جامعة محمد الأول

الكلية المتعددة التخصصات بالناظورمسلك الدراسات العربية

سرد حديثمطبوع مادة الفصل الثالث

2021- 2020الموسم الدراسي: الأستاذ محمد مريني

مكتبة ووراقة العمران

1

بسم الله الرحمان الرحيم

المحتويات: السرديالقسم الأول: النقد

السرديات الشكلانية- 1المتن الحكائي والمبنى الحكائي

التحفيز )التحفيز التأليفي التحفيز الواقعي التحفيز الجمالي(السرد الحكائي والسرد التمثيلي

الرؤية السرديةالوظائف

السرديات البنيوية- 2الشخصية

الرؤية السرديةالزمنالفضاء

- سرديات ما بعد البنيوية3- سيكولوجية النص

-سوسيولوجية النصالقسم الثاني: الإبداع السردي )القصة القصيرة جدا نموذجا(

2

البداياتسياق الظهور

الإرهاصات في العالم العربيالإرهاصات في المغرب

الامتداداتالخصائص

الكتابات النقديةمنهجية تحليل القصة القصيرة جدا

تطبيق المنهجية على قصة "جبل من الثلج"نماذج من القصة القصيرة جدا

3

القسم الأول: النقد السرديات الشكلانية:-1

يمكن الوقوف عند إسهامات الشVVكلانيين الVVروس، الVVتي قVVدمت لقVVد كVVانت البدايVVة مVVع. المبVVادئ التأسيسVVية لعلم السVVرد المعاصر

''ياكبسون'' حين ألح على ضرورة الاهتمام ب ''أدبية'' العمل الأدبي : ''إن موضVVوع العلم الأدبي ليس هVVو الأدب وإنمVVا الأدبيVVة، أي مVVا

.1يجعل من عمل ما عملا أدبيا'' لن نفصل الحديث في الإسهامات المختلفة للشكلانيين الVVروس، ولكن يمكن الوقVVوف بشVVكل سVVريع عنVVد ثلاثVVة نصVVوص نقديVVة قVVدمت مفاهيم تأسيسية لبناء علم السرد المعاصر، هذه النصوص هي كما يليVول لVVف غوغVVيغ معطVVف صVVكي''- كيVراض ل ''توماشفسVVة الأغVنظري :

''إيخنباوم'' – موفولوجية الخرافة ل ''فلاديمير بروب". ، يمVVيز2في مقال لV ''توماشفسكي'' عن ''نظرية الأغVVراض''أ.

بين مفهVVومين تأسيسVVيين في نظريVVة السVVرد، وهمVVا المتن الحكVVائيوالمبنى الحكائي. يقول :

''إننا نسمي متنا حكائيا مجموع الأحداث المتصلة فيما بينها، والتي يقع إخبارنا بها خلال العمل، إن المتن الحكائي يمكن أن يعرض بطريقة عملية حسب النظام الطبيعي، بمعنى النظام الوقتي السببي للأحVVداث، وباستقلال عن الطريقVVة الVVتي نظمت بهVVا تلVVك الأحVVداث أو أدخلت في

.3العمل'' في مقابل المتن الحكVVائي، يشVVير ''توماشيفسVVكي'' إلى المبVVنى الحكائي الذي يتألف من الأحداث نفسها بيد أنه يراعي نظVVام ظهورهVVا

. ولهVVذا فVVإن4في العمل، كما يراعي ما يتبعها من معلومات تعينهVVا لنVVا'' الصيرورة الأدبية تتم من خلال عمليVVتين متكVVاملتين، اختيVVار الغVVرض ثم صياغته. يمثل الغرض هنا بنية كVVبرى يمكن تقسVVيمها إلى مجموعVVة من الأجزاء تكون في شVVكل وحVVدات غرضVVية، تقسVVم كVVل وحVVدة منهVVا إلى أجVVVزاء أخVVVرى، إلى أن نصVVVل إلى الجVVVزء الVVVذي لا يتجVVVزأ، يسVVVميه

35ياكبسون، نظرية المنهج الشكلي، ص : 1175 توماشفسكي، نظرية الأغراض، نظرية المنهج الشكلي، ص : 2480 المرجع نفسه، ص : 3480 نفسه، ص : 4

4

. تنقسم هذه الحوافز –في نظVر توماشفسVكي-5''توماشفسكي'' حافزاإلى نوعين :

*حوافز مشتركة يؤدي الاستغناء عنها إلى إخلال بالبنيVVة السVVببيةللأحداث.

.6*حوافز حرة يمكن الاستغناء عنها دون أن يخل ذلك بالعمل ويVVVرى ''توماشفسVVVكي'' أن أهم مقVVVوم يحقVVVق جماليVVVة النص الحكائي هو التناسق بين مختلف الحوافز المشVVكلة للنص. ويتنVVوع هVVذا

التحفيز إلى ثلاثة أشكال: - التحفيز التأليفي : له علاقة بوظيفة الحافز داخVVل نظVVام الحكي؛

.7بحيث إن وجود إشارة ما في العمل السردي ينبغي أن يكون مبررا - التحفيز الواقعي : ويتم من خلال وجود تحفيزات تVVوهم بإمكانيVVة

.8الوقوع، مما يعطي للقارئ انطباعا بأن ما يقرأه شيء محتمل الوقوع - التحفيز الجمالي: ويعني به انتظام الحVVوافز في نسVVق متماسVVك

.9يضمن للقصة الصفة الجمالية، ويجنبها الإبتذال ب. يتمثل النص النقدي الثاني في ''كيف صيغ معطف غوغVVول؟ ''

. لن نقVف هنVا عنVد المضVامين العامVة للمقVال، ولكن يمكن10ل ''إيخنباوم'' الإشارة إلى بعض المفVVاهيم والتصVVنيفات الVVتي اعتVVبرت منطلقVVا لبنVVاء

دعائم علم السرد في ما بعد : من بين هذه التصنيفات تمييزه بين السرد الحكائي والسرد-

التمثيلي . يقول: ''إن السرد الأول يعطي انطباعVVا بأننVVا أمVVام حVVديث متسVVاو، أمVVا الثاني فيسمح لنا باستشفاف ممثل يؤديه. هكذا يصبح السرد المباشVVر تمثيلا، ولا يعود مجرد تنسيق المزحات هو ما يحدد التركيز، وإنما نظVVام

.11من التكشيرات المختلفة والحركات التلفظية الفذة''180-181نفسه، 5180 نفسه، ص : 6195 نفسه، ص : 7199 نفسه، ص : 8201نفسه، ص : 9

153 أ. يخناباوم، كيف صيغ معطف غوغول، نظرية المنهج الشكلي ، ص : 10 نفسه11

5

لا شك في أن هذه الإشارة سيعمقها النقد السردي البنيوي فيما بعد، وهذا ما يتجلى -على سVVبيل المثVVال- في حVVديث ''جVVيرار جيVVنيت''

.12عن ''الحكي التمثيلي'' و ''الحكي السردي'' - أشار ''إيخناوم'' مرات عديدة إلى طبيعة رؤية السVVارد؛ وكيVVف

أنه لا يعرف الشيء الكثير عن تفاصيل حياة الشخصيات : ''للأسف الكبير، فإننا لا يمكن أن نحدد أين يسكن الموظف الVVذي

.13أستدعاه : إن الذاكرة قد بدأت تخذلنا بقوة" يبدو من خلال مثل هذه الإشارات أن الناقVVد يتحVVدث عن الرؤيVVة السردية التي تكون فيها معلومات السارد محدودة. وهVVذا مVVا سVVيترجم

أو14لVVه فيمVVا بعVVد – في التنظVVيرات البنيويVVة- بVVV ''الرؤيVVة من الخVVارج''.15''التبئير الخارجي"

النص النقدي الثالث، الذي تمت الإشارة إليVVه في السVVابق،هVVو ، الVذي حلVل فيVه متنVا16''مورفولوجيVة الخرافVة'' لVV ''فلاديمVير بVروب''

يتكون من مائة حكاية من الحكايات الروسية العجيبة. استهل ''بروب'' مقاله بتقديم ملاحظVVات ذات طVVابع منهجي، ينتقVVد من خلالها المنهج التاريخي السائد في دراسة الخرافVVات والأسVVاطير، مبينVVا طبيعة الأخطاء والمآزق المنهجية الVVتي انتهى إليهVVا، ممVVا سVVيدعوه إلى اقتراح مقاربة جديدة في تحليل المتن المVVدروس، وهي مقاربVVة قائمVVة

على ما يسميه ب ''وظائف الشخصيات''، التي يعرفها بقوله : ''إننا نفهم من الوظيفة فعل شخصVية قVد حVدد من وجهVة نظVVر

.17دلالته في سيرورة الحبكة'' سينطلق ''بروب'' من هذا التصور لتقديم أربع ملاحظات، تشكل الركائز المنهجية للمشروع الذي قدمVVه. يمكن تقVVديم هVVذه الملاحظVVات

بالطريقة التالية :

12 G. Genette, Figures III, P : 184185نظرية المنهج الشكلي، ص : 13

14 T. Todorov, les catégories du récit littéraires, p : 14815 G. Genette, Figure III.

.1986 : 1فلاديمير بروب، مورفولوجية الخرافة، ت : إبراهيم الخطيب، ط 1635، ص: نفسه 17

6

العناصVVر الثابتVVة، والمسVVتمرة في الخرافVVة هي وظVVائف-الشخصيات.

عدد الوظائف التي تتضمنها الخرافة العجيبة محدود.-تتابع الوظائف متشابه دائما.- كل الخرافات العجيبة تنتمي فيما يتصل ببنيتهVVا إلى النمVVط-

.18نفسه وقد لاحظ ''بروب'' أن هناك إحVVدى وثلاثين وظيفVVة موزعVVة على

– الVVواهبAgresseurسبع شخصيات، وفق الترتيب التالي : المعتVVدي Donateur اعدVVVVالمس – Auxiliaire يرةVVVVالأم - PrincesseلVVVVالمرس–

Mandateur البطل - Héro البطل المزيف - Faux Héros. لكن يبقى أهم النقاد الذين استوعبوا وتجVVاوزوا في الVVوقت نفسVVه،

.M.Bakhthinميخائيل باختين" ميراث الشكلانيين الروس، هو " لاحظت "جيليVVا كريسVVتيفا" بخصVVوص"بVVاختين" أنVVه يقيم النص فيلقVVد

التاريخ وفي المجتمع، باعتبارهما نصوصا يقرأها الكاتب ويندمج فيها من. خلال إعادة كتابتها

كما يرى "بيير زيما" أن عمل ميخائيل باختين قادر على إيجاد الحل الVVتي تبVVدو عVVاجزة عن فهم-بشكل جذري للعVVداء القVVائم، بين البنيويVVة

في ضVVوء الصVVراعات السوسVVيو، والمجتمع ضمن منظور تاريخي معين عناغريبVV بVVدوي الVVذيبع الوضعي، ا وبين الماركسية ذات الط-اقتصادية

هنا يمكن أن يؤسس "بVVاختين" تصVVورإنالفكرة الشكلانية والبنيوية. .19لعلاقة بين "الأدبي" وبين "الاجتماعي" في المستوى النصي

على-إن السمة المنهجية الأساسية التي تطبVع مشVروع ''بVاختين'' حVVد تعبVVير محمVVد بVVرادة- هي ''المزاوجVVة بين تحليVVل النصVVوص، وبين

الماركسVVيةإلى تحديVVدات المصVVطلحات والمقVVولات النظريVVة اسVVتنادا المنفتحة على الألسنية والسيميائية، بهVVدف إبVVراز الطVVابع الغVVيري لVVدى الإنسان من خلال جدليVVة الفVVردي والاجتمVVاعي، هVVو مVVا يعطي لكتابVVات بVVاختين عن الروايVVة قVVVدرتها الخصVVبة على ملاحقVVة الإشVVكاليات في

.20صيرورتها وتحولاتها''36-35نفسه، ص : 18

19P.Zima, L’ambivalence Romanesque:Proust, Kafka, Musil, Le Sycomore, Paris, 1980, p :32 .

.16من تقديم محمد برادة لكتاب ميخائيل باختين، الخطاب الروائي، ص: 207

وحVVاولعلى لسانيات دوسوسVVير التزامنيVVة،لقد اعترض "باختين" كليVVة نحويVVة جامVVدة إلا حين في صورة أن يثبت أن نسق اللغة لا يظهر

ويلVVتزم ، الفاعVVل الفVVردي الVVذي يسVVتعمل اللغةمنظVVورينظVVر إليVVه من وصيرورتها التاريخية. ومع ذلك فعندما التي يجهل مصدرهابالمواضعات

حينئVVذ،يعتبر هذا النسق في منظور ما جماعيا وتكوينيVVا في الآن نفسه شVVبيهة. وليست عن أن تكون عناصVVر محايVVدةةبعيدالعلامات يتضح أن

لها طابع كما يعتقد دوسوسير؛ وإنما هي علاماتبعناصر لعبة الشطرنجإيديولوجي: إنها مرتبطة بشكل مبهم بمصالح اجتماعية. ، وهVVذا مVVا حVVاولإن هذه المصالح الاجتماعية تأخVVذ أشVVكالا خطابية

يرى بVVاختين في هVVذا "الماركسية وفلسفة اللغة".كتابه إثباته من خلال فيالإطار- أن عملية الإرسال والتلقي أو الكلام والاستماع تأتي دائما

إن ما ننطقه وما نسمعه ليس بكلمVVات ولكنVVهعين؛سياق إيديولوجي م مبتذلVVة، مفرحVVة أو قبيحVVة، مهمVVة أو أكاذيب، أشياء حسنة أو حقائق أو

معVVنى إيVVديولوجي أو محزنVVة...''فالكلمVVة محملVVة دائمVVا بمضVVمون أو واقعي، على هذه الشاكلة نفهمها ولا نستجيب إلا للكلمات التي توقVVظ

.21فينا أصداء إيديولوجية أولها علاقة بالحياة'' سيشVVيد "بVVاختين" على هVVذا المVVدخل الفلسVVفي اللغVVوي نظريتVVه حول"الحوارية" و"المونولوجيVVة" في النص الVVروائي، وقVVد اشVVتغل على روايVVات دوستويفسVVكي أساسVVا. ومن المهم الإشVVارة هنVVا إلى الفصVVل الVVذي خصصVVه لتلقيVVات وقVVراءات النقVVاد لروايVVات هVVذا الأديب. وهي قراءات لم تستطع الوصول إلى حقيقة العالم الروائي لدوستويفسكي،

أو "كليانية "totaleلأنها لم تدرك ما تتميز به رواياته من رؤية" كلية " Totalisme،لا يكون فيها المؤلف وحده هو منتج الرؤية؛ وإنما تشترك

معه فيها أغلبيVة شخصVيات النص. كمVا أن آراء الناقVVد لا تحظى بامتيVاز خاص وإنما توضع في مقابل آراء الشخصيات داخل العمل الروائي. إنها روايات ديالوجية تتسم بتعددية الأصوات والإيديولوجيات وأنماط الوعي،

.22ومستويات التفكير لقد لاحVظ بVاختين أن قVVراءات وتلقيVات النقVاد لم تسVتطع تحديVد المتكلم في روايات دوستويفسVVكي؛ لقVVد كVVانت هVVذه الروايVVات تطVVابق

ميخائيل باختين، الماركسية وفلسفة اللغة، ترجمة:محمد البكري ويمنى العيد، منشورات 2193،ص:1986:1توبقال للنشر، البيضاء، ط

9المرجع نفسه، ص: 228

كلام المؤلVVف بكلام الشخصVVيات الVVتي كVVان يتقمصVVها، في إطVVار مبVVدأالحوارية. وقد حدد باختين لهذه الحوارية ثلاثة مستويات أساسية:

- التهجين.- تعالق اللغات القائم على الحوار.

.23- الحوارات الخالصة'' لاشك في أن هناك صعوبة في تحديVVد دلالات هVVذه المفVVاهيم، وقVVد أشار ''باختين'' نفسه إلى تشابك هذه الأنماط باستمرار داخVVل النسVVيج

الأدبي. ما هو التهجين؟ التهجين ''مزج بين لغتين اجتماعيتين داخل ملفوظ واحد وهو أيضVVا التقاء وعيين لسانيين مفصولين بحقبة زمنية، وبفارق اجتماعي، أوبهمVVا

.24معا، داخل ساحة ذلك الملفوظ'' من مميزات التهجين أن يكون هناك على الأقVVل صVVوتان لغويVVان أو وعيان حاضران معا إلزاميا في ملفوظ واحVد، لأن هنVاك أشVكالا أخVرى

من الحوارية لا يشترط فيها حضور إزدواجي مباشر للغتين. ولكي نوضح هذا الأمر –متفادين النقص الحاصل في تقديم النماذج الحية عند باختين أثناء صياغته لأفكاره- نعطي مثالا مستمدا من أفضVVل النماذج التي كان يراها الناقد نفسه معبرة عن الرواية الحوارية؛ يتعلVVق الأمر برواية "الفقراء" ل "دوستويفسكي". حيث يتم المزج بين صوتين أو لغتين أو موقفين ومن خلالهما تتم صياغة هجنة لغوية يكون لها دلالة معينة في سياق العمل الروائي بأكمله. وأفضل مثال يمكن تقديمVVه في هذا السياق ما ورد في رسالة وجهها بطل الروايVVة "مكVVار دوفيشVVكين"

إلى صديقه "فرفارا ألكسفينا": "مVVVتى تكفين عن تعVVVذيب نفسVVVك هVVVذا لتعVVVذيب بVVVدون رادع، ألا تخجلين؟ هلا عقلت يا ملاكي الصغير؟ كيVVف يمكن أن تVVدور في رأسVVك خواطر كهذه الخواطر؟ ما أنت مريضة يا روحي، ما أنت بمريضة قVVط، بالعكس، أؤكد لك أنك كالزهرة نضارة وتفتحا. صحيح أنك شVVاحبة بعض

الرباط،ميخائيل باختين، الخطاب الروائي، ترجمة: محمد برادة، دار الأمان للنشر والتوزيع، 23.108، ص: 1987: 1ط

108المرجع نفسه، ص: 249

الشحوب، ولكنVك كVالزهرة نضVارة مVع ذلVك. ثم مVا قصVة تلVك الأحلام والرؤى التي تسترسلين فيها؟ دعي عنك هVVذه السVخافات، يVا يمVامتي، ولا تفكري فيهVVا بعVVد الآن قVVط، هVVل تفهمين، لمVVاذا أسترسVVل في هVVذه الأحلام؟ هVVل تVVرين أني أحلم؟ هVVل تVVرين أن لي رؤى كتلVVك الVVرؤى؟

! هلا اقتديت بي، إنني أعيش حياة هادئة. أنام نوما مريحا وأتمتVVعأجيبيبصحة جيدة، ذلك شيء يسر قلبي يا عزيزتي"

من الملاحVVظ أن المقطVVع السVVردي السVVابق قVVد تمت صVVياغته بطريقة حوارية، إلا أنه ليس حوارا بين شخصVVين حاضVVرين من الناحيVVة الواقعية، لكن، بين لغتين أو وعيين حاضVVرين بواسVVطة التهجين اللغVVوي

