ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو...

194
ـ وو : ﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺧﻀﺮاذةراف ا إ د. ظ$% & ان ر انررا ور وا)* ن+ راوا)* ن+ 2 . اراطد ارزا اور ام ا& وزارة ا &ث ا% وا وھران 1 & ن د% أرد ا ر ا ردة ا ل ﺻﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﻤﻜ رواﻳﺔ ﺑﻤﺎذا ﺗﺤﻠﻢ اﻟﺬﺋﺎب ﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻨﺔ دراﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ راء+ ا م ا&ذ ا أ وھرا رة)% ذة أ وھرا م ا&ذة ا أ وھرا نرة)% ذة أ وھر ا ا2015 - 2016 رةذ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻط إ*داد ازھر اط ب% أ. د. %& اھر ط د. ظ$% & أ. د. ;pma&و د%و د. دة ر1

Upload: others

Post on 23-Jan-2020

0 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ا����ور�� ا��زا�ر�� ا�د���راط�� ا������

:�ذ�رة ���ل ���دة ا�������ر �� ا��ر��� �و�و�� �ـ

ترجمة العناصر الثقافية في الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية رواية بماذا تحلم الذئاب لياسمينة خضرا

إ�راف ا����ذة �&����� %$�ظ� . د

ر���� ����� وھران

��ر�� و��ررا ����� وھران

���+�� ن *(وا

���+�� ن *(وا ����� وھرا

2016 .

ا����ور�� ا��زا�ر�� ا�د���راط�� ا������

� وا��%ث ا��&���وزارة ا���&�م ا���

أ%�د �ن �&� 1 � وھران����

���د ا��ر���

�ذ�رة ���ل ���دة ا�������ر �� ا��ر��� �و�و�� �ـ

ترجمة العناصر الثقافية في الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية رواية بماذا تحلم الذئاب لياسمينة خضرا

دراسة تطبيقية

%��ب ��ط�� ا�زھراء

���� ا����+�� ����� وھران أ���ذ ا���&�م ا�����

����� وھران أ���ذة �%�(رة �&����� %$�ظ�

ن *(وا ����� وھراأ���ذة ا���&�م ا����� �و%د��� �&و��

����� وھرا أ���ذة �%�(رة

2016- 2015ا���� ا�������

�ذ�رة ���ل ���دة ا�������ر �� ا��ر��� �و�و�� �ـ

ترجمة العناصر الثقافية في الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية

إ*داد ا�ط����%��ب ��ط�� ا�زھراء

ط�ھرا��&%�� .د.أ

�&����� %$�ظ� . د

�و%د��� �&و�� .د.أ

����1 ر��دة. د

Page 2: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

إھ�اء

����ي إ�� وا��ي ا������� ا���ان د���� و ���أھ�ي ���ة �) ا+و*ت ا�(") و '�وز %$ ا�#"ت �.د� و .-,� ��,ا

ط,ال .2,اري ا��را/� ، إ���� أھ�ي ھ�ا ا��$ و إ�� أ/'�'� �8 %8) ا+ط,ار ا�7����) و ا���� أد�� ��6 �5$ ��ء.

Page 3: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

شكر و عرفان ا و ما كنا لنهتدي أن هدانا اهللاذالحمد هللا الذي هدانا له

يطيب لي أن أتوجه بخالص شكري و عظيم امتناني لألستاذة بلقاسمي حفيظة التوجيه التي شرفتني بقبول اإلشراف على هذا البحث، وأسدت لي كل النصح و

و لم تبخل علي بوقتها و جهدها و كذا صبرها و حلمها الكبيرين، فكانت .خير مشرف و أقدر مرشد

و ال يفوتني إسداء الشكر الجزيل لألستاذ بلحيا الطاهر الذي قدم لي دعما غير مشروط و أمدني بالمراجع القيمة و شجعني للمضي قدما في بحثي،كما أتقدم

ن لألستاذة فرقاني جازية واألستاذ توهامي وسام اللذان بخالص التقدير والعرفالوالهما ما كان مشروع الماجستير تخصص ترجمة قائما واللذان بدال كل ما

.في وسعهما لضمان السير الجيد للدروس واالمتحانات

و أتوجه بالشكر الخالص و العميق للزميل سفيان عبد اللطيف الذي وقف إلى .بالمراجع القيمة التي أفادتني كثيرا في بحثي وأمدنيو ساندني جانبي

كما أتوجه مسبقا بخالص الشكر لألساتذة على تفضلهم بقراءة هذا البحث من .أجل تقويمه والشكر الجزيل إلى كل من مد إلي يد المساعدة

Page 4: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

مقدمة

مقدمة

Page 5: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

بالنسبة لبين البشر،و قد جاءت لتلبية حاجة إنسانية كانت الرتمجة و ال تزال مصدرا فريدا للمعارف

أساسية وهي التواصل بني الشعوب و الثقافات،إذ تقع على عاتق املرتجم مهمة استخراج النص من حميطه

الطبيعي ليعيد زرعه يف حميط لغوي و ثقايف غريب عنه، و قد يلقى يف سبيل ذلك عقبات كثرية حتول دون

اىل اللغة و الثقافة املستقبلة و متنع تكيف النص مع بيئته اجلديدة ، ولذا كان لزاما انتقال كل مكونات النص

على املرتمجني مع مرور الزمن تطوير األساليب و التقنيات الناجعة اليت تسهم يف تذليل هذه الصعوبات و إجياد

.ثقافااتوازن بني ما تفرضه النصوص األصلية و ما تسمح به الرتمجات باختالف لغاا و

تشكل الرتمجة األدبية حتديا مضاعفا بالنسبة للمرتمجني نظرا لقيمة و مكانة األدب يف اللغات ،فيعترب

اإلنتاج األديب من شعر أو نثر أرقى أنواع اإلنتاج الفكري للغة ما و انعكاس لتميزها و عبقريتها و طريقا

تعتمد الرتمجة األدبية و .د بفضل آداا استطاعت من خالله عديد األلسن و الثقافات العبور إىل مرحلة اخللو

وهذا يتطلب حبد ذاته روحا , خيال الكاتب سوء كان شاعرا أو قاصا أو روائيا اخرتاقبصورة كبرية على التذوق و

وهنا أيضا بني مرتجم وآخر ختتلف درجة , األدبية إبداعية فنية غري حرفيةإبداعية لتكون صورة الرتمجة واملادة

.لرتمجةاإلبداع يف ا

ختتلف الرتمجة األدبية عن الرتمجة يف جمال أخر، ألن املرتجم يسعى فيها إىل هدف مجايل من خالل

أشكال متجددة للتعبري ، بينما يسعى املرتجم يف النصوص األخرى إىل املوضوعية والتزام الدقة واألمانة، مع

من الواضح أن هذا السعي يقيد إىل حد كبري و ،مراعاة ترتيب عناصر النص بالطريقة اليت رتبت ا يف األصل

ومع ذلك فإن التزام الدقة واألمانة . حرية املرتجم يف التعامل مع النص، ويطمس كل ما يدل على شخصيته

ويكفي للداللة عل ذلك أن نشري إىل اآلثار اليت قد ترتتب عن الرتمجة عامة شرط أساسي من شروط الرتمجة

.اء ما، أو طريقة تشغيل جهاز كهربائيدو استعمالاخلاطئة لطريقة

Page 6: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

إن مرتجم النصوص غري األدبية املطالب بالدقة واألمانة يف الرتمجة يف حاجة إىل أن يكتسب يوميا كما

ومع ذلك فإن مرتجم النصوص . كبريا من املصطلحات، وإىل إجياد أو حىت خلق مقابل هلا يف اللغة اهلدف

األدبية ألن هذا األخري ال يواجه غري مصاعب تتعلق مبفردات اللغة، يف حني األدبية حيسد مرتجم النصوص غري

أن األول حيتاج إىل معرفة اللغة اهلدف معرفة عميقة، كما حيتاج إىل خيال خصب، شأنه يف ذلك شأن األدباء

ة وأشكال فالنص األديب غالبا ما يكون مكتوبا بلغة تصويرية صعبة بعيدة عن املستوى العادي للغ. عامة

الصياغة املألوفة، مما يتطلب من املرتجم كفاءة عالية وحسا فنيا ومعايشة للعمل الذي يرتمجه وانسجاما مع

مضمونه لكي يتمكن من نقل األصوات والكلمات واجلمل والصور وكل ما يف النص األصلي من عناصر مجالية

.بأكرب قدر ممكن من األمانة

ال يفهم . أن تكون أمينة للنص األصلي حبيث توهم قارئها أنه أمام األصل ال الرتمجةإن ترمجة النص األديب جيب

من ذلك أن تكون هناك ترمجة كاملة وائية للنص األديب؛ فمثل هذه الرتمجة، املطلوبة نظريا، مستحيلة من

إن استحالة الرتمجة . ريةوهذا ما يتيح إمكانية ترمجة النص الواحد إىل اللغة نفسها مرات كث. الناحية العلمية

لقد كانت الرتمجة احلرفية، . املكافئة متاما ال تنفي إمكانية الرتمجة، بل جتعل تعدد ترمجات النص الواحد أمرا ممكنا

لكن ال بد من اإلقرار صراحة أن و. وتظل، هدفا مغريا تعزز هجمات النقاد واملنظرين على التصرف يف الرتمجة

وى فنيا وال تتطابق متاما مع النص األصلي هي خري من ترمجة حرفية رديئة من الناحية الفنية؛ ترمجة رفيعة املست

.فاحلرفية ال تنتج إال نصا مثريا للضجر

إا خلق لوحدة جديدة بني احملتوى والشكل على أساس اللغة . إن الرتمجة األدبية إعادة خلق لألصل

بالتزامها باألصل وحده، بل بالتزام النص املرتجم بقوانني اللغة اليت كتب فال تقاس جودة الرتمجة األدبية . اهلدف

ولكنه هو كاتب النص باللغة . من البديهي أن املرتجم ليس شريك الكاتب يف إبداع النص،و ا وبروحها أيضا

. اليت ينقل إليها

Page 7: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ارة هذه اللغة باعتبارها الرتمجة األدبية حمكومة من طرف اللغة بوصفها رؤية للعامل من جهة، وحض إن

. مهدا هلا من جهة أخرى، فضال على أن الرتمجة األدبية هي األمانة على املعىن أكثر مما هي أمانة على اللفظ

ومن اإلشكاالت اليت أفرزا الرتمجة األدبية واليت تتصل جبوهر نظرية الرتمجة، مفهوم التكافؤ بني النص املرتجم

فالتناظر مفهوم إشكايل خاليف، ينطوي على إشكالية كبرية .أصله يف لغة املصدر الذي صيغ بلغة اهلدف، وبني

ومعقدة ،ال تتصل باملضمون فحسب ،بل باجلانب األسلويب واجلمايل،ذلك أن حتقيقه هو مطلب الرتمجات

علمية كانت أم أدبية، ويضاف إىل ذلك إشكالية ترمجة النصوص ذات األسلوب التهكمي والساخر، فما يثري

.أخرىالضحك والسخرية يف لغة ما قد ال يثريها يف لغة

فروق خفية بني اللغات؟ أي إىلدب يف ترمجام؟ هل تراهم يضعون اعتبارا رتمجو األمما الذي يفعله إذن

ثقافية يف تاعتباراأي نص ينشئون يف ترمجام عمال أدبيا أفضل من األصلي ام اقل منه شأنا ؟ وهل توجد أي

االسبانية حني نرتجم رواية دون جنمع بني لغتني خمتلفتني كاالجنليزية و أنهل نستطيع مثال . عملية الرتمجة؟

.جتمع بني الفارسية واالجنليزية يف ترمجة رباعيات اخليام أوت؟ و شيك

دراسة تطبيقية حول -يةترمجة العناصر الثقافية يف الرواية اجلزائرية باللغة الفرنس:إذن كان مرتكز الدراسة

ترمجة عبد )1999" (مباذا حتلم الذئاب؟" " A quoi rêvent les loups: "رواية يامسينة خضرا

.السالم خيلف

:متحورت إشكالية البحث حول جمموعة من التساؤالت و الفرضيات جنملها فيما يلي

كيف نرتجم األدب؟ ما هي شروط و ضوابط هذه العملية؟ -

ظريات اليت اهتمت بدراسة الرتمجة األدبية؟ما هي الن -

Page 8: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

كيف تشكل الكتابة باللغة الفرنسية أزمة هوية يف األدب اجلزائري؟ -

هل يظل األدب املكتوب باللغة الفرنسية وفيا ملقومات الثقافة و اهلوية الوطنية أم انه يساهم يف خلق -

هوية هجينة جتمع بني اللغتني و الثقافتني؟

اخلصوصيات الثقافية يف الرواية اجلزائرية باحلرف الفرنسي إىل العربية؟ هل هي ترمجة أم كيف نرتجم -

إعادة إىل األصل؟

جتليات : قامت هذه الدراسة على ثالثة فصول فضال عن مقدمة و خامتة ،أما الفصل األول املوسوم ب

عين بدراسة جتليات اهلوية يف الرواية اجلزائرية باللغة اهلوية الثقافية يف الرواية اجلزائرية املكتوبة باللغة الفرنسية ،فقد

الفرنسية،و توزع مسار البحث يف هذا الفصل على مبحثني أساسني كان أوهلما بعنوان نظرة على الرواية اجلزائرية

باللغة الفرنسية حاولنا من خالله تسليط الضوء على الرواية بشكل عام و تقدمي مفهوم هلا و أسباب نشأا

إىل أن -موضوع الدراسة - وعناصرها الفنية مث انتقلنا إىل مراحل نشأة و تطور األدب اجلزائري باللغة الفرنسية

وصلنا إىل مرحلة رواية األزمة اليت ركزنا عليها باعتبار أن مدونة البحث تصنف ضمن هذه املرحلة و تطرقنا فيها

ه املرحلة و كانت هلا حتما أسباا و دواعيها كما سيأيت ذكره إىل مظاهر العنف اليت ميزت الرواية اجلزائرية يف هذ

أما املبحث الثاين فقد كان بعنوان جتليات اهلوية الثقافية و قد خصصناه للبحث يف ماهية اهلوية و .الحقا

ية اهلوية و عالقتها بالثقافة باإلضافة إىل عرض ألهم الروائيني اجلزائريني الذين كتبوا باللغة الفرنسية و كذا إشكال

قدر - أردنا من خالل هذا الفصل اإلملام .االنتماء اليت تطرحها كتابام و طريقة متظهر الثقافة اجلزائرية عربها

بكل ما خيص شق إشكالية البحث املتعلق بالرواية عامة و الرواية اجلزائرية باللغة الفرنسية و إشكالية -اإلمكان

.اخلصوص اهلوية ومالمح مرحلة األزمة على وجه

Page 9: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

نظريات الرتمجة األدبية ذات اخلصوصية الثقافية، فيتناول بالشرح و التحليل : أما الفصل الثاين املوسوم ب

،و قد قسمنا هذا الفصل بدوره إىل ذات اخلصوصية الثقافية نظريات الرتمجة وتطبيقاا على النصوص األدبية

اتلنظريو قد مشل دراسة ل يف الرتمجةالسوسيولسانية اللسانية والنظريات :مبحثني رئيسني كان أوهلما بعنوان

أوجني :ل السوسيولسانية اتالـنظريو جان ريين الدمريالو جورج مونانملنظرين من أمثال اللسانية يف الرتمجة

اختص أما املبحث الثاين فقد .جدعون توريو إمتار ايفني زوهارباإلضافة إىل مسامهات وتابر ألبري نيدا

أنطوان ،ماريان ليدرير و دانيكا سيلسيكوفيتش :و منظريها على التوايل النظريات التأويلية واحلرفية والثقافيةب

و هنري ميشونيك، سوزان باسنيت و لورانس فينويت، و قد جاء عرض هذه النظريات ملا قدمته للرتمجة برمان

تقدميها حسب مراحلها التارخيية لالستفادة مما قدمته كل بوجه عام و الرتمجة األدبية بوجه خاص و قد رأينا يف

نظرية خلدمة النظرية اليت عاصرا أو تلتها، و ما نتج عنه من توسع يف آفاق البحث و انفتاح على أوجه و زوايا

د أخرى يف الرتمجة وحتول اجلانب الثقايف يف الرتمجة من هوامش البحث إىل صلب الدراسات املعاصرة، و قد أفا

. هذا جانب البحث الذي خيص دور أساليب الرتمجة األدبية يف نقل اخلصوصية الثقافية يف املنت الروائي

أما الفصل الثالث فهو دراسة تطبيقية تتناول تقدمي املدونة و اإلحاطة جبوانبها مث حتليلها و نقد ترمجة

للكاتب يامسينة خضرا و النسخة اليت مباذا حتلم الذئابو قد تناولنا يف حبثنا هذا رواية .املكونات الثقافية فيها

ترمجها عبد السالم بن خيلف إىل اللغة العربية بالتحليل و النقد فيما خيص خصوصيات الثقافة اجلزائرية داخل

.املنت الروائي والطرق اليت تعامل ا املرتجم لينقلها من اللغة الفرنسية إىل اللغة العربية

يارنا هلذه املدونة هو شغفنا الكبري بكتابات يامسينة خضرا خاصة فيما تعلق باتمع و يرجع سبب اخت

اجلزائري، فمهارة السرد و ألق احلكي عند الكاتب جيعل القارئ مشدوها أمام تسارع أحداث الروايات و اختاذها

ضافة إىل طرح موضوعات مناحي غري متوقعة تأسر القارئ و تبلبل كل االحتماالت اليت سبق و أن وضعها باإل

.تالمس الروح اإلنسانية و حتوز اهتمام كل القراء

Page 10: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

زد إىل ذلك صدور ترمجة ثانية للرواية بقلم عبد السالم خيلف، بعد ترمجة الدكتور أمني الزاوي ما دفعنا

.إلعادة قراءا بغية معرفة ما أضافته الرتمجة على ما قدمته سابقتها و كيف قدمت العمل األصلي

ترمجة اخلصوصية الثقافية يف رواية خائفة و مستعجلة بغية النظر إليها بغري عني : هتم حبثنا بدراسةي

التصوير الصحفي االستعجايل و اللحظي الستكشاف مكنوناا الدفينة كذا لكوا مكتوبة باللغة الفرنسية ما

لطبيعة املوضوع ، فقد استعنا مبنهجني و نظرا.يطرح عدة تساؤالت حول هويتها و القيم الثقافية اليت حتملها

.املنهج التحليلي و املنهج النقدي الذي اتكأنا عليه يف اجلانب التطبيقي: تكامليني مها

:و قد استفدنا يف هذا البحث من دراسات سابقة نذكر منها

جبور أم اخلري: الرواية اجلزائرية املكتوبة بالفرنسية، دراسة سوسيونقدية ، مؤلف ل -

منور أمحد: األدب اجلزائري باللسان الفرنسي ، نشأته و تطوره و قضاياه ، مؤلف ل -

إشكالية نقل اخلصوصيات الثقافية ،رواية حارسة الظالل لواسيين لعرج منوذجا ، مذكرة ماجستري -

2005/2006جامعة منتوري قسنطينة _ للطالب عبد الكرمي قطاف متام

ة و التصرف ، الدروب الوعرة ملولود فرعون منوذجا، مذكرة ماجستري للطالبة الرتمجة األدبية بني احلرفي -

2007/2008جامعة منتوري قسنطينة _ مرمي حيي عيسى

لقد بذلنا جهدا يف مقاربة هذا املوضوع الذي أثار و ال يزال يثري جدال كبريا يف جمال األدب و الرتمجة، و

.لبحوث أخرى تالمس املوضوع من زوايا خمتلفةأمتىن أن يفتح هذا البحث اال واسعا

Page 11: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

باللغة الفرنسية املكتوبة

الفصل األول

املكتوبة جتليات اهلوية الثقافية يف الرواية اجلزائرية

.نظرة على الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية

)يف الغرب و عند العرب

و خطة الكتابة عناصرها الفنية

:النشأة و التطور: األدب اجلزائري باللغة الفرنسية

الرواية الكولونيالية الرواية الكولونيالية االندماجية

الرواية الكولونيالية الثورية )ما بعد الكولونيالية(رواية ما بعد االستقالل

ظهور األدب االستعجايل رواية اجلزائريةمظاهر العنف يف ال

جتليات اهلوية الثقافية يف الرواية اجلزائرية

نظرة على الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية: المبحث األول

:الرواية - 1

مفهوم الرواية -يف الغرب و عند العرب(نشأا -عناصرها الفنية -

األدب اجلزائري باللغة الفرنسية - 2

الرواية الكولونيالية- -الرواية الكولونيالية االندماجية- -الرواية الكولونيالية الثورية- -رواية ما بعد االستقالل -

: رواية االزمة - 3

ظهور األدب االستعجايل -مظاهر العنف يف ال -

Page 12: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

تجليات الهوية الثقافية

:اللغويةكوناا الثقافية واالجتماعية و

خصائصهامفهوم اهلوية و الثقافةالعالقة بني اهلوية و

خصائصهاو مفهوم الثقافة املكونات الثقافية للهوية

:باللغة الفرنسيةالكتاب اجلزائريون و اختيار الكتابة

مولود معمري كاتب ياسني

.الرواية اجلزائرية باللغة الفرنسية و إشكالية اهلوية و االنتماء

.مظاهر الثقافة اجلزائرية يف الرواية املكتوبة بالغة الفرنسية

تجليات الهوية الثقافية: المبحث الثاني

كوناا الثقافية واالجتماعية و ممفهوم اهلوية و .1

مفهوم اهلوية و -العالقة بني اهلوية و -مفهوم الثقافة -املكونات الثقافية للهوية -

الكتاب اجلزائريون و اختيار الكتابة - 2

مولود فرعون - حممد ديب -مولود معمري - مالك حداد -كاتب ياسني - آسيا جبار -

الرواية اجلزائرية باللغة الفرنسية و إشكالية اهلوية و االنتماء - 3

مظاهر الثقافة اجلزائرية يف الرواية املكتوبة بالغة الفرنسية - 4

Page 13: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

نظرة على الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية :المبحث األول

ةــــــــــــــالرواي .1

مفهوم الرواية -

كما أا استوعبت . تعد الرواية من أهم األجناس األدبية اليت حاولت تصوير الذات والواقع وتشخيص مشكالته

إىل أن صارت الرواية جنسا أدبيا ، مجيع اخلطابات واألساليب واألنواع واألجناس األدبية والفنية الصغرى والكربى

.وقابال الستيعاب كل املواضيع و األشكال واألبنية اجلمالية ، منفتحا

أما معىن .لفظ الرواية مشتق من الفعل روى يف اللغة العربية و معناه جريان املاء أو وجوده بغزارة :التعريف اللغوي

الشعر فقالوا راوية و بذلك قصدوا وجود تشابه معنوي بني الرواية كما نعرفه حديثا فقد أطلقه العرب على ناقل

و ذلك الن .االرتواء الروحي من جراء مساع الشعر أو استظهاره باإلنشاد و االرتواء املادي و هو شرب املاء

و يتضح أن أصل معين رواية هو . الصحراء عند العريب قدميا توفرت على عنصرين مهمني املاء و الشعر

1.االستظهار

جمموعة عناصر وجتتمع فيه. يعتمد السرد والنثر. الرواية جنس أديب خيايل حديث: التعريف االصطالحي

نقل الراوي حلديث حمكي حتت شكل " إا . متداخلة؛ أمهها الراوي واألحداث والشخصيات والزمان واملكان

املكان و الشخصيات و الزمان و ل كاللغة وأديب يرتدي أردية لغوية تنهض على مجلة من األشكال واألصو

احلدث يربط بينها طائفة من التقنيات كالسرد و الوصف و احلبكة و الصراع و هي سرية تشبه الرتكيب بالقياس

.28/29ص ت، .د، دار الغرب ، يف نظرية الرواية ، مرتاض عبد الملك ، ينظر -1

Page 14: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

إىل املصور السينمائي حبيث تظهر هذه الشخصيات من اجل أن تتصارع طورا و تتحاب طورا أخر لينتهي ا

2"ية و عناية شديدةالنص إىل اية مرسومة بدقة متناه

وهي نوع . إذن الرواية هي عمل فين يتعرض لقضايا عرب أحداث متداخلة حتدث وفق منطق معني واجتاه حمدود

وتتجه أساسا ، تبىن األحداث فيه على وقائع تربطها عناصر الزمان واملكان والشخصيات ، أديب يقوم على السرد

. إىل إحداث مجالية فنية عن طريق تنسيق العناصر املختلفة املكونة هلا

ارتبط ، واستنادا إىل الوقائع التارخيية. تعد شكال من أشكال الثقافة احلديثة ، قبل أن تكون نوعا أدبيا ، والرواية

لإلنسان احلديث الذي يعيش زمة الروحيةفالرواية جاءت لتصور األ. تطورها بظهور اتمعات الربجوازية يف الغرب

.وواقع افرتاضي مثايل حيلم به ، موزعا بني واقع حقيقي مليء بالتناقضات

وتتميز الرواية عن امللحمة القدمية باعتمادها النثر وتصويرها لإلنسان واتمع الواقعي واستبعادها للخوارق

وعن املسرحية باعتمادها ، وعن القصة القصرية بطوهلا ، اخليايلبطابعها ) الذاتية(وتتميز عن السرية . والغيبيات

.السرد وليس التقدمي املباشر

... قد وصفه جنيب حمفوظ بالفن الذي يـوفق ما بني شغف اإلنسان احلديث باحلقائق وحنينه الدائم إىل اخليال و

وأن تفيد من ، صفات األجناس األدبية األخرىما بني غىن احلقيقة ومجوح اخليال اجتهدت الرواية يف أن جتمع و

، فنون خمتلفة غري األدب

والرواية اجلديدة يف أوربا تقتبس من املوسيقى طرقا يف ، فالرواية األمريكية مثال تتبادل مع السينما طرقا خمتلفة"

ومن وهج ، مزايا القصة القصرية وشؤواومن ، بعض الروايات املعاصرة يفيد من تقنيات املسرح و. التأليف

، تستطيع الرواية أن ضم وتستثمر عناصر متنافرة كالوثائق و. الشعر ولغته املشحونة وصوره املثرية وجمازاته الرائعة

32ص ، املرجع نفسه ، عبد الملك مرتاض -2

Page 15: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

إلرث وا ، واخليال العلمي ، والتعاليم األخالقية ، والتأمالت الفلسفية ، والوقائع التارخيية ، واألساطري ، واملذكرات

3."حىت لتكاد تبدو جنسا بال حدود ، األديب والديين بكل أنواعه

ةـــنشأة الرواي -

في الغرب

لطاملا ارتبطت إشكالية حتديد نشأة األنواع األدبية بآراء عديدة نفت عنها صفة الدقة فيما خيص اإلطار الزمين

الذي احتضن أول بواكريها حبجة ترابط ظهور أي نوع جيد بأخر يسبقه و يشكل له الركيزة اليت ينطلق منها و

تفكري ، إن التفكري يف حتديد نشأة نوع أديب ما" ولاذ يقيف نفس السياق يورد عبد القادر شرشار رأيا مماثال

ألننا ، "امليثولوجيا"ألن الوقوف العلمي الدقيق واملوضوعي على ميالد نوع أديب ما؛ يعترب من باب ، يشوبه احلذر

4."اللهم إال بعض الدالئل اليت حتمل يف مضموا أحيانا أوجه التناقض ، ال منلك مقياسا للوالدة

يقبل عليه الشباب من أجل ، عن البدايات ؛ كانت الرواية يف أوروبا نوعا أدبيا مغمورا ومهمشاباحلديث

بعيدا عن حياة اجلد والصرامة اليت كانت تفرضها األسر األوربية على أوالدها؛ حيث كانت ، االستمتاع والرتفيه

ألن الرواية . هو مدنس وسفلي ناهيك عن موقف الكنيسة املعروف من كل ما ، حتذرهم من قراءة الروايات

وذلك باملقارنة مع األنواع األدبية السامية والنبيلة كالشعر ، الفكاهة ارتبطت باللهو واون والغرام والتسلية و

.وامللحمة والدراما و قد ساد هذا التصور السليب إىل غاية القرن الثامن عشر

جبملة ، يف بريطانيا قبل سواها من الدول ، الثامن عشر لقد ارتبطت نشأة الرواية يف النصف األول من القرن

ارتفاع : لعل أبرزها ، اليت شكلت جوا مالئمة لظهورها وتطورها ، من الشروط االجتماعية واالقتصادية والفكرية

ة و ازدياد نسبة الطلب على املاد ، عدد األشخاص الذين جييدون القراءة والكتابة؛ وذلك بازدياد نسبة التعليم

بسبب رفع ، وخصوصا يف أوساط النساء؛ إذ أتيح هلن متسع من الوقت الذي ميكن صرفه يف القراءة ، املقروءة

.08 ص، 2000 منشورات احتاد الكتاب العرب، ، مرايا الرواية :عادل فريجات -3 .25 ص ، 2003 ، دمشق منشورات احتاد الكتاب العرب ، الرواية البوليسية :شرشار عبد القادر - 4

Page 16: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

وحلول منط ، مع االنقالب الرأمسايل يف بريطانيا ، يف اتمعات املدينية خاصة ، بعض األعباء املنزلية عنهن

ظهور املطبعة وانتشار الطباعة و انتشار اقتصاد . طاعية عالقاته وحياته البديلة حمل منط العالقات واحلياة اإلق

السوق فقد أصبح الكاتب منتجا لسلعة رائجة ينتظرها سوق واسع من القراء باإلضافة إىل بروز النزعتني الفردية

5.واملبادرة الفردية ، املرتابطتني مع تشجيع البحث ، والعلمانية

الرومانس يتألف يف تركيبه من أحداث خارقة حتدث بعيدا عن حياة بدأت الرواية سريا كنوع أديب يسمى ب

واهلدف منها بالدرجة األوىل هو التسلية اليت جيدها القراء عادة من تتبع ، اإلنسان اليومية وواقعها الذي نعيشه

وحدث قبل حدث ال يربط بينها مجيعا غري ، حدث يعقبه حدث آخر: احلوادث اليت حتصل يف تسلسل زمين

إثارة ، ويكون اهلدف منها ، الزمن الذي جيعلها تتسلسل و تنتظم يف خط زمين خيرج عن منطق الواقع واملعقول

فتظل الرغبة تلح علينا الكتشاف ، اخليال و الفضول ملعرفة ما حيدث بعد كل حدث أصبحت معرفته متوافرة

.نعها الكاتب من خياله مجلة وتفصيال احلوادث املثرية اليت ص

بقي األمر على هذا احلال إىل أن ظهرت الطبقة الوسطى يف أواسط القرن التاسع عشر نتيجة الثورة الصناعية يف

فاهتمت الرواية عندئذ مبحاكاة الواقع الذي تعيشه هذه الطبقة اليت متيل دائما إىل أن ترى واقعها ثابتا . أوروبا

وأصبحت الرواية . وهذا ما يسمى بالربجوازية اليت تعىن باحملافظة على الواقع املعيش ، من هزات التغيري صلبا حمميا

يف العصر الفكتوري أهم األنواع األدبية وسيطرت على األنواع األدبية األخرى كما سيطرت الطبقة الوسطى على

6.مؤسسات اتمع املختلفة

وتصبح الشكل األديب الوحيد القادر على استنطاق الذات ، التاسع عشر بيد أن الرواية ستنتعش يف القرن

مع كوكبة من الروائيني ، وختييل فين يوهم بالواقع ، واستقراء اتمع والتاريخ بصدق موضوعي موثق ، والواقع

فقد ، ومن مث… ودويستفسكي ، وتولوستوي ، وفلوبري ، وزوال ، الكبار نذكر على سبيل املثال ال احلصر بلزاك

13/14ص ، 2001دمشق منشورات احتاد الكتاب العرب، ، قراءة خالفية - روائييف مشكالت السرد ال :جهاد عطا نعيسة -5 10ص ، 2001دمشق منشورات احتاد الكتاب العرب، ، املؤثراتفاق الرواية البنية و آ :محمدشاهين :ينظر -6

Page 17: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

واعتربت أيضا أداة للصراع االجتماعي ضد قوى اإلقطاع ، عدت الرواية عند منظريها ملحمة بورجوازية

، وإدانة الواقع املرتدي ، وقد حتولت كذلك إىل سالح شعيب خطري ملناهضة الظلم واالستبداد ، واالستغالل والقهر

تعم فيه السعادة والعدالة ، ونشدان واقع إنساين مثايل أفضل ،والتغين بالقيم األصيلة ، و تسفيه قيمه املنحطة

.حيث يعيش فيه اجلميع بسالم وأمان ، والفضيلة واحلرية واحلب

ومن املعلوم أن الرواية قد ازدهرت يف الغرب يف القرن التاسع عشر حينما برزت أمساء كبار الروائيني مثل بلزاك

ذلك ظهرت يف الغرب بعض احملاوالت الروائية الشهرية بأقالم اإلسباين شارلز ديكنز وفلوبري وقبلتوستاندال و

.سرفانتس مؤلف دون كيشوت واالجنليزي دانيل ديفو مؤلف روبنسن كروز

وفقد الكاتب ثقته مبؤسسات ، تغريت أحوال اتمع األورويب بعد احلرب العاملية األوىل" ، أما يف القرن العشرين

وأصبحت له هوية ، ونتيجة لذلك استقل الكاتب عن اتمع. هيمنتها على الفرد جمتمعه اليت كانت تفرض

قال جويس مرة إنه كتب رواية يوليسيز . مستقلة مكوناا فنية ال قيم وعادات وتقاليد ورغبات اتمع بشكل عام

فقد أصبح عصر ، 7"وقد ثبت ذلك؛ ألا ما زالت مستمرة يف إشغاهلم ، بفنية ستشغل النقاد ملئة عام قادمة

، الرواية بامتياز؛ ألن الرواية كانت وما تزال النوع األديب األكثر انفتاحا على التقاط مشاكل الذات والواقع

كما أا النوع األديب املهيمن واملفضل ، والقادرة كذلك على استيعاب مجيع األجناس واألنواع واخلطابات األخرى

اجلنس القادر على ) جابر عصفور. د(إا كما يرى "، باملقارنة مع الشعر واملسرحلدى الكثري من القراء واملثقفني

8)"53ص ، جابرالعصفور، زمن الرواية(التقاط األنغام املتباعدة واملتنافرة واملتغايرة اخلواص إليقاع عصرنا

عند العرب

وبعدهم املؤلفون األوائل من أمثال ، وقد اثر املرتمجون ، دخلت الرواية إىل الثقافة العربية عن طريق الرتمجة

واخلضوع ملا هو سائد يف األدب العريب آنذاك من خالل إلباس ، املنفلوطي يف تكييفها مبا يتماشى و ذوق القراء

.11 املرجع السابق، ص :شاهين محمد -7 08 ص، املرجع السابق، مرايا الرواية :فريجات عادل -8

Page 18: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

عناصر وقد ظهرت هذه ال ، واملؤلفة حلة تراثية كانت تسيطر على الذوق العام جلمهور القراء ، الروايات املرتمجة

واملؤلفة من الناحيتني ، وكان للمقامات تأثري واضح يف الروايات املرتمجة" ، الرتاثية يف شكل الرواية ومضموا

وكان أللف ليلة ، واملفردات الصعبة ، وكثرة املرتادفات ، فخضعت لغة الرواية للسجع ، واألسلوبية ، الشكلية

، وخضعت األحداث للمصادفات ، ص الروائي معامل بطل احلكاياتفربزت يف الن ، وليلة تأثري واضح يف املضمون

9. "والعجائيب واخلارق

ويعد اتصال العرب بالغرب احلديث منذ مطلع القرن التاسع عشر من العوامل احلامسة يف ظهور عدد من األجناس

.الف من الروايات الغربيةفطوال ذلك القرن ترمجت وعربت اآل. األدبية احلديثة يف األدب العريب ومنها الرواية

منها حماولة سليم . وشهد النصف الثاين من القرن التاسع عشر أوىل حماوالت التأليف الروائي يف اللغة العربية

وروايات جورجي ، "علم الدين"وحماولة علي مبارك ، 1862سنة " اهليام يف جنان الشام"يف كتابه ، البستاين

اليت نشرها حممد املويلحي يف جملة مصباح " حديث عيسى بن هشام "ومن أبرز تلك احملاوالت . زيدان التارخيية

فقد أراد أن يستخدم القالب الروائي لتصوير - وألنه كان حمافظا. 1902وسنة 1900الشرق بني سنة

لكن مع اعتماد لغة نثرية تذكرنا بأسلوب ، آنذاكالتناقضات اليت كان اتمع املصري احلديث يعاين منها

اليت نشرها حممد حسني هيكل سنة ) زينب(واليوم هناك إمجاع يف األوساط النقدية أن رواية . املقامات العربية

.هي أول رواية عربية ناضجة 1912

:لعناصر الفنية للروايةا -

تتميز الرواية عن غريها من الفنون السردية بطوهلا وتشابك األحداث فيها وكذلك بتعدد الشخصيات واألماكن

و قد شبه أحد الباحثني كتابة الرواية ببناء كاتدرائية و من املعروف عن هذا النوع من العمران تعقيد ، واألزمنة

09ص، 2002دمشق ، العربمنشورات احتاد الكتاب ، توظيف الرتاث يف الرواية العربية املعاصرة: محمد رياض وتار -9

Page 19: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

واملقصود هنا أا بناء له شكله اخلاص بني " د شاهني بناءه و كثرة التفاصيل فيه و يف نفس املوضوع يورد حمم

وفوق كل هذا وذاك جيمع بني التفاصيل املعقدة املتداخلة ، وله هيمنة متيزه عن غريه ، األشكال األخرى احمليطة به

واية تتميز عن فإننا نقصد أن الر ، وعندما نقول إن للرواية شكال متميزا ، واملرتابطة مما جيعله يتطلب جهدا فائقا

أي أنه ال يوجد ما ، سائر األنواع األدبية يف أا مزيج من تقنيات أدبية يستخدمها الكاتب دون قيد أو شرط

جيرب الكاتب على استخدام احلوار يف مكان معني دون األمكنة األخرى وال يوجد ما يقيده باالنتقال من وجهة

10."نظر إىل أخرى

الفنية يف الرواية لتشكل يف النهاية احلبكة الفنية و البناء القصصي للرواية ومن هذه تتداخل األساليب التعبريية

:األساليب

أسلوب السرد

بسرد حكاية فيها ، غالبا ، فالراوي يقوم". السرد"ولعل أهم مسة للرواية هي ، لكل نوع أديب مساته الوامسة

تنتظر نسج ، وتربط عناصرها املختلفة خيوط متشابكة ، وبداية واية ، وهلا زمان ومكان ، أحداث وشخصيات

السرد بضمري الغائب أو بضمري املتكلم على لسان راو شاهد على األحداث ويكون الراوي حبكة سائغة و يكون

. كما هو احلال يف السري الذاتية ، نفسه أحد شخصيات الرواية

ولكنها تفضل طريقة السرد ، ية التقليدية ال تقيد الروائي بطريقة حمددة يعرض احلوادث بوساطتهاواملعروف أن الروا

أو ما ، التأرخيي ؛ ألن هذه الطريقة حتافظ على عرض احلوادث من بدايتها إىل ايتها دون تقدمي أو تأخري

ولو كانت الرواية التقليدية تقيد الروائي بطريقة واحدة يف . اصطلح النقاد على تسميته بالنسق الزمين الصاعد

كالتالعب باألنساق الزمنية وتنويع الضمائر ، وملا قبلت التقنيات السردية احلديثة ، السرد ملا تعددت حبكاا

. ن إزاحات فنيةواللغة وخلخلة وحدة احلدث وما إىل ذلك م

.09 صاملرجع السابق، :شاهين محمد -10

Page 20: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

فهو تابع ملشيئة الروائي التقليدي وللزاوية اليت ينظر ، كذلك األمر بالنسبة إىل تنويع طرائق سرد احلوادث

أو ، أو خيتار الالموقع ، قد خيتار الروائي التقليدي موقعا حمددا :" أو بتعبري أكثر حداثـة ، منها إىل حوادث روايته

فإذا حل الراوي يف إحدى الشخصيات كان راويا . ويفضحه يف ذلك كله راويه. دد املواقعيلجأ إىل اإلفادة من تع

وإذا اختار راويا عاملا بكل شيء دل ذلك على أن . ممثال ينم على أن الروائي اختذ مـوقع املشارك املنحاز وموقفه

أما اختياره . ة يف الرواية واالنتقال من شخصية إىل أخرىوترك لراويه العامل فرصة السياح ، الروائي اختار الالمـوقع

رغبة منه يف اإلشارة إىل حياده ، وتركه كل راو حيل يف إحدى الشخصيات ويعرب عن وجهة نظرها ، عدة رواة

11."وتعدد مواقعه

أو ، مها القطع واالختيار ، بعمليتني اثنتني بارزتني تالزمان أي عمل روائي" سرده"والشك أن أي راو يقوم يف

بل خيتار من األحداث ويقتطع ، فليس من املعقول أن يثبت الكاتب كل ما حيدث يف احلياة ، احلذف واإلثبات

.واألهداف املرجوة منها ، منها ما ينسجم مع تفصيالت القصة

كما أا , عادها النفسيةويكون بني شخصيات الرواية ويعمد إليه الروائي ليكشف عن شخصياته وأب: الحوار

.تعينه على بناء احلبكة

وتكون املناجاة . تكثر املناجاة يف السري الذاتية والروايات ذوات البعد النفسي,وهي حوار مع النفس : المناجاة

.حني تتأزم األحداث فتتكشف لنا من خالل مناجاة الشخصية لنفسها أسباب أزمتها

التمهيد لألحداث خبلق البيئة الزمنية والبيئة املكانية و حتديد : الوصف لغايات منهايعمد الروائيون إىل : الوصف

.كما أم يعمدون إليه ليكون لروايام مدى أطول ، وتوضيح معامل شخصيات الرواية

13/14.ص ، 2003دمشق ، منشورات احتاد الكتاب العرب ، الرواية العربية البناء والرؤيا :روحي الفيصل سمر -11

Page 21: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

،يقوم بعض الروائيني بالتعليق على بعض املواقف اليت تتعرض هلا الشخصيات خاصة الشخصية احملورية :التعليق

ومن اإلبداع أال يلجأ . ومن هذه التعليقات تبدو لنا اجتاهات الكاتب السياسية أو االجتماعية أو العقائدية

.الروائي إىل البوح صراحة ذه اآلراء بل جيعل املتلقي يكتشفها من خالل احلبكة

)الحبكة(األحداث وطريقة بنائها أو

بالفرنسية مصطلح intrigueباإلنكليزية و plot احلبكة" :أاتعرف املوسوعة العربية احلبكة يف الرواية على

أفعال هي بنية مؤلفة من جمموعة أحداث األدبواحلبكة يف ، حديث االستخدام نسبيا يف لغة النقد األديب

أي ، قد تتشابك بسبب تعارض الرغبات وبسبب عوامل خارجية ال سلطة لإلنسان عليها ، مرتابطة فيما بينها

ترتبط احلبكة . 12"وقد نظم املؤلف تسلسل أو تداخل هذه األحداث بوعي انتقائي ، إن هناك صراعا ومعوقات

.ارتباطا وثيقا باجلانب الدرامي يف فنون السرد

وإذا ساغ لنا تشبيه القصة ... وفق منطق سبيب معقول ، رواية من تسلسل وقائع تشكل بنية سرديةال بد لل "

بكل ما يكوا من ، فإن احلبكة هي اهليكل العظمي هلذا الكائن الذي ترتبط به كل األطراف ، بكائن عضوي

، وما مينحها من قسمات ،وما حيمي باطنها من حلم وجلد ، وما جيري يف عروقها من دم ، عضالت وأعصاب

.13..."وما جيملها من تناسق

فهو يرويها بلسان كائن آخر ، و تنتظم احلبكة من خالل الراوي الذي يستعني به الكاتب لسرد أحداث الرواية

وحنن . ولكنه قدير على كل شيء ، فهو ال يرى ، كاتب الرواية باهللا يف الكون) فلوبري(وقد شبه . خيتفي يف ظله

.وهذا هو العقد اخلفي ما بني الكاتب وقرائه... ولكننا ال نعاينه ، نشعر بوجوده يف كل مكان

22/02/215_ اطلع عليه بتاريخ 27:البحث ضمن الد ةقم صفحر ، املوسوعة العربية: دبالحبكة في األ -12

http://www ،arab-ency ،com/index ،php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=224 13 . 08 ص.ص ، املرجع السابق ، مرايا الرواية :فريجات عادل -13

Page 22: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

لتنتهي ، فهي تنقاد خبيوط خفية ، ولكنها ال تطابقه ، إن األحداث اليت تشكل احلبكة يف الرواية أحداث متاثل

14*إن الكاتب اجليد كما يقول ادغار آالن بو.... أو معىن ، أو رؤية ، ولتقدم وجهة نظر ، اية غري اعتباطية

هو من يضع نصب عينيه السطر األخري عندما يكتب السطر األول بدليل اإلرهاصات اليت كانت توحي بوقوع

ذي يعرف فيه الكاتب و بإجياز فإن السرد اجليد الناجح ال. أحداث معينة الحقا فتقع تلك األحداث الحقا

.أو إخفاقها ، هو معيار جناح الرواية ، موضع قدمه عند كل خطوة خيطوها

:الشخصيات) ج

تتضمن الرواية شخصيات تدور حوهلا األحداث أو حترك األحداث وهذه الشخصيات تكون شخصيات حمورية

ات ثانوية تستكمل ا اخللفية رئيسة تصنع األحداث وحتدث الصراع فهي إما شريرة أو خرية و أيضا شخصي

لألحداث دون أن يكون هلا تأثري يف سريها أو منوها ويف دراستنا للرواية علينا أن نتعمق يف فهم الشخصيات

.وذلك من خالل احلوار أو املناجاة ، وتفسري تصرفاا والكشف عن دوافعها النفسية وطباعها

متتلك مصداقيتها يف مشاتها ، ذات بناء واقعي مركب - عموما -شخصيات الرواية : في بناء الشخصيات

، فهي شخصيات مسطحة ، أما شخصيات امللحمة. يف أشكاهلم وطبائعهم وأقواهلم وأفعاهلم ، للبشر احلقيقيني

... قبح -مجال ، جنب - شجاعة ، ضعف - قوة ، شر - خري(واجلسمية غالبا ، وأحادية األبعاد النفسية ، منطية

. الصبغة الواقعية املقنعة -عموما –تفتقد ، ميكن اعتبارها تشخيصات إسقاطية ألفكار الكاتب حبيث ، )اخل

من الضرورات الزمانية - غالبا –عرب شخصيات متحررة ، وممارساا مليئة بكثري من املصادفات والعجائب

.املكانية

:والشخصيات نوعان يف مراحلها املختلفة

واحدا من أقدم املمارسني بوكان ، ريكيةماأل احلركة الرومانسيةمن مؤلف، وشاعر، وحمرر، ويعترب جزء أمريكي ناقد أديب :*الن بوآدغار إ -14

كان أول كاتب أمريكي معروف يسعى يف حماولة لكسب لقمة العيش من ، يخيال التحر ويعترب عموما خمرتع نوع ، األمريكيني يف القصة القصرية .مما أدى إىل حياة صعبة ماليا ومهنيا ، خالل الكتابة وحدها

Page 23: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

: يسميه النقاد الشخصية الجاهزةنوع - أ

. وهي الشخصية الثابتة اليت تبقى على حاهلا من بداية الرواية إىل النهاية دون أن حيدث هلا أو فيها أي تغيري

:نوع يسمونه الشخصية النامية - ب

تكتمل الرواية وهي املتطورة اليت تتطور من موقف إىل موقف حبسب تطور األحداث وال يكتمل تكوينها حىت

.وهذه الشخصية إما خيالية أو حقيقية تصرف فيها الكاتب حىت جعلها موافقة حلوادث القصة

:ولشخصية الرواية أبعاد ثالثة

. وغريها من الصفات اجلسمية ، الشكل اخلارجي و لون البشرة و الطول ومالمح الوجه: البعد الجسمي -

. الثقافة والعقيدة و العادات و التقاليد: البعد االجتماعي -

.العواطف واألفكار اليت تراود هذه الشخصية وردود أفعاهلا جتاه املواقف واألحداث: البعد النفسي -

.و ميكن إدراج أبعاد أخرى كالبعد اإلنساين و البعد الوطين و حىت البعد اإليديولوجي

خطوط الرواية وإن تعددت وتشابكت يف مكان يكون اتساعه أو تسري : )الفضاء الروائي(الزمان والمكان

كما يتمدد املكان يف الرواية يتمدد ، ضيقه وفق تنوع األحداث وتواليها ومن املألوف أن تتعدد األمكنة يف الرواية

الزمان يف وعلينا أال مل دراسة املكان أو ، الزمان حبيث يستغرق يف بعض الروايات حياة الشخصية احملورية كلها

الرواية فرمبا يتضمن كالمها تفسريا لكثري من األحداث فيها وكشفا لتنامي شخصياا و تأكيدا على أمهية هذين

ومع ، فيما بينهما من جهة ، الزمان واملكان الروائيان متعينان ومرتابطان:" العنصرين يقول جهاد عطا نعيسة

جون "هما يشكالن استجابة واضحة ملبدأ االستفراد الذي أكده ف. مجلة عناصر البنية الروائية من جهة أخرى

Page 24: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

فاألفكار تبقى عامة بفصلها عن ظريف الزمان . وحدده بالوجود يف موضع خاص زمانا ومكانا 15"*لوك

16."واملكان

:ةــاللغة الروائي

الكلمات للتعبري عن أهم عنصر يف الرواية هو اللغة ونعين به أسلوب أو طريقة الكاتب يف صياغة مجلة واختيار

فاألسلوب كما يعرب . فكرته أو رسم الصورة املتخيلة يف ذهنه أو نقل أو إخراج ما يدور يف نفسه من أحاسيس

إنه طريقة الكتابة أو طريقة اإلنشاء أو طريقة اختيار األلفاظ وتأليفها للتعبري ا عن املعاين بقصد : عنه النقاد

.اإليضاح والتأثري

وجيب . اللغة عن إحساس وفكر املؤلف بشكل مشوق جيذب القارئ إىل متابعة األحداث دون مللجيب أن تعرب

توظيف لغة ، الوضوح: أن يتسم األسلوب اللغوي الذي ينتهجه الكاتب بالتايل - حسب كتاب الرواية األوائل -

.أنواعهاثرية باملفردات و التشبيهات و الصور البالغية و االستعارات على اختالف ، منمقة

، أما من خلفهم من احلداثيني فريون أن حرص الرواية على الظهور مبظهر التقرير احلقيقي عن التجارب الفعلية

ومن مث تكييف أسلوب نثري يضفي ، استدعى االنفصال عن التقاليد اللغوية السائدة ، اليت يعيشها الناس

من أمناط احملسنات –ما أمكن –عارية ، طبيعية ، التناول مصداقية تامة على هذا التقرير؛ وذلك عرب لغة سهلة

