کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › alfiqh_76.doc  · web...

493
ب ي ت ر ت: ة لاحظ م حات ف لص ا ون ك ي ب س ح ات ت لك ا وع ب مط ل ا ي ف دار وم عل ل ا روت ي6 ب ان ت لب عام1409 ه. ه ق ف ل ا ء ز ج ل اادس س ل ا س ل وا ون ع ب1

Upload: others

Post on 29-May-2020

6 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

هـ.1409 عام لبنان بيروت العلوم دار في المطبوع الكتاب حسب يكون الصفحات مالحظة: ترتيب

الفقهبعونوالس السادس الجزء

1

Page 2: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

2

Page 3: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الفقهاإلسالمي الفقه في استداللية موسوعة

العظمى الله آيةالشيرازي الحسيني محمد السيد

ظله دامواألشربة األطعمة كتاب

األول الجزءالعلوم دار

لبنان بيروت

3

Page 4: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الثانية الطبعةم1988 ـ هـ1409

طباعة. نشر. توزيع. ـ العلوم دار اللبناني البنك مقابل العبد، بئر حريك، العنوان: حارة

الفرنسي

4

Page 5: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

واألشربة األطعمة كتاباألول الجزء

5

Page 6: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الرحيم الرحمن الله بسم

الحمد لله رب العالمين، والصــالة والســالم على أشــرف خلقــه سيدنا محمــد وعلى آلــه الطيــبين الطــاهرين، واللعنــة الدائمــة على

أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

6

Page 7: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

واألشربة األطعمة كتاب

الطعــام والشــراب من مقومــات بــدن اإلنســان،(:1)مسألة كالهواء والحرارة، وحيث إن فيهما حالل وحرام، وضار ونافع، وردتــروه جملة من اآليات والروايات في بيان الواجب والمستحب والمكــه ــد من التنبي والمحرم والمباح منهما، وقبل الشروع في البحث ال ب

على أمر: وهو أن غالب حيوانات الهواء والبر والبحر ـ كجميع الحشــرات ـ محرمة في الشريعة اإلسالمية على المذهب الشــيعي، فأيــة فائــدة

تكون في هذه الحيوانات. والجواب: إن الفائدة ال تنحصر في األكل فقط، بل هناك فوائــد عديدة مثل: النظر إليها، والتلذذ باالستماع إلى صوتها، واقتنائها في حديقة الحيوانات والــبيوت وغيرهــا، وكــذلك االلتــذاذ باالســتماع إلى قصصها، وتعلم ما يرتبط بهــا، فــإن فائــدة الســمع والبصــر والتفكــر

والتعقل ليست أقل من فائدة األكل. ثم فائدة العمــل، فــإن للفيلــة والكالب والقــردة ومــا أشــبه في

مزاولة مختلف األعمال فائدة عظيمة جدا. وفائدة القرود بعد موتها وفائدة السماد بها، وفائدة الدواء،

7

Page 8: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وفائــدة االنتفــاع بمختلــف أجزائهــا، كعظم الفيــل، وجلــود ووبــر السباع، ودهن مختلف الحيوانــات في التطليــة واإلنــارة والصــابون، وفائدة االنتفاع ببعض أجزائها في ترقيع جسد اإلنسان، وفائدة تعلم الطب من تشريح جملة منها، وفائدة تطعيم الحيوانات المحللــة من لحومها، وفائدة إجراء التجارب العلمية عليها في المــرض والصــحة،

واإلرسال إلى الفضاء وما أشبه، فإنها فوائد كثيرة جدا. وقد ثبت شرعا وعلما: إن في كثير منها المضار لإلنسان، فهــل يمكن اســتعمالها أكال بعــد ذلــك، وقــد أصــيب العــالم المحلــل لهــا بأمراض كثيرة، كما هو مـذكور في اإلحصـاءات، ويكفيــك أن تطـالع كتاب )دع القلق وابدأ بالحيــاة( لتطلــع على بعض األمــراض الهائلــة التي تجتاح العــالم، وليس ذلــك إال من جــراء اســتعمال المحرمــات

بصورة عامة التي منها محرمات المطاعم والمشارب. وكيف كان، فاألصل في كل شــيء ـــ قابــل لألكــل أو الشــرب ـ

الحلية، باألدلة األربعة: قــل ال أجــد فيمــا أوحي إلي محرمــا على طــاعمقــال تعــالى:

اآلية. (1)يطعمه إال أن يكون ميتة. (2)وكلوا من رزقهوقال: وقال: .(3)هو الذي خلق لكم ما في األرض جميعا

.145 األنعام: اآلية ( سورة?)1. 15 الملك: اآلية ( سورة?)2. 29 البقرة: اآلية ( سورة?)3

8

Page 9: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وقال: . (1)كلوا مما في األرض حالال طيباإلى غيرها.

.(2)كل شيء لك حالل حتى تعرف أنه حرام بعينهوفي السنة: واإلجماع: إدعاه غير واحد.

ــه والعقل: يرى إباحة ما في الكون لإلنسان، وهذا هو المعبر عنبأصالة الحل وأصالة اإلباحة.

كــل شــيء مطلــق حــتى يــرد فيــهباإلضافة إلى ما ورد من أن ، وما أشبه. (3)نهي

وعلى هذا، فاألصل عند الشك الحلية، ال أكال وشــربا فقــط، بــل اســـتعماال في مختلـــف أنحـــاء االســـتعمال، كالتـــدهين، والتنقيـــة،والتزريق، والتكحيل، والتقطير في األنف واألذن واإلحليل، وغيرها.

. 168 البقرة: اآلية ( سورة?)1. 1ح به يكتسب مما4 الباب59 ص12( الوسائل: ج?)2. 32الصالة... ح وصف في45 الباب208 ص1الفقيه: ج يحضره ال ( من?)3

9

Page 10: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــألة األصــل الثــانوي في الطيبــات الحليــة، لقولــه(:2)مس. (2)ويحل لهم الطيبات، و:(1)أحل لكم الطيباتسبحانه:

ويحــرمكما أن األصــل في الخبــائث الحرمــة، لقولــه ســبحانه: يسألونك مــاذا أحــل لهم، ومفهوم قوله سبحانه: (3)عليهم الخبائث

ــة المفهــوم، وإن(4)قل أحل لكم الطيبات ، فإن التحديد يوجب حجيقلنا بأن مثل هذا المفهوم ليس بحجة في نفسه.

وهذا ما ال إشكال فيه وال خالف، وإنما وقــع الخالف في المــرادبالخبائث، وفيها ثمانية أقوال واحتماالت:

األول: إن المراد به الخـبيث الشـرعي، أي الـذي عينـه الشـرع،فكل ما حرمه الشرع فهو خبيث، وكل ما حلله فهو طيب.

وفيه: إن بين المتبادر من الخــبيث وبين المحــرم شــرعا عمــومــة، من وجه، باإلضافة إلى أن المرجع في الموضوعات العرف واللغ ال الشرع فقــط، إال في الموضــوعات المســتنبطة على إشــكال في

االستثناء أيضا. الثاني: إن المراد به الخبيث اللغوي.

. 5 المائدة: اآلية ( سورة?)1. 157 األعراف: اآلية ( سورة?)2. 157 األعراف: اآلية ( سورة?)3. 4 المائدة: اآلية ( سورة?)4

10

Page 11: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وفيه: إن اللغة لم تحدد هذا المفهــوم، بــل فيــه إجمــال، كمــا اليخفى على من راجع اللغة.

الثالث: إن المراد به الخبيث الواقعي الذي فيــه قــذارة وخباثــة، ومن المعلوم أن بينه وبين الخبيث والطيب اللغوي والعرفي عمــوم

من وجه. والجواب: إن هذا تعريف باألخفى.

الرابع: المراد به الخبيث العرفي، وهــو الـذي يشـمئز منـه أكـثرالنفوس المستقيمة، ويتنفر منه غالب الطبائع السليمة.

وفيــه: إن أكــثر النفــوس يتنفــر من العقــاقير واألدويــة مــع أنهــاــات ــور والحيوان ــوم بعض الطي ــر من لح ــة، وال تتنف ــت بمحرم ليس

المحرمة مع أنها محرمة. الخامس: إن المراد ما يتنفر منــه غــالب النفــوس ال أكال فقــط، بل أكال ولمسا ورؤية، بل وشما أحيانا، كرجيــع اإلنســان ومــا أشــبه، وكأن هذا القائل أراد الفرار من إشكال العقاقير، حيث إن العقــاقير

وإن نفرت منها النفوس أكال لكنها ال تنفر منها لمسا ورؤية. ــادر من الخــبيث، أي إن االختصــاص ــه: إن هــذا خالف المتب وفي بــذلك خالف المتبــادر، فــإن المتبــادر هــو األعم، باإلضــافة إلى بقــاء

إشكال كون النسبة العموم من وجه. السادس: إن المراد به ما يتنفر منه نفوس أهل البالد، وكأنه

11

Page 12: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أراد إدخال مثل الضب واليربوع في الخبيث، وحيث يأكلهــا أهــلالبوادي بدون إشمئزاز قيل النفرة بأهل البالد.

وفيــه: مــا تقــدم، باإلضــافة إلى اختالف طبــائع العــرب والعجم، والترك والهنــد وغــيرهم، في التنفــر من طعــام دون ســواه، كمــا ال

يخفى. السابع: تقييد الســادس بنفــوس العــرب، حيث إن القــرآن نــزلعليهم، فكلما يتنفرون منه خبيث وإن استطابه غيرهم، وبالعكس.

وفيه: إن العرب لم يكونوا يتنفرون من كثــير من الخبــائث قبــلاإلسالم، باإلضافة إلى بقاء العموم من وجه.

الثامن: إنه مجمل، فكلما علم أنه من الخــبيث اجتنب عنــه، وإالأجري أصل الحل.

قال المحقق األردبيلي في شرح اإلرشاد: )معــنى الخــبيث غــير ظاهر، إذ الشرع ما بينه، واللغة غير مراد، والعــرف غــير منضــبط(. وهــذا هــو الـذي اختــاره المسـتند، خالفــا للجــواهر الــذي أحالــه إلى

العرف. ولو شــك في انقالب شــيء من الخــبيث إلى الطيب أو العكس

جرى االستصحاب. ــا نعم لو انقلب فعال كان الالزم القول بالحلية، بل بالطهارة فيم إذا كان نجسا سابقا، كالعكس، فــإذا صــنع من العــذرة صــابونا كــان حاله الكلب الذي صار ملحا، وقد استقربنا ذلك في كتاب )المسائل

الحديثة(.

12

Page 13: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ولو اختلف العــرف في شــيء كبالغم الصــدر بعــد وصــولها إلى الشفة، تساقطا وكان المرجع األصــل الموضــوعي أو الحكمي على

ما قرر في األصول. ثم ال يخفى أن األصل في تحريم الحيوان وغير الحيــوان، وجــود المضرة الفردية أو االجتماعية فيه، كما يدل على ذلك قوله سبحانه

رجستعليال لوجوب اجتنــاب الخمــر والميســر واألنصــاب واألزالم: . (1)من عمل الشيطان

يحــل لهم الطيبــات ويحــرمبل يــدل عليــه قولــه تعــالى أيضــا: . (2)عليهم الخبائث

نعم قد تكون المضرة للجسم، وقد تكــون للعقيــدة، كمــا يؤيــدهــبحانه: ــه س ــهقول ــه وإن ــه علي ــم الل ــذكر اس ــا لم ي ــأكلوا مم وال ت

. (3)لفسقويدل على ذلك من السنة روايات كثيرة:

قال المفضل: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: لم حــرم اللــه إن اللـه تبــارك وتعـالى لمالخمر والميتة والدم لحم الخنزير، قال:

ــرم يحرم ذلك على عباده وأحل لهم ما سواه من رغبته منه فيما ح عليهم، وال زهد فيما أحل لهم، ولكنه خلق الخلق فعلم ما تقــوم بــه

أبدانهم

. 90 المائدة: اآلية ( سورة?)1. 157 األعراف: اآلية ( سورة?)2. 121 األنعام: اآلية ( سورة?)3

13

Page 14: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وما يصلحه فأحله لهم وأباحه، تفضال منه عليهم به لمصــلحتهم، وعلم مــا يضــرهم فنهــاهم عنــه وحرمــه عليهم، ثم أباحــه للمضــطر وأباحه في الوقت الذي ال يقوم بدنه إال بــه، فــأمره أن يتنــاول منــه

.بقدر البلغة ال غير ذلكثم قال )عليه الســالم(: أمــا الميتــة فإنــه ال يــدنو منهــا أحــد إال

ضعف بدنه، ونحل جسمه، ووهنت قوته، وانقطــع نســله، وال يمــوتآكل الميتة إال فجئة.

وأما الدم، فإنه يورث آكله الماء األصــفر، ويتبخــر الفم، ويــورث الكلب والقسوة في القلب، وقلة الرأفة والرحمة، حتى ال يؤمن أنــؤمن على من ــه وال ي ــؤمن على حميم ــه، وال ي ــده ووالدي ــل ول يقت

يصحبه. وأما لحم الخنزير، فإن الله تبارك وتعالى مسخ قومــا في صــور شتى، مثل الخنزير والقــرد والــدب ومــا كــان من المســوخ، ثم نهى

. من أكل المثله لكي ال ينفع الناس به وال يستخفوا بعقوبته وأما الخمر، فــإن اللــه حرمهــا لفعلهــا وفســادها، وقــال: مــدمن الخمر كعابد وثن، يورثه االرتعــاش، ويــذهب بنــوره، ويهــدم مروتــه، ويحملــه على أن يجســر على المحــارم من ســفك الــدماء وركــوب

الزنا، وال يؤمن إذا سكر أن يثب على محرمه وهو ال يعقل

14

Page 15: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)ذلك، والخمر ال يزداد شاربها إال شرا وفي حـــديث تحـــف العقـــول، البن شـــعبة، المـــذكور في أول

المكاسب داللة على ذلك أيضا. إلى غيرها من الروايات الكثــيرة، والــتي منهــا مــا ورد في الربــا وأنــه ســبحانه إنمــا حرمــه لكونــه موجبــا لفســاد األمــوال، كمــا في

، وغيرها. (2)المروي عن اإلمام الرضا )عليه السالم( وال يخفى أن اإلمام )عليه السالم( إنما ذكر في حديث المفضل

بعض العلل، وإال فالخنزير مثال فيه أضرار جسمية كما ثبت طبيا.ــدود ــود ال ــو وج ــنزير ه ــددين: إن ضــرر الخ ــول بعض المتج وق الخاص فيه، فــإذا عقمنــاه ذهب علـة التحــريم، ال يخفى مــا فيــه، إذــه لحم الخنزير بذاته يورث األمراض، كما ثبت طبيا، باإلضافة إلى أن بعد قرون كشف الدود الذي في لحمه، فما يؤمننا أن ينكشــف بعــد

قرون آخر ضرر آخر فيه لم يصل إليه العلم إلى الحال الحاضر. نعم لو استحال لحم الخنزير إلى شيء آخر، كالكلب المستحال

ملحا جاز أكله، ألنه ليس بخنزير حاال، وإنما هو عنوان محلل. وال يخفى أن الدليل إذا دل على حرمة شيء، حرم جميع شــيء

منه، لحمه ودهنه وشحمه وغير ذلك، وعلى

واألشربة. والمستدرك: ج األطعمة من األول الباب309 ص16انظر: الوسائل: جـ( ?)1نفسه. الباب71 ص3. 11 الرباح من1 الباب425 ص12( الوسائل: ج?)2

15

Page 16: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

هذا ال يجوز استعمال دهن السمك المجلوب من الخارج الذي ال يعلم هل أن سمكه مات في المــاء أو في الــبر، إال إذا كــان بعنــوان الدواء بشروط جواز شرب الدواء المحرم، كما سيأتي إن شاء الله

تعالى.

16

Page 17: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــألة المشــهور بين الفقهــاء حرمــة حيــوان البحــر(:3)مسبمختلف أقسامه إال ما له فلس، والروبيان المسمى بجراد البحر.

وعن الصدوق وجماعة من المتأخرين حــل الجميــع إال مــا خــرجبالدليل الخاص.

استدل القائلون بالتحريم باإلجماع المحكي عن الخالف والغنيــة والسرائر والمعتبر والذكرى وفوائــد الشــرائع، وبعمــوم مــا دل على حرمة الميتــة، بعــد أصــالة عــدم حصــول التذكيــة الشــرعية بخــروج الــروح، وبأصــل االحتيــاط، وبــأن جملــة منهــا ليســت من الســمك، بضميمة موثق الساباطي المســؤول فيــه عن الربيثــا، فقــال )عليــه

ــد(1)ال تأكله فإنا ال نعرفه في السمك يا عمارالسالم(: ، وبغير واحمن األخبار التي سنأتي إلى ذكرها.

قــل ال أجــد فيمــا أوحيواستدل القائل بالتحليل بقوله تعــالى: اآلية. (2)إلي محرما على طاعم يطعمه

دل(3)فــأتوا بــالتوراة فأتلوهــا إن كنتم صــادقينوقوله تعــالى: على أن كل شيء ليس في الكتــاب وال في الســنة القطعيــة يكــون

حالال.وبجملة من األخبار اآلتية.

أما أدلة القائل بالتحريم، فاإلجماع مردود بالمناقشة كبرى

. 4ح المحرمة األطعمة من12 الباب338 ص16( الوسائل: ج?)1. 145 األنعام: اآلية ( سورة?)2. 93 عمران: اآلية آل ( سورة?)3

17

Page 18: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وصغرى، خصوصا وأنه محتمل االستناد، وقد حقق في األصــول عدم حجية مثله، وعموم دليل حرمة الميتة ال مجال له بعــد مــا ورد

أحــل لكم صــيدفي باب البحر أنه لطهور مائه الحل ميتته، وإطالق المستبعد جدا تخصيصه بالسمك فقــط، بعــد تعــارف صــيد(1)البحر

الناس لكافة حيوانات البحر، كما أن أصــل االحتيــاط مرفــوع بأصــل البراءة وأصل الحل، والموثق غير معمول به في مــورده ممــا يلــزم منه لو حمــل على التحــريم خــروج المــورد القــبيح، فــالالزم الحمــل

على الكراهة، ونحوه. أما األخبار فإنها معارضة من الجانبين، وأخبار الحل نص، وأخبار التحريم ظاهر، فيلــزم حمــل الظــاهر على النص، فــإن بعض أخبــار التحريم وإن كان بلفظ الحرام إال أن استعمال هذا اللفظ في شدة الكراهة محتمل، بخالف نص أنــه ليس بحــرام الــذي ال محــل لــه إال

الطرح.

أحاديث التحريم: وكيف كان، فمن أخبار التحريم:

عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر )عليه السالم( في حــديث، كلقال: قلت له رحمك الله إنا نؤتى بسمك ليس له قشر، فقال:

. (2)ما له قشر من السمك، وما ليس له قشر فال تأكلهوعن حماد بن عثمان، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه

. 96 المائدة: اآلية ( سورة?)1. 1ح المحرمة األطعمة من8 الباب329 ص16( الوسائل: ج?)2

18

Page 19: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

مــا كــان لــهالسالم( جعلت فداك، الحيتان ما يؤكل منها، قال: . (1)قشر

إن أمــيروعن عبد الله بن سنان، عن الصادق )عليه الســالم(: المؤمنين )عليه السالم( كان بالكوفة يركب بغلة رسول الله )صلى الله عليه وآله( ثم يمر بسوق الحيتان، فيقول: ال تأكلوا وال تبيعوا ما

.(2)لم يكن له قشر من السمك وهذا الحديث كرر بمختلف األلفاظ، كما ال يخفى على من راجع الوسائل في باب تحريم أكل السمك الذي ليس لــه فلس، وتحــريم

أكل الجري. ــاوعن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: م

. (3)لم يكن له قشر من السمك فال تقربهــه وعن محمــد بن علي بن الحســين، قــال: قــال الصــادق )علي

كل من السمك ما له فلوس، وال تأكــل منــه مــا ليس لــهالسالم(: . (4)فلس

وعن أحمـــد بن إســـحاق، قـــال: كتبت إلى أبي محمـــد )عليـــه السـالم( أسـأل عن األسـقنقور يـدخل في دواء البـاه ولـه مخــاليب

وذنب

. 2ح المحرمة األطعمة من8 الباب329 ص16( الوسائل: ج?)1.4ح المحرمة األطعمة من8 الباب330 ص16( الوسائل: ج?)2.5ح المحرمة األطعمة من8 الباب330 ص16( الوسائل: ج?)3.7ح المحرمة األطعمة من8 الباب330 ص16( الوسائل: ج?)4

19

Page 20: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)إذا كان لها قشور فال بأسأيجوز أن يشرب، فقال: وفي روايات متعددة النهي عن الجري والزمير والمارماهي.

وفي خبر حنان بن سدير، قــال: ســأل العالء بن كامــل أبــا عبــد وجــدنا في كتــابالله )عليه السالم( وأنا حاضر عن الجري، فقال:

، ثم قــالعلي )عليه السالم( أشياء من الســمك محرمــة فال تقربه مــا لم يكن لــه قشــر من الســمك فالأبو عبد الله )عليه الســالم(:

، إلى غيرها. ( 2)تقربه أما الروايات الدالة على التحليل، فعن حريز، عمن ذكره، عنهما

ن أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( كــان يكــرهإ)عليهمــا الســالم(: الجريث ويقول: ال تأكــل من الســمك إال شــيئا عليــه فلــوس، وكــره

. (3)المارماهي الوعن محمد الحلبي، قال: قال أبو عبد اللــه )عليــه الســالم(:

. (4)يكره شيء من الحيتان إال الجريــه الســالم(: ــه )علي ــد الل ــز، عن حكم، عن أبي عب الوعن حري

. (5)يكره شيء من الحيتان إال الجريث

. 8 ح331 ص16( الوسائل: ج?)1. 4 ح9 الباب332 ص16( الوسائل: ج?)2. 3 ح8 الباب330 ص16( الوسائل: ج?)3. 17 ح9 الباب334 ص16( الوسائل: ج?)4. 59 ص4واالستبصار: ج ،18 ح9 الباب334 ص16( الوسائل: ج?)5

20

Page 21: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــالم( عن ــه الس ــه )علي ــد الل ــا عب ــألت أب ــال: س وعن زرارة، ق قــل ال أجــد فيمــا، فنعته لــه، فقــال: وما الجريثالجريث، فقال:

لم إلى آخــر اآليــة، ثم قــال: أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه يحرم الله شيئا من الحيوان في القرآن إال الخنزير بعينه، ويكره كل شيء من البحر ليس له قشر مثل الورق، وليس بحــرام وإنمــا هــو

. (1)مكروهــه الســالم( وعن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله )علي عن الجــري والمارمــاهي والزمــير ومــا ليس لــه قشــر من الســمك

قليا محمد اقرأ هذه اآلية التي في األنعام: أحرام هو، فقال لي: ، قال: فقرأتهــا حــتى فــرغت منهــا،(2)ال أجد فيما أوحي إلي محرما

إنما الحرام ما حرم اللــه ورســوله في كتابــه، ولكنهم كــانوافقال: .(3)يعافون أشياء فنحن نعافها

ــه ــاقر )علي ــام الب ــد بن مســلم، عن اإلم ــا رواه محم ــوه م ونح.(4)السالم(، كما عن كتابي الحناط والعياشي في تفسيره

ولفظ الحــرام الموجــود في بعض الروايــات وإن كــان نصــا في نفســه، إال أن مــا دل على التحليــل أقــوى نصوصــية، إذ الحــرامــدة واالســتحباب ــة المؤك ــا اســتعمال في الكراه ــيرا م ــواجب كث وال

المؤكد، كما ورد

. 59 ص4واالستبصار: ج ،19 ح9 الباب334 ص16( الوسائل: ج?)1. 145 األنعام: اآلية ( سورة?)2. 20ح المحرمة األطعمة من9 الباب335 ص16( الوسائل: ج?)3. 3ح المحرمة األطعمة من8 الباب74 ص3( المستدرك: ج?)4

21

Page 22: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

محاش نساء أمتي حـرام(1))وزيــارة الحسـين )عليــه السـالم ، واجبة.

والقول بإن كل ســمك ليس لــه فلس، إمــا ضــار أو خــبيث غــيرمعلوم، وإن أصر عليه بعض الفقهاء.

ــه، إذ قــد كما أن حمل روايات الجواز على التقية ليس في محل تقرر في )األصول( أن الجمع الداللي إن أمكن لم تصــل النوبــة إلى

الجمع تقية. والشهرة العظيمة ليست بذات أهميــة بعــد أن عرفنــا المســتندــع قــول ــئر لم تمن ــارة الب ــه، كمــا أن شــهرة عــدم طه وعــدم داللت المتــأخرين بطهارتهــا، لبعض الروايــات الناصــة، وإن كــانت روايــات

النجاسة كثيرة جدا، وليس نادرا مثل ذلك في الفقه. ولو قلنا بتعارض الروايات كــان الالزم الســقوط واألخــذ بأصــالة الحل، وأكثرية روايات التحــريم ال تــوجب سـقوط روايــات التحليــل،

فإن األكثرية ليست بمعتبرة في باب الروايات كما ال يخفى. واإلشكال في سند الروايات المجوزة في غير محله بعــد حجيــة

بعضها. وكيف كان، فمقتضــى القاعــدة الحــل، وإن كــان الفتــوى بــذلكــان مشكلة جدا من جهة الشهرة العظيمة قديما وحديثا، حتى لقد كــه فلس، من خواص الشيعة في أذهان الناس أنهم ال يأكلون إال ما ل وباألخص عدم أكلهم للجري، ومن جهة احتمال التقية، وقد ذكر غير واحد من الفقهاء كالشــيخ والفقيــه الهمــداني: أن الموافقــة للعامــة توجب صرف النظــر عن مالحظــة الجمــع الــداللي وإن أمكن ذلــك،

ولذا قال المشهور بروايات المغرب، ال

.468 ص3الفقيه: ج يحضره ال ( من?)122

Page 23: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الغروب، وإن كان بين الطائفتين جمع داللي كما ال يخفى. روى الكشي في رجاله عن حريز، فقال: دخلت على أبي حنيفة فقال لي: أسألك مسألة ال يكــون فيهــا شــيء، مــا تقــول في جمــل

إن شاء فليكن جمال وإن شاء فليكن بقرةأخرج من البحر، فقلت: . (1)إن كانت عليه فلوس أكلناه وإال فال

فإنــه يظهــر من هــذا شــهرة ذلــك عنــد أصــحاب األئمــة )عليهم السالم(، بل ربما يؤيد التحريم أنه لــواله لم يكن معــنى لجمــع علي )عليه السالم( بياعي السمك وخطابتــه فيهم بــأن ذلــك حــرام، لكن ربما يرده أن بعض المكروهات يقتضــي ذلــك، أو أشــد كمــا ورد أن الرسول )صلى الله عليــه وآلــه( أكفى القــدر الــذي كــانوا يطبخــون

الحمار فيه، مع أن الحمار مكروه، كما هو المشهور. وكيف كان، فالمسألة محل إشكال، وإن كان التحريم أحوط.

. 3ح المحرمة األطعمة من7 الباب74 ص3( المستدرك: ج?)123

Page 24: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

القــائلون بتحــريم كــل أنــواع مــا ليس لــه فلس(:4)مســألة اختلفوا في الزمير والزهو والمارماهي، وهي ثالثة أقسام مما ليس له فلس، فقال جمع، منهم المحقق في الشرائع والنافع: بالكراهــة،

وقال المشهور: بالتحريم. ــة استدل للقائل بالكراهة: بالمطلقات المتقدمة الدالة على حليــه فلس، لكن الالزم على هــذا القــول إطالق ــواع مــا ليس ل كــل أن التحليل، إذ ال خصوصية للثالثة، فالفرق غير ظاهر الوجــه، خصوصــا وأن جملــة من الروايــات ناصــة على حرمــة الثالثــة، كخــبر إســحاق صاحب الحيتان، قــال: خرجنــا بســمك نتلقي بــه أبــا الحســن )عليــه السالم( وقد خرجنا من المدينة وقد قدم هــو من ســفر لــه، فقــال:

ــا فالن لعــل معــك ســمكا ــا ســيدي جعلتويحــك ي ، فقلت: نعم ي ، قــال قلت: نعمويحــك لعلــه زهو، ثم قــال: انزلوافداك، فقال: .(1)اركبوا ال حاجة لنا فيهفأريته، فقال:

والزهو سمك ليس معه قشور. ال تأكــل الجــري والوعن الفقيــه عن الصــادق )عليــه الســالم(:

ــذي يمــوت في المــاء المارمــاهي وال الزمــير، وال الطــافي وهــو ال. (2)فيطف على رأس الماء

. 1ح المحرمة األطعمة من11 الباب337 ص16( الوسائل: ج?)1. 6 ح9 الباب332 ص16( الوسائل: ج?)2

24

Page 25: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وفي كتــاب الرضــا )عليــه الســالم( إلى المــأمون، قــال )عليــهــه إال اللهالســالم(: إلى أن قــال:محض اإلســالم شــهادة أن ال إل

،ــاهي ــافي، والمارم ــمك الط ــمك، والس ــري من الس ــريم الج وتح. (1)والزمير، وكل سمك ال يكون له فلس

الوفي خبر األصــبغ بن نباتــة، عن علي )عليــه الســالم(، قــال: .(2)تبيعوا الجري وال المارماهي، وال الطافي

إلى غيرها مما يجدها الباحث في الوسائل والمستدرك. هذا باإلضافة إلى ما دل على حرمة أكل المســوخ، والــتي منهــا

بعض المذكورات: كالمارماهي والزمير. ثم إن الزمير على وزن سكيت، بكسر األول وتشديد الكاف.

ــير الجــري، وأن كما أن المشهور قديما وحديثا أن المارماهي غ الجري والجريث شيء واحد لــه اســمان، خالفــا للمحكي من )حيــاة الحيوان( للدميري، حيث ذكر أن المارمــاهي والجــري شــيء واحــد،

وأن الجري والجريث حيوانان.

. 9 ح332 ص16( الوسائل: ج?)1.11 ح332 ص16( الوسائل: ج?)2

25

Page 26: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

المشهور بين الفقهاء حلية الكنعت والروبيان. (:5)مسألة أما الكنعت فقد ورد أن له قشرا وأنه بسوء خلقــه يحــك نفســه

بكل شيء فيسقط فلسه. وأما الروبيان فقد ورد أن لــه قشــرا أيضــا، فليس الحكم فيهمــا

استثناء، بل تعيين لمصداق ما له قشر.ــه الســالم(: ــه )علي ــد الل قــال حمــاد بن عثمــان، قلت: ألبي عب

ــول فيما كان له قشرالحيتان ما يؤكل منها، فقال: ، قلت: ما تق . قال: قلت فإنه ليس له قشر، فقــال:ال بأس بأكلهالكنعت، قال:

بلى ولكنه حوت سيئة الخلــق تحتــك بكــل شــيء فــإذا نظــرت في . (1)أصل أذنها وجدت لها قشرا

وفي خــبر الســندي عن يــونس، قــال: كتبت إلى الرضــا )عليــه إن من الســمكالسالم(: السمك ال يكون لها قشور أيؤكــل، قــال:

ما يكون له زعــارة فيحتــك بكــل شــيء فتــذهب قشــوره، ولكن إذا. (2)اختلف طرفاه يعني ذنبه ورأسه فكل

قال في الجواهر: )لم نجــد من اعتــبر العالمــة المزبــورة لفاقــد القشـور، وال بـأس مــع شـهادة التجربـة لهـا ومرجعهـا إلى القشـور

أيضا(.

. 1ح المحرمة األطعمة من10 الباب336 ص16( الوسائل: ج?)1. 2ح المحرمة األطعمة من10 الباب336 ص16( الوسائل: ج?)2

26

Page 27: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وأما الروبيان ففي متواتر الروايات حليتها، وإن كان هناك بعضالروايات الدالة على الحرمة، ولكنها محمولة على الكراهة جمعا.

قال عمر بن حنظلــة: حملت الربيثــا يابســة في صــرة، فــدخلت ، وقال:كلهاعلى أبي عبد الله )عليه السالم( فسألته عنها، فقال:

لها قشر(1) . وعن حنان بن سدير، قال: أهدى فيض بن المختار إلى أبي عبد الله )عليه السالم( ربيثا فأدخلها عليه وأنا عنده، فنظر إليهــا فقــال:

هذه لها قشر فأكل منها ونحن نراه(2) . وعن محمد بن إســماعيل، قــال: كتبت إلى أبي الحســن الرضــاــا، ــه فيه )عليه السالم(: اختلف الناس علي في الربيثا فما تأمرني ب

. (3)ال بأس بهافكتب: وعن عبد الرحمان، عن أبي الحسن )عليــه السـالم( قـال: قلت

ال بأسله: جعلت فداك ما تقول في أكل األربيان، قال، فقال لي: ــان ضــرب من الســمك ــذلك، واألربي ــد روى بعضب ــال قلت: ق . ق

.(4)ال بأس بهمواليك في أكل الربيثا، قال: فقال: إلى غيرها من الروايــات المتــواترة، وبقرينتهــا تحمــل الروايــات

المانعة على الكراهة.

. 1 ح12 الباب337 ص16( الوسائل: ج?)1. 2 ح12 الباب337 ص16( الوسائل: ج?)2. 3 ح12 الباب338 ص16( الوسائل: ج?)3. 5 ح12 الباب338 ص16( الوسائل: ج?)4

27

Page 28: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

فعن عمار بن موسى، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: ال تأكلهــا فإنــا ال نعرفهــا في الســمك يــاسألته عن الربيثــا، فقــال:

. (1)عمار والظاهر أن الفلس وقشر األربيــان أيضــا حالل، ألطالق األدلــة، فتعــارف إزالتهــا ألجــل عــدم اللــذة، واحتمــال دخولهــا في الخــبيث

المحرم ال وجه لها، وكذلك أرجل األربيان. وكل أقسام األربيان المختلفة داخلة في العمــوم، فال فــرق بين

صغيره وكبيره، ومختلف أقسامه، وهي كثيرة. وال يخفى أن الربيثــا واألربيــان اســم لشــي ء واحــد، لكن األول يؤخذ من الثاني، كما يدل عليه مرســل محمــد بن جمهــور، عن أبي عبد الله )عليه السالم(: إنه سأله عن األربيان وقال هــذا يتخــذ منــه

، ثم قال:كل، فإنه جنس من السمكشيء يقال له الربيثا، فقال: أما تراها تقلقل في قشرها(2) .

كما أن مطلـق مـا لـه فلس من السـمك حالل، قــال محمــد بن الطبري: كتبت إلى أبي الحســن )عليــه الســالم( أســأله عن ســمك يقال له اإليالمي وسمك يقال له الطبراني وسمك يقال له الطمــر،

كـــل، ال بـــأس بـــه، وكتبتوأصـــحابي ينهـــوني عن أكلـــه، فكتب: . (3)بخطي

. 4 ح12 الباب338 ص16( الوسائل: ج?)1. 10 ج12 الباب339 ص16( الوسائل: ج?)2. 9 ح8 الباب331 ص16( الوسائل: ج?)3

28

Page 29: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الحيوانات التي يصطلح عليها بـ )البرمائية(، الــتي(:6)مسألة تعيش في الماء والــبر كالســلحفاة، والضــفدع والســرطان، وكــذلك األسقنقور ونحوها، حرام بال إشكال، ويدل عليه خبر علي بن جعفر، عن أخيه )عليه السالم( قال: »ال يحل أكل الجري وال السلحفاة وال

. قال: وسألته عن اللحم الذي يكون في أصــداف البحــرالسرطان. (1)ذلك لحم الضفادع ال يحل أكلهوالفرات أيؤكل، قال:

ــه ــد )علي ــال: كتبت إلى أبي محم ــحاق، ق ــد بن إس ــبر أحم وخ الســالم( أســأله عن األســقنقور يــدخل في دواء البــاه ولــه مخــالب

.(2)إذا كان له قشور فال بأسوذنب أيجوز أن يشرب، فقال: وإالمام )عليه السالم( بين القاعدة العامة، فال ينافي ذلك علمه

)عليه السالم( بأنه ليس له قشر. إنــهوعن دعائم اإلسالم، عن جعفر بن محمد )عليهما السالم(:

كره السلحفاة والسرطان والجري وما كان في األصداف ما جانس. (3)ذلك

ومن المحرم كلب المــاء وخــنزيره وســائر أقســامه لمــا تقــدم،كلب الماء ففي رواية ابن أبي يعفور، عن أكل لحم الخز، قال:

. 1 ح16 الباب342 ص16( الوسائل: ج?)1. 8 ح8 الباب331 ص16( الوسائل: ج?)2. 1 ح12 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)3

29

Page 30: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)إن كان ناب فال تقربه، وإال فاقربه كل ما كان في البحر ممــا يوكــلبل يدل عليه أيضا مرسل به:

في البر مثله فجائز أكله، وكل ما كان في البحر ممــا ال يجــوز أكلــه. (2)في البر لم يجز أكله

ــه، وال يخفى أن حكم ومن المعلوم أن الكلب البري ال يجوز أكل جندبي دســتر الــذي هــو خصــية كلب المــاء حــرام، إال إذا كــان دواء

بالشروط المقررة حلية المحرم للمضطر.

. 3ح المحرمة األطعمة من39 الباب372 ص16( الوسائل: ج?)1. 2ح المحرمة األطعمة من22 الباب351 ص16( الوسائل: ج?)2

30

Page 31: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

إذا كانت لحيوانــات البحــر نفس ســائلة، فهــل أن(:7)مسألة ذكاته بإخراجه من الماء حيا وموته خـارج المـاء يـوجب تـرتيب آثـار

التذكية من الطهارة وجواز الصالة فيه وما أشبه، أم ال. وكذلك بالنسبة إلى غــير مــا لــه نفس ســائلة كــالجري، هــل أن

موته خارج الماء يوجب صحة الصالة فيه أم ال، احتماالن: من حصول التذكية التي هي المعيار في الصــالة والطهــارة ومــا

، وأن(1)إال مــا ذكيتمأشبه، بعد إطالق أدلــة التذكيــة، قــال تعــالى: المستفاد من األدلة أن إجراء المراسيم الخاصــة ســواء في حيــوان

البر أو حيوان البحر يوجب لحوق أحكام التذكية. ــا ــرف منه ــه، إذ المنص ــات ل ــمول األطالق ــك في ش ومن الش السمك، وأدلة تذكية مثل الفيــل ونحــوه خاصــة بالحيوانــات البريــة،ــة خصوصا بناء على أن التذكية أن تقع فيها يقلبها، فهي حالة وجودي

في الحيوان يلزم إحرازها، فإذا لم يحزر كان األصل عدم التذكية. لكن األول أقرب، إذ أدلة التذكية شاملة إطالقا أو مناطا، وكونــرت التذكية تابعة لحالة وجودية في الحيوان، من دون دليل، ولذا ج

السيرة على ثبوت التذكية على كالب البحر. نعم ربما يستشكل في جريان التذكية بالذبح لحيوان البحر مثل ذبح حيوان البر، إذ المستفاد من الشرع أن الحلية والطهارة بالــذبح

إنما هو في حيوان البر لالنصراف.

. 3 المائدة: اآلية ( سورة?)131

Page 32: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وكيف كان، فال فرق في جريان حكم التذكية بين الحيوان الــذيــيره، لإلطالق ــه، وبين غ ــر وفرس ــبر ككلب البح ــه مســمى في ال ل

والمناط كما عرفت.وهذا البحث تقدم بعضه في مبحث لباس المصلي فراجع.

32

Page 33: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

لو وجدت سمكة في جــوف ســمكة أخــرى، فــإن(:8)مسألة كانت حية ومــاتت بعــد أخــذها فال إشــكال في الحليــة، لصــدق أدلــة الصيد لها، أما إذا كانت ميتة فإن علمنا أنها ابتلعتها حية فمــاتت في جوفها وقد صدنا السمكة البالعة فال إشكال أيضــا، وإن كــانت ميتــة ولم نعلم بأنها بلعتها حية أو ميتة وأنها ماتت قبــل صــيدنا للبالعــة أو

بعد موتها، ففي الحلية والحرمة قوالن: ــه ــة في بعض كتب ــا عن ابن إدريس والعالم ــة، كم األول: الحرمــاة ــة حي ــا بلعتهــا في حال ــك لعــدم العلم بأنه ــده والمقــداد، وذل وول المبلوعة، وكذلك لعدم العلم بــأن اصــطيادها كــانت في وقت حيــاةالمبلوعة، والتذكية تحتاج إلى العلم، وإال جرت أصالة عدم التذكية. الثاني: الحلية، كما عن الشيخين وغيرهما، ألصــالة بقــاء الحيــاةإلى ما بعد البلع، وما بعد االصطياد، لكن األصل مثبت كما ال يخفى. ولبعض النصوص كــالمروي عن الســكوني، عن الصــادق )عليــه

إن عليا )عليه السالم( سئل عن سمكة شق بطنها فوجـدالسالم(: في جوفها سمكة، قال: . (1)كلهما جميعا

ومرسلة أبان، عن بعض أصحابه، عن الصــادق )عليــه الســالم(، يــؤكالنقال: قلت: رجل أصــاب ســمكة في جوفهــا ســمكة، قــال:

.(2)جميعاوالرواية الثانية وإن كانت مرسلة إال أن

. 1ح ذيل الذبائح من36 الباب304 ص16الوسائل: ج( ?)1.1ح الذبائح من36 الباب304 ص16الوسائل: ج( ?)2

33

Page 34: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

المرسل لها أبان الذي هو من أصحاب اإلجمــاع، ولــذا فال بــأسبالعمل بها، والرواية األولى تصلح في التأييد.

نعم ال إشكال في أن االحتياط الترك. وال فــرق في حليــة المبلوعــة بين كــون البالعــة حالال أو حرامــا، سمكا أو غير سمك كالضفدعة البالعة للسمكة، إذ أكل البالعــة كمــا

في الرواية ال يوجب تقييدا، بل هو من باب المثال كما ال يخفى. ثم إنه لو وجدت السـمكة في داخــل الحيــة، وقـد أخـذت الحيـة وعلمنا أنها ابتلعته في حال حياة الســمكة فال يبعــد القــول بالحليــة، ألجل تماميــة شــروط التذكيــة، إذ ال يلـزم في أخــذ الســمكة أخــذهاــرطين مباشرة، بل يكفي أخذها في ضمن شيء، وإن فقد أحد الش بأن لم تؤخذ الحية أو لم يعلم ابتالعا لها في حال حياة السمكة حية

وأخذناها حلت، وإال حرمت. وهناك روايــة على خالف األصــل، هي خــبر أيــوب بن أعين، عن الصادق )عليه الســالم(: قلت لــه: جعلت فــداك مــا تقــول في حيــة ابتلعت سمكة ثم طرحتهــا وهي حيــة تضــطرب، أكلهــا، قــال )عليــه

ــا، وإن لم يكنالســالم(: ــد تســلخت فال تأكله ــان فلوســها ق إن ك. (1)تسلخت كلها

قال في الجــواهر: )إن الخــبر مطــروح أو محمــول على صــورةأخذها حية، والنهي عن أكلها مع تسلخ فلوسها مخافة الضرر(.

. 1ح المحرمة األطعمة من15 الباب342 ص16الوسائل: ج( ?)134

Page 35: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أقول: والضرر احتمال أن تكون الحيــة قــد عضــتها بنــاب الســم الذي سبب سقوط فلوسها، أو ما أشــبه ذلــك، وإال فمعــدة الحيــة ال سم فيها كمــا ال يخفى، أو ألجــل احتمــال أن إفــرازات معـدة الحيــة

أوجبت ضررا فيها. ثم إن الحال كمـا ذكرنـا من العمـل بمقتضـى القاعـدة في كـل سمكة أكلت ثم قذفت أو لم تقذف، وإن كان اآلكل لهــا هــرة أو مــا

أشبه.

35

Page 36: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الطافي من السمك حرام بال إشكال، وهــو الــذي(:9)مسألة ــه، إجماعــا مستفيضــا ونصــا، وال ــا على وجه مــات في المــاء وطف

خصوصية للطفو، بل الحكم كذلك وإن بقي في الماء بال طفو. ويدل عليه مستفيض النصوص، كصــحيح الحلــبي، قــال: ســألتــا على المــاء أو الصادق )عليه السالم( عما يوجد من الســمك طافي

. (1)ال تأكلهيلقيه البحر ميتا، قال: وعن زيد الشحام، إنه ســأل أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عمــا يؤخذ من الحيتان طافيا على الماء، أو يلقيه البحــر ميتــا آكلــه، قــال

. (2)ال)عليه السالم(: الوصحيح محمد بن مسلم، عن البــاقر )عليــه الســالم(، قــال:

.(3)تأكل ما نبذه الماء من الحيتان، وال ما نضب الماء عنه والمراد الميتة، وإال فلو ألقاها الماء وأخذناها وهي حية حلت بال

إشكال. ــاءوفي صحيحه اآلخر، قال )عليه السالم(: ال يؤكل ما نبذه الم

. (4)من الحيتان وال ما نضب الماء منه

. 1ح المحرمة األطعمة من13 الباب340 ص16( الوسائل: ج?)1. 2ح المحرمة األطعمة من13 الباب340 ص16( الوسائل: ج?)2. 3ح المحرمة األطعمة من13 الباب340 ص16( الوسائل: ج?)3. 6ح المحرمة األطعمة من13 الباب340 ص16( الوسائل: ج?)4

36

Page 37: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ال يؤكل الطافي من السمكوفي الموثق، عنه )عليه السالم(: (1).

إلى غيرها مما تقدم بعضها. ومنه يعلم أن ما ورد من الحكم بالحلية الزم حملــه على التقيــةــيرة، أو ما أشبه، لكون الحل مذهب أكثر العامة، ففي مرســل المغ عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، وذكــر الطــافي ومــا يكــره النــاس

.(2)إنما الطافي من السمك المكروه هو ما تغير ريحهمنه، فقال: ــو ألقى وال فرق في الحرمة بين أن يطفو بسببب الصياد، كما ل

في الماء السم فماتت وطفت، أم ال. كمــا ال فــرق بين أن تمــوت في الحظــيرة والشــبكة أم ال، وقــد تقدم الكالم حول ما إذا مات بعضها في الحظيرة من الحكم بالحــل

في جملة من الروايات.ــو نصــب الصــياد محال كالســفينة ونحوهــا الصــطياد الســمك ول الملقى بنفسه، أو بوسيلة على الســاحل كــان حالال، لتحقــق الصــيدــا إذا والموت خارج الماء، كما أنه لو نضب الماء عنه باالصــطياد كم صنع حوضا فجاء إليه السمك فأخرج ماءه بالمضــخة، كــان مقتضــى القاعدة الحلية، ودليل حرمة نضوب المــاء ال يشــمله، إذ المنصــرف

عنه كون ذلك بنفسه ال بسبب االصطياد. ثم إنه ال يشترط في السمك ذكــر اســم اللــه، وال كــون الصــائد

مسلما، بينما يشترط اصطياده وكون موته خارج الماء، وكال

. 4ح المحرمة األطعمة من13 الباب340 ص16( الوسائل: ج?)1. 3ح المحرمة األطعمة من13 الباب340 ص16( الوسائل: ج?)2

37

Page 38: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

األمرين قد يترائى كونهما خالف الموازين األولية، إذ ال مدخليــة ليد اإلنسان وآلته في طيب اللحم وخبثه، فأي فرق بين أن يؤخذ أو

يلقى بنفسه على الساحل فيموت. شامل له.(1)ال تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليهكما أن دليل

وكذلك إذا كان شرط الحلية اإلسالم، فلماذا ال يشترط هنا، وإنلم يكن فلماذا يشترط في الذبيحة.

وقد تقدم في كتاب الصيد والذباحة أدلــة هــذه األحكــام األربعــةــل ــة، لكن يمكن تعلي ــوازين األولي ــر للم ــادئ النظ ــة في ب المخالف األحكام األربعة بما ال يستبعد وإن كانت العلة الحقيقية مختفية عنــا،

والله العالم. أما بالنسبة إلى عدم ذكر اســم اللــه، فألن الصــيادين غالبــا منــقاط العوام البعيدين عن األحكام، فتسهيل تناول السمك يوجب إس هذا الشرط، والحاصل أن دليل العسر قــدم على دليــل االشــتراط،ــير من المــوارد حيث قــدم الشــارع دليــل العســر على كمــا في كث

الدليل األولي، . لو ال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواكمثل:

ومثل: عدم وجوب نهي نســاء أهــل البــوادي من الســفور ألنهنإذا نهين ال ينتهين .

ومثل: العفو عن دم القروح والجروح، والعفو من ثبوت المربيةللصبي، إلى غير ذلك.

وحيث أسقط شرط اسم الله أسقط شرط كونه مسلما، إذ

.121األنعام: ة( سور?)138

Page 39: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

اشتراط اإلسالم كما يفهم من بعض روايات باب الذبيحــة، إنمــا وال تأكلوا مما لم يـذكر اسـم اللـههو لذكره اسم الله، قال تعالى:

، والكافر ال يذكر اســم اللــه غالبــا، ولــذا حــرم أكــل ذبيحتــه(1)عليهــانون تحريما قانونيا، بمعنى أن الحرام عام وإن ذكر االسم، فإن الق إذا وضع شمل الشــواذ الخــارجين عن علــة تشــريع القــانون، وإنمــا

يشمل الطراد القانون. كما أن حكمة اختالط المياه في العدة غــير موجــودة فيمــا نعلم بعدم ذلك، ومع ذلك جرى حكم العدة عليها، كما في سائر القوانين

المتداولة عند عقالء العالم. أما اشتراط كون الموت خــارج المــاء فلمــا ثبت طبيــا أن كثــيرا من حيوانات البر يموت بسبب تسمم الحيوان من جهة حيوان آخر، أو من جهة عارض، أو كون الموت ألجل مرض فيه، فلذا توقيــا عن الضرر حرم الطافي الميت في الماء قانونــا أيضــا بحيث يشــمل مــا إذا علمنا بــأن المــوت لم يكن لســم أو مــرض أيضــا، وتحفظــا على هذه الحكمة اشترط االصطياد فال يكفي مجرد الموت خــارج المــاء، فإن االصطياد أبعد عن الضرر المحتمل الذي يرافــق المــوت خــارج

الماء بدون االصطياد. فتحقق أن عدم الشرطين األوليين أحدهما تابع عن اآلخــر، كمــا أن وجود الشرطين التاليين أحــدهما تــابع عن اآلخــر أيضــا، هــذا مــا وصـل إليــه خــاطري في بـادئ الــرأي، واللـه العـالم بعلـل األحكــام

وحقائق التشريعات.

. 121 األنعام: اآلية ( سورة?)139

Page 40: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــط(:10)مســألة ــذكي، أو اختل ــمك بال ــتبه ميت الس ــو اش لأحدهما باآلخر ففيه قوالن:

األول: االجتناب من المشتبه والمختلط للعلم اإلجمالي فيمــا إذاــاب عن ــدة االجتن ــورة، على قاع ــراف محص ــان االختالط في أط ك أطــراف العلم اإلجمــالي، وهــذا القــول هــو الــذي اختــاره الشــرائع

وغيره. الثاني: اختيار المشتبه والمخلوط باإللقاء في المــاء، فــإن طفــا على الماء مستلقيا على ظهره فهو حرام، وإن كان على وجهه فهو حالل، واختار هذا القول الصــدوق والمفيــد والســيد والســالر وأبنــاء حمزة وابن إدريس وسـعيد والعالمــة في بعض كتبــه، بـل ادعى ابن زهــرة عليــه اإلجمــاع، وذلــك لمــا رواه الفقيــه عن الصــادق )عليــه السالم(، قال: »إن وجدت سمكة ولم تعلم أذكي هــو أم غــير ذكي، وذكوته أن يخرجه من الماء حيا، فخذ منه وأطرحــه في المــاء فــإن طفا على الماء مستلقيا على ظهره فهــو غــير ذكي، وإن كــان علىــة وجهه فهو ذكي، وكذلك إذا وجدت لحما ولم تعلم أذكي هو أم ميت فألق منه قطعة على النار فإن انقبض فهو ذكي وإن استرخى على

. النار فهو ميتة وروي فيمن وجد سمكا ولم يعلم أنه مما يؤكــل أو ال،ثم قال:

فإنه يشق على أصل أذنه فإن قرب إلى الخضرة فهو مما ال يؤكــل،. (1)وإن ضرب إلى الحمرة فهو مما يؤكل

. 2ح المحرمة األطعمة من14 الباب341 ص16( الوسائل: ج?)140

Page 41: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

للصــدوق مثلــه، وظــاهر الوســائل(2) والمقنع(1)وفي فقــه الرضاوالمستدرك اختياره أيضا.

ثم ال يخفى أن المراد من المشــتبه مــا إذا علم أنــه على تقــدير عدم الموت اجتمع فيه شرائط جواز األكل كاألخذ من الماء، وإال لم

يجز األكل. والحاصــل: إن العالمــة المــذكورة في الروايــة إنمــا هي لمــا إذا تمت سائر شرائط األكل، وإال فــالوقوع على وجهــه إنمــا يــدل على

أنه لم يمت في الماء ال أكثر من ذلك. ــنى على قــول ــوم أن الخالف المــذكور إنمــا يب هــذا ومن المعلــا إذا ــالي، فيم ــاب أطــراف العلم اإلجم المشــهور من وجــوب اجتن

اختلط المذكى بالميتة، ال صورة االشتباه. ــة ــاحب الكفاي ــاألردبيلي وص ــهور ك ــير المش ــول غ ــا على ق أم والمستند وغيرهم، فالواجب إنما هو االجتناب عن المقــدار المحــرم واقعا دون ما سواه، وسيأتي الكالم في ذلــك إن شــاء اللــه تعــالى، كمــا يــأتي الكالم حــول مســألة اشــتباه اللحم ممــا تعــرض لــه ذيــل

الرواية. ثم إنه ال تخفى حرمة اللحم إذا كان االشتباه من باب

. 1 ح11 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)1. 3 ح10 الباب74 ص3( المستدرك: ج?)2

41

Page 42: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

المزج، كما إذا دق اللحم المحلل سمكا أو غيره مع غيره بحيث امتزج أحدهما باآلخر كامتزاج اللبن باللبن، إذ يكون ذلك من الحرام

بعينه، والله العالم.

42

Page 43: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الجالل من السمك يحرم أكله حــتى يسـتبرأ، بال(:11)مسألة خالف وال إشكال في الجملة، والبحث في موارد: األول: كيف يكون جالال، وسيأتي الكالم فيه.

الثاني: حرمة أكله، وال خالف فيه إال من شاذ، ويــدل عليــه خــبر يونس عن الرضا )عليه السالم(، سألته عن الســمك الجالل، فقــال:

ينتظر به يوما وليلة(1). الســمكوفي الفقيه، في رواية القاســم بن محمــد الجــوهري:

.(2)الجالل يربط يوما إلى الليل في الماءويشمله أيضا بعض اإلطالقات اآلتية في حرمة كل جالل.

الثالث: في مقدار االستبراء، وقد عــرفت أن الخــبر األول حــددذلك بيوم وليلة، والخبر الثاني بيوم فقط.

واألول هو اختيار المشهور كما عن المسالك وكشف اللثام.والثاني هو اختيار الصدوق والشيخ كما في الجواهر نقله.

ــاني ولوال الشهرة واالستصحاب وعدم معلومية تمامية الخبر الثــو ــا ه ــبر االول على االســتحباب، كم ــل الخ ــان الالزم حم ســندا لك

مقتضى الجمع الداللي.

. 5ح المحرمة األطعمة من28 الباب357 ص16( الوسائل: ج?)1 7ح المحرمة األطعمة من28 الباب357 ص16( الوسائل: ج?)2

43

Page 44: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أما حمل الخــبر الثــاني بــأن الغايــة داخلــة في المغــيى، فخالفالظاهر من الجمع بين الحديثين عرفا.

الرابـــع: أن يطعم الســـمك في مـــدة االســـتبراء، وإليـــه ذهب جماعة، قالوا: ألن ذلك حقيقة االستبراء ألنه عبــارة عن الحبس مــع التغذيــة ال بــدونها، والستصــحاب النجاســة فال يكفي الحبس فقــط، وفيــه نظــر ظــاهر، إذ االصــل مرفــوع بــإطالق الــدليل، وكــون ذلــك

حقيقة االستبراء غير معلوم. أما ذكــر التعليــف في بعض روايــات ســائر الجالالت، فــذلك منــا ــف عليه ــة المتوق ــدة الطويل ــل في الم ــاجهن إلى األك ــاب احتي ب االستبراء، وحتى إذا قلنا بأن ذلــك جــزء للتطهــير في تلــك الجالالت فانســـحاب الحكم إلى الســـمك يحتـــاج إلى فهم المنـــاط القطعي

المفقود في المقام. الخامس: إنه على تقدير وجوب التعليف هل يشــترط أن يكــون العلــف طــاهرا، قــال بــه جماعــة، لالستصــحاب، واالحتيــاط، واختــار

المستند وآخرون الثاني، لإلطالقات. ــاء المتنجس فال يبعـــد ــا كالمـ ــبة إلى النجس عرضـ ــا بالنسـ أمـ

اإلطالق. وأمـــا بالنســـبة إلى عين النجس غـــير العـــذرة، كمـــا إذا بقيت السمكة في الخمر مدة االســتبراء فــذلك مشــكل جــدا، للشــك في

اإلطالق فاالستصحاب محكم. وســيأتي تمــام الكالم في ذلــك في بــاب الجالالت من ســائر

الحيوانات.

44

Page 45: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــألة بيض الســمك المحلــل حالل، وبيض الســمك(:12)مس المحرم حرام بال إشكال، بــل ادعي عليــه اإلجمــاع، خالفــا في بيض

المحرم للحلي والمختلف وبعض المتأخرين فحكموا بالحلية أيضا. ويدل على الحكمين اإلطالقــات والعمومــات، فإنهــا تشــمل كــل جزء من أجزاء الحيوانين، وبعموم الحرمة في المحرم يرفــع أصـالة

وأحــل لكم صــيد وقــل ال أجدالحــل في بيض المحــرم، وعمــوم .البحر

ــافة إلى اإلطالق ــل باإلضـ ــة في بيض المحلـ ــدل على الحليـ ويـــور، عن ــبر ابن أبي يعف ــوم، األصــل والســيرة، وخصــوص خ والعم

إن البيض إذا كان مما يؤكل لحمه فال بأسالصادق )عليه السالم(: . (1)به وبأكله وهو حالل

ــهوخبر دواد بن فرقد، عنه )عليه السالم( أيضا: كل شيء لحم حالل فجميع ما كان منــه من لبن أو بيض أو أنفحــة كــل ذلــك حالل

.(2)طيب بل يمكن االســتدالل بمفهــوم هــذين الحــديثين اللــذين همــا في

مقام التحديد، االستدالل لحرمة بيض المحرم. ثم إنه ال فرق بين أن ينفصــل بيض المحلــل عنــه بعــد ذكاتــه أو

قبل ذلك كما إذا باض.

ــروع: ج ،1ح المباحة األطعمة من40 الباب59 ص17( الوسائل: ج?)1 325 ص6والف. 6ح 325 ص6والفـروع: ج ،2ح المباحة األطعمة نت40 البـاب59 ص17( الوسائل: ج?)2. 7ح

45

Page 46: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

نعم إذا مات حرم البيض تبعا لحرمــة األصــل، وال دليــل على أن حال بيضه حال بيض الدجاجة الميتــة إذا اكتســبت القشــرة األعلى،ــبيض على جســم الميت، وبقي في ــا بانفصــال ال اللهم إال إذا علمن داخله ثم مات، حــتى يكــون حــال بيضــه الــداخل حــال مــا إذا بــاض وخرج بيضه ثم مات، إذ ال دليــل على حرمــة الــبيض المنفصــل منــه

انفصاال قبل موته.ولو فصلنا البيض منه وهو حي كان حاله حال فصل جزء منه.

