أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

20
لمغرب وحقيقة التغييرتعليم با أزمة الفوريمحمد طي* ربعاء ا90 شتنبر9990 - 99:00 لسياسيةط الفكرية والتربوية واوساي مختلف ا ا فهتماما كبيرلمغرب اتعليمية با تثير المسألة ال ال وما تز أثارتاولها سياسيا أكثر من مقاربتهاذه المسألة تنمن مفارقات ه( جتماعية وابت بل وكت) سوسيولوجيا أو تربويامثال الى سبيل عل أن تصليهاتة لم تشخص بعد، لكن ه زم ت السحريةلوصفا تسعى لتقديم ا مؤلفات حولهارنسا في كتابهما "تعليم بف الود باسرون حولى بيير بورديو ورفيقه جان كل إلى النظرية البورديوزية نسبة إل سبيل نظ نتاج ـ عناصر فيدة ا إعال وعسىفة ومتباينة لع مختلجت بصددها سياساتتعليم ـ، وانتهم ال رية نظامشكلقم اللمفضية إلى تكريس تفاول احللنظر لجزئية ال يبرح مكانه باوضوع الذي لملجة الم تنجح في معا أن تتنوعحاتص ل واستقبقة. إذ منذ ات سا ا اكم فترهنة بل نتاج تر احظة الرل لم يكن وليد ال الذي وتتعدد غيرلنظام الموروثة عن امشاكل من تعقيد المكنتلوضع أكثر مما ت في ار جوهري إلى حد إحداث تغييم تصل أنها لب التصور الشمولي أخرى نجد غياجتماعي من جهة، ومنم النظا وعن ا)الفرنسي( لسابقمي اتعلي ال عن الفشيديولوجية ما سيكشفلح المصاقي وحضور ا الحقيحص لحيةصت ا لمحاوذه ا الذريع له ل نسب.وا الترقيعية فهو التعبير ا عف على تدل ات المؤشرتكوين، فكل ورش التربية والعطلت فيح قد تصت ادو جليا أن عقارب ساعا إن ما يب قضيةلورش هو ثانيرسة، رغم كون هذا المماب وواقع الخطا تزداد هوة وبعدا بين طموح المسافة أن الم لية علىح الدورة التشريعفتتادس في خطبة السا المغربي محمد اعاهل اء إذ أكد ال الصحر غاربة بعد مشكلت الحقيقية نشغا ئق ادية و السكن القتصا المنتج و التنمية اتشغيلنب اللنافع إلى جاتعليم ا كون الأتي في تهمية ويذه اكيف إذن يحظى قطاع بكل هغرب اليوم والغد. ف لمرير الدولية دون مستوىلتقا رتيب ا اه الكثير منح" يرصح ارمي إلى"إص يستعجاليمج اق برنالحصار؟ إن إطحت ا تعيش تم غزة التي تعليذا كلمغرب. فلمامي بالتعليداء الت ا سيناريوها اج لنفس عادة إخر مجرد تحيين واميتعليلشأن اللمهتمين با ا منزلة قضية تنالشل في هذا الفت الدولة؟ أولويا مرموقة فيلقطاعوصية على هذا ات اللجها متعمدة من لدن الوضع سياسةء في هذا البقا أن ا قلنالغين إذاكون مبا ن لناب عدة نجملها في:سب بالنظر

Upload: zaka13

Post on 23-Oct-2015

57 views

Category:

Documents


15 download

TRANSCRIPT

Page 1: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

*محمد طيفوري

99:00 - 9990شتنبر 90األربعاء أثارت وما تزال تثير المسألة التعليمية بالمغرب اهتماما كبيرا في مختلف األوساط الفكرية والتربوية والسياسية

سوسيولوجيا أو تربويا( بل وكتبت واالجتماعية )من مفارقات هذه المسألة تناولها سياسيا أكثر من مقاربتها مؤلفات حولها تسعى لتقديم الوصفات السحرية ألزمة لم تشخص بعد، لكن هيهات أن تصل على سبيل المثال إلى النظرية البورديوزية نسبة إلى بيير بورديو ورفيقه جان كلود باسرون حول التعليم بفرنسا في كتابهما "

رية نظام التعليم ـ، وانتهجت بصددها سياسات مختلفة ومتباينة لعل وعسى إعادة اإلنتاج ـ عناصر في سبيل نظأن تنجح في معالجة الموضوع الذي لم يبرح مكانه بالنظر لجزئية الحلول المفضية إلى تكريس تفاقم المشكل

وتتعدد غير الذي لم يكن وليد اللحظة الراهنة بل نتاج تراكم فترات سابقة. إذ منذ االستقالل واإلصالحات تتنوعأنها لم تصل إلى حد إحداث تغيير جوهري في الوضع أكثر مما تمكنت من تعقيد المشاكل الموروثة عن النظام التعليمي السابق )الفرنسي( وعن النظام االجتماعي من جهة، ومن أخرى نجد غياب التصور الشمولي

ل الذريع لهذه المحاوالت اإلصالحية لإلصالح الحقيقي وحضور المصالح اإليديولوجية ما سيكشف عن الفش عفوا الترقيعية فهو التعبير األنسب.

إن ما يبدو جليا أن عقارب ساعات اإلصالح قد تعطلت في ورش التربية والتكوين، فكل المؤشرات تدل على أن المسافة تزداد هوة وبعدا بين طموح الخطاب وواقع الممارسة، رغم كون هذا الورش هو ثاني قضية

غاربة بعد مشكل الصحراء إذ أكد العاهل المغربي محمد السادس في خطبة افتتاح الدورة التشريعية على للمكون التعليم النافع إلى جانب التشغيل المنتج و التنمية االقتصادية و السكن الالئق االنشغاالت الحقيقية

رتيب التقارير الدولية دون مستوى لمغرب اليوم والغد. فكيف إذن يحظى قطاع بكل هذه األهمية ويأتي في تتعليم غزة التي تعيش تحت الحصار؟ إن إطالق برنامج استعجالي يرمي إلى"إصالح اإلصالح" يراه الكثير من عادة إخراج لنفس سيناريوهات األداء التعليمي بالمغرب. فلماذا كل المهتمين بالشأن التعليمي مجرد تحيين وا

مرموقة في أولويات الدولة؟ هذا الفشل في قضية تنال منزلة

لن نكون مبالغين إذا قلنا أن البقاء في هذا الوضع سياسة متعمدة من لدن الجهات الوصية على هذا القطاع بالنظر ألسباب عدة نجملها في:

Page 2: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

ـ غياب سياسية حقيقة حول حقل التعليم وازدواجية تسييره ما بين وزارة الحكومة ووزارة الظل.

خية للنظم التعليمية الفرنسية البالية وغير المالئمة للخلفية الثقافية التي غرست فيها بعد ـ التبعية التاري استيرادها.

ـ أزمتي المعرفة والمنهج التي تتخبط فيها البرامج والمقررات التعليمية بالمغرب في كل المستويات بدء باالبتدائي وصوال إلى الجامعي.

من الناتج القومي مقابل تخصيص 8.0العلمي المحصورة عند سقف % ـ ضحالة الميزانية المرصودة للبحث من الناتج القومي. 3و جنوب إفريقيا ل % 7و أمريكا ل% 9دول كالصين ل%

دولة في تقرير التنمية 677من أصل 621أكثر من ذلك فمعطيات من قبيل ترتيب المغرب في الدرجة ، ونسب الهدر المدرسي ما زالت مرتفعة، فأزيد من 2880و 2887البشرية الصادر عن األمم المتحدة برسم

ألف تلميذ يغادرون أقسام الدراسة سنويا، كما نجد مليونين ونصف المليون طفل خارج الزمن المدرسي. 088من األطفال في سن العاشرة فما فوق ـ حسب دراسة للسوسيولوجي المغربي 30ونسبة األمية ما زالت تهم %

عطري ـ. تكشف عن نية مبيتة لثبات الوضع واستمراره، إذ كيف يعقل أن تكون هذه األرقام في عبد الرحيم ال دولة تزعم أنها تشتغل على ورش التعليم منذ أزيد من نصف قرن.

سنة 61إلى 68"إن ما سمي باإلصالح الجامعي في نظري كارثة وطنية ألن تبعاتها ستمتد على األقل من دكتور المهدي المنجرة هذه لخمس سنوات مضت لكنها تكشف عن ما سبق وأكدناه.قادمة"، تعود مقولة ال

عد الجامعة قمة نظم التعليم الرسمي ما يجعلها في طليعة المؤسسات التي ستقود حملة تحسين قدرات ط فيها اإلنسان ورفع مستواه، ولكنها تحجم عن القيام بهذا الدور القيادي بالنظر لجملة من العراقيل التي تتخب

من قبيل مشاكل التشارك االنتقائي، التخصص الضيق، إهمال القضايا الحيوية، هشاشة البرامج والمقررات الدراسية، اعتبارها حقال لتخريج جحافيل المعطلين، انغالق الجامعة على محيطها الخارجي، أزمة البحث العلمي

ة بمعيار األقدمية بدل معيار اإلنتاج العلمي التي ال تتجاوز استنساخ ما سلف من البحوث، اعتماد الترقي والمعرفي ما يشجع األساتذة على الكسل والخمول.

