مالحظة: هـ.1410 عام لبنان بيروت العلوم دار في المطبوع الكتاب حسب يكون الصفحات * ترتيب

))(( بين جعلت المضافة * العناوين

الفقهالمائة بعد الثالث زءالج

1

2

الفقهاإلسالمي الفقه في استداللية موسوعة

العظمى الله آيةالشيرازي الحسيني محمد السيد

ظله دام

اإلدارة كتاباألول الجزء

العلوم دار

3

األولى الطبعةم1989 ـ هـ1410

العلوم: طباعة. نشر. توزيع. دار اللبناني البنك مقابل العبد، بئر حريك، العنوان: حارة

الفرنسي

4

اإلدارة كتاباألول الجزء

5

الرحيم الرحمن الله بسم

الحمد لله رب العالمين، والصــالة والســالم على أشــرف خلقــه سيدنا محمــد وعلى آلــه الطيــبين الطــاهرين، واللعنــة الدائمــة على

أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

6

المقدمةبسم الله الرحمن الرحيم

الحمــد للــه رب العــالمين، والصــالة والســالم على محمــد وآلــهالطيبين الطاهرين.

نذكر في هذا الكتاب: )الفقه: اإلدارة( بعض الكليات المستفادة من األدلة األربعة، وبعض الصغريات الخارجية لتلك الكبريات، واللــه المسؤول أن يقرنه برضاه، ويجعله مقدمة لتطبيق اإلدارة الصحيحة

المنطبقة على الشريعة المقدسة، وهو المستعان.

قم المقدسة هـ1408 / رمضان / 16

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

7

8

(()) واصطالحا لغة اإلدارة

من دار يدور دورا ودورانا، بمعــنیي،مسألة: اإلدارة أجوف واو تحرك وعاد إلی حيث كان، و)أدار( باب أفعال، منه كان المدير يديرــدأ، وال يلــزم أن يكــون األمر فيرجعه دورات ودورات إلی حيث ما ب

األمر علی نحو دائري بما يخط بالبركان، وإن كان هو أيضا منه. والدار تسمی دارا إلدارة الحائط عليها، وهو غير البيت الذي هو عبــارة عن محــل البيتوتــة، وإن كــان كــل واحــد منهمــا يطلــق على

اآلخر. ومن الواضح أن )المداراة( ليست هذه المادة، بل هي من دري ناقص يائي، وإن كــانت المــداراة من صــغريات اإلدارة في المجمــع

لتفارقهمــا في اإلدارة بال مــداراة،،بينهما، إذ بينهما عمــوم من وجه وفي المداراة بدون اإلدارة، وما في األحاديث عن النبي )صلی اللـه عليــه وآلــه( من األمــر بمــدارة النــاس، يــراد بمــا األعم من اإلدارة

وغيرها. وفرق بين )المدير( باليــاء، و)المــدبر( بالبــاء، فــاألول من يــدير، والثاني من يري دبر األمور، أي خلفها، وكأنه لذا لم يطلق على الله سبحانه، بينما أطلق عليه المدبر ـ بالباء ـ فاللــه ال يــدير بــل يكــون، بينما اإلنسان يدير ال أنه يكون، ويمكن أن يكون عــدم اإلطالق ألمــر

آخر لسنا بصدد تفصيله اآلن.

))اإلدارة الناجحة ومقوماتها(( ثم إن اإلدارة الناجحة بحاجــة إلی: نفسـية قابلـة، فــإن قابليــاتــات، وهي وإن كــانت الناس تختلف في جميع األبعاد ومن كل الحيثيــا كــالفرق بين األرض ــترقي إال أن الفــرق بينه ــة لشــيء من ال قابل

الخصبة والنشاشةــزرع في األرض ــذي ي وإال،وإلى علم باإلدارة، فالعلم كالنبات ال

.فمجرد قابلية األرض بدون اإلنبات ال تأتي بالثمروإلى الممارسة ،

9

ــل،فإنها هي التي تجعل العلم في محك التجربة وهذا العلم كفي بــاألمر الثــاني، أمــا األول فهــو خــارج عن طــوق اإلنســان، والثــالث

مرتبط بالعمل.

))معنى اإلدارة(( المــدير من جــانب والعمــال،ثم إن اإلدارة عمليــة بين طــرفين

لتنفيــذ غــرض معين، وهــذا يشــمل،بــالمعنى األعم من جــانب آخراإلدارة الحسنة أو السيئة.

فاإلدارة الحسنة هي الــتي تكــون وفــق المتطلبــات االجتماعيــة لك، من غير فــرق في ذلــكذالسليمة، بينما اإلدارة السيئة ليست ك

بين اإلدارة السياســية أو االقتصــادية أو االجتماعيــة أو العسـكرية أوالثقافية أو غيرها.

ومن المعلوم أن ما ذكرناه ليس إال شرح االسم، وليس بحد والرسم، وإنما القصد اإللماع إلى ما في الذهن من معنی اإلدارة.

ــثر على ــدا أو أك ــدير واح ــون الم ــك بين أن يك ــرق في ذل وال فــك في طريقة االستشارة، كما ال فرق بين أن يكون المدير هو المال

مثل المصنع أو غيره.

))اإلدارة النشطة والناجحة(( وال يمكن ألي شيء يحتــاج إلى اإلدارة أن يكــون ناجحــا ويســير

إال إذا كانت له إدارة نشطة فعالة، فــإن،إلی األمام بسالمة واتساع ،البقاء والنجاح واالطراد تتوقف علی قــدرة اإلدارة ومهــارة المــدير

فكفاية الحكومة وحسن المستوى االجتماعي وتقــدم االقتصــاد ومــا أشبه، كلهــا تقــع على اإلدارة، فــإذا كــانت حســنة ســارت الحكومــة بسالم، وأنتج االقتصاد أفضل المنتجات والخــدمات، وســاد االجتمــاع

أفضل العالقات

10

االجتماعية، وإذا كانت متوسطة أو سيئة كانت النتيجة تابعة لها،فإن فاقد الشيء ال يعطيه.

واإلدارة الناجحة ليست عمال سهال، بل هي علی جانب كبير من الصعوبة، إذ األمر بحاجة إلی حسن االبتداء، ثم االستمرار الحســن،ــدان ــدخول في المي وكالهما بحاجة إلی عشرات من المقومات، فال بدون دراســة كافيــة، أو بــدون مالحظــة جــوانب األعمــال، أو بــدون مالحظــة قــوة المنافســة، أو التوســيع المخــل ممــا هــو خــارج عن القدرة، أو إنماء المنشأ بسرعة غير الئقة، أو عدم أخذ االحتياطــاتــوء اإلدارة، ومن الالزمة للتغيرات المفاجئة أو غير ذلك، كلها من س المستحيل أن تعطي اإلدارة السيئة النتائج الحسنة، والعكس صحيح

أيضا.

))ما ينبغي وما يمكن((ــرق ب ــايوالالزم على اإلدارة الحســنة أن يف ــا ينبغي وبين م ن م

يمكن، فالغـالب أن األول متعـذر، ألنـه مثــالي، بينمـا الثــاني ممكن،الثاني فإذا رام المدير بينما النتائج، إلى الوصول بدون سقط األول

المدير يقتفيه الذي الناجح.هو

))اإلدارة علم وفن(( فأيهمــا بــدون اآلخــر يكــون ناقصــا، فــالعلم،واإلدارة علم وفن

عبــارة عن مجموعــة قــوانين ونظريــات ومبــادئ يلـزم على المــدير يلــزم أناستيعابها سلفا حــتی يطبــق كــل شــيء في موضــعه، مثال

يعرف لــزوم مســك الســجالت وتســجيل كــل وارد وصــادر، وضــبط ومعرفة الحد بين المبدأ والهدف، إلی غير ذلك.،الوقت

ثم يــأتي دور الفن وهــو مــا يعتمــد علی الموهبــة الشخصــية والخبرة العملية والمهارة الفرديــة واســتنباط طــرق حــل المشــاكل

وما إلى ذلك.

11

ومنه يعلم أن جعل اإلدارة علما مجردا، أو فنــا مجــردا، ال يمكن أن يأتي له بدليل، فهــو كمــا إذا جعلت اإلدارة قــوة الشخصــية ذات البعد اإلداري في النفس، باعتماد أن المــديرين كــانوا يــديرون قبــل

ظهور علم اإلدارة، فال حاجة إلى العلم وال إلى الفن. فكمــا أن الطــبيب النــاجح بحاجــة إلى العلم ليعــرف،وعلي أي

المــرض وعالئمــة واألدويــة، وإلى الفن بــأن يكــون طويــل التطــبيقللعلم حتى يكون ممارسا مجربا، كذلك اإلدارة.

إن الحياة تعتمد على التجارب مثل اعتمادها علی العلم، فكــون إال إذا،اإلنسان شجاعا يعرف فنون الحرب، ال يجعله محاربــا ناجحــا

وعــرف مواضــع الخطــأ والصــواب،خاض حروبا وخرج منهــا بســالمحتى يتجنب األولی في المواضع المشابهة وينجح إلی الثانية فيها.

وهذا ينطبق علی الفقيــه والسياســي والخطيب وغــيرهم، ولــذا اصمدا في دينكمــا علی كــلورد في الحديث قوله )عليه السالم(:

.(1) وکل كثير القدم في أمرنا،مسن في حبناوقال الشاعر في بني العباس: )فما لكم قدم فيها وال قدم...(.

ــة مــع العلم والفن حصــلت اإلدارة فإذا تطابقت النفسية اإلداريالناجحة .

ثم إن اإلدارة ـ كمــا تقــدم ـــ ممارســة ، ال مجــرد نظريــات وآراء أمــا من يملــك،وفرضيات، فــإن تبلــور هــذه ال تكــون إال بالممارسة

هذه فقط بدون الممارسة فيصلح أن يكــون مستشــارا من الدرجــة الثانية، إذ المستشار من الدرجــة األولى هــو الـذي مــارس وتصــاعد ،في علمه بالتجارب، ومن هنا قيــل: )دع الطــبيب واســأل المجربــا(

فإنه وإن كان

ص2أنــوار: جال . بحارالبيت آل ط33460 ح11 ب151 ص27الشيعة: ج ئلوسا )?(1.14 ب82

12

،خطأ إذ المجرب بال طبابة علمية ال يؤمن التطـبيق الخطـأ، مثالــار الفالني، وإذا ــه وأن شــفاءه في العق ــد ل ــه رأى وجــع رأس ول إن

بينمــا يمكن أن،تمرض بمثل ذلك ولد آخر لــه أعطــاه نفس العقــار يكــون األول صــداعه من الحــرارة فالعقــار الفالني دواء لــه، بخالف الثاني إلمكان كون صــداعه من الــبرودة ونفس ذلــك العقــار يزيــده

داء.

إدارة(())من مقومات ال وعلي أي، فالمـــدير الممـــارس بحاجـــة إلى صـــفات جســـمية كالصــحة والطاقــة المكافئــة للعمــل، وصــفات عقليــة من العلمــات، والتمكن من البت والقدرة على تطبيق الصــغريات على الكبري

إلی غير ذلك.،والحكم، والتقدير المناسبكما يلزم أن يكون حازما، كما قال الشاعر:

وأحزم الناس من لم يرتكب عمال حتى يفكر ما تجني عواقبه

ــإن وأن يستعد لتحمل المسؤولية، وأن يكون له الوالء للعمل، فغير ذي الوالء ال يمكن أن يأتي بكامل اإلنتاج.

وأن يكون له االبتكار، إذ ليست اإلدارة جمــودا وجفافــا وإنســانا آليا، بل بحاجة إلى خالقية ذهنية تولد االبتكار في الوقت المناســب،

إلى غير ذلك. وهذه الصفات ـ باستثناء الطاقة الجسمية ـ تعتمــد على األمــور

ي العلمأ ،الثالثة المتقدمــة، من النفس الخصــبة ذات البعــد اإلداريــير ليضــاعف والفن، ومن الواضح أن كال من هذه الثالثة قابلــة للتغي اإلنتاج، كاألرض الخصبة تسمد، والعلم يتصاعد، والفن يتقــدم، ولــذا

إن في الحــديث:،فعلی المــدير أن يكــون دائم التطلــع والمالحظــة ومن كان أمسه خيرا من يومــه فهــو،من ساوى يوماه فهو مغبون

ــان في ــة، ومن ك ــو في نقيص ــادة فه ــون، ومن لم يكن في زي ملع.نقيصة فالموت خير له من الحياة

13

دير(())صفات المــا في ــا أهميته ــوفر في المــدير صــفات له ــزم أن يت مســألة: يل

فــإن اإلدارة،التمكن من إيصال سفينة اإلدارة إلی المقصــد بســالم وطــرف منهــا العمــال أو من، طــرف منهــا المــدير،أمــر ذو شــعب

ــرف ،إليهم كمدير المدرسة حيث إن طرف التالميذ والمعلمين، وطمنها الجوامد كالمصنع أو المدرسة أو ما أشبه ذلك.

ــده، ــرفين علی ح ــل من الط ــاة ك ــه مراع ــزم علي ــدير يل فالم مثال مــدير العمــل يــراعي،ومراعاة االرتباط بين هذا الطــرف وذاك

العمل حيث الرعاية لهـا شــرائطها وخصوصـياتها، ويـراعي العمــال، ويراعي االرتباط بين العمل والعمال، وإال دخــل في حــديث رســول

.(1)لعن الله من ضيع من يعولالله )صلی الله عليه وآله(: ــط، فإنه وإن كان بلحاظ لفظ )من( يشمل العنصر اإلنساني فق

إال أن المالك يوجب التعدي إلی العنصر غير اإلنساني.ــه الســالم(: إنكم مســؤولون حــتی عنوفي حــديث علي )علي

.(2)البقاع والبهائم.(3)كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيتهو:

فالحديث في الشمول بالنص لإلنسان وبالمالك لمــا يرتبــط بــه،وحتی إذا لم نقل بالمالك شمله العمومات واإلطالقات.

ير أن يتصف بالصفات التاليــة، وكلمــادوعلی أي فالالزم في الم ضــعفت هــذه الصــفات فيــه كمــا أو كيفــا ضــعفت اإلدارة، والعكس

بالعكس، وهي:

))قدرة التعبير والبيان(( : أن تكون له القدرة التامــة على التعبــير عن نفســه تكلمــا أو1

كتابة، حتى يفضي إلی الطــرف بمــا يريــد، فــإن اإلدارة بحاجــة إلیبحر من

يعول(. من ضيع من ملعون وفيه: )ملعون12 ص4الكافي: ج انظر)?(1.167 الغة: الخطبالب نهج )?(2.129 ص1اللئالي: ج يغوال )?(3

14

اإلقناع، وكلما كانت اإلدارة أهم كان اإلقناع محتاجــا إليــه أكــثر،ــائه ــاع رؤس ــدير ال من إقن ــك ال يتمكن الم ــدون ذل ــه،وب ــان ل إذا ك

وال من إقناع مرؤوسيه.،رؤساء

))طلب الحق دائما((ــلد: أن تكون له رغبة في البحث عن الحقائق، واستعدا2 للعم

بجد وإخالص وتفان في تأدية الواجب في مختلف أبعاد اإلدارة، فإن من يركب رأسه ويتصور أنه علی صواب ينكشف لديه بعد زمان أن

الطريق كان موصال إلی الفشل.ــاج إلی البحث، أليس ومهما كان اإلنسان يری صواب نفسه احت كل منا جرب مرارا أنه كــان مخطئــا في جهــل مــركب، ثم بــالبحث والفحص ظهر صواب آخــر غــير الصــواب الــذي زعمــه، فــالالزم أنــول يكون دائم البحث عن المسائل والمشاكل المتنوعة وإيجاد الحل

المناسبة لها.

))االهتمام بالوقت(( : أن يهتم بالوقت اهتماما بالغا، فإنه وإن قيل: )إن الوقت من3

الــذهب(، لكن هــذا مثــال تقريــبي، وإال فــالوقت ثــالث األثــافي فيــتغلت ــوقت إن اس ــل وال ــان والعم ــا، فاإلنس ــديم األمم وتأخيره تقــة ــائج المرضــية، وإال كــان الحصــيل الخيب اســتغالال حســنا أتت بالنت

انتهزوا الفــرص فإنهــا تمــروالفشل، وقد قال علي )عليه السالم(: .(1)مر السحاب

ــير،الفرصة كثيرة الفوت، قليلة العودوفي حديث آخر: إلی غذلك.

وقد صور أهمية الوقت هذا المثل الشائع الصيت، وإن كان فيــه في قصــة تنقــل، نوع مبالغة وعنصر إغــراق: )ذهبت الدولــة ببولــة(

سبب ذهاب ملــك بــني أميــة بجهــة غفلــة، فــتری أن المستشــفياتمليئة

.الخير...( فرص وفيه: )انتهزوا90 ب142 ص12الوسائل: ج مستدرك ظران )?(115

والغالب أن لحظة زمنية،بالمصدومين بسبب حوادث السيارات قد ال تزيد عن الثانية هي التي أوجبت ذلك حيث غفلــة الســائق من

السير المعتدل.

))مدارة اآلخرين(( : أن يكـــون لطيفـــا ودودا محبـــا لآلخـــرين مـــداريا لهم، وفي4

أمــرني ربي بمــداراةالحديث عن النــبي )صــلی اللــه عليــه وآلــه(: .(1)الناس كما أمرني بتبليغ الرسالة

ــة، نعم إن ــا في كفــة ومــداراة النــاس في كف ــالة كله فالرس الرسالة ال تطبق بدون المداراة، فإذا لم يكن للمدير ميل لمــد اليــد إلی اآلخــرين، وال يســعهم بأخالقــه، وال يتمكن من إنشــاء العالقــاتــه وإبقائها، وال يستعد لكسب ود الناس وثقتهم، ال بــد وأن يعــرف أن يمشي في طريــق الفشــل، وحــتی إذا كــان رئيس الدولــة أســقطهــارايا( ،الناس بالطرق الديمقراطية، إن كان البلد ديمقراطيا )استش

وإال فبالسالح. إن النــاس إذا لم يرضــوا عن التــاجر لم يتعــاملوا معــه، وإذا لم يرضــوا عن إمــام الجماعــة لم يحضــروا صــالته، وإذا لم يرضــوا عن مرجع التقليد غيروا تقليدهم، وإذا لم يرضوا عن المدرس استبدلوه بغــيره، وإذا لم يرضــوا عن الــوزير أو الســفير أو المــدير ســعوا

إلسقاطه. وأخيرا فإنه فرد ، والناس جماعة، والجماعــة تتغلب علی الفــرد،

.يكف عنهم يدا واحدة ويكفون عنه أيادي كثيرةوفي الحديث: والمــدير الــذي فوقــه رئيس أشــكل، حيث إن توقعــات رؤســائه يناقض توقعات مرؤوسيه، فالالزم أن تكــون لــه مهــارة وبراعــة في ترضية الطرفين وتقريب وجهات نظرهم، وإال فالســخط من جــانب

يوجب سقوطه وإن رضي عنه الطرف اآلخر.

.10134 ح ة تتم104 ب35 ص9الوسائل: ج دركمست )?(116

))الفكر المنظم والعقل البارع(( : أن يكــون تفكــيره منظمــا وعقلــه بارعــا في تحليــل األشــياء5

وتصنيفها، فإن النظم والتصنيف العقليين أهميتهمــا أكــثر منهمــا في األمور المادية، بل األول في منزلة القائد والثاني في منزلة المقود،

.(1)تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنةولذا ورد: ثم إن كل ما نراه من آثار الجمال والظرافــة في مختلـف أبعــاد

سواء في الحدائق أو الدور أو الشــوارع،الحياة التي عملها اإلنسان أو المصــانع أو الصــنائع أو غيرهــا وغيرهــا، إنمــا هي من آثــار جمــال

الفكر ونظام التحليالت الذهنية.

))الدقة والعمق(( : أن يكون له ميل طبيعي لإلستفســار عن كــل مــا يحيــط بــه،6

ــات والتعمق في اإلجابات المطروحة في الساحة، فال يكتفي باإلجاب السريعة التي يـأتي بهــا بــادئ الـرأي، وذلـك ال يكــون إال بــأن يــربي

ليظهــر لــه،نفسه علی الدقة والعمــق والتــدبر في جــوانب األشــياءاألقرب فاألقرب إلی الصواب.

))قوة التحليل والتطبيق(( : ثم بعد االستطالع واالستفسار يأتي دور أن يكــون لــه قــدرة7

ــا،علی االستفادة مما يجمعه من المعلومات ــأن يتمكن من تحليله ب وغربلتها واســتخراج الصــالح منهــا، وربــط بعضــها ببعض، ومالحظــة

المالئمة بين النتائج واألبعاد األخر.

))بعد النظر(( ســواء علی األشــياء أو،: أن يكون بعيــد النظــر عنــد الدارسة8

األفراد، قادرا علی المقايسات الزمنيــة والعمليـة، وقــد وصــف أحــد أصحاب اإلمام أمير المؤمنين )عليه الســالم( اإلمــام )صــلوات اللــه

.(2)كان والله بعيد المدیعليه( بقوله: فإذا تمكن من ذلك ال يترك النفع الكثير المسـتقبلي لنفــع قليــل

حاضر.

.سنة( عبادة من )خير وفيه ،12689 ح5 ب183 ص11الوسائل: ج مستدرك انظر )?(1.ضرار قاله250 ص33أنوار: جال بحار )?(2

17

إن هــؤالء يحبــون العاجلــة ﴿قال سبحانه في وصف هكذا أناس: .(1)﴾ويذرون وراءهم يوما ثقيال

واإلنصاف الع)) ((دل9 : أن يكــون حكمــه علی نفســه وعلى اآلخــرين حكمــا متصــفا

بالعدل واإلنصاف.وال يجبرمنكم شنآن قوم علی أن ال تعــدلوا اعــدلوا ﴿قال تعالی:

فيتصـــف في أحكامـــه باألمانـــة والنضـــج،(2)﴾هـــو أقـــرب للتقـــوىــف ـز والعنـ ــ ــدا عن التحي ــون بعيـ ــل، وأن يكـ ــوعية والتعقـ والموضـ

والعاطفية واألحكام العشوائية.

))اإليمان بالله(( : وأخيرا أن يكون مؤمنــا باللــه واليــوم اآلخــر، وإنمــا ذكرنــاه10

أخيرا مع أنه األول، ألن الكالم في شروط اإلدارة بصفة عامة، ومن الواضح أن كثيرا من المديرين يحسنون اإلدارة بدون اإليمان، وإنمــا جعلناه شرط اإلدارة، ألنا حسب ما نعتقد نرى أن الضــمير ال يكمــلــو في ــدا، فه بدون اإليمان مهما كان ضمير اإلنسان نظيفا نقيا محاي

نظرنا الشرط األساسي في األمر، بينما ليس بنظرهم شرطا.فمن يعمــل ﴿إن معرفة اإلنسان أن الله رقيب دائم عليه بحيث:

وأنــه،(3)﴾ ومن يعمــل مثقــال ذرة شـرا يــره *مثقال ذرة خــيرا يــره مــا لهــذا الكتــاب ال يغــادر صــغيرة وال كبــيرة إال ﴿يقول في يوم مــا:

تــوجب أن،(4)﴾أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا وال يظلم ربك أحــدا وذلك مــا يحتاجــه المــدير،يعمل أحسن العمل ويتقن أفضل اإلتقان

في كل األحوال.ــالة ــه الص ــجاد )علي ــام الس ــة لإلم ــألة بكلم ــذه المس وتنتهي ه

إال أنهــا،والسالم( وهي وإن كانت عامة شاملة للمقام وغير المقاممنطبقة

.27اإلنسان: سورة )?(1. 8المائدة: سورة )?(2..8 ـ7الزلزلة: ةسور )?(3.49الكهف: ةسور )?(4

18

.علی المقام من باب أنه من صغريات تلك الكلية ه، واله، وال تغشوأما حق الخليط إن ال تغرقال )عليه السالم(:

بــه، وال تغفلــه، وال تخدعــه، وال تعمــل في انتقاضــه عمــل العــدوكذت الــذي ال يبقي علی صــاحبه، وإن اطمــأن إليــك استقصــيت لــه علی

،نفسك .(1) وال قوة إال بالله، وعلمت أن غبن المسترسل ربا والجملة األخيرة من الكلمة المباركــة مــأخوذة من كالم رســول

غبنالله )صلی الله عليــه وآلـه( في كلمــة تـروى عنــه حيث قــال: .(2)المسترسل سحت

فمن استرسل إلى اإلنسان واعتمــد عليــه فغبنــه اإلنســان ممــاــواع أخذ من ماله بسبب هذا االسترسال كان ذلك المال من أشد أن الحرام الذي يسمى في اللغــة اإلســالمية بالســحت، فإنــه وإن كــان الغبن مطلقــا حرامــا إال أن غبن المسترســل أســوأ، ألنــه وثــق من

اإلنسان فبدل ثقته بالعدوان.

.3 ب164 ص11الوسائل: ج مستدرك )?(1.153 ص5الكافي: ج )?(2

19

(()) المرنة اإلدارة )مسألة( اإلدارة يجب أن تكــون مرنــة، فــإن اإلنســان لم يخلــق من الحجر والشجر حتی يتمكن الشخص من المعاشــرة مــع البشــر

بــل اإلنســان خلــق من عصــب ولحم ودم، وعقــل،بالعنف والشــدة وعواطف، ومثل ذلك يحتاج إلى المرونة الكاملة حتی يتمكن المدير

من اإلدارة الصحيحة. فإن اإلنسان يتمكن أن يأخذ منشاره ويدخل البستان ويقطع ما شاء من الزوائد من األغصان أو األشجار ونحوها، كما أنه يتمكن أنــل يتمكن ــا يشــاء، لكن ه ــاء ويحطم م ــدخل في بن يأخــذ فأســه وي اإلنسان أن يفعــل مثــل ذلــك بالنســبة إلى إنســان مثلــه، هــذا مــا ال

يمكن إطالقا. ولذا فالواجب علی اإلدارة أن تكون مرنة، والمــدير النــاجح هــو

وعليــه فــالالزم علی المــدير النــاجح أن،المــدير الــذي يكــون مرنــايالحظ هذه البنود اآلتية:

))التعاون(( األول: التعاون، فإن التعــاون بين المــدير ومرؤوســيه، كالتعــاون بين المدير وعامليه، وبين العمــال من أي قســم من أقســام اإلدارة

وهــذا، مأخوذا من مبــدأ )االتحــاد قــوة(، يسبب القوة والتقدم،كانواــة االتصــال في ــاعي وأهمي ــل الجم ــة إلی العم ــد الحاج ــدأ يؤك المب

األصول.ــاونوا علی اإلثم وتعاونوا علی البر والتقوى وال تع ﴿قال سبحانه:

.(1)﴾والعدوان

))المساواة(( الثاني: المساواة، فـإن الالزم علی المـدير أن يجعـل المسـاواة الكاملة نصب عينيــه بالنســبة إلى العمــال المتســاوين، ال أن يــرجحــوجب ــترجيح ي ــإن ال ــازات، ف ــة من االمتي بعضــهم علی بعض في أي

فــالالزم علی،التفكــك وابتعــاد القلــوب ممــا يســبب ضــعف اإلنتــاجالمدير الناجح الحصول علی

.2المائدة: سورة )?(120

وذلــك،والء مرؤوسيه من هذه الناحيــة حــتی يتفــانوا في العملمزيدا من العطف والعدل واإلحسان عند التعامل معهم.

وليس معنی المســاواة جعــل غــير المتســاويين متســاويين، بــل معنــاه جعــل المتســاويين متســاويين، وإال فجعــل غــير المتســاويين

متساويين ظلم وإجحاف بحق المتفوق.

))العمال واستقرارهم(( الثالث: استقرار العمالة، بمعنى أن ال يكون المــدير يخــرج هــذا تارة ويدخل ذاك أخری حتی يسقط االستقرار، فــإن غــير المســتقر

من العمال ال يخدم العمل بمثل المستقر. من غــير فــرق بين أن يكــون ذلــك في المعمــل، أو المصــنع، أو المدرسة، أو الوزارة، أو غيرها، فإن عدم االستقرار راجع إلی سوء

اإلدارة والضيق في المدير.

))المبادرات وفسح المجال(( الرابع: المبادرات، بأن يفسح المدير أمــام المرؤوسـين المجـال ليتمكنوا من تطبيق أفكارهم ومبادئهم وابتكــاراتهم، فــإن كثــيرا من المرؤوسين عندهم ابتكارات ونفسـيات صـالحة لالرتفــاع، فــإذا رأوا أمامهم المجال مفتوحا تمكنــوا من التقــدم والتفــوق، بعكس مــا إذا

ــامهم ــال أم ــدير المج ــح الم ــة،لم يفس ــون في درج حيث إنهم يبقمتأخرة وتموت كفاءاتهم وابتكاراتهم.

باإلضافة إلی أن صاحب النفسية الرفيعــة واالبتكــار إذا لم يجــدالمجال أمامه مفتوحا لم يهتم بالعمل.

ــير ــزاب اإلســالمية وغ ــير من األح ــود كث ــل من أســرار جم ولع اإلسالمية في العالم الثالث بصورة عامــة عــدم رعايــة هــذا المبــدأ، حيث إن األفراد المنظمين يشعرون بالغبن بالتشكيل الهرمي الــذي يجعل من الرئيس رئيسا دائما، فاألفراد يزهدون في العمل ألنهم ال يرون أمامهم المجال مفتوحــا، وكثــير منهم يــرى نفســه أفضــل من

أو أفضل من القمة بينما يجب أن يطيع.،الوسطأما غير المنظمين من

21

األفراد الخارجين فإنهم ال يلتحقون بالتنظيم، ألنهم يزهــدون في هذا الشيء الذي يرونه جامدا، ويقتــل إبــداعات وابتكــارات أفــراده،

فيبقی الحزب جامدا من الداخل والخارج. ال يصعد إلی المدارج،والحزب الذي يكون جامدا، داخال وخارجا

المتوخــاة، بينمــا نــرى العكس من ذلــك في األحــزاب فيمــا يســمیــه وإن التحــق بالعــالم الحــر، حيث إن الفــرد يصــعد حســب كفاءات بالحزب بعد مدة من الزمن، فكل منظم يجد المجال أمامه مفتوحاــر للترقي، فيعمل غاية ما في وسعه ويخدم الحزب واالجتماع وتظه كفاءاته، وكأنــه مطـارد في العمــل، كمــا أن األفــراد غــير المنظمين يرون المجــال أمــامهم مفتوحـا إذا انضـموا إلی الحـزب، فينضـمون

بهدف الترقي والتقدم.

الكفاءات ))تقسيم األعمال ((حسب الخامس: تقســيم العمــل، بــأن يكــون المــدير قــادرا علی جعــل اإلنســان المناســب في المكــان المناســب، وهــذا هــو المعــبر عنــه

ــون اإلدارة خاصــة،بالتخصيص أو التخصص من غير فرق بين أن تك أو في القطاع الحكومي.،(1)أو عامة ، فنية أو خدماتية

فالالزم علی المدير أن يجعل كل فرد في المكان المناسب له،ــك فالفرد غير المناسب إن كان أرفع انهدمت كفاءاته واندثرت، وذل خسارة في اإلدارة وفي الحيـاة بصـورة عامـة، وإن كـان أخفض لم يتمكن من العمل حسب مقامه، ألنــه ليس كفــؤا لــه، وبــذلك يضــيع

فعدم التقسيم بين ضــياع العمــل أو ضــياع الفــرد، وبــاألخرة،العملكالهما ضياع الفرد وضياع العمل معا.

))بين السلطة والمسؤولية(( الســادس: الســلطة والمســؤولية، فعل ی المــدير أن يعــرف أن

السلطة

.الخاص األدب في متعارف ذلك مثل لكن األدبية، النسبة قاعدة خالف هذا )?(122

والمسؤولية بقدر السلطة، وهذا ما يعــبر عنــه،بقدر المسؤولية ــان ارتباطــا ــواجب، فــإن الســلطة والمســؤولية مرتبطت ــالحق وال ب عضويا، والمسؤولية تتبع الســلطة وتتــدفق منهــا، كمــا أن الســلطةــلطة مزيج من السلطة الرسمية المستمدة من مركز المدير، والس الشخصــية الــتي تتكــون من الــذكاء والخــبرة والقيمــة الخلقيــةــير ــك، فالمســلط غ ــا أشــبه ذل والخــدمات الســابقة والتجــارب وم

ــؤول ــير،المس ــلط ال يتمكن أن يس ــير المس ــؤول غ ــا أن المس كمباإلدارة إلی شاطئ السالم.

))مراعاة النظام واالتفاقات(( السابع: مراعاة النظام، ومعنی ذلك احــترام االتفاقيــات والنظم

واألوامر، وعدم اإلخالل بشيء من القواعد الموضوعة لإلدارة. وهذا المبدأ يستلزم وجود رؤساء قــديرين في كــل المســتويات اإلدارية، فإنه إذا اختل النظام انهدم كــل شــيء وعــادت اإلدارة من

السيء إلی األسوأ، إلی حد اإلضمحالل..(1)نظم أمركموفي كالم علي )عليه الصالة والسالم(:

من كل شيء موزون ﴾كما في اآلية الكريمة: ﴿(2). ومن الوضح أن الوزن يالزم النظام في األمور المعنوية، كما أن

في األمور المادية الوزن يالزم التقدير الصحيح.

))الترتيب وأقسامه((الثامن: الترتيب، وهذا تابع تلقائيا للنظام.

والــترتيب ينقســم إلی الــترتيب المــادي والــترتيب االجتمــاعي، بمعنی أن يكون هناك مكان معني لكل شيء ولكل شخص، ويكــون كــل شــيء وكــل شــخص في مكانــه الخــاص بــه، فــإن البعــثرة في األفــراد كــالبعثرة في األشــياء تــوجب تحطم اإلدارة، كــان قريبــا أو

بعيدا.

))تسلسل السلطات((التاسع: تدرب السلطة، بأن تكون سلسلة الرؤساء من أعلی

.47 البالغة: الكتب نهج )?(1.19الحجر: ةسور )?(2

23

الــترب إلی أدناهــا تسلســال صــحيحا، ال أن الرؤســاء جــاؤوا إلی السلطة بسبب المحسوبية أو المنســوبية، كمــا نــرى ذلــك بالنســبة إلی الحكومات الثورية التي ال يالحظ فيها إال معايير الثــورة، وبــذلك تتحطم اإلدارة تحطما فظيعا، ولــذا نــرى أن الثــورات تبــدأ بترحــابــزال في الضــعف إلی حــد االضــمحالل عظيم من المجتمــع، ثم ال ت والسـقوط، فــتری أن الثــوري يــأتي إلی اإلدارة بمن هــو صــديقه أو شريك سالحه أو قريبه أو خليله في التنظيم أو ما أشبه ذلــك، ومن الواضح أن مثــل ذلــك ال يتمكن من اإلدارة فتتحطم اإلدارة، وبــذلك

يرتفع ضجيج الناس ويعملون لسقوط الثوار.

))وحدة التوجيه(( العاشر: وحدة التوجيه، بــأن يكــون كــل مجموعــة من األنشــطة التي لها نفس الهدف، لها خطة واحــدة ورئيس واحــد، وهــذا المبــدأ يتعلق بالمنشئة، وسواء كانت منشئة خدماتية أو معنوية أو حكوميــة

أو غيرها، وليس األمر مربوطا بالعاملين.

))وحدة السلطة اآلمرة(( الحادي عشر: وحدة السلطة اآلمــرة، وهــذا مربــوط بالعــاملين، وهو غير العاشر، ومعنى هــذا أنــه يجب أن يكــون الموظــف يحصــل علی األوامــر من رئيس أو مشــرف واحــد فقــط، فــإن تعــدد اآلمــر

والمشرف يوجب تبعثر الجهود وتحير العاملين. مثال المدرسة يجب أن يكون نظامهــا حســب ســلطة واحــدة، ال أن جماعة في مقــام الســلطة يقــرون كتابــا لهــذا الصــف، وجماعــة أخــری يقــرون كتــاب آخــر، هــذا بالنســبة إلی وحــدة التوجيــه، أمــا بالنسبة إلی وحدة السلطة اآلمرة فهو عبارة عن مــدير عــام واحــد يوزع المعلمين علی الصفوف ويراقب حركاتهم، وال يراد بــذلك فيكال األمرين الوحدة الحقيقية، بل األعم عن الوحدة االعتبارية أيضا،

24

كأن يكون هنــاك أفــراد متعــددون في مقــام الســلطة والتوجيــهواألمر لكنهم يوجهون ويأمرون بأكثرية اآلراء.

))المصلحة العامة أوال((ــإن الثاني عشر: خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة، فــل أو كان هناك مدبرين سواء كانوا رؤساء الحكومات أو في المعامــدمون المصـــلحة ــي، يقـ في المـــدارس أو في القطـــاع الشخصـ الشخصــية علی المصــلحة العامــة، فهــذا تبعــثر في الجهــود وعــدم وصول إلی النتائج، فإذا تعارضت المصلحة الشخصية مــع المصــلحة العامة يجب تقديم المصــلحة العامــة علی المصــلحة الشخصــية، أو

التالؤم بينهما بحيث ال يضر بالمصلحة العامة.

))المركزية أو الالمركزية(( الثــالث عشــر: مالحظــة المركزيــة أو الالمركزيــة في الســلطة، فإن هناك قد تكون المركزيــة كمــا في الحكومــات الوحدويــة، وقــدــات ــع الحكوم ــة م ــات المحلي ــا في الحكوم ــة كم ــون الالمركزي تكــاآلخر، ومن مالحظــة الالمركزيــة، ولكــل منهمــا موضــع ال يرتبــط ب

الحكومات الوحدوية والحكومات الفدرالية تظهر هذه الحقيقة.

))المكافأة المادية والمعنوية(( الرابع عشــر: مكافــأة األفــراد وتعويضــهم ال ماديــا فحســب بــل المعنــوي أيضــا، ويجب أن تكــون المكافــأة للعــاملين وطــرق دفــع أجورهم وإرضاء نفسياتهم عادلة، وقادرة علی تحقيــق أقصــی رضــا ممكن لكل فرد من أفراد العاملين، وصاحب العمل والمــدير يكــون

هو المسؤول األول عن مثل ذلك.

))عدم الروتين((ــف من ــادرا علی التخفي الخامس عشر: علی المدير أن يكون ق ثقل الروتين واليأس الذي يكون كابوسا علی قلوب العــاملين، فــإن

اإلنسان

25

خلق متطورا وتقدميا، فــإذا لم يالحــظ فيــه هــذه الناحيــة يكــون قطعة من الجمود، وهل الجامد يتمكن من تقديم الحياة إلی األمام، وذلك يسبب فشـل اإلدارة وضــعف اإلنتــاج، وكثــيرا مــا ينتهي األمــر

باإلدارة إلی السقوط.ــع ثم إن من الواضح أن ما ذكرناه في هذه المســألة ليس جمي مبادئ اإلدارة الناجحة، وإنما ذكرنا شـطرا من تلـك المبــادئ، وعلی

من يريد االستقصاء فعليه بالمالحظة ومراجعة المفصالت.

26

))مناهج اإلدارة ومدارسها(( )مسألة( قــد تشــعبت المنــاهج الرئيســية لإلدارة إلی عديــد من المدارس، ولكل منها اتجاهها، وأهمهــا ســبع مــدارس، لكن الظــاهر

أنها تلتقي في جامع واحد هو القوانين العامة لإلدارة الصحيحة. إذ كل ظــاهرة في الحيــاة قــد قــرر اللــه لهــا قــوانين عامــة، إذا سارت وفق تلك القــوانين كــانت الظــاهرة بســالم، وإذا حــادت عن تلك القوانين آلت إلی الخبال والفساد، ونحن نــذكر جملــة من هــذه

المدارس لنری كيف أنها تصب كلها في مصب واحد.

))المدرسة العلمية((ــا ــني تحققه األولی: المدرسة العلمية لإلدارة، وهذه المدرسة تب علی تجزئة اإلدارة عن طريق تحرير وظائف المدير، وعلی الخــبرة الطويلة مع اإلدارة ومرافقها المتنوعة، مما يســتخلص منهــا حقــائقــدخل ــه اإلدارة، والمـ ــين عمليـ ــاعد علی فهم وتحسـ ــادئ تسـ ومبـ األساسي لهذه المدرسة هو النظــر أوال إلی وظــائف المــديرين منــة ومــا إلی ذلــك، ثم التخطيط والتنظيم والتشكيل والتوجيه والرقاب استخالص بعض الحقــائق الجوهريــة من المبــادئ والقـوانين العامـة

من هذه الوظائف لالسترشاد بها عند الممارسة والتطبيق.

))المدرسة التجريبية(( الثانية: المدرسة التجريبية، وهذه المدرسة تهتم بدارسة تجارب المديرين الناجحين والمديرين الفاشــلين الــتي تحــدث في اإلدارات الناجحة واإلدارات الفاشلة، فهي تحلل اإلدارة عن طريــق التجــاربــارب ــبرة والتج ــذه الخ ــل ه ــات، لنق ــول إلی عمومي ــرض الوص لغ

للدارسين والممارسين. ويقوم هذا علی أساس افتراض أنــه بدارســة تجــارب المــديرينالناجحين، وبدراسة األخطاء التي تحدث عند اإلدارة، وبمحاولة حل

27

مشكالت معينة، يمكن للدارسين والممارسين التعرف واإللمــام بكيفية تطبيق أفضل األساليب الفنية فعاليا في المواقف المتشابهة

أو المتقاربة.

))المدرسة السلوكية(( الثالثة: مدرسة السلوك اإلنساني، وتقوم هذه المدرسة لتحليــل اإلدارة علی فكرة أساسية مفادها أنه حيث إن اإلدارة تنطــوي علی تنفيــذ األشــياء مــع األشــخاص ومن خاللهم، فــإن دراســتها يجب أن

تتركز علی العالقات الشخصية. وهذا ما يطلق عليه مدخل العالقات اإلنسانية، أو مدخل القيادةــانب أو العلوم السلوكية أو ما أشبه، وهذه المدرسة تتركز علی الج اإلنساني لإلدارة، بمعنى أن الناس حيث يعملون مع بعضــهم البعضكجماعات لغرض، وكلما كان هذا الفهم أحسن تكون النتائج أفضل. ومن الواضــح أن المدرســة الثانيــة اقتنعت بجــزء من المدرســة األولى، وهذا الجزء غير كــاف في مهمــة اإلدارة، كمــا أن المدرســة الثالثة ال تفي بمهمة اإلدارة وفــاء كافيــا، إذ بين العالقــات اإلنســانيةــانب من ــيين، فج ــطالح المنطق ــه علی اص ــوم من وج واإلدارة عم العالقات اإلنسانية ال ترتبط باإلدارة، كما أن بعض مهمــات اإلدارة ال

ترتبط بالعالقات اإلنسانية. إنه ال ينكر أن اإلدارة تنطوي علی السلوك اإلنساني، كما أنــه ال ينكر أن دراسة األعمال اإلنسانية المتداخلــة، ســواء كــانت في بيئــةــدان ــأن مي ــول ب ــدة، لكن الق ــة ومفي ــبر هام ــا تعت اإلدارة أو خارجه السلوك اإلنساني هو نفسه يعادل ميدان اإلدارة غير تام، فإنه ليس بينهما التساوي الكلي، بل وال العموم المطلق، وإنمــا بينهمــا عمــوم من وجه كما ذكرنــاه، فهمــا كاإلنســان واألبيض حيث بعض اإلنســان

أبيض وبعض اإلنسان ليس

28

ــع ــل يمكن أن يقتنـ ــان، فهـ ــأبيض، وبعض األبيض ليس بإنسـ بـبأحدهما عن اآلخر في التعريف به.

))المدرسة االجتماعية(( الرابعــة : مدرســة النظــام االجتمــاعي، وينظــر هــذا إلی اإلدارة كنظام اجتماعي، وكنظــام للعالقــات الثقافيــة المتداخلــة بين أفــراد

المجتمع. وهــذه المدرســة أســاس علم النفس االجتمــاعي، وتتعامــل مــع تحديد الجماعات االجتماعية المختلفة، وعالقاتها الثقافيــة، باإلضــافة

إلی العمل علی تكامل هذه الجماعات في نظام اجتماعي كامل. وكثيرا مــا يحــدث خلــط بين هــذه المدرســة ومدرســة الســلوك اإلنساني المتقدمة، نظرا ألن المدرســتين تبعثــان من تطــور الفكــر اإلداري القائم علی أساس العلــوم الســلوكية، لكن الفــرق أن هــذه المدرسة تنطلق من علم االجتماع ، والمدرسة السلوكية تنطلق من علوم اإلنسان، ومن الواضح أن العلــوم اإلنســانية جــزء من العلــوم

االجتماعية. وهذه المدرسة تولي اهتمامــا خاصــا بالحاجــة علی التغلب علیــق ــك عن طري القيود المادية واالجتماعية الخاصة بالفرد وبيئته، وذل التعاون، ولذا جماعة من أتبــاع هــذه المدرســة يســتخدمون مفهــومــو نظــام النظام التعاوني، أو يصطلحون عليه بالتنظيم الرسمي، فه تعاوني ألشــخاص قــادرين علی االتصــال ببعضــهم البعض، وراغــبين

للساهمة في العمل نحو تحقيق هدف مشترك. ونقد هذه المدرسة هو النقد المتقــدم، من أن هــذا الطــراز من اإلدارة بينه وبين اإلداره عموم من وجه، فال يمكن أن يكون أحدهما

مساويا أو معرفا لآلخر.

))المدرسة الرياضية(( الخامسة: المدرسة الرياضــية، وهي تتضــمن النظــر إلی اإلدارة كعملية يمكن التعبير عنها في شــكل رمــوز وعالقــات رياضــية، ألنــه

بواسطة

29

النمـــاذج يمكن التعبـــير عن المشـــكلة على أســـاس عالقاتهـــااألساسية، وعلى أساس األهداف المختارة.

وليس من شك في أهميــة المــدخل الرياضــي وفائدتــه الكــبرى ألي ميدان من ميادين التحري والتقصي، فالمــدخل الرياضــي يجــبرــمح ــا يس ــا، كم ــكلة ومجاله ــل المش ــاحث علي تحلي ــل والب المحل باســتخدام الرمــوز، وتحــل محــل البيانــات المجهولــة، وتقــدم هــذه

المدرسة أداة قوية لحل أو تبسيط الظواهر المعقدة. ولكن من الواضـــح أن من الصـــعب النظـــر إلى الرياضـــياتــاء باعتبارها مدرسة منفصلة لإلدارة، فحتى بالنسبة للفيزياء والكيميــبر ــا ال تعت ــيات، إنه ــة الرياض ــر أهمي ــة والطلب حيث تظه والهندس مدرسة قائمة بذاتها في كل ميــدان من الميــادين الســابقة، وهكــذاــيات حال اإلدارة، فاإلدارة بحاجة إلى الرياضيات لكن ليست الرياضــتين ــد في المدرسـ ــذا النقـ ــبه هـ ــدم شـ ــا تقـ هي اإلدارة، على مـ

السابقتين.

))المدرسة السادسة والسابعة(( ومن الكالم في المـــدارس الســـابقة يظهـــر نقـــد المدرســـتين

األخرتين السادسة والسابعة:ــرارت( إلى ــة الق حيث تنظــر المدرســة السادســة وهي )نظري تركيز االهتمام بالقرارات اإلدارية، بتقريب أنها هي العمــل الحقيقي للمدير، فقرار ماذا يجب تحقيقه وكيــف هــو، هي الصــفة الجوهريــة

المميزة للمدير ومن أشبهه، فهي اإلدارة في نظر هذه المدرسة. كمــا أن المدرســة الســابعة وهي مدرســة )التحليــل االقتصــادي والمحاســبة( الـــتي تهتم اهتمامـــا كبــيرا للتكـــاليف وتتعامــل مـــع المشكالت اإلدارية المتعلقة باألنواع المختلفة للتكلفة قصرة األجل، يرد عليها أيضا ما ورد علي بعض المــدارس الســابقة من أنهــا جــزء

من اإلدارة، وليس كل شيء.

))مالحظة العنصر اإلنساني(( ثم إنــه مهمــا قلنــا في المــدارس الســابقة، الالزم على المــدير

مالحظة العنصر اإلنساني في اإلدارة، كأهم األشياء، فيجب عدم

30

إغفـال هـذا العنصـر عنـد بنـاء هيكــل المنظمـة اإلداريـة، وذلـك ألهمية الدور الذي يقوم به اإلنسان، فهو كالخليــة الحيــة في جســمــيبت المنظمة يبعث الحياة والحركة فيها، وكما هو ظاهر بأنه إذا أصــا تســبب خلية أو عضو من أعضاء الجسم بمرض من األمراض فإنه

انهيار األعضاء اآلخرين، كذلك الحال بالنسبة إلى اإلدارة. فإن أي فساد أو فشل وعدم تعاون بين بعض موظفيه مع بعض

يسبب انهيار المنظمة، وبالنتيجة انهيار اإلدارة. ولهذا فإنه مهما كان الهيكل التنظيمي ســليما من ناحيــة تحديــد المسؤوليات والصالحيات وتقسيم األدوار والعالقــات بين المناصــبــري اإلدارية المختلفة في المنظمة اإلدارية، فإن وجود العنصر البش يؤثر تأثيرا كبيرا علی األعمال فيها، وعلی مــدی تحقيقهــا ألهــدافها، ومدى فشلها أو نجاحها، وإذا أخذنا إحدى المنظمات ودرسنا أسباب المشاكل التي تحدث فيها نجد أن بعض الخالفــات والمشـاكل الــتي تحدث في المنظمة ليس بسبب وجود عيوب أو نواقص في قوانين أو أنظمة المنظمــة واإلدارة، وإنمــا بســبب عوامــل أخــری ال تــدخل أحيانا في الحسبان وقت التنظيم، فتحدث المشاكل بسبب التفاوت في العادات والتقاليــد والثقافــه واألخالق في األفــراد الــذين نشــؤوا

في البيئات المختلفة، والحاجات واألماني في الموظفين. خــذ في الحســبان العــاداتأولذا فــإن على المــدير اإلداري أن ي

والتقاليد واألديان والمذاهب واللغات وما أشبه، التي قــد تــؤدي إلی نجاح المنظمة أو إلی فشلها عند تصميم الهيكل التنظيمي للمنظمة

اإلدارية. فإن المدير مهما كان ال يستطيع أن يلغي العادات والتقاليد غير المرغوبة بأوامر إداريــة أو بالضــغوط ومــا أشــبه، وإنمــا يتــوجب أنــاع يتخذ الخطوات اإليجابية لتغييرها، وذلك عن طريق الشرح واإلقن

والمداراة

31

ــا من ــأة وغيره ــادي، وإعطــاء المكاف ــوي والم والتشــجيع المعنالوسائل.

ــإذا لم فعلی المدير أن يأخذ كل شخص شخص بعين االعتبار، فــالي، ــل التنظيمي اإلداري المث ــؤالء األشــخاص مالئمين للعم يكن ه وإذا لم يكن االســـتغناء عنهم ممكنـــا أو جـــائزا فال بـــد من تعـــديل المنظمــة اإلداريــة لتتوافــق التعــديالت علی المبــادئ التنظيميــة

في إلزالة أالصحيحة الدقيق التخطيط وعليه الحدود، هذهضيق االنحرافات.

اإلدارية التنظيمية والخطة الموظفين في تغيير حدث وكلماهذه على علیالمبنية المنظمة في وافر حظ لها التي الطريقة

المدير أن يكيف المنشأة وفق تغيرات العوامل المحيطــة المختلفــة.الضرور اإلدارية المنظمة الستمرار ية

األمر هذا مثل أن الواضح قد ممكن منومن أكثر إلی بحاجة التواضع ال للحق فقط، بــل للهــدف، فإنــه كثــيرا مــا يقــول الطــرفــل من ــل أو بأق ــه بالمث ــإذا أراد المــدير أن يقابل المشــاغب زورا، فــع ــلحا بالتواض ــون متس ــدير أن يك ــدف، فعلی الم ــه اله ــل فات المث العميق، باإلضافة إلی تسلحه بعدم الغرور واألنانية ومــا أشــبهها من الصفات التي أقل ما يحدث بســببها الفشــل، ولــذا كــان من تعــاليمخــذ العفــو ﴿القرآن الحكيم الرفيعة إلدارة االجتمــاع قولــه ســبحانه:

.(1)﴾وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلينادفع بالتي هي أحسن فــإذا الــذي ﴿وقال سبحانه في آية أخری: بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إال الذين صــبروا ومــا

.(2)﴾يلقاها إال ذو حظ عظيم إلی غــير ذلــك من اآليــات والروايــات والســيرة الطــاهرة الــتي

.تصب كلها في هذا المصبــة ــدم أن المدرســة األولی )وهي مدرســة عملي ــا تق ــبين مم وت

اإلدارة( هي أفضل المدارس كلها بالنسبة إلی اإلدارة إن

.199األعراف: سورة )?(1.35 ـ34فصلت: سورة )?(2

32

لم تكن هي المدرسة الوحيدة الالزم االتباع.واإلدارات غالبا فيما يسمی بالعالم الحر تتبع هذه المدرسة:

))ميزات المدرسة األولى في اإلدارة((ــة باتباعهــا لحســن تقدأوال: م هــذه المدرســة القــوانين الكفيل

اإلدارة، ثم تجعل التجارب ملحقــة بتلــك القــوانين ممــا يكــون العلموالعمل جناحي اإلدارة، وهما كافيان في اإلدارة الحسنة.

اإلدارة وثانيا: أفراد لكل شامل بمسح تقوم المدرسة هذه إن. الخاصة الصغيرة اإلدارات إلى الدولة إدارة من أخذا

المدارس وثالثا: إسهامات تستخدم المدرسة هذه ظل في األخـــرى لإلدارة، ففي ســـبيل الوصـــول إلى أفضـــل إدارة ممكنـــةــو كــان ــة، مثال ل تستخدم أفضل مدخل بالنسبة إلی المشكلة المعين العمل يستلزم اتخاذ قرار يتعلق بعوامل ماديــة يمكن قياســها، فــإن المدخل الرياضي قد يكون مفيدا للغاية، أما إذا كــان العمــل يتعلــق بالحوافز فمن غير الشك أن المدخل المناسب هو مدرسة السلوك

فإسهامات المدارس األخری في حسن اإلدارة تدخل في،اإلنسانيإطار عملية اإلدارة مما يوجب بقاء اإلدارة وتقدمها باطراد.

تشــجع هــذه المدرســة عمليــة اإلدارة بتقــديم المبــادئورابعا:ــات اإلدارية ــدم،المشتقة من الحقائق الجوهرية أو من العمومي وتق

كمــا تســاعد،هذه المبادئ األساس الالزم للبحوث اإلدارية المفيــدةعلی فهم اإلدارة وتطبيقها.

ســائر المــدارس ال تكــون مســتوعبة لكــل الجــوانبوخامسا: اإلدارية علی ما عرفت، فبعض تلك المدارس يكون علی جانب من

الفعالية في

33

العمل علی توضيح األهداف وتحديدها، لكنها ال تقــدم إال القليــل.من المساعدة علی إعداد وتحضير الموارد لتحقيق هذه األهداف

تحقيق جانب على مركزا اهتمامها يكون األخر المدارس وبعض بينما تهتم مدرسة عملية اإلدارة،مع إجماله جانب تحديدهاالهدف

ــذه ال ــون ه ــا تك ــا مم ــداف وتحقيقه ــد األه ــل من تحدي ــةمبك درسمستوعبة لكل الجوانب المحتاج إليها في اإلدارة الحسنة.

تعترف مدرسة عملية اإلدارة إلی المهــارة اإلداريــة،وسادسا: كمــا هــو،فمسألة تطبيق المعرفة تعتبر من الضروريات في اإلدارة

ــالطب أو الحال في أي ميدان آخر من ميادين العلم، مثال المعرفة بــدس، ولكن المعرفــة ــؤدي إلی أفضــل طــبيب أو مهن الهندســة ال ت مضافا إليها المهــارة في التطــبيق والممارسـة هي الــتي تــؤدي إلی كل النتائج الصــحيحة للطب والهندســة المتكاملــه، وكــذلك بالنســبة

إلی سائر العلوم والمعارف. وهـذه المدرسـة اإلداريـة هي الـتي تكـون كـذلك، بخالف سـائر المدارس التي فيها نقص من ناحية أو من نــواح كمــا تقــدم اإللمــاع

إلی ذلك. ثم إن جانب القوانين وإن كــان ســهال بالنســبة إلی االســتيعاب، ألنه علم كسائر العلوم محتاج إلی الدارسة التي يمكن تحصيلها في المعاهد والجامعات، إال أن جانب اســتخالص األخطــاء واالســتقامات والتقدمات التي هي الجناح الثاني لهذه المدرسة صعب، فــإن ذلــك

ومالحظة أن أي سلوك،بحاجة إلی المسايرة الزمنية خطوة خطوة في أي نشاط من األنشطة اإلداريــة أدی إلی االنهيــار أو االســتقامة أو التوســع في الكم أو الكيــف، حــتی يســتخلص منهــا مــا يفيــد في

أو يكون قانونا عاما لفائدة كل اإلدارات.،مستقبل اإلدارة الخاصة

34

(())الم اإلدارية ؤهالت )مســـألة(: المـــدير بحاجـــة إلی مـــؤهالت ســـابقة علی اإلدارةــا يتمكن أن يســير ــديرا ناجح ــون م ــتی يك ــع اإلدارة، ح ــة م ومزامن

بالمنشأة إلی األمام، منها: يحتاج المدير إلی مؤهل جامعي في إحدی التخصصــاتاألول:

المرتبطــة بــاإلدارة، كــاإلدارة العامــة، أو إدارة األعمــال، أو العلــوم أو مــا أشــبه ذلــك،،السياسية، أو العلــوم االقتصــادية، أو المحاســبة

ــاج ومن الواضح أنه كل ما كان المدير أكبر ويدير منشئة أضخم يحتإلی مؤهل جامعي أرفع.

ــة في البالد هيالثاني: في البالد اإلسالمية حيث الصبغة العام اإلسالم، فالمدير بحاجة إلی إلمام بالعلوم اإلســالمية المحتــاج إليهــا

من األخالق اإلســـالمية في بـــاب المعاشـــرة،في كيفيـــة اإلدارة والمــداراة والــتزاور ومــا أشــبه، وعلم االجتمــاع العــام بالســلوكياتــأن ــة، وعلم النفس اإلســالمي ب اإلســالمية، وعلم الفقــه في الجمل

يعرف نفسيات المسلمين وما إلی ذلك. وهذا ليس خاصا ببالد اإلسالم، وإنما ذكرناه من بــاب أنــه محــلــدير الكالم بالنسبة إلی هذه البالد التي نعيش نحن فيها، وإنما كل م يعيش في بيئة خاصة دينية أو غير دينية بحاجــة إلى معرفــة األجــواءــة، وإال لم يتمكن من ــك البيئ ــة لتل ــة واالجتماعي ــية واألخالقي النفس التعايش مع الرؤساء والمرؤوسين ومن أشبه، ممن إدارته مرتبطــة

وذلك يسبب له فشال ذريعا.،بهم الخبرة العملية، حيث يلزم توفر الخبرة العملية للمديرالثالث:

م تلكفي مجال عمله، وذلك ال يكون إال بالتصاعد التدريجي في سل

35

اإلدارة، ولهذا نرى في البالد االستشــارية )الديمقرطيــة( يصــعدــة، إلی ــائم مقامي ــة إلی الق ــدير الناحي ــومي من م ــف الحك الموظ

ثم إلی محافظــة، ثم إلی المحافظــة الكبــيرة،المحافظــة الصــغيرةالعاصمة، وهكذا بالنسبة إلی سائر الشؤون.

من غير فرق فيما ذكرناه بين اإلداري الحكــومي أو اإلداري في القطــاع الخــاص في مختلــف األنشــطة االقتصــادية أو السياســية أو

االجتماعية أو الثقافية أو العسكرية أو غيرها.ــوانب ــرف علی الج ــدير في التع ــة تســاعد الم ــالخبرة العملي ف

وتفيده في وضع األمــور في نصــابها،،اإليجابية والسلبية في اإلدارة ســواء عنــد قيامــه بــإجراء الدراســات واألمــور التنظيمــة، أو بصــب

الهيكل اإلداري، أو بالممارسة العملية. التدريب في مجــال التنظيم واألســاليب المحتــاج إليهــاالرابع:

فإنــه شــرط أساســي بالنســبة إلی العــاملين في هــذه،المــدير األنشـــطة، فمن المستحســـن بالنســـبة إلی المـــدير تنظيم دوراتــعوبة اإلدارة أو ــب ص ــهر، حس ــدة أش ــابيع أو لع ــدة أس ــة لع تدريبي

علی، إلطالع المدراء الجدد بالنسبة إلی أعمالهم الجديــدة،سهولتها كافة أعمــال ونشــاطات التنظيم واألســاليب الهيكليــة، وعلی كيفيــة القيام بإجراء الدراســات التنظيميــة، وكيفيــة التعامــل مــع الرؤســاء اإلداريين، ومع المــوظفين في اإلدارات واألقســام الــتي ســيقومون بإجراء دراسات فيهــا، أو مــع ســائر النــاس إذا كــانوا مــرتبطين فيــة في إدارتهم بسائر الناس، فإن الدورات التدريبية لها مدخلية كامل إعداد المــديرين لتســلم المناصــب الجديــدة، أو للســير بهم حســب

المناهج المتغيرة في نفس اإلدارة. والعلوم، يلزم مراعاة التخصص بالنسبة إلی اإلدارةالخامس:

ــبة العامة ال تنفع بالنسبة إلی األمور المحتاجة إلی االختصاص بالنسإلی

36

المديرين الذين يتسلمون قسما يحتــاج إلی االختصاصــات، فــإن اإلدارة ليست كدكان بيع بسيط يدير البيع والشراء فقط، وإنمــا هــو

اختصاص، فال يكفي العلوم العامة بالنسبة إلی إعطاء االختصاص. فمثال الدراسة العامة ال يكفي المدير الذي يريــد إدارة مؤسســة

كمــا أن االختصــاص،اقتصادية أو ثقافية أو سياسية أو ما أشبه ذلكــل، ــك العم ــير ذل ــبة إلی إدارة غ ــدير بالنس ــع الم ــل ال ينف في عم

كالسياسي يوضع مديرا لمؤسسة اقتصادية أو بالعكس. إذا كانت المؤسسة مرتبطــة بلغــة أجنبيــة من حيثالسادس:

ــدير، العمال أو الرؤساء أو سائر الناس الذين هم محل معاشرة الم فالالزم أن يكون المدير ملما بتلك اللغة، أما إذا كــان لــه مــترجم الــاج إليهــا ــتي يحت ــة ال ينفعــه في اإللمــام بتلــك الخصوصــيات اللغوي

المدير، وقد قيل قديما: )وكل لسان في الحقيقة إنسان(..من عرف لسان قوم أمن شرهموفي الحديث:

ــا، وإنما ذكر الحديث الجانب السلبي ألنه غير معلوم للناس غالب أما الجانب اإليجابي فهو واضح، وعلى هذا فتتمــة هــذا الحــديث إنــه استفاد من خيرهم، فهو كاآلية الشريفة المتعرضة للجــانب الســلبي

الذي هو أهم الجانبين مما يتجنبه اإلنسان.ــاب من يعمــل ليس بأمانيكم وال بأماني أهل الكت ﴿قال سبحانه:

.(1)﴾سوءا يجز به أن يكون دائم التفاوض واالستطالع والمطالعة في السابع:

.123النساء: ةسور )?(137

الكتب المعنية بشأن إدارته، خصوصا في ظروفنا الراهنــة الــتي يتصــاعد العلم فيهــا بســرعة مذهلــة، وهنــاك مجالت وجرائــد وكتبــزمن إن لم خاصة تعني بالتصاعد اإلداري مما يتخلف المــدير من ال

يكن دائم االتصال بها.

38

(())و المدير ظائف)مسألة( في وظائف المدير، المدير مكلف بعملين أساسيين:

))البيئة الداخلية(( األول: بالنسبة إلی البيئة الداخلية، فإنه ســيتأثر البيئــة الداخليــةــإن المــدير في منشــئته يكــون بالمــدير بالنســبة إلی مســؤوليه، ف مسؤوال عن البيئة التي سيعمل فيها بضمن مرؤوسيه، أو مع الناس

إن كانت المنشئة مربوطة بالناس. ومن ثم فإن المــدير يجب أن يخلــق الظــروف الــتي تمكنــه من القيــام بالعمــل بفاعليــة وكفــاءة وتقــدم وإطــراد، ســواء في الجهــة

فــالالزم أن يخطــط المــدير عمليــات،الكيفيــة أو في الجهــة الكمية ويــدربهم،مرؤوسيه والمرتبطين به في داخل بيئته، ويختارهم بدقة

، ويوجـــه عملهم، وينظم عالقـــات العمل،ألن يتقـــدموا إلی األمـــام ويقيس النتــائج الفعليــة بالمقــدمات، ويــری االرتبــاط بين األســباب

وما أشبه ذلك.،والمسببات التي توجب قوة اإلدارة

))البيئة الخارجية(( الثاني: بالنبسة إلی البيئة الخارجية، فإنه وإن لم يملــك الخــارج ملكا كما يملك الداخل فإن المدير ال يملــك القــوة الــتي تمكنــه من التأثير على سياسة الحكومة، أو الظـروف االقتصـادية، أو العالقــات الدولية، والعالقات مع سائر المؤسسات المشابهة، أو غير المشابة، مما تؤثر كــل واحــد منهــا في اآلخــر تــأثيرا مــا، لكنــه يملــك التهيئــة واإلرفــاق والعمــل علی طبــق العالقــات المتبادلـة ومــا أشـبه ذلــك، فيجب عليــه أن يالحــظ ذلــك بدقــة متناهيــة، بــل الدقــة في البيئــة الخارجية أهم من الدقة في البيئة الداخلية، فــإن اإلنســان إذا ملــكــدر، حيث إن شيئا تمكن من التصرف فيه كيف ما شاء، وإن كان بق طرفه إنسان له عاطفة، لكن بالنسبة إلی البيئة الخارجية فإن ملك المــدير محــدود جــدا، من غــير فــرق بين أن يكــون المــراد بالمــدير

الحكومة أو المؤسسة الخاصة أو المؤسسة العامة.ومن

39

ذلــك يظهــر أنــه يجب علی المــدير تصــنيف الوظــائف اإلداريــة بحيث يتمكن من تقســيم األنشــطة بين البيئـــة الخارجيـــة والبيئــة الداخلية، مثال بالنسبة إلی المؤسسة االقتصادية في البيئة الخارجية يكون التسويق واإلنتــاج والتمويــل والتخــزين ومــا أشــبه من األمــور التي يجب علی المدير القيام بهــا ، وتختلــف وظــائف المشــروع منــل هي منشــئة لمنشــئة أخــرى، ولكن وظــائف المــدير ال تختلــف ب

مشتركة بينهما جميعا. ومن ثم فــإن علی المــدير وظــائف عامــة بالنســبة إلی الكــل، ووظــائف خاصــة بالنســبة إلی البيئــة الداخليــة، أو البيئــة الخارجيــة،

ونحن نوجز:

))من وظائف المدير(( أوال: أعمال المدير، ثم نفصل ذلك في مسائل مســتقبلية، فــإن

األعمال الرئيسية التي ذكروها للمدير خمسة:األول: التخطيط.والثاني: التنظيم.

والثالث: التشكيل.والرابع: التوجيه.

والخامس: الرقابة.

))التخطيط((ــار ــارة عن اختي أما األول: الذي هو عبارة عن التخطيط، فهو عب األهداف والسياسات والبرامج واإلجراءات التي يحتاج إليهــا المــدير

في تخطيطه لإلدارة. ومن الواضح أن كل ذلك للمؤسسة كوحدة واحــدة تشــعب إلی

فروع كثيرة. ومن التخطيط إتخاذ القرارات، ألن القــرار ينطــوي علی اختيــار بين البــدائل، فــإن أمــام المــدير عــادة بـدائل متعــددة يمكن صـرف النشاط في هذا البديل أو البــديل اآلخــر، فــالالزم أن يعــرف أن أي

البدائل أفضل من الجهة االقتصادية أو االجتماعية أو من

40

سائر الجهــات المرتبطــة باالختيــار األفضــل، كمــا أن هنــاك مثال السياسات المتعلقة بالسلطة أو األسعار أو المنافسة أو المؤتمرات مــع المؤسســات المشــابهة ونحــو ذلــك، وكــذلك الــبرامج الخاصــة باإلنتاج أو المراجعة الداخلية أو التمويل، أو اإلجراء ات التي تستلزم

مناولة المنتجات واألشخاص. ومن المعلوم أن التخطيط ومسؤوليته ال يمكن فصله عن األداءــط بغض ــع عليهم مســؤولية التخطي ــديرين تق ــل الم اإلداري، ألن ك النظر عن مستواهم اإلداري، من غير فرق بين أن يكونــوا في قمــة

الهيكل التنظيمي، أم في وسطه، أم في أخير السلم. كما أن علی المدير أن يالحظ دائمــا احتمــاالت تبــدل التخطيــط بوساطة مفاجئات لم تكن في الحســبان، أو بواســطة أمــور تظهــر، وإن كانت في الواقـع موجــودة، لكن اإلدارة كـانت في غفلـة عنهـا، فربمــا يخطــط ألحــد البــدائل ألنــه األفضــل، ثم يظهــر لــه أن غــيره أفضل، أو يفاجأ األمر بحــرب أو انقالب في البلــد أو في الجــوار، أو سيل أو زلزلة أو إضراب من العمــال يسـبب تجمــد ســير العمــل أو انحرافه، مما يضطر المدير من تغيير البديل إلی بديل آخــر، أمــا إذا وقع االنقالب في نفس البلد فاالضطراب يكون أكــثر واالنتبــاه يجب

أن يكون أسرع.

))التنظيم(( الثــاني: التنظيم، وربمــا يطلــق علی التنظيم )ســالح الهيكــل التنظيمي( أو يطلق عليه )عالقــات الســلطة اإلداريــة(، وهــو عبــارة عن إنشاء هيكل مقصود لألدوار عن طريق التمييز وتحديد األنشطة الالزمة لتحقيق أهداف المنشئة، وكل جــزء منهــا علی نحــو أفضــل، وتجميع هذه األنشطة وتخصيص المــديرين لكــل مجموعــة من هــذه

النشاطات وتفويض

41

السلطه للقيام بهذه األنشطة، وتوفير أســباب تنشــيط عالقــاتالسلطة أفقيا ورأسيا في الهيكل التنظيمي.

وهذا الهيكل التنظيمي ليس نهاية في حد ذاته، بــل هــو مرحلــة من مراحــل التقـدم إلی نحـو الهــدف للمؤسسـة، والتنظيم يسـاهمــادئ مساهمة فعالة في نجاح المنشئة، ولهذا السبب فإن تطبيق مب

التنظيم يعتبر علی جانب كبير من األهمية بالنسبه إلی الهدف.ومن الالزم في الهيكل التنظيمي محاولة األمرين معا:األول: حسن صورة التنظيم، بأن يكون جميل المنظر.

والثاني: أن يكون كفوءا بحيث يؤدي المــؤدی المطلــوب لســائر األشياء الكونية، حيث لها مظهــر ومخــبر، فاإلنســان مثال لــه مظهــرــا أشــبه جمل، بينما له مخبر هو عبارة عن القلب والكبد والكلية وم ذلك، وال يغني أحدهما عن اآلخر، وإن كان المظهــر ثانويــا والمخــبر

أوليا.ــا أن اإلدارات ومن الواجب أن يكون التنظيم مناسبا للعمل، كم في هياكلها التنظيمية تشبه بعضها بعضا إذا كانت من قســم خــاص، وكــل المــديرين عنــد مــا يقــررون تنظيم منشــئة أو إدارة أو قســم ــا ــه رئيس ــر عن كون ــة، بغض النظ ــرق المعروف ــون نفس الط يتبع لمجلس اإلدارة، أو مديرا لإلدارة، أو رئيسا لقسم في القمــة أو في القاعدة أو في الوسط، فإنه سيعكس األهداف التي ينبغي الوصول إليها عن طريق تجميع األنشطة المســؤولة عنهــا، ثم يعهــد بــالبعض

إلی مرؤوسيه مع تفويضهم السلطة التي تلزمهم لتحقيق النتائج. وعليه أن يوفر التنسيق الضروري بين هذه السلطات من ناحية

وبين نفسه، وبين تلك السلطات من ناحية ثانية، وبين تلك

42

ــك يقــع في السلطات والعمل الخارجي من ناحية ثالثة، وكل ذلــ )التنظيم( في االصــطالح ــه بـ ضــمن الهيكــل التنظيمي المعــبر عن

اإلداري. ثم إن من الالزم في تنظيم الهيكــــل أن يكــــون وســــطا بين الفضفاض والضيق، فإن كال منهما يوجب عنتا وإرهاقا وعدم وصولوكــذلك جعلنــاكم أمــة ﴿إلی النتــائج المتوخــاة، وقــد قــال ســبحانه:

. (1)﴾وسطا.(2)خير األمور أوسطهاوفي الحديث:

فــإن اآليــة والروايــة كليتــان تنطبقــان على مــا نحن فيــه أيضــا،ــاة، فــإن ــع أبعــاد الحي كانطباقهمــا على ألــوف الصــغيرات في جمي التنظيم لو كان فضفاضا أوجب الفوضى وعدم تحــدد المســؤوليات، وإن كــان ضــيقا أوجب عــدم تمكن األفــراد ســواء من الرؤســاء أو المرؤوسين من التحــرك المــريح، وعــدم ذلــك يــوجب الضــيق على الموظف مما يسبب عدم سير العمل نحو الهدف المرضي، وكثــيرا ما يسبب العطف والشلل وال أقل من عــدم اطــراد التقــدم، ســواء

في الجهة األفقية أو الرأسية.

))التشكيل((ــة على الوضــعالثالث: التشكيل، ويقصد به تنمية الهيئة اإلداري

الصالح، بوضع اإلداريين في المراكــز المختلفــة الــتي يبينهــا الهيكــل التنظيمي، ومن ثم فــإن هــذه الوظيفــة تســتلزم بالضــرورة تحديــد المواصفات والمستلزمات الالزمة لكل من يتولى مركــزا معينــا مــع تقييم المرشحين واختيـارهم وتـدريبهم والتنسـيق بينهم، مـع تقـديم

الحوافز لضمان فاعلية األداء فاعلية تنتهي إلى النتيجة المتوخاة. ثم إن من الالزم أن ال يكون التشــكيل في أول وضــعه بالصــيغةــير النهائية، إذ كثيرا ما يخطأ الحدس في التشكيل مما يستلزم التغي

حسب

.153البقرة: سورة )?(1.540 ص6لكافي: جا )?(2

43

التجــارب الــتي دلت على الصــالحية أو الال صــالحية، فــإذا كــانالتشكيل مشدودا بقوة لم يتمكن المدير من التغيير المطلوب.

مثال يجعل المدير العام مدير القسم الفالني مــديرا لمــدة ثالثــة أشهر تحت التجربة واالختبار، فإذا أحسن مدد المدة إلى سنة أو ما أشبه ذلــك، حــتى إذا أســاء لم يكن مشـدودا بمعاهــدة ال يتمكن من نقضها، أو يقع في مشاكل مادية أو إدارية أو قانونية كــان في غــنى عنها لو حـزم في أول األمــر وجعـل األمــر رجراجـا ممكنــا للشـد أو

الفصل.

يه(())التوج التوجيه، حيث من المعلــوم أن التخطيــط والتنظيم فيالرابع:

حد ذاتهما ال يؤديان إلى إتمــام العمــل على النحــو المطلــوب، فمن الضروري توجيــه الــرئيس اإلداري على األنشــطة المتعلقــة بإرشــاد المرؤوسين واإلشراف عليهم، ليطلع على سير األعمال سيرا حسنا

حسب المطلوب. إال أن أســاليب التوجيــه تكــون،ومطلوب التوجيه بســيط للغاية

ــارة عن ــه عب ــد، حيث إن التوجي ــير من التعقي ــدر كب ــدة على ق معقلقبول توجيه يستعد ال ما كثيرا اإلنسان وذلك آخر، إلنسان إنسانالمالئمةالتوجيه المناسبة العبارات تكن لم إذا الحازمة، واإلدارة

والمداراة الصحيحة.ــام ــذلك على رئيس األقس ــرئيس األعلى وك ــالواجب على ال ،ف

ــدة أو في الوسط ــة أو في القاع ــدير في القم ــان الم أن،ســواء كــة ــاهيم المؤسس ــديرا لمف ــا وتق ــا عميق ــيه فهم ــق في مرؤوس يخل وطرقها وأهدافها وسياساتها ونتائجها العائدة إليهم أو إلى المجتمع،

لكل فإن اإلقناع في باب التوجيه من مراعاتها يجب التي األمور أهمالتوجيه، صدد في أوشخص واعظا أو رئيسا أو مديرا كان سواء

مبلغا أو مرشدا دينيا أو سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو غير ذلك.كما أنه ينبغي على المرؤوسين معرفة هيكل التنظيم والعالقات

44

وتقع،الداخلية بين األنشطة والشخصيات وواجباتهم وسلطاتهم على الرئيس مسؤولية مستمرة تتعلــق بتوضــيح مهــام المرؤوســين وإرشادهم نحو األداء األفضل مــع تحفــيزهم للعمــل بحمــاس وثقــة،

مما يخلق فيهم جوا من االندفاع النفسي. ثم إن أساليب وطــرق التوجيــه الــتي يمكن للمــدير اســتخدامها متنوعة، وتختلف حسب شروط الزمان والمكان والمرؤوسين وغير ذلك، فلذا يجب على المدير الذي يريــد التوجيــه الســليم النــاجح أن

ــاليب البديلة ــل األس ــا بك ــون ملم ــتخدام،يك ــدرة على اس ــع الق ماألسلوب الصحيح.

أمـا نتيجـة التوجيــه النــاجح للمرؤوسـين فهي تنميـة أشخاصـهم بالنسبة إلى المعرفة والمهارة والخبرة وغير ذلك، فيكونون مدربين

ويقومون بعملهم بكفاءة نحو تحقيق أهداف المؤسسة.،ناجحين وال يلــزم أن يكــون المــدير بنفســه موجهــا، ومن الممكن أن

يستخدم الموجه الالئق الملم بشؤون اإلدارة. كما أن على المــدير في المســألة التوجيــه أن يســتفيد من كــل

كالــدورات والمخيمــات في الفصــول المناســبة،،الوســائل الممكنةــة بهــذا ــد والمجالت المعني ــديوات واألشــرطة والكتب والجرائ والفي

الشأن، والنشرات الجدارية وغيرها. ــا ،ومن غير المحتاج إلى الذكر أن التوجيه يجب أن ال يكون جاف

وإال كان ضرره أقرب من نفعه. كمــا أنــه يجب أن ال يكــون ثقيال وجارحــا لكرامــة المرؤوســين، والمرؤسون بحاجــة الى مكافئــات في قبــال التوجيــه، ســواء كــانت مكافئــات ماديــة كوجبــة من الطعــام أو مــا أشــبه ذلــك، أو معنويــة

كالتحسين اللفظي أو الخطي أو غير ذلك.

ة(())الرقابــابقة ال تكفي فيالخــامس: ــة الس ــال األربع ــة، فاألعم الرقاب

السير إلى األمــام، إذ اإلنســان بطبيعتــه إذا لم يكن يعــرف بــرقيب أوعليه ال يستقيم، إما ألنه يرى نفســه على حــق في عــدم العمــل،

إنه يرى الحق في

45

الجانب اآلخر لكنه يسرق من الوقت والعمل، أو غير ذلك، كما هو الشأن في كل انحراف.

والرقابة تنطوي على األنشطة التي تصمم لكي تجــبر األهــدافــوعة، ومن ثم فهي تقيس واألفراد على التمشي مع الخطط الموض األداء وتصحح االنحرافات السلبية، وتؤكد الخطط، وتسبب الحــوافز

للتقدم من جهة الكم والكيف.ــدها ال ــط وح ــة، لكن الخط ــبق الرقاب ــط يجب أن يس والتخطي تكفي، ألنــه ال يمكن أن تــأتي بالنتــائج ذاتيــا بــل ترشــد المــدير على استخدام الزمن لغرض تحقيق أهداف محددة، وبعد ذلك يتم اختبــار ومراجعة األنشطة لتحديد مدى اتفاقها مع العمـل المخطـط، أي إنــابق ــار الس ــة بالمعي ــة النتيج ــق مقارن األداء الفعلي يقيم عن طري وضعه، وتكون الرقابة سبيا لتصحيح مسار العمــل من كلــتي جهــتي

الكم والكيف. وكثيرا ما تنتهي الرقابة إلى تغيير وسيلة األداء لفرد أو أكثر فردــذين هم في ــ ــطين، أو ال ــ ــديرين المتوس ــ ــين أو الم ــ من المرؤوســديل الســلطات ــوق وتع ــات والحق ــع الواجب ــادة توزي ــدة، وإع القاع المفوضة وتغيير الخطة اإلدارية وتعديل األهداف والتزييد والتنقيص، فالرقابة مثل الترموتر الذي يعين درجة الحــرارة في اإلنســان ممــاــتوى ــير المس ــا على غ ــه إذا رآه ــان حرارت ــدل اإلنس ــبب أن يع يس المطلــوب بالزيــادة تــارة والنقيصــة أخــرى، كمــا أنــه إذا رآهــا على المستوى المطلوب يحافــظ على البقــاء على ذلــك بــأن ال تزيــد والــة بالنســبة إلى المؤسســات العامــة أو تنقص، وكــذلك حالــة الرقاب

الخاصة، الحكومية أو غير الحكومية.

))أقسام الوظائف اإلدارية(( ثم إنه تبين مما تقــدم من األعمــال الخمســة أنــه يمكن تقســيم

الوظائف الرئيسية لإلدارة إلى مجموعتين:ــة األولى ــذ،المجموع ــابقة للتنفي ــائف الس ــة الوظ : مجموع

وتتكون هذه

46

ــا شــرح الوظائف من التخطيط والتنظيم والتشكيل، على ما بين كـــــــــــل واحـــــــــــد مـــــــــــوجزا، وتعمـــــــــــل هـــــــــــذه الوظائف على تحضير الجهود وإقامة إطــار للعمــل يناســب الهــدف

المنشود.ــا من الوظــائف الرئيســية لإلدارة، فهيالمجموعة الثانيةأم

المتعلقــة بالتنفيــذ، وتتكــون من التوجيــه والرقابــة، وهمــا وظيفتــان تعمالن على دفع األعمال المادية والمعنوية الالزمة لتحقيق الهــدف بواسطة جهود اآلخرين، فهما كــالقوى المحركــة الضــرورية لتقــديم

العمل إلى األمام من ناحية الكم والكيف.ــة ــة الثاني وقد يكون من الضروري في بعض األحيان في المرحل

إجراء تعديالت في وظائف قبل التنفيذ. وهذان المرحلتان الرئيسيتان ال يتوقف أحدهما على اآلخر، كمــاــط والتنظيم ــديال عن اآلخــر، إن نشــاط التخطي ــون أحــدهما ب ال يك والتشكيل ال يتوقف عند ما يبدأ التوجيــه والرقابــة، وكــذلك التوجيــه والرقابة يكونان في عرض سير العمل، والفارق هو الضعف والقوة

في هذا الجانب أو ذاك الجانب. وهذه األعمال الخمســة على الشــرط الــذي ذكرنــاه، يقــوم بهــا المدير بغض النظر عن نوع المؤسسة أو نوع النشاط، أو المكان أو

الزمان، أو غير ذلك. فرؤساء مجالس اإلدارات، ومــدير اإلدارات، ورؤســاء األقســام، ورؤساء العمال، ومديرو المصالح الحكومية، أخذا من رئيس الدولةــديرو ــات وم ــداء الكلي ــدة، وعم ــذين هم في القاع ــاء ال إلى الرؤس المطــارات والقطــارات ومــا أشــبه، كلهم بصــفتهم يحتلــون مراكــز إداريـــة، يـــؤدون نفس الشـــيء من الناحيـــة اإلداريـــة، وإن كـــانت

أنشطتهم تختلف حسب المنشئة التي يديرونها.

47

))مبادئ اإلدارة الحسنة(( )مسألة(: تقدم في المسائل السابقة جملة من األمــور الدخيلــةــاج في اإلدارة الحسنة، وقد ذكر جمع من الكتاب بشأن اإلدارة احتي اإلدارة إلى مبادئ أربعة عشر نذكرها بإيجاز، مع وضوح أن بين هذه القائمة والقوائم السابقة عموما من وجه، لتلقيهما في بعض البنود،

وتفارقهما في بنود أخرى، من جانب هذه القائمة أو تلك.

))الهدف(( مبدأ الهدف، فإنه ال يمكن أن يوجد شيء عقالئي إال أناألول:

يكون هناك هدف يتوخى العقالء من إيجاد ذلك الشيء الوصول إلىذلك الهدف، سواء كان في األعمال الفردية أو االجتماعية.

واألعمــال االجتماعيــة أولى باالحتيــاج إلى الهــدف ألبعــديتها عن العبثية، ومن الواضــح أن اإلدارة ال توجــد إال لقصــد شــيء مــادي أوــات، من معنوي على اختالف الجهات في كل من الماديات والمعنوي سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو عســكرية أو عمرانيــة

أو زراعية أو مصرفية أو غيرها. وإذا كانت المنظمة تتكون من جملة من الوحدات اإلدارية، فإنه يجب أن تساهم تلــك الوحــدات في تحقيــق ذلــك الهــدف الرئيســي العام للمنظمة، وتنصب األهــداف الصــغار لتلــك الوحــدات كلهــا في الهــدف الكبــير الــذي وجــدت المؤسســة ألجلــه، ويتم ذلــك بتحديــد األهــداف الفرعيــة الثانويــة لتلــك الوحــدات، بحيث تكــون األهــداف الفرعيــة متكاملـة ومتناسـقة وتـؤدي إلى تحقيـق الهـدف الرئيسـي

لتلك المنشئة. ويطلــق على مســاهمة الوحــدات اإلداريــة في الوصــول إلى الهــدف الرئيســي للمنظمــة اســم )مبــدأ وحــدة الهــدف(، والهــدف

باصطالح الفالسفة هو األول في التفكير واآلخر في العمل.

))التنظيم(( مبدأ ضرورة التنظيم، فإنه إذا زاد عدد األفراد في أيالثاني:

48

ــرد ــل ف عمل عن فرد واحد وجب تقسيم العمل بينهم، وجعل ك مسؤوال عن جزء منه، حتى ال يكــون العمــل فوضــى والوصــول إلى

الهدف بعيدا أو ال يمكن الوصول إلى الهدف أصال.

))الوظيفة((ــةالثالث: ــه يجب أن يتم التنظيم اإلداري ألي مبدأ الوظيفة، فإن

منظمة حكومية أو شعبية، سواء فاعلية خاصة أو عامة، في فروعهاــوع األعمــال الرئيسية أو الفروع الثانوية، على أساس وظائف من نــإن ــوظفين، ف ــول األشــخاص الم ــا، وليس ح ــام به ــوب القي المطل

الوظيفة غير الموظف، وإنما الموظف يقوم بالوظيفة. فالوظيفة هي الوحدة األساســية الــتي يتكــون منهــا كــل تنظيم، وهو عبارة عن منصب أو عمل معين يتضــمن واجبــات ومسـؤوليات محدودة، ويجعــل في قبــال تلــك الواجبــات والمســؤوليات الحقــوق ويعين لها األنشطة المعينة الموصلة إلى الهدف من تلــك الوظيفــة، وقد تكون الوظيفــة مشــغولة أو شــاغرة، كمــا قــد يكــون الموظــف مشـــغوال أو غـــير مشـــغول، وال تتـــأثر الوظيفـــة بمن يشـــغلها من المــوظفين، إذ إن القواعــد األساســية في اإلدارة العامــة تنص على أن الوظائف العامة تنشأ وتحدد حقوق ومسؤوليات من يشغلها قبل أن يعين فيها أحد، وهي ال تتأثر بالشـخص المعين عليهـا، فهي ثابتـة رغم تقلب المـــوظفين عليهـــا، ورغم أن المـــوظفين قـــد يكونـــون

أصحاب كفاءات رفيعة أو كفاءات متوسطة أو دون المتوسطة. أمــا الموظــف فهــو الشــخص الــذي يشــغل الوظيفــة بحقوقهــا وواجباتهــا، وللوظيفــة غالبــا شخصــية حقوقيــة مرتبطــة بالوظيفــة، فالموظف ما دام في الوظيفــة يكــون مســؤوال، بينمــا إذا خــرج عن الوظيفة تكون المسؤولية من شأن الموظف الذي يــأتي بعــد ذلــك، مثال رئاسة الوزارة إذا عقدت عقدا مع شركة أو مع فرد فإن رئاسة

49

الوزارة هي طرف تلك الشركة أو ذلك الفرد، سواء كان رئيس الــوزراء زيــدا أو عمــروا، فــإذا كــان رئيس الــوزراء زيــدا كــان هــو

المسؤول، وإذا خرج عن الوظيفة لم تكن عليه المسؤولية. وقد ذكرنــا في )الفقــه(: إن ذلــك حيث يكــون معاملــة عقالئيــة،ــك، وال ــحة ذل ــالالزم ص ــة، ف ــامالت العقالئي ــى المع ــارح أمض والش يستشكل بأن مثل ذلك لم يكن في أول اإلســالم، إذ قــد تحقــق في )الفقــه( عــدم االحتيــاج إلى ذلــك، كمــا ذكــره كــل من الشــهيد في

المسالك، إلى السيد الطباطبائي في العروة. وعلى أي حــال، فالمعاملــة قــد ترتبــط بالوظيفــة، وقــد ترتبــط بالفرد، وقد ترتبط بهما معا، على نحــو الشــرط أو الجــزء أو القيــد، على تفصيل ذكرنا الفرق بينمــا في األصــول والفقــه، ممــا ال حاجــة

إلى تكراره في المقام. نعم في كل من األقسام الثالثة يجب حصــول الشــرائط العامــة

في المعاملة كعدم الغرر ونحو ذلك.

))التخصص((ــدأ التخصــص، وكلمــا زاد التخصــص زادت الكفــاءة، ــع: مب الراب والعكس بالعكس، فإن الكفــاءات اإلداريــة رهينــة بالتخصصــات في األفراد، وعند ما يقتصر عمل الموظف على نوع واحد من األعمــال وله تخصص فيه ويتفرغ له، فإن ذلك يودي إلى إتقانه وإجادته، وقدــني كــل قال الشيخ البهائي )رحمه الله(: )غلبت كل ذي فنون، وغلب

ذي فن(.

))وحدة التوجيه(( الخامس: مبدأ وحــدة التوجيــه، فإنــه يجب أن يكــون للموظــف،ــه سواء كان رئيسا فوقه رئيس، أو موظفا عاديا فوقــه رئيس، توجي واحد، سواء كان ذلك التوجيه الواحــد من فــرد واحــد، أو كــان ذلــك

التوجيه من

50

جماعة يقطعون األمور بالشورى، فيتسلم هذا الشخص ـ مــديرا متوسطا أو مــديرا في القاعــدة أو فــردا ـــ األوامــر والتعليمــات من

جهة واحدة، ويكون مسؤوال عن أعماله أمام تلك الجهة. فإن عدم وحدة الموجـه يـودي إلى اإلخالل بالنظـام والفوضـى، سواء في الموظفين أو في الرؤساء، فــإذا اســتلم الموظــف أوامــر من عدة رؤساء في آن واحد، ومن الطبيعي أن تكون تكــل األوامــر متعارضة، فإن الموظف يضطرب ويرتبك وال يستطيع التصــرف في مثل تلك الحاالت، وإذا تصرف حسب كالم هذا اآلمر يكون مســؤوال

أمام اآلخر، والعكس بالعكس. ولذا فمن الضروري أن ال تكون هناك مبدأ تعدد الرئاسة، ســواء

الرئاسة العرضية أو الرئاسة الطولية. نعم في تصوير عقلي يمكن أن يكون هناك رئيســان طوليــان أو عرضيان، لكن يكون حكم أحدهما مقدما على حكم اآلخر إذا اجتمع الحكمان، كما يمكن أن تكون اإلطاعة على نحو الكفائية، لكن ذلــك خارج عن نطــاق القــوانين والمقــرارت العرفيــة، وإن كــان تصــويراعقليا صحيحا في نفسه، لكن باآلخرة يرجع إلى وحدة التوجيه أيضا. وما ذكـر في المـدير يصـح في الموظـف أيضـا، فـإن الموظــف يجب أن يكون واحدا ال متعددا، سواء وحــدة شخصــية أو اجتماعيــة،ــاك ــع نفس االرتبـ ــر، ويقـ ــؤولية على اآلخـ ــل يلقي بالمسـ وإال فكـــة لكن ــترتيب أو الكفائي والفوضى، وهنا أيضا يصح األمر على نحو ال

فيه المحذور السابق.

))عدم التدخل(( السادس: مبدأ عدم التدخل، فــإن الضــروري على المــدير أن ال يتدخل في شؤون الموظفين مما يؤدي إلى مضـايقتهم، وإنمـا يجب أن يكون التدخل بقدر متوسط بين اإلفــراط والتفريــط، وإال فضــيق

الموظف بعمله

51

ــل شــعوره بالمســؤولية، كمــا يقلــل ــاج، ويقل ــة اإلنت ــوجب قل ي اعتماده على نفسه، فإنــه إذا رأى الموظــف أن المــدير يتــدخل في

كل صغيرة وكبيرة ال بد وأن ينسحب عن الميدان. فالمدير هو الذي يتدخل في الخطوط العريضــة، أمــا الجزئيــات فيتركها للموظفين، وقد ذكر في أحوال الرسول )صــلى اللــه عليــهــا ــان يتركه وآله( أنه كان يحتفظ لنفسه بالمهمات، أما الجزيئات فك للمسلمين فيعملون بها كما يشاءون، وذلــك جمــع بين التقــديم إلىــة المرؤوســين األمام مما يقصده الرئيس أو المدير غالبا، وبين حري حتى ال يحسوا بضيق وضنك، ويسبب ذلك بــرودهم عن العمــل ممــا

يضر الهدف أخيرا.

))قصر الخط(( السابع: مبدأ قصر الخط، وذلــك يقتضــي بــأن تختصــر المراحــل التي تمر بها األمور قبل إبرامها إلى أقل عدد ممكن، فإنه كلما قــل المستويات والمراحل، وأحرقت العقبات التي تمر فيهــا المعــامالت واالتصاالت بين الرئيس اإلداري وبين أصــغر موظــف في المنشــئة، زادت الكفــاءة والفاعليــة اإلداريــة، ألن االتصــاالت في هــذه الحالــة تكون أسرع وتمر في طريق أقصر، وال يكــون هنــاك مجــال لتــأخيرــون ــذين يتلق ــوظفين ال ــبرود في الم ــا أو ال ــامالت أو انحرافه المع

األوامر. وهذا مبدأ عام يأتي في كل األعمال اإلجرائية، ويسمى أحيانــا بـ )روتينية العمل( فإنها مضيعة للــوقت وللمــال وتعطيــل عن اإلنتــاج، باإلضــافة إلى تطــرق االنحــراف وااللتــواء كلمــا زادت الوســائط

وابتعدت الخطوط. وقد جرب بعض العلماء ذلك في مثــال خــارجي، فــأعطى أمــرا سريا إلى زيد وقال ليعطه إلى عمرو، وهــو بــدوره يعطيــه إلى بكــر وهكذا، فالحظ أنه كلما ازدادت األفراد ازداد االنحراف، فبينمــا قــال

مثال هو في أول الخط:

52

محمد يأتي إلى البلد في يوم الخميس، تلقى الكالم من األخــير بعــد االســتطالع بــأن عليــا ذهب إلى الحج في العــام الماضــي مثال، وهذا الكالم وإن كان مستغربا جدا ولعل فيه عنصر المبالغــة إال أنــه

مثال لمزيد من االنحراف كلما زاد الخط. ومن الممكن أن يجرب اإلنسان بنفسه هذا الشيء فيصف عدة أشخاص ويسر في أذن أحدهم بشيء، ثم يأمره بأن يقولــه للثــاني، وهكذا للثالث، والرابع، إلى أخــير الخــط، لــيرى االنحــراف الشاســع

بين األول واآلخير.

))تقابل المسؤولية والسلطة(( الثامن: مبــدأ )تقابــل المســؤولية والســلطة(، فالمســؤولية عن عمل معين يلــزم أن تقابلهــا الســلطة الكافيــة إلنجــاز ذلــك العمــل، فتفــويض االختصــاص يجب أن يقــرن بتفــويض الســلطة المناســبة، فكلما كانت السلطة أوسع أو المسؤولية أوسع أو كان بينهما عموم

من وجه أورث ذلك خباال وفسادا. فإن السلطة إنما توضع في يد الموظف، أو الــرئيس األعلى، أو المدير في الوسط، أو في القاعدة، وبقصد تحقيق غايــات وأهــداف محــددة ســلفا، ومن ثم يصــبح المــأمور مســؤوال عن تحقيــق تلــك الغايات واألهداف، وليس من الصــحيح أن يكــون مســؤوال عن أقــلــلطة ــون بين الس ــلطته، أو أن يك ــثر من س ــلطته، أو عن أك من س والمسؤولية العموم من وجه، حيث يكون من كل جانب جهة سلبية

وااللتقاء إنما يكون في اإليجابيات.

))حصر المسؤولين((ــه ال يســتطيع أي رئيس ــدأ حصــر المرؤوســين، فإن التاســع: مبــامال إال على عــــدد محــــدود من ــ ــرافا ك ــ ــرف إش ــ إداري أن يش المرؤوسين، وكلما كان الكيــف أقــوى يكــون العــدد أقــل، مثال حــدد

بعضهم أن اإلشراف

53

يجب أن يترواح بين ثالثة أشـخاص إلى سـتة أشــخاص للـرئيس اإلداري، أما بالنسبة للمشرف على العمال فإنه يســتطيع اإلشــراف على ثالثين عماال، لكن بعضهم قال: بــأن الــرئيس اإلداري يســتطيع اإلشراف على ما بين خمسة إلى عشرة، والــرئيس المشــرف على العمال ـ مما ال يحتاج األمر إلى كيف ـ يســتطيع أن يشــرف إلى مــا

يقارب خمسين عامال. ولكن الظــاهر أن التحديــد غــير مطــرد، فإنــه ليس عــدد مثــالي لألشخاص الذين يكونون في نطاق اإلشراف الناســب، بــل يجب أن يحول نطاق اإلشــراف بالنســبة إلى اختالف الــرئيس والمرؤوســين ونوعية العمل، فربما يكون الرئيس قويا يتمكن من اإلشــراف علىــدد عدد أكبر، وربما يكون ضعيفا أو متوسطا فإشرافه يكون على ع أقل، كما أن المرؤوسين يكونون بهــذا الحكم أيضــا، وإذا أريــد قــوة التدريب أو كان الموقع الجغرافي موقعا غير مناسب يلزم أن يكون اإلشراف على عــدد أقــل، مثال إذا كــان المرؤوســون مــوزعين علىــل مناطق جغرافيه بعيدة فإن اإلشراف الفعال يكون على عــدد قلي منهم، وكذلك بالنسبة إلى التيارات المضادة، فربما يكون هناك تيار مضاد أو تيارات مضادة بالنسبة إلى المرؤوســين كمــا في كثــير من األحزاب والمنظمات وما أشــبه، فاإلشــراف يكــون على عــدد أقــل،

بينما اإلشراف يكون على عدد أكثر إذا لم تكن هذه األمور.

))تفويض السلطة(( العاشر: مبدأ تفــويض الســلطة، فإنــه يجب على المــدير األعلى تفويض السلطة إلى المديرين المتوسطين، كمــا أنــه يجب تفــويض السلطة منهم إلى المديرين في المستويات السفلى، ذلـك بإعطـاء الرئيس السلطات اإلدارية إلى مســاعديه ووكالئــه والمــديرين تحت

يده، وهذا التفويض يجب

54

أن يكون بقدر الحاجة ال أكثر حتى يفسد وال أقل حتى يفسد.ــدة عن ــة بعي ــدات إداري ــود وح ــال وج ــويض في ح ويتحتم التف المركز الرئيسي للمنشئة، كرؤساء األقسام في الواليات المتعددة، أو في الوالية الواحدة البعيدة عن المركز، وقد تقدم في مبــدأ آخــر

وجوب التكافؤ بين السلطة، والواجب من المسؤولية. ثم إن التفــويض للســلطة قــد يكــون من الــرئيس األعلى، وقــد يكون من الرئيس المتوسط، وأي منهما فــوض الســلطة يكــون هــو الذي يتمكن من اســتردادها أو تحديــدها حســب القــرار المقــرر في منهــاج اإلدارة، ومن الممكن أن يعطي الســلطة أحــدهما ويجعــل

الحق لآلخر في االسترادد أو التوسعة أو التضييق.

))العالقات اإلنسانية((ــا من ــتي يجب مراعاته الحادي عشر: مبدأ العالقات اإلنسانية ال المبادئ العالية، رئيسا كــان أو مــديرا أو رئيس قســم أو غــير ذلــك،

سواء بالنسبة إلى المديرين أو سائر الموظفين.ــاد إلى المــوظفين وهي أمور كثيرة، مثل مبدأ عدم توجيه االنتق أمام اآلخرين، سواء كانوا زمالء أو مرؤوسين أو غيرهم، ومبدأ عدم الحدة في الكالم معهم، وإنما يجب أن يكــون االقــتراح في عبــارات مالئمة مذكورة في علم االجتمــاع، ومبــدأ تنميــة المــوظفين، ومبــدأ إشراك الموظفين في الرأي، ومبدأ عدم الترفع عليهم، ومبدأ قضاء حـوائجهم، ومبـدأ جعـل المؤسسـات ألجـل حيـاتهم، مثـل مؤسسـة لزواج عزابهم وعازبــاتهم، ومؤسســة إلقراضــهم، ومؤسســة لتهيئــةالسكن لهم، إلى غير ذلك مما هو كثير، وسيأتي اإللماع إلى بعضها.

