P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

«289 »الحلقة

/ / 14

2 التجريد الصريح– الحلقة مائتين وتسعوثمانون

م: بسم هللا الرحمن الرحيم. المقد الحم��د هلل رب الع��المين، وص��لى هللا وس��لم وب��ارك على عب��ده ورس��وله محم��د وآل��ه وص��حبه أجمعين، أيه��ا اإلخوة واألخ�وات الس�الم عليكم ورحم��ة هللا وبركات�ه، وأهال? بكم إلى حلق��ة جدي�دة في برن�امجكم "ش�رح كت�اب التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح". مع بداية هذه الحلق��ة يس��رنا أن ن��رحب بص��احب الفض��يلة الش��يخ

الدكتور/ عبد الكريم بن عبد هللا الخضير، فأهال? بكم فضيلة الشيخ.حياكم هللا، وبارك فيكم، وفي اإلخوة المستمعين.

م: ح��ديثنا متواص��ل في الكالم عن ألف��اظ ح��ديث أبي أي��وب األنص��اري- رض��ي هللا عن��ه-، وه��و مائ��ة د المق�� وأربعة وأربعين في األصل، مائة وثمانية عشر في المختصر؛ لمتابعة اإلخوة واألخوات نستكمل، أحس��ن هللا

إليكم، يا شيخ. الحم!!د هلل رب الع!!المين، وص!!لى هللا وس!!لم وب!!ارك على عب!!ده ورس!!وله نبين!!ا محم!!د وعلى آل!!ه وص!!حبه أجمعين،

أما بعد،،، فقد مضى في آخر الحلقة السابقة النقل عن اإلسماعيلي- رحمه هللا- قول!ه: ليس في ح!ديث الب!اب- ح!ديث أبي

ب�وا«، »أي!!وب-: قوا أو غر ر ره، ش� ا ظه� تقبل القبل�ة وال يوله� دكم الغائط فال يس� والترجم!!ة- ترجم!!ةإذا أتى أح� اإلمام البخاري- على الحديث ب!!اب ال تس!!تقبل القبل!!ة بغائ!!ط أو ب!ول إال عن!!د البن!!اء، ج!دار أو نح!!وه، اإلس!!ماعيلي يق!!!ول: ليس في ح!!!ديث الب!!!اب دالل!!!ة على االس!!!تثناء الم!!!ذكور، يق!!!ول ابن حج!!!ر: وأجيب بثالث!!!ة أجوب!!!ة، الج!!!واب األول: أنه تمسك بحقيقة الغائط؛ ألنه المكان المطمئن من األرض في الفضاء، وهذه حقيقت!!ه اللغوي!!ة، وإن ك!!ان ق!!!د ص!!!ار يطل!!!ق على ك!!!ل مك!!!ان أع!!!د ل!!!ذلك مج!!!ازا، فيختص النهي ب!!!ه، إذ األص!!!ل في اإلطالق الحقيق!!!ة، وه!!!ذا

الجواب لإلسماعيلي وهو أقواها. تق!!دم النق!!ل عن العي!!ني أنه رد على الحاف!!ظ ابن حج!!ر في ه!!ذا، والحاف!!ظ ابن حج!!ر رد علي!!ه في كالم طوي!!ل ال

نحتاج إلى إعادته. هذا هو الجواب األول. الج!!!!واب الث!!!!اني: أن اس!!!!تقبال القبل!!!!ة إنم!!!!ا يتحق!!!!ق في الفض!!!!اء، وأما الج!!!!دار واألبني!!!!ة فإنه!!!!ا إذا اس!!!!تقبلت ص!!!!ار االس!!تقبال إليه!!ا عرف!!ا، قال!!ه ابن الم!!نير، يع!!!ني من اس!!تقبل في فض!!!اء اس!!تقبل القبل!!ة، لكن من اس!!تقبل إلى ج!!دار

يكون استقبل القبلة أم استقبل الجدار؟م: الجدار. المقد

اس!!تقبل الج!!دار، ق!!ال ه!ذا ابن المن!!ير، يع!!ني أن الج!واب أن الكالم، أن النص فيمن اس!!تقبل القبل!ة، وال!ذي يس!!تقبل جدارا أو نحو الجدار هذا ال يكون مستقبال للقبل!ة أص!!ال؛ ألن المس!!تقبل له!ذا الش!اخص أمام!ه، الحائ!ل بين!ه وبين

القبلة، لكن لو كان هذا الجواب مرادا لما احتجنا إلى االستثناء في كالم البخاري، ما احتجنا إلى استثناء.م: جدار أو نحوه. المقد

البناء من جدار أو نحوه، وهو ال يدخل أصال في الحديث.

فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

م: نعم. المقد قال العيني: قلت: كل من توجه إلى نحو الكعبة يطلق عليه أنه مستقبل الكعبة سواء ك!!ان في الص!!حراء، أو في األبني!!ة، ف!!إن ك!!ان في األبني!!ة فالحائ!!ل بين!!ه وبين القبل!!ة ه!!و األبني!!ة، وإن ك!!ان في الص!!حراء فه!!و الجب!!ال والتالل. والجب!!!ال والتالل ال!!!تي تح!!!ول بين!!!ه وبين القبل!!!ة ول!!!و ك!!!انت بعي!!!دة عن!!!ه، أق!!!ول: الم!!!دن ال!!!تي بين!!!ه وبين ه!!!ذه القبل!!!ة واألبني!!ة، في!!ه أبني!!ة ول!!و لم يكن إال األبني!!ة في مك!!ة مثال، يع!!ني ل!!و قلن!!ا ب!!الجواب الث!!اني ه!!و أن مس!!تقبل الج!!دار ليس بمس!!!!تقبل القبل!!!!ة لقلن!!!!ا إنه ال يتص!!!!ور أح!!!!د أن يس!!!!تقبل القبل!!!!ة إال في ص!!!!حن المس!!!!جد؛ ألن م!!!!ا وراء ص!!!!حن المسجد تحول دونه األبنية والجدران، وهذا مقتض!!ى كالم العي!!ني، يق!!ول: والص!!واب أن يق!!ال: إن الح!!ديث عن!ده

ال يستقبل »عام مخصوص، وعليه توجه االستثناء، عام مخصوص، كيف عام مخصوص؟ حديث أبي أيوب: عام للبناء والفضاء، للقريب والبعيد، لالستقبال واالستدبار هذا ع!ام، لكن ه!ل ه!و ب!!اقالقبلة وال يولها ظهره«

على عمومه؟ محفوظ على هذا العموم؟ وقد قال جمع من أهل العلم إنه محفوظ، وال يجوز اس!!تقبال القبل!!ة علىأي حال وال استدبارها، أو أنه مخصوص دخله التخصيص؟

يق!!!ول: والص!!!واب أن يق!!!ال: الح!!!ديث عن!!!ده ع!!!ام مخص!!!وص، وعلي!!!ه توج!!!ه االس!!!تثناء، ال س!!!يما وأنه أردف ه!!!ذاالحديث..

م: بحديث ابن عمر. المقدا، يق!!ول ابن حج!!ر: ى- يع!!ني كالم ابن المن!!ير- ب!!أن بح!!ديث ابن عم!!ر، وح!!ديث ابن عم!!ر في البني!!ان قطع!! ويتق!!و

األمكن!!ة المع!!دة ليس!!ت ص!!الحة ألن يص!!لى فيه!!ا، فال يك!!ون فيه!!ا قبل!!ة بح!!ال، ويتق!!وى ب!!أن األمكن!!ة المع!!دة ليس!!ت صالحة ألن يصلى فيها، فال يكون فيها قبلة، يع!ني ه!ل القبل!ة خاص!!ة بالص!!الة ليرب!ط اس!!تقبال القبل!ة في األمكن!ة المعدة لقضاء الحاجة بالصالة؟ إذا قلنا: إنها مربوطة بالصالة، قلنا ه!!ذه األم!!اكن ليس فيه!!ا قبل!!ة؛ ألنه ليس فيه!!ا صالة، الكالم يحتاج إلى تأمل، يتقوى بأن األمكن!!ة المع!!دة ليس!!ت ص!!الحة ألن يص!!لى فيه!!ا، فال يك!!ون فيه!!ا قبل!ة، لكن هل نقول: إن القبلة أمر منتقل؟ يعني منتقل مع الصالة، يوجد مع الصالة وال يوجد م!!ع غيره!!ا، أو نق!!ول:

إنها جهة ثابتة للصالة وغيرها؟م: هي جهة. المقد

هي جهة، لكن هل تسمى قبلة في غير الصالة؟م: طبع?ا. المقد

ألنه يقول: يتقوى بأن األمكنة المعدة ليست صالحة ألن يصلى فيها، فال يكون فيها قبلة بحال.م: هو ربطها بالصالة. المقد

