eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · web viewمن صاحب هذا...

46
ى ن مث ل ا عة ام ج ة ي ب ر لت ا ة ي ل ك ر ع ش ل ا ى ف هام! ف ت سلا ا ة ي ب و ل س- ا د ي م ح ل د ا ي ع د ي ع ودي ج و ل ا ماوي س ل ا وري! ب ج ل ح ا ي ل ف مد ح م .م.د.- ا

Upload: others

Post on 07-Jan-2020

1 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

جامعة المثنىكلية التربية

أسلوبية االستفهام في الشعر الوجودي

عند عبد الحميدالسماوي

أ.م.د.محمد فليح الجبوري

الخالصة يتعانق النص مع الظاهرة األسلوبية في ه!!ذا البحث ، ف!!النص يجم!!ع بين التأم!!ل واإليمان واألسئلة المحيرة ، وقد تمثل في الشعر الوجودي عند الشاعر العراقي عبد الحميد السماوي ، والظاهرة هي أسلوبية االستفهام ، التي تعد من األساليب المهمة في توليد الداللة في النص اإلبداعي ، وأقربها إلى ماهية الشعر الوجودي الق!!ائم على الش!!ك والتس!اؤل . أم!ا الش!اعر فق!د جم!ع بين ثق!افتين: الفك!!ر اإلس!!المي المنفتح ،

والنظرة التأملية لقضايا الوجود والكون .

Page 2: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

جاء البحث بعنوان ) أسلوبية االستفهام في الش!!عر الوج!!ودي عن!!د عب!!د الحمي!!د السماوي ( ، وقام على مباحث ثالث: األول منها جاء بعنوان " عبد الحمي!!د الس!!ماوي بين تأمل الوجود واإليمان المطلق" ، في حين جاء الثاني بعنوان )توظيف االس!!تفهام الجمعي( الذي وقف على التضافر األسلوبي لظاهرة االس!!تفهام بمختل!!ف أدوات!!ه من حروف وأسماء في المقطوعة الواحدة ، وبعنوان )توظيف االستفهام اإلف!!رادي( ج!!اء

المبحث الثالث ، وفيه ركز الباحث على التضافر األسلوبي ألداة واحدة .توصل البحث إلى جملة من النتائج منها:

اعتمد الس!!ماوي في ه!!ذا المض!!مون الش!!عري م!!ا يس!!مى بالمح!!اورة الجدلي!!ة بوصفها جنسا حجاجيا جدليا ، يعتمد أساسا على المساءلة واالستدالل .

التوظي!!ف الجمعي ألدوات االس!!تفهام يطغى على ب!!ؤرة الفك!!رة المركزي!!ة في المقطوعة ؛ ولذا فهو يمثل توظيفا موفقا ومميزا.

ي!!تركز التوظي!!ف االس!!تفهامي في الموض!!ع ال!!ذي يمث!!ل وجه!!ة النظ!!ر القلق!!ة والمتأملة ، سواء كان ذلك عند إيليا أبي ماضي أم عند السماوي نفسه.

تخرج داللة االستفهام في شعر الس!!ماوي إلى دالالت أخ!رى كاإلنك!!ار والت!!وبيخ والتهكم واالستهزاء ، فاالستفهام فيه غير حقيقي.

حضور التماهي بين الس!!ماوي وأبي ماض!!ي بش!!كل الفت للنظ!!ر على مس!!توى ماهي!!!ة ال!!!وعي الوج!!!ودي ، على ال!!!رغم من اختالف المرجعي!!!ات الثقافي!!!ة

للشاعرين .

ثبت المحتوياتالمقدمة......................................................

........1المبحث األول

عبد الحميد السماوي بين تأمل الوجود واإليمان2المطلق ...................

المبحث الثاني فاعلية االستفهام/ التضافر

5 ..........................................المختلفالمبحث الثالث

فاعلي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!ة االس!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!تفهام/التض!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!افر

Page 3: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

12............................................المؤتلف...............................................................الخاتمة

21 ..............................................................لهوامشا

22 روافد25 ...........................................................البحث

المقدمة تشكل الظواهر األسلوبية ثيمات رئيسة في كينونة النصوص وتجلياتها ، فاستدعاء ظاهرة دون غيرها يتوقف على ماهية تلك النصوص وانتماءاتها المعرفية ، وقد بدا لن!!ا أن نلم بين الظاهرة والنص في جهد معرفي يقوم!ه اس!!تقراء دقي!ق وق!!راءة فاحص!!ة للمتن المدروس، فالنص يجمع بين التأمل واإليمان واألسئلة المحيرة ، وقد تمث!!ل في الشعر الوجودي عند الشاعر العراقي عبد الحميد السماوي ، والظ!!اهرة هي أس!!لوبية االستفهام ، التي تعد من األس!!اليب المهم!!ة في تولي!!د الدالل!!ة في النص اإلب!!داعي ، ولعلنا ال نجانب الصواب إذا قلن!!ا: إنه!!ا أق!!رب األس!!اليب اإلبداعي!!ة إلى ماهي!!ة الش!!عر الوجودي ؛ كونه يمثل أداة م!!ائزة يعتم!!دها من يتب!!نى ه!!ذا المض!!مون الش!!عري . أم!!ا الشاعر فق!د جم!ع بين الفك!!ر اإلس!المي المنفتح ، والنظ!رة التأملي!!ة لقض!!ايا الوج!ود والكون، وكأنني به ينطلق من قوله تعالى في خطابه إلبراهيم )علي!!ه الس!!الم(: )أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي( ، والسماوي له من هذا الشعر كثير إذ ينتشر في صفحات ديوانه ، ولعل أشهر قصائده تلك التي جاءت بعن!!وان "ف!!وق أثب!!اج الطبيع!!ة" والمعروفة بالرد على الطالس!!م ، ول!!ذا ج!!اء البحث بعن!!وان )أس!!لوبية االس!!تفهام في الشعر الوجودي عند عبد الحميد السماوي( ، وال نريد بمص!!طلح )الوج!!ودي( المتص!!ل

بالوجودية بوصفها مذهبا فلسفيا ، بقدر ما يتعلق بالنسبة اللغوية إلى الوجود . يقوم البحث على ثالثة مباحث : األول منها جاء بعنوان " عب!!د الحمي!!د الس!!ماوي بين تأمل الوجود واإليمان المطل!!ق" ، في حين ج!!اء المبحث الث!!اني بعن!!وان )فاعلي!!ة

Page 4: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

االستفهام/ التض!!افر المختل!!ف( ال!!ذي تن!!اول التض!!افر األس!!لوبي لظ!!اهرة االس!!تفهام بمختل!!ف أدوات!!ه من ح!!روف وأس!!ماء في المقطوع!!ة الواح!!دة ، وبعن!!وان )فاعلي!!ة االستفهام/ التضافر المؤتلف( جاء المبحث الثالث ، وفيه وقف الباحث على التوظيف األسلوبي ألداة واحدة ، وجاء التركيز في المبحثين األخيرين على أثر فاعلي!!ة أس!!لوب

االستفهام في توليد الداللة المتشظية عن الداللة األصلية. اعتمد الباحث المنهج االستقرائي التحليلي ، فكان االستقراء لك!!ل القص!!ائد ال!!تي كانت تحمل هما تأمليا لقضايا الوجود ، وعلى أساسه ج!!اء ت!!رتيب المب!!احث واألدوات داخ!!ل البحث ، في حين ك!!ان الج!!انب التحليلي األداة الرئيس!!ة للوص!!ول إلى قص!!دية الس!!ماوي وم!!ا يض!!مره من خلفه!!ا ل!!دواع ش!!تى، م!!وظفين التقني!!ات األس!!لوبية والحجاجي!!ة ، وعلى ق!!در الظ!!اهرة النقدي!!ة قي!!د المعالج!!ة ، ثم ختم البحث ب!!أهم م!!ا

توصل إليه الباحث من نتائج. اعتم!!د البحث على مص!!ادر ومراج!!ع ذات مس!!اس بماهي!!ة الموض!!وع ، ومنه!!ا دي!!وان الش!اعر ، وأدب المهج!ر ون!ثره وغيره!ا من المص!!ادر النقدي!ة ، والس!!يما األس!لوبية

والبالغية .

المبحث األول بين تأمل الوجود واإليمان المطلقعبد الحميد السماوي

كان لشيوع الفكر القلق غير اإللحادي في النصف األول من القرن العشرين أثره في ت!!أجيج الص!!راع بين أنص!!ار الفك!!ر العلم!!اني، وأص!!حاب الفك!!ر ال!!ديني والس!!يما اإلس!!المي، إذ دخ!!ل ه!!ذا الفك!!ر إلى المجتم!!ع الع!!ربي عن طري!!ق بعض الم!!ذاهب

(، فتأثر به قسم كب!!ير من مثقفي ال!!وطن الع!!ربي ، والس!!يما1االقتصادية والسياسية ) ( ومحم!!د عب!!د المعطي الهمش!!ري،2األدب!!اء والمفك!!رين ومنهم الزه!!اوي والرص!!افي)

( ،3فظهر في إبداعاتهم ومحاوراتهم على شكل تأمالت في الحياة والنفس والوجود ) ولعل أشهر من تأثر بهذا الفكر وظهر في شعره ، وأثر في غيره ، الشاعر المهج!!ري إيليا أبو ماضي ، وكان لهجرته إلى أمريكا الشمالية وتأسيسه مع زمالء ل!!ه " الرابط!!ة

( فض!ال عن طبيع!ة تفك!يره4القلمي!!ة" األث!ر الكب!ير في تلق!ف ه!ذا التأم!ل الفك!!ري،) ونفسه الرقيقة والقلقة ، ولع!!ل من نافل!!ة الق!!ول أن قص!!يدة) الطالس!!م( هي أح!!دى مطولتين تقوم ماهيتهما على الشعر التأملي الفلسفي في مجمل شعر أبي ماض!!ي، وهويتها أنها) مجموعة تأمالت متطلعة إلى البحث عن الحقيقة، يرس!لها عق!ل كب!!ير ال

، وتقوم هذه المطول!ة5يقنع عند الظواهر والقشور، بل يحاول التغلغل إلى األعماق()) على ثيمة مهيمنة اشتق النق!!اد داللته!!ا من عب!!ارة ) لس!!ت أدري(، وأطلق!!وا مص!!طلح

( على الشعراء الذين نظم!!وا في ه!!ذا المض!!مون، ولع!!ل من أهم أدوات6)الألدريين()هذه الثيمة األسلوبية هو أسلوب االستفهام .

تعد قصيدة " الطالسم" األشهر من بين الش!!عر الوج!!ودي عن!!د أبي ماض!!ي، ح!!تى انقسم النقاد إزاء موضوعها على قسمين: األول يدعو إلى مسايرة ما فيها من فك!!ر فلسفي تأملي بيئته الشعراء الحداثيون وأصحاب األفكار اليسارية ، وآخ!!ر ي!!دعو إلى التصدي لها، ونقض ما جاء فيها من فكر وصفه أصحاب هذا ال!!رأي باإللح!!ادي، وبيئت!!ه األوساط الدينية ، فهب من يرد عليها لدحض ما جاء فيها من أفكار تقوم على الش!!ك في أغلبها ، حتى ك!ثرت ال!ردود ، ولع!ل من أش!هرها ردود عب!!د المحس!ن الك!اظمي ومحمد الجزائري وعبد الحميد السماوي وغ!!يرهم . ويب!!دو لن!!ا أن رد الس!!ماوي ال!!ذي عرف ب! " الرد على الطالسم" أو " فوق أثباج الطبيعة" أكثر الردود تأثيرا في نفوس

Page 5: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

المتلقين ، ومص!!داقنا ق!!ول الش!اعر والك!!اتب محم!!د علي الحوم!!اني ال!ذي نش!!ر في1947الجزء األول من مجلة )العروب!!ة( في ع!!ام بعض!!ا من ه!!ذه القص!!يدة ، مفتتح!!ا

إياها بديباجة يقول فيها:) ننش!ر في أج!زاء العروب!ة قطع!ا من الملحم!ة الغ!راء ال!تي عارض بها العالمة المحقق والشاعر الفذ الشيخ عبد الحميد السماوي قصيدة الشاعر الرقيق إيليا أبي ماضي، والعراق يفخر بأن العالمة السماوي هو الشاعر الوحيد ال!!ذي استطاع معارضة الشاعر إيليا أبي ماضي بما هو أسمى ش!!عورا ، وأروع ش!!اعرية في موضوع يش!!ق على المع!!ارض في!!ه الخ!!وض في!!ه أض!!عاف م!!ا يش!!ق على المع!!ارض،