))المرونة((الثاني عشر: مبدأ المرونة، فإنه يجب أن يكون التنظيم مرنا

55

ــتى يتمكن وقابال للتكيف حسب متطلبات الظروف المختلفة، ح من مواجهة التغيرات التي تحدث داخل المنظمة أو خارجهــا، ســواء كــانت تغــيرات بالحســبان أو المفاجئــات، كمــا أشــرنا إلى ذلــك في فصل سابق، دون الحاجة إلى إحداث تعديالت جوهرية على الهيكل

التنظيمي للمنظمة. نعم قــد يجب أن تكــون المرونــة بحيث يمكن أن يحــدث تعــديال جوهريــا أيضــا على الهيكــل التنظيمي للمؤسســة، مثال إذا كــانت المؤسســة مؤسســة لتخــريج األخشــاب، لكن األخشــاب شــحت أو انقطع موردها أو ما أشبه ذلــك، احتــاجت اإلدارة إلى تغيــير الهيكــل التنظيمي من المؤسسة األخشابية إلى مؤسســة تعليب الفواكــه أو ما أشبه ذلك، ولذا نرى أن في حالة الحرب تتغير الهياكل التنظيمية لمعامل البضائع االستهالكية إلى معامــل لصــنع األســلحة وبــالعكس فيما إذا انتهت الحرب، وهكــذا بالنســبة إلى الطــوارئ الــتي تــوجب

تغيير الهيكل التنظيمي بصورة عامة.

))الكفاءة(( الثالث عشر: مبدأ الكفاءة، فإن التنظيم يعتبر ذا كفاءة عنــد مــاــاليف، ــا يمكن من التك ــل م ــداف بأق ــول إلى األه يتمكن من الوص

وتكون النتائج حسنة مرغوبة في االجتماع. والتنظيم بالكفاية هو الذي يكــون فيــه تقســيم للســلطة واضــح المعــالم، وتنفيــذ ســليم للمســؤولية، واشــتراك مــع الكــل في حــل

المشاكل، وتكاليف أقل إلى الوصول إلى الهدف. وهذا ليس بالشيء السهل، وإنمــا يجب توفــير جــوانب متعــددة ضــاغطة حــتى تتمكن المنشــئة من الســير بكفــاءة ولياقــة، مثال إذا كانت المنشئة تحتاج إلى نصف سيارة لنقــل بضــائعها إلى الزبــائن، فــالالزم اشــتراك المؤسســة مــع مؤسســة أخــرى مشــابهة أو غــير مشابة الشتراء السيارة وتحملهمــا معــا تكــاليف الســكن والموقــف والوقــود وســائر النفقــات المحتاجــة من الضــرائب الحكوميــة ومــا

أشبه، فإن

56

ذلك يوجب الكفاءة ، بينما إذا اســتبدت المؤسســة بوحــدها على تحمل هذه المسؤولية يكون التكليف كثــيرا، ممــا يــؤثر على اإلنتــاج السليم، فال كفاءة باآلخرة لمثل هذه المؤسســة، ويقــال مثــل ذلــك

في مختلف األبعاد.

))الصيانة(( الرابــع عشــر: مبــدأ الصــيانة، فإنــه يجب على المــدير االهتمــام الكافي لصيانة األجهزة المرتبطة بالمؤسسة، سواء كانت مطــارا أوــأن قطارا أو معمال أو معهدا أو مدرسة أو دائرة حكومية أو غيرها، بــا ينقص من ــا ينبغي مم ــثر مم ــرف أك ــا من العطب أو الص يحفظهــبراء عمرها العادي إذا لم تكن الصيانة الكافية، وذلك يحتاج إلى الخ

والفنيين والمراقبة المناسبة وتخصيص رصيد لمثل ذلك.

))اإلتقان(( الخــامس عشــر: اإلتقــان، فــإن اإلتقــان ســواء كــان في قطــاعــبب ــا يس ــا من أهم م ــناعة أو غيره ــائف أو الص ــدمات أو الوظ الخ التفــاف النــاس حــول المشــروع، وبــذلك ينمــو ويصــل إلى الهــدف المنشود، فإن الدعاية مهما كــانت قويــة ال تســد حــتى عشــر مســد

اإلتقان. ثم إن اإلتقــان هــو الــذي يــوجب النمــو ال الشــكليات، فكمــا أن البيضة هي التي تفرخ، والحبة من الحنظة هي التي تنمــو، ال شــكل البيضة أو الحنطة، فإنه ليس لهما الفـرخ والسـنبل، كـذلك اإلتقـان، فإن اإلنســان إذا ذم ســلعته بأقــذع الــذم لكنــه أتقنهــا التــف النــاس حولها وال ينظرون إلى كالمه ودعايته المضادة، ولو لم يتقن وجعــل لها أكبر الدعايات ينفض النــاس من حولهــا، وقــد قــال رســول اللــه

)صلى الله عليه وآله( في الحديث المنسوب إليه: رحم الله امــرءا.عمل عمال فأتقنه

57

))إدارة األعمال(( )مسألة( تكلمنا في المسائل السابقة حول اإلدارة )المضــاف (، وفي هذه المسألة نتكلم حول )المضاف إليــه( أعــني األعمــال، ألنــد من ــل واح ــال(، فك ــون من )إدارة األعم ــا يتك ــاب اإلدارة إنم كت

الكلمتين بحاجة إلى الشرح والتوضيح والتحديد. وقد تقدم أن اإلدارة بصــفة عامــة: نشــاط متمــيز لصــاحب كــل عمـــل اجتمـــاعي في منشـــئات أعماليـــة أو مؤسســـات دينيـــة أو مؤسسات حكومية إلى آخر ذلك، ومن األعمال األنشطة التي تبذل إلنتاج وتوزيع السلع والخدمات الضرورية إلشباع الحاجات والرغبات اإلنسانية، أو مؤسسات حكومية التي يديرها المديرون، ســواء كــان

يسمى وزيرا أو سفيرا أو مديرا عاما أو رئيس دولة أو غير ذلك. وعلى هذا، فإن النشاط لألعمال نشاط اجتماعي يبذلــه جماعــةــي أو من الناس يعملون معا لتحقيق هدف مشترك ثقافي أو سياس اجتماعي أو غير ذلك، فاألعمال تعتبر مؤسسة اجتماعية تشمل كــل أنــواع المؤسســات االجتماعيــة، ســواء كــانت مؤسســات اجتماعيــة عامة كالحكومة، أو مؤسسات اجتماعيــة في أخص معناهــا كالحيــاةــورها ــف ص ــات على مختل ــك من المؤسس ــا بين ذل ــة، أو م العائلي

وأشكالها وأهدافها وأنشطتها.ــة تســتخدم ــا من المؤسســات االجتماعي ــل غيره ــال مث واألعم المــوارد لتحقيــق أهــداف معينــة، ولــذا فــإن المــوارد تعتــبر بمثابــة الوسائل الالزمة لبلوغ النهايات المرغوبة التي يهــدف إليهــا جماعــة

من الناس بغية الوصول إلى ذلك المقصد. ومن الواضح أن تحقيق الغاية المنشودة والهدف المتوخى يتأثر بالمهــارة في اســتخدام تلــك المــوارد الــتي تنتهي بســبب األعمــال واألنشطة إلى تلك األهداف والغايات، ومن الواضح أيضا أن عمليــة الحصول على المــوارد واســتخدامها تتــأثر تــأثرا كــامال بإطــار عمــل

المؤسسات االجتماعية والقوى

58

التي تشكل وتحدد الطريقه التي ستستغل بها الموارد الممكنة، وقد قسم علماء اإلدارة مجموع ذلك إلى أربعــة أمــور، وهي عبــارة

عن: األول: الموارد.

والثاني: استخدام تلك الموارد.والثالث: إطار عمل المؤسسات االجتماعية والقوى المؤثرة.

الرابع: األهداف والعناصــر الــتي يتــوخى المجموعــة من النــاسالوصول إليها.

واألهداف أول في الفكر وآخر في العمل كما يقولــه الفالســفة،ــع في والعناصر الثالثة األولى هي الوسائل للبلوغ إلى العنصــر الرابــك ــاة من تلـ ــه المتوخـ ــود والنهايـ ــدف المنشـ ــو الهـ ــارج، وهـ الخـ

األمورالثالثة.وكل واحد من هذه العناصر األربعة تقسم إلى أقسام العنصر.

فالعنصر األول )وهو الموارد التي تحصل عليها األعمال( تنقسم إلى مــوارد طبيعيــة، وإلى مــوارد بشــرية، وإلى مــوارد ماليــة، وإلى موارد علمية، وإلى موارد اجتماعيــة، وإلى مــوارد ثقافيــة، ومــا إلى

ذلك. كما أن العنصر الثاني وهو استخدام المــوارد بواســطة األعمــالــع الســلع ــع وبي ــاج الخــدمات، وتوزي تنقســم إلى إنتــاج الســلع، وإنت والخدمات، وكما يشمل ذلك المــواد البشــرية الــذي هــو عبــارة عن العمــل الـذي يقـوم بــه الرؤســاء والمرؤوســين وغــيرهم في سـبيلــال ــئات األعم ــل منش ــود، وإلى تموي ــدف المنش ــول إلى اله الوصــة في منشــئة ــة المختلف ــا والتنســيق بين األجنح ــا وإدارته وتنظيمه

العمل. أما العنصر الثالث وهو إطــار العمــل في المنشــئات المــذكورة، فينقســم إلى المؤسســات االقتصـــادية، والسياســـية، والقانونيــة،

والثقافية، والدينية،

59

والمؤسسات المرتبطة بالتكنولوجيـا، والمؤسسـات العســكرية، وغــير ذلــك من المؤسســات المنتشــرة في المجتمــع، ممــا تكــون كأعمدة لبقــاء المجتمــع الســليم المتعــدد األبعــاد المعطي لحاجــات

الفرد بما هو فرد، وحاجات االجتماع بما هو اجتماع. والعنصــر الرابــع الــذي هــو عبــارة عن األهــداف الــتي تنشــدهاــاء ــارة عن إعط ــة األول، فهي عب ــر الثالث ــبب العناص ــال بس األعم احتياجات المجتمــع، ســواء كــان احتياجــات من قبيــل الخــدمات، أو االحتياجات من قبيل المصنوعات، وكذلك عبارة عن المبيعــات وعنــدخل الحقيقي للفــرد، وعن ــع ال ــربح وعن رف ــدخل المتضــمن لل ال احتياجات المجتمع الروحية بسبب المؤسسات الدينية والمؤسسات

األخالقية والمؤسسات التربوية وما أشبه ذلك. ونظام األعمال شامل لكل المــوارد والتنظيمــات والمؤسســات والمنشئات التي ترتبط بطريقة المباشــرة أو غــير المباشــرة بإنتــاج وتوزيع السلع والخدمات إلشـباع الحاجــات والرغبــات اإلنسـانية في أبعادها المختلفة، سواء كــان بعــدا من النقص إلى الكمــال، أو بعــدا

من الكمال إلى األكمل. من غير فرق بين أن تكون المنشئات مرتبطــة بالقطــاع العــام، أو مرتبطة بالقطاع الخاص، فإن القطــاع العــام أيضــا الــتي تــديرهاــدة في ــر المتواج ــات األخ ــال المؤسس ــة في قب ــة مؤسس الحكوم األنظمة االستشارية )الديمقراطية(، كما أن ذلك ينطوي على مجالــذه ــات ه ــات وعملي ــؤثر على سياس ــتي ت ــؤثرات ال ــع من الم واس

المنشئات. ومن الواضح أن كــل األفــراد أجــزاء في هــذا الهيكــل التنظيمي التشغيلي العام، سواء كان رئيس الدولة أو مدير الشــركة أو رجــل المبايعات أو العامل أو المستهلك، كمــا يتضــمن هــذا الهيكــل العــام

أيضا الموارد األولية المستخدمة في األعمال

60

ورؤوس األموال المستثمرة في المنشئات، والمنشئات نفســهاوتنظيماتها ووظائفها وسياساتها.

وقد تبين بذلك أن هناك أجــزاء مباشــرة وأجــزاء غــير مباشــرة،ــة الــتي ــاة االجتماعي وتتضمن األجزاء غير المباشرة كل عناصر الحي تسهل وتنظم وتؤثر على نشاط األعمــال، وتشــتمل على الحكومــة، ومختلف شعبها وفروعها، ونقابات العمال، واألحــزاب والمنظمــات،ــور ودور النشر، واإلعالم، والنقود، واالئتمان، والمستهلكين، والجمه العام، فإنها كلها وغيرها عوامل بيئويــة تــؤثر على سياســة األعمــال وتصرفها وتوجهها توجيها على قدر ما لها من المجال في هذا البحر

العام من االجتماع. وبالرغم من أن علقة هذه العوامل البيئوية باألعمــال هي علقــة غير مباشرة، إال أنها هامــة، ولهــا وزنهــا وتأثيراتهــا في ســير األمــور حسنا أو سيئا، باســتقامة أو بــانحراف، بتوســع أو بتضــيق، من جهــة

الكم أو الكيف. ثم هذه العالقات متبادلة ومتشــابكة نظــرا ألن نشــاط منشــئات األعمال وأهدافها تشكل هذه العوامــل البيئويــة وتــؤثر عليهــا أيضــا، فإنه كما أن أجزاء الكون متشابكة جدا حتى أن رغيف الخبز الواحدــد بحاجة إلى األرض والمطر والهواء والنور والماء والحر والبرد والي العاملــة والليــل والنهــار والتكنولوجيــا في العصــر الحــديث أو البقــر ونحوها في العصر الســابق ألجــل حــرث األرض، وحــتى بحاجــة إلىــتي تلتقــط الحشــرات الضــارة بالزراعــة، كــذلك أجــزاء ــور ال الطيــاه ــة ترع ــة إلى حكوم ــد بحاج ــل واح ــدمات، فمعم ــال والخ األعم ومصارف مالية تكون مستودعا ألهل المــال، ومنــه عطــاؤه، ونقابــةــزب عمال ينسقون العمال أنشطتهم وجهودهم في تلك النقابة، وح يسنده حتى ال يطغى عليه، وقضاء يفصل نزاعاته، وغيرهــا وغيرهــا، وبعض هذه األمور مما يعــد من المنظـورات، وبعضــها ممــا يعـد من

غير المنظورات.

61

ثم إن المشــئة يجب أن تســاير األهــداف والمعــايير االجتماعيــة العامة، وإال ما سمح لها بالوجود، وإذا وجد وجــد ضــعيفا وناقصــا وال يمـر عليـه زمـان إال وينهـدم، مثال االجتمـاع الـذي ال يسـمح بشـرب الخمر ال يمكن فيه تأسيس معمل خمر، فإنه وإن ساندته الحكومــة

فرضا لكنه إذا ولد كان والدة ناقصة، ثم ال يمر زمان حتى يسقط.ــون ــع حيث يك ــادية مثال يجب أن توض ــط االقتص ــه فالخط وعلي مقبوال للجمـاهير، سـواء من جهـة الـدين أو من جهـة الفكـرة الـتيــة ــط الثقافي ــادية الخط ــط االقتص ــل الخط ــاع، ومث ــا االجتم يحمله

والخطط االجتماعية وغيرهما من سائر أبعاد المجتمع.

))تصنيف المنشئات((وقد قام علماء اإلدارة بتصنيف المنشآت إلى أقسام:

ــئات ــادية، والمنش ــئات االقتص ــئات الحكومــة، والمنش كالمنشالثقافية، والمنشئات التربوية، والمنشئات الزراعية، إلى غير ذلك.

كما أن منشئات الزراعة تنقسم إلى: منشــئات زراعــة المــواد األولية كالحنطة والشعير وما أشبه، ومنشئات زراعة المواد الثانوية

كالفواكه والخضار ونحو ذلك.ــك ــة بين تل ــاس التفرق ــوم على أس ــيم يق ــاك تقس ــا أن هن كم المنشئات التي تعمل مع اإلنتاج وتوزيع السلع، وبين تلك التي تعمل

للخدمات.ــاس ــئة، وقي ــاس حجم المنش ــيما على أس ــاك تقس ــا أن هن كم الحجم قــد يكــون من ناحيــة رأس المــال المســتثمر، أو من ناحيــة مقدار المبيعات، أو من ناحية عدد العاملين والرؤساء، أو من ناحيــة مقدار زمان العمل، إذ قد يكون زمان العمل في الشتاء، وقد يكون في الصيف، وقد يكون موقتا، وقد يكون غــير مــوقت، مثال المعمــل الذي يقوم بصنع السكر من الشمندر يكون عمله موقتا بأيام ظهور هذه الثمرة، وهي في السنة ثالثة أشهر أو ما أشبه ذلك، أمــا ســائر

شهور السنة فالالزم أن يقف المعمل أو يشتغل

62

في عمل آخر. والمؤسسة التي تعني بالخدمة للحراســة الليليــة عن اللصــوص وغــيرهم تعمــل ليال ال نهــارا، وبــالعكس من تلــك المؤسسـات الــتي

تعمل نهارا ال ليال كالمصارف واإلدارات وغيرها.ــة في ــارة عن األنشــطة المجتمع ــال عب ــبين أن األعم ــذلك ت وب منشئة خاصة تهدف إلى هدف خاص، وإن تشعبت إلى عدة أقسام، مثال تقســـم األنشـــطة حســـب الهيكـــل التنظيمي للمنشـــئات إلىــد ــة إلى المعاه ــة من الروض ــئات ثقافي ــرفية، ومنش ــئات مص منش العالية، والمنشــئات الدينيــة كالمــدارس للعلــوم الدينيــة والمســاجدــة، ومنشــئات واألوقاف، والمنشئات العسكرية، والمنشئات الزراعي المناجم، والمنشئات الصناعية، ومنشئات التشييد والبناء والعمران، ومنشــئات الحاجــات األوليــة كالكهربــاء والغـاز والمــاء، والمنشــئات التجاريــة، ومنشــئات النقــل والمواصــالت، ومنشــئات التخــزين،

ومنشئات الخدمات بمختلف صورها وأشكالها.

63

))الوحدات اإلدارية((ــير )مسألة( توضع خرائط للتنظيم ولبيان هيكل المنظمة في كثــة، ــة أو إدارة أهلي ــيرة، ســواء كــانت إدارة حكومي من اإلدارات الكب لتبين الوحدات اإلدارية التي تتكون منها الصــورة التنظيمــة، ولتــبين الوظائف الموجودة فيها، وخطوط السلطة والمسؤولية التي ترتبط

التنســيق بينهــا، وذلــك6بين أجزائها وارتباط بعضــها ببعض، وكيفيــة لعدة أمور:

ــائف والتي منها: تحديد إطار المنظمة والوحدات اإلدارية والوظالتي تتكون منها تلك الوحدات.

ومنها: بيان كيفية تقسيم العمل بين الموظفين في المنظمة. ومنها: توضيح العالقات بين مختلـف اإلدارات واألقسـام وكيفيــة التنسيق بينها، وأن أيها أكبر وأيها أصــغر وأيهــا مقــدم وأيهــا مــؤخر،

وإلى غير ذلك.ومنها: توضيح خطوط السلطة والمسؤولية في المنظمة.

ومنها: توضيح عدد المستويات اإلدارية في المنظمة. ومنهــا: تعريــف الموظــف برئيســه المباشــر، وتعريــف الــرئيس بالمرؤوســين التــابعين لــه مباشــرة، وأن أي رئيس في القمــة وأي

رئيس في الوسط وأي رئيس في القاعدة. ومنها: بيان للجان الموجودة في المنظمــة وســلطاتها وعالقتهــا

بأجزاء المنظمة. ومنهــا: الغــرض اإلعالمي، حيث إن الخريطــة تســاعد الزائــرين الذين يــأتون من خــارج المنظمــة للتعريــف على أقســام المنظمــة،

وعلى

64

األشخاص الموجودين فيها وقدرها، كبرا وصغرا، وكمية وكيفية. ومنهـــا: أن تكـــون وســـيلة اإليضـــاح للمـــوظفين الجـــدد، حيثــأتون إلى بواســطة تلــك الخرائــط يتم تعريــف المــوظفين الــذين ي الوظيفة جديــدا بالهيكــل التنظيمي للمنظمــة، وبيــان المراكــز الــتي سيشغلونها فيهــا وتحديــد األشــخاص الــذين ســيكونون على اتصــال بهم، سواء كــانوا رؤســاء أو مرؤوســين، تــابعين لهم أو زمالء أو مــا

أشبه. ومنهــا: أن الخرائــط التنظيميــة تســاعد في اكتشــاف األخطــاء الموجــودة في التنظيم حــتى تعــالج في المســتقبل القــريب، فعنــدــل ــودة في هيك ــر األخطــاء الموج ــة تظه رســم الخريطــة التنظيمي

المنظمة والمخالفات للقواعد اإلدارية. مثال هل يكون للموظف رئيسان أو رئيس واحد أو أكثر كرؤساءــارة، أو ــوان االستش ــددين هم بعن ــاء المتع ــددين، أو أن الرؤس متع بعنوان أن كل واحد منهم رئيس مستقل حتى يكــون مخالفــا لمبــدأ

وحدة الرئاسة الذي تكلمنا عن خطيئته سابقا. وأنه هل يزيد عدد المستويات اإلدارية عن الحــدود الســليمة، أو أنها بقدر الحدود السليمة التي ذكرناها سابقا، من مبــدأ قصــر خــط الســلطة بين الــرئيس والمــرؤوس، حــتى ال يكــون الطريــق طــويال يســـبب التـــواء وانحرافـــا. أو هـــل أن نطـــاق اإلشـــراف في بعضــراف، اإلداريين واسع أو ضيق، لما ذكرنا سابقا من مبدأ نطاق اإلش

إلى غير ذلك من األخطاء التي تظهر بسبب الخريطة.

))أقسام الخرائط((ثم الخرائط على خمسة أقسام:

الخرائط اإلدارية.األول: : الخرائط الوظيفية.والثاني: الخرائط اإلفرادية.والثالث

65

الخرائط الجغرافية.والرابع: الخرائط التنسيقية.والخامس:

))الخرائط اإلدارية((ــدير أما الخرائط اإلدارية، فهو عبارة عن الخريطة التي تبين الم

العام ومدير اإلدارة ورئيس األقسام وما إلى ذلك.وهو قد يكون قميا، وقد يكون أفقيا، وقد يكون دائريا.

والقمي عبارة عن يكون مدير المنظمة العام في فوق، ومدراء اإلدارات متشعبون من مــدراء اإلدارات في أســفل القائمــة، فكبــارــون في الموظفين الذين لهم سلطة إعطاء األوامر والتعليمات يكون رأس قمــة المنظمــة، ويليهم الموظفــون في اإلدارة الوســطى، ثمــذيون، ويكــون خطــوط انســياب المســؤولية من الموظفــون التنفي األســفل إلى األعلى، فــالموظفون في المســتويات الــدنيا الســفلى يكونون مســؤولين مباشــرة أمــام رؤســائهم في المســتويات العليــا

التي تقع فوقهم مباشرة في خط السلطة المرتبطين به. وهذا النوع من الخرائــط اإلداريــة تــبين الوظــائف الــتي هي فيــد، مستوى واحد بسهولة، فهذه الوظائف تكون على خط أفقي واح أو في مستوى أفقي واحــد، كمــا أنهــا تــبين الرؤســاء والمرؤوســين

بوضوح. وكثــيرا مــا تنتقــد مثــل هــذه الخرائــط الــتي تســمى بالخرائــطــد ــه عن ــوب في ــير مرغ ــرا نفســيا غ ــترك أث ــا ت ــة أيضــا بأنه التقليديــا ــد م ــا عن ــدنيا، خصوص ــة ال ــتويات اإلداري ــين في المس المرؤوس يالحظون بأنهم موجودون في قاعدة الهــرم، وأنهم يشــغلون أصــغر الوظائف في المنظمة، لكن هذا االنتقــاد غــير وارد، حيث إن إخفــاء الحقــائق عنهم عمــل غــير صــحيح، إذ من األفضــل أن يــبين لهم موقعهم الحقيقي في المنظمة في الخريطــة التنظيميــة، حــتى وإن

ترك عندهم آثارا نفسية غير مرغوب فيها، لكي

66

ــوظيفي في ــزهم الـ ــين مركـ ــا لهم لتحسـ ــك دافعـ ــون ذلـ يكـالمستقبل.

ثم هــذا القســم من الخرائــط اإلداريــة يقابلهــا الخرائــط بعكس ذلك، وهي الخرائط التي تكون من األسفل إلى األعلى، حيث يكونــدراء اإلدارات، ثم في مدير المنظمة في األسفل، ثم في الوسط م

الفوق رؤساء األقسام.

))الخرائط األفقية(( وفي مقابل هذين: الخرائط اإلدارية التي تطلق عليهــا الخرائــط األفقية، وهي الـتي تكــون من اليمين إلى الشـمال، أو من الشـمال إلى اليمين، وفي هـــذا النـــوع من الخرائـــط الســـلطة وخطوطهـــا تناســاب من إحــدى الجهــتين إلى الجهــة األخــرى، فوظــائف اإلدارةــائف اإلدارة ــا وظـ ــى اليمين مثال، ثم تليهـ ــون في أقصـ ــا تكـ العليـ المتوســطة، فالوظــائف التنفيذيــة إلى جهــة الشــمال، أو يكــونــا بالعكس، فوظائف اإلدارة العليا تكون في أقصي الشمال، ثم تليهوظائف اإلدارة المتوسطة، فالوظائف التنفيذية إلى أقصي اليمين.

))الخرائط الدائرية(( ثم بعد الخرائــط القميـة والخرائــط األفقيــة بأقسـامهما األربعـة

على ما عرفت، يأتي دور الخرائط الدائرية. وفي هذا النوع من الخرائط يكــون موضــع رئيس المنظمــة في مركـــز الـــدائرة، وتنســـار الســـلطة من الـــداخل إلى الخـــارج، والمسؤولين من الخارج إلى الداخل، وكلما قـرب المنصـب اإلداري من مركــز الــدائرة حيث يوجــد رئيس المنظمــة ازدادت أهميتــه، وتظهر الوظائف اإلدارية المتساوية على محيط دائرة واحدة، ولكل مســـتوى إداري معين دائـــرة واحـــدة، حيث ترســـم وظائفـــه على

محيطها. وبعضهم ذكر أن هذا القسم الخامس من الخرائط الدائريــة لهــا

مزايا،

67

ــذي من جملتها: أنها ال تترك آثارا سلبية على نفس الموظــف الــتي ــة ال في الدرجة الدنيا من السلم، فليست مثل الخرائط التقليدي تترك اآلثار السلبية كما تقدم، ألنه ال يظهــر للنــاظر أن وظيفــة هــذا الموظف في أعلى المنظمة، أو أن وظيفة ذلك الموظــف في أدنى مستوى فيها، فالخرائط الدائرية تقضي على الشعور النفســي غــير المرغوب فيه عند صــغار المــوظفين، ألنهــا ترســم هيكــل المنظمــة وبطريقة تبين بأن كــل فــرد في عملهــا على تلــك األجــزاء المكونــة

منها. ثم هناك ميزة أخــرى للخرائــط الدائريــة، وهي أنهــا تســاعد في رسم هيكل المنظمات اإلدارية الكبيرة، فالدائرة تكون صغيرة عنــد المركز وتزداد كبرا واتساعا عنــد االبتعــاد عن المركــز، ولهــذا فإنهــا

تتالءم مع عدد الوظائف والمناصب اإلدارية. وعلى كــل فهــذه الخرائــط بأقســامها الخمســة، من فــوق إلىــمال، أو من ــ ــوق، أو من اليمين إلى الش ــ تحت، أو من تحت إلى ف الشمال إلى اليمين، أو على صورة الدائرة، كلها تنخرط في القسم

األول من الخرائط، وهي الخرائط اإلدارية على ما ذكرناه.

))الخرائط الوظيفية(( القسم الثاني: الخرائط الوظيفية، وتبين هــذه الخرائــط المهــام والواجبات الرئيسية للمنظمة ولألقســام الــتي تتكــون منهــا، فيــذكر في مربــع مســتطيل أو دائــرة اإلدارة أو القســم، واالختصاصــات

المحددة لإلدارة أو القسم. وتفيد هذه الخرائط بإعطاء فكرة عن النشاطات واألعمال التي

تقوم بها المنظمة، مثال ترسم الخرائط الوظيفية هكذا: أفقي فوق تكتب: )اإلدارة المركزية للتنظيم واإلدارة(، ثم تحتــة للتنظيم(، وفي ــ ــانب اليمين: )اإلدارة العام ــ ذلـــك تكتب في الج

الوسط: )اإلدارة

68

العامة لطــرق العمــل(، وفي األخــير: )اإلدارة العامــة لمعــدالتاألداء(.

ثم تخرج من اإلدارة العامة للتنظيم: (: وضــع دليــل تنظيمي للجهــاز اإلداري للدولــة أو المؤسســة،1

ومتابعته دوريا. (: إبداء الرأي الفــني وتقــديم المعاونــة في عمليــات التنظيم،2

سواء لألجهزة المرتبطة أو لوحدات التنظيم.(: اقتراح إعادة تنظيم أو تعديل اختصاصات األجهزة القائمة.3(: اختصاصات أخرى.4

كما تكتب تحت الثاني، وهو اإلدارة العامة لطرق العمل: (: دراســة النمــاذج والســجالت على المفتش أو نحــوه، بقصــد1

تبسيطها وتنظيمها وفهرستها لتحقيق التكاليف وسرعة العمل. (: القيــام بالدراســات الخاصــة بتبســيط إجــراءت العمــل في2

مختلف األجهزة. (: القيــام بالدراســات الخاصــة بــالتوزيع على العــاملين داخــل3

الوحدات.(: االختصاصات األخرى.4)

ثم تكتب تحت الثالث وهو اإلدارة العامة لمعدالت األداء:(: وضع معدالت األداء لألعمال النمطية والتخصصية على1

69

مستوى الدولة أو المؤسسة، وذلك للتعاون مــع اإلدارة العامــة،وطرق العمل واألجهزة الفنية المتخصصة بالقطاعات المختلفة.

(: التعاون مع األدارات العامة التابعة لقطاع الترتيب من أجــل2تحديد القرارات الوظيفية وميزانية الوظائف.

(: االختصاصات األخرى.3 وهكذا تكون الخرائط الوظيفية بالنسبة إلى القطاعات الخاصــة

من المعامل والقطارات والمطارات والمعاهد وما أشبه ذلك.

))الخرائط اإلفرادية((ــط، وهي الخرائـــط ــالث من الخرائـ ــم الثـ ــأتي دور للقسـ ثم يـــا، ــدة ومراتبه ــائف المعتم ــبين الوظ ــط ت ــذه الخرائ ــة، وه اإلفرادي والوظائف الشاغرة بها، وتفيــد هــذه الخرائــط إدارة الميزانيــة عنــدــة في ــوزارات أو اإلدارات المختلف ــات ال ــاريع ميزاني ــة مش مناقش المؤسسة أثناء عمليــة تحضــير الميزانيــة أو نحوهــا، فتعطي محلــل الميزانية أو نحوها فكرة موجزة عن الوظائف المعتمــدة للمنظمــة،ــد الــرئيس اإلداري األعلى في والوظــائف الشــاغرة فيهــا، كمــا تفي

التعرف على الوظائف الشاغرة في منظمته، ليقوم بتعبئتها. مثال يكتب في فوق الخريطــة: )إدارة التفــتيش العــام( ثم تحتــه يكتب: )القســـم األول قســـم التفـــتيش(، )القســـم الثـــاني قســـم المحاســبة(، ويكتب تحت قســم التفــتيش على اليمين العــدد، وبعــد ذلك الوظيفة، وبعد ذلك الوظائف الشاغرة، وكذلك يكتب في قسم المحاسبة على اليمين العدد، ثم يكتب الوظيفــة، ثم يكتب المرتبــة، ثم يكتب الوظائف الشاغرة، وتحت كل واحد من هذه األربعة يكتبــذه القائمــة، مثال يكتب تحت الوظيفــة في التفاصــيل المرتبطــة به

قسم التفتيش: كبير المفتشين، مفتش أول،

70

مفتش ثان، مفتش ثالث، كــاتب تأديــة، محــرر، مــأمور ملفــات، كاتب صــادر، كــاتب وارد، ويكتب تحت الوظيفــة: قســم المحاســبة، رئيس قسم المحاسبة، مدقق كفاالت، محاسب، كاتب يومية، كاتب حواالت، مسجل كفاالت، مأمور ملفــات، كــاتب صــادر، كــاتب وارد، وهكـذا تكـون الخرائـط اإلفراديــة مبينــة للهيكــل التنظيمي في هـذا

البعد من اإلدارة.

))الخرائط الجغرافية((ــط، وهي الخرائــط ثم يأتي دور القسم الرابع من أقسام الخرائ

الجغرافية. وهي تبين االرتباط بين فروع المؤسسة في مختلف البلــدان، أو البلد الواحد إذا كانت لها فروع متعددة، حيث تكون للمؤسسة فــرعــرع في ــربالء، وف ــرع في ك ــرع في النجــف، وف ــداد، وف مثال في بغ الحلة، أو في بغداد مثال تكون لها فرع في مدينــة الثــورة وفــرع في

قلب بغداد إلى غير ذلك. من غــير فــرق بين أن تكــون تلــك الفــروع في صــف واحــد، أو

طوليا بأن يكون المستودع والمخزن والمعقل واإلدارة وغير ذلك.

))الخرائط الدائرية(( أما القسم الخامس، وهي الخرائط التنســيقية، فهي عبــارة عن الخريطة التي تبين ارتباط المؤسسة بغيرهــا من المؤسســات، ومــاــذي هي النسبة بين هذه المنشئة وسائر المنشئات، مثال المعمــل ال ينتج البالستك يكــون وســطا بين معمــل يعطي المــواد وبين معمــل آخـر يأخـذ البالسـتك المصـنوعة ليكملهـا في جهـة من الجهـات، ثم

يسوقها. وربما يكون المعمل صــاحب الخريطــة في القمــة وربمــا يكــون في الوسط وربما يكون في القاعدة، كما أنــه ربمــا يكــون بالنســبة

إلى معمل آخر في صف واحد

71

ــا عرضي لكن بينهما تعامل وتوازن، بحيث يكمل كل واحد منهم اآلخر، ويكون بينهما أخذ وعطــاء في جهــة من الجهــات، ولــو لجهــة

)اليگارشي( على االصطالح االقتصادي.

72

))أشكال المنشئات االقتصادية(( : المنشئات االقتصادية لها أشكال قانونية مختلفة في)مسألة(

ــوانين ــد والق قوانين العالم الحاضر، تختلف من جهة العيوب والفوائالدولية.

ــانوني ــارون الشــبه الق ــا يرجــع إلى المنشــئين، فيخت ــذا مم وه للمنشئة، ويحددون الشكل القانوني في عالقة المنشئة بالغير، كمــا أن بذلك تحدد المسؤولية القانونيــة في مختلــف المعــامالت، ســواء كــانت للمســاهمين أو الشــركاء، أو بين رجــال اإلدارة والعــاملين أو

غيرهم. كمــا أن الشــكل القــانوني للمنشــئة يكــون مــورد قــدر التــدخل الحكومي في أعمالها زيادة ونقيصة، وعمليــة اتخــاذ القـرار الخـاص باختيار الشكل القانوني للمنشئة ليست بالعملية االعتباطيــة، إذ منــة ــتي لهــا أشــكال قانوني ــدائل ال يتخــذ القــرار يواجــه عــددا من الب مختلفة، فيختار من بينها ما يشاء في نظره مما هو أنفع بمزاجــه أوأبعد عن المشكالت، إذ لكل شكل من هذه األشكال مزاياه وعيوبه. ومن ثم يجب على متخذي القرار دراسة هــذه البــدائل واختيــار أفضلها بنظره، وقد يكون األفضل مختلفــا من مكــان إلى مكــان، أو من دولة إلى دولة، أو من جماعة إلى جماعة، أو من شكل تنظيمي إلى شكل تنظيمي، مثال يقــوم القــانون التجــاري في معظم الــدول بتنظيم األعمال التجارية وتحديد المسؤوليات القانونية في النشــاط التجاري بغرض حماية المعامالت ونشر الثقــة في ميــدان األعمــال، وعدم قابلية المنشئة لالحتيــال وااللتفــاف من بعض المســاهمين أو

ما أشبه. فمثال الشريك والمساهم في المشروع يجب أن تعطى له كافة الضمانات الممكنة لحماية أمواله المستثمرة، كما أن مدير المنشئة يجب أن يكــون مســؤوال عن عملــه، وخاصــة ذلــك العمــل المتعلــق

بالتصرف في أموال المنشئة المرتبطة بالناس. أما بالنســبة إلى العــاملين في المؤسســة فيجب أن يكــون كــل

فرد منهم

73

مسؤوال عن عمله مع إيضاح حدود هذا العمل، ومن الواضــح أنــتي يتقاضــونها من ــوق ال ــال الحق ــون في قب المســؤولية عليهم تكــتي ــات ال ــا محــددة كالمالي أصــحاب المنشــئة، ســواء كــانت حقوق يأخــذونها، أو حــدودا غــير محــددة كاألربــاح الــتي يجبونهــا من وراء

المؤسسة والتي ينبغي تحديدها تحديدا واضحا.ــير على ــات إلى حــد كب ــد هــذه الحقــوق والواجب ويتوقــف تحدي

الشكل القانوني للمنشئة. وهذا ليس خاصا باألعمــال التجاريــة الــتي هي الســلع والبضــائع التي تستهلك في األسواق، بل يمكن أن يكون ذلــك بمثــل خــدماتــارات أو ــترباح، أو المط ــد االس ــدارس بقص ــاد الم ــة في إيج ثقافي القطارات األهلية، أو ما أشــبه ذلــك من المنشــئات المختلفــة، هــذا

بصورة عامة. أما إذا لوحظ ذلك بالنســبة إلى البالد الــتي تعمــل باإلســالم في قوانينها، أو الجماعة الذين يريدون موافقة الشريعة، فــاألمر بحاجــةــا إلى إضافة مالحظة القوانين الشرعية أيضا، التي ذكرنا طائفة منه في كتاب الشــركة وغــيره، لوضــوح أن بين القــوانين العالميــة وبين

الشريعة اإلسالمية من ناحية التطبيق عموما من وجه. فالالزم أن يالحظ من يريد تطــبيق الشــريعة أن ال يكــون عملــه مخالفا لإلسالم، فيطور الشركة إلى نحــو أن يكــون موضــع االلتقــاء بين القــانون والشــريعة، فإنــه حكوميــا مســؤول أمــام القــانون، وال يتمكن من التخطي منه أمــام الحكومــة، كمــا أنــه شــرعيا مســؤولــه أمام الشريعة اإلسالمية، وال يتمكن من التخطي منها، لفرض تدين

وخوفه من الله سبحانه وتعالى. ونمثل لذلك بمثل بسيط وهــو أنــه إذا كــانت الشــركة ال تســمح بســحب المــال إال بعــد عشــر ســنوات مثال، ومــات الشــريك وورثــه

الصغير الذي يرى وصيه أن الصالح في سحب

74

المال، أو وارثه الكبير الــذي ال يريــد بقــاء المــال عنــد الشـركة، فإنه يقــع التصــادم بين القــانون والشــريعة، فــالالزم أن يكــون عنــد إنشاء الشركة تشترط المؤسسة على المساهم بقاء ماله إلى تلــك

ــدالمــدة، وبهــذا يكــون تطبيقــا للحــديث الشــريف: ــون عن المؤمن ، فتراضيه في البقاء حينئذ حتى بعد جنون المساهم أو(1)شروطهم

سفهه وفلسه، أو موته ووراثة الصغير أو الكبير له.

))أنواع المنشئات والشركات(( ثم األشكال الــتي يمكن اختيــار أحــدها في الــوقت الحاضــر في

جملة من البالد هي: أوال: المنشئة الفردية.وثانيا: شركة التضامن.

وثالثا: شركة التوصية البسيطة.

ورابعا: شركة التوصية باألسهم.وخامسا: الشركة ذات المسؤولية المحدودة.

وسادسا: الشركة المحاصة.

وسابعا: الشركة المساهمة. وال يخفي أن األصل في اإلسالم الحريات الــتي ذكرناهــا مكــررا في كتبنـــا السياســـية وغيرهـــا، نعم هنـــاك ضـــوابط إســـالمية في المعامالت مما ذكرت في فقه اإلسالم، فالالزم على المسلم التقيد

بها. أمــا القــوانين الســائدة في الحــال الحاضــر في البالد اإلســالمية فهي كما تقدم، بينها وبين الشريعة اإلسالمية عموم من وجه، ونحن

إنما نذكر ما

.66 ح31 ب371 ص7األحكام: ج تهذيب )?(175

نذكر لإللماع إلى ما يتعارف في القانون، ال االلتزام بصحة ذلــك وانطباقها على الشريعة، والالزم على المسلمين طــرح كــل قــانون يخالف اإلسالم سواء بالتبــاين، أو العمــوم المطلــق، أو العمــوم من

وجه، حتى يكون الدين كله لله سبحانه.أما تفصيل هذه األقسام السبعة المذكورة:

))المنشئة الفردية(( فاألول: هو المنشئة الفرديــة، وهي تلــك المنشــئة الــتي يملكهــا فرد واحد يديرها بنفسه، ويحصل على جميع األربــاح بجــانب تحملــه كل المســؤوليات، والموظفــون الــذين يــأتي بهم يعــدون ثــانويين الــرر لهم من ــا يق ــا يعطيهم من الصــالحية، وم ــدر م شــأن لهم إال بق

الحقوق. وتعتبر المنشئة الفردية من أقدم ما عرفه اإلنسان من القــديم، ونظرا النفراد صاحب المنشئة برسم سياستها فإنه يتخــذ القــرارات بصورة يراها هو، وال يواجهــه في اتخــاذ القــرار اختالفــات ووجهــات

نظر، وال يحتاج إلى االقتراع وأكثرية اآلراء أو ما أشبه ذلك. واإلشــراف والرقابــة والتســيير ومــا أشــبه في حالــة المشــروع الفردي يكون مركــزا في صــاحبه وال يشــاركه فيــه أحــد، وإذا مــات يكون وارثه مخيرا في البقاء أو الهدم، كما أنه بنفسه يكــون مخــيرا

بينهما. وبما أن أحدا ال يشارك صاحب المنشئة الفردية في األرباح عند النجاح فإن الدافع له على العمــل يكــون شخصــيا ومباشــرا، وغالبــاــل بين يكون مثل هذا الشخص على اتصال مباشر بعمالئه، وقد يجع نفسه وبين العمالء بعض الموظفين، وبالتالي يمكنه التأكد من سير العمل بطريقة تستجلب األرباح أكثر فأكثر، وذلك ال يكون إال حسب

استرضاء العمالء، كما يكون

76

ــا على علم تام بالتغيرات التي تحدث في حاجاتهم ورغباتهم مميمكنه من مقابلتها بسرعة.

وهــذا القســم من المنشــئة الفرديــة ال تخضــع لقــانون حكــومي خاص، إال بعض القوانين البسيطة، كما أن الحكومــة ال تتــدخل فيهــا

إال في حاالت نادرة. ومن الواضح أن تكــوين المشــروع الفــردي ســهل ال يحتــاج إلىــاري ــبجل التج ــد في الس ــتثناء القي ــة باس ــإجراءات قانوني ــام ب القي والمأذونيــة من الحكومــة ، وذلــك أيضــا كمــا عــرفت خالف الحريــة اإلسالمية وباطل ويجب إلغاؤه، فإن الحكومــة ال يجــوز لهــا التــدخل

وما أشبه من القوانين الثانوية.ال ضررفي حريات الناس إال بقدر وعلي أي حال، فمثل هذه المنشئة الفردية ال يواجه الكثــير من القيود، كما هو الحال في األنواع األخــرى ممــا تحتــاج المنشــئة إلى

قيود كثيرة أو متوسطة، كما نتكلم حولها في المسائل اآلتية. ويكتفي صــاحب المنشــئة الفرديــة بإمســاك الســجالت فقــط ال التي يفرضها القانون على سائر األشكال كدفاتر الحســابات وصــور

المراسالت ونحو ذلك. ويتمكن صاحب المنشئة الفردية من ترك العمــل حينمــا يــرغب في ذلك، كما يمكنه تحويل نشاطه من ميدان إلى آخر بكل سهولة، هذا من الناحية الشرعية، ومن الناحية القانونية، فقد يقف القــانون

دون ترك العمل أو االنتقال. وحيث إن هــذه المنشــئة من الســهولة والبســاطة بحيث قــدــيرة االنتشــار في غــالب البالد ــزال المنشــئة الكث عــرفت، فهي ال ت

اإلسالمية.ــا ليســت من ــيرة االنتشــار لكنه ــانت كث وهــذه المنشــئة وإن ك

المنشئات التي ال عيوب فيها، أو العيوب فيها قليلة:

77

))عيوب المنشئات الفردية(( فــأوال: النــاس ال يــأتمنون بمثــل هــذه المنشــئة، فمعظم النــاس يحجمون من إقراضها بسبب صــغر رأس المــال، وذلــك بــالرغم منــا ال مســؤولية صــاحب المنشــئة غــير المحــدودة، فــإن النــاس غالب يطمئنون بفرد، يضاف إلى ذلك أن الخطر المحتمل الناتج من عدم مقدرة الفرد على إدارة مشروعه بكفاءة يقــف دون ائتمــان النــاس إليه، ولهذا ال يربح مثل هذا المشورع ربحا كبيرا، وال يشترك النــاس في إقراضه عــادة. نعم البنــوك تقــرض مثــل هــذه المنشــئة حســب

تقييمه لممتكات هذا اإلنسان الذي يريد اإلقتراض.ــا: ال نمو ــدود(1)ثاني ــرد مح ــو الف ــئة، ألن نم ــذه المنش ــل ه لمث

وامتداده محدود أيضــا، فال ينمــو إلى الحجم الكبــير، وبالتــالي يتحتم عليه البقــاء في مجــاالت األعمــال المحــدودة، أي إن اتســاع نطــاق الســوق يفســح المجــال للمشــروعات الكبــيرة، ويقلــل من فــرص

العمل للمنشئات الفردية مثل هذه المنشئة. ثالثا: مثل هذه المنشئة معرضة لتنافس المنشئات الكبيرة ذات القــدرات الواســعة في االســترباح، فيكــون على جنــاح الخســارة أو

السقوط أو التقلص. رابعا: غالبا ال تتمكن مثل هذه المنشئات الصغيرة من االستعانة باألخصائيين، ألن صــغر حجم هــذا النــوع وضــعف إمكانياتــه الماديــة واالجتماعية غالبا يجعل من الصعب عليــه االســتعانة بأمثــالهم حــتى تكون المنشئة ذات بنية قويــة تســير حســب االختصــاص والفن في

قوة الكيفية، فباإلضافة إلى أنها ضعيفة كما ضعيفة كذلك كيفا.

الكبيرة. المنشئات في كما الكبير النمو أي )?(178

خامسا: ال تتمكن مثل هذه المنشئة من مواجهــة األخطــار الــتي تتعرض لها المنشئة، فعجز صــاحب المنشــئة لكونــه فــردا عن دفــع الديون بإعسار أو إفالس أو ما أشبه قد يــؤدي إلى ضــياع ممتلكاتــه

الخاصة فضال عن ممتلكات المنشئة. سادسـا: ال تكــون حيــاة المنشـئة إال بقـدر حيـاة ونشـاط الفـرد المالك لها، وبقــدر إرادتــه، فــإن حيــاة مثــل هــذه المنشــئة الفرديــة تتوقف على رغبة صاحبها وعلى قدرتــه على العمــل، أو على حياتــه

على أطول صورة ممكنة. فإن حياة هذا المشروع تقتصــر على الســنوات اإلنتاجيــة لحيــاة الفرد نفسه، فإذا توقف نشاطه أو مات وورثها الخلف فإن نشاطها غالبا ما يتغير نظرا الختالف الطبيعة البشرية في األجيال المتعاقبة، ــك إال باإلضافة إلى أن الوارث إذا أراد بقاء المنشئة ال يتمكن من ذلــون بشركة سائر الورثة فيما إذا كانوا ورثة متعددين، وغالبا ال يتمكن من البقاء ألنهم يختلفون، الختالف نشاطاتهم االجتماعية، ممــا يجــر كل ربحه إلى نفسه غير مريد لالشتراك مع اآلخرين حــتى إذا كــانوا

أشقاءه وأقرباءه.

))شركة التضامن(( القسم الثاني: شــركة التضــامن، وهي مــا إذا كــان شخصــان أو أكثر يشــتركون في ملكيــة وإدارة المشــروع بقصــد تحقيــق الــربح،

فليست كالشركة الفردية السابقة وإنما شركة تضامنية. وهذه تشابه الشركة الفردية في أن كل واحــد من المشــتركينــام ــة الحــال محــدود أم ــير محــدود، ولكن بطبيع يكــون مســؤوال غ الشريك اآلخر، فهي شركة فردية موسعة، وتعمــل على الجمــع بينــددين، ــخاص متع ــثروات ألش ــبرات وال ــاءات والخ ــواهب والكف الم

وبالتالي تتمكن شركة التضامن من الحصول على

79

ــال على قدر أكبر من رأس مال الفرد، يمكنها من القيام باألعمنطاق أوسع.

ومن المعلوم أن في شركة التضامن الربح يكون أكــثر، كمــا أن الخسارة غالبا تكــون أقــل، ألن العقــول إذا اجتمعت تعطي ثمــرات أحســن، وفي حــديث عن اإلمــام أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(:

)أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله(.ــا في هــذه الشــركة يقــوم كــل شــريك بالعمــل في كــل وغالبــاء المؤسسة نيابة عن الشركاء اآلخرين، ويكون إمضاء أحدهم إمض الجميع بدون حاجة إلى التفويض، وإن كان يمكن أن يحدد الشــركاء

عمل كل واحد حسب ما يرونه من التحديد أو اإلطالق. وحيث إن هذه شركة تضامنية يعمل كل واحد نيابة عن اآلخرين

باستقالل حسب الغالب. ويمكن لهــذه الشـركة أن تعمــل بسـرعة وتغتنم مــا يســمح لهـا بأكبر سرعة ممكنة، وتنتهز الفرص التجاريــة المتاحــة لهــا، كمــا أنــه يمكن أن يســافر بعضــهم ويبقى بعض ألمــور ترفيهيــة أو تجاريــة أو

عقد صفقات أو ما أشبه ذلك. وحيث إن كـل شـريك يعـرف أنـه المسـؤول عن كـل الشـركة،ــذه ــال بأفضــل صــورة، وه ــام باألعم ــد ممكن للقي ــثر جه ــذل أك يب المسؤولية الموجودة في هذه الشركة التضامنية تمكن الشركة من التعاقد مع الغير بما يكون لهــا من القــوة، بخالف المنشــئة الفرديــة

على ما تقدم. ومن الواضح أنــه يمكن حســب التعاقــد بين الشــركاء أن تكــون الشركة التضامنية قــادرة على التوســع عن طريقــة إضــافة شــركاء جدد، وإذا دخل الشركاء الجدد حصلت الشركة على أموال إضــافيةــاج وكفاءات إدارية وفنية جديدة، وبذلك يزداد رأس مالها بدون احتي

إلى نفقات أو تغيير للهيكل التنظيمي.ــركة بين أفــراد محصــورين ال يحتــاج إلى وحيث إن هــذه الش إجــراءات قانونيــة كبــيرة، مثــل الشــركات الــتي تتعــرض لهــا فيمــا

سيأتي.

80

ثم الشريكان يسجالن عقد شركة ويثبتانه عنــد الدولــة، إذا أرادا تدخل الدولة عند بروز المشاكل، كما أن كثـيرا مــا يشــتركان بــدون

اتفاقية خطية، لكن ذلك خالف المستحب األكيد شرعا.يــا أيهــا الــذين آمنــوا إذا تــداينتم بــدين إلى أجــل ﴿قال ســبحانه:

، ومالكه آت في المقام.(1)﴾مسمى فاكتبوهــدوا العلم بالكتابةوفي حــديث: ، وإن العلم يشــمل مثــل(2)قي

ذلك أيضا ولو بالمالك.وقد قال الشعار بهذا الصدد: أنلني بالذي استقرضت صكاوأشهد معشرا قد شاهدوه

فإن الله خالق البراياعنت لجالل هيبته الوجوه

يقول: إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه

))من عيوب شركة التضامن(( ومن الواضح أن عيوب مثـل هـذه الشـركة وإن كـانت أقـل من عيوب المنشئة السابقة، إال أن من عيــوب هــذه الشــركة هي تغلب الطابع الشخصــي بين الشــركاء، ممــا يجعــل التنظيم غــير مســتقر، وكثيرا مــا يــؤدي إلى نهايــة حيــاة المشــروع والتنــازع، خصوصــا في األمم البدائية الذين ال يتمكنون من التغلب على عــواطفهم، فســوءــوال الشــركة ــدان أم ــؤدي إلى فق ــد ال ي ــد الشــركاء ق تصــرف أح فحسب، بل يصل إلى الممتلكات الشخصية للشركاء اآلخرين، ومنــة، وجعــل الواضح أن الكتابة المضبوطة، والتسجيل عند دوائر الدول مفتش، وفني، وما أشبه مشــرفا على ســير األمــور، يقلــل من هــذا

الخطر.وربما يكون من عيوب مثل هذه الشركة أنه قد يحدث أن أحد

.282البقرة: ةسور )?(1.بيروت ط124 ص58األنوار: ج بحار )?(2

81

الشركاء الذي يملك حصة صغيرة في رأس مال الشركة وقدرة إدارية محدودة، أن يصر على رأي معين، ويتمسك بوجهة نظره مماــذه ــل ه ــذها، ومث ــع تنفي ــرين ويمن ــركاء اآلخ ــرارات الش ــل ق يعرقــفيته، إال إذا المشاحنات الداخلية قد تؤدي إلى فشل المشروع وتص كان المحكم أكثرية اآلراء، حيث إن الشــريك الــذي يصــر على رأيــه

يتمكن من االنسحاب إذا كانت أكثرية اآلراء ضده. وإذا فرض أنهما شــريكان فقــط فمن الممكن حســم النزاعــات

باالقتراع، أو بالرجوع إلى الصنف أو ما أشبه ذلك. ودخول الشركاء الجــدد في مثــل هــذه الشـركة يتوقــف حســب القرار بأكثرية اآلراء، أو بالقرعة، أو بما أشبه ذلك من الذي يقــرونبينهم، وقد يكون الدخول حسب االشتراط بموافقة جميع الشركاء.

كما أن انسحاب أحد الشركاء أو عجزه أو وفاتــه قــد يــؤدي إلىــك خســائر تلحــق بحصــص ــترتب على ذل ــد ي تصــفية الشــركة، وقــوال ــك إلى األم ــدى ذل ــا يتع ــل أحيان ــال، ب ــركاء في رأس الم الشــة الشخصية للشركاء اآلخرين الذين أحيانا يتحملون الخسائر الفادح

التي تلحق بهم.

))تأمين الشركات((ــأمين، ومن المحسن تسجيل مثل هذه الشركات في شــركة التــه أن حيث تقل الخسائر كما هو المتعارف اآلن، وقد ذكرنا في الفق

ــالعقودالتأمين بحدودها المعقوله جائز شرعا، فإن: ومــا(1)أوفوا ب أشبه يشمل حتى العقود المستجدة، كمــا ذكــره جمــع من الفقهــاء، ابتداء من الشهيد في المســالك حســب اطالعنــا، ولعــل قبلــه أيضــا قالوا بــذلك، وانتهــاء إلى الســيد الطباطبــائي في العــروة، بــل ومن

بعده.نعم ال شك أن شركة التضامن حسب ما ذكرناها تعجز عن

.1المائدة: ةسور )?(182

القيام باألعمال الكبيرة التي تحتــاج إلى رؤوس أمــوال ضــخمة، ولذلك فهي صالحة للتجارات الصغيرة وما أشبه التجارات الصغيرة،

من فتح مدرسة أو معهد أو نحو ذلك من األعمال المحدودة،. كما أن هذا النوع من الشركات تستخدم أيضا في مجــال المهن

الحرة، كالمحاماة والمحاسبة والهندسة وما أشبه ذلك. وقد ذكرنــا في )الفقــه( صــحة الشــركة بــأن يكــون من أحــدهم األرض ومن اآلخر البـذر ومن الثـالث البقـر ومن الرابـع المـاء ومن الخامس التسويق وما إلى ذلك، وهكذا أن يكون من أحدهم الدكانــع جلب ــوس ومن الراب ــالث الجل ــال ومن الث ــر رأس الم ومن اآلخ البضائع ومن الخامس التخزين، إلى غــير ذلــك من الشــركات الــتي

تكون بهذه الصور. لكن جمــع من الفقهــاء كالعالمــة وغــيره يستشــكلون في ذلــك،

والتفصيل موكول إلى الفقه في كتاب الشركة.

))شركة التوصية البسيطة(( القسم الثالث: شركة التوصية، وهي شركة التضامن، بأن يكون هناك في الشركة فــردان أو أكــثر، لكن يضــاف إلى القســم الثــاني إضــافة أنــاس آخــرين يعطــون ويوصــون وليس لهم شــؤون في الشركة إال أنهم يأخذون من الربح بالنسبة، ومن الخســارة بالنســبة

ألموالهم. ــالبيع ونحــوه إال وال يتمكن الموصــي من التصــرف في حصــته بــابقة ــركاء، فهي شــيء متوســط بين الشــركة الس بموافقــة الشــامين والشركة اآلتية، تعقد بين شريكين أو أكثر من الشركاء المتض وبين شخص أو أكثر من الشركاء الموصين الذين يقدمون جزءا من رأس المال ويأخذون الربح بنسبة رأس مالهم كما يخسرون بنســبةرأس مالهم، فال هم يربحون ربحا كبيرا وال يخسرون خسارة كثيرة. أما الشركاء المتضامنون فمسؤوليتهم تكون غير محدودة، كمــا

في القسم السابق من شركة التضامن.ونظرا

83

للمسؤولية المحدودة التي يتمتــع بهــا الشــركاء الموصــون فــإن سلطتهم تكون محدودة أيضا، وهم ال يتدخلون في اإلدارة وال يظهر اسمهم في معامالت الشركة، وال يكون لهم رأي في األخذ والعطاء

واإليجاب والسلب. وأمثال هــذه الشــركات تكــون ســهلة وبســيطة، مثــل إجــراءات تكــوين شــركات التضــامن، وإنمــا ينضــم إليهــا ســجل على األغلب بأسماء الشركاء الموصين، والحكومة ال تتــدخل من طريـق الرقابـة على إدارة هذا النوع من المنشئات نظرا لقيامها على أساس الثقــة الشخصية المتادبلة بين الشــركاء. نعم لهم أن يــدخلوا الحكومــة إذا

خافوا من التلف أو اإلنكار أو التحايل أو ما أشبه ذلك. وهــذا النــوع من الشــركات يســمح بــدخول الــذين يرغبــون في ــرا ــرية، ولكن نظ ــماء س ــة أو أس ــماء علني ــوالهم بأس ــتثمار أم اس لظروفهم الخاصــة ال يمكنهم أن يتحملــوا من األخطــار إال بقــدر مــا يقدموه من األموال، وبالتالي تتمكن شــركة التوصــية من الحصــول على قدر أكــبر من رؤوس األمــوال ممــا ال يتمكن مثلــه من شــركة التضامن، فإن األفراد الذين يدخلون في شركة التضامن ـ كما تقدم ـــ يكونــون أعضــاء، وهــؤالء في هــذه الشــركة التوصــية ال يكونــون أعضاء، ومن الصحيح أن يشترطوا أن يكون لهم ربح بنسبة أكبر، أو أن يكـــون عليهم الخســـارة بنســـبة أكـــبر، )فـــإن المؤمـــنين عنـــد

شروطهم(. وعيــوب مثــل هــذه الشــركات هي عيــوب شــركات التضــامن، بإضافة أنها قد تكون مجاال لالحتيال إذا لم يقيد تقييدا دقيقــا ممــا ال يقع الضرر على المتمولين من الشــركاء الموصــين بصــورة خاصــة، فقد يتولى اإلدارة شريك متضامن سيء النية، أو ســيء العمــل، وال

يملك إال القليل

84

من رأس المال، وبالتالي قــد يجــازف بــأموال الشــركة وأمــوال الدائنين، وإذا فشلت الشــركة فــإن الخســارة ســتقع على الشــركاءــارة على ــتقع الخس ــا س ــالهم، كم ــيع رأس م ــين، حيث يض الموص

الشركاء اآلخرين من المتضامنين. ولذا فينبغي على الشركاء الموصــين حســب قولــه )صــلى اللــه

أن يضــبطوا أمــرهمرحم الله امرءا عمل عمال فأتقنهعليه وآله(: ضبطا كبــيرا، وكـذلك بالنسـبة إلى الـدائنين، إذا كـان هنـاك دائنــون لمثل هذه الشركات، وكذلك بالنسبة إلى الفرقاء اآلخرين إذا كــانوا يشكون في ســالمة النيــة أو ســالمة العمــل أو االســتقامة لظــروف طارئة اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو ما أشــبه، فيحتــاطوا في التعامل مع هذا النوع، ويتأكــدوا من شخصــية الشــريك أو الشــركاء المتضامنين، ومن ممتلكاتهم الشخصية، مــع التحقيــق من ســمعتهم

في السوق وأرصدتهم في البنوك وما أشبه ذلك.ــامهم في كما أن من الضروري أن يعين الموصون من يقوم مق حال مرض أو جنــون أو ســفه أو فلس أو مــوت، وأنــه كيــف يعامــل بأصل أموالهم وأربــاحهم، ويجب أن يكــون الشــرط حسـب المقــرر شرعا كما تقدم، وحسب المقرر قانونا ، حتى ال يحيف القانون على

أموالهم أو على وارداتهم.

))شركة التوصية باألسهم(( أمــا القســم الرابــع: فهي شــركة التوصــية باألســهم، وهي مثــل الشركة التوصية البسيطه إال أنــه يتمكن الفرقــاء من التصــرف في أسهمهم بدون موافقة الشركاء، وفي الحقيقــة إن األمــر يرجــع إلى اشــتراط هكــذا كالقســم الثــالث، أو هكــذا كالقســم الــبرابع، فهــذه الشركة تشبه شركة التوصية البسيطة، إذ تتكون من شريك أو أكثر من الشــركاء المتضــامنين، ومن شــركاء يملكــون أســهما في رأس

مال الشركة، ويعهد

85

ــون ــثر، وتك ــامن أو أك ــريك متض ــركة إلى ش ــذه الش ــإدارة ه ب مسؤوليته غير محدودة، حكمــه في ذلــك حكم الشــريك في شــركة

التضامن.ــية ــركة التوص ــف عن ش ــهم تختل ــية باألس ــركة التوص ولكن ش البسيطة فيما يتعلق بمركز الشركة المسـاهمية، فهــو يمتلـك عــددا من األسهم القابلة للتحويل بالبيع أو بالتنازل أو بالهبة أو باإلجارة أو ما أشبه ذلك، أما في شركة التوصية البسيطة فقد رأينا في بابه أن الشريك الموصي يملك حصة في رأس المال بصفته الشخصية، وال

يمكنه في هذا البيع أو التحويل إال بعد موافقة باقي الشركاء. والظاهر صحة وقف السهم أيضــا، ســواء هنــا أو فيمــا يــأتي إذا انطبــق على ذلــك شــرائط الوقــف الشــرعي، أمــا شــرائط الوقــف القانوني الالزم المراعاة، فذلك ألجل عدم مزاحمــة القــانون إلرادة

الواقف المطابق للشرع. وهذا القسم من الشركة سهل ال يحتــاج إلى إجــراءات طويلــة، فكلما يلزم هو كتابة العقد واتباع إجــراءات التســجيل والنشــر، كمــا هو الحال في شركات التضامن والتوصية البسيطة، ونظرا لســهولة التخلص من األسهم التي يمتلكها الشركاء الموصون فإن هذا النــوع يمكنه أن يجمع مقدارا من المال أكثر مما تجمعه شركات التضامن أو شركات التوصية البسيطة، فمن المثل المعــروف في الفلســفة :

)كلما زادت قيوده قل وجوده(.ــبيع ــة في ال وحيث إن في هذه الشركة للفرقاء الموصين الحري والتنازل والوقف والهبة وغير ذلــك، يكونــون أكــثر إقبــاال على مثــل

هذه الشركة. وهذا القسم الرابع كالقسم الثالث على المســاهمين الموصــين أن يتأكــدوا من شخصــية المؤسســين المتضــامنين، وســمعتهم في

السوق، ومن ممتلكاتهم الشخصية، ومن

86

ــل ــك قب ــامالتهم الســابقة، وذل ــوك، ومن مع أرصــدتهم في البن المساهمة في أسهم هذه الشركات، فــإن )المغبــون ليس بمحمــود

وال مأجور( كما ورد بذلك النص.

))شركة المحاصة(( القسم الخــامس: شــركة المحاصــة، وهــو شــركة مؤقتــة تنتهي باننتهاء العمــل الــذي أقيمت من أجلــه، مثال يشــترك اثنــان في بيــع الفاكهة الفالنية في الفصل الفالني، أو في بيع الثالجة أو الغسالة أو المدفئة وما أشبه في فصل خاص أو في شهر خاص، وبانتهــاء ذلــك الفصل أو الشــهر أو الموســم ـــ كموســم الزيــارة مثال في األعتــاب

المقدسة أو في الحج أو في العمرة ـ ينتهي عمر الشركة. فهي شركة قد تســتمر لمــدة يــوم أو أســبوع أو شــهر أو أكــثر،ــا ــترط فيه ــا وال يش ــور بوجوده ــا ال يعلم الجمه ــتترة غالب وهي مس

اإلشهار، وكذلك ال يحتاج إلى الكتابة، وال إلى تسجيل في الدولة. وفي هذه الشركة يتم االتفاق بين شريكين أو أكــثر على القيـام بنشاط تجاري معين يؤديه أحــدهم أو كلهم على ســبيل التســاوي أو على سبيل التوزيع، ولكن كــل واحــد يقــوم بالعمــل باســمه الخــاص وبعنوانه الخــاص مــع تقســيم نتيجــة العمــل من ربح أو خســارة بين الشركاء حسب الشروط المتفقة عليهــا في مــا بينهم من التســاوي أو االختالف، حســـب تســـاوي الكفـــاءات أو اختالفهـــا، أو تســـاوي

األعمال أو اختالفها. لكن يجب مالحظة أن ال تكون مثل هذه الشركة محرمة شرعا، وإنما يجب أن يوفق مع القوانين اإلسالمية حســب مــا ذكرنــا ذلــك، فإن الشارع لم يرض بكثير من األعمــال وإن باشــرها العقالء، مثــل

معاملة الغرر، أو القمار، أو الربا، أو ما أشبه ذلك.ــة أو بين أكــثر ــنين أو بين ثالث وهــذه الشــركة قــد تكــون بين اث

حسب المقرر عندهم.

87

وفي أخير السلم يأتي:

))شركة المساهمة(( القسم السادس: وهي شركة المساهمة، وتتمتــع هــذه الشــركة بشخصية معنوية مســتقلة عن شخصــية أصــحابها الــذين يســاهمون في رأس مالها، أي أنها وحــدة قانونيــة قائمــة بــذاتها، ولهــا حقوقهــاــا أن مثــل ذلــك ــا إليــه ســابقا، وقــد ذكرن القانونيــة، على مــا ألمعن

مشمول للكليات الشرعية. ومن ثم يمكنها أن تقاضي وتتقاضى، كما يمكنها مقاضاة حملــةــرد خــارج عن أسهمها، ويمكن لحملة األسهم أيضا مقاضاتها كأنها ف

المجتمع، وعن المساهمين. وال تقتصر المساهمة فيها على األشخاص، بل يمكن أن تســاهم فيهــا شخصــيات معنويــة أهليــة أو حكوميــة لهــا وحــداتها القانونيــة

والحقوقية. وينقسم رأس مال هذه الشركة المساهمية إلى حصص صغيرة متساوية، مثال شركة تتكون من مليون دينار تكــون المسـاهمة فيهــا بدينار أو بعشرة دنانير أو بخمسة دنانير أو ما أشبه ذلك، وكل حصة

تسمى سهما. من غــير فــرق بين أن تكــون الشـركة المسـاهمة في مؤسسـة ثقافية كالمعاهد، أو مؤسسة سياسية أو صــناعية أو مــا أشــبه ذلــك

من الخدمات، كالمطارات والقطارات والمستشفيات وغيرها. وتتحدد مســؤولية المســاهم فيهــا بمقــدار استشــماره في رأس مالها، غير أنه يجب أن يسدد المبلغ الــذي اكتتب فيــه بالكامــل، وإال كــان مســؤوال عن الرصــيد المتبقى حســب المقــرر في تنظيم تلــكــنة أو الشركة، وأحيانا توزع السهام التي على األفراد في غضون س

أكثر.

))مزايا شركات المساهمة((ثم إن لشركات المساهمة مزايا:

منهــا: إن للمســاهم الحــق في تحويــل أســهمه أو بيعهــا في أيــهم، وقت حسب رغبته، فإن الحق ينتقل من صاحب الحق إلى الس

فالسهم يمكن التقلب فيه كيف ما شاء

88

صاحب الحق. ومن مزاياهــا: إنــه نظــرا لصــغر قيمــة الســهم غالبــا ولســهولة تحويلــه أو بيعــه أو مــا أشــبه تتمكن شــركات المســاهمة من جمــعــدخرات ــذاب م ــدر المنشــئات على اجت ــيرة، وهي أق ــوال الوف األم المستثمرين واألموال المســيبة والــتي يتحــيز أصــحابها في كــل من حفظها حتى في البنــوك، حيث إن الحكومــات تأخــذ الضــرائب ومــا أشــبه من المصــارف، ومن التصــرف والتقلب فيهــا بالتجــارة ونحــوذلك، فالمستثمر يمكنه المساهمة في هذه الشركات بكل سهولة.

كمــا أن من مزايــاه إمكــان االنفصــال عنهــا في أي وقت شــاء، وذلك بخالف الحــال في الشــركات األخــرى الــتي يشــترط فيهــا أنــه يكون لدى كل مستثمر قدر كبير نسبيا من رأس المال حتى يمكن

االشتراك في المشروع. كمــا يتمكن المســاهم من االنفصــال عن المؤسســة واســتراداد أمواله المستثمرة في أي وقت شاء، وال يتوقف على موافقــة بقيــة الشــركاء كمــا في غــير شــركات المســاهمة، ســواء بــبيع ســهمه أو

تحويله أو ما أشبه ذلك.ــا ــا: أنه ــاهمة غالب ــركات المس ــازات في ش ــا أن من االمتي كمــه بمقدرتها على مقابلة رغبات المستثمرين المتباينة، نظرا لما تنتجــال من فرص االستثمار المختلفة تتمكن من جذب أكبر قدر من الم في سبيل الحصول على األربــاح الكثــيرة، فبعض المســاهمين حيث إنهم محافظون يتوسطون في عطــاء األســهم، وبعضــهم حيث إنهم مجازفون يجعلون أمواال كبيرة لألسهم، وبعضهم لقلة موارده أو مــا أشبه يكون مساهما في أسهم محدودة، ولذا فالشـركة المسـاهميةــة تصدر أنواعا مختلفة من األوراق المالية، سواء كانت األسهم عادي أو ممتازة أو ســندات، والفــرق بين الســندات واألســهم أن األســهم تمثل الملكية، أما السندات فتمثل المديونيــة، وحملـة السـندات هم

الدائنون للشركة، بعكس حملة األسهم

89

فهم مالك الشركة. وعلى أي، فالمستشمر يواجــه تشــكيلة متنوعــة يختــار منهــا مــاــل ــه على تحم ــة ومقدرت ــه الخاص ــه وظروف ــه وحالت ــق غرض يواف

األخطار. ومنها: إن البنوك لتشجيع الصناعة أو ما أشــبه، حســب سياســة الحكومــات أو حســب سياســة الجماعــات الخاصــة المشــرفة على البنوك، تعطي الشركات المســاهمية تســهيالت وترخيصــات ممــا ال

تعطيلها لألفراد.ــرفت على اإلفالس أو ــاهمية أذا أش ــركة المس ــا: إن الش ومنه أفلست فالحكومــات تقـوم بأخــذ عضــدها حــتى ترجعهـا إلى حالتهـا السابقة، لما تتمتــع بهــا تلــك الشــركات من الخــدمات الكبــيرة إزاء

المجتمع. ومنها: إن هــذه الشــركات تتمتــع بدرجــة كبــيرة من االســتقرار، نظرا لطول حياة المشروع التي قد تمتد إلى ما بعد حياة مؤسسيها ومـــديريها، وهي دائمـــة من الناحيـــة القانونيـــة طـــال مـــا تكـــونــأثر اقتصادياتها سليمة وسيرها صحيحا، وحياة هذه المؤسسات ال تت

بانتقال ملكية أسهمها أو بما يحدث لمساهميها أو مديريها. ومنها: إنها تتميز بالمرونة من النــواحي المتعــددة كالتوســع في اإلدارة، واإلدارة الحسنة حيث إنهــا تملــك رصــيدا كبــيرا من المــال، فإنها تتمكن من جذب أحسن المــدراء والمفتشــين وغــيرهم، وحيث إنهــا قــادرة على اجتــذاب المســتثمرين المختلفين يمكنهــا التوســع بسهولة، نظرا لمقدرتها على الحصــول على مــا تحتاجــه من أمــوالــه يســاعد على توســع قــدرتها على تكــييف ــدون صــعوبة، كمــا أن ب

األغراض المختلفة. وكثيرا ما تكون الشركة المســاهمية ذات أنشــطة مختلفــة بهــا،

فال تصب أنشطتها في بعد واحد، وإنما تشترك في أبعاد متعددة.

90

ومنهــا: إن الشــركة حيث كــانت كبــيرة وذات مــورد واســع من المال وغير المال، يمكنها االستعانة باألخصائيين من فنيين وإداريين وأصحاب االختصاصــات من ذوي المرتبــات المرتفعــة، ومن المزايــا

التي تخصصها الحكومات لمثل هذه الشركات. ثم إن المســــاهمين أصــــحاب الحــــق في إدارة الشــــركاتــاإلدارة ــام لكــل المســاهمين ب المســاهمية، لكن حيث ال يمكن القي لكثرة المساهمين غالبا، يقوم المساهمون بانتخاب عدة أفراد منهم يقومون بإدارة الشركة بالنيابة عنهم، حسب مقررات الشــركة، من كل سنتين مرة أو كل أربع ســنوات مــرة أو مــا أشــبه ذلــك، وغالبــا يكون االنتخابات بحضور ممثل القضاء وشبهه حــتى ال يكــون تزويــر

في االنتخابات، وهؤالء المنتخبون هم أعضاء مجلس اإلدارة. ومن الغالب أن ال يتدخل المســاهم في مــا تتخــذه الشــركة منــل قرارات تنفيذية حسب المجلس المنتخب من قبل المساهمين، ب يوجه المساهم كل اهتمامه إلى ما تحققــه الشــركة من أربــاح ومــاــذا فمجلس ــك، ول تتبعه من سياسات متعلقة بتوزيع األرباح ونحو ذل إدارة الشــركة المســاهمة يتمتــع بدرجــة كبــيرة من االســتقالل عن أصــحاب األمــوال والمشــروع، فــإدارة الشــركة المســاهمية تتمتــع بدرجة واسعة من الحرية في التخطيــط والتنفيــذ واتخــاذ القــرارات

وتقسيم العمل وتفويض السلطة وما إلى ذلك.

))عيوب شركات المساهمة(( أما العيــوب الــتي يمكن أن تتســرب إلى هــذه الشــركات، فهي

أيضا عديدة: منهــا: إشــراف الحكومــة المتزايــد على مثــل هــذه الشــركات، فنظرا لطبيعة الشركة المســاهمية وألهميــة الــدور الــذي تلعبــه في الحياة االقتصادية أخذا وعطاء، البــد للحكومــة من اإلشــراف الكثــير على مثـــل هــذه الشــركة حــتى ال تخســر، وال تتــدهور، وال تلعب

باقتصاديات الناس أخذا أو

91

عطاء، فهي تخضع إلشراف الحكومــة ورقابتهــا في كــل مرحلــةمن مراحل حياتها.

ومنها: إن شركات المساهمة تتكون بمقتضــى موافقــة الدولــة، وال يمكن اعتبارهــا كــأموال المواطــنين العــاديين، فليس لهــا حريــة التنقل من دولـة ألخـرى، نعم تتمكن شـركات المسـاهمة أن تكـون نفسها من الجنسيات المتعددة، بأن تظهر في كل دولة بمظهر تلكــة ــا تجــاوزت حــدود الدول ــع واحــدا، وإذا م ــان الواق ــة، وإن ك الدول المنشئة فيها فإنها تخضــع لقــوانين الدولــة المضــيفة، ومن الواضــح اختالف القوانين بالنســبة إلى الــدول، فنشــاط الشــركة المســاهمة

يتحدد ويتقيد إلى حد قد يكون كبيرا في الدولة المضيفة.ــا في ــا: إن شــركات المســاهمة لكــثرة أخطارهــا ودخوله ومنه الحياة االقتصــادية الواســعة تخضــع عنــد إنشــائها إلجــراءات طويلــة حكومية، وأعمال مختلفة تسبب نفقــات باهظــة، ولهــذا يتعــذر علىــكل ــذ ش ــطة أن تتخ ــتى المتوس ــغيرة وح ــروعات الص ــثر المش أكــدمجت المشــروعات الصــغيرة ــه، إال إذا ان المســاهم أو تتحــول إلي بعضها في بعض حتى تولد تيارا كبيرا تتمكن من الدخول في الحياة

العامة بأبعادها المختلفة. ومنها: أن شركات المساهمة في كثير من الحاالت تصبح بأيدي إدارة أجــيرة وليســت إدارة مندفعــة، ومثــل هــذه اإلدارة ال تتصــف بالهمة والنشاط والغيرة على العمل، تلك الصفات التي يتصــف بهــا المالك عنــد إدارتــه لمشــروعه، ولهــذا الســبب كثــيرا مــا يوجــه إلى الشركات المساهمية نقد الملكية الغائبـة والجهـود غـير الشخصـية،

وهي نتائج مترتبة عن الفصل

92

بين ملكيــة المشــروع وبين إدارتــه غالبــا، إال أن تكــون الشــركة بحيث تحـــاط بجملــة من وســـائل اإلعالم والضـــغوط والجماعـــات

مندفعــة أو مكونــةالضاغطة وما أشبه مما تجعل إدارتها دائما إدارة ــون لهم ــتى يك ــيرة، ح ــوال الكب من نفس األشــخاص أصــحاب األم

اإلدارة واالندفاع معا.ــام الشــركات المســاهمية على ومنهــا: إنــه على الــرغم من قيــام حملــة األســهم أساس االستشارية )الديمقراطية( المالية، أي قي في اجتماعاتهم السنوية بانتخاب أعضاء مجلس اإلدارة الــذي يقــومــديرين ــ ــا يتمكن بعض الم ــ ــة عنهم، إال أنه ــ ــركة نياب ــ ــإدارة الش ــ ب والمساهمين من تحقيق مصالحهم الشخصية بدال من العمل لصالح المجموع، وأحيانا يكون بعض المديرين يقدمون بعض المزايــا لكبــار المســاهمين حــتى يضــمنوا إعــادة انتخــابهم الســكوت عليهم فيمــا يفعلــون، بينمــا كــثرة من المســاهمين ال يريــدون ذلــك، وذلــك علىــد ــاهمين ق ــار المس ــا أن بعض كب ــاهمين، كم ــة المس ــاب بقي حس يتعصبون ضد بعض أعضاء مجلس اإلدرة ويعملون على عدم إعــادة انتخابهم، وقــد ينقســم المســاهمون إلى جماعــات كــل منهم يعمــل

على حساب اآلخر.ــإن كال من ــة، ف ــال الدكتاتوري ــه في قب ــد من ــذا عيب الب لكن ه الدكتاتورية واالستشارية لها عيوب ولهــا محســنات، لكن محســنات االستشارية أكثر من عيوبهــا، كــالعكس وهــو أن عيــوب الدكتاتوريــة

واالستبداد أكثر من محسناته.ــة ــة من المثقفين كلم ــافت الشــائع في ألســنة جماع ومن الته )الدكتاتور العادل(، وهل يمكن أن يكون دكتاتورا يأكل حقوق الناس

ثم يكون

93

ــل عادال يعطي حقوقهم، إن الحق ال ينحصر في المال ونحوه، ب من الحق السياسة، والدكتاتور يأكل حقوق الناس في السياســة وال يستشيرهم، وال يكون كأحدهم وإنما يســتبد بــالحكم، ثم هــل يكــون بعد ذلك عادال، هذا غــير ممكن، وإن كــان يــراعي جــوانب االقتصــاد

واالجتماع والتربية وما أشبه. نعم إذا فرضنا صحة هذه الكلمة ـــ وهــو فــرض محــال ـــ فــذلك بمعنى أنه أقل ظلما من الذي يأكل أيضا اقتصاد الناس واجتمــاعهم

وثقافتهم وغير ذلك، مما هي طبع الدكتاتوريين على طول التاريخ.ــه ــاتور عــادل بمعــنى أن ثم إن من شــبه المحــال أن يكــون دكت يعطي الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافيــة والتربويــة وغيرهــاــة ــة كالديمقراطي ــإن الدكتاتوري ــة، ف ــاتورا في السياس ــون دكت ويك )االستشارية( ال يمكن أن يكون في جهة دون جهــة، وهــل يمكن أن يكون إنسان صحيح، نصـف جسـمه شـلل ونصـفه غـير شـلل، فـإن نصف الشلل يسري إلى النصــف غــير الشــلل، حيث يشـل حركــات هذا النصف الذي يسمى بالصحيح أو بغير الشــلل، حيث إن النتيجــة ألخس المقدمتين على ما يقوله المنطقيــون، فنصــف الشــلل يــؤثرــؤثر على ــير الشــلل ي ــير الشــلل، ال أن النصــف غ على النصــف غ

النصف الشلل.ــة أو االستشــارية في ــؤثر على الديمقراطي ــة ت ــا الدكتاتوري وهن االقتصاد واالجتماع وما أشبه، ال أن االستشــارية تــؤثر على النصــف

الشلل بالدكتاتورية، وعلى كل فهذا مبحث خارج عما نحن فيه.

))من أسرار سقوط األحزاب(( ومن االستطرد في االطراد أن نقول: إن األحــزاب الــتي تتــولى الحكم بالدكتاتوريــــة ال يمكن أن تعمــــل بالعدالــــة االجتماعيــــة

والديمقراطية

94

واالستشارية، وهو سر سقوط األحــزاب في العــالم اإلســالمي، بل في العالم الثالث مطلقا، إما سقوطا بعدم الوصــول إلى الحكم

إطالقا، وإما سقوطا باإلنهيار بعد الوصول إلى الحكم. الــدكتاتور ال يصــل إلى الحكم، ألن الحــزب غــير مغــر، الأوال:

ألفراده الذين كانوا منظمين إليه، ألنهم ال يثقــون في الحــزب حــتى يبذلوا قصارى جهدهم للتقــدم إلى األمــام، فــإن الفــرد في الحــزب يعلم أنه في الدرجة الثالثة مثال مهما ارتفع وكانت له الكفــاءات، أو الدرجة الثانية، أو الدرجة العاشــرة، ومثلــه ال يكــون منــدفعا للعمــل بخالف الذي يحتمــل أن يصــل إلى الدرجـة األولى وهـو في الدرجــة السادسة إلى غير ذلك، فــإن اندفاعــه يكــون كثــيرا، ويكــون لــه دم

دفاق يحفزه لألمام. وغير أعضاء الحزب ال يسيل لعابهم لاللتحــاق بهم حــتى يأخــذوا في التوسع واالنتشــار، وهــل مثــل هــذا الحــزب الــذي ينكمش على

نفسه يتمكن من الوصول إلى الحكم. : إذا فرض وصولهم إلى الحكم، ولم نجــد حزبــا من هــذهوثانيا

ــل ــذا بحث طوي األحزاب وصل إلى الحكم إال بمعونة المستعمر، وه ذكرناه في كتاب مستقل، فــإذا فــرض وصــوله إلى الحكم مارســواــربت ــه وت ــوا علي ــة في الحكم، ألنهم رب ــوس الدكتاتوري نفس الطق أنفسهم ومنهاجهم بقالب الــدكتاتور، )ومن شـب على شـيء شـاب

عليه( كما يقول المثل. ولــذا فمن الالزم أن يكــون الحــزب من أول نشــأته استشــارية باالنتخابات، وعالمتها تبدل الرئيس والمدراء واألعضــاء الكبــار، كمــا

يمارس مثل ذلك الديمقراطيون فيما يسمى بالعالم الحر.

95

))من مشاكل الشركات األسهمية((ــركات ــكلة في الشـ ــا مشـ ــابق، وهنـ ــنرجع إلى البحث السـ ولـ األسهمية، وهي أن االنتخابات بإدارة الشركة هل تخضــع لألســهم أو

لألفراد.ــإذا فاألول يوجب بقاء اإلدارة في أيدي عدة لهم أسهم كبيرة، ف كان هناك مثال ألف وواحد من األشخاص ألولئــك األلــف ســهم لكــل واحد سهم، ولهذا الشخص الواحد ألف سهم، هل يكون هذا الواحــد له من األصوات في االنتخابات بقدر أولئك األلف إنسان، وهــل هــذا من العدالــة أن يكــون األمــر كــذلك، وإذا فــرض أن يكــون لصــاحب األلف صوت واحد كصاحب السهم الواحد فهل من العدالة أن يكون

األقوى اقتصادا كاألضعف. ولذا يجب أن تحل هذه المشكلة بالتوسط بين تلك المشكلتين: مشــكلة األفــراد ومشــكلة األســهم، وهــذا غالبــا مــا يجب أن يكــون بمراجعة أهل الخبرة الذين يــرون التوســط في األمــر، أو بمواجهــة الجهات القانونية التي وضــعتها القــوانين حســب فكــرة جماعــة من العقالء المحايـــدين من مجلس األمـــة أو ســـائر الجهـــات الحـــائزة للصــالحية القانونيــة، لكن يجب أن يكــون القــوانين بالنســبة إلى الصغريات مؤطرة بإطار الشريعة اإلسالمية، كما ذكرنا تفصيل ذلك

في الكتب السياسية.

96

))المؤسسات والحرية الشرعية(( )مســألة( الحريــة الــتي منحهــا اللــه ســبحانه وتعــالى لإلنســان، وقررها اإلسالم في غــير المحرمــات، تقتضــي وجــود كــل األشــكال المتقدمة للمؤسسات والمنشــئات في الحيــاة العلميــة لالجتماعــات وقيامها باألوجــه المختلفــة من النشــاط، هــذا باإلضــافة إلى حاجــةــا في ــا يمكن المســامهة فيه ــك األشــكال مم ــل تل اإلنســان إلى ك

المنشئات بمختلف أبعاد الحياة. ودراسة الوحــدات االقتصــادية واالجتماعيــة والسياســية وغيرهــا تدل على أن شكال معينا قد يسود ميدانا معينا من الميادين، بينما ال يصلح في ميادين أو أوجــه نشــاط أخــرى، وأحيانــا قــد يكــون شــكل المنشــئة من األمــور القانونيــة حيث ال اختيــار ألصــحاب المشــروع، فاختيــار أصـحاب المشـرع من ناحيــة، واألمــور القانونيــة من ناحيـة ثانيــة، واالقتضــاءات االجتماعيــة من ناحيــة ثالثــة بمجموعهــا تحــدد

األشكال في المؤسسات المذكورة. فمثال تنص قوانين الكثــير من الــدول على أن جميــع المنشــئاتــركات التي تقوم بأعمال البنوك أو التأمين يجب أن تتخذ شكل الش المساهمية، لكن من الواضــح أن مثــل هــذه القــوانين ال أهميــة لهــا بالنظر اإلسالمي، إذ اإلســالم أعطى الحريــة لكــل النــاس في كافــة األمور باستثناء المحرمات التي نص عليها، سواء المحرمات األوليــة كالقمار والخمر وما أشبه، أو المحرمات الثانوية التي ينطبق عليهــا

وما أشبه ذلك من األدلةال عسر وال حرج وال ضررعليها دليل الثانويــة الــتي قــد تتــدخل في الميــدان فيقلب العنــوان األولي إلى

نفسه. فــإن اإلســالم بمرونتــه المعروفــة جعــل بعض الجــائز حرامــا أو

، فإذا كان بقدر كثير حرم ذلــك شــيء،ال ضررواجبا حسب قانون وإذا كان بقدر قليل بالنســبة إلى اإلنســان نفســه أو الغــير فيمــا إذا رضي جعله جائزا، كما أنه في العكس جعــل بعض الواجبــات جــائزا

أو حراما بحسب تلك

97

ــدا حــرم، وإال العناوين الثانوية، فإذا أوجب الواجب ضــررا متزاي جاز، وإن كان فيه ضرر قليل جدا بقي على وجوبــه، كالصــوم الــذي يوجب العمى فإنــه حــرام، وإذا أوجــد مــرض أســبوع مثال جــاز، وإذا

أوجب ضعفا متعارفا بقى على وجوبه..ال ضرروهذه مسألة مذكورة في المباحث المتعرضة لدليل

))اختيار شكل المشروع(( وعلي أي، فإذا فرض أن أمام مريدي التأسيس بــدائل مختلفــة، ويتحيرون في تطبيق أي تلك البــدائل، يــأتي الســؤال الــذي يفــرض

نفسه، وهو ما الشكل الذي يتخذه المشروع المقترح تأسيسه؟ وفي الجواب نقول: إن اختيار شكل معين يتوقــف على الهــدف من إنشاء المشروع، وعلى الظــروف المحيطــة بــه، حيث إن هنــاكــار الشــكل المناســب، وعلى ــة تحكم اختي ــة وداخلي ــل خارجي عوام

منظم المشروع االسترشاد بها، ومن تلك العوامل المقدرة. تدبير األموال الالزمة للمشروع، ســواء كــانت المؤسســةأوال:

ــداء ــة، ابت اقتصادية أو غيرها، فإن كل منشئة بحاجة إلى أموال كافيواستمرارا.إجراءات التكوين والتدخل الحكومي.ثانيا: الضرائب المقررة على المشروع من قبل الدولة. ثالثا: اإلدارة.رابعا:

ونشـــير هنـــا اســـتطرادا إلى أن الضـــرائب كلهـــا محرمـــة فيــارة عن الشريعة اإلسالمية، فإن الضرائب المقررة في اإلســالم عب الخمس والزكاة والجزية والخراج، أما ســائر الضــرائب الــتي تؤخــذ في الحكومات الحاضرة فكلها محرمة، وقد ذكرنــا في كتــاب )فقــه االقتصــاد( تفصــيال حــول أن اإلســالم كيــف يتمكن أن يــدير شــؤونه

الواسعة بهذه

98

الضرائب األربع، لكن ليس الكالم اآلن في هذا الموضوع، وإنمــاــرائب على ــذ الضـ ــات تأخـ ــو أن الحكومـ ــع، وهـ ــر الواقـ في األمـ المؤسسات والمنشئات، فالالزم على من يريدون إقامــة المشــروع أن يالحظوا خصوصيات الضرائب في جملة مالحظــاتهم عنــد إقامــة

المشروع.ولنتكلم حول هذه البنود األربعة بشيء من التفصيل والتوضيح.

))األموال الالزمة للمشروع(( أما األمر األول: وهو المقدرة على تدبير األمــوال الالزمــة، فــإذا كان األفراد المهتمــون بالقيــام بالمشــروع، إمــا بقصــد استحصــالهم على األموال في مقابل خدماتهم، وإما بقصــد تقــديم االجتمــاع إلى األمام في بعد من األبعاد، كالبعد الثقافي أو السياسي أو الصحي أو غير ذلك، فإذا كانوا يملكون األموال الالزمة وكانوا في نفس الوقت مســتعدين لتعريضــها لألخطــار أو اقتحــامهم في المشــاكل التابعــة لذلك المشــروع، لم تــواجههم مشــكلة تــدبير المــال الالزم، وتنتفي أهمية هذا العامــل بالنســبة الختيــار شــكل المنشــئة، ويحــدد اختيــار العوامــل المختلفــة األخــرى الــتي قــد ال يملكونهــا وال يتمكنــون من

الموائمة معها. أما مسألة تدبير األموال بالنســبة إلى الــذين ال يملكــون المــال، والمؤسسة تحتاج إلى المال، ســواء كــان بحاجــة إلى مــال كثــير أوــاك جهــة تــزودهم ــبر مشــكلة مهمــة إذا لم تكن هن قليــل، فهي تعت بالمال الكافي، فالبد لهم من االلتجــاء إلى الجمــع في هــذه الحالــة، والبــد من اختيــار الشــكل المعين الــذي يســهل عمليــة التمويــل، أو بعبارة أخرى الشكل الذي يتمكنــون من اجتــذاب الممــولين، ســواء كانوا أفرادا، أو جهة حكومية، أو بنوكا مؤسسة لمثل هــذه الشــؤون

أو غير ذلك. ثم إن في تدبير المال يلزم الموازنة بين األرباح والخسائر، مثال

قد

99

ــاح قليلــة في ــال أرب يعطي الشــخص المــال للمؤسســة في قبــالالزم ــيرة، ف ــاح كث ــال أرب ــد يعطي في قب ــاربي، وق ــل المض العمــذاب مالحظة كثرة اإلرباح مهما أمكن لتكون اإلدارة قادرة على اجت

أكبر عدد ممكن من الممولين. وإمكــان اإلنصــاف أن يكــون الــربح موزعــا بين الــرأس المــال والعمال والمديرين والعمل الذي يســتهلك كـل عــام منــه بقــدر مثال

كل حسب حصة الواقعية، إلى غير ذلك. هذه في المؤسسة االقتصادية، وقد يكون المشروع إقامة معهدــه ثقافي، أو مستشفى للصحة والعالج، أو ناد للتربية أو غيرها، وعلي فمن الالزم لتمويل هذا المشروع الــذي ال يتمكن من القيــام بــإدارة نفســه صــب بعض المــال في االســتثمارات الخارجيــة حــتى يغطي

النواقص للمؤسسة المزمع إنشاؤها لهدف إنساني أو نحو ذلك.

))اجراءات التكوين(( إجــراءات التكــوين والتــدخل الحكــومي،وأما األمر الثــاني: وهو

فإنها تختلف باختالف أشكال المؤسسة، فبالنسبة إلى المشروعات الصغيرة ذات رأس المال المحدود في األمور االقتصادية مثال، يجب

مراعاة سهولة إجراءات التكوين إلى جانب قلة النفقات الالزمة. وقد تقدم أن المشروع الفردي هو أبسـط أشــكال المؤسســاتــراءات ــات واإلج ــدر من النفق ــل ق ــه بأق ــادية، ويمكن تكوين االقتص القانونية، أما في حالة تعدد الشركاء شــركة التضــامن تحتــاج أيضــا إلى قليل من النفقات واإلجراءات، وإن كان فوق المشروع الفردي

على ما تقدم. ولكن التدخل الحكومي الذي هو أيضا إجــراءات التكــوين يظهــر بوضــوح في شــركات األمــوال، خصوصــا إذا كــانت الشــركة شــركة مساهمة، فإنها بحاجة إلى نفقات أكــثر وجهــود أوفــر، ألنــه ينطــويــا أن ــة، كم ــات قانوني ــمية ونفق ــراءات الرس ــير من اإلج على الكث

الحكومة تتدخل في كل مرحلة من مراحل حياتها، أن ينظم

100

القانون كيفية قيــام الشــركة وكيفيــة إدارتهــا، كمــا ينظم كيفيــةبقائها واالنتخابات التي تتعرض لها بين حين وحين.

))الضرائب(( وأمـــا ثـــالث األمـــور، والـــتي هي الضـــرائب، فإنـــه ينبغي على مؤسسي المشروع أن يدرسوا قبل التأسيس مقدار الضرائب التيــة، حيث إن الضــرائب ــدائل الممكن ــاروا الب تأخــذها الحكومــة، فيخت الحكوميــة تختلــف من شــكل إلى شــكل، حســب مــوازين حكوميــة

معروفة.ــؤدي إلى ــد ي وال شك أن ارتفاع الضرائب على بعض األشكال قــذه الضــرائب، ــل ه ــرض لمث ــار أشــكال أخــرى ال تتع ــا واختي تجنبه خصوصــا إذا كــانت الضــرائب تصــاعدية، فمثال في كثــير من الــدول تفرض ضرائب خاصة على شركات المساهمة مقابــل المزايــا الــتي تحصــل عليهــا نتيجــة لخلــق الدولــة لتلــك الظــروف المالئمــة لتلــك الشركات، وباألخص إذا كانت الدولة تجعل أرصــدة في البنــوك ومــا أشبه ألجــل تشــجيع تلــك الشــركات، فــإن الدولــة تريــد في مقابــلــير، ــا تكــون الضــرائب مرهقــة إلى حــد كب التشــجيع المــال، وأحيان فــالالزم على المســاهمين مالحظــة ذلــك بدقــة، حــتى ال ينتهــوا إلى

مشكلة ال يريدون التورط فيها. ومن المالحظ أن صاحب المشروع الفــردي يــدفع ضــريبة على وارداته، سواء تركها في المشروع أو سحبها أو أخذها كمــرتب، أمــا في شركات التضــامن فيــدفع كــل شـريك على حــدة الضــريبة على وارداته، سواء سـحبها أم تركهـا في الشـركة، هـذا حسـب الشـرط المقرر بين المتضامنين في الموضوع، واألمــر يختلــف في الشــركة

المساهمية. والمهايــا الــتي تــدفع إلى حملــة األســهم تعتــبر من مصــروفات الشركة التي ينبغي أخذها في الحســبان قبــل الوصــول إلى صــافي ربح الشركة الخاضعة للضريبة، ومنها يتــبين احتمــال اختالف مقــدار

الضريبة من

101

شكل آلخــر، كمــا أن من صــور اختالف الضــريبة مــا إذا كــانت ــا إذا الحكومة تريد إنشاء هذه الشركة فتخفف الضرائب عليها، بينم كانت الحكومة ال تريد إنشاء الشركة من جهة توفر تلك البضاعة أوما أشبه، فإنها تثقل في الضريبة تحديدا إلنتشار مثل هذه الشركة.

أما في الحكومــات تحت االســتعمار ولــو االســتعمار االقتصــادي ظاهرا أو خفيا، كأكثر بالد اإلسالم التي نعايشها، فــإن الحكومــة قــدــد إرضــاء أســيادها تثقــل الضــرائب على الشــركات ألجــل أنهــا تري المستعمرين بجلب البضائع منهم، فــإذا تمكن الشــعب من االكتفــاءــارج الذاتي بالشركات لم تتمكن الحكومة من جلب البضائع من الخ إلرضاء األسياد حــتى يســمحوا لهم بالبقــاء في الحكم أكــثر، وبــذلك يحطمــون االقتصــاد الوطــني، ويجعلــون الضــرائب الثقيلــة على منظمي تلك الشركات، باإلضافة إلى العرقالت األخر التي يوجدونها

أطراف المؤسسات حتى ال تنشأ أو تموت بعد اإلنشاء.

))إدارة المشاريع(( أما األمر الرابع: وهو اإلدارة، فــالكالم في ذلــك مــا ألمعنــا إليــه سابقا، حيث يتمتع صاحب المشروع الفردي بحق مطلــق في إدارةــه في مشروعه ورقابة أمواله وصرفها كيف ما يشاء، دون أن ينازع ذلك الحق غيره، فوظيفة الملكية واإلدارة تنــدمجان في المنشــئات

الفردية وتكونان بيد الشخص المالك. لكن قــد تقــدم أن مثــل هــذه المؤسســات غالبــا تكــون صــغيرة

الحجم قليلة الفائدة وقصيرة العمر.وبالنسبة إلى شركات

102

التضامن يشرك كــل الشــركاء المتضــامنين في إدارة الشــركة، ويتمتع كل شريك بحقوق متكافئة أو غير متكافئــة، حســب الشــرط مما يلزم تحديد مدى تــدخل كــل شــريك، وعــادة يحــدث اتفــاق بين الشركاء على تقســيم الســلطة فيمــا بينهم، إمــا تقســيما بــالموازاة والمواساة والمساواة، وإما تقسيما حسب األعمــال كمــا تقــدم في بعض األمثلة، حيث يقــوم كــل شــريك متضــامن بعمــل في بعــد من

أبعاد الشركة. وعلى كل حال، فمثل هذا االتفاق ســواء كــان بهــذه الصــورة أو تلك الصورة ال يخرج عن كونه تنظيما داخليا ال ربط للغــير بــه، كمــا أن الحكومــة غالبــا ال تتــدخل في مثــل هــذه الشــركات إال بحــدوده

محدودة. أما شركات التوصية، فيظل مركز الشريك المتضــامن كمــا هــوــين ال يتــدخلون في ــركاء الموص ــركة التضــامن، ولكن الش في ش اإلدارة، نظــرا لعــدم مســؤوليتهم بــذلك، وإنمــا هم يريــدون األربــاح فقط، وبالتــالي تقـل رقابـة هـؤالء الشـركاء الموصـين على أعمــالــانت ــانت شــركة اســتثمارية أو ك الشــركاء المتضــامنين، ســواء كــة إنســانية كالمستشــفيات والمطــارات والقطــارات الشــركة لجه

والمعاهد وما إلى ذلك. وتبقى شركات المســاهمة، حيث الفصــل بين الملكيــة واإلدارة، فإن هذه الشركات تــدار أعمالهــا بواســطة مجلس اإلدارة المنتخب من قبل المساهمين الذين هم أصحاب رأس المال في اجتماعــاتهم السنوية أو األكثر من السنوية أو األقــل حســب المقــرر، وال يتــدخل المساهمون في إدارة أعمال الشركة، بل يعتمــدون على ثقتهم فيــا أن مجلس اإلدارة ال ــوهم، كم ــذين انتخب ــال مجلس اإلدارة ال رج يتمتع بحرية مطلقة في القيام باألعمال كما يريــد، بــل هم مقيــدون

حسب الشروط الواردة في عقد

103

الشركة، باإلضــافة إلى أكثريــة اآلراء، وإذا كــان العــدد متســاويا مثال فـــاالقتراع، أو يجب عليهم أن يراجعـــوا بقـــرارات الجمعيـــة العمومية للمساهمين، فإن المشاكل التي ال تحل ال بقانون الشركة وال بأكثرية اآلراء وال باالقتراع، المرجع حينئذ هي الجمعية العمومية، وهذا ما يتفق أحيانا في المفاجئات كالحروب إذا وقعت أو الســيول

أو الزلزال، إلى غير ذلك.ــال ــة على أعم ــير في الرقاب ــق األخ ــاهمون لهم الح نعم المس الشركة، ويظهر ذلــك في حقهم في إعــادة أو عــدم إعــادة انتخــابــة المجلس أو ــا في إقالـ ــاء مجلس اإلدارة، وفي حقهم أحيانـ أعضـ بعض أفــراده أو زيــادة بعض األفـراد في المجلس، كمـا يتفـق ذلـك بالنسبة إلى مجــالس اإلدارة إذا كــانت ضــعيفة، أو وقعت مفاجئــات

من موت أو جنون أو إقصاء أو سجن أو ما أشبه.