بأقرب التعابري ، والزخارف واملبالغات اللفظية؛ لغة حتتفي أميا احتفاء بتقدمي العامل السردي وشخصياته وحواراته

ه من خطر وحتذيرات" جون لوك"وهو الغرض احلقيقي للغة وفقا ملنهج ". إيصال معرفة األشياء"وأكثرها قدرة على

؛أي لغة احلرفيني والريفيني والتجار 17"حبث يف الفهم البشري"يف اية الكتاب الثالث من مؤلفه ، اللغة البالغية

ما حييلنا مباشرة إىل مسامهات األستاذ عبد امللك . قبل لغة األملعيني والدارسني؛و لغة احلياة احلقيقية ما أمكن

هو مقال عن الفهم اإلنساين الذي يشرح فيه نظريته حول لوكجترييب ومفكر سياسي إجنليزي ومن أكرب أعمال فيلسوفهو :*جون لوك -15 ، عند التعرف على العامل) الذهن(الوظائف اليت يؤديها العقل

24 ص ، ، املرجع السابق:جهاد عطا نعيسة -16 35ص ، 1991دمشق ، وزارة الثقافةترمجة ديب ثائر، ، نشوء الرواية :يانإ واط :ينظر -17

Page 25: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

قيقة كون اللغة انسجام و تناغم نب هذه املسألة اخلالفية فهو يدفع حبمرتاض يف ما ذكر أنفا بغية فهم جوا

انتظام و يقول بأن اللغة اإلبداعية نسج مجيل موشى و أن األديب احلق هو من جيعل اللغة تتوزع على مستويات و

اليت جتري يف دون أن يشعر القارئ باختالهلا و ذلك باإلبقاء عليها يف مستوى فين عام موحد كالبنية الكبرية

18.فلكها بىن خمتلفة دون ان تتفكك أو تنعزل

لغة ينفي عنها صفة التقعر و اإلغراب .بتبين لغة شعرية عالية املستوى يف الرواية و لكن ليست كالشعر يطالبو

فالرواية تصوير للواقع و.من جهة و كذا يدعو إىل عدم و وقوعها يف اإلسفاف و اهلزال و الركاكة من جهة أخرى

أما الدراسات التارخيية لن تقبلها .ليست واقعا و إال لكانت تنتمي إىل الدراسات التارخيية بدل انتماءها لألدب

لبعدها عن الدقة العلمية و الصرامة املوضوعية و أما األدب فلن يباركها الن لغتها ال تسمو ا اىل مصاف

.ه كل شيءاآلداب فإن غاب السحر اللغوي عن العمل الروائي غاب عن

خطة كتابة الرواية

هي عادة البوابة اليت يدخل القارىء منها إىل جو الرواية وا يعرف شخصياا وطبائعهم وأوصافهم : المقدمة

فيجعلها قوية جذابة للقارئ حبيث يكون فيها موجزا ذو طابع عذب نقي ، جيب أن يكون الكاتب بليغا ).وبيئتهم

و. والتمادي يف اخليال خيمد عزمية القارىء فيرتك الرواية ويذهب إىل غريها ، حىت ال ميل القارىء يف اإلطناب

ه املقدمة طريقه البد أن تكون املقدمة شيقة حىت يتابع القارىء الرواية بشغف حىت يصل إىل النهاية وتكون هذ

.مث يتدرج يف احلادثة حىت يصل إىل العقدة أو الذورة ، إىل احلادثة

168ص املرجع السابق، ، :مرتاض عبد الملك :ينظر -18

Page 26: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:العقدة أو الذورة

تضطرب عواطف القارىء وتزداد رغبته يف معرفة ما سيحدث ويكون يف غاية االنتباه والرتكيز و التطلع إىل ما

.وما يكون احلل هلذه احلادثة أو املشكلة ، حيصل

يربزالكاتب قدرته وكفاءته يف التشويق واإلثارة حبيث يشعر القارىء بأنه دخل ذلك العامل ومتادى معه وكأنه و هنا

.هو املعين فيتابع بكل شوق حىت يصل إىل اللحظة األخرية والنتيجة النهائية

:الحل

.هو آخر ما تصل إليه القصة وهي نتيجة ائية للعقدة وحل ملشكلتها

. دات معربة حتاول أن دىء القارئ وتزيل حالة الرتقب جراء ما كان يف العقدة من متغرياتيوظف الكاتب مفر

أو كلمة للكاتب ترمي ، بل مجلة أو اثنتني تنهي ا الشخصية احملورية القصة ، واحلل ال يكون وصفا وال عرضا

.إىل نتيجة حامسة أو ترتك خيال القارئ يقرر ما يريد من خالل اية مفتوحة على كافة االحتماالت

Page 27: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

الهدف أو الغاية من رواية األديب

.البد لكل رواية أو قصة من هدف يسعى الكاتب أن حيققه من كتابة هذه الرواية

ت وبيئات وحوادث وغريها إمنا هي وسائل يديرها ويشغلها حىت فكل ما يستعمله الكاتب وخيرتعه من شخصيا

:يصل إىل غايته وفكرته اليت يسعى إليها ورمبا تكون هذه الغاية بـ

.اإلصالح االجتماعي -

اعرتاض على احلكومات اجلائرة والسياسات الفاسدة -

.نقد أحد الشخصيات اليت تضايقه يف اتمع -

.غريه معرتض عليها ومنكرهلانظرية يريد أن يثبتها و -

.أو اهلدف هو السخط على احلضارة واحلياة -

وأحيانا يكون اهلدف غامضا يلمحه القارىء أو ممن كانت له ملكة أدبية ومعرفة بأسرار األمور األدبية يفهمها من

.وأحيانا يكون واضحا ومباشرا وصرحيا . خالل بعض املشاهد أو احملاورات ويستشف املغزى

ويف بعض األوقات ال تظهر فكرة الكاتب بوضوح حىت لألدباء والنقاد وهنا تتعرض الرواية أو القصة إىل التحليل

وقد ال خترج هذه الفكرة أبدا ، النفسي للكاتب من خالل أعماله الفنية واألدبية وهذا ما يقوم به علماء النفس

تب كما حصل لألديبة فرجينا وولف اليت بينت يف أحد مهما حبث الباحثون وحلل احملللون إال بعد موت الكا

طبعا . فلم يكتشف هذا أحد إال بعد أن انتحرت وحللت أعماهلا األدبية ، أعماهلا أا ستقدم على االنتحار

هؤالء احنرفوا عن اهلدف األمسى من العمل الروائي والذي حتول يف نظرهم إىل هروب من واقع ساخط مل يعاجلوه

صحيح وإمنا عربوا عن هذا السخط باالنتحار وهذا هو احنراف عن مجاليات الفن الروائي واإلبداعي بالشكل ال

.الذي يكون وسيلة للتغيري والتعمري والبناء

Page 28: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:رالنشأة والتطو : األدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية -

من أبرزها االحتالل الفرنسي االستيطاين للجزائر والذي ، إن األدب اجلزائري باللغة الفرنسية وليد عوامل كثرية

واستعمل خمتلف الطرق بغية حتقيق ، اختذ من سياسة التجنيس وسيلة لطمس اهلوية اجلزائرية والعربية واإلسالمية

ني لغتهم حظر تعليم اللغة العربية وحماربة املدارس القرآنية والزوايا اليت اضطلعت مبهمة تعليم اجلزائري: ذلك منها

ويف املقابل قام االحتالل الفرنسي بتشجيع احلمالت التبشريية وإنشاء املدارس ، ودينهم وتقويض دور املسجد

الفرنسية املختلطة يف املدن واليت ضمت أغلبية فرنسية وأقلية جزائرية لتكريس تعلم اللغة الفرنسية باعتبارها لغة

ويعتنق األفكار اليت تشيد ، القيم الفرنسية بوصفها القيم املثاليةثقافة وحضارة ولتكوين جيل جديد يتطلع إىل

الشرعية - حسب زعمها - حق أورثتها إياه ، وحق فرنسا يف امتالك األرض وحكم الشعب ، بفرنسية اجلزائر

.التارخيية خلالفة اإلمرباطورية الرومانية اليت عمرت طويال يف مشال إفريقيا عامة واجلزائر خاصة

:الكولونيالياألدب - أ

انبثق عن املدارس املختلطة يف اجلزائر خنبة مثقفة من اجلزائريني الذين اتسعت نظرم للعامل واجنلت بصائرهم عما

وأن تعزز انتمائهم ، اليت أرادوا هلا أن تكون بديال عن لغتهم األم - فاختذوا من اللغة الفرنسية ، حيدث لبالدهم

من خالل كتابات قصصية وروائية ، لشعب والدفاع عن حقوقه وحتصيل حريتهوسيلة للتحدث بلسان ا - لفرنسا

وقد متظهرت هذه الكتابات . حتاكي الواقع وتفضح زيف اإلدارة الفرنسية يف اجلزائر وما ترتكبه يف حق الشعب

الة "نشرا كتبها حممد بن رحال و " انتقام الشيخ"االدبية من خالل عناوين كثرية كان أوهلا قصة قصرية بعنوان

أما أول سلسلة من القصص فقد ، )1891أكتوبر 03- سبتمرب26(يف العدد الثالث " التونسية األدبية والفنية

191219ونشرت يف صحيفة احلق سنة " مسلمون ومسيحيون"كتبها أمحد بوري حتت عنوان

ص ، 2013، 01 الطبعة، اجلزائر -دار ميم للنشر دراسة سوسيو نقدية، - ية اجلزائرية املكتوبة بالفرنسيةالروا :جبور أم الخير :ينظر -19

36/37

Page 29: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:الرواية االندماجية: األدب الكولونيالي -

وباعتبار ، وشغلوا وظائف هامة ، استعانوا باحلرف الفرنسي كانوا من الطبقة املثقفةإن الكتاب اجلزائريني الذين

.فلقد ساندوا مبدأ االندماج ونادوا باملساواة بني اجلزائريني والفرنسيني ، أم خترجوا من املدرسة الفرنسية

البداية الفعلية 1920سنة "" ”Jean Dejeux"جان دجيو"يعترب مؤرخ األدب اجلزائري باللغة الفرنسية

لصاحبها " أمحد بن مصطفى القومي"لألدب اجلزائري باللغة الفرنسية وذلك تزامنا مع صدور أول رواية بعنوان

اليت كتبها عبد القادر حاج محو سنة " زهرة زوجة املنجمي:"وتلتها رواية أخرى منها 20 القايد بن الشريف

ملاذا احتاج األدب اجلزائري كل هذا الوقت للظهور : هو ولعل السؤال الذي يتبادر إىل األذهان. 1925

وأما جواب هذا السؤال فيكون بالرجوع إىل السنة اليت سبقت صدور أول رواية ، والتموضع على الساحة األدبية

رنسية وهو تاريخ انتهاء احلرب العاملية األوىل وإعالن مبادئ ولسون اليت أعقبها انفراج نسيب يف تعامالت اإلدارة الف

وقد . اليت ألغت معظم مواد قانون األندجيانا العنصري 1919فيفري 04مع اجلزائريني وذلك تطبيقا لقوانني

اعتربت اإلدارة الفرنسية ذلك مكسب مستحق للجزائريني الذين حاربوا إىل جانب الفرنسيني يف ساحات معارك

فنتج عن كل هذا ، ملصانع الفرنسية خالل فرتة احلربإبان احلرب العاملية األوىل وكذا الذين سامهوا يف تشغيل ا

، حصول اجلزائريني وألول مرة منذ تاريخ االحتالل على حق إنشاء األحزاب السياسية واملشاركة يف االنتخابات

مكاسب اختارت فرنسا االستعمارية توقيت منحها للجزائريني بعناية وذلك استعدادا ، وإصدار الصحف

ذكرى أرادت من خالهلا أن ترسم صورة ). 1930(ى املئوية الحتالل اجلزائر اليت تصادف سنةالحتفاهلا بالذكر

فكانت مكاسب رمزية وحريات ، اجلزائر الفرنسية املتحضرة وتوهم الشعب أنه جيين مثار احتالل فرنسا ألراضيه

ش اإلنتاج األديب من أبرز ولكن كان انتعا ، وامهة الغرض منها تربير االغتصاب املتواصل لكل من هو جزائري

.نتائجها

74ص ، 2013، 01، الطبعة دار التنوير اجلزائر ، نشأته وتطوره وقضاياه - األدب اجلزائري باللسان الفرنسي : منور أحمد :ينظر -20

Page 30: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

القادر باإلضافة إىل روايت القايد بن شريف وعبد - (1920-1930)أهم األعمال اليت أنتجت يف هده الفرتة

Maamoun l’ébauche d’un " "مأمون بدايات مثل أعلى "نذكر رواية -محو املذكورتني سابقا

idéal " العلج أسريبربروسيا" ة ورواي 1928لشكري خوجة الصادرة سنة" " El Euldj, Captif Des

Barbaresques " للمؤلف نفسه 1929سنة.

م كانوا ضحية لإلدارة الفرنسية أي أ ، ع الباحثون و النقاد إىل إضفاء صفة اخلضوع على كتاب هده احلقبةز ين

ويشعرون باالمتنان جتاه فرنسا ويكتبون جلزائر ويبدوا ظاهرا من خالل كتابام أم تشبعوا بالثقافة الفرنسية بل

Bou-El Nouar , le "اجلزائري الشاب, بولنوار" فرنسية تنعم بالسالم ومثالنا يف ذلك رواية

jeune algérien "

من حظ كل اجلزائريني أن تكون الدولة األكرب و األكثر حضارة هي : "كتب أن لصاحبها رابح زنايت الذي

وحيذو حذوه أيضا شكري خوجة عندما ، 21"عها متكن اجلزائري من أن خيطو خطوات عمالقة املعلمة فم

وأنا .. وأنا أشعر برغبة غامضة أن أقدم شيئا يفيدها ، متلك فرنسا حقوقا علي" يتساءل البطل مأمون قائال

22" .هي فكرة الوطن اليت بدأت تتفتح بداخلي ، وهذا رائع أن أجده. العريب يل هدف

رغم أن هده الروايات مل تتصد للواقع االستعماري املرير الذي عايشه الشعب اجلزائري إال أا متكنت من تسليط

الضوء على بعض اآلثار السلبية اليت انتشرت يف اتمع نتيجة االحتكاك بالثقافة الدخلية منها اإلدمان على اخلمر

Zahra, la femme du " "إمرة املنجمي، زهراء"عا رواييت الظاهرتان اللتان عاجلتهما تبا ، ولعب القمار

mineur" مأمون بدايات مثل أعلى " ورواية " " Maamoun l’ébauche d’un idéal" ، أما

العروبة (الروايات اليت صدرت الحقا فقد اهتمت بتصوير انتماء اجلزائريني الذي شتته االستعماري بني قيمه الوطنية

مرمي "من جهة والقيم الفرنسية الدخلية اليت فرضها من جهة أخرى ومن بينها نذكر رواية ) واإلسالم واألمازيغية

37ص املرجع السابق، ، :جبور أم الخير -21 38ص املرجع نفسه، -22

Page 31: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

اجلزائري ، بولنوار " ، حملمد ولد الشيخMyriem dans les palmes " 1934 " "بني النخيل

ليلى فتاة جزائرية "لرابح زنايت وكذا رواية « Bou-El Nouar , le jeune algérien»" الشاب

"« Leila jeune fille d’Algérie » جلميلة دباش كانت هذه الروايات تدور يف فلك البحث عن

املرء جزائريا وما يوازيه من انتماء وكونه تابعا لإلدارة الفرنسية وما ينجز عنه و تتأرجح شخصياا بني كون ، الذات

متظهر البحث عن الذات يف الرواية من خالل ما دعت إليه القوى السياسية اليت واكبت تلك الفرتة . من التزامات

املساواة يف احلقوق ونذكر منها شخصية فرحات عباس الرجل السياسي الذي مثل التيار االندماجي ونادى ب

والنظرة املتبادلة ، والواجبات بني اجلزائريني والفرنسيني الذين لطاملا اصطدموا باهلوة العميقة اليت فصلت بني الثقافتني

ونظر الفرنسيون إىل اجلزائريني ، فقد نظر اجلزائريون إىل الفرنسيني بعني الغريب والدخيل عليهم ، اليت مل تتغري

مولود فرعون من : ونذكر من األدباء الذين ساندوا فكرة االندماج والتعايش بني األهايل واألوربيني ، باحتقار ودونية

خالل روايته ابن الفقري اليت كانت أقرب إىل السرية الذاتية من خالل تصوير واقع اإلنسان يف بالد القبائل وكيف

. فرنسا أو االختالط م يف املعاهد ودور التعليمميكن حلياته أن تتغري باالحتكاك باألوربيني أما باهلجرة إىل

كانت هذه السمات الغالبة على الرواية اجلزائرية املكتوبة باللغة الفرنسية منذ البدايات واليت ما لبثت أن اعرتاها

واليت متكنت 1945ماي 08التغيري متاشيا مع ما فرضته األحداث العاملية كانتهاء احلرب العاملية الثانية وجمازر

.من تغيري قناعات صناع الرواية وتوجيه دفتها حنو كتابة ذات شكل مغاير

Page 32: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:األدب الكولونيالي الثوري - ب

تأثرت اجلزائر مبا متخضت عنه جمريات احلرب العاملية الثانية باعتبارها مستعمرة إلحدى الدول اليت دارت رحى

وقياسا على كون األدب مرآة ، حىت خارج حدود أراضيهااحلرب على جزء من أراضيها وشاركت فيها بقواا

ويعزو مولود فرعون ذلك لتطور ، فقد ازدهر اإلنتاج الروائي بعدما وضعت احلرب أوزارها ، الواقع ونبض الشارع

ء خالل احلرب العاملية الثانية حدثت أشيا" احلس الفين والشعور باحلاجة إىل اإلنعتاق وامكانية حتقيق ذلك فيقول

فخرجنا من ذلك ، كثرية شاركنا فيها حنن اجلزائريني فشعرنا على إثرها بتهيب وابتهاج أي خروجنا من املأزق ممكن

23"املأزق بالكتابة قبل أن خنرج منه يف الواقع

" لعلي احلمامي و الثانية بعنوان " Idriss" "إدريس: "صدور روايتني األوىل بعنوان 1948فقد شهدت سنة

جند أن احلمامي كان أحد ، ملالك بن نيب و بالرجوع إىل اخللفية الفكرية لكل منهما" Lebbeik" " لبيك

الكتاب الذين عرفوا بنضاهلم الطويل ضد االستعمار أما مالك بن نيب فهو مفكر إسالمي أخذ على عاتقه مهمة

ت اليت انتشرت داخل اتمع اجلزائري و تقدمي احللول هلا و لعل أبرز ما دعا إليه اإلصالح و اإلرشاد و نقد اآلفا

.بن نيب هو العودة إىل القيم األخالقية األصيلة و التشبث بالعقيدة اإلسالمية السمحاء من أجل التحرر

، الفرنسيشكلت هذه الروايات بنية األساس الجتاه جديد شق طريقه داخل األدب اجلزائري باللسان

هذه األخرية أخذت على عاتقها تصوير واقع ، فقد لوحظت طفرة هامة يف نوعية املضامني اليت محلتها الروايات

و لعل من بني ، البؤس و احلرمان الذي يعيشه اجلزائري و تسليط الضوء على الوجه احلقيقي لالستعمار الفرنسي

لرواية اجلزائرية اليت جتاوزت الصورة النمطية املقدمة سابقا عن أهم الروايات اليت شكلت منعطفا حامسا يف تاريخ ا

العالقة املثالية بني اإلدارة االستعمارية و األهايل لتغوص يف واقع الشعب الذي كابد القهر لسنوات طويلة هي

اجلوع اليت تصف الفقر و 1952د ديب سنة حملم "La Grande Maison" "الدار الكبرية "رواية

25ص ، 1982 ديوان املطبوعات اجلامعية، ، تطور األدب القصصي اجلزائري :عايدةأديب بامية -23

Page 33: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و تكشف الستار عن فئة جديدة تسمى باملناضلني الذين يعيشون بني أفراد الطبقات ، نتيجة االحتاللالسائد

كما كشفت الروايات اليت توالت بعدها ال سيما رواييت ، الدنيا من الشعب و ينشطون ضد االستعمار يف اخلفاء

الصادرة سنة "Le Métier à Tisser" النول"و 1954الصادرة سنة " L’Incendie" "احلريق"

و ، عن معاناة فئات أخرى من الشعب مثل العمال" الدار الكبرية " اللتان تعتربان امتدادا لرواية ، 1957

فمهما اختلفت املهنة و لكن ، احلرفيني داخل املدن و الفالحني املستعبدين من طرف املعمرين يف األرياف

.الوضع املزري طال اجلميع دون استثناء

األوساط الفرنسية اليت اعتربت أن التلميذ قد تعلم الدرس " حممد ديب " لتوجه الروائي اجلديد الذي قاده أدهش ا

فقد استعمل حممد ديب لغة فرنسا االستعمارية اليت أرادت من خالل تلقينها ، و هو اآلن ينتقض ضد معلمه

يعكس حقيقة عاءام أمام العامل أمجع و يف ادسالحا يكشف ز ، للجزائريني أن تكون بديال هلم عن لغتهم األم

و قد لقي استنكارا 24و ذا مسي التيار بأدب املقاومة ، الظلم و العدوان الذي يتعرض له الشعب اجلزائري

حىت أضحت صوت ، بينما احتفل به اليساريون و اعتربوه تأصال واضحا للغة الفرنسية ، شديدا لدى اليمينيني

و يبدو ذلك جليا من خالل قيام دور النشر الفرنسية بإصدار هذه الروايات و تبنيها أدبيا ، الشعب و منقذه

و قد سارت على درا ، حىت صارت أكثر أدب مقروء عرفته تلك الفرتة بني املثقفني الفرنسيني أنفسهم ، وثقافيا

" ملولود معمري " Le Sommeil du Juste" "نوم العادل"العديد من الروايات نذكر منها رواية

ورواية ، الذي ينقلنا لنعايش حالة البؤس و احلرمان اليت عاشتها القرى و املداشر القبائلية 1955الصادرة سنة

مظاهر االستغالل و الظلم " كاتب ياسني "اليت يتناول فيها 1956الصادرة سنة " Nedjma" "جنمة "

اليت قمع فيها املستعمر بوحشية 1945ماي 8ا جمازر الذي مارسه املعمرون على أبناء األرض و يصور فيه

.25واعتربت نوعا من الكتب اليت تسبق الثورات وختطط هلا املتظاهرين من أجل احلرية و العدالة

. 99ص، 1986ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر صورة الفرنسي يف الرواية املغاربية، : عبد المجيد، حنون: ينظر -24 . 320، دمشق، ص1983، ماجستري 1982إىل 1830الرواية اجلزائرية املكتوبة بالفرنسية، حبث يف تطور عالقة اإلنتاج الروائي باإليديولوجية من : أمين، الزاوي: ينظر - 25

Page 34: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و لتتوضح الرؤية حول األحداث اليت سامهت ، رمست هذه الروايات الصورة اليت آلت إليها اجلزائر يف تلك الفرتة

وأعطت مفهوما جديدا للدفاع عن احلرية ، ة التحريرية اليت فسحت اال للنضال العسكرييف اندالع الثور

و مل يتهاون الكتاب عن ، و الذي كان على ساحات املعارك اليت دارت رحاها يف كل مناطق اجلزائر ، املغتصبة

اومة الشعبية كان أبطاهلا من كل مواكبة احلدث من خالل تصوير وقائع الثورة املسلحة و تقدمي مناذج من صور املق

االعتقال و القتل ت الشعب وكشف أبشع صور التعذيب و فئات اتمع اجلزائري و أطيافه وكذا ختليد تضحيا

La dernière Impression" "االنطباع األخري "والتهجري اليت تعرض هلا ومثالنا يف ذلك رواية

" و 1960الصادرة سنة " L’élève et la Leçon" " التلميذ و الدرس" ، 1958الصادرة سنة "

الصادرة سنة " Le Quai aux Fleurs ne Réponds Plus" "رصيف األزهار ال جييب

حملمد ديب الصادرة سنة " Un été Africain " "صيف إفريقي "و رواية ، ملالك حداد 1961

1959 .

)ما بعد الكولونيالية( رواية ما بعد االستقالل -

فاألدب يتلون حسب حاالت السلم و احلرب و لكن الثورة , مل يكن االستقالل مرادفا لنهاية لألدب النضايل

تصور فلم تربح تعاجل قضايا الثورة و ‘ التحريرية قد ألقت بظالهلا على الرواية اليت تلت استقالل اجلزائر عن فرنسا

و قد وصف هذا االجتاه بكونه منحازا إىل , إىل األبد مآسيها و تؤرخ لفرتة زمنية عصيبة غريت مالمح الشعب

Les Enfants" "أطفال العامل اجلديد"الثورة و متأثرا ا و نذكر أمثلة عن روايات فرتة الستينات منها رواية

du Nouveau Monde ")1962 ( األفيون و العصا "آلسيا جبار و رواية"L’Opium et le

Bâton " )1965 (أصابع النهار "ري و رواية ملولود معم" "Les Cinq Doigts du Jour "

Les Barbelés de" "أسالك احلياة الشائكة " حلسني بو زاهر و ايضا رواية ) 1967(

Page 35: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

l’Existence " بالوعي الوطين و قد سامهت هذه الروايات يف تعميق اإلحساس) 1962(لصاحل فالح

.اإلشادة بأجماد الثورة و تضحيات الشعبو

لعل أهم ما ميز فرتة بداية الستينات غياب مالك حداد عن الساحة األدبية غياب أراد به أن ينأى بنفسه عن و

تيار الكتابة باللغة الفرنسية اليت استعان ا حملاربة املستعمر ومل يعد هذا السبب قائما بعد أن نالت اجلزائر

ختيار الكتاب اجلزائريني العيش خارج اجلزائر بعد سنة و كان ا 26)باستثناء بعض األشعار املتفرقة(استقالهلا

حبجة عدم توفر ، اليت شهدت االنقالب العسكري الذي قاده هواري بومدين على نظام الرئيس بن بلة 1965

املناخ الدميقراطي للتعبري حبرية عن أرائهم و قد عرف أدب تلك الفرتة املنشور يف فرنسا بأدب النزعة االحتجاجية

الثورة و مسارها النضايل ماعية و السياسية حيث نددوا بتحول احلكم على يد العسكر عن أهدافاالجت

" رقصة امللك "انتقدوا األوضاع االجتماعية السيئة اليت يعيشها الشعب و نذكر من بني هذه الروايات رواييت و

"La Danse du Roi ")1968 ( اله ارض الرببر"و " " Dieu en Barbarie) "1970 (

" "ضربة مشس"و ) La Répudiation " )1969" "التطليق"حملمد ديب و رواييت

L’Insolation ) "1972 (و قد سعى هذا األدب اىل توجيه اجلماهري إىل واقع أديب ، لرشيد بو جدرة

أفضل ملسايرة الثورة االشرتاكية من اجل خالص األمة من اجلهل و املرض و التخلف الذي ورثته عن احلقبة

.االستعمارية

وقد استمر هذا التوجه طوال فرتة اية الستينات و السبعينات فقد محل الكتاب على عاتقهم مهمة رصد

خملفات االستعمار اليت انعكست سلبا على اتمع ونقد األوضاع االجتماعية القاسية اليت يتخبط فيها الفرد

اهلوية اجلزائري و قد طفت إىل السطح موضوعات أخرى جتسدت من خالهلا شخصيات روائية تعاين أزمة

" ذاكرة الغائب"ملغيبة من خالل روايات االنتماء مثل إشكالية اهلوية الوطنية اجلزائرية و الثقافة األصيلة او

. 1961امسعين أناديك 1956الشقاء يف خطر : الشعرية مالك حداددواوين -26

Page 36: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

"Mémoire de l’Absent ) "1974 ( املنفى و احلرية"رواية" "L’Exil et le

Désarroi) "1976 (مازيغية من خالل رواية الطاهر جاووت ألاهلوية ا لنبيل فارس أو ملعاجلة قضية

La" "العبور"ية أو روا) Les Chercheurs d’Os) "1984 " 27"الباحثون عن العظام"

Traversée ")1982 (ملولود معمري.

و ال نغفل الروايات اليت ظلت على نسقها األول و اليت صدرت يف فرتة السبعينات و الثمانينات و اليت الزمت

موضوعات الثورة و التحرر و أخرى أخذت على عاتقها تسليط الضوء على األوضاع السياسية و االجتماعية

لواقع املعيشي و رصد نبض الشارع باإلضافة إىل موضوع السرية الذاتية الذي ظل حاضرا على بغرض حتسني ا

.الدوام يف الروايات اجلزائرية املكتوبة باللغة الفرنسية

رواية األزمة المكتوبة باللغة الفرنسية: الستعجالي ااألدب -

أواخر فرتة السبعينات و الثمانينات من القرن املاضي أخذت الرواية اجلزائرية املكتوبة باللغة الفرنسية و الصادرة

اجلهوية و ت فيه مثل االنتهازية و الرشوة و على عاتقها مسؤولية حماربة الظواهر اليت شوهت اتمع آنذاك و تفش

د برز أما يف التسعينات فق، و ميزا مسحة إيديولوجية دافع فيها كل كاتب عن أرائه و مبادئه و توجهاته ، غريها

اخلطاب السياسي يف اغلب الكتابات الروائية و أضحت الرواية ساحة تعرتك فيها خمتلف التيارات و برزت

1988ففي اخلامس من شهر أكتوبر من سنة ، تأثرياا على فئات اتمع و ما ألت إليه األوضاع يف اجلزائر

و البطالة و الال مساواة اليت عمقتها سياسة خرج اجلزائريون يف مظاهرات عارمة بسبب ظروف العيش املتدنية

احلزب الواحد و تسببت فيها بشكل كبري األزمة املالية العاملية اليت تضررت منها اقتصاديات دول العامل يف تلك

هو رفعوا شعارات تطالب بالتغيري و الفرتة و طالب املتظاهرون بتحسني األوضاع املعيشية و دفع عجلة التنمية و

الذي فتح اال للتعددية احلزبية السياسية بعدما اهتزت 1988فيفري 23الذي حتقق مع صدور دستور األمر

. والغموض ولكن بلهجة أقل حدة ملعاجلة أزمة اهلوية الوطنيةكانت هذه إحدى الروايات اليت اتسمت بالرمزية - 27

Page 37: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

املشروعية التارخيية للحزب احلاكم الواحد نتيجة اتساع اهلوة بني السلطة و اتمع و عجزها عن تلبية متطلباته

األحزاب احملسوبة على التيار اإلسالمي فنظمت على اثر ذلك انتخابات االس الشعبية اليت اكتسحتها

.وواصلت هذه األخرية صعودها حىت حتقيقها نسبة كبرية يف االنتخابات التشريعية

انتخابات حصلت فيها تلك األحزاب على أغلبية أعقبتها واقعة إلغاء االنتخابات و تصاعد املد اإلسالمي الذي

.رغبة يف االنتقام من السلطات اليت كبحت زحفه حنو السلطةسعى إىل استعادة مكانته املسلوبة مدفوعا بال

فأعلنت على إثرها حالة الطوارئ اليت 1991ساد جو من العصيان وعمت االضطرابات البالد يف صيف

ليستقيل بعدها الرئيس 1988أخضعت البالد للحكم العسكري و سقطت احلكومة الثانية اليت تأسست سنة

يف جوان " حممد بو ضياف"يغتال من ناب عنه و هو رئيس الس األعلى للدولة و 1992يف شهر جانفي

.أحداث حولت العنف السياسي إىل عنف دموي استمر عشرية كاملة ، 1992

28"شرف القبيلة" و لعل أهم األمثلة اليت واكبت األحداث و صورت الوقائع جند روايات رشيد ميموين

"L’Honneur de la Tribu ) "1989 ( حزام الغولة"رواية" "Ceinture de

l’Ogresse ) "1990 ( اللعنة"و رواية" "La Malédiction ")1993 ( اليت صورت اعتصام

و استيالئهم على قسم االستعجاالت يف مستشفى مصطفى باشا 1991اإلسالميني يف ساحة أول ماي سنة

وأخرى جاءت بعدها اسم رواية األزمة أو رواية احملنة أو بعد مواجهام مع قوات األمن ما اكسب هذه الروايات

.حىت األدب االستعجايل بشكل عام

إن السبب الرئيسي وراء تسمية الروايات اليت صورت العراك السياسي و االقتتال الدموي الذي تاله الحقا يف فرتة

انساقوا و من التسرع و التبسيط التسعينات باسم األدب االستعجايل هو أن العديد من الكتاب سقطوا يف نوع

وراء األحداث املهولة و املتسارعة فجاءت أعماهلم اقرب إىل التصوير الفوتوغرايف و التحقيقات الصحفية منها

إىل الكتابة الفنية الراقية و مسيت برواية األزمة و احملنة ألا عكست الواقع املتأزم و عايشت األزمة اليت مرت ا

. صورت هذه الرواية سلوكيات مسؤويل وإطارات الدولة الذين اتسمت تصرفام بالنفاق الذي شجع على انتشار االنتهازية والرشوة واجلهوية - 28

Page 38: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ل عشرية كاملة كما أا شخصت منابع الداء ووصفت أهوال احملنة اليت عصفت بالشعب وزعزعت اجلزائر طوا

امن الدولة و استقرارها فكان هذا األدب صوت الشارع الذي يغرق يف الدماء كتبه املثقف لينقل معاناة من ال

تغتال أجساد أن إال تسمع أصوام فأصبح بذلك الكاتب مستهدفا من طرف اجلماعات املسلحة اليت أبت

.البشر و حىت انعكاس ظلهم داخل الروايات

نصوص روائية حتمل جتربة عميقة و لصيقة بالفاجعة اليت أملت باجلزائر إنتاجاستطاع الكثري من الروائيني

فت و عاجلت موضوعات غاية يف األمهية و التعقيد مثل املوت واحلياة و االنتماء و الوطنية و الدين و قد اختل

معاجلة الكتاب هلذه القضايا كل حسب قناعته و أرخت إلنسان جديد خيتلف عن الثائر املناضل خالل الثورة

التحريرية أو العامل البسيط املقهور لدى املستعمر أو الفالح اجلزائري ايام الثورة الزراعية او حىت املناضل احلزيب

مواجهة تناقضاته و ينمو وعيه يوما بعد يوم ليجيب عن انه إنسان جديد يقف يف.أيام احلراك االشرتاكي

.األسئلة املرتبطة بالوجود و احلياة قياسا حبجم احملنة اليت يعيشها

إن الرواية متتد عرب الزمن لتستوحي قصصها و حتول بكل علو و تسامي التجربة الواقعية إىل جتربة إبداعية متتزج

لكن ما حدث يف جزائر العشرية السوداء مل يكن ليغري الكتاب بالكتابة بقدر ما كان جيربهم ، باخليال و الفنية

، حماولني البحث عن احلقيقة عليها ألا أصبحت املالذ األمن الوحيد هلم ليعربوا عن أالمهم و آالم جمتمعهم

.فهم الواقع وفق رؤى متعددة وصلت يف بعض األحيان إىل حد التناقضو

العامة وهي نا متركز موضوعات الرواية التسعينية حول مهوم اتمع و األهوال اليت تنهكه إىل وحدة التجربة و حييل

.جتربة العنف الشاملة

مظاهر العنف في الرواية الجزائرية

ارتبطت ظاهرة العنف يف اجلزائر ارتباطا وثيقا بالوضع السياسي السائد و تغرياته فمنذ الثورة التحريرية إىل

حىت و ما بعد االستقالل عايش اتمع اجلزائري جمموعة من االضطرابات السياسية و االقتصادية و االجتماعية

Page 39: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

فمن العنف الذي مارسه االستعمار الفرنسي بكل أشكاله على الشعب اجلزائري إىل ظاهرة ، اإليديولوجية

العنف اليت نشبت يف أواخر الثمانينات و بداية التسعينات على اثر سياسة النظام منذ االستقالل ما أدى إىل

.و حرب أهلية غري معلنةخروج األمور عن السيطرة و انفالت الوضع األمين و دخول البالد يف دوامة دموية

انعكست هذه األوضاع على اإلنتاج األديب عموما و الروائي بشكل خاص و تركت أثرا جليا يف النصوص الروائية

و لو أن أعماال " و عملت على إرضاء أذواق القراء إىل حد بعيد ، اليت مجعت بني حماكاة الواقع و الفنية السردية

"29لتقريرية و التسجيل ما دعا البعض إىل تسميتها األدب االستعجايل كثرية خاا احلظ فسقطت يف ا

.يتها على مجهور عريضو لكن رغم ذلك فان هذه النصوص الروائية استطاعت ان تثبت نفسها و تفرض مقروئ

إن أصعب صورة أرادت الرواية تصويرها مل تكن عنف و قسوة املستعمر ألنه كان كيانا أجنبيا غريبا استطاعت

وإمنا كان عنف فئة من أبناء الشعب ممن سلطوا ، لثورة التحريرية و تضحيات الشعب أن جتتثه من جذورها

سيوفهم على أعناق إخوام من بقية الشعب و تسببوا يف إبادة العديد من األبرياء و ضربوا مؤسسات الدولة يف

.الصميم

حيث أشارت بعض الروايات ، سبعينات يف الرواية اجلزائريةإن اإلشارة إىل ظاهرة العنف بدأت حمتشمة يف فرتة ال

مثال الظاهرة االشرتاكية يف مواجهة املتأثرين بفكر اإلخوان ( إىل أوجه العنف بني أطياف الشعب املختلفة

و ذلك االرتباط الفكري ملضمون الرواية ، ولكن تظهر أشكال العنف جليا يف رواية فرتة التسعينات) املسلمني

" رأس احملنة" فمضموا حييل أساسا على طبيعة اتمع اجلزائري وواقعه نذكر منها رواية ، اجلزائرية بالواقع املعيش

"Ras El Mahna " تيميمون "و رواية ، لعبد الرمحن الوناس 1991سنة ""Timimoun " سنة

Les agneaux du"" خرفان املوىل"لرشيد بوجدرة وصوال إىل رواييت يامسينة خضرا 1994

12ص، 2011 ، اجلزائر املكتبة الوطنية اجلزائرية، ، اية قرن وبداية قرن_ديب املشهد األالواقع و :مخلوف عامر -29

Page 40: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

Seigneur " مباذا حتلم الذئاب "و 1998سنة " " A Quoi Rêvent les Loups "

. 1999سنة

رغم أن النصوص الروائية اليت عايشت العشرية السوداء جاءت بوصفها رد فعل استعجايل يعاجل األزمة و يلقي

إال أا مثلت رؤية جديدة خلفتها ، البناء الفينالضوء على أحداثها و يعطي األولوية للمضمون على حساب

و تنبأت يف عديد من األحيان ، تلك املرحلة حيث صنعت قاموسا جديدا متلؤه مفردات الدمار و القتل و املوت

مبا ستؤول إليه بؤر التطرف و تيارات األصولية و كشف نقاط ضعفها و ختلخل آلياا الدفاعية أمام الصمود

.جهاا مع مؤسسات الدولة األمنية الشعيب و موا

:مظاهر الهوية والثقافة في الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية: المبحث الثاني

مفهوم الهوية ومكوناتها الثقافية و االجتماعية و اللغوية

تؤثر يف الكاتب و تدفعه إلبداع نص فين يستمد ، إن كتابة الرواية عمل واعي متخيل يرتكز على أحداث واقعية

تفرده و متيزه عن الواقع و عن ، من الواقع صوره و لكنه ينأى عنه من خالل اخليال إىل عوامل موازية متنح النص

و ملا كان لكل رواية هوية ترتبط غالبا باللغة اليت كتبت ا و الكاتب الذي أبدعها و الفضاء ، غريه من النصوص

، فهم مكنونااالقراء الذي يستطيع فك طالمسها و باإلضافة إىل مجهور ، مين و املكاين الذي تدور فيه أحداثهاالز

Page 41: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

( ألن الرواية موضوع الدراسة ، فإنه باإلمكان حتديد اهلوية و الثقافة اليت تنتمي إليها الروايات و لكن ليس كلها

يطرح تصنيفها إشكالية لدى النقاد و الباحثني من ) الفرنسي أي الرواية اليت أبدعها كتاب جزائريون باحلرف

و لفهم ذلك ينبغي أوال البدء بتحليل ماهية اهلوية و تقاطعاا مع الثقافة و حتديد ، حيث هويتها و انتماءها

.خصائصها و مميزاا و مظهرها يف النص الروائي

مفهوم حديث و قد تبلورت فكرة اهلوية يف مخسينات القرن يتميز مفهوم اهلوية بغموضه و تعدد معانيه و هذا ألنه

عندما عانت من مشاكل نامجة عن اندماج املهاجرين اجلدد يف اتمع األمريكي ، املاضي يف الواليات املتحدة

فجرى البحث عن مفهوم ديناميكي للهوية لتجاوز تلك العقبات و لتنصهر ثقافام ، بتنوع خلفيام الثقافية

.يدة يف بوتقة اهلوية القومية الواحدة العد

و عليه تعترب اهلوية ، يعترب من الضروري التطرق إىل البعد االجتماعي لدى حتديد مفهوم اهلوية : مفهوم الهوية

و اهلوية ، االجتماعية حمصلة خمتلف التفاعالت املتبادلة بني الفرد مع حميطه االجتماعي القريب و البعيد

االجتماعية للفرد تتميز مبجموع انتماءاته يف املنظومة االجتماعية كاالنتماء إىل طبقة جنسية أو عمرية أو

.و هي تتيح للفرد التعرف على نفسه يف املنظومة االجتماعية و متكن اتمع من التعرف إليه ، اخل...اجتماعية

لذا جند أن ، مبعىن أا جوهر الشيء وحقيقته" هو..هو"اهلوية لغة مأخوذة من :المفهوم اللغوي •

بأا احلقيقة املطلقة املشتملة على احلقائق اشتمال النواة على "اجلرجاين يف كتابه التعريفات يقول عنها

. 30"الشجرة يف الغيب

إن اهلوية تقال بالرتادف " يقول ابن رشد يف كتابه تلخيص ما بعد الطبيعة: المفهوم االصطالحي •

وذا 31"للمعىن الذي يطلق على اسم املوجود و هي مشتقة من اهلو كما تشتق اإلنسانية من اإلنسان

، نسخة رقمية مطابقة للمطبوع، اطلع عليه بتاريخ 1983 بريوت لبنان ، دار الكتب العلمية ، كتاب التعريفات :الجرجاني الشريف -30

:، الرابط19/01/2015http://shamela ،ws/index ،php/book/73121983

11ص ، 1958 ، مصر - القاهرة ، حتقيق عثمان أمني لخيص ما بعد الطبيعة ألرسطوطاليس، ت :ابن رشد :ينظر -31

Page 42: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

اإلنسانفهوية ، يعود بنا إىل مفهوم اهلوية أو الذاتية يف منطق أرسطو باعتبارها متاثل الشيء مع ذاته

األشياء الثوابت واملتغريات فإن هوية الشخص هي و ملا كان يف كل شيء من ، هي جوهره وحقيقته

.طاملا بقيت الذات على قيد احلياة ، تتجلى دون أن ختلي مكاا لنقيضها ، ثوابته اليت تتجدد ال تتغري

و اللسان الذي جيري التعبري به ، العقيدة اليت توفر رؤية للوجود: جتمع اهلوية ثالثة عناصر أساسية هي

: أن اهلوية تتحدد من خالل 32*و يف نفس السياق يرى جاك بريك ، والرتاث الثقايف الضارب يف التاريخ

.االستمرارية و التحول ألنه ال توجد هوية من دون تعبري -

.ظرة إىل هويتهما يف اهلوية يلتحم الذايت مع املوضوعي من خالل تبادل كل من األنا و اآلخر الن -

.اهلوية نشطة و حركية -

.اهلوية كلية أي مركبة تنقسم إىل عناصر و أجزاء مرتابطة -

، تتميز اهلوية بالتبادل بني أجزائها و تقاطعها مع هويات أخرى يف عالقة جدلية ما جيعلها متحركة وحية -

و أما اهلوية املتحولة فتتشكل ، إىل آخرفأما اهلوية املستمرة فتتناقل خطوطها الكربى األجيال من جيل

إن .و تعترب اهلوية املرآة العاكسة لرسم الذات خشية الذوبان و االضمحالل ، بواسطة التأثريات اليت تتلقاها

اهلوية ليست منظومة جاهزة و ائية و إمنا هي مشروع مفتوح على املستقبل أي اا مشروع متشابك مع

33.الواقع و التاريخ

: ائص الهوية خص

: عناصر مادية فيزيائية- 1

األمساء و املالبس و املساكن : احليازات -

.يمؤرخ و مرتجم فرنسهو مستشرق و 1995/ 1910 :*جاك بيرك -32، اطلع عليه بتاريخ املفاهيم-إشكالية-اهلوية- موقع أرنرتوبوس الثقافـة )إشكالية املفاهيم والعالقة –ة الثقافة و اهلوي( مقال بعنوان :شيهب عادل -33

الرابط 19/01/2015 http://www ،aranthropos ،com/

Page 43: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

.القوة االقتصادية و املالية و العقلية : القدرات -

.التنظيمات اإلقليمية و الدولية و احمللية : التنظيمات املادية -

.السمات الفيزيولوجية االنتماء االجتماعي والتنوع اجلغرايف و: االنتماءات الفيزيائية -

:عناصر تاريخية - 2

.القبيلة ، القرابة ، األسالف: األصول التارخيية -

.التنشئة االجتماعية ، التحوالت السياسية: األحداث التارخيية اهلامة -

.العادات و التقاليد ، العقائد: اآلثار التارخيية

: عناصر ثقافية - 3

.أشكال التعبري املختلفة ، الرموز الثقافيةاألديان و : األثر الثقايف -

.نظام القيم ، األثر املعريف و السمات النفسية اخلاصة-

:عناصر نفسية اجتماعية - 4

.الكفاءة و النوعية و القدرة: القيم االجتماعية-

.منط السلوك و القدرة على التكيف : القيم النفسية -

:العالقة بين الهوية و الثقافة

فهذه األخرية تقوم بإنتاج ثقافة و حتديد نوعها ، يف أن أي إنتاج ثقايف ال يتم يف غياب ذات مفكرةال شك

. ما يشكل هويتها الثقافية ، و أهدافها و هويتها يف كل اتمعات اإلنسانية

، نتوجه إىل التعرف على مفهوم الثقافة ، بعد أن تعرفنا على ماهية اهلوية و أهم خصائصها و عناصرها املكونة

فهي تعكس لنا ثقافة ، و الرواية على وجه اخلصوص ، و مصطلح الثقافة حاضر دوما من خالل األدب

.اتمع الذي تنتمي إليه وتربز خصائصه و مميزاته

Page 44: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

عبري بكلمة واحدة عن يعد مفهوم الثقافة من املفاهيم امللتبسة يف كل اللغات ألنه يراد الت: مفهوم الثقافة

.مضمون شديد الرتكيب و التعقيد و التنوع و العمق

: المفهوم اللغوي -

ما يلي" الثقافة "وردت يف معجم لسان العرب يف مادة

فلم تأيت لفظة الثقافة مع املعىن 34."حاذق الفهم :ورجل ثقف ، خدمة: ثقف الشيء ثقفا و ثقوفا " -

.أي أن املعاين القدمية للكلمة اختلفت عن املعىن الذي تقصد به اليوم ، السائد اليوم و حوهلا

: المفهوم االصطالحي -

تلك املعتقدات ، هي ذلك اموع الكلي ملا يكتسبه الفرد من جمتمعه: "لويس الثقافة فيقول .ه.يعرف ر

ينتقل ، و األعراف و املعايري اجلمالية كرتاث من املاضي

.35" رمسي الغري ليم الرمسي و إليه بواسطة التع

حيث .Taylor Eتايلر .أما التعريف األكثر مشولية و شيوعا يف الدراسات اإلنسانية و االجتماعية قدمه لنا أ

الفن و األخالق و العرف والثقافة هي ذلك الكل املركب املعقد الذي يشتمل املعلومات و املعتقدات : " يقول

. 36" و التقاليد و العادات و مجيع القدرات األخرى اليت يستطيع اإلنسان أن يكتسبها بوصفه عضوا يف اتمع

إذن الثقافة أمناط سلوكية معنية و تنظيم إقليمي للشعوب اضطلعت عليها و تناقلتها األجيال املتعاقبة عن طريق

إا ذلك املركب املتجانس من الذكريات ، و اخلربة بشؤون احلياة و املمارسة هلا ،االتصال و التفاعل االجتماعي

:الرابط 02/02/2015، اطلع عليه بتاريخ لسان العرب، مادة ثقف :ابن منظور -34

(http://www ،lesanarab ،com/) 11/ 10ص ، 2013 ، ، اجلزائرنثروبولوجيا الثقافة الشعبية، دار اخللدونيةأمقدمة يف :سعيدي محمد -35 11ص ، املرجع نفسه :سعيدي محمد -36

Page 45: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و التصورات و القيم و الرموز و التغريات و اإلبداعات اليت تتطور بفعل ديناميكيتها الداخلية وقابليتها للتواصل و

.األخذ و العطاء

إن : " تحدة بتبين تعريف شامل جاء به إعالن مكسيكو قامت األمم امل ، و نظرا لتعدد مفاهيم الثقافة و تشعبها

الثقافة مبعناها الواسع ميكن أن ينظر إليها اليوم على أا مجيع السمات الروحية و املادية و الفكرية و العاطفية اليت

" .متيز جمتمعا بعينه أو فئة اجتماعية بعينها وهي تشمل الفنون و التقاليد و املعتقدات

:فة خصائص الثقا

.الثقافة مكتسبة و ليست وراثية •

تنتقل الثقافة من جيل آلخر من خالل العادات و التقاليد و القوانني وعملية النقل تتم بالتعلم مع •

.إضافة كل جيل ملسته اخلاصة

.الثقافة قابلة للتعديل و التغيري حسب الظروف اخلاصة بكل مرحلة زمنية •

الثقافة فمن خالل هذين املفهومني الشاملني نتج مفهوم جديد هو اهلوية مثة عالقة وثيقة بني اهلوية و *

و أيضا باحتكاكها مع اهلويات ، الثقافية اليت تغتين بتجارب أهلها و معانام و انتصارام و تطلعام

:الثقافية األخرى و تتحرك يف ثالث دوائر هي

و كل دائرة هلا ما مييزها ، إىل األمة بني األمم األخرىالفرد داخل اجلماعة و اجلماعات داخل األمة وصوال

.و قابلة للتعدد و التنوع و االختالف

من خالل التعريفات املذكورة ميكننا القول أن اهلوية معطى حيدد الفرد و يطبعه بشكل ال يقبل اجلدل وتعترب

.د سواءاخلصائص و املميزات الثقافية حامال للهوية الفردية و اجلماعية على ح

:المكونات الثقافية للهوية

Page 46: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

رغم وجود تنوع ، ما مييز جمتمع عن غريه: فاهلوية هي ، ختتلف اهلوية عن الثقافة داخل الوطن الواحد