(، والنص غ!!ير قاب!!ل للق!!راءة والتأوي!!ل لوض!!وح7للفرق الجلي بين الشك واإلثب!!ات () داللته ، فالناقد يقر بإبداع السماوي ومجاراته إليليا أبي ماضي على الرغم من صعوبة مهمة الشاعر المعارض ، فالسماوي تعامل مع النص اآلخر تعامال فكريا موظفا أدواته الفكرية المستقاة من الفكر اإلسالمي ، والسيما في عرض!!ه لقض!!ايا الوج!!ود، فت!!ارة يهدم قصيدة )الطالسم( ، وتارة أخرى يحاورها ، وال نريد في هذا البحث إثبات مقدرة أح!!د الش!!اعرين على حس!!اب اآلخ!!ر بق!!در م!!ا نري!!د أن نق!!ف على فاعلي!!ة أس!!لوبية االستفهام في نقض داللة الشك والحيرة في قصيدة )ال!!رد على الطالس!!م (، وغايتن!!ا كيفية عرض هذه األدلة بفكر ناقد يقدر قيم!!ة القص!!يدة األم ، وق!!درة ص!!احبها الفني!!ة

واإلبداعية . يعد أس!!لوب االس!!تفهام من األس!!اليب اللغوي!!ة والبالغي!!ة ال!!تي تض!!في على دالل!!ة التراكيب دقة المعنى وانفتاحه إلى داللة أخ!!رى تعتم!!ل في النفس وص!!وال إلى إث!!ارة فكر القارئ ، والسيما في قض!!ايا الش!ك الوج!ودي ، فه!و أس!لوب يكش!ف عن ن!زوع

( ، فه!!و8اإلنسان نحو التعرف على نفسه ، والخروج من ضباب الحيرة لنور الحقيقية( بمثابة المثير الذي يحفز العق!!ل بمداول!!ة النظ!!ر، والتفك!!ر بماهيت!!ه األش!!ياء والوق!!وف عليها ، وعده بعضهم من األساليب ال!!تي اق!!ترن ميالده!!ا بميالد الفلس!!فة ، فس!!قراط يذهب إلى أن عملية التفلسف ال تعدو أن تكون عرضا ألسئلة ال تبحث عن أجوب!!ة ب!!ل

( ، وتحدث هذه األسئلة نوعا من التفاعل بين9تحاول كشف المتوهم لدى المخاطب ) (، فتظه!!ر خفاي!!ا الوض!!وح بواس!!طة الوق!!وف على الزواي!!ا10الس!!ائل والمس!!ؤول )

( ، ول!ذا يمكنن!ا ع!ده من األس!!اليب ال!تي يعتم!!دها11المظلمة في الموض!وع الواض!!ح) أصحاب النظ!!ر العقلي والحج!!اج الج!!دلي ؛ لش!!يوعه وك!!ثرة توظيف!!ه في ه!!ذه البيئ!!ة

الفكرية . لم يكن عبد الحميد السماوي - وهو الشيخ الفقيه - بعيدا عن هذا الجدل الفك!!ري سواء أكان في حلقات الدرس أم في حيز اهتماماته الشخصية التي يمثلها ديوانه ، إذ شغل هاجس الوجود نسبة كبيرة في!!ه، ويمكن تقس!!يمه على قس!!مين: األول م!!ا ج!!اء في قصيدته ) فوق أثباج الطبيعة( ، المعروفة ب!)الرد على الطالسم( والذي يس!!تغرق جل القصيدة ، واآلخر ما جاء في قصائد جمعها محقق الديوان تحت عنوانات متفرق!!ة منه!!ا : النفس والحكم والص!!بر وقص!!ائد أخ!!رى ال تنتظم تحت عن!!وان مخص!!وص ، فالوجود عند السماوي ينبثق من منبعين: األول ثقافته الديني!!ة العميق!!ة بوص!!فه رج!!ل دين ، وقد تسلح بهذه العلوم لمدة طويلة ، فهو أحد طلبة الحوزة الديني!!ة في النج!!ف األشرف ، واآلخر ثقافته المتنوعة األخرى ، التي يمكن استقراؤها من ديوانه ، لنص!!ل

إلى أن السماوي كان مطلعا على ما ينشر في النجف من كتب ودوريات . يختلف شعر الس!!ماوي اختالف!!ا كب!!يرا عن بيئ!!ات الفك!!ر ال!!ديني المتمث!!ل ب!!الحوزة الدينية وتوجهاتها الفقهية ، وقد بدا للباحث أن!!ه ك!!ان يمث!!ل رج!!ل ال!!دين المنفتح على اآلخر، ولذا نجده يح!!اول الخ!!روج من تقليدي!!ة اإليم!!ان الفط!!ري إلى اإليم!!ان بالعق!!ل والفطرة معا ، وصوال إلى االطمئنان القلبي ، الذي يمكن تمثله في قوله تع!!الى على لسان نبي الله اب!!راهيم ) علي!!ه الس!!الم( " ق!!ال:أولم ت!!ؤمن ق!!ال: بلى ولكن ليطمئن

Page 6: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

( ، كان السماوي مرهف الحس والشعور، م!رن الفك!ر، ذو ذوق ف!ني أخ!اذ،12قلبي" ) ولعل هذه السمات ميزت!!ه ورفعت!!ه إلى درج!!ة تج!!اوز أقران!!ه به!!ا والفك!!ر الس!!ائد في محيطه ، لذا نجده يتجاوز فكرة اإليمان الفطري ، ليحث السعي للوصول إلى اإليمان القلبي العقلي الصادق، وكم كان جريئا عندما أطلق صرخته المدوي!!ة في وقت وبيئ!!ة من النادر أن تطلق فيهما مثل هذه الصرخات، مش!!يرا إلى نس!!ق ثق!!افي مض!!مر في

(13)غاية الخطورة، يمكن استقراءه من قوله:

والله ما فتك بشرع محمد كف ككف الناسك المتعبد فداللة البيت تشعر السامع أو القارئ بمعان!اة الش!اعر وت!ذمره من ه!ؤالء المتطفلين والمنافقين الذين أس!!اؤا إلى ال!!دين الح!!نيف ، ولعلن!!ا نش!!عر ب!!ذلك من خالل الدالل!!ة التهكمية في وص!!فه للناس!!ك ب!!!)المتعب!!د( وليس العاب!!د لم!!ا له!!ذه الص!!يغة من دالل!!ة التلبس والتشيء ، فالسماوي وعى هذه النتيجة بعد معايشة طويلة مع ه!!ؤالء ، ح!!تى وصل إلى الجزع واالشمئزاز من ه!!ؤالء الم!!رائين والمن!!افقين ، ال!!ذين خص!!هم بدالل!!ة

التهكم في البيت . ، ح!تى ب!دا لن!ا أن أس!لوب(14) لقد وقفن!ا عن!د ش!عر الس!ماوي في أك!ثر من بحث

االستفهام يتبوأ رتبة متقدم!!ة من بين األس!!اليب ال!!تي وظفه!!ا الش!!اعر، والس!!يما في شعره الوجودي، فهذا النص مفتوح الدالالت ، ويمكن للتأويل أن يكون أداة فعالة فيه ؛ بوص!!فه ملتقى األفك!!ار والتوجه!ات اإليديولوجي!!ة ، فمن يري!!د قراءت!ه وفق!!ا لثقافت!!ه اإلسالمية يجد مقومات ذلك متوافرة، ومن ي!دخل إلي!ه بفك!!ر إي!ديولوجي موج!ه يج!!د ذلك أيضا ، ومن يريد معرفة حقيقة األمر يج!!د ذل!!ك ، ك!!ل يغ!!رف من معين ثقافت!!ه ، فاآلخر عند السماوي واضح جلي س!!خر ل!!ه الش!!اعر من األس!!اليب والمض!!امين م!!ا ال يمكن إخفاؤه ، فهو يعرض ما يدور في خلده من تساؤالت عن ماهية الوجود بطريق!!ة أقرب ما تكون إلى الفكر اإلسالمي المؤمن، لكنه يخلطها بمثل تلك التس!!اؤالت ال!!تي

تصدر عن تلك المذاهب الفكرية. إن ضياع ديوان الشاعر وسرقته لمرتين، ق!!د حرمن!!ا من اإلطالع على وجه!!ه اآلخ!!ر

يع!ود لم!ا في!ه(15)غير الديني ، وال نستبعد أن تكون معارضة الش!اعر من طب!ع ديوانه من تس!!اؤالت ال تتس!!اوق - من منظ!!ور بعض الم!!دعين- وتوجهات!!ه الديني!!ة ، ومن ثم الخشية من سوء فهمها من قبل الجهال من القراء ؛ ألنها تمثل فك!!ره الح!!ر، وتعكس وجهة نظره إزاء اآلخر، وقضايا الوجود والكون بفكر منفتح يق!!ف وس!!طا بين التش!!دد

الديني و التطرف العلماني. إن ما عرضه السماوي من فكر إيماني ح!!ر في ش!!عره الوج!!ودي يبقى في أط!!ار التكليف الشرعي ، فقصدية الشاعر الوصول إلى اإليمان الحق الذي ال يأتيه الباطل ، فاإليمان العقلي هو الذي يصمد أمام الصراعات الفكرية السائدة آنذاك ، والعقل )هو

(، وه!!و ال!!ذي ي!!دافع16الحاكم المطلق والوحيد في إثبات شيء لشيء أو نفي!!ه عن!!ه() عن حقيقة وجود الخالق وماهية المخلوق ؛ألن األدلة النقلية ال تكون ذات فائدة أم!!ام

شخص ال يؤمن بالقرآن أو باإلسالم ، وبذا تكون حجته ال فائدة منها . إن الحجاج الذي اعتمده السماوي في قصيدة الرد على الطالس!!م " ف!!وق أثب!!اج الطبيعة" ،هو حجاج جدلي يعتمد المحاورة الجدلي!!ة ، ويق!!وم على المس!!اءلة، ويتس!!م

( تم!!اهى في!!ه الس!!ائل والس!!ؤال ، وعض!!ده الش!!اعر بحض!!ور افتراض!!ي17بالفردي!!ة) للمخصوص بالخطاب ، فالقصيدة هي حوار جدلي اتخذها الس!!ماوي مناس!!بة لع!!رض ما يجول في عقله على لسان إيليا أبي ماضي وبأسلوب قابل للق!!راءة والتأوي!!ل في أحيان كثيرة ، لذا يمكن ع!!دها خالص!!ة م!!ا توص!!ل إلي!!ه الش!!اعر من تأم!!ل فك!!ري في قضايا الوجود ، فثمة فكران يتجاذبان ه!!ذه القص!!يدة : األول تن!!دمج في!!ه اس!!تفهامات

Page 7: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

الشاعر إيليا أبو ماضي مع استفهامات الس!!ماوي نفس!!ه إزاء قض!!ية الك!!ون والوج!!ود الذي أرقه لزمن طويل ، واآلخر هو الفكر اإلسالمي المنفتح على اآلخر ؛ ولذا نجد أن االستدالل الموجه في القصيدة يتسم بطابع العموم في أحيان كثيرة ، فهذا الفكر ه!!و فك!!ر واع ومثق!!ف يس!!عى الكتش!!اف س!!بل جدي!!دة لإليم!!ان الحقيقي بالل!!ه س!!بحانه وتعالى ، إيمانا مستنيرا بالعقل الذي كرم الله به آدم ) عليه السالم( ال بالفكر المغلق بقدسية تأويل النص ، فالنص المقدس هو أكثر حرية من التأويل ال!ذي أص!بح مقدس!ا

بل أكثر قدسية من النص نفسه. لم يلق السماوي من عناية الدارسين إال بقدر هذا ال!!رد ، وإذا م!!ا تمت دراس!!ته ، فإن الباحث يأتي إليه محمال بأدوات الغيرة على الدين وبفكر إسالمي ال يمثل اإلسالم إال في دعواه ، من دون أن يعي م!!ا أراد قول!!ه الس!!ماوي ، فاالس!!تفهام ك!!ان ع!!امال مشتركا بين إيليا أبي ماضي والسماوي ، لكنه أختلط على الب!!احثين بفع!!ل ع!!دم فهم خصوصية هذا القصيدة وتقنياته!ا األس!لوبية القائم!ة على الحج!!اج العقلي ال!ذي ينفتح على مدارات أوسع من دائ!!رة الش!!اعر أبي ماض!!ي ، فالخط!!اب في النص يتوج!!ه ب!!ه

( من خالل شخصية إيليا أبي ماضي؛ وله!!ذا تختل!!ط على18السماوي إلى سامع كوني)جل المهتمين بهذه القصيدة عائدية بعض الضمائر.