هذا ما يخص الشق األول من المعادلة أما عن الشق الثاني فالواقع أدهى وأمر إذ وصل مستوى الوعي قد زعزعت وبشدة العالم الطالبي بواقع األزمة إلى الحضيض، فإذا كانت الحركات الطالبية بالجامعات الغربية

المتقدم، فإن انعدام الوعي من جهة و واجبات "األمن الوطني" من أخرى قد ساهمتا جنبا إلى جنب في تجميد كل تغيير باسم االستقرار والحفاظ على األوضاع.

الخاص بترتيب الجامعات WEBOMETRICSوقبل الختم نرى من نافلة البحث القيام بإطاللة على تصنيف الصعيد العالمي حتى نتمكن من توسيع نطاق التناول بين المقاربة الداخلية والخارجية. فأحدث تصنيف على

3062كان في يناير من هذا العام واضعا أول جامعة مغربية وهي جامعة القاضي عياض بمراكش في الدرجة

Page 3: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

الجودة محصلة بذلك على عالميا، وهي بالمناسبة أول جامعة مغربية تتوفق في االنخراط بنجاح في نظامعلى 26على المستوى القاري و 67". كل هذا أهلها إلى أن تحتل المرتبة 9886شهادة الجودة "إيزو

إفريقيا متجاوزة هارفارد 62المستوى العربي مع مالحظة أساسية تجلت في احتالل جامعة كينية للمرتبة عالميا. 0176عربيا و 31اريا وق 29إفريقيا) جامعة األخوين( التي جاءت في المرتبة

هذه اللعنة من األرقام ال تريد أن تنفك عن قطاع من األهمية بمكان في األجندة السياسية للبالد، وذلك ببساطة لكون التقدم في ميدان حيوي كهذا رهين بوضوح الرؤية وااللتزام على الصعيد السياسي أوال،

عن االتفاق الدولي ثانيا.واالستقالل الثقافي الذي ال يؤخذ أو يعطى

وما هو الحّل إلصالح التعليم بالمغرب؟

محمد بودهان

02:90 - 9900غشت 92االثنين ألزمة التعليم بالمغرب، وبشكل فيه غير قليل من الجرأة 2863الخطاب الملكي لعشرين غشت تطرق

قد يبدو »والصراحة والصدق، حتى أن الملك نفسه وصف خطابه، بخصوص موضوع التعليم الذي أثاره، بأنه «.قويا وقاسيا

ذا كان الخطاب، بما اتسم به من جرأة وصراحة وصدق، قد اعترف بفشل الن ظام التعليمي بالمغرب جازما أنه وا ، إال أن هذه الجرأة والصراحة «أصبح أكثر سوءا مقارنة بما كان عليه الوضع قبل أزيد من عشرين سنة»

والصدق لم تكن، فيما يتعلق بتقديم الحلول إلصالح نظام التعليم الفاشل والمتأزم، "قوية وقاسية".

توى الحلول، شيء مفهوم: فالوظيفة التحكيمية والتوفيقية وغياب هذه الجرأة والصراحة والصدق، على مسللملك ال تسمح له بفرض حلول هو يعرف أن أطرافا سياسية أخرى ال تقبلها، وخصوصا إذا كانت هذه األطراف قد ساهمت هي نفسها في الفشل الذريع الذي تعرفه المنظومة التربوية بالمغرب. لهذا تضمن الخطاب إشارات

ست صريحة ـ فقط إلى حلول ممكنة لتجاوز الوضعية المتردية والمتدنية لمنظومة التربية والتكوين، مبطنة ـ ولي بناء على تشخيص أسباب هذا التردي وهذا التدّني.

Page 4: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

عن االختالالت الناجمة عن »وهكذا نجد أن أقوى اللحظات في هذا الخطاب هي تلك التي تحدث فيها الملك د العلمية، من العربية في المستوى االبتدائي والثانوي، إلى بعض اللغات األجنبية، تغيير لغة التدريس في الموا

في التخصصات التقنية والتعليم العالي. وهو ما يقتضي تأهيل التلميذ أو الطالب، على المستوى اللغوي، «.لتسهيل متابعته للتكوين الذي يتلقاه

لماذا أعتبرها أقوى اللحظات في الخطاب؟

تراف بفشل المنظومة التربوية بالمغرب شيء يعرفه القاصي والداني. لكن األسباب الحقيقية عن هذا ألن االعالفشل ال تثار بشكل صريح وحقيقي، لينصب النقاش عن األسباب الهامشية مثل عدم تعاون األسرة مع

بمنازلهم، نقص في التجهيزات المدرسة، تغيبات األساتذة، الدور السلبي للتلفزة التي تشغل التالميذ عن القراءة والبنيات التحتية...

لكن إذا عرفنا أن هدف المدرسة هو التكوين العلمي والمعرفي للتلميذ، وأن األداة األولى واألساسية لهذا التكوين هي اللغة التي بها تلّقن المعارف وتكتسب العلوم، فسيكون واضحا، بل بديهيا، أن مشكلة التعليم

لة لغة التعليم، أي األداة التي بها نعّلم وندّرس. ففشل التعليم بالمغرب سببه فشل لغة بالمغرب هي مشكصالح التعليم يقتضي أوال إصالح لغة التعليم. التعليم. وا

االختالالت »وهذا ما أشار إليه، ولو بشكل ضمني ومحتشم كما سبقت اإلشارة، الخطاب الملكي عندما ذّكر بـوهو ما يقتضي تأهيل التلميذ أو الطالب على المستوى اللغوي، لتسهيل »، «لتدريسالناجمة عن تغيير لغة ا

هنا نلمس تشخيصا للمشكل الذي يرجع إلى اللغة، واقتراحا للحل المتمثل في «. متابعته للتكوين الذي يتلقاه «.تأهيل التلميذ أو الطالب على المستوى اللغوي»

ن تأهيل التلميذ على المستوى اللغوي؟لماذا يرجع المشكل إلى اللغة؟ وكيف يمك

ألن اللغة العربية التي فرضت كلغة للتدريس، ألسباب إيديولوجية وليس تربوية، غير مالئمة للتعليم العمومي ألنها تفتقر إلى وظيفة االستعمال الشفوي، الشيء الذي يجعل لغة المدرسة، بدل أن تكون امتدادا للغة البيت،

اسة، في صراع مع لغة البيت، مما يصير معه الهدف من المدرسة، ليس هو تلقين العلم تدخل، طيلة مدة الدر والمعرفة والمهارات والكفاءات، بل هو مقاومة لغة البيت بتعليم لغة أخرى جديدة للتلميذ، وهي اللغة العربية،

ك في مقال سابق التي يصبح تعلمها هو الغاية من التعليم في المغرب، وليس شيئا آخر، كما شرحنا ذل(. وعندما تكون اللغة http://hespress.com/writers/69755.html)موجود على رابط هسبريس:

غير مالئمة للتدريس، بسبب االختالف بين لغة البيت ولغة المدرسة، فإن ذلك تكون له آثاره السلبية جدا على والتردي والفشل، وعلى مستوى الكلفة مستوى جودة التعليم ومردوديته، حيث يعرف هذا التعليم التدني

االقتصادية واالجتماعية المرتفعة لهذا التعليم، بسبب التكرار والرسوب والتعثر واالنقطاع وكل ما يدخل تحت مفهوم الهدر المدرسي.

Page 5: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

فاللغة العربية، إذا كانت قد ظلت ألزيد من اثنى عشر قرنا هي لغة تلقين المعرفة والعلم، فيجب أن ال ننسى أنه لم تكن هناك مدرسة عمومية بمعناها الحديث، الذي يعني حق التعليم للجميع، بل كان ذلك التعليم، الذي يلقن بالعربية الفصحى، نخبويا ومقصورا على عدد محدود من المتعلمين. أما المدرسة العمومية فهي تعني

د اللغة العربية لتلقين المعرفة في إجبارية تعليم جميع األطفال في سن التمدرس. هذا الفرق، بين اعتماالماضي واعتمادها للقيام بنفس الوظيفة في المدرسة العمومية، هو ما يغيب، ليس لألسباب اإليديولوجية المعروفة فحسب بل ألسباب علمية تربوية وبيداغوجية ولسانية، عند المدافعين عن سياسة التعريب منذ أزيد

من نصف قرن.

لغة التدريس. وما هي هذه اللغة التي يمكن أن تعّوض العربية؟الحل إذن هو تغيير

والدارجة المغربية، فإن الواقعية تفرض علينا أن في انتظار تأهيل لغة األم لتكون لغة المدرسة، كاألمازيغيةتكون هذه اللغة، حاليا، وألسباب تاريخية مرتبطة بالحماية الفرنسية، هي اللغة الفرنسية التي هي في الحقيقة لغة وطنية ثالثة بالمغرب بعد األمازيغية والدارجة، ألن جزءا كبيرا من المغاربة يتخاطبون بها كما يفعلون

يغية والدارجة. وهذا هو مفهوم اللغة الوطنية: اللغة التي يتخاطب بها المواطنون.باألماز

والعودة، في انتظار تأهيل األمازيغية والدارجة كما قلت، إلى اللغة الفرنسية كلغة للمدرسة والتعلم، سيكون مهما ومفيدا ألن ذلك:

ويده والرفع من مستواه ومردوديته.ـ سيساهم، كهدف أول، في اإلصالح اللغوي المطلوب للتعليم وتج

سيساهم أيضا، وهذا مهم جدا، في التطبيع مع اللغة الفرنسية التي لن تبقى، بعد جعلها اللغة المدرسية األولى، لغة نخبوية ذات امتياز خاص، بل ستعود إلى حجمها الطبيعي ألنها ستصبح لغة عادية يجيدها كل

حاصل على شهادة التعليم اإلعدادي.