ولو اشتبه المحلل من البيض بالمحرم، فــإن دخــل تحت قاعــدة المحلــل والمحــرم من الســمك بــأن لم يعلم أنــه بيض الميت أوــا الســمك ــإن اختبرن ــار، ف ــبيض األصــل في االختب ــع ال المــذكى، تب المشكوك فكان مما دخل في المحرم كان بيضــه محرمــا وإال كــانــأن لم تكن الســمكة صــاحبة ــدخل تحت القاعــدة ب محلال، وإن لم ي البيض موجودة حتى نختبرهــا، أو اشــتبهت الســمكة صــاحبة الــبيض بغيرها حتى لم ينفع إجراء االختبار على السمكة في معرفة بيضــها،ــبيض حالل، واألملس ــاء أن الخشـــن من الـ ــهور بين الفقهـ فالمشـ

حرام. ــه قال في الجواهر: )لم نقف على خبر بالتفصيل المزبور، إال أن

يمكن شهادة التجربة له(. وكــذلك لم يــذكر لــه المســتند دليال، ولم أجــد في الوســائل والمستدرك ما يصلح أن يكــون دليال لــذلك، ومــا ذكــره من شــهادة التجربة محل إشكال، ولعلهم أخذوا ذلــك من كتــاب مفقــود عنــدنا،ــان ــبيض إذا ك ــا دل على أن ال ــتنبطوه من م ــة العلم، أو اس كمدين

طرفاه

46

Page 47: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

متساويا فهو حرام، وإال كان حالال، فإن مساوي الطرفين أملس ومختلفه خشــن، لكن ال كليــة في أي منهمــا، فــرب مختلــف أملس

ومتساو خشن. وعلى هذا فالعمل بما ذكــروه بعــد كونــه خالف األصــل مشــكل

جدا، والله العالم.

47

Page 48: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

48

Page 49: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

فصلالبهائم في

ال إشكال نصــا وفتــوى في األنعــام الثالثــة: اإلبــل(:1)مسألة والبقر والغنم.

وال فـــرق بين أقســـام اإلبـــل من ذي الســـنام الواحـــد وذي الســنامين، وســائر تقســيماته، كمــا ال فــرق في البقــر بين البقــرة

والجاموسة، وال فرق في الغنم بين الشاة والمعز.ــدان ــف بل كما ال فرق بين أقسام هذه األصناف الستة من مختل

العالم. بــل حليــة األقســام المــذكورة من الضــروريات، قــال ســبحانه:

ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قــل آلــذكرين حــرم ــيين ــالى: (1)أم األنث ــال تع ــر إلى أن ق ــنين ومن البق ــل اث ومن اإلب

.(2)اثنين فهذه التي أحلها الله فيفقد ورد في تفسير علي بن إبراهيم:

ــنين، إلى أن قال: فقال )صلى الله عليه وآله(: كتابه من الضأن اث عن األهلي والجبلي، ومن المعــــز اثــــنين عن األهلي والوحشــــي

الجبلي، ومن البقر اثنين عن األهلي والوحشي الجبلي،

. 143 األنعام: اآلية ( سورة?)1. 144 األنعام: اآلية ( سورة?)2

49

Page 50: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)ومن اإلبل اثنين عن النجاتي والعراب، فهذه أحلها الله ومن األنعام حمولــة وفرشــا كلــواوقال سبحانه في آية أخرى:

. (2)مما رزقكم الله ثم إنه ورد في بعض التفاسير أن المراد باالثنين في اآلية الذكر واألنثى، وهناك روايــات فــوق التــواتر، قــوال وعمال من المعصــومين )عليهم السالم( في حليــة األنعــام المــذكورة، مــذكورة في مختلــف

أبواب األطعمة واألشربة فال حاجة إلى ذكرها. ــات بالوســائل ثم إنه ال إشكال في حلية ما غير من هذه الحيوان الحديثــة فيمــا يبقى الصــدق، كمــا إذا زرق بــاألبرة أو أطعم طعامــا أوجب سمنه الزائد، أو تغــير شــكله أو تشــويهه أو تجميلــه من رحم أمه، بل وإن لم يبق الصــدق، كمــا إذا ولــدت الشــاة مــا ال يشــبهها،

الستصحاب الحلية بعد أن كان جزءا منها سابقا. وكذلك ال إشكال في حليــة مــا ولــد بــالتزريق، بــأن زرقت مــنيــل إذا أمكن ــثى، كمــا هــو المتعــارف اآلن ، ب الشــاة الــذكر في األنــك صــح أيضــا، للصــدق ــر أو نحــو ذل ــني الشــاة في البق ــق م تزري

واالستصحاب.ــبه ــا يش ــد م ــرام في الحالل أو العكس فأول ــو زرق من الح ول أحــدهما تبعــه في الحكم، وإن ولــد مــا ال يشــبه أحــدهما، أو حيــوان حالل خارجي، كما لو ولد ما بين الشــاة والكلب ممــا يشــبه الظــبي

والخنزير مثال،

. 219 ص1القمي: ج ( تفسير?)1. 142 األنعام: اآلية ( سورة?)2

50

Page 51: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

فهــل يحــرم الكــل، أو يحــل الكــل، أو يفصــل بين شــبيه الحالل فيحل وغيره فيحرم، ويفصل بين شبيه الحــرام فيحــرم، وبين غــيره

فيحل، احتماالت. واألقرب هذا التفصيل األخير ألن شبيه الحــرام يشــمله الــدليل،

، وإن كــان هنــاك(1)ال أجــد فيمــا أوحيأما غيره فيدخل في عموم احتمال حلية الكل وإن كان شبيها بالحرام، كما إذا ولدت الشاة من الشاة ما يشبه الكلب، إذ دليل الحرام منصــرف إلى صــورة والدتــه

من الحرامين، ال كفاية مطلق الشبه فتأمل. ــرامين أو وللمسألة صور كثيرة تتحقق من والدة الحيوان بين حــرام أو حالل، أو بين ــوان ح ــان وحي حاللين أو مختلفين، أو بين إنس حيوان ورحم اصطناعي، والحيــوان حــرام أو حالل، ثم المتولــد إمــا يشبه أحد األبوين أو حيوانا ثالثا أو ال يشبه شيئا أصال، إلى غير ذلك،

يعرف حكم الجميع من القواعد العامة. وقد ذكرنا طرفا من ذلك في كتــاب الطهــارة، كمــا ذكرنــا بعض

المسائل في المسائل الحديثة. كما أن من صور المسألة أنه لو غير الحيوان الحــرام أو الحالل،إلى حيوان آخر حرام أو حالل أو قسم ثالث ال يشبه أحد القسمين.

ويلحق بهــذا البــاب مســائل تربيــة المــاء للرجــل أو المــرأة في الرحم االصطناعي بمختلـف صـور المسـألة الـتي منهــا كـون المــاء حالال أو حراما، بزنــا أو غــير زنــا كاالســتمناء، ومختلــف األحكــام من

المحرمية والنكاح والرضاع واإلرث وغيرها.

. 145 المائدة: اآلية ( سورة?)151

Page 52: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

المشهور بين الفقهاء، بل كــاد أن يكــون إجماعــا،(:2)مسألة كراهة أكل لحم الخيــل والبغــال والحمــير األهليــة، بـل عن االنتصـار

والغنية والخالف وغيرها اإلجماع على ذلك. خالفا للمحكي عن المفيد من تحريمــه البغــال والحمــير والهجن من الخيل، بل قال: إنه ال تقع الــذكاة عليهــا، والمحكي عن الحلــبي

عن تحريم البغال. أما القول بالتحريم، فقد استدل عليه بجملة من الروايات:

كمرسل أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، ســألته ، وعنال تؤكــل إال أن تصــيبك ضــرورةعن لحــوم الخيــل، فقــال:

نهى رسول الله )صلى الله عليه وآله(لحوم الحمير األهلية، فقال: .(1)عن أكلها يوم خبير

كل ذيومرسل المقنع، عن النبي )صلى الله عليه وآله(، قال: . (2)ناب من السباع ومخلب من الطير والحمير اإلنسية حرام

وصحيح ابن مسكان: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن أكل نهى رسول الله )صلى الله عليه وآله( عنها،الخيل والبغال، فقال:

. (3)وال تأكلها إال أن تضطر إليها

. 2ح المحرمة األطعمة من5 الباب326 ص16( الوسائل: ج?)1. 35والمقنع: ص ،9 ح4 الباب342 ص16( الوسائل: ج?)2. 1ح المحرمة األطعمة من5 الباب325 ص16( الوسائل: ج?)3

52

Page 53: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وصحيح سعد بن ســعد، عن الرضــا )عليــه الســالم(، ســألته عن. (1)ال تأكلهالحوم البزازين والخيل والبغال، فقال:

كـانوخبر أبي بصير، عن أبي عبد اللـه )عليــه السـالم(، قـال: ــرام ــال، وليس بح ــل والبغ ــل لحم الضــب واألرنب والخي ــره يأك يك كتحريم الميتة والدم ولحم الخــنزير، وقــد نهى رســول اللــه )صــلى

.(2)الله عليه وآله( عن لحوم الحمير األهلية، وليس بالوحشية بأسإلى غيرها.

ولكن هذه الروايات مع ضعف السند في بعضها، وعــدم الداللــة في بعضها اآلخر، محمولة على الكراهة جمعا بينها وبين الناصــة في الحلية، مضافا إلى موافقتها العامة وإعراض المشهور عنهــا، ولفــظ الحــرام وإن كــان شــبه النص، لكنــه ليس بنص في قبــال )ال بــأس(ــديدة، لكن ال يمكن ونحوه، إذ يمكن حمل الحرام على الكراهة الش

حمل )ال بأس( على شيء إذا قيل بالحرمة. وكيف كان، فيدل على الحلية متواتر الروايــات، قــال محمــد بن مسلم: سألت أبا جعفــر )عليــه الســالم( عن لحــوم الخيــل والبغــال

. (3)حالل ولكن الناس يعافونهاوالحمير، فقال:

.5ح المحرمة األطعمة من5 الباب326 ص16( الوسائل: ج?)1. 7ح المحرمة األطعمة من5 الباب327 ص16( الوسائل: ج?)2. 473والمحاسن: ص ،3ح المحرمة االطعمة من5 الباب326 ص16( الوسائل: ج?)3

53

Page 54: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وقال أيضا في خبره اآلخر: إنه سأل عن سباع الطير والــوحش حتى ذكر له القنافــذ والوطــواط والخيــل والبغــال والحمــير، فقــال:

ليس الحرام إال ما حرم الله في كتابه، وقد نهى رسول الله )صلى الله عليه وآله( يوم خيبر عن أكــل لحــوم الحمــير، وإنمــا نهــاهم من أجل ظهورها أن يفنوها وليست الحمــير بحــرام، ثم قــال اقــرأ هــذه

. (1)اآليةقل ال أجداآلية: وال يخفى أن لوائح التقية من صــورها الئحــة، إذ اإلمــام لم يجب عن الســؤال إال بــذكر مــا حــرم القــرآن، ومن المعلــوم أن للقــرآن ظهــرا وبطنــا، وال ينــافي عــدم تحــريم بعض الحيوانــات في ظــاهره

تحريمها في باطنه، ولذا بالنسبة إلى الحمير أجاب صريحا. وفي خــبر عمــرو بن خالــد، عن زيــد بن علي، عن آبائــه )عليهم

أتيت أنا ورسول الله )صــلىالسالم( عن علي )عليه السالم( قال: الله عليه وآله( رجال من األنصار فإذا فرس له يكيد بنفسه، فقال له رسول الله )صلى الله عليه وآلــه(: انحــره يضــعف لــك بــه أجــران، بنحرك إياه واحتسابك له. فقــال: يــا رســول اللــه، ألي منــه شــيء،

ــه(نعم كل وأطعمنيقال: قال: فأهدى للنبي )صلى الله عليه وآل. (2)فأخذ منه فأكل منه وأطعمني

المقنع: في ومثله ،6 ح5 الباب327 ص16. الوسائل: ج145 المائدة: اآلية ورةسـ( ?)1. 35ص

.48 ص9والتهذيب: ج ،4ح المحرمة األطعمة من5 الباب326 ص16( الوسائل: ج?)254

Page 55: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ولعل الرسول )صلى الله عليه وآله( إنما أراد ذلــك ألجــل بيــانالحلية عمال.

وفي خبر زرارة، عن أحدهما )عليهما السالم(، سألت عن أبوال . قلت: ليس لحومهــا حالال،أكرههاالخيل والبغــال والحمــير، قــال:

واألنعام خلقها لكم فيها دفءقال فقال: أو ليس قد بين الله لكم: والخيــل والبغــال والحمــير لتركبوهــا، قــال: ومنافع ومنهــا تــأكلون

. فجعل لألكــل األنعــام الــتي نص اللــه في الكتــاب، وجعــل(1)وزينةــاس للركوب الخيل والبغال والحمير، وليس لحومها بحرام ولكن الن

. (2)عافوها وخبر زرارة ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(،

نهى رسول الله )صــلىسأله عن أكل لحوم الحمير األهلية، فقال: الله عليه وآله( عن أكلها يوم خيــبر، وإنمــا نهى عن أكلهــا في ذلــك الوقت ألنها كانت حمولــة للنــاس، وإنمـا الحــرام مــا حــرم اللــه في

. (3)القرآن وفي خبر أبي الجارود، عنه )عليه السالم( أيضــا، قــال: ســمعته

إن المسلمين كانوا جهدوا في خيبر فأسرع المســلمون فييقول: دوابهم فأمرهم رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( بإكفــاء القــدور

ولم يقل إنها

. 8 النحل: اآلية ( سورة?)1. 8 ح5 الباب327 ص16( الوسائل: ج?)2. 1 ح4 الباب322 ص16( الوسائل: ج?)3

55

Page 56: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)حرام، وكان ذلك إبقاء على الدواب أقول: يعني أن النهي كان وقتيا لمصلحة زمنية من بــاب حكمــة

،(3)أعدوا لهم ما استطعتم من قــوة، و(2)ال ضررثانوي، من قبيل ــديا حــتى يشــمله: حالل محمــد حالل إلى يــومال حكمــا شــرعيا أب

. (4)القيامة، وحرامه إلى يوم القيامة نهىوخبر محمد بن مســلم، عنــه )عليــه الســالم( أيضــا، قــال:

رسول الله )صلى الله عليه وآله( عن أكل لحوم الحمير، وإنما نهى عنها من أجل ظهورها مخافة أن يفنوهــا، ليسـت الحمــير بحــرام ثم

. (5) اآليةقل ال أجدقرأ هذه اآلية: وخبر أبي الحسن الليثمي، عن الصــادق )عليــه الســالم(، قــال:

نهى رســولسئل عن لحوم الحمير األهلية، فقال )عليــه الســالم(: الله )صلى اللـه عليـه وآلـه( عن أكلهـا، ألنهـا كـانت حمولـة للنـاس

.(6)يومئذ، وإنما الحرام ما حرم الله في القرآن وإال فالوخبر محمد بن سنان، عن العيون، عن الرضا )عليه

. 73 ص4واالستبصار: ج ،2 ح4 الباب323 ص16( الوسائل: ج?)1. 35 ح146 ص7( التهذيب: ج?)2. 60 األنفال: اآلية ( سورة?)3. 11 ح58 ص1( الكافي: ج?)4. 6ح المحرة األطعمة من4 الباب324 ص16( الوسائل: ج?)5.7ح المحرة األطعمة من4 الباب324 ص16( الوسائل: ج?)6

56

Page 57: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

كــره أكــل لحــومالسالم(، إنــه كتب إليــه في جــواب مســائله: ــاس إلى ظهورهــا واســتعمالها ــة لحاجــة الن البغــال والحمــير األهلي

. (1)والخوف من فنائها، وقلتها ال تعذر خلقها وال تعذر غذائها وخبر العيص: سأل عن الصادق )عليه السالم( عن شرب األبان

.(2)اشربهااألتن، فقال: فإن حلية اللبن تالزم حلية الحيوان، كما حقق في محلــه، اللهم إال ما خرج كلبن الميت، بنــاء على القــول بحليــة الحيــوان، هــذا مــع

وضوح أن لبن األتان حالل بالضرورة من سيرة المتشرعة. ثم إنهم اختلفــوا في مــراتب الكراهــة، ففي المشــهور: إن لحم البغل أشد كراهة، وعللوا ذلك بأنه مــركب من حيــوانين مكــروهين:

الفرس والحمار. وعن القاضي: إن الحمار أشد كراهــة، وهــو المحكي عن ظــاهر القاضي، ألن المتولد من قوي الكراهــة وضــعيفها أخــف كراهــة من

المتولد من قويها خاصة. وفي الجواهر: )إن الخيل أخفها، خصوصا بعد أكل النبي )صــلى

الله عليه وآله( وأمير المؤمنين )عليه السالم( منها، ولعل البغل

. 8ح المحرمة األطعمة من4 الباب324 ص16( الوسائل: ج?)1. 494المحاسن: ص ،3ح المباحة األطعمة من60 الباب89 ص17( الوسائل: ج?)2

57

Page 58: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أشد من الحمير للشهرة، ويحتمل الحمير لكــثرة نصــوص النهيعنها(.

ــة حكم ــة كالكراهي ــا ال يخفى، ألن أشــدية الكراه ــل م وفي الك شرعي ال يثبت إال بالدليل ال باالستحسان والشهرة ونحوها، بل لعل

الكراهة تثبت بالشهرة للتسامح دون األشدية. ثم الظاهر أن الكراهة إنما هي لبعض األضرار الخفيفة كمــا هــو الغالب في كراهــة األطعمــة، فــإن الشــرع قــرر الكراهــة لمــا يضــر الدين أو الدنيا في الجملة، كما قرر االســتحباب لمــا يفيــد الــدين أو

الدنيا في الجملة، فال ترتفع الكراهة باالحتياج إلى هذه اللحوم. ثم هل أن اإلتيان بالمكروه من هــذا القبيــل يــوجب االبتعــاد عن قربه سبحانه، وهل أن اإلتيان بالمستحب الذي هو على هــذا الغـرار يوجب التقرب إليه تعــالى، الظــاهر ذلــك في المســتحب إذا أتى بــه بعنوان أمره تعالى، وكذلك إذا تــرك المكــروه ألجــل نهيــه ســبحانه، ألنه انقياد وإطاعة. أما كون إتيان المكروه موجبا لالبتعاد عنه تعالى أو لنقص درجات الجنة ومقاماتها فذلك مما يحتمل، بل هــو الظــاهر من مذاق الشــرع والمرتكــز في أذهــان المتشــرعة، ولتمــام البحث

محل آخر. ثم إنه ال إشكال في حلية الجاموس نصــا وإجماعــا، وهــل يكــره لحمه ولحم البقر ال يبعــد ذلــك، كمــا ذهب إليــه بعض الفقهــاء، فعن

إسماعيل بن زياد، عن الصادق )عليه السالم(،

58

Page 59: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)ألبان البقر دواء، وسمونها شفاء، ولحومها داءقال: وفي خبر أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال أمــير

.(2)لحوم البقر داءالمؤمنين )عليه السالم(: .(3)ومثله خبر السكوني، عن جعفر، عن آبائه )عليهم السالم(

وإنما تعدينا إلى الجــاموس مــع أن النص في البقــر، ألنــه قســممنه، كما ذكره الفقهاء في باب الزكاة.

ولخصوص خبر أيوب بن نوح، قــال: ســألت أبــا الحســن الثــالث )عليه السالم( عن الجاموس وأعلمته أن أهــل العــراق يقولــون إنــه

ومن اإلبــل اثــنين ومن البقــرأو ما علمت قول الله: مسخ، فقال: . )4(اثنين

ــد بن ــد الحمي نعم ال يبعــد كراهــة ســمنه بالخصــوص، لخــبر عب المفضل الســمان: ســألت عبــدا صــالحا )عليــه الســالم( عن ســمن

. (5)ال تشره وال تبعهالجواميس، قال:

. 1ح المباحة األطعمة من15 الباب29 ص17( الوسائل: ج?)1 ح463. والمحاســن: ص5ح المباحة األطعمة من15 الباب29 ص17( الوسائل: ج?)2

421 ..5ح المباحة األطعمة من15 الباب29 ص17( الوسائل: ج?)3. 3 ح20 الباب36 ص17والوسائل: ج ،115 ح380 ص1العياشي: ج ( تفسير?)4. 5 ح20 الباب36 ص17والوسائل: ج ،381 ص1العياشي: ج ( تفسير?)5

59

Page 60: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

يعرض التحريم للحيــوان المحلــل من وجــوه، أمــا(:3)مسألة تحليل المحرم فال يكون إال باالستحالة.

نعم يمكن أن يقال بذلك إذا طــرأ عليــه عنــوان محلــل، كمــا إذا زرق الذئب مثال بما بدله شــكال وطبعــا بمــا يســمى شــاة، لكن هــذا

بعيد موضوعا وحكما. وكيف كــان، فمن أســباب التحــريم الجلــل، وهــو عبــارة عن أن يأكــل الحيــوان المحلــل النجاســة في الجملــة، وتفصــيل الكالم في

موارد: األول: ما هو ميزان صدق الجلــل المــوجب للتحــريم، فــإن فيــه

أقوال: األول: أن يأكل النجاسة يوما وليلة.

الثاني: أن يأكل حتى ينمو بدنه منها. الثالث: أن يأكل حتى يظهر النتن في لحمه وجلده.

الرابع: أن يأكل حتى يصدق عرفا عليه أنه جالل. والظاهر األخير، ألنه موضوع عرفي كسائر المواضيع، فــالمرجع فيه العرف، واإلشكال بأن كثــيرا من العــرب بــل العجم ال يفهمــون معنى الجالل فكيف بتحديده غير وارد، إذ الجالل لفظ لغوي يرادفــه في العـرف مــا يفهمـه العـرب، مثـل: )نجاسـت خــوار( بالفارسـية،ــا ورد في ــة، كم ــذاءه النجاس ــرف أن غ ــدق في الع ــنى أن يص بمعــال: ــه الســالم(، ق ــر )علي ــل، عن أبي جعف مرســل موســى بن أكي

والجاللة هي التي يكون ذلك غذاءها .

60

Page 61: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــوم أن صــدق ذلــك عــرفي، وال أســتبعد الصــدق إذا ومن المعل تغذى ثالثة أيام، فإنه يصدق )نجاست خــوار( و)أن العــذرة غــذاؤه(،

أما قبل ذلك فإذا شككنا فيه فاألصل عدم الجلل. ــيخ ــة، وعن الش ــة الجالل ــاء حرم ــهور بين الفقه ــاني: المش الث واإلســكافي الكراهــة، وكأنهمــا حمال النهي الــوارد في األخبــار على

التنزه، وإال فال وجه معتد به لما ذهبا إليه. ويدل على التحريم الروايات الكثيرة، فعن هشام بن سالم، عن

ال تأكــل لحــوم الجالالت، وإنأبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: . (1)أصابك من عرقها فاغسله

وعن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال:ال تقــرب من ألبــان اإلبــل الجاللــة، وإن أصــابك شــيء من عرقهــا

. (2)فاغسله ال بــأسوعن علي بن أســباط، عمن روى في الجالالت، قــال:

. (3)بأكلهن إذا كن يخلطن أقــول: أي بين العــذرة وغيرهــا في األكــل، فــإن المفهــوم منــه البأس مع المحضية كما هو المشهور، والظاهر أن المراد ما يصــدق

أنه خلط، أما إذا كان أكله العذرة إال نادرا لم يصدق عرفا

. 1ح المحرمة األطعمة من27 الباب354 ص16( الوسائل: ج?)1.2ح المحرمة األطعمة من27 الباب354 ص16( الوسائل: ج?)2. 3ح المحرمة األطعمة من27 الباب355 ص16( الوسائل: ج?)3

61

Page 62: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أنه يخلط وإن كان ذلك واقعا. وال فــرق في الخلــط بين أن يكــون الخلــط في كــل مــرة، كــأن يأكل ثلث أكله شيئا طاهرا، أو أن يكــون الخلــط في الــدفعات كــأن

يأكل مرة النجاسة ومرة الشيء الطاهر وهكذا. وعن ســعد بن ســعد، عن أبي الحســن الرضــا )عليــه الســالم(، قال: سألته عن أكل لحوم الدجاج في الدساكر وهم ال يمنعونها من

ال بـأسشيء تمر على العــذرة مخلى عنهـا، فآكــل بيضـهن، قـال: . (1)به

فإن الظــاهر أنهــا تخلــط في األكــل كمــا هــو الشــأن في دجــاجاألرياف.

وعن زكريا بن آدم، عن أبي الحسن )عليه الســالم(: إنــه ســأله. (2)إذا كان يلتقط غير العذرة فال بأسعن دجاج الماء، فقال:

ونهى )عليه السالم( عن ركــوب الجاللــة وشــرب ألبانهــا،قال: (3)وقال: إن أصابك شيء من عرقها فاغسله

ــةوعن الجعفريات، عن علي )عليه السالم(، قال: الناقة الجاللال يحج على ظهرها، وال يشرب من لبنها، والبقرة الجاللة

. 4ح المحرمة األطعمة من27 الباب355 ص16( الوسائل: ج?)1.5ح المحرمة األطعمة من27 الباب355 ص16( الوسائل: ج?)2.6ح المحرمة األطعمة من27 الباب355 ص16( الوسائل: ج?)3

62

Page 63: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الجاللــة ال يؤكــل لحمهــا ال يشرب لبنها وال يؤكل لحمها، والشاة. (1)وال يشرب لبنها، والبطة الجاللة ال يؤكل لحمها

إنــه نهىوعن الدعائم، عن رسول الله )صلى الله عليه وآله(: ــل ــتي تجل عن لحوم الجاللة وألبانها وبيضها حتى تستبرأ، والجاللة ال

.(2)المزابل فتأكل العذرة ال تشــربوعن المقنع، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قــال:

.(3)من ألبان اإلبل الجاللة، وإن أصابك شيء من عرقها فاغسله إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة الــتي يــأتي بعضــها أيضــا في

مسألة االستبراء. ــدم، ــا تق ــوجب النجاســة لم ــا الكناســة ال ي ــق ارتياده نعم مطل ولخصــوص خــبر ابن أبي يعفــور، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه

إن الدجاجة تكون في المنزل، وليس معها الديكة تعتلــفالسالم(: من الكناسة وغيره، تبيض بال أن يركبها الديكة، فما تقــول في أكــل

إن البيض إذا كــان ممــا يؤكــل لحمــه فال بــأسالبيض، قال: فقال: . (4)بأكله فهو حالل

الثالث: المشهور بين الفقهاء أن المعتــبر في التنجيس وتحــريماللحم إنما هو فيما إذا أكل العذرة من بني آدم، ألنه المنصرف من

. 1ح المحرمة األطعمة من18 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)1. 2ح المحرمة األطعمة من18 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)2. 3ح المحرمة األطعمة من18 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)3.7ح المحرمة األطعمة من27 الباب355 ص16( الوسائل: ج?)4

63

Page 64: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــائر ــألحق س ــالح، ف ــا للمحكي عن أبي الص ــظ، خالف ــذا اللف ه النجاسات بالعذرة في وجوب االجتنــاب وحرمــة اللحم، وكأنــه لفهم عدم الخصوصية، أو لما ذكره بعض اللغويين في تفسير الجاللة من

أنها البقرة التي تتبع النجاسات.ــيخ حكم ــالح، إال أن الش ــل كالم أبي الص ــيخ مث وحكي عن الش

بالكراهة. ولو شك في التحريم فاألصل العدم، كما إذا شــك في أنــه أكــل

العذرة أو غيرها فاألصل بقاء الطهارة والحلية. الرابع: الظاهر نجاسة الجاللة بأكل العذرة.

لكن ذهب بعض إلى الطهــارة، قــالوا: إن األمــر بالغســل ألجــلــديا بــل الصالة، فال يدل على النجاسة، والحاصل أن األمــر ليس تعب مقدميا، فإذا كان كذلك لم يفهم النجاســة، ألن عــدم صــحة الصــالة في عرق الجاللة أعم من النجاسة، لعدم صحة الصــالة فيمــا يؤكــل

لحمه الذي منه الجاللة.ــا ــه، إذ الظــاهر من الغســلة النجاســة، كم ــا في لكن ال يخفى م تستفاد النجاســة عن مثــل هـذه األلفـاظ في ســائر الروايــات، وقــد

تقدم الكالم في ذلك في كتاب الطهارة. ثم إنـــه ورد في بعض الروايـــات المتقدمـــة النهي عن ركوبهـــا للحج، والظــاهر أنــه تــنزيهي، أو ألجــل ســراية العــرق إلى الــراكب الموجبة لنجاسة بدنه ولباسه، وخصوصا في األزمنــة الســابقة الــتي

يتعذر أو يتعسر فيها الماء في الطريق. وإنما حملنا النهي على الكراهــة أو مــا أشــبه ألنــه لم يقــل أحــدــتعماالت ــائر االس ــاط إلى س ــتفاد المن ــالتحريم، فال يمكن أن يس ب

كاالستقاء وإثارة األرض للزرع

64

Page 65: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وما أشبه، فإنــه ال دليــل على كراهــة هــذه األمــور من الحيــوانالجالل.

65

Page 66: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ما ال تحله الحياة من الجالل كالشعر والريش وما(:4)مسألة أشبه هل يحكم بنجاسته، وعدم جواز الصالة فيه، ألن الحيوان صــار كالكلب والخنزير، أم هو طاهر لكن ال تصح الصــالة فيــه، ألنــه صــار كغير الماكول، أو طاهر وتصح الصالة، لألصل، بعد انصــراف األدلــة،

إلى غير ذلك، فحالهما حال صوف الشاة الميتة. احتماالت، وإن كان الثالث أقرب.

ثم هل أن حكم الجالل آت إلى ما يؤكــل لحمــه كــالهرة فينجس لحمهــا وعرقهــا بالجلــل أم ال، احتمــاالن، من أصــل البقــاء على مــاــدة ــة، ومن وح ــات المحلل ــا وردت في الحيوان ــة إنم ــانت، واألدل ك المناط، والثــاني أقــرب إلى المــذاق المســتفاد من الشــرع، واألول

أقرب إلى األدلة. وهل الجالل قابل للتذكية على القــول بعــدم نجاســته، أمــا على القول بالنجاسة فال فائدة في تذكيته، وإنما تفيد التذكية على القول بطهارته في طهارته لمختلـف االسـتعماالت غـير الصـالة فيـه، قـال

بالقابلية الجواهر لألصل، وال بأس به. كما أن الظاهر أن الجالل ليس كالموطوء في ســراية ذلــك إلى نسله، فإذا أفرخت الدجاجة الجاللة كان الفرخ طاهرا حالال لألصــل، والتنظير بالموطوء أو بالبيض واللبن كاستصحاب النجاسة والحرمةــدل ــع بتب ــحاب منقط ــاط، واالستص ــع بالمن ــا، إذ ال قط ــه لهم ال وج

الموضوع. ولو أشتبه الجالل بغيره فهل الحكم كالموطوء ممــا يقــرع فيــه،

أو الالزم االجتناب عن الجميع مقدمة للعلم، احتماالن،

66

Page 67: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

من المناط، ومن أصالة االحتياط، لكن األول أقرب لعموم أدلــة القرعة، وألنه قد ذكرنا في كتاب )الفقــه( أنــه ال دليــل على جريــان العلم اإلجمالي في الماليات لقصــور أدلتــه عن ذلــك، باإلضــافة إلى أنــه من تعــارض الــواجب بــالحرام في بعض المــوارد، ألن إســراف

المال حرام، والله العالم. ولو بدلت العذرت بما ال تسمى عذرة عرفا سواء باالستحالة أم ال، فالظاهر عدم تحقق الجالل بــذلك لالنصــراف، كمــا أنــه لــو تغــير مأكل اإلنسان بما ال يدفع العذرة، لم يكن أكلها موجبا الســم الجالل

لالنصراف أيضا.ــل والنص ــزرع، لألص ــة ال ــذرة في حلي ــميد بالع ــر التس وال يض والسيرة واالستحالة، فقد روي عن الصادق )عليه السالم(، عن أبيه

ــأن)عليه السالم(، عن علي )عليه السالم(: إنه كان ال يرى بأســا ب. (1)يطرح في المزارع العذرة

نعم الظاهر تقييد الحكم بما إذا استحالت العذرة، أما إذا وجدت أجزاء العذرة في الزرع فرضا، أو انتقلت العفونة والطعم مثال إليــهكان فيه البأس، لألستصحاب، واألدلة المذكورة منصرفة عن مثله.

والظــاهر وجــوب تطهــير مــا القى النجاســة من الــزرع لألصــل األولي، اللهم إال إذا تجفف بالشمس بالشروط المذكورة في كتــاب

الطهارة.

. 1ح المحرمة األطعمة من29 الباب358 ص16( الوسائل: ج?)167

Page 68: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

يطهر ويحل الجالل باالستبراء.(:5)مسألة والحيوان المذكور في الروايات ستة فقــط هي: اإلبــل، والبقــر،

والشاة، والبطة، والدجاجة، والسمكة. ومدة استبرائها على المشهور: أربعون لألول، وعشرون للثاني،ــة ــوم وليل ــة للخــامس، وي ــع، وثالث ــالث، وخمســة للراب وعشــرة للث

للسادس. واختلفت الروايات في مــا عــدا األول، وذهب جمــع من الفقهــاء إلى أقوال اخر، لكن األقرب هو المشهور، لخبر الســكوني المــروي في الكــافي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: قــال أمــير

الدجاجــة الجالجــة ال يؤكــل لحمهــا حــتىالمؤمنين )عليه الســالم(: تغتــذي ثالثــة أيــام، والبطــة الجاللــة بخمســة أيــام، والشــاة الجاللــة عشرة أيام، والبقرة الجاللة عشــرين يومــا، والناقــة الجاللــة أربعين

. (1)يوما وخبر مسمع، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قــال: قــال أمــير

الناقة الجاللة ال يؤكــل لحمهــا وال يشــربالمؤمنين )عليه السالم(: لبنها حتى تغــذى أربعين يومــا، والبقــرة الجاللــة ال يؤكــل لحمهــا وال يشرب لبنها حتى تغذى ثالثين يوما، والشاة الجاللــة ال يؤكــل لحمهــا

وال يشرب لبنها حتى تغذى عشرة أيام، والبطة الجاللة

. 1ح المحرمة األطعمة من28 الباب356 ص16( الوسائل: ج?)168

Page 69: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)ال يؤكل لحمها حتى تربى خمسة أيام، والدجاجة ثالثة أيام« أقول: هــذه الروايــة بالنســبة إلى البقــرة مضــطربة، ففي بعض نسخ الكافي عشرين، وفي بعضها ثالثين، وفي بعضــها أربعين، كمــا أن في االستبصار أربعين، وفي بعض نسخ التهــذيب بعنــوان نســخه

بدل: عشرين، وعلى أي حال فهي مضطربة من هذه الجهة. ــل وعن بسام الصيرفي، عن أبي جعفر )عليه الســالم(، في اإلب

الجاللة، قال: . ال يؤكل لحمها، وال تركب أربعين يوما وفي مرفوعــة يعقــوب بن يزيــد، عن الصــادق )عليــه الســالم(:

اإلبل الجاللة إذا أردت نحرهــا تحبس البعــير أربعين يومــا، والبقــرة . (2)ثالثين يوما، والشاة عشرة أيام

وعن يونس، عن الرضا )عليه السالم(، في السمك الجاللــة أنــه ، قـال السـياري ــ راويينتظـر بـه يومـا وليلةسـأله عنــه، فقـال:

. (3)الحديث ـ: إن هذا ال يكون إال بالبصرةــام،وقــال: ــام، والبطــة ســبعة أي ــة أي في الدجاجــة تحبس ثالث

والشاة أربعة عشر يوما، والبقرة ثالثين يوما، واإلبل أربعين يوما ثم. (4)تذبح

.2ح المحرمة األطعمة من28 الباب356 ص16( الوسائل: ج?)1.4ح المحرمة األطعمة من28 الباب357 ص16( الوسائل: ج?)2.5ح المحرمة األطعمة من28 الباب357 ص16( الوسائل: ج?)3.5ح المحرمة األطعمة من28 الباب357 ص16( الوسائل: ج?)4

69

Page 70: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

إن البقرة تربط عشرين يرمــا،وعن الجوهري: إن في روايته: . (1)والشاة تربط عشرة أيام، والبطة تربط ثالثة أيام

وروي ســتة أيــام، والدجاجــة تربــط ثالثــة أيــام،قال الصــدوق: . (2)والسمك الجالل يربط يوما إلى الليل في الماء

،الدجاجـة تربـط ثالثـة أيـامقال في الوسـائل: )وفي المقنــع: ــف، عن ابن أبي ــل، ونقــل العالمــة في المختل ــا إلى اللي وروي يومزهرة، أنه جعل للبقرة عشرين، وللشاة عشرة، قال: وروي سبعة(

(3) . وعن الجعفريات، عن الصادق )عليــه الســالم(، عن علي )عليــه

الناقــة الجاللــة ال يحج على ظهرهــا، وال يشــربالسالم(، إنه قال: ــا وال من لبنها حتى تقيد أربعين يوما، والبقرة الجاللة ال يشــرب لبنهــا يؤكل لحمها حتى تقيد عشرين يوما، والشاة الجاللة ال يؤكل لحمه وال يشرب لبنها حتى تقيد سبعة أيام، والبطة الجاللة ال يؤكل لحمها

.(4)حتى تقيد خمسة أيام، والدجاجة الجاللة يقيد ثالثة أيام ثم تؤكلــالم(، عن وعن نوادر الراوندي، عن موسى بن جعفر )عليه الس

الناقة الجاللة ال آبائه )عليهم السالم(، قال علي )عليه السالم(:

.6ح المحرمة األطعمة من28 الباب357 ص16( الوسائل: ج?)1. 7ح المحرمة األطعمة من28 الباب357 ص16( الوسائل: ج?)2.8ح المحرمة األطعمة من28 الباب357 ص16( الوسائل: ج?)3.27( الجعفريات: ص?)4

70

Page 71: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

يحج على ظهرها، وال يشرب لبنها، وال يؤكــل لحمهــا حــتى تقيــد أربعين يوما، والبقرة الجاللة عشرين يوما، والبطــة الجاللــة خمســة

. (1)أيام، والدجاج الثالثة أيام وعن الــدعائم، عن أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(، إنــه قــال:

الناقة الجاللــة تحبس على العلــف أربعين يومــا، والبقــرة عشــرين يوما، والشاة سبعة أيام، والبطة خمسة أيام، والدجاج ثالثة أيام، ثم يؤكل بعد ذلك لحومهــا، وتشــرب ألبــان ذوات األلبــان منهــا، ويؤكــل

. (2)بيض ما يبيض منهاثم إن هناك أقواال في مدة االستبراء في الحيوانات المذكورة: ــتي ال ــة ال ــات المتقدم ــا هــو المشــهور، للرواي األول: األخــذ بمــراض ــطراب المتن وإع ــند واض ــعف الس ــا لض ــا خالفه ــها م تعارض

المشهور، وهذا هو المختار. الثاني: األخذ باألقل في مورد االختالف، ألنه مقتضى الجمع بين األقل واألكثر، فإن االقل إذا أخذ بــه حمــل األكــثر على االســتحباب،

أما إذا أخذ باألكثر فال محمل لألقل إال الطرح. الثالث: طرح الروايات كال لضعفها، واألخذ بمقتضى زوال اسم

.2ح المحرمة األطعمة من19 الباب76 ص3( المستدرك: ج?)1.3ح المحرمة األطعمة من19 الباب76 ص3( المستدرك: ج?)2

71

Page 72: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــرق ــذا خ ــأخرين، وه ــه بعض المت ــا ذهب إلي ــا، كم ــل عرف الجل لإلجماع المــركب المحصــل والمنقــول في المســتند، باإلضــافة إلى

حجية الروايات ولو بمعونة الشهرة. هذا وال يخفى أن األقوال الثالثة التي ذكرناهــا إنمــا هي مــا عــدا األقوال الشاذة التي تعين المدة تبعا للروايات أكثر أو أقل من قول

المشهور.

72

Page 73: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــة(:6)مسألة الظاهر كفاية المدة المقررة في الروايات إلزالــد ــد، فال تتقي ــات في التحدي الجلــل وإن بقي االســم، لظهــور الرواي بصورة زوال اسم الجلل أيضا، كما قيدها بعض متأخري المتأخرين: نعم ال بد من استثناء صورة بقاء االسم والوصــف، كمــا إذا بقيــة عن بقاء النتن وتغيير اللون في اللبن والبيض مثال، النصراف األدل

مثله.ــذكورة ــات الم ــر الحيوان ــرق بين ذك ــا أن الظــاهر عــدم الف كم وأنثاها، وأقسامها المختلفة حجما وشكال ولونا وآثارا وصغرا وكــبرا،

كل ذلك إلطالق النص والفتوى. أما الحيوانــات الــتي لم تــذكر لهــا مــدة، فالمشــهور أن المنــاط منعها وعلفها حتى يزول اسـم الجلـل عرفـا، ولــو شـك في الــزوال فاألصل البقاء، وربما قيد ذلك بعض الفقهاء بما إذا لم يكن الحيوان شــبيها بالمنصــوص، وإال كفى مقــدار المنصــوص للمنــاط، كــالغزال الشبيه بالشاة، والحمام الشبيه بالدجاجــة، وبمــا إذا لم يكن جريــانــوص، ــا في المنصـ ــوص أولى من جريانهـ ــير المنصـ ــدة في غـ المـــه أولى من الدجاجــة، وإال كفى ــة في ــذي تكــون الثالث كالعصــفور ال مقــدار المنصــوص وإن لم يــذهب اســم الجلــل عرفــا، والظــاهر أن التقييد ال بأس به إن فهم المناط القطعي، كما ال يســتبعد في بعض

الموارد، وإال كان الالزم ذهاب اسم الجلل. ــا ثم إنه قال في المستند: يستحب ربط الدجاجة التي يراد أكله

أياما ثم ذبحها، وإن لم نعلم جللها، للمروي في حياة

73

Page 74: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــلالحيوان: إن النبي )صلى الله عليه وآله( كان إذا أراد أن يأكــا ثم يأكلها ــربطت أيام ــا ف ــر به ــه في(1)الدجاجــة أم . وأشــكل علي

الجواهر بأنه مخالف للسيرة، وغير مذكور في كالم األساطين. ــا أن نأخــذ بهــذه أقول: واألقرب ما ذكره الجواهر، وإال فلو أردن الروايات في أبواب السنن للتسامح أو ما أشبه، لزم أن نقول بكثير من المستحبات والمكروهات المذكورة في كتب القوم، وهذا مــا ال

يقول به حتى صاحب المستند.

. 1387 سنة مصر ط331 ص1الحيوان: ج ( حياة?)174

Page 75: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــة،(:7)مسألة من جملة محرمات الحيوان المحلل في الجملارتضاعه بلبن نجس العين، بال خالف وال إشكال في أصل الحكم.

وتفصيله: إن الشاة إذا شــربت لبن الخــنزيرة، فإمــا أن تشــرب بمقدار اشتداد لحمها وقوة عظمها، وإما أن تشرب دون ذلك، فــإذا كان األول حرم لحمها ونتاجها ونسلها، بــل ادعى في الغنيــة وغــيره

اإلجماع عليه.ــه ويدل عليه موثق حنان بن سدير، قال: سئل أبو عبد الله )علي السالم( وأنا حاضر عنده، عن جدي رضع من لبن خنزيرة حتى شب وكبر واشتد عظمه، ثم إن رجال استفحله في غنمه فخرج له نســل،

ــهفقال: ــا لم تعرف أما ما عرفت من نسله بعينه فال تقربنه، وأما م.(1)فكله، فهو بمنزلة الجبن فال تسأل عنه

وموثق بشر بن مســلمة، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(، في هــو بمنزلــةجــدي رضــع من خــنزيرة ثم ضــرب في الغنم، فقــال:

.(2)الجبن فما عرفت أنه ضربه فال تأكله وما لم تعرفه فكل ال تأكــل من لحم جــدي رضــع من لبنوفي مرفوع ابن ســنان:

. (3)خنزيرةإلى غيرها من الروايات.

ــا وإذا كان الثاني، أي لم يشرب بمقدار االشتداد كره لحمه، كمذهب إليه الشرائع

. 1ح المحرمة األطعمة من25 الباب252 ص16( الوسائل: ج?)1. 2ح المحرمة األطعمة من25 الباب353 ص16( الوسائل: ج?)2. 3ح المحرمة األطعمة من25 الباب353 ص16( الوسائل: ج?)3

75

Page 76: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

واللمعة وغيرها، بل أضاف بعض لحم نسله أيضا. واستدل له في الجواهر بخبر السكوني: عن أبي عبد الله )عليه

إن أمير المؤمنين )عليــه الســالم( ســئل عن حمــل غــذيالسالم(: ــوى والشــعير ــدوه وأعلفــوه الكســب والن بلبن خــنزيرة، فقــال: قي والخبز إن كــان اســتغنى عن اللبن، وإن لم يكن اســتغنى عن اللبن

. (1)فيلقى على ضرع شاة سبعة أيام ثم يؤكل لحمه ونحوه مــا رواه الجعفريــات، عن الصــادق، عن أمــير المؤمــنين

. (2))عليهما السالم(ــا في ــ ــعث، كم ــ ــد بن األش ــ ــدي، عن محم ــ ــا رواه الراون ــ وم

. (3)المستدرك والمشهور حملوا هذه الروايات على مــا إذا لم تتغــذ بمــا يشــتدــا لحمها، والروايات السابقة على ما إذا اشتد لحمها، وذلك بقرينة م

، وإنما حملوا هذه الروايات على الكراهة، ألصــالة(4)في موثق حنان الحل بعد عدم حجية السند، وعدم ذهاب أحــد إلى الحرمــة، وقــالواــة الســكوني، والحكم بكراهــة بارتفــاع الكراهــة بمــا ذكــر في رواي

النسل في الرواية للمناط في حرمة النسل في صورة

. 4ح المحرمة األطعمة من25 الباب353 ص16( الوسائل: ج?)1. 1ح المحرمة األطعمة من19 الباب76 ص3( المستدرك: ج?)2. 2ح المحرمة األطعمة من19 الباب76 ص3( المستدرك: ج?)3. 1ح المحرمة األطعمة من25 الباب352 ص16 جئل:( الوسا?)4

76

Page 77: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

اشتداد اللحم، كما أن من الواضــح أن مــا في روايــة الســكوني من ذكــر أقســام العلــف إنمــا هــو من بــاب المثــال، وإال فالحنطــةــك، لعــدم فهم العــرف من واالرتضــاع بلبن غــزال أيضــا حكمــه ذل

الرواية إال المثالية ال الخصوصية. واإلنصاف أنه لوال ذهــاب المشــهور إلى الحكمين كــان مقتضــىــل ــه يحل ــا، اشــتد أو لم يشــتد، وأن القاعــدة الحكم بالحرمــة مطلق باالستبراء المذكور في رواية السكوني، فإنه هو الجمع العرفي بين

الروايات. وأما حرمة النسل فال يصير دليال على الحرمة األبدية، إذ حرمــةــاب ــة اللبن ال من ب ــاب حرم ــاج من ب ــة النت النســل في حــال حرم

الحرمة األبدية في األصل كما في باب الجاللة، فتأمل. ثم الظــاهر أنــه ال فــرق بين أن يكــون المرتضــع ذكــرا أو أنــثى، كبيرا أو صغيرا، وكان الرضاع باالرتضــاع أو التغــذي بــاللبن، إلطالق األدلة، أمــا لــو خلــط بين الرضـاع وغــيره فســريان الحكم كراهــة ال

بأس به، إلطالق رواية السكوني. أما سريان الحكم تحريما، ففيه إشــكال، من أصــالة الحــل بعــد انصراف الدليل إلى كون االرتضاع بــاللبن فقــط، ومن أن االشــتداد

حاصل في الجملة. ثم هل يسري حكم التحريم إلى نســل نســله وهكــذا، أم خــاص بالنسل، احتمــاالن، من إطالق الــدليل، ومن أن القــدر المــتيقن هــو

النسل األول، واألول أقرب. والظاهر أنه ال يوجب االشــتداد المحــرم النجاســة، ألنــه ال تالزم

بينهما، وتوهم أن نجاسة

77

Page 78: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الخنزير تسري، مدفوع بأصالة الطهارة. ثم الظاهر أن حرمة اللحم ال توجب عدم جواز االنتفاع بـه فيمـاــه، لألصــل ال يشترط بالطهارة، كما ال توجب عدم وقوع التذكية علي

فيهما من غير معارض. وهل يسري الحكم إلى غــزال أو بقــرة أو إبــل شــربت من لحم

خنزيرة، احتماالن، من األصل، ومن وحدة المناط، والثاني أقرب. والحيوان الحرام اللحم كالهرة إن شــربت لم يــؤثر فيهــا حكمــا

جديدا ألصالة العدم. أمــا االرتضــاع من كلبــة، فهــل هــو مثــل االرتضــاع من خــنزيرة، المشــهور قــالوا: ال، لعــدم العلم بالمنــاط، فلعــل في لبن الخــنزيرة تــأثير خــاص، ويحتمــل اســتواء الحكم التحادهمــا في النجاســة، لكن

الظاهر األول. وهل ينسحب الحكم إلى الطير والدجاج ونحوهما إذا شرب لبنالخنزيرة حتى شب، احتماالن، من المناط، ومن األصل كما عرفت. ولو اشتبه الشارب بغيره، فإن كان االشــتباه على طريــق العلم اإلجمالي فالظاهر القرعــة، لمــا عــرفت في بــاب الجالل، وللمنــاط في باب وطي الحيوان كما ســيأتي، وإن كــان على طريــق االنحالل اجتنب عن المعلــوم وأجــرى األصــل في المشــكوك بــدوا، كمــا هــو

القاعدة وصريح بعض الروايات المتقدمة. ولو أشرب إنسان شاة إنسان آخر، ضمن بمقــدار التفــاوت بين الحالل المستفاد من كل شيء فيه، وبين الحرام الذي ال يستفاد إال

من جلده ونحوه.ــذلك ولو شربت البهيمة كالخيل والبغال والحمير، فهل الحكم ك

تحريما وكراهة أم ال، احتماالن، من األدلة في الحيوان

78

Page 79: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

المعد لألكل، ومن المناط.وال يقاس لبن الكافرة بلبن الخنزيرة لعدم العلم بالمناط.

ثم إنه في خبر أحمد بن محمد، كتبت إليــه: جعلــني اللــه فــداك من كل سوء، امرأة أرضعت عناقــا حــتى أفطمت وكــبرت وضــربها

فعــلالفحــل ثم وضــعت أفيجــوز أن يأكــل لحمهــا ولبنهــا، فكتب: . (1)مكروه وال بأس به

والظاهر أن اإلرضاع فعل مكروه، وأن أكل اللحم فعل مكروه. والجــدي والعجــل كمــا في(2)والظاهر عــدم الفــرق بين العنــاق

المستند للمناط.وفي المقام فروع كثيرة نكتفي منها بما ذكرناه، والله العالم.

. 1ح المحرمة األطعمة من26 الباب353 ص16( الوسائل: ج?)1المعز. ولد من ( العناق: األنثى?)2

79

Page 80: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــألة من موجبـــات تحـــريم الحيـــوان الحالل وطي(:8)مسـ اإلنســـان لـــه في الجملـــة، بال خالف وال إشـــكال نصـــا وإجماعـــا،

والنصوص بذلك متواترة. إن أمــيرفعن مسمع، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال:

المؤمنين )عليه السالم( سئل عن البهيمــة الــتي تنكح، قــال: حــرام. (1)لحمها وكذلك لبنها

ــادي أو ــ أي اله ــل ـ ــئل الرج ــه س ــى، إن ــد بن عيس وعن محم العسكري )عليهما السالم( على الظــاهر ـــ عن رجــل نظــر إلى راع

إن عرفهــا ذبحهــا وأحرقهــا، وإن لم يعرفهــانــزا على شــاة، قــال: قسمها نصفين أبدا حتى يقـع السـهم بهـا فيـذبح وتحــرق وقـد نجت

. (2)سائرها وموثق سماعة، عن الرجل يــأتي بهميــة شــاة أو بقــرة أو ناقــة،

عليه أن يجلد حــدا غــير الحـد، ثم ينفى من بالده إلى غــيره،فقال: . (3)وذكروا أن لحم تلك البهيمة محرم ولبنها

وروايــات ابن ســنان، والحســين بن خالــد، وإســحاق بن عمــار، وفيها الصحيح وغيره، عن الصــادقين )عليهمـا السـالم(، في الرجــل

إن كانت البهيمــة للفاعــل ذبحت، فــإذايأتي البهيمة، فقالوا جميعا: ماتت أحرقت بالنار ولم ينتفع بهــا، وإن لم تكن البهيمــة لــه قــومت

وأخذ

. 3ح المحرمة األطعمة من30 الباب359 ص16( الوسائل: ج?)1. 1ح المحرمة األطعمة من30 الباب358 ص16( الوسائل: ج?)2. 2ح المحرمة األطعمة من30 الباب358 ص16( الوسائل: ج?)3

80

Page 81: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ثمنها منه ودفع إلى صــاحبها وذبحت وأحــرقت بالنــار ولم ينتفــع ال ذنب لهــا، ولكن، إلى أن قال: فقلت ما ذنب البهيمــة، قــال: بها

رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( فعــل هــذا وأمــر بــه لئال يجــتزي. (1)الناس بالبهائم وينقطع النسل

ــأتي ــه الســالم(، في الرجــل ي ــاقر )علي وحســن ســدير، عن الب يجلد دون الحد ويغرم قيمـة البهيمـة لصـاحبها، ألنـهبالبهيمة، قال:

أفسدها عليه، وتذبح وتحرق وتدفن إن كانت مما يؤكــل لحمــه، وإن كانت ما يركب ظهره أغرم قيمتهــا وجلـد دون الحــد، وأخــرجت من المدينــة الــتي فعــل بهــا إلى بالد أخــر حيث ال يعــرف فيبيعهــا كي ال

. (2)يعرفها وخبر تحف العقول: سـأل يحـيى بن أكثم موسـى المـبرقع، عن رجل أتى إلى قطيع غنم فرأى الراعي ينزو على الشاة منهــا، فلمــا أبصر صاحبها خلى سبيلها فدخلت في الغنم، كيف تذبح، وهل يجــوز أكلها أم ال، فسأل موسى أخاه أبا الحســن الثــالث )عليــه الســالم(،

إن عرفها ذبحها وأحرقها، وإن لم يعرفها قسم الغنم نصفينفقال: وساهم بينهما، فإذا أوقع على النصفين فقــد نجــا النصــف فال يــزال

كذلك حتى يبقى شاتان فيقرع بينهما فأيهما وقع

. 1ح البهائم نكاح من1 الباب570 ص18( الوسائل: ج?)1. 4ح البهائم نكاح من1 الباب571 ص18( الوسائل: ج?)2

81

Page 82: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)السهم بها ذبحت وأحرقت ونجى سائر الغنم ، وفي باب(2)وهناك روايات أخرى ذكرت في المستدرك في هنا

.(3)نكاح البهائم.(4)إنه يعزروفي رواية:

أن يقام قائما ثم يضرب بالسيف أخذ منه ما أخذوفي المقنع: (5).

وكيف كان، فأصل الحكم ال إشكال فيه، وإنما الكالم في فروع: األول: الظاهر أنه ال فــرق بين وطي الحيــوان الــذكر أو األنــثى، في القبـــل أو الـــدبر، إلطالق الـــدليل، وإن كـــان في جملـــة منهـــااختصاص باألنثى حيث ذكر اللبن، وقد صرح بعدم الفرق غير واحد. الثــاني: صــرح غــير واحــد بأنــه ال فــرق في الــوطي بين العــالمــد، والمجنــون والعاقــل، ــير، والحــر والعب والجاهــل، والصــغير والكب

والمختار والمجبور، إلطالق النص في كل ذلك. وكذلك ينبغي التعميم بالنســبة إلى المــؤمن والكــافر، والمــنزل وغــير المــنزل، وال يضــر عــدم اطــراد بعض األحكــام المــذكورة فيــون والصــغير كالحــد مثال، ــات بالنســبة إلى المجن ــة من الرواي جمل

إلطالق البقية، لكن ال

العقــول: ص وتحف ،4ح المحرمة األطعمة من30 البــاب359 ص16( الوسائل: ج?)1. 254 ص65والبحار: ج ،355

المحرمة. األطعمة من9 الباب76 ص3( المستدرك: ج?)2البهائم. نكاح من1 الباب247 ص3المستدرك: ج( ?)3. 4ح البهائم نكاح من1 الباب248 ص 3جدرك: ( المست?)4.3ح البهائم نكاح من1 الباب248 ص 3جدرك: ( المست?)5

82

Page 83: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

، كمــا(1)يبعد عدم سراية الحكم إلى الصغير ألنه رفع عنــه القلمذكرناه في كتاب الخمس، وكذلك المكره والمجنون.

وقد ذكر جملة من الفقهاء أن حرمة أم الموطــوء وأختــه وبنتــه للواطئ فيما إذا كـان بالغـا فال ينشــر الحرمــة مــا إذا كـان الـواطئ صغيرا لما ذكرناه، وكون الحكم وضعيا غير ضار بعد عموم الرفع إال

ما خرج. الثالث: المشهور بين الفقهاء أنه كما يحرم لحم الحيــوان ولبنــهــه لم وبيضه وما أشبه يحرم نسله ذكرا كان الموطوء أو أنثى، مع أنــو ــا ل يصرح به في شيء من األدلة، وإنما استدلوا له بالمناط في م شرب لبن خــنزيرة في المســألة الســابقة، وألن النهي عن االنتفــاع شامل للنسل أيضا، وقد ذكر في بعض الروايات أنــه أفســده عليــه، والحال أنه إن كان يستفاد من نسله لم يكن إفسادا بقــول مطلــق، وهذا الحكم ليس بعيدا وإن كان الجزم بذلك مشكل إال على ســبيل

االحتياط. الرابع: المشهور أن األحكــام المــذكورة تــترتب على الموطــوء، بهيمة كــانت أو طــيرا أو غــيره للمنــاط، وألن البهيمــة شــاملة لكــل

حيوان. وعن الفاضل والمستند وغيرهما االختصاص بذوات األربع فقط، لالنصراف ولعدم القطع بالمناط، لكن ال يســتبعد مــذاق الشــرع مــا

ذهب إليه المشهور، خصوصا من تلك الرواية المعللة التي

تسع. عن القلم رفع حديث التسعة، ( الخصال: باب?)183

Page 84: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. ما ذنب البهيمةقالت: الخامس: ال يتعدى حكم الموطوء إلى الحيوان الــواطئ للرجــلــر، أو األنثى، دبرها أو قبلها، لألصل وإن كان مقتضى القاعدة التعزي كمــا هــو الشــأن في كــل حــرام، فإنــه حــرم ألجــل إثارتــه الشــهوة

.(1)والذين هم لفروجهم حافظونالمحرمة، وألنه خالف: كما أن الظاهر الواطئ للدمية ال يترتب على فعله حرق الدمية،

لألصل وإن عزر الفاعل لما ذكر. السادس: هل تجري األحكام المذكورة في الحيوانات المحرمة،ــاالن، من إطالق ــبه، احتم ــا أش ــرد وم ــرة والكلب والق ــوطي اله كــا البهيمة، ومن االنصراف إلى الحيوانات المحللة، واألول أقرب، فم كــان منهــا لــه قيمــة يكــون حالــه حــال الــدواب في تغــريم القيمــةــراق على لمالكها، وما لم يكن له قيمة ترتب عليه حكم الذبح واإلح تأمل في ذلك، وجه الـذبح واإلحــراق اإلطالق والعلـة المـذكورة في

الرواية. السابع: ذكــر في بعض الروايــات المتقدمــة نفي، ولم يعلم أنــه

نفي الحيوان أو الواطئ، وعلى أي حال فال قائل بالوجوب. نعم للحاكم الشرعي أن ينفي الواطيء وإن قلنا بأنــه مســتحب في نفسه، إذ ال منافاة بين االستحباب وبين صحة اختيار الحكام له،

فال يقال:

. 5 المؤمنون: اآلية ( سورة?)184

Page 85: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

بأنه معارض لتسلط الناس على أنفســهم، إذ للحــاكم الشــرعي أن يأخذ بالمصلحة وإن كان العمل في نفســه جــائزا فكيــف بمــا إذا كان مستحبا، وقد ذكرنا في بعض مباحث )الفقه( إن قاعــدة )األهم والمهم( و)ال ضــرر( ومــا أشــبه تطلــق يــدي الحــاكم اإلســالمي في إتخاذ اإلجراءات المناسبة، وليس ذلك من باب المصــالح المرســلة، بل من باب تطبيق األدلة األولية والثانوية على المصاديق الخارجية. الثامن: هل الالزم إحراق الحيــوان أو يكفي إفنــاؤه ولــو بشــكل آخر، وإن شــئت قلت: هــل الحكم بــاإلحراق موضــوعي أو طــريقي إلى إفنائــه، فيجــوز إذا بتــه في التــيزاب مثال، احتمــاالن، من النص،

ومن أن المستفاد عرفا إفناؤه المحقق بشكل آخر غير اإلحراق. ثم هل يجــوز االســتفادة عن محروقــه في دواء أو ســماد أو مــا أشبه، احتماالن، من ظــاهر بعض الروايــات الناهيــة عن االنتفــاع بــه الشامل لذلك، ومن االنصــراف إلى االنتفــاع بــه حــال حياتــه أو بعــد

موته انتفاعا عرفيا مالئما للحيوان، وهذا هو األقرب. التاسع: الحيوان الصحرائي الذي ال مالك لــه، الظــاهر أنــه يجبــه لإلطالق، وال خصوصــية ــراق ل ــذبح واإلح ــراء ال ــواطئ إج على ال لوجــود المالــك عرفــا، وإن كــان ظــاهر بعض الروايــات االختصــاص

بذلك. أما الدابــة الصــحرائية كــالحمر الوحشــية فالظــاهر أنــه ال يحكم

على واطيه بإرساله إلى بلد آخر أو صحراء أخرى،

85

Page 86: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــة ــالحيوان في المدين ــك ب ــاص ذل ــاهر من النص اختص ألن الظالمملوك.