، لكن هناك ذاتية عامة تشكل اهلوية الوطنية ألي جمتمع ، واختالف يف بعض املكونات الثقافية احمللية

أما الثقافة فال .ئل ولكنهم يتفقون على األهداف العامة لوطنهم املوحدفالكل خيتلفون يف اجلزئيات والوسا

فهناك ، يشرتط فيها أن تكون واحدة فقد تتنوع داخل اتمع الواحد؛ ألا تشكل الرؤية اخلاصة بكل فئة

.اخل... والطائفة ، الثقافة احمللية القدمية وثقافة العشرية ، ثقافة السلطة وثقافة املعارضة

هذا ، وتنسج هدفا واحدا ورؤية واحدة للمستقبل ، ان هذه مجيعها ينبغي ان حتدد ما هو مشرتك وكلي غري

حيث تتداخل اهلوية العامة بالثقافة ، "اهلوية الثقافية الوطنية او القومية"ما ميكن أن جيتمع يف ما نسميه بـ

. بل حتتويه وتنميه يف جوفها ، وهذه الكلية ال تنكر التنوع ، لتصري ثقافة كلية للمجتمع الواحد ، اجلزئية

ما هو فردي خاص وما هو جمتمعي ، وهكذا جتتمع يف مفهوم الثقافة الواحدة؛ ما هو ذايت وما هو موضوعي

تاريخ ووطين عام و تعترب اهلوية الثقافية الوطنية من أكثر الظواهر تطورا بني ضحايا االستعمار السابقني يف

37.امل يف أواخر القرن العشرينالع

، فإن الثقافة تتميز بالذاتية والنسبية ، واذا كانت اهلوية تتميز باملوضوعية والثبات النسيب والتطور البطيء

حيث تبدأ باإلبداعات الفردية ، ومتثل اإلضافات املتجددة للهوية ، وتكون أكثر حركة وأسرع يف التطور

فإا تشكل ذلك النسيج املتعدد للروح ، داخل يف اطار اهلوية الوطنية األمشلوحينما ترتاكم وتت ، واجلزئية

كما ، وذا املفهوم سوف نتحدث عن الثقافة باعتبارها تشكل اهلوية بصورا املتجددة اليت تنمو، الكلية

.حيث حتدد فيها تصورها للمستقبل ، تتضمن الثقافة ذا املعىن الرؤية العامة لألمة

يتصف بعضها بالثبات النسيب ويتميز بعضها ، ية الوطنية أو القومية عناصر ومكونات جوهريةفاللهو

وميكن القول أن املكونات اجلوهرية اليت تنتمي إىل ، بالقابلية للتطور والتحول عرب اإلضافات اجلديدة لألفراد

19ص ، ت/، دترمجة صباح صديق الدملوجي، املنظمة العربية للرتمجة، التفسري األنثروبولوجي –ثقافة ال :دمآكوبر :ينظر -37

Page 47: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

واللغة ، واألصل القومي الواحد -أرض الوطن - اإلقليم اجلغرايف الواحد: حقل اهلوية هي األكثر ثباتا مثل

أي أا تشرتك يف اهلوية ويف ، اليت تعد تعبريا عن لسان األمة إال أن اللغة ميكن ان تكون ثابتة أو متغرية

فهناك كثري من الشعوب غريت لغتها أو طورا من هلجات حملية إىل لغة ، لكوا قابلة للتغري ، الثقافة

الدين والعادات والتقاليد والتاريخ املشرتك واآلداب : أما األشكال الفكرية والروحية مثل). مقروءة ومكتوبة

ة للتطور وهو العنصر األكثر قابلي ، فتنتمي إىل البعد الثقايف من اهلوية ، وكل منجزات الفكر ، والفنون

ببساطة و يف أكثر هيئاا " إذن الثقافة ، واإلضافات املتجددة؛ اليت تغين وتثري املكونات األساسية للهوية

38."عمومية طريقة للكالم حول اهلويات اجلمعية

21ص ، املرجع نفسه :دمآكوبر :ينظر -38

Page 48: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:لكتاب الجزائريون و اختيار الكتابة باللغة الفرنسية ا

و تكتسي الوثائق املكتوبة ، وية املقدسة إىل عصرنا احلايلتعترب الكتابة رمزا للقوة بدءا من الكتابات السما

و تؤيد ذلك ، أمهية ومصداقية قانونية وتارخيية ال تضاهيها فيها األقوال الشخصية أو اخلطابات غري مكتوبة

."يفيد الصوت اإلار أما اخلط فيحرك التفكري : " املقولة

، الذين اختارو الكتابة باللغة الفرنسية ، يف الكتاب اجلزائريني مل تؤثر الكتابة األدبية و الروائية بشكل خاص

فحركت الفكر و استدعت إعماله ، ولكنها بسطت سلطتها على متلقيهم ، أو حىت الذين فرضت عليهم

.لفهم جمريات األحداث

عان الكتاب فلقد است ، لقد كانت هذه الكتابات مواجهة حقيقية لالستعمار وثورة على شرائعه و قوانينه

إنين على ثقة أكيدة بأن : " يقول مولود معمري يف نفس السياق ، حبربهم و استعاضوا عن السالح به

هذا حال ، املناضل هو الذي يطلق النار على اآلخرين ويف اإلمكان أن نطلق العيارات النارية بواسطة القلم

فلكوا تكفل هلم فضاء أوسع ، لتحديدو يف سبب ميل اجلزائريني إىل جنس الرواية با. 39"الكاتب

و تصوير أكرب عدد من الشخصيات و األحداث ، للتعبري عن مكنونام و عرض أكرب عدد من قضاياهم

وخيتلفون يف ذلك عن الكتاب ذوي األصل الفرنسي الذين عاشوا يف اجلزائر وكتبوا فيها يف أم . يف اجلزائر

و أعلنوا بطريقة إما مباشرة أو ، بؤس و املعاناة اليت عايشها اجلزائريقد أخذوا على عاتقهم فضح واقع ال

مانويل روبليس ، ألبري كاموا" أما غريهم من أمثال ، ضمنية عن اعرتاضهم على املمارسات االستعمارية

وا يوما فصوروا اجلزائر وشواطئها وصيفها وكرومها و ألواا و روائحها و لكنهم مل يلتفت 40"*وغربييل أودسيو

137، ص املرجع السابق :أديب بامية عايدة -39

40- Albert CAMUS, Emmanuel ROBLES, Gabriel AUDISIO*

Page 49: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

لقد نقلوا صورة االنسان العاملي دون الرتكيز على هوية الفرد اجلزائري أو تفصيل شخصيته مبا ، لواقعها املرير

.تزخر به من خصوصية ثقافية وتارخيية

كانت الكتابات باللغة الفرنسية اليت أنتجها كتاب جزائريون موضع جد يف بدايتها ألن اللغة اليت استعانوا ا

و ألن أعماهلم نشرت يف فرنسا أو ألم تلقوا جوائز و تكرميات ، ة غربية عن غالبية اتمع اجلزائريهي لغ

. من اخلارج

متثل الرواية املكتوبة باللغة الفرنسية مولودا استثنائيا حيمل يف جيهاته اجلوهر اجلزائري و املضمون احمللي

عت بني ذلك حرفية الروائيني وحنكتهم ليصيب الكل يف املكتوب بأسلوب وتقنية اللغة الفرنسية ن و مج

فطرقوا ، لقد مجع الروائيون يف نصوصهم مظاهر تقليدية و أخرى جديدة. قوالب االنسجام و اإلنسيان

و كذا اجلوانب ، العادات و التقاليد العربية و اإلسالمية و املالمح احمللية و احلياة اليومية لالنسان البسيط

و كانوا شاهدين على الواقع املعاش تلك الفرتة و كتبوا آملني ، ية للقرى و املدن و األحياء اجلزائريةاألثنوغراف

.أن يتغري و لكن بلغة أخرى

و ، يستغرب مولود فرعون طرح إشكالية استعمال الرواية الفرنسية بشكل مشكك وموضوع يف خانة اإلام

فهم مل ميتلكوا مستوى ، لم اللغة العربية وإتقاا ليكتبوا اذلك ألن معظم الكتاب مل تكن هلم خطوة تع

اللغة الفرنسية كأداة للتعبري فاستعملوها ليسمعوا صوم لفرنسا االستعمارية و لينقلوا واقعهم و أحالمهم ن

استخدام اللغة الفرنسية كأداة حملاربة املبادئ KAHMو قد رفض بعض النقاد الفرنسيني مثل كام

فال ، الذي برع يف لغتنا ليحدث جرحا عميقا -حممد ديب–مرة أخرى يظهر كاتب " رنسية قائال الف

.41" يصدق مطلقا أن يف مدينة تلمسان ميوت مجيع الناس جوعا

51ص ، املرجع السابق :جبور أم الخير -41

Page 50: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

فلم يكن سهال عليهم أن يكتبوا بلغة غري لغتهم األم و لكن هدفهم من تطوير لغة املستعمر كان خلدمة

اقفة اليت حىت و إن متت بطرق عنيفة ثاألدب اجلزائري باللغة الفرنسية ضمن نطاق امل القضية الوطنية و يندرج

فإا شكلت أدبا فريدا من نوعه ميز ، و فرضت الثقافة اجلديدة على الثقافة احمللية فرضا) االحتالل (

فلم تقتصر ، للغة األمو حىت جتربة الكتابة بغري ا ، األدب اجلزائري عن غريه من اآلداب األوربية و العربية

و جورج ، جربان خليل جربان: "بل تعددت إىل غريهم من اللبنانيني ، على األدباء و الروائيني اجلزائريني

فلم ينظر هلم قط أم إجنليز أو ، "جربا خليل جربا و إدوارد سعيد : "أو من الفلسطينيني ، "شحاتة

. فرنسيون

ذين كتبوا باللغة الفرنسية إما طواعية أو مكرهني نتاج ظروف تارخيية عايشتها إذن كان الروائيون اجلزائريون ال

و ، اجلزائر و تبوأت فيها اللغة الفرنسية املراتب العليا يف حني ظلت اللغة العربية مغربة وحماربة يف عقر دارها

ية مبا قدمته من دروس فقد سامهت املدارس الفرنس ، لكن ما يبدو مؤسفا كان يف حقيقة األمر عامال ذا نفع

، و عرب عن الثورة الفرنسية من أجل احلرية و املساواة يف تنوير الطلبة اجلزائريني وزيادة وعيهم ملا حيدث حوهلم

حىت و إن سلمنا بواقع ، فلم تفلح مساعي االستعمار يف تشويه اهلوية اجلزائرية األصيلة و تزييف التاريخ

و هو شيء طبيعي نظرا حلتمية ، محلتها إليهم اللغة اليت تعلموا و كتبوا اتأثرهم بالثقافة الفرنسية اليت

.انتقال مظاهر الثقافة من خالل لغتها فإن مواقفهم ظلت ثابتة ال غبار عليها

:نورد أمثلة عن أهم الروائيني و منهم

: مولود فرعون -1

فهو ال يتطرق إال إىل ، و تعريفا بالواقع تعبريا عن الذات - ملولود فرعون- كانت الكتابة الروائية بالنسبة

Le Fils du" "ابن الفقري" و لنا يف رواياته ، القضايا اليت يعيشها و يفهمها بغية كشف أوجه احلقيقة

Pauvre " ، " األرض و الدم" "La Terre et Le Sang " ، الدروب الوعرة " "Les

Page 51: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

Chemins qui Montent " توظيفه للذاكرة و الفضاء املادي و الرتاثي أمثلة عن يقظته و

.القبائلي يف النسيج الروائي

إال أنه عاتبه لتغييبه العنصر اجلزائري عن –أللبري كامو - -فرعون -رغم االحرتام العميق الذي كان يكنه

.العنصر اجلزائري كما هو يف احلقيقة ال كما صوره كامو يف عامله املثايل ، رواياته

، استعمل يف رواياته صيغ تنتمي اىل اللغة العربية و اللهجة اجلزائرية و القبائلية- مولود فرعون–ن نالحظ أ

رمز املرأة القبائلية و تسميات ، خاصة عند تصوير اتمع القبائلي فهو يذكر الكانون و الفوطة احلمراء

42.اميس اللغة الفرنسية األدوات املستعملة يف احلياة اليومية و مفردات عديدة ال توجد يف قو

: محمد ديب -2

جهادا من أجل احلرية و اعتربها أداة ال تقل أمهية عن األسلحة -حملمد ديب–كانت الكتابة بالنسبة

فكانت كتاباته األوىل سهلة ذات لغة معربة جدا و ، 43حيث اعتربت كتاباته حمرضا للثورات ، احلربية

األصوات املقهورة و املضطهدة لسكان مدينة ) النول ، احلريق ، الدار الكبرية( حتررت عرب ثالثيته الشهرية

و تبنت الثالثية اجتاه الواقعية و ، )اخل...الفالحني و العمال ، النساء األطفال ، تلمسان جبميع أطيافهم

فرافع عنه من خالل طفولة ، حبالة الشعب -ديب–ارتبطت كتابات . للباس اللغوي الذي يناسبها ارتدت ا

، عمر البائسة و الصراع الطبقي و السياسي و عامل العمل الشاق و املضي وصوال إىل عامل الريف الفقري

ه كتب عن قريب من شخصية عمر معتقدين أن –حممد ديب –حىت أن بعض النقاد أشاروا أن الكاتب

و مما ميزه عدم انقطاعه عن الكتابة كما حدث مع غريه من الكتاب رغبة منه يف تقدمي يد العون 44.نفسه

سقاط إوقريته ك" فورولو"ور حياة الناس يف بالد القبائل وخاصة عائلة الطفل تظهر هذه املفردات جليا يف رواية ابن الفقري باعتبارها سرية ذاتية تص -42

على اتمع القبائليرسالة ، 1982ىل إ 1830يديولوجيا من نتاج الروائي باألتطور عالقة اإل حبث يف ، املكتوبة بالفرنسيةالرواية اجلزائرية :أمين الزاوي :ينظر -43

320ص ، 1983، سوريا - دمشق ، ماجستري 320ص ، املرجع نفسه :ينظر -44

Page 52: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

مي وبلغ منها اليأس مبلغا نسانية اليت فقدت األمل يف العيش الكر ه بالكلمة، ومعاجلة احلاالت اإللشعب

.عظيما

فهو أمر واقع فعلى الرغم من ، إىل التعجب أو الدهشةو يرى ديب يف الكتابة بالغة أمرا طبيعيا و ال يدعو

فلم ختل أعماله من اللغة العربية متثلها مفردات ، متكنه من اللغة الفرنسية و امتالكه فنية لغوية مشهود له ا

:جزائرية مثل

و ) ( N'est t-il pas dit :A ccomplis le bien ,tu le retrouverasدير اخلري تلقاه

) Présente toi à Dieu dans la nudité ; il te revêtira) أخرج لريب عريان يكسيك

.و أرفقها بشرح موجز

ما يوحي بانتماء ديب العريب ومتسكه باألصالة اجلزائرية و يربهن على فشل الثقافة الفرنسية يف فرض

.حمللي نفسها أمام احلضور القوي للبيئة العربية و الرتاث اللغوي ا

: مولود معمري -3

فاللغة ، يعترب صاحب رواية األفيون و العصا أن اللغة هي األداة الفريدة للتحرر و التواصل مع باقي العامل

فتعلم الفرنسية كما جاء على لسان ، الفرنسية ليست أداة للخيانة إمنا ناقل للحقائق و ترمجة لصور الواقع

فان ، فكونه طبيا جراحا ، لة الستمرارية احلياة و أدت وظيفة حمددةشكلت جمرد وسي" بشري "بطل الرواية

و ال ختلوا ، اللغة الفرنسية ال تعدو أن تكون جمرد أداة تتساوى مع مسماع القلب أو مشرط العمليات

.رواياته كغريه ممن سبق ذكرهم من مفردات تنتمي إىل معجم اللغة اللهجة اجلزائرية

: مالك حداد -4

فهو ليس صانعا للتاريخ ، لك حداد أن الكاتب إنسان عادي ال ينبغي حتميله ما يفوق طاقاتهيرى ما

فريبط ، و لكنه يثمن فعل الكتابة يف واقعه ، ال ميتلك من القدرة على تغيريه شيء ، بل شاهد عليه

Page 53: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ن راحة االستبداد فالكتاب بالنسبة له يزعجو ، أمهية القلم الذي حيمله بأمهية الرشاش أو مقبض احملراث

و األعمال األدبية الصادرة يف ظل واقع االحتالل بناء يضاف الكتمال صرح ، و يقضون مضجعه

.اإلنسانية و لتحقيق احلرية و الكرامة

فقد قاس عمق ، شكلت اللغة الفرنسية سجنا ملالك حداد ووقفت حاجزا بينه و بني بين جلدته ممن ال يتقنوا

و اعتربها منفاه و اعتزهلا غداة االستقالل لبطالن ، بعمق و امتداد البحر األبيض املتوسط اهلوة بينه و بينهم

.احلاجة إليها

" والباس " يل فات مات " Lifet Met)ال ختلو رواياته من عبارات استعارها من لغة الشارع اجلزائري مثل

labasse) ( مرفوقة غالبا بشرح يف اهلامش.

" حنن نكتب الفرنسي و ال نكتب بالفرنسية : " و لعل أهم مقولة تؤكد اعتزازه بقومية قوله

"Nous écrivons le Français , nous n'écrivons pas en français" .45

:كاتب ياسين - 5

الداخلي و التعبري يؤكد كاتب ياسني أنه جنح من خالل الكتابة الروائية باللغة الفرنسية يف اخرتاق العامل العريب

و يتفق مع حممد 46.فاللغة الفرنسية تبقى يف رأيه أكثر اللغات إمساكا وتعبريا عن التناقضات بشكل واضح ، عنه

ديب يف قناعته باالنشغال بإيصال األصوات اليت مل يكتب هلا أن تسمع عوضا عن اخرتاع أخرى من نسج

فقد متكن من التعبري عن ، - كاتب ياسني–تتشابكان يف كتابات و نرى أن الثقافة العربية و الفرنسية ، اخليال

و استطاع أن يتسلل من خالل اللغة إىل عمق االحتالل و يفجره ، ظواهر غربية عن الثقافة الفرنسية بلغة فرنسية

.من الداخل

77ص ، املرجع السابق ، :جبور أم الخير -45 155ص ، املرجع السابق :أديب بامية عايدة -46

Page 54: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

اختار و قد ، املستعملة للتعجب" ?AOUAHأواه ؟ : " و نالحظ وجود صيغ عربية يف رواية جنمة مثل

و فتح أعينه لفهم مصريه ، كاتب ياسني التحول إىل اللغة العربية وكتابة املسرحيات للتقرب من اجلمهور اجلزائري

.وكان التحول خيارا شخصيا أشعره باالنتماء إىل األرض و الشعب

: آسيا جبار -6

ذكرياا إلعادة تشكيل الواقع اخلاضع اختارت الكاتبة اللغة الفرنسية للتعبري عن جتارا الذاتية فقد استفادت من

.ملنطق الرواية

تطرقت الكاتبة إىل مواضيع خمتلفة من خالل رواياا فمن رؤية الوطن من الداخل إىل وضع واقع املرأة اجلزائرية

نساء " " Femmes d'Alger dans leurs appartementsففي روايتها ، حتت اهر

مآسي و آالم النساء اجلزائريات ودافعت عن النساء الاليت يعشن –سيا جبار آ- عاجلت " اجلزائر يف شققهم

و نادت بتحرير املرأة من الصورة النمطية اليت حتبسها عن اخلروج إىل العامل و ، أسريات القيود و االغالل

.اكتشاف مكوناته و أخذت على عاتقها كشف أشكال التهميش اليت تطال النساء اجلزائريات

وسخرا لتنقل أمجل احلكايات اليت ميزت طفولتها والزاخرة ، الكاتبة إىل اللغة الفرنسية عن قناعة و اختيارجلأت

" " القنابر الساذجة : " و نذكر من رواياا . بصنوف الرتاث القدمي إىل اللغة الفرنسية ذات الثقافة األوروبية

Les Alouettes Naïves "أحد الشخصيات متسائلة عن أمهية التحدث اليت حتدثت فيها على لسان

.باللغة العربية لغة القرآن

، إن اللغة اليت استعملها الكتاب اجلزائريون كانت لغة راقية ضاهت يف مجاهلا الفرنسية

لغة بلزاك وفلوبري فقد نسجوا خيوطها حبرفية عالية و لكنها يف الوقت نفسه كانت لغة فرنسية استثنائية

تعرب عن خصوصيات الثقافة العربية و األمازيغية و اإلسالمية يف إشارة إىل أثر املوروث الثقايف استطاعت أن

.فاستحالت إىل أعمال فنية خالدة ، للكتاب اجلزائرين الذي سكن انتماءهم النصوص

Page 55: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

: الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية و إشكالية الهوية و االنتماء -3

انتماء الرواية اجلزائرية اليت تكتب باللغة الفرنسية من أكثر اإلشكاليات تداوال من تعترب إشكالية هوية و

النقاد و طرحا من طرف الباحثني فريى البعض أا أدب فرنسي ألا كتبت باللغة الفرنسية و اختذت من بنياا

.ها حملية وواقعها جزائري حمضالتعبريية و اجلمالية شكال هلا و يرى البعض األخر أا أدب جزائري ألن روح

فقد عرفت يف بلدان أسيا و إفريقيا ‘ إن الكتابة بلغة املستعمر ليست باألمر اجلديد على الساحة األدبية العاملية

كما أا ليست حكرا على االستعمار الفرنسي وحده فقد وجدت آداب أخرى يف ، و أمريكا الالتينية

إذن إشكالية هوية األدب و ، بت باالنكليزية و االسبانية و الربتغالية و حىت اهلولنديةاملستعمرات األوروبية و قد كت

و ، الرواية بصفة خاصة مطروحة أيضا بالنسبة لألدب األسيوي و اإلفريقي و الالتيين املكتوب باللغات األوروبية

يف مواجهة اللغات الدخيلة قد ختتلف بعض البلدان عن أخرى يف طبيعة االستعمار و مكانة اللغات احمللية

و لكن بعد ، فاجلزائر مثال اعتمدت لغة واحدة هي اللغة العربية يف تعامالا و إدارة شؤوا قبل االحتالل

االحتالل زامحت اللغة الفرنسية اليت فرضها املستعمر اللغة السائدة و حاول من خالهلا خلق ازدواجية لغوية

اسرتتيجية تضمن تفكيك ، ن اللغة العربية كانت حماربة بكل الطرق و الوسائلتنتصر فيها اللغة الفرنسية ال

أما يف حالة البلدان اليت تعددت , املوروث التارخيي و الثقايف للجزائر و ختلق صراع طبقي بني جمموع املتكلمني

اجلهود الفكرية و تبقى لغة فقد سامهت لغة املستعمر يف توحيد, لغاا و هلجاا قبل فرتة االحتالل مثل اهلند

فاالستعمار , واحدة جتمع أبناء البلد الواحد الذين يتكلمون هلجات خمتلفة يضاف إىل ذلك طبيعة االستعمار

االستيطاين يف اجلزائر عمل على هدم البىن اللغوية و الثقافية بغية طمس معامل اهلوية األصلية و استبداهلا بأخرى

احلماية و الوصاية اليت طبقت يف بلدان أخرى فلم جتعل نصب أعينها دمي البىن أما نظم, جديدة و غريبة

.اللغوية املتأصلة يف الشعوب املستعمرة

Page 56: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و ذلك الن الوضع القانوين للبالد ) 1962(و اعترب األدباء و الروائيون اجلزائريون ككتاب فرنسيني قبل سنة

إنتاج أديب فيها ينضوي حتت مظلة األدب الفرنسي و لكن املعمرين ممن يلحقها بفرنسا و يعتربها جزءا منها و أي

كانت هلم انتاجات أدبية حاولوا أن يستقلوا بانتاجام و مييزوها عن غريها بإعطائها صفة االنتماء إىل اجلزائر و

) تاب اجلزائرينيمجعية الك(الذي انشأ برفقة آخرين مجعية أدبية مسيت Luis Bertrandقد مثلهم لويس برتران

.47و احلقوا ا جملة و جائزة أدبية

عاجل الكتاب من فئة املعمرين يف نصوصهم مواضيع عدة منها ؛ العادات و التقاليد العربية و اإلسالمية لدى

وفرص ) مسيحيني_مسلمني (مسالة الزواج بني الطوائف , واقع املعمرين و انشغاالم , السكان من األهايل

و مل ختل بنيام اللغوية من مفردات مستمدة من اللهجة احمللية ومسيت هذه احلركة حبركة اجلزأرة , ينهم التعايش ب

L’Algériennisme.

حاول بعض الباحثني وضع األدب اجلزائري املكتوب بالفرنسية يف خانة واحدة مع األدب الفرنسي املكتوب يف

اللبري كامو اليت " L’Etranger " " الغريب"و " La Peste" "الطاعون " اجلزائر نذكر منها رواييت

L’Ecole جرت أحداثها يف مدينة وهران و قد مسي املنضوون حتت هذا التوجه األديب مبدرسة اجلزائر

d’Alger أو مدرسة الشمال اإلفريقي لآلداب L’Ecole Nord Africaine des Lettres حيث

توجهات إنسانية و مل تم كثريا بكشف الغطاء عن الواقع املرير الذي عاشته كشفت كتابام عن رؤى عاملية و

نهم كانوا موالني لسياسة فرنسا حىت و ان ضمت كتابا ولدوا يف اجلزائر لك) 1935(اجلزائر يف تلك الفرتة

ت اليت كتبها اجلزائريون كانت كتابام امتدادا لكتابات الفرنسني داخل فرنسا ما جيعلها يف حالة تنافر مع الكتاباو

فاجلزائر كانت بالنسبة هلم األم و ليس الوطن البديل كما عرب عنها الكتاب الفرنسيون الذين ، باللغة الفرنسية

...)مولود معمريد القادر حاج محو ومجيلة دباش وحممد ديب و عب(: صل عليها كتاب جزائريون من أمثالحتجائزة -47

Page 57: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

عاشوا يف اجلزائر و الذين كانوا متشبعني بالثقافة الفرنسية و الفكر الغريب و منتمني إىل فئة مغايرة مل تفهم قط

و مل تشاركه شعوره حيال عدة قضايا جوهرية و مل تعرف معىن االزدواجية اللغوية رؤية الشعب اجلزائري

شكلت اللغة الفرنسية العنصر األساسي املشرتك بني كتابات الروائيني اجلزائريني و الروائيني من املستوطنني و حىت

ذو األصل و املنشأ اجلزائري أم و قد اعترب هؤالء عدا الكتاب, الفرنسيني الذين زاروا اجلزائر او كتبوا عنها

كما اصطلحوا على تسمية الثورة لن تؤثر فيهم ويف " األحداث األخرية " جزائريون و أن أدم كذلك وان

قائال ) االصفار تدور يف فراغ(انتمائهم للجزائر و حبهم هلا مما دفع مبالك حداد إىل الرد عليهم يف مقاله املشهور

ألن املسالة أعمق بكثري من جمرد اختيار االنتماء إىل بلد دون أخر ، 48" كل من أراد ذلك ليس جزائريا باملرة"

فاالنتماء التارخيي يسبق اجلغرايف و االخنراط يف الضمري اجلمعي و املسامهة يف الكفاح إىل جانب الشعب مينح

.حتما شرف االنتساب إىل اجلزائر متاما مثل ما فعل هنري كريا و جان سيناك

يرجع مالك حداد الفرق بني الكتاب املستوطنني و االهايل رغم ام يكتبون بلغة واحدة هو احلنني إىل اللغة األم

باإلضافة إىل االنتماء للدين اإلسالمي و الثقافة اجلزائرية بكل ، 49اليت منعوا من تعلمها فأصبحوا بذلك أيتام

.مقوماا

جلزائري املكتوب باللغة الفرنسية أدب فرضته املرحلة و هو أدب ذهب بعض الكتاب إىل القول بان األدب ا

انتقايل سيزول مبجرد زوال بواعثه و جاءت هذه اآلراء مع اقرتاب تاريخ استقالل اجلزائر ووصفوا بأم كتاب

جزائريون منفيون يف اللغة الفرنسية و أن نصوصهم هي متاما مثل السينما الصامتة اليت اختفت مبجرد ظهور

السينما الناطقة و مثالنا يف ذلك مالك حداد الذي انقطع عن التأليف باللغة الفرنسية إال نادرا بعد االستقالل و

رفضه تسمية األدب , دعا الكتاب اآلخرين إىل تبين موقفه و فسح اال للكتاب باللغة العربية و مما أثار االنتباه

48- « les zéros tournent en rond » de Malek Haddad, de ( تطوره و تهـئنش، دب اجلزائري باللسان الفرنسياأل :حمدأمنور

)، املرجع السابق، الصفحة نفسهاقضاياهو 126و 125نفسه ص املرجع -49

Page 58: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

فهو فرنسي بالنظر ، "األدب الفرنسي ذو التعبري اجلزائري " عن ذلك اجلزائري باللغة الفرنسية و استعماله عوضا

.إىل وسيلة التعبري و لكنه جزائري قلبا و روحا

حىت حممد ديب الذي مل ير شرا يف استخدام اللغة الفرنسية و يعود ليقول انه لن يشعر أبدا باالنتماء تمع ما

.رض و اجلذورفالتوق سيكون دوما لأل,مبجرد الكتابة بلغته

أما مولود معمري و كاتب ياسني فال يرون يف توظيف اللغة الفرنسية غري وسيلة لتوصيل أفكارهم وال يشعرهم

.ذلك بأي عقدة نقص بل هو إثراء لألدب اجلزائري

. لقد ظهرت إشكالية الكتابة باللغة الفرنسية أكثر بعد االستقالل و جالء املستعمر و ظهرت إشكاليات جديدة

ملن سيكتبون؟ و ماذا سيقولون بعد ان انتهى الصراع و اسرتدت احلرية ؟

فأما الفرنسية فقد تكلم و ، ٪ من عامة الشعب 85كانت نسبة األمية يف اجلزائر غداة االستقالل تناهز

العربية فلم و أما -اليت شكلت آنذاك أقلية -كتب ا عدد قليل من اجلزائريني الذين ينتمون للطبقة املثقفة

و حىت خيار االنتقال من الكتابة , تكن أحسن حاال نتيجة سياسة حماربة اللغة العربية اليت انتهجها االستعمار

باللغة الفرنسية إىل العربية مل يكن متاحا نظرا جلهل الكتاب بأدبيات و مجاليات هذه اللغة باستثناء قلة قليلة و

عوامل الرمزية و إىلزل مالك حداد الكتابة باحلرف الفرنسي و توجه ديب فاعت, ضعف عدد القراء احملتملني

التجريدية بعيدا عن أدب النضال الذي كتبه وسلك كاتب ياسني منحى مغاير باختياره التأليف املسرحي باللهجة

أما مولود معمري , اجلزائرية اليت اعتربها اقرب وسيلة ختاطب عقول العمال و الفالحني و الطبقات الكادحة

نصوص روائية و مسرحية و لكن جمهوده تركز يف إلنتاجنت متباعدة فحافظ نوعا ما على وترية منتظمة و ان كا

جبار فقد حاولت أن توازن بني استعمال اللغة آسياأما , تطوير اللغة االمازيغية و إحياء تراثها و تقوية مكانتها

ت الشعر و املسرح الفرنسية وتضيف الرتاث الشعيب اجلزائري يف نصوصها الروائية واجتهت إىل تنويع انتاجاا فوجل

.و حىت السينما

Page 59: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

يعترب إتقان الكتاب اجلزائريني الذين عايشوا فرتة االحتالل للغة الفرنسية فقط مربرا لقيامهم بإخراج أعماهلم

فلم يكن أمامهم خيار آخر غري الصمت أو احلديث من خالل من خالل لغة ، الروائية باستخدام تلك اللغة

فيعترب ذلك اختيار واعي و مقصود ألنه كان ، ديد ممن برزت أمساؤهم بعد االستقاللأما اجليل اجل. املستعمر

أو حىت تطوير لغتهم العربية لتواكب البناء اجلمايل ، بإمكام الكتابة باللغة العربية عوضا عن اللغة الفرنسية

أن - و مل يرتكوا جماال للشك - يشككوا ورغم أم استمروا يف الكتابة بلغة املستعمر اال أم مل ، اللغوي للرواية

.ما يكتبونه أدب جزائري فقد أصبح ذلك من املسلمات

و ) 1981(فكان رشيد بوجدرة الذي حتول إىل الكتابة باللغة العربية عرب روايته التفكك , أما استثناء القاعدة

ايات و جاءت بعدها رو ، أو تأويل رأى يف حتوله إىل الكتابة باللغة العربية أمر طبيعي ال يستدعي أي تفسري

و نذكر يف هذا الشأن كتاب ممن حتولوا عن , جدرة نفسه برتمجتها إىل اللغة الفرنسية أخرى باللغة العربية قام بو

.الكتابة باللغة العربية إىل اللغة الفرنسية ألسباب غري واضحة مثل مرزاق بقطاش

يف تصنيف األدب اجلزائري باللغة الفرنسية فمنهم من رأى انه امتداد كان للباحثني باللغة العربية رأيني خمتلفني

لألدب الفرنسي وال ميت للجزائر بصلة و منهم من قال انه أدب جزائري مبعىن الكلمة وليس فيه من األدب

و الثقافة فأصحاب الرأي األول يربرون موقفهم باللغة اليت كتب ا و اليت تعترب ناقلة للحضارة ، الفرنسي شيء

أما أصحاب الرأي الثاين فيأخذون حججهم من تأثري البيئة االجتماعية التقليدية على , األوروبية الالتينية

.الكتاب و انعكاساا يف نصوصهم وتشكيل لغتهم

مساع إن هذا األدب قد نشا يف اجلزائر بأقالم جزائرية حتت ظروف قاهرة ألزمت الكتاب االستعانة بلغة املستعمر إل

أما الكتاب من جيل االستقالل ممن ، أصوام املنادية باملساواة و احلرية و للتعريف بالقضية اجلزائرية يف العامل

جيب احملافظة عليها " اللغة الفرنسية غنيمة حرب "فقد رفعوا شعارات , ظلوا على وفائهم للحرف الفرنسي

Page 60: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

فال يشك احد يف كون هذا , ية اليت تشكل جزءا من تاريخ اجلزائر الستمرارية املوروث الثقايف من احلقبة االستعمار

.األدب جزائريا و لكنه ال مينحه األولوية على االنتاجات األدبية املكتوبة باللغة العربية لكوا اللغة الرمسية للبالد

قانون اجلنسية فاملولود فانه يقيسه على , جدرة على نسب األدب املكتوب باللغة الفرنسية و يف تعليق لرشيد بو

إذن األدب الذي يكتبه جزائريون , حىت و لو ولد خارج اجلزائر , ألب و أم جزائرية له احلق يف اجلنسية اجلزائرية

.50بلغة موليري أدب جزائري استحق جنسيته من انتماء مبدعه

:مظاهر الثقافة الجزائرية في الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية -4

, الروايات اجلزائرية اليت كتبت باللغة الفرنسية من مظاهر الثقافة اجلزائرية و جتليات املوروث الشعيب فيها مل ختل

فهو غالبا ضعيف البنية و سليط اللسان يف , فقد جرى غالبا تصوير الفرد اجلزائري إىل جانب بؤسه و فقره

و على سبيل , يف األكل و األنيق حبكم الغىن مقارنة باألورويب الذي وصف بالسمني إلفراطه, أوقات اليأس

.املثال ال احلصر نذكر شخصية خلضر يف رواية جنمة يف مقابل شخصية ارنست

لقد جرى التأكيد أن املسافات تقاس بالكيلومرتات و لكن اهلوة اليت فصلت جمتمع املعمرين عن جمتمع األهايل

و لكن متسك كل منها , ما تشاركا العيش على األرض نفسها من اجلزائريني تقاس بالسنوات الضوئية رغم أ

و يظهر ذلك من خالل متسك ، بطريقة عيشه و عاداته حالت دون االختالط و االنصهار يف كتلة واحدة

و احيوا األعياد الدينية العربية " احلايك"و لبست النساء " الشاشية"فلبس الرجال ، اجلزائري باألزياء الوطنية

.قبائلية و اإلسالمية كتأكيد على الثقافة اجلزائرية البعيدة عن الثقافة الفرنسية اليت مل تفهم الكثري من مظاهرهاال

يكشف حممد ديب يف ثالثيته بعضا من اخلصوصيات اليت ميزت اتمع اجلزائري و مجوع النسوة على وجه

حبكم ، عن شعرها خشية االلتقاء برجل فال يوجد من تكشف, فكن يضعن على رؤوسهن املناديل, اخلصوص

وانشغلوا موم واقعهم ، ىل اجلزائر وخاصة ممن عاشوا يف فرنساإالذين كتبوا روايات ال متت بصلة ن ميكن استثناء الكتاب اجلزائريني أويف هذا الش -50 .انصهروا يف كتلة املهاجرين من املغرب الكبريو

Page 61: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و . و يعوض مبنديل مزين يف األعياد أو األفراح ، أن أشغال البيت تستدعي منهن التنقل من مكان إىل أخر

يلفت مولود معمري نظر القارئ إىل عادات متيز النساء يف اتمع القبائلي و منها الفوطة اليت ال تفارقهن باللون

عدن الفضة دون غريه للتزيني باإلضافة إىل عادة وضع السبابة على الشفتني عالمة على األمحر و حضور م

.الدهشة أو الرتكيز أثناء االستماع

و ، ففي عاشوراء مينع على اجلميع و ملدة أربع أيام العمل, أما مولود فرعون فيقف عند بعض العادات القبائلية

و كذا عادة ، ال عاىن من خيالف ذلك من الرجفة يف شيخوختهخاصة اخلياطة و الطحن أو قطع األشجار و إ

هي تلخص مبدأ العون و مد يد املساعدة لألقارب و ، تلك العادة احلميدة املنتشرة يف بالد القبائل‘ التويزة

.اجلريان من اجل اجناز أعمال شاقة وهي ممارسة تطوعية جمانية تقوي أواصر احملبة بني األفراد

إالاالعتقاد بأن األمراض ما هي : ملظاهر األخرى ذات الطابع الديين اليت جندها يف الرواية اجلزائرية أما عن ا

الشيوخ للمداواة بالتمائم و البخور ة ذبح األضاحي إىلعالمة على مس من اجلن و األرواح الشريرة و يتم اللجوء

جلوء العائالت للزوايا و الدراويش إىلباإلضافة ، بإراقة دم الذبائح إالالن األمراض حسب زعمهم ال تذهب

.ليتضرع للموتى و تقبل اجلدران و يتمرغ املرضى على احلصائر طلبا للشفاء

و نلمس يف روايات مولود فرعون استعمال بعض املفردات الدالة على جانب احلياة الدينية لدى السكان نذكر

، اخل...الرسول ، احلساب يوم ، القدر، احلرام ، اجلنة ، الصالة: منها

و يتطرق اىل فلسفة ، أما حممد ديب فيتوقف عند مظهر أداء الواجبات الدينية مثل أداء الصالة و قراءة القران

إىلكما يكشف عن بعض السلوكيات املنافية للدين مثل شرب اخلمر و اللجوء ، باإلميانالوجود و عالقتها

.القبب و املشعوذين

فابتعدوا ، معمري فكر اجلزائريني الذين درسوا يف املعاهد الفرنسية و تأثروا بالفلسفة اإلنكارية الوجوديةينقل مولود

بل حاولوا أن يقنعوا بقية السكان مبعتقدام و أفكارهم و مثالنا يف ذلك شخصية ، كل البعد عن تعاليم الدين

Page 62: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

بالدين و يقوى لديهم الوازع الديين خاصة عند و لكن رغم ذلك يتمسكون ، "نوم العادل " أرزقي يف رواية

مثل حلظة املوت حيث ختتتم ، فالعديد من الشخصيات تتلو الشهادة يف اللحظات احلامسة ، اللحظات احلامسة

.ا الشخصيات حياا

ياآسكما تطرقت ، تطرق كاتب ياسني يف روايته جنمة إىل فريضة احلج و التناقضات اليت يقع فيها األشخاص

فريضة الصوم يف شهر رمضان و ما يرافقها من أجواء روحانية و تبادل إىل" القنابر الساذجة " جبار يف روايتها

.الدعاء و مظاهر التآخي و التضامن

Page 63: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

هذا ا يعرب اليت اللغة بإشكالية التصادم دون ،املعاصر اجلزائري األدب عن احلديث الصعب من

،للجزائر الثقافية للهوية األديب النص متثيل ''شرعية'' بـ األمر يتعلق حني تعقيدا اإلشكالية وتزداد ،ذاك أو األديب

.الفرنسية و العربية :لغتان تتنازعه بلد يف هي ،األديب قلم ا رخيز اليت الفكرة أن من انطالقا ،املفاهيم يف ''أزمة'' تطرح ال املسألة إن القول السهل ومن

اليت اللغة جنسية يف وحصرها حتديدها ميكن ال ،واملبدع الكاتب لدى ''اهلوية'' وبالتايل ،واجلوهر ،األساس

.نثرا أو ،شعرا إن ،اإلبداعية روائعه املؤلف ا يكتب النص ختص انفكت ما اليت الطابوهات لتلك مغايرة أخرى صورة تكسري هو اجلزائر يف األديب املشهد يربزه ما

الذين اجلزائريني األدباء بعض انتقال أي ،اللغة طابو وهو أال ،خاص بوجه الروائي النص ،اجلزائري اإلبداعي

وتربير ،اجلزائري األديب اإلبداع بانوراما يف معهودة غري بصورة ،الفرنسية باللغة الكتابة إىل ،العربية باللغة يكتبون

،الضاد بلغة الكتابة هل ندري وال ،أكثر واالنتشار الشهرة هلم يحيت ،الفرنسية إىل العربية من التحول أن ،ذلك

دون لآلداب ''نوبل'' جلائزة وافتكاكه ''العاملية'' إىل الوصول من حمفوظ جنيب مثل معربا كاتبا ـ مثال ـ منعت قد

..نسيةالفر باللغة الكتابة أدباؤنا جييد كما جييدها اليت اإلجنليزية باللغة الكتابة إىل املرور تواصل ،اإلبداعية احلركة واقع فإن ،املعاصر اجلزائري األديب النص خصوصية بشأن املتباينة اآلراء من وبالرغم

...والفرنسية العربية :جبناحني حيلق النص هذا كان وإن حىت ،ذاا وحتقق ،تألقها وجتدد ،تقدمها

Page 64: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

اخلصوصية الثقافية

Gideon Toury

الفصل الثاني

اخلصوصية الثقافيةذات نظريات الرتمجة األدبية

في الترجمةالنظريات اللسانية والسوسيولسانية

و الرتمجة األدبية

النظرية اللسانية يف الرتمجة

Georges Mounin

الرتمجة و رؤى العامل لدى مونان

Jean René Ladmiralجان ريين الدمريال

السوسيولسانية

Eugène Albert Nidaأوجني ألبري نيدا

)نيدا(نظريات املعىن يف الرتمجة

Nida et Taber

ideon Touryوجدعون توري Etamar Even Zoharإمتار ايفني زوهار

polysystem theory

نظريات الرتمجة األدبية

النظريات اللسانية والسوسيولسانية :المبحث األول

و الرتمجة األدبيةالرتمجة - 1

النظرية اللسانية يف الرتمجة - 2

eorges Mouninجورج مونان -

الرتمجة و رؤى العامل لدى مونان -

جان ريين الدمريال -

السوسيولسانيةالـنظرية - 3

أوجني ألبري نيدا -

نظريات املعىن يف الرتمجة -

ida et Taberتابرنايدا و -

إمتار ايفني زوهار -

polysystem theoryنظرية النسق املتعدد

Page 65: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

. النظريات التأويلية والحرفية والثقافية

) :نظرية املعىن

ماريان ليدرير و دانيكا سيلسيكوفيتش

تطبيقات النظرية التأويلية على الرتمجة األدبية

Fortunato Israel

Antoine Berman

معايري الرتمجة عند أنطوان برمان

Henri Meschonnicهنري ميشونيك

:

مفهوم الغرابة :

Susan Bassnetسوزان باسنيت

André Lefèvre

Lawrance venutti فينويتلورانس ثنائية التدجني و التغريب

النظريات التأويلية والحرفية والثقافية: المبحث الثاني

نظرية املعىن(النظرية التأويلية - 1

ماريان ليدرير و دانيكا سيلسيكوفيتش -

تطبيقات النظرية التأويلية على الرتمجة األدبية -

sraelفرتوناتو اسرائيل -

:النظرية احلرفية - 2

ermanأنطوان برمان -

معايري الرتمجة عند أنطوان برمان -

هنري ميشونيك -

:الدراسات الثقافية - 3

:الرتمجة و الثقافة -

الرتمجة الثقافة و -

efèvreاندري لوفيفر -

ثنائية التدجني و التغريب -

Page 66: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

شعر، مسرح، رواية، (ترمجة األدب عن باقي النصوص يف أن النص األديب مبختلف أنواعه ختتلف

مكون من جمموعة من األحاسيس و العواطف و التخيالت تنقل بواسطة الصور البيانية و البديعية ...) " قصة

رحه من إشكاليات و قد حظيت الرتمجة األدبية بعناية خاصة و دراسة مستفيضة بسبب ما تط 51".األخاذة

خبصوص نقل اآلثار املقفاة و املسجوعة و املنثورة اليت تعتمد يف بناءها على صيغ لغوية معقدة وأساليب تعبريية

و ملا كانت مقدرة املرتجم و متكنه من اللغتني املرتجم منها و ،مجالية و احياءية و رمزية تشكل جوهر النص األديب

عامال مهما يف جناح الرتمجة، كان لزاما على الباحثني مناقشة األديبالفين يف النص إليها و استيعابه لطرق التعبري

أصناف الرتمجات و أساليب التعامل مع خمتلف الظواهر األدبية اليت تستعصي على مرتمجيها بغية تذليلها للتسامي

.باألعمال املرتمجة إىل مصاف اآلداب األصيلة

يكون أمينا يف نقله النص األديب دون أن يضعف أثره أو ينقص من روعته، يقول و لذلك يتعني على املرتجم أن

فجاء األصل و الرتمجة كاحلسناء و خياهلا يف املرآة، لذا اهتم الباحثون : حافظ إبراهيم واصفا أثرا أجنبيا مرتمجا

سعوا من خالل مقاربات بدراسة املشكالت و املعوقات اليت تقف حجرة عثرة يف طريق مرتمجي اآلثار األدبية و

تنوعت بني الدراسة املقارنة للغات املصدر و اهلدف و قابلية نقل األشكال األدبية و النظم و اإليقاعات و

األوزان إىل مبدأ التكافؤ الذي يركز على مضامني النصوص األدبية و مقاصدها القابعة خلف ستار الرتاكيب

إىل املقاربات اليت قدمت املعاين على املباين و أخرى سلطت الضوء على اإلحيائية و اازية و االستعارية، وصوال

و بالرغم من اختالف ،التأثريات املتبادلة بني اللغة و الثقافة و غريها ممن درست حدود التأويل و ظروف التلقي

ا كانت تصب مجيعا يف هذه املقاربات يف الزاوية اليت عاجلت منها إشكاليات الرتمجة األدب هذه املقاربات إال أ

هدف واحد هو مساعدة املرتمجني بكل الطرق على إنتاج ترمجات ترقى إىل مصاف األدب تستمر النصوص

.األصلية التواجد من خالهلا يف كل زمان و مكان

102، ص1999،منشورات احتاد الكتاب العرب،مكتبة األسد –دراسة –اجلماهريية الرتمجة يف خدمة الثقافة ،العيس سامل 51

Page 67: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

نستعرض فيما يلي أهم الدراسات اليت اهتمت بدراسة نظريات و مقاربات الرتمجة و خاصة منها اليت الرتمجة

و رؤيتها للجانب الثقايف و السوسيو ،)النص الروائي موضوع الدراسة(بية املمثلة يف النص الشعري و النثري األد

.لساين الذي مييز اآلثار األدبية و كيفية التعامل معه عند الرتمجة من ثقافة لغة اىل ثقافة لغة أخرى

Page 68: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

الترجمةفي النظريات اللسانية والسوسيولسانية : المبحث األول

:الترجمة و الترجمة األدبية -1

منذ بدايات الظهور األول للعمل الرتمجي، فرضت على من يـمارسه شروط ال غىن عنها ليضطلع ذه الـمهمة

أحسن اضطالع، وليذلل العقبات اليت من الـممكن أن تواجهه خالل أدائها، وهذه الشروط وردت على ألسن

لق بالعمل الرتمجي إمجاال، ومنها اخلاص بـحقل الرتمجة األدبية دون غريها بوصفه حقال الباحثني، فمنها العام الـمتع

.خمصوصا من حقول الـمعارف اإلنسانية، ومن خالهلما معا يـمكن الوصول إىل شروط ترمجة الرواية األدبية

ضوع الذي هو مادة الرتمجة، والتمكن من ولعل أكثر الشروط املتفق عليها يف الرتمجة هي اإلحاطة التامة بالـمو

:ناصية اللغتني الـمنقول منها والـمنقول إليها على حد سواء، ولذلك يقول اجلاحظ

مجان من أن يكون بيانه يف نفس الرتمجة، يف وزن علمه يف نفس املعرفة، وينبغي أن يكون أعلم .. '' للرت وال بد

52''.نقول إليها، حىت يكون فيهما سواء وغايةالناس باللغة الـمنقولة والـم

وذلك ألن معرفته بـموضوع ترمجته أحرى ألن يدرك ظاهره وخافيه، وأجدر أن يعلم بـما يرد من السياقات

فيه، فال يستصعب فهم مضامينه وال خيتلط عليه مـحتواه ومصطلحاته اخلاصة به، وبغري ذلك يشكل عليه إدراك

وال ريب أن متكنه . الكالم وقد يذهب بفهمه بعيدا عن مراد الكاتب فيخون أمانته وخيفق يف مهمتهالـمراد من

من اللغتني املنقول منها واملنقول إليها يعين امتالكه ملادة عمله اللغوية واملصطلحية والسياقية واإلحالية اليت يبين ا

.نصوصه وإال ال يكون مرتمجا أصال

.19، ص 1966، 2احليوان، حتقيق عبد السالم هارون، دار اجليل، بريوت ــ لبنان، ط ):أبو عثمان عمرو ابن بحرالجاحظ -52

Page 69: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

دثني على ذلك بعض الشروط املهمة األخرى اليت تأيت يف املقام الثاين بعد ما ذكرنا، منها ويزيد بعض احمل

السليم الفصيح والتعبري واحلبك السبك على القدرة اخليال مع جماري واتساع البال وحضور الروح خفة...''

