"التوحيد هو إفراد اهلل بالعبادة"

به نبياً مرسالً ، وال ملكاً ك أي أن تعبد اهلل وحده ال تشرك به شيئاً، ال تشر

مقرباً وال رئيساً وال ملكاً وال أحداً من الخلق ، بل تفرده وحده بالعبادة محبة

وتعظيماً ، ورغبة ورهبة.

أنواع التوحيد:

إفراد اهلل سبحانه وتعالى بالخلق، والملك "وهو األول: توحيد الربوبية*

"والتدبير

"العالمين رب اهلل تبارك واألمر الخلق له أال": تعالى اهلل قال

إفراد اهلل سبحانه وتعالى بالعبادة بأن ال يتخذ "وهو الثاني: توحيد األلوهية*

."اإلنسان مع اهلل أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد اهلل تعالى ويتقرب إليه

وال يستغاث وال, سواه يدعى وال, غيره يعبد فال بالعبادة تعالى اهلل إفراد هوو

له إال ينحر وال يذبح وال ينذر وال, به إال يستعان

ال العالمين رب هلل ومماتي ومحياي ونسكي صالتى إن قل: تعالى اهلل قال

المسلمين أول وأنا أمرت وبذلك له شريك

إفراد اهلل تعالى بما سمى به نفسه "وهو الثالث: توحيد األسماء والصفات

ووصف به نفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله صلى اهلل عليه وسلم وذلك

ما نفاه من غير تحريف ، وال تعطيل ، ومن غير بإثبات ما أثبته ، ونفي

"تكييف، وال تمثيل

معنى ال إله إال اهلل أال معبود بحق إال اهلل

فشهادة أن ال إله إال اهلل أن يعترف اإلنسان بلسانه وقلبه بأنه ال معبود حق إال

بمعنى مألوه، والتأله التعبد "إله"اهلل عز وجل ألنه

ال معبود حق إال اهلل عز وجل ، فأما المعبودات "إال اهلل ال إله "إذن فمعنى

سواه فإن ألوهيتها التي يزعمها عابدوها ليست حقيقة أي ألوهية باطلة.

معنى شهادة أن محمداً رسول اهللهو اإلقرار باللسان واإليمان بالقلب بأن "أن محمداً رسول اهلل"معنى شهادة

الخلق جميع إلى – وجل عز –رسول اهلل محمد بن عبد اهلل القرشي الهاشمي

((وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون)): تعالى اهلل قال كما واإلنس الجن من

{ وال عبادة هلل تعالى إال عن طريق الوحي الذي جاء 65}سورة الذاريات، اآلية:

تبارك الذي نزل الفرقان على ))به محمد صلى اهلل عليه وسلم كما قال تعالى:

{ 1}سورة الفرقان، اآلية: ((عبده ليكون للعالمين نذيراً

ومقتضى هذه الشهادة أن تصدق رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيما أخبر،

وأن تمتثل أمره فيما أمر، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر ، وأن ال تعبد اهلل إال

بما شرع ،

صلى اهلل عليه وسلم ، ومقتضى هذه الشهادة أيضاً أن ال تعتقد أن لرسول اهلل

حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة ، بل هو صلى اهلل عليه

وسلم عبد ال يعبد ورسول ال يكذب، وال يملك لنفسه وال لغيره شيئاً من النفع

اهلل خزائنقل ال أقول لكم عندي ))أو الضر إال ما شاء اهلل كما قال اهلل تعالى:

}سورة ((يب وال أقول لكم أني ملك إن أبتغ إال ما يوحى إليوال أعلم الغ

قل )){. فهو عبد مأمور يتبع ما أمر به ، وقال اهلل تعالى: 65األنعام، اآلية:

إني ال أملك لكم ضراً وال رشداً * قل إني لن يجبرني من اهلل أحد ولن أجد من

قل ال أملك )): { وقال سبحانه11-11}سورة الجن، اآليتين: ((دون ملتحداً

لنفسي نفعاً وال ضراً إال ما شاء اهلل ولو كنت اعلم الغيب الستكثرت من الخير

}سورة األعراف، اآلية: ((وما مسني السوء إن أنا إال نذير وبشير لقوم يؤمنون

111 . }

وبهذا تعلم أنه ال يستحق العبادة ال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وال من

