ما هي حقوق الإنسان؟eacademic.ju.edu.jo/a.kelane/material/اعادة...  · web...

171
وق ق ح(( سان ن الإ ل ي ص أ وت ه رت ك ف ي ف ع ي ر( ش لت ا)) ي م لإ س الإ ه اغ ي ص ل ا 3 رحه ت ق م ل ا( ث ح; ب ل ل ي ص أ ت وق ق ح سان ن الإ ي ف ن> را لق ا ة ن س ل وا. ر ي ر ح ت ه; ن للطا ا أ مأت; ث ح ت مار ع مادة ل ل ه ن م ل ع ل ا دمه ق م ل ا ن م له ي ص ف اد ي س الإ ور ت ك الد له دال; ي ع م ي ه ;را ي ا د ت ر ي ن لإ ي ك ل ارر مق ل وق ق ح سان ن الإ ي ف لإم س الإ1 1

Upload: phamthien

Post on 21-Apr-2018

220 views

Category:

Documents


5 download

TRANSCRIPT

التشريع في فكرته وتأصيل اإلنسان ))حقوقاإلسالمي((

. والسنة القرآن في األنسان حقوق تأصيل لبحث المقترحة الصياغة

الطالبة تحرير

عمار نجيب مايا

الدكتور األستاذ فضيلة من المقدمة العلمية للمادة

الكيالني زيد إبراهيم عبدالله

اإلسالم في اإلنسان حقوق لمقرر

ولمصادر لحقوقه اإلنسان معرفة أهمية: التمهيدي المبحث . الحقوق هذه

1

1

المرجعيات ، والتطور النشأة ، : )المفهوم األول الفصلوالمصادر(

االتفاقيات في عالمي كمصطلح االنسان حقوق األول: مفهوم المبحث . المبرمة

وتطوره الفكر هذا لنشوء التاريخية :المالبسات الثاني المبحث ومرجعياته.

الفكر في اإلنسان حقوق : ) مفهوم الثاني الفصلومصادره(. ، اإلسالمي

. اإلسالمي الفكر في اإلنسان حقوق مفهوم : تحرير األول المبحث

اإلسالمي التشريع في اإلنسان حقوق : مصادر الثاني المبحث

اإلسالمي الفكر بين اإلنسان : )حقوق الثالث الفصل الغربي( . والفكر اإلنسان حقوق مرجعيات اختالف : أثر األول المبحث

اإلسالمي والواقع الغربي الواقع بين اإلنسان : حقوق الثاني المبحث

. اإلنسان وحقوق الغربي : الواقع األول المطلب

. اإلنسان وحقوق اإلسالمي : الواقع الثاني المطلب

اإلسالمي التشريع في اإلنسان حقوق بين : مقارنة الثالث المبحث. الغربية والشرع

. والسنة القرآن في اإلنسان حقوق : تأصيل الثاني الجزء

المقدمة

2

2

اإلنسان حقوق مادة طلبة ومن الباحث من مشترك لجهد ثمرة جاء البحث هذا التي الخطة وفق المادة أبحاث في ساروا الذين العليا الدراسات لطلبة اإلسالم في

الحالي شكله في البحث هذا كان المناقشة وبعد لهم وضعتها

التمهيدي: بيان المبحث يتضمن فصول؛ وثالثة تمهيدي مبحث في جاء وقد ، المفهوم بيان فيه األول والفصل الحق، هذا ولمصادر لحقوقه اإلنسان معرفة ألهمية حقوق لمفهوم : بيان ففيه الثاني أما ، ومرجعياته الحقوق ومصادر ، والتطور النشأة

والفصل ، اإلسالمي التشريع في الحقوق هذه ومصادر ، اإلسالمي الفكر في اإلنسان. اإلسالمي والفكر الغربي الفكر بين اإلنسان لحقوق بيان فيه الثالث

. والسنة القرآن في اإلنسان لحقوق تأصيل فيتناول الثاني الجزء أما

التمهيدي المبحث

هذه ولمصادر لحقوقه اإلنسان معرفة أهمية الحقوق

بشر النهم الناس ملك ببساطة فهي والتورث والتكتسب التشتري االنسان حقوق او الجنس او العنصر عن النظر بغض البشر لجميع وواحدة فرد كل في متاصلة وهي في ومتساوين احرار جميعا ولدنا وقد اخر رأي اي او السياسي الرأي او الدين

3

3

نأ حدأ حق من فليس انتزاعها واليمكن عالمية االنسان فحقوق والحقوق الكرامة الجميع يعيش كي بها التصرف واليمكن ثابتة االنسان فحقوق حقوقه من شخص يحرم

األهمية اساس هو بسؤال األهمية عن الكالم يختزل و ، للتجزئة قابلة غير وهي بكرامة من بالحق يطالب فكيف بها، للمطالبة سبيل الحقوق معرفة : )) إن وجوهرها . (( اليعرفه؟

: التالية باألمور الحق هذا مصادر على التعرف أهمية وتكمن

التنمية طريق على خطوة وهو المختلفة، الثقافات بين الجسور لبناء محاولة - 1 فان ذكري عن أعرض ومن ظلمة في تاه أن بعد اإلنسان عن الضنك لرفع اإلنسانية

. (1) ضنكا معيشة له

بحقوق المعنية الدولية والمنظمات الدول أن وذلكالعالم: يفكر كيف - معرفة2 حقوق خدمة في دورها إبراز إلى تسعى ، المتحدة األمم مقدمتها وفي اإلنسان أنها على اإلنسان حقوق تسويق الكبرى الدول بعض تحاول كما ، وتعزيزها اإلنسان حقوق أن" مفاده أخالقي غطاء تحت أجمع؛ العالم إلى تصل أن ينبغي التي بضاعتها بحياة العالم ينعم لكي متعينة وسيلة هي ليبرالية ديموقراطية من تتضمنه بما اإلنسان توحدت إذا األفراد أن قوامها االجتماع علم في نظرية من منطلقين ،"أفضل! كضمان- اإلنساني المجتمع أفراد سلوك توحيد سبيل وفي. سلوكهم اتفق ثقافاتهم

. كافة اإلنساني المجتمع أفراد إليها يحتكم إنسانية قيم وجود من بد ال- العالم ألمن

القانون يعرفها ولم االسالم تاصيلها في تميز التي االنسان حقوق ايصال - محاولة3 تعاليم وفق الدولي القانون صياغة في المساهمة وبالتالي اليوم هذا حتى الدولي. االسالم

االرتقاء اجل من الغرب استخدمها التي والوسائل االدوات من االستفادة - محاولة4االنسان. بحقوق

124 : آية طه سورة ( 14

4

األول الفصل

المصادر ، والتطور النشأة ، المفهوم

5

5

األول المبحث

االتفاقيات في عالمي كمصطلح االنسان حقوق مفهوم المبرمة

فقد إنس||انال حق||وق على للداللة استخدمت التي والمصطلحات المفاهيم تعددت الحق||وق)ب||| عشر الث||امن الق||رن بداية في  االنس||انية الحق||وق ه||ذه على أطلق

( الطبيعية وس||ميت ، طبيعي ال|قانون مدرسة أنصار كتبه بما تأثرا ب|||)حق||وق أيض||ا لل||دول الوض||عية الق||وانين بها اع||ترفت الحق||وق ه||ذه أن الش||عوب( باعتب||ار ق||انون

منها مختلفة تس||||ميات الكت||||اب عليها أطلق كما الح||||ديث، عص||||رنا في المختلفة للف||رد(،  اساسية ال ال|حقوق)األساسية( أو الفردية )الحريات أو( العامة الحريات)

الدس||تور األساس||ية( مثل والواجب||ات )الحق||وق دس||اتير ع||دة في عليها أطلق كما Humanاإلنس||ان "حق||وق مفه||وم أضحى ولقد ،1970 عام الصادر المؤقت العراقي

Rights الخطاب وفي الحديثة السياسية األدبيات في االستخدام شائعة المفاهيم " من ه||ذا اس||تخدمت ال||تي الكتاب||ات من العديد ك||انت وإن عام، بشكل المعاصر السياسي ال وكأنه تمحيص ب||دون يس||تعمل ش||يوعه لش||دة أص||بح بل بتأص||يله، تهتم لم المفه||وم

. لمراجعته مجال

Humanاإلنس||ان حق||وق مفه||وم اكتسب Rights   األك||اديمي المس||توى على قب||وال العربية األدبي||ات من العديد ح||اولت فقد س||واء، حد على الدولي السياسي والمستوى

اإلنس||ان "حق||وق عن تتح||دث كتاب||ات فبرزت المفهوم، على اإلسالمية الصبغة إضفاء

6

6

ع||المي "بي||ان الدولية اإلس||المية الم||ؤتمرات أحد عن بالفعل ص||در بل اإلس||الم"، في لحق||وق الع||المي الميث||اق مف||ردات بنفس واحتفظ اإلس||الم"، في اإلنس||ان لحق||وق بع||رض اإلس||الم مع تعارضه ع||دم إثبات محاولة مع المتحدة األمم عن الصادر اإلنسان

في للمفه||وم الغ||ربي اإلط||ار يجعل ما وهو الحق||وق، ه||ذه تساند التي الشرعية األدلة1المرجعية. هو األخير التحليل

المعايير مجموعة : أنه ذلك من ، اإلنسان حقوق لمفهوم تعريفات عدة وردت قد و ، المجتمعات في والسالم والعدالة الحرية أساس تعد التي ، الكريمة للحياة األساسية حد على وأفراده تنميته في يساهم المجتمع في وتعزيزها الحقوق هذه واحترام

ومقياسا المجتمعات استقرار في األساس حجر تعتبر الحقوق هذه إن إذ ، سواء (2). الدول لتقدم

يتضمن: التعريف وهذا. المجتمعات في السالم وبين اإلنسان حقوق بين باالرتباط _ اعترافا1. اإلنسان حقوق وبين االجتماعي الرفاه بين الصلة _ يبين2 لتنظيم التخطيط عند إليها االلتفات ويجب األهمية غاية في قضية وهذه

، فيه األولويات وتحديد المجتمع على التضييق تتبنى برامج تقدم عندما وخصوصا أن اإلنسان حقوق دعاة يتبناه فالذي ، المجتمع أمن حماية غطاء تحت األفراد حقوق .إهدارها خالل من ال اإلنسان حقوق خالل من يتحقق المجتمعات داخل واألمن السلم

التي الدولية المعايير مجموعة ))إنها اإلنسان لحقوق ذكرت التي التعاريف ومن من جانبا وتشكل تمييز(( ، دون الحماية لهم وتوفر ، وسالمتهم األفراد بكرامة تعترف الوطنية الوثائق من متنوعة مجموعة في واردة وهي ، العرفي الدولي القانون

ميثاق وأبرزها ، اإلنسان حقوق بصكوك عموما إليها يشار التي ، والدولية واإلقليمية(3). اإلنسان لحقوق الدولية والشرعة المتحدة األمم

: التالي النحو على فهي الحقوق هذه خصائص عن أما. انتزاعها يمكن وال ، بشرا كونهم بحكم للناس ملك الحقوق هذه إن. 1

. االنسان حقوق مفهوم اشكاليات ، رؤوف هبة ، عزت 1 www.nchr.org.jo اإلنترنت عبر دائم موقع ، اإلنسان لحقوق الوطني المركز( ? 2 ،عمان الثقافة دار مكتبة ، اإلنسان حقوق ، العام الدولي القانون في الوسيط ، الكريم : عبد علوان | 21 ص ،1ط ،www.nchr.org.jo اإلنترنت عبر دائم موقع ، اإلنسان لحقوق الوطني المركز (3

7

7

الدين أو الجنس أو العنصر أساس على البشر بين تفرق ال : فهي العالمية. 2. غيرها أو السياسي الرأي أو

(1). اإلسقاط أو للتجزئة قابلة غير الحقوق هذه أن. 3

واالتفاقيات ، اإلنسان لحقوق العالمي اإلعالن صدور رغم وعلى ، هذا بمعنى ، وترابطها الحقوق هذه عالمية تؤكد والتي ، عنه المنبثقة الدولية والمواثيق

الحرب فترة وغربي شرقي معسكرين إلى العالم انقسام أن إال ، يتجزأ ال كل أنها هذه لوجود الدافع . وكان اإلنسان لحقوق متناقضتين قراءتين بوجود سمح ، الباردة

فلسفته مع وانسجاما الخاصة مصالحه عن معسكر كل دفاع هو المختلفة القراءات. الحكم في

الثاني المبحث

الفكر هذا لنشوء التاريخية : المالبسات أوال

ع|بر تط||ورت ال|تي المواثيق إلى س||تندي الغ||رب في اإلنس|ان حق||وق ج|وهر إن تنطلق لم له||ذا وهي المطلق||ة، الملكية صالحيات لتحديد إنكلترا عرفته الذي الصراع

ب||ني بين المس||اواة مب||دأ إلى تس||تند لم فهي إنس||انية، فلس||فة أو إيمانية عقي||دة من للن||اس عالمي كمشروع تقدم ولم العرق، أو الجنس أو اللون عن النظر بغض البشر داخل الم||ذهبي أو السياسي أو الطبقي الص||راع لمعادلة خاض||عة ك|انت وإنما جميعا،

. السابق الموقع( ? 18

8

إنكل||ترا في اإلنس||ان حق||وق عن الدفاع في المسار هذا انتهى ثم اإلنكليزي، المجتمع2امتيازاتها. وبعض الملكية على حافظت التي بالمساومة

اتخ||ذت فقد المتح||دة الواليات في اإلنسان حقوق نشأة أما ومنحى آخ||ر، مس||ارا ||| اآلخر وكتابه ||| اإلنس||ان حق||وق | الشهير كتابه في بين توماس عنه عبر عمقا، أكثر

نش||أت الغ||رب في االتجاهات بعض لدى اإلنسان حقوق أن يلحظ حيث | العقل عصر من كل ون||ال المطلق||ة، الملكية وضد الكنيسة ضد الص||راع عملية أثن||اء في ولدت أو

الكنائس لدى المعتمدين والتوراة اإلنجيل نصيبا اإلقص||اء وعملي||ات الهجوم من وافرا الت||وراتي ش|كلها في المخت|ار الله ش|عب مقوالت على بعضها تأسست أن بعد للدين

األخ||رى، للش||عوب بالنس||بة واإلب||ادة البطش سياسة وانته||اج والمح||رف، المش||وه كن||ائس ضد الكن||ائس بعض من الدينية الح||روب وشن الحم||ر، الهن||ود ذبح وتس||ويغ

أخرى. اإلنكلوسكس|||||ونية المدرسة عليها ق|||||امت ال|||||تي الدينية الفكرية فالمنظومة ش||عب لفك||رة المحرفة اليهودية بالنظرة وفلسفتها مسيحيتها أشربت البروتستانتية،

ما واس||تباحة للرأس||مالية، الف||رد وتق||ديس الرب||وي، االقتص||اد واعتم||اد المختار، الله فهم يمكن ال وله||ذا رحم||ة، أو ش||فقة غ||ير من ونهبها ث||روات من اآلخ||رون يملكه

ع||بر إال اإلنكلوسكس||وني المحيط في اإلنس||ان حق||وق إليها اس||تندت ال||تي الفلسفة المطلق||ة، الملكية ضد التحديد وعلى الحاكم||ة، الفئ||ات بين فيما الص||راع مع||ادالت

والمص||||||لحة المنفعة قيمة غ||||||ير قيم أية من المتحللة البرجوازية الفردية وإطالق تحت اإلنس||ان وحق||وق الديمقراطية جعل ما وه||ذا وال||ثروة، الق||وة المتالك والسعي العليا الفئ||ات س||يطرة بالنس||بة مح||دود ق||در مع ب||ه، يمس||كون بلد كل في عملي||ا.للمواطن مجالها في بينها واضح تمي||يز على اإلنس||ان حق||وق تق||وم اآلخر المس||توى على سارت الغرب في اإلنسان حقوق فلسفة دامت ما العالمي، مجالها في وبينها الغربي

الس||كان وإب||ادة أوطانه||ا، واحتالل الش||عوب اس||تعمار عملي||ات مع جنب إلى جنب||ا إلى إفريقيا من وش||حنهم األفارقة واس||ترقاق األمريك||تين، في جرى كالذي األصليين

األمريكية. القارة الك||اثوليكي المح||ور في اإلنس||ان حق||وق فلس||فة عليها ق||امت ال||تي األسس أما

روسو، جاك جان كتابات سيما وال للثورة، مهدت التي الكتابات تناولتها التي األوربي،53ص ، اإلسالمية الرسالة في اإلنساني البعد ، الدين سعد عدنان 2

9

9

حق||وق أي ||| ك||ذلك ق||امت إنها ثم الكنيس||ة، مع الص||راع في مس||ارها اتخ||ذت فقداألخرى. الشعوب ومجال األوربي المجال بين التمييز على | اإلنسان

التجار طبقة وبين ، جهة من والكنيسة اإلقطاع ملوك بين دار الذي الصراع إن في السبب كان ،(1) أخرى جهة من ، الجديدة بالطبقة سميت التي الصناعة وأرباباالتية: اإلنسان بحقوق المناداة ناسبها التي الجديدة لطبقةا ظهور

وال لملك سلطان فيه يكون ال بحيث االنسان طبيعته من المستمدة _الحقوق1. إله وال دين رجل

المواطنة فيها تقوم قومية أوطان إقامة إلى والدعوة الكنيسة سلطان _ إزالة2. له مناوئا يكن لم إن ، بالدين له صلة ال أساس على

والصناعة التجارة أعمال على القديمة الطبقات فرضتها التي الحواجز _ ازالة3 ،(2) الرغبات تحقيق أمام الحواجز غياب بأنها الحرية عرف الفالسفة بعض إن حتى ،

بل األساسي المحدد جعل إلى الحاضر وقتنا في وصل أن إلى الفكر هذا تطور وقد والسيطرة : القوة أي " ، القوى :" موازين يسمى ما هو والحقوق للحريات والوحيد . الفردية المادية الفلسفة أصحاب ، الغرب لصالح اليوم وهي ،(3) والثروة

الشرعة من صدر وما ، اإلنسان حقوق لمفهوم الغربي اإلطار جعل الذي األمر االتفاقيات من تاله وما اإلنسان لحقوق العالمي اإلعالن من اإلنسان لحقوق الدولية

وال الحقوق تلك تحديد في واألساسية األولى المرجعية هو | إليها اإلشارة ستأتي التي هو منه قصد ما بحسب ألنه ؛ إليها يرمي التي المعاني لتمحيص أو لمراجعته مجال

للسلوك مدونة وهو ، منجزاتها كافة واألمم الشعوب به تقيس الذي المشترك المعيار (4)! منازع بال العام ومصدرها األساسية وحرياته اإلنسان بحقوق يتصل فيما الدولي

أو اإلنس||ان حق||وق ح||ول والجاذبية ال||وهج ش||ديدة مقولة أم||ام الوق||وف ينبغي الحكم وأنظمة الديمقراطية عقال||ه، من العقل إطالق وهي أال الغربية، للنظرية وفقا

التطور عن وهو التالي المبحث في اإلنسان حقوق بها مرت التي التارخية المراحل إلى سيشار ( 1. الحقوق لهذه التاريخي

، العربية الوحدة دراسات مركز ، اإلسالمية الدولة في العامة الحريات ، : راشد الغنوشي ( 2 ، السياسة موسوعة ) وآخرون( ، الكيالي الوهاب عبد عن نقال, 23ص ، األولى بعةطال ، بيروت244 ص ،2ج ،1979 ، والنشر للدراسات العربية : المؤسسة بيروت

34 ص ، اإلسالمية الدولة في العامة الحريات ، : راشد الغنوشي ( 3 ، األساسية وحرياته اإلنسان حقوق ، : خليل : الحديثي الشريعة في اإلنسان حقوق مؤتمر ( 4

30ص ، الغربي الفكر نقد في مالحظات10

10

والقيم النظم هي وما اإلنس|ان، حق||وق ماهية تقرير في المطلقة الس||يادة وإعط|اؤه الحكم من أو الكنيسة س||لطان من العقل تح||رر أن غ||ير الدولية، والعالقات واألخالق تقل ال ح||دود ض||من األمريكية ||| األوربية التجربة في وض||عه المطلق تلك عن تقيي||دا

العقل صار فقد السابقة، القيود وأض||حى العنان، المطلقة الرأسمالية للفردية أسيرا ،1 المعني البلد في القومية للمصالح رهنا األخ||رى الش||عوب اس||تعباد لعملية وأس||يرا

الهن||ود ذبح س||وغ قي||وده من تح||رر أنه زعم ال||ذي العقل فه||ذا إبادته||ا، وح||تى ونهبهاالضعيفة. الشعوب على الحروب وشن الرقيق وتجارة الحمر واالس|تعمار العنص||ري التمي|يز تس|وغ فلس|فية مرتكزات عن بحثه في العقل هذا

لألص||لح، والبق||اء البق||اء تن||ازع حول دارون نظرية في ضالته وجد المدمر، واالستعباد واالنتقاء الحي||اة في الص||راع من جعلت ال||تي النظري||ات في وج||دها الطبيعي. وحينا

والقومي||ات والش||عوب الطبق||ات بين والتط||احن قانون||ا وبكلمة الس||يادة، له طبيعي||ا المطلق والحكم الكنيسة إس||ار من العقل تحرير ك||ان أخ||رى إلى باإلنس||ان ع||ودا يكن لم ثم ومن | الخارج في واالستعمار الرأسمالية المنافسة قانون | الغاب شريعة إلى ته||دف عملية الملكي أو الكنسي التحكم أو القيود أو الخرافات من العقل تحريرجمعاء. البشرية مستوى وعلى إنسان، هو حيث من اإلنسان حقوق خدمة

" اإلنسان حقوق لمفهوم الفكرية "األسس بعنوان مقال ، شفيق منير 111

11

اإلنسان حقوق لمفهوم : التطورالتاريخي ثانياومرجعياته

طرح من تبدأ عدة إشكاليات في يدخلنا االنسان حقوق تاريخية في البحث إن فترة وهي ، عشر الثامن القرن يتعدى ال محدث هو فيها التفكير أن على المسألة

أن على ، الغربية الحضارة في النهضة عصر قديمة اإلنسان حقوق أن يررى آخر تيارا تطلق التي المجتمعات من بدأ المصطلح تطور بدراسة يقوم لذلك ، اإلنسان قدم

بدائية مجتمعات عليها ثم وغيرهم كالبابليين القديمة الشرقية بالحضارات مرورا بعصر وانتهاء المسيحي العصر عند التوقف ثم واليونانية الرومانية الحضارات أمثال الفالسفة مجهود فإن وهذا ، عشر الثامن القرن وهو األنوار عصر الفالسفة

ثمرة تعد الوثيقة هذه وأن ، اإلنسان حقوق إعالن وثيقة إلى انتهى قد وروسو فولتير: حاسمين رافدين دعمها ضخم تحضيري لمجهود. والرومان اليونان انسانيات– 1

1. النهضة عصر انسانيات– 2

: اإلنسان حقوق اتجاه في التاريخي التطور

على يحافظ ما الحقوق من ومنحه ، صورة أكرم على اإلنسان تعالى الله خلق تعالى قال ، وإنسانيته كرامته منا : )ولقد والبحر البر في وحملناهم آدم بني كر

بات من ورزقناهم (2)تفضيال( خلقنا ممن كثير على وفضلناهم الطي

وذلك اإلنسان سعادة تحقيق إلى وتهدف ذلك على تؤكد السماوية الشرائع وجاءت اإلنسان، وبأخيه فيه، يعيش الذي وبالكون ، وتعالى تبارك خالقه مع عالقاته بتنظيم له فتتحقق ، األرض في الله خليفة اإلنسان يكون بأن وجل عز الخالق إلرادة تحقيقا

عمل : )من تعالى قال ، واآلخرة الدنيا معا الدارين في السعادة أو ذكر من صالحاه مؤمن وهو أنثى بة حياة فلنحيين هم طي ( 3)يعملون( كانوا ما بأحسن أجرهم ولنجزين

.http://www.lawjo.net ، التاريخي وتطورها مفهومها اإلنسان حقوق ، صالح رغد ، الهدلة 170 ( اإلسراء 297 ( النحل 3

12

12

يأذن لم ما الدين من وشرعوا تعالى الله على استكبروا الناس من كثيرا أن إال اإلنسان وحرموا ، البشرية للحياة والذل الضنك وجلبوا ، وأضلوا فضلوا ، تعالى الله به

الحكام فاستأثر ، للقوة الحق وجعلوا ، وجل عز الله إياها منحه التي الحقوق من للبشر، استعبادية بصورة والحريات الحقوق على السيطرة تخولهم التي بالسلطة

يستأثر الحاكم كان حيث وروما والهند وبابل القديمة مصر تاريخ في واضحا هذا ويبدو الكل بل فردية حريات أو لغيره حقوقا يعرف وال الصالحيات سائر ويملك بالحكم قصة في كما الحال هذه من بعضا الكريم القرآن حكى . وقد ودنيويا دينيا له يخضع

كم أنا )فقال فرعون وفي ،(2)( غيري إله من لكم علمت : ) ما وأيضا(1)األعلى( رب المعنى لتحقق والرسل األنبياء دعوة جاءت الحقوق ضياع من الحال هذه مثل

مظاهر وتبدو ، تعالى الله لغير العبودية من بدال لله عبدا وتعيده(3)لإلنسان التحرريها نعمة : )وتلك فرعون مع السالم عليه موسى سيدنا حوار في الدعوة هذه علي تمندت أن (4)إسرائيل( بني عب

ذين على نمن أن : )ونريد تعالى وقوله أئمة ونجعلهم األرض في استضعفوا ال(5)الوارثين( ونجعلهم

اإلغريقي الفكر في موجودا كان ، اإلنسانية الحقوق ضياع وهو الحال هذه ومثل ، للفرد بحقوق االعتراف إلى يتوصل ولم ، المستقل اإلنساني بالكيان يعترف لم الذي من اإلنسان نفي ويجيز ، المشوهين إعدام يجيز كما ، لألحرار االسترقاق يجيز فكان " إن أرسطو يقول فكان ،( 6)الرق ضرورة يسوغون الفالسفة كان بل ، ووطنه أرضه(7 )" والفلسفة للفن األحرار قبل من للتفرغ ضرورة الرقيق وجود

يد على استقاللها اليونانية المدن لفقد كان حيث ، يستمر لم الواقع هذا أن غير على سيطر الذي والفكر القيم في النظر إعادة في أثر .م ق338 المقدوني فيليب

االعتراف أهمية إلى ذلك بعد المتأخرين اليونان الفالسفة ليتوصل اإلغريق حياة

24 النازعات ( 1 38 القصص ( 2 ص ، اإلسالمية الدولة في وقيودها العامة السلطة بعنوان دكتوراة رسالة ، الله : عبد الكيالني ( 3

420 22 الشعراء ( 45 القصص 5 336 ،ص السياسية النظم ، كامل محمد ، ليلة( ? 6 18 ص العامة : الحريات مجذوب ( 7

13

13

فلسفة بذلك مخالفين ، الفرد سعادة على الفلسفي والتركيز ، الفرد باإلنسان.(1) أرسطو الذي التاريخي التطور بحسب وأجياله اإلنسان حقوق تصنيف . الغربية الثقافة في به مرت

التاريخي التدرج إلى بالنظر وذلك (،generations) أجيال إلى اإلنسان حقوق تصنف : (2)التالي النحو على وذلك ، حقوقه الغربية الحضارة إنسان فيه حصل الذي

والسياسية المدنية : الحقوق األول الجيل : ، واألمن والحرية، الحياة، في بالحق المرتبطة الحقوق وهي التعرض وعدم والدين والضمير التعبير وحرية ، السياسية المشاركة في والحق، ، للتعذيب

.. الجمعيات في واالشتراك

ولكل ، دولته شعب لكل صار حيث القطرية الدولة بنشأة الحق هذا ارتبط وقد السيادة؛ آثار من كأثر إقامتهم تمنع أو أرضها على األجانب تقبل أن في الحق دولة

تجاه للمواطن حقوق من عنها يتفرع وما ، الجنسية حق المواطن منح فإن وعليه ، األرض على اإلنسان بحياة الوثيق الرتباطه اإلنسان، حقوق ألصق من يعد دولته غير أرض على اإلقامة في حقه كان إذا الحياة في يستمر أن لإلنسان فيكف

. وآكدها اإلنسان حقوق ألصق من التجنس حق قيل: إن هنا مضمون! ومن احتالل بسبب الحق هذا ضياع من تعاني شعوب هناك زالت ما أنه العجب ومن لقب تمنحهم عليها ولدوا التي األرض ألن أو بها االعتراف وعدم ألوطانهم المحتل

المشاركة كحق الجنسية حقوق سائر دون اإلقامة حق يعطون )البدون( بحيثإطالقا! دولة أي بجنسية يتمتعون ال فهم السياسية؛

الدولة في اإلقامة حق جعل قد اإلسالمي الفقه أن هنا النظر يلفت ومما التجنس وحق اإلسالمية الدولة بقوانين يحكم أن اختار إذا إنسان كل يملكه حقا وهما, الذمة وعقد اإلسالم : عقد بسببين اإلسالم في الجنسية تملك ،إذ المسلمة

. الحرة بإرادته اإلنسان فيهما يدخل اختياريان عقدان

18 ص العامة الحريات ، مجذوب ( 1www.nchr.org.jo اإلنترنت عبر دائم موقع ، اإلنسان لحقوق الوطني المركز(? 2

