9¯0006_002_كتاب... · web view9 99 9 9 9 فضيلة الشيخ عبد الكريم...

9
P ب التجريد الصريح شرح كتايحمع الصحاديث احا ة الشيخ الدكتور فضيل ر ي ض خ ل له ا ل د ا ب ع ن ب م ي ر لك د ا ب ع اء ت ف والإ ه ي م ل ع ل ا( وث ح ب ل ل مه/ ئ الدا2 ة4 ي ج ل ل و ا ض ع ماء و ل ع لر ا ا ب ك ة/ ي ي ه و ض ع)قة التسعونحلال( / / 14 لين،ء والمرس انبيرف ام على أشة والسلمين، والصلعا رب ا ، الحمدن الرحيم الرحم : بسمقدم المى آله وصحبه أجمعين.حمد وعلبينا م ن

Upload: others

Post on 05-Jan-2020

17 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: 9¯0006_002_كتاب... · Web view9 99 9 9 9 فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير9ئتان فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير 9 ئتان

P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

)الحلقة التسعون(

/ / 14

Page 2: 9¯0006_002_كتاب... · Web view9 99 9 9 9 فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير9ئتان فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير 9 ئتان

2 التجريد الصريح– الحلقةالتسعون

المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم، الحمد هلل رب العالمين، والصالة والسالم على أش��رف األنبي��اء والمرس��لين،نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها اإلخوة واألخوات السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته، وأهال بكم إلى حلقة جديدة ض��من برن��امجكم: ش��رحكتاب التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح.

مع بداية حلقتنا يسرنا أن نرحب بصاحب الفضيلة الش��يخ ال��دكتور: عب��د الك��ريم بن عب��د هللا الخض��ير، عض��وهيئة التدريس بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية بالرياض، فأهال ومرحبا بكم شيخ عبد الكريم.

حياكم هللا وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين.ا في ح��ديث أبي هري�رة في ب�اب س�ؤال جبري�ل الن�بي المقدم: الزلنا ضمن هذه الحلقة والحلقات الماضية أيض� -صلى هللا عليه وسلم- عن اإليمان واإلسالم واإلحسان. أشرنا في الحلقات إلى شيء من مع��اني، أو بعض

معاني الحديث، لعلنا نستكمل ما تبقى فيه -أحسن هللا إليكم-.الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ين اإلس/الم واإليم/ان واإلحس/ان، وأجاب/ه الن/بي - بعد أن استكمل جبريل -عليه السالم- الس//ؤال عن م/راتب ال/د علي//ه الص//الة والس//الم- عنه//ا س//أله جبري//ل عن قي//ام الس//اعة، وهي في الش//رع عب//ارة عن قي//ام القيام//ة، عن ي//وم

أي م///تى تق//وم الس///اعة؟ ولما ك//ان علمه///ا من المغيب///ات ال///تي اس///تأثر هللا به///ا فلم"م��تى الس��اعة؟"القيام///ة، فق//ال: يطلع عليها أحدا كم/ا س/يأتي في آخ/ر الح/ديث في اآلي/ة ال/تي تاله/ا الن/بي -علي/ه الص//الة والس/الم- وغيره/ا من

اآليات واألحاديث المستفيضة. )م//ا( نافي//ة، أي ليس المس//ؤول عنه//ا ب//أعلم من الس//ائل، والب//اء زائ//دة لتأكي//د النفي،»م��ا المس�ؤول عنه��ا«ق//ال:

والمراد نفي علم وقتها؛ ألن علم مجيئها مقطوع به، فه//و علم مش//ترك، وه//ذا وإن أش//عر بالتس//اوي في العلم إال ثم تال»خمس ال يعلمهن إال هللا«أن الم////راد التس////اوي في العلم ب////أن هللا اس////تأثر بعلم وقت مجيئه////ا بقول////ه بع////د:

اآلية. قال الكرماني: فإن قلت: ما الحكمة في س//ؤال الس//اعة حيث علم جبري/ل أن وقته/ا غ/ير معل//وم لخل//ق هللا تع//الى؟ قلت: أقل//ه التنبي//ه على أال يطم//ع أح//د في التطل//ع إلي//ه، والفص//ل بين م//ا يمكن معرفت//ه وم//ا ال يمكن، يق//ول: أقل//ه

التنبيه على أال يطمع أحد في التطلع إليه، والفصل بين ما يمكن معرفته وما ال يمكن.ف الس///امعين عن الس///ؤال عن وقت الس///اعة؛ ألنهم ق///د أك///ثروا الس///ؤال وق///ال القرط///بي: مقص///ود ه///ذا الس///ؤال ك///

