [تداووا عباد الله إن الله لم يخلق داء إلا وخلق له دواء] وبقوله ( [لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل]().

القول الثالث: كراهية التداوي وهم على فريقين:

الفريق الأول: يرى كراهية التداوى مطلقاً وهم بعض السلف().

واستدلوا لما ذهبوا إليه بالأحاديث التي سبق ذكرها في الاستدلال للقائلين بأن ترك التداوي أفضل.

الفريق الثاني: يرى كراهية التداوي قبل نزول الداء. وهم المالكية().

ووجه الكراهية في ذلك، أنه اشتغال بأمر يشك في تحقيقه، وحصول ثمرته موهوم. فيكون من باب العبث.

الاتجاه الثالث: وجوب التداوي.

وانقسم هذا الاتجاه إلى فريقين:

الفريق الأول: يرى وجوب التداوي مطلقاً, وهو قول لبعض الحنابلة، وهو وجه عند الإمام أحمد().

وحجة هذا الفريق. أن التداوي فيه دفع للهلاك عن النفس وهو أمر واجب، لقوله تعالى: ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮊ ().

الفريق الثاني: قال يجب التداوي إن علم أن بقاء النفس لا يحصل بغيره، وبه قال بعض الشافعية، وبعض الحنابلة، وقال به ابن تيمية. ()

وحجتهم في ذلك أن استبقاء النفس إذا كان في قدرة الإنسان أمر واجب، لأن حفظ النفس من الضروريات الخمس، وكما يتم حفظها بالغذاء عن طريق تناول الطعام لجريان العادة بزوال الجوع به، فلابد من تناول الدواء في حالة المرض، حيث ثبتت العادة اليوم في أكثر حالات التداوي أنها تنتهي بالشفاء, فإذا جرت العادة بأن الامتناع عن تعاطي الدواء يؤدي إلى استفحال المرض, أو إتلاف النفس أخذ الدواء حكم الغذاء.

والراجح: أن حكم التداوي في الأصل الجواز, وهذا ما عليه إجماع الصحابة والتابعين من جواز التداوي() وقد تعتريه الأحكام التكليفية الخمسة وهي: الوجوب، أو الندب، أو الحرمة، أو الكراهية، أو الإباحة، فمنه ما هو واجب، وهو ما يعلم حصول بقاء النفس به لا بغيره، فهو بلا ريب يختلف حكماً باختلاف الغاية منه.

ولم تقرر الشريعة الإسلامية إباحة التداوي إلا من أجل تحقيق مصلحة مشروعة يمكن تحقيقها عن طريق التداوي، ولذلك أجازت الشريعة الإسلامية قطع السلعة المخوفة (العضو المعتل) من الجسم، والعضو الذي به أكلة، وأباحت بعض العمليات الجراحية، كالفصد، وقطع العروق، لجلب الراحة، ورفع المضار()، ومن أجل المحافظة والإبقاء على الصحة التي تستلزم بقاء البدن جارياً على المجرى الطبيعي، وعدم اختلال البنية، وهو غاية ما يهدف إليه الطب الإسلامي().

المطلب الثاني

أنـواع الأدويـة

إن تناول المريض للدواء ـ سواء أكان من الأعشاب الطبيعية أو العقاقير الطبية، أو عن طريق العمليات الجراحية ـ يتخذ أشكالا متعددة، فقد يكون سائلا ويستخدم على هيئة شراب، أو قطرة للعين أو الأذن، وقد يكون الدواء جامدا ويستعمل في شكل أقراص أو كبسولات، أو لبوس (تحاميل) وقد يكون مائعا كالدهونات والمراهم, وقد يكون باستخدام عمليات جراحية بقطع أو استئصال جزء تالف أو كي عرق نازف.

ومن الدواء ما هو مباح شرعاً، ومنه ما هو محرم ومحظور شرعاً سواء كان طاهر العين أو نجساً, ولذلك درج الفقهاء على بيان أحكام التداوي بالمباح وبيان أحكام التداوي بالمحظورات الشرعية في ضوء القواعد والضوابط الفقهية التي بنوا عليها الأحكام الشرعية في إجازة التداوي ببعض الأدوية التي تشتمل على بعض المحرمات الشرعية.

التداوي بالمباحات:

أجازت الشريعة الإسلامية التداوي بالمباحات، وبينت أن الأصل في تناول الدواء أن يكون مباحاً: فإذا كان الدواء كالغذاء فإن حلاله حلال وحرامه حرام. فالتداوي بجميع المباحات جائز شرعاً ومندوب إليه، ومن المباحات في العلاج.

التداوي بالمحظورات الشرعية:

منع جمهور الفقهاء التداوي بالمحظورات الشرعية المحرمة ـ النجس المحرم أو بالطاهر المحرم ـ كالمخدرات لأنها تأخذ حكم الخمر للأحاديث التي تنهي عن التداوي بالمحرم نجساً كان أم طاهر، فمن الأحاديث الناهية عن التداوي بالمحرم.

ما روى أن طارق بن سويد الجعفي() سأل النبي ( عن الخمر فنهاه أو كره أن يصنعها فقال: [إنما أصنعها للدواء فقال إنه ليس بدواء ولكنه داء]. ()

وبما روى عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله (: [إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء. فتداووا، ولا تتداووا بحرام]. ()

وما روى عن ابن مسعود في الخمر، أن رسول الله ( قال: [ إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم]. ()

هذا هو الأصل في تحريم التداوي بالمحظورات الشرعية، لكن الضرورات تبيح المحظورات. ومعنى هذه القاعدة أن حالة الضرورة التي تقع للإنسان تبيح له ما كان محظوراً عليه شرعاً من حيث الأصل، وضرورة التداوي في حالة تحقق الهلاك بتركه ترفع الإثم عن المتداوي وتجيز له العلاج بما حرم الله.

