7¯0006_001_كتاب بدء... · web viewشرح كتاب التجريد الصريح...

7
ب التجريد الصريح شرح كتايحمع الصحاديث احا ة الشيخ الدكتور فضيل ر ي ض خ ل له ا ل د ا ب ع ن ب م ي ر لك د ا ب ع اء ت ف والإ ه ي م ل ع ل ا( وث ح ب ل ل مه/ ئ الدا2 ة4 ي ج ل ل و ا ض ع ماء و ل ع لر ا ا ب ك ة/ ي ي ه و ض ع)ة عشرقة الرابعحلال( / / 14 د ه عب : تابع-ديث بعد رواية الح- فائدة، يقولب ال من با وهذا- تعالى رحمه- لبخاري يقول ا هناف عن يخ المؤل ير ش ن بكيى ب ابع يح ري أي ت اد عن الزه ل بن رد هه الح، وتابع ص و ف، وأب بن يوس

Upload: others

Post on 05-Jan-2020

2 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: 7¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewشرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوثالعلمية واإلفتاء

)الحلقة الرابعة عشر(

/ / 14

Page 2: 7¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewشرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم

التجريد الصريح– الحلقة2الرابعة عشر

هنا يقول البخاري -رحمه هللا تعالى- وهذا من باب الفائدة، يقول -بعد رواية الح�ديث-: تابع�ه عب��د هللااد عن الزه��ري أي ت��ابع يح��يى بن بك��ير ش��يخ المؤل��ف عن بن يوس��ف، وأب��و ص��الح، وتابع��ه هالل بن ردل بن خال��د الليث بن س��عد عب��د هللا بن يوس��ف، وك��ذا تابع��ه أب��و ص��الح ك��اتب الليث عن الليث، وت��ابع عقي��اد عن الزهري، والمتابعة موافقة الراوي في الرواية عن شيخه أو ش��يخ ش��يخه، شيخ الليث هالل بن رد وتس���مى األولى متابع���ة تام���ة، كمتابع���ة عب���د هللا بن يوس���ف وأبي ص���الح ليح���يى بن بكي���ر في الراوي���ة عن

اد لعقيل بن خالد في الراوية عن الزهري. الليث، وتسمى الثانية متابعة قاصرة، كمتابعة هالل بن رد والمتابع���ات إنم���ا تك���ون م���ع اتح���اد الص���حابي، وإذا ج���اء الح���ديث عن ص���حابي آخ���ر فه���و الش���اهد، وقي���ل: المت���ابع م���ا ج���اء من طري���ق آخ���ر باللف���ظ بغض النظ���ر عن اتح���اد الص���حابي واختالف���ه، والش���اهد م���ا ج���اء ب��المعنى س��واء اتح��د الص��حابي أو اختل��ف. وعلى ك��ل ح��ال الخطب س��هل، س��واء س��مي متابع��ة أو ش��اهد األم���ر ال يختل���ف؛ ألن المقص���ود منهم���ا التقوي���ة، لكن ال���ذي اس���تقر علي���ه االص���طالح عن���د المت���أخرين أن المت��ابع م��ا اتح��د ب��ه الص��حابي، والش��اهد م��ا اختل��ف الص��حابي، واالعتب��ار طريق��ة التوص���ل والبحث عن وجود المتابع��ات والش��واهد؛ ألن�ه ي��ذكر العن��وان في كتب عل�وم الح�ديث: االعتب�ار والمتابع��ات والش��واهد، فيظن الق��اري أن��ه قس��يم للمتابع��ات والش��واهد، وه��و في الحقيق��ة ليس بقس��يم، وإنم��ا ه��و هيئ��ة التوص��ل إلى

المتابعات والشواهد. يق��ول الن��ووي في ش��رحه على البخ��اري، الن��ووي -رحم��ه هللا تع��الى- ش��رح قطع��ة من أوائ��ل الص��حيح، ب�دء ال�وحي واإليم�ان فق�ط، يق�ول: طريق�ك في معرف��ة مث�ل ه�ذا -أي: معرف��ة المتابع��ات- أن تنظ��ر طبق��ة