))شركات القطاع العام(( ثم قد تكــون الشــركة مرتبطــة بمــا يصــطلح عليــه من القطــاع العام، ال القطاع الخاص، والمراد بالقطــاع العــام الدولــة، حيث هي التي تقــوم بالشــركة لحاجــة المجتمــع من دون فــرق بين أن تكــون الدولة اشتراكية، أو رأسمالية بمعناها اإلسالمي، أو بمعناها الغربي،

على ما ذكرنا تفصيل ذلك في بعض كتبنا االقتصادية.ــو في ــذي ه ويشمل هذا البحث كل نشاط مرتبط بذلك البعد ال طريق عمل المدير، سواء كان بعدا صــناعيا، أو تجاريــا، أو ماليــا، أو

زراعيا، أو ثقافيا، أو غير ذلك من مختلف األنشطة.

104

))اإلدارة والقوى التأطيرية(( )مســألة( اإلدارة والقــوى األربــع التشــريعية والــتي نســميها بالتأطيرية، ألنه ليس في اإلســالم تشــريع، وإنمــا تطــبيق للكبريــات الكلية على الصغريات الجزئية، كمـا قـال )عليــه الصـالة والسـالم(:

علينــا األصــول وعليكم الفــروعوالتنفيذيــة والقضــائية واإلعالميــة ، تتداخل بعضها في بعض.

فإن تشابك الحياة من ناحية، وتعقدها من ناحيــة ثانيــة ســببا أن تكـــون اإلدارة خصوصـــا في الشـــركات الكـــبرى االقتصـــادية أو المؤسســات الكبــيرة االجتماعيــة أو الثقافيــة أو غيرهــا، ذات جهــاز خاص يعني بهذه الشؤون األربعة، وإال فربما يقرر في مجلس األمة قوانين تضر الشركة تحديدا أو ضريبة أو تحريفا، أو أحيانا غلقا أو ما

أشبه ذلك. وحتى لنفرض في العالم اإلســالمي والتقــنين تــأطير ال تشــريع،ــك في مجلس األمــة، حيث إن ــة، يمكن ذل والقــوانين إســالمية بحت أمام المؤطرين بدائل، بعض البدائل يضر بــاإلدارة وبعضــها ال يضــر،ــة ــتى يســتخدمه في الزراع ــاف ح ــدر ك ــال بق ــة م مثال ليس للدول والصناعة معا، وكالهما محتــاج إليــه، ممــا تضــطر الدولــة إلى جعــل الثقــل في اســتخدامه في أحــدهما، ولنفــرض أن كليهمــا من ناحيــة الشريعة اإلسالمية على حد سواء في الجواز، فــإن اإلداري إذا رأى الضــرر في جعــل الثقــل في الزراعــة، لــه أن يضــغط على جماعــة التأطير لجعل الثقل في الصناعة حتى ال يضــر إدارتــه، بــل يماشــيه

إلى األمام.ويقال مثل ذلك في القوة التنفيذية والقوة القضائية.

))الحاجة إلى اإلعالم((أما اإلعالم فواضح أمره بأنه محتاج إليه:

: من جهة اإلعالم عن المؤسسة لجلب الزبائن والمشـترينأوالوالهواة.

: للضغط على الجماعــات المحتفــة بهــذه القــوى الثالث،وثانيافإن

105

من المعلوم أن كال من القوى الثالث محفوفة بأطراف كثيرة.ــوادي ــات والن ــاألحزاب والمنظم ــة ب ــأطير محفوف ــوة الت مثال قــة وجماعات الضغط والجرائد والمجالت واإلذاعات المرئية والالمرئي

التي تحتف بهذه القوة، إلى غير ذلك، وكذا سائر القوى. فــالالزم على اإلداري تهيئــة األجــواء المناســبة حــتى يصــل إلى

مأربه، وإال فيقف في أثناء الطريق، وأحيانا تلغى إدارته إطالقا. وحيث ليس للسياسة، خصوصا السياسة العامة، بــدء وال نهايــة، فرجل السياسة العملي والمناور السياســي هــو الــذي يعــرف هــذا، كما يدرك أن القوى التي تنتج عنها السياسة العامة ـ كما تعبر عنهــا القوانين ـ تستغرق وقتا طويال حتى تتطور وتصبح واضــحة المعــالم، وتتبلور في صيغ خاصــة خارجيــة، وأنــه ينــدر أن تســوى المشــكالت تسوية نهائية، وإنما غالبا تسوى المشــكالت تســوية وســطية وفــوق

ذلك. فإن جماعات الضغط واألحزاب السياسية والرأي العام وغيرهــا مما ألمعنا إلى جملة منهــا، كــل ذلــك تختلــف معــا فيمــا يجــري ألي سياسة عامــة خالل قيــام المشــروع بتشــكيلها، ولــذا فمن الــواجبــدة ــك بتوئ على المدير أو هيئة اإلدارة أو من أشبه أن يراقب كل ذل

وتدرج، وإال فقد يفوته القطار كما في المثل. وبذلك يظهر أن كال من السياسة واإلدارة، وكــذلك بالنســبة إلى القوى الثالث األخــرى الـتي ذكرناهـا، وجهـان لعملـة واحــدة، وهـذه العملة هي العالقات اإلنسانية التي جانب منهـا اإلدارة وجـانب منهـا

السياسة والقضاء والتنفيذ واإلعالم. فإنه على رغم اختالف مجال العمل ومظهــره بين المشــروعين والقضـــاة والمنفـــذين واإلداريين واإلعالمـــيين فـــإن كال من هـــذه الجوانب يهتم بنفس العناصر من العملية اإلدارية، مثــل كيفيــة حــل

مشكالت معينة، كشمول التأمين االجتماعي أو المساعدة

106

التي تقدم للتعليم أو التحكيم في مورد، مثل الغــاز الطــبيعي أو التنظيم الذي يحقق هذا الغرض، والطرق التي تستخدم في ذلك أو مسايرة أصحاب السلطة وبالعكس، إلى غير ذلك ممــا تــترتب على

العالقات اإلنسانية العامة. فعملية رســم السياســة عبــارة عن التفاعــل بين عناصــر، منهــا األفكار واألنظمة والمصــالح واألفــراد، واإلداريــون لهم نصــيب كبــير

في هذا المجال. وال يخفى أنــه ال يعــني ذلــك أن الجماعــات اإلداريــة تركــز على مصالحها الذاتية دائما وتهتم ببرامجها الخاصة بغض النظــر عن كــل اعتبــار آخــر، بــل إنهــا تعتمــد أيضــا على ضــرورة تــوازن عــادل بين المصــالح واألخــذ والعطــاء، والمســاومة واالرتفــاع فــوق المصــالح

الضيقة باستكشاف المصالح العامة الكبرى. فــإن اإلداريين ليســوا دائمــا أصــحاب مصــالح خاصــة وأصــحاب نظريـــات ضـــيقة، وإنمـــا كثـــير منهم إنســـانيون يريـــدون العدالـــة االجتماعية وتعميم الخير للجميع، نعم ال شك في أن طبيعة اإلنسان

أنه يريد الخير لنفسه ويدفع الضر. كما أنه غالبا مــا تتعـارض المصــالح، فالمصــلحة هنــا في صــورة والمصلحة هناك في صورة أخــرى وهمــا متضــاربتان، ولــذلك نمثــل

بهذا المثال: إن الطبيب الجيد هو الذي إذا طلبــه المــريض هــرع إليــه، بينمــا عائلــة الطــبيب ال يريــدون أن يهــرع الطــبيب في نصــف الليــل إلى المريض، ألنه يــزعج نــومهم وراحتهم، فالمصــلحة بين العائلــة وبين المرضى متضاربة، والطبيب بينهما، فال بد وأن يالئم بين هذه الجهة وهذه الجهة، فإن قدم تلك المصلحة فاتت هذه المصلحة، وإن قدم

هذه المصلحة فاتت تلك المصلحة، وهلم جرا.ــة، هذا باإلضافة إلى اختالف االجتهادات في اإلنسان حقيق فمثال

بعضهم يريد تقديم الزراعة، وبعضهم يريد تقديم

107

الصــناعة، والــذين يريــدون تقــديم الصــناعة هم يختلفــون علىــديم الصــناعات ــون تق ــادهم يلزم أنفســهم، فبعضــهم حســب اجتهــك من ــا أشــبه ذل ــدرجات وم ــالبرادات والغســاالت وال ــة ك الكمالي

الحوائج التي تعد ثانوية بالنسبة إلى الحوائج األولية. وحيث يحتل االدري مركزا يمكنــه من ممارســة قــدر ضــخم من التأثير في رسم السياسة، بل ورسـم القضـاء والتنفيـذ، فـالالزم أن يستهدي في اتخاذ قراراته إذا كان حياديا ومصلحا لمكونات الصــالح

العام. واإلشــكال على ذلــك: بــأن مفهــوم الصــالح العــام مفهــوم غــير واضــح، ويمكن التوســع فيــه بتفســيرات كثــيرة، غــير وارد، فــإن أي مفهوم حتى مفهوم الوجود شيء يمكن أن يفسر بتفسيرات كثيرة،

ولذا قال الحاج السبزواري )رحمة الله(:مفهومه من أعرف األشياء

وكهنه في غاية الخفاء

))المراد بالصالح العام(( لكن في النظام الحر القائم على االستشارية وتبادل اآلراء، البد وأن يكون الصالح العام شــيئا وســطا، ال بمعــنى أن يجلبــه هــذا إلى نفسه أو أن يجلبه ذلك إلى نفسه، أو أن تســاند الحكومــة مثال هــذا الطرف ضد الطرف اآلخر، أو ذاك الطرف ضد هذا الطــرف، وإنمــا يجب أن تعمل كمنصف يعطي النصف لهذا الطرف والنصــف لــذاك الطرف، مما يسمي بالحل الوســط بينهمــا، مسـتندة في كــل حالــة على ما تقدم حسب نظــر الخــبراء الحيــاديين بالصــالح العــام الــذي يدعم االستقرار االقتصادي والسالم والتقدم واإليمان في مثل البالد

اإلسالمية وسائر البالد التي تؤمن بالله واليوم اآلخر.

108

))اإلداري والصالح العام(( ثم إن من الواضـــح أن اإلداري ال يتمكن أن يجلس في مكتبـــهــد في هدوء يفكر في مختلف البدائل مسترشدا في قراره الذي يري تغيير السياسة في صالحه بما يقدر أنه الصالح العــام حــتى إذا كــان رجال إنسانيا وحياديا إلى أبعد الحدود، ثم يضع قراره موضــع التنفيــذ بمـا يصـدره من تعليمـات أعــدها في جـو منفـرد هـادئ، أو في جــو

استشاري مع سائر زمالئه، إنه حتى إذا حاول ذلك. بسبب: الهدوء في مكتبه ال يبقى مستمرا،فأوال يقطع بل

جماعات الضغط بالتلفونات أو باللقــاءات الشخصــية ليأخــذ جــانبهم في هذا األمر، وسوف يدعونه للغذاء أو لحفالت االستقبال والعشاء

أو يقدمون له الهدايا.ــوالي، ــواجب ال ولذا فالكثيرون يذهبون إلى أن واجب اإلداري ك عليه أن يرفض الهدايا وعــروض المزايــا والخــدمات غــير الســليمة، فإن قبــول الهــدايا ونحــو ذلــك يزيــد من المــؤثرات واألخطــار الــتي يحتمل أن تتعرض لهــا عمليــة اتخــاذ القــرار عنــد مــا تقــع المصــالحالخاصة أو مصالح الجماعة المتعارضة في الميزان في برنامج عام.

: اإلداري يجب أن يكــون في نفس الــوقت سياســيا يفهموثانيا السياسة كامال، وإال فجماعات الضــغط المخالفــة والسياســة ســواء بجانبها التشريعي )التأطيري( أو بجانبهـا المنظمــات واألخــزاب ومــا أشــبه، تــؤثر على اإلدارة تــأثيرا يــدعها قليــل الــوفر كثــير التكليــف،ــة بالنســبة إلى كــثرة من المســاهمين أو إلى ــاآلخرة خيان ويكــون ب

جميعهم. وكـــذلك بالنســـبة إلى ســـائر اإلدارات الثقافيـــة أو الصـــحية أو التربوية أو ما أشبه ذلك، فالواجب على من يتهيأ لوظيفة اإلدارة أن يتزود بحصيلة من الفلسفة واالقتصاد والتاريخ واالجتماع ومــا أشــبه

ذلك، حتي تتوفر له نظرة واسعة

109

ــدال من نظــرة الخــبرة ــة، ب للسياســات والقــرارات االجتماعي الضـيقة الــتي يتصـف بهـا الفــني، فـإن نظريـة الخـبرة الضــيقة في

مزدحم األنظار واألفكار والضغوط ال تكون إال كما قال الشاعر: كريشة في مهب الريح طائشة ال تستقر على حال من القلق.

فإذا لم يكن اإلداري متصفا بهذه الصفة، فكثيرا مــا يتخــذ قـرارا خاطئا يسبب مشكلة كبيرة إلدارته، فــإذا مــا اتخــذ شــخص بحضــرةــائج منحرفــة خبرته على أن يفهم تخصصه فحسب القرار تكون النتــا يضــر إلى ذات اليمين أو ذات الشــمال، أو ضــحلة أو ضــئيلة، مم

اإلدارة.ــواحي ــة بن ــون لهم إحاط ــرار إداري ــذ الق ــالالزم أن يتخ ــذا ف ول

السياسة العامة العريضة والصالح العام.ــالح ــة، ومصـ ــالحهم الخاصـ ــا مصـ ــوا أيضـ نعم يجب أن يالحظـ المساهمين، أو القطاع الذي يقومون بالخــدمات لهم، ســواء كــانت

لهم خدمات صحية أو ثقافية أو غير ذلك. وما ذكرناه بالنسبة إلى المديرين واإلدارات الخاصــة في قطــاع النـاس، يصـدق بصـورة أكـثر بالنسـبة إلى اإلدارة العامــة الـتي هي عبارة عن الحكومة، سواء كــان الحــزب في الجنــاح الحكــومي، ألنــتى الحكومة عبارة عن تهيئة مستمرة داخل الحكم وخارج الحكم حــانب السياســي صــور ــة للج ــة العامل ــون في نفســية المجموع تتك واضحة المعالم من االجتماع الصالح، وممــا يقومــون بــه في داخــل

الحكم، بل أو خارجه، عند ما يوردون الضغط على الحكومة.ــة يتمكن من ــة إقناعي والالزم على اإلداري أن يكون مفعما بحال إقناع األطراف المعنية لوجهة نظره التي يراها سليما، فإن الرئيس اإلداري الذي يقابل األطــراف المعنيــة يلــزم عليــه أن يعمــل جاهــدا

إلقناع هذه

110

األطراف بوجهة نظره، حــتى ال يعــرض برنامجــه للتعــثر بســببفشله في هذا اإلقناع، أو يتعثر بسبب آخر.

ــاذه التشــريعات وكذلك فإن عليه أن يتحمل المسؤولية في اتخ الالزمة لتسيير إدارته نحو الهدف المطلوب، وللحصـول على المـال

الالزم لنهوض إدارته بعملها. وعلى ذلك فالالزم عليـه أن يعـرف كيـف يسـتطيع أن يالئم بين األطراف المعنية المتضاربة المصالح، حتى يتمكن من تنفيذ خططه في مزدحم ينظر بعضهم إلى بعض نظر العداء، وكلهم ينظرون إليه يريــد جلبــه إلى جــانبهم، وهــو قــد ال يــرى ال هــذا الجــانب وال هــذا الجانب، بل يرى نظرة ثالثــة، أو يـرى هـذا الجـانب فقـط في قبـال

ذلك الجانب، أو بالعكس، أو يرى الحل الوسط بين الجانبين. فعلى هذا فالالزم على اإلداري أن يكون دائم االتصال بالجوانب المتعددة في االجتماع، فمن جهة بالرأي العام، ومن جهــة بــاإلعالم، ومن جهــة بــالنظرات المختلفــة بين رؤســائه وبين مرؤوســيه، ومن جهــة بــالنظرات المختلفــة بين زمالئــه في اإلدارة مهمــا كــانوا، في

صفه أو أرفع منه أو أخفض. هـــذا من ناحيـــة، ومن الناحيـــة الثانيـــة بين النـــاس الـــذين هم يتقاضــون ويعــاملون مــع هــذه المؤسســة، ســواء كــانت المؤسســة

سياسية أو اجتماعية أو صحية أو غير ذلك.

111

))الوظائف اإلدارية والمؤسساتية(()مسألة(: أمام المدير قسمان من الوظائف:

األول: الوظائف اإلدارية التي تكلمنا حوله بقدر. والثــاني: وظــائف المؤسســة، وهي عبــارة عن تحقيــق الهــدف األساسي من المؤسسة، الذي هو إشباع حاجــات اإلنســان ورغباتــه

عن طريق إنتاج أو توزيع السلع أو الخدمات. ومن ثم فهناك نشاط آخر غير النشــاط اإلداري ينبغي على كــل منشــئة أعمــال أن تقــوم بهــا أيضــا حــتى تتمكن من تحقيــق هــدفها

تحقيقا كامال. وهذا النشاط الذي يجب على المنشئة القيام به يتكون في مثل المعامل وما أشبه من وظائف مثل اإلنتاج والبيع والشراء والتمويلــل وشؤون األفراد واألعمال المكتبية والعالقات العامة، وينسحب مث ذلــك في ســائر أقســام المؤسســات، كالمؤسســات الصــحية أو

المؤسسات الثقافية أو المؤسسات السياسية أو ما أشبه ذلك.ــئة، أو ــائف المنش ــطالح وظ ــائف اص ــذه الوظ ــق على ه ويطلــائف ــدير، أو وظ ــائف الم ــا عن وظ ــيزا له ــروع، تمي ــائف المش وظــاط ــاط اإلداري عن نش ــال النش ــك انفص ــنى ذل اإلدارة، وليس مع المنشئة، بــل معــنى ذلــك أن هنــاك نــوعين من النشــاط يجب علىــديدا، المدير مراعاة هذا تارة، وهذا تارة، وهما متشابكان تشابكا ش مثال عند القيام بأعباء وظيفة اإلنتاج في المثال السابق أو التســويق أو غيرهما من وظائف المنشئة ال بد للمدير المســؤول من تخطيــطــه ــة وتوجي ــة اإلداري ــة الهئي ــل وتنمي ــته وتنظيم العم ــه وسياس هدفــاره ــه وأفك ــيم أوقات ــائج وتقس ــة النت ــذ ورقاب ــاملين على التنفي الع

وأنشطته وأعماله بين هذا الجانب وهذا الجانب. ومن الواضح أن وظائف اإلدارة ال تقتصــر على الــرئيس األعلى للمنشـــئة، وإنمـــا هي مجموعـــة أنشـــطة لإلداريين على اختالف

أنواعهم، فهناك الرئيس األعلي، وهناك

112

المديرون اإلداريون كإدارة اإلنتاج وإدارة التسويق وإدارة المالوإدارة األفراد إلى غير ذلك.

ــف وظــائف المنشــئات بعضــها عن بعض، فمثال وظــائف وتختل المنشئة الصناعية تختلــف عن وظــائف المنشــئة الزراعيــة، كمــا أن وظائفهما تختلـف عن وظــائف منشـئة الخــدمات، كمـا أن وظائفهـا تختلف عن وظائف منشئة السياسة أو الثقافة أو ما أشبه ذلك، نعمــل بعض الوظائف تكون مشتركة تقريبا بين كل أنواع المنشئات، مث الوظيفة الماليــة حيث إن أيــة منشــئة ال تســتغني عن المــال، فإنهــا تقــوم بالمــال وتبقى بالمــال وتســتمر مطــردة إلى حيث األهــداف

المنشودة بالمال.

))منشئة صناعية نموذجا(( ولو اتخذ منشـئة صـناعية كنمـوذج للدراسـة فإننـا نجـدها تقـوم

بالمتعدد من الوظائف المختلفة والتي من أهمها: األول: وظيفة اإلنتاج.

والثاني: وظيفة التسويق.والثالث: وظيفة المال.والرابع: وظيفة األفراد.

))وظيفة اإلنتاج(( فاألول: وهو وظيفة اإلنتاج من أهم وظائف المنشئات إطالقــا، فإن المنشائت إنما تنشأ لإلنتاج، ســواء كــان إنتاجــا ثقافيــا أو إنتاجــا

صحيا أو إنتاجا ماليا أو إنتاجا صناعيا أو إنتاجا عسكريا أو غير ذلك. فمثال المنشئة الصناعية: تتعلق بخلــق المنــافع الشــكلية للمــواد والخامـــات بتحويهـــا إلى ســـلع يمكن أن تشـــبع حاجـــات ورغبـــات

المستهلكين من ناحية، وتوفر المال للمساهمين من ناحية ثانية. ومثل هذه الوظيفــة تنطـوي على كثــير من الوظـائف الفرعيـة، مثل اختيــار موقــع المصــنع، وتخطيــط اآلالت، وتحديــد درجــة اآلليــة

والتصميم الهندسي للسلعة، والتنظيم

113

الداخلي للتسهيالت اإلنتاجية، والعمليات اإلنتاجية داخل المصنع، والحصول على المواد، وتخطيــط اإلنتــاج، ورقابــة اإلنتــاج، والجــودة

في السلعة، وإلى غير ذلك.

))وظيفة التسويق(( والثاني: وهي وظيفة التسويق، تنطوي على كل األنشطة الــتي تبذل عند انسياب السلع مراكــز إنتاجهــا إلى مراكــز اســتعمالها إلى

استهالكها، سواء في داخل البلد أو خارج البلد. ومن الواضح وجوب مالحظة رغبات الجماهير في هذه السلعة، هل السلعة لكـل الفصـول، أو لفصـل خـاص من فصـول السـنة، أو

لمواسم خاصة من المواسم. ومن ثم فإن هذه الوظيفة الحيوية التي تعتبر المحور الرئيســي في منشئات األعمال من هذا القبيــل تنطــوي بــدورها على وظــائفــل ــف بالنســبة إلى مث ــزين والتجفي ــل والتخ ــبيع والنق ــة في ال مهم

الحبوب والفواكه التي يجب أن تجفف، والتعليب وما أشبه ذلك.ــدمات من المنتج وتتعلق وظيفة البيع بتحويل ملكية السلع والخ إلى الوســطاء، ثم إلى المســتهلكين، أو إلى المســتهلكين مباشــرة، ويستلزم هذا اختيـار منافــذ التوزيـع المناسـبة وتحديـد أسـعار الـبيع والقيام بالحمالت اإلعالمية والترويجية، واختيار وتدريب رجال الــبيع

ومراقبتهم. أما وظيفة النقل فتعمــل ألجــل المنفعــة المكانيــة للســلع، حيث

السوق في غير مكان اإلنتاج.ــة ــول على المنفع ــل الحص ــزين ألج ــة التخ ــل وظيف ــا تعم بينم

الزمنية، إلى غير ذلك من الشؤون المرتبطة بالتسويق.

))وظيفة المال(( وأما الثالث: وهو وظيفــة المــال، فتعتــبر من الوظــائف الحيويــة لكل منشئة، ألن جميع منشــئات األعمــال تحتــاج إلى األمــوال حــتى يمكنها القيام بنشاطها، وكلما كان المال أوفر حسب الكفــاءة الــتي

تالحظ في اإلدارة

114

يكون القيام بالنشاط أحسن وأكمل.ــوافر ــا دون ت ــوض به ــروع ال يمكن النه ــائف للمش ــل الوظ وك األموال الالزمة، وتتعلق هذه الوظيفة بالنشاط المالي للمنشئة، أي الحصــول على االحتياجــات الماليــة من المصــادر المختلفــة، وهــذه المصادر قد تكون حكومية وقد تكون شعبية، وقد تكون دائمــة وقــد تكون موقتة، كما قــد تكــون ملكيــة أو اقــتراض، إلى غــير ذلــك من المصادر المالية التي يجب أن يالحظ المــديرون النســبة بينهــا وبين

سائر أعمال المنشئة. ومن الواضح أنه ال يقتصر النشاط المالي على مجــرد الحصــولــال على األموال، بل يمتد لكي يشمل الرقابة على االســتخدام الفع لهذه األموال ال مطلق االستخدام، وال أن تصب في مصبات فاسدة

من الرشوة واالهتبال والنهب وما أشبه مما تحف بالمال غالبا. ومن أهم أهداف هــذه الوظيفــة العمــل على احتفــاظ المنشــئةــول ــد حل ــا عن ــة التزاماته ــادرة على مقابل ــا ق ــة تجعله ــة كافي بنقدي مواعيدها، كما يدخل ضمن هــذه الوظيفــة النشــاط المحاســبي في المنشئة، والمراقبة الدائمــة للتكــافؤ والتــوازن بين المــال المحتــاج

إليه والمال المتوفر لديه.

))وظيفة األفراد(( وأما الرابع: وهو وظيفة األفراد، فتتعلق هذه الوظيفة بالحصول على القوة العاملة في المنشئة وجعلها قادرة وراضية ومتعاونة في

تنفيذ األعمال. ويســتلزم هــذا القيــام بأنشــطة مختلفــة، مثــل حصــر الوظــائف الالزمة وتحديد مواصفاتها، والضغط عليهــا حــتى ال تكــون أكــثر من الالزم، والتوسعة فيها حتى ال تكون أقل من الالزم، والمحافظ على اتصال وثيــق مــع ســوق العمــل للحصــول على األفــراد المناســبين، وتهيئتهم للعمل وتدريبهم والتنسيق بينهم، والمحافظة على عالقات طيبــة بين المنشـئة والعـاملين فيهـا، ووضـع نظم التعـيين والترقيـة

والفصل والتأديب وما

115

أشبه، مما تجعـل األفـراد صـالحين ومهيـئين ومنـدفعين للتقـدم بالمنشئة إلى األمام، من غير فــرق بين أن تكــون المنشــئة منشــئة ثقافية بالنســبة إلى المعلمين والمــربين والمــوجهين ومن أشــبه، أو مؤسسة صــحية بــالنظر إلى األطبــاء ومعــاونيهم والممرضــات ومن

أشبه، أو غير ذلك من المؤسسات التي يحتاج إليها المجتمع.

116

))جمع الحقائق والمعلومات المفيدة(( )مسألة( من مهمــات اإلدارة جمــع الحقــائق والمعلومــات الــتي تساعد في سير العمــل وتقدمــه إلى األمــام بــاالطراد، وتعتــبر هــذه العمليــة من أهم خطــوات البحث التنظيمي، فهي أمــر موكــول إلىــل يســاعده ويســاعد المــدير في هــذه المــدير بنفســه أو إلى محل

المهمة. ــاك المحلــل قائمــا واألفضل في المؤسسات الكبار أن يكون هن بمثل هذا العمل، وعليهـا تعتمـد النتـائج والتوصـيات الـتي سـيقدمها للمدير في تقريريـه عنـد انتهائـه من عمليـة إجـراء الدراسـة، حــتى يكــون المــدير ومــدراء األقســام والمــديرون في القاعــدة على علمــإن على ــذا ف بكيفية سير العمل وخصوصياته ومزاياه ونواقصه، وله المحلل أن يقوم بجمع الحقــائق بطريقــة منظمــة، وبمــوجب خطــة

موضوعة لهذا الغرض.واألحسن في ذلك إنما يكون باألمور التالية:

األول: الحاجة إلى جمع الحقائق.الثاني: الحقائق الواجب جمعها.

الثالث: وسائل جمع الحقائق.

))الحاجة إلى جمع الحقائق(( أمـــا بالنســـبة إلى األول: وهـــو عبـــارة عن الحاجـــة إلى جمـــع الحقــائق، فــإن الغــرض من جمعهــا هــو التعــرف على خصوصــيات العمل من المشاكل وغير المشــاكل الــتي تعــاني منهــا المؤسســة، ليكون بإمكان المحلل بعد تحديد المشكلة وصف الحلــول المناســبة

لها. ولذا فالمحلل يقوم بجمع المعلومات المتعلقة بموضوع البحث، والالزم أن يعتمــد أســلوب انتقــاء المعلومــات على نحــو المناســبة لغرض الدارســة، ال المعلومــات الهامشـية الــتي ال ترتبــط بالهــدف، فيقوم بجمع معلومات كافية ومفصلة عن ناحيــة معينــة، كمــا يقــوم بجمع معومات في الجملة عن ناحية أخرى وهي الناحيــة المربوطــةــل في ــ بالناحيــــة األولى الــــتي هي مهمتــــه، إذ ليس على المحل

المؤسسات

117

الكبار أن يقوم بجمع جميع المعلومات في جميع األقسام. كما أن على المحلــل أن يتجنب األســلوب العشــوائي في جمــع المعلومــات، ألن من شــأن هــذا األســلوب أن يكــدس عنــد المحلــل كميات كثيرة من المعلومات غــير المحتــاج إليهــا، فيســتهلك الجمــع وقتا كبيرا منــه بــدون فائــدة، ومن المحتمــل أن تضــييع المعلومــات

األساسية الالزمة للدارسة بين هذه المعلومات غير الضرورية.ــد وضــع قائمــة بالمعلومــات والتفاصــيل ــد يكــون من المفي وق

الالزمة للبحث. والحاصل أن على المحلــل أن يقــوم بجمــع المعلومــات واألدلــة والــبراهين والمشــاكل والحلــول حــتى يظهــر مــدى فعاليــة التنظيم واإلجراءات الموجودة في القسم، وحتى تظهر المشكالت ومواضــع العثرة للتعرف على مواطن الضعف والقوة فيــه، وليتمكن المحلــلــه على ضوئها من وضع االقتراحات وتقديم التوصيات العملية الكفيل بتحسين العمل في ذلك القسم، بوحده، أو مع المــدير، أو مــع بقيــة

المسؤولين، أو حتى مع األعضاء.ــؤولين في ــاعد المس ــل تس ــا المحل ــتي يجمعه ــات ال والمعلوم اقتناعهم بأهمية وفائدة مقترحاته أو مقترحــات غــيره ممن أشــرف على تلك المعلومات، فيسير األمر حسب ما يـرام، ويضـع الرؤسـاء

والمديرون االقتراحات موضع التنفيذ.

))ما يلزم جمعها من الحقائق(( أما األمــر الثــاني: وهي الحقــائق والمعلومــات الــواجب جمعهــا، فإنها تختلف من حيث الكم والكيف، واألهمية والتفاصــيل، بــاختالف هدف البحث، وكلما كان الهدف واضحا ومحددا كانت مهمة المحلل في تحديد المعلومات الواجب جمعهــا ســهلة ويســيرة، وبوجــه عــام

فإن المعلومات التي يراد جمعها عادة تشمل أمورا متعددة: أهداف الوحدة، إذ يقوم المحلل عادة بجمع معلومات األول:

118

أوليــة وبصــورة إجماليــة عن أهــداف الوحــدة الــتي عــني بجمــع المعلومات حولها، فإن المنشئات الكبار تشــتمل على وحــدات، مثالــا أشــبه من ــدة اإلدارة وم ــدة التســويق ووح ــزين ووح ــدة التخ وح الوحدات التي أشرنا إلى جملة منهــا ســابقا، فيقــوم المحلــل بجمــع هذه المعلومــات المرتبطــة بأهــداف الوحــدة بالدراســة األوليــة، وال

سيما في مراحلة التخطيط.ــيلية عن ــات التفص ــل المعلوم ــع المحل ــال يجم ــذا المج وفي هــع ــاء من جم ــد االنته ــل قســم من أقســام الوحــدة، وعن ــداف ك أه الحقائق يقوم المحلل بالتأكيد من أن األقسام المختلفة تتعاون مــع

بعضها البعض في تحقيق الهدف األساسي المحدد للوحدة. الهيكــل التنظيمي للوحــدة، فــإن المحلــل يقــوم بجمــعالثاني:

المعلومات الكافية عن جهاز تنظيم الوحدة، ومن شأن هــذا العمــل أن يسهل عليه فهم العالقات الموجــودة داخــل الوحــدة، كمــا يقــوم المحلل بمتابعة التطورات التي حدثت على جهاز الوحدة منذ بدايــة

تكوينها. وعليه أن يحصل على خريطة تنظيمية جديدة للوحدة، ثم يقــوم بوضع خريطة تنظيمية جديدة لنفس الوحدة تمثل الوحــدة كمــا هي وقت الدارسة في الحال الحاضر، وتبين أقســامها وعالقــة األقســام

بعضها ببعض، ثم يقارن بين الخريطتين السابقة والالحقة.ــات ــاف الفروق ــل على اكتش ــة المحل ــة المقارن ــاعد نتيج وتس

والتغييرات بين التنظيم السابق الرسمي وبين التنظيم الحالي. ويجب على المحلل أن يالحظ مدى تطبيق الوحدة في تنظيمهــاــه الحالي للقواعد األساسية المتعارف عليها للتنظيم اإلداري، كما أن يظهــر بــذلك مــدى الخلــل الــذي طــرأ على الوحــدة من الخريطــة

السابقة مقارنة بالقواعد األساسية التي وضع عليها المنشئة.فهي أعمال متعددة: الخريطة

119

السابقة، والخريطـة الالحقـة، ومــدى التطـابق بين الخريطـتين،ومدى التطابق بين أي منهما وبين القواعد األساسية للمنشئة.

ثم إذا كانت هناك خريطة قديمة فبها ونعمت، حيث ذكرنا لزوم التطبيق بين الخريطة الجديدة والخريطة القديمة، وعنــدما ال تكــون هناك خريطة قديمة، فإن على المحلل أن يقــوم بجمــع المعلومــات

السابقه لتلك الوظائف من الموظفين الذين يشغلونها.ــات ــل الواجب ــعوبة تحلي ــل كص ــاعب للمحل ــر المص ــا تظه وهن ومسؤوليات الوظائف العليا، فإن الشــاغل للوظيفــه يكــرس معظم وقته لوضع السياسة العامة واتخاذ القــرارات وحضــور االجتماعــات والمــؤتمرات واإلشــراف على أعمــال المــوظفين اآلخــرين، وهــذه األعمال ال تتكــرر كثــيرا، فإنهــا إذا لم تكن هنــاك خريطــة تعين تلــك األمور ومذكراتها، فإن المحلل يقع في صعوبة، إلن عدم االستقصاء قد يوجب عدم فهم النتائج، ولذا يصــعب تــدوينها وتقــديرها وتحليــل

الوقت الالزم للقيام بها.ــل صــعوبة في إجــراء ــيرا مــا يجــد المحل ــه كث باإلضــافة إلى أن المقابله مع الموظف، ألنه ال يضمن وجــوده في مكتبــه، أو ألنــه قــد يكون مشغوال في معظم أوقاته، أو أنــه قــد يــترفع عن اإلجابــة عن

كل سؤال، إلى غير ذلك. وعلي كل حــال، فــالالزم أن يحصــل المحلــل على سلســلة من

المعلومات التي تساعده على التعديل وعلى التطبيق والمقارنة. أساليب إجراءات العمل، فإنها سلســلة من الخطــواتالثالث:

والعمليات التي تتصل بعضها ببعض، وتــؤدي إلى إنجـاز عمـل إداري مــا مهمــا كــان ذلــك العمــل، فــإن الــواجب على المحلــل أن يقــوم بتسجيل عمليات وخطوات هذه اإلجراءات وتحديد طبيعــة الدراســةــراءات، وإذا وضــع ــذه اإلج ــوب له ــيل المطل ــدى التفص ــل م للمحل

المحلل خارطه تبين كل

120

خطوة من الخطوات التي تمر فيهــا المعــامالت، أو مــرت فيهــا فإن وجــود مثــل هــذه الخارطــة يكشــف نقــاط،المعامالت السابقة

الضعف الموجودة في اإلجراءات المتبعة، أو النقاط التي يستحسن تبديلها بنقطة أقوى منها، أو نقطــة مشــابهة لكنهــا أبســط من حيث النــوع أو من حيث الكم، وبهــذا فــإن المحلــل يســاعد على معالجــة نقاط الضعف أو نقاط التوسط ممــا يتمكن من إدخــال التحســينات

والتبديل وما أشبه. ، كمية العمــل والــوقت الــذي يسـتغرقة ومــدى تكــرارهالرابع:

،فإن المحلل يجمــع المعلومــات عن هــذه األمــور خالل فــترة معينةــل وتتضمن المعلومات التي يجمعها كمية العمل الوارد، وكمية العم المنجز، وكميــة العمــل المتــأخر المــتراكم، ثم يصــار بعــد ذلــك إلى

دارسة مدى التكرار في األعمال. أو مرة في الشهر مثــل دفــع رواتب،إذ هناك أعمال تكرر يوميا

الموظفين، أو مرة في السنة كعمليات تحضير الميزانية. ويقوم المحلل بدراسة الــوقت الالزم بإنهــاء المعــامالت، وذلــك بأخــذ عينــات من المعــامالت الــتي يتم إنجازهــا في الوحــدة، أو في القسم من الوحدة، أو في الهيكل العام، فيما إذا كان األمر مربوطاــد الــوقت الالزم لإلعــداد بالهيكــل العــام للمنشــئة، ثم يقــوم بتحدي واالنتقال واالنتظــار إلى أن تصــبح المعاملــة في المرحلــة األخــيرة،

والتي هي مرحلة اإلنجاز. والحاصل: إنه يضع مصوبة بــالوقت الــذي تحتــاج المعاملــة إليــه من البداية إلى النهاية، ويحتفظ المحلل بدارسة الوقت في سجالت

خاصة للرجوع إليها فيما بعد. فتؤخذ عينات لعدد،أما بخصوص دارسة التكاليف للقيام بالعمل

ــام بها ــة للقي ــاليف الالزم ــات وتحصــل على التك ــك،من العملي وذلبحساب رواتب الموظفين الذين يقومون بالعمل، ورواتب

121

وتــدخل فيهــا اإليجــارات،الرؤساء المشرفين، وتكاليف اللــوازم وغيرها من التكاليف، فيقارن بين هذه التكــاليف وبين النتــائج، فــإن

.بذلك يظهر الزيادة أو النقيصة أو التوسع في كل من األطراف مثال المحلل يحســب أنــه لــو وضــع هــذا المــال الــذي وضــع فيــرف، أو في ــ ــارة، أو في المص ــ ــادية في التج ــ ــة االقتص ــ المؤسس المضاربة، كم كانت أرباحه، ثم يقارن ذلك باألرباح التي تحصــل من المؤسسة، فــإذا ظهــرت األربــاح متســاوية وكــان من الالزم أكثريــة األرباح وصى بلزوم اإلتيــان بأعمــال تنتهي إلى تلــك النتيجــة، وأولى بذلك إذا ظهرت األرباح أقل، أما إذا ظهرت أكثر أكثرية مناسـبة دل

التحليل على حسن سير العمل. كمجــاالت الصــناعة،وهكذا في سير المجــاالت غــير االقتصــادية

ــاج والثقافة والصحة بالنسبة إلى اإلنتاج المطلوب، فقــد يكــون اإلنتــوب ــدر المطل ــوب،بق ــوق المطل ــون ف ــد يك ــون دون، وق ــد يك وق

المطلوب. ربط الوحدة بالوحدات األخرى، فإنه يلــزم باإلضــافةالخامس:

العمــل في وحــدات أخــرى،،إلى عمل المحلل في الوحــدة المعنيةــار من ــات الكب ــد في المؤسس ــل واح ــدر، إذ ال يتمكن محل لكن بق

ال كل وينتهي تحليل الوحدات، من واحدا قسما يأخذ وإنما وحدات،تحليل الوحدة بقدر ما،إلى المرتبطة بهذه الوحدات األخرى بعض

ــدة ــدود الوح ــاوز ح ــا تج ــات أحيان ــراءات بعض العملي ــاج إج إذ تحت المعنيــة، أو القســم الــذي هــو قيــد الدراســة إلى أقســام ووحــدات أخرى، فإن للوحدات األخــرى أثرهــا على ســير العمــل في الوحــدة

التي هي قيد الدراسة. ولذا يلزم على المحلل إذا أراد تكميل العمل أن يقــوم بدراســة

ــرورية للدراسة لكن،هذه الوحدات هامشيا، فيجمع المعلومات الضال يتوسع في جمع

122

ــا المعلومات عن الوحدات األخرى، إذ ليس ذلك من شأنه، وإنم من شأنه العمل على جمع المعلومات عن الوحــدات األخــرى بقــدر

ما يرتبط بهذه الوحدة التي هي قيد الدراسة.ــادس: ظـــروف العمـــل، فـــإن على المحلـــل أن يجمـــعالس

كتوفــير المعــدات واألثــاث والتدفئــة،معلومــات عن ظــروف العمل والتبريد والنور والماء وغير ذلك، مما يحتاج إليه الموظف في أثنــاء عمله، مما ينعكس أثره على أعمال الوحدة التي هي قيد الدراســة، إذ الجو إذا لم يكن مهيئا فإن العامل أوال ال يعمل بالقدر الكافي، ثم عملــه بمــا يعمــل يكــون مــع الضــجر واالشــمئزاز ممــا يشــيع حولــه

الكراهية حول المؤسسة، وذلك يوثر تأثيرا على المؤسسة.ــلالسابع: مالحظة معنويات الموظفين، فإنه يجب على المحل

وعالقة الموظفين،أن يجمع معلومات عن عالقة المدير بالموظفين ، وعالقة بعضهم ببعض، فيالحظ إن كانت هناك حاالت تشــيرديربالم

ــدريب أو اإلشــراف أو ــة الت ــذمر المــوظفين أو ســوء في حال إلى ت اإلدارة، وعن الروح المعنوية عند المــوظفين، ألن األحــوال النفســية للموظفين وحبهم للعمل أو كرههم له يــؤثر تــأثيرا كبــيرا عليهم في

أعمالهم كما وكيفا. ومن الواضح أن مما يؤثر على معنويات الموظفين هو ظــروف

العمل أيضا، فالالزم على المحلل مالحظة ذلك مالحظة كافية. احتياجات المنتفعين وأفــراد الجمهــور من المؤسســة،الثامن:

فإن الواجب أن يأخــذ المحلــل بعين االعتبــار وجهــات نظــر جمهــور المنتفعين، وأن يجمع المعلومــات عن رأيهم في الوحــدة، وكفاءتهــا

في القيام بالعمل،

123

وعن رأيهم في النتائج التي تقوم الوحــدة بهــا، وأنــه هــل هنــاك صعوبة في التعبئة أم ال، وهــل هنــاك كــثرة عــدد أو جــودة كيفيــة أو

بالعكس. فعلى المحلـــل أن يـــراعي جمهـــور المنتفعين عنـــد وضـــعه للتوصــيات، مثال يوصــي بنقــل عبء من العمــل من الموظــف إلى جمهــور المنتفعين أو بــالعكس، وذلــك بقصــد االقتصــاد في الــوقت والجهد والنفقات بالنسبة إلى الموظف، أو في الطرف الثاني، فإنــة ــامالت وعرقل كل واحد منهما قد يؤدي إلى وجود النقص في المع

سير العمل. مثال في المؤسسة الثقافية قد يرى المحلل أن ال يقــوم الطالب بأنفسهم إلى السير إلى المعهد بدون تهيئة وسائل المواصالت لهم،

لكن،فإن ذلــك وإن كــان يخفــف على المعهــد النفقــات والخــدماتــأخر ــوجب ت ــاس على الموسســة ممــا ي ــال الن ــوثر على إقب ــك ي ذل المؤسسة، وكذلك إذا عكس، بأن كان من القاعدة المتعارفــة ســير

فأوصي بجعــل وســائل نقليــة على المعهــد، حيث،الطالب بأنفسهم إلى غــير ذلــك من،يثقل ذلك كاهــل المعهــد بالنفقــات وبالخــدمات

األمثلة في كل مؤسسة مؤسسة.

))وسائل جمع الحقائق(( أما األمر الثالث: وهو وسائل جمـع الحقـائق والمعلومـات، فهي

يمكن بعدة أمور. من أهمها: دراسة السجالت الموجــودة، والمالحظــة الشخصــية ألعمال الوحدة، والمقابلة الشخصية مع األفــراد، واالســتبانة بقائمــة

من األمثلة. أما األول: فهو دراسة السجالت الموجودة، إذ المحلــل يســتطيع

عن،أن يحصل على بعض المعلومات التي يحتاجها ألغراض دراستهــودة في ــائق الموج ــتندات والوث ــجالت والمس ــة الس ــق دراس طري الوحدة، وتعتبر هذه الوسيلة من أسهل الوسائل لجمــع المعلومــات

وأسرعها، لكن المعلومات

124

ــثرة ــا مبع ــون غالب ــول المؤسســة تك ــل ح ــدها المحل ــتي يري ال وموزعــة، كمــا أن كثــيرا منهــا ال تمثــل الواقــع أحيانــا، حيث إنــة أو المسجلين زادوا ونقصوا ألهداف سياسية أو اقتصادية أو قانوني ما أشبه ذلك، لكنها بشكل عام تساعد المحلل بإلقاء بعض األضــواء

على النواحي التي يقوم بدارستها.ــذا من وأما الثاني: وهو المالحظة الشخصية ألعمال الوحدة، فه أحسن الوسائل لجمــع المعلومــات المرتبطــة بالمؤسســة، إذ يقــوم المحلل بنفسه بمشاهدة ما يجري داخل الوحدة، ويسجل مالحظاته الشخصية عن النواحي اإليجابية والسليبة الـتي يالحظهـا أثنـاء قيــام

الوحدة بأعمالها، لكن هذا النوع من المالحظة: وثم إن المحلل ال يكــون دائمــا متواجــدا،،أوال: تكلف زمنا كثيرا

واألوقات بعضها يختلف عن بعض بالنســبة إلى كــل األنشــطة الــتي تقوم بهــا المؤسســة، ولــذا فــالالزم االقتصــاد في اللجــوء إلى هــذه الوسيلة إلى دراسـة النـواحي الهامــة عن الوحـدة، وذلـك بمراجعـة

للفــرق بين،عمــل كــل وظيفــة ومراجعــة الموظــف، وهمــا شــيئان الوظيفة والموظف، كما ألمعنا إلى ذلك ســابقا، ثم متابعــة معاملــة

ما من البداية حتى النهاية. منذ ساعة تقديمــه إلى،مثال يالحظ حصول الترخيص من الدولة

ثم، إلى حين وضــعه في صــورته النهائيــة وهكــذا،الجهات المختصة والمــرات الــتي يشــار فيهــا إلى الســجالت،التثبت من مدى اإلنجاز

والمعامالت،والقيود ونحو ذلك، ثم فحص بعض المعامالت المنجزة التي هي في طريق اإلنجاز، والمعامالت التي ألغيت ولم تتمكن منــدار الصمود أمام المشكالت والمناقضات المحتفة بها، ثم قياس مق

العمل الذي أنجزه موظف ما

125

ــط ــدراء في الوس ــدير أو الم ــوظفين أو الم ــة من الم أو جماعوالمدراء األخيرين في خالل مدة معينة.

ــدير وموظــف ــاون م ــة وتع ــل ثق ومن الالزم أن يكســب المحل الوحدة الــتي يقــوم بدراســتها، إذ بــدون ذلــك ال يتمكن من فهم مــاــح أن بعض ــواهر، ومن الواض ــرى بعض الظ ــا ي ــتار، وإنم وراء الس الظواهر ال تكفي لإلحاطــة بالشــيء من جميــع جوانبــه حــتى يجعــل

الحلول والتوصيات واالقتراحات حسب ما ينبغي. وأما الثالث: وهي المقابلة الشخصية، فإنها من أفضل الوســائل

لكن يتوقف نجاح المقابلــة في الحصــول،للحصول على المعلومات على المعلومات في الدرجة األولى على مهارة المحلل الـذي يقـوم بإجراء الدراسة حتى يتمكن من كسب ثقة األشــخاص الــذين يقــوم

مقابلتهم، فيفتحوا له قلوبهم.ــية أن يطلب من ــابالت الشخص ــل في المق والالزم على المحل الشــخص الــذي تجــري معــه المقابلــة الجــواب على األســئلة الــتي يعرفها جيدا، إذ إذا لم يعرف الطرف األجوبــة على األســئلة فأجــاب بأجوبة غامضة أو مهلهلة وغير صحيحة أو حسب عقليته التي ليست

يكــون في ذلـك إضـالل للمحلـل، كمـا أنـه في بعض،كفؤا بالسؤال األحيان يجيب الشــخص الــذي يجــري المحلــل معــه المقابلــة إجابــة مغرضة ألجل إرضاء المحلل، وال يبين النــواحي الســلبية في العمــل خوفــا من التــأثيرات الــتي قــد تجلبهــا عليــه هــذه المقابلــه في المستقبل، فالالزم على المحلل أن يكون لبقا وذكيــا وفاهمــا لمثــل

هذه األمور.ــاج ــه يحت ثم إن المقابالت الشخصية تستغرق وقتا طويال، كما أن إلى عــدد كبــير من المحللين للقيــام بــإجراء مقــابالت مــع مــوظفي

المؤسسة إذا كانت المؤسسة كبيرة. ،وإذا أراد المحلـــل أن تكـــون المقابلـــة ناجحـــة مائـــة في مائة

فالالزم أوال وبالذات أن

126

يحضر المقابلـة بتحديـد موعــد للمقابلــة ســلفا، ويبلـغ الشـخص المطلــوب مقابلتــه بموضــوع البحث، وبنــوع المعلومــات المطلــوب

جمعها. وأن تكون المقابلة سرية إذ الطرف ال يستعد بــالبوح باإلجابــات

وال تجـــري في مكتب مفتـــوح وعلى مســـمع من،إذا كـــانت علنيةالموظفين اآلخرين الذين يعملون في نفس المكتب.

نعم ال إشــكال في أن األحســن أن ال تكــون المقابلــة ســرية إذا ألن الديمقراطيــة )االستشــارية(،كان خاليا عن مثــل هــذا المحــذور

حتى في مثل هذا الشيء يسبب ظهور الواقع أكثر فأكثر. ومن الممكن للمحلــل أن يجعــل بعض المقابلــة ســرية وبعضــها

ويتكلم كل موظف بــالجزأين الســري والعلــني، وهكــذا على،علنية المحلل أن يهيأ الجو المناسب للمقابلة حتى يكون الموظف في جو

وفي جو جســدي كــذلك، فــإن في أوقــات الجــوع أو،نفسي صحيح أواخر الــدوام أو عنــد الغضــب أو مــا أشــبه ذلــك ال تكــون المقابلــه

.ناجحة ثم في الوقت المناسب يبدأ المحلل في الكالم عن الغرض من المقابلة، بأن يشرح أســباب حضــوره، ويكــون الحــديث في جــو من الود والبساطة والمجاملة، بأن ال تتسم المقابلة بالجفاف والروتينية

والرسمية. وقد تقدم أنه يلــزم على المحلــل أن يبــذل الجهــد لكســب ثقــة الموظف، وأن يشجعه على الكالم بحريــة، وأن الشــيء الــذي يريــد أن يكون سرا ال يبــوح المحلــل بــه أمــام اآلخــرين، أو ال يــذكر اســم الموظف وإنما يظهر أنه استقى معلوماته عن مجموعة أمور ال من

هذا الموظف بالذات. ومن الواضح أن من قواعد مقابلة المحلل ـ بل هي قاعدة كلية في كل طرف يريد االكتساب من الطرف اآلخر ـــ اإلصــغاء الكامــل

واالنتباه لما يقوله الموظف، فيبدي له اهتماما بالغا، وعليه أن

127

يجتنب مقاطعــة الموظــف أثنــاء كالمــه، وأن يطلــق لــه الحريــةالكاملة في الكالم عن عمله.

وحيث إن في كثير من األحيان تقطع المكالمات الهاتفيــة أو مــا فمن الالزم عــدم،أشــبه األســئلة واألجوبــة ممــا يقــع الكالم مبعــثرا

المقاطعة أثناء المقابلة بتحويل المكالمات الهاتفية إلى موظف آخر لإلجابــة عليهــا، وعــدم الســماح للمــوظفين اآلخــرين أو لألفــراد

بالمقاطعة في مثل هذا الوقت. وينبغي أن يكون القصد من طــرح األســئلة هــو توجيــه المقابلــة نحو وجهتها الرئيسية ال الهــوامش والفضــوليات، وأن يعيــد المحلــل الحــديث إلى مجــراه األصــلي إذا تشــتت المقابلــة أو انحــرفت عن

الغاية األساسية. كما أن على المحلل أن يتجنب أسلوب التحقيــق مــع الموظــف عند طرح األسئلة، ألن مثل هذا األســلوب يثــير الخــوف والتشــكيك

في الموظف بدال من التعاون. ومن الالزم أن يعطي المحلل للموظف الوقت الكــافي لإلجابــة

.التي يريدها، ال أن يجيب بمجرد ال أو نعم كما أن على المحلــل أن يظهــر إحترامــه للموظــف، وأن يتجنب

وإذا،انتقاده أ و انتقاد الموظفين اآلخرين الذين يعملون معه مطلقــاــه في العمــل أو في اإلدارة سأل الموظف عن المحلل أن يبدي رأي

فعلى المحلــل أن،أو في الموظف نفســه أو في ســائر المــوظفين يتجنب اإلجابــة على ذلــك صــريحة، إذا كــانت اإلجابــة محرجــة، بــلــده يتجنب ذلــك ويجيب بصــورة لبقــة، كــأن يقــول مثال: ليســت عن المعلومــات الكافيــة إلصــدار حكم بخصــوص ذلــك، أو أنــه ليس من اختصاصه مثل ذلك، أو يقول: اآلن أنا في صدد التحقيق وعند إتمام

التحقيق سوف أقول ما أرى، إلى غير ذلك.ــذي ال يســتعد ثم إنه كثيرا ما يقابل المحلل الموظف الصعب الإلجراء المقابلة معه، فإذا تمكن المحلل من استدراجه إلى الجواب

128

ــك إلى وإال،بتهيئة الجو المناسب فبها ونعمت فعليه أن يترك ذل ،بعض أصــدقاء الموظــف حــتى يشــرح ذلــك الصــديق الــذي بينهما

أغــراض المحلــل للموظــف ويســتخلص منــه الجــواب الــذي يريــده ،المحلل، فإن الموظف قد يكون خجوال وقد يريــد الفخفخــة مــدعيا

أنه مشغول دائما وليس عنده أي وقت إلجراء المقابلة، وقــد يكــون إلى غيرهم من الموظفين الــذين يصــعب،متذمرا وال يستعد لإلجابة

فعلي المحلل أن يلتمس الطريق الموصل إلى ذلك.،استجابتهم وإذا لم يتمكن من االستدراج ترك مثل ذلــك الموظــف وشــأنه، فإن تركه وشأنه خير من اإلجابات المغلوطة والمنحرفــة والغامضــة

التي يحصلها من مثل هذا الموظف. ثم إذا أكمل المحلل األسئلة واألجوبــة فمن المتحســن أن يقــرأ المحلل أمام الموظف المعلومات التي أخــذها منــه، وعلى المحلــل ،أن يسأل الموظف إن كانت هناك معلومات أخرى قد نســي ذكرها

أو أن األجوبة التي كتبها لم،أو تعليقات أو اقتراحات يود أن يضيفها يفهمها المحلل فهما صحيحا وإنما فهمهــا فهمــا منحرفــا والموظــف

يريد تصحيحها وتعديلها.ــاء وقد يذكر الموظف بعض المعلومات التي كان قــد نســيها أثن المقابلة فيذكرها حينئذ عند االستعادة، كما على المحلــل أن يشــجع الموظف على تقديم بعض االقتراحــات الهامــة الــتي يراهــا مناســبة مما يسبب انشراح الموظف بأنه وقع في موقع يستنصح ويسترشد

بآرائه. ثم يأتي دور األمر الرابع، وهو االستبانة بقائمة من األسئلة التيــئلة ــبة إلى األس ــهل بالنس ــرق وأس ــلم الط ــر وأس ــون من أقص تك واألجوبــة، فــإن المقابلــة الشخصــية وإن كــانت ذات فضــيلة لجمــع

لكنها تســتغرق وقتــا طــويال وتحتــاج إلى عــدد كبــير من،المعلوماتالمحللين إلجراء المقابالت

129

ــير من الجهــد ــف الكث ــا تكل ــيرة، كمــا أنه في المؤسســات الكبــال ــوقت والم ــذين ســيقابلهم،وال ــان األشــخاص ال خصوصــا إذا ك

المحلــل متفــرقين في أمــاكن جغرافيــة نائيــة، ولــذا فــإن االســتبانة بجعل قائمــة من األســئله موجهــة إلى المــوظفين المختلفين تكــون بــديال أقــل كلفــة من المقابلــة الشخصــية لجمــع المعلومــات، فإنــهــة الموجــودة باالستبانة يتمكن المحلل من جمع المعلومات المطلوب

في أماكن نائية في وقت أقصر وبكلفة أقل.ــاج،ثم الالزم في األسئلة أن تكون واضحة وســهلة الفهم ال تحت

ــير عميق ــات مطولة،إلى تفك ــارات، وال إلى إجاب ــون في عب وال تك بالغية مما هــو خــارج عن طــوق العــرف، وال بعبــارات معقــدة، وأن يكــون عــدد األســئلة معتدلــة ال كثــيره وال قليلــة، وأن تكــون جميــع األسئله متعلقة بموضــوع الدراســة، ال في الهــوامش ومــا ال يرتبــط بالموضوع، وأن يكــون الـترتيب بين األسـئله ترتيبـا منطقيــا حــتى ال يتشــتت تفكــير الموظــف الــذي يجيب على حســاب اللــف والنشــر

وأن يكون أبعــاد األســئلة تــوحي،المشوش على ما يقوله البالغيون ال أن تكــون أســئلة محتملــة إلجابــات مختلفــة، وأن،بإجابــات معينة

تحاشى األسئلة التي تدفع الموظف إلى الكذب واالدعاء أو ما أشبه ذلك. كما أنه يجب أن تجنب األسئله الــتي تثــير غضــب أو اشــمئزاز

أو تمس ناحية شخصية منه أو ممن يعتقـد بـه، أو تسـبب،الموظفإحراجا له.

،وإذا كان البد من بعض هذه األســئلة فــالالزم أن ترقــق ترقيقــا.كبيرا، وكلما تؤخر من قائمة األسئله كان أفضل

كما يلزم أن يتجنب التعابير العلمية والفنية الصــعبة الــتي قــد اليفهمها الموظف، فإن

130

اإلصطالحات العلميه ال يفهمهما كــل أحــد، والالزم أن يــبين في قائمة األسئلة إما في األول أو في األخير التعليمات التي تبين كيفيه

وتوضح بعض األسئله العلمية التي ال بد منها.،اإلجابة

131

يب المعلومات واتخاذ اإلجراءات(())ترت إذا حصل المحلل على الحقــائق والمعلومــات الــتي)مسألة(:

ســواء في كتابــة أو بالمقــابالت الشخصــية أو بمراجعــة،يريــدهاذلك غير أو قد الخرائط للدراسة الالزمة المعلومات أن تأكد فإذا ،

يقوم لديه، متوفرة المعلوماتأصبحت هذه بترتيب وبعرضها، ،بصورة منظمة وعلى شكل خرائط مختصرة تسجل المعلومات كال

في موضعه. بعــد ذلــك يقــوم المحلــل بــالخطوة التاليــة وهي: دارســة هــذهــة المعلومات دراسة تحديدية وبشكل ناقد، ويتم ذلك بمحاوله اإلجاب

على األسئلة التالية:

))أسئلة لتطوير العمل((ــا معظم ــتي يســتغرق إنجازه ــات ال ــا هي اإلجــراءات والعملي م

الوقت في الوحدة من حيث الزمان.ــا وما هي المواضع التي وضعت فروع المنظمة أو المنشئة أو م

أشبه فيها، فهل هي أماكن الئقة أو غير الئقة.ــوقت الطويل أو،وهل حقا أن هذه اإلجراءات تحتاج إلى ذلك ال

ألن كــل واحــد من الــوقت األطــول،الوقت أطول أو الــوقت أقصرــير والوقت األقصر وكذلك بالنسبة إلى المكان المناسب والمكان غ

المناسب يوثر في سير العمل سيرا حسنا أو سيرا سيئا. أو،ثم يسأل هل أن هذه اإلجــراءات مهمــة بالنســبة إلى العمل

أنها إجراءات هامشية ال تهم العمل. ويسأل كيــف يمكن تحقيــق األهــداف لــو أن الــوقت المخصــص

للقيام بالعمل قد خفض أو وسع. وهل أن هنــاك عــددا كبــيرا من المــوظفين مخصوصــون للقيــام

بهذه

132

حتى تكون الوظيفة حسب مــا يــرام، أو أن المــوظفين،العمليةأقل من العدد المطلوب أو أكثر.

ــوا وهــل أنهم أخصــائيون أو غــير أخصــائيين مــع لــزوم أن يكونأخصائيين.

وهل أن كل عمل يناسب من يقوم به.ــا بعض ــوم به ــتي يق ــال ال ــير األدوار واألعم ــان تغي وهــل باإلمك

ــد والعمــل الفالني،المــوظفين ــأن يعطي مثال العمــل الفالني لزي بلعمرو.

وهل أن القيام بالعمل يحتاج إلى تنقل الموظفين. فتغيير األدوار،من الواضح أن تغيير األدوار غير تنقل الموظفين

ودور الموظــف للمــدير،،عبارة عن أن يعطي دور المدير للموظف ،أما بالنسبة إلى تنقل الموظفين فهــو أن يجعــل زيــد مكــان عمــرو

وعمرو مكان زيد، وكالهما موظف تحت المدير. وهكذا يتساءل هل باإلمكان تقســيط اإلجــراءات وتخفيض حجم

أو تغيــير أعمــال الوحــدات، بواســطة تغيــير شــكل الوحــدة،العملاألخرى التي فيها عالقة بعمل الوحدة.

وهل أن من المناســب جعــل اإلدارة العامــة هكــذا في األمــاكن أو أول،المخصوصة، مثال المدير العام تكون غرفتــه آخــر المؤسسة

أو وسط المؤسسة.،المؤسسة أو جــانب،وهـل أن المخــزن ينبغي أن يكــون إلى جــانب اليمين

من جهة الشمس وغير الشمس.،اليسار

133

وهل أن األساليب المتبعة واإلجراءات التي تؤخذ هي األســاليب أو لها بدائل أفضــل منهــا أو أســوأ،،الوحيدة الممكنة للقيام بالعمل

تكون قد البدائل أن فصل أو في مثال حسنة، تكون ال وقد حسنةتكون أن يجب البدائل هكذا، أما في فصل الشتاء فيجب أنالصيف

تكون كما هي الحال.وهل أن النماذج مصممة بشكل مناسب أو بشكل غير مناسب. وهــل باإلمكــان اســتعمال أســاليب أو إجــراءات أبســط وأســرعــة الكم ــذه اإلجــراءات هي األحســن من جه ــة، أو أن ه ــل تكلف وأق

والكيف. أفضــل من،وهل أن باإلمكان اســتعمال معــدات أو آالت أحسن

ــا ــا هي،الموجــودة حالي وإذا كــانت اآلالت واألدوات الموجــودة حالي. الكافي بالقدر ليس أو كاف، بقدر لها الصيانة فهل األحسن

ــوبفإنه إذا وضعت هذه األسئلة في سل م متناسب كشفت العيوالثغرات الموجودة في التنظيم واألساليب الخاصة بالوحدة.

وكذلك يظهر من أمثال هذه الدراسات أن العمل والخصوصياتــاك صــورة،المكتنفة بالعمل هل هي أفضل ما يمكن أو ال بل أن هن

أفضل وبدائل أحســن، فــإن مثــل تلــك األســئلة من شــأنها أن تلقي وعلى،بعض الضـــوء على اإلجـــراءات المتبعـــة في القيـــام بالعمل

ــة،الموظفين القائمين به وعلى الزمان والمكان والشرائط المكتنفبالعمل والعاملين.

))االقتراحات وما ينبغي فيها(( وبعد هذا الفصل يأتي تقديم فصل االقتراحــات والتوصــيات إلى الرؤساء والموظفين واألشخاص المكتنفين بالعمــل، وتعتــبر ســالمةــيرة من االقتراحات والتوصيات وتقديمها إلى المسؤولين خطــوة كب

خطوات

134

ــات ــائق والمعلوم ــة الحق ــع كاف ــد جم البحث التنظيمي، إذ بع يصــل المحلــل،م المناســب لهاودراستها وتحليلها وجعلهــا في السل

ــارة عن،إلى مرحلة استخالص النتائج منها وتكــون االســتنتاجات عبــديالت ــيرات والتبـ ــديالت والتغيـ ــينات والتعـ ــة من التحسـ مجموعـ

واألساليب المتبعة في القيــام،والزيادات والتنقيصات على التنظيم بالعمل، وعند جعل االقتراحــات والتوصــيات على المحلــل أن يأخــذ

بعين االعتبار أمورا مهمة: ــذهااألول: ــ ــة ويمكن تنفي ــ ــات عملي ــ ــون المقترح ــ ال، أن تك

اقتراحات مثالية ال يمكن تنفيذها.ــةالثاني: ــة واالجتماعي أن يالحظ ويتنبأ باآلثار القانونية واإلداري

والنفســية الــتي ســتؤثر في المســتقبل على عمليــة تنفيــذ توصــياته ومقترحاته، فربما تكون الشروط للتوصيات والمقترحــات أكــثر من طوق القانون أو طوق اإلدارة أو طوق المــدير أو طــوق المــوظفين

أو ما أشبه ذلك. على المحلــل أن يقــدر التكــاليف المتوقعــة نتيجــة أيــةالثالث:

تعديالت يقترحها. أن ال يضع المحلل مقترحات معقدة تتضمن التوصــياتالرابع:

غير القابلة للتنفيذ، ألن المحلل سعى في ذلك وراء الكمال، أو أنــه ،قدم توصيات تتضمن إجراء تغييرات لغرض تحقيق التغيــير ليس إال بزعم أن التغيير بما هو تغيير أيضا من المستحسن بالنسبة إلى كل شيء، ألن اإلنسان متطــور يــنزعج من الرتابــة والبالدة في العمــل،

ولذا فالتغيير يكون مستحسنا بما هو تغيير. ــليما وعلى المحلل إذا وجد أن التحليل الذي هو قيد الدراسة س

في

135

إجراءاته وتنظيماته يكتب ذلك في تقريره بدون تقديم توصــياتــا، شكلية الغرض منها استبدال أسلوب بأسلوب آخر مماثل له تمام

إال إذا كان التغيير مطلوبا على ما تقدم. كما أنه يجب أن يكون المحلـل ال يريـد التــبرير للرؤسـاء أن مـاــدى، أنفقوا من األموال من أجل الدراسة لهذه الوحدة لم تذهب س ألنه قد يرى المحلل أن الهيكل التنظيمي وسائر الخصوصــيات على ما يرام، فمن الضروري أن يكون شجاعا ليقــول هــذه الكلمــة، وإن

ظن الرؤساء ومن أشبه أن األموال أنفقت سدى. ومن الالزم أن يناقش المحلل التوصيات والمقترحات التي يريد وضعها في تقريره مــع رؤســاء الوحــدات ومــع المــوظفين، بــل مــع زمالئه المحللين خارج هذا اإلطار قبل وضعها في صــورتها النهائيــة، وأن يستمع إلى آرائهم بخصوص هذه التوصــيات والمقترحــات، وأن يحاول أن يعدل فيها إذا تبين لـه أنهــا ســتلقي معارضــة شــديدة من هؤالء الرؤساء، أو أن فيهــا ثغــرات ونــواقص بوجــه عــام، فــإن على المحلل أن يشــعر الرؤســاء والمــوظفين بــأنهم قــد ســاهموا بوضــعــبر عن آرائهم ــا تع واستنســاخ هــذه المقتراحــات والتوصــيات، وأنه ورغباتهم، وهذا من شأنه أن يزيد من اهتمامهم بها، ومن تحمســهمــة ــل بالدكتاتوري ــوا المحل ــقبل، وأن ال يتهم ــا في المس إلى تطبيقه واالنفرادية واالستبداد حتى يســري ذلــك إلى اقتراحاتــه، وإن كــانت

اقتراحاته حسنة وفي موضعها. ثم من الالزم تقديم هذه التوصيات واالقتراحات بصورة شــفويةــر أو بصورة كتابية، ومن الضروري أن يكون كالهما على شكل تقري رسمي إلى رئيس الوحدة وإلى الرؤساء اآلخــرين وإلى المــوظفين المعنـــيين، باإلضـــافة إلى الجهـــة المســـؤولة إلـــتي طلبت إجـــراء

الدراسة، سواء كانت الجهة المسؤولة

136

ــة أو مؤسســة في داخــل مؤسسات خارجية أو مؤسسة حكوميإدارة المنشئة.

))طريقة كتابة التقارير والمقترحات(( ثم من غير المحتاج إليه أن نقــول: إن في كتابــة التقــارير يجب أن يكون التقرير مختصرا، ويتضمن التوصيات واالقتراحات الالزمة،ــمن ــتي تتض ــة ال ــارير الطويل ــة التق ــل أن يتجنب كتاب وعلى المحل تفاصيل غير هامة، والتي يكثر فيها الخروج عن الموضوع الرئيسي،

أو أن يكون التقرير أكثر اختصارا من القدر الالزم. وكذلك يلزم أن يكون التقرير المكتــوب واضــحا ويســهل فهمــه بمــا فيــه من التوصــيات والمقترحــات واآلراء، ويكــون ذلــك بتجنبــون ــل يك ــات، ب ــار الكلم ــل، وفي اختي ــة الجم ــدات في كتاب التعقي

بالتعابير السهلة البسيطه.ــورة ــع بعض بص ــاربة م ــها متض ــات بعض ــون االقتراح وأن ال يك التباين، أو العموم المطلق، أو العموم من وجه، ألنه كثيرا ما يكــون المحلل قد يالحظ األمــر في أشــهر متعــددة ويكتب ويكتب، فيكــون

بين مواد تقريره تضاربا من ناحية ما.ــة ــك بتجزئ ــق ذل ــا، ويتحق ــر مرتب ــون التقري ــذا يجب أن يك وهك المواضيع التي يحتويها التقرير إلى أقســام وفقــرات تــبين الموضــع الهامة فيه، وتجعله سهل القراءة على المسؤولين حتى يفهمــوا مــا يتضمنه من توصيات، وفي المثــل المعــروف: )إن تشــقيق الســؤال

نصف الجواب(. وهكذا يجب أن يكون التقرير مقنعا، فالتقرير الـذي هـو حصـيلة الدراسة ال يمكن أن يؤدي الغرض الموضوع ألجلــه، مــا لم يســتطع أن يقنع الرئيس اإلداري أو الجهه التي طلبت إجراء الدارسة ألهمية ما جــاء فيــه، وبتنفيــذ التوصــيات والمقترحــات الــتي تضــمنها بــدون اإلقناع، فالالزم أن يصب األلفاظ بصــورة مقنعــة، ويستشــهد أحيانــا

ببعض الشواهد المألوفة عندهم، فإن من طبيعة

137

ــير ــيء غ ــرفض الش ــألوف وي ــيء الم ــل الش ــه يقب ــان أن اإلنس المألوف، ويساعد في عملية اإلقناع شرح التوصيات الموجــودة في

التقرير شرحا وافيا، بين إيجاز مخل وإطناب ممل. ويتضمن التقرير الخرائــط والجــداول والرســومات الــتي توضــح

وتدعم التوصيات الموجودة في التقرير.ــورة ــعة ال بص ــورة متواض ــر بص ــع التقري ــذا يجب أن يوض وهك االســتعالء والتكــبر والغــرور، فــإن من طبيعــة اإلنســان أنــه إذا رأى الطرف مغرورا متكبرا أو ما أشبه أن ال يقبل كالمه، وإن كان كالمه

ال تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكمحقا، وفي الحديث: (1).

ــالل ــدى أو في ض ــاكم لعلى ه ــا أو أي إن ــرآن الحكيم: ﴿وفي الق ، مع العلم أن النبي )صلى الله عليه وآله( كــان يعــرف أنــه(2)﴾مبين

على هدى مائة في مائة، وأن من خالفه على ضالل مائة في مائة. ومن التواضع أن ال يكون اإلنسان في تقريــره مخاطبــا بالنســبة إلى الطرف اآلخر أن تفعل أو ال تفعل، فإن األوامر والنــواهي غالبــا تكون استفزازية، بينما إذا خلط نفســه في التقريــر بصــيغة المتكلم مع الغير يكون أسرع إلى القبول، مثل أن يكتب: إنــا إذا عملنــا هــذا

العمل لعله يكون أفضل بالنسبة إلى النتيجة، وهكذا.ــة إلى ــارير المحتاجـ ــون لبعض التقـ ــل أن تكـ ثم إن من األفضـ

توضيح أكثر مالحق بالنسبة إلى التقرير ويذكر أيضا المراجع. أما الملحقـات فتحتـوي على تفاصـيل أكـثر حـول بعض جـوانب التقرير، وتوضع في نهاية التقريــر ألجــل اطالع المهتمين بــه عليهــا، وتكون هذه الملحقات على شكل جداول طويلة أو خرائط كبيرة أو

.36 ص1الكافي: ج )?(1.34سبأ: ورةس )?(2

138

رسومات بيانية، أو عينات من بعض النماذج. أما المراجع، فتوضع في صفحة لوحدها، أو تحت كل صفحة منــا اإلنســان إذا رأى كلمــة ــه غالب ــاني أفضــل، ألن ــر، ولعــل الث التقري

راجعها، وال يستعد أن يراجع في األخير. ويمكن أن تكون المصادر كتبا أو دوريات أو وثائق مختلفة، لكن

بالنسبة إلى المراجع العامة يمكن جعلها في اآلخر أو في األول.ــوله على ــد في حصـ ومن المالحـــظ أن المحلـــل اإلداري يعتمـــادر ــع إلى المص ــا يرج ــة، وقليال م ــادر األولي ــات عن المص المعلوم

الثانوية كالكتب والدوريات والخرائط وغيرها. كما أنه من المستحسن أن يوجز التقرير في أول الكتابة أو في آخرها حتي يكون اإلنسان على علم بــالموجز، وقــد يجعــل المــوجز في أول الكالم وفي آخر الكالم، كما نشــاهد في اإلذاعــات من أنهــاــة وبين ــان بين اإلذاع ــا، وإن ك ــا وفي آخره ــار في أوله ــوجز األخب تــار اإلنســان الكتابة فرق واضح، حيث إنه في اإلذاعة قد تفوت األخب فيراجع الموجز في آخره، أو قد ال يكــون لــه وقت فــيراجع المــوجز في أوله، بينما في الكتاب ال شأن لمثل ذلك، نعم ذلك يصح في مــا

إذا كان التقرير مجلدات أو كراسات متعددة. ثم إنـــه بعـــد وضـــع المحلـــل للتقريـــر المتضـــمن للتوصـــيات والمقترحات تأتي مرحلة تطـبيق وتنفيــذ مــا جــاء فيــه، أمــا عن دور المحلل فقد ينهي المدير أو اللجنة المسؤولة عمله بمجــرد تقديمــه للتقرير، وقد يطلب منه االشتراك في وضع التوصيات والمقترحــاتــون ــن أن يك ــاني، إذ من المستحس ــل الث ــذ، واألفض ــع التنفي موض

المحلل على اتصال بما يحدث بعد

139

تقــديم مقترحاتــه بصــورة رســمية أو بغـير صــورة رسـمية، وأنــه يقــدم االستشــارة والنصــائح والشــروط والتفســيرات لمــا يحتوي

تقريره، والمشكالت التي قد تتولد من تقريره عند التطبيق. وعليه أن يتتبع ما يحدث من تغييرات في الوحدة الــتي درســها، وأن يالحظ إن كانت قد وضعت اقتراحاته وتوصــياته كلهــا أو بعضــها موضع التنفيذ، وأثر تنفيذ هــذه التوصــيات على عمــل الوحــدة الــتي

درست. وال تنتهي مهمة المحلل بمجرد االبتداء بتطبيق وبوضع مقترحاته موضع التنفيذ، بل عليه أن يتفقد ويفحص من حين آلخر اإلجــراءات الجديــدة الــتي اقترحهــا، ليمنــع تســرب أي خطــوات غــير ضــرورية لإلجراءات المقترحة، وليتأكد من مدى تحقيق األهداف التي وضعت التوصيات ألجل تحقيقها، وهل أن التوصــيات على صــواب مائــة في

مائة، أو أنها قاصره بزيادة أو نقيصة أو انحراف أو ما أشبه ذلك. وإذا طلب من المحلـــل أن يشـــترك في تنفيـــذ االقتراحـــاتــذها، ــامج لتنفي والتوصيات، فيقوم في هذه الحال بوضع خطة أو برن محددا الــوقت الالزم لالنتهــاء من كــل مرحلــة من مراحــل التنفيــذ، وكذلك بالنسبة إلى تغيير المكان بالنســبة إلى فــروع المؤسســة أو

تغيير المكان في نفس المؤسسة، كما ألمعنا إلى ذلك فيما سبق. ثم يبدأ بإعادة تنظيم الوحدة ويضــع المقترحــات موضــع التنفيــذ حسب البرنامج الموضوع لــذلك، ويتضــمن ذلــك تـدريب المـوظفينــوظفين إلى للقيام بالعمل حسب الطريقة الجديدة، ونقل بعض الم أقسام أخرى أو ترفيعهم أو تخفيضهم، وإذا كان هناك تخفيض يجب أن يكون محفوفا بالمغريات والمالئمات، أو أنه إذا كان هناك فصــل واختيار لموظفين آخرين جدد ليحلوا محلهم يجب أن يكون الفصــل

مع الرضا، فإنه وإن لم يكن

140

رضى كامال إال أنه يمكن الرضا النسبي.ــال إلى كما أن التنفيذ أيضا يتضمن شراء أجهزة جديدة أو االنتقــدأ ــك، وبعــد إعــادة التنظيم يب عمــارة مناســبة، إذا تطلب األمــر ذل المحلـل في تجربــة اإلجــراءات وطــرق العمــل الجديــدة، وعليــه أن يالحــظ مــواطن الضــعف في اإلجــراءات الجديــدة، وأن يعمــل على إصالحها في حينه، كما يجب عليه أن يراقب المــوظفين أثنــاء تــبيق هذه اإلجراءات الجديدة ، وأن يتأكد من أنهم يقومون بالعمل حســب

اإلجراءات المقترحة. وإذا أراد ذلــك مــاال فــالالزم على اإلدارة أن تبــذل المــال، فــإن المــال يلين كثــيرا من الصــعوبات، كمــا أنــه إذا رأى نفســه دون أن يــأمر، فــالالزم أن يتوســل بأصــدقاء المــوظفين أو بالرؤســاء، حــتى يكونوا هم اآلمرين، فال يتأفف الموظف من أمر المحلل، أو من أمر صــغير في نظــره، وتكــون النتيجــة عــدم انصــياعه إلى المقترحــات

والتوصيات.

))الرفق دائما(( ثم الالزم على المحلـــل أن يكـــون رفيقـــا في اإلجـــراءات، فال يضيق الخناق على الموظف أو الرئيس، مثال يجعل لــه وقتــا واســعا لتغييره المنشود، وهكذا بالنسبة إلى مراعــاة ســائر الحريــات، فــإن اإلنسان إذا عرف أنه سيد الموقف وأنــه حــر في عملــه انصــاع إلى األوامر، أكثر مما إذا عرف أن فوقه سيدا وأنه مجبور وأنــه مكبــوت

في عمله. وفي حديث أن رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( قــال لبعض:

فأوغل فيه برفق... فــإن المنبت ال أرضــا قطــعينإن هذا الدين مت .(1)وال ظهرا أبقى

واألحاديث في الرفق كثيرة، ذكرنا جملة منها في كتاب )اآلدابوالسنن( من )الفقه(، والله المستعان.

.87 ص2الكافي: ج ظران )?(1141

))اتخاذ القرارات(( )مسألة( من األمور المهمــة في اإلدارة اتخــاذ القــرار، فهــو من األعمــال األساســية لإلدارة. واتخــاذ القــرار عمــل مســتمر للمــدير،

سواء مؤسسة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو غيرها. ومعنى اتخاذ القرار اختيار مــاذا ينبغي عملــه، ومن الــذي يقــوم

بهذا العمل، ومتي يكون، وأين، وكيف.ــة ــا عملي ــرارات هي بطبيعته ــاذ الق ــة اتخ ــإن عملي ــاآلخرة ف وب مســتمرة ومتغلغلــة في كــل الوظــائف األساســية لإلدارة، بــل وفي الوظائف الفرعية، فإن الوظــائف بحاجــة إلى التخطيــط والتشــكيل والتوجيه والرقابة، على ما تقدم الكالم حول كل ذلك، وال يمكن أن توجد هذه األمور بوحدها، بل وجود كل واحد من هذه األمــور نتيجــة للقرار الذي يتخذه المدير، فإن المدير يقوم بتحديد هدفــه، ويحــاول

الوصول إلى هذا الهدف.ــة ــا، إذ عملي ــرار ال يمكن للوظــائف أن تأخــذ مكانه ــدون الق وبــات اإلدارة، ــذلك جزئي ــرار، وك ــدون الق ــد ب اإلدارة ال يمكن أن توج وعلى هــذا فــإن عمليــة اتخــاذ القــرار تنشــر في جميــع المسـتويات اإلدارية، والبد أن يقوم بها كل مدير، وتوجد في كل جزء من أجــزاء

المنشئة. مثال في )التخطيط( تحدد القــرارات العمــل الــذي يجب تأديتــه، والسبل التي يتعين اتباعها إلنجاز هذا العمــل، وفي )التنظيم) تحــدد القرارات نوع العمل الذي يوزع على أعضــاء معيــنين من الجماعــة، وتفويض القدر المعين من السلطة الذي يمكنه من القيــام بالعمــل، وجعل قدر كاف من الحقوق لهم من بــاب مقابلــة الــواجب بــالحق، وفي )التشكيل( تلزم القرارات التي تؤدي إلى تنمية الهيئة اإلداريــة واختيارها وتدبيرها، وفي )التوجيــه( تقــوم القــرارات بإقنــاع أعضــاء

الجماعة أن العمل المحدد الموضوع هو العمل

142

المناسب لتحقيق األهداف. ثم الرقابة عبارة عن مقارنة األداء الفعلي بما هو مخطط، فــإن ذلــك ال يكــون إال بواســطة قــرارات تظهــر وجودهــا أو عــدمها، هــذاــا يجب باإلضافة إلى القرارات المتعلقة باألعمال التصحيحية، وأحيان اتخاذ القرار في أنــه هــل يبقــون في هــذه العمــارة أو ينتقلــون إلى العماره األخرى، أو يفتحون الفرع في هذا البلد أو في بلــد آخــر، أو أنهم يستخدمون هــذا المحلــل أو ذاك المحلــل، وإلى غــير ذلــك من

األمور التي كلها تتبع القرارات اإلدارية.

))تعريف القرار(( وبعضهم عــرف القــرار بأنــه االختيــار القــائم على أســاس بعض المعايير لبديل واحــد من بين بــديلين محتملين، أو ألحــد البــدالء في الموضوع، سواء كان البديالن أو األكثر بين السلب واإليجاب، أو بين

اإليجابين، أو بين السلبين.ــه ـ مثال إنه يريد أن يسافر للتنزه ـ في مثال خارج عمــا نحن في فإنــه هــل يــذهب إلى النجــف أو إلى كــربالء أو إلى الكاظميــة، فيــذهب، في القرار بين اإليجابات، أو أنه هل يذهب أصال للتنزه أو ال ي القرار بين السلب واإليجاب، أو كان بيــده عمالن وهــو ثقيــل عليــه،

فهل يترك هذا أو يترك هذا، في القرار بين السلبين. فاالختيار يقوم على أساس بعض المعايير، مثل اكتســاب حصــة أكبر من الســوق، أو تخفيض التكــاليف، أو توفــير الــوقت، أو زيــادةــذلك في ــادية، وكـ ــة اقتصـ ــات في مؤسسـ ــاج والمبيعـ حجم اإلنتـ المؤسسة الصحية، مثال يريد فتح مستشفى، هــل يفتح المستشــفىــراض للوالدة، أو المستشفى لألمراض المزمنة، أو المستشفى لألم

العادية. ومن الواضح أن المعايير عديدة، ألن جميع القرارات تتخــذ وفي ذهن القائم بالعملية بعض هذه المعــايير، وأحيانــا يتعــارض معيــاران

في ذهنه، فيجب أن يتخذ القرار بين هذا المعيار أو

143

هــذا المعيــار، ويتــأثر اختيــار البــديل األفضــل بواســطة المعــاير المتمركزة في الذهن، وتنطوي عملية اتخاذ القــرارات على بــديلين أو أكثر، فإن القدرة إنما تكون قدرة إذا كان لها جانبان، أما إذا كان لها جانب واحد فهو إلجاء وليس بقدرة، فإن من البــد أن يكــون في الحيز ال يمكن أن يقول اخترت ذلك، أما من يريد السفر ويتحير بين أن يسافر بالطائرة أو بالسيارة فإنه يحتاج إلى القرار، فإذا لم يكن

إال شيء واحد فليس هناك من قرار يتخذ.ــديالن وعلى هذا، فإن عملية اتخاذ القرارات هو وجود البدائل، ب أو أكثر، حتى يمكن القيام بعملية االختيار، وإذا لم يكن هناك بــدائل

لما كانت هناك مشكلة، وذلك لعدم وجود مجال لالختيار. وينبغي مالحظة أنه في بعض الحاالت المعينــة قــد تكــون جميــع البدائل غير مرضــية، فيــدور األمــر بين تــرك كــل البــدائل أيضــا بين السلب الكلي أو اإليجاب، ومن المعـروف أن الوجـود النــاقص خــير من العدم التام، لكن من الواضح أن المراد من الوجود الناقص غير الوجود الضار، وإال فإذا دار أمره بين االســتمرار في الشــركة حــتى ينتهي إلى اإلفالس أو غلق الشركة، يكون الوجود الناقص أسوأ من

العدم التام. وقــد ذكرنــا في كتــاب )األصــول( أن مثــل هــذا الكالم من بــاب المجاز، إذ العدم ال يؤثر وال يتــأثر، وال يــرجح وال يــرجح عليــه، وإنمــا كــل ذلــك صــفة الوجــود، فــإن ال شــيء ليس بشــيء حــتي يوصــف

بوصف. وعليه فمن الحاالت األربع المتصورة في الذهن إنما تكون حالة واحــدة هي حالــة الوجــود من الوجــود، أمــا الوجــود من العــدم، أوــفي العكس، أو العدم من العدم، فكلها محال عقال، وهذا بحث فلس

ال نريد االستفاضة فيه، ألنه خارج عن موضوع كالمنا هنا.

144

))معنى القرار(( ثم القـــرار عبـــارة عن حســـم بعض وجهـــات النظـــر واآلراء المتعارضة، فــإذا كـانت هنالــك آراء فكثــيرا مــا توجــد اختالفــات في اآلراء أو وجهات النظر أو األحكام أو الحقائق المتصلة بمشكلة مــا، وهنا يجب على المدير أن يتخــذ قــرارا حــتى يمكن المحافظــة على

فاعلية الجماعة. والالزم أن يكون اتخاذ القرار غير مزر بالجماعة المخالفــه لهــذاــتي يمكن حســمها بواســطة ــذي اتخــذوه، فالمنازعــات ال ــرأي ال ال القرارات الناجحة عديدة، مثال قــد يتخــير المــدير بين الحقــائق وبين اآلراء، فيرى الحقائق في جانب واآلراء في جانب آخــر، وكــذلك قــد يــرى التعـارض بين المعرفــة والعــادة، فهــل يــرجح المعرفــة والــتي انتهى إليها العلم، أو أنه يتبع العادة الجارية بين النــاس، أو أنــه يتبــع

فإنها تمــرالتقاليد النازلة من فوق، أو التطور، أو هل يتخذ الفرصة ــون(1)مر السحاب ، أو يخاطر من هذه الجهة أو هذه الجهة، وقد يك

الترديــد بين طــرفين في بعض األمــور، وبين أكــثر من طــرفين في بعض األمــور، مثال ذكــر علمــاء األخالق أن هنــاك الشــجاعة والجبن

والتهور، والشجاعة وسط بين اآلخرين. إلى غير ذلك من األشياء التي البد للمــدير أن يقـرر طرفـا على حساب طرف آخر، مثال قد تكون المشــكله الــتي تواجــه شــركة مــا هـل يسـتخدم األجــانب اصـطالحا، أي من ليس من أهــل البلـد، في قبال أهل البلد، أو هل يستخدم الكفــار في قبــال المســلمين، فــإنــذكرون ــدون ي هناك طائفتين متخالفتين، وأمام المدير بديالن، المؤي بعض األدله لتعزيز وجهة نظرهم، مع اعترافهم أحيانــا أن مثــل هــذا القرار قد يكون خروجا على تقاليد الشركة أو العــرف أو العــادة، أو تولد مشاكل الطهارة والنجاسة بالنســبة إلى الكــافر، والمعارضــون

لهذا االتجاه يقدمون من األدلة واآلراء ما يبرر موقفهم.وال يلزم أن يكون

.90 ب141 ص12الوسائل: ج تدركمس )?(1145

أحد الطرفين مغرضا، إذ يمكن أن يكون كل طرف مخلصـا لمـايراه نتيجة الختالف اجتهاده أو ما أشبه.

))من شروط القرار اإلداري(( والقرار الذي يصل إليه المدير البد وأن ينطوي على حسم وحلــذا لهذا التنازع والتعارض عن طريق تحديد االتجاه الذي سيتبعه، وه الحل قد يمثل رغبات مجموعة المؤيــدين أو مجموعــة المعارضــين، تمثيال كامال أو تمثيال جزئيا، وقــد يمثــل توفيقــا للــرأيين، وقــد يكــون القرار مشتقا من أوجه نظر مختلفه تماما، وقد يكون القــرار خالف

النظرتين جميعا. وعلى كل، فإن القرار هو الذي يحسم المنازعات أو االختالفاتــدير من دون أن ــول في ذهن الم ــتي تج ــدائل واآلراء ال أو يعين الب

يكون هنالك خالف في الخارج. ومن نافلة القــول، أن نقــول: إنــه ليس من البــدائل مــا يخــالف الشريعة اإلسالمية فيما كــان المــدير متــدينا ويريــد قيــادة المنشــئة على طبق الشريعة اإلســالمية، فــإن الممتنــع شــرعا كـالممتنع عقال في عدم مكان االقتراب منه، وإن كان بينهما فرق بأن الممتنع عقال

ليس بممكن، والممتنع شرعا ممكن اإلتيان به في الخارج.

))التضارب بين البدائل(( ثم من الواضــح أن البــدائل إنمــا يختــار بعضــها على بعض على أســاس نتائجهــا المحتملــة، ولكن تحديــد القيم بالنســبة لكــل قــرار ينطــوي على صــعوبات حقيقيــة علميــة واجتماعيــة وسياســية وغــير ذلك، فهذا التحديد يستلزم إجــراء مقارنــات تقــوم على أســاس قــد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو تربوية أو مــا أشــبه، ومن المحتمل أن يحدث تعارض بين هذه القيم، فتقديم هذا البديل أنفــع اجتماعيا بينما تقديم البديل اآلخر أنفع سياسيا، وهكــذا بالنســبة إلى

البدائل األخر، إذ عادة

146

تكون هناك مظاهر مرغوبة وأخرى غير مرغوبــة في كـل بـديل، وهذه القيم المتعارضة يجب الترجيح بينها بطريقة مرضــية للمــدير، ومعنى ذلك أنها توجد عناصر لترجيح في معظم القرارات، والقليــل

جدا من القرارات هو الذي يتميز بالكمال المطلق. ثم إن المــدير في عمليــة اتخــاذ القــرارات يتعامــل مــع قيم مستقبلية معظمهــا مجهــول، ومن ثم ال بــد من بــذل الجهــد الختيــار األفضل من تلك القرارات في نظره، ومع ذلك ال يمكن غالبا اختيار األفضل مطلقا حتى يكون طرف البــديل في درجــة الصــفر أو تحت

الصفر. وما يختاره المدير كأحسن بديل ثم قد تثبت األيام عكس ما رآه بسبب عجزه عن رؤية المستقبل دون خطأ، ولذا نشاهد أن عظماء القادة قد يخطؤون أخطاء تؤدي بحياتهم وبحياة مؤسســتهم، ســواءــا ــتي تنتهي إلى اإلفالس، أو م في الحكومــات، أو في الشــركات ال أشبه ذلك من األمور الثقافية أو السياسية أو االجتماعية أو التربوية

أو غيرها. وقدرة المدير على اتخــاذ قــرار مــا يتوقــف على نطــاق إداركــه وفهمــه للمنطقــة الــتي يتخــذ فيهــا القــرار، ومن ثم ففي كثــير من عمليات اتخاذ القرارات قد يحدث تجاهــل لبعض البــدائل بسـبب أن معرفة متخذ القرار ال تسمح له أن يكون على بينة من هذه البـدائل

المحتملة.

))االستشارة قبل اتخاذ القرار((ــاذ ومن األمور الضرورية على المدير في تعيين البدائل قبل اتخ

القرار، أن يستشير، وفي شعر عن علي )عليه الصالة والسالم(:)وترى قفاك بجمع مرآتين(

فإن اآلراء المختلفة تعطي لإلنسان أوســع آفــاق المعرفــة، كمــا.أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقلهورد في الحديث:

147

))من شروط نجاح القرار(( ثم إن جعـل القــرار محــدودا في وقت أو مــا أشـبه، أفضــل من القرار الطويــل األمــد، حــتى يظهــر صــحة القــرار أو زيفــه للتجربــة

الخارجية. مثال قد يستخدم فالنا استخداما مطلقــا حيث يــتردد االســتخدام بين فالن وفالن، وقد يستخدمه لمدة ثالثة أشهر، ثم يستخدم الثاني

لمدة ثالثة أشهر أخر ليجعلها في موضع التجربة. وكذلك بالنسبة إلى تسويق البضاعة إلى هذه المدينة أو المدينة األخرى، فقد يسوق كل البضاعة إلى هذه المدينة، وقد يسوق جزءاــة ــة وجــزءا من البضــاعة إلى المدين ــذه المدين من البضــاعة إلى هــؤون ــك من الش ــير ذل ــا أربح، إلى غ ــر أن أيهم ــتى يظه ــة، ح الثاني

واألنشطه لمختلف األعمال والقرارات والبدائل. ثم إنه كلما كانت البــدائل أكــثر غموضــا أو األخطــار أكــثر أو مــا أشبه، يكون اتخاذ القرار أصعب، فإن الحاالت التي تكون القيم فيها غير واضحة والمعلومات قليلة واألخطار مجهولة تماما، فإن الحاجة هنا إلتخاذ القــرار تصــبح بمكانــة من األهميــة، فــالالزم إجالــة الــرأي واالستشارة والنظر إلى البدائل المختلفة من جميــع أطرافهــا حــتى يتمكن من اتخاذ القــرار لــترجيح بعض البــدائل على بعض، وتــرجيح البديل قد يكون من جهة وضوح األفضلية، وقد يكون من جهة أقلية

األخطار في هذا الجانب، بينما األخطار في الجانب اآلخر كثيرة. مثال هناك احتماالن، البقاء في هــذا المكــان من الصــحراء حيث أخطــار اللصــوص والســيول والســباع ومــا أشــبه، أو الســفر حيث األخطار أقل، وإن كانت المصارف أكثر من جهــة أن وســائل النقــل بالليل تأخذ األجــرة الكثــيرة المضــاعفة أضــعافا، يقــدم الســفر، ألن خســـارته المقطوعـــة أقـــل من احتمـــال خســـارة المـــال والنفس

والعرض التي يحتملها في البقاء.

148

ثم إن القرار ال يؤخذ في الفراغ، وإنما في الغالب يتخــذ القــرار داخل حدود وقيود معينة، وشــرائط خاصــة زمانيــة أو مكانيــة أو مــا

إلى ذلك. فمثال المركز المالي في المنشــئة االقتصــادية قــد ال يتمكن من اتخاذ قرار بسبب تطلبه نفقات رأسمالية ضخمة، وليس مرادنــا من عدم التمكن عدم القدرة، فإنه إذا لم تكن قدرة لم تكن بدائل، كما تقدم اإللماع إلى ذلك، بل بمعنى أن مثل هذا الرأس المــال صــعب

جدا على المؤسسة. كما أن كل القرارات دون اســتثناء تتقيــد بقــدرة العــاملين على عدم القدرة في قبال القــدرة، وإنمــا القــدرة تنفيذها، وال نريد أيضا الصعبة والقدرة السهلة، ولذا فإن المدير الحصــيف هــو الــذي يأخــذــالقيود هذا االعتبار بالحسبان، وكذلك قد تكون القرارات محفوفــة ب

االجتماعية أو الحكومية أو ما أشبه ذلك. فإن الحكومة عن طريق القوانين واللوائح للتنظيمات المختلفة تضع قيودا أحيانا كبــيرة، وأحيانــا متوســطة، وأحيانــا صــغيرة، وهــذه القيود لها وزنها على عملية اتخاذ القرارات اإلداريــة، كمــا أنــه ربمــا توضــع القيــود بســبب النــاس، أو بســبب النقابــات العماليــة، أو

المنشئات األخرى، أو الشؤون الدولية أو ما أشبه ذلك. كما أن في أخذ القــرار ال بــد من التركــيز على األمــور الحقيقــةــا، فإنــه للمشــكلة، بــأن المشــكلة من هنــا أو من هنــاك أو من ههن يساعد على اتخاذ القرار لهذه المشكلة في حلها، وقد تقدم اإللماع

إلى قول بعض العلماء من أن تشقيق السؤال نصف الجواب.ــدرتهم ومن األشياء المشتركة في معظم المديرين الناجحين، ق على التقاط العوامل المعينة األكثر أهمية، مع تركيز الجهد المبذولــكلة إذا لم في اتخاذ القرارات على هذه العوامل، فإن موضع المش يعين ال يتمكن المدير من اتخاذ القرار، كالطبيب الذي إذا لم يعرف

موضع المرض

149

حقيقــة أنــه هــل في الكبــد أو في الكليــة أو في المعــدة أو فيالرئة، ال يتمكن من اتخاذ القرار بإعطاء الدواء الناجح للمشكلة.

وكثيرا ما إذا لم يعين موضــع المشــكلة يكــون العالج ســيئا، بــل يوجب أسوئية المشكلة، مثال كانت إحدى الشركات تتحمــل خســائرــد لعدة سنوات ومن ثم لجأت إلى أحد الخبراء لمساعدتها في تحدي متاعبها، وبعد التحليــل الــدقيق لطــرق اإلنتــاج ولتصــميم المنتجــات ولرقابة الجودة ولظـروف العمـال ولألسـواق وكيفيــة سـير العمـل، انتهى الخبير إلى مالحظة واضحة، وهي أن اآلالت المتاحــة ال تكفيــربح المنشــود، ولمــا عــولجت ــق ال ــاج الحجم الضــروري لتحقي إلنت

المشكلة في موضعها سارت المؤسسة بسالم. فالالزم التركيز على الوسائل والعوامــل المهمــة، وذلــك يبســط إلى حــد كبــير العمــل الالزم التخــاذ القــرارات، واتخــاذ القــرار ليس بالنشاط اإلداري المنعزل عن سائر األعمال، بــل هــو أمــر متشــابك مع سائر األنشطة، فهي دائما تتصل بمشــكلة أو صــعوبة أو منازعــة أو بــدائل ال يعــرف اإلنســان تــرجيح هــذا على ذاك إال بعــد اإلمعــان

والمعرفة والمداولة والشورى وما أشبه ذلك. ثم القــرار إنمــا يكــون لتحديــد األهــداف وتحقيقهــا، وإلســتخدام الموارد المختلفة المتاحة بطريق تعتبر األفضل، في ظــل الظــروفــان الخــاص والشــرائط ــان الخــاص والمك ــة بالزم ــة المكتنف المعين الخاصة، مما يشعر المدير أنه أفضل لبلوغ هدفه إمــا مطلقــا أو في

أوقات خاصة.

150

))أنواع القرارات((ــإدارة وبعضــها )مسألة( القرارات أنواع متعددة، بعضها تتعلــق ب تتعلق بإدارة أخــرى، من غــير فــرق بين اإلدارات الكبــيرة كــإدارات الدولـــة، أو اإلدارات الصـــغيرة كالشـــركات الصـــغيرة، أو اإلدارات

،ةالمتوســطة كــإدارة مدرســة أو معهــد أو جامعــة أو كليــة أو مصحــف على اختالف المصحات كدار الوالدة أو المستشفى أو المستوص

أو غير ذلك. فيتعين على المدراء اتخاذ قرارات في كثير من منــاطق العمــل بالنسبة للوظائف األساسية للمؤسســة، مثال بالنســبة إلى مؤسســة

اقتصادية تكون هناك أنواع من القرارت:األول: القرارات المتعلقة باألفراد.

والثاني: القرارات المتعلقة بالتمويل.والثالث: القرارات المتعلقة باإلنتاج.