العاشر: هل يلزم الذبح الشــرعي للحيــوان، أو يكفي قتلــه بأيــة كيفية كانت، المنصرف الــذبح الشــرعي، لكن ال يبعــد أن يقــال: إن االنصراف بدوي، فيجوز إماتته ولو صار بذلك حراما من حيث عــدم

التذكية. الحادي عشر: الظاهر عدم نجاسة الموطــوء لألصــل، واحتمــال

النجاسة تنظيرا بالجالل قياس محض. الثاني عشر: الظاهر حرمة االنتفاع بالحيوان الموطوء ولو بمثلــات، السقي والكرب والحمل والركوب وما أشــبه، للنهي في الرواي

والقول باالنصراف إلى االنتفاعات المتعارفة ال وجه له. ــة، ــل الداب ــالث عشــر: الظــاهر عــدم حرمــة لبن ونســل مث الث لألصل، وألنه لم ينبــه في الروايــات إلى لــزوم تنبيــه المشــتري في

البلد المنفي، ولو حرم لزم التنبيه. نعم الظاهر حرمة االنتفاع من الــواطئ والمالــك، إلطالق النهي

عن االنتفاع، فتأمل.ومنه يعلم حلية أكل لحمه في غير المدينة.

الرابع عشر: لو أن المشتري باعه فهل يجوز للــواطئ والمالــكــواطئ هــل اشتراؤه والمجيء به إلى المدينة، أو لورثة المالك أو ال يجوز أن يأتي به إلى المدينــة، الظــاهر ذلــك ألن التكليــف قــد أدي،

فاألصل عدم تكليف جديد، اللهم إال أن

86

Page 87: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

يقال: إن الشارع أراد عدم انتفاعهما به وعدم كونه في المدينةاألصلية، فتأمل.

الخامس عشر: لو لم يسلمه صــاحبه أجــبر، نعم لــو لم يســلمهــبر، ألنه لم يثبت لديه بقول الواطئ إنه وطأه أو بقول الرائي لم يج

ولم يكن للواطئ تكليف حينئذ. والظاهر أنه يجوز للواطئ إكراه صاحبه على ذلك وإن لم يثبت عنده الــوطي، ولــو علم صــاحبه بــالوطي ولم يســلمه لم يكن على الواطئ القيمــة لألصــل، ولــو اســتعمله أو أكلــه عمــدا لم يكن على

الواطئ شيء. السادس عشر: يتحقق الوطي بمقدار الحشــفة كمــا في ســائرــزال المقامات، ولو شك في حصول الوطي كان األصل العدم، واإلن خـــارج الفـــرج وإن دخـــل المـــاء الفـــرج لم يكن موجبـــا لألحكـــام

المذكورة. الســابع عشــر: ال يجب على الــواطئ اإلقــرار بفعلــه، نعم يجب عليه إجراء األحكام من الذبح واإلحراق والذهاب إلى بلــد آخــر ومــا

أشبه، وفائدة عدم اإلقرار رفع التعزير عن نفسه. الثامن عشر: الظاهر أن األحكام المذكورة تترتب على الحيوان الحي، فلو وطأ ميتا لم يترتب عليه حكم النفي واإلحراق وما أشبه،

لألصل بعد إنصراف األدلة إلى الحي. ــذكورة في وطي ــام الم ــق األحك ــالوا ال تتحق التاســع عشــر: ق

الخنثى، ألنه ال يعلم أن ما أدخله آلة الذكورة، لكن قد أشكلنا

87

Page 88: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

في أصــل الحكم في بعض مبــاحث )الفقــه( حيث يعلم الخنــثىعلما إجماليا بين أحكام آلته الذكورية وآلته األنوثية، فتأمل.

العشــرون: لــو وطــأ ثم جهــل الحيــوان إطالقــا، أو لم يمكن لــهــام ــر من األحك ــا ذك ــه م ــه، لم يكن علي ــاحبه أو إلي ــول إلى ص وص لســقوط التكليــف بعــدم التمكن، ويحتمــل وجــوب تصــدق القيمــة

لضمانه للمالك وإن كان مجهوال، وهذا بعيد.

88

Page 89: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الواطئ إما مالك البهيمة، أو غيره بأن يكــون لهــا(:9)مسألة ــر ــل والبق مالك آخر، والبهيمة إما أن يراد لحمها ولبنها كالشاة واإلب

وما أشبه، أو يراد ركوبها كالخيل والبغال والحمير، فالصور أربع: األولى: أن يكون الــواطئ هــو المالــك ويــراد لحم الحيــوان، وال إشكال نصا وفتوى في أنه يذبح الحيوان ويحــرق، والظــاهر وجــوب العجلة في ذلك، فال يجوز التأخير، ولو تعــذر اإلحــراق أو تعســر ذبح ودفن أو ما أشبه، أما الذبح فعلى األصل، وأمــا الــدفن أو مــا أشــبه فلسقوط تكليف اإلحراق بالتعـذر والتعسـر، فلم يبـق إال العمـل بـه

بما ال يمكن استفادة أحد منه. والظاهر أنــه ال يشــترط التســمية عنــد الــذبح، ألنــه ليس الــذبحــروط لألكل بل للخالص منه، ولذا ربما يشك في اشتراط سائر الش

حتى القبلة والحديد. نعم الظاهر عدم جواز الوقف ومــا أشــبه، النصــراف األدلــة عن

مثله. ولو لم يفعله المالك وعلم به غيره فهل عليــه ذلــك، احتمــاالت،ــذلك ــف ب ــذه، ومن أن المكل ــالواجب تنفي ــرعي ف ــه حكم ش من أن المالك ثم الحاكم فال يرتبــط بــاآلخرين، وال يبعــد األول خصوصــا إذا

قلنا بوجوب دفع المنكر.ــرعي ال ــواطي ذا ولي ش ــان ال ــولي إذا ك ــراق ال ــر اإلح ويباش

المكلف بأحكام المولى عليه. الثانية: أن يكون الواطئ غير المالك ويــراد لحم الحيــوان، وهنــا

يفعل بالحيوان ما تقدم من الذبح واإلحراق، ويغرم

89

Page 90: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــوم الواطئ للمالك القيمة، والظاهر أنها قيمة يوم الوطي ألنه يالتلف، كما اختاره جمع.

ــإن والذابح المحرق هو المالك، ألنه أحق به، لحق االختصاص، فــا من ــه المــرتكب للجريمــة، ويســتفاد عرف لم يفعــل فــالواطئ ألن

الروايات أنه تكليفه، وإن لم يكن هناك لفظ يدل على ذلك. نعم ال يبعد أن يجــوز للــواطئ أن يفعــل ذلــك إذا لم يتمكن من إفهام المالك للعار والفضيحة، واألحــوط إذن الحــاكم الشــرعي مــع ذلك، كما أنه يجوز له إذا علم عزم المالك بعــدم تنفيــذ الحكم، ولــو لم ينفذ المالك الحكم ولم يتمكن الواطئ من تنفيذه فالظاهر عدمــاق في غرامته لثمنه للمالك، إذ الثمن عوض والحال أن المعــوض ب كيس المالــك، ويحتمــل الضــمان ألنـه بــالوطي أسـقطه عن الملـك

فضمن. أمــا عــدم رفــع المالــك يــده عنــه فــذلك ال يــوجب عــدم ضــمان الفاعل، كما إذا سبب زيد انقالب خل عمرو خمرا ولم يعتن المالــك وشربها فإنــه ضــامن بإتالفــه الخــل، وكــذلك إذا خنــق شــاته فأكلهــا

المالك، إلى غير ذلك، وهذا هو األقرب. الثالثــة: أن يكــون الــواطئ هــو المالــك وال يــراد لحم الحيــوان كالدابة، والظاهر المشهور أنــه ينفى الحيــوان إلى غــير البلــد ويبــاع فيه، وذلك للمناط في صورة تعدد المالك والواطئ، وتعليــل حســنة سدير وإن كـان خاصـا بصــورة ظهــور الجريمـة، بــل وتعـدد المالـك

والواطئ، إال أن ذلك من باب الحكمة ال العلة،

90

Page 91: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وذهب بعض إلى عــدم وجــوب النفي لألصــل، لكن المشــهورأقرب، بل ربما إدعي عليه اإلجماع.

ثم الكالم في ثمن الحيوان والظاهر أنــه للمالــك، لعــدم الــدليل على خروجـه بـذلك عن ملكـه، كمــا ال دليـل على التصـدق بـالثمن، واألصل ينفيها، وعلى هذا فإذا باعه في البلد فهل فعل حراما فقــط

أو بطل البيع، احتماالن، وإن كان الثاني أقرب، ألنه ال يملك ذلك. ــك بقي الحكم ووجب على ــه إذا مــات المال كمــا أن الظــاهر أن الورثــة تنفيــذه، وإذا لم ينفــذ المالــك الحكم وجب على الحــاكم ثم

عدول المؤمنين كما ذكروا في باب والية الحاكم. الرابعة: أن يكون الواطئ غير المالك وال يراد لحمه، وهنــا ينفى الحيوان إلى بلد آخر ويباع فيـه، ويغـرم الـواطئ قيمتـه للمالـك، بال إشكال نصا وفتوى، إنما الكالم في أن قيمة الحيوان ماذا يصــنع بهــا

واختلفوا إلى ثالثة أقوال: األول: إنهــا للمالــك، ألنــه الحيــوان ملكــه، وإنمــا غــرم الــواطئ

عقوبة. الثاني: إنها للصدقة، ألنهــا ليســت للمالــك حيث أخــذ الثمن، والللواطئ ألنها ليست ملكه، فال بد من التصدق حيث ال مصرف آخر. ــرب الثالث: إنها للواطئ ألنها بدل ما غرمه، ولعل هذا القول أق

فتأمل. ثم لو كانت الدابة مما يراد منها األمران كالناقة التي

91

Page 92: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

هي للركوب ولألكل، فإذا كان هنــاك غلبــة تلحقهــا بأحـدهما تبــعالحكم الغلبة، وإال كان الحكم التخيير بين األمرين.

وهكذا لو كان طير يراد منه األمران، كالحمام الزاجل الذي يعد للرسائل ولألكل معا، بناء على انسحاب الحكم في مطلق الحيوان،ــد وكلب مثل البهيمة التي ال يراد لحمها، كالحيوان الحرام مثل األســروع الصيد وما أشبه، إذا قلنا بفهم عدم الخصوصية، وفي المقام ف

كثيرة نكتفي منها بهذا القدر.

92

Page 93: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــو كــان الموطــوء مشــتبها بغــيره قســم إلى(:10)مســألة ل قسمين، وأقرع بينهما فما خرجت القرعــة باســمه أقــرع فيــه أيضــا إلى أن ينحصر في واحد فيعمل به مــا تقــدم في المســألة الســابقة

من اإلحراق أو البيع خارج البلد. أما الحكم األول من اإلقراع، فال إشــكال فيــه نصــا وفتــوى كمــا تقــدم، والروايــة وإن كــانت خاصــة بالشــاة إال أن المنــاط القطعي،

يوجبان تعدي الحكم. (1)القرعة لكل أمر مشكلوقاعدة وأمــا اإلحــراق والنفي، فألنــه مقتضـى الروايــات المتقدمــة ولـو

بمعونة فهم المشهور. ثم الظــاهر وفاقــا لغــير واحــد أنــه ال يلــزم تقســيم القطيــع إلى قسمين متساويين، بــل التقســيم إلى قســمين عرفــا، وعلى القــول بلزوم التقسيم المتساوي فلو كان زوجا كان األمــر واضــحا، أمــا إذا لم يكن زوجا فالظاهر عــدم المــانع في زيــادة أحــد القســمين على اآلخر بواحد، كما ال يضــر في المــراتب المتــأخرة أيضــا، فلــو كــانتــتي مائة فوصلت إلى خمس وعشرين قسمت إلى ثالث عشرة واثن

عشرة وهكذا.ولو اشتبه بعد اإلفراز أقرع من جديد.

كما أنه ال فرق بين أن يكون الموطوء من القطيع أو ال، أو دخل فيه والحال أنه كان أجنبيا عنه في االبتــداء، وكــذلك ال فــرق بين أن

يكون

القرعة. في13 الباب187 ص18الوسائل: ج ،360 ص5( انظر: البحار: ج?)193

Page 94: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

القطيع من جنس واحد أو جنسين متساويين، أو أجناس مختلفةكالشياه، والشياه والصخولة، والشياه واألحمرة، لوحدة المناط.

ــاتين في ــأ ش ــراعي وط ــا أن ال ــأن علمن ــوطي ب ــدد ال ــو تع ول المجموعــة، جــاز أن يقــرع مــرتين، فمــرة إلخــراج أحــدهما، ومــرة ألخراج الثانية، كما جاز اإلقراع مرة واحدة وعد اثنين اثنين، للمناط وإطالق أدلة القرعة، فمثال إذا كان اثــنين وثالثين أقـرع حــتى وصــل إلى أربعة، ثم أقرع بين اثــنين واثــنين، وإذا كــان ثالثين ووصــل إلى سبعة أقرع بين أربعــة وثالثــة، فــإن خــرج ثالثــة أقــرع بين الصــفراءــع، لكن والحمراء، والصفراء والبيضاء، والبيضاء والحمراء بثالث قط األحوط تكرير اإلقراع لواحد واحد، فيجــرى القرعــة في الكــل مــرة

إلخراج واحدة، ثم مرة أخرى إلخراج الثانية. والظاهر جواز اإلقراع بالعدد وبالصفات، كأن يقرع بين عشرين وعشرين، أو بين الصفراء والحمراء، فإذا خرجت الحمراء أقرع بينالداكن وغيره وهكذا، للمناط، وإن كان ال يبعد اإلقراع بين األعداد.

وإن كان االشتباه بين قطيعين لم يلزم الخلط بل أقرع بين هذاوذاك.

وهل يجوز تثليت القطيــع أو تربيعــه، بــأن يقســمه ثالثــة أقســام فيقرع بين مختلف األقسام هــذا أو ذلــك أو ذاك، أو يلــزم التقســيم قسـمين فقــط، الظــاهر التثنيــة، وإن احتمــل جــواز األكــثر للمنــاط،ــان في الغنم عشــرون، كتب وعليه يجوز على حسب األفراد فإذا ك

عشرون دفعة بأساميها ثم أخرج واحدة وكفى، ولو

94

Page 95: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

تبين بعد اإلقراع قبــل إجــراء الحكم أو بعــده أن الموطــوء كــان غير المخرج اسمه، جاز أكل المذبوح تذكية شرعية، واالستفادة منهــدا، ألن ــر جدي ــذي ظه ــذبح، وأجــري الحكم بالنســبة إلى ال إذا لم ي

المستفاد من النص والفتوى أن الحكم طريقي ال موضوعي.وفي المقام فروع كثيرة جدا نكتفي منها بهذا القدر.

وينبغي أن يـــذكر أن وطي الحيـــوان الميت ووطي الحي مـــع غالف ووطي حيوان لحيوان آخر ال يــوجب األحكــام المــذكورة، كمــا أنه لــو كشــف الــوطي بســبب اآلالت الحديثــة فــأوجب العلم جــرى

الحكم، وإال فال. نعم هذا فيما لم يوجب الشارع طريقا خاصا لإلثبات كالزنا.

95

Page 96: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

لو شرب الحيوان خمرا حتى ســكر، فالمشــهور(:11)مسألة أنه لو ذبح في حال السـكر ال يؤكـل مــا في بطنـه، أمــا لحمـه فإنــه يغســـل ويؤكـــل، وخـــالف في ذلـــك الحلي والكشـــف والمســـالك

واألردبيلي والمستند قوال أو ميال فقالوا بالكراهة. أما مستند التحــريم فهــو خــبر زيــد الشــحام، عن أبي عبــد اللــه

ــه الســالم( المــروي في التهــذيب والكــافي، قــال: في شــاة)عليــا في شربت خمرا حتى سكرت فذبحت على تلك الحال ال يؤكــل م

. والروايـــة مـــع قطـــع النظـــر عن حجيتهـــا في الجملـــة،(1)بطنها واعتضــادها بالشــهرة، بــل اإلجمــاع المحكي عن ابن زهــرة، ال تــدل على ما ادعاه المشهور من غسل اللحم، بل داللتها على عدم أكــل كل ما في البطن، مشكل، خصوصا والكلية والقلب والرئة ال ترتبط

بالمشروب. نعم الكبد والمعدة واألمعاء في الجملة ترتبــط بــه، قــالوا: وأمــا غسل اللحم فألن الخمر خفيف تنفذ إلى األعضاء بسرعة، لكن ذلك محل إشكال، فإن الكبد تحول كل شيء إلى الدم، والدم هــو الــذي يصــل إلى األعضــاء، مضــافا إلى أن البــاطن ال ينجس كمــا ذكــروا،

فتأمل. ومقتضى القواعد القول بمقتضى القدر المتيقن من النص، من حرمة المواضع المرتبطة بالخمر مباشرة كما ذكرنا، وأن ذلــك إنمــا

هو في حال سكر الحيوان ال ما إذا صحي ثم ذبح.

. 1ح المحرمة األطعمة من24 الباب352 ص16( الوسائل: ?)196

Page 97: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

نعم ال يبعد تعميم الحكم إلى غير الشاة، لعدم فهم الخصوصية، بل المناط العـرفي موجـود، كمــا أنــه ينبغي تعميم الحكم لمــا صـارخمرا في الباطن، كما إذا أكل الحشيشة فانقلبت في بطنها خمرا. أما جنين الشــاة فال يــؤثر التحــريم فيــه، كمــا ال يــؤثر في بيضــهــى المكتسي القشر األعلى، ولبنه، لعدم اإلطالق فيؤخذ فيها بمقتض

األصل.ــدم، ــول وال ــة والب ــرب نجســا كالميت ــوان أو ش ــل الحي ــو أك ول فمقتضــى القاعــدة أنــه إن ذبح والحــال أن النجس في جوفــه لــزم غسل مالقي النجس، ألنه مالقي النجس، وإن ذبح بعد الهضــم كــان طاهرا، ألن باطن الحيوان ال ينجس، أو يطهر بزوال عين النجاســة،

على الخالف المذكور في كتاب الطهارة.ــة، ــق للنجاس ــه المالص ــا في بطن ــل م ــه يغس وال خالف في أن لمرسل موسى بن أكيل، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، في شــاة

يغســل مــا في جوفهــاشربت بوال ثم ذبحت، فقال )عليه السالم(: . (1)ثم ال بأس

وكذلك إذا اعتلفت العذرة ما لم تكن جاللة. وهل أكل وشــرب المتنجس كــذلك، فــإذا أكلت الشــاة الطعــامــا وجب غســله، الظــاهر نعم، ــام في بطنه المتنجس وذبحت والطع لمالقاته للمتنجس البــاقي، واحتمــال طهــارة الشــي ء بمجــرد أكــل

الحيوان له وإن لم

. 2ح المحرمة األطعمة من24 الباب352 ص16( الوسائل: ج?)197

Page 98: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ينهضم، كاحتمــال عــدم تنجس بــاطن الحيــوان أصــال حــتى بعــدــة مالقي النجس ــات نجاس ــا، فإطالق ــول بهم ــوت، ال يمكن الق الم

محكمة. والظاهر أنه ال فرق بين شربها الخمــر والبــول أو تزريقهمــا في

معدتها للمناط. ــدم نعم لو سكرت بسبب إبرة أو ما أشبه لم ينسحب الحكم لع

الدليل وال المناط، والله العالم.

98

Page 99: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

يحــرم من الحيــوان خمســة أصــناف: الخــبيث،(:12)مسألة والمسوخ، والحشرات، وكـل ذي نــاب، والسـبع، وهـذا بالنسـبة إلى حيوان البر، وإن كــان بين بعض العنــاوين وبين حيــوان الــبر عمومــا

من وجه كما ال يخفى، إال أن الكالم اآلن في حيوانات البر. فنقول: قد تقدم ذكــر الخــبيث، أمــا اآلن فــالكالم في المســوخ،

وهو حرام نصا وإجماعا. أما اإلجماع فعن الكفاية: بال خالف يعرف، وعن شرح المفاتيح:

إن عليه عمل األصحاب، وفي المستند: بل عليه االجماع. فعن الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قــال: ســألته عن

.(1)إن الضب والفارة والقردة والخنازير مسوخأكل الضب، فقال: وعن الحسين بن خالد، قال: قلت ألبي الحسن )عليه الســالم(:

ألنه مثلة، وقد. فقلت: لم، فقال: الأيحل أكل لحم الفيل، فقال: . (2)حرم الله لحوم األمساخ ولحم ما مثل به في صورها

وخبر سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( فيحديث قال: . (3)وحرم الله ورسوله المسوخ جميعا

وعن أبي سهل القرشي، قال: سألت أبا عبد الله )عليه

. 1ح المحرمة األطعمة من2 الباب312 ص16( الوسائل: ج?)1.2ح المحرمة األطعمة من2 الباب313 ص16( الوسائل: ج?)2.3ح المحرمة األطعمة من2 الباب313 ص16( الوسائل: ج?)3

99

Page 100: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. قلت: هــو حــرام،هــو مسخالسالم( عن لحم الكلب، فقــال: . (1)هو نجس. أعيدها ثالث مرات كل ذلك يقول: هو نجسقال:

ولعل اإلمام )عليــه الســالم( اتقى من المــذهب المحلــل لــه أنــخ ــا المس ــببين هم ــة بس ــا بين الحرم ــريحا، وإنم ــرام ص ــول ح يق

والنجاسة. والمروي عن أبي سعيد الخدري، عن رســول اللــه )صــلى اللــه عليه وآلــه( في حــديث طويــل، المســتفاد منــه تعليــل التحــريم في

. (2)الجري والضب بكونهما مسخ روي أن المسوخ لم تبــق أكــثروما رواه الصدوق مرسال، قال:

. (3)من ثالثة أيام، وأن هذه مثل لها فنهى الله عز وجل عن أكلها والعلــة في تحــريم الجــريوعن الرضوي، قال )عليه السالم(:

ــا وهو السلور وما جرى مجراه في سائر المسوخ البرية والبحرية م فيها من الضرر للجسم، ألن الله تقدست أسماؤه مثل على صورها

. (4)مسوخا فأراد أن ال يستخف بمثلهوأعلم أن الضب والفارة والقردة وعن المقنع، قال:

.4ح المحرمة األطعمة من2 الباب313 ص16( الوسائل: ج?)1. 9ح المحرمة األطعمة من2 الباب315 ص16( الوسائل: ج?)2.10ح المحرمة األطعمة من2 الباب315 ص16( الوسائل: ج?)3. 1ح المحرمة األطعمة من2 الباب72 ص3( المستدرك: ج?)4

100

Page 101: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

والخنازير مســوخ ال يجــوز أكلهــا، وكــل مســخ حــرام، وال تؤكــل. (1)األرنب فإنه مسخ حرام

إلى غيرها من الروايات. ــه في ــدم حكايت ــا تق ــة الجــري كم ــل بحلي ــو قي ــه ل وال يخفى أن

حيوانات البحر، فإنه تخصيص من عموم حرمة كل مسخ. أما عدد المسوخ المذكورة في الروايــات فهي: الفيــل، والــدب، واألرنب، والحيـــة، والعقـــرب، والخنفس، والضـــب، والعنكبـــوت،ــرة، ــنزير، والزه ــرد، والخ ــواط، والق ــري، والوط ــدعوص، والج وال وســهيل، والفــار، والبعــوض، والقملــة، والــوزغ، والعنقــاء، والقنفــذ، والزمير، والمارماهي، والوبر، والورك، والرخم، والهــر، إلى غيرهــا،

كما يأتي ذكر بعضها في الروايات. وفي حـديث أبي سـعيد الخـدري، عن رسـول اللـه )صـلى اللـه

إن الله تعالى مسخ سبعمائة أمة عصــوا األوصــياء بعــدعليه وآله(: .(2)الرسل، فأخذ أربعمائة أمة منهم برا وثالثمائة بحرا

ــر ــا أظه ــات الســابقة ألنه ــر بعضــها في الرواي ــل ذك ــول: لع أقالمصاديق المعروفة.

.5ح المحرمة األطعمة من2 الباب315 ص16( الوسائل: ج?)1. 9ح المحرمة األطعمة من2 الباب315 ص16( الوسائل: ج?)2

101

Page 102: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أما حرمة األقسام الثالثة األخر، وهي الحشرات(:13)مسألة وكل ذي ناب والسبع، فيدل عليها النص واإلجماع.

أما اإلجمــاع ففي الحشــرات، فعن المســالك أنــه عنــدنا موضــع وفاق، وفي شــرح اإلرشــاد لألردبيلي أنــه لعلــه إجمــاعي، بــل حكيــاع ــواهر اإلجم ــل في الج ــا، ب ــة وغيره ــاع عن الخالف والغني اإلجم

بقسميه عليه. وفي الســـبع قـــال في المســـتند: بال خالف فيـــه يعـــرف، وعن الخالف والغنيــة وشــرح المفــاتيح وغيرهــا: اإلجمــاع عليــه، بــل في

الجواهر اإلجماع بقسميه عليه.ــل ــا قي ــه، وربم ــاع آت في ــاب ســبع فاإلجم ــل ذي ن وحيث إن ك

بالفرق بينهما.ــات ــترس من الحيوان ــو المف ــتند: )ثم الســبع ه ــال في المس قــار بطبعه، أو لألكل كما في القاموس، أو هي التي لها أنياب أو أظف يعدو بها على الحيوانات ويفترسه، وقد يوجدان معا في الســبع كمــا في األسد والسنور ـ والناب في الحيوانات السن الذي يفترس بــه ـ ومن األسنان ما يلي الرباعيات، وقد يقال: إن السبع هو الذي يأكـل

اللحم، والكل متالزمة على الظاهر(. أقول: لكن يظهر من خبر سماعة أن بينها فرقا.

ــل ــذكورة قب ــدل على الحكم في األقســام الم ــان، في ــف ك وكياإلجماع النصوص.

أمــا بالنســبة إلى الحشــرات، فعن الــدعائم، عن علي )عليــهإنه نهى عن الضب والقنفذ وغيره من حشرات السالم(:

102

Page 103: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

.(1)األرضــها من ــر بعض ــة، وذك ــات خاص ــا رواي ــة منه ــا ورد في جمل كم المسوخ، وبعضها داخل في الخبيث، وبعضها مسموم، وبعضها ضــار

ضررا بالغا. فعن الحلبي، عن الصادق )عليه الســالم(، حيث ســأله عن أكــل

. (2)إن الضب والفارة والقردة والخنازير مسوخالضب، فقال: وفي حديث األشعري، عن الرضــا )عليــه الســالم(، ذكــر الضــب

. (3)والفارة والعقرب والوزغ والزنبور وأنها من المسوخ وفي رواية أبي سعيد، عن رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه(

. (4)ذكر الضبــر ــالم(، ذك ــه الس ــادق )علي ــيرة، عن الص ــة ابن المغ وفي رواي

. (5 )العقرب والعنكبوت وفي رواية الديلمي، عن الرضــا )عليــه الســالم(، ذكــر البعــوض

. (6)والقملة وأنهما مسخوفي رواية ابن طلحة، عن الصادق )عليه السالم(، ذكر

. 6ح المحرمة األطعمة من2 الباب72 ص3( المستدرك: ج?)1. 1ح المحرمة األطعمة من2 الباب312 ص16( الوسائل: ج?)2. 7ح المحرمة األطعمة من2 الباب314 ص16( الوسائل: ج?)3.9ح المحرمة األطعمة من2 الباب315 ص16( الوسائل: ج?)4.12ح المحرمة األطعمة من2 الباب316 ص16( الوسائل: ج?)5. 15ح المحرمة األطعمة من2 الباب318 ص16( الوسائل: ج?)6

103

Page 104: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)الوزغ أنه مسخ. (2)وفي جملة من الروايات ذكر القنفذ وأنه مسخ

وفي رواية السجستاني، عن الصادق )عليه السالم(: ذكر الحيــة. (3)والعقرب والخنفس وما أشبه وأنها مسخ

ــا في ــه الســالم(، كم ــنين )علي ــير المؤم ــدعائم، عن أم وعن ال نهى عن الضــب والقنفــذ وغــيره من حشــرات األرضالمســتدرك:

. (4)كالضب وغيره وفي جملة من الروايات ذكر السنور والهر، لكنهمــا من الســباع

كما ال يخفى، ولعلهما يعدان سبعا وحشرة. وفي رواية أصبغ بن نباتة، عن أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(،

. (5 )ذكر الوزغ والذر والحرباء والورل والخنافس إلى غيرها من الروايات المذكورة في الوسائل والمستدرك في

مختلف األبواب، خصوصا باب المسوخ. وفي فقه الرضا )عليه السالم(، ذكر علة التحريم في

. 2ح المحرمة األطعمة من2 الباب72 ص3( المستدرك: ج?)1.3ح المحرمة األطعمة من2 الباب72 ص3( المستدرك: ج?)2. 4ح المحرمة األطعمة من2 الباب72 ص3( المستدرك: ج?)3.6ح المحرمة األطعمة من2 الباب72 ص3( المستدرك: ج?)4.8ح المحرمة األطعمة من2 الباب73 ص3( المستدرك: ج?)5

104

Page 105: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)بعضها وأنه لما فيها من الضرر للجسم ثم إن الشــهيدين )رحمهمــا اللــه( ذكــرا في بعض كتبهمــا لفــظــتي ــة ال الحشار، لكنا لم نجد هذا اللفظ جمعا لحشرة في كتب اللغ

حضرتنا.ــا، والمراد بالحشرات هي الحيوانات التي تأوي ثقب األرض غالب كذا قالوا، لكن بين هذا التعريف وبين المتبادر من اللفظ عموم من وجه، فالبعوض حشرة وكذلك ديدان الفواكــه، والحــال أنهــا ال تــأوي

ثقب األرض، كما أن األرنب يأوي ثقب األرض وليس بحشرة. ثم إنه ربما يستشكل في تحريم كل الحشرات وما أشبه، إال إذا كان داخال في العناوين المذكورة كالخبيث والسم والضرر والمسخ، إذ النصوص ليست كافية، والدعائم ضــعيف الســند، واإلجمــاع ليس بمحقق، مع قطع النظر عن أنه محتمــل االســتناد، ولــذا أشــكل في المســتند في الديــدان المتكونــة في الفواكــه كــدود التفــاح والبطيخ

ونحوهما. أقول: بــل يستشــكل في ديــدان أمثــال الفــول والحمص وبعض الحلويات وغيرها، بل يستشــكل في مثــل الـبراغش الصــغيرة الـتي تكثر في بعض الليالي وتقع في الماء والطعام، بل أحيانــا يقــع مثــل الذباب والنمل ونحوهما في العجين فيخــبز ويكــون جــزءا منــه، إلى

غيرها من األمثلة التي ال تخفى.وكذلك يستشكل في الديدان

.1ح المحرمة األطعمة من2 الباب72 ص3( المستدرك: ج?)1105

Page 106: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الصغيرة جدا، التي توجد في المياه غير المصفاة غالبــا، وأحيانــاال ترى بالعين المجردة.

أما الحيوانات الصغيرة التي ال ترى إال بالمجهر وهي كثــيرة في كل األطعمة واألشــربة، فال قائــل بتحريمهــا، النصــراف األدلــة عنهــا

قطعا. وكيف كان، فالمسألة تحتاج إلى تنقيح أكــثر، وإن كــان مخالفــة

المشهور مشكل، هذا كله في الحشرات. أما الســباع فيــدل على تحريمــه قبــل اإلجمــاع، النصــوص الــتي

منها: كــل ذيخبر داود بن فرقد، عن الصادق )عليه الســالم(، قــال:

. (1)ناب من السباع ومخلب من الطير حرام وخبر الحلبي، عنه )عليه السالم(، قال: إن رســول اللــه )صــلى

كل ذي ناب من الســباع أو مخلب من الطــيرالله عليه وآله( قال: . وقال: حرام . (2)ال تأكل من السباع شيئا

وخـبر سـماعة، قـال: سـألت أبـا عبـد اللـه )عليـه السـالم( عنــبع، المأكول من الطير والوحش، فقلت: إن الناس يقولون من الس

. (3)يا سماعة السبع كله حرام وإن كان سبعا ال ناب لهفقال:

. 1ح المحرمة األطعمة من3 الباب320 ص16( الوسائل: ج?)1. 2ح المحرمة األطعمة من3 الباب320 ص16( الوسائل: ج?)2. 3ح المحرمة األطعمة من3 الباب320 ص16( الوسائل: ج?)3

106

Page 107: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أقول: يظهر من هذا الخبر أن بين ذي الناب وبين السبع تفاوتــافي الجملة وأن كليهما حرام.

حــرم ســباعوفي خبر ابن ســنان، عن الرضــا )عليــه الســالم(: الطير والوحش كلها ألكلها من الجيف ولحــوم النــاس والعــذرة ومــا

. (1)أشبه ذلك وفي خــبر الفضــل، عن الرضــا )عليــه الســالم(، في كتابــه إلى

. (2)وتحريم كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطيرالمأمون: ــديث ــه الســالم(، في ح ــبر األعمش، عن الصــادق )علي وفي خ

وكـــل ذي نـــاب من الســـباع ومخلب من الطـــيرشـــرائع الـــدين: . (3)حرام

واتقــوا كــل ذيوفي خبر األربعمائة، عن علي )عليه الســالم(: . (4)ناب من السباع ومخلب من الطير

إلى غيرها من الروايات الكثيرة. وبهذه الروايات المؤيدة باإلجماع القطعي المشتهر نقله يجب

. 7ح المحرمة األطعمة من3 الباب321 ص16( الوسائل: ج?)1.8ح المحرمة األطعمة من3 الباب321 ص16( الوسائل: ج?)2.9ح المحرمة األطعمة من3 الباب322 ص16( الوسائل: ج?)3.10ح المحرمة األطعمة من3 الباب322 ص16( الوسائل: ج?)4

107

Page 108: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أن يصرف ما ظــاهره الكراهــة إلى معــنى التحــريم، فال موضــع للجمع الداللي، كما أنه ال يمكن الخروج عن هــذه الروايــات بمــا دل

على أن الحرام هو الذي حرم في القرآن الحكيم. مـا حــرم اللـهكصحيح زرارة، عن أبي عبد الله )عليه السالم(:

. (1)في القرآن من دابة إال الخنزير ولكنا نكره وصحيحه اآلخر الــذي ســأل فيــه أبــا جعفــر )عليــه الســالم( عن

. (2)قل ال أجدالجريث، فقال: ــة ــراءة آي وصحيح ابن مسلم، فإنه بعد أن أمر )عليه السالم( بق

قل ال أجد :قال ،إنمــا الحــرام مــا حــرم اللــه ورســوله في كتابــه . (3)ولكنهم قد كانوا يعافون أشياء ونحن نعافها

ــا وحسن زرارة ومحمد بن مسلم، عن الباقر )عليه السالم(، لم إنما الحرام ما حــرم اللــه عــزسااله عن لحم الحمير األهلية، قال:

. (4)وجل في القرآن أكــل الغــرابوصــحيح زرارة، عن أحــدهما )عليهمــا الســالم(:

ليس بحرام، إنمــا الحــرام مــا حرمــه اللــه في كتابــه، ولكن األنفستنزه عن كثير من

.2ح المحرمة األطعمة من1 الباب311 ص16( الوسائل: ج?)1.19ح المحرمة األطعمة من9 الباب334 ص16( الوسائل: ج?)2.20ح المحرمة األطعمة من1 الباب335 ص16( الوسائل: ج?)3. 1ح المحرمة األطعمة من4 الباب322 ص16( الوسائل: ج?)4

108

Page 109: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

.(1)ذلك تقززا إلى غيرهــا، فإنــه البــد من حمــل هــذه األخبــار في المــوارد المنصوصة على حرمتهــا على التقيــة، أو على أن الحــرام في هــذه

األمور ليس بمثابة الحرام في القرآن. ــه ثم إن الظاهر في اآلية الكريمة: أنه ال شيء حرام إال ما حرمــت الشرع، فثمانية أزواج والوصيلة وما أشبه مما حرمها اليهود ليس محرمات، وذلك ال ينـافي تحـريم أشـياء أخــر بالشـرع، وبهــذا يرفــعــافي أو ــة إض ــر في اآلي ــال: من أن الحص ــا يق ــذي ربم ــكال ال اإلش حقيقي، فــإن كــان إضــافيا فكيــف اســتدل األئمــة )عليهم الســالم(ــه ال ــة، إذ الحصــر اإلضــافي إنمــا هــو في مقابــل المضــاف إلي باآلي مطلقا، فال يمكن االستدالل به، وإن كان حقيقيا فالالزم إمــا القــول بحلية كافة الحيوانات، وهذا مخــالف لإلجمــاع، وإمــا القــول بخــروج األكثر، وذلك خالف البالغة، فهــو كمــا لــو قــال: ال أحــد في الــدار إال

زيد، ثم تبين وجود ألف إنسان آخر في الدار. وحاصــل الجــواب: إن اآليــة بضــميمة الروايــات معناهــا: ال أجــد الحرام إال ما في الشريعة، فليست ثمانية األزواج وما أشبه حرامــا، وإنما ما ذكر في القرآن والشــريعة حــرام، وهــذا التوجيــه وإن كــان

بتكلف إال أنه البد منه. ثم إنه ال فرق في حرمة الســباع بين الصــغير والكبــير، والقــوي

على االفتراس وعدمه، ولو صار غير السبع مفترسا لعارض لم

. 1ح المحرمة األطعمة من7 الباب328 ص16( الوسائل: ج?)1109

Page 110: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

(1)يحرم، والعلة المذكورة في خبر اإلمام الرضا )عليــه الســالم(

من باب الحكمة. كما أن السبع إذا سقط عن االفتراس وأخــذ يأكــل العشــب مثال

لم يحل. نعم، إذا كان غير السبع اسما في بعض المناطق مفترسا طبعا، كما إذا كان جاموس بعض البالد مفترسا، أو انعكس األمر، بأن كان السبع في بعض المناطق غير مفترس طبعا، كما إذا كان األسد في بعض المناطق آكل عشب طبعا، يشكل القول بحليــة األول وحرمــةــة ــات أدل ــا، فيشــملهما إطالق ــة عن مثلهم ــاني، النصــراف األدل الث

التحريم والتحليل، وإن كان في المسألة بكال شقيها تأمل. ثم إنه قد تقدم حرمـة الحشـرات، ولكن في إطالق ذلـك نظـر، فشــمول األدلــة لديــدان الفواكــه والبقــول وأمثــال الفــول والحمص وديدان الماء الصغار جدا وما يتولد من الثلج وشبهه محل اإلشكال، كما اختاره المســتند أيضــا، وذلــك ألن المســتند وهــو خــبر الــدعائمضعيف سندا بل وداللة، واإلجماع المحكي محتمل االستناد، فتأمل.

. 8ح المحرمة األطعمة من4 الباب324 ص16( الوسائل: ج?)1110

Page 111: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

(:14)مسألة ذكر الفقهاء ـ تبعا لجملة من النصوص ـــ قســمامن الحيوانات المحرمة، وهي:

الكلب، والســنور، واألســد، والنمــر، والفهــد، والــذئب، والضــبع، والثعلب، وابن آوى، واألرنب، والضب، والفارة، والعقــرب، والجــرذ،ــيربوع، ــذ، وال والخنافس، والصراصر، وبنات وردان، والقمل، والقنف وابن عـــرس، والـــوبر، والخـــز، والفنـــك، والســـمور، والســـنجاب،

والعظاية، واللحكة، وغيرها. كخبر زكريا ابن آدم، سألت أبا الحســن )عليــه الســالم(، فقلت:

إن كان له نابإن أصحابنا يصطادون الخز فآكل من لحمه، فقال: أمــا أنت، ثم ســكت ســاعة، فلمــا هممت بالقيــام قــال: فال تأكله

. (1)فإني أكره لك فال تأكله وخبر أبي حمزة، سأل أبو خالد الكابلي علي بن الحسين )عليــه السالم(، عن أكل لحم السنجاب والفنك والصالة فيهمــا، فقــال أبــو

إن كــان لــه ســبلة كســبلةخالد: السنجاب يــأوي األشــجار، فقــال: أمــا، ثم قــال: السنور والفارة فال يؤكل لحمه وال تجوز الصالة فيه

. (2)أنا فال آكله وال أحرمه والظاهر أن قوله )فال أحرمه( محمول على ما ال ينــافي الصــدر

من تقية أو ما أشبه. وخبر حمران بن أعين، سألت أبا جعفر )عليه السالم( عن

. 1ح المحرمة األطعمة من39 الباب372 ص16( الوسائل: ج?)1. 1ح المحرمة األطعمة من41 الباب373 ص16( الوسائل: ج?)2

111

Page 112: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)سبع يرعى في البر ويأوى الماءالخز، فقال: وقد تقدم جملة من الروايات في الوبر والخز في كتاب الصالة.

في خبر القاسم، عن الصادق )عليه الســالم(، ســألته عن لحمو.(2)األسد، فكرهه

وفي خبر الدعائم، عن أمير المؤمنين )عليه السالم(، إنــه قــال:ال يؤكــل الــذئب، وال النمــر، وال الفهــد، وال األســد، وال ابن آوى، وال

. (3)الدب، وال الضبع، وال شيء له مخلبإلى غيرها من الروايات التي تقدم جملة منها أيضا.

وضعف بعض هذه الروايــات مجبــور بالعمــل، بــل اإلجمــاع كمــا عرفت، كما أن جملة من المذكورات داخلة في الضــار أو المســوخ

أو في السبع أو ما له ناب. ثم إنه ال يخفى أن الحيوانات األهلية والوحشية المنصــوص على تحليلهــا ال فــرق فيهــا بين مــا ظهــر قــديما أو جديــدا، مثــل الجمــل اإلمريكي، والبقرة الهولندية، أو ما أشــبه، ألن الجديــد كالقــديم في

الحكم، إلطالق االسم والخواص، وإن كان مختلفا من حيث

.2ح المحرمة األطعمة من39 الباب372 ص16( الوسائل: ج?)1.1ح المحرمة األطعمة من42 الباب373 ص16( الوسائل: ج?)2. 1ح المحرمة األطعمة من3 الباب73 ص3( المستدرك: ج?)3

112

Page 113: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الشكل، وبعض األمور األخر في الجملة. ثم إنه قد تقدم أن فائدة الحيوان ال تخص في األكل حتى يقال:

إذا منع الشرع أكل هذه الحيوانات فما الفائدة من خلقها. ونقـــول: إن من الفوائـــد المهمـــة الـــتي سيكشـــف عنهـــا في المسـتقبل كمـا أظن فائـدة العمـل، فــإن كثــيرا من الحيوانـات لهـاــة، مثال يمكن نشاطات دائبة يلزم أن يعمل بها في األعمال المختلف استخدام القردة في إدارة المطاحن والمعامــل، بــل قــد اســتخدمها بعض علماء الغــرب في الضــرب على اآللــة الكاتبــة، كمــا اســتخدم بعض أهل الغرب فــرس الــبر في األعمــال التجسســية، واســتخدام بعض الطيور في إرسال الرسائل، كما كــانوا يصــنعون بالنســبة إلى

الحمام الزاجل. ثم إنه لو أمكن تغيير فصيلة الحالل إلى الحــرام، كجعــل الشــاةــان الالزم ــه، ك ذئبا أو بالعكس، بما سمي باسم الحيوان المنتقل إلي

أن يجري عليه حكم المنتقل إليه. ثم إنه لو فرض أنا وجدنا في ســائر الكــواكب حيوانــات، فــألقي لها اسم حيوانات األرض، تبعتها في الحكم، والذي هو جديــد إطالقــا كان الالزم تطبيق الكليات كمثــل ذي نــاب ومخلب عليــه، وإن كــان فاقدا إلحدى عالمات الحل والحرمـة بـأن تشـملها القواعـد العامــة، كان الالزم القول بالحلية، وألصالة الحل في كل شــيء بعــد جريــان التذكية، وقد عرفت أن عمومات التذكية شاملة لكــل حيــوان إال مــا

خرج. ثم إنه قد ذكر في بعض الروايات )السبلة( لكن الظاهر أنها

113

Page 114: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ليست ميزانا خاصا لحرمــة الحيــوان، ولـذا لم أجــد من الفقهــاءمن ذكرها.

وهنا مسألة ال بأس في االستطراد بذكرها، وهي: إنه يحق للحاكم اإلسالمي المنع عن اصطياد بعض الحيوانات أوــك، ــلحة ذل ــت المص ــا إذا اقتض ــة فيم ــات األهلي ــل بعض الحيوان أك كالخوف من انقــراض نســل الحيــوان، كمــا هــو المتعــارف في منــع بعض الحكومات الحاضرة لذلك، وهــذا مــا يسـتفاد من عمـل النـبي

، باإلضــافة إلى(1))صلى اللــه عليــه وآلــه( ونهيــه مــع الحمــير األهلية عمومات أدلة عمل الحاكم حسب المصلحة الخاصة والعامة، كأدلــة

ال ضرر(2).ونحوها بمناســبة(3)وقد حققنا كلي المسألة في بعض مجلدات )الفقــه(

ذكر وضع الحاكم اإلسالمي قوانين لمنفعة المسلمين، كقانون مرورالسيارات، وقانون االصطدامات وما أشبه، والله العالم.

. 3ح المحرمة األطعمة من3 الباب73 ص3( المستدرك: ج?)1. 9 ح59 ص3الفقيه: ج ،35 ح146 ص7( التهذيب: ج?)2 االجتمـــاع( من و)الفقه السياســـة(، و)الفقه اإلســـالم(، في )الحكم كتـــاب انظر(ـــ ?)3

هذه. الموسوعة114

Page 115: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــا(:15)مسألة ــه إال م في الطيور، األصل في الطير حلية أكل خرج بالدليل، أما األصل فقد تقدم غير مرة، وأما مــا خــرج بالــدليل فهناك طائفة من األدلة دلت على حرمة جملة من الطيور، إما ألنها سبع، أو ألنها ذو مخلب، أو ألنها داخلة في المسـوخ، أو ألنهــا ضـارة ضــررا بالغــا، وقــد ادعى غــير واحــد اإلجمــاع على حرمــة كــل ذيــة، والخالف، ــا عن الغني ــه، كم ــترس ب ــذي يف ــر ال مخلب، أي الظف والمفاتيح، وشرحه، وفي المستند وغيرها، والميزان ليس االفتراس

مطلقا، بل في الجملة لصحة إطالق االسم. نعم االفتراس األحياني كما في العصفور بالنسبة إلى الجــرادة، وفي الديك والدجاج بالنســبة إلى الصراصــر والخنــافس ومــا أشــبه

غير ضار، ألنصراف األدلة أوال، ولألدلة الخاصة ثانيا. ثم إنه يدل على حرمــة الطيــور المفترســة الروايــات المتقدمــة

في باب السبع وما ذكر فيها كل ذي مخلب. والظـــاهر أنـــه ال يشـــترط ذي المخلب أن يكـــون مفترســـا، ألطالقات األدلة الدالــة على حرمــة كــل ذي مخلب، كــإطالق األدلــة الدالــة على حرمــة كــل ذي نــاب، ويشــير إلى جملــة من األحــاديث الدالة على حرمة كل سبع أو كل ذي مخلب، ففي صحيحة الحلبي:

ال يصلح أكل شيء من السباع إني ألكرهه وأقذره(1) .أما وفي موثقه سماعة، عن لحوم السباع وجلودها، فقال:

. 5ح المحرمة األطعمة من3 الباب321 ص16( الوسائل: ج?)1115

Page 116: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

لحــوم الســباع، والســباع من الطــير فإنــا نكرهــه، وأمــا الجلــود. (1)فأركبوا عليه وال تلبسوا شيئا تصلون فيه

يــا ســماعة، الســبع كلــه حــرام وإن كــانوفي موثقة ســماعة: . (2)سبعا ال ناب له

ــه( ــه وآل وصحيحة ابن أبي عمير: إن رسول الله )صلى الله علي.(3)كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير حرامقال:

وقد تعــدد هــذا العنــوان في جملــة من الروايــات الــتي تقــدمتبعضها.

ــماعة: ــة س ــووفي موثق ــل مــا صــف وهــو ذو مخلب فه وك. (4)حرام

ــو ــدثني أب ــال: ح ــر الهاشــمي، ق ــة ســليمان بن جعف وفي رواي طرقنا ابن أبي مريم ذات ليلــةالحسن الرضا )عليه السالم(، قال:

وهارون بالمدينة فقال: بأن هارون وجد في خاصرته وجعا في هــذه إنالليلة، وقد طلبنا له لحم النسر، فأرسل إلينا منه شــيئا، فقــال:

هذا شيء ال نأكله وال ندخله بيوتنا ولو كان عندنا ما

.4ح المحرمة األطعمة من3 الباب321 ص16( الوسائل: ج?)1.3ح المحرمة األطعمة من3 الباب320 ص16( الوسائل: ج?)2.2ح المحرمة األطعمة من3 الباب320 ص16( الوسائل: ج?)3.3ح المحرمة األطعمة من3 الباب321 ص16( الوسائل: ج?)4

116

Page 117: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

(1)أعطيناه

ومن ذلك كله يعرف أن ما ظاهره الحل يجب حمله على التقية أو ما أشبه، كصحيح محمد، عن سباع الطير والوحش حتى ذكــر لــه

القنافذ والوطواط والحمير والبغال والخيل، فقال: ليس الحرام إال. (2)ما حرم الله كتابه

. (3)قل ال أجدونحوها الروايات المتضمنة لذكر اآلية الكريمة: ومن المحتمل أن يكون نفي التحريم يراد به تحريم الكتاب في

حيثســنة الرســول وفــرض اللهمقابل تحريم السنة، من قبيل إن كليهمــا واجب، لكن أحــدهما ذكــر في القــرآن واآلخــر ذكــر في

السنة، ولذا ورد في جملة من األخبار: السنة الواجبة. وكيــف كــان، فال إشــكال في حرمــة كــل ســبع وذي مخلب من

الطير.ــة أو ــات المحرم ــائر العالم ــك في المخلب ولم تكن س وإذا ش المحللة كان األصل الحل، واحتمال كون األصل الحرمة ألصالة عدم التذكية غير تام، إذ إطالق أدلــة التذكيــة شــامل لكــل حيــوان إال مــا

خرج. وال يخفى أن عالج الحيــوان المحلــل حــتى يكــون ذا مخلب ولــو

سرى في أعقابه حتى صار طبيعيا، وكذلك العكس بأن

. 1ح المحرمة األطعمة من40 الباب373 ص16( الوسائل: ج?)1.6ح المحرمة األطعمة من5 الباب327 ص16( الوسائل: ج?)2. 145األنعام: ( سورة?)3

117

Page 118: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــوان المحــرم حــتى صــار بال مخلب وإن ســرى في عــولج الحي أعقابــه ال يــوجب تغيــير الحكم، إذ الظــاهر من األدلــة كــون الوجــود والعدم طبيعيا ال عالجيــا، كمــا أنــه إذا صــار غــير ســبع الطــير ســبعاــدل ــوجب تب ــذلك العكس ال ي ــه، وك ــرى في أعقاب ــة وإن س بالتربي

الحكم. نعم، إذا دخــل في فصــيلة الســباع أو خــرج عن فصــيلة الســباع بسـبب المنـاخ أو مــا أشـبه لم يسـتعبد تبـدل الحكم، وإذا شـك في

التبدل كان األصل بقاءه. والمتولد بين حرام وحالل يتبع االسم أو الوصف، احتماالن، وإن كان تبعية االسم أظهر، ولو لم يشبههما اسما فهل االعتبار بالوصف أو يجري فيــه األصــل، احتمــاالن فتأمــل، وفي الشــبهة الموضــوعية

يكون األصل الحلية، والله العالم.

118

Page 119: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

من عالئم حليــة الطــير أن يكــون لــه دفيــف، أو(:16)مسألة كــان دفيفــه أكــثر من صــفيفه، أو كــانت لــه حوصــلة أو قانصــة أو صيصــية، بال إشــكال بــل دعــوى اإلجمــاع ونحــوه عليــه مســتفيض، والقانصــة للطــير بمنزلــة المعــاء لغــيره، والحوصــلة مكــان المعــدة لغيره يجتمع فيه الحب وغيره من المأكول عنــد الحلــق، والصيصــية اإلصبع الزئدة في باطن رجــل الطــائر بمنزلــة اإلبهــام من بــني آدم

وتسمى الشوكة. فعن زرارة، إنه سأل أبـا جعفـر )عليــه الســالم( ممــا يؤكـل من

.(1)كل ما دف، ال تأكل ما صفالطير، فقال: وعن سماعة، عن أبي عبد الله )عليه السالم( في حــديث قـال:

كل ما صف وهو ذو مخلب فهو حرام، والصفيف كما يطــير البــازي . (2)الحداة والصقر وما أشبه ذلك، وكل ما دف فهو حالل. (3)ومثله ما رواه سماعة، عن الرضا )عليه السالم(

وعن عبد الله بن أبي يعفــور، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــهالسالم(: إني أكون في اآلجام فيختلف على الطير فما آكل منه،

. 1ح المحرمة األطعمة من19 الباب346 ص16( الوسائل: ج?)1.2ح المحرمة األطعمة من19 الباب346 ص16( الوسائل: ج?)2حث. ذيل المحرمة األطعمة من19 الباب346 ص16( الوسائل: ج?)3

119

Page 120: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)كل ما دف، وال تأكل ما صفقال: إنوروى الصدوق في الفقيه مرسال، قــال: وفي حــديث آخــر:

كان الطير يصف ويدف فكان دفيفه أكثر من صفيفه أكل، وإن كان صفيفه أكثر من دفيفه فال يؤكل، ويؤكل من طير الماء ما كانت لــه

. (2)قانصة أو صيصية، وال يؤكل ما ليس له قانصة أو صيصية وعن ابن سنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: قلت

. (3)ال تأكل ما لم تكن له قانصةالطير ما يؤكل منه، فقال: وعن زرارة في حديث، إنه سأل أبــا جعفــر )عليــه الســالم( عن

ــه قانصــةطير الماء، فقال: ما كانت له قانصة فكل، وما لم تكن ل. (4)فال تأكل

وعن سماعة، عن أبي عبد الله )عليه السالم( في حــديث قـال:كل من طير البر ما كانت له حوصلة، ومن طير الماء ما كــانت لــه

إلى أن قــال:قانصــة كقانصــة الحمــام، ال معــدة كمعــدة اإلنســان والقانصة والحوصلة يمتحن بهما من الطير ما ال يعرف

.3ح المحرمة األطعمة من19 الباب347 ص16( الوسائل: ج?)1.4ح المحرمة األطعمة من19 الباب347 ص16( الوسائل: ج?)2.1ح المحرمة األطعمة من18 الباب345 ص16( الوسائل: ج?)3.2ح المحرمة األطعمة من18 الباب345 ص16( الوسائل: ج?)4

120

Page 121: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)طيرانه وكل طير مجهول. (2)وعن سماعة، عن الرضا )عليه السالم( نحوه

وعن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:كل من الطير ما كانت له قانصــة وال مخلب لهقــال: وســئل عن ،

. (3)طير الماء، فقال مثل ذلك كــل منوعن ابن بكير، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:

. (4)الطير ما كانت له قانصة أو صيصية أو حوصلة وعن ابن أبي يعفور في حديث، إنــه ســأل أبــا عبــد اللــه )عليــه

ــه مــذبوحا، قــال: ــؤتى ب ــهالســالم( عن الطــير ي كــل مــا كــانت ل. (5)قانصة

ثم الظاهر أن أكل طير الماء للسمك ال يدخله في السباع لعدماإلطالق.

وخصوص خبر نجية بن الحارث، قال: سألت أبــا الحســن )عليــهال السالم( عن طير الماء ما يأكل السمك منه يحل، قال:

. 1ح المحرمة األطعمة من18 الباب345 ص16( الوسائل: ج?)1. 2ح المحرمة األطعمة من18 الباب345 ص16( الوسائل: ج?)2.2ح ذيل المحرمة األطعمة من18 الباب345 ص16( الوسائل: ج?)3. 5ح المحرمة األطعمة من18 الباب346 ص16( الوسائل: ج?)4. 6ح المحرمة األطعمة من18 الباب346 ص16( الوسائل: ج?)5

121

Page 122: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)بأس به كلهــوجب ــغار ال ي ــماك الص ــة لألس ــماك المحلل ــل األس ــا أن أك كم

تحريمها. وأماوعن الدعائم، عن الصادق )عليه السالم( قال في حديث:

ومن لحــوم الطــير، إلى أن قــال: ما يحل من أكل لحوم الحيــوان. (2)كلما كانت له قانصة

وكل مضر يذهب بــالقوة أو قاتــل فحــراموعن الرضوي، قال: ــموم ــل الس ــال: مث ــباع ومخلب من إلى أن ق ــاب من الس وذي ن

ــه،، وقال: الطير وما ال قانصة له ويؤكل من الطير ما يدف بجناحي وال يؤكل ما يصف، وإن كان الطير يدف ويصــف وكــان دفيفــه أكــثر

. (3)من صفيفيه يأكل، وإن كان صفيفه أكثر من دفيفه لم يؤكلوعن الصدوق في المقنع والهداية مثله.

. 1ح المحرمة األطعمة من22 الباب351 ص16( الوسائل: ج?)1. 1ح المحرمة األطعمة من14 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)2. 2ح المحرمة األطعمة من14 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)3

122

Page 123: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

لو تساوى دفيف الطير وصفيفه ولم تكن هنــاك(:17)مسألة عالمة أخرى فهل يحل أو يحرم، قوالن:

الحل، كما اختــاره الشــرائع وجماعــة، بــل قيــل إنــه المعــروف،واختاره المستند وآخرين، ألصالة حل كل شيء إال ما علم.

والحرمــة، ألصــالة عــدم التذكيــة، وخصــوص مــا دل على غلبــةالحرام على الحالل، مع اإلجماع، وأصالة االحتياط.