فالتداوي بالمحظورات الشرعية في حالة الضرورة يعد استثناء من الأصل ودليل هذا الاستثناء قول الله عز وجل: ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮊ () فآيات الاضطرار نصت على تناول المحظورات في حالة الضرورة.

التداوي بما أختلف في نـجاسته:

أختلف الفقهاء في بول الحيوان مأكول اللحم, ولهم في هذه المسألة اتجاهان فقهيان:

أحدهما: القول بطهارة بول الحيوان مأكول اللحم, وهو للمالكية والحنابلة().

حيث ذهبوا إلى أن بول ما يؤكل لحمه من الحيوانات كالإبل والبقر والغنم والدجاج والحمام وجميع الطيور، ورجيعه وفضلاته (روثه) شئ طاهر ، فأبوال سائر الحيوانات تابعة للحومها، فبول الحيوان المحرم الأكل نجس ، وبول الحلال طاهر، وبول المكروه مكروه.

ودليلهم : ما روى عن أنس رضي الله عنه: أن ناساً اجتووا في المدينة فأمرهم النبي ( أن يلحقوا براعية، يعني الإبل، فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فلحقوا براعية فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل، فبلغ النبي (، فبعث في طلبهم فجئ بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم.] () فهذا الحديث يدل على إجازة التداوي بول الحيوان مأكول اللحم, بدليل إباحة الرسول ( للعرنيين شرب أبوال الأبل وألبانها.

والثاني: القول بنجاسة بول الحيوان مأكول اللحم وهو للحنفية والشافعية().

حيث ذهبوا إلى أن البول والقئ والروث من الحيوان والإنسان مطلقا نجس لقوله ( في حديث القبرين: [.. أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول....] ().

وأجابوا عن حديث العرنيين وأمره ( بشرب أبوال الإبل وجعلها دواء، بأن التداوي بالنجس جائز عند فقد الطاهر الذي يقوم مقامه.

التداوي بأبوال الإبل:

سبق بيان أقوال الفقهاء في حكم طهارة أبوال الإبل والتداوي بها, حيث ذهب المالكية والحنابلة إلى القول بطهارتها, وبالتالي فلا خلاف في التداوي بها, وذهب الحنفية والشافعية إلى القول بنجاستها وعدم جواز التداوي بها إلا إذا علم أن في استعمالها شفاء, ولا دواء غيرها. وقد أمر الرسول ( فيمن اجتووا المدينة، بشرب أبوال الإبل، وذلك حين تعينت دواء أو شفاء لهم، وقد يقول قائل: كيف يتم التداوي بأبوال الإبل وهي من الأمور التي تعافها النفس؟ نقول: إن هذه الأبوال لا تساوي شيئاً في مقابل قذارة بعض الأدوية الحديثة [كالبنسلين] الذي يستخلص من العفن والفطريات المتعفنة.

وقد أثبت العلم الحديث بعد أخذ هذه الأبوال وتحليلها أن فيها مواد مهمة لعلاج الإنسان من بعض الأمراض، يقول: أحد الفقهاء المعاصرين معلقاً على حديث العرنيين: [ نذكر ما اكتشفه العلم مؤخراً من وجود مادة هرمونية في البول تسمى (يوروغاسترون، Ursgistrone) وأخرى تسمى (انثلون Anthelone) تنفعان في مرض قرحة المعدة، كما ذكر ذلك الدكتور ميشال أستاذ الأمراض الباطنية بكلية عين شمس في بحث [قرحة المعدة] من كتابه: أمراض الجهاز الهضمي المؤلف بالإنجليزية المطبوع سنة 1963م ص46 وقد تمكنت شركة [بارك ديفز] الإنجليزية الشهيرة من صنع علاج يسمى [كورتون Kurtone] يحتوي على هذه الهرمونات البولية. ()

وهكذا عاينا بأنفسنا بعد الثورة العلمية والتقدم المضطرد في مجالات العلاج والاستشفاء، أن ما وصفه المصطفى ( من علاج للعرنيين من مرض الاستسقاء منذ خمسة عشر قرناً ما زال يستعمل حتى الآن، وصدق الله القائل في محكم كتابه عن رسول الله ( مزكياً لسانه: ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﮊ . ()

كما يجوز التداوي بالطاهر المحرم، لما روى عن قتادة() أن أنس بن مالك أنبأهم [ أن رسول الله ( رخص لعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام في القميص الحرير في السفر من حكة كانت بهما أو وجع كان بهما].()

هذا مع نهيه ( عن لبس الحرير ووعيده عليه، وانعقاد الإجماع على إباحته للنساء, وتحريمه على الرجال. فالتداوي بالطاهر المحرم إذا تعين دواء ولم يوجد ما يقوم مقامه, أولى بالإباحة من التداوي بالنجس المحرم الذي انحصرت فيه العلة المبيحة.

أقوال الفقهاء في التداوي بالمحرمات:

جاءت أقوال فريق من الفقهاء مؤيدة لجواز التداوي بما حرم الله تعالى عند الضرورة.

فذكر البابرتي في كتابه العناية قوله : [ولا بأس بالحقنة يريد به التداوي إلا أنه لا ينبغي أن يستعمل المحرم كالخمر ونحوها، لأن الاستشفاء بالمحرم حرام، وقيل إذا لم يعلم فيه شفاء. فإن علم أن فيه شفاء وليس له دواء آخر غيره يجوز له الاستشفاء به، ومعنى قول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ [ أن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم] يحتمل أن عبد الله قال ذلك في داء عرف له دواء غير محرم، لأنه يستغنى بالحلال عن الحرام، ويجوز أن يقال تنكشف الحرمة عند الحاجة، فلا يكون الشفاء بالحرام، وإنما يكون بالحلال].()

وقال النووي في المجموع: وأما التداوي بالنجاسات من غير الخمر فهو جائز في جميع النجاسات غير المسكر هذا هو المذهب وقطع به الجمهور, قال أصحابنا: إنما يجوز التداوي بالنجاسة إذا لم يجد طاهراً يقوم مقامها، فإن وجد حرمت النجاسات بلا خلاف, وعليه يحمل حديث: إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم: فهو حرام عند وجود غيره، وليس حراماً إذا لم يجد غيره. قال أصحابنا: وإنما يجوز ذلك إذا كان المتداوي عارفاً بالطب يعرف أنه لا يقوم غير هذا مقامه، أو أخبره بذلك طبيب مسلم عدل ويكفي طبيب واحد، صرح به البغوي وغيره. فلو قال الطبيب يتعجل لك به الشفاء، وإن تركته تأخر، ففي إباحته وجهان: حكاهما البغوي، ولم يرجح واحداً منهما]().