المتابع، بكسر الباء فتجعله متابعا لمن هو في طبقته بحيث يكون صالحا لذلك. المقدم: كما تالحظون في الكتاب -أحسن هللا إليكم- وض��ع عالم��ة ثم في أس��فل اله��امش وض��ع ح��رف

ا مث��ل »رفعت ب���دل: »رفعت بص���ري«زاي ثم واح��د ثم خمس���ة ثم س���اق الح���ديث ب��اختالف بس��يط ج���دز ف��اهجر{ مرتين وإلى قول��ه: »زملوني زملوني« وزيادة: رأسي« ج�� ثم ق��ال: [5]س��ورة الم��دثر }والر

وروايات أخ�ر في تفس�ير س��ورة الم��دثر مس��ندة ومتص��لة، ف�ترك الزبي��دي كله��ا، ثم ذك��ر األط�راف م�رةأخرى، ما سبب اإليراد في هذا الوضع؟

ه��ذا اعت��بره ص��احب الزوائ��د وه��و عم��ر ض��ياء ال��دين الداغس��تاني من الزوائ��د، وه��و في الحقيق��ة ليس من الزوائد، هذا ليس، ال يرد على الزبيدي؛ ألن الحديث يكاد يكون بحروفه، أم��ا الزي�ادات اليس��يرة ال��تي الل بمع��نى فإن��ه ال يلتفت إليه��ا، وإال ل��و أراد أن ي��أتي بجمي��ع األلف��اظ ي��ترتب عليه��ا ت��أثير في حكم وال تخ�� ال���تي في ص���حيح البخ���اري م���ا ص���ار مختص���را ب���المعنى ال���ذي ي���رمي إلي���ه المؤل���ف من أج���ل أن يحفظ���ه

ا ال تعني المختصر، ولذا لم يورده. طالب العلم، فاالهتمام بمثل هذه الزوائد اليسيرة جد وحقيق����ة أن����ا عن����دي للم����ذكور ه����ذا عم����ر ض����ياء ال����دين الداغس����تاني، معي اآلن كتاب����ان متعلق����ان بص����حيح البخ���اري، أولهم���ا كت���اب أس���ماه: كت���اب س���نن األق���وال النبوي���ة من األح���اديث البخاري���ة، ه���ذا مطب���وع في

عف1308اسطنبول سنة ) ده من األسانيد؛ لكن فيه من األح��اديث ض�� ه�( والكتاب مختصر للصحيح، جر

Page 3: 7¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewشرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم

الخضير 3

ما في مختصر الزبيدي، فيه من األح��اديث أربع��ة آالف وخمس��مائة وواح��د وأربعين، على ص��غر حجم�ه في��ه ه��ذا الع��دد من األح��اديث، وه��و مقتص��ر على األح��اديث القولي��ة، والكت��اب الث��اني لعم��ر ض��ياء ال��دينر ج���دا، في���ه من األح���اديث أل���ف وخمس���مائة الم���ذكور كت���اب اس���مه: )زب���دة البخ���اري( وه���ذا كت���اب مختص��� وأربع��ة وعش��رين، وه��و مختص��ر بالنس��بة لس��ابقه، فه��ذا زب��دة س��ماه )زب��دة البخ��اري( وأم��ا الزوائ��د ال��تي يش��ار إليه��ا في الحاش��ية فلم أق��ف علي��ه؛ لكن من خالل تأمل ه��ذه الزوائ��د نج��د أنه��ا ال ت�رد على الزبي��دي؛

ألن الزبيدي ال يهتم بمثل هذه الفروق اليسيرة التي ال تؤثر ال في حكم، وال تخل بمعنى.المقدم: هل الكتب التي أشرتم إليها مطبوعة اآلن يا شيخ، طباعة جديدة أو ال زالت؟

ه����( والث���اني:1308ال، م���ا طبعت غ���ير ه���ذه الطبع���ات، األول: عرفن���ا أن���ه مطب���وع في اس���طنبول س���نة )ه�( يعني من أكثر من تسعين سنة، ولم يعد طبعها.1330بمطبعة دار الكتب العربية بمصر سنة )

المقدم: إذا إذا أشار هنا إلى حرف الزاي فهو يقصد زوائد؟نعم الزوائد.