"مكار دوفيشكين". لVVذلك يتVVبينضمن ملفوظ واحد، هو ملفوظ البطل ة؛ ممثلVVة في لغVVة "فرفVVارا ألكسVVفينا"؛ وهي VVة مشخصVVاك لغVVأن هن الصديقة الغائبة بجسدها ولكنها حاضرة بوعيها؛ من خلال لغتها الخاصة،

التي تنقلها اللغة المشخصة: عنVVدما يقVVول "مكVVار دوفيشVVكين": مVVا أنت بمريضVVة يVVا ملاكي الصغير، يفرض صوت لغVVوي آخVVر نفسVVه داخVVل الملفVVوظ، وهVVو صVVوت الصديقة التي تقول: أنا مريضة. وعندما يقVVول "مكVVار دوفيشVVكين": مVVا قصة تلك الرؤى والأحلام التي تسترسلين فيها؟ فإننVVا نVVدرك بأنهVVا رؤى وأحلام صVVديقته الVVتي سVVبق أن عVVبرت عنهVVا سVVابقا..وهكVVذا يمكن أن نمضVVي في تحليVVل الملفVVوظ إلى آخVVره، لنكتشVVف أن وراء رؤيVVتين مختلفVVتين للعVVالم: رؤيVVة تبVVدو متشVVائمة؛ تصVVدر عن الصVVديقة "فرفVVارا ألكسفينا"، وأخرى متفائلة تعبر عنها "مكVVار دوفيشVكين". وكلا الوعVيين

.25تم التعبير عنهما بواسطة التهجين في ملفوظ واحد أما "تعالق اللغات القائم على الحوار'' فيسميه تسمية أخVVرى وهي

''إضاءة متبادلة".ويعرف هذا النمط، بالمقارنة مع المفهوم الأول بقوله:

''إن الإضVVاءة المتبادلVVة المصVVاغة في حVVوار داخلي )كVVذا(، الVVتي تنجزها الأنساق اللسانية في مجملها، تتميز عن التهجين بمعناه الخاص. ففي الإضاءة المتبادلة لا يكون هناك توحيد مباشر للغتين داخل ملفوظ واحد، وإنما هي لغة واحدة محينة وملفوظة، إلا أنها مقدمة على ضVVوء

25 : ) البيضاء ) الدار ، سال دراسات منشورات نظري مدخل الرواية أسلوبية لحمداني، 87-86حميد

10

]كذا[ اللغة الأخرى. وهذه اللغة الثانية تظل خVVارج الملفVVوظ ولا تتحين.26أبدا''

لتوضيح هذه الجVVوانب نأخVVذ المثVVال التVVالي من روايVVة "زمن بينالولادة والحلم" لأحمد المديني:

"..ووقف الرجل، وأوقف، وبكى واستبكى، وكان موقفVVا جليلا مهيبا. سيرفع الكرب، يرخى اللجام، ترفع عقيرة مولانا الإمVVام..وبخ بخ:غ لي، وعن غت، ولقVVد أبلغت، وبل غت فيمVVا بل بلغVVني، فيمVVا بلغVVني، وبل السلف الصالح، وغار حراء، وبحار المعرفة السVVبع، وصVVلنا أنVVه يVVا سVVيد الرجال، لا بد من.. )ويغضى من مهابته(.. لا بد من بنVVاء من حديVVد على

الجدران، فتنفس القوم الصعداء..عداء..داء" تظهVVر في هVVذا النص لغVVة القVVدماء بشVVكل مباشVVر. وعي تعVVبر عن إيديولوجيا، أو موقف. لكنها محينة؛ إذ تعرض أمامنا بشVVكل جديVVد وآني. ولا يمكن تحيين اللغة إلا من خلال صوت آخر أو لغة أخرى. هVVذه اللغVVة الواصفة غير ظاهرة في المثال بشكل مباشر وملموس، إلا أنهVVا قابعVVة خلVVف اللغVVة الموصVVوفة؛ من خلال علامVVات وجودهVVا في صVVورة اللغVVة المشخصVVة، في التكVVثيف، والتصVVديع. لVVذلك تبVVدو اللغVVة المنقولVVة إلينVVا

.27مركبة من مصادر متنوعة، وخاضعة لعلاقات اعتباطية أما النمط الثالث، الذي سماه ''الحوارات الخالصVVة''، فلا يقVVدم لVVه تعريفا مباشرا، لكن يبدو من خلال سياق الحديث أنVVه يقصVVد بVVه حVVوار

الشخصيات بينها داخل الحكي. مفهVVوم هVVو محاولVVة نقل، هVVذه بVVاختينإن أهم مظهر لوجهVVة نظر

لذلكلمجتمع كما حدده ماركس إلى المستوى اللساني.ا داخلالصراع ،فالنظرية الباختينية لا تتعارض فقط مVVع لسVVانيات دوسوسVVير التزامنية

التواصل اللساني التي تمVVيزالوظيفية في نظريات الولكن أيضا مع كل بين مختلف أنماط الخطابات المتعايشة داخل مجتمع معين دون ربطهVVا

.28المختلفةبالمصالح المتعارضة للجماعات

.110 نفسه، ص: 2627 : ص نظري، مدخل الرواية أسلوبية لحمداني، .89حميد

28P.Zima, L'ambivalence Romanesque, p:44 11

من هذا المنظور سVيدعو "ميخائيVل بVاختين" إلى أسVVلوبية جديVدة، وذلك ضمن كتابVVه "أسVVلوبية الروايVVة". يسVVتهل "بVVاختين" كتابVVه بتمهيVVد ينتقد فيه ما يسميه "الدراسات الأسلوبية التقليديVVة"، لكونهVVا لا تVVراعي

خصوصية الأنواع الأدبية. يقول: "لقVVد كVVانت الروايVVة، أمVVدا طVVويلا، موضVVوعا لتحليلات إيديولوجيVVة بطريقة تجريبية )....( وكان خطVVاب النVVثر الأدبي معتVVبرا وكأنVVه خطVVاب شVVعري بVVالمعنى الضVVيق، فكVVان يطبVVق عليVVه، بVVدون أي حس نقVVدي، مقولات الأسلوبية التقليدية )المرتكزة على دراسة الوجVVوه البلاغيVVة( أو أنه كان يقع الاكتفاء بمصVVطلحات جوفVVاء لتوصVVيف الخصVVائص الممVVيزة للغة: كانوا يتحدثون عن "تعبيراتهVVا" وعن "صVVرامتها" وعن "سلاسVVتها"

.29بدون أن يعطى لهذه المفهومات أي معنى أسلوبي محدد" إن الدراسات الأسلوبية الروائية -في نظر بVVاختين- إمVVا أنهVVا تVVاهت وسط الأوصاف اللسانية للغة الروائيVVة، وإمVVا أنVه اكتفت بVإبراز عناصVVر أسلوبية قادرة على الإنVVدماج ضVVمن المقVVولات التقليديVVة للأسVVلوب. إن الرواية ظاهرة متعددة الأسلوب، ويمكن أن نعثر داخلهVا على مجموعVVة من الوحدات الأسلوبية اللامتجانسة، فبالإضVVافة إلى الخطVVاب المباشVVر للكاتب، المتمثل في "السرد الأدبي"، نجد وحVVدات أسVVلوبية أخVVرى من مصادر متنوعة. وقد حدد باختين مجموع الوحدات الأسلوبية التي تلتقي

عادة في الرواية، في ما يلي:السرد المباشر، وهو الخطاب الخاص بالمؤلف-السرد الشفوي التقليدي -السرد المكتوب: الرسائل المذكرات الخاصة ...إلخ.- أشكال أدبية متنوعة من خطاب الكاتب، لا تVVدخل في إطVVار-

الفن الأدبي مثVVل كتابVVات أخلاقيVVة وفلسVVفية، اسVVتطرادات عالمة، خطب بلاغية، أوصاف إثنوغرافية عVVروض مختصVVرة،

وهلم جرا. 30خطابات الشخوص الروائية المفردة أسلوبيا-

ميخائيل باختين، الخطاب الروائي، ترجمة وتقديم: محمد برادة، دار الأمان للنشر والتوزيع،29. 31، ص: 1987، 2ط

..32 المرجع نفسه، ص: 3012

تتلاحم هذه العناصVVر في الخطVVاب الVVروائي لتكVVون "الوحVVدة الأسVVلوبية.31العليا للرواية"

إن دراسة أسلوب الرواية لا يتم من خلال تناول الوحدات المشار إليها سابقا بشكل جVVزئي، بVVل لابVVد من تناولهVVا في إطVVار الوحVVدة الأسVVلوبية العليا. وهذا ما حاول تطبيقه، من خلال تناوله لروايVVات دوستويفسVVكي. فقد وجد أن أعمVال نصVوص تتقVاطع فيهVا لغVات أو"أصVوات" متعVددة، على عكس الروايVVVة المونولوجيVVVة. لكنVVVه كVVVان يعمVVVل على "أسVVVلبة"

StylisationدVق واحVعها لنسVهذه الوحدات الأسلوبية الصغرى، ويخض يتمثل في الوحدة العليا للأسلوب.

إذا كان مVVا طرحVVه بVVاختين ''يمثVVل في تVVاريخ نظريVVات الروايVVة - على حد تعبVير 'فلاديمVير كريVز32قطيعة إبستمولوجية لا جدال حولها''

نسكي'' - فإن آراءه ستتناسل فيما بعد في نظريات نقدية أخرى ممVVاسيؤدي إلى ظهور مقاربات جديدة.

عبر مجموعVVة منالامتداد،سيكتب لهذا التوجه العلمي الاستمرار و الVVتي يمكن اعتبارهVVا نسVVخا من الحلقVVة الأم،الحلقات البحثية والعلمية

في روسVVيا، كمVVا سVVيكتب للإرث الشVVكلاني أن يحي حيVVاة جديVVدة، بVVل سيقوم هكذاسيشكل فاعلا أساسيا في انعطافات ابستمولوجية كبرى.

الناقVVد الفرنسVVي تزفتVVان تVVودوروف – فيمVVا بعVVد- بترجمVVة هVVذا الإرث الشكلاني إلى اللغة الفرنسية في كتVVاب تحت عنVVوان ''نظريVVة الأدب''

« Théorie de la littérature »وسينضاف هذا الإرث إلى رافدين آخرين ، سيتشكل منهما جميعا ما يسمى بالمدرسة البنيويVVة. يتمثVVل أولهمVVا في

.FأبحVVاث فردينانVVد دوسوسVVير de. Saussure33اثVVا في أبحVVوثانيهم ، .Cكلودلفي ستراوس L. StrawssاتVVول بعض المجتمعVا حVالتي أنجزه

Les »البدائيVVVة، مثVVVل كتابVVVه ''البVVVنى الأوليVVVة للقرابVVVة structures élémentaires de la parenté ..

.32 المرجع نفسه، ص: 3132 W. krysinski: Carrefours des signes, Essais sur le Roman Moderne,

Mouton, Paris, 1981.11نقلا عن تقديم محمد برادة لكتاب ميخائيل باختين: الخطاب الروائي، ص:

33 F. De Saussure, Cours de linguistique générale, publié par charles Bally et les autres, Payot, Paris.

13

لسنا معنيين هنا بالوقوف عند الإنجازات المختلفة للبنيوية، ولكن يمكن الوقوف –بشكل خاص- عند الإسهامات المتصVVلة بالسVرد، أي مVVا

". أمVVاNarratologieأصبح يترجم له في النقد المعاصر بVVV ''علم السVVرد المبVVاحث الVتي يمكن تناولهVا في هVVذا الإطVار فهي : الشخصVية-الرؤيVة السردية- الزمن-الفضاء، خاصة أن هVVذه المقVVولات من أكVVثر المفVVاهيم البنيوية حضورا في النقد المغVVربي الVVذي يسVVتوحي الكشVVوفات التقنيVVة

البنيوية .

السرديات البنيوية-2

14

لا شك في أن الدراسات الVVتي أنجزهVVا الشVVكلانيون الVVروس قVVد فتحت أبوابا جديدة للنقد السردي الحديث. وقVVد ذكVVر ناقVVد مغVVربي أن ''دراسة الحوافز من طرف الشكلانيين تعتبر بداية حقيقية لدراسة بنيVVة

. كما أن ''دراسة الحكايVة الخرافيVة فتحت طريقVا34الحكي بشكل عام'' منهجيا جديدا -استفاد منه النقVVد الVVروائي- يعتمVVد أساسVVا على الوصVVف الVVدقيق لبنيVVات الحكي الداخليVVة ومحاولVVة كشVVف العلاقVVات التركيبيVVة

.35والمنطقية القائمة بينها'' سيقوم الناقد الفرنسي تزفتVVان تVVودوروف - فيمVVا بعVVد- بترجمVVة هVVذا الإرث الشVVكلاني إلى اللغVVة الفرنسVVية في كتVVاب تحت عنVVوان

Théorie »''نظرية الأدب'' de la littérature »ذا الإرثVVوسينضاف ه ، إلى رافدين آخرين سيتشكل منها جميعا ما يسVVمى بالمدرسVVة البنيويVة.

، وثانيهمVاF. de. Saussure36يتمثل أولهما في أبحاث فرديناند دوسوسير .Cفي أبحاث كلودلفي سVVتراوس L. Strawssول بعضVVا حVVتي أنجزهVVال

Les »المجتمعات البدائية، مثل كتابه ''البنى الأولية للقرابVVة structures élémentaires de la parenté .

لسنا معنيين هنا بالوقوف عند الإنجازات المختلفة للبنيوية، ولكن يمكن الوقوف - بشكل خاص- عند الإسهامات المتصلة بالسVVرد، أي مVVا

".Narratologieأصبح يترجم له في النقد المعاصر بV ''علم السرد أما المباحث التي يمكن تناولها في هذا الإطVVار فهي: الشخصVVية- الرؤيVVة السVVردية- الVVزمن-الفضVVاء، خاصVVة أن هVVذه المقVVولات من أكVVثر المفاهيم البنيوية حضورا في النقد المغربي الذي يسVVتوحي الكشVVوفات

التقنية البنيوية.

بنية الشخصية: تعتبر الشخصية الفنية من أكثر المقولات الحكائيVVة إثVVارة للجVVدل والنقVVاش. ومن ثم لم يكن غريبVVا أن تشVVكل مجVVال اهتمVVام كVVل من

د. حميد لحمداني، بنية النص السردي )من منظور النقد الأدبي(، المركز الثقافي للطباعة3423، ص : 1991 : 1والنشر، ط

20 نفسه، ص : 3536 F. De Saussure, Cours de linguistique générale, publié par charles Bally et les autres, Payot, Paris.

15

. يرجVVع هVVذا37البVVاحث الاجتمVVاعي والمحلVVل النفسVVي والناقVVد البVVنيوي الاهتمVVام - بالدرجVVة الأولى- إلى مركزيتهVVا في البنVVاء الحكVVائي. يقVVول تVVودوروف : ''يبVVدو لنVVا أن الشخصVVية تلعب دورا من الدرجVVة الأولى،

.38وانطلاقا منها تنتظم العناصر الأخرى للحكي'' لقد كان التصور التقليدي لا يميز بين ''الشخص الحقيقي'' و''الشخصية الفنية''. لذلك كان الجهد التنظيري للنقد البنيوي يهدف إلى التمييز بين المفهومVVيين: ''الشخصVVية الفنيVVة'' باعتبارهVVا كائنVVا وهميVVا قائمVVا على المستوى اللغوي النصي، و''الشVVخص الحقيقي'' باعتبVVاره كائنVVا حقيقيVVا

. استتبع هVVذا التميVVيز التفكVVير في صVياغة أدوات إجرائيVVة39من لحم ودم تخلص الشخصية من مفهومها الإحVVالي المVVرجعي، وتركVVز على طابعهVVا

الوظيفي داخل النص. يقول الناقد الفرنسي ''رولان بارت'' : ''إن التحليل البنيوي الحريص على عدم تحديد الشخصية بجVVوهر نفسVVي، قVVد سVVعى لحVVد الآن، ومن خلال فرضVVيات مختلفVVة )...( إلى

.40تعريف الشخصية لا ككيان، بل كعنصر مساهم'' من هنا لم يعد ينظر إلى الشخصيات بوصفها كيانا )نفسVVيا، اجتماعيVVا أو إنسVVانيا(، بVVل أصVVبحت الشخصVVية مجVVرد دور يVVؤدى. لVVذلك ظهVVرت المقاربات البنيويVة الVتي اسVتبدلت مفهVوم الشخصVية بVأدوات إجرائيVVة

أخرى مثل :.A.J- العوامل لV ''غريماس Greimasد منVVذا الناقVVانطلق ه : ''

''النمVVوذج الVVوظيفي'' الVVذي وضVVعه ''بVVروب'' ليؤسVVس تصVVورا جديVVداModèleلمقاربVVة الحكي، سVVماه ''النمVVوذج العVVاملي'' ActantielذيVVال ،

يخVVتزل الأدوار في نمVVوذج سداسVVي، يتمثVVل في : المرسVVل - المرسVVل.41إليه- المساعد- المعاكس- الذات-الموضوع

.R- الأفعال لV ''رولان بVارت'' BarthesعVو وضVوان ''نحVتحت عن : بVVنيوي للشخصVVيات''، يVVدعو رولان بVVارت إلى تصVVور جديVVد ينظVVر إلى

37 Vيمكن الرجوع في هذا الإطار إلى تقديم عبد الفتاح كيليطو لترجمة سعيد بنكراد ل 5، ص : 1990''سيميولوجية الشخصيات الروائية''، فيليب هامون، دار الكلام، الرباط

38 T. Todorov : les catégories du récit littéraire, in communication 8 , p : 138.يمكن مراجعة هذه النقطة في الكتابات التالية : 39

- R. Barthes, Introduction à l’analyse structurale du récit , p : 2140 R. Barthes, Introduction à l’analyse structurale des récits, p : 2241 A. J. Greimas, sémantique structurale, recherche de méthode, Larousse 1966, p : 181

16

الشخصية بوصفها عنصرا فVVاعلا في الأحVVداث، وليس باعتبارهVVا جVVوهرا نفسيا أو اجتماعيا. وهVVو هنVVا يسVVتفيد من مختلVVف الفرضVVيات المنهجيVVة

.42التي وضعها النقاد الذين تناولوا الموضوع قبله قام ''تودوروف'' في الإطار نفسه بدراسة علاقات الشخصVVيات مVVع بعضVVها بواسVVطة مVVا يسVVميه المحمVVولات القاعديVVة وقواعVVد الفعVVل

.43والاشتقاق.C- النمVVوذج المنطقي لVVV ''كلVVود بريمVVون'' BremondوVVوه : ''

نموذج يقوم على منطقية العلاقة الرابطة بين مختلف الأفعال من خلال نمطين متعارضVVVين، تتطVVVور بواسVVVطتهما كVVVل عمليVVVة سVVVردية، همVVVا

.44"التحسين" و"الانحطاط"

بنية الرؤية السردية : يقVVول ''تVودوروف'' : حينمVا نقVرأ عملا تخييليVا، فإنVه لا يكVVون لنVا إدراك مباشر للحوادث الموصوفة، بل ندرك إلى جانبهVVا - ولVVو بطريقVVة

.45مختلفة- إدراك السارد لها'' وقد تعددت الاصطلاحات التي قدمت لهVVذه التقنيVVة السVVردية في النقVVد

....إلخ.46البنيوي: وجهة النظر- مظاهر السرد-أشكال التبئير ونعرض هنا للتصنيف الذي قدمه ''تودوروف''، حيث ميز بين ثلاثة

أنماط من الرؤى السردية : Vision الشخصVVية )الرؤيVVة من الخلVVف : >السVVارد - par derrièreيةVVداث من الشخصVVة بالأحVVثر معرفVVارد أكVVون السVVحيث يك :) .47الروائية

42 R. Barthes, l’introduction à l’analyse structurale des récits, p : 22-23.43 T. Todorov, les catégories du récit littéraire, p : 129. 44 C. Bremond, Logique du récit seuil 1973.45 T. Todorov, les catégories du récits littéraired, p : 147

يمكن الرجوع هنا إلى كتاب نظرية السرد من وجهة النظر إلى التبئير- ترجمة : ناجي 46.1989 : 1مصطفى، منشورات الحوار الأكاديمي والجامعي، ط

47 T. Todorov, les catégories du récit littéraire p : 147.

17

VisionالسVVارد = الشخصVVية )الرؤيVVة مVVع: - avecونVVتك :) معرفة السارد- في هذه الحالVVة- على قVVدر معرفVVة الشخصVVية. فهVVو لا

.48يقدم تفسيرا للأحداث قبل أن تكتشفها الشخصيات (:Vision du dehors الشخصية )الرؤية من الخارج <السارد-

تكون معرفة السارد في هذه الحالة أقVVل من معرفVVة أي شخصVVية من.49الشخصيات. إنه يكتفي فقط بتقديم ما يراه الآخرون ويسمعونه

بنية الزمن : أثار النقVاد البVنيويون عVدة قضVايا متصVلة بهVذه البنيVة الحكائيVة.