القواعد الفقهية المنظمة للتداوي:

من الأسس التي قامت عليها الشريعة الإسلامية التيسير والتخفيف قال الله تعالى: ﮋﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﮊ.() وقوله تعالى: ﮋ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮊ ().

وجاءت قواعد الفقه الإسلامي متسقة ومتوافقة مع هذا التوجه الشرعي, فحصرت أسباب التخفيف في سبعة أسباب رئيسية, منها المرض وهو ما يتعلق بموضوع البحث. ()

كما حصرت: رخص الشرع التي ورد فيها التخفيف في سبعة أنواع، ويعنينا من هذه الرخص، رخصة: الاضطرار: كشرب الخمر لإزالة غصة، وأكل الميتة ولحم الخنزير وشرب الدم عند المسغبة وخشية الموت جوعاً لارتباطهما بموضوع البحث. ()

فالقواعد الفقهية المنظمة للتداوي بالمحرمات, قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) (والضرورة تقدر بقدرها)، (وارتكاب أخف الضررين لدرء أعلاهما).

ومن الضوابط التي وضعها الفقهاء لجواز التداوي بالمحرمات، عدم وجود دواء غيره يغني عنه ويقوم مقامه من الأدوية الطاهرة.

المطلب الثالث

التـداوي بالوسـائل الطبيـة

التداوي لفظ عام فيشمل التداوي بالعقاقير كما يشمل التداوي بالجراحة أو بغيرها من الوسائل الطبية المتاحة. () ، وسنتناول ذلك في الفروع التالية:

الفرع الأول

التداوي بالعقاقير

العقَّار والعقير: ما يتداوي به من النبات والشجر، وقال الأزهري(): العقاقير الأدوية التي يستشفى بها، والعقار والعقير كل نبت ينبت مما فيه شفاء، والعقاقير أصول الأدوية. والعقار أصل الدواء والجمع عقاقير. ()

أنواع العقاقير:

1- العقاقير ذات الأصول الطبيعية [النباتية].

مثل الأفيون الذي يستخرج من نبات الخشخاش، والحشيشة المستخرجة من نبات القنب الهندي.

2- العقاقير نصف الطبيعية أو نصف المخلقة.

وهذه مواد تستخرج من النباتات، وعادة ما يكون تأثيرها أضعاف تأثير المواد الخام المستخرجة من النبات مباشرة.

3- العقاقير المخلقة (العقاقير الكيماوية):

وهي عقاقير مصنعة بالكامل من مواد كيماوية وليس لها أصل نباتي().

الأدوية المشتملة على الخمر:

اتفق أكثر الفقهاء على حرمة التداوي بالخمر الصرفة أي الخالصة، ولم يسمحوا باستخدامها كدواء إلا عند الضرورة القصوى مثل أن يغص امرؤ بلقمة ولا يجد أمامه إلا الخمر فعندئذ يجوز شربها.

وإذا استخدمت الخمر في الدواء معجونة به ـ أي مشوبة به ومخلوطة معه ـ كترياق حيث تستخدم لإذابة المواد الطبية التي لا يذوب بعضها في الماء.

منذ ذكر الخطيب الشربيني(): إن التداوي بالخمر حرام إذا كانت صرفاً غير ممزوجة بشيء آخر تستهلك فيه، أما الترياق المعجون بها ونحوه مما تستهلك فيه فيجوز التداوي به عند فقد ما يقوم به التداوي من الطاهرات فعندئذ يتبع حكم التداوي بالنجس كلحم حية وبول. وكذا يجوز التداوي بذلك لتعجيل الشفاء بشرط إخبار طبيب مسلم عدل بذلك، أو معرفته للتداوي به وبشرط أن يكون القدر المستعمل قليلاً لا يسكر]. ()

وعلى ذلك فلا يجوز استخدام الدواء المشتمل على الخمر إلا بشروط وهي:

1- ألا يكون هناك دواء آخر خال من الخمر يقوم مقامه.

2- أن يدل على ذلك طبيب مسلم عدل.

3- أن يكون القدر المستعمل غير مسكر:

الاستعمال الظاهري للكحول.

يستعمل الكحول كمطهر خارجي، ويستعمل أيضاً بكثافة في العطور والكولونيا التي تصل نسبة الكحول فيها 90% وتستخدم في بعض الأماكن بديلاً عن تعاطي الخمور.

والاستعمال الظاهري للكحول كمطهر خارجي للجلد يمكن الاستغناء عنه, فالمطهرات الجلدية كثيرة وتعتبر أفضل منه، والعطور والراوئح يمكن أن تركب باستخدام الزيوت بدلاً من الكحول حتى لا يكون ذريعة إلى الإدمان.()

العقاقير المشتملة على المخدرات:

لا حرج من التداوي بالطاهر المحرم إذا تعين دواء ولم يوجود ما يقوم مقامه، لأنه أولى بالإباحة من التداوي بالنجس المحرم الذي انحصرت فيه العلة المبيحة.