( يعني الزيادة األولى.1المقدم: يليه رقم الحديث الذي يزيده، )ز الزيادة األولى نعم، وخمسة يريده بعد رقم أربعة في المختصر.

المقدم: ...... التراجم؟ بع����د ه����ذا ت����راجم اإلم����ام البخ����اري -رحم����ه هللا تع����الى- على الح����ديث، الح����ديث ذك����ره اإلم����ام في تس����عة

»إذا قال:مواضع، األول: في بدء الوحي سبق ذكر إسناده ومناسبته، الثاني: في كتاب بدء الخلق باب: ، ق��ال: ح��دثنا عب��دأحدكم آمين والمالئكة في السماء ف��وافقت إح��داهما األخ��رى غف��ر ل�ه م��ا تق�دم من ذنب��ه«

هللا بن يوسف قال: أخبرنا الليث قال: ح�دثني عقي�ل عن ابن ش��هاب ق��ال: س�معت أب�ا س��لمة ق�ال: أخ�برني جابر بن عبد هللا فذكره، ومناسبته لبدء الخلق وذكر المالئكة حيث ذكر فيه جبريل -عليه السالم- على

الكرسي بين السماء واألرض. في الموض��ع الث��الث: في كت��اب التفس��ير ب��اب ب��دون ترجم��ة، وأش��رنا إلى م��راد البخ��اري من الب��اب ال��ذي ي��ذكره دون ترجم��ة، ق��ال: ح��دثنا يح��يى ق��ال: ح��دثنا وكي��ع عن علي بن المب��ارك عن يح��يى بن أبي كث��ير قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن فذكره، ومناسبته لتفسير س�ورة الم�دثر

ظاهرة؛ ألن هذا الباب يلي تفسير سورة المدثر، فهو فرع منها. قال: حدثني محمد بن بش��ار [2]سورة المدثر }قم فأنذر{ الموضع الرابع: في كتاب التفسير أيضا باب:

ق��ال: ح��دثنا عب��د ال��رحمن بن مه��دي وغ�يره ق��اال: ح��دثنا ح��رب بن ش��داد عن يح��يى بن أبي كث��ير عن أبيرا، ومناس��بته ظ��اهرة حيث ذك��رت اآلي��ة في الح��ديث، وأحيان��ا س��لمة عن ج��ابر بن عب��د هللا ف��ذكره مختص��ا يقوله��ا: فيكنون ب��ذلك عن يق��ول اإلم��ام البخ��اري -رحم��ه هللا تع��الى-: ح��دثنا فالن وغ��يره، ومس��لم أيض�� ال��راوي ال��ذي ال يحت��اجون إلى ذك��ره، إم��ا اكتف��اء بمن ذك��ر؛ ألن��ه إم��ام كب��ير فال يحت��اج إلى من يدعم��ه، ول��و ك��ان المح��ذوف ثق��ة، وأحيان��ا يكنى عن��ه ألن��ه ض��عيف، فمس��لم يق��ول: ح��دثني فالن وغ��يره، يع��ني ابن

Page 4: 7¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewشرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم

التجريد الصريح– الحلقة4الرابعة عشر

ل باإلس���ناد؛ ألن���ه يقتص���ر في ذل���ك على الثق���ة، وال يحت���اج إلى ذك���ر لهيع���ة في أك���ثر من موض���ع، وال يخ��� الضعيف، اإلمام البخاري -رحمه هللا تعالى- وهذا من باب الفائدة قد ي��روي الح��ديث عن اث��نين أح��دهما ثقة واآلخر ضعيف، فيقتصر على ذكر الثقة، ويترك الضعيف، وليس ه��ذا من ب��اب ت��دليس التس��وية كم��ا ق��د يظن��ه بعض الطالب؛ ألن ت��دليس التس��وية إس��قاط ض��عيف بين ثق��تين، لقي أح��دهما اآلخ��ر، فالثق��ة هن��ا يكفي عن الضعيف المح�ذوف، ولس�نا بحاج�ة إلى رواي�ة الض��عيف، وأم�ا في ت�دليس التس��وية الض��عيف ال بد من وجوده؛ ألنه واس�طة بين الثق�تين ال ب��د من وج�وده، وإس�قاطه مخ�ل باإلس�ناد، أم�ا إس��قاط الض��عيف الذي ال يحتاج إليه في مثل هذا ألن هذا الثقة روى عن الثقة اآلخر مباش��رة، وكون��ه ش��اركه في الرواي��ة

عن ذلك الثقة راو ضعيف آخر، ال يخل باإلسناد وال داعي لذكره. ق���ال: ح����دثنا إس���حاق بن [3]س���ورة الم���دثر }وربك فكب��ر{ الموض����ع الخ����امس: في كت����اب التفس���ير ب���اب:

منص��ور، ق��ال: ح��دثنا عب��د الص��مد ق��ال: ح��دثنا ح��رب ق��ال: ح��دثنا يح��يى ق��ال: س��ألت أب��ا س��لمة أي الق��رآنأنزل أول؟ فقال... الحديث مطوال، ومناسبته ظاهرة حيث ذكرت اآلية في الحديث.

ر{ السادس: كت��اب التفس��ير ب��اب: ق��ال ح��دثنا يح��يى بن بك��ير، ق��ال: ح��دثنا [4]س��ورة الم��دثر }وثيابك فطه الليث عن عقيل عن ابن شهاب ح وحدثني عبد هللا بن محمد قال: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن ج��ابر بن عب��د هللا، ومناس��بته ظ��اهرة حيث ذك��رت اآلي��ة

أيضا في الحديث. ز ف��اهجر{الموض��ع الس��ابع: في كت��اب التفس��ير ب��اب: ج�� ق��ال: ح��دثنا عب��د هللا بن [5 ]س��ورة الم��دثر }والر

يوس��ف، ق��ال: ح��دثنا الليث عن عقي��ل، ق��ال ابن ش��هاب: س��معت أب��ا س��لمة ق��ال: أخ��برني ج��ابر بن عب��د هللافذكره، ومناسبته ظاهرة حيث ذكرت اآلية في الحديث أيضا.

ا في كت��اب التفس��ير ب��اب ب��دون ترجم��ة، وه��و ف��رع من تفس��ير س��ورة }اقرأ{الموضع الثامن: خرجه أيض�� ق���ال محم��د بن ش���هاب: ف���أخبرني أب���و س��لمة أن ج��ابر بن عب���د هللا األنص���اري -رض���ي هللا عنهم���ا- ق���ال:

فذكره، إثر حديث عائشة في بدء الوحي كما في بدء الوحي سواء. المقدم: أحسن هللا إليك يا شيخ، العزو إلى الباب المهمل الذي يكون يترجم له اإلمام البخ��اري ب��اب ثم

يورد الحديث، كيف يكون العزو إليه في حال التخريج منه؟جه اإلمام البخاري في ب��اب دون ترجم��ة بع��د ب��اب العزو لمثل هذا الباب المذكور بدون ترجمة نقول خرج�ه اإلم�ام البخ�اري في ب�اب ب�دون قوله كذا، ب�اب بع�د الب�اب الم��ترجم، ن�ذكر الب�اب الم�ترجم، فنق�ول: خر

ر الواقع للقارئ والسامع. ترجمة يلي الباب الذي ترجمه بكذا من كتاب كذا، فنصو }أفال ينظ��رون إلى اإلب��لالموض���ع التاس���ع: كت���اب األدب، ب���اب رف���ع البص���ر إلى الس���ماء، وقول���ه تع���الى:

قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: ح��دثنا الليث عن عقي��ل عن ابن ش��هاب [17]سورة الغاشية كيف خلقت{ قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يق�ول: أخ�برني ج��ابر بن عب�د هللا ف��ذكره، ومناس��بته ظ��اهرة لقول��ه:

مناسبة الحديث لباب رفع البصر إلى السماء ظ��اهرة، لكن اقتص��ار اإلم��ام»فرفعت بصري إلى السماء«

Page 5: 7¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewشرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم

الخضير 5

ف خلقت{البخ���اري -رحم���ه هللا تع���الى- على قول���ه تع���الى: ]س���ورة الغاش���ية }أفال ينظ��رون إلى اإلب��ل كي�� }أفال ينظرون إلى اإلبلوالترجم��ة ب��اب رف��ع البص��ر إلى الس��ماء لم��اذا لم ي��أت باآلي��ة ال��تي بع��دها؟ [�� 17

ماء كيف رفعت{ أيهما أصرح في المراد؟ [18-17]سورة الغاشية كيف خلقت * وإلى الس. المقدم: اآلية الثانية

اآلي��ة الثاني��ة هي الص��ريحة في الم��راد، هي المطابق��ة للترجم��ة، ج��اءت في بعض الرواي��ات، اآلي��ة الثاني��ة ج��اءت في بعض الرواي��ات دون بعض من الص��حيح. وعلى ك��ل ح��ال اقتص��ار البخ��اري على ه��ذه اآلي��ة

-، فالبخ��اري يس��تدل بالغ��امض وي��ترك الص��ريح الواض��ح؛ ألنهو المناس��ب لتص��رفاته -رحم�ه هللا تع�الى ال��ذي يحت��اج إلى النظ��ر أو ينظ��ر إلى اإلب��ل نظ��ر اعتب��ار ينظ��ر في الغ��الب إلى أعاله��ا؛ ألن��ه ه��و موض��ع العجب، وإذا نظر إلى أعالها اضطر أن يرفع بصره، فال شك أن االستدالل من هذه اآلية لما ترجم ب��هد، واآلي��ة ال��تي تليه��ا ص��ريحة في الم��راد، فالبخ��اري -رحم��ه هللا تع��الى- ق��د يعم��د في��ه غم��وض، وفي��ه بع�� إلى الغ��امض دون الص��ريح، وه��ذه عادت��ه -رحم��ه هللا تع��الى-، وإن وج��دت اآلي��ة في بعض الرواي��ات،

لكن أكثر الروايات ليس فيها اآلية الثانية. }أفالالمق���دم: فض���يلة الش���يخ ذك���رتم -حفظكم هللا- كالم اإلم���ام البخ���اري قب���ل قلي���ل في قول���ه تع���الى:

ثم ذك��رتم التوجي��ه الس��تدالله باآلي��ة، ولكن أليس [17]سورة الغاش��ية ينظرون إلى اإلبل كيف خلقت{ هللا تعالى-: أن��ه ق��د ورد أن من مع��اني اإلب��ل أنه��ا هيمن المناسب أن يقال في توجيه كالمه -رحمه

السحاب، والسحاب موجود في السماء؟ ال أعرف هذا القول منسوبا ألحد من أهل العلم، ومن حفظ حج��ة على من لم يحف�ظ، ف��إن ك��ان ذل��ك ثابت�ا عن أحد من أهل اللغة المعتبرين أو من المفسرين من الص��حابة أو من دونهم فيك��ون المع��نى ظ��اهر، إذاه��ا، وعلى ك��ل ح��ال الالئ��ق ع المس��ألة -إن ش��اء هللا تع��الى- في مظان ك��ان الم��راد باإلب��ل الس��حاب، وتراج�� بتص��رفات اإلم��ام البخ��اري مثلم��ا ذك��رت، يع��دل عن الش��يء الص��ريح الواض��ح إلى الغ��امض ال��ذي ق��د ال