والرابع: القرارات المتعلقة بالمبيعات. : وهو القرارات التي تتعلق باألفراد، هناك قراراتففي األول

ــة قــد مربوطة بمصادر الحصول على القوة العاملة، إذ القوة العامل تكون من البلد، وقــد تكــون من خــارج البلــد، حيث األيــادي العاملــة رخيصة هنا أو هناك، أو تتعلق بأســاليب االختيــار من األفــراد الــذينــك ــثر من ذل ــا، أو أك ــة أو يعرفونهم ــراءة والكتاب ــون الق هم ال يعرف يكونون من خريج االبتدائية أو الثانوية أو الكلية أو الجامعة، وكــذلكــأخير ــر العمــل وتقييمــه ومعالجــة الت ــدريبهم ونوعــه وتحري مــدى ت والغيــاب وأســس دفــع األجــور والمرتبــات وطــرق الترقيــة وتــرويج

إلى،وسائل األمان وعالقته بالجماعات الخارجية وبشركات التــأمينغير ذلك من القرارات التي تتعلق باألفراد.

151

: وهو القرارات التي تتعلق بالتمويل، هنــاكفي الثانيكما أن قرارات مرتبطة بالهيكل المــالي وبشــروط االئتمــان وبمقــدار رأس المـــال وبتوزيـــع رأس المـــال بين الوحـــدات اإلداريـــة أو الهيكـــل

ــا من،التنظيمي العام وبطرق الحصول على األموال الجديدة وجلبه المصارف أو من األفراد أو من الحكومة أو من المؤسسات المعنيةــاح وخطــط إعــادة ــع األرب بهــذا الشــأن، وكــذلك بالنســبة إلى توزي التمويل وتحديد تكاليف العمليات واإلجراءات المحاســبية واالنــدماج

ة وما إلى ذلك من النثريات وغيرها.يوالتصفــاكوفي الثــالث: ــاج، فهن ــق باإلنت ــتي تتعل وهــو القــرارات ال

ــاج وحجم المصــنع وموقــع المصــنع القــرارات المتعلقــة بحجم اإلنت أووفروع المصنع والتصميم الداخلي للمصنع، وطرق اإلنتــاج جــودة

في بعض األحيــان، وإجــراءات الشــراء وكيفيــةتوســطا أو رداءة المخزون والمخزن، ومــدى العمــل الفــني وأهميــة التفــتيش ومــدى

الرقابة المصاحبة لكل المراحل من اإلنتاج. أي القرارات التي تتعلــق بالمبيعــات، فهــو مثــلوفي الرابع:

تحديد األسواق وموقع مكــاتب الــبيع، وتغليــف المنتجــات، والعالمــةــوع ــه المســتخدمة، ومنافــذ التســويق والســعر واإلعالن، ون التجاري اإلعالن في الصــحف أو ســائر وســائل اإلعالن، كاإلذاعــات المرئيــة

مكاف وطرق أشبه، وما ترويجئاوالالمرئية وكيفية البيع، رجال ت المبيعات، وأقسام السوق المستخدمة ومداها، إلى غير ذلك.

فهذه األمـور األربعـة من األفـراد والتمويـل واإلنتـاج والمبيعـاتكلها

152

تحتـــاج إلى قـــرارات يجب أن يتخـــذها المـــدير أو جماعـــة من المديرين أو بمساعدة المستشارين والمحللين وما أشبه حتى تصل السلعة إلى يد المستهلك، وتكون المؤسســة االقتصــادية قــد ربحت

ربحا جزيال.ــة أو ــات االجتماعي ــائر المؤسس ــبة إلى س ــال بالنس ــذا يق وهك

التربوية أو الفكرية أو الثقافية أو الزراعية أو غيرها.

))تصنيف آخر للقرارات(( ثم إن هنـــاك تصـــنيفا آخـــر بالنســـبة إلى القـــرارات، حيث إن

القرارات على أقسام ثالثة: قرارات دنيا، وقرارات متوسطة، وقرارات عليا.

فالقرارات الدنيا العاديــة تجعــل بأيــدي المــديرين في القاعــدة،ــديرين ــدي المـ ــل بأيـ ــة تجعـ ــطة في األهميـ ــرارات المتوسـ والقـ المتوسطين في الهيكل التنظيمي، أما القرارات الصعبة فإنها تجعل

في المستويات العليا من المديرين. وغالبا يحاول المديرون تقليل الشك في قراراتهم الصعبة، ومن ضمن محاوالتهم في هذا االتجاه البحــوث المختلفــة األنــواع، والــتي تشــمل المــواد والمنتجــات والعمليــات واألســواق، كمــا أن التــأمين يســتخدم على نطــاق واســع تفاديــا لألخطــار المحتملــة، وكثــيرا مــا يتعامل المديرون مع عــدم اليقين بطريقــه نظاميــة، أي عن طريــق تقييم احتماالت حدوث للحدث، كما تتضح من استخدام اإلحصائياتــبر والتقســـيم على االصـــطالح ــا أمكن ذلـــك، وبطريـــق السـ كلمـ

المنطقي. ومن الواضح أنه ينطوي استخدام نظرية االحتماالت على وجهةــذين هم في القمــة بمشــاركة ــديرين ال ــام أو الم ــدير الع نظــر للمــدات المستشارين والمحللين وغيرهم، فإذا أمكن الحصول على وح قياسا للظــاهرة فــإن نظريــة االحتمــاالت يمكن اســتخدامها لتحديــد

فرص حدوث نتيجة معينة من هذه الظاهرة، مثال

153

ــاص، ــاس خـ ــدات قيـ ــطة وحـ ــه بواسـ ــزون يمكن قياسـ المخـــاع ــوال وارتف ــد األم ــؤدي إلى تجمي ــثر من الالزم ي ــالمخزون األك ف نفقات التخزين والتعرض ألخطــار التقــادم والنفقــات الــتي تصــرف للحفظ والصيانة، ومن الناحية األخرى فإن المخزون الصغير الحجم ينطوي على تقليل في المبيعات واالستخدام غير الكافي للمســاحة

المتاحة، وارتفاع نفقة األعمال الكتابية.ــه والصــيانة فعلى المــدير أن يالحــظ مصــارف المخــزن وعمال واحتمال تقادم المخزون بما ال يجوز بيعه شرعا، أو يقف دون بيعه،ــاج والتخــزين أو الكــف ويالحظ األرباح والخسائر ثم يقدم على اإلنت

عن األول حتى ال يبتلى بالثاني الذي هو أكثر مصرفا.

))قرار الفرد أو الجماعة(( ثم إن المسؤول عن اتخــاذ القــرار قــد يكــون فــردا وقــد يكــون جماعة، فــالفرد فيمــا إذا كــانت المؤسســة لــه، والجماعــة فيمــا إذا كانت المؤسسة لجماعة من المساهمين أو جماعة من المشاركين،ــة أعضــاء الجماعــة ــة يســاعد على تنمي واتخــاذ القــرارات الجماعيــؤثر على ــتي ت ــور ال ــوص األم ــداء آرائهم بخص ــة إب ويمنحهم فرص

عملهم. وأحيانا تكون المسائل في اإلدارة الحديثة ذات طبيعة فنية، مما يجعل من الضروري اســتخدام الخــبراء في هــذه المجــاالت الفنيــة،ــارين ــة إلى مستش ــو بحاج ــرار، فه ــر الق ــول إل ــتى يمكن الوص ح ومحللين ومن أشــبه، وفي نفس الــوقت هــذا ينمي في المــوظفين والمـديرين في القاعـدة أو في الوسـط روح الفكـر ومبادلـة اآلراء، ومن الواضح أن الفكر أيضا ينمو كما ينمو ســائر األشــياء، وعنــد مــا تكون المؤسسة فردية فالفرد المتخذ للقرار هو الذي يقوم بنفســه بأداء كل هذه الخطوات، أمــا عنــد كــون المؤسســة الجماعيــة فــإنــتراح والبحث والمناقشــة خطوة إضافية وهي عبارة عن خطوة االق

تدخل بين خطوتي التحديد واالختيار

154

ــة: الســابق، أي إن األداء الجمــاعي يتكــون من الخطــوات اآلتي تحديد البدائل، وتقييم كل بــديل على حــدة، وقيــاس كــل بــديل إلى البديل المشابه له، واقتراح البــديل الــذي ســيتبع، واختيــار الجماعــة للبديل الذي سيصــبح قــرارا مــع مالحظــة الظــروف والخصوصــيات

والشرائط المكتنفة بكل بديل بديل وبالبدائل أجمع. ثم اتخذ القرار على ثالثة أقسام: ألنه إما اتخاذ قــرار فــردي، أو اتخاذ قرار جماعة محددة، أو اتخاذ قرار جماعــة غــير محــددة، بــأنــل ــتى رج ــا ح ــل وأحيان ــون، ب ــارون والمحلل ــدخل فيهم المستش ي الشـــارع، حيث يـــرجح كثـــير من المـــديرين الـــنزول إلى الشـــارع بأنفسهم أو بعمالئهم، وسؤال األفــراد العــاديين عن البــدائل، ســواء

كان ذلك في السياسية أو االقتصاد أو غير ذلك.

))مؤسسات اتخاذ القرار(( وهناك شيء رابع يســاعد في اتخــاذ القــرار، وهي المؤسســات المعنية بهذا الشأن، يعــني بإعطــاء االستشــارات الفنيــة في تــرجيحــا األصــعدة ــتي منه ــل األصــعدة، وال ــود في ك ــذا موج ــدائل، وه الب

السياسية. وحيث هناك مؤسسات لتقويم األفراد الذين يريدون نيل وظيفة رفيعة كرئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزارة أو رئاسة الحــزب أو مــا أشبه ذلك، حيث تحلل تلــك المؤسســات قــدر المحبوبيــة والشــعبية في المتنافسين على الرئاسة وما إلى ذلك، فإن هذه أيضــا طريقــة

ألخذ المدير االستشارة حول البدائل المتاحة أمامه. ثم إن خطوات عملية اتخاذ القرار عبارة عن تحديد المشكلة أو تحديد أفضل أفــراد البــدائل، ثم تحليــل المشــكلة أو تحليــل أفضــلــة ــل، ثم تنمي ــد غــير التحلي ــدائل، ومن الواضــح أن التحدي أفــراد الب

الحلول البديلة، ثم تقييم كل بديل على حدة، ثم اختيار

155

أفضل حل بديل، ثم تحويل القرار إلى عمل فعال. وحيث قــد عــرفت مــوجز الخطــوات الســت الــتي ذكرناهــا في

عملية اتخاذ القرار نقول في بعض تفصيل تلك الخطوات:

))تحديد المشكلة((ــة أما األول: وهو تحديد المشكلة، فإن الخطوة األولى في عمليــرار اتخاذ القرار هي تحديد المشكلة، أو الموضوع الواجب اتخاذ الق

بشأنه. إذ قد تكون هناك مشكلة نريد حلها، وقد تكون هناك شيء نريد اتخاذ القرار بشأنه ألجل الهدف المنشود، فعمليا ال توجد في الحياة مشكلة هي تصــرح بنفســها لنفســها، بــل يجب علينــا أن نستكشــف المشاكل، يضاف إلى ذلــك أن المظــاهر الــتي تبــدو من أول نظــرة أنها عناصر المشــكلة قــد تكــون غــير واقعيــة وبعيــدة عن األســباب

الحقيقية للمشكلة.ــطدام بين ــ ــكلة هي اصـ ــ ــرى أن المشـ ــ ــد تـ ــ فمثال اإلدارة قـ الشخصيات، بينما المشكلة الحقيقية هي ضــعف الهيكــل التنظيمي، أو قد ترى أن المشـكلة تتعلــق بتكــاليف التصــنيع وتبــدأ في برنــامج

قد بينما التكاليف، سوء بتخفيض في الحقيقية المشكلة تكونتخطيط ضعف أو الهندسي، الطبيبالتصميم ذلك مثل المبيعات،

الذي قد يرى أن المرض كامن في الكلية، بينمــا أن المــرض كــامنفي القلب إلى غير ذلك.

وبــاألخرة فــإن المهمــة األولى في عمليــة اتخــاذ القــرارات هي العثور على المشكلة الحقيقة وتحديدها، وهــذا التحديــد على جــانب كبير من األهمية، ألنه يحدد بــدوره مــدى فعاليــة الخطــوات التاليــة، ففي حالة عدم معرفة المشكلة الحقيقية، فإن القرار الذي ســيتخذ يكون قرارا غير سليم، لعدم مالئمته للمشكلة التي صــدر بصــددها، وكثيرا ما يكون مثل هذا القــرار موجبــا لمزيــد المشـكلة، كــالطبيب

الذي يرى أن المرض في القلب فيعطي أدوية القلب وحمية

156

القلب بينما أن المرض في الرئة، فهذا الدواء يزيد الرئة مرضــاوضعفا.

))تحليل المشكلة((األمر الثاني: تحليل المشكلة وتصنيفها وتجميع الحقائق حولها.

فإن من الضروري تصــنيف المشــكلة لغــرض معرفــة من الــذي يجب أن يتخذ القرار، ومن الذي يجب استشارته عنــد اتخــاذه، ومن الذي يجب إبالغــه، وبــدون مثــل هــذا التصــنيف المســبق يكــون من

الصعب جدا تحويل القرار النهائي إلى عمل فعال. وتحليــل المشــكلة يتوقــف على أمــور: مثــل وقــع القــرار على الوظائف والنــواحي األخــرى، ومثــل الفــترة الزمنيــة الــتي يجب أن

تلتزم المؤسسة للقيام بالعمل المتعلق بالقرار، إلى غير ذلك. وهذا التصنيف يضمن إمكانية مساهمة القرار فيتحقيــق أهــداف المؤسسة، وبــذلك ال يصــبح القــرار مجــرد حــل لمشــكلة عاجلــة أو محلية على حساب المنشئة ككل، وال يجلب هذا الحــل مشــاكل، إذ ربما يحل اإلنسان مشكلة هذه الوحدة على حساب الوحدات األخــرــدها مشــكلة، فالتصــنيف يقســم ــا المشــكلة، أو يزي ــد فيه ممــا يول المشــاكل طبقــا الرتباطهــا بكــل من األهــداف الشــاملة للمنشــئة، واألهداف الفرعية لهــذا الجــزء من المنشــئة والــذي يريــده المــدير،فالالزم رؤية مشكلته من وجهة نظر المنشئة ككل ال من بعد واحد. وعمليه تجميع الحقائق من األمــور الحيويــة عنــد اتخــاذ القــرار، وهذه العملية ال يمكن القيام بها إال بعد تحديــد المشــكلة وتصــنيفها، حيث يمكن للمــدير إبعــاد المعلومــات غــير المتصــلة بالموضــوع والمعلومات المضللة، وعند تجميع الحقائق فعلى المــدير أن يســأل نفسه مــا هي المعلومــات الــتي احتــاج إليهــا بخصــوص هــذا القــرارــه ومــدى ــتي لدي ــات ال ــه أن يقــرر مــدى صــحة البيان المعين، وعلي ارتباطها بالموضوع، كما أن عليه أن يحدد المعلومات اإلضافية التي

تلزمه وكيفية الحصول عليها، سواء من

157

المستشــــارين أو المحللين أو المراقــــبين أو المــــوظفين أوالمديرين الذين هم تحت المدير بدرجة أو بدرجتين، إلى غير ذلك.

ــها في بعض، ال ــدخل بعض ــاة وت ــابك الحي ــح أن تش ومن الواض يجعــل اإلنســان يعــرف كــل الحقــائق حــول شــيء مــا، وليس من الضروري الحصول على كل الحقائق إلتخاذ قــرار ســليم، ولكن من الضــروري معرفــة مــا هي المعلومــات الناقصــة حــتى يمكن تقــدير

درجة الخطر التي ينطوي عليها القرار، ومدى دقته.ــان تشخيصــه أن المــرض في ــل الطــبيب، إذا ك ــك مث ــل ذل مثــد، وإال لم ــاء الجس ــائر أعض ــه أن يفحص عن س القلب، فليس علي يتمكن طبيب من عالج مرض، واللــه ســبحانه وتعــالى جعــل الحيــاة بحيث إن اإلنسان إذا ألم بالطرف المهم من المشكلة ـ في أي بعد كانت ـ يتمكن من الحل، ولو كــان الحــل ناقصــا لكنــه حــل بــاألخرة ينتهي إلى الصحة، من غــير فــرق بين األمــراض اجتماعيــة كــانت أو

سياسية أو صحية أو ثقافية أو غيرها.

))الحلول البديلة((ــرين ــد األم ــة، فبع ــول البديل ــة: وهي الحل ــوة الثالث ــا الخط وأم السابقين يأتي دور وجــوب معرفــة الحلــول البديلــة، فإنهــا الطريــق الوحيــد لجلب البــديل الصــحيح إلى مســتوى الواقــع، ألنــه يســتلزم

على التخيل، حتى يمكن العثور على الحلــول ابتكاريا، وقدرةتفكيرا الجديدة، والتي يتمكن اإلنسان بسـببها من تميـيز بعضـها عن بعض،

كما يأتي في الخطوة الرابعة. أما ما هي الحلول البديلة، فهي تختلف باختالف المشــكلة، كمــا

أن المشكلة تختلف باختالف المؤسسة. ويجب أن يجعل المدير في نظره عدم القيام بأي عمل بــالمرة باطراد األسلوب السابق، ففي بعض الوقت قد يــترتب على القيــام

ومضار، تساوي أو ئبأي عمل مساو

158

تفوق بكثير أية مزايــا قــد تحققت، ومن ثم فمن األفضــل عــدمالقيام بأي عمل بالمرة.

بالنسبة الحلول وقد ألمعنا سابقا تكون قد أنه إلى الحلول إلىتكون وقد إيجابية، كلها تكونالمحتملة وقد سلبية، كلها الحلول

الحلول بعضها إيجابية وبعضها سلبية، فعلى المدير المقارنة واختياراألفضل منها، وهنا يأتي دور الخطوة الرابعة.

))تقييم البدائل(( الخطــوة الرابعــة: وهي تقــييم كــل بــديل على حــدة، أي تحديــد

المزايا والعيوب المتوقعة لكل حل بديل.ــا، وهذه الخطوة بطبيعتها تستلزم التنبؤ بالمستقبل ال تنبــؤا غيبي

من األسباب إلى المسببات، فــإن اإلنســان إذا اعتــاد رؤيــهؤابل تنب األسباب والمسببات يعرف أن هذا السبب ينتهي إلى هذا المسبب،ــع ــه تطل ــؤ بأن ــق يتنب ــباح في األف ــور في الص ــه إذا رأي الن ــا أن كمــا والعيــوب لن الشمس، بقرائن التكرر في سابق حياته، فإن المزاي

تظهر إال في المستقبل.مسا بديل كل في الهدفية العوامل تحديد كبيرة ويساعد عدة

بالنتائج التنبؤ فعند بالتنبؤ، الخاصة الجهود يهتمالختصار المتوقعة المدير بتلــك النتــائج الــتي تــوثر على الهــدف الســابق تحديــده عنــد

تحديد المشكلة. يتعلــقءوالالزم التنبؤ بالمهم فقط، إذ محاولــة التنبــؤ بكــل شي

بالبديل يجعل عملية التقديم عمليــة شــاقة إلى أبعــد الحــدود، ولــذا يجب االختصار على العوامــل األساســيه االســتراتيجية في حــل كــل

بديل، مع تركيز عملية التنبؤ عليها. العـالموفي حـديث عن اإلمــام الصـادق )عليــه السـالم( قـال:

فإن اإلنسان إذا كان عالما بزمانــه،(1)بزمانه ال تهجم عليه اللوابس وبالتيــارات الجاريــة وبالمقــدمات واألســباب فإنــه يتخــذ للمشــاكل دروعــا للوقايــة عن التــورط، فال تهجم عليــه اللــوابس، بينمــا إذا لم

يكن اإلنسان عالما بزمانه يفاجأ بمهاجمة اللوابس

.26 ص1الكافي: ج )?(1159

والمشتبهات عليه مما يجعله في الحيرة، كمن نــام في بيتــه وال يعرف أن في أطراف البيت الصوص، فإن الصوص يأتون ويأخــذون ما يشاؤون، بينما إذا كان اإلنسان عالما بذلك ال ينام، بل يجلب إلى

بيته أصدقاء يدافعون عنه إذا هاجمهم اللصوص.وبعد هذه الخطوة تأتي الخطوة الخامسة.

))اختيار الحل األفضل(( الخطوة الخامسة: وهي اختيــار أفضــل حــل بــديل، فيمــا يكــون المدير في موقف يسمح له بمحاولة اتخاذ الحل األفضل، فــإذا قــام بالخطوات السابقه بطريقة مرضية فسوف يجد أمامــه عــدة بــدائل

لالختيار من بينها. فإن اإلنسان إذا فحص بمثل هذه الدقة ال يجــد أمامــه فراغــا بالــه ــنى علي ــادر جــدا ال يب حــل، أو حال واحــدا للمشــكلة، فــإن ذلــك ن

المطالب العلمية. فالالزم اختيار أفضل بديل، أي البــديل الــذي يحقــق أحســن من

غيره األهداف التي من أجلها يتخذ القرار.

))معايير األفضلية(( وتوجد هناك بعض المعــايير الــتي يمكن اســتخدامها للمســاعدة

على اختيار أفضل حل من بين الحلول المحتلمة. منها: مالحظه الخطر، فإن كل عمــل ال يخلــو من خطــر، ســواء بالمعنى العام للخطر أو للمعنى الخاص، ومن ثم فالبــد من مقارنــة أخطــار كــل حــل بــديل بالمكاســب المتوقعــة منــه، والمهم هنــا هــو مالحظة النسبة بينهما، وليس مجرد األخطار المتوقعة أو المكاسب المنتظــرة في حــد ذاتهــا، بــل ذلــك مقــدمي، فــإن المــدير يجب أن يالحظ النسبة حتى يختار هذا البديل على ذلك البــديل، ألن أحــدهما

أقل خطرا وأكثر ربحا. ومنها: الوفر في الجهد، فإنه يلزم المقارنة بين النتائج المتوقعة

160

والجهد الالزم لتحقيقها، فإن أفضل حــل هــو ذاك يعطي أضــخمالنتائج بأقل جهد ممكن.

ومنها: الموارد المتاحة وقيودهــا والشــروط المكتنفــة بهــا، فــإنالالزم هو اختيار البدائل التي تكفيها الموارد البشرية.

والمقصود من الموارد البشرية األفراد الذين ســيقومون بتنفيــذ القرار، فعدد هؤالء األفراد ومقــدرتهم ومهــارتم ومعــرفتهم وفهمهمــا وصالحيتهم والتنسيق بينهم هي التي تحدد ما يستطيعون عمله وم ال يســتطيعون، ومن ثم ال يمكن إطالقــا حــل المشــكلة عن طريــق بديل ال يمكن تنفيذه، نظرا ألن الموارد البشرية الالزمة غــير متاحــة

أو غير موجودة المكان المناسب. ومنها: الموارد المالية، فإن حل المشكلة في كثــير من األحيــان يحتاج إلى مــوارد ماليــة، فــإذا لم يكن بقــدرة المــدير تلــك المــوارد المالية، أو كان بقدرته لكن من صــعوبة متزايــدة ممــا يجعــل الحــل غير أفضل، ال يتمكن المدير من القيام بذلك الحل البديل المتصــور، وإن كان لوال ذلــك أفضــل الحلــول، فــإن األفضــلية ال تكــون إال بعــد

مالحظة جميع األبعاد المكتنفة بالحل. ومنها: مالحظة المشاكل القانونية، فإنه ربمــا يكــون هنــاك حــل أفضل من كل الجهات السابقة، لكن المشاكل القانونيــة تقــف دون

هذا الحل. ومن غير المحتاج إلى الذكر أن بالنسبة إلى المسلم يجب أن ال يكون حله حال غير شرعي، فإن الحل إذا كان غــير شــرعي ال يقــدم

المسلم على ذلك.

))تحويل القرار إلى عمل(( وأخيرا يأتي دور الخطوة األخيرة وهي السادسة، بتحويل القرار إلى عمل فعال، إذ عملية اتخاذ القـرار تنتهي بانتهــاء خطـوة اختيــار

أفضل البدائل، بمعنى وضع القرار موضع التنفيذ، بتحويله إلى

161

عمل فعال، سواء كان التنفيــذ بســبب المــدير نفســه أو بســببــا ونعمت، ــذ فبه اآلخرين من الموظفين ونحوهم، فإذا كان هو المنف وإذا كان المنفذ غيره فالالزم أن يباشــر حكمــه باختيــار أفضــل حــل بالنســبة إلى من ينفــذه، فيبلــغ اآلخــرين بمــاذا ينبغي عليهم عملــه،

ويحفزهم ويرغبهم على عمل ذلك.ــل الحــل واإلبالغ يجب أن يقارن باإلقناع، فإنه يستلزم في تحوي إلى عمـل خـارجي أن يتفهم القـائمون بالتنفيــذ بـالتغيرات المتوقـع حدوثها في ســلوكهم وتصــرفاتهم، وكــذلك التغــيرات المتوقعــة في

تصرفات األشخاص اآلخرين الذين يعملون معهم. ولكن هذا الفهم إنما يكفي لو كان القــرار إلى األســهل، أمــا إذاــادة، أو إلى ــد والع ــه خالف التقلي ــاوي لكن ــرار إلى المس ــان الق ك األصـعب، فـالفهم وحـده ال يكفي، إذ ال بـد من تحفـيزهم وتـرغيبهم

بالترفيع معنويا أو بالمادة ماديا.ــائمين ــدير الق ــع الم ــترغيب أن يقن ــيز وال ــائل التحف وفي وس بالتنفيذ بأن هذا القرار هــو قــرارهم، وال يتــأتى ذلــك إال بإشــرافهم، فالالزم اتخــاذ القــرار بالمشــورة، ومشــاركتهم كثــيرا مــا تــؤدي إلى تحسين نوعية القرار النهائي عن طريق الكشف عن أمور قد تغيب عن المدير، مثل الصعوبة الخفية غير الظاهرة، أو المــوارد المتاحــة

البشرية وغير البشرية والتي لم تكن مستخدمة، إلى غير ذلك. وحيث إنــه كثــيرا مــا يــؤثر القــرار للبــديل األفضــل على أعمــال األشخاص اآلخرين، فال بد أن يساعد هــؤالء األشــخاص على تحقيــقــل آرائهم ــاهم في جع ــاونهم في عملهم، وأن يس ــدافهم، وأن يع أه أكثر فاعلية، فال يكون القرار مصمما فقــط لمســاعدة المــدير على

القيام بعمله بطريقة أسهل وأفضل.

162

وكثيرا ما يكون مما يحفز الموظفين الذين ينفذون القرار جعــلــإذا رأى ــأخر، ف ــل على أن ال يت ــان جب ــإن اإلنس ــافس بينهم، ف التن

صديقه يتقدم إلى األمام حفزه على أن يتقدم أيضا. ومن هنا نشأ تعــدد األحــزاب، فــإن تعــدد األحــزاب بمــا فيــه من الفوائد التي ذكرناها في كتاب )فقه السياسة( توجب التنــافس بين الجهات المختلفة، حتى تقوم كل جهة بتحسين أكثر فأكثر، وقد قلنا هناك إن الله سبحانه وتعالى جعل حتى الجنــة في التنــافس، وقــال

وفي ذلك فليتنافس ــات،(1)﴾ونالمتنافس﴿سبحانه: باإلضافة إلى اآليســارعوا إلى مغفــرة من ربكمىاألخر، مثل قولــه ســبحانه وتعــال :﴿ .(2)﴾وجنة عرضها السماوات واألرض

ــه فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الل ﴿وقوله سبحانه: .(3)﴾جميعا

إلى غير ذلك من األدلة العقلية والشرعية التي تدل على حسن المــدير أن يجعــل التنــافس بين المــوظفين الــذينىالتنــافس، فعل

يريدون جعل البديل األفضل مكان البديل السابق.

.26المطففين: سورة )?(1.133عمران: آل سورة )?(2.148البقرة: سورة )?(3

163

))النشاط وعامل الوقت والزمن(( )مسألة(: تقدم اإللماع إلى عامل الــوقت في النشــاط اإلداري،ــطة وهنا نشير إلى أن الوقت شيء مهم جدا بالنسبة إلى كل األنشــع لألحياء، وأن عامل الزمن ذو عالقة مباشرة أو غير مباشــرة بجمي الوظائف والنشاطات اإلدارية وغــير اإلداريــة، ويتوقــف على حســن

استخدامه واستغالله مستوي نجاح اإلدارة. بل إن عامل الزمن يحيط بالمسألة اإلداريــة من شــتى جوانبهــا

إلحاطته بالحياة البشريه عموما. وحسن التصرف في االستفادة منه واستغالله أو هدره، يتوقــف إلى حد كبير على الطابع الــذاتي والصــفات الشخصــية للــرئيس، أوــن ــف حس ــا يتوق ــادي، كم ــرد الع ــتى الف ــدير، أو ح اإلدارة، أو الم

التصرف على التقيد بمبادئ ومنطلقات علم اإلدارة.ــوقت من فإن الوقت ثمين جدا، وأثمن من الذهب، فقولهم: )الــة ــاب المماثل ــثر، ال من ب ــل وال أك ــال ال أق ــاب المث ــذهب( من ب ال الحقيقية، وإنا نجــد في كبــار العلمــاء والمخــترعين ومن أشــبه أنهم استفادوا من هذا العامل، ولم يهدروا حتى قطرة من قطراته، فإنــه بتجمع القطــرات تكــون البحــار، وبتجمــع الــذرات تكــون الصــحاري، وبتجمــع الخاليــا تكــون األشــجار والحيــوان واإلنســان، فــالالزم على اإلنسان أن ال يهدر من الوقت حتى ثانيه، فكيف بالدقيقـة والسـاعة واليــوم واألســبوع والشــهر والســنة، كمــا هــو كثــيرا مــا نجــده في

العاطلين، حيث ال يهتمون لهذا الشيء إطالقا. وفي الزمن القديم كــانوا يســتعملون لضــبط الــوقت الســاعات الشمسية والمائية والرملية، أمــا الســاعة في العصــر الحاضــر فهي من أشهر لوازم اإلنسان المتحضر، والــوقت محــدود باألصــل، فــإن اإلنسان فردا أو مجتمعا ال يملك في اليوم إال أربعا وعشرين ساعة،

وفي السنة إال أشهرا معدودات، والساعة الخامسة

164

ــتحيل، والعشرون غير موجودة، كما أن الشهر الثالث عشر مســر اإلنســان ال يمكن، ــوق عم ــذا الســنة ف ــاء أجلهم الوهك ــإذا ج ف

ــود وال(1)يستأخرون ساعة وال يستقدمون ، والوقت إذا انقضى ال يع يعوض، وفي الحديث: )إن كل يوم جديــد يخــاطب اإلنســان ويقــول له: أنا يوم جديــد، وغــدا عليــك شــهيد، فقــل في خــيرا، واعمــل في

.(2)خيرا، فإنك لن تراني بعد هذا( وفي األحاديث: إن األزمان تــأتي في يــوم القيامــة لتشــهد على

اإلنسان بأنه عمل خيرا أو شرا. اغتنموفي حــديث عن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:

خمسا قبل خمس، شبانك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك.(3)قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك

ــأتي إلى اإلنســان ليقبض ــك المــوت لمــا ي وفي حــديث: إن مل روحه، يقول له اإلنســان: أمهلــني ســنة، فيقــول لــه: كال لقــد ذهبت السنوات، فيقول: أمهلــني شــهرا، فيقــول: كال لقــد ذهبت الشــهور، فيقول له: أمهلني أسبوعا، فيقول: كال لقد ذهبت األســابيع، فيقــول له: أمهلني يوما، فيقول: كال لقد ذهبت األيــام، فيقــول لــه: أمهلــني

ساعة، فيقول: كال لقد ذهبت الساعات، ثم يقبض روحه. ونجد مضمون هذا الحديث عند تفســير قولــه ســبحانه وتعــالى: ﴿قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه مالقيكم ثم تــردون إلى عــالم

.(4)﴾الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملونفالالزم علينا أن نستغل الوقت ونستفيد من كل جزء منه، وإال

.34األعراف: سورة )?(1.523 ص2الكافي: ج انظر )?(2البيت. آل ط 285 ح27 ب114 ص1الشيعة: ج ئلوسا )?(3.8الجمعة: سورة )?(4

165

يكون قد فات األوان، والخسارة قد تحققت..(1)انتهزوا الفرص، فإنها تمر مر الحسابوفي الحديث:

.(2)إضاعة الفرصة غصةوفي حديث آخر: فإن الفرصة كما تشمل سائر األمور كذلك تشــمل األزمــان، وال فرق في ذلك بين الخسارة في اإلنتــاج المعنــوي، أو الفكــري الــذي تؤدي إلى خسائر قد تكون غير محسوســة، ولكنهــا تــؤثر على حيــاة اإلنســان والمجتمــع، أو الخســارة في اإلنتــاج المــادي الــتي يســهل

قياسها بأدوات القياس. ومن المثال المشهور: إن تأخر العجان في مخبز آلي مثال لمدة دقيقة واحدة فقط، من ضغط زر العجانة إلشــغاله في التخبــيز، قــد

يؤدي إلى فقدانه إنتاج ما يقارب الخمسين كيلو غراما من الخبز.

))خسارة التأخير(( والتأخير في التنظيم والتخطيط والعمل يخســر الــوقت والعمــر واإلنتاج، والخسارة ال تنحصر في الوقت فحسب، وإنما يتعــداها إلىــل الطاقــات وعــدم تشــغيلها وجــني ــربح من جــراء تعطي فــوات ال

فوائدها في األجل الموعود. من غير فرق بين أن تكون المشاريع المتأخرة مادية أو معنوية، فردية أو اجتماعية، سياسية أو اقتصادية أو ثقافية، أو غير ذلك، كماــاء يزيد اإلنفاق على إنجاز المشاريع من جراء ذلك، كالتأخير في إنه طريــق مثال، فــإن اإلنســان إذا اســتغل الــوقت في ســيره مثال من طهران إلى خراســان والمسـير ألـف كيلومــتر، فإنــه بتـأخيره إنهـاء

الطريق يتأخر في سائر أعماله ومشاريعه. ولذا نجد في العقود التجارية، ســواء كــانت داخليــة أو خارجيــة،ــذ، بنودا شائعة وصريحة تنص على مقدار غرامات التأخير في التنفيــيرا مــا يقــول المــؤجر للــدار للمســتأجر: إذا تــأخرت يومــا عن وكث

الخروج بعد انتهاء الموعد فعليك في كل يوم مثال كذا من النقد. وفي بعض العقود التجارية البحرية نص يقضي بدفع عالوة على

ــزوا13713 ح90 ب142 ص12الوســائل: ج دركمست راجع )?(1 ــه: )انته فــرص وفي.الخير...(

.118 الحكم البالغة: قصار نهج )?(2166

ــل ــواخر من قب ــغ الب ــير في تفري ــوقت، أي على التبك كســب ال المشــترين، وهــذا عكس التــأخير، فهنــاك يأخــذ من المتــأخر، وهنــا

يعطي للمتقدم، وكل ذلك عالمة على فائدة الوقت وأهميته.

))الزمن وحدة القياس الرئيسية((ــد في ــاس األداء تعتم ــايير قي ــرات أو مع ــير من مؤش ثم والكثــاس ــدة القي ــزمن وح ــبر ال ــوقت، حيث يعت ــل ال أساســها على عامــداف أو الرئيسية التي يعرف بواسطتها فيما إذا كانت النتائج أو األه

الكميات قد تحققت في حينها أم ال. كما وأن الوقت يعتبر األسـاس أيضــا في البرمجــة الــتي تــترجم الخطط العامة أو المشاريع المادية بواسطة برامج منسقة أو أكــثر،

ولذا فإن البرامج والخطط تتم متابعتها استنادا إلى الوقت. وكلما يودع اإلنسان عاما سابقا يقف على أعتاب العــام الجديــد وقفة تأمل مع النفس، ليقيم فيهــا مــا أنجــزه خالل العــام الماضــي،ــه ويكافئ المجد، ويحاسب المقصر، ويستفيد من دروسه في أعمال

ومشاريعه المستقبلية.ــ وهــو والفرق بين المؤشرات التي ذكرناها قبل ذلك وبين هذا ـ اعتبار الـوقت أساسـا للبرمجــة ـــ هـو أن البرنــامج أوال يــبرمج على حسب الوقت، ثم بعــد تمــام الــوقت يــرى هــل أدي أو لم يــؤد على

طبق ذلك الوقت. كما أن برنامج التجارة مثال يطبــق على طبــق المــال، مثال ألــفــأثيث دينار لتأثيث البيت، ثم يرى بعد صرف األلف الدار، هــل أن الت

صار بالكامل أو ال. وقد سألت أنا بعض التجار الــذين ســافروا إلى بلــدين من البالد الغربية: لماذا تأخر البلــد األول مــع أنــه كــان متقــدما، وتقــدم البلــد

الثاني مع أنه كان متأخرا؟فقال: لسببين:

السبب األول: ألن البلد الثاني أكثر نفوسا، ومن الواضح أن

167

األكثر نفوسا يكون مقدما على األقل نفوسا. والسبب الثاني وهو األهم: قـال: ألنهم يصـرفون وقتـا أكـثر في

العمل. فالبلد الثاني الذي تقدم متأخرا، يصــرف من الــوقت في اليــوم اثنتي عشرة ساعة، فالناس فيها يشتغلون من الســابعة صــباحا إلى السابعة ليال، بينمــا البلــد األول الــذي تــأخر، النــاس فيهــا يشــتغلون خمس ســاعات فقــط، فالفــارق بين الوقــتين ســبع ســاعات، ومن الواضح أن من يشتغل في اليوم اثنتي عشرة ساعة يقدم على من يشــتغل في اليــوم خمس ســاعات، وإن كــانت النفــوس متســاوية،

فكيف والنفوس متفاوتة بخمسة أضعاف.

))خسارة تضييع الوقت(( ثم إن خسارة الوقت تختلف عن الخســارات الماديــة، من حيث كونها شاملة وعامة للجميع، وإذا حــدثت فال يمكن تعويضــها إال على حساب خســارة زمنيــة جديــدة، وهــذا من التوســع في التعبــير، وإال

فالزمان ال يعود.ــالعبض دون ــة ب ــة هي خاص ــارة المادي ــرى أن الخس في حين ن الكل، بل يمكن القول بأن الخسارة الماديــة لــدى جهــة مــا هي ربح لدى جهة أخرى، مثال ارتفاع األسعار وانخفاضها في بعض السلع إن

أضر البائعين يكون قد نفع المشترين، والعكس بالعكس. فالخسارة الماديــة قــد تعــوض في فــترة الحقــة، بينمــا خســارة

منالوقت وفوات الــزمن هي خســارة وال تعــوض، وفي الحــديث: استوى يوماه فهو مغبــون... ومن كــان غــده أســوأ من أمســه فهــو

، أي بعيد عن الخير.(1)ملعون وأخيرا فإن الفجوة بين العالم اإلسـالمي وبين العـالم الصـناعي يجب أن يسد، بسبب استغالل للوقت أحســن، إلى جــانب اســتغالل

سائر

ــار ظران )?(1 ــوار: ج بح ــالي عن5 ح64 ب173 ص68األن ــدوق، أم ــال الص ــه: )ق وفيــون، فهو يوماه استوى من السالم: عليه الصادق ــان ومن مغب هما يومــه آخــر ك ر فهــو شــ

ــون، ــرف لم ومن ملع ــادة يع ي ه في الز ــان نفســ ان إلى ك ــ قص ــرب، الن ــان ومن أق إلى كقصان .الحياة( من له خير فالموت أقرب الن

168

الكفاءات، مثال هم يشتغلون في اليــوم ثمــان ســاعات، فــالالزم أن نشتغل نحن ست عشرة ساعة وهكذا، مع محاســبة النســبة بين الفاصــل الحضــاري ومقــدار االحتيــاج إلى مضــاعفة العمــل، ونمثــل

لذلك بهذا المثال البسيط: فإذا كانت هناك ســيارتان إحــداهما متقدمــة على األخــرى مائــة فرسخ، والمتقدمة تسير في كل ساعة عشرة فراسخ، فــإذا أرادت السيارة المتأخرة حرق الفاصلة فالالزم أن تمشــي في كــل ســاعة عشرين فرسخا حــتى تصــل إلى الســيارة األولى في ظــرف عشــر ساعات، إذ األولى تصل إلى مائتي فرسخ بعد عشر ســاعات وهــذه تصل إلى مائتي فرسخ بعد عشر ساعات، ألنها تسير في كل ساعة

عشرين فرسخا حسب الفرض.ــيطة، وإذا ــبة البس ــة المتناس ــبة باألربع ــتخراج النس ويمكن اس ضممنا إلى ذلك وجوب زيادة النشاط أيضا في األفراد والجماعــات، مثال ينتج الشخص الغربي بمعدل كل شخص ألف وحدة، فالالزم أن ننتج نحن بمعدل كــل شــخص ألفي وحــدة، فمن الممكن اســتخراج

ذلك باألربعة المتناسبة المركبة.ــخاص ــرة أش ــان عش ــول: إذا ك ــيطة نق ــة البس مثال في األربع يستهلكون سبعين رغيفا فما قدر مــا يســتهلكه أحــد عشــر شخصــا،ويكون الجواب وهو الرابع في عداد التنظيم سبعة وسبعون رغيفا.

أما في المركبــة فنقــول: إذا كــان عشــرة عمــال يشــتغلون في األسبوع بقدر مائة وحدة، فما قدر ما يشتغله ثالثة وعشــرون عــامال في مدة عشرة أيــام، إذ يكــون حينئــذ في كالمنــا الــوقت والنشــاط والمادة، وال نقصد بالمادة المال فقط، بل كل شــيء يكــون متعلــق

بالعمل اإلنساني. وفي مثال المادة نقول: الوقت شهر والنشاط في حــده األعلى

والمادة ألف دينار، إلى غير ذلك من األمثلة.واألربعة المتناسبة التي ذكرناها هي إحدى

169

طرق االستخراج، وإال فهناك طرق أخر لالستخراج مــذكورة فيعلم الحساب والهندسة.

))موجبات هدر الوقت وتجنبها(( ثم الالزم أن نكون مالحظين لمنافذ ومكامن ومنعطفات إهــدار الــوقت، حــتى نقــف أمــام ذلــك، فــإن مالحظــة المنافــذ والثغــرات وااللتواءات التي يتسرب منها الوقت ويهدر لن تكــون من الســهولة بمكان، بل يلزم علينا الرصد والمعاناة، لعدم تحقــق ذلــك بالتجربــة

والمالحظة والدقة، ونحن نذكر مكامن الهدر في أمور:

))المركزية الشديدة(( المركزيــة الشــديدة، فــإن تعطيــل القــوانين واألنظمــةاألول:

واللــوائح بســبب المركزيــة، ســواء في المؤسســات الكبــيرة أو الصغيرة، وحــتى مؤسســة الدولــة، هــو من األســباب المهمــة لهــدر الوقت، فإن الحكومة إذا كانت مركزية، بمعنى أن تكون كــل شـيء مرتبطة بالحكومة المركزية، يذهب الــوقت بين ذلــك هــدرا، إذ كــل معاملة وكل الئحــة وكــل طلب ومــا أشــبه يجب أن يرجــع فيهــا من

أداني البالد إلى أقاصيها إلى المركز. ــا ــاس، وغالب باإلضافة إلى أن المركزية الشديدة خالف حرية الن ال تكــون مثــل ذلــك إال في الحكومــات الدكتاتوريــة، فــإن معــامالت الناس مع أجهزة الدولة، بل معامالت نفس أجهزة الدولة بعضها مع بعض في مثال اإلدارة الكبيرة يجب أن تكون مع المستويات العليا، حتى في مثل إجازات السفر والحج واالستقاالت واالستيداعات وما

أشبه ذلك، يهدر الوقت الكثير من الناس.ــة ــان لعمل ــلطة وجه ــويض الس ــدم تف ــة وع وحيث إن المركزيــرب إلى التســويف ــدنيا من اإلدارات تته ــراتب ال ــإن الم واحــدة، ف والتأجيل والفرار من المسؤولية، والرجوع دوما إلى الرؤساء، وذلك

مما يسبب هدر الوقت أكثر فأكثر، مثال الرجوع في معاملة من

170

الموصل إلى بغداد يستنزف من الوقت أسبوعا، لكن الموظــف في الموصل والموظــف في بغــداد حيث ال يجــدان الرقابــة الكافيــة يتهربــان من العمــل خالل أســبوع ويســوفانه، فيكــون إنجــاز العمــلــادة خالل شهر، وهذا كله يسبب إهدار الوقت أكثر من األســبوع بزي

ثالثة أسابيع.ــوقت في نفس ــدار ال ــير إه ــان غ ــر ث ــذا أم ومن الواضــح أن ه المركزية التي ذكرناها أوال، بينما إذا كانت السطة مخولة إلى نفس الموظف في الموصل ولم تكن مركزية، لم يهدر وقت المراجــع إال

بقدر ساعات فقط.

))الروتين اإلداري(( ثانيا: ثم بعد السلطة المركزية لعدم تفويض السلطة، يأتي دور اإلغراق بالورقيات وإنفاذ الشكليات مما يسبب هدرا جديــدا للــوقت والمال، وهكذا يتبع ذلك التعود على تبادل الزيــارات بين المــوظفين واستقبال الضيوف من الخارج بدون مبرر أو عمل، ألنه صار الوقت بيد الموظفين، ولم يكن بأيدي الوظيفة، كما هي في السطات غــير

المركزية. فـــإن الموظـــف في الموصـــل مثال، حيث يتمكن من الهـــروبــارة أصــدقائه في ــداد، يشــتغل بزي ــف من بغ ــأت المل ــه: لم ي بقولــارف على ــون تع ــدائرة، فيك ــأخر في المجيء إلى ال ــدائرة، أو يت ال تبادل الزيارات بين الموظفين واستقبال الضيوف من الخارج بــدون مبرر أو عمل، وإنما هروبا بحجة عدم مجيء الملف، وكــذلك يعمــل

الموظف البغدادي. وحيث يــرى الرؤســاء عــدم تمشــي العمــل وهــذه النقــائص فيــان ــكيل لج ــد لهم من تش ــروتين الب ــاس من ال ــج الن اإلدارات ويضــر المتوســطة أو في ــا أو في دوائ ــدوائر العلي ــة، ســواء في ال موقتــير ــداد أو تحض ــات دون إع ــثرون من االجتماع ــدنيا، فيك ــدوائر ال الــأخر في ــحبها من الت ــا يص ــع م ــات م ــان، أو االجتماع ــال اللج ألعم الحضور أو الخروج عن الموضوع أثناء المناقشات، وبالتالي تعطيــل

وقت اإلدارة

171

وتأخير اتخاذ القرارات، باإلضــافة إلى هــدر كبــير لألمــوال الــتي تحتاج اللجان وما أشــبه إليهــا، فاللجــان الموقتــة والمجــالس العليــاــتويات ــراف على المس ــة واإلش ــات المتابع ــا وجه ــة ونحوه الوزاريــك المتوسطة والقاعدية يزيد في األمر بلة، ويضعف التنســيق، ويرب األداء، ويؤدي إلى اإلزدواجية أو الالمبــاالة، ويطيــل عمــل القــرارت،ــدرا، باإلضــافة إلى ــا ه ــوقت الرؤســاء والمرؤوســين مع ــذهب ب وي

األموال التي تهدر في مثل هذه األمور. وما ذكرنــاه إنمــا هــو مثــال للحكومــة، ومن هــذا المثــال نعــرفــادية أو ــانت إدارات اقتص ــواء ك ــديرين، س ــال في اإلدرات للم الح اجتماعية أو تربوية أو غيرها، ولذا ورد في أحاديث متعددة: إن على

الحاكم أن يرفع ستره ويفتح بابه ويواجه الناس مباشرة.ــة ولكن ال يخفى أن كثيرا من هذه األمور ال تكون إال بالدكتاتوري ووحدة الحزب، فإذا تعددت األحزاب الحرة وكانت هناك مؤسســات دستورية تحمي الحريات يقــع التنــافس، فال تكــون اإلدارة مركزيــة،

وال تقع أكثر هذه المشاكل.

))قلة التخطيط((ــو كــان ثم في العالم الثالث حيث ال يكون التخطيط إال قليال، ولــابك بين ــا لم يكن تشـ ــة أو غيرهـ ــات الحكوميـ في بعض المؤسسـ مختلف المؤسسات، وإذا وضع التخطيــط مثال ال يصــل إلى التنفيــذ، ألنه يتدخل في تنفيذه المحسوبية والمنســوبية، ودكتاتوريــة الحكــام

الذين هم ضد كل شيء صالح.ــأخر ــد وأن يكــون أول ضــحية ذلــك الــوقت، ولــذا نــرى الت والب الفظيع محكما في كل بالد العالم الثالث وبال اســتثناء، ومنــه العــالم

اإلسالمي. والدعوة إلى وضع التخطيط وما أشــبه دعــوة إلى الفــرع بــدون وجود األصل، بينما يلزم أن يكون األمر أوال وبالــذات إلصــالح الحكم

بإجراء الديمقراطية )اإلستشارية(، وقد ذكرنا في كتاب )الفقه:

172

ــارية، حيث السياسة( وغيره الفوارق بين الديمقراطية واالستش إن في األولى النــواقص الــتي ال توجــد في الثانيــة، حــتي يكــون التنافس الحر بين األحزاب والنقابات والمنظمات وما إلى ذلــك من المؤسســات الدســتورية، ويــأتي بعــد ذلــك دور الفــرع، وفي المثــل

المشهور: )ثبت العرش ثم انقش(. وعلى كل حال، فالكالم اآلن في الــوقت، مــع قطــع النظــر عن

هذه المالبسات التي تقف صدا دون استغالله كما ينبغي.

))عدم التطور في اآلالت والمعدات((ــدراألوقات: األدوات ــوقت وهـ ــييع الـ ــبب تضـ ــا يسـ ثم إن ممـ والمعــدات اإلداريــة العتيقــة أو غــير المتطــورة الــتي تســتخدم في العالم المتأخر بشكل عــام، فاالتصــال الهــاتفي الــذي يســتغرق من الوقت ساعة أو ساعات يؤخر األهداف، ســواء بالنســبة إلى الدولــة حيث األوامر النازلة أو المعلومات الصاعدة ال تتمكن من الــنزول أو الصــعود إال بعــد ســاعات، وكــذلك وســائل النســخ والتصــوير يضــيع الوقت، واآلالت الحاسـبة القديمــة يــؤخر إنجــاز الوثــائق المحاســبية

والدورات المستندية، ويضيع على الجميع معرفة الواقع في حينه. وكذلك المواصالت ووســائل النقــل والخــدمات التموينيــة، فإنهـاــات ــانت مؤسس ــواء ك ــات، س ــاطات في المؤسس ــؤثر على نش ت حكوميــة، أو مؤسســات في القطــاع الخــاص، إذ اإلنســان يجب أن يصرف جزءا من وقته للتغلب على هــذه االختناقــات واألزمــات، وال فــرق بين اإلنســان الــذي في اإلدارة أو في خــارج اإلدارة، حيث إن

كليهما يتأثران بهذه االختناقات واألزمات.

))عدم وجود دور الحضانة(( ثم ممــا يــؤثر على الــوقت أيضــا عــدم وجــود الحضــانة الكافيــة لألطفال الصغار، فإنه من شأنه أن يؤثر على العامالت في كثير من

مرافق الحياة،

173

كالمدارس النسوية الصــحيحة الــتي فيهــا عــامالت من المــديرة والمعلمة وما أشبه، وكذلك في سائر المؤسســات النســوية، فعــدم وجــود دور الحضــانة الكافيــة لألطفــال يــؤثر على مســتوى الكفــاءة

لديهن. بل يمكن أن يقــال: إن طريقــة إعــداد األكــل وتوزيعــه وتفصــيل اللباس وحياكته وما أشبه ذلك تجعل العــامالت أيضــا يفكــرن كثــيرا في بيوتهن وعائالتهن، وهن في المكاتب أو ورشات العمل، فإما أن يهملن البيت أو العمل وليس لهن خيــار في ذلــك، لعــدم وجــود دور

الرعاية والحضانة وذلك يوجب تفويت الوقت. وكــذلك بالنســبة إلى فقــر كثــير من العــاملين والعــامالت حيثــة ليس لهم الوسائل الحديثة من الغسالة والثالجة والتكييف والتدفئ وما أشبه ذلك، فــإن عــدم كــل ذلــك يســبب تطويــل الــوقت لتهيئــة

الوسائل مما يوقف بعض العمل.ــل أما في البالد التي يجب على األفراد أن يقفوا في الصف ألج

اللحم والبيض والزبد وما أشبه فتضيع الوقت أظهر.

))كثرة العطل(( هذا باإلضافة إلى أن تعطيل اإلدارات والمــدارس والمؤسســات الخاصة في مناسبات متعددة وطنية تارة وقومية أخري ودينية ثالثة إلى غير ذلك، مع مالحظة العطلــة الصــيفية بالنســبة إلى المــدارس تسبب حرق نصف وقت الطالب بصورة خاصة، بينما يجب أن تكون العطل قليلة جدا، وفي البالد اإلســالمية يجب أن تكــون العطــل في المناسبات الدينية فقط، أمــا المناســبات الوطنيــة والقوميــة فكلهــا

مستوردة من الغرب، ويلزم الغاؤها إن أردنا الحفاظ على الوقت.

))سلب الحريات وكثرة القيود(( كما أن سلب الحريات بســبب القيــود والشــروط الــتي وضــعتها الحكومات تسبب إحراق الوقت وتأخير اإلنسان عن عمله، مثال من يريد بنـاء دار أو فتح حـانوت أو سـفر إلى الخـارج ال بـد وأن يراجـع

هذه الدائرة وتلك الدائرة والدائرة الثالثة

174

وهكذا، أو يصرف من وقته أياما طويلة حــتى يتمكن أن يحصــل على الترخيص، بينما أن كــل ذلــك في اإلســالم وفي منطــق العقــل يجب أن يكون حرا وبال قيود وال شــروط، وقــد ذكرنــا تفصــيال حــول الحريات في اإلســالم في كتــاب )الصــياغة الجديــدة( فال حاجــة إلى التكرار، وإنما ننظر إلى ذلك نحن هنا من زاوية حرق الوقت، وذلك

بسبب هذه القيود والشروط.ــه أن ــوقت ونقتصــد في ــا أن ننظم ال ــذا ثم إن الالزم إذا أرادن ه يكون اإلنسان معتادا على عدم التأجيل، فيشعر بضياع الــوقت، وأنــعى التأجيل اإلعتباطي يسبب هدر طاقة من طاقاته بال عوض، فيس إلنجاز المهام الملقاة على عاتقه بأقصر الزمن، فإذا تم ذلك بشكل

صحيح قصر الوقت ويمكنه استغالل الوقت الباقي لمهامه األخر.

))توزيع األعمال((ــاطات ــوقت بين النشـ ــال والـ ــع األعمـ ــن توزيـ ــزم حسـ ثم يلـ االجتماعية والثقافية والشخصية، وبين النشاطات اإلداريــة الداخليــة والخارجية، وبين األعمال التخطيطية ذات األمــد الطويــل واألعمــال اليوميــة الملحــة، وبين األعمــال المكتبيــة والزيــارات الميدانيــة، وإال كان الضياع يسيطر على األعمــال اليوميــة والمكتبيــة، ومــر الــوقت

سريعا دون تحقيق األهداف والسياسات األساسية. وليس توزيع الوقت بين هذه األمور فقط، بل بين كل ما يكتنف باإلنسان من النشاطات، فأحيانا بعضها يأخذ من وقت اإلنسان أكثر من الالزم، ومعنى ذلك أنه نما على حساب نشاط آخر، حيث سقط

أو لم يعط له من الوقت القدر الكافي له. كمــا أن األعمــال اليوميــة البســيطة أو الصــغيرة من شــأنها أنــتنفذ وقت ــيرة، وتس ــية الكب ــة والدراس ــال التخطيطي ــارد األعم تط

اإلنسان الرئيس أو المدير أو المراقب أو المحلل أو من

175

أشبهه، وكلما كان اإلنســان أكــبر في الســلم االجتمــاعي يكــونوقته أثمن.

ومرة قال أحد الخطباء: إن الخطيب الذي يصــعد المنــبر ويقــرأ ساعة وتحت منبره ألف إنسان، إذا لم يثمن وقت هــؤالء وهي ألــف ساعة ويضاف عليها وقت مجيئهم ورجوعهم، يكون أحيانا قــد أهــدرــيرا من أكثر من ألف ساعة ثمينة إذا حولت إلى المادة كان شيئا كبــة ــواد العلمي ــاعة الم ــذه الس ــأ الخطيب له ــالالزم أن يهي ــال، ف الم واألخالقية واألدبية والدينية وما أشبه التي ال أقل من أن تكون بقدرثمن أكثر من ألف ساعة مادية مما يأخذ من وقت هؤالء السامعين. وهكــذا يقــال بالنســبة إلى المــدير الــذي يؤخــذ وقتــه في أمــر بسيط، بينمــا قيمــة ذلــك الشــيء البســيط مثال دينــار، وقيمــة وقت

المدير خمسة دنانير، إلى غير ذلك.

))توزيع األعمال وساعات العمل(( ثم الالزم على اإلنسان أن يحسن توزيع األعمــال على ســاعات العمــل اليوميــة، مراعيــا في ذلــك ســاعات ذروة النشــاط وفــترات التعب واإلرهــاق، فتخصــص األولى ألمــور ذات الصــفة الدراســية أو التخطيطية أو المستوى الرفيع من اإلنتاج، أي لون من اإلنتاج كــان، ويخصـــص الثانيـــة وهي فـــترات التعب واإلرهـــاق لألمـــور العاديـــة

والبسيطة. وال يراد بــذلك أن ينــدفع اإلنســان بالعمــل بوتــيرة عاليــة لفــترة قصيرة أو خالل األزمات، بــل الالزم أن يعتــاد اإلنســان على العمــل بانتظام ووتيرة معقولة، وعلى مدى طويل، فتكــون النتــائج منطقية

ومعقولة في نفس الوقت وبالقدر المرغوب فيه. ومن الواضــح أنــه إذا كــان هنــاك بــدائل، أحــدها أمــور بســيطة وأحدها أمور معقدة أو غالية أو ما أشبه ذلك، يلزم على اإلنسان أنــل من الــدخول في يصرف وقته في األمر الثاني، كمــا يلــزم أن يقلــيز بين التفاصــيل التنفيذيــة ومــا أشــبه كلمــا ارتفــع مســتواه، ويمي

واجبات التخطيط

176

وواجبات التنفيذ أو متابعته، فــإن االنشــغال بــالنواحي الصــغيرة والتوافه سوف يكــون على حســاب النــواحي ذات األهميــة الكبــيرة

التي تهمل بسبب اإلشتغال بهذه التوافه. وقد ذكرنا فيما سبق أن الالزم على المــدير األعلى أو األوســط أن يفــوض الســلطة إلى من دونــه فيمــا إذا كــان يتمكن من القيــام بالحقوق والواجبــات الموكلــة إليــه، فيتكــل المــدير في أمــوره على المســــاعدين من المرؤوســــين والخــــبراء والفنــــيين والمحللين

والمراقبين وما أشبه.ــدودة، والتعب ــة والجســدية مح ــة والفكري ــدرة الذهني ــإن الق ف سوف يؤجــل المواضــيع الحساســة فتتكــدس أمامــه المعــامالت، أو يبت بها على عجل فتأتي قراراته وتصرفاته تابعة لألهوية واألمزجة،ــير ــائج غ ــون النت ــالين تك ــل والمنطــق، وعلى كال الح ــة للعق ال تابع

صحيحة. فتفويض السلطة بشكل مستمر أو مــوقت يســاعد على حفــظ ــا ســابقا وقت الرئيس والمدير وصرفه نحو األمور األهم، وقــد ذكرن أن تفويض السلطة يكون ألزم فيمــا إذا كــان التباعــد بين الوحــدات الفرعية جغرافيا، حتى ال تحدث مسألة البغدادي والموصلي على ما

تقدم.ــاك وظــائف كما أنه من الالزم في مثل هذه األمور أن يكون هن للتنسيق بين أصحاب المسؤوليات والمناصب وما أشبه ذلك، بحيث يصرف المسؤولون وقتهم للتنسيق بين هذه األمور ووضــع الخطـط والبرامج ومتابعتها واالتصال بالجانبين، فيكون المنسق قائما بشيءــار المســاعدين كبير من حفظ الوقت لألطراف المعنية وحسن اختي والمختصين ومديري المكاتب وأمنــاء الســر والمراقــبين، وتــدريبهم باستمرار يساعد على كسب الوقت وعــدم تركــه هــدرا، فيعــود إلى

األمة وإلى المؤسسة وإلى الدولة بخير.

))األنظمة والتعليمات المبسطة((ثم إن وجود أنظمة وتعليمات واضحة مبسطة تحدد أساليب

177

المعالجــة اإلداريــة، ســواء في الدولــة أو في القطــاع الخــاص، وتوضــح دور كــل رئيس أو مــرؤوس في العمــل، والمحاســبة علىــازه الزمن المصروف من قبل كل منهم، من شأنه التسريع في إنج بأقصــر وقت، وتســهل أمــور المواطــنين والمنتفعين، وتــدفع عجلــة

العمل إلى األمام، مع القضاء على ظاهرة الالمباالة والتسيب. ويجب أن يجعــل منطقــا أساســيا في ســير المعــامالت بحيث ال تمر المعاملة إال على صاحب رأي أو اختصاص أو قرار فقــط، ال أنــا البالد المعاملة تدور وتلف، كما نجده في العالم الثالث كافة، ومنه اإلسالمية، فالمعاملة التي تحتاج إلى ساعة من الوقت أحيانا تطولــة إلى شهر أو أكثر من ذلك، فإن كل ذلك حرق للوقت وهدر للطاق

وبذر وسرف في المال. وحيث إن في تحضير اتخاذ قــرار في موضــوع مــا، خصوصــا إذا كان معقدا أو متشابكا، يضطر إلى جمع المعلومــات المتعــددة عنــه ومالحظتهـــا وتحليلهـــا ومقابلتهـــا، والتفكـــير في تحصـــيل الحلـــول المتبادلة الممكنة فيها، حتى تساعد تلك األعمال على اتخاذ القرار، يلــزم إذا أردنــا عــدم ســرف في الــوقت توزيــع األعمــال والتــدابير التحضــيرية ضــمن جــدول زمــني يحــدد فيــه المرؤوســون والجهــات المعنية بالتنفيذ، ومهمة كل منهم، والــزمن المخصــص لــه، على مــا تقــدم ذكــره في وظيفــة المحلــل، على أن يــراعي في تنظيم هــذا الجدول الزمني والبشري وغيرها جميع األعمـال الفكريـة والماديـة،كالزيارات والمقابالت وتبليغ المنفذين والزمن الالزم لكل من ذلك. وبمثــل هــذا الــتزامن بين األعمــال والفعاليــات المتوازيــة أو المتكاملة أو المتدرجــة نســتفيد باإلضــافة إلى التقليــل من الــوقت، االنسجام والتنسيق في إنجــاز المهــام المتشــابكة أو المتتاليــة ذات الهــدف الواحــد، فال تعليــق إحــداها األخــرى، وال نخســر الــوقت وال

نضطرب في التنسيق، وال تتناقض

178

ــرار إلى ــر أو الق ــل األم ــاج إلى أن يوص ــك يحت ــرارت، وذل القالمنفذين في الوقت المناسب.

والمراد بالوقت المناسب: قبل الــوقت المطلــوب بمــدة كافيــة ليترك لهم فترة مناسبة للفهم واالســتعانة وجمــع المعلومــات حــتى

التنفيذ.ــوقت ــر صــادق في النســبة العكســية بين ال ــذا األم ــا أن ه كم المخصص أو الممكن تخصيصه لإلشــراف على المســتويات األدنى، وبين عدد هذه الوحــدات، بمعــنى أنــه كلمــا زاد هــذا العــدد يجب أن يقل بالمقابل الوقت اإلشرافي على كل منهــا، فمثال إذا كــان العــددــاج إلى خمسة، احتاج إلى عشر ساعات، بينما إذا كان اإلفرادي احت نصف هذا الوقت، أي الساعتين والنصــف، بــل أحيانــا أقــل إذا كــان

التعاون يوجب التسريع في اإليجاد. وربما يشبه ذلك بالعائلة حيث يضطر األبــوان إلى تخفيض زمن إهتمامهما بالولد األول، ثم بالولد الثاني، وهكــذا لصــالح كــل مولــود

جديد. أو يشبه بالمضيف والضيوف، فإذا كــان الضــيوف عشــرة قســم المضيف ساعته إلى عشرة أقسام، بينما إذا كــانوا عشــرين اضــطر

إلى تقسيم وقته إلى عشرين قسما.

))تنظيم الوقت دائما(( وعلى أي حال، فتنظيم الوقت ضروري في كـل األحــوال، حــتى ولو ساد الشعور بأن هنالــك وقتــا كافيــا أو زائــدا، فــإن هــذا الــوقتــة ــادة الكميـ ــة وزيـ ــين النوعيـ ــتخدامه في تحسـ ــد يمكن اسـ الزائـ

واإلنتاجية، أو لمواجهة الظروف الطارئة أو لعمل آخر.ــرى أن بعض المــوظفين حيث يصــرفون أوقــاتهم بقــدر ــذا ن ول يتمكنون من العمل في وظيفتين، وكذلك بالنسبة إلى الكسبة حيثــه يعمــل صــباحا في العمــل وعصــرا في عمــل وليال في عمــل، ألن يتمكن من الضغط على أوقاته من غير أن يــؤثر ذلــك في أي عمــلــل من تلك األعمال، بينما الشخص الذي ال يراعي الوقت يصــرف ك

الوقت في العمل األول وال يأتي باإلنتاج إال بقدر إنتاج صباح هذا

179

ــوب حــتى اإلنسان الذي يضغط وقته، بل إن تنظيم الوقت مطل في أوقــات الراحــة للثقافــة أو لشــحذ الفكــر أو تجديــد الحيويــة أو

للعبادة أو لما أشبه ذلك.

))من أضرار كثرة اللجان اإلدارية((ــة والتحضــيرية ثم إذا نظمنا الوقت لم نحتج إلى اللجــان الموقت واالجتماعات المشتركة وتبادل الوثائق الــتي ســتدرس خاللهــا قبــل فترة كافية الختصار زمن المناقشات، فإن اللجان كما هــو معــروف وكذلك االجتماعات، سالح ذو حدين، وقــد تقــدم ســابقا: إن اللجــانــداد ــا بين بغ ــا كمثالن ــل روتيني ــان العم ــون إذا ك ــا تك ــة إنم الموقتــات ــدره من بالغ ــا يص ــدير فيم ــراعي الم ــل، والالزم أن ي والموص وطلبات وتصاريح وما أشــبه الــوقت والجهــد الــذي ســوف يبــذل أو يخصــــص من المرؤوســــين أو من المواطــــنين حين يطلب منهم التصاريح وملء استمارات مثال، بأن ذلك هل يكافئ أو يوازي الغاية

المطلوبة، وإال فالوقت االجتماعي سوف يهدر دون طائل.ــات من األعلى أو األدنى أو ــدا عــدد الجه ــدرس جي والالزم أن يــر المتوسطة التي ترسل إليها صور المعامالت اإلدارية، بحيث يقتص على المعنيين بالموضوع فقط، دون أية إضــافة، األمــر الــذي يقلــل كثـــيرا من الـــوقت الالزم لتســـجيلها وتوزيعهـــا وإرســـالها، ويـــدرؤ باحتماالت تأخر اإلنجاز لدى المعنــيين، مثال إذا احتجنــا إلى اإلرســالــا، ــال مع ــوقت والم ــدر لل ــرين ه ــال إلى عش ــرة، فاإلرس إلى عش باإلضافة إلى أنه هدر لــوقت أولئــك العشــرة الزائــدة على العشــرة

الواجب اإلرسال لهم.

))التدريب والتأهيل(( ثم إن التدريب والتأهيل للعناصــر واكتســاب المهــارات المهنيــة والمسلكية وصقلها باستمرار لدي العــاملين جميعــا، وال ســيما ذوي العالقــة المباشــرة بالتنفيــذ، من شــأن أن يــربح الكثــير من الــوقت

والمزيد من اإلنتاجية،

180

فــإن الموظــف غــير المــدرب وغــير المؤهــل والــذي قفــز إلى السلطة ـ كما هو كثير في الحكومات اإلنقالبية وكذلك بالنســبة إلى الشركات التي تالحظ المحسوبية والمنســوبية وال تالحــظ الهــدف ـ

يسبب إضاعة أوقات كثيرة وخربطة في األعمال واإلنتاج.

))أزمة المرور وتخفيفها(( كمــا أنــه يلــزم مالحظــة تخفيــف حــدة أزمــة المــرور، خصوصــاــالث بالنســبة لمنتســبي اإلدارات والقطــاع بالنســبة إلى العــالم الث العام، وحتى القطــاع الخــاص، وتنظيم أوقــات الــدوام في عــدد من االتجاهــات وتــأمين وســائط نقليــة جماعيــة للعــاملين على حســاب اإلدارة أو على حسابهم، وال ســيما حين يكــون العــدد كبــيرا وموقــعــتي تســتعمل العمل متطرفا، واإلقالل من وسائط النقل الصغيرة ال أفراديــا، فيقــل االزدحــام على الطرقــات، كمــا يقــل الصــرف على المــوظفين، فيمــا إذا كــان من كيســهم أو على اإلدارة إذا كــان من

كيسها. كما أن من الالزم تدريج أوقات الحضــور واإلنصــراف للوحــدات اإلدارية الكائنة في أواسط أو مراكز المدن الكبيرة أو ما أشبه ذلك كمــا هي العــادة بالنســبة إلى المــدارس، حيث يصــرفون طالبهم تدريجيا، كما أنهم يأتون إلى المدرسة تــدريجيا فال يســببون مشــكلة

وال ازدحاما وال أزمة في المرور. مثال اإلدارة تقسـم موظفيهـا إلى ثالث مجموعــات، تبـدأ وتنتهي أعمالها بفاصل نصف ساعة بين كل منهــا، بمــا يخفــف من الضــغط الشديد بنسبة الثلثين لدى الحضــور واإلنصــراف، ومن الواضــح أنــه عند حضــورهم أو عنــد انصــرافهم يحتــاجون إلى دورة الميــاه أو مــا

أشبه ذلك فال يزدحم هذه األماكن بما يضيع أوقاتهم.

))نماذج مفيدة في استغالل الوقت((ــاريع ــال في المش ــة لألطف ــاد دور رياض ــزوم إيج ــدم ل ــد تق وق والمؤسسات والمرافق الكبيرة، حتى ال تسبب ضغطا خصوصا على

العامالت أو العاملين الذين يستصبحون األطفال اضطرارا.وكذلك

181

يستحسن التعود على تنــاول الطعــام الجــاهز، وكــذلك بالنســبة إلى إعداد األلبسة الجاهزة ونحوها، فيوفر على العاملين والعامالت خصوصــا ربــات الــبيوت وقتهن، ويكــون الــربح بالنتيجــة في الــوقت والنتائج المتوخاة من المؤسسات، سواء كانت صناعية أو ثقافيــة أو

غير ذلك.ــات كما يلزم الحرص على ضبط المواعيد في الدوام واالجتماع العامة والندوات والمــؤتمرات، وعلى بــدئها في األوقــات المحــددة، وال سيما من قبل الرؤساء مع لزام مرؤوسيهم على الحضــور معهمــادل، ويكــون أو قبلهم، مما يشيع بين الجميع جوا من االحترام المتب ذلك سببا الحــترام الــوقت حــتى في غــير هــذه المواعيــد، فــإن من اعتــاد على احــترام المواعيــد في جهــة من حياتــه البــد وأن تقــولب نفسه الحترام المواعيد في سائر الجهات، فإن احترام الوقت مرآةــائر ــام س ــا أم ــا ومظهره ــديتها وواقعه ــوع اإلدارة وج تعكس موض النــاس، ومن يحــترم المواعيــد يكــون محترمــا حــتى عنــد غــير ذوي

المواعيد. وبمالحظة الوقت واحترامه وحســن اســتغالله أو عــدم احترامــه وعـــدم اســـتغالله، يمكن التميـــيز بين المجتمعـــات وتصـــنيفها إلى متقدمة أو نامية أو متأخرة، كما يمكن التمييز بين اإلدارات وتربيتهــا

بين متطورة أو متخلفة أو متوسطة. وانتظام الوقت واحترامه دليل الحضارة، ويساعد على إزالة مــاــالث ــالم الث علقت بالنفوس، خصوصا النفوس المتأخرة كما في الع من التأثر والتخلف، ويخلق نوعا من الثقــة واالحــترام المتبــادل بين األفــراد وبين اإلدارات، ســواء كــانت إدارات حكوميــة أو إدارات في

القطاع الخاص.

))أمثلة لحسن االستفادة من الوقت(( وقــد ورد في حــديث أن اإلمــام أمــير المؤمــنين )عليــه الصــالة والسالم( أمر حالقا أن يأخذ الشعر الزائد من على شفته، فلما قال له الحالق: طبق فمك يا أمير المؤمــنين ألقص الشــعر الزائــد، قــال

)عليه الصالة والسالم(:

182

الــوقت أســرع من هــذا، خــذ مــا تمكنتفــإن اإلمــام )عليــه ، ــرك الصالة والسالم( لم يرد أن يترك ذكر الله سبحانه الموجب لتح

الشفة حتى بهذا القدر القليل. وفي حـديث: إن اإلمـام الصـادق )عليـه الصـالة والسـالم( قـال

انصــرفلبعض من سأل عنه عن مسألة بعــد أن أعطــاه الجــواب: أي التكاليف التي أنا قائم بها.لئال تفسد علي وردي

وفي التاريخ: إن العالمــة الحلي )رحمــه اللــه( ذهب لمهمــة إلى سفر طال أسبوعا، فكتب هناك )تبصرة المتعلمين( الكتاب الفقهي

المشهور، فلم تصرفه المهمة عن االشتغال بالعلم والتأليف. وكان )رحمه الله( من عادتــه أنــه يــزور كــل خميس كــربالء منــال: إن ــذا يق ــة، ول ــو على الداب ــة وه ــترك الكتاب ــان ال ي ــة، فك الحل

رحمهخطوطه تلك كانت ال تقرأ إال من قبل ولده فخر المحققين )تلكالله( بيض الذي فهو الدابة، تحرك عند رداءتها جهة من

الخطوط.الحلي العالمة ( ولما سافر الله) لحل مشكلةرحمه إيران إلى

)الملك خدابنده( مع زوجته في قصــة مشــهورة ذكرناهــا في كتــاب الطالق، استصــحب كتبــه وطالبــه، فكــان يلقي عليهم الــدروس في أثناء الســفر، وكتب كتــاب )القواعــد( المشــهور في الكتب الفقهيــة

والمشروح عدة شروح، في إيران.ــان وحين كانوا يسافرون من بلد إلى بلد، كانوا إذا نزلوا في مك أمر )رحمــه اللــه( بالمدرســة الــتي كــانت من الخيم أن تنصــب، ثم

يجلسون للمباحثة والمدارسة والتأليف. كما أن الشهيد األول )رحمــه اللــه( اســتغل فراغــه في السـجن فألف كتاب اللمعة الدمشقية، والتي هي محــور دروس الطلبــة إلى

اليوم.

183

( الحدائق ( وصاحب الله البحرين فيرحمه بيته في لما هوجم حرب أهلية وقعت بين الجــانبين، أخــذ القرطــاس والقلم والمحــبرة

مخبأ، إلى وهرب كتبه كتابه وبعض مباحث بعض يؤلف وأخذوهناك الناضرة، بالحدائق أخبر أن األعداء أشعلوا النار فيالمشهور

بيته، والبيت أخذ في االحتراق وصاحب الحــدائق لم يلتفت إلى كــلذلك، وإنما استمر في التأليف.

( كما ينقل عن صاحب الجواهر ) الله أن ولده مات عصرا،رحمه وحيث لم يمكن تجهـيزه في ذلـك الـوقت بقيت الجنــازة في الـبيت إلى الصباح حتى يتمكنوا من التجهيز، فأخذ صــاحب الجــواهر قلمــهــازة وجلس إلى ــه ومصــباحا فجــاء إلى غرفــة الجن وقرطاســه وكتب جنبها، وأخــذ يؤلــف بعض مسـائل الجـواهر وهـو يسـتمر في البكــاء

حزنا على ولده فيجفف دموعه ويؤلف. وهكذا نرى أن المتقدمين من العلماء والشخصــيات البــارزة مــا كانوا يتركون حتى مثل هذه األوقات الضــئيلة، ولهــذا صــاروا أعالمــا

إلى اليوم. وأنا رأيت السيد القمي الحاج السيد حسين )رحمه الله( العــالمــراق في قصــة ــران إلى الع ــد من إي ــذي أبع ــد المشــهور ال المجاه البهلوي األول ومسجد کوهر شاد، حيث سافرت بخدمته مع والــدي )رحمه الله( إلى سامراء من كربالء المقدسة، وكــان بخدمتــه أيضــا الســيد الميالني )رحمــه اللــه( ، وولــده الســيد حســن القمي، وفي الطريق تــوقفت الســيارة لعطب حصــل لهــا، فســأل الســيد القمي )رحمه الله( السائق الذي أخذ يعالج العطب: كم من الوقت نتعطل في الصحراء هنــا، قــال لــه الســائق: مقــدار عشــر دقــائق إلى ربــعــألة لئال ساعة، فقال للوالد والميالني وولده: انزلوا حتى نباحث مس

يضيع الوقت، وكان معهم كتبهم،

184

فنزلوا وفرشوا في الصحراء وأخذوا يتباحثون في المسألة حتىانحلت مشكلة السيارة وقال لهم السائق: اركبوا فركبوا.

وهكذا كــان يســتغل حــتى هــذه الفــرص الصــغيرة، لعــدم فــوتالوقت عن البحث والمدارسة.

ــتفيد ومثل هذه األمور تنقل أيضا عن كبار المخترعين والتي نسمن اختراعاتهم إلى اليوم.

185

ين اإلداري(())الروت )مسألة( لقـد ذكرنـا في هـذا الكتـاب وفي غـيره: أن األسـلوبــل ــل خالف العق ــالمي، ب ــلوب اإلس ــربي في الحكم خالف األس الغ والمنطــق، يكبت الحريــات في كــل مرافــق الحيــاة، بينمــا اإلســالم يعطي الحرية لكل الناس في كل شيء باستثناء المحرمــات فقــط،

على تفصيل ذكرناه في )الصياغة الجديدة ( وغيرها.ــذا األســلوب، ــك، وحيث ابتليت البشــرية به ــع الغض عن ذل وم نتكلم حول األمور اإلجرائية الضطرارنا إليها في الحال الحاضر، إلى أن يأتي بإذن الله سبحانه يوم نتخلص من هذا الكبت واالختناق إلى

عالم الحرية واإلنطالق. ومن الواضح أن كل ما نذكره في هذه المسألة من اإلجراءات،

الغالب منها من جهة الكبت كما يشاهده المطــالع، حيث تقــوم كــل إدارة من اإلدارات، سواء كانت إدارة حكومية من أعلى المستوياتــأنواع إلى آخر السلم، أو إدارة في الشركات الخاصة أو ما أشــبه، بــة ألجــل إنجــاز معامالتهــا، ــات واألعمــال الكتابي متعــددة من العملي ويطلق على هذه األنــواع من األعمــال: إجــراءات العمــل، أو طــرق

وأساليب العمل، وربما يطلق على ذلك )روتين العمل(. وتعتبر اإلجراءات من وسائل القيام باألعمــال، وبــدونها ال يمكن إنجاز أي عمل من األعمال، إما ألن القانون يقــف أمــام ذلــك، وإمــا

ألن طبيعة العمل تتطلب ذلك. ويتم القيام باإلجراءات على شكل خطوات متسلسلة، الخطــوة األولى وتليهــا الخطــوة الثانيــة، وهكــذا إلى أن تصــل المعاملــة إلى الخطوة األخــيرة من خطواتهــا المحــددة لهــا، حيث تنتهي إجــراءات المعاملة وتقدم النتائج إلى المستفيدين على شــكل إذن أو تصــريح للقيام بعمـل مـا، كرخصـة بنــاء سـكن أو رخصـة مزاولـة مهنـة من المهن أو الحصول على خدمة من الخدمات العامـة كالحصـول على

تلفون وما أشبه.

186

وقد تكــون اإلجــراءات متزامنــة بعضــها مــع بعض، وليســت في سلم التقدم والتأخر، فتتمكن اإلدارة من بعث مندوبين أحدهم ألجل الحصول على الرخصــة من إدارة الســكن، وأحــدهم للحصــول على

الرخصة من إدارة الكهرباء، إلى غير ذلك. والقصد من ؛جراءات العمــل الخطــوات التفصــيلية أو المراحــل الــتي تمــر بهــا المعاملــة من البدايــة إلى النهايــة، فهي سلســلة من العمليات الكتابية يشترك فيها عــدد من النــاس في إدارة مــا أو في

وتصمم ألجــل أن العمليــات المتكــررة تعــالج بطريقــة،عدة إداراتموحدة.

))نماذج من الروتين العام(( ونذكر من إجراءات العمل التي لهــا ارتبــاط بكــل إدارة أو بكــل

شخص أمورا: مثل معاملـة الحصــول على رخصــة قيــادة ســيارة خصوصــية أو

سيارة كبيرة للتجارة أو ما أشبه.ومعاملة الحصول على رخصة بناء عمارة سكنية.

ومعاملة الحصول على الماء أو الكهربـاء أو التلفـون أو التبليـطأو الترميم.

ومعاملة الحصول على رخصة محل تجاري.ومعاملة الحصول على رخصة استيراد.ومعاملة الحصول على رخصة تصدير.

ومعاملة الحصول على صندوق البريد أو نصب التلكس.ومعاملة الحصول على الوظيفة لمن يريد أن يتوظف.

ــاة وإلى غير ذلك من الروتينيات البليدة التي تسبب توقيف الحيوعدم االنطالق في أكثرها.

وفي العالم الغربي، وإن لخصوا هذه الروتينيــات إلى أقــل قــدر ممكن في نظـــرهم، إال أن أصـــل غـــالب هـــذه الروتينيـــات خالف المنطق والعقل والحرية الممنوحة لإلنسان، وقـد قـال سـبحانه في

ورحمتي ﴿وصف النبي )صلى الله عليه وآله(:

187

وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والــذين هم بآياتنا يؤمنون، والذين يتبعون الرسول النبي األمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة واإلنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكــر، ويحــل لهم الطيبــات ويحــرم عليهم الخبــائث، ويضــع عنهمــزروه ــه وع ــوا ب ــذين آمن ــانت عليهم، فال ــتي ك ــرهم واألغالل ال أص

. ﴾ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون بســبب،فالله سبحانه وتعالى وضع اإلصر واألغالل عن البشرية

رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( وقــد فســرنا اإلصــر واألغالل فيكتاب )الصياغة( بما ال داعي إلى تكراره.

كما أن من األمور اإلجرائية عمليات أخرى تتم داخل المنظماتــالمواطنين، ــق بـ ــية وال تتعلـ ــة واألساسـ ــها الذاتيـ ــة أغراضـ لخدمـ وكــإجراءات اإلجــازة واالمتــداد للمــوظفين، وإجــراءات المشــترياتــة ــة العادي ــزة للمنظمــة، واإلجــراءات اليومي ــاث واألجه ــأمين األث بت كإجراءات البريد الوارد والصادر، وإجراءات حفظ الرسائل والوثائق

في الملفات وغيرها من اإلجراءات. وبوحه عام فإن جميع األعمــال الكتابيــة في اإلدارات والمصــالحــر في ــة تم ــتى اإلدارات الفردي ــة والشــركات الخاصــة وح الحكومي سلســلة من الخطــوات، وتتبــع في ســيرها أنواعــا محــددة ممــا هي ضرورية إما بسبب طبيعة العمل، وإما بســبب القــوانين الــتي تقــف

دون المضي إال بالموافقة. وفي هذا المجال وهو مجال اإلجراء يظهــر دور مهــارة المحلــل اإلداري والمدير في الدراسة، ولتبسيط اإلجراء والتصميم واالقتراح واإلسراع وما أشبه ذلك، ممــا يطلب من كــل من المــدير والمحلــل

ومن أشبه.

188

ومن الممكن تقصير أمد اإلجراءات بســبب المهــارات، كمــا من الممكن تطويلهــا بســبب عــدم االطالع الكــافي، أو الكســالة في

السعي.

))عند إنشاء إدارة جديدة(( وعند إنشاء إدارة أو قسم جديد في منظمــة مــا، فــإن الــواجب يقتضــي أن يقــوم الــرئيس اإلداري بــإجراء دراســة تنظيميــة معينــة لتحديد اإلجراءات الالزمة للقيام بأعمال اإلدارة في القسم الجديــد، وبتصميم إجراءات جديدة مناسبة إلنجاز األعمــال، وللتنســيق لهــذهــة، اإلدارة الجديدة مع سائر اإلدارات المبنية عليها الوحــدة التنظيمي من غير فرق بين أن تكون إدارة دولــة أو إدارة مؤسســة ثقافيــة أو

اقتصادية أو غير ذلك. فإنــه من الضــروري فيمــا إذا أسســت وحــدة جديــدة أن تكــون التنســيق بين الوحــدات األخــر وبين هــذه الوحــدة، فال يكــون األمــر فوضى، ولــذا نجــدهم أنهم لمــا يريــدون بنــاء حي جديــد في مدينــة، يجتمــع على التخطيــط والتنفيــذ واإلجــراء خــبراء من عــدة وزارات، وزراة اإلسكان والمــاء والكهربـاء والمواصـالت واإلعمــار والداخليــةــاج إلى المدرســـة ــدة تحتـ ــة الجديـ ــبه ذلـــك،، ألن المدينـ ــا أشـ ومـ

والمستوصف والماء والكهرباء والشرطة واألمن وما أشبه.

))خلل في اإلجراءات السابقة((ــتي تجــري ثم إنه كثيرا ما يكون الخلل الظاهر في اإلجراءات الــة في بالنسبة إلى هذه الوحدة الجديدة، ألنه تنقل اإلجراءات المتبع إدارة ما إلى هذه اإلدارة الجديدة عنــد مــا تكــون أعمالهــا متشــابهة في تلك المنظمة، دون األخذ باالعتبــار أن اإلجــراءات المنقولــة من تلــك المنظمــة الســابقة قــد تكــون قديمــة ومعقــدة وطويلــة وغــير مناسبة ألعمال اإلدارة الجديدة، أو غير مناسبة ولو للجو االجتماعي الجديد، وقد يحدث أن تكون المنظمة التي اقتبست منها اإلجراءات

قد نقلت بدورها إجراءاتها من منظمة

189

أخــرى، وحيث إن من طبيعــة اإلجــراءات أن تنمــو وأن تزيــد خطوتها وتطول مع مر الســنين، ولــذا فــاإلجراءات المبســطة الــتي وضــعت أساســا للمنظمــة األولى أخــذت تطــول وتتعقــد فيمــا بعــد بدرجة أن المعــامالت أصــبحت تمــر في العديــد من الخطــوات غــير الضرورية، وأخذت تحتــاج إلى وقت أطــول أكــثر بكثــير من الــوقت السابق الذي حــدد لهــا، وهكــذا احتــاجت إلى مزيــد من المــال ومن

األفراد أحيانا. وكذا الحال في كل مرافق الحياة إذا نقلت من الحياة الســابقة إلى الحياة الالحقة، فإن الحياة تتصاعد وتتهابــط وتختلــف شــروطها من زمان إلى زمان، وال يمكن النقل حرفيا من السابق إلى الالحقــاة ــار المســتجدات بالنســبة إلى الحي ــذ بنطــر االعتب ــدون أن يؤخ ب

الجديدة. ومثال في القوانين اإليرانية في زمان البهلويين نقلوا قوانين من

الوا ومن إيران، إلى وغيرها إذاضبلجيكا حتى القوانين تلك أن ح فرضت أنها كانت صالحة لبلجيكا وإميركا وبريطانيــا، أو لزمــان مــا، فإنه من الواضــح أن تلــك القــوانين مــا كــانت مناســبة ال إليــران وال

لألزمنة المستجدة. وهذا الروتين باق إلى يومنا هذا، ولذا نــرى طوابــير المــراجعين يقفون أمان الدوائر بال حــول وال قــوة، وتقــذفهم دائــرة إلى دائــرة، وكــل تلــك اإلجــراءات حــتى مــع قطــع النظــر عن اإلســالمية والال

قـــوانينإلى إســـالمية خالف اإلنســـانية، وهكـــذا نشـــاهد بالنســـبة العقوبات.

ثم ال يخفى أن في العراق حيث نقلت من إميركا اإلجــراءات بالبرائد، فو من نقلت ما جانب لها إلى وغيرها، التييطانيا نواقصها

ألمعنا إلى جملة منها سابقا. فإن اإلجراءات المبسطة لألعمال تحقق أهدافا وفوائــد متعــددة للمنظمــة ولجمهــور المنتفعين، فهي ال تــؤدي إلى تخفيض النفقــات فحسب، بل إنهــا تســاعد على زيــادة كفــاءة وفاعليــة المنظمــة في

القيام بأعمالها، كما

190

إنها تضغط على الوقت، فيكون الوقت إذا كان بحاجــة إليــه فيزمن واسع يحتاج إليه في زمن قليل.

))فوائد اإلجراءات الصحيحة((ومن فوائد وأهداف اإلجراءات:

ــد المســبقأوال: ــإن التحدي ــامالت، ف اإلســراع في إنجــاز المع للخطوات المتسلسلة التي تمر فيها المعامالت يــؤدي إلى اإلســراعــاتب ــار على مكـ ــاز األعمـــال، ويقلـــل من أوقـــات االنتظـ في إنجـ الموظفين ألجل معرفة الخطوات التي يجب أن تمر فيها المعاملــة،

ويؤدي ذلك بالتالي إلى اإلسراع في إنجاز المعامالت.ــة ســواء في اإلدارة ــاك لجن لكن من المتسحســن أن تكــون هن الخاصة أو في اإلدارة العامــة أي اإلدارة الحكوميــة، ألجــل مالحظــة التقليــل من الــوقت والمــال ومــا أشــبه من ســائر الطاقــات الــتي

تصرف في اإلجرائيات حتى يكون األمر أسرع بالقدر الممكن. تحسين الخدمات المقدمة للجمهور، فــإن الســرعة فيوثانيا:

ــا وأســابيع على ــا أيام ــامالت وعــدم تكبيســها وانتظاره إنجــاز المعــل لجمهــور ــدم خدمــة أفض ــأنه أن يق ــوظفين من ش مكــاتب الم

المنتفعين. توحيد أداء األعمــال الكتابيــة في المكــاتب، حيث تحــددوثالثا:

لألعمال المتشابهة إجراءات عمــل موحــدة وتــؤدي بنفس الطريقــة عند مــا تتكــرر تلــك األعمــال، فال يحكم الفوضــى مكتبــا عن مكتب، ومديرا عن مدير وهكــذا، ومن الواضــح أن توحيــد الطريقــة يســبب

أقلية الجهد والمال. تخفيض نفقة األعمال الكتابيــة، فــإن اعتمــاد إجــراءاتورابعا:

موحدة للمعامالت المتشابهة يؤدي إلى تصــميم نمــاذج موحــدة لهــا مما يؤدي إلى تحقيــق بعض التخفيض في نفقــات القيــام واألعمــال

الكتابية.لكن من

191

ــان الضروري أن تكون هناك أيضا في الوحدة التنوع، فإن اإلنس خلق متنوعا، سواء الموظف أو الــذي يراجــع الموظــف، ولــو يكــون التنوع باختالف ألوان األوراق أو اختالف التصاميم في األوراق أو ما

أشبه ذلك.ــهوخامســا: ــوظفين، فإن ــري للم ــود الفك ــل من المجه التقلي

تســاهم اإلجــراءات في التقليــل من المجهــود الفكــري للمــوظفين، فالرئيس اإلداري يقــوم بوضــع سياســة موحــدة وإجــراءات موحــدة لمعالجة الموضوعات المتشابهة من المعامالت، ويقــوم الموظفــون التنفيذيون من أي لون كان الموظف، سواء كان محلال أو مراقبا أوــامهم ــاء قي ــذ تلــك السياســة، وال يتوقفــون أثن ــا، بتنفي موظفــا عادي باألعمال للتفكير مليا في اإلجراءات التي سيتخذونها على المعاملة في كـــل مـــرة تمـــر عليهم، وال يرجعـــون للـــرئيس اإلداري إال فيــك يــوفر الــوقت للمراجــع وللموظــف ــتثنائية، وذل الحــاالت االس

وللرئيس. وعند ما نبحث تلك األمور االستثنائية ويتخذ بخصــوص إجراءاتهـا قرارا ما، يصبح سابقة في المنظمة يرجع إليهــا في معالجــة األمــور

المشابهة لها في المستقبل. ثم إن وجــود خطــوات متسلســلة ومحــددة لســير المعــامالت،ــا أو عرضــيا، كمــا ســبق اإللمــاع إلى ســواء كــان التسلســل طولي التسلسل العرضي أيضا، ضمان بــأن تنفيــذ كــل المعــامالت حســب

الطريقة المقررة بال زيادة وال نقيصة وال تشابك وال تداخل. ويقلل ذلك من فــرص الخطــأ والنســيان عنــد القيــام باألعمــال، ويساعد اإلدارة على إحكام الرقابة على تنفيذ األعمال حــتى يكــون سيرها سيرا صــحيحا، وفــق سياســات وإجــراءات محــددة لمواجهــة

الحاالت واالحتماالت التي واجه سير العمل في المؤسسة.ــام ــؤدي إلى القي ــالهم ي ــامهم بأعم ــا بقي ــوظفين له ــاع الم واتب

باألعمال

192

ــة في ــى واالرتجاليـ ــي على الفوضـ ــانس، ويقضـ ــكل متجـ بشـ المنشئة، وذلك عند ما يسمح لكل موظف أن يقوم بتنفيــذ األعمــال حسب طريقته الخاصة، فــإن الطــرق قــد تكــون متباينــة ومتخالفــة حســب االجتهــادات، وقــد تكــون متباينــة ومتخالفــة حســب تضــارب المصـــالح، وقـــد ســـبق اإللمـــاع إلى أن االختالفـــات ليس حســـبــب تضــارب ــات حس ــون االختالف ــد تك ــا ق ــط، وإنم ــادات فق االجته المصالح، فإن البائع والمشتري مصلحة كل منهمــا في زيــادة الثمن

ونقيصته متضاربة، ال أنه من اختالف االجتهادات.

))اإلجراءات الحديثة والمبسطة(( ثم إن اتبــاع إجــراءات حديثــة ومبســطة عنــد القيــام باألعمــال، يؤدي إلى التقليل من التذمر بين الموظفين، إذ التذمر عــادة نتيجــة كثرة العمل الروتيني الذي يقوم به الموظف، والتشابك والتضــارب بين األعمال، فتبسيط األعمال وتخفيفها من شــأنه أن يســاعد على رفع معنويات الموظفين وزيادة حبهم ألعمالهم، وذلك بدوره يسبب زيادة النتيجة، سواء كانت النتيجــة اقتصــادية أو ثقافيــة أو صــحية أو

غير ذلك.

))عيوب اإلجراءات((ــن إذا لم ثم لإلجراءات عيوب يجب اجتنابها، فإن كل شيء حس يراع تبدل إلى السيء، فماء السماء إذا لم يراع بجعل الجــداول لــه يتحول إلى مستنقعات تعطي الجراثيم واألضرار وما أشبه ممــا هــو معروف، واإلجراءات كذلك، فربما تســتخدم اســتخداما ســيئا وغــيرــة سليم في بعض الحاالت، فتصبح اإلجراءات مع مرور الزمن طويل ومعقدة، وتــؤدي إلى تــأخير إنجــاز األعمــال وإلى تــذمر المواطــنين أيضا، حيث إن تطويل اإلجراءات وتعقيــدها تــؤثر على كال الجــانبين،

وهذا هو المصطلح عليه بالروتين، وربما يقال له: اللعب بالورق.ومعنى ذلك تأخير

193

المعامالت تأخيرا غــير طــبيعي، وإحالــة اإلنســان من دائــرة إلى دائرة، ولذا فإنه يعتبر من األمراض اإلدارية التي يعاني منهــا الكثــير

من اإلدارات األهلية والحكومية.ــيء، ــذا الشـ ــة إذا ابتليت بهـ ــح أن اإلدارات األهليـ ومن الواضـ فالنــاس ينفضــون من حولهــا، لعــدم انجبــارهم في مراجعتهــا، أمــا اإلدارات الحكومية المبتالة بهذا الشيء كما في العالم الثالث كافة، فإن الناس يتذمرون من الحكومة، مما ينتهي باآلخرة إلى الفوضــى واالضطراب، أو إلى الثورات واإلضرابات والمظاهرات المنتهية إلى

سقوط الحكومات.ــوع ثم اإلجراءات الصحيحة بتوحيدها للعمليات والقرارات لكل ن من األعمال المتشابهة، من شأنها أن تقلل من التفكير بالنسبة إلى

الموظفين واإلداريين في األعمال التي يقومون بها.

))من أسباب تأخر المعامالت(( ثم البقاء على اإلجراءات الســابقة قــد يقــود إلى ارتكــاب بعض المخالفات واألخطــاء، إذ الحالــة الجديــدة تختلــف عن الحالــة الــتي وضعت لها تلك اإلجراءات، فاإلجراءات بعد مرور مدة من الزمــان، أي طــرو حــاالت اســتثنائية والحــرب ونحوهــا، بحاجــة إلى دراســتهاــا الموجــد للفوضــي ــع المــرض الحــادث فيه بهــدف تبســيطها ورف واالضــطراب وحــرق األوقــات والتــذمر والتضــحية ببعض المــال من

المراجعين.ــير الضــرورية ــدد من المراحــل غ ــة في ع ــرور المعامل ــإن م ف والخطوات غير الالزمة يؤدي إلى إبطــاء ســيرها نتيجــة لتجزئــة كــل إجراء إلى عدة عمليات اختصاصية تســند إلى عــدد من المــوظفين، ومرور المعاملة على عدد كبير منهم إلتخاذ اإلجــراءات عليهــا، فإنــه

يؤدي إلى تأخيرها. كما أن وجود خطوات غير الضرورية كاإلكثــار من عمليــات قيــد وتسجيل المعاملة ألغراض الرقابــة يــؤدي إلى تأخيرهــا، كمــا تــؤدي

كثرة

194

السجالت وكثرة الرجوع إليهــا إلى تــأخير ســير المعاملــة، وإلىــا يضــيع ــيرا م ــام والموظــف المختص، وكث ــامالت أم ــديس المع تك الســجل أمــام الموظــف خصوصــا في العــالم المتــأخر وتــؤدي إلى عمليــات اللــف والــدوران في المعاملــة، وذلــك يــؤدي إلى تأخيرهــا

أيضا. وهناك حاالت تمر فيهــا المعاملــة على جهــة واحــدة أو موظــف واحد عدة مرات إلتخاذ اإلجراء المحدد عليها، وذلك ممــا يــوجب أن يراجع هــذا المراجــع إلى هــذه الــدائرة مــرة ثم إلى دائــرة ثانيــة ثم يرجع إلى الــدائرة األولى، ويعــود الســبب في تجــوال المعاملــة بينــا يتوافــق مــع تسلســل ــرتيب المكــاتب ترتيب المكــاتب إلى عــدم تــات ــع العملي ــدم تجمي ــة، وإلى ع ــراءات المعامل ــوات في إج الخط

المتشابهة مع بعضها في مكان واحد أو عند موظف واحد. وكثيرا ما يكون اللــف والــدوران من جهــة أن اإلداريين يريــدون عدم حدوث األخطاء في أعمالهم، مثال يرجع إلى المدير، ثم يرجعــه المدير إلى المدير الذي تحت يده، فالمدير الذي تحت يده إذا أكمل العملية يرجــع المراجــع إلى المــدير الــذي فوقــه أيضــا حــتى يحقــق المدير الذي هو فوقه من صــحة إمضــاء المــدير الــذي تحتــه وعــدمــدقيق خطأه، وحتى يحققوا هذا الهدف فإنهم يكثرون من أعمال الت

ألجل إحكام الرقابة على األعمال. وإذا أخذنا المعامالت المالية على سبيل المثال، فإننا نالحــظ أنــا، المعاملة تمر على عدد كبير من الموظفين ألجل تدقيقها وتوقيعه وربما يكون المبلغ الذي تحتويــه المعاملــة مبلغــا صــغيرا ال يســتحق بذل تلك الجهود، بل إذا قورن ذلك المبلغ بالمبلغ الــذي يصــرف من الوقت والمال ألجل اللف والدوران يكون المبلغ المطلوب أقل من المبلغ الذي يحرق ألجله المال والوقت، وقد تسجل المعاملــة عــدة

مرات عند ما تنقل من مكتب إلى مكتب آخر، خوفا

195

من ضياعها وتحمل الموظف مسؤولية فقدانها.ــؤثر على نفس ــدوران ت ــف وال ــراءات والل ــون اإلج ــذا تك وهك المــوظفين، فــإن الموظــف يضــطر أحيانــا إلى الــذهاب إلى غــرف أخرى غير غرفة مكتبه، وذلك ناتج عن عدم وضع السجالت ومصادر المعلومات الالزمة لقيام الموظف بأعماله قريبة منه، وكــثرة تنقــلــاز ــأخير إنج ــالي إلى ت ــوقت ، وبالت ــاعة ال ــؤدي إلى إض ــف ت الموظ

المعاملة.

))الرشوة وأسبابها(( وكثيرا ما يضطر المراجع إلى إعطاء الرشــوة لتقصــير الطريــق على نفسه، ولذا تفشت الرشوة في كل العالم الثالث بشكل فظيعــه أيضــا من جــدا، وســبب الرشــوة وإن لم يكن هــذا فحســب، لكنــف ــداراك الل ــد ت ــإن المراجــع يري أســبابها المتفشــية والشــائعة، ف والدوران والــذهاب والمجيء والوقــوف في الصــف واحــتراق وقتــه

باعطاء شيء للموظف المسؤول أو لعدة موظفين. ومن الواضح أن الموظف المسـؤول حــتى إذا كــان مسـلما قــد يأخذ الرشوة، فإن المال مغر، واإلسالم قليال مــا يقــف أمــام أمثــال هذه األمور إذا لم تكن رقابة، والمفروض عدم وجود الرقابــة، أو أن

الرقيب هو أيضا رجل يأخذ الرشوة ألجل تمشية أموره. وفي الـــدوائر الحكوميـــة ال يمكن قطـــع الفســـاد والرشـــوةــرة ــزاب الح ــدد األح ــك إال بتع ــير ذل ــوبية وغ ــوبية والمنس والمحســة المتنافسة على الحكم في انتخابات حرة، حتى يكون هناك حكوم في الظل تراقب هذه الحكومة التي في العلن، وإذا رأت الحكومــة في الظل أن الحكومة التي في العلن تأخذ الرشوة أو تعمل أعمالــة خالف الموازين، فإنها تنشر في صحفها ما يوجب إسقاط الحكوم الظاهرة كال أو بعضــا، فــإن غــير هــذا العالج ال يكــون عالجــا ناجحــا، والرشوة وإن كــانت تمشــي أيضــا في مثــل هــذه الحكومــة إال أنهــا

قليلة جدا إذا قيست

196

بالرشوة في الحكومات االستبدادية ال تكــون إال جــزءا من مائــةجزء، أو في نسبة أبعد.