والظاهر األول، ألن األصل التذكيــة كمــا عــرفت، إلطالق أدلتــه، وغلبة الحرام إن كان مع اإلجماع صـحيحا في نفسـه، فال مجـال لـه في المقام، ألنه مقام االشتباه ال مقــام الجمــع، مضــافا إلى مــا في هذه القاعدة من النظر، وأصــالة االحتيــاط ال مجــال لهــا هنــا، وإنمــا

مجالها في موارد العلم اإلجمالي. ومنــه يعلم الحــال فيمــا إذا علمنــا بزيــادة إحــدى الصــفتين في

الجملة، ولكن لم نعلمها بالتفصيل، فإن األصل الحلية أيضا. ولو تعارض وصفان من الصفات كأن كــان الطــير من المســوخ وله دفيف أكثر، أو كان له صفيف أكثر وكانت له قانصــة أو صيصــية أو حوصلة، فيما إذا قلنا بإمكان التعــارض، خالفــا لجمــع حيث قــالوا بالتالزم بين العالئم، فال طير ذي مخلب أو مسوخ أو صاف تكون له إحدى عالمات الحلية كالحوصــلة والقانصــة والصيصــية، وال طــير ذو

قانصة أو حوصلة أو صيصية له إحدى عالئم الحرمة. والحاصل إذا قلنا بإمكان االنفكاك فهــل الحكم بالحرمــة لألدلــة

الثالثة المتقدمة، أي أصالة عدم التذكية، وقاعدة جمع الحرام

123

Page 124: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

والحالل، وأصالة االحتياط، كما قال بذلك بعض، أم بالحليــة لمــا تقدم في دليل حلية الطير في هــذه المســألة، احتمــاالن، والمرجــع القــول بالحرمــة، ألن المســتفاد من النص والفتــوى تقــدم عالئم الحرام من كونه ممسوخا أو ذا مخلب أو صاف أو كان دفيفــه أكــثر

على عالئم الحالل. ــه أما الفتوى فلما ادعاه المستند من اإلجماع على حرمة مــا في

عالئم الحرام مطلقا. وقال في الجواهر: )أما مع فرض التعارض في الوجود فالظاهر تقديم إحدى عالمات الحرمة على الثالثــة ـــ أي القانصــة والحوصــلة والصيصية ـ التي هي عالمة الحل في المجهول نصا وفتوى( إلى أنــا( قال: )بل ظاهر النص والفتوى حرمة المسخ وذي المخلب مطلق

إلى آخره. ــل ــوص أن عالئم الح ــة من النص ــاهر جمل ــا النص، فألن ظ وأم المذكورة إنما هي مـع الجهالـة، والحـال أنـه مــع المسـخ والسـبعية

والمخلب ال جهالة. كخبر عبد الله بن أبي يعفور، عن الصادق )عليه الســالم(، حيث

ــال: (1)فيختلــف على الطــيرق ــة حال ــاء على أن المــراد الجهال ، بنوحرمة ال المجيء والذهاب.

وخبر سماعة، عن أبي عبد الله )عليه السالم( حيث

. 3ح المحرمة األطعمة من19 الباب347 ص16( الوسائل: ج?)1124

Page 125: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)يمتحن بها من الطير ما ال يعرفقال: ، إلى غيرها. (2)ما كانت له قانصة وال مخلب لهوخبر مسعدة:

وعلى هــذا فــإذا كــان طــير ممســوخ أو ســبع أو ذو مخلب كــان حراما وإن كان يدف أو كان له إحدى الثالثة، وإن كــان طــير يصــف ــان ضــارا وكان له إحدى الثالثة كان حراما، وكذلك الحال فيما إذا ك ضررا بالغــا كــان حرامــا، وإن كــان دفيفــه أكــثر، أو كــان لــه إحــدى

الثالثة. وإذا جهـــل ســـبب التحـــريم بـــأن لم يعلم المســـخ والســـبعية والمخلب، بأن كان لــه شــيء شــك في أنــه مخلب أم ال، فــإن كــان صفيفه أكثر كان حراما، وإن جهل الصفيف والدفيف أيضا رجــع إلى

العالمات الثالث، والله العالم.

. 3ح لمحرمة األطعمة من18 الباب345 ص16( الوسائل: ج?)1. 4ح المحرمة األطعمة من18 الباب345 ص16( الوسائل: ج?)2

125

Page 126: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

126

Page 127: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

فصل المنصوصة الطيور في

ــالنص،(:1)مسألة ــور ب ــات بعض الطي ذكــر في جملــة الروايحرمة أو حلية أو كراهة، ونحن نذكرها.

فمن ذلك الغراب، وهو أربعة أقسام: األسود الكبير الذي يسكن الجبال ويأكل الجيف.

واألسود الصغير الذي يســمى بـــ )الــزاغ(، ويكــون في المــزارعويأكل الحب، ويكون بقدر الحمام.

واألبقع الذي هو أكبر من الزاغ.والعقعق الذي هو أبقع له سواد وبياض وذنبه طويل.

وقد اختلف الفقهاء في حكم األقسام إلى أقوال: الحــل مطلقــا، وهــو المحكي عن التهــذيبين والنهايــة والقاضــي

والنافع والكف واألردبيلي وغيرهم، واختاره المستند. والحرمـــة مطلقـــا، واختـــاره الخالف والمختلـــف واإليضـــاح

والمبسوط والروضة، كما عن حكي عنهم. والتفصـــيل بحـــل غـــراب الـــزرع دون غـــيره، كمـــا عن الحلي

والتحرير واإلرشاد واللمعة.وهناك تفاصيل أخر كلها يشترك في حلية الزاغ،

127

Page 128: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــة ــا، والحرم ــل مطلق ــان: الح ــوص طائفت ــود في النص والموجمطلقا.

وأما المحللة مطلقــا، فهي موثقــة زرارة بن أعين، عن أحــدهما إن أكل الغراب ليس بحرام، إنما الحرام ما حرم)عليهما السالم(:

. (1)الله في كتابه، ولكن األنفس تتنزه من ذلك تقززا إنــه كــرهومرسل غياث، عن جعفر بن محمد )عليــه الســالم(،

. (2)أكل الغراب ألنه فاسقــق ــا أطل ــارق، كم ــه س ــقا أن ــه فاس ــراد بكون ــاهر أن الم والظ

)الفوسيقه( على الفأرة لذلك. وأمــا المحرمــة مطلقـــا، فهي صــحيح علي بن جعفـــر )عليـــه السالم(، عن أخيه أبي الحسن )عليه الســالم(: ســألته عن الغــراب

ال يحل أكل شــيء من الغربــاناألبقع واألسود أيحل أكلهما، فقال: . (3)زاغ وال غيره

ال يؤكـل منومرســل الصــدوق، عن الصــادق )عليــه السـالم(: . (4)الغربان زاغ وال غيره، وال يؤكل من الحيات شيء

وخبر أبي يحيى الواسطي، قال: سئل الرضا )عليه السالم( عنومن ، وقال: إنه ال يؤكلالغراب األبقع، وقال:

. 1ح المحرمة األطعمة من7 الباب328 ص16( الوسائل: ج?)1.2ح المحرمة األطعمة من7 الباب328 ص16( الوسائل: ج?)2. 280 ص10والبحار: ج ،65 ص4( االستبصار: ج?)3. 6ح المحرمة األطعمة من7 الباب329 ص16( الوسائل: ج?)4

128

Page 129: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)أحل لك األسود وخبر أبي إسماعيل، سألت أبــا الحســن الرضــا )عليــه الســالم(

، فإن الــبيض تــابع للحيــوان كمــا(2)ال تأكلهعن بيض الغراب، قال: سيأتي.

إن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أتي بغــرابوفي المرسل: . (3)فسماه فاسقا، فقال: والله ما هو من الطيبات

وقد أكثر الفقهاء الكالم حول الطائفتين من الروايات، ومقتضى القاعدة الجمع بينها بالحـل، لوجــود الحجــة في الطـائفتين، والجمـع الداللي حمل الناهيــة على الكراهــة، والوجــوه االعتباريــة المــذكورةــا في ــة، ال شــأن له ــذكورة للحلي ــة الم ــالوجوه االعتباري ــة ك للحرم المسائل الشــرعية، ولــو فــرض تعــارض الطــائفتين فــالالزم القــول بالتساقط والرجوع إلى األصل، وقد عــرفت في المســائل الســابقة أن األصل الحلية ال الحرمة التي ذكرها الجواهر تمسكا بأصالة عدم

التذكية. ــا ثم إنه إن ثبت دليل الحل فهو أخص مطلقا من أدلة السبع وم لــه مخلب ومــا أشــبه ذلــك، فال يمكن إبقــاع التعــارض بين المحللــة

ومطلقات التحريم.

. 4 ح7 الباب329 ص16والوسائل: ج ،65 ص4( االستبصار: ج?)1. 5ح المحرمة األطعمة من7 الباب329 ص16( الوسائل: ج?)2. 1ح المحرمة األطعمة من6 الباب74 ص3( المستدرك: ج?)3

129

Page 130: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

نعم ربما يقال: إنه إذا كان المآل التساقط بين الطــائفتين كــان المرجع عمومــات أدلــة الســباع ومــا أشــبه، ال عمومــات الحــل، ألن

العموم األقرب يمنع العموم األبعد. أما المفصلون، فقد جمعوا بين الطائفتين بذلك، وأنت خبير بأن

الجمع ال شاهد له. كما أن بعض المفصلين قالوا: بأن األبقع واألسود الكبير يــأكالنــو حالل ــاقي فه الجيف أو سبعان أو لهما مخالب، ولذا حرما، أما الب

لألصل والنص، وقد علمت الجواب عن ذلك. هذا ولكن االحتياط يقتضي االجتناب عن غير الــزاغ، لقــوة أدلــة التحريم فيــه، واألدلــة وإن كــانت غــير متــوفرة إال أن الشــواهد منــدعى المخلب والسبع وأكل الجيفة والخباثة وغيرها، بل االجماع الم

في كالم بعض الفقهاء وإن كان محتمل االستناد، توجب االحتياط.وقد أكثر الكالم في الجواهر والمستند حول المسألة فراجع.

وقد قوى السيد في الوسيلة الحرمة في األبقــع واألســود الــذييسكن الجبال.

130

Page 131: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــألة ــاووس(:2)مسـ ــ ــة الط ــ ــكال وال خالف في حرم ــ ال إشوالخفاش والزنبور، ألنها من المسوخ المنصوص على حرمتها.

فعن الرضــا )عليــه الســالم(: إن الطــاووس مســخ، كــان رجال جميال فكــابر امــرأة رجــل مــؤمن فوقــع بهــا ثم راســلته بعــد ذلــك،

(1)فمسخهما الله طاووسين أنثى وذكر، فال تأكل لحمه وال بيضهــه وفي خــبر ســليمان الجعفــري، عن أبي الحســن الرضــا )علي

. (2)الطاووس ال يحل أكله وال بيضهالسالم(، قال: وقد ذكر الخفاش في بعض نصوص المسوخ، وكذلك الزنبور.

والوطــواطففي خــبر األشــعري، عن الرضــا )عليــه الســالم(: .مسخ، كان يسرق تمور الناس

. (3)والزنبور كان لحاما يسرق في الميزانوفيه: وفي خبر ابن المغــيرة، عن أبي عبــد اللــه، عن أبيــه، عن جــده

إلى أنوالخفـاش)عليهم السالم( في عداد ذكـر المسـوخ، قــال: وأما الخفاش فكانت إمرأة مع ضرة لها فسحرتها قال:

. 6ح المحرمة االطعمة من2 الباب314 ص16الوسائل: ج( ?)1. 5ح المحرمة األطعمة من2 الباب313 ص16( الوسائل: ج?)2. 7ح المحرمة األطعمة من2 الباب314 ص16( الوسائل: ج?)3

131

Page 132: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)فمسخها الله خفاشا« وال تنــافي بين الحــديثين، إذ من الممكن تعــدد أســباب المســخ، كما أن من الممكن أن الوطواط هــو القسـم الكبــير والخفــاش هــو

القسم الصغير كما قاله بعض.إلى غيرها من الروايات الموجودة في الوسائل وغيره.

ص2والخصــال: ج ،12ح المحرمة األطعمة من2 البــاب316 ص16( الوســائل: ج?)188 .

132

Page 133: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــع(:3)مســألة ــد ولكن م ــة الهده ــكال في حلي ال ينبغي اإلشالكراهة.

ــذلك أفــتى الشــرائع ــه، وب بــل في الجــواهر: ال خالف أجــده فيوالمستند والوسيلة وغيرها.

عنوان البــاب بتحريمــه، ومن(2) والمستدرك(1)لكن في الوسائلــدين الغريب أن كل الروايات ناصة على النهي، ولم أجد من المجتهــان من ذكر التحريم إنما قالوا بالكراهة، فإن ثبت إجماع فهو، وإال ك

لإلشكال فيه مجال. ففي صحيح علي بن جعفــر )عليــه الســالم(، قــال: ســألت أخي

ــؤذى والموسى )عليه السالم( عن الهدهد وقتله وذبحه، فقال: ال ي. (3)يذبح، فنعم الطير هو

ــال: ــه الســالم(، ق نهىوفي خــبر الجعفــري، عن الرضــا )علي رسول الله )صلى الله عليه وآله( عن قتل الهدهد والصرد والصوام

. (4)والنحلة في كل جناح الهدهد مكتوبوفي خبر آخر عنه )عليه السالم(:

. (5)بالسريانية: آل محمد خير البرية

المحرمة. األطعمة من17 الباب343 ص16( الوسائل: ج?)1المحرمة. األطعمة من13 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)2. 5ح الحرمة األطعمة من17 الباب344 ص16( الوسائل: ج?)3. 4ح المحرمة األطعمة من17 الباب344 ص16( الوسائل: ج?)4. 2ح الصيد من40 الباب249 ص16( الوسائل: ج?)5

133

Page 134: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

نهى رسول الله )صــلى اللــهوفي المستدرك، عن ابن عباس: . (1)عليه وآله( عن قتل أربعة: الهدهد، والصرد، والنحل، والنمل

ال تقتلــوا الهدهــد،وفي حديث آخر عنه )صلى الله عليه وآلــه(: ــل ســليمان على المــاء، وكــان يعــرف قــرب المــاء ــه كــان دلي فإن

. (2)وبعده وعن محمـــد بن مســـلم، عن أبي جعفـــر )عليـــه الســـالم( في حديث: فقلت أستغفر اللــه يــا مــوالي من أكــل القنــابر، فقــال لي:

ويحك ال تأكلها وال الوراشين وال الهدهد، وال الجــارح من الطــير وال . (3)الرخم فإنها مسوخ

والظاهر أن الضمير عائد إلى الجميع. ــبرة والورشــان وهــو الحمــام ــة القن أقــول: لكن المشــهور حلي

األبيض.ــل قال المشهور: إن النهي إنما هو عن الذبح ال األكل، وذلك دلي الكراهة، كما أن بعض الروايات ال داللة فيها على التحريم، كما ذكر

في رواية كتابة جناحه. ورواية محمد بن مســلم ليســت حجــة ســندا، فإطالقــات الحــل

تشمل الهدهد، فتأمل.

. 1ح المحرمة األطعمة من13 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)1. 2ح المحرمة األطعمة من13 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)2. 3ح المحرمة األطعمة من13 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)3

134

Page 135: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

المشهور حلية الخطــاف مــع الكراهــة، ولكن عن(:4)مسألة ــدل على ــة، ويـ ــبراج الحرمـ ــة وابن إدريس والـ ــيخ في النهايـ الشـ المشهور، باإلضافة إلى أصل الحــل والعالئم العامــة، خصوصــا خــبر عمار، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، عن الرجــل يصــيب خطافــا

، وعن الــوبرهــو ممــا يؤكلفي الصــحراء أو يصــيده يأكلــه، قــال: . (1)ال هو حراميؤكل، قال:

وعن المختلف، عن كتــاب عمـار، عن الصـادق )عليـه السـالم(:خرء الخطاف ال بأس به، وهو مما يحل أكله لكن كره ألنه اســتجار

. (2)بك واستدل للتحريم بخبر حســن بن داود الــرقي، قــال: بينمــا نحن قعود عند أبي عبــد اللـه )عليــه السـالم( إذ مــر رجـل بيــده خطـاف مذبوح، فوثب إليه أبو عبد الله )عليه السالم( حتى أخذه من يده ثم

ــال: ــه األرض، ثم ق ــذا أم فقيهكم، لقــدرحــا ب ــامكم أمــركم به إمــه أخبرني أبي، عن جدي )عليهما السالم(، إن رسول الله )صلى الل عليه وآله( قد نهى عن قتل ستة: النحلة والنملة والضــفدع والصــرد

. (3)والهدهد والخطاف

. 6ح الصيد من39 الباب248 ص16( الوسائل: ج?)1. 5ح الصيد من39 الباب248 ص16والوسائل: ج ،827 ص2( المختلف: ج?)2. 1ح المحرمة األطعمة من17 الباب343 ص16الوسائل: ج( ?)3

135

Page 136: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

إن دورانه في المســاء أســفا لمــا فعــل بــآلوفي خبر الكافي: ــه رب بيت محمد )صلى الله عليه وآله(، وتسبيحه قراءة: الحمــد لل

. (1)العالمين، أال ترونه يقول: وال الضالين وفي خــبر التميمي، عن محمــد بن جعفــر، عن أبيــه )عليهمــا

استوصــواالســالم(، قــال رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: .(2)بالصنينات خيرا، يعني الخطاف، فإنهن آنس طير الناس بالناس

وفي حسن جميل بن دراج، سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم(.(3)ال يقتلنعن قتل الخطاف، وإيذائهن في الحرم، فقال:

إلى غير ذلك من النصوص الموجودة في الوسائل والمســتدركفي كتاب الصيد وكتاب األطعمة.

ولوال الروايات المحللــة الــتي منهــا الموثقــة كــان الالزم القــول بالتحريم، ألنها أخص مطلقا عن أدلة الحل، واإلشــكال فيهــا بظهــور

شواهد الكراهة منظور فيه، إذا الشواهد ال تسقط الظاهر. ــحيحة أما استدالل المستند للتحليل بقوله )عليه السالم( في ص

جميل: ، بضــميمة أنــه لــو كــان حرامــا آذينفــإنهن ال يــؤذين شــيئااإلنسان في صالته البتالء اإلنسان بذرقه، ففي غير

. 2ح الصيد من39 الباب247 ص16( الوسائل: ج?)1. 4ح الصيد من39 الباب247 ص16( الوسائل: ج?)2. 1ح الصيد من39 الباب247 ص16( الوسائل: ج?)3

136

Page 137: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

مورده، إذ الظاهر إيذاؤهن بأنفسهن ال من حيث الفضالت، فإنهيحتاج إلى عناية زائدة.

137

Page 138: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

يحل الفاختة والقبرة والحبارى والصــرد والصــوام(:5)مسألة ــل في ــع، ب ــة في الجمي ــالوا بالكراه ــهور ق ــقراق، لكن المش والش

الجواهر ال خالف أجده. أقول: لكن كراهة بعضـها يحتـاج إلى دليــل مفقـود، اللهم إال أن

يقال: بكفاية فتوى المشهور في ذلك. ــل في الجــواهر: اإلجمــاع ــة المــذكورات لإلجمــاع، ب ثم إن حلي

بقسميه عليه، وكذلك إدعى االجماع المستند.ــة في ــدراج الفاخت ــة الحــل، واألصــل، وان ــات أدل ــك إلطالق وذل الحمام، والقبرة في العصفور، وخصوصا الروايات الــتي منهــا قــول

إنهــا طــائر مشــوم يــدعو علىالصادق )عليه السالم( في الفاختة: . (1)أهل البيت ويقول: فقدتكم فقدتكم

ال تأكلوها وتسبوها، والوقول الرضا )عليه السالم( في القبرة: تعطوها الصبيان يلعبون بها فإنها كثيرة التسبيح، وتسبيحها لعن الله

. (2)مبغض آل محمد الله صلوات الله عليهم وفي الحبارى، صحيح عبد الله بن ســنان، قــال: ســئل أبــو عبــد

إنالله )عليه الســالم( وأنــا أســمع، مــا تقــول في الحبــارى، قــال: . (3)كانت له قانصة فكل

. 2ح الدواب أحكام من41 الباب386 ص8( الوسائل: ج?)1. 1ح الصيد من41 الباب249 ص16( الوسائل: ج?)2. 3ح المحرمة األطعمة من21 الباب350 ص16( الوسائل: ج?)3

138

Page 139: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وصحيح كردين المسمعي، سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم(. (1)وددت أن عندي منه فآكل منه حتى أتمألعن الحبارى، قال:

وأما الصرد والصوام والشقراق، فلم أجد فيهــا دليال خاصــا على الحل، نعم إن الفقهاء ذكــروا تحليلهــا على القاعــدة، واإلشــكال في الصرد بأنه يصيد العصافير فهو سبع، فيدخل تحت أدلــة تحــريم كــل سبع، وقد تقدم أنه مع تعارض العالئم المحللة تقديم المحرمة، إنما

يتم إذا لم يكن إجماع مسلم على الحل، وقد عرفت وجوده. نعم المشهور كراهة الصرد والصوام، لما روي عن الرضا )عليه

إن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( نهى عن قتــلالســالم(: الحديث، ومثله غيره. (2)الهدهد والصرد والصوام

لكن اإلنصــاف أن ذلــك ال يكــون دليــل الكراهــة، إذ ال تالزم بين كراهة القتــل وكراهــة األكــل، اللهم إال أن يقــال: إنــه تالزم عــرفي،

ويكفي ذلك في باب الكراهة خصوصا بعد التسامح فيها. وأما الشقراق ففيه عالئم الحل، ولم أجد ما يدل على

.2ح المحرمة األطعمة من21 الباب350 ص16(الوسائل: ج?)1. 3ح الصيد من40 الباب249 ص16( الوسائل: ج?)2

139

Page 140: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الحلية نصا، وال يدل عل الكراهة إال خبر عمار، عن أبي عبد الله أكــره قتلــه لحــال)عليه السالم(، إنــه ســئل عن الشــقراق فقــال:

كان النبي )صلى الله عليه أي إنه يدفع أذى الحيات، قال: الحيات وآلــه( يومــا يمشــي وإذا الشــقراق قــد انقض فاســتخرج من خفــه

. (1)حية أقول: الظاهر أنــه )صــلى اللــه على وآلــه( كــان يمشــي ليلبس خفه، وقد ورد مثل هذا الحديث حول اإلمــام أمــير المؤمــنين )عليــه

السالم( لكن عن الحباب، وقد نظمه الحميري بقوله: أال يا قوم للعجب العجاب

ن وللغراب. يلخف أبي الحس وال منافاة، فإن كثيرا من الحيوانات تكــره الحيــة، باإلضــافة إلى

إمكان كون ذلك إعجازا. ــرات ومن ــم من الحش ــه قس ــه، ألن ــوز أكل ــل ال يج ثم إن النح الزنبور المنصوص على حرمته، نعم يكره قتلــه لمــا تقــدم، ولجملــة

أخرى من الروايات. كما أن الظاهر كراهة قتل كل ما استجار باإلنسان من الطيــور، وهل يكره لحمه، احتماالن، من وحــدة الســياق مــع الخطــاف، ومن أصالة عدم التالزم، قال جمــع من الفقهــاء: ولــذا يكــره قتــل حمــام

الروضات لألئمة وأوالدهم )عليهم السالم( ألنها استجارت

. 1ح الصيد من43 الباب251 ص16( الوسائل: ج?)1140

Page 141: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــرق بأضرحة اإلمام )عليه السالم(، والمفهوم من العلة عدم الف بين قتــل المســتجير بــه أو غــيره، ألن الكراهــة لمكــان االســتجارة،

فيكره أن يقتل اإلنسان الخطاف المستجير بدار غيره. لحــالثم إن ظاهر خبر عمار المتقدم في الشقراق حيث قال:

ــهالحيات كراهة قتل كل طير يعادي الموذيات ويدفع شرهن، وعلي يكره قتل الطائر الذي يدفع شــر الجــراد ومــا أشــبه، ولكن لم أجــد

قائال به. ثم هل يكره بيض الطائر المكروه أم ال، احتماالن، فمن المناط

في بيض المحرم، ومن أصالة عدم الكراهة. والمتولد بين المكروهين أو مكروه وغير مكــروه، الظــاهر عــدم الكراهة لألصل، إال أن يسمى باسم أحد المكروهات، كما أنه ال يبعد

كراهة المتولد من غيرها إذا سمي باسم أحد المكروهات. وقد ذكر بعض الفقهاء أشدية كراهة طــائر عن طــائر، لكــني لم أجد دليال على مــا فضــلوه، ولعلــه كــان ذلــك في بعض الكتب الــتي

فقدناه كمدينة العلم للصدوق، والله العالم.

141

Page 142: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــأس(:6)مســألة ــدم الب ــذهب األصــحاب ع ــروف من م المعبالحمام كله، وفي الجواهر بال خالف نصا وفتوى.

والحمام عبارة عما يصيب المــاء أي يشــربه من غــير مص كمــاــدباس والورشــان، وهي ــاري وال ــه القم ــدخل في ــدواب، وي تمص الــون األزرق واألحمر واألبيض، وكذا سائر ألوان الحمام، سواء كان بلــا ــدراج والقبج والقط ــل وال ــه الحج ــددة، ومثل ــوان متع ــد أو أل واح والطيهـــوج والـــدجاج والكـــروان والصـــعوة والكـــركي والعصـــفور

واليعاقب، إلى غيرها من الطيور الكثيرة. ــأس بركــوبفعن داود الرقي، عن الصادق )عليه السالم(: ال ب

. (1)البخت وشرب ألبانها وأكل لحومها وأكل الحمام المسرول. (2)وفي خبر آخر: »أطيب اللحمان فرخ الحمام«

أطعمواوفي خبر محمد بن حكيم، عن الكاظم )عليه السالم(: . (3)المحموم لحم القباج يقوي الساقين ويطرد الحمى طردا

. 1ح المحرمة األطعمة من38 الباب371 ص16( الوسائل: ج?)1. 477 ح475( المحاسن: ص?)2ــروع: ج ،1ح المباحة األطعمة من18 الباب33 ص17( الوسائل: ج?)3 312 ص6والف. 4ح

142

Page 143: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وقال علي مهزيار: تغديت مع أبي جعفــر )عليــه الســالم( فــأتي إنــه مبــارك، وكــان أبي )عليــه الســالم( يعجبــه وكــانبقطا، فقال:

. (1)يقول: أطعموه صاحب اليرقان يشوى له فإنه ينفعه منوخبر علي بن نعمان، عن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:

. (2)سره أن يقل غيظه فليأكل لحم الدراج من اشــتكى فــؤاده، وكــثروعنه )صلى الله عليــه وآلــه( أيضــا:

. (3)همه فليأكل الدراج بل عن الشهيد الثاني أنه أرســل النص على الحجــل والطيهــوج

والكروان والكركي والصعوة. وعن ابن سنان، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: إن

ــانهؤالء يأتونا بهذه اليعاقيب، فقال: ال تقربوها في الحرم إال ما ك نعم كــل، فقلت: إنــا نــأمرهم أن يــذبحوها هنالــك، فقــال: مذبوحا

. (4)وأطعمنيوعن الطبرسي في المجمع: إن النبي )صلى الله عليه وآله(

المباحة اآلطعمة من18 الباب33 ص17والوسائل: ج ،5 ح312 ص6الفروع: جـ( ?)1. 2ح. 1ح المباحة اآلطعمة من16 الباب106 ص3( المستدرك: ج?)2.2ح المباحة اآلطعمة من16 الباب106 ص3( المستدرك: ج?)3 المحرمة األطعمة من23 الباب351 ص16والوسائل: ج ،213 ص4( االستبصار: ج?)4. 1ح

143

Page 144: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)كان يأكل الدجاجــا الوعن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: إذا وجد غما أو كرب

يدري ما سببه فليأكل لحم الــدراج فإنــه يســكن عنــه إن شــاء اللــه. (2)تعالى

وفي الرسالة الذهبية ألبي الحسن الرضا )عليــه الســالم( قــال:في حزيــران ينفــع فيــه أكــل البقــول :إلى أن قــال ومن الطيــور

.(3)والدجاج والطيهوج والدراجإلى غيرها من الروايات.

. 5ح المباحة األطعمة من16 الباب31 ص17( الوسائل: ج?)1. 6ح المباحة األطعمة من16 الباب106 ص3( المستدرك: ج?)2. 1ح المباحة األطعمة من112 الباب126 ص3( المستدرك: ج?)3

144

Page 145: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــألة ــواهر: )في(:7)مس ــال في الج ــق، ق ــوا في اللقل اختلف المسالك هنا قد عد اللقلــق من طيــور المــاء الــتي يرجــع فيهــا إلى العالمات، وقد سألنا بعض من ادعى صيده فأخبر بوجود الثالثة فيه، ولكن حكى لنـــا بعض الثقـــات عن العالمـــة الطباطبـــائي الفتـــوى بحرمته، ولعلـه لمــا قيــل من أن صــفيفه أكــثر من دفيفــه وال يجــدر

انتهى. (1)وجود الثالثة فيه لما عرفته( وفي وســـيلة الســـيد: )اللقلـــق لم ينص على حرمتـــه وال على حليته، فيرجع في حكمه إلى عالمات الحلية والحرمة، أمــا من جهــة الدفيف والصفيف فقــد اختلــف في ذلــك أنظــار من تفقــده، فبعض ادعى أن دفيفه أكثر من صفيفه، وبعض ادعى العكس، لعل طيرانه

غير منتظم( انتهى. ــيرا ممن رآه فلم يجــزم أحــدهم بأغلبيــة أقــول: وقــد ســألنا كث الصفيف أو الدفيف، فالالزم الرجــوع إلى العالمــة الثانيــة، والظــاهروجودها فيه، فهو حالل، وذرقه ال بأس بوجوده في لباس المصلي.

أما الطهارة فهو طاهر على كــل حــال، لقولــه )عليــه الســالم(:كل شيء يطير فال بأس ببوله وخرئه(2) .

.319 ـ318 ص36الكالم: ج ( جواهر?)1. 1ح النجاسات أبواب من10 الباب1013 ص2( الوسائل: ج?)2

145

Page 146: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــل،(:8)مسألة النعامة حيوان مستقل، ال أنه بين الطــير واإلب واسمه الفارسي )شتر مــرغ( مجـرد تسـمية كمــا ال يخفى، أمــا في كونه طيرا أم ال، فالظاهر أنــه طــير وإن لم يطــر، ويــدل على ذلــكــتي رؤية العرف ذلك، باإلضافة إلى جناحه ومنقاره وريشه وبيضه ال

هي من خواص الطيور.وقيل: بأنه ليس بطير، استدالال بالكتاب والسنة والعرف.

ومــا من دابــة في األرض وال طــائرأما الكتاب، فقولــه تعــالى: . (1)يطير بجناحيه

.(2)أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضنوقوله تعالى: وأما السنة، فقول الصادق )عليه السالم( وقد سئل عن الدجاج

ــا طــار بين ـ الصيد خ ل ـ ليس من الطيرالحبشي: إنما الطير م. (3)السماء واألرض

ــيد وقول الجواد )عليه السالم(، وقد سأله يحيى بن أكثم عن ص إن المحــرم إذا قتــل صــيدا في الحــل والصــيد من ذواتالمحــرم:

وإذا كان من إلى أن قال: الطير من كبارها فعليه شاة

. 38 األنعام: اآلية ( سورة?)1. 19 الملك: اآلية ( سورة?)2. 1ح الصيد كفارات من40 الباب234 ص9( الوسائل: ج?)3

146

Page 147: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)الوحوش فعليه في حمار الوحش بدنة وكذلك في النعامة وأما العرف، فإن عظم جثة هذا الحيوان وعدم طيرانــه وشــبهه

باإلبل يوجب أن ال يسمى عرفا بالطير. وفيه: أما اآليتان فال داللة فيهما، إذ مساقهما ألجل بيان موضوع

آخر فال داللة فيهما على الحصر. وأما قول الصادق )عليه السالم(، فالظاهر أن المراد به بيان ماــحيحة ــخ الص ــذا ورد في بعض النس ــه، ول ــيد بطيران ــع من الص يمن

)الصيد( بدل )الطير(. وأما قول الجواد )عليه السالم(، فــالمراد أنــه كــالوحوش الــذي

يمتنع بالعدو، وال كالطيور التي يمتنع بالطيران. وأما العرف، فقد عرفت أنه يــرى كونــه طــيرا، وعظم الجثــة ال يمنع من رؤيــة العــرف، ولــذا اختــار الجــواهر والســيد في الوســيلة

وغيرهما: أنه طير. ــا للمحكي عن الصــدوق، ــة، خالف ــة النعام ثم إن المشــهور حلي

حيث أفتى بالحرمة. ــاب والســنة واإلجمــاع ــة األربعــة: الكت اســتدل المشــهور باألدل

والعقل.

. 1ح الصيد كفارات من3 الباب187 ص9( الوسائل: ج?)1147

Page 148: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أما الكتاب، فقوله تعــالى: قــل ال أجــد فيمــا أوحي إلي محرمــا. (1)على طاعم يطعمه

وقد عرفت أن االشكال في إجمال اآلية، أو أن الحصــر إضــافي مقابــل من أعم الكفــار منظــور فيــه، فمعــنى اآليــة بضــميمة األدلــة ــا الخارجية: أن كل شيء لم يأت به الوحي سواء وحيا قرآنيا أو وحي ظهــر من كالم الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وخلفائــه )عليهم السالم( فهو حالل، وذكر االستثناء ألشياء خاصــة ألنهــا محــل االبتالء

في مورد اآلية، فال يضر حرمة أشياء أخر باالستثناء. وأمــا الســنة، فجملــة من الروايــات الــواردة عن طــرق العامــة والخاصة، مما يدل مطابقة أو مالزمة عرفيــة، فقــد روى المجلســي بسنده إلى مسند أحمد، عن حـارث بن نوفـل الهاشـمي، قـال: إنـه اصطاد أهل الماء حجال فطبخــوه وقــدموا بــه إلى عثمــان وأصــحابهــذا، فبعث إلى فأمسكوا، فقال رجل: إن عليا )عليه السالم( يكره ه علي )عليه السالم( فجاء وهو غضبان، فقال له: إنــك لكثــير الخالف

أذكر الله أن رجال شهد النبي )صلى اللــه عليــه وآلــه(علينا، فقال: أتي بعجــز حمــار وحشــي وهــو محــرم، فقــال: إنــا قــوم محرمــون،

، فشهد إثنا عشــر رجال من الصــحابة ثم قــال:فأطعموه أهل الحلأذكــر اللــه رجال شــهد النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أتي بخمس

ــا محرمــون بيضات من بيض النعام، فقال )صلى الله عليه وآله(: إن، فأطعموه أهل الحل

. 145 األنعام: اآلية ( سورة?)1148

Page 149: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــان فــدخل ــام عثم ــر رجال من الصــحابة، فق ــهد اثنــا عش فش. (1)فسطاطه وترك الطعام على أهل الماء

وحيث إنه تالزم بين حلية البيض وحلية الحيوان كــان الخــبر داالعلى الحلية، لكن سنده ليس بحجة.

وعن ابن شــهر آشــوب، بســنده عن عبــادة بن الصــامت، قــال: قدم قوم من الشام حجاجا فأصــابوا أدهى نعامــة أي مــبيض نعامــة فيه خمس بيضات وهم محرمون فشووهن وأكلـوهن، ثم قـالوا: مــا أرانا إال وقد أخطأنــا وأصــبنا الصــيد ونحن محرمــون، فــأتوا المدينــة وقصــوا على عمــر القصــة، فقــال: انظــروا إلى قــوم من أصــحاب رسول الله )صلى الله عليه وآله( فأسألوهم عن ذلك ليحكموا فيه، فسألوا جماعــة من الصــحابة فــاختلفوا في الحكم في ذلــك، فقــال عمر: إذا اختلفتم فههنا رجل كنا أمرنا إذا اختلفنا في شيء بالرجوع

إليه فيحكم فيه. مــرهم فليعمــدواإلى أن قال: فقال علي )عليه السالم( لعمر:

إلى خمس قالئص من اإلبل فليطرقوها للفحــل، فــإذا أنتجت أهــدوا ، فقال عمر: يا أبــا الحســن إن الناقــةما نتج منها جزاء عما أصابوا

،كــذلك البيضــة قــد تمــرققد تجهض، فقال علي )عليه الســالم(: . (2)فقال عمر: فلذلك أمرنا أن نسألك

ــه ــام )علي ــدم اســتنكار اإلم ــة لع ــة دلت على الحلي ــإن الرواي فالسالم( أكل البيضة.

. 160 ص99( البحار: ج?)1. 159 ص99( البحار: ج?)2

149

Page 150: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــا ــة: إن أعرابي وفي حديث طويل عن الخصيبي، في كتابه الهداي خرج حاجا فأخذ بيض النعام وأشتواه وأكله، فراجــع أمــير المؤمــنين )عليه السالم(، فأرجعه إلى الحسن )عليه الســالم( فــأمره الحســن )عليــه الســالم( بمــا تقــدم في الحــديث الســابق، فقــال األعــرابي: فــديتك يــا حســن إن من الــنيق مــا يلــزقن، فقــال الحســن )عليــه

. (1)يا أعرابي إن في البيض ما يمرقنالسالم(: فإن أكلت بيضــها فعليــكوعن الرضوي، في صيد النعامة قال:

. (2)دم وهناك روايات كثيرة في بيان كفارة أكــل بيض النعــام من غــير إظهار وال إنكار األكل فيها الصحيح وغــيره، وقــد تقــدمت في كتــاب

الحج في كفارة الصيد فراجع. وأمــا اإلجمــاع، فقــد ادعــاه الجــواهر، وذكــر أن المخــالف هــو

الصدوق فقط. وأما العقل، فألنه ال يرى بأسا بذلك.

باإلضافة إلى عمومات )حل كل شــيء( وعمومــات )كــل شــيء فيه حالل وحرام فهو لك حالل(، باعتبار أن البيض فيه حالل وحرام، والحيوان فيه حالل حرام، فإن ذلك مما يؤيد العقــل، هــذا باإلضــافة إلى ما ذكروا من استمرار سيرة المتشرعة قديما وحــديثا في أكــل لحم النعام وبيضه وإهدائهما من غير نكير يعرف، ولعــل هــذا القــدر

كاف في

. 4ح الصيد كفارات من17 الباب129 ص2( المستدرك: ج?)1. 3ح الصيد كفارات من18 الباب130 ص2( المستدرك: ج?)2

150

Page 151: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

االستناد. ثم إن الصــدوق الــذي قــال بــالتحريم ذكــر وجــه ذلــك بإنــه منــه من ــك في كون ــذا يش ــك في نص، ول ــرد ذل ــوخ، لكن لم ي المس

المسوخ، ولعله اشتباه من طغيان القلم. كمــا أنــه ربمــا يسـتدل للتحــريم بأصـالة عــدم التذكيــة، وأصـالة االحتيــاط، وأن النعامــة تفقــد الثالثــة ـــ أي القانصــة والصيصــية والحوصلة ـ مع أنه ال يطير، فال يكون له دفيف، وكلها محل إشكال، إذ قد عرفت أن األصل التذكيــة، وأصــالة االحتيــاط مرتفعــة بأصــالة الحل، وفقد الثالثة أو األربعة إنما يضر في مورد الشك ال في مــورد األدلة الخاصة، وقد فصل المسألة صاحب الجواهر بما ال مزيد عليه

فراجعه.

151

Page 152: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ال إشكال وال خالف في أن بيض مــا يؤكــل لحمــه(:9)مسألة حالل، وبيض ما ال يؤكل لحمه حــرام، بــل عن الغنيــة وغــيره دعــوى

اإلجماع عليه. ويدل عليه باإلضــافة إلى أن إطالق الحليــة على شــيء يقتضــي حلية جميع أجزائه المتصلة والمنفصلة كإطالق التحــريم على شــيء

المقتضي لذلك أيضا، جملة من الروايات: إن البيض إذاكخبر ابن أبي يعفور، عن الصادق )عليه السالم(:

. (1)كان مما يؤكل لحمه فال بأس به وبأكله وهو حالل كل شيء لحمه حاللوخبر داود بن فرقد، عنه )عليه السالم(:

ــك حالل ــل ذل ــة ك ــه من لبن أو بيض أو أنفح ــان من ــا ك ــع م فجمي. (2)طيب«

وعن المسـعودي، بسـنده إلى أبي الحسـن )عليـه السـالم( في. (3)بيض الفالني ال تأكله فإنه من المسوخحديث، إنه قال:

ــة بيض الطـــاووس حيث إن ــ ــة دلت على حرم ــ ــا أن األدل ــ كم الطاووس حرام، وقد عرفت أن الــدليل دل على حليــة بيض النعــام

حيث إن النعام حالل. ثم إنه ال فرق في حرمة بيض الحمام بين الحرام باألصل

. 7ح المحرمة األطعمة من27 الباب355 ص16( الوسائل: ج?)1ــاب59 ص17والوسائل: ج ،7 ح325 ص6( الفروع: ج?)2 المباحة األطعمة من10 الب. 2ح. 2ح المحرمة األطعمة من16 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)3

152

Page 153: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــدليل ــالموطوء والجالل، إلطالق الـ ــارض كـ ــالغراب، أو بالعـ كـ الشامل لهمــا، وعلى ذلــك الفتــوى، وال فــرق بين الــبيض طبيعيــا أو اصطناعيا، كما لو زرقت الدجاجة ما سبب لها بيضــا في غــير أوانــه

على ما هو المتعارف اآلن. والنطفة الموجــودة في البيضــة ال بــأس بهــا، لإلطالق والســيرة

القطعية. أما الدم الموجود في البيضــة، فقيــل: بالحرمــة مطلقــا، إلطالق

أدلة الدم، والسراية الوجودة لميوعة داخل البيضة. وقيــل: بالحليــة مطلقــا، النصــراف األدلــة عن مثــل هــذا الــدم،

باإلضافة إلى أنه ليس في الدم إطالق مقطوع به. وقيل: إن كان حول الدم غشاء كان باقي البيض طاهرا إذا بقي

الدم بغشائه لعدم السراية، وإال فالنجاسة. ــدم اإلطالق، مضــافا والظاهر عندي الطهارة مطلقا والحلية، لع إلى ما ذكروا في الدم المتخلف حال وطهــارة، فــإن قولــه ســبحانه:

، دل على عدم تحــريم مــا ليس بمســفوخ، وقــد(1)أو دما مسفوحا تقدم الكالم في المسألة في كتاب الطهارة، كما تقدم حكم البيضة الخارجـــة من بطن الميت وأنـــه حالل طـــاهر إذا اكتســـى القشـــر

األعلى، فراجع.

. 145 األنعام: اآلية ( سورة?)1153

Page 154: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــد يكــون(:10)مسألة إذا اشتبه البيض أنه حرام أو حالل، فق االشتباه من جهــة االشــتباه في حــل الحيــوان أو حرمتــه، وهنــا يتبـع البيض الحيوان، فإن كان مقتضى القاعدة حرمة الحيوان كان بيضه حراما، وإال كان بيضه حالال، أو قـد يكــون االشــتباه بـالحيوان الحاللــا ال ــيره، وهن ــا إذا اشــتبه بيض الحالل بغ ــة، كم ــه الحرم ــارض ل العــاب إشكال في لزوم الرجوع إلى القواعد العامة من االجتناب من ب العلم اإلجمالي، أو القرعة من جهـة أن القرعـة لكـل أمـر مشـكل، ألن األدلة اآلتية ال تشــمل هــذه الصــورة، وهــذا هــو الظــاهر عنــدي، ألجل أن االجتنــاب في أطــراف العلم ال يجــري في الماليــات، فــإن

ذلك يوجب اإلسراف المحرم. ــةيهريقها ويتيممواالستدالل لذلك بقوله )عليه السالم(: إلراق

الماء الذي له قيمة غير تــام، إذ اإلهــراق كنايــة عن التخلص منهمــا، ولو بإشراب الحيوان أو النبات أو ما أشــبه ذلــك، فال إطالق لــه فياإلراقة ولو كان إسرافا، بأن كان للماء قيمة معتد بها عند العقالء.

ومنه يظهر الحكم فيما إذا كان المشتبه واحدا، كمــا إذا لم يعلم أن هذا البيض من دجاجة الجالل أو من دجاجــة غــير الجالل، أمــا إذا كان االشتباه من جهة اشتباه الطائر بأن لم يعلم أنه من طائر حالل أو من طــائر حــرام فالظــاهر أنــه إن تمكن من الفحص وجب، لمــا تكـــرر منـــا في مختلـــف الفقـــه من لـــزوم الفحص في الشـــبهات

الموضوعية، خصوصا في مثل المقام الذي هو بين حرامين:

154

Page 155: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

اإلسراف إذا طرحه، وأكله الحرام إذا أكلــه، فيمــا إذا دار األمــرــه بينهما، بخالف ما إذا أمكن االستفادة من البيض بوجه آخــر، كجعل

دواء أو استفراخه مثال. وإن لم يتمكن من الفحص أكــل مــا اختلــف طرفــاه وتــرك مــا تساوى طرفاه، بال خالف وال إشكال، بــل عن الغنيــة وغــيره دعــوى

اإلجماع، وذلك للروايات المستفضية بل المتواترة. إذافعن محمد بن مسلم، عن أحدهما )عليهمــا الســالم( قــال:

. (1)دخلت أجمة فوجدت بيضا فال تأكل منه إال ما اختلف طرفاه وعن عبد الله بن ســنان، قــال: ســأل أبي، أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( وأنا أسمع، إلى أن قال: وسأله غيره عن بيض طــير المــاء،

. (2)ما كان منه مثل بيض الدجاج يعني على خلقته فكلفقال: وعن أبي الخطاب، قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عنــو، أبيض الرجل يدخل األجمعة فيجد بيضا مختلفا ال يدري بيض ما ه

ما يكره من الطير أو يستحب، فقال )عليه السالم(: إن فيــه علمــاال يخفى، انظر كل بيضة تعرف رأسها من أسفلها فكلها، وما

. 1ح المحرمة األطعمة من25 الباب347 ص16( الوسائل: ج?)1. 2ح المحرمة األطعمة من25 الباب348 ص16( الوسائل: ج?)2

155

Page 156: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)سوى ذلك فدعه وعن زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم( في حديث، إنه ســأله

مــا اســتوى طرفــاه فال تأكلــه، ومــاعن البيض في اآلجــام، فقــال: . (2)اختلف طرفاه فكل

ــه ــه )علي ــد الل ــا عب وعن مســعدة بن صــدقة، قــال: ســمعت أب.كل من البيض ما لم يستو رأساهالسالم( يقول:

مــا كــان من بيض طــير المــاء مثــل بيض الــدجاج وعلىوقال: . (3)خلقته أحد رأسيه مفرطح، وإال فال تأكل أحــد رأســيه مفــرطح فكــل،وفي خبر آخر قال )عليه السالم(:

. (4)وإال فال وعن ابن أبي يعفور، قال: قلت ألبي عبد اللــه )عليــه الســالم(:

كــلإني أكون في اآلجام فيختلف علي البيض فما آكل منــه، قــال: . (5)منه ما اختلف طرفاه

ــه )عليهم الســالم( عن ــه الســالم(، عن آبائ وعن الصــادق )عليعلي )عليه السالم(، في وصية النبي )صلى الله عليه وآله( له،

.3ح المحرمة األطعمة من20 الباب348 ص16( الوسائل: ج?)1. 4ح المحرمة األطعمة من20 الباب348 ص16( الوسائل: ج?)2.5ح المحرمة األطعمة من20 الباب348 ص16( الوسائل: ج?)3. 24اإلسناد: ص ( قرب?)4. 6ح المحرمة األطعمة من20 الباب349 ص16( الوسائل: ج?)5

156

Page 157: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)يا على كل من البيض ما اختلف طرفاهقال: وعن بياع الجواري، عن الصادق )عليه السالم( في حــديث، إنــه سأله عن البيض أي شيء يحرم منه، إلى أن قــال )عليــه الســالم(:

أما البيض فكل ما لم تعرف رأسه من إسته فال تأكله(2) . وعن علي بن جعفــر )عليــه الســالم(، عن أخيــه موســى )عليــه السالم(، قال: سألته عن بيض أصابه رجل في أجمــة ال يــدري بيض

. (3)إذا اختلف رأساه فال بأسما هو يحل أكله، قال: وعن الدعائم، عن الصادق )عليه السالم(، إنه قــال في حــديث:

وما كــان من الــبيض مختلــف الطــرفين فحالل أكلــه، ومــا اســتوى . (4)طرفاه فهو من بيض ما ال يؤكل لحمه

. (5)يؤكل من البيض ما اختلف طرفاهوفي الرضوي: وعن المناقب، عن الباقر )عليه السالم(، إنــه ســئل عن جزيــرة

كل ما اختلف طرفاه، وال تأكل وجد فيها بيض كثير، فقال:

. 7ح المحرمة األطعمة من20 الباب349 ص16( الوسائل: ج?)1.8ح المحرمة األطعمة من20 الباب349 ص16( الوسائل: ج?)2. 118اإلسناد: ص ( قرب?)3. 1ح المحرمة االطعمة من16 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)4.3ح المحرمة االطعمة من16 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)5

157

Page 158: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)ما استوى طرفاه أمــا مــاوعن تحف العقول، عن الصادق )عليــه الســالم( قــال:

يجــوز أكلــه في الــبيض فكــل مــا اختلــف طرفــاه فحالل أكلــه، ومــا.(2)استوى طرفاه فحرام أكله

إلى غيرها من الروايات. ثم إن الروايات كما علمت على قسمين:

األول: ما يطلق الحليــة والحرمــة على مــا اختلــف طرفــاه ومــااستوى طرفاه.

الثاني: ما يخصص ذلك بصورة االشتباه.ــة ــرفين، وبين الحرم ــل واختالف الط ــان تالزم بين الح ــإن ك ف واستواء الطرفين، كما يظهر التالزم من رواية أبي الخطاب وروايــة الدعائم فال إشكال، وإن لم يكن تالزم وقع التعــارض بين أدلــة حــل بيض الحالل مطلقا، وأدلة حرمة المتساوي الطرفين مطلقا بالبيض المتســاوي الطــرفين من الطــائر الحالل مــورد التعــارض، كمــا أن البيض المختلف الطــرفين من الحــرام مــورد التعــارض، لكن الالزم تخصيص مطلقات البيض حال أو حرمة بصورة االشتباه، ألنــه الجمــع العرفي بين طائفتي أدلة البيض، باإلضافة إلى اإلجماع المؤيــد لهــذا

الجمع. ثم إنه لو شك في بيض شبهة موضــوعية بأنــه من المختلــف أو

المتساوي كان األصل الحلية، لقاعدة كل شيء لك حالل، ولو

. 4ح المحرمة االطعمة من16 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)1.7ح المحرمة االطعمة من16 الباب75 ص3( المستدرك: ج?)2

158

Page 159: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

شك في البيض من جهة كسر قشرة كان كذلك أيضا.ــدا أو والظاهر أن االشتباه ال يفرق فيه بين أن يكون البيض واح

متعددا، إلطالق األدلة والمناط. ولو علمنا أن القسمين من الــبيض الموجــودين من نتــاج قســمــة ــه، فالظــاهر الحلي ــه أو حرمت ــوان، ولم نعلم حليت ــد من الحي واحلألصل المذكور، بعد كون العالمتين ساقطتين لمعارضتهما بالعلم.

159

Page 160: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــألة ال خالف وال إشـــكال في اشـــتراط التذكيـــة(:11)مسـ الشرعية في الحيــوان ألجــل طهارتــه وحليتــه، كمــا ذكــر في كتــاب

الصيد والذباحة. ومنه يعلم حرمة المجثمة، وهي الحيوان الذي كان يجعل غرضا

ويرمى بالنشاب حتى يموت. وكذلك المصبورة، وهي الحيوان الذي كان يجــرح ويحبس حــتى

يموت. والمتردية، وهي التي يرمى بهــا من مــترفع فيمــوت، ومثلــه مــا يرمى إلى فوق ثم يقع فيموت، ومثلــه مــا يــرمى إلى فــوق ثم يقــع

فيموت. والموقوذة، وهي التي تضرب بالحجارة أو العصــي أو مــا أشــبه

حتى يموتوالنطيحة، وهي التي تموت بنطح حيوان آخر.

وما أكل السبع بعضه، وما يموت بالخنق ال ما يموت بالغاز، وما يموت بقطع رأسه باليد ونحوها، ومــا يمــوت بســبب تزريــق اإلبــرة،

إلى غيرها من األقسام. أما الــذبح في القيض المتعــارف اآلن فــإن اجتمــع فيــه شــرائط الذبيحة من التسمية والتوجه إلى القبلة ومــا أشــبه فهــو حالل، وإن كــان الــرأس فوقــا أو تحتــا أو معلقــة في الهــواء أو على اليمين أو

اليسار لصدق االسقبال في كل ذلك، فهو حالل وإال كان حراما. ومــا يــذبح بالمكــائن إن كــان جامعــا للشــرائط بــأن كــان الــذبحــزر بواسطة الحديد وكان مستقبال للقبلة وكان الذي يضــغط على ال الكهربائي الموجب لقطع الرأس مسلما، إلى غيرها من الشــرائط،

كان حالال، وإال كان حراما. والحيوان المجلوب من ســائر البالد في الظــرف أو مجــردا، إن

كان البلد المجلوب منه بلد اإلسالم كان حالال، وإال كان حراما،

160

Page 161: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وإذا جلب من بلد غير إسالمي لكنه على الظــرف إنــه ذبح على الطريقـة اإلسـالمية، فهـل هـو حالل باعتبــار أخـذه من يـد المسـلم ويشك في حرمته وحليته من جهة شهرة أنهم عينوا مسلمين للذبح بقصد عدم اجتناب المسلمين لذبائحهم، وألصــالة عــدم التذكيــة، أم ال، احتماالن، وال يستبعد الحل لكفاية يد المسلم المشكوك فيها من غير علم بالصـحة والفسـاد، أمــا إذا لم يكتب عليـه فــالمعلوم علمـا عاديا أنه لم يذبح إسالميا، ومع العلم ال حجية لليد، وقــد أفــتى بعض

الفقهاء المعاصرين بالثاني وال أستبعده. أما غير اللحوم والشحوم والجلود والعظــام فأصــالة الحــل فيــه محكمة، وإن كان لبنا أو دهنا أو نحوهمــا ألصــالة الحــل، كمــا أن مــا يسمى بالجلي المشــتهر بــأن فيــه عظم الميت فال بــأس بــه، لعــدم ثبوت ذلك، بل قال بعضهم: بأنه ليس من العظم، بل يمكن القــول: بأنه ال بأس بــه وإن كــان من العظم لالســتحالة، فــإن تبــدل عنــوان الشيء عرفا موجب لتبدل حكمه، لعدم الموضــوع العــرفي، ومثلــه

يقال في القند، وإن ثبت أنه صفي بالعظم كما ربما يقال. هذا، وإن كان بعض ما ذكر يحتاج إلى مزيــد التأمــل، واالحتيــاط

طريق النجاة.

161

Page 162: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ربمـــا يقـــال: بـــأن أكـــثر األشـــياء المأكولـــة(:12)مســألة والمشــروبة في اإلســالم حــرام، وهــذا من أســباب عــدم اســتقامةــابي التحليــل اقتصاد المسلمين، كما يقال: بأن صرف الــوقت في ب

والتحريم يوجب تأخر المسلمين عن التعلم النافع لدنياهم.ــة في تفســير وكما يقال: بأن اهتمام المسلمين بالمباحث األدبي الكتب والحـــديث أوجب تـــأخرهم في ميـــادين السياســـة والعلم

واالقتصاد واالجتماع. ونقول استطرادا في اطراد، يقال: بأن فصل النســاء بالحجــاب

أوجب شلل نصف المسلمين أو أكثر من النصف ولذا تأخروا.ــا يســتغل الجهــل وال يخفى أن الكل اتهامات بدون دليل، وأحيانبواقع اإلسالم إللصاق هذه التهم وتهم أخر من هذا القبيل، فنقول: األول: وهو أن أكثر األشياء في اإلسالم حرام، ففيــه: إنــه خالف الواقع، إذ غير الحيوان من األشياء محللة إال الضار فقط، وما أقلــه، والحيوان من الوحش والطير والحشرات المحرمة غالبا ليس محــلــة ــه كاألســد والنمــر والعقــاب والصــقر وبنت وردان والحي االبتالء ب ونحوها، وليس هناك ابتالء ألكل لحوم هذه الحيوانات إال نادرا ندرة.ــة ــل االبتالء، لكن مالحظـ ــا محـ ــة غالبـ ــماك المحرمـ نعم األسـ أضرارها البالغة كأضرار سائر المحرمات الحيوانيــة أوجب االجتنــاب عنها، فهل إباحة هذه المحرمات مــع فتح المستشــفيات أفضــل، أم

تحريم هذه المحرمات وغلق المستشفيات، ومن

162

Page 163: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

المعروف أن الوقاية خير من العالج، ومن الحظ أحــوال الغــرب المحلــل لهــذه المحرمــات وغيرهــا، يــرى كيــف أن األمــراض آخــذةــاركون لهــذه باألكظــام بصــورة مذهلــة، بينمــا كــان المســلمون الت المحرمات في منجى من هــذه األمــراض ولوازمهــا، فاالقتصــاد وإن تقدم من جانب استعمال الحيوانــات المحرمــة وســائر المحرمــات،ــد بأكــل لحم ــة وإن تــوفرت من هــذا الحيث، حيث إن التقيي والحري دون لحم نوع من التقيد وعدم الحرية، إال أن االقتصاد ينهار بســبب أدوية األمراض وعالجاتها، والحرية تتقيد بسبب األمــراض ولوازمهـا، ومن المعلوم أن انهيــار االقتصــار وتقيــد الحريــة بــالمرض أكــثر من ضعف االقتصاد والحرية بسبب اجتناب المحرم، وقــد قــال ســبحانه

، ومن هــذا ظهــر(1)وإثمهمــا أكــبر من نفعهمافي القــرآن الحكيم: الجواب عن االتهام.

الثاني: وهو أن صرف الــوقت في بــابي الحالل والحــرام أوجبــال: إن صــرف ــدنياهم، إذ يق ــافع ل ــأخر المســلمين عن التعلم الن ت الوقت القليل في هذا الباب خير من صرف الوقت الكثير في بــاب األمراض ولوازمها، مريضا وطبيبا وسائر الشؤون المرضــية، وهكــذا المقايسة بين منافع المحرمات األخر اقتصاديا أو اجتماعيا أو حريــة

وبين مضارها، فإن الثانية أكثر من األولى ولذا منعها االسالم. الثالث: وهو تأخر المسلمين من جهة اهتمامهم بالمباحث

. 219 البقرة: اآلية ( سورة?)1163

Page 164: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

التفسـيرية واألدبيــة، فاإلنصـاف أن المسـلمين لم يهتمــوا بهـذهالمباحث إال بأقل مما اهتم المسيحيون بكتابهم.

ال أقول: إن اهتمام المسلمين كان قليال، بل أقــول: إن تقيــدهموتحاربهم وتفلسفهم العقيم كان أقل.

وإنما تأخر المسلمون وتقدم المسيحيون في ميادين الحياة من جراء دول الجانبين، فرجال دين المسلمين كرجال دين المسيحيين، لم يكن المطلوب منهم االختراع واالكتشاف والصنعة والتنظيم ومــا أشبه، ولذا انصرف كال طائفتي رجال الدين إلى األمــور الدينيــة مــع فارق واحد، هو أن رجــال دين المســلمين دخلــوا الــدنيا أيضــا ببيــان المسائل الفقهية واألنظمة الحياتية المســتقاة من الكتــاب والســنة، بينما عزف عن هذا رجال دين المسيحية، وإنما أوجب تقــدم أولئــك أن حكومــاتهم ورجــال المــال واألعمــال منهم انصــرفوا إلى تنظيم الدنيا، بينما غــالب حكومــات المســلمين وكثــير من رجــال أمــوالهم وأعمالهم لم يهتموا بالتقدم، بل كثيرا ما أرادت الشعوب اإلســالمية التقدم في ميادين الحياة، فوقفت أمامها الحكومات كمــا نجــد ذلــك

اآلن. فالدولة األموية والعباسية ومــا إليهمــا لطخــة ســوداء في جــبين

اإلنسان ال في جبين المسلمين فحسب. ــذ دور أما فصل النساء بالحجاب، فالغرب الذي جاء بالنساء ألخــرأة على الرجــل، ــال الم ــدة أعم ــل عه ــع، جع ــال في المجتم الرجفالنتيجة واحدة، بينما أن المرأة أقدر بدورها، والرجل أقدر بدوره

164

Page 165: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــام ــة والمه من قيام كل بدور اآلخر، مثال مسائل الرضاع والتربي المنزلية لو تأخذ فرضا ثلث الوقت، فأي فــرق بين أن يصــرف هــذا الوقت المرأة أو الرجل، مع أنها أنســب بحالــة المــرأة من الرجــل، فلم يوفر الغرب الوقت، بل إنما ضيع المهــام مــع أخــذه نفس ذلـك

الوقت من البشر. هذا باإلضافة إلى أن دخول المرأة في مجال األعمال الصــناعية والزراعيــة والعلميــة ومــا أشــبه، غــير مســدود في اإلســالم، وإنمــا المسدود الفساد واالختالط المشين والنجاسة البيضاء، وكل ذلك ما

يوجب تأخر الجنسين ال أنها توجب تقدم البشر. ومن المؤسف أن ليس للمسلمين دولة عصرية تعمل باإلســالم حســب العصــر، حــتى يــرى المتهم لإلســالم كيــف أن اإلسـالم أكـثر تقدمية من الغــرب والشــرق في كــل أبعــاد الحيــاة، وعــدم الوجــود الفعلي ليس دليال على عدم الواقعيــة، كمــا أن عــدم وجــود الســكر في مكان ليس دليال على أن الجزر أحلى منه، كما أن عدم الوجــودــه ــأل الل ــتقبل، وأس ــد في المس ــه ال يوج الفعلي ليس دليال على أن سبحانه دولـة كريمــة يعــز بهــا اإلسـالم وأهلـه، ومــا ذلـك على اللـه

بعزيز.