14

14

أعلى(1)الخاص اإلسالمي الدولي القانون في الفرد مكانة أن نالحظ هنا ومن حق هو الوضعي القانون في الجنسية حق أن ذلك ، الوضعي القانون في منها

المجاز_ سبيل على المتكلمين تعبير استعملنا (_إذا الوجود )واجب فهو للمواطن تمتنع أن ويمكن رعاياها، لغير تمنحه أن يمكن للدولة حق فهو لألجنبي بالنسبة أما

آمن إنسان لكل حق هو اإلسالم في الوجود(،ولكنه )جائز فهو السيادة آثار من كأثر غير مثاليا حقا الحق هذا يكن به. ولم يحكم أن ورضي به قبل أو اإلسالمي بالفكر

كان بل للتطبيق قابل حقا داخل في والعرقي الثقافي للتنوع ،فالناظر واقعيا الثقافة أثرت مفتوحة بجنسية تتمتع كانت الدول هذه أن يدرك اإلسالمية الدول

تربط وسياسية قانونية رابطة باعتبارها الجنسية ،فمفهوم(2) اإلسالمية العربية يعد بدولته، المواطن مفهوما ,األنظمة من غيره عن اإلسالمي الفقه في متميزا

اإلسالمية الدولة تعد وبهذا واإلقليم، النسب على الفكر لشأن إعالؤه حيث من على واالنكفاء التقوقع نبذ في الفاعل أثره المفهوم لهذا كان وقد الفكر، دولة بحق

اإلسالمية، األمة وعاء في االندماج على المختلفة الشعوب ساعد مما, الذات اإلسالمية الحضارة وأعطى .(3) خاصا تميزا

وجود, الظروف تغير يراعي جديد فقه إلى تحتاج التي القضايا من و هذا الواليات تولي في السياسية المشاركة قضية, العام للموظف مقيدة قوانين تثبت حقوق ))هي اإلنسان حقوق معايير فبحسب والترشيح، االنتخاب وفي العامة،

فقد اإلسالمي الفقه في وأما (( ، ولونه وعرقه دينه عن النظر بقطع مواطن لكل شرط الفقهاء اشترط ،ومنهم ى العظم واإلمامة الوظائف،كالقضاء لبعض اإلسالم

مجال ضيق ،ومنهم الوظائف لمعظم شامال الشرط هذا جعل في توسع من الوثيقة في فالناظر الصواب وهو ، ديني معنى له كان ما في فحصره االشتراط

)بالصحيفة( يجد تاريخ عرف فيما المنورة المدينة لدولة التأسيسية واضحة نصوصا عوف بني يهود وأن كقوله والواجبات الحقوق في الدولة مواطني تساوي في

الجهاد فقه اإلسالمي الفقه في ويقابل الجنسية موضوع ينظم الذي هو الخاص الدولي القانون( ? 1 .والسير

36ص: ،1ط: الدولة سلطة على الواردة القيود ، الكيالني( 2 1998: دراسات مجلة ، الكيالني : عبدالله والجنسية واألمة الشعب مفهوم أنظر ( 3

15

15

ما المسلمين مع ينفقون اليهود وأن ، وللمسلمين دينهم لليهود المسلمين مع أمة.(1) علينا ما وعليهم مالنا لهم وأن ، محاربين داموا

القضاء وخصوصا الواليات بعض في اإلسالم شرط اشترطوا حين فقهاءنا ولعل االجتهاد في واسعة صالحيات من آنذاك العام وللموظف للقاضي ما إلى التفتوا

المشرع، مقاصد وإلى العامة المبادئ إلى القاضي يستند ما غالبا إذ ؛ والتشريع هذه ومن,المشرع لمقاصد تفهمه من للتأكد دقيقة شروط وضع من البد فكان

في وأما ، الكمال على المشرع مقاصد يدرك ال المسلم غير ألن اإلسالم الشروط واقع أمام فإننا كبير حد ،إلى الموظفين وسائر للقاضي مقيدة قوانين وجود ظل

معنى فيها يكن لم ما العامة الواليات في المواطنين سائر بمشاركة يسمح جديد دينيا . شابهها وما كاإلمامة خاصا

: واالجتماعية االقتصادية : الحقوق الثاني الجيل والمأكل ، للمعيشة الالئق والمستوى والتعليم، بالعمل، المرتبطة الحقوق وهي. الصحية والرعاية والمأوى ، الدولة على واجبا وجعلها صراع بعد الحقوق هذه الغرب في اإلنسان نال وقد , التدخل من الدولة منع إلى تهدف سلبية، حقوقا األول الجيل في الحقوق فكانت .لمواطنيها والمأكل العمل لتوفير تتدخل أن الدولة تطالب الثاني الجيل في وغدت

يأخذه فلم يوم أول من الحق هذا لإلنسان أعطت اإلسالمية الثقافة أن وتالحظ أموال في الفقراء حق فكرة القرآن أكد فقد دامية تجارب بعد وال صراع نتيجة

ذين سبحانه: فقال األغنياء ائل* معلوم حق أموالهم في وال للس , (2)والمحروم ذميا الخطاب بن عمر رأى حين و ، الزكاة أداء عن امتنع من بكر أبو وحارب هرما : وقال المال بيت من مبلغا وأعطاه الجزية دفع من أعفاه ، الجزية لجمع يتسول مبدأ فكان, (3) "هرمك في وتركناك شبابك من أخذنا إذ أنصفناك ما "والله

اإلنسان. حقوق لتقرير األساس هو اإلنصاف

: والتنموية والثقافية البيئية : الحقوق الثالث الجيل سلطة على الواردة القيود ، الكيالني ،60ص: النبوية الوثائق : مجموع الله حميد محمد: أنظر ( 1

. 23ص: ، األولى بعةط, ال الدولة25 : آية المعارج ( سورة 2 ص: فقرة يوسف أبو : القاضي الخراج ( 3

16

16

الثقافية التنمية في والحق ، نظيفة بيئة في العيش حق وتشمل. واالقتصادية والسياسية

حقوق تقوم على مسؤولية اإلنسان تجاه األجيال القادمةوهي .بيئة نظيفة ومصونة من التدميرلضمان ,(1)وتفترض وجود تضامن دولي

حقوق إلى للوصول األجيال بهذه المرور أن إليه االلتفات ينبغي مما أن على حقوق فإن اإلسالمية الثقافة في أما, الغربية بالثقافة خاص الحالي بوضعها اإلنسان في المشكلة ولكن ، لها المثبت الشرعي بالنص يوم أول من كاملة ثبتت اإلنسان

اإلنسان حقوق حفظ تضمن التي الضمانات ضعف هو اإلنسان حقوق الواقع .واقعا

فهي المختلفة الغربية القراءات في اإلنسان حقوق مرجعيات أما: كالتالي الغربية: القراءة في االنسان حقوق

القرنين في ظهرت التي الفلسفية المذاهب من أصولها القراءة هذه استمدت تتميز التي ،و الطبيعية حقوقه وعن المستقل الفرد حول عشر والثامن عشر السابعباالتي:

. ذاته من مستمدة طبيعية حقوقا يملك اإلنسان _ أن1. اإلنسان لوجود الزما وجودها كان مطلقة امتيازات هي الحقوق هذه __أن2. القانون أو المجتمع وجود عن وجودها في سابقة الحقوق هذه _ أن3 إال القانون وما ، التنازل أو التعديل أو لإلسقاط قابلة غير الحقوق هذه _ أن4 الدولة دور فإن ولهذا ، االعتداء من لها والحامية الحقوق هذه عن المعبرة الوسيلة .(2) الحارسة الدولة باسم عرف ما وهو ، الحقوق حراسة نطاق في ينحسر

االنسان حقوق اجمال :ويمكن االشتراكية القراءة في اإلنسان حقوقباالتي: القراءة هذه في

نفسه الموضع( 1 23 ، اإلنسان وحقوق العامة : الحريات مجذوب ( 2 : المهداوي ،2001 ،1،ط األهلية الزرقاء / كلية والقانون الشريعة في اإلنسان حقوق مؤتمر |

72 ص ، والوضعي اإلسالمي المنظور في الحق فلسفة كتب سلسلة ، وآخرون غليون برهان ، العربي اإلنسان : حقوق العربية الوحدة دراسات مركز |

: ، والعالمية الخصوصية بين اإلنسان : محمد: حقوق فائق بيروت، ،2ط ( ،17) العربي المستقبل 199 ص

17

17

الحقوق. تناول في الحزب نظام على _االعتماد1 صياغة وهي ( ، االجتماعي التضامن ) مذهب االجتماعية الفلسفة على _تقوم2 من الحقوق وأن ، المجتمع عن الفرد عزل فكرة على قامت اشتراكية إنسانية

. االستقالل وجه على فيها حظ للفرد وليس ، وإليها الجماعة وظائف أو اختصاصات هي إنما حقوق من األفراد به يتمتع ما كل _ان3

، العام الصالح يحقق وجه على باستعمالها موكلون موظفون وأصحابها ، اجتماعية. الفردية الحرية إلى االلتفات دون ، االجتماعي والعدل

إلى االلتفات وعدم ، األفراد قهر إلى ا النحو هذا على الحقوق صياغة ادت وقد (1). العام الصالح تحقق كانت إذا إال الخاصة الحقوق

الثانية: العالمية الحرب بعد االنسان حقوقباالتي: الفترة بهذه الحقوق تميزت

عبر بتبرير هيمنتها لضمان تسعى , بدات بالعالم واحدة عظمى قوة _ظهرت1 2) المشرب األمريكي األصل : الياباني فوكوياما فرانسيس المفكر ألفكار الترويج

ال حتمية نهاية إلى وصل قد العالم أن:وخالصتها تبناها التي ( التاريخ )نهاية كتابه في( الليبرالية إلى المستندة األمريكية الغربية الحضارة هيمنة وهي عنها انفكاك

وتنضوي الوقت تختصر أن الغرب فكر عن المتأخرة الدول وعلى ، الديموقراطية .الغربية الحضارة نعمى تحت

الغربية الممارسات وبين ، اإلنسان لحقوق العالمية المنظومة بين _ الخلط2 وتعميم ، المزدوجة المعايير وتطبيق االنتقائية في التحديد وجه على واألمريكية

على للهيمنة الساعية األمة ثقافة باعتبارها الغربية الثقافة في اإلنسان حقوق مفهوم. كله العالم

االنسان: حقوق من بدال العولمة _ تطبيق3 ،(3) وسلطاتها الدولة دور من الحد الى تسعى التي العولمة ان اليخفى اذ. الفردية الرأسمالية قوة وهي السائدة العظمى القوى لسلطان خاضعة وتجعلها

المنظور في الحق فلسفة : علي، المهداوي ، والقانون الشريعة في اإلنسان حقوق مؤتمر( ? 1 75 ص ، فيها اإلنسان حقوق ودور والوضعي اإلسالمي

200 ص ، والعالمية الخصوصية بين اإلنسان حقوق ، : محمد فائق | ||||||| التاريخ : نهاية : فرانسيس فوكوياما أنظر( 2197 ص ، والعالمية الخصوصية بين اإلنسان حقوق ، : محمد فائق ( 3

18

18

تحرير طريق عن ذلك كان ولو ، كان شكل بأي الفردية المصلحة _ تحقيق4 ، واالعتقاد واألخالق كالدين القيود، من ممكن قدر أكبر بإسقاط الفرد طاقات

. السائدة والقيم المشروعة، واألعراف من عليه س||لطان ال ال||ذي الحر بالفعل إال وحريته حقوقه ين||ال ال اإلنسان وكأن

. البشر أو اإلله يقسمونها القانون علماء فإن إنسانيته بحكم لإلنسان تجب التي الحقوق ماهية عن أما :(1) مجموعات إلى: : وتشمل الشخصية الحريات مجموعة: أوال

الشخصية :الحرية1 التنقل : حرية2

. والتعذيب االعتقال من وجسده حياته على األمن : حق3(2) المراسالت وسرية المسكن : حرمة4

: وتشمل ، الفكرية الحريات مجموعة: ثانيا. العقيدة : حرية1. التعليم : حرية2. الرأي : حرية3. الصحافة : حرية4

بشكل ممارستها األفراد يستطيع ال التي الحريات تلك : وتعني التجمع حريات: ثالثا الجمعيات وتأليف, االجتماعات حرية مثل ، الجماعية المشاركة وتقتضي ، فردي

.المستمر الوجود ذات واألحزاب. والصناعة والتجارة الملكية :حق : وتشملاالقتصادية الحريات : مجموعة رابعا

: وتشملاالجتماعية: والحريات الحقوق مجموعة: خامسا إليها واالنضمام النقابات تكوين وما يتفرع عنه من حقوق للعمال , كحق ، العمل حق

ساعات وتحديد ، واإلجازاتوحرية اختيار نوع العمل , والحق في الراحة والفراغ , . والحق في المعونة عند الشيخوخة أو المرض أو العجز العمل

244ص ،1969 بيروت العربية، النهضة دار ، السياسية النظم ، كامل : محمد ليلة( 1 الفكري األساس ، والقانون الشريعة بين اإلنسان حقوق ، : منير :البياتي اإلنسان حقوق مؤتمر ( 2

130،ص والنتائج والخصائص19

19

، الترشيح وحق ، االنتخاب :حق وتشمل ، السياسية الحقوق مجموعة: سادسا. المصير تقرير وحق

في المواطنين جميع بين المساواة لمبدأ يخضع الحقوق من تقدم ما وجميع ويتفرع عن هذا المبدأ : المساواة أمام القضاء , والمساواة أمام وظائف. بها التمتع

( 1)الدولة , والمساواة في التكاليف واألعباء العامة .

الثاني الفصل

الفكر في االنسان حقوق مفهوم. التشريع في ومصادره اإلسالمي

– أيار– 88 العدد – األمة كتاب – البياتي حميد د. منير – والقانون الشريعة بين اإلنسان حقوق( 147- 45 ص– 2002

20

20

األول المبحث

اإلسالمي الفكر في اإلنسان حقوق مفهوم تحرير

اإلسالم في اإلنسان حقوق ليست الطبقي الصراع لعوامل تخضع نسبية حقوقا لتحديد المطلق||ة، الملكية على الث||ورة أو الع||رقي، التن||احر أو الم||ذهبي الخالف أو

أم|||ام وتلغى أس|||بابها، زوال بعد وتتالشى تغيب ثم طغيانه|||ا، من والحد ص|||الحياتها الخارج. في واستعبادها الشعوب واستعمار الداخل، في الرأسمالي والجشع األطماع

ين||ال ال راس||خة، إيمانية عقيدة من اإلسالمية الرسالة في اإلنسان حقوق تنطلق إنما وال الزمان تغير منها يحد ال مطلقة، حقوق فهي فقهي، اجتهاد أو سياسي موقف منها

التفريط أو عليها الخ||روج أو انتهاكها ليبقى والحكام، األحكام تبدل وال المكان، امتداد ال||تي الش||رعية واألحك||ام القطعية والنص||وص العقي||دة ل||دواعي ص||ريحة مخالفة بها

رس||الة ك||انت لقد، المذهبية واالتجاه||ات والفقه||اء العلم||اء بين خالف محل ليست وأك||بر اإلنس||ان لحق||وق ع||المي إعالن أول وس||لم عليه الله صلى الله عبد بن محمد وإحي||اء شخص||يته، وتأييد كرامته وص||ون حياته لحفظ ||| تاريخية ||| حركة ش||مل عام||ا1. الحياة ميادين جميع

" , وللتعرف " إنسان " و " حقوق من يتكون مركب مصطلح اإلنسان حقوق. المصطلح هذا مفردات نوضح أن لنا بد ال المفهوم هذا على

: الحق : تعريف أوال

الحق: منف والوجوب, الثبوت إلى معظمها يرجع معان عدة اللغة في للحق األمر هوو الباطل، ضد هوو القرآن، على يطلقو صفاته، من أو تعالى، الله أسماء

23ص ،1ط ، اإلنسان وحقوق اإلسالم ، المنعم عبد محمد ، خفاجي 121

21

الثابت، والموجود والملك، والمال، واإلسالم، )والعدل، على ويطلق ومن المقضي،.(1) والصدق

. وجب أي حقا الشيء فتقول: حق

إلى للتنبيه منها اشتق وما الحق لفظة استعمل القرآن النظر: أن يلفت ومما فالحاقة ؛ األغنياء على للفقراء المالية الحقوق بيان في استعمله كما القيامة، يوم

, ومنه وحقوق حقاق األمور, والجمع حواق فيها ألن بذلك سميت القيامة ليوم اسم القرآن جاء ,كما(2)" الكافرين على العذاب كلمة حقت :" " ولكن تعالى قوله

ذين" وهو اجتماعي مفهوم ذو القرآن في فالحق, (3)" معلوم حق أموالهم في وال في الحق أساس بين فارقة نقطة وهذه ، بالغيب اإليمان من ديني أساس إلى يستندي.اإلسالم والفكر الغربي الفكر

كان إذا محقق , فتقول: ثوب واإلتقان اإلحكام بمعنى الحق لفظة وتطلق (4). النسيج محكم

, إال ألفاظها في متعددة تعريفات تجد األصول وعلماء الفقهاء اصطالح وفي المطابق " الحكم بأنه(5)الجرجاني عرفه , فقد اللغوي المعنى إلى ترجع كلها أنها

.(6) " ذلك على اشتمالها باعتبار والمذاهب والعقائد، األقوال، على يطلق وهو , للواقع : :" الحق بقوله(7) الفقه أصول علماء من هو البخاري العزيز عبد عرفه وكذلك

ال – ترى كما – التعريفان . وهذان(8) " وجوده في ريب ال الذي وجه كل من الموجوداللغوي. المعنى عن يخرجان

حق : مادة المحيط القاموس أنظر ( 171 : آية الزمر ( سورة ? 224 : آية المعارج ( سورة 3 – بيروت – صادر دار–( 711ت) المصري اإلفريقي منظور ابن مكرم بن محمد – العرب ( لسان 4

عدد – بيروت – الرسالة مؤسسة ابادي الفبروز – المحيط , القاموس10/55 – 15 األجزاء عدد عدد–( 721الرازي- ت) القادر عبد بن بكر أبي بن محمد – الصحاح , مختار1/110 – 1 األجزاء ) ت – الجزري محمد بن المبارك السعادات أبو – األثر غريب في , النهاية1/62 - 1 األجزاء

.1/75 – 5 األجزاء - عدد ه|1339 – بيروت – العلمية المكتبة– ( 606 , عمره المعروف هو األول , ولكن الحسن بن علي بن علي وقيل علي بن محمد بن علي اسمه) 5

. سنة وسبعون سبع , بيروت, العربي الكتاب دار,ه|( 816 ت) , التعريفات: علي بن محمد بن علي: الجرجاني( 61/120 , ه|1405 , األولى بعةطال بخارى أهل , من األصول علماء من حنفي , فقيه البخاري الدين عالء بن أحمد بن العزيز عبد ( هو 7

127/ 4 – األعالم–. ه|73 سنة " توفي البزدوي أصول " شرح تصانيفه , من- البخاري العزيز عبد – البزدوي أصول على األسرار ( كشف 8

22

22

اختالفات بينها تعريفات بعدة فعرفوه الحق بتعريف المحدثون الفقهاء عني وقد كان "ما بأنه الحق عرف حيث الخفيف علي الشيخ ذكره ما ذلك . ومن بسيطة ال الحكيم , والشارع مصالح . فالحقوق(1) " شرعا بصاحبها اختصاص لها مصلحة في الحق أن , حيث الشارع بإقرار الثبوت التعريف قيد . وقد مصلحة كان ما إال يحمي

. (2) الشارع إرادة عن إال ينبثق , وال لعباده تعالى الله من منحة اإلسالم شريعة

الشرع به يقرر :" اختصاص بقوله الزرقا مصطفى الشيخ أيضا عرفه وممن كلمة : أن : األول ألمرين سابقه من أدق التعريف هذا , ولعل(3)" تكليفا أو سلطة

تتضمن طرفين بين عالقة الحقيقة في الحق . ألن مصلحة كلمة من أدق اختصاص . (4) إبهام " من " ما كلمة في : لما والثاني. الخير فهي المصلحة , أما مصلحة

أو " قدرة , منها المعنى متقاربة تعريفات عدة للحق نجد القانون فقهاء ولدى عليه " , ويعترض معلوم معين نطاق في األشخاص من لشخص القانون خولها سلطة

, وهي حقيقته مضمون بعض , ولكنها الحق حقيقة ليست السلطة أو القدرة بأن . وإنما تخوله ال وقد قدرة صاحبها تخول قد العالقة , وهذه شرعا بها المعترف العالقة .(5)آخر طرف لمصلحة طرف على تكليفا ترتب

به يقرر اختصاص:" الزرقا األستاذ قاله ما التعريفات أدق أن نرى لهذا. تكليفا أو سلطة الشرع

: (6) يلي بما يمتاز الحق أن سبق مما يتضح و

الشريعة أساس الحق , وليس اعتباره وأساس الحق منشأ هي الشريعة . أن1

تحقيقها الشارع قصد مصلحة وهي لحكمة الحق منح إنما تعالى الله . أن2 مع منسجم أمر العامة بالمصلحة الفردي الحق تقييد فإن هنا ومن ، الحق بشريعة

. اإلسالمي الفقه في الحق منشأ10 ص – الخفيف - علي المنفردة واإلرادة اإلنفرادي ( التصرف 1 اإلسالمية والمقدسات والشؤون األوقاف وزارة طبعة – ياسين نعيم محمد أ.د – الدعوى ( نظرية 2

107ص- – األردنية2/11 – الجديد ثوبه في اإلسالمي ( الفقه 3 109 ص – ياسين– الدعوى ( نظرية 4110 ص – السابق ( المرجع 5 73-71 ص – الدريني فتحي أ.د – تقييده في الدولة سلطان ومدى ( الحق 6

23

23

أجلها من الحق رعش مصلحة إلى وسيلة بل ذاته في غاية ليس الحق . أن3 خالف على استعمل فإذا ، بالحق المكلف تصرف كيفية المشرع يراقب هنا ومن

كان المشرع مقصود . تضمينه و منعه وجاز متعسفا

، اإلرث كحق مباشرة بالحق يتمتعون الذين لألفراد يثبت ما الحقوق من . أن4 الغير يكون وقد ، للغير يثبت ما ومنه عليه ومحافظ معتبر الحقين جماعة, وكال أو فردا

من اإلضرار منع للغير فردي حق إلى التفاتا الحق على المحافظة صور ومن ، شرعا ،ومن اإلرث من للفرار الطالق ومنع بالوصية اإلضرار كمنع الحق يمارس من قبل إليها يحتاج التي التجارية السلع بعرض الجماعة حق العامة حق إلى االلتفات صور

. لها احتكار غير من باألسواق الناس

: هما رئيسيين قسمين إلى الحق الفقهاء ويقسم. 5

, ويطلق غالبا فيه الله حق كان ما به , ويلحق تعالى الله : حق األول القسم. المجتمع حق عليه

. غالبا فيه العبد حق كان ما به , ويلحق الفرد : حق الثاني القسم

ومن الدراسات الطريفة ألنواع الحقوق في الفقه اإلسالمي ما ذكره الدكتور يتناول حقوق اللهالجابري نقال عن الفقيه الشافعي العز بن عبد السالم وهو

عبد السالم أعمال يصنف ابنحيث وحقوق الحيوان أيضا، وحقوق اإلنسان، لى أربعة أصناف: صنفإ ها جلبا للمصالح أو درءا للمفاسداإلنسان، من حيث كون

وصنف يقيم يلبى به اإلنسان "حقوق الخالق"، وصنف يقيم به حقوق نفسه عليه،. الناس به حقوق بعضهم على بعض. وصنف يقيم به اإلنسان حق الحيوان

أما حقوق الخالق فهي ثالثة أصناف : -1

ورسله الخ. خالص لله كاإليمان بالله وكتبه :األول

24

24

يتركب من حقوق الله وحقوق العباد كالزكاة والصدقات والكفارات: والثاني واألوقاف فهذه قربة إلى الله (2) والوصايا(1)واألموال المندوبات، والضحايا والهدايا

عباده وإصالحهم بما وجب من وجه، ونفع لعباده من وجه. والغرض الظاهر منها نفع. آلخذيه من ذلك أو ندب إليه، فإنه قربة لباذليه ورفق

والثالث: ما يتركب من حقوق الله وحقوق رسوله وحقوق العباد، أو يشتمل على الثالثة: كاآلذان والصالة ففيهما حقوق الله كالتكبيرات، وفيهما حق الرسول الحقوق

له بالرسالة، وفيها حقوق العباد باإلشارة إلى دخول الوقت ودعاء الفاتحة بالشهادة.بالهداية الخ في الصالة

وأما حقوق نفس اإلنسان عليه فكتقديمه نفسه بالكساء والمساكن والنفقات -2. الخ

وأما حقوق الناس بعضهم بعض: فضابطها جلب كل مصلحة واجبة أو مندوبة، -3مفسدة محرمة أو مكروهة. ودرء كل

كفاية، عين وفرض كفاية وسنة عين وسنة إلى فرضوهذه الحقوق منقسمة ومنها ما اختلف في وجوبه وندبه في كونه فرض كفاية أو فرض عين. ويدل على

اإلثم على تعاونوا وال والتقوى البر على وتعاونواذلك جميعا قوله تعالى: تحصيل ، وهذا نهي عن التسبب إلى المفاسد وأمر بالتسبب إلى(3) والعدوان

القربى ذي وإيتاء واإلحسان بالعدل يأمر الله إن : وقوله تعالى.المصالحرون لعلكم يعظكم والبغي والمنكر الفحشاء عن وينهى وهذا ، (4) تذك

أمر بالمصالح وأسبابها ونهي عن الفحشاء والمنكر والبغي، وهذا نهي عن المفاسد. (5)وأسبابها"

288 / 1 – الصحاح مختار – النعم من الحرم إلى يهدى ما: وهو هدي ( جمع 1ة وسميت به، أوصيت ما : وهي وصية ( جمع 2 15/439 – العرب لسان – ال|ميت بأمر التصالها وصي2 : آية المائدة ( سورة 390 : آية النحل ( سورة 443 ص – األحكام ( قواعد 5

25

25

ولحقوق المكلفين بعضهم على بعض أمثلة كثيرة، ويمكن إجمالها في الحق باألخالق الحسنة، وتدخل كلها في "جلب المصالح ودرء المفاسد"، كما في التعامل

: (1)والسنة. يذكر ابن عبد السالم منها ما يلي وردت في القرآن

منها التسليم عند القدوم، وتشميت العطس، وعيادة المرضى، واإلعانة على وعلى كل مباح. ومنها ما يجب على اإلنسان من حقوق المعامالت.ىالبر والتقو بالمعروف والنهي عن المنكر، ألن األمر بالمعروف سعي في جلب ومنها األمر

. والنهي عن المنكر سعي في درء مفاسد المنهي عنه مصالح المأمور به،

ومنها أيضا تحمل الشهادة وأداؤها عند الحكام. ومنها حكم األئمة والحكام بإنصاف المظلومين من الظالمين، وتوفير الحقوق على المستحقين والوالة

الدعاء عن الله بأن ينصف الوالي المظلومين من الظالمين العاجزين، ومنع صرف في ذلك، وكذلك أن يدفع حاجات الناس وضروراتهم وال يحوجهم أن يسألوا الله

العالمين، وكان عمر بن الخطاب قد قال بحيث ال يحوجهم أن يطلبوا ذلك من رب أصرف عنه الدعاء" أي أن أرد أن ربيفي خطبة له: "أيها الناس إن الله قد كلفني

.برد تلك الحقوق إلى الناس حقوقهم حتى ال يحتاجون إلى الدعاء إلى الله

ومن ذلك حفظ أموال األيتام والمجانين والعاجزين والغائبين، والتقاط األموال (2) ومنها اصطناع المعروف كله دقه وجليله، وإنظار ,الضائعة واألطفال المهملين

. المعسرين وإبراء المقترين

ومنها حقوق نكاح النساء على األولياء )حق المرأة في الزواج فال يمنعها وليها (.وحقوق كل من الزوجين على صاحبه

في استيفاء العقوباتأنه إال ، والرأفة، والرحمة، بين المتنازعينسمومنها الق للتهاون في شأن العقوبة، وكذا عند القضاء ال ة ال يجوز أن تدعو الرحمة المشروع

يجوز أن تدعو الرحمة والرأفة لمحاباة أحد المتخاصمين لفقره، ولذا يقول الله الذين أيها يا تعالى آمنوا امين كونوا على ولو لله شهداء بالقسط قو

يكن إن واألقربين الوالدين أو أنفسكم أو غنيا بهما أولى فالله فقيرا

135 - 132 ص – األحكام ( قواعد 11/287 – الصحاح مختار – مهلة في انتظارهم أي( 2

26

26

فال أن الهوى تتبعوا وإن تعدلوا أو تلووا بما كان الله فإن تعرضوا تعملون {135النساء:} خبيرا

ومن إلى الرقيق بأن ال اإلحسان حقوق المكلفين بعضهم على بعض أيضا مما يلبس، وأن يكرم من يستحق يكلفه ما ال يطيق، وأن يطعمه مما يأكل ويلبسه وولدها، وال بين األخت وأختها. وعلى اإلكرام من العبيد واإلماء، وال يفرق بين الوالدة. عليها وندب إليها األرقاء القيام بحقوق سادتهم التي حث الشرع

عن إظهار القبائح. والكف عن الشتم والظلم. الفضائح والكفومنها ستر

باإلفالس والحجر، والضمان، والقرض, (1)العراة وفك العناة ومنها كسوة إعانة القضاة والوالة وأئمة المسلمين علىو ، على المرضى فيما زاد على الثلث