نعم، ال إشكال في تأثير التربية والــوازع الــديني وغــير ذلــك فيتقليل الرشوة.

197

))دراسات لتبسيط اإلجراءات(( )مسألة( ذكرنا في البحث السابق: إساءة اســتخدام اإلجــراءات في كثير من األحيان من الموظفين، سواء في القطاع الحكومي أو الموظفين في الشركات الخاصة وما أشبه ذلك، فقد تطول وتعقــد المعامالت وتكثر الشكوى منهـا، وتسـبب حــرق األوقـات واألمــوال، فتنقلب فوائد اإلجــراءات ومحاسـنها إلى عيــوب، وتصــبح عبئــا على

المنظمة بدل أن تكون أداة مساعدة لها للقيام بأعمالها. ففي مثل هذه األحوال يصبح من الواجب القيام بدراسة تحليلية

إلجراءات المنظمة بهدف تبسيطها، وذلك تسهيال لألعمال واختصارا للوقت وتوفيرا لمال المراجع في كيسه، وحفظا لجهــود المــوظفين

والمواطنين على حد سواء. وقبل الشروع في تنفيذ برنامج لتبسيط اإلجــراءات في منظمــةــد أوال من الحصــول على ــة، الب ــة أو أهلي ــانت حكومي ــا، ســواء ك م موافقة اإلدارة العليا فيها، فتبني اإلدارة العليا للبرنامج وتقبلها يمهد الطريق أمام التقبل السريع والتعاون من قبل المستويات التنفيذية

الدنيا في المنظمة.

))إقناع اإلدارة العليا(( ومن األمور التي تساعد على إقنــاع اإلدارة العليــا أهميــة تنفيــذ برنــامج لتبســيط اإلجــراءات، هي إبــراز المشــاكل الــتي تواجــهــأخير في إنجــاز المعــامالت، وكــثرة اإلجــراءات في المنظمــة، كالتــادة التــذمر عنــد جمهــور المنتفعين من األخطــاء في األعمــال، وزي تعقيد اإلجراء بما يوجب أحيانا االنفضاض من حول المنشئة األهلية،

أو الوصول إلى اإلضرابات والمظاهرات في الحكومات. ولتسليط مزيد من الضوء على المشاكل التي تواجــه المنظمــة يستطيع صــاحب فكــرة تبســيط اإلجــراءات، ســواء كــان خبــيرا من خــارج المنظمــة أو كــان محلال إداريــا في نفس المنظمــة، أن يقنــع اإلدارة العليا بأهمية تنفيذ برنامج لتبسيط اإلجــراءات فيهــا، هــذا إذا

كانت الفكرة مقترحة بواسطة خبراء التنظيم

198

واإلدارة من خارج المنظمة أو بواســطة وحــدة التنظيم واإلدارةفي نفس المنظمة.

ــيط ــامج لتبس ــذ برن ــرة تنفي ــون فك ــان تك لكن في بعض األحيــا في المنظمــة، نتيجــة شــعورها ــا من اإلدارة العلي اإلجــراءات نابع

وإحساسها بتعقيد اإلجراءات في منشئته، وبضرورة تبسيطها. وفي كلتا الحـالتين فالبــد لإلدارة العليــا أن تقــرر الوسـيلة الـتي

ستنفذ فيها برنامج تبسيط اإلجراءات.

))فشل الدكتاتور في تبسيط اإلجراءات(( لكن من الواضح أن اإلدارة العليا إذا فكرت في ذلك، فإذا كانتــة لم يمــر زمــان إال وتتجــزؤ هــذه الفكــرة من رأس إدارة دكتاتوري اإلدارة العليا، حيث إنها ال تــراقب من جهــة، وتــرى أن ذلــك يخــالف

دكتاتوريتها. وإذا فرض أن اإلدارة العليا كانت مصممة جدا في هذا الموضع، ال يكون هناك ضمان إلجرائه إطالقا، ألن الموظفين حيث ال يخافون

غالبا ال يتقيدون بتنفيذ التبسيط. ولذا رأينا مكررا في الحكومات الدكتاتورية الـتي عاصـرناها، أن اإلدارة العليا تتخذ قرارا وتظهر أنه قــرار حاســم، وبعــد أيــام قالئــل تتبخـــر تلـــك القـــرارات، وفي أيـــام ناصـــر في مصـــر طلب بعض الموظفين من الخــارج حــتى يقومــوا بالتوصــيات والقــرارات ألجــل

إصالح الجهاز اإلداري في الحكومة.ــوال ــا في أح ــهم دقيق ــر وفحص ــويال في مص ــائهم ط ــد بق وبع الموظفين والوظــائف اعطــوا تقريــرا ســريا حاصــله: إن اإلصــالح ال يمكن، ألن المشكلة في زيادة الموظفين زيادة كبيرة أضعاف القدر المحتــاج إليــه، لكن هــذه الزيــادة ال يمكن التقليــل منهــا، ألن رئيس الدولة مولع بالمصفقين، وقد لف حوله هذه الزيادة للفخفخــة، ومــا دام هــذه اإلرادة في رئيس الدولــة ال يمكن اإلصــالح، وهكــذا بــاءت المحاولة بالفشل، ورجع الخــبراء بخفي حــنين، ولم ينتــه األمــر إلى

شيء.هذا باإلضافة إلى أنه وأحيانا ينقلب األمر إلى

199

الضد، مثال رأينا حكومة معاصــرة اتخــذت قــرارات بشــأن كــثرة االرتشاء في القضاة وكثرة فسادهم، فأصــدرت قــرارا شــديدا بهــذا الشأن، لكن لما لم يكن ضمان لتنفيذ هذا القــرار حيث إن الــرئيس الــدكتاتوري لم يكن يتمكن من تــدبير القضــاء أو عقــوبتهم، اســتغل القضاة هذا األمر بإفساد أكثر، فكل من كان يراجعهم بشأن القــرار الجديــد وتقــديم مظلمتــه الســابقة يجعلونــه تحت طاولــة العقــاب، فيزجونــه في الســجن أو يأخــذون منــه رشــوة كبــيرة أو متوســطة

إلطالق سراحه بدون عقاب، إلى غير ذلك.

))طرق تبسيط اإلجراءات(( ثم إن من الممكن في تبســيط اإلجــراءات االســتعانة بخــبراءــدة للتنظيم ــاء وحـ ــة، أو إنشـ ــارج المنظمـ التنظيم واإلدارة من خـ واإلدارة في نفس المنظمة، أو االستفادة من المديرين والمشرفين

لتبسيط اإلجراءات. وهــذه الوســائل المختلفــة لكــل واحــد منهــا منــافع، وفي نفس الوقت لكل واحــد منهــا عيــوب، فيجب الــترجيح بين هــذه الوســائل الثالث، ولعـــل اإلدارات تختلـــف بعضـــها من بعض، وإليـــك بعض

التفصيل في ذلك:

: االستعانة بالخبراء خارج المنظمة((1))ــع فاألول: االستعانة بالخبراء من خارج المنظمة، ويتم التعاقد م خــبراء مختصــين في مجــال التنظيم واإلدارة ألجــل القيــام بدارســة اإلجـــرءات وتنظيم اإلدارة، وتنتهي مهمـــة الخـــبراء بعـــد تنفيـــذ

االلتزامات المتفق معهم عليها. وقد يرى بعضهم أن التعاقد مع خبراء من خارج المنظمة ســواء

ــبر من أفضــل الوســائل كــانوا من نفس البلــد أو من بالد أخــر، يعت لتطوير وتحسين إجراءات العمل في المكاتب، فــالخبراء من خــارج المنظمة يكونون قد اكتســبوا خــبرة واســعة في مجــاالت أعمــالهم، نتيجة لقيامهم بمهام مختلفة في منظمــات أخــر، فيعرفــون مكــامن الداء وكيفية الــدواء، كمــا أنهم يــأتون إلى المنظمــة بأفكــار جديــدة

وبنظرة جديدة إلى األمور مما اكتسبوها

200

من ممارســـتهم للعمـــل في المنظمـــات المتشـــابهة، ويمكنهمــثر من نفس ــكل أكـ ــة بشـ ــاكل المنظمـ ــاف مشـ ــة اكتشـ مالحظـ الموظفين العاملين ،فيها والــذين اعتــادوا على إجراءاتهــا وأصــبحتــوات أساســية، ألنهم ــوات اإلجــراءات خط ــرهم بعض خط في نظ اعتادوها وترك العادة شيء صعب جدا، بينما تكــون هي في حقيقــة

الحال خطوات غير ضرورية، أو ضارة. ويكون الخبراء من خارج المنشئة أكثر موضوعية في دراستهم، وفي توصياتهم إلصالح األمور، فال يدعون مجاال للنــواحي الشخصــية وال لالعتبارات الخاصة، وال تــؤثر فيهم المحســوبية والمنســوبية، فال

تؤثر عليهم عند قيامهم بأعمالهم.

))سلبيات هذه االستعانة((ــارج ــبراء من خ ــتعانة بخ ــه إلى االس ــادات توج ــاك انتق لكن هنــاليف، المنظمة، إلى جنب منافعها التي ذكرناها فإنها أوال عالية التك وإذا كانت المشكلة التي تواجه منظمة ما صغيرة، فإن المنظمة قد ال تضحي بمبالغ كبيرة للتعاقد مع خبراء من الخــارج ألجــل دراســتها

وتقديم الحلول المناسبة لحلها. كما أن الخبــير إذا كـان من الخــارج ال يتمكن من الفهم الكامــل ألمزجــة المــوظفين واإلدارة، فيمكن أن ال يكــون حلــه حال يناســب

المنظمة.ــة إلى ــة التوصــيات والمقترحــات المقدم ــة متابع ــا أن عملي كم المنظمة تكون ضعيفة في معظم األحيان، وقد تهمــل المتابعــة بعــد انتهــاء مهمــة الخــبراء، فــإن الخبــير يرجــع إلى بلــده أو إلى منصــبه الســابق وتبقى المنظمــة بــدون إصــالح، ألن التوصــيات والقــراراتــا ليس هناك من يتمكن من متابعتها متابعة كافية، حتى اإلدارة العلي

النغراقها في مهماتها بنفسها ال تتمكن من المتابعة.

201

: إنشاء وحدات داخل المنظمة((2)) الثاني: إنشاء وحــدة للتنظيم واإلدارة في نفس المنظمــة، فــإن المنظمة تنشئ وحدة دائمة للتنظيم واإلدارة، وتــزود بخــبراء أكفــاء قادرين يخصصون كل جهدهم ووقتهم لدراسـة التنظيم واإلجــراءات المعقــدة والمشــاكل الــتي تواجــه المنظمــة، ولتقــديم المقترحــات

والتوصيات بشأن معالجتها. ويــرى بعضــهم أن إنشــاء مثــل هــذه الوحــدة يعتــبر من أفضــل الوسائل ألجــل مواجهــة مشــاكل المنظمــة، فوجــود الوحــدة داخــل المنظمة يضمن تعاون الرؤساء والمــوظفين مــع المحللين اإلداريين عند إجــراء الدارسـة، ويكــون المحللـون أقــدر على تفهم وتحسـس المشــاكل الــتي تواجــه المنظمــة، ألنهم من نفس المنظمــة )وأهــل مكة أدرى بشعابها( كما في المثل، فيستطيعون أن يقومــوا بــإجراء الدراسات لمواجهة المشاكل الكبيرة والصغيرة، وبإيجاد الحلول لها

قبل أن تعطي المشاكل ثمارها البشعة. باإلضافة إلى أن وجودهم بشكل دائم في المنظمة، يمكنهم من متابعة تنفيذ التوصيات والمقترحات الــتي يكونــون هم قــدموها إلى اإلدارة، ومن إدخــال اإلصــالحات على المنظمــة بشــكل مســتمر

ومتطور. لكن هناك بعض آخــر يــرى أن هــذه الوســيلة أيضــا ال تخلــو من المشكالت، لما تقدم اإللماع إليه، فــإن تــأقلمهم مــع اإلدارة يســبب اعتيادهم على المشاكل واإلجراءات الطويلة ليســبب أن ال ينظــروا

إليها نظر حياد من الخارج، وإنما نظر عضو في الداخل. ولـــذا يـــرى جماعـــة أن من أفضـــل الوســـائل لدراســـة تنظيم المنظمات وإجراءاتها، هو في الجمع بين الوسيلتين األولى والثانية، بحيث يحصــل التعــاون في إجــراء الدراســة بين الخــبراء من خــارجــداخل، فيســاعد موظفــو وحــدة المنظمــة، وبين المــوظفين من الــع ــ ــارج في جم ــ ــبراء من الخ ــ ــداخل، الخ ــ التنظيم واإلدارة من ال

المعلومات حول

202

المشكلة، ويقــدم الخــبراء خــبراتهم في مجــاالت اختصاصــاتهم،ــول المناســبة لمشــاكل ــاد الحل ــان في ســبيل إيج ــاون الطرف ويتعــدة المنظمة، وتحصل الفائدة لها بسبب خبراء الخارج وموظفي وحــبراء، التنظيم واإلدارة فيها نتيجة اطالعهم على األفكار الجديدة للخ

وحسب تجاربهم وخبراتهم المكتسبة من القيام بنفس المنظمة. كمــا يــرى بعضــهم أيضــا أن يكــون هنــاك الــداخل والخــارج من مؤسســتين، فهــذه المؤسســة تعطي خبراءهــا لمؤسســة ثانيــة، والمؤسسة الثانية تعطي خبراءهــا للمؤسســة األولى، وهــذا يســبب قصر الطريق وعــدم التضــرر بالنفقــات، ويكــون جمعــا من الــداخل

والخارج.

: االستفادة من نفس مدراء ومشرفي المنظمة((3))ــرفين في نفس ــ ــديرين والمش ــ ــتفادة من الم ــ ــالث: االس ــ الث المنظمة، وحسب هذا األسلوب فإنه يوكـل أمــر دراسـة اإلجـراءات وتحســينها إلى رؤســاء اإلدارات ورؤســاء األقســام المشــرفين فيــة المنظمــة، إذ رؤســاء اإلدارات واألقســام يتمتعــون بمعرفــة كافي وبخبرة واسعة بطبيعة األعمال التي يشرفون عليها، فتنفيذ برنــامج لتبســيط األعمــال في المنظمــة واشــتراكهم فيــه وتشــجيعهم على تقــديم المقترحــات لتبســيط اإلجــراءات من شــأنه أن يعــود بفوائــد

كبيرة على المنظمة. لكن يوجه إلى هذا الثالث أيضا بعض االنتقادات، مثل أن المديرــا أن ــد، فإم ــام بعملين في وقت واح ــرف ال يتمكن من القي والمش يقلل من عمله باإلدارة أو يقلــل من عملــه في التبســيط، باإلضــافةــادوا على إلى االنتقاد السابق وهو أن المديرين والمشرفين قــد اعت اإلجراءات الطويلة والملتوية، وأصبحت جزءا منهم وهم جزءا منهــا، ويكــون ذلــك شــيئا مهمــا بالنســبة لهم في بعض األحيــان فال يرونــه

نقصا.هذا ومن جهة ثالثة

203

ــة ــات الكافي ــد الرؤســاء والمشــرفين المعلوم ــون عن ــد ال يك ق والخبرة الفنية للقيام بدارســات تحليليــة لتبســيط اإلجــراءات، وفي هذه الحالة يتوجب القيام بتــدريبهم أوال على كيفيــة القيــام بدارســة تبسيط اإلجراءات قبــل البــدء بتنفيــذ برنــامج لتبســيط األعمــال في

المنظمة . وعلى أي حال، فإن هذه الطريقــة لهــا فوائــدها ولهــا أضــرارها، لكن ربما يقال إن فوائدها أكثر، إذ تنفيــذ برنــامج لتبســيط األعمــال في المنشئة يشــجع الرؤســاء والمــوظفين على تقــديم المقترحــاتــدات في بخصوص تحسين األوضاع، وهم بدون شك يلمسون التعقي اإلجراءات إما بمالحظــاتهم الشخصــية أو باالســتماع إلى مالحظــات

وشكوى المستفيدين، ويساهمون بذلك في تحسين األعمال.ــعروا بقيمتهم ــة إليهم شـ ــه إذا وكلت المهمـ ــافة إلى أنـ باإلضـ وأهميتهم بالنسبة إلى المنشئة، وهــو كفيــل برفــع روحهم المعنويــة

وبتقوية العالقات اإلنسانية في المنظمة. لكن تلك األضرار تقف دون االستفادة من هذه الفائدة استفادةــداخل على ــارج وال ــق من الخ ــل التلفي ــه فمن األفض ــة، وعلي كاملــتى قســميه، أي ضــم بعض الخطــوات الثالث بعضــها إلى بعض، ح

تعطي النتيجة المترقبة كاملة.

))مراحل التبسيط(( ثم إن تبسيط اإلجراءات يكــون لــه مراحــل يمــر التبســيط بهــا، كاختيار اإلجراءات المراد دراستها ألجل تقديمها وتغييرهــا أو حــذفها أو زيادتها، وجمع المعلومات على اإلجراءات الكفيلــة بالوصــول إلىــأتي الهدف، وتحليل وتقييم المعلومات المستحصلة بعد الجمع، ثم ي دور واضع المقترحات والتوصيات والتنفيذ والمتابعة أخــيرا، ويعتمــد تحديد عدد ونوع اإلجراءات التي ستدرس على حجم برنامج تبسيط اإلجراء الذي سينفذ في المنشــئة، فــإذا كــان البرنــامج شــامال فإنــه

تجري عمليه حصر لجميع اإلجراءات

204

الموجودة في المنظمة، ثم يصــار إلى دراســتها وتحليلهــا، وبعــد ذلك يأتي دور جمع المعلومــات عن اإلجــراءات، فإنــه تعتــبر عمليــة جمع المعلومات من المراحل التي يمر بها الدراسـة، وعليهـا تعتمـد

المقترحات والتوصيات التي تقدم إلى الجهات المختصة. وجمع المعلومات إنما يكون إما من المــوظفين أو من مالحظــةــوائح ــل ل ــل بنفســه، أو من مصــادر خاصــة مث ــل ســير العم المحل الوظــائف الــتي تــبين واجبــات ومســؤوليات المــوظفين، والخرائــطــة، والســؤال من الرؤســاء والمرؤوســين ــدى المنظم ــودة ل الموج

والمراجعين ومن إليهم.ــذه ــه دراســة ه ــزم علي ــات يل ــل المعلوم ــع المحل ــا يجم ثم لم المعلومات دراسة تحليلية، ويستفسر المحلل في هذه المرحلة عنــأتي كل خطوة من الخطوات التي تمر فيها اإلجراءات، وبعد ذلــك يــادة أو وضع المقترحات والتوصيات ألجل التغيير أو التحسين أو الزي النقيصة بحذف الخطوات غير الضرورية من خطوات اإلجراءات، أو ضم بعض الخطــوات إلى بعض وإدماجهــا، كــأن تــدمج خطواتــان أو أكثر في خطـوة واحـدة، وإعــادة تــرتيب بعض الخطـوات وتنظيمهــا بتقديم أو تأخير أو مزامنة، وثم تبسيط خطــوات اإلجــراءات، وذلــك باقتراح خطوات أسهل إلجراءات العمل، وفي اقــتراح إعــادة توزيــع األعمال بين الموظين لمنع تكدسها على مكاتب بعضهم دون عمــل بعض، واقــتراح تصــميم نمــاذج جديــدة لإلجــراءات، واقــتراح تنظيم المللفات ومصادر المعلومات الالزمة لإلجــراءات، أو اقــتراح حــذف بعض المــوظفين أو زيــادتهم أو مــا إلى ذلــك من االقتراحــات الــتي

تساعد في تبسيط

205

اإلجراءات، بحيث يكون كفيال بتقليل الــوقت والمــال ومــا أشــبهذلك، أو كفيال بحل المشكلة.

))التنفيذ ثم المتابعة(( وبعد ذلك يـأتي دور التنفيــذ، فـإن االقـتراح أو التوصـية فقـط ال

يكونان كفيلين بالتغيير، وإنما يجب البدء بالتنفيذ. وبعــد الشــروع بالتنفيــذ يــأتي دور المتابعــة، إذ ال تنتهي متابعــةــوم ــالالزم أن يق ــدة، ف ــدء في تطــبيق اإلجــراءات الجدي بمجــرد الب المحلل اإلداري مهما كان، بالمتابعــة لتطــبيق اإلجــراءات كــل ســتةــه العمــل، وتفحص أشــهر مــرة أو أكــثر أو أقــل، حســب مــا يتطلب اإلجراءات الجديدة التي اقترحها للتأكــد من عــدم تســرب خطــوات غير ضرورية، أو ضارة إلى اإلجراءات المقترحة، وليتأكد من أنه هل اتبع الموظفون اإلجراءات أم ال، فإن عدم متابعــة تنفيــذ اإلجــراءاتــؤدي إلى رجــوع المــوظفين إلى ــد ي ــل ق ــل المحل ــدة من قب الجدي اإلجراءات القديمة، وقد يسبب أن يكــون في المســتقبل مــزيج من

اإلجراءات القديمة واإلجراءات الجديدة مما يضر كال الجانبين. ولذا فإن الالزم أن يكون المحلــل على اتصــال دائم بالمنظمــة، ليعرف ما يحدث تماما بالنسبة إلى اإلجراءات التي قرر تنفيذها في المستقبل، ويقدم الحلـول المناسـبة للمشـاكل الـتي تواجههـا أثنـاء

عملية التنفيذ.

206

))التتبع اإلداري وأشكاله ومنطلقاته(( )مسألة( تقدم في البحث الســابق وجــوب المتابعــة، وفي هــذهــائر ــا وس ــكالها ومنطلقاته ــع وأش ــة التتب ــرض لوظيف ــألة نتع المس

خصوصياتها. فإن المتابعة هي الوظيفة الــتي يمكن بواســطتها التعــرف على نتائج تنفيــذ الخطــط والقــرارات والنشــاطات والتوصــيات، وتطــبيق األنظمة والتعليمات واالطالع على أداء المرؤوســين والتعــرف على الصعوبات للمساعدة في تذليلها، وتصحيح المسار واالنحرافات في الـــوقت المناســـب، والتحقيـــق في التصـــرفات والحيلولـــة دون االنحرافــات أو المــزج مــا يســبب الضــرر بالنســبة إلى اإلجــراءات

القديمة واإلجراءات الحديثة. والمتابعة هي التي تكمل سائر الوظــائف، وتســاعد على التأكــدــائج المطلوبـــة من مقـــدماتها الموضـــوعة، من الوصـــول إلى النتـــاه في البحث ــيرهم ممن ذكرن ــل أو غ ــدير أو المحل واإلدارة أو الم السابق يلجــؤون إلى أســاليب شــتى لمتابعــة القــرارات أو الخطــطــبرامج التي وضعت بغية التعرف على مآلها ومدى تحقيقهــا وفــق ال المرسومة، وهل هنــاك من صــعوبات تــواكب التنفيــذ، أو انحرافــات تعرقل مسيرتها، أو أن هنــاك قــوانين وضــعت من قبــل الدولــة مثال

تقف حائلة دون القرارات الجديدة، وذلك يكون:أوال: باالتصاالت الشخصية.وثانيا: بالزيارات الميدانية.

وثالثا: باإلحصاء وجمع المعلومات.ورابعا: بالرقابة والتفتيش.

فإذا أريد سالمة التنفيذ للقــرارات الجديــدة البــد من اتبــاع هــذه الخطــوات األربــع متابعــة فعالــة ومحيطــة بكــل الجــوانب واألبعــاد،

واالقتصار على بعض هذه الخطط ال يأتي بنتيجة مطلوبة.

207

))وضوح القرارات(( ثم ممــا يســاعد التنفيــذ الصــحيح أن تكــون األوامــر والقــرارات والتوصيات المعطاة من قبل هيئــة المتابعــة واضــحة للمنفــذين من حيث غاياتهــا ووســائلها ونتائجهــا، وأن تكــون أيضــا ضــمن طاقــاتهم وقدراتهم العرفية ال ضمن الطاقات والقدرات في قبال غير القدرة والطاقة، فإن غــير القــدرة والطاقــة ال يســمى مــا في قبالــه قــدرةــا التمكن من وطاقة، إذ القدرة عبارة عن التمكن من الجانبين، وأم

جانب واحد فهو قسر كما تقدم. وإذا كانت القـرارات واضـحة يسـهل على الــذين يــراد تنفيــذهم

تحقيقها وإنجازها في الوقت والشكل واألسلوب المناسب.ــد أن تعطى ــذ بع ــبة للتنفي ــاد مناس ــل وآم ــدد مه والالزم أن تح األوامر في الوقت المناسب، وإال فإذا كانت المهلة قليلة، ولو القلة بمعنى الضيق ال بمعنى عدم القدرة لبعضها، تكون النتيجــة عكســية من جراء ارتباك المنفذين ورغبتهم في االستعجال غــير المــدروس، أو قعودهم عن العمل ألنهم يرون أنهم ال يتمكنــون في هــذه المــدة القصيرة لهذا األمر الذي يحتــاج إلى مــدة أطــول في نظــرهم، وأن

المدة غير كافية للتطبيق.

))حسن التنسيق(( ويلزم أيضا حسن التنسيق والتزامن بين الجهات المتعددة التي تشارك في إنجاز الخطط والبرامج المتشابكة، وإال يكون النمو غــير متناسب، كما إذا نما يد الطفل أكثر من نمو رجله أو بالعكس، فــإنــات ــائر الجه ــة لس ــهولة المتابع ــن أو س ــؤدي إلى حس ــيق ي التنس المشاركة وفي الوقت المالئم، فال تتأخر إحداها بسبب من األخرى،

وال تتقدم إحداها بسبب على األخرى وهكذا. والالزم أن تكون األوامر بمتابعة، فإن األوامر بدون متابعة تعــودالمرؤوسين على الالمباالة واإلهمال، فالالزم االستقامة في السير.

فلذلك فادع واستقم ﴾قال سبحانه: على أنه في المقابل. ،(1)﴿

.15الشورى: سورة )?(1208

فإن كــثرة األوامــر وتنوعهــا وتشــابكها ممــا قــد تصــدرها جهــات معينــة من المحللين تــوجب الضــعف والــوهن بالنســبة إلى التنفيــذ، ألنها تربك الذين يراد تنفيذهم وتحيرهم، فيققون منها جميعا موقف المتفرج، أو عدم االكتراث، وفي المثل: )إذا أردت أن ال تطاع فأمر

بما ال يستطاع(.

))بين المتابع والمدير(( وقد تقدم أن من األفضل أن يكون المتــابع غــير المــدير نفســه، ألن المدير إذا اشتغل بالمتابعة من ناحيــة وبإدارتــه من ناحيــة ثانيــة أضر الجانبين، نعم إذا كانت له فراغات فمن األفضل متابعتــه بقــدر تلــك الفراغــات، وإال فمن الالزم جعــل جهــاز فــرعي لــدى المــدير

ليكون متفرغا للمتابعة. والمتابعــة عبــارة عن مالحظــة األقســام والــدوائر والمــديرياتــفات ــفيات والمستوص ــد والمستش ــدارس والمعاه ــزارع والم والم والمطــارات والقطــارات والموصــالت وغــير ذلــك كــل في مقامــهــة أو على ــتوى الحكوم ــة على مس ــانت المتابع ــواء ك ــه، س ومنزلت

مستوى اإلدارات الكبرى أو اإلدارات الصغرى.

))مما يلزم في المتابعة(( ثم الالزم على الجهة المتابعة مراعــاة العــدل والحــزم والثــواب والعقاب بقدر، وإال فقدت المتابعة كنهها وواقعها، فــإن اإلنســان إذا رأى الظلم أو لم ير الحزم لم يستجب لمــا يطلب منــه، فمن الالزمــواب ــة والحســاب وحــدودها والث ــايير المتابع أن توضــع مســبقا مع

والعقاب والتشجيع والتقريع وغير ذلك مما المتابعة محفوفة بها. لكن من الالزم أن يحذر من كثرة الجهات المراقبــة أو المتابعــة أو المحصية أو الدقة الخارجة عن المتعارف مما سماه الله سبحانه

وتعالى في القرآن الحكيم بسوء الحساب.

209

فإن الكثرة تؤدي إلى شلل اإلدارة وإرباكهــا وتخــديرها، ومن ثم فقد تفقدها مع الزمن الثقــة في جديــة الطلبــات الــواردة إليهــا، فال

تستجيب باهتمام وعنابة، أو تقعد لتتفرج وتنتظر العواقب. وكذلك إذ اشتدت المراقبة وصارت دقيقة جدا، فإن اإلنسان لمــل يخلق كما خلق الشجر والحجر مستجيبة لكل صغيرة وكبيرة يعمــات بهما، وإنما اإلنسان مركب من العواطف والعقل واألهواء والجه المختلفة، فمن الالزم أن تكــون المتابعــة متوســطة ال فضفاضــا وال

دقيقا جدا. ثم إنا قد أشرنا سابقا إلى موضــوع أن ال تكــون عــدد الوحــدات المرتبطة مباشرة برئيس ما عن الحد الذي يفــوق قدراتــه البشـريةــة والفنية ، فإن كثرة عدد الوحدات سوف يخرجهــا عن ســاحة الرؤي المتاحة لهذا الرئيس، فيضعب عليه بالتالي القيام بوظيفــة المتابعــة

الحساسة، وذلك يضر هذا الجانب أو ذاك الجانب أو كلها. ويجب أن تكون المتابعة موضوعية ومتواضعة وهائــدة ومحيطــة وتسير باألخالق بدون تــدخل مربــك من المتــابع في التفاصــيل، ألن المتابعة تهدف التعــرف على مــدى اإلنجــاز، والتحقيــق من المســار نحــو الهــدف، والتوجيــه والمســاعدة في تــذليل الصــعوبات وتعــديل االنحرافات وتصــحيح اللــف والــدوران، وكــل ذلــك ال يمكن إال بتلــك

الصفات التي ذكرناها في المتابع.

))أنواع المتابعة((ــزمن، أو من حيث ــون من حيث ال ــة يمكن أن يك ثم إن المتابع اإلحاطة، أو من حيث المضمون، أو من حيث األســلوب، فمن حيث الزمن يمكن أن تكون المتابعة سابقة للعمل اإلداري أو مرافقــة لــه

أو الحقة به. والمتابعة السابقة بمعنى الرقابــة الــتي تخضــع لهــا خصوصــيات

التعيين وبعض العقود قبل نفاذها.والمتابعة المرافقة واضح.

أما

210

الالحقة، فبمعنى أن العمل المنجز يتابعه المتابع لــيرى أنــه هــلعلى نحو مرض أم ال.

والمتابعــة من حيث اإلحاطــة بمعــنى أن تكــون شــاملة لســائر النشاطات وفعالية الوحدة المعنيــة، وإذا كــان احتيــاج إلى المقارنــة بالنشاطات األخر للوحــدات األخــرى يجب أن تكــون أيضــا مالحظــة لتلك النشاطات، كأن يالحظ المتابع األمور المالية أو المحاســبية أو األمور الشخصية أو الفنية أو كل ذلك، لكن تقــدم أن المتابعــة إنمــا تنصب على شيء واحد، وإنما تكون للمتابعة جــوانب أخــر هامشــية

تتعرض إلى الوحدات األخر.

))المتابعة من حيث المضمون(( أما المتابعة من حيث المضمون، فقد تكــون في الشــكل أو في الموضــوع أو في كليهمــا معــا، كاالنضــباط والــدوام وتنفيــذ األوامــر والخطط والقرارات والتوصيات وحسن تطــبيق القــوانين واألنظمــةــة ــرية والمالي ــات البش ــتخدام الطاق ــن اس ــغريات، وحس على الص والفنيـــة في األمـــور االقتصـــادية، والتـــدريب والتأهيـــل والنظافـــة والترتيب، وتحقيق شروط حفــظ الصــفوف في المــدارس أو حفــظ المخـازن في األمـور االقتصـادية، وجـودة اإلنتــاج وكمياتـه، ومرونـة أساليب العمل وحداثة أدواته، واألوضاع المعنوية والمادية للعــاملين بمختلف فئــاتهم ومراكــزهم، وحســن معاملــة المواطــنين وتبســيط إجراءاتهم، والصيانة ألدوات المنظمة ومالحظة موجـدات الصـناديق المالية ومسك الوثائق المحاسبية إلى غــير ذلــك ممــا هــو كثــير، وال ــيات، مثال ــ ــة إال ببعض الخصوص ــ ــة عن مؤسس ــ ــف موسس ــ يختل المؤسســة االقتصــادية تشــترك مــع المؤسســة الثقافيــة، وكلتاهمــا تشتركان مــع المؤسســة الصــحية في كــل ذلــك، وإنمــا تختلــف في

بعض األبعاد.

))المتابعة من حيث األسلوب(( وأما المتابعة من حيث األسلوب، فقد تكون المتابعة مبرمجة أو

211

مخططة أو معلنة أو غيرها، كما قد تكون مفاجئة. وعلى اإلداري أن يلجأ إلى كال األسلوبين، فلكــل منهمــا مزايــاه، مثال المتابعة المخططة إنما تكون عن طريق الزيارات المعلن عنها والمبرمجـــة بشـــكل دوري، وذلـــك تســـاعد على تجنب الخطـــأ،ــل والمسؤولية وتالفي الخسائر وهدر الوقت، وتقديم المعونة في ك ذلك في الوقت المناسب، وأن تكون المعونة بالقـدر المحتــاج إليهــا

ال بزيادة وال بنقيصة. كما أن المتابعة عن طريق الزيارات المفاجئة تساعد على دوام اليقظة لدى الوحدات، باعتبــار أنهــا تجــري دون انتظــار منهم، وفي أوقات مختلفــة غــير متوقعــة، األمــر الــذي يجعــل مجيء المــدير أو المراقب أو المحلل مرتقبا في أي وقت، وهذه صفة جيدة يجب أن يتحلى بهــا المــدير حــتى تكــون الوحــدات العاملــة دائمــا على أهبــة االستعداد، لكن يجب أن ال توجب ذلــك انزعــاج المــوظفين، بمعــنى أن ال يكون ذلك ثقيال عليهم إلى حد التضجر والملل، والتوســط بينــجر األمرين بحاجة إلى لباقة المدير وقدرته في الجمع بين عدم تض

الوظفين وبين عدم تهلهل العمل وخروجه عن االستقامة.

))من شروط المراقب(( ثم المراقب أي شخص كان، مــديرا أو رئيســا أو مراقبــا ومحلال

أو غيرهم ممن سبق اإللماع إليه، يجب اتباعه النماذج اآلتية: للمتابعة الشخصية مثل المقابلــة المباشــرة مــع المرؤوســين أو المنفذين ومناقشتهم أو الذهاب إليهم واالطالع على األعمال، سواء جمعهم في ساحة وتكلم معهم مجموعا، أو تكلم مع كل واحد منهمــد والمضــار في هــذا النــوع، وبعض ــا، وقــد ســبق بعض الفوائ فردي

الفوائد والمضار في النوع اآلخر. ويجب أن يتجنب المضار مهما أمكن، وذلك بأن تكــون المقابلــة

على كال الشكلين. وكذلك المقابلة قد تكون على نحو االتصال الهاتفي أو على نحو

طلب التقارير والمعلومات الدورية أو غير الدورية،

212

ودراســتها بالــذات أو من قبــل المســاعدين، وكــذلك باإلشــرافــرة وتســهيل ــذ، واســتخذام المفك المباشــر والمســتمر على التنفيــه، وكــذلك حفــظ صــور عن ــد اإلنجــاز، للتأكــد منهــا في حين مواعي المراسالت الرئيسية التي تتطلب إجابة أو موضوعا محددا، إلى غير

ذلك من نماذج المتابعة. وقــد تكــون المتابعــة بســبب آلــة اإلنصــات أو التلفــزة الداخليــةــه يجب أن المرتبطة بغرفة المدير وغرفة الموظفين، ونكرر أيضا أن ال يســبب ذلــك انزعاجــا ينتهي إلى التضــجر والضــيق للموظــف في

هذه األمور. فالالزم أن تحقق مع المالطفــة والمكافــأة والــترفيع ومــا أشــبهــتويات األدنى من الملطفات، مما يسببب شعور المرؤوسين والمس بجدية الرؤساء ومدى اهتمامهم بمتابعة مــا يصــدر عنهم من خطــطــو ودي مالئم، ومن ــات في ج ــرارات وتوصــيات وتعليم ــرامج وق وب

المعلوم أن هذه الجدية تنعكس على أدائهم. وعلى المتابع أن ال يجعل من نفسه دكتاتورا يخافــه الموظفــون

ــادل معهم اآلراء والخــبرات ــل يكــون كأحــدهم يتب والمرؤوســون، ب والنظريــات العلميــة للوصــول إلى حــد أعلى من الفهم المشــترك،

وأن يكون معهم كأحدهم.

))ضرورة اإلحصاء((ــإن ثم من الوسائل التي يجب على المتابع مالحظته اإلحصاء، فــة إلى بعض من اإلحصاء من أشكال المتابعة، وهو عملية فنية بحاج الدراية والتدريب والتخصص، فإنــه وإن لم يــدخل في نطــاق البحث هنا لكنه من الوسائل التي يجب على المدير مالحظتها حــتى تكــون النتائج واضحة، وحتى يتعود كل من المديرين والرؤســاء ومن أشــبه ملكة اإلحصاء لمقايسة النتــائج بعضــها مــع بعض زمنيــا، أو بالنســبة

إلى الوحدات المتعددة. مثال يالحظ المدير أن في هذه السنة أنتج ألف وحدة، بينما أنتج

في السنة السابقة ألف ومائة وحدة، أو تسعمائة وحدة، ثم

213

يقارن هذه النتيجة بنتيجة وحدة أخرى مزامنة، هــل أنتجت ألــف أو أكثر أو أقل، وبذلك أيضــا يقــع التنــافس بين الوحــدات، كمــا يقــع التنافس أيضا بين اإلنسان ونفسه في أزمنة المتعددة، فإن اإلنسان

غالبا يربؤ بنفسه أن يكون غده أسوأ من أمسه.ــلوك ــة في الس ــأ والخطيئ ــيز بين الخط ــابع أن يم ثم على المت اإلداري، فالخطــأ ممكن وارد في النشــاط البشــري، وقــد ينجم عن

ــالحسن نية، ورغم بذل عناية الشخص، وفي الحديث: إنما األعم.(1)بالنيات، ولكل امرئ ما نوى

ــال والتقصــير أو ــة واإلهم ــة لســوء الني ــة فهي تابع ــا الخطيئ أمالتعمد.

ومن الواضح أن الخطأ يجب أن يعــالج بشــكل، والخطيئــة يجب أن تعالج بشكل آخر، ولما كــانت الــبراءة هي األصــل عقال وشــرعا، حيث إن األصل الصحة حتى في عمل الكافر فكيف بالمســلم، كمــا ذكرنا تفصيل ذلك في )الفقه(، فإنه يقتضي ممارسة التحقيق لتبين

.(2)أن الخطأ عمدي أو غير عمدي وإذا ظن المتابع أن الموضوع موضوع الخطيئة والخطأ، فالالزم عليه أن يمارس التحقيق بسرية وكتمان، وأن يتصف سلوكه بالحياد وعدالة القاضي واستهداف المصلحة العامة، دون أن يكــون قصــده التشهير أو الفصل أو تنزيل الرتبة أو مــا أشــبه ذلــك ممــا ينجم عن

الحقد وما أشبه. وعليــه فــالالزم أن يالحــظ المتــابع الثــاني والدقــة في التحقيــق العلني أو السري، أو تشكيل بعثة التفتيش حرصا على عــدم التــأثير المعنوي السلبي على الجهــات المرؤوســة الــذي ال يــزول بســرعة،ــاعة ــر واإلش ــاالة بالنش ــوء أو الالمب ــنة الس ــه ألس ــة إذا تلقفت خاص

والترديد مع اإلضافة.ــرئيس والالزم أن يكون المتابع أيا كان شخصه، من المدير أو ال

أو المراقب أو المحلل أو غير ذلك، من مستوى مقارب أو

.67 ح4 ب83 ص1األحكام: ج هذيبت )?(1عليها. فيعاقب خطيئة أنها تحقيق دون من يحكم ال أي )?(2

214

أعلى من مســتوى الشــخص أو الجهــة الــتي تجــري متابعهــا أوــة واحــترام رؤســاء ــة المعنوي ــا، بحيث تضــمن الناحي ــق معه التحقي

التسلسل، وضمن تلك الجهات.ــاكما يجب أن يكون كالمه لينا ويتكلم برفق، ففي الحــديث: م

زانــه، وال وضــع الخــرق على شــيء إال وضــع الرفــق على شــيء إال.(1)شانه

ثم إذا تــبين أن الفســاد عمــدي يجب أن ال يشــهر بالمفســد والــذا يعاقب بمجرد ذلك، بل يعامل برفق أيضا، بالفحص عن أسباب ه الفساد، وقد يكون الموظف يأخذ الرشوة عمدا أو يقدم المحسوبية والمنسوبية في الموظفين الذين تحت يده على الضوابط من جهــة فقره، وعدم كفاية معاشه إلدارة أموره، أو من جهة فقر من وظفه ترحما عليه، فالالزم أن يعالج األمر هنا بغير معالجة من يفسد بدون أي مبرر معقول، وفي الشريعة اإلسالمية يختلــف عقــاب المحصــن عن عقاب غير المحصن، وال يعاقب الســارق الــذي ســرق في عــامالمخمصة، إلى غير ذلك مما ألمعنا إليه في )الفقه ـ كتاب الحدود(.

))مالحظة سائر الرقباء(( بقي شيء، وهــو أن المــراقب يجب أن ال يالحــظ رقابــة نفســه مجردة عن سائر الرقابات، إذ لو فعل ذلك وشدد أو خفف قد يبتلى

باألسوأ، إذ في المجتمع رقباء متعددون، وهم عبارة عن: رقابة المجتمع بما هــو مجتمــع، حيث يمــدحون أو يــذمون، وفي المثل )يتمكن اإلنسان من غلق باب البلد وال يتمكن من غلق ألسنة

الناس(، وذلك يضر المؤسسة إذا ذموا، وينفعها إذا مدحوا. وعن الرقابة السياسية ممثلة بالمنظمات السياســية واألحــزاب

والنقابات وما أشبه. وعن الرقابة البرلمانية ممثلة بمجلس األمــة، والــتي قــد تتعلــق

بالسياسة العامة لإلدارة أو بالخطط أو باألمور

.13064 ح27 ب292 ص11الوسائل: ج مستدرك )?(1215

التفصيلية المركزية منها أو اإلقليمية. وعن رقابة الصحافة ووسائل اإلعالم عموما، عن طريــق آرائهــا

وتحقيقاتها ورصدها للنشاط والسلوك اإلداري.ــاز ــبب الجه ــة بس ــلطة التنفيذي ــة الس ــافة إلى رقاب ــذا باإلض ه

اإلحصائي.وعن الرقابة القضائية العامة.

وعن الرقابة األمنية. فإذا لم يالحظ الــرقيب في أخــذه النتــائج هــذه الرقابــات، فقــد

يضر المؤسسة ضررا بالغا.

216

))المراقبة والتغييرات الحاصلة((ــير، العمــل ألجــل )مســألة( يجب على اإلدارة في حــاالت التغي مقابلــة ذلــك المغــير، ســواء في زيــادة اإلنتــاج والخــدمات، أو نقص

اإلنتاج والخدمات.ــإذا ومن المعلوم أن كل واحد منهما يوجب تغييرا في اإلدارة، ف احــتيج إلى زيــادة اإلنتــاج احتــاج األمــر إلى زيــادة المــوظفين أو مــا أشـــبه، وإذا أريـــد نقص اإلنتـــاج احتـــاجت اإلدارة إلى التنقيص منالموظفين ونحو ذلك، فالالزم أن يقوم المدير بما يسد هذا الفراغ.

والتغييرات في كمية العمل يقسم إلى قسمين:

))تغييرات منتظمة((ــيرات منتظمــة يمكن معرفتهــا مســبقا قبــل القســم األول: تغي حلولهــا، كالزيــادة في كميــة العمــل عنــد نهايــة الشــهر، وفي نهايــةــف ــارات في النج ــم الزي ــاد وفي مواس ــة، وفي األعي ــنة المالي الس وكــربالء والكاظميــة وســامراء والمشــهد المقــدس والحج والمدينــة

المنورة، حيث الحج والعمرة وما أشبه ذلك. فــإن،وحيث يمكن معرفة وقت الزيادة في كمية العمل مسـبقا

اإلدارات حكومية أو غير حكومية تتخذ إجراءات كفيلة لمواجهة تلــك الزيادة، فمثال في اإلدارات الحكوميــة تحشــد الــوزارات المــوظفين

وكـــذلك بالنســـبة إلى اإلدارات،ومن إليهم للتزييـــد من الخـــدماتــاتهم االجتماعية كالمعامل والمصانع ونحو ذلك حيث يحشــدون طاق

ألن تكون كفؤا للزيادة المطلوبة.

))تغييرات غير منتظمة((ــزالزل القسم الثاني: أما التغييرات غير المنتظمة، كالسيول وال

ففي هذه الحالة تزيد كميــة،والحروب المفاجئة والثورات وما أشبه العمل أو تنقص عن معدلها دون أن يكــون باإلمكــان معرفــة موعــد

ذلك مسبقا. والتحــديات الــتي تواجــهالصــعبة وهذه الحالة تعتبر من الحاالت

ــة، وتتطلب من ــ ــة أو اإلدارات الخاص ــ ــواء إدارة الدول ــ اإلدارة، س الرئيس اإلداري التصرف بسرعة كي ال تتــأخر األعمــال في إدارتــه،

كما أن في العكس

217

مثال ســببت الســيول الجــرف ببعض،أيضــا يكــون األمــر كــذلكالمدينة مما سبب النقص في االحتياجات أو في الخدمات.

وكذلك بالنسبة إلى القسم األول، وهو التغييرات المنتظمة، كما إذا كانوا يعرفون أن في كل سنة يأتي الســيول في هــذا الــوقت أو الزلزال في هذا الوقت، أو علموا قبــل ذلــك بــأن الحــرب تقــام في الفترة الفالنية، حيث األمر يحتــاج إلى التقليــل من الخــدمات لعــدم

المشترين أو لعدم الطالب بالنسبة إلى الثقافة أو ما أشبه ذلك. فعلى المدير ومن تبعه من المحللين اإلداريين والمراقــبين ومن

عن،أشبههم أن يقترحوا الحلول المناسبة لمواجهة هذه المتغــيرات طريق تخطيط العمل والتحكم فيه قدر اإلمكــان، فمثال عنــد التغــير في اإلحتياج إلى زيادة الخدمة أو اإلنتاج يمكن إتباع هذه الخطــوات

التالية:

إضافي(())الوقت ال تشغيل موظف اإلدارة وقتا إضافيا، فإن إعطاء الــوقتاألول:

ــتعمالها في ــائع اسـ ــائل الشـ ــوظفين من الوسـ ــافي إلى المـ اإلضـــل العطــل اإلدارات الحكومية وفي مكاتب الشركات ومن أشبه، مث الصــيفية، حيث تتكــدس على المــدارس المنفتحــة في هــذا الــوقتــة ــافية لمواجه ــات اإلض ــثرة من الطالب، فيعطي للمعلمين األوق ك

حيث يلجأ اإلداريون إلى تشغيل الموظفين،الزيادة في كمية العملــع ســاعات أو ثالث ــمي بســاعتين أو أرب ــدوام الرس ــارج وقت ال خ

ساعات أو ساعة حسب ما يطلبه العمل. ويدفع للموظفين تعويضا ماليــا مقابــل العمــل اإلضــافي، وربمــا يعطــونهم تعويضــا عن الــوقت اإلضــافي أكــبر من معــدل مــا يــدفع

وفي الشركات مثال يدفع أحيانا مقابل،للموظف عن الوقت العادي كل سـاعة عمـل في خــارج وقت الــدوام مــا يعـادل سـاعة ونصــف الساعة في األوقات العاديــة، وإن كــان في حــر أو بــرد شــديدين أو

خوف أو ما أشبه ذلك يعطون أكثر ضعفا

218

أو أكثر من الضعف أيضا. ولذا فإنــه ينظــر إلى هــذه الوســيلة على أنهــا تكلــف كثــيرا من الناحيــة الماليــة، إال أن األمــر قــد يتطلب ذلــك من جهــة أن األربــاح

كبيرة أيضا، أو من جهة الحفظ على سمعة المؤسسة. وهـــذا الشـــيء وإن كـــان لـــه بعض النقـــائص إال أن لـــه بعضــة ــه المعرف ــإن الموظــف في اإلدارة يكــون ل المحســنات أيضــا، ف

فال يحتاج إلى تدريب جديد،الكافية والتدريب الكافي للقيام بالعمل أو هــذا،وال إلى تنســيق جديــد بين هــذه الوحــدة وســائر الوحــدات

كما هي الحال عند االستعانة بموظفين،الموظف وسائر الموظفينمن خارج الجهاز بتشغيل الموظفين الجدد.

ــو،وتساعد هذه الوسيلة على تحسين حالة الموظف المالية وهــا في،يفرح بذلك وإن الغالب أن األفراد لهم نواقص يريدون تكميله

.أوقات استثنائية لكن ربما يساء استعمال هذه الوسيلة فقــد يتبــاطؤ الموظفــون في القيام بأعمالهم في أوقـات الـدوام الرسـمية كي يجـدوا مـبررا

ــافي ــل اإلض ــات بعض،للعم ــيلة لمكافئ ــذه الوس ــتعمل ه ــد تس وق،الموظفين المقربين من الرؤساء اإلداريين ــوريا وذلك بتشغيلهم ص

خارج وقت الدوام، بينمــا يســتطيعون القيــام بأعمــالهم في أوقــاتالدوام الرسمية العادية.

وقــد يســاء من جهــة أن الموظــف ال يتمكن من العمــل خــارج الدوام بمثل تمكنه من العمل داخل الدوام، ألن اإلنسان ليســت لــه الطاقــة الجســدية والنفسـية في اشـتغال اثنــتي عشـرة سـاعة في

،اليوم مثال، وإن كان اإلشتغال في دوامين مثال ، ليال ونهارا أو صباحاــير وعصرا أو ما أشبه ذلك، نعم في الموظف الذي عمله قليل أو غ

معقد يمكن عدم تحكم هذه النوع من المشكلة فيه.

))الموظفون الفارغون((ــدير أوالثاني: ــأ الم االستعانة بالموظفين المتفرغين، فإنه يلج

الرئيس حكوميا أو غير حكومي إلى توظيــف بعض المــوظفين غــيرالمتفرغين للعمل

219

ــا،في ساعات محددة وبصورة موقتة لمواجهة ضغظ العمل كم ذلك بالنسبة إلى العطل الصيفية حيث تفتح بعض المدارس يتعارف

األهلية الستقبال أكــبر عــدد ممكن من الطالب من البــنين والبنــات،ــك ألن فيستخدم موظفون جدد من المعلمين الذين تفرغوا ألجل ذل

دوامهم الرسمي انتهى. وال يلجأ الرئيس أو المدير إلى هــاتين الوســيلتين إال عنــد زيــادة كميــة العمــل بشــكل كثــير، حيث ال يســتطيع الموظفــون الــدائمون

القيام به. وربما يوجه إلى هذه الوسيلة الثانيــة بعض االنتقــادات في بعض أقسامها، مثال إن الموظفين المتفرغين قد ال يكونون أكفاء وقادرين ومتعــاونين كــالموظفين الــدائمين، كمــا أنهم يحتــاجون إلى تــدريب للقيام بالعمل، وأن اهتمامهم بدقة العمل وتحملهم للمسؤولية عنــه

قد تكون أقل من الموظفين الدائمين. أمــا بعض،لكن هذا اإلشــكال إنمــا هــو في بعض االســتخدامات

االستخدامات األخر كمــا مثلنــاه في العطــل الصــيفية فال يــرد عليــهمثل هذا اإلشكال.

كما أنه ربما ال يحتاج العمــل إلى العلم والفن كمــا في العمــال، مثال إذا جاء السيل احتاج رب العمل إلى عمال جدد لنقل التراب أو

فإنــه ال حاجــة إلى الخــبرة والتــدريب، وإنمــا العمــال،ما أشــبه ذلكالعاديون يحملون التراب يتمكنون من القيام بذلك.

))مکاتب الخدمات(( الثــالث: االســتعانة بمكــاتب الخــدمات الخاصــة، فإنــه يمكن االســتعانة بهم للقيــام بالعمــل، إذ يوجــد في جملــة من البلــدان

الصناعية مكاتب خاصة للخدمات. وعند اللجوء إلى هــذه الوســيلة إمــا أن يطلب المــدير من هــذه

المكاتب إرسال موظفيها للقيام باألعمال في مكاتب

220

ــل ليقومــوا بهــا في ــذه المكــاتب العم اإلدارة، أو أن تعطى ه مكاتبهم، مثال إذا احتاجوا إلى طباعة متزايــدة الحتيــاج الفصــل إليــه أعطت الحكومة أو الشــركة الخاصــة أو دار النشــر جملــة من كتبــه إلى مراكز طباعية أخر، وغالبا أسعار هذه المكــاتب الخاصــة تكــون معقولة حيث إنهــا عملهم، فال يشــتغل احتيــاج المــدير ألجــل ترفيــع األجور ونحوها، وذلــك يــوفر على المنشــئة تكــاليف شــراء األجهــزةواآلالت الغالية الثمن وتكاليف استخدام الموظفين كل في موضعه. كمــا أنهـا تنتج الخـدمات والنتــائج المرغوبـة وال تجعـل المنشـئة مفلسة أمام الناس من جهة الخدمات ونحوها، كمــا ال يســبب ذلــك فــوت الــربح على المنشــئة، نعم في بعض األحيــان تكــون تكــاليف القيام باألعمال بواسطة مكاتب الخدمات الخاصة مرتفعة، فال يلجؤ إليها المدير إال عند الحاجة الماسة وحفظ ماء الوجه والسمعة أو ما

أشبه ذلك.

))تجميع الخدمة(( الرابــع: تجميــع الخدمــة ، فربمــا تسســتطيع المنظمــة أن تواجــه الزيــادة في كميــة العمــل والخــدمات بواســطة موظفيهــا الــدائمين وبدون اللجوء إلى الوسائل األخرى، وذلــك بتجميــع أقســام الخدمــة في المنظمة في وحدات إداريــة كبــيرة أو إدارات، فبــدل أن تكــون أقســام متعــددة لإلدارة كأقســام الطباعــة والمحاســبة وشــؤون الموظفين، يجمعها المدير في قسم كبير من شأنه أن يســاعد على

ــادة فيتحقيق ــة الزي أكبر استفادة من هؤالء الموظفين في مواجهكمية العمل.

ويمكن ذلك فيما إذا كــانت كميــة العمــل في إدارة من اإلدارات أو اإلدارة، بينما تقل في إدارة أخرى ألمر طارئ،تحتاج إلى الزيادة

األخرى هي قليلة العمل مطلقا، فيمكن مواجهة مثل هــذه الحــاالتالنادرة بجمع الموظفين في اإلدارتين في منشئة واحدة ، مثال كان

221

فإذا زاد الطالب للعطلــة الصــيفية،في كل صف عشرون طالبايجعل المدير في كل صف أربعين طالبا.

))الوسائل الحديثة(( الخامس: يمكن تزييد الوسائل الحديثة لتســد مســد المــوظفين الــذين يــراد اســتخدامهم، مثــل أن يبــدل المــدير المطبعــة العاديــة

ــو باإلجــارة ــة، ول ــة اإللكتروني ليتمكن نفس الموظــف في،بالمطبع نفس المدة بمضاعفة اإلنتاج، وهكذا يستأجر لساعي البريــد ســيارةــثروا ــائل إلى أصــحابها الــذين ك ســريعة تتمكن من إيصــال الرس

إلى غير ذلك من األمثلة.،بمناسبة الفصل السياحي

))التدرج في العمل(( السادس: التدرج في العمل، فإن المدير يتمكن من التــدرج في العمل عوض أن يعمل في وقت واحد مما يضــغط على المــوظفين

.أو يحتاج إلى موظفين جدد مثال ال ترسل قوائم الكهرباء والمــاء والتلفونــات ومــا أشــبه في

بــل يــوزع،أسبوع واحد من الشهر إلى جميع مناطق وأحياء المدينة العمل طيلة أيام الشهر، فلطرف الجنوب األســبوع األول، ولطــرف ،الشمال األســبوع الثــاني، وللشــرق والغــرب األســبوعان األخــيران بحيث يكون باإلمكان القيام باألعمال الكتابية والحسابية لتلك للبريد في الفصل السياحي بواســطة نفس المــوظفين الــدائمين في تلــك

المنظمة. لكن إذا زاد العمل يجب على المدير زيــادة المكافئــات بالنســبة إلى هؤالء الموظفين حــتى ال يشــعروا بالهضــم والضــيم، وأنــه ألقي

عليهم عمل متزايد بدون مكافأة.ــرعة، نعم مثل ذلك ال يمكن فيما إذا كان العمل بحاجة إلى الس مثال الحكومــة تحتــاج إلى المــال ســريعا إلعطــاء موظفيهــا في أول

وذلــك خالف، فالتأخير في األخذ يوجب التــأخير في العطــاء،الشهر رواتب المــوظفين الــذين هم بحاجــة إليهــا غالبــا،ءالنظام في إعطا

فإنه وإن أمكن تقسيم العمل

222

بالنسبة إلى نفس العمل لكنه ال يمكن بالنسبة إلى هــذه الجهــةالجانبية.

))التهيئة المسبقة(( فــإن المــدير يقــوم،السابع: التهيئة للعمل المتزايد قبــل تراكمه

في بعض الحــاالت ببعض األعمــال والخطــوات التحضــيرية الالزمــةــل تراكمه ــل قب ــة ،للعم ــات الالزم ــائيات والمعلوم ــير اإلحص كتحض

وكتحضــير دراســات،والنماذج التي ستســتعمل عنــد القيــام بالعملــروع ــوزارة أو اإلدارة في مش ــتدرجها ال ــتي س ــاريع ال ــول المش ح الميزانية قبل أن تتســلم اإلدارة المنشــور الــدوري لميزانيــة الســنة المقبلة من إدارة الميزانية، أو في العطلــة الصــيفية حيث المعامــل

ــل،والمصانع والمدارس في حالة تعطيل فإن المدير يتمكن من جعــرطة،ذلك، كما أنه يتمكن من التأخير في العمل مثال يقرأ في األش

تفاصــيل األمــور حــتى بعــد العطلــة يتمكن من تســجيلها في دفــاترالحساب وما أشبه.

))االستعداد للمفاجئات(( الثامن: التأهب واالستعداد للمفاجئــات المحتملــة باالحتياطــات،

كمــا في أيــام،وخصوصا إذا كانت المفاجــأة محتملــة احتمــاال كبــيرا السيول، أو احتمال نشوب حرب، أو حدوث زلزلــة، أو إخــراج بعض

ــ مما يزيد الك،الحكومات الظالمة جملة من الناس بأعذار مختلفة ل على تلك الحكومات المضيفة، وهذا قسم ثالث غير مــا يعلم ســلفا،

غير ما يفاجأ به بدون سابقة احتمال إطالقا.

))تهيئة الموظفين مسبقا((ــك، فــإن التاسع: االحتياط بتهيئة عدد من الموظفين من قبل ذل المدراء المتمكنين من المال يحتــاطون بعــدد من المــوظفين زيــادة

، ويدربونهم على أنواع العمل المختلفــة للمنظمة،عن حاجة اإلدارة أو عنــد ذهــاب،ليســتعينوا بهم في مواجهــة أعبــاء األعمــال الطارئة

بعض الموظفين للتمتع بإجازاتهم السنوية أو ما أشبه ذلك.أما في األحوال العادية حيث ال

223

احتياج إليهم فتستند إليهم بعض األعمال الهامشية ليقومــوا بهــا فارغين.ى ال يبقواحت

زة(())الحاجات الجاه كمــا إذا كــان للفنــدق غــرف،العاشر: تكوين الحاجات الجــاهزة

ــرعة ــا بس ــة يمكن جمعه ــر،مفكك ــال الحاض ــمى في الح ــا يس مم بالبيوت الجاهزة، فإن المدير إذا فوجئ بكثرة الزائرين ينصــب تلــك

ثم بعد تمام االحتيــاج يرفعهــا، إلى غــير،الغرف في ساحات الفندقذلك من األمثلة.

وأخيرا إذا اتفق العكس بأن خفت الحاجــات ألمــر مفــاجئ ممــاــاج ــد وأن يلجــأ إلى،يســتغني المــدير من الخــدمات واإلنت ــه الب فإن

تسريح المــوظفين مــع القيــام ببعض نفقــاتهم من إدارة التــأمين أو مما تهيئه النقابات أو الجمعيات المعنية بهـذا الشـأن في مثـل هـذه الحاالت، وربما يبدل المدير خدماتهم إلى حقل آخر إذا كان بإمكانــه

ذلك.

224

اإلدارة(( أعضاء ))تنمية من الضروري على المــدير العـام وكــذلك المـديرين)مسألة(:

وذلــك للمســاعدة على توفــير المــدير،اآلخرين تنمية أعضاء اإلدارة فالالزم االحتفاف بهم وتحسين كفاءاتهم وتدريبهم على،في األكفاء

العمل.ــد بهــا أن تكــون كفــؤا للمهمــة فــإن اإلدارة أمــر صــعب إذا أري

الملقاة على عاتقها وجب ذلك.ــب إدارية أو،من غير فرق بين المديرين المحتلين بالفعل مناص

المــديرين الــذين ســوف يشــتغلون في العمــل ويشــغلون المراكــزــة تمكنهم من ــك بغي ــئة، وذل ــل التنظيمي للمنش ــة في الهيك اإلداري

.تحقيق أهداف المنشئة بفاعلية أكبر وبجودة أحسن ومن الواضح أن تنمية العناصر اإلدارية الجيدة مستلزمة إلعــداد برنامج مالئم يصمم خصيصا لهــذه األغــراض، فالمــديرون القــادرون يمثلــون أصــال من أهم أصــول أيــة مؤسســة، ســواء في المؤسســة

ــف،الثقافية أو االقتصادية أو السياسية أو غيرها والمؤسســات تختلفي كيفية اإلدارة.

ــة ــة المــدير بالنســبة إلى المدرســة أصــعب من تنمي فمثال تنمي مباشرة،المدير بالنسبة إلى مؤسسة اقتصادية غير مرتبطة بالناس

حيث إن إدارة المدرســة عبــارة عن إدارة ألــف طــالب من الطالب ،مثال ــا ضــافة إلى لــزوم تنميــةإ بال، وتنميتهم علميــا وأخالقيــا وتربوي

وهذا شيء صعب جدا.،التقوى فيهم في بلد اإلسالم المدير ال يرتبط بالناس مباشــرة،بينما أن المؤسسة االقتصادية

وهــذا شــيء، وإنمــا ترتبــط بعــدد من المــديرين والمراقــبين،غالبــا.أسهل

،وتنمية المدير في الحقيقة اسـتثمار في المؤسسـة االقتصـادية وهذا له أهميته الكبرى.،ألن بكفاءته يتقدم االقتصاد بخطى ثابتة

،وعلى أي ــا وحكمــا ــدريب المــدير يســتلزم تخطيطــا وتوقيت فت سليما لغرض تحقيق أكبر فائدة ممكنــة، ســواء الفائــدة في تثقيــف

أو الفائـــدة في، أو الفائـــدة في إعطـــاء الخـــدمات لهم،االجتمـــاع ،التصنيع أو غير ذلك

225

ــة للمــدير يمكن إنهاؤهــا، والمســألة لم تعــد والمــؤهالت الحاليــاك مجرد مواهب طبيعية كما كان في الزمان السابق، وإن كــان هن بعض األفراد لهم مواهب طبيعية تؤهلهم لإلدارة، لكن تلك المواهب

كــاألرض الطيبــة الــتي تحتــاج إلى،الطبيعية أيضا تحتاج إلى الصقل ا حــتى تعطي الثمــار الطيبــة، بينمــا من ليســت لــه هــذههــالزرع في

ــزرع ــا أوال، ثم ن المواهب كاألرض االسبخة التي تحتاج إلى أن نهيأه.فيها ثانيا، وعلى أي تقدير فاألرض تحتاج إلى الزرع

ومعظم المديرين إنما يكونون مــديرين نتيجــة للتنميــة اإلداريــة،.بينما القلة منهم هم الذين لهم الكفاءات الرفيعة في أنفسهم

والمعرفة والمهــارة يعتــبران من األمــور الضــرورية في اإلدارة، واالعتماد كلية على الروابط غــير الرسـمية للمــديرين مــع الرؤســاء

وفي معظم الحــاالت يكــون،المباشــرين ال يكــون بــديال عن التنمية عديم الفائدة، فإن الرئيس ال يتمكن أن يكــون ليــل نهــار على رأس

أو هــذا الســلب أو،المدير ويرشده إلى هذا الجانب أو ذاك الجــانبــدد مصــمم ــامج مح ــة هي إلى برن ــإن الحاج ــذا ف ــاب، ول ذاك اإليج

والمدير المؤهل محدود للغاية.،خصيصا لتنمية المديرين

((ية الكفاءات))أسباب تهيئة المدراء وتنم ثم إن االحتياج إلى تهيئة المديرين وصــقل مــواهبهم وقابليــاتهم

يرجع إلى العديد من األسباب والتي منها: ــادة ف ــالميالزي ــكان في معظم الع ــادة في، الس حيث إن الزي

ــات ــادة في الحاجـ ــبب الزيـ ــكان تسـ ،السـ ــدار إال ــات ال تـ والحاجـبالمديرين.

سـواء في،ومنها: االتجاه المتزايد نحو اتباع أســلوب الالمركزيةالسلطة أو في األداء، كما سبق اإللماع إليه.

ومنها: الزيادة في عــدد المنشــئات الخاصــة والعامــة المرتبطــةبالدولة،

226

فإن عدد الشركات في القطاع الخاص نتيجة للتنيمة االقتصاديةــأخرة، ــدان المت ــير خصوصــا في البل ــتي توســعت على نطــاق كب الــد من المــدارس والمستشــفيات وســائر ــاج إلى مزي وكــذلك االحتيــد من ــاج إلى مزي ــل االحتي ــة تجع ــا المختلف ــاة بأبعاده شــؤون الحي

المديرين ملحا. لمــا حصــل من االتصــال بينهــا نتيجــة،ومنها: التنافس بين البالد

لألسفار الكثــيرة من ناحيــة بســبب ســهولة وســائل النقــل، ونتيجــة لإلعالم من اإلذاعــات المرئيــة والصــوتية والصــحف ومــا أشــبه من ناحيــة ثانيــة، فــإن ذلــك يســبب أن تنظــر البالد المتــأخرة إلى البالد المتقدمــة، وتريــد أن تصــل إليهــا أو أن تســبقها وذلــك بحاجــة إلى

المديرين األكفاء. ومنها: الحاجة إلى السالح، ومن المعلوم أن السـالح في الحــال

حيث تحتاج إلى الدارسة ووسائل الحياة،الحاضر في قمة الحاضرةــل،ها تعطي مرافق الحياة األخر أبعادا جديدةروغيرها، فهي بدو وك

بعد يحتاج إلى مديرين، لكن من الواضــح أن هــذا الموضــوع األخــير إنما هو وليد لالنحراف على ما ذكرنا مسألة الحرب في بعض كتبنــا

فالالزم قطع جذوره ليعيش العالم في أمن وسالم.،األخر ومنهــا: زيــادة الحاجــات، فــإن الحاجــة إلى الكهربــاء والتلفــون

ــا وبالجملة ــا،والطرقات واألسئلة وغيرها حاجات جديدة إطالق وكله بحاجة إلى المديرين.، والمنشئاتتحتاج إلى المنشئات

ومنها: موضوع السياســة، حيث المؤسســات الدســتورية والــتيــودة، والمؤسســات الدســتورية ــة موج ــام الدكتاتوري لم تكن في أي

.ذا وهلم جراكبمختلف أنواعها تحتاج إلى مديرين، وه

227

ومنها: اإلحتياج إلى التخصــص والتركــيز على مجــاالت محــدودة بالنسبة إلى كل مدير مدير، فقد كانت المؤسسة سابقا مثال بحاجــة

ــدير واحد ــدارء،إلى مـ ــة إلى مـ ــر هي بحاجـ ــوقت الحاضـ وفي الـ متعددين، ألن كل مدير يجب أن يكون مركزا على جهة من الجهات مما يــترتب عليــه تقييــد الفــرص للحصــول على خلفيــة واســعة من الخبرة، وكلما زاد التخصص زاد االتجاه إلى بقاء اإلداريين أخصائيين

في ميادينهم المحدودة. فمثال شركة واحدة تحتاج إلى مــدير للتخــزين ومــدير للتســويقــراقب ومحلل ــوقت، وم ــدير في نفس ال ــو بنفســه م ــدس ه ،ومهن

إلى غير ذلــك، وكــل هــؤالء بطبيعــة الحــال،باإلضافة إلى مدير عام بينما في السابق لم يكن األمر،مديرون لبعد من أبعاد تلك الشركة

هكذا.

))طرق التنمية اإلدارية(( نذكر منها:،ثم للتنمية اإلدارية طرق متعددة

التعليم أثناء العمل، وهو وسيلة شائعة وفعالــة لتــدريباألول: اإلداريين، فإنه ال يمكن أن يفــوق شــيء التجربــة الفعليــة لمواجهــة المشكالت والمواقف والتمكن من حلولها حلوال مرضية مع التعامل

وذلــك،مع شخصــيات مختلفــة ومشــاهدة نتــائج الجهــود الشخصــية بســبب صــفوف خاصــة بهم داخــل المنشــئة أو خارجهــا في أوقــات

الفراغ حتى يمتزج العلم التصاعدي بالعمل.ــرئيس اإلداري إلىالثاني: اإلرشادات والنصائح التي يقدمها ال

ــوم ــام أو من يق ــدير الع ــإن الم ــرات، ف ــد تنميتهم بالمحاض من يري مقامــه يقــوم بإلقــاء المحاضــرات لمن يريــد تنميــة إدارتهم، وهــذهــير من الفاعلية ــانب كب ــون على ج ــية يمكن أن تك ــة شخص ،طريق

خصوصا إذا كانت المحاضرة

228

جامعــة ومانعــة على اصــطالح المنطقــيين، ويكــون امــتزاج بينالمحاضر الذين يحاضر ألجلهم.

وتركز هذه الطريقــة اهتمامهــا على التعليم، المالحظةالثالث: وتعتبر مراكز المســاعدة من المناصــب الجيــدة،بواسطة المالحظة

للمالحظـة أن تنميــة اإلداريين المرشـحين الـذين يشـغلون مناصـب يمكنهم مالحظــة األنشــطة اإلداريــة،المســاعدين لمــديري اإلدارات

الــتي تحــدث في المســتوى التنظيمي األعلى، وهكــذا بالنســبة إلى ،المديرين في القاعدة الذين يســتفيدون من المــديرين في الوسط

إلى غير ذلك. المهام الخاصة، وهذه المهام يمكن استخدامها بتدريبالرابع:

ــة األفراد، فالمتدرب الذي يعهد إليه بمهمة خاصة حيث يمنح له حري يتــدرب على اإلدارة،كاملة لمعالجة األمور حســب اجتهــاده وفكــره

بالتي هي أحسن، ألنــه يكتســب فرصــة لرؤيــة كيــف يمكن معالجــة األمور وما ذا يمكنه تحقيقه للخروج من المــأزق أو للتجويــد أحســن

فأحسن.ــرالخــامس: ــتي ينتش ــرق ال ــكالت، وهي من الط ــل المش ح

اســتعمالها بســرعة وتنطــوي على قيــام المتــدرب بوصــف مكتــوبلموقف معين أو حالة تستلزم عمال إداريا، وعلى المتدرب أن يقوم:

أوال: بتحديد المشكلة. وثانيا: بتحليل الحقائق والظروف والمالبســات الــتي قــادت إلى

هذه المشكلة.وثالثا: تحليل الخطة التي يوصي بها لحل المشكلة.

229

ورابعا: لتبرير الحل الذي يقترحه، فإنــه إذا اختــار هــذه الحــاالتبكل دقة وعناية يكون تدريبا على تنمية قدرته اإلدارية.

الهيكــل التنظيمي الالمركــزي، فإنــه كلمــا زادت الالســادس:ــثر بمــا،مركزية الهيكل التنظيمي زادت الحاجة بممارسة اإلدارة أك

على ما سبق اإللماع إلى القسمين.،ال يوجد في مركزية التنظيم والالمركزية عند ما تكون في المؤسســة تكــون وســيلة للتنميــة اإلدارية، ألن كل مدير يعــرف أن الــواجب الملقى على عاتقــه يجب أداؤه بدون مساعدة آخرين، وبذلك يعمل فكره وأنشــطته وقدارتــه

الجيد حتى ال يسقط أمام رؤسائه.ءألن يأتي بالشي المــدارس اإلداريــة بالجامعــات والمعاهــد المتخصصــةالسابع:

وبعض المدارس الحكومية، فإن هناك برامج للتنمية اإلدارية تنظمها الجامعات والمعاهد المتخصصة وبعض اإلدارات الحكومية، فإن هذه المعاهد والجامعات وما أشــبه تعمــل دورا مهمــا في مجــال التنميــةــل ــل الهيك ــذا ومث ــل ه ــرق بين مث ــح الف ــة، لكن من الواض اإلداري

التنظيمي، حيث إن هذا يكون بالدراسة بينما ذلك يكون بالعمل. االجتماعــات الخاصــة، فــإن هــذه االجتماعــات تنطــويالثامن:

على معلومات مهمة يســتفيدها المجتمعــون من المــوظفين في أيــانوا ــات الشــركة،ســطح ك ــبين عملي ــات ت ــذه االجتماع حيث إن ه

وسياساتها وموارد أموالها وحلول مشاكلها وما تقدمــه من خــدمات وما تواجهــه من صــعوبات، وغالبــا تكــون هــذه االجتماعــات رســمية

أو من،سها مدير أو مديرون متعددون من الداخل أو من الخارجرأيالداخل والخارج معا، كما ألمعنا إلى

230

مثل ذلك سابقا، وكذلك مراقبــون أو محللــون وخــبراء وغــيرهم حيث يناقشـــون األمـــور المرتبطـــة بالمنشـــئة مناقشـــة حـــرة، والمناقشات الحرة دائما تؤدي إلى ارتفــاع الكفــاءات في أي حقــل

كان. مــا يســمى بــالفريق الثــاني، في اصــطالح اإلداريين،التاســع:

والفكــرة هنــا تشــبه تمامــا تلــك الــتي يجــدها اإلنســان في ميــادينــق األول ــان لمســاعدة الفري ــق ث ــادة فري ــد ع الرياضــة، حيث يوج

األساسي. هو،والفرق بين هذه الطريقة وطريقة اللجان التي نتكلم حولها

أن هــذه الطريقــة تهتم بطريــق احتيــاطي وليس بــأفراد منفصــلين،ــترة ألخــرى فالفريق الثاني لإلدارة يدرب ويعمل أيضا كوحدة من ف محــل المــديرين األساســيين الــذين يكونــون الفريــق األول في هــذا

االصطالح. اللجان، وقد ســبقت اإلشــارة إلى ذلــك، فــإن اللجنــةالعاشر:

وسيلة فعالة لتدريب أعضاء اإلدارة، فإن اللجــان تعتــبر من األدوات وتســاعد،الممتــازة الــتي تركــز االهتمــام على العالقــات التنظيمية

ــة رئيســية ــل وحــدة تنظيمي ــات ك وعلى،العضــو على تصــور عمليالتنسيق بين بعضها والبعض اآلخر.

المــؤتمرات، والمــؤتمرات غــير االجتماعــاتالحــادي عشــر: الخاصــة، فــإن المــؤتمرات تكــون بصــورة أوســع، وهي من الطــرق

وتقــدم الفـرص لتبـادل اآلراء والمناقشـات،الشائعة في االستعمال التي تــبين النــواحي العديــدة للمشــكلة، ولتحليــل المواقــف بغــرض تحليل ما ينبغي عمله، وما ينبغي تركه، وما ينبغي زيادته، وما ينبغي تنقيصه، وتحتاج هذه الطريقــة دائمــا إلى مــدير قــدير يكــون محــور

المناقشة والسؤال والجواب، وقد

231

مثل الطرق الحالية لعمليات،تدور المناقشات حول موضوعات والتطــوير،الشركة، واألفكار الترويجية واقتراح المنتجــات الجديــدة

ــادة كفــاءة المبيعــات ــرامج زي ــة والتســهيالت،وب واألعمــال المكتبيــة االقتصـــادية أو بالنســـبة إلى اإلنتاجيـــة بالنســـبة إلى المؤسسـ

والكتب وعدد الغرف وما يكون في كــل غرفــة من عــدد،المعلمين الطالب، والعطلة الصيفيه كيــف تمأل الفــراغ حــتى ال يكــون الطالب

في الشــوارع، إلى غــير ذلــك، وهكــذا الجــوانب المختلفــةمســيبين المصـــحات والمستشـــفيات، أو الجـــوانب المختلفـــةبالنســـبة إلى

إلى غير ذلك.،بالنسبة إلى المطارات وإدارة القطارات المقــرارات الدارســية، فقــد يطلب من اإلداريالثاني عشر: ومثل هذا المقرر ينبغي تصميمه بالشكل الــذي،دارسة مقرر خاص

مما يساعد اإلداري على تنميــة،يقدم المعلومات الخاصة المطلوبة وهــذا يمكن أن يــؤدي بصــورة،قابلياتــه في كيفيــة األخــذ والعطــاء

كتيبات أو ما أشبه ذلك. الدورات الخاصة للدراسات التي تــردب اإلداريالثالث عشر:

على التقدم، وربما يكون ذلــك بســبب تقــدم العلم أو كيفيــة اإلدارةــون في البالد المتقدمة، أو أن المدير لم يدرس قدر الكفاءة مثال يك خــريج الثانويــة فيعطي دروس الجامعــة ولــو بصــورة مضــغوطة، أو يعطي دروسا أخالقيــة لكيفيــة المعاشــرة مــع النــاس فيمــا إذا كــان

مبتلي بالمعاشرة معهم كالمديرين في القاعدة إلر غير ذلك. المراقبة الدائمة لسير العمــل نحــو التنميــة بمــاالرابع عشر:

يستلزم المراقبة من المكافأة للمتفوق. فيمكن أن يكون بمالحظة د،أما مسرح التنمية فهو كثير ومتعد

232

أو التكــاليف المنخفضــة،الغالء أو الــرخص )التضــخم والتــنزل( أو التحســـين في المبيعـــات أو الزيـــادة في الكميـــات، أو،لإلنتـــاج

أو المراقبــة عنــد حصــول،تحســين االتصــال بين أعضــاء اإلدارة وتحليــل،المناقشات غير الرسمية بين الموظفين ودارسة أعمــالهم

المشكالت العرضية الـتي تـؤثر على عمليــات إدارة واحــدة أو عــدة أو تقــييم مــدى مالئمــة،إدارات، والــتي تتطلب االهتمــام اإلداري

سياسات الشركة بصورة عامــة في جــانب من جوانبهــا ووحــدة من ممــا يعرقــل،وحداتها، أو اكتشاف بعض نقاط الضعف في الرؤساء

مع اقتراح طــرق العالج أو التعــاون األفضــل بين،جهود المرؤوسين أعضاء اإلدارة وقيامهم بالعمل الوحداني، كأنهم فريق في مؤسسـة

ــدة ــيهم،واح ــة مرؤوس ــييم وتنمي ــديرين على تق ــجيع الم أو، أو تش تشجيع ترقية المــديرين المــؤهلين، أو التعــرف على أعضــاء اإلدارةــة التنقالت ــام بحرك ــع القي ــبهم م ــاكن ال تناس ــوعين في أم الموض

أو تزييــد األعضــاء ممــا يظهــر منــه أن،الالزمة للمصلحة المشتركةــدم ــذة في التق ــات،اإلدارة آخ ــاس على المنتج ــال الن ــثرة إقب أو ك

مع عدم كون ذلك لجهة ثانوية كــانغالق معمــل،والبضائع والخدمات.آخر أو مدرسة أخرى أو ما أشبه ذلك

إلى غير ذلك من اآلثار والنتــائج الــتي تظهــر بــدليل )اإلن( على من التنمية اإلدارية.،قول المنطقيين

233

للمدراء(( التربوي طيط))التخ ، بــل نفس اإلدارة الصــحيحة،)مسألة( إذا أريــد التنميــة اإلدارية

وهــو التخطيــط الــتربوي،البــد من مالحظــة نقطــة هامــة في األمر للمـــديرين والمفتشـــين والمحللين وغـــيرهم من الـــذين يقومـــون

تئا أو المنشـــ،بالمنشـــئة، ســـواء كـــانت منشـــئة كبـــيرة كالدولة فــإن أي،المحــدودة كالمعامــل والمــدارس والمستشــفيات وغيرها

تخطيط ألية منشئة سواء كانت منشئة اقتصادية أو ثقافية أو غيرهــا ال يكون صحيحا ومثمرا إال إذا رافقه تخطيــط للتربيــة يلــبي حاجــات

.تلك المؤسسة المزمع إنشاؤها أو إبقاؤها فإن كل تخطيط لذلك تخطيــط منقــوص إذا لم يــدخل باعتبــاره أهم عنصر من عناصر التنمية وهو عنصر اليد العاملــة المدربــة ذات الكفاءة واإلعداد الرفيع، فال فائدة من إنشاء مصــنع للصــلب مثال أو معهد للدارسة أو غير ذلك إذا لم يستطع القائمون بـذلك من إعـداد المهندسين والفنيين والمعلمين والمشرفين والمحللين لتسيير هــذا المصنع أو المدرسة أو المصح أو غير ذلك، فإنه ال يكــون التخطيــط شــامال وكــامال اقتصــاديا واجتماعيــا وثقافيــا إال أن يكــون قبــل ذلــك

وأثمن،التربية، فإن العنصر الهام في أية خطة هو العنصر البشــري،رأس المال هو رأس مال البشر فإنه أكــثر رؤوس األمــوال عطــاءا

ونتاجا. وقد وصل العالم إلى ذلــك بعــد ثورتــه الصــناعية الكــبرى، حيث رأى نقص العلماء والمهندسين والفنيين واإلداريين والمفتشين ومن إليهم، ألن الصـــناعة ال تتمكن من أن تتقـــدم إال بأصـــحاب الخـــبرة واالختصاص الذين أعدوا إعدادا مالئمــا بحاجــات الصــناعة وأعمالهــا

الفنية المختلفة في المجتمعات القائمة على التقنية. ولما عرف هذا في الصناعة سرى إلى ســائر المؤسســات، ألن

وإن كان بادئ ذي ،األمر ليس خاصا بالصناعة

234

ــاك، فــإ ن العمــال غــير ــة من هن ــاج إلى التربي ــدء ظهــر االحتي ب ،المؤهلين الذين ال يملكون اختصاصا، تناقصت الحاجة إليهم تــدريجاــال ــة إلى العم ــة حيث الحاج ــة إلى العلم والتقني ــر الحاج ــه ظه ألن المؤهلين الفنيين وكبــار المهندســين واإلداريين والعلمــاء والبــاحثين

وهؤالء جميعا يحتاجون إلى تهيئة،والعلميين والمستشارين وغيرهمــداد طويل ــا ال يمكن إال بالتربية،وإع ــك م ــافة إلى العلم، وذل باإلض

والمعرفة. وإني أذكر أن العراق في مجلس األمة كان يقبــل كــل شخصــية

وبعـد مـدة من،من جهـة المـال أو من جهـة العشـيرة أو مـا أشـبه الــزمن ظهــر أن هــؤالء غــير أكفــاء، فقــرروا أن يكــون الــداخل في

ــارج، خريجا من الجامعةمجلس األمة إنسانا سواء من جامعات الخ أو من جامعات الداخل، وبذلك تغير وجــه العــراق، ألن هــؤالء كــانوا

بينما شيخ العشيرة الذي لـه عقليــة الصـحراء أو لـه عقليــة،مهيئين المال أو ما أشــبه بــدون الخبرويــة بــاألمور االجتماعيــة واالقتصــادية

ــية وغيرها ــذه،والسياسـ ــال هـ ــير في أمثـ لم يكن يتمكن من السـالخطوات.

فالبد أن يكون هنالك في أية مؤسســة نظــام تربــوي مــدروس، وأن تكون هنــاك خطــة،بمعنى أن تكون أفرادا لإلدارة تكوينا مالئما

ــني بتخــريج األعــداد الالزمــة من المشــرفين والمالئمين ــة تع تربويألغراض الحياة الحديثة.

ــل االقتصــادي ــاع باالقتصــاد في الحق فمثال ال ســبيل إلى االرتف واإلنتاج االقتصادي الجيد ما لم يرتفع شــأن العنصــر البشــري الــذي

الــذيوءيسير عجلة هذا االقتصاد، فإن غــير العنصــر البشــري الكفــــع ــات المجتم ــتجيب لحاج ــا ال يتمكن من أن يس ــدادا كافي ــد إع أع المتزايدة، بل الالزم أن يكون هنــاك جماعــة من الخــبراء الــذين هم ،كفــؤ إلدارة مثــل هــذه المؤسســة من الفنــيين العلمــاء المبــدعين

وأرباب البحث العلمي الذين يعملون بأكبر

235

دور في حقل االقتصاد ممن لهم قــدرة على اإلنتــاج الجيــد، بــل في العصــــر الحاضــــر تحتــــاج المؤسســــات إلى المخــــترعين والمكتشــفين، فإنــه ال يمكن االنقالبــات االجتماعيــة واالقتصــادية

أن يكــون هنالــك انقالب تربــوي شــامل فيوالسياسية والثقافية إالكل مناحي الحياة.

وإهمــال،فإن إهمال عنصر اإلنسان في الصناعات أو في غيرها الكتل البشرية العاملة في المؤسسات ال يؤدي إلى مأساة الطبقــة العاملة فحسب، وإنما يــؤدي إلى مأســاة في اإلنتــاج نفســه، ســواء

كان إنتاجا زراعيا أو صناعيا أو ثقافيا أو كان خدماتيا أو غير ذلك. فال بد أن يعنى بأهم عنصر بالمؤسسة الذي هــو اإلنســان، ولــذا قامت الدراسات تــتزامن من قبــل علمــاء النفس وعلمــاء االجتمــاع وغيرهم لتبين أحسن الشروط الالزمة لعمل اإلنســان في المصــانعــاج حين وسائر المؤسسات، وتبين النتائج الكثيرة الــتي يصــيبها اإلنت

والمعنويــة في القــائمين بــذلكةتقوم عناية كافية بالشروط الماديــالعمل، سواء كان القائمون هم المديرين أو سائر العمال.

ــة ــور والحــرارة وتهيئ ــة والن ــة التهوي فمثال من الشــروط المادي أمــا من الناحيــة المعنويــة،وسائل الراحة للعمال والمــوظفين كافة

فالالزم أن يكون هنــاك تربيــة للمــوظفين الكبــار ومن أشــبههم منمختلف قطاعاتهم.

ثم مثال في المؤسســة االقتصــادية ليســت التربــة شــرطا الزمــا للتنميــة االقتصــادية فقــط، بــل التربيــة نــوع من التوظيــف المثمــرــة ليســت لرؤوس األموال، فإن للتربية أثرا اقتصاديا واضحا، فالتربي مجــرد خدمــة تقــدم للمواطــنين وأمــرا اســتهالكيا لــرؤوس المــال

لها، بل هي رؤوس أموال يوظفها المؤسسة في مشروعواستثمارا كما تجني ثمرات أي،معين لتجني ثمراتها بعد ذلك أضعافا مضاعفة

ــافي رأس مال تضعه في مشروع صناعي أو زراعي أو تجاري أو ثقأو غير ذلك بقصد النتيجة.

وقد ضرب القائمون بهذه الفكرة لذلك أمثلة من الحياة

236

وهما مثال )الدانمارك( و)اليابان( فإن هــذين البلــدين،الحاضرة يفــوقالفقيرين بمواردهما الطبيعية استطاعا أن يصيبا تطورا كبيرا

.بكثير تطور جاراتهما وإلى اليوم، وذلك بسبب التربية

))الدانمارك مثاال((ــة في العــالمضفلقد أدى في الدانمارك استثمار األرا ي الزراعي

الجديــد خالل القــرن الماضــي إلى تهديــد الحيــاة الزراعيــة ألوروبــا وذلك بسبب انتشار التعليم اإللزامي من وقت،جميعا تهديدا خطيرامبكر في الدانمارك.

وهذا سبب قدرة مزارعيهــا أن يقبلــوا بســهولة تحويــل إنتــاجهم القديم وينجحوا في هذا التحويل، فلقد استطاع هؤالء بفضل ارتفاع

وذلــك عن،مستواهم الثقافي أن يغيروا بنية اقتصادهم تغييرا جذريا بن صــناعةطريــق االستعاضــة عن إنتــاج الحبــوب بإقامــة صــناعة لل

مكثفة دقيقة، كانت وال تزال سبب ازدهار الدانمارك وثرائها. ومن الواضح أن اإلنسان الذي اعتاد على عمل سنوات طواال ال يتمكن من تغيير عمله إلى عمــل آخــر، فــالمزارع للحنطــة ال يتمكن

أمــا،من تغيير عمله من زراعــة الحنطـة إلى زراعــة اللفت، وهكــذاــا تغيير عمله من الزراعة إلى شيء آخر فهو من أصعب األمــور، أم الدانمارك فبفضل ثقافة المزارعين الــتي كــانت عــبر التــاريخ دولــة

استطاعت أن تغدوا دولة مســتوردة لهــا تشــتريها،مصدرة للحبوبــة من ا ــان بخس ــوبلدبأثم ــة للحب ــها،ول المنتج وتقيم على أساس

صناعة لبن علمية من الطراز األول.ــائح ــل نص ــدانماركي أن يفهم ويقب ــزارع ال ــتطاع الم ــد اس ولق

بينمــا،بنالخبراء الزراعيين ويتبين الطرائــق الجديــدة في اإلنتــاج للــادرين على درء لم يكن المزارعون في البلدان األوروبية األخــرى ق

اء فيـــالخطـــر الـــذي داهمهم عن طريـــق مثـــل هـــذا الحـــل البنــاجهم ــة إنت ــاولوا حماي ــه أن ح ــوا من ــا تمكن ــا كالم ــدانمارك، وإنم ال

التقليدي المعروض لإلفالس عاجال أو آجال.

237

ــان نشــير إلى،وقبل أن ننقل الكالم إلى المثال الثاني وهو الياب موضوع ألمعنــا إليــه ـــ وهــو التعليم اإلجبــاري خــاص بأصــول الــدين وفروعه المبتلى بها، وأما سائر العلوم فقــد ذكــر الشــيخ المرتضــى وغيره أنها واجبات كفائيــة، نعم لآلبــاء الــذين هم أوليــاء الصــغار أن يجبروا األوالد على تحصــيل العلم إذا رأوا في ذلــك المصــلحة، لكن الظاهر أن الدولة أو المؤسسة إذا قــامت بالمغريــات أقبــل الجميــعــذا ــاب، ول على العلم بدون اإلجبار ، وهذا بحث خارج عن منحى الكت

ال نفصل فيه.ــان ،ثم ال يخفى أن ما ذكرناه في الدانمارك وما نذكره في الياب

فالحكــامإلى غيرهما، إنما يمكن في بلد ديمقراطي استشاري، وإال الدكتاتوريون ال يــدعون األمــر بهــذه الســهولة، فقــد رأينــا في البالد اإلســالمية كيــف أن الــدول تهــدم عالمــا عامــدا الزراعــة والتجــارة

وتغلــق المــدارس والمعاهــد بمختلــف األســامي،والصــناعة وغيرهاــإذا لم،والسبل لتوسعة أسواق الغرب والشرق، حيث إنهم عمالء ف

،تكن الدميقراطية )االستشارية( بتعــدد األحــزاب الحــرة في بلــد ما ذلــك، ثم يــأتي دور التعليم والتربيــة المنتهــيينفالالزم أن يعالج أوال

إلى انتشال البلد من الهوة السحيقة الساقط فيها.

))واليابان مثاال(( أما المثال الثاني وهو اليابان، فالتعليم االبتــدائي هــو الــذي قــام بدور حاسم فيه، فــإن إخصــائي التــاريخ يفســرون الوثبــة المفاجئــة الـتي أصـابها اليابـان بردهـا إلى تطـبيق التعليم اإلبتـدائي في كافـة أفراده، وإلد زوال األمية زواال شبه كامل منــذ نهايــة القــرن الســابع عشر، وال أدل على ذلك من أن الهند والصين وإيران والعــراق ومــا ،أشبه كلها فيها الموارد الطبيعية الكثيرة واأليــادي العاملــة الكثــيرة

لكنها غائصة في وحول التأخر

238

والفقــر والمــرض والجهــل والفوضــي، وإن كــانت تختلــف بعض وزيــادة الـثروة،هذه البالد عن بعض بأكثريــة التــأخر وعــدم األكثرية

وعدم زيادة الثروة الطبيعية كالنفـط وغـيره، فإنـه تالزم واضـح بينتخلف التربية وتخلف البلد في جميع جوانبه.

))من تبعات الدول المتخلفة تربويا(( ثم إن البلد المتخلــف تربويــا البــد وأن يكــثر فيــه إراقــة الــدماء والسجون، كما البــد وأن يتعامــل في ســجونه بالتعــذيب ويكــثر فيــه الرشوة والفساد والروتين والمحسوبية والمنســوبية، كمــا نــراه في

.كافة بالد الشرق األوسط، وباألخص البالد اإلسالمية وفي بعض اإلحصاءات أن )مــاوتس تنــغ( قتــل في مــدة حكمــه

أكثر من ثالثين مليون ، كما رأينــا كيــف أن عــراق الجمهــوريين أراقا الدماء بال حساب، وبينما كان في عراق الملكيين ال يتجاوز السجناء

وارتفــع عــددهم، لمكان شــيء من الديمقراطيــة فيها،خمسة آالف في فــترة من الفــترات إلى أكــثر من نصــف مليــون حســب تقريــر

الخبراء.

))الهند ومشكلة الفقر(( والهند إنما بقي بمنئى من أمثال ذلك وإن لم يعالج فيهــا الفقــر

بســبب شــيء من الديمقراطيــة الــتي الــتزم بهــا منــذ،ومــا أشــبه االستقالل، وإن كانت ديمقراطيــة ناقصـة، وإلى تلـك يعــزى تأخرهـا للحكم شبه الوراثي من نهرو إلى بنته إلى ولــدها، باإلضــافه إلى أن جماعة قليلة يقبضون على عنق رؤوس األمــوال ويســاعدهم رجــال

فال يسمحون لغيرهم من العمل المثمر.،الدولة ولذا وبعد أربعين سنة من االستقالل يعيش الماليين من الهنــود

بــدون أن يعرفــوا طعم، يولــدون فيهــا ويموتــون فيها،في الشوارع وال التربيــة والثقافــة الالئقين، إلى،الــبيت والــدار والمســكن الالئق

ديمقراطيــةغير ذلك من نواحي التأخر التي ال تزول من الهند إال بالاالستشارية الحقيقية.

الـــذي تعطيـــه رؤوس األمـــوال الـــتي توظـــف فيدود ثم المر المجاالت األخرى المعروفة من مجاالت الزراعة والصناعة والتجارة

قد بينت ،وغيرها

239

الدراســات فيمــا بينت أن رؤوس األمــوال الــتي توظــف للتعليم بينمــا يحتــاج تعــويض القــروض،تعوض خالل سنوات تســع أو عشر

الطبيعية التي تؤخذ من أجل التنميــة االقتصــادية إلى فــترة طبيعيــة.تترواح بين اثني عشرة سنة إلى ثمان عشرة سنة

وقد قام جماعــة من العلمــاء المعــنيون بهــذا الشــأن بدراســات وأبحاث وتحاليل تحاول أن تقيس مردود األمــوال الــتي توظــف في التعليم والتربية وتقدر بــالرقم والعــدد األربــاح الــتي تقــدمها رؤوس

ومعظم هــذه الدارســات وصــلت إلى،األموال الموظفة في التربية نتائج تظهر أن المردود االقتصادي في حقل االقتصاد للتعليم مردود

.كبيرــذا البحث يظهـــر أن التربيـــة والتعليم توظيـــف مثمـــر ومن هـ لرؤوس األموال وليس مجرد استهالك، ولــذا يهتم الخــبراء بالتربيــة وبأهمية التخطيط لها وبــدورها الكبــير في أي تخطيــط ألي بعــد منــة ــاد المؤسســات االقتصــادية والسياســية والصــحية واالجتماعي أبع

والعسكرية وغيرها. ولهذا السبب نرى أن حكومات الغــرب تســتقدم وبإصــرار بــالغ

بقصــد تقويــة بنيتهــا،العقــول المفكــرة المربــاة من العــالم الثــالث التربوية من ناحية، وبقصد تضعيف البالد المستقدم منهــا من ناحيــة

ــك البالد،ثانية وقد ذكرت التقارير أن مليارات من الدنانير حاصل تلكل سنة من هذا االستقدام.

240

األعمال(( زيع))تو )مسألة(: من األمــور المهمــة في اإلدارة توزيــع األعمــال، وقــد

يعبر عن ذلك بخريطة توزيع األعمال، أو كيفية توزيع األعمال.ــل وهي عبارة عن الدارسة لالختصاصات في كل منظمة، وتحلي األمور وتبــيين مواضــع اإلشــكال أو المواضــع الــتي ينبغي أن يكــون أحسن من الحالة الحاضرة، إلى غير ذلك من النشاطات للمنظمــة،

كما أنها تــبين،ومجموع ساعات العمل التي تصرف إلنجاز كل عمل والــوقت الــذي يســتغرقة في،الواجبات التي يقوم بهــا كــل موظف

إنجازها وكيفية العمل، باإلضافة إلى كميته. وتفيد هذه الخريطة في الكشف عن كــل موظــف موظــف أنــهــوء هل يعمل كما ينبغي أو ال، فيالحظ في بعض األحيان أن هناك س

أو من ناحية الكيفية.،توزيع في األعمال من ناحية الكميةــوظفين ،فمن ناحية الكمية في سوء توزيع األعمال بين الم مثال

،نــرى أن مــوظفين متســاوین في المــؤهالت والخــبرات والمــراتبــم واحد ــابهين أو في قسـ ــمين متشـ ــد،ويعمالن في قسـ ولكن عنـ

دراستنا لتوزيع األعمال نجــد بينهمــا بونــا شاســعا، مثال أنتج موظــف أو يعمــل موظــف أحســن من الموظــف،أكــثر من الموظــف اآلخر

أو يأخــذ هــذا الموظــف أكــثر من الموظــف الثــاني من جهــة،اآلخر أو ســاعات عمــل هــذا الموظــف أكــثر من ســاعات عمــل،الــراتب

إلى غير ذلك من النقائص.،الموظف اآلخر وتساعد هذه الخريطة في الكشف عن كيفية إشــغال الموظــف لساعات العمل الرسمية، فقد يوجد أن موظفا يقضــي جــزءا كبــيرا

ــبر ذات أهميــة قليلة بينمــا ال،من وقتــه في أعمــال ونشــاطات تعت يخصص إال جزءا أصغر من وقته إلنجاز األعمال والنشاطات المهمة

المنوطة به. يمكن أن يقــال عن،وما يقال عن كيفية توزيــع الموظــف لوقته

كيفية تقسيم الوقت على األعمال والنشاطات في

241

المنظمة، فقد تحظى بعض النشاطات الثانوية بقســم كبــير من،وقت المنظمة بينمــا ال يخصــص للنشــاطات الرئيســية والمهمــة إال

قسم صغير من وقتها. وقد يكون هنالك موظــف يشــتغل في بيتــه أيضــا باإلضــافة إلى

بينمــا يكــون موظــف آخــر ال يحضــر حــتى،اشــتغاله في المؤسسةأوقات الدوام، أو إذا حضر أوقات الدوام ال يشتغل كما ينبغي.

ــص في وتلقي هذه الخريطة مزيدا من الضوء على مدى التخص األعمال في المنظمة، فقد يكون التخصص أكــثر ممــا يجب أو أقــل

مما يجب، أو أن المتخصص في عمل ما استخدم في عمل آخر.ــيين وذوي ــتفادة من الفنـ ــبين هـــذه الخريطـــة مـــدى االسـ وتـ االختصاصات في مجال اختصاصــهم والخــبراء والرقبــاء ومــا أشــبه، وهل أن طبيعة األعمال المســندة إليهم تتناســب مــع تخصصصــاتهم

كما وكيفا، أم فوق ذلك، أم دون ذلك. األعمــال،كما أن هذه الخريطة تبين للمحلل والمراقب والمدير

والساعات الــتي يقضــونها في،والواجبات التي يقوم بها الموظفون ومقادير األجور التي يتقاضونها، وبــذلك تســهل مهمــة،تلك األعمال

دراسة وتحليل ونقد التوزيع الحالي في جميع األبعــاد، فإنهــا وإن لم تكن تزود المحلل بالحلول للمشكالت التي تواجــه التوزيــع الحــالي،

اكتشــاف واقــتراح الحلــول المناســبة لهــا، فــإنولكنها تسهل مهمة .توضيح اإلشكال نصف الجواب على ما يقولون

ــدة وباإلضافة إلى ذلك تفيد هذه الخريطة فوائد أخر، مثــل الفائ عند ما تكون هناك عملية إعادة تنظيم في المنظمة، أو عند إضــافة أعمال جديدة إلى أعمالها، أو عند تنقيص أعمال من أعمالها، فعنــد ما تعد خريطــة لتوزيــع األعمــال بعــد إعــادة التنظيم أو بعــد إضــافة أعمــال المنظمــة أو بعــد تنقيص أعمــال من المنظمــة فإنــه يكــون

، وأثرها على ةباإلمكان معرفة التغييرات التي طرأت على المنظم

242

الموظفين فيها، وتقارن خريطة توزيع األعمال الجديدة بخريطة سابقة لتوزيع األعمال قبل إعادة التنظيم أو قبــل إضــافة أعمــال أو قبــل تنقيص أعمــال، فــإن بهــذه المقارنــة أيضــا تظهــر النقــائص أو

الفوائد.