عنها، كما ورد في كثير من اآليات واألحاديث؛ فلما حصل الجواب بما ذكر هنا حصل اليأس من معرفتها.اعة تك��ونقلت: من ذلك قوله تع//الى: ا ي��دريك لع��ل الس�� اعة قل إنما علمها عن��د هللا وم�� }يسألك الناس عن الس

ا{ اها{وقول///ه: [/// 63 ]س///ورة األح///زاب قريب�� اعة أيان مرس�� ألونك عن الس�� ]س///ورة[/// 42 ]س///ورة النازع///ات }يس�� [ في موض//عين، وبه//ذا يعلم خط//أ من ح//دد قيامه//ا بحس//اب عم//ر ه//ذه األم//ة ال//تي هي آخ//ر األمم187األع//راف

بحس///ابات ظني///ة وهمي//ة تع///ارض به///ا النص///وص القطعي///ة، ومن ذل///ك ق///ول بعض///هم: إن الس///اعة تق//وم في ع//ام )ه/( سنة سبع وأربعمائة وألف.1407

Page 3: 9¯0006_002_كتاب... · Web view9 99 9 9 9 فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير9ئتان فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير 9 ئتان

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

المقدم: هذه راحت، انتهت.اعة أن ت��أتيهم بغت��ة{نعم انتهت، أخ//ذا بحس///اب الجمل، من قول//ه تع//الى: ل ينظ��رون إال الس�� ]س///ورة محم//د}فه��

(.1407حساب الجمل بغتة تعادل )[ 18المقدم: كيف يا شيخ؟

اعة بغتة{في قوله: ن عذاب هللاs أو تأتيهم الس sوالوقول//ه: [// 107 ]س//ورة يوس//ف }أفأمنوا أن تأتيهم غاشية م{ اعة بغت��ة{ ه حتى ت��أتيهم الس�� ن�� sة م روا في مري�� زال الذين كف�� بغت///ة ه///ذه بحس///اب الجمل )[/// 55 ]س///ورة الح////ج ي��

( على اعتب//ار أن الت//اء األخ//يرة المربوط//ة ه//اء؛ ألن الب//اء عن اث//نين، والغين عن أل//ف بحس//اب الجمل،1407( أل//ف الغين، وأربعمائ//ة الت//اء، وخمس//ة اله//اء، والب//اء اث//نين، )1407والت//اء عن أربعمائ//ة، واله//اء عن خمس//ة )

وه///ذا بحس///اب الجمل، م///ع ه///ذه بغت��ة{}ه////( أخ///ذا من قول///ه: 1407( وق///رروا أن الس///اعة تق///وم في ع///ام )1407النصوص.

المقدم: وهذا الحساب قديم؟ ه//ذا في كتب أش//راط الس//اعة لبعض..، م//ا ه//و من المتق//دمين يع//ني بع//د األل//ف؛ لكن//ه م//ع ذل//ك كالم ال قيم//ة ل//ه،

وكذبه الواقع. ه/(.1400بعضهم ذكر أن الساعة تقوم في سنة )

المقدم: وهذه انتهت. لم////اذا؟ ألن في الح////ديث ال////ذي ش////به الن////بي -علي////ه الص////الة والس////الم- ه////ذه األم////ة بالنس////بة لمن قبله////ا من اليه////ود والنص///ارى برج//ل اس///تأجر أج//يرا، فعم//ل ل//ه من أول النه//ار إلى منتص//فه على ق///يراط، وعم//ل الث//اني في وقت الظه//ر على ق//يراط، وعم//ل الث//الث في وقت العص//ر على ق//يراط، ق//الوا: عم//ر أم//ة موس//ى -علي//ه الس//الم- ال//تي هي نصف النهار ألفين سنة، إذا حسمنا منه/ا س/تمائة س//نة من النص//ف الث/اني حس/منا س//تمائة س/نة اعتبرن/ا الي/وم

الكامل كم؟ األخ الحاضر: .....