ويبدو لنا أن شهرة القص!!يدة لم ت!!أت من جوانبه!ا الفني!!ة العالي!!ة على ال!!رغم من توافرها بل جاءت من قيمته!ا الديني!!ة وق!!درة الس!!ماوي فيه!ا على مج!!اراة إيلي!!ا أبي ماضي ، فيما نفثه من تساؤالت متساوقا معه في رياضة عقلية مكنت!!ه من رد الحج!!ة بالحجة متجاوزا طبيعة الدرس الحوزوي ، فالشاعر كان يدرك ويقدر حقيقة تس!!اؤالت الشاعر المهجري ، وكأنه كان يعيش هذا الهم الوجودي الذي هداه إلى إيمان ق!!اطع ، بأن مدبر هذا الكون ال يمكن إدراكه، وأن هذا الكون ال يمكن أن يدار إال من قبل ه!!ذا

(19)المدبر العظيم ، فكل العقول تقف خاسئة أمام قدرته ، وهذا ما تجسد في قوله: فكرة الكاتب كلت ويراع الكاتب

ولسان المصقع الفذ، وقلب الراهبودماغ الفيلسوف اندك دون الواجب

أدرك اآلثار لكن ما وراها ليس يدري

المبحث الثانيفاعلية االستفهام/ التضافر المختلف

يقوم الفكر الوجودي على قضية الشك واليقين، وربما كان ديكارت االس!!م األك!!ثر التصاقا بهذه القضية ، فبواسطة الش!!ك الكلي يمكنن!!ا أن نستوض!!ح الحقيقي!!ة بش!!كل أفضل ، وه!!ذا م!!ا ق!!امت علي!!ه فك!!رة الحج!!اج ال!!تي اس!!تحكمت على مجم!!ل الش!!عر

Page 8: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

الوجودي عند السماوي ، إذ وظف الشاعر أسلوب االستفهام في تناول قضية الوجود وما خلفه ، وفي النفس وما وراءها ، وكان حافزه في ذلك م!!ا يث!!يره ه!!ذا التوظي!!ف في المتلقي من دالالت ، تبث في!!!ه روح البحث عن اإليم!!!ان العقلي بالواج!!!د له!!!ذا

الكون. ه( االس!!تفهام ب!!أن تري!د ) من المخ!!اطب أم!را لم يس!!تقر عن!!د180 ح!د س!!يبويه)

ه( بأن!!ه طلب الحص!!ول على أم!!ر مبهم في626( ، وح!!ده الس!!كاكي )20الس!!ائل( ) (، فهو أسلوب طلب في أصل وضعه، لكنه لم يب!!ق على21الذهن، يهم السائل و يعنيه)

هذه الحال ، فخرج لمعان مجازية حيدته عن ماهيته في أصله اللغوي . تنوع توظيف السماوي ألسلوب االستفهام إفرادا ومجاميع ، فالتضافر المختل!!ف يتم من خالل ركامية الجمل االستفهامية التي تكسب النص بعدا دالليا أعمق ، وتعمل

( ، ومم!ا الش!ك في!ه أن م!ا تش!يعه أدوات االس!تفهام ه!و22على فتح فض!اء التأوي!ل ) أرحب وأدق من تحديد الباحثين لدالالتها ؛ ألن المعاني التي تتولد منها تكون بطبيعته!!ا

(، ول!ذا فمهم!ا اجته!دنا في الق!راءة23أكثر خفاء ، ويصعب اإلحاط!ة به!ا بش!كل ت!ام ) الناقدة تبقى ه!!ذه ال!!دالالت حامل!!ة ألبع!!اد تأويلي!!ة بعي!!دة الغ!!ور به!!ا حاج!!ة لق!!راءات متجددة دوما لفك رموز النص ودالالته ، وقد مثل هذا ال!!تراكم األس!!لوبي ظ!!اهرة في شعر السماوي فحظي بتقديمنا له وتأخير ما سواه ، الذي وظ!!ف منف!!ردا ؛ ألن األول

أكثر عددا وأبعد تأثيرا في نفس المتلقي، وفي عرض قضية الوجود. نريد بالتضافر المختلف أن يوظ!!ف الش!اعر في مقطوعت!ه ال!تي ال تتج!اوز أربع!ة أبيات أكثر من أداة استفهامية ، وفي أك!!ثر من موض!!ع في القص!!ائد ال!!تي تق!!وم على نظام التربيع وعلى بي!!تين في القص!!ائد ذات النظ!!ام العم!!ودي ، ومم!!ا الش!!ك في!!ه أن التكرار االستفهامي يظهر شكال متماس!!كا يش!!د األس!!طر الش!!عرية بعض!!ها على بعض

(، وقد س!!خر الس!!ماوي ه!!ذا24سواء على مستوى البنية اللسانية أم التخييل الداللي ) ال!!تراكم الجمعي ؛ إلش!!اعة روح التفك!!ر في حقيق!!ة الوج!!ود ، وش!!د انتب!!اه المتلقي

(25لحقيقة إدراك المستفهم عنه ، ومن هذا التوظيف قوله: )واجما يستنطق الشك ويستفتي الظنونما مصير العالم األدنى؟ وماذا سيكون؟أصحيح ما رووه عن كياني ؟ أم مجون؟

ليس يدري ولماذا ليس يدري؟ ليس يدري

يق!!وم النص على هيمن!!ة أس!!لوب االس!!تفهام داللي!!ا، س!!واء أك!!ان على مس!!توى الحضور الفعلي ألدواته كم!!ا في األس!!طر الث!!اني والث!!الث والراب!!ع ، أم على مس!!توى الحضور الضمني كما في السطر األول ، فالنص يصور حال أبي ماض!!ي ، وه!!و غ!!ارق في التفكر بقض!!ية الوج!!ود ، فينق!!ل لن!!ا ت!!داعيات ه!!ذا الش!!ك من وجه!!ة نظ!!ر الفك!!ر اإلسالمي ، إذ سخر السماوي إلظهار تلك الحيرة أداتين من أدوات االستفهام وهم!!ا "

( ، وهي أداة اس!!تفهام لغ!!ير26م!!ا" ومهمته!!ا طلب ش!!رح ال!!دال ال!!ذي تس!!لط علي!!ه ) ( ، واألداة الثانية هي الهمزة ، وهي أم باب االستفهام كما يجم!!ع البالغي!!ون27العاقل )

( ؛ بوصفها حرف االستفهام الذي ال يزول إلى غيره ، وليس لالستفهام في األص!!ل28) ( ، وقد جاءت الهمزة مرتبطة بأم المعادلة أو كم!!ا تس!!مى أم التس!!وية ، بي!!د29غيره )

Page 9: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

أن الشاعر كرر األداة "ما" بصورتين األولى ج!!اءت منف!!ردة واألخ!!رى ج!!اءت مقترن!!ة باسم اإلشارة "ذا" فكان التركيب " ماذا" ، فالسماوي يتس!!اءل في ه!!ذه المقطوع!!ة على لسان أبي ماضي عن حال الع!!الم األدنى- ع!!الم القب!!ور- وم!!ا بع!!د ه!!ذا الع!!الم ، فيكون محور الحدث هو مصير هذا الكائن ومستقبله ، وكأنه يثير فينا فضول المعرفة عن حقيقة هذا الطلسم المجهول ، فاالستفهام يثير فينا استكناه ه!!ذا المكن!!ون ال!!ذي نؤوب إليه ، فهو يختلف قطعا عن عالمنا األرضي ، فالخط!!اب هن!!ا خط!!اب آني يخص لحظة القول لوصف تلك الحال ، ثم يردفه بتساؤل آخ!!ر عن مس!!تقبل ه!!ذا المجه!!ول فقال: " ماذا سيكون" والى أين يتجه وهل يبقى على حاله الذي هو عليه أم أن هناك تح!!وال في ه!!ذه الح!!ال إلى مص!!ير أك!!ثر مجهولي!!ة من األول ؟ ثم ينتق!!ل ه!!ذا القل!!ق الفك!!ري عن مص!!ير اإلنس!!ان إلى مص!!ير النفس اإلنس!!انية ال!!تي ك!!انت م!!دار تأم!!ل المفكرين واألدباء ، ليتساءل عن حقيقة ما يحدث لكيانه الجسدي الذي يفنى على مر الزمان، وكأنه في شك من ذلك ، فهو يمتلك تصورا لحقيقة هذا الكيان بع!!د مفارقت!!ه للع!!الم األرض!!ي أو ال!!دنيوي وم!!ا يط!!رأ علي!!ه من تغ!!يرات ، فه!!و يري!!د أن ي!!تيقن من المعرفة التي عرضتها الكتب السماوية بخصوص فناء الجس!!د ، فاس!!تعمل ل!!ذلك أداة االستفهام الهمزة وأم المعادلة ، فهو بين التص!!ديق بم!!ا ج!!اءت ب!!ه الكتب المقدس!!ة، ودحر هذه المعرفة ، فعبر عنها بلفظ " مجون" التي ت!!ؤدي دالل!!ة الك!!ذب، ثم يتح!!ول السماوي من تصوير ح!!ال أبي ماض!!ي إلى م!!ا ي!!وحي ب!!التهكم ، في!!أتي مك!!ررا" ليس يدري" ثالث مرات مستفهما عن عدم الدراية في الثاني!!ة ب!!! " م!!اذا" ، فع!!دم الدراي!!ة األولى تخص ما سبق عرضه ، والثالثة تخص العدم المعرفي لتلك الدراية ،أما الثاني!!ة - وهي موضع الش!!اهد - فتخص االس!!تفهام عن ذل!!ك الجه!!ل بع!!دم الدراي!!ة ، ف!!أدوات االستفهام بوجودها السطحي في النص توجه الداللة العميق!!ة لط!!رح بني!!ة الش!!ك من

( ، فاالس!تفهام هن!ا يمث!ل األس!لوب30خالل التساؤل المس!لط على الفع!ل مباش!رة )المهيمن واألبرز من بين العناصر المتشابهة والمتكررة في التركيب.

إن كل ما جاء من أدوات استفهام وتكرارها في هذه المقطوعة قد أشاع فيها حالة الش!!ك والقل!!ق الفك!!ري ال!!ذي ك!!ان قابض!!ا على نفس!!ية أبي ماض!!ي، ومن الش!!واهد

(31األخرى أيضا قوله : )

ما وراء األفق النائي؟ وما خلف األثير؟ أســـديم أزلـــــــي؟ أم فضـــــــــاء مستنير؟

ولمن هذا الدراري؟ والى أين المسير؟ أفتبقى هــــــذه األكــــــــــوان

لــــــــــــــــــــغزا ؟ ليس يدري

ه!!ذا النص قال!!ه الس!!ماوي على لس!!ان إيلي!!ا أبي ماض!!ي وفي!!ه يبحث عن كن!!ه الكون ، فيبح!!ر في تأمالت!!ه ، ويكش!!ف عن قلق!!ه الفك!!ري وتس!!اؤالته ، فيط!!وف في األرض مستنطقا إياها باحثا عما يبل ظمأه ، وينحر قلق!!ه ال!!ذي أرق!!ه ، ولتص!!ور ه!!ذه الحال نحت السماوي لنا مقطوعة استفهامية تقوم على توظيف أكبر قدر من أدوات االستفهام ، فجاء ب! " ما" في موضعين شغال الشطر األول ، ثم وظف " الهمزة" وأم

Page 10: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

المعادلة ، فشغلت الشطر الثاني، وجعل الشطر الثالث مناصفة بين " من" الداخل!!ة عليه!!ا الالم الج!!ارة ، وهي لالس!!تفهام عن العاق!!ل ، وت!!رد لالس!!تفهام عن الجنس وال

( ، ثم يع!!ود33( وبين " أين" وهي أداة اس!!تفهام عن المك!!ان )32يطلب منا إال التص!!ور ) الش!!!اعر في الش!!!طر األخ!!!ير إلى اس!!!تدعاء الهم!!!زة ولكن من دون أم المعادل!!!ة ، فتوظيف االستفهام في هذه المقطوعة قد حولها إلى جملة استفهامية واح!!دة ، ومن هذا نشعر بأهمية هذا األسلوب عند السماوي ، والسيما في هذا المض!!مون الش!!عري، بوصفه ميدانا خصبا ينفتح على أبعاد تأولي!!ه ودالالت ش!!تى ، تعطي النص دفق!!ا حيوي!!ا