((وأقسامه))تراكم األعمال ومنها: عند ما تكون هناك حالة تراكم مســتمر وغــير عاديــة في

.األعمالفإن تراكم األعمال على قسمين:

ففي بعض الفترات تــتراكم،األول: تراكم أعمال طبيعي وعادي أو بسبب غياب بعض الموظفيندراءاألعمال بسبب غياب بعض الم

أو إجازتهم بسبب أمور طارئة اســتلزم االجتمــاع من زيــارات أو مــاأشبه ذلك.

الثاني: التراكم الذي يحصل في األعمــال والــذي يبقى على مــا بل يزيد تراكما على تراكم بالرغم من الجهـود الـتي تبـذل،هو عليه

لتقليله أو الحد منه، وهذا يعتبر مشكلة في حد ذاته، وخريطة توزيع األعمال تعد بشكل واضح ودقيق وصحيح أداة مساعدة مفيدة لحــلــة من هذه المشكلة، ألن المشكلة ال تنشأ إال من نقص فني في جه الجهات في المنشئة، وهذه الخريطة تبين النقص الفني الذي حدث

في هذه الجهة فيسهل عالجه. ن الرســائل أكــثر من قابليــة الموظــف الــذي يقــوممثال تكو

أو أن يكون الموظــف كســالنا ال يقــوم حــتى بالقــدر،باألجوبة عليها أو أن يكــون للموظــف مشــكلة من شــرود،الذي ينبغي أن يقوم به

الذهن أو نحو ذلك تسبب هذا التراكم. وهذا يصدق أيضا في سائر أعمال الموظفين وسائر أوقــاتهم أو أجــورهم، فإنــه ربمــا يــرى الموظــف أن األجــور ال تكفي في قبــال عمله، ولذا يقلل من العمل انتقاما في نفسه وإن لم يقل ذلك، إلى

غير ذلك من أحوال تراكم األعمال غير العادية.

243

((ي الموظفين))عند حدوث تغييرات ف ومنها: عند حدوث تغيرات في المــوظفين، فــإن خريطــة توزيــع األعمال تبين أهمية كل موظف بالنسبة للمنشئة الــتي يعمــل فيهــا،

والــوقت الــذي يقضــيه،فهي تبين الواجبات التي يقوم بها الموظف واإلجــازات، والراتب الــذي يتقاضــاه،في تلك الواجبات المنوطة به

التي يســتفيد منهــا، وعالقاتــه بــالموظفين اآلخــرين، أو عالقــة هــذهــة الوحدة في هذه المنشئة بالوحدات األخر، أو عالقة هذه المؤسس بالمؤسسات المشابهة أو المؤسسات التي هي في سلسلة التــدرج

كاالبتدائية التي هي في سلســلة تــدرج الثانويــة، والثانويــة في،فيها.سلسلة تدرج الجامعة

ــدعم ــف وت ــوال الموظ ــات أح ــائق والمعلوم ــذه الحق ــد ه وتفي توصيات التربية وزيــادة الــرواتب أو نقلــه إلى وظيفــة أخــرى أو مــا

أشبه ذلك.

))عند انخفاض فعالية الدائرة(( ومنهــا: عنــد مــا تكــون فعاليــة الوحــدة اإلداريــة منخفضــة دون المستوى، أو مرتفعة فوق المستوى بما يسبب اإلرهاق، فإنه إذا لم تستطع الوحدة اإلدارية القيــام بالعمــل الــذي يجب أن يتناســب من ناحيـة الكم أو الكيـف مـع عــدد سـاعات العمـل الـتي يصـرفها كـل ،موظف، فإن فعاليــة الوحــدة تعتــبر أقــل من المســتوى المطلــوب

والعكس بــالعكس، ولــذا فــإن إعــداد خريطــة توزيــع األعمــال لتلــك الوحدة وإجراء تحليل شــامل عليهــا يســتطيع أن يلقي بعض الضــوء على أسباب انخفاض فعاليــة تلــك الوحــدة اإلداريــة أو الزيــادة على

الحد المطلوب.

((طلب الكشوفات))عند ــا مراجعــة وتقــديم صــورة ــا تطلب اإلدارة العلي ــد م ــا: عن ومنه العمليات الجارية في المنشئة، فإنــه إذا طلبت اإلدارة العليــا إجــراء

للتأكد من فعالية إنجاز،عمليات مراجعة ورقابة على العمليات فيهااألعمال، فإن خريطة توزيع األعمال تقدم فائدة كبيرة في هذا

244

ــتي تقــع في ــة ال ــا مــوجزة عن األعمــال العيني الخصــوص، ألنه المنشــئة، فتعــرف اإلدارة مواضــع النقص والزيــادة أو التغيــير أو

التبديل أو ما أشبه ذلك. كما أن هذه الخريطة تفيد الكشف عن األعمال والتغيرات التي

ــات وأعمــال الموظــف، فــإن المــوظفين يغــيرونتطــرأ على واجب وفي األوقــات الــتي تســتغرقهاويعدلون ويبدلون باستمرار أعمالهم

تلــك األعمــال وكلمــا كــان اإلشــراف على المــوظفين أقــل يكــون تغييرهم وتبديلهم أكثر، سواء كان اإلشــراف أقــل من جهــة توســعة

ــه،اإلدارة وقلة المشرفين أو من جهة أن المشرف ال يتمكن ألعمالالكثيرة من اإلشراف والرقابة الكاملين.

))عند حدوث األزمات(( ،ومنها: أنه إذا صارت أزمة اشتغلت المؤسسة أكــثر ممــا ينبغي

حيث تشــتغل،لسيل أو زالزال أو حرب أو اجتماع مفاجئ أو نحوها المنشئة أكثر من عادتهـا لسـد الحاجـات المتزايـدة المفاجئـة، فـإنــة حــتى تعــرف اإلدارة ــادة الطارئ ــبين مــدى الزي ــذه الخريطــة ت ه الحاجات المستقبلية أو المكافئات التي ينبغي إعطاؤهــا للمــوظفين

طنالذين عملوا أكثر أو نحو ذلك، مثال اختزن معمل البالستك ألف غــيرمن المواد الخام لكل سنته، الحاجــة الطارئــة اســتنفدت شــيئا

محسوب من هذا المخزن، فإذا لم تعوض إلى المخــزن مــا اســتنفذ منــه في الحاجــة الطارئــة يبقي المعمــل بعض الســنة بــدون عمــل،

وهــذه الخريطــة،والالزم معرفة قدر المصروف زائدا حــتى يعــوضتبين ذلك.

))خطوات خريطة توزيع األعمال((ثم خريطة توزيع األعمال تمر عبر خطوات:

))تدريب المشرفين((ــإن المشـــرفين في األقســـام ــدريب المشـــرفين، فـ األولى: تـ والرؤساء لهم دور مهم في عملية إعداد خريطة توزيع األعمــال فيــام ــواء األقس ــا، س ــرفون عليه ــتي يش ــئات ال ــات والمنش المنظم

الحكومية أو األقسام

245

الخاصــة، فــإن من غـــير الشــك أن اشــتراكهم في الدراســـةــاءهم دورا ــا فيهاوإعطـ ــة، مهمـ ــع روحهم المعنويـ ــؤدي إلى رفـ يـ

ويتمكن اإلنســان من الحصــول على،وانشغالهم بالعمل أكثر فــأكثرنتائج دقيقة، ألنهم هم المرتبطون بالعمل والمالصقون بالخدمة.

،ولذا قبل البدء بإجراء الدارسة إلعــداد خريطــة توزيــع األعمــال يلزم عقد عدة اجتماعات يحضرها المشــرفون على األقســام الــتي

ــات،ستشملها الدراسة، بل واألشخاص المرتبطون بهم ولو بارتباط وتعتــبر هــذه،قليلــة ممن لهم حــظ في المعلومــات حــول المنشــئة

ويحضرها الرئيس األعلى،االجتماعات نوعا من التدريب للمشرفين أو من ينــوب منابــه، فيقــوم بتوضــيح النمــاذج الــتي ستســتخدم في

ويعطي المشرفين فرصة كافيــة للمناقشــة،البرنامج وكيفية تعبئتها واالستفسار عن كل جانب من جوانب البرنــامج، وذلــك لكشــف أي

غموض أو التباس يبدو لهم.

))جمع المعلومات(( فإنــه من أهم،الثانية: جمع المعلومات عن واجبــات المــوظفين

ــتي يتم المقدمات لخريطة توزيع األعمال، فعلى ضوء المعلومات الجمعها تأتي المقترحات والتوصيات إلعادة توزيع األعمال.

ــة هم ومن أفضل الوسائل لجمع المعلومات عن أعمال المنظمــوم المشــرف الموظفون الذين يقومون باألعمال بأنفسهم، ولذا يقــع ــتخدم في جم ــتي ستس ــاذج ال ــه النم ــرحون ل ــتجوابهم فيش باس المعلومات ويقومون باإلشراف على جمع المعلومات من الوحــدات

اإلدارية التي يرأسونها. والنماذج التي تســتخدم في دراســة توزيــع األعمــال هي جــدول

ــات األســبوعية،أعمــال الموظــف اليومية وقائمــة، وجــدول الواجب وخريطة توزيع األعمال.،نشاطات الوحدة

( فــاألول وهــو جــدول أعمــال الموظــف اليوميــة، المــراد بــه1األعمال التي

246

.يقوم بها الموظف في اليوم الواحد بشكل تفصيلي ويتســاوى،وعند بداية الدراســة تــوزع على المــوظفين النمــاذج

عدد النماذج مع عدد األيام التي تشملها الدارسة وهي ثالثــة أيــام أو ويــراعى عنــد اختيــار المــدة الزمنيــة،أســبوع أو شــهر أو مــا أشــبه

لمعظم الفــترات الزمنيــة من ناحيــةكاألســبوع مثال أن تكــون ممثال.كمية العمل الذي يقوم به الموظف

ــان ــوظفين لبي ــد على الم ــه يعتم ــراد معرفت ــا ي ــة م وفي معرف األعمال التي يقومون بها واألوقات التي يصرفونها في القيــام بتلــك

لكن يجب أن يعطي المســـتجوب للموظـــف اإلرتيـــاح،األعمـــال النفسي الكافي حتى يقــوم هــو بنفســه بــذكر الواقــع صــادقا فيمــا

ــول على،يكتبه أو يتفوه به ألنه إذا لم يكن كذلك يحتمل عدم الحص معلومــات دقيقــة بهــذه الطريقــة، فقــد يبــالغ بعض المــوظفين في

تقدير األوقات التي تستغرقها األعمال التي يقومون بها. فإذا قام المشرف بتوضيح أغــراض البرنــامج للمــوظفين وبيــان

وإخبــار المــوظفين بــأن الهــدف من البرنــامج ليس هــو،فائدته لهم زيادة األعباء عليهم، وإنمــا الغــرض منــه هــو رفــع الفعاليــة وكفــاءة

يمكن،اإلدارة وتوزيع العمل توزيعا متســاويا وعــادال بين المــوظفين دمأن يصدق الموظفون للجو الذي يجدونه من االرتياح النفسي وعــ

احتمـــالهم أن المشــرف أو اإلدارة يريـــد أن يجعـــل عليهم أعمـــاال.إضافية

ويلزم لتهيئة ذلك الجو االرتياحي أن يوضح المشرف للموظفين أنه من غير المتوقع أن يكون مجموع الســاعات الــتي يقضــونها فيــاعات العمــل ــاويا لمجمــوع س القيــام باألعمــال والواجبــات مس ،الرسمية، إذ من الواضح أن هنــاك في المؤسســات أوقــات للراحةــف ــتغال الموظ ــا الش ــودا فيه ــف موج ــون الموظ ــات ال يك أو أوق

ــاه ــرواح إلى دورة المي ــات لل ــات،بمقاطع ــة عن المكالم أو لإلجاب أو المراجعين إلى المكتب أو غــير، أو لحضور بعض الزوار،الهاتفية

ذلك.

247

ــدة على القــدر المقــرر ــك الفــترة زائ نعم يجب أن ال تكــون تل ،والذي حدده بعضهم بعشرة في المائة أو خمسة عشرة في المائةــة أي خمس الــوقت من أو على أبعــد الفــروض عشــرون في المائ أوقــات العمــل المقــرر أن يقــوم الموظــف فيهــا لالشــتغال بمهمــة

اإلدارة. ،أسبوعية( وأما كيفية تعبئة جدول أعمال الموظف اليومية وال2

فإنه يطلب من كل موظــف أن يمأل نموذجــا عن كــل يــوم من أيــام ويســجل في ذلــك،العمــل بحيث يبــدأ من بدايــة الــدوام إلى نهايته

النموذج جميع األعمال التي يقوم بها. والغرض من تعبئة هذا النموذج هو معرفة األعمــال الــتي يقــوم

وعند ما يعبؤ الموظف النماذج لمدة أسبوع،بها الموظف في اليوم أو ثالثة أيام أو شهر أو ما أشبه، فإنه يستطيع المشــرف أن يعــرف أعمال الموظف في خالل هذه الفــترة الزمنيــة، وبهــذا يســتطيع أن

وعن،يأخذ فكرة عن األعمال التي يقوم بها الموظف في كل مــدة المدة الزمنية التي يحتاجها كل نوع من األعمال الــذي هــو في هــذا الجدول المكتوب، فيطلع المشرف على جميع األعمــال الــتي يقــوم بها الموظف في اليــوم، وعن المــدة الزمنيــة الــتي يحتاجهــا للقيــام بتلك األعمال، كما أنه يطلع على أنواع المقاطعات التي تحدث لــه،

وعن المدة الزمنية التي تصرف في تلك المقاطعات. ولذا فإن المشرف يستطيع أن يتبين من ذلك قدر نشاط اجتهاد

ــة إليه ــال الموكولـ ــام باألعمـ ــف في القيـ ــرف،الموظـ ــا يعـ وكمـ ولماذا تحــدث هـذه المقاطعـات،،المقاطعات التي تحدث للموظف

ــة،وهل هي ضروريات أو غير ضروريات وهكذا يعرف المــدة الزمنيالتي تستفذها تلك المقاطعات.

( أمــا قائمــة نشــاطات الوحــدة ، فتــبين جميــع أوجــه النشــاط3 وتفيــد هــذه،واألعمــال المهمــة المســؤول عنهــا الوحــدة التنظمية

القائمة كل خصوصيات

248

فيرجع إليها عند تجميع وتصنيف الواجبــات الــتي يقــوم،األعمالبها كل موظف.

ــاط ــوه النش ــب وج ــنف حس ــف تص ــال الموظ ــات وأعم فواجب كمــا تــؤمن خريطــة توزيــع،الموجودة في قائمة نشــاطات الوحــدة

،األعمال أنواع النشاطات التي يشترط القيام بها على كــل موظفوعدد الساعات التي يقضيها في كل نشاط من تلك النشاطات.

ــذكر في آخــر ــة النشــاطات أن ي ــداد قائم ــد إع ويستحســن عن القائمة كلمة تدل على النشاطات غير المهمة، والتي لم تدرج تحت

أي من النشاطات والسابقة. وتعد قائمة نشاطات الوحدة إما بواسطة المشرف أو بوســاطة المحلل اإلداري، ويســتعين المشــرف والمحلــل اإلداري على إعــداد تلك القائمة بدليل التنظيم للوحدة، وبأدلة وكتيبــات وصــف وظــائف

الوحدة وهكذا. ومن المعلوم أن قائمة نشاطات الوحــدة غــير قائمــة نشــاطات الفرد، فإن بينهمــا على االصــطالح المنطقي عمــوم مطلــق، وربمــا العموم من وجه، ألن نشاطات الوحدة قــد تكــون أيضــا خارجــة عن

دائرة الموظفين. ( وأمــا خريطــة توزيــع األعمــال، فهي عبــارة عن جــدول يــبين4

جميع النشاطات المسؤولة عنها الوحدة وجميع األعمال التي يقــوم وتظهــر الخريطــة أعمــال المــوظفين،بها كــل موظــف في الوحــدة

وتفرد خريطــة األعمــال من دراســة،مرتبة حسب نشاطات الوحدةتحسين النشاطات واألعمال في الوحدة اإلدارية.

ــات ــع الخان فإذا نظرنا إلى الخريطة بشكل عمودي آخــذين جمي بعين االعتبار فإننــا نســتطيع أن نتعــرف على أوجــه النشــاطات في

وما يخصص لكل نشاط من ساعات العمل في األســبوع أو،الوحدة ثالثة أيام أو مــا أشــبه، وبهــذا نســتطيع أن نتعــرف على النشــاطات المهمة واألقل أهمية في الوحدة، كما أننا نســتطيع أن نتعــرف على

،األعمال التي يقوم بها الموظف

249

وعلى،وعلى كيفية توزيعه ألوقاته على األعمال الــتي يقــوم بهاــا أشــبه عدد الساعات التي يعملها في األسبوع أو الثالثة األيام أو م

ذلك. وإذا نظرنا إلى الخريطة بشكل أفقي مخـترقين جميـع الخانـات في الخريطــة، فإننــا نســتطيع أن نتعــرف على األعمــال والســاعات ،التي يساهم بها كل موظف في كــل نشــاط من نشــاطات الوحــدة ونســتطيع أن نتعــرف على الــوقت الــذي يســتنفذه كــل نشــاط من

وقت الوحدة. فالالزم أن نجمــع حواصــل الســاعات وحواصــل،وعلى أي حال

ــذه الحواصــل على،األعمال وحواصل النتائج ونوزع كل واحد من ه.الحواصل األخرى حتي يتبين نقاط الضعف في التوزيع الحالي

ــير ــال غ ــان النشــاطات واألعم وهــذه الخريطــة تســاعد في بي ،المهمة، وهذا قد يؤدي إما إلى إلغائها أو إدماجها في بعضها البعض

أو قد يؤدي إلى إعطائهــا حقهــا من الضــعف دون أن يســتنفذ قــدرا أكــبر من حقهــا، كمــا أنهــا تســاعد في اكتشــاف االختصاصــات في

وفي،األعمــال وفي مــدى االســتفادة من النشــاطات في المنظمة وتســاعد هــذه الخريطــة في،كيفية توزيــع األعمــال بين المــوظفين

وضع الحلول وإمكان اقتراح توزيع أفضل لألعمال عند وضع التوزيعالمقترح الذي يقدم لإلداره العليا إلقراره.

ــة على بعض ــادة الواقعـ ــبين الزيـ ــة تـ ــذه الخريطـ ــا أن هـ كمـ الموظفين مما تسبب ترفيعه أو إضافة راتبه أو التخفيف عنــه حــتىــة من يبقى الموظــف على نشــاطه في الحــدود المقــررة المطلوب

مثله.

((دراسة الخريطة)) المرحلة الثالثة: بعد إعدد خريطــة توزيــع األعمــال والموصــفات التي ذكرناها، فإن المرحلة التي بعــد ذلــك هي دارســة تحليــل تلــك

.الخريطة، ألجل اكتشاف مواطن الضعف في تويع األعمال ويجب أن يكـــون واضـــحا للمشـــرف أو المحلـــل اإلداري بـــأن

خريطة توزيع األعمال إنما هي

250

وسيلة لتنظيم وعرض األمور المطلوبة في كيفية توزيع األعمال ،في الوحدة، وأنها ال تعطي الحلول للمشكلة التي تواجههــا الوحــدة وأن اكتشاف حلول تلك المشــاكل إنمــا هي من واجبــات المشــرف

والمحلل اإلداري. ويقوم بتحليل خريطة توزيع األعمال المحلل اإلداري دون غــيره

والالزم اشتراك المشرف مع المحلــل والمــدير.ممن له هذا الشأنــاج إلى،والموظفين بغرض الحصول على تعاون جميعهم ــا يحت وإنم

تعاون الموظفين الذين يعملون في الوحدة بغــرض أنــه إذا وضــعت المقترحات والتوصيات موضع التنفيـذ قـام الكــل على التنفيــذ بكــل نشاط واهتمام، فإن اإلنسان إنما يستعد أن يعمل فيمــا هــو رأيــه ال

ــك يكــون تحميال عليه ــإن ذل ــو رأي اآلخــرين، ف ــا ه ــالب أن،م والغالتحميل ال يكون محمود النتائج.

وقبل البدء في تحليــل خريطــه توزيــع األعمــال يجب التأكــد من صحة إعداد البيانات الواردة فيها، وهذا يتطلب مراجعتها مــع قــوائم الواجبــات للمــوظفين مــع قائمــة نشــاطات الوحــدة، وعندئــذ يمكن ،االســتفادة من الخريطــة اســتفادة كبــيرة بالمقارنــة بتلــك القــوائم

ــائج ويصل المشرف أو المدير بعد مالحظة هذه األمور الثالثة إلى نت واقعية عن طريق دراستها وتحليلهـا، ومن ذلـك يظهـر الجـواب عن

هذه األسئلة:ما هي وجوه النشاطات التي يستنفذ أداؤها وقت الموظفين.

وهل ينبغي أن تأخذ هذه النشاطات هذا الوقت. وهل الوقت الــذي يصــرف على كــل وجــه من وجــوه نشــاطات

الوحدة يمكن تبريره تبريرا صحيحا.وهل هناك جهود قد أسيء توجيهها.

251

وهل هناك أوقات قد خصصت بمهمات غير ضرورية أو مضرة.وهل يستفاد من مجهودات الموظفين أحسن استفادة.

وهل تستخدم جميع المهارات االستخدام السليم. وهل يعهد إلى الموظف ذي خــبرة عاليــة باالضــطالع بأعمــال ال

تتطلب سوى مهارة قليلة أو بالعكس. وهل يقوم الموظفون بأعمال متعددة ال يتصل وال يرتبط بعضها

ممــا يــدل على أن، فال عالقــة بين تلــك األعمــال وال تنســيق،ببعضالمنظمة ال تتبع التخصص بالقدر الكافي.

أو أن التقسيم مبالغ فيه.،وهل العمل مقسم تقسيما سليماوهل حددت وظيفة كل موظف تحديدا دقيقا.

،وهل يؤدي أكثر من موظــف واحــد عمال واحــدا في وقت واحد بينمــا يجب أن يقــوم،وكل منهم ال ينهض إال بجزء بسيط من العمل

بكل العمل موظف أو موظفان فتكــدس في المــوظفين أمــام هــذاالعمل.

وهل يتعطل سير العمل كثيرا أم يأتي في الوقت المناسب. وهل تضيع مجهودات الموظفين ووقتهم بسبب تــدخل أكــثر من

موظف واحد في عملية واحدة. أم أن بعض،وهـــل األعمـــال الواجبـــة موزعـــة توزيعـــا عـــادال

،الموظفين مرهقين بالواجبات واألعمال بينما يقضي غيرهم قســمامن أوقاتهم بدون أعمال أو بأعمال تافهة.

252

وهل أن الرواتب التي يتقاضاها الموظفون بمجموعها كفؤ لقدراإلنتاج.

أو أن بعض،وإذا كان كذلك فهل تقسيم الرواتب تقسيم صحيحالموظفين يأخذون أكثر وبعض الموظفين يأخذون أقل؟

((إعادة توزيع األعمال)) أما المرحلة الرابعة: وهــو إعــادة توزيــع األعمــال، فإنــه تكشــف عملية تحليل خريطة توزيــع األعمــال عن نقــاط الضــعف الموجــودة

وتلي ذلــك مرحلــة،في توزيع األعمال الحــالي في الوحــدة اإلدارية اقتراح الحلول المناسبة بإعادة توزيــع األعمــال في الوحــدة توزيعــا

ويراعى اختصــاص ومهــارة وكفــاءة كــل موظــف في،عادال وسليماالوحدة اإلدارية.

ويــبين،ويعد المحلل اإلداري خريطــة توزيــع األعمــال المقترحة فيها التغييرات التي ستطرأ على واجبات وأعمــال كــل موظــف في

كما أنه يبين أنه يجب، وعلى نشطات الوحدة ككل،الوحدة اإلدارية أن يغير الموظف مكانه إلى مكان آخر، بل الوحدة بكاملها تغير من

إذا لم يكن التسلسل أو التنسيق مناسبا.،مكان إلى مكان آخر ومن الالزم أن يناقش المحلـل اإلداري التوصـيات والمقترحــات

مــع، يراها مناسبة لمعالجة مشاكل توزيع األعمال في الوحــدةتيإل الروساء اإلداريین قبل وضعها في صورتها النهائية، وأن يســتمع إلى آرائهم بخصوص تلك التوصيات والمقترحات، ويعــد المحلــل اإلداري بعــد ذلــك خريطــة توزيــع األعمــال المقترحــة في صــورتها النهائيــة، ويرفق لها تقريرا يبين التوصيات والمقترحات بخصوص إعادة توزيع

ــعف،الواجبات لكل موظف في الوحدة إلى غير ذلك من نقاط الضالتي يحللها ويعطي التوصية بكيفية اصالحها.

،كما أنه يضع البــدائل الممكنــة إذا كــانت هنالـك بــدائل متعــددة، وإن كان أرجح من ناحية ويبين أن هذا البديل أفضل أو أنه متساو

253

ألنــه من الواضــح أن،خارجيــة، أو أن هــذا البــديل ليس بأفضلالبدائل على ثالثة أقسام، وإن كان لكل قسم أيضا جهات متفاوتة.

ثم من المهم في الخريطة بيان العطل الرسمية وغير الرسمية من العطل الشخصية لوالدة أو مـرض أو اضـطرار إلى سـفر أو مـا أشبه ذلك، فإن كثيرا مــا ينتهــز الموظــف خصوصــا الكســول أمثــال

ــد في حجمها ــل ليزي ــذه العط ــعف اإلدارة،،ه ــاط ض ــك من نق وذلفالالزم أن يعالجها المحلل.

كما أن مثــل شــهر رمضــان و شـهر محــرم و صــفر حيث تتغــيرــد في األول ــاني، يجب أن،المواعي ــوقت مهلهال في الث ــون ال أو يك

يؤخذ بالمالحظة في وضع الجدول المعدل.

254

والعمل(( الشخصية العالقات ين))ب )مسألة( من أكبر المشاكل التي تواجههــا المؤسســات الفرديــة والمتوسطة: الخلط بين العالقات الشخصــية من جهــة والعمــل من

جهة أخرى.ــة ذلك أن معظم المؤسسات في العالم الثالث مؤسسات فردي

ــة إلى،أو مؤسســات متوســطة ــد تحــول المؤسســات الفردي ثم ق مؤسسات تضامن أو تكون من األول مؤسسة تضامنية، ومــع تزايــد النشاط واألرباح والتوســع الجغــرافي ومــا أشــبه ذلــك تضــطر هــذهــرة خاصــة المؤسسات إلى زيادة عدد العاملين، وحيث إنهم في دائ يلجــؤون إلى األقربــاء واألصــدقاء واألبنــاء تحفظــا على اســمهم

وهذه الروابط لها أضرار:،وأموالهم في المؤسسة ألنها تؤثر على عاقاتها،: إنها تؤثر على سمعة المؤسسةاألول

الداخلية وأوقات الدوام وما أشبه، ثم تــؤثر على ســمعتها الخارجيــة وهــذا العمــل يــؤدي إلى النتــائج الســلبية، مثال: يســبب الخلــط بين العالقات اإلنسانية ال سيما العائلية واألخالئية وبين واجبات الوظيفــة

وهــذا أساســي،المنزهة عن أية غاية أو مصــلحة أو حــتى التعــاطف فــإن العالقــات الشخصــية تســير إلى،في اإلدارة العلميــة والعملية

ســواء، بينما الوظيفــة يجب أن تســير إلى مصــلحة واإلنتــاج،األنانيةكان إنتاجا ثقافيا أو زراعيا أو صناعيا أو غير ذلك.

الثاني : عدم وجود الخبرة الكافية لهــؤالء الــذين جــاءوا خارجــا عن الضــوابط، وإنمــا بالروابــط، وغالبــا أمثــال هــؤالء يحصــون على

أو بتــدرج غــير الئـق بـدون،المراتب والرواتب العالية دفعـة واحــدة وبــدون التــدرج في الوصــول،الخبرة العلمية والعمليــة الضــرورتين

إلى النتائج المطلوبة.ــه مشــكلة الحكومــات ــا من أن ــاه في بعض كتبن وهــذا مــا ذكرن

،اإلنقالبية ســواء كــانت انقالبــا شــعبيا بــدون توزيــع القــدرة توزيعــاباألحزاب المستندة إلى

255

ولهذا نرى أن كل هذه الحكومات تهدم،المؤسسات الدستوريةأكثر مما تبني، وأنها تكون أسوأ من الحكومة السابقة.

))المؤسسات وتوظيف األغراب(( ثم إن دخول األشخاص األغـراب إلى المؤسسـة يفيــد من عـدة نواح، خاصة من ناحية الجدة والمثابرة، وعدم الخلــط المــذكور بين العمل والعالقات العائليــة، إضــافة إلى الخــبرات الجديــدة الــتي قــد يحملها الموظف الجديد، ال سيما إذا كان قد عمل ســابقا في حقــل

.مماثل كالمحابــاة الــتي تقــع في،ثم يكون أجره أيضا بقدر حقه ال أكثر

وإذا أخطــأ الموظــف الغــريب ونبــه ولم يقبــل،العائلة ومن أشبههم أمكن إخراجه، أما بالنسبة إلى العائلــة فال يمكن إخــراج بعضــهم إال

بمشاكل كثيرة. والحاصل أن المؤسســات المحترمــة تحــاول ضــمن المســتطاع

ســواء كــان ذلــك،التركيز على الخبرات والمعلومــات والعلم والفن من األقرباء أو األغراب، ألن العمل بالنتيجــة هــو لصــالح المؤسســة الذي يصب باألخرة إلى كيس المجتمع، وليس لصــالح األفــراد، دون

تفضيل القريب على البعيد، أو البعيد على القريب. وقــد ألمــع ســبحانه وتعــالى في القــرآن الحكيم إلى هــذا األمــرــارة مــوجزة جميلــة ذات أبعــاد كثــيرة، بــل هي جاريــة في كــل بعب

ــاكم منالعالقات اإلنسانية في أبعاد الحياة، قال سبحانه: ــا خلقن إن ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائــل لتعــارفوا إن أكــرمكم عنــد اللــه

.(1)أتقاكم لكن مالكــه،والمنصرف من )األتقى( وإن كــان التقــوي الــديني

ــاة ــاد الحي ــد من أبع ــأهال في أي بع ــثر ت ــان أك ــامل لكن من ك ،ش كالطبيب األفضل، والمهندس األكثر خبروية، والعالم األعمق علمــا، والواعظ األشد تأثيرا، وإلى غير ذلك، إنهم أصلح للحيــاة في األبعــاد

المذكورة ممن ليس كذلك. واللسان،فمدير المؤسسة يجيب أن يتحلى بالمظهر الالئق

.13الحجرات: سورة )?(1256

والخبرويـة، واألنـاة والثقافـة المناسـبة، والصـبر الكثـير،الطلق ال أن يالحــظ أن، والسمعة الطيبة حــتى يســتخدم،والذاكرة الجيدة

هـــذا ابن عمـــه أو ابن خالـــه أو صـــديقه أو صـــديق قريبـــه من تأخـذالمحسوبيات والمنسوبيات التي ال ترتبط بالنتــائج واآلثـار، وإال

المؤسسة في الضمور حتى تضمحل أخيرا. وهذا مشاهد في كــل المؤسســات األهليــة الــتي تــراعي جــانب

على اإلصطالح السائد اليوم.، الروابط على جانب الضوابط ثم إنه كثيرا ما يقع المدير بين المحذورين في مالحظــة الهــدف

لكن الالزم على المدير الذكي أن يوقــع،أو حفظ الصداقة والقرابة ومن الواضــح أن االستشــارية،األمر في االستشارية )الديمقراطية(

ــل المســؤولية ــه لم يتحم ــريب والصــديق، ألن ــاب الق ــو عن عت تخللكن ذلك بحاجة إلى لباقة وحزم.ده، بوح

257

وموجباتها(( التنظيم ))إعادة ( إعادة التنظيم الزم فيما إذا كان هنــاك أســباب تــؤديمسألة)

إلى عقم التنظيم السابق، أو عدم صــالحيته لالســتمرار في الحيــاة،وهي تلزم في الحاالت اآلتية:

لخطــأ،مثل: أن يظهر بأن التنظيم السابق صار غير ذي مفعول في المشروع بشكل يختلف عن الشكل الذي توقعه المــدير األعلى

وإنما يريد تنظيما جديدا حسب ذوقــه، أو،الذي أقر التنظيم السابق مثــل،ألنه حدثت تغييرات خارجية أو داخلية ال تالئم التنظيم السابق

حيث ســببت،زيــادة عــدد المرؤوســين الــذين يرأســهم مــدير واحد الزيادة خروجهم عن نطاق اإلشراف المعقول، أو تضاربت عدد من المناصب اإلدارية نتج عن تجمع خاطئ ألوجه النشاط المختلفة في

مثل تجميــع عمليــات المشــتريات مــع المبيعــات في،وحدات إدارية وحدة إدارية واحدة في مشروع صناعي، وأن اإلبتدائية والثانوية في

.مثال المدارس اختلطت بسبب قلة البناية وكثرة الطالب أو زيادة عــدد اللجــان وتعــددها في هيكــل التنظيمي عن القــدر

أو خطأ تصميم الهيكل التنظيمي أو األشخاص الموجودين،المعقول في المشروع بصرف النظر عن المتطلبات الحقيقــة للتنظيم، فــإن التنظيم حول األشخاص له هيكل، والتنظيم حول الوظاف له هيكــل آخر كما هو واضح، أو عدم تكافؤ الســلطة مــع المســؤولية بالنســبة

ــل المناصــب اإلدارية ــل التنظيمي،لبعض أو ك ــط الهيك ــدم رب أو عبالخطط واألهداف الموضوعة حيث ظهر خطأ الهيكل التنظيمي.

إذا لم يكن تنســيق بينــه وبين األهــداف،فإن أي هيكــل تنظيمي ، أو عــدم إعطــاء االهتمــام المالئم أثــريجب تبديل الهيكل التنظيمي

تنوع السلع أو تعدد أنواع

258

العمالء أو تعدد المناطق الجرافية أو ما أشبه ذلك. أو يراد تفويض أكبر للسلطة من التفــويض الســابق، حيث يريــد

أو منح،المدير العام منح سلطات واسعة للمستويات اإلدارية األقل والمدير مجبــور بإعطــائهم،سلطات تنفيذية بدال من سلطات أوسع

ذلك. أو تغييرات غير متوقعــة في القيم األخالقيــة المتصــلة باألعمــال واألموال، سواء كانت األعمال واألموال مرتبطة بالهيكــل التنظيمي للمنظمة أو باألمور الخارجيــة، مثال صــار بعض المــديرين معــروفين بسوء األخالق والفساد أو التصــرف في أمــوال النــاس بــاإلثم أو مــا ،أشبه ذلك، أو ظهور عدم القدرة على تحمل المســؤوليات الكبــيرة

سواء كان ذلك ألسباب مهنيــة أو علميــة أو فكريــة أو نفســية، ثم ال وإنمـــا يريـــد تبـــديل الهيكـــل،يتمكن المـــدير من االســـتغناء عنهم

التنظيمي ألجل جعلهم في مكان أليق بهم. أو صــعوبة تحقيــق التعــاون المتبــادل في ظــل التنظيم القــائم، وإنما يجب أن يبدل التنظيم حتى يتحقق التعــاون بين المــوظفين أو

بين المديرين والموظفين، أو بين المديرين بعضهم مع بعض. أو تغير النظام االقتصادي أو الثقافي أو االجتماعي أو السياسي أو مــا أشــبه ذلــك، فــيراد تعــديالت أساســية أو فرعيــة في الهيكــل

أو التدهور،التنظيمي، مثال أممت بعض الشركات أو نحو ذلك

259

االقتصادي أو زيادة النشاط االقتصادي بشكل غير متوقــع بحيث ال يالئمان الهيكل التنظيمي السابق، فــيراد تغيــير الهيكــل التنظيمي

.ألن يكون كفؤا للمتطلبات الجديدة أو تغير كمية العمــل في المشــروع بالزيــادة أو بــالنقص، ســواء

بســبب القــوانين،كــان ذلــك إراديــا أو ألســباب خارجــة عن اإلرادةــير الحكومية أو بسبب كارثه كالسيل والزلزال أو حرب أهلية إلى غ

ذلك، كما سبق اإللماع إلى مثله. أو تغير طبيعــة العمــل بــأن تحــول مثال المشــروع الــزراعي إلى

ــير،الصناعي أو بالعكس ــالعكس، أو تغ أو اإلبتدائية إلى الثانوية أو ب طريقة األداء بمعنى استخدام اآلالت بــدال من اليــد العاملــة، أو اليــد العاملة بدال من اآلالت، أو تغير اآلالت إلى آالت أحدث مثال، أو تغــير الشكل القانوني للمشروع مثال تحولت شركة التضــامن إلى شــركة

المســاهمةمساهمة ـ وقد بينا سابقا معنى شركة التضامن وشركة إلى غير ذلك.،ـ ، أو تحولت الشركة الفردية إلى شركة تضامنية

ومن المعلوم أن تغيــير العمــل أو طبيعتــه أو نوعــه أو كميتــه أو يحــدث نوعــا من،طريقة أو المدير المختلف رأيا مع المدير السابق

ــير المالئم ــذا التغي ــل ه ــتى يقاب ــل التنظيمي ح ــغط على الهيك الضــدات للمتطلبات الجديدة، ويتم ذلك بإعادة تقسيم الواجبات في وحــلطات ــؤليات والس ــير في المس ــز أو تغي ــير المراك ــة، أو تغي إداري والعالقات بين المناصب اإلدارية المختلفة، وحتى يستمر المشــروع

فإنه من الضروري تغيير الهيكل التنظيمي.،ناشطا مزدهرا وإذا كــان المــدير أو المفتش أو من أشــبه من المشــرفين على

فمن الواجب عليه التنبــؤ بالمناصــب الــتي ســتخلو في،اإلدارة ذكيا المســتقبل القــريب والبعيــد مــع اإلســتعداد لهــا، وكــذلك التنبــؤ في الوحــدات الــتي يســتغنى عنهــا أو يــراد زيادتهــا أو تبــديلها، فالهيئــة

وهي كــالنفس بالنســبة،اإلدارية هي القوة المحركــة في المشــروعإلى الهيكل التنظيمي، فإذا

260

كانت هذه القوة غير موجودة أو ناقصة فــإن المشــروع يتوقــفإن لم يفشل نهائيا، وربما يأتي بضد المطلوب.

ــول ومن المعلوم أن االختيار الوحيد لفاعلية أي تنظيم هو الوص إلى األهداف، مع عدم وجود االحتكاك والتضارب بين أفــراد الهيكــل التنظيمي، وعدم سوء سمعة أو ما أشبه ذلك، مما يسبب إما عــدم

أو الوصول إلى الهــدف مــع الصــعوبات،الوصول إلى الهدف إطالقا،متزايدة، كاإلنسان المسافر الذي أحيانا ال يصل إلى الهدف وأحيانـا

يصل لكن بصعوبات مالية أو صــعوبات بدنيــة أو صــعوبات من جهــة أو، كاللصوص الذين يقفون في الطريق ويســرقون أمواله،السمعة

،حيوانه یبتر عضو منه إلى غير ذلك.، أو شخص يغتصب المرأة مثال فــالالزم على الهيئــة اإلداريــة مالحظــة الحــال والمســتقبل، وإذا حدث تغير في المستقبل يجب تغيير الهيكــل التنظيمي كال أو بعضــا

بما يناسب الظروف الحاضرة.

261

األعمال(( يط))تبس )مسألة(: تبسيط األعمال عبارة عن تحليل العناصر التي تتكون

ــال ــا األعم ــل عليها،منه ــين العم ــادئ تحس ــبيق مب ــميم، وتط وتصإجراءات أسهل وطرق أفضل للقيام باألعمال.

وتحصل التحسينات في أداء العمل نتيجة للقضاء على اإلسراف مــا أمكن، ســواء في الجهــد أو الــوقت أو اإلمكانــات الماديــة أو

وفي تحقيــق االســتخدام األحســن واالســتفادة،اإلمكانــات المعنوية ،القصوى من العناصر البشرية والمادية المتــوفرة لــدى المنظمــات

والوصول إلى الهدف بصورة أفضل أو بصورة أشمل. مثال معهــد الثقافــة قــد يــربي طالبــه تربيــة أحســن من التربيــة

ــواؤه على،السابقة أو سابقا كان يحتوي على ألف طالب فيزيد احت ألف وخمسمائة طــالب، فتبســيط األعمــال عبــارة عن طريقــة إلى

سواء في،األفضل بتحليل جميع العناصر التي تؤثر على أداء العملــوقت،الماضي أو الحاضر أو المستقبل وذلك بتوفير في الجهد أو الأو المال أو السمعة أو غير ذلك.

فهو عبارة عن وسيلة تتخذ للقضاء على إجراءات وطرق القيامــلوب ــل على األس ــه بالعم ــابق لتبديل ــلوب الس ــل على األس بالعم

وذلك،الحديث، أو يستعمل ذلك لتخطيط مستقبلي يالئم المستقبلبترك استخدام طرق العمل غير المناسبة في المنشئة.

))الهدف من التبسيط ومقوماته(( فالهدف من تبسيط األعمال هو تحسين وتسهيل عمليــة القيــام باألعمــال وإنجــاز األعمــال بطــرق أســرع وبتكــاليف أقــل من جهــة الكيف، أو من جهــة الكم، ســواء في المــادة البشــرية أو الماليــة أو

الثقافية أو غير ذلك. وهذه األهداف ال يمكن تحقيقها إال بواسطة القضاء على األمــور

وحتى يتحقق النجــاح،المتأخرة التي رافقت المؤسسة في الماضي المأمول لبرامج تبسيط األعمال فالبد من توفير المنــاخ المالئم في المنظمة، وذلــك ال يكــون إال بوجــود عقليــة متفتحــة موضــوعية في

تفكيرها أو مهتمة

262

،بجمع الحقــائق وإجــراء الدراســات على األعمــال في المنظمة ووجـود عقليــة ذات أفــق واسـع تسـتطيع أن تتصــور مزايــا وعيــوب الطرق البديلة للقيام باألعمال والنتــائج واآلثــار المترتبــة على اتبــاع

أي منها. ومن الواضح أن العقلية المنفتحــة على الجــوانب واألبعــاد الــتي

ــانب،ذكرناها في المنظمة تتحرى دائما وتسأل باستمرار عن كل ج من الجوانب العمل، وذلك من أهم المتطلبات لنجاح وتقديم بــرامجــير وتتفهم ــل التغي ــتي تقب ــة المتفتحــة ال ــال، فالعقلي تبســيط األعم األفكار الجديــدة وتتعــاون في ســبيل تحســين العمــل في المنظمــة يجب أن يتصف بها المــديرون والرؤســاء والمشــرفون والمفتشــون

.وغيرهم، فإن اإلنسان جبل على البقاء على القديم إنا وجدنا آباءنــا علىوقد كانوا يقولون لألنبياء )عليهم السالم(:

، وكــان األنبيــاء )عليهم الســالم((1)أمــة وإنــا على آثــارهم مقتــدون ،(2)أو لــو كــان آبــاؤهم ال يعلمــون شــيئا وال يهتــدونيقولــون لهم:

.لكنهم كانوا يسيرون في هذا المسير وفي الحــديث: إن اإلمــام )عليــه الصــالة و الســالم( دخــل بيت

فســأله عن ســبب ضــيق بيتــه، قــال: يــابن،إنسان فرأى بيته ضــيقا رسول الله إنــه بيت ورثتــه عن أبي، فقــال اإلمــام )عليــه الصــالة و

. ولم يكن المراد الســب، وإنمــا أن(3)السالم(: ولو كان أبوك أحمق المــراد بــه،كــل إنســان ال يالئم الواقعيــات فيــه شــيء من الحمق

.اإلنحراف عن الطريق المستقيم ومن المعلــوم أن تحلي كبــار المــوظفين على وجــه الخصــوصــرامج تبســيط ــاح ب ــبر شــرطا أساســيا لنج ــة يعت ــة المتفتح بالعقلي

ويشــجع على انتشــار العقليــة المتفتحــة في المســتويات،األعمــالالدنيا في المنظمة.

كما أن كبار الموظفين لو كانوا متصفين بالعقلية المنغلقة، فإن و يســبب انتشــار،ذلك يــؤدي إلى عرقلــة برنــامج تبســيط األعمــال

العقلية المنغلقة في المستويات الدنيا في المنظمة.وفي الحديث عن رسول الله

.23الزخرف: سورة )?(1.170البقرة: سورة )?(2ــافي ظران )?(3 ــه: )عن525 ص6ج الك د، بن معمر وفي ــال: خال ن أبا إن ق ــ عليه الحس

اشترى السالم ــه مولى وأمر دارا ــال: إليها يتحــول أن ل ــك إن وق ق، منزل ي ــال: ضــ قــد فقــون أن ينبغي أحمق أبوك كان إن السالم: عليه الحسن أبو فقال أبي، الدار هذه أحدث تك

.)مثله263

طائفتــان في أمــتي إذا صــلحتا صــلحت)صلي الله عليه وآله(: . وإذا فسدتا فسدت أمتي، العلماء واألمراء،أمتي

.فإن الناس دائما ينظرون إلى من فوقهم علما أو قدرة ومن الواضـــح أن ليس المـــراد بـــاألمراء األمـــراء بـــالمعنى

بل كل ما فوق بالنسبة إلى ما تحته.،اإلصطالحي

))معالجة العقليات المنغلقة((ــات منغلقة ــون العقليـ ــثر أن تكـ ــات،ثم إن األكـ ــواء عقليـ سـ

الموظفين أو المديرين أو المفتشين أو المحللين أو مــا أشـبه، فــإذا رأينــا العقليــة المنغلقــة في بعض المنظمــات يجب أن ال نيـــأس،ــل ــ ــات ليس بالعم ــ ــال التفتح العقلي في المنظم ــ ــق إدخ ــ فتحقي

.المستحيل، وإنما يحتاج إلى العمل مستمرا حتى يصلوقد قال الشاعر:

ال تقولن مضت أيامه إن من جد على الدرب وصل

فقد أثبتت التجارب العلميــة أن باإلمكــان تحقيــق التفتح العقلي في المنظمة أو المنشئة حتى بالنسبة إلى األفراد، فأول مــا جــاءت

بســبب مــا اشــتهر،الكهرباء كــان النــاس يقاومونهــا مقاومــة عنيفة بينهم من أنه يسبب الموت، لكن بعد ذلك نــرى أن النــاس يطلبــون

الكهرباء في كل شؤونهم. فإذا كانت العقلية منغلقة يجب العمل بواســطة عمليــة تعليميــةــنزل إلى أدنى ــة ويـ ــتويات المنظمـ ــدأ من أعلى مسـ ــريب يبـ وتجـ المستويات فيها، بل كثيرا ما أن المســتويات الــدنيا تتمكن أن تــؤثر في المستويات العليا بسبب ضغط الرأي العــام، فــإن الــرأي العــام

ــأثير،سواء كان بمستوى دولة أو مدينة أو أمة أو منظمة ــه من الت ل الشيء الكبــير، وقــد قلنــا في بعض كتبنــا الفقهيــة إن الــرأي العــام

ر الناس وأسوأ الناس.ييوقف أخ

264

فمن الدول، ما روي عن رسول الله )صلى الله عليه وآلـه( أنـه لوال قومك حديثو عهد باإلسالم لهــدمت الكعبــةقال لبعض زوجاته:

.(1)وجعلت لها بابين وفي رواية أخرى عنــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( في قصــة ليلــة

إلى غــير ذلــك من،العقبة والمؤامرة، قــال: )لــوال النــاس يقولــون(ر الناس.األمثلة مما يدل على أن الرأي العام يقف أمام أخي

كما أن الـرأي العـام يقـف أمــام أسـوأ النـاس، فـإن يزيـد كـان يعرف أن اإلمام السجاد )عليه الصالة والســالم( إذا صــعد المنــبر ال

ــنزل إال بفضــيحته وفضــيحة آل أبي ســفيان وقــد قــال هــو ذلــك،ي حيث طلبــوا منــه أن يصــعد اإلمــام )عليــه،للحاضرين في المســجد

السالم( المنبر ليروا ماذا عنــده، لكنهم أصــروا عليــه وأصــروا حــتى اضطر إلى أن يعطيه اإلجازة، فصعد اإلمــام الســجاد )عليــه الصــالة

وكان كما قـال يزيـد، لم يـنزل إال بفضــيحته وفضــيحة آل،والسالم(أبي سفيان إلى اليوم.

))التعاون شرط النجاح((ــامج ومن الواضح أن تعاون الموظفين شرط أساسي لنجاح برن

فالبـد،تبسيط األعمال، وألجل الحصـول على تعـاونهم ومشـاركتهم أوال من إزالة المخاوف والشــكوك الــتي لــديهم والنــاتج عن إدخــال التغيـــيرات على األعمـــال في المنظمـــة، إذ كثـــير من المـــوظفينــا يقاومون التغيير وينظرون إليه بعين القلق، ألنهم يفكرون بأنه ربم يؤدي إلى زيادة األعمال التي يقومون بها أو إلى فقدانهم لوظائفهم أو التقليل من رواتبهم أو المجيء إليهم بمن ال يفهمونه وال يفهمهم

مما يرفع التنسيق بينهم.ــوظفين ولكي تسهل عملية القضاء على مقاومة التغيير من الم البد أن يوضح التغيير لهم أهداف برنامج تبسيط األعمال، وأن يؤكــد

لهم أن تنفيذ البرنامج لن

يعــني خــالتي حــدثني يقــول: الزبــير بن الله عبد وفیــه: عن317العمدة: ص ظران )?(1 عهد حــديثو قومك أن ال لو عائشة يا وآلــه(: عليه الله صــلی النــبي قــال قــالت: عائشــة،

وزدت ،غربيا وبابا شــرقيا بابا بــابين، لها وجعلت بــاألرض فألزقتها الكعبة لهــدمت بشركالكعبة. بنت حيث اقتصرتها قريشا فإن ،الحجر من أذرع ستة فيها

265

،يؤدي إلى فقدانهم ألعمالهم أو إلى تغيير يسبب الضــيق عليهمــامج ــاركتهم في البرن ــة مش ــعرهم بأهمي ــجعهم على،وأن يش ويش

تقديم المقترحات التي يرون أنها مناسبة لتحسـين العمـل وتبسـيط اإلجــراءت. إذ بــدون تعــاون المــوظفين ومشــاركتهم ال يمكن أن

يتحقق النجاح ألي برنامج من برامج تبسيط األعمال.

))العنصر البشري أهم العناصر(( وقد ذكرنا سابقا أن أهم عنصر في أية مؤسسة هم البشر، فإذا

، وإذا خالفوا تأخرت أو تجمــدت في مكانها،وافقوا تقدمت المنظمة فمن الضروري على المــدير اللبــق الــذي يريــد تغيــيرا وتبســيطا أن يجلب رضـــا المـــوظفين والمـــديرين والمفتشـــين ومن إليهم ولـــو

أو مـــا أشـــبه ذلـــك من،بالمكافئـــات الماليـــة، أو ترفيـــع الرتبةالمشجعات المادية أو المعنوية.

ــال على ــوا بتبســيط األعم ــاجحين أن يقوم ــديرين الن وعلى الم طول الخط، ألنه دائما يوجــد هنـاك طريقـة أفضــل للقيـام بالعمـل،ــا أو عمــل خــدمات أو سياســيا أو ــا أو إداري ســواء كــان عمال ثقافي

اقتصاديا أو زراعيا أو غير ذلك.ــ الوصــول إلى ــادي ـ ــو الع ــ ول ــال ـ ومن الواضــح أن من المح الطريقة المثلى للقيام بالعمل المالئم لكل زمان، ألن تغــير الزمــان

فيجب العمــل باســتمرار في،يسبب تغــير طــرق األعمــال الســابقة اتجــاه التغيــير ألجــل الوصــول إلى المالئم األفضــل تحت مجموعــة

.ظروف وشرائط وخصوصيات معينة تتغير باستمرار إذا،وتبسيط األعمــال يمكن تطبيقــه على أي نــوع من األعمــال

توفر وجود الرغبة للتوفير في الوقت والجهد والمال، وذلك ال يكون.إال بعقلية عالمة متفتحة من الرؤساء ومن إليهم

واتباع طريقة منظمة محددة لدراســة مشــاكل العمــل ســتؤدي في النهاية إلى الوصول إلى نتائج أفضــل ومضــمون أكــثر من اتبــاع

وهكــذا،الطرق التي تعتمد على الصدفة وعلى األسلوب العشــوائي بالنسبة إلى اتبــاع طريقــة منظمــة ومحــددة لدراســة البــدائل الــتي

بعضها أفضل من بعض، فإن التبسيط ال يراد به

266

فقط إزالة المشاكل، وإنما يراد به تــارة إزالــة المشــاكل وتــارةــير هيكــل،الوصول إلى بديل أفضل سواء بديل أفضل لمن يريد تغي

أو، أو من التجــارة إلى الصــناعة،المنظمة من الزراعة إلى التجارة .ما أشبه ذلك، أو يريد تحسين المنظمة كما أو كيفا

للتقليــل من نفقــات،وتبسيط العمل دائما يــوفر إمــا مــاال أكــثرــا أن، أو للتكثير من النتائج من حيث الجودة أو الكمية،المنظمة كم

التبسيط يهيؤ الفرصة أمام المــوظفين إلشــباع حاجــاتهم الماديــة أوالمعنوية وإتاحة الفرصة للنمو والشعور بالقيمة الذاتية لهم.

يط(())منسق برنامج التبســة منظمــة إلى ثم الالزم أن يوكل برنامج تبسيط األعمال في أي

ــق على،فرد قدير، أو إلى جماعة يعملون حسب أكثرية اآلراء ويطلــامج تبســيط هــذا الفــرد أو على هــذه الجماعــة اســم )منســق برن

.األعمال( وتوكل إلى المنسق مهمــة تــدريب المــوظفين والمشــرفين في

ومتابعة تنفيذ البرنامج ومساعدة المــوظفين،مجال تبسيط األعمالفي تطبيق أفكار ووسائل تبسيط األعمال في مجالت أعمالهم.

وتعتــبر وظيفــة المنســق وظيفــة حساســة في برنــامج تبســيط األعمال، إذ عليه يعتمد نجاح أو فشل البرنــامج، فــإذا تــدخلت جهــة

ألن الجهة الخارجية،أجنبية في أعمال المنسق كانت النتيجة فاشلة تضغط على المنسق، فال يتمكن أن يقوم بالمهمة الموكلة إليه خــير

وكثيرا ما الجهة األجنبية تسبب تغيير المنســقين، والغــالب أن،قيامالجهة الخارجية لها مصالحها التي تصطدم بالهدف.

على اطالع واســع،والواجب أن يكون المنســق فــردا أو جماعة ،ولديه خــبرة عمليــة في مجــال تبســيط األعمــال والتنظيم واإلدارة

ويكون مرتبطا بالعمل، فالمنسق الجيد في المؤسسة الزراعية غيرــام وإن المنسق الجيد في المؤسسة الصناعية وهكذا، إن الروح الع

ن خصوصيات كل مؤسسة تخلف عن أكان واحدا إال

267

المؤسسة األخرى. وأن تكـــون لـــدى المنســـق القـــدرة على التحليـــل والدراســـةــتراح ــوة، وأن يتمكن من اق ــاط الق ــعف ونق ــاط الض واكتشــاف نق

وأن يكــون على،الحلـول المناسـبة والالزمــة بعــد تبسـيط األعمــالــا ــا أفضــل من اآلخــر، وأن أيه ــدائل المتعــددة، وأن أيه ــة بالب معرف

.يساوي اآلخر فالتحسـينات في،وأن تكون لديه القدرة على االبتكــار واإلبــداع

مجال تبسيط األعمال تنبع غالبا من األشخاص المبدعين المبتكــرين في أفكارهم وأعمالهم، فالالزم أن يكون له ذهن وقاد جوال يتمكن

.مما ذكرناه وأن تكــون لديــه القــدرة على اإلقنــاع، ألن التنسـيق يحتــاج إلى إقناع األطراف بجدوى ابتكارات المنسق حتى يكســبهم إلى جانبــه، إذ المنسق يشرف على برنامج تبسيط األعمال الــذي يضــم العديــدــإذا لم يتمكن ــيرهم، ف ــديرين وغ ــوظفين والمشــرفين والم من الم

ــذي يقترحه ــامج ال ــوظفين إلى البرن ــذب الم ومن،المنســق من ج ضمان تعاونهم معه إلقتناعهم بوجهــة نظــره، فــإن مصــيره ومصــير

حيث إن النفوس إذا لم،البرنامج الفشل، وربما يكون الفشل ذريعاتتقدم أحيانا تتأخر.

وقد ذكرنا سابقا صــفات لمحلــل تنظيم اإلدارة، وتلــك الصــفاتيجب أن تتوفر أيضا في المنسق، ألن عملهما من نوع واحد.

ويتم اختيــار المنســق لبرنــامج تبســيط األعمــال إمــا من خــارج المنظمــة أو من داخلهــا أو من كال الجــانبين، وقــد ذكرنــا ســابقا أن االختيار من كال الجانبين هو األفضل، ألن اإلنسان الخارجي ال يعرف

الخصوصيات، واإلنسان الداخلي ال يتحمس للتغيير. وإذا كان االختيار من خــارج المنظمــة فــإن اإلدارة تختــار خبــيراــيط ــال تبس ــعة في مج ــبرات واس ــة وخ ــؤهالت عالي ــا ذا م مختص األعمال. كما يلـزم أن يكـون لـه شـهرة طيبــة في هـذا االختصــاص

حتى تمكن بشهرته أن يضغط على نفوس

268

المــوظفين في قبــول مــا يريــده من تنســيق. والالزم أن يكــون المنســق من جــرب مــرارا في التنســيقات حــتى يكــون هــو عالمــاــان من أصـــحاب ــرأي، وإن كـ ــادي الـ ــانا بـ ــيات، ال إنسـ بالخصوصـ

الشهادات التي تؤهله لهذا المنصب. وأما إذا كان االختيار من داخل المنظمــة، فــإن اإلدارة يلــزم أنــة ــؤهالت والصــفات الالزم ــه الم ــوفر في ــار شــخص تت ــاول اختي تح

للمنسق. ،وإذا أرادت اإلدارة أن تجعل من أحــد أفرادهــا األذكيــاء منســقاــأمره ــال، ثم ت ــد تبســيط األعم ــد معاه ــالالزم أن ترســله إلى أح ف

وفي زيـــارة بعض،بالحضـــور في مـــؤتمرات تبســـيط األعمـــال المنظمات التي حققت نجاحا في هذا البرنامج، ثم تجعله يتجرد عن األمور الصغار خارج المنشئة حتى إذا اكتمل علما وخــبرة تســتجلبه

للتطبيق في المنظمة المعنية. وبهذا يتوفر لدى الموظف اإلطالع الكافي على أفكــار ووســائل تبسيط األعمال قبل البدء في تنفيذ البرنامج فيهــا، ومن الغــالب أن يرتبط التنسيق بأحد كبار الموظفين في المنظمة أو بالمــدير العــام نفسه، و إذا قام المنسق بما يراه قدم تقريره إلى اإلدارة العليا، أو إلى المجموعة الموكلة بهــذا الشــأن، وبعــد اقتنــاع اإلدارة العليــا أو الجهة المعنية بقبول مثل هذا التنسيق يأخذ المنسق منه التعليمــات

والتوجيهات حول البرنامج ليضعه موضع التنفيذ.

))مقومات تبسيط األعمال(( ثم يجب أن تقـــدم في برنـــامج تبســـيط األعمـــال للمـــوظفين

واألهــداف المرجــوة تحقيقهــا من،الموضوعات المعنية بهذا الشأن:تنفيذ برنامج تبسيط األعمال، وذلك يكون ضمن أمور

وتشــمل بحث مفهــوم تبســيط،كخصوصــيات تبســيط األعمــال وكيفيــة،األعمــال واألهــداف واألفكــار الــتي تــترتب على التبســيط

ة فيي ثم مبـــادئ االقتصـــاد األساســـ،اســـتخدامها في المنظمـــات المنشــئات االقتصــادية، وعالقاتهــا بتبســيط األعمــال، وتشــمل بحث

بعض

269

وأهميتهــا في،المبادئ العامة األساسية في االقتصــاد كاإلنتاجية. وبحث كيفية مساهمة تبسيط األعمال في زيادة اإلنتاج،المنظمة

وهكذا يقال بالنسبة إلى ســائر المؤسســات الثقافيــة والصــحيةوالعسكرية وغيرها.

العالقات اإلنسانية((ظمة و))المنــا في ــانية وأهميتهـ ــات اإلنسـ ــوعات العالقـ ــك الموضـ ومن تلـ

وتشـــمل بحث مقاومـــة التغيـــير الـــتي يقـــوم بهـــا بعض،المنظمةــوظفين ومن إليهم ــة مواجهتها،الم ــوجب، وكيفي ــتي ت ــل ال والعوام

ــة انتمــائهم إلى المنظمة ــادة مشــاركة المــوظفين وتقوي ورفــع،زي معنوياتهم وإقناعهم بأن يكونــوا أعضــاءا في التبســيط ال يــؤثر علىمكانته االجتماعية وال يؤثر على مادياته، كما سبق اإللماع إلى ذلك.

وتشمل طريقــة البحث العلمي المنظم،ثم كيفية حل المشاكل وكيفيــة، وتشجيع التفكير المبتكر لحل المشاكل،لمواجهة المشاكل

كتابة التقارير.

))أدوات تبسيط األعمال(( وتتضــمن التعــرف،وبعد ذلك يأتي دور أدوات تبســيط األعمــال

كخريطــة توزيــع،على الوسائل واألدوات الالزمــة لتبســيط األعمــال وخريطة سير اإلجــراءات،األعمال، وخريطة سير اإلجراءت العادية

ــرتيب المكتب ــة،ذات األعمــدة المتعــددة، ودراســة ت ودراســة كمي ، ونســبة الوظــائف بين مــدير ومــدير،العمل، ودراسة قدر النفقــات

وموظف وموظف. وينــاقش فيهــا،وبعد ذلك يطبق المنسق عملية تبسيط األعمال

المشاريع الفردية والجماعية المترتبة على تبسيط األعمال. وأخيرا يأتي دور متابعة برنامج تبسيط األعمال بعد انتهــاء فــترة التدريب الرسمي المحــددة في البرنــامج، ســواء كــان أســبوعين أو

على االختالف في الحاجة إلى التبسيط.،أربعة أسابيع أو ما أشبه ويجب أن يكون واضــحا أن الموضــوعات المــذكورة ســابقا، مــاــامج ــترك في برن ــد من اطالع المش ــية الب ــات أساس هي إال معلوم

تبسيط األعمال

270

ــه ــا، وأن أو إضــافة،التوســع في بعض الموضــوعاتيمكن عليه موضوعات أخــرى جديــدة حســب رأي المنســق واإلدارة العليــا في المنظمــة، أو حــذف بعض الموضــوعات إذا رآهــا غــير ذات جــدوى

ــذات ــة بال ــذه المنظم ــا، أو في ه ــه،مطلق ــا يلتقط ــوح أن م لوض المــدربون في المنظمــة غــير مــا يلتقطــه الموظفــون في منظمــة

أخرى. ويجب أن توزع هذه الموضوعات حسب مدة زمنية محــددة في

ويتخلل البرنامج عادة بعض األفالم التدريبية حول تبســيط،البرنامجــط المو ــدب المبس ــا ينت ــال، كم ــرطةظاألعم ــة بعض أش فين لرؤي

ــراءة بعض الكتب ــرطة وق ــتماع بعض األش ــديو واس ــجع،الفي ويش النقاش في الجو غــير الرســمي في قاعــات التــدريس حــتى تكــونــة يتمكن ــامج تبســيط األعمــال موضــوعات متكامل موضــوعات برن

المدربون بعد ذلك من العمل على أحسن ما يرام.ــاه ــا ذكرن ــر باألضــافة إلى م ــاج إلى،ومن الواضــح أن األم يحت

ودراسة كمية العمل إلى غير ذلك، وســيأتي،دراسة تركيب المكتب.في بعض المسائل اآلتية مسألة المكتب على تفصيل

))درجات تنفيذ التبسيط((ومما تقدم ظهر أن درجات تنفيذ برنامج تبسيط األعمال أربع:

: موافقة اإلدارة العليــا أو المــدير العــام أو منالدرجة األولى أشـــبه على تنفيـــذ البرنـــامج، فتحـــدد اإلدارة األهـــداف الرئيســـية للبرنامج، وتحدد صــالحيات ومســؤوليات منســق البرنــامج، ثم تعين منسقا ليقــوم باإلشــراف على تنفيــذ البرنــامج في المنشــئة، وتهيــؤ

اإلدارة العليا المناخ المناسب لتنفيذ برنامج تبسيط األعمال. تــدريب اإلدارة العليــا أو كبــار المــوظفين في :الدرجة الثانية

مجال

271

فيعطيهم المنســق فكــرة عامــة عن برنــامج،تبســيط األعمــالــتي ــواد ال ــئة، وعن الم ــينفذ في المنش ــذي س ــال ال ــيط األعم تبســار يتضمنها، وعن وسائل تنفيذ البرنامج، ويبين لهم المنســق دور كب الموظفين في البرنامج، وكذلك بالنسبة إلى المــديرين والمفتشــين والمحللين وغيرهم، كما يــبين لهم أهميــة مسـاعدتهم وتعــاونهم في

سبيل الحاجة. : عبــارة عن تــدريب المشــرفين على أدواتوالدرجــة الثالثة

ــاختالف ووسائل تبسيط األعمال لينفذ برنامج تدريبي تختلف مدته ب المنظمة التي تنفذه، فربما ينفذ البرنامج في أسبوع أو أسبوعين أوــرائط ثالثة أسابيع أو أربعة أسابيع أو ما أشبه حسب الظروف والش المحيطــة بالبرنــامج المرتبطــة بالمؤسســة، ســواء كــانت مؤسســة كبــيرة أو صــغيرة، ثقافيــة أو اجتماعيــة أو سياســية أو اقتصــادية أو

.ثقافية أو غيرها ويفسح في هــذه الدرجــة المجــال أمــام المشــتركين للمنافســة وإبداء آرائهم، وتتضمن كــل مجموعــة متــدربين من دوائــر وأقســام مختلفة ويساهم االلتقاء بين المتدربين في تجمع عام تفاهما وتعاوناــاون أكبر بين اإلدارات واألقسام في المنظمة، ويكون التفاهم والتع والمناقشـــة عمـــادا يعتمـــد عليـــه المنســـق في وضـــعه البرنـــامج

المستقبلي. : وهي مرحلــة التنفيــذ والمتابعــة،الدرجة الرابعةثم يأتي دور

وفيهــا تشــكل لجــان لدراســة المقترحــات الــواردة من المشــرفين والموظفين بخصوص كيفية تبسيط األعمال، ويترواح عدد أفراد كل لجنة من هذه اللجان حســب المتطلبــات من ثالثــة إلى خمســة إلى

سبعة.

272

المسؤولية(( وتحمل ديرلم))اــألة) ــلمس ــني اإلدارة: أن يتحم ــزم على من أراد تب ــا يل ( مم

المسؤولية، فإن تبني المسؤولية نفسيا وتحملهــا عمليــا من أهم مــايجب على اإلنسان إذا أراد أن يكون مديرا.

ومن أســباب تخلــف العــالم اإلســالمي خاصــة، والعــالم الثــالثبصورة عامة أن أفرادهما ال يتحمالن المسؤولية على األغلب.

ــراده ــاه أن أف ــان معن ــدم ك ــع إذا تق ــوم أن المجتم ومن المعل متقدمون، وإذا تخلف كان معناه أن أفراده متخلفون، فإن الشخصــر إال في إذا الحظ غالبية المسلمين يراهم أن كل واحد منهم ال يفك نفسه، وال يهمه أمر المجتمع، بخالف ما قالـه الرسـول )صـلى اللـه

،(1)من أصبح ال يهتم بــأمور المســلمين فليس بمســلمعليه وآله(: ــذين إذاأي ليس بمسلم كامل اإلسالم، مثل: إنما المؤمنون ال

اآلية، أي المؤمنون الكاملو اإليمان.(2)ذكر الله وجلت قلوبهمــخص ــربي، حيث إن الش ــالم الغ ــثرة من الع ــك بخالف الك وذل يراهم يتحملون المسؤوليات بعد تبنيها، ولذا كثرت فيهم الشــركات والمؤسسات بمختلــف ألوانهــا، من الثقافيــة واإلعالميــة والسياســة

والمالية واالقتصادية والتربوية وغيرها. وهذا وإن كان وليد الديمقراطيــة )االستشــارية( حيث إن أجــواءــور وللمنافســات في ــاءات في الظه ــال للكف ــة تفســح المج الحري التحقق، حيث يريــد كــل شــخص أن يتقــدم وال يتقــدم عليــه اآلخــر،ــع ــاون والتشــارك والتشــاور م ــه الحاجــة إلى التع ــر ل ــذلك تظه وب اآلخرين، بخالف العالم اإلســالمي حيث الدكتاتوريــة واالســتبداد في كثير من أفراده من القمة إلى القاعدة، وهما مبعث كل فتنــة وشــرــاء ــربي اإلنســان نفســه ببن ــازع، إال أن من المهم أن ي ــف وتن وتخل

المشاركة وتحمل المسؤوليات، فإذا كثرت في المجتمع

.163 ص2الكافي: ج )?(1.2األنفال: سورة )?(2

273

مثل هذه األفراد فالبد وأن يجــرف الســيل االســتبداد، والقضــية كما يقوله العلماء دورية، لكن ذلك دور معــنى، ال مضــمر أو مصــرح

على اإلصطالح.

))معنى تحمل المسؤولية(( وعلى أي حال، فتبني المسـؤولية معنــاه أن اإلنســان يوجــد في نفسه هذه الحالة حــتى تتلــون نفســه بهــذه الملكــة، إذ المســؤولية ،شــيء صــعب، ولــذا فمن يطلب الراحــة أو يريــد األنانيــة يفــر منها

ويقدم األعذار والتبريرات لعدم تحملها، إما أعــذارا دينيــة بــزعم أن أو أعذارا اجتماعية أو سياسية أو ما إلى ذلك.،الدين ينافي ذلك

إن تحمــل جــانب من جــوانب االجتمــاع فيــه التهم والصــعوبات والسهر وتبني حــل المشــاكل وجمــع الكلمــة ليــل نهــار حــتى يصــل اإلنسان إلى أفضل الطرق للسير بنفسه وبمن تحمله أو مــا تحملــه إلى األمام، وفهم أنه البد من نــواقص وســواقط في أثنــاء الطريــق

والناس غالبا يريــدون الحيــاة على،إلى الهدف، بل والسقوط أحيانا وتــيرة ثابتــة مأمونــة، ويفضــلون الهــدوء والراحــة والعافيــة بمعناهــا المهلهل، وهؤالء يبتلــون بالمشــاكل أكــثر فــأكثر، ولــذا نــرى العــالم الثالث يرتطم في األوحال في كل أبعاده، ومن كــل الجــوانب، وفي

)أم الجبان ال تفرح وال تحزن(.المثل: مثال تحمل المسؤولية في إدارة مدرسة أهلية بحاجة إلى طــرقــل بالصــدود ــا يقاب ــيرا م ــك كث ــال، وذل ــواب للحصــول على الم األب

واإلهانة، ولكن ينجح الطارق أخيرا. فالالزم أن يبتني ذلك من يريــد تقــديم الحيــاة إلى األمــام، وفي

ومن أكثر طرق الباب يوشك أن، وجد ولج، ومن جد)من لجالمثل: يسمع الجواب(.

274

ــة ــتقبال المعلمين على عنجهيـ ــة باسـ ــاتح المدرسـ ثم يبتلي فـ وجيرانهــا،،بعضهم ومشاكلهم، ثم مشكلة العمارة إيجارا أو اشــتراء

ــرون أن ثم مشكلة الطالب وآبائهم الذين يطلبون نجاح أبنائهم وال ي بعضـهم كسـالى وهم سـبب سـقوط أنفسـهم ال اإلدارة، ولـذا مثـل

و)صــاحب الحاجــة،هؤالء اآلباء يخلقون المشكالت للمــدير واإلدارةأعمى ال يرى إال قضاها(.

ثم بعد ذلك يبتلي من يريد فتح المدرسة بمشــكالت الدولــة فيالعالم الثالث حيث الموانع وما أشبه، وما أكثرها، إلى غير ذلك.

وهل اإلنسان مستعد لكل ذلك حــتى يفتح مدرســة أهليــة، ومن المعلوم أن نجاة المسلمين بقــدر مثــل هــذه المدرســة عن الجهــل والتخلف الفكري الذي هو من أسس التخلــف الــذي أصــاب العــالم

اإلسالمي بصورة عامة متوقف على التثقيف. وهكذا الكالم في مؤسسة اقتصــادية، أو فتح مستشــفى، أو دار

ــب مطبعة ــ ــوالدة، أو نص ــ ــركة،ال ــ ــة، أو إدارة ش ــ أو تنظيم منظم إلى غيرها وغيرها.،مساهمة، أو فتح دار نشر

،وأهم من كل ذلك تربية من يديرون، فــإن المــدير يكــون رمــزا وتربية الرمز من أهم األمور، كما أن تكون القادة كـذلك، وقـد قـال الشاعر في تأبين أحد زعماء األحزاب الذين تمكن من تكــوين قــادة

خلفوه في اإلدارة في قصيدة من جملتها:هيهات أن يرقى إليك ثناء

وثمار غرسك هذه الزعماء

275

))اإلدارة الفردية بلون آخر(( وبين،ثم إن اإلدارة وســـط بين الالمبـــاالة والفرديـــة من ناحية

االستبداد والدكتاتورية من ناحية ثانية، إذ كثيرا ما يقوم جماعة بفتح مؤسسة أو إنشاء منشئة ويكون أحدهم أكثر ذكاءا أو أحسن مقدرة

،أو ألصق بالمجتمع من اآلخرين ــا فيستبد باألمر ويبعد اآلخرين عملي ويجعلهم ثانويين، وإنما يجعل من نفسه كل شــيء، وذلــك بمختلــف األعــذار والتــبريرات، وفي الحقيقــة هــذا فــردي آخــر، لكن من هــذا

النوع وبهذه الصورة. وغالبا يسبب ذلــك تــأخر المشــروع وينتهي باضــمحالله قريبــا أو

أقل قيمــة من رأي الجماعــة، وقــد،بعيدا، ألن رأي الفرد مهما كان.(1)من استبد برأيه هلكقال علي )عليه الصالة والسالم(:

))من عالئم االستبداد ديمومة القائد(( ومن جملــة االســتبداد والفرديــة في الجماعــات المؤسســة مــا

ــير،نشاهد في غالبية األحزاب في الشرق سواء كانت إسالمية أو غ إسالمية، من أنهم ينظمون هرما يكــون القائــد قائــدا طــول الحيــاة، ،والدرجة الثانيــة والثالثــة وهكــذا يبقــون وســط الهــرم وفي قاعدته

بــدون انتخابــات في الحــزب، وإنمــا اســتبداد ودكتاتوريــة، وهــل من المعقول أن يكون فرد عادي في غير النبي واإلمــام )عليهم الصــالة

وال يأتي فرد آخر أكفأ منه وأقدر.،والسالم( هو أصلح أبدا وسر نجاح األحزاب الغربية هو جريان االنتخابات فيها، مع قطــع النظر عن انتخابات الدولة، فإن هناك قسمين من االنتخاب، انتخاب دولة لتعيين الــرئيس فمن أشــبه، واالنتخابــات الجاريــة في الحــزب لتعيين الرئيس والمدير وأمين الســر إلى غــير ذلــك، وفي انتخابــات

ويتأخر المتقدم حسب األصول وذلك يوجب:،الحزب يتقدم المتأخرأوال: جذب األفراد من خارج الحزب إليه باستمرار.

.161 الحكم البالغة: قصار جنه )?(1276

وثانيا: العمل في أفــراد الحــزب ليــل نهــار، ألن يحــرز المقاعــداألمامية.

ثم الحزب الذي يكون دكتاتوريا في داخلــه هــل يمكن أن يكــون استشــاريا إذا وصــل إلى الحكم، ولهــذا كثــيرا مــا شــاهدنا أن بعضــاتوريين أســوأ من ــزاب وصــلوا إلى الحكم لكنهم أصــبحوا دكت األح الدكتاتوريات السابقه الذين هم أذهبوا بها حتى يطبقوا الديمقراطية

على اصطالحهم.

277

اإلسالمية(( العالمية ؤسسة))الم )مســألة(: من الضــروري للمســلمين إدارة مؤسســة إســالمية عالمية، فإن هناك نشاطات إســالمية كثــيرة في كافــة بالد اإلســالم وغيرها حتى بالد الستار الحديدي التي تحــارب الــدين ورجالــه بكــل شـــدة، ســـواء نشـــاطات األحـــزاب أو نشـــاطات المؤسســـات أو نشاطات اإلعالم أو نشاطات دور النشــر أو ســائر النشــاطات، لكن

هناك ثالثة أشياء يحتاج إليها العالم اإلسالمي ككل:

))تنظيم المسلمين في الغرب(( األول: تنظيم المسلمين الذين يتواجدون في البالد شــبه الحــرة كأوروبا وأمريكا ونحوهما، فإنهم لو نظموا ألتوا بالشــيء الكثــير من ــا ــا ومالي ،الخدمة، إذ هم في الحال الحاضر مبعثرون سياسيا وثقافي واندفاعا إلى األمام وخدمة لإلسالم واإلنسان، والمثال لذلك اليهود، فإنهم لما كانوا مبعثرين كانوا أذالء في كل مكــان، لكن لمــا نظمــوا أنفسهم على قلة عددهم، كيف تمكنوا من التقــدم، والبــون شاســع بين المسلمين وبين اليهود كما هــو واضــح، وفي المثــل المعــروف:

)وال يسأل عن المثال(.،د من جهة (ب من جهة ويبع)المثال يقر

))بيان اإلسالم لغير المسلمين(( الثاني: إعالم غير المسلمين باإلسالم، فــإن غــير المســلمين إذا عرفوا حقيقة اإلسالم ـ ال اإلســالم المشــوه الموجــود في التــواريخ، أي إسالم األمويين والعباسيين والعثمــانيين ومن إليهم، وال اإلســالمــير منهم على المشوه الموجود في بعض الدول اإلسالمية ـ أقبل كثــاب ــاب األحســن أو انتخ اإلســالم بمحض إرداتهم ورغبتهم في انتخ الحسن، كما أسلم غير المسلمين في أول اإلسالم ودخلــوا في دين

الله أفواجا. لكن ذلك يحتاج إلى اإلعالم الصحيح الذي يفقده المسلمون في الحال الحاضر إطالقــا، باإلضــافة إلى أنهم بحاجــة إلى األســوة، ألن

األسوة أيضا توجب

278

للنــاسكونــوا دعــاةالجذب، كما قال )عليه الصالة والســالم(: .(1)بغير ألسنتكم

))تمركز النشاطات(( الثالث: جمع النشاطات اإلسالمية في وحدة واحدة، بــأن يكــون الكل تيارا واحدا، ال هــذا يقــول: أنــا خــير من غــيري، وغــيره يقــول: فالن كذا وكذا، فإن مثل هذا اإلسالم المتحارب واألناني ال يمكن أن

وال تنــازعوا فتفشــلوا وتــذهبيؤدي إال إلى التأخير، قــال ســبحانه: ، هذا من ناحية.(2)ريحكم

((الم))السلم والس ومن ناحية ثانية، يكون طابع ذلك التيــار اإلســالمي العــام شــأنه شأن األنبياء )عليهم السالم( قبل وصولهم إلي الحكم يبــني الســالم بمعنى الكلمة، فإن نوحا وإبراهيم وموسى وعيســى ونــبي اإلســالم وغيرهم من األنبيــاء )عليهم الصــالة والســالم( كــانوا مســالمين إلى أبعد الحدود قبل وصولهم إلى الحكم، وإذا وصــلوا إلى الحكم كــانوا يرتبطون بالسالح بقدر قصوى الضرورة، أي مــا يــؤمن داخــل البالد من الفوضى والمجرمين، وخــارج البالد من األعــداء الــذين يريــدون

مهاجمة بالدهم بالدفاع بالتي هي أحسن. فــإذا جمعت الكلمــة على التقــوى بصــورة الســلم يكــون التيــار اإلسالمي الموحد قوة عالمية تتمكن من إصالح العــالم، كمــا أصــلح

ــزوغ اإلســالم ــان ب ــة إب ــوم كــان قــوة عالمي يضــع عنهم إصــرهمي ، وإال فالمســلمون اليــوم مصــداق لمــا(3)واألغالل التي كانت عليهم

قاله المهيــار في شــعره المعــروف الــذي يقيس حالــة العــرب بعــدظهور اإلسالم بحالتهم قبل ظهور اإلسالم في قصيدة له:

نبتم به وكنتم من قبله سرا يبوح في ضلوع الكاتم

.78 ص2كافي: جال )?(1.46األنفال: ةسور )?(2 .157األعراف: ةسور )?(3

279

بل اليوم أسوأ، ألن في ذلك اليوم على قول هذا الشــاعر كــانوا ســرا يبــوح في ضــلوع الكــاتم، واليــوم هم مثــال التخلــف والتــأخر

والمحاربة، إلى غير ذلك.ــيرة:،وعلى أي فهذه األمور الثالثة بحاجة إلى إدارة مؤسسة كب

تتحـرى الواقعيـة والحقيقـة والسـالم وجمــع الكلمــة، وتكــون رفيقـا مداريا، كما ورد في حديث عن رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(:

أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بتبليغ الرســالة(1)،يعــني أن الرسول )صلى الله عليه وآله( جعــل تبليــغ الرســالة كلهــا في كفــة

ومداراة الناس في كفة ثانية. ثم هــذه الموسســة يمكن أن تشــكل في بلــد شــبه حــر، ال فيــدت عن ــا عن اإلســالم ابتع ــا بابتعاده ــدان اإلســالمية، حيث إنه البلــتي تســمي ــر، ألن البالد ال ــا شــبه ح ــا قلن ــاد، وإنم ــة أي ابتع الحري

ة ال حرة، كما ذكرنا تفصيل ذلك فيبالديمقراطية إنما هي شبه حركتاب )الصياغة الجديدة(.

نظام صحيحثم هذه المؤسسة إذا وجدت في بلد شبه حر تحت وأخذت في جمــع الكلمــة واإلعالم الصــحيح واســتنهاض المســلمين على ما ذكرناه في كتــاب )الســبيل إلى إنهــاض المســلمين( ال يمــر ،زمان إال ويلتف المسلمون حولها، )فالمورد العــذب كثــير الزحــام( وبذلك تمشي خطوات ثانية إلى األمام، وتتمكن أن تمد فروعها إلى

كثير من البالد، وإذا

.10134ح ذيل104 ب35 ص9الوسائل: ج دركمست )?(1280

وال تسـبوا الـذين يـدعون من دونعملت بما أمر الله سبحانه: .(1)الله فيسبوا الله عدوا بغير علم

بـالتي هي أحسـن فـإذادفعاوبما قال سبحانه في آيـه أخـرى: يلقاها إال الذين صبرواماالذي بينك وبينه عدواة كأنه ولي حميم * و

.(2)وما يلقاها إال ذو حظ عظيم وبما فعله الرسول )صلى الله عليه وآله( وقاله في كــل حياتــه،

وزوجــة من زوجاتــهصلى الله عليه وآله( مثال إن يهوديا دخل عليه ) حاضرة، فقال اليهودي: السام عليك، ولم ينطــق بلفــظ )الالم( فلم

الم(، و)السام( في اللغة العربيــة بمعــنى المــوت، فلــوىيقل: )الســدعاءلسانه حتى يظهر أنه يسلم، بينما هو في الواقع كان يقصــد ال

فقــال الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:،على الرســول بــالموت فقد عرف ذلك لكنه لم يرد أن يظهر أنه عــرف، ثم دخـل،)وعليك(

يهودي ثان وقال مثل مقالة اليهــودي األول، والرســول )صــلى اللــه عليه وآله( أجاب بمثل ذلك الجواب، ودخل يهودي ثالث وقال بمثــل مقالة األولين، وأجاب الرسول )صلى الله عليه وآلــه( بمثــل جوابــه

وأخذت في ســباب،السابق، وهنا انزعجت زوجة الرسول الحاضرةــا ــه( وأمره ــه وآل ــه علي ــا الرســول )صــلى الل ــود، فناه ــك اليه أولئ

.(3)بالرفق إني أكــره لكم أنوكذلك قــال علي )عليــه الصــالة والســالم(:

.(4)تكونوا سبابين إلى غيرها مما هو كثير مــذكور في القــرآن الحكيم، وفي أخالق

األنبياء )عليهم الصالة والسالم(.ــذا ــة هك ــانت المؤسس ــإذا ك ــد،ف ــلمين ض ــير المس ــوم غ ال يق

د المؤسسة وال ضد المسلمين بصورة عامة وال ض.108األنعام: سورة )?(1.35 ـ34فصلت: سورة )?(2 دخــل قــال: الســالم عليه جعفــر أبي عن زرارة وفيــه: )عن ،648 ص2كافي: جال )?(3

ه رسول على يهودي ــال: عنده، وعائشة وآله عليه الله صلى الل ام فق ــال عليكم، الســ فقه رسول ــك، مثل فقال آخر دخل ثم عليكم، وآله: عليه الله صلى الل ــرد ذل ــه ف رد كما علي

ــك، مثل فقال آخر دخل ثم صاحبه، على ــرد ذل ول ف ه رســ رد كما وآله عليه الله صــلى اللام عليكم فقالت: عائشة فغضبت صاحبيه، على عنة والغضب الس ر يا والل ــ ــود معش يا اليهه رسول لها فقال والخنازير، القردة إخوة ــه: عليه الله صلى الل ة يا وآل ــ الفحش إن عائش

ال كان لو فق إن سوء، مثال لكان ممث ـه يرفع ولم زانه، إال قط شيء على يوضع لم الر ـ عنه رسول يا قالت: شانه، إال قط ام قولهم: إلى سمعت أما الل أما بلى فقــال: عليكم، الســ

ــإذا عليكم قلت عليهم رددت ما سمعت م ف ل لم عليكم ســ ــوا مســ الم فقول وإذا عليكم ســم (.عليك فقولوا كافر عليكم سل

.206 الغة: الخطبالب نهج )?(4281

وإنما يرون فيهم المنقذ أو الصديق كما رأوا في أول،الناهضين اإلســالم ذلــك، وبعــد ذلــك ال تضــر العــداوات القليلــة المبعــثرة هنــا وهناك، وإن كانت البد للحياة من هذه العداوات، كما قــال ســبحانه:

، ومعنــد )جعلنــا( أن طبيعــة الحيــاة(1)وكذلك جعلنا لكل نبي عــدواتنتهي إلى ذلك، والله سبحانه وتعالي جعل الحياة هكذا.

حيث، فالعـــدوات القليلـــة بعـــد مـــا ذكرنـــاه ال تضر،وعلى أيالمؤسسة تسحب البساط من تحتها.

ومن الواضح أن مثل هذه المؤسسة بحاجــة إلى أمــوال كثــيرة، لكن من الواضح أيضا أن األثريــاء لــو وجــدوا مثــل هــذه المؤسســة وانخرطوا في مؤتمرات تعقدها المؤسسة بحضورهم وحضور سائر المثقفين الدينيين والزمنيين وهكذا، اشــترك األثريــاء في نشــاطات

المؤسسة المالية حتى ال تجد حاجة غير موفور لها المال.ــل هــذه ــةلكن من الواضــح أن مث المؤسســة بحاجــة إلى عقلي

التقدمية الصحيحة الناجحة،إدارية كبيرة يجتمع فيها شروط اإلدارية واألكثر أن تكون مثــل هــذه المؤسســة وازدهارهــا ليس بحاجــة إلى

ــذين همإن و،أكــثر من عشــر ســنوات ــذين اتقــوا وال ــه مــع ال الل.(2)محسنون

.31الفرقان: وسورة ،112األنعام: ةسور )?(1.128النحل: ةسور )?(2

282

يلزمها(( وما اإلدارية ))المكاتبــه في النص ، أن(1))مســألة( من اإلتقــان في العمــل المــأمور ب

يكون المكتب للمنشئة أيضا متقنا.ــه الموظفــون القــائمون والمكتب هــو المكــان الــذي يعمــل في

من المـــديرين أو المـــوظفين أو ســـائر المـــرتبطين،باألعمـــال كــالمحللين والمفتشــين ومن أشــبه، فإنــه مركــز التجمــع واالتصــال سواء في جلوسهم للكتابــة أو توجيــه المنظمــة أو اإلصــدار منهــا أو

الورود إليها. وعن طريــق المكتب يتم اتصــال النــاس بهم، وهنــاك تحفــظ السجالت والمستندات وجهــاز اإلدارة وجهــاز الرقابــة واآلالت الــتي

ســواء،يحتاج إليها في اإلدارات واألقسام المختلفة التابعة للمنظمةــة أو ــة، وكــذلك االتصــال بالدول ــة أو خــارج المدين ــانوا في المدين ك االتصال بالمنظمات األخرى التي هي في سلسلة هــذه المنظمــة أو خارجة عن سلسلة هذه المنظمة، فالسلسلة مثال المنظمــات الــتي فوق هذه المنظمة كالوزارة التي هي فوق المدرسة، أو المنظمات

كمنظمة التسويق والبيع وما أشبه التي،التي هي بعد هذه المنظمة إلى غير ذلك.،هي بعد مؤسسة اقتصادية إنتاجية

كمــا أن المكتب أداة اتصــال بين المنظمــة وجمهــور المنتفعين،ــائيات الالزمــة ــا بالمعلومــات واإلحص ويعطي المكتب اإلدارة العلي إلدارة العمل واتخاذ القرارات، ويشترط أن تكــون تلــك المعلومــات مرتبــة بصــورة مالئمــة وتعطي في الــوقت المناســب للشــخص

المناسب. ومن غير فرق في كل ذلك بين أن تكــون المنظمــة حكوميــة أو أهليــة، وكــذلك بالنســبة إلى المنظمــات الــتي هي في عــرض هــذهــذ وعطــاء، والمكتب ال ــات ارتباطــات أخ ــة، إذ بين المنظم المنظم يقوم بإنتــاج البضــائع والســلع، وإنمــا يقــوم بتقــديم الخــدمات، وقــد

يصطلح على منتج السلع والبضائع أيضا بالمكتب.

الله ورد: )رحم حيث )?(1 .فأتقنه( عمال عمل امرءا283

ويجب أن يصمم مثــل هــذا المكتب بحيث تعين مواقــع اإلدارات وترتب في المنشــئة أمــاكن المــوظفين واألثــاث واآلالت،واألقسام

المكتبية داخــل كــل قســم أو إدارة أو الخــارج منهــا، مــع التأكــد منتوفر الظروف المناسبة في محل العمل.

مثال في المستشــفى يجب أن تكــون الغــرف بحيث كــل جملــة غــرف المرضــى وغــرف المــوظفين،منهــا في ردهــة من الردهــاتوغرف الصيدلية إلى غير ذلك.

ــواجب أن ينظم المكتب بحيث يســهل ســير العمــل ويوجــد وال الجو المهيأ للمــوظفين والمــراجعين كالمرضــى أو كــالطالب أو من أشبه، كما أنه يلزم أن يكون بحيث يســتفاد منــه الفائــدة القصــوى،

فال تكن ساحات فارغة أو ساحات مزدحمة. كما أن الالزم أن يكــون التصــميم بحيث يعطي الزائــرين فكــرةــة ــة األمــور الواجب ــك أيضــا من جمل ــإن ذل حســنة عن المنشــئة، ف

وأن مبــنى المنظمــة،مراعتها إذا أريدت المنظمة الكمــال والنجــاحــا، ســواء يصمم قبل بنائه ليتالئم مع ترتيب المكاتب التي ستتبع فيه بالبناء أو جعل الغـرف الخشـبية أو الحيطــان والسـقوف والمرافــقــة فــإن المنشــئة ال تواجــه الجــاهزة أو نحــو ذلــك، وفي هــذه الحال

المشاكل في ترتيب المكاتب. ولكن مشاكل الــترتيب تكــون كثــيرة عنــد مــا تكــون المؤسســة كبيرة ويحاول المشرفون أن يرتبوا مكــاتب المنظمــة في مبــنى لمــات ــة ومكاتبهــا كالبناي ــات المنظم ــع حاج ــا ليتالئم م ــأ أساس ينش المستأجرة، وذلك إما لقلة مال المنشئة من البناء بنفسها أو ضــيق الــوقت أو إرادة الدولــة مــع تــوفر المــال لــديها من إعطــاء المــال

فتستأجر البنايات منهم بدون أن تكون لها حاجة إليها، وإنما،للناستفعل ذلك ألن الحكومة شعبية وتريد استقطاب الناس.

فحيث مساحة حجم المبــنى تكــون محــدودة وتتحكم،وعلى أي فالالزم أن ترتب ،في الترتيب الذي تريد اإلدارة اتباعها

284

اإلدارات واألقسام حسب الفراغ المتوفر في المنشئة الــتي لمــادات تبن لهذه الجهة، وفي كتا الحالتين ال بد من اتباع قواعد اإلرش

المحددة عند وضع خطه ترتيب المكتب.

كة الموظفين(())المکتب ومشار ،والالزم أن يشــترك الموظفــون في برنــامج تصــميم المكتب

بحيث يكونــون راضــين،ألنهم هم الذين يريدون البقــاء فيــه والعمل عن الترتيب، فإن كثيرا ما يترك الموظف مكتبه وينتقــل من حجــرة إلى أخرى إلتمام إجراء المعــامالت وأخــذ الملفــات وإعطــاء النتــائج واستقبال الموظفين أو الجمهور، أو االجتماع بعضــهم مــع بعض في

أو غير ذلك.،أوقات الراحة مثــل،وعلي أي حال، فإن تصــميم المكتب يهــدف النتــائج اآلتية

االستفادة القصوى من ساحة المكتب، فــإن تحقيــق أكــبر اســتفادة سواء كان المبــنى ملكــا للمنظمــة،من أرضية وساحة المكتب مهم

أو مستأجرا لها، فإنــه إذا كــان التصــميم حســنا لم تحتج اإلدارة إلى استيجار مبنى آخر إذا استفادت من هذا المبنى بأقصى اإلمكانيــات،بينما تحتاج إلى استيجار مبنى آخر إذا لم يستفد منه بهذه الكيفية.

ويــراعى عنــد تقســيم مســاحة المكتب أن يتالئم التقســيم مــع ومع تسلسل األعمال في المنظمة، فــالالزم أن،وظائف الموظفين

يكون المكان المخصص لكل موظف أو لكــل جماعــة منهم مناســبا ومتســعا، كمــا أنــه في المستشــفى والمدرســة ونحوهمــا يجب أن

متسعا.يكون المكان المخصص للمرضى والطالب مناسبا و ويراعى عند ترتيب مكاتب الموظفين داخل كـل إدارة، وتــرتيبــام ببعض األعمــال المشــتركة اإلدارات واألقسام المرتبطة في القي أن ينساب العمل من موظف إلى موظف آخر، أو من المــدير إليهم

أو المرضــى أو الطالب أو،جميعــا، أو منهم إلى النــاس المــراجعينمن أشبه، وإذا لم يكن التنظيم صحيحا أدى ذلك إلى ضياع قسم

285

ــات المــوظفين في التنقــل من مكتب إلى م ــير من أوق تبككبــاج المراجعــون لل ــه يحت ــآخــر ألجــل البحث عن األوراق، كمــا أن ف

والدوران والصعود تارة والنزول أخرى.ــوظفين بحيث تتالئم ــل للم ــير ظــروف العم ــا أن الالزم توف كم

كتوفير اإلضــاءة الكافيــة والتهويــة والتكــييف،معهم ومع المراجعين والعناية بنظافه المكتب وعدم الضوضاء أو اإلقالل منها،،المناسبين

،فإن ذلك كله تــؤدي إلى راحــة المــوظفين أثنــاء قيــامهم بأعمــالهم وعلى شــعورهم بالرضــا عن أعمــالهم، وثم ينتهي األمــر إلى زيــادة

إنتاجهم، كما أنه كذلك بالنسبة إلى المراجعين. ومن المناسب أن تكــون غــرف المــوظفين مــع اإلمكــان مطلــة على الحــدائق العامــة في داخــل المبــنى أو النــافورات أو مــا أشــبه ذلــك، أو تــوفر المزهريــات ونحوهــا في غــرفهم بحيث تعطي حالــة

نفسية من الرضا والشعور بالغبطة عند أعمالهم. كمــا أنــه يلــزم أن يــراعى عنــد وضــع خطــة الــترتيب الــداخلي للمكتب أن تســـهل مهمـــة الـــرئيس اإلداري في اإلشـــراف على

.مرؤوسيه وهكذا الالزم أن ينظم المكتب بحيث تتجه أنظار الموظفين إلى اتجــاه واحــد ال أن يكــون بعضــهم خلــف بعض بالقفــا أو تجــاه بعض

باإلضــافة إلى،بالوجه، فإن كال األمرين يوجب عدم راحــة الموظفأنه يكون المنظر حينئذ سيئا وغير مريح عند المراجع.

وقد ذكرنــا لــزوم أن يصــمم المكتب تصــميما مالئمــا يــؤدي إلى تحسين المظهر العام للمكتب، فــإن الــترتيب الجيــد يعطي الــزوارــل ــ ــان من قبي ــ ــة، وإذا ك ــ ــة عن المنظم ــ ــرة طيب ــ والمنتفعين فك المستشــفى أو من قبيــل المعهــد أو نحــو ذلــك فــإن عــدم المظهــر

الالئق يوجب ازعاج المنتفعين. وينبغي أن يكون التصميم مرنا وقابال للتعديل لمواجهــة ظــروف طارئة بحيث يتم التعديل بأقل مجهود وتكلفة، فإن كثيرا مــا تتوســع

أعمال المنشئة بحيث

286

تحتاج إلى التعديل، فإذا لم تكن مرنا القت اإلدارة صعوبات إمــا ر في البنــاء أو مــا أشــبه ذلــك لمــا يحتــاج إلىيباالنتقال وإمــا بــالتغي

.المال والوقت، بينما إذا كان مرنا من األول لم يحتج إلى ما ذكر والتصميم الجيد للمكتب يقلل من فـرص ابتعـاد المـوظفين عن ،أمــاكن عملهم، ألن ابتعــادهم يــؤدي إلى إضــاعة وقتهم وجهــودهم

ويمكن تحقيق ذلك بوضع المعدات واألجهــزة المكتبيــة الــتي يحتــاج وبــذلك ال،إليها الموظف قريبة منه، وفي متناول يديــه أو نحــو ذلك

ــع ورق، يحتاج الموظف إلى االبتعاد كثيرا عن مكتبه عند ما يريد طبأو اإلتيان بشيء يحتاج إليه في مكتبه.

ــيين ــد بعض الفنـ ــن عنـ ــير المستحسـ ــاتب،ومن غـ ــع مكـ وضـــيهم ــاتب مرؤوس ــف مك ــاء اإلداريين خل ــرفين والرؤس لكي،المش

وليقــل لفت نظــر،تسهل مهمة رقابة المــوظفين في مكــان العمل المـــوظفين وتطلعهم نحـــو مكتب المشـــرف لمعرفـــة األشـــخاص

الزائرين ولتركيز انتباههم على أعمالهم. كما أنه يلزم أن تكون البناية وكذلك تــرتيب مكــاتب المــوظفين بحيث ال تكــون قريبــة من مصــادر التدفئــة والتبريــد، وال تكــون في

ــارات الهوائية ــرى التي ــة على،مج ــبابيك المطل ــة من الش وال قريب وال مواجهــة لمصــادر الوهاجــة، وال في أمــاكن،الشــوارع المزدحمة

تسبب انزعاجهم بسبب معمــل أو مــا أشــبه، حيث األصــوات تــزعج.الموظفين

كمــا أن من األفضــل أن تكــون نوافــير الميــاه والحمامــات على مقربة من مكاتب الموظفين حتى إذا أراد الموظف االستفادة منهــاــع ال يحتاج إلى السير طويال، أو اللف والدوران حتى يصل إلى موض

حاجته، وهكذا يلزم أن تكون الممرات الجانبيــة بين مكــاتب المــوظفين

بحيث تســمع للمــوظفين بــالمرور فيهــا بــدون االصــطدام،واســعةبالموظفين اآلخرين أو بالمراجعين.

ويستحسن أن تكون األثاث واألجهزة

287

واآلالت المستخدمة بالمكاتب موحدة مظهرا وواقعــا، فالتوحيــد ويــؤدي إلى مزيــد من،يفيد في إعطاء المظهــر المتناســق للمكتب

المرونة عند االستعمال. ولو كانت مختلفة من حيث القوة والضعف أو ما أشبه ذلك، يوجب ذلك عدم ارتياح الموظفين الذين يحصــلون على شيء منهــا أدون من الــذي حصــله موظــف آخــر، حيث حصــل

على شيء أعلى مما حصله هذا الموظف.ــدارس ــد والم ــرف الطالب في المعاه ــبة إلى غ ــذلك بالنس وك

غير ذلك، وبالنسبة إلى صاالت المستشفيات وغرفها إلى ،والكليات فإن اإلنسان ال يتمكن أن يرى غيره فوقــا منــه بينمــا هــو مســاو لــه

قدرا. ومن ذلك تبين أنه يلزم اختيار مواقع بعيــدة ومنعزلــة عن بــاقي إدارات المكتب لإلدارات التي تحدث فيها ضوضاء، أو تستخدم آالت

مثل الطابعة وآالت النســخ والتثقيب ومــا،لها ضجيج وأصوات عاليةأشبه ذلك.