يدرك. وال ش��ك أن اإلنس��ان بخلقت��ه ال��تي خلق��ه هللا عليه��ا أق��ل بكث��ير من مس��توى اإلب��ل، ف��إذا أراد أن ينظ��ر إليه��ا نظر اعتبار وتفكر اضطر أن يرفع بصره إلى رأسها مثال، إذا رفع اإلنسان رأسه إلى رأس هذا البعير

أو ما أشبهه فإنه يحتاج إلى أن يرفع رأسه رفعا ينظر فيه إلى السماء.ا بالغ��امض وي��ترك الص��ريح؟ ه��ل ألن الص��ريح المق��دم: أحس��ن هللا إلي��ك، لم��اذا يس��تدل البخ��اري دائم��

واضح؟ أو يريد أن يدرب طالب العلم على البحث والنظر؟ اإلمام البخاري -رحمه هللا تعالى- عرفنا دقته وخفاء أدلت��ه -رحم��ه هللا تع��الى- على كث��ير ممن تص��دى لشرح كتابه، فض��ال عمن يجه��ل مقاص��د الكت��اب، ومغ��ازي الكت�اب، وطريق�ة المؤل�ف في الكت��اب، ومنهج المؤل��ف في الكت��اب، فاإلم�ام البخ�اري -رحم�ه هللا تع��الى- يع�دل عن الص��ريح لوض��وحه، فال يحت��اج إلى أن يذكره، وقد يترجم بالشيء الواضح، ويستدل له بالشيء الواضح لإليماء إلى أن مثل هذا الواضح قد

Page 6: 7¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewشرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم

التجريد الصريح– الحلقة6الرابعة عشر

خفي على بعض الن����اس، كق����ول اإلم����ام البخ����اري -رحم����ه هللا تع����الى-: ب����اب ق����ول الرج����ل: م����ا ص����لينا، واس����تدل ل���ذلك بح����ديث ق����ال في���ه عم����ر -رض����ي هللا عن���ه-: "م���ا ص���ليت"، أو ق����ال الن����بي -علي���ه الص���الة

ا: فالترجم���ة ظ���اهرة والمس���تدل ب���ه ظ���اهر، ويري���د ب���ذلك اإلم���ام»وأن���ا وهللا م���ا ص���ليتها«والس���الم- أيض��� البخاري -رحمه هللا تعالى- الرد على من أنكر مثل هذا القول، يريد بذلك الرد على من أنكر مث��ل ه��ذا

القول، وخفي عليه مثل هذا الدليل.المقدم: أحسن هللا إليكم، نستمر في قراءة األحاديث.

ل ب��ه{ق��ال: ب��اب: عن ابن عب��اس -رض��ي هللا عنهم��ا- في قول��ه تع��الى: انك لتعج�� ك ب��ه لس�� ر }ال تح�� قال: كان رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- يع��الج من التنزي��ل ش��دة، وك��ان مم��ا[16]سورة القيامة

يحرك شفتيه، فقال ابن عباس: فأنا أحركهما كما ك�ان رس�ول هللا -ص�لى هللا علي�ه وس�لم- يحركهم�ا،ه{ فأنزل هللا -عز وجل-: ا جمع��ه وقرآن� ل ب�ه * إن علين� انك لتعج� ك ب�ه لس� ر ]س�ورة القيام��ة}ال تح�

ه{ق��ال: جمع��ه ل��ك في ص��درك وتق��رأه، [16-17 اه ف��اتبع قرآن�� ق��ال: [18]س��ورة القيام��ة }ف��إذا قرأن�� ثم إن علين�ا أن تق��رأه، فك�ان رس�ول هللا [19]سورة القيام�ة }ثم إن علينا بيانه{ فاستمع له وأنصت،

-ص��لى هللا علي��ه وس��لم- بع��د ذل��ك إذا أت��اه جبري��ل اس��تمع، ف��إذا انطل��ق جبري��ل ق��رأه الن��بي -ص��لى هللاعليه وسلم- كما قرأه.