165

Page 166: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــير(:13)مســألة ــبهة غ ــة في ش ــذكى بالميت ــط الم إذا اختل محصورة، فال شبهة في جواز االستعمال، كما حقــق في )األصــول(

في أطراف العلم اإلجمالي غير المحصور.أما إذا كان محصورا، ففي المسألة احتماالت:

مــااألول: االجتنــاب، ألنــه مقتضــى العلم اإلجمــالي، وللنبــوي: , وأدعى في(1)اجتمـــع الحـــرام والحالل إال وغلب الحـــرام الحالل

ــه ــتند أن ــك، وفي المس ــه في ذل ــد ب ــدم الخالف المعت ــواهر ع الجالمشهور.

الثــاني: عــدم وجــوب االجتنــاب إال عن القــدر المعلــوم، اختــاره المقدس األردبيلي والكشف والمستند وغيرهم، فــالواجب إنمــا هــو قدر الميتــة المعلــوم دون ســواه، مخــيرا بين األفــراد، وذلــك لعــدم اقتضاء أدلــة االجتنــاب عن الميتــة إال عن المعلــوم كونــه ميتــة، أمــا

سائر أطراف العلم فليس عليه دليل. أما النبوي فليس بحجة، باإلضافة إلى عدم الداللة على مــا نحن فيه، إذ ظاهره التمازج، كما إذا مزج اللبن الحالل بالحرام منــه، وإالــان ــأن ك فلم يقل أحد: إنه إذا اجتمعا في مكان واحد غلب الحرام ب الالزم االجتنــاب عن الحالل المعلــوم ايضــا، هــذا باإلضــافة إلى أنــه إســراف، وكمــا يحــرم اســتعمال الحــرام كــذلك يحــرم اإلســراف،

خصوصا إذا كانت األطراف كثيرة، كما إذا اشتبه الميتة

. 17 ح466 ص3( العوالي: ج?)1166

Page 167: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

في عشرة أو عشـرين، فهــل يمكن أن يقــال باجتنــاب عشـرينمن اإلبل ألجل كون إحداها ميتة والباقيات مذكيات.

بل يؤيد ذلك أن الشارع حكم في الموطوء بالقرعة، ويســتانس له بما قالـه الفقهـاء من اشـتباه األمــر في االمــور الماليــة، كمــا إذا اشــتبه الزكــاة من غــير الســيد بــالخمس، حيث لم يقولــوا بالعمــل بمقتضى العلم اإلجمالي، بل قالوا بالتقسيم، كما ذكــره مفصــال في

الجواهر، وذكرناه في كتاب الخمس. الثالث: القرعة، ألنها لكل أمر مشكل.

الرابع: العرض على النار، للمنــاط في اللحم الــذي لم يــدر أنــهمذكى أو ميتة، كما مال إليه الدروس في المحكي عنه.

الخــامس: التخيــير بين القرعــة والعــرض على النــار، جمعــا بينالدليلين.

أما االجتناب عن الجميع فقد عرفت ما فيه. وأما القــول الثــاني ففيــه: إن اإليكــال إلى اختيــار الفاعــل علىــا أن ــار، كم ــرض على الن ــة الع ــة وأدل ــة القرع ــى أدل خالف مقتض تخصيص األمر بالقرعة أو العرض على النــار ال وجــه لــه بعــد وجــود

الدليلين الذي يكون إعمالهما معا بالجمع بينهما. السادس: التفصيل بين ما إذا كان الميت المشتبه بالموت حتف األنف، فالالزم العــرض على النــار فقــط، ألنــه المنصــرف من أدلــة

المشتبه، وال مجال للقرعة، ألن العرض على النار أخص

167

Page 168: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

من دليل القرعة، وبين مــا إذا كــان الميت لعــدم حصــول ســائر الشرائط كتعمد الذبح بدون البسملة أو عــدم القبلــة أو عــدم كــون الذابح مسلما مثال، فالمجــال للقرعــة، لعــدم تمشــي دليــل العــرض

على النار. وما ربما يســتدل بــه لبعض األقــوال في المســألة، كصــحيح ابن

ــرفسنان: كل شيء يكون فيه حالل وحرام فهو لك حالل حتى تع. (1)الحرام منه بعينه فتدعه

وصحيح ضريس الكناسي، ســأل أبــا جعفــر )عليــه الســالم( عن أماالسمن والجبن نجده في أرض المشركين بالروم فآكله، فقال:

ــتى ما علمت أنه قد خلط الحرام فال تأكله، وأما ما لم تعلم فكله ح. (2)تعلم أنه حرام

ففيه ما ال يخفى، إذ لــو أخــذ بظــاهر الصــحيح األول لــزم جــواز استعمالهما، ولــذا كــان الالزم حملــه على غــير المحصــور، كمــا هــو

ظاهر الحديث الثاني، فال ربط لهما بالمقام.

. 1ح به يكتسب ما من4 الباب59 ص12( الوسائل: ج?)1. 1ح المحرمة األطعمة من64 الباب403 ص16( الوسائل: ج?)2

168

Page 169: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

(:14)مسألة ــة محصــورا إذا كان المشتبه بين المذكى والميت في شيء واحد، كما إذا كــانت هنــاك قطعــة لحم ال يــدري هــل هــو ذكي أم ال، فالمشهور اختباره بطرحه على النــار، فــإن انقبض فهــو

ذكي، وإن انبسط فهو ميت. وعن الدروس كاد أن يكون إجماعــا، وعن المســالك ال يبعــد أنــا للمحكي عن يكون إجماعا، وعن الغنية وغيرها اإلجماع عليه، خالفــاس والروضــة ــد واإليضــاح والصــميري وأبي العب اإلرشــاد والقواع فقالوا: باالجتناب، مســتدلين باألصــل، أي أصــالة عــدم التذكيــة بعــد استضــعافهم للروايــة، لكن المشــهور أقــرب لحجيــة الروايــة، ألنهــا

مروية ممن اجتمعت الصحابة على تصحيح ما يصح عنه. ففي الكافي، عن إسماعيل بن شعيب، عن أبي عبد الله )عليــه السالم(، في رجل دخل قرية فأصاب فيها لحما لم يدر أذكي هو أم

ــار فكلمــا انقبض فهــو ذكي، وكلمــاميت، قــال: فاطرحــه على الن. (1)انبسط فهو ميت

ــه وعن محمــد بن علي بن الحســين، قــال: قــال الصــادق )علي وإن وجدت لحما ولم تعلم، إلى أن قال: ال تأكل الجريالسالم(:

أذكي هو أم ميتة فـألق منـه على النــار فـإن انقبض فهـو ذكي، وإن. (2)استرخى على النار فهو ميتة

. 1ح المحرمة األطعمة من37 الباب370 ص16( الوسائل: ج?)1ــائل: ج?)2 ــاب370 ص16( الوس ــافي: ج1ح المحرمة األطعمة من37 الب ص6. والك

. 1 ح261169

Page 170: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

، وهو متــون الروايــات كمــا(1)ومثله ما رواه الصدوق في المقنعذكروا.

ثم إن بعضهم عمم الحكم لكل أقسام الميتــة الشــرعية وإن لم يســم وذكي، أو ذكي على غــير القبلــة، لكن ذلــك خالف المنصــرف من الروايات، إذ الظاهر كما عن غير واحد من الروايات إنــه عالمــة

طبيعية كشف عنها الروايات، ال أنها عالمة إعجازية. والظاهر كما تقدم في المسألة السابقة أنه ال يفــرق األمــر بين أن كان المشتبه قطعة واحدة أو قطعتين، لوحــدة المنــاط ولصــدق

المشتبه على كل واحد. وهــل أن االختبــار المــذكور يكــون بعــد الفحص أم ال، اختــار

المستند الثاني، ألنه ال فحص في الموضوعات. ــار الفحص في ــاه كـــرارا من اعتبـ ــا ذكرنـ ــاهر األول، لمـ والظـ الشبهات الموضوعية إال ما خرج، خصوصا وأن المنصرف عرفــا من روايات المقام أنها في المشتبه الذي ال طريــق إلى حصــول الــذكي فيه، والظاهر أن هذا االختبار واجب إذا كان عدم االختبار يؤول إلى اإلســـراف، مثال إذا أمكن إعطـــاء اللحمين إلى الكالب جـــاز عـــدم االختبار، وإال وجب لتحصيل المذكى لئال يكــون إســراف بإلقائــه في

القمامة مثال. والظاهر أن العالمة المذكورة طريق، فلــو اختــبر بعض اللحــومفكان األمر بالعكس، لم يكن االنقباض من عالمة الحل، وهل يكون

. 1 ح37 الباب77 ص3( المستدرط: ج?)1170

Page 171: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

االنبساط عالمة حينئذ، فيه نظر من االختبار ومن عــدم الــدليل، فالالزم القرعة، ومثله لو كان االختبــار يحصــل بغــير النــار، اللهم إال

إذا أوجب االختبار العلم. وهل هذه العالمة جارية في مثــل الســمك، احتمــاالن، وإن كــان

المنصرف غيره. ولو انقبض اللحمان أو انبسطا ســقطت العالمــة من بــاب عــدم

الموضوع، فالمرجع القرعة. ثم ال يخفى أنــه ال عالميــة لالختبــار المــذكور في مــورد جريــان األصل المعمول به، كمــا إذا أخــذنا اللحم من يــد الكــافر، أو من يــد

المسلم، للحكم في األول بالحرمة، وفي الثاني بالحلية. ولو أقبض بعض اللحم الواحــد وانبســط بعضــه اآلخــر، ســقطت

العالمتان للتعارض. ولــو شــك في االنقبــاض كــان األصــل العــدم، وال يعــارض ذلــك

بالشك في االنبساط، ألنه ال ثمر له، بل األصل يكفي في الحرمة.وفي المقام فروع أخرى نكتفي منها بهذا القدر.

171

Page 172: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

في مورد اشتباه المـذكى بالميتــة لتعـدد اللحم،(:15)مسألة هل يجوز بيعهما ممن يســتحل، كمــا عن جماعــة منهم الشــيخ وابن

حمزة، واختاره غير واحد من المتأخرين، أو ال يجوز، احتماالن.ــه ــه )علي ــد الل ــا عب ــبي، ســمعت أب اســتدل لألول بصــحيح الحل

إذا اختلط الذكي والميتة باعه ممن يســتحل الميتــةالسالم( يقول: . (1)وأكل ثمنه

وحسنته، عنه )عليه السالم( أيضا: سئل عن رجل كانت لــه غنم وبقر فكان يدرك الذكي منهــا فيعزلــه ويعــزل الميتــة، ثم إن الميتــة

يبيعــه ممن يســتحل الميتــةوالذكي اختلطا كيــف يصــنع بــه، قــال: . (2)ويأكل ثمنه فإنه ال بأس به

والنص حجة سندا، واضح داللة، معمول به كما عرفت. أما من قال: بأنه ال يجوز الــبيع، فهم بين من طــرح النص رأســا كابن إدريس، وبين من حمله على استنقاذ مــال المســتحل بصــورة

البيع، كالعالمة في المختلف. ــة ــدة من حرمـ ــه األول، فألن النص على خالف القاعـ ــا وجـ أمـ

االنتفاع بالميتة مطلقا، منفردا أو مع غيره، و ــيئا أن الله إذا حرم ش، ومن أن القصد يختلف في البيع إذا لم يقصد بيع (3)حرم ثمنه

. 1ح المحرمة األطعمة من36 الباب370 ص16( الوسائل: ج?)1.2ح المحرمة األطعمة من36 الباب370 ص16( الوسائل: ج?)2. 301 ح110 ص2( الغوالي: ج?)3

172

Page 173: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

االثنين، ألن المالــك يوقــع الــبيع على الواحــد، والمشــتري يوقــع البيع على االثنين، فال عقد حقيقي بينهما، وإذا قصــد بيــع االثــنين لم يصــح الــبيع، إذ ال يجــوز بيــع الميتــة منفــردا وال منضــما، مجهــوال وال معلوما، ومن أن المستحل مكلف بالفروع، لما صــح من أن الكفــار

مكلفون بالفروع، فحاله حال غيره، فكيف يصح البيع له. ومن وجود نص خاص على المنــع، عن الجعفريــات، عن جعفــر،

إنــه ســئل عن شــاة مســلوخةعن أبيه، عن علي )عليهم السالم(: وأخــرى مذبوحــة عن عمي عن الــراعي أو عن صــاحبها، فال يــدري

. (1)الذكية من الميتة، قال: يرمي بها جميعا إلى الكالب ولبعض هذه اإلشــكاالت التجــأ المختلــف إلى القــول بأنــه إنقــاذ

لمال المستحل، وليس بيعا حقيقة. ــيره، وأن ــؤل بغ ــف ي ــبيع فكي ــديث ال ــه: إن نص الح وأورد عليــالتخلص ال وجــه المستحل ال يكون دائما جائز أخذ المال، كالذمي ف

له. ــول نعم مقتضى القاعدة هو العمل بالنص الصريح الحجة المعم

به، واإلشكاالت غير واردة، إذ مخالفة النص للقاعدة ينقض: أوال: بمخالفة طرحهما للقاعدة أيضا، إذ ال يجوز اإلسراف.

. 1ح المحرمة األطعمة من26 الباب77 ص3( المستدرك: ج?)1173

Page 174: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وثانيا: بأن النص أخص فيجب تخصيص القاعدة به. والقصد ال يختلف، إذ يقصد المالك بيعهما معا، وال مــانع، لــورودــان النص بجواز االنتفاع بالميتة في هذه الصورة، باإلضــافة إلى إمك التكلف بجعله على وفق القاعدة، وتكليــف الكفــار بــالفروع ال يمنــع

، ولــذا(1)ألزموهم بما الــتزموا بهأن نعاملهم كما يعاملون، لقاعدة يصح أن تأخذ زوجة من طلقها بال شاهدين إذا انقضت عــدتها، أو لم تكن لها عدة، ويصح أن يأخذ ثمن الميتة التي باعها وهي غير مذكاة في المذهب الشيعي، وأن تأخــذ في اإلرث بمــا أعطونــا وإن لم تــر

رأيهم إذا أعطوا األخ الشيعي في صورة التعصيب، إلى غير ذلك. وأما الرواية فهي ضعيفة، لم يستند إليها أحــد من المــانعين، فال تصلح أن تعـارض الروايـة الحسـنة أو الصــحيحة، كمـا عـبر بصـحتها

المستند وغيره، وعلى هذا فقول المشهور هو األقوى. والظاهر أن الحكم ال يخص المستحل الكافر، بل يصــح بالنســبة إلى المستحل السني فيما إذا ذبحناه بما حرم علينــا، لكن المــذهب الســـني يـــرى حليتـــه، للمنـــاط واإلطالق، كمـــا أن الظـــاهر عـــدم خصوصيته للحيوان الذي يذبح، بــل الحكم كــذلك في مثــل الســمك

والجراد المشتبهين للمناط.

أنفسهم«. به ألزموا بما وفيه: »ألزموهم76 ح514 ص3( العوالي: ج?)1174

Page 175: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ثم هل يصــح بيــع مــا ال يحــل لنــا لمن يســتحله مطلقــا، لقاعــدةــتزموا به ــا ال ــاسألزمــوهم بم ــف الن ــا، لقاعــدة تكلي ، أو ال مطلق

بالفروع وأنه يكــون من اإلعانــة على اإلثم، أو يفصــل بين مثــل بيــع الخمــر لليهــودي فال يجــوز ألنهــا ليســت مــاال للبــائع، وبين مثــل بيــع الجري للسني ألنــه يختص بــه إذا صــاده، بــل لــه ماليــة في الجملــةــه ــدهينا بدهن ــا للجــوارح وت لصــحة اســتعماله دواء وســمادا وطعام للســفن، إلى غــير ذلــك، الظــاهر ذلــك، ولــذا أفــتى الســيد الحكيم

)رحمه الله( وغيره بجواز مثله. وإذا كان كذلك فهل يصح بيعه لشيعي أو مسلم آخــر حيث نعلم بأنه يبيعه لسني محلــل أو كــافر جــائز عنــده، الظــاهر نعم، لفــرض

وجود المالية.ــة والتأمــل، ولم أجــد في ــاج إلى الدق ــذا ولكن المســألة تحت ه

الكتب التي تحضرني اآلن من تعرض للمسألة، والله العالم.

175

Page 176: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

يحرم من الذبيحة المحللة أشياء، األظهر عندي(:16)مسألة أنهــا أربعــة عشــر: الطحــال، والقضــيب، والفــرث، والــدم، وأنثيــان، والمثانة، والمرارة، والمشيمة، والفرج، والنخــاع، والعلبــاء، والغــدد،

وخزرة الدماغ، والحدق. ــة، فقــد ادعي وقــد اختلــف الفقهــاء في المحرمــات في الجمل االجمــاع على حرمــة الخمس األول، كمــا في الجــواهر وغــيره، أمــا سائرها فقد اختلفــوا بين قائــل بــالتحريم وقائــل بالحليــة، وإن كــانــوص دلت القول بالتحريم أكثر، بل ادعي في بعضها اإلجماع، والنص

على حرمة الجميع. ــدل على ــة ذات األشــاجع، ولم أجــد دليال ي ــر جماع ــد ذك نعم ق

تحريمها. ثم إنهم قد اختلفوا في المــراد بالمشــيمة هــل هي محــل الولــد كما عن القاموس وغيره، بــل ورد بــذلك النص اآلتي، أم هي قرينــةــل هــو الولد التي تخرج معه، كما عن غاية المراد، والظاهر األول، بالمصرح به في كلمات الفقهاء، وعليه فاألصل في القرينة الحلية.

نعم إن خرجت مع الولد قبل أن تذبح األم كــان الالزم الحرمــة،ألنها ميتة كسائر أجزاء الحيوان المنفصلة منه.

والفرج إنما يكون في المؤنث، وهل يعم الدبر إلطالق الفرجينــيين أرادوا ــيب واالنث ــروا القض ــدبر، فحيث إنهم ذك ــل وال على القب بـالفرج مــا عـداهما األعم من القبـل في األنـثى، والـدبر في الـذكر واألنثى، أم ال، بل المنصرف منه القبل فقط، واإلطالقــات إنمــا تعم

االثنين إذا

176

Page 177: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

والــذين هم لفــروجهمكــانت هنــاك قرينــة، نحــو قولــه تعــالى: وما أشبه. (1)حافظون

إطالق أدلة الحل يقتضي عدم التحريم، خصوصـا والسـيرة عنــدــدجاج ومــا أشــبه، وإن كــان ــه في ال ــاب عن ــدينين عــدم االجتن المت

االحتياط ال بأس به. ثم إن االنثــيين هــل يــراد بهمــا مــع الجلــد المشــتمل عليهمــا أم خصوص البيضين، المعروف عند المتشرعة عمال اجتناب الكل، وإن كان ال يبعد عدم حرمة الجلد، ألن النص في االنثيين، وهو ال يشــمل

الجلد.ــنين وفي الخنثى لو فرض وجوده في الحيوان، يلزم اجتناب االث

للعلم اإلجمالي. والكالم في جلد االنثيين يأتي في جلد المرارة أيضا، وإن كان ال

يبعد اجتناب الجميع، إلطالق المرارة على الجميع عرفا. والنخاع عرق مستبطن في فقار الظهر من الرأس إلى الــذنب، والعلباء عصبتان مهدودتان من الرقبة إلى الذنب، والغدد كل عقــدة في الجسد، وكثيرا ما يطوف بها شيء من الشحم، وخــرزة الــدماغ شيء في داخل المخ شبه الـدودة بقـدر الحمصـة تقريبــا تميـل إلى

الغبرة ويخالف لونها لون المخ. والحدق جمع حدقة، سواد العين األعظم، والظاهر من

. 5 المؤمنون: اآلية ( سورة?)1177

Page 178: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

إطالقهــا في النص والفتــوى شــمولها للــدرة الصــغيرة الداخليــةفيها، وإن كان اللفظ ربما ال يشملها.

ثم إن مما ذكروا في باب التحريم: ذات األشاجع، والعظم، ومــا يلحق به، كالقرن والظلــف ونحوهمــا، وليس منــه الغضــاريف، وهي الشيء األبيض الرخو الشبيه بالعظم لونا، كما يوجد في أذن الشــاة

وبعض مفاصله. وذات األشاجع، ويطلق عليها األشـاجع أيضـا، عبــارة عن أصـولــتي يتصــل بعصــب ظــاهر الكــف، والواحــد أشــجع بفتح األصــابع ال

الهمزة، فذات األشاجع مجمع تلك األصول. أقــول: لم أجــد في األدلــة مــا يــدل على تحــريم ذات األشــاجع إطالقـــا، كمـــا لم أجـــد دليال على حرمـــة العظم، ولم يـــذكرها في المحرمات غالب الفقهاء، بــل لم أجــد من ذكــر العظم إطالقــا، بــل بعض األدلة تدل على حلية العظم كما ســيأتي، هــذا كلــه في مقــام اإلشارة اإلجمالية إلى معاني األلفــاظ المتخــذة في موضــوع الحكم

بالحرمة. أما األدلة الدالة على التحريم، فهي روايات كثيرة جدا: ــلفعن ابن أبي عمير، عن الصادق )عليه السالم(، قال: ال يؤك

من الشاة عشرة: الفرث والدم والطحال والنخــاع والعلبــاء والغــدد. (1)والقضيب واالنثيان والحيا والمرارة

. 4ح المحرمة األطعمة من31 الباب360 ص16( الوسائل: ج?)1178

Page 179: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الــرحم موضــع العلبــاء، واألوداجورواه في الخصــال ذاكــرا: . (1)موضع المرارة

والمشهور عدم تحريم الرحم، ولعل المــراد بهــا المشــيمة وهي غير الرحم كما ال يخفى، ولو ال الشهرة وضعف الروايــات المحرمــةلها لكان الالزم القول بحرمتها لكثرة الروايات الدالة على تحريمها.

ال يؤكــل ممــاوخبر إسماعيل بن مراد، عنهم )عليهم الســالم(: ــا يكون في اإلبل والبقر والغنم وغير ذلك مما لحمه حالل، الفرج بم فيه ظاهره وباطنه، والقضيب، والبيضــتان، والمشــيمة وهي موضــع الولد، والطحال ألنه دم، والغدد مع العروق، والنخاع الذي يكون فيــدماغ ــون في ال ــتي تك ــرزة ال ــدق، والخ ــرارة، والح ــلب، والم الص

. (2)والدم والظاهر أن المراد ببــاطن الفــرج، المقــدار الــذي يصــدق عليــه الفرج، لدفع تــوهم حرمــة الجلــدة فقــط، ال أن المــراد الــداخل إلى الرحم كالمهبل والقناة ونحوهما، كما أن الظاهر تقييد الغــدد بمعيــة العروق إلخراج بعض الغــدد اللحميــة الــتي تتصــلب بــدون أن تكــون

غدة لها عرق. في ومرسل الفقيه، عن الصادق )عليه السالم(، قال:

العشرة. باب53 ص2( الخصال: ج?)1. 3ح المحرمة األطعمة من31 الباب360 ص16( الوسائل: ج?)2

179

Page 180: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الشاة عشرة أشياء ال يؤكل: الفــرث والــدم والنخــاع والطحــال. (1)والغدد والقضيب واالنثيان والرحم والحيا واألوداج

أقول: وقد تكرر ذكر األوداج والعــروق، لكن المشــهور الكراهــةلما دل على الحلية مما سيأتي.

إلى أنحرم من الذبيحة ســبعة أشــياءومرسل البرقي، قال: فأما ما يحرم من الذبيحــة فالــدم والفــرث والغــدد والطحــالقال:

. (2)والقضيب واالنثيان والرحم...ــه وعن أبي يحــيى الواســطي، قــال: مــر أمــير المؤمــنين )علي السالم( بالقصابين فنهاهم عن بيع ســبعة أشــياء من الشــاة، نهــاهمــاع والخصــي ــال والنخ ــؤاد والطح ــدد وآذان الف ــدم والغ ــع ال عن بي والقضيب. فقال له بعض القصابين: يا أمــير المؤمــنين مــا الطحــال

كذبت يا لكع، ائتــني بتــورينوالكبد إال سواء، فقال )عليه السالم(: فأتي بكبد وطحال وتورين من ماءـمن ماء أنبؤك بخالف ما بينهما

، ثم أمر فرسشقوا الكبد من وسطه والطحال من وسطهفقال: جميعــا في المــاء فابيضــت الكبــد ولم ينقص منهــا شــيء ولم يبــق

. (3 )الطحال وخرج ما فيه وصار دما كله

. 8ح المحرمة األطعمة من31 الباب361 ص16( الوسائل: ج?)1 من31 البـــاب363 ص16الوســـائل: ج في وعنه ،471( انظـــر: المحاســـن: ص?)2

. 19ح المحرمة األطعمة. 2ح المحرمة األطعمة من31 الباب359 ص16( الوسائل: ج?)3

180

Page 181: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وخبر إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(، حــرم من الشــاة ســبعة أشــياء: الــدم والخصــيتان والقضــيبقال:

. (1)والمثانة والغدد والطحال والمرارةــه الســالم(، قــال أمــير ــه )علي ــد الل وخــبر مســمع، عن أبي عب

إذا اشــترى أحــدكم اللحم فليخــرج منــهالمؤمنين )عليــه الســالم(: . (2)الغدد فإنه يحرك عرق الجذام

إن رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( كــانومرسل الخصال: ــا وآذان ــان والحي ــيب واالنثي ــال والقض ــمة: الطح ــل خس ــره أك يك

. (3)القلب حــرموخبر محمد بن جمهور، عن أبي عبد الله )عليه السالم(:

من الذبيحة عشرة، وأحل من الميتة عشرة أشياء، فأما الذي يحرم من الذبيحة: فالدم والفــرث والغــدد والطحــال والقضــيب واالنثيــان والــرحم والظلــف والقــرن والشــعر، وأمــا الــذي يحــل من الميتــة: فالشعر والصوف والوبر والناب والقرن والضرس والظلف والــبيض

واألنفحة

. 471( المحاسن: ص?)1ح المحرمة األطعمة من31 البــاب361 ص16والوســائل: ج ،471( المحاسن: ص?)26 .ــاب361 ص16والوسائل: ج ،136 ص1( الخصال: ج?)3 المحرمة األطعمة من31 الب. 10ح

181

Page 182: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)والظفر والمخلب والريشــأكول، ــير الم ــارة في غ ــة الطه ــراد من الحلي ــاهر أن الم والظ

والطهارة والحليلة في المأكول، فتأمل. وخـــبر صـــفوان بن يحـــيى األزرق، قلت: ألبي إبـــراهيم )عليـــه السالم(: الرجل يعطي األضــحية لمن يســلخها بجلــدها، قــال )عليــه

فكلــوا منهــا وأطعمــواال بأس إنما قــال اللــه عــز وجــل: السالم(: . (3)، والجلد ال يؤكل وال يطعم(2)القانع والمعتر

أقــول: لم يــذكر المشــهور الجلــد في جملــة المحرمــات، بــل ال إشكال في حلية الجلد في مثل الدجاج، ولعل المراد بهــذا الحــديث

أنه غير مأكول بالطبع ال شرعا، فإذا أمكن أكل الجلد جاز. ــه الســالم(: وخبر أبان بن عثمان، قال: قلت ألبي عبد الله )علي

إن إبــراهيمكيــف صــار الطحــال حرامــا وهــو من الذبيحــة، فقــال: )عليه السالم( هبط عليه الكبش من ثبير وهو جبل في مكة ليذبحــهــيب أتاه إبليس فقال: أعطني نصيبي من هذا الكبش، فقال: أي نص لك وهو قربان لربي وفداء البني، فأوحى الله إليه: إن له فيه نصيبا

وهو الطحال، ألنه مجمع الدم، والخصيتان ألنهما موضع

. 19ح المحرمة األطعمة من31 الباب363 ص16( الوسائل: ج?)1. 36 الحج: اآلية ( سورة?)2. 14ح المحرمة األطعمة من31 الباب362 ص16( الوسائل: ج?)3

182

Page 183: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

النكاح ومجرى النطفة، فأعطاه إبراهيم )عليه السالم( الطحــال ألنه موضع الماء الدافق، قلت: فكيف حرم النخاع، قال: واألنثيين

، ثم قــال أبــومن كل ذكر وأنثى، وهــو المخ الــذي في قفــار الظهر يكـره من الذبيحـة عشـرة أشـياء منهـا:عبد اللـه )عليـه السـالم(:

الطحال واالنثيان والنخاع والــدم والجلــد والعظم والقــرن والظلــفــعر والغدد والمذاكر، وأطلق في الميتة عشرة أشياء: الصوف والش والريش والبيض والناب والقرن والظلف واألنفحة، واإلهاب واللبن،

. (1)وذلك إذا كان قائما في الضرع وقصة إبليس هنــا وفي بــاب الخمــر حيث طلب من نــوح )عليــه السالم( حقيقة، حيث إن الشــيطان يطلب الخــبيث من كــل شــيء، ولعل القصة كانت مبدأ ظهــور التحــريم في الشــرائع، ولم أجــد منــرحم، وإن ــد واألوداج وال ــات العظم والجل ــة المحرم ــر في جمل ذك ذكرت في الروايات، ولعل إعراض المشهور بــل وضــعف الروايــات

كافيان في عدم التحريم. نعم ينبغي القول بالكراهــة، ولعــل المــراد باإلهــاب في الروايــةــا ال يخفى، أو محمول على التقية، وإال فاإلهاب وهو الجلد نجس كم المراد به الوبر في اإلبل ونحوه، فــإن حالــه حــال الشــعر والصــوف

في المعز والضأن في الطهارة.

. 11ح المحرمة األطعمة من الباب362 ص16( الوسائل: ج?)1183

Page 184: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

إنه كره أكــل الغــددوعن الدعائم، عن الصادق )عليه السالم(: . (1)ومخ الصلب والمذاكير والقضيب والحيا وداخل الكلى

ال تأكلوا الطحال فإنــه بيتوعن أمير المؤمنين )عليه السالم(: . (2)الدم الفاسد، واتقوا الغدد من اللحم فإنه يحرك عرق الجذام

ثم إن المطلقات مفهوما، حيث لم يذكر فيهــا بعض المحرمــات ال بد وأن تقيد بالمنطوق مما ذكر فيه المحرم كمــا هي القاعــدة، ال أن يحمل المقيد على االستحباب، ولعل االضــطراب في ذكــر بعضــار مفطــرات ــطراب في أخب ــات، كاالض دون بعض في بعض الرواي الصائم في باب الصيام، ألجل كون ذلك كان محل ابتالء الــراوي، أوــك اقتضاء المقام ذكر المذكور فقط لتقية أو نحوها، وعلى أمثال ذلــا وهي يحمل األخبار العددية في باب األخالقيات والمحرمات ونحوه

كثيرة جدا كما ال يخفى. ثم إنه ال إشكال في طهارة الدم الباقي في الذبيحة، ولكن هــل هــو حالل أم ال، احتمــاالن، من إطالقــات أدلــة التحــريم، ومن قولــه

سبحانه: ، فإن ظاهر القيد (3)إال أن يكون ميتة أو دما مسفوحا

. 1ح المحرمة األطعمة من22 الباب76 ص3( المستدرك: ج?)1الخصال. عن4ح المحرمة األطعمة من22 الباب76 ص3( المستدرك: ج?)2. 145 األنعام: اآلية ( سورة?)3

184

Page 185: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

في حال التحديد يعطي حلية الدم غير المسفوح، واألخبــار إنمــا أريد بها ما هو المتعــارف من شــرب الجهــال الــدم المســفوح، كمــا كانت العادة في الجاهلية، بل إلى هذا اليوم في بعض أهل البوادي.ــا وعلى القول بالتحريم المطلق فإنه ال إشــكال في خــروج بقايــيرة الدم المتعارف بقاؤه على أجزاء اللحم والعظم، كما جرت الس

بعدم التوقي منه، بل يطبخ ويؤكل النصراف األدلة عن مثله. ثم إنــه لــو لم يكن في حيــوان بعض المــذكورات فال إشــكال

النتفاء الحكم بانتفاء الموضوع. وأما الكــائن منهــا في مثــل الســمك والجــراد وبعض الحيوانــات الصغيرة كالعصفور وما أشبه، فهل هــو حــرام إلطالق بعض األدلــة، أو حالل لالنصــراف إلى مثــل الشــاة ونحوهــا، خصوصــا وقــد جــرتــل ــا، ب السيرة على أكل الجراد واألربيان واألسماك الصغيرة بكامله عدم مالحظة جملة من المذكورات في األسماك كالفرج وحتى في مثل الحمام والعصفور ونحوهمــا، الظــاهر عــدم الحرمــة، وإن كــان

االحتياط ال ينبغي تركه. ــا ــه ال إشــكال في اللحم الموجــود في أذن الســمك، فم نعم إن

اشتهر بين العوام من التحريم واالجتناب عنه ال أصل له. ومن جملـــــة من التعليالت في الروايـــــات يظهـــــر أن اللحم

المسموم والفاسد حرام أيضا، لمكان الضرر البالغ، باإلضافة إلى

185

Page 186: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ونحــوه، وعلى هــذا يحــق للحــاكم اإلســالميال ضررمطلقات الرقابة على اللحم بل سائر األشياء لتجنب الضار، وإن أوجب ذلــك

سلب بعض الحريات، لقاعدة األهم والمهم. والظاهر أنه كما ال يجوز أن يأكل اإلنسان محرمــات الذبيحــة، ال يجوز له أن يوكلها غــيره ولــو غــير البــالغ، لــدفع المنكــر في البــالغ،

ولعدم جواز اإلضرار في البالغ وغير البالغ. ، ومنألزموهموهل يجوز بيعها للمستحل، احتماالن، من باب

بــاب إطالقــات أدلــة األحكــام، وقــد تقــدم في بيــع المشــتبه ونحــوهللمستحل ما ينفع المقام.

ثم إنه هل يحرم الفرث في مثل العصفور والســمك ومــا أشــبه لإلطالق، أم ال لالنصراف، احتماالن، وإن كــان الثــاني أقــرب، إال إذا

صدق عليه الخبيث.ــدق، وفيما إذا استهلك الروث والفرث في اللبن حل، لعدم الص كما ذكره غير واحد، فال بأس باللبن فيما إذ اتفق أن وقع فيه شيء من ذلك إذا اســتهلك، بــل وإن بقي بعض أجزائــه لكن يجتنب أكلــه،

لإلطالقات وألنه خبيث. ثم إنه ال خالف في كراهة العروق والكلية وأذن القلب.

أمــا أصــل االجتنــاب فلمــا تقــدم من الروايــات، وإنمــا ال نقــول بحرمتها لإلجماع على عدم الحرمة المــوجب لحمــل الروايــات على الكراهة، باإلضــافة إلى خــبر محمــد بن صــدقة، عن الكــاظم )عليــه

كـان رسـول اللــه )صــلىالسالم(، عن آبائه )عليهم السالم(، قال: الله عليه وآله(

186

Page 187: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

.(1)ال يأكل الكليتين من غير أن يحرمها لقربها من البول وال يخفى أن الكراهة في المكروهــات إنمــا هي إذا لم يســتلزم عدم أكلهما اإلسراف، فال يجوز طــرح الكلى في المزابــل مثال، نعم إن وجد وجه آخر لصرفها صرفا ال يســمى عرفــا أنــه إســراف قــدم

على األكل. وهذه المسألة سيالة في كثير من المكروهــات الــتي يكــون في تركها محذور أشد، مثل مكروهات النســاء في الــزواج، فــإن معــنى الكراهة ليس ترك المرأة المــذكورة بال زوج، بــل معــنى ذلــك أن ال يتخذها اإلنسان زوجة في صورة عدم محذور في عدم اتخاذها، وإال يلزم أن يرجح الفعل والترك أيهما أقل محــذورا حســب مــا يســتفاد من مذاق الشرع، فمثال كراهة الــتزوج بولــد الزنــا إذا تعارضــت مــع كراهة البقــاء أعــزب، أو مــع كراهــة بقــاء البنت المخلوقــة من مــاء

الزاني بال زوج، رجح الزواج. ثم إن الكراهة إذا كانت لمصلحة دينية أخرويــة البــد من القــول بعدمها في مفروض المسألة، لعدم معقولية أن يرجح الشارع شــيئا ومع ذلك يوجب نقص الثــواب، بــأن كــان الرجــل مثال بــدون تزوجــه بالمخلوقة من ماء الزاني له قصــر كــذا في الجنــة، فــإذا تــزوج بهــا

بأمر الشارع المرجح لزواجها يكون له نقص في قصره. ــل وأما إذا كانت لمصلحة دنيوية فالظاهر أن الكراهة ال تزول، بأثرها الوضعي باق حتى مع كون الفعل واجبا، مثال إذا كان ارتضاع

. 13ح المحرمة األطعمة من31 الباب362 ص16( الوسائل: ج?)1187

Page 188: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــا ــه انحراف الطفل من المرأة المخلوقة بماء الزنا مكروها إليجاب في الجملة في طبيعة المرتضع، فإن ذلك ال يزول بوجــوب ارتضــاع الطفل من هذه المرأة لعدم وجود مرضعة أخــرى واحتيــاج والوالــد إلى االرتضاع منها، والكالم في هــذا البــاب طويــل نكتفي منــه بهــذا

القدر. ــا وال يخفى أن الظاهر من العروق مجاري الدم ال األعصاب، كم أن الظــاهر أن المــراد بهــا العــروق الكبــار أمــا الشــعرية والصــغار

المنتشرة في كل خاليا اللحم فدليل الكراهة منصرف عن مثله. ثم إنه ال يبعد الفــرق في الحيــوان المطبــوخ بأجزائــه المحرمــة بين أن يوجد دليل على سراية الحرمة إلى المرق، ســواء كـان دليالــرم ــد، ففي األول يح ــا، وبين أن ال يوج ــيرة أو إجماع ــا أو س لفظيــدق والظهـــر ــة بالحـ ــرأس المطبوخـ ــاني، مثال الـ المـــرق دون الثـ المطبوخة بالعلباء والنخاع ال إشكال في حليــة مرقهــا، وإنمــا الالزم االجتناب عن نفس المحرمات، أما إذا طبخ الطحال مع المــرق بمــا أوجب نفوذ الــدم في المــرق بمــا لم يســتهلك حــرم المــرق، وهــذا

الدليل خاص كما سيأتي. أما سائر المحرمات فال دليــل على وجــوب االجتنــاب عنهــا عنــد

الطبخ، بل السيرة طبخ الكل وإنما يجتنب عن نفس المحرم. ثم الظاهر أن رجل الدجاجة حالل، لعدم دليل على الحرمة، بل

قد عرفت أن المشهور ال يقولون بحرمة العظم.

188

Page 189: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

لو شوى اللحم والطحــال معــا، فكــان أن ســال(:17)مسألة الطحال على اللحم حرم الموضع المسيل عليه إن لم يمكن غســله بمــا يــوجب زوال الحــرام، وإال غســل وأكــل، من غــير فــرق بين أن يكون الطحال فوق أو أســفل مقترنــا معــه. وإن لم يســل الطحــال على اللحم لم يحرم مطلقا أيضــا، والحكم في الفــرعين على وفــق

القاعدة. وكـــذلك إذا كـــان لحم حالل ولحم حـــرام، كـــالجري والســـمك

الجالل، وقد ورد في جملة من الروايات التعرض لهذه المسألة. فعن ابن موسى، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، وقــد ســئل

يؤكــل مــا كــانعن الجري يكون في السفود مــع الســمك، فقــال: . (1)فوق الجري، ويرمى ما سال عليه الجري

لجريــان العــادةمــا كــان فــوق الجــريوقوله )عليه الســالم(: بعدم سريان السافل إلى العالي، كما يظهــر ذلــك من قولــه )عليــه

. ويرمى ما سال عليه الجريالسالم(: قال ابن موسى: وسئل )عليه الســالم( عن الطحــال مــع اللحم

نعم يؤكلفي سفود وتحته خبز وهو الجوذاب أيؤكل ما تحته، قال: اللحم والجوذاب ويرمى بالطحال، ألن الطحال في حجاب ال يســيل

منه، فإن كان الطحال مشقوقا أو مثقوبا فال تأكل ما

. 1ح المحرمة األطعمة من49 الباب379 ص16( الوسائل: ج?)1189

Page 190: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)يسيل عليه الطحال أقـول: السـفود بــالفتح ثم التشـديد السـك وهـو المعـبر عنـه بـ )الصــيخ(، والجــوذاب بالضــم الخــبز أو مــا أشــبه الــذي يجعــل تحت السفود عند اشتراء اللحم ألجـل األكـل، فكأنـه سـئل األمــام )عليـه السالم( إذا وضع السك على الخبز هل يجتنب عن الخبز الذي تحت

الطحال أم ال، فأجاب اإلمام بالنفي، إال إذا سال عليه الطحال. إذا كــانوعن الصــدوق، قــال: قــال الصــادق )عليــه الســالم(:

الطحال مع اللحم في سفود أكل اللحم إذا كان فوق الطحال، فــإنــال لم يؤكل ــفل من الطح ــان أس ــال ـ ك ــني الطح ــل ــ يع ويؤك

جوذابه، ألن الطحال في حجــاب وال يــنزل منــه شــيء اال أن يثقب، فإن ثقب سال منــه ولم يؤكــل مــا تحتــه من الجــوذاب، وإن جعلت سمكة يجوز أكلها مع جري أو غيرها ممــا ال يجــوز أكلــه في ســفود، أكل التي لها فلوس إذا كانت في السفود فوق الجري وفوق الالتي

. (2)ال تؤكل، فإن كانت أسفل من الجري لم يؤكل أقول: الظاهر أن قوله: )يعــني الطحــال( من تفســير الصــدوق، هذا على ما رواه الوسائل عنه، لكنه غير تام، بــل الفقيــه المطبــوع لم يذكر فيه هذا التفسير، ولعله من طغيان قلم الوسائل أو الكاتب

له.وهذا الحديث وإن كان له إطالق يخالف

.1ح المحرمة األطعمة من49 الباب379 ص16( الوسائل: ج?)1. 3ح المحرمة األطعمة من49 الباب380 ص16( الوسائل: ج?)2

190

Page 191: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

القاعدة، لكنــه ال يمكن العمــل بــه ألنــه مرســلة، والمشــهور لم يعملوا بها، ولذا قال في الشرائع مازجــا مــع الجــواهر: )ولــو شــوى الطحال مع اللحم ولم يكن مثقوبا لم يحــرم اللحم وإن كــان تحتــه، وكذا إن كان اللحم فوقه لم يحرم وإن كان الطحال مثقوبا، أمـا لـو كان مثقوبا وكــان اللحم تحتــه حــرم بال خالف أجــده لموثــق عمــار(

انتهى. ومنه يعلم أن كالم صــاحب الريــاض القائــل: )بــأن إطالق النصــال ــع احتم ــع الشــك في الســيالن م ــة، يقتضــي م ــوى الحرم والفت ــه أو ظهــوره، فيحــل في غيرهمــا عمال ــدهما بصــورة القطــع ب تقيي باألصل، وال ريب أن التجنب أحوط( فيه نظر واضــح، فإنــه ال إطالق

ال للنص وال للفتوى، فمع الشك يجري أصل عدم السراية. وكيف كان، فالظاهر أن الحكم ال يخص بالمثــالين الــواردين في

الرواية، بل كذلك كل المحرمات كالخصية واللحوم المحرمة. ــا إذا طبخ ــان الحكم في م ــامت الســيرة على عــدم جري نعم ق اللحم مع بعض أجزائه المحرمة، كالعلباء ونحــوه، فــالقول بالحرمــة

لسريان ماء المحرم إلى المحلل قياس. كما أن مقتضى القاعدة أن الحكم في الســمك والطحــال ليس خاصا بما إذا شويا، بل هو كذلك فيمــا إذا طبخــا معــا، فيكــون حــال اللحم الحالل حال ما إذا وقعت في القدر فارة مما عنون في الفقه

مفصال.

191

Page 192: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــل(:18)مسألة ال إشكال وال خالف في حرمة أكــل الطين، ب إدعاء اإلجمــاع مســتفيض عليــه، والمــراد بــالطين الــتراب المبلــول

بالماء، بل واليابس منه، للنص واإلجماع والمناط.ــه وهل يتعدى إلى مطلق التراب كما هو المشهور، للمناط، وألن ضار كالطين، وألن حرمة الطين إنما هو من أجل وجود التراب، وإال فالماء المخلوط بــه ليس حرامــا، وألن اســتثناء طين قــبر الحســين )عليه السالم( المراد به األعم من التراب، يقتضي كــون المســتثنى منه هو مطلق التراب، فيشمل األحجــار والرمــل والــتراب ونحوهــا، كالجص وتراب النورة قبل الطبخ وبعده وغيرهــا، أم ال يتعــدى، كمــا ذهب إليه بعض، لعدم العلــة بالمنــاط، والضــرر غــير معلــوم، ولعــل الحرمة جاءت من االمــتزاج حــتى أنــه بـدون االمــتزاج ليس حرامــا، واالستثناء للطين كما يظهر من الروايات، فالمستثنى منــه الطين ال

مطلق التراب.ــان ــورث االطمئن ــهور ي ــة المش ــوع أدل ــاف أن مجم لكن اإلنص بالتحريم، وإن أمكن المناقشة في بعضــها، مضــافا إلى ظــاهر خــبر

، ومحتمــل روايــة أبي محمــد األنصــاري، عن أبي عبــد(1)يحيى اآلتي الحــثى حــرام،الله )عليه السالم(، قال: سألته عن الحــثى، فقــال:

ــارب الخمر ــاربه كش ــتراب(2)وش ــالحثى ال ــراد ب ــاء على أن الم بنالمحثو كما عن القاموس.

. 15ح المحرمة األطعمة من58 الباب395 ص16( الوسائل: ج?)1. 17 ح291األعمال: ص وعقاب األعمال ( ثواب?)2

192

Page 193: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ثم الظاهر أن المعــادن خارجــة عن الحرمــة، كالــذهب والفضــة والحديد الصيني ونحوها، لعدم صدق اســم األرض والــتراب والطين

عليها. نعم الحجر والحصى داخالن لبعض األدلة المتقدمة.

وعلى كل حال، فال إشكال في عدم حرمة المخلوط منه بالمــاء وإن كـان زائــدا، كمـا في نهـري دجلـة والفـرات أيــام زيــادة المــاء،

للسيرة القطعية، وعدم صدق االسم. واإلشــكال بأنــه أي فــرق بين المقــدار المنحــاز من الــتراب عن الماء حيث ال يجوز أكلــه، وبين المخلــوط بــه حيث جــاز اكلــه، فإنــه بالنتيجة يذهب إلى الجوف ويوجب الضرر، غير تام، إذ لعل الشــارع أراد قطع دابر أكل التراب كما يتعارف كثيرا عند الناس، وهــذا غــير موجود في الماء المخلوط، أو أن مصــلحة التســهيل أوجب اســتثناء الماء المخلوط، أما المقدار المســتهلك منــه في الــدبس واألطعمــة ومــا أشــبه إذا خالطهــا الــتراب بهبــوب الريــاح أو نحوهــا، كالمقــدار الموجود منه على الفواكه ونحوها، وكذلك المقدار الذي يدخل الفم واألنــف في أيــام الســبح أو عنــد الكنس أو النفض أو مــا أشــبه، فال

إشكال في عدم حرمته، لعدم صدق األدلة وللسيرة وغيرهما. وكيف كان، فيدل على حرمة أكل التراب متواتر النصوص:

ــال: إنفعن زياد بن أبي زياد، عن أبي جعفر )عليه السالم(، ق التمــني عمــل الوسوســة، وأكــثر مكايــد الشــيطان أكــل الطين، إن

الطين يورث السقم في الجسد ويهيج الداء، ومن أكل الطين

193

Page 194: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

فضعف عن قوته التي كانت قبل أن يأكله، وضــعف عن العمــل الذي كان يعمله قبل أن يأكلــه حوســب على مــا بين ضــعفه وقوتــه

. (1)وعذب عليه وعن معمر بن خالد، عن أبي الحسن )عليه السالم(، قال: قلت

إنمــا ذلــكلــه: مــا يــروي النــاس في أكــل الطين وكراهيتــه، قــال: . (2)المبلول وذاك المدر

وعن طلحــة بن زيــد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال:أكل الطين يورث النفاق(3) .

وعن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللـه )عليــه الســالم(، إن عليــا من انهمك في أكل الطين فقــد شــرك في دم)عليه السالم( قال:

. (4)نفسه وعن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، قــال:

ــل الطين على ــرم أك ــق آدم من طين فح ــل خل ــز وج ــه ع إن الل. (5)ذريته

. 2ح المحرمة األطعمة من58 الباب392 ص16( الوسائل: ج?)1.1ح المحرمة األطعمة من58 الباب391 ص16( الوسائل: ج?)2ــائل: ج?)3 ــاب392 ص16( الوسـ ــن: ص3ح المحرمة األطعمة من58 البـ . والمحاسـ

465 .ح المحرمة األطعمة من58 البــاب392 ص16والوســائل: ج ،465( المحاسن: ص?)44 .ح المحرمة األطعمة من58 البــاب393 ص16والوســائل: ج ،565( المحاسن: ص?)55 .

194

Page 195: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وعن ابن القداح، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال: قيــل ألمير المؤمنين )عليه السالم( في رجل يأكــل الطين، فنهــاه وقــال:

ال تأكل فإن أكلته ومت كنت قد أعنت على نفسك(1) . وعن السكوني، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: قــال

من أكــل الطين فمــات فقــدرسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: . (2)أعان على نفسه

ــن ــد أبي الحس ــر الطين عن ــالت: ذك ــلم، ق وعن كلثم بنت مســه)عليه السالم( فقال: أتريين أنه ليس من مصائد الشيطان، أال إن

. (3)لمن مصايده الكبار وأبوابه العظام وعن الصــادق )عليــه الســالم(، عن آبائــه )عليهم الســالم(، إنــه

في وصية النبي )صلى الله عليه وآله( لعلي )عليــه الســالم(:قال: ــنان، يا علي، ثالثة من الوسواس، أكل الطين، وتقليم األظفار باألس

. (4)وأكل اللحية والظاهر أن المراد بالوسواس أنها تنشأ من تردد النفس وإرادة

الفاعل التلهي عن التردد واالنصراف عن وساوسه بهذه االمور. وعن ياسر، قال: سأل بعض القواد أبا الحسن الرضا )عليه

. 6 ح393 ص16والوسائل: ج ،465( المحاسن: ص?)1. 7 ح394 ص16والوسائل: ج ،465( المحاسن: ص?)2. 9 ح394 ص16والوسائل: ج ،465( المحاسن: ص?)3. 10ح المحرمة األطعمة من58 الباب394 ص16( الوسائل: ج?)4

195

Page 196: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

السالم( ممن أكل الطين، وقال: إن بعض جواريه يأكلن الطين، إن أكـل الطين حــرام، مثــل الميتــة والــدم ولحمفغضـب ثم قــال:

. (1)الخنزير، فانههن عن ذلك إنوعن أحمــد بن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، رفعــه قــال:

. (2)رسول الله )صلى الله عليه وآله( نهى عن أكل المدر وعن زياد بن أبي زيــاد، عن أبي جعفــر البــاقر )عليــه الســالم(،

من أكل الطين فإنه تقع الحكة في جسده، وتورثه البواســير،قال: ويهيج عليه داء السوء، ويذهب بالقوة من ساقيه وقدميه، وما نقص من عمله فيما بينه وبين صحته قبل أن يأكله حوســب عليــه وعــذب

. (3)به من أكــلوعن يحيى، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، قــال:

طين الكوفة فقــد أكــل لحــوم النــاس، ألن الكوفــة كــانت أجمــة ثم. كانت مقبرة ما حولها

ــه وقال أبو عبد الله )عليه السالم(، قال: رسول الله )صــلى الل. (4)من أكل الطين فهو ملعونعليه وآله(:

إلى غيرها من الروايات.ثم الظاهر أنه ال فرق بين التراب االبتدائي والمستحال

. 11ح المحرمة األطعمة من58 الباب394 ص16( الوسائل: ج?)1.12ح المحرمة األطعمة من58 الباب394 ص16( الوسائل: ج?)2ــاب394 ص16( الوســائل: ج?)3 والمحاســن: ص ،13ح المحرمة األطعمة من58 الب

465 .. 15ح المحرمة األطعمة من58 الباب395 ص16( الوسائل: ج?)4

196

Page 197: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

من شيء آخر، إذ صدق الموضوع كــاف في تــرتب الحكم، كمــا أنه إذا استحال التراب شيئا آخــر بنفســه أو بعالج حــل لعــدم صــدق

التراب حينئذ. أمــا الزجــاج المصــفى من الــتراب فإنــه ليس بــتراب، فــالالزم

القول بحليته إال إذا كان له عنوان آخر في التحريم. كما أن الخزف المعد، من الــتراب عرفــا، أو منــاط حكمــه حكم

التراب، فحاله حال الجص ونحوه. وهل أن تحريم أكل الــتراب يتعــدى منــه إلى تزريقــه بــاإلبرة أو باالحتقان أم ال، احتماالن، من المناط، ومن أنه ليس بأكل، فاألصــل

الحل. وال إشكال في جــواز اســتعمال الــتراب لعالج الجــرح والتلطيخ،ــومين )عليهم ــتعمال بعض المعص ــل والس ــة، ب ــل الحرم ــدم دلي لع

السالم( له كذلك، فليس مثل الخمر المحرم كل أنواع استعماله. وإذا كان التراب حراما أكله فذلك إنمــا هــو فيمــا إذا لم يضــطر

لمرض أو نحوه، وإال حل، لمكان أدلة االضطرار.

197

Page 198: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــبر(:19)مســـألة ــتثناء طين قـ ــكال وال خالف في اسـ ال إشـ الحسين )عليه السالم( عن المحرم تناوله، ويــدل على ذلــك األدلــة

المتواترة، واإلجماع المستفيض نقله في كلماتهم. فعن أبي يحيى الواسطي، عن رجــل، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

الطين حرام كله كلحم الخنزير، ومن أكلــه ثم مــاتالسالم(، قال: منه لم أصل عليه، إال طين القبر فإن فيــه شــفاء من كــل داء، ومن

. (1)أكله بشهوة لم يكن له فيه شفاءــالم( عن وعن سعد بن سعد، قال: سألت أبا الحسن )عليه الس

أكل الطين حرام مثل الميتــة والــدم ولحم الخــنزير،الطين، فقال: . (2)إال طين الحائر، فإن فيه شفاء من كل داء، وأمنا من كل خوف

وعن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( فيــال: حديث: إنه سئل عن طين الحائر هل فيه شيء من الشفاء، فق

يستشفى ما بينـه وبين القـبر على رأس أربعــة أميــال، كـذلك قــبر جدي رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه(، وكــذا طين قــبر الحســن وعلي ومحمد )عليهم السالم(، فخــذ منهــا فإنهــا شــفاء من كــل داءــتي ــياء ال ــيء من األش ــدلها ش ــاف، وال يع ــا تخ ــة مم ــقم، وجن وس

يستشفى بها إال

الزيارات: ص وكامل ،1ح المحرمة األطعمة من59 الباب395 ص16( الوسائل: ج?)1285 .

. 2 ح396 ص16والوسائل: ج ،285الزيارات: ص ( كامل?)2198

Page 199: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الدعاء، وإنما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها، وقلــة اليقين لمن ولقــد بلغــني أن بعض من يأخــذ من التربــة إلى أن قال: يعالج بها

شيئا يستخف حتى أن بعضهم يضعها في مخالة البغل والحمار وفي. (1)وعاء الطعام والخرج فكيف يستشفى به من هذا حاله عنده

وعن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:أكل الطين حــرام على بــني آدم مــا خال طين قـبر الحسـين )عليــه

. (2)السالم(، من أكله من وجع شفاه الله وعن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، إنه قال:

من من أكل من طين قبر الحسين )عليه السالم( غير مستشف به . (3)فكأنما أكل من لحومنا

إلى غيرها من النصوص التي ستسمع جملة أخرى منها أيضا.والكالم في مسائل:

األولى: ال إشـــكال وال خالف في أن األكـــل إنمـــا يجـــوز ألجـــل االستشــفاء من األمــراض الجســدية ونحوهــا كــالجنون ممــا يســمى مرضا عرفا، لكن هل يجوز أكلــه ألجــل األمــراض النفســية كــالجبن

والبخل والحسد ونحوها، احتماالن، من أنها أمراض حقيقية بل

. 3 ح59 الباب396 ص16والوسائل: ج ،280الزيارات: ص ( كامل?)1. 4 ح59 الباب397 ص16والوسائل: ج ،486الزيارات: ص ( كامل?)2. 6 ح59 الباب397 ص16ج والوسائل ،510المتهجد: ص ( مصباح?)3

199

Page 200: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

مرض النفس أخطــر من مــرض الجســم، ومن انصــراف األدلــة إلى مــرض الجســم، لكن األظهــر األول، واالنصــراف إن كــان فهــو

بدوي. الثانية: الظــاهر لــزوم أن يكــون األكــل ألجــل االسشــفاء، وهــل يجوز لغيره، قال في المستند: ال يجوز لغيره بال خالف أجــده إال من شاذ، ثم ذكر أن المصباح جوز األكل منه تبركــا، وذكــر الجــواهر أنــه

لم يقف للشيخ على حجة.لكن الظاهر جواز ذلك، لجملة من الروايات:

كرواية النوفلي المروية عن اإلقبــال: إني أفطــرت يــوم الفطــر. (1)جمعت بين بركة وسنةبطين وتمر، قال:

حنكــوا أوالدكم بتربــة الحســينولرواية الحسين بن أبي العالء: .(2))عليه السالم(

.(3)وللروايات الكثيرة التي فيها: إن التربة أمان من كل خوففإن التحنيك يستلزم األكل عرفا.

ال يقال: إن الطفل غير مكلف. ألنه يقال: إن التراب الضار ال يجوز أن يعطى للطفل، فإذا

. 6 س281( اإلقبال: ص?)1 410 ص10والوسائل: ج ،1ح األوالد أحكام من27 الباب620 ص2( المستدرك: ج?)2. 8ح. 5 و4ح المزار من70 الباب409 ص10( الوسائل: ج?)3

200

Page 201: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

لم يجز أكله لغير المرضى لم يجز إيكاله الغير.كما أن الظاهر من كونها أمانا أكلها.

بل يجوز أكلهــا لكــل علــة، وفي روايــة جــابر، عن البــاقر )عليــهالسالم( في دعاء التربة: اللهم فاجعلهــا شــفاء من كــل داء، وعــزا

. (1)من كل ذل، وأمنا من كل خوف، وغنى من كل فقراستدل من قال بالتحريم إال للشفاء، بأصالة حرمة أكل الطين.