قل إن صالتي ))قين، وأن العبادة ليست إال هلل تعالى وحده. دونه من المخلو

ونسكي ومحياي ومماتي هلل رب العالمين * ال شريك له وبذلك أمرت وأنا

{. وأن حقه صلى اهلل 151-151}سورة األنعام، اآليتين: ((أول المسلمين

اهلل عليه وسلم ، أن تنزله المنزلة التي أنزله اهلل تعالى أياها وهو أنه عبد

ورسوله ، صلوات اهلل وسالمه عليه.

العبادة, عنه نهى ما وترك به أمر ما بفعل سبحانه له وحده،واالنقياد هلل والتذلل التأله

ويرضاه اهلل يحبه ما لكل جامع اسم: بأنها العلماء عرفها وقد

والجوارح واللسان القلب على منقسمة العبادة

من انواع العبادات

الدعاء

الدعاء نوعان: دعاء مسألة ودعاء عبادة

هو دعاء الطلب أي طلب الحاجات وهو عبادة إذا كان من فدعاء المسألة:

إلى اهلل تعالى واللجوء إليه ، واعتقاد أنه قادر االفتقارالعبد لربه ، ألنه يتضمن

ن كريم واسع الفضل والرحمة. ويجوز إذا صدر من العبد لمثله من المخلوقي

إذا كان المدعو يعقل الدعاء ويقدر على اإلجابة.

وهذا ال وأما دعاء العبادة فأن يتعبد به للمدعو طلباً لثوابه وخوفاً من عقابه

يصح لغير اهلل وصرفه لغير اهلل شرك أكبر مخرج من الملة وعليه يقع الوعيد

((ينإن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخر))في قوله تعالى:

{.55}سورة غافر، اآلية:

الخوف

: خوف طبيعي كخوف اإلنسان من السبع والنار والغرق وهذا ال يالم النوع األول

فأصبح في ))عليه العبد قال اهلل تعالى عن موسى عليه الصالة والسالم:

{ لكن إذا كان هذا الخوف 11}سورة القصص، اآلية: ((المدينة خائفاً يترقب

سبباً لترك واجب أو فعل محرم كان حراماً ؛ ألن ما كان سبباً لترك واجب أو

فال تخافوهم وخافون إن كنتم ))فعل محرم فهو حرام ودليل قوله تعالى:

{ . 176}سورة آل عمران، اآلية: ((مؤمنين

، ويكون غير محموداً . والخوف من اهلل تعالى يكون محموداً

فالمحمود ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصية اهلل بحيث يحملك

على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإذا حصلت هذه الغاية سكن القلب

واطمأن وغلب عليه الفرح بنعمة اهلل، والرجاء لثوابه.

وط وحينئذ يتحسر وغير المحمود ما يحمل العبد على اليأس من روح اهلل والقن

العبد وينكمش وربما يتمادى في المعصية لقوة يأسه.

خوف العبادة أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا ال يكون إال هلل النوع الثاني:

تعالى. وصرفه لغير اهلل تعالى شرك أكبر.

يه خوف السر كأن يخاف صاحب القبر ، أو ولياً بعيداً عنه ال يؤثر فالنوع الثالث:

لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً ذكره العلماء من الشرك.

.

المحبةحبه إلى يقرب ما وحب تعالى؛ اهلل بحب الشرعي األمر ورد

اللَّهُ يَأْتِي فَسَوْفَ دِينِهِ عَنْ مِنْكُمْ يَرْتَدَّ مَنْ آمَنُوا الَّذِينَ أَيُّهَا يا ﴿: تعالى قال

فِي يُجاهِدُونَ الْكافِرِينَ عَلَى أَعِزَّةٍ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَذِلَّةٍ وَيُحِبُّونَهُ يُحِبُّهُمْ بِقَوْمٍ

65/ المائدة) ﴾ الئِمٍ لَوْمَةَ يَخافُونَ وَال اللَّهِ سَبِيلِ )