ال، أربعة آالف، الكامل أربعة آالف نصفه ألفين، نحسم من األلفين الس//تمائة ال/تي هي عم//ر أم/ة عيس//ى -علي//ه السالم-، يبقى عمر أمة محمد ألف وأربعمائة، لكن هل سياق الحديث من أج/ل ه/ذا؟! من أج/ل أن يس/تنبط من//ه ه//ذا؟ وتع//ارض ب//ه ه//ذه النص//وص القطعي//ة؟! لكن بعض الن//اس مغ//رم بمث//ل ه//ذه الغ//رائب، ويعمى -س//بحان هللا العظيم-، يغفل غفلة شديدة، ب/ل ينطمس قلب/ه عن النص/وص القطعي//ة، يص//ير مغ/رم ب//اإلغراب، وال ب/د أن ي/أتي بجديد يقع في مثل هذه المحظورات، يعني إذا ك//ان اس//تنباط الحنفي//ة من ه//ذا الح//ديث، أن وقت الظه//ر يمت/د إلى مص//ير ظ//ل الش//يء مثلي//ه، من ه//ذا الح//ديث، م//ا ه//و ح//ديث الب//اب الح//ديث األمم الثالث، ق//الوا: إن وقت الظه//ر

يمتد إلى مصير ظل كل شيء مثله، من أين؟ األخ الحاضر: إلى وقت العصر.

Page 4: 9¯0006_002_كتاب... · Web view9 99 9 9 9 فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير9ئتان فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير 9 ئتان

4 التجريد الصريح– الحلقةالتسعون

ال من قولهم: "نحن أكثر عمال وأقل أج//را" إذا عم/ل النص/ارى أك//ثر من عم//ل أم/ة محم/د، وعم/ل النص/ارى في وقت الظه///ر، وعم///ل أم///ة محم///د في العص///ر، إذا ال ب///د أن يك///ون الظه///ر أط///ول من العص///ر، وحينئ///ذ يمت///د إلى مصير ظل كل شيء مثليه، ومع ذلكم فإن وقت الظهر في كل زم//ان ومك//ان أط/ول من وقت العص/ر م/ع كون/هد ش//ديد، م/ع أن/ه ينتهي بمصير ظل كل شيء مثله، والتقويم شاهد على ذلك، فال دليل فيه، وهذا استنباط في//ه بع/ في أم///ور فرعي///ة يمكن ت///دخل في االجته///اد، يع///ني يمكن خاض///عة لالجته///اد، وليس///ت معارض///ة مث///ل ه///ذا الكالم يع////ني كالم الحنفي////ة بمث////ل ح////ديث عب////د هللا بن عم////رو "ح////تى يص////ير ظ////ل ك////ل ش////يء مثل////ه" مث////ل معارض////ة ه////ذه

والنص//وص»خمس ال يعلمهن إال هللا«النصوص الغيبية، يعني أمور العبادات اجتهادية، لكن هذه أم//ور غيبي//ة ا، تؤكد أن قيام الساعة ال يعلمه أحد، وهذا جبريل أشرف الرسل، وهذا محمد أشرف البشر ال ي//دري كثيرة جد

متى تقوم الساعة؟ وهؤالء يحددون بمثل هذه االستنباطات البعيدة كل البعد. يق//ول الن//ووي -رحم//ه هللا تع//الى-: يس//تنبط من//ه أن الع//الم إذا س//ئل عم//ا ال يعلم يص//رح بأن//ه ال يعلم، ف//إذا س//ئل

ا ال تعلم���ون{عن ش////يء ال يعلم////ه يق////ول: هللا أعلم، وال يج////رؤ على الفتي////ا بغ////ير علم }وأن تقول���وا على هللاs م���فوالفتي///ا على هللا بغ///ير علم هي عين الك///ذب علي///ه -ج///ل وعال- [/// 169]س///ورة البق///رة ا تص�� }وال تقول��وا لم��

فيدخل هذا الكذب في عموم[ 116 ]سورة النحل ألسنتكم الكذب هذا حالل وهذا حرام لsتفتروا على هللاs الكذب{ة{قول///ه -ج///ل وعال-: ود وههم مس�� ذبوا على هللا وج�� ة ت��رى الذين ك�� وم القيام�� فعلى[/// 60 ]س///ورة الزم///ر }وي��

اإلنسان أن يحتاط لهذا األمر، فال يفتي بغير علم.المقدم: وفيه رفعة له يا شيخ، إذا قال: ال أعلم أحيانا في بعض المواضع يكون له رفعة الحقيقة.