وفيه: إنه مستثنى باألدلة التي ذكرناها. ــة ــا، ففي رواي ــوف ليس بأكله ــا دل على أن األمن من الخ وبم الحرث بن مغيرة الــتي فيهــا: )شــفاء من كــل داء... وأمنــا من كــل خوف(، قال الراوي، قلت: قد عرفت جعلت فداك الشــفاء من كــل

ــال: ــوف، فق ــف األمن من الخ ــيرداء، فكي ــلطانا أو غ إذا خفت س سلطان، فال تخــرجن من منزلــك إال ومعــك من طين قــبر الحســين

. (2))عليه السالم(ــا على ــة فيه ــد اســتقامتها ســندا ال دالل ــات بع ــه: إن الرواي وفي التقييد، بل الجمع العرفي بينها وبين الروايات الدالة على كونها أمناــه األمن المحض، من كل خوف أن االستصحاب نوع من األمن، ال أن

أال ترى أنه لو حرض المولى ولده على المطالعة

. 1ح المزار من56 الباب220 ص2( المستدرك: ج?)1 المزار من70 الباب411 ص10الوسائل: ج في ومثله ،201الطوسي: ص ( أمالي?)2. 9ح

201

Page 202: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

فسأله الولد عن كيفيتها فقال: تقوم آخر الليل حيث الجو هادئــم من ــال، أو قسـ ــه للكمـ ــه إال أنـ ــرف منـ ــالع، لم يفهم العـ وتتطـ المطالعة، وخصوصا وأخبــار المســتحبات ال تقيــد مطلقهــا بمقيــدها، وإال لــزم في أخبــار التربــة تقييــدات ال يمكن االلــتزام بهــا، مثــل أن يكون األخــذ للتربــة بالغســل والصــالة، وأخــذ كميــة خاصــة، وحفــظ التربة في شيء وتغطيتها عند اإلخــراج وغــير ذلــك، خصوصــا وتلــك

المقيدات أصرح من هذا المقيد في ظهور التقييد. ــة أكال واستصــحابا ــا يجــوز اســتعمال الترب ــاء على مــا ذكرن وبن وتلطيخا وما أشبه لكل األحوال غير الطبيعية، من خوف، أو مــرض، أو فقر، أو جهل، أو رذيلة، أو نحوها، وقــد جــرت ســيرة المتشــرعة

في زماننا على أكل التربة يوم الفطر. نعم ال إشــكال في أن االحتيــاط خلطهــا بالمــاء بحيث ال يســمى

أكال للطين، أو بالطعام، والله العالم. ــة ــأكول عن الحمص ــدار الم ــد مق ــهور أن ال يزي ــة: المش الثالث

المتعارفة، كما صرح بذلك غير واحد. إذا تنــاول التربـة يـد أحـدكمفعن الصادق )عليه السالم(، قال:

ثم، إلى أن قــال: فليأخذ بــاطراف أصــابعه، وقــدره مثــل الحمصة. (1)ليستعملها

ــا تقــول في وفي رواية أخرى، قال الراوي له )عليه السالم(: مطين قبر الحسين )عليه السالم(، فقال )عليه

. 167األخالق: ص ( مكارم?)1202

Page 203: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

يحــرم على النــاس أكــل لحــومهم، ويحــل لهم أكــلالســالم(: . (1)لحومنا، ولكن اليسير منه مثل الحمصة

.(2)يستعمل منها وقت الحاجة مثل الحمصةوفي رواية أخرى: وال تتنــاول منهــا أكــثر من حمصــة، فــإن منوفي رواية أخرى:

. (3)تناول منها أكثر من ذلك فكأنما أكل لحومنا ودماءنا ...أخذ من طين قبر الحسين )عليه السالم(وفي رواية أخرى:

. (4)مثل رأس أنملة كان له دواءــريب ال ــة التق ــراد بالحمص ــر أن الم ــات يظه ــذه الرواي ومن هــة، خصوصــا وأن الحمصــة ــادة في الجمل ــأس بالزي ــق، فال ب التحقي

المتوسطة تختلف أيضا زيادة ونقصا. والظــاهر أن المـــراد حجم الحمصـــة ال وزنهـــا ألنـــه المتبـــادر،

فاختالف الطين وزنا ال يضر إذا كان الحجم بقدر الحمصة. والظاهر أن المراد بأكل اللحم والدم التشبيه ألجل جواز التربــةفهو مجاز بعالقة الجوار، وال تنافي المجازية الحرمة، كما ال يخفى. الرابعة: هل يجــوز بيــع وشـراء التربــة أم ال، احتمــاالن، الجــواز،

لألصل وألنه قابل للملك، وعدم

. 31الزيارات: ص . وكامل1ح المزار من72 الباب414 ص10( الوسائل: ج?)1. 85األخالق: ح ( انظر: مكارم?)2. 1 س678المتهجد: ص مصباح( ?)3. 278الزيارات: ص كامل( ?)4

203

Page 204: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الجواز، لمرفوعة يعقوب بن يزيد إلى الصــادق )عليــه الســالم(، من بــاع طين قــبر الحســين )عليــه الســالم( فإنــه يــبيع لحمقــال:

. (1)الحسين )عليه السالم( ويشتريه لكن الجــواز أقــرب ألن المرفوعــة ال تصــلح لالســتناد، قــال فيــبر، ــراب نفس الق الوسائل بعد ذكر المرفوعة: )هذا محمول على ت ويحتمل الكراهة واستحباب بذله بغير ثمن، وتحتمل الحمل على مــا

. (2)ليس بمملوك(ــا، ــتي ذكره ــل ال ــة ينفي بعض المحام ــل في الرواي لكن التعلي فاألولى الحمل على الكراهة، ويؤيد عدم التحريم عدم ذكر الفقهــاء في كتاب البيع حرمة بيعها، بل ذكروا حرمــة بيــع المصــحف ونحــوه

فقط، لكن ال إشكال في أن األحوط األولى اإلهداء ولو بعوض. الخامسة: الظاهر أنه ال بأس بأكل التربة المقدسة مكررا، لدى الصدق العرفي لالستشفاء بهــا، لإلطالقــات، وال انصــراف إلى مــرة واحدة، بــل في بعض الروايــات أن الــراوي أكــل التربــة فلم يشــف

فأعطاها اإلمام )عليه السالم( مرة ثانية.

األطعمة من59 البــــاب397 ص16. والوســــائل: ج286الزيــــارات: ص ( كامل?)1.5ح المحرمة

. 5ح ذيل367 ص16( الوسائل: ج?)2204

Page 205: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــل أن ــه اإلطالق، مث ــرف عن ــون بحيث ينص نعم الالزم أن ال يك يكون األكل في كل ساعة بدون أن يزيد المرض أو يشتد الخوف أو

نحو ذلك. وال يخفى أن عدم التأثير في كثــير من المواقــع ال يــوجب عــدمــأثير الطب في كثــير من المواقــع، فــإن األدعيــة االعتقــاد، كعــدم ت

ونحوها كاألدوية مقتضيات، وليست علال تامة. السادسة: ال إشكال وال خالف في صــحة أخــذ التربــة المقدســة من نفس القبر الشــريف وأطرافــه المنســوبة إليــه عرفــا، ألنــه هــوــات ــة الرواي الموضوع العرفي المنصب عليه الحكم، إال أن في جمل

ــافي ــة في الك ،(1)ذكر أوسع من ذلك، فعن رواية ابن عيسى المروي وسليمان المرويــة في كامــل الزيــارة، ومصــباح المتهجــد، ومصــباح

إنه يوخذ طين قبر الحسين )عليــه الســالم( من عنــد القــبرالزائر: . (2)على سبعين ذراعا

إنه يؤخـذ على سـبعين باعــا فيوعن الكامل في رواية اخرى: . (3)سبعين باعا

إن طين قبر وفي رواية أخرى مروية في الكامل والمكارم:

. 5ح الحج كتاب في النوادر باب588 ص4( الكافي: ج?)1ــائل: ج?)2 ــاب400 ص10( الوس ــزار من67 الب ــارات: ص وكامل ،3ح الم .272الزي

. 510 و509المتهجد: ص مصباح وانظر. 280الزيارات: ص ( كامل?)3

205

Page 206: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)الحسين )عليه السالم( منه شفاء وإن أخذ على رأس ميل يستشــفىوفي رواية أخرى في الكامل، قال )عليــه الســالم(:

(2)بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال وكذلك رواه الشيخ البهــائي، عن الصــادق )عليــه الســالم(، كمــا

في المستدرك. . (3)ومثلهما مرسلة أخرى في الكامل أيضا

وروي: فرسخ في فرسخ. فإن أريد بأربعة أميال من كل طرف كــان أكــثر من فرســخ في

فرسخ، وإن أريد غير ذلك كان الفرسخ أكثر منه. وعن بعض كتب األصحاب: روي إلى أربعة فراسخ.

وروي في الحائر الشريف أنه خمسة فراسخ. . (4)وروي في كون التربة ثمانية فراسخالتربة من قبر الحسين وروي عن الصادق )عليه السالم(:

. 9ح المزار من67 الباب402 ص10والوسائل: ج ،275الزيارات: ص ( كامل?)1الزيارات: ص وكامل ،3ح المحرمة األطعمة من59 الباب396 ص16( الوسائل: ج?)2

280 .. 6ح المزار من50 الباب217 ص2( المستدرك: ج?)3 79 ص3. وج73 ص3ح المـــزار من50 البـــاب217 ص2( انظـــر: المســـتدرك: ج?)4

المزار. من67 الباب399 ص10والوسائل: ج المحرمة، األطعمة من43 الباب206

Page 207: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

.(1))عليه السالم( على عشرة أميالــات نقلناهــا من الوســائل والمســتدرك والجــواهر وهــذه الرواي

والمستند. وهل يؤخذ بـاألعم أو األخص، قيــل بـاألول، ألطالق األدلـة، وأنـه أمر قصدي فكلما قصد كان منه، نعم ال يتعدى عن أكثر ما ذكــر في

الروايات.ــاألخير، ألصــالة حرمــة أكــل الطين، خــرج منهــا القــدر وقيــل ب المتيقن، وهــو القــبر وحواليــه عرفــا، يضــاف إلى ذلــك إلى ســبعين ذراعا، ألنه لو اقتصرنا على القبر ومــا حولــه عرفــا لــزم عــدم بقــاء شيء من تلك البقعة المباركة، لكثرة مــا أخــذ ومــا يؤخــذ منهــا إلى

يوم القيامة. أقول: واألقرب لــدي األول بشــرط القصــد الــذي ذكرنــاه، فــإن اإلنسان العظيم يضاف إليــه من المكــان والزمــان ومــا أشــبه مــا ال يضــاف إلى غــيره، مثال تقــول لكــربالء على ســعتها مدينــة الحســين )عليه السالم(، بينما ال يقال لهــا مدينــة زيــد القــاطن فيهــا، وكــذلك يقال ألرض فسيحة أنها تربة الحســين )عليــه الســالم( وإن لم يقــلــل ذلك بالنسبة إلى قبر أحد األموات العاديين ولو إلى حد شبر، ولع مما يؤيد ذلــك في الجملـة روايـات الحـائر، وروايـات من بــات عنــد الحسين )عليه السالم(، وروايات حرم الحسين )عليه الســالم( بعــد

رواية كون حرم مكة كذا وحرم المدينة كذا في مسألة القصر،

. 7ح المزار من67 الباب401 ص10( الوسائل: ج?)1207

Page 208: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

، إلى غيرها من المؤيدات. (1)والتمام نعم ال يبعد أن األقرب أفضل، بل ربمــا يؤيــد أصــل المطلب مــا دل على السجود على التربة وأنه يخترق الحجب، باإلضــافة إلى مــا في التضييق من تكلف كون المأخوذ تربـة القـبر أو الطين والــتراب

الموضوع عليه لمدة. ثم الظاهر اعتبار الصـدق في النسـبة وإن كـان الـتراب جديـدا، كطين أطــراف النهــر اآلتي بالمــاء من مســافات بعيــدة، ولــذا نــرى العرف ال يشكون في صدق كونه تربة كربالء في السجود عليه ومــا أشـبه، بـل المعتــاد أخـذ تربـة السـجود من أطـراف النهـر، كمـا أن الظاهر اعتبار الصدق في التراب المــأخوذ من قعــر اآلبــار ونحوهــا،

فيما إذا كانت البئر عميقة كمئات األمتار مثال. وهل يتعدى إلى المطبوخ آجرا أو جصا إذا جاور، كمــا إذا حصــلــالقبر الشــريف، ــة ب ــة المحدق ــدم األســطوانات واألبني ــه من ه علي

الظاهر ذلك للصدق، وإن كان األول التراب غير المطبوخ. وفي تــراب األمــوات الــذي كــان إنســانا فصــار ترابــا تــردد، من الصدق ألن الحكم يتبع الوضوع، ومن رواية تراب الكوفة وأنه لحوم الناس، لكن الظاهر أنها على سبيل التنزه، ومن المستبعد أن يفتي فقيه بسلب أحكام الــتراب من الــتيمم وتطهــير بــاطن الرجــل ومــا

أشبه من تراب الكوفة، والله العالم.

ص1والمســتدرك: ج المســافر، صــالة من25 البــاب543 ص5الوسائل: ج ( انظر?)1المسافر. صالة من18 الباب504

208

Page 209: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

السابعة: الظاهر لزوم االطمئنان الشخصي أو الشــرعي بإخبــار الثقة بأنه من تراب القبر، وإال لم يجز أكله ألصالة عدم جواز األكل. نعم السجود عليه رجــاء، وخلطــه بالمــاء وشــربه بمــا ال يصــدق

عليه أنه أكل الطين ال بأس بهما. كما أن الظاهر أفضلية التيمم بتراب كربالء المقدســة، لمــا وردــه الســالم(، وفي من األدلة بإنها طهرت بسبب اإلمام الحسين )علي

أشـهد أنـك طهـر طـاهر مطهـر، من طهـر طـاهر مطهـر،الزيارة: . (1)طهرت وطهرت بك البالد، وطهر حرمك وطهرت أرض أنت بها

باإلضافة إلى حديث كربالء والكعبة، والذي بان منه لكربالء علــو.(2)الرتبة

وهل يسقط الصــدق بوضــع تــراب كــربالء في مكــان آخــر مــدةــداد مديدة، كما إذا أخذنا من تراب كربالء وطممنا به حفر طريق بغ

مثال، ومر عليه سنوات، احتماالن. الثامنة: هل يختص جواز األكــل استشــفاء بــتراب قــبر الحســين )عليه السالم(، أو يعم بقية المعصومين )عليهم السالم(، بعد ظهورــاء وأوالد األئمــة عــدم الخالف في عــدم الجــواز بالنســبة إلى األنبي

)عليهم السالم(، في المسألة روايتان:األولى: تجوز.

والثانية: تمنع. فمن األولى: رواية الثمالي، عن الصادق )عليه السالم(، قال:

المخصوصة الزيارة439الجنان: ص ( مفاتيح?)1. 96العلوم: ص بحر السيد ( منظومة?)2

209

Page 210: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــبر الحســين جعلت فداك إني رأيت أصحابنا يأخذون من طين قــون من )عليه السالم( يستشفون به هل في ذلك شيء من ما يقول

يستشــفى بمــا بينــه وبين القــبر علىالشفاء، قال )عليه الســالم(: رأس أربعة أميال، وكذلك طين قبر جــدي رســول اللــه )صــلى اللــهــا عليه وآله ، وكذلك طين قبر الحسن وعلي ومحمد، فخذ منها فإنه شفاء من كل سقم، وجنة مما يخاف، وال يعدلها شــيء من األشــياء التي يستشفى بها إال الدعاء، وإنما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها، وقلة اليقين لمن يعالج بها، فأمــا من أيقن أنهــا شــفاء لــه إذا تعــالج

. (1)كفته بإذن الله عن غيرها وفي رواية محمد بن مسلم، عن البــاقر )عليــه الســالم(، الــذي أعطاه شرابا فشربه فشفي من مرضه، أنه )عليه السالم( قال له:

يا محمد، إن الشراب الذي شربته فيه من طين قبــور آبــائي، وهــو . (2)أفضل ما استشفي به

ومن الثانية: خبر العيون، عن موسى بن جعفر )عليــه الســالم(:ال تأخذوا من تربتي شيئا تتبركوا به، فـإن كـل تربـة لنــا محرمـة إال

. (3)تربة جدي الحسين )عليه السالم(

وذكر ،280الزيارات: ص ( كامل?)1 59 البــاب396 ص16الوســائل: ج في منه طرفــا. 3ح المحرمة األطعمة من

. 275الزيارات: ص ( كامل?)2. 2ح المزار من72 الباب414 ص10( الوسائل: ج?)3

210

Page 211: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وما ظاهره أن الشفاء في تربته )عليه السالم( فقط. لكن داللة هذه الرواية ضعيفة، ألنها تنهى عن التبرك، وذلــك مــا ال يقول به أحد، ولعلهــا وردت تقيــة، خصوصــا وهي عن موســى بن

جعفر )عليه السالم(، وباألخص مربوطة بموته.ــذا حمــل ــل، ول ــواز األك ــدم ج ــاء ع ــد الفقه ــروف عن لكن المع المجلسي رواية الجواز على مجرد األخذ واالستصــحاب، واإلنصــاف أن الفتــوى بــالجواز مشــكل، بعــد عــدم عمــل المشــهور، وإن كــان العمــل بروايــة الجــواز في نفســه غــير بعيــد، فمن أراد االســتعمال

خلطه بالماء بحيث يستهلك التراب وشربه، فتأمل. التاسعة: ظاهر جملة من الروايات المتقدمــة اعتبــار اليقين فيــائر اآلداب ــك من اآلداب كسـ ــاهر أن ذلـ ــفاء، لكن الظـ ــه شـ كونـ المذكورة من األدعية والغســل والحفــظ والختم، كمــا هي القاعــدة في باب السنن، ولذا ال يرى العرف عند الجمع بين الروايات إال أنها

من الفضل والكمال. وظاهر المستند التوقف في المســألة، لكن ظــاهر الجــواهر مــا ذكرنــاه، كمــا أن بعضــا اشــترط المــذكورات لحمــل المطلــق على

المقيد. ــا ــة، إذا قصــد به ــوز تنجيس الترب ــه ال يج العاشــرة: الظــاهر أن التبرك، أو كانت منسوبة كترب السجود واالحــترام، سـواء كـان من داخل الروضة أو خارجها، ألنه إهانة وهتــك، كمــا أفــتى بــذلك بعض، ويؤيده قصــة األمــير العباســي الــذي اســتعمله في دبــره فهلــك من

وقته.

211

Page 212: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

نعم لــو لم يقصــد بهــا التــبرك ولم يكن إهانــة عرفيــة لم يحــرم التنجيس، ولذا نرى العرف يفرق بين تنجيس أرض كربالء فال يرون لذلك بأس، وبين تنجيس التربة التي تؤخــذ للســجود وإن كــانت من

نفس ذلك الموضع فيرون فيه البأس. ومثل ذلــك جلــد القــرآن المجيــد، باإلضــافة إلى جلــد الصــندوق

ونحوه.ــة في ــا مدخلي ــدية له ــة أو القص ــافة العرفي ــل أن اإلض والحاص االحترام، أال ترى أن شخصا لو أخذ صورة الملك وأهانها كـان إهانــة للملك، وكذلك لو أخذ شيئا مربوطا بالملك عرفــا، دون مــا إذا أخــذ

الشيء المربوط بدون قصد كونه مربوطا بالملك. ماذا عل من شمويؤيد االحترام قول الصديقة )عليها السالم(:

إلى آخره.(1)تربة أحمد... ومن المعــروف أن الشــيخ ابن فهــد الحلي )رحمــه اللــه( كــان

يتخلى في ظرف، ويخرجه عن كربالء المقدسة. الحادية عشرة: لو شك في انتساب التربة كــان األصــل العــدم، كأصالة عدم كون المرأة قرشية، ولو لم تكن ثم شك في أنهــا هــل صارت بالوضع على القبر ونحوه، كان االستصحاب يقتضــي العــدم،

ولو انعكس بأن شك في الخروج بعد أن كانت كان األصل البقاء.

بيروت. ط242 ص1( المناقب: ج?)1212

Page 213: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

هل يســتثنى الطين األرمــني عن الحرمــة حــتى(:20)مسألة يجوز أكله بدون االضطرار أم ال، قوالن، فجماعــة قــالوا باالســتثناء، إما ألنه ليس بطين حقيقة الختالف خواصه عن خواص الطين، وإمــا ألن األرمني ليس بضار فال يشمله الدليل الــدال على حرمــة الطين

ألنه ضار، وإما لبعض الروايات بعد تسلم كونه طينا وضارا. كرواية أبي حمزة، عن أبي جعفر )عليه السالم(: إن رجال شــكو

خذ من طين األرمني وأقله بنار لينة واستفإليه الزحير، فقال له: . (1)منه فإنه يسكن عنك

في الزحير تأخــذ جــزءا منوعنه )عليه السالم( أيضا، إنه قال: خريق أبيض وجزءا من برد القطونا، وجزءا من صمغ عربي، وجزءا

. (2)من الطين األرمني يغلى بنار لينة ويستف منه وعن الطبرسي، في مكارم األخالق، سئل أبــو عبــد اللــه )عليــه السالم( عن طين األرمني يؤخذ منه للكسير والمبطون، وطين قــبر

. (3)الحسين )عليه السالم( خير منه والرواية األخيرة تدل على األكل باعتبار تعاف أكل المبطون له،

والظاهر أن الروايات المتقدمة تدل على أكله دواء ال

.77األئمة: ص وطب ،1ح المحرمة األطعمة من60 الباب394 ص16( الوسائل: ج?)1اآلئمة: ص طب وفي ،2ح المحرمة األطعمة من60 الباب394 ص16( الوسائل: ج?)2

أبيض. : خزف77 األطعمة من60 البـــاب399 ص16والوســـائل: ج ،510المتهجـــد: ص ( مصـــباح?)3

. 3ح المحرمة213

Page 214: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

مطلقا، وال يلزم في إباحة الدواء المحرم االضطرار الشديد، بل يكفي المرض الذي هو إضطرار عرفا فإنه ال يلزم في االضطرار إال المقدار المتعارف منــه، اللهم إال في المحرمــات الشــديدة كــالخمر

والميتة ولحم الخنزير وما أشبه. والحاصل أن ترك الواجب وفعل الحرام قد يكون فيمــا إذا كــان الواجب والحــرام أكيــدين، فإنــه يلــزم في االضــطرار المجــوز تــرك الواجب وفعل المحرم االضطرار الشديد، كما إذا أراد شرب الخمرــواجب ــون ال ــد يك ــا، وق ــطراري عرف ــاج االض ــه ال يكفي االحتي فإن والحرام خفيفا، كترك الصيام والجلوس في الصالة وكترك الوضــوء

إلى التيمم وما أشبه ذلك. فإن فعل الحرام وترك الــواجب ال يحتــاج إلى المرتبــة الغليظــة

ــهمن االضطرار، واالستثناء في ما من شيء حرمه لله إال وقد أحل وإن كان بلفظ واحــد إال أن تفــاوت أفــراد الحــراملمن اضطر إليه

شدة وخفة قرينة على اختالف جواز االرتكاب وجودا وعدما. ومما تقدم ظهر الوجه للقول الثاني وهو عــدم جــواز اســتعماله إال لالضطرار، ألصالة حرمة أكل الطين، وما ذكر من األدلة ال يكفي للجواز مطلقا، وإنما يدل على الجواز اضطرارا، وهذا القول أوجــه،

فتأمل. ــزاءه ثم إن هناك بعض األقسام التي يسمى طينا، وذلك يتبع أجــاهر أن طين ــرم، والظ ــاز وإال ح ــة ج ــانت محلل ــإن ك ــركب، ف الم

الكواكب األخر كالقمر ونحوه والشهب الساقطة على األرض

214

Page 215: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

إذا كانت طينا، حكمها حكم طين األرض في الحرمة، لعدم وجهــه فهــو الختصاص الدليل بطين األرض إال االنصراف الذي إن قيــل ب

بدوي. ثم الظاهر أن المعــادن الخارجــة عن حكم األرض ليســت بحكم

األرض، كالذهب والفضة والحديد والعقيق، لعدم الصدق.

215

Page 216: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــة،(:21)مسألة ال إشكال وال خالف في حرمة السموم القاتلوالمتلفة لعضو أو قوة.

،(2)ال تقتلوا أنفســكم، و(1)ال تلقوا بأيديكم إلى التهلكةلدليل: ، فإن إتالف جزء كاليد أو قــوة كقــوة اإلبصــار من(3)ال ضررودليل

أشد أنواع الضرر. كــلوفي مرسل تحف العقــول، عن الصــادق )عليــه الســالم(:

شيء يكون فيــه المضــرة على بــدن اإلنســان من الحبــوب والثمــار وما كان من صنوف إلى أن قال: حرام أكله إال في حال الضرورة

البقول مما فيه المضرة على اإلنسان في أكله نظير بقول السموم القاتلة ونظير الدفلى وغير ذلــك من صــنوف الســم القاتــل فحــرام

. (4)أكله وفي روايــة إســماعيل المتطبب، عن الصــادق )عليــه الســالم(، قلت: ونسقي هذا الســموم اال ســمحيقون، والغــاريقون؟ قــال: »ال

. (5)بأس«نعم ال إشكال في عدم حرمة الضرر اليسير إطالقا، لعدم

. 195 البقرة: اآلية ( سورة?)1. 29 النساء: اآلية ( سورة?)2. 35 ح146 ص7والتهذيب: ج ،9 ح59 ص3( الفقيه: ج?)3قم. بصيرتي ط251العقول: ص ( تحف?)4. 2 ح134 الباب176والوسائل: ج ،229 ح193 ص8( الكافي: ج?)5

216

Page 217: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

شمول األدلة له، فإنهــا منصــرفة إلى الضــرر الكثــير، ولــذا جــازــا أوجب الحمى أو الســفر راجال وإن تضــرر اإلنســان بالشــمس بم جرح الرجل من المشي، أو األكل كثيرا بما أوجب دوخة الــرأس، أو

العبادة بما أوجب التعب الكثير. وقد عبد الرسول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( واإلمــام علي )عليــه السالم( والزهراء )عليها السالم( وزين العابدين وموســى بن جعفــر )صـلوات اللـه عليهم أجمعين( حـتى ورمت أقـدامهم، ونـزل قولـه

طه * مــا أنزلنــا عليــكتعالى في حق النبي )صلى الله عليه وآله(: ، وحتى صــار اإلمــام علي )عليــه الســالم( يغشــى(1)القرآن لتشقى

عليه، وحتى ورمت قدما فاطمة )عليها الســالم(، وحــتى صــار زينالعابدين والكاظم )عليهما السالم( كالشن البالي.

وقد مشى اإلمامان الحسن والحسين )عليهما السالم( إلى مكة المكرمة حــتى جــرحت رجالهمــا، وعملت الزهــراء )عليهــا الســالم( حتى جرحت يــدها بــالرحى، ونطحت ســيدتنا زينب )عليهــا الســالم(

رأسها بمقدم المحمل حتى جرى الدم من جبينها، إلى غيرها. وكل ذلك لم يكن في عداد الواجبات حــتى يقــال بتقــديمها على الضرر المحرم من باب التعارض وأولوية الواجب على الحــرام كمــا

ال يخفى. المستفاد من قوله (2)الناس مسلطون على أنفسهمبل لعل

. 12 طه: اآلية ( سورة?)1. 99 ح222 ص1( العوالي: ج?)2

217

Page 218: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

يفيــد الضــرر غــير(1)النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهمتعالى: البالغ.

نعم، ربما يستدل لذلك بقوله تعــالى حكايــة عن موســى )عليــه ،وأخي، وفيه نظــر، لقولــه تعــالى: (2)ال أملك إال نفسيالسالم(:

ومن المعلوم أن لم يــك المــراد بملــك األخ الســلطة في التصــرف،ــا، إذ من المســتبعد الخالف ــك النفس الســيطرة عليه ــالمراد بمل ف لظــاهر اســتعمال الملــك في معنــيين، الملكيــة للنفس والســيطرة

التوجيهية على األخ. هــذا، ثم إنــه ال بــأس باالســتطراد في ذكــر فــروع لقتــل النفس وإتالف العضــو والقــوة وحــد الضــرر علمــا أو ظنــا أو خوفــا الرافــع للتكليف، أو السبب لحرمة الفعل الضــار ضــررا بالغــا. فنقــول على

سبل اإليجاز: ال يجوز لإلنســان أن يقتــل نفســه للنص واإلجمــاع، ولكن هنــاك

مسائل قد يحتمل جواز القتل فيها، مثل: أن يقتل اإلنسان نفسه ألجل الــدفاع أو الجهــاد، كمــا إذا توقــف فتح المسلمين بأن يلقى اإلنسان في النهــر ألجــل عبــور الســياراتــل عليه، ويلقي بنفسه في مدخنة سفينة العدو ألجل إغراقها، أو يقت نفسه بنفسه ألجل إتهام حكومة العدو، مما يسبب للمسلمين عــذرا

في ضرب بالد األعداء.ومثل أن تقتل المرأة نفسها خوفا من وقوع عرضها

. 6 األحزاب: اآلية ( سورة?)1. 25 المائدة: اآلية ( سورة?)2

218

Page 219: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

في يد الكــافر والفاسـق، كمــا لـو سـيطر جيش األعــداء مثال أوــه، أو من ــواط ب تغلب فاسق عليها ويريد منها الزنا، أو من الولد الل

المرأة المسلمة األسر إلى بالد الكفار بما ال تعلم مصيرها. ومثــل أن يقتــل اإلنســان نفســه ألجــل المــرض واآلالم الــتي ال تتحمل مما يكــون من أشــد أنــواع العســر والحــرج ومــا ال يطيقــون

فيريد التخلص من ذلك. أو مثل أن يقتل اإلنسان نفسه ألجل محاكمة وعــذاب ينتظرانــه

بيد األعداء، فيقتل نفسه ليستريح منهما. أو مثــل أن يقتــل نفســه ألجــل أنــه ضــعيف الحفــاظ، ويعلم أن األعــداء يضــغطون عليــه حــتى يــدلي لهم بأســرار المســلمين، ممــا يسبب أضرارا فادحة، فيقتل نفسه ألجل أن ال يفضــي بالســر الــذي

ليس تحت قدرته عدم اإلفضاء. أو مثل أن يقتل نفسه لنجاة جمع كثير، كمــا أنــه إذ ألقى نفسـهــوم عليهم ــجناء المحك ــريب الس ــجن تمكن من ته ــاهق الس من ش

باإلعدام، وكان يعلم بأن اإللقاء يوجب موته. أو الدخول في النار أو المــاء إلنقــاذ كثــيرين ممــا يســبب مــوت

نفسه، أو ما أشبه ذلك من الصور والفروض الكثيرة. والجواز وعدم الجــواز في هــذه المســائل يتوقفــان على مبــاني عامــة، من قبيــل مســألة العســر والحــرج، ومــا ال يطــاق، والجهــاد، والدفاع، ومسألة األهم والمهم، والمناط في قتل الغير بالنسبة إلى ما لو تترس الكفــار بالمســلمين، بــل لعلــه يســتفاد في الجملــة من قتل خضر )عليه السالم( لذلك الغالم، ألنــه خشــي أن يرهــق أبويــه

طغيانا وكفرا. أما مسألة القصاص قبل الجناية، فال إشكال في جوازه إذا

219

Page 220: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

كانت الجناية بنظر اإلسالم كبيرة، ولذا يجوز قتل من يريد قتلكــك، أو نهب مالك أو أراد الزنا أو اللواط بامرأة أو ولد أو ما أشبه ذل وقصة علي )عليه الســالم( وتركــه ابن ملجم كــان لمصــلحة وإال فال

يشك اإلنسان في أنه كان يجوز قتله بل يجب قتل مثله. وبعد ذلك يأتي مسألة قتل الغير ألجــل هــذه األمــور المــذكورة، كما إذا أراد الكفار أسر المرأة المسلمة فيقتلها أخوها ألجل إنقاذها وعرضها عن اإلذالل والزنا وما أشبه، أو قتل الطبيب للمريض الذي ال يطيق المرض مما هو في أشد حاالت العسر والحرج، أو للجــنين الــذي تتضــرر األم ضــررا بالغــا بحفظــه إلى وقت الــوالدة، أو قتــل المســلم الــذي ال بــد وأن يفشــي األســرار إذا بقي حيــا إفشــاء عن

الضعف في الحفظ مثال أو ما أشبه ذلك. نعم ال إشكال بل ال ينبغي الخالف أنه ال يجوز قتل مثــل الشــيبة أو المرضى الذي ال ينتفع بوجــودهم، وهم في طريــق المــوت، كمــا اعتادت ذلك بعض الدول الشــرقية المعاصــرة، كمــا ال يجــوز القتــل ألجل التخلص من تكاليف المعيشــة، ومن ذلــك قتــل الجــنين ألجــل تنظيم المعــاش، كمــا اعتــاد ذلــك بعض األنظمــة فيقولــون مثال: إن واردات البالد تكفي لمليون، فإذا أبقينا األجنة البالغ عــددهم عشــرة آالف مثال أوجب ذلك إختالال في االقتصاد، فيسقطون األجنة تخلصــا من االختالل االقتصادي، ومثله في الحرمة إسقاط قوة الرجــال عن اإلنجاب، أو إسقاط أرحــام النســاء عن تربيــة الولــد، لمــا تقــدم من

عدم جواز إسقاط القوة.

220

Page 221: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

نعم ال إشكال في جــواز المنــع عن الحمــل لمــدة، أو اســتعمال وسائل المنع كاألغلفــة ونحوهــا، وإن كــان ربمــا يشــكل عــدم جــواز إسقاط قوة الحمل فيمــا إذا كـان هنــاك ضــرر نــوعي أو فــردي من اإلنجاب، حيث يتعارض الالضــرر في إســقاط القــوة، والالضــرر في إنجاب األوالد فيما لم يتيسر عدم المنع تــدريجا، بــأن يمنــع اإلنجــاب سنة فسنة حتى ال يسقط قوة الرحم بالمرة، فإذا تعــارض مصــداقا ال ضرر وتساقطا، كان األصل الجواز، وهذا اإلشكال ال بأس به، وإن

كان يحتاج بعد إلى التأمل. ومن الجدير بالذكر استطرادا في اطراد أن نقول:

ربما يقال بأنه يحق للدولة اإلســالمية أن تمنــع عن دخــول أكــثر من العدد الكذائي في البالد، أو خــروج أصــحاب المهن والعلــوم، أوــان ــا إذا ك ــارة أو الحج إلى بالده أو عن بالده فيم ــمح للزي أن ال يس هناك ضرر في ذلك، بحيث يرجح شــرعا على أدلــة )تســلط النــاس

، وإن كــان ضــررا نوعيــا ال شخصــيا، فــإن(1)على أموالهم وأنفسهم( اختالل توازن اقتصاد البالد أو عدم تمكن الدولة من الســيطرة على الحوادث التي تقع من زحام الناس ليس ضررا لزيد الشخصي، بــل

فيشــمل النــوعي كمــاال ضـررضرر نــوعي، ومن المعلـوم إطالق يشمل الشخصي، ومن ذلك تنظيم المرور في الشــوارع ومــا أشــبه المنافي ألدلة تسلط الناس، لكنــه ألجــل دليــل ال ضــرر، فــإن عــدم

النظام يوجب أضرارا كثيرة وإن كانت تلك األضرار نوعية، ال

. 99 ح222 ص1( العوالي: ج?)1221

Page 222: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

شخصية، بمعنى أن زيدا الشخص ال يضر مروره بعكس االتجــاه المقــرر، لكن ضــرر الســير بعكس االتجــاه في الجملــة يــوجب منــعــة الكل من باب ضرب القانون، وهذه المسائل محلها كتاب الحكوم

، لكن الالزم أن يعرف أن ما يجــوزال ضرر، أو مباحث (1)اإلسالمية من أمثال ما ذكرناه إنما يجوز للحكومة اإلسالمية المشروعة، إذ ما

عداها ال والية لها. ثم إن بعد مسألة قتل النفس تــأتي مســألة إتالف العضــو، وقــد عرفت أنه ال يحق لإلنسان أن يتلف عضوا، أو قوة،كــأن يقطــع يــده

أو يعمي عينه. نعم يبقى الكالم في هذه المسألة حول أنه هــل يجــوز لإلنســان أن يعطي كلية من كليتيه لمريض إنقاذا له من الموت، أو هل يجوز أن يعطي اإلنسان إحدى عينيه مثال في حال الحيــاة، أو يعطي قلبــه أو عينه مثال بعد الممات ألجل مريض يموت إذا لم يزرع قلب مكانــر، قلبه، أو ألجل إبصار أعمى أو نحو ذلك، مما تداول في هذا العص

أم ال يجوز ذلك، تفصيل الكالم في المسألة: إنه إذا توقف حياة إنسان محترم على كلية إنسان آخر مثال جازــذي اإلعطاء ألصالة الحل، بل ألجل أهمية حياة اإلنسان، والضــرر ال

يلقيه اإلنسان المعطي لكليته ليس ضررا بالغا. نعم يبعد القول بالوجوب كفاية، ألنه ال يجب على اإلنسان

هذه. ةالموسوع من ة(اإلسالم( و)السياس في كتابي: )الحكم ( انظر?)1222

Page 223: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أن يضرر نفسه بمثل هذا الضــرر ألجــل إنقــاذ اآلخــرين، ويكفيفي عدم الوجوب عدم الدليل.

وفي صورة توقف الكمال أو توقف الذات كتوقف بصــر إنســان على بصر آخر، أو حياته على قلب آخر، فالمأخوذ منه قد يكون غيرــا كالمســلم، فــإن لم يكن محــترم كالمحــارب، وقــد يكــون محترمــه ال ينبغي اإلشــكال في ذلــك، كــأن تؤخــذ عين محترمــا وبعــد موت الكافر الميت أو قلبه ويــزرع في اإلنســان الحي المحتــاج إلى ذلــك العضو، إذ ال احتمال للتحريم إال مسألة المثلــة، والظــاهر أن المثلــة بالكافر المحارب ليست محرمة، ولذا قال النــبي )صــلى اللــه عليــه

. ومن المعلـوم أن النــبي )صــلى اللـه عليــهألمثلن بسبعينوآله(: وآله( لم يقصــد الحــرام، وإنمــا دليــل المعاقبــة، وهــو قولــه تعــالى:

ــوقبتم به ــا ع ــل م ــاقبوا بمث نهى عن الســبعين ال عن أصــل(1)فعــه(: ــه وآل ــه علي ــه )صــلى الل ــة، وقول ــالكلبالمثل ــو ب ــوا ول ال تمثل

ــور ــداد(2)العق ــك في ع ــذكروا ذل ــهور لم ي ــذا المش ــه، ول نهي تزيــل العين، المحرمات، وإنما فرقنا بين مسألة مثل الكلية ومسألة مث

ألن األول ال يسمى مثلة، بخالف الثاني. وكيف كــان، فــالكالم المتقــدم كــان في األخــذ من الكــافر غــير

المحترم، أما اإلنسان المحترم فال ينبغي االشكال في عدم جواز

. 126 : اآليةالنحل رة( سو?)1. 47 خطبةال 422ة: صالبالغ نهج في ( كما?)2

223

Page 224: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ال يبعــد التفصــيل بين،ذنهإأخذ جزءه بــدون إذنــه، وهــل يجــوز بــاة وبعــد المــوت، بعــدم الجــواز في ال ول، والجــواز فيأحــال الحي

الثاني. دليالالإأما الجواز بعد الموت ألصالة الجواز، وال يمنــع عن ذلــك

المثلة وأن حرمته ميتا كحرمته حيــا، أمــا دليــل المثلــة فقــد عــرفت ظهور كونه تنزيهيــا، وأمــا دليــل الحرمــة فالظــاهر أن ذلــك يســقط بإسقاط اإلنسان لها بنفسه، إذ االحــترام قــد يكــون حكمــا كــاحترام النفس والعــرض، وقــد يكــون حقــا كــإحترام المــال، فــإذا أســقط اإلنسان احترام ماله سقط، وكذلك أجزاء بدنه بعد الموت، خصوصا

وأن في ذلك نفعا عقالئيا. وأما في حال الحياة فإنه ال يجــوز قطعــا بالنســبة إلى مــا يميت كالقلب ألنه من قتل النفس المحرمة، وأما بالنسبة إلى ما ال يميت كالعين مثال فالمسألة مشكلة من جهة أصالة الحل، ومن جهة أنه ال دليل على اختيار اإلنسان لنفسه بهذا المقدار، خصوصــا وأنــه ضــرر

. (1)ال ضرر في اإلسالمبالغ و ثم يبقى الكالم في أنه هــل يجــوز بيــع مــا يجــوز إعطــاؤه أم ال، احتماالن، من أنه مال وحــق عرفــا فيشــمله دليــل الوفــاء بــالعقود، ومن إن الحــر كمــا ال يملــك، ال يملــك أجــزاؤه فــالالزم الصــلح، وال

يخفى وجه االحتياط في المسألة.

. 35 ح146 ص7والتهذيب: ج ،9 ح59 ص3( الفقيه: ج?)1224

Page 225: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أما بيع الدم فالظاهر جــوازه، والقــول بــالتحريم إنمــا كــان تبعــا لعدم االنتفاع المتعــارف انتفاعــا محلال، فاألدلــة وأقــوال المحــرمين

السابقين منصرفة إلى تلك األزمنة. وهذه المسائل تحتاج إلى مزيد من التأمل والتتبع، ولم أجــد في كالم الفقهاء الذين حضرني كتبهم التعرض لمســألة بيــع مثــل العين

والكلية والقلب. بقي الكالم في مسألة الطريق إلى الضرر، وقد ذكر الفقهاء أن العلم بالضرر وظنه وشكه ووهمه المــوجب للخــوف العقالئي كــاف

، فإذا علم اإلنســان بأنــه إذا صــامال ضررفي إندراج المسألة في عمي، أو علم بأن كل تسعة من عشــرة، أو خمســة من عشــرة، أوــوجب ثالثة من عشرة يصومون في مثل هذا المرض الذي هو فيه ي لهم العمى، لم يجز له الصوم، وإن كان الثالثــة في العشــرة وهمــا، ألنه من خوف الضرر المرفوع شــرعا، وتفصــيله في بــابي الوضــوء

والصوم فراجع. ثم إنه ال ينبغي اإلشكال في أن استعمال الدواء وإجراء العملية جـــائز، بـــل واجب في بعض الصـــور، وإن كـــان اســـتعمال الـــدواء محظورا، إذا كان ذلــك من فعــل العقالء، لألدلــة العامــة، وخصــوص

، وبعض الروايات الخاصة. ال ضرردليل قــال في الجــواهر: )لــو فــرض فعــل ذلــك، أي شــرب الســموم للتدواي عن داء جاز وإن خاطر إذا كان جاريا مجرى العقالء( انتهى.

نعم إذا كان استعمال الدواء أو العملية ضره أقرب من نفعه

225

Page 226: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــان في لم يجز، كما إذا كان مبتلى بوجع الرجل غير الشديد، وكــة مثال لم يجــز، وليس إجراء العلمية خطرا للموت تسعين في المائ هذا استثناء عما سبق، لتقييد الجواز أو الوجوب بكونــه عقالئيــا كمــا

عرفت. ــه ــه )علي قال إسماعيل بن الحسن المتطبب، قلت ألبي عبد الل السالم(: إني رجل في العرب ولي بالطب بصر، وطبي طب عربي

، قلت: ونسقي هذه السمومال بأسولست آخذ عليه صفرا، قال: ، قلت: إنه ربما مات، قالال بأساالتسمحيقون والغاريقون، قال:

ليس، قلت: نسـقي عليــه النبيــذ، قـال: وإن مات)عليه السالم(: .(1)في حرام شفاء

والظــاهر أن المــراد بــذيل الحــديث أنــه ال يجــوز ســقيه بــدونــة، الضرورة، كما هو عادة األطباء من جعل الخمر من األدوية العادي

دون مراعاة االضطرار وال انحصار العالج. وقال يــونس بن يعقــوب، قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: الرجل يشرب الدواء ويقطــع العــرق، وربمــا انتفــع بــه وربمــا قتلــه،

.(2)يقطع ويشربقال: وخبر إبراهيم بن محمد، عن أبي الحسن العسكري )عليه

. 2ح المباحة األطعمة من134 الباب176 ص17( وسائل: ج?)1. 230 ح194 ص8( الكافي: ج?)2

226

Page 227: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

السالم( عن آبائــه )عليهم الســالم(، قــال: قيــل للصــادق )عليــه قــد اكتــوى رجــلالسالم(: الرجل يكتوي بالنار وربما تخلص، قــال:

ــه( وهــو قــائم على ــه وآل ــه علي ــه )صــلى الل على عهــد رســول الل.(1)رأسه

وقال محمد بن مســلم: ســألت أبــا جعفــر )عليــه الســالم( هــل نعم إن الله عــز وجــل جعــل في الــدواء بركــةيعالج بالكي، فقال:

.(2)وشفاء وخيرا كثيرا، وما على الرجل أن يتداوى وال بأس به وقال يونس بن يعقــوب: ســألت أبــا جعفــر )عليــه الســالم( عن الرجل يشرب الدواء وربما قتل، وربما سلم منــه ومــا يســلم أكــثر،

فقال: أنزل الله الدواء وأنزل الشفاء، وما خلق اللــه تعــالى داء إال.(3)وجعل له دواء فاشرب وسم الله تعالى

وفي خــبر الحســين بن العلــوان، عن جعفــر، عن أبيــه )عليهمــاــه( السالم(، عن جابر، قال: قيل: يا رسول الله )صلى الله عليه وآل

نعم، تداووا فإن الله لم ينزل داء أفتداوي، قال:

. 7 ح178 ص17. والوسائل: ج7 س54األئمة: ص ( طب?)1. 8 ح178 ص17. والوسائل: ج13 س54األئمة: ص ( طب?)2. 9 ح178 ص17 . والوسائل: ج8 س63األئمة: ص ( طب?)3

227

Page 228: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

إال وقد أنزل له دواء، وعليكم بألبــان البقــر فإنهــا تــرق من كــل. (1)الشجر

. 52اإلسناد: ص ( قرب?)1228

Page 229: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــألة ال إشــكال وال خالف في حرمــة الخمــر، بــل(:22)مس اإلجماع بقسميه عليه، بل هو داخل في ضروريات الدين، وكــذا كــل

مسكر، ويدل عليه الكتاب والسنة واإلجماع والعقل. ــالى: ــه تع ــاب: فقول ــا الكت ــه:(1)فهــل أنتم منتهــونوأم ، وقول

واإلثم(2) :على تفسيره بالخمر، لقول الشاعر شربت اإلثم حتى زال عقلي

كذاك اإلثم يفعل بالعقول ــراد(3)إثمهما أكبر من نفعهما، وقوله: فاجتنبوهوقوله: ، والم

المنافع االقتصادية وما أشبه. كل مسكرومن السنة: متواتر الروايات، مثل رواية الصيداوي:

. (4)حرام إن الله حــرم الخمــر بعينهــا، فقليلهــا وكثيرهــاورواية الشامي:

حرام، كما حــرم الميتــة والــدم ولحم الخــنزير، وحــرم رســول اللــه )صلى الله عليه وآله( الشراب من كــل مســكر، ومــا حــرم رســول

. (5)الله )صلى الله عليه وآله( فقد حرمه الله تعالى

. 90 المائدة: اآلية ( سورة?)1. 33 األعراف: اآلية ( سورة?)2. 219 البقرة: اآلية ( سورة?)3. 1 ح407 ص6والكافي: ج ،218 ح111 ص9التهذيب: ج( ?)4ــافي: ج?)5 ــاب2 ح408 ص6( الك ــول أن ب ــلى الله رس ــرم عليه الله )ص ــه( ح كل وآل

مسكر. 229

Page 230: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــالنص في القــرآن، أو أقول: المراد أن الله حرم بعض األشياء بــه( الوحي في حديث قدسي، وحرم رسول الله )صلى الله عليه وآل

إن اللــه أدب نبيــه بآدابــهما علم بتحريم الله له إلهامــا، فقــد ورد: ما ينطق عن الهــوى * إن هــو إال، وقال تعالى: (1)ففوض إليه دينه

. (2)وحي يوحى وعن سماعة، عنه )عليه السالم(، عن التمــر والــزبيب يخلطــان

.الللنبيذ، قال: كل مسكر حرام«. وقال:

كــل مــا أســكروقال: قال رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(: .(3)كثيره فقليله حرام

. (4)كل مسكر حرام، وكل مسكر خمروعن عطاء: كــل مســكر حــرام، فمــا أســكر كثــيره فقليلــهوعن ابن وهب:

. قلت: فقيل: الحرام يحله كثير الماء، فرد عليه بكفه مرتين:حرامال، ال(5) .

أال إن كل مسكر حرام، أال وما أسكر كثيره فقليلهوعن كليب: . (6)حرام

. 267 266 ص1( الكافي: ج?)1. 4 النجم: اآلية ( سورة?)2. 5ح المحرمة األشربة من17 الباب269 ص17( الوسائل: ج?)3. 5ح المحرمة األشربة من15 الباب269 ص17( الوسائل: ج?)4. 1ح المحرمة األشربة من17 الباب267 ص17( الوسائل: ج?)5.6 ح408 ص6( الكافي: ج?)6

230

Page 231: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

إن مــا أســكر كثــيره فقليلـهوعن عبد الرحمان بن الحجــاج...: ، فقال له: الرجل فأكسره بالماء، فقال أبــو عبــد اللــه )عليــهحرام

.(1)ال، وما للماء يحل الحرام، إتق الله وال تشربهالسالم(: وعن عمـر بن حنظلـة: مــا تقــول في قــدح من المسـكر يصــب

ال واللــه والعليه الماء حتى تذهب عاديتــه ويــذهب ســكره، فقــال: .(2)قطرة منه من حب إال أهريق ذلك الحب

إلى غيرها من متواتر الروايات. ومن ذلك يعرف أنه ال فرق بين أقسام الخمر، سواء كان أصلها تمــرا أو زبيبــا أو شــعيرا أو حنطــة أو غيرهــا، فــإن الخمــر تتخــذ من الفواكه والحبوب والبقول وغيرهــا، وال بين القليــل والكثــير، وال بين المسكر الفعلي وغيره، خالفــا لبعض الخلفــاء الــذين ورد عنهم أنهم كانوا يشربون الخمر بإضــافة المــاء عليهــا، فراجــع الغــدير لألميــني وغيره، وال بين القــديم في زمن ورود الروايــات، والجديــد الــذي لم يكن في ذلك الوقت، فإن من أسباب أبدية اإلســالم أن فيــه قواعــد

عامة تطبق على الجزئيات المتجددة إلى األبد.

. 11 ح409 ص6( الكافي: ج?)1. 1 ح18 الباب272 ص17والوسائل: ج ،15 ح410 ص6( الكافي: ج?)2

231

Page 232: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ولذا ننكر نحن الشيعة قاعدة المصــالح المرســلة، فإنــه مــا من شــيء إال ولــه دليــل من الكتــاب أو الســنة خاصــا أو عامــا، وال بين المسكر المائع وغيره كالحشيشة، وال بين مــا يشــرب بطريــق الفم أو األنف، أو يزرق بواسطة اإلبــرة، أو يلطخ على الجســم أو يشــمه ويوجب السكر، وال بين ما يفعل أثره فورا، أو بعد مدة، بل ال ينبغي اإلشكال في حرمة ما إذا انقلب الشيء في الجوف خمــرا، كمــا إذا كان المسحوق يسكر إذا رأى الماء فشــربه ثم شــرب عليــه المــاء،

إلى غيرها من الصور الكثيرة المحتملة. كمــا ال فــرق بين أن يكــون اإلســكار حالــة أصــلية للمســكر، أو عارضــة بواســطة التربيــة، وكــذلك ال فــرق بين أن يســكر اإلنســان بواسطة شربه المسكر، أم ال العتياده أو ألجــل شــربه شــيئا يبطــل

مفعول اإلسكار.ــير المســكر، كما ال إشكال وال خالف في عدم جواز إشراب الغ ولو كــان ذلــك الغــير طفال، ألنــه ممــا علم أن اللــه ســبحانه لم يــرد وجــوده في الخــارج مثــل الزنــا واللــواط، وليس مثــل لبس الــذهب

الذي ال بأس بإلباس الطفل الصغير له. وهل يحرم إشراب الحيــوان الخمــر، احتمــاالن، وســيأتي الكالم

في المسألة. والمشهور بين الفقهاء أنه ال يجوز استعمال الخمر باســتعماالت أخر غير الشــرب وإن لم تســكر كلطخ الجســد بهــا مثال، إلطالقــات

األدلة وغيرها. وهــل يجــوز ســقيها لمن يــرى حليتهــا، الظــاهر ال، وال يــأتي هنــا

، كما ال يحل أن يبيع الخمر (1)ألزموهم بما التزموا بهقاعدة

أنفسهم«. به ألزموا بما »ألزموهم وفيه76 ح514 ص3( العوالي: ج?)1232

Page 233: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

والخنزير ألهل الكتاب والكفار غيرهم فـ ــيئا إن الله إذا حرم ش ، وألنهم مكلفــون بــالفروع إال مــا اســتثني ممــا يــدخل(1)حــرم ثمنه

أو مــا أشــبه(2)بيعا ممن يستحل أو قاعدة ألزموهمتحت قاعدة ــدم في ــا تق ــر خال حلت لم ــوارد االســتثناء، وإذا انقلبت الخم من م

مبحث المطهرات. ثم إن ما ذكر من عدم حليــة الخمــر المكســرة بالمــاء إنمــا هي فيما إذا لم تستهلك، وإال لم يكن لها موضوع، فإذا قطرت في الكــر قطرة خمــر مثال لم يحــرم الشــرب من ذلــك الحــوض لعــدم وجــود

موضوع للخمر إطالقا كما ال يخفى. وربما يستشكل في غالب ما تكون النتيجة واحدة فيمــا إذا كــان أحد الطريقين حرامــا والطريـق اآلخــر حالال، بأنــه كيــف يمكن ذلـكــائج ال الطــرق، ألن األحكــام تابعــة والحــال أن الشــارع يالحــظ النت للمصالح والمفاسد، مثال إذا فرضنا أن قارورة من الخمر اســتهلكت في كر ثم شربه مائة إنسان، كان ذلك ســواء بالنســبة إلى النتيجــة مع ما إذا شــرب تلــك القــارورة العشــرون حيث يحــرم الثــاني دونــه ال األول، وكذلك إذا خلط التراب بالماء وشربه إنسان جاز، أمــا أنــدة، يجوز له أن يشرب ذلك الماء بنفسه ويأكل ذلك التراب على حــر وكذلك في أبواب الطهارة والنجاسة، فمثال إن القارورة من الخمــارورة في ــق نصــف الق ــا إذا أري ــر لم ينجس، أم إذا أريقت في الك

نصف الكر نجس، إلى غير

. 301 ح110 ص2( العوالي: ج?)1. 2 و1ح بالذكي الميتة اختالط باب260 ص6الكافي: ج في ( كما?)2

233

Page 234: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ذلك من األمثلة الكثيرة. والجواب: إنه تارة تكون النتيجة مختلفة، وإن ظن العرف وحدة النتيجة، فمثال يمكن أن يكون الكر بقــدره الخــاص طــاردا للنجاســة والســكر مثال، وقــد كشــف عن ذلــك الشــارع النقــاب، وتــارة وضــع الحكم من باب اطــراد القــانون وإن كــانت النتيجــة واحــدة، ووحــدة القانون مهمة من جهات خارجية مثل إيجــاب العــدة على المطلقــة رجعة مثال لخوف اختالط المياه، وقد ذكرنــا تفصــيل ذلــك في بعض

مباحث الفقه فراجع.

234

Page 235: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــاهر(:23)مسألة لم أجد دليال خاصا في حرمة األفيون، والظ أن استعمال ما يوجب الضرر البالغ منه حرام، وغير ذلك حالل، بناءــن ــو الحس ــيد أب ــوم الس ــر المرح ــد ذك ــة، وق ــد العام على القواع األصفهاني حرمة اعتياد شربه، وكأنه من باب تشخيص وجود الضرر

البالغ في االعتياد، وال بأس بذلك. أما البنج فإن كان مســكرا كــان حرامــا، وإال حــل إن لم يــترتب

عليه ضرر بالغ. وقد روى المســتدرك في بــاب نــوادره، عن النــبي )صــلى اللــه

سيأتي زمــان على أمــتي يــأكلون شــيئا اســمهعليه وآله( أنه قال: .البنج، أنا بريء منهم وهم بريئون مني

سلموا على اليهود والنصــارى والوقال )صلى الله عليه وآله(: .تسلموا على آكل البنج

.(1)من احتقر ذنب البنج فقد كفروقال )صلى الله عليه وآله(: وأما السيجارة فإنها وإن كانت ضــارة في الجملــة، إال أن كونهــا موجبة للضــرر البــالغ غــير معلـوم، فإطالقــات أدلــة الحــل تشـملها،ــير من االحصاءات التي تذكرها االطباء في االضرار موجــودة في كث

االشياء، ومثل ذلك ال يوجب التحريم. ــأديب الــرادع لمن ثم الظاهر أنه يحق للدولة اإلسالمية وضع الت يستورد المحرمات أو يستعملها من باب وجود التعزير لكل مــرتكب

حرام، وحيث إن قدره بنظر الحاكم الشرعي فيصح للحاكم

. 5ح المحرمة األشربة في27 الباب145 ص3( المستدرك: ج?)1235

Page 236: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أن يجعل قدرا خاصا، كخمسة أسواط لمن هرب المخدر، أو أن يجعل ذلك بين الواحدة والخمسة مثال، إذ كون التقدير بنظر الحاكم مــوجب إلباحــة األمــرين لــه، وهــل يجــوز جعـل السـجن أو الغرامــةــك فال المالية، أو مع التعزير أم ال، احتماالن، من أنه ال دليل على ذل يجوز، ومن حفظ البالد عن االنهيار في الحرام إذا استلزم ذلك جــازــتفاد من بل وجب، ألن الحاكم يجب عليه حفظ بالد اإلسالم، بل يس

، فــإن التعليــل بــذلك لبعض(1)مصــلحة للعامةقوله )عليه السالم( ــة، وإذا لم يكن ردع األحكام دليل على لزوم مراعاة المصلحة العام الحرام إال بالقتل فإن تكرر جــاز، كمــا في كــل حــرام أصــر الفاعــل

عليه ثالث أو أربع مرات، كما ذكروا في باب الحدود. إنمـا جـزاءوربما يقــال بــالجواز إذا دخـل تحت قولــه ســبحانه: إن قلنــا(2)الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في األرض فســادا

بأن الظاهر من اآلية أن عرف الفســاد شــامل لكــل أنــواع الفســاد،ومحل المسألة كتاب الحدود.

ولو اعتاد استعمال المحرم مثال فالظاهر أنه يجب انقالعه حــتى فيما إذا كان في االنقالع ضرر عليه، اللهم إال إذا كان الضــرر بحيث

علمنا من الشارع أنه يرجح

. 252الحكم،الحكمة: قصار من512البالغة: ص نهج في ( كما?)1. 33 المائدة: اآلية ( سورة?)2

236

Page 237: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

فعل الحرام عليه، فيكون حالــه حــال المضــطر الــذي يجــوز لــهأكل الميتة وشرب الدم.

ثم الظاهر أنه لو شرب الخمر ولم تفعل أثرها إطالقــا أو أثرهــا الكامل في نفسه، وأمكن له القيء أو إبطــال مفعولهــا بحقن إبــرةــه ــا أشــبه وجب، ألن المســتفاد من الشــريعة أن الســكر بذات أو م مبغوض، باإلضافة إلى األضرار الناجمة من تأثير الخمر الواجبة رفع

، ومثــل ذلــك مــا لــو شــرب الخمــرال ضــررتلك األضرار من دليل سهوا أو جهال أو ما أشبه، ولو شرب الخمر قبل أذان صبح رمضــانــارع مما استلزم استفراغه بطالن الصوم لوحظ األهم في نظر الش

من الصيام ومن حرمة البقاء في المعدة. ثم إنه لو اضطر إلى شرب الخمر في الجملة، كان الالزم عليــه تناول األخف مفعوال من باب )الضرورات تقدر بقــدرها(، كمــا يلــزم

عليه األقل كمية أيضا. وإذا دار أمــر االضـطرار بين الخمـر وسـائر المحرمــات، لوحــظ األهم والمهم شرعا، فإن لم يعلم بذلك تخير من بــاب دوران األمــر

بين المتساويين الذين لم يعلم ترجيح أحدهما على اآلخر.