وسأكتفي هنا بتقديم تلخيص لأهم هذه القضايا: لقVVد سVVبقت الإشVVارة إلى تميVVيز الشVVكلانيين الVVروس بين المتن والمبنى الحكائيين. وقد استثمر البVVنيويون هVVذا التصVVنيف على مسVVتوى دراسة بنية الزمن؛ وإن عبروا عن ذلك بصيغ أخVVرى، مثVVل ''المفارقVVات

Lesالسردية'' Anachronie Narrativeا فيVVات إمVVذه المفارقVVون هVVتك . لأحVداث لاحقVة، أو في شVكل ''اسVترجاعات50شكل ''استباقات زمنية''

L’ordre لأحداث ماضية. هذا على مستوى ''الترتيب الزمVVني : 51زمنية''temporel."

Laأما على مستوى ''المدة duréeنيويونVVفقد تطرق النقاد الب '' إلى اختلاف مقاطع الحكي من حيث سرعة السVVرد أو بطVVؤه. وأشVVاروا

إلى أربع مقولات حكائية لقياس هذه السرعة، هي : : حيث يتم عرض أحداث يفترض أنها دامتSommaire- الخلاصة

عVVدة أيVVام، أو أسVVابيع أو سVVنوات ...في صVVفحات قليلVVة، بحيث يشVVعر.52القارئ أن مدة المحكي عنه لا تناسب حجم الحكي

: حيث يقوم السارد بتعطيل السVVرد، ليفسVVحPause- الاستراحة .53المجال لوصف المكان ومؤثثاته أو وصف الشخصيات ....إلخ

48 Ibid, p : 148.49 Ibid.50 G. Genette, Figure III, Seuil 1976, P : 8151 Ibid, p : 82.52 Ibid, p : 130.53 Ibid, p : 133.

18

: ويتمثل في فترات زمنية يتجاوزها السرد؛ يكونEllipse- القطع ''قطعا محددا'' حين يشVير السVارد إلى مVVدة زمنيVVة معينVVة، وقVVد يكVVون

.54''قطعا غير محدد'' عندما لا يحدد المدة : حيث يتسVVاوى زمن السVVرد مVVع زمن القصVVة،Scène- المشVVهد

.55ويكون ذلك - على الخصوص- في المشاهد الحوارية بينة الفضاء :

.J.PأشVVVار البVVVاحث الفرنسVVVي ''جVVVون بيVVVير جولدانسVVVتين : GoldensteinروائيVVد56" إلى ندرة الدراسات التي تناولت الفضاء الVVوق .

قدم هذا المكVVون الحكVVائي -في الخطVVاب البVVنيوي- من خلال تصVVوراتمتباينة: الفضاء النصي- الفضاء الدلالي- الفضاء الجغرافي.....

.Jفقد بحث ''جون أيف تادييه Y. Tâdié''يVVاء النصVVفي ''الفض " . كمVVا57وتحVVدث عن ''طريقVVة تنظيم البيVVاض والسVVواد على الصVVفحة''

فصل ''ميشيل بوتور'' الحديث في هذا النوع من الفضVVاء في مظVVاهره المختلفVVVة؛ فتحVVVدث عن الكتابVVVة الأفقيVVVة والعموديVVVة وعن الفهVVVارس

.58والهوامش، وألواح الكتابة والتأطير والصفحة ضمن الصفحة..إلخ كما درس ''جيرار جينيت'' ما سماه ''الفضVVاء الVVدلالي''، وأوضVVح أن هذا النوع من الفضVVاء امتVVداد دلالي للغVVة الأدبيVVة بشVVكل عVVام، إنVVه

فضاء الصورة: ''إن الصورة هي في الوقت نفسه الشكل الذي يتخVVذه الفضVVاء، وهي الشيء الذي تهب اللغة نفسVVها لVVه، بVVل إنهVVا رمVVز فضVVائية اللغVVة

.59الأدبية في علاقتها مع المعنى'' ومن أجل الوعي بالقيمة الوظيفية للفضاء في النصوص الحكائية

يعرض ''كولدانستاين'' ثلاثة محاور أساسية :

54 Ibid, p : 139.55 Ibid, p : 141.56 J.P. Goldenstein : pour lire le Roman, p : 101.57 J. Y. Tadié, le récit poétique, P.U.F , Paris 1978, p : 47

ميشيل بوتور، بحوث في الرواية الجديدة، ترجمة : فريد أنطونيوس، منشورات عويدات، 58125. ص : 1971 : 1ط

59 G. Genette, Figures II, P : 47.

19

.62- وظائف الفضاء61- طريقة تقديم الفضاء60جغرافية الفضاء تم من خلال ما سبق تقديم نظرية السرد، من وجهة نظر النقVVد البنيوي. وقد اكتفينا- في هذا الإطار- بتقديم المفاصVVل الأساسVVية لهVVذهالنظرية، مع الإحالة على المصادر المنهجية المفصلة للمادة المعروضة.

سرديات ما بعد البنيوية:- 3 يمكن التعريف –في البداية – بالمحاولات التي استهدفت الربVVط

. لا بVVأس من التنبيVVهالدراسات اللغوية الحديثة وعلم النفسبين هنا على أن هVVذا التعريVVف يتجVVاوز مVVا قدمتVVه نظريVVة التحليVVل النفسVVي الفرويVVدي؛ لأن التركVVيز سVVيكون هنVVا على الدراسVVات الVتي اهتمت بمVا يمكن تسVVVميته ''نفسVVVانية النص''، ولا شVVVك في أن هVVVذا النVVVوع من الدراسات كان ثمرة التواصل الذي تم بين ''البنيويVVة'' و''علم النفس''.

، الVVذي كVVانت تحليلاتVVه ذات طVVابع63هVVذا أمVVر لم يتحقVVق عنVVد فرويدبيوغرافي بالأساس. وقد قال عنه ''تودوروف'' بحق :

''لقVVد أنجVVز فرويVVد دراسVVات للأعمVVال الأدبيVVة، وهي دراسVVات لا ينبغي نسبتها للأدب، ولكن للتحليل النفسي. والعلوم الإنسVVانية الأخVVرى يمكن أن تستفيد من الأدب كمادة أولية من أجVVل تحليلاتهVVا، وفي حالVVة ما إذا كانت تلك الأبحاث جيVVدة فإنهVVا سVVتؤلف جVVزءا من العلم المعVVني

.64وليس وثيقة أدبية''

la يمكن الوقوف –في البداية- عند أطروحVVة ''النقVVد النفسVVاني:

psychocritique : ورونVVارل مVVش'' VVVل '' Charles MauronدمVVذي قVVال ،"

60 J.P. Goldeinsteinn, pour lire le roman, p : 8961 Ibid, p : 91.62 Ibid, P : 96

63 '' '' '' جنسن '' ولهلم Vل غراديفا لرواية تحليله هنا للنص W. Gensonنستثني داخليا تحليلا أنجز حيث ، : . فرويد، أنظر الشخصية وأسراره وعقده النفسية، وأمراضه المبدع، بحياة ربطه دون المدروس

: ط والنشر، للطباعة الطليعة دار طرابيشي، جورج تر الفن، في والأحلام :1978 : 1الهذيان ص ، 83.

64 T. Todorov, Qu’est ce que le structuralisme ? p : 104

20

مشVVVروعه في كتVVVاب تحت عنVVVوان : ''من المجVVVازات الحصVVVرية إلى.65الأسطورة الشخصية''

لقد كان هدف "مورون'' من خلال كتابه هذا تقVVديم بVVديل نقVVدي يمكن من تجاوز المأزق الذي وقع فيه النقد النفسVVي الفرويVVدي، وذلVVك حينما حول النقد الأدبي إلى ''علم سVVريري'' يعVVنى بVVالجوانب المرضVVية في شخصية المبدع، مVVع إهمVVال للنص المVVدروس. وهVVذا مVVا نبهت إليVVه

'' في تقديمها لمنهج ''مورون'' : A. Clancier''آن كلانسيير

''يعتقVVد شVVارل مVVورون أن الإبVVداع الفVVني تحكمVVه متغVVيرات لهVVا تأثير : الوسط وتاريخه، شخصية المبدع وتاريخها، اللغة وتاريخها. يتقيVVد النقد النفساني بدراسة جزء من المجموعة الثانية : الشخصية اللاواعية

.66للمبدع''

إن الهدف من دراسة الشخصية اللاواعية هVVو تحديVVد مVVا يسVVميه ''مورون'' الأسطورة الشخصية للمبدع. وما يعنيه بالأسطورة الشخصية هي مجموعVVة من الخصVVائص الدفينVVة في لا شVVعور المبVVدع. وهي في

Imageنظره حقيقة داخلية لا يعVVرف عنهVVا الVVوعي إلا صVVورة شاشVVوية

Ecran67.

إلى هنا لا يكون ''شارل مورون'' قد أضاف جديVVدا بالقيVVاس إلى ما طرحه فرويد في نظرية التحليل النفسي للأدب. لكن، الجديVVد الVVذي جاء به ''مورون'' يتمثل في ''منهج'' الوصول إلى الأسطورة الشخصVVيةللمبدع. فما هي المراحل التي يقترحها للوصول إلى هذه الأسطورة؟

يتم ذلك من خلال الخطوات التالية : 65 CH. Mauron, Des métaphores obsédantes au mythe personnel, introduction à la psychocritique, josé Corti, 1972.66 A. Clancier, Psychanalyse et critique littéraire, pivat nouvelle, 1973, p : 192.67 Ibid, p : 193.

21

- تنضVVVيد النصVVVوص، وذلVVVك اعتمVVVادا على تحديVVVد شVVVبكة من''التداعيات'' الملحة، التي تتبدى في شكل صور تحيل على اللاوعي.

- إعVVادة تVركيب هVVذه الصVVور، من خلال تحديVVد طريقVVة انتظامهVاداخل النص.

- البحث عن الأسVVVطورة الشخصVVVية للمبVVVدع؛ ذلVVVك أن الVVVتركيب السVVابق يوقVVف على عناصVVر متماثلVVة تكVVون شVVبكة دلاليVVة، تحيVVل على

الأسطورة الشخصية للمبدع.

- تقويم النتائج المحصل عليها، مع ربط ذلك بالإبVVداعات الأخVVرى للمؤلف، مما من شأنه أن يؤكد وجود الأسطورة الشخصية التي تحدث

.عنها الناقد

بهذا يمكن القول إن ''شVVارل مVVورون'' قVVد حVVاول – في الVVوقت نفسه- استيعاب وتجVVاوز التحليVVل النفسVVي الفرويVVدي. وعمومVVا يلاحVVظ وجود خلفيVVة ''ألسVVنية'' تحكم هVVذه القVVراءة النقديVVة، ويتجلى ذلVVك في تركVVيزه على النص في اسVVتخلاص مVVا يسVVميه ''الأسVVطورة الشخصVVية

للمبدع''.

ومن المحVVاولات الVVتي يمكن إدراجهVVا في هVVذه الإطVVار أيضVVا مVVا.Jقدمه ''جاك لاكان : Lacan "في ''كتاباته "Ecrits68''انVلقد كان ''لاك .

واحدا من تلامVVذة ''فرويVVد'' . و حVVاول إعVVادة صVVياغة مقVVولات التحليVVلالنفسي الفرويدي، اعتمادا على مفاهيم ''علم الألسنية''.

68 J. Lacan, Ecrits, I, II, éd seuil 1966 '' بطريقة* '' النفسي التحليل نظرية ببتبسيط قاموا الذين أحد هو فينيكل السيد أن يبدو

مدرسسة.22

لقد أشار ''لاكان'' –في مواضع عدة من كتابVVه- إلى أن دراسVVته هVVذه ليس فيهVVا جVVدة، وأن هدفVVه هVVو إبVVراز أصVVالة التحليVVل النفسVVي

.69الفرويدي

ورغم إصVVراره على نفي طVVابع الجVVدة عن خطابVVه، فإنVVه يمكن القول مع أحد الدارسين : إن ''خطاب لاكان لا يشكل مجرد عودة بريئة إلى الكتابات الفرويدية، بل يشكل تفسيرا لهذه الكتابVVات، وهVVو تفسVVير ما كان من الممكن إنجازه دون اللجوء إلى مفاهيم خاصة بعلم برز في

.70بداية هذا القرن عنينا بذلك الألسنية''

Vيرة لVVة كبVVد أولى عنايVVد" قVVا إلى أن "فرويVVارة هنVVدر الإشVVوتج ''الأحلام'' باعتبارهVVا ''الطريVVق الملكي إلى اللاوعي'' على حVVد تعبVVيره. وقد ميز بين المضمون ''الظاهر'' للحلم، ويتمثل في أحداث الحلم كمVVا يتذكرها الحالم، والمضمون ''الكVVامن''، الVVذي يقصVVد بVVه المعVVنى الVVذي يتوصل إليه المحلل وهو يفسر الحلم. هذا المعنى لا يمكن الوصول إليه بطريقة مباشرة بسبب الأقنعة والحواجز التي يخضع لهVVا، وتتمثVVل في : التكثيف-النقل- التمثيل التصويري-الرمزية...إلخ. إن الحلم بهذا المعVVنى له بعVVد رمVVزي، وهVVذا هVVو مجVVال اهتمVVام ''لاكVVان''؛ أي الأبعVVاد الرمزيVVة

لمنتجات اللاوعي.

ويمكن الوقوف هنا على الخصVVوص عنVVد الفصVVل الVVذي خصصVVه .E.A.POEلدراسVVة قصVVة ''الرسVVالة المسVVروقة'' لVVV ''إدكVVار ألان بVVو'' .71الفصل تحت عنوان : "حلقة دراسية حول الرسالة المسروقة''

قدمت هذه القصة – كما أشار إلى ذلك لاكان- في حلقيتين :

69 J. Lacan, Ecrits, p : 17370 '' والنشر. '' للطباعة الحداثة دار ، الإقلاب هستريا و الحلم والرغبة فرويد الله، رزق رالف د

ط : 1986 : 1والتوزيع، ص ،8171 J. Lacan, Ecrits , I, p : 173.

23

تقVVع أحVVداث الحلقVVة الأولى في صVVالون الملVVك، حيث تتوصVVل الملكة برسالة تحاول إخفاءها عنه. لكن الوزير ينتبVVه إلى قلVVق الملكVVة ويتمكن من أخذ الرسالة، ويستبدلها برسالة أخرى تحت أنظVVار الملكVVة

التي لم تستطع فعل شيء ما مخافة أن ينتبه الملك إلى الأمر.

في حين تجVVري أحVVداث الحلقVVة الثانيVVة في مكتب الVVوزير، حيث يفشل مدير الشرطة في العثVVور على الرسVVالة في مكتب الVVوزير. لكن أحVVد المخVVبرين – وهVVو ديبVVون- يتمكن من سVVرقة الرسVVالة واسVVتبدالها

برسالة أخرى مشابهة.

يشتغل ''لاكان'' هنVVا على البVVنى اللغويVVة للقصVVة؛ بحيث يVVرى أن الكيفية التي يستخدم بها ''إدكار ألان بو'' اللغة يضVVع القصVVة في سVVياق جديد. ذلك أن محتوى الرسالة لا يتحدد بطريقVVة مباشVVرة، ولكن يتحVVدد

من خلال موقعها ضمن الذوات الثلاث )الملك-الملكة-الوزير(.

تقوم الرسالة هنا بدور ''الVVدال'' على النوايVVا غVVير الواعيVVة لهVVذه الذات؛ إن ما يمثل الذات تمثيلا حقيقيا –في نظر لاكان- هVVو اللاشVVعور. يحقق الفرد ذاته عندما يصVVنع عالمVVا خياليVVا انطلاقVVا من شVVبكة الرمVVوز الموجVVودة في اللاشVVعور. هكVVذا يتخVVذ ''لاكVVان'' من هVVذه القصVVة مثVVالا لتوضيح فكرة أساسية في التحليل النفسي، مفادها أن النظام الرمVVزي

.72هو الذي يحدد الذات

ومن المقاربات التي يمكن إدراجها في هذا الإطار أيضا ما أطلق.Jعليه ''جون بيلمVVان نويVVل : B.Noël : يVVل النصVVالتحلي "Textanalyse.

72 : '' لاكان '' جاك أفكار على الضوء بعض تلقي أن شأنها من التي الدراسات بعض على هنا أحيلالمعاصر، : - العربي الفكر مجلة لاكان، إلى فرويد من المخلوع الشعور تابوريه أندريه

.1983، 25عدد : عدد : :- المعاصر، العربي الفكر مجلة والبنيوية، النفسي التحليل بين لاكان ميلر ألان جاك

23 ،1983.