يأتي كالم النووي، تكملة كالم النووي، لكن نري//د أن نؤك//د على أن على الع//الم فض//ال عن ط//الب العلم والمتعلم »ما المسئول عنه�ا ب�أعلم من الس�ائل«إذا سئل عن شيء ال يعلمه، وهذا محمد -عليه الصالة والسالم- قال:

يق//ول -علي//ه الص//الة والس//الم-، وم//ع ذل//ك يق//ول:»إن أعلمكم وأتق//اكم وأخش//اكم هلل أن//ا«من أعلم من محم//د؟! فعلى الع//الم فض//ال عن ط//الب العلم أو ال//ذي ال يع//رف ش//يئا كالع//امي،»م��ا المس�ئول عنه�ا ب�أعلم من الس�ائل«

بعض العوام يجرؤ على الفتيا، ويغفل عن مثل هذه األمور، فال/ذي ال علم عن/ده إذا أف/تى بغ//ير علم ول/و أص//ابة{الح////ق على خط////ر عظيم ود وههم مس��� ذبوا على هللا وج��� ة ت���رى الذين ك��� وم القيام��� [60 ]س////ورة الزم////ر }وي���

وبالمقابل إذا سئل عن علم يعلمه ال يجوز له أن يتأخر عن بيانه إذا كان من أهل العلم. يق//ول الن//ووي: يس///تنبط من//ه أن الع//الم إذا س//ئل عم//ا ال يعلم يص//رح بأن///ه ال يعلم، وال يك//ون في ذل//ك نقص من مرتبته، بل يك//ون ذل/ك دليال على مزي//د ورع/ه؛ ألن الش/خص ال/ذي يف//تي بك/ل ش/يء ال ي/دري الع/امي عن نس//بة الخط//أ من الص//واب، لكن ال//ذي يق//ول: يجيب بم//ا يعلم، ويت//ورع عم//ا ال يعلم، تع//رف نس//بة الخط//أ من الص//واب

فيقلده عامة المسلمين، وبذلك تبرأ الذمة. وليس في فتواه مفت متبع

.

ما لم يضف للعلم والدين الورع.

الورع ال بد منه.

Page 5: 9¯0006_002_كتاب... · Web view9 99 9 9 9 فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير9ئتان فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير 9 ئتان

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

على كل حال موضوع الفتوى، وتتابع كثير من طالب العلم وأنصاف المتعلمين عليها وجرأتهم أمر حقيق//ة فيغاية السوء، وهو محزن، لكن هللا المستعان.

ا الش��هرين أو ثالث��ة إال ويس��مع المقدم: قد كان الشيخ -رحم��ه هللا- الش��يخ عب��د العزي��ز بن ب��از ال تم��ر أحيان�� في برامج اإلذاعة ويقول على بعض المسائل: ال أعلم، بل ويمنع أن تقط��ع ه��ذه ال أعلم ويتركه��ا؛ ألن��ه ي��رى

أن فيها أيضا تدريب وتعليم للناس على أن قول: ال أعلم فيه رفعة. أحيانا قول الع//الم: ال أعلم أنف/ع للس//امع من الج/واب، أنف/ع؛ ألنه/ا تربي/ة، ال س//يما لطالب العلم، ه/ذه تربي/ة، وهللا

المستعان. »م��افي ش///رح الحاف///ظ ابن رجب -رحم///ه هللا تع///الى- يق///ول: وأم///ا ق///ول جبري///ل: "أخ///برني عن الس///اعة" فق///ال:

فمعن//اه أن الن//اس كلهم في وقت الس//اعة س//واء، وكلهم غ//ير ع//المين ب//ه علىالمسؤول عنها بأعلم من السائل«اعة { ثم تال: »في خمس ال يعلمهن إال هللا«الحقيق////ة؛ وله////ذا ق////ال: عن��ده علم الس�� [34 ]س////ورة لقم////ان }إن هللا

اآلي//ة، وه//ذه مف//اتيح الغيب ال//تي ال يعلمه//ا إال هللا، وق//د ج//اء عن ابن مس//عود أن نبين//ا -ص//لى هللا علي//ه وس//لم-أوتي علم كل شيء سوى هذه الخمس.

ا من ح//ديث ابن عم//ر، وكالهم//ا في مس//ند اإلم//ام أحم//د؛ لكن في ك//ل منهم//ا نظ//ر؛ ألن//ه في//ه وروي ذل//ك مرفوع//ر{أم//ور ال يعلمه//ا من المغيب//ات وه//ذا أعم[// 188 ]س//ورة األع//راف }ولو كنت أعلم الغيب الستكثرت من الخي�

مما معنا من الخمس، أعم من الخمس، وذكر عند عمرو بن الع/اص العلم ب/وقت الكس/وف قب/ل ظه/وره، ف//أنكرهبعض من حضر، فقال عمرو: إنما الغيب خمس، ثم تال هذه اآلية، يعني المذكورة في الحديث.