كما أنه يلزم اختيار أمــاكن بعيــدة عن أنظــار الــزوار أو جمهــورــكل المتفعين لإلدارات أو المكاتب التي ال تكون مرتبة أو نظيفة بش

كمكــاتب غــرف النســخ وأمــاكن،دائم، وذلــك بحكم طبيعــة أعمالها تسليم البضائع والمخازن وغيرها، وذلك ـ أي تكون بعيدة عن أنظـار

حتى ال تكون عندهم فكرة غير حســنة عن ظــروف العمــلـ الزوار في المنظمة وعن كفاءتها.

ــايا ويلزم أن تكون دورات المياه بعيدة نسب بحيث ال تنتشــر منهالروائح.

ــديرين ــ ــة للم ــ ــاتب الخاص ــ ــع المك ــ ــار مواق ــ ومن الالزم اختي والمــوظفين الكبــار بحيث يكــون من الســهل عليهم اإلشــراف على

وبحيث ال تحجب الضــوء عن اإلدارات األخــرى أو تعقــد،مرؤوسيهممشكلة التهوية فيها.

ويستحســن أن توضــع مثــل هــذه المكــاتب بعيــدا عن الزائــرينبحيث ال

288

يمكن الوصول إليها مباشرة حتى ال يكون المدير في متناول يد كل من يريد ومن ال يريد، ويلــزم أن يكــون مكتب القــائم باألعمــال

)السكرتير( مجاورا لمكتب رئيسه. ومن المستحسن كتابة أســماء اإلدارات واألقســام في أمــاكن

ــكل واضح ــارزة وبش ــور،ب ــراجعين وجمه ــة الم ــهل مهم بحيث تســدون إزعــاج ــك اإلدارات بســرعة وب المنتفعين في الوصــول إلى تل

موظفي اإلدارات األخرى بالسؤال عنها. كمــا يلـزم أن تخصـص غـرف إلنتظـار الزائـرين وتهيئـة وسـائلالراحة في تلك الغرف من اإلنارة والتبريد والتدفئة وما أشبه ذلك.

ومن الالزم عند حدوث زيادة أو نقصان في عــدد المــوظفين أو ،تغيير في المنظمة إعادة تــرتيب المكتب بمــا يالئم التغــير الحــادث

فقد يكون الترتيب الحالي قد وضع منذ عدة سنوات ولم يتغــير بعــد وأصــبحت المســاحة المخصصــة للمكــاتب غــير كافيــة، أو قــد،ذلك

تظهر عيوب في الـتريب الحـالي للمكتب تسـتوجب دراســتها وضـع خطــة جديــدة لترتيبــه، إمــا من جهــة المكــان أو من جهــة زيــادة أو

كتغيير الشــارع من هــذا الجــانب،نقيصة الموظفين أو ما أشبه ذلكإلى الجانب اآلخر، حيث يحتاج المكتب إلى تغيير البوابة ونحوها.

ــة في ــراءات المتبع ــيرات على اإلج ــدث تغي ــدما تح ــه عن ثم إن تســتوجب إجــراء تغيــيرات في تــرتيب المكــاتب وفي،المنشــئة

الموظفين الذين يقومون بإنجاز خطــوات اإلجــراءات أيضــا، وأحيانــا يحتاج األمر إلى إدخــال آالت وأجهــزة جديــدة لتســهيل مهمــة تنفيــذ األعمال، كما أحيانا لقلة مــوارد المؤسســة بســبب ظــروف طــارءة تكون المؤسسة بحاجــة إلى بيــع بعض األجهــزة واســتخدام األيــادي

العاملة عوض تلك األجهزة.ــو ويتطــور ــذي ينم ــائن الحي ال ــة أشــبه بالك وحيث إن المنظم

باستمرار، فلذا يجب

289

إجـــراء تغيـــيرات مناســـبة على تـــرتيب المكـــاتب فيهـــا بتالئم التطورات التي تحدث في المنظمة والظروف الداخليــة والخارجيــة

.التي تتغير باستمرار وبعض المنظمات تراجع خطة الترتيب فيها مــرة كـل ســنتين أو

ــورات الحديثة ــع التط ــة م ــل الموائم ــنوات ألج ــل،ثالث س من أج اكتشاف نقاط الضعف في الترتيب الحالي، باإلضافة إلى أن التغيير في الــترتيب يســبب ارتياحــا بالنســبة إلى المــوظفين، ألن اإلنســان خلق متطورا، فإذا كان باقيا على حالة واحدة ســبب ذلــك انزعاجــه وتضــجره، ولــذا نشــاهد أن قســما من البنايــات الحديثــة الــتي هي بنايات جاهزة تركب كل عام أو كل ثالثة أعوام تركيبا غير الــتركيب الســابق، كمــا أن كثــيرا من األثريــاء الــذين لهم إمكانيــات يغــيرون أوضاع بيــوتهم وأوضــاع فرشــهم ومــا أشــبه، وقســم آخــر يصــبغون

فــإن،البيوت تصبيغات جديدة كل ثالثة أعوام مرة أو مــا أشــبه ذلك تطور اإلنسان ليس خاصا بالمآكل والمالبس والمراكب ومــا أشــبه، بل هو متطور في كل شؤون حياته، فمن قدر على التطــور وتطــور

وأحيانا يوجب ذلك صحة، وبذلك يكثر نشاطه،يكون كأنه جدد حياتهفي البدن أو ما إشبه ذلك.

ثم اإلدارة الــتي تريــد تغيــير الــتريب الــداخلي للمكتب، أو تريــد انشاء ترتيب للمكتب في المكاتب المســتحدثة يحتــاج إلى مراجعــة

ــذا الشــأن ــا في ه ،اإلدارة العلي ــدا ــردا واح ــانت اإلدارة ف ــواء ك س،كالمدير األعلى أو جماعة يعملون باالستشاره، وســواء كــان مــديرا أو موظفا أوكلت إليه مهمة إجراء العمــل أو غــيرهم ،أو محلال إداريا

والهدف من المراجعة هو االطالع على رأي اإلدارة العليــا بخصــوص تهــا عنــد توزيــع مســاحة المكتب علىالمقــاييس الــواجب مراعا

أخــذ رأيهــا وإعطــاء االقتراحــاتالموظفين من كافة المســتويات، و أو غير ذلك.،لها ، وعرض البدائل المختلفة أمامها

290

ومن الالزم في تخطيــــط تــــرتيب المكتب جمــــع الحقــــائق ،والمعلومات بشكل تفصيلي من كبار الموظفين ورؤســاء األقســام

ومراجعــة، ومن المحللين ومن المفتشين،ثم الموظفين التنفيذيين اإلضـــبارات للعلم بمســـاحة المكتب وعـــدد المـــوظفين واألجهـــزة واآلالت المستخدمة فيه، وأنــه هــل ينكمش المكتب في المســتقبل أو يبقى على حالـــه أو يتوســـع، وعـــدد الغـــرف الموجـــودة فعال أوــا ــوم به ــتي يق ــال ال ــا، واألعم ــع إضــافتها أو المســتغنى عنه المزم

وقــوة،الموظفون، وإعداد خرائط سير األعمــال في تلــك المكــاتب وعلــو الســقف وســعة وارتفــاع،تحمــل أرضــية الغــرف في المبــنى

ــد، وأمكنة الحمامات والشبابيك والساللم،األبواب واإلضــاءة والتبريــة في المبن ــات أوى،والتدفئ ــا من الحمام ــاج إليه ــق المحت والمراف

المرافه كالنافورات واألحواض والحدائق وغير ذلك . ويقلــل،فإن استشارة الموظفين في كل ذلــك يســبب تعــاونهم

ــإن من مقاومتهم عند إدخال التغييرات المقترحة في المســتقبل، ف وإذا لم يؤخذ رأيه أخــذ في،اإلنسان إذا أخذ رأيه يساعد في العمل

التخــريب، وحــتى إذا لم يأخــذ في التخــريب ال يســاعد، إ ذ اإلنســانيحتاج إلى ملء فكره كما يحتاج إلى ملء بطنه .

ــورق ــكال من ال ــاذج وأش ــير نم ــع وتحض ــل تقطي ثم من األفض المقوى الملون أو الفيبر أو ما أشبه ذلك تمثل صــورة مصــغرة عن

ــؤونها ــا وســائر ش ــا ومرافقه ــنى وغرفه ــرض على،المب ــك للع وذل الرؤســاء حــتى ينتخبــوا مــا يريــدون، ويحــذفوا مــا ال يريــدون، ومنــديل ــرى الرؤســاء الب ــدائل حــتى ي ــاك ب المستحســن أن تكــون هنــور حيث يتمكن الالعب من األفضل، كما نشاهد ذلك في لعبة القص ــا تغيير البناية بأشكال مختلفة وحجوم مختلفة وألوان مختلفة وأحيان تصل إلى عشرين أو أكثر، وبعد تكميل ذلك يعرضــها المصــمم على

رؤساء

291

اإلدارات واألقســام من جميــع المســتويات في المنظمــة ألجــلــة المقترحة ــذا،اطالعهم على الخطـ ــتماع إلى آرائهم في هـ واالسـ

.الخصوص وبعد أخذ موافقة الجميــع أو أكثريــة اآلراء حســب الديمقراطيــة )االستشارية( فإن الخطة ترسل بكاملهــا ألجــل تنفيــذها في العــالم

أو إلعادة ترتيب،العيني، ويتم التنفيذ باختيار الوقت المناسب للبناء المكاتب في نفس المبــنى أو االنتقــال إلى مبــنى آخــر، ويفضــل أن

وفي أيــام،يتم االنتقال في وقت تكــون فيــه عمــال المنظمــة قليلةــرتب في ــة وت العطل الرسمية لها، ثم ينقل األثاث واألجهزة المكتبي األمكنة المخصصــة لهــا حســب الخطــة، ويخــبر الرؤســاء اإلداريــونــدؤون فيمــا بعــد ــدة المعــدة لهم، ويب والموظفــون باألمــاكن الجدي بالعمل في األمكنة الجديدة حسب خطــة تــرتيب المكتب المعتمــدة

وأمــا في، هــذا في صــورة اإلعــادة،من اإلدارة العليــا والمــوظفينصورة التأسيس فهم يبدأون بالعمل من البدء.

))أقسام المكاتب((ثم هناك قسمان من المكاتب:

حيث يخصــص كــل غرفــة،: قســم يســمى بــالمكتب المنغلق1لموظف خاص.

: وقسم يسمى بالمكتب المفتوح، كما سيأتي تفصيله.2 لكن كل واحد من القسمين إنمــا يمكن في بعض المؤسســات، أمــا بعض المؤسســات األخــر كالمستشــفيات والمــدارس ومــا إلى

ــذي،ذلك ــان المنفتح الـ ــمين: المكـ ــا بين القسـ ــد من جمعهـ فالبـ يســتوعب التالميــذ والمرضــى، والقســم المنغلــق الخــاص بمــريض واحــد، والخــاص ببعض الــدروس ألجــل جماعــة خاصــة، إن صــح أن

يسمى ذلك بالمكتب والمؤسسة. بـــل المهم أن المكـــاتب،وعلى أي حـــال، فليس االســـم بمهم

حسب

292

االحتيــاج تحتــاج إلى القســمين، لكن من األفضــل في الردهــات الجامعة لجماعـة كالمستشـفيات أن يكـون حـول كـل سـرير سـتار متنقل حــتى إذا زار المــريض جماعــة ال يريــدون إشــراف المرضــى

ــرين على المقابلة ــرين أو الزائ ــا،اآلخ ــل أو م ــريض األك أو أراد الم ، نصب الستار حتى يفصله عن المرضــى اآلخــرين والزائــرين،أشبه

وإذا أراد رفع الستار ليحشر معهم فال تنقبض نفسه بالوحدة. ألنهــا في اإلســالم غــير،وإنا لم نذكر في هــذا الصــدد الســجون

معترف بها بهذه الكيفية الدائرة اآلن في العالم، وللبحث حول ذلكمجال آخر.

))إيجابيات المكاتب المفتوحة(( فيقصد بالمكتب المفتوح تخصيص صالة متسعة،وعلى أي حال

ال تفصل بينها جدران وحواجز عالية، وإنما ال تكون حواجز إطالقا أوــام في ــوظفي اإلدارات واألقس ــاع لم ــة االرتف ــواجز قليل ــون ح تك

المؤسسة.ــة من ــا جمل ــتي يتبعه ــوح ال ــة المكتب المفت ــاع طريق ــد اتب وعن الشركات األهلية والمؤسسات الحكوميــة يفضــل فصــل كــل دائــرة عن اإلدارات األخرى الموجودة مكاتبهــا في الصــالة الكبــيرة، فصــال

.قليل االرفتاعــراف ــة اإلش ــهيل مهم ــل تس ــوح ألج ــع المكتب المفت ــا يتب وإنم

ــبة إل ــوظفين فيىبالنس ــاون بين الم ــة روح التع ــرئيس، ولتقوي ال أو يتم الفصل بين اإلدارات بــترك مسـافات خاليــة،اإلداراة الواحدة

أو بوضع خزائن ومعدات الحفظ وغيرها،كممرات بين إدارة وأخرىــا وبين اإلدارات ــة، فتســتخدم حــد فاصــل بينه من األجهــزة المكتبي

األخرى. وهذه المكاتب لها مزاياها كما لها عيوبها، فمن المزايا االقتصــاد

واالقتصاد في نفقات اإليجــار أو في التكــاليف،في مساحة المكتبــدون ــرف ب ــترك في الغ ــانت ت ــتي ك ــاحات ال ــإن المس ــرى، ف األخ

تكــون في،استعمال عنــد اتبــاع طريقـة التقسـيم إلى غــرف خاصةمثل هذه المكاتب غير موجودة، ويسهل إشراف المدير

293

ــراقب ــوظفين، فيســتطيع المشــرف أن ي ــبه على الم ومن أش مرؤوسيه وهو جالس في مكتبــه من دون الحاجــة إلى مــروره على مكاتب الموظفين في أماكن متفرقة، وكثيرا مــا تســتخدمها الدولــة

ألجل االطالع على الموظفين حتي ال يعطل المراجع. كما إنهــا تشــجع المــوظفين على تنظيم أعمــالهم وإنجازهــا في أسرع وقت ممكن، فعند ما تكون مكاتب الموظفين مكشوفة أمــام اآلخرين فــإن كــل موظــف يشــعر بأنــه مــراقب من قبــل اآلخــرين، فيحرص على أن يسرع في إنجاز أعمــال المــراجعين، كمــا يحــرص

على أن ال تتكدس المعامالت على مكتبة. باإلضافة إلى سهولة االتصال بين المــوظفين في نفس القســمــرتيب مكــاتب أو اإلدارة وبين األقســام واإلدارت األخــرى، فيمكن ت الموظفين في نفس القسم حســب ســير العمــل من ألــف إلى بــاء

بحيث تســير المعــامالت بشــكل متسلســل ودون، إلى جيم وهكــذاــه ــام موظــف من دائرت حاجــة إلى مراســلين أو مســتخدمين أو قي

.سير ويدور على سائر غرف الموظفين لتكميل األعماليل

))سلبيات المكاتب المفتوحة((أما بالنسبة إلى االنتقادات:

ــة بالنســبة إلىإفــأول االنتقــادات: إن مثــل هــذه المكــاتب هانــوظفين ــيق وحــرج أمــام،الم ــهم في ض ــدون أنفس حيث إنهم يج

أو،الموظفين اآلخــرين، أو أمــام عيــون الـرقيب والمـدير والمفتش.أمام عيون الزوار

باإلضافة إلى احتمال انتقال األصوات العالية والضوضاء الناتجــةــام إلى ــ ــزة واآلالت في بعض األقسـ ــ ــتخدام بعض األجهـ ــ عن اسـ

،األقسام باإلضافة إلى أن التكلم بين موظف ومراجع يسبب إزعاجابالنسبة إلى سائر الموظفين.

294

هــذا مضــافا إلى احتمــال صــرف أنظــار المــوظفين عن القيــام وال ســيما عنــدما يشــاهدون عــددا من الــزوار عنــد أحــد،بأعمــالهم

ــة عملهم ــي طبيع ــذين تقتض ــوظفين ال ــد بعض الم ــاء أو عن الرؤساستقبال الزائرين.

وهكــذا يســبب مثــل هــذه المكــاتب المفتوحــة تســرب أســرار المنظمة إلى الخارج عندما يضطر الموظفون الذين تتسم أعمالهم

بالسرية إلى الجلوس بجانب الموظفين اآلخرين.

295

األعمال(( وقياس األداء ياس))ق )مســـألة(: اصـــطلحوا على لفـــظ )قيـــاس األداء( بــــ )قيـــاس

الــتي تتم أو تمت قبــل ذلــك، فإنــه مرحلــة من مراحــل،األعمــال( الرقابــة، ويتم القيــاس بواســطة المــاعيير الرقابيــة الــتي تقــررت،

وإن،وبدون قياس األداء ال يمكن القيام بعملية الرقابة قيامــا كــامال أو مشوشا. أمكن القيام قياما ضحال

ويتم قياس األداء إما بالمالحظة المباشره أو بالتقارير.

))المالحظة المباشرة(( أما المالحظة المباشرة فعبارة عن ذهــاب المــدير أو اإلداري أو من أشبه كالمفتش والمحلل إلى مكان العمــل ليطلــع بنفســه على سير العمل كمية وغير ذلك، وعلى اتجـاه المـوظفين والعمـال، وإذا كان فوقهم كالمـدير األعلى أو المــديرين المتوسـطين أو المـديرين

، فهو يقوم بقياس األداء بالنســبة إلى من تحت نظــره،في القاعدة األداء حيث يــرى المالحظــون مــافهي تعطي فكــرة واقعيــة عن

يحدث، ويسمعون بأنفسهم ما يقال. لكن هــذه الطريقــة تحتــاج إلى كــثرة من الــوقت الــذي يقضــيهــة، المالحظ للتعرف على أوجه العمل المختلفة والنشاطات المبذول باإلضافة إلى عدم إمكــان وجــود اإلداري في أكــثر من مكــان واحــد

يكــون المطلــوب التخــاذ القــرارات مالحظــةفي وقت واحــد، وقــد أماكن أخر في العرض.

ــونومن ــة اإلنصــات والتلفزي ــر آل ــذا األم ــة له الوســائل الحديثالمرتبط بغرف العمل.

ــه هذا باإلضافة إلى أن في المالحظة المباشرة أضرارا أخر، فإن كثــيرا مــا تفســر زيــارة المــدير الشخصــية على أنهــا من عــدم ثقــةــدير ــة الم ــدم ثق ــذين يتصــورون ع بالمرؤوســين، والمرؤوســون الــبة بأنفسهم ال ينشطون إلى العمل، ويكون ذلك ضربة نفسية بالنس

إليهم تخفف من نشاطهم. باإلضـافة إلى أن المالحظـة المباشـرة تقتصـر على القليـل من

فمن غير الممكن عاديا مالحظة،األعمال والقليل من المستخدمينجميع المستخدمين وجميع أعمال

296

كل مستخدم إذا كانت المؤسسة كبيرة. هذا مضافا إلى أن االطالع على التفاصيل الدقيقة يفقد الرئيس

شعوره باإلطار الكلي لسير األعمال.ــة نافعــة، لكن من الواضــح أن المالحظــة المباشــرة في الجمل

فالالزم أن ال تترك لهذه النقائص التي ذكرناها.

رير(())التقا وأما التقارير، وهو ثاني أعمدة قيــاس األداء، فإنهــا تحتــل مكانــا

مهما بين وسائل قياس األداء. وقد تكون كتابة، وقد تكون مسجلة،والتقارير قد تكون شفاهية

في آله التسجيل. فالتقارير الشــفوية هي التقــارير الــتي يســتطيع اإلداري معرفــة

ــاذا تم ــاذا يتم، وم ــذي،م ــفوي ال ــاء على الكالم الش ــف تم، بن وكي.يسمعه من مرؤوسيه أو المفتشين أو المحللين أو من أشبههم

وتحتوي التقــارير الشــفوية عناصــر من المالحظـات الشخصــية، وفي التقــارير،وذلــك بتتبــع تغيــيرات وجــوه المــوظفين وأصــواتهم

الشفوية يستطيع اإلداري توجيه األسـئله الستيضـاح حقيقـة األمــور ، لكن يجب أن يكو الجو جوا مريحا ال جوا فيــه آمــر ومــأمور ومفتش

ومفتش عليه حتى يتسرب الكذب وااللتواء في التقارير. والتقارير الشـفوية كمـا هـو واضـح أكـثر شـموال من المالحظـة الفردية، لكن من عيوبها عــدم تجمــع الحقــائق كتابــة أو شــبه كتابــة كاألشــرطة، ولــذلك تعتــبر التقــارير المكتوبــة ونحوهــا من األهميــةــة، بمكان، نظرا إلحتوائها على حقائق يمكن الرجوع إليها عند الحاج

وهي غالبا ما تتعلق بمختلف مجاالت المشروع.

))التقارير وما ينبغي فيها(( واألفضل أن تكون التقارير سواء كتابيــة أو شــفوية أو شــريطية شاملة لجميع مجــاالت العمـل، مثــل حجم الطلبــات أو المبيعــات أو

وهكــذا يقــال،الخــدمات المتنوعــة بالنســبة إلى األمــور االقتصــاديةــة أو العســكرية أو،بالنســبة إلى األمــور الصــحية أو األمــور الثقافي

وحجم اإلنتاج الحالي والكميات المتأخرة، ،غيرها

297

ــوقت ــة اســتخدام األمــوال واآلالت وال ــاج،وكيفي وتكــاليف اإلنتــة اســتخدام المــواد،وتكــاليف التســويق والتكــاليف اإلدارية ، وكيفي

والطاقة اإلنتاجيــة هــل هي مســتخدمة أو معطلــة، ودراســة الــوقت والحركة لمختلف العمليات والطرق واألســاليب الــتي تتبــع بالنســبة

إلى اإلنتاج، سواء كان إنتاجا ثقافيا أو اقتصاديا أو غير ذلك. كما أن التقــارير تتعــرض لإليــرادات والمصــروفات على اختالف أنواعهما، واألرباح والخسائر بالنسبة لكل ســلعة أو لكــل منطقــة أو لكل وحدة، والميزانية العمومية واالحتياجات النقدية، والتغيرات في األصول أو في الفروع، والمسائل القانونية والناحية الماليــة وطــرق

اإلعالم، إلى غير ذلك.

))أشكال التقارير((ثم للتقارير أشكال مختلفة:

أوال: بالبيانات الرقمية.وثانيا: بالخرائط واألشكال البيانية.

وثالثا: باالستعراضات اإلنشائية.ــراد بهــا1 ــتي ي ( وتســتخدم التقــارير الرقميــة وهي التقــارير ال

األرقام فقط دون استعراض إنشائي في حاالت مختلفة، مثل ما إذا لم تكن األرقام كثــيرة ومتعــددة، وعنــد مــا تكــون األرقــام مطلوبــةــهلة للتحليل والمقارنة، وعند ما يتعلق التقرير بأموال قليلة فإنها س

في الوصول إلى الحقائق من دون إنشاء.ــل2 ( أما الخرائط والرسومات البيانية فتكون مفيدة عند التعام

مع أرقام كثيرة ومتعددة ومعقــدة، كمــا تكــون مفيــدة في الحــاالتــدير بمجــرد التي تغطي فيها هذه األرقام مدة زمنية كبيرة، فإن الم

ــةيأن ينظر إلى الخريطة والرسم يجد ما ير ــائج في كيفي ده من النت سير األعمال والخصوصيات والمزيا األخر التي يریــد االطالع عليهــا،

فإن الرسومات تعطي فكرة

298

.واضحة عن نتيجة األداء وما يريده المدير بمجرد النظر إليها وال يمكن الحصول على ذلك بسهولة بقراءة جداول رقمية، مثالــف ــام أل ــل، وفي ع ــذا حص ــة ك ــف وأربعمائ ــام أل يكتب: أن في عــط والرســومات ــذا من الخرائ ــذا حصــل، وهك ــة وواحــد ك وأربعمائ

.المعروفة فهي غالبا ما تكــون متصــلة بأشــياء ال،( أما التقارير اإلنشائية3

يمكن قياسها، وهي تستخدم لعــرض األخطــاء واالنحرافــات وتقــديرأهميتها واقتراح الحلول:

ير(())صفات التقروالالزم أن يتوفر في التقارير عدة صفات.

مثل: إظهار االنحراف بسرعة، إذ يلــزم أن تركــز التقــارير علىــوب إتمامــه ــات بينمــا تم أو يتم، وبينمــا هــو المطل ــار االختالف إظه

بسرعة وبمجرد النظر إليها.ــه ــبين لإلدارة تقــدم ســير العمــل وكميت فالتقــارير يجب أن ال ت وكيفيته فقط، وإنما يجب أن تركــز على المشــاكل واألخطــاء الــتي تقلــل من إمكــان تنفيــذ األهــداف، أو قللت من إمكــان تنفيــذها، إذ االنحرافات مطلوب رفعها، ولذا فالالزم على التقارير أن تركز على هذه االنحرافات، وذلك يطلق عليه في االصطالح: )الرقابة بدراســة

انحرافات التنفيذ عن التخطيط(. ومثل: االختصار، حيث يجب أن تكــون التقــارير مختصــرة بقــدر اإلمكان، وذلك ألن اإلدارة العليا تبذل وقتا كبيرا في استالم وإيصال المعلومات، فلو كــانت التقــارير طويلــة فــإن ذلــك يزيــد من تــراكم األوراق، وعلى هذا فإنه من الضروري أن تكون التقــارير مختصــرة،

على أن تكون البيانات التفصيلية جاهزة وتحت الطلب أيضا.ــالمطلب،ومثل: أن ال تكون التقارير موجزة إيجــازا غــير واف ب

وال،وهو ما يعــبر عنــه في علم البالغــة بــأن ال يكــون )إطنــاب ممل ألن ،إيجاز مخل(

299

اإليجاز المخل خصوصا إذا كان معقدا في الداللة على المعــانيــل،التي يراد منها ــرئيس أو المحل يكون سببا لعدم فهم المدير أو ال

أو من أشبه تفاصيل ما يريد معرفة تفاصيله. ومثــل: التــوقيت المالئم، فإنــه يجب أن ترفــع التقــارير بســرعة حتى يتمكن المدير أو من بيده األمر من اتخــاذ القــرار المالئم قبــل أن يسـتفحل األمـر، إذ قـد عـرفت أن التقــارير يجب أن تركـز علىــا، ــوب رفعه ــائص المطل ــادات والنق ــات والزي ــاكل واالنحراف المش باإلضافة إلى سير العمل وغير ذلك، ولهذا فمن الضروري إبالغ هذه

إلمكــان التصــرف بالتصــحيح في،االنحرافات بســرعة لإلدارة العلياالوقت المالئم.

ــون أما إذا تأخرت هذه التقارير عن الوقت المناسب فإنه قد يك وفي المثل القــديم: )ال،الوقت متأخرا إلحداث التغييرات المطلوبة

.(1)(روسعطر بعد ع ولذلك فإن عمل السرعة في رفع التقارير من األهميــة بمكــان، وال يجوز التعلل بإرادة الدقة في البيانات، فإن األمر يجب أن يكــون

فحــذف كــل على، وبين الســرعة،وسطا بين الدقة بالقــدر الممكن حساب اآلخر ضار بالتقرير. إذ بالرغم من أن الدقة مطلوبة، إال أنهاــا يجب أن ال يجب أن ال تكون هذه الدقة على حساب الســرعة، كم

تكون السرعة على حساب الدقة بالقدر الممكن .ــتوي اإلداري المالئم ــ ــراف إلى المس ــ ــال االنح ــ وإذا أمكن إيصــانت ــاتف أو التلغــراف أو بطريقــة شخصــية أو بالرســالة إذا ك باله الرســالة تصــل إلى الجهــة العليــا بســرعة، كمــا إذا وضــعها فيــا في بعض البالد ــر كمـ ــل الظهـ ــلت قبـ ــباحا فوصـ ــندوق صـ الصـ

كان من الضروري اتباع أي ذلك يمكن.،المتحضرة وقد يكون األمر أيضا بحاجة إلى مالحظــة المــال الــذي يصــرف

.لإليصالومن الالزم أن ترفع التقارير بصفة

أرادت فلما بــامرأة، بــنى )عــروس( له يقــال رجال أن هي المثل هــذا قصة بأن قيل )?(1 بعد عطر ال: فقــالت نســيته، قد وكــانت عطرها، تأخذ بأن لها قيل دياره إلى معه الرحيل

شــيئا له تضيف أو بشيء تقارنه أن من وأكبر أعلى زوجها )عروس( قيمة أن أي عروس،آخر.

300

ــا ــراعي فيه ــتي ال ي ــارير ال ــد محــددة، فالتق ــة وفي مواعي دوري والضعف في الرقابة،االنتظام والدورية غالبا ما تكون رقابة ضعيفة

يسبب تبعثر الجهود والضعف في اإلنتاج، فانتظام التقارير وضرورة عملها في وقتها على وجــه التحديــد يســاعد اإلداريين على مواجهــة الحقائق، ثم عالجها من التنقيص في الزيادة أو التزييد في النقيصــة

أو التقويم في المنحرف. كما أنــه من الضــروري تحديــد وقت معين لكــل نــوع من أنــواعــا بالنســبة إلى المســائل التقــارير، وبعض التقــارير قــد يكــون يومي المهمة جدا، والبعض اآلخر قــد يكــون أســبوعيا أو شــهريا أو نصــف

سنوي أو كل ثالثة أشهر مرة حسب أهمية الموضوع. فمثال مدير المصرف يعتبر بيان النقود الموجــودة في الصــندوق من أهم البيانات التي يجب أن يعرفهـا يومــا بيـوم، وفي البورصــاتــا في الظــروف ــاعة، خصوص ــور ســاعة بس ــة األم ــد يجب معرف ق االستثنائية كظروف الحرب وما أشــبه، بينمــا حجم الودائــع يجب أن يعرفه في نهاية كل شهر مثال، أو نهاية كل ثالثة أشــهر مــرة، وهكــذا بالنسبة إلى رفع األجور أو خفضها حسب التضخم أو التــنزل، ومثــل

االعتماد على الحقائق والبيانات المحددة. فإنه يلزم أن تكون المعلومات الـواردة في التقــارير عبــارة عن

ثم الوصول إليها بطريقة علمية، فإن كانت البيانات الواردة،حقائق بالتقرير وجهات نظر أشخاص خاصين فمن الضروري اإلشارة إليهــا

بأنها وجهات نظر فالن وفالن. كما أنه من الضروري عــدم اســتخدام الكلمــات الرنانــة أو ذات المفهوم المشترك أو الغــامض وحــتى مالحظـة وجـود األلـف والالم وعــدمها، ومن المعــروف أن مــا ذكــروه من )خــروج إســرائيل عن أراضــي عربيــة( يختلــف عن الــذي كــان يجب أن يــذكر من )خــروج

إسرائيل عن األراضي العربية( باأللف والالم، فإن

301

االشتمال على األلف والالم يفيد العموم، بينمــا عــدم االشــتماليفيد الجزئية.

وكــذلك يجب أن ال تســتخدم األلفــاظ المطاطيــة والــتي تكــون قابلة االنطباق للكثير والقليل والقوي والضــعيف ومــا أشــبه، مثال ال يصح أن يقول في التقرير: إن األرباح انخفضت هذا العــام كثــيرا، أوــير( كلمــة ــيرا أو مــا أشــبه ذلــك، لوضــوح أن كلمــة )كث ارتفعت كث فضفاضــة، وتكــون مضــللة، فمن األفضــل أن يجعــل مكانــه مثال أن يقول األرباح انخفضــت هــذا العــام عشــرين في المائــة، أو ارتفعت

عشرة في المائة.ــول: ــات ال يق ــد والكلي ــبة إلى المعاه ــر بالنس ــان التقري وإذا ك الطالب جيدون جدا، فإن جيدون جدا ال يستفاد منه قدر الجــودة، أو راسبون كثيرا، إلى غير ذلك من األلفاظ الفضفاضة والمهلهلة الــتي توجب التضليل وعدم معرفــة الجهــة الــتي يريــد االطالع على ســير

األعمال ونتائجها بالحقائق المطلوبة. ومثل: التماثل المستمر في طرق االستخدام في التقارير، فإنه يجب أن تكون متماثلة بعضها مثل بعض حتى ال يسبب ذلك النشـوز واإلضــالل، إذ التقريــرات الرقابيــة بمثابــة خريطــة طريــق يجب أن تكون وحدات القياس المستخدمة فيها ثابتة وبطريقــة واحــدة، ألنــه مثال إذا ذهبنا من النجف إلى كربالء فكــانت األعالم مختلفــة الوضــع أو مختلفة الشــكل، بين بعضــها إلى بعض فرســخ، وبين بعضــها إلىــة وإحــداها قصــيرة، أو إحــدإها بعض نصــف فرســخ، إحــداها طويل محمرة وإحداها مخضرة، فإن اإلنسان ال يعــرف المقــاييس، وهكــذا

التقارير التي ترفع إلى الجهات العليا. ولــو فــرض االضــطرار في التغيــير والخــروج عن التماثــل يجب

اإلشارة إلى هذا التغيير في مكان ظاهر من التقرير.ومثل: سهل القراءة، فإن

302

التركيز على الخرائط والرسومات البيانية يجعــل التقريــر ســهال في القــراءة، كمــا أنــه يمكن تحقيــق ذلــك بــترتيب أقســام التقريــر بمختلف محتوياتــه من أشــكال وخرائــط وأرقــام وعــروض إنشــائية وملحقــات ترتيبــا منطقيــا معقــوال، وكــذلك باســتخدام لغــة ســليمة

.بسيطة كمــا أن من المستحســن وضــع ملخص في أول التقريــر يحــوي

حيث إن ذلــك يســاعد الجهــة،أهم النقاط التي عرضت في التقرير المعنية على اإللمـام بموضـوع التقريـر حـتى إذا أراد التوسـع أمكن

وذلك كمــا يوضــع الفهرســت للكتــاب، ولــذلك وضــع،قراءته بنفسه ملخص في نهاية التقرير إذا كــان التقريــر في مجلـدات ومــا أشـبه،

وقد ال يتمكن اإلنسان من أخذ المجلد األول. لكن هذا بالنســبة إلى األخبــار اإلذاعيــة ونحوهــا أنســب، حيث الــارير ــ ــه، بخالف التق ــ ــتمع إلي ــ ــر األول أن يس ــ يتمكن من لم يحض

المكتوبة. ريــومثل: التركيز على المستقبل فإنه يلــزم أ ن يكــون في التقر

بيان مــا يجب أن يتم في المســتقبل، حيث قــد عــرفت أن التقــارير غالبــا إنمــا تفيــد لبيــان الماضــي، فــإذا كــانت هنــاك إرادة زيــادة أو نقيصة، أو كان هنــاك انحــراف يجب أن يــبين حــتى ال تكــون الجهــة التي تريد االطالع غير متمكن من االطالع الكــافي الــذي تريــده من

التقرير.

))التقارير اإلعالمية واإلقناعية(( ثم قد يراد بالتقرير مجــرد اإلعالم، وقــد يــراد بــه باإلضــافة إلى

قناع المدير أو إقنــاع الجهــة العليــا من المحلــل أو المفتش أوإذلك من أشبه بوجهة نظر خاصة.

والقســم الثــاني من التقريــر يجب أن يكــون مقنعــا، إذ التقريــر الــذي هــو حصــيلة الدراســة والتفــتيش والرقابــة ال يمكن أن يــؤدي الغرض الموضوع ألجله مــا لم يســتطع أن يقنــع الــرئيس اإلداري أو

الجهة التي

303

.طلبت إجراء الدراسة والرقابة بأهمية ما جاء في التقريرــودة في ــيات الموج ــرح التوص ــاع ش ــة اإلقن ــاعد في عملي ويس التقريــر شــرحا وافيــا، وذلــك بتضــمين التقريــر لخرائــط والجــداول والرسومات واألعداد التي توضـح وتـدعم التوصــيات الموجـودة في

التقرير، كما سبق اإللماع إلى مثل ذلك.

304

المالية(( إدارة))الــا في اإلدارة ــواجب مالحظتهـ ــألة(: من ضـــمن اإلدارة الـ )مسـ العامــة: اإلدارة الماليــة، كمــا أن من ضــمنها اإلدارة البشــرية الــتي ســبق اإللمــاع إليهــا، فإنــه ال يمكن إتمــام األعمــال بــدون األمــوال

والرجال.ــة ــ ــيء من اإلدارة المالي ــ ــألة نتكلم عن ش ــ ــذه المس ــ وفي ه للمشاريع، من غير فرق بين أن تكون مشــاريع اقتصــادية أو ثقافيــة أو صــحية أو غيرهــا، إذ األمــوال ضــرورية لــدفع األجــور والمرتبــات

دد واآلالت وإجــارة المحــل أوــوشــراء المــواد الخــام واللــوازم والعاشترائه أو نحو ذلك.

وتشمل اإلدارة المالية كلما يتعلــق بــاألموال في المشــروع من الحصــول عليهــا واســتخدامها االســتخدام األفضــل، وكلمــا تعقــدت أعمال المشروع زادت أهمية التخطيط المالي، لوضوح أن التمويــل العشوائي له أخطاره الكثيرة خصوصا في أحوال الدورات االبتدائية

وحــتى حــاالت التضــييق أووالتغييرات الفنيــة وحــاالت التوســع، بــل االنتقال.

النشــاط االقتصــادي بصــفةفإنه حيث توجد تقلبات في مستوى ــور ــل من األم ــة التموي ــان، تصــبح عملي ــير من األحي ــة في كث دوري الشائكة نظرا لروح التشاور الــتي تســود ميــدان األعمــال في كثــير

من األحيان. وتؤثر األمور الفنية تــأثيرا كبــيرا على مركــز المشــروع المــالي، ويالحظ المديرون دائما المخاطر التي تتعرض لها الشركات بســبب المنافســات، ســواء كــانت منافســات أرضــية أو منافســات تقدميــة

شــركات الراديــو تــأخرت، حينمــا جــاء التلفزيــونكاالختراعات، مثال خطــوة، وكــذلك بالنســبة إلى الســينما واألفالم الصــامتة والناطقــة، والتصاوير الملونــة والتصــاوير العاديــة، فــإن كــل هــذه االختراعــات التقدمية الفنية تؤثر في المركز المالي للمشروعات التي لم تدخل في حسبانها مثل هذه التغييرات، وكذلك الحال حينمــا جــاء القطــار

والسيارة المتقدمين بالنسبة إلى الحاالت

305

السابقة لها. وحيث إنه يختلف إدارة التمويل من مشروع إلى مشــروع آخــر، نذكر نحن إدارة واحدة من هذه الجهــة، وهي المؤسســات التجاريــةــذلك يقــاس ســائر المؤسســات في الــروح العــام، وإن فقــط، إذ ب

اختلفت المؤسسات بعضها عن بعض اختالفا كبيرا.

))طريقة التمويل(( قسمان:التمويلوطريقة

األول: التمويل قصير األجل.والثاني: التمويل طويل األجل.

ل قصير األجل فيشمل:يأما التمو أوال: االئتمان التجاري في صــورة أوراق دفــع أو حســابات تحت

الطلب.وثانيا: قروض من البنوك بضمان أو بدون ضمان.

أما التمويل طويل األجل فيكون:.أسهمأوال: بواسطة ال

وثانيا: بواسطة السندات.وثالثا: بواسطة أرباح مستثمرة في أصول متغيرة.

ورابعا: بيع أصول ثابتة غير مطلوبة.وخامسا: رهن بعض األصول.

وسادسا: تصفية بوالص التأمين.وهناك فرق واضح بين األسهم والسندات:

فإن األسهم عبارة عن جزء عن رأس مال الشــركة المســاهمةــه ــه أو بعض ــه كل ــا، ويدفع ــتراكه فيه ــل اش ــاهم مقاب ــه المس يقدم

للمؤسسين مع التعهد بدفع الباقي للشركة

306

بعد تأسيسها، بناءا على طلبها، ويكون قابال للتداول أو التحويل،وبدون توقف على رضا بقية المساهمين.

أما السند فهو جزء من قرض يعقــد باالكتتــاب، ويثبت في صــك قابل للتداول، يسلم للمقروض ويتعهد فيه المقــترض بــدفع فوائــده

.(1)السنوية

ربا. فيها تكون ال بحيث الشرعية الشروط مالحظة مع )?(1307

وصورها(( العمل ياسمق دراسة))ــمى ــذي يس ــد ال ــة في البع ــد لإلدارة من الدراس ــألة( الب )مس

.مقياس العملويمكن الدارسة بصور:

األولى: بواسطة وحــدات اإلنتــاج، مثــل عشــرة أمتــار من إنتــاج أو نحو ذلك.، أو عشرين فردة باب من إنتاج عمرو،زيد

الثانية: بواسطة وحدات الوقت، مثل أن كل ساعة كم ينتج زيــدمن األمتار أو من فردات الباب أو ما أشبه ذلك.

الثالثة: بواسطة الحركة، مثال مائة وحدة من حركــة الــرجلين أومن حركة اليد في النسيج أو ما أشبه ذلك كم تنتج من األمتار.

الرابعة: بواسطة وحدات المعادل، مثال إن ما أنتجه من عشــرة أمتار زيد مختلفة في الجودة والرداءة لكنهــا تعــادل عشــرة دنــانير، كما أن عمروا أيضا ينتج بمقدار عشــرة أمتــار لكنهــا تعــادل خمســة

إلى غير ذلك.،دنانير فرب العمل يقول: إني أريد عشرة أمتار مطلقا أو متساويا من

أو، أو مطلقا أو متساويا من حيث إن كلها من القطن،حيث الجودة مطلقا أو متساویا في غير ذلك. وقد يقول: إني أريد أن تعمل عشر

تظهــر تلــك، وقــد يقــول: اني أريــد أن تتحــرك مائــة حركة،ساعات الحركات في الصور الفلمية، وقد يقول: إني أريد ما يعــادل عشــرة

دنانير.ــات واإلدارات غالبا تنظر إلى اإلنتاجات من غير فرق بين اإلنتاج الصناعية أو الثقافية أو المالية أو العمرانية أو غــير ذلــك، فالبــد لهــاــاج ــدمات وإلنت ــديم الخ ــط الســليم لتق ــل والتخطي ــدير العم في تق البضائع ولنحو ذلك من وجود مقــاييس محــددة يعتمــد عليهــا تقــدير عدد األفراد الالزمين للقيام باألعمــال المحــددة في خطــة البرنــامج

إلى غير ذلك.،ولتقدير األموال الواجب اعتمادها لتنفيذه

308

واألساليب العادية المعروفة التي تعتمد على الخــبرة والتجــارب وال تعطي نتائج دقيقة في أي بعد من،السابقة غير كافية للتخطيط

تلك األبعاد األربعة التي ذكرناها. وهي أفضل األسس لوضع الخطــط في وجــود مقــاييس العمــل التي يمكن االعتماد عليها عند وضع الخطط وتحديــد المــدة الزمنيــة الالزمة لتنفيذها كتحديد األفراد أو الحركات أو مــا أشــبه ذلــك، هــذا

من ناحية اإلدارة والمدير. أما الموظفون والعمــال، فالغــالب أنهم ينظــرون إلى محــاوالت قياس أعمالهم بعدم االرتياح وبعين الريبة والشـك من النتــائج الـتي

ويعتــبرون أســاليب قيــاس العمــل،ستتمخض عنها تلــك الدراســات أساليب غير إنسانية ال یليق بــاإلدارة أن تقــوم بتطبيقهــا في مجــال

أعمالهم. وفي بعض األحيان يضرب العمال ويلتجئون إلى القضاء للحيولةــا دون مثل هذا األمر، بل في أحيان أخر يقومون بأعمال تخريب وم

.أشبه للصد دون وقوع القياسات ونظرهم السلبي إنما هو ألن العمال كثيرا مــا يعتقــدون أنــه لــوــة إليهم أنتج المعامل أكثر أو أجود يصير عدد العمال أقل، إذ ال حاج بعد كثرة اإلنتاج أو تصير األجور أقل، وبهذه المناسبة يرون أنه يلزم ،أن يقلل العامــل من وقت العمــل، أي ليس من الصــباح إلى الليل

وهذا الشيء ينافي،ولهذا يسرقون في كثير من األحيان من العمل.مقياس العمل الذي تريد اإلدارة تطبيقه

وكــذلك يظنــون أنــه لــو أنتج العامــل أحســن يبقى الجنس مــدة فال حاجة إلى العمال بعد ذلك، وذلك يــؤثر على،طويلة لغالء قيمته

ــرض ــانون الع ــر خاضــع لق ــددهم أو على أجــورهم، حيث إن األم ع وإذا لم يكن عــرض ال،والطلب، فــإذا لم يكن طلب لم يكن عــرض

حاجة

309

أو ال حاجــة إلى إعطــائهم األجــور،إلي العدد الكبير من العمــالالمرتفعة.

بــل،ومن الواضح أن األمر ليس من اختالف االجتهــادات واآلراء من تضارب المصالح، فإن مصلحة البــائع والمشــتري تختلــف، حيث

إلى غــير ذلــك، ومصــلحة الثــاني رخصه،مصلحة األول غالء الســعرمن أمثلة تضارب المصالح.

))قياس العمل ورفع الكفاءة اإلنتاجية((ــاءة وعلي أي، فقياس العمل المصطلح عليه يرفع مستوى الكف اإلنتاجية من طريق إيجاد أفضل طريقــة للقيــام بالعمــل في أســرع

وأقــل جهــد وأقــل قــدر من المــال. فقــد يــرى المــدير،وقت ممكن الصورة األولى أو الثانية أو الرابعة كــل حســب الظــروف المحيطــة

بالعمل.

))تعاريف قياس العمل(( وقد عرف قياس العمل بعضهم بأنه يتكــون من تقســيم العمــل

وأنــه بتحليــل تلــك العناصــر كــل على انفــراده،،إلى عناصر رئيسيةــد،وبتحليل عالقة كل عنصر بالعناصر األخــرى يمكن التوصــل بتحدي

ــا يمكن من ــل م المدة الزمنية إلى أفضل الطرق للقيام بالعمل بأقاإلسراف في الجهد.

لكن هذا التعريف نـاقص حسـب مـا ذكرنـاه من الصـور األربـع،وإنما هذا التعريف يكفي لتعريف بعض تلك الصور.

وعلي أي فالعمل ليس شاذا عن سائر المقاييس التي أصــبحت في الحال الحاضر متداوال في كل المجــاالت تقريبــا، مثال المهنــدس الكهربائي يقيس قدر جهد التيار الكهربــائي بالفولتــات والميزانيــات

والمهندس الميكانيكي يقيس الجهد بالحصان الميكــانيكي،،الخاصة وأستاد الطباعة يقيس سرعة تالميذه ببيان عدد الكلمات المطبوعة في الدقيقــة الواحــدة، والبقــال والعطــار ومن أشــبه يقيســون وزن الحاجيات بــالكيلوات أواألرطــال، والمــدرس يقيس الــوزن بتقســيم

الكتاب المقرر درسه في عام واحد مثال على أيام التحصيل. وبالنسبة للعمل أيضا وضعت مقاييس خاصة، والمحلــل اإلداري

يواجه

310

وهي قيــاس مقــدار الجهــد،أثناء قيامه بأعماله بهــذه المشــكلة والمهارة البشرية وما يحتاجه عمــل مــا من المــوظفين في أي بعــدــوى من ــتفادة القص ــق االس ــاول تحقي ــه يح ــك ألن ــاد، وذل من األبع اإلمكانية البشرية كــالموظفين والمســتخدمين والعمــال المتــوفرين لدي الدولة، وتخفيض التكاليف الالزمــة إلدارة األجهــزة والمؤسســة

بجميع فروعها وأقسامها. ،وذلــك إنمــا يمكن باســتخدام الوســائل الحديثــة لقيــاس العمل

وتقدير حاجة اإلدارة من الموظفين والمســتخدمين بطريقــة علميــة سليمة، حيث ال يكــون هنــاك تضــخم في عــدد المــوظفين في بعض

ــرى،اإلدارات ــددهم في إدارة أخ ــا، وال نقص في ع بالنســبة إلى م كانت للمؤسسة إدارات متعــددة أو بالنســبة إلى الحكومــة، وكــذلك بأن ال تصــرف األمــوال الزائــدة أو ال تصــرف األمــوال القليلــة حيث يكون ذلك غمطا في حق الموظفين، وقــد ظهــر بــذلك الهــدف من

قياس العمل.

))الهدف من قياس العمل(( فالهدف عبارة عن التخطيط وإعداد جداول العمل بشــكل أكــثر

وتحديد أساليب طرق العمل األقل تكلفة بدون الغمط،دقة وفعاليةــل في أي،من حق الموظفين وتحديد واجبات العمل المناسبة للعم وتقدير ما يحتاجه العمل من القوى العاملة من،بعد كان من األبعاد

المــديرين والمــوظفين والمســتخدمين والمحللين والمفتشــين ومن واختيــار المــوظفين وتحديــد كيفيــة المــوظفين بالنســبة،أشــبه

ــد ــك، وتحدي للمنظمة، سواء كانت إدارة مدرسة أو شركة أو غير ذل الوقت والتكاليف الالزمة للقيام بمثل هــذا العمــل الــذي هــو هــدف اإلدارة وتبرير التكاليف المالية لألعمال المكتبية أمــام اإلدارة العليــا فيما إذا كانت هنالــك إدارة عليــا، وتحديــد مجــاالت وأقســام العمــل

التي تطلب اإلدارة العليا إجراء دراسة لها من أجل إصالحها

311

وتحسين األوضاع فيها، ولذلك يتضمن قياس العمــل موضــوعينمهمين:

أحدهما: دراسة الحركة.والثاني: دارسة الوقت.

))دراسة الحركة(( أما الموضوع األول: وهو دراسة الحركة، فهي طريقــة مالحظــة وتحليل في الحركات التي يستخدمها موظف ما أثنــاء قيامــه بعمــل

وذلك ألجل وضع التحسينات الالزمة على تلك الحركة،،من األعمال وهي تمكين الموظف من القيام بالعمل بأقــل مــا يمكن من الجهــد

الجسماني.ومن المعلوم أن دراسة الحركات تتطلب مالحظة وتحليال دقيقا

للطريقة المستخدمة من قبــل الموظــف المســؤول، وكــذلك تحليالمفصال دقيقا للحركات المستخدمة عند قيامه بالعمل.

ويستخدم في دراســة الحركــات جهــاز تصــوير ســينمائي يعمــل بســرعة ثابتــة، وحين تــركب الصــور بعضــها إلى بعض يتكــون فيلم

ترى اإلدارة فيه الدورات التامة للعملية.،كامل والغرض من تحليل الحركات هــو تقليــل الحركــات الــتي تــدخل

على،في إنجاز العملية وتوزيعها توزيعا مناسبا على أعضــاء الجسمــل اليد أو القدم اليمنى أو اليسرى التي تشترك في العملية، وللتقلي من الجهد والحركات التي يبذلها العامل يمكن السير في الخطــوط

ــة،،المستقيمة بين الحاجة وبين العمل عوضا عن الخطــوط الملتويفإن الخط المستقيم هو أقرب الخطوط بين النقطتين.

باإلضافة إلى أنه توضع على مقربة منه مــا يحتاجــه من األشــياء كــآالت النجــارة وآالت الحــدادة وآالت البنــاء،التي تــدخل في عمله

وآالت الهندسة وغيرها، وبهذا يقلل من الحركــة والجهــد الــذي كــانيضيع سدى في البحث عن األدوات واللوازم التي يحتاجها العملية.

كما أنــه يجب تــرتيب مكــان العمــل ترتيبــا علميــا مناســبا بحيثيكون باستطاعة العامل القيام بالعمل بأقل جهد وحركة.

312

))دراسة الوقت(( أما الثاني: وهي دراسة الــوقت، فهي وســيلة تســتخدم لقيــاس

اإلنتاج والموظف. والمراد باإلنتاج أعم من الخــدمات والصــنائع وغيرهــا، فــإن كــل موظف يقوم بنشــاط معين تحت ظــروف عمــل عاديــة تتــوفر فيهــا

ويؤخــذ بعين االعتبــار التجــاوزات المســموح بهــا،متطلبات السالمةــتراحة ــل لالس ــاء العم ــف أثن ــية،للموظ ــه الشخص ــام بحاجات وللقي

الجسدية أو العائلية أو غيرها. ودراسة الوحدة تحليل عملي في الحركــات وفاعليتهــا ونســبتها ،باإلنتاج وبوسائل التشغيل والســتخدام األدوات ولتــأخير آثــار التعب

والمطالب العامل الشخصية في الوضع المناسب الصحيح من حيث ارتباطه بإنجــاز العمليــة بــأكثر الطــرق حســنا واقتصــادا ومن ســائر

.األبعاد وتتكون أية عملية من مجموعــة من العمليــات الصــغيرة تعـرف

وعند إجراء الدراسة تفصل هذه العناصر، ويسجل الوقت،بالعناصر الذي يستغرقة تنفيذ كل عنصر على حدة، ومن تحليل هذه العناصر وتقويم فاعليتها يمكن إجراء التحسينات، كمــا يمكن ابتــداع وســائل

.أفضل ووضع مقاييس عمل أضبط ووصف بعضهم )دراسة الــوقت(: بأنهــا العدســة المكــبرة الــتي ينظر فيها إلى الجهد اإلنساني، فبدال من النظر إلى العملية بصــورة ،إجمالية، فـإن دراسـة الـوقت تنظـر إلى العمليـة بصـورة تفصـيلية

ــة، إذ ــة للعملي ــيز وتقيس وتقيم العناصــر الصــغيرة المكون وهي تم.الدراسة عبارة عن مالحظة عملية بشكل تفصيلي

ــوقت ــدار ال وحسب هذه الطريقة فإنه يصبح باإلمكان تقدير مق الذي تحتاجه عناصر أجزاء العمليــة التفصــيلية، والــتي عنــدما تجمــع معا تنتج الــوقت المطلــوب للعمليــة بكاملهــا، ومثــل ذلــك ينفــع في قيــاس العمــل المتكــرر بصــورة أفضــل، والعمــل الــذي يكــون في

المستقبل بشيء متكرر وتحت نفس الظروف

313

إذا كان العمـل تتكــرر،والطرق المستخدمة عند إجراء الدراسة كعمل الدراسة أو عمل التسميع أو التصنيع أو غير ذلك، حيث تتكرر

كل يوم بما يشبه العمل بعضه مع بعض. وإذ قد عرفت أن مقيــاس العمــل هــو مقيــاس لإلنجــازات الــتي

وذلك عند استعمال طرق محــددة،يجب أن تحقق في نشاط محددــذلك النشــاط وتحت ظــروف معينة ــد أن نعــرف أن الهــدف،ل فالب

األساسي لوضع مقاييس العمل هو تزويد المهتمين بدراســة العمــل بقواعــد وأســس يمكن االعتمــاد عليهــا عنــد تقــييم األعمــال، وذلــك بمقارنة ما ينجز من األعمال إلى مقياس يبين المعدل المحدد لتلك األعمال، وذلــك يــبين مســتوي اإلنتــاج الــذي يجب أن يحافــظ عليــه

العامل أثناء عمله. والحاصل: إن ذلك من قبيل الصغرى للكبرى الكليــة الــتي قــامــا، وهــل هــذه الكــبرى منطبقــة على هــذه الصــغرى البرهــان عليه

الخارجية أم ال.

))االنطباق والال انطباق(( وعند وضع مقاييس،فمقياس العمل يبين االنطباق والال انطباق

ــذي للعمل فالالزم أن تكون هنالك عالقة واضحة بين كمية العمل ال ينتج والقوى العاملة التي تستخدم في إنتاجــه، يعــني يلــزم أن نــرى

حتى بهــذا المقيــاس نعــرف،أن العمل الصحيح لليوم الواحد كم هو أو غــيردل أنه هــل اليــوم الواحــد أقــام فيــه الموظفــون العمــل العا

العادل بالنقيصة أو غير العادل بالزيادة، فإن الزيادة وإن كانت غــيرعادلة يعني ليست عدال لليوم لكن ذلك مرغوب في الجملة.

وإنما قلنا )في الجملــة( ألنــه كثــيرا مــا يكــون إذا قــام اإلنســان باألعمال الكثيرة أوجب ذلك نقصــا في اإلنســان أو في العمــل، مثال يجب أن يوزع ألف طن من المواد الخام إلى سـنة من األيــام، فـإذا قــاموا بتصــنيع ألــف طن في ظــرف عشــرة أشــهر يبقى المعمــل والعمال فارغين في بقية السنة، وذلــك ممــا يضــر بالعمــل ونحــوه،

كما أنه

314

يضر بالعاملين، ولذا قال رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:المنبت ال أرضا قطع وال ظهرا أبقى(1).

فالعمل العادل لليوم الواحد هو معادل لإلنتاج الواجب تحقيقــه، للموظــف من ناحيــة ولصــاحب،والــذي يكــون عــادال لكال الطــرفين

العمل من ناحية ثانية، بل للمعمل والمواد الخام وما أشبه ذلك منناحية ثالثة.

ويستخدم مقياس العمل العادل لليوم الواحد في تحليل األجــور والرواتب للموظفين وللعمال، فهــو يمثــل مســتوى اإلنتــاج المتوقــع

ــور،تحقيقه من الموظف في اليوم الواحد ــدر األج وعلى أساسه تقوالرواتب وما أشبه ذلك.

وتحديد العمل العادل لليــوم الواحــد يــؤدي إلى تحقيــق العدالــة والمســاواة بين المــوظفين، فتــدفع على أساســه الــرواتب موحــدة

للموظفين الذين يقومون بنفس األعمال أو بأعمال مشابهة. كما أن وجود مثــل هــذا المقيــاس يســاعد في اتخــاذ القــرارات على أسس واقعيــة بخصــوص دفــع مكافئــات تشــجيعية للمــوظفين

المجدين، وفي وضع التوصيات الالزمة بخصوص ترقياتهم. كمــا أن النقيصــة،وقد عرفت أن الزيــادة المعقولــة ال بــأس بها

إذ النقيصة معناها عدم اإلنتاج الكافي لمثل هؤالء،يجب أن ال تكون العمال في مثل هذا المعمل بمثل هذا الرأس المال، فتظهر الحاجة إلى وضع مقاييس للعمــل عنـد مـا تـرغب اإلدارة في التعـرف على

مراقبــة تلـك التكــاليف والتقليــلتكاليف القيام باألعمال فيها، ألجل لألجور التشريعية لموظفيها،منها عند ما تخطط اإلدارة لوضع نظام

ــام مثال ــ ــواد الخ ــ ــاج من الم ــ ــه كم تحت ــ ــة اإلدارة بأن ــ فيولمعرف إلى غير ذلك.،المؤسسات الصناعية اإلنتاجية

))طرق وضع المقاييس(( وهي:،وهناك عدة طرق لوضع مقاييس للوقت وللعمل

.: سجالت اإلنتاج1.: ودراسة العمل بواسطة العينات2: ودراسة الوقت.3

.66 ب218 ص68األنوار: ج بحار )?(1315

))سجالت اإلنتاج(( فهي عبارة عن الطريقة في تنظيم سجالت،أما سجالت اإلنتاج

يسجل فيها إنتاج كل موظــف خالل فــترة محــددة،إلنتاج الموظفين من الزمن، كيوم أو شهر أو أسبوع أو ثالثة أيام أو ما أشبه ذلك، ثمــاج ــدل اإلنت ــه مع ــتخرج من ــترة ويس ــك الف ــاج خالل تل ــع اإلنت يجم

.للموظف ويستخدم في هذه الدراسة عند إرادة استخدام طريقة سجالت اإلنتاج )سجل اإلنتاج اليومي للموظف( وتوزع نماذج سجالت اإلنتاج

على الموظفين لتعبئتها بأنفسهم، بعد توضيح كيفية تعبئتها لهم.ــة ــة ثالث وتسلم النماذج المعبئة للمشرفين، إما يوميا أو في نهاي أيام، أو في نهايــة أســبوع أو في نهايــة شــهر، على اختالف الهــدف المقصود بالنسبة إلى الزمان، ويقوم المشــرف مثال بإعــداد كشــف أسبوعي مثال يبين إنتاج كل موظف من مختلف أنواع األعمال الــتي قام بها خالل المدة الزمنية المحــددة بأســبوع أو يــوم أو ثالثــة أيــامــا ــف إلى اإلدارة العليـ ــورا من الكشـ ــرف صـ ــل المشـ مثال، ويرسـ

.والجهات المسؤولة عن إجراء الدراسة وهــذه الطريقــة في وضــع مقيــاس للــوقت وللعمــل من أســهل الطرق لقياس عمل الموظف وهي بسيطة، وتسهل إدارتها والقيام بها، والموظفون يتجاوبون كثيرا عنــد إجــراء الدراســة وخصوصــا إذا كان الهدف واضحا لهم منذ البداية، كما تقدم سابقا بأنه يلزم إقنــاعــددهم الموظفين بجدوى أمثال هذه األمور، وأنها ال تضرهم ال في ع وال في تزييد أوقاتهم وال في تنقيص أجورهم، فــإن المــوظفين عنــد ما يعملون بمعدالت اإلنتاج اليومية فــإنهم يبــذلون أقصــى جهــودهمــون في ــتوى معين بحيث يك ــا، وفي مس ــاجهم مرتفع لكي يبقى إنت نفس مستوى معــدل اإلنتــاج المحــدد لهم، حــتى ال يفشــلوا ال أمــام

زمالئهم وال أمام رؤسائهم. ر أو اإلدارةيوعنــد إجــراء الدراســة لقيــاس العمــل، يختــار المد

العليا عددا من الموظفين

316

المؤهلين والمدربين والذين يقومون بنفس األ عمال المتشــابهة،ــتي ــة ال ــرعة العادي ــالهم بنفس الس ــوا بأعم ويطلب منهم أن يقوم يقومون بها بأعمـالهم يوميـا، ويسـجل إنتـاجهم خالل سـاعة واحــدة مثال، ويحضر المشرف عند إجراء الدراسة ليتأكد من أن الموظفينــة على ــة، وتتكــرر نفس التجري يقومــون باألعمــال بالســرعة العادي هؤالء المــوظفين خالل عــدد من األيــام، ويســجل إنتــاجهم في تلــك األيام، ثم يجمع اإلنتاج خالل مدة الدراسة، ويحصــل بعــد ذلــك على

معدل اإلنتاج اليومي أو األسبوعي أو ما أشبه للموظف الواحد.ــرف على هــذه العمليــة بعين االعتبــار والالزم أن يأخــذ المش التجـــاوزات المســـموح بهـــا للتعب وللتـــأخير وللعنايـــة بالحاجـــات الشخصية، وغالبا يقــدرون عــددها من العشــرة إلى خمســة عشــر،ــبة إلى وأحيانا إلى عشرين من وقت العمل، فإذا أضيفت هذه النس معدل الوقت المطلوب للقيام بالعمل، يستخرج المدير المعني بهذاــتي حصــل الشأن معدل اإلنتاج بعد إجراء التعدليالت على األرقام ال

عليها، وبذلك يحدد المدير مقاييس العمل في المنشئة. المنظمــة، ألنىكما أنه يلزم أن تساير التغييرات التي تطرأ عل

المنظمة قد تطرأ عليها التغييرات بالزيادة أو النقيصــة أو مــا أشــبه ذلــك، ولــذا فإنــه يجب إجــراء الدراســات من حين آلخــر على تلــك

المقاييس ألجل تعديلها. هــذا بعض الكالم في طريــق وضــع مقــاييس العمــل حســب

سجالت اإلنتاج ووحداته.

))وحدات الوقت(( أما وضع المقــاييس حســب األمــر الثــاني، وهــو دراســة العمــل بواسطة وحدات الوقت، وهذه الدراسات تتكون من عــدد كبــير من

المالحظات

317

تؤخذ من فترات زمنية بشــكل عشــوائي، وبــدون تحديــد موعــد ســابق، وتســجل في كــل زيــادة نــوع العمــل الــذي كــان يقــوم بــه الموظف وسرعته وأحواله، ومن هذه المالحظات تســتخرج النســبة المئوية لكيفية توزيع الموظــف ألوقاتــه بين مختلــف األعمــال الــتي

يقوم بها. ومقياس الدقة لدراسة العمل بواســطة العينــات، وكلمــا كــانت المالحظات أكثر كانت درجــة الدقــة أكــبر، لكن من الالزم أيضــا أن تأخذ األوقات االستثنائية في هذه الدراسة، ألن األوقــات االســتثنائية موجودة سواء في الدراسة السابقة أو هذه الدراسة، فإن الموظف كثيرا ما يحتاج إلى الــذهاب إلى دورة الميــاه أو يجيب على الهــاتف أو يزوره انسان ألجل مهمة، أو له حاجة مهمة البــد منهــا، إلى غــير

ذلك.ــ ــدء ب ــل الب ــم إلىإجراء وثم قب ــة تقس ــإن العملي ــة، ف الدراس

عناصــرها الرئيســية، ويقــاس الــوقت الالزم بإنجــاز كــل عنصــر من عناصر العملية بواسطة الساعة، وتسجل نتيجة القياس على نموذج خاص، وتؤخذ قياسات الوقت أثناء قيام الموظف بالعملية، وتسجل عدة قياسات أثناء قيام العامل بالعمليــة لعــدة مــرات، ثم تســتخرج المعدالت لكل عنصر من عناصر العمليــة، تضــاف إليهــا التجــاوزات

المسموح بها بالتعب ولقضاء الحاجة وغيرها، كما أشير إلى ذلك. ولــذلك يحصــل المشــرف على الــوقت القياســي إلنتــاج وحــدة واحدة من وحــدات العمــل، ومن ذلــك يمكن الحصــول على معـادل

.اإلنتاج القياسي في الساعة لمعرفة معدل اإلنتاج ولتوضيح طريقة دراسة الوقت يفرض أن نتيجــة إجــراء دراســة الوقت تبين أن الوقت القياسي لكل وحدة واحدة من العمل خمس دقائق، ومن ذلك يمكن استخراج معدل اإلنتاج في الساعة، ويكــون

في هذه الحالة عشر

318

وحدات في الســاعة الواحــدة، حيث يســتخرج من العمــل أيضــا التجــاوزات المســموح بهــا ممــا تقــدم للتعب وقضــاء الحاجــات الشخصية ولغيرها، إن فرض أن النسبة السدس مثال، وقد ظهر من قياس وحدات اإلنتاج وقياس وحدات الوقت قياس وحدات الحركــة وقياس وحدات المعادل، كمــا ذكرناهــا في أول المســألة، باإلضــافة

إلى تفصيل الكالم فيها.

))فوائد مقاييس العمل((ثم فوائد إدخال مقاييس العمل في المنشئة تنقسم إلى:

.: فوائد ملموسة1: وفوائد غير ملموسة.2

أما الفوائد الملموسة، فهي عبــارة عن تحسـين كفــاءة وفعاليــةــام ــاليف القي ــل تك ــاجهم، وتقلي ــادة إنت ــئة، وزي ــراد في المنش األفــات باألعمــال، فوجــود مقــاييس للعمــل يســاعد في تحســين عملي التخطيط وتنفيذ األعمال، وذلك مما يؤدي إلى التقليــل من تكــاليف القيام باألعمال بتقليل المصــروفات الــتي تــدفع على شــكل رواتب

ذ األمر إذا بين زيادة األفراد استغنت المؤسسة عنإوأجور لألفراد، األفراد الزائدين، وباستعادة الكميــة الزائــدة في العمــل دون زيــادةــراد بنفس في المصروفات التي تدفع على شكل رواتب وأجور لألف

نسب الزيادة في كمية العمل. أمـــا بالنســـبة إلى الفوائـــد غـــير الملموســة، فهي عبـــارة عن متطلبات أقل بمساحة العمل، ولغــرف المكــاتب، ولكميــة أقــل من اآلالت واألجهزة المحتاج إليها في المنشئة، ولمصــروفات أقــل ممــا يجب أن يدفع على شــكل مكافئــات وعوائــد لألفــراد، وللتقليــل من األعمال الكتابية، وفي تنظيم وحفظ الملفات، وفي األمور المتعلقة بإدارة األفراد، بل وربما يستغنى عن بنایة زائدة كــان محتاجــا إليهــا

بسبب الفوضى في معرفة النتائج، فلما

319

عــرفت بســبب مقيــاس العمــل أمكن جمــع البنــايتين في بنايــة واحدة، بل وأحيانا ثالث بنايــات، وقــد اســتفادت أصــحاب المــدارس الحكومية واألهلية من ذلك، حيث جمعوا مدرستين أو ثالث مدارس في بنايــة واحــدة صــباحا وعصــرا وليال، بعــد أن تــبين إمكــان جمــع المدرستين المحتاج إليهما، حيث تبين إمكان جمع الدروس المحتاج إليها في وجبة واحــدة بــدل وجبــتين كــانت هي الســائدة غالبــا قبــل

مثل ذلك.علىاالطالع

كمية العمل((دراسة ))ــا ثم ال يخفى أن ما تقدم كله كان في مسألة قياس العمل، وهن

موضوع آخر، وهو موضوع كمية العمل، وبينهما بون شاسع. وتعتبر دراسة كميــة العمــل من وســائل تبســيط األعمــال، كمــاــة ألمعنا إلى مسأله تبسيط األعمال سابقا، وتبين هذه الدراسة كمي العمل الذي يؤدى بعدد المــوظفين الــذين يقومــون بأدائــه، ومقــدار

مساهمة كل فرد منهم في إنجاز ذلك العمل.ــددة في مجــال ــواع متع ــة العمــل على أن ــق دراســة كمي وتطب األعمال المختلفة، وتفي هذه الدراسة في التعــرف على المشــاكل التي تواجه المنشئة، وتساعد في إيجاد الحلــول الماســبة لهــا، كمــا تساعد على تحســين أســاليب أداء األعمــال وعلى تحســين طريقــة

يرغتوزيع األعمال بين الموظفين، فإذا كانت األعمال موزعة توزيعا عادل بين الموظفين فإن دراســة كميــة العمــل تســتطيع أن توضــح ذلك، فهي تزود المحلل اإلداري بالــدليل على كيفيــة التوزيــع، وهــذا مما يساعد على إعادة توزيع األعمال بين الموظفين بشكل مناسب

.وعادل ح ذلــك فإننــا نفــرض أن لــدنيا قســما مــا فيــه خمســةيولتوضــ

ــة موظفين يقومون بأعمال متشابهة، وقد أجرينا على القسم دراس لكمية العمل، ونتيجة الدراسة تبين لنا أن الموظفين أحمــد ومحمــد

ومصطفى ينجزون بمعدل خمسين وحدة من العمل في اليوم

320

ــزان للموظف الواحد، بينما وجدنا أن الموظفين زيد وعمرو ينج بمعدل أربعين وحدة من العمــل في اليــوم للموظــف الواحــد، فــإن اكتشاف مثل هذا التباين واالختالف الذي بين إنتاج الموظفين يدعو

إلى مزيد من الدراسة لمعرفة أسباب االختالف في إنتاجهم. فقد تكون من بين األسباب أن الموظفين زيد وعمــرو يقومــون بإنجاز األعمال االســتثنائية الــتي تطلب مزيــدا من الــوقت أكــثر من األعمال العادية، وهنا ال يكون لهم تقصير في أقلية اإلنتــاج، بــل قــد

إذ قيس األمر بمشــكلة عملهمــا، وقــد يظهــريكونان هما أكثر إنتاجا لنا أن الموظفين زيد وعمرو أكثر قدرة على إنتاج أنــواع أخــرى منــر، ــوقت الحاض ــا في ال ــان به ــتي يقوم ــال ال ــير األعم ــال غ األعم فوضعهما في هذا الموضع غير الئق، فالالزم إعــادة توزيــع األعمــالــال الـــتي تالئم مـــع بحيث يعطى الموظفـــان زيـــد وعمـــرو األعمـ قــدراتهما، والــتي يكــون إنتاجهمــا فيهــا أكــثر من غيرهمــا أو مســاو

لغيرهما. وقــد يظهــر من الدراســة أن الســبب هــو كســلهما، حيث يجب

تنبيههما أو تقليل راتبهما أو طردهما أخيرا. ومما سبق يظهر أهمية دراسة كميــة العمــل في المنشـئة وأنــهــف في غير قياس العمل، فبتركيزها على بيان معدل إنتاج كل موظ وقت محدد يتبين لنا االختالف والتباين في إنتــاج المــوظفين، فهــذه الدراسة تسلط مزيدا من الضوء على نقاط الضــعف في المنشــئة، والجوانب الــتي تحتــاج إلى مزيــد من الدراســة واالستقصــاء بإيجــادــال الحلول المناسبة لها، وال يلزم في هذه الدراسة أن تكــون األعممتشابههة، بل يمكن معرفة الكسل وغيره بسبب قياس المساواة.

321

مثال منشئة عملها إنتاج األحذية وأخرى إنتاج األواني، لكننــا نعلم من الخارج أن إنتاج كل زوج حذاء يحتاج إلى نصف وقت إنتــاج زوج أوان، فإن بتــدخيل هــذا القيــاس نعــرف أن المنشــئة تعمــل بالقــدر

الالئق أم ال، سواء في كل المنشئة أو في كل موظف موظف.

))تحديد رأس المال(( ثم من بين األمور المهمة التي يجب التخطيط لها مسألة تحديد

رأس المال الثابت، ورأس المال العامل. فتحديد رأس المال الثابت ورأس المال العامــل يحــدد الطريــق

المالي الذي سيعمل فيه المشروع. وتعريف رأس المال الثابت: هو رأس المــال الــذي ال يتغــير إلىــة ال حد كبير أثناء سير األعمال في المشــروع، وفي األحــوال العادي يتم تحويل رأس المـال الثـابت إلى نقديـة، ومن أمثلـة رأس المـال

الثابت األراضي والمباني واآلالت واألثاث وغير ذلك. أما رأس المال العامل، فغالبا ما يتم تحويلــه إلى نقديــة، وذلــك

ليتخذ رأس المال العامــل أشــكال،أثناء سير األعمال في المشروع عديدة كالنقد والمواد الخــام والمــواد تحــد التشــغيل وبضــاعة تامــة الصـــنع وأوراق قبض وحســـابات تحت الطلب، وأحيانـــا في بعض

المشاريع التبرعات المستحصلة في فترات زمنية محددة.ــاج أو التشــغيل ــابت يحكم مســتوى اإلنت فحجم رأس المــال الث بالمشروع، أما رأس المال العامــل فيجب أن يكــون كافيــا لمقابلــة المصاريف المطلوبة من الوقت الذي تشترى فيه المواد الخــام إلى

الوقت الذي يتم فيه دفع ثمن البضاعة التامة الصنع للمشترين. ومن الواضــح أن مــا ذكرنــاه إنمــا هــو بالنســبة إلى المنشــئات

ال مثل المدارس والمستشفيات ،اإلنتاجية

322

ونحوها، فإنها يمكن قياسها بما ذكرناه مع مالحظة التفاوت بينانتاج اإلنسان الصحيح واإلنسان المثقف وبين إنتاج البضائع.

ــال في المشــروع ــوثر على دورة األعم ــتي ت ــل ال ثم إن العوام مثال نجــد أن إجمــالي مبيعــات،تحــدد كميــة رأس المــال العامل

المشروع ومستوى أســعار المــواد الخــام المشــتراة ودرجــة النقــل تــؤثر،المطلوبة والمشاكل الــتي تحــدث في تحصــيل أوراق القبض

تأثيرا كبيرا على احتياجات رأس المال العامل. زادت،فــإذا كــانت أثمــان المــواد الخــام المشــتراة تــدفع فــورا

احتياجات رأس المال العامــل، بعكس الشــراء باألجــل، وكلمــا كــان األجل أبعد يكون األمر أهون، وإذا كانت المنشــئة تــبيع باألجــل بــدالــبر من البيع النقدي، فإن احتياجاتها من رأس المال العامل يكون أك

وهكذا، هذا من ناحية.ــام ــواد الخ ــراء الم ــدة بين ش ــانت الم ــة، إذا ك ــة ثاني ومن ناحي

ــيرة ــا كب ــاج المشــروع من رأس المــال،وتصــنيعها وبيعه كــان احتيالعامل أكبر، مما لو كانت هذه الفترة بين الشراء والبيع قصيرة.

ومن ذلك يعرف الفرق بين المدة الطويلة أو القصــيرة في كــل من المدتين، أي المدة القصيرة والمدة الطويلة، فربما تكون المدة

إلى رأس الشهر، وربما تكون إلى رأس األســبوع، كمــا أنالقصيرة السنة، وقد تكون إلى رأس ثالثالمدة الطويلة قد تكون إلى رأس

سنوات.

323

د))الفر األجهزة(( ثم أوال يجب أن،)مسألة(: المدير باعتبار كونه يدير جماعة من األفــراد

ــنى واألجهــزة واآلالت ــراعي المب ــذي ي ــوقت ال ــراعي في نفس ال ياألفراد أيضا.

ــة المســتخدمين فإن نجاح كل مشروع يتوقف على درجة فاعلي في أدائهم لألعمال، وهذا يتوقــف على قـدرة المــوظفين ومهـارتهم

واســتعدادهم للتعــاون، إذ بــدون القــدرة ال عمــل وبــدونورضــاهم ســالمة األعمــال متوقفــة علىالمهارة ال يمكن سالمة العمل، فــإن

ــاج المطلــوب، واالســتعداد،المهارة والرضا إذا لم يكن لم ينتج اإلنتــا في ــهم بعض ــتى يتمكن أن يعين بعض ــون ح ــاون يجب أن يك للتع

بله مــا إذا كــان كــل،اإلنتاج، وإال فإذا كان كل واحد حيادا عن اآلخر ال يكون اإلنتاج المطلوب، فاإلتحــاد،واحد معارضا لآلخر ومزاحما له

والتفرقة ضعف.،قوة ،(1)وال تنازعوا فتفشلوا وتــذهب ريحكموقوله سبحانه وتعالى:

ــراد،كما يأتي في األمة كذلك يأتي في كل مؤسسة يشترك فيها أف خصوصــا إذا، األفراد على أســس ســليمةولذا فالالزم إدارة شؤون

وجعل،كانت المنشئة كبيرة، فإدارة األفراد تتعلق بتهيئة المدير لهم هــذه القــوة مــاهرة وراضــية ومســتعدة للتعــاون في تنفيــذ أعمــال

.المشروع بصفة مستمرة

))أبعاد اإلنسان وحاجاته((إن اإلنسان الفرد فيه خمسة أبعاد:

كاحتياج الدار إلى الترميم وما أشبه.،األول: حاجاته الماديةــه الحيوية ــاني: حاجات ــاء والضــوء،الث ــاج الشــجر إلى الم كاحتي

واألمالح وغير ذلك. كاحتياج الحيوان إلى الزوجة والوقايــة،الثالث: حاجاته الحيوانيةمن الحر والبرد ونحو ذلك.

.46األنفال: سورة )?(1324

الرابع: حاجاته اإلنسانية، فإن اإلنسان بما هو إنسان فيــه شــيء وذلك كالحاجات االجتماعية.،فوق الحيوان

الخامس: الحاجات الروحانية، فإن اإلنسان بما هــو إنســان يحن.ة، سواء كانت عقيدة صحيحة أو كانت عقيدة باطلإلى جهة عقيدة

،وهذه الخمس جهــات حاجــات اإلنســان، ألنــه في مرتبــة مــادة وفي مرتبة، وفي مرتبة حيوان، وفي مرتبة إنسان،وفي مرتبة حي

.(1)فطرة الله التي فطر الناس عليها وفي القرآن الحكيم: ،فطرةــط فالفرد في نفس الوقت الذي هو مستقل عن العامــل المحي

يعيش فيه ويعتبر جزءا منه، واإلنسان شيء حي له القدرة على،به التكيف، ولــه القــدرة على التــوازن الــداخلي مــع العــالم الخــارجي،

أو العــالم،سواء كان العالم الخارجي عالمــا إنســانيا كاالجتماعيــات الخــارجي عالمــا طبيعيــا ممــا يحيــط باإلنســان من الســماء واألرض

وغير ذلك. ولذا كان لإلنسان القدرة على االستمرار في الحياة بالرغم من التغيرات التي تحدث داخــل ذاتــه وخارجــه عن ذاتــه، فــإن في ذات

،اإلنسان أيضا يحدث تغيرات سواء تغيرات مادية ككونه طفال وشاباــة،وهرما وما أشبه صحيحا أو مريضا إلى غير ذلك، أو تغيرات روحي

ةيكالكرم والبخل والشجاعة والجبن وغير ذلك من الصــفات النفســ.التي تسمو بسمو اإلنسانية وتنزل بنزولها

واإلنسان باإلضافة إلى أنه شيء مادي شيء غــير مــادي أيضــا، وفي االصطالح إنه مركب من الروح والجســد، ال أنــه روح فقــط أو جسد فقط، باإلضافة إلى أنه كائن اجتمــاعي فال يمكن أن يعيش إال مع اإلنســان، ومعــنى عــدم اإلمكــان ليس عــدم اإلمكــان العقلي أو عدم اإلمكان الخارجي كاجتماع النقيضين، أو الطــيران، وإنمــا عــدم

اإلمكان

.30الروم: سورة )?(1325

الطبيعي والعــادي، وحيث إن اإلنســان مخلــوق اجتمــاعي جعــل الرجــل والمــرأة، ويحتــاج بعضــهما،الله سبحانه وتعالى له جنســين

إلى بعض احتياجا مؤكدا، فإن الحيوانات واألشجار وإن كانتا جنسين أن التحتياج هنا أكد وأشد، ومن الرجل والمرأة تنشأ العائلةأيضا إال

المكونــة من األب واالبن واألوالد، وتنشــأ العالقــة بين هــؤالء الثالثــةفي أول خلية إنسانية تتكون من العائلة.

فاإلنسان كشيء مادي ال يمكن أن يحتل مكان اإلنســان اآلخــر، ،وكونه شيئا حيا حيوانا يوقعــه في الصــرع والمنافســة مــع اآلخــرين

في المأكــل والمشــرب والملبس والمنكح والمســكن والمــركب،.وألجل البقاء بصورة عامة

والعالقات التي تنشــأ بين اإلنســان الفــرد تختلــف عن العالقــات والحجــر،بين األشياء الماديــة البحتــة، فــإن عالقــة الشــجر بالشــجر

عالقــات غــير، وبــالعكس، وكلهــا بالمــاء، والشـجر بــالحجر،بــالحجر متشابكة بهذا المعني الذي تتشابك في اإلنسان، فإن العلم والخبرة والتعقــل والتكيــف ومــا أشــبه تــؤثر على تصــرفات األفــراد بنســب

مختلفة.ــرد ــذا ف ــة منوعلى ه ــارة عن مجموع ــردين عب ــل بين ف الفع

بمعــنى أن من جــانب فعــل ومن،االنفعاالت والتصرفات االجتماعية جــانب انفعــال، ثم ال بــد أن يصــبح المنفعــل فــاعال والفاعــل منفعال

وهكذا دوليك.ــة وكما أن مادية اإلنسان تجعله بحاجة في االستمرار من الوقاي من األحداث الجوية بنحو أشد، وإال فحتى الدار وسائر العوامل تتأثرــذلك ــك، ك فيها األحداث الجوية من الشمس والهواء والماء وغير ذلــل شــعوره ــة، مث ــه حاجــات اجتماعي ــاعي ل اإلنســان كشــيء اجتم

ــاحتالل مركــز اجتمــاعي،باإلنتمــاء إلى مجموعــة معينة وشــعوره بمعين، وشعوره برضا الناس عنه، وشعوره بالتفوق.

ويختلف اإلنسان

326

ولــه،الفرد عن الحيــوان في أن لإلنســان القــدرة على التفكــير ا هيــأ الحــاكم للنــاسذ ومن أجل ذلك إ،حاجات فكرية وتغذية عقلية

ــدية ال تكفيهم ذلك ــاتهم الجس ــا ملء،حاج ــدون أيض ــا يري ــل إنم بحاجاتهم العقلية.

من أن لإلنسان،هذا باإلضافة إلى ما عرفت من األمر الخامس وما أشبه. بدءا وإعادة،حاجات روحانية تتعلق بالكون خالقا وخلقا

ولهــذا كــل النــاس حــتى المشــركين والملحــدين يفرضــون لهم حاجات من هذا القبيل، وحيث إن اإلنسان محتاج إلى هذه الحاجات

فإنه يضــع في فكرتــه اللجــوء، ويعجز بمفرده عن تحقيقها،الخمس إلى التعاون مع اآلخرين في سبيل تحقيقها، ومن هــذه الجهــة نــرى أن األفـراد يتعـاونون مــع بعضــهم البعض بالقــدر الـذي تتحقــق فيــه

حاجاتهم. وعليه فإذا كانت المنشئة غير قادرة على إيجاد مشجعات كافية إلحداث التعاون والمساهمة المطلوبة بين األفــراد، فـإن المؤسسـة ستأخذ في الضمور إلى أن تتالشى وتضــمحل وتــذهب عن الوجــود،ــكل إال إذا تمكنت اإلدارة من إنقاذ األمر وتحقيق حاجات األفراد بش يكون كافيــا إلحــداث العزيمــة والتعــاون للعمــل حــتى يمكن تحويــلــالة إلى ــاب، والكسـ ــلب إلى اإليجـ ــاالة، والسـ ــاالة إلى المبـ الالمبـ

النشاط. ى أن ينظــر إل،وعلى هــذا، فعلى المــدير أو اإلدارة مهمــا كــانت

ال أنه حيوان أو شــجر أو حجــر،،الفرد في المنظمة على أنه إنسان وال أنه كســلعة تبــاع وتشــترى مثــل الســلع األخــرى يخضــع لقــانون

وال يزيد وال ينقص، وإنما يستجيب إلدارة المدير.،العرض والطلب وقد مثلنا سابقا بأن البستاني يتمكن أن يأخــذ منشــاره ويــدخل البســتان فيقطــع مــا يشــاء من الشــجر ويشــذب مــا يشــاء ويزيــد

لكنه ليس األمر كذلك بالسنة إلى المدير وأفراده.،وينقص

327

ــاملين في الســوق قلت ــراد الع ــه إذا زاد عــرض األف صــحيح أنــتخدامهم، وإذا زاد عليهم الطلب زادت،أجرتهم وساءت شروط اس

ــارق بين ــك ف ــتخدامهم، لكن هنال ــروط اس ــنت ش ــورهم وتحس أج ، فإن اإلنسان باإلضــافة إلى ذلــك إنســاناإلنسان وبين سائر السلع

يتعامل كسلعة.يريد أن يتعامل كإنسان، ال أن يتعامل وإذا لم يتمكن المدير من هذا التعامــل كــان مــديرا فاشــال، وإذا

بقي في اإلدارة اضمحلت إدارته ودخلت في حيز األعدام. وعليــه فــاألفراد في المنظمــة يحتــاجون إلى التخطيــط الخــاصــير بهم، باإلضافة إلى التخطيط لألجهزة واآلالت والبناية والنظام وغ ذلك، والتخطيط لألفراد يشمل معرفة سابقتهم والتنبؤ بما ســتكونعليه شؤونهم في المستقبل مع االستعداد لمواجهة ذلك المستقبل.

))تخطيط شؤون األفراد((ــر ــط عبــارة عن: حص ــة إل التخطي ــراد المحتاج ــؤون األف وش الوظــائف وتحليلهــا وتحديــد متطلباتهــا ومكافأتهــا الماديــة، مثال في المدرسة اإلدارة بحاجة إلى المدير والمعــاون والمعلمين المختلفين

ومستوى الــذكاء،في السن والجنس والشهادات العملية والخبرات واالرتباطات االجتماعية والخصائص،والمظهر العام وحسن السابقة

ــل أو من،الجسمانية وغير ذلك مما يحتاج إليه المدير من جهة العم،جهة السمعة . بل أو من جهة المظهر أيضا

وبعد مالحظة المدير حصر الوظائف وتحليلها يــأتي دور حصــوله ســواء كــانت،على المســتخدمين الالزمين إلشــغال هــذه الوظــائف

.مؤسسة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو غيرها وبعــده يــأتي دور تهيئــة هــؤالء المســتخدمين للعمــل بــالتعريف

كل ذلــك في القــريب إن شــاء كما سنتكلم عن ،والتدريب والترقيةالله تعالى.

بمعنى ساعات العمل ومواعيدهوبعد ذلك يأتي دور نظم العمل.واإلجازات والغيابات وغير ذلك

وبعد

328

ــدمات المختلفة ــأتي دور الخ ــك ي ــدمات،ذل ــف خ ــل موظ فلكــدرس ويصــلح لدراســة الهندســة والحســاب،مختلفة مثال المعلم ي

ــد،والدين والتاريخ والجغرافية كما تحتاج إلى الفراس وساعي البريوالعامل في الحانوت إلى غيرذلك.

))تحليل الوظائف((ــر ــراد: حص ــؤون األف ــط في ش ــات التخطي ــإن من أهم عملي ف الوظــائف وتحليلهــا، ومعــنى حصــر الوظــائف معرفــة األعمـــال

الكيفية للوظــائف تســمىالمطلوب القيام بها كما وكيفا، والدراسة ، انتقاديــة للوظــائفبـــ )تحليــل الوظــائف(، وهي عبــارة عن دراسة

بمعرفة طبيعتها والواجبات المكونة لها سلبا وايجابا..وهذا المجموع تسمى في االصطالح بـ )الدراسة االنتقادية(

ويمكن الحصول على بيانــات تحليــل الوظــائف إمــا باستشــارى،خــبراء اإلدارة أو بتوجيــه، في حالــة مــا إذا كــان المشــروع جديــدا

. أو بمالحظتهم أثناء عملهم،أسئلة إلى الموظفين ويتم كتابة واحبات كــل وظيفــة في نمــوذج خــاص يطلــق عليــه

ــر ،)الوصف الوظيفي( وبعد حصر نوع الوظائف المطلوبة يتم تقري المواصفات المطلوبة ممن يشتغلون تلك الوظائف، ويتم كتابة ذلك

ويحوي ،أيضا في نماذج خاصة يطلق عليها )وصف شاغر الوظيفة( ذلك على بيانــات دفــاتر الطالب، ويــذهب بهم في أيـام العطــل إلى المخيمات الكشفية ويتصل بآبائهم عند غيابهم أو حدوث شغل لهم،

إلى غــير ذلــك ممــا هــو شــأن،ويأخــذ امتحانــاتهم ويعطى درجــاتهمالمعلم.

وهكذا في سائر الخــدمات الصــحية أو االقتصــادية أو الماليــة أوغير ذلك.

))التقاعد وإنهاء الخدمة((ــعة،ثم بعد هذه المرحلة وهي مرحلة الخدمات المختلفة الخاض

يــأتي دور إنهــاء الخدمــة ببلــوغ ســن التقاعــد أو،لتخطيــط المــديرباالستقالة أو بالفصل أو بغير ذلك.

329

وال يخفي أن التقاعد بينــه وبين التكافــل االجتمــاعي عمــوم من ،وجه، على اصطالح المنطقيين، حيث إنــه ربمــا يكــون تقاعــد فقط وذلك من جمع بعض رواتب الموظفين ليرد عليهم عند تقاعدهم مع

،إضافة األرباح المضاربية أو، فيمــا إذا كــان الوجــه شــرعيا إســالميااألرباح الربوية كما يعتاد في العالمين الغربي والشرقي.

ــف وعلي أي حال، فإنما يسمى تقاعدا ألن كل واحد من الموظ ال،والمدير يقعد أحدهما اآلخر، وهو مثــل تضــارب من بـاب التفاعل

يكــون إال بين اثــنين، حيث يحيــل المــدير الموظــف إلى القعــود عن ويحيل الموظــف المــدير إلى القعــود عن،العمل فال يعمل بعد ذلك

التدخل في شأن الموظف، فكأن المــدير قعــد عن التــدخل بعــد أنكان قائما به، هذا جهة االفتراق من طرف التقاعد.

أما جهة االفتراق من طرف التكافــل، فإنــه ربمــا يكــون تكافــل كما في غير الموظفين.،فقط من غير تقاعد

كما إذا لم يكــف الــراتب،وربما يكون كالهما في مادة االجتماع المجموع عند اإلدارة بالقــدر المحتــاج إليــه الموظــف بعــد تقاعــده، فـــالالزم أن يعطي من التكافـــل االجتمـــاعي أيضـــا ليعيش عيشـــة

كريمة، كما ذكرنا تفصيل ذلك في كتاب )فقه االقتصاد(.

))من وظائف المدير((ــيينهم ــوب تع ــخاص المطل ــدد األش ــدير أن يعين ع ثم على الم براتب أو استخدامهم بأجور، كما أنه يجب عليه معرفة خصوصياتهم

ويتنبؤ بخصوصياتهم المســتقبلية بقــدر مــا يتمكن اإلنســان،الماضية.من التنبؤ عن مستقبل اإلنسان قياسا على ماضيه

ويتوقف عــدد األشــخاص المطلــوب تعــيينهم على كميــة العمــل المطلــوب تنفيــذه، وهــذا يتوقــف على الطريقــة الــتي يتم بهــا هــذا

التنفيذ، ولكن أحيانا يحتاج المدير إلى كمية أزيد أو كمية أقل.

330

ــاج إلى أشــخاص ألجــل مظهــر اإلدارة أو ــه يحت أمــا األول: فألن.سمعته

كما أنه قد ال يتمكن من كــل األشــخاص المطلــوب تعــيينهم من جهة ضعف المادة أو ما أشبه ذلك، كما أنه يتوقــف عــدد األشــخاص على معدل االســتقاالت والفصــل وانتهــاء الخدمــة والغيــاب لمــرض

ونحو ذلك. وهكــذا يحتــاج المــدير إلى سياســة التعــيين والتــدريب والترقيــة

بالتعويض وإنهاء الخدمة:

))التعيين وشروطه(( ،أمــا التعــيين فهــو عبــارة عن اختيــار الشــخص المالئم للوظيفة وعلى االصطالح )جعــل اإلنسـان المناسـب في المحــل المناســب(، والتعيين إنمــا يكــون من داخــل المشــروع أو خارجــه، فــالتعيين من داخل المشــروع يكــون بالنقــل أو الترقيــة أو التنزيــل أو نحــو ذلــك،ــة أو والتعيين من الخارج إنما يكون غالبا على أساس شهادات علمي

أو على أســاس الخــبرة الــتي،اجتيــاز اختبــارات شـفوية أو تحريرية يتمتــع بهــا المتقــدم للوظيفــة، أمــا إذا كــان الموظــف إنســانا عاديــاــاج إلى ــير محت ــو غ ــك فه ــو ذل ــادي ونح ــتاني الع ــالفراش والبس ك الشهادات العلمية ونحوها، وتعيين الموظف قد يكون تعيينا دائمــا أو

تعيينا تحت االختبار.ــد األدنى من ــيين الح ــظ في التع ــدير يجب أن يالح ــا أن الم كم

بأن ال يكون الموظف ذا مرض معد أو ذا ضعف،الشروط الصحيحةأو ما أشبه ذلك مما يضر نفسه أو عمله أو غيره بسب مرضه.

فيكـــون في قائمـــة،أمـــا مصـــادر الحصـــول على المـــوظفينــابقين ــاليين أو السـ ــتخدمين الحـ ــارات والمسـ ــارب،االنتظـ واألقـ

ومكـــاتب التوظيـــف، والجامعـــات ومعاهـــد التعليم،واألصـــدقاء واإلعالن في الجرائد والمجالت وما أشبه ذلك.،المتخصصة

ويجب على المدير أن يختبر الموظــف اختبــارا من جهــة ذكائــه، وأنه كيف قدرتــه العقليــة وإمكاناتــه الفنيــة، والمقصــود منهــا تبيــان

قدرة الفرد على تنفيذ

331

عمليات معينة مما تحتاج إل الفن، مثل تصليح اآلالت أو تشغيل محرك الكهرباء والماء أو ما أشبه ذلك، باإلضافة إلى اختبار الميــل، وأن ميول هذا الفرد إلى أية جهة أو إلى أي حزب أو منظمــة، فــإن

كما توثر على سمعتهم.،ميول األفراد تؤثر على أعمالهم أي تصــرفات الشــخص،هذا باإلضافة إلى االختبارات الشخصية

هــذا،العامة وانفعاالته عند الحزن والغضب والنزاع ومــا أشــبه ذلككله بالنسبة إلى موضوع التعيين.

))التدريب(( وبعد ذلك يـأتي موضـوع التــدريب، فإنـه لكي تتم األعمـال على

في قبــال مــا، يجب تدريب األفراد على القيام بواجبــاتهم،خير وجه يأخذون من الحقوق، فإن الحــق مقابــل الــواجب، فــإذا زاد أحــدهما

أورث خباال وفسادا.على اآلخر فــالتعليم عبــارة عنومن الواضح الفرق يبن التــدريب والتعليم،

معرفة عامــة كــالتي يحصــلها اإلنســان في الجامعــات وغيرهــا، أمــا التــدريب فهي معرفــه وخــبرة شخصــية حــتى يتمكن الموظــف من

القيام بعمله خير قيام. ويحدث التدريب في المشروع سواء كان هنــاك بــرامج تدريبيــة معتمــدة أو ال يوجــد، فــالواجب على المــدير جعــل أمثــال هــذه

، في كـل سـنة مـرة أو كـل ثالثـة أشـهر،التدريبات بين فترة وفترهحسب ما يقتضيه العمل.

كما أنه يجب على المدير إرسال موظفيه إلى المعاهد الخاصــة الـتي تنمي الملكــات والعلـوم والمعرفـة والفن والخبرويـة بين كـل

فترة وأخرى. يكــون فيأن وقد يكون التدريب أثناء الوظيفة ذاتها، كما يمكن

شــكل محاضــرات ومناقشــات أو بشــكل المراســلة، والتــدريب قــدــة أو ــة الخارجي ــدريبات العملي ــون في األشــرطه أو الكتب أو الت يك الراديو أو التلفزيــون أو الفيــديو أو مــا أشــبه ذلــك، وأمثــال الراديــو ــيرا والتلفزيون حالهما حال التدريبات الجماعية، أي يشمل عــددا كب

في قبال ،من األشخاص

332

والموظفون كلمــا كــانوا أرفــع درجــة،ما إذا كان التدريب فرديا كانوا بحاجة إلى تدريب أدق، بينما العمــال كلمــا كــانوا أنــزل درجــة

احتاجوا إلى التدريب األقل دقة.ــل من الحــوادث ــاءة اإلنتاجيــة ويقل ويزيــد التــدريب من الكفــدريب ــد الت واألخطاء، ويساعد على ثبات قوة العمل ومرونتها، ويفيــاب أيضا إمكان إحالل بعض الموظفين محل بعض آخر في حــال غي

بعضهم أو فصله أو ما أشبه ذلك. ،والتدريب غالبا ما يساهم في رفع الحالــة المعنويــة للمــوظفين

،خصوصــا إذا كــانوا راضــين عن التــدريب ، ولم يكن التــدريب شــاقا وباألخص إذا كان في قبال التــدريب المكافــأة، كمــا نتكلم عن ذلــك

عن قريب بإذن الله تعالى.

ية(())الترق وبعد التعيين والتدريب يأتي دور الترقية، وذلك بنقل المستخدمــلطة أو من حيث ــؤولية أو السـ ــة أعلى من حيث المسـ إلى وظيفـ

الوظيفة أو ما أشبه ذلك. والترقيــة قــد تكــون بســبب أقدميــة الموظــف حيث يتم تقويــة المستخدم بمرور الــزمن بصــرف النظــر عن شــهاداته أو خبرتــه أو قدرته أو أكثرية عمله أو نحو ذلــك، كمــا تكــون الترقيــة بالشــهادات حيث يتم ترقية المستخدم على أساس حصوله على شهادات أعلى من التي يحملها في الحال الحاضر، فيمــا إذا دوام في أثنــاء العمــل

في دورات تدريبية أو ساهم في دراسة معهد أو نحو ذلك. فــإن المــدير لــو اختــبر الموظــفوكذلك تكون الترقية باالختبار

، شــفويا أو تحريريــا يرقيهورأى جدارته وأهليته سواء كــان االختبــار وحــافزا لمن أشــبهه ألن،ليكون ذلــك حــافزا لــه على التقــدم أكــثر

يعطوا االمتحان بنجاح. وهكذا تكون الترقية باالختيار، فيقوم الرئيس باختيار من يصــلح

للوظيفة الجديدة بناء على تقديره هو أو

333

تقدير اللجنة المحكمة أو المحلل اإلداري أو المفتش أو غيرهم. أما أن تكون الترقيــة حســب المحســوبية أو المنســوبية أو نحــو

،ذلك وتكون الروابــط موضــوعة موضــع، فذلك مما يزيد األمر خباالالضوابط.

))تنزيل الرتب(( من جهــة ســوء،وكما يكون هناك ترقية يكون في عكسه تنزيل

، أو من جهة عمل ينافي األخالق، أو ينافي مصلحة اإلدارة،االمتحانأو ما أشبه ذلك .

ــل على،وعلى كل حال فالالزم أن تكون كل من الترقية والتنزيــلح ــاس األص ــواء على أس ــا، س ــاءة ونحوهم ــل والكف ــاس العم أس

حيث ينتخب الــرئيس من، أو على أساس الوظــائف العليا،والصالحــة،بين المستخدمين داخل المشروع، ولهذا محسنات كمــا أن لترقي

قد ألمنعــا إلى ذلــك،غيرهم ممن هو خارج المشروع محسنات أخرفي بعض المسائل السابقة.

والالزم أن تكون الترقيــة بموافقــة الـرئيس المباشــر للموظــف ال أن يكون بدونها حتى يكــون تــدخال في شــؤون،الذي تقرر ترقيته

ويوجب ذلك زهده في العمل ونفرته نفسيا.،هذا الرئيســة مقــدما حــتى ــع بشــروط الترقي ومن األفضــل أن يعلم الجمي

.يعملوا دائبا ليحصلوا على تلك الترقية

((أنحاؤها))التعويضات المادية و وبعد األمـور الثالثـة المتقدمـة من التعـيين والتــدريب والترقيـة، يــأتي دور التعويضــات الماديــة، فإنــه ال يمكن أن يعمــل الموظفــون

دون أن يــدفع لهم،سواء كانوا عماال أو حملة شهادات أو مــا أشــبهأجر كتعويض مادي لمجهوداتهم.