الح��ديث الخ��امس راوي��ه ابن عب��اس رض��ي هللا عنهم��ا، وللعب��اس بن عب��د المطلب أك��ثر من ابن، لكن إذا أطلق ابن عباس فالمراد ب��ه عب�د هللا بن عب�اس بن عب�د المطلب ابن عم الن��بي -علي��ه الص��الة والس��الم-، ح��بر األم��ة وترجم���ان الق���رآن، أح���د العبادل��ة األربع��ة، المت���وفى بالط���ائف بع���د أن ك��ف بص���ره س���نة ثم���ان

وستين. ، لفظ��ة: ك��ان في مث��ل ه��ذا ال��تركيب تفي��د االس��تمرار،"ك��ان رس��ول هللا -ص��لى هللا علي��ه وس��لم-"يق��ول:

،"كان رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- يعالج من التنزي��ل ش��دة وك��ان" قال: "وكان"وأعاده في قوله: لط���ول الكالم، كم���ا في قول���ه:"ك��ان يع��الج" م���ع تقدم���ه في قول���ه: "وك��ان مم��ا يح��رك"وأع���اده في قول���ه:

ون{ ا أنكم مخرج��� ا وعظام��� دكم أنكم إذا متم وكنتم تراب��� فأع����اد أنكم لط����ول [35]س����ورة المؤمن����ون }أيع���الكالم. المعالج�ة محاول�ة الش�يء بمش�قة أي يح�اول من تنزي�ل الق�رآن علي�ه ش�دة، ال ش�ك أن الق�رآن ثقي�ل"يعالج"

ل علي�ه الق�رآن في الي�وم الش�ديد ال�برد كم��ا تق�دم، وإن جبين�ه وشديد، والنبي -عليه الصالة والسالم- يتنزد عرق�ا، وال ش�ك أن هللا -س��بحانه وتع�الى- يلقي علي�ه الق�رآن وه�و ق��ول ثقي�ل كم��ا ج�اء في س�ورة ليتفص

المزمل.ه وعالجه«ومنه ما جاء في الحديث: يعني الخادم، أي عمل��ه وتعب��ه، ومن��ه معالج��ة الم��ريض،»ولي حر

"شدة"وهي مالطفت��ه ومحاولت��ه بال��دواء ح��تى يقب��ل علي��ه، والمعالج��ة المالطف��ة ب��المراودة ب��القول والفع��ل. ا أي يع�الج معالج��ة ش�ديدة، وك��ان بالنصب، مفعول يعالج، وقال الكرم��اني: يج��وز أن يك�ون مفع�وال مطلق�

Page 7: 7¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewشرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم

7 فضيلة الشيخ عبد الكريم

الخضير 7

مم��ا يح��رك ش��فتيه، يق��ول العي��ني: اختلف��وا في مع��نى ه��ذا الكالم وتق��ديره، فق��ال القاض��ي: معن��اه كث��يرا م��ا ك��ان يفع��ل ذل��ك وبه��ذا ق��ال ث��ابت السرقس��طي، وث��ابت ل��ه كت��اب ال��دالئل، ل��ه وألبي��ه قاس��م، وه��و من أنفس كتب غ��ريب الح��ديث، وق��ال الكرم��اني: أي ك��ان العالج ناش��ئا من تحري��ك الش��فتين، أي مب��دأ العالج من��ه،ب ابن حج��ر فعلى ه��ذا تك��ون )م��ا( مص��درية، ويج��وز أن تك��ون موص��ولة، وق��د تجيء لمن يعق��ل، وص��و األول، وقال في الثاني فيه نظر؛ ألن الشدة حاصلة قب�ل التحري�ك، وتعقب ب�أن الش�دة وإن ك�انت حاص�لة قبل التحريك، إال أنها لم تظهر إال بتحريك الشفتين إذ هي أمر باطني ال يدركه الرائي إال ب�ه، فق�ال ابن