نعم.م: المكان ال يصلى فيه فقط. المقد

4 التجريد الصريح– الحلقة مائتين وتسعوثمانون

إذا ليس فيه قبلة؛ ألن القبلة مرتبطة بالصالة؛ فإذا انتفت الصالة انتفت القبلة، وانتفت الص!!الة من ه!ذه األم!!اكن المع!!!دة، إذا ال قبل!!!ة فيه!!!ا، لكن ه!!!ذا الكالم وجي!!!ه أم ليس بوجي!!!ه؟ وه!!!و أن القبل!!!ة جه!!!ة ثابت!!!ة محترم!!!ة ش!!!رعا في

الصالة وخارج الصالة. تعقب- يقول ابن حجر-: تعقب بأنه يلزم منه أن ال تص!!ح ص!!الة من بين!ه وبين الكعب!!ة مك!!ان ال يص!!لح للص!!الة

وهو باطل. كيف؟م: يعني شخص يصلي في مسجد. المقد

نعم.. م: وأمامه بعد عشرين كيلو- أجلكم هللا- دورات مياه مثال? المقد

نعم.م: هذه تفصل بينه وبين الكعبة. المقد

تحول بينه وبين القبلة.م: نعم. المقد

يحول بينه؛ إذا انتفت القبلة؛ لوجود..م: ما يحول. المقد

ما يحول بينهم مما ال يصلح أن يكون قبلة.م: نعم. المقد

لكن هذا الكالم بعيد، تعقب بأنه يلزم منه أن ال تصح صالة من بينه وبين الكعبة مكان ال يصلح للصالة، وه!!وباطل.

ثالثه!!ا:- ث!!الث األجوب!!ة عن كالم اإلس!!ماعيلي أنه ليس هن!!اك دالل!!ة على االس!!تثناء- يق!!ول: االس!!تثناء مس!!تفاد من حديث ابن عمر المذكور في الباب الذي بعده؛ ألن حديث النبي- صلى هللا علي!ه وس!!لم- كل!ه كأنه ش!يء واح!د، قال!ه ابن بط!ال، االس!!تثناء مس!تفاد من ح!ديث ابن عم!ر الم!ذكور في الب!اب ال!ذي بع!!ده؛ ألن ح!ديث الن!!بي- ص!!لى

هللا عليه وسلم- كله كأنه شيء واحد، هذا قاله ابن بطال، وارتضاه ابن التين وغيره. يقول ابن حجر: لكن مقتضاه أن ال يبقى لتفصيل التراجم معنى، يعني هذا االستثناء ال ينبغي أن يكون في ه!!ذا الب!!اب، ينبغي أن يك!!ون االس!!تثناء في الب!!اب ال!!ذي بع!!ده؛ ألنه ه!!و ال!!ذي في!!ه الح!!ديث ال!!ذي ي!!دل على االس!!تثناء؛

ولذلك قال: لكن مقتضاه أن ال يبقى لتفصيل التراجم معنى. حتمل أن يكون االستثناء مأخوذا من هذا الح!ديث؛ إذ لف!ظ الغائ!!ط مش!عر ب!أن الح!ديث ورد فيوقال الكرماني: ي إذ االطمئن!!!ان أي االنخف!!!اض أو االرتف!!!اع إنم!!!ا يك!!!ون في الص!!!حراء ال في األبني!!!ة، يع!!!ني ه!!!ذاش!!!أن الص!!!حراء؛

يختل!!!ف عن الج!!!واب األول ال!!!ذي نقلن!!!اه عن اإلس!!!ماعيلي، اإلس!!!ماعيلي ق!!!ال: إن مقتض!!!ى حقيق!!!ة الغائ!!!ط اللغوي!!!ة ب!!أنالمك!!ان المنخفض، والمك!!ان المنخفض في!!ه س!!اتر، وه!!ذا يق!!ول: ال، إن لف!!ظ الح!!ديث، أو لف!!ظ الغائ!!ط مش!!عر

فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

إذ االطمئن!!!!ان أي االنخف!!!!اض أو االرتف!!!!اع إنم!!!!ا يك!!!!ون في الص!!!!حراء ال فيالح!!!!ديث ورد في ش!!!!أن الص!!!!حراء؛األبنية. يعني أن عدم االستقبال واالستدبار..

م: يكون في الصحراء. المقدإنما هو في الصحراء؛ ألن السياق يدل على أنه في الغائط، والغائط..