(34مضاعفا . ) يتعامل السماوي مع إيليا أبي ماضي في هذه المقطوعة وهو يمتلك القناعة بأنه ال يخرج عن التصور اإليم!!اني بوحداني!!ة الل!!ه وال يتع!!دى ذل!!ك إلى اإللح!!اد ، في!!ذكر على لس!!انه الحش!!ر والمع!!اد وغيره!!ا من األلف!!اظ ال!!تي ت!!وحي بمعرف!!ة أبي ماض!!ي به!!ذه المفاهيم ، فيبدع السماوي في تصور فك!!ر الش!!اعر المهج!!ري وقلق!!ه ، وكأن!!ه يش!!عر ب!!ذلك الش!!عور ويعيش!!ه م!!ع إيمان!!ه المطل!!ق بالل!!ه س!!بحانه وتع!!الى ، لكن المعرف!!ة اإلنسانية ، والسيما المنفتحة تبقى في شوق لمعرفة الخالق والخلق ، والوص!!ول إلى تلك الحقيقة يتم عن طريق الفكر المتأم!ل ال الفك!ر الفط!ري ، وربم!!ا له!ذا الس!بب كانت مقبولية رد السماوي وش!!هرته مقارن!!ة ب!!الردود األخ!!رى ، إذ نج!!ده األق!!رب إلى نفسية الشاعر المهجري مع صدق اإليمان وعفته ، فمحنة إيلي!!ا أبي ماض!!ي هي ذاته!!ا محنة السماوي مع الفارق في الغايات واألهداف وال!!تراكم المع!رفي ال!ذي نه!ل من!!ه الشاعران كالهما ، فالقبول والرضا -ولو ال شعوريا - كانا من وراء إبداع السماوي في قصيدته )الرد على الطالسم ( وحرصه على توظيف األساليب ال!!تي من ش!!أنها إي!!راد تلك الحاالت بشكل أدق تعبيرا عن مكنون تلك الصورة ، فالميت!اوجود يمث!!ل الفض!!ول العقلي عند إيلي!!ا أبي ماض!!ي ، ال!!ذي عاش!!ه وذاب في!!ه لنفس!!يته الش!!فافة وطموح!!ه المعرفي العميق ، إذ يتعامل مع األفق النائي ، ومع )ما خل!!ف األث!!ير( لمعرف!!ة ماهي!!ة هذا الكون العجيب . وإلبراز هذا الفكر سخر السماوي األداة " ما" مكررة في ش!!طر واحد مع الحرص في انتقاء واختيار األلفاظ والدالالت ذات التس!!اؤل الفك!!ري ، وكأن!!ه يح!!اول أن ي!!ردف االس!!تفهام ب!!دالالت ت!!أتي متض!!افرة م!!ع ماهي!!ة االس!!تفهام فك!!انت األلفاظ ) األفق، النائي، الخلف، األثير، السديم( وغيرها ، ذات توظيف داللي يعبر عن حالة الوجود والغيبية والمجهولية ، ثم نجده في الشطر الثاني يخض!!ع ه!!ذا التوظي!!ف الستفهام آخر يتكون من " الهمزة + أم المعادلة" ال يخ!!رج في داللت!!ه عم!!ا ج!!اء في الشطر األول ؛ بل هو االحتمال المتوق!!ع ل!!ذلك األف!!ق واألث!!ير ، فس!!اوى بين الس!!ديم والضياء في توقع الحال ، ويوظف في الش!!طر الث!!الث " من" و" أين" ف!!ذهب يس!!أل عن عائدية ه!ذا الك!!ون العجيب؟ من ص!احب ه!!ذا الت!!دبير؟ والى أين يس!ير بن!!ا ه!!ذا المدير؟ فوظف األداة " أين" للسؤال عن مكان المسير.و)من( للسؤال عن الكوكب

الممتلئ بالضوء ، ومن ثم إشارة إلى جدلية كونية لهذا الكون وأسراره . ويلحظ أن إيليا أبا ماضي يصل إلى درجة من عدم التوصل اليقيني وكأنه يتعطش إلى معرفة كنه هذا الكون، فيسأل السماوي على لسان الشاعر المهجري موظفا

الهمزة في تساؤله هذا من دون أم المعادلة إذ يقول: " أفتبقى هذه األكوان لغزا" ، إذ ينسلخ االستفهام إلى داللة أخرى أقرب ما تكون في هذا الشاهد إلى داللة

Page 11: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

( والتحسر، ليبقى المشكك يدور في حلقة الطموح في استكناه حقيقة35التشويق )الوجود من خالل فعل الدراية المتمثل في معرفة الخالق والمخلوق.

لقد وفق السماوي في توظيف االستفهام في التعبير عن حال!!ة الص!!راع ال!!داخلي الذي كان يعيشه الشاعر المهجري، ال!!ذي ش!!اع في ش!!عره بوس!!اطة مظ!اهر التأم!!ل

(36العقلي، ومن الشواهد األخرى أيضا قول السماوي:)

أليست اآلمال في قبضتي تكون إن قلت لها كونــيفهل تراني والغضا نازل أترك من فوقي لما دونيأبعد ما حركت قيثارتي وامتأل األفق بتلحينـــــي

عمد السماوي في النص إلى تقنية التشخيص وهي إضفاء الحي!!اة والحرك!!ة على ، وهذه األبيات(37)الجمادات والمعنويات لتصبح ذات حياة إنسانية تتمتع بكل خصائصها

هي جزء من قصيدة من مجموع قصائد ، وظفت الحوار بين الجمادات من خالل هذه التقنية األسلوبية ، فالسماوي يحم!!ل الق!بر والقص!!ر تأمالت!!ه إزاء الحي!!اة وم!ا بع!دها ، وكأنه يري!د أن يفص!!ح به!ذه التقني!!ة عن ن!!وازع تأملي!!ة تع!ود لع!المين مختلفين ، فه!و يستنطق المكان عن طريق أنسنته ليحمله فلسفته في الحي!!اة ال!دنيا واآلخ!رة ، وهي!!رد من راف!!دين: الفك!!ر اإلس!!المي وتع!!اليم اإلس!!الم ، والتك!!وين المع!!رفي فلس!!فة ت

والثقافي للسماوي المتأتي من روافد متعددة. لق!!د وظ!!ف الش!!اعر أس!!لوب االس!!تفهام فج!!اء ب!!الهمزة في ش!!طرين من دون أم المعادلة ؛ ألن االستفهام هنا تقريري ، فالمكان يتحدث بلسان المستطيع والفاعل فال اختيار وال تسوية ؛ ب!!ل ه!!و ال!!ذي يف!!رض فلس!!فته ليخ!!رج إلى اإلثب!!ات من تحت رداء االستفهام، وهو تحول وظيفي كثيرا ما يطرأ عليه ، وقد عد الباحثون هذا التح!!ول من

(، وهذا نجده في الشطر الثاني، لكنه يخرج إلى دالل!!ة اإلنك!!ار ، فيك!!ون38أهم ميزاته) التساؤل يقيني ال شك فيه ، ممزوجا بتحول حالي ، والسيما بع!!د توظي!!ف ال!!تركيب "

( ، ليجعله!ا39أبعد ما" ، ثم يأتي باستفهام تص!ديقي ب!!" ه!ل" ال!تي ال تخ!رج إال إلي!ه )السماوي تنزاح عن داللتها االستفهامية إلى داللة أخرى ، وهي داللة التوبيخ .

يبدأ النص بتصور بحكم التص!!ديق ، تص!!ور من جه!!ة المتلقي يعي حقيق!!ة اإلنس!!ان والقصر إزاء قضية الفناء والموت ، وتصديق من جهة المتكلم- المكان القصر- إليمانه الزائف ، كناية عن اعتقاد اإلنسان بما لديه ، وبإمكانية هذا الملك في دفع الموت عن صاحبه ، فالدالالت المنزاحة عن دالالت االستفهام خلقت هذا التصوير ال!!دقيق ل!!ذلك الموقف االجتماعي الذي يتك!!رر في المجتم!!ع م!!رارا وتك!!رارا ، ف!!أداة االس!!تفهام هي ال!!تي أب!!دعت ه!!ذه ال!!دالالت المتض!!اربة م!!ع بعض!!ها من جه!!ة والمتفق!!ة من جه!!ة أخرى .ويصور السماوي التأمل الفك!!ري والعقلي للوج!!ود في ص!!ورة مج!!اراة الش!!عر

(40المهجري في قوله:)فاض لكن ليس يدري أورود أم صدور؟

وعلى أي نواة عقرب الكون يدور؟أنظام يملء النفس جماال وشعور؟أم هي الفوضى كما قد يتراءى؟

ليس يدري

Page 12: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

صورة أخرى يصور فيها السماوي الشاعر المهجري بحيرته وقلق!!ه وتأمل!!ه ال!!ذي أفضى به إلى قصيدة )الطالسم( ، فكان ه!!ذا الح!!وار العقلي والرياض!!ة النفس!!ية هي التي أوصلتنا إلى اكتش!!اف عظم!!ة الخ!!الق وقدرت!!ه العظيم!!ة في تس!!يير ه!!ذا الك!!ون!!ه في ه!!ذا الوج!!ود، الجبار، فالتأمل الفكري مازال يأخ!!ذ بالش!!اعر إلى استكش!!اف كن وإلظهار هذا التأمل ، واالستكش!!اف وظ!!ف الس!!ماوي أك!!ثر من أداة اس!!تفهامية وفي أكثر من موضع ، ف!!الهمزة وأم المعادل!!ة في الش!!طر األول ، وفيهم!!ا يص!!ور الش!!اعر حاله ، وهو يقف ع!!اجزا عن إدراك الك!!ون بين اإلق!!دام واإلحج!!ام ، وس!!خر الس!!ماوي لهذا التصوير -فضال عن االس!!تفهام -أس!!لوب التض!!اد ال!!ذي أض!!فى دالل!!ة أخ!!رى على الشطر، وفي الشطر الثاني وظ!!ف " أي" لمعرف!!ة أس!!رار الك!!ون وكيفي!!ة، حركت!!ه ، وتسيره ووقوفه بهذا الش!!كل المعج!!ز لك!!ل متفك!!ر في!!ه ، فه!!ذا ال!!دوران ال يمكن أن يكون اعتباطيا بل الب!!د من وج!!ود مس!!يطر علي!!ه، ثم يختم الس!!ماوي ه!!ذا التوظي!!ف باستدعاء األصل االستفهامي " الهم!!زة" ليك!!ون المس!!تفهم عن ه!!ذا الت!!دبير الك!!ونير الم!ودع في!ه متس!ائال ، أه!و ليصل من هذا التوظي!ف إلى حقيق!ة ه!ذا الك!ون والس! النظام الذي يسيره ليكون عنصر الجمال واالطمئنان ، أم هي الفوضى ال!!تي ت!!تراءى لبعض المتشككين؟ وكأنه في هذا الشطر والشطر الذي وظف الهمزة وأم المعادلة يعي!!د م!!ا قال!!ه في أح!!دهما لكن!!ه في األول ي!!وجز ، وفي الث!!اني يطنب ، ف!!التراكم االستفهامي هنا هو نوع من التأكيد على الثيمة الرئيسة التي ق!!ام عليه!!ا النص ، وهي

التحريض وإلفات النظر .