كث//ير من أه//ل العلم يق//ررون أن العلم ب//وقت الكس///وف قب///ل حص///وله من ادع//اء علم الغيب، ومن أه//ل العلم من يرى أنه يدرك بالحساب، الواقع شهد ويشهد أنه يدرك، لكن يبقى أن إخبار عوام الناس به قبل وقوعه كما هو

»إن الش//مس والقم//رحاص//ل اآلن ال ش//ك أن//ه يقل//ل من الحكم//ة من وقوع//ه، والفائ//دة من//ه، وهي تخوي//ف الن//اس هم//ا للتخوي//ف، لكن إذا ع/رفت أن//ه ينكس/ف القم//رآيتان من آيات هللا ال ينكسفان لموت أحد يخوف بهما عباده«

في منتصف الشهر، أو الشمس في آخر الشهر، وقرر هذا، وحدد بالدقيقة، ما صار له األثر المرجو شرعا.على كل حال المسألة لها ذيول تأتي في مكانها -إن شاء هللا تعالى-، في وقتها.

ج///ه حمي///د بن زنجوي///ه، وق///د زعم يق//ول ابن رجب -رحم///ه هللا-: وم//ا س///وى ذل///ك يعلم//ه ق///وم ويجهل///ه ق///وم، خر بعض///هم ك///القرطبي أن ه///ذه الخمس ال س///بيل لمخل///وق على علم به///ا ق///اطع، وأم///ا الظن بش///يء منه///ا بأم///ارة ق///د

يخطئ ويصيب، فليس ذلك بممتنع، وال نفيه مراد من هذه النصوص. يع//ني إذا جيء بالش//يء على س//بيل االحتم//ال؛ ألن//ه يري//د أن يق//رر أن المنفي العلم الق//اطع، أم//ا مج//رد احتم//االت وتوقعات، وأن هذه األمارات تدل على كذا، والعالمات ت//دل على ك//ذا، وأن م/ا في بطن ه/ذه الم//رأة ك//ذا بأم//ارة ك///ذا، بعالم///ة ك///ذا، لكن ال يقط///ع ب///ه، وكم قط///ع األطب///اء بحم///ل ام///رأة وخ///رج على خالف م///ا ظن///وه، على أن///ه يختلف العلم به قبل علم الملك به، يعني إذا علم//ه المل/ك، خ/رج عن كون/ه من المغيب/ات، لكن قب/ل علم المل/ك ال

يمكن أن يعلمه أحد.

Page 6: 9¯0006_002_كتاب... · Web view9 99 9 9 9 فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير9ئتان فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير 9 ئتان

6 التجريد الصريح– الحلقةالتسعون

على كل حال المسألة لو ذهبنا نسترسل في هذه األمور يمكن تأخذ علينا وقت الحديث. »ولكن له//ا عالم//ات تع//رف به//ا« وفي رواي//ة: »ولكن سأحدثك« وفي رواية: »وسأخبرك عن أشراطها«قوله:

األشراط بفتح الهمزة جمع شرط بالتحريك، كسبب وأسباب، ونهر وأنهار، وقلم وأقالم، يعني عالماتها، وقي//ل:مقدماتها، وقيل: صغار أمورها، وفي المحكم والجامع، المحكم لمن؟ البن سيده، والجامع؟

المقدم: الجامع في اللغة للقزاز؟القزاز نعم، مر بنا مرارا.

وفي المحكم والجامع أوائلها، وفي الغريبين لمن؟سائل: أبي عبيد؟

ال، غريبين ليس بواحد، غريبين للهروي.عن األصمعي: ومنه االشتراط الذي يتشرط بعض الناس على بعض، إنما هي عالمة يجعلونها بينهم.

ق////ال العي////ني: والم////راد أش////راطها الس////ابقة، ال أش////راطها المقارن////ة كطل////وع الش////مس من مغربه////ا، وخ////روج الداب////ةونحوها.

يس//تفاد من»سأخبرك« »سأحدثك«يقول ابن حجر، وهذه فائدة اصطالحية يقول: يستفاد من اختالف الروايات اختالف الرواي///ات أن التح///ديث واإلخب///ار واإلنب///اء بمع///نى واح///د، وإنم///ا غ///اير بينهم///ا أه///ل الح///ديث اص///طالحا

ث أخبارها{ sئك مثل خب��ير{ [4 ]س//ورة الزلزل//ة }يومئذ تحد sال ف//رق بينه//ا من حيث[// 14 ]س//ورة ف//اطر }وال ينب اللغة، لكن أهل الحديث غايروا بينها، فجعلوا التحديث على أهل االصطالح لمن تحمل بطريق...