24

، في73وهو يبحث من خلال هذا التحليل عما ما يسميه ''لاشVVعور النص'' مقابVVل التحليVVل النفسVVي الVVذي كVVان يهتم ب ''لاشVVعور المبVVدع'' أو ''لاشعور الشخصيات'' في أحسن الأحVVوال. وقVVد بلVVور ''بيلمVVان نويVVل''

مشروعه النقدي من خلال عدة دراسات أهمها :

.Vers l’inconscient du texteنحو لا شعور النص : -.La psychologie et la littératureالتحليل النفسي والأدب :-.les contes et leurs fantasmesالحكايات واستيهاماتها : -

ويمكن الاعتماد –على الخصوص- على ما جاء في الكتVVاب الأول والثVVاني، حيث يحVVاول البVVاحث تحديVVد مفهVVوم ''لاشVVعور النص''. لكن الملاحظ أن هذا المفهوم يكتنفه كثير من الغموض، كما أشار إلى ذلVVك

.74الباحث نفسه

وقد انتقد ''بلمان نويل'' الدراسات النفسية السابقة عليه : انتقد نظرية ا لتحليل النفسي لV ''فرويد''، باعتباره كان يركVVز على الجVVوانب البيوغرافية للمبدع. كما انتقد نظرية النقد النفساني لV ''شارل مورون''

لأنه يركز على ''لاشعور المبدع''.

وفي المقابVVل يVVدعو ''بلمVVان نويVVل'' إلى إهمVVال مؤلVVف العمVVل الأدبي، والتعامل مع النص في استقلال تام عن صاحبه. وإذا كVVان النص الأدبي من إبداع كاتب ما فهذا لا يعني أنه ملك له. لVVذلك فهVVو يVVرى أن تحليل حياة الكاتب من أجل دراسة عملVVه الأدبي يماثVVل القيVVام بتحليVVل

. عندما نقول ''لاشVVعور النص''75نفسي لأم المريض بدل المريض نفسه لا يعني ذلك – في نظر بلمان نويل- أن هناك رسالة مبعوثة من مرسل إلى متلVVق. ليس هنVVاك –في نظVVره- من نرسVVل إليVVه ''تلغرافVVا''، ولا73 J. B. Noël, vers l’inconscient du texte, P.U.F, 1 éd, 1976.74Ibid, P : 191.75 Ibid, P : 8

25

مستقبلا يفك الألغاز. هناك فقط الرغبVة الباعثVة على الكلام، وبVه ينجVVز النص إشباعه الوحيVVد. فهVVو لا ينتظVVر من يجيبVVه أو يتجVVاوب مVVع حبVVه أو

يحبه.

ويتمثVVل ''لاشVVعور النص" – في نظVVر بلمVVان نوبVVل- في تلVVك الفراغVVات الVVتي يحتVVوى عليهVVا النص الأدبي، وهي فراغVVات يمكنهVVا أن

الغرائVVز من أعمVVاق تصVVرخ في صVVمت، وهي في ذلVVك شVVبيهة بصVVراخ اللاشعور . يحيVل هVVذا المفهVوم على إمكانيVات التVدليل في النص أكVثر مما يحيل على شيء محدد فيه، لهذا فإن ''لاشعور النص'' يشVVمل كVVل القيم الدلالية التي يخفيها النص، ولهVVذه القيم قابليVVة للظهVVور عنVVد كVVل

قراءة متجددة.

ويبقى هVVذا المفهVVوم –في الحقيقVVة- غامضVVا، في غيVVاب الأدوات الإجرائية التي يمكن أن تسعف في الوصول إليه في النص. وقVVد أشVVار ''بلمVVان نويVVل'' نفسVVه إلى أن ''لا شVVعور النص'' ليس جسVVما كيماويVVا،

يحتوي على خصائص معينة.

، فهو كما قدمه عبارة عن76وأما كتابه ''التحليل النفسي والأدب'' . والملاحVظ77''مدخل إلى التحليل النفسي من خلال الدراسات الأدبيVة''

أن ''بلمان نويل'' يراجع موقفه من منهج ''فرويد'' وكتاباته في التحليVVل النفسVVي؛ فبعVVد أن انتقVVده كثVVيرا في الكتVVاب الأول، بسVVبب طابعVVه ''البيوغرافي''، يبدي إعجابه الكبير بمؤسس التحليل النفسي. وهVVذا مVVا

يتضح من الفقرة الأولى في الكتاب :

''لقد مر على التحليVVل النفسVي ثلاثVة أربVاع القVرن أي أكVثر من لأنشVVتاين، ومنRelativitéبضع سVVنوات بالمقارنVVة مVVع فيزيVVاء النسVVبية

ط : : 76 عويدات، منشورات ترو، الوهاب عبد ترجمة والأدب، النفسي التحليل نويل بلمان :1جان1996.

ص : 77 .5نفسه،

26

حقنا أن نثق بخصVVوبة فرضVVياته الVVتي تظهVVر للجميVVع غVVير قابلVVة للشVVك بحيث لا يوجد شخص ما كي يوبخ السيدة الهرمVVة على ارتVVدائها ملابس

.78داخلية مغرية من أجل استمالة التائه من المجتمع المتزمت''

كما يقVVف عنVVد بعض المحVVاولات الVVتي تهVVدف إلى تطVVوير الإرث الفرويدي، خاصVة المحVVاولات الVتي تمت من داخVل المدرسVة البنيويVة، التي قVVام بهVVا ''شVVارل مVVورون'' تحديVVدا. ولم يكن من بVVاب الصVVدفة – يقVVول بلمVVان نويVVل- أن يVVتزامن نشVVوء التحليVVل النفسVVي مVVع ولادة الألسنية، كما أسسها ''سوسير''. ويرى – في هذا الإطVVار- أن ''مVVورون كان يبحث عن الاسVVتعارات الملحVVة في الأثVVر الأدبي. تلVVك الاسVVتعارات كان يستخرجها ليس من أجل صياغة ترجمVة رمزيVة بVل ليVVبرز الشVVبكة

.79المكونة من خلال العلاقات المتداخلة في بعضها البعض''

كما يقVف في آخVر فصVل من الكتVاب عنVد المفهVوم التأسيسVي الذي وضعه في الكتاب السابق وهو ''لاشعور النص''، وهو الVVذي يهمنVVا

في هذا الإطار.

يرى ''بلمان نويل'' أن النص ذاته هو الذي يتكلم في الأثر الأدبي وليس الأديب. ذلVVVك أن النص ينغلVVVق على نفسVVVه، ويلغي من صVVVاغه. ويقVVارب بين مفهVVوم النص من هVVذا المنظVVVور، ومفهVVوم الحلم تبعVVا لفرضيات ''فرويد''؛ فإذا كان الحلم ''حارس النVVوم''، يمكن القVVول إن النص هو حارس للاستيهام أيضا، يستوعبه، يضVVمه، يسVVتخدمه كي يضVVع

.80فيه مادة خاصة، يستأصله من التجربة المعيشة للمؤلف

لذلك لا مجال أمام التحليل النفسي لكي يحيط بموضVVوعه إلا إذاانطلق من خلال فرضية تعترف بأن النص مزود بلا وعي خاص به.

ص : نفسه 78 ،13.ص : 79 .102نفسه،ص : : 80 والأدب، النفسي التحليل نويل بلمان .120جان

27

أخلص إلى القVVول : إن القاسVVم المشVVترك بين هVVذه النظريVVات النقدية النفسية جميعا، هو إعادتها الاعتبVVار إلى النص، بعVVد إقصVVائه في نظرية التحليل النفسي. وهذا ما كان له أن يحصل لولا استضاءة هؤلاء النقاد بكشوفات الدراسات اللسانية الحديثة. وقد كان لهVVذه النظريVVات

جميعا حضور بشكل أو بآخر في النقد المغربي الحديث.

–من جهته- المسار نفسه ، وذلكالنقد الاجتماعي. سيتخذ 4 من خلال الاتجاه نحو دراسة الأعمال الأدبيVVة من الVVداخل. ولا شVVك في أن النظريات المقدمة في هذا الإطار جد متنوعة لكن الذي يجمVVع بينهVVا جميعا هو محاولة تحديد "الاجتمVاعي'' من خلال ''اللسVاني''، وهVذا مVا يفسر التسمية الVVتي اقترحهVVا هنVVا أحVVد رواد هVVذا الاتجVVاه، وهي : ''علم

". La sociologie du texteاجتماع النص:

ستكون هذه الأفكار حاضرة في كتابات "جوليا كريستيفا"، الVVتي ، خاصة مVVا81تستند فيها –بالإضافة إلى الماركسية- إلى النحو التوليدي

laيتعلق بمفهVVوم "القVVدرة" compétence "ازVVو "الإنج la performance. تنظVVVVر كريسVVVVتيفا إلى النص الأدبي على أنVVVه جهVVVVاز عVVVVبر لسVVVVاني

translinguistique "يعيد توزيع نظام "اللسان ، langueهVVمن خلال ربط ، paroleب "الكلام التواصVVلي" communicativeارVVدف الإخبVVك بهVVوذل ،

المباشر. معنى ذلك أن للنص طابعا مزدوجVVا؛ فهVVو من جهVVة لVVه علاقVVة بالنظام الثابت للغة في عصر ومجتمع معينين، لكنه – من جهVVة أخVVرى-

Permutationالنص عبارة عن تبادل نصوص du texteلVVاص : داخVVأو تن

81 J. Kristeva, le texte du Roman, Approche sémiotique d’une structure discursive transformationnelle, Mouton Piblishers 1970, p : 19

28

فضاء النص هناك عدة ملفوظVVات مVVأخوذة من نصVVوص أخVVرى تتقVVاطع .se neutralisent82وتتحايد

تقترح كريستيفا لدراسة النص منهجا "سيميولوجيا تحويليVVا". من المهام الأساسية التي سيضطلع بها هذا المنهج استبدال التمييز البلاغي القديم للأنواع الأدبية ب "تيبولوجية النصVVوص"، وذلVVك من خلال تحديVVد

organisationsخصوصيات "التنظيمات النصية" textuellesعهاVVعبر وض ، في النص الثقافي الشامل الذي يشكلها وتشكله . هنا تطرح كريستيفا

، وتVVVVرى أن اعتبVVVVار النصIdiologèmeمVVVVا تسVVVVميه "الإيVVVVديولوجيم" "إيVVديولوجيم" يحVVدد العمVVل الVVذي يمكن أن تضVVطلع بVVه السVVيميولوجيا

، وتفكر فيه تبعVVا لVذلكintertextualitéعندما تدرس النص باعتباره تناصا .83من خلال وجوده وسط النصوص المتعددة للمجتمع والتاريخ

.84تقVVترح كريسVVيفا – بعVVد ذلVVك – تنVVاول النص على مسVVتويين وتجدر الإشارة إلى أن هذين المستويين ينVVدرجان في إطVVار مVVا أسVVمته

. ويقتضVVي هVVذا التحليVVلSémanalyseفي كتاب آخVر "التحليVVل الVVدلالي" تناول النصوص المدروسة من خلال :

: وهVVVو يحيVVVل علىGéno-texteمسVVVتوى النص المكVVVون -الضغوط النفسية والثقافية والاجتماعية، خاصة ضغوط نمط الإنتاج.

: يتمثVVل في النسVVيجPhéno-texteمسVVتوى النص الظVVاهر -.85اللغوي والتركيبي

إذا كان ''ميخائيل باختين'' و"كريستيفا" سباقين إلى إثVVارة بعض القضVVايا المتصVVلة ب ''علم اجتمVVاع النص''، فVVإن ''بيVVير زيمVVا'' سVVيقدم

82Ibid, p : 1283 Ibid, p : 1284 Ibid, p : 1485 J.Kristeva, la révolution du langage poétique, éd seuil 1974, p : 83.

29

صياغة نظرية متكاملة لهVVذا الاتجVVاه، وذلVVك من خلال كتاباتVVه المتعVVددةمنها :

رغبVVVVة الأسVVVVطورة . قVVVVراءة سوسVVVVيولوجية لمارسVVVVيل- .86بروست

.87من أجل سوسيولوجية النص الأدبي-

.88الإزدواجية الروائية : بروست- كافكا -موزيل-

.89وجيز سوسيولوجية النص-

يبدو ''بيير زيما'' – من خلال كتابه الأول رغبة الأسVVطورة- أنVVه لا زال أسير مفاهيم البنيوية التكوينية، التي بلورها ''لوسVVيان غولVVدمان'' . لكنه سيعمد بعد ذلك إلى نقد هذه المفاهيم، و تقديم تصور جديد أطلق

عليه ''علم اجتماع النص الأدبي''.

وهو تصور بلوره – على المستوى النظري والتطVVبيقي- من خلال الكتب المشار إليها سابقا. يمكن عرض التصور النظري لV ''بيVVير زيمVVا'' بالاعتماد على مقدمة كتاب ''من أجل علم اجتماع النص الأدبي''، وكVVذا كتاب ''وجيز سوسيولوجية النص''، وهو كتاب تنظVVيري بالدرجVVة الأولى؛ يقVVدم فيVVه بشVVكل مكثVVف مشVVروع ''علم اجتمVVاع النص'' في أصVVوله وامتداداته المختلفة . كما يشVVير في مواضVVع مختلفVVة منVVه إلى النتVVائج

التي كان قد خلص إليها في الكتب السابقة.

الملاحظ أن هناك تقاربا كبVVيرا بين مVVا كتبVVه في مقدمVVة الكتVVاب الأول والكتاب الثاني. بحيث يمكن القول إن كتاب ''وجير سوسيولوجية86 P. Zima, le Désir du mythe, une lecture sociologique de M. proust, Nizet 1973.87 P. Zima, pour une sociologie du texte littéraire, Paris , 197888 P. Zima, L’Ambivalence romanesque, Proust Kafka- Musil. Le sycomore, paris 198089 P. Zima, Manuel de sociocritique, Picard 1985

الأدبي، : للنص اجتماع علم نحو الاجتماعي، النقد التالي العنوان تحت العربية اللغة إلى ترجم وقد . . . : . والنشر : للدراسات الفكر دار البحراوي سيد د و رشيد أمينة د مراجعة لطفي عايدة تر

.) الطبع ) سنة دون والتوزيع30

النص'' مVVاهو إلا توسVVيع لمVVا أجملVVه في مقدمVVة كتVVاب ''من أجVVل علماجتماع النص الأدبي''.

ينتقVVد ''بيVVير زيمVVا'' مVVا يسVVميه ''المنهج التجريVVبي'' في تحليVVل الأدب، كما ظهر عند ''مVVاكس فيVVبر'' على الخصVVوص. على اعتبVVار أنVVه

.90يدرس المظاهر الكمية للإنتVVاج والاسVVتهلاك الأدبي بمعVVزل عن النص كما أوضح أن هذا المنهج يركز اهتمامه على المظاهر الخارجيVVة للأدب، ممثلVVة في الجمهVVور، المؤلVVف، الطبعVVات...إلخ، دون تحليVVل الجVVوانب

.91الجمالية للنص

كما ينتقد المناهج الجدلية التقليدية القائمة على أساس المقابلVVة المباشرة بين العمل الأدبي والواقع، دون أن تأخذ بعين الاعتبVVار طبيعVVة الاشتغال النوعي للخطاب الأدبي الذي يولد دلالات جديدة، فاصلا بVVذلك

.92بين الدوال ومدلولاتها

أما البنيوية التكوينية التي كان قد تبنى طروحاتها في السابق فلا.93تحيل على الأدوات الإجرائية لتحليل ''البنية الدالة''

خلافا لهذه المنVVاهج، "فVVإن علم اجتمVVاع النص يهتم أساسVVا ]في رأي زيما[ بمسألة معرفة كيف تتجسVVد القضVVايا الاجتماعيVVة والمصVVالح

.94الجماعية في المستويات الدلالية والتركيبية والسردية للنص"

في إطVVار بنVVاء المرتكVVزات النظريVVة ل ''علم اجتمVVاع النص'' يستفيد ''بيير زيمVVا'' من مختلVVف النظريVVات النقديVVة : بVVدءا بإسVVهامات "رولان بارت" في تحليل الجملة؛ خاصة حديثه عن ''الوظائف الثقافيVVة

. ثم يقف عنVVد الإمكانيVVات الVVتي قVVدمها95والإيديولوجية لتركيب الجملة"ص : 90 الاجتماعي، النقد ، زيما 342بيير

91 P. Zima, pour une sociologie du texte littéraire, p : 1092P. Zima, pour une sociologie du texte littéraire , p : 1193 Ibid, p : 12

ص : 94 الاجتماعي، النقد زيما، 12بييرص : 95 174نفسه،

31

علم الدلالة البنيوي مع ''فلاديمير بروب'' و ''غريماس'' . كما يسVVتفيد ،96من إسهامات بVVاختين في ''تخليص اللغويVVات من فرديVVة دوسوسVVير''

من خلال تأكيد فكرة تعددية النظام اللغوي، هذا مع التذكير بأن ''زيما'' قد انتقد ''باختين'' في كتابه ''الإزدواجية الروائيVVة'' في جVVوانب أخVVرى، منهVVا كونVVه لم يوضVVح بمVVا فيVVه الكفايVVة العلاقVVة بين البنيVVات اللسVVنية

.97والخطابية والفئات الاجتماعية المختلفة

يبني ''بيير زيما'' على هذا الأسVVاس مشVVروعه النقVVدي من خلال تقديم ومتابعVVة نظريVVات نقديVVة كثVVيرة. والأهم من ذلVVك أنVVه يتVVابع هVVذه التطورات ليس من منظور سلبي، وإنمVVا أساسVVا من منظVVور نقVVدي؛ إذ

يمتلك إزاءها موقفا واضحا، سواء بالقبول أو بالرفض أو بالتعديل.

ف ''بيير زيما'' ينطلق من الإنجاز الهام الذي حققه النقVVد الأدبي في العصVVر الحVVديث، من حيث إعVVادة الاعتبVVار إلى النص، غVVير أنVVه لا يعتبره بنية مغلقة، وإنما هو كيان حي يعيش حياته عبر قوانينه الخاصVVة، ولكن يحمل ضمن هذه القوانين خصائص الحياة الاجتماعية الVVتي يعيش في إطارهVVا . من هنVVا تسVVمية منهجVVه ب ''علم اجتمVVاع النص''، لكنVVه يحVVVرص على الاسVVVتفادة من منVVVاهج أخVVVرى مثVVVل : السVVVيميائيات، البنيويVVVVVة ،التحليVVVVVل النفسVVVVVي، نظريVVVVVات القVVVVVراءة ومدرسVVVVVة

فرانكوفورت....إلخ .

اعتمادا على مصادر منهجية مختلفة ومتباينة يحاول ''بيVVير زيمVVا'' تأسVVيس ''علم اجتمVVاع النص''. وهVVو منهج يهVVدف إلى تحليVVل الخطVVاب اللغوي باعتباره مجموعة من البنى ذات طابع اجتماعي، تحمل خصائص اللحظة التاريخية التي تنتمي إليها. ومن خلال تحليل الأسلوب يسVVتطيع تحديVVد الجVVوانب التركيبيVVة المتكاملVVة القVVادرة على الكشVVف عن النص

ص : 96 ، 186نفسه97 P. Zima, L’ambivalence romanesque, p : 46

32

والمجتمع في الوقت نفسه. باعتبار العلاقة بين المجتمع والنص الأدبيليست علاقة تأثر وتأثير وإنما هي علاقة كمون بصفة أساسية.