المبحث الثالث فاعلية االستفهام/التضافر المؤتلف

Page 13: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

ونريد به أن يأتي االستفهام في بيت واحد وبأداة واح!!دة س!!واء تك!!ررت أم ال في هذا البيت أم األبيات التي تليه ، وسيكون معيارنا في تقديم ه!!ذه األدوات على غيره!!ا

كثرة ورودها وفقا لالستقراء الذي قام عليه البحث.توظيف الهمزة

يأتي هذا التوظيف في المرتب!!ة األولى من بين أدوات االس!!تفهام ، فهي أص!!ل في ( ، ويأتي توظيفها في شعر السماوي الوجودي على ص!!يغتين:األولى أن41االستفهام )

تصحب أم المعادل!!ة " التس!!وية"، ، واألخ!!رى أن ت!!أتي منف!!ردة من دون أم المعادل!!ة،(42وسنوضح ذلك عند وقوفنا على الشواهد المنتخبة، ومنها قول السماوي: )

أفلغر سرمدي من أناطته الحكم؟أفسر من تتناجى باسمه مليون فم؟

أفيمحو منشئ الناموس ناموس العدم؟ أفــيــبــقـــــى هـــــــــزج األكــــــوان

ســــــــــرا ؟ ليس يدري

في هذه المقطوعة والمقطوع!!ات ال!!تي قبله!!ا وال!!تي تليه!!ا يك!!ون الح!!ديث بلس!!ان السماوي ال بلسان الشاعر المهج!ري فيس!تدل- موجه!ا كالم!ه إلى إيلي!ا أبي ماض!ي- على وجود الخالق من خالل النظر إلى التكوين الدنيوي ابتداء من ال!!ذرة إلى الك!!ون، وهو هنا في طور إركام الحجج إزاء ما عرضه الشاعر المهجري ونظرته القلق!!ة إزاء الخلق الكوني، فاس!!تعمل الس!!ماوي في ه!!ذا االس!!تدالل هم!!زة االس!!تفهام المنف!!ردة وأدخله!!ا على اس!!مين في الش!!طرين األول والث!!اني ، وعلى فعلين في الش!!طرين الثالث والراب!!ع ، وس!!لخها من اس!!تعمالها االس!!تفهامي الحقيقي إلى دالل!!ة االس!!تفهام

( ،44( ال!!تي ال تتطلب إجاب!!ة بق!!در م!!ا تتض!!من من الت!!وبيخ والس!!خرية)43الت!!وبيخي) فالسماوي يسخر من غفلة الشاعر المهجري عن كل ما جاء به ال!!دين وتوص!!ل إلي!!ه العقل ، فعمل على تنكير كل من االسمين بع!!د االس!!تفهام ، وأتبعهم!!ا األداة ، وب!!ذلك

( س!!واء ك!!ان اس!!ما أم فعال ، ول!!ذا س!!يكون فع!!ل45يكون اإلنكار منصبا على المتقدم) اإلنك!!ار ع!!امال في ) اللغ!!ر، والس!!ر، واالنمح!!اء، والبق!!اء( ، وح!!رص الس!!ماوي في المقطوعة أن يجمع فضال عن االس!!تفهام بين ب!!ؤرة الش!!ك اإلنك!!اري ونقض!!يه ، وهم!ا يمثالن فكرين : األول فكر الشاعر المهجري وما أعجزه من إدراك كنه الوجود ، وهذا يتموضع في صدر الشطر، واآلخر هو الفك!!ر ال!!ديني الموحد ال!!ذي يمثل!!ه الس!!ماوي ، وهو يفند ما جاء به إيليا أبو ماضي. فاللغر الذي ارق أبا ماض!!ي تكلفت بحل!!ه الرس!!ل وم!!ا انزل!!ه الل!!ه من كتب س!!ماوية ، والس!!ر ال!!ذي أعج!!ز المتش!!كك ه!!و من الش!!يوع بمكان ، متمثال بمناجاة ماليين البشر وتوسلهم لنيل رحمته وعفوه ، ونج!!د ذل!!ك أيض!!ا في الشطر الثالث فجمع بين النشء اإلنساني ومنش!!ئ الع!!دم ، وفي الش!!طر الراب!!ع ينكر السماوي بل يؤنب إيليا أبا ماضي بعد كل هذه األدلة، وهو ال يزال يبحث عن سر الوج!ود الك!!وني، فالمقطوع!!ة تمث!!ل دالل!!تين متناقض!!تين يعل!!و اإلنك!!ار طرفه!ا األيمن ويستوطن اليقين طرفه!!ا اآلخ!!ر، فك!!ان توظي!!ف االس!!تفهام في الط!!رف األول، وه!!و األض!!عف في المعادل!!ة اليقيني!!ة ق!!د أض!!فى علي!!ه ق!!وة داللي!!ة ؛ لكون!!ه يمث!!ل الج!!انب القصدي في فكر السماوي ، ولذا نرى التركيز منصبا على هذا الطرف فسخر ل!!ه م!!ا

Page 14: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

يرتقي ب!!ه إلى الدالل!ة والت!أثير، والس!!يما أن الس!ماوي لم ي!ترك خي!!ارا آخ!ر للش!!اعر(46المهجري. ومن تضافر الهمزة أيضا قوله: )

عظم المنشئ حتى ارتبكت فيه الظنونفتعالى الله رب العرش عما يصفون

قابضا ما كان باألمس مفيضا ما يكون أترى يــعذر عــن إدراكـــــــــــــــــــه

مـــــــــن ليس يدري

في هذا النص يتدبر الشاعر عظمة الخالق في خلق!!ه، وي!!ذهب إلى أن عظمت!!ه هي التي أربكت المتشككين بوصفه العالم بكل شيء ، وقد ج!!اء االس!!تفهام ب!!الهمزة

( وبطالن ما يذهب إليه الشاعر المهج!!ري ،47على سبيل التوبيخ والتنبيه على الخطأ ) وقد انحصر هذا التوظيف في تركيب" أترى" ، ويبدو أن هذا التركيب يحمل بين داللته معنيين استفهاميين: األول متولد من ح!!رف االس!!تفهام الهم!!زة المنس!!لخ عن داللت!!ه!!رى" نفس!!ها من مع!!نى االستفهامية إلى دالل!!ة اإلنك!!ار ، واآلخ!!ر م!!ا تحمل!!ه لفظ!!ة " ت استفهامي سواء أكان مقدرا فيها أم لم يكن، فلو وردت في سياق ما، فإنه!!ا تتض!!من داللة االستفهام، ومن ثم فإن داللة هذا التركيب المتكون من " الهمزة" و "ترى" قد أضفت دالل!ة أق!!وى على المع!نى ، ف!!)طاق!ة الس!!ؤال تنب!ني في أغلب األحي!ان على

( ، وكأن االستفهام وما يخرج عن!!ه من دالالت ج!!اء مؤك!!دا ، فالس!!ماوي48الضمني( ) يستفهم منكرا ، ثم يؤكد هذا اإلنكار بدالل!ة س!ياقية تحم!ل مع!نى التنك!!ير؛ إلظه!ارهم حيرة المشكك بهذا الوجود، ومن الشواهد األخرى والتي جاءت فيه!!ا الهم!!زة مقترن!!ة

(49بأم المعادلة قوله:)

لست أدري أنا ظل أم على المرآة ظل؟أهو أصل لوجودي؟ أم وجودي هو أصل؟إن ظل الضوء ضوء ، وخيال العقل عقل

ولسان الموجد الموجد لكن ليس يدري

يوظف الشاعر في هذا الشاهد الحج!!اج المنطقي ال!!ذي يثبت ص!!دق قض!!ايا م!!ا من ( ، وق!د ع!رض ه!ذه المق!دمات من خالل توظي!ف أدوات50خالل خط!أ مق!دمات م!ا)

االس!تفهام ، فب!!دأ الس!ماوي من الش!كوك والش!!بهات، ليص!!ل إلى الب!!ديهيات ال!تي ال مناص للعقل إال االعتراف بها ، فالشاعر هنا ال يخاطب إيليا أبا ماضي بشكل مباش!!ر، وإنما يخاطب كل المتشككين، من خالل االلتفات إلى حقيقة الوجود، بتساؤل وإجاب!!ة يعبران عن تأمل حقيق!!ة خل!!ق اإلنس!!ان والوج!!ود ، وفي نص ال يتج!!اوز أربع!!ة أش!!طر فقط ، لكنه ال يتي!!ه كم!ا ت!!اه اآلخ!رون ، ليص!!ل في نهاي!!ة األم!!ر إلى أن الل!!ه س!!بحانه وتعالى هو الموجد والخالق مس!!تدال علي!!ه بالموج!!د المخل!!وق ، فيس!!تنبط ال!!دليل من

ذات المخلوق على وجود الخالق.

Page 15: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

ويشغل االستفهام الشطرين األول والث!!اني ، ففي األول نج!!د اس!!تفهامين : األول منسلخ عن أسلوب النفي )لست أدري( ي!!وحي ب!!ه الس!!ياق ، واآلخ!!ر يس!!بق الض!!مير

،( 51)"أنا" وال يقدر في هذا الموضع إال الهمزة لوجود أم المعادل!!ة له!!ا والمتص!!لة به!!ا فداللة الشطر ناتج!!ة عن االس!!تفهام لع!!دم اتض!!اح الرؤي!!ة عن!!د الش!!اعر، وه!!و ينش!!د الحقيقي!ة ، وك!أن ه!ذه الحقيق!ة ض!ائعة بين وج!ود اإلنس!ان في الواق!ع وص!ورته في الم!!رآة ، أو بين حقيق!!ة المث!!ال عن!!د أفالط!!ون والتجس!!يد الحس!!ي اإلنس!!اني، أو بين فلسفة الخالق وغباء المخلوق ، ويسترسل الشاعر في إشباع هذه الفكرة ليصل إلى قضية مهمة يكررها مرارا ، وهي أن أدلة وجود الخالق تكمن في خلقه الك!!وني ، كم!!ا إن ظل الضوء ضوء أو خيال العقل عقل، فالتوظيف هنا توظي!!ف مج!ازي أف!اد الحكم

( ، فاالستفهام يظهر مدى حيرة الش!!اعر وعج!!زه عن إدراك ماهي!!ة الوج!!ود،52بالعجز) ( ، فأض!!فى على الدالل!!ة النص53وهو ال يخ!!رج عن ثالث: جه!!ل أو تجاه!!ل أو تجهي!!ل )

األولى داللة ثانية تفصح عن م!!دى تس!!رب القل!!ق الفك!!ري لنفس الش!!اعر المهج!!ري على لسان السماوي ، وقد ألحق الشاعر أداتا االس!!تفهام بالض!!ميرين " أن!!ا" و "ه!!و" وذكر معهما أم المعادلة التي تجرد االستفهام لمعنى التس!!وية إذ يج!!ري على ص!!ورة

( .54االستفهام وال استفهام ) إن أسلوب االس!!تفهام عن!!د الس!!ماوي لم يع!!د أدوات لس!!انية تخطه!ا ي!!د الش!!اعر وينطقها لسانه ، بل صار له الحضور الداللي العميق الذي يع!بر عن مس!احات فكري!ة ورؤى عقلية بعيدة الغور، فالتوظيف اإلبداعي لالستفهام عند الشاعر يخ!!رج في أك!!ثر

شواهده إلنزياحات خرجت عن داللتها الحقيقية .

توظيف كم من األدوات التي جاءت بكثرة في شعر السماوي الوجودي األداة " كم" ويسأل بها

( ، ولعل ما يم!!يز ه!!ذا التوظي!!ف56 ، ويكون تمييزها نكرة مفردا منصوبا)(55)عن العدد في ش!عر الس!ماوي أن!ه ج!اء منف!ردا وفي ش!واهد كث!يرة ، ومنه!ا قول!ه في قص!!يدة

(57)بعنوان)نظرة في الحياة( التي جاءت على نظام التربيع:

فكم تراني واجما أنفض الرماد عن جمرتها الخامدةكم عظة خالدة لي بها لــــــو نفعتني العظة الخالدة

(58هذان البيتان جزء من رباعية يقول السماوي في أولها: )سيرت أدوار حياتي وما استوسق من عهودها البائدة

محتسيا أكوابها منصتا لــوحــــي قـيثـــــــــارتهاالراكـــــــدة

يتأمل السماوي هذه الحياة فيقف على آثارها لينفض عما تراكم عليه!!ا من ت!!راب السنين، ليستكشف معالمها ويرتدع بعظاتها التي قدمتها تلك السنون، ولكن ه!!ل من مدكر؟ يرد االستفهام ب!)كم( في هذا الش!!اهد بقص!!د إظه!!ار حال!!ة التحس!!ر على تل!!ك األيام التي مض!!ت من دون أن يس!!تثمرها في حص!!اد زاد اآلخ!!رة ، كم نت!!ذكرها ، وكم هي العظات التي مرت بن!!ا ، وم!!ا م!!دى اتعاظن!!ا به!!ا ؟ س!!ؤال يعرض!!ه الش!!اعر أم!!ام

Page 16: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

المتلقي ال يبغي من ورائه جوابا ، إنه يعي تماما أن هذا األسلوب ، وسيلة من وسائل ( ، فالحض!!ور النفس!!ي في59اإلث!!ارة ل!!دفع اآلخ!!ر لتب!!ني موقف!!ا م!!ا إزاء قض!!ية م!!ا )

المقطوعة يبسط أذرعته على دالالتها ، إذ يصور الشاعر أج!!واء نفس!!ه ال!!تي يه!!ددها تقادم العمر ، وربما اجترح من الذنوب ما يجعله نادما على ذل!!ك أيم!!ا ن!!دم ، فج!!اءت داللة )كم( هنا لتكون فاعلة في أظهار االنكسار النفسي والحسرة على م!!ا ف!!ات من األيام ، فذكر م!!ا دل على ذل!!ك فق!!ال " ت!!راني" وق!!د ح!!ذف التمي!!يز ال!!ذي يمكن أن نقدره ب! ) مره( قاصدا في ذلك إبانة حاله المنكسرة ، مقدما ما يدل على ذل!!ك ، في حين نجده في البيت الثاني يأتي بالمميز " عظة" ليبين قص!!ديته فيه!!ا ، فق!!د أراد هن!!ا أن يذكر عدد التجارب التي مرت به وكلها عظ!!ات ، لكن!!ه لم يتع!!ظ – وه!!ذا من ب!!اب التواض!!ع- مؤنب!!ا نفس!!ه واص!!فا اياه!!ا بالتقص!!ير أم!!ام جالل الخ!!الق وعظمت!!ه ، فك!!ان توظيف السماوي لهذا االستفهام ناجعا في إبراز حال!!ة الش!!اعر النفس!!ية ال!!تي كثفه!!ا

(60بهذه المساحة اللفظية الضيقة ، ومن الشواهد األخرى:) فـــــكـــــــــرة قـــــــــد ولـــــــدتــــــها أمهـــات

الســــــــــدم أدركــــتـــنــــــــا مــــــــــذ تـــــــــخطت طبقــات

األمــــــــم كم أديلت في دماغي و استديرت في فمي؟

واستقلت تترامى في محيط ليس يدري

ال يخ!!رج الس!!ماوي في ش!!عره الوج!!ودي عن الح!!ديث عن فك!!رة الخل!!ق، ووج!!ود الخالق، وكأن!ه هن!ا يس!تدعي ه!ذه الفك!رة من عمقه!ا الت!اريخي ليوص!لها إلى زمان!ه اآلتي ، إذ وقف عندها فقلبه!!ا في فك!!ره على جه!!ات ك!!ثر مس!!تدال على ه!!ذه الك!!ثرة بتوظيف " كم" وبعد أن ظهرت هذه الفكرة تحولت إلى فمه فوص!!فها ب!!!)اس!!تديرت( كناية عن الكثرة أيضا ، فأراد أن يقول: إن هذه الفك!رة ق!!د طرحته!ا العق!ول والكته!ا األلس!!ن ح!!تى خ!!رجت إلى الفض!!اء ، والمتش!!كك في غفل!!ة من األم!!ر ليس ي!!دري ، فالتوظيف هنا في غاية التأثير ، إذ أراد أن ي!!دلل على غفل!!ة إيلي!!ا أبي ماض!!ي ب!!داعي

التهكم والتوبيخ .توظيف أين

يمث!!ل توظي!!ف اس!!م االس!!تفهام " أين" ال!!ذي ج!!اء منف!!ردا ال!!ترتيب الث!!الث بك!!ثرة ( ، ويب!دو أن االس!تفهام به!ذا االس!م لم ي!أت61استعماله ، وهو استفهام عن المكان )

عن مكان بعينه ، بل أريد به مع!!ان مجازي!!ة ليس له!!ا واق!!ع في عالمن!!ا المحس!!وس ، وهذا يع!!ني أن اإلحس!!اس بمكاني!!ة اس!!م االس!!تفهام " أين" إحس!!اس خي!!الي مج!!ازي يرتبط ارتباطا وثيقا باألماكن المجهولة والغيبية ، والسيما في الشعر الوج!!ودي ، ومن

(62شواهده قوله: )تروح وتغدو على أطلـــــس إلــــــى أين أيتها المدلجات؟إلى أين يا ابنة مور السديم؟ تقدست عن دنس األمهات

(63هذان البيتان هما جزء من قصيدة مطلعها: )متى ائتلقت هذه النيرات وماذا أحاط بهذه البــــزات

Page 17: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

وهل قبل عالمنا عالم وهل بعده من هن أو هنات يقلب السماوي فكره في أرج!!اء الك!!ون ، فينظ!!ر في خلق!!ه وتكوين!!ه ، وفي ه!!ذا الش!!اهد يتح!!دث عن النج!!وم واألفالك ، ليق!!ف أم!!ام ه!!ذا التك!!وين العظيم ليس!!تجلي ماهيته ومصيره- وكثيرا ما كان يفعل- فالمشهد هنا تأملي ال يختلف عن ت!!أمالت إيلي!!ا أبي ماضي في قصيدة ال يرد بها عليه، وكأن حال!!ه ح!!ال أبي ماض!!ي ، فوظ!!ف إلب!!راز هذا التأمل العقلي أداة االس!!تفهام "أين" ، ول!!و جردن!!ا البي!!تين من األداة )أين( لبهتت داللته وأص!بح حس!يا ال يتع!دى ص!ورة نج!!وم وك!واكب في وس!!ط الظالم ، ألن طاق!!ة

(، ول!!ذا نج!!د أن64السؤال تنبني في أغلب األحيان على الضمني ال على المصرح ب!!ه ) أداة االستفهام منحت البيت بعدا آخر ، وداللة نفسية عميقة أكثر من أي ش!!يء آخ!!ر، فحولت داللته من جانبها الحس!!ي إلى جانبه!!ا الت!!أملي العقلي ، ف!!المجهول ه!!و ال!!ذي يؤرق السماوي، وم!!ا خل!!ف األف!!ق ه!!و ال!!ذي تنش!!ده روح!!ه المتطلع!!ة والمؤمن!!ة في ال!!وقت ذات!!ه ، وه!!ذا الكالم يص!!ح على ال!!بيت الث!!اني وال يخ!!رج عن داللت!!ه ، فكالهم!!ا

يتخذان من النجوم والليل موضوعا لتأمل طبيعة الخلق واكتشاف أسراره.(65 ومن الشواهد األخرى أيضا:)

إنما الراقد كالميت في ســـــلب الشعور ال بمـــــا يكــــتنـــــفاه من بـــــالء وسرور

أين رب التاج من تحت طيات القبور؟ فهما شتان في األين ، وكل

ليس يدري

الموقف هنا هو موقف االستعبار يناقش فيه الشاعر العدل اإللهي وحتمية الموت ، بي!!د أن!!ه اخت!!ار رب الت!!اج كناي!!ة عن المل!!ك والج!!اه ، لي!!دلل على أن الم!!وت يط!!ال الجميع، وأن ال فرق بين غني وفقير، وبين مل!!ك ورعي!!ة ، فوظ!!ف اس!!م االس!!تفهام " أين" لتوضيح الحكم اإللهي إزاء خلقه فال فرق بين عربي وعجمي إال بالتقوى ، فداللة " أين" هنا هي داللة استفهام بقصد االستعبار والتنبيه لزوال الدنيا وع!!دم بقائه!!ا على حال ، فضال عن ذلك نجد الشاعر يوظف لفظ!!ة )األين( للدالل!!ة عن المكاني!!ة ال!!تي ال تخ!!رج عن ماهي!!ة االس!!تفهام الحقيقي ، ف!!االختالف المك!!اني واق!!ع على الحقيق!!ة بين

النائم والميت ، فاألول دنيوي ، واألخر أخروي .توظيف ما

!!ر وروده!!ا في الش!!عر الوج!!ودي عن!!د الس!!ماوي، من أدوات االس!!تفهام ال!!تي كث (، وق!!د تق!!ترن ه!!ذه ب!66ويستفهم بها عن )غير العاقل أو ماهية المسمى أو جنس!!ه( )

)ذا( وعن!!د ذاك لعلم!!اء العربي!!ة ثالث آراء فيه!!ا : األول أن تك!!ون " م!!ا " اس!!تفهامية و"ذا" اسم موصول ، والثاني "ما" استفهامية و"ذا" اسم أش!!ارة ، والث!!الث " م!!اذا"

( ، وال تأتي ه!!ذه األداة إال لطلب التص!!ور ويطلب به!!ا ش!!رح67بأكملها اسم استفهام ) ( وهذا األمر في حال وصف االستفهام حقيقي!!ا ال مجازي!!ا ، ومن ش!واهدها68الشيء )

(69في شعر السماوي قوله: ) عبرت من قبلها األجيال رعناء الحياة

تتناجى هي والعالم في شتى اللغات

Page 18: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

ما نواة الكون؟ ما مصدر هاتيك النواة؟ذلك لغز فيه حتى العقل أضحى

ليس يدري يستذكر السماوي تاريخ ه!!ذه ال!!دعوات ، أو ه!!ذه الت!!أمالت ح!!ول قض!!ية الوج!!ود الكوني ، فيورد على لسان هذه الدعوات أطروحاتها التي ج!!اءت به!!ا، ولع!!ل الس!!ؤال المستديم على لسان هؤالء ، هو ما الكون؟ ومما نشأ ؟ ، وما النواة التي أنطلق منها سواء أكانت مادية أم معنوية؟ وما مصدرها ؟ ، ومن الذي أبدع هذا الخلق العجيب؟ ، وه!!ل إن!!ه ج!!اء من الع!!دم؟ ، أس!!ئلة ش!!تى يعرض!!ها الش!!اعر على لس!!ان ح!!ال ك!!ل المتشككين والمتأملين لهذا الوجود ، فوظف هذه األداة كونها تتالءم وماهي!!ة األش!!ياء المستفهم عنها، وكلها تتصف بوصفها غير عاقل!!ة ،فهي تت!!ولى )مهم!!ة كش!!ف حقيق!!ة

(، فداللتها تتعدى إلى الجنس العام ، وه!!و م!!ا يتالءم70هذا الدال الذي تسلطت عليه()وماهية األسئلة الوجودية التي يطرحها المتشككون ، كما جاءت هذه األداة في قول!!ه:

(71)إن يك المرء كما يزعم في صحو جميل

وانــــتباه ال ذهول عـــــن مناف ومــثيل فلماذا الشك والحيرة والصمت الطويل

ولــماذا يقطـع الـــدرب اعتـــسافا ليس يدري؟

في النص سخرية خفية تقوم على مقدمات ونتائج ، فالسماوي يش!!ك في ق!!درات صاحب الطالسم الفكري!!ة ، وم!!دى وعي!!ه بحقيق!!ة األطروح!!ة المعروض!!ة في قص!!يدة الطالسم ، وكأني به يتساءل ، فإذا كان أبو ماض!!ي بوعي!!ه اإلنس!!اني الس!!وي ال!!ذي ال

ذهول فيه ، لماذا يتساءل عن أمور قطع فيها الفكر أشواطا بعيدة ؟ وظف الشاعر في المقطوعة أداة االستفهام )لم!!اذا( م!!رتين:األولى في الش!!طر الث!!الث ، خ!!رجت إلى دالل!!ة التقري!!ر، لحم!!ل المخ!!اطب وإلج!!اؤه إلى وج!!ود الخ!!الق

(؛ لوق!وع اإلنك!ار من قب!ل أبي ماض!ي ، واألخ!رى في الش!طر الراب!ع72واإلقرار به ) وخرجت لداللة التهكم والتحض!!يض ، م!!ع ح!!رص الش!!اعر على إش!!اعة أج!!واء التأم!!ل والحيرة على النص من خالل استدعاء األلف!اظ والعب!!ارات المكثف!ة الدال!ة على ذل!ك

( 73في قالب شعري ضيق. ومن الشواهد األخرى قوله أيضا :)

فشعوري بوجودي هو برهان الوجود واضطراري في حياتي شاهد أني مقودوكما جئت ابتداء سوف أمضي وأعود

فلمــــــاذا وهـــــو ذو عقـــــل وحســــــــن ليس يدري؟

االس!!تفهام في المقطوع!!ة ه!!و مق!!ام رد الحج!!ة بالبره!!ان على إيلي!!ا أبي ماض!!ي وبحسب التوظيف ال!!داللي للنص ، في!!ورد الس!!ماوي م!!ا يج!!ول في فك!!ره من دالئ!!ل إلثب!!!ات وهم وزي!!!غ المتش!!!ككين عن طلب الحقيق!!!ة ، وه!!!ذا األم!!!ر اس!!!تغرق ج!!!ل

Page 19: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

المقطوعة ، بيد أنه يأتي بأداة االستفهام " ماذا" وق!!د ن!!زع عنه!!ا أداءه!!ا االس!!تفهامي الحقيقي وحوله إلى داللة التهكم والسخرية في الشطر األخير ، والسيما أنه يصف أبا ماضي بصفات حسنة ومنصفة ، فنعته برجاح!!ة العق!!ل وحس!!نه ، وك!!أني ب!!ه يس!!تعين بأسلوب الذم بما يشبه المدح في توصيل الدالل!ة للمتلقي، فتض!!افر ك!ل من الس!!ياق واألداة االستفهامية في خلق ه!!ذا التهكم القاس!!ي ،إذ وك!!!أني بالس!!ماوي يق!!دح ب!!أبي

ماضي في النقطة التي تمثل مركز القوة عند صاحب الطالسم .