م: يكون في الصحراء. المقدالمكان في الصحراء.

ا. ا شديد? ا انخفاض? م: حتى لو كان منخفض? المقدلو كان منخفضا أو مرتفعا، إنما هو مقصود للغائط.

ق!!ال ابن حج!ر: ف!!إن قي!!ل: لم!!ا حملتم الغائ!!ط على حقيقت!ه، ولم تحمل!وه على م!!ا ه!!و أعم من ذل!!ك ليتن!اول الفض!!اءوالبنيان ال سيما والصحابي راوي الحديث قد حمله على العموم فيهما؟

أب!!!و أي!!!وب راوي الح!!!ديث حم!!!ل الح!!!ديث على عموم!!!ه في الص!!!حراء والبني!!!ان، يق!!!ول ابن حج!!!ر: ف!!!إن قي!!!ل: لم!!!ا حملتم الغائ!!ط على حقيقت!!ه، ولم تحمل!!وه على م!!ا ه!!و أعم من ذل!!ك ليتن!!اول الفض!!اء والبني!!ان ال س!!يما والص!!حابي راوي الح!!ديث ق!!د حمل!!ه على العم!!وم فيهم!!ا؟ ألنه ق!!ال كم!!ا س!!يأتي عن!!د المص!!نف في ب!!اب قبل!!ة أه!!ل المدين!!ة في أوائ!!!ل الص!!!الة: فق!!!دمنا الش!!!ام- يق!!!ول أب!!!و أي!!!وب- »فق!!!دمنا الش!!!ام فوج!!!دنا م!!!راحيض ب!!!نيت قب!!!ل القبل!!!ة، فننح!!!رف

ونستغفر هللا«. اآلن هذه المراحيض التي بنيت أبنية فيها سواتر، ومع ذلك أبو أيوب لما وجدها في الشام أعمل الحديث على

أعمل!!!!ه على، »فال يس��تقبل أح��دكم القبل���ة، وال يوله���ا ظه��ره« »ال تس!!!!تقبلوا القبل!!!!ة وال تس!!!!تدبروها«،عموم!!!!ه: عموم!!ه؛ ول!!ذلك وه!!و في البني!!ان يق!!ول: »فننح!!رف، ونس!!تغفر هللا« يع!!ني ننح!!رف عن جه!!ة القبل!!ة، ونس!!تغفر هللا عن ه!!ذا التفري!!ط ال!!ذي حص!!ل في بنيانه!!ا، أو في ع!!دم انحرافن!!ا انحراف!!ا كم!!ا ينبغي؛ ألن األبني!!ة هي ال!!تي تتحكم

في المسألة. يق!!ول: ف!!الجواب أن أب!!ا أي!!وب أعم!!ل لف!!ظ الغائ!!ط في حقيقت!!ه ومج!!ازه، وه!!و المعتم!!د، يع!!ني أعمل!!ه فيم!!ا تقتض!!يه الحقيقة اللغوية من وجود الحائل، وفي حقيقته الشرعية التي ال تقتضي وجود الحائل، وتقدم النقاش بين العي!!ني وابن حجر في هذا، لكن يق!ول: إن أب!ا أي!وب أعم!ل لف!ظ الغائ!!ط في حقيقت!ه ومج!ازه، وه!و المعتم!د، يع!ني أعم!ل اللف!!!ظ فيم!!!ا وض!!!ع ل!!!ه، وفيم!!!ا لم يوض!!!ع ل!!!ه أص!!!ال، فاس!!!تعمله في الفض!!!اء وفي البني!!!ان، لكن اس!!!تعمال اللف!!!ظ في

حقيقته ومجازه يجوز أم ال يجوز؟ الجمهور: ال يجوز، والشافعية يقولون به، وابن حجر.. م: شافعي. المقد

معروف أنه شافعي؛ ولذلك حم!ل عم!ل أبي أي!وب، حم!ل عم!!ل أبي أي!وب على اس!تعمال اللف!ظ فيم!ا ه!و أعم منالحقيقة والمجاز.

م: واعتراض الجمهور، لماذا يا شيخ؟ المقدكيف؟

6 التجريد الصريح– الحلقة مائتين وتسعوثمانون

م: مخافة التوسع؟ المقدال؛ ألن المتكلم حينما يتكلم بشيء يقصد شيئا أو أكثر من شيء؟

ا. م: ال، ال شك أنه يقصد شيئ? المقديقصد شيئا واحدا، ال يقصد شيئين، أنت إذا صوت مثال، أمامك مجموعة من الناس فقلت: يا محمد.