اللَّهِ كَحُبِّ يُحِبُّونَهُمْ أَنْدادًا اللَّهِ دُونِ مِنْ يَتَّخِذُ مَنْ النَّاسِ وَمِنَ ﴿: تعالى وقال

لِلَّهِ الْقُوَّةَ أَنَّ الْعَذابَ يَرَوْنَ إِذْ ظَلَمُوا الَّذِينَ يَرَى وَلَوْ لِلَّهِ حُبًّا أَشَدُّ آمَنُوا وَالَّذِينَ

(156 البقرة) ﴾ الْعَذابِ شَدِيدُ اللَّهَ وَأَنَّ جَمِيعًا

اللَّهُ يَأْتِي فَسَوْفَ دِينِهِ عَنْ مِنْكُمْ يَرْتَدَّ مَنْ آمَنُوا الَّذِينَ أَيُّهَا يا ﴿: تعالى فقال

فِي يُجاهِدُونَ الْكافِرِينَ عَلَى أَعِزَّةٍ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَذِلَّةٍ وَيُحِبُّونَهُ يُحِبُّهُمْ بِقَوْمٍ

65/ المائدة) ﴾ الئِمٍ لَوْمَةَ يَخافُونَ وَال اللَّهِ سَبِيلِ ).

اللَّهِ كَحُبِّ يُحِبُّونَهُمْ أَنْدادًا اللَّهِ دُونِ مِنْ يَتَّخِذُ مَنْ النَّاسِ وَمِنَ ﴿: تعالى وقال

لِلَّهِ الْقُوَّةَ أَنَّ الْعَذابَ يَرَوْنَ إِذْ ظَلَمُوا الَّذِينَ يَرَى وَلَوْ لِلَّهِ حُبًّا أَشَدُّ آمَنُوا وَالَّذِينَ

156 البقرة) ﴾ الْعَذابِ شَدِيدُ اللَّهَ وَأَنَّ جَمِيعًا ).

التوكل

التوكل أنواع:

التوكل على اهلل تعالى وهو من تمام اإليمان وعالمات صدقه وهو األول:

واجب ال يتم اإليمان إال به وسبق دليله.

: توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة ، أو دفع مضرة فهذا الثاني

شرك أكبر ؛ ألنه ال يقع إال ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون،

وال فر ق بين أن يكون نبياً ، أو ولياً ، أو طاغوتاً عدوا هلل تعالى.

عور بعلو مرتبته التوكل على الغير فيما يتصرف فيه الغير مع الشالثالث:

وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه

عليه. واالعتمادفهذا نوع من الشرك األصغر لقوة تعلق القلب به

أما لو أعتمد عليه على أنه سبب وأن اهلل تعالى هو الذي قدر ذلك على يده

غيره في أمر تجوز فيه فإن ذلك ال بأس به، إذا كان للمتوكل بحيث ينيب

النيابة فهذا ال بأس به بداللة الكتاب، والسنة ، واإلجماع.

والخشوع والرهبة الرغبة

لَنَا وَكَانُوا وَرَهَباً رَغَباً وَيَدْعُونَنَا الْخَيْرَاتِ فِي يُسَارِعُونَ كَانُوا إِنَّهُمْ: تعالى قوله

عظمته ويخشون له ويذلون اهلل يخشون خائفين اى[. 05:األنبياء] خَاشِعِينَ

وتعالى سبحانه

051:البقرة] وَاخْشَوْنِي تَخْشَوْهُمْ فَالَ: تعالى قوله الخشية ودليل

االستعانةطلب العون وهي أنواع: االستعانة

وهي: اإلستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه ، األول: اإلستعانة باهلل

وتفويض األمر إليه، واعتقاد كفايته وهذه ال تكون إال هلل تعالى ودليلها قوله

وصرف هذا النوع لغير اهلل تعالى شركاً ((إياك نعبد وإياك نستعين))تعالى:

مخرجاً عن الملة.