ويمكن دفع األجور على أربعة أنحاء: فلكــل مــا يعــادل الــدينار من،األول: األجر حسب قيمــة اإلنتــاج

اإلنتاج أجرة ربع دينار.الثاني: األجر الزمني حيث يدفع مبلغ معين لكل وقت معين

334

بصــرف النظـر عن كميــة وكيفيــة،قضاه المسـتخدم في العملالعمل الذي قام به.

ــدة من،الثالث: األجر بالوحدات ــل وح حيث يدفع مبلغ معين لك بصـــرف النظـــر عن الـــزمن الـــذي اســـتغرقه،الوحـــدات المنتجة

الموظف أو العامل. الرابع: األجر بالحركة، كما إذا جعل لكل حركة يــد أو رجــل كمــا

من غير نظر إلى وحدات اإلنتاج وال،في النساجة مثال كذا من األجرإلى مقادير الزمان.

وقد ألمعنا إلى مثل ذلك في بعض المسائل الســابقة، والغــالب وليس،في األجــر أن يكــون أجــرا زمنيــا أو أجــرا حســب الوحــدات

المراد بالوحدة العدد ، بل القدر الخاص وإن كــان نســبة، مثال يجعــل وكذا إن علمه،م ولده ربع القرآناألب للمعلم كذا من المال إن عل

من غــير فــرق في صــورة التســاوي كمــا بين،ثلث القــرآن وهكــذا أو اختالف األجــرة الختالف الكيــف،،فيــتساوي األجــرة لوحــدة الك

والثاني،مثال إخراج ألف رطل أول من البئر التي يراد حفرها بدينارــئر،بدينارين وهكذا لصعوبة العمل في إخراج التراب من أواسط الب

وأواخرها من العمل في إخراج التراب من أول البئر وهكذا.

الزمن والوحدات اإلنتاجية في،ثم إن بعضهم يجمع بين األمرين وذلــك للحفــاظ على الموظــف من ناحيــة وعلى الجــودة من،األجر

ناحية أخرى، فال يقطع الموظف اإلنتاج في زمن أقل ليرهق نفســه ثر ليتسرب إليه الكسل أو ما أشــبهك أو زمن أ،أو يسيء في إنتاجه

ذلك فيقول مثال: كل وحدة إنتاجية أنتجتــه في ســاعة فلــك كــذا مناألجر.

ثم إن تنظيم

335

ــروع ــة المش ــف على طبيع ــئة يتوق ــراد في المنش ــؤون األف ش وحجمه وأهدافه وسياساته والبيئة التي أنشأت المنشــئه فيهــا ، وقــد تقدم أنه قد يكون من األفضل تطبيق نظام الالمركزية أو المركزية

ولكي تتم إدارة األفــراد على وجــه حسـن يجب،في شؤون األفــراد التأكــد من أن قــوة العمــل في المشــروع هــل هي كافيــة ومــاهرة

ــق أهــداف المشــروع ــة في تحقي على مــا ســبق،وراضــية ومتعاوناإللماع إليه.

((دم نجاحهاإدارة المستخدمين وعنجاح )) وهذه قائمة مذكورة في بعض الدراسات حول المؤشرات التي تعتبر أساسية لقياس مدى نجاح برامج إدارة المســتخدمين أو عــدم

نجاحها. األول: عدم طلبــات النقــل من وظيفــة إلى أخــرى، فقــد يكــون

طلب النقل ناتجا من سوء االختيار أو التعيين. وفي المشروع،الثاني: عدد االستقاالت االختيارية في كل إدارة

ككل. الثالث: عدد األشخاص الـذين تم فصـلهم كـإجراء تـأديبي فصــال

موقتا أو فصال دائما. لعــدم،الرابع: عدد األشخاص الذين تم االســتغناء عن خــدماتهم

حاجة العمل إليهم. الخامس: عدد الوظائف الخالية الــتي ظهــرت بســبب متغــيرات

فيكـــون ذلـــك دليال على ســـوء،في داخـــل المؤسســـة أو خارجها أو عدم وجوده بالمرة أو مفاجئات خارجية.،التخطيط

336

السادس: كمية العمل التي يقوم الموظــف أو العامــل بانجازهــافي زمن معين.

السابع: كمية األشياء والمواد التالفــة الــتي نتجت من اســتخدامكمية معينة من المواد مع متانة تلك المواد أو هشاشتها.

الثــامن: عــدد المــوظفين والعمــال االحتيــاطيين لملء وظــائفشاغرة إذا افتقت.

التاسع: متسوى األجور والمرتبات في المشروع بالنسبة لألجور والمرتبات السائدة في المشروعات المماثلة، أو في المجتمع ككل

مع مالحظة التضخم أو التنزل أو التساوي في االقتصاد. العاشــر: عــدد األشــخاص الــذين يســتفيدون من المكافئــات

التشجيعية. الحادي عشر: حجم المكافئــات التشــجيعية الــتي يحصــل عليهــا

األفراد.الثاني عشر: عدد مرتبات الغياب والتأخير وأسبابهما.

الثالث عشر: عدد الحوادث ومعدلها. الرابــع عشــر: إجمــالي مصــارف التــأمين المدفوعــة لشــركات

.التأمين ،الخــامس عشــر: عــدد األيــام الــتي أضــرب العمــال عن العمل

لسبب وجيه أو غير وجيه بسبب تحريك أو ما أشبه ذلك. السادس عشر: عدد الشكاوي المرســلة إلى مكــاتب العمــل أو

الهيئات الحكومية أو النقابية.

337

الســـابع عشـــر: عـــدد الشـــكاوي المرســـلة لإلدارة بخصـــوصالتعويضات المادية أو ظروف العمل أو الترقية أو النقل.

الثامن عشر: عدد من كان منهم في حــزب أو منظمــة أو نقابـةعلنية أو سرية.

التاسع عشر: عدد المتزوجين والعزاب من العمال والموظفين.العشرون: عدد الرجال والنساء.

ــه أعــدادها،ىوال يخف أن هذه الظواهر العشرون ال يكفي معرف بــل من الضــروري معرفــة معــدالتها وأســبابها ومقارناتهــا بــاألعوام

ــة، وبالمشــروعات المماثلة،الســابقة ــتي تعطي الكمي ــالقوائم ال وب.والكيفية في أمثال هذه األعداد

فيمكن الحصــول مثال على معــدالت الغيــاب بقســمة حــاالتــابتين في ســجالت ــاب طــوال العــام على عــدد المــوظفين الث الغي المشـروع، ويمكن الحصـول على معـدالت االسـتقالة بقسـمة عــدد االستقاالت على عدد الموظفين الثابتين في السجالت، كما أن عدد العــزاب والمــتزوجين يجب أن يقــارن بعــدد أوالد المــتزوجين منهم،

وهكــذا،وأسباب بقاء العزوبة فيما إذا تجــاوزوا عن الــوقت المقــرر بالنسبة إلى عدد النساء والرجال حيث إن الرجال أقدر على العمل من النساء من جهــة ضــعف بــنيتهن الجســدية في األعمــال الثقيلــة

.وحاالت الوالدات والرضاع وما أشبهــا إلى غير ذلك من الخصوصيات التي يجب على المدير مراعاته

بالنسبة إلى رقابة األفراد.ــع على أخالق ــه يجب على المــدير أن يكــون دائم التطل كمــا أن

حيث إنه كثيرا ما يوجب المتغيرات في داخــل المنشــئة،الموظفين أو في خارجها تغييرا في أخالق الموظفين إلى األحســن أو األســوأ،

فإن سوء

338

الخلق يسبب سوء السمعة بالنسبة إلى اإلدارة.

))راحة الموظفين وحاجاتهم((ــاء ــوظفين وقضـ ــة المـ ــة راحـ ــدير مالحظـ ثم الالزم على المـ

ــحتهم، وتزويج عزابهم، من تهيئة البيوت لهم،حوائجهم ، والعناية بصــكالتهم ــل مش ــادئ،وح ــون مب ــوا يعرف ــا إذا لم يكون وتعليمهم فيم

إلى غير ذلك.،التعليم، وإن كانوا مثقفين عمل ألجل ترفيع ثقافتهم يــوجب مزيــد،فإن كل ذلك باإلضــافة إلى أنهــا أعمــال إنســانية

اإلنتــاج وحســن نوعيتــه من أي قســم كــان اإلنتــاج، حيث إن عالقــة وتفانيــه في ســبيل،الموظف بالمؤسسة تــوجب حســن خدمتــه لها

النهوض بها . مثال إذا كــان العمــال مســلمين،كما أنه يلزم العناية بروحيــاتهم

والمؤسســة في خــارج البلــد بــنى لهم المســجد وجعــل لهم اإلمــام إلى غير ذلك.،والواعظ أو بنى لهم المدرسة

ومن الممكن كل تلك األمور، وإن كان العمال كثيرين كعشرات األلوف، وذلك بجعل صناديق خيرية تجمع المال ألجــل تــأمين الــدور والتزويج وبناء المــدارس من التبرعــات، أو جعــل الحصــص لهم في

وربطهم بالبنــك الــتي تعطي،التجارات لتدر األربــاح المضــاربية لهم وتســجيلهم في المستشــفيات والمستوصــفات،القــروض بال فائــدةذلك.إلى غير ،والمعاهد المجانية

إذا كــانت هنــاك،كما أن من الالزم إدخال العمــال في النقابــات وإال تكوين النقابة لهم كاتحاد الطلبة في المــدارس،،نقابات سليمة

فإن النقابة ونحوها توجب ترفيع المستوي الثقافي والمعيشي وغير.ذلك للعمال

والنقابة وإن كانت ضاغطة على اإلدارة، لكن مثل هــذا الضــغط باإلضــافة إلى أن النقابــة،أقــل من الضــغوط الــتي تكونهــا البعــثرة

تقابل بالترفيع لمستوياتهم كما تقدم.

339

الموظفين(( ربية))ت )مسألة( من أهم ما يجب على المــدير اإلهتمــام بــه: هــو تربيــة

من الثقافـة أو االقتصــاد أو االجتمـاع أو،موظفيه في أي بعــد كـانواغير ذلك.

ــيء فإن التربية شيء والثقافة واالقتصاد واالجتماع كل واحد ش آخر، من غير فرق بين إدارة القطــاع الخــاص أو القطــاع العــام، أي الدولة، كما ال فرق في القطاع الخاص بين المنشــئات الصــناعية أو الزراعية أو الخدماتية أو غيرهــا، وهكــذا ال فــرق في القطــاع العــام بين مختلف موظفيه في الوزارات أو غيرهــا، ومن القطــاع الخــاص

.اإلدارات السياسية لألحزاب فإن االهتمام بالتربية ليس فقط إهتماما باإلنتاج، فإن اإلنتاج أي

،لون منه كان ال، ثقافيا أو سياسيا أو عســكريا أو اقتصــاديا أو ماليــا يصل إلى الهدف المرجو منــه إال بصــحة تربيــة القــائمين بــه في أي

منشئة. إال بإدراك العوامــل االجتماعيــة الــتي تــؤثر فيوالتربية ال تمكن

، من تحقيق التطور المتوازن المنسجمالتنمية التربوية، وذلك ألجلغير فرق بين البالد المتخلفة أو المتقدمة.

،التنمية التربوية والتنمية االقتصادية واجبوكما أن التوازن بين ــة، ــة االجتماعي ــة والتنمي ــة التربوي ــوازن بين التنمي ــذلك يجب الت ك والهدف النهائي من التنميــة ليس هــدفا فنيــا أو اقتصــاديا فحســب، وإنمــا هــو هــدف إنســاني يتصــل بســعادة اإلنســان وحيــاة اإلنســان

بصورة عامة. وإنمــا هي،والتربية ليست مسألة اقتصادية وال مسألة اجتماعية

مسألة تطرح موضوع اإلنسان ومستقبل اإلنسان بما هو إنسان. نعم التربية تؤثر بالنتيجــة في اإلنتــاج أي لــون من اإلنتــاج كــان، فأهداف النمو هي أهداف حمايــة اإلنســان وقيم اإلنســان وعالقــات

الناس بعضهم ببعض.ومن الضروري أن يجتنب اإلنسان اإلهمال الذي وقع

340

ــإن،للجانب االجتماعي خالل عملية التنمية االقتصــادية العامة ف شــرعوا،بعضهم زعمــوا أن المهم في اإلنســان التنميــة االقتصــادية

ومن الواضح أنه لو،في ذلك مهملين جانب االجتماع وجانب التربيةن اإلنسان بما هو إنسان.أهمل جانب التربية فاالقتصاد وحده ال يكو

ــادة متوســط ــؤثر في زي ــة االقتصــادية ت ــة من الناحي مثال التربي وتجعــل االســتهالك متجهــا نحــو الحاجــات،االســتهالك لــدى األفــراد

الثقافيــةإنسانية من مثــل المســكن المالئم واإلســهام في الحيــاة ال والصحة وما أشبه ذلك، وتحقق عالقات إنسانية سواء على مستوى األفراد أو على مستوى المجتمـع، وتحقـق مسـاواة أكـبر في توزيـع

ــدخل ــياتهم وجعلهم ،ال ــع نفس ــؤثر في ترفي ــا ت ــإن لكنه ــانا، ف إنس العســكري أواإلنسانية ليست بالجانب االقتصــادي أو االجتمــاعي أو

نحو ذلك ، بل هي فوق كل ذلك، وإذا فقدت اإلنسانية كان كل شيءمن ناحية االقتصاد أو ما أشبه ال يخدم اإلنسان بما هو إنسان.

ومن المعلــوم أن النمــو االجتمــاعي ليس نتيجــة طبيعيــة للنمــو االقتصادي والمســتوى االقصــادي، إال أن الوصــول إلى أكــبر مقــدار من الدخل للفرد ليس هدف األهداف وغاية الغايات، بل هـو وسـيلة من أجــل ســعادة المجتمــع، وســعادة المجتمــع ال تتحقــق باالقتصــاد

ــا أشــبه ــق وم ــل الالزم أنفحسبوملء البطن والمســكن الالئ ، ب ن المطلوب بين دخل يبلغزيبحث اإلنسان عن الصيغة المثلي والتوا

.أقصاه الممكن مع التوزيع العادل ومع النفسية الرفيعة ويلزم أن يكــون هنــاك تــوازن بين االجتمــاع واالقتصــاد، ويكــون

كالهما تحت نظر التربية.

341

))ضرورة التوازن االجتماعي واالقتصادي(( ثم إن الفصل بين التوازن االجتماعي واالقتصادي كثيرا مــا يقــع في بداية االنطالق نحو التنميــة االقتصــادية، ألن االنطالق يعــني فيالواقع انقطاعا في التوازن الذي كان قائما بين االقتصاد واالجتماع. ولهــذا البــد من جــد إعــادة ذلــك التــوازن ضــمن إطــار التنميــة

يالمحدث، فإن السياســة االســتثمارية وتوظيــف رؤوس األمــوال فــة إلى اإلقالل من ــؤدي في البدايـ ــد أن تـ ــة البـ ــروعات منتجـ مشـ االستهالك، أي من االستمتاع المباشر وبعض الخــدمات والســلع فيــه المستقبل بعد النمو االقتصادي المرجو، فإن اإلنسان يترك حوائج

ه ابن ســعد في تقديمــهفالحاضرة لحوائج مســتقبلية أهم، ولــذا ســالحاضر على المستقبل حيث قال: )وما عاقل باع الوجود بدين(.

فإن عقالء العالم دائما يبيعون الوجود بالدين، فطالب المدارس كافــة إنمــا يــذهبون إلى المــدارس ويحرمــون أنفســهم عن التمتــعــاديا أو بلذات الحياة ولذات البطالة، من أجل مستقبل يرجونه اقتص سياسيا أو اجتماعيا أو غير ذلك. وهكــذا نجــد الكســبة يســهرون ليال ويتعبون نهارا ألجل المستقبل، سواء كان مستقبال قريبا أو مستقبال

بعيدا.ــأخرة،وعلي أي حال فالالزم في كل البالد وخصوصــا البالد المت

أن يجهــد القــائمون بــاألمور، ســواء كــان القــائم حكومــة أو،كبالدنا من أجل توفير نمــو متــوازن،شركات أو مؤسسات أو ما أشبه ذلك

بين ما هو إنساني وبين مــا هــو اقتصــادي أو ثقــافي أو اجتمــاعي أو واإلنســان بمــا هــو،غير ذلك، فإن الهدف هو اإلنسان بما هو إنسان

إنسان جدارته وسعادته وأمنه ورفاهه وحاله ومســتقبله ال يكــون إال.باإلنسانية

واالقتصاد وغير االقتصاد إنما يجعل من أجل هذه

342

ؤواالغاية، وليس االقتصاد أو غير االقتصاد هو الهدف، ولهذا خط كمــا خطــؤوا )فرويــد(،)ماركس( في أنه جعلوا االقتصاد هو الهدف

حيث جعل الهدف الجنس. ومن الواضح أن التنمية االقتصــادية أو االجتماعيــة أو السياســيةــة، أو غير ذلك ال تصل في جميع األحوال إلى تحقيق مثل هــذه الغاي وإنما يصل كل واحد ويساهم كل واحــد في تقــدم اإلنســان ورفاهــه

.إذا قورن بالتربية إن اإلنسان ال يستخرج منه الشيء إال مــا يضــعه فيــه، كمــا هــو

فإنك إن لم تضع،مشهور في الفلسفة بأن )فاقد الشيء ال يعطيه( الماء في الحوض ال تأخذ الماء من الحوض وهكذا، ولذا ال يســتخرج

ــير ذلك ،ما هو إنساني مما هو اقتصادي أو فني أو اجتماعي أو غ إال.ىإذا وضع في هذه األمور ما هو إنساني بالدرجة األول

إنساني(( الجانب الية))رعا ــا إال والتنمية االقتصادية واالجتماعية وغيرهما ال تصل إلى غاياته إذا عنيت بالجانب اإلنساني وحاجاته وصحته وثقافتــه، وكلمــا يتصــل

ولذا نرى حيث إن العــالم الخــاص اهتم بالمــادة،بمطالبه األساسية ونسي جــانب اإلنســانية والتربيــة الروحيــة وقــع في مآســي لم تكن

مسبوقة على طول التاريخ المدون. فكل مشروع استثماري أو اقتصــادي أو غــير ذلــك يتطلب تــآزر نوعين من الوسائل، وسائل مادية ووسائل إنسانية، ودراســات علمــة ــية والماديـ ــل النفسـ ــروط العمـ ــير شـ ــرت أن توفـ النفس أظهـ واالجتماعية في المعامل يؤدي إلى توفير اإلنتاج كما وكيفا، وذلك ال

.يمكن إال أن تكون التربية صحيحة والتنمية اإلنسانية الحاصـلة في مصــب واحــد ممــا يثمــر أفضــل الثمر، فليس اإلنسان أمام تنمية اقتصادية وأخرى اجتماعية وأخرى

ثقافية وغيرها ، وإنما اإلنسان أمام تنمية واحدة

343

اقتصــادية اجتماعيـة وثقافيــة وغيرهــا، وبشـرط أن يتــوفر الجــوالتربوي الصحيح.

ــا وإذا كانت الصلة واجبة بينما هو اقتصادي وما هو اجتماعي وم هو ثقافي ألنها كلها أوجه لشيء واحد ال يكمل أحدها إال باألخريــات، كذلك من الطبيعي أن تكون الصلة بين كــل ذلــك وبين التربيــة، بــل

أو كنسبة الصلة، أوالدهاىنسبة التربية إلى جميعها كنسبة األبوة إل بينها بعضها مع بعض، فإن ما هـو تـروبي ألصــق باالجتمـاع ممـا هـو

إلى، وكذلك ألصق بمــا هــو اقتصــادي ممــا هــو اجتمــاعي،اقتصاديذلك.

))التربية والعوامل البنيوية االجتماعية((ــل ــ ــبة إلى اإلدارة العوام ــ ــمل بالنس ــ ــة يجب أن تش ــ ثم التربي

جــانب سـاكن وآخـر،االجتماعية البنيوية، فــإن االجتمــاع لــه جانبـانمتحرك، وألجل ذلك قسموا علم االجتماع إلى:

.: علم االجتماع الساكن1: وعلم االجتماع الحركي.2

كن(())علم االجتماع السا ويقصد بالجانب الســاكن الظــواهر االجتماعيــة الــتي تتجلى في األقسام األساســية المكونــة لالجتمــاع، مثال المظــاهر الســكانية من

وهي تتضمن الهرم الســكاني وتوزعــه على فئــات،الجانب الساكنــه،العمــر وعلى الجنســين ــه وجماعات ــد وقوميات ــاطق البل وعلى من

اللغوية وغيرها. كما تتضمن أثر البيئة الجغرافية في السكان وتكوينهم وتوزعهم ونشاطهم، فمالحظة ذلــك يجب أن تســبق الخطــة التربويــة، وحيث إن المنشئات أيضا امتداد للمجتمع فــالالزم على اإلدارة في تربيتهــا مالحظة هذا الجانب الساكن، فإن اإلطار السكاني هو الوعاء الــذي

تنطلق فيه عمليات التربية، وتشكل بشكله وتأخذ قالبه.

كي(())علم االجتماع الحر وأما علم االجتمـاع الحـركي، فهـو الممتـد من التكـوين الطبقي

ويشــمل الطبقــات االجتماعيــة المختلفــة الــتي توجــد في،للمجتمعالبلد،

344

.حيث يقسم البلد إلى فرق وطبقات مما بينهما حدود فاصلة ولنمثل بذلك بما مثله بعض اإلداريين بنظام الطبقات في الهند،حيث كان المجتمع ينقسم حسب الدين البرهمي إلى أربع طبقات:

ومنها،: طبقة البرهمانيين أو الكهان والعلماء والحفظة الكتبة1.يظهر المعلمون والمشرعون وحفظة الدين والتاريخ والحضارة

وطبقه المحاربين.:2: وطبقة الصناع.3: وطبقة العبيد.4

والهند ليست المثال الوحيد لذلك، بــل كــل مجتمــع ينقســم إلىطبقات.

ــاتهم ــه وتربي ــاره أصــول موظفي فــإذا لم يأخــذ المــدير في اعتب واألماكن الســاكنة واألمــاكن المتحركــة في المجتمــع لم يتمكن من تربيتهم تربية اجتماعية صحيحة، والــذي يهمنــا هــو أن نــدرك أهميــة معرفة البنيــة الطبقيــة للمجتمــع إذا أردنــا أن نخطــط لتربيتــه، فــإنــترك مكانهــا لتكــون متســاوية مــع ــد أن ت الطبقــات الرفيعــة ال تري الطبقات الوضـيعة أو الطبقــات من القسـم المتوســط، فالتخطيــط لإلدارة تربويا يلزم أن يأخذ في نظرة هذه الخصوصية في المجتمع، فيهدف للتخطيط الموجب لتساوي اإلنسان بما هو إنسان، كما قال

إنــا خلقنــاكم من ذكــر وأنــثى وجعلنــاكم شــعوبا وقبائــلســبحانه: .(1)لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم

ثم على المــدير بعــد المعرفــة أن يخطــط للعالج الممكن لتلــك البنية، وأن يكون عامال من عوامــل تغييرهــا حــتى يتمكن أن يتقــدم باإلنسانية إلى اآلمام، وفي ظل تقديمه اإلنسانية إلى األمام تزدهــر

منشئته، أي لون من المنشئة كانت.ــاح ــه ليس المفت ــد ذات ــتربوي في ح ــو ال ــح أن النم ومن الواض الذهبي للنمو االقتصادي أو االجتمــاعي أو الثقــافي أو العســكري أوغيرها، بل يجب أن يقارن بالنمو في سائر األبعاد، فالتغيير التربوي

.13الحجرات: ةسور )?(1345

لبنية المجتمع الطبقية ـ وهي غالبــا في المجتمعــات المتــأخرة ـــو ــئة، إن النم ــط للمنش ــداف التخطي ــزءا من أه ــون ج يجب أن يك الــتربوي يســاعد مســاعدة كبــيرة في تكــوين البــواعث والمواقــفــير والدوافع الالزمة للمنشئة في بعض أبعادها ال في كلها، فإن التغي يساعد على اإلبداع والتجديد لبنيــة المجتــع وغيرهــا بــدال من االتبــاع والتقليد، وحيث إن المنشئة جــزء من المجتمــع يســاعد التغيــير في

اطرادها كما وكيفا.

))التربية والجماعات الضاغطة(( ثم يلـــزم أن ال يفـــوت على اإلدارة أن المجتمـــع مكـــون من جماعات منظمة تمارس ضغوطا كبيرة على التربية حتي ال تحصــل، فالالزم على اإلدارة أن تأخذ ذلك بحسابه، فيما تريــد تربيــة األفــرادــة صــحيحة، فــإن في كــل مجتمــع جماعــات لكــل منهــا بنيتهــا تربي وأهدافها وآثارها وضغوطها، وهــذه الجماعــات ذات أدوار فعالــة في حياة ذلــك المجتمــع، وال يمكن بالتــالي النظــر في شــؤون المجتمــعــع ــئة المزم ــا المنش ــتي منه ــويره وال ــات تط ــه وإمكاني وفي مطالب

إذا لم تقم اإلدارة وزنــا لتلــك الجماعــات،إنشاؤها أو اإلســتمرار بهاولم تدرك تأثيرها، وتدخل ذلك التأثير في المنشئة.

ومن أبرز الجماعات التي تمــارس ضــغوطا كبــيرة على التربيــة عبارة عن الجماعات الدينيــة المنحرفــة والجماعــات اللغويــة،سلبيا

والجماعات االقتصادية والجماعــات السياســية والجماعــات المهنيــة والجماعــات الثقافيــة والمنظمــات النقابيــة ومنظمــات الشــبيبة

ومنظمات النساء وغير ذلك. وال نقصد بالجماعات الدينية هي التي يجب على المجتمع السير

يجب على الذين يقومون،في ركابها، فإن اإلسالم بما هو دين ودنيا بالدنيا السير في ركاب الدين حتى يصــلح دنيــاهم بــأن اإلســالم دين

قال )عليه الصالة والسالم(: ،ودنيا ،اعمل لدنياك كأنــك تعيش أبــدا .(1)واعمل آلخرتك كأنك تموت غدا

.156 ص3الفقيه: ج حضرهي ال من )?(1346

ليس منا من ترك آخرته لــدنياه،وقال )عليه الصالة والسالم(: .(1)وليس منا من ترك دنياه آلخرته

بل المراد من الجماعــات الدينيــة المتطرفــة أو المتحللــة أو مــا أشبه ممن يمارسون ضــغوطا انحرافيــة على المجتمــع، والــتي منــه

المنشئة لتحريفه إلى حيث يريدون هم. ومن الواضح أكثر هــذه الفئــات االجتماعيــة المنظمــة مســتمرة

حتى المجتمعات البدائيــة ونصــف،بصورة دائمة في أي مجتمع كان البدائية، فإن هذه الفئات جزء من تركيبتهــا، باإلضــافة إلى أنهــا من

يـاة االستشـاريةمقومــات الحيــاة االستشـارية الحديثـة حيث إن الح تمــارس مــا تــراه صــالحا،الحديثة تعطي لكل جماعة الحــق في أن

فإن أمثال هذه الجماعات ظــاهرة أو مســتورة توجــه شــتى جنبــاتــة والصــناعية ــة واالجتماعي ــاة السياســية واالقتصــادية والثقافي الحي وغيرها، واألكثر في أمثال هذه الجماعات أنها تسبب تأخير المجتمع

ألنهم يخافون على مكانتهم من أي تغيير.،بكل منشئاته نعم جماعة قليلة من هذه الجماعات ســبب في تقــدم المجتمــع إلى األمام، فإن طــابع اإللــزام والقســر يتجلى من طــرق الضــغوط والتوجيــه الــذي تمارســه مثــل هــذه الجماعــات في كــل شــيء في

المجتمع.ــيء في المجتمع ــ ــئة ش ــ ــانت من،وحيث إن المنش ــ ــواء ك ــ س

ــيرة ــئات الكب ــئاتأالمنش ــتى المنش ــطة وح ــئات المتوس و المنش الصــغيرة، فــإن أثــر هــذه الضــغوط تظهــر بوضــوح في أمثــال هــذهــة، والجماعــات المجتمعات، مثال المنشئة الثقافية تريد تقديم الثقاف االقتصادية تضغط لتقبيل أفراد منها في المنشـئة، وحيث إنهــا تــزود باالقتصاد القوي تتمكن من هذا الضــغط، بينمــا أفــراد آخــرون أولى وأحــرى بــالتعليم والتربيــة، وإذا لم تأخــذ اإلدارة بهــذا االعتبــار تقــع

ضحية

وال آلخرته، دنياه ترك من منا وفيه: )ليس ،156 ص3الفقيه: ج يحضره ال من ظران )?(1لدنياه(. آخرته

347

لمثــل هــذه الجماعــة ممــا يســبب تــأخير منشــئاته، وال تســاهمالمساهمة الفعالة في تقديم المجتمع إلى األمام.

ط((الضوابديم ))تق والحاصل: إن الجماعــات تريــد تقــديم المحســوبية والمنســوبية

ــديم الضــوابط على، على الضــوابط ــواجب على اإلدارة تق ــا ال بينم ال يمكن إال بالتربيـــة الصـــحيحةالمحســـوبية والمنســـوبية، وذلـــك

حتى تتمكن اإلدارة من تقديم الضوابط والموازين على،للموظفينالمحسوبية والمنسوبية.

وأكثر هذه الجماعات تعــبر عن اتجاهــات معينــة تريــد أن تجعــل المجتمع والفرد والمنشئة في خطاها، فإن كل فرد في حياته يخضع

ولضــغط الجماعــات المكونــة لــه خاصــة، وال،لضغط المجتمع عامةــة أو ــه القومي ــل طائفت ــا من مث ــتي ينتمي إليه ســيما الجماعــات ال الجانب الســاكن في المجتمــع على مــا تقــدم، وهــذا الضــغط الــذي يمارسه المجتمع عامة والذي تمارسه الجماعات المنظمة خاصــة ال يقف عند حدود األفراد، بل يتجاوز ذلك إلى المنشئات، وكلما كــانت

المجتمــع كــان الضــغط عليهــا أكــثر، فــإنالمنشــئة أكــثر تــأثيرا في االقتصــاديةالجماعات كمــا تقــدم تريــد الوقــوف في بنيــة المجتمــع

واالجتماعية والتربية والثقافية والمالية وغيرها.ــار الجماعية ،ومن أبرز الميادين التي يتجلي فيها أثر هــذه األفك ويقــوى فيــه ضــغطها وبأســها وصــولتها وجولتهــا عبــارة عن ميــادين المنشئات، فالالزم على المدير أن يكون لبقا وحازمــا في أن يقابــل

اته إلى األمام بكل هدوءئ بما يوجب سير منش،هذا الضغط بالحكمةوسالم.

سـواء كـانت إدارة خاصـة أو،ومن هنا كـان إلزامـا على اإلدارة إدارة عامة بسبب الحكومة وإن كان هذا الشيء بالنسبة إلى الثاني

أن تعلم،أهم وأولى وألزم

348

ــة للمجتمع ــاألثر،البنية االجتماعية بجماعاتها المختلفة المكون وب الــذي تمارســه هــذه الجماعــات ليســتطيع بعــد ذلــك رســم الخطــة الالزمة للتربية الخاصة في منشئته أو التربيــة العامــة في المنشــئتةــالتغلب عليهــا، العامة دون أن يصطدم بعقبات اجتماعية ال قبل له ب وإذا أرادا سير األمور على ما يرام فعليــه أن يتبــع الطــرق الناجحــة

المنسجمة لهدفه. ومن تلــك الطــرق أن يشــرك أفــراد معتدلــة هــذه الجمعاعــات األقرب منه فاألقرب في وضع الخطة ومراحــل اإلنقــاذ، كمــا ســبق اإللماع إلى ذلك بالنســبة إلى المــوظفين في المنشــئة، لكن الكالم

هنا في مسألة أعم من تلك المسألة السابقة. كــان،وكلما تمكن من إشراك الممثلين منها في لجان تخطيطه

أقرب إلى تمكنه من التربية المتوخاة. وال يستهان بمثل هذه الجماعات، فإنهــا هي الــتي تكــون الــرأيــام العام، والرأي العام له من الضغط الشيء المهم، فإن الرأي العــا ــا ومزاياه ــف فئاته ــاغطة بمختل ــات الض ــون من الجماع ــا تك إنم

وخصوصياتها.

))الدولة وميادين التربية العامة((ــأس باإللمــاع إلى أن،وحيث وصل الكالم إلى هذا الموضع فال ب

واجب الدولة في ميادين التربية العامة أن تهتم بعدم تــأثير الضــغط المنحرف عليها، كمــا هــو المشــاهد في العــالم الثــالث كافــة، حيث

ــد،دكتاتورية الدول باستبداد الفرد الواحد بالحكم وتجميع حزب واحــإن،حوله وعدم وجود األحزاب الحرة لتقف من الدولة بالمرصاد، ف

من أبرز الميادين التي يظهر فيها أثر أفكار الجماعات الضاغطة هوــذه ــه ه ــد في ــذي تج ــل ال ــال المفض ــو المج ــة، إذا ه ــدان التربي مي

منطلقا ومرتعا لتحقيق أهــدافها ونشــر مبادئهــاختلفة الجماعات الم وأفكارهــا، خصوصــا المبــادئ واألفكــار المســتوردة من الشــرق

والغرب.وليس غريبا عن أذهاننا أثر المنظمات

349

السياسية في حياة معاهد التعليم، وهكذا أثر أصحاب الفعاليات االقتصادية في توجيه سياســة التعليم، وأثــر أصــحاب الــرأي والــذي يعبر عنهم بالحــل والعقــد في كــل منطقــة أو قريــة في ســير أمــور

التربية وخطتها. وكثيرا ما رأينا في بعض هذه البالد أن الجماعــات الضــاغطة إذا لم يتمكونــوا من توجيــه المــدارس حــاولوا غلقهــا بشــتى الوســائل والسبل، ومن المشــاهد أن تــاريخ التربيــة منــذ نشــأتها حــتى اليــوم

يظهر فيه أثر هذه الجماعات المختلقة في مختلف أبعاد الحياة.ــالرئيس أو مــدير،فعلى المدير سواء كان مدير دولة يعبر عنه ب

أن يهتم بتربية الشــعب بالنســبة إلى،منشئة من مختلف المنشئاتــده، إن أراد ــذين هم تحت ي ــة المــوظفين ال ــة، وأن يهتم بتربي الدول السير باألمن إلى األمام بدون انحراف، مع مالحظة أن ال تــؤثر فيــه جماعات الضغط والمغريات حتى يتمكنوا من تحريف التربية فتكون

التربية الصحيحة.

350

والمنظمات(( المنشئات ))آالت (: في اآلالت للمنشئات والمنظمات، سواء كانت كبيرةمسألة)

ــة أو،أو صغيرة، فإنه تستخدم في المكاتب ـ حكومية أو أهلية ثقافيــة ــاآلالت الكاتب ــددة من اآلالت، ك ــواع متع ــ أن ــا ـ ــناعية أو غيره صــة ممــا ــواع اآلالت الحديث والحاسبة والطباعة وغيرها، وقد تعددت أن يحتاج إليها كل مكتب ومنشــئة على االختالف في االحتيــاج كثــيرا أو قليال، وتهدف اإلدارات العصرية من شــراء اآلالت التابعــة للمشــئاتــزة ــال اآلالت والجه ــة، فإدخ ــددة للمنظم ــراض متع ــق أغ إلى تحقي

الحديثة إلى المكاتب لها فوائد كثيرة مثل:

))فوائد التزويد باآلالت الحديثة(( : زيادة في سرعة األعمال، فإن القيــام باألعمــال بواســطةأوال

لوضــوح إن األعمــال ســريعة،اآلالت يؤدي إلى السرعة في إنجازها كمــا هي، فكيف بمــا إذا كــانت كهربائية،بآالتها حتي إذا كانت يدوية

المتعارف اآلن. وحــتى،: إنها ال تتعب اإلنسـان كمــا يتعبــه إذا عمــل بيــدهوثانيا

اآلالت اليدوية أقل أتعابا من اليد وحدها. وتظهــر فائــدة الســرعة وعــدم التعب فیمــا يلــزم القيــام ببعض

في أوقات محددة وقصيرة، مثل تحضير رواتب المــوظفين األعمال في المنظمة في وقت قصير وقبل بداية العطلة الرسمية وما شابه

ذلك. : إشــعار الموظــف بالرضــا، حيث إنــه يشــعر بالــدخول فيثالثا

الحضارة الحديثة أكثر فأكثر. حيث تســـاهم اآلالت بتخفيض،: تخفيض في التكـــاليفالرابع

وذلــك بتخفيضــها في،نفقات القيــام باألعمــال المرتبطــة بالمنشــئةعدد الموظفين

351

في توفيرها الغرف والمكــاتب الــتي تخصــص للمــوظفين، فــإن اآللة تستطيع أن تقــوم باألعمــال العديــدة ممــا لــوال اآللــة احتــاجت ،المنشئة إلى موظفين أكثر، فهي تحل محلهم في القيام باألعمــالــال اآلالت إلى ــد إدخ ــوظفين عن ــدد الم ــرة في ع ــق وف ــذا يتحق ول

المنشئات مما يستغني عن جملة منهم. ويمكن اإلســتفادة من هــذه الــوفرة في األيــدي العاملــة في

ــثرة،مجاالت أخرى من مجاالت الحياة التي تعددت واحتاجت إلى كــان ــير من األحي من الموظفين، ولهذا السبب فإن الموظفين في كث ينظرون إلى اآلالت نظرة خوف وريبة، وذلــك خشــية أن تحــل هــذهــطرون للبحث اآلالت محلهم في المستقبل فيفقدون وظائفهم ويض عن وظائف جديدة في مجــاالت عمــل أخــرى، وكــذلك يخــافون من

تقليل األجور لقانون العرض والطلب. : الدعاية والمفاخرة، فإن بعض المنشئات تقوم بشــراءخامسا

اآلالت الجديـــدة والغاليـــة الثمن أحيانـــا بهـــدف الدعايـــة لنفســـها والمفاخرة أمام المنظمات األخــرى، وألجــل ظهــور المنظمــة أمــامــك الجمهور بأنها منظمة متقدمة ومتمشية مع متطلبات العصر، وذل ،بــدون األخــذ بعين االعتبــار مــدى حاجــة المنظمــة إلى تلــك اآلالت وتوفير كمية العمل الالزمة لتشغيلها باســتمرار أو غــير ذلــك، وإنمــا الهدف الدعاية، ومن الواضــح أن للدعايــة أثرهــا الفعــال في تــرويج

البضاعة أو ما أشبه البضاعة. : زيادة الدقــة في العمــل، فــإن الدقــة من أهم مــيزاتسادسا

ــة،اآلالت الحديثة، فاإلنسان يخطئ أحيانا أثناء قيامه بعمله لكن اآللــأ يكـــون ناتجا ــله منال تخطئ، وإذا أخطـــأت فـــإن الخطـ في أصـ

اإلنسان الذي يشغل اآللة أو يعد البرنــامج لهــا، نعم تخطئ اآللــة إذاعطبت، وذلك

352

.مبحث آخر ودقة اآللة في القيام باألعمال يؤدي إلى تقديم خــدمات أفضــل

إلى جمهور المستفيدين. ــادة في األمن والســالمة في المنظمةســابعا فــإن وجــود،: زي

اآلالت يقلــل من فــرص الســرقات واالحتيــال واللــف والــدوران في كما يقلل من فرص الحرائق فيها.،المنظمات : إراحة الموظفين من األعمال الروتينيــة، فإنــه توجــد فيثامنا

المنظمات بعض األعمال التي تعتبر روتينيــة ومملــة وغــير مرغــوب أو من قبــل الجمــاهير المــراجعين لإلدارة،،فيها من قبل الموظفين

،فإن إعطاء مثل هذه األعمــال الروتينيــة لآلالت المكتبيــة لتقــوم بهايقلل من تذمر الموظفين ونفورهم ونفور الجماهير من المنشئة.

ــك ــل تل ــام بمث ــالتعب من القي ــل وال ب ــعر بالمل ــاآلالت ال تش ف األعمال، وإن كانت اآللة أحيانا تتعب بمعنى أن الواجب إراحتهــا من جهة ارتفاع الحرارة فيها بسبب الحركة المستمرة الموجب لعطبهــا

أو ما أشبه ذلك. إن اآللــة تقــوم مقــام جملــة من، التوســعة في العملعاشرا:

وبدون اآللة يكون الناتج قليال، ومعه يكون كثيرا.،الموظفينــةالحادي عشر: تقليل الموظفين، حيث تقوم اآللة بعمل جمل

ــرز الرســائل،من المــوظفين ــرز بف ــة الف ــوم آل ــد تق مثال في البريــوجب وتخصيص كل جملة من الرسائل للبلد المرسلة إليه، وذلــك ي

تنقيص عدد الموظفين إلى الربع أو الخمس مثال وهكذا. أنــه ربمــا ال تتحمـل،والفرق بين هـذا وبين التوســعة في العمل

المؤسسة لضيق مكانهــا أو مــا أشــبه إلى اســتيعاب عــدد كبــير من،الموظفين، فاآللة توسع العمل بدون االحتياج إلى االستيعاب

353

ــبه بينما تقليل الموظفين يخفف من مشاكلهم ورواتبهم وما أشذلك.

إعطــاء حاجــات الجمــاهير أســرع، مثال معمــلالثاني عشــر: بينمــا ليس كــذلك إذا كــان هنــاك،التخبيز يعطي الخبز أللف إنسان

موظفون يقومون بالتخبيز. كالجمــال، يأتي من اآللــة مــا ال يــأتي من غيرهاالثالث عشر:

وغير ذلك.، وإفراغ الهواء في المعلبات،في الخياطة

اآلالت الحديثة((دام ))عيوب استخ لكن في نفس الوقت لآلالت الحديثة عيوب، وإن كــانت المزايــا

ولهذا يستخدمها المديرون في مؤسساتهم مثال:،تفوق العيوب فلكــل آلــة أو جهــاز من اآلالت،اآللــة قليلــة المرونةاألول:

وعند مــا ال يتــوفر،واألجهزة المكتبية أعمال مخصصة لها وتقوم بها ، فإنهــا تبقى متوقفــة بــدون عمل،العمل في مجــال اختصــاص اآللة

بعكس الموظف الذي هو إنسان حيث يستطيع أن يقوم بالعديد مناألعمال وأن يتدرب على أي نوع من أنواع العمل.

: إنها عرضة للكسر والتلــف، وهــذا يجب أن يؤخــذ بعينالثاني كسر أو تلــف في اآللــة إلى توقــف األعمــالاالعتبار، فقد يؤدي أي

وال سيما إذا لم يكن متوفرا في المنظمــة ســوى آلــة،في المنظمةيواحدة، وهذا وإن كان يقابل بمرض الموظف أو غ ابه اضطراريا، إال

أن المرض والغياب أقل في االعتبار من الكسر والتلف. اآللة تحتاج إلى موظفين مدربين ومتخصصين لتشغيل :الثالث

ءاآلالت، خصوصا إذا كانت معقدة، ونفقات الحصول على هؤال

354

الموظفين المتخصصين لآلالت تكون مرتفعة في بعض األحيان،ــاب ــة الكتس ــودين في المنظم ــوظفين الموج ــدريب الم ــا أن ت كم المهــارات الالزمــة لتشــغيل تلــك اآلالت يكلــف المنشــئة كثــيرا من

وخصوصــا إذا كــان،الناحية الماليــة، بــل والناحيــة االجتماعيــة أيضــاالتدريب يتم خارج البالد.

بينمــا ليس اإلنســان،: كثيرا ما تــوجب اآللــة الضوضــاءوالرابعكذلك.

ــة الوســاخةوالخــامس ــط،: تنشــر اآلل ــاج إلى النف من االحتي ليس كذلك اإلنسان.،والدهن وسائر المواد

ــا الوالســادس ــة مم ــوازم خاص ــية ول ــة تتطلب قرطاس : اآلليتطلب اإلنسان بمثل ذلك.

والصيانة الدائمة تكلف،: اآللة تحتاج إلى صيانة دائمةوالسابعاإلدارة مبالغ من المال والموظفين.

ــيرة من رأسوالثــامن ــالغ كب : شــراء اآلالت تتطلب إنفــاق مبالمال.

وتحل محلها،: إن اآلالت الحديثة تصبح قديمة بسرعةوالتاسع ممــا،اآلالت األكثر حداثة، فإبقاؤها يوجب تــأخر المنظمــة اجتماعيــا

ــاح ــائج واألرب ــؤثر في النت ــير من،ي ــال كب ــاق م ــف إنف ــديلها يكل وتبالمؤسسة.

ــدوالعاشر ــتر الي ــاء أو ب ــة الكهرب ــار من جه ــة أخط : في اآلل كما في آالت النجارة والحدادة و غيرهما.،والرجل أو نحو ذلك

: إن اآللة في كثير من األحيان توجب تخريبوالحادي عشر

355

العمارة من جهة تحريكها الجدران ونحوها مما يوجب تصدعها.ــاني عشر ،: تقليــل فوائــد األطعمــة الــتي تصــنع باآللةوالث

حيث تحرق اآللة المـواد الحيويـة،كالطحن بواسطة الكهرباء ونحوه إلى غير ذلك.،من األطعمة والحبوب ونحوها

))آالت الراحة(( ثم مرادنا باآللة في هذا المبحث غير اآللة التي توفر للموظفين

بــل كــذلك ليس المبحث،ت والمكيفــات والمــدافئدا كالبرا،الراحة في مثل التلفون ونحوه مما اإلنسان بحاجة إليــه عمومــا، نعم هــذه ،اآلالت الخارجــة عن اآلالت المكتبيــة تــؤدي بعض الفوائــد الســابقة

كالمظهر الالئق وسرعة إنجــاز األعمــال ونحوهــا، كمــا أن لهــا بعضاألضرار السابقة كالخطر واالحتياج إلى الصيانة وإيجاد الضوضاء.

))الدراسة قبل شراء اآلالت(( ثم إنه يجب على الرئيس أو الشخص الملقى إليه مهمــة شــراء

أن يتمهل قليال قبل الشراء ويقوم بإجراء دراسة شاملة حول،اآللة الموضوع، وعلى ضوء هــذه الدراســة يســتطيع أن يتخــذ قــراره في

ا من أي جهةخصوص هذا السؤال: هل هناك حاجة ماسة إلى آلة ممن الجهات السالفة الذكر.

وإذا كان الجواب باإليجاب فيأتي دور سؤال الثــاني: إن أيــة آلــةيجب اختيارها.

والغالب أن الجــواب عن الســؤال األول باإليجــاب، وذلــك يعــودــاتب ــواء في المك ــة س ــال المكتبي ــيرة في األعم ــادة الكب إلى الزيالحكومية أو مكاتب سائر المنشئات حتى مثل المدارس وما أشبه.

لكن من الضــروري على الجهــة المكلفــة بشــراء اآللــة إن رأىــل أو ذلك مناسبا أن يسأل عن نفسه، هل من الممكن تبسيط العم حذفه أو تغيير الطريقة التي يتم بها بحيث يكون باإلمكان االســتغناء

عن الحاجة لشراء اآللة.فإذا كانت الحاجة إلى العمل واضحة وال يمكن حذفه فهل هذا

356

العمل يبرر شراء اآللة، ألنه بالمقارنة قــد يــرى أن ال حاجــة إلى وإذا اتضــح للجهــة،شــراء اآللــة لكــثرة التكــاليف أو مــا أشــبه ذلك

المسؤولية عن اشتراء اآللة أن الحاجة ماسة لشراء اآللــة، فــالالزم أن يالحــظ ويتســاءل عن نــوع اآللــة المناســبة للقيــام باألعمــال في

.المنشئةــوع،ففي السوق والمعارض أنواع متعددة من اآلالت وأن لكل ن

يجب أن تؤخــذ بعين االعتبــار قبــل الشــراء، فعليــه أن،مزايا وعيوبا مثل هــل هــذه اآللــة،يأخذ بعين االعتبار جميع الجوانب قبل الشراء

وهل هذا يسقط عن االعتبار بعــد مــدة بتغــيره إلى،متينة أو ضعيفة ومــا هي أفضــل آلــة من بين اآلالت المتــوفرة في،آلــة أخــرى أو ال

وأكثرها مالئمة للقيام بأعمال المنشئة، مــع مالحظــة وضــع،السوقالمنشئة ومكانتها.

ثم يسأل ما هي الفوائد التي ستجنيها المنظمة من شــراء هــذه اآللة، فهل هذه اآللة تؤدي إلى إنجاز األعمال بسرعة مطلوبة، وهل

ــوظفين،تخفض هذه اآللة في التكاليف اإلدارية ، ألنها تسد مسد الم وهل أنها تقلل من األخطاء وزيادة الثقة في القيام باألعمــال، وهــل أنها توجب إراحة الموظفين من األعمال الروتينية المملة، إلى غــير

ذلك من الفوائد التي تقدمت. بشراء اآللة االستفســار من المنظمــاتوبإمكان الجهة المكلفة

األخرى التي تستخدم تلك اآلالت، ألخذ فكرة عن مزاياهــا وعيوبهــا، تأخــذ فكــرة عن تلــك اآلالت منكما أن بإمكان الجهــة المكلفــة أن

لكن بشرط أن يكــون الوكيــل أو البــائع مأمونــا في،وكيلها أو بائعها صدقه ال حريصا على الــبيع، ألن البــائع والوكيــل غالبــا يــبين المزايــا

ويقلل كثيرا من عيوبهــا أو ينفيهــا إطالقــا، فــإذا،التي تتمتع بها اآللة أرادت الجهـة المكلفـة بشـراء اآللـة االعتمـاد على البـائع والوكيــل،

فالالزم

357

أن يكون على علم بسابقهما من صحة القول واإلنصاف. فالالزم أن يجمــع الــرئيس أو الجهــة المســؤولة،وعلى أي حال

كمية كبيرة من المعلومات عن اآللة التي يفكر في شرائها، كمـا أن على الجهة المسؤولة أن يتساءل أيهما أفضل اإليجــار أو االشــتراء،

ــا،إذ حال اآللة حال السيارة والدكان والدار وغيرها قد يكون إيجاره أفضل وقد يكون شراؤها، وإذا تمكنت الجهــة المســؤولة من فحص اآللة واختبارها قبل اإلشتراء للتأكيــد من مزاياهــا واكتشــاف عيوبهــا

ــوا ــك، س ــل ذل ــادرا على ذلكءيجب أن يفع ــان ق ــه إذا ك أو، بنفسباستخدام مهندس يتمكن من االختبار.

))شرائط اختيار اآلالت(( ثم على الــرئيس أو الجهــة المســؤولة أن يــراعي قبــل اختيــاره

األمور التالية:

يل(())سهولة التشغ : سهولة تشغيل اآللة، فإن سهولة تشغيل اآللة يعتبر مناألول

وبعض اآلالت تشــتغل،مزاياها، إذ بعض اآلالت ال تشغل إال بصــعوبةــار بسهولة، ثم إذا اشتغلت اآللة بســهولة يجب أن يأخــذ بعين االعتب

المفضل بينها وبين اآلالت األخرى. إذ من الممكن أن تكون آلـة أكـثر سـهولة من هـذه اآللـة، فــإن سهولة تشغيلها تسهل عملية الموظفين في التشــغيل، كمــا تســهل تدريبهم عليها في وقت قصير وبتكلفة أقــل، وتكــون اآللــة بالنتيجــة تنجز األعمال بسرعة وتقلل من التعب، كما أنها تقلــل من األخطــاء التي يمكن أن ترتكب أثناء القيام بعمل التشكيل، فكلما كان أقصــر

كانت األخطاء أقل.

(())المتانةــدادالثــاني ــة حيث تســتخدم بواســطة أع ــإن اآلل ــة، ف : المتان

مختلفة

358

ــير من المــوظفين ال،من الموظفين وتحت ظروف متفاوتة وكثــف يهتمون بالحفظ، فإذا لم تكن اآللة قوية متينة تكون معرضة للتل بســرعة، وتســبب بــذلك الخســارة للمنظمــة، فــالالزم على الجهــة

اشتراءهايريد والمقايسة بين اآللة التي ،المسؤولة مالحظة المتانةوبين سائر اآلالت التي هي من هذا النوع.

(())المرونة والمراد بالمرونة إمكان استخدام اآللة للقيام،: المرونةالثالث

بأنواع متعددة من األعمال، فإذا كانت كميــة العمــل المتــوفرة لــدى المنشئة من نــوع واحـد من األعمـال ال تكفي لبقــاء اآللـة في حالـة عمل مستمر، فإن من األفضل شراء آلة تتوفر فيها المرونــة بحيث تستطيع القيــام بــأنواع متعــددة من األعمــال، لكي يكــون باإلمكــان

كماكنة الخياطة التي تخيط وتطرز،االستفادة منها في تلك األعمال وغير ذلك، وأحيانا تكون ماكنة واحدة تقوم بعشــرة من األعمــال أو

أكثر. أما إذا كانت كمية العمل في المنشــئة كافيــة لبقــاء آلــة مــا في

فإن من األفضل شراء آلــة متخصصــة في ذلــك،حالة عمل مستمر النوع من األعمال، ألنه ال تكون هناك فرصة لبقاء اآللة بــدون عمــل

ألنــواع األخــرى من األعمــال، والغــالب فيلحتى تستخدم مــا فيهــا المنشــئات خصوصــا المنشــئات الكبــيرة احتياجهــا إلى األعمــال

المتعددة فيكون النوع األول هو المفضل.

بلية التكيف(())قا : قابلية التكيف، فإنه يجب على الجهة المسؤولة مراعاةالرابع

قابلية اآللة للتكيف مــع األنظمــة والترتيبــات المتبعــة في المنظمــة، بحيث يكون باإلمكان اســتخدام اآللــة بــدون إدخــال تغيــيرات كبــيرة

وعلى مصــــادر، وعلى النمــــاذج والســــجالت،على اإلجــــراءاتالمعلومات الموجودة في المنشئة.

فآلة قابلة للتكيف مع الوضع الحالي للمنظمة أفضل من آلة

359

ــاذج ــميم النم ــادة تص ــئة إع ــا في المنش ــري يتطلب إدخاله أخــادر ــات ومصـ ــرتيب الملفـ ــادة تـ ــة وإعـ ــتخدمة في المنظمـ المسـ

المعلومات وغيرها من التغييرات. ،كما أن المنشــئة إذا كــانت عازمــة على التغيــير بعــد ســنة مثال فالواجب أن تكون اآللــة قابلــة للتكيــف، بــأن تكــون ذات فائــدة في الحال الحاضر وذات فائــدة في المســتقبل، إلمكــان تكيفهــا حســب

تكيف المنظمة.

ية الحمل والنقل(())قابل : قابلية النقل والحمــل، فإنــه في كثــير من األحيــان الالخامس

أو، إذ تنقل من موظف إلى موظف آخر،تبقى اآللة في مكان واحد من غرفة إلى غرفة أخرى، ولذا فإن خفة وزن اآللة وســهولة نقلهــا توفر كثيرا من الجهد أثناء نقلها وتحريكها من مكان إلى مكان آخر،

خصوصا إذا كانت المنشئة تريد االنتقال إلى محل آخر أو بلد آخر.ــل ويالحظ أن االتجاه الحديث في اآلالت المكتبية هــو في التقليــودة ــوقت على ج ــع المحافظــة في نفس ال ــا م ــا وحجمه من وزنه

ــير ــر الكب ــون المظه ــاس يحب ــير من الن ــا، نعم كث ــذا ال،نوعيته وله يالحظون هذه الجهة، وإنما يالحظون كبر المظهــر، وذلــك أمــر آخــر

غير ما نحن بصدده. وعلى أي حــال، فعلى كــل مــدير أن يختــار مــا يليــق بمقصــده وهدفه، وأن ما ذكرناه من قابلية النقل والحمل وسهولتهما إنما هــو

ويستثنى منه ما استثنيناه من إرادة المــدير المظهــر،األصل األوليأو نحو ذلك.

دمات الصيانة(())خــاالسادس ــوفر له : خدمات الصيانة، بمعنى اختيار اآللة التي تت

ــا ــوفر له ــا يت ــار وخــدمات الصــيانة في وقت ســريع، كم قطــع الغيــار أو ــوفر قطــع الغي ــيرا مــا ال تت ــه كث الموظفــون األخصــائيون، فإن موظفون، فمثل هذه اآللة يجب أن تعطى األولوية عن اآللة األخرى

التي يصعب

360

الحصول على ما تحتاجه تلك اآللــة من القطــع والخــبراء الــذينيتمكنون من إدارتها عند االحتياج.

كاليف االحتياج(())تــذينالسابع : تكاليف تشغيل اآللة وقطع غيارها والمــوظفين ال

يقومون بالتشغيل وما أشــبه ذلــك، فإنــه عنــد المفاضــلة بين أنــواع فإن مالحظة تكاليف،متشابهة من اآلالت من حيث المزايا والعيوب

، أو تصــليحها أو تعــويض قطــع الغيــارالتشغيل لها ابتداء أو استدامة تفيــد عنــد إجــراء المفاضــلة بين،في صــورة عطب بعض القطع

اآللتين، وأقل اآلالت تكلفة من ناحية التشغيل تعتبر أفضــل بالنســبة.إلى المؤسسة

وتتضمن تكاليف تشغيل المواد الالزمة لآللة والمعدات الخاصــة التي تحتاجها والنماذج ومساحة المكتب التي تشــغلها والمحروقــات

ــا،أو الطاقة التي تحتاج إليها ألجل تشغيلها، واإلصالحات الالزمــة له وقد تحتاج إلى، إلى النفظ من القسم الراقي الغاليمثال قد تحتاج

ــارف ــم المتع ــط من القس ــافل،النف ــم الس ــاوت، أو من القس وتفالقيمة بينها كثيرة.

يات التشغيل(())خصوص : خصوصيات التشغيل، مثال قد تحتاج اآللة إلى الكهربــاءالثامن

ــد،،القوي بحيث إذا أطفئت الكهرباء لم يمكن تشغيلها بسبب المول فإن مثل هذه اآللة مفضولة بالنسبة إلى اآللة التي تشــتغل بالمولــد

.أيضا هذا بالنسبة إلى البالد التي تنطفئ الكهربــاء فيــه كثــيرا، ككثــير من البالد المتخلفة كالشرق األوســط ونحــوه، فــالالزم اشــتراء آلــة

تشتغل حتى بالكهرباء المنبعثة من المولد.

ة الشركة المنتجة(())شهر : شهرة الشــركة المنتجــة لآللــة، فإنــه غالبــا الشــهرة الالتاسع

تكون إال واقعية، فعلى الرئيس أن يعتمد عليها ليتأكد من مزايا اآللة الفنية، ولذا فإنه يعتمد في بعض األحيان على شهرة المصنع المنتج

وعلى،لآللة

361

أمانــة واســتقامة وكيلهــا، فيطلب من الوكيــل أن يــزوده باآللــة الجديــدة ويأخــذ منــه الضــمانات والكفــاالت على جــودة اآللــة، لكنــتي انبعثت من الشهرة التي هي قابلة لالعتماد عليها هي الشهرة ال قدم المصنع وبقي على الشهرة، وإال فالشهرة الوقتيــة ربمــا تكــون

زائفة ومنبعثة عن الدعاية.

ظر اآللة(())من : المنظر والمسمع العــام لآللــة، فــإن المكتب إذا طلبالعاشر

آلة جديدة جيدة في التصميم يجب أن يالحظ أيضا أن تكون جميلــة وال تزعج األذن بصوتها،بالمنظر بحيث تسر العين عند ما تنظر إليها

وضوضـائها، فــإن مثــل هـذه اآللـة ال تكــون مزعجــة للعين أو األذن،وتكون جالبة للزبائن أكثر فأكثر.

ــدان فكما أن النفس تريد الشيء الجيد فالعين واألذن أيضــا يري الشيء الجيــد، وكــذلك بالنســبة إلى األنــف، فــإذا كـانت هنالــك آلــة تشتغل بالنفظ المحروق وأخرى بالنفط األبيض وفرض عدم أهميــة القيمة بالنسبة إلى المؤسسة، فــالالزم اشــتراء اآللــة الــتي تشــتغل بالنفط األبيض ال التي تعمل بالنفط المحروق، وكذلك اآللة النفطية

والكهربائية إلى غير ذلك.

ين الشراء واإلجارة(())ب : الرهن واإلجارة أو الـبيع، فـإذا أمكن لإلدارة كالالحادي عشر

األمرين لوحظ أقلهما تكلفة، كما تقدمت اإلشارة إلى ذلك.

دوام األجهزة(()) اآللة، فإذا كــانت هنالــك آلتــان متســاويتاندوام : الثاني عشر

من جميع الحيثيات إال أن إحــداهما أدوم، فــالالزم تقـديم هـذه اآللـة على اآللة التي هي تكون أقل دواما، فإن اآللة قد يكون ثمنها أغلى من ثمن آلة أخرى مماثلــة لهــا، ولكن تبقى ذات الثمن األعلى مــدةــرائها من أطول، فإن اآللة الغالية الثمن تبدو أكثر فائدة وأفضل لش

اآللة األخرى بالنسبة

362

ــواع إلى المنشئة، فإذا أراد المدير اختيار آلة ما من بين عــدة أنــتين ــاك آل ــدى المفاضــلة بين اآلالت أن هن ــبين ل ــإذا ت من اآلالت، ف متساويتين بالنسبة للعناصر المذكورة سابقا، كالمتانة والمنظر ومــا

ففي مثــل هــذه الحالــة فــإن عنصــر تكلفــة اآللــة يؤخــذ بعين،أشبه ويكون هو العنصر الحاسم في اتخاذ القرار.،االعتبار

ويدخل في تكلفة اآللة المقسطة أولى من اآللة التي يجب دفع قيمتها مرة واحدة، وكذلك اآللة الــتي يمكن اســتبدالها بآلــة جديــدة وما أشبه ذلك، فإنه قد تكون اآللة التي يمكن اســتبدالها عنــد نفس الشركة أفضل من اآللة التي ال يمكن استبدالها عند نفس الشــركة،

وإنما يجب أن تباع باألسواق.

))التنسيق بين اآلالت(( كاآلالت،ثم إذا أراد المدير اشتراء آالت متعددة من جنس واحد

فمن األفضــل أن تكــون موحــدة في،الكاتبة أو الحاسبة أو ما أشبه الجنس والشكل وسائر الخصوصيات، ألن توحيد اآلالت في المكتب

كالحصول على اآلالت بتكاليف أقل، وبتحقيق ذلــك،الواحد له فوائد والمرونــة والســهولة في،في المفاوضات عند توقيــع عقــد الشــراء

الخدمــة والصــيانة والقيــام باســتخدام تكــاليف أقــل والتخفيض في وإعطــاء منظــر متناســق،تكاليف تدريب الموظفين بتشــغيل اآلالت

وجميل للمكتب الذي توضع فيه آالت من نوع واحد. اللهم إال إذا كــان المطلــوب التنــوع لجلب الزبــائن أو جمــال

ــوع األزهــار واألطعمــة واأللبســة،المظهر كمــا نشــاهد ذلــك في تن،والمساكن والمراكب وغيرها ــا حيث خلق اإلنسان متطــورا ومتطلب

للتنوع.ثم إذا كانت هناك آلتان يمكن استخدام أية واحدة منهما أو

363

اشــتراؤهما أو مــا أشــبه، فــالالزم إجــراء مقارنــة بين التكــاليف السنوية للقيام بالعمل بواسطة اآلالت اليدويــة واآلالت اآلليــة، فــإذا تبين نتيجة الدراسة تفوق إحدهما على األخرى بــأن كــانت تكاليفهــا أقل أخذ بها، أما إذا تساوت الوسيلتان من حيث التكلفة فالالزم أن

أو تلك على هذه.،يالحظ الجهات األخرى في ترجيح هذه على تلك مثال يفضـــل الخـــبراء بالنســـبة إلى البلـــدان الناميـــة أن تأخـــذ

ــائل اليدوية ــبة البطالة،بالوس ــك تقليال من نس ــير، ألن في ذل وتوف وفيــه أيضـا تقليــل من المشـاكل،فرص عمل للعـاطلين عن العمل

الناجمة عن اآلالت اآللية. لكل من الوسائل اليدويــة والوســائل اآلليــة فوائــد وأضــرار،إذا

ولهم الـرواتب،مثال الوسائل اليدوية بحاجة إلى مــوظفين متعـددين واألجور والعالوات والمكافئــات والتقاعــد واالمتيــازات األخــرى، أمــا ،بالنسبة إلى الوســائل اآلليــة، فإنهــا تحتــاج إلى أقــل من مــوظفين

لكنها تحتاج إلى تكاليف المــوظفين الــذين يقومــون بتشــغيل اآلالت،وتكاليف الصــيانة ، أو تكــاليف اســتيجار اآللـة إذا كـان ذلــك مناســبا

والقرطاسية، أو القوة المحركة لآللة،وتكاليف التيار الكهربائي مثال وما إلى ذلك.،واللوازم األخرى لآللة والتجهيزات المكتبية

وقد تقدم أن الالزم مالحظة سمعة المنشــئة أيضــا، فــإن اآلالتــثر ســمعة من الوســائل اليدوية ــة أك ــة اآللي ــا أن اآلالت،الحديث كم

اليدوية أكثر إبقاء لفوائد األطعمة كالرحيات الهوائية أو المائية حيث تبقي فوائد الحبوب المطحونــة، وليس كــذلك الرحيــات الكهربائيــة،

فتكــون أقــل،إنها تحرق قسما من القوى الكامنة في الحبوبحيث فائدة من المطحون من الحبوب بسبب الرحيات اليدوية أو الهوائية

و ما أشبه ذلك على ما تقدم.أأو المائية

364

ــبب وقد يقدم إحداهما على األخرى من جهة إزعاج الجيران بس حيث تحدث اآلالت اليدوية الضوضــاء،اآلالت اليدوية دون الكهربائية

المزعج للجيران.

((في استخدام اآلالت))مما يلزم على المدير ثم على الرئيس أمور:

ــوظفيناألول : وضع خطة الستعمال اآلالت، حيث إن بعض الم ال يحتاجون إلى اآللة باستمرار، بل إنمــا يحتــاجون إليهــا في أوقــات محــددة، فألجــل االقتصــاد في النفقــة على المــدير أن يضــع خطــة

وبهــذا يكــون قــد حقــق،الستعمال اآللــة بحيث يــزود الموظــف آخراستفادة كبيرة من اآللة.

: توفــير الصــيانة الالزمــة لآللــة، فــإن خــدمات الصــيانةالثانيــؤدي ضرورية لآللة لكي تبقى اآللة في حالة جيدة وتطول عمرها وت إلى تحقيق أكبر اســتفادة منهــا، وفي المنظمــات الكبــيرة غالبــا مــا

أمــا اإلدارات الصــغيرة فمن األفضــل أن،تنشأ إدارة لصــيانة اآلالت تتعاقــد مــع بعض المنظمــات المتخصصــة بالصــيانة وخدمــة اآلالت

لتقديم خدمات الصيانة لآلالت الموجودة فيها. العمــل، فــإنء: التأكيــد من أن اآللــة مغطــاة بعــد انتهاالثالث

الغبار واألوساخ واألتربة والشمس وما أشــبه عــدوة لآللــة، وتــوجب فســادها وعطبهــا، فبعــد انتهــاء الــدوام واالســتفادة من اآللــة يجب

لحمايتها من الغبار ونحوه أن تغطى.: تدريب الموظفين على أفضل الطرق الستخدام اآللة،الرابع

365

فإن استخدام اآللة بواســطة موظــف غــير مــدرب تــدريبا كافيــاــدريب المــوظفين على،يؤدي إلى سرعة عطبها وإتالفها ولذا فإن ت

اآللة يحقق فوائد جمة. : سياسة محددة الستبدال اآللة القديمة، فإنه عند مــاالخامس

أو يــأتي إلى الســوق آلــة،ترتفع تكاليف صيانة اآللــة وتصــبح قديمة فمن األفضل بيع اآللة القديمة واستبدالها بآلة حديثة.،أفضل

إذ تتطلب،: جمع األعمال المتشــابهة في محــل واحدالسادســل ــيرة من العم ــات كب ــود كمي ــلاآلالت وج ــة عم ــا في حال إلبقائه

مســتمرة، فــإن تجميــع األعمــال المتشــابهة يــوفر لآللــة العمل كما أنه يؤدي إلى التقليل من تكاليف القيام به.،باستمرار

: الحرص على توحيد اآلالت المكتبية في المنظمـة كمـاالسابع تقدم، فإن ذلك يسبب تقليــل نفقــات المــوظفين لوحــدة العمــل إال

فيما استثنيناه. : القيام بعملية جرد لآلالت الموجودة في المنظمــة كــلالثامن

ستة أشهر مرة أو كل سنة، فإن القيام بعمليــة جــرد شــاملة لآلالت الموجودة في المنظمة مرة كل عام أو كل ستة أشهر أو مــا أشــبه

كالتأكــد من أن اآلالت المكتبيــة المســجلة في،يحقق فوائد عديــدة وكتــوفر،ســجالت المنظمــة ال تــزال موجــودة في حيــازة المنظمة

فرصة للتفتيش على حالــة اآللــة للتأكــد من الصــيانة والعنايــة الــتي وكاكتشــاف اآلالت الموجــودة في المنظمــة بــدون عمــل، أو،تلقتها

،بأعمال متراكمة عليها أكثر من قدرتها وقابليتها مما يــوجب عطبها حتى يتخذ اإلجراءات المناسـبة لالسـتفادة منهـا اسـتفادة متوسـطة

بين

366

ــوجب ــة الجــرد والتفــتيش ت ــط، كمــا أن عملي اإلفــراط والتفريــالخ،اإلطالع على ما إذا حصل لآللة خطر يوجب االجتناب عنه كانس

الكهرباء عن جلدها مما يوجب التكهرب ونحو ذلك.

))تملك اآلالت واستيجارها(( ثم إن الغالب في معظم المنظمات العالمية بالنسبة لآلالت كما

بل وسيارات النقل، تملك اآلالت والمباني،هي بالنسبة إلى المباني وكـــذلك بالنســـبة إلى الحكومـــات، لكن في األزمنـــة،ومـــا أشـــبه

ــركات ــير من الشـ ــائد في كثـ ــو السـ ــبح العكس هـ ــأخرة أصـ المتـ والمنظمات والحكومات باالستيجار، ويعــود ســبب ذلــك إلى ارتفــاع

وأن،ثمن شراء بعض اآلالت وإلى احتمال أن تصبح قديمــة بســرعةتحل محلها آالت أحدث وأفضل.

من غــير فــرق بين،ولذا فإن عديدا من الحكومات والمنظمــات ، أخذت تســتأجر اآلالت والــتي منهــا الســيارات ومــا أشــبه،أقسامها

ــالعقول االلكترونية،وكذلك المباني ، وال سيما اآلالت الغالية الثمن كــع الشــركات المنتجــة ــاني م ــود اســتئجار اآلالت أو المب ــع عق فتوق

كمــا هي،والمديرة لتلك اآلالت وتلك المباني لفــترة زمينــة محــددةالقاعدة في اإلجارة.

ويتم التفـــاوض بين الطـــرفين لالتفـــاق على شـــروط جديـــدة حســب رضــى،الستئجار اآلالت والمبــاني ونحوهــا بين فــترة وفــترة

.الطرفين أو شركة خاصة كشــركات،وسواء كانت شركة عامة كالحكومة

يلزم عليها مالحظة أن أي األمرين أربح لهــا من االســتيجار،األهاليــاج ــواء إال أن احتي ــد س ــران على ح ــون األم ــا يك ــراء، وربم أو الش

،الشركة إلى المال حاال يقدم االستيجار أو االستغناء عن المال حاال مثال قيمة االشتراء ألــف دينــار وقيمــة االســتيجار كــل،يقدم الشراء

واآللـة تشـتغل بسـالم مــدة عشـر سـنوات، فإنـه ال،عام مائة دينار فــرق بين االســتيجار واالشــتراء من جهــة أصــل قيمــة المــال، لكن

تحتاج اآلن الشركة إلى

367

تسعمائة دينار فتستأجر، أو تستغني عنه فتشتري. يســتعد، أي االختالف بين القيمــتين أو االحتيــاجين،وبهذه الجهة

كل طرف من مالك اآللة ومن الشركة على التفاوض بين االشــتراء فربما الشركة تحتاج إلى المال والمالك مســتغن عنــه،أو االستيجار

. وربما العكس فيكون االستئجار، وهكذا،فيكون االشتراءــع مثل أن االستئجار ،ويحقق استئجار اآلالت فوائد متعددة يخض

أجرة لبعض الرقابة من قبــل المنظمــةالمستأحيانا إعمال المنظمة لآلالت، وذلك في نفع المستأجر أو ضرره، ومثل أن تكاليفالمالكة

استجار اآلالت تكون مرتفعــة في بعض األحيــان فالمنظمــة المالكــةــل أن ــا، ومث لآلالت تريد أن تغطي تكاليف اآللة وأن تحقق ربحا منه االستئجار يوفر في تكــاليف الصــيانة وال ســيما عنــد مــا تكــون تلــك الخدمات متخصصة وتكاليفها مرتفعة، فالمنظمة المالكة لآللة تقوم

بإعمال الصيانة لها.ــك في،ومثل أن الحكومة تريد ربح أصحاب األمالك كما رأينا ذل

بعض البالد فبينما الحكومة تقدر على استمالك البنايات لكنها تــرجح االستيجار من أصحاب األمالك، وذلــك حفظــا للعالقــة بين الحكومــة

وبين األمة. ومثل أن االستيجار يوفر للمنظمة استخدام آالت حديثــة للقيــام

بأعمالها، فكلما بليت اآللة استبدلها بآلة جديدة. ومثل أن استيجار اآلالت يوفر رأس المال الــذي كــان مخصصــا لثمن شراء تلك اآلالت ويصبح بإمكان المنظمة استثمار ذلك المبلــغ

.من المال في أوجه أخرى ليعود على المنظمة بالربح والفائدة ومثل أن أرباح التفاوت بين األجرة وبين القيمــة يســبب األربــاح المضاربية ترجح طرف االستيجار، مثال إذا اشترى اآللة بــألف كــانت تسعمائة التي هي التفاوت بين االشتراء وبين االستيجار في الحال

368

الحاضر مجمدة في اآللة، بينمــا إذا اســتأجر أعطى التســعمائة التي هي التفاوت لشركة مضاربية فيكون أرباحها كل ســنة تســعين مثال، وفي مثــل البالد الــتي ال تــؤمن بحرمــة الربــا يمكن إعطــاء التسعمائة للمصرف الربوي فيعطي كل عــام للشــركة مثال تســعين

إلى غير ذلك.،ربحا ومثل هذه المالحظة بالتفاوت في المقام تكــون المالحظــة في

واالستيجار بدون الرهن.،االستيجار مع الرهن وربما يرهنها في عشــر،وربما يستأجر الدار كل عام بمائة دينار

كمــا هــو،سنوات بألف ويعطي كل عام األجرة لهــا عشــرين دينــاراالمتعارف اآلن في بعض البالد اإلسالمية.

وإذا أريد عدم اإلجحاف في أحد الطرفين يلزم أن يكــون الــربح المضاربي للتسعمائة في الرهن بقـدر التفــاوت، أي يتسـاوى الـربح

أو في اإلجــارة وحــدها،والخسارة في الــرهن واإلجــارة، وبــاألنقصباألزيد.

ــا ثم في استيجار المنظمة أو الحكومة اآللة أو المبنى أو نحوهم ،ربما يكون مطلقا أي تســتأجر الشــركة اآللــة، وربمــا يكــون مقيــدا

ــان ضــمن لمدة خمس سنوات بخمسمائة دينار لكن يشترط الطرف العقد أنه إن نزلت األجرة بواسطة التنزل يجددان قــدر األجــرة في

ــرة في،كل سنة أو إذا ارتفعت القيم بواسطة التضخم يجددان األجكل سنة.

((ئدها))الرقابة على اآلالت وفوا ثم كما أن المباني للمنظمــات الكبــيرة أو الصــغيرة حكوميــة أو

كــذلك، تحتاج إلى الرقابة الدائمة والــترميم المســتمر،غير حكومية يلزم مراقبة اآلالت المكتبية، وذلك ألجل تحقيق االستفادة القصــوى

وتفيد الرقابة على اآلالت في المســاعدة لالســتفادة القصــوى،منهاــل أو ــل بالعم ــط المخ ــراط والتفري ــطة بين اإلف من اآلالت، متوس

المخل باآللة، وفي

369

التأكد من أن اآلالت موجودة في األماكن التي يتحقق منها أكبر اســتفادة للعمــل متوســطا أيضــا، وفي تســهيل إمكانيــة نقــل اآللــةــتي تحتاجهــا المنظمــة إن تغــيرت ــاطق العمــل ال بإرســالها إلى من ،الظروف، أو ظهر أن وضع اآللة في هذا المحــل كــان غــير مناسب

وهكذا تسهل عملية التأكد بالنســبة لإلدارة من أن خــدمات الصــيانة وتسهل أيضــا معرفــة تكــاليف صــيانة كــل آلــة، وأن،متوفرة لآلالت

التكاليف هل هي بقدر المجموع أم ال.ــع،مثال أجرة الصيانة لعشر من اآلالت مائة وخمسين حيث ترتف

بينما أجــرة صــيانة كــل واحــدة واحــدة،األجرة باالجتماع أو تنخفض اثنتا عشرة أو ثمان عشرة، فإن الحالة االجتماعيــة بين األشــياء قــد

وقد تنقص منهما.،تزيد في القيم أو األجر كمــا أن الرقابــة تســهل عمليــة اســتبدال اآلالت القديمــة بــآالت

وتساعد في معرفة اآلالت القدمية والــتي أصــبحت تكــاليف،جديدة ألجل بيعها أو استبدالها والتخلص منها، أو لم تصبح،صيانتها مرتفعة

تكاليف صيانتها مرتفعــة وإنمــا العمــل بهــا تســبب ضوضــاء أو عــدمجودة اإلنتاج أو ما أشبه ذلك.

،وهكــذا تســاعد المراقبــة في تنظيم عمليــة شــراء وبيــع اآلالتــع أقســام،وذلك بتحديد مواعيد محددة كذلك وتراعي بواسطة جمي

ــة أن الموظــف الــذي وإدارات المنظمة، وكذلك تساعد في معلومي يستعمل اآللة هل يستعملها بإفراط أو تفريط أو حــد متوســط ممــا يترقب من العمــل، وأن األيــادي الــتي تســتعمل اآللــه هــل هي أيــاد

إلى،أمينة أو غير أمينة إذا كانت هنــاك أيــاد متعــددة تســتعمل اآللةغير ذلك.

كاآللــة،ثم إن اآلالت المكتبيــة في العصــر الحاضــر كثــيرة جــدا ، واآللــة الكاتبــة الكهربائية، واآللــة الكاتبــة الصــامتة،الكاتبــة العادية

واآللة الكاتبة المختلفة الحروف، واآللــة الكاتبــة،واآللة الكاتبة اآلليةالتي هي آلة كاتبة

370

وفي نفس الوقت آلة صوت، وربما تكون أيضا آلة صــورة، فهي وآلــة الطباعــة الــتي تســتخدم،تشــمل الكتابــة والصــورة والصــوت

األوراق الخاصة كاألوراق الحريرية وما أشـبه، واآللـة الطابعـة الـتي تستخدم الكربون والورق المصقول، أو كل قسم من أقسام الورق

واآلالت الحاسبة لمســك الــدفاتر أو لتحريــر الفواتــير أو مــا،العادي أشبه ذلــك، واآلالت واألجهــزة األخــرى المتنوعــة كــاآلالت المعنونــة وآالت الــترقيم العاديــة وآالت التصــوير اإللكترونيــة وآالت التصــويرــع وآالت فتح الظــروف وآالت الخــرم ــة وآالت إلصــاق الطواب العادي

وغير ذلك من اآلالت الكثيرة الــتي أحيانــا تصــل إلى،وآالت التثقيبالمائة أو ما فوق ذلك.

ــالغ طائلة ــا مب ــف أحيان ــذه اآلالت تكل وإذا أعطبت،وحيث إن ه تحتاج إلى قطع غيار ليست بموجودة في كثير من الشرق األوســط لالضطراب السياسي واالجتماعي واالقتصادي فيها، فلذا يجب على الموظفين أن يهتمــوا كثــيرا بــاآلالت الــتي هي في حــوزتهم، والــتي يقومون بتشغيلها، وتتضمن أنظمــة وتعليمــات المنظمــات في كثــير من األحيان نصوصا تحث المــوظفين على االهتمــام بمــا لــديهم من

وتضع اإلدارة القوانين لمعاقبة الموظف الــذي،آالت وأجهزة مكتبية وتحــرص اإلدارة في،يســبب إتالفهــا أو اســتعمالها أكــثر من طاقتها

بعض المنظمــات إلى تنبيــه المــوظفين من حين آلخــر إلى ضــرورةاالعتناء باآلالت.

في منظمــات أخــرى تحــرص منــذ البدايــة علىةكمــا أن اإلدار ،توضــيح ذلــك األمــر للموظــف الجديــد في أثنــاء تدريبــه على اآللة

وتنبهه إلى أهميــة،وترشده إلى كيفية االعتناء بها والمحافظة عليها اآلله بالنسبة للمنظمة، وأنــه إذا ســبب خرابهــا ســواء بعمــد أو غــير عمد يقطع من راتبه أو يعاقب بالفصل الكامل أو الفصل مدة أو ما

أشبه ذلك.

))الرقابة في المؤسسات الحكومية واألهلية((والغالب أن

371

قلة العنايــة واالهتمــام بــاالآلت موجــودة على نطــاق واســع في المنظمات الحكومية، خصوصا الحكومات الدكتاتورية، حيث ال رقابةــتي هي من قسم من الحكومة التي هي في الظل على الحكومة ال

أو قســم من الحكومــة على قســم آخــر ممــا إذا،قائمة على العملكانا من حزبين.

ألن مجلس،بينما الغالب في الشركات الخاصة وجــود االهتمــامــة ــراقب المنظم ــة ي ــرئيس للمنظم ــد ال ــخص الواح اإلدارة أو الش

باستمرار. الحكومات الدكتاتورية يســرع إلى آالتهــا العطبولذا نالحظ أن

رقابة المسؤولين، وعــدم مبــاالة المــوظفين،والتلف، وذلك لضعف وإذا،حيث إن الموظــف إن كــان رئيســا فال رقابــة عليــه ممن دونه

ــة طــرده ــاء،أراد الرقاب ــرئيس حيث ج ــإن ال ــان مرؤوســا ف وإن ك بمرؤوسه من جهة المحسوبية أو المنسوبية ال يريد طرده وإن فعل

وإال أضعف مكانة نفســه، وفي مثــل هــذه الجــو ال يهتم أي،ما فعل بل بالحكومة بشكل عام وبالمراجعين بشكلموظف باآلالت ضغطا

أعم ، ولذا تأخذ الحكومــة بالضــعف مســتمرا إلى حين الســقوط إنقريبا أو بعيدا.

))المحلل اإلدراي ودراسة اآلالت((ــئات ،ثم إنه قد تقدم مسألة المحلل اإلداري بالنسبة إلى المنش

ومن بين األعمال والمهام الــتي يقــوم بهــا،حكومية أو غير حكومية المحلل اإلداري ألجل خدمة المنظمة إجراء الدراسات الالزمة حول

إمكانية استعمال اآلالت واألجهزة المكتبية في المكاتب. وإال لــزم عليــه،فإذا كان هو اخصائيا في هذه الجهة قام بنفسه

أن يـــأتي بالمختصـــين ليعرفـــوا الخصوصـــيات المرتبطـــة بـــاآلالتالمكتبية.

ــراء ــان في إجـ ــل اإلداري في أغلب األحيـ ــر دور المحلـ ويقتصـ دراسة عامــة للتعــرف على اآلالت واألجهــزة المكتبيــة بهــدف بيــان

إمكانية إدخالها إلى المكاتب ألجل زيادة اإلنتاج أو

372

تخفيض التكــالیف أو توفــير الجهــد أو تســهيل ســير األعمــال أو ظهور المنظمة بشكل الئق، على التفصيل الذي ذكرنــاه ســابقا في

قصد إدارة المنظمة من إدخال اآلالت إليها. ثم إن المحلــل يقــوم أوال بــإجراء دراســة للعمــل في المنظمــة

له أن الحاجــة ماســة لشــراء اآللــة،ينالذي يحتاج إلى اآللة، وإذا تب يقــوم بــإجراء دراســة تفصــيلية لمعرفــة مزاياهــا وعيوبهــا وجــدوى

ومقايسة اآلالت بعضها إلى،شرائها وإدخالها للمنظمة أو استيجارهابعض.

والالزم أن يحــاول المحلــل لتحصــيل المعلومــات عن اآللــة منــرى،الخارج أو من وكالئها الموثوقين ويستفسر من المنظمات األخ

المشــابهة أو غــير المشــابهة الــتي تســتخدم هــذا النــوع من اآلالت وإذا لم يتمكن هــو من فعــل،للوقوف بنفسه على مزاياهــا وعيوبها

ذلك استعان بالمختصين حتى يخبروه بذلك.ــر ــائج دراســته وتوصــياته في تقري ــل اإلداري نت ويضــمن المحل

ــرئيس اإلداري،يقدمه إلى الرئيس اإلداري أو إلى، إذا لم يكن هو الالجهة التي طلبت منه إجراء الدراسة.

ــالب ــل اإلداري بخصــوص اآلالت في غ ــون توصــيات المحل وتكــدة إلى ــدة العائ ــوعية والفائ ــير من الموض ــانب كب ــان على ج األحي المنظمة من مختلف الجهات ومتعدد األبعاد، وبذلك يســهم المحلــل

بل في تقدم دائرته نحو األمام.،اإلداري ال في كثرة اإلنتاج فحسب

373

374

المحتويات9.......................................................................................................................ومقوماتها الناجحة اإلدارة

10.......................................................................................................................................اإلدارة معنى

10.......................................................................................................................والناجحة النشطة اإلدارة

11...............................................................................................................................يمكن وما ينبغي ما

11..................................................................................................................................وفن علم اإلدارة

13..............................................................................................................................إدارةال مقومات من

14..............................................................................................................................والبيان التعبير قدرة

الحق طلب 15..................................................................................................................................دائما

15...................................................................................................................................بالوقت االهتمام

16.....................................................................................................................................اآلخرين مدارة

17..................................................................................................................البارع والعقل المنظم الفكر

17......................................................................................................................................والعمق الدقة

17...........................................................................................................................والتطبيق التحليل قوة

17............................................................................................................................................النظر بعد

18..................................................................................................................................واإلنصاف دلالع

18........................................................................................................................................بالله اإليمان

20...............................................................................................................................................التعاون

20............................................................................................................................................المساواة

21.............................................................................................................................واستقرارهم العمال

21......................................................................................................................المجال وفسح المبادرات

22............................................................................................................الكفاءات حسب األعمال تقسيم

22.......................................................................................................................والمسؤولية السلطة بين

23.....................................................................................................................واالتفاقات النظام مراعاة

23.................................................................................................................................وأقسامه الترتيب

23...............................................................................................................................السلطات تسلسل

24......................................................................................................................................التوجيه وحدة

375

24............................................................................................................................اآلمرة السلطة وحدة

العامة المصلحة 25.............................................................................................................................أوال

25.........................................................................................................................الالمركزية أو المركزية

25....................................................................................................................والمعنوية المادية المكافأة

25........................................................................................................................................الروتين عدم

27..................................................................................................................................العلمية المدرسة

27...............................................................................................................................التجريبية المدرسة

28...............................................................................................................................السلوكية المدرسة

29.............................................................................................................................االجتماعية المدرسة

29...............................................................................................................................الرياضية المدرسة

30.................................................................................................................والسابعة السادسة المدرسة

30......................................................................................................................اإلنساني العنصر مالحظة

33.........................................................................................................اإلدارة في األولى المدرسة ميزات

39......................................................................................................................................الداخلية البيئة

39.....................................................................................................................................الخارجية البيئة

40................................................................................................................................المدير وظائف من

40............................................................................................................................................التخطيط

41...............................................................................................................................................التنظيم

43.............................................................................................................................................التشكيل

44...............................................................................................................................................يهالتوج

45...............................................................................................................................................ةالرقاب

48................................................................................................................................................الهدف

48...............................................................................................................................................التنظيم

49..............................................................................................................................................الوظيفة

50............................................................................................................................................التخصص

50......................................................................................................................................التوجيه وحدة

51........................................................................................................................................التدخل عدم

52..........................................................................................................................................الخط قصر

53....................................................................................................................والسلطة المسؤولية تقابل

376

53.................................................................................................................................المسؤولين حصر

54...................................................................................................................................السلطة تفويض

55................................................................................................................................اإلنسانية العالقات

55..............................................................................................................................................المرونة

56...............................................................................................................................................الكفاءة

57...............................................................................................................................................الصيانة

57................................................................................................................................................اإلتقان

62................................................................................................................................المنشئات تصنيف

65...................................................................................................................................الخرائط أقسام

66..................................................................................................................................اإلدارية الخرائط

67...................................................................................................................................األفقية الخرائط

67..................................................................................................................................الدائرية الخرائط

68................................................................................................................................الوظيفية الخرائط

70................................................................................................................................اإلفرادية الخرائط

71...............................................................................................................................الجغرافية الخرائط

71..................................................................................................................................الدائرية الخرائط

75...................................................................................................................والشركات المنشئات أنواع

76...................................................................................................................................الفردية المنشئة

78.......................................................................................................................الفردية المنشئات عيوب

79....................................................................................................................................التضامن شركة

81.....................................................................................................................التضامن شركة عيوب من

82...................................................................................................................................الشركات تأمين

83........................................................................................................................البسيطة التوصية شركة

85.........................................................................................................................باألسهم التوصية شركة

87...................................................................................................................................المحاصة شركة

88.................................................................................................................................المساهمة شركة

88.......................................................................................................................المساهمة شركات مزايا

91......................................................................................................................المساهمة شركات عيوب

94....................................................................................................................األحزاب سقوط أسرار من

377

96.............................................................................................................األسهمية الشركات مشاكل من

98..........................................................................................................................المشروع شكل اختيار

99......................................................................................................................للمشروع الالزمة األموال

100...............................................................................................................................التكوين اجراءات

101...........................................................................................................................................الضرائب

102..................................................................................................................................المشاريع إدارة

104.........................................................................................................................العام القطاع شركات

105.............................................................................................................................اإلعالم إلى الحاجة

108...........................................................................................................................العام بالصالح المراد

109.........................................................................................................................العام والصالح اإلداري

صناعية منشئة 113........................................................................................................................نموذجا

113....................................................................................................................................اإلنتاج وظيفة

114.................................................................................................................................التسويق وظيفة

114.....................................................................................................................................المال وظيفة

115....................................................................................................................................األفراد وظيفة

117....................................................................................................................الحقائق جمع إلى الحاجة

118..................................................................................................................الحقائق من جمعها يلزم ما

124...........................................................................................................................الحقائق جمع وسائل

132...........................................................................................................................العمل لتطوير أسئلة

134...................................................................................................................فيها ينبغي وما االقتراحات

137........................................................................................................والمقترحات التقارير كتابة طريقة

الرفق 141.......................................................................................................................................دائما

143....................................................................................................................................القرار تعريف

145......................................................................................................................................القرار معنى

146...................................................................................................................اإلداري القرار شروط من

146..........................................................................................................................البدائل بين التضارب

147.................................................................................................................القرار اتخاذ قبل االستشارة

148.......................................................................................................................القرار نجاح شروط من

153.........................................................................................................................للقرارات آخر تصنيف

378

154........................................................................................................................الجماعة أو الفرد قرار

155.......................................................................................................................القرار اتخاذ مؤسسات

156..................................................................................................................................المشكلة تحديد

157..................................................................................................................................المشكلة تحليل

158...................................................................................................................................البديلة الحلول

159.....................................................................................................................................البدائل تقييم

160............................................................................................................................األفضل الحل اختيار

160..................................................................................................................................األفضلية معايير

161.......................................................................................................................عمل إلى القرار تحويل

166...................................................................................................................................التأخير خسارة

167.............................................................................................................الرئيسية القياس وحدة الزمن

168..........................................................................................................................الوقت تضييع خسارة

170.................................................................................................................وتجنبها الوقت هدر موجبات

170..............................................................................................................................الشديدة المركزية

171..................................................................................................................................اإلداري الروتين

172.....................................................................................................................................التخطيط قلة

173.........................................................................................................والمعدات اآلالت في التطور عدم

173......................................................................................................................الحضانة دور وجود عدم

174......................................................................................................................................العطل كثرة

174................................................................................................................القيود وكثرة الحريات سلب

175....................................................................................................................................األعمال توزيع

176.............................................................................................................العمل وساعات األعمال توزيع

177..............................................................................................................المبسطة والتعليمات األنظمة

الوقت تنظيم 179.............................................................................................................................دائما

180............................................................................................................اإلدارية اللجان كثرة أضرار من

180...............................................................................................................................والتأهيل التدريب

181.........................................................................................................................وتخفيفها المرور أزمة

181..........................................................................................................الوقت استغالل في مفيدة نماذج

182........................................................................................................الوقت من االستفادة لحسن أمثلة

379

187......................................................................................................................العام الروتين من نماذج

189........................................................................................................................جديدة إدارة إنشاء عند

189................................................................................................................السابقة اإلجراءات في خلل

191...................................................................................................................الصحيحة اإلجراءات فوائد

193..............................................................................................................والمبسطة الحديثة اإلجراءات

193................................................................................................................................اإلجراءات عيوب

194..................................................................................................................المعامالت تأخر أسباب من

196................................................................................................................................وأسبابها الرشوة

198..............................................................................................................................العليا اإلدارة إقناع

199...................................................................................................اإلجراءات تبسيط في الدكتاتور فشل

200......................................................................................................................اإلجراءات تبسيط طرق

200.....................................................................................................المنظمة خارج بالخبراء االستعانة: 1

201........................................................................................................................االستعانة هذه سلبيات

202...........................................................................................................المنظمة داخل وحدات إنشاء: 2

203...................................................................................المنظمة ومشرفي مدراء نفس من االستفادة: 3

204.................................................................................................................................التبسيط مراحل

206..............................................................................................................................المتابعة ثم التنفيذ

208................................................................................................................................القرارات وضوح

208...................................................................................................................................التنسيق حسن

209.............................................................................................................................والمدير المتابع بين

209..........................................................................................................................المتابعة في يلزم مما

210....................................................................................................................................المتابعة أنواع

211................................................................................................................المضمون حيث من المتابعة

211..................................................................................................................األسلوب حيث من المتابعة

212...........................................................................................................................المراقب شروط من

213.................................................................................................................................اإلحصاء ضرورة

215..........................................................................................................................الرقباء سائر مالحظة

217................................................................................................................................منتظمة تغييرات

217..........................................................................................................................منتظمة غير تغييرات

380

218.................................................................................................................................إضافيال الوقت

219..........................................................................................................................الفارغون الموظفون

220................................................................................................................................الخدمات مکاتب

221....................................................................................................................................الخدمة تجميع

222................................................................................................................................الحديثة الوسائل

222...............................................................................................................................العمل في التدرج

223.................................................................................................................................المسبقة التهيئة

223..........................................................................................................................للمفاجئات االستعداد

الموظفين تهيئة 223.......................................................................................................................مسبقا

224...............................................................................................................................زةالجاه الحاجات

226...................................................................................................الكفاءات يةوتنم المدراء تهيئة أسباب

228..........................................................................................................................اإلدارية التنمية طرق

234...................................................................................................................للمدراء التربوي طيطالتخ

الدانمارك 237..................................................................................................................................مثاال

واليابان 238......................................................................................................................................مثاال

المتخلفة الدول تبعات من 239..........................................................................................................تربويا

239...........................................................................................................................الفقر ومشكلة الهند

241....................................................................................................................................األعمال زيعتو

243......................................................................................................................وأقسامه األعمال تراكم

244.......................................................................................................الموظفين يف تغييرات حدوث عند

244..................................................................................................................الدائرة فعالية انخفاض عند

244..........................................................................................................................الكشوفات طلب عند

245............................................................................................................................األزمات حدوث عند

245.............................................................................................................األعمال توزيع خريطة خطوات

245..............................................................................................................................المشرفين تدريب

246.................................................................................................................................المعلومات جمع

250.................................................................................................................................الخريطة دراسة

253...........................................................................................................................األعمال توزيع إعادة

255............................................................................................................والعمل الشخصية العالقات ينب

381

256.............................................................................................................األغراب وتوظيف المؤسسات

258......................................................................................................................وموجباتها التنظيم إعادة

262..................................................................................................................................األعمال يطتبس

262.............................................................................................................ومقوماته التبسيط من الهدف

264...................................................................................................................المنغلقة العقليات معالجة

265..........................................................................................................................النجاح شرط التعاون

266...............................................................................................................العناصر أهم البشري العنصر

267.......................................................................................................................يطالتبس برنامج منسق

269.....................................................................................................................األعمال تبسيط مقومات

270...............................................................................................................اإلنسانية العالقاتو ظمةالمن

270........................................................................................................................األعمال تبسيط أدوات

271.........................................................................................................................التبسيط تنفيذ درجات

273....................................................................................................................المسؤولية وتحمل ديرلما

274.......................................................................................................................المسؤولية تحمل معنى

276.....................................................................................................................آخر بلون الفردية اإلدارة

276.........................................................................................................القائد ديمومة االستبداد عالئم من

278...............................................................................................................اإلسالمية العالمية ؤسسةالم

278................................................................................................................الغرب في المسلمين تنظيم

278................................................................................................................المسلمين لغير اإلسالم بيان

279...............................................................................................................................النشاطات تمركز

279..................................................................................................................................الموالس السلم

283.................................................................................................................يلزمها وما اإلدارية المكاتب

285...............................................................................................................الموظفين كةومشار المکتب

292.................................................................................................................................المكاتب أقسام

293.................................................................................................................المفتوحة المكاتب إيجابيات

294..................................................................................................................المفتوحة المكاتب سلبيات

296................................................................................................................األعمال وقياس األداء ياسق

296............................................................................................................................المباشرة المالحظة

297............................................................................................................................................ريرالتقا

382

297........................................................................................................................فيها ينبغي وما التقارير

298..................................................................................................................................التقارير أشكال

299...................................................................................................................................يرالتقر صفات

303.................................................................................................................واإلقناعية اإلعالمية التقارير

305....................................................................................................................................المالية إدارةال

306..................................................................................................................................التمويل طريقة

308.............................................................................................................وصورها العمل ياسمق دراسة

310......................................................................................................اإلنتاجية الكفاءة ورفع العمل قياس

310..........................................................................................................................العمل قياس تعاريف

311......................................................................................................................العمل قياس من الهدف

312...................................................................................................................................الحركة دراسة

313....................................................................................................................................الوقت دراسة

314..........................................................................................................................انطباق والال االنطباق

315..........................................................................................................................المقاييس وضع طرق

316...................................................................................................................................اإلنتاج سجالت

317...................................................................................................................................الوقت وحدات

319..........................................................................................................................العمل مقاييس فوائد

320.............................................................................................................................العمل كمية دراسة

322...............................................................................................................................المال رأس تحديد

دالفر 324..........................................................................................................................األجهزة ثم أوال

324.........................................................................................................................وحاجاته اإلنسان أبعاد

328........................................................................................................................األفراد شؤون تخطيط

329..................................................................................................................................الوظائف تحليل

329.........................................................................................................................الخدمة وإنهاء التقاعد

330..............................................................................................................................المدير وظائف من

331...............................................................................................................................وشروطه التعيين

332............................................................................................................................................التدريب

333.............................................................................................................................................يةالترق

334......................................................................................................................................الرتب تنزيل

383

334.................................................................................................................أنحاؤهاو المادية التعويضات

336..................................................................................................نجاحها دموع المستخدمين إدارة نجاح

339...................................................................................................................وحاجاتهم الموظفين راحة

340.................................................................................................................................الموظفين ربيةت

342.................................................................................................واالقتصادي االجتماعي التوازن ضرورة

343.......................................................................................................................إنسانيال الجانب يةرعا

344......................................................................................................االجتماعية البنيوية والعوامل التربية

344.........................................................................................................................كنالسا االجتماع علم

344.........................................................................................................................كيالحر االجتماع علم

346...............................................................................................................الضاغطة والجماعات التربية

348..................................................................................................................................طالضواب ديمتق

349...............................................................................................................العامة التربية وميادين الدولة

351.................................................................................................................والمنظمات المنشئات آالت

351................................................................................................................الحديثة باآلالت التزويد فوائد

354.............................................................................................................الحديثة اآلالت داماستخ عيوب

356.......................................................................................................................................الراحة آالت

356...................................................................................................................اآلالت شراء قبل الدراسة

358...........................................................................................................................اآلالت اختيار شرائط

358.................................................................................................................................يلالتشغ سهولة

358..............................................................................................................................................المتانة

359............................................................................................................................................المرونة

359....................................................................................................................................التكيف بليةقا

360...........................................................................................................................والنقل الحمل يةقابل

360..................................................................................................................................الصيانة دماتخ

361..................................................................................................................................االحتياج كاليفت

361...........................................................................................................................التشغيل ياتخصوص

361........................................................................................................................المنتجة الشركة ةشهر

362........................................................................................................................................اآللة ظرمن

362...........................................................................................................................واإلجارة الشراء ينب

384

362.....................................................................................................................................األجهزة دوام

363.............................................................................................................................اآلالت بين التنسيق

365..............................................................................................اآلالت استخدام في المدير على يلزم مما

367......................................................................................................................واستيجارها اآلالت تملك

369................................................................................................................ئدهاوفوا اآلالت على الرقابة

371.............................................................................................واألهلية الحكومية المؤسسات في الرقابة

372.............................................................................................................اآلالت ودراسة اإلدراي المحلل

375........................................................................................................................................المحتويات

385