237

Page 238: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

قــد تقــدم أن المســكر حــرام مطلقــا، من أي(:24)مســألة شيء كان أصله، وعليه اإلجماع ومتواتر النصوص التي منها:

خبر عبد الرحمان بن الحجاج، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، الخمــر من خمســة:قال: قال رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(:

العصير من الكرم، والنقيع من الزبيب، والبتــع من العســل، والمــزر. (1)من الشعير والنبيذ من التمر

ومرفوعة الحضرمي، عن علي بن الحسين )عليه السالم( قال:الخمر من خمســة أشــياء: من التمــر والــزبيب والحنطــة والشــعير

.(2)والعسل وعن الهاشمي، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: قــال

الخمر من خمسة: العصــير منرسول الله )صلى الله عليه وآله(: الكرم، والنقيع من الزبيب، والبتع من العسل، والمــزر من الشــعير،

. (3)والنبيذ من التمر وعن نعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله )صلى الله عليه

ــول: ــه( يق ــزبيبوآل ــرا، وإن من ال ــاس إن من العنب خم ــا الن أيهخمرا، وإن من التمر خمرا، وإن من الشعير خمرا، أال

. 1ح الخمر منه يتخذ ما باب392 ص6( الكافي: ج?)1. 2ح الخمر منه يتخذ ما باب392 ص6( الكافي: ج?)2.3ح الخمر منه يتخذ ما باب392 ص6( الكافي: ج?)3

238

Page 239: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)أيها الناس أنهاكم عن كل مسكر وعن عامر بن الســمط، عن علي بن الحســين )عليــه الســالم(،

الخمر من ستة أشياء: التمر، والــزبيب، والحنطــة، والشــعير،قال: . (2)والعسل، والذرة

ــائل ــذكورة في الوسـ ــيرة المـ ــات الكثـ ــا من الروايـ إلى غيرهـ والمستدرك في كتابي األطعمــة واألشــربة، والحصــر في الروايــات إنما هو بالنسبة إلى الزمــان الــذي نــزل فيــه الحكم، أو قالــه النــبي )صلى الله عليه وآله( أو اإلمام )عليه السالم(، وإال فكلية حرمة كل

مسكر تشمل كل األقسام كما عرفت، بال إشكال وال خالف. ومن أقسام الخمر الفقاع، وإفراد الفقهاء لــذكره إمــا من جهــة شيوع استعماله قديما وحــديثا واســتهانة بعض النــاس بــه، فهــو من باب الخاص بعد العام، وهذا هــو الــذي نختــاره تبعــا لغــير واحــد من الفقهاء، أو من جهة حرمته وإن لم يســكر إطالقــا، بــأن لم يكن من المسكرات، كما ذهب إليه جماعة، وهذا هو الــذي اختــاره المســتند قال: )ويلحق بالمســكر الفقــاع قليلــه وكثــيره مطلقــا، وإن لم يكنــة ــاع عن الغني ــه االجم ــل علي ــحاب، ب ــكرا، بال خالف بين األص مس والسرائر والتحرير والقواعد والدروس والمسالك، وغيرها من كتب

الجماعة، بل هو إجماع محقق فهو

. 4ح المحرمة األشربة من1 الباب222 ص17( الوسائل: ج?)1. 313 ح106 ص1العياشي: ج ( تفسير?)2

239

Page 240: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الحجة، مضافا إلى النصوص المستفيضة المطلقة من غير تقييد باإلسكار(، ثم ذكر نصــا واحــدا فقــط، وقــال: وفي المستفيضــة أنــه

يقتل بايعه ويجلد شاربه. خالفا للجواهر الذي يرى الحلية فيما لم يسكر قال: )صرح غــيرــوص ــه إلطالق النص ــكرا، ولعل ــرام وإن لم يكن مس ــه ح ــد بأن واح المزبورة إال أن التدبر فيه يقتضي كونه من المسكر ولو كثيره، أمــاــال: الصنف الذي ال يسكر منه فال بأس به لألصل وغــيره( إلى أن قــه كمــا )ومنه الذي كان يعمل ألبي الحسن )عليه الســالم( في منزل

. (1)لم يعمل فقاع يغليفي الصحيح، عن أبي عمير: إنه ثم ذكــر صــحيح علي بن يقطين، عن الكــاظم )عليــه الســالم(، سألته عن شرب الفقــاع الــذي يعمــل في األســواق ويبــاع وال أدري

ــال: ــربه، ق ــل أن أش ــل أيح ــتى عم ــل وال م ــف عم ،(2)ال أحبهكيالمشعر بالكراهة أو الظاهر فيها ال الحرمة.

بل هو مقتضى القواعد الشرعية التي منها حمل فعــل المســلم على الوجه الصحيح، ومنها أن كل شيء يكون فيه حالل وحرام فهو

حالل لك حتى تعرف الحرام منه بعينه فتدعه( إلى آخر كالمه. أقول: بل ظاهر النصوص والفتاوى لدى اإللقاء إلى العرف

. 280 ح126 ص9( التهذيب: ج?)1. 282 ح126 ص9( التهذيب: ج?)2

240

Page 241: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

االنصراف إلى القســم المســكر، اللهم إال من صــرح بــاإلطالق،ــه ــتي تنص على أن ــواترة ال ــات المت ــك ألن ظــاهر الرواي خمــروذل

، أو مــا أشــبه، أنــه من(2)خمر مجهــول، أو أنه (1)استصغره الناســرفت بعض أقسام الخمر، والخمر ال يطلق إال على المسكر، وقد ع النصوص الدالة على حلية غير المسكر منه، في مــا تقــدم من كالم

صاحب الجواهر. واعلم أن كــل صــنف من صــنوف األشــربةنعم في الرضــوي:

ــه التي ال يغير العقل شرب الكثير منها ال بأس به سوى الفقــاع، فإن.(3)منصوص عليه لغير هذه العلة

ــول، لكن ليس ذلك بحجة، باإلضافة إلى ما في رواية تحف العقــه الســالم(: ــععن الصــادق )علي ومــا يجــوز من األشــربة من جمي

.(4)صنوفها فما ال يغير العقل فال بأس بشربه ولــو شــك فاألصــل عــدم الحرمــة، كمــا أن األصــل حمــل فعــل المسلم على الصحيح فيما إذا لم يعلم أنــه تركــه بحيث غلى وصــارــبهات ــزوم الفحص في الشـ ــرفت لـ ــد عـ ــك قـ ــرا أم ال، إال أنـ خمـالموضوعية فيما إذا لم يكن هناك أصل أو سوق أو ما أشبه إال ما

. 275 ح125 ص9والتهذيب: ج الفقاع، باب9 ح423 ص6( الكافي: ج?)1. 1ح الفقاع باب422 ص6والكافي: ج ،275 ح124 ص9( التهذيب: ج?)2. 8ح المحرمة األشربة من19 الباب142 ص3( المستدرك: ج?)3. 250العقول: ص ( تحف?)4

241

Page 242: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

خرج بالدليل. ــد هذا، ثم هل أن جريان حكم الشارب والبائع وما أشبه من الحــا في ــالمية، كم ــواء اإلس ــود األج ــدم وج ــان ع ــتى في زم ــام ح عــة الحكومــات الحاضــرة، أم خــاص بصــورة وجــود الحكومــة العامل

باإلسالم، احتماالن: ــير ــرعي غ ــاكم الش ــإذا تمكن الح ــدود، ف ــة الح من إطالق أدلــزاني والشــارب وقطــع الســارق المســيطر على البالد، من حــد ال

ورجم المحصن وصلب المحارب وما أشبه وجب عليه ذلك.ــواء ــد في أج ــاكم المبســوط الي ــة إلى الح ومن انصــراف األدل إسالمية، إذ ليس من المعقول عرفا أن يكون حكم الشــارب الجلــد فيما كان هناك مئــات الحــوانيت وعشــرات األلــوف من الخمــارين، فــإن الشــارع يطهــر األجــواء أوال ثم يضــع العقــاب على المــرتكب،ــاحت الحــزب ــة صــورتها اإلســالم أب ــاك حكوم ــان هن ــذلك إن ك وك الشيوعي فإنه هل يصح للحاكم االســالمي المقبــوض اليــد أن يقتــل

أفراد ذلك الحزب إذا وجد سبيال إلى ذلك، وال يبعد االنصرف. ــة كــالطالق والنكــاح ومن المعلــوم الفــرق بين األحكــام الفردي والصالة والصيام، واألحكــام الـتي هي من شــأن الحكومــة كالحــدود والتعزيرات، فإن العرف يرى أن الثانية ال تكون إال في جو إســالمي

انصرافا من األدلة إلى ذلك. والمسألة تحتاج إلى التأمل، ولم أر من تعــرض لهــا، وبنــاء على االنصراف فما يرى من قتل بعض السلطات غــير الملتزمــة بأحكــام اإلسالم والتي بالدها ال تلتزم بأحكام اإلسالم لمن حده القتل شــرعا

يكون محل شبهة وإشكال، وهكذا بالنسبة

242

Page 243: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

إلى تطــبيقهم لبعض األحكــام األخــر، هــذا مــع الغض عن كــون المجري ليس حاكما شرعيا، وقد تحقق في محله أن إجراء األحكام ومباشرة السلطات ال يجوز إال في صورة كــون المجــري والمباشــر جامعا للشرائط أو نائبا عنه، ومحل المســألة كتــاب القضــاء وكتــاب

الحدود. ومن الجدير أن يكتب الفقهاء المعاصرون كتابا خاصا بالحكومــة اإلسالمية من جميع جوانبها والتي منها التكليف في الحكومات التي اسمها اإلسالم وهي تطبق قوانين الغرب والشرق، وذلك يحتاج إلى

. (1)أتعاب كثيرة، ومباحث طويلة، والله الموفق المعين

في الحكم كتاب: )السياســة( و)الحكم البحث هذا ظله( في )دام المؤلف كتب ( فقد?)1هذه. الناشر. الفقهية الموسوعة من اإلسالم( وهما

243

Page 244: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــارة في(:25)مســألة ــاب الطه ــال في كت ــدم الكالم مفص تق حرمة العصير العنبي بل والزبيبي إذا غلى ولم يذهب ثلثاه أو ينقلب خال أو يخــرج عن اســم العصــير بانقالبــه إلى شــيء آخــر بنفســه أو

بعالج. كما تقدم الكالم حــول كــون العصــير نجســا أم ال، وعلى تقــدير النجاسة ال ينفع في طهارته مزجه بشيء آخر إال إذا اســتهلك، فيمــا إذا لم يكن قبل االستهالك موجبا للنجاسة بالمالقــاة، كمــا إذا صــببنا

قدرا من العصير في الكر بما أوجب استهالكه.

244

Page 245: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ال خالف وال إشكال في حرمــة الــدم المســفوح(:26)مسألة ــوان، فيمــا ــد ذبح الحي ونجاسته، وهو الدم المصبوب من العروق عن إذا كان الحيوان ذا دم دافق المعــبر عنــه في لســان الفقهــاء بالــدم

السائل. ففي خبر مفضــل بن عمــر: عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، ذكر في عداد المحرمات حيث ســأله لم حــرم اللــه الخمــر والميتــة

وأما الدم فإنه يورث أكله المــاءوالدم ولحم الخنزير، إلى أن قال: األصفر، ويبخــر الفم، وينتن الــريح، ويســيء الخلــق، ويــورث الكلبــل ــؤمن أن يقت والقسوة في القلب، وقلة الرأفة والرحمة، حتى ال ي

. (1)ولده ووالديه، وال يؤمن على حميمه، وال يؤمن على من يصحبه وفي خـــبر العلـــل، عن محمـــد بن ســـنان، عن الرضـــا )عليـــه

وحرم الله الدم كتحريم الميتــة لمــا فيــه من فســادالسالم(، قال: األبدان، وأنه يورث الماء األصفر، ويبخر الفم، وينتن الريح، ويســيء الخلق، ويورث قساوة القلب، وقلة الرأفة والرحمة، حــتى ال يــؤمن

. (2)أن يقتل ولده ووالده وصاحبه ــديقا وفي خبر االحتجاج، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، إن زن

ألنه يروث قال له: لم حرم الله الدم المسفوح، قال:

. 191 ص1العياشي: ج وتفسير ،334( المحاسن: ص?)1. 3ح المحرمة األطعمة من1 الباب311 ص16( الوسائل: ج?)2

245

Page 246: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

القساوة، ويسلب الفؤاد الرحمــة، ويعفن البــدن، ويغــير اللــون،. (1)وأكثر ما يصيب اإلنسان الجذام يكون من أكل الدم

. (2)والدم يقسي القلب ويورث الداء الدبيلةوفي الرضوي: إلى غيرها من الروايات.

ثم إن ما ذكــره الفقهــاء من أن ذكــر العلــة في الروايــة يــوجب حملهــا على االســتحباب أو الكراهــة ليس يــراد بــذلك مطلقــا، فــإن غالب األحكام معللة، بــل المــراد أنــه إن لم يعــرف حكم شــيء منــك الحكم نص أو إجماع أو ما أشبه ثم رأينا ذكر العلة ألجله حمل ذلــترغيب على الندب والكراهة، وذلك ألن العلة إنما تذكر للتقريب وال والترهيب، والواجب والحرام ال يحتاجان إلى ذلك حيث يجب إطاعة أمر المولى، وبعبارة أخرى إن ما يلزم على اإلنسان يلزم أن يعمــل به شاء أم أبى، أما ما ال يلزم فإنه يرغب إليــه ليفعلــه أو ينفــر عنــه

ليتركه.وكيف كان، فالكالم في الدم يقع في فروع:

األول: المشهور بين الفقهاء أن ما بقي في الذبيحة بعــد خــروج الدم المتعــارف ليس بحــرام وال بنجس، بــل عن غــير واحــد دعــوى اإلجمــاع عليــه، كمــا في الجــواهر والمســتند نقلــه عنهم، وأســتدلوا لذلك باألصل، واليســرة المســتمرة، وقاعــدة نفي الحــرج والعســر،

لوضوح عدم إمكان التحرز منه، لعدم خلو

. 5ح المحرمة األطعمة من1 الباب312 ص16( الوسائل: ج?)1. 5ح المحرمة األطعمة من1 الباب71 ص3( المستدرك: ج?)2

246

Page 247: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

اللحم منــه وإن غســل مــرات، وظهــور قولــه ســبحانه: أو دمــا ، فإن تقييــد المحــرم بالمســفوح يــدل عرفــا على عــدم(1)مسفوحا

حرمة غير المسفوح، باإلضافة إلى عدم وجود علة تحريم الدم فيه، إذ المسفوح حيث يكون الدم الوسخ يالزمه األعراض المذكورة في الروايات المتقدمة، أمــا غــير المســفوح حيث إنــه دم نقي صــاف ال

يكون له تلك األعراض. ثم إنه ال فـرق في الذبيحـة بين أن يكــون من األنعـام الثالثــة أو غيرها، وهل يلزم تقييد الحكم بمــا إذا ذبح على الطريقــة االختياريــة كالذبح والنحر والصــيد ال االضــطرارية كمــا تــردى الحيــوان في بــئر فعقر حتى مات، احتماالن، من إطالق أدلة الحلية، خصوصا بعضــها، ومن أن علل حرمة الدم آتية في المتخلف لعدم ذهاب دم العــروقــه غالبا، بل حاله حال الموقوذة ونحوها، منتهى األمر أباح الشــارع ل

ترجيحا لعدم اإلسراف وعدم تضرر صاحبه على تحريم الميتة. وهل يحل الدم في صورة االضطرار إلى أكل الميتــة بــأن يأكــل الميتــة بــدمها أم ال، أحتمــاالن، من أن ظــاهر اآليــة والروايــة حليــة الميتة بجميع أجزائها التي منها الدم، ومن أن االنصراف قاض بحلية ما كان حالال لو ذبح، فال يشــمل دليــل االضــطرار األجــزاء المحرمــةــدة ــل قاع كالطحال والبيضة والدم وما أشبه، وال يبعد الثاني، بل لع

)الضروريات تقدر بقدرها( تشمل المقام، إذ يرى العرف

. 145 األنعام: اآلية ( سورة?)1247

Page 248: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أن حرمة الدم والطحال حرمة مكررة في الميتة بخالف اللحم. ثم إن حلية ما في القلب والكبــد أولى من حليــة مــا في اللحم، إذ الغالب أن أجزاء الدم ال تنقطع عنها، فالســيرة فيهمــا أقــوى من السيرة في اللحم، باإلضافة إلى سائر األدلة، فتردد المسالك فيهما

ال وجه له. الثاني: اســتثنى بعض الفقهــاء من الــدم المتخلــف مــا كــان في األجزاء المحرمة كالطحال والبيضــة والقضــيب ومــا أشــبه، وذكــروا وجه االستثناء أصالة حرمة الدم إال ما خرج مما تعارف أكله، وليس

المحرم يؤكل حتى يحل دمه. واختار هذا القول الوالــد )رحمــه اللــه(، لكن ال يخفى أن غــالب أدلة التحليل تأتي في األجزاء المحرمة أيضا، خصوصا السيرة، فــإنــة بطنهــا، ومن المتعارف في الضيافات طبخ الذبيحة كاملة بعد تنقي المعلوم أن الدم الموجود في الجزء المحرم يدخل في المرق، وقد تقدم أن مقتضى القاعدة عدم البأس بما يدخل المرق من ماء هذه

األجزاء المحرمة. نعم يشكل في الطحال لتعارف طرحها، ولما دل على االجتناب

عن ما كان بجوارها في الطبخ إذا سال منها عليه كما تقدم. كما يشكل القول بحلية دم األكياس التي قد توجــد في الجســم من المرض فإنه دم فاسد، وندرته توجب انصراف أدلة الحلية عنه،

فتأمل. الثالث: الظاهر حلية دم السمك مطلقا، لبعض األدلة المتقدمة،

كالسيرة وكونه غير مسفوح، بل ادعى بعض اإلجماع

248

Page 249: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــة على ذلك، والمراد بالسمك المحلل منه كما ال يخفى، إذ حرمالمحرم تقتضي حرمة أجزائه التي منها منها الدم.

ومثل دم السمك في ما ذكر دم الجراد لما ذكر. الرابع: ذكر بعض الفقهاء حلية دم ما ال نفس له وإن كان حــرام اللحم، كدم الضفادع والقراد، واختــاره صــاحب الريــاض، مســتدلين

باألصل وعمومات حل ما ليس بمسفوح. وفيه نظر واضح، إذ حرمة الحيوان يقتضي حرمة جميــع أجزائــه التي منهــا الــدم، وبعــد ذلــك ال نحتــاج إلى االســتدالل على الحرمــة بالخباثة وإطالقات أدلة حرمة الدم حــتى يستشــكل بعــدم معلوميــة

الخباثة وأنه ال إطالق قطعي في المقام. الخامس: الظاهر عدم نجاســة دم البيضــة، بــل حليتــه كمــا عن الذكرى والمعالم وغيرها، لبعض األدلة المتقدمة، خالفا لجماعة عن الفقهاء حيث قالوا بالتحريم والنجاسة لإلطالقات، وفيه مــا عــرفت، أمــا العلقــة ففيهــا تــردد، وقــد ذكرنــا المســألة في كتــاب الطهــارة

فراجع. ثم إن الدم المحلل في الذبيحة ال فــرق فيــه بين أن يكــون مــعــرين، اللحم أو يجمع في الخارج، ألن األدلة التي ذكرناها تشمل األم خالفا للجواهر حيث حرمــه، قــال: )نعم لــو كــان منفــردا لم يحــل ال للعلم بخباثته، بل إلطالق ما دل على حرمة الــدم كتابــا وســنة( إلى أن قال: )فيكون الحاصل حينئذ أن الــدم مــتى كــان مجتمعــا وليس

بتابع للحم ونحوه حرم مطلقا( انتهى، وفيه ما ال يخفى.

249

Page 250: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ثم إن حرمة الدم المسفوح ال فرق فيه بين الشــديد والخفيــف،بل وما ال لون له لمرض أو نحوه إذا صدق عليه الدم.

كمــا أنــه ال ينبغي اإلشــكال في أنــه لــو حــرم الحيــوان المحلــل لوطي أو جلل أو ما أشبه حرم دمه الباقي، لما تقدم من أن حرمــة

الكل توجب حرمة الجزء. ولو انقلب الدم المسفوح إلى شيء آخر بالوســائل العلميــة فال يبعد حليته وطهارته، لقاعدة االنقالب واالستحالة، كمــا تقــدم الكالم

في ذلك في الجملة.وفي الدم مسائل أخر اكتفينا منه بهذا القدر، والله العالم.

250

Page 251: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

لو وقع دم قليل في قدر يغلي حتى ذهب الدم،(:27)مسألة فهل يحل أكل ما في القدر أم ال، قوالن:

األول: حلية األكل، كما عن المفيد والشيخ في النهاية والديلمي والتقي، بل عن المفيد والديلمي عــدم التقييــد بالقليــل، وعن التقي

عدم الفرق بين الدم وغيره من النجاسات. الثاني: عدم الحل مطلقا، بل ادعى التحرير والــدروس اإلجمــاع على العــدم في ســائر النجاســات، وهــذا القــول هــو المشــهور بين

األصحاب قديما وحديثا. استدل القائل بالحرمة بالعمومــات الدالــة على نجاســة كــل مــا

القى النجس سواء كان دما أو غيره. واستدل للقول األول بجملة من الروايات.

كصحيح سعيد األعرج، عن الصادق )عليــه الســالم(، ســألته عن نعم فــإنقدر فيها جزور وقع فيها قدر أوقية من الدم أيؤكل، قال:

. (1)النار تأكل الدم وخبر زكريــا بن آدم، ســألت الرضــا )عليــه الســالم( عن قطــره خمر أو نبيذ مســكر قطــرت في قــدر فيــه لحم ومــرق كثــير، قــال:

يهراق المرق أو يطعمه أهل الذمة أو الكالب، واللحم اغســله وكله :قلت: فإن قطر فيه الدم، قال . الدم تأكله النار إن شاء

. 2ح المحرمة األطعمة من44 الباب376 ص16( الوسائل: ج?)1251

Page 252: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)اللهــه ــى )عليـ ــه موسـ ــه، عن أخيـ ــر، في كتابـ وعن علي بن جعفـ السالم(، قال: سألته عن قدر فيهــا ألــف رطــل من مــاء يطبخ فيهــا

إذا طبخ فكــل فاللحم وقع فيها وقية دم، هل يصــلح أكلــه، فقــال: . (2)بأس

وقد استند من تعدى إلى سائر النجاسات بالمنــاط، وفيــه عــدم القطع به، خصوصا بعــد التفريــق بين األمــرين في روايــة زكريــا بن

آدم. ثم إن المشــهور حملــوا هــذه الروايــات تــارة على التقيــة كمــاــارة على احتمــال احتمله الوسائل، وتارة على عدم صحة السند، وت أن يكون الدم حالال كالمختلف في الذبيحة، وتارة على إرادة اإلمــام )عليه السالم( جواز أكل اللحم بعد غسله لتوهم السائل أنه ال يجوز األكل وإن غسل، ألن الدم ثخين، وتاره على احتمال أن يكون الماء الموجود في القدر مطلقا وكرا بحمل رواية ألف رطل على أنه كر، وحمل سائر الروايات عليــه، وتــارة حملــوا الروايــات على الشــذوذ، وتارة بإلقاء التعارض بين هذه الروايات ومــا دل على نجاســة الــدم

وحرمته.

أبواب من38 الباب1056 ص2الوسائل: ج في وكما ،39 ح470 ص3( العوالي: ج?)1. 8ح النجاسات

. 3ح المحرمة األطعمة من44 الباب376 ص16( الوسائل: ج?)2252

Page 253: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــد عــدم ولكن الكل منظور فيه، إذ ال وجه للحمل على التقية بع المعــارض، والســند صــحيح يعمــل بــه، واحتمــال كــون الــدم حالال ال يحتــاج معــه إلى أكــل النــار للــدم، وإرادة اإلمــام أكــل اللحم خالف النص الدال على أكل المرق وخالف التعليل أيضا، واحتمــال الكريــة بعيد بل إطالق الصحيحة وغيرها يقتضي التعميم، مضــافا إلى أنــه ال وجه حينئذ للفرق بين الدم وسائر النجاســات، كمــا ال وجــه للتعليــل بأكل النار وللدم، وال وجه للقــول بشــذوذ الروايــات، بــل يظهــر منــار القدماء العلم بها، ولذا أفتى المقنعة والنهاية وهما نصــوص األخب

على ذلك. فإن وقع دم في قدر يغلي على النــار جــاز أكــلففي المقنعة:

ما فيه بعد زوال عين الدم وتفرقهــا بالنــار، وإن لم تــزل عين الــدم. (1)منها حرم ما خالطه الدم، وحل منها ما أمكن غسله بالماء

فــإن حصــل فيهــا شــيء من الــدم وكــان قليال ثموفي النهاية: غلى جاز أكل ما فيها ألن النار تحيل الــدم، وإن كــان كثــيرا لم يجــز

. (2) انتهىأكل ما وقع فيه وهذه الروايات أخص مطلقا فال تعــارض العمــوم، بــل يمكن أن يقال: إن الدم أخف نجاسة واحترازا من سائر النجاسات، بدليل مــا

ورد من أنه يزول بالبصاق، وأن المتخلف منه حالل، وأن دم ما

. 2 س90( المقنعة: ص?)1. 13 س375الفقيهة: ص الجوامع من ( النهاية،?)2

253

Page 254: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ليس دمه دافق طاهر، بــل قــد تقــدم بحليتــه من الريــاض، وأن الظاهر عدم وجوب االجتناب عن الدم القليــل البــاقي على الجســد

إذا غسل وذهب أكثره. كما ربما يستدل لذلك بعــدم ورود دليــل باجتنــاب النــبي )صــلىــان يصــيبهم من الله عليه وآله( وأصحابه عن مثل ذلك الدم الذي ك

جراء الحروب فتأمل، إلى غير ذلك. هذا ولكن اإلنصاف أن الفتوى بمضمون الروايات مشــكلة، بعــد عدم عمل المشــهور، وإن كــان ذلــك ال يــوجب وهنــا في مثــل هــذه

الروايات، والله العالم. ثم على القول بالحلية، فالظاهر أنه يشترط أن ال يكون من دم نجس العين، وال غـــير المـــاكول كـــالهرة، لالنصـــراف إلى الـــدماء المعتادة، وهــل يشــمل دم بــني آدم كمــا إذا جــرحت اصــبع الطبــاخ بالســكين فســال منهــا الــدم في القــدر، احتمــاالن، من اإلطالق

خصوصا وأنه كثير االبتالء، ومن االنصراف.كما يشترط الغلو بالنار إلى ذهاب الدم.

ــا إذا أراد طبخ اللبن أو ــات، كم ــائر المائع ــدى إلى س ــل يتع وهالباقالء مثال، احتماالن، من المناط، ومن األصل.

ــد ــان أو غلى بع ــال الغلي ــدر في ح ــون الق ــرق بين أن يك وال فــدم ــذهب ال سقوط الدم، والظاهر لزوم أن يبقى القدر يغلي حتى ي

أي ينتشر ويستهلك حتى ال يبقى له أثر.

254

Page 255: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ما تقدم كان في حلية وحرمة المرق، أما اللحم(:28)مسألة وسائر ما في القــدر فإنــه ال إشــكال نصــا وفتــوى في جــواز غســله

وأكله. وغسل كــل شــيء بحســبه، فــإن كــان الغلي كثــيرا بحيث دخــل المـــاء النجس في جـــوف اللحم والحمص مثال، لـــزم عصـــر اللحم ليدخل المــاء الطــاهر في جوفــه، وتجيفيــف الحمص ثم وضــعه في

الماء الطاهر، كما مرت الكيفية في باب الطهارة. وإن لم يدخل المــاء النجس في جــوف المــذكورات، بــأن صــب

الماء بمجرد وقوع الدم، كفى غسل ظاهر المذكورات.ولو شك في وصول الماء إلى الجوف كان األصل العدم.

ــاب ويدل على ذلك باإلضافة إلى القاعدة، الرواية الواردة في بوقوع الفارة في القدر:

ــه الســالم(: ــه )علي ــد الل إن أمــيرفعن الســكوني، عن أبي عب المؤمنين )عليه السالم( سئل عن قدر طبخت فإذا في القــدر فــارة

. (1)يهراق مرقها ويغسل اللحم ويؤكلفقال: ومن المعلوم أنه ال خصوصية للفارة، بل كذلك كل حيوان حــتى

ولو كان نجس العين. بل يمكن أن يستدل لذلك بما دل على عدم البأس بما إذا كــان

ما وقع فيه ليس له نفس سائلة. كخبر أبي بصير المرادي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال:

ال بـأسسألته عن الذباب يقع في الدهن والسمن والطعام، فقال: . (2)كل

. 1ح المحرمة األطعمة من44 الباب376 ص16( الوسائل: ج?)1. 1ح المحرمة األطعمة من46 الباب378 ص16( الوسائل: ج?)2

255

Page 256: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

فيوعن الجعفريات، بسنده إلى علي )عليه السالم( إنه قــال: . (1)الخنفساء والعقرب والصرد إذا مات في اإلدام فال بأس بأكله

في الخنفســاءوعن الــدعائم، عن علي )عليــه الســالم(، قــال: والعقرب والصرار وكل شيء ال دم له يموت في الطعام، ال يفسده

(2) . إنــه أتى بجفنــة قــدوعن رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:

أدمت فوجدوا فيها ذبابا فأمر به فطــرح، وقــال )صــلى اللــه وعليــه . (3)وآله(: سموا الله وكلوا فإن هذا ال يحرم شيئا إنــه رخص في اإلداموعن أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(:

والطعام يموت فيــه حشـائش األرض والـذباب ومــا ال دم، فقـال: ال ينجس ذلك شيئا وال يحرمه، فإن مات ما له دم وكــان مايعــا فســد،

. (4)وإن كان جامدا فسد منه ما حوله وأكلت بقيته وعن نوادر الراوندي، بإســناده الصــحيح، عن موســى بن جعفــر )عليه الســالم(، عن آبائــه )عليهم الســالم(، قــال: قــال علي )عليــه

ما ال نفس له السالم(:

. 1ح المحرمة األطعمة من32 الباب77 ص3( المستدرك: ج?)12ح المحرمة األطعمة من32 الباب77 ص3( المستدرك: ج?)23ح المحرمة األطعمة من32 الباب77 ص3( المستدرك: ج?)34ح المحرمة األطعمة من32 الباب77 ص3( المستدرك: ج?)4

256

Page 257: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)سائلة إذا مات في اإلدام فال بأس بأكله نعم إذا تعــدى ســم مــا ال نفس لــه إلى الطعــام حــرم من جهــةــه ــه )علي السم كما عرفت، وعليه يحمل خبر عمار، عن أبي عبد الل الســالم( في حــديث، أنــه ســئل عن العظايــة تقــع في اللبن، قــال:

يحرم اللبن وقال إن فيها السم(2) .ــة فال أمــا إذا خــرجت الفــارة عن اإلدام والقــدر ومــا أشــبه حي إشكال فيه لطهارة الفارة، كما سبق ذكره في كتــاب الطهــارة، والــارة من أن زوال عين ــاب الطه ــق في كت ــا تحق ــا لم ــأس بمبعره ب النجاسة عن ظاهر الحيوان مطهر له، بل يحتمل عدم نجاسة جسم

الحيوان أصال كما هو كذلك في باطن اإلنسان.

5ح المحرمة األطعمة من32 الباب77 ص3( المستدرك: ج?)1. 2ح المحرمة األطعمة من46 الباب378 ص16( الوسائل: ج?)2

257

Page 258: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــه نفس ســائلة في الســمن(:29)مســألة ــوان ل إذا وقــع حي والزيت والعسل وما أشبه فإن خرج حيا فال إشكال فيه، إال إذا كانــتثنى ــ ــ الحيــــــوان نجس العين، بال خالف وال إشــــــكال في المس والمستثنى منه، ومــا يتــوهم منــه عــدم نجاســة مــا وقــع فيــه نجس

العين يجب تأويله باإلجماع. ومنه ما رواه سعيد األعــرج، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( عن الفارة والكلب يقع في السمن والــزيت ثم يخــرج منــه

. (1)ال بأس بأكلهحيا، قال: فإن المراد بالكلب إما مطلق السبع المراد به الطاهر منه، فإن

سلط عليــه كلبــا من كالبــكالكلب يطلق على ذلك، وفي الحديث: .(2)فسلط الله عليه األسد

أو المراد الســمن والــزيت الجامــدين اللــذين لم يــؤثر الحيــوان فيهما إطالقا، باإلضافة إلى أن الحديث مضــطرب المتن، فقــد رواه

. (3)الكليني كما تقدم، ورواه الشيخ بإسقاط لفظ )الكلب( أما إذا مات الحيــوان الــذي لــه نفس في الســمن ومــا أشــبه أو وقع فيه وهو ميت فللسمن ثالثة أحوال: الذوبان، والجمود العــادي،

والجمود الحجري، فإذا كان األول تنجس ولم يجز

. 1ح المحرمة األطعمة من45 الباب376 ص16( الوسائل: ج?)1دعائه. وآله( في عليه الله )صلى النبي . قال259 ص62أنوار: جال ( بحار?)2. 5ح المحرمة األطعمة من43 الباب375 ص16( الوسائل: ج?)3

258

Page 259: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

استعماله فيما يشترط بالطهارة كاألكل، وجــاز جعلــه صــابونا أو لإلسراج أو للتطلية أو ما أشبه ذلك، وإن كان الثــاني أخــذ الحيــوان وما حوله وطرح وحل الباقي، وإن كان الثالث طرح الحيوان بنفسه لعدم السراية أصال، وتعرض الروايات وغالب الفقهــاء لألولين فقــط

إنما هو لندرة الثالث، نعم تعرض للثالث الجواهر وبعض آخر. وكيف كان، فالحكم باإلضافة إلى أنــه على وفــق القاعــدة، ورد

فيه مستفيض الروايات: فعن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، قــال:

أمــا الســمنقلت: جرذ مــات في زيت أو سـمن أو عســل، فقــال: . (1)والعسل فيؤخذ الجرذ وما حوله، والزيت فيستصبح به

وروى أحمــد بن محمــد مثلــه، إال أنــه زاد: وقــال في بيــع ذلــك. (2)يبيعه لمن اشتراه ليستصبح بهالزيت:

ومن المعلوم أن االستصباح من باب أمثال، فالمراد صرفه فيماال يشترط بالطهارة.

ــال: ــه الســالم(، ق ــر )علي إذا وقعتوعن زرارة، عن أبي جعفــل الفارة في السمن فماتت فيه فإن كان جامدا فألقها وما يليها وك

ما بقي، وإن كان ذائبا فال تأكله واستصبح به، والزيت مثل

. 1ح المحرمة األطعمة من43 الباب374 ص16( الوسائل: ج?)12ح المحرمة األطعمة من43 الباب374 ص16( الوسائل: ج?)2

259

Page 260: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)ذلك وعن حماد، عن الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السـالم( عن الفارة والدابة تقع في الطعــام والشــراب، فتمــوت فيــه فقــال:

ــان إن كان سمنا أو عسال أو زيتا، فإنه ربما يكون بعض هذا، فإن ك الشتاء فأنزع ما حوله وكله، وإن كان الصــيف فارفعــه حــتى تســرج به، وإن كان بردا فأطرح الذي عليه وال تطرح طعامك من أجل دابة

. (2)ماتت عليهــه الســالم(، في ــه )علي ــد الل وعن ســعيد األعــرج، عن أبي عب حديث أنه سأله عن الفارة تموت في السمن والعسل، فقال: قــال

ــارة تمــوتخذ ما حولها وكل بقيتهعلي )عليه السالم(: . وعن الف. (3)ال تأكله ولكن أسرج بهفي الزيت، فقال:

وعن سماعة، قال: سألته عن السمن تقــع فيــه الميتــة، فقــال:إن كان جامدا فألق ما حوله وكل البــاقي:فقلت: الــزيت، فقــال . أسرج به(4) .

وعن علي بن جعفـــر، عن أخيـــه موســـى بن جعفـــر )عليهمالسالم(، قال: سألته عن الفأرة تموت في السمن والعسل

3ح المحرمة األطعمة من43 الباب374 ص16( الوسائل: ج?)1. 4ح المحرمة األطعمة من43 الباب375 ص16( الوسائل: ج?)25ح المحرمة األطعمة من43 الباب375 ص16( الوسائل: ج?)3. 6ح المحرمة األطعمة من43 الباب375 ص16( الوسائل: ج?)4

260

Page 261: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

اطرح ما حــول مكانهــا الــذي مــاتتالجامد أيصلح أكله، فقال: . (1)فيه وكل ما بقي وال بأس

إلى غيرها من الروايات. وكما أن األمــر هكــذا في مــوت الحيــوان ذي النفس كــذلك في وقوع النجاسة، لوحدة الباب، ولخصــوص خــبر عمــار، عن أبي عبــد الله )عليه السالم(، في حديث إنه سئل عن الدقيق يصيب فيه خرء

ــذ أعالهالفار هل يجوز أكله، قال: إذا بقي منه شيء فال بأس، يؤخ. (2)فيرمى به

وال يخفى أن كون الحكم كذلك في الجامد إنما هو فيما إذا كان الموت وقت الجمود، أما إذا كــان ذائبــا فمــات ثم جمــد، لــزم عــدم استعمال الكل فيما يشترط بالطهارة، كما أنه لو شــك في الــذوبان والجمـود وقت المـوت كـان األصـل الطهــارة، ولـو شـك في مــوت الحيوان في الســمن أو خارجــه بعــد إخراجــه كــان األصــل الطهــارة

أيضا. وال يخفى أن األفضل االجتناب عن مطلــق مــا وقــع فيــه الفــارة وإن خرجت حية لكراهتها، كما تقدم في كتاب الطهارة، ويدل عليــه بالخصوص ما رواه علي بن جعفر، عن أخيه )عليه الســالم(، ســألتهــال: ــه، ق ــل أكل ــبهه أيح ــبز وش ــارة والكلب إذا أكال من الخ عن الف

يطرح منه ما أكل ويحل الباقي قال: وسألته عن ،

. 264 ص10األنوار: ج ( بحار?)1. 7ح المحرمة األطعمة من43 الباب375 ص16( الوسائل: ج?)2

261

Page 262: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

إن كــان جــزة أوفارة أو كلب شــربا من زيت أو ســمن، قــال: نحوها فال تأكله، ولكن ينتفع به لسراج أو نحــوه، وإن كــان أكــثر من ذلك فال بأس بأكله، إال أن يكون صاحبه موسرا يتحمل أن يهرقه فال

. (1)ينتفع به في شيء وال بد من تأويل الخبر فيما يخالف ظاهره القواعد العامة بما ال

يخالفها كما ال يخفى. ثم إن المحكي عن العالمـــة إمكـــان تطهـــير الـــدهن المتنجس بإلقائه في كر ماء حار ألنه يعلم وصول الماء الطاهر في كــل جــزءــه وصل إليه النجس، أو يقال: إنه لم يعلم نجاسة أكثر مما وصل إلي الماء الحار، كما حكي عن بعض طهارة كل مضاف وما أشبه بالماء

إلطالق أدلة مطهريته. وعن كشف اللثام، تقريب طهر الدهن دون غــيره، قــال: وذلــك ألنها بعد ما تتفــرق في المــاء تطفــو عليــه بســبب دســومتها بخالف

سائر المائعات. وفي الكــل مــا ال يخفى، إذ ظــاهر أدلــة إلقــاء المــرق والــدهن والسمن والعســل ونحوهــا أنــه غــير ممكن التطهــير وإال كــان ذلــك إسرافا ال يجوز، باإلضافة إلى أن الماء إذا لم يستوعب جميع أجزاء النجس لم يطهره، وذلك ال يمكن إال باستهالك مــا يقبــل االســتهالك كاللبن والمــرق، ومــع االســتهالك ال بقــاء لمــا نجس، وفي الــدهن ال

يعلم بوصول الماء إلى جميع

. 116األسناد: ص ( قرب?)1262

Page 263: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

األجزاء التي تتجست كما ال يخفى. ثم الظاهر أنــه يكفي في الجمــود أن يكــون بحيث إذا أخــذ منــه مقدار بقي مكانه فارغا إلى دقائق أو ما أشبه، فإن الســراية حينئــذ

ممتنعة عرفا وهي ميزان النجاسة والطهارة عند المالقاة.ــة، ولو شك في شيء أنه مائع أو جامد كان األصل عدم النجاس

اللهم إال إذا كان هناك حالة سابقة بالجمود أو الميعان. ثم إن المشهور قيدوا االستصــباح بالــدهن المتنجس بــأن يكــون تحت السماء ال تحت األظلة، بل عن بعضهم دعــوى اإلجمــاع عليــه،ــل في قــال في الجــواهر: لكن اطالق النصــوص يقتضــي خالفــه، ب كشف اللثام: لم نظفر بخبر مفصل وال ناه عن االستصــباح، مطلــق أو تحت االظلة، ولعله لذا حكي عن الشيخ جوازه صريحا، وعن ابن الجنيد: ظاهرا، وعن بعضهم: الجواز إال أن يعلم أو يظن بقاء شــيء من عين الدهن فيحرم تحت الظالل، والظــاهر أن التقييــد ألجــل أن الــدخان المصــاحب لألجــزاء الدهنيــة يصــيب الســقف المــوجب لنجاسته، ومن المعلوم أن تنجيس السقف ليس بحرام، فــالنهي إذاــدخان ليس بنجس ــافة إلى أن ال ــذا باإلض ــاديا، ه ــان إرش ــان، ك ك لالســـتحالة، واحتمـــال أن الحرمـــة من أجـــل أن تنجيس الســـقفــك في إسراف كما ذكره الجواهر بعيد جدا، وقد تقدم الكالم في ذل

كتاب )الفقه( فراجع. ــا ال ــتعماله فيمـ ــل نجس أو متنجس يمكن اسـ ــاهر أن كـ والظـ

يشترط بالطهارة، ويجوز بيعه إال ما خرج بالدليل، وكذلك كل

263

Page 264: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

نجس أو متنجس قابل لالستحالة إلى ما ينتفع به عند العقالء إالما خرج بالدليل.

ــة بمــا يضــر النــاس ــو كــانت االســتحالة تــوجب تلــويث البيئ ولــل والحيوانات المحترمة لم يجز، للنهي عن الضرر والضرار، وكذا ك

أقسام التلويث الناشئ من مختلف التصرفات. ثم هــل الضــرر المــتراكم من أجــزاء غــير ضــارة محــرم أيضــا كالضرر الكامل ابتداء، أم ال، فلو أن رسو السفن في الميناء يوجب تلوث الماء بالنفط بعد رسو مائة سفينة مما يــوجب مــوت الحيتــانــة االســتعمال، وتضرر الناس لوساخة المياه المسقطة لها عن قابلي فهل يحرم ذلك لمجموعها بدليل ال ضرر، أو للجزء األخير من العلة،

إلى الضــرر الكامــل، احتمــاالت، وإنال ضررأو ال حرمة النصراف كان ال يبعد األول على تأمل.

نعم ال إشكال في أنه للحاكم االسالمي أن يمنع ذلــك للمصــلحة العامــة، وقــد تقــدم مثــل هــذا الكالم في بعض المســائل الســابقة

فراجع.

264

Page 265: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ال إشكال وال خالف في وجوب إعالم المشــتري(:30)مسألة المتجنب في مذهبه عن مثل هذا الــدهن النجس إذا أريــد بيعــه لــه،

وبينــه لمن اشــتراهلما تقدم من خبر معاوية، قال )عليه الســالم(: ، ولتحريم الغش كما في الجواهر، لكن االستناد إلى(1)ليستصبح به

تحــريم الغش للمســألة بصــورة مطلقــة مشــكل، ألنــه إذا كــان المشتري يريد استعماله فيما ال يشترط بالطهارة لم يكن غشا فيما كان الثمن واحدا، بل يمكن أن يقال: إن البيان إنما هــو ألجــل عــدم استعماله في الطهارة، فإذا علمنا بأنــه ال يســتعمله فيهــا جــاز الــبيع من غير بيان، وذلك لظهور علة االستصباح في ذلك، فلو علمنــا أنــه

يريد االستصباح من وفعله لم يلزم اإلعالم.ــا بل وكذلك إذا كان البائع أو اآلخذ وكيال عنه في االستعمال فيم ال يشــترط بالطهــارة، فيبيعــه البــائع، ويوكلــه المشــتري بعــد ذلــك الســتعماله، أو يوكــل من يعلم نجاســته فيســتعمله فيمــا ال يشــترط

بالطهارة. ثم إنه فيما لم يكن المشتري متجنبا في دينه ألنه ليس بمسلم، أو في مذهبه ألنه مسلم ال يرى نجاسة مثــل ذلــك، أو يــرى نجاســة مثل ذلك لكنه غير مبال، حتى أنه ال فرق بين أن نقول له إنه نجســا للنص، أو ال يجب ــل يجب اإلعالم مطلق ــه، فه ــول ل وبين أن ال نق مطلقا لعدم الفائدة، أو يفصل بين األولين فال يجب اإلعالم من باب

ألزموهم بما التزموا به .وبين الثالث فيجب إعالمه، احتماالت ،

. 1ح المحرمة األطعمة من43 الباب374 ص16( الوسائل: ج?)1265

Page 266: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وعن بعض الفقهــاء تقييــد وجــوب اإلعالم بمــا إذا كـان الشـتري مسلما، والظاهر أن مــراده المســلم المتجنب في مذهبــه عن مثــل ذلك، إذ ال خصوصية لإلسالم، ولعل األظهر جواز البيع لهمــا لقاعــدةــذكي ــع المشــتبه بين ال ــل بي ــر مث ــوهم، وبعض الشــواهد األخ ألزم

والميتة لمن يستحل، وقد تقدم الكالم حول ذلك. . (1)إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنهال يقال: يشمله:

حاكم عليه، ولذا يخص بــه األدلــةألزموهمألنه يقال: إن دليل األوليــة، فيجــوز نكــاح من طلقــه العامــة بال شــاهد ثالث مــرات في مجلس، ويجوز أخـذ اإلرث لألخ مـع وجــود االبن، ويجـوز أخـذ الثمن

الذي أخذه الذمي لبيعه الخمر والخنزير وما أشبه. في موارد نشــك في إطالقألزموهمنعم يشكل العمل بدليل

الــدليل لمثلهــا، كمــا إذا جــاز عنــدهم نكــاح المــرأة المتزوجــة لغــير زوجهـا، أو قتــل الحيــوان وقـذا أو مـا أشـبه، أو أن نـبيع لهم الخمـر والخنزير أو نحو ذلك، وللكالم في خصوصــيات هــذه القاعــدة محــل

آخر. ــالي أما بيعه بال إعالم لمن يحرمه في مذهبه كالشيعي غير المب فلعل اإلطالق مانع له، وعــدم فائــدة اإلعالم ال يــبرر الــبيع بال إعالم،

بعد شمول النص والفتوى له من غير مخصص. ومنه يعلم الكالم فيمــا إذا كــان اإلعالم غــير منتج إطالقــا لعــدم

مباالته،

. 301 ح110 ص2( العوالي: ج?)1266

Page 267: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

فهل يجب إعالمــه، أو ال يجب، أو ال يجــوز الــبيع لــه، احتمــاالت،ــوجب وإن كان ال يبعد الجواز مع اإلعالم، ألن عصيان المشــتري ال ي حرمة البيع له، أال ترى أنه لو اشترى التمر وعلمنا أنه يجعلــه خمــرا

ــذليستصبح بهجاز، اللهم إال أن يقال: إن قوله )عليه السالم(: أخ غاية بمعنى أنه إنما يجوز البيع فيما إذا كان البائع يعلم أنه يستصــبح

به، فتأمل. ثم إن اإلعالم طــريقي، فلــو كــان يعلم المشــتري بالنجاســة لم

يجب اإلعالم. كمــا أن الظــاهر أن اإلعالم إنمــا هــو لمن يريــد االســتعمال، فالــد ــا أن عمــروا يري ــد وعلمن ــو اشــتراه زي خصوصــية للمشــتري، فل اســتعماله، إمــا من جهــة أن زيــدا وكيــل لــه، أو ألجــل أنــه يريــد أن

يسلمه لعمرو، أو ما أشبه ذلك، يكفي إعالم المستعمل. وال فرق بين إعالم المشتري قبل البيع أو مع الـبيع أو بعـده بمـا يســتلزم االستصــباح لــه، ولــو كــان اإلعالم بعــد ســنة إذا علمنــا أن

االستصباح بعد سنة وشهر مثال، وذلك إلطالق الدليل والمناط. ثم إنه لو لم يعلمه بالحال فله صور ثالث:

ــه في األولى: أن يستعمله في االستصباح وما أشبه، والظاهر أنــدهن هذه الصورة ال حق له في الفسخ، وال في األرش إذا لم يعد ال معيبا، وله الحق في ذلك إذا عــد معيبــا ويرجــع البــائع إلى المثــل أو

القيمة حينئذ. الثانيــة: أن يســتعمله في مــا يشــترط بالطهــارة، وحالهــا حــال

الصورة السابقة لوحدة الدليل فيهما.

267

Page 268: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الثالثة: إن لم يكن استعمله بعد فلــه الخيــار، وإذا علم فيمــا إذا عد ذلك عيبا، أما إذا لم يعد عيبــا فالفســخ مشــكل، كمــا أن القــول

بصحة البيع مشكل أيضا. نعم ذهب بعض الفقهاء إلى فساد البيع إذا لم يعلمه، وقد تقــدم

بعض الكالم في ذلك في بابه، فراجع.

268

Page 269: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

المشهور بين الفقهاء نجاسة أواني الكفار الــتي(:31)مسألة باشروها برطوبة، سواء كانوا أهل الكتاب أم ال، وسواء كانوا ذميين

أم ال.ــبحانه: ــه س ــاب، قول ــه من الكت ــدل علي ــركونوي ــا المش إنم

قــالت، الظــاهر في النجاســة الظاهريــة، بضــميمة قولــه: (1)نجســه(2)اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله إلى قول

، وإذا كان اليهود نجسا كان سائر(3)سبحانه عما يشركونسبحانه: أقســام المشــركين والملحــدين أيضــا نجســا، بالمنــاط المســاوي أو

األولوي. ال يقال: كيف يحكم بالنجاسة وال قذارة لهم.

ألنه يقال: إن الحكم الشـرعي قـد يوضـع ألمـر جسـماني، وقـدــائم يوضع ألمر نفساني، فكما أن ما لم تفر أوداجه األربعــة من البه يحرم ألنه ميتة يورث األمراض، كذلك ما لم يــذكر اســم اللــه عليــه يحرم ألنــه فســق وخــروج من طاعــة اللــه ممــا يضــر النفس، فــإن القوانين النفســية وضــعت لتوجيــه النفس إلى الجــادة المســتقيمة، كمـــا وضـــعت القـــوانين الجســـمية لتوجيـــه الجســـم إلى الجـــادة المستقيمة، ومن هذا القبيل كثــير من األحكــام، كالصــيام والوضــوء وغيرهمــا، فبينمــا همــا عمالن ألجــل تنظيــف الجســم عن رواســب الغذاء وتنظيف البدن عن األقذار كـذلك، همــا عمالن ألجــل تنظيــف

الروح

. 28 التوبة: اآلية ( سورة?)1. 30 التوبة: اآلية ( سورة?)2. 31 التوبة: اآلية ( سورة?)3

269

Page 270: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

بالتوجيــه إلى اللــه ســبحانه، ولــذا يشــترط فيهــا النيــة، وكــذلكالغسل واالعتكاف والتيمم والجهاد وغيرها.

، كمــا(1)إنما األاعمال بالنياتولذا قال )صلى الله عليه وآله(: ــاج باإلضــافة إلى جــانب ــام تحت ــة أخــرى من األحك ــاك طائف أن هن الصورة إلى النية كالمعامالت، فــذلك ألجــل احــترام النفس حــتى ال

يصدر شيء مربوط بها إال بإرادتها. وكيف كان، فلعل سر النجاســة في الكفــار تحصــين المســلمين عن االنزالق، فإن النجاسة توجب تنفرهم عنهم مما يكــون المســلم بعيــدا عن االنســياق مــع آرائهم وأفكــارهم، فهــو كــالحكم الوقــائي

فمنواالحتياطي الذي عبر عنه النبي )صلى الله عليه وآله( بقوله: .(2)رعى حول الحمى أوشك أن يقع فيه

وهناك سر آخر محتمل، وهو إيجاد الضغط األدبي النفسي على الكافر، فإن علمه بأنه نجس، يوجب أن يتســاءل ويفكــر لمــاذا هــذا الحكم، فيقال له: النحراف في عقيــدتك وفي ســلوكك، فيفكــر في الخالص من هذه الوصــمة، ويــوجب تــر عقائــده حــول اإللــه وحــول األنبياء، وترك سائر األمور الخرافية، وترك أعمالــه المنافيــة كــزواج

األمهات والمحارم، وأكل الخنزير وشرب الخمر، وما أشبه ذلك. ال يقال: إن ذلك يوجب عسرا وحرجا على المسلمين أوال،

. 10ح العبادات مقدمة5 الباب34 ص1( الوسائل: ج?)1. 52 ص1الخواطر: ج ( تنبيه?)2

270

Page 271: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وتنفير الكفار عن اإلسالم ثانيا. ألنه يقال: أما الحرج على المسلمين فإنه قليل جدا، فإن كل ما

كل شــيءلم يعلم مباشرتهم له برطوبة كان طاهرا حالال، لقاعدة ــك من(1)لك حالل ، والقليل من الحرج إنما هو ألجل ما في قبال ذل

الفوائد الكثيرة. وأما التنفير فإنه أمر ال بد منه ألجل الهداية، فإن الجهاد واألمــر بـالمعروف والنهي عن المنكــر ومــا أشـبه أيضــا يـوجب التنفــير في الجملــة، ففائــدة الضــغط واإلرشــاد والوقايــة أهم من فائــدة تــرك

التنفير. ومن ظريف األمــر أن أحــد المسـيحيين قــال لي بعـد أن فلجتــا، ــه: وم عليه في البحث: إنه يمنعه عن اإلسالم شيء واحد، قلت ل قال: إنــه أراد دخــول صــحن موســى بن جعفــر )عليــه الســالم( في الكاظمية فمنع عن ذلك بحجة أنــك كــافر نجس، وكــان متــأثرا جــدا من هــذا الحــادث، قلت لــه: إذا أثبت أن الحــق مــع المــانعين مــاذا تفعل، قــال: أســلم، قلت: إن صــاحب المرقــد حكمــه حكم صــاحبــك: ال ــول ل بيت تعاديه أنت وتعادي آباءه، فهل لصاحب البيت أن يق تدخل بيتي مــا دمت تعـاديني وتعـادي آبــائي، قــال: طبعـا، ثم قـال: لكني ال أعادي صاحب المرقد في الكاظمية، قلت له: إنك تقول إن جده الرســول )صـلى اللـه عليــه وآلــه( لم يكن رسـوال وإنمــا ادعى

الرسالة خالف الواقع، وأن

. 1ح به يكتسب ما من4 الباب59 ص12( الوسائل: ج?)1271

Page 272: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

طريقــة صــاحب المرقــد غــير صــحيحة، وإال فــإذا ال تقــول ذلــك فلماذا لم تقبل جــده بالرســالة، ولم تقبــل طريقتــه بالصــحة، وهــلــاداة إال التكــذيب وإبطــال طريقــة صــاحب المرقــد، معــنى المعــان وشرحت للرجل الألمر شرحا وافيا مما سبب أن هداه الله لإليم

. (1)في المجلس، فأسلم وكيف كان، فيدل على لزوم اجتناب أواني الكفار التي باشروها

برطوبة، جملة من الروايات مطابقة أو التزاما: فعن سعيد األعرج: أن سأل الصــادق )عليــه الســالم( عن ســؤر

. (2)الاليهودي والنصراني أيؤكل أو يشرب، قال: )عليه السالم(: ــة ــال في آني ــه ق ــالم(، إن ــه الس ــادق )علي وعن زرارة، عن الص

. (3)إذا اضطررتم إليها فاغسلوها بالماءالمجوس: وكان سر التخصيص باالضطرار ألجل دفــع احتيــاج المســلم إلى الكافر حتى ال يحتاج إليه حتى في اإلناء، أو ألجل بقاء أثــر النجاســة

في ظل اإلناء ولو وهما، وذلك ألجل التنزه االستحبابي. وعن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر )عليه السالم( عن

آنية أهل الذمة والمجوس، فقال )عليه

)الناشر(. للمؤلف الشيوعيين مع ( انظر: مباحثات?)1. 1ح المحرمة األطعمة من54 الباب384 ص16( الوسائل: ج?)2. 8ح المحرمة األطعمة من54 الباب384 ص16( الوسائل: ج?)3

272

Page 273: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ال تأكلوا في آنيتهم وال من طعامهم الذي يطبخــون والالسالم: . (1)في آنيتهم التي يشربون فيها الخمر

والقيد من باب المثال، وإال فال فــرق بين مختلــف أوانيهم الــتيــدم أو ــة والـ ــنزير أو بالميتـ ــالخمر أو بلحم الخـ ــواء بـ تنجســـت سـ

بمباشرتهم برطوبة أو غير ذلك. وعن إسماعيل وعبد الله، قاال: قال أبو عبد الله )عليه السالم(:

ال تأكل من ذبيحة اليهودي وال تأكل في آنيتهم(2) . وفي خبر، عن أبي جعفر )عليه السالم( أنه سئل عن آنيــة أهــل

.(3)ال تأكلوا فيها إذا كانوا يأكلون فيهاالذمة، فقال: إلى غيرها من الروايــات الــواجب تقييــدها بمــا إذا علم بنجاســة

اآلنية. وفي قبال هذه الروايات طائفة أخرى تـدل على الطهـارة، ممـا يقتضي الجمع بينهما حمل الناهيــة على االســتحباب، إال أن إعــراض المشهور عن داللة الدالة على الطهارة، وكون الدالة على الطهــارة موافقة للعامة مما أوجب حملها على التقية، أوجبا القول بالنجاسة، والقول بأن الجمع الداللي مقــدم على الحمــل على التقيــة كمــا أن إعراض المشهور ألمر داللي أشبه ال يوجب اإلسقاط فيــه إذ التقيــة

إذا صارت قوية قدمت على الجمع الداللي كما ذكره

. 3ح المحرمة األطعمة من54 الباب385 ص16( الوسائل: ج?)1. 7ح المحرمة األطعمة من54 الباب386 ص16( الوسائل: ج?)2. 3ح المحرمة األطعمة من54 الباب385 ص16( انظر: الوسائل: ج?)3

273

Page 274: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

الفقيــه الهمــداني في بــاب وقت صــالة المغــرب، بعــد ورود طــائفتين من األخبــار حــول أنــه هــل هــو وقت ســقوط القــرص أو وصــول الحمــرة إلى قمــة الــرأس، كمــا أن اإلعــراض يــوجب وهن الرواية، وتفصيل هذه المباحث في محالها، وقد فصلنا المسألة في

كتاب الطهارة فراجع. وقد ذكرنا هنــاك مســألة مطهريــة النــار وأنــه إذا عجن الطحين بالماء النجس لم يطهر بالنار، بل طهره بالغمس في الماء ووصول الماء إلى جميع أجزائه كمــا هــو المشــهور، وقــد خــالف الشــيخ في

بعض كتبه لرواية ضعيفة، والله العالم.