من هVVذا المنطلVVق يحVVدد ''بيVVير زيمVVا'' رهانVVات ''علم اجتمVVاعالنص''، فيقول :

'' في إطار هذا الوضع يجب على علم اجتماع النص أن يحاول :

أ. وضع علاقات منظمVة بين المفVVاهيم السVVميوطيقية الVVتي تتسVمبالصفة الاجتماعية.

ب.تطVVVوير الأبعVVVاد الاجتماعيVVVة اللغويVVVة والسVVVيميوطيقية لبعض النظريات الاجتماعية : وخاصة النظرية النقدية لمدرسة فرانكفVVورت

.98والتي اهتم أعضاؤها بشكل خاص بمشاكل اللغة''

حلل ''بيVVير زيمVVا''، اعتمVVادا على هVVذا التصVVور المنهجي، نصوصVVا ، ثم أعمال ''سVVارتر''99عدة منها أعمال ''بروست'' و''كافكا'' و"موزيل''

(1985. في حين يكتفي في كتابVVVه الأخVVVير )100و ''مورفيVVVا'' و''كVVVامو'' بتحليVVل روايVVة الغVVريب'' و ''ألبVVير كVVامو'' و ''المتلصVVص'' ل ''ألان روب

.101غرييه''

يمكن تقديم صورة جد مقتضبة عن مضمون التحليل الذي قدمVVه حول رواية "الغريب''، وذلك لأخذ صورة عن طبيعة الممارسVVة النقديVVة

لV ''بيير زيما'' في إطار ''علم اجتماع النص'' :

ينطلق ''بيير زيما'' من فرضية يمكن تلخيصها في الكلمات التالية :

الاجتماعي ب 98 النقد زيما، ص : يير ،17799 P. Zima, l’ambivalence Romanesque, Proust-Kafka-Musil-Lesycomore, Paris, 1980100 P. Zima, l’indifférence romanesque, le Sycomore, Paris, 1982101 P.Zima, Manuel de sociocritique, Picard, 1985

33

''في العVVالم الاجتمVVاعي واللغVVوي لVVV ''كVVامو''، القواعVVد والقيم )الإنسانية، المسيحية( ليست فقط مزدوجة القيمة ومتناقضة بل بVVدأت

.102في أن تكون لا مبالية ومتعارضة''

لمناقشة هذه الفرضVVية يبVVدأ الناقVVد بتحليVVل مVVا يسVVميه ''الوضVVع . ويقصد به توضيح الوضVVع الاجتمVVاعي للغVVة، كمVVا103الاجتماعي-اللغوي''

عايشه الكاتب المعني، ومعارفه من الكتاب الVVذين انتقVVدهم أو دعمهم، وهم –بالنسبة لكامو- كتاب مثل : بروتون- سارتر-سVVيمون دي بوفVVوار- فرنسVيس يVونج. إن معرفVVة رأي هVVؤلاء في تحVولات اللغVVة، لهVا أهميVVة خاصة، في نظر بير زيما ''لأنها تشرح –على الأقVVل جزئيVVا- لمVVاذا تنتقVVد هذه الروايات الخطابات المسيحية – الإنسانية التي فقدمت مصVVداقيتها

.104وتحاكيها ساخرة''

وسيناقش ''بيير زيما'' هذه الفكرة أيضا من خلال تتبع الخطابات الVVتي كVVان يسVVتوعبها ''كVVامو'' ضVVمن لغتVVه الروائيVVة، حيث ''تتفاعVVل الخطابVVات الإنسVVانية- المسVVيحية مVVع تحطم الشVVفرة بفعVVل ازدواجيVVة القيمVVVة واللامبVVVالاة مVVVع فVVVرض، على المسVVVتوى المؤسسVVVي، بعض التعارضVVVات ]كVVVذا[ والاختلافVVVات التقليلديVVVة ومVVVع نفي الازدواجيVVVات

.105والتناقضات الظاهرة في اللغة وفي الثقافة''

النمVVوذج الثVVالث الVVذي سVVنقف عنVVده – في إطVVار اسVVتعراض المحVVاولات النقديVVة الVVتي زاوجت بين سوسVVيولوجيا الأدب والدراسVVات

106Lesاللسانية الحديثة – هVVو كتVVاب "الفرنسVVيون الخيVVاليون" Français

fictifs ''ارVVرونيه باليب''Vل Renée BalibarريعVVكل سVVوف –بشVVيمكن الوق . ص : 102 الاجتماعي، النقد زيما، 210بيير: نفسه103 ص ،211104. نفسه ص : 105 217نفسه،

106 R. Ballibar, les français fictifs, Paris , Hachette, 1974

34

جدا- عند المرتكزات النظرية لهVVذه المحاولVVة : تعتمVVد ''رونيVVه باليبVVار'' lesفي مصVVادرها المنهجيVVة على فكVVرة ''الأجهVVزة الإيديولوجيVVة للدولVVة

appareils idéologique de l’Etatالتي تحدث عنها ألتوسير في تحليلاته ،'' للفلسVVفة الماركسVVية. تتلخص الأطروحVVة الأساسVVية لهVVذه الباحثVVة في تحديد الوظيفة الإيديولوجية لبعض الظواهر اللغويVة والنحويVة في إطVVار

المؤسسة التي تحكمها الدولة مثل ''المدرسة'' و''الجامعة''.

تتناول الباحثة – في هذا الإطار- رواية ''الغريب'' لV "ألبير كVVاميAlbert Camus"تيVVلوبية الVVواهر الأسVVؤثر بعض الظVVف تVVح كيVVوتوض ،

تVVدرس في المؤسسVVات التعليميVVة الابتدائيVVة في الأدب، وكيVVف يVVؤثرالأدب-من جهته- في تعلم اللغة في المدرسة.

لقد كان ''ألبير كامو'' –بتفضVVيله اسVVتعمال ''الماضVVي المVVركب :Passé Composé : دون الماضي البسيط" ،"Passé simple"يحمي لغة -

التعليم الابتدائي، )في مواجهة التعليم الثانوي( . وقVVد تنVاولت ''باليبVار'' هذه الظاهرة في علاقتها بالمؤسسات الأدبيVVة والتعليميVVة الVVتي يVVدرس فيهVVVا النص. وهي تVVVرى أن الكتابVVVة الأدبيVVVة – من حيث توظيفهVVVا في المؤسسVVVات المدرسVVVية- تشVVVكل جVVVزءا من ''الأجهVVVزة الإيديولوجيVVVة

.107للدولة''

إلى هنVVا ينتهي عVVرض أهم النمVVاذج النقديVVة للدراسVVات القائمVVة على التقريب بين العلVVوم الإنسVVانية )علم النفس وعلم الاجتمVVاع( وبين الدراسات البنائية اللغوية.وقد أثمرت محاولات التقريب هVVذه مقاربVVات جديدة تعيد الاعتبVVار إلى النص الأدبي، بعVVد أن تم تغييبVVه في القVVراءات

الاجتماعية والنفسية الكلاسيكية.

107R. Ballibar, les français fictifs, P : 141

35

من المفيد التنبيه هنVVا إلى أن عVVرض النظريVVات المVVذكورة يVVأتي في سياق التعريف ب ''الأصول النظريVVة'' لخطVVاب الحداثVVة والتجVVريب

في النقد المغربي الحديث .

36

القسم الثاني: الإبداع )القصة القصيرة جدا نموذجا(

البدايات ،very short storiesالقصة القصيرة جدا، مصطلح يعادل في الإنجليزية

shortأو short stories ة- فيVVVرت –في البدايVVVد ظهVVVا، وقRRأمريك مع بدايات القرن العشرين لتنتقل بعد ذلك إلى أوربا الغربية،اللاتينية

ثم رهصت في العقود الأخVVيرة من القVVرن العشVVرين في بلاد الرافVVدين وفلسطين، وظهرت في المغرب وتونس بشكل والشام وخاصة سورية

متميز وناضج في بداية الألفية الثالثة. ولأن للمغرب خصوصية في غلبVVة فأننا نستطيع تتبع مراحVVل تطVVور هVVذا المشهد القصصي على الشعري،

كأنموذج- على الرغم من تأخر ظهVVوره في الجنس الأدبي في المغرب المغرب نسبة للعراق والشام -لبيان أهمية هVVذا الجنس الأدبي وأحقيتVVه

في التعايش مع الأجناس الأدبية الأخرى والكف عن محاربته.

37

: ففي اليابVVان تVVدعىلمسRRميات عديRRدةخضVVع هVVذا الجنس الأدبي "قصص بحجم راحة اليد" وفي الصين "قصVVص أوقVVات التVVدخين"، وفي أوربا اللاتينية سميت "قصVVص مVVا بعVVد الحداثVVة"، وفي أمريكVVا "قصVVص الومضVVات"، وهنVVاك تسVVميات عديVVدة مثVVل "قصVVة الأربVVع دقVVائق" و"العشرون دقيقة" و"القصVVص السVVريعة" و"القصVVص الصVVغيرة جVVدا"، و"المجهرية" و"قصص برقية" و"الصVVعقة" و"شVVرارات" و"بورتريهVVات" و"مشVVاهد قصصVVية و"القصVVة القصVVيرة الشVVاعرية" و"قصVVص قصVVيرة جدا"، و"القصة اللقطة" ، و القصة المكثفة"، "القصة البرقية"، "القصة

القصيرة للغاية"، "القصة القصيرة القصيرة" "النكتة القصصية". أول من أطلVVق مصVVطلح "القصVVة القصVVيرةآرنست همنجRRوايويعد

م، إذ كتب قصة قصVVيرة جVVدا، كVVان1925جدا" على إحدى قصصه عام يعتبرها من أعظم ما كتب في تاريخVVه الإبVداعي. وهي تتVألف من سVت كلمات، هي: "للبيع ، حذاء لطفل ، لم يلبس قط". وكVVان صVVدور كتVVاب

، فاتحVVة أولى1938، عVVام انفعRRالات للفرنسRRية ناتRRالي سRRاروت أثارت الجدل حVVول فن سVVردي جديVVد أقVVرب مVVا يكVVون إلى فن القصVVة القصVVيرة. في حين يVVرى الناقVVد العVVراقي نجVVاح الجVVبيلي أن الكاتبVVة الفرنسية ساروت لم تكن تقصد أن يكون كتابها قصصا قصيرة جVVدا: إذ لم يتبلور هذا الصنف، حينذاك في الغرب، ولم يكن معروفا في الVVتراث القصصي الفرنسي. بل إن الكتاب، حين انتشر في الغرب، كان يطلVVق عليه مسميات عديدة من مثل: "القصة الومضة" ، و"القصة الصVVدمة"، وغيرها ، مما يؤكVVد –في نظVVره- أن"انفعVVالات" ليسVVت قصصVVا قصVVيرة

جدا. للكتVVاب على يVVد البVVاحث المصVVري108أول ترجمRRة عربية وكVVانت

. ثم تناوبت الدراسات والمقالات التيم1971عام فتحي العشري تتنVVاول القصVVة القصVVيرة جVVدا، على تسVVمية كتVVاب "انفعVVالات" لنتVVالي ساروت بالقصص القصيرة جدا. ولعل السبب في ذلك يعود إلى مترجم كتاب "انفعVVالات" ، الVVذي وضVVع عنVVوان الكتVVاب "قصVVص قصVVيرة جVVدا. ويذهب الكاتب نهاد التكVVرلي إلى تسVVمية "انفعVVالات" بVVV"لروايVVة" ، في قوله: "كذلك نتالي ساروت التي يعود تاريخ روايتها "انفعالات" إلى عام

1938.

.1971ناتالي ساروت، انفعالات، ترجمة فتحي العشري، الهيئة المصرية العامة، القاهرة، 10838

، في مقالVVة لVVه بعنVVوانهيثم بهنRRام بRRردىويVVورد الناقVVد العVVراقي "قصاصون سريان: نكتب على موقد النVVار" أن القVVاص العVVراقي نوئيVVل

على1930رسام هو أول من أطلق مصVVطلح قصVVة قصVVيرة جVVدا عVVام بعض قصصه التي نشرها في مجلة "البلاد" العراقية.

أكثر –لاحقا- مع ترجمVVة؛ بعض الأعمVVالتأثير الرافد الغربيوسيبدو القصصية لكتاب من أمريكا اللاتينية ومناطق أخرى متفرقة من العVVالم، كما اسVVتطاع القVVارئ العVVربي والمغVVربي الاسVVتفادة من بعض التجVVارب الإبداعية والإنسVVانية في الترجمVVة الوافVVدة. نشVVير هنVVا إلى بعضVVها على

سبيل المثال، لا الحصر: V منشورات مجموعة البحث في القصVة القصVVيرة التابعVVة لكليVVة الآداب والعلوم الإنسانية ابن امسيك الVVدار البيضVVاء المغVVرب. وهي منشVVورات

تشتغل على الترجمة النقدية والإبداعية. V مجلة نوافذ السعودية، دوريVVة تعVVنى بترجمVVة الأدب العVVالمي، بمVVا في

ذلك القصة القصيرة جدا. VVV إبVVداعات عالميVVة، الصVVادرة عن المجلس الوطVVني للثقافVVة والفنVVون والآداب الكVVويت، وهي سلسVVلة تتنVVاول بالإصVVدار والترجمVVة لجميVVع الأجنVVاس الأدبيVVة من شVVعر وروايVVة وقصVVة. وقVVد تVVرجمت نصوصVVا من

القصص القصيرة جدا.V تجارب فردية أخرى متفرقة في منابر ثقافية مغربية وعربية.

في المقابل هناك من يعيد أصول القصة القصيرة جدا إلى أصول عربية تراثية؛ القصة القصVيرة جVدا -من هVVذا المنظVVور- تحVديث لفن المقامVVة وكتاب ألف ليلة وليلVVة، وتطVVوير لفن الخVVبر في تراثنVVا وبخاصVVة الأخبVVار التي تمازج بين المفارقة والسخرية. يقول محمد شويكة في حديثه عن

، إنVVه "يعVVرف109المصVVادر الVVتي ينهVVل منهVVا مVVا يسVVميه "التيكنوقVVاص" "الحيVVوان" و"البخلاء" للجاحVVظ، ويعVVرف "كليلVVة ودمنVVة" لابن المقفVVع ومقامات الحريري والهمذاني وغيرها، ويعVVرف الأدب الشVVعبي والحكي الشعبي وأدب السيرة "سVVيف بن ذي يVVزن" نموذجVVا والسVVيرة الهلاليVVة والأميرة ذات الهمة، و"ألف ليلVVة وليلVVة" والقصVVص الفلسVVفية "حي بن يقظان" لابن طفيل...". لكن لا يهمنا فيما إذا كان للقصة القصيرة جVVدا

، 2003محمد شويكة، النصل والغمد، جماعة الكوليزيوم القصصي، 10939

هVVذه الجVVذور التاريخيVVة من عVVدمها وإنمVا يهمنVVا تVVاريخ تشVVكل ملامحهVVا بالصVVورة الVVتي هي عليVVه الآن. لVVذلك نقVVدمها على أنهVVا جنس أدبي

 مستحدث له سماته الخاصة ويحمل مقومات نجاحه وديمومته.

سياق الظهور بقضRRايا الحداثRRةيربVVط بض البVVاحثين ظهVVور القصVVة القصVVيرة جVVدا

: ذلك أن الحداثVVة تنطلVVق من دوافVVعوالصراع بين القديم والجديد ذاتيه لها علاقة بالمنتج ودوافVVع خارجيVVة لهVVا علاقVVة بVVالمتلقي والمحيVVط الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، فتتضافر هذه الدوافع لتأسس نمطا جديدا تطلق عليه مصVطلحات كثVيرة منهVا التجVريب والحداثVة ولا يكVاد يختلف الباحثون في أن الفن العظيم كان دائما وعبر كVVل العصVVور، هVVو ذاك الVVذي يمثVVل خرقVVا للعVVادي اليVVومي من مVVألوف القيم والأشVVكال الجمالية، بل تكاد تنسب إلى الخرق للمألوف والمستقر من القيم، كVVل التطVVورات والإبVVداعات الVVتي تشVVمل حقVVول الثقافVVة والأدب والفنVVون والعلوم. فالمبدع، وبوعي مسVVبق، يقVVوم بتشVVكيل منتVVوج جديVVد يحمVVل سمات جنس أدبي معين مع الاحتفاظ بخصائصه الذاتيVVة، وعلى أسVVاس هذه الإشكاليات والدوافع تتحول بنية الخطاب الفVVني للقصVVة إلى كتابVVة

العسVVير أن أشكال بحسب التحولات الVVتي تحVVدث في الواقVVع لأنVVه من تنتVVاب الواقVVع تحVVولات في بنيتVVه الأساسVVية دون أن تتحVVول معهVVا بنيVVة الخطVVVاب القصصVVVي، فبسVVVبب المتغVVVيرات الاجتماعيVVVة والاقتصVVVادية والسياسية تظهVVر طاقVVات منتجVVة تتVVدخل في تغيVVير المكونVVات النصVVية سواء على مستوى المضمون أم على مسVVتوى الشVVكل. فليس الهVVدف رغبة عابرة في التلاعب بالمعيار الكمي للنص وإنما الرغبة الملحVVة في التغيير لا بد أن يكون وراءها دوافع جوهريVة نابعVة من متغVيرات الحيVاة التي نعيشها. وبالتالي إن اهتمام الكاتب والمتلقي على حد سVVواء بهVVذا الجنس الأدبي لم يأت من فراغ وإنما استجابة لمجموع تلك المتغVVيراتالمعقدة والمتشابكة التي أقلقت نمطية الشكل والخطاب في القصة.