.53''...امللل وال الكلل يعرف ال الذي واملران املستمرة، واملطالعة

الشروط العامة ملن ميارس نشاط الرتمجة قد يشوا بعض الذاتية، فمن املنظرين من يركز أكثر شيء على هذه

Peter(الرباعة يف اللغة األم للمرتجم بينما يكتفي مبعرفة سطحية للغة املنقول إليها، ويف ذلك يقول بيرت نيومارك

Newmark :('' ... املرتجم أن يـمتلك الرباعة واحلساسية يف يـجب على ... ال تكتمل الرتمجة أبدا

، وذلك بالنظر للعامل النفسي الذايت الذي ال مناص منه يف عملية الرتمجة، والذي يشمل االنتماءات 54''...لغته

.55الدينية والعرقية واالجتماعية والثقافية وغريها

تماهلا على سياقات لغوية وغري لغوية وتتميز الرتمجة األدبية عن غريها من حقول الرتمجة باتساع مادا واش

كثرية ومتعددة، تشرتك فيها مع أحرف اللغة أشكال سبكها وإيقاعاا وحماسنها اللفظية واملعنوية، وتعدد أبعادها

الداللية وغريها من خصائص النص األديب، وهذا التميز يلقي بظله على الرتمجة فيفرض على من يتصدى لرتمجة

ديب شروطا أخرى فوق اليت أسلفنا ذكرها، تتعلق أساسا بتمكنه من فنون التعبري يف اللغتني املنقول ومنها النص األ

واملنقول إليها، وخصائص النص الثقافية من كل النواحي، ولذلك جند الديداوي يشرتط احلس الفين واإلبداعي

حتى مؤلفه مع بليغ وانسجام لنتاجه النسبةب مرهف وفني أدبي وحس عالية بكفاءة أن يتمتع... '': يقول

Henri(، وإذاك فهو يوافق هنري ميشونيك 56''...بدقة والصور الكلمات نقل من يتمكن

Meschonnic (بينما يذهب إىل أبعد منه عندما يلزم الـمرتجم 57يف أن مرتجم األدب البد أن يكون أديبا ،

.181، ص 1989، 1طعلم الرتمجة النظري، دار طالس، بريوت ــ لبنان، :أسعد مظفر الدينالحكيم -53 .02، ص 2006، 1اجلامع يف الرتمجة، ترمجة حسن غزالة، دار ومكتبة اهلالل، بريوت ــ لبنان، ط ):بيتر(نيومارك -54 .03املرجع نفسه، ص : ينظر -55 .162، ص 1992، 1علم الرتمجة بني النظرية والتطبيق، دار املعارف، سوسة ـ تونس، ط: الديداوي محمد -56

57- Voir: Henri MESCHONNIC: Poétique du Traduire, Verdier, 1999, p 83.

Page 70: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

أي فشل [ومن أسباب ذلك '': ترمجته لتنقيحها وبيان مواطن اخللل فيهااألديب باختاذ املراجعة تقنية الزمة يف

، وذا املنظور ينحصر جمال 58''...عدم التركيز على المراجعة كأداة لضبط النوعية مثلما فعل األوائل ]الرتمجة

.املسموح هلم برتمجة األدب أكثر، وذلك لضمان ترمجة أمثل قدر اإلمكان

األدب عموما، فإذا دخلنا إىل األجناس األدبية وجدنا التصدي لرتمجة كل جنس هذا فيما يتعلق برتمجة

منها يطلب يف املرتجم تذوقه واإلحاطة مباهيته وعناصره واخلربة ببنائه يف اللغتني املنقول منها واملنقول إليها،

احلوارية وحبكته احلكائية وغريها وكذلك هو جنس الرواية األدبية املتميز بأشكاله السردية وخصائصه األسلوبية و

:من لوازم هذا الفن من فنون الكالم، ومن ذلك ميكننا اخلروج بشروط ترمجة الرواية األدبية كاآليت

� J التمكن من اللغتين المنقول منها والـمنقول إليها:

اللغوي نفسه، وإال وذلك ليستطيع املرتجم فهم النص األصلي فهما صحيحا، والتعبري يف النص اهلدف باملستوى

.كانت ترمجته فاشلة

� J اإلحاطة بالثقافتين المنقول منها والـمنقول إليها:

وذلك إلدراك احملتوى الثقايف للنص األصل وأخذه بعني االعتبار يف عملية النقل، ألن إمهاله خطأ فادح يف الرتمجة

.وإضفاء هلوية غري هويته عليه

� J التمتع بالحس األدبي والفني:

.من شروط اإلبداع، ألن غري األديب ال ميكنه أن يؤلف نصا أدبيا مبستوى النص الذي ينقله وهو شرط

� J المعرفة التامة ببناء الرواية في اللغتين:

وذلك النتقاء الشكل السردي الصحيح الذي يـمكنه محل حمتوى املنقول من النص الروائي األصل، ويستويف

.والثقايفعناصره الفنية يف السياقني اللغوي

.292، ص 2002، 1الرتمجة والتعريب، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء ـ املغرب، ط :الديداوي محمد -58

Page 71: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

� J اعتماد تقنية الـمراجعة:

وتأيت لتنقيح النص اهلدف من األغالط، وتصويب ما سقط من املرتجم عمدا أو غري عمد خالل عملية نقله

.للنص الروائي

:النظرية اللسانية في الترجمة -2

انضوت الرتمجة طويال حتت سلطة اللسانيات لكون اللغة عامل مشرتك بني االني البحثيني اللذين

اجلوهرية موضوع الدراسة اإلشكالياتانفصال الحقا لتستقل كل منهما بدراساا و تنكب على فحص

ومن ابرز ،نظرون يف جمال الرتمجةفقد شكلت املقاربة اللسانية اوىل املقاربات اليت تبناها الباحثون و امل،واملمارسة

A Linguitic" "نظرية لغوية يف الرتمجة " John Catford 59املسامهات يف امليدان كتاب جون كاتفورد

Theory of Translation ) "1965 ( يقرتح فيه أربعة أنواع من الرتمجة حسب مستويات اللغة :

التكافؤ بني النصني و التطابق الشكلي بني املفردات مما يضمن ،و املعجمية و االسلوبية،و النحوية،الصوتية

).تقسيم هاليداي ملستويات اللغة(

يدرس كاتفورد االختالفات على املستويات املذكورة بني ازواج اللغات و حياول ان جيد املكافئات اللغوية اليت ختدم

اليت ميكن ان يواجهها املرتجم مثل التطابق الشكلي بني النصني االصل و اهلدف بغية التغلب على الصعوبات

اختالف أساليب توظيف الضمائر و صيغ البناء للمعلوم و ،اختالف النظم النحوية و الصرفية بني اللغات

حيث انه تطرق اىل العوامل خارج النصية مثل املكتسبات الثقافية اليت ،60اهول، التفاوت يف املستوى املعجمي

اختالف دالالت االلوان من لغة اىل اخرى و من ( تشكل عالمة فارقة يف النصوص تطبعها ببصمتها اخلاصة

لساين سكوتلندي ساهم بعدة مؤلفات بني كتب و مقاالت يف اثرء حقل اللسانيات و علم االصوات و : 2009- 1917 :جون كاتفورد -59

Linguistic Theory of Translation: an essay و A Practical Introduction to Phonetics :الرتمجة منها in Applied Linguistics وFundamental Problems in Phonetics

مجلــة فصــلية تصــدر عــن اتحــاد الكتــاب العــرب -جلــة اآلداب االجنبيــة م ،نظريـات الرتمجــة حبــث يف املاهيــة واملمارسـة :كحيــل ســعيدة :ينظـر -60 .2008صيف 135العدد -بدمشق

Page 72: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

يزة و ان تعذر الرتمجة الثقايف يربز عندما تكون ادى الوضعيات املتم:" يقول يف هذا الصدد ) ثقافة إىل أخرى

غريبة متاما عن الثقافة اليت تعترب اللغة املستهدفة جزءا (TL)اهلامة من الناحية الوظيفية لنص يف اللغة املنت

مقدمة يف نظرية الرتمجة André Fedorov 62، باإلضافة اىل كتاب أندري فيدوروف61"منها

introduction de la théorie de traduction )1953 (تعليمية الرتمجةذي تعرض فيه اىلال ،

ووصف املضمون و الشكل باما وجهان لعملة واحدة و جيب على املرتمجني االجتهاد لضمان نقلهما معا

:ويقسم فيدوروف اليت تعرتض سبيل الرتمجة اىل

أي عدم وجود مقابالت يف لغة اهلدف تغطي مجيع االجزاء الداللية املكونة ملفردات اللغة :مشكالت معجمية- 1

.ل و كذا وجود ترادف قوي ملفردة يف لغة التعبري عن اوجه معانيها مبفردة واحدة فقط يف لغة اخرىاألص

و تشمل النصوص املتخصصة اليت تعج بالكلمات الدخيلة و املصطلحات العلمية و :مشكالت نصية - 2

.ةالتقنية اليت جيب معاجلتها باالقرتاض او التوليد يف إطار النص ككتلة و ليست منفرد

:من أهم املنظرين الذين تركوا بصمتهم يف النظرية اللسانية يف الرتمجة نذكر

:Georges Mouninجورج مونان

اجلميالت : "وله مؤلفات عديدة منها ،يعترب مونان من اللسانيني البارزين الذين اثروا يف حقل الرتمجة

Problèmes Théoriques de" املسائل النظرية يف الرتمجة "،" Les Belles Infidèles" اخلائنات

la Traduction "اللسانيات و الرتمجة "و"Linguistique et Traduction " و يتطرق إىل عدة،

منها ،إشكاليات ختص الرتمجة باعتبارها علما مستقال عن اللسانيات يف وقت كانت الرتمجة كعلم يف بداياا

اليت تشوه الرتمجات و كذا مشكلة األمانة و اخليانة و إمكانية الرتمجة يف مواجهة استحالتها يف احلرفية يف الرتمجة

56، ص2003، اجلزائر ، 01الطبعة ،ANEP منشورات حلول،الرتمجة االدبية مشاكل و :نعام إبيوض -61 Introduction de théorie de la ،لسـاين روسـي لـه مسـامهات عديـدة يف حقـل الرتمجـة و مـن خـالل كتابـه :فيـدوروفأنـدري -62

traduction ـــة الــذي خصصــه للدراســة العلميــة للرتمجــة ــدف إرســاء دراســة عمليــة يثبــت فيهــا أــا ذات طبيعــة 1953الصــادر يف موســكو سنـ .إدراجها ضمن التخصصات اللغوية، وقضاياها متعلقة بلغة النصلغوية، وأن كل نظرية للرتمجة البد من

Page 73: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

أضف اىل ذلك توجه اللسانيات املقارنة الذي عمل عليه رؤى العامل و الثقافات و عالقتها بالرتمجة ،مواقف معينة

.و غريها الكثري

عن اللسانيات بعلم الرتبة الذي مل يكن موجودا النه ببساطة مل ) آنذاك(يشبه مونان علم الرتمجة املنبثق حديثا

و يشري انه يتوجب على املرتجم اجليد التحكم يف لغة الكاتب اليت ،63يكن مدركا كمشكل مميزا عن اجليولوجيا

ته فكل كلمة ال تكون بالنسبة لكل إنسان إال جمموع جترب ،يرتجم منها باإلضافة إىل اللغة اليت يرتجم إليها

فهذه الصورة العقلية ختتلف باختالف األفراد و يضرب مونان مثال كلمة ،الشخصية و الذاتية حول شيئ ما

فلهذه األخرية عشر مصنوعات خمتلفة و مثانية و عشرين شكال مميزا ،اليت تريد ترمجتها اىل اللغة الفرنسية 64خبز

و ، couronne ,flute ,baguette, colombe ,ficelleقد يوقع املرتجم يف حرية من أمره

يتحدث ايضا عن إشكالية ترمجة الشعر أيرتجم إىل شعر ام نثر علما أن مواصفات الشعر يف كل لغة خمتلفة عن

و كيف ميكن لنا ترمجة موسيقى الشعر او حتقيق تطابق حركة شفاه املمثلني يف الرتمجة السمعية البصرية ،سواها

كلها اشكاليات حاول مونان تناوهلا بالتحليل و التمحيص دون اغفال اشكاليات متايز التانيث ) الدبلجة(

صيغ االفعال و غريها من اخلصوصيات الضمائر و ،االزمنة ،االشخاص يف مقابل اجلماد ،والتذكري بني اللغات

.اللسانية

Biblia و يضرب لنا مثاال يف ترمجة اثر برايان والتون ،يشيد مونان بامهية االمانة يف ترمجة النصوص االصلية

Sacra Plyglotta ا بالكلدانية و اليونانية و السومرية و السريانية و العربية و االثيوبية و الفارسية وبرتمجا

تينية و حيتوي الكتاب على وصف دقيق ملعبد سلومون الذي توصل علماء االثار اىل حتديد موقعه بفضل دقة الال

.االشياء و املواضيع اليت نرتمجهافال تكفي معرفة اللغات بل ينبغي معرفة ،الرتمجات بكاتدرائية سانت بول اللندنية

19، صت/، د، ترمجة حسني بن زروق، ديوان املطبوعات اجلامعيةاللسانيات و الرتمجة :مونان جورج :ينظر -63 29ص ،ينظر املرجع نفسه -64

Page 74: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

منها وقوف املرتجم حائرا امام ،اء انتقاهلم من لغة اخرىيقدم مونان امثلة عما يالقيه املرتمجون من صعوبات اثن

او يذكرها دون ترمجتها و لكن ،كلمة اجنبية جديدة و غري معروفة فاما ان يذكرها و يصحبها برتمجتها ان وجدت

فهو ما تعلق باالصطالحات ،بتعليق او شرح يعرفها و حىت يذكرها دومنا تعريف او شرح و هذا العام ام اخلاص

ية فتعلم اللغة يشمل املفردات و الرتاكيب باالضافة اىل الواقع غري اللغوي الذي ميثل ثقافة و حضارة لغة ما اللغو

و ليس االمر سرا ،يضفي امهية على االكتساب املتالزم لالوضاع اليت يتم فيها استعمال مفردات و تراكيب اللغة

.متثل يف ثقافتها ما ال متلكها لغة اخرى وجود كلمات خاصة يف كل اللغات لتعيني وقائع غري لغوية

:و قد حصر الصعوبات اليت يواجهها املرتمجون يف

و يتمثل يف وجود كلمات متيز لغة عن اخرى و تكثر ترادفاا بشكل غري متناسب : الثراء و الفقر املقارن للغات*

Igloo،كوخ الفالح الروسي Izbaوهو نوع من السمك Barracudaمع ما يتوفر يف اللغة اهلدف مثل

.و هو ما يسمى بصراع اللغات العفوي ،كوخ اهلنود االمريكيني Wigwamكوخ االسكيمو،

الذي ترادفه يف االنكليزية ) التخمر اللبين اجلامد(يضرب مونان مثال اجلنب : صراع اللغات ضد ماال يقبل الرتمجة*

واسعا من خالل مفردات عديدة قد تشكل حتديا من اجل و تقرتح علينا اللغة الفرنسية مدى Cheeseمفردة

.نقلها اىل لغة اخرى

عامليا مثل و يرى ان املتكلمني قد طوروا بانفسهم حلول هلذه الصعوبات متثلت يف استعمال مفردات معروفة

Mozzarella جنب املوزاريال و بيتزاpizza.

االخرية اىل طريقة كل لغة يف تصوير االحداث و وصف و ختضع هذه :صعوبات على مستوى البنية الرتكيبية *

فتتميز العقلية االنكلوسكسونية بعبقريتها يف نقل احملسوس اما العقلية الفرنسية فهي وصفية غالبا تتجه ،احلقائق

.اىل النتيجة اوال

Page 75: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ر باالضافة اىل صور يصنف مونان عروض الشعر و ايقاعه و تاثرياته الصوتية يف الشع :صعوبات الرتمجة االدبية *

و يقول ان املرتمجني اذا ما اجتهدوا يف ،البيان و البديع يف االدب النثري ضمن الصعوبات اليت يواجهها املرتمجون

.ترمجة االيقاع و امهلوا رسالة الشعر فهذه ليست ترمجة امينة امنا هي ترمجة مبنتهى الرداءة و االتقان

Page 76: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:الترجمة و رؤى العالم لدى مونان

خيتلف تقطيع التجربة االنسانية من لغة اىل اخرى و يرجع ذلك اىل طريقة كل لغة يف وصف و تشكيل بىن

و Slonفمثال كلمة ،وختتلف دالالت االشياء يف لغة دون اخرى حسب ما متثله يف منطق املتكلمني،الكون

اليت تعين فيل بالروسية ختتلف دالالا عن مرادفات يف اللغات اهلندية و اإلفريقية اليت يريب مستخدموها هذا

احليوان و يستخدمونه يف حيام اليومية عكس الروس او غريهم من شعوب اوروبا الذين يرون فيه حيوان مثري

اذ ،يف نفس السياق Whorfجمهودات وورف ، و تصب65للفضول يزين حدائق احليوانات او السريك ال غري

كل لغة نظام :"فال حترر اللغات الوحدات نفسها يقول ،يرى ان رؤيتنا للعامل من حولنا ال تتبع قواعد موحدة

وتنتظم فيه ثقافيا األشكال و الفصائل اليت بواسطتها يتصل ،واسع من البىن خيتلف عن انظمة سائر اللغات

و تعمل طريقته يف ،يالحظ او يتغاظى عن هذا النمط او ذاك من الظواهر و العالقاتو ،و حيلل الطبيعة،الفرد

،اذن تتكلم اللغات عن شيء واحد ولكن ليس من وجهة نظر واحدة 66"التفكري ويبين صرح معرفته للعامل

الصغرية و فالتجربة املوضوعية تعطي للغة متيزها عن باقي اللغات فمثال الزالت الفرنسية جتمع بني القوارض

بينما ،رغم االختالف الكبري بينهما chauves-sourisو الثانية souris األوىل جمنحات االيدي بتسمية

خفاش فال ميكننا الرتمجة اال اذا _فأر / bat_mouseال ترتك االنكليزية او العربية أي جمال للتشابه بينهما

ة لكل لغة مبا ان الرتمجة تقوم مقام اللغة من حيث االفهام و استوعبنا هذه االختالفات يف حتليل التجربة االنساني

.التواصل

ما خيلق فوارق عميقة بني ،تنشا مشكالت الرتمجة نتيجة اختالف بيئات و اعراف او معتقدات و اديان املتكلمني

الثقافات املنغلقة على خاصة اذا تعلق االمر بالثقافة الغربية املهيمنة يف مقابل ،بىن الفكر و بىن اللغة يف العامل

) .ثقافة سكان الغابات املطرية يف امريكا اجلنوبية على سبيل املثال (نفسها و النائية

89ص ، 1994 لبنان،-الطبعة األوىل بريوت املنتخب العريب،دار ترمجة زيتوين لطيف، ،املسائل النظرية يف الرتمجة :مونان جورجينظر -65 90، صاملرجع نفسه ،"Language"عن وورف -66

Page 77: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:و يشري الباحثون اىل مخسة جماالت جيب على املرتجم االنتباه اليها لدى االنتقال من ثقافة اىل اخرى هي

.....).الصحاري،الثلج،اجلداول االمطار املومسية ،اجلبال(التاثريات الطبيعية ،املناخ،اجلغرافيا: علم البيئة _

،وسائل الزراعة و الصناعة ادوات احلياة اليومية(تاثريات االلة و التكنولوجيا على حياة االنسان : الثقافة املادية _

).العمالت

.د العادات و التقالي،العالقات بني االفراد:الثقافة االجتماعية _

.األديان و املعتقدات السائدة : الثقافة الدينية_

تفضيل استعمال ،استعمال اجلمل االمسية بدل الفعلية(أي اخلصوصيات اليت متيز لغة عن اخرى :الثقافة اللغوية _

....).صيغ االحرتام و التفخيم ،صيغة املبين للمجهول على املبين للمعلوم

املرتجم يف مواجهة هذه الصعوبات فقط امنا حىت االنتقال يف الزمن داخل ال جيعل االنتقال من لغة اىل اخرى

حضارة واحدة قد يكشف لنا مدى التغريات اليت طرأت على مفاهيم املتكلمني عن ماهية االشياء و اعرافهم

ه مرآة للواقع و تطرح هذه اإلشكاليات بقوة يف األدب لكون ،اللغوية فمدة مائة عام مثال كفيلة ان تغري كثريا منها

او املشروب ،و انعكاسا للثقافات فكيف نتعامل مع نصوص تصور انواع احللوى االنكليزية او اجلنب االيطايل

اللباس املتوسطي يف سردينيا او سلطة االب يف جمتمعات التيبت النسائية او حىت صورة الرجل الذي أو 67الفرنسي

و جند يف غالب االحيان ان . اليت تضطلع فيها النساء بالعمل كله اإلفريقيةالشاقة يف اتمعات باألعماليقوم

لتعويض النقص الذي جيدونه يف اللغة اهلدف حىت Surtraductionالرتمجة الفائقة إىلاملرتمجني مييلون

.68مما تتحمل من معاين أكثرتصبح بالنسبة للبعض مرضا فيبالغون و حيملون الكلمة

يكون لغويا و عاملا يف االجتماع و السلوك أنتستدعي منه ،املسؤولية امللقاة على كاهل املرتجم حسب مونان إن

. أكثر أوالن الرتمجة تقتضي ذلك

.دمان اخلمر بني صفوف العمالإمييل زوال اليت يعاجل فيها تفشي إل )L’Assommoir(كما هو احلال يف رواية -67 229املسائل النظرية يف الرتمجة،ص :مونان جورج :ينظر -68

Page 78: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:Jean René Ladmiral 69جان ريني الدميرال

الثنائية اليت ميز يعترب جان ريين الدمريال من ابرز املنظرين يف احلقل الرتمجي و لعل أهم ما ميز أحباثه

ن يولون األمهية الذيCiblistes الذين يركزون على دال اللغة عن اهلدفيني Sourciersفيها بني املصدريني

كذا اهتمامه بتواصل الثقافات عرب الرتمجة باعتبار هذه األخرية نوعا من ملعىن الكالم و

بالنصوص األصلية حماولني استنساخها من و إنكاره على املصدريني تشبثهم Interculturalitéاملثاقفة

".يوتوبيا مصدرية الرتمجة "خالل الرتمجة حبجة قدسيتها ووجوب عدم املساس بأصالتها وهو ما اعتربه الدمريال

يتطرق الدمريال اىل ترمجة االدب من خالل الشعر مبا انه حسب رايه ميثل جزءا دقيقا من األدب و لكنه ميثله

نقل الوزن ،و من بني املشاكل اليت تطرحها ترمجة الشعر ،70ه الشعر بنقطة التوهج األديباحسن متثيل و يشب

و مبا ان الدمريال قد . الشعري يف القصيدة و تضخم التفاصيل اليت جيب نقلها حبذافرها يف النص االديب عامة

يسيء اىل ترمجته بلغة سبق و ان صنف نفسه ضمن تيار اهلدفيني فانه يرى بان التقيد اللصيق بالنص االصل

.حترف النص ،اخرى و يشري اىل ان الدقة العمياء االلية

Traduire ;Théorèmes pour laيستشهد جان ريين الدمريال يف كتابه التنظري يف الرتمجة

Traduction بآراء اللساين جورج مونانGeorges Mounin الذي كان سباقا اىل احلديث عن ترمجة

و كذا إلقاء الضوء على اجلوانب االجتماعية اللسانية و الثقافية اليت تلعب )و الشعر على وجه اخلصوص(األدب

دورا هاما يف تشكيل الصورة النهائية لرتمجة عمل ما و اليت ينبغي أخذها بعني االعتبار لدى مباشرة فعل الرتمجة و

مركز الدراسات و االحباث يف ،10تنقل يف عمله بني عدة مؤسسات منها جامعة باريس ،فيلسوف و لساين و مرتجم :ريني الدميرال جان -69

من أهم مؤلفاته . ETIمدرسة الرتمجة و الرتمجة الفورية (و كذا جامعة جنيف I ESITاملعهد العايل للرتمجة الفورية و الرتمجة ،CERTالرتمجة La Communication Intellectuelleو Traduire ;Théorèmes pour la Traduction 1979 ة يف جمال الرتمج

1989 190ص ،2011، 01مجة، بريوت لبنان، الطبعة ترمجة جدير حممد، املنظمة العربية للرت ،التنظري يف الرتمجة :جان ريني الدميرال :ينظر -70

Page 79: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

فهي ذات طابع ،اليت يشيع استخدامها يف النصوص األدبية Connotations التضميناتمنها ظاهرة

.بل هي ثوابت تعكس تأثريات الثقافة على اللغة ،فال يتعلق األمر ببدائل فردية او عاطفية،اجتماعي

ثقايف الذي نشأت فيه مبا إننا ال ميكن ان نفصل اللغة عن السياق ال ،يقول الدمريال بان الرتمجة عبوربني الثقافات

) أو تضميناا(باعتبارها اهم ناقل للثقافة و من بني جتلياا ما مساه بإحياءات اللغة 71و كتبت النصوص األدبية

إن الرتمجة " يقول الباحث مجال حضري ،العاطفية و التعبريية اليت تنشا عن التجارب احلياتية ملتكلمي كل لغة

خندقا داخل خصوصياته ما جيعل املرتجم حارسا على احلدود بني الكيانات الثقافية و احلرفية ابقاء على األخر مت

.72"العرقية

، ص قاملرجع الساب ،التنظري يف الرتمجة :جان ريني الدميرال: ، ينظراألدب عموماترمجة الشعر بل و رته على مباشرة الدمريال بعدم قديعرتف -71

191 www.aljabiriabed.net/n83-11hadri.1 html:، الرابطالعوملة وترمجة النص األديب :حضري جمال -72

Page 80: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ
Page 81: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

: الـنظرية السوسيولسانية - 3

بنجامني يل : اليت وصلت ذروا مع اللساين األمريكي الشهري , ميكن أن تعترب فرضية النسبية اللغوية : بدءا

إحدى أشهر و أهم الفرضيات اليت ركزت البحث , )Benjamin Lee Whorf )1897-1941وورف

أن االختالفات اللغوية تكشف : أوالمها" يف عالقة اللغة بالثقافة و تعتمد فرضية وورف على مقولتني أساسيتني

بل ،اسم يف تشكيل الفكرأن اللغة تلعب الدور احل: و ثانيتهما ،عن اختالفات ثقافية يف رؤية احلياة و الكون

73"إا هي الفكر ذاته

يف , بل إا قامت على جهود سابقة , و ال ميكن القول بأن الفرضية أحدثت طفرة يف تاريخ الفكر اللغوي

عرفت يف كانت قدو إن . و خاصة يف علم اللغة و الفلسفة و علم النفس و األنثربولوجيا ،خمتلف التخصصات

– Edward Sapir )1884إدوارد سابري أما ،النهاية باسم وورف فألا وصلت ذروا مع دراساته

لتأكيد فكرته اليت Language" (1921)" مقدمة لدراسة الكالم : اللغة " فقد قام بتأليف كتابه ) 1939

فحقيقة األمر هي أن ،أو التفكريجمرد وسيلة عرضية حلل مشكالت معينة يف االتصال " تنفي أن تكون اللغة

74."العامل الواقعي مبين على العادات اللغوية للجماعة

أي أن بنية لغة ما تؤثر يف الطريقة اليت يقوم من خالهلا املتكلمون حبصر التجارب الواقعية املتعددة يف اللغة

لغة على تفكري الفاعلية االجتماعية و يؤكد سابري على فكرة هيمنة ال و يركز .من أجل صـبـه يف قوالبها اخلاصة

.أوعوامل خمتلفة ،كذلك حقيقة التمايزات اللغوية اليت تنتج متايزات ثقافية

: لقد ساهم مصطلح النسبية الثقافية يف توجيه أنظار باحثي األنثربولوجيا اللغوية إىل لغات ما مسي ب

فكان رصد تلك اللغات هو اخلطوة األوىل يف . وعية الشعوب البدائية ؛ للكشف عن خصائصها النوعية مبوض

مكتبـة / ، مصـر لوجنمـان التحقق، الشركة املصـرية العامليـة للنشـرالنسبية اللغوية بني الفرضية و دراسة يف: اللغة والفكر والعامل :محسب محي الدين -73 02ص ،1997 ،01بعة الط، بريوت، لبنان ناشرون

18، صاملرجع نفسه -74

Page 82: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و نتيجة لذلك ظهرت دراسات إحصائية .الطريق إىل معرفة عالقات التأثر و التأثري بني تلك الشعوب و لغاا

و بالعودة إىل الفرضية فقد عاجل وورف واقع التعدد اللغوي عن الثقايف عند هذه الشعوب،/ توضح الثراء اللغوي

ليصل من ذلك إىل تقدمي تفسريات ملشكالت ثقافية، كما يؤكد على أن مهمة علم ،ط اللغة بعلم النفسطريق رب

رؤية العامل أي االختالفات الواضحة بني اللغات يف جتسيدها الرمزي ملناحي عالقة اإلنسان اللغة تكمن يف كشف

اليت تشكل رؤية العامل؛ حيث تقبع الظواهر و خلص بعد كثري من املالحظات التطبيقية إىل أن اللغة هي ،بالعامل

.اللغوية خلف عمليات اإلدراك و التصور و السلوك

مستخدمي أنظمة حنوية واضحة " بل إن , فحسب , و هو ال يقصر الظواهر اللغوية على املفردات

ملتماثلة ؛ و من مث االختالف تقودهم هذه األنظمة حنو أمناط خمتلفة من املالحظة و تقومي األحداث اخلارجية ا

75"بل ال بد أن يصلوا إىل رؤى للعامل خمتلفة بدرجة ما , فإم ال يتساوون يف املالحظة

لعل من أمهها قوله بأن كل لسان يقطع الواقع , لقد قامت فرضية وورف على جمموعة من األسس النظرية

, فاملدلوالت اللسانية ليست متطابقة من لسان إىل آخر . و ينظم املعقوالت و يـولد تأويال للعامل , كما يشاء

فقد وصل , و بالعودة إىل الدراسات احلديثة. و حالة األشياء على قدر عدد األلسن ...فهي متثل تصورا لألشياء

ن العالقة كما أ. 76"اهلوية ذاا ال يكتمل مدلوهلا إال يف جوهر اللغة " الباحثون يف جمال دراسات اهلوية إىل أن

أو العكس بل إن اهلوية ،فقط ،بني اللغة و اهلوية الثقافة ليست عالقة ذات اجتاه واحد من الثقافة إىل اللغة

.الثقافة و اللغة يشبهان مبنيني توأمني بنـيا بطريقة يتحمل فيها كل مبىن وزن اآلخر

:Eugène Albert NIDAأوجين ألبير نيدا

29، صاملرجع السابق :نمحسب محي الدي -75 ،2007، الكويـــت ،الـــس الـــوطين للثقافـــة والفنـــون واآلداب النـــور خراقـــي، عبـــد: ترمجـــة ،دينيـــة_ إثنيـــة _ قوميـــة : اللغـــة واهلويـــة :جوزيـــف جـــون -76

. 297ص

Page 83: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

مريكي نيدا إىل العملية الرتمجية من ممارسته لرتمجة اإلنـجيل، واليت كان القصد انبثقت نظرة اللساين األ

من ورائها تبليغ الرسالة املسيحية إىل أقطار العامل، وقد وجد نيدا أن ذلك ال يتم إال بتقريب الكتاب املقدس من

نفسه، فكلما كان مستوى التأثري أفهام الناس وبسط معانيه يف لغام إليصال مغزى آياته بـمستوى التأثري

.متقاربا نـجحت العملية الرتمجية وبالتايل ينجح التبشري يف غرضه

مث تطورت هذه النظرة عند نيدا لتشمل كل أجناس العمل الرتمجي، بعدما تأثر بالنحو التوليدي لتشومسكي

)CHOMSKY( التكافؤ الديناميكي "، فاكتملت لديه معامل مقاربة مساهاDynamic

Equivalence"( وبىن أسسها على عملية التأثري ،)effect ( املتكافئ بني قارئ النص األصل وقارئ النص

.اهلدف

ويرى نيدا أن لكل لغة عبقريتها اخلاصة يف إبداع الـمعاين وصوغ األلفاظ، ولذلك كان الزما االعرتاف مباهية

البد من التسليم ...'' :ر ذلك االختالف خالل عملية الرتمجةاالختالف اجلوهري بني اللغات، واألخذ يف االعتبا

ومن ،77''...بأن لكل لغــة عبقريتها اخلاصة، ومعناه أن لكــــل لغة خصائصــــها الـمميزة اليت تـمنحها طابعا خاصا

ية احلفاظ لكل هذا الـمنطلق، البد من التعامل مع اللغات بقناعة االختالف واحرتامه، واألخذ يف احلسبان قض

لغة على عبقريتها، ويضم ذلك التمايز بني اللغات طرائق سبك الكالم وترتيب أجزاء اجلمل وطرائق البالغة يف

.إىل غري ذلك، والغرض منه جذب انتباه الـمتلقي وتـحقيق التأثري فيه... 78احلديث ونسج اللفظ باإليقاع

ساس لساين فحسب، ألن القالب اللساين غري كاف يف نظره ويرى نيدا أنه من اخلطأ النظر إىل الرتمجة على أ

في الواقع، ليست المقومات اللسانية هي العوامل الوحيدة ...'' :حلمل املعىن كامال وحتقيق التأثري املكافئ

77- Eugene A. NIDA and Charles TABER: The theory and practice of translation, united Bible Societies, Brill, 1982, p 03-04. “… It is essential to recognize that each language has its own genius. That is to say, each language possesses certain distinctive characteristics which give it a special character…” 78- Ibid, p 04. “… the related roles of language and culture as two interdependent symbolic systems …”

Page 84: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

وبذلك يفتح نيدا اال ، 79''...أكثر أهمية) العناصر الثقافية(التي يـجب أخذها في الحسبان، فقد تكون

رف يف النص اهلدف حسب مقتضيات نقل التأثري املكافئ، ويرى من اجلائز االعتماد على العناصر الثقافية للتص

يف عملية فهم النص، ومن هذا املنظور يبدو أن نيدا جعل الرتمجة مصدرا لتوليد النصوص انطالقا من العناصر

.ص ذو تأثري مكافئ يف القارئ اهلدفاللسانية للنص األصل واستعانة بالعناصر الثقافية ووصوال إىل ن

وال يكاد نيدا يفرق بني اللغة والثقافة إال من الناحية الشكلية، بوصفهما نظامني رمزيني ذوا حممولية

األدوار املرتابطة للغة والثقافة ...'' :ضخمة، إمنا يقر بكون كل منهما يعتمد وجوده على اآلخر ويستند إليه

80''...يتوقف كل منهما على اآلخربوصفهما نظامني رمزيني

لذلك يرى أن الرتمجة نشاط ثقايف اجتماعي أكثر منها نشاط لغوي، فيعيب على الذين يتبعون احلرفية ادعاءهم

، يف حني تضم أمانتهم املعتمدة على الوفاء للشكل احلريف شىت أنواع تشويه املعىن وتعسري فهمه على )األمانة(

.ضه نيداالقارئ اهلدف وهو ما يرف

ويعتمد نيدا أيضا على النظرية االتصالية إلخراج معجم مصطلحي خاص به يف الرتمجة، فيسمي اللغة

، وذلك ألنه يشرتط )Receptorاملتلقي (والقارئ اهلدف ) Receptor language لغة التلقي(اهلدف

الرتمجة بسط املعىن يف لغة املتلقي وإال فهي يف الرتمجة نـجاح عملية التلقي بسهولة ويسر، بل ويرى أنه من أغراض

.ترمجة فاشلة ال طائل منها

، )اإلجنيل(ويقرتح نيدا للرتمجة مقاربة شاملة تنبين على تكوينه اللساين والالهويت، وخربته يف ترمجة الكتاب املقدس

Formal فؤ الشكليالتكا(وتأثره بالنحو التوليدي لتشومسكي والنظرية االتصالية، ذهب يفرق فيها بني

79- Eugene A. NIDA and Charles TABER: The theory and practice of translation, Op.Cit, p130. “…Linguistic features are not the only factors which must be considered. In fact, the "cultural elements" may be even more important…” 80- Eugene A. NIDA: Contexts in translating, Edition Benjamins Publishing Company, Amsterdam, 2001, p 13. “… the related roles of language and culture as two interdependent symbolic systems …”

Page 85: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

Equivalence (و)التكافؤ الدينامي Dynamic Equivalence( فريفض الشكلي منهما ألنه يركز ،

على معادلة الدالالت اللغوية وال يلقي باال للعوامل السيوسيولوجية وال للعناصر الثقافية، فهو إذن منقوص يف نظر

ميكي الذي يشرتط أن يـحقق النص اهلدف يف الـمتلقي اهلدف نيدا وال يـحقق ترمجة مقبولة، بينما يقرتح الدينا

التأثري نفسه الذي يـحققه النص األصل يف الـمتلقي األصل، ويعتمد نـجاح الرتمجة على مستوى التطابق يف التأثري

ق درجة ومن مثة يعرف التكافؤ الديناميكي مبدى تطاب...'' :وكلما كان مستوى التطابق عاليا كانت الرتمجة ناجحة

81''...استجابة املتلقني للرسالة يف لغة التلقي بالطريقة نفسها عند الـمتلقني يف اللغة األصل

وغريها، ومن ثـمة ... ويعمم نيدا مقاربته على كل أجناس الرتمجة الدينية والقانونية والرمسية واالقتصادية واألدبية

ويقرتح معايري عامة لتقييم ترمجة أي نص مهما كان جماله ميكننا تشمل مقاربته ضمنيا ترمجة الرواية بتفصيل أدق،

:تلخيصها فيما يلي

يف عملية الرتمجة، البد من األخذ يف احلسبان العناصر السوسيولوجية والثقافية فضال عن الـمقومات -1

ناصره بل اللسانية بالقدر نفسه من األمهية، ألن الدوال اللغوية ال تكفي وحدها حلمل النص بكل ع

.context(82(تستعني بالسياق

وذلك من خالل بسط ) النص اهلدف(و) املتلقي(لنجاح الرتمجة البد من حتقق عملية االتصال بني -2

قدر اإلمكان ليسهل على املتلقني استقباهلا وفهمها، بل ويزيد على ذلك ) لغة التلقي(املعىن يف

.إليها قدر اإلمكان 83حتقيق اجلاذبية

81- E.A. NIDA and Ch. TABER : The theory and practice of translation, Op.cit, p 24. “Dynamic equivalence is therefore to be defined in terms of the degree to which the receptors of the message in the receptor language respond to it in substantially the same manner as the receptors in the source language…”

أعطى نيدا أمهية بالغة للسياق يف عملية الرتمجة، وجعله شرطا أساسيا لفهم النص األصل، ولذلك نـجده يعنون أحد كتبه يف الرتمجة بـ -82)Contexts in Translating(،ينظر ، ويتناول فيه هذه القضية بالتفصيل:

Eugene A. NIDA: Contexts in Translating, op.cit. .نابع عند نيدا من فكره التبشريي مفهوم جذب املتلقي -83

Page 86: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

الناجحة ــ عند نيدا ــ هي اليت تـحقق أعلى تطابق يف االستجابة بني مستوى استجابة املتلقي الرتمجة -3

األصل للنص األصل، ومستوى استجابة املتلقي اهلدف للنص اهلدف، وكلما قل هذا التطابق

.بالزيادة يف التأثري أو بالنقص فيه اعتربت الرتمجة ضعيفة وغري ناجحة

اليت وضعها نيدا يصنفه يف خانة املنظرين الذين يبيحون التصرف يف النص اهلدف لتحقيق والـمالحظ أن املعايري

من الـمقاربات اليت كيأهداف غري لسانية، ويف حالته هو األهداف سوسيوثقافية، وتعد مقاربته للتكافؤ الدينامي

وآين بريسي وإتامار ايفني زوهار تبناها مرتمجو القرن العشرين، وتأثر ا منظرون آخرون من أمثال شارل تابر

.وجدعون توري

فانه يعين ال حمالة توازي الداللة بني مفردتني خمتلفتني يف هذه ،عندما يتحدث املرتجم او دارس الرتمجة عن الرتمجة

بينها استقاه من Inevitable equivalenceو قد يقوده ذلك اىل تصور وجود تعادل حمتوم ،اللغة و تلك

: فيقول" تعادل املعىن بني كلمتني من لغتني خمتلفتني "و يتحدث جاكبسون عن مشكلة ،تعلمه اللغات األجنبية

و يضرب مثاال " code-unitsانه يف العادة ال يوجد تعادل كامل بني وحدتني من وحدات الشفرة اللغوية "

بالفرنسية ملا تتضمنه كل منهما من fromage ن تعادل نظريا باالجنليزية ال ميكن ا cheeseعلى أن كلمة

84.الرائجة يف كال البلدين hypernymدالالت تتحكم فيها أنواع و صور التخثر اللبين

:الصرفية و ميكن إدراج أمثلة ال تقتصر اخلالفات على أمساء األشياء، بل تتعداها إىل األشكال النحوية و الصيغو

:ى مستوى صيغ التذكير و التانيثاالختالفات عل.1

_la maison، الدار le soleilمثال الشمس يف اللغة العربية مؤنث و يف الفرنسية مذكر

la casa يف اللغة العربية و سائر اللغات الرومانسية مؤنث و لكنها يف االنكليزية مجاد the house ، تشري

هي يف /و أنت للمذكر وكذا احلال بالنسبة لضمري الغائب هوأنت للمؤنث ،اللغة العربية إىل املخاطب بتفصيل

،مصر –مدخل اىل مبحث دراسات الرتمجة، الشركة العاملية للنشر لوجنمان، دار نوبار للطباعة، القاهرة – نظرية الرتمجة احلديثة :عناني محمد -84

48ص ،2003 ،01الطبعة

Page 87: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

للغائب، و « they »للمخاطب و « you»حني أن اللغة االنكليزية تشري إليهما معا باستعمال الضمري

يف حني أا تفصل يف ضمري « Tu »ينطبق األمر نفسه بالنسبة للغة الفرنسية فيما خيص ضمري املخاطب

". Ils/Ellesالغائب

:االختالفات على مستوى أزمنة الفعل .2

اسم أو +فنلجأ يف بعض األحيان إىل ترمجة فعل واحد إىل فعل ،ختتلف أزمنة الفعل بني اللغات

و الذي نرتمجه بكلمتني present continiousفليس هناك مقابل واحد لصيغة احلاضر التام ،ظرف+فعل

) .فعل منذ قليل(_ ) و ال يزال فعل (_ ) فعل و يفعل(أو أكثر

:على مستوى داللة االلفاظ . 3

سنجد أا ال ،ختتلف داللة األلفاظ من لغة إىل أخرى،و حىت لو سلمنا بوجود مرتادفات و مقابالت بني اللغات

.تفيد املعىن نفسه

و من أهم ،الل فرتة الستيناتأصبحت قضايا املعىن و التكافؤ و قابلية الرتمجة موضوعا هاما يف دراسة الرتمجة خ

و قد نشأت Eugene Nidaالباحثني الذين عملوا على دراسة هذه القضايا الباحث األمريكي يوجني نيدا

مقاربته من واقع ممارسته العملية أثناء ترمجته للكتاب املقدس و قد حاول وضع أساس نظري للرتمجة يستفيد من

.ة و كذا التوليدي الذي وضع نظريته الشهرية اللساين نعوم تشومسكي علم اللغة و علم الداللة و التداولي

و أن تأثريها خيتلف باختالف الثقافة و هو ،و قد انطلق نيدا من واقع ان الكلمة تكتسب معناها من سياقها

:حيدد ثالثة أقسام للمعىن

:املعىن اللغوي

.....) .اسم،فعل،الحق(و يعتمد على تقسيم اجلملة الذي وضعه تشومسكي

:املعىن االحايل

Page 88: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

.وفيه حييل الدال على املدلول ،و هو املعىن الذي حيدده املعجم

:املعىن الشعوري

أو اخلربة الفردية للقارئ آو ،إن ظالل املعاين اليت تنشا من ارتباط للكلمة بأشياء معينة داخل السياق أو خارجه

هم أفضل ملعاين الكلمات طريقة حتليل العناصر او ما يسميه و اقرتح لف.اخلربة اإلنسانية العامة

Decomposition االوجل و اإلشفاق و اخلشية و : فلدى حتليلنا مثال كلمة اخلوف قد جند يف مكونا

الرهبة،الورع و الروع، و اهليبة و اهللع و اجلزع و الرعب و الذعر والفزع و حىت اهلول و تستطيع حتديد أي معىن

ب إىل اخلوف من هذه املعاين حسب مقصد الكاتب من توظيفها و السياق الذي وضعت فيه و املعىن اقر

قد ختتلف ترمجتها spiritإىل أمهية الثقافة يف تشكيل الفهم لدى القارئ فكلمة وينوه نيدا.االحايل الذي تفيده

.الشبح مالك،الرب أو،فقد تعين روح ،باختالف ثقافة القراء املستقبلني للرتمجة

باستخدام ترمجة ألية من إجنيل يوحنا النص املصدر 85و يقسم نيدا مستويات نقل الرسالة إىل ثالث مراحل

Egeneto anthropos apestalmenos para theou onoma auto :باللغة اليونانية

ioannes

: مرحلة النقل احلريف*

.كان إنسان مرسل من اهللا اسم له يوحنا

:احلد األدىن مرحلة نقل *

.كان هناك رجل مرسل من اهللا امسه يوحنا

:مرحلة النقل األديب *

.و أرسل اهللا رجال امسه يوحنا

. و هذه األمثلة تلخص مذهب نيدا يف التحليل البنائي

61ص املرجع السابق، :عناني محمد -85

Page 89: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و أثرى نيدا احلقل الرتمجي مبفهومني كان هلما بالغ األثر يف الدراسات الالحقة و هو ما امساه التكافؤ الشعري

التعادل الصوري يركز االنتباه على الرسالة نفسها يف :" التكافؤ الديناميكي و يعرف التعادل الصوري فيقول

بني الرسالة يف لغة التلقي ) املستطاع(إذ ينصب اهتمامنا على التماثل الدقيق قدر الطاقة ...لشكل و املضمون ا

هتم التكافؤ الشكلي باألبنية اللغوية على وجه اخلصوص و إذن ي 86"و شىت عناصر تلك الرسالة يف اللغة املصدر

تقرتب الرتمجة كثريا من بناء اللغة املصدر و تركز على اجلوانب املميزة للغة املصدر و خصائصها داخل اللغة

حد جيب أن تكون العالقة بني املتلقي و الرسالة مطابقة إىل:"أما التكافؤ الديناميكي فيشرحه نيدا قائال ،اهلدف

و مبعىن ذلك ضرورة إنتاج نفس األثر 87"كبري للعالقة اليت كانت قائمة بني املتلقي األصلي و الرسالة نفسها

لدى متلقي الرتمجة متاما كالذي أنتجه النص األصلي لدى قارئه ذلك من خالل تكييف الرسالة حىت توائم

إذن نرى أن نيدا من أنصار تطويع و تكييف ،ملرتمجةاالحتياجات اللغوية و التوقعات الثقافية للقارئ يف اللغة ا

حيث ان اللغة املستهدفة جيب أن يشوا أي تدخل من ،الرسالة على املستوى النحوي و املعجمي و الثقايف

و قد عرض ذلك نيدا النتقادات عديدة من طرف بعض الباحثني يف الرتمجة و الذين يدفعون ،طرف اللغة املصدر

و يقولون أن مسالة ،ود تأثري معادل تنتجه الرتمجة مبا أن القراء ينتمون لثقافات و أزمنة خمتلفةبنظرية عدم وج

التكافؤ اليت يطرحها نيدا يشوا الذاتية، و هو ما أنكرته عليه أيضا اجلماعات الدينية اليت ترى أن كل تطويع

كن هذا و ذلك ال يقصي ما أضافه نيدا إىل ول ،يعترب عبثا) خاصة فيما خيص اشتغال نيدا على الكتاب املقدس(

و ،كذا و الباحثني الذين استفادوا من نظريته من أمثال بيرت نيومارك ،الدراسات الرتمجية بشقيها اللساين و الثقايف

.سوزان باسنيت ومىن بيكر ،اندرو تشسرتمان ،فرينر كولر

:نايدا و تابر

63، ص املرجع السابق :عناني محمد -86 46، ص نفسهاملرجع -87

Page 90: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

حتليال لطبيعة الرتمجة، إا حسبهما Charles Taper و تشارلز تابر Eugène Nidaيقدم يوجني نيدا

إعادة إنتاج النص األصلي بلغة النص اهلدف بأقرب ما ميكن من املساواة و التكافؤ و يعين ذلك املعىن أوال و

.األسلوب ثانيا

عادة إنتاج و يرى كل منهما أن الرتمجة دف أساسا إىل إعادة إنتاج الرسالة اليت حيملها النص األصلي و إل

كما يتعني عليه أن يسعى إىل حتقيق التكافؤ ،الرسالة جيب على املرتجم أن حيدث عددا من التعديالت اللغوية

بني النصني عوضا عن التطابق، أي ان يكون لنقل املعىن أولوية لدى املرتجم و قد يعين هذا أن هناك جتاوزات

. عة فحسب،بل مرغوبة بقوة جذرية للبنية الشكلية للنص األصل ال تكون مشرو

تتضح العالقة . 88يؤكد نيدا انه ال ميكننا التعامل مع اللغة متجاهلني كوا جزءا من الثقافة و صورة من صورها

املتبادلة بني اللغة و الثقافة يف املفردات اليت تعكس املضامني و األنشطة و املواقف الثقافية، باإلضافة إىل

.انية اليت تشكل حيز تشكل النص األصل و إطار تلقي اجلمهور لهالعالمات الزمنية و املك

فكلما بعدت املسافة بني النص ،يشري نيدا إىل بعدين أساسيني يف بناء املضمون، و مها بعد الثقافة و الزمان

ويف نفس . األصلي و نص الرتمجة اتسعت االختالفات الثقافية كما هو احلال بني روما القدمية و ايطاليا املعاصرة

كما يرى مونان أن ،أن اللغة تقود إىل احلقيقة االجتماعية Edward Sapir يرى ادوارد سابري" ،السياق

89"الرتمجة سلسلة من العمليات اليت تشكل نقطة بدايتها و نتاجها النهائي معاين ووظائف داخل ثقافة معينة

تكافؤ شكلي يركز على نقل رسالة النص شكال و مضمونا و هو ما يسميه : مييز نيدا بني نوعني من التكافؤ

أما الثاين فيسعى إىل إنتاج تأثري مكافئ على مستقبل النص " formal equivalence" التكافؤ الشكلي

dynamic"ميه نيدا املكافئ الديناميكي املرتجم متاما كالتأثري الذي أحدثه النص على قارئه بلغته األصلية و يس

equivalence " األول هو اختالف : و يؤكد أيضا على ثالثة مبادئ حتكم مشكلة التكافؤ بني النصوص

ص ،2013 ،01الطبعة ،اجلزائر ،منشورات ضفاف االختالف، دراسات يف االدب املقارن من الرتمجة اىل التأثري، :الطامي أحمد صالح :ينظر -8832

.33 - 32 ص.صاملرجع السابق، :صالحالطامي أحمد -89

Page 91: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ال يوجد ترادف كامل يف اللغة نفسها و املبدأ الثالث انه ال يوجد : املبىن يعين بالضرورة اختالف املعىن، الثاين

.علقة مبعىن ما يف لغة بكلمات متعلقة باملعىن نفسه يف لغة اخرى تطابق بني الكلمات املت

و هذه املبادئ هي اليت جعلت نيدا يستعرض عن استحالة التكافؤ اللغوي بإنتاج اثر لدى قارئ الرتمجة شبيه

.باألثر الذي أحدثه النص األصلي لدى قارئه

مجة إىل ظهور إشكالية الربح و اخلسارة يف و قد أفضت استحالة وجود تطابق بني النصوص األصلية و املرت

فمعظم الدراسات ركزت على ما يفقد من النص األصلي عند االنتقال به إىل لغة أخرى و أغفلت ما ،الرتمجة

.ميكن أن تضيفه الرتمجة إىل النص األصلي فتزيده ثراءا و قيمة

:YURGideon TOوجدعون توري Etamar EVEN ZOHARإتمار ايفين زوهار

Youri(تأثر إمتار ايفني زوهار بأعمال الشكالنيني الروس وعلى رأسهم أبـحاث اللساين يوري تيتانوف

TITANOV( ة''، ولكنه عاب عليهم ميلهم إىل تبين ما أمسوهواضعني يف الـمقام الثاين آدابا '' اآلداب الراقي

فعدوها آدابا هامشية ال قيمة هلا يف الدراسات ... أخرى كاألدب الـمرتجم وأدب األطفال واألدب الشعيب وغريها

األديب تنهل منها وتبين ا لنفسها كيانا أدبيا، فخرج بن زوهار العلمية، بينما كانت الثقافة العربية الفقرية للزخم

اليت تشمل سائر األنساق األدبية اليت تدور يف فلك وسط اجتماعي ) Polysystemالنسق الـمتعدد (مبقاربة

.واحد ويتأثر بعضها من بعض، إذ إن كل نوع من اآلداب يأخذ من اآلخر ويتدعم به لينمو ويتطور

زوهار بأن األدب الـمرتجم ال يقل شأنا عن غريه بوصفه جنسا أدبيا مميزا له خصائصه وميزاته، وحجته ويرى ايفني

يف ذلك أن األدب ال يكتسي قيمة اجتماعية معينة من شيء يف ذاته، ولكنه يكتسبها من الوظيفة اليت يؤديها يف

متنحها احلاجة له داخل ذلك النسق بناء على االعتبارات النسق املتعدد يف وسطه االجتماعي ككل، واملكانة اليت

التاريـخية واالجتماعية والثقافية اليت مير ا ذلك اتمع، ومن مثة فإن زوهار يويل أمهية بالغة للسياق التاريـخي

نسق الـمتعدد معناه أنه أن نقول بأن األدب املرتجم يتبوأ مكانة مركزية يف أدب ال'' :وثقافة النص اهلدفـ يقول زوهار

Page 92: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

وال يعرتف زوهار باملعايري النصية واجلمالية يف تقييم األدب ،90''.يسهم بفاعلية يف تشكيل مركز النسق الـمتعدد

املرتجم، بل يرى أن نصا ما يكسب قيمته اجلمالية من مدى حاجة الظرف االجتماعي للبيئة الـمستقبلة، أي إن

ة هي اليت يكون النسق املتعدد أكثر احتياجا هلا لتحقيق وجوده وديناميكيته وتواصله، النصوص الـمنتقاة للرتمج

:، وعلى هذا األساس يقسم زوهار األنساق إىل91وذلك فقط ما مينحها قيمتها احلقيقية

� J نسق أساسي)system Major(

� J نسق ثانوي)System Minor(92

لمثاقفة، هي مصدر هام وأساسي لألفكار اجلديدة واألساليب ويعتقد زوهار أن الرتمجة بوصفها أداة رائدة ل

املستحدثة اليت تأيت ا الرتمجة من الثقافات األخرى، وتطرحها لالستهالك األديب يف اللغة املستقبلة، خصوصا إذا

.على ذلك كانت الثقافة املستقبلة فقرية إىل مثل ذلك كما هو حال الثقافة العربية اليت جاء ا زوهار مثاال

أما جدعون توري فيضم أبـحاثه إىل زميله ايفني زوهار يف نظرية النسق الـمتعدد، ويرى بأن العناصر

اللسانية واجلمالية مل تفيد يف قيمة النص املرتجم شيئا، ألنه كان يرى كل النصوص املختارة للرتمجة إمنا اختارها

ـ حسبه ـ يكتسب قيمته من مدى حاجة اتمع إليه استنادا ، والنص املرتجم93أهلها ألغراض أيديولوجية حمضة

إىل الظروف االجتماعية والسياسية اليت يـمر ا يف مرحلة معينة، وبذلك فالنص ال يقيم لشيء يف ذاته ولكن

.قيمته حتتكم ملقتضيات املرحلة

90- Etamar EVEN ZOHAR: Polysystem Studies, Poetics Today, Volume 11, number 1, 1990, p 46. “To say that translated literature maintains a central position in the literary Polysystem means that it participates actively in shaping the center of the Polysystem.”