توظيف هل وهي أداة اس!!تفهام مختص!!ة بطلب التص!!ديق ويس!!تفهم به!!ا عن الجمل!!ة االس!!مية

(، وهي أكثر أدوات االس!تفهام أص!الة بعد الهم!زة ، ومن ش!واهدها في ش!عر74والفعلية)(75السماوي قوله: )

فقد ذوت أغصانها والتوت جذورها وجف ماء القليبتغيب كالشمس فهل إنها تطلع مثل الشمس بعد المغيب

يوجز السماوي نهاية اإلنسان ويصورها تصويرا دقيق!!ا في ال!!بيت األول، ثم ي!!نزع إلى فلسفة ماهية هذه النهاية ، ويتساءل عنها بتشبيه جميل ، فيشبهها بالش!!مس في طلوعها ومغيبها، فأقر ابتداء مغيب هذه الحياة وكأنها الشمس في طقس!!ها الي!!ومي ، موظفا حرف االستفهام " هل" لينتق!!ل ب!!ه إلى ح!!يز التأم!!ل الفك!!ري لماهي!!ة الوج!!ود متسائال ، هل تطلع الحياة بعد المغيب؟ وهل من عودة للحي!اة بع!د الم!وت ؟ ، ولع!ل استعماله " هل" إنما أراد أن يصل إلى حقيقة األمر ؛ بوصفها ال تحتمل إال التص!!ديق ، فيك!!ون االس!!تفهام قاطع!!ا ، وإن خ!!رج عن داللت!!ه إلى دالل!!ة مجازي!!ة مراع!!اة لح!!ال المتأمل وما ينتابه من هواجس إزاء قضية الوجود ، وهي حال غير سوية يتجاوز فيه!!ا المتأم!!ل حقيق!!ة الفهم الوج!!ودي المعي!!اري على مس!!توى التفك!!ير العقلي للتخيي!!ل ، فالتأمل الذي عرضه السماوي ال يكاد يفترق كثيرا عن تأمالت إيليا أبي ماض!!ي ، على الرغم من انتمائه للدرس الديني الحوزوي ، واعتقد أن هذا األمر نادرا م!!ا يح!!دث في المؤسسة الدينية ، فال نجد شيوع هكذا شخصيات في البيئة الدينية في ذلك ال!!وقت ، مع إيماننا المطلق بصحية هذا التفك!!ير الت!!أملي ، وإيم!!ان الس!!ماوي ال!!ديني على ح!!د

(76سواء ، ومن الشواهد األخرى: )

فهل انسد على العالم باب االجتهادوتالشى في ظالم الجهل نبراس الرشادواستحالت جمرة الحق رمادا في رماد

أم توارت فكرة الشاعر فيــــــــــما ليس يدري ؟

وظف السماوي األداة )هل( في غير داللة االستفهام الحقيقي ،إذ نقلها إلى دالل!!ة اإلنك!!ار ال!!ذي يفي!!د التهكم ، فه!!و يتهكم من ح!!ال المتش!!ككين ، ويتس!!اءل عن ح!!ال االستسالم لفكرة النشوء واالرتقاء، والطبيعة وما ورائها ، ويستغرب من ه!!ذا االنقي!!اد المريب في الفكر المتطرف ، ويدعو كل المتش!!ككين للوق!!وف بروي!!ة ، والنظ!!ر إلى

Page 20: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

ه!!ذه القض!!ية بمنظ!!ار العق!!ل ال!واعي ، فه!و يم!!زج بين ال!!دعوة الص!!ادقة والس!!خرية الالذعة من هؤالء وان كان إيماء ، وقد يلحظ قارئ النص أن األداة )هل( جاءت لم!!رة واحد ، وهذا أمر يجانب الصواب ، فاألداة مكررة تقديرا في الشطرين الثاني والثالث ، وداللتها تشع على النص ، وإن لم تكن ظاهرة بحكم وجود أداة العطف في استفتاح الشطرين ، وداللة االستفهام هنا تدخل في مفه!!وم م!!ا يص!!طلح علي!!ه ب!!!)االس!!تفهام

( ، فالعبارات تفيض بداللة االستفهام ، فضال عن وجود أم المعالة ال!!تي77التساؤلي()ال تأتي إال مع الهمزة ؛ ولذا نرجح أن األداة )هل( جاءت بداللة الهمزة .

الخاتمة

توصل البحث إلى جملة من النتائج يمكن إجمالها بما يأتي:اعتمد الس!!ماوي في ه!!ذا المض!!مون الش!!عري م!!ا يس!!مى بالمح!!اورة الجدلي!!ة

بوصفها جنسا حجاجيا جدليا ، يعتمد أساسا على المساءلة واالستدالل .يع!د أس!!لوب االس!!تفهام من األس!!اليب ال!تي ش!!كلت ظ!!اهرة كب!!يرة في ش!!عر

السماوي الوجودي ؛ لما له من أهمية في توليد الداللة المقصودة.التضافر المختلف ألدوات االس!!تفهام يطغى على ب!!ؤرة الفك!!رة المركزي!!ة في

المقطوعة ؛ ولذا فهو يمثل توظيفا موفقا ومميزا.ي!!تركز التوظي!!ف االس!!تفهامي في الموض!!ع ال!!ذي يمث!!ل وجه!!ة النظ!!ر القلق!!ة

والمتأملة ، سواء كان ذلك عند إيليا أبي ماضي أم عند السماوي نفسه.يتوافر في التوظيف االستفهامي في شعر السماوي الوعي القصدي ، إذ ج!!اء

مقصودا لداللته.خرجت داللة االستفهام في شعر السماوي إلى دالالت أخ!!ر كاإلنك!!ار والت!!وبيخ

والتهكم واالستهزاء ،والتعجب ، فاالستفهام فيه غير حقيقي.حضور التماهي بين الس!!ماوي وأبي ماض!!ي بش!!كل الفت للنظ!!ر على مس!!توى

ماهي!!!ة ال!!!وعي الوج!!!ودي ، على ال!!!رغم من اختالف المرجعي!!!ات الثقافي!!!ةللشاعرين .

يتساوق التوظيف ال!!داللي ألدوات االس!!تفهام وص!!حة ال!!تركيب النح!!وي ال!!ذي أشار إليه النحاة.

Page 21: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

يس!!عى الس!!ماوي إلى إرك!!ام جمل!!ة من أدوات االس!!تفهام في ع!!دة مواض!!ع متكررة، بقصد إشاعة ماهية قلق الشاعر المهجري في نفس المتلقي.

تأم!!ل الس!!ماوي في قض!!ية الوج!!ود ه!!و تأم!!ل إيم!!اني عقلي ، في حين أن أطروحات إيليا أبي ماضي هي عقلية فلسفية.

الهوامش

Page 22: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

هو عبد الحميد بن الشيخ أحمد بن الشيخ عبد الرس!ول الش!هير بالس!ماوي، ش!اعر ع!راقي ول!د - ه، تتلم!!ذ على أي!!دي أس!!اتذة الح!!وزة العلمي!!ة في النج!!ف1315في مدينة السماوة في العراق سنة

األشرف بعد هجرته إليها، وقضى جل عمره في خدمة أبناء مدينته فيما يتعل!!ق باإلفت!!اء الش!!رعي ،إذ كان عالم دين ، ترك لنا ديوانا شعريا واحدا جمعه وحققه بعد وفاته ولده الشيخ أحم!!د عب!!د الرس!!ول السماوي الذي ذكر في مقدمة الديوان ، أن ثمة ديوانين ألبي!!ه أح!!دهما س!!رق واآلخ!!ر فق!!د في حي!!اة

م . ينظر : ديوان الس!!ماوي ،10/11/1964ه المصادف 1384 رجب سنة 3والده ، وافاه األجل في م ،1971ه/1391 ،! 1جمعه وحققه :الشيخ أحمد عبد الرسول السماوي ،دار األندلس ، بيروت ، ط

. ووصفه الناقد علي الخاقاني بأنه أحد أعالم الشعر في العالم العربي ، ينظر: شعراء الغري15-23 ، وه!!و ش!!اعر عبق!!ري259/!! 3م ، 1954ه/1373والنجفيات ، منشورات البيان ، النجف األش!!رف ،

وأديب ألمعي خرج بالشعر إلى دقة المعاني ورق!!ة األس!لوب وج!!ودة الس!!بك. ينظ!!ر: األدب الجدي!!د ، . نظم السماوي في ج!!ل121محمد جمال الهاشمي ، المطبعة الحيدرية ، النجف األشرف ، د. ت ،

اإلغراض الشعرية القديمة والجديدة وأشهر قصيدة له هي قصيدة )فوق أثباج الطبيع!!ة( والمش!!هورةب!اسم )الرد على الطالسم( التي عارض فيها قصيدة الشاعر المهجري إيليا أبي ماضي )الطالسم(.

،6- ينظر: االتجاهات األدبية في العالم العربي الحديث، أنيس المقدسي ، دار العلم ، بيروت، ط1318.

حتى الحرب العالمية1870 - ينظر : حركة التطور والتجديد في الشعر العراقي الحديث منذ عام 2 .215 ، 1970الثانية ، عربية توفيق الزم ، مطبعة اإليمان ، بغداد ،

.227- 224 - ينظر:االتجاهات األدبية في العالم العربي الحديث ، 3 .91 ،1967 ،2 - ينظر: أدب المهجر ، عيسى الناعوري ، دار المعارف بمصر ، ط4 . 293- المصدر نفسه ، 5 - الألدرية ، مصطلح فلسفي ، استعمله ألول مرة العالم البريطاني توماس هكسلي ، وقد ظهرت6

الألدرية في صورة الشكية في الفلسفة اليونانية . ينظر : الموسوعة الفلسفية ، إشراف ، م.روزنتال . ومن هنا نجد التوافق بين402 ، 1983 ،3، ب.يودين ، تر: سمير كرم ،دار الطليعة ،بيروت ،ط

الداللة الفلسفية والداللة النقدية لهذا المصطلح . . 20 - ديوان السماوي ، 7 ،1 - ينظ!ر: أس!اليب االس!تفهام في الش!عر الج!اهلي، د. حس!ن عب!د الجلي!ل، مؤسس!ة المخت!ار، ط8

.6م ، 2001القاهرة، - ينظر : الحجاج في الشعر العربي ، بنيته وأساليبه ، د. سامية الدريدي ، عالم الكتب الحديث ،9

.140م ، 2011ه/1432 ، 2األردن ، ط -ينظر: الحجاج في الخطابة النبوية ، د. عبد الجليل العشراوي،عالم الكتب الحديث، أربد ، األردن ،10

. 2012،152، 1ط - ينظر: تقنيات المنهج األسلوبي في سورة يوسف / دراسة تحليلية في التركيب والداللة ، د.11

. 118 ، 2005 ، 1حسن عبد الهادي الدجيلي، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ،ط.260 - البقرة، 12.293 - ديوان السماوي، تح: أحمد آل عبد الرسول، 13 - للباحث بحثان تناول فيهما شعر السماوي األول ، توظيف التضاد في شعر السماوي مجلة جامعة14

، الثاني : توظيف بنى التكرار اللفظي في قصيدة الرد على2004 لسنة 4 العدد 7القادسية م .2009 لسنة 14الطالسم ، مجلة دراسات نجفية ، ع/

. 21 - ينظر: الديوان، 15 - أصول المعرفة والمنهج العقلي، د.أيمن المصري ،المركز الثقافي، الدار البيضاء، المغرب،16

.141 ،1،2010بيروت ، ط - ينظر : الحجاج في البالغة المعاصرة ، بحث في بالغة النقد المعاصر ، د. محمد سالم محمد17

. 52 ،2008 ، 1أمين الطلبة ، دار الكتاب الجديد المتحدة ، بيروت ، ط - ينظر : المصدر نفسه .18.526 - ديوان السماوي، 19.8 -الكتاب ، تح: عبد السالم محمد هارون، 20العلوم، : - 21 مفتاح .525ينظر - ينظر: أسلوبية البناء الشعري / دراسة أسلوبية لشعر سامي مهدي، أرشد علي محمد ، دار22

.98، 1999، 1الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، ط ،1 - ينظر : داللة التراكيب دراسة بالغية ، د. محمد محمد أبو موسى ، مكتبة وهبة ، القاهرة ، ط23

. 216م ، 1987ه/ 1408

Page 23: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

- ينظر: البنى األسلوبية دراسة في )أنشودة المطر ( للسياب ، د. حسن ناظم ، المركز الثقافي24 .147 ، 2002، 1العربي ، الدار البيضاء ، بيروت ، ط

.509 - الديوان، 25 ، د. محمد عبد المطلب ، الشركة المصرية العالمية للنشر- - البالغة العربية قراءة أخرى26

.290، لونجمان ، القاهرة ، .91 - جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع، أحمد الهاشمي، 27.286 - البالغة العربية قراءة أخرى، 281/99 - كتاب سيبويه، 29 .285 -ينظر : البالغة العربية ، قراءة أخرى ، 30.511 -الديوان، 31.1/182 - ينظر: معجم المصطلحات البالغية وتطورها، أحمد مطلوب، 32.291 - ينظر: البالغة العربية قراءه أخرى، 33 - ينظر : خصائص األسلوب في شعر البحتري ، د. وسن عبد المنعم ياسين الزبيدي ، منشورات34