العوامRRل الRRتي حميد لحمRRداني مجموعRRة منهVVذا، ويسVVتعرض أفرزت القصة القصيرة جدا، ويركRRز على التطRRور الRRرقمي،

، وتزايد الأزمVVات العالميVVةوانبثاق النص الشبكي، وسرعة العصر

40

المتعددة، وتفاقم معاناة الإنسVVان المعاصVVر، وميVVل الإنسVVان الفVVرد إلى تجريب كتابة متمردة تتلاءم مع تحولات العولمة بكل تناقضاتها الجدلية. إن العالم اليوم هو عالم التكنولوجيا الحديثVVة، والتكنولوجيVVا المتوحشVVة، الVVتي شVVكلت تكنولوجيVVا عقليVVة متعVVددة ومتناقضVVة، تمثلهVVا الحمولVVة المتنوعة لشبكة الإنVVترنت والمعقVVدة كVVذلك، وشVVكلتها حمولVVة القنVVوات الفضائية التي فتحت الباب على مصراعيه أمام المتفVVرج، انفتحت على الأخلاقي ونقيضه، والأدب الرصين والتافه، والسينما التجاريVVة والسVVينما

 التثقيفية...و هلم جرا. والكاتب التقVVني يتعامVVل مVVع عقليVVة متعVVددة ترسVVبت في أعماقهVVا قيم متداخلة ومتناقضة. وأصVVبح القVVاص يلقي بقصصVVه في عVVالم افتراضVVي ليتلقفها قارئ افتراضي لا معالم محVVددة لVVه، سVVوى تلVVك الVVتي حVVددتها القنVVوات الفضVVائية والرقميVVة والشVVبكة العنكبوتيVVة. يقبVVل كVVل شVVيء

. 110خصوصا ما يشبع الرغبة الجامحة في التدمير والموغلة في التغريب محمRRد شRRويكة عنRRد مRRا يسRRميه "مرحلRRة العولمRRةكمVVا يقVVف

وانتشVVار القنVVوات الفضVVائية، وتعVVدد الوسVVائطوالهيمنة الرقميRRة"، ووسائل التعبير وتعدد حتى قنوات التلقي. مع اختلاف جذري في نفسية القارئ. فالقيم التي كانت سVVائدة في السVVبعينيات وقVVد غVVذتها الثقافVVة الجماعيVVة والاشVVتراكية وفكVVرة الوحVVدة والوطنيVVة والتحVVرر الشVVعبي، تلاشVVت مVVع انهيVVار المقومVVات واهVVتراء القنVVوات الموصVVلة. أمVVا في الثمانينيVVات من القVVرن المنصVVرم فقVVد تأكVVدت قيم الفVVرد، والانعزاليVVة، وتفكك الكتل الكبيرة وتجمعها في شبه كتل صغيرة معزولة عن العVVالم وعن محيطها. لكن مع نهاية القرن وإطلالة القVVرن الحVVالي بVVات الفVVرد ذاته غVVير قVVادر على إثبVVات فرديتVVه، ولم يبVVق لVVه سVVوى محاولVVة إثبVVات فرادته. فالعالم المعاصر بات عالما استعاريا وعالما افتراضيا ورقميVVا لا

صلة له بالواقع والمحيط. وواقعه ومحيطه محض خيال. نبيل أبو حمد في مقدمة مجموعته القصصية القصRRيرةيقول

: "في عصVVر الشاشVVات "السVVينماجRRدا "الضRRرب على العصRRب" والتلفزيون والكمبيوتر" ما عاد المرء يجد متسعا من الوقت، إلى جانب عمله، ليعطيه إلى أدب التدبيج ...لقVVد ولى عصVVر عمينVVا ليVVو تولسVVتوي

مطبعة أنفوبرانت، فاس، المغرب، نحو نظرية منفتحة للقصة القصيرة جدا، حميد لحمداني: 110م.2012الطبعة الأولى سنة

41

وميخائيVVVل شVVVولوخوف حيث كانVVVا يعيشVVVان الهويVVVنى، ويكتب كVVVل منهما.....في مدة عشرة أعVVوام أوعشVVرين عامVVا ليقرأهVVا الخاصVVة في مدة متشابهة ..عصر التدبيج قVVد انتهى، فVVإن كVVانت هنVVاك قصVVة فلتكن

وضاربة على العصب". قصيرة ملبية ومؤثرة الVVتيأحمد جاسم الحسين إلى "الظRRروف التقنيRRة"أيضا يشير

هيأت لهذا اللون من الأدب، حيث وفرت آليات الاتصال السريع والفعال كالبث الفضائي والإنترنت، فVVأفرزت حVVالات من "اللهVVاث الVVدائم"، فلم يعد من الممكن أن يخصص القارئ جVVل وقتVVه للقVVراءات المطولVVة في

أسبابا أخرى تتعلVVق بالقVVارئ هذه الظروف الضاغطة واللاهثة، ويضيف الذي يقVVرأ مVVادة سVVريعة لا تعيقVVه عن أداء أعمالVVه، أو فسVVح الصVVحافة المجال لنصوص لا تأخذ حVVيزا، ولنصVVوص أخVVرى لمناقشVVتها، فهVVذا ممVVا أدى إلى انتشارها، بالإضافة إلى أن هذه القصة -عVVبر تقنياتهVVا وأركانهVVا

للكاتب فرصة ليعبر عن أحواله الخاصة.  وبنيتها وطبيعتها- قد وفرت كما يتناول بعض البRRاحثين الاهتمRRام بالقصRRة القصRRيرة جRRدا

؛ ذلVVك أن إبVVداع القصVVةفي علاقتهRRا بالكتابRRة وصRRناعة الكتRRاب القصيرة جدا يVVأتي سVVياق إبVVراز قVVدرة بعض الكتVVاب على الخVVوض في باقي الأجناس التعبيريVVة، وتجVVريبهم لبعض الأشVVكال الإبداعيVVة. والبحث عن منابر جمالية جديVVدة، تسVVعف على توسVVيع قاعVVدة القVVراءة لVVديهم، وتوظيف آلية الكتابة على نطاق واسع. ويبدو أن لجوء كتاب القصة إلى هذا الفن ليست لأنها أقل طVVولا من القصVVة القصVVيرة الأم، بVVل لقيمتهVVا الفنيVVة، أولا، ولمهVVارة كاتبهVVا، ثانيVVا، ذلVVك أن القVVاص لا بVVد أن يتعامVVل، بمهارة، وبطريقة البناء واختزال الحدث والاشتغال على مساحة أقل، لا تحتمل المناورة، من المفردات التي تVVؤدي إلى المعVVاني الكبVVيرة الVVتي تختصر السرد، والقدرة على صناعة القصة بنجVVاح. وتكمن صVVعوبة هVVذا الفن في أن كاتبه يجب أن يعي حقيقة عناصVVره ومقوماتVVه، ويVVدقق مVVا يكتبVVه كمVVا يقVVول باشVVلار: "المؤلVVف يجب أن يكVVون قارئVVا متيقظVVا إلى أقصى حد". ولا بد من ملاحظة أن النقد القصصي العربي يمVVر بخمVVول نسبي قVVد يكVVون متأتيVVا من ظVVاهرة تVVأخر النقVVد عن اللحVVاق بالتجVVارب الإبداعVVة المتسVVارعة: كVVون النقVVد، بطبيعتVVه الفنيVVة، يميVVل إلى التأمVVل

والتأني في إطلاق الأحكام على الإبداع.

42

الإرهاصات في العالم العربي كمثال بارز، وهو كاتب الثلاثية الشVهيرةنجيب محفوظونستحضر هنا

)قصVVر الشVVوق-بين قصVVرين-السVVكرية(، لكنVVه بعVVد الرحلVVة الملحميVVة يختتم رحلته بالقصRRةالطويلة مع الرواية والقصة القصيرة، شاء أن

. ففي بعض أقاصيصVVه وحكاياتVVه أطيVVاف من القصVVةالقصRRيرة جRRدا ، و "أصVVداء السVVيرة111"حكايVVات حارتنVVا" القصVVيرة جVVدا، خاصVVة في

. بالإمكان الوقوف هنا عند الكتاب الأخير، وهو آخر إصدار له؛112الذاتية" وسنجد فيه نصوصا من صميم القصة القصيرة جVVدا... يقVVول في قصVVة بعنوان: "المطرب": "قلبي مع الشاب الجميل وقف وسط الحارة وراح يغني بصوت عذب، الحلوة جاية وسرعان ما لاحت أشVVباح النسVVاء وراء حصار النوافذ، وقدحت أعين الرجال شررا. ومضى الشVVاب هانئVVا تتبعVVه

كما أنه صرح في حوار معه أجراه غالينداءات الحب والموت". قVVائلا: "من الآن فصVVاعدا سVVتجدني أكتب القصVVة1987شكري سنة

القصيرة جدا، هل تسمعني، القصة القصيرة جدا جدا. الكتابVVة أصVVبحت عملية صعبة للغاية، ومنذ أسبوعين فقط أخبرني الطبيب أن ضمورا قد أصاب شبكية العين....فكيف أكتب الرواية، إنها عملية". كمVVا انVVه سVVبق لعبد اللVVه المتقي أن جمVVع ونشVVر "قصVVص قصVVيرة جVVدا لجVVبران خليVVل جVVبران" وهي بعنVVوان: الثعلب، واللVVذة الجديVVدة، والقفصVVان، والطمVVع، ودوارة الVVريح، والصVVحيفة البيضVVاء، والتوبVVة، والVVتراب الأحمVVر. وأطلVVق القاص المصري يوسف الشاروني على بعض قصصه تعبVVير قصVVص في دقVVائق، بمعVVنى: أن قصصVVه هVVذه أكVVثر قصVVرا من القصVVص القصVVيرة الاعتياديVVVة ، وبالتVVVالي ، فهي لا تحتVVVاج إلا إلى ذلVVVك الVVVوقت القصVVVير

، رسالة إلى امVVرأة م1954لقراءتها. ومن قصصه: العشاق الخمسة م ، والكراسي الموسيقية وغيرها. 1969 ، الزحام م1960

بدايVVة ظهVVور هVVذا الفن إلىباسم عبد الحميد حموديويرجع الناقد بداية الأربعينيات من القرن الماضي، إذ نشرت قصص قصيرة جVVدا، ثم تلاحقت التجارب حتى بلغت درجة كبيرة من النضج الفني في مرحلتي:

، من العVVراق،بثينRRة الناصRRريالسVVتينيات والسVVبعينيات. ويVVذكر أن ،1974، الصRRادرة عRRام م113"حدوة حصRRان"نشVVرت مجموعتهVVا

2006 نجيب محفقوظ، حكايات حارتنا، دار الشروق، 111 2006دار الشروق، السيرة الذاتية،  أصداء نجيب محفوظ، 112 1974 ، وزارة الثقافة والإعلام بغدادحدوة الحصان، بتينة الناصري، 113

43

وأطلقت على إحVVدى قصصVVها إسVVم: "قصVVة قصVVيرة جVVدا" ، ثم نشVVر خمس قصص قصيرة جدا ضمن مجموعتهحبيب الراويالقاص خالد

ثم، عبRRد الRRرحمن مجيRRد الRRربيعي، ثم تلاه 114"القطRRار الليلي" . أمVVا تجربVVة القVVاصجمعة اللامي وأحمد خلRRف وإبRRراهيم أحمد

اللبناني توفيق يوسف عواد، فتشير إلى أنه أصدر مجموعتVVه القصصVVية ، وضمت قصصا قصيرة جدا ، غير أنه أطلVVق1944 عام م115"العذارى"

عليها اسم: "حكايات".

الإرهاصات في المغرب عبد الرحيم مودن في كتابه: "معجم مصطلحات القصRRةأثبت

مجموعة من المصطلحات ذات الصVلة بالقصVVة القصVVيرة116المغربية" جVVدا، وهي مصVVطلحات ظهVVرت في وقت متقVVدم، نVVذكر منهVVا: قصVVة صVVغيرة، وأقصوصVVة صVVغيرة، وأقصوصVVة في دقيقVVة، ولوحVVة قصصVVية، وخاطرة. كما أشار إلى نصوص من القصة القصيرة جVVدا لعبVVد الكVVريم

م، سماها "قصصا قصيرة جدا". 1974التمسماني، نشرها سنة م1973محمRRد علي الربRRاوي بجريRRدة العلم سRRنة كمVVا نشVVر

، بعنVVوان "الإبريVVق"، وهي أقVVرب إلى مVVا نسVVميه الآن قصVVةخRRاطرة قصيرة جدا، وكان النص كما يلي: "الليل يتسVVكع في الطرقVVات . ظلال الجن تراها عيون الأطفال في زوايا الأزقة الضيقة. كانت الأمطار خيطا بلا ذيVVل. أغلقنVVا الأبVVواب. جلسVVنا نتحVVدث. الإبريVVق ينظVVر بكبريVVاء إلى الكؤوس. الحديث في مد وجزر. الأب يقول: "تكسر زجاج الشمس في هذه الأيام. ذراتها بعثرتها الريح" . الإبن يقول: "عيونك سVVوداء" حVVديث في مد وجزر. يضيف الأب حفنVVة من السVVكر إلى إبريVVق الشVVاي. يعVVود الحVVديث إلى مVVد وجVVزر. الأب يقVVول: "كيVVف يمكن نتVVف الطVVواويس الجاثمة فوق صدور الطوال الأقدام؟". فرد من الأسVVرة يقVVول: "اسVVقنا الشVVاي". حVVديث في مVVد وجVVزر. يضVVيف الأب حفنVVة من السVVكر إلى الإبريVVق. الراديVVو يVVزرع الصVVمت في الVVبيت. تمثيليVVة هزليVVة تلتصVVق كVVالأقراط… يضVVيف الأب حفنVVة من السVVكر. ويظVVل المطVVر يVVثرثر في

1974بيروت، دار الحرية للطباعة- حبيب الراوي، القطار الليلي، 1141944 توفيق يوسف عواد، العذارى، منشورات الجديد، 115 سال، مطبعة النجاحعبد الرحيم المودن، معجم مصطلحات القصة المغربية، منشورات 116

.1993الجديدة، الدار البيضاء، 44

الأحياء. تتراكم الأوحال عند عتبة الدار. تتأنث أحاديثنا. انتشر العطر في الVVبيت. موعVVد سVVهرة الأسVVبوع حVVان. أفVVرغ الأب الإبريVVق … انفتحت الأفVVواه. اسVVتدارت العيVVون. كVVانت الكVVؤوس ملأى بالVVدم". أيضVVا كتب

نصوصا قصصية سVVماها: "أقصوصVVة"، أدرجهVVامحمد إبراهيم بوعلو أقصوصRRRة في خمسRRRين50لاحقVVVا ضVVVمن مجموعVVVة بعنVVVوان: "

. وفي مرحلVVة لاحقVVة سVVنجد أن الكثVVير من النصVVوص الVVتي117"دقيقة أدرجت ضمن مجموعات قصصية، يمكن إدراجها ضمن القصة القصيرةجدا. خاصة، خاصة عند كل محمد زفزاف وأحمد زيادي وأحمد بوزفور.

الامتدادات نقصد بذلك الكتابات التي صدرت ضمن هذا الجنس في المغرب. نمVVيز بين ما صدر منها ضمن مجموعات قصصية، وما صدر في المجلات، وما

صدر في ملاحق ثقافية لبعض الجرائد: المجموعات القصصية: أ-

- نشير هنا إلى نماذج من المجموعات القصصية، مرتبة بحسب سنواتصدورها:

" عناقيVVد2002" زخVVة... ويبتVVدئ الشVVتاء"!!" لجمVVال بVVوطيب- سVVنة الحزن" لمحمد العتروس. و" الهنيهة الفقVVيرة" لسVVعيد بVVوكرامي- سVVنة

"الكرسVVي الأزرق"2005 " جزيرة زرقاء" لسعيد منتسب- سنة 2003 لعبد الله المتقي، و" كيف تسلل وحيVVد القVVرن؟!"، لمحمVVد تنفVVو- سVVنة

"مظلة في القبر"، لمصطفى لغتيري، و"أبراج"، لحسن برطال،2006"2007و" حب على طريقVVة الكبVVار"، لعVVز الVVدين المVVاعزي- سVVنة

أجساد...وقبرة"، لرشيد البوشاري. و" بيت لا تفتح نوافذه"، لهشVVام بن الشVVاوي. و"ثقVVل الفراشVVة فVVوق سVVطح الجVVرس"، لأنيس الVVرافعي.

"عندما يومض الVVبرق"،2008و"الضفة الأخرى"، للبشير الأزمي- سنة للزهرة رميج. و" أكواريوم"، لعبد الحميد الغرباوي. و"كتابات سVVاخرة"،

لجميل حمداوي.

1984دار النشر المغرببية، أقصوصة في دقيقة، 50 إبراهيم بوعلو، 11745

قصص قصيرة جدا في المجلات: النماذج من هذا النوع كثيرة جVVدا،ب-نكتفي هنا بعرض بعضها:

مجلVVة في عبد اللRRه المتقينشير إلى "قصص قصيرة جدا"، نشرها . وأيضا نصوص قصيرة جدا لكل من عبVVد اللVVه 2006 آفاق، في نوفمبر

المتقي مجموعVVVة من النصVVوص القصصVVVية القصVVVيرة جVVVدا لكVVVل من مصطفى لغتيري وسعيد بوكرامي و محمد أشويكة و فاطمVVة بوزيVVان و عبد الله المتقي و سعيد منتسب وجمال بو طيب وعزالدين المVVاعزي و فVVوزي بVVوخريص وعبVVد اللطيVVف النيلVVة ومحمVVد فVVاهي و سVVعيد أحبVVاط وحسVVن برطVVال؛ وذلVVك ضVVمن: "ملVVف حVVول القصVVة القصVVيرة جVVدا "،

. "قصص قصيرة جدا"، لعبVVد اللVVه م 2007 لسنة 73 مجVVلة آفاق، العدد المتقي، في المجلة العربية السعودية. و"قصص قصيرة جVVدا" لمحمVVد زيتون ضمن مجلVVة "روافVVد ثقافيVVة". "قصVVص قصVVيرة جVVدا" لعبVVد اللVVه

المتقي، ضمن مجلة الثقافة الجنوبية. قصVVص قصVVيرة جVVدا في جرائVVد، نVVذكر هنVVا على سVVبيل المثVVال، لاج-

الحصر، ما يلي: : "عشر قصص قصيرة جدا" لمحمدالملحق الثقافي لجريدة العلم

م- "ثلاث قصVVص" لمصVVطفى2008 ينVVاير 3عزالVVدين التVVازي، بتVVاريخ م- "قصVVص قصVVيرة جVVدا" لعبVVد اللVVه2008 ينVVاير 17الكليVVتي، بتVVاريخ

م- "عشر قصص قصيرة جدا" لعبVVد اللVVه2008 نونبر27المتقي، بتاريخ - "قصص قصيرة جدا" للمصطفى كليتي،2008 يوليوز3المتقي، بتاريخ

م- "قصص قصيرة جVVدا"، لميلVVود بنبVVاقي، بتVVاريخ2008 ماي 29بتاريخ يوليVVوز24- "قصص قصيرة جدا" لميلود بنباقي، بتاريخ 2008 ماي 29

م- 2008 : "قصص قصيرة جدا"، لحسنالملحق الثقافي لجريدة المنعطف

م- "قصص قصيرة"، محمVVد الكلاف،2008 يناير 19/20برطال، بتاريخ م- "قصVVص قصVVيرة جVVدا"، لمحمVVد مفتVVوح،2008 ينVVاير 27-26بتاريخ م- "قصVVتان قصVVيرتان جVVدا، لحسVVن2008 مVVاي- يونيVVو 01-31بتVVاريخ

م- "قصVVص قصVVيرة جVVدا"، لسVVلمى2008 شتنبر28-27برطال، بتاريخ م.2008 أكتور15براهمة، بتاريخ