، 1ظمة العربية للرتمجة، بريوت ـ لبنان، طيف نظرية الرتمجة ــ اجتاهات معاصرة، ترمجة سعد عبد العزيز مصلوح، منشورات املن :إدوين غينتسلر: ينظر -91 .267، ص 2007

.268، ص الـمرجع نفسه: ينظر -92 .298، ص السابقالـمرجع :إدوين غينتسلر: ينظر -93

Page 93: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

فيها ذا قيمة بالغة بالنظر للحاجة ومن هذا املنظور يؤكد توري أن النص قد متر عليه مرحلة زمنية يكون

الـملحة إليه، وبـمرور تلك املرحلة تنقص قيمته وتضمر بانصراف الناس عنه، وحتييه الرتمجة بنقله إىل وسط

وذا الطرح يقرتح توري خالل عملية الرتمجة العناية بالنص اهلدف .. اجتماعي آخر حيتاج إليه أكثر وهكذا

دى القارئ اهلدف، لريتقي يف قيمته االجتماعية ألنه كلما كان أكثر جاذبية كلما ليحقق أكرب نسبة مقبولة ل

وال طالت مدة قبوله وعلو قيمته األدبية يف اتمع املستقبل له، ومن مثة فال حاجة إىل الوفاء للنص األصل لغة

:من هذا املنطلق هديف بامتياز، يقول شكال، إنـما احلاجة لتلبية الطلب اتمعي إىل حمتوى النص املرتجم، وتوري

إنه ال سبيل إىل أن تكون للنص الـمرتجم الـمجال النظمي نفسه مع نصه األصلي، حىت وإن كانا من الناحية ''

94''.الشكلية معروضني جنبا إىل جنب

، )Norms(ويذهب توري بنظرية النسق املتعدد مذهبا سوسيولسانيا، يقرتح فيه جمموعة من املعايري

وهذه املعايري يهدف توري من ورائها إىل تقييم النص الـمرتجم، انطالقا من نسب تناوله للرتمجة بني املرتمجني يف

جمتمع معني، ومرورا بأيديولوجية املرتجم نفسه، ووصوال إىل ما يوظفه من تقنيات ملعاجلة املشاكل اليت تواجهه أثناء

.الرتمجة

والـمعايري نفسها '' : أا مرتبة بشكل تدرجي كرونولوجي منطقي، ويف ذلك يقول توريواملالحظ على هذه املعايري

95''.وبعضها اآلخر أضعف... تشكل مراتب متدرجة متصلة على طول الـمقياس، فبعضها أشد

لتقييم ) Polysystemنظرية النسق املتعدد (ومما سبق، ميكننا أن نستنتج الـمعايري العامة اليت تضعها

:لرتمجة، ونلخصها يف اآليتا

94- Gideon TOURY: Descriptive Translation Studies and beyond, Benjamin Publishing company, Amsterdam 1995, p 26. “There is no way a translation could share the same systematic space with its original; not even when the two are physically present side by side.” 95- Gideon TOURY: Descriptive Translation Studies and beyond, Op.Cit, p 54. “The norms themselves form a graded continuum along the scale: some are stronger … others are weaker.”

Page 94: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

أن يكون اختيار النص مادة الرتمجة بعناية حبيث يرجى منه تأدية وظيفة يف النسق االجتماعي الذي -1

.يرتجم إليه، وجيوز استعمال كل التقنيات اليت تسمح له بذلك

ها ضمن أن يكون الغرض من الرتمجة هو إضافة اجلديد إىل اللغة املستقبلة ودعم ديناميكيتها وحركت -2

األنساق الثقافية اليت تدور يف فضائها، وذلك بتفعيل عنصر الـمثاقفة اليت تعد الرتمجة أشهر عملية

.توفر له أدوات العبور بني اللغات واتمعات

أن يوافق إيراد النص املرتجم مقتضيات املرحلة من الناحية االجتماعية والثقافية والتاريـخية، ليستطيع -3

.عند القارئ اهلدفحتقيق القبول

أن يسعى املرتجم إىل تقدمي النص املرتجم يف اللغة اهلدف بالشكل األكثر جاذبية ليستطيع أداء -4

.مهمته يف دعم ثقافة اللغة اهلدف

واملالحظ على معايري نظرية النسق املتعدد أا تتخلص من قيود الدراسة التقليدية اليت طال السجال فيها بني

احرتام املعىن، وتنطلق يف نظرة سوسيولسانية للنص املرتجم، وتسند كل معايريها يف التقييم على احرتام الشكل أو

.هذه النظرة

الذي يشبه بناء " النسق املتعدد"و يركز على العالقات بني هذه األنساق يف إطار ما مساه بال ،و مييز بني األنساق

.ئما من اجل الوصول إىل قمة اهلرمهرمي يتكون من عدة أنظمة تتفاعل فيما بينها مشكلة حركة ديناميكية دا

دبية التجديدية يف مواجهة اليت تقودها احلركات األ )Flux( و يسمى ذلك حبركة الفيض أو التدفق املستمر

و يصنف األدب املرتجم ضمن احلركات التجديدية اليت تسعى إىل فرض نفسها و . احلركات األدبية احملافظة

يعطينا أمثلة عن ذلك كوجود أدب حديث العهد يسعى إىل الظهور أواىل وجود آداب فرعية بروفنسالية تسعى

Page 95: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ظهور احلاجة إىل استرياد مناذج أدبية أجنبية ملواكبة منعطفات حامسة يف ملواكبة اآلداب الرئيسية املهيمنة أو حني

، ومن أهم األمثلة اليت تشرح ما تقدم مكانة الرواية كأدب مرتجم صمن 96التاريخ يعجز األدب احمللي عن جماراا

جنيب و كانت ضعيفة يف فقد شغلت ذيل اهلرم عند بداياا كأدب مرتجم أ ،النسق األديب الرئيسي يف البالد العربية

مواجهة انساق أخر ميثل الشعر او امللحمة لكنها سرعان ما فرضت نفسها نتيجة ظروف تارخيية مسحت برواج

.لتصبح اآلن يف قمة اهلرم بعد أن فرضت نفسها على األنساق احملافظة األخرى ،هذا النوع

ما لبثت أن ،ولة عن وضع طرق جديدة للكتابة و معىن ذلك يف إطار نظرية النسق املتعدد أن الرتمجة كانت مسؤ

.أحدثت تأثريها يف األدب و منها ما أنتجته كتابة الرواية من ابتعاد عن الزركشة اللفظية و توشية النص

Gedeonمتيزت ا كتابة الشعر و التوجه حنو النثر الروائي و اجتاه الكتابة الواقعية ساهم جدعون توري

Toury مع زوهار يف دراسة العوامل الثقافية و االجتماعية اليت حتدد مسار ترمجة األعمال من خالل عمله

:األدبية و مساها بالدراسات الوصفية و قسمها إىل مراحل

.وضع النص يف إطار الثقافة املستهدفة و قياس قبوله لدى القارئ - 1

.االختالفات مقارنة النص املصدر بالنص املستهدف لتحديد التغيريات و رصد - 2

مع قياس توجهات املؤلفني و مقاصدهم، الفرتات (استنتاج طريقة ميكن إتباعها على نصوص أدبية مماثلة - 3

).الزمنية للتأليف و التلقي و األنساق األدبية املختلفة

،خاضع هلاقول توري أن القرارات اليت يتخذها املرتجم ختضع ملعايري اجتماعية و أعراف ثقافية حىت لو مل يعي انه

:و يقسم املعايري إىل ثالثة أنواع أيضا

فإما أن يقبل و ينقل معايري الثقافة و ،و تشري إىل االختيارات العامة اليت يعمد إليها املرتجم: املعايري املبدئية_ 1

و ،Acceptableاللغة املصدر و ينتج ترمجة كافية أو يقبل معايري الثقافة و اللغة اهلدف و خيرج ترمجة مقبولة

.فيمكن للمرتجم أن يوظف كال من املعيارين ،لكن العمل ذه املعايري نسيب

202صاملرجع السابق، :إدوين غينتسلر: ينظر -96

Page 96: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و هو ما يسمى بدرجة املباشرة يف الرتمجة، أي الرتمجة من لغة وسيطة، و مدى تقبل الثقافة :املعايري التمهيدية_2

.املستهدفة لذلك و نوعية الرتمجة عن غري األصل

ختص صور تقدمي النص اهلدف و إطاره العام، مثال قد يقرر املرتجم حذف فقرة أو عبارة أو و :املعايري العملية_3

.كلمة من النص أو إضافة فقرة أو حاشية للرتمجة

و ،و يهدف توري من وضع هذه املعايري إىل وضع قوانني احتمالية للرتمجة مث وضع مبادئ عاملية شاملة للرتمجة

و ،إىل انتقاء خيارات لغوية أكثر شيوعا يف اللغة املستهدفة"الجتاه حنو التوحيد ازدياد ا" يدعو من خالل مبدأ

و غياب التنوع األسلويب و يشيع ذلك عندما تشغل الرتمجة موقعا ،يؤدي ذلك إىل التوحيد العام للغة املرتجم

.ألمة ما وفقا لنظرية النسق املتعدد "النظام األديب "ضعيفا أو هامشيا يف

قد يفضي التداخل إىل إنتاج ، و و معناه احملاكاة الدقيقة أللفاظ و تراكيب اللغة املصدر" مبدأ التداخل" و يقابله

.رها البعض باحملاكاة ألغراض فنيةيرب ،بىن غريبة عن لغة الرتمجة

.النظريات التأويلية والحرفية والثقافية: المبحث الثاني

): نظرية المعنى(النظرية التأويلية -1

فقد ) Hermeneuticsهرمنوطيقا (هو مؤسس التأويلية 97فريدريك شاليرماخر يعترب النقاد أن

أساس التواصل "وضع أساس االجتاه التأويلي للرتمجة الذي ينظر إليها على أا ال تستطيع أن تكون منعزلة عن

فيلسوف مثايل و الهويت أملانية عمل أستاذ جبامعة برلني إىل جانب مهبولت يعد االب الروحي ) 1834_1767( فريديريك شاليرماخر -97

. لفلسفة التاويل

Page 97: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

حامسة إذ تتجلى فيه كل املعضالت اإلنساين القائم على الفهم أي التأويل و بذلك يكسب الفعل الرتمجي أمهية

98"التأويلية الكامنة يف كل خطاب

فان الرتمجة جتعل النص ينتقل من ،فإذا كان التأويل وثيق الصلة بعملية الفهم"إن عالقة الرتمجة بالتأويل وثيقة

ع إىل االنتقال وهو ما يضاعف من صعوبة التعامل مع النص املرتجم ألنه يتطل،عملية الفهم إىل مستويات اإلفهام

.99" مبستوى الفهم يف اللغة األصلية إىل مستوى اإلفهام يف اللغة املستقبلية

أي فهم النصوص األصلية من خالل تأويل مقاصد ،جيد املرتجم نفسه أمام مهمة مزدوجة و هي الفهم و اإلفهام

األفكار ملستقبلي النصوص الكاتب املضمرة داخل نسق النصوص و كذا عملية إفهام و إيضاح تلك املقاصد و

فان التجربة النفسية تصبح ،و مبا ان اللغة هي املرآة العاكسة لكل ما يتفاعل داخل نفسية اإلنسان،يف لغة اهلدف

و تتمظهر خاصة يف النصوص األدبية اليت تعترب مزجيا بني األفكار و العواطف و ،موضوعية بفعل اللغة

و مثالنا يف ،أويل فهم نفسية الكاتب و كشف تضميناته اليت تشفر النصوصو ميكننا من خالل الت ،املتناقضات

ذلك الروائية األمريكية فرجينيا وولف اليت متكن النقاد من حتليل نفسيتها و كشف هواجسها و خماوفها عرب

انبا خمفيا من مل تعرب عنها صراحة و لكنها عكست ج ،تأويل نصوصها الروائية اليت اتسمت بنزعة سوداوية البائسة

.و هذا ما تأكد حتما بعد إقدامها على االنتحار ،شخصيتها

فالفكرة موجودة انطالقا من اإلمكانيات الداللية اليت حتمل ،إن التأويل يستثمر بذكاء كل الطاقات االجيابية للغة

. الكلمات املكونة هلا و ليس انطالقا من كلمة بعينها

ا يف فرتات خمتلفة بطريقة واعية ال ميكن أن تظل حمافظة على اخلصائص نفسها و ال و ممارسة التأويل داخل لغة م

خاضعة للقواعد ذاا الن التأويل خيضع حلدود الزمان و املكان و التأثريات الكونية املتجددة و مثالنا يف ذلك

و إذا ،جية متعددة على اللغات األخرىالتأثريات املباشرة اليت متارسها اللغات األكثر انتشارا عرب وسائط تكنولو

22و 21ص ،2007 ،املغرب_الدار البيضاء ،دار توبقال للنشر ،امللحمة اليونانية يف األدب العريب_شعرية الرتمجة :الشرقاويعبد الكبير -98 11.ص ،، الدار العربية للعلوم ناشرون منشورات االختالفيات الفهم و التفسري تأليف مجاعيالتأويل و الرتمجة مقاربة آلل :الزاوي حسين -99

Page 98: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

فإننا نستطيع من خالهلا إدراك املقاصد و ،اعتربنا الرتمجة شكال من أشكال العملية التأويلية املرتبطة بالفهم

رؤى العامل املختلفة

الرتمجة حوارا بني الثقافات و الشعوب كما أا تلهم ال حمالة يف خلق حوار Gadamer 100" غادامري"يعترب

،و 101هريمينوطيقي يعمل على حتقيق التفاهم و يكون أداة يف خدمة الوفاق بني النص األصل و النص اهلدف

العرب فعل يؤكد أيضا أن قيمة الرتمجة تكمن يف نقل املفاهيم و حتويلها من املاضي أو من الثقافات األخرى

أي منوذج كاتب النص األصل يتحول إىل ،بدل أن يبقى املرتجم حبيس سلطة النموذج ،التواصل إىل احلاضر

هذا األخري الذي يتعدد بدوره عرب فعل القراءة و التأويل إىل جمموعة نصوص ال ،كاتب و مبدع جديد للنص

ؤولية التحويل الذي يتعرض هلا هذا النص ملقاة و يضيف ان مس. متناهية تضمن استمرارية النص األصل و جتدده

على املرتجم وحده بل أن اللغة تتحمل القسط األوفر

فاللغة اليت يرتجم إليها النص هلا طقوسها و شروطها اخلاصة، حبيث أا تقتحم يف النص مسائل و قضايا : "منها

102" راغبا يف نقله ال تكون واردة يف شكلها األصلي، و إذ باملرتجم ينقل ما ال يكون

إذن ميكننا أن نلخص نظرة املقاربة التأويلية للرتمجة على أا هي اليت تنفخ احلياة يف النصوص و تنقلها من ثقافة

فان كان باإلمكان ترمجة نص ما ،إىل أخرى و النص ال حييا إال انه قابل للرتمجة و غري قابل للرتمجة يف الوقت ذاته

فانه ميوت نصا و كتابة و مهمة املرتجم هي السماح للنص بان يبقى و يدوم من خالل تأويالته ،ترمجة ائية

Karl املتعددة اليت ال جيب أن خترج عن السياق العام للنص األصل و نورد يف هذا السياق ما قاله كارل ماركس

Marx عن ترمجة جوزيف رويJoseph Roy بان تلك الرتمجة و ،نسيةإىل اللغة الفر " الرأمسال" لكتاب

أي أا مل تكن لتالئمه يف وقت ،للنص األملاين إال أا تناسب الفكر وقت ظهورها" نسخة مطابقة" ان مل تكن

التأويلية وأيضا بتجديده يف نظرية اشتهر بعمله الشهري احلقيقة واملنهج .فيلسوف أملاين 2002-1900: هانس جورج غادامير -100 )اهلرمنيوطيقا(

، 01الطبعة ، اجلزائر، منشورات االختالف-الدار العربية للعلوم ناشرون ،ويل والرتمجةأكتاب التمن ،ويلأالرتمجة وهاجس الت سر :براهيم احمدإ -101 22ص، 2009

25املرجع نفسه ص -102

Page 99: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

تلك الرتمجة اليوم و تقدمي قراءات و تأويالت جديدة من خالل وهذا ما يدعونا إىل إعادة النظر يف ،أخر

و يقررون ،و ذا يقصي التأويليون مبدأ النص وحيد الداللة و أحادي التأويل ،ةإعادة ترمجتها إىل اللغة الفرنسي

و لكن ما يؤخذ عليهم هو إشكالية ،بان النص ما إن يكتب حىت يدخل يف دوامة التأويالت الالمتناهية

حىت و ان الرتمجة ؟؟ و، فأي تأويل للنص األصل تؤخذ به التأويالت املتعددة للنص الواحد قبل الرتمجة

ألن تغدو الرتمجة تأويال لتأويل،و نسخة لنسخة أخرى ؟ رمبا احنرفت عن دفعة ،استطاعت االختيار بينهما

و لكن إن . و هنا نصطدم جمددا بإشكالية الوفاء للنص األصل و أمانة املرتجم ،التأويل الصحيح للنص األصل

ليون نالحظ أم يدحضون فرضية وجود تأويل واحد صحيح و عاودنا النظر إىل مبدأ النسبية الذي تبناه التأوي

.بل يدعون إىل إنزال النص األصل عن عرشه و مساءلته لتتحرر معانيه و تتكشف بناه الباطنة ،مثايل

دانيكا سيلسيكوفيتش ر و ماريان ليدري

تنقلت بني دول اليت Danika Seleskovitchنشأت النظرية التأويلية على يد دانيكا سيليسسكوفيتش

و قد أفادها ذلك يف تشكيل مبادئ ) االنكليزية و الصربية ،األملانية ،الفرنسية( خمتلفة تكلمت عدة لغات

الذي تنقله اإلشارات 103النظرية من خالل مالحظتها ان اللغة ال متثل سوى وسيلة ميكن من خالهلا إدراك املعىن

فكان اهتمامها ،اللغوية و قد تركزت جهود سيلسكوفيتش على دراسة مسارات الرتمجة التتبعية مث الرتمجة الفورية

متخلية بطريقة ،على فهم وحدات الداللة األساسية اليت تشكل اخلطاب و إعادة صياغتها يف اللغة اهلدف

إذن هدفها كان نقل املعىن بالدرجة األوىل و هذا ما فرضته ،دة يف اللغة األصلشبه كاملة عن البىن اللسانية املوجو

العوامل املتحكمة يف الرتمجان مبا أا عملت على الرتمجة التتبعية و الفورية اليت ال تعطي جماال واسعا للتفكري أو

.التمحيص يف البنيات اللغوية نظرا لعامل الوقت

تعبري القارئ أو املستمع عما يعنيه املتكلم انطالقا من املكمالت اإلدراكية اليت يضيفاا على العالمـات اللغويـة الـيت يصـدرها يقصد باملعىن إعادة -103

.املتكلم

Page 100: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و نشرت مؤلفات يف هذا اال البحثي نذكر مؤلف ،تعليم الرتمجة الشفهيةكرست سيليسكوفيتش نفسها ل

و يهدف 1957سنة " دراسة تدوين املالحظات يف الرتمجة التتبعية _ اللغات والذاكرة ،ملكة اللغة: "بعنوان

يات تسجيل املراحل املؤلف إىل توضيح ما يدور يف ذهن املرتجم يف الرتمجة التحريرية من خالل بروتوكوالت و برجم

سنة " املرتجم الشفهي يف املؤمترات الدولية: "و مؤلف بعنوان ،الذهنية اليت مير ا املرتجم عند قيامه بفعل الرتمجة

تبلورت النظرية ".تضمنت مجلة من االستنتاجات اليت كونتها طوال جتربتها الشخصية يف الرتمجة الشفهية 1968

و اختذت من دراسات سيلسوكوفيتش أساسا هلا و قد عرفت أيضا باسم نظرية ،تالتأويلية يف اية السبعينا

. املعىن

فالنص يبقى حربا على ورق ما مل " ترى سيليسكوفيتش أن عملية الفهم هامة جدا لدى املرتمجني و حسب قوهلا

أيت بعدها عملية إعادة وت ،104"قارئ مبساعدة السياق و اجلزء املناسب من معارفه املوسوعية ) أي يؤوله(يفهمه

و فيها يصوغ املرتجم األفكار و املفاهيم اليت حتررت من ألفاظها األصلية ،التعبري اليت تعترب نتيجة عن عملية الفهم

و قد متكننا من مالحظة وجود مرحلة وسطى بني زمن : "... على حنو يضمن تالؤمها مع منطق اللغة اهلدف

، ختتفي فيها الكلمات باستثناء بعض احلاالت وتتحرر من شكلها اللفظي الفهم و زمن إعادة التعبري عنه

.105"املعاين اليت تستمر ،باملقابل

اتسعت النظرية التأويلية أو نظرية املعىن لتشمل دراسات الرتمجة التحريرية و راهنت على إمكانية تطبيق املبادئ

النظرية كل من النوعني، و عرب الكثري من املنظرين و الباحثني النظرية للرتمجة الشفهية على الرتمجة التحريرية لتشمل

الذي يؤكد أنه حاملا يتم Jean Delisleجون دوليل : يف حقل الرتمجة عن تبنيهم لنظرية املعىن نذكر منهم

لية ادراك املعىن يتم نقله وفقا لألفكار و ليس الكلمات و أضاف على املراحل اليت توصلت اليها النظرية التأوي

و اليت يتم من خالهلا التأكد من دقة املكافئات اليت مت " التحليل التعليلي"فيما خيص الرتمجة التحريرية مرحلة

34، ص املرجع السابق ،ويل والرتمجةأالت :وآخرون براهيم احمدإ -104 35، ص املرجع السابق :وآخرون براهيم احمدإ -105

Page 101: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

Hurtadoو أورتادو ألبري Christine Durieuxاختيارها، و قد سار على جه الحقا كريستني ديريو

Albert و غريهم.

دبية تطبيقات النظرية التأويلية على الترجمة األ

أول من طرح اشكالية تطبيق مبادئ نظرية املعىن يف ترمجة Fortunato Israel كان فرتوناتو اسرائيل

استطاع مرتجم النص الرباغمايت و التداويل تطبيق النتائج و تبين الطرق اليت استعانت ا ،النصوص األدبية، فإذا

األدبية أن حيذو حذوه رغم أن هذه األخرية هلا النظرية لرتمجة تلك النصوص،مل ال يستطيع مرتجم النصوص

خصوصيتها املميزة، و دليله يف إمكانية حدوث ذلك يف كون مهمة املرتجم األديب نقل األثر الذي أراد الكاتب

و بني -سيليسكوفيتش و ليديرير -و يتجلى الفرق بني التأويل يف نظرية املعىن ،انتاجه باستخدام تلك اللغة

يف كون هذه األخرية تركز على القدرة التفسريية لثقافة اللغة األصل –بيرت نيومارك -لنظرية التواصلية التفسري يف ا

و خلفيات اللغة اليت كتب ا و تفاعلهما معا عكس التأويل الذي يصب فيه املرتجم اهتمامه على القارئ

.املستهدف و مدى قبوله الرتمجة يف ثقافة اللغة اهلدف

املستوى الداليل و النحوي و املعجمي و األسلويب،و يشغل املستوى : على أربعة مستويات هي تشتمل اللغة

الداليل حيزا كبريا يف عملية الرتمجة و التأويل و يستدعي اهتماما خاصا،و ال تقل املستويات األخرى أمهية عن

ت على املرتجم أن يأخذها بعني الداللة الن الطريقة اليت نعرب ا عن مقاصدنا حتمل أيضا معاين و دالال

.االعتبار،إذن جناح عملية الرتمجة مرهونة بنجاح تركيبة املستويات األربعة جمتمعة

لقد ظهرت النظرية التأويلية ألا رأت أن دراسات الرتمجة اللسانية اهتمت بدراسة اللغة مبعزل عن السياق ورغم

ليدية و النفسية،يف ال تذهب أبعد من أن تدرس آليات عمل ما توصلت إليه دراسات األلسنية البنيوية و التو

اللغات داخل نص مل بيد أن التأويلية تركز على مراقبة عملية الرتمجة حلظة اجنازها من طرف املرتمجني الذين ال

بل يعلمون أن فهم النص يستدعي عوامل أخرى غري ،يقتصر دورهم على إجياد مقابالت للكلمات اليت يتلقوا

Page 102: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

امهم باللغة فقط منها املعارف املوسوعية و جتارب احلياة باإلضافة إىل ثقافة اللغة املنقول إليها، و تفصح إمل

سيليسكوفيتش عن سبب تأسيسها لنظرية ترمجية على أساس تأويل مضمون النصوص و إدراك املعىن مث إعادة

ت األلسنية يف الرتمجة اليت حتلل املسائل املطروحة و الذي أدى بنا إىل أن نبتعد عن النظريا: " التعبري عنه فتقول

،اذن ارادت 106"باستبدال لغة بأخرى، يتعلق األمر بتحرير الرتمجة من حيث املبحث االبستيمولوجي

من تبعيتها لعلوم املعجمية و النحو و " Traductologieعلم الرتمجة "سيليسكوفيتش أن تتحرر الرتمجة أو

و اليات تعامل املرتمجني و الرتامجة مع النصوص حلظة ترمجتها و تسجيل أفكارهم و ردود األسلوبية و تم بطرق

.أفعاهلم و تأمالم و حىت ترددهم يف اختيار املقابالت و العوامل خارج النصية اليت تساهم يف ذلك

Marianneرير تدافع النظرية التأويلية يف الرتمجة عن تقسيمها للنص اىل وحدات فهم مستها ماريان ليدي

Lederer وحدات املعىن، و تقول بأن الفهم ال يتحقق وحدة لفظية منعزلة و لكن الفهم يتشكل و يتبلور :ب

باسرتسال اخلطاب و توايل الوحدات اللفظية اليت خترتق الذاكرة السمعية أو املدى البصري و ينتج عن هذه

و إدراكنا ملعارف خارجية عن اللغة ذاا تتوافق و معىن السلسلة من األلفاظ و العبارات معىن يشكله فهمنا للغة

التبادل اللفظي،إذن وحدة املعىن ليست الكلمة أو اجلملة إمنا جزء اخلطاب الذي حاملا يقدم لقارئه أو سامعه

مسحت يل دراسة الرتمجة الفورية مبالحظة هذه الظاهرة" يدرك القصد منه بواسطة الصيغة اللغوية،تقول ليديرير

بشكل منتظم،و باكتشاف وحدات معىن يف اخلطاب تعني حدودها اللحظة اليت يتم فيها الفهم، و بفضل

107"الفوارق الرتكيبية القائمة بني اللغتني األملانية و الفرنسية،استطعت مالحظة الظاهرة بصفة منهجية

ملعىن و تتحدد بقوة الذاكرة إذن تتجسد وحدات املعىن يف عدد معني من الكلمات اليت جيري من خالهلا فهم ا

و كذا رد فعل املستمع الذي حيشد املعارف اليت ) ثواين 03كلمات أو 7اىل 6من ( املباشرة على استيعاا

245، ص01، بريوت، الطبعة ةرتمجاملنظمة العربية لل ،، ترمجة فايزة القاسمىل الرتمجةإالتأويل سبيال :وسيليسكوفيتش دانيكاليديرير ماريان - 1

63، صاملرجع السابق :ليديرير ماريان وسيليسكوفيتش دانيكا -107

Page 103: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ختطر على باله لدى مساعه تلك الكلمات بغية املسامهة يف إحداث املعىن متخليا بذلك عن الوحدات البنيوية للغة

. ريثما أعيدت صياغتها يف وحدات بنيوية تنتمي للغة املستقبلةاألصل اليت تعوض بوحدات معىن

عملت التأويلية على العبارات اجلاهزة و األمثال و األقوال املأثورة، فأسهمت بذلك يف إثراء الرتمجة األدبية اليت ال

واحدة و لكن ختتلف تكاد ختلو من هذه الصور التعبريية و قد ركزت على كون العبارات اجلاهزة و املتداولة فكرة

:صياغتها باختالف اللغات و قد أوردت ليديرير أمثلة عديدة نذكر منها العبارة املأثورة يف اللغة الفرنسية

Vouloir le beurre et l’argent du beurre يف إشارة اىل انه يتوجب علينا االختيار بني أمرين

You can’t haveلداليل يف اللغة االنكليزية أو وجوب التضحية بشيء للحصول على اخر و مكافئها ا

your cake and eat it . اذن ختتلف دالالت الرتميز يف اللغتني، و لكنهما تنتجان األثر نفسه لدى

املتلقني، و تشري ليديرير أنه جيب احرتام هذه الصيغ اللغوية اهلجينة اليت ترسخت يف منطق املتكلمني و تشدد

108.مانة احرتاما لعبقرية كل لغةعلى ضرورة نقلها بكل أ

: Fortunato Israelفرتوناتو اسرائيل

Laو الفهم La Déverbalisation بنيت النظرية التأويلية على أساس التجريد اللغوي

Compréhension وإعادة صياغة املعىن و إعادة صياغة املعىنLa Réexpression يف الرتمجة

و رفضت سيليسكوفيتش تطبيق هذا النموذج على النص األديب ملا حيتويه هذا األخري من خصائص ،الفورية

باإلضافة اىل تعدد التأويالت اليت ميكن فهمها داخل النص ،و أسلوبية و إحيائية متيزه عن باقي النصوص ,ترمجية

ء بعض من الباحثني منهم جون دوليل تطبيق األديب الواحد مما يغري مفهوم الفهم يف النظرية التأويلية و لكن مع بد

Christineعلى الرتمجة التحريرية متبوعا بكريسنت ديريو )الفهم و إعادة التعبري ،التجريد اللغوي( منوذج

97، ص نفسهاملرجع -108

Page 104: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

Durieux، فادى ،وصوال إىل فرتوناتو اسرائيل الذي اشتغل على تطبيق النموذج التأويلي على النص األديب

وهو إذن أجنع الطرق يف ،يرير إىل االستنتاج أن التأويل هو الطريق إىل بناء املعىناشتغاله إىل جانب ليد

ويؤكد على عامل السياق الذي لواله ال يستطيع املرتجم أن ميال فراغات املعىن اليت تتشكل داخل النصوص ،الرتمجة

.و يؤكد على أن تأويل العناصر اجلوهرية داخل النص األديب ما هو إال إحياء لدالالا األصلية 109

إن فكرة النظرية التأويلية عن ثبات املعىن قد جعلت من تطبيق النموذج املذكور أعاله صعبا على النصوص األدبية

ص الرباغماتية أو اخلطابات الشفهية ملا هلذه األخرية من دالالت متعددة مفتوحة على التأويل عكس النصو

تالئم حتما النصوص األدبية 110املرتمجة فوريا و هنا حتول النظرية عن عملية الفهم اليت أقرا إىل عملية ابعد منها

كل ترمجة حىت الرتمجة احلرفية شكال من حيث تعترب ،و هي فهم الفهم اليت تبناها التأويليون من أمثال هايدغر

.ل الذي تعدده العادات و األعراف اللغوية باختالفها و تنوعهاإشكال التأوي

و كذا فكرة ضرورة التأويل فكرة إعادة صياغة املعىن و ليس البىن اللغوية ،إن أهم ما جاءت به النظرية التأويلية

األدبية ظاهرا يف النصوص الرباغماتية أو متعددا و مضمرا يف النصوص إلدراك املعىن الذي قد يكون واحدا و

ذات الطابع اجلمايل و تتميز عن النظرية اللسانية يف كوا ال تتقيد باللغة فقط بل تدمج عوامل غري لغوية كاملرسل

.111و املتلقي و السياق العام للنص و كل ما من شانه ان يؤثر يف تأويلنا لوحدات املعىن األصلية بغية ترمجتها

109- Marianne LEDERER: Etudes Traductologiques, (Fortunato ISRAEL : Traduction

Littéraire et Théorie du sens) P32 « …Les mots ne disent pas tout et doivent être interprétés en fonction du contexte situationnel qui seul permet de combler les vides et de lever

l’ambigüité. » 110- Ibid, P35, « Il concevable dans presque tout les cas d’extraire l’information du texte pragmatique et de venir à bout du sens et n’en va pas de même pour l’œuvre littéraire dont l’élucidation n’est une simple opération mentale mais une quête engageant l’affectivité et

débouchant sur un nombre infini d’hypothèses. » 111- Voir Danica SELESKOVITCH : De l’experience au concpts ; Itp, p88

Page 105: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

112قرن املنصرم شكلت فرتة انفتاح النظرية التأويلية على النصوص األدبيةميكننا القول إن بداية التسعينات من ال

رغم تشكيك سيليسكوفيتش يف إمكانية تطبيق ما وصلت إليه النظرية من خالل اخلربة الشخصية يف جمال الرتمجة

أن جهود فرتوناتو إال ،الفورية و تعليمية الرتمجة و حىت الرتمجة التحريرية يف السنوات اليت سبقت هذا التاريخ

فيشدد على أن كل العناصر املكونة ،اسرائيل يف مقاربة النص األديب من خالل النموذج التأويلي قد أتت أكلها

للنص األديب من خلفيات لغوية و اختيارات معجمية و صرفية إيقاعات نغمات و أصوات و حىت األشكال

Le Texte deسرائيل بالنص اخليايل أو املتخيل تشارك يف تشكيل معاين النص األديب أو ما يسميه إ

Fiction و كذا دور القارئ الذي يتعدى الفهم غاىل مراحل تأويل معاين النص الظاهرة و اخلفية مع مراعاة

و توجهه الرئيسي الذي مينع التأويالت من تفكيكه أو النأي به 113Le Noyau Durجوهر النص األديب

.ها إىل عوامل غري اليت كتب في

فيتشكل اختالف األبنية و األشكال األدبية يف اللغات عائق أمام ترمجتها و ،أما بالنسبة لعملية إعادة الصياغة

لكن تسليمنا بعدم إمكانية ذلك تناقض مع روح الرتمجة اليت تثمن االختالف و من مظاهره العبارات اجلاهزة و

يات اليت متيز لغة و أدب عن األخر باإلضافة إىل أساليب الصيغ اجلمالية و التشبيهات و االستعارات و الكنا

.البديع اليت متثل اجلانب اجلمايل لكل لغة

Interpréte pour traduire (1984) et Pédagogie raisonnée de:قد متثل ذلك يف مراجعة املؤلفنيو -112

l’interprétation (1989) 113- Marianne LEDERER : Etudes Traductologiques, (Fortunato ISRAEL : Traduction Littéraire et Théorie du sens) P36 « Selon Michael RIFFATERRE, Le Noyau Dur c’est ce qui maintient la cohésion du texte et empêche les variations de le détruire ou de le

déstructurer ».

Page 106: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

عزل كل ما يشكل حتديا للمرتجم داخل النص و : يفصل إسرائيل ثالثة مراحل لفهم النص األديب وترمجته أوهلا

و الثقافة اهلدف عند ،ثالثا البحث يف اللغةحماولة فهمها من خالل الدور الذي تلعبه داخل نسيج النص و : ثانيا

. 114كل ما يكافئها شكال و مضمونا و ذلك خللق نفس األثر لدى القارئ احملتمل

عملت النظرية التأويلية أو نظرية املعىن على العمل ضد احلرفية اليت تشوه النصوص و تبرت مفاهيمها األساسية و

.الفورية تعدت من كوا مقاربة للخطاب للرتمجة

عقود عملت فيها على النصوص الرباغماتية و األدبية و أمهت 4إىل نظرية امتدت أحباثها على مدار أكثر من

باحثني اخرين لدراسة جوانب أخرى من النصوص االدبية نذكر منها والرت بنيامني إىل احلفاظ على خصائص

. النص اليت حتفظ غرائبيته عن اللغة و الثقافة اهلدف

:من أبرز منظريهاثار األدبية و تعتمد هذه املقاربة على تفضيل احلرفية يف ترمجة اآل:ة ــــالنظرية الحرفي -2

: Antoine Bermanأنطوان برمان

،و يعد من أنصار "عن املناهج املختلفة للرتمجة: تأثر برمان بالتأويلية الرتمجية برتمجته ملؤلف فريدريك شاليرماخر

املنهج احلريف يف الرتمجة،و ذلك للحفاظ على خصائص النصوص األصلية،و احلرفية يف منظور برمان ال تعين

114- Marianne LEDERER : Etudes Traductologiques, (Fortunato ISRAEL : Traduction

Littéraire et Théorie du sens), Op.cit. P41

Page 107: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

قاعه و خصائصه املميزة متاما كما جاءت يف لغتة الرتمجة كلمة بكلمة و لكنها تعين نقل مضمون النص و إي

و اليت دف اىل ازالة كل ما Ethno- centriqueاألصلية، و يعارض برمان توجه الرتمجة االثنومركزي

مييز النصوص و جيعلها تضاهي ثقافة اللغة اهلدف،فيحس القارئ لدى قرائتها انه يقرأ نصا كتب يف لغته

كل ما هو أجنيب و تضفي الصبغة احمللية و جتعل النصوص املرتمجة تبدوا أصلية يف الثقافة األصلية،فتقصي الرتمجة

و اللغة املستقبلة،وهو ما يعتربه برمان قتال معنويا لألخر و إقصاءا للثقافات األخرى،و ينتقد النظرة األفالطونية

لية من خالل نزع املعىن عنها و جتريدها اليت تسعى لضم النصوص األجنبية اىل جمموع النصوص و اإلبداعات احمل

كما يدعو إىل إضفاء البعد األخالقي على العملية الرتمجية من ،من خصائصها اجلمالية و األسلوبية اليت متيزها

خالل احرتام النصوص األصيلة بوصفها نصوصا مستقلة هلا كياا و هويتها و خصوصيتها اليت جيب مراعاا

.اولة طمسها و حتويلها عما هي عليهلدى الرتمجة و ليس حم

و يتميز برمان عن غريه من املنظرين الذين اهتموا برتمجة األدب مبيله اىل جنس الرواية بدل الشعر و ذلك كوا

و يعين ا األساليب اللغوية املتنوعة و Polylogique informeتتميز مبا يسميه املنطق الالشكلي املتعدد

.لالمتناهية اليت توظف يف األعمال الروائيةاألشكال اإلبداعية ا

:معايير الترجمة عند أنطوان برمان

Les Tendancesاشتغل برمان على نقد الرتمجات،وتوصل اىل ما يسميه باالجتاهات املشوهة يف الرتمجة

déformantes و يقصد بذلك العوامل اليت تؤدي باملرتجم اىل االحنراف عن مقصد النصوص األصلية و

Page 108: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و هذه االجتاهات تلتقي يف 115و قد أورد برمان هذه االجتاهات يف ثالثة عشر نوعا ،تشويهها من خالل الرتمجة

:بعض املفاهيم و هي كالتايل

اكيب النحوية األصلية و عالمات الوقف و و هي إعادة صياغة الرت : La Rationalisationالتجريد .1

مقاطع اجلمل بطريقة تتوافق مع منط اخلطاب يف اللغة اهلدف، وكذا جتريد النثر و الرواية على وجه اخلصوص من

التنوع الرتكييب و استبداله بكتابة خطية رتيبة و يؤدي هذا االجتاه إىل قلب احملسوس إىل جمرد و اختزال الثراء

.كتابة خطيةالرتكييب يف

يسميه برمان السلطة العليا للرتمجة باعتبار إن الرتمجة تنزع دوما إىل الشرح : La Clarificationالتوضيح .2

و اإليضاح و يعين االنتقال من مستوى الداللة املركبة إىل الداللة الواحدة إلظهار املضمر من النص بطريقة واعية

.بغية التوضيح

و يعرت هذا االجتاه نتيجة حتمية لالجتاهني السابقني مبا أن التجريد و :Allongement ’Lاإلطالة .3

التوضيح ينتج عنهما تفصيل املوجز و حتويل البىن العميقة إىل بىن سطحية جمردة و يتسبب هذا االجتاه يف إفقاد

.النص إيقاعه و املساس بوظيفته اجلمالية

ا يعرب عنه برمان بالرتمجة األفالطونية أو املثالية و هي وهو م: L’Ennoblissement) االرتقاء(التجويد .4

النزعة اليت تسعى إىل السمو بالنص و إنتاج ترمجة راقية باملنظور الشكلي البنيوي و ال يعدو حسبه هذا االجتاه

سوى كونه إعادة كتابة أسلوبية على حساب النص األصل

و يعين به استبدال كلمات و مصطلحات : L’Appauvrissement Qualitatifاإلفقار النوعي . 5

من النص األصل بأخرى أقل ثراءا من املنظور الداليل يف اللغة اهلدف و ذلك ألن جزءا من الداللة خيتفي عند

115- Voir Antoine BERMAN : La traduction et la lettre ou l’auberge du lointain, Paris, Seuil,

1999, P 49

Page 109: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

يف معرض حديثه عن Georges Mounin وهو ما يشري إليه جورج مونان ( االنتقال من لغة إىل أخرى

).الثراء و الفقر املقارن للغات: سميها بالصعوبات اليت تعرتض املرتجم و ي

و يعين به الغاء صفة التنوع و الثراء الداليل : L’Appauvrissement Quantitatifاإلفقار الكمي . 6

.لكلمة ما أثناء نقلها من لغة أخرى باستبداهلا بكلمات ال تكافئها دالليا و ال تغطي كل مدلوالا

للتوطني،ويرى فيه برمان نتيجة Venuttiو يوافق طرح فينويت : L’Homogénéisationالتجانس .7

ومن خالل طبع النصوص األجنبية بطابع التجانس و التماثل مع النصوص احمللية، ،طبيعية لالجتاهات السابقة

.تفقد خصائصها املميزة و متحى منها بصمة األخر

ان يف هذا الصدد أن النثر ال يقل يرى برم: La Destruction des Rythmesتدمري اإليقاع . 8

أمهية عن الشعر عند احلديث عن اإليقاع، فلكل إيقاعه اخلاص به و يؤكد أن إمهال هذه اخلاصية عند ترمجة النثر

)و يشري إىل نظام عالمات الوقف بوصفه جزءا من إيقاع النثر( يؤدي بالنصوص إىل فقدان أوزاا

La Destruction des Réseaux de Signifiance Sous-تدمري الشبكة التحتية للداللة . 9

jascents : إن اهتمام الرتمجة بالبىن السطحية و إمهاهلا البىن العميقة و الدالالت املضمرة جيعلها تفكك نسيج

.النصوص و تقضي على اإلحياءات الباطنة اليت حتملها الكلمات املرتابطة ترابطا وثيقا داخل النسيج النصي

و نعين بنسق النص اجلمل : La Destruction des Systématismesري األنساق النصية تدم. 10

و الرتاكيب املستعملة و طريقة استعمال األزمنة، و يؤدي تدمري هذه العناصر خالل الرتمجة إىل فقدان النص

.اتساقه و انسجامه

l’Exotisation des La Destruction ouتدمري أو تغريب شبكات الداللة العامية . 11

Réseaux Langagières Vernaculaires : هو امليل حنو تدمري أو تغريب التنوع اللغوي أو اللهجي

.داخل النص عن طريق استبداهلا بتعابري فصيحة أو إجياد بدائل عامية أخرى ال توافقها ي اللغة اهلدف

Page 110: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و ذلك باستبداهلا : s LocutionsLa Destruction deتدمري التعابري االصطالحية واجلاهزة . 12

مبكافئاا الداللية يف اللغة اهلدف و هذا ما يؤدي يف رأي برمان إىل ترمجة اثنومركزية متحو خصائص األخر عن

طريق ضمه و إحلاقه بالثقافة املستقبلة للنص، وذلك ألن حني الرتمجة تضيع دالالت احلرف األجنيب مبحاولة

.ة لهاستبداله مبكافئات تعبريي

:L’Effacement des Superpositions des Languesمتايز اللغات حمو. 13

يرى برمان أن العمل الروائي ميثل بنية خطابية غري متجانسة من خالل توظيفه للفصيح و العامي، و عادة ما

.على بنية اللغة الروائيةتؤدي الرتمجة فينظره إىل حمو هذا التنوع اللغوي و ذلك باستبدال العامي بالفصيح ما يؤثر

بعدما أورد برمان هذه االجتاهات املشوهة يف الرتمجة، يقدم لنا احلل لتفادي هذه االجتاهات و هو الرتمجة احلرفية،

و يفرق بينها و بني الرتمجة كلمة بكلمة و يعين ا الرتمجة اليت تلتصق باألصل و حتافظ على بنيته و إيقاعه و

.مجاليته

: Henri Meschonnicيك هنري ميشون

يرى ميشونيك أن الشعرية هي االجتاه الرائد يف الرتمجة، و ذلك ألا ال تستند اىل فرضيات و إمنا تقوم على الواقع

.التجرييب للرتمجة

يعترب ميشونيك أحد الباحثني الذين اشتغلوا على ترمجة الكتاب املقدس، كما قام برتمجة العديد من األعمال

و قد أسس نظريته انطالقا من جتربته الشخصية و تركزت استنتاجاته حول إيقاع النص األصل األدبية

Rythme و ملفوظه الشفويOralité اليت جيب على املرتجم أخذها بعني االعتبار، فال يقتصر دور اإليقاع

،يف نظره على إضفاء اجلانب اجلمايل على النص إمنا يعد حامال للمعىن و مينح النص الشعري اتساقه و انسجامه

النزعة التدجينية اذن شعرية الرتمجة ترتكز على نقل النص مبعانيه و بنياته و إيقاعه، و يتفق مع برمان يف إدانته

و يفضل التوجه التغرييب و الذي يتحقق حسب رأيه من عن ،للنصوص اليت تبتغي فصلها عن هويتها األصلية

. La Transparenceالشفافية Le Décentrementطريق معياري الالمركزية

Page 111: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

التأويل عند نقل الشعر تركزت مسامهات هنري ميشونيك يف أساليب ترمجة الشعر و لذا جنده ال حيبذ اللجوء إىل

ألنه سيضعف من مقوماته و ينحرف به عن مقاصده األساسية، و يشدد ميشونيك على أن الرتمجة ليست ممارسة

ويعتقد انه ال جيدر باملرتمجني االختباء وراء النصوص األصلية ،ثانوية بل هي إبداع تعادل قيمتها اإلبداع األصلي

.إىل مستوى الشعرية مع مراعاة كل خصائص و مميزات النصوص موضوع الرتمجة و يدعوهم إىل االرتقاء بالرتمجة

:الدراسات الثقافية -3

):مفهوم الغرابة ( الترجمة و الثقافة

إن أزهى عصور الفكر مرتبطة ال حمالة بازدهار حركة الرتمجة، ذلك أن الرتمجة ليست عالمة للتبعية و ليست قهرا

و ذا املعىن يصبح املرتجم مبدعا و حياكي النص ،األخر، و إمنا حتول و جتدد و انفتاحو ال ارمتاءا يف أحضان

ذلك أن هذه احملاكاة ،املرتجم عملية اإلبداع، و ال د ف الرتمجة إىل احملاكاة األمينة كما يرى موريس بالنشو

و عدم االستقرار الذي يرقي بعدة و تنزع عنها امتياز االلتباس ،تقضي على عمل الرتمجة من حيث أا تؤقلمها

.116"مؤلفات مرتمجة إىل مستوى املؤلفات الرائعة

إننا ال نعترب الرتمجة ناجحة و موفقة إال إذا متكنت من إلغاء االختالفات الثقافية و اللغوية و أنتجت لنا عوضا

من شروط جناح الرتمجة عن النص األصل نصا أخر حيسبه القارئ النص األصلي نفسه و لكنه بلغة مغايرة، إذ

املتعارف عليها أن يبدو النص املرتجم نسخة طبق األصل أو يبدو أن هذا األخري مل يرتجم قط رغم أنه ينطق بلغة

غري اليت كتب ا، إا حتما تظهر ما كان املؤلف سيكتبه يف األساس، إا ترمجة تبتغي قهر املسافة بني املرتجم و

بني اللغة األصلية و اللغة املرتمجة و كذا ترك نفس االنطباع لدى قراء العمل باللغتني، املؤلف و إلغاء االختالف

إذن هي ترمجة تتنكر لذاا و تقدم نصا كأنه مل يرتجم،ميحو فعل الرتمجة و ميحو معه كل إشارة إىل ما هو أجنيب

.أو غريب أو خمتلف 116- Voir Maurice BLANCHOT : « Traduit de … » in la port du feu, Gallimard, Paris, 2001,

Nouvelle édition, P174

Page 112: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ون احلاجة إىل استنساخه، فال معىن للنقل ان مل يكن من واجب املرتجم أن يسمح للنص بان حييا يف لغة أخرى د

فاملقاومة الثقافية تنتج نسقا ،117مل يكن حتوال و جتددا و ال للتجدد إن مل يكن منوا و تطورا إنانتقاال و ال للبقاء

.للتشويه يطال املستوى اللساين و األديب سواء كان املرتجم على وعي بذلك أم مل يكن

إما يلزم لغته الكتساب الغرابة اليت حيملها النص األجنيب أو يلزم : ه يف مواجهة خيارين اثنني املرتجم جيد نفس إن

أو يلزم اللغة األخرى على االغرتاب داخل لغته األم، و يف كال احلالتني يتجدد النص املرتجم ال ائيا مع جتدد

.عد كل البعد عن تشويهه أو استنساخهترمجاته و يفتح اال واسعا لقيام نصوص موازية للنص األصلي تبت

جلب القارئ حنو املؤلف يف مقابل :و قد سبق لشاليرماخر ان عاجل هذه اإلشكالية من خالل الثنائية اليت مساها

جلب املؤلف حنو القارئ و كالمها يتضمن ضيافة لسانية و ثقافية يقوم املرتجم باعتمادها جمازفة، قد يفشل فيها

إن األمر يتعلق باكتشاف األساليب التعبريية املألوفة لدى جمموع الناطقني بلغة ما و حماولة .يف حق كال الطرفني

إعادة بناء التنوع اللغوي و الثقايف الالمتناهي الذي تكتنزه األعمال املرتمجة و خاصة األدبية منها يف لغة كونية

على ظواهر سوء الفهم مهمة الرتمجة هي القضاء إن ،أخرى حتمل أساليب و خصائص مغايرة

Malentendu و الالفهمMécompréhension 118املؤدية إىل التباعد و قطع التواصل اإلنساين.

: an Bassnet Susسوزان باسنيت

تدعو الباحثة الربيطانية سوزان باسنيت إىل حتويل االهتمام يف الرتمجة إىل مواضيع أوسع من سياق مفاهيم الوفاء

.و اخليانة أو املقابلة و التكافؤ و كذا تغيري نوعية األسئلة اليت تطرح حول الرتمجة

117 Voir Maurice BLANCHOT : « Traduit de … », Op.cit. P 187

38، ص املرجع السابق :وآخرون براهيم احمدإينظر -118

Page 113: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

وصفية و تدعو الباحثني املعاصرين من حيث ترى الباحثة ان املقاربات اليت عاجلت قضايا الرتمجة مقاربات ضيقة و

مجيع احملاوالت لفهم الثقافات داخل إن.إىل استخدام مكثف ألدوات التاريخ الثقايف " لوفيفرو و تريفيدي"أمثال

فصل اللغة عن الثقافة أشبه ما يكون بالنقاش القدمي حول من جاء " نسيج الرتمجة قد أعطى مثاره تقول باسنيت

البيضة؟؟ اللغة متدرجة يف الثقافة و األنشطة اإلنسانية تتخذ مكانا يف سياق حمدد و النصوص أوال الدجاجة أم

تنشا يف نطاق االستمرارية و ليس من فراغ و الكاتب هو نتاج زمن معني و سياق خاص و مدار الرتمجة هو اللغة

.األخر غري أن الرتمجة تدور يف نفس الوقت حول الثقافة أيضا و ال ينفصل احدمها عن

يعترب الباحث يف احلقل الرتمجي اندري لوفيفر من رواد اجتاه التحول حنو : André Lefevreاندري لوفيفر

Translation History andفمن خالل مؤلفه الرتمجة و التاريخ و الثقافة ،دراسات الرتمجة الثقافية

Culture الذي شاركته يف تأليفه الباحثة سوزان باسنيت)Susane Bassnet-1990) و الذي يرفضان

فيه النظريات الرتمجية السابقة اليت تركز على النص باعتباره وحدة ترمجية،و كذا املقارنات بني األصول و الرتمجات

فهما يركزان على تأثري الثقافة يف الرتمجة و ،"البنية الثقافية"اليت ال تراعي املناخ الثقايف للنص او كما يسميانه

.تفرضها عليها القيود اليت

و قد ناقش لوفيفر فكرة إعادة الصياغة و ركز فيها على فحص العوامل اليت تتحكم باستقبال النصوص األدبية

و يقر بان استهالك األدب خاضع لسلطة االيدولوجيا اليت حتركه وفق توجهاته، ،مثل قضايا السلطة و االيدولوجيا

زاب السياسية او اامع األكادميية اليت تشجع أو تعوق قراءة األدب مثل األجهزة اإلعالمية و دور النشر و األح

و حىت املرتجم حسبه خيضع الكراهات إيديولوجية جتعله حيذف . و كتابته و إعادة كتابته من خالل الرتمجة

يف مقاطع من النص األصل أو يعدله ليتناسب و سليقة القارئ املستهدف فتصبح الرتمجة إعادة كتابة قد تصل

.بعض األحيان إىل حد التالعب بالنص األصلي

Page 114: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و من بني الدراسات اليت عاصرت االجتاه الثقايف يف الرتمجة االجتاه السنوي الذي يؤكد رواده أن هذه النظرية توازي

. بني مكانة الرتمجة و املرأة و تنتقد املفاهيم اليت تلقي بكلتيهما إىل ادين درجة يف السلم االجتماعي و األديب

:ثنائية التدجين و التغريب

: Lawrance Venutti فينوتيلورانس

The Translator’s"خفاء املرتجم "صاحب مؤلفي Lawrence Venuttiيعتربلورانس فينويت

Invisibility ")1995 ( فضائح الرتمجة"وكتاب "The scandals of" Translation)"1998 (

الرتمجة األدبية يف الواليات املتحدة على وجه اخلصوص، فاملرتمجون مييلون إىل من أهم من انتقد النزعة اليت متيز

طمس ذوام و التخلي عن صوم إما لصاحل املؤلف أو لصاحل األساليب اللغوية السائدة يف الثقافة املستقبلة

شرين و حىت القراء يف كون يشجب فينويت النظرة األفالطونية اليت روج هلا كثريا بني املرتمجني و الكتاب و النا.

الرتمجات الناجحة إعادة إنتاج األصل مع نفي صفة املرتجم عنه و يرى أن هذه النظرة مش املرتمجني و جتعلهم

يف مستويات متدنية يف تصنيف الكتابة اإلبداعية و كذا تطمس الفروق اللسانية و الثقافية يف النص األجنيب اليت

إن املرتمجني حني يعيدون كتابة النص وفقا " يقول أدوين غينتسلر يف هذا الشأن ،هلدفينبغي أن تنقل اىل النص ا

ملا هو سائد يف الثقافة املستقبلة من أساليب و حني يكيفون الصور و االستعارات يف النص األجنيب طبقا النساق

غالل من حيث االختيارات اليت املعتقدات اليت تفضلها الثقافة املستهدفة، فإم حينئذ ال يكبلون أنفسهم باأل

لينسجم مع الصيغ و األجنيبمرغمون على حتريف النص أيضايعتمدوا الجناز مهمتهم فحسب و لكنهم

و هو جعل األجنيب Domesticationو يسمى هذا التوجه بالتدجني. 119"األفكار يف الثقافة املستقبلة

.الثقافة املستهدفةمألوفا و مفهوما بإخضاعه ملنطق و رؤية اللغة و

115ص ،املرجع السابق: دوين غينتسلرإ -119

Page 115: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

يقول فينويت بأن املرتمجني يكشفون بوعي أو بغري وعي عن انتماءام من حيث االختيارات املعجمية و األسلوبية

و ينصح فينويت مرتمجي األدب على ). من حيث التأثري(و يقر بأن القوى الثقافية الكربى تفعل فعلتها يف اخلفاء

و األمانة املستفزة Foreignizing Translationب الرتمجة وجه اخلصوص بتبين ما يسميه تغري

Abusive Fidelity فيعيد املرتجم إنتاج ما يشتمل ،وهي إسرتاتيجية تقاوم التدجني و السالسة و الشفافية

عليه النص األصلي من مسات تستفز و تقاوم الصيغ النمطية السائدة يف الثقافة املستقبلة و هو يساهم حسب

.رأيه يف الوفاء للنص األصل باإلضافة إىل املشاركة يف التغيري الثقايف للغة اهلدف

عند الرتمجة العبارات االصطالحية هي التغريات من أهم اخلصائص اليت يتوجب احلفاظ عليها حسب فينويت

املستحدثة واإلغراب اللفظي و أشكال التعبري اللهجي و غريها بغرض إضفاء مسحة حملية على النصوص و

.ومستها بصفة األصالة

يس كل ، فقد دأبت الثقافات املهيمنة على جتنإيديولوجيةال يتفق فينوين مع دعاة التكييف و يعزو رفضه لدواعي

ان قوة األدب تكمن يف الشحنات الثقافية و احلضارية الىت . ما هو أجنيب و خمتلف لتحقيق القبول لدى القراء

إن نظرة فينويت تعيد طرح مفهوم . تعدي على ميزة أساسية فيه إالحيملها و حماولة طمسها خالل الرتمجة ما هي

: التغريبية استعمال ملحقات للرتمجات هاقرتح اسرتاتيجيت األمانة بشكل مغاير ملا عهدته دراسات الرتمجة فقد

ما يضع الرتمجة ،كتقدمي الرتمجة و املراجعة و احلواشي إلعانة القارئ على التكيف مع األفكار و األبنية األجنبية

قل يف مفرتق طرق يعيد النظر يف مفاهيم بقيت صامدة مدة طويلة و يفتح فينويت اال لباحثني آخرين يف ح

الدراسات الرتمجة من أجل مناقشة إشكاليات جديدة يف الرتمجة فباإلضافة إىل أن دراساته تشكل جزءا مما مسي

فإن العديد قد استفادوا من مقاربته اليت توسعت الحقا لتشمل دراسات ،Cultural Turnباملنعطف الثقايف

Tijaswiniو تيجاسويين نرياجنا Gayatri Spivakالرتمجة ما بعد الكولونيالية مع غاياتري سبيفاك

Page 116: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

Niranja و كذا دراسات الرتمجة و النزعة النسوية مع شريى ساميونSherry Simon و تيار

.Elsa .Vieera مع الزافيريا Cannibalismالوحوشية

Page 117: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

بني كيف أن التقسيم الواضح بني الطرائق يو ،يشمل هذا الفصل تقصيا لنظريات الرتمجة يف مراحل زمنية خمتلفة

تالشى بسبب التغيريات اليت حدثت يف علم اللغة لدرجة بات فيها حقل الرتمجة ياللغوية والثقافية للرتمجة بدأت

يتخذ منحى ثقافيا أكثر وضوحا عرب مراعاة األبعاد السياقية الواسعة ونقل دراسات الرتمجة من حتت مظلة األدب

للغويات التطبيقية والرتكيز على علم اللغة باالعتماد على كون املرتجم وسيط بني الثقافات ومفسر املقارن أو ا

.ويلعب دورا كبريا يف استمرار الثقافة وانتشارها

ميكن النظر اليوم إىل حركة الناس حول العامل على أا تعكس عملية الرتمجة ذاا ألن الرتمجة ليست جمرد نقل

عملية حتدث خالهلا ،إىل أخرى فهي اآلن تعد حقا عملية تفاوض بني النصوص وبني الثقافات النصوص من لغة

التأثري الذي يرتكه النص و الرتمجة يف ثقافة اللغة اهلدف الذي يهتم ب كل أنواع التعامالت تتوسطها شخصية املرتجم

نتقل بعدها إىل يسياق اللغة اهلدف ل املرتجم ضمنأو املؤلف أو النوع األديب مع حماولة استيعاب معايري النص

الدراسات اليت تركز على الرتتيب املقارن للعناصر اللغوية بني اللغة األصل واللغة اهلدف فيما يتعلق باملستويات

.باملكافئ اللغوي وانسجام املعاين والصوتية والنحوية ومستوى تنسيق الكلمات وترابطها

Page 118: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

نظرة على ترمجة الروايات اجلزائرية من اللغة الفرنسية إىل اللغة العربية

.نبذة عن حياته و رواياته و ترمجاا

حتليل اخلصوصيات الثقافية و اللغوية الواردة يف الرواية و أساليب ترمجتها

الفصل التطبيقي

تقديم المدونة

نظرة على ترمجة الروايات اجلزائرية من اللغة الفرنسية إىل اللغة العربية

املواكبة لألزمة اللغة الفرنسيةب املكتوبةاجلزائرية

نبذة عن حياته و رواياته و ترمجاا) : يامسينة خضرا(تقدمي الروائي

) 1999(مباذا حتلم الذئاب ةرواي ملخص

عبد السالم بن خيلف: تقدمي املرتجم

.مباذا حتلم الذئاب ترمجة عبد السالم خيلف لرواية

تحليل المدونة و نقد الترجمة

حتليل اخلصوصيات الثقافية و اللغوية الواردة يف الرواية و أساليب ترمجتها

الروايةمتظهرات البيئة يف

مظاهر الثقافة املادية يف الرواية و أساليب ترمجتها

املأكل/

مظاهر الثقافة الالمادية يف الرواية و أساليب ترمجتها

اللغوية/ االجتماعية / املظاهر الدينية

المبحث األول:تقديم المدونة

نظرة على ترمجة الروايات اجلزائرية من اللغة الفرنسية إىل اللغة العربية - 1

الرواية - 2

تقدمي الروائي - 3

ملخص - 4

تقدمي املرتجم - 5

ترمجة عبد السالم خيلف لرواية - 6

تحليل المدونة و نقد الترجمة:المبحث الثاني

حتليل اخلصوصيات الثقافية و اللغوية الواردة يف الرواية و أساليب ترمجتها - 1

متظهرات البيئة يف - 2

مظاهر الثقافة املادية يف الرواية و أساليب ترمجتها - 3

/ امللبس -

مظاهر الثقافة الالمادية يف الرواية و أساليب ترمجتها- 4

املظاهر الدينية -

Page 119: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

و احلرب يف الرواية العنفدالالت - 5

املستعملةالتوجه العام يف ترمجة املدونة و األساليب - 6

A quoi rêvent lesرواية و بماذا تحلم الذئاب: قديم المدونةت :المبحث األول

loups )1999(:

نظرة على ترجمة الروايات الجزائرية من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية

خلفته من وما االستعماريةعرفت الرواية اجلزائرية املرتمجة من الفرنسية إىل العربية بدايات التأسيس أثناء احلقبة

إنتاج سردي هام يعكس الواقع املرير للشعب اجلزائري ،وجل هذه الروايات املرتمجة كان هدفها دعائي للثورة

خاصة يف إطار الدعم الثقايف والفكري هلا من خالل الرتكيز على اجلزائرية،وإبرازا لقضيتها على املستوى العريب

االحتفال باحلس الثوري أكثر من االحتفال باحلس األديب،وبقيت الرواية اجلزائرية املرتمجة تتناول هذا السياق

.وصوال إىل أزمة التسعينيات،وما حدث فيها

عوامل االحندار السياسي و االجتماعي، واالقتصادي املرتمجة نفسها بفعل - اجلزائرية - وعموما وجدت الرواية

م أمام واقع مرير و مستقبل جمهول بعد أن انربت أقالم الروائيني لتكتب و تسجل ما 1988بعد أحداث أكتوبر

كان حيصل من أحداث يف قالب سردي زاوج بني فنية األدب و بني واقعية األحداث ،وال خيفى يف هذا املقام أن

ني اجتهوا إىل النقل احلريف للحقيقة اجلزائرية ، فلم يكن االهتمام باللغة الفنية واردا ،و يف هذا السياق معظم املبدع

أين كان االهتمام برواية احملنة اجلزائرية املكتوبة بالفرنسية " الصحفية"أو الرواية " االستعجالية"ظهر مفهوم الرواية

".خرفان املوىل"و " مب حتلم الذئاب"من بينـــها رواييت و اليت "يامسينة خضرا"،خاصة سلسلــة روايات

:في التسعينات ألزمـةل لمواكبةاالرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية

Page 120: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ميتد األدب عرب الزمن لينقل بكل فنية التجربة الواقعية إىل جتربة إبداعية مييزها جانب أوفر من اخليال، واحلرفية يف

كان جيربه عليها،ألا جزائر التسعينيات مل يكن ليغري األديب بالكتابة، بقدر ما حدث يف السرد و لكن ما

املالذ اآلمن للمثقف آنذاك حني كان من أكثر الرموز استهدافا للتصفية، فأخذت الكتابة الروائية على عاتقها

ن النصوص الروائية،والقصصية مواكبة األزمة، فولد بذلك نوع روائيا جديدا تقلده جمموعة من الكتاب مبجموعة م

باللغتني الفرنسية والعربية واليت استلهمت موضوعاا من األوضاع املفجعة اليت عاشتها اجلزائر منذ بداية

أخرىأدب يغلب عيه طابع األسى و احلزن تارة ،والنقد و الثورة تارة " التسعينيات يف حماولة للبحث عن احلقيقة،

، وعرضها وفق رؤى متعددة، تصل حد التناقض 120"الذي أحدثته األزمة من شتات فكرييف ظل الفراغ الثقايف

.يف الغالب

هو مجايل فين يف املنت الروائي الذي حاول االقرتاب من احملنة هو سياسي، وما لقد كان الصراع يف الغالب بني ما

علنة ،وإن كانت الرواية فرتة السبعينيات مسائلة الواقع الدامي ،واحلرب األهلية غري املبغية فهم و اجلزائرية

والثمانينيات تدور يف فلك إيديولوجية واحدة إذ عرفت بالثورة، وأبعادها النضالية،الثورة ضد اإلقطاع واالستغالل،

الثورة يف مرحلة البناء االشرتاكي، ونظام احلزب الواحد ،كانت الرواية السوداء لفرتة التسعينيات حتمل فكرا

ا، وهي نفس املالحظة اليت جندها يف رواية املرحلة السابقة هلا ،إذ كانت تتميز بتمركزها حول مهوم اجلماعة متشا

وبالتايل بالواقع العام للمجتمع، وإذا كانت هذه الظاهرة حاضرة بالنسبة للنص الروائي يف السبعينات

يهم للواقعية االشرتاكية اليت حتدد لألدب أهدافا نضالية اليت ميكن إرجاعها إىل اشرتاك الروائيني يف تبنو ،الثمانيناتو

وطبقية،فإن األمر ليس كذلك يف التسعينيات أي يف زمن التعددية احلزبية اهلشة ، واالنفتاح على الرأمسالية،إذ أن

10رواية األزمة املكتوبة باللغة الفرنسية و إشكالية الرتمجة،الصحيفة االكرتونية دنيا الوطن،نشر بتاريخ : عامر رضا و كريبع نسيمة 120 )ال خيضع املقال لرتقيم الصفحات. ( 09/2010/

http://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/208970.html

Page 121: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ا لوحدة التجربة متركز الرواية التسعينية حول مهوم اجلماعة ال حييل بالضرورة إىل وحدة املعتقد اإليديولوجي ، وإمن

.121العامة للمجتمع املتمثلة يف معايشة العنف كتجربة جوهرية وشاملة

ألزمة اليت مرت ا اجلزائر باللغة ا إىلبعض الروايات اليت تطرقت إذ استهدفت تعددت إيديولوجيات الكتاب ،

املتطرفة، وتفسري أسباب ظهورها ودعت إىل وجوب التصدي هلا وحماربتها األصوليةالفرنسية إىل شرح الظاهرة

الذين احرتفوا املوت والدمار ،وحىت إن اختلفت اإلسالميونبكل الوسائل،فكتبت روايات عن ظالمية

:ما يأيت 122اليت كان من أهم مميزاا" رواية األزمة "إيديولوجيات الروائيني و لغام فقد جيمعهم مصطلح

فقد أصبحت الرواية املرتمجة املعاجلة لقضية العنف أكثر اتساعا الستيعاب : استيعاب خمتلف مظاهر الكتابة

مباذا "و" خرفان املوىل "يف رواييت " يامسينة خضرا"غريها من األجناس، كاملقال الصحفي، مثلما جنده عند الروائي

".حتلم الذئاب

كذا عنف و ميكن مالحظة عنف املشهد واالنفعاالت: موية األصولينيتصوير بشاعة األزمة اجلزائرية و د -

اللغة،هذا يدل على ارتباط هذه الرواية بالواقع االجتماعي الذي أنتجها، وكشف عن عنف اجلماعات املتطرفة، يف

من املعاناة ، ظل تشظي العاملني السياسي والديين ، فكانت اللغة السردية سهلة للقارئ، حتمل يف حروفها الكثري

يدور حول الكاتب من أحداث متسارعة مل و الغضب والرفض للوضع الذي تتخبط فيه البالد يف حماولة لفهم ما

.يتسن له الوقت للتعبري عنها

مبختلف توجهاته، ليكون من بني الشخصيات احملورية داخل العمل : الرتكيز على إبراز شخصية املثقف اجلزائري

كان حيمل فكرا حداثيا مغايرا للسائد وقتها فاختلفت بذلك تأثريه،وتأثره بالوسط السياسي السردي،وذلك كونه

االستالب الفكري الديين اجلديد، فمن املثقفني من بقي منارة للعلم و اإلبداع ،ومنهم من سقط يف وحل

تسعينيات اجلزائر كنص سردي،امللتقى الدويل السابع للرواية عبد احلميد بن هدوقة، دراسات امللتقى السادس،دار : سعدي ابراهيمينظر - 121 23/24هومة للنشر، اجلزائر ،ص

)ال خيضع املقال لرتقيم الصفحات.(رواية األزمة املكتوبة باللغة الفرنسية و إشكالية الرتمجة :عامر رضا و كريبع نسيمةينظر - 122

Page 122: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

" خرفان املوىل"ية يف روا" قادة هالل"قاتل فتاك ، وهذا هو حال شخصية إىل املغالطات املمنهجة فتحول و

للكاتب نفسه، الذي كان حيلم بالفن " مباذا حتلم الذئاب"يف رواية " نافع وليد"و ذا شخصية لـيامسينة خضرا

.آخر املطاف متعثرا،متورطا ومسامها بشكل كبري يف صناعة املوت يف ليجد نفسه

العاصمية يف ( حى و اللهجة العاميةيشهد القارئ توظيف الفص : تعدد مستويات اللغة داخل النسيج النصي -

، وكذا اللغة الفرنسية لغة النص الروائي، لتمنح للرواية ميزة التفرد واالنتماء، واخلصوصية )الرواية موضوع الدراسة

الثقافية اجلزائرية،والغالب يف كل األعمال اإلبداعية هو بقاء الفصحى كلغة مركزية ،أما املفردات املنقولة صوتيا من

.لغة الفرنسية، فهي ال تصل إىل درجة تشويه اهلوية اللغوية للروايةال

" خرفان املوىل"لقد مثلت رواية األزمة اجلزائرية املكتوبة بالفرنسية الصورة احلقيقية لفرتة اإلرهاب ،وعليه تعد رواييت

اليت تناولت قضية الوطن يف زمن احملنة من أهم النماذج الروائية املعاصرة" يامسينة خضرا"لـ" مباذا حتلم الذئاب؟"و

.لرتمجاتا بنجاح فين حققت من خالله مقروئية واسعة يف خمتلف لغات العامل عرب

: Yasmina khadraالروائي ياسمينة خضرا تقديم

امسان لشخص واحد، هو األديب Mohamed Moulesshoulيامسينة خضرا أو حممد مولسهول

متىن أن يكون شاعرا مثل أيب الطيب املتنيب، اجلزائري الذي ختلى عن زيه العسكري من أجل األدب واإلبداع،

.لكنه مل حيقق حلمه هذا، لضعف موهبته يف هذا النوع من األدب، مثلما يقر خضرا نفسه

خضرا مل ينس زائر،ورغم ما يكنه لوهران من حب،هو ابن الصحراء، لكنه ترعرع يف مدينة وهران بغرب اجل

بالقنادسة يف والية بشار اجلزائرية،واليت يعدها عاملا عميقا وفلسفيا، 1955جانفي 10الصحراء اليت ولد فيها يف

.ويعلن أنه يؤجل الكتابة عنها إىل حني وصوله إىل مكانة كبرية يف األدب

Page 123: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

العسكرية األكادميية إىلية يف سن التاسعة و بعد خترجه منها انتسب خضرا مبدرسة أشبال الثورة العسكر التحق

واخنرط يف القوات اجليش الشعيب املسلحة، وأثناء فرتة عمله 1978بشرشال ، وخترج منها برتبة ضابط صف عام

مل " حورية"كانت باكورة أعماله جمموعة قصصية محلت عنوان . يف اجليش أصدر روايات موقعة بامسه احلقيقي

.تنشر إال بعد إحدى عشر سنة من تاريخ كتابتها

يف أواخر " اإلعدام األديب"حكم عليه بـ ،اشتهر حصل خضرا على رخصة الكتابة من القيادة العسكرية، وعندما

عاما، وكان يكتب وقتها حتت اسم مستعار 11ليقرر الكتابة بطريقة سرية وظل على ذلك ملدة الثمانينيات،

وهو اسم زوجته اليت يقول إنه يقدرها وحيرتمها لوقوفها إىل جانبه ويكتب هلا الشعر الذي ال يقرؤه " يامسينة خضرا"

، فقد 123"قالت يل أعطيتين امسك ألمحله مدى احلياة و ها أنا أعطيك امسي لتحمله إىل األبد:"سواها، يقول

. يكن هلا الكاتب كل التقديرمسحت له استعارة امسها بالكتابة لوقت طويل يف ظل اهلوية األنثوية اليت

أثبت الكاتب جدارة كبرية يف عمله لكن روح اإلبداع طغت عليه و جعلته يبين عاملا خاصا به فاختار املزاوجة

ليكشف " Morituriموريتوري "مع صدور روايته 1997انتظر حىت سنة ،و بينهما و أنتج نصوصا متفردة

.نه اختار االحتفاظ باالسم املستعار على أغلفة رواياتهللعامل أنه ليس امرأة بل رجل عسكري و لك

، حيث قرر التفرغ للكتابة واالستقرار مع أسرته يف فرنسا، فدخل 2000احلياة العسكرية عام اعتزل الكاتب

ويرى األديب اجلزائري أن كتابته باللغة .بذلك عقده األديب الذهيب، و أصبح يعرف بنفسه كأديب و روائي

يكتب بروح حت له باالنتشار والتجول عرب العامل، لكنه يقول إنه ال يكتب مثل الفرنسيني وإمناالفرنسية مس

له عدة . البدوي ابن الصحراء، وبروح اجلزائري والعريب، ولذلك تلقى رواياته قبوال من الفرنسيني وغريهم يف الغرب

19123،ص 2013دار اهلدى ، اجلزائر ، - هكذا كتب...هكذا تكلم–يامسينة خضرا : ديك زهرة -

Page 124: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

، ويؤيد خضرا هذا التوجه ويعتربه وسيلة "فضل الليل على النهار"أفالم مثل ، مت إخراجها على شكل روايات

.للرتويج للكتاب

جمموعات قصصية خصص سبعة مؤلفات منها لظاهرة مؤلفا بني روايات و 20ب أكثر من أصدر الكات

.و كأن الغاية منها التداوي من أهوال تلك املرحلة و نقد الواقع 124اإلرهاب

:مؤلفات ياسمينة خضرا

Amen 1984آمني -

Houria 1984حورية -

La Fille du Pont 1985بنت اجلسر -

El Kahira-La Cellule de la Mort 1986 خلية املوت - القاهرة -

De L’autre Côté de la Ville 1989من الناحية األخرى للمدينة -

Le Privilège du Phénix 1989حظوة الفينيكس -

Le Dingue au Bistouri 1990انون باملبضع -

La Foire des Enfoirés 1993معرض األوباش -

Morituri 1997موريتوري -

L’Automne des Chimères 1998خريف األوهام -

Double Blanc 1998أبيض مزدوج -

Les agneaux du seigneur 1998 خرفان املوىل -

124 21ص رجع نفسه امل : ديك زهرة -

Page 125: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

A Quoi Rêvent les Loups 1999مباذا حتلم الذئاب -

L’Ecrivain 2001الكاتب -

L’Imposture des Mots 2002 دجال الكلمات -

Les Hirondelles de Kaboul 2002 سنونوات كابول -

Cousine k 2003القريبة كاف -

La part du mort 2004قسمة املوت -

La Rose de Blida 2005زهرة البليدة -

L’attentat 2005الصدمة -

Les sirène de Baghdad 2006صفارات انذار بغداد -

Ce Que le Jour Doit à la Nuit 2008 فضل الليل على النهار -

L’Olympe des infortunes 2010أوملبيوس احملن -

L’Equation Africaine 2011املعادلة اإلفريقية -

Le Chant des Cannibales 2012غناء املتوحشني -

Les Anges Meurent de Nos Blessures 2013املالئكة متوت جراء جروحنا -

Qu’attendent les singes 2014ماذا تنتظر القردة -

.نال الكاتب جائزتني من األكادميية الفرنسية، مها امليدالية الذهبية واجلائزة الكربى لآلداب

Page 126: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

فينتقد ثقافة العنف أفكار ومواضيع م اتمع الغريب و العريب على حد سواء، إىليتطرق خضرا يف كتاباته

حالة الفزع اليت تعيشها اتمعات كنتيجة للتيارات املتطرفة خملفة وراءها محامات من الدماء و جرحا غائرا يف و

.لألمةالذاكرة اجلمعية

125: إلى اللغة العربية رأي ياسمينة خضرة في ترجمة األدباء الجزائريين ألعماله

كشف الروائي يامسينة خضرة، عن عدم رضاه عن الرتمجات العربية ألعماله الروائية، اليت اشتغل عليها مرتمجون

بشكل عام فقدوا املفهوم الصحيح للغة العربية وقال عن الرتمجات إا اجلزائرينيبأن ''ال كالمه معل . جزائريون

.''حرفية بعض الشيء''

.اجلزائروقد جتنب الروائي يف مرات عديدة احلديث وانتقاد الرتمجات العربية يف لقاءاته مع اإلعالم ومع املثقفني يف

.''126بصراحة أفضل أن يكون املرتجم لبنانيا أو سوريا على أن يكون جزائريا'': وواصل حديثه بالقول

إىل العربية اشتغل عليها مرتمجون وكتاب جزائريون، ) أو حممد مولسهول(مع العلم أن أوىل ترمجات روايات خضرا

والروائي '' مب حتلم الذئاب؟''، والروائي أمني الزاوي الذي ترجم ''الكاتب''مجت منهم الشاعرة إنعام بيوض اليت تر

).عن رواية صفارات بغداد بالفرنسية(''أشباح اجلحيم''حممد ساري الذي ترجم

ضليعا يف اللغة اليت سوف يرتجم إليها كتابايت ''ويشرتط يامسينة خضرا من الذي يفكر يف ترمجة رواياته أن يكون

L’automne des''خريف األوهام''ويعتقد صاحب '' ال يفقدها روحها ومعانيها الداخلية املسترتة أيضاحىت

chimères "أن العربية وحدها لغة الشعر بينما الفرنسية لغة الرواية.

2010 - 11 - 11يوم اخلربنشر يف جريدة مقال :سعيد خطيبي - 125 126.املرجع نفسه : سعيد خطيبي - -

Page 127: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

")A Quoi Rêvent les Loups )1999" "تحلم الذئاب اذابم ":ملخص الرواية

ياة خمتلطة األحداث و التوجهات دراما حلياة شاب من أبناء العاصمة يعيش ح " حتلم الذئاب اذامب "

التقلبات مجعت بينها الرغبة يف تغيري األوضاع إىل األحسن و حتقيق األحالم و لكن الطريق إىل ذلك كانت ختبئ و

.منعطفا آخر

ائيا مشهورا بعد أن تولدت لديه حكاية نافع وليد ابن العاصمة الذي حيلم أن يصبح يف احد األيام ممثال سينم

جيد نفسه بني . اليت فشلت فشال ذريعا) أطفال الفجر(هذه الرغبة حني شارك يف دور صغري يف احد األفالم

األحالم اليت تقتلعه من حالته اقتالعا وبني الواقع الذي حيتم عليه أن يصبح سائقا لدى إحدى العائالت العريقة

عملية قتل تتلوها وحشية يف تشويه اجلثة بغية طمس ،ى معها ما تتقزز منه النفسلري ) عائلة راجا(يف البالد

حالة من القسوة , جونيور:معاملها و التسرت على القضية يقوم ا احد اخلدم لصاحل ابن السيد الشاب امللقب ب

. ثريةهكذا أحس نافا جتاه العائلة ال" كأم الوحيدون املوجودون يف هذا العامل" …و التعايل

الوقت نفسه في هرب بعد ان تلقى ضربا مربحا من احد خدام السيد الشاب و .. يف غمرة كل ذك هرب

وغزوها "الفيس"تزامن ذلك مع ظهور عقيدة ,)محيد بطل املالكمة السابق و مرافق السيد الشاب(زميله يف العمل

املالذ و العزاء حلالة التشتت وجد فيهانافع كان من بني الذين سيطرت عليهم الفكرة بعد أن . قلوب الشباب

،فمن غطرسة السيد الشاب جونيور الضياع اليت كان يعيشها بعد ما القاه يف فرتة عمله لدى عائلة راجا و

املهمات املستحيلة اليت كان يطلب منه القيام ا، كلها عوامل إىلله )أخت جونيور املدللة ( استعباد سونياو

Page 128: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

. التنظيم املسلح إىلاحلركة وبعدها إىلانظم . أثرت على الشاب و حطت من كرامته و داست على ضمريه احلي

وجد نافع وليد نفسه يف معركة مع السلطة و مع أفكاره و أهوائه، يتحول من فىت بسيط من حي باب الواد إىل

العنان لرغباته املكبوتة، بإطالقو يقوم الكتائب إلحدىيف اجلبل يصبح أمريا . شخص ميارس القتل بال ضمري

ة مفتوحة يبقي لنا خضرة اية الرواي. يغزو احد القرى فيقوم بذبح كل من فيها عن بكرة أبيهم. القتل مث القتل

.ذلك بعد أن حياصر رجال األمن نافع وليد و رجاله يف احد العماراتو

السوداء اليت أن يلقي الضوء على أحداث العشرية حاول يامسينة خضرا من خالل رواية مباذا حتلم الذئاب

من نافع وليد منوذج لعديد .. عنف سنواا بعد االستقالل اثر انتشار ظاهرة اإلرهاب املسلحأشهدت فيها اجلزائر

الشباب اجلزائريني الذين هربوا من جحيم االنغالق السياسي و االقتصادي إىل احلل اإلسالمي الذي دعا إليه

.قبل أن جيدوا أنفسهم يف أحضان اإلرهاب) اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ( الفيس

شديد الصلة برتكيبته اجلزائرية، فهو مل كتبت بالفرنسية إال أن كاتبها" مب حتام الذئاب؟"بالرغم من أن رواية

أن مضمون الرواية كان جزائري االنتماء املكاين، و الزمين،فهو مل يكتب إال عن إذخيرت اللغة الفرنسية ليكتب ا

، فأصبحت "عبد السالم خيلف"أوال برتمجة هذه الرواية إىل اللغة العربية مث أعقبه " أمني الزاوي"اجلزائر،وقد قام

" يامسينة خضرا"مونا جزائريا، ألن يبعد عنة كونه مض والثقايف والذي ال بذلك ثنائية املخزون الفكري واللغوي،

قد عاجل يف روايته هذه بكل جرأة قضية احملنة اجلزائرية اليت ضربت بالبلد منذ مطلع التسعينيات ،واليت وقع يف

شباكها العديد من الضحايا ،ويركز الكاتب على تتبع مسار شاب جزائري الفنان البسيط الذي رمت به األقدار

والثقافية واالجتماعية يف متاهة العنف إذ جنده ينحدر شيئا فشيئا إىل هاوية اإلرهاب ،وتلك السياسية والدينية

حال الكثري من الشباب من أبناء اجلزائر الذين انقادوا يف ظل الفراغ السياسي ،ويف ظل تفاقم األزمة االقتصادية

ية ،وهلذا ميكن القول إنه قد نشأت أزمة جديدة والنفسية ،وكذا يف ظل الفراغ الثقايف الذي حوهلم إىل ذئاب بشر

Page 129: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

واحلصار الذي مورس جتاهه، وقد طالت هذه " أزمة الفن "تضاف إىل عدد األزمات اليت ضربت اجلزائر،وهي

الشاعر الذي " سيد علي"املوسيقي الذي يتحول إىل إرهايب ، و " حيي"األزمة أيضا شخصيتني يف الرواية،ومها

ج اإلرهابيني ببسمته الساخرة اليت ارتسمت على وجهه حىت بعد موته ، فتختلف النهاية من يقتل يف منزله و يزع

.فنان آلخر

ومييز الرواية أسلوب التحليل النفسي،ولغة احلوار والوصف ألا تعىن بإعطاء األولوية للتسجيل والشهادة

كل " ن عالقة الكتابة لديه بالواقع اجلزائريع بشأن ما حيدث زمن احملنة، من أحداث واقعية إذ يقول يامسينة خضرا

كما جنده يصرح مرة ثانية 127"ما أقوله يف كتيب هو حقيقي يف قالب روائي، إنه نقل حريف من احلقيقة اجلزائرية

إن كل ما أقوله صحيح بشكل روائي ممكن ولكن، هو أخذ عن الواقع اجلزائري،هو حتليل تشرحيي : " قائال

رف ذه الظاهرة، وإملامي الرئيس هو املسار النموذجي للتعبري املنهجي كيف جنعل من شاب لألصولية فأنا عا

مل تعد لألصولية داللة مشروع النهضة حني كانت ملجأ حيتمي به الشعب ضد اجلهود .128" أفظع الوحوش

ركة السياسية اليت وإمنا أصبحت تعين اليوم هذه احل. االستعمارية الرامية إىل طمس معامل الرتاث ومسخ اهلوية

. تستعمل الدين وسيلة لتحقيق أغراض سياسية

أوىل ترمجات الرواية ، فقد قام الروائي أمني الزاوي بتقدمي الرواية إىل القراء باللغة العربية عن 2002صدرت سنة

رتمجة ، سنة صدور ال 2014صفحة، و بقيت تلك الرتمجة الوحيدة حىت 323دار الغرب للنشر و التوزيع يف

383الثانية للرواية بقلم األستاذ عبد السالم خيلف عن دار سيديا للنشر و التوزيع و قد امتدت الرواية على

.صفحة قدم من خالهلا املرتجم الرواية إىل القارئ العريب من جديد

120هكذا كتب ،ص...هكذا تكلم–يامسينة خضرا : ديك زهرة - 127

128 120املرجع نفسه ، ص : ديك زهرة -

Page 130: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:يخلفتقديم المترجم عبد السالم

، إعالمي جبريدة النصر ، منتج برامج ومنشط امعي ختصص علوم سياسية بقسنطينةجأستاذ عبد السالم خيلف

129.بإذاعة قسنطينة، كاتب بثالثة لغات، العربية، الفرنسية ، اإلنكليزية

:ترجمة عبد السالم يخلف لرواية بماذا تحلم الذئاب لياسمينة خضرا

االنتماء جزائري اهلوية، مرتجم من لغة فرنسية ألن النص عريب " مباذا حتلم الذئاب؟"قد ال يبدو للقارئ أن نص

يامسينة "وإن كتب بلغة غري العربية،فهناك يف النص املرتجم ما جيعله يلغي فارق الثقافتني الفرنسية والعربية ألن

ترمجه للقارئ اجلزائري و العريب على " عبد السالم بن خيلف"كتب روايته للجزائر وعن اجلزائر،و املرتجم " خضرا

.حد سواء

ستعمال مثل ، عند املتلقي العريب رتجم امل و تعابري ميكن أن تشكل صعوبة يف فهم النص هناك مفردات

زاوش : املصطلحات ذات الصبغة العامية اجلزائرية اليت تبدو غريبة بعض الشيء عن الثقافات العربية األخرى مثل

لكنها كتبت حبروف عربيةمفردات ذات أصل فرنسي يف الرواية األصلية إىل باإلضافة شاشـــيته ،كسكسي ،

.ساندويتش، األفالن، الفيس، الندوشني ،أوتوغرافات: مثل

واستعمال هذه املفردات فرنسية األصل عامية االستعمال،واليت كتبت حبروف عربية ، ال يعود إىل عجز يف الرتمجة

املرتجم ضرورة إعطاء ملسة اجلزائري وملسة ثقافة وهوية اتمع اجلزائري الذي ينتمي إليه النص رأىإىل العربية ،وإمنا

02/03/2015 ،اطلع عليه بتاريخ2/7/2010اجلريدة االلكرتونية أصوات الشمال : بوكرش محمد 129

http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=10776

Page 131: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

قبل وبعد إخضاعه لعملية الرتمجة، و كذا حضور حلشد متنوع من الرتاكيب الفرنسية املنقولة إىل اللغة العربية داللة

يف ثنائية تبحث عن التأسيس هلذا " الفرنكوعريب"يف على الثقافة املركبة للفرد اجلزائري الذي يؤسس للمشهد الثقا

.التداخل

لقد وقع اختيارنا على ترمجة عبد السالم خيلف ألا ترمجة حديثة للرواية مل يتعرض هلا الدارسون بعد على عكس

سبيل املثال ال الرتمجة األوىل للروائي أمني الزاوي اليت تناوهلا الباحثون و النقاد بالدراسة و التحليل ، نذكر على

عامر رضا و . منوذج ناضج ألدب احملنة ، أ –أمني الزاوي .ترمجة د –مب حتلم الذئاب :دراسة بعنوان : ( احلصر

و كذا إلعجابنا بالرتمجة اليت وقعها خيلف و اليت أثرت املكتبات العربية بالرواية اليت أسرت القراء ) نسيمة كريبع. أ

. عرب العامل

Page 132: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

تحليل المدونة و نقد الترجمة: الثاني المبحث

:تحليل الخصوصيات الثقافية و اللغوية الواردة في الرواية و أساليب ترجمتها

:في الرواية و ترجمتها البيئةأمثلة عن مظاهر -1

:البيئة الطبيعية

1-Un liséré de bougainvillées .p30

34ص. نباتات اجلهنميةشريط من - 1

لتعريف الكلمة " نباتات"إىل العربية عرب كلمتني األوىل " bougainvillées"ينقل كلمة املرتجم أن فضل -

و اليت ما كانت لتفهم لوال الكلمة اليت سبقتها ، و يقصد باجلهنمية نباتات تزيينية من " اجلهنمية " اليت تلتها

نسبة إىل " البوغنفيلية " ضة و هي فصيلة القرنفليات ، و قد استعمل املرتجم اللفظة العربية عوضا عن أخرى مقرت

و نالحظ ميل املرتجم إىل نقل دقائق التفاصيل باستخدام .املالح و املستكشف الفرنسي لويس دو بوغنفيل

. كلمات عربية عوضا عن أخرى مقرتضة

p31.de lierreSa fenêtre enguirlandée -2

34ص.باللبالببنافذا احملاطة - 2

الدالة على نبتة عارشة و معمرة يكثر " اللبالب"و هي " lierre"ل العريب لكلمة يستعمل املرتجم املقاب -

، و هنا أيضا اختار املرتجم االلتزام باملقابل العريب "عشقة"وجودها يف منطقة املغرب العريب و تسمى أيضا ب ال

" enguirlandée"لصفة أما بالنسبة .للكلمة بغية ختصيص نوع النبتة و كذا تقريب مفهومها للقارئ العريب

لتبيان مجالية الصورة اليت يرمسها الكاتب " املتوجة " أو " املكللة"فكان من املمكن ترمجتها ب " احملاطة"املرتمجة ب

.جلزء من ملكية ال راجا

Page 133: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

.p38 le mimosabas sous -Là-3

43ص.امليموزا هناك حتت - 3

.p44 nénuphar… Dans un cendrier en forme de -4

51ص. زهرة نيلوفرعلى حافة مطفأة يف شكل … - 4

و " le mimosa"أن يرتجم خاصييت احمليط الطبيعي للرواية 4و 3اختار املرتجم يف املثالني -

nénuphar " مع تغيري بسيط يف احلروف " نيلوفر " و " ميموزا" بالكتابة الصوتية لكلتيهما و مها على التوايل

ن العربية ال تتوفر على كلمات غريها لتسمية هذا النوع من النباتات أوروبية األصل، بالنسبة هلذه األخرية و هذا أل

فهو اجتهاد ال خيل " على حافة املطفأة"أما يف ما خيص التفصيل الذي ذكره الكاتب يف أن السيجارة كانت

.باملعىن العام و إضافة على النص الفرنسي الذي ال خيص حافة املطفأة بالذكر

.p60 platanesr cernée de Une cou-5

71ص. أشجار الصنارب ساحة حماطة- 5

أما " جنار"، و الصنار كلمة معربة عن الفارسية و أصلها "أشجار الصنار" ب " platanes"ترمجت كلمة -

.،أما بالنسبة لباقي اجلملة فجاءت ترمجة حرفية حتاكي النص األصل" الدلب"املقابل العريب األصيل هو

.p240un poirier Walid somnolait au pied d’Nafa -6

280ص.األجاصشجرة نام نافع حتت - 5

نظرا النتشار هذا النوع من األشجار يف " األجاصشجرة "ب " un poirier"مل جيد املرتجم صعوبة يف ترمجة -

ض القراء العرب و لكونه معروفا لدى املتكلمني، و لكن الكلمة قد تكون غري معروفة لدى بع) اجلزائر(املنطقة

Page 134: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

اذن لقد اعتمد املرتجم خيارا لغويا قريبا .الكمثري : ممن ال يسكنون منطقة حوض املتوسط و الذين يسموا ب

أو " نبات "ونالحظ يف األمثلة املذكورة أعاله أن املرتجم أرفق الكلمات املشار إليها ب . من لغته اليومية

اسم الشخصية املذكور كامال باللغة الفرنسية و االكتفاء للتخصيص و اإلفهام و كذا تفضيله حذف" شجر"

). نافع( باإلشارة للقب

thalweg…Un campement intégriste aménagé dans les remplis d’un -7

.p256

299ص. املنحدرات الشديدةمركز لألصوليني أقيم يف طيات أحد …-7

املنحدرات : ب " خط القعر أو جمرى املياه" تعين حرفيا األملانية األصل و اليت " thalweg"ترمجت كلمة -

الشديدة و هو غري ما تعنيه الكلمة ، و معناها جمرى النهر ، أي أن مركز االصوليني أقيم يف جوانب جمرى النهر

ة التخفي وذلك لضمان التزود باملياه و االستفادة من الغطاء النبايت الذي غالبا ما حياذي ااري املائية و ذلك بغي

.عن األنظار

.p304 d’un merlese moquait Un coucou-8

355ص.الشحرور من طائر الوقواقيسخر - 8

يشكل طائر الوقواق و الشحرور جزءا من مظاهر الطبيعة يف غابات حوض املتوسط ، و هي طيور منتشرة يف -

ترمجتها إىل العربية مشكلة بالنسبة للمرتجم عكس العديد من املناطق يف العامل لذا مل يشكل التعرف عليها أو

.بعض أنواع الطيور النادرة و الغريبة اليت قلما نسمع عنها

اليت تدور - تشكل املفردات الدالة على أنواع األشجار و النباتات و املظاهر الطبيعية املوجودة يف بيئة الرواية

لبيئة الطبيعية مبختلف خصائصها ،فمن نباتات و أشجار مفتاحا للقارئ الكتشاف ا - أحداثها يف مناطق اجلزائر

Page 135: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

مل أنواع الطيور اليت تستوطنها ،و الزينة يف اتمع املديين الراقي إىل املنحدرات و األحراش و أشجار الغابات و حىت

عربية و تارة ، فتارة يستعمل املرتجم الكلمة الجيد املرتجم صعوبة يف نقلها لبعدها عن الغرابة و قرا من املألوف

أخرى يلجأ اىل الكتابة الصوتية للكلمة عندما ال يتوفر مقابل أصيل هلا ، كل هذا يف نسيج نصي يعتمد على

.الرتمجة احلرفية اليت تراعي تفاصيل النص األصل و حترتم تركيبة اللغة العربية

:البيئة اآلهلة

1-En Afghanistan .p17 (Kabul – Peshawar)

)بيشاوار –كابول (19ص. يف افغانستان- 1

2-Grand Alger .p22

( Bad El oued p24, la Casbah p24, Soustara p24, Bachjerah p24,Rue

Didouche Mourad p33,Riad El-feth p35,Stèle du Maqam p53,la foret

de Bainem p88 ,Sidi Abderrahmane p111, Rue Larbi Ben M’hidi p146)

24ص. مدينة اجلزائر- 2

، رياض 37، شارع ديدوش مراد ص27، باش جراح ص27، سوسطارة ص27، القصبة ص27باب الواد ص(

، شارع العريب بن 131، سيدي عبد الرمحان ص 106، غابة باينام ص58، مقام الشهيد ص37الفتح ص

)170مهيدي ص

2-Grand Alger .p22

Page 136: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

( Bad El oued p24, la Casbah p24, Soustara p24, Bachjerah p24,Rue

Didouche Mourad p33,Riad El-feth p35,Stèle du Maqam p53,la foret

de Bainem p88 ,Sidi Abderrahmane p111, Rue Larbi Ben M’hidi

p146,)

3-L’Algérie (Oran, Sétif, Relizane, Blida,Tiaret )

)مدينة وهران، مدينة سطيف، مدينة غيليزان، البليدة، تيارت(ائر اجلز - 3

تتوزع على خمتلف مناطق اجلزائر جند أن أمساء األماكن حاضرة بكثرة يف الرواية ألن أحداثها و شخصياا -

ة خاصة اجلزائر العاصمة اليت شهدت معظم أحداث الرواية دون أن ننسى اإلشارة إىل أماكن هلا دالالت رمزيو

، اليت وظفها الكاتب لإلشارة إىل مصدر الفكر التكفريي و األصويل "كابول و بيشاوار و أفغانستان :" قوية مثل

الذي غزا اجلزائر يف تسعينيات القرن املنصرم،و لقد تعامل معها املرتجم بفكر الثابت املنقول الذي يطبق على

إال ذلك فيجري نقلها حرفيا كما جاءت يف النص و األعداد و ما )األشخاص و األماكن (أمساء األعالم

.األصلي

Page 137: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:الواردة في الرواية وترجمتها مظاهر الثقافة الماديةأمثلة عن -2

:الملبس-1

:المستحدث/الملبس الحديث

1-Il paraissait mal à l’aise dans son costume lustré .p25

28ص.الرباقة لتهدبيف بات يبدو غري مسرتيح - 1

بدلته " و اليت كانت " son costume lustré" وفق املرتجم يف إجياد مقابل للكلمة الدالة على امللبس -

" الن مفهوم البدلة الرجالية مل يعد بالغريب على اغلب اتمعات خاصة العربية منها،و كانت صفة " الرباقة

اء كل معاين الكلمة باللغة الفرنسية ، أما عن حتديدا إيضاحا أكثر الستيف" البدلة" لتضيف إىل االسم " الرمسية

أو مرتاحا من قبل و مل يعد كذلك ، فكان األفضل " مسرتحيا"فيعطينا انطباعا انه كان " بات يبدو" استعمال

.كان يبدو غري مرتاح يف بدلته الرمسية الرباقة : أن تكون الرتمجة

2-Sa cravate fripée ajoutait à son air de prolétaire ….p25

28ص. ...فتزيد من صورة الربوليتاري البالية بطة عنقهر أما - 2

تعترب ربطة العنق جزء ال يتجزأ من مظهر التأنق الرجايل على الطراز الغريب الذي غزا اتمعات العصرية،فلم -

، و استعان بصفة تشكل ترمجتها عائقا ثقافيا بالنسبة للمرتجم ، فمفهوم ربطة العنق بات شائعا حد االبتذال

اليت يتسع مداها الداليل ليشمل القدم و طول االستعمال ، و حتيلنا الكلمة " fripée"لتعويض كلمة " البالية "

اىل مظهر يف جوانب احلياة االوربية اليت صدرت فكرة جتارة املالبس املستعملة اليت مل تكن إىل وقت قريب منتشرة

عامل من "عوضا عن " بروليتاري" ب " prolétaire" رتجم النقل الصويت لكلمةيف اتمع العريب، كما فضل امل

Page 138: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

رغم توفر املقابل ، رمبا يف سبيل االقتصاد اللغوي أو إلحالة ذهن القارئ على صورة الطبقة " الطبقة الكادحة

.الربوليتارية املستغلة يف فرتة النفوذ االشرتاكي

.p29 acheté la veille Mon veston-3

23ص.اليت اشرتيتها البارحة سرتيت - 3

" ب " veston"جاءت ترمجة اجلملة حرفية و لكن ال ختل مبواصفات اللغة اهلدف ، كما ترمجت كلمة -

، وهي vestonو vesteو هو املقابل اللغوي املنطقي يف اللغة العربية ، و لكن اللغة الفرنسية متيز بني " سرتة "

-تعمل الكلمتني كمرتادفتني، فأما األوىل فتشري إىل السرتة مبفهومها العام ، أما الثانية فوارق دقيقة ، فغالبا ما تس

قطع، و هو 3فتشري خصيصا اىل السرتة اليت تشكل جزءا من بدلة رمسية تتضمن -واليت جاءت يف املثال أعاله

من - إىل جانب أمثلة أخرى –تفصيل مل يظهر يف النص اهلدف رمبا الن املرتجم أنه ال يستحق الذكر أو أنه

.التفاصيل الضائعة اليت ال مناص من اسرتجاعها و اليت يفرضها االنتقال من لغة و من ثقافة إىل أخرى

4-Un homme en kimono se prélassait dans un Rocking-chair .p4

50ص. يرتاح على كرسي قالب بلباس الكيمونورجل - 4

مستعينا بكلمة لباس للتعريف " بلباس الكيمونو "ب " en kimono "ترمجة مل جيد املرتجم من خيار سوى -

و التخصيص ، و النقل الصويت للكلمة اليت تلتها ، مبا أا تنتمي إىل التاريخ و الثقافة اليابانية و لكن مع انفتاح

اليومية احمللية،و دخلت اليابان على العامل ، صدرت هذه األخرية العديد من املفاهيم املوجودة بقوة يف احلياة

.رياضة السومو و فرسان الساموراي و أكلة السوشي: العديد منها يف قاموس الكلمات العاملية نذكر منها

فكان املقابل صحيحا، و لكنه افتقر إىل معىن خفي " se prélassait "أما بالنسبة للفعل يف اجلملة الفرنسية

كان ليؤدي املعىن املطلوب ، أما عن " يسرتخي بكل هيبة "،و الفعل " اخليالء و التبخرت " حيمله الفعل هو

Page 139: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

فلم تكن موفقة " كرسي قالب " املقرتضة هي أيضا من اللغة االنكليزية ب " Rocking-chair "ترمجته ل

".كرسي هزاز" ملتكلمني على استعمال عبارة على اعتبار إمجاع ا

.p66 Tricot en laineLe ventre à l’étroit dans son -5

78ص.من صوف تريكوو ضاقت بطنه داخل - 5

عوضا عن استعمال املقابل " تريكو"صوتيا إىل اللغة العربية و نقلها " tricot "فضل املرتجم اقرتاض كلمة -

و ذلك الن األوىل أقرب إىل القارئ اجلزائري لكوا دخلت يف " كنزة صوفية " املتوفر يف اللغة العربية

االستعمال اللهجي و مل تعد غريبة عنه و لكن فهمها قد يشكل حتديا لباقي القراء العرب ممن ليس لديهم

على بؤس مظهر اطالع على اللغة أو الثقافة الفرنسية، و قد جاء استعمال الكلمة الدخيلة أو اللهجية للرتكيز

à "صفة + و قد استعان املرتجم بأسلوب اإلبدال الرتكييب عندما انتقل املرتجم من حرف .الشخصية

l’étroit " ضاقت "اليت حتولت إىل فعل يف اجلملة العربية ."

.p123 désinvolte sur l’oreille Un béret basque-6

145ص. وقحة قبعة باسكيةبأذنه مغطاة - 6

و هي كلمة أعم أما املفردة األخص " قبعة" إىل اللغة العربية بقوله " béret "نالحظ أن املرتجم نقل كلمة -

تعطينا انطباعا عما تبدو " باسكية " و لكن ال ضري يف ذلك ، فالصفة اليت تتبعها " قلنسوة " و األقرب هى

األوربية عامة حيث ينتشر هذا النوع من القبعات عليه القبعة ، و على القارئ هنا استحضار معارف بالثقافة

و قد اعتمد املرتجم جمددا أسلوب اإلبدال املعجمي و هو . وإقليم الباسك االسباين خاصة أين جند أصل التسمية

قلب يف وجهات النظر ، فلو الحظنا مليا لرأينا أن تركيبة اجلملة الفرنسية تفيد بأن القبعة متتد لتغطي األذن أما

. ملة العربية فقد قاربت احلقيقة من زاوية أن األذن هي اليت استرتت خلف القبعة و كال املعنيني صحيحاجل

Page 140: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

7-Il portait à longueur d’année un bleu pelé aux genoux et un tricot de

matelot usé. p123

مهرتئ تريكو البحارة ومنتوفا على مستوى الركبتني سرواال أزرق شنغ هاي يرتدي على طول السنة - 7

ص145ص.

تقابلها أربع " un bleu" مييل املرتجم يف هذا املثال إىل اعتماد أسلوب الشرح و التفسري فنالحظ أن كلمة -

اسم علم ،بينما يكتفي الكاتب يف النص الفرنسي بالصفة + صفة + اسم " سرواال أزرق شنغ هاي" كلمات

، و يعكس هذا اللباس أيضا صورة العامل الكادح و البائس ،و نالحظ فقط اليت تؤدي عمل كل تلك املفردات

.اليت تعرضنا إليها يف املثال السابق" تريكو " تكرار كلمة

. P226way-k Derrière lui, le rouget se serrait frileusement dans son-8

263ص. الكاوي لةالذي انكمش من شدة الربد داخل بذ" الروجي"خلفه يوجد - 8

مضيفا إليها كلمة " k-way " اعتمد املرتجم يف هذا املثال أسلوب االقرتاض ، ففضل النقل الصويت لكلمة -

se serrait "أما ترمجة " بدلته الرياضية " و ذلك عوضا عن املقابل املتوفر يف اللغة العربية " بذلة"

frileusement " إىل حد بعيد فكانت ترمجة موفقة" انكمش من شدة الربد "ب.

:الملبس المستحدث

.p99flamboyait d’un éclat fascinant Son kamis-1

119ص.يتألأل بياضا ناصعا قميصه- 1

2-Une vague forme humaine masquée par un tchador .p175

Page 141: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

205ص. تشادوربشكل إنساين تقرييب منقب - 2

assurait la protection ,en tenue Afghane Une vingtaine de guerriers, -3

des lieux .p256

299ص. يضمنون محاية املكان الزي األفغاينبعشرين حماربا - 3

املثال األول فلم يشكل عائقا ألن املفردة اعتمد املرتجم أسلوب االقرتاض يف املثالني األول و الثاين ، أما يف -

أصال مقرتضة من اللغة العربية ، إذن كانت الرتمجة جمرد رجوع إىل األصل يف وصف اللباس األبيض الطويل الذي

يشتهر بلبسه املسلمون خاصة يف شبه اجلزيرة العربية ، أما بالنسبة للمفردة الثانية فهو نوع من اللباس احملتشم

سه املرأة األفغانية عند اخلروج من منزهلا و قد شاع استعماله حديثا يف باقي البالد اإلسالمية فأصبح الذي تلب

يعوض يف كثري من األحيان العباية اخلليجية أو اجلالبة املغربية أو حىت احلايك اجلزائري، و قد كان لزاما اقرتاض

و استيالءه على كل مناحي احلياة اليومية يف اجلزائر، الكلمة ملا حتمله من دالالت و إشارات لغزو الفكر الدخيل

على -من البياض–و جتدر اإلشارة إىل توفق املرتجم يف ترمجة اجلملة األوىل و الثانية حينما اختار الفعل يتألأل

اعتبار أن القميص غالبا ما يكون أبيضا و كذا صفة منقب اليت جاءت مناسبة جدا لسياق املوضوع يف املثال

.أما بالنسبة للمثال األخري فكانت ترمجة حرفية مل يفصل فيها ال الكاتب و ال املرتجم كثريا. لثاينا

Page 142: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:الملبس التقليدي الجزائري

.p112 sa robe saharieenneSid Ali épousseta -1

132ص. قندورته الصحراويةنفض سيدعلي - 1

والكلمة ال " لباسه" واسعة و فضفاضة و مقابلها يف العربية " robe "اتبع املرتجم أسلوب التكييف ، فكلمة -

" تويف النص حقه ، إذن قام املرتجم بتكييفها لتتالءم مع اجلو العام الذي تدور فيه أحداث الرواية و اختار كلمة

.اليت تنتمي إىل اللهجة اجلزائرية إلعطائها طابعا حمليا أصيال" قندورة

.p243 sa chéchia distraitement turaitriAmar le brocanteur t-2

284ص.ه شاشميدد عمار تاجر السقط و هو شارد - 2

.p273 son turbanLe muphti lança un pan de -3

319ص.عمامتهرمى املفيت ذيل - 3

brodés ses babouchesde soie et son bournosetincelant, Son turban-4

d’or .p278

325ص.املطرز بالذهب البابوجاحلريري و برنسهالوضاءة و بعمامته- 4

و العمامة و الربنس و اخلفني ) كما أورده املرتجم بلسان ساكين الشرق اجلزائري ( تعترب الشاشية أو الشاش -

جل املطرزين من املظاهر األصيلة يف اللباس اجلزائري و من عالمات التأنق عند األجداد ، و ال يكتمل مظهر الر

و قد ذكر الكاتب كلميت شاشية -الغربية–إال ا قبل أن تطغى على اتمع األلبسة العصرية –آنذاك –

Page 143: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

مقرتضتني من اللغة العربية و مكتوبتني صوتيا باحلرف " son bournos"و sa chéchia" "وبرنوس

فرتمجها " ses babouchesو son turban "الفرنسي ما مل يشكل أي عبء على املرتجم ي نقلها أما

و هو اقرتاض من اللغة الفرنسية ، فكان من األحسن " البابوج " و هي الرتمجة الصحيحة و " عمامة " ب

و قد الحظنا أن املرتجم استعمل كلمة سقط يقصد ا سقط املتاع أو جتارة ". اخلفني" استخدام املفرة العربية

بة للقارئ ألول وهلة، فكان بإمكانه إن يقول تاجر األغراض املستعملة األشياء املستعملة و قد تشكل حتديا بالنس

.أو القدمية

يستعمل الكاتب أسلوب الوصف يف تقدميه لشخصيات الرواية من خالل تصوير شكلها و لباسها الذي يعطينا

يف الغالب فكرة عما هي عليه حىت قبل أن نواصل قراءة أحداث الرواية، و ال جيد املرتجم صعوبة يف نقل مظاهر

مرات لكننا نالحظ انه خالف القاعدة اللباس ذو الطابع العاملي من قمصان و سرتات و أربطة عنق و بذالت

و هي نفسها املستعملة يف -من الفرنسية عوضا عن الكنزة أو القميص " تريكو"عندما اقرتض كلمة :مثال

للداللة على لباس الطبقات العمالية البسيطة و إلضفاء نوع من الواقعية على املنت السردي - اللهجة اجلزائرية

.بذلة رياضية: اليت كان بإمكانه ترمجتها ب" ويبذلة الكا"املرتجم و كذا

كيمونو و تشادور و أخرى : عندما اقرتض الكلمات الدالة على األلبسة ذات الطابع احمللي األجنيب مثل و كذا

أما .قبعة باسكية و سروال أزرق شنغ هاي يف ترمجة حرفية للنص الفرنسي: فضل نسبها اىل أصوهلا األوىل فقال

عمامة و برنوس فجاءت مقرتضة من اللغة العربية يف النص املصدر : الطابع احمللي اجلزائري مثل األلبسة ذات

باللغة الفرنسي4ة بغية إضفاء الصبغة احمللية على النص و مل تشكل ترمجتها سوى إعادا إىل لغتها و ثقافتها

.األصلية باستبدال احلروف الالتينية بأخرى عربية

Page 144: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:كلمأال-2

:ذات صبغة عالميةأكالت

.p50 dans une gargote un sandwichLe temps d’ingurgiter -1

59ص.يف مطعم حقري ساندويتشأخذت الوقت الكايف الزدراد - 1

.p65 hamburgerIls ont le droit à un -2

77ص. هامربغرحيق هلم طلب - 2

االنكليزية أصبحت عاملية و مفهومة لدى عامة استعمل الكاتب يف املثالني األول و الثاين كلمات من اللغة -

.الناس نظرا النتشار مطاعم األكل السريع األمريكية يف خمتلف بقاع األرض لذا مل جيد املرتجم يف اقرتاضها بدوره

.124 douteuses des frittessans viande, Une chorba-3

146ص. مريبة بطاطا مقليةبدون حلم ، شربة- 3

.p125 de yaourtn pot générosités…uau gré des -4

147ص. ياغورتعلبة أو ....إضافة إىل ما يأيت من الصدقات- 4

.p245dinde rôtie fourrée aux champignons énorme Une-5

286ص. ديك رومي حمشو بالفطر- 5

" Une chorba:"حتتوي األمثلة السابقة على أصناف طعام منها ما مل يشكل صعوبة يف الرتمجة مثل -

de "و أخرى إىل الثقافة األوربية ) حساء اخلضار و اللحم و الشعريية (و اليت تنتمي إىل الثقافة العربية " شربة"

Page 145: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

yaourt" " و منها ما دخل يف عرف الشعوب فأصبح غذاء حمليا يف كل مكان " القشدة اجلبنية" dinde

rôtie fourrée aux champignons " مأدبة الديك الرومي ال زالت ترمز ألعياد على الرغم من أن

.الفصح عند مسيحيي أوروبا و أمريكا

حتدث مونان عن املفردات العابرة للغات و اليت يستعملها املتكلمون للداللة على مفاهيم غزت العامل أمجع و -

ثر آالبقاع ،و قد عم املنتشرة يف كلمن خالل أشهر سلسالت املطا 130منها قوائم الطعام و مكوناته و مسمياته

ساندويتش و هامربغر و ياغورت اليت أضحت :حيافظ عليها من خالل النقل الصويت لكلمات مثل نأاملرتجم

شطرية، شطرية حلم و قشدة :مفهومة لدى القارئ العريب أما البديل املقرتح و الذي يتوفر يف اللغة العربية فنذكر

لقارئ العريب املشرقي املتأثر بالثقافة االنكليزية اليت ال تشهد حضورا جبنية و تشكل هذه األخرية حتديا بالنسبة ل

بارزا هلذا النوع من التخمر اللبين على عكس القارئ املغاريب املتأثر بالثقافة الفرنسية املصدرة هلذا املفهوم للغات

األخرى

:أكالت ذات صبغة محلية

.p124 récalcitrantesdes galettes …. et -1

146ص.عنيدة كسرة قطعو - 1

. P278sur la place de méchouisils alignaient une dizaine -2

324ص. يف الساحة كباش مشويةيصففون عشرة - 2

.p253 viande séchéset quelques tranches de Le couscous -3

296ص. اللحم اففو قطع الكسكسيبعض - 3

.جورج مونان و رؤى العامل : أنظر الفصل الثاين 130

Page 146: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

.p278de couscous et du miel de plateauGarnis -4

324ص. قصعات الكسكسي و العسلبمصحوبة - 4

كسرة،الكسكسي املقدم يف القصعة ال: األكالت التقليدية اليت متيز املطبخ اجلزائري فنجد عند احلديث عن

و couscousاللحم افف املطبوخ يف املرق،و هنا نالحظ ازدواجية يف تبين معايري الرتمجة ،فقد ترجم و

méchoui كما جاءت يف النص األصل و لكنه فضل تدجني مفهومLes galettes اليت حتيلنا داللتها

و هي نوع من اخلبز اجلزائري ذو قشرة قاسية غالبا " كسرة " على صورة البسكويت اململح و هي يف حقيقة األمر

Laأما يف ما خيص .العجني إىل نار مباشرة ما تتشكل نتيجة خبزه يف أفران الطني التقليدية اليت يتعرض فيها

viande séchée فف،فنجد أن صفة ا: اليت ترمجها حممد ساري بفف قد تكون اللحم املقدد بدل ا

.القديد: مثل ألا حتيلنا مباشرة على تسمية هذا اللحم يف اللهجة اجلزائريةأبديال

:في الرواية و أساليب ترجمتها مظاهر الثقافة الال مادية-3

:مظاهر الثقافة الدينية -1

أهم األسباب ولعل ، نا على اجلانب الديين والعقائدييزخر النص حبقل داليل واسع من املفردات اليت حتيل

أهداف واستعماله خلدمة أغراض سياسية و ،كون النص يعاجل إشكالية الفهم والتأويل اخلاطئ للدين والبواعث

ىل مفاهيم يف الدين اإلسالمي منها لفظة اجلاللة الدالة على التوحيد،إنجد عديد املفردات اليت حتيلنا فخاصة،

الكتاب (بعض السور والقصص من ،يوميةالصلوات ال أوقاتالفرائض و ، ذكر)مليه وسلع هللالى اص(ذكر الرسول

باإلضافة .ومل يرتمجها بالقرآن الكرمي وقد حافظ املرتجم على هذه الرتكيبة ،كما ذكر يف النص األصل )...املقدس

وغريها من املفردات اليت تفهم يف سياق عقائدي حبت، ... إىل الكثري من األمثلة كالشيوخ واألذان واجلنة والنار

والدعوة وجنود اهللا وحماربة كاجلهاد : دون إغفال اإلشارة إىل الكلمات املستعملة يف الدعاية للفكر األصويل آنذاك

وقد وردت أكثر هذه الكلمات يف املنت األصل ).كلمة مذكورة يف القرآن الكرمي لوصف الظاملني(الطواغيت

Page 147: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

مقرتضة من اللغة العربية ما سهل إعادا إليها حني الرتمجة، ولكننا نالحظ أيضا أن املرتجم نقل باقي املفردات

.حتمل دالالت روحية خاصة باتمع اجلزائري الذي هو بيئة الروايةاليت مل تأت مقرتضة إىل اليت

مارست اللغة الفرنسية و ثقافتها تأثريها واضحا على النص األصل، وظهر ذلك عند الرتمجة مع بروز

مفردات تنتمي إىل الثقافة الفرنسية املسيحية مثل املالك احلارس الذي ميلك مزمارا، والتشبيهات اليهودية اليت

تتحدث عن قصص موسى والقدرات اليت منحها اهللا له يف شق البحر بعصاه وغريها من العبارات ذات الشحنة

:الثقافية الدينية كما نوضحه يف هذه األمثلة

1- Pourquoi l'archange Gabriel n’-t-il pas retenu mon bras .p11

11ص . مل ميسك يديحىت جبريل المالكما الذي دهى - 1

يستحضر خضرا ثقافته اإلسالمية العميقة يف سياق ذكره ألحد املعتقدات الغيبية اإلسالمية، وهي

املالئكة اليت تفعل ما يأمرها به اهللا عز وجل، ولكن الكلمة اليت استعملها يف هذا السياق الثقايف كانت دقيقة

ل رئيس املالئكة، لذلك استعمل جدا ومستوحاة من مشرتك معتقدي بني اإلسالم واملسيحية وهو أن جربي

ذو املسحة الدينية املسيحية، وقد ألزمته الفرنسية باالتكال على هذا اللفظ الذي مل ) archange(مصطلحا

.ر بأسا من استعماله ما دام ال خيرج عن معتقده اإلسالمي وال خيالفه

األول مع تسمية : ذهب فيها مذهبنيولكن املرتجم عندما تناول بالرتمجة العبارة ذات الشحنة الدينية

)Gabriel ( اختار التعادل الديناميكي يف املصطلح الذي أورده القرآن الكرمي ليتبناه املعتقد اإلسالمي وهو

املأخوذ عن اآلرامية القدمية، وهذا االختيار وفق فيه إىل حد بعيد ما دامت الذات ) جربائيل(بالعربية أو ) جربيل(

ية ذاتا واحدة، ودالالا السوسيوثقافية متفقا عليها بني املسلمني واملسيحيني، لذلك استطاع هذا املقصودة بالتسم

.املصطلح القرآين محل الشحنة الثقافية الدينية محال تاما دومنا إشكال

Page 148: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

حة فالظاهر أا شكلت عائقا للمرتجم، على الرغم من كون داللتها واض) archange(وأما الثاين فمع كلمة

حمصورة يف وصف جربيل وهو ملك الوحي عند املسلمني ورئيس املالئكة عند املسيحيني، لكن املرتجم بدا له أن

ال ينقل ذلك تأويال وال شرحا لغياب كلمة حاملة هلذه الدالالت الغيبية يف اللغة العربية، ففضل أن يقصر ترمجته

سلم لوجود خالف على رئاسة جربيل للمالئكة بني حىت يتجنب نقد القارئ العريب امل) مالك(على كلمة

.الفقهاء، فوقع بذلك يف خطأ احلذف وجاءت ترمجته عرجاء عن محل الداللة الدينية اليت أرادها صاحب األصل

سريا ) رئيس املالئكة(ورمبا كان من األصوب لو استعمل املرتجم اإلسناد لرأب اخللل املوجود يف الرتمجة، فقال

ية املعنوية اليت أوصى ا برمان، أو لو استعمل التكييف ليتجنب اخلالف على هذه القضية يف الدين على احلرف

.ليفض اخلالف، وتصري الرتمجة عند ذلك أقرب وأوضح) ملك الوحي(اإلسالمي فيأيت باملعادل الديناميكي

.p11 ses SaintsDepuis qu’Alger a renié -2

2- منذ تنكرت مدينة اجلزائر ألوليائها الصالحين. ص11

يف هذه العبارة استعمل الكاتب مصطلحا وضعه الفرنسيون على زمن استعمارهم للجزائر، وهو مصطلح

ديين متعلق بالرجال الذين يضفي عليهم الناس هالة من القداسة، فلجأ مرتمجو اجليش الفرنسي آنذاك إىل -سوسيو

، )le saint(ثل يف القداسة من الشخصيات النصرانية ويسمى مقاربته باملصطلح الفرنسي الدال على نوع مما

وهو درجة من اإلمامة املسيحية يصل إىل درجة من الرهبانية يتخلى فيها عن كل مشتهيات الدنيا

ويشتغل بالعبادة والدين والدعوة للخري والصالح، فأوردها خضرا مؤمنا مبعادلة شحنتها الداللية ألئمة املتصوفني

رفاء أصحاب الكرامات اليت تنصب هلم القباب ويتقرب إليهم الناس بشىت أنواع القربات، لتخليهم عن وشيوخ الش

.شهوات احلياة الدنيا وزهدهم عنها واشتغاهلم باآلخرة وحسن العمل

Page 149: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

لقد أدرك املرتجم جيدا هذا االستعمال الذكي الذي جيعل القارئ الفرنسي املسيحي حيس بقرب ثقافته من النص

) األولياء الصاحلني(رنسي األصل، فاستعاد التسمية العربية األصلية له عند إعادته يف الرتمجة العربية فاستعمل الف

وال يعد ذلك ترمجة ) أوالي اهللا(وهكذا يناديهم الناس يف بيئتهم األصلية باجلزائر، وقد جتد هلم تسمية دارجة

الديناميكي التزم فيها املرتجم بالشحنة الداللية الثقافية والرمزية بقدر ما هي ترمجة باملعادل ) حرفية معنوية(

واليت ستقصي إسالمية املقصودين من كالم ) مقدس(أو ) قديس(للكلمة، ولو كانت حرفية جلاءت بكلمة

خضرا، وجتعل القارئ العريب يتصورهم شخصيات دينية مسيحية، لذلك نعتقد أن ترمجته أصابت هدفها إىل حد

.وجنحت يف احتواء السياقات السوسيوثقافية املخزونة يف اللفظ الواردبعيد

3- Je l’ai traité de fumier et de renégat p12

3- "نعتته باحلقري و المرتد".ص.12

عادة ما يلجأ سياق الصراع الشخصي عند اجلزائريني إىل الرتاشق ببعض الصفات املغلفة يف غالف م،

اص وتنفي عنهم عوامل العزة والفخار، ومن بني أساليب املعايرة يف البيئة اجلزائرية اللعنة تضعهم يف خانة االنتق

مما يستعظمه الناس ويستقبحون ... ونفي االلتزام الديين واالام باخلروج عن الدين والكفر والنفاق والفساد وغريها

تأثريا من االستصغار وذكر العيوب اجلسدية أشد االستقباح من يثبت عليه، وأحيانا يكون وقع هذه املعايرة أعمق

.والنفسية اليت عادة ما جيرح الناس ذكرها وتنقص من قيمة صاحبها

وقد أورد خضرا وجها من وجوه ذلك يف روايته، فذكر مصطلحا خليطا بني الديين والسياسي ألن زمن استعماله

وهو املارق من ) renégat(ا املصطلح هو وهذ) تطبيق احلد (كان حيكم على من يثبت عليه بالقتل بداعي

دين اإلسالم بعدما كان مسلما، وهي معايرة منكرة، ومة للشخص بأن عمله الفاسد يستحق أن حيكم عليه من

.أجله بالقتل أو الطرد، وهو هنا من باب املعايرة والرفث ال غري

Page 150: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

املشتق من الردة اليت هي اخلروج من ) مرتد(ني قد يبدو للناظر يف املعاين املعجمية أن اللفظ خمتلط املعىن ب

الذين يستجيزون مقاتلة ويل األمر ومنازعته احلكم، وكالمها مما ينكره ) اخلوارج(املشتقة من ) خارجي (اإلسالمي، و

دين اإلسالم ويصور املوصوف به يف خانة املغضوب عليهم والفاسدين، وقد وقع املرتجم يف هذا اإلشكال فمال

، )اخلوارج(لفظ األول، أحالته عليه فيما نعتقد قرينة السياق ألنه ال مكان فيه للخالف السياسي الدال على إىل ال

. بل على معايرة دارجة شائع على ألسن الناس وهي الوصف بالردة، لذلك نعتقد أنه أحسن الرتمجة

nous ont lâchés .p12 Les prophètes-4

.12ص.عنا األنبياءلقد ختلى - 4

نقل الكاتب معتقدا دينيا شعبيا جزائريا يتعلق بالرعاية اليت يظنون أن أنبياءهم حييطوم ا بالقدرات اليت

منحها اهللا هلم يف قبورهم، فيستنجدون م وجيعلون سبب املصائب اليت تنزل عليهم هو غضب هؤالء األنبياء

) prophètes(عبري عن هذا املعتقد السائد مصطلح عليهم، ورفع يد الرعاية واحلماية عنهم، وقد انتقى للت

.املعرب عن الغضب واملقاطعة) lâchés(الدال على األنبياء املبعوثني من اهللا إىل الناس، مث عقبه مبصطلح

، فابتعد عن الرتمجة الصحيحة ألن )ختلى األنبياء(ويبدو أن هذه املظهر الديين استشكل للمرتجم، فراح يرتمجه بـ

، أما شق الغضب فلم ترد داللته يف اللفظ العريب، )التخلي( تشمل إال شقا واحدا من املعىن وهو شق ترمجته مل

ألن التخلي يف العربية ال يصحبه الغضب بالضرورة لذلك كانت الرتمجة ناقصة، وماذا عليه لو استعمل مصطلح

).لقد توىل عنا األنبياء(ألن التويل ال يكون إال بغري رضا أو بسخط على شيء ) توىل (

لقد مارست الثقافة اجلزائرية العربية سلطتها على يامسينة خضرا، لذلك استجاز أن يزين نصه الفرنسي

باقرتاضات نقلها نقال حرفيا من العربية، لذلك وجد املرتجم نفسه أمام عملية إعادة ترمجة ووقع يف إشكال البحث

Page 151: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

لك املصطلحات يف البيئة اجلزائرية وقد أفلح يف غالب األحيان بوصفه جزائريا عن النطق األصلي الصحيح لت

:ومتشبعا ذه الثقافة، وفيما يلي أمثلة من سياق الثقافة الدينية ورد فيها ذلك

6-Nous choisirons notre Harem parmi les contingents de Houris qui

peuplent L’Eden. P14

15ص. عدن جنات اليت متأل الحوريات قوافل من بني حريمناسنختار - 6

)Harem = ، حرميHouris = ، حورياتEden =وإن كنا نشري إىل أن الفرنسية حاولت ) عدن

تكييف نطق الكلمة العربية إىل صورة صوتية مناسبة للسان الفرنسي، إال أن االقرتاض واضح يربره عجز الفرنسية

عن ايء بكلمات حاملة للشحنة الداللية الدينية والثقافية نفسها، وتشبهها أيضا يف احلكم أيضا جمموعة

ت الشحنة الثقافية الدينية اليت اقرتضها خضرا للنص األصلي بالفرنسية، وأحسن خيلف إعادا إىل التسميات ذا

:العربية، ومن أمثلتها يف الرواية اليت هي حمل دراستنا ما يلي

Taghouts (p17) = 18ص(الطواغيت ( ،Les Moudjahidines (p17) =اهدونا)19ص(

Muezzin (p97) = 117(األذان( ،L’Imam (p98) = اإلمام)118ص ( ،hadiths

certifiés (p100) = 119ص(األحاديث الشريفة ( ،la Sourate Er-rahmane (p100) =

L’appel au، ) 131ص(أذان العصر = L’appel d’El Asr (p111)، ) 119ص(سورة الرمحن

Maghreb (p120) = 142(أذان املغرب (، Achoura (p174) = اء عاشور)203ص ( ،

)p303( Ramadan = رمضان)وأخرى يف مواضع كثرية)... 345ص.

Page 152: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

كما نقـل خضـرا إىل الفرنسـية إيضـا يف نصـه بعـض املصـطلحات الدينيـة يف جمـال نشـر الـدين والقتـال، والـيت ال حتـوز

:الفرنسية على معادل لشحنتها من مثل

)Djihad (p188 = اجلهاد)218ص( ،La Daâwa (p187) = الدعوة)217ص(

ويف كل تلك األحوال وجد املرتجم أرحيية يف إجياد األصل اللغوي العريب الذي اقرتض منه خضرا فأرجعه إليه عند

:الرتمجة، إال يف بعض األحوال اليت ذهب فيها بعيدا يف تأويل معىن املصطلح فأخطأت ترمجته متاما مثل

l’histoire de Jacob (p100) =119ص( سورة أيوب(

النيب، وهي قصة هلا دالالت عميقة وعالقات نبوة وأبوة، ) قصة يعقوب(فالظاهر من كالم خضرا أنه يتحدث عن

اليت يضرب فيها املثل األعلى يف الصرب والتجلد على البالء، وليس يف ) أيوب(وهي ختتلف متاما عن قصة النيب

فال حمل للرتمجة اليت جاء ) أيوب(وليس ) يعقوب(ة هو يف الفرنسي )Jacob(سياق الرواية ما يدل على ذلك، و

.يف هذا املقام، ورمبا أمهل مراجعة ترمجته فلم ينتبه هلذا اخلطأ) سورة أيوب(ا خيلف

7-Ou les anges rangent leurs flutes .p14

.15ص. المالئكة مزاميرهاحينما ختبئ - 7

أيضا على بعض املعتقدات غري اإلسالمية، فقضية املالئكة اليت نالحظ أن التجليات الدينية يف الرواية اشتملت

هلا مزامري غري موجودة يف اإلسالم، بل هو من آثار ديانة اآلهلة اإلغريقية على املسيحيني، وقد استجاز الكاتب

لذلك مل جيد إيرادها يف النص األصلي يف سياق االبتعاد عن السوء، مع ما حتمله من شحنة دينية ثقيلة باملعاين،

ا من استعمال احلرفية يف ترمجتها، حفاظا على تلك الدالالت اليت ليس يف العربية املرتبطة باإلسالم أوثق املرتجم بد

ارتباط ما يعرب عن هذا املعىن، بينما سهل عليه نقل العالقة نفسها إىل العربية عندما وظفها خضرا يف سياق يتفق

:مع اإلسالم، يف قوله

Page 153: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

Mes anges gardiens (p17) = 18ص(مالئكة محاييت(

فبعض املالئكة مكلفون حبماية اإلنسان عن ميينه وعن مشاله، وحال دعائه وذكره تكلف مالئكة أخرى من اهللا عز

وجل بتحصينه من الشياطني واألذى حبسب صدق دعائه واستجابة اهللا له، وهذا املعتقد استطاعت الفرنسية أن

.خضرا، وأجازت العربية ترمجته احلرفية ألنه موجود باملفهوم نفسه يف ثقافتها الدينية حتمله يف أسلوب

08- Dans les vergers du seigneur p14

08- يف حدائق الرحمان .ص15

يف هذه العبارة يتحدث الكاتب عن النعيم األخروي يف املعتقد الغييب، والذي جتازى به النفوس اخلرية

املطيعة خلالقها، ولكنه استعمل أسلوبا فرنسيا يف التعبري عنها، فذكرها باستعمال مصطلحات خالية من الصاحلة

بساتني (نقلها احلريف العبارة لوال السياق الذي وردت فيه ، فهذه)vergers du seigneur(الداللة الدينية

من البشر وله ) املوىل(وهو معىن ال يفهم بالضرورة أن املقصود به هو اهللا عز وجل، فرمبا يكون هذا )املوىل

حميطة ذا التعبري يف سياق توظيفه، وال يكتمل ) معارف غري اللسانية(، ولكن املرتجم تفطن إىل وجود )بساتني(

من قول ) حدائق الرمحن(فاستعمل التأويل وجاء برتمجة ،)املذكور(إىل ) املضمر(املعىن يف العربية إال بإخراجها من

:اهللا سبحانه وتعاىل

ابا، جزاء من ربك حدائق إن للمتقني مفازا، ( وأعنابا، وكواعب أتـرابا، وكأسا دهاقا، ال يسمعون فيها لغوا وال كذ

نـهما عطاء حسابا 131)ال ميلكون منه خطابا الرحمن ، رب السموات واألرض وما بـيـ

فكانت ترمجته التأويلية ناجحة يف أداء املعىن إىل مدى بعيد، واستطاع من خالهلا أن يشتمل املعاين غري اللغوية

.اليت كان حيملها السياق احمليط بالعبارة

37-31/,رة ا�-": ا�9) -131

Page 154: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

09- Déjà les rues éprouvantes de la ville s’éloignaient ; tandis que devant

moi un peu comme la mer rouge devant Moise .p23

25ص. رتماما مثل موسى أمام البحر األحمفتحت الشوارع الكربى ذراعيها لتستقبلين -09

اريخ الديين، وهي قصة جناة النيب موسى يف هذه العبارة تشبيه ألمر نفسي أحسه الكاتب بقصة من الت

عليه السالم من فرعون عندما ضرب البحر األمحر بعصاه فانشق له بإذن اهللا عن طريق هرب منه إىل الضفة

.استعار خضرا هذا الشكل القصصي ووظفه يف أسلوبه السردياألخرى،

صة واردة باللغة العربية وجبميع تفاصيلها مل يكن من الصعب على املرتجم فهم املقصود من هذا التوظيف، ألن الق

يف القرآن الكرمي يف أكثر من مرة، فرتمجها مباشرة، لكنه جعل التشبيه مقلوبا، ألن الكاتب شبه انفتاح الشوارع له

بانفتاح البحر ملوسى عليه السالم، بينما ذهب املرتجم إىل تشبيه الكاتب يف هذا احلال مبوسى أمام البحر األمحر،

.و انزياح عن حقيقة التشبيه املوجود يف النص األصلوه

كما انفتح تماما فتحت الشوارع الكربى ذراعيها لتستقبلين : (إننا نعتقد أن الرتمجة تكون أحسن بالشكل اآليت

، ألنعا بذلك تعيد التشبيه إىل أصله وحتافظ على الشحنة الثقافية اليت أرادها الكاتب )البحر األحمر أمام موسى

.عند توظيفه هلذا العنصر الديين يف روايته

10-Le prophète. P98

110ص. )سلمصلى اهللا عليه و (الرسول -10

نالحظ يف العمل الروائي قيد دراستنا أن كاتبه قد وظف فيه الكثري من املصطلحات ذات البعد

اإلسالمي، لكنه حاول أن يرتمجها عن العربية اليت نزل ا مصدر اإلسالم الرئيس وهو القرآن، فاستعمل يف ذلك

ى ثقافته، منها اعتماده أحيانا على بعض مقاربات التوطني اليت جتعل القارئ الفرنسي حيس بأا غري غريبة عل

Page 155: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

استغالل املعجم املسيحي الذي تتفق فيه الديانتان املسيحية و اإلسالمية، وأحيانا على استعمال ألفاظ عامة

املعىن تشمل شيئا من الدالالت العربية بزيادة أو بنقصان، وأحيانا يضطر إىل النقل احلريف إىل الفرنسية كما رأينا

وهو النيب ) prophète(من هذا العنصر، ومن ذلك ذكره للرسول صلى اهللا عليه وسلم بلفظ ) 06(يف املثال

الذي هو الرسول، والفرق بني املصطلحني واسع يف اإلسالم ألن للنيب مفهوما خمتلفا )Messager(يف مقابل

.يصطفيه إلحدامهاومميزا عن الرسول، وقد جتتمع الصفتان يف شخص يصطفيه اهللا عز وجل وقد ال جتتمع ف

مل يدرك املرتجم الفرق يف االستعمال، ألن اعتماده على التأويل جعله يعتقد أنه مادام املقصود من اللفظ شخصا

واحدا جتتمع فيه صفتا النبوة والرسالة فالرتمجة مقبولة باللفظني كليهما، لكنه جانب الصواب يف ذلك فقد كان

ن توظيف الكاتب هلذا املصطلح قد يكون مقصودا ومن ورائه معاين مل يدركها أوىل أن يلتزم باملقابل األقرب، أل

.املرتجم عند قراءته للنص األصل

ونوافق املرتجم يف احرتامه للثقافة املستقبلة بإيراد الفرض الديين الذي يوجب على املسلم الصالة على النيب عليه

لنص ما دام األصل الفرنسي يقصد اإلسالم ال دينا مغايرا، كما الصالة والسالم كلما ذكر، فتلك زيادة مقبولة يف ا

نعتقد أن املرتجم أحسن فهم املقصود يف كثري من املواطن اليت نقل فيها الكاتب عن العربية عبارات ثقافية دينية

:مثل

Jour dernier (p101) = 121ص(يوم القيامة ( ،ablutions (97) = توضأت)117ص ( ،

fidèles en prière à la mosquée (p97) = 117ص (املصلني يف املسجد (،

Prosterner (p97) = 117ص(السجود ( ،Enfer (p101) = جهنم) 121ص ( ،Minarets

(p107) = 127ص(مآذن ( ،La prière (p121) = الصالة)143ص (،

Satan (p127) = 148ص(الشيطان ( ،Pèlerinage (p174) = احلج)203 (،

La prière de l’aube (p310) = وأخرى)... 363ص(صالة الفجر

Page 156: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ترمجها الكاتب مبعادالا اليت ترمجت عنها أول مرة، وسهل عليك ذلك التصاله بالبيئة األصل وكون ثقافته هو

.تنتمي إىل هذا الكل املتكامل واملختلط بني ضفيت البحر املتوسط

11-Demeurera alors la face d’Allah .p101

11- ال يبقى سوى وجه اهللا .ص121

، وقد استعمل له )اإلله(من أبرز عناصر الثقافة الدينية الواردة يف رواية خضرا اليت حنن بصدد دراستها التعبري عن

خضرا مصطلحات فرنسية خمتلفة دالة كلها عليه لكن لكل مصطلح منها أبعاد داللية أخرى جتعله أنسب يف

واحلالة األوىل اليت استعمل فيها صاحب الرواية هذا العناصر إيراده له منقوال حرفيا من العربية سياق استعماله،

أي ) face(ونعتقد أن الكاتب مل جيد من ذلك مفرا ألنه أسند هذا املصطلح إىل كلمة ) Allah(بصيغة

:املأخوذة عن قوله تعاىل) وجه اهللا(، والعبارة العربية هي )وجه(

ه إال هو كل شيء هالك إال الله دع مع وال ت ( ا آخر ال إل 132)له احلكم وإليه تـرجعون وجهه إهل

فاستعماهلا بغري النقل احلريف للمصطلح لن حيقق شكل احلكمة اإلهلية منه يف إسناده إىل كلمة وجه، وقد أدرك

).ال يبقى سوى وجه اهللا(فاسرتجع العبارة العربية الصحيحة املرتجم ذلك جيدا

) Seigneur(بينما استجاز كاتب النص أن يستعمل يف التعبري عن اإلله مصطلحات أخرى، منها مصطلح

:، لذلك اختار أن يأيت به يف سياقات االستنجاد واحلاجة إليه يف مثل)املوىل(و) امللك(وهو

)p32( gneurle nom du seiIl invoqua =اسم اهللا ذكر )111ص(

(p98) la maison du seigneurCheikh dans =119ص( بيت اهللا شيخ يف(

88ا�9) ا�#(;/,رة -132

Page 157: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

وهو االسم التام الكامل الذي ال يعرتيه نقص، ألنه يشمل معاين ) اهللا(ولكن املرتجم استعمل اسم اجلاللة العريب

.األكرب املستنجد به واملتوكل عليهاأللوهية والسيادة كلها، ويفيد اإلله األعظم واملوىل

بينما يف سياقات أخرى عامة يشرتك فيها املوحدون من أهل األديان السماوية اليت تؤمن باإلله الواحد، فقد اختار

، فوظفه يف )117ص(اهللا = Dieu (p97): خضرا أن يستعمل اللفظ الفرنسي املعرب مباشرة عن اإلله وهو

:الطاعة وغريها يف ما يليعبارات التمجيد والوالية و

est grand (p98) DieuDieu soit loué, = 118ص( كربأ اهللا، هللاحلمد (،

)p268( dieules soldats de Nous sommes = ص. اهللاجنود حنن)313 (،

ts que ce qu’ils sont en mesuren’exige de ses suje Dieu

d’entreprendre (P231) = 268ص( سعهاال و إنفسا اهللاال يكلف(

ويف كل تلك األحوال التزم املرتجم برتمجة واحدة معادلة للمصطلحات الفرنسية الثالث الواردة يف سياقات خمتلفة

)Allah-Seigneur-Dieu ( وهي اسم اجلاللة)وبالنظر إىل قوة هذا اللفظ واستطاعتك أن يؤدي )اهللا ،

.به ذكية جدا وصحيحة ومؤدية للمعىن يف كل األحوال السابقةكل معاين األلوهية فإننا نعد الرتمجة

ويف مواضع أخرى مل يستعمل األمساء بل ذهب إىل استعمال الصفات للداللة على املوصوف وهو اهللا عز وجل،

:وجل بصفته اليت حيتاجها السياق من مثلوهي املواضع اليت أحوجته إىل ذكر اهللا عز

Il est clément et miséricordieux (p98) =119ص( نه رمحن رحيمإ(

Le tout puissant (p268) = 313ص(العلي القدير(

ويف كل هذه احلاالت استطاع املرتجم أن يعود إىل الصفات الربانية األقرب من قصد الكاتب فيأيت ا يف ترمجته،

.وعلى العموم ترمجته مؤدية للمعىن

Page 158: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

: مظاهر الثقافة االجتماعية -2

العناصر الثقافة االجتماعية داخل رواية خضرا يف حقول داللية متفرقة، باعتبار البيئة اجلزائرية تسبح

خصبة باملظاهر االجتماعية اليت تطفو فوق كل عمل أديب ينجز فيها، ومن ذلك ما سنراه يف هذه الرواية اليت

اج بني الثقافة اجلزائرية العربية اإلسالمية اختار صاحبها أن يقدمها لنا شاهدا على حقبة تارخيية حدث فيها االمتز

.والثقافة األوروبية الفرنسية املسيحية من خالل غزو استعماري

1-Je n’avis pas le sou .p24

27ص. سنتيمدىن أليس لدي - 1

فيها صور التعامل املايل بني الناس، واليت يرد ) مبا حتلم الذئاب(من املظاهر االجتماعية املوجودة يف رواية

ومن ذلك ما ورد ... ذكر صفات املتعاملني وجنس التبادل احلاصل بينهم وتسميات العمالت املستخدمة وغريها

يف زمن الرواية، وعرب عنه ) بيئة النص(يف هذا املثال الذي يتحدث فيه الكاتب عن عملة كانت شائعة باجلزائر

ولكن املرتجم باعتبار الثقافة اجلزائرية ) فلس(بية املشرقية وهو يرتجم يف العمالت العر ) Sou(بالتسمية الفرنسية

منتمية إىل اإلقليم املغاريب مل يستسغ هذه الرتمجة، واعتربها خروجا عن السياق االجتماعي للرواية، فذهب إىل

ل بوصفها ، ولكن هذه العملة كما هو معروف هي عملة استعملها اجلزائريون بعد االستقال)سنتيم(ترمجتها بكلمة

، فال يصلح أن يستعملها املرتجم للتعبري عن عملة عهد االستعمار، وكان عليه )الدينار(جزء من 100جزء من

، وعملة )دورو ما عندي(أن يبحث يف بيئة اجلزائريني عن العملة اليت تعادل الفلس يف تعبريهم اليومي وهي

. اليوم يف تعبريام ونعتقد أا األصلح يف هذا املقامهي عملة تركية بقيت على ألسن اجلزائريني إىل) الدورو(

2-Des gourbis .p 64

)ريبـڤ( 76ص . كواخ قصديريةأ- 2

Page 159: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

من الناحية املعمارية، نقل إلينا هذا العمل الروائي صورا دقيقة لطبيعة السكن اهلش الذي كان يرزأ حتته

الدالة على ) gourbi(من الثقافة الشعبية اجلزائرية كلمة اجلزائريون املفقرون بلسان فرنسي، فاختار أن يقرتض

شكل كوخ من غرفة واحدة يستعمل عادة إليواء البهائم من الزوايل أو اهلوير أو الريسان أو الدواجن، ولكن

.طغيان الفرنسيني أجلأ الناس إىل العيش فيه

دالالت اجتماعية عن مستوى املعيشة املتدين باإلنسان ونعتقد أن خضرا نقل اللفظ حرفيا إىل الفرنسية ملا له من

إىل درجة السكن مع البهائم يف أكواخها، وإذاك مل يشكل على املرتجم إعادة ترمجته إىل العربية بنطقه األصلي

، إال يف املوقف الذي خرج فيه عن سياقه اللغوي للتعبري عن السكنات القصديرية اليت حشد إليها )ريبـڤ(

ليفهم قارئ النص املرتجم ما ) أكواخ قصديرية(ن سكان األرياف البعيدة، فهنالك أوهلا املرتجم إىل الفرنسيو

:يقصده الكاتب، هذا الذي عرب من جهة أخرى عن جتمع تلك األكواخ القصديرية بقوله

3-Guetto.p64

3- محتشد (حي االقليات/احلي الفقري) .ص76

معات األكواخ املعزولة اليت كان النازيون جيعلوا إلسكان اليهود يف أصلها دالة على جت) Guetto(وكلمة

وعزهلم عن الناس، وقد استعارها خضرا للتعبري عن خميمات التجميع اليت هيئها الفرنسيون ومجعوا إليها الفقراء

، مث اصطلح الناس على تسميتها )Con de regroupement(وسكان األرياف وأطلقوا عليها

، لذلك جنح املرتجم إىل ايء باملكافئ الدينامي للمصطلح يف الثقافة اجلزائرية، ألن قارئه العريب )احملتشدات(بـ

ملا ) غيتو(، وألنه لو ترمجها بالنقل احلريف )الغيتو النازي(بينما القارئ الفرنسي يعرف ) احملتشد الفرنسي(يعرف

.م الشحنة االجتماعية اليت محلها إياها الكاتبأدت داللتها الكاملة ومل حتمل التأثري الالزم ومل ختد

Page 160: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

، ويف مكان آخر )حمتشد(وقد كان املرتجم ذكيا عندما نوع يف ترمجة هذا املصطلح يف سياقات استعماله، فرتمجة

اليت ذكرنا، إال أننا نعتقد بأن أصلح ) غيتو(وكلها تدل على معىن كلمة ) احلي الفقري(ويف آخر ) حي األقليات(

).حمتشد(ة هي اليت استعمل فيها املكافئ الدينامي ترمج

4- la mandoline .p66

79ص. المندولين - 4

يف سياق ذكر أجناس النغم يف بيئة الرواية، أورد الكاتب أمساء بعض املظاهر الثقافية املتعلقة باملوسيقى، مثل أمساء

، وهي جنس من القيتارات الصغرية )mandoline(اآلالت وطبوع اإليقاع وأنواع األغاين، فورد منها اسم آلة

، ولكن املرتجم فضل أن ينقلها )الربابة(اليت تستعمل يف إنتاج نوتات صوتية رقيقة، وأصلها أندلسي إسباين تعريبه

، فأوقعه ذلك يف خطأ إبعاد اآللة عن أصلها العريب وتصويرها فرنسية،)مندولني(إىل العربية نقال حرفيا بكلمة

).الربابة(وكان عليه أن يرتمجها إىل امسها الذي كانت تعرف به يف بيئة الرواية حينها وهو

املنقولة ) 144ص( الزرنة= La Zorna (p122): كما ذكر الكاتب أجناسا أخرى من اآلالت مثل

.إىل أصلهاوقد أعاد خيلف ترمجتها بسهولة ) الزمارة(أو ) الغايطة(حرفيا من هلجة اجلزائريني، وهي

:أما أنواع األغاين فقد ذكر الكاتب منها أيضا بعضها، فأضفى على الرواية مسحة جزائرية خالصة حبديثه عن

)p70(ouanges du prophète L =مدائح الرسول )84ص (،

)p149( RaiDe la musique = الرايموسيقى )172ص (،

)p233( Haouzimusique aux accents du La = الحوزيموسيقى بنربات )271ص(

ويبدو أن توظيف الكاتب هلذه األنواع يف سياقات سردية جتعلها أوضح للقارئ، وباستعمال االقرتاض من العربية

يف أغلب األحيان جعلت التعامل مع ترمجتها أمرا يسريا ملن يعرف طبيعة الثقافة اجلزائرية، لذلك فقد أفلح املرتجم

.ترمجتها إىل اللغة العربية مبصطلحاا األصليةخيلف يف إعادة

Page 161: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

5-Khôl _ henné .p98

118ص. الحناء_ الكحل - 5

مناسبات اجتماعية كثرية، وصف فيها الكاتب طبيعة تقاليد ) مبا حتلم الذئاب(تتخلل أحداث رواية

االحتفال باملناسبات واملواسم أو التزاور يف املصائب واجلنائز، فذكر جمموعة من الوسائل املستعملة والسلوكيات

اليت توضع يف ) الكحل(النطق الدارج ملادة املنقول عن ) Khôl(املمارسة يف هذه املناسبات، ومن تلك الوسائل

وهي ذلك اخلليط الذي ختضب أماكن معلومة من ) احلنة(املقرتضة من ) henné(العيون لتزيينها أو معاجلتها، و

اجلسم بغرض التزيني، ونالحظ أن غياا يف الثقافة الفرنسية جعل مؤلف الرواية ينقلها إليها نقال حرفيا، فيسر

:جم إعادا إىل العربية لغتها األوىل، بينما وجد لوسائل أخرى مقابال فرنسيا فأورده مثلعلى املرت

benjoin_ brasero (p110) =130ص(الكانون _ البخور(

، ويبدو أن املرتجم )الكانون(أو ) املوقد(، والثانية ترمجتها )البخور(وهو ) الصمغ(أو ) اجلاوي(فاألوىل ترمجتها

.قافة اجلزائرية، مل جيد صعوبة كبرية يف العثور على مقابالا األصلية يف سياقات توظيفهاالضطالعه بالث

:أما السلوكيات فقد أورد منها أمثلة للتصرفات املعربة عن الفرح وأخرى عن حرمة النساء يف املثالني اآلتيني

Les femmes lançaient des youyous (p278) = 324ص(تطلق النساء الزغاريد(

Sa toux consistait à avertir las badauds que les femmes sortaient (p162)

)205ص(يقة إلخطار املارة خبروج النساء السعال هو طر =

الفرنسي فهو مأخوذ صوتيا عن تطبيق فعل الزغردة وهو سلوك عند نساء اجلزائريني ) youyous(فأما مصطلح

عن فرحتهن العارمة خبري أقبل عليهن أو على أحد أحبائهن، وقد أدرك املرتجم وغريهم، واللوايت يعربن من خالهلا

.فكانت ترمجته صحيحة) الزغاريد(ذلك فعمل على ترمجته مبصطلح

Page 162: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

وأما سلوك اإلمياء للرجال بفتح اال ملرور النساء احرتاما حلرمتهن فهو سلوك استحدثه املسلمون، وقد نقله

، وقد ذهب املرتجم إىل االختيار )الكحة(أو ) السعال(ويقابله يف اللغة العربية )Toux(خضرا بلفظ فرنسي هو

األول منهما، ولكن اللفظني كالمها أكثر داللة على حالة املرض، وال يدالن يف العربية على تصرف احلرمة كما

ء للسامع، لذلك كان احلامل ملعىن سعلة خفيفة مصطنعة يقصد من ورائها اإلميا) التنحنح(يدل عليه مصطلح

.على املرتجم أن يستعمل يف ترمجته هذا اللفظ

6-Des marabouts .p125

147ص. رجال الزوايا - 6

ومن عناصر الثقافة االجتماعية اليت احتوا رواية خضرا بعض املعتقدات امليثولوجية املتعلقة باألشخاص

رتبة اجتماعية كان حيملها بعض الناس املدعني والسلوكيات، كما يظهر من خالل هذا املثال الذي يتحدث عن

العربية اليت تطورت داللتها من ) مرابط(وهو تكييف لنطق كلمة ) Marabout(للقداسة، أوردها خضرا بلفظ

العسكري احلارس على حياض اإلسالم، إىل أهل الدولة املرابطية ببالد املغرب، إىل كلمة دالة على األشخاص

س كرامات عجيبة تدخلهم يف خانة التقديس ويقصدهم الناس لالستنجاد والتداوي، وعادة ما الذين خيرجون للنا

.خيتلط ؤالء املشعوذون والدجالون

وهي تسمية عامة ال توضح أي هؤالء ) رجال الزوايا(ولكن املرتجم انزاح عن هذه التسمية، واختار ترمجة اللفظ بـ

فهذه الرتمجة فيها ...) واملرابط والدرويش واملريدون واالخوان واحملسنون املقدم( الرجل، ألن رجال الزوايا فيهم

توسيع باملعىن الذي ينكره برمان، خصوصا وأن اللفظ منقول حرفيا من اللغة العربية مع بعض التكييف ليناسب

.اللسان الفرنسي

لتجنب العني واحلسد، مثل تدوير )املرابطون(ومن جهة أخرى أورد بعض املعتقدات اليت أمالها عليهم هؤالء

:امللح وتعليق التمائم والوشم والكي وغريها، وقد أورد الكاتب من ذلك عبارة

Page 163: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

Retourne sept fois ta saloperie de langue dans ta bouche d’égout (p298)

)348ص(عني يف فمك الننت الل أدر سبع مرات لسانك=

ترمجة هذا املظهر من مظاهر املعتقد الشعيب يف البيئة االجتماعية اجلزائرية اليت وقد انتبه املرتجم إىل ذلك فأحسن

.هي بيئة أحداث الرواية

: مظاهر الثقافة اللغوية -3

:االقتراضأسلوب

يوظف املرتجم أسلوب االقرتاض كثريا يف ترمجته بغية اإلبقاء على احلبل السري قائما بني النص األصلي -

ة باللغة العربية،فتارة ينقل صوتيا أمساء عالمات جتارية مارلبورو و روليكس و بيجو تارة أخرى الفرنسي و الرتمج

الكادح، = حلن أو الربوليتاري = سكينة أو سيمفونية =مثل كرانداري : مفردات تتوفر اللغة العربية ملقابالت هلا

و على الرغم من احلضور الكثيف .ديدةيظهر من خالل هذه االستعماالت أن االقرتاض هو الصنعة اللفظية اجل

.للمفردات املقرتضة ، إال أن ذلك مل يؤثر على حلمة النسيج النصي و مل خيتل توازنه ، فهو نص عريب حتما

:أمثلة عن االقرتاض الوارد يف الرتمجة

1- السيمفونية األخرية.ص15

1-L’ultime Symphonie . p16.

2- اإليروبيك. ص25

2-Aérobic .p

3- االوتوغرافات. ص26

3-Des autographe .p23

4- صورة الربوليتاري. ص28

Page 164: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

4- Son air de prolétaire. p

5- األوليمب .ص- 29

5- L’Olympie .p26

6- ميلك سيارة مرسيدس ص29

6-Il roule en Mercedes .p26

7- فيلته .ص29

7- Sa villa .p 26

8- كلبان دوبرمان خميفان .

8- Deux terrifiants Dobermans .p

9- سكرترييت. ص 32

9- Ma secrétaire .p29

10- أرضيتها باملوكيت .ص 34

10- Le sol de moquette .p31

11- على منت سيارة من نوع بيجو. ص 43

11-A bord d’une Peugeot .p38

12- شاليه سويسري ص 50

12-Chalet suisse .p44

13- روليكس ,ساعة يد .ص

13-Montre Rolex .p48

14- الفيس .ص

14-Fis .p51

15- النيون .ص60

Page 165: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

15- Néon .p65

16- التشيتشي (الفئات البورجوازية اجلديدة ) .ص 77

16- La tchitchi algéroise .p65

17- علبة مارلبور و .ص113

17-Un paquet de Marlboro .p94

18-مثل القرييو االفريقي .ص132

18- Un griot .p112

19- كرانداري .ص145

19- Le cran d’arret .p123

20- تضع املاكياج .ص260

20- Elle se maquiait .p201

310ص.اليت يتمتع ا الكاريزما- 21

21- Son charisme.p265

22- كرنفال .ص353

22- Un carnaval .p302

:توظيف اللهجة الجزائرية

ص السري و احلواري خاصة حيث صفة الواقعية على النن خالل توظيف الطابع اللهجي اعطاء أراد املرتجم م -

تتنوع الشخصيات و يغلب على حديثها طابع من العفوية و تعلو مسحة جزائرية عاصمية أصيلة متنح النص

Page 166: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

رفاق بعض العبارات حباشية و مل يغفل املرتجم إ.نكهة حمليه و تسبغ عليه و تلونه بألوان اللهجة اجلزائرية املتميزة

.يشرح فيها ما يقصد ا لدى املتكلمني اجلزائريني

:أمثلة عن توظيف اللهجة اجلزائرية يف الرتمجة

1- صرخ الضابط:(أطفرت فيكم).ص12

1-Tout pis pour vous a crie l’officier .p12

2- كنت اعتقد إنين استأهل (استحق) أكثر من ذلك بكثري ص25

2-j’estimais que je méritais mieux p23

3- كنت احضر نفسي للتنازل عن كل شئ دون العودة إىل"زنقات" القصبة .ص25

3- J’envisageais sérieusement de tout laisser tomber et de retourner dans les dédales de la Casbah .p40

4- ها أنت حتكي مع احلائط االن .ص70

4-Voila que tu causes au mur. P59

5- يا خو ... .ص83_85

5-Kho. .p70

6- أريد أن أجد مكاين نقيا (نظيفا). ص

6-Je veux trouver ma place nette. p85

7- كل كلمة هاه تطلع من فمه .ص157

7-Chacun de ses « Han ». p88

9- دا خملص (يرفقه املرتجم حباشية).ص169

9- Da Mokhless

اللغويةالمختصرات

Page 167: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

قام املرتجم يف غالب األحيان بشرح املختصرات الواردة يف النص الفرنسي مبا ان اللغة الفرنسية غالبا ما توظف -

املختصرات ، عكس اللغة العربية اليت ال يناهلا من استعماهلم إال النزر القليل نظرا مليل املتكلمني لإليضاح و

.باللغة العربية و مل يرفقها ال باملختصر األجنيب و ال العريباإلفهام ، فقام بشرح كل املختصرات

:أمثلة عن ترمجة املختصرات اللغوية

) .اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ(الفيس - 1 1-FIS

) .جبهة التحرير الوطين(االفالن - 2 2- FLN

.منظمة اجليش السري - 3 3-L’OAS

.شرطة التدخل السريع - 4 4-CRS

) .احلركة اإلسالمية املسلحة(ح ا م - 5

5-MIA

) .اجلماعة اإلسالمية املسلحة(اجليا - 6

6-GIA

.اجليش اإلسالمي لإلنقاذ - 7

دالالت أسماء األشخاص:

Page 168: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

أمساء حربية لشخصياته متأثرا بعقيدة التخفي وراء التسميات اليت أطلقها اإلرهابيون على استعمل الكاتب

أنفسهم ليزيدهم ذلك إميانا مبا كانوا يفعلون،و أغلبها أمساء للصحابة الكرام و التابعني بغية إضفاء مزيد من

ة فكانت ترمجتها نقال حرفيا مبا ينطبق و قد وردت يف صيغتها املكتوبة صوتيا باللغة الفرنسي. الشرعية على قضيتهم

.على األمساء عامة و مما يأيت أيضا

و قد شكل استعمال احلروف التاجية يف اللغة الفرنسية فارقا يف كتابة األمساء و الكنايات و غريها و هو األمر

.تابة املائلةالذي ال ينطبق على اللغة العربية اليت اختار املرتجم يف بعض األحيان تعويضها بنمط الك

:عن ترمجة األمساء أمثلة

األسماء الحربية

13دجانة حيدق يف السماء ص - 1

1-Doujana fixe le palfond. p12

13حنطلة مات ص- 2

2-Handala est mort .p13

13ابو تراب هو الوحيد الذي مازال يتنفس ص- 3

3-Abou Tourab respire encore .p13

15النافذة ايها االمري صال تقرتب كثريا من - 4

4-Ne t’ approche pas trop de la fenêtre ;Emir .p14

شرحبيل - 5

5-Chourahbil .p306

الكنايات

Page 169: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

1- بالل الروجي

2- رشيد يانس

3- القوشي

18-Bilal le rouget

Rachid Yanes

Le guacher

4- سيدة شنوة ليلى سكار ص54

19- Notre dame de chenoie ; Leila Sekkar .p47

أسماء االشخاص ذات الصبغة العالمية

46جونيور ص - 1

16-Junior .p41

60سونيا ص - 2

20-Sonia .p51

أسماء شخصيات فنية

جيمس دين ، عمر الشريف - 1

االدن ديلون ،كلوديا كاردينال

26ص. حييطون يب

10- James Dean ; Omar Sharif

Alan Delon ; Claudia Cardinale m’entouraient .p24

85دمحان احلراشي ص- 2

26-Dahmane El Harrachi .p124

85حمبوب بايت ص- 3

Page 170: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

27- Mahboub Bati .p124

85ص احلاج مريزق- 4

30 – Haj M’rizek .p124

أسماء االشخاص ذات الصبغة المحلية

15سيد علي ، كان شاعرا حقيقيا ص - 1

5-Sid Ali ; c’était un vrai poète .p15

16خوجة؟ص:سالته - 2

6-« Khouja ?? »Je lui ai demande. P16

17صرخ سفيان ص- 3

7-M’a criè Sofiane .p16

23سيد وليد ص- 4

8-Monsieur Walid.p21

25اقرتح علي دمحان العمل ص - 5

9-Lorsque Dahmane m’avait proposè de travailler .p

29بالوكالة فينادونين عادل صامسي بوعمران اما - 6

11- mon nom est Bou Omrane .A l’agence on m’appelle Adel.p26

29نافع وليد ص- 7

12-Nafa Walid .p26

السيد فيصل - 8

14- Monsieur .Fayçal .

37رشيد دراق ص- 9

15- Rachid Derrag .p33

Page 171: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

47محيد سالل ص-10

17-Hamid Sallal .p42

68صاحل ص-11

7-AIS

:خصوصية اللغة الفرنسية و ثقافتها: لمحاكاةا أسلوب

ال ميكن أن يتملص الكاتب و املرتجم من تأثري ثقافة اللغة اليت يكتب ا أو يرتجم منها و يظهر ذلك جليا يف

الرتاكيب اللفظية اليت وظفها الكاتب يف نصه بصفة واعية أو غري واعية ملا حتمله من دالالت غالبا ما تناقض

رسانة املفردات ذات الطابع اإلسالمي اليت يعج ا النص و توقع القارئ يف حرية من أمره ،و حىت املرتجم مل ت

يفلح يف بعض األحيان يف إزالة هذا اللبس فجاءت ترمجته حتاكي الرتاكيب الفرنسية املتأصلة يف الثقافة واحلضارة

هم احلقيقي يف مواجهة الفهم اخلاطئ التعاليم الدين الفرنسية، خاصة و أن أحداث الرواية تدور يف إطار الف

اإلسالمي يف بلد مسلم، إذن كان لزاما على املرتجم احلذر من بعض التعابري اليت تستمد دالالا من التينية و

.أوروبية و مسيحية اللغة و الثقافة الفرنسية

: من أسلوب احملاكاة التعبريية أمثلة

25ص إن حيايت تغري جمراها -14

14-Ma vie changeait de cap

25اقرتب من قطف القمر ص -15

15-A deux doigts de décrocher la lune.

25ص) للداللة على رب العمل (سيدي ....سيديت-16

16-Madame …Monsieur . P23

26عطشي للنجاح ص -17

Page 172: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

17-Ma soif de succès. p 23

27ص. التافهون من الرجال يف حميطي -18

18- Les ringards du coin. p25

28ص) يوم القداس الكنسي ،عطلة االسبوع يف فرنسا(يف ثياب األحد -19

19-Endimanché .p25

أن أتقدم للحصول على امتيازات اآلهلة و إال كيف يل أن أفسر ملاذا خلقتين الطبيعة؟وسيما و عاقال مثل -2040ص.الرب

20- Postuler aux privilèges des dieux ; si non comment devais- je interpréter la nature ?? M’ait fait beau et sain comme une divinité ?

68ص )الوندال(و قوامي الكامل ال يؤثر يف غرورهم كما ال يؤثر املكان املقدس يف جلف -21

21-Ma carrure parfaite n’avait pas plus de prise sur leurs arrogance qu’un lieu sacrè sur un vendale .p53

أحتدث إىل املالك الذي حيرسين ، ال أرى بوقه الصويت -22

22-Je discute avec mon ange gardien je ne vois pas son cornet acoustique .

توسلني من كل املارة الذين حيدث ان تقودهم أرجلهم جبوار هذا املكان إال و رمسوا خلسة إشارة الصليب م -2376رجاهلم املقدسني محايتهم ص

23-Les badauds qui passaient a proximité signait en catimini priant leurs saints patrons de les préserver p64

Page 173: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ
Page 174: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

دالالت العنف و الحرب في الرواية :

توجهاا و مسمياا و بني قوات اجليش مبا أن النص معرتك حامي الوطيس بني اجلماعات اإلرهابية مبختلف -

،فانه ال خيلو ال حمالة من مفردات جندها بكثافة يف مسارد املصطلحات العسكرية و تقارير اجليوش عن احلروب و

النزاعات املسلحة، فمن خمتلف تسميات األسلحة واالليات العسكرية و العتاد احلريب و الذخائر اىل جمموعة

دالة على القتل و املوت و االبادة و غريها ، وفق املرتجم يف اجياد مقابالا يف اللغة العربية االفعال و الصفات ال

.املولوتوف و النابامل، ما حييلنا اىل حقيقة كون ثقافة العنف عاملية و غري مرتبطة بثقافة دون سواها: اال القليل

:عن ترمجة مفردات وتعابري العنف أمثلة

12ص.عرب منظار بندقيته و اصبع على الزناد انه ينظر الينا- 1 1- il nous observe a travers la lunette de son fusil .p12

12ص.ما عدا العربة املدرعة - 2 2- Hormis un véhicule blindé .p12

12ص.مع كل موجة من طلقات الرشاش - 3 3- A chaque rafale .p12

14ص.تتقدم عربة جمنزرة - 4 4- La progression d’un engin chenillè.p13

14ص. لقد استقدموا املدافع ذات العيار الثقيل - 5 5- Ils ramenent la grosse artillerie.p13

15ص.جمموعة التدخل اخلاصة - 6 6-GIS .P15

16ص.حينما أدخلت مسدسي - 7 7-Je lui ai enfoncé mon flingue. P15

17ص.لقد قتلت اول رجل - 8 8- Jai tué mon premier homme .p16

Page 175: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

18ص.مدفعها مصوب حنو خمبئنا - 9 9-Le canon pointe vers notre planque .p17

19ص.طائرات اهليلكوبرت السوفياتية ....دبابات -1010-Les tanks ….. hélicoptères soviétiques .p17

19ص.بندقيته ) ماسورة(رفع مصورة -11 11- Il porte le canon de son fusil .p18

184ص. كوكتيل مولوتوف-12 12-Un cocktail molotov .p157

247ص.قنابل النابامل احلارقة -13 13-Les bombes au napalm .p213

273ص.قنابل يدوية -14 14-Des grenades .p235

291ص.انا لست ارهابيا -1515-terroriste p245

21-Salah .p57

: في الترجمةالتوجه العام في ترجمة المدونة و األساليب المستعملة

األساليب اليت اعتمدها املرتجم بغية إخراج النص العريب يف أى حلة ، فنجد الرتمجة احلرفية و االقرتاض و تنوعت

واحد دون سواه و اإلبدال و التصرف و أحيانا احلذف أو الشرح و اإلطناب ، فلم يقتصر استعماله على أسلوب

لكن املرتجم حاول اجلمع بينها لتحقيق االستفادة القصوى، و على الرغم من وجود بعض املآخذ على املرتجم

فيما تعلق باختياراته اللغوية اليت سامهت يف إمهال أجزاء مهمة من معاين املفردات و العبارات إال أن الرتمجة رهان

قل تفاصيل النصوص األصلية حبذافريها خاصة الثقافية منها و لكنه و قد حيدث أن ال يتمكن املرتجم من ن

.يتمكن من تعويضها حني إخراج ترمجة تليق بالنص األصل و بتطلعات قارئ النص اهلدف

Page 176: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ملقارنة مع الرتمجة األوىل اليت صدرت بقلم أمني الزاوي للرواية نفسها، و اليت يتوجب على قارئها أن يكون ابو

ا قد تابع عن قرب جمريات احلياة اليومية خالل فرتة العشرية السوداء ليفهم البنية النصية للرتمجة ، جزائريا أو شخص

فان ترمجة عبد السالم خيلف جاءت مفتوحة على جمال أوسع من القراء و مكنها من ذلك اللغة املفهومة و

تعابري غريبة عن الثقافة العربية أو من البعيدة عن التكلف و كذا نزوعه إىل الواقعية يف الطرح خاصة عند ترمجة

خالل حمافظته على اللهجة اجلزائرية الواردة يف النص األصل دون مبالغة و إرفاقها يف بعض األحيان وامش

و لعل أهم ما ميز ترمجة عبد السالم . شارحة آخذا يف احلسبان إمكانية وجود قراء قد ال يفهمون اللهجة اجلزائرية

أساليب الرتمجة حسب مقتضى احلال يف كل مرة و امليل حنو تبسيط البناء اللغوي دون أن يؤثر خيلف التنويع يف

صاحلا لرتمجة -يف رأيي الشخصي–ذلك على مجالية اللغة األدبية ، و قد ال يكون املنحى الذي اختذه املرتجم

رتمجة و إثراء الشق اجلمايل يف أعمال كاتب حبجم يامسينة خضرا فحسب ، و لكن عدم التقيد مبسار واحد يف ال

لغة اهلدف اليت تستقبل النص هو ما جيب أن يكون احلال عليه بالنسبة لرتمجات األعمال األدبية الزاخرة

بالعناصر الثقافية،فاملهم املوازنة بني ثقافة النص األصلية اليت متنحه هويته من جهة، و بني ثقافة القارئ يف اللغة

.أو تنافر بني ثقافيت اللغتني املنقول منها و املنقول إليها اهلدف لتجنب أي صدام

Page 177: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

خاتمة

خاتمة

Page 178: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

جديدة مع العامل، الرتمجة ضرورة والقول باستحالتها ال مينع من ممارستها، فهي ممرنا الالزم لتأسيس عالقات

وطريقنا إلعادة اخرتاع نظام العالمات اليت تتحكم بارتباطاتنا مع ذواتنا ومع اآلخر القصي، املختلف، املرتاب

.والكثري الظنون

ينبغي التنويه إىل أن االجتاه الرومانسي، الذي كان مهووسا بفكرة األصالة، ساهم بشكل كبري يف النظرة

عدها جمرد نسخة عن األصل، جيب أال تداين من حيث اإلبداع هذا األخري الذي ال بد أن الدونية إىل الرتمجة ويف

يشبه عمل املؤلف عمل موظف األرشيف الذي جيمع وثائق ويعيد . يبقى حمتفظا بتفوقه وترفعه قبالة النص املرتجم

.هذا املفهوم املختلف للنص له فائدتان. كتابتها ضمن سياق جديد

ه ينفي صفة األصالة عن النص األصل ويف نفيها عنه حجة على تساويه، من ناحية عدم األصالة األوىل أن

فاألوىل أال تنال مة النسخ وعدم األصالة النص املرتجم، طاملا أنه يقف يف مرتبة . على األقل، مع النص املرتجم

.واحدة مع النص األصل من حيث كون هذا األخري نسخة من نصوص سابقة

ضال على ذلك، فإن املرتجم األديب ال يفعل أكثر مما يفعله املؤلف للنص األصلي الذي خيرج نصا أو ف

لعلي، استنادا إىل . نصوصا من ترابطها األديب، اللغوي والثقايف كي يضعها داخل سياق أديب، لغوي وثقايف آخر

النص املرتجم أكثر أصالة من النص نأ لغة القولليس من املبامفهوم التناص الذي يقول به نقاد ما بعد البنيوية،

األصلي، ألن هذا األخري جيد لنفسه نسخا تشبهه من قريب أو من بعيد يف ثقافته وسياقه ولغته، أما النص

مع ذلك يبقى احلديث عن األصالة يف الرتمجة . املرتجم فإنه يقدم نسخة فريدة ال شيء يشبهها يف اللغة اهلدف

أا عمل مستقل عن النص األصل وخاضع لسياقاته األدبية واللغوية والثقافية على إليهاممكنا شرط النظر

.اخلاصة

Page 179: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

يتحدد دور املرتجم الناقل لنص أديب من لغة إىل أخرى ومهمته اليت تتمثل بعكس أجواء النص األصل يف

وليس شرطا أن ( النص املستحدث، بأن توقظ قراءة هذا األخري عند القارئ األجنيب مشاعر وعواطف مشاة

.لتلك اليت يثريها النص عند القارئ األصلي) تكون مطابقة

إن احلديث عن دور املرتجم ينطلق من كون هذا األخري، قبل كل شيء، متلقيا خاصا وقارئا منوذجيا

اتية والعاطفية للنص الذي ينوي ترمجته، ما يؤثر يف الرتمجة اذن ليس فقط معرفة املرتجم اللغوية، بل ايضا جتاربه الذ

واالجتماعية واجلمالية، اليت حتدد أفق انتظاره وتوجه حساسيته جتاه القيم اليت حيملها النص الفين وقدراته على فهم

ال تتبدى الرتمجة يف كل اتساع ممكناا، إال عندما تتدخل التجربة املعيشة واللغوية للمرتجم . حمموالت ذلك النص

تأويله حبسب جمموع من اخليارات ذات الطبيعة اللغوية، األسلوبية، اجلمالية ضمن أفق انتظار نتاجه وتوجه

.وااليديولوجية أيضا

:نتائج الدراسة

الرتمجة األدبية عملية صعبة و معقدة و لكنها غري مستحيلة بالنظر إىل عدد الرتمجات األدبية اليت ان -

شروط لعل من أمهها اإلحاطة الكاملة باللغة املنقول منها تنجز كل يوم يف العامل ولكن ممارستها تستدعي استيفاء

و إليها و كذا االطالع الواسع على العوامل اخلارج نصية اليت متارس تأثريها على النصوص باإلضافة إىل تذوق

.األدب واكتساب نظرة أدبية و فكر مبدع و خالق

للمنظرين احملدثني من االستفادة منه لتشكيل قامت دراسات الرتمجة بتوفري خمزون تراكمي هائل مسح -

نظرية يف الرتمجة خاصة بالنصوص األدبية لرصد إشكاالا و تقدمي احللول ملشكالا و قد تطورت هذه الدراسات

من ثنائيات األمانة ة اخليانة و احلرفية و اإلبداع لتشمل ميادين جديدة تفتح آفاق جديدا حنو دراسات الثقافة و

.بولوجيااالنثرو

Page 180: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

ان اهلوية مفهوم مركب و معقد و قد حاولنا قياسه على األدب اجلزائري باللغة الفرنسية و قد أشارت -

الفرضيات األولية اىل وجود حالة تنافر بني انتماء هذا األدب و جزائريته من حيث أنه يعرب باللغة الفرنسية اليت

استوعبنا أن الكتابة باحلرف الفرنسي لدى هؤالء، ال كونه تعد حاملة لقيم اهلوية الفرنسية،و لكننا سرعان ما

خيار لغوي متارس اللغة غوايتها الثقافية عليه من حني إىل أخر، لكنه أدب ينضح بكل أشكال الواقع و املخيال و

.الفضاء و الثقافة اجلزائرية األصيلة

مها باللغة العربية وجهني لعملة واحدة ،فكالميثل األدب اجلزائري باللغة الفرنسية و األدب اجلزائري -

ميثالن صوت الشعب بكل أطيافه، و يأخذان على عاتقهما نقد الواقع املزري و مواكبة آمال و تطلعات الفرد

التميز اللغوي الذي اجلزائري و معايشته أفراحه و أالمه و إن مل يكن ال هذا و ال ذاك ف هو اخليال الفين و

ن العامل املادي الذي ال تنتهي فيه الصراعات إىل عوامل موازية يكون فيه الطقس ربيعيا معظم ينأى باإلنسان م

.فصول السنة

ميكننا القول أن ترمجة خصوصيات الثقافة اجلزائرية يف النص املكتوب باللغة الفرنسية ال تشكل عائقا -

ا أل ا جزء من هويته و الذي يضع نصب عينيه القارئ بالنسبة للمرتجم اجلزائري الذي يسعى إلبرازها و حيتفي

النموذجي الذي يفهم مقصدها و دالالا و آخر له الرغبة و الشغف الكتشافها،و لكنها قد تشكل صعوبة

بالنسبة للمرتجم اجلزائري الذي حياول برتها بدعوى الرغبة يف التوجه إىل مجهور أوسع يفضل قراءة األدب على

دونالدز أينما ذهبت الشكل و الطعم ذاته ،أو يف حالة املرتجم العريب الذي ال يفهم شاكلة أكل شطرية ماك

بالضرورة كل إحداثيات الثقافة اجلزائرية و اليت محلت مدونة البحث جزءا يسريا منها مل يطرق أشكاال ثقافية

. أخرى يستعصي فهمها حىت بني أبناء اتمع الواحد

يتوجب على املرتجم العمل جاهدا للمحافظة و االجتماعية ملح األدب ويف رأي ،اخلصوصيات الثقافية

عليها و اختيار األساليب املالئمة لكل جزئية بغية حتقيق الوفاء للنص األصلي و هو األمر الذي كان مطلب

Page 181: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

كثرية و املرتمجني منذ زمن بعيد، و ال ميكن حصرها يف أسلوب أو اثنني الن العناصر املكونة للثقافة و اهلوية

متجددة و زئبقية ويف ذلك إيقاف لسنة التساؤالت اليت بين عليها العلم، فمهمتنا جتريب كل األساليب و تطوير

.أجنعها دون إغفال االنفتاح على حقول الدراسة األخرى بغية حتقيق استفادة متبادلة

.تم بحمد اهللا

Page 182: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

قائمة المصادر المراجع

قائمة المصادر المراجع و

قائمة المصادر

Page 183: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

المصادر والمراجع قائمة

:باللغة العربية

منشورات االختالف، - سر الرتمجة وهاجس التأويل، من كتاب التأويل والرتمجة، الدار العربية للعلوم ناشرون ):أحمد(إبراهيم -1

2009، 01اجلزائر، الطبعة

مصر، -تلخيص ما بعد الطبيعة ألرسطوطاليس، حتقيق عثمان أمني، القاهرة ):أبو الوليد محمد بن أحمد(ابن رشد -2

1958

1982تطور األدب القصصي اجلزائري، ديوان املطبوعات اجلامعية، ):عايدة(أديب بامية -3

1966، 2احليوان، حتقيق عبد السالم هارون، دار اجليل، بريوت ــ لبنان، ط ):أبو عثمان عمرو ابن بحر(لجاحظ ا -4

.، نسخة رقمية مطابقة للمطبوع1983كتاب التعريفات، دار الكتب العلمية، بريوت لبنان ):الشريف(لجرجاني ا -5

1989، 1علم الرتمجة النظري، دار طالس، بريوت ــ لبنان، ط ):أسعد مظفر الدين(لحكيم ا -6

2002، 1غرب، طالرتمجة والتعريب، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء ـ امل ):محمد(لديداوي ا -7

1992، 1علم الرتمجة بني النظرية والتطبيق، دار املعارف، سوسة ـ تونس، ط): محمد(لديداوي ا -8

التأويل و الرتمجة مقاربة آلليات الفهم و التفسري تأليف مجاعي، الدار العربية للعلوم ناشرون منشورات ):حسين(لزاوي ا -9

االختالف

املغرب ، _امللحمة اليونانية يف األدب العريب ، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء _شعرية الرتمجة ):عبد الكبير(لشرقاوي ا -10

2007

من الرتمجة إىل التأثري، دراسات يف األدب املقارن، منشورات ضفاف االختالف ، اجلزائر ، الطبعة ):أحمد صالح(لطامي ا -11

01 ،2013

1999منشورات احتاد الكتاب العرب،مكتبة األسد ، –دراسة –ماهريية الرتمجة يف خدمة الثقافة اجل: لعيس سالما -12

2003، اجلزائر، 01، الطبعة ANEP الرتمجة االدبية مشاكل وحلول، منشورات ):إنعام(بيوض -13

2013، 01اجلزائر، الطبعة -دراسة سوسيو نقدية، دار ميم للنشر - الرواية اجلزائرية املكتوبة بالفرنسية ):أم الخير(جبور -14

.1986صورة الفرنسي يف الرواية املغربية ، ديوان املطبوعات اجلامعية ، اجلزائر ، ):عبد المجيد ( حنون -15

Page 184: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

2013اجلزائر، دار اهلدى، -هكذا كتب...هكذا تكلم–يامسينة خضرا ):زهرة(ديك -16

2003الرواية العربية البناء والرؤيا، منشورات احتاد الكتاب العرب، دمشق ):سمر(روحي الفيصل -17

2013مقدمة يف أنثروبولوجيا الثقافة الشعبية، دار اخللدونية، اجلزائر، ):محمد(سعيدي -18

2001رب، دمشق منشورات احتاد الكتاب العآفاق الرواية البنية واملؤثرات، ):محمد(شاهين -19

2003منشورات احتاد الكتاب العرب دمشق، الرواية البوليسية، ):عبد القادر(شرشار -20

مدخل اىل مبحث دراسات الرتمجة، الشركة العاملية للنشر لوجنمان، دار نوبار –نظرية الرتمجة احلديثة :)محمد(عناني -21

2003، 01مصر، الطبعة –للطباعة، القاهرة

2000منشورات احتاد الكتاب العرب، مرايا الرواية، ):عادل(فريجات -22

جملة فصلية تصدر عن احتاد الكتاب -لة اآلداب األجنبية جم ،نظريات الرتمجة حبث يف املاهية واملمارسة ):سعيدة(كحيل -23

.2008صيف 135العدد -العرب بدمشق

وية بني الفرضية والتحقق، الشركة املصرية العاملية للنشردراسة يف النسبية اللغ: اللغة والفكر والعامل ):محي الدين(محسب -24

1997، 01مكتبة لبنان ناشرون، بريوت، الطبعة / لوجنمان، مصر

2011اية قرن وبداية قرن، املكتبة الوطنية اجلزائرية، اجلزائر، _الواقع واملشهد األديب : )عامر(مخلوف -25

ت/الغرب، ديف نظرية الرواية، دار ): عبد الملك(مرتاض -26

2013، 01نشأته وتطوره وقضاياه، دار التنوير اجلزائر، الطبعة -األدب اجلزائري باللسان الفرنسي : )أحمد(منور -27

2001منشورات احتاد الكتاب العرب، دمشق قراءة خالفية، -يف مشكالت السرد الروائي ):جهاد عطا(نعيسة -28

2002عربية املعاصرة، منشورات احتاد الكتاب العرب، دمشق توظيف الرتاث يف الرواية ال): محمد رياض(وتار -29

Page 185: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:بيةباللغات األجن

1- BERMAN (Antoine): La traduction et la lettre ou l’auberge du lointain,

Paris, Seuil, 1999

2- BLANCHOT (Maurice): « Traduit de … » in la porte du feu, Gallimard,

Paris, 2001, Nouvelle édition

3- DEJEUX (Jean): Situation de la Littérature Maghrébine de langue

Française, Office des Publication Universitaire, Alger, 1982

4- LEDERER (Marianne): Etudes Traductologiques, (Fortunato ISRAEL :

Traduction Littéraire et Théorie du sens) Lettre modernes minard, Paris,

1990

5- MESCHONNIC (Henri) : Poétique du Traduire, Verdier, 1999

6- NIDA (Eugene Albert) and TABER (Charles): The theory and practice of

translation, united Bible Societies, Brill, 1982

7- NIDA (Eugene Albert): Contexts in translating, Edition Benjamin Publishing

Company, Amsterdam, 2001

8- SELESKOVITCH (Danica): De l’expérience au concepts, Itp

9- TOURY (Gideon): Descriptive Translation Studies and beyond, Benjamin

Publishing company, Amsterdam 1995

Page 186: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:المترجمة

عبد النور خراقي، الس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، : دينية ، ترمجة _ إثنية _ قومية : اللغة واهلوية :)جون(جوزيف -1

2007الكويت،

، بريوت، التأويل سبيال إىل الرتمجة، ترمجة فايزة القاسم، املنظمة العربية للرتمجة ):ماريان(وليديرير ) دانيكا(سيليسكوفيتش -2

01الطبعة

يف نظرية الرتمجة ــ اجتاهات معاصرة، ترمجة سعد عبد العزيز مصلوح، منشورات املنظمة العربية للرتمجة، ):إدوين( غينتسلر -3

2007، 1بريوت ـ لبنان، ط

ت/التفسري األنثروبولوجي، ترمجة صباح صديق الدملوجي، املنظمة العربية للرتمجة، د –الثقافة ):آدم(كوبر -4

2011، 01التنظري يف الرتمجة، ترمجة جدير حممد، املنظمة العربية للرتمجة، بريوت لبنان، الطبعة : )جان ريني(دميرال ال -5

ت/اللسانيات و الرتمجة، ترمجة حسني بن زروق، ديوان املطبوعات اجلامعية، د ):جورج(مونان -6

1994لبنان، -الطبعة األوىل بريوت املسائل النظرية يف الرتمجة، ترمجة زيتوين لطيف، دار املنتخب العريب، ):جورج(مونان -7

2006، 1اجلامع يف الرتمجة، ترمجة حسن غزالة، دار ومكتبة اهلالل، بريوت ــ لبنان، ط ):بيتر(نيومارك -8

1991نشوء الرواية، ترمجة ديب ثائر، وزارة الثقافة، دمشق ):إيان(واط -9

:الرسائل الجامعية

، 1982إىل 1830الرواية اجلزائرية املكتوبة بالفرنسية، حبث يف تطور عالقة اإلنتاج الروائي باأليديولوجيا من :لزاوي أمينا -1

1983سوريا، -رسالة ماجستري، دمشق

2005، اجلامعة األمريكية بريوت، "الرتمجة األدبية بني النظرية والتطبيق" رسالة ماجستري : )عهد(شوكت سبول -2

:ئدالمقاالت والجرا

2010 – 11 - 11يوم اخلربنشر يف جريدة مقال ):سعيد( خطيبي -1

Page 187: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

تسعينيات اجلزائر كنص سردي،امللتقى الدويل السابع للرواية عبد احلميد بن هدوقة، دراسات امللتقى ):إبراهيم(سعدي -2

.السادس، دار هومة للنشر، اجلزائر

3- BRYSON (Josette): La Grande Maison et sa Réception Critique dans La

Presse, Œuvres et Critiques.

4- EVEN ZOHAR (Etamar): Polysystem Studies, Poetics Today, Volume 11,

number 1, 1990

:المواقع االلكترونية

:لسان العرب، مادة ثقف، الرابط ):أبو الفضل محمد بن مكرم(ابن منظور -1(http://www.lesanarab،com/)

،اجلريدة االلكرتونية أصوات الشمال2/7/2010 ):محمد(بوكرش -2http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=10776

27:املوسوعة العربية، رقم صفحة البحث ضمن الد: الحبكة في األدب -3http://www.arabency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func

:العوملة وترمجة النص األديب، الرابط ):جمال(حضري -4www.aljabiriabed.net/n83-11hadri.1html

املفاهيم، الرابط-إشكالية-اهلوية-موقع أرنرتوبوس الثقافـة) إشكالية املفاهيم والعالقة –الثقافة و اهلوية ( ):عادل(شيهب -5 http://www.aranthropos.com/

نشر كرتونية دنيا الوطن،لإشكالية الرتمجة،الصحيفة اإلرواية األزمة املكتوبة باللغة الفرنسية و :)نسيمة(وكريبع ) رضا(عامر -6 09/2010/ 10بتاريخ

http://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/208970.html

Page 188: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

Résumé:

La présente recherche s’inscrit dans le cadre analytique de la traduction des spécificités culturelles dans le roman algérien d’expression française, et vise à étudier les méthodes appliquées lors de la traduction littéraire et s‘étale sur l’étude de cas du roman de l’écrivain algérien "Yasmina khadra " intitulé "A Quoi Rêvent Les loups ?" paru en 1999 et traduit par "Abdesselam Yekhlef " en 2014.

Le choix du roman repose sur la présence des éléments culturels caractérisant la société algérienne et la méthode adoptée par le traducteur afin de les transmettre de la langue française – langue source- à la langue arabe – langue cible .Ceci est fait à la lumière d’ une confrontation dans le choix des approches de traduction qui se partagent entre traduction littérale et traduction sociolinguistique.

La problématique étant initialement à s’interroger de quelle manière peut on traduire les spécificités socioculturelles dans le roman algérien d’expression française qui combine entre le la culture arabo-Islamique de l’écrivain et des personnages de son ouvrage , et la culture de la langue française englobant les valeurs franco-Européennes.

En outre, l’étude essaye de faire lien entre la pratique et la théorie de la traduction qui a contribué a relever les obstacles qu’un traducteur peut rencontrer lors de la traduction des aspects socioculturels dans littérature, notamment en ce qui concerne la traduction du roman algérien.

Dans l’intention de répondre au questionnement relevé plus haut , notre recherche s’étale sur deux parties ; la première partie subdivisée en deux chapitres dont le premier est consacré a l’étude de l’évolution du roman algérien et les différents courants qui on marqués son histoire

Page 189: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

tout au long de la période coloniale jusqu'aux années 2000 afin de cerner les caractéristiques de chaque période et révéler la problématique de l’identité et l’appartenance des formes d’expression de la littérature algérienne en langue française .Le deuxième chapitre traite les théories de la traduction ( l’approche linguistique, socio-linguistique , interprétative, littérale et culturelle) qui étudient les différents aspects de la traduction littéraire et focalisent sur les stratégies adoptées par les traducteurs pour expliciter le rôle primordial de la culture dans la formation de l’œuvre littéraire et valoriser l’identité culturelle des textes.

Quant à la partie pratique, elle aborde l’analyse des parties du roman de

Yasmina khadra dans lesquelles la spécificité de la culture algérienne est explicite tout en comparant avec la version traduite du roman pour en tirer des conclusions sur la méthode utilisé par le traducteur et l’effet de cette méthode sur l’aspect général du roman en langue arabe.

Ce travail consiste à observer, analyser et apporter une pierre à l’édifice des études traductologiques dans le domaine littéraire, et également tracer un cheminement qui aidera les traducteurs à conserver l’identité des textes d’aspects culturels.

Page 190: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

الفهرس

الفهرس

Page 191: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

فهرسال

أ ........................................................................................................ مقدمة

تجليات الهوية الثقافية في الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية :الفصل األول

.نظرة على الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية: المبحث األول

:الرواية -1

3 .............................................................................................. الرواية مفهوم - 5 ............................................................................. )يف الغرب و عند العرب(نشأا - 9 .............................................................................. عناصرها الفنية و خطة الكتابة -

:النشأة و التطور: األدب اجلزائري باللغة الفرنسية -2

18 .......................................................................................... الرواية الكولونيالية-

19 ............................................................................... الرواية الكولونيالية االندماجية-

22 ................................................................................... الرواية الكولونيالية الثورية-

24 .................................................................. )الكولونياليةما بعد (رواية ما بعد االستقالل -

: رواية االزمة -3

26 ................................................................................... ظهور األدب االستعجايل - 29 ............................................................................. مظاهر العنف يف الرواية اجلزائرية -

تجليات الهوية الثقافية: المبحث الثاني

:مفهوم اهلوية ومكوناا الثقافية واالجتماعية واللغوية.1

31 ................................................................................... مفهوم اهلوية وخصائصها - 34 ................................................................................... العالقة بني اهلوية والثقافة - 34 .................................................................................. الثقافة وخصائصهامفهوم - 36 .................................................................................... املكونات الثقافية للهوية -

:الكتاب اجلزائريون و اختيار الكتابة باللغة الفرنسية -2

40 .............................................................................................. مولود فرعون - 41 ............................................................................................... حممد ديب -

Page 192: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

42 ............................................................................................. مولود معمري - 42 .............................................................................................. مالك حداد - 43 ............................................................................................. كاتب ياسني - 44 ................................................................................................ آسيا جبار -

45 ........................................................... الرواية اجلزائرية باللغة الفرنسية و إشكالية اهلوية و االنتماء -3

50 .............................................................. مظاهر الثقافة اجلزائرية يف الرواية املكتوبة بالغة الفرنسية -4

53 ........................................................................................ خامتة الفصل -

ذات الخصوصية الثقافية نظريات الترجمة األدبية :الفصل الثاني في الترجمةالنظريات اللسانية والسوسيولسانية : المبحث األول

58 ............................................................................. الرتمجة و الرتمجة األدبية - 1 61 ........................................................................... الرتمجةالنظرية اللسانية يف - 2

Georges Mounin .......................................................... 62جورج مونان - 65 ................................................................. الرتمجة و رؤى العامل لدى مونان - Jean René Ladmiral ................................................. 67جان ريين الدمريال -

69 ..............................................................................الـنظرية السوسيولسانية - 3 Eugène Albert Nida .................................................. 71أوجني ألبري نيدا - Nida et Taber .............................................................. 78 نايدا وتابر - Gideon Touryوجدعون توري Etamar Even Zoharإمتار ايفني زوهار -

Polysystem Theory .................................................... 79 نظرية النسق املتعدد . النظريات التأويلية والحرفية والثقافية: المبحث الثاني

85 ..................................................................... ) نظرية املعىن(النظرية التأويلية - 1 87 ........................................................... ماريان ليدرير و دانيكا سيلسيكوفيتش - 89 ...................................................... تطبيقات النظرية التأويلية على الرتمجة األدبية - Fortunato Israel ........................................................ 92 فرتوناتو اسرائيل -

:النظرية احلرفية - 2

Antoine Berman ......................................................... 95أنطوان برمان - 96 ................................................................. معايري الرتمجة عند أنطوان برمان - Henri Meschonnic .................................................... 98هنري ميشونيك -

Page 193: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

:الدراسات الثقافية - 3 99 .................................................................. مفهوم الغرابة :الرتمجة و الثقافة - Susan Bassnet ............................................................. 101سوزان باسنيت - André Lefèvre .............................................................. 101اندري لوفيفر - Lawrance venutti ................................. 102 فينويتلورانس ثنائية التدجني و التغريب - 105 .................................................................................. خامتة الفصل -

الفصل التطبيقي: دراسة تطبيقية

المبحث األول: تقديم المدونة

107 ..................................... نظرة على ترمجة الروايات اجلزائرية من اللغة الفرنسية إىل اللغة العربية - 1

107 ................................................... املواكبة لألزمة اللغة الفرنسيةب املكتوبةاجلزائرية الرواية - 2

110 ....................................... نبذة عن حياته و رواياته و ترمجاا) : يامسينة خضرا(تقدمي الروائي - 3

115 ........................................................... ) 1999(مباذا حتلم الذئاب ةرواي ملخص - 4

118 ................................................................... عبد السالم خيلف: تقدمي املرتجم - 5

118 .................................................... الذئابمباذا حتلم ترمجة عبد السالم خيلف لرواية - 6

تحليل المدونة و نقد الترجمة :المبحث الثاني

120 ................................... حتليل اخلصوصيات الثقافية و اللغوية الواردة يف الرواية و أساليب ترمجتها -

120 .................................................................... مظاهر البيئة يف الرواية و ترمجتها - 1

125 ...................................................... مظاهر الثقافة املادية يف الرواية و أساليب ترمجتها - 2

125 ............................................................................................. امللبس -

132 ............................................................................................... املأكل

134 .................................................... مظاهر الثقافة الالمادية يف الرواية و أساليب ترمجتها- 3

134 ................................................................................ مظاهر الثقافة الدينية -

146 ........................................................................... مظاهر الثقافة االجتماعية -

Page 194: ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ ﺔﺑﻮﺘﻜﻤﻟا ...ا طار دا ر از ا رو ا:ـ و و ر ا ر ˘ ا ةد˘ ل˙ ةر˝ذ ﺔﻴﺴﻧﺮﻔﻟا ﺔﻐﻠﻟﺎﺑ

151 ................................................................................ مظاهر الثقافة اللغوية -

162 ................................................................... و احلرب يف الرواية العنفدالالت - 5

163 ........................................... التوجه العام يف ترمجة املدونة و األساليب املستعملة يف الرتمجة - 6

164 ............................................................................................... خاتمة

171 ................................................................................. قائمة املصادر و املراجع

177 .......................................................................... ملخص البحث باللغة الفرنسية

180 ............................................................................................... الفهرس