ما تولوه من القيام بتحصيل الرشاد ودفع الفساد وحفظ البالد وتجنيد األجناد ومنع. المفسدين والمعاندين

ومنها نصح المستنصحين بل نصح جميع المسلمين، وبر الوالدين وإسعاف القاصدين، واإلنفاق على األقارب كاآلباء واألمهات والبنين والبنات واألجداد والجدات

عاجزين، و حضانة األطفال وتربيتهم وتأديبهم وتعليمهم حسن الكالم، إذا كانوا إذا صلحوا لذلك، والسعي في مصالحهم العاجلة واآلجلة، والمبالغة والصالة والصيام

األذى عنهم وجلب األصلح فاألصلح لهم، ودرء األفسد في حفظ أموالهم ودفع األصاغر واألطفال فما الظن بما يلزم القيام فاألفسد عنهم. وإذا وجب هذا في حق

. به من مصالح المسلمين

وكرم العشرة وكف األذى وبذل الندى وإكرام الضيفان،ومنها حسن الصحبة وإفشاء السالم، والعدل ,وإطعام الطعام, وصلة األرحام ,الجيرانإلى واإلحسان

.(2)واإلحسان واإلجمال في األقوال واألفعال،

.192- / الصحاح , مختار : األسير العاني 11/47 – الصحاح مختار – الجميل فعل( 2

27

27

ومنها الوفاء بالعقود والعهود وإنجاز الوعود وإكرام الوفود، ومنها اإلصالح بين مة أوئالناس إذا اقتتلوا واختلفوا وامتنعوا من الحقوق الواجبة، أو بغوا على األ

. مةئ على األ(3) اجترموا

األرقاء ورد األصدقاء وإكرام, (2)ومنها إرشاد الحيارى وتزويج األيامى. والبشاشة عند اللقاء

ومنها أن يحسن إلى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم، وبلغ من ذلك أن يصل ويعفو عمن ظلمه ويحسن إلى من أساء إليه، وأن، من حرمه من قطعه ويعطي

يبيع على بيعه، وال يسوم على سومه، وال وأن ال ,يحب ألخيه ما يحب لنفسه خطبته، وال يجلس على تكرمته إال وال يخطب )للزواج( على ,يشتري على شرائه

وال يرحله وال يجهله وال يحقره وال بإذنه، وال يظلمه وال يشتمه وال يبرمه وال يخجله. (3)يخفره

عما يستحقه على الناس من قصاص أو حد,ومنها أن يسامح بحقه وأن يعفو ويجيب الدعوات ويقيل العثرات ويغفر, يغض بصره عن العورات أو تعزير، وأن

يتصدق على الناس بماله وجاهه وجميع ما يقدر عليه من الزالت ويسد الخالل، وأن. المعروف والمبرات

وال يتكبر عليهم وال يسيء ,ومنها أال يحاسدهم وال يقاطعهم وال يدابرهم يترك اغتيابهم وهمزهم ولمزهم والطعن في أعراضهم والقدح في إليهم، وأن

(4)الركبان وال يحتكر احتكارا يزيد في األثمان، وأن ال ينجش أنسابهم، وأن ال يتلقى

. وال ينقص (5)وال يبخس

ويتجاوز على ومن أمثلة حقوق بعض المكلفين على بعض أن ينظر المعسر ، (6)يخاتل الموسر، ويوسع على المقتر، وال يماطل بالحقوق، وأن يجانب العقوق، وال

ومنها أن ال يؤخر الزكاة إذا. ل وال يجاحد بالباطل وال يقطع كالم قائلطوال يما43/ 1 – الصحاح - مختار يفعله لم ذنبا عليه ادعوا ( أي 314/ 1 – الصحاح , مختار40/ 12 العرب لسان – لها زوج ال : من ( األيم 21/76 – الصحاح , مختار4/245 – العرب لسان – عهده ينقض ال ( أي 31/270 – الصحاح مختار – حاجتك من , وليس غيرك ليقع عالبي تزيد : أن ( النجش 4 .1/17 – الصحاح , مختار24/ 6 – العرب , لسان : اإلنقاص ( البخس 5199/ 11 – العرب لسان – يخادع ال ( أي 6

28

28

الشهادات إذا تعينت وال الفتيا وجبت وال الديون إذا حلت وال األحكام إذا أمكنت وال وطبعي. مثال ذلك أن يؤخر إذا تبينت، وأن ال يؤخر حقوق الناس إال بعذر شرعي

.الحاضرين… الزكاة لحضور جار أو قريب أو لمن هو أشد ضرورة من

ينفق عليها، نفقة مثلها، لو أما "حقوق البهائم على اإلنسان، فمنها أن ال يحملها ما ال تطيق، وال يجمع بينها وبين أو مرضت بحيث ال ينتفع بها، وأن(1)منتز

بكسر أو نطح أو جرح، وأن يحسن ذبحها إذا ما يؤذيها من جنسها أو من غير جنسها تبرد وتزول حياتها، وأن ال يذبح أوالدها ذبحها، وال يمزق جلدها وال يكسر عظمها حتى

وأن يجمع بين ذكورها وإناثها (2)وأعطانها بمرأى منها وأن يفردها، ويحسن مباركها عظمه صيدها ، وال يرميه بما يكسر (3)ذفحإتيانها )وقت التناسل(، وأن ال ي في إبان

(4).أو يرديه بما ال يحلل لحمه

ومن حقوق البهائم "اإلحسان الشرعي" إليها : "وذلك بالقيام بعلفها أو رعيها ما تحتاج إليه، وبالرفق في تحميلها ومسيرها فال يكلفها من ذلك ما ال تقدر بقدر ويداوي (5)وبأن ال يحلب من ألبانها إال ما فضل عن أوالدها، وأن يهنأ جربها عليه،

إضجاعها مرضاها، وإذا ذبحها فليحسن ذبحها بأن يحد شفرته ويسرع جرته مع أو برفق، وأن ال يتعرض لها بعد ذبحها حتى تبرد. وإن كان بعضها يؤذي بعضا بنطح

، و"من يعمل مثقال(6)كل كبد رطبة أجر" في غيره فليفرق بينها وبين ما يؤذيها. ف|" عنها . وإن رأى من حمل الدابة أكثر مما تطيق فليأمره بالتخفيف(7) خيرا يره"ة ذر

وإن أبى فليطرحه بيده، ف|"من رأى منكم منكرا فليغره بيده فإن لم يقدر فبلسانه الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال (8)فإن لم يقدر فبقلبه وذلك أضعف اإليمان"

,13/199 – العرب لسان – بعاهة مبتلى : أي زمن , ورجل الحيوانات تصيب : آفة ( الزمن 11/116 – الصحاح مختار

الحديث , وفي1/185 – الصحاح مختار – أيضا الغنم , ومرابض الماء عند اإلبل : مبارك ( األعطان2285/ 3 – الحديث غريب في - النهاية مراحه : أي عطنه له وأنشقوا خيرا بالمعزى استوصوا – , أي بالسيف : حذفه : فتقول القطع بمعنى , وتأتي وأسقطه بالعصا رماه : أي الشيء ( حذف 3

1/54 – الصحاح , مختار9/41- العرب . لسان رأسه قطع141/ 1 – األحكام ( قواعد 4 .276/ 5 – الحديث غريب في , النهاية187/ 1 – العرب : لسان تعالجه ( أي 5( .3422) - ح الماء سقي فضل باب – المساقاة كتاب – البخاري اسماعيل محمد – ( البخاري67 : آية الزلزلة ( سورة 7 وأفضلها اإليمان شعب عدد باب – اإليمان كتاب – النيسابوري الحجاج بن مسلم – مسلم ( صحيح 8

( . 49ح) – وأدناها29

29

حظها من األرض، وإذا سافرتم في السنة إذا سافرتم في الخصب فأعطوا اإلبل . (2)الله بسقي كلب" وقد "غفر(1)"فأسرعوا عليها السير

فمباشرة اإلحسان إلى الدواب لطف وإحسان وبر وتواضع وتبذل في وهكذا وفي الحديث: "أفضل دينار ينفقه الرجل: دينار ينفقه الرجل. دق اإلحسان وجله

ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه على عياله، دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، ال هي أطعمتها وال هي " و (3) " في سبيل الله

حمارا قد وسم . ورأى الرسول(4)أرسلتها تأكل من خشاش األرض، حتى ماتت هزال" .(7) البهائم(6) عن صبرالرسولونهى , (5)في وجهه فقال: "لعن الله الذي وسمه"

فأحرقت فأوحى الله األنبياء فأمر بقرية النمل وفي الحديث:"قرصت نملة نبيا من. (8) " أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة من األمم تسبح الله" إليه:

الثاني المبحث اإلسالمي التشريع في اإلنسان مصادرحقوق

المصادر والمراجع أو الوثائق التي نصت على حقوق اإلنسان، أو علىما؟المكانة التي تبوأها اإلنسان في ظالل اإلسالم

أوال: الوثيقة األولى، القرآن الكريم

يعد القرآن الكريم أول وثيقة إسالمية أسست حقوق اإلنسان , عبر آيات متفرقة اتصف معظمها اإلطالق والعمومية , وأحيانا بالتخصيص , أحيطت بهالة من القدسية واالحترام من المسلمين , وقد أجرى بعض الدارسين إحصائيات أولية في

ح) – الخصب األرض في حقها اإلبل إعطاء باب – السير كتاب – البيهقي – الكبرى ( السنن 11488. )

(2550ح) – والبهائم الدواب على القيام من به يؤمر ما باب – الجهاد كتاب أول – داود أبي ( سنن 2(2760ح) – الله سبيل في النفقة فضل باب – الجهاد - - كتاب ماجه ابن ( سنن 3( .2619ح) – غضبه سبقت وأنها تعالى الله رحمة سعة في باب – التوبة كتاب – مسلم ( صحيح 4 – فيه ووسمه وجهه في الحيوان ضرب عن النهي باب – والزينة اللباس كتاب – مسلم ( صحيح 5

(2117.) الحديث غريب في - النهاية يموت حتى به ترمي , ثم الروح ذوات من حيا شيئا تتمي : أن ( الصبر 6 .1/149 – الموت حتى : الحبس الصحاح مختار . وفي3/8 –( .1956ح) – البهائم صبر عن النهي باب – والذبائح الصيد كتاب – مسلم ( صحيح 7 ( .2856ح) – يحرق هل المسلم المشرك أحرق إذا باب – السير كتاب – البخاري ( صحيح 8

30

30

موضوع حقوق اإلنسان في ضوء المرتكزات األربعة التي هي جوهر حقوق اإلنسان في اإلسالم , المتمثلة في االستخالف والتكريم واإليمان والعمل , والتي تفضي إلى

الحرية والمساواة والعدل والشورى . نورد بعض هذه النتائج اإلحصائية :

. وردت في القرآن الكريم مائة وخمسون آية عن كلمة الخلق ومشتقاتها , وعن1 ذكر من خلقناكم إنا الناس أيها يا المساواة في الخلقة . كقوله تعالى :

إن أتقاكم الله عند أكرمكم إن لتعارفوا وقبائل شعوبا وجعلناكم وأنثى (1)خبير عليم الله

. تحدث القرآن عن العدل وما يدل عليه كالقسط والميزان في أربع وخمسين2 وقوله تعالى : (2) واإلحسان بالعدل يأمر الله إن آية , كقوله تعالى :

. (3) بالقسط الوزن وأقيموا

. نهى عن الظلم والمنكر والفحشاء , وحدد مصير الظالمين في ثالثمائة وعشرين3كم ظلموا الذين إلى تركنوا وال آية : الله دون من لكم وما النار فتمس (4) تنصرون ال ثم أولياء من

منا ولقد . ورد معنى الكرامة والتكريم في نحو عشرين آية كقوله تعالى :4 كرلناهم الطيبات من ورزقناهم والبحر البر في وحملناهم آدم بني وفضن كثير على (5) تفضيال خلقنا مم

لربهم استجابوا والذين . نص القرآن على الشورى في آيتين , قوله تعالى: 5الة وأقاموا ا بينهم شورى وأمرهم الص , (6) ينفقون رزقناهم ومم

القلب غليظ فظا كنت ولو لهم لنت الله من رحمة فبما :وقوله تعالىوا (7) األمر في وشاورهم لهم واستغفر عنهم فاعف حولك من النفض

13 : آية الحجرات سورة( 190: آية النحل ( سورة 29 : آية الرحمن ( سورة3113 : آية هود ( سورة 470 : آية اإلسراء ( سورة 56 : آية الشورى ( سورة 6159 : آية عمران آل ( سورة 7

31

31

. ورد معنى حرية الدين والعقيدة , وإقامة اإليمان على االقتناع الذاتي , والنهي6 ال عن الجبر واإلكراه , في أكثر من مائة وعشرين آية , منها قوله تعالى :

شد تبين قد الدين في إكراه تكره أفأنت , وقوله تعالى : (1)الغي من الر ربكم من الحق وقل , وقوله تعالى : (2) مؤمنين يكونوا حتى الناس بهم أحاط نارا للظالمين أعتدنا إنا فليكفر شاء ومن فليؤمن شاء فمن

. (3) سرادقها

. جاء األمر بالحوار كقيمة عليا وأسلوبا أمثل في التعامل مع اآلخرين في قوله6 بالتي وجادلهم الحسنة والموعظة بالحكمة ربك سبيل إلى ادع تعالى :

. (4)أحسن هي

. ولحماية حق الحياة , الذي هو أساس كل الحقوق ومرتكزها , جاء الضمان7 أنه إسرائيل بني على كتبنا ذلك أجل من التشريعي لحمايته بقوله تعالى :

الناس قتل فكأنما األرض في فساد أو نفس بغير نفسا قتل من .(5) جميعا الناس أحيا فكأنما أحياها ومن جميعا

الوثيقة الثانية : السنة النبوية

تعد السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع , بعد القرآن الكريم , وهي تطبيق فعلي لما جاء في القرآن من مبادئ وقواعد , جاءت كلمة الحق فيها بتعابير

شتى منها :" حق المسلم عل المسلم خمس : رد السالم وعيادةتواستعماال , وتكلمت عن حق(6) وتشميت العاطس "ةالمريض واتباع الجنائز وإجابة الدعو

الولد على أبيه , وحق الجار , وغير ذلك .

256 : آية البقرة ( سورة 199 : آية يونس ( سورة 229 : آية الكهف ( سورة 3125 : آية النحل ( سورة 431 : آية المائدة ( سورة 5(1164ح) – الجنائز بإتباع األمر باب – الجنائز كتاب – البخاري ( صحيح 6

32

32

وهناك وثائق كثيرة عقدها النبي صلى الله عليه وسلم مثل صلح الحديبية فيالسنة السادسة للهجرة , وخطبة الوداع في العاشرة , وغيرها .

ونذكر هنا الصحيفة التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل المدينة ه| , عندما أنشأ أول كيان إسالمي فيها . تتميز622بعد هجرته واستقراه فيها سنة

هذه الوثيقة بمعالجة إنسانية متطورة للعالقة بين التكوينات االجتماعية والسياسية في هذا المجتمع الحديث , وتعد بمثابة الخطوة األولى إلنشاء الحقوق المدنية

واالجتماعية في اإلسالم .

هذه الوثيقة مهذبة , في كتابه " السيرة(1)قنقل إلينا محمد بن إسح بندا مشتملة على أهم حقوق اإلنسان . وأول ما جاء51 متضمنة على (2) النبوية "فيها :

" هذا كتاب من محمد النبي ) رسول الله ( بين المؤمنين والمسلمين من قريش , وأهل ) يثرب ( ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم" , فكانت هذه دعوة

كانت موجودة آنذاكيمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بطون القبائل التليجتمعوا ويتفقوا على مبادئ سامية منها :

. أنهم أمة واحدة من دون الناس . 1

مبينهم , وهم يفدون عانيه (3) . المهاجرون من قريش على ربعتهم , يتعاقلون2 بالمعروف والقسط بين المؤمنين . (4)

. وأن ذمة الله واحدة . يجير عليهم أدناهم وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون3الناس

وجده أنفسهم من الحنظلي ثم التميمي مخلد بن راهويه بن إبراهيم بن إسحق بن محمد ( هو 1 من منصرفه القرامطة قتله الحديث مستقيم الطريقة جميل بالفقه عالم المشهور اإلمام إسحق

1/244 – المذهب .الديباج ومائتين وتسعين أربع سنة الحج2 ) الصحاح مختار – خطأ قتله من دية يعطون الذين األب قبل من القرابة وهم عصبته الرجل عاقلة( 3 أي: المقتول أولياء بفناء فعقلها اإلبل من الدية جمع قتيال قتل إذا كان القاتل أن: اوأصله ,1/187 –

الدية فسميت منه ويقبضوها إليهم ليسلمها عقلها في شدها غريب في النهاية – بالمصدر عقال .3/278 – الحديث

.192- / الصحاح , مختار : األسير العاني( 433

33

. وأن من تبعنا من يهود فإن له النصر واألسوة . غير مظلومين ال متناصر عليهم .4

. وأنكم مهما اختلفتم في شيء فإن مرده إلى الله وإلى محمد .5

. وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين , لليهود دينهم , وللمسلمين دينهم ,6إال نفسه وأهل بيته . (2), وأنفسهم , إال من ظلم وأثم , فإنه ال يوتغ(1)مواليهم

. (3)وأن الجار كالنفس , غير مضار وال آثم.1

(4)الوثيقة الثالثة : كتاب أبي بكر إلى قادة الجيوش حينما كانوا متوجهين إلى الشام

" يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر , فاحفظوها عني : ال تخونوا , وال , وال تغدروا , وال تمثلوا , وال تقتلوا طفال أو صغيرا , وال شيخا كبيرا , وال(5)تغلوا

نخال , وال تحرقوه , وال تقطعوا شجرة مثمرة , وال تذبحوا شاة (6) امرأة , وال تعقرواوال بقرة وال بعيرا إال لمأكلة .

وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع , فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له , وسوف تقدمون على أقوام يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام , فإذا

أكلتم منها شيئا بعد شيء فاذكروا اسم الله عليها , وتلقون أقواما فحصوا أواسطبالسيف خفقا . " (9), فاخفقوهم (8), وتركوا ما حولها مثل العصائب (7)رؤوسهم

الوثيقة الرابعة : كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى األشعري حينما واله(10)القضاء :

يد والمالك الرب فهو كثيرة جماعة على يقع اسم( 1 اصر والمعتق والمنعم والس ابع والمحب والن والت في جاءت قد وأكثرها . عليه والمنعم والمعتق والعبد والصهر والعقيد والحليف العم وابن والجار

– فيه الوارد الحديث يقتضيه ما إلى واحد كل فيضاف , وسلم عليه الله صلى الرسول ديثاحأ1/306 – الصحاح , مختار5/227 – الحديث غريب في النهاية

. 8/458 – العرب لسان – وأثم وفسد هلك : أي : بالتحريك ( وتغ 2 الوثائق , مجموعة هشام ابن : سيرة التالية المراجع ينظر الوثيقة هذه بنود على لإلطالع( 3

. م1956 – القاهرة طبعة – الحيدرابادي حميد - د. محمد الراشدة والخالفة النبوي للعهد السياسية4 )1/200 – الصحاح مختار – تخونوا ال ( أي 5 3/271 – الحديث غريب في , النهاية قائم وهو بالسيف الشاة أو البعير قوائم ضرب : ( العقر 61/206 – الصحاح مختار – وسطها حلقوا ( أي 7 , 3/244 – الحديث غريب في , النهاية رقةخ أو منديل أو عمامة من رأسك: هنا ( العصبة 810/82 – العرب لسان – بالسيف اضربوهم ( أي 9

10 )34

34

ومما جاء فيه :" بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس , سالم عليك , أما بعد :

فإن القضاء فريضة محكمة , وسنة متبعة , فافهم إذا أدلى إليك الخصم , فإنه ال ينفع تكلم بحق ال نفاذ له ,آس بين الناس في وجهك , حتى ال يطمع شريف

في حيفك , وال يخاف ضعيف من جورك ,..... وال يمنعك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه نفسك , وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق , فإن الحق قديم ,

والرجوع إليه خير من التمادي على الباطل ,.... ثم إياك والتأذي بالناس والتنكر للخصوم في مواطن الحقوق التي يوجب الله بها األجر ويحسن بها الذخر , فأنه من

تخلص نيته فيما بينه وبين الله ولو على نفسه يكفيه ."

:رضي الله عنهما (1)الوثيقة الخامسة : عهد علي بن أبي طالب إلى األشتر النخعي

لما ولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه مالك األشتر النخعي على مصر . كتب له كتابا يرشده فيه إلى طريق إدارته وسياسته لدولته ورعيته . ومما جاء في

: (2)هذا الكتاب

. فيما يحدد عالقته بالرعية ما نصه :" وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم1 والعطف فيهم , وال تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم , فإنهم صنفان ؛ إما أخ لك في الدين , أو نظير لك في الخلق , يفرط منهم الزلل , وتعرض لهم العلل,

ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ , فأعطهم من عفوك وصفحك الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه , فإنك فوقهم , ووالي األمر عليك , والله فوق من

والك " .

. وفيما يتعلق بالنظام القضائي :" .. ثم اختر للحكم أفضل رعيتك في نفسك ,2 ممن ال تضيق به األمور , وال تمحكه الخصوم , وال يتمادى في الزلة , وال يحصر من

الفيء إلى الحق إذا عرفه ."

. وفي التنظيم العسكري :" ... فول من جنودك أنصحهم في نفسك , لله3 ولرسوله وإلمامك , وأنقاهم جيبا , وأفضلهم حلما , ممن يبطئ به الغضب ,

1 )2 )

35

35

ريح إلى العذر , ويرأف بالضعفاء , وينبوا عن األقوياء , وممن ال يثيره العنف ,ويستوال يقعد به الضعف ".

. وفي التحذير من العجب والغرور , اللذان يقودان إلى االستبداد والدمار : "4 وإياك والعجب بنفسك , والثقة بما يعجبك منها , وحب اإلطراء , فإن ذلك أثق فرص

الشطان من نفسك ".

بهذه الوصايا كان الصحابة رضوان الله عليهم , يوصون من يولونه أمر الرعية , ولم يكن لديهم قانون أو دستور يحتكمون إليه , إال كتاب الله وسنة نبيه صلى الله

عليه وسلم , عرفوا الحق فأنزلوه منزله , فأسسوا دولة رفيعة المستوى, ينظمها دستور إلهي ال يأتيه الحق من بين يديه وال من خلفه , فكان حقا لهذه الدولة أن

يكتب لها النجاح , وأن يمتد نورها في شتى أرجاء المعمورة , ليعيش فيها اإلنسانكريما الجانب , محفوظ الحقوق .

الوثيقة السابعة: للماوردي خاصة باألحكام السلطانية ال||تي تتم||يز بالوض||وح والدق||ة في الش||رح والتنظ||ير للنهج السياسي للخالفة اإلسالمية، وبالتعليمات التي تلزم ص||احب الس||لطة القي||ام

بها لتحقيق مصالح العباد. ثم توالت الكتابات والدراسات، منها كتاب طبائع االستبداد للكواك||بي، واإلس||الم وأوضاعنا السياسية لعبد القادر عودة، وكتابات نفيسة للدكتور محمد عبد الله دراز، جاء فيها: إن اإلنسان كرمه الله بأربع كرامات: الكرامة اإلنسانية، }ولقد كرمنا بني

وكرامة االستخالف: }وإذ ق||ال رب||ك للمالئك||ة إني جاع||ل في األرض خليف||ة(،) آدم وكرامة اإليمان، }ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين{ وكرام||ة العم||ل }وق||ل اعمل||وا

.فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون{ من ه||ذه الوث||ائق ال||تي وردت على س||بيل المث||ال ال الحص||ر، وع||بر الدراس||ات

آي||ة كريم||ة، ولألح|اديث6236المتنوعة والشاملة للقرآن الكريم بآيات||ه ال||تي تبل||غ النبوية التي تزيد فيها الص||حيحة على عش||رة آالف إلى خمس|ة عش|ر أل|ف ح|ديث شريف، ولسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم مذ بعث إلى أن التح||ق ب||الرفيق األعلى، ومن حياة الخلفاء الراشدين المهديين، يتأك||د لك||ل ب||احث منص||ف مس||لما كان أم غير مسلم أن الرسالة اإلسالمية بكل مصادرها وجمي||ع نصوص||ها وأحكامه||ا

36

36

ترمي إلى تكريم اإلنسان، وإخراجه من الظلم||ات إلى الن||ور، وإنق||اذه من الض||الل والشقاء إلى الهدى والسعادة، ومن ض||يق ال||دنيا إلى س||عة ال||دنيا واآلخ||رة، لت||أتي الضرورات الخمس التي تهدف الشريعة الغراء إلى حفظه||ا وهي: )ال||دين والعق||ل والنفس والمال والنسل والعرض( موضع إجماع لدى العلماء والفقهاء والمجته||دين

1.

الثالث الفصل الغربي الفكر بين اإلنسان حقوق

اإلسالمي والفكر55،ص اإلسالمية الرسالة في اإلنساني البعد ، الدين سعد عدنان 1

37

37

األول المبحث اإلنسان حقوق مرجعيات اختالف أثر

ي يستند إليها حق اإلنسان بحسب اختالف المرجعياتتاختلفت األسس ال (1 ) وهذه االسس هي:؛الثقافية

_ الدين هو مرجع التخطيط ومصدر التشريع للمجتمع ولذا فانه أساس1الحقوق في الفكر اإلسالمي.

الفكر الليبرالي الذي اختار تخطيط المجتمع على أساس اإلرادة الحرة، _2 ولذا فإن أساس الحق عنده هو العقالنية.والفعل العقالني الرشيد والمصلحة، .والرشادة

_ويرى بعض الدارسين أن مصدر الحق هو أوال القيم والقانون الوضعي ثم3 العرف والعادة.

. اإلنسان حقوق مفهوم اشكاليات بعنوان عزت لهبة منشور مقال 138

38

_القانون الطبيعي ومضمون الحق فيه ان لإلنسان بحكم كونه إنسانا حقوقا4بغض النظر عن دينه ولونه وجنسه وكل الفوارق.

_ ان مضمون الحق هو الجماعه ال االفراد وهو ما سبق بيانه في الفكر4االشتراكي.

._ فكرة العقد االجتماعي ومنها ايضا فكرة النفعيه 5

ا في الثقافة الغربية، ولذا فانهم ان مفهوم "حقوق اإلنسان" حديث نسبي حاولوا ايجاد اصول له من الفكر اليوناني الذي لم يعرف مفهوم "الحق" ولم يضعوا

ا، ، لكن أسسه "القانون الطبيعي" الذي يمكنةعلى فكرتقوم له لفظا يقابله لغوي في إطاره الحديث عن "حق طبيعي"، وهي فكرة تفترض نسقا من القيم المرتبطة

باإلنسان بحكم انسانيته .

هذا وقد تعرضت فكرة القانون الطبيعي النتقادات أبرزها:

_اعتبارها ذات أبعاد غيبية فلسفية .1

_االفتقار للوضوح والتجديد والتعاقدية واإللزام الذي يتسم به القانون2الوضعي، فإن أي حقوق مرتبطة به تبقى غير محددة وغير معترف بها.

والبحث عن أساس المعلمجتاومع محاولة تجاوز األساس الديني لتخطيط التي تقوم في جوهرها(1)ديني لحقوق اإلنسان، برزت فكرة "العقد االجتماعي"

على علمانية نشأة الدولة ونفي البعد اإللهي عنها، ثم استقر في النهاية تأسيس وحتى اآلن. (2) مفهوم حقوق اإلنسان على فكرة المنفعة بدءا من كتابات "بنثام"

وتكوين النفعية بالرابطة لألفراد األخالقية الرابطة استبدال فكرة على تقوم نظرية ( وهي 1 المجتمع العقد كتابه م, في1762 سنة روسو جاك جان , أسسها األساس هذا على سياسيا

هوبز( في ) توماس اإلنكليزي الفيلسوف هو الفكرة صاحب أن الكتابات بعض , وتذكر االجتماعيwww.khayma.com . أنظر الميالدي عشر السابع القرن

المشكالت حل لمحاوالته كان,1748 عام ولد إنكليزي اقتصاد وعالم فيلسوف: بنثام ( جيريمي 2 ب- فلسفته عشر. تعرف التاسع القرن في اإلصالحي الفكر في كبير أثر علمية بطريقة االجتماعية

-1831 عام , توفي النفعية , وكتاب والتشريع األخالق لمبادئ مؤلفاته: مقدمة أشهر" ,البنثامية"www.khayma.com .

39

39

في تطورها إلى إخضاع "المنفعة" في مشروع التنوير الغربيوقد أدت فكرة تحليل الظاهرة االجتماعية والسياسية للمفاهيم االقتصادية، فكما يبحث اإلنسان

بشكل عقالني عن تعظيم منفعته في التبادالت االقتصادية، كذلك يسعى إلى الوصول إلى "نقطة التوازن" بين منفعته، ومنفعة اآلخرين في عالقاته االجتماعية

والسياسية، وهو يحترم بذلك حقوق اآلخرين كي يضمن احترامهم لحقوقه في ظلمجموعة توازنات واقعية، وقانون وضعي ينظم هذه الحقوق المتبادلة.

وهنا تقع االشكاليات التي تتمثل في:

_ أن المنفعة الفردية في الواقع العملي تطغى على الرشادة والعقالنية,1ا - وجود نقطة توازن بين حق الفرد وحق بالرغم من أن هذه الفكرة تفترض – نظري

اآلخرين، ومنفعته ومنفعتهم.