46

الخصائص : تعVVد القصVVة القصVVيرة جVVدا من الأجنVVاس الأدبيVVة-الخاصية الشعرية

المسVVتحدثة في أدبنVVا العVVربي الحVVديث والمعاصVVر. وعلى الVVرغم من خصوصية هذا الجنس الأدبي من حيث قلة الأحداث التي يحتويها إلا انVVه ما يزال جنسا أدبيا ينتمي للسرد لأننا ننظر للنص على أسVVاس مسVVتوى تنسيق الإشارات السردية، لا على مستوى الأحداث. ولذلك فان شعرية النص السردي لابد أن تتحقVق في القصVVة القصVيرة جVدا، فالعلاقVVة بين الشVVعرية والسVVردية علاقVVة العVVام بالخVVاص، فالشVVعرية تهتم بالأشVVكال الأدبية كافة. والعنصر المشترك بين الشعر والفنVVون النثريVVة هVVو ان كلا منهما يشتغل باللغة كمادة أولية، لكنهمVVا يفترقVVان في كيفيVVة توظيفهVVا. فاللغة عنصر مهم لبث الVVروح في القصVVة وجعلهVVا كVVائن نVVابض بالحيVVاة

يؤكVVد أن1965في عVVام  حتى تبتعد عن الرتابة. فهذا موسVVى كريVVدي مشكلة قصاصينا أيضا، إنهم لم يفهموا بعد عبقرية اللغة وطواعيتها، لم يدركوا إدراكا واعيVVا قVVدرتها على الأداء والتعبVVير. فالكVVاتب حينمVVا يقVVوم بالتمرد على اللغة التقريرية واليوميVVة فانVه يضVعنا قسVVرا في حالVVة من الوعي والانتباه. فالقصة المشحونة بلغة عالية قادرة على التصوير بدءا من ابسط أنواع المجاز. لذلك نلاحظ أن اغلب القصص القصVVيرة جVVدا، التي حققت حضورا كبيرا مشحونة بالشVVعرية، والغVVريب أن من يهVVاجم هذا الجنس الأدبي محVVاولا إخراجهVVا من بيت السVVرد وإبقائهVVا على بVVاب الشVVعر تنتظVVر. واذكVVر بمVVا أطلقVVه الناقVVد شVVجاع مسVVلم العVVاني على الشعرية في القصة القصيرة الجديدة حين قVVال: إن هVVذا التيVVار يقVVترب

ومن يقVVرأ من الاتجاهVVات الجديVVدة في القصVVص العVVالمي المعاصVVر. القصص القصيرة جدا قراءة متأنية ومنصفة يدرك أن الشVVعرية خاصVVية ذاتية كامنة في هVVذا الجنس الأدبي، فالبنيVVة الداخليVVة للنصVVوص الجيVVدة من هذا الجنس تؤهله للسكن في بيت عائلته "السVرد"، وهVVو لا يضVمن الشعر كنص خطابي مقحم وإنما يميل لإنتاج نص سردي بVVتراكيب ذات معان عالية لتصبح اللغة الشعرية جزءا من النسيج الكتابي وركنVVا مهمVVا من أركان بناء القصة القصيرة جVVدا. وبVVذلك يحقVVق هVVذا الجنس خطابVVا

47

قصصيا تفاعليا متطورا عما كان عليه خطVVاب القصVVة القصVVيرة مبشVVرا بأجناسية تتناغم مVVع مVVا تVVدعو لVVه دراسVVات مVVا بعVVد الحداثVVة فضVVلا عن تناغمVVه مVVع توصVVيفه الكمي، والمتتبVVع الجيVVد لهVVذا الجنس يكتشVVف أنVVه تطور طVVبيعي للقصVVة القصVVيرة والأقصوصVVة فلVVو عVVدنا إلى السVVتينيات لوجدنا القصة القصيرة عرفت هذا الاتجاه الشVVعري، فالVVدراما والشVVعر راحا يتناغمان في خلق تجربة جديدة وبVVذلك انعطفت القصVVة القصVVيرة نحو التجريب والحداثة حين اشتغلت على الثيمة الشVVعرية تضVVمينا كمVVا فعل القاص احمVVد خلVVف في قصVVته ) نزهVVة في شVVوارع مهجVVورة( في مجموعتVVه الVVتي تحمVVل ذات الاسVVم فضVVمن قصVVيدة الشVVاعر محمVVد الماغوط على لسان بطل قصته ، ومن القصص الستينية التي اشتغلت بلغة شعرية قصVVة "الصVVوت العقيم" لعبVVد الVVرحمن مجيVVد الVVربيعي في مجموعته "السVVيف والسVVفينة"، فالقصVVة القصVVيرة في تجربتهVVا أدخلت اللغة الشعرية إلى النص في حين إن أل) ق.ق.جVVدا( اعتمVVدت النسVVيج الشVVعري في تكوينهVVا وتبقى الكلمVVة الفصVVل لهVVذا الجنس الأدبي فيمVVا

سيحققه من حضور في الوسط الأدبي . لنجاح أي جنس أدبي جديد لا بد من حمله لتوصيفات محددة إلى حد ما تجعل له مسVVاحته الخاصVVة، لVVذلك لابVVد من تعريVVف هVVذا الجنس الأدبي

القصة القصيرة جدا: فحتما اننا لا نستطيع تجاوز وفق تلك التوصيفات. - معيVVVار الكيفيVVVة2        - المعيVVVار الكمي1معيVVVارين مهمين همVVVا :-

والمقصدية . هو الذي يحدد قصر حجم القصVVة أمVVا معيVVار الكيفيVVة-المعيار الكمي

والمقصVدية فبهمVا تقVوم المقومVVات السVVردية كالأحVVداث والشخصVVيات والبنية الزمانية - وان كانت توظف بشكل مكثVVف - ولا بVVد من الإشVVارة إلى أن المعيVVار الكمي يتحقVVق بVVالتكثيف واختيVVار الجمVVل المناسVVبة والابتعاد عن الإسهاب واللجوء إلى الإضمار والحذف، وتلعب اللغVVة دورا مهما وأساسيا في القصVVة القصVVيرة جVVدا لضVVرورة احتVVواء هVVذا الجنس الأدبي على اللغة الشعرية. يقول إدغVVار ألان بVVو: "يجب ألا تكتب كلمVVة

واحدة لا تخدم غرض الكاتب" خاصVVية في القصVVة القصVVيرةLacondensationيمكن اعتبVVار التكVVثيف

جدا. يرى الناقد نجم عبد الله كVVاظم أن القصVVة القصVVيرة جVVدا أول مVVا تتسم به هو التكVVثيف، بمVVا يعVVني اختلافهVVا عن الروايVVة في البعVVد الVVذي

48

أطلق عليVVه أرسVVطو الحجم VVV وإن كVVان القصVVر ليس عVVاملا رئيسVVا في تحديد هذا المصطلح .وهو مصطلح استقدمه النقاد من التحليل النفسي للأحلام، فمؤسس التحليVVل النفسVVي هVVو الVVذي لاحVVظ أن التكVVثيف آليVVة شVVعرية أسVVاس في بنVVاء الحلم. والتكVVثيف قVVد يشVVمل معVVنى الإيجVVاز، فالحلم يتميز بقVVوة دالVVVه وكثافتVVه، ويكVVون هنVVاك تكVVثيف في كVVل مVVرة يقودنا دال واحد إلى معرفة أكثر من مVVدلول، أو بكVVل بسVVاطة في كVVل

وبهVذا المعVنى اعتVبر مرة يكون فيهVا المVدلول أكVثر انفلاتVا من الVدال. اللساني والشعري رومان جاكبسون والمحلل النفسVVي جVVاك لاكVVان أن التكVVثيف في التحليVVل النفسVVي هVVو الاسVVتعارة في البلاغVVة القديمVVة. وخالفهمVVا آخVVرون رأوا في التكVVثيف معVVنى أوسVVع، فVVالتكثيف لا يشVVمل الاستعارة فقط، بل قد يضم مVVا يسVVتخدمه الحلم من الصVVور والرمVVوز، وقد يعني كل هVVذا الاشVVتغال على مكونVVات الVVدال ومسVVتوياته الصVVوتية

يريد الارتقاء والتركيبية والبلاغية والدلالية." فالتكثيف هاجس كل مبدع بنصه لمستوى العالمية ويمكننا استعارة مقولة الناقد "اج.ئي.يتس" في كتابه "القصة القصيرة الحديثة" حين وصVVف هيمنجVVواي بVVV "الرجVVل ذي الفأس الذي يقتلع غابة كاملة من الإطناب". كما نذكر بما قالVVه يوسVVف إدريس في حديث له عن القصة القصيرة "إن الهدف الذي أسعى إليVVه هو أن أكثف في خمس وأربعين كلمVVة ,- أي في جملVVة واحVVدة تقريبVVا - الكمية القصوى الممكنة من الإحساس، باستخدام اقل عVVدد ممكن من الكلمات". وقVVد أطلVVق القVVاص المصVVري يوسVVف الشVVاروني على بعض قصصه تعبير قصص في دقائق، بمعنى: أن قصصه هذه أكثر قصVVرا من القصVVص القصVVيرة الاعتياديVVة ، وبالتVVالي ، فهي لا تحتVVاج إلا إلى ذلVVك

،1954الVVوقت القصVVير لقراءتهVVا. ومن قصصVVه: العشVVاق الخمسVVة م ، والكراسVVي الموسVVيقية1969 ، الزحVVام م1960رسVVالة إلى امVVرأة م

وغيرها. فهو قائم على مجموعة من الخصائص نقVVدمها-أما المعيار الكيفي،

كما يلي: وتتمثVVل في: القصصVVية، والقصVVر الشVVديد،الشRRكلية، الخصRRائص

والتكVVثيف، والحVVذف، والتثغVVير، والمفارقVVة، والإيجVVاز، وتقليص الVVزمن، وتقليص المكVVVان، واخVVVتزال الوصVVVف، واقتصVVVاد اللغVVVة، والتVVVذويت، والتشكيل، والشVVعرية، والانزيVVاح، والسVVينمائية، والمشVVهدية، والترمVVيز،

49

والارتباط)الحبكة(، وتحجيم الحدث، وتوتVVير الحVVدث، والتهجين، وحVVذف الروابط، والفراغ)البياض(، والميتاسرد، والتجريب، والرؤيVVة المجهريVVة، والصVVنعة البنائيVVة، ووحVVدة الموضVVوع، والحكائيVVة )التVVأثر بالحكايVVة(،

والتشظي)الشذرية(، والخبرية… ، فنشVVVير إلى: السVVخرية،بالخصRRائص الدلاليةأمVVVا في مVVVا يتعلVVVق

والطرافVVة، والإضVحاك، والتنكيت، وعمVق الأثVر، والإدهVاش، والخصVوبة الدلالية، ونزعة التقويض)الهدم(، والتلغيز، وتوظيف الحلم، والاستبطان النفسي، والمأساوية، والنغمة الهامشية، والنزعة القيمية، والأسVVطرة ، والاستشVVراف )التطلVVع نحVVو الممكن(، والشVVفافية، ووحVVدة الانطبVVاع ، والبعVVد الفلسVVفي، والنقVVد اللاذع، والتجاسVVر) عVVدم اللياقVVة(، ومركVVزة

الفكرة، والنزعة الإنسانية، والانتقال من الخاص إلى العام.

الكتابات النقدية أحمدإن أول ناقد عالج القصة القصيرة جدا نقديا هو الناقVVد السVVوري

. وكتVVاب118جاسم الحسين في كتابRRه "القصRRة القصRRيرة جRRدا" .119"القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق للدكتور يوسف حطيVVني

كمVVا قVVارب الناقVVد التونسVVي عبVVد الVVدائم السVVلامي قصVVص المبVVدعين المغربيين: عبد الله المتقي ومصطفى لغتيري في كتابه القيم "شVVعرية

. أما المؤلفات المغربية فنذكر منها،120في القصة القصيرة جدا" الواقع:أعمال جميل حمداويعلى الخصوص

- القصة القصيرة جVVدا بVVالمغرب، المسVVار والتطVVور، سلسVVلة الورشVVة، 121النقدية

122- القصة القصيرة جدا بالمغرب- قراءة في المتون

1997دار الفكر، دمشق، سوريا، 1181997مطبعة اليازجي، دمشق، 1192007منشورات أجراس مطبعة دار البيضاء، 120م.2008مؤسسة التنوخي للطباعة والنشر والتوزيع، آسفي،المغرب، الطبعة الأولى، سنة 121

منشورات مقاربات، مؤسسة التنوخي للطباعة والنشر والتوزيVVع، آسVVفي،المغVVرب، الطبعVVة 122م.2009الأولى، سنة

50

- خصVVائص القصVVة القصVVيرة جVVدا عنVVد الكVVاتب السVVعودي حسVVن علي.123بطران )دراسات نقدية(

- من أجVVل تقنيVVة جديVVدة لنقVVد القصVVة القصVVيرة جVVدا ) المقاربVVة، 124الميكروسردية(

- أنطولوجيVVا القصVVة القصVVيرة جVVدا بVVالمغرب"، باشVVتراك مVVع الVVدكتور125عيسى الدودي

126- القصة القصيرة جدا: أركانها وشروطها

127- مقومات القصة القصيرة جدا عند جمال الدين الخضيري 128- القصة القصيرة جدا بالمغرب المسار والتطور

هناك أعمال لنقاد آخرين نذكر منها: - محمد الدوهو، جدل الاستمرار والتجاوز: قVVراءة في القصVVة القصVVيرة

. 129المغربية الجديدة VV- ةVVل في القصVVد الماكروتخييVVدكتور عبVVالمغرب، للVVدا بVVيرة جVVالقص

130العاطي الزياني 131- القصة القصيرة جدا بالمغرب" لنور الدين الفيلالي

م.2009دار السمطي للنشر والإعلام، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى 123

م2011شركة مطابع الأنوار المغاربية، وجدة، المغرب، الطبعة الأولى سنة 124

م2011شركة مطابع الأنوار المغاربية، وجدة، المغرب، الطبعة الأولى سنة 125

م2012مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، الطبعة الأولى سنة 126

م2012شركة مطابع الأنوار المغاربية، وجدة، المغرب، الطبعة الأولى سنة 127

م.2008مؤسسة التنوخي للطباعة والنشر والتوزيع، آسفي،المغرب، الطبعة الأولى، سنة 128م2008جذور للنشر، الطبعة الأولى، الرباط، 129م.2009منشورات مقاربات قصصية، 130م.2012شركة مطابع الأنوار المغاربية، وجدة، المغرب، الطبعة الأولى سنة 131

51

وقد ظهرت بعض النظريات والمفاهيم التي تنظر للقصة القصيرة جدا،نقف عند ثلاثة نماذج منها كما يلي:

أ- من المحRRRاولات الRRRتي يمكن الوقRRRوف عنRRRدها مفهRRRوم 132"التكنوقاص" لمحمد شويكة، في كتابRRه :"النصRRل والغمRRد"

ضVVمن نشVVورات جماعVVة الكولVVيزيوم القصصVVي. وكتVVاب "المفارقVVة القصصية": وهو مفهوم يقصد منه أولا تشخيص حالة من حالات الكتابة القصصية الحديثة في المغرب، وهو قائم على التأمل الفكري بين كتابة سابقة وأخرى لاحقة من زاوية التجVVدد والتحVVول التVVاريخي، ومن زاويVVة اختلاف السVVند والمرجVVع الثقVVافي والفكVVري والتطلعVVات المسVVتقبلية للقاص وللقصة القصيرة. من أهم العناصر التي يمكن استعراضVVها هنVVا

ما يلي: - الكتابة القصصية قائمة على الافتراض، وعلى التعدد، وعلى الانسVVياق نحو الكونية الافتراضية، التي تصطدم باللغة. وقد استشعر القاص هVVذه المعضلة عندما شبه اللغة القصصية بلغة البرمجيات الحديثVVة المعتمVVدة في تصميم الVVبرامج. لكن الفVVرق الVVذي لم يشVVر إليVVه أن لغVVة البرمجVVة الإلكترونية، والمعتمVدة في شVVبكة الإنVترنت يVراد لهVا أن تكVVون واحVVدة وموحدة لكل اللغات في العالم. إنها شفرة وليست لغVVة. شVVفرة يمكن للمحركات المختلفة أن تقرأها، وأن تأولهVVا وأن تعكسVVها على الشاشVVة السحرية. وتلك اللغة المشفرة وسيط مرن لتمرير اللغات عVVبر قنVVوات وخطVVوط الشVVبكة وتحVVول دون اختلالهVVا واختلاطهVVا. وهي لغVVة رياضVVية وعلمية. أما لغة القصة ولغة الأدب فلا يمكن أن يتحقق لها ذلك لسVVبب بسيط كونها لغة الذات. لغة تزهو بفراديتها وبأنانيتها. لأنها سر وجودهVVا.

والأدب عموما ينشد الاختلاف لا التماثل والتطابق. - الكتابة للعالم الافتراضي، عالم الإنترنت والرقميات والفضائيات عالم كوني لا حدود له وبالتالي فموضوعاته لا بد أن تكون خالية من المحلية. من المكونVVات الثانويVVة ومن الجزئيVVات الVVتي لا يمكن تأويلهVVا التأويVVل السVVليم عنVVد انتقالهVVا إلى العVVالم الافتراضVVي والعVVالمي اللامحVVدود. فالحديث عن الخادمVVات وعن ماسVVحي الأحذيVVة وعن بVVائعي المVVاء ...لا معنى لها في ثقافات أخرى مختلفة، تود الكتابة الجديدة التواصل معها.

2003محمد شويكة، النصل والغمد، جماعة الكوليزيوم القصصي، 13252

واللغVVات المتخللVVة للقصVVة وذات المرجعيVVات التقليديVVة من سVVجع ومن أمثال وأبيات شعرية تصبح فارغة الدلالة.