سيجعل التعليم ديموقراطيا يقوم على المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع أبناء الشعب الذين يتلقون نفس ـالتعليم وبنفس اللغة، عكس ما هو حاصل اليوم بالمغرب حيث التعليم طبقي والديموقراطي، إذ أبناء الشعب

الخطاب الملكي بخصوص بعض ، كما جاء في«التي ال تتالءم مع متطلبات سوق الشغل»يدرسون بالعربية البرامج والمناهج، في حين يدرس أبناء النخبة باللغة الفرنسية المطلوبة في سوق الشغل.

لكن هذا الحل، المتمثل في تغيير لغة التدريس من العربية إلى الفرنسية، يحتاج إلى صدق وشجاعة سياسيين ليس هناك اليوم بالمغرب حزب سياسي يملك هذا ال نرى اليوم الطبقة السياسية المغربية متحلية بهما. ف

الصدق والشجاعة ليطالب بفرنسة لغة التعليم، وليست هناك حكومة تستطيع إعادة النظر في سياسة التعريب المقيتة واإلجرامية. كما أن المؤسسة الملكية، ورغم أنها تشتغل باللغة الفرنسية، إال أنها ليست بقادرة على

العربية، ألن ذلك قد يبدو متنافيا مع إمارة المؤمنين. فرض هذه اللغة محل

Page 6: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

وهكذا تستمر االنتهازية والنفاق ومخادعة الشعب، بخصوص قضية التعليم واللغة العربية، وذلك باسم إيديولوجيا متجاوزة ومتهالكة وعلى حساب مصلحة الوطن والمواطنين الذين حولتهم الطبقة السياسية،

والمخادعة، إلى رهينة للغة العربية، بتذكيرهم الممل بأن العربية لغة القرآن، كأن المغاربة االنتهازية والمنافقة هم وحدهم في العالم يعرفون القرآن ويتلونه، وكأنهم هم وحدهم مسلمون من دون أزيد من مليار مسلم،

لمة التي ال تستعمل العربية كاإلندونيسيين والباكستانيين واإليرانيين واألتراك واألفغان...، وكل الشعوب المس كلغة للتدريس، ومع ذلك فليست أقل إسالما من المغاربة.

تكفي المقارنة البسيطة بين ما كان عليه مستوى التعليم ببالدنا عندما كانت لغة التدريس هي الفرنسية، قبل عز الدين العراقي، لتبرز، على يد وزير التعليم آنذاك 6977الشروع في تعريب كل المواد بالتعليم الثانوي في

وبشكل صارخ وواضح وفاضح، مسؤولية اللغة العربية، ووراءها مسؤولية من فرضوها كلغة للتدريس، عن ذا كان مستوى التعليم أجود عندما كانت الفرنسية التدني المطرد والمتواصل لمستوى التعليم منذ ذلك التاريخ. وا

نة الثالثة من التعليم االبتدائي، فال شك أن هذه الجودة ستزداد إذا هي لغة التدريس الرئيسية ابتداء من الس استعملت هذه اللغة كلغة أساسية للتدريس ابتداء من السنة األولى من التعليم االبتدائي.

هذا هو الحل الختصار طريق إصالح المنظومة التربوية المعطوبة بالمغرب. وهذا اإلصالح هو الشرط الواقف رب في طريق التنمية والتقدم. وفي الحقيقة، هذا الحل هو المتبع بالنسبة ألبناء النخبة الذين النطالق المغ

يدرسون بالفرنسية منذ التحاقهم األول بالمدرسة. فاإلصالح اللغوي ال يتطلب إذن أكثر من تعميم اللغة التي يدرس بها أبناء النخبة إلى أبناء الشعب بالمدرسة العمومية.

ة بهذا الحل أو فرضه من طرف أصحاب القرار، يتطلب مسبقا غيرة حقيقية على الوطن وأبنائه، لكن المطالببعيدا عن االنتهازية والنفاق والخداع والحسابات الصغيرة التي هي سمة الطبقة السياسية بالمغرب، مع إيالء

تي "تضرب الحساب" للمصلحة األولوية، ليس لهذه الحسابات الصغيرة، بل للحسابات الكبيرة، أي الحسابات الالعليا للوطن، المتمثلة في تنميته وتأهيله وتكوين أبنائه تكوينا مالئما ونافعا وجيدا، وهو ما يقتضي اختيار اللغة المالئمة لمثل هذا التكوين المالئم والنافع والجيد. فمتى يكون لدينا هذا الحزب أو هذه الحكومة أو هذا

التي تجرؤ على إعادة النظر في سياسة التعريب من أولها إلى آخرها، مراعاة البرلمان أو هذه الملكية للمصلحة العليا للوطن والمواطنين؟

هناك من يعترض على الفرنسية بالقول: إذا كان ال بد من اختيار لغة أجنبية للتدريس، فاألفضل اختيار ت متقدمة، من حيث اإلنتاج العلمي والمعرفي اإلنجليزية أو األلمانية أو اليابانية أو الصينية التي هي لغا

واالقتصادي، على اللغة الفرنسية. ال، ال يتعلق األمر باختيار األفضل بصفة مطلقة، بل األفضل بالنسبة لحالة ، اللغة الفرنسية. ولهذا إذا أردنا أن تختار مثال اللغة 6962المغرب وظروفه الخاصة التي فرضت عليه، منذ

ن ذلك يتطلب استثمارا إضافيا مكّلفا في الوقت والمال، في حين أن الفرنسية حاضرة ومتداولة اإلنجليزية، فإوموجودة بالمغرب. ومن جهة ثانية، فإن المهم في الفرنسية أو اإلنجليزية أو الصينية، ليس أفضلية إحداهما

ات لغات مستعملة في التداول عن األخرى على مستوى اإلنتاج العلمي والمعرفي واالقتصادي، بل ألن هذه اللغ

Page 7: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

الشفوي والكتابي عكس العربية التي ال تستعمل إال في الكتابة، وهو ما يشكل عائقا تربويا وبيداغوجيا عندما تكون هي لغة التدريس الرئيسية، أي لغة التكوين وتلقين المعرفة والعلم للتلميذ والطالب.

إصالح جذريالخطاب الملكي حول قطاع التعليم في انتظار

مصطفى الونسافي

لعله من نافلة القول الحديث عن ضعف المنظومة التعليمية بالمغرب، ذلك أن واقع هذا القطاع الشديد األهمية

يكشف عن اختالالت خطيرة تعكس مقدار اإلهمال والالمسؤولية اللذين طبعا سياسات الوزارات الوصية على

بة منذ االستقالل.القطاع في الحكومات المتعاق

ويأتي الخطاب الملكي األخير في إطار التذكير بتلك االختالالت التي طبعت مناهج التربية والتعليم في المغرب،

وكان لها جملة من اآلثار السلبية التي كبدت البلد إخفاقات كبيرة طالت عمق البنية االجتماعية التي ُتَعد أساس

ألكبر هو المواطن العادي الذي ينفق الغالي والنفيس على "تربية وتعليم" كل نهضة وتقدم؛ ويبقى الخاسر ا

أطفاله في المدارس العمومية التي ثبت بالملموس عجزها وتخلفها عن ركب التطور الكبير الذي عرفته

المناهج التعليمية في بعض دول العالم الثالث، فضال عن الدول المتقدمة.

غشت إلى جملة من المشاكل التي تعترض الرقي بهذا القطاع 02في خطاب أ وقد أشار الملك محمد السادس

األساسي في بناء الدولة، لكن ما جاء في الخطاب من إقرار بفشل السياسات التي تهم التعليم، واعتراف

لة بوجود أزمة حقيقية يعاني منها القطاع، يعطي إشارات قوية للمعنيين باألمر، تستلزم العمل على إعادة هيك

المنظومة التعليمية ككل، والبدء في تنفيذ برنامج إصالح جذري، ولذلك صدر القرار بإعادة تفعيل المجلس

األعلى للتعليم، وهي خطوة قرأها المتابعون للشأن التربوي على أنها تهدف بالدرجة األولى للنأي بهذا القطاع

النخب السياسية.الحساس عن الحراك السياسي والتجاذبات الفكرية بين مكونات

الذي جاء نتيجة تراكمات تجارب تفتقر لمقومات التخطيط -لكن تحميل مسؤولية فشل المنظومة التعليمية

لفصيل سياسي لم يْحَض بفرصة تدبير الشأن العام إال مؤخراً، وفي -المبني على دراسات وأبحاث ومقارنات

األزمة العالمية الخانقة، )تحميله المسؤولية( فيه قفز ظروف استثنائية في ظل المتغيرات اإلقليمية العاصفة و

على كل المعطيات السلبية السالف ذكرها، ومن شأنه خلق انطباع لدى الرأي العام بكون ذلك الفصيل مسؤول

أوالً وأخيراً عن إخفاقات راكمتها مخططات رسمتها وأنجزتها أحزاب معلومة، تلك األحزاب التي تولت الحكم

قود طويلة انتهجت خاللها سياسة أضرت بكثير من القطاعات الحيوية في الدولة، وفي مقدمتها على مدار ع

قطاع التربية والتكوين.

ولعل أخطر ما أساء للمنظومة التربوية على مدى سنوات ما بعد االستقالل، ونجم عنه ما يشبه الشحن

تعليمية وتوظيفها سياسياً لخدمة أجندات حزبية اإليديولوجي المتنوع ألطياف المجتمع، هو استغالل المناهج ال

أثبتت األيام أنها كانت مناوئة لهوية األمة في كثير من تجلياتها، وهو ما انعكس سلباً على انسجام مكونات

المجتمع وترابط شرائحه في بوتقة الوحدة الوطنية التي تستمد قوتها وثباتها من دين اإلسالم؛ مما يفتح الباب

م يرتكز عليه قيام أي مشرعاً للت ساؤل عن أسباب تجاهل الدولة )المخزن( لهذا العبث الخطير بأهم مقوِّ

Page 8: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

حضارة، وهو هويتها الثقافية.

سة، وهو التركيز على الصعيد البيداغوجي، يبرز مشكل أساسي كعائق أمام تحقيق الجودة في المناهج الُمدرَّ

أ االستراتيجي في حق األجيال ينحو منحى تصاعدياً على على الكم على حساب الكيف، واألخطر أن هذا الخط

مر السنين، حتى بدأنا نرى في الفترة األخيرة أطفاالً بالكاد بلغوا سن التمييز يحملون على ظهورهم أثقاالً من

الكتب، واألخيرة بدورها قد تم حشوها بآالف المعلومات التي ال توسع من معارف الطفل بقدر ما تربك ذهنه

يات لن يحتاج معظَمها طيلة حياته، من قبيل "عوامل انقراض الحمار القبرصي"، أو "أسباب ازدهار بمعط

تجارة الحلزون في جمهورية بنغالديش".

إن أولى الخطوات على طريق إصالح قطاع التربية والتكوين تبدأ من تكريس عامل االنتماء للوطن، وما

ألمة وموروثها الحضاري، عوض تمجيد ثقافات مصادمة رأساً يستلزمه ذلك من إعطاء األولوية لثقافة ا

للهوية اإلسالمية، دونما إغفال لضرورة مواكبة التقدم الحاصل على صعيد البحث العلمي والتطوير التقني؛

وهذا التحدي يتطلب تضافر جهود كل مكونات المجتمع بهيئاته ومؤسساته الحكومية والشعبية، بعيداً عن

ظيف اإليديولوجي.التسييس والتو

وفي انتظار اإلصالح المنشود.. يستمر الخلل، وتستمر معاناة الوطن والمواطن.

ماذا نريد من إصالح التعليم، من هنا نبدأ

مكمن الخلل بحسب تقرير المجلس األعلى للتعليم

الة على الخلل الذي تعاني منه المدرسة العموميةالمؤشرات الد 1

أسباب تدني مستوى تالميذ المدرسة العمومية .2

عوامل متهمة باطال بإفشال المدرسة العمومية .3

االبتدائي و تبعاته أفة استصغار عقول تالميذ .4

آفة تسطيح المقررات التعليمية من األسفل .5

استفحال بيداغوجية الحشو العقيم .6

المهاراتضرورة التمييز بين الكفايات و .7

ضرورة التمييز بين األمي و المتعلم في نهاية االبتدائي .8

Page 9: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

تبعات و مخاطر آفة الخلط بين القراءة و التالوة .9

الضعف المزمن في كفاية التعبير الكتابي باالبتدائي و بغيره12

_ضياع تالميذ التعليم العمومي في حق إتقان اللغة الفرنسية 11

ضرورة تمكين المغرب من الحق في نصيبه الطبيعي من النخب العلمية 01

عواقب التغطية على ضعف التالميذ بنقط المراقبة المستمرة المضخمة 13

.بيداغوجية التحدي أو بيداغوجية مدرسة المعرفة 14

اإلقليمين في التعليم عن نتائج تسييرهم و تدبيرهم آفة غياب محاسبة المتنفذين 15

العوائق الثقافية

االعتقاد بأن خدمات التعليم العمومي مجانية 16

.غياب الديمقراطية التشاركية17

األهداف اإلجرائية لتحقيق اإلصالح المقترح

اتخاذ التدابير التي من شأنها الرفع من مستوى تالميذ التعليم العمومي 18

البدء باإلصالح من االبتدائي 19

اإلجراءات البنيوية

إعادة هيكلية التعليم و التكوين بكل إقليم 01

التالي: على النحو بكل إقليم تصبح هيكلية التعليم و التكوين

مكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل وزارة التعليم القطاع

التكوين المهني التقني العام المسار

السلك

االبتدائي

اإلعدادي اإلعدادي اإلعدادي

الثانوي الثانوي الثانوي

التعليم العالي

Page 10: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

تكليف متنفذين إقليميين في مسالك التعليم و تحديد صالحياتهم و معايير تقييم 00 تسييرهم و تدبيرهم

كما أسلفنا، الرفع من مستوى تالميذ و طلبة التعليم العمومي يستوجب إقرار

محاَسبة المتنقذين إقليميا في المؤسسات التعليمية عن مردوديتها في نهاية كل سنة

دراسية. األمر الذي يقتضي, كما أسلفنا, تعيين منتفذ على رأس مؤسسات كل سلك

النحو التراتبي التالي: من أسالك التعليم بكل إقليم. و ذلك على

منتفذ إقليمي في مجموعة المدارس االبتدائية (1

متنفذ إقليمي في مجموع اإلعداديات (2

متنفذ إقليمي في مجموعة الثانويات (3

و من فوق مجموعة الثانويات يأتي التعليم العالي بالجهة

إقرار تعويضات سنوية عن المردودية لفائدة المتنفذ اإلقليمي المحقق لألهداف 03 المرسومة له مع احتمال إعفائه و استبداله بغيره في حال فشله

بر قدر من مستحقاتها الضريبية, مع أقل حرصا من الدولة على تحصيل أك

تعويضات عن وزارة المالية موظفيها بمنحهم نسبة من الهروب الضريبي, تحفز

. إال أن تعليم و تكوين أجيال المستقبل ال يقل أهمية عن جباية أكبر قدر المردودية

اج بل التعليم أهم, ألن مقدار الضرائب مستقبال مرتبط بمقدار اإلنت من الضرائب.

القومي للثروات, و حجم اإلنتاج القومي للثروات رهين بجودة تعليم و تكوين

....الموارد البشرية في طور اإلعداد اليوم

االقتصار على ترقية موظفي التعليم باالختيار المرتبط بالمردودية التي يفصل 04 في تقييمها المتنفذ اقليمي

تعني التسيير و التدبير الذي يفضي إلى النتائج المطلوبة. و الحكامة الجيدة التي يتطلع إليها كل موظف ربط كل االمتيازات تقتضي الحكامة الجيدة بهذا المعنى

تصرف المتنفذ اإلقليمي في المؤسسات التعليمية, من أعوان و إداريين يعمل تحتبدال من ربطها باألقدمية أو باالمتحان بالمردودية, و أساتذة و مديرين و مفتشين,

المهني. فال معنى لربط التنقيط من أجل ترقية أي موظف و غيرها من ن األساتذة في حال الحاجة االمتيازات كالحركة االنتقالية مثال أو تعيين الفائض م

فال فضل ألي كان في دوران األرض إلعادة االنتشار, بعدد سنوات أية أقدمية.بل األحقية في أي امتياز يتطلع إليه أي موظف يجب أن ترتبط حول الشمس.

بمقدار جهده في العمل على الرفع من مردودية المؤسسات التعليمية طوال أيام رض حول الشمس....تلك الدورة الكاملة لأل

اإلجراءات التقنية

Page 11: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

االمتحان الموحد اإلقليمي كأداة لتوجيه المتنفذ اإلقليمي و هيئة التدريس التي 05 تعمل تحت إشرافه

ال تليق إال بمن يحلو له إعفاء من أجل االمتحان""ال نُعلّم التالميذ مقولة

المتنفذين اإلقليميين في قطاع التعليم من الُمساءلة و الُمحاسبة على نتائج تدبيرهم و

فلالمتحانات الموحدة اإلقٌليمية في تسييرهم له في نهاية كل سنة دراسية. و إال

ثالثة أدوار أساسية يمنهاية كل سنة دراسية و في نهاية كل سلك من أسالك التعل

ال يمكن االستغناء عنها من أجل تحقيق الجودة المفضية باألساس إلى الرفع من

:... مستوى التالميذ. و هذه األدوار هي كالتالي

حد اإلقليمي كأداة لتقييم مردودية المؤسسات التعليمية و االمتحان المو 06 محاسبة المتنفذين على أساسها، لتميديد انتدابهم في مهامهم أو إعفائهم و استبدالهم

بغيرهم

رأينا بأية مواصفات يجب أن يكون االمتحان الموحد اإلقليمي لنيل شهادة الدروس

أداة لتوجيه و إرشاد هيئة التدريس إلى الكفايات المطلوب منهم تمكين االبتدائية ك

كأداة لتقييم و اآلن ماذا عن نفس االمتحان بنفس المواصفات التالميذ منها.

اإلقليمي على أساس مردودية المؤسسات بالنسبة لآلباء و محاسبتهم المتنفذ

؟... نتائج ذلك التقييم

االمتحان الموحد اإلقليمي كأداة لتفييء و توجيه تالميذ السادسة ابتدائي و 07 قي األسالكالحسم في االنتقال من سلك إلى الذي يليه ببا

رأينا بأية مواصفات يجب أن يكون االمتحان الموحد اإلقليمي لنيل شهادة الدروس

االبتدائية كأداة لتوجيه و إرشاد لألساتذة إلى الكفايات المطلوب منهم تمكين التالميذ

منها. و رأينا نفس االمتحان بنفس المواصفات كأداة تقييم لمردودية المؤسسات

لآلباء و محاسبتهم المتنفذ اإلقليمي على أساس نتائج ذلك التقييم. التعليمية بالنسبة

كأداة لتفييء تالميذ السادسة فماذا اآلن عن نفس االمتحان بنفس المواصفات

طيلة باقي مشوار حياتهم الدراسية ابتدائي من أجل توجيههم التوجيه الصحيح

؟...

أسباب فشل السياسة التربوية بالمغرب

من بين أعمق المشاكل التي يعاني منها المغرب مشكلة التربية التي خلفت اليوم أزيد من ثالثة ماليين

من األطفال تائهين في الشوارع واألزقة في غياب مدارس تحتضنهم وتوفر لهم شروط التعلم

والتحصيل. والسبب في فشل السياسة التربوية يعود باألساس إلى سوء تدبير األموال الضخمة

Page 12: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

المخصصة للقطاع )62 في المائة من ميزانية الدولة( التي أهدرت بسبب غياب المراقبة الالزمة،

سواء في مراحل بناء المدارس أو مراحل التكوين. واألجدر بنا، في هذا الباب، أن نصارح المواطنين

بفشلنا، علما بأن جيراننا في تونس تمكنوا، في غضون بضع سنوات، من التغلب على المشكل وحذت

الجزائر حذوهم بشكل أو بآخر. يتعين علينا أيضا أن نصارح اآلباء بالمعيقات التي تحول دون التحاق

أبنائهم بالمدارس، وأن نقف على األسباب الكامنة وراء قلتها بالبوادي وتواجد معظمها على مسافات

بعيدة من األطفال، وأن نتوصل في األخير إلى فهم حقيقي لألسباب التي جعلت أزيد من نصف مواطنينا

.أميين بعد خمسين سنة من االستقالل

تلك هي حالة مغرب اليوم، بلد التناقضات الذي يتعين عليه أن يدرك أن التربية يجب أن تكون قي

مقدمة األولويات قبل الفالحة والصناعة، لسبب بسيط هو أنه إذا كانت التنمية الفالحية ضرورية

لتأمين الغذاء، فإنه بإمكاننا شراء القمح، فيما يستحيل علينا استيراد األدمغة وتعويضها بأدمغة

.أبنائنا

ومما يبعث على األسف أن المنحى التربوي الذي انتهجه المغرب غداة االستقالل سار في اتجاه تكريس

تعليم نخبوي باعتماد بناء ثانويات وبعثات ثقافية فرنسية وإسبانية، مع تسارع األسر إلى تسجيل

أبنائهم بهذه المؤسسات التي لم تكن لتعوض النقص الحاصل في المجال التربوي.. عملنا على تكوين

مهندسين كبار وأطباء كبار دون أن نفكر في تكوين الشعب، وهو وضع غريب جدا يستدعي منا

التفكير بعمق في مخرج ال أراه سوى في توفير المدارس بصورة عاجلة لمئات اآلالف من األطفال

المحرومين من حق التمدرس، حتى لو استدعى األمر قضاء اليوم ليله ونهاره في بناء ما يلزم من

مؤسسات لهذا الغرض.. ال يمكننا أن نستمر على هذا الحال.. إنها وصمة عار في جبين بلد له ما ليس

.لغيره من حضور ثقافي وتاريخي عريق. فلنوقف المأساة، وبأسرع وقت ممكن

أما عن قطاع الشغل، فحدث وال حرج.. ويكفي أن نفهم أن نسبة السكان النشطين ال تتجاوز ببالدنا 03

في المائة، لندرك االختالالت الكبيرة في هذا المجال. فهل تجاهلت الحكومات المتعاقبة، منذ الستينات،

األمور األساسية وتناست واقع وحقيقة البلد؟ منذ أربعين سنة ونحن ننظر إلى أحياء الصفيح تشيد في

62 ساعة والمزارعون يتقاطرون على المدن بحثا عن شغل لن يجدوه.. ونحن في المقابل نكتفي ببناء

أسوار عالية لتغطية هذه األحياء العشوائية التي يتكدس بها المواطنون باآلالف، دون التفكير في رسم

سياسة تقوم على توزيع عادل إلمكانيات البلد ومعالجة رشيدة لمشكل البطالة الذي تمخضت عنها

.مشاكل ومآس أخرى أهمها زوارق الموت عبر مضيق جبل طارق

قرأت في الصحف المغربية قبل أيام أن الحكومة قررت التصدي للهجرة السرية، وأنا شخصيا آسف

لمثل هذا القرار على اعتبار أن تبنيه يقتضي، من جهة، توفير الشغل لمعظم العاطلين، وال يخدم، من

جهة أخرى، سوى مصالح إسبانيا وأوربا التي هي مدعوة إلى بذل مجهود أكثر من مجرد توقيف

.الهجرة والقضاء عليها بالمرة

والحديث عن مأساة التربية ومعها مشكل الشغل، يقتضي منا القيام بمسح جذري للسياسات السابقة في

Page 13: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

اتجاه إقرار ديمقراطية حقيقية وعلى وجه السرعة. فحتى وإن كانت األوضاع معقدة والوسائل غير

متوفرة بما فيه الكفاية، فإن المغرب مدعو إلى االنخراط في العالم المتحضر الذي تحكمه اليوم عدة

مبادئ أهمها الديمقراطية وحرية الفكر وحرية التعبير.. إنها ضرورة حتمية، ويكفي أن ننظر إلى

جارتنا األكثر قربا لنتأكد من حتميتها: كيف أصبحت إسبانيا، بعد وفاة الجنرال فرانكو؟ كنت سفيرا في

مدريد وشاهدا آنذاك على األحداث التي عشتها عن قرب.. فبمجرد اعتالئه العرش، بادر الملك خوان

كارلوس إلى التأثيث للبناء الديمقراطي من خالل عرض دستور ديمقراطي وليبرالي صادق عليه

الشعب اإلسباني دون تردد، وجاء فيليبي غونزاليس، زعيم الحزب االشتراكي العمالي اإلسباني، بأفكار

متشبعة بروح الديمقراطية والحرية والتنوع والتناوب الحكومي. وحينما زار الرباط، بعد وقت قصير

من توليه مهامه، فهم أنه يتعين عليه إزاء المغرب -الذي تجمعه بإسبانيا عالقات عريقة وإن تخللتها

في معظم األحيان فترات من الحروب والمآسي- أن يقيم سياسة جديدة قوامها مساعدته على نهج نفس

.السياسة اإلسبانية في مجال االنفتاح الديمقراطي

قصوٌر في توفير العرض من المؤسسات التعليمية، وضعٌف في مواد دراسية كان المغاربة يظنون تمدرس دون المتوسط قياسا بالبلدان الصاعدة، أنهم متفوقون فيها على اآلخرين، وسنواُت

وفوارُق بين مناطق البالد وداخل المدينة الواحدة في معدل سنوات التمدرس، وهدٌر وانقطاٌع تلك عناوين لفشل ذريع مني به نظام التربية والتكوين في … عند الدراسة يبعثان على القلق

ن سببا في غضب الملك حول هذا القطاع، المغرب، رصدته دراسات وتقارير وطنية ودولية، وكا وهو ما أبان عنه في خطابه األخير.

في السنة الفارطة، تم اإلعالن عن فشل المخطط االستعجالي للتربية والتكوين، الذي رصدت

مليار سنتيم. فعند نهاية العمل بذلك المخطط، الذي استغرق ما 0033له الدولة ميزانية قدرها ثانوية من 120و 070مدرسة من أصل 22، تجلى أنه لم تنجز سوى 9319و 9332بين سنتي

معلوميات من 539و 7799حجرة دراسية من أصل 9322و 053داخلية من أصل 77و 737أصل .1559أصل

يرصد العديد من األوهام والمفارقات حول المنظومة التعليمية « اآلن»العدد الجديد من أسبوعية

اعتقاد الكثير من المغاربة بكون العقل المغربي نابغة يستوعب مواد اللغات بالمغرب، ومن ذلك والعلوم الحقة بشكل ال يقدر عليه اآلخرون؛ لكن واقع الحال يناقض ذلك الكالم بحسب ما تثبته

األرقام...

عندما وضعت وزارة التربية الوطنية مخططا استعجاليا لتسريع تطبيق إصالح منظومة

كما ذكرت الوزارة -تكوين ورصدت له إمكانيات مالية مهمة ، كانت تستهدف التربية وال

النهوض بالتعليم في جميع أسالكه عن طريق االهتمام بالبنية التحتية للمدارس –رسميا

وبالموارد البشرية...ولذلك سعى المخطط االستعجالي إلى "وضع" ثالثة أوراش نوعية :

التعليم العمومي لجميع األطفال المغاربة إلى غاية الورش األول يروم تفعيل إلزامية

استيفائهم الخامسة عشرة من العمر. الورش الثاني يهم التعليم ما بعد االلزامي ويهدف إلى

Page 14: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

منح فرص متساوية لكل الشباب المغاربة من أجل تحقيق ذواتهم والتعبير عن قدراتهم

ن المهني. أما الورش الثالث فيهم سواء في التعليم الثانوي أو الجامعي أو في التكوي

منظومة التعليم ويهدف إلى إعادة االعتبار لمهنة التدريس وتجديدها والرفع من كفايات

...التحكم اللغوي

ومع ذلك فشلت بالدنا في بناء تعليم عصري فعال..فما أسباب هذا الفشل ؟

تشخيص سبب بعينه أو مجموعة من األسباب بجرة قلم خصوصا عندما يتعلق اليمكن

األمر بقطاع معقد تتداخل فيه اعتبارات كثيرة كقطاع التربية والتعليم.لكن يمكن مالمسة

بعض الجوانب دون غيرها باعتبار االجماع حول أهميتها ، ولذلك فإن تشخيص عوامل

من المطالبة بإيجاد بدائل، كما –في الوقت الحالي –وأسباب فشل منظومتنا التربوية أهم

يفعل " أنصار" بيداغوجيا االدماج الذين يطالبون بوضع بديل لها وكأن األستاذ المدرس

.توقف عن العمل بعد إلغائها وجلس ينتظر تقديم بديل يشتغل على ضوئه

ادس حول وضعية إذا عدنا إلى التقرير الذي قدمه المرحوم بلفقيه إلى الملك محمد الس

التعليم ببالدنا سنجد تركيزا على أمور تحققت التمس جوهر االشكالية التعليمية ببالدنا من

بالمائة وتقليص فوارق التمدرس بين الوسطين 49قبيل تعميم التعليم بنسبة وصلت إلى

–الحضري والقروي وبين الذكور واالناث...لكن واقع الجودة وربط التعليم بسوق الشغل

مازال يعرف خلال لم يتمكن الخطط االستعجالي من تداركه -وهو األهم .

يمكن الصالح البنية التحتية للطرقات المغربية أن يساهم إلى حد كبير في الحد من حوادث

السير ، لكن في مجال التربية والتعليم ال يكتسي إصالح وترميم وحتى بناء مدارس جديدة

ح ، ألن االصالح المنشود يتحقق من داخل المنظومة طابعا حاسما في عملية االصال

...التعليمية بإصالح البرامج والمناهج والتقويم

وذلك فمن أسباب فشل المخطط االستعجالي أنه راهن على البنية التحتية وعلى لغة األرقام

مج ) تعميم التعليم ، محاربة الهدر المدرسي...( وهمش األهم وهو ما يرتبط بالجودة والبرا

والمناهج وطرق التقويم التي تركها لمن سماهم "خبراء" يقدمون حولها عروضا وندوات

أشبه بتلك الندوات الثقافية التي يقدمها " نقاد " حول الشعر أو الرواية وهم لم يقرؤوا إال

.قصائد وروايات تعد على رؤوس األصابع

ومتنا التربوية ألناس تقنوقراط وهذا أمر طبيعي ومتوقع ما دمنا قد أسندنا أمر إصالح منظ

.من خارج الدار يتقنون االحصاء ووضع األرقام أكثر من إتقانهم ألسرار ومشاكل المهنة

لقد تم اختزال إشكالية التعليم ببالدنا في مقاربات عددية يلجأ إليها جميع الوزراء الذين

عدد التالميذ المسجلين أسندت إليهم حقيبة التعليم ، فيتم اللجوء إلى أرقام وبيانات حول

ونسب الناجحين...حتى أضحت األكاديميات والنيابات تتنافس ، ليس من أجل الجودة

والمردودية التعليمية ، وإنما من أجل الحصول على المراتب األولى في أعداد الناجحين

Page 15: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

والحال أن الجميع يعرف السبل التي يمكن أن يسلكها مدير لرفع نسبة الناجحين في

تهمدرس .

بوزير للتعليم يخرج علينا ،بعد االمتحانات، ليقول لقد تراجعت -يوما –هل لنا أن نحلم

نسبة النجاح هذه السنة مقارنة بالسنوات السابقة وسنعكف على تشخيص هذا الواقع ؟

إن المراهنة على لغة األرقام التي تروم رصد الكم وإهمال لغة الكيف المتمثلة في جودة

مناهج وطرق التدريس والتقويم التربوي لن تقود منظومتنا التربوية سوى إلى البرامج وال

مزيد من االحباطات والفشل. لقد آن األوان لاللتفات إلى نظام التقويم االشهادي و نوعية

المعارف والمهارات والقيم التي تقدمها المدرسة المغربية للمتعلمين في ظل الميثاق

المشاكل التربوية التي أفرزها نظام االمتحانات في الثانوي –مثال –الوطني ، ولنستحضر

.التأهيلي ) جهوي / وطني ( ومعه نقطة المراقبة المستمرة

نظام االمتحانات في المرحلة الثانوية التأهيلية

لقد أصبح التدريس في هذه المرحلة يخضع العتبارين : األول يهم طبيعة التخصص )علمي

في ظل هذا عة االمتحان ) جهوي أم وطني( ، والنتيجة هي أن المتعلم أم أدبي( والثاني طبي

الواقع ، وحتى األستاذ، أصبح يتعامل مع المواد الدراسية المقررة تعامال نفعيا ، فإن كان

سيقتصر ، في سنة الجهوي ، على المواد األدبية فإن اهتمامه -مثال –تخصصه علميا

ه السنة لتتحول هذه المواد في السنة النهائية إلى وسيلة التي تشكل موضوعا المتحانات هذ

للحصول على نقطة مرتفعة في المراقبة المستمرة وجميعنا نعرف المشاكل التي أصبحت

تتسبب فيها هذه النقطة التي تحولت إلى وسيلة لرفع معدل الباكالوريا بعدما حادت عن

.وظيفتها التربوية األساس ولذلك فإلغاؤها هو الحل

ينبغي التراجع عن نظام : جهوي / وطني

كما ينبغي التراجع عن نظام جهوي/وطني ، لنعترف بفشله ولنعد إلى نظام الدراسة

المعهود الذي يجعل كل سنة من السنوات الثالث في الثانوي مستقلة ، في التقويم النهائي ،

لضمان مبدأ تكافؤ عن بعضها.كل سنة دراسية ينبغي أن تختتم بامتحان وطني نهائي موحد

الفرص ،ذلك أن مقارنة االمتحانات الجهوية الخمسة األخيرة في مادة اللغة العربية على

سبيل المثال في كل من البيضاء وسطات والجديدة ومراكش أظهرت تفاوتا في سهولة

.وصعوبة األسئلة المطروحة ، واالمتحان الوطني هو الحل

نظام جهوي / وطني أيضا تراجع إقبال كثير من من االختالالت الكبرى التى أفرزها

السنة النهائية على دراسة بعض المواد التي حصلوا فيها على نقاط متدنية ولنأخذ متعلمي

مثال مادة الرياضيات بالنسبة لمتعلمي الشعبة األدبية ، كيف لك أن تقنع متعلمين ، وهم

االمتحان الوطني وقد جنوا منها نقطة كثر ،بدراسة مادة في السنة النهائية غير مدرجة في

أو نقطتين أو حتى ست نقاط من عشرين في االمتحان الجهوي ومستواهم فيها أكثر من

هزيل واسألوا مدرسي الرياضيات للشعب األدبية؟ األمر نفسه يحصل مع تالميذ الشعبة

Page 16: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

لتي التعني لهم ، العلمية بخصوص مواد اللغة العربية والتربية االسالمية واللغة الفرنسية ا

.في السنة النهائية ، سوى نقطة مراقبة مستمرة مرتفعة ولو بطرق غير تربوية

هذه جملة اختالالت لن يكشف لنا عنها " جزافي" وال غيره من منظري التربية ، كما أنها

التحتاج إلى إمكانيات مادية كثيرة الخراجها إلى حيز الوجود و إنما تحتاج إلى إرادة

يقودها أهل الدار من الفاعلين التربويين والمفكرين المغاربة الوازنينجماعية .

/ في هذا الحوار المنجز من طرف إسماعيل حمودي لفائدة جريدة أخبار اليوم، يحاول عبد العزيز سنهجي

المفتش المنسق المركزي لمجال التوجيه التربوي ، بوزارة التربية الوطنية، أن يسلط الضوء على أسباب

الخلل الرئيسية في منظومة التربية والتكوين، ورسم معالم الحلول الممكنة على ضوء الرؤية التي تضمنها

.خطاب الملك

التهاون اتجاه اإلصالح التربوي ال يمكن عزل سنهجي: فشل التعليم يقتضي محاسبة كل من ثبت في حقه

إصالح التعليم عن إصالح البناء االجتماعي المغربي

بعد اإلقرار رسميا وعلى أعلى مستوى بفشل إصالح التعليم من خالل ميثاق التربية والتكوين ثم المخطط

االستعجالي، أين يكمن الخلل؟

كل مطلق، وكل ما يمكن الحديث عنه في هذا الصدد هو في المجال التربوي يصعب الحديث عن الفشل بش

وجود صعوبات وإكراهات تواجه اإلصالح التربوي العتبارات ذاتية وأخرى موضوعية سنأتي على ذكرها

" \"الميثاق الوطني للتربية والتكوين\الحقا. وبرجوعنا إلى مسار اإلصالح التربوي الحديث، ومع صدور

الفاعلين التربويين والسياسيين والشركاء االجتماعين بإمكانية انطالق مرحلة ساد تفاؤل كبير في وسط جل

من طرف بعض الخبراء -جديدة في التعاطي مع الشأن التربوي، حيث اعتبر هذا الميثاق في حينه

مشروعا تغييريا في السياق السياسي واإلداري واالجتماعي الذي جاء فيه، -والمهتمين بالشأن التربوي

ية موجهة ومؤطرة إلصالح النظام التربوي على امتداد عشر سنوات. ونحن على مشارف نهاية ومرجع