كم��ا ك��ان رس��ول هللا -ص��لى هللا علي��ه" أي ش����فتي ل����ك وفي بعض النس����خ: لكم ""فأن��ا أحركهماعب����اس: ، لم يق��ل ابن عب��اس كم��ا رأيت رس��ول هللا -ص��لى هللا علي��ه وس��لم- يحركهم��ا، لم يق��لوسلم- يحركهم�ا"

كم���ا رأيت؛ ألن ابن عب���اس لم ي���درك ذل���ك، وق���ال س���عيد بن جب���ير: فأن���ا أحركهم���ا كم���ا رأيت ابن عب���اس يحركهما ألنه رأى ذلك منه بخالف ابن عباس فإنه لم ير النبي -عليه الصالة والسالم- في تل��ك الحال��ة لسبق نزول آية القيامة على مولده إذ كان مولده قبل الهج�رة بثالث س��نين، ون�زول اآلي��ة في ب�دء ال�وحيكما هو ظاهر صنيع المؤلف حيث أورده هنا، ويحتمل أن يكون أخ��بره أح��د الص��حابة أن��ه رأى الن��بي - علي��ه الص��الة والس��الم- يحركهم��ا، أو أن��ه -علي��ه الص��الة والس��الم- أخ��بر ابن عب��اس بع��د ذل��ك ف��رآه ابن عباس حينئذ، وفي مسند الطيالسي: ق�ال ابن عب��اس: فأن�ا أح�رك ل�ك ش�فتي كم�ا رأيت رس��ول هللا -ص��لى هللا عليه وسلم- يحركهما، فإن ثبت ما في مسند الطيالسي فالتغيير من ال��رواة، وجمل��ة: فق��ال ابن عب��اس إلى قول���ه: ف���أنزل هللا اع���تراض بالف���اء، وفائ���دتها زي���ادة البي���ان بالوص���ف على الق���ول، ومث���ل ه���ذا يس���مىفة، لكن���ه لم يتص���ل تسلس���له، والم���راد بالمسلس���ل عن���د أه���ل المسلس���ل أو التسلس���ل، المسلس���ل بتحري���ك الش��� الح�ديث م�ا تت�ابع ال�رواة على نقل�ه من ص�فة قولي�ة أو فعلي��ة، هن�ا لم يتت�ابع التسلس��ل انقط�ع، م�ا ك�ل واح�ديروي الحديث من لدن النبي -علي��ه الص��الة والس��الم- إلى آخ��ر اإلس�ناد يح�رك ش��فتيه كم��ا ك�ان الن��بي -

عليه الصالة والسالم- يحركهما. ك{ ف��أنزل هللا تع��الى: ر انك{أي ب��القرآن }ب��ه{ ي��ا محم��د، [16]س��ورة القيام��ة }ال تح�� قب��ل أن يتم وحيه}لس��

ل ب��ه}لتعجل به{ لتأخذه على عجل مخافة أن يتفلت منك، وفي تفسير ابن جرير من رواية الشعبي: عج��ه وقرآن��ه{لحبه إياه، وال تنافي بين محبته إياه والشدة التي تلحقه في ذلك، ]س��ورة القيام��ة }إن علينا جمع��

ف للمفعول والفاعل محذوف، واألصل: وقراءتك إياه، قال ابن حجر:أي قراءته فهو مصدر مضا [17انك{ وال مناف��اة بين قول��ه: يح��رك ش��فتيه وبين قول��ه في اآلي��ة: ك ب��ه لس�� ر في [16]س��ورة القيام��ة }ال تح��

والنهي عن تحري��ك اللس��ان، ه��ل مع��نى ه��ذا أن��ه يج��وز ل��ه أن يح��رك ش��فتيه؟ ألن"يحرك شفتيه"الخ��بر: النهي عن تحريك اللسان دون الشفتين؟