- ينهVVل التكنوقVVاص لغتVVه من أفVVواه النVVاس لا من المتVVون. ويتجاهVVل الأعVVراف والتقليVVد بVVل يخترقهمVVا عن إصVVرار وترصVVد. لأن السVVائد من الأعVVراف يحجب الحقيقVVة الجوهريVVة. والتكنوقVVاص لا يعVVاني من العقVVد ومن مركبات النقص، لأن العVVالم الVVذي تشVVكلت داخلVVه ذاتVVه ونصوصVVه اكتسVVVب قيمVVVا مغVVVايرة رسVVVختها الهVVVزات الفكريVVVة والإيديولوجيVVVة والنفسVVية،والتقنيVVة، والخيبVVة من الشVVهادات التعليميVVة، وكسVVاد سVVوق العمVVل. وانتشVVار فكVVر الهجVVرة والهVVروب الجمVVاعي، وقVVوارب المVVوت، والانزياحVVات الكVVبرى وضVVبابية القيم الVVتي كVVانت يقينVVا فيمVVا مضVVى من الزمان. كما إن اللغة التي يتكلم بها التكنوقاص باردة خالية من الخيال، والبلاغة، وتكاد تكون عجفاء بلا ماء، وبلاغتها المهمل واليVVومي الخVVاص. لغVVة الشVVارع والحافلVVة والحانVVة والسVVوق...لا لغVVة المدرسVVة والكتب

والمقررات. - أما القارئ كما يتبدى في ورشة محمد اشVVويكة قVVارئ آلي. لأن عVVالم "السبيرنطيقا" يراد منVVه "مخاطبVVة الآلVVة". والآلVVة هنVVا افVVتراض الكVVائن البشري، الافVVتراض الVVذي يحVVل محVVل الإنسVVان. وبالتVVالي فالقVVارئ آلVVة تتلقى لغة واحدة ذات اتجاه واحVVد. إن القVVارئ ذاتVVه افتراضVVي ملامحVVه هلامية وممسوحة، ذائبة ورمادية لا وجود له ماديVVا إنVVه مجVVرد أثVVر مبهم في النفس، وإحساس بVVاطني. صVVورة ذهنيVVة، اعتباطيVVة بلا مرجVVع، وبلا

  تاريخ. إن سلطته خفية كالاضطهاد والحب والكراهية. ب- مفهRRوم "النظريRRة المنفتحRRة للقصRRة القصRRيرة جRRدا"

: يحدد حميد لحمداني الهدف من النظرية133للدكتور حميد لحمداني بقولVVه: "النظريVVة الVVتي تشVVغلنا الآن في هVVذا الكتVVاب سVVتحاول رصVVد التحولات التي طرأت في القصة القصيرة، فجعلتها تنسخ ذاتهVVا في فن جديد هو الق الق جدا، كل ما سيقال في إطVVار هVVذه النظريVVة سVVيجعل المهتمين بالسVVرد يعيVVدون النظVVر في نوعيVVة السVVرد المVVألوف ليجعلهم يقفون على خصائص فريVVدة تعلن ميلاد قص جديVVد. وحيث إن النظريVVة هي دائما راصVVدة لكVVل مVVاهو غVVير مVVألوف، فعليهVVا ألا توقVVف في ذاتهVVا

مطبعة أنفوبرانت، فاس، المغرب، نحو نظرية منفتحة للقصة القصيرة جدا، حميد لحمداني: 133م.2012الطبعة الأولى سنة

53

مسار الإنتاجية، بمعنى أن عليها أن تكون دائمة الانفتاح على ما يأتي به المبVVدعون من إمكانيVVات فنيVVة ودلاليVVة مبتكVVرة لكي تعVVزل مVVا أصVVبح مكرورا، وترمم تصVVورها على الفVVور بالعناصVVر المسVVتجدة. إن محاولVVة حصVVر الأركVVان الأساسVVية لجنس الVVق الVVق جVVدا، ورصVVد مميزاتهVVا مثلا انطلاقVVا من القصVVر الشVVديد، والمفارقVVة، والإدهVVاش، وهيمنVVة الرؤيVVة الذاتية، وتشغيل الميتناص، وغيرها من الخصائص الVVتي سVVيتحدث عنهVVا النقاد والمنظرون، كل هذا يرسم معالم نظرية الق الVق جVدا باعتبارهVا فنVVا يحVVاول أن يتجVVاوز جذعVVه الأساسVVي وهVVو القصVة القصVيرة أو على الأقل يرسم معالم تميزه عنه.هVVذا بالتحديVVد مVVادعت إليVVه بعض بيانVVات القصاصين التجريبيين في المغرب على سبيل المثVVال أمVVام تعVVاظم مVVا

سمي لديهم بالحذلقة القصصية عند بعض القصاصين الكبار". وقVVد اسVVتعرض تعريفVVات القصVVة القصVVيرة جVVدا، ورصVVد مصVVطلحاتها المختلفة، وأشر على رمزها المختصر الذي حصره في كلمة "الق الVVق جدا". يقول: "تهVVدف هVVذه الدراسVVة إلى محاولVVة رصVVد وتشVVييد معVVالم نظرية منفتحة خاصة بفن الVVق الVVق جVVدا، هVVذا الفن المعاصVVر بامتيVVاز ، والذي اسVVتطاع في ظVVرف وجVVيز أن يفVVرض نفسVVه في عVVالم السVVرد، ويتجاوز فن القصVVة القصVVيرة على الخصVوص، ويضVVاهيها أحيانVا ويتمVيز عنها. ولاتروم الدراسة فصل الق الق جدا عن حضنها الجيVVني السVVردي الممتدة جذوره في الرواية والقصة ثم القصVVة القصVVيرة، والأقصوصVVة، ولكنهVVا تركVVز على الخصوصVVيات الVVتي اسVVتطاع هVVذا الفن المعاصVVر أن يفرضها في سياق نشأته الحديثة ، وارتباطه بVVالتراث، وبلورتVVه لتقنيVVات متميزة ووظائف جديدة ملائمة لشروط العصر الحاضر". وقد وقف عند أصوله دون أن ينسى ذكر جذورها في تراثنا السVVردي العVVربي القVVديم، وبيVVان مVVدى تVVأثر القصVVة العربيVVة القصVVيرة جVVدا بنظيرتهVVا الغربيVVة في الثقافVVة الأنكلوسكسVVونية، أو في الثقافVVة الفرنكفونيVVة، أو في الثقافVVة

الإيبرية، أو في ثقافة أمريكا اللاتينية وقVVVد قVVVام باسVVVتعراض مجموعVVVة من الكتب والدراسVVVات والأبحVVVاث والمقالات التي تناولت فن القصة القصيرة جدا. يشير تحديVVدا إلى كVVل من: أحمد جاسم الحسين، ويوسف الحطيVVني،وأحمVد عمVران، وإليVVاس خلف جاسVVم، وعبVVد الVVدائم السVVلامي، وسVVلمى براهمVVة،ومحمVVد تنفVVو، ومحمVVد اشVVويكة، وجميVVل حمVVداوي، وسVVعاد مسVVكين، ومحمVVد يVVوب،

54

ومحمVVد مسVVاعدي، وعبVVد الVVرحمن تمVVارة، وعبVVد العVVاطي الزيVVاني،ونورالدين الفيلالي

ومن هنا، فنظريVة حميVد لحمVداني هي ضVد النظريVات المعياريVة الVتي سVVيجت القصVVة القصVVيرة بصVVفة عامVVة، والقصVVة القصVVيرة جVVدا بصVVفة خاصة، بمجموعة من القواعد المقننة الVVتي تشVVكلت في صVVيغ جVVاهزة، ووصفات تقنية صارمة.ومن ثم، يدعو الدارس إلى نظرية نسبية وقابلVVة للتجديVVVد والتطVVVوير والتحVVVول . وبالتVVVالي، فهي أقVVVرب إلى نظريVVVة التكنوقاص عند محمد اشVويكة. لVذا، يشVدد الVدارس على "ضVرورة أن تكون نظرية الق الق جدا دائمة الانفتاح بضمانة أساسية، وهي استحالة توقيف التطور الذاتي للإبVVداع نفسVVه. قVVدر هVVذه النظريVة -إذا- سVVيكون دائما هو تعديل معطياتها في ضVVوء المسVVتجدات الإبداعيVVة الVVتي عملت النظرية نفسها على المساهمة في تحريكها ضد أنماط سVVردية تقليديVVة

استنفدت طاقتها التأثيرية على القراء". هذا، وقد بين حميد لحمداني بأن مختلف النظريات العربية حول القصة القصيرة جدا عبارة عن اجتهادات فردية مشكورة لم تسVVتلهم مباشVVرة من الغرب. لذلك فهي بارة عن اجتهVVاد شخصVVي نسVVبي ومفتح. يقVVول: "نلاحظ أن النقاد والمنظرين والمبدعين العرب قد سVVاهموا جميعVVا في صياغة أول نظرية خاصة بجنس أدبي، اعتمVادا على جهVVد معVVرفي ذاتي في المقام الأول، دون الحاجة الكبيرة لنظرية غربية. وهذا مؤشVVر جيVVد على بدايVVة نضVVج الابتكVVار في النظريVVة الأدبيVVة العربيVVة المعاصVVرة، مVVع ملاحظة أنه ليس لهVذه النظريVة سVند فلسVفي أو إيVديولوجي محVVددين يرسVVمان مVVدلولاتها وغاياتهVVا مسVVبقا، فوراءهVVا جهVVد معVVرفي وخVVبرة وممارسVVة، صVVحيح إن مصVVطلحاتها في حاجVVة إلى مزيVVد من الاشVVتغال والممارسة لكي تصبح أكثر دلالة على الظواهر التي تشير إليها، غير أن وراء هذا الجهد النظVVري يكمن وعي المعانVVاة أكVVثر من وعي الاتجVVاه أو

المذهب. من هنا فإن ما يعنيه بالنظرية المنفتحة هي "كل محاولVVة تنظيريVVة ذات قصVVVد معVVVرفي بعيVVVد عن المعياريVVVة والإغلاق، وبعيVVVد عن التصVVVور الإيVVديولوجي أو الفهم الإطلاقي أو التلفيقي )التكVVاملي(. وتكمن أهميVVة النظريVVة المنفتحVVة في تمكين القVVراء والمتخصصVVين من وعي طبيعVVة الحالة الإبداعية التدليلية والتداولية لمختلف نماذج الق الق جدا الحالية،

55

وامتلاك القدرة على توقع مسارها مستقبلا، كما تسمح بتقبVVل الأشVVكال والدلالات الجديدة المحتملة في حدود ارتباطها بVVالتطور الطVVبيعي لهVVذا

الجنس الأدبي، وقدرتها على ابتكار وسائل تعبيرية جديدة ومتميزة". كمVVا يلاحVVظ أن غالييVVة النقVVاد قVVد ركVVزوا في جهVVدهم التنظVVيري على ملاحظVVة طبيعVVة تكVVوين النصVVوص نفسVVها، وعلى المعVVالم النظريVVة المنفتحة للق الق جVVدا المستخلصVVة من خصائصVVها وتقنياتهVVا وأشVVكالها التعبيريVVة والدلاليVVة وظVVروف نشVVأتها. وليس من الضVVروري أن تكVVون الخصائص الشكلية والدلالية المشVار إليهVا مجتمعVVة، ماثلVة بكاملهVا في جميع نماذج الق الق جVVدا، فكVVل ق ق جVVدا توظVVف منهVVا مابVVدا مناسVVبا

لبلورة تجربة المبدع الخاصة. كما يقر بأن مسار الق الق جدا لم ولن تتوقف عن التطور، لVVذلك فVVإن التنظير المواكب لحركتهVVا لا يمكن إغلاقVVه. ولVVذا، فهVVو يقصVVد بالنظريVVة المنفتحة كVل محاولVة تنظيريVة ذات قصVد معVرفي بعيVVد عن المعياريVة والإغلاق، وبعيد عن التصور الإيVVديولوجي أو الفهم الإطلاقي أو التلفيقي )التكVVVاملي(. وتكمن أهميVVVة النظريVVVة المنفتحVVVة في تمكين القVVVراء والمتخصصVVين من وعي طبيعVVة الحالVVة الإبداعيVVة التدليليVVة والتداوليVVة لمختلف نماذج الق الق جدا الحالية، وامتلاك القدرة على توقع مسارها مستقبلا، كما تسمح بتقبVVل الأشVVكال والVVدلالات الجديVVدة المحتملVVة في حVVدود ارتباطهVVا بVVالتطور الطVVبيعي لهVVذا الجنس الأدبي، وقVVدرتها على

ابتكار وسائل تعبيرية جديدة ومتميزة. إن وجVVود النظريVVة في حVVد ذاتVVه يحفVVز المبVVدعين على تغيVVير أسVVاليب التعبير القائمة، وابتكار الجديد أمVVام انكشVVاف أسVVرار الكتابVVة وتقنياتهVVا وألاعيبهVVا بفعVVل مدارسVVتها من قبVVل النقVVاد، وحصVVول اسVVتيعابها لVVدى القراء.وقد لاحظنا أن بعض من ساهموا في التنظVVير للVVق الVVق جVVدا لم يتبنوا هذا التصور النظري المنفتح، بل كانوا حريصين على وضVVع تصVVور ثابت أو توصيف تعريفي قانوني وبلاغة معيارية تزعم إمكانية الاستيعاب

النهائي لجميع الخصائص الدالة على هذا الفن الجديد". والملاحظ أن حميد لحمداني قد انفتح على بعض الكتابات الغربية أيضا،

AngelفاسVVتعرض مVVا كتبVVه أنخيVVل مالVVدونادو أسVVيبيدو) Maldonado Acevedo( وما جمعه كينت تومبسون ،)Kent Thompson: في كتابه )

56

Open)النوافVVذ المفتوحVVة: القصVVة الكنديVVة القصVVيرة جVVدا ) Windows Canadian short short stories(وجانيت هووارث . )Janet Howarth،)

SaraوسVVارة ماكدونالVVد) McDonald(كVVامز كليبيVVوويلي ،)William J. Klebeck(ودوكلاس كلوفر ، )Douglas Glover …).

الناقد جميل حمداوي نظريRRة سRRماه "المقاربRRة ج- كما طرح باعتبارها تتعامل مVVع المكونVVات الداخليVVة للقصVVة؛134الميكروسردية"

القصيرة جدا وشروطها الخارجيVVة مVVع الانفتVVاح على مكونVVات الأجنVVاس الأدبية الأخرى. وقد أوضح في كتابه "من أجل تقنية جديدة لنقد القصVVة

" مقتبس من الكلمVVVة القصVVVيرة جVVVدا" أن مصVVVطلح "الميكروسVVVردية المعروفVVة في الأدب الإسVVباني وأدب MICRORRELATOSالإسVVبانية

أمريكا اللاتينية، والذي يعني في دلالاته الحرفية القصVVة القصVVيرة جVVدا. التي وضع تسميتها الاشتقاقية عنوانا ومن هنا، فالمقاربة الميكروسردية

ومفهوما وتوليدا واصطلاحا تتكون من كلمة ميكرو، أي القصVVير جVVدا أو العنصر الجزيئي في غاية الدقة واللاتنVVاهي، وكلمVVة سVVردي الVVتي تحيVVل على الحكي القصصي والكتابات السردية التي ينتمي إليها فعVVل الحكي

microالميكروسVVردية  والقص. أما على مستوى الدلالة، فVVإن المقاربVVةnarrative تيVVة الVVة والمنفتحVة المرنVVة الأدبيVVة النقديVVك المنهجيVVهي تل

تVVدرس القصVVة القصVVيرة جVVدا في ضVVوء مكوناتهVVا الداخليVVة وشVVروطها الخارجيVVة اعتمVVادا على مجموعVVة من المسVVتويات المنهجيVVة الداخليVVة والخارجية مع الاستعانة بمجموعVVة من المعVVايير والمقVاييس والضVوابط النقدية والمصVVطلحات النقديVVة الإجرائيVVة سVVواء أكVVانت أصVVلية مقترنVVة بجنس القصVVة القصVVيرة جVVدا أم دخيلVVة ومشVVتركة مVVع بVVاقي الأجنVVاس الأدبيVVة والفنVVون الأخVVرى. من ثم، يVVرى جميVVل حمVVداوي أن المقاربVVة

تخضVVع لخطVVوتين أساسVVيتين وهمVVا: مرحلVVة المكونVVات، الميكروسردية ومرحلة السمات، كما تخضع على نسق المسVVتويات لمرحلVVتي الVVداخل

المقاربVVVة والخVVVارج أو مرحلVVVتي التفكيVVVك والVVVتركيب. كمVVVا تسVVVتند إلى مجموعة من المستويات المنهجية، ذكرها كمVVا يلي: الميكروسردية

المستوى الببليVVوغرافي؛ المسVVتوى المناصVVي؛ المسVVتوى الافتراضVVي؛ المستوى البصري؛ المستوى الدلالي؛ المسVVتوى الجمVVالي؛ المسVVتوى

جميل حمداوي: من أجل تقنية جديدة لنقد القصة القصيرة جدا )المقاربة الميكروسردية(، 134.5، ص 2011، 1شركة مطابع الأنوار المغاربية، وجدة، ط.

57

المVVVرجعي؛ المسVVVتوى الرؤيVVVوي؛ المسVVVتوى التصVVVنيفي؛ المسVVVتوىالتقويمي؛ المستوى التوجيهي.

منهجية تحليل القصة القصيرة جداالإطار المرجعي

النوع في علاقته مع الأنواع الأخرى المحتوى الرهان الدعوىالمعمار

البنية السردية البنية العاملية

البنية التركيبية الخصائص العامة الإطار المرجعي

تقديم: قدر الإمكان لمعطيات خارجية لصاحب النص وأعماله و مصدر النص

المحتوى المضمون الأفكار 58

القصVVة في علاقتهVVا بVVأنواع تراثيVVة الخVVبر: المثVVل النVVادرة. وكVVذا أنVVواع شVVعبية، مثVVل النكتVVة طريفVVة. وأنVVواع أدبيVVة حديثVVة، مثVVل المسVVرحية،

والسينما، واللوحة التشكيلية، والقصيدة الشعرية.ملاحظة هذه الخاصية ليست موجودة في جميع القصص القصيرة جدا

: أي الحيز الذي تشغله الكتابة باعتبارها حروفا مطبوعVVة علىالمعمارالورقة.

-الكتابة العمودية: استغلال الصفحة بطريقة جزئيVVة على اليمين أو علىاليسار أو في الوسط.

-الكتابة الأفقية: استغلال الصفحة بشكل عادي -لغة البياض؛ يعبر البياض عن نفسه من خلال الفراغ أو العلامVVات نقVVط

الحذف. -الكتابة المتخللة: عندما ترد داخVVل الكتابVVة الأصVVلية عبVVارات أو كلمVVات

مستمدة من أصول مرجعية مختلقة لغات أجنبية دارجة اقتباس. -الكتابة الطبوغرافيVVة: اسVVتعمال الكتابVVة المائلVVة أو المضVVغوطة لتميVVيز

العبارات أو الكلمات. -وجود علامات الترقيم أو عدم وجودها.

-علامات الترقيم بين الانفلات والانضباط البنية السردية

-نوعية السارد: مشارك، أو مشاهد، أو غائب -الرؤية السردية: الرؤية من الأعلى، أوالرؤية مع، أوالرؤية الوراء )مVVع

الشرح والتحليل( بنيVVة خطيVVة تعاقبيVVة، أم بنيVVة دائريVVة )تنتهي بالقصVVة منبنية السرد:

حيث بدأت(، أم بنية متفرغة )حدث مركزي تتفرع عنه أحداث أساسية(البنية العاملية

59

-جVVرد القVVوى الفاعلVVة )الأشVVخاص، الأفكVVار، العواطVVف والمشVVاعر، المؤسسات، الشخصيات، المؤسسVVات...إلخ(. لكن ينبغي التركVVيز على

القوى الإنسانية. -الوظائف: العامل الذات- العامل الموضVVوع-العامVVل المرسVVل- العامVVل

المرسل إليه-العامل المساعد-العامل المعارض. -العلاقات بين القوى الفاعلة: علاقة رغبة-علاقة صراع-علاقة تواصل

تدرس العناصر التالية في علاقتها بالمحتوى البنية التركيبية: -جمل فعلية أم اسمية

-جمل طويلة أم قصيرة، جمل مركبة أم بسيطة. -زمن الأفعال

-وسائل الربط -التقديم و التأخير

-الوصل والربط الخصائص العامة

-الخصائص الدلالية: السVVخرية- لطرافVVة- التنكيت- الإدهVVاش- الخصVVوبة الدلالية- نزعة التقويض- التلغVVيز- توظيVVف الحلم- الاسVتبطان النفسