القيادة الادارية عند عمر بن الخطاب
TRANSCRIPT
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
عمر الخليفة عند اإلدارية الكفاية الخطاب بن
الهادي عبد محمد البشير د. محمد
مقدمة:
الل��ه، رس��ول على والس��الم والص��الة لل��ه الحم��د الل��ه أكرمهم أجمعين، وصحابته خلفائه عن الله ورضي
ك��ل في ينض��ب ال ال��ذي معين��ه من نهلوا حتى بصحبته،والقيادة. اإلدارة فنون
بع��د خاص;ة طريقه، وبان تطور، قد اإلدارة علم إن; وعم��ود الحرك��ة، مح��ور واعتبره اإلنسان، إلى اتجه أن
رحاها.
ل��ه رج��ل، ت��اريخ عند أقف أن أريد البحث، هذا في ي��دو;ن أن قب��ل نظري��ات، فنونه��ا وفي ب��اع، اإلدارة في
K الع��الم س��بحانه– الل��ه هب��ة ولكنه��ا ذل��ك؛ في س��طرا الخط��اب بن عم��ر س��يدنا في أودعه��ا وتع��الى- ال��تي
فيه�ا أش�كل م�ا ال�تي واألزمات المهمات، رجل فأصبحK وقال إال أمر K، قوال ح�تى الحل��ول أنج��ع له�ا ووج�د فصال
السودان. � والع[مرة للحج العام]ة للهيئة العام األمين
م2006 يوليو ـ 12 العدد 85
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
K القرآن جاء حادثة مثل؛ المواقف من كثير في له مؤيداوغيرها. األسرى
ملكت��ه، ت��ربت الرس��ول عه��د في عم��ر نش��أ على دل; ال��ذي ، الرس��ول تربي��ة من عمريته وتشربت
منه. ومنعها الشر من وحذ;رها به، وأمرها الخير،
واآلخ��رين، األولين س��يد مدرس��ة في عم��ر ت��ربى ه��ذه في الق��رآن. وت��ربى منهجه��ا ال��تي النبوة مدرسة
وب��رز والريادة، القيادة، فنون كل فيها وتعلم المدرسة، إال ال��دواوين ذك��رت فم��ا ب��ه، اش��تهر الذي الجانب في
إال ال��ثروات تقس��يم في الع��دل ذك��ر وم��ا عم��ر، وذك��ر وم��ا عمر، وذكر إال الهجري التاريخ ذكر وما عمر، وذكر عم�ر ك��ان وهك��ذا عم�ر، وذك��ر إال الص�ائب ال�رأي ذكر
K عامر عن المعدول K والف��اروق ومع��نى، نحوا دالل��ة لقب��اK والباطل، الحق بين التفريق بالمدح. إشعارا
K وخر;جت أنجبت، قد النبوة مدرسة إن أمثال أفذاذاK سلك ما الذي عمر، K الش��يطان وسلك إال طريقا طريق��اغيره.
كان وقت عن نظرياتهم في يتكلمون اإلداريين إنK؟ كالهم��ا أم فن أم علم اإلدارة ه��ل يقولون الناس مع��ا
فن أنه��ا على اإلدارة علماء واتفق األمر، حسم أن إلى
م2006 يوليو ـ 12 العدد 86
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
حيث واح��دة؛ بوتق��ة في االثنين جمع عمر لكن وعلم؛ المختلف��ة، لم��واردهم وإدارتهم العرب تجارب من أخذ
تل��ك فك��انت وال��روم، الف��رس مع االختالط من وكذلك الق�راءة تعلم�وا ممن ك��ان )وقد المكتسبة، العلوم هي
K( قليلين ك��انوا وه��ؤالء في كب��ير أث��ر ه��ذا لك��ل(1)ج��دا فيها اجتمعت التي العبقرية شخصيته زينت وقد نجاحه، وص��دق، وأمان��ة، ق��وة، من المطلوبة المهارات معظم
وتص�ويبه اتخ�اذه وش�جاعته الق�رار، ص�نع في وشورى ه���ذه المح���دد. زينت ال���وقت في المطل���وب نح���و
شخص��ية ال��وقت ذلك في نادرة كانت التي المكتسباتاإلدارية. عمر
K، وأش��دهم ش��كيمة، الرج��ال أقوى عمر كان بأس��اK، وأسد;هم حت;ى مع��ه، ك��ان لمن مش�ورة وأك��ثرهم رأي�ا رحم��ه واإلدارة، المواق��ف في المث��ل مض��رب أض��حى
واسعة. رحمة الله
: عمر ترجمة
والمولد: النسب
بن العزي��ز عب��د بن نفي��ل بن الخط��اب بن عمر هو بن ل��ؤي بن كعب بن ع��دي بن رزاح بن ق��رط بن رب��اح
سيرة في الخطاب فصل الصالبي، محمد محمد علي ( الدكتور?)1 القاهرة، للتراث، افجر دار ، الخطاب، بن عمر المؤمنين أمير
19ص م،2003ه�- 1424 العربية، مصر جمهورية
م2006 يوليو ـ 12 العدد 87
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
ولق;ب��ه حفص؛ أب��و وكنيت��ه الع��دوي، القرش��ي غ��الب بن هاش���م بنت حنتم���ة وأم���ه بالف���اروق، الرس���ول
.(1)مخزوم بن عمر بن الله عبد بن المغيرة
الفج��ار بع��د ق��ال: )ول��دت أن��ه عم��ر عن وروى بثالثين المبعث قب��ل وذل��ك سنين(، بأربع اآلخر األعظم
.(2)سنة
وزوجاته: أوالده
األك��بر، ال��رحمن وعب��د الل��ه، عبد الولد من له كانK منهم مظع��ون، بنت زينب وأمهم وحفص��ة، زينب أيض��ا
ط��الب، أبي بن علي بنت كلث��وم أم وأمهما األكبر وزيد. الرسول بنت فاطمة وأمها
م��ع ص��فين ي��وم قتال– الل��ه وعبي��د األص��غر وزي��د مالك. وعاصم بن جرول بنت كلثوم أم معاوية- وأمهما
أب��و وه��و األوسط، الرحمن وعبد ثابت، بنت جميلة أمهه األص��غر ال��رحمن وعبد ولد، أم لهية وأمه المجبر وأم��;
بن الح���ارث بنت حكيم أم وأمه���ا ول���د. وفاطم���ة أم أم فكيه��ة وأمه��ا عم��ر ول��د أص��غر وهي هشام. وزينب
– بيروت ، والنشر للطباعة عزالدين مؤسسة الطبري، ( تاريخ?)1 562ص ،2ج ، م1993ه�- 1413 2ط ، لبنان
563ص السابق، ( المرجع?)2
م2006 يوليو ـ 12 العدد 88
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
بن عمرو بن زيد بنت عاتكة وأمه عمر بن وعياض ولد،نفيل.
اس��مها ك��ان عم��رو بن عاص��م أم الت��اريخ وي��ذكرره عاصية، : )أنت فق��ال جميل��ة وس��م;اها ، الن��بي غي��; لألس�ماء الرسول تغيير على داللة هذا وفي ،(1)جميلة(
K. ليس مدلولها كان التي جميال
عمر: إسالم
وتف��اخر به��ا يف��اخر ق��ريش، أشراف من عمر كان ق��ريش فك��انت حياض��ها؛ عن وي��ذود عنه��ا وي��دافع ب��ه،
K، تتخذه ب��ه رضوا فاخرهم أو منافر نافرهم )وإن سفيراK وبعثوه K( منافرا .(2 )ومفاخرا
ابن وه��و النب��وة من السادس��ة الس��نة في أس��لمسنة. وثالثين ست
ب��أحب ال��دين أع��ز; يق��ول: )اللهم الن��بي ك��ان (3)هش��ام( بن عم��رو أو الخطاب بن عمر إليك الرجلين
جهل. أبا يعني
، الغزالي مكتبة توزيع ، العرفان مناهل مؤسسة مسلم، ( صحيح?)1) رقم حديث ،3ج ، م1981- ه�1401 ،2ط حلبوني – دمشق 1686 ص (،2139
الفد دار الراشدين، الخلفاء ثاني الخطاب بن عمر رضا، ( محمد?)2 22 ص م،2005ه�- 1426 مصر المنصورة، والتوزيع، للنشر الجديد
63ص ،9ج الزوائد، ( مجمع?)3
م2006 يوليو ـ 12 العدد 89
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
ق��ال: أن�ه عب�اس ابن عن إس�المه في روى وق��دK وثالث��ون تسعة الله رسول مع أسلم ثم وام��رأة، رجال
عليه جبريل جبريل فنزل أربعين فصاروا أسلم عمر إناتعالى: بقوله السالم ا }ي��� يه���
� �ي أ ]ب [ك� الن ب ه[ ح�س��� و�م�ن� الل��;�ع�ك� ]ب �ين�{ م�ن� ات �م[ؤ�م�ن بن أس��امة ذك��ر (،64 )األنف��ال: ال بن عم��ر لن��ا ق��ال: ق��ال أس��لم ج��ده عن أبي��ه عن زي��د
إس��المي؟ ب��دء كان كيف أعلمكم أن الخطاب: أتحبون . الرس��ول على الن��اس أشد من قال: )كنت قلنا: نعم
K أنا فبينما في باله�اجرة الح��ر ش��ديد ح�ار ي�وم في يوما فق��ال: أين قريش، من رجل لقيني إذ مكة طرق بعض
دخ��ل وقد هكذا، أنك تزعم أنت الخطاب؟ ابن يا تذهب ق��د ق��ال: أخت��ك ذاك؟ بيتك. قلت: وما في األمر عليك
K، صبأت. فرجعت يجم��ع الل��ه رس��ول كان وقد مغضبا ق��وة ب��ه الرج��ل عن��د أس��لما إذا وال��رجلين الرج��ال، إلى ض��م ك��ان وقد طعامه، من ويصيبان معه، فيكونان
فقي��ل: الب��اب، ق��رعت ح��تى رجلين. فجئت أختي زوجK الق��وم وك��ان الخط��اب قلت: ابن ه��ذا؟ من جلوس��ا
صوتي سمعوا معهم. فلما صحيفة في القرآن يقرؤون أي��ديهم. من الص��حيفة نس��وا أو وتركوا واختفوا تبادروا ق��د نفسها، عدوة لي. فقلت: يا ففتحت المرأة فقامتK أسلمت- فأرفع يريد–صبوت! أنك بلغني يدي في شيئا
ثم بكت، ال��دم رأت ال��دم. فلم��ا ب��ه. فس��ال فأض��ربهاK كنت م��ا الخط��اب، ابن ق��الت: ي��ا فق��د فافع��ل، ف��اعال
م2006 يوليو ـ 12 العدد 90
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
الس��رير، على فجلس��ت مغضب، وأنا أسلمت: فدخلت ه��ذا فقلت: م��ا ال��بيت، ناحي��ة في بكت��اب فإذا فنظرت أهل��ه. من أعطيك. لست أعطينيه: فقالت: ال الكتاب؟
�م�سه[ }ال] وهذا تطهر، وال الجنابة، من تغتسل ال أنت �ال] ي إون�{ ر[ �م[ط�ه���] ح���تى به���ا أزل (. فلم79 )الواقع���ة: ال
ال��رحيم( ال��رحمن الل��ه )بس��م في��ه ف��إذا أعطيتني��ه ال��رحيم( ذع��رت )الرحمن ب� مررت ( فلما1)الفاتحة:
ف��إذا نفسي إلى رجعت ثم يدي، من بالصحيفة ورميت]ح� فيها ب ]ه� }س� �ل م�او�ات� ف�ي م�ا ل ض� الس��] ر�
� و� و�األ� �ع�ز�ي��ز[ و�ه��[ ال} �ح�ك�يم[ أس��ماء من باس��م م��ررت ( فكلما1 )الحديد: ال
بلغت حتى نفسي إلى ترجع ثم وذعرت، وجل، عز الله[وا ]ه� }آم�ن �الل �ه� ب ول س[ وا و�ر� �نف�ق��[ ا و�أ �ك[م م�م��] �ف�ين� ج�ع�ل ل �خ� ت مس���ذ�ين� ف�ي���ه� وا ف�ال���] [م� آم�ن���[ وا م�نك �نف�ق���[ �ه[م� و�أ ر� ل �ج���� ير�{ أ �ب���� ك
[م� }و�م�ا قوله إلى بلغت ( حتى7)الحديد: �ك ون� ال� ل [ؤ�م�ن��[ ته� �الل��] ول[ ب س��[ [م� و�الر] د�ع[وك وا ي��� [ؤ�م�ن��[ �ت [م� ل �ك ب ر� د� ب��� ذ� و�ق��� �خ��� أ
[م� �اق�ك �ن م�يث [م إ [نت �ين� ك ( فقلت: أش��هد8 )الحديد: { مؤ�م�نK أن وأشهد الله إال إله ال أن الل��ه. فخ��رج رسول محمدا
K ب��التكبير يتب��ادرون القوم م��ني س��معوه بم��ا استبش��ارا أبش��ر الخط��اب ابن قالوا: يا وجل. ثم عز الله وحمدوا
أع��ز فق��ال: )اللهم االث��نين ي��وم دع��ا الله رسول فإن بن عمر وإما هشام بن عمرو إما الرجلين بأحد اإلسالم
ل��ك الل��ه رس��ول دع��وة تك��ون أن نرجو وإنا الخطاب(، لهم: أخ��بروني قلت الص��دق م��ني عرفوا فأبشر. فلما
م2006 يوليو ـ 12 العدد 91
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
الصفا، أسفل بيت في . فقالوا: هو الله رسول بمكان ه��ذا؟ الب��اب. قي��ل: من قرعت حتى وصفوه. فخرجت
يفتح أن منهم أح���د اج���ترأ الخط���اب. فم���ا قلت: ابن ب��ه الله يرد إن فإنه : )افتحوا الله رسول الباب. فقال
K ح��تى بعض��دي رجالن وأخ��ذ لي، يه��ده(. ففتح��وا خ��يرا . فق��ال: )أرس��لوه(. فأرس��لوني الن��بي من دن��وت
إلي��ه فج��ذبني قميصي بمجمع يديه. فأخذ بين فجلست اه��ده( قلت: اللهم الخط��اب ابن ي��ا ق��ال: )أس��لم ثم
ر رس��ول وأن��ك الل��ه إال إل��ه ال أن أش��هد الل��ه. فكب��;م�عت تكب��يرة المس��لمون ك��ان مك��ة. وق��د بط��رق س��[
إال يضرب أسلم قد من أرى أن أشاء ال فكنت استخفى م��ا يص��يبني أن إال أحب قلت: ال ذل��ك رأيت رأيته. فلما
K وك��ان خ��الي إلى المس��لمين. ف��ذهبت يص��يب ش��ريفا فقلت: عم��ر هذا؟ من عليه. فقال الباب فقرعت فيهم
ق��د أني ل��ه: أش��عرت فقلت إلي; الخط��اب. فخ��رج بن )ورده( دوني الب��اب وأج��اف تفع��ل ق��ال: ال ص��بوت؟
K جئت حتى بشيء. فخرجت هذا وتركني. قلت: ما رجال الب��اب. فق��ال: من علي��ه فق��رعت ق��ريش عظماء من
، الخطاب. فخ��رج بن فقلت: عمر هذا؟ ل��ه: فقلت إلي; ق��ال: قلت: نعم قال: فعلت؟ صبوت؟ قد أني أشعرت
ذل��ك رأيت الباب. فلم��ا وأجاف فدخل قام تفعل. ثم ال�م� أن رج��ل: تحب لي انص��رفت. فق��ال [ع�ل إس��المك؟ ي
الحج����ر في الن����اس جلس قلت: نعم. ق����ال: ف����إذا
م2006 يوليو ـ 12 العدد 92
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
K، أتيت واجتمع��وا K فالن��ا الس��ر. فأص��غ يكتم يكن لم رجال فإن��ه ص��بوت ق��د وبين��ه: إني بين��ك فيم��ا ل��ه وقال إليه،
في الن��اس ويعلن��ه. ف��اجتمع ويصيح عليك يظهر سوف فيم��ا إلي��ه فأصغيت منه، فدنوت الرجل، فجئت الحجر،
إن أال فق��ال ص��بوت؟ أني وبين��ه. فقلت: أعلمت بي��ني يض�ربونني الن�اس زال ص�با. فم�ا قد الخطاب بن عمر
الخط��اب. فقي��ل: ابن ه��ذا؟ خالي: ما وأضربهم. فقال أج��رت قد إني فقال: أال بكمه فأشار الحجر على فقام أرى أن أش��اء ال عني. وكنت الناس فانكشف أختي ابن
K أض��رب. ال وأن��ا رأيت��ه إال يض��رب المس��لمين من أح��دا يص�يب م�ا مث��ل يص�يبني ح�تى بش�يء ه��ذا فقلت: م�ا
الحج��ر في الن��اس جلس إذا حتى المسلمين. فأهملت قلت: أسمع؟ فقال: ما فقلت: اسمع خالي إلى وصلت الخطاب. قلت: ابن يا تفعل رد. فقال: ال عليك جوارك
وأض��رب أضرب زلت شئت. فما ذلك. قال: ما هو بلى.(1)اإلسالم( الله أعز حتى
. ال��ذي(2)زي��د إض��عاف على زاد حج��ر ابن أن رغم إب��راهيم بن إس��حاق ب��ذكر زاد– الرواي��ة ب��ه ض��عفت
أرى أني إال أس��امة؛ من أض��عف إن��ه ق��ال الذي الحيثيK فيها K تسلسال إلس��الم ومس��وغة مقبول��ة يجعلها ومنطقا
الغد دار الراشدين، الخلفاء ثاني الخطاب بن عمر رضا، ( محمد?)1 -23 ص م،2005ه�- 1426 مصر المنصورة، والتوزيع، للنشر الجديد
25 (9/65) الزوائد مجمع حجر، ( ابن?)2
م2006 يوليو ـ 12 العدد 93
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
الرواي��ات ومعظم الخطاب بن عمر قامة في شخصذلك. تعضد إسالمه عن تحدثت التي
عمر: إسالم علي تعليق
K ك��ان أن��ه عم��ر إس��الم قص��ة وضحت على ش��ديداK، إسالمه قبل المسلمين ختن��ه على تع��دى فق��د متعصبا
رس��ول يقت��ل أن يري��د وك��ان إلسالمها، )صهره( وأخته الك��ريم الق��رآن ق��رأ أن بع��د وأسلم إليه فذهب ، الله
ر قلب��ه في فوق��ع كالم ليس أن��ه وعلم نفس��ه، في وأث��; ع��ربي وتع��الى. وعم��ر س��بحانه الل��ه كالم ب��ل البش��ر، ودالالت وروعت��ه، وحكمت��ه، لبالغت��ه، الق��رآن أخض��ع وال ي��تردد، ال بشيء اقتنع إذا الشجاع الرجل أن إسالمه وال الك�بر، ص�فاته من ليس فالش�جاع يك�ابر، وال يعاند،
والمث��ابرة، اإلق��دام طبع��ه من ب��ل العن��اد، وال ال��تردد، يس�تمر القناع�ة، قب�ل علي�ه كان الذي الحماس ونفس
الصفات من الرأي في الشجاعة وهذه القناعة بعد فيهالمهمة. اإلدارية
K ولعل قص��ة في إلي��ه الوصول يمكن آخر استنباطاK وه��ذا قلب��ه، رق; أخت��ه ش��ج; عندما أنه إسالمه من أيض��ا إال ي��ذعن وال الح��ق على إال يلوي ال الذي القائد صفات
عن��د بالخط��أ ش��عر فق��د المؤك��د؛ بالبرهان االقتناع بعد المحن��ك اإلداري عقلي��ة على ي��دل هذا كل أخته؛ ضرب
م2006 يوليو ـ 12 العدد 94
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
في��ه يس��ير بل الئم لومة فيه تأخذه وال الحق يرى الذيK K تمسكا عنه. فيرفع غيره ويرى وعمال
بنص��رة الش��ارع حكم��ة في��ه تجلت عمر إسالم إنK ليجد ، الكريم للرسول واالستجابة الدين؛ على أعوان��ا تش��ب ح��تى الولي��دة، ال��دعوة لهذه الباب ويفتح الخير،
نص��رة وع��زة، ق��وة كن��ف في وت��ترعرع الط��رق، عنK لل��دين ك��ره ول��و ال��دين له��ذا المس��تقبل ألن وتأكي��دا
الكافرون.
اإلدارية: العبقرية أو اإلدارية الكفاية
أو اإلداري��ة العبقري��ة عن عام��ة خط��وط فه��ذه الخلف��اء وث��اني المؤم��نين، أم��ير عن��د اإلداري��ة الكفاي��ة
منه��ا قص��د ، الخط��اب بن عم��ر الخليف��ة الراش��دين األم��ة، وس��طية لمع��نى اإلداري التحقي��ق إلى اإلش��ارة
والقسمة. والعبقري��ة السلطة في اإلدارية العدالة وهو والح��ذق المدهش��ة، اإلج��ادة تع��ني العربي اللسان في الكلم��ة: )عبق��ر: ب��وزن معين. وأص��ل ش��يء عمل في
أرض من أن��ه الع��رب )وادي( زعمت موضع وهو عنبر، أو حذق��ه من تعجب��وا ش��يء ك��ل إلي��ه نس��بوا ثم الجن، واح��د، وه��و فق��الوا: "عبق��ري"، وقوت��ه، ص��نعته جودة
عب��اقرة(. صيغة على جمعه على الناس )وجرى وجمع، الح��ديث وفي عبقرية، ويقال: ثياب "عبقرية"، واألنثى
م2006 يوليو ـ 12 العدد 95
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
ال��تي البسط هذه وهو ،(1)عبقري( على يسجد كان )أنه عبق��ري"، "ظلم[ ق��الوا والنق��وش. ح��تى األص��باغ فيه��ا عن الح��ديث وفي الق��وي، قوم" للرج��ل "عبقري وهذا
K أر )فلم عمر وصف ة...( يفري الناس في عبقريا فري��; ع��ز ق��ال علي��ه، تعارفوا بما تعالى الله خاطبهم وقد(2)
ر�ي�ال��رحمن: س��ورة في وج��ل �ق��� ان� }و�ع�ب (3){ ح�س���
(.76: الرحمن)
وص��ف حديث، من جزء� ذكره تقدم الذي والحديث حق األنبياء ورؤيا رآها رؤيا في عمر الله رسول فيه
K أخ��ذ وق��د بك��ر أب��ا الرسول رأي وفيها– إلخ��راج دل��واK فترع بئر، من للناس الماء K. )أي نزعا الماء أخرج يسيرا ي��ده في ال��دلو فاستحالت عمر، تاله ثم قصيرة(، لمدةK K )أي غربا .(4)الناس اكتفى حتى ضخمةK(، دلوا
باس��تعمال األه��داف تحقيق اإلدارة مقاصد من إن الكفاي��ة أو العبقري��ة واإلدارة اإلمكان��ات، من المت��اح
أقص���ى فتحق���ق المقاص���د، به���ذه ترتف���ع اإلداري���ة تكفي ال ق��د بإمكان��ات، مدهش��ة بدرج��ة المطلوب��ات
- ه�1414 ،3ط ، بيروت– صادر دار ، العين مادة العرب لسان (?)1. م1994
العلمية الكتب دار ، بيضون علي محمد منشورات البخاري صحيح (?)2 رقم ،حديث3. ج م1997 ت ه�1418 ،2ط ، لبنان بيروت ،
.1329،ص: 3434 ط ، لبنان مكتبة ، الرازي بكر أبي بن لمحمد الصحاح مختار (?)3
)بتصرف( .361- 360م،ص: 1999. الخطاب بن عمر ومناقب التعبير، ،كتاب البخاري صحيح (?)4
م2006 يوليو ـ 12 العدد 96
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
غ��ير ي��راه م��ا تحقي��ق هي: فن ق��ل أو مثله��ا، لتحقي��قK العبق��ري تش��بيه ويمكن مس��تحيل، ش��به أو مس��تحيال
يس��تعمل الخي��اط- ال��ذي وهو– بالحائك الناجح اإلداري وه��و مناس��ب، لب��اس� إلنت��اج واآلالت والخيوط القماش ك��ل يج��د ال فق��د العبق��ري اإلداري الن��اس. أم��ا مصالحK، شيء من��ه. اللباس وصنع توفيره على فيعمل متوافرا
الم��اهرة" "يعن��ون )الش��اطرة األمث��ال، في ق��الوا وقدحمار!(. برجل ولو تعزل
K العبقرية المؤلفون تناول وقد K، ق��ديما ومن وح��ديثا الل��ه- في رحم��ه– العق��اد محم��ود عب��اس المح��دثين
في عم��ر". والمهم "عبقري��ة ومنه��ا الشهيرة عبقرياتهK ألن اإلداري��ة، الكفاي��ة هو التناول هذا الت��أخر من ج��زءا
أح���د اإلداري! وه���و تخلفن���ا إلى منس���وب المعاص���ر المنهج عن "التخلي لم��رض العام��ة المرضية األعراضالرباني".
شخصيته: مهارة
والعبقري��ة، اإلداري��ة الكفاية على مثال عمر وحياة على ت��تربى أن له��ا الل��ه هي��أ طيبة، فطرة� ذي كان ألنه
عجيب بك���ل; النب���وة: فج���اءت ي���د وعلى الل���ه، منهجK- أنه– أوردوا وقد مدهش�، أي )أيس��ر(، أعس��ر كان مثال على يقبض كان وأنه المهارة، بنفس يديه كلتا يستعمل
م2006 يوليو ـ 12 العدد 97
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
اليم��نى أذن��ه وعلى اليم��نى، بي��ده اليس��رى رجله أصبع على وه��و الف��رس ظه��ر على يقف��ز ثم اليس��رى، بيدهالهيئة!. تلك
مبكرة: عبقرية
الم��ؤثرة، الشخص��ية عن الح��ديث للمؤرخين يحلو في المهم��ة األح��داث مس��ار تغي��ير في تتس��بب ال��تي
)المهاجم عن يتحدثوا أن اللعب ألهل يحلو كما التاريخ، لحظ��ة، أي في المب��اراة مس��ار يح��ول ال��ذي القناص(،
المن��ال بعيد يبدو كان فوز وإحراز متوقع، غير واقع إلى الص�فات، ه�ذه يماث�ل بم�ا يمتاز عمر وكان واالحتمال،
الج��د وه��و اللعب، مج��ال ال الج��د، مج��ال في ولكن وحماي��ة المؤم��نين وع��زة ال��دين لنص��رة الموظ��ف
المم��يزة الصفة وإظهار المظلومين، وإنصاف الضعفاءالعدل. صفة وهي الوسط، لألمة
م��ا على دل;ت وظيفة الجاهلية في لعمر كانت وقدK كان إذ إدارية، عبقرية من به يتمتع وال لق��ريش، سفيرا الجاهلي����ة، في الع����رب بين ق����ريش مكان����ة تخفى
قريش. حياة في السفارة منصب في والخطورة
األول: اليوم منذ إدارية عبقرية
خ��رج أن��ه وخالص��تها معروف��ة، عم��ر إسالم وقصة بنفس��ه، يب��دأ ب��أن ونصحه رجل فلقيه النبي قتل يريد
م2006 يوليو ـ 12 العدد 98
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
زي��دن بن س��عيد عم��ه ابن وزوجه��ا فاطم��ة أخته وبأمر بدأت ما بغير العاصفة المواجهة أسلما: وانتهت اللذين
األرقم دار إلى بع��دها الخط��اب بن عمر توجه حيث به، إس��المه! إلعالن الص��ف عن��د المخ��زمي األرقم أبي بن فلم��ا االختباء، سبب عن النبي سأل أن عمر لبث وما وش��دة وض��عفهم، المس��لمين قل��ة ه��و السبب أن علم
يخرج��وا أن الن��بي من لهم. طلب لهم ق��ريش إي��ذاءK، بالكعب��ة الح��رام. فيطوف��وا المسجد إلى K جه��را إعالن��ا
ذ إلسالمهم، [ف��; عم��ر، ب��ه أش��ار ال��ذي اإلداري ال��رأي ون ص��فين، في مك��برين الكعب��ة، إلى المس��لمون وخ��رج
أس��د ، المطلب عبد بن حمزة أولهما رأس على وكان عم��ر، الث��اني الص��ف وعلى الل��ه رس��ول وأس��د الل��ه
K، أربعين وك��انوا أذه��ل للق��وة، اس��تعراض أول في رجال يومئ��ذ عم��ر الن��بي ق��ريش. وس��مى كف��ار ج��بروت
ف��رق الله ألن استحقه، الذي اللقب وهو ،(1)"الفاروق" ثم إس��المه، في فك��ان والباط��ل، الح��ق بين يومئ��ذ ب��ه
للكافرين. وتوعين للدين إظهار الصفين خروج
القوة: استعراض تكرار
حينما أخرى، مرة القوة استعراض عمر كرر وقدK المدين��ة إلى يه��اجر فلم الهج��رة، على عزم كم��ا س��را
الرحمن عبد الفراج أبي الخطاب، بن عمر المؤمنين أمير ( مناقب?)1 الجوزي بن
م2006 يوليو ـ 12 العدد 99
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
أتى ثم رمح��ه، واعتقل سيفه، توشح ولكنه غيره، فعلK تثكل��ه أن أراد فيهم: "من وص��اح مح��افلهم في قريشا
فليلق��ني زوجته ترمل أو ولده، يؤتم أو تفقده، أمه: أي.(1)الوادي" هذا وراء
مك��ة، فتح ي��وم موقف��ه منه��ا مرات، عدة كرره ثم لهم: يق��ول وه��و الخض��راء، الكتيب��ة رأس على وه��و
س��فيان وأب��و ،(2)ب��أولكم( آخ��ركم يلحق حتى "رويدكم جن��ود ب��ه تم��ر ح��تى ، العب��اس بص��حبة محبوس حينها
أثره له وكان ، النبي بأمر ذلك وكان الزاحفة اإلسالم، مقاوم��ة إلى لجوئ��ه وعدم سفيان، أبي نفس في البالغ
االستعراض ذلك في عمر وكان الظافر، الفاتح الجيش قرارات وهجرته الصفين، خروج وفي الفتح، يوم للقوة
"مس���يرة و الجم���اهيري(، )بالحش���د س���ليمة إداري���ة س��الح الع��دو. وه��و لت��وهين القوة الردع". واستعراض
المعاصر. اإلعالمي التأثير ظل في األهمية، بالغ
وق��دراتهم، الن��اس لق��در اإلداري معرف��ة من بد ال بع��د الرج��ال وأول الرج��ال، ق��در يع��رف عم��ر وك��ان وزي��ري بك��ر وأب��و ه��و وكان ، بكر أبو هو الله رسول
، الشافعي الحلبي الدين نور الفرج أبي العالمة الحلبية، ( السيرة?)1 بيضون علي محمد منشورات ، الخليلي محمد عبدالله وتحقيق ضبط ،1ط – بيروت ، العلمية الكتب دار ، والجماعة السنة كتب لنشر
71 ص ،2ج ، م2002- ه�1422 العباس عن تلفزيونية حلقة خالد، ( عمرو?)2
م2006 يوليو ـ 12 العدد 100
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
لقض��اء يخ��رج عم��ر وك��ان المق��ربين، وصاحبيه النبيK فيج��د المدين��ة، أقاص��ي عمياء. في عجوز حاجات رجال
وكان بكر، أبا فيجده الليل، من ويرصده إليها، سبقه قد فك��ان ال��درس، عمر خليفة! واستوعب يومها بكر أبوK نفس��ه ويعت��بر الرعية، يتفقد خالفته في أم��ام مس��ؤوالالطريق!. لها يمهد لم بالعراق، بغلة عثرت لو الله
: بكر أبي وبيعة عمر
إداري��ة مس��ألة أخط��ر ب��رزت الرس��ول وفاة عند أوض��اع عليه��ا ترتبت فقد الصحابة، تاريخ في وسياسية والقي��ادة الدول��ة رئاس��ة منص��ب خل��و ومنه��ا عص��بية، س��اعدة، بني سقيفة في برأسها اآلراء[ وأطل;ت العامة، في المهم دورهم على بن��اءK بالخالف��ة، األنص��ار وطالب
اإلم��ارة بتع��دد ط��البوا ونص��رتها. ثم اإلسالم دولة قيام أم��ر بك��ر أب��و لهم أم��ير(! فأب��ان ومنكم أم��ير )من��ا
في العقلي وب���الرأي الش���رعي، ب���النص االس���تحقاق رض�ي عبي�دة أبي أو عم�ر تولي�ة عليهم واقترح اإلمامة
قد الله رسول أن عمر: أتعلمون عنهما: وسألهم اللهالصالة؟. في بكر أبا قد;م
- قالوا: نعم.
م2006 يوليو ـ 12 العدد 101
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
من على يتق��دم أن نفسه تطبيب منكم قال: فمن؟ الله رسول قد;مه
أبا وبايع عمر فبادر البيعة، ابتدروا ثم أحد، قالوا: الالمبايعة. في الناس فتبعه بالخالفة، بكر
عنهما: الله بكر: رضي أبي خالفة في عمر
التجاري!، العمل من الدولة رأس يمنع سديد رأي حبل��ه أخذ بالخالفة بكر أبي مبايعة من واحد يوم وبعد
K K كان وقد مهنته، لمزاولة السوق، إلى متجها أي– ب��زازاK- يبيع وجهت��ه، عن وس��أله ، عم��ر فلقيه القماش تاجرا
K عم��ر ل��ه فق��ال ، بك��ر أب��و ف��أخبره يقول��ون "ال! إذا رس��ول خليف��ة وبعث الل��ه رس��ول خليف��ة من اشتريت
". الله
ل��ه فقال يوفره، كيف معاشه، عن بكر، أبو فسألهK وعشاء غداء لك عمر: )يفرض حوائجك، يقضي وخادما
Kللصيف ولبسة Kقبلت(! بك��ر أب��و ويرد للشتاء(، ولبسة(
أغني��اء أغ��نى من كان الذي بكر حلم! أبو أم هذا أع�لم� لتجه��يز تب��وك غ��زوة في كل��ه ماله أنفق والذي الدولة، يت��ولى الل��ه، س��بيل في الغازي العسرة. الجيش جيش
الكف��اف بح��د; فيرض��ى الدول��ة، رئاس��ة منصب بكر أبو الصادق . المتحدث عمر ومصروفاته( هو )مخصصاته
م2006 يوليو ـ 12 العدد 102
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
ال األول من إداري��ة عبقري��ة وض��ميرها، األم��ة، بلس��ان صاحب عمر ! وكان لها اآلخر قبول عبقرية إال توازيها
رئيس يمن��ع المكت��وب الت��اريخ في س��ديد اق��ترح أولK التج��اري، العمل مزاولة من الدولة، أو للمحاب��اة، منع��ا
األقاوي��ل من للمنص��ب وص��يانةK المنص��ب، اس��تغاللK والحساس��يات المنص��ب لص��احب المحرج��ة. وتفريغ��ا
آخ��ر ارأي رأي األول ال��رأي الجس��يمة. وتب��ع لمهام��ه بتوف��ير الدول��ة، رئيس عن ض��رره يزي��ل ب��ه، ملح��ق وال��درس تحص��يلها، من المنص��ب منع��ه ال��تي حاجات��ه أح��د يتض��رر أن من يحت��اط أن الرأي ابداء عند لإلداري
K به، ضرار". وال ضرر "ال الشرعية للقاعدة اتباعا
عمر: عند اإلدارية الكفاية دالالت
ال��تي وش��جاعته إس��المه، قص��ة في ورد ما.1 العمي��ق والفهم اإلس��الم، إلى الكف��ر ملة من بها انتقل
نفس��ه، له��ا وت��أثرت قلبه، لها ورق; القرآن، من قرأ لما ح��دث لجاهليت��ه. م��ا العمياء غير والعصبية الشدة رغم كب��يرة؛ والقيادي��ة اإلداري��ة دالئل��ه ك��انت إس��المه في
الب��اب فتحت ال��تي والج��رأة واالقتن��اع، الفهم وأهمه��ا س��بحانه– الل��ه إلى دع��وة� مص��ارعه على للمس��لمين
. وتعالى- بطمأنينة وعز;
م2006 يوليو ـ 12 العدد 103
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
دالل��ة في��ه بالف��اروق تس��ميته س��بب إن.2 ومهارات شخصية؛ صفات من به يتمتع ما على عظيمة ق��ال وق��د والباط��ل؛ الح��ق بين يف��رق تجعل��ه أص��يلة
لس��ان على الح��ق جع��ل الل��ه ذلك: )إن في الرسولوالباط��ل( الح��ق بين ب��ه فر;ق الفاروق وهو وقلبه عمر
(1).
و�ي� فق��د المنورة، المدينة إلى هجرته.3 عن ر[K أن علمت طالب: م��ا أبي ابن لي قال عباس ابن أح��داK إال هاجر المهاجرين من ؛ الخط��اب بن عمر إال مختفيا وانتض; قوسه، وتنكب سيفه، تقل;د بالهجرة هم; لما فإنهK يده في الكعب��ة، قب��ل ومض��ى عترت��ه، واختص��ر أسهما
K K واعدا K ب��البيت فط��اف بفنائه��ا قريشا K، س��بعا ثم متمكن��اK، فص��لى المق��ام أتى الحلقين على وق��ف ثم متمكن��ا
Kإال الله يرغم ال الوجوه[ لهم: شاهت وقال واحدة واحدة أو تفق��ده، أم��ه: أي تثكل��ه أن أراد من المع��اطس هذه (2)ال��وادي هذا وراء فليلقني زوجته ترمل أو ولده، يؤتم
المستض��عفين من ق��وم إال أح��د تبع��ه علي: فم��ا ق��ال ال��تي الص��فات به��ذه الهج��رة هذه(3)وأرشدهم عل;مهم على تدل الخطاب ابن هجرة عن علي رواية في وردت
) داود أبو ورواه ، عمر ابن ( عن3682) والترمذي أحمد ( رواه?)12962)
. سابق مرجع ، 71 ص ،2ج الحلبية، ( السيرة?)2 . رحاب د تحقيق ، السيوطي الدين جالل لإلمام الخلفاء، ( تاريخ?)3
م1992- ه�1412 ،1ط ، والنشر للطباعة عزالدين مؤسسة ، خضر 115 ص ،1ج ،
م2006 يوليو ـ 12 العدد 104
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
أصبح ومن الله؛ إال يخاف ال أصبح وأنه منه الحق تمكن األكاس��رة. واإلق��دام وتطيع��ه الجب��ابرة تهاب��ه هك��ذا
تجع��ل ال��تي اإلداري��ة القيادي��ة الص��فات من والشجاعة رعيت��ه، وقي��ادة هدف��ه، تحقيق نحو يسير اإلداري القائد اإلدارة علم��اء ق��ال وق��د األه��داف، هذه بها يحقق التي بتحدي��د الخاص��ة اإلدارة بأنه��ا: )هي تعريفاتها بعض في
تحقيقه��ا على والعم��ل إليه��ا الوصول المطلوب النتائج باالس��تخدام الجماع��ة جه��ود وبوس��اطة طريق��ه عن
أن إلى إش��ارة(1)األخ��رى( والم��وارد لألف��راد الفع��الK قدرة K واس��تعدادا K أو ذاتي��ا في توافرهم��ا ينبغي مكتس��با
تعل�ق كم�ا س��امية، بأه��داف تعلق قلبه إداري، قائد كل عن اعتنق��ه ال��ذي ال��دين لنصرة الخطاب بن عمر قلب
ع الفت�وح يق�ود أن اس�تطاع وكي�ف وفهم؛ قناعة ويوس�;المسلمة. الدولة رقعة
أبي روح انتقلت أن الخالف��ة: بع��د استقبال.4 بن عم��ر إلى الخالف��ة انتقلت بارئها؛ إلى الصديق بكر
بع��د، فقال: )وأما ولقومه له ابتالءK فاعتبرها الخطاب�ف�ت[ بي وابتليتم بكم ابتليت فقد ل ص��احبي بع��د فيكم وخ[ا، غ��اب ومهم��ا بأنفسنا، باشرناه بحضرتنا كان فمن عن��;
النهضة دار إداري(، مدخل العامة )اإلدارة ناجي، عبده ( د. السيد?)1 ه�-1411 الثالثة، الطبعة العربي، مصر جمهورية القاهرة، العربية، م1991
م2006 يوليو ـ 12 العدد 105
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
K ن��رده يحسن فمن واألمانة القوة أهل ولينا ومن حس��نا.(1)ولكم( لنا الله ويغفر نعاقبه يسيء
عمر: خالفة في إدارية دالالت
الخالف��ة الخليف��ة هذا بها استقبل التي الكلمات إناآلتي: منها يستنبط
إلى يش��ير وه��ذا ابتالء ل��ه الوالي��ة أم��ر جعل أ- إنه في إال رغب��ة دون األم��ر ه��ذا ول;ي وإنم��ا الطلب؛ ع��دم
من نعلم ونحن المس��لمين؛ أم��ر في واالجته��اد الطاعة وإلى إليه��ا، يوكل الوالية يطلب الذي أن كثيرة نصوص
من��ه طلب دون تأتي��ه وال��ذي عليه��ا، يع��ان وال إيه طلبه ويك��ون عليه��ا، يعان الله، ألمر وتلبية طاعة يأخذها إنما
K وإحس��ان بإتق��ان فيه��ا عليه الذي يؤدي أن على حريصاK قيم، ل��ه ب��ه وتمس��ك اعتنق��ه، ال��ذي ال��دين ب��أن تقي��دا
وأخ��ذها عليه��ا، المحافظ��ة من ب��د ال ومواثي��ق وعقود،بحقها.
يع��رف أن��ه ليعلموا للقوم ابتالء األمر جعل ب- إنه من كث��ير يرض��اها ال ق��د ال��تي الصفات بعض نفسه في
يع��ني والرق��ائق النفس علم��اء عن��د ه��ذا ولع��ل القوم،ف��ه ال��ذي اإلخالص ق��الوا: )المخلص العلم��اء؛ بعض عر;
نظن قال: فما الحسن ( عن3/208) الطبقات في سعد ابن ( رواه?)1 ذكرها ثم عمر، خطبها خطبة أول أن
م2006 يوليو ـ 12 العدد 106
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
عظيم أم��ر . وهذا(1)سيئاته( يكتم كما حسناته يكتم من منهم، اإليم��ان الله مك;ن الذين العظماء إال إليه يصل ال
;به ;نه إليهم وحب ابتليت ق��ال: )فق��د حيث قلوبهم في وزيبكم(.
أن بمع��نى أي ص��احبه قبل��ه الخليف��ة جع��ل ج- إنه وه��ذا ب��دأه الذي مشواره سيكمل وأنه واحد، منهجهما
قبله، الخليفة عن الوالية هذه استلم أنه إلى إشارة فيهK وض��عه م��ا وس��يكمل س��يرته عن راض وه��و تحقيق��ا
K المشترك للهدف للمؤسسية. وإعماال
والمتابع��ة والمباش��رة، التخطي��ط جع��ل د- إن��ه ول��و ح��تى مس��ؤوليته، يتحم��ل أن��ه القوم ليعلم لنفسهفيها. ليساعده لغيره فو;ضها
واألمان�ة، الق�وة أله�ل ألم�ر�، الوالي�ة جع�ل ه�- إنهK والنسب والحسب، للقرابة وليس تع��الى: لقوله امتثاال
�ح�د�اه[م�ا }ق�ال�ت� �ا إ �ت� ي �ب ه[ أ ج�ر�� �أ ت �ن] اس� �ر� إ ي ت� م�ن� خ� ج�ر�
� �أ ت اس�
�ق�و�ي^ �م�ين[{ ال أهل قال: )ولينا حيث (،26 )القصص: األ� تحدي��د بمك��ان األهمي��ة فمن واألمان��ة(. )ل��ذلك الق��وة
االداريين ه��ؤالء في توافره��ا ال��واجب العام��ة الصفات
يقرره كما وتربيتها النفوس تزكية النعمان، محمد أحمد ( الشيخ?)1 دار الغزالي(، حامد وأبي القيم ابن الحنبلي، رجب )ابن السلف علماء 20 ص تاريخ، بدون والتوزيع، والنشر للطباعة القلم
م2006 يوليو ـ 12 العدد 107
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
ض��عفوا وإن ، التنظيم ،ق��وى أقوي��اء ك��انوا إذا ال��ذين1( التنظيم ضعف
أن الك��ريم، الق��رآن منهج منهج��ه جع��ل و- أن��ه مثله��ا؛ لها السيئة وأن والمضاعفة، الزيادة لها الحسنة مب��دأ هو الذي والعقاب، الثواب مبدأ على يسير وكذلك من غ��يره وفي اإلس��الم، في اإلدارة مب��ادئ من أص��يل يس���يء ومن ن���زده يحس���ن ق���ال: )فمن حيث النظم
نعاقبه(.
K سبحانه– لله كله األمر جعل ز- إنه وتع��الى- طالب��ا إلى واض��حة إش��ارة وه��ذه ولقوم��ه، ل��ه المغف��رة من��ه
وتع��الى- حيث سبحانه– الله بيد كله األمر وأن التوكل،K: )ويغفر الغفران طلب ولكم(. لنا الله قائال
الشخص��ية الصفات بعض يوضح إليه أشرنا ما لعل وتعالى- سبحانه– الله أودعها التي الخاصة، والمهارات
تتط��ور ب��دأت وال��تي ، الخط��اب بن عم��ر ش��خص فيK وتزداد [سند الذي وقته جاء حتى وضوحا أم��ر في��ه إليه أ
K المسلمين ;ن سياس��ته لهم فشرح عليهم؛ أميرا لهم وبي أن��واع أهم إلى إش��ارة الدول��ة قي��ادة في اس��تراتيجيته
اختي��ارهم بمعايير تبدأ التي اإلنسان تنمية وهي التنمية؛
،1،ط والسنة القرآن من االدارة أصول ، العينين أبو جون ( د. جميل ?) 1 .166ص: ، م2002 ،لبنان بيروت ، للنشر الهالل ومكتبة دار
م2006 يوليو ـ 12 العدد 108
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
عليهم ال���ذي وال���واجب فيهم، المطلوب���ة والص���فاتلهم. الذي والحق
تولي��ه بع��د سنوضحه ما عنده اإلدارية الكفاية ومن إدارةK لهيكلته��ا؛ إع��ادة الدولة، أمر في وتوسعه الخالفة
النظر. وبعد وحذق، لعلمية، لألمة، وقيادة لمواردها
م2006 يوليو ـ 12 العدد 109
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
النائب: واختيار خالد - عزل1
ك��ل في��ه اجتمعت ق��د الرس��ول أن المعل��وم من فق��د متكامل��ة؛ شخصية وكان وأخالقها، القيادة صفات
وقال: )أن��ا ،(1)الملحمة( نبي وأنا رحمة، نبي; : )أنا قال;ال( الضحوك وبين والملحم��ة، الرحم��ة بين جمع(2)القت الص��فات تكام��ل على ي��دل ه��ذا وكل والقتال، الضحك
الص��فات ه��ذه انع��دمت وق��د ، الرس��ول شخصية فيK وأص��بح ؛ وفات��ه بع��د المتكاملة أن ال��والي على واجب��ا
الشقة بعدت إذ اليوم نحتاجه ما وهذا يكمله، من يختارالقيادات. لتكامل نحتاج ، الرسول وعهد بيننا
الل��ه رض��ي عم��ر يس��اعده ك��ان بك��ر أب��و ول;ي لما من وقتهم��ا ق��رب رغم البعض، بعض��هما فكم;ال عنهم��ا،
K من��ه وش��ربا ي��ده، على تربيا وقد الرسول حياة فض��ال،K K متالزمين كانا ذلك، رغم ولكن وعلما لبعض��هما، تكميال
بك��ر أبي بع��دي من بالل��ذين : )اقت��دوا النبي قال حتى بك��ر بأبي االقتداء إلى الرسول إشارة في ،(3)وعمر(K، بعض�هما يكمالن أنهم�ا على دالل�ة وعم�ر ولع�ل بعض�ا منهم��ا؛ واح��د ك��ل به��ا يتمت��ع التي صفاتهما إلى الناظر
العمال كنزل انظر الملحمة نبي وأنا التوبة نبي )أنا الكنز ( في?)1 (32086 برقم ،11/443
الراعي إصالح في الشرعية السياسة تيمية، ابن اإلسالم ( شيخ?)2. 25ص لبنان، بيروت، اللبناني، الفكر دار والرعية،
26 ص نفسه، السابق ( المرجع?)3
م2006 يوليو ـ 12 العدد 110
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
K، ك��ان الص��ديق بك��ر فأبو التكامل يجد فل��ذلك ش��ديداK؛ كمال قص��ة في إلي��ه ذهبت م��ا على أدل; وليس بعض��ا
بك��ر أبي قص��ة من ونائب��ه؛ األول الرج��ل بين التكامل أب��و لحق حتى متكاملين عاشا حيث الوليد؛ بن خالد مع
أن ورأى عم��ر وج��اء األعلى؛ ب��الرفيق الص��ديق بك��رK عبي��دة أب��ا واس��تناب فعزل��ه، ص��فاته في يشابهه خالدا K الجراح بن عامر عبي��دة أبا أن إال ذلك . وما(1)عنه بدالK كان K رجال ولع��ل بش��دته؛ عم��ر يكمل أن يستطيع رقيقا K عمر بها نظر التي الثاقبة الرؤية توضيح هذه مستفيدا . ه��ذا الص��ديق بك��ر أبي مع الثرة تجربته من ذلك في
K يمث��ل كم��ا راقي��ة، إداري��ة مقدرة يمثل النموذج حرص��اK ه��ذا ويمث��ل ض�ياعها، وع��دم الن��اس حق�وق على أيض�ا
K يتطلب ذل��ك وك��ل الظلم؛ وع��دم العدال��ة على حرص��اK حنك��ة على الق��ائمين بين وتوزيعه��ا للواجب��ات، وفهم��ا موارده��ا إدارة كانت التي الدولة نشأة بداية في األمر، األول، المسؤول عادة ويتوالها األولى، المسئولية تمثل
التجرب��ة يلي��ه. ه��ذه الذي الرجل يتوالها الجيش وقيادة علم ظ��ل وق��د األمم، تحتاج��ه اإلداري النم��وذج وه��ذا
إلى ي��ؤدي القي��ادة بين التكامل حيث عليه يركز اإلدارة العم��ل إلى ي��ؤدي ب��دوره وال��ذي المطل��وب، االنسجام
نظريات معظم عنه تحدثت الذي الواحد، الفريق بروح اإلداريين، بس����لوك اهتمت ال����تي العلمي����ة، اإلدارة
23ص سابق، مرجع الشرعية، ( السياسة?)1
م2006 يوليو ـ 12 العدد 111
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
K بينهم التفص��يلية الواجب��ات وتقس��يم تنفي��ذ نح��و س��عياالمعنية. للمنظمة العليا األهداف
األصلح: - تولية2
ومن ال��والة، اختي��ار في األساس��ية المب��ادئ من األص��لح اختي��ار عملي��ة األم��ة، خدم��ة على يقوم��ونK الوالية إن حيث المهمة، للوظائف أمان��ة فهي ك��انت أيا
K معرفتها تأديتها تقتضي بها يقوم من إلى وإسنادها جيدا من ك��ل على ي��ولي أن األم��ر ولي على بح��ق. )فيجب
،(1)العم��ل( ل��ذلك يج��ده من أص��لح المس��لمين، أعمالK، المسلمين أمر من ولي : )من النبي قال ف��أم;ر ش��يئا
K عليهم من��ه الل��ه يقب��ل ال الل��ه لعن��ة فعليه محاباة، أحداK K، وال ص��رفا K أعطى ومن جهنم، يدخل��ه ح��تى ع��دال أح��داK الل��ه حمى في انته��ك فق��د الله حمى حق��ه بغ��ير ش��يئاK قل�;د )من رواية وفي ،(2)الله( لعنة فعليه K رجال على عمال
من��ه، أرض��ى ه��و من العصابة تلك في يجد وهو عصابةK ،(3)المؤم��نين( وخ��ان رس��وله وخ��ان الل��ه خان فقد إذا التص��ور بهذا وهو الوالة واجب من العاملين اختيار مبدأK يعتبر K؛ أمرا وص��فه كم��ا الخيان��ة إلى يص��ل إهماله كبيرا
في كثيرة عليها يختار التي واألسس ونظمه ؛ الرسول وق��د ، فعل��ه من مس��تنبطة وكله��ا وأفعال��ه، أقوال��ه
18ص سابق، مصدر الشرعية، السياسة تيمية ( ابن?)1 232 ص ،5ج الزوائد، ( مجمع?)2( 4/93) المستدرك في الحاكم (أخرجه?)3
م2006 يوليو ـ 12 العدد 112
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
وض��ع في الن��اس عليه��ا يس��ير ش��رعية قواعد أصبحت اش��ترط الذي التزكية، موضوع مثل واالختيار؛ المعايير
البن قوله من عنه روى ما والمأكلة. وكذلك السفر فيه : )من الخط��اب بن عم��ر ق��ال عنهما؛ الله رضي عمر
;ي� K، المس��لمين أم��ر� من و[ل K ف��ول;ى ش��يئا أو لم��ودة رجال (1)والمس��لمين( ورس��وله الل��ه خ��ان فقد بينهما، قرابة
واض��حة عن��ده االختيار معايير أن يتضح القول هذا فمن قول��ه وإلى الخالف��ة، تولي��ه عن��د حديث��ه إلى أشرنا كما
والمواص��فات المع��ايير أهم جع��ل حيث أعاله، المذكور في عليه��ا وأض��اف واألمان��ة؛ الق��وة الع��املين الختي��ار
والقراب��ة، الم��ودة أجل من التولية عدم المذكور النص خيانة الواضحة األسس هذه بغير االختيار أن اعتبر بل إليه��ا أش��رنا التي القواعد وللمؤمنين. إن ولرسوله لله ين��دم ال ال��تي الذهبي��ة القواعد من العاملين؛ اختيار في
K واعتبره��ا أساس��ها، على اخت��ار ال��ذي باألس��باب أخ��ذا– الل��ه على التوك��ل بع��د لإلص��لح وتولية العمل، إلنجاح
نوض��حه أن يجب أو نحتاجه، أمر وتعالى- وهذا سبحانه االتحادية، مستوياتها في والتوظيف االختيار، لجان لكل
العمال���ة اختي���ار ح���ق ل���ه مس���ؤول وألي والوالئي���ة، على الحص��ول االختي��ار عملي��ة وتوظيفه��ا. ) وتع��ني
بالمنظم��ة المختلفة الوظائف لشغل المناسبين األفراد المتقدمين بين من األصلح اختيار ذلك ؛ويتضمن العامة
18ص سابق، مرجع الشرعية، السياسة تيمية، ( ابن?)1
م2006 يوليو ـ 12 العدد 113
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
تت��وافر ال��تي والمؤهالت المختلفة االختيارات ضوء في 1الوظيفة( لشغل يتقدم فيمن
.390: ص ، سابق مرجع ، ناجي عبده . السيد د ?))1
م2006 يوليو ـ 12 العدد 114
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
تسلMمها: بعد السابق المسؤول خطة - تنفيذ3
الع��راق إلى الجيوش عمر إرسال في يتجلى وهذا ال��تي الليل��ة، ص��بيحة في والمثن;ى عبي��دة أبي بقي��ادة
يخط��ط ك��ان بك��ر أب��ا ألن الصديق بكر أبو فيها توفي الن��اس على وألقى المن��بر، عم��ر ص��عد حيث ل��ذلك؛ كلم��ات قائ��ل قوله: )إني فيها جاء المسجد؛ في خطبة: إنما فأمنوا اتب��ع آن��ف، جم��ل مث��ل الع��رب مثل عليهن; الكعب��ة رب فو أنا يقول- وأما حيث قائده فلينظر قائده
.(1)الطريق( على ألحملنهم
أه��داف من والتس��لم التس��ليم مب��دأ أن نعلم إنن��ا المؤسسية، يحقق عظيم مبدأ وهو اإلسالم، في اإلدارة
ذل��ك فع��ل وق��د انقط��اع؛ دون العم��ل في والتواص��ل[ع�ث� حيث الرسول K ب الش��رك براثن من للبشرية منقذا
وس���احاته المترع���ة، اإلس���الم حي���اض إلى والض���الل وود، حب، من ومتعلقات��ه ب��الخير المفعم��ة الفس��يحة
ووئام.
كان إذا(2)األخالق( مكارم ألتمم بعثت : )إنما قال بص��فات ل��ه وأق��ر; ج��اهلي مجتم��ع إلى ج��اء الرس��ول
مصدر الراشدين، الخلفاء ثاني الخطاب، بن عمر رضا، ( محمد?)1 79 ص سابق،
15 ص ،9ج الزوائد، ( مجمع?)2
م2006 يوليو ـ 12 العدد 115
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
K واعتبره��ا والم��روءة، والش��جاعة الك��رم ج��اء أخالق��ا رفي��ق الصديق بكر أبي بعد الذي عمر بال فما ليتممها،K عمر الغار. جاء في وصاحبه الله رسول له��ذا محقق��ا فواص��ل الخ��ط، وتنفيذ العمل مواصلة قرر حيث المبدأ
K قبل��ه، صاحبه خططه ما ونف;ذ الفتوحات ب��رب مقس��ما الخط��ة لتنفي��ذ الطريق على الناس سيحمل أنه الكعبة
مواف��ق وأن�ه ص��احبه بخ��ط لقناعت��ه وذل��ك الم��ذكورة، ي��أتي ال��ذي اإلداري يك��ون أن يجب وهك��ذا للص��واب،
K K قبل��ه ال��ذي عم��ل في ينظ��ر أن عاقب��ا K؛ تقوع��ا وتقييم��اK الس��الب عن ويق��ف ويط��وره، اإليج��ابي فيأخذ إص��الحا
K؛ ذ�ين�تعالى: بقوله يتمثل ذلك وبعد وتعديال اؤ[وا }و�ال��] ج����ع�د�ه�م� م�ن [ون� ب �ق[ول �ا ي ]ن ب �ا اغ�ف�ر� ر� �ن �ا ل �ن �خ�و�ان ]ذ�ين� و�إل� �ا ال �ق[ون ب س�
�يم�ان� �اإل� �ج�ع�ل� و�ال� ب �ا ف�ي ت �ن [وب K ق[ل ذ�ين� غ�ال; �ل��] وا ل ا آم�ن��[ ]ن��� ب ك� ر� �ن��] إؤ[وف� ح�يم�{ ر� (.10 )الحشر: ر]
إذا ومك��ان زم��ان ك��ل في للقي��ادة مهم المبدأ هذا[نج;ح أن أرادت K، ت وم��ا الس��ابقة، الخط��ة في تنظ��ر عمال
فيه��ا تواص��ل ودراس��تها، تمحيص��ها وبع��د منه��ا، بقيK K، تخطيطا المؤسس��ة وتب��نى البن��اء يكتم��ل حتى وتنفيذا
K فيه��ا، االنس��جام يحق��ق متواصل عمل على وراء س��عيا ك��ل في المطلوب��ة المواص��فات وف��ق واإلنجاز، النجاح أص��ولها، على ذل��ك في أمره��ا بانية العصور، من عصر
يتس��ق عمر فعله الذي ومحدثاته. إن لعصرها مواكبة
م2006 يوليو ـ 12 العدد 116
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
K بنيان��ه ويق��و;م أسس��ه يض��ع ب��ل المب��دأ؛ ه��ذا م��ع تماماK لبلوغه��ا؛ المرس��ومة األه��داف ه��دى على مرصوص��ا
K حس��ب مرتب��ة لتحقيقه��ا جنس��ها من وس��ائل لها متخذاواألسبقيات. األولويات،
وتأصيلها: الوقت - إدارة4
وق��د المهم�ة، اإلسالمية القيم من الوقت إدارة إن ال���وقت إلى أحكامه���ا في اإلس���الم ش���ريعة أش���ارت
للص��الة، ب��التوقيت العب��ادات ربطت وق��د وأهميت��ه؛ من نعم�ة وغيره�ا. وال�وقت والحج والزك�اة، والص�وم،
وق��د اإلنس��ان، على به��ا وتع��الى- أنعم س��بحانه– الل��ه ال��تي النعم من هي وال��تي الف��راغ نعم��ة أمر إلى أشير مغبون : )نعمتان الله رسول اإلنسان: قال عليها يغبن اهتم وق��د(1)والف��راغ( الص��حة الن��اس من كث��ير فيهما
لوا ب��الوقت والمح��دثون الق��دامى الكت��اب في��ه. وفص��; ق��د تج��ده الخطاب بن عمر سيدنا سيرة إلى وبالرجوع
اهتمام��ه من ذل��ك على أدل; وليس األم��ر؛ به��ذا اهتم البداي���ة يح���دد حيث وقت إدارة باعتب���اره ب���التقويم
بالعم��ل أم��ر من أول فه��و بينهم��ا؛ والتفاصيل والنهاية، ك��انت أن بع��د بوض��عه أم��ر فق��د ؛(2)الهج��ري ب��التقويم
االنسانية العلوم دار ، البغا ديب د. محمد شرح ماجه، ابن ( سنن?)1. 1396ص ،2 ، دمشق
عمر، بن الله عبد وأخبار عمر الطنطاوي، وناجي الطنطاوي ( علي?)2 السعودية، العربية المملكة جدة، والتوزيع، للنشر المنار دار ،12ط
م2006 يوليو ـ 12 العدد 117
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
كع��ام المهم��ة، واألي��ام األح��داث، على تعتم��د الع��ربالفجار. وحرب الفيل
مك���ة من الرس���ول هج���رة من التق���ويم يب���دأ في بدايت��ه وك��انت المن��ورة، المدين��ة إلى المكرم��ةم.62 يوليو شهر من عشر السادس
مهم لعنص��ر تأص��يل الهجري، بالتقويم االهتمام إن بح��دث رب��ط وق��د ال��زمن، عنصر وهو الناس؛ حياة في
ك��ان حيث المسلمين، حياة في األحداث أهم; من يعتبر لل��ه هج��رة والس��عة الم��راغم، عن للبحث تشريع بداية
اإلنت��اج، يزي��د ال��وقت بقيم��ة االهتم��ام ورس��وله. إن قيمة بالوقت واالهتمام حضارتها؛ وتنمو األمة، وتستقل إهم��ال رغم اإلس��الم ش��ريعة به��ا اش��تهرت حض��ارية
ت��اريخ في محف��ورة قيم��ة تظ��ل أنه��ا إال المس��لمين، واالس��تمرار بالش��مول تم��يزت ال��تي اإلس��الم، حضارة الوقت، بإدارة عمر سيدنا واالنضباط. واهتمام والدق
الخليف��ة هذا اهتمام على يدل الهجري بالتقويم والعمل وفي واإلنتاج، العمل في ألهميته وإدراكه الوقت بقيمة ق��ال وقته��ا؛ في ص��التهم كتنظيم الن��اس؛ حي��اة تنظيم
�ن]تعالى: �ة� }إ �ت� الص]ال �ان �ين� ع�ل�ى ك �م[ؤ�م�ن K ال �ابا �ت K{ ك م]و�ق[وت��ا قال رمضان، شهر في الصوم وتنظيم (؛103)النساء: ه�ر[تع��الى: ان� }ش��� م�ض��� ذ�ي� ر� [ن��ز�ل� ال��] آن[{ ف�ي��ه� أ ر� �ق��[ ال
203 ص م،2001ه�- 1422
م2006 يوليو ـ 12 العدد 118
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
وبل��وغ الح��ول بإتم��ام الزك��اة وتنظيم (،185)البقرة: ال��وقت، ب��إدارة اإلسالم شريعة اهتمت وهكذا النصاب،
ب��التقويم بالعم��ل الراش��د الخليف��ة ه��ذا أحياه��ا ال��تيK مبدأ يعتبر بالوقت واالهتمام الهجري؛ اإلدارة في مهم��ا ث�ورة يعت�بر وإدارت�ه ب�الوقت عم�ر واهتم�ام الحديثة؛
كفايته على ودل;ت الخطاب؛ ابن بها انفرد عارمة إدارية[عد اإلدارية، بأنواعه االستراتيجي التخطيط في نظره وب
وطوي��ل الم��دى، ومتوس��ط الم��دى، )قص��ير المختلف��ة تقدم ، مستمرة عملية التخطيط أن ورد المدى(. )وقد
الق��رار اتخ��اذ أن . وواض��ح1الق��رارات( اتخ��اذ علىالهجري. بالتقويم العمل اختيار في العملية واستمرار
الله: أمر في - شدته5
K عمر كان K، الحق، في شديدا تأخ��ذه ال عن��ده وق;اف��ا عن مال��ك بن أنس عن لل��ه، األم��ر دام م��ا ش��فقه في��ه
ك��ان وقد ،(2)عمر( الحق في أمتي قال: )أشد النبي أص��حاب من��ه تمن��ع أنه��ا الص��حابة بعض ظن هيب��ة، ذا
أم��ير عوف: )يا بن الرحمن عبد إليه فأرسل الحاجات؛ فتمنع��ه إلي��ك الق��ادم يق��وم فإن��ه للناس لن المؤمنين،
يكلم�ك، ولن يرج�ع ح�تى حاجت��ه في يكلم�ك أن هيبتك
للوظائف تحليلية ) دراسة االدارة ، عالقي عبدالقادر . مدني د ?))1 العربية المملكة ، جدة ، زهران دار مكتبة ،6االدارية( ط والقرارات.101ص: م،1993 ه�1414 ، السعودية
(717) رقم حديث حيان، ابن ( صحيح?)2
م2006 يوليو ـ 12 العدد 119
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
للن��اس لنت والل��ه ال��رحمن، عب��د ق��ال: ي��ا قال: )نعم، خش��يت ح��تى اشتددت ثم اللين، في الله خشيت حتى ال�رحمن عب��د فق�ام المخ��رج؟ ف��أين الش�دة، في الل�ه�ف� يق��ول رداءه يج��ر يبكي [ف� بع��دك، لهم بي��ده: أ لهم أ
فكلم��ا قيادتها، في شخصيتها تكمن الدولة إن(1)بعدك( الهيب��ة للدول��ة ك��انت مهاب��ة القائ��د شخص��ية ك��انت
والمهابة.
رج�ل بأنه وأصحابه ، الرسول له شهد قد عمر إن في والش��دة الح��ق، في األمة أشد بل الحق في شديد الج��ادة، على الناس وحمل ، بالعزائم األخذ تعني الحق
K؛ النفس في تمثله��ا تعني وكذلك على ذل��ك بع��د ثم أوالاآلخرين.
وع��دم ب��المنهج، االع��تزاز تع��ني الدول��ة هيب��ة إن الدول��ة بيض��ة حماي��ة على الح��رص وهذا فيه؛ التفريط اإلس���الم على األمم في���ه تك���البت زمن في خاص���ة
ق��دوة ب��العزائم األنفس أخ��ذ في��ه ووجب والمس��لمين، ع��ود يس��تقيم ح��تى ذلك، على الكافة حمل ثم وأسوة، الدول��ة أما الدول؛ بين وتحترم سيادتها وتحفظ الدولة،
يض��عون الش��دة؛ وقت في أش��داء قادته��ا يكون ال التي الس��يف، موض��ع في والندى الندى، موضع في السيف
الراشدين، الخلفاء ثاني الخطاب بن عمر الفاروق رضا، ( محمد?)1 نقل ،31 ص م،2004ه�- 1424 لبنان، بيروت، الغربي، الكتاب دار سعد البن الكبرى، الطبقات عن
م2006 يوليو ـ 12 العدد 120
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
تتقاذفه��ا ال��ريح مهب في وتص��بح ض��عيفة، دول��ة فإنه��ا[زل���زل ح���تى اإلعالم أجه���زة به���ا وتتالعب األه���واء، ت له��ا ت��رى فال الخاوي��ة، النخ��ل كأعجاز وتصبح عروشها،
في��ه تجمعت الذي الزمن هذا في وأنه خاصة باقية، منو�نت والش���ر؛ البغي ق���وى العس���كرية، األحالف وك���[
واالجتماعي���ة، والثقافي���ة، والسياس���ية، واالقتص��ادية، جدي��د، بوج��ه الع��الم على مرة كل في تظهر وأصبحت
K تلك، وتحاصر الدولة، هذه تقاطع الباردة، بالحرب يوما أم��ة، على الج��ذرة وترف��ع تل��ك، على عقوبات وتفرض
الم��رأة ش��عار وترف��ع أخ��رى، وته��دد أم��ة، وتص��الحK؛ والجندرة لبوس. لها وقت كل وفي أحيانا
األم��ة قي��ادات من يتطلب المأس��اوي الوض��ع ه��ذا العص��ر، لعل��وم معرف��ة من باألس��باب، واألخ��ذ االنتباه،
س��بحانه– لله الدعوة في واستخدامها عليها، والتدريب– والل��ه والمس��لمين اإلس��الم سلطان وتعالى- وبسط
م��ع ووق��ف نص��ره لمن بالنص��ر وتع��الى- وع��د سبحانه تع��الى: قال الريح، تذهب ال حتى المنازعة، ومنع الحق
� �ط�يع[وا ;ه� }و�أ �ه[ الل ول س��[ � و�ر� � و�ال ع[وا از� �ن��� � ت [وا ل �ف�ش��� ذ�ه�ب� ف�ت و�ت���
[م� � ر�يح[ك وا �ر[ �ن] و�اص�ب ;ه� إ �ر�ين�{ م�ع� الل (.46 )األنفال: الص]اب
دن�ا وم�ا الرس��ول عه�د في الراش��دة الخالفة إن على وتع��الى- حض��ت س��بحانه– الل��ه من عص��مة منه��ا
م2006 يوليو ـ 12 العدد 121
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
K له وقيض الدين، بأمر التمسك ح��دوده، يقيم��ون حكاما عهود إلى وصل حتى حرامه، ويحرمون حالله فيحللون
[ع��د االنحطاط، فيها بدأ فق��د الي��وم ال��دين. أم��ا عن والب فعلى والنهض���ة؛ الص���حوة وظه���رت الش���باب، نهض
وأن اللين؛ في الل��ه تخش��ى حتى تلين أن األمة قيادات دول�ة تق�وم ح�تى الش�دة، في الل�ه تخش�ى حتى تشتد
آخ��ر يص��لح ال فإن��ه األول��ون علي��ه كان ما على اإلسالمأولها. به صلح بما إال األمة هذه
الكريم: القرآن - موافقاته6
س��ديد ك��ان عم��ر أن الس��يرة في المع��روف منK، الرأي، K ك��ان وقد صائبا الق��رآن رأي��ه يواف��ق م��ا كث��يرا
الكريم.
مق��ام ثالث��ة: في في ربي : )وافقت عم��ر ق��ال.(1)بدر( أسارى وفي الحجاب، وفي إبراهيم،
: )ي��ا عم��ر إب��راهيم: ق��ال مق��ام في أ- موافقت��ه بلى: ق��ال أبين��ا؟ إب��راهيم مق��ام ه��ذا أليس الله رسول
قول��ه: تع��الى الله مصل;ى. فأنزل اتخذته عمر: فلو قال� ]خ�ذ[وا � م�ن }و�ات اه�يم� م]ق�ام �ر� �ب .(2) م[ص�ل ى{ إ
. سابق مرجع ،157ص ،393 رقم حديث ،1ج البخاري، ( صحيح?)1 154 ص ،1ج ، سابق مرجع البخاري، ( صحيح?)2
م2006 يوليو ـ 12 العدد 122
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
ي��ا عم��ر: قلت الحج��اب: ق��ال في ب- موافقت��ه يكلمهن فإن��ه يحتجبن أن نس��اءك أمرت لو الله رسول
�اتعالى: قال ؛(1)الحجاب آية فنزلت والفاجر البر يه��ا }ي� أ
]ذ�ين� [وا ال [وا ال� آم�ن ل �د�خ[ وت� ت [ي��[ �ي� ب ]ب �ال] الن �ن إ ؤ�ذ�ن� أ [م� ي��[ �ك �ل�ى ل إ
� �ر� ط�ع�ام اظ�ر�ين� غ�ي اه[ ن��� �ن��� �ك�ن� إ �ذ�ا و�ل [م� إ يت [وا د[ع� ل اد�خ[ �ذ�ا ف��� إ ف���
[م� وا ط�ع�م�ت ر[ �ش� ين� و�ال� ف�انت �س� �ن �أ ت �ح�د�يث� م[س� �ن] ل [م� إ �ك ان� ذ�ل ك���[ؤ�ذ�ي �ي] ي ]ب �ح�ي�ي الن ت �س� [م� ف�ي ]ه[ م�نك �ح�ي�ي ال� و�الل ت �س� ق� م�ن� ي �ح�� ال�ذ�ا [م[وه[ن] و�إ �ت �ل أ K س� �اعا [وه[ن] م�ت �ل أ اء م�ن ف�اس� اب� و�ر� [م� ح�ج��� �ك ذ�ل
ط�ه�ر[� [م� أ �ك [وب �ق[ل �ه�ن] ل [وب �ان� و�م�ا و�ق[ل [م� ك �ك �ن ل ؤ�ذ[وا أ ول� ت��[ س��[ ر�
]ه� �ن و�ال� الل �نك�ح[وا أ ه[ ت و�اج� �ز� د�ه� م�ن أ �ع��� K ب دا �ب��� �ن] أ [م� إ �ك ان� ذ�ل ك���
]ه� ع�ند� K{ الل (.53 )األحزاب: ع�ظ�يما
: لم��ا عم��ر : ق��ال(2)ب��در أسارى في ج- موافقته سبعون، منهم فقتل المشركين الله وهزم بدر يوم كان
وعم��ر بك��ر أب��ا الل��ه رس��ول استش��ار سبعون؛ وأسرK؛ وعثم��ان الخط��اب؟ ابن ي��ا ت��رى لي: م��ا فق��ال وعلي��ا
لعم����ر- ق����ريب– فالن من تمكن����ني أن فقلت: أرىK وتمك;ن عنقه، فاضرب عنق��ه، فيض��رب عقيل، من عليا أنه الله يعلم حتى عنقه، فيضرب فالن من حرة وتمكن
ص��ناديدهم ه��ؤالء للمش��ركين، ه��وادة قلوبن��ا في ليس فأخذ قلت، ما الله رسول يهو وقادتهم. فلم وأئمتهم،
فإذا النبي إلى غدوت الغد من كان الفداء. فلما منهم 3 ،6 ،24 : 1 أحمد ومسند105 : 1 ( البخاري?)1 42 ص سابق، مرجع الصالبي، محمد ( د. محمد?)2
م2006 يوليو ـ 12 العدد 123
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
الل��ه، رس��ول فقلت: يا يبكيان، وهما بكر وأبو قاعد هو بك��اء أجد لم وإن بكيت، وصاحبك؟! بكاءK أنت يبكيك ما
علي; ع��رض : لل��ذي الن��بي ق��ال لبكائكم��ا، تب��اكيترض لقد الفداء، من أصحابك من أدنى ع��ذابكم علي; ع��[
اتع��الى: الله قريبة- فأنزل لشجرة– الشجرة هذه }م���
ان� �ي� ك��� �ب �ن �ن ل ون� أ �ك��[ ه[ ي ر�ى ل��� �س��� �خ�ن� ح�ت]ى أ [ث ض� ف�ي ي ر�� األ
[ر�يد[ون� ض� ت ر� �ا ع��� �ي ه[ ال��دن [ر�ي��د[ و�الل��; ة� ي ر� ه[ اآلخ��� ع�ز�ي��ز� و�الل��; قتل المقبل العام من كان فلما (،67 )األنفال: ح�ك�يم�{
وهشمت رباعيته، الله لرسول وكسرت سبعون، منهم الل��ه وأنزل وجهه، على الدم وسال رأسه على البيضة،�م]اتعالى: و�ل
� �ك[م }أ �ت ص�اب� �ة� أ د� مص�يب [م ق��� �ت ب ص���
� ا أ �ه��� �ي �ل [م� م�ث �ت ق[ل]ى �ن ل� ه���ذ�ا أ و� ق��[ ن��د� م�ن� ه��[ [م� ع� ك �ف[س�� �ن �ن] أ ه� إ ل� ع�ل�ى الل�; ك��[
ي�ء� { ش� د�ير� الف��داء. إن ( بأخ��ذكم165عم��ران: )آلق��� كث��يرة، الخط��اب بن عم��ر لرأي القرآنية، الموافقات
في موافقت��ه تفص��يل؛ ب��دون ن��ذكر ذك��رت، ال��تي وغير على الص����الة ت����رك في وموافقت����ه ،(1)االس����تئذان
دلي��ل� الك��ريم، للق��رآن عمر موافقات . إن(2)المنافقين
إلى الوص���ول في واجته���اد رأي���ه، ص���دق على عظيم� ورؤيت���ه للواق���ع قراءت���ه على ي���دل الح���ق. وك���ذلك
K ه��ذا وفي ل��ه، واستشرافه للمستقبل على دالل��ة أيض��اوكفايته. اإلدارية عمر عبقرية
42ص سابق، مرجع الصالبي، ( د. محمد?)1 43 ص نفسه، السابق ( المصدر?)2
م2006 يوليو ـ 12 العدد 124
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
واألعطيات: السجالت لتنظيم الدواوين - إقامة7
ونشأته:(1)الديوان تسمية أ- سبب )دي��وان( أع��ربي¡ لف��ظ أصل في الروايات تختلف
مفه��وم الكلمة لهذه كان العموم، على فارسي¡؟ أم هو ثم الساس��انية، االمبراطوري��ة في الدول��ة بإدارة يتعلق
أطل��ق "الديوان" اس��م العرب. فكلمة لغة إلى انتقلت المختلفة المصالح تسيير في المستخدمة الدفاتر على وتش��مل ومالية، وعسكرية إدارية من الدولة إدارة في
الدولة. وموظفو المصالح هذه بها توجد التي األماكن
ال��ديوان تس��مية سبب حول وردتا اللتان الروايتان قد التعبير هذا أن في غيرها مع اتفقتا الساسانيين لدى
العرب. إلى الساسانيين من انتقل
األولى: الرواية
;ابه، على يوم ذات أنشوان كسرى دخل [ت وعن��دما ك ق��ال البعض، بعضهم مع والحساب بالعد; يقومون رآهم ج��رى ال��وقت، مرور ومع )مجانين(، )ديوانه�( أي عنهم
ب��ه يعم��ل ال��ذي المك��ان )ديوان��ه( على كلم��ة إطالق الكلم��ة، آخ��ر "اله��اء" من ح��رف س��قط الكت��اب. ثم
"ديوان". إلى وتحولت
من نقله للديوان، الخطاب بن عمر تأسيس فايدة، ( د. مصطفى?)1 والدراسات للبحوث فيصل الملك مركز سويلم، مسعد التركية
األولى، الطبعة السعودية، العربية المملكة الرياض، اإلسالمية، 67 ص م،1997ه�- 1418
م2006 يوليو ـ 12 العدد 125
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
األخرى: الرواية
"الش��ياطين" تع��ني الفارس��ية دي��وان كلم��ة إنم;ي ;اب وس[ [ت الدول��ة، بأمور لحذقهم الشياطين باسم الك
K أم��ر ك��ل على الس��ريع ووق��وفهم K، أم ك��ان جلي��ا خفي��ا ثم والمختلف��ة، المتفرق��ة األرق��ام جم��ع على وقدرتهم
K الكلم��ة ه��ذه صارت جل��وس مك��ان على يطل��ق اس��ما;اب. [ت الك
إلظه��ار اس��تخدام تعبير فالديوان آخر، جانب ومن الع��ربي. وأطل��ق المجتم��ع في وأهمت��ه الش��عر مكان��ة الع��رب( أو )دي�وان اس��م الش�عر على الم�ؤلفين بعض كل يحتوي الذي علمهم(. أي )ديوان العرب علم ديوان
K، يراجعون�ه وال�ذي عليها، وحافظ العرب، معارف دوم�امنه. ويستفيدون
بالد في اس��تخدامه "ال��ديوان" ش��اع واص��طالح وارد توزي��ع أجل من للديوان عمر تأسيس منذ اإلسالم يش�كل والعباس�يين األم�ويين، عه�د في وأصبح الفيء،K الدول��ة وظ��ائف تت��ولى مؤسس��ات على يطل��ق اس��ما
والش��ؤون العس��كرية، األم��ور رأس��ها وعلى المختلفة،المالية.
الدول��ة عليه��ا ق��امت حض��ارية مؤسس��ة ال��ديوان أن رغم ، الخط�اب ابن عم�ر بنياته�ا وض�ع اإلس�المية،
م2006 يوليو ـ 12 العدد 126
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
ت� ال��ديوان وظ��ائف وفي ، الرس��ول عه��د في م[ور�س��� سجالت في الناس تنظيم )أما ، الصديق بكر أبي عهد
الس��نة مدار على لهم ودفعها أعطياتهم وتسجيل دائمة.)(1) عمر عهد في نشأ الذي لديوان بها اختص مما
[س��س أجله��ا من ال��تي الوظيف��ة إن هي ال��ديوان أة أه��ل من المتحص��الت توزي��ع المس��لمين على الذم��; )فق��د منهم واح��د ك��ل موق��ع حس��ب يستحقونها الذين
وال��واردات األم��وال لتوزي��ع األصل في الديوان تأسس من مس�تحقيها على الذم�ة أه��ل من استحص�لت ال�تي
.(2)المسلمين(
اإلداري��ة المعالم أهم من تعتبر الديوان نشأة ولعل دالالت وفيه��ا ، الخط��اب بن عم��ر خالف��ة في الب��ارزة
الثابت��ة ب��الموارد واهتمام��ه اإلداري��ة، كفايته على كبيرة والمنصرفات( )الموارد الموازنة إن حيث الدولة إلدارة وظيف��ة ) تعت��بر ورد وق��د اإلدارة؛ عناصر أهم من تعتبر
العام��ة االدارة منظمات وظائف أهم من العام التمويلK الدولة إيرادات لضخامة نظرا
الديوان: نشأة
. 6 ص نفسه، السابق ( المرجع?)1 11ص نفسه، السابق ( المرجع?)2
م2006 يوليو ـ 12 العدد 127
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
ت��دل كله��ا كث��يرة؛ رواي��ات الدواوين نشأة في ورد وكله�ا الحيثيات هذه وعصارة دقيقة، إدارية معالم على
بع��د اتس��عت الدول��ة ال��ديوان. إن إنش��اء في متشابهة األم��وال لتنظيم حاج��ة هنال��ك وأص��بحت الفتوح��ات
ا توزيعه��ا؛ وكيفي��ة ينش��ئ أن ، عم��ر على أوجب مم��;K الحيثي��ات ودق��ة. )وتتش��ابه بعدال��ة لتوزيعه��ا نظام��ا
لل��ديوان. فق��د عم��ر إنش��اء هو المصادر في المذكورة إلى المرس��لة الفيء واردات في كب��يرة زي��ادة حصلت والع�راق، الش�ام، في للفت�وح؛ نتيج�ة المن�ورة المدينة
K يؤس��س أن عم��ر على أوجب وف��ارس. وه��ذا نظام��اK .(1)لتوزيعها( جديدا
K، ال���دواوين نش���أة تكن ولم ك���انت ولكنه���ا ب���دعاKالقرآن من المسلمين لدى المرجعيات بثوابت استهداء ;ة الكريم، ه��ذان به يأمر وما الصحيحة، المطهرة والسن
ة ص�الح م�ع المنهج اتباع ليتحقق المصدران ليقب�ل الني�;سبحانه. الله عند العمل
نشأة صاحبت التي واالستشارات المرجعيات الديوان:
من في��ه ج��اء بم��ا الك��ريم الق��رآن من االس��تفادة أوض��ح حيث اإلنس��ان حي��اة لتنظيم أساس��ية مب��ادئ
59ص نفسه، السابق ( المرجع?)1
م2006 يوليو ـ 12 العدد 128
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
;ن والحرام، الحالل القرآن، والح��ق والقبيح، الحسن وبي;ن الن��اس، وحق��وق والظلم، والع��دل والباط��ل، أن وبي
بال حس��اب دار هي ال��تي اآلخ��رة في محاسب اإلنسان في أعمال��ه على اآلخ��رة في محاس��ب اإلنس��ان عمل؛ واله من حساب إال حساب، بال عمل دار هي التي الدنيا والالئحي��ة والقانوني��ة اإلداري��ة النظم حس��ب علي��ه اللهوالمجالس. المؤسسات أعمال تنظم التي
;ة.1 K كانت حيث الصحيحة، المطهرة السن تبيانا التش��ريعات، بعض ففصلت الكريم القرآن في ورد لما
ومقاصدها. مراميها، ووضحت
عن��د ال��ديوان وظ��ائف تجربة من االستفادة.2K )انتفع ، الصديق بكر أبي الخليف��ة شخص��ية من كث��يرا
ب���إدارة المتعلق���ة واإلج���راءات الق���رارات ومن األول.(1)الدولة(
إدارة في الرس��ول لص��حابة االستش��ارة.3عنهما. الله رضي وعثمان علي منهم الدولة، في المال في خ����برة لهم ال����ذين بعض استش����ارة.4
أش��ار ال��ذي هش��ان، بن الولي��د ومنهم األمم، تنظيمات وتنظيم س��وريا في ال��بزنطي ال��ديوان بتجرب��ة إلي��ه
13ص نفسه، السابق ( المرجع?)1
م2006 يوليو ـ 12 العدد 129
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
دواوين عن ف��يروزان ل��رأي ك��ذلك واس��تمع الجيش،فارس.
وقبله��ا التنظيمية، وقدرته السليمة، فطرته.5 ال��تي العناص��ر أهم )وك��انت الرس��ول ي��د على تربيته
الفطري��ة، قابليت��ه هي النج��اح تحقي��ق على س��اعدته الرس��ول يد على تربيته جانب إلى التنظيمية، وقدرته
.(1)القرآن( خ[لقه كان الذي
دالل��ة ت��دل واالس��تنباطات االستش��ارات ه��ذه كل على يق��وم ال��ذي الث��اقب، اإلداري الفك��ر على واضحة
هي ال��تي اآلخ��رين، وتج��ارب الشخص��ية، المه��ارات تأس��يس يك��ون وبه��ذا اإلداري��ة، للنظري��ات إعم��ال
K الدواوين على دل;ت ال��تي اإلداري��ة ال��دالالت من واح��دا وعبقريت��ه ، الخط��اب بن عم��ر ل��دى اإلداري��ة الكفاي��ة اإلداري��ة، بالتطورات غنية خالفته فترة جعل مما الفذة، العم��ل تأص��يل في عظيم ش��أن له��ا أص��بحت، ال��تي
الجي��ل بع��د الجي��ل من��ه يستفيد هذا؛ يومنا إلى اإلداري;ة. الحمد ولله والمن
القضاء: في - عمر8
12ص السابق، ( المرجع?)1
م2006 يوليو ـ 12 العدد 130
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
ه القض��اء عن عم��ر المؤم��نين أمير كتاب الموج��; قواع���د من قاع���دة يعت���بر األش���عري موس���ى ألبي
بع��د.. ف��إن عم��ر: )أم��ا المؤم��نين أم��ير ق��ال القض��اء؛;ة محكم��ة فريضة القضاء أدلى إذا ف��أفهم متبع��ة، وس��ن
في الن��اس آسي له، إلنفاذ بحق تكلم ينفع ال فإنه إليك، شريف يطمع ال حتى قضائك وفي وجهك وفي مجلسك
;ن��ة ع��دلك، في ض��عيف يي��أس وال حيف��ك في على البي بين ج��ائز والص��لح(1)أنك��ر من على واليمين الم��د;عي
K إال المسلمين، K أحل صلحا م أو حرام��ا K ح��ر; ومن ،(2)حالالK اد;عى K حقا ;نة أو غائبا ذل��ك أعج��زه وإن بحقه، أعطيته بي
وأجلى العذر في أبلغ ذلك فإن القضية، عليه استحللتك وال للعم��اء، ف��راجعت اليم في��ه قض��يت قض��اء يمنعن��;
ف��إن الح��ق، في��ه تراج�ع أن لرش��دك في��ه فه[ديت رأيك من خ��ير الح��ق ومراجع��ة ش��يء، يبطل��ه ال قديم الحق
على بعض��هم ع��دول والمسلمون الباطل، في التماديK إال(3)بعض با K أو زور شهادة عليه مجر; ح��د;، في مجل��ودا
K أو من ت��ولى تع��الى الل��ه ف��إن قراب��ة، أو والء في ظنينا;ن���ات إال الح���دود عليهم وس���تر الس���رائر، العب���اد بالبي
في مسلم عنهما، الله رضي عباس ابن حديث إلى ( إشارة?)1K اللفظ هذا ( نحو1711) عام برقم األقضية الصحيح، تماما
) ( وجه1352) برقم عوف: الترمذي بن عمرو حديث إلى ( إشارة?)2 وأبو ،2/366أحمد: عند شاهد له ولكن ضعف إسناده ( في2353
ابن وصححه ،2/49المستدرك: في والحاكم (،3594) برقم داود حسن ( وإسناده1199) برقم الموارد في كما حبان
وأما ،73- 1/70 حسن وإسناده القضاة، أخبار ، عمر ( كتاب?)3 فقط الصحابة ففي العدالة
م2006 يوليو ـ 12 العدد 131
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
مم��ا علي��ك ورد مما إليك أدلى فيما الفهم ثم واإليمان،;ة، وال ق��رآن في ليس ذل��ك عن��د األم��ور ق��ايس ثم س��ن
الل��ه إلى أحبها إلى ترى فيما اعمد ثم األمثال، واعرف والض��جر والقل��ق والغض��ب وإي��اك ب��الحق، وأش��بهها الخص�وم أو– الخص�ومة عن�د والتنك�ر بالن�اس والت�أذي
يوجب مما الحق مواطن في القضاء عبيد- فإن أو شك في نيت��ه خلص��ت فمن ال��ذكر، به ويحسن األجر به الله
ال تع��الى الل��ه ف��إن اللهن ش��أنه نفس��ه على ول��و الحقK، كان ما إال العباد من يقبل عن��د بثواب ظنك فما خالصا علي��ك رحمت��ه.. والس��الم وخزائن رزقه عاجل في الله
.(1)الله( ورحمة
الحدود وتطبيق القضاء، فن في عظيم الكتاب هذا االجته��اد في للحك��ام كب��يرة فرص��ة وأعطى الش��رعية
ش��رعي حكم إلى الوص��ول ابتغ��اء العلم، على المب��ني تلق��اه جلي��ل الكت��اب القيم: )وه��ذا ابن ص��حيح. ق��ال
والش��هادة. الحكم أص��ول علي��ه وبن��وا بالقبول، العلماء والتفق��ه تأمل��ه وإلى إليه شيء أحوج والمفتي والحاكم
.(2)فيه(
رضي األشعري موسى أبي إلى الخطاب بن عمر كتاب من ( جزء?)1 السالم وسبل ،1/73 القضاة أخبار في خلف بن محمد عنهما، الله
العالمين، رب عن الموقعين إعالم في القيم ابن النص وأورد ،2/119 68ص ،1ج م،1991ه�- 1411 األولى، الطبعة العالمية، الكتب دار
69ص سابق، مرجع العالمين، رب عن الموقعين أعالم القيم ( ابن?)2
م2006 يوليو ـ 12 العدد 132
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
فأما ومتغيرات، ثوابت هنالك أن أوضح الكتاب هذا النص فهم ح��دود في إال لالجتهاد، فيها مجال ال الثوابت
ال��تي األم��ور من القض��اء أن الحكم. ووض��ح واستنباط أن للقاض��ي يج��وز ال ألن��ه للقاض��ي، العلم فيها يشترط
القيم: )وقول���ه: القض���اء ابن علم. ق���ال بغ���ير يحكم;ة محكمة فريضة ب��ه يحكم م��ا أن ب��ه يري��د متبع��ة، وسننوعان: الحاكم
كاألحك��ام منس��وخ، غ��ير محكم أح��دهما: ف��رضالعزيز. كتابه في الله أحكمها التي الكلية،
;ها والثاني: أحكام النوع��ان وه��ذان ؛ الرس��ول سن النبي عن عمر بن الله عبد حديث في المذكوران هما
محكمة، آية فضل فهو ذلك سوى فما ثالثة قال: )العلم;ة .(1)عادلة( وفريضة قائمة، وسن
الخاص��ة الرس��الة م��دار علي��ه ال��ذي الج��انب أم��ا ه��ذا الخط��اب. ففي بن عم��ر عن��د اإلداري��ة بالكفاي��ة
القض�اء في نفس�ية قواع�د تشكل رؤيا اإلداري الجانب واالختبار التوظيف في حساسة موازين وتضع اإلداري؛
ويتخذها بها، يلم أن المسلم اإلداري القيادي على يجبK التخب��ط، وغياهب الجهل، ظلمات في به يهتدي نبراسا
األمور. وإدلهمام
69ص سابق، مرجع القيم، ( ابن?)1
م2006 يوليو ـ 12 العدد 133
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
K الكت��اب ه��ذا من اس��تنباطه يمكن م��ا وأول جانب��اK K إداريا العمي��ل، القول ومتابعة القرارات إنفاذ وهو مهماله(. نفاذ ال بحق تكلم ينفع ال قال: )فإنه حيث
K تعتبر والتي األخرى الجملة أما K منهجا K إداري��ا مهم��ا الس��ماع حيث من اختلف��وا، إذا الن��اس بين المس��اواة
ال��ذي الحكم إلى الوص��ول في واالجته��اد للط��رفين، في الش��ريف يطمع ال حيث وتعالى سبحانه الله يرضي
والظلم الع��دل ع��دم من الض��عيف يخ��اف وال الحي��ف، أم��ر وه��ذا متس��اوية غ��ير خص��مه م��ع كفت��ه أن باعتبار نف����وس على الس����رور ي����دخل حيث من مهم إداري
الخط�اب: بن عم�ر ق��ال بالع�دل، ويش�عرهم الخص�وم قاع��دة الكت��اب وض��ح مجلسك(. كما في الناس )آسي الن��اس بين للصلح اإلداري يميل أن وهي ممتازة إدارية
ويجعلهم نفوس��هم، من الغ��ل; ليزي��ل مع��ه الع��املين في ح��رج بال راض��ية بنفوس البعض بعضهم مع يعملون كم��ا ع��دل، مك��ان من نب��ع ألن��ه ب��األمر وتسليم القضاء
K ج��ائز( ولعل��ه ق��ال: )والص��لح المالحظ��ات من أيض��اK القرارات مراجعة الكتاب هذا في المهمة للح��ق اتباع��ا ه��و وإنم��ا التق��ادم يس��قطه ال الح��ق إذ المكابرة وعدم في التمادي من خير الحق قال: )ومراجعة حيث قديم،
الباطل(.
م2006 يوليو ـ 12 العدد 134
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
يجب التي للصفات واضحة إشارات يشير والكتابK ك��ان سواء اإلداري بها يتصف أن مث��ل غ��يره أم قاض��يا
ب��د ال ولتحقيقه��ا المعاني، إدراك تعني التي الفهم صفة لآلخ��رين باإلنص��ات اإلداري أو القاض��ي يتم��يز أن من
في ذل��ك ويتض��ح الح��ق، يض��يع ال حتى حججهم وسماعورد(. مما إليك أدى فيما الفهم قوله: )ثم
K وجهت والرس��الة K توجيه��ا K إداري��ا مج��ال في مهم��ا أك��دت حيث اإلداري��ة للقيادات خاصة الناس بين العدل ال اإلنس��ان ألن الغض��ب ح��االت في الق��رار اتخ��اذ عدم
غضبان. وهو بالحق ويقضي نفسه يضبط أن يستطيع
في الني��ة إخالص وهو عظيم، بأمر الرسالة ختمت من الني�ة إخالص ولع�ل اإلنس�ان، ب�ه كلف الذي العمل
ال��راوي فه��و ، عم��ر س��يدنا تتابع كانت التي الهواجس الح��ديث كتب كل به بدأت الذي المشهور النية لحديث
K ويعتبر الصحيحة، K. العلم في أصال وأسا
لكل وإنما بالنيات األعمال : )إنما الله رسول قالنوع...(. ما امرئ
الرس��الة ه��ذه تض��منتها ال��تي االس��تنباطات به��ذه في اتض��حت التي المهارات تتضح القضاء، في العمريةK القضاء في عمر سيدنا شخصية أتيت وقد وإدارةK، فنا
م2006 يوليو ـ 12 العدد 135
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
علم��اء تلقاه��ا عظيم��ة قواع��د القض��اء في الكتاب هذا هذه وتستحق واإلدارة، القضاء فنون في بالقبول األمة
K العميقة العصرية الدراسة الرسالة KK تحقيقا رغم وتحليال منبع من خرجت ألنها تتجدد، معانيها أن إال عنها كتب ما
ب��القرآن ج��اء ال��ذي الرس��ول جناب في صاحبه تربىK عمله كل فكان به، خلقه ووصف معاني��ه، من مستنبطا K الل��ه رس��ول فك��ان وفي األرض، على يمش��ي قرآن��اعمر. تربى جنابه
البحث: نتائج
عهد في محكمة كانت اإلسالمية اإلدارة إن.1 ال��تي الخط��اب بن عم��ر ف��ترة خاصة الراشدة الخالفةومبادرات. إدارية طفرات شهدت ب��نيت الحديثة المالية المؤسسات بعض إن.2
بن عم��ر أنش��أه ال��ذي ال��دواوين نظ��ام على فكرته��ا. الخطاب
ال���تي والمه���ارات الخاص���ة الص���فات إن.3K تعت��بر اإلنسان وتعالى- في سبحانه– الله أودعها ع��امالK اإلداري��ة للعل��وم باإلض��افة اإلدارية شخصيته في مؤثرا
وفن(. علم )اإلدارة المكتسبة الخط��اب بن عم��ر المؤم��نين أمير إدارة إن.4K يعتبر للدولة العصر. هذا في للحكام يحتذى مثاال
م2006 يوليو ـ 12 العدد 136
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
مؤسس����ية، من اإلدارة أه����داف بعض إن.5 بن عم�ر إدارة في ظ��اهرة نالحظه�ا وغيره��ا وش��فافيةالقضاء(. في عمر )كتاب الخطاب
البحث: توصيات
موض��وعية دراسة اإلسالمي التاريخ دراسة.1عمله. مجال في كل إليها يحتاج التي الجوانب إلبراز األص��ول خالل من العصرية األعمال تأصيل.2
;ة )القرآن المطهرة(. النبوية والسيرة الصحيحة والسن اإلس��المية الشخصيات بعض مواقف تحليل.3
اليومية. الحياة في منها واالستفادة المس���لمة، األم���ة بت���اريخ الناش���ئة رب���ط.4
التط��بيق ج��وانب في خاص��ة الت��اريخ به��ذا واالل��تزامالحسنة. والقدوة
دراس��ة خالل من اإلداري��ة األه��داف إب��راز.5 والتنظيم التخطي��ط مث��ل األوائ��ل المس��لمين ت��اريخاإلدارية. العمليات من وغيرها
م2006 يوليو ـ 12 العدد 137
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
خاتمة:
منه��ا ذكرن��اه وم��ا كث��يرة اإلداري��ة عمر مواقف إن إلى إش��ارات، البحث وهذا الحصر ال المثال سبيل على في قوية جوانب بينت اإلدارية، عمر كفاية توضح دالئل
نج��د موق��ف ك��ل ففي عمر شخصية بها تميزت إدارته؛ ال���ذي االس���تراتيجي، والتخطي���ط الس���ديد، ال���رأي
ويض��ع الماض��ي، ينس��ى وال المس��تقبل، يستش��رف ق��وة على ي��دل إنم��ا دل; إن يدي��ه. وه��ذا بين الحاض��ر
تج��ارب من االس��تفادة وم��دى الموهوب��ة، الشخص��ية بن عم��ر شخص��ية عن الم��رء كتب ومهم��ا اآلخ��رين، يوفيها أن يستطيع ال فقط اإلدارية جوانبها في الخطاب
K ويكفيه حقها، وجل- عز– الله )سال الرسول أن فخرا بعم��ر أو جه��ل إليه: أبي الرجلين بأحب اإلسالم يعز أن.(1)الخطاب( بن
أحب ك��ان أن عم��ر على الل��ه فض��ل من فك��ان رحم��ة الخط��اب بن عم��ر الل��ه رحم الل��ه إلى الرجلين
ووف��ق الج��زاء، خ��ير اإلس��الم عن وج��زاه واس��عة، المس��لمين بالد سائر في اإلداري الشأن على القائمين من ه��ذا يمن��ع وال اإلس��الم؛ ص��در في ك��ان بما لتتأسى
ونظرياته. العصر بعلوم األخذ
الناشر ، عثمان محمد عبدالرحمن وراجعه ضبطه ، ( الترمذي?)1 المنورة بالمدينة السلفية المكتبة صاحب ، الكتبي عبدالمحسن محمد
. 2/292 ، ورقمها الطبعه لتاريخ ذكر بدون ، االعتماد مطبطة ،
م2006 يوليو ـ 12 العدد 138
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
والمراجع: المصادرالكريم. القرآن
الشريفة: النبوية . السنة1البخاري. - صحيحالمسلم. - صحيحأحمد. - مسندماجه. ابن - سنن
للحاكم. - المستدركالحيان. ابن - صحيحالزوائد. - مجمع
الصحاح. - المختار ت��أليف ، الخطاب بن عمر المؤمين أمير . سيرة2
الصالبي. محمد محمد د. علي.2ج الطبري، . تاريخ3 الراش��دين، الخلف��اء ث��اني الخط��اب بن . عم��ر4
رضا. محمد تأليف أحم�د الش�يخ ت�أليف وترتيبه�ا، النف�وس . تزكي�ة5
النعمان. محمدالعمال. . كنز6 والرعية، الراعي إصالح في الشرعية . السياسة7
تيمية. ابن اإلسالم شيخ تأليف علي تأليف عمر، بن الله عبد وأخبار عمر . أخبار8
الطنطاوي. وناجي الطنطاوي، د. ت��أليف لل��ديوان، الخطاب بن عمر . تأسيس9
فايدة. مصطفىخلف. بن محمد تأليف القضاة، . أخبار10
م2006 يوليو ـ 12 العدد 139
عند اإلداري�ة الكفاية الهادي عبد م�حم�د البشير م�حم�د الخط�اب بن ع�مر الخليفة
ابن ت��أليف العالمين، رب عن الموقعين . إعالم11القيم.
م�دخل العام�ة اإلدارة ن�اجي، عب�ده . د. السيد12 جمهوري��ة الق��اهرة، العربي��ة، النهضة دار إداري، ه�-1411 الثالث���ة، الطبع���ة العربي���ة، مص���رم.1991
أبي الخط��اب، بن عم��ر المؤمين أمير . مناقب13الجوزي. بن الرحمن عبد الفراج
)دراس��ة اإلدارة عالقي، عب��دالقادر .د. م��دني14 ،6ط اإلداري��ة(، والق��رارات للوظ��ائف، تحليلي��ة العربي���ة المملك���ة ج���دة، زه���ران، دار مكتب���ة
. م1993- ه�1414 السعودية االدارة أص��ول ، العي��نين أب��و ج��ون . جمي��ل . د15
، الهالل ومكتب��ة دار ،1ط والس��نة الق��رآن في. م2002 لبنان بيروت
م2006 يوليو ـ 12 العدد 140