المقدم: السماع.السماع، واإلخبار لمن روى بطريق...

طالب: اإلجازة.ال، اإلخبار اإلخبار.

المقدم: القراءة على الشيخ.د اص///طالح وإال ف///المعنى واح///د، ول///ذا الق///راءة على الش///يخ ال///تي هي الع///رض، واإلنب///اء في اإلج///ازة، ه///ذا مج///ر البخاري ال يفرق بين ه/ذه األم/ور -رحم//ه هللا-، إنم/ا ه/و مج/رد اص//طالح، ح/تى يق/ال: إن أول من ف//رق بينه//اق بدق///ة، ح///دثنا فالن وفالن وفالن، ق///ال: فالن أخبرن///ا، وق///ال اآلخ///ران: بمص///ر ابن وهب، واإلم///ام مس///لم يف///ر

د اصطالح. حدثنا، فمسلم يعتني بهذه األمور، وهو مجرا نق//ل عن ش//رح ابن رجب -رحم//ه هللا تع//الى- ابن رجب يق//ول: قول//ه: لم//ا»سأخبرك عن أشراطها«هن//ا أيض//

ك///ان العلم ب///وقت الس///اعة المس///ؤول عن///ه غ///ير ممكن انتق///ل من///ه إلى ذك///ر أش///راطها، وهي عالماته///ا الدال///ة على ف//أعرض عن الج//واب عن الس//اعة»م//ا أع/ددت له/ا؟«اقترانه//ا، وه//ذا كم/ا س//أله األع/رابي: م//تى الس//اعة؟ فق/ال:

إلى ذك/ر االس/تعداد له/ا ألن//ه ه/و الم//أمور ب/ه، نعم ال/ذي يعني/ك االس//تعداد، أم/ا كونه/ا م/تى تق/وم؟ ه/ذا ليس إلي//ك، ه//ذا ال//ذي يهم//ك، ق//د»م//ا أع/ددت له/ا؟«وليس من مصلحتك معرفت//ه، وليس إلى أح//د معرفت/ه، ال تمكن معرفت//ه

Page 7: 9¯0006_002_كتاب... · Web view9 99 9 9 9 فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير9ئتان فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير 9 ئتان

7 فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

يق//ول قائ//ل: لم//اذا لم يح//دد وقت الس//اعة ليس//تعد الن//اس مث//ل م//ا ح//دد أوق//ات الص//الة وأوق//ات الحج وغيره//ا من العب//ادات؟ نق//ول: هي مث//ل تحدي//د عم//ر اإلنس//ان ال//تي هي قي//ام قيامت//ه الخاص//ة، ل//و ح//ددت م//ا بقي عم//ل، الن//اسا م//ا بقي لإلنس//ان عم//ل، يبقى ط//ول عم//ره في المعاص//ي ف//إذا ينتظ//رون إلى آخ//ر لحظ//ة، ول//و ح//دد العم//ر أيض//

ف//أعرض عن الج//واب عن الس//اعة إلى»م//ا أع/ددت له/ا؟«قرب أجله عمل، فالمقص//ود العم/ل، ول/ذا ق//ال: فق/ال: ذكر االستعداد لها؛ ألنه هو المأمور به، وهو الذي يعني السائل وغيره، وينبغي االهتمام به.

التعب//ير ب///)إذا( لإلش//عار بتحق//ق الوق//وع؛ ولم»إذا ولدت األمة«ثم أخ//بره بش//يء من عالماته//ا وأماراته//ا، فق//ال: يع//بر ب///)إن( ألن//ه ال يص//لح أن يق//ال: إن ق//امت الس//اعة ك//ان ك//ذا، ب//ل ي//رتكب قائل//ه محظ//ورا؛ ألن//ه يش//عر بالش//ك

فيه، من أين؟ األخ الحاضر:.......

وإذا شرطية.األخ الحاضر: ألن إذا تشعر أكثر في التحقق.

عندك قاعدة أو ما عندك؟األخ الحاضر: .....

ه///ذه قاع///دة، تحق///ق إذا أردت أن ت///أتي بجمل///ة ش///رطية م///ع تحق///ق وقوعه///ا ت///أتي ب////)إذا( وإن أردت أن تش///ك فيوقوع هذه الجملة، تأتي ب/)إن( ولذا يقول الشاعر وهذا جئنا به مرارا:

أنا إن شككت وجدتموني جازما.

وإذا جزمت فإنني لم أجزم.

كيف؟األخ الحاضر: إن شككت...