.162م ، 2011ه/1432 المجمع العلمي ،بغداد ، م ،2003ه/1427، 1 ، د. عبد العزيز عتيق ، دار اآلفاق العربية ، القاهرة ، ط -ينظر : علم المعاني35

84. .462 - الديوان، 36 ،1 - ينظر: التشخيص في الشعر العباسي ، د. ثائر سمير الشمري ، دار الصادق ، بابل ، ط37

2012 ، 21 . .848 - ينظر: المستويات الجمالية في نهج البالغة، نوفل أبو رغيف، 38.89 - ينظر: ظواهر البالغة، 39.511 - الديوان، 40.149- 148. مفتاح العلوم، السكاكي، 1/91 - ينظر: كتاب سيبويه، 41.523 - الديوان، 42 - ينظر : دراسات في البالغة العربية ، د. عبد المعطي غريب عالم، منشورات جامعة قاريونس ،43

.51 ، 1997 ، 1بنغازي ، ط - ينظر: علم المعاني، د. مجهد جيجان ، د. قيس إسماعيل األوسي، حذام جمال الدين االلوسي،44

153..89 - ينظر: دالئل األعجاز، عبد القاهر الجرجاني، شرحه محمد رشيد رضا، 45.522 - الديوان، 46.155 - ينظر: علم المعاني، د. مجهد جيجان وآخرون، 47 . 142- ينظر : الحجاج في الشعر العربي ، بنيته وأساليبه ،48.506 - الديوان، 49.84 - ينظر: الموسوعة الفلسفية ، 50.155 - ينظر: علم المعاني، د. مجهد جيجان وآخرون، 51.168،170 - ينظر: المصدر نفسه،52 ه(، تح: عاشق حسين ، دار765 - ينظر: الفوائد الغياثية في علوم البالغة ، عضد الدين اإليجي )53

.132 ،1991ه / 1412 ، 1الكتاب المصري ، دار الكتاب اللبناني ،القاهرة ، بيروت ، ط.2/ 1 - ينظر: الكشاف عن حقائق التنزيل، أبو القاسم جار الله الزمخشري، 54.291 - ينظر: البالغة العربية قراءه أخرى، 55.156/ 2 - ينظر: كتاب سيبويه، 56.480 - الديوان، 57.480 - الديوان، 58 . 141 - ينظر : الحجاج في الشعر العربي ، بنيته وأساليبه ، 59.518 - المصدر نفسه، 60.1/36 - ينظر: اإليضاح في علل النحو، أبو قاسم ، تح: مازن المبارك، 61.489 - الديوان، 62.488 - المصدر نفسه، 63 .142 - ينظر : الحجاج في الشعر العربي ، بنيته وأساليبه ، 64.520 - الديوان، 65 ،1 - البالغة العربية / مقاربة نسقية بنيوية ، د. شكري الطوانسي ، مكتبة اآلداب ، القاهرة ، ط66

. 112م ، 2011

Page 24: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

.144 - ينظر: الصاحبي في فقه اللغة، أحمد بن فارس، 67.131 - ينظر: البالغة والتطبيق، د. أحمد مطلوب، د. حسن كامل النصير، 68.496 - الديوان، 69.290 - البالغة العربية قراءة أخرى، 70.520 - الديوان، 71 .48 - ينظر: دراسات في البالغة العربية ، 72.498 - الديوان، 73.100 - ينظر: معاني الحروف، 74.486 - الديوان، 75.497 - الديوان، 76 - ينظر: المصطلحات اللسانية والبالغية واألسلوبية والشعرية، إشراف محمد الهادي بوطارن ، دار77

. 261م ، 2010ه/1431الكتاب الحديث ، القاهرة ،

روافد البحث .القرآن الكريم-، االتجاه!ات األدبي!!ة في الع!الم الع!ربي الح!ديث، أنيس المقدس!!ي ، دار العلم -

.6بيروت، ط، األدب الجديد ، محمد جمال الهاشمي ، المطبعة الحيدرية ، النج!!ف االش!!رف -

د. ت .،أس!!اليب االس!!تفهام في الش!!عر الج!!اهلي، د. حس!!ني عب!!د الجلي!!ل يوس!!ف -

م.2001، القاهرة، 1مؤسسة المختار، طأسلوبية البناء الشعري / دراسة أسلوبية لشعر سامي مهدي، أرشد علي محم!!د

م.1999، 1، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، طأص!!ول المعرف!!ة والمنهج العقلي ، د. أيمن المص!!ري ، المرك!!ز الثق!!افي، ال!!دار

م.2010 ،1البيضاء، المغرب، بيروت ، ط،اإليضاح في عل!!ل النح!!و، أب!!و القاس!!م الزج!!اجي، تح: م!!ازن مب!!ارك، الق!!اهرة -

م.1959البالغة العربية قراءة أخرى، د. محمد عبد المطلب، الشركة المصرية العالمية -

للنشر- لونجمان، القاهرة .، البالغة العربية مقاربة نسقية بنيوي!!ة ، د. ش!!كري الطوانس!!ي ، مكتب!!ة اآلداب -

م. 2011 ، 1القاهرة ، طبغ!!داد،2- البالغ!!ة والتط!!بيق، د. أحم!!د مطل!!وب، د. كام!!ل حس!!ن البص!!ير، ط ،

م.1990ه!/ 1400، الب!!نى األس!!لوبية دراس!!ة في )أنش!!ودة المط!!ر( للس!!ياب ، د. حس!!ن ن!!اظم -

م.2002، 1المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء ، بيروت ، ط1- التشخيص في الشعر العباسي ، د. ثائر الش!!مري ، دار الص!!ادق ، باب!!ل ، ط،

م. 2012تقني!!ات المنهج األس!!لوبي في س!!ورة يوس!!ف / دراس!!ة تحليلي!!ة في ال!!تركيب -

والداللة ، د. حسن عبد الهادي الدجيلي، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، طم.2005 ، 1

ه!.1425، 1- جواهر البالغة، أحمد الهاشمي، انتشارات اسماعليان، ط

Page 25: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

الحجاج في البالغة المعاصرة ، بحث في بالغة النقد المعاصر ، د. محمد سالم - م. 2008 ، 1محمد أمين الطلبة ، دار الكتاب الجديد المتحدة ، بيروت ، ط

، الحجاج في الخطابة النبوية ، د. عبد الجليل العشراوي ،عالم الكتب الح!!ديث - م. 2012، 1أربد ، األردن ، ط

الحجاج في الشعر العربي ، بنيته وأساليبه ، د. س!امية الدري!دي ، ع!الم الكتب - م .2011ه/1432 ، 2الحديث ، األردن ، ط

ح!!تى1870- حركة التط!!ور والتجدي!!د في الش!!عر الع!!راقي الح!!ديث من!!ذ ع!!ام م. 1970الحرب العالمية الثانية ، عربية توفيق الزم ، مطبعة اإليمان ، بغداد ،

، خصائص األسلوب في شعر البحتري ، د. وس!!ن عب!!د المنعم ياس!!ين الزبي!!دي - م .2011ه/1432منشورات المجمع العلمي ، بغداد ،

دراسات في البالغ!!ة العربي!!ة ، د. عب!!د المعطي غ!ريب عالم، منش!!ورات جامع!ة م.1997 ، 1قاريونس ، بنغازي ، ط

،دالئل اإلعجاز، عبد القاهر الجرجاني، شرحه محمد رش!!يد رض!!ا، دار المعرف!!ة - بيروت.

، دالالت التراكيب دراسة بالغي!ة ، د. محم!د محم!د أب!و موس!ى ، مكتب!ة وهب!ة - م1987ه/ 1408 ، 1القاهرة ، ط

، ديوان السماوي، جمعه وحققه، أحمد عب!!د الرس!!ول الس!!ماوي، دار األن!!دلس - م.1971، 1بيروت، ط

، شعراء الغري والنجفيات، علي الخاقاني ، منشورات البيان ، النجف األشرف - م . 1954ه/1373

،الصاحبي في فقه اللغ!!ة، أحم!!د بن ف!!ارس، تح: مص!!طفى الش!!ويمي، ب!!يروت - 1964.

1- علم المع!!اني ، د. عب!!د العزي!!ز ع!!تيق ، دار اآلف!!اق العربي!!ة ، الق!!اهرة ، ط، م .2003ه/1427

علم المعاني، د. مجهد جيج!!ان، د. قيس إس!!ماعيل اآللوس!!ي، والس!!يدة ح!!ذام - جمال الدين اآللوسي، مديرية دار الكتب للطباعة والنشر ، بغداد.

الفوائد الغياثية في علوم البالغة ، عضد الدين اإليجي ، تح: عاشق حسين ، دار - ،!! 1الكت!!اب المص!!ري ، دار الكت!!اب اللبن!!اني ،الق!!اهرة ، ب!!يروت ، ط ه /1412

م.1991ع!!الم الكتب، ب!!يروت،3- كت!!اب س!!يبويه، تح: عب!!د الس!!الم محم!!د ه!!ارون، ط ،

م.1983.الكشاف عن حقائق التنزيل، جار الله الزمخشري، دار الفكر، بيروت -المس!!تويات الجمالي!!ة في نهج البالغ!!ة، دراس!!ة في ش!!عرية الن!!ثر، نوف!!ل أب!!و -

م.2008، بغداد، 1رغيف ، دار الشؤون الثقافية العامة، طالمصطلحات اللسانية والبالغية واألسلوبية والش!!عرية، إش!!راف محم!!د اله!!ادي -

م. 2010ه/1431بوطارن ، دار الكتاب الحديث ، القاهرة ، معاني الحروف، علي بن عيسى الرماني، تح: د. عب!!د الفت!!اح إس!!ماعيل، كلي!!ة -

م.1968، 1407، مكة المكرمة، 2الطالب الجامعي، ط

Page 26: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

معجم المص!!طلحات البالغي!!ة وتطوره!!ا ، د. أحم!!د مطل!!وب، مطبع!!ة المجم!!ع - م.1983، 1العلمي العراقي، ط

،مفتاح العلوم ، السكاكي، تح: أكرم عثمان يوسف، مطبعة الرسالة، ط، بغداد - م.1981ه!/ 1400

الموسوعة الفلسفية ، إشراف ، م.روزنتال ، ب.يودين ، تر: س!!مير ك!!رم ، دار - م.1983 ،3الطليعة ، بيروت ، ط

الدوريات، توظيف التضاد في شعر عبد الحميد السماوي(، محمد فليح الجبوري ( -

م.2004، 4، عدد 7أسيل سامي. مجلة جامعة القادسية- متوظيف بني التكرار اللفظي في قصيدة الرد على الطالسم، محمد فليح -

م .2009 لسنة 14الجبوري. مجلة دراسات نجفية ، ع/

ABSTRACT

The text overlaps with the stylistic phenomenonin this research. The text collects contemplation, faith and puzzling questions represented in the existential poetry of the Iraqi poet Abdul-Hameed Al-Samawi. Phenomenon is a questioning style which is considered as one of the important styles in presenting meaning in the creative text. Therefore, we can assume that it is the nearest creative style towards the essence of existential poetry. The poet collected both open-minded Islamic thinking and the contemplativelooking for existence and universe issues.

The title of the research is ''Questioning Style in the Existential poetry of Abdul-Hameed Al-Samawi''. It consists of three sections, the first section is entitled ''Abdul-

Page 27: eps.mu.edu.iqeps.mu.edu.iq/wp-content/uploads/2015/05/... · Web viewمن صاحب هذا التدبير؟ والى أين يسير بنا هذا المدير؟ فوظف الأداة

Hameed Al-Samawi between Existence Contemplating and Unconditioned Faith''. The second chapter entitled ''Implementing of Collective Questioning'' deals with the cooperative style for the interrogatory phenomenon in its different tools including letters, nouns in one short piece of poetry. The third section entitled ''Implementating of Individual Questioning'' discusses the cooperative style for one tool.

The research reaches a number of conclusions:

Al-Samawi depended in this poetic content on the argumentative dialogue as being debating argumentative type depending mainly on inquiry and argumentation.

Collective implementation for question marks overmatches the centre of the central thought in the short piece of poetry. Therefore, it is represented excellently.

The inquiry implementation is intensive in the topic that represents the suffering minority viewpoint whether it was for Elia Abu Madhi or for Al-Samawi himself.

The inquiry sense goes beyond its literal meanings such as denial, scolding, sarcasm and mockery in Al-Samawi poetry in which inquiry is not real.

Identification is present between Al-Samawi and Abu Madhi remarkably on the level of the existential awareness essence despite the different cultural references for both of them.