_انه كلما اصطبغت الحقوق بالصبغة التعاقدية الحرة والحياد القانوني،2غلبت المنفعة الفردية في العالقات التي ال ينظمها القانون.

نجد هذا واضحا في العالقة بين أصحاب رؤوس األموال وبين العمال، فإذا وقف القانون على الحياد ولم يحدد ساعات العمل بقانون فإن العقود تكون محابية

.للطرف القوي

وكلما سعى الفرد في بعض األحيان إلى تطويع القانون ووضع مراكز قانونية نجد الطرف القوي قادرا على استغالل ثغرات القانون ,لحماية الطرف الضعيف

في سبيل منفعته الفردية التي تحتل األولوية.

ا لمشروع التنوير الغربي الذي وهذا ما يمثل إشكالية نظرية ومأزقا واقعي يعتبر اإلرادة الحرة أساس الفكر الغربي المعاصر. وهذا ما يضعنا أمام الحاجة

.الملحة العتبار القيم األخالقية كقيد على اإلرادة الحرة

فاالنطالق الفعلي لفكرة حقوق اإلنسان بمفهومها الغربي جاء مع الثورة الفرنسية،هدف إلى :كان يو

_التخلص من استبداد الملوك.140

40

_ إزالة سلطان الكنيسة وتزامن هذا مع كتابات مفكري تيار اإلصالح الديني2البروتستانتي في أوروبا .

_ التأكيد على فكرة المجتمع المدني وأن اإلنسان حقوق طبيعية ال إلهية،3 "الوحي". الطبيعة تحل محل"فالطبيعي" يحل محل "اإللهي" أو

فمفهوم حقوق اإلنسان إذا هو تركيز للقيم والمبادئ التي انتهى إليها الفكر الغربي في تطوره التاريخي، كما أنه نموذج للمفاهيم التي يحاول الغرب فرض عالميتها

على الشعوب األخرى في إطار محاولته فرض سيطرته ومصالحه القومية، بلا في كثير من األحيان، كما يحدث في العالقات الدولية وفي ويستغل ذلك سياسي الدفاع عن حقوق بعض األقليات بهدف زعزعة وضرب النظم السياسية المخالفة

والخارجة عن "الشرعية الدولية" و"النظام العالمي الجديد".

وإذا كانت بعض الكتابات الغربية تحاول تأكيد هذه "العالمية" للمفهوم، فإن ، تؤكد على نسبية المفهوم(1)دراسات أخرى، خاصة في إطار علم األنثروبولوجيا

وحدوده الثقافية مؤكدة أهمية النظر في رؤية حضارات أخرى لإلنسان وحقوقه انطالقا من الفلسفة التي تسود الدراسات األنثروبولوجية الحديثة، وهي التأكد على

التباين والتعددية في الثقافات والخصوصيات الحضارية لكل منطقة, فمثال:

_ المجال اسياسي:1

إن الخبرة السياسية ذات أهمية بالغة في بناء المفاهيم، ولعل مفهوم حقوق اإلنسان من المفاهيم التي تعكس ذلك بشكل واضح، فقد يعد "الجهاد" في التحليل

الغربي اعتداء على السيادة وتدخال في شؤون الدول األخرى ووسيلة من وسائل استخدام القوة في تسوية المنازعات، في حين أنه في الرؤية اإلسالمية بدرجاته المختلفة دفاع عن حرية الفرد في اختيار عقيدته وحقه في العلم بدين اإلسالم،

ووسيلة لردع الباطل ومقاومته.

و إنسان تعني ( و ) أنثروس هما اليونانية باللغة مقطعين من مركب مصطلح هي األنثروبيولوجيا( 1 :البيولوجية الجوانب"واحد علم في تجمع هي و, اإلنسان عن المنظمة المعرفة تعني ( و ) لوجيا

ميدان و لإلنسان الثقافية و االجتماعية , و بالبدائية تدعى التي المجتمعات علم علم تعني فهي بهذا إن و بالبدائية تدعى التي المجتمعات أو الجماعات هو لها األساسي الدراسة

41

41

_المجال االجتماعي:2

ترى الكتابات الغربية في تحريم اإلسالم زواج المسلمة من غير المسلم تقييدا لحق المرأة وإهدارا لحقوق اإلنسان وتمييزا على أساس العقيدة وحرمانا

للمرأة من حرية اختيار شريكها، في حين تراه الرؤية اإلسالمية حفاظا على الشكل اإلسالمي لألسرة وحماية لعقيدة األطفال وصونا للمرأة المسلمة من أن يكون

صاحب القوامة عليها غير مسلم، وهكذا.

وقد أدى هذا االختالف إلى هجوم بعض الكتابات الغربية على اإلسالم واتهامه.بأنه هو العدو والتحدي الحقيقي لحقوق اإلنسان بمفهومها "العلماني" و"العالمي"

فهذه الكتابات لم تدرك اختالف المفاهيم اإلسالمية عن غيرها، ومرجعيتها ، وبحث أصحابها عن مفهوم "حقوق اإلنسان" المتميزة نتيجة ارتباطها بالشرع

بعناصره الغربية ولفظه اللغوي فلم يجدوه، وغفلوا عن خصوصية اللغة وخصوصية الرؤية اإلسالمية لإلنسان وحقوقه، فاإلسالم قد بالغ في رعايته حقوق اإلنسان إلى

، ومن ثم أدخلها في إطار الواجبات،(1)الحد الذي جعلها في نظره ضروريات فالمأكل والملبس والمسكن واألمن وحرية الفكر واالعتقاد والتعبير والمشاركة في صياغة النظام العام للمجتمع ومحاسبة أولي األمر، كل هذه أمور نظر إليها اإلسالم ال باعتبارها فقط حقوقا لإلنسان "يمكن" السعي للحصول عليها والمطالبة بها، بل هي ضرورات واجبة لإلنسان، والمحافظة عليها هي محافظة على ضرورات وجودهات اإلنسان بتشريع أحكام العالقات التي هي مقاصد الشرع، فضال عن حفظ حاجي

اإلنسانية في سائر المعامالت التي ترفع الحرج وتنظم العالقات، وأخيرا، حفظالوجود اإلنساني من مكارم األخالق ومحاسن العادات. تحسينيات

إن منطلق حقوق اإلنسان في الخطاب الغربي هو الحق الطبيعي المرتبط بذاتية اإلنسان من الناحية الطبيعية - بغض النظر عن الفكر والمنهج - بينما الحق

ويرتبط بمفاهيم األمانة ,الشرعي لإلنسان في اإلسالم يستند إلى التكريم اإللهي واالستخالف والعبودية لله وعمارة األرض، وال ينفصل عن حقوق الله الرتباطه بالشريعة التي تنظمه، وهو ما يجعله غير قابل لإلسقاط بعقد أو صلح أو إبراء،

الكويت المعرفة دار ، حقوق مجرد ال ضرورات عمارة محمد كتاب أنظر( 1

42

42

فحقوق اإلنسان الشرعية ليس من حق الفرد أو الجماعة التنازل عنها أو عن بعضها، وإنما هي ضرورات إنسانية توجب الشريعة الحفاظ عليها من قبل الدولة

.والجماعة والفرد، فإذا قصرت الدولة وجب على األمة أفرادا وجماعات تحملها

لذا كان مدخل "الواجب الشرعي" في الرؤية اإلسالمية هو المدخل األصح لفهم نظرة اإلسالم لإلنسان ومكانته وحقوقه، خاصة السياسي منها، تحقيقا للمنهج

الذي يربط بين الدراسة االجتماعية السياسية والمفاهيم الشرعية من أجل بلورة(1)رؤية إسالمية معاصرة.

عدم مراعاة الخصوصية الحضارية للشعوب االخرى، وعدم تقييد وتعد الحقوق بقيود وحدها بحدود هي من أبرز آثار اختالف مرجعيات حقوق

اإلنسان .

الثاني المبحثواإلسالمي( الغربي الواقع بين اإلنسان )حقوق

األول المطلبالواقع الغربي وحقوق اإلنسان

بشأن الكنيسة وبين اإلمبراطور بين الصراع اشتد الوسطى قرونها أوروبا دخلت لما نشوء إلى أدى مما واسع نطاق على اإلقطاع نظام وظهر ، منهما كل اختصاصات

ويليه, السلم قمة على اإلمبراطور يتربع حيث ، المجتمع في الطبقي التدرج . ولم األرض رقيق إلى تحولوا الذين الفالحون ثم ، المحليون الحكام ثم اإلقليميون

ألية يخضعون ال والحكام األمراء وكان حريات وال حقوق الفترة تلك في للفرد يكن. سلطة

دعوة الفكرية االتجاهات شهدت فقد المرير الواقع هذا من الرغم وعلى تصحيح في أثر الديني للتوجيه وكان ، اإلنسان بحقوق االعتراف بضرورة تنادي تحررية

األفكار تلك تجلت وقد ، لإلمبراطور اإللهي الحق الكنيسة رجال أنكر حيث ، المفاهيم عزت لهبة تاإلنترن شبكة على منشور بحث – اإلنسان حقوق مفهوم إشكاليات( 1

http://ashahed2000.22/11/2005 .بتاريخ 43

43

، اإلقطاع سلطة أنقاض على الملكية األنظمة ظهور إلى ذلك وأدى ، النهضة عصر في اإلقطاع أمراء سلطة ومن ، أخرى إلى ظلمة من أوروبا فخرجت ، الكنيسة وسلطة

.(1) حريات أو حقوق بأي أيضا هي تعترف تكن لم التي الملوك سلطة إلى القانون فكرة المتأخرين اليونان الفالسفة كتابات في تظهر ذلك بعد بدأت

اعتراف على سابقة لإلنسان طبيعية حقوق بوجود القول على تقوم التي الطبيعي ، عقله ومن اإلنسان طبيعة عن نابع الطبيعي القانون أن أي ، الحقوق بهذه الدولة ، لألفراد الطبيعية الحقوق من جملة بوجود القول يستلزم بما القانون على وسابق

فقهاء تأثر وقد (2). الدولة وجود على وسابقة ، البشرية للطبيعة مالزمة حقوق وهي الدولة، سلطان تعاظم حساب على الفردي االتجاه فدعموا الفكرة بهذه الرومان: يلي ما إلى بالفكرة ليصلوا الطبيعي القانون على وركزوا

القانون مصدر أن أساس على اإللهي القانون وبين الطبيعي القانون بين التمييز |1" . " العقل الطبيعي القانون ومصدر " ، " الوحي اإللهي

األعلى المثل هو الطبيعي وأن ، الوضعي والقانون الطبيعي القانون بين التمييز |2. الدولة وجود على سابق وهو ، الوضعي للقانون

ثابتة مبادئ فهي وللعدل القويم للعقل لمطابقتها نظرا الطبيعي القانون مبادئ إن |3.(3)

:مثل, فلسفات من تالها لما أساسا الطبيعي القانون مدرسة كانت وقد ، هذا الفيلسوف بها نادى التي االقتصادية الفردية الحرية ونظريات االجتماعي العقد نظرية

الدولة على سابقة الفرد حقوق أن يرى الذي الفردي المذهب وكذا ، سميث آدم دور بأي التدخل وعدم الحقوق هذه على المحافظة الدولة مهمة وأن ، والمجتمع

يسمى ما وهو ، غيره حقوق على واالعتداء لحقوقه الفرد مجاوزة عند إال إيجابي(4). الحارسة بالدولة

حرية تأصيل إلى تهدف المفكرين لكبار الفلسفية المحاوالت جميع كانت لقد اإلنسان بحقوق يتعلق ما كل أهمل واقع ظل في له ينبغي الذي حقه وبيان ، اإلنسان المرحلة إلى بالحريات االرتقاء محاولة في تدخل ذلك بعد أوروبا بدأت . ثم وحرياته

21 ص العامة : الحريات مجذوب 123 ، العامة : الحريات مجذوب 225ص ، العامة : الحريات المجذوب 3 ص ، اإلسالمية الدولة في وقيودها العامة : السلطة / الكيالني499ص ، السياسية : النظم ليلة ( 4

420 44

44

االنطالق نقطة والمواطن اإلنسان لحقوق الفرنسي اإلعالن كان حيث ، الدستورية صدر الذي الفرنسي الدستور مقدمة شكلت العامة للحريات عامة نظرية لصياغة

" مجموعة أهمها متعاقبة قانونية لتأثيرات امتدادا جاءت التي الفرنسية الثورة عقب مجموعة وكذلك ،1215 عام منذ تعاقبها بدأ " التي اإلنجليزية والمواثيق الشرع

(1). األمريكية الحقوق إعالنات

االرتقاء مراحل من مرحلة تمثل كانت فقد اإلنجليزية الشرع مجموعة أما النحو على تعاقبت ،وقد القانونية المرتبة إلى اإلنسان بحقوق المتعلقة بالمبادئ

: التالي : كارتا الماكنا |1 هدد الذي الملك على النبالء ثورة ثمار من ( وكانت1215) األعظم بالعهد وتسمى

: على ركزت سياسية أحكام عدة على اشتملت وقد ، بطغيانه مصالحهم

. تأمين حرية الكنيسة .ب. صيانة حقوق اإلقطاعيين . أ

. إلغاء الضرائب االستثنائية .د . احترام حريات المرافئ والتجار . ج

(2)النزاهة والعدالة في اإلدارة والقضاء . التزام . ه|

(Petition of Rights ) ( :1628: ) المملكة المتحدة الحقوق عريضة |2

ونصت على.

أ. الحرية الشخصية بحيث ال يجوز توقيف أحد دون محاكمة .

ب. عدم جواز انشاء ضرائب إال بموافقة البرلمان .

حيث ، التطبيق عند غايتها تحقق ولم عمليا تطبيقا تجد لم العريضة هذه أن غير قائد أن كما ، التوقيف أسباب في التدقيق في الوقت إضاعة القاضي باستطاعة كان

ما وهذا ، آخر سجن إلى السجين بنقل القاضي لطلب يستجيب أال يمكن كان السجنالجسد. تحرير بقانون يسمى ما هو آخر حل في التفكير إلى البريطانيين دعا

36 ص ، العامة : الحريات المجذوب( 162 ص – الكيالني الله عبد أ.د – اإلنسان حقوق في ( مذكرة2

45

45

( : 1679) كوربوس الهايباس : ) مذكرة الجسد تحرير قانون |3 المعتقل جسد يحضر بأن المذكرة إليه وجهت من يلتزم المذكرة هذه وبموجب

السجن قائد هو المتهم يكون ذلك على وبناء ، االعتقال سبب يبين وأن ، القاضي إلى. ال أم تعسفيا االعتقال كان إذا يقرر أن وللقاضي باالعتقال قام الذي

( :1689) الحقوق شرعة |4 المحاكم إنشاء أو الضرائب فرض أو القوانين مفعول تعليق الملك على حرمت

. العرائض تقديم في المواطن وحق الشخصية الحرية ضمان مع البرلمان بموافقة إال ( : 1701) التولية أو الملكية الخالفة قانون |5

القانون وهذا ، القانون وسيادة البرلمانية الشعب عامة بحقوق الملك يعترف وفيه العرش الستالمها الحاكمة األسر على كشرط فرض

:- الغربية الوثائق على مالحظات تعالج فهي مشتركة، خصائص يجمعها أنها ، االنجليزية الشرع على _يالحظ1

، جهة من التاج قبل من وحقوقه البرلمان احترام السياسية: أي الحرية معا آن في. أخرى جهة من األفراد وحريات وحقوق تسعى معينة، تعسفية أوضاعا فقط تعالج " أيدولوجية" وإنما من تنطلق _ ال2

التقاليد اعتبار" أن على وذلك أساسا، فعالة إجرائية بوسائل استبعادها إلى تكتفي التنفيذ" وال موضع "الحق بوضع الكفيلة باإلجراءات أهمية اإلنجليزية" تملي

( 1) مجرد نظري بشكل الحق على بالنص

البريطانية الطبقة لضغط نتيجة جاءت فقد القديمة األمريكية الوثائق _أما3 البحث بأهمية يشعر األمريكي المواطن جعل والذي ، أمريكا في رعاياها على الحاكمة

الفرد بين العالقة حقيقة في للبحث السياسي الفكر تعميق وضرورة السياسة في اإلنسان بحرية كالمناداة المرتجى العالقة شكل تحدد سياسية فلسفة ووضع والحاكم

ومتساوين مستقلين، ، أحرارا بالفطرة خلقوا الناس كل وأن ، الملكية قداسة وإنكار.(2)

. 40- ص - د.مجذوب العامة الحريات( 1 41 ص ، العامة : الحريات محذوب ( 2

46

46

، الفرنسية الثورة مبادئ على المباشر األثر والشرع المواثيق لهذه كان لقد كمقدمة اعتمد الذي والمواطن اإلنسان لحقوق الفرنسي اإلعالن أهمها من والتي

مادة عشرة وسبع مقدمة يتضمن وكان ،1791 عام الصادر األول الفرنسي للدستور في وحقه الحرية في حقه " مثل " الطبيعية الحقوق من مجموعة على اشتملت ،

وقد(1)، األمة إلرادة كمظهر القانون وسيادة ، المواطنين بين والمساواة ، األمن حريات فهي "، مطالبة إمكانية ال عمل " إمكانية للمواطن لتعطي الوثيقة هذه جاءت

إيجابية وظيفة بأية القيام الدولة على ينبغي وال ، المجتمع عاتق على ديونا وليست. والمجتمع الفرد بين االجتماعي التكافل مبادئ أغفلت الوثيقة هذه أن كما تجاهها،

حقوق أن ومعلوم ، والمواطن اإلنسان حقوق بعنوان اإلعالن صدر وقد السياسية، المجتمعات قيام بعد إال تصورها يمكن ال التي الحقوق تلك هي المواطن

الذي بالشكل الخاصة حياته يعيش أن فرد لكل تسمح حريات فهي اإلنسان حقوق أما. الحريات هذه في يتدخل أن للمجتمع وليس ، مناسبا يراه

الطبقة لصالح كان مآلها أن غير ، بريقا الفرنسي اإلعالن أللفاظ كان لقد أشارت كما به المساس يمكن ال مقدسا طبيعيا حقا التملك فاعتبار ؛ البرجوازية

يملك ال ألنه ؛ منه يستفيد وال ، الشعب سواد الحقيقة في يخدم ال( 17 ،2 :المادتان) ليسوغ والظلم االستبداد مقاومة حق اإلعالن تضمن . كما(2) الحقيقة في شيئا

ثورة وقوع دون الحيلولة يريدون كانوا نفسه الوقت وفي ثورتهم مشروعية واضعوه هو سياسي نظام كل من الغرض أن( 2 المادة) في جاء فقد ولهذا ، ضدهم

نظام فأي الحقوق حماة هم أنهم وبما ، الطبيعية اإلنسان حقوق على المحافظة ارتكبه عما يقل ال ما الجرائم من فارتكبوا ، الحقوق لتلك حاميا يعتبر ال يخالفهم

. المستبدون القياصرة

باالهتمام الغرب محاوالت بدأت ، الثانية وخاصة ، العالميتين الحربين وتعد القانون مباحث من بها االهتمام كان أن بعد ، الدولي المستوى على اإلنسان بحقوق

احترام بين والتالزم ، الوثقى الصلة من الحرب أكدته لما نظرا وذلك ، الدستوري النازية االنتهاكات أن خاصة ، الدوليين والسلم األمن حماية وبين ، الشعوب حقوق

13 ص ،1985 ، الكويت ، المعرفة عالم ، اإلنسان وحقوق اإلسالم ، : محمد عمارة ( 1103 ص ، السياسي الفكر أصول : من عثمان ( 2

47

47

لفت الذي األمر ، العالمية الحروب تلك إشعال في سببا كانت الصارخة والفاشية الدولة بسيادة تتعلق داخلية مسألة تعد لم وأنها ، اإلنسان حقوق أهمية إلى النظر .(1)كان حيث اإلنسان تطال إنسانية قضية هي بل ، فيها التدخل يجوز ال التي

عصبة ميثاق في مضامينها بإدخال أوال اإلنسان حقوق وثائق تدويل بدأ ولهذا التحالف كون حتى الثانية العالمية الحرب انتهت أن ما ثم ،1920سنة األمم

ميثاقها تضمن التي األمم هيئة | وغيره | المتحدة الواليات | الفرنسي | البريطاني أحد اعتبرت التي األساسية وحرياته اإلنسان حقوق إلى إشارة1945 عام صدر الذي

(2)الميثاق. من األولى المادة عليها ونصت ، الدولية للمنظمة األربعة األهداف

إنسانية رسالة ذو فكر بأنه مقالته ترديد عن الغربي الفكر يكل لم وهكذا وقيمها مثلها من سواه يحرم ال لكي أجمع العالم إلى يحملها أن يريد ، عالمية

(3). اإلنسانية المختلط النور من بصيص إلى ثم ، ظلمات إلى ظلمات من الخارج كمثل فمثله

لغيره يعلمه أن فأراد ، الشمس هو النور من البصيص هذا فظن ، حوله من بظلمات والحريات للحقوق األساس والمصدر ، الرسمي الناطق نفسه من فجعل ، الناس من

عاشها التي المظلمة الفترة طول أن ذلك في ،والسبب غيره عند ما يعرف أن دون ، فظنها شمعة أبصر ثم عماه طال الذي كاألعمى ، النور من بالبصيص ينبهر جعلته

ابتداء المشرقة الشمس عنده وكانت مبصرا غيره كان هل نفسه يسأل فلم الشمس (4) ؟؟

القرن في األوروبي النهضة عصر في الغربي المفكر لدى اإلنسان حقوق إن بقانون، إال التدخل من ومنعها السلطة يد ورفع الفرد حرية إطالق تعني عشر الثامن

الدولة في وقيودها العامة : السلطة / الكيالني15،ص السياسي الفكر أصول : من عثمان ( 1 431 ص ، اإلسالمية

14 ص ، اإلنسان وحقوق : اإلسالم عمارة ( 2 وحرياته اإلنسان : حقوق : الحديثي والقانون الشريعة في اإلنسان حقوق مؤتمر مؤتمر ( 3

42 ص ، الغربي الفكر نقد في مالحظات ، األساسية : والقانون الشريعة بين اإلنسان : حقوق :البياتي والقانون الشريعة في اإلنسان حقوق مؤتمر( 4

133 ص ، والنتائج والخصائص الفكري األساس48

48

وتجد ، قانونية بقاعدة الدولة سلطة تقييد إلى اإلنسان حقوق مفهوم زلفاخت تنظيرا (1)سميث( )آدم رأسهم وعلى ، ديينالتقلي الرأسمالية فالسفة عند المفهوم هذا ألهمية

على: يقوم الذي ,

الفرد وحرية السوق بحرية اإلنسان حقوق _ اختصر1

فلسفتهم في ويستند والتخطيط؛ السياسات، وضع في الدولة دور من الحد_2 وعليه والدولة، المؤسسات تدخل من ينشأ الفساد وأن بطبعه، طيب اإلنسان أن إلى من قدر وأكبر الحرية، من قدر أكبر الفرد تعطي التي هي المثلى السياسة فإن

. (2)الثقة

سعي خالل نم وذلكالسوق( قوى بين الرشيد العقالني الحر )التفاعل_3 الدولة من تدخل غير من ، أرباحه لتعظيم المنتج وسعي ، منفعته لتحقيق المستهلك

العامة. المصلحة وتحقيق ، التوزيع وعدالة اإلنتاج كفاءة إلى سيؤدي ذاوه

قيتحق في والطلب العرض على المعتمد الحر االقتصاد نظام على _االعتماد4 دفع بما شديد النتقاد تعرضت النظرية هذه أن . إال(3)خالل. السوق في التوازن

أن يثبت لم ألنه الكساد، كفترات األزمات عند الدولة تدخل إلى للدعوة االقتصادييناألسواق. تحرك خفية يد وجود يثبت لم كما ، أنانيته ويتجاوز ، بعقالنية سيتحرك الفرد

،إذ1929 عام الواقع بجدار المطلق الرأسمالي الفكر اصطدم أن بعد هذا تأكد تعصف أن كادت ركود، ،أزمة الرأسمالية الدول ومعظم ، المتحدة الواليات واجهت الدولة، تدخل لعدم والدعوات المطلقة، الليبرالية فشلت حيث الرأسمالي؛ بالفكر

عدد وزاد اإلنتاج، األسعار،وانخفض فانخفضت النمو، معطيات على المحافظة في. العمل عن العاطلين

أسباب كتاب له (للميالد1790-1722( بين ما عاش االقتصاديين المفكرين كبار من سميث أدم( 1 وال للتنمية كوسيلة االقتصادية للحرية ويدعو الحديث االقتصاد علم أساس يعتبر هو و األمم ثروة يرى . الدولة لتدخل مسوغا

1017العربي،ص: التراث إحياء دار ، الميسرة العربية الموسوعة ، شفيق :محمد أنظر:غربال.48،ص:1999 مالطا، ،اقرأ دار السياسية، مبارك:أحمد،الرأسمالية ( 2 ،1999 ، األردنية الجامعة ، العلمي البحث عمادة ، الجزئي االقتصاد فراس، الحاج : احمد العوران-

.350ص:. 8ص: الجامعي الشباب مؤسسة االقتصاد علم : أسس نجيب الله : نعمة إبراهيم ( 3

49

49

لمرافق وتأميمها األسعار، بعض تحديد في الدولة ذلك: تدخل نتيجة من وكان (1) التنموية المشاريع على إنفاقها وزيادة حيوية،

الخصخصة دعوات في يلحظ كما النظرية هذه يتبنى من هنالك يزال ال أنه غير(2)االقتصادي. الدولة دور من تقيد والتي ، أيامنا في

أن: فكرة من ينطلق ، اإلنسان لحقوق الحديث المفهوم فإن ، وبالمقابل االقتصادية الحاجات وتلبية ، التعليم توفير تناول ت إنسانية مسؤوليات عليها الدولة

أنانية من العامة للمصلحة حماية ، لألجور أدنى حد وتوفير, العامل حقوق وحماية فتضع وتعسفهم، األفراد االقتصاد في الدولة تدخل لألجور. ويعد أدنى حدا في تحوال وصارت , وجودها تفرض الدولة بدأت حيث الغربي اللبيرالي والفكر الرأسمالي الفكر تتدخل ال بأن الدولة مطالبة كنت أن بعد تتدخل أن الدولة مطالبة تعني اإلنسان حقوق

. الفكرة هذه تأكدت ثم ،1918 عام بعد االقتصادي الصعيد على!

المطلب الثاني الواقع اإلسالمي وحقوق اإلنسان

إسالمي فجر مقابلها في كان الغرب عاشها التي المظلمة الزمنية المراحل إن تأسيسا اإلنسان لحقوق كامل بتصور جاء الميالدي السابع القرن منذ ، مشرق وجعل ، تعالى بالله الصحيح اإليمان من نابعة اإلنسان حقوق جعل أنه ذلك ، وتفعيال

72ص: ، الحداثة،بيروت ،دار1981السياسي: ط: : االقتصاد الله ولعلو: فتح( ? 1 .352: الجزئي العوران: االقتصاد ( 2

50

50

النتهاكها المانع الشرعي والنص ، بتنفيذها اآلمر الشرعي النص هو األساسي مصدرها والنهي األمر فقبل ، بالتنفيذ المكلفين المخاطبين جهة من تنفيذها يضمن الذي األمر ،

تعالى قوله تفسير في الشافعي اإلمام قول هذا على يدلك " ، "حق هناك يكن لم الذي هو فالتكليف ،(2)" ينهى وال يؤمر : ال :" أي(1)سدى( يترك أن األنسان )أيحسب

أداء من بها " ليتمكن " الحقوق فأعطاه ، واإلهمال السدوية مرحلة من اإلنسان أخرج : " ألن بقوله الشاطبي اإلمام المعنى هذا يؤكد كما ،(3)به الشارع أناطها التي المهمة

بحكم لذلك مستحقا لكونه ال ، له الشرع بإثبات حقا كونه ثبت إنما ، للعبد حق هو ما .(4)" األصل

" ، الشريعة لقانون الخاضعة الدولة هو للدولة جديد بنظام اإلسالم جاء كما المرجعية هو دستور وجود : من وضماناتها أركانها بجميع قانونية دولة منها فجعل

التي اإلنسان حقوق لمصلحة عليها القيود ويضع السلطة ينظم ، واألفراد للسلطة ،ونظم السلطات بين وفصل ، تحقيقها ضمانات إيجاد على وحرص ، بها اعترف أهداف أحد وجعل وعزله، ، ومراقبته ، الحاكم اختيار مبدأ وقرر ، القضائية الرقابة القانون علماء كبار بعض جعل هذا كل ، اإلنسان حقوق تحقيق هو األساسية الدولة فيه يخضع ، األرض في قانونية دولة أول كانت اإلسالمية الدولة بأن يصرح العام

أي دون ، والسنة القرآن أحكام , هو دستور ضمن سلطاته ويمارس للقانون الحاكم من جانب ألي إهمال ودون ،(5) " السواء على المحكومين أو الحكام من اعتداء

في بلغ قد اإلسالم إن بل ، الحقوق من حق أي ،أو والمجتمع الفرد تهم التي الجوانب " اعتبرها " عندما " الحقوق مرتبة بها تجاوز الذي الحد إلى اإلنسان حقوق تقديس

.(6) " الواجبات إطار في أدخلها ثم ومن " ، ضرورات

36 آية: القيامة ( سورة 1 .69 فصل ،250 ص ، شاكر تحقيق ، الرسالة ، إدريس بن : محمد الشافعي ( 2 70 ص ، تقييده في الدولة سلطان ومدى الحق ، : فتحي الدريني ( 3 أصول في الموافقات ، ه|790 سنة توفي ، المالكي اللخمي موسى بن : إبراهيم الشاطبي ( 4

.316 ص ،2ج ،1975 ،2 ط ، بيروت ، المعرفة دار ، الشريعة ، والقانون الشريعة بين اإلنسان : حقوق : البياتي والقانون الشريعة في اإلنسان حقوق مؤتمر ( 5

133 ص15 ص ، اإلنسان وحقوق : اإلسالم عمارة ( 6

51

51

، واالعتقاد ، الفكر في والحرية ، والمسكن واألمن والمشرب فالمأكل اإلسالم نظر في األمور هذه ،كل ...الخ العام النظام صياغة في والمشاركة والتعبير،

، بها ويتمسك سبيلها في ويسعى يطلبها أن حقه من ، " لإلنسان " حقوقا فقط ليست وفي ، اإلنسان لهذا واجبة ، اجتماعية أم كانت فردية | إنسانية ضرورات هي وإنما

أو بها يقصر من أن, واجبات كونها على ويترتب ، أيضا عليه واجبات هي نفسه الوقت.لمساءلةل نفسه يعرض و اإلثم يلحقه, عليها يعتدي

اإلمام يقول ذلك وفي ، بفقدانها الدين قيام يستحيل إنسانية ضرورات فهي والعبادة بالمعرفة الدين .. فنظام الدنيا بنظام إال يحصل ال الدين نظام :" إن الغزالي

الكسوة من الحاجات قدر وسالمة الحياة وبقاء ، البدن بصحة إال إليهما يتوصل وال ، المهمات هذه على األمن بتحقيق إال الدين ينتظم ..فال واألمن واألقوات والمسكن ، الظلمة سيوف من نفسه بحراسة أوقاته جميع مستغرقا كان فمن وإال ، الضرورية

.(1) " اآلخرة سعادة إلى وسيلتاه وهما ، والعمل للعلم يتفرغ متى

لقد بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم, في القرن السابع الميالدي أشرق نور اإلسالم وأضاء بنوره المعمورة , جاءت الشريعة اإلسالمية بنظام جديد للدولة هو الدولة الخاضعة لقانون الشريعة , أي الدولة القانونية بجميع أركانها وضماناتها

فالدستور هو المرجعية للسلطة واألفراد , والحاكم مختار , والحريات الفرديةوالحقوق اإلنسانية محفوظة .

بذلك جاء اإلسالم بدولة فريدة في التاريخ , غير معروفة أو مألوفة قبله على اإلطالق , هذه الدولة | بهذه األوصاف | كانت سببا لتصريح بعض كبار علماء القانون

العام بأنها " أول دولة قانونية في األرض , يخضع فيها الحاكم للقانون , ويمارسسلطاته وفقا لقواعد عليا تقيده , وال يستطيع الخروج عليها .

فقد كان الخليفة مقيدا بأحكام القرآن والسنة , واختصاصاته محددة بما الضمانات التياتهارالألفراد من حقوق وحريات نص عليها اإلسالم , ونظمها وقرتكفل حمايتها ضد اعتداء الحكام والمحكومين على السواء .

.169االعتقاد،ص في االقتصاد1، ط ، قتيبة دار ، ه|،505 توفي ، محمد حامد :أبو الغزالي ( 152

52

فاإلسالم عرف فكرة الحقوق الفردية المقدسة التي تكون حواجز منيعة أمام سلطات الحاكم عشرة قرون قبل أن تظهر على ألسنة فالسفة العقد االجتماعي "

(1 )

: اإلنسان حقوق في الباحثين يواجهان انسؤال هناك ويبقى

تدخل وهل التدخل، مسوغات هي وما تتدخل، أن لدولة يحق مدى أي إلى: أولهما إلى يستند أن بد ال أم السيادي، بالقرار يعرف ما وهو كدولة، حقها إلى يستند الدولة .(2)؟ اجتماعية وحاجة مصلحي مسوغ

نقاط هي وما الغربي، والفكر اإلسالمي، الفكر بين اللقاء نقاط هي : ماوالثاني؟ والصراع التنازع

: الغربي والفكر اإلسالمي الفكر بين خالف مثار هي التي القضايا من

. الدينية والحرية التعبير، وحرية الرأي، حرية : مفهوم1

مع متصادمة والبدنية الحدية العقوبات تعد وهل البدنية، العقوبات : تنفيذ2 ، ؟ اإلنسانية الكرامة من حاطة عقوبات إيقاع من المانعة اإلنسان حقوق اتفاقيات

حق على اعتداء أم ، الجريمة منع في المجتمع لحق حماية البدنية العقوبة في وهل ؟ العذاب من بشيء بدنه مس في الجاني

مطلقة المساواة وهل ، للنساء القانوني والوضع والمرأة الرجل بين : العالقة3 المسألة هذه عن ويتفرع ،؟ الجنسين طبيعة الختالف مراعاة بالتفاوت يسمح أو

زوجته. على الزوج وحقوق والشهادة الوالية موضوع

الدين عن النظر بصرف القانون أمام : المساواة4 موضوع في وخصوصا العامة الواليات

وبيان اإلسالم اإلنسان حقوق مفهوم لعرض الدراسة تسعى الواقع هذا وأمام ونبدأ الغربي والفكر اإلسالمي الفكر بين خالف نقاط يبدو فيما الفقهاء نظر وجهة

– البدوي د. ثروت – السياسية النظم عن نقال– 50 - ص والقانون الشريعة بين ناإلنسا حقوق( 1154 ص

8ص: الجامعي الشباب مؤسسة االقتصاد علم : أسس نجيب الله : نعمة إبراهيم ( 253

53

الحقوق وأنواع ابتداء الحق مفهوم لتحرير األولى بدايته من اإلنسان حقوق بمفهوم. اإلسالمي الفكر في

الثالث المبحث اإلسالمي التشريع في اإلنسان حقوق بين مقارنة

الغربية والشرع إليها، األنظار ولفت اإلنسان حقوق بفكرة البشرية فعر من أول اإلسالم كان لقد

األمم هيئة عن الصادرة اإلنسان حقوق وثائق في ورد ما بين بسيطة مقارنة وبإجراء: يلي ما يتضح اإلسالمي النظام وبين ، المتحدة

يصنف ولم ، البداية منذ الحقوق جميع لإلنسان اإلسالمي التشريع نظام : أقر أوال. اإلنسانية للحقوق الغربي المنظور في جاء كما وفئات أجيال إلى الحقوق

واالجتماعية، االقتصادية بحقوقه مرتبطة ، والمدنية السياسية اإلنسان فحقوق تم ثالثة أجياال ليست وهي ، والتنموية والثقافية البيئية للحقوق بالنسبة األمر كذلك

. المتحدة األمم هيئة عن الصادرة الوثائق في ورد كما ، مراحل ثالث على استحقاقها

تعالى قوله كان اإلنسان لحقوق إعالن فأول منا :)ولقد أن ذلك ،(1)( آدم بني كر ، كلها الشرائع وفي ،اإلسالمية الشريعة في اإلنسانية الحقوق أصل هو اآلدميين تكريم

والهدي الكريم القرآن نصوص أكدته مما جميعا الناس بين المساواة إقرار إن ثمها )يا: تعالى الله ،قال بالتقوى إال الناس بين تمايز ال أنو ، الشريف النبوي اس أي الن

ا وجعلناكم وأنثى ذكر من خلقناكم إن أكرمكم إن لتعارفوا وقبائل شعوبا ه عند الله إن أتقاكم .(2)خبير( عليم الل

70: اإلسراء ( 1 13: الحجرات ( 2

54

54

أباكم وإن ، واحد ربكم إن": الوداع خطبة فيوسلم- عليه الله الرسول-صلي قال و على لعربي وليس ، أتقاكم الله عند أكرمكم إن ،تراب من وآدم آلدم كلكم ، واحد

(1) " بالتقوى إال فضل عجمي

لكل رباني إعالن هو الوداع حجة في ورد الذي العظيم النبوي الشرح كان لقد الكريم الرسول فيها أعلن ، لإلنسان والسياسية ، واالجتماعية ، المدنية الحقوق مساواة على أكد كما ، الشرائع من ظالم هو ما وكل ، جاهلي هو ما كل على الثورة على حقهن بذكر وبدأ بل ، خيرا بهن وأوصى ، والواجبات الحقوق في للرجال النساء والذي ، المتحدة األمم هيئة عن الصادر العالمي اإلعالن افتقده ما وهو ، الرجال اإلسالم أوالها التي المثلى الرعاية من خالية متعددة بوثائق تزال وال تداركه حاولت للعقد محددة الوداع خطبة في الكريم الرسول عبارات جاءت حين . في للمرأة

(2). باآلخر أحدهما الجنسين لعالقات والحاكم النظم اإلنساني اإلسالمي

رضي الخطاب بن وعمر الصديق بكر كأبي بعده من الخلفاء نهج هذا كان وقد أبي بن علي به عهد ما اإلنسان لحقوق اإلسالمية اإلعالنات أشهر ومن ، عنهما الله

عهد إليه كتب حيث ،(3) مصر على واله عندما النخعي األشتر إلى عنه الله رضي طالب ، اإلدارية | االجتماعية | السياسية الوثائق وأغنى وأهم وأشمل أطول كان الذي الوالية

أن يصح ال وأنه ، متساوية الرعية أن على فيه نبه فقد ، الراشدة الخالفة عهد في فهم ، والواجبات الحقوق في بينهم للتمييز ذريعة الديني المعتقد في اختالفها يكون

الخلق في لك نظير أو ، الدين في لك أخ : إما : صنفان الوثيقة في جاء كما والجماعات لألفراد تعطي أنها تدعي التي الدولية اإلعالنات وبين هذا بين ،وشتان(4)"

. المستقلة وهويتها ، لألمم الثقافية الخصوصية متجاهلة المساواة في حقهم

التوازن سبيل هو الذي العدل ضرورة إلى طالب أبي بن علي وثيقة تشير ثم يخففه وقد ثقيل كله :" والحق فيقول ذلك على بالصبر ويوصيه ، األمة طبقات بين

، ه|360 توفي ، أحمد بن سليمان القاسم أبو / الطبراني570 ص ،6:ج حنبل بن أحمد مسند ( 1 إال الجريري عن ه يرو ولم ، عثمان بن سهل به : تفرد وقال ، النفوس آداب كتاب ، األوسط المعجم

المنذر أبو164،ص اإلنسان وحقوق : اإلسالم عمارة ( 2 " السياسيين خصومه مع قتاله إبان طالب أبي بن علي المؤمنين أمير جيش قادة أبرز من كان ( 3

مصر. على واليا به علي اإلمام بعث عندما الطريق في وهو مسموما مات " ، م657 ه|37 176 ،ص اإلنسان وحقوق : اإلسالم عمارة ( 4

55

55

" لهم الله موعود بصدق ووثقوا أنفسهم فصبروا العاقبة طلبوا أقوام على تعالى الله(1).

عليه يترتب األمر وهذا ، المصدر ربانية اإلسالمي النظام في اإلنسان حقوق : إن ثانيا: يلي ما خالق تعالى الله ألن ، والجزئية الشكلية عن بها تخرج التي واإليجابية الشمولية. 1

.(2)الحقيقية بحاجاته أعلم وهو اإلنسان أن المستخلف الله لعبد حق ال مقدسة، واجبات هي اإلسالمي الفكر في الحقوق. 2

مستخلف واإلنسان ، سبحانه لله بل ، له ملكا ليست أنها ذلك ، فيها يتهاون أو يفرط فإنها هنا ومن ، المالك إلرادة وفقا الوظيفة تلك في التصرف منه ومطلوب ، فيها

يحاسبون ، المؤمنين كل عنق في أمانة منها وتجعل ، بها التالعب تمنع قدسية تكتسب. عليها

ألنه ،" حرا ليكون خلق وإنما ، حرا اإلنسان" خلق أن يعتقد ال اإلسالمي الفكر إن. 3 بما تشريف، والتكليف | والمسؤولية بالتكليف و ، مذكورا شيئا يكن لم الشرع قبل

.(3)العزيز الكتاب بنص وشأن قدر ذا أصبح | ويدعمها الحرية يستلزم

بحكم األرض بقاع من كثير في مفقودة كانت اإلنسانية المعاني أن ذلك ، العربية الجزيرة في األولى الجاهلية ، ذلك وبرهان ، واالستغالل ، واالستبداد الطغيان يذبحون األناسي كان حيث ، عشر الثامن القرن في الفرنسية الثورة قبل وأوروبا الصالح أجل من يستشهدون وال ، لملوكها الشخصية العظمة هياكل على قربانا

وصفه في الكريم القرآن إليه أشار ما وهو ، الحق كلمة إعالء أو ، العام اإلنساني المعنوية شخصيته على وأتى ، كان حيثما نفسه اإلنسان كيان مس الذي القائم للوضع

أتى : )هل تعالى قوله في جاء ما وهو ، وحرياته حقوقه من سلبه بما بنيانها فقوض ، يكن لم الدهر من حين األنسان على (4) مذكورا( شيئا

177 ص اإلنسان، وحقوق : اإلسالم عمارة ( 1 42 ،41 ص ، اإلسالمية الدولة في العامة الحريات ، : راشد الغنوشي ( 2ص ،1ج ،1 ط ، بيروت ، قتيبة دار ، المعاصر اإلسالمي الفكر في وبحوث : دراسات الدريني ( 3

1051 : اآلية اإلنسان ( سورة 4

56

56

تعالى الله حمله لما والعمل االعتقاد في تحرر من ناله ما هو هنا بالحرية فالمقصود على فضله فظهر ، والجبال واألرض السموات حملها عن عجزت التي التكليف أمانة اإلمام إليه أشار ما وهو ، وخطر وشرف قدر ذا ، مذكورا شيئا وصار ، الكل

: الكريمة لآلية تفسيره في(1)القرطبي يكن لم الدهر من حين األنسان على أتى )هل (2)مذكورا( شيئا

ليتمكن وحريات حقوق من منح بما جاء اآلية به نوهت الذي وخطره اإلنسان فقدر ا تعالى ،قال به كلف التي األمانة أداء من نبتليه أمشاج نطفة من األنسان خلقنا : )إن

فجعلناه (3)بصيرا( سميعا

، بغيره اإلنسان عالقة تنظم أحكام بصيغة مقرة اإلسالم في الحقوق فإن ولهذا السلم في ذلك أكان سواء ، السلطان اختلف ومهما ، العقيدة أو المكان اختلف مهما

. الحرب في أو

التي الحريات هي الحقوق أن يرى الذي الغربي الفكر يعتقده ما بخالف وهذا وإنما ، التشريع قبل لإلنسان ثابتة طبيعية حقوقا باعتبارها ، جبلته بحكم لإلنسان تثبت .(4)" عليها االعتداء ومنع ، حفظها على مقصور التشريع دور

هو الغربي الفكر في الحقوق هذه عليه قامت الذي البناء كون على يتقرر و ذلك أن ، األمر هذا لحقيقة إدراك غير من ، وهواه عقله عليه يمليه وما اإلنسان ذات

لتلك أساسا يقيم أن يصلح ال اإلنسان ألن ، الدعوة لهذه الهدم معاول أول سيكون يدلك الهوى، على القائمة ، المتقلبة لطبيعته نظرا ، العقالنية من بلغ ؛مهما الحقوق

إلى التطرق بداية صدوره عند أغفل المتحدة األمم ميثاق أن ابتداء األمر هذا على السياسية للحقوق تفصيل دون مجمل وجه على فيه ذكرها وجاء ، الحقوق أنواع

(5). بالتنفيذ الكفيلة الوسائل أغفل كما ، وغيرها واالجتماعية والمدنية

119ص ،19ج ،1967 ، القاهرة ، العربي الكتاب دار طبعة ، القرآن ألحكام :الجامع القرطبي ( 11 : اآلية اإلنسان ( سورة 22 : اآلية اإلنسان ( سورة 3373 ص اإلسالمية، الدولة في وقيودها العامة : السلطة الكيالني ( 4 90 ،ص العامة الحريات ، مجذوب ( 5

57

57

النقص ليتجاوز1948 سنة اإلنسان لحقوق(1)العالمي اإلعالن تبعه فقد ولهذا وفكرية وعقدية، ، بدنية حريات إلى الحريات تفصيل فيه فجاء ، الميثاق في الوارد

وساعات االجتماعي الضمان كحق ، واجتماعية وقضائية ، واقتصادية وسياسية، ، وشعارات مبادئ مجرد كان اإلعالن هذا أن إال ، (2) واألطفال األسرة وحقوق ، العمل

عشرات إنشاء إلى الدولية الهيئة اضطرت ولهذا التنفيذ، موضع توضع أن يمكن ال في الواردة الحقوق نطاق من توسع أو تقلص أو تضع أن تحاول التي األخرى الوثائق . اإلنسان لحقوق العالمي اإلعالن

فجاء أحدهما ،أما1966 عام الصادرين الدوليين العهدين الوثائق هذه أهم ما لبيان فجاء اآلخر وأما ، والثقافية واالجتماعية االقتصادية بالحقوق يتعلق ما لبيان بشؤون اهتمت التي الوثائق مجموعة إلى .إضافة والسياسية المدنية بالحقوق يتعلق ) سيداو المرأة ضد التمييز أشكال جميع على القضاء اتفاقية وأهمها المرأة

CEDAW) (3)1979 عام إلى1967 عام منذ لها والتحضير عنها اإلعالن تم التي، مثل الطفل بحقوق المتعلقة االتفاقيات ثم ،1981 عام المفعول سارية وأصبحت وغير1990 عام منذ المفعول سارية أصبحت و ،1989 عام اعتمدت التي االتفاقية

(4). المتحدة األمم هيئة عن الصادرة والبروتوكوالت االتفاقيات من ذلك

: علوان .انظر اإلنسان حقوق في متأصلة صفة العالمية ألن الدولي وليس العالمي سمي ( 1 25 اإلنسان،ص حقوق ، العام الدولي القانون في :الوسيط

لجامعة دائم / موقع اإلنسان حقوق مكتبةwww1.umn.edu/humanrts/arab/bo22.html انظر ( 2 اإلنترنت عبر الواردة / الصكوك اإلنسان لحقوق العالمي اإلعالن ، منيسوتا

CONVENTION ON THE ELIMINATION OF ALL FORMS OF) اختصار وهو)? 3DISCRIMINATION AGAINST WOMEN )

والمنظمات األفراد دليل ، اإلنسان حقوق انتهاكات ضد الشكاوى ترفع ،كيف : كالوس هوفنر ( 4 21 ،20ص ،2004 ، اليونسكو مكتب ، عمان ، الحكومية غير

تعتبر التي الدولية المواثيق مجموعة هي والتي ، اإلنسان لحقوق الدولية : الشرعة مالحظة: هي المسميات من عدد في تتمثل ، دوليا بها المعترف اإلنسان لحقوق األساسية المرجعية

مثل ، اإلنسان بحقوق المتعلقة األساسية المبادئ تتضمن دولية نصوص وهي ، العالمية اإلعالنات |1 1948 عام العالمي اإلعالن

إلى ويهدف ، سابقا اتفاقا يكمل أو اتفاق إلى يشير االتفاقيات من خاص نوع : وهو البروتوكول |2 حماية آليات تفعيل إلى وتهدف ، نفسه بالموضوع تتعلق والتي ، سبقته التي االتفاقية أحكام تفعيل

بالحقوق الخاص الدولي بالعهد الملحق االختياري البروتوكول مثل ، االتفاقية أقرتها التي الحقوق. والمدنية السياسية

مجموعة تتضمن إقليمية أو ثنائية دولية نصوص : وهي العهد أو الميثاق أو المعاهدة أو االتفاقية |3 ، عليها المصادقة بعد تنفيذها على وتعمل تحترمها أن الدول على يجب التي وااللتزامات الحقوق من ) وهي األوروبية واالتفاقية ( ، ثنائية اتفاقية ) وهي المتزوجة المرأة بجنسية المتعلقة االتفاقية مثل

( . إقليمية اتفاقية ، التزام أي إلى يؤدي وال ، األطراف للدول ملزمة قوة مبدئيا له ليس دولي نص : وهي التوصية |4

، اإلنسان لحقوق الوطني المركز :منشورات .) انظر عمل أولويات ويقترح ، توجيهات يقدم وإنما58

58

استعمال يجوز ال و ، واجتماعية فردية مزدوجة طبيعة ذو اإلسالم في الحق إنثالثا: وظيفة ذو اإلسالم في . فالحق يهدره أو الغير مصلحة يمس وجه على الفردي الحق

لإلنسان يسوغ بحيث ، مطلقة ليست اإلنسان حقوق : أن ذلك ومعنى ،(1) اجتماعية التصرف في الغير حق حفظ من اجتماعية، لقيود مراعاة دون بها يتصرف أن بموجبها حاجاته تتحقق ال الفرد أن حقيقة مع تتجافى المطلقة الفردية الفلسفة فهذه ، الفردي

. (2) المجتمع بكيان يخل الحقيقة بهذه يخل ما كل وأن ، غيره مع بالتضامن إال

، مطلقة حقوقا أنها على الحقوق إلى ينظر الغربي الفكر أن نجد المقابل وفي يعطي أنه كما ، الجماعة مصلحة إلى النظر دون ، الفرد بمصلحة إال مقيدة غير

حقوق حفظ على العمل في يكمن األساسي واجبها التي للدولة الواسع المجال وفي ، حقوقهم عن الدفاع بحجة األفراد حياة في الصريح للتدخل ، وحرياتهم األفراد

. (3)أساسها من والحريات للحقوق نقض هذا

وتغفل ، المجتمع حق تنكر التي البتراء النظرة يقر ال اإلسالمي التشريع إن . جانب من هذا ، والجماعي : الفردي الحقين بين الموازنة

في الحق تعطيها التي ، للدولة المطلقة السلطة يقر ال فإنه آخر جانب ومن فالسفة " أحد " هوبز مثل الفالسفة بعض به نادى ما . وهو قيود غير من التصرف

ال التي ، الدولة في للحاكم المطلقة السيادة يؤيد كان حيث عشر، السابع القرن يكون أن دون السياسية الجماعة أفراد بين التعاقد عن ناتجة وهي ، للقيود تخضع

التي وحرياتهم حقوقهم عن للحاكم األفراد تنازل وقد ، العقد هذا في طرفا الحاكم فإن التنازل بهذا التزموا إذ وهم ، والسالم باألمن اإلضرار إلى استخدامها في تؤدي

األمن لحفظ يعمل أنه المفروض من كان وإن ، مواجهتهم في بشيء يرتبط لم الحاكم (4). خيره إلى ويؤدي المجموع يفيد الذي األمر ، الجماعة داخل االستقرار وكفالة

www.nchr.org.jo: اإلنترنت عبر اإللكتروني الموقع ، عمان70 ص ، تقييده في الدولة سلطان ومدى : الحق الدريني ( 1 مؤسسة ، البشير دار ، وضماناتها اإلسالم في الدولة سلطة على الواردة : القيود الكيالني ( 2

123 ص ،1997 ،1ط ، الرسالة الفردية الفلسفة ذي ، الغرب صالح في الحاضر الوقت في القوى ميزان أن اعتبار على هذا ( 3

حق تنكر ( التي االجتماعي ) التضامن االجتماعية الفلسفة وهو اآلخر االتجاه هناك أن إال ، للحق. أيضا اإلنسانية للحقوق نقض هذا وفي ، المجتمع خالل من إليها وتنظر ، وتهملها األفراد

479ص ، السياسية : النظم ليلة ( 459

59

هوبز أن غير ، الحاكم سلطان تحديد هي االجتماعي العقد فكرة من الهدف كان لقد. قيود عليه يرد ال الذي للحاكم المطلق السلطان لتأييد مسخرة تكون أن أرادها

معول هو ، مطلقة اإلنسانية الحقوق كون أن (1) هوفمان . مراد د ويرى ، هذا ذات من نابعة كونها هو األول المعول أن إلى أشار أن بعد ، الحقوق لهذه الثاني الهدم

: يقول ذلك وفي ، اإلنسان

معروف هو فكما الدولة، على مسؤوليات جعلها إلى اإلنسان حقوق تطور من " جاء حرية في الدولة دور وتقليص بتحديد الماضية القرون في اإلنسان حقوق عنت فقد ،

تنفيذ ، الملكيات نقل ، األشخاص احتجاز ، الضرائب في يدها بقمع وذلك ، المواطن ، عمله الحكومة على يجب ال ما الوقت ذلك في النغمة فكانت ، هواها على األحكام ، للعمل فرصته يجد أن المواطن حقوق فمن ، اآلن .أما عمله عليها يجب ما وليس

ماذا يدري فمن ، اإلنسان حقوق لتضخم كله ذلك أدى وقد , (2).. والعالج ، والسكن حقوق على خطر واالثنان ، الدولة نطاق التساع أدى كما الحقوق، تلك من يستجد

.(3)" اإلنسان

مقيدة غير ، مطلقة الحقوق كون هو د. هوفمان إليه أشار الذي الهدم معول إن الواسع المجال أعطت أنها كما ، الجماعة مصلحة إلى النظر دون ، الفرد بمصلحة إال

، وحرياتهم األفراد حقوق حفظ على العمل في يكمن األساسي واجبها التي للدولة الدفاع بحجة األفراد حياة في الصريح للتدخل أمامها الواسع المجال يفتح الذي األمر. أساسها من والحريات للحقوق نقض هذا وفي ، حقوقهم عن

ينص كما فالحاكم ، اإلسالمي التشريع يقره ال ما هو للحاكم المطلقة السلطة إن يجوز ال الذي الوكيل بمثابة وهو ، األمة مصلحة في لينظر أي ناظرا، :" نصب الفقهاء

وضميره فكره قاده ثم كاثوليكيا نشأ ، أمريكا من القانون في الدكتوراة على حاصل ألماني وهو( 1 تعريب ، كبديل اإلسالم كتابه أنظر ، والحضارية الثقافية الغرب شؤون في محنك خبير وهو ، لإلسالم

120 ص ،1986 ،1ط الشروق دار ، المعلم عادل حق فمن ذلك من ... وأكثر والعالج التعليم الدولة تكفل حيث ألمانيا عن المؤلف يتحدث ( 2

! ، السمنة إلزالة خاصة صحية لرعاية يحتاج أو ، سعيد غير ألنه نفسية إجازة يطلب أن المواطن121ص كبديل، : اإلسالم أنظر

121ص كبديل، اإلسالم ، : مراد هوفمان ( 360

60

، معروف ثابت حق بغير كان أو المصلحة من تصرفه خال فإذا ، به وكل ما يتجاوز أن له .(1) " وافقه إذا إال, شرعا ينفذ لم

بين والعدل ، صالحها وتحقيق األمة رعاية هو اإلسالم في الحاكم واجبات فأول ،(2) ومصالحهم الرعية عن واالحتجاب الحجاب فيها يستبعد الرعاية وهذه ، األفراد دون واحتجب المسلمين أمور من شيئا الله واله :" من وسلم عليه الله صلى يقول

بل ،(3) " القيامة يوم وفقره وخلته حاجته دون الله احتجب ، وفقرهم وخلتهم حاجتهم الله قال ، خيانة يعد الرعية مصلحة لتحقيق واجبات من بالحكام أنيط بما اإلخالل إن

ها : )يا تعالى ذين أي ه تخونوا ال آمنوا ال سول الل تعلمون( وأنتم أماناتكم وتخونوا والر مقيدة وسلطته ، أدائها على المحافظة على مؤتمن والحاكم ، أمانة . فالحكم(4)

. حقه حق ذي كل وإعطاء الرعية بين العدل بتحقيق

حقوق قاعدة وتبقى, االستهتار أو الهدم من اإلنسان حقوق على يحافظ وبهذا الوضعية األنظمة سائر في بما قورنت ما إذا قاعدة وأمتن أصلب اإلسالم في اإلنسان

. كافة

ال األمر وهذا ، اإلنسان لحقوق شاملة منظومة إلى يتوصل أن يحاول الغرب :إن رابعا إسالمي اعتراض هناك ليس اإلسالمية النظر وجهة منف ، عام بشكل عليه اعتراض

بها، نادى من أول زال وال كان اإلسالم إن بل ، اإلنسان بحقوق االهتمام على أصيل اإلعالن عليها اشتمل التي المواد إلى بالنظر أنه غير ، لتفعيلها المنهجية ووضع

إال يكن لم إسالمية نظر وجهة من عليه يعترض ما فإن ، اإلنسان لحقوق العالميهما: اإلعالن هذا في اثنين نصين على

.عشرة الثامنة المادة ونص عشر السادسة المادة نص

: فيها جاء فقد عشر السادسة المادة أما اإلمام مذهب على والنظائر األشباه ه|،970 سنة ،توفي إبراهيم بن العابدين : زين نجيم ابن ( 1

124123 ، ص ، بيروت ، العلمية الكتب دار ، النعمان حنيفة أبي العالمي المعهد ، الحكم لنظام اإلسالمي النموذج في والعقد الحل أهل دور ، : فوزي خليل ( 2

234 ص ،1ط ، الجامعية الرسائل سلسلة ، اإلسالمي للفكر مؤسسة ، النووي زكريا بن يحيى بشرح الصحيح ، القشيري الحجاج بن الحسين : أبو مسلم ( 3

في مختلف بلفظ رواه ، ه|279 توفي ، عيسى بن : محمد / الترمذي214 ،10،ج العرفان مناهل 1332 الحديث رقم ،610 ص ،3ج ، الرعية أمام بابه يغلق من عقوبة باب ، األحكام كتاب ، سننه