ا. م: ما تقصد إال محمد? المقدتقصد محمدا واحدا بعينه، لكن لو التفت عشرة اسمهم محمد، أنت تقصدهم جميعا؟

م: ال. المقد ال؛ ول!!!ذلك ل!!!و كنت تقص!!!دهم قلت: ي!!!ا محم!!!دون، ن!!!اديت الجم!!!ع، م!!!ا ن!!!اديت واح!!!دا، ه!!!و يق!!!ول: ال، م!!!ادام كلهم

يشملهم هذا المسمى فهم مقصودون.م: يصح. المقد

ال، هذا الكالم ليس بصحيح.م: وإذا انتقل هذا العرف؟ المقد

كيف انتقل.م: انتقل ليصبح حقيقة على هذا وذاك، ما الذي يمنع؟ المقد

محم!!د حقيق!!ة على الجمي!!ع، لكن الكالم على مقص!!ود المتكلم، ه!!ل يقص!!د الحقيق!!ة ال!!تي يري!!دها، أو يقص!!د حقيق!!ةثانية حقيقة عرفية، أو حقيقة لغوية، أو ما أشبه ذلك؟

م: وما الذي جعلنا نؤكد على أن الحقيقة التي يقصدها النبي- صلى هللا عليه وسلم- الغائط أنها... المقدالحقيقة اللغوية المعروفة في لغة العرب المكان المطمئن.

م: ولم يكن يعرف عندهم أن الغائط.. المقدما يعرف، المكان المطمئن هو الحقيقة اللغوية، حقيقة عرفية أطلقت على الخارج.

ا؟ م: والتي في المنازل كانوا يسمونها كنيف? المقدسيأتي الكالم عنها.

ا. م: ما كانوا يسمونها غائط?ا أبد? المقدالكنف.

م: نعم. المقديسمونها الكنف، يأتي الكالم عنها.

م: نعم. المقد لكن اإلجابة عن أبي أي!!وب وه!و ال يع!!رف المج!!از؛ لكون!!ه أراد الحقيق!ة والمج!از؛ ألن المج!!از عن!د من ال يق!ول به وهو المنصور عند شيخ اإلسالم ابن تيمية وابن القيم والشنقيطي وجمع من أهل العلم، مثل هذا كيف يحم!!ل

فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

كالم ص!!!حابي على أم!!!ر ال يع!!!رف عن!!!ده على أس!!!اس أن االص!!!طالح الح!!!ادث، ع!!!رف في االص!!!طالح الح!!!ادث،ل كالم السلف، أو نحمل كالم السلف على اصطالح حدث بعدهم بقرون؟ فكيف نحم

لكن الج!!واب الص!!حيح عن ص!!نيع أبي أي!!وب كالم!!ه اآلتي، كالم ابن حج!!ر ال!!ذي يلي بع!!د ه!!ذا مباش!!رة، يق!!ول: وكأنه لم يبلغ!!ه ح!!ديث التخص!!!يص، ول!!وال أن ح!!ديث ابن عم!!ر دل على تخص!!يص ذل!!ك باألبني!!!ة لقلن!!ا ب!!التعميم،

لكن العمل بالدليلين أولى من إلغاء أحدهما، لم يبلغه التخصيص وارد أن أبا أيوب لم يبلغه حديث ابن عمر.م: صحيح. المقد

فعمل بالحديث على عمومه.م: وهذا أظهر، يظهر. المقد

هو المتعين، هو الجواب المتعين.م: صحيح. المقد

لكن بعض الن!!!اس ي!!!رد عن!!!ده نهي، وي!!!رد عن!!!ده م!!!ا ي!!!دل على الج!!!واز، ويس!!!تمر على النهي من ب!!!اب االحتي!!!اط،ا، ا، النهي عن الش!رب قائم! ا فليقئ« افترض مثال في مس!!ألة الش!رب قائم! ه!ذا نهي ث!ابت، م!ا » ومن ش!رب قائم!