أنا إن شككت وجدتموني جازما.

وإذا جزمت فإنني لم أجزم.

كيف؟المقدم: يعني هو إذا كان جازما يحسبونه شاكا.

ال، ما يحسبونه، ال، ما يصلح هذا، ال، ما يصلح.المقدم: يعني إذا كان شاكا يأتي ب�)إن( وإذا كان جازما يأتي ب�)إذا(.

صحيح، لكن ما معنى البيت؟ أنا إن شككت وجدتموني جازما

.

...................................ما هي ب/)إن( تجزم و)إذا( ال تجزم؟

المقدم: فعند الشك يستخدم )إن(. إذا أراد الشك في المعنى ج/اء ب//)إن( ال/تي تج/زم في اإلع/راب، وإذا أراد الج/زم في المع/نى ج/اء ب//)إذا( ال/تي ال

تجزم في اإلعراب.ووقعت هذه الجملة بيانا لألشراط نظرا إلى المعنى والتقدير: والدة األمة، وتطاول الرعاة.

Page 8: 9¯0006_002_كتاب... · Web view9 99 9 9 9 فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير9ئتان فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير 9 ئتان

8 التجريد الصريح– الحلقةالتسعون

أي مالكها وسيدها، وذكروا في معنى هذا أوجها، األول: قال الخطابي: معناه اتساع اإلسالم واس//تيالء»ربها« أهله على بالد الشرك، وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرج//ل الجاري/ة واس//تولدها ك//ان الول/د فيه//ا بمنزل/ة ربه/ا؛ ألن/ه ولد سيدها، قال النووي وغيره: ه/ذا ق/ول األك/ثرين، لكن ق/ال ابن حج/ر: لكن في كون/ه الم/راد نظ/ر، ابن حج/رل ه/ذا الق/ول؟ معن/اه اتس/اع رقع/ة اإلس/الم، واس/تيالء أهل/ه على بالد يقول: لكن في كونه المراد نظ/ر، م/ا محص/ الشرك، وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجارية، سبيت هذه الجارية واستولدها ك/ان الول/د منه/ا بمنزل/ة ربه/ا؛ ألن//ه ول//د س//يدها، والول//د بمنزل//ة أبي//ه؛ ألن//ه ول//د س//يدها، ق//ال الن//ووي وغ//يره: ه//ذا ق//ول األك//ثرين، لكن ق//ال ابنحج//ر: في كون//ه الم//راد نظ//ر؛ ألن اس//تيالد اإلم//اء ك//ان موج//ودا حين المقال//ة، اإلم//اء موج//ودة في وقت الن//بي - علي//ه الص//الة والس//الم-، والس//ياق ي//دل على أن ه//ذه العالم//ات لم تحص//ل، يع//ني تحص//ل مق//دمات لقي//ام الس//اعة، لكن في كون//ه الم//راد نظ//ر؛ ألن اس//تيالد اإلم//اء ك//ان موج//ودا حين المقال//ة، واالس//تيالء على بالد الش//رك وس//بي ذراريهم باتخ//اذ س//رار، ووق//ع أك//ثره في ص//در اإلس//الم، وس/ياق الكالم يقتض//ي إش//ارة إلى وق//وع م//ا لم يق//ع مم//ا

سيقع قرب قيام الساعة.ي من ك//ثرة فت//وح»إذا ولدت األمة ربها«قال العي//ني: قلت: في نظ//ره نظ//ر؛ ألن قول//ه: كناي//ة عن ك//ثرة التس//ر

ي، وإن ك//ان موج//ودا ا وقت المقال/ة والتس//ر المسلمين، واستيالئهم على بالد الش//رك، وه/ذا بال ش//ك لم يكن واقع//حين المقالة، ولكنه لم يكن من استيالء المسلمين على بالد الشرك والمراد ما يكون من هذه الجهة فافهم.