العشرية المخصصة للتربية والتكوين، اتضح للجميع أفرادا ومؤسسات وطنية ودولية أن اإلصالح التربوي

ى الستكمال المأمول لم يحقق األهداف التي وضعت له. وبالتالي، تم االنكباب على وضع خريطة طريق أخر

اإلصالح التربوي من خالل تنفيذ مقتضيات البرنامج االستعجالي في أفق تدارك التعثر الذي عرفه تطبيق

الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتسريع وتيرة اإلصالح التربوي، وذلك من خالل االستجابة لتوصيات

ض الواقع إلى أربع مجاالت للتدخل تقرير المجلس األعلى للتعليم، عبر ترجمة هذه التوصيات على أر

مشروعا، اعتبرت فرصة 62حاسمة في إصالح الشأن التربوي موزعة على حزمة من المشاريع، بلغت

مهمة لتجاوز االختالالت المتنوعة على المستويات البيداغوجية والتدبيرية والتجهيزاتية والمالية والحكاماتية،

الح وتطوير منظومة التربية والتكوين. وبالرغم من مجهودات بحيث توفر تدابير وإجراءات عملية إلص

التعبئة المبذولة والمتواصلة خالل األربع سنوات األخيرة، ال زال اإلصالح التربوي مطروحا بحدة وخاصة

في جوانبه المتعلقة بإرساء نموذج لمدرسة مغربية جديرة بثقة المجتمع المغربي، وتستجيب لتحديات

الثالثة في ظل تعاظم مطالب العولمة، حيث تظل الحصيلة في هذا الباب دون المستوى وحاجيات األلفية

.المطلوب

Page 17: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

لكن لماذا لم يحقق اإلصالح أهدافه؟ ومن المسؤول عن ذلك؟

السؤال حول األسباب الحقيقية التي حالت دون نجاح اإلصالح في تحقيق أهدافه، وكذا حول الجهات التي لم

ات اإلصالح التربوي، هو سؤال مشروع بالفعل، بل يعتبر اليوم ملحا وضروريا. إن تلتزم بتفعيل مقتضي

الوضع الحالي يقتضي تحريك المسؤولية التقصيرية ضد كل من تبت في حقه التهاون في التعاطي اإليجابي

ليم سابقا والمسؤول مع اإلصالح التربوي. ولقد أبرز كل من تقرير البنك الدولي وتقرير المجلس األعلى للتع

وتقرير المفتشية العامة للتربية والتكوين المنجز حديثا تشخيصا دقيقا ألهم االختالالت والصعوبات التي

.واجهت هذا اإلصالح

هل يمكنك تشريح أهم تلك االختالالت والصعوبات التي يعاني منها التعليم المغربي؟

االختالالت الستة الكبرى

تمظهرات هذه االختالالت عبر ستة مستويات، أوال: إن عالقة منظومة التربية يمكن رصد أهم اإلكراهات و

والتكوين بسوق الشغل غير سلسة، إذ ال تزال إشكالية بطالة خريجي الجامعات والمعاهد مطروحة بإلحاح

عادة شديد، في ظل مخرجات فاقدة في أغلب األحيان للمبادرة واإلبداع والثقة في الذات، مما يدفع الدولة إل

تأهيل هؤالء الخريجين عبر دورات تكوينية لتسهيل ولوجهم لسوق الشغل. باإلضافة لمحدودية الفرص

النظامية التي يتيحها النسيج السوسيواقتصادي، فال عمل بدون اقتصاد مهيكل ومنتج ومستوعب للكفاءات،

دة للحاجيات السوسيواقتصادية وال اقتصاد يرفع التحديات بدون تعليم نافع ودينامي يستجيب بكيفية متجد

والثقافية. وبالتالي، فإن إصالح التشغيل يبدأ أوال بإعادة هيكلة قطاع التعليم أهدافا ووظائف وشعبا ومسالك

ومضامين...ألنه المزود الرئيسي لسوق الشغل بالكفاءات الضرورية، فكلما تحسن مستوى التعليم واكتسب

اجية، وانتبه لكفايات اإلبداع والمبادرة والقابلية للعمل واالندماج، كلما تحسن أبعاده التمهينية والوظيفية واإلنت

.مردود الكفاءات في سوق الشغل وخفت حدة البطالة بشكل ملموس

وثانيا، ثمة خلل على مستوى تنفيذ منهجية اإلصالح التربوي، إن تجسيد اإلصالح التربوي عبر روزنامة

مشروعا، يعوزها االنسجام والتماسك الداخلي والخارجي، وتفتقر 62دود من المشاريع التربوية، وصلت لح

لتلك النظرة النسقية االستراتيجية لتنزيل مقتضياتها. باإلضافة لضعف التعاطي مع مشاريع البرنامج

االستعجالي بنوع من التساند البنيوي والتكامل الوظيفي، في ظل غياب اعتماد منطق األولويات والواقعية

شراكة، وضعف تقدير اإلكراهات البشرية. مع استمرار تحكم النظرة التجزيئية التقنوية ومنطق العزل في وال

بلورة وتجسيد هذه المشاريع. حيث تم الوقوف ميدانيا على مشاريع مهيكلة لإلصالح وأخرى داعمة له، بينما

والمتدخلين، كل هذا يتم وجدنا مشاريع أخرى مواكبة، والبعض اآلخر مشترك بين مجموعة من الجهات

بالطبع في غياب الحسم السياسي في بعض االختيارات التربوية والبيداغوجية األفقية المهيكلة لإلصالح

والمتعلقة أساسا بالقضايا المرتبطة بالتجديد والجودة والتوجيه والتقييم والبحث والنجاح المدرسي... كل هذا

لمشاريع مرة واحدة وبشكل متزامن يتأرجح بين النجاح والتعثرجعل من عملية تنزيل هذه الترسانة من ا .

ولكن أال يعاني تعليمنا من ارتباك في اشتغال آليات المؤسسة التعليمية؟

هذا يجرنا إلى الحديث عن االختالل الثالث، وهو اختالل يتجسد على مستوى آليات اشتغال المؤسسة

سسة التعليمية، بمختلف أصنافها، نحو االشتغال وفق دوائر مغلقة، التعليمية، بحيث هناك استمرار نزوع المؤ

مما ترتب عنه انفصال بين المواد الدراسية الملقنة من جهة، وتباعد بين المكونات المشاركة في العملية

التعليمية والتكوينية من جهة أخرى. فكل واحد منها يشتغل في عزلة عن اآلخر، مما ساهم في إضعاف

ون والتنسيق والتواصل وتداول المعلومات وخدمة الجوانب المستعرضة، وجعلنا أمام مؤسسات فرص التعا

منغلقة على نفسها، منعزلة عن محيطها السوسيواقتصادي، تركز على تلقين المعارف والمعلومات استعدادا

Page 18: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

ق الذات والعيش لالمتحان أكثر مما تعد وتؤهل للحياة، عبر تطوير قابليات التعلم وجاهزية العمل وتحقي

المشترك مع اآلخر؛

رابعا على مستوى الشراكة والتعاون، بحيث هناك ضعف تقاطع المصالح وتالقي اإلرادات بين الفاعلين

التربويين واالجتماعيين واالقتصاديين ضمن إطار للربح المتبادل يستند على نسق تشاركي حقيقي بين

مساحات التكامل والتعاون بين مختلف شركاء المنظومة، المؤسسة ومحيطها االجتماعي العام، مما ضيق

وفوت على الجميع فرص العمل الجماعي قصد مساعدة التلميذ على بناء هويته المدرسية والمهنية والنفسية

واالجتماعية، عبر إعطائه طريقة ومنهجية في بلورة وتجسيد مشروعه الشخصي بأبعاده المدرسية والمهنية

والحياتية ؛

اك اختالل خامس يتمثل على مستوى الثقافة الحياتية والريادية، إذ يبقى عنصر المعارف والمعلومات وهن

النظرية هو الغالب في المناهج التعليمية على حساب العناصر األخرى المتعلقة بالمهارات األداتية

خافت ومتفاوت بين مختلف واالتجاهات والكفايات الحياتية. حيث، تحضر الثقافة الريادية في المنهاج بشكل

المواد الدراسية ومختلف األسالك التعليمية وبداخل مختلف مؤسسات التربية والتعليم والتأهيل الجامعية

والمهنية، و ال يحكم هذا الحضور خيط ناظم، مما يحول دون إرساء ثقافة ريادية صريحة موجهة ومؤطرة

الصفية والالصفية. وبالرغم من وجود مجموعة من لمختلف األنشطة البيداغوجية وممتدة في األنشطة

"المشروع \المشاريع في سياق اإلصالح تهتم بشكل معلن أو بشكل ضمني بإرساء الثقافة الريادية ك

"، \"حقيبة تتبع المشروع الشخصي للتلميذ\"، و\"برنامج إنماء الحس المقاوالتي\"، و\الشخصي للتلميذ

"مشروع \"، و\"مشروع التميز\"، و\"مشروع الجودة\"، و\ة على التوجيه"دليل أنشطة اإلعالم والمساعد\و

"، \"مشروع تعرف إلى عالم المقاولة\"، و\إدماج تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت والتجديد في التعلمات

م "...إال أن هذه المشاريع يعوزها التقيي\"مشروع إنجاز المغرب\" و \"مشروع التلميذ المبدع االجتماعي\و