فيه إشكال.م: نعم. المقد

ا، ه!!ذه ص!!وارف،»شرب النبي- صلى هللا عليه وسلم- من شن معلق قائما«، ومع ذلك وشرب من زمزم قائم!! مثل مسألتنا صوارف، لكن يالم الذي شرب جالسا إذا أراد أن يش!!رب؟ م!!ا يالم، عمال ب!!العموم، وه!!و األح!!وط؛ ألن الفع!!!ل؛ لبي!!!ان الج!!!واز، ال يع!!!ني إلغ!!!اء النهي بالكلي!!!ة، ب!!!ل يخف!!!ف ه!!!ذا النهي بحيث ال ينك!!!ر على من ش!!!رب

جالسا، لكن يبقى النهي قائما.ا. م: ما ينكر على من شرب واقف? المقد

قائما، نعم، كيف؟ا يعني. م: تقول: يخفف هذا النهي بحيث ال ينكر على من شرب قائم? المقد

ما يلزم.ا؟ م: ممكن أال ينكر على من شرب جالس? المقد

ا فال يق!ال: إن الن!!بي- علي!!ه الص!!الة والس!!الم- ال ينكر عليه، ال ينكر علي!ه لم!!اذا؟ ال ينك!!ر على من ش!!رب جالس!!شرب قائما فقم، كما أنه ال ينكر على من شرب قائما.

م: لورود النهي. المقدا، فمن عم!ل به!!ذا وه!ذا ال ينك!!ر علي!!ه؛ فعلى ه!ذا عم!!ل أبي أي!!وب ألن النبي- صلى هللا عليه وس!!لم- ش!!رب قائم!ا استص!!حابا للنهي األول، فيك!!ون ا م!!ع علم!!ه ب!!أن الن!!بي- علي!!ه الص!!الة والس!!الم- ش!!رب قائم!! كمن ش!!رب جالس!!

هذا من باب االحتياط.

8 التجريد الصريح– الحلقة مائتين وتسعوثمانون

لكن العم!!!!ل بال!!!!دليلين أولى من إلغ!!!!اء أح!!!!دهما، وق!!!!د ج!!!!اء عن ج!!!!ابر فيم!!!!ا رواه أحم!!!!د وأب!!!!و داود وابن خزيم!!!!ة »ك!!!ان رس!!!ول هللا- ص!!!لى هللا علي!!ه وس!!لم- ينهان!!ا أن نس!!تدبر القبل!!ة أووغ!!يرهم تأيي!!د ذل!!ك، ولفظ!!!ه عن!!د أحم!!د:

هذا مقتض!!اه أنه نس!!خ،» رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة«، ثم قال: نستقبلها بفروجنا إذا أهرقنا الماء«هل هو نسخ أم تخصيص؟

م: مادام قال .» رأيته قبل موته بعام«: المقد ، ثم»ك!!!ان رس!!!ول هللا- ص!!!لى هللا علي!!ه وس!!لم- ينهان!!ا أن نس!!تدبر القبل!!ة أو نس!!!تقبلها بفروجن!!ا إذا أهرقن!!ا الم!!اء«

.: »رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة«قالم: هذا ناسخ. المقد

هذا ناسخ، مقتضاه أنه..م: ناسخ. المقد

ناسخ، لكن االحتمال أنه رآه مثلما رآه ابن عمر في البناء، فيكون...ا. م: مخصص? المقد

مخصصا، والتخصيص نسخ جزئي.م: نعم. المقد

ال، كلي، ق!!ال ابن حج!!ر: والح!!ق أنه ليس بناس!!خ لح!ديث النهي خالف!ا لمن زعم!!ه، ب!!ل ه!!و محم!!ول على أن!!ه رآه في بن!!اء أو نح!!وه؛ ألن ذل!!ك ه!!و المعه!!ود من حال!!ه- ص!!لى هللا علي!!ه وس!!لم-؛ لمبالغت!!ه في التس!!تر، ورؤي!!ة ابن عمر له ك!انت عن غ!ير قص!د كم!ا س!يأتي، فك!ذا رواي!ة ج!!ابر. ودع!وى خصوص!!ية ذل!ك ب!النبي- ص!لى هللا علي!!ه وس!!!!!لم- بعض!!!!!هم يق!!!!!ول: إن الن!!!!!بي- علي!!!!!ه الص!!!!!الة والس!!!!!الم- ل!!!!!ه أن يس!!!!!تقبل القبل!!!!!ة أو يس!!!!!تدبرها، وه!!!!!ذا من خصوص!ياته، دع!وى خصوص!ية ذل!ك ب!النبي- ص!!لى هللا علي!ه وس!لم- ال دلي!ل عليه!!ا. هك!ذا يق!ول ابن حج!ر، إذ

الخصائص ال تثبت باالحتمال.أقول: استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة كمال أم نقص؟ يعني تعظيم الكعبة كمال أم نقص؟

م: التعظيم كمال. المقدواستقبالها واستدبارها.