274

Page 275: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ال إشكال وال خالف في حرمة بول ما هو نجس(:32)مسألة العين كالكلب والخنزير والكافر، وفي حرمــة بــول اإلنســان بصــورة

عامة. إال ما ربما يقال: من طهارة بول المعصوم )عليــه السـالم( آليـة

، ولمــا روي ضــعيفا شــرب بعض الصــحابة دم الرســول(1)التطهــير )صلى الله عليه وآلــه( أو بولــه، وإذا كــان الــدم طــاهرا كــان البــول طاهرا لوحدة المناط، ولما ورد في زيارة الحسين )عليــه الســالم(:

أشهد أنك طهر طاهر مطهــر من طهــر طــاهر مطهر(2)واإلطالق ، أشــهديشمل كل جزء، ولما ورد في زيارته )عليــه الســالم( أيضــا:

، والنــور(3)أنك كنت نورا في األصالب الشامخة واألرحام المطهــرةــو كــان نجســا صــارت الــرحم ليس بنجس، باإلضــافة إلى المــني ل نجسة، ولما ورد من أن الرسول )صلى الله عليــه وآلــه( لم يغســل ألن بدنــه صــار نجســا بــالموت وإنمــا للســنة، وأن الصــديقة )عليهــا

وال تكشــف عــنيالسالم( قــالت في وصــية لعلي )عليــه الســالم(: ، بعد وحدة المناط في كل النجاسات، حتى(4)فإني طاهرة مطهرة

إذا لم يكن الميت نجسا لم يكن البول والدم والمني نجسا، وألن ما هو أصل النبي والوصي )عليهما السالم( الذي هو المني ال يمكن أن

يكون نجسا، إلى غيرها، وإن نوقش في جملة

. 33 األحزاب: اآلية ( سورة?)1. 13س السالم( المخصوصة )عليه الحسين زيارة439الجنان: ص ( مفاتيح?)2. 10 س664المتهجد: ص ( مصباح?)3. 179 ص43( البحار: ج?)4

275

Page 276: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

منها. وكيف كان، فالمسألة خارجة عن محل االبتالء، وإن تعــرض لهــا بعض العلماء، ألن المسألة من قبيل مســائل اختصاصــات الرســول

من ورخ مؤمنا فقــد)صلى الله عليه وآله( فإنه تاريخ، وقد ورد أن ، فكيــف بمــا اذا ورخ الرســول وآلــه الميــامين )عليــه وعليهمأحياه

من مــات ولمالسالم(، بــل ذلــك من تمــام المعرفــة الــوارد فيهــا: فتأمل.(1)يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية

كما ال إشكال وال خالف في حرمة بول ما له نفس سائلة، وكــل ذلك ألجل النجاسة الموجبــة للحرمــة بــالنص واإلجمــاع، وقــد تقــدم

أدلة نجاسة أبوال هؤالء في كتاب الطهارة، فراجع. إنمــا الكالم اآلن في حرمــة أبــوال الحيوانــات المحللــة مــا عــدا

اإلبل، فإن اإلبل قد أجمعوا على حلية بوله. فنقول: في المسألة خالف، فــذهب الســيد واإلســكافي والنــافع

والشرائع والكفاية واألردبيلي، ومال المسالك وغيرهم إلى الحلية. وذهب الشـــيخ في النهايـــة، وابن حمـــزة واإلرشـــاد والتحريـــر

والقواعد والمختلف والدروس وغيرهم إلى الحرمة. استدل لألول: بالكتــاب والســنة واإلجمــاع واألصــل، فقــد ادعى

السيد المرتضى اإلجماع على الحلية.وفي الكتاب قوله

األئمة... والية ذكر في27 ص1ج ( الدعائم?)1276

Page 277: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــالى: ــاعمتعـ ــا على طـ ــا أوحي إلي محرمـ ــد فيمـ ــل ال أجـ قـ(1)يطعمه . (2)، وأدلة حل ما في األرض جميعا

وفي السنة: عن الجعفــري، قــال: ســمعت أبــا الحســن موســى أبــوال اإلبــل خــير من ألبانهــا، ويجعــل اللــه)عليه الســالم( يقــول:

. (3)الشفاء في ألبانها وعن قرب اإلســناد، عن جعفــر، عن أبيــه )عليهمــا الســالم(، أن

. (4)ال بأس ببول ما أكل لحمهالنبي )صلى الله عليه وآله( قال: هذا باإلضــافة إلى العمومــات، وحصــر المحرمــات خصوصــا في الذبيحــة، فإنــه لــو كــان بولهــا حرامــا لــذكر مــع أنــه ذكــر الفــرث،

والحاصل مفهوم التحديد. أما من قال بالحرمة، فقد استدل بأنه خــبيث، وفيــه: المنــع عن ذلك، وتنفر بعض الطباع عن الخباثة فإن النفس تتنفر عن ما تطــأه الرجل الدنسة، وما يدخل فيه الذباب والقمل وما أشبه ذلك مع أنه

ليس بحرام.واستدل بأن المثانة محرمة ألنها مجمع البول،

. 145 األنعام: اآلية ( سورة?)1. 1ح منه يكتسب ما من4 الباب59 ص12( الوسائل: ج?)2. 437 ح100 ص9والتهذيب: ج ،1 ح338 ص6( الكافي: ج?)3ــاب78 ص17والوسائل: ج ،572اإلسناد: ص ( قرب?)4 ح المباحة األطعمة من59 الب2 .

277

Page 278: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

فالالزم أن يكون البول حراما. وفيه: عدم التالزم، وإال لزم حرمــة الكليــتين أيضــا لمــا ورد من

أنهما مجمع البول. واستدل أيضــا بمــا ورد من جــواز الشــرب في حــال الضــرورة،

الظاهر في حرمة الشرب في حال غير الضرورة. ســئل عنكخبر عمار، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، قــال:

بول البقــر يشــربه الرجــل، قــال: إن كــان محتاجــا إليــه يتــداوى بــه. (1)يشربه، وكذلك أبوال اإلبل والغنم

ومثله ما عن سماعة، قال: سألت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم(ــل عن شرب الرجل أبوال اإلبل والبقر والغنم تنعت له من الوجع ه

. (2)نعم ال بأس بهيجوز له أن يشرب، قال: وفيه: إن االحتياج للتــداوي أعم من الضــرورة المبيحــة لألشــياءــه المحرمة، ولعل الشرط ألجل التنزه في غير حال االحتياج، لما في

من تنفر الطبع في الجملة. ويؤيده ذكره لبول اإلبل مع أن المشهور قالوا بحليته.

وهناك وجوه أخر ضــعيفة ال وجــه لــذكرها، لكن ال بــد من تقييــدــا الحل بما إذا لم يكن الحيوان جالال وال موطوءا، وإال حرم بوله، كم

يحرم

. 1ح المباحة األطعمة من59 الباب87 ص17( الوسائل: ج?)1. 7ح المباحة األطعمة من59 الباب88 ص17( الوسائل: ج?)2

278

Page 279: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

سائر أجزائه، وكما يحــل بـول المـأكول كـذلك يحـل لعابـه، لمـا تقدم من األدلة العامة، وخصــوص مــا ورد في بــاب األســئار من أن

كل ما يجتر فسؤره حالل ولعابه حالل.

279

Page 280: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــألة ــوان(:33)مس ــة لبن الحي ــكال وال خالف في حرم ال إش المحرم، بل عن الغنية وشرح المفــاتيح اإلجمــاع عليــه، ويــدل عليــه

أمور: األول: اإلجماع المتقدم نقله.

الثاني: إن إطالق تحريم الحيوانات يقتضي حرمة كل جزء منــه، سواء كان جزءا ينفصل، أو ال ينفصل، كاللحم والدم واللبن وغيرها. الثالث: استصحاب حرمة اللبن وقت كان جزءا من اللحم، فــإن اللبن ينفصل من اللحم، واستصــحاب حرمــة اللبن وقت كــان دمــا،

فإن الدم ينقلب إلى اللبن. الرابع: المرسل المتقدم في البيض المنجــبر بالعمــل، هنــا وفي كل شيء يؤكل لحمه فجميع ما كان منــه من لبن أو بيض أو أنفحــة فكل ذلك حالل طيب، ومـا تقـدم في األسـئار من أن كـل مــا يجـتر فسؤره حالل ولعابه حالل، المفهوم منهما ـ ولو بقرينــة كونهمــا في مقام التحديد ـ أن ما كان حراما فكل شــيء منــه حــرام، وأن مــا ال يجتر كالهرة واللبوة لعابهما حرام المستلزم لحرمــة لبنهمــا لوحــدة

المناط. الخامس: السيرة المستمرة على االجتناب.

وال يخفى أن بعض المذكورات وإن كان فيه نظر، خصوصــا فيمثل االستصحاب، إال أن في المجموع كفاية، خصوصا إطالق

280

Page 281: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أدلة الحرمة. أما بالنسبة إلى نجس العين كالكلب والخنزير فيزيد في حرمته

كونه نجسا ولو لمالقاة النجاسة. ومنه يظهر الوجه في حلية وكراهة لبن الحيوان المكروه اللحم كاإلتان، والحالل بال كراهــة كــالغنم، مضــافا في المكــروه إلى دليــل التسامح الشامل لفتوى الفقيــه، وإلى ظـاهر مــا ورد في لبن األتن،

ســئل عن ألبــانكما في الــدعائم من أن الصــادق )عليــه الســالم( . (1)األتن يتدواى بها فرخص فيها

أما حلية حالل اللحم فيــدل عليــه مضــافا إلى اإلجمــاع القطعيوالسيرة المستمرة المتصلة، متواتر الروايات:

فعن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر )عليه الســالم(، قــال:لم يكن رسول الله )صلى الله عليه وآله( يأكل طعامــا وال يشــرب

شربا إال قال: اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا به خيرا منه، إال اللبن، فإنــه. (2)كان يقول: وزدنا منه

أقول: وقد ثبت في الطب الحديث أن اللبن فيه جميع ما يحتاجإليه بدن اإلنسان.

كــانوعن ابن القداح، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، قــال: النبي )صلى الله عليه وآله( إذا شرب اللبن،

. 1ح المباحة األطعمة من45 الباب111 ص3( المستدرك: ج?)1. 576 ح491( المحاسن: ص?)2

281

Page 282: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)قال: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منهــاموعن خالد، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: اللبن طع

. (2)المرسلينــال: وفي مرفوعه الفارسي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، ق قال له رجل: إني أكلت لبنا فضرني، فقال لـه أبـو عبـد اللـه )عليـه

ال والله ما ضر قط، ولكنه أكلته مــع غــيره فضــرك الــذيالسالم(: . (3)أكلته فظننت أن ذلك من اللبن

وعن السكوني، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: قــال إنــه ليس أحــد يغص بشــربرسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:

. )4(لبنا خالصا سائغا للشاربيناللبن، ألن الله عز وجل يقول: أقول: بعــد تماميــة ســند الحــديثين، فــالمراد بــاألول إمــا قضــية شخصية وأن الرواي لم يضره اللبن، أو غالبية، أي أن الغــالب عــدمــاب االقتضــاء كمــا إضــرار اللبن، وســبق الكالم على العمــوم من ب يقال: إن الدواء الفالني يشفي المــرض الفالني، ويــراد بــه الغــالب،

وبالثاني الغالب

. 3 ح336 ص6والكافي: ج ،577 ح491( المحاسن: ص?)1. 6 ح336 ص6والكافي: ج ،575 ح491( المحاسن: ص?)2. 585 ح493والمحاسن: ص ،4 ح336 ص6( الكافي: ج?)3 والمحاســن: ،7 ح336 ص6الكافي: ج في رواه والحديث ؛66 النحل: اآلية ( سورة?)4

. 582 ح492ص282

Page 283: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

واالستدالل باآلية لبيان أن كونه سائغا يوجب عدم الغص غالبا. وعن أبي الحسن األصفهاني، قال: كنت عند أبي عبد الله )عليه السالم( فقــال لــه رجــل وأنــا أســمع: إني أجــد الضــعف في بــدني،

. (1)عليك باللبن فإنه ينبت اللحم ويشد العظمفقال: منوعن أحمد بن إسحاق، عن عبد صالح )عليه السالم( قــال:

أكل اللبن، فقال: اللهم إني آكله على شهوة رسول الله )صلى الله. (2)عليه وآله( إياه، لم يضره

ولعل المراد بشهوة رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( أن حبالرسول )صلى الله عليه وآله( للبن.

ثم إنه يفضل بعض أقسام اللبن على بعض األقسام، كما يفضل شربه في بعض األوقات على بعض األوقات، كما يفضـل شـربه مـع

بعض األشياء. لبنفعن محمد بن قيس، عن أبي جعفر )عليــه السـالم( قـال:

الشاة السوداء خــير من لبن حمــراوين، ولبن البقــرة الحمــراء خــير، أي شاتين حمراوين وبقرتين سوداوين. (3)من لبن سوداوين

وكالمروي في الرسالة الذهبية، عن الرضا )عليه السالم(

. 582 ح492والمحاسن: ص ،7 ح336 ص6( الكافي: ج?)1. 586 ح493( المحاسن: ص?)2. 2 ح336 ص6( الكافي: ج?)3

283

Page 284: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

في شهر أيار وقد نهي فيه من أكــل الملوحــات واللحــومقال: ــر والغنم واللبن ــالرؤوس ولحم البقـ ــة، كـ ــهالغليظـ ــال )عليـ ، وقـ

في شهر حزيران في جملة ما ينفع فيه األلبــان والســمكالسالم(: .(1)الطري

.(2)وفي أحاديث طبخ اللحم باللبن للقوة. (3)وفي أحاديث شرب لبن األتان

فعن عيص بن القاسم، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال: هذا شــيراز األتن، قلت: ال، قال: أتدري ما هذاتغديت معه فقال:

. (4)اتخذناه لمريض لنا فإن أحببت أن تأكل منه فكلــاز( أقول: الشيراز اللبن إذا استخرج ماؤه، ولعل معرب )شير ب

أي اللبن المحلول. وعن يحــيى بن عبــد اللــه، قــال: كنــا عنــد أبي عبــد اللــه )عليــه

هــذاالسالم( فأتينا بسكرجات، فأشار بيده نحو واحدة منهن وقال: شيراز األتن اتخذناه لعليل لنا، فمن شاء فليأكل، ومن شاء

. 1ح المباحة األطعمة من111 الباب126 ص3( المستدرك: ج?)1المباحة. األطعمة من19 الباب106 ص3( انظر: المستدرك: ج?)2المباحة. األطعمة من45 الباب111 ص3( انظر: المستدرك: ج?)3 ح101 ص9والتهذيب: ج ،1 ح338 ص6والكافي: ج ،594 ح494( المحاسن: ص?)4

438 .284

Page 285: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)فليدع أقول: سكرجات جمع سكرجة، إنــاء صــغير يؤكــل فيــه الشــيء

القليل، ولعله معرب )طغارجه(. وعن عيص بن القاسم، قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم(

. (2)اشربهاعن شرب ألبان األتن، فقال: وعن أبي مريم األنصاري، عن أبي جعفر )عليــه السـالم(، قــال:

. (3)ال بأس بهاسألته عن شرب ألبان األتن، فقال لي: إلى غيرهـا من األحـاديث الـواردة في مختلـف أبـواب األطعمـة

واألشربة من الوسائل والمستدرك. ــورة اللبن ثم الظاهر أن اللبن الذي يؤتى به من بعض البالد بصــرام أو لبن ــه، إال إذا علم أن من ح ــأس ب ــف ال ب ــورة المجف أو بص حرام، وذلك ألصالة الحل والطهارة، كما أن اللبن المصنوع كيمياويا

من األصول المحللة أو المشكوكة األصول حالل أيضا. وقد تحقق في كتاب النكاح أن لبن الحيوانــات ال يــوجب أحكــام الرضاع، كمــا أن اللبن المصــنوع من أصــل اللبن أو غــيره ال يــوجب

ذلك، والظاهر أن لبن اإلنسان سواء كان رجال أو بنتا غير متزوجة

. 593 ح494والمحاسن: ص ،2 ح339 ص6( الكافي: ج?)1 ح494والمحاســن: ص ،439 ح101 ص9والتهذيب: ج ،3 ج339 ص6ج ( الكافي?)2

591 . ح101 ص9والتهذيب: ج ،592 ح494والمحاسن: ص ،4 ح339 ص6( الكافي: ج?)3

440 .285

Page 286: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أو متزوجة حالال أو حراما ال بأس به، إلطالق األدلة، وال يشملهم دليل محرم اللحم، ألنه منصرف عن اإلنســان، ولــذا جــرت الســيرة بإعطــاء المرضــى لبن المــرأة، باإلضــافة إلى أن مطلــق إفــرازات اإلنسان فيما لم يعلم حرمته كالبول ولم يعلم خبثه حالل، ألطالقات

األدلة، وخصوص ما دل على بعض الصغريات بعدم اتحاد المناط. فعن الحســن الصــيقل، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في

أن امرأة بذية قالت له )صلى الله عليه وآلــه(: نــاولني منحديث: طعامك، فناولها، فقالت: ال والله إال التي في فيــك، فــأخرج رســول الله )صلى الله عليه وآلــه( اللقمــة من فيــه فناولهـا إياهــا فأكلتهــا،ــدنيا قال أبو عبد الله )عليه السالم(: فما أصابها بذاء حتى فارقت ال

(1) . وعن زيد الشحام، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، إنه كــره أن يمسح يده بالمنديل وفيها شيء من الطعــام تعظيمــا للطعــام حــتى

. (2 )يمتصها أو يكون إلى جانبه صبي يمصها وعن علي بن جعفر، في حديث طويــل قــال: فقمت فمصصــت ريق أبي جعفر )عليه السالم( ـ يعني الجواد ـــ ثم قلت: أشــهد أنــك

.(3)إمامي عند الله، فبكى الرضا )عليه السالم(

. 388 ح457والمحاسن: ص ،2 ح271 ص6( الكافي: ج?)1. 3ح التمندل باب291 ص6( الكافي: ج?)2. 4ح المباحة األطعمة من131 الباب174 ص17( الوسائل: ج?)3

286

Page 287: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

وفيــه تقريــر اإلمــامين )عليهمــا الســالم( لــذلك، حيث لم ينكــرا عليه، وفي أحاديث الصيام وغيره داللة على ذلــك أيضــا، بــل ويــدل على ذلك ما ورد في أن اإلمــام السـجاد )عليـه السـالم( كـان يبكي

حتى يختلط دمعه بطعامه. إن زينفعن ابن طـــاووس، عن الصـــادق )عليـــه الســـالم(:

إلى أن قـالالعابــدين )عليــه السـالم( بكى على أبيــه أربعين سـنة وكان يبكي حتى يبل طعامه بدموعه ويمزج شرابه)عليه السالم(:

.(1)بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجلــاب وهناك روايات أخر مذكورة في الوسائل والمســتدرك في بــل جواز أكل لقمة خرجت من فم الغير في كتاب األطعمة فراجع، ب

شرب الماءفي حديث عن رسول الله )صلى الله عليه وآله( قال: . (2)من الكوز العام أمان من البرص والجذام

أقول: قد ثبت في الطب الحديث أن الماء الــذي باشــره جســمإنسان يكون ذا وقاية عن األمراض.

نعم يشكل ما صدق عليــه الخـبيث عرفـا، كبالغم الصــدر، ومــاءــة ــانت في غاي األنف بعد أن خرجت عن الفم واألنف، خصوصا إذا ك

الوساخة، ولذا حرمها جملة من الفقهاء. ثم إن لعاب الحيوان الحــرام كــالهرة ونحوهــا إذا اختلــط بالمــاء

حيث صار مستهلكا لم يحرم، وإال أشكل، لما عرفت من حرمة

قم. ط126( الملهوف: ص?)1. 3ح المباحة األطعمة من103 الباب122 ص3( المستدرك: ج?)2

287

Page 288: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أجزاء حرام اللحم، لبعض العمومات والمطلقات. وخصوصا خبر داود بن فرقد قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( عن الشاة والبقرة ربما درت من اللبن من غير أن يضــربها الفحل، والدجاجة ربما باضت من غير أن يركبها الديكة، قال: فقــال

ــع مــا)عليه السالم(: هذا حالل طيب، كل شيء يؤكل لحمــه فجمي كــان منــه من لبن أو بيض أو أنفحــة فكــل ذلــك حالل طيب، وربمــا

، فإن المفهوم(1)يكون هذا من ضربة الفحل ويبطئ وكل هذا حالل منه لكونه في مقام التحديد حرمة ما كــان من حــرام اللحم، واللــه

العالم.

المباحة األطعمة من40 البــاب59 ص17والوسائل: ج ،7 ح325 ص6( الكافي: ج?)1. 2ح

288

Page 289: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

المشهور بين الفقهاء عدم جواز استعمال شعر(:34)مسألة ــارة أم ال، ــه الطه ــترط في ــا يش ــان فيم ــواء ك ــا، س ــنزير مطلق الخ واســتدلوا لــذلك بالنجاســة فيمــا يشــترط فيــه الطهــارة، وبأنــه من األعيان النجسة، فاإلجماع على عدم جواز االنتفــاع بــالنجس شــامل

له. ، بــل يشــمله(1)وكل أنواع التقلب فيهوفي خبر تحف العقول:

، بل عن السرائر ادعاء تواتر األخبار به.(2)إطالق تحريم الخنزير لكن في الكــل نظــر، إذ قــد اختلــف في نجاســة الشــعر، وعلى تقدير التسليم فاإلجماع منصرف عادة إلى االستعمال فيما يشـترط

بالطهارة، إال إذا كان هناك دليل خاص، فتأمل. وخبر تحف العقول باإلضافة إلى أنــه محتــاج إلى العمــل، يمكن تخصيصه بما سيأتي من األخبار، ودليل تحريم الخنزير منصرف إلى اإلكل، ودعوى التواتر منظور فيها، قال في الجواهر: لم نظفر بخبر واحد، كما اعترف به في كشف اللثام، هــذا مضــافا إلى غــير واحــد

من النصوص وفيها الحجة سندا والصريحة داللة. كخبر برد اإلسكاف، قال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: إني رجل خراز، ال يستقيم عملنا إلى بشعر الخنزير نخرز بــه، قــال:

خذ منه وبرة فاجعلها في فخارة ثم أوقد تحتها حتى

. 4 س200العقول: ص ( تحف?)1المحرمة. األطعمة من1 الباب309 ص16الوسائل: ج ( انظر?)2

289

Page 290: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)يذهب دسمه ثم اعمل به وفي حديثه اآلخــر، قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: جعلت فداك إنا نعمل بشعر الخنزير، فربما نسي الرجل فصــلى وفي يــده

، وقــال:ال ينبغي له أن يصلي وفي يده شيء منهشيء منه، قال: خذوه فاغسلوه، فما كان له دســم فال تعملـوا بــه، ومــا لم يكن لــه

. (2)دسم فاعملوا به واغسلوا أيديكم منه وعن سليمان اإلسكاف، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم(

ــده إذا أرادعن شعر الخنزير يخرز، قال: ال بأس به، ولكن يغسل ي. (3)أن يصلي

وعن الحســين بن زرارة، قــال: كنت عنــد أبي عبــد اللــه )عليــه السالم(، إلى أن قــال: فشــعر الخــنزير يجعــل حبال يســتقى بــه من

. (4)ال بأس بهالبئر التي يشرب منها أو يتوضأ منها، فقال: وعن بــرد، عن الصــادق )عليــه الســالم(، حيث ســأله عن شــعر

خذ منــه فاغســله بالمــاء حــتى يــذهب ثلثــهالخنزير يعمل به، قال: ويبقى ثلثاه، ثم اجعله في فخارة ليلة باردة فإن جمد فال تعمل

. 3ح به يكتسب ما من58 الباب168 ص12( الوسائل: ج?)1.4ح به يكتسب ما من58 الباب168 ص12( الوسائل: ج?)2. 3ح النجاسات من13 الباب1017 ص2( الوسائل: ج?)3. 4ح المحرمة األطعمة من33 الباب365 ص16( الوسائل: ج?)4

290

Page 291: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

به، وإن لم يجمد ليس عليه دسم فاعمــل بــه واغســل يــدك إذا. (1)مسسته عند كل صالة

وهذه الروايات مروية في الكافي والفقيــه والتهــذيب، قــال في. (2)الجواهر: )وليس في شيء منها اشتراط الضرورة(

نعم نسب إلى المشــهور اشــتراط الضــرورة، وتخصــيص األدلــةبها.

هذا، لكن بعض الفقهاء كالسيد المرتضى قال بالطهارة اســتنادا إلى بعض ما تقدم، وما دل على طهــارة أجــزاء عشــرة من الميتــة، وبعضهم ذهب إلى جواز االســتعمال وإن كــان نجســا، كالعالمــة في المختلـف، ومقتضـى القاعــدة مـا اختـاره الفاضـل وإن كـان سـبيل

االحتياط واضحا. ــو ــوث، فه ــدم التل ــه لع ــيره فكأن ــا التفصــيل بين الدســم وغ أم

أمــا علمت أنــه يصــيب الثــوبإرشادي، مثل قوله )عليه الســالم(: .واليد وهو حرام

وبنــاء على القــول بــذلك في شــعر الخــنزير يمكن التعــدي إلى شعر الكلب أيضا لوحدة المناط، وشمول بعض العمومــات، لكن لم

أر قائال به. كما أنه بناء على الجواز ال خصوصية للحبل، بل حال الحبل حال

كل ما يحصل من شعره من فراش وغيره، فتأمل.

. 2ح به يكتسب ما من58 الباب168 ص12( الوسائل: ج?)1.400 ص36الكالم: ج ( جواهر?)2

291

Page 292: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

األصل في مال كل إنســان محــترم المــال ولــو(:35)مسألة كان كافرا معاهدا الحرمة، باألدلة األربعة.

.(1)وال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطلكقوله تعالى: .(2)وحرمة ماله كحرمة دمهوقوله )عليه الصالة والسالم(:

واإلجماع قطعي بل ضروري عند كافة المذاهب.والعقل يرى احترام مال الناس.

وال بأس باإلشارة إلى أن أخذ أموال الناس حــرام، وإن اختلفتالشعارات كالتأميم واالشتراكية ونحوهما.

نعم للدولــة اإلســالمية الســيطرة على مــا لم يســبق إليــه أحــد بقصد جعلــه للنــاس عامــة وصــرفه في مصــالحهم، كمــا أن للدولــة اإلسالمية إخراج الكفار عن بالد االســالم إذا كــان في ذلــك مصــلحة المسلمين، وإنذارهم بأن يبيعوا أموالهم العامة أو الخاصة للدولة أو ألفراد المسلمين أو لمن شاءوا، فيمــا إذا لم يكن المشــتري موجبــا بضرر آخر على المســلمين، كــأن تــؤمم الشــركات العاملــة في بالد اإلسـالم ممـا صـاحبها الكفـار إذا اختــاروا أصـحابها أخـذ أبـدالها من الدولة فيما خيرهم الدولة بين أن تشــتريها أو يبيعوهــا هم بأنفســهم

لمن ال ترى الدولة ضررا في اشترائه لها. نعم فيما إذا اضطرت الدولـة لمصـالح المسـلين الدفاعيـة مثال،

مما يصدق عليه الجهاد بالمال المأمور به في القرآن والسنة،

. 29 النساء: اآلية ( سورة?)1. 4 ح473 ص3( العوالي: ج?)2

292

Page 293: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

إلى أخذ شيء من أمــوال النــاس الــذي ليس بخمس وال زكــاة، جاز ذلــك، ومن امتنــع فلـه عقابــه أو إجبــاره من بـاب إجبــار ممتنـع

الحق. ، وإنمــا الكالم اآلن في أن(1)وكيف كان، فلهذا الكالم مقــام آخر

مصاديق عدم جواز التصرف في أموال النــاس بــدون رضــاهم أكــلاإلنسان لمال غيره إال ما خرج، وهو من تضمنته اآلية الكريمة.

ــرجحيث قــال ســبحانه: ليس على األعمى حــرج وال على األعـوتكم ـ حرج وال على المريض حرج وال على أنفسكم أن تأكلوا من بي أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكمــوت ــوالكم أو بي ــوت أخ ــوت عماتكم أو بي ــامكم أو بي ــوت أعم أو بيـاح أن ـ ديقكم ليس عليكم جن ــ ــه أو ص ــا ملكتم مفاتح ــاالتكم أو م خ

.(2)تأكلوا جميعا أو أشتاتا وقبل أن نفسر اآلية الكريمة نأتي إلى ذكر جملــة من الروايــات

الواردة بهذا الشأن. كصحيح الحلبي، قال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه السـالم( عن

هــو واللــه الرجــل، قــال: أو صــديقكمهذه اآلية، ما يعني بقولــه: . (3)يدخل بيت صديقه فيأكل بغير إذنه

وعن زرارة، عن الصادق )عليه السالم(، قال في قول الله

)الناشر(. الموسوعة هذه اإلسالم( من في )الحكم كتاب ( انظر?)1. 61 النور: اآلية ( سورة?)2. 1ح المائدة آداب من24 الباب434 ص16( الوسائل: ج?)3

293

Page 294: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

:أو صديقكمعزوجل هؤالء الذين سمى اللــه في هــذه اآليــة يأكل بغير إذنهم من التمر والمأدوم، وكذلك تأكـل المـرأة بغـير إذن

. (1)زوجها، وأما ما خال ذلك من الطعام فال للمرأة أنوعن الصادق )عليه السالم(، فيما رواه جميل، قال: . (2)تأكل وتتصدق، وللصديق أن يأكل في منزل أخيه ويتصدق

وقال زرارة: ســألت أحــدهما )عليهمــا الســالم( عن هــذه اآليــة، ليس عليك جناح فيما أطعمت أو أكلت ممــا ملكت مفاتحــهفقال:

. (3)ما لم تفسد ومرسل ابن أبي عمير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في

الرجــل يكــون لــه، قــال: أو ما ملكتم مفاتحهقول الله عز وجل: . (4)وكيل يقوم في ماله فيأكل بغير إذنه

وفي صحيح زرارة، عن أبي جعفر )عليــه الســالم(، ســألته عمــا المــأدوم والتمــر،يحــل للرجــل في بيت أخيــه من الطعــام، قــال:

. (5)وكذلك يحل للمرأة من بيت زوجهاوفي خبر أبي أسامة، عن أبي عبد الله )عليه

.2ح المائدة آداب من24 الباب434 ص16( الوسائل: ج?)1.3ح المائدة آداب من24 الباب435 ص16( الوسائل: ج?)2.4ح المائدة آداب من24 الباب435 ص16( الوسائل: ج?)3.5ح المائدة آداب من24 الباب435 ص16( الوسائل: ج?)4.6ح المائدة آداب من24 الباب435 ص16( الوسائل: ج?)5

294

Page 295: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

اآلية، قال:ليس عليكم جناحالسالم(، في قول الله عز وجل: بإذنه وبغير إذنه(1) .

ــهوفي مرسل علي بن إبراهيم، قال: إن رسول الله )صلى الل عليــه وآلــه( آخى بين أصــحابه، فكــان بعــد ذلــك إذا بعث أحــدا من أصحابه في غزاة أو سـرية يـدفع الرجـل مفتــاح بيتــه إلى أخيـه فيــك، الدين فيقول: خذ ما شئت وكل ما شئت، وكانوا يمتنعون من ذل فيمتنعون من ذلك حتى ربما فسد الطعــام في الــبيت، فــأنزل اللــه

عز وجل: ــرليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا يعني حض. (2)أو لم يحضر إذا ملكتم مفاتحه

إذا عرفت ذلك، نقــول: إن الظــاهر من اآليــة الــذي عليــه بعض المفسرين، أنه ليس في مواكلــة األعمى واألعــرج والمــريض حــرجــا وإثم وخوف، فإن الجاهليين كانوا يتجنبون مواكلة هوالء الثالثة، أمــام ــل طيب الطع ــر فنحن نأك ــه ال يبص ــون: إن ــانوا يقول األعمى فك ولوجب غبنه، وأما األعرج فإنه ال يتمكن من الجلــوس على المائــدة كجلوس الصحيح مما يسبب عدم تمكنــه من التنــاول الكامــل، وأمــا المريض فإنه لضعف شهيته يأكل قليال فيغبن، أو أنهم كانوا يخافون من عدوى بعض األمراض في الثالثة، ولعل ســبب قولــه: )على( أي

إنهم ال حرج وال ضرر عليهم، حتى يوجب

.7ح المائدة آداب من24 الباب436 ص16( الوسائل: ج?)1.8ح المائدة آداب من24 الباب436 ص16( الوسائل: ج?)2

295

Page 296: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

أنفســكم أناجتنابهم، ثم عطف عليه سبحانه أنه ال حــرج على ــوتكم ــأكلوا من بي ــه إذا لم يعلم أنت ــان نفس ــراد بيت اإلنس والم

الماكول ماله أو مال غيره، ألصالة كون مــا في الــبيت لإلنســان إذاــة أو بيت ــزوج والزوج ــاء، أو بيت ال ــره بعض الفقه ــا ذك ــك، كم شــه األوالد، ولذا لم يذكر األوالد واألزواج في اآلية، ولذا قال )صلى الل

إن أطيب ما يأكل المؤمن كسبه، وإن ولده من كســبهعليه وآله(: (1) .

. (2)أنت ومالك ألبيكوقال )صلى الله عليه وآله(: ــدمــا ملكتم مفاتحهأمــا المــراد بـ ــبيت بي ــاح ال مــا كــان مفت

اإلنسان كالوكيل على الدار، والسيد بالنسـبة إلى العبـد ومـا أشـبه، فالمراد بالملك السيطرة ال المالكية الحقيقية، والمراد بـ )الصديق( ما يسمى في العرف صديقا، والمراد بـ )جميعا أو أشــتاتا( أن يأكــلــل أو ــأذون لهم في األك ــع من الم ــان الجم ــرد، ســواء ك ــع أو ف جم مختلفين بين المالك والمأذون لــه، ولعلــه لــدفع تــوهم أن الجمــع ال يحق لهم األكل إذا كانوا من المأذونين، ألنه يوجب نفاذ المأكول، أو أن الجمع بين صــاحب الــدار والمــأذون مشــكل حيث أبيح للمــأذون األكل في غيبة صــاحب الــدار، أمــا إذا حضــر فإنــه يحتــاج إلى اإلذن

إشــارة إلىحضــر أو لم يحضرالخاص، ولعل الرواية التي قــالت: هذا المعنى.

. 311 ح1113 ص2( العوالي: ج?)1. 310 ح113 ص2( العوالي: ج?)2

296

Page 297: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــا ــه وال خالف نص ــكال في ــألة ال إش ــل المس ــان، فأص ــف ك وكيوإجماعا، وإنما الكالم في فروع للمسألة:

األول: إن صور المسألة خمس، ألنه إما مع العلم بالرضا، أو معالعلم بعدم الرضا، أو مع الشك، أو مع الظن بالوجود، أو العدم.

أما صورة العلم بالرضا، فذلك كــاف بــدون احتيــاج إلى إذن منالشارع.

وأما صورة العلم بعدم الرضا، فال إشكال في أنه ال يجوز األكل، واآلية منصرفة عن مثلــه، وادعى بعض الفقهــاء اإلجمــاع على عــدم

الجواز حينئذ. أمــا الصــور الثالث األخــر، فالمشــهور الجــواز في صــورة الظن

بالرضا، كما هو المتعارف. ــاول إال وأشكل في الصورتين األخريين من جهة أصالة عدم التن ما خرج، والقدر المتيقن من الخارج إنما هــو صــورة الظن بالرضــا، وبذلك يفرق بين من ذكر في اآليــة وغــيرهم، حيث ال يجــوز التنــاول

لغيرهم وإن ظن بالرضا، إذ . (1)الظن ال يغني من الحق شيئا لكن الظاهر عدم البأس في الصور الثالث، إلطالق اآلية، وخرج صورة العلم بالعدم وبقي البــاقي، ولــذا اختــار غــير واحــد كــالحلبي

والرياض وغيرهم جواز األكل مطلقا. الثاني: الظاهر أنه ال فرق بين الزوجة أن تكون دائمة أو

. 36 يونس: اآلية ( سورة?)1297

Page 298: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ــرق منقطعة، لصدق )بيوتكم( فيما إذا كان لها بيت، وكذلك ال ففي األوالد بين الوالد والبنت.

نعم إذا كانت متزوجة والمــال لزوجهــا لم يجــز ذلــك، ألنــه أكــل لمال األجنبي، كمــا أن المــال لــو كــان لزوجــة الولــد لم يجــز لعــدم صدق )بيوتكم(، أو ألنه لألجنبية، وإذا شــك فاألصــل العــدم، كمــا أن

الظاهر أن بيت الربيبة ليس من )بيوتكم(. وولد الشــبهة ولــد، وولــد الزنــا ليس بولــد، والمطلقــة الرجعيــةــه لحمــة ــدي الحكم إلى الرضــاعي إشــكال، من أن زوجــة، وفي تع كلحمة النسب، ومن انصراف اآلية إلى النسبي، ولــو شــك فاألصــل

عدم الجواز. الثـــالث: هـــل يخص المـــأكول بمـــا ورد في بعض الروايـــات المتقدمة، من التمــر واألدام، أم يعم كــل أنــواع الطعــام، المشــهور األول، ونزلوا ما في الروايتين على المثــال، خصوصــا أن في الفقــه

ــل أنالمنسوب إلى موالنا الرضا )عليه السالم( قال: ال بأس للرج ياكل من بيت أبيه وأخيه وأمه وأخته أو صــديقه مــا ال يخشــى عليــه

. (1)الفساد من يومه بغير إذنه، مثل البقول والفاكهة وأشباه ذلك

. 1ح المائدة آداب من21 الباب86 ص3( المستدرك: ج?)1298

Page 299: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

ولذا قال في الجواهر: )إن مقتضى اإلطالق كتابا وسنة وفتــوى، عدم الفــرق في المــأكول بين مــا يخشــى فســاده وعدمــه( إلى أن

قال: )لم أجد قائال باختصاص التمر والمأدوم(. الرابــع: ذكــر في بعض الروايــات المتصــدق أيضــا، لكن لم أجــد عامال بذلك في صورة عدم العلم بالرضا، بل المنســاق من الروايــة صورة وجود شواهد الحال بالرضا ممــا يــورث االطمئنــان الــذي هــو

علم عادي. وهل سائر التصرفات حاله األكل، لعل األقرب التفصيل بين مــاــل يفهم من األدلة بالمناط كالشرب والتدهين، فأي فرق بين أن يأكــالعود ــان ب ــل اإلنس ــده، وتخلي ــه جس ــدهن ب ــدهن أو ي ــيئا من ال ش والتوضي وما أشبه، وبين غير ذلك كالخياطة بماكنتــه وحلــق رأســه بموسه وأخذ بعض قماشه للبسه وما أشــبه ذلــك، ألنــه ال إطالق وال

مناط. ولــو شــك في القــدر أو الشــيء فاألصــل العــدم، مثال شــك في جواز أن يأكل كل يوم، أو أن يأكــل أكــثر من المتعــارف، فيمــا كــان اآلكل أكوال، أو شك في أنه هل يجوز اســتعمال نـورة حمامــه أو مــا

أشبه. الخامس: هل يخص األكل بما يتعارف أكله كالطعــام ونحــوه، أوــادرة، ــة الن يعم نفائس األطعمة كحب الذهب والآللئ واألدوية الغالي الظاهر األول لالنصراف، بل عن بعضــهم أنــه يفهم منــه ذلــك، وقــد

تقدم أن األصل مع الشك العدم. ــوز السادس: هل جواز األكل خاص بصورة جواز الدخول، أم يج

األكل حتى مع النهي عن الدخول، قوالن، وقد أكثر الفقهاء

299

Page 300: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

التكلم حول المســألة اســتدالال وردا، لكن الظــاهر عــدم التالزم بين األمــرين، إذ النهي عن الــدخول ال يلــزم العلم بعــدم الرضــا في األكل، فيكون الرضا مشكوكا أو مظنونا الوجــود أو العــدم فيشــملهــرى في العــرف أن بعض إطالق اآلية والرواية والفتوى، وذلك كما نــا الناس يكرهون دخول إنسان دارهم لكنهم ال يهتمون بما أكل أو م

شرب من طعامهم وشرابهم. السابع: الظاهر جواز التصرف بمقدار مــا يســتلزم األكــل ذلــك، دون غــير المســتلزم عرفــا، مثال الشــرب يســتلزم رفــع الكــوز إلى الفم، واألكل للطعام يستلزم حمل ظرفه لصــبه في اآلنيــة، أمــا إذا كان الطعام في صندوق مقفول فيشكل فتح الصندوق ألجــل ذلــك، فإن اإلجازة في الشيء إجــازة في مســتلزماته العرفيــة دون مــا ال

يستلزمه. ــا يتبعــه من أكــل ــدار وم ــامن: الظــاهر أن األكــل خــاص بال الث اإلنسان بقايا الطعام خارج الــدار، أمــا أن يحمــل معــه الطعــام إلى خارج الدار ليأكله هنــاك فال، وربمــا يقــال: إن المنــاط موجــود، وإذا

شك في ذلك فاألصل العدم. ــه التاسع: إعطاء الطعام لمن يستصبحه من طفل أو حيوان، في احتماالن، من المناط كــأن يعطي الصــديق مــاء الشــرب لولــده، أوــه خالف األصــل ــات الحنطــة للحمــام الــذي معــه، ومن أن بعض حب فيقتصر فيه على صورة العلم بالرضا، بعد عــدم شــمول األدلــة لــه،ــاحب ــان ص ــاوين ك ــاحب بعض العن ــق على المص اللهم إال إذا انطب الداخل الصديق الولد الصغير لصاحب الدار فيعطيه الطعام والماء.

300

Page 301: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

العاشر: الظاهر أنه ال فرق بين أن يقصد دخول الدور المذكورة بقصد األكل أو بقصد آخر، إلطالق األدلة، فليس الحال هنــا كمــا في

حق المارة الذي اشترط فيه أن ال يقصد األكل. الحــادي عشــر: الظــاهر أن الــبيت في اآليــة الكريمــة من بــاب المثال، فالدكان والبستان والحمام ونحوهــا في حكم الــبيت، وذلــك لعدم فهم الخصوصية، فاإلشكال في ذلك كما عن بعض األعالم غير

تام. ــاء واألمهـــات األعم من األجـــداد الثـــاني عشـــر: المـــراد باآلبـ والجــدات، لإلطالق العــرفي، خصوصــا وأنهمــا أولى من األعمــام واألخوال عرفا، فالمناط موجود في األجــداد والجــدات، أمــا أعمــام األب واألم وأخوالهمــا ففي شــمول الــدليل لهم إشــكال، وال منــاط،

واحتمال الشمول بعيد، ولو شك فاألصل العدم. ومنه يعلم عدم دخول أوالد األعمام واألخوال في الحكم.

والظــاهر أن األخ واألخت والعم والخــال يشــمل األبويــني، كمــايشمل األبي وحده واألمي وحده.

وهل يحق األكــل من بيت ابن األخ واألخت، كمــا يحــق البن األخ واألخت األكل من بيت العم والخال، احتماالن، من وحدة المناط بل األولوية، ومن عدم شمول اللفظ، واألصــل العــدم، ولعــل االحتمــال

األول أقرب، أما سائر األقرباء فال. الثــالث عشــر: لــو تــبين بعــد األكــل عــدم رضــا صــاحب الــبيت،

فالظاهر عدم الضمان، ألجازة المالك الحقيقي.

301

Page 302: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

نعم لو تبين بعد األكل عدم كــون الــدار للمــذكورين، احتــاج إلى تحصيل الرضا، وإال فالضمان، ألن االشتباه ال يبيح أكل أموال الناس

بدون رضاهم. الرابع عشر: هل يجوز أكل الشيء الذي لم يتعارف أكله، كأكل الباذنجــان والبــاقالء واللحم غــير المطبوخــات، أم ال، احتمــاالن، من المناط، فإنه جاز أكله إذا طبخ فمع عدم الطبخ يجوز بطريــق أولى،ــة، النصــرافها إلى المتعــارف، لكن األقــرب ومن عــدم شــمول اآلي

األول. والظاهر أنه ال حق لــه في أن يأخــذ المــال من دور المــذكورين

ليشتري الطعام من السوق.

302

Page 303: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

البائع والمشتري على أربع صور، ألن البــائع قــد(:36)مسألة يكون مسلما وقد يكون كافرا، وعلى كل حال فالمشتري إما مسلم

أو كافر. ففي صورة كون أحدهما أو كليهما مسلما، ال إشكال في بطالن

،(1)البيع، وكون الثمن لصـاحبه، فـإن اللـه إذا حـرم شـيئا حـرم ثمنه اللهم إال إذا كان البائع مسلما والمشتري كافرا غير محــترم المــال،

فإنه يكون من إنقاذ المال من يده. وإن كان كالهما كــافرا، لم يصــح الــبيع أيضــا واقعــا، ألن الكفــار مكلفون بـالفروع كتكليفهم باألصـول، لكن حيث يقـرون على دينهم يصح ترتيب األثــر على المعاملــة، فــإذا أعطى البــائع الثمن لمســلم صح أن يعامل معه معاملة المال الصــحيح، وكـذلك إذا بــاع خــنزيرا، وكذلك في مثل أهل الخالف إذا صح شيء عندهم كــبيع النبيــذ مثال،

. (2)ألزموهم بما التزموا بهلقاعدة: ومنه يعلم وجــه صــحة أن يأخــذ العم واألخ نصــيب العصــيبة في

اإلرث فيما إذا كان شيعيا. وإذا أسلم الكافر البائع، صح لــه أن يأخــذ ثمن الخمــر والخــنزيرــه، وكــذلك إذا الذي باعه لمثله حال كفره، ألن البيع في وقته مقر بــا، وال يجب أسلم المشتري وجب عليه الدفع، وهكذا لو أسلم كالهم على أحدهما إبطال المعاملــة حــال إســالمه إذا كــان لــه الخيــار في

ذلك، ألنه ال دليل على لزوم األخذ

. 301 ح110 ص2( العوالي: ج?)1أنفسهم«. به ألزموا بما وفيه: »ألزموهم ،76 ح514 ص3( العوالي: ج?)2

303

Page 304: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

بالخيار. ومنه يعلم حال ما لو أسلف في خمــر أو خــنزير أو جعلهــا مهــر الزوجة أو ضــمن بهمــا للمشــتري، وكــذلك ســائر المحرمــات عنــدنا

المحللة عندهم.وقد ورد في بعض صغريات المسألة روايات:

كصحيح محمد بن مسلم، عن الباقر )عليــه الســالم(: في رجــل كانت له على رجل دراهم، فباع خنازير وخمـرا وهـو ينظـر فقضـاه،

ال بــأس، أمــا للمقضــي فحالل، وأمــا للبــائعقــال )عليــه الســالم(: . (1)فحرام

وفي خــبر آخــر: النصــراني يــتزوج نصــرانية على ثالثين دنــا من خمر وثالثين خنزيرا ثم أسلما بعد ذلك، ولم يكن قد دخل بها، قــال:

ينظر كم قيمــة الخمــر، وكم قيمــة الخــنزير، فيرســل بهــا إليهــا ثم . (2)يدخل عليها

وقد تقدم الكالم في هذه المسألة، كما تقدم الكالم في مسائل حل الخمر إذا انقلبت خال وأنه تطهر أواني الخمر سواء كانت رخــوا أو صلبا، وأنه ال يحـرم شـيء من الربوبــات واألشـربه كـرب التفــاح والرمــان وغيرهمـا فضــال عن مثــل السـكنجبين ونحــوه، وأن بصـاق

شارب الخمر طاهر، وكذلك بصاق آكل النجاسات

. 2ح به يكتسب ما من60 الباب171 ص12( الوسائل: ج?)1. 2ح المهور تفسير من3 الباب4 ص15( الوسائل: ج?)2

304

Page 305: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

األخر، إلى غيرها من األحكام المربوطــة بــالخمر المــذكورة فيكتاب الطهارة أو كتاب البيع أو كتاب النكاح.

ــرج من كما تقدم أيضا كراهة االستشفاء بالمياه الحارة التي تخ ــا العيون، ولعله لمكان الضرر فإنه وإن أصلح جانبا لكنه يفســد جانب

آخر. ــركب ــذا ي ــة تضــر بقــدر مــا تنفــع، ول إذ من المعلــوم أن األدوي الطــبيب الــدواء من جملــة أجــزاء يصــلح بعضــها مــا يفســد البعض،

والمياه الحارة مفرد فال مصلح معه. وتقــدم أيضــا مســألة كراهــة ســؤر الجنب والحــائض وكــل غــير

مأمون على النجاسة والطهارة.

305

Page 306: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

يحـــرم ســـقي األطفـــال والمجـــانين والبلـــه(:37)مســألة والمخدر، الخمر بال إشــكال، ألنــه تصــرف في الغــير بــدون إذن، إن كان الساقي غير ولي، وإن كــان الســاقي وليــا لم يجــز أيضــا، ألنــه تصــرف مفســد، وال يجــوز للــولي التصــرف المفســد، ويــدل عليــه

باإلضافة إلى ذلك جملة من الروايات: كخبر أبي الربيع، عن الصادق )عليه السالم( في حديث قدسي:

ال يسقيها عبد لي صــبيا وال مملوكــا إال ســقيته مثــل مــا ســقاه من . (1)الحميم يوم القيامة، معذبا يعد أو مغفورا له

وخبر عجالن، قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(: المولــود يولــدــه منفنسقيه الخمر، فقال: أال من سقى مولودا مسكرا سقاه الل

. (2)الحميم وإن غفر له يقــول اللــه عــز وجــل:وخبره اآلخر، عنه )عليه السالم(، قــال:

من شرب مسكرا أو سقاه صــبيا ال يعقــل ســقيته من مــاء الحميم، . (3)مغفورا له أو معذبا

ومن الخصال، عن علي )عليه السالم(: من سقى صبيا مسكراوهو ال يعقل حبسه الله عز وجل في طينة خبال حتى يأتي

. 1ح الخمر شارب باب396 ص6( الكافي: ج?)1. 184 ح103 ص9والتهذيب: ج ،6 ح396 ص6( الكافي: ج?)2. 7 ح397 ص6( الكافي: ج?)3

306

Page 307: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

. (1)مما صنع بمخرج منوعن عقاب األعمــال، عن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: إلىشرب الخمر سقاه الله من سم األسـاود، ومن ســم العقــارب

ومن سقاها يهوديا أو نصرانيا أو صابئا أو من كــان النــاسأن قال: . (2)فعليه كوزر من شربها

ــال: ــوي، ق ــة منوعن الرض ــبيا جرع ــقى ص وروي أن من س مسكر سقاه الله من طينة الخبال حــتى يــأتي بعــذر ممــا أتى، ولن

. (3)يأتي أبدا، يفعل به ذلك مغفورا له أو معذبا وعن جامع األخبار، عن رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(، إنــه

قال في حديث في الخمر: ــا أو نصــرانيا أال ومن سقاها غيره يهودي. (4)أو امرأة أو صبيا أو من كان من الناس، فعليه كوزر من شربها كــلوعن الغــوالي، عن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( قــال:

ومن ســقاه صــغيرا ال، إلى أن قال: مسكر خمر، وكل خمر حرام يعرف حاللــه من حرامــه كــان حقــا على اللــه أن يســقيه من طينــة

. (5)الخبال

. 169 ص2( الخصال: ج?)1. 7ح المحرمة األشربة من10 الباب247 ص17( الوسائل: ج?)2. 2ح المحرمة األشربة من6 الباب138 ص3( المستدرك: ج?)3.3ح المحرمة األشربة من6 الباب138 ص3( المستدرك: ج?)4.4ح المحرمة األشربة من6 الباب138 ص3( المستدرك: ج?)5

307

Page 308: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

إنوعن تفسير أبي الفتوح، عن النبي )صلى الله عليــه وآلــه(: الله عز وجل قال: وعزتي ما من أحد يسقي صبيا أو ضــعيفا شــربة من الخمر إال أسقيه مثلها من الصديد يــوم القيامــة، معــذبا كــان أو

. (1)مغفورا ثم الظاهر أنه ال يجوز سقي الكافر المبيح لها أيضــا، لمــا تقــدمــانتهم في النصوص، وألن الكفار مكلفون بالفروع، وعليه ال يجوز إع أيضا على صنع الخمر أو ما أشبه، وكبير الكافر وصــغيره في الحكم

واحد. والظــاهر أنــه يجب منــع الصــبي عن شــربها، ألن المســتفاد من األدلة أن الله سبحانه لم يرد وجود هذا الشيء في الخارج، كما أنــهــك، يلزم منع الصبي عن القتل والزنا واللواط والسحق وما أشبه ذل

وكذلك سائر من ال يعقل كالنائم والمخدر والمجنون وما أشبه. ولو شرب الصــبي أو من ال يعقــل كــان كمن يعقــل في وجــوب قيئه، لما في الخمر من الضرر البالغ، خصوصا بعد مــا ورد من أنهــا تبقى في بدن اإلنســان أربعين يومــا، وأن تلــك األيــام ال يقبــل فيهــا

، إذ يستفاد منها أن نفوذهــا في بــدن اإلنســان غــير(2)صالة الشارب جائز، إذا كان باالمكان إفراغ البــدن منهــا، ولــذا يقــوى عنــدنا أنــه ال يجوز أن يشرب شيئا غــير مســكر إذا كــان يتحــول في المعــدة إلى

المسكر، للمناط القطعي، ومقتضى

.5ح المحرمة األشربة من6 الباب138 ص3( المستدرك: ج?)1 و7 و6 و5 و4ح المحرمة اآلشــربة من159 الباب238 ص17انظر: الوسائل: ج(ــ ?)28 .

308

Page 309: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

القاعــدة أنــه يحــرم على الصــبي ذي الشــعور شــربها، وأنــه لــو شربها عزر كما يعزر إذا سرق أو الط، كما ذكروا في باب الحــدود،

وهذا وأمثاله استثناء من دليل رفع القلم. وهل يحرم سقي المسكر للحيوان أم ال، الظــاهر الكراهــة كمــا

أفتى به غير واحد، ألصالة عدم التحريم. إنهفعن دعائم اإلسالم، عن رسول الله )صلى الله عليه وآله(:

ــائم، ــالخمر والمســكر، وأن تســقى األطفــال والبه نهى أن يعــالج ب. (1)وقال: اإلثم على من سقاها

إن أمــيروعن الفروع عن غياث، عن الصادق )عليــه الســالم(: . (2)المؤمنين )عليه السالم( كره أن تسقى الدواب الخمر

. (3)وكذلك رواه التهذيب وعنه، عن أبي بصير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال:ــل ــا ال يح ــقى أو تطعم م ــا تس ــرة وغيره ــة البق ــألته عن البهيم س

. (4)نعم يكره ذلكللمسلم أكله أو شربه أيكره ذلك، قال: ومنه يظهر أن الحكم كذلك في كل محرم.

نعم إذا كان سقيها الخمر سببا لفساد لحمها أو تلفها حرم من

. 1ح المحرمة األشربة من6 الباب138 ص3( المستدرك: ج?)1. 7ح النوادر باب430 ص6( الكافي: ج?)2. 231 ح114 ص9التهذيب: ج( ?)3. 232 ح114 ص9( التهذيب: ج?)4

309

Page 310: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

جهة اإلسراف، ولذا ربما يحتمــل وجــوب منــع الــدجاج والبهيمــة ذات النتــاج كــالبيض واللبن من أكــل العــذرة إلى حــد الجلــل، ألنــه

يوجب اإلسراف في بيضها ولبنها ولو أليام. ثم إنه يكره اإلســالف في العصــير، والظــاهر أنــه أعم من بيعــهــبيع سلفا، أو بيعه مشروطا تأخيره، أو إجازة المشتري البائع بعــد ال

تأخير إعطائه أو ما أشبه. لخبر يزيد بن خليفة، قال: كره أبو عبد الله )عليــه الســالم( بيــع

.(1 )العصير بتأخير والتــأخير شــامل لكــل األقســام، ويكفي االحتمــال في أطــراف العلم اإلجمــالي للحكم بالكراهــة بمعــنى االجتنــاب، تحفظــا على

المكروه الواقعي في البين.

.3ح به يكتسب ما من59 الباب169 ص12( الوسائل: ج?)1310

Page 311: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

المحتويات

311

Page 312: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

312

Page 313: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

7.......................األطعمة في الحل أصالة ـ1 مسألة10..............................الخبائث من المراد ـ2 مسألة17.....................وحليته البحر حيوان حرمة ـ3 مسألة24.................................فلس له ليس ما ـ4 مسألة26..................الحيوانات بعض وحرمة حلية ـ5 مسألة29.....................البرمائية الحيوانات حرمة ـ6 مسألة31...............................السائلة النفس ذو ـ7 مسألة33....................السمكة جوف في السمكة ـ8 مسألة36.....................السمك من الطافي حرمة ـ9 مسألة40.....................بالمذكى الميت اشتبه لو ـ10 مسألة43............................السمك من الجالل ـ11 مسألة44..................................االسماك بيض ـ12 مسألة

البهائم في فصل130 ـ53

49..............................الثالثة األنعام حلية ـ1 مسألة

313

Page 314: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

52.................األهلية والحمر والبغال الخيل ـ2 مسألة60..............................................الجلل ـ3 مسألة66....................الجلل من الحياة تحله ال ما ـ4 مسألة68..................................الجالل استبراء ـ5 مسألة73...............................الجلل إزالة طرق ـ6 مسألة.العين نجس بلبن المحلل الحيوان ارتضاع ـ7 مسألة .7580...............................الموطوء الحيوان ـ8 مسألة89..........................والواطي الوطي صور ـ9 مسألة93........................بغيره الموطوء اشتباه ـ10 مسألة96.......................خمرا الحيوان شرب لو ـ11 مسألة99....................خمسة الحيوان من يحرم ـ12 مسألة102.......................................الحشرات ـ13 مسألة111...........................المحرمة الحيوانات ـ14 مسألة115..........................................الطيور ـ15 مسألة119..............................الطير حلية عالئم ـ16 مسألة123.......................وصفيفه دفيفه تساوي ـ17 مسألة

المنصوصة الطيول في فصل314 ـ131

127.....................المنصوصة الطيور روايات ـ1 مسألة131.........................................الطاووس ـ2 مسألة

314

Page 315: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

133......................................الهدهد حلية ـ3 مسألة138....................................الخطاف حلية ـ4 مسألة138......................والحباري والقبرة الفاختة ـ5 مسألة142......................................الحمام لحم ـ6 مسألة145.............................................اللقلق ـ7 مسألة146............................................النعامة ـ8 مسألة152.............................لحمه يؤكل ما بيض ـ9 مسألة158........والحرام الحالل البيض في اشتبه لو ـ10 مسألة160................الحيوان في التذكية اشتراط ـ11 مسألة162..عليه والرد اإلسالم في المحرمات شبهة ـ12 مسألة166....................بالميتة المذكى اختلط لو ـ13 مسألة169............................المشتبه انحصر لو ـ14 مسألة172...................يستحل ممن يحل ال ما بيع ـ15 مسألة176...........................الذبائح من يحرم ما ـ16 مسألة189................معا والطحال اللحم شوي لو ـ17 مسألة192..............................الطين أكل حرمة ـ18 مسألة198.......السالم( )عليه الحسين تربة استثناء ـ19 مسألة213.................................األرمني الطين ـ20 مسألة216............القاتلة السموم استعمال حرمة ـ21 مسألة229...........................الخمر شرب حرمة ـ22 مسألة235.............والسيجارة والبنج األفيون حكم ـ23 مسألة

315

Page 316: کتاب الاطعمة والأشربة › book › alfiqh › word › Alfiqh_76.doc  · Web viewيعرض التحريم للحيوان المحلل من وجوه، أما تحليل

238.........................حرام المسكر الخمر ـ24 مسألة244..........................العنبي العصير حرمة ـ25 مسألة245.........................المسفوح الدم حرمة ـ26 مسألة251..................يغلي القدر في القليل الدم ـ27 مسألة255..........................وحرمته المرق حلية ـ28 مسألة258السمن في سائلة نفس له حيوان وقع إذا ـ29 مسألة265................................المشتري إعالم ـ30 مسألة269.............................الكفار أواني حكم ـ31 مسألة275.......................العين نجس هو ما بول ـ32 مسألة280...............والمحلل المحرم الحيوان لبن ـ33 مسألة289...................................الخنزير شعر ـ34 مسألة292....................الغير أموال في التصرف ـ35 مسألة303........................والمشتري البائع صور ـ36 مسألة306............والمجانين لألطفال الخمر سقي ـ37 مسألة

311.....................................................المحتويات

316