فيجوز التداوي ببعض المواد الطاهرة المحرم استعمالها وتناولها شرعاً كالمسكرات الجامدة ومنها الحشيش، وسائر المخدرات التي تدخل في الدواء.

تعريف المخدر:

[خدر] خدراً: عراه فتور واسترخاء، ويقال [الخدر] من الشراب والدواء: فتور يعتري الشارب وضعف، والخدر: الكسل والفتور. ()

فالمسكر هو: ما غطي العقل، والمفتر [المخدر] هو كل شراب يورث الفتور والخدر وهو مقدمة السكر.

وقد عرف المخدر بما يلي المفتر مأخوذ من تفتير والافتار، وهو ما يورث ضعفاً بعد قوة، وسكوناً بعد حركة، واسترخاءً بعد صلابة، وقصوراً بعد نشاط، يقال فترة الأفيون إذا أصابه بما ذكر من الضعف والقصور والاسترخاء().

وهذا التعريف مع طوله إلا أنه يتفق مع تعريف المخدر في علم العقاقير الذي يستخدم لفظ المخدرات Narcotics في العلوم الطبية ليدل على مادة الأفيون ومشتقاتها مثل الهيرويين، والمورفين، والكودايين.

استخدام المخدرات في الطب الحديث:

يستخدم الطب الحديث بعض القلويدات Alkaloids التي يحتوي عليها الأفيون المستخرج من ثمرة نبات الخشخاش, ويمكن تقسيم هذه المشتقات إلى مجموعتين:

أولاً: مجموعة الفينانثرين Phenanthrene

وتحتوي على المواد التالية:

1 -المورفين: هو المادة الأساسية الفعالة في الأفيون الخام. ويعتبر أقوى مسكن عرفه الإنسان. ورغم اكتشاف عدة مواد كيماوية قد يكون لبعضها أضعاف آثار المورفين, إلا أن المورفين مازال يشكل حجر الزاوية في علاج الآلام الشديدة.

2 -الكودايين: ويستخدم هذا العقار على نطاق واسع في الأدوية المسكنة والتي تستخدم بدون وصفة طبية.

3 -الثيبايين: ويستخرج منه مواد أخرى تستخدم في الطب.

ثانياً: مجموعة: أيزوبنزيل كونيولين Isobenzyl Quinoline

وهذه المجموعة تستخرج منها بعض المواد المستخدمة في الطب وأهمها مادتان: البابافرين Papaverine الذي يستخدم لمنع تقلصات العضلات ولتوسيع الأوعية الدموية.

والثاني: النوسكابين Nuscapine الذي يستخدم في أدوية السعال.

وهو يعتبر أفضل من الكودايين لأن تناوله لفترة لا يجعل المريض يعتمد عليه (يدمنه).

وهناك مجموعة من العقاقير المخدرة [المسكنة للألم/ Narcotics مصنعة من المورفين أو الكودايين وتعمل مثل المورفين من حيث إسكان الألم ولها نفس الأعراض الجانبية، وتسبب الإدمان إذا تعاطاها الإنسان بجرعات متتالية.()

وفي مسألة التداوي بالخمر والمخدرات قال: مفتي الديار المصرية الشيخ جاد الحق علي جاد الحق [ شيخ الأزهر السابق].

قال رحمه الله [ وقد اختلف الفقهاء في جواز التداوي بالمحرم والصحيح من أرائهم ما يلتقي مع قول الله تعالى في الآيات البينات. بملاحظة أن إباحة المحرم للضرورة مقصور على القدر الذي يزول به الضرر وتعود به الصحة ويتم به العلاج.

وللتثبت من توافر هذه الضوابط اشتراط الفقهاء الذين أباحوا التداوي بالمحرم شرطين:

أحدهما: أن يتعين التداوي بالمحرم بمعرفة طبيب مسلم خبير بمهنة الطب، معروف بالصدق والأمانة والتدين.

والآخر: أن لا يوجد دواء من غير المحرم ليكون التداوي بالمحرم متعيناً، ولا يكون القصد من تناوله التحايل لتعاطي المحرم، وألا يتجاوز به قدر الضرورة]. ()

كما أصدر المجمع الفقهي الإسلامي في دورته السادسة عشر المنعقدة بمكة المكرمة في المدة من 21 ـ 26/10/1422هـ الذي يوافق من 5-10/1/2002م.

القرار السادس: بشأن الأدوية المشتملة على الكحــول والمخدرات قرر ما يلي:

1 -لا يجوز استعمال الخمرة الصرفة دواء بحال من الأحوال.

2 -يجوز استعمال الأدوية المشتملة على الكحول بنسب مستهلكة تقتضيها الصناعة الدوائية التي لا بديل عنها بشرط أن يصفها طبيب عدل.

العقاقير المشتملة على مشتقات الخنازير:

ذكر الله عز وجل تحريم الخنزير في أربعة مواضع من القرآن الكريم.()وأجمعت الأمة على أن الخنزير بجميع أجزائه محرم. إلا أن الله عز وجل نص على إباحة أكله في حالة الاضطرار بقوله تعالى (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه).

حد الضرورة إحالة الضرورة تعني بلوغ الإنسان حداً إن لم يتناول الممنوع هلك أو قارب الهلاك.

ولا خلاف أن الجوع القوى لا يكفي لتناول الميتة ونحوها، ولا خلاف أنه لا يجب الامتناع إلى الإشراف على الهلاك. واتفقوا على جواز الأكل إذا خاف الإنسان على نفسه لو لم يأكل من جوع, أو ضعف عن المشيء أو عن الركوب.