ا. م: ال شك أن فيه نقص? المقد أق!!!ول: ك!!!ل كم!!!ال يطلب من المس!!!لمين من آح!!!اد الن!!!اس، ف!!!النبي- علي!!!ه الص!!!الة والس!!!الم- أولى ب!!!ه، ك!!!ل كم!!!ال مطل!!!!وب ف!!!!النبي- علي!!!!ه الص!!!!الة والس!!!!الم- أولى ب!!!!ه من غ!!!!يره، وتعظيم القبل!!!!ة كم!!!!ال، فه!!!!و أولى ب!!!!ه، ف!!!!القول

بالتخصيص ضعيف. إضافة إلى أنه ال يوجد ما يدل على التخصيص.م: يضعفون التخصيص، ويؤيدون النسخ. المقد

كيف؟م: أو يقولون.. المقد

فضيلة الشيخ عبد الكريم9الخضير

ال، ال، التخصيص بالنبي- عليه الصالة والسالم- ال التخصيص بالبنيان.م: نعم. المقد

المضعف كونه من الخصائص، من خصائص النبي- عليه الصالة والسالم-. يقول العيني: وجه المناسبة بين الب!ابين ه!ذا كالم طوي!ل كل!ه متعل!ق باالس!تثناء ال!ذي ذك!ره البخ!اري- رحم!ه هللا

تعالى- وأطالوا فيه الكالم، لكن نقتصر منه على هذا.جه المناسبة بين البابين، باب ماذا؟ وضع الماء عند الخالء. يقول العيني: و

م: نعم. المقدوالثاني.

م: باب ال تستقبل القبلة بغائط أو بول إال عند البناء. المقد نعم، وجه المطابقة ظاهرة، ما المناسبة بين البابين؟ ما وج!ه المناس!بة بين الب!!ابين؟ يق!ول العي!ني: وج!ه المناس!بة

بين البابين ظاهر، في كل منهما قضاء حاجة، ومطابقة الحديث للترجمة.. م: الجزء األول يطابق. المقد

ما فيه إشكال.م: ال تستقبل القبلة بغائط أو بول. المقد

وم!ا يطابق!ه ه!!و ح!!ديث عب!!د هللا بن عم!ر- يق!ولنعم، ظ!اهرة. يق!ول: وليس ل!ه مطابق!ة للمس!!تثنى على م!ا ذكرنا العي!!ني- رض!!ي هللا عنهم على الوج!!ه ال!!ذي نقلن!!اه عن ابن بط!!ال، فمن أج!!ل ه!!ذا ق!!ال ص!!احب التل!!ويح: في ه!!ذا الحديث ما يدل على عكس ما قاله البخ!!اري، كي!!ف؟ يع!!ني إطالق الح!!ديث، عم!!وم الح!!ديث م!!ا في!!ه اس!تثناء، فه!!وا ال!!!!راوي أب!!!!و أي!!!!وب فهم من!!!!ه غ!!!!ير م!!!!ا فهم!!!!ه البخ!!!!اري؛ ألنه وج!!!!د ي!!!!دل على عكس م!!!!ا قال!!!!ه البخ!!!!اري، وأيض!!!!

مراحيض في الشام، فانحرف عنها واستغفر هللا، انحرف عن القبلة واستغفر هللا- جل وعال-. ا مس!!ألة االنح!!راف عن القبل!!ة س!!واء ك!!انت في الفض!!اء كم!!ا ه!!و على س!!بيل اإلل!!زام، أو في البني!!ان كم!!ا ه!!و أيض!!على سبيل الورع مثال انحرافا بينا مؤثر في االستقبال بالصالة، ما معنى هذا؟ نقول: االستقبال في الصالة...

م: إلى جهة. المقدبين المشرق والمغرب.

م: نعم، لو انحرفت. المقدلو انحرفت يسيرا فما يؤثر، نريد االنحراف في هذا الباب ما يؤثر.

م: إذا انحرف عن القبلة انحراف?ا يؤثر. المقدنعم، كفى.