ل نظ///ر األول أن الخط///ابي إن ك///ان أراد...، من في االنتق///اض البن حج///ر، انتق///اض االع///تراض، قلت: محص///ل ل نظ/ر األول، ه/و ابن حج/ر، ه/و ال/ذي نظر في كالم الخط//ابي، يق/ول: قلت: محص/ نظر األول؟ قلت: محص/ نظ//ر األول أن الخط//ابي إن ك//ان أراد مطل//ق التس//ري فال يص//ح؛ ألن//ه ك//ان موج//ودا عن//د المقال//ة، وإن ك//ان أراد بقيد من االس//تيالء فال يص//ح؛ ألن االس//تيالء ق//د وج//د في ص//در اإلس//الم، والس//ؤال إنم/ا وق//ع عن العالم/ات ال/تيه اكتفى بقول//ه في كون//ه الم//راد نظ//ر م//ا ق//ال: إذا وج//دت ق//امت الس//اعة، وإنم//ا لم يج//زم الش//ارح يع//ني نفس//ه ب//رد

مردود؛ ألن هذا موجود، اكتفى في تنظيره فقط. وإنم//ا لم يج//زم الش//ارح يع//ني نفس//ه ب//رده الحتم//ال أن يك//ون الم//راد بالعالم//ة م//ا يتج//دد بع//د وقت المقال//ة، س//واء

قرب عهد تجدده أم بعد، فاقتصر على قوله: فيه نظر، وهللا الموفق. الث//اني من االحتم//االت: معن//اه أن اإلم//اء يل//دن المل//وك، فتك//ون أم المل//ك من جمل//ة الرعي//ة، وه//و س//يدها، وس//يد غيرها من رعيته، وهذا قول إبراهيم الحربي، معناه أن اإلماء يلدن المل/وك، فتك/ون أم المل/ك من جمل/ة الرعي/ةا وه///و س///يدها وس///يد غيره///ا من رعيت///ه، ه///ذا ق///ول إب///راهيم الح///ربي، لكن ه///ذا الكالم يس///تقيم؟ أليس الكالم أيض/// ينطب/ق على الح/رة، إذا ول/دت المل/ك ك//انت من جمل/ة رعيت/ه، لكن في/ه إش//ارة إلى أن/ه يك/ثر في آخ//ر الزم/ان من

يملك زمام األمر من أبناء الجواري، إن كان هذا هو المراد في كالم إبراهيم الحربي. والث///الث: معن///اه أن تفس///د أح///وال الن///اس فيك///ثر بي///ع أمه///ات األوالد في آخ///ر الزم///ان، فيك///ثر ترداده///ا في أي///دي

المشترين حتى يشتريها ابنها وهو ال يدري.قال العيني: وعلى هذا يكون المراد غلبة الجهل بتحريم بيع أمهات األوالد.

Page 9: 9¯0006_002_كتاب... · Web view9 99 9 9 9 فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير9ئتان فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير 9 ئتان

9 فضيلة الشيخ عبد الكريم9الخضير

والرابع: أن أم الولد كان عتقها بسبب ولدها بموت أبيه صارت له المنة عليها كمنة السيد الذي أعتق أمته. والخ///امس: أن يك///ثر العق///وق في األوالد، فيعام///ل الول///د أم///ه معامل///ة الس///يد أمت///ه من اإلهان///ة والس///ب والض///رب

واالستخدام، وغير ذلك، وأطلق عليه ربها لذلك. ق//ال ابن حج/ر: أو الم/راد ب//الرب الم//ربي، وه//ذا أوج/ه األوج//ه عن//دي لعموم/ه؛ وألن المق/ام ي//دل على أن الم//راد حال//ة تك//ون م//ع كونه//ا ت//دل على فس//اد األح//وال مس//تغربة، يع//ني ه//ذا ال يل//زم أن تك//ون األم أم//ة، إنم//ا أن تك//ون األم مشبهة باألمة. المراد بالرب المربي، وق//د وج/د من يلف//ظ بمث//ل ه/ذه األم/ور، وق//د وق//ف بعض الن//اس بعض المصلحين على مشكلة فيها أن شخصا يض/رب أم/ه، فس//أله عن الس//بب، فق/ال: أري/د أن أربيه/ا، ي/ربي أم/ه ال/تي

حملته وحضنته وتعبت عليه وأرضعته ونشأته، ال شك أن مثل هذا من العالمات. يقول ابن حجر: أو المراد بالرب المربي، وهذا أوج/ه األوج/ه عن//دي لعموم//ه؛ وألن المق//ام ي/دل على أن الم//راد

حالة تكون مع كونها تدل على فساد األحوال المستغربة.له: اإلش//ارة إلى أن الس//اعة إذا كان هذا الكالم مع أم حرة فكيف يكون إذا كانت األم أم//ة؟ كي//ف يك//ون؟ ومحص// يق//رب قيامه//ا عن//د انعك//اس األم//ور بحيث يص//ير الم//ربي مربي//ا، والس//افل عالي//ا، وهللا المس//تعان، وس//يأتي مزي//د

بيان لهذا -إن شاء هللا تعالى-.وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المقدم: أحسن هللا إليكم ونفع بعلمكم.