.27 آية: األنفال سورة ( 461

61

، أسرة وتأسيس التزوج حق الزواج سن بلغا متى والمرأة : للرجل األولى الفقرة قيامه وأثناء الزواج عند متساوية حقوق ولهما ، الدين أو الجنس بسبب قيد أي دون . انحالله وعند

يقره ال ما وهو ، قيد أي عن مطلق حق الزواج حق أن على تنص فالمادةيلي: ما عليه يترتب قيد أي عن إطالقه أن ذلك ؛ األحوال من حال أي في اإلسالم

الحرمة أنواع من نوع بينهما يكون أن يفترض من وكل ، المحارم بين الزواج : صحة1 في ورد ما مع يتناقض األمر وهذا ، المؤقتة الحرمة أو المؤبدة الحرمة سواء ،

ونصوص السوية. والحياة األخالق أسس كل مع ويتناقض بل ، اإلسالمية الشريعة ، الحرمة تلك على النص في الداللة واضحة الشريفة النبوية والسنة الكريم القرآن

ساء من آباؤكم نكح ما تنكحوا )وال تعالى قال ما إال الن ه سلف قد فاحشة كان إن ومقتامت تعالى وقال , (1)سبيال( وساء وعماتكم وأخواتكم وبناتكم أمهاتكم عليكم :)حر

تي وأمهاتكم األخت وبنات األخ وبنات وخاالتكم ضاعة من وأخواتكم أرضعنكم الال الرتي وربائبكم نسائكم وأمهات تي نسائكم من حجوركم في الال لم فإن بهن دخلتم الالذين أبنائكم وحالئل عليكم جناح فال بهن دخلتم تكونوا بين تجمعوا وأن أصالبكم من ال

ما إال األختين ه إن سلف قد كان الل ساء من رحيما* والمحصنات غفورا ملكت ما إال النه كتاب أيمانكم غير محصنين بأموالكم تبتغوا أن ذلكم وراء ما لكم وأحل عليكم الل

(2)( مسافحين

تحرم التي اإلسالمية للشريعة مناف وهذا ، المسلم وغير المسلمة بين العقد : صحة2 منو ،وواجبات حقوق عليه تترتب عقد الزواج ألن؛ المسلم بغير تتزوج أن المرأة على تزوج فإذا ،للزوج والقيادة األسرة في القوامة تكون أن والواجبات الحقوق هذه بين

يمنع أن له يحق ال فإنه اليهوديات أو المسيحيات الكتابيات من المسلمة بغير المسلم ظل في العيش ومن ،بأعيادها االحتفال ومن ،دينها واجبات أداء من الكتابية زوجته

عقيدته من السابقين والرسل باألنبياء اإليمان ألن ،وبنبيها بكتابها مؤمن فهو ،شريعتهاسول : )آمن تعالى الله قال ، ه من إليه أنزل بما الر ه آمن كل والمؤمنون رب بالل

ق ال ورسله وكتبه ومالئكته .(3)( رسله من أحد بين نفر22 آية: النساء ( سورة ? 1.24 ،23 : تاناآلي النساء ( سورة 2285 آية: البقرة ( سورة 3

62

62

بأوامر يأمرها ودينها ،بدينها مؤمن غير وهو المسلم بغير المسلمة تزوجت إن أما أن تستطيع ال ،فإنها والمرأة الرجل بين الزوجية بالعالقات اتصالال أوثق متصلة ونواه االعتقاد في لحريتها إهدار هذا وفي ،(1)زوجها اعترض إذا والنواهي األوامر هذه تباشر

وهي ، الحريات ألقدس تحقيقا ؛ المسلم غير من زواجها عدم ذلك فاقتضى ، والعبادة.. والعبادة العقيدة حرية

: فيها جاء فقد عشر الثامنة المادة أما

تغيير حرية الحق هذا ويشمل ، والدين والضمير التفكير حرية في الحق شخص لكل الشعائر وإقامة والممارسة بالتعليم عنهما اإلعراب وحرية ، عقيدته أو ديانته

. الجماعة مع أم سرا ذلك أكان سواء ، ومراعاتها

على اإلنسان يجبر ال اإلسالم أن ذلك ، اإلسالمية الشريعة يخالف النص هذا إن الدين في إكراه )ال تعالى الله قال ، فيه الدخول ن قد شد تبي يكفر فمن الغي من الر

ه ويؤمن بالطاغوت ه لها انفصام ال الوثقى بالعروة استمسك فقد بالل عليم( سميع والل عليه الله صلى الله رسول قال ، يبدله أن له يجوز فال اإلسالم في دخل متى ولكن ، (2)

حريته من اإلنسان حرمان من ذلك يعد وال ، (3) " فاقتلوه دينه بدل : " من وسلم خطر من الردة تشكله ما:هو آخر جانب من للمسألة ينظر بل ، عقيدته أو الفكرية

حيث من الغربي السياسي الكيان عن يختلف كيان وهو ، لألمة السياسي الكيان على ، األقل على القانونية الناحية من الدين يعتبر الغربي النظام ففي ، بالدين عالقته درج الذي الغربي الفكر مع اتساقا وذلك ، العام بالنظام لها عالقة ال شخصية مسألة

الدين برجال يسمونه ما أو الكنيسة وتفويض ، السياسية األمور عن الدين فصل على ونظام عقيدة فهو ، تماما يختلف فاألمر اإلسالم . أما فقط الشخصية المسائل برعاية

والعقيدة ، العام النظام على عدوانا يمثل اإلسالم يستهدف عمل كل يجعل مما ، حياة ،(4) وصيانته الدين حراسة على تقوم أن اإلسالمية الدولة على كان ثم ومن ، جوهره. المسلم المجتمع بناء زعزعة إلى يهدف وتنظيم تخطيط وراءه كان إذا خاصة

1 ) aljazeera.net، 2003/ الرابعة السنة, العوا سليم محمد الدكتور مع اإلنترنت عبر مقابلة 256: البقرة سورة ( 2 رقم حديث ،3ج ، والسير الجهاد كتاب ، الصحيح ، ه|256 توفي ، إسماعيل بن :محمد البخاري ( 3

من حكم باب ، الحدود كتاب ،2 ج ، ،السنن ه|275 ،توفي األشعث بن : سليمان داود / أبو2854 4351 رقم حديث ارتد،

50ص ، اإلسالمية الدولة في العامة : الحريات الغنوشي( ? 463

63

بجريمة األخرى األنظمة في تقابل وهي ، عليها يعاقب ، جريمة اإلسالم في فالردة. الدولة نظام على الخروج

عليه ينص فلم ، العدالة مبدأ اإلنسان لحقوق العالمي اإلعالن :أغفل خامسا يتضح ، مبادئها ضمن وال العالم في تحقيقها تريد التي المتحدة األمم أهداف ضمن األمم " مقاصد سمتها أربعة أهدافا حددت التي الميثاق من األولى المادة من ذلك

األمم أو الدول بين الدولية العالقات في العدالة تحقيق منها " ليس المتحدة: هي المقاصد الدولي،وهذه واألمن السلم لحفظ األولوية أعطت وإنما ، والشعوب

الدولي، واألمن السلم . حفظ1 التدابير الهيئة تتخذ الغاية لهذه وتحقيقا العدوان أعمال وتقمع وإزالتها، السلم تهدد التي األسباب لمنع الفعالة المشتركة

السلمية، بالوسائل وتتذرع بالسلم، اإلخالل وجوه من وغيرها العدل لمبادئ وفقا أو بالسلم اإلخالل إلى تؤدي قد التي الدولية المنازعات لحل الدولي، والقانون.لتسويتها

يقضي الذي المبدأ احترام أساس على األمم بين الودية العالقات . إنماء2 وكذلك مصيرها، تقرير حق منها لكل يكون وبأن الشعوب بين الحقوق في بالتسوية

العام. السلم لتعزيز المالئمة األخرى التدابير اتخاذ

االقتصادية الصبغة ذات الدولية المسائل حل على الدولي التعاون . تحقيق3 والحريات اإلنسان حقوق احترام تعزيز وعلى واإلنسانية والثقافية واالجتماعية

للناس األساسية ذلك على والتشجيع جميعا أو اللغة أو الجنس بسبب تمييز بال إطالقاوالنساء. الرجال بين تفريق وال الدين

الهيئة هذه . جعل4 هذه إدراك نحو وتوجيهها األمم أعمال لتنسيق مرجعا. المشتركة الغايات

تحقيق هو اإلنسان لحقوق العالمي اإلعالن في األساسي فالمقصد إذن. العدالة وليس الدولي واألمن السلم

64

64

الفيتو حق تملك كبرى دولة اعتدت فإذا ، المسلحة النزاعات في هذا ويظهر السلم على الميثاق نص مع فإنه ، اإلنسان حقوق شعبها وأفقدت ، صغيرة دولة على

:(1) خيارات ثالثة إال أمامه يكون ال العدالة وإغفال

حقوق فقدان على والسكوت ، المعتدية المادية القوة مأما مكرها االستسالم |1. المظلوم بإنصاف عبرة وال الدولي واألمن السلم تحقق قد يكون وبهذا ، اإلنسان

وإنما ، مختصة غير بأنها لتجيبه المتحدة لألمم العامة الهيئة إلى شكواه يرفع أن |2 إليقاف قرار اتخاذ عن عجزه مسبقا الميثاق رتب الذي األمن مجلس هو المختص

الدائمة الخمس للدول يعطي الذي الفيتو حق بسبب المعتدية الكبرى الدولة عدوان يتم أن إلى العدوان فيستمر ، إفشاله وبالتالي قرار أي على االعتراض حق العضوية

. بالعدالة عبرة وال واألمن السلم ويتحقق ، االستسالم

قبل إذا إال الشكوى في النظر تقبل ال التي الدولية العدل محكمة إلى االلتجاء |3 المحكمة أمام الترافع يقبل ال الجاني دام وما ، المحكمة أمام الترافع المعتدي الطرف

إقامة إلى توجه التي اإلسالمية المبادئ من هذا !! أين العدالة تحقيق إلى سبيل فالها )يا تعالى الله يقول ، العدو مع ولو العدل ذين أي ه قوامين كونوا آمنوا ال شهداء لل

كم وال بالقسط شنآن يجرمن قوى أقرب هو اعدلوا تعدلوا أال على قوم قوا للت ه وات الله إن ه : "إن تعالى وقوله ،(2) تعملون( بما خبير الل إلى األمانات تؤدوا أن يأمركم الل

اس بين حكمتم وإذا أهلها ه إن بالعدل تحكموا أن الن ه إن به يعظكم نعما الل كان الل سميعا ا وقوله ،(3) "بصيرا اس بين لتحكم بالحق الكتاب إليك أنزلنا )إن ه أراك بما الن الل

(4)خصيما( للخائنين تكن وال

هناك أن شك وال ، اإلنسان لحقوق الدولي اإلعالن على المالحظات بعض هذه كافة اإلنسان إعطاء ضرورة حيث من اإلسالمي ديننا وبين بينه قائمة مشتركة أرضية ما أو العالمي اإلعالن في جاء ما أما ، إليهما أشرت التي المادتين باستثناء ، حقوقه

138 ص ، اإلنسان : حقوق البياتي ( 1 8 المائدة ( 2 58 النساء ( 3105 النساء ( 4

65

65

ديننا مبادئ مع يتناقض ما إال منها نرفض ال فإننا اإلعالنات أو االتفاقيات من تاله. المستقلة اإلسالمية هويتنا من ويحرمنا

اليونسكو عن صدر الذي كاإلعالن اإلسالمية اإلعالنات مجموعة ذلك على والدليل ونص حقا، وعشرين ثالثة تضمن ،1981 أيلول19 في اإلسالمي المجلس من بمبادرة

والمساواة والحرية الحياة في حقكال والسنة، القرآن من مأخوذة بنصوص كلها عليها حماية في والحق ،وجورها السلطة تعسف من والحماية العادلة والمحاكمة والعدالة ،الفكر وحرية العامة الحياة في المشاركة وحق ،األقليات وحقوق ،والسمعة العرض

. واالعتقاد

المؤتمر منظمة عن صدرت التي اإلسالم في اإلنسان حقوق شرعة ثم اإلسالمية الشريعة لمبادئ تقنين أول كانت والتي ، م1401/ ه|1980 عام اإلسالمي

1989 عام طهران مؤتمر في وأقرت ، الحاضر وقتنا في اإلسالم يحقوق يتعلق فيما (1). م

الذي العالم هذا من جزء هم بل، مستقل عالم في يعيشون ال مسلمينال إن الدول وكل، المتحدة األمم من جزء أنهم كما ، كلها األرض شعوب كل يضم

الدولية الشرعية تفرضه لما يمتثلوا بأن ومطالبون المنظمة هذه في أعضاء اإلسالمية . اإلسالمية الشريعة أحكام أو الدين قواعد مع تتعارض لم ما

فرض إلى تبادر أن اإلسالمية الشعوب على الضروري من أنه أرى هنا من يوم إلى تؤديها أن ينبغي رسالة لها أمة دعوة، عن مسؤولة أمة أنها بحكم ، شخصيتها

اإلنسان لحقوق كاملة بمنظومة الخروج إلى الدوام على تسعى وأن القيامة، دمج إلى تسعى التي التحديات بها لتواجه ؛ الربانية اإلسالمية الشريعة من مستمدة

، للغرب إال فيه السيطرة تكون وال الهوية فيه تضيع عالمي، نظام في اإلسالمية الهوية وغرور أنانية كلها بدوافع ، غيره مع معامالته في وزنا لألخالق يقيم وال الدين، ينبذ الذي

.

285 ص ، والقانون الشريعة بين المرأة حقوق ، : محمد اإلنسان: الزحيلي حقوق مؤتمر ( 166

66

الجزء الثاني

67

67

زيد إبراهيم عبدالله الدكتور األستاذ إعدادالكيالني

الكريم القرآن في اإلنسان حقوق

القرآن في اإلنسان حقوقإلى اآليات تصنيف ويمكن آياته من العديد في اإلنسان حقوق الكريم القرآن تناول

: التالي النحو على فئاتمثل :.1 اإلنسان لكرامة المثبتة اآليات

تعرى وال فيها تجوع أال لك :إن ( 118ط|ه )

هذه تقربا وال شئتما حيث رغدا منها وكال ة الجن وزوجك أنت اسكن آدم يا وقلنا

الظالمين من فتكونا جرة :الش التكليف( 35البقرة ) قبل بالعطاء البدء على وداللتها آدم بني منا كر : ولقد اآلية) من (70االسراء

2.. الهوى قيود من والتحرر األخالقي الكمال نحو باإلنسان لالرتقاء الموجهة اآلياتله :.3 الموجهة بالعدل اآلمرة اآليات

بالقسط قوامين كونوا آمنوا ذين ال ها أي : يا اآلية) من على( 135النساء وداللتها

التكوين

68

68

خصيما للخائنين تكن : وال اآلية) من على( 105النساء التمييز رفض على وداللتها

. ديني أساس أهلها إلى األمانات وا تؤد أن يأمركم ه الل : إن اآلية) من الدالة( 58النساء ومناسبتها

اإلداري العدل على4. : المستضعفين عن الظلم برفع لألمة اآلمرة اآليات

الوارثين ونجعلهم أئمة ونجعلهم األرض في استضعفوا ذين ال على نمن أن ونريد

: ذلك( 5القصص) مناقشة االستضعاف برفع األمة لتكليف مستلزمة الكونية اإلرادة هل

النص لفهم األصولية القواعد مراجعة ثم القرآن؛ في المستضعف لفظ تتبع خالل من

التشريعية واإلرادة الكونية اإلرادة بين الربط ؟ الطلب يفيد اإلخبار هلواإلنفاق .5 المنكر عن والنهي بالمعروف األمر في الحرية وظيفة الدالة اآليات

: الخير أوجه شيء في على يقدر ال مملوكا عبدا مثال ه الل : ضرب من) النحل

(75اآلية

وقومه :.6 موسى قصة خالل من االستبداد خطورة على الدالة اآلياتتجهلون أ . قوم أنتم : بل اآلية) من ظالمين ،(55النمل وكانوا خذوه :ات ألعراف)

اآلية (148من

باألمس ب. نفسا قتلت كما تقتلني أن : أتريد اآلية ) من ( .19القصص

األعداء ج. بي تشمت فال يقتلونني وكادوا استضعفوني القوم إن أم ابن قال

الظالمين القوم مع تجعلني :وال ( 150ألعراف )

بالمعروف .7 األمر في وواجبهم حقهم عن العلماء تنازل إثم على الدالة اآليات

المنكر عن يصنعون والنهي كانوا ما : لبئس اآلية) من على( 63المائدة وداللتها

المنكر : إنكار في العلم مهمة تعطيل جرم عظمعرض الموضوعات اوإليك هذه من لكل

األول المطلباإلنسانية لكرامة المثبتة اآليات

69

69

: األول تعالى النموذج في قوله وحملناهم آدم بني منا كر والبحر ولقد البر

ممن كثير على وفضلناهم بات الطي من تفضيال ورزقناهم : خلقنا اآلية ) اإلسراء سورة

70)

أهم الكرامة لفظ ويتضمن ، لإلنسان سبحانه الله تكريم على اآلية هذه دلت

يعد منها انتقاص كل أن بمعنى للتجزؤ؛ قابلة غير أنها وهو اإلنسان حقوق خصائص

المال كرامة ال النقصان نفي كرامة الكرامة من المقصود إذ كامال بالمفهوم إخالال

وغيره القرطبي ذلك عن عبر كما حق (1)والجاه، أي من االنتقاص فإن وعليه ،

, ل أن يجب ما أولى وإن مصونة األخرى الحقوق كانت ولو كرامته مع يتنافى إلنسان

يقول هذا وفي الحقوق نقصان انتفاء هو اإلنسان لكرامة صيانة نقصانه ينتفي

وبين الحديث المفهوم في اإلنسان حقوق خصائص بين مقاربا الدريني، األستاذ

: اإلسالمي الفكر" آدم بني منا كر : ولقد اآلية) من بسائر( 70االسراء بليغا إلهيا تقريرا تكريما يتضمن

ال انه هو ، بسيط لسبب ، وطبائعها ، قها متعل كان ،أيا وحرياته اإلنسان حقوق

أوبعضا، كال مصادرتها، أو والحريات، الحقوق تلك انتقاص مع لإلنسان تكريم يتصور

، اآلدمية عله المسبب لعموم كمال يوجب السبب كمال وألن ، الفطري وكمالها

) ( الالم بدخول اآلدمي التكريم هذا معنى يؤكد الكريم القرآن أن ترى بل ، بداهة

التأكيد ) ( حرفا بذالك فاجتمع ، الماضي الفعل على الداخلة قد بحرف الموصولة

وقد ) ( الالم : من تعالى قوله آدم في بني منا كر : ولقد اآلية) من فتأكد (70االسراء

، فحسب دستوريا ال اعتقاديا أصال | ترى كما | الكريم القرآن في التكريم هذا

لربطه ) ( ، أيضا العام الحكم تأكد كما ، الكريمة اآلية أسلوب في القطعية لمكان

،ألنه استثناء ،ودون اإلنسان بني كافة في والخالد الثابت الفطري اآلدمية بوصف

."!! مراء بال البشري التكوين صلب (1)من

البشر لجميع تكريمه عن الناتجة اإلنسان حقوق أثبت قد اإلسالم وأن كما

المبدأ هذا يعترض أن دون آدم بني من آدميين جميعا ووصفهم التكريم هذا بموجب

إقليم . أو لغة أو عنصر اختالف العظيم (2)اإلنساني

دار–(|| 671) ت – القرط||بي ف||رح بن بكر أبي بن أحمد بن محمد–( القرط||بي ) تفس||ير الق||رآن ألحك||ام ( الج||امع1) - .10/293- ه|1372 – الثانية الطبعة – القاهرة – الشعب

22 ص– 1996 – 40 المجلد– 6 العدد – الدريني لألستاذ مقال – اإلسالم هدي مجلة(1) 49 ص– 1996 – 40 المجلد– 2 العدد – الدريني لألستاذ مقال – اإلسالم هدي مجلة (2)

70

70

التكريم : مظاهرأن نجد السابقة باآلية المثبتة اإلنسان كرامة عن العلماء كالم تتبع خالل ومن

يلي : فيما نجملها التكريم مظاهر من العديد في يتجلى لإلنسان الله تكريمالصورة -1 وحسن القامة امتداد في الهيئة هذه على مما (1)خلقهم القوام فاستواء ،

لإلنسان أعطيت عضوية قدرات وهناك الثدييات، سائر بين اإلنسان به يتميز

. القوام بحسن متصلة هي األكوان تسخير من مكنتهالتي -2 الفلك في البحر في و والمراكب، الدواب ظهور على البر في حملهم

صناعة من اإلنسان مكن مما الحديد لحمل الهواء وتسخير لهم سخرها

الخلق سائر بين اإلنسان به اختص مما (2)الطائرات أيضا التسخير معاني ومن ،

،وتنفسه األوكسجين إلنتاج األشجار عمل في تأملت فلو بالمجان، العمل

معنى ألدركت بالمجان يتم ذلك وكل الطاقة إلنتاج الشمس عمل في ثم الهواء،

المخلوقات. توظيف من اإلنسان به تعالى الله ن مك ما هذا كل وفوق التكريم

ن مك مما األمواج لنقل الهواء كتسخير لإلنسان الخلق سائر وذلل لصالحة،

للكون الله بتخسير ذلك وكل النقالة، والهواتف الراديو صناعة من اإلنسان

. تعالى الله أقدار من هي ضابطة (1)بقوانين

من -3 بات المرك فيأكلون المطاعم؛ من به خصهم بما اإلنساني الجنس تخصيص

نيئا لحما يأكل أن حيوان كل غاية تجد بينما بما (2)األطعمة، أيضا تخصيصهم وكذا

والمالبس المشارب من (3)خصهم

فمه -4 إلى يرفعها ثم بيده األشربة و األطعمة يأخذ فهو بيده يأكل اإلنسان أن

اإلنساني الجنس لغير متيسر غير : (4)وذلك قرأت الفاسي عالل األستاذ ويقول ،

كبرت فلما ساذجا، سطحيا فرأيته الطلب بداية في للتكريم كمظهر المعنى هذا

– لبن||ان – ب||يروت – الفكر دار–(|| 310-224) الط||بري يزيد بن جرير بن محمد – الق||رآن آي تأويل عن البيان ( جامع3) 1372 – الثانية الطبعة – القاهرة – الشعب دار–( 671) ت – القرطبي , تفسير10/293- ه|1405 – األولى الطبعة

الثانية الطبعة – بيروت – المعرفة دار–(| 516ت) – البغوي الفراء مسعود بن الحسين – التنزيل , معالم12/293- ه| -1407/1987 ||- ت) – الش||وكاني علي بن محمد – التفس||ير علم من والدراية الرواية ف|ني بين القدير , فتح3/125

–( ه|||617) - @- ت النس||في , تفس||ير245-3/244- ه|1396 – األولى الطبعة – بيروت – العربي الفكر ( , دار1250 ت) – الفضل أبو األلوسي محم||ود – المع||اني , روح2/295- ه|||1372 – الثانية الطبعة – الق||اهرة – الش||عب دار

الس||يد ابن بكر أبي – الط||البين , إعانة15/117 ه|||1404- الثانية الطبعة – بيروت – العربي التراث إحياء ( دار1270 , 1/90 – بيروت الفك دار – الدمياطي شطا محمد

دار–( ه|||568ت) الواح||دي أحمد بن علي – العزيز الكت||اب تفس||ير في , الوج||يز10/293 – القرط||بي ( تفس||ير2) .3/244 – القدير , فتح15/ 3 – العزيز الكتاب تفسير في , الوجيز1687/ 1407- الثانية الطبعة – بيروت – المعرفة

– البيرمي محمد بن بن عمر بن سليمان – البجيرمي , حاشية1/90 – الطالبين , إعانة2/295 – النسفي تفسير(?)11/99 – تركيا – بكر ديار – اإلسالمية المكتبة

1/90 – الطالبين , إعانة10/293 – القرطبي تفسير(?)2 ,15/117 – المعاني , روح244/ 3 – القدير فتح(?)3 245- 3/244 – القدير ,فتح2/295 – النسفي , تفسير3/125 – التنزيل معالم(?)4

71

71

ينزل بل فمه إلى الطعام إلى رفع من يتمكن ال مبتلى إلنسان صورة ورأيت

رفع من اإلنسان به الله ن مك ما في التكريم معنى فأدركت الوعاء إلى بفمه

. ! الخلق سائر دون بذلك وخصه فمه إلى الطعامالمخلوقات -5 من غيرهم عليه يقدر ال مما الخط على أكبر (1)قدرتهم من والكتابة ،

. التجارب وتراكم اإلنسانية الحضارة لحفظ الوسائلبالموت -6 اآلدمي نجاسة عدم على باآلية العلماء بعض .(2)استدل

التبعية -7 وفردية االتجاه :"(3)حرية فالتبعة فقال الظالل في قطب سيد ذكره ما هذا

عن نفس تغني وال ، نفسها عن مسؤولة نفس وكل ، شخصي والحساب فردية،

. ... على القائمة الفردية التبعة مبدأ العظيم اإلسالمي المبدأ هو وهذا شيئا نفس

المبادئ . أقوم وهو الله من المطلق العدل وعلى ، اإلنسان من والتمييز اإلرادة

. ضميره في الدائمة اليقظة تستجيش والتي ، بكرامته اإلنسان تشعر التي

من رصيده إلى تضاف إنسانية قيمة أنه فوق ، التربية عوامل من عامل وكالهما

اإلسالم . بها يكرمه التي القيممنهم واحد كل والتفات المفسرين ثقافة تباين السابقة التكريم مظاهر من تالحظ

التكريم . مظاهر من هو لمعنىمن حق أي خدش أن وهو الدريني األستاذ إليه نبه ما هو رأيي في األبرز المعنى وكان

, " أصله من المبدأ ذلك يخترم شيء وال اآلدمية معنى تكريم مبدأ مع يتنافى هو حقوقه

والحريات ". الحقوق على االعتداء ذلك من أثرا (4)أشد

: الثاني :النموذج تعالى * قوله فيها تظمأ ال ك وأن تعرى وال فيها تجوع أال لك إن

* تضحى : وال اآليتان) طه (119 -118سورة

اآلية : مشقة ومعنى وال كلفة بال هنيئا رغيدا عيشا فيها لك تعطش, (5)إن فال

بحرها , الشمس تؤذيك ال أي تضحى وال فيها دمت ما الجنة .(6)في

2/295 – النسفي تفسير(?)1 1/90 – الطالبين , إعانة1/87 – بيروت – الفكر دار – الشربيني الخطيب محمد – المنهاج ألفاظ شرح المحتاج مغني(?)2

الثانية الطبعة – بيروت – الكتب ه|( عالم1051ت) – البهوتي إدريس بن يونس بن منصور – اإليرادات منتهى , شرح- دمشق – اإلسالمي ( المكتب ه|243ت)– الرحيباني السيوطي مصطفى – النهى أولي , مطالب1/407 – 1996 –

.15/117 – المعاني , روح1/223 – 19612241/ 4 – 1979 – الثامنة الطبعة – الشروق دار – قطب سيد – القرآن ظالل في(?)324 ص– 1996 – 40 / مجلد6 العدد – الدريني لألتاذ اإلسالم- مقال هدي مجلة(?)4 .16/233 – الطبري تفسير(?)5 , تفسير1401 – بيروت – الفكر دار–( 774) ت – الدمشقي كثير بن عمر بن إسماعيل – كثير ابن تفسير(?)6

11/254 –القرطبي72

72

: , , تعالى قوله وكذلك واالكتساء الشبع له أثبت والعري الجوع عنه نفى فلما تضحى وال فيها تظمأ ال ك الذي, وأن والمسكن الري حصول يستلزم الظمأ نفي فإن

الضحى مشقة عنه . (1)يدفع

" للملكية :" إما فالالم لك إن لجملة اللغوية الصياغة في اآلية في التكريم ووجه

. ظاهر تكريم ففيهما المعنيين كال وعلى لالختصاص أو: الثالث :النموذج تعالى حيث قوله من فكال ة الجن وزوجك أنت اسكن آدم ويا

الظالمين شئتما من فتكونا جرة الش هذه تقربا : وال آية ) األعراف (19سورة

, عن : وري شئتما حيث العيش من هنيئا واسعا رزقا الجنة من وكال اآلية ومعنى

: , : , , " " ال قال مجاهد وعن الهنيء الرغد قال رغدا تعالى قوله في مسعود ابن

عليهم . (2)حساب

منها , وأخرجه إبليس منها أهبط أن بعد الجنة وزوجته آدم ثناؤه جل الله فأسكن

. , عينها شجرة يقربا أن ونهاهما شاءا مكان أي من ثمارها من يأكال أن لهما (3)وأباح

اآلية في كما حقها البشرية للنفس سبحانه الله فرض أيضا اآلية هذه وفي

. وضبطها اإلرادة تقييد وإن إرادتها يقيد قيدا النفس هذه على فرض ولكنه السابقة،

أن حيث اإلنسان حقوق صيانة لضمان الوسائل من أهم هو الصحيح مسارها في

شارب هذا ،ومثال الضياع إلى وحقوقها بالنفس تسير القيود عن المنفلتة اإلرادة

المنحرفة إرادته وراء انسياقه جراء عقله على االعتداء عدم في حقه يبدد فهو الخمر

لن أنها ليضمن اإلرادة على القيود الله يفرض أن الحكمة من فكان للتمييز، والفاقدة

. البشرية النفس حقوق تضيعالله تكريم مظاهر من يعد حقوقه صيانة يضمن بما اإلنسان إرادة وتقييد

, ...": الحالل بالمتاع لهما الله أذن لقد قطب سيد يقول الحيوان عن وتمييزه لإلنسان

, يقف أن الجنس هذا منه يتعلم محظور من بد وال المحظور عن باالمتناع ووصاهما

, , وشهواته رغباته بها يضبط التي اإلرادة من طبعه في المركوز يدرب وأن حد عند

, هي , فهذه كالحيوان بها محكوما ال لها حاكما فيظل الرغبات هذه على بها ويستعلي

" , اإلنسان معنى فيه بها ويتحقق الحيوان عن بها يفترق التي اإلنسان .(4)خاصية

3/89 – القدير فتح(?)11/230 الطبري تفسير(?)2 8/139 – الطبري تفسير(?)31268/ 3 – القرآن ظالل في(?)4

73

73

الله أن وهو اآلية هذه في للتكريم معنى إلى كامل العزيز عبد األستاذ تنبه وقد

ثم والرغد والطعام والزوجة المسكن فأعطاه يكلفه أن قبل حقوقا لإلنسان أعطى

النعم . وإسباغ العطاء في التوسع بعد التكليف فكان كلفه ذلك بعدعقدي، بعد إلى تشير ، المعاني هذه كل أن إليه االلتفات يجدر مما أن على

. الفكر في اإلنسان حقوق مفهوم في تطور حدث وقد الخلق مرحلة في وتكريم

على يرد كقيد حقه وعن دولته تجاه حقوقه عن يبحث اإلنسان بدأ حين اإلنساني

. الدولية االتفاقيات في البحث مجال هي القضية وهذه ، الدولة تصرفات

74

74

الثاني المطلباألخالقي الكمال نحو باإلنسان لالرتقاء والموجهة بالعدل اآلمرة اآليات

هواه قيود من والتحرر

من يتملكها وما البشرية النفس طبيعة تماما يعلم واقعي دين اإلسالم إن

وأرسى اإلنسان حقوق اإلسالم فرض فعندما ، مغريات من يستهويها وما مشاعر

الوسائل بوضع الحقوق هذه نظام من المتكامل الصرح هذا بناء أتم قواعدها

سالمة ليضمن وجه أكمل على الحقوق هذه أداء يضمن خاللها من التي والتقنيات

به المأمور العدل هو الحقوق لحفظ ضمان خير ولعل ؛ المرجوة الثمرة وهي التطبيق

موقعه . كان أيا ومسلمة مسلم كلوالقضاء التشريع في العدل غياب ظل في لإلنسان حقوق يناقض (1)وال وال

وتقويه , أزره تشد التي بالعقيدة اإلنسان أيد قد اإلسالم أن نجد الهوى،ولذا مثل شيء

لمفهوم, تحقيقا ؛ فيها واالستعالء االستبداد طباع على والتغلب ، هواه مواجهة في

للنفس المشروعة الحظوظ به وتصان الحقوق به تضمن الذي المطلق العدل

من " ، العميق العقائدي األثر هذا نتائج بترتيب تميز واإلسالم ، باريها قبل من البشرية

وناه آمر محكم تشريع في ، العملية )الناحية 2) ) ( " اإلنسان في العقيدة وعززت ،

هذه" " ليستأصل ال الفردية، األنانية ونزعاته ، هواه تقاوم التي الصلبة الذاتية اإلرادة

،فال عليها اإلتيان على تسعفه التي القدرة إنسان يملك ال إذ ، جذورها من النزعات

تفرز بأنزيمات الرتباطها نفسه من والشراب الطعام غريزة ينزع أن اإلنسان يملك

، القوة اإلنسان إرادة في بثت اإلسالمية الشريعة ولكن إليها الحاجة عند الجسم في

" " ذاته على ينعطف كيال ، واإلنسانية االجتماعية المشاركة إلى األنانيات تلك لتوجه

تمليه وما ، بصائره معاني وعميق إرادته قوة يسلبه ما أنانيته عوامل من يستوحي

تعقله " . أصول (3)عليه

كوسيلة المضل الهوى اتباع عن والناهية بالعدل اآلمرة اآليات بعض يلي وفيما

الرئيسة . موجهاته ،وأحد اإلنسان حقوق ضمان وسائل من

23-22 ص– 40 / المجلد6العدد – الدريني – اإلسالم هدي مجلة(?)1 33_32 - ص1996 – 40/م6-ع اإلسالم- الدريني هدي مجلة(?)220 - ص1996 - 40/م10ع - الدريني اإلسالم هدي مجلة(?)3

75

75

األول : تعالى :النموذج كونوا قوله آمنوا ذين ال ها أي شهداء يا بالقسط قوامين

أو أنفسكم على ولو ه ه لل فالل فقيرا أو ا غني يكن إن واألقربين فال الوالدين بهما أولى

أو تلووا وإن تعدلوا أن الهوى بعوا تعملون تت بما كان ه الل فإن سورة خبيرا تعرضوا

آية : 135 النساء

يعدلوا فال بالعدل أي بالقسط قوامين يكونوا أن المؤمنين عباده تعالى الله يأمر

وأن عنه صارف، عنه يصرفهم وال الئم، لومة الله في تأخذهم وال شماال، وال يمينا

فيه متناصرين متعاضدين متساعدين متعاونين (1)يكونوا

التالية : المعاني اآلية في النظر يلفت ومماعلى .1 أنفسكم كونوا أي النفسي التكوين معنى فيها كونوا لفظة أن

العدل تحقيقوتتركوه .2 حاالت في بالعدل تقوما أن يكفي فال ؛ مبالغة صيغة والقوام

العدل هو الذي بالقسط قائمين أحوالكم كل في كونوا بل حاالت في

. يستعان ال أن الله حقوق في فالقسط عباده وحقوق الله حقوق في

معصيته على . بنعمه حقوق في والقسط طاعته في تصرف بل ،

فتؤدي ؛ حقوقك تطلب كما عليك التي الحقوق جميع تؤدي أن اآلدميين

أن تحب بما الناس وتعامل ، والديون الواجبة من النف|قات به يعاملوك

ذلك . وغير ، والمكافأة األخالق : في القسط القسط أنواع أعظم ألحد ومن يحكم فال ؛ والقائلين المقاالت

أو النتسابه المتنازعين أحد أو العدل القولين وجهته يجعل بل ، ألحدهما ميله

. عندك التي الشهادة أداء القسط ومن على بينهما حتى ، كان وجه أي على

. النفس على بل ، (2)األحباب

وهو .3 األشياء به تقاس الذي الميزان هو والقسطاس العدل هو القسط إن

لفظة ) لمفهوم( justiceيقابل مادي بتمثيل القرآن أتى وقد ووزنا، معنى

الخصوم مع المساواة من بد ال الميزان كفتي تتساوى فكما العدل

للقريب التعصب من عربيا مفهوما يصوب هنا ،والقرآن العدل التحقيق

ال الحقوق أن يرى كان العربي العرف ألن العدالة معيار هو ذلك واعتبار

قوامين : كونوا اآلية معنى يكون وعليه القبيلة سلطان خارج لها امتداد

" الوالدين أو أنفسكم على ولو كانت، من على الشهادة في بالعدل2/191 – كثير ابن تفسير(?)1السعدي تفيسر(?)2

76

76

: " واألقربين أو باإلقرار أنفسكم على ولو الحق قولوا الرحم،أي في

فأقيموها ، واألقربين ترحموا الوالدين وال لغناه غينا تحابوا وال لله، عليهم

. لفقره (1)فقيرا

مظنة هم إذ باألقربين ى ثن ثم قدرهما، وعظم برهما لوجوب الوالدين ذكر ثم

ويشهد المودة بالقسط عليه يقام أن أحرى الناس من األجنبي فكان ، والتعصب

الكالم فجاء ، الخلق عليه حقوق حفظ في السورة (2).في

, : يعني بالقسط القيام وصفاتكم أخالقكم من ليكن يقول تعالى الله فكأن

فيه (3)بالعدل. للنفس يكن لم وإن حتى بالعدل التطبع على العجيب الحث وهذا

اإلنسان حياة في العدل أهمية سبحانه الله علم على األكبر الدليل لهو حظ

وصيانتها . حقوقه على والحفاظأحد كان ولو حتى العدل إقامة على نصت إذ السابقة اآلية أن ويالحظ

ومنع جميعا القبائل صهر على تعمل فإنها القريب أو الوالد هو المتخاصمين

الستثمار واسعا الباب لفتح اآليات تسعى بل ، قبيلته على ينغلق كل التحوصل

يسمى ما اإلدارة أنماط من أن ذلك المسلمة، الدولة إطار في األفراد طاقات

أو القرابة رابط تجمعها الناس من مجموعة تجد حيث العصبية اإلدارة نمط

المواقع هذه تحتكر أن على اإلدارة،وتحرص مواقع على تسيطر الطائفي المذهب

األعلم هي أنها باعتقادها المجموعات هذه ،وتتميز طائفتها أو عشيرتها ألبناء

المجال تعطي فال غيرها، دون األمة مصالح على المؤتمنة هي وأنها األمة، بمصالح

إلى يصل ال وعليه خدمتها خالل من إال الدولة إدارة في للمشاركة المجتمع ألفراد

المؤهالت من له وليس األكفأ هو يكن لم ولو يخدمهم، من إال العليا اإلدارة مواقع

أن اإلدارة من النمط هذا شأن ومن رغباتهم، يشبع ،و القوى مراكز يرضي أنه إال

مع العدالة بتحقيق لتأمرنا الكريمة اآلية هذه جاءت ولذا الكفاءات؛ من األمة يحرم

القضاء حياد فإن أعدائنا، من كان أو الدين في لنا مخالفا كان ولو حتى ، الجميع

نهضة ،في جميعها واألعراق جميعها الطوائف لمشاركة الباب يفتح اإلدارة وعدالة

تؤدي فإنها الطائفية أو العصبية أساس على القائمة اإلدارة حالة في الدولة؛وأما

يتطور وربما وجماعته، طائفته على كل الدولة في التجمعات سائر انغالق إلى

– لبنان– بيروت – التراث إحياء دار–ه|( 370ت) – الجصاص الرازي علي بن أحمد – القرآن - , أحكام البغوي تفسير(?)1 .3/147- ه|1405

410/ 5- القرطبي تفسير(?)2 – الفضل أبو األلوسي محمود – المثاني والسبع العظيم القرآن تفسير في المعاني , روح5/321 – الطبري تفسير(?)3

, 6/83 بيروت – العربي التراث إحياء دار–ه|( 1270ت) 77

77

الطوائف بعض ترى حيث ومادي، فكري، انعزال إلى سلبي نحو على الوضع

خاص فكر ذلك بعد لها ويتكون ، المجتمع أفراد عن بعيدة الجبال في تنحصر

نفسها . على وتنغلقالمطلق العدل ذلك وسبيل لتجاوزوه، الحكيمة اإلدارة تسعى مما ذلك وكل

اإلنسان حقوق وحفظوعلى الحق، بغير الشهادة على يحمل الهوى غير فاتباع إلى الحكم، في الجور

: ثالثة. الحكام على وجل عز الله أخذ الشعبي وقال الهوى،: ذلك يتبعوا أال أشياء

قليال ثمنا بآياته يشتروا وأال ويخشوه، الناس يخشوا (1)وأال

في , والنساء اليتامى خص فهناك القريبة اآليات من قبلها بما متصلة اآلية وهذه

بالقسط , , األمر عمم وهنا معهود وظلمهن آكد حقهن وألن فيهن االستفتاء سياق

, اإلنساني االجتماع أمر وقوام النظام حفاظ العدل في,.... (2)ألن يكون والقسط

السلطان يوليه ممن الحكم في ويكون ، واألوالد الزوجات بين يجب وبما ، العمل

بينهم فيما الناس يحكمه . (3)أو

: القول بتكاليف وخالصة النهوض إلى المؤمنة الجماعة إلى نداء اآلية هذه أن

, عز ربها مع الجماعة فيه تتعامل الذي العدل الناس بين العدل إقامة في دورها

غير , , آخر اعتبار كل من متجردة مصلحة أو هوى أو عاطفة كل من متخلصة وجل

ومرضاته الله .(4)تقوى لحقه حق ذي كل إيصال في أداء أفضل يضمن مما ، : الثالث تعالى النموذج ... قوله يا المحراب تسوروا إذ الخصم نبأ أتاك وهل

بع تت وال بالحق اس الن بين فاحكم األرض في خليفة جعلناك ا إن عن داوود ك فيضل الهوى

عن ون يضل ذين ال إن ه الل يوم سبيل نسوا بما شديد عذاب لهم ه الل الحساب سبيل

اآليات : ص 26 - 21سورة

النهار من ساعة لداود كان إذ السالم عليه داود قصة في اآلية هذه جاءت وقد

في ينظر أن داود من يريدان رجلين وجد معتكفه دخل ولما لالعتكاف فيها يختلي

على أحدهما فأفتى مواله لمناجاة التفرغ في لرغبته عجلة على داود وكان ، قضيتهما

الذكر هوى أن تعالى الله فنبهه موالة مناجاة في له لرغبة القضية يسمع أن قبل عجل

5/413 – القرطبي تفسير(?)1 الطبعة – لبنان – بيروت – العلمية الكتب دار – رضا رشيد محمد – المنار بتفسير المشهور الحكيم القرآن تفسير(?)2

367- 5/366 – 1999 – األولى368-5/367 – المنار تفسير(?)32/774 – القرآن ظالل في(?)4

78

78

الهوى من هو المحاكمات أصول ومراعاة للشاهدين االستماع عن شغل إذا والتسبيح

تعالى . الله يقبله ال الذيبالحق الناس بين يحكموا أن ، خاصة األمور لوالة وجل عز الله من وصية وهذه

من توعد المنزل وقد الله، سبيل عن فيضلوا عنه يعدلوا وال ، وتعالى تبارك عنده

من وتعالى والعذاب تبارك األكيد بالوعيد الحساب، يوم وتناسى سبيله عن ضل

(1)الشديد.

. المنكر عن وتنهى بالمعروف لتأمر كناك مل لقد السالم عليه لداود تعالى يقولأصول (2) وتطبيق التام فالحياد لعبادة التفرغ في لرغبة كان ولو حتى هواك تؤثر وال

قضائك ف|ي العدل بتحقيق الكفيل هو المتخاصمين لكال باالستماع بدقة المحاكمات

ف|ي هواك ب|اعك ات بك ي|مي|ل أن فاحذر ب|ال|حق ب|ينهم والعمل العدل عن .(3)قضائك

ضمان هو الذي العدل بتحقيق يطالب سبحانه الله أن النموذج هذا في وترى

تحفظ التي هي الناس من الفئة هذه أن سبحانه لعلمه األمور والة عند اإلنسان حقوق

تضيع . أو اإلنسان حقوق عندهاهواه يتبع أن مرسل نبي وهو السالم عليه لداود يقبل لم وتعالى سبحانه فالله

المتخاصمين . بحقوق تفريط إلى أدى إذا طاعة في كان ولو

: الرابع تعالى النموذج عن قوله فس الن ونهى ه رب مقام خاف من وأما

المأوى * * هي ة الجن فإن آية : الهوى النازعات 41-40سورة

نفسه ونهى ، فيه الله حكم وخاف ، وجل عز الله يدي بين القيام خاف من أي

. موالها طاعة إلى وردها ، هواها فهذا (4)عن ، والمحارم المعاصي عن زجرها أي

له . مأوى الجنة جزاؤه " : ربه مقام خاف من وأما وجل عز لقوله ؛ الجنة مفتاح الهوى ترك أن وقيل

: . " الهوى، الحق يقود زمان في أنتم مسعود بن الله عبد وقال الهوى عن النفس ونهى

. الزمان ذلك من بالله فنعوذ الحق الهوى يقود زمان (5)وسيأتي

. , , , وليس إنسانا يكون االرتفاع وبهذا الجهاد وبهذا النهي بهذا فاإلنسان

نفسه , , أودع فالذي طبيعته في مركب هذا أن بحجة لهواها نفسه ترك من باإلنسان

4/33 – كثير ابن تفسير(?)115/188 – القرطبي تفسير(?)222/151 – الطبري تفسير(?)34/470 – كثير ابن تفسير(?)416/208 – القرآن ألحكام , الجامع30/48 – البيان جامع(?)5

79

79

النفس , , ونهى بزمامه لإلمساك االستعداد أودعها الذي هو الهوى لجيشان االستعداد

ومأوى , , . جزاء الجنة لها وجعل جاذبيته عن ورفعها عنه , على" االنتصار حرية تلك لإلنسان الله بتكريم تليق إنسانية حرية فهناك

, االختيار حرية معه تثبت توازن في والتصرف الشهوة أسر من واالنطالق النفس

" لحقوق الضمان هو الذي العدل وإقامة الهوى مخالفة وبالتالي اإلنساني والتقدير

, , " . لشهوته وعبوديته هواه أمام اإلنسان هزيمة هي حيوانية حرية وهناك الناس

. اإلنسانية مهزوم مخلوق إال بها يهتف ال حرية وهي إرادته أمام الزمام وانفالت

الحرية " من زائفا رداءا عبوديته يلبس إنسان (1)مستعبد لحق عنده حقيقي ضمان وال

قط .التمتع أجل من الحقيقية المسلم معركة أن اآليات هذه خالل من ويتجلى

مع معركة ليست والشيطان هواه مع معركة هي ذلك في الله عصيان وعدم بحقوقه

" ! بل الحضارات صراع اإلسالمي الفكر يقبل فال معينة، حضارة مع صراع أو أحد

. . الهدى باتباع الهوى مع المعركة إنها الرئيسية المعركة هي الشيطان مع المعركة

الذي . األرض في والفساد الشر مع والمعركة اإلرادة باستعالء الشهوات مع والمعركة

. . في والمعركة لألرض المصلحة الله شريعة باتباع إليه أولياءه الشيطان يقود

. وراءهما فالشيطان منفصلتان ال متصلتان الواقعية الحياة في والمعركة الضمير

(2)جميعا ! "

الخامس : تعالى النموذج أهلها قوله إلى األمانات تؤدوا أن يأمركم ه الل إن

نعما وإذا ه الل إن بالعدل تحكموا أن اس الن بين سميعا حكمتم كان ه الل إن به يعظكم

آية : بصيرا النساء 58سورة

: وقوله كثير ابن بالعدل وإذا قال تحكموا أن اس الن بين منه حكمتم أمر

بالعدل بالحكم : تعالى : في نزلت إنما اآلية هذه إن أسلم بن زيد قال ولهذا الناس، بين

الحكام يعني : " األمراء جار فإذا يجر، لم ما الحاكم مع الله إن الحديث وفي الناس، بين

نفسه إلى " ،"وكله " : سنة أربعين كعبادة يوم عدل األثر نعما وقوله: (3)وفي الله إن

به من أي يعظكم ذلك وغير الناس بين بالعدل والحكم األمانات، أداء من به يأمركم

وشرائعه : أوامره تعالى وقوله الشاملة، العظيمة الكاملة بصيرا سميعا كان ه الل إن : اآلية) من ( 58النساء بأفعالكم سميعا بصيرا .(4)ألقوالكم،3819 ص – القرآن ظالل في(?)11275 ص – القرآن ظالل في(?)2 الزوائد. ومجمع العمال كنز التخريج كتب في أجده ولم1/517 – كثير ابن تفسير انظر(?)31/517 – كثير ابن تفسير(?)4

80

80

تعالى : قوله في القرطبي بالعدل وإذا ويقول تحكموا أن اس الن بين حكمتم

: على بالبينة الضحاك . قال واألمراء للوالة خطاب وهذا أنكر من على واليمين المدعي

ذلك في ويدخل . والحكام، صلى قال األمانات أداء في ذكرنا كما الخلق جميع بالمعنى

: إن وسلم عليه الرحمن الله يمين عن نور من منابر على القيامة يوم المقسطين

الذين يمين يديه ولوا . وكلتا وما وأهليهم حكمهم في (1)يعدلون

فاإلمام: رعيته عن مسؤول وكلكم راع كلكم رعيته وقال عن مسؤول وهو راع

بيت على راعية والمرأة عنهم مسؤول وهو أهله على راع وهي والرجل زوجها

وكلكم راع فكلكم أال عنه مسؤول وهو سيده مال على راع والعبد عنه مسؤولة

. رعيته عن (2)مسؤول

. لم – – ولو اإلسالمية الحكومة أساس هما رضا محمد يقول كما اآليتان وهاتان

, جميع عليهما بنوا هم إذا ذلك في المسلمين لكفتا غيرهما القرآن في ينزل

(3)أحكامهم

: السادس : النموذج تعالى بين قوله لتحكم بالحق الكتاب إليك أنزلنا ا إن

اس خصيما الن للخائنين تكن وال ه الل أراك آية : بما النساء 105 سورة

سرق أبيرق بن طعمة له يقال األنصار من رجال أن اآلية هذه مناسبة في جاء

اليهودي عند وجدوها الدرع عن بحثوا فلما يهودي، عند ووضعها جاره من درعا

: إلى طعمة قوم جاء ثم اليهودي، بها ،ورمى طعمة فأنكر طعمة، عندي وضعها قال

النبي الرسول جيش يومئذ واألنصار ، األنصار من قومه وكان ، صاحبهم عن ليدافع

تسع نزلت هذا ومع الدولة، تجاه إيجابية مواقف يبدون ال قوم من فهو اليهودي وأما

بعدها وما وخمسة مئة اآلية من اليهودي براءة في آيات : بما الناس بين وبيانه الحق بتحقيق القرآن هذا إليك أوحينا إنا اآلية ومعنى

, , هو فالحق دونهم وتناضل عنهم تخاصم وال به فاحكم األحكام من به الله أعلمك

حنيفيا . مسلما أو مجوسيا أو يهوديا عليه المحكوم كان سواء الحكم في (4)المطلوب

فضيلة باب – ةاإلمار كتاب – بيروت – التراث إحياء دار–ه|( 261ت) – النيسابوري الحجاج بن مسلم – مسلم صحيح(?)1 احمد – النسائي ( , سنن1847ح) – عليهم المشقة إدخال وعدم بهم الرفق على والحث الجائر وعقوبة العادل اإلمام

فضل باب – القضاء أدب - كتاب1983 – الثانية الطبعة – سورية – حاب – المطبوعات مكتبة – األرناؤوط شعيب بن(1827) ح – حكمه في العادل الحاكم

-1987 – الثالثة الطبعة – بيروت – كثير ابن ( دار ه|261) ت – الجعفي البخاري إسماعيل بن ممد – البخاري صحيح(?)2 العادل. اإلمام فضيلة - باب اإلمارة كتاب – مسلم ( , صحيح853ح) – والمدن القرى في الجمعة باب – الجمعة كتاب

( 1829ح) – عليهم المشقة إدخال عن والنهي بالرعية، الرفق على والحث الجائر، وعقوبة5/137 – المنار تفسير(?)35/319 – المنار تفسير(?)4

81

81

القرآني التوجيه هذا أن قطب كسيد المعاصرين الباحثين من عدد الحظ وقد

إليه انتهت ما مع يلتقي والعرق، الدين، عن النظر بقطع للجميع الحقوق إعطاء في

إنسانا، بوصفه إنسان لكل تثبت مجردة اإلنسان حقوق اعتبار في الدولية المواثيق

بين : " , عدال ال جميعا للناس شامال يكون الناس بين بالعدل والحكم يقول هذا وفي

.. , , وإنما الناس سائر دون الكتاب أهل مع عدال وال فحسب ببعض بعضهم المسلين

يترتب ) ( , – – التي هي اإلنسان صفة الصفة فهذه إنسانا بوصفه إنسان لكل حق هو

: , مؤمنين جميعا البشر عليها يلتقي الصفة وهذه الرباني المنهج في العدل عليها

عجما , , , " أو عربا بيضا أو سودا وأعداء أصدقاء (1)وكفارا

ليرد العدل إن حتى التشريع، في للعدل الكبرى للقيمة بيان الكريمة اآلية وفي

النبي لتصرفات وموجها : قيدا تعالى الله يخاطبه اس إذ الن بين أراك لتحكم بما

ه اآلية) : الل من جاء(, 105النساء ما تطبيق وهو معيارا للعدل تعالى الله جعل وقد

, ميزان اختالل بسبب اإلنساني للتحكم يقم ولم المحكمات آياته في أحكام من

وزن . أي التشريع مجال في طائفة أو لعرق ميل بسبب البشري والهوى القوى،

المصالح :" من وغاياتها األحكام كانت ، ولذا الدريني األستاذ يقول المعنى هذا وفي

– يكون كيال معنى أو مفهومها أو داللة أول نصا | الحكيم الشارع وضع من ،

أو المطلق، العدل بمفهوم يعبث أن للهوى استبعادا ، مجال فيها اإلنساني للتحكم

بوجه الدولي الصعيد على اليوم نشاهده ما هو اإلخالل وهذا ، الحق بميزانه يخل

وترى بل ، اإلنسانية الحياة نعيم نفسه الدولي المجتمع على افسد مما ، خاص

) على) بآثاره ذلك فانعطف ، السليم ومنطقه ، اإلنسان بتعقل يعبث الهوى

النووية ) ( . القنابل اختراع مثل من ، صناعته أنواع وسائر (2)اختراعاته

": إن فيقول الخلق وغاية االستخالف وبين العدل بين الدريني األستاذ ويربط

أصل وأن بل ، والميزان الكتاب من معهم تعالى الله انزل وما ، الكرام الرسل إرسال

كل ، به الكريم القرآن يصرح كما ، الخلق بداية منذ ، األرض في اإلنساني االستخالف

إلى بالنسبة ، األرض في المطلق اإللهي العدل أقامة هو ، واحد ألمر كان إنما ، أولئك

المصالح من بغاياتها وينعم ، كاملة حقوقه ليستوفي ، كان حيثما ، الفرد اإلنسان

شيء ينتقص كيال وتطورا، ورقيا تقدما ، يناسبه بما عصر كل وفي ، والمعنوية المادية

689/ 2 – القرآن ظالل في(?)127-26 ص1996- 40/م8- ع الدريني لألستاذ مقال – اإلسالم هدي مجلة(?)2

82

82

:) ( ، إقامة الثالث مراتبها في كاملة مصالح الشرع في وردت ألنها ، منها

. " سواء على ، األرض في والشعوب ولألمم ، وحفظا (3)وتنمية،ورعاية

32 ص1996 - 40/م8- ع الدريني لألستاذ - مقال اإلسالم هدي مجلة(?)383

83

الثالث المطلبالاستبداد خطورة على الدالة الآيات

أمرين : في االستبداد خطورة إلى نبه القرآن أن للباحث ظهرسليم: بشكل اإلنسان شخصية فيها تنمو التي البيئة هي الحرية أجواء إن أوال

الرغبة: حيث من اإلنسانية، النفس على التدميرية آثاره أيضا لالستبداد أن ثانيا

: آت هو فيما ذلك وتفصيل ، واالحتيال والسرقة بالضعيف، والبطش باالنتقام فيها تنمو التي البيئة هي الحرية أجواء أن والتربوية االجتماعية الدراسات تؤكد

على ذلك انعكس الحرية أجواء غابت سليم،وإذا بشكل اإلنسان شخصية

: العقل دور ويقتصر والنقد، والمقارنة التحليل ملكة فتضمر العقلية القدرات

قوم قصة من القرآن حكاه فيما ذلك مظهر ونجد والتقليد، المحاكاة على

تعالى موسى البحر،قال بهم الله جاوز أن ببني بعد البحر وجاوزنا إسرائيل

لهم أصنام على يعكفون قوم على لهم فأتوا كما إلها لنا اجعل موسى يا قالوا

كم إن قال تجهلون آلهة : قوم ( آية األعراف بني( 13سورة أن اآلية فتشير

فطلبوا األوثان يعبدون جماعة على أتوا وجنده فرعون من نجاتهم بعد إسرائيل

موسى لم من إسرائيل بني أن والغريب للقوم، كما أصناما لهم يجعل أن

وقد أمامهم اآليات رأوا الذين وهم الناقد التفكير على القدرة من عندهم يكن

موسى فنبههم فرعون بطش من تعالى الله تجهلون بقوله :نجاهم قوم كم إن : اآلية) من وجالله( 138ألعراف الله عظمة تجهلون عنه أي ينزه أن يجب وما

: لهم وقال والمثيل الشريك فيه من هم ما ر متب هؤالء :إن أي (139ألعراف)

يعملون هالك كانوا ما : وباطل اآلية) من جهلهم. (1)( 139ألعراف عذر فكأنه

أمر لبعضها اإلنسانية الجماعات وتقليد ، األوثان عبدة عليه ما ضالل لهم وبين

عن العقل منع في أثرها فللتقاليد ، الوثنية العادات انتشار ظل في متوقع

: . التالي النص هذا يؤكد والمستبصر الناقد السليم التفكير " : عليه الله صلى الله رسول مع خرجنا قال الليثي واقد أبي حنين عن قبل وسلم

: كما أنواط ذات هذه لنا اجعل الله، نبي يا فقلت بسدرة، أنواط، فمررنا ذات للكفار

النبي فقال حولها، ويعكفون بسدرة سالحهم ينوطون الكفار هذا : وكان أكبر، الله 2/241 – القدير , فتح45-9/44 – الطبري تفسير(?)1

84

84

: كما إلها لنا اجعل لموسى إسرائيل بنو قالت . كما من سنن تركبون إنكم آلهة لهم

الرسول (1) "قبلكم من توجيه هذا نقد وفي في عقولهم السلمون يعمل ألن

. المنحرفة الجماعة سلوكياتموسى أن للمالحظة يدعو والمهم وما ذلك بعد العجل عبدوا حين جهلهم يعذر لم

تعالى قال له القرآن جسدا عجال هم حلي من بعده من موسى قوم خذ ألم وات خوار

سبيال يهديهم وال مهم يكل ال ه أن ظالمين يروا وكانوا خذوه : ات اآلية واآلية 148األعراف

بالظلم بوصفهم الموقف على وتعقب العجل، عبادة عن تتكلم وكانوا هنا خذوه ات

غدوا ظالمين أنهم الحالتين بين الفوارق من ولعل ، لهم عذر ال ألنه هنا؛ يعذرهم فلم

خوف . غير من ويحلل يفكر أن للعقل يمكن حيث الحرية أجواء في آثاره أيضا لالستبداد أن واالجتماعية النفسية الدراسات تؤكده ومما هذا،

قصة من القرآن عرضه فيما ذلك مظهر ونجد ، اإلنسانية النفس على التدميرية

بنو تقمص ،فقد وجنده فرعون بطش إلى تعرضوا أن بعد إسرائيل بني

العجل عبادة عليهم أنكر حين بهارون البطش وحاولوا فرعون سلوك إسرائيل

تعرض لمن لالستبداد السلبية اآلثار من هو والعنف للبطش الميل ولعل

فرعون. سيطرة عنهم زالت فرعون من موسى قوم نجاة بعد أنه ذلك للتعنيف

: القرآن حكاها التي القمع أشكال من له يتعرضون كانوا وما وجنده وإذ

العذاب سوء يسومونكم فرعون آل من يناكم : نج اآلية) من القمع( 49البقرة غير

: القوم أن ذلك من السلوك على آثاره وترك النفس أعماق في بقي القديم

للبطش وميل للقوي للخضوع ميل عندهم صار يستضعفون كانوا الذين

والسامري : موسى قصة لنا تكشفه ما هذا نفسه الوقت في بالضعيفبه يفتكوا أن كادوا العجل عبادة من يمنعهم أن السالم عليه هارون حاول وحينما

: الكريم القرآن ذكر يقتلونني كما وكادوا استضعفوني القوم : إن اآلية) من ألعراف150)

على العنف بهذا إسرائيل بني فعل ردة كانت لماذا التوقف يستدعي ومما

! نفسه الوقت في للسامري الخضوع في والرغبة السالم عليه هارونلسلوك النفسية الدراسات هذا إسرائيل بني موقف تفسير على يساعدنا

النفسية على تدميرية آثارا لالستبداد أن لوحظ حيث لالستبداد، تعرضوا الذين األفراد

سنن لتركبن جاء ما باب – الفتن كتاب – بيروت – التراث إحياء داال–( 279ت) – عيسى بن محمد – الترمذي سنن(?)1( .2106) ح– قبلكم كان من

85

85

للقوي للخنوع ميل العنيف لالستبداد يتعرض الذي الشخص في يوجد قد إذ اإلنسانية،

نفسه الوقت في بالضعيف للبطش . (1)وميل

بمواجهة يطاق ال داخليا شعورا ليواجه ظاهرا، المتناقض الموقف ذلك وسبب

فيه ويغيب اإلرادة فيه تستلب بشكل للقوي لالستكانة يدفعه بالعجز فشعوره عجزه

بالعجز يطاق ال الذي وشعوره ، معه ومن للسامري باستكانتهم يفسر ما وهذا العقل،

وعلى هارون،عليه الله نبي مع حاولوا كما بالضعيف للبطش الظاهري للهروب يدفعه

. والسالم الصالة نبينا

النفس على لالستبداد السلبية اآلثار أن الحديثة التربوية الدراسات وتكشف هذا

أشكال عدة تأخذ اإلنسانية

بينت .1 كما متالزم بشكل للقوي والخنوع بالضعيف للبطش الميلوإذالل .2 ارتباك مواقف في اآلخرين ليرى بهم األذى ببث التمتعموقف .3 في نلحظه ما وهذا عليهم، واالحتيال اآلخرين لسرقة الميل

أموالهم فأخذ إسرائيل بني على احتال الذي السامري

المعرفة:الكويت ،عالم198معاصرة: تربوية فلسفات علي إسماعيل د.سعيد(?)186

86

الرابع المطلبالمستضعفين عن الظلم برفع لألمة اآلمرة اآليات

: تعالى األرض قوله في استضعفوا الذين على نمن أن ونجعلهم ونريد

الوارثين ونجعلهم ة آية : * أئم القصص 5سورة

موسى إرسال من الغاية إلى اآلية هذه من تشير مستضعف شعب لتخليص

, اإللهي العدل أن على دليل هي السابقة اآلية عبرت والتي هذه الله وإرادة ظلم

, حيث والحكم والتملك األخذ أحقية له من معرفة في وأقومها المعايير ارقى يطبق

, " اإلسالم بهدي اهتدوا ما إذا الحكم المستضعفون يرث أن إمكانية تعالى يقرر

اإلنسانية , , , " وقيمه العليا ومثله ومبادئه العادل بشرعه بث (1)واستمسكوا اآلية وفي ،

أخذت االستضعاف،إذا من التخلص بإمكانية المستضعفة الشعوب نفوس في لألمل

العموم بلفظ اآلية صياغة جاءت وقد التغيير، استضعفوا بأسباب ذين من ال ألنها

المخاطبين سواء مستضعف لكل لفظها ليتسع العموم تفيد التي الموصول أسماء

كل اإللهية اإلرادة هذه فتشمل اإلنسانية، الجامعات من غيرهم مكة في ابتداء

" قوله في الذين كلمة لعموم لونه أو عرقه أو جنسه كان أيا األرض في مستضعف

األرض تعالى : في استضعفوا ذين ال على نمن أن .ونريد بينت كماالحكم بهذا يتعلق وهل شرعي حكم الخطاب هذا من يفهم هل سؤال يثار وهنا

أن الفقه أصول في علم لما الكونية؟ اإلرادة على مقتصر أنه أم شرعية إرادة

األستاذ السؤال هذا على يجيب الكونية، باإلرادة ال الشرعية باإلرادة يتعلق الخاطب

, " اإلسالم شرعة في قطعا االستضعاف هذا إبقاء لذلك فحرم فيقول الدريني

بكافة تظفر أن من لها تمكينا األرض في المستضعفة الشعوب إنقاذ النص واقتضى

, سبحانه الله سنة إقامة أجل من وعال جل الخالق قبل من لها الممنوحة حقوقها

البشري المجتمع في إقامتها إمكانية ثبت قد والتي استضعفوا، الذين في وإرادتهللشارع." (2) الكونية اإلرادات من أن فهم الدريني األستاذ أن السابق النص من وترى

تسعى أن المسلمة األمة يحمل خطاب عليه يترتب بحيث شرعيا مقصدا يتناول ما

أصيل كمبدأ اإلسالم أقره حق الضعيف نصرة مبدأ أن الفهم هذا ويؤكد إليجاده؛

, قوله بدليل وحفظها، الحقوق لقيام كضمان عليه وأوجبه اإلنسان إنسانية تقتضيه

.18 ص– 1997 – 18 المجلد– 68-67 العدد – الدريني لألستاذ مقال – اإلسالم نهج مجلة(?)1. بتصرف– 19-18 ص – السابق المرجع(?)2

87

87

: ساء تعالى والن جال الر من والمستضعفين ه الل سبيل في تقاتلون ال لكم وما

لدنك من لنا واجعل أهلها الظالم القرية هذه من أخرجنا نا رب يقولون ذين ال والولدان

لنا واجعل وليا نصيرا لدنك :من (75النساء )

سفيان أبي بن عتبة بن الوليد وبين طالب، أبي بن علي بن الحسين بين كان

كان مال في منازعة سفيان أبي بن معاوية عمه عليها أمره المدنية أمير يومئذ والوليد

له فقال لسلطانه حقه في الحسين على تحامل الوليد فكان المروة بذي بينهما

رسول مسجد في ألقومن ثم سيفي آلخذن أو حقي من لتنصفني بالله أحلف الحسين

الفضول ثم الله بحلف قال ألدعون حين الوليد عند وهو الزبير بن عبدالله فقال قال

حتى معه ألقومن ثم سيفي آلخذن به دعا لئن بالله أحلف وأنا قال ما الحسين له

فقال الزهري نوفل بن مخرمة بن المسور وبلغت قال جميعا نموت أو حقه من ينصف

بلغ فلما ذلك مثل فقال التيمي عبيدالله بن عثمان بن الرحمن عبد وبلغت ذلك مثل

رضي حتى حقه من الحسين أنصف عتبة ابن الوليد (1)ذلك

لحلف دعا من على ينكروا لم وسلم عليه الله صلى الله رسول فأصحاب

وقفوا– بل سلطة| من يمارسه ما إلى مستندا حقه، القوم بعض ظلمه حين الفضول

– – " ينصف حتى أو فلننصفنه معه لنقومن له تأييدهم عن وأعلنوا المظلوم جوار إلى

عن " دفاع بمنظمة أشبه وهو الفضول حلف أن فهو الصحابة وكأن ، جميعا نموت أو

ذاتيا القويم المجتمع ينشؤها اإلنسان . (2)حقوق

عن الظلم برفع األمة لواجب الصحابة فهم عن يكشف االجتماعي الدفاع فهذا

اإللهية لإلرادة تحقيقا األرض المستضعفين في استضعفوا ذين ال على نمن أن ونريد

الوارثين ونجعلهم أئمة آية ) : ونجعلهم القصص ( .5سورة

.293 : 2والنهاية: ج: : البداية كثير ابن(?)115-14 ص– 2002 – 106 ع – العوا سليم محمد لألستاذ مقال – المعاصر المسلم(?)2

88

88

الخامس المطلبالمنكر عن والنهي بالمعروف األمر في الحرية وظيفة على الدالة اآليات

الخير أوجه في واإلنفاق

: األول ا النموذج من زقناه ر ومن شيء على يقدر ال مملوكا عبدا مثال الله ضرب

يعلمون * ال أكثرهم بل لله الحمد يستوون هل وجهرا سرا منه ينفق فهو حسنا رزقا

أينما مواله على كل وهو شيء على يقدر ال أبكم أحدهما جلين ر مثال الله وضرب

مستقيم صراط على وهو بالعدل يأمر ومن هو يستوي هل بخير يأت ال يوجهه( : االيات (76-75النحل

": الناس أيها شبها لكم شبه الله أن التفسير أهل أشار كما الكريمة اآلية ومعنى

به وال|مؤمن عب|يده، من : للكافر وال. الله، بطاعة يعمل ال فإنه الكافر مثل فأما منهم

ف|ي ماله ينفق وال خيرا، كالعبد يأت|ي عل|يه، الله خذالن لغلبة الله سب|ي|ل من شيء

يقدر ال الذي . ال|م|ملوك ف|ينفقه شيء عل|ىوينفق الله بطاعة يعمل فإنه ب|الله ال|مؤمن الذي وأما كال|حر سب|ي|له ف|ي ماله

الناس من بعل|م وجهرا، سرا منه ينفق فهو ماال الله . آتاه العبد يستوي فال عل|م وغير

يقدر وال شيئا ي|ملك ال ينفق الذي فهو حسنا رزقا الله رزقه قد الذي ال|حر وهذا عل|يه،

ال فكذلك وصف؟ وال|مؤمن كما أمره ال|مخالف الله ب|معاصي العامل الكافر يستوي

بطاعته . (1)العامل

في الحرية،وأثرها وظيفة بينت أنها السابقة اآلية في التشبيه من وتالحظ

في ويشارك الخير أوجه في فينفقه المال يوظف الذي هو فالحر اإلنسانية، التنمية

المنكر عن ،وينهى بالعدل ويأمر بالمعروف يأمر الذي هو الحر فإن المجتمع،وكذا نمو

عن تخلت ،التي للشعوب مثل وهو السياسية العبودية هناك الصفات هذه مقابل وفي

: اآلية ذكرته الذي كاألبكم فغدت السياسية المشاركة في وظيفتها مثال الله وضرب

هل بخير يأت ال يوجهه أينما مواله على كل وهو شيء على يقدر ال أبكم أحدهما جلين ر

مستقيم صراط على وهو بالعدل يأمر ومن هو االية ) : يستوي في( 76النحل فالتنمية

،متدنية منها حرم ،أو السياسية المشاركة في واجبه عن فيها الفرد تخلى التي الدول

مهارات طالبها تعطي ال العلمية خيارات،والمعاهد وال قدرات بال فالشعوب منخفضة؛

صفوف إلى ينضمون طالبا تخرج العلمية والنقد،والمؤسسات والتحليل المعرفة

14/149- الطبري تفسير(?)189

89

الفرد أمام المتاح والسبيل العمل، فرص توليد على قادرين يكونوا أن بدال البطالة

غير وظيفته في وهو وظيفة له لتوفر للدولة اللجوء هو البطالة صفوف من للخروج

وال قدرات بال ألنه منتج غير هو مواله؛ على كل بالمؤسسة،فهو النهوض على قادر

اآلية في تعالى قوله فيه فيها،فيصدق يعمل التي المؤسسة على عب وهو مهارات،

." بخير:" يأت ال يوجهه أينما السابقة

90

90

السادس المطلباألمر في وواجبهم حقهم عن العلماء تنازل إثم على الدالة اآليات

. المنكر عن والنهي بالمعروف

المجتمع لنهوض الرافعة القوة هم الحية المجتمعات في والمثقفون العلماء

اإليجابي، التغيير مادة هم الغالب في والشعوب االنحراف، من المجتمع ولحماية

الفكرية،فإذا القيادات يتحمله للتغيير األكبر فالعبء معا، آن في المستعمر ومادة

يقع عما الديني والعلم الشريعة أمر على القائمون وسكت واجبهم عن العلماء تخلى

– انهياره وقرب المجتمع فساد عالمة فهذا وعدوان إثم من المجتمع كان. (1)في ولذا

: تعالى قوله في كما كبيرا واجبهم عن العلماء لتخلي القرآن ينهاهم استنكار لوال

يصنعون كانوا ما لبئس حت الس وأكلهم اإلثم قولهم عن واألحبار ون اني ب سورة )الر

أية : ( 63المائدة

المنكر إنكار على للعلماء وحض حث هي التفسير أهل قال كما اآلية ومعنى

) التحضيض ) وتفيد هال بمعنى تأتي لغة لوال أن ذلك الواجب أداء في للتقصير واستنكار

على دخلت وإذا التوبيخ تفيد الماضي على دخلت إذا لوال فكلمة ؛ النهي على لعلمائهم

) ( المخاطبون الربانيون ،و التحضيض تفيد الناس المستقبل يربون الذين الناس

": أنهم الربانيين في بالصواب عندي األقوال وأولى جعفر أبو والوالة،قال كالعلماء

يصلح الذي وهو الناس يرب الذي الربان إلى المنسوب الرباني وأن رباني جمع

" بها ويقوم ويربها فقط ،(2)أمورهم العلماء فهم األحبار عماد فالربانيون، (3)أما هم

ألن : األحبار فوق وهم مجاهد قال ولذلك والدنيا الدين وأمور والعلم الفقه في الناس

والقيام والتدبير بالسياسة البصر والفقه العلم إلى الجامع الرباني و العلماء هم األحبار

" مضاعفة مسؤولية يتحملون وهؤالء ودينهم دنياهم في يصلحهم وما الرعية بأمور

أمة كل في النهوض قوة (4)ألنهم

للتوبيخ اآلية أن المفسرين :(5)وأكثر فقال نهيهم تركهم في العلماء وبخ حيث

يصنعون كانوا ما : لبئس ( اآلية من : 63المائدة بقوله( اإلثم في يسارع من وبخ كما

يعملون كانوا ما : لبئس ( اآلية من عن( 62المائدة النهي تارك أن على اآلية ودلت

928 ص – القرآن ظالل في(?)1222 :3الطبري: تفسير(?)2 2/75 – كثير ابن تفسير(?)3222 :3الطبري: تفسير(?)46/237 – , القرطبي2/251 – المنثور الدر(?)5

91

91

ألن ؛ فيه الوقوع من أشد هو المنكر عن النهي ترك إن بل المنكر كمرتكب المنكر

ترك كذلك وال إليها وتميل بها تلتذ النفس ألن المعصية مواقعة من أقبح الحسنة ترك

الذم بأبلغ جديرا فكان عليها بالمعروف (1)اإلنكار األمر ترك في للعلماء توبيخ فاآلية ؛

: من توبيخا أشد القرآن في ما قال أنه عباس ابن عن روي حتى المنكر عن والنهي

اآلية . (2)هذه

الصنع إن حيث من يعملون قوله من أبلغ يصنعون كانوا ما لبئس تعالى وقوله

أنه إال العمل بمعنى إذا فالصنع ؛ إجادة وتحري وترو فيه تدرب بعد اإلنسان عمل

. اآليات في تعالى الله ذم لذلك عمله جود إذا صنيع سيف يقال الجودة يقتضي

والخواص العلماء وهم به المتمرسين ، المنكر عن النهي على القادرين . (3)السابقة

" صار المنكر تزوير فكأن اآلية هذه على معقبا الكيالني إبراهيم الدكتور ويقول

" الشرعية يسبغون العلمية ومواقعهم وزيهم شهاداتهم خالل من فهم صنعة للعلماء

واالنتكاس التخلف (4)على

: : أن بلغني قال مسعر عن سعيد بن سفيان حدثني قال عيينة بن سفيان روى

( : : به أن إليه تعالى الله فأوحى العابد فألن فيها رب يا فقال بقرية يخسف أن أمر ملكا

( : .) رأوا إذا الناس إن الترمذي صحيح وفي قط ساعة في وجهه يتمعر لم فإنه فابدأ

) عنده من بعقاب الله يعمهم أن شك أو يديه على يأخذوا ولم (6).(5)الظالم

في السحت وأكل الكذب، وسماع اإلثم، قول تالزم على أيضا اآلية ودلت

سمع ارتشى إذا الحاكم فإن خصوص اآلية هذه من للحكام أن البعض العادة،ويرى

لإلثم قائال للسحت أكاال للكذب سماعا فصار الفاجرة والدعوى المزورة الشهادة

الذم حقوق (7)فاستحق حماية إليهم وكلت الذين ألولئك توجيه اآلية هذه في وترى ،

االنحراف . خطورة من وتحذير والقضاة الوالة من اإلنسان

.2/345 – البيضاوي(?)13/112 – المنثور الدر(?)26/237 القرطبي ،2/345 البيضاوي(?)3 .2004 األردن ، الفرقان دار المائدة، سورة تعرضها كما الحضارية األمة : إبراهيم: مالمح الكيالني(?)4 بن أحمد – البيهقي ( , سنن2168ح) – المنكر يغير لم إذا العذاب نزول في جاء ما باب – الفتن كتاب – الترمذي سنن(?)5

– القاضي أدب كتاب– 1989 – األولى الطبعة – المنورة المدينة – الدار مكتبة–( 458ت) – البيهقي علي بن الحسين ح) – الكفايات فروض من منكر عن نهيا أو بمعروف أمرا يكون مما الوالة أعمال وسائر القضاء أن على يستدل ما باب

ح) – والنهي األمر باب – المالحم كتاب–( 275ت) – السجستاني األشعث بن سليمان – داود أبي ( , سنن199764338)

6/237 – القرطبي(?)6 14/453 التفسير في تيمية ابن وفتاوى ورسائل ،كتب2/49 التفسير دقائق(?)7

92

92

الثاني تعالى : :النموذج داوود قوله لسان على إسرائيل بني من كفروا ذين ال لعن

* فعلوه منكر عن يتناهون ال كانوا يعتدون وكانوا عصوا بما ذلك مريم ابن وعيسى

يفعلون كانوا ما : لبئس اآليتان ) المائدة (79-87سورة

بن عدي عن روي ما هو السابقة آلية في تعالى الله قول به يفسر ما أفضل إن

": بعمل العامة يعذب ال الله إن يقول وسلم عليه الله صلى الله رسول سمعت عميرة

ذلك فعلو فإذا ينكروه أن على قادرون وهم ظهرانيهم بين المنكر يروا حتى الخاصة

والخاصة العامة الله (2).(1)عذب

: لسان عل|ى إسرائي|ل بن|ي من كفروا الذين لعن قال أنه عب|اس ابن عن وروي

, , : التوراة ف|ي موسى عهد عل|ى لعنوا لسان بكل لعنوا قال مري|م ابن وعيسى داود

, , ولعنوا اإلن|جي|ل ف|ي عيسى عهد عل|ى ولعنوا الزبور ف|ي داود عهد عل|ى ولعنوا

القرآن ف|ي وسلم عليه الله صلى م|حمد عهد .(3)عل|ى

: بقوله واالعتداء اقترفوها التي المعصية تعالى الله عن فسر يتناهون ال كانوا

يفعلون كانوا ما لبئس فعلوه :منكر ( " ،(79المائدة قد حقهم عن بتخليهم كأنهم أي

عن يتناهون ال أنهم والمقصد فعلوه منكر عن بعضا بعضهم ينهى ال فكانوا اعتدوا

فعلوه منكر مثل أو فعلوه منكر يفعلون ،( 4)معاودة كانوا ما : لبئس االية ) من 7المائدة

9 . فعلهم( فعل من يذم بعدهم من وكذا النهي، لتركهم ذم : : الله رسول قال قال مسعود بن الله عبد عن داود أبو ) وأخرج ما: أول إن

الله اتق هذا يا فيقول الرجل يلقى ما أول الرجل كان إسرائيل بني على النقص دخل

وشريبه أكيله يكون أن ذلك يمنعه فال الغد من يلقاه ثم لك يحل ال فإنه تصنع ما ودع

: ) قال ثم ببعض بعضهم قلوب الله ضرب ذلك فعلوا فلما كفروا وقعيده ذين ال لعن

يعتدون وكانوا عصوا بما ذلك مريم ابن وعيسى داود لسان على إسرائيل بني من

: : ) 78المائدة) " " : عن( ولتنهون بالمعروف لتأمرن والله كال قال ثم فاسقون قوله إلى

أو قصرا الحق على ولتقصرنه الحق على ولتأطرنه الظالم يدي على ولتأخذن المنكر

ح) – الخاصة بعمل العامة عذاب في باب – الكالم كتاب – بيروت – الفكر دار – األصبحي أنس بن مالك – مالك موطأ(?)11799)

– 1993 – بيروت – الفكر دار–( ه|911ت) – السيوطي الدين جالل الكمال بن الرحمن عبد – المنثور الدر(?)23/124.

.6/317 – الطبري تفسير(?)3 .1/296 – النسفي تفسير(?)4

93

93

لعنهم كما وليلعننكم بعض على بعضكم بقلوب الله :( 1)ليضربن لتأطرنه ومعنى

والتثني .(2)لتردنه العطف األطر . (3)وأصل

. بذلك فيشترك بعضا بعضهم ينهى وال ، المنكر يفعلون إسرائيل بنو كان فقد

يدل . وهذا ذلك على قدرته مع ، المنكر عن النهي عن سكت الذي ، وغيره المباشر

لربهم . تعظيم لديهم كان فلو عليهم خفيفة كانت معصيته وأن ، الله بأمر تهاونهم على

موجبا . القدرة مع | المنكر عن السكوت كان وإنما لغضبه ولغضبوا ، لمحارمه لغاروا

منها : العظيمة المفاسد من فيه لما للعقوبة،المنكر .1 إنكار في واجبهم عن المثقفين لسكوت الخطيرة المفاسد من ولعل

المعصية . فإن الجهل ويكثر ، العلم يندرس | للمنكر اإلنكار بترك | أنه والتخلف

والعلم الدين أهل إنكار وعدم ، األشخاص من كثير من وصدورها تكررها مع |

وأي . مستحسنة عبادة أنها الجاهل ظن وربما ، بمعصية ليست أنها يظن | لها

النفوس على الحقائق وانقالب ؟ حالال الله، حرم ما اعتقاد من أعظم مفسدة

؟ حقا الباطل ورؤيةالناس، .2 صدور في المعصية تزينت ربما ، العاصين معصية على بالسكوت أن

.. ومنها . . جنسه وبني ، بأحزابه باالقتداء مولع ، فاإلنسان ببعض بعضهم واقتدى

. بني لعن تعالى الله نص المثابة، بهذه اإلنكار على السكوت كان فلما ومنها

.. المنكر عن والنهي بالمعروف األمر يتركهم واعتدائهم بمعاصيهم (4)إسرائيل

صورة – – في اإلسرائيلي المجتمع في الظاهرة لهذه بعرضه اإلسالمي والمنهج

يدفع , , صلب ومجتمع حي كيان لها يكون أن المسلمة للجماعة يريد والتنديد الكراهية

صلبا , , يكون وأن عامة ظاهرة تصبح أن قبل والمعصية العدوان بوادر من بادرة كل

والطغيان , ,... والفساد الشر وجه في فيقفوا عليه االعتداء تجاه وحساسا الحق في

الئم . لومة الله في يخافوا وال (5)واالعتداء

إن المنكر بإنكار المتعلقة لآليات المفسرين أقوال عرض بعد القول بقي وأخيرا

المبدأ وهذا والمحاسبة، المساءلة مبدأ تقرير هو الدول لتقدم األسباب أعظم من

طور قد الغرب أن غير ، المنكر عن والنهي بالمعروف األمر بمفهوم الصلة وثيق األمر باب – المالحم كتاب أول – - بيروت الفكر دار–( 275ت) – السجستاني األشعث بن سليمان – داود أبي سنن(?)1

المكرمة مكة – الباز دار مكتبة–( 458ت) – البيهقي موسى بن علي بن أحمد – الكبرى ( , السنن4336ح) – والنهي عن نهيا أو بالمروف أمرا يكون مما الوالة اعمل وسائر القضاء أن على يستدل ما باب – القاضي أدب - كتاب1994 –

(19983ح) – الكفايات فروض من المنكر7/318 , الطبري6/253 القرطبي(?)2.327: 11: المعبود : عون القيم ابن(?)3السعدي تفسير(?)4 بتصرف– 949-2/948- القرآن ظالل في(?)5

94

94

تعيش الثالث العالم دول زالت وال قانونية، دولة في دستوريا منظم نحو على المفهوم

أمنية أنظمة ظل هذا( (polis stateفي شأن ومن ، بالمساءلة لمواطنيها تسمح ال

وسائل يجدون ال النهوض يريدون الذين ألن العنف، واستمرار التخلف تكريس الواقع

القول فتعين ، لدعوتهم ذريعة المتخلف الواقع من العنف دعاة ويتخذ للتغير، دستورية

نحو على وتنظيمها المنكر عن والنهي بالمعروف باألمر المجتمع حرية إقرار بوجوب

. القوانين تجاوزات هو التجاوزات أنواع أخطر وأن المجتمع أمن لحفظ سبيال دستوري

المتعلقة الدستورية النصوص بإفراغ ،وذلك القوانين هذه يمارس ومن نفسها

عمليا تتحول الحق الستخدام ضابطة قيود وضع طريق عن مضمونها من بالحريات

.! الحق استيفاء من مانعة قيود إلى

: الثالث :النموذج تعالى الله قوله قوما تعظون لم منهم أمة قالت وإذ

ما * نسوا فلما قون يت هم ولعل كم رب إلى معذرة قالوا شديدا عذابا معذبهم أو مهلكهم

كانوا بما بئيس بعذاب ظلموا ذين ال وأخذنا وء الس عن ينهون ذين ال أنجينا به روا ذك

(165-164االعراف) :يفسقون

الله ابتلى حيث ، والطور مدين بين أيلة مدينة في اآلية هذه قصة حدثت

والحيتان األسماك أن حين في ، السبت يوم الصيد عليهم فحرم إسرائيل بني سبحانه

حيتان مناظر وأغرتهم االبتالء هذا على إسرائيل بنو صبر فما ، اليوم هذا في إال تأتي ال

ليصطادوها السبت يوم في الحيتان يحجزون وكانوا الله أمر على فاحتالوا السبت يوم

أنفسهم . عند من مكرا األحد يوم في

واحتالوا المحرم ارتكبت فرقة ؛ فرق ثالث إلى إسرائيل بنوا وانقسم

والفرقة ، واعتزلتهم الله حرمات انتهاك عن األولى الفرقة نهت وفرقة ، لينتهكوه

الثانية للفرقة قالت بل أنكرته عما تنه لم ولكنها سلبيا إنكارا وأنكرت سكتت الثالثة

) (، شديدا المنكرة عذابا معذبهم أو مهلكهم الله قوما تعظون الله لم جزاء وكان

_ وهو العذاب أوقع وأن ، والسوء المنكر عن نهت التي الفرقة أنجى أن سبحانه

أو _ مهلكهم الله قوما تعظون لم قالوا الذين أما الله، أمر خالفوا الذين على المسخ

95

95

, قد فهم العمل جنس من الجزاء ألن عنهم النص سكت فقد شديدا عذابا معذبهم

عنهم الله فسكت . (1)سكتوا

إلى بالتنبيه اإليجابية المشاركة على الفرد تحث اآلية أن سبق مما وتلحظ

قيام أن الكريمة اآلية تبين كما المخاطبين، من االستجابة يتوقع لم ولو السلبيات

النجاة . سبب هو المنكر عن والنهي بالمعروف األمر بواجب األفراد

9/91 – األلوسي – المعاني . روح590-588-2 – المنثور , الدر2/43 – النسفي تفسير(?)196

96