فلو خاف من حدوث مرض مخوف في جسمه فهو كخوف الموت. وإن خاف طول المرض فكذلك في أصح الوجهين بالجواز.()

ويستخدم غير المسلمين الخنزير في أغراض التداوي، وتذكر دائرة المعارف البريطانية أن زيت اللارد [دهن الخنزير] يستخدم في تغذية المضادات الحيوية Antibiotics التي تستخرج من أنواع الفطور Fungi وفي الكبسولات التي تحتوي على المضادات حيث يستخدم الجلاتين من جلد وعظام وغضاريف الخنزير. ()

ولا تزال شركات الأدوية تستخدم الخنزير في تصنيع المواد الهاضمة وفي استخراج بعض الهرمونات، وفي تنمية المضادات الحيوية، وفي تصنيع الكبسولات.

التداوي بالإشعاع الكيماوي:

حيث أصبح هذا النوع من التداوي من الوسائل الطبية المعاصرة، ويتمثل في تعريض موضع المرض إلى الاشعاع الكيماوي بغرض قتل الخلايا السرطانية الخبيثة وتخفيف حدة الألم، ويتوقف تحديد كمية الاشعاع المستخدمة على حسب درجة المرض وحدته.

الأمصال والتطعيمات

من الوسائل الطبية المعاصرة التداوي بلأمصال والتحصينات الواقية من الفيروسات .

والفيروس من الأللحياء الدقيقة وهو دون الخلية العادية حجما بما لايقارن ، كما أنه لا يعتبر (خلية ) بسبب فقدانه للنواة المركزية ،ولكنه يحمل قدرا من الأحماض النووية في داخله . والسحر في الفيروس هو ذلك الإنقلاب المزدوج بين الحياة والموت ، فالفيروس هو الجسر الذي يربط بين الحياة والموت ، فالفيروس هو الجسر الذي يربط بين الحياة والموت ، فهو في لحظة يخرج من الحياة ليدخل الموت ، وفي لحظة ثانية ينبثق من الموت إلى الحياة ، فهو يجمع بين صفة المادة الموات فيتبلور مثل السكر والملح والحياة فيتكاثر ويتحرك ، يؤذي ويدمر ، ويسبب الأمراض .

وأشار القرآن إلى هذه الظاهرة في الوجود قال تعالى ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﮊ().

وتعيش الفيروسات في حالة تكيف وتطابق مدهش مع البيئة المحيطة بها ، ولكنها ويفعل اختلال التوازن تنطلق أحيانا في هجمات مرعبة فتقضي على الملايين ، كما حدث في الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 م .

العصر الجديد للطب د/ خالص جلبي صـ56 دار الفكر المعاصر – بيروت – لبنان

ومانعيشه الأن من انتشار انفلونزا الخنازير وقد أنتجت أمصال وتطعيمات للوقاية من انتشار المرض . وقد اكتشف عقار ( تاميفلو Tamiflu)) المضاد لانفلونزا الخنازير للعلاج عند ظهور أعراض المرض .

إن منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية ببعض بلدان العالم تشجع استخدام لقاح انفلونزا الخنازير لأن العالم يشهد فيروسات جديدا يمكن أن يتسبب في الإصابة بعدوي وخيمة من الانفلونزا, بل والوفاة .

الآثار المترتبة على التداوي بالعقاقير:

فمن شرب دواء الأغلب أن من شرب منه زال عقله فهو بمنزلة من شرب مسكرا فزال عقله, لزمه قضاء ما فاته في هذه الحال لأنه غير معذور بزوال عقله.

ومن شرب دواء الأغلب أن من شرب منه لا يذهب بعقله فذهب عقله, فهو بمنزلة المغمى عليه, فلا يلزم قضاء ما فاته إلا الوقت الذي يفيق فيه.

والسكر الحاصل للمريض من تناول الأدوية أو التخدير في العمليات الجراحية يعتبر عارض من عوارض الأهلية لا يؤاخذ به صاحبه شرعاً. لأنه حصل من طريق غير محرم لقيام عذره وانتفاء قصده، ويبطل تكليفه فلا تلزمه الأحكام الشرعية كلها ولا يأثم بتأخير الواجبات الدينية عن الأوقات المحددة لأدائها كالصلاة، أ.هـ بتصرف().

قال البويطي في مختصره: "ومن شرب الدواء فإن كان الأغلب منه أن من شرب منه ذهب عقله أعاد الصلوات مثل السكران وإن كان الأغلب أن لا يذهب عقله فذهب فهو بمنزلة المغمى عليه"().

القاعدة الفقهية في العلاج بالعقاقير:

والتداوي بالعقاقير مبني على قاعدة الضرر يزال ، بمعنى أن الضرر يرفع ويزال بنفسه, أو بغيره, أو يزول أثره سواء كان ماديا او معنويا، ومفهوم هذه القاعدة عند الفقهاء هو إزالة الضرر عن المكلف, ورفعه عنه في شئون حياته لقوله تعال: ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﮊ ()، والضرر فوق سعة النفس، ويرفع عن النفس بزواله، وذلك مفهوم من دلالة نص الآية ودلالة مفهومها.

الفرع الثاني

التداوي بالجراحة

تعريف الجراحة:

الجراحة لغة: مأخوذة من الجرح. يقال جرحه جرحاً إذا أثر فيه بالسلاح والجمع جراح، وتجمع على جراحات أيضاً. ()

واصطلاحاً: هي صناعة ينظر بها في تصريف أحوال البدن من جهة ما يعرض لظاهره من أنواع التفرق في مواضع مخصوصة وما يلزمه. ()

وقيل: هي فن من فنون الطب يعالج الأمراض بالاستئصال أو الإصلاح أو الزراعة أو غيرها من الطرق التي تعتمد كلها على الجرح والشق والخياطة.()

الدليل على جواز الجراحة من الكتاب والسنة:

استدل للتداوي بالجراحة من الكتاب بقوله تعالى: ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﮊ ().

ووجه الدلالة من الآية: إذا لم تكن الآية الكريمة تدل صراحة على التداوي بالجراحة والعقاقير, فإنها تدل على ذلك ضمنياً, حيث إن الله جل وعلا امتدح من سعى في إحياء النفس وإنقاذها من الهلاك، ومعلوم أن الجراحة الطبية تنظم في كثير من صورها إنقاذ النفس المحرمة من الهلاك المحقق. () فتشملها الآية الكريمة.

قال الألوسي ـ رحمه الله ـ في تفسيره، [ومن أحياها] أي تسبب لبقاء نفس واحدة موصوفة بعدم ما ذكر من القتل والفساد، إما بنهي قاتلها عن قتلها، أو استنقاذها من سائر أسباب الهلكة بوجه من الوجوه.()

وقال البيضاوي في تفسير قوله [ومن أحياها] أي ومن تسبب لبقاء حياتها بعفو أو منع عن قتل أو استنقاذ من بعض أسباب الهلكة فكأنما فعل ذلك جميعاً. ()

واستدل للتداوي بالجراحة من السنة بأحاديث كثيرة تدل صراحة على جواز الجراحة ومشروعيتها منها.

حديث جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي ( يقول: [ إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شربة عسل، أو شرطة محجم أو لذعة من نار وما أحب أن أكتوي]. ()

وحديث ابن عباس: أن النبي (: [احتجم وأعطى الحجام أجره واستعط]. ()

وهذه الأحاديث تدل على مشروعية التداوي بالحجامة وفعلها، والحجامة تقوم على شق موضع معين من الجسم وشرطه، لمص الدم الفاسد واستخراجه، فتعتبر أصلاً في جواز شق البدن واستخراج الشيء الفاسد من داخله، سواء أكان عضواً أو كيساً مائياً، أو ورماً أو غير ذلك، وتعتبر الحجامة في الوقت الحاضر نوع من الجراحة الطبية الصغرى حيث يجري استعمالها في علاج التطورات الالتهابية المختلفة في الدم, فتساعد على نقص ضيق التنفس والألام بتأثيرها على التطورات الالتهابية، وأغراض الردود في الرئتين. ()

كما بين النبي ( بإقراره أن قطع العرق وكيه ضرب من العلاج الجراحي لما روى مسلم في صحيحه من حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: [بعث رسول الله ( إلى أبي بن كعب() طبيباً فقطع منه عرقاً ثم كواه عليه]. ()، وقطع العرق ضرب من العلاج الجراحي, وهو مستخدم في الجراحة الطبية الحديثة، حيث يتم قطع موضع من العروق في حالة انسدادها أو وجود آفة تستدعي قطع جزء منها.

ومن أمثلة ذلك ما يحدث في جراحة القلب، حيث يتم علاج الانسدادات الشريانية المزمنة مثل [تصلب الشرايين]، والخثار الشرياني الحاد، والناسور الشرياني الوريدي الحاد بالجراحة. ()

وكما يكون التداوي بقطع العروق, يكون بقفل الأوعية الدموية النازفة بطريق من الطرق مثل الكي أو الضغط عليها بأنبوب معين كما في نزيف المرئ. ()

عمل الصحابة والتابعين وأقوال بعض الفقهاء:

بالتتبع لما وقع للصحابة والتابعين ـ رضوان الله عليهم ـ وبالنظر في أقوال بعض الفقهاء نجد أنها تدل على مشروعية التدخل الجراحي, طالما أن ذلك يؤدي إلى إنقاذ النفوس من الهلاك.

قال الإمام ابن رشد الجد ـ رحمه الله ـ لا اختلاف أعلمه في أن التداوي ـ بما عدا الكي ـ بالحجامة وقطع العروق وأخذ الدواء مباح في الشريعة غير محظور. ()

وقد روى صاحب حلية الأولياء: ما وقع للإمام التابعي الجليل عروة بن الزبير بن العوام() ـ رحمه الله تعالى ـ .

روى أبو نعيم بسنده عن الزهري قال: وقعت في رجل عروة الأكلة()، قال: فصعدت إلى ساقة فبعث إليه الوليد ـ الخليفة الأموي ـ الأطباء، فقالوا: ليس دواء إلا القطع: قال فقطعت، فما تضور وجهه] ().

وقد أباحت الشريعة الإسلامية التداوي بالجراحة لتحقيق مصلحة مشروعة, فاجازت قطع السلعة المخوفـة ـ وهو ما يعرف الآن بالكيس الدهني ـ الذي هو عبارة عن قطعت لحم زائدة من الجسم، والعضو الذي به أكلة، وأباحت بعض العمليات الجراحية كالفصد ، وقطع العروق لجلب الراحة ورفع المضار().

الأثر الفقهي المترتب على العلاج بالجراحة:

إذا عجز من أجريت له عملية جراحية عن القيام في الصلاة صلى جالسا, لما روي عن عمران بن حصين قال: "كانت بي بواسير ، فسألت النبي ( عن الصلاة؟ فقال: صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب"(). وزاد النسائي: "فإن لم تستطع فمستلقيا لا يكلف الله نفسا إلا وسعها".

فالمصلي إذا عجز عن القيام في الصلاة لمرض, صلى جالسا, وكذلك ما لو خاف راكب سفينة غرقا أو دوران رأس يصلي من قعود, ولا إعادة عليه، ومن كان به سلس بول لو قام سال بوله ولو قعد لم يسل فإنه يصلي من قعود على الأصح بلا إعادة ، وكذا لو قال طبيب ثقة لمن بعينه ماء. إن صليت مستلقيا أمكن مداوتك فله ترك القيام على الأصح().

القاعدة الفقهية للتداوي بالجراحة:

أسس الفقهاء التداوي بالجراحة على القاعدة الفقهية وهي: ارتكاب أخف الضررين لإزالة أعظمهما.()

فالجراحة ضرر واعتداء على جسم الإنسان, والإسلام ينهي عن الضرر إلا إذا كان هذا الضرر يعد سبباً في دفع ضرر أكبر, فيباح ارتكاب أهون الضررين لإزالة أعظمهما.

ولذا قال العز بن عبد السلام: المصالح ضربان: أحدهما. حقيقي وهو الأفراح واللذات. والثاني: مجازي وهو أسبابها، وربما كانت أسباب المصالح مفاسد فيؤمر بها أو تباح لا لكونها مفاسد بل لكونها مؤدية المصالح. وذلك كقطع الأيدي المتآكلة حفظاً للأرواح. ()

الفرع الثالث

جراحة المناظير

من الوسائل الطبية المعاصرة جراحة المناظير التي تستخدم في الوقت الحاضر في عدد من المجالات الطبية كأستئصال المرارة "الغدة الصفراوية" (cholecystectomy) ، والورم المدمر ، بفتح الشريان المغلق، وبغلق الفتق المنسدل، بقطع العصب المريض، وبرتق الأكياس المهترئة، وتفتيت حصوات الكلى (Lithotripsy) وغيرها من العمليات الجراحية.

المناظير والجراحة عن بعد:

وقد شقت المناظير الطريق إلى معالم جراحة جديدة, وهي الجراحة عن بعد (TELE. surgery) بما يشبه (الريموت كنترول) وقد بدأت في عام 1996م، تجارب في مدينة (كالرسروهه) في المانيا، على جراحة تجري بين جراح يبعد عن حقل العملية بثلاث كيلو مترات من خلال عمل وثيق محكم مع (إنسان صناعي = روبوت) يجري العملية !!! الروبوت يسير من قبل الجراح المزود بنظارت خاصة تتمتع بميزة الابعاد الثلاثية ، وهكذا يستطيع رؤية كل ما في جسم الإنسان من خلال تطوير أجهزة جديدة تلقم بكل المعلومات التفصيلية (الداتا) عن البناء الهندسي والوظيفي لجسم الإنسان().

الأثر الفقهي للعلاج بالمناظير:

فالمنظار المهبلي وما يدخل الإحليل ، أي مجرى البول الظاهر للذكر والأنثى من المناظير لايعد من مفطرات الصوم . وكذلك إدخال قنطرة (أنبوب دقيق) في الشرايين لتصوير أو علاج أوعية القلب أو غيره من الأعضاء ، وإدخال مناظير من خلال جدار البطن لفحص الأحشاء أو إجراء عملية جراحية عليها كأخذ عينات من الكبد أو غيره من الأعضاء مالم تكن مصحوبة بإعطاء محاليل ،ومنظار المعدة إذا لم يصاحبه إدخال سوائل أو مواد أخرى.

كل ذلك لا يعد من مفطرات الصوم لان من شروط الصوم الإمساك عن وصول عين إلى ما يسمى جوفا ، وقيل يشترط مع هذا أن يكون فيه –أى الجوف- قوة تحيل الغذاء أو الدواء. لأن ما لا تحيله لا تتغذى به النفس ولا ينتفع به البدن فأشبه الوصول إلى غير الجوف ، وعلى ذلك لا يعد من المفطرات الأمور السابقة().

وتعتبر المناظير الأساس في إجراء العمليات الجراحية عن بعد مع استخدام وسائل التقنية الحديثة.

خاتمة البحث

في نهاية تناولنا لموضوع التداوي بالوسائل الطبية المعاصرة . نضمن خاتمته النتائج التالية:

أولا: التداوي هو: رد الجسم إلى المجرى الطبيعي بالموافق من الأدوية المضادة للمرض للشفاء منه، أو التخفيف من ألآلام والحد منها بالوسائل الطبية المعاصرة.

ثانيا: أن حكم التداوي وطلب العلاج في الأصل الجواز, وتعتريه الأحكام التكليفية ، فهو بلا ريب يختلف حكما باختلاف الغاية منه ، ومن الصور المتفاوتة في الحكم ما يلي:

حفظ الصحة الموجودة ، واستعادة الصحة المفقودة بقدر الإمكان ، وإزالة العلة أو تقليلها بقدر الإمكان، وتحمل أدنى المفسدتين لإزالة أعظمهما، وتفويت أدنى المصلحتين لتحصيل أعظمهما.

ثالثا: إن تناول المريض للدواء- سواء أكان من الأعشاب الطبيعية أو العقاقير الطبية ، أو العمليات الجراحية- يتخذ أشكالا متعددة ، بأن يكون سائل في صورة شراب, أو يستخدم كقطرة للعين أو الأذن، وقد يكون الدواء جامدا في شكل كبسولات، أو أقراص، أو لبوس. وقد يكون مائعا كالدهونات والمراهم.

وقد يتناول المريض الدواء عن طريق الحقن ، أو استنشاق الغازات كغازات التخدير ، أو التعرض للإشعاعات الكيماوية التي تعالج بعض الأمراض المستعصية كالسرطان.

رابعا: التداوي بالمباحات أمر جائز شرعا، أما التداوي بالمحظورات فقد ابيح في حالة الضرورة مع إعمال القواعد والضوابط الفقهية المنظمة لذلك.

خامسا: بيان أن كثير من الوسائل الطبية المعاصرة لا تعد من المفطرات للصائم لعدم وصولها إلى الجوف واستحالتها فيه.

سادسا: إن صناعة الدواء تدخل ضمن مسئولية ولي الأمر، وله الإشراف على صناعة الدواء وملاحقته أصحاب المصانع غير المصرح بها والتي لا تستوفي الشروط اللازمة للتصنيع الجيد، وملاحقة المتاجرين بالأدوية مجهولة المصدر، أو المهربة من خارج البلاد.

سابعا: العمل على إقامة صناعة دوائية في البلاد الإسلامية تعمل لايجاد أدوية خالية من المشتقات المحرمة.

ثامنا: ضوابط استعمال الدواء:

1- التزام المريض بالكمية والكيفية التي يحددها الطبيب المعالج.

2- عدم إساءة استعمال الدواء المباح بصورة تضر بصحة أفراد المجتمع.

3- التدرج في استعمال الأدوية المحرمة فيجعل آخرها استعمالا أو تناولا الخمر لأنها أم الخبائث.

فهرس المصادر والمراجع

1

أحكام التداوي والحالات الميئوس منها د/محمد علي البار دار المنارة للنشر والتوزيع.

2

أحكام الجراحة الطبية: د/ محمد الشنقيطي, رسالة دكتوراه, مكتبة الصحابة ط3 1424هـ.

3

الأشباه والنظائر للسيوطي طبعة دار الكتب العلمية.

4

الأشباه والنظائر: لزين الدين بن إبراهيم بن نجيم الحنفي، دار الكتب العلمية – بيروت 1400هـ.

5

أصول الفقه الإسلامي، د/ زكي الدين شعبان، ط. مؤسسة على الصباح للنشر والتوزيع الكويت.

6

إعجاز الطب النبوي في عالم اليوم للدكتور السيد الجميلي مكتبة الثقافة الدينية.

7

الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف: للمرداوي ، دار إحياء التراث العربي بلبنان ط . الثانية.

8

أنوار التنزيل وأسرار التأويل، للإمام ناصر الدين البيضاوي، طبعة دار المعرفة بلبنان.

9

البحر الرائق في شرح كنز الدقائق: للإمام ابن نجيم الحنفي، طبعة دار المعرفة بيروت - لبنان.

10

بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: للكاساني، ط1 مطبعة الجمالية، 1328هـ - 1910م.

11

تبين الحقائق شرح كنز الدقائق: للزيلعي الحنفي الطبعة الأميرية الأولي 1315هـ.

12

التداوي بالمحرمات، د/ محمد على البار، طبعة دار المنارة للنشر والتوزيع.

13

الجامع لأحكام القرآن الكريم لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ، طبعة الشعب القاهرة.

14

الجراحة الصغرى، د/ رضوان بابولي، د/ أنطون دولي منشورات جامعة حلب.

15

جراحة القلب والأوعية الدموية د/ سامي القباني ، وما بعدها مطبعة جامعة دمشق.

16

حاشية قليوبي وعميره: طبعة دار إحياء الكتب العلمية- عيسي البابي الحلبي وشركاه بمصر.

17

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم أحمد الأصبهاني، الطبعة الأولى بمطبعة السعادة بمصر.

18

دائرة المعارف البريطانية المكروبيديا مجلد 6/48 الطبعة 15 لعام 1982.

19

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للعلامة أبي الفضل شهاب الدين محمود الألوسي البغدادي. المطبعة المنيرية بمصر.

20

روضة الطالبين وعمدة المفتين للنووي طبعة المكتب الإسلامي.

21

زاد المعاد في هدى خير العباد لابن القيم 3/111 طبعة دار الفكر ـ بيروت.

22

زاد المعاد في هدى خير العباد: للإمام ابن قيم الجوزية طبعة: المطبعة المصرية.

23

سنن أبي داود، طبعة دار الحديث القاهرة.

24

الشرح الصغير: للعلامة الدردير، مع بلغة السالك، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت 1995م.

25

شرح العناية على الهداية بهامش شرح فتح القدير: للعلامة البابرتى، دار الفكر – الطبعة الثانية.

26

شرح النووي على صحيح مسلم ، ط. دار إحياء التراث العربي بيروت.

27

صحيح البخاري، الجامع الصحيح, للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، طبعة دار إحياء الكتب العربية، مصطفى البابي الحلبي.

28

صحيح مسلم، للإمام أبي الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، طبعة الحلبي، بمصر.

29

الطب النبوي لابن القيم ، طبعة دار العلوم الحديثة.

30

علم الصحة للدكتور/ عبد الواحد الوكيل بك ، مكتب النهضة المعربة الطبعة الرابعة.

31

العمدة في الجراحة لأبي الفرج موفق الدين يعقوب بن إسحاق الكركي المعروف بابن القف، طبع دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد.

32

عون المعبود شرح سنن أبي داود ، ظبعة دار الكتب العلمية بيروت.

33

فتح الباري بشرح صحيح البخاري - لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ ، ط. دار المعرفة بلبنان – بدون تاريخ.

34

فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير، للعلامة محمد عبد الرؤوف المناوي، ضبطه وصححه/ احمد عبد السلام، ط. دار الكتب العلمية بيروت -الطبعة الأولى 1415 هـ، 1994م.

35

القاموس المحيط : لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ، الناشر مؤسسة الحلبي ، القاهرة .

36

القواعد الفقهية وتطبيقاتها العملية في الأحكام الشرعية د/ نصر فريد واصل ، الدار المصرية.

37

القوانين الفقهية: للإمام العالم أبي عبد الله بن جزي الكلبي، طبعة دار الفكر ، بيروت 1415هـ .

38

لسان العرب لابن منظور ط دار المعارف بالقاهرة.

39

المبدع في شرح المقنع: لا بن مفلح، طبعة المكتب الإسلامي، بيروت ، ط 1401هـ 1981م.

40

مجموع الفتاوى ، لابن تيمية، جمع وترتيب: عبدالرحمن بن محمد بن قاسم النجدي الحنبلي.

41

المجموع شرح المهذب- للإمام أبي زكريا النووي، ط. دار الفكر، وط. إدارة الطباعة المنيرية بالقاهرة.

42

مختار الصحاح: للرازي، تحقيق محمود خاطر، طبعة مكتبة لبنان ناشرون بيروت، طبعة 1415هـ.

43

المخدرات الخطر الداهم الأفيون ومشتقاته د/ محمد علي البار ، دار القلم.

44

مسند الإمام أحمد .ط. مؤسسة الرسالة بيروت الثانية 1999م.

45

المعجم الوسيط ، مجمع ال