م: يكفي. المقدا انحراف ال يكفي في استقبالها في الصالة هذا ال يكفي، وذل!!ك أن أب!!ا أي!!وب راوي الح!!ديث فهم من!!ه غ!ير م!!ا أم

ذكره البخاري، وهو تعميم النهي، والتسوية في ذلك بين الصحاري والصحارى، الصحاري أو الصحارى؟

10 التجريد الصريح– الحلقة مائتين وتسعوثمانون

م: الصحارى. المقد"وبالفعالي والفعالى جمعا ما كصحراء"

يعني يجوز.م: يجوز صحارى وصحاري. المقد

نعم، فت!!اوي وفت!!اوى يج!!وز، في ذل!!ك بين الص!!حاري واألبني!!ة بين ذل!!ك بقول!!ه: فق!!دمنا الش!!ام فوج!!دنا م!!راحيض.. االع!!!!تراض ص!!!!رح- يع!!!!ني العي!!!!ني- بأنه ال مناس!!!!بة بين ه!!!!ذا الح!!!!ديث وم!!!!ا دل علي!!!!هضإلى آخ!!!!ره، في انتقا

كفي في ثبوت المناسبة، فانظر وتعجب.االستثناء قال: وهذا بسبب الظاهر، وإال فالتقريب ي هناك كتاب صغير في بيان مناسبة أبواب البخاري اسمه النور الساري، النور الساري على ص!!حيح البخ!!اري،

لع!!دوي، ه!!ذا مطب!!وع في عش!!رة أج!!زاء، طب!!علالن!!ور الس!!اري ه!!ذا ش!!رح مختص!!ر للبخ!!اري في عش!!رة أج!!زاء حجر قديم.

م: العدوي. المقدنعم.

م: شيخ معاصر. المقد! مطبوع قبل مائة وخمسين سنة.شيخ معاصر

م: نعم، إذ?ا ليس المعاصر. المقدال ال، هذا النور الساري الذي أنقل عنه اآلن هو لشيخ الهند محمود الحسن، ذاك مصري.

م: نعم. المقد وهذا الشيخ شيخ الهند محمود الحس!ن، إذا قي!ل: لم اس!تثنى البن!اء في الترجم!ة وواف!!ق الش!افعية، وليس االس!تثناء في الحديث؟ أقول: لعل غرضه دفع مقدر بأن يق!ال: إن ه!ذا الح!ديث حج!ة يق!ول: لع!!ل غرض!ه دف!ع دخ!ل مق!در بأن يقال: إن هذا الحديث حجة على الشوافع لألحناف في أن الشوافع يجوزون االس!!تقبال واالس!!تدبار ب!!الكنيف،

ويخصون الحديث بالبنيان، والحال أن الحديث عام. فأج!!!اب المؤل!!!ف أن ه!!!ذا الح!!!ديث ليس بمخ!!!الف لن!!!ا، ب!!!ل ج!!!اء في أح!!!اديث أخ!!!رى ج!!!واز االس!!!تقبال واالس!!!تدبار

للكنيف واألبنية. لكن أقول- يقول محمود الحسن- لكن أق!ول: من ج!انب األحن!اف إن األح!اديث األخ!رى كي!ف تك!!ون حج!ة لهم في دع!!واهم، والح!!ال أن تل!!ك األح!!اديث واقع!!ات عين، أق!!ول: من ج!!انب األحن!!اف يع!!ني مم!!ا يؤي!!د ق!!ول الحنفي!!ة

حاري والبني!!ان، إن األح!!اديث األخ!!رى كي!!ف تك!!ون حج!!ة لهم؟ ح!!ديث ابن عم!!ر، وح!!ديثوأن النهي ش!!امل للص!! ج!!ابر، كي!!ف تك!!ون حج!!ة لهم في دع!!واهم والح!!ال أن تل!!ك األح!!اديث واقع!!ات عين، تحتم!!ل احتم!!االت كث!!يرة كم!!ا

ذكرت ذلك في تعليق الترمذي، فارجع إليه لعلك تفهم ما تجده هناك، وهللا أعلم.المقصود أن هذا يؤيد رأي الحنفية القول باإلطالق.

فضيلة الشيخ عبد الكريم1الخضير

م: أحسن هللا إليكم، ونفع بعلمكم، إن شاء هللا، نستكمل ما تبقى بإذن هللا في حلقة قادم��ة؛ النته��اء وقت المقدهذه الحلقة.

أيها اإلخوة واألخ��وات، به�ذا نص��ل إلى خت��ام حلقتن�ا في ش��رح" التجري��د الص��ريح ألح��اديث الج��امع الص��حيح"،ا لطيب متابعتكم. نستكمل بإذن هللا في حلقة قادمة، وأنتم على خير، شكر?

والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.