والتماسك واالنسجام والتآزر واالستدامة، ويجعلها فاقدة لذلك اإلطار المنطقي والمنهجي العام المنظم

لمجاالت تدخلها والمهيكل ألنشطتها وأهدافها، مما تسبب ويتسبب في ضياع الموارد في تصميم مشاريع

يجابي. وهنالك أيضا مستوى متشابهة ومتداخلة وفوت على منظومتنا فرصة الترصيد والتطوير والتراكم اإل

سادس يتعلق بحافزية التلميذ، إذ ثمة ضعف إن لم نقل غياب جدوى ومعنى للتعلمات المدرسية في سياق

معولم أصبحت فيه هذه التعلمات تقاس بدرجة وظيفيتها ونفعيتها ومدى إدماجها في الحياة اليومية للتلميذ، مما

طة بصعوبة تحقيق النجاح المدرسي وتجنب الفشل وتجسيد المشاريع يؤثر سلبا على إشكالية الحافزية المرتب

الشخصية. باإلضافة لتحديات األزمات السوسيواقتصادية والمهنية وما سببته من إرباك وضغط على التلميذ،

.وإشعاره بالعجز أمام مستقبل أصبح مطبوعا بالغموض والشك والاليقين

ي، ويحتاج إلى إعادة النظر في المقاربات وفي طرق التدريس، الخطاب الملكي أكد على أن المشكل نسق

كيف ذلك؟

يستشف من مضامين الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، وخاصة تلك المرتبطة بالشأن

التعليمي، أن سؤال إصالح منظومة التربية والتكوين الزال مطروحا بإلحاح شديد وخاصة في الجوانب

ر هذه المنظومة في تأهيل وتكوين المواطن الفاعل في التنمية والمستفيد منها، والقادر على المتعلقة بدو

مجابهة مطالب الحياة في ظل العولمة الزاحفة، مما يفرض على الدولة والمجتمع التعبئة القوية من أجل

من خالل التوجيهات التصدي لالختالالت المرصودة في هذه المنظومة بالجرأة والجدية المطلوبتين. ويبدو

الملكية أننا أمام رؤية جديدة يجب أن تؤطر هندسة الشأن التربوي بمقاربة مغايرة في التعاطي مع إشكاالت

التربية والتكوين والتعليم باعتبارها من الميكانيزمات الضرورية الستباق واستشراف المستقبل، ومن آليات

لوجية، ومن المداخل االستراتيجية لالستثمار في العنصر المواكبة للحركية المعرفية والمهنية والتكنو

البشري. وهنا يؤكد الخطاب الملكي على أن إصالح منظومة التربية والتكوين ليس إصالحا لقطاع معزول

Page 19: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

عن البناء االجتماعي العام، وإنما هو إصالح لقطاع يتفاعل بنيويا ووظيفيا مع باقي القطاعات السوسيومهنية

والثقافية والسياسية...وبالتالي، إن الرهان على إصالح منظومة التربية والتكوين هو رهان على واالقتصادية

.إصالح وتحديث الدولة والمجتمع، و هو رهان يهم الجميع ويتطلب انخراط الجميع

ولكن ألن تعترض هذه الرؤية الجديدة مشاكل في التنفيذ والتنزيل مرة أخرى، خاصة وأن الخطاب دعا إلى

تفعيل جديد لتوصيات تضمنتها تقارير سابقة؟

أعتقد أنه يمكن تفعيل الرؤية التي تضمنها الخطاب الملكي من خالل مجموعة من المداخل األساسية، وهي

كفيلة بتجاوز التعثرات المرصودة سابقا، هناك أوال على مستوى المقاربة البيداغوجية، بحيث يجب إعادة

تأهيل عبر الحرص على احترام نماذج التعلم المتجسدة أساسا في التجريب النظر في منطق التكوين وال

والتعاون والمشاركة واالنخراط والتنسيق بين التخصصات والمواد الدراسية والتعلم الذاتي والتقييم الذاتي

ة في والتنظيم الذاتي والتعلم الجماعي والتضامني...، مع استحضار المقاربات السيكوبيداغوجية المتداول

مجاالت التعلم، والتعاطي بمنطق متدرج متناغم مع تطور نضج التلميذ وأنماط التفكير لديه، مع تنويع تقنيات

التنشيط وتوسيع نطاق تبادل وتقاسم التجارب، واالنطالق من حاجيات وانتظارات التالميذ. مما يدفع كل من

اذ من موقعه التقليدي لتجعل منه مستشارا مصاحبا األستاذ والتلميذ إلبداع تجربة فريدة ومحفزة، تخرج األست

لسيرورة بناء المعارف وتحليل التجارب عبر مساعدة التلميذ على استدماج منظومة من الكفايات الحياتية

تمكنه من بلورة هويته عن طريق التفكير والممارسة والتجريب واإلبداع وحل المشكالت واستخدام مصادر

ذ القرارات اآلنية والمستقبلية، ليجد له موقعا في سياق اجتماعي متحول باستمرار. المعرفة المختلفة واتخا

وكل هذا يقتضي إعمال منهجية جديدة في هندسة وبناء أنشطة الحياة المدرسية وكذا طرق التدريس والتقويم

ي العام، مع واألنشطة الموازية وتقنيات اإلعالم والتواصل وعالقة المؤسسة التربوية بمحيطها االجتماع

اإلدراك العميق بأن فعالية هذا النموذج البيداغوجي تتوقف أساسا على اعتماد مقاربة نسقية في مجال هندسة

المنظومة التربوية هيكلة وتجسيرا وتشعيبا، بما يتماشى مع اآلفاق الجامعية والمهنية، والسياسة الوطنية في

نية واألولويات الكبرى التي تطبع االقتصاد والمستقبل مجال البحث العلمي والتكنولوجي والتحوالت المه

ومجتمع المعرفة واالتصال؛ كما يمكن ثانيا العمل من أجل إيجاد إطار للربح المتبادل بين الفاعلين التربويين

واالجتماعيين واالقتصاديين تتقاطع عبره المصالح وتتالقي ضمنه اإلرادات، مما سيوسع مساحات التكامل

قصد مساعدة المؤسسة والتلميذ على بلورة هويتهما المهنية والنفسية واالجتماعية ، ويساعد في والتعاون

إرساء وضبط نسق تشاركي حقيقي سواء داخل الفضاء المدرسي أو خارجه، مما سيخلق مناخا تعبويا منشطا

المصادر وتحسين النخراط الفاعلين في إنجاز مهامهم وتطوير سبل التعاون والتواصل وتعبئة الموارد و

.جودة الخدمات التربوية

ماذا عن البحث العلمي الذي ال يتحدث عنه أحد رغم أنه المتضرر األكبر من هذا الفشل؟

من المؤكد أن التفكير العلمي والمنهجية العلمية يلعبان دورا هاما في رصد اإلشكاليات االقتصادية

واالجتماعية والتربوية ويساهمان في حل المشكالت اليومية التي تواجه األفراد والمجموعات، مما يحتم

المجلس العلمي للتربية والتكوين إعادة االعتبار للبحث العلمي موقعا وتمويال واستثمارا، واإلسراع في هيكلة

والبحث العلمي، ومأسسة بنيات البحث التربوي بمختلف مؤسسات التربية والتكوين، لتساهم في عقلنة

وترشيد مختلف القرارات عبر جعل بحوثها العلمية األكاديمية والميدانية التطبيقية والتدخلية آليات إلعداد

على جميع مستويات وأصعدة المنظومة التربوية والتكوينية، مع تحديد وصناعة القرارات التربوية واإلدارية

مجاالت اشتغالها انطالقا من سياسة بحثية تراعي متطلبات واقع المدرسة المغربية وطموحات اإلصالح

التربوي المأمول وانتظارات المجتمع المغربي؛

Page 20: أزمة التعليم بالمغرب وحقيقة التغيير

يثاق، ويتعلق بتكريس الالمركزية ثمة خلل آخر لم يحصل فيه تقدم كبير رغم التنصيص عليه في الم

والالتمركز، أال يعتبر إحدى معالم الخلل الرئيسية التي أدت إلى الفشل؟

صحيح، إن كل مستويات التدخل السابقة تبقى دون الجدوى المطلوبة في ظل عدم استكمال مسار الالمركزية

إعطاء دينامية ملموسة لمشروع والالتمركز وتمتيع المؤسسات التعليمية باالستقاللية الضرورية عبر

المؤسسة وآلليات تأطيرها وتدبيرها، وفي غياب إعادة توزيع األدوار بين التعليم العمومي والتعليم الخاص

على أساس التكامل والتفاعل، وإعادة صياغة العالقة بين كل المؤسسات التربوية والمتدخلين في المجال

تشارك والتتبع والتقييم واالفتحاص ومساءلة النتائج وتشجيع المبادرات التربوي على أساس مفاهيم التعاقد وال

وتعبئة الطاقات وتطوير القدرات التدبيرية والوظيفية وتحفيز الموارد البشرية وترشيد استثمارها واعتماد

ع الفاعلين معايير الجدارة واالستحقاق في إسناد المهام والمسؤوليات، مع التأطير القانوني المحكم للعالقات م

االجتماعيين و المهنيين من خالل تحديد وتدقيق للمهام واالختصاصات ورسم حدود المسؤوليات وفق نسق

تدبيري مندمج ومتكامل مؤسس على رؤيا إستراتيجية تراهن على بناء نموذج لمدرسة مغربية وطنية جديدة

.وجديرة بثقة الدولة والمجتمع