فهذه على حسب المستعان ليه الثاني: اإلستعانة بالمخلوق على أمر يقدر ع

عليه فإن كانت على بر فهي جائزة للمستعين مشروعة للمعين لقوله تعالى:

{. وإن كانت على مباح 1}سورة المائدة، اآلية: ((وتعاونوا على البر والتقوى))

فهي جائزة للمستعين والمعين لكن المعين قد يثاب على ذلك ثواب

وال تعاونوا ))في حقه مشروعة لقوله تعالى: اإلحسان إلى الغير ومن ثم تكون

{ . 106}سورة البقرة ، اآلية: ((على اإلثم والعدوان

فهذه لغو ال طائل تحتها مثل أن الثالث: االستعانة بمخلوق حي حاضر غير قادر

يستعين بشخص ضعيف على حمل شيء ثقيل.

ال يقدرون على الرابع: اإلستعانة باألموات مطلقاً أو باألحياء على أمر الغائب

مباشرته فهذا شرك ألنه ال يقع إال من شخص يعتقد أن لهؤالء تصرفاً خفيا في

الكون.

إلى اهلل تعالى وهذه مشروعة الخامس: اإلستعانة باألعمال واألحوال المحبوبة

}سورة البقرة، اآلية: ((بالصبر والصالة عينوا))استبأمر اهلل تعالى في قوله:

161 .}

االستعاذة : طلب اإلعاذة واإلعاذة الحماية من مكروه فالمستعيذ محتم بمن االستعاذة

به ومعتصم به واالستعاذة أنواع: استعاذ

وهي المتضمنة لكمال االفتقار إليه واالعتصام به باهلل تعالى االستعاذةاألول:

واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل ، صغير أو كبير ،

((قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق))بشر أو غير بشر ودليلها قوله تعالى

قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله ))إلى آخر السورة وقوله تعالى :

إلى آخر السورة. ((ناس من الوسواس الخناسال

ونحو ذلك ودليل ذلك قوله بصفة ككالمه وعظمته وعزته االستعاذةالثاني:

وقوله : "أعوذ بكلمات اهلل التامات من شر ما خلق"صلى اهلل عليه وسلم :

. "أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي"

على العوذ فهذا ضرين القادرين الثالث: اإلستعاذة باألموات أو األحياء غير الحا

شرك ومنه قوله تعالى: { وأنه كان رجال من اإلنس يعوذون برجال من الجن

{ . 5فزادوهم رهقاً } }سورة الجن، اآلية:

أو األماكن أو الرابع: اإلستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر

من تشرف "غيرها فهذا جائز ودليله قوله صلى اهلل عليه وسلم في ذكر الفتن :

"لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذبه

االستغاثة

طلب الغوث وهو اإلنقاذ من الشدة والهالك ، وهو أقسام : االستغاثة

ل وأكملها وهو دأب وهذا من أفضل األعماباهلل عز وجل االستغاثةاألول:

إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم ))الرسل وأتباعهم، ودليله:

. ((بألف من المالئكة مردفين

على اإلغاثة فهذا باألموات أو باألحياء غير الحاضرين القادرين االستغاثةالثاني:

يجعل لهم شرك ؛ ألنه ال يفعله إال من يعتقد أن لهؤالء تصرفاً خفياً في الكون ف

أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف ))حظاً من الربوبية قال اهلل تعالى:

}سورة النمل ، ((السوء ويجعلكم خلفاء األرض أله مع اهلل قليالً ما تذكرون

{. 51اآلية:

على اإلغاثة فهذا جائز كاالستعانة الثالث: االستغاثة باألحياء العالمين القادرين

فاستغاثة الذي من شيعته على الذي ))في قصة موسى : بهم قال اهلل تعالى

{. 16}سورة القصص، اآلية: ((من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه

مثل أن الرابع: االستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية

يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا لغو وسخرية بمن استغاث به فيمنع

أخرى وهي الغريق ربما أغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا ، ولعلةالعلةمنه لهذه

المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة.

المصادر

األصول ثالثة شرح من المستفادة الفوائد --الفالسي حميد أبو

هللا رحمه العثيمين صالح بن محمد للشيخ

2779واإلفتاء العلمية للبحوث الدائمة اللجنة

3298واإلفتاء العلمية للبحوث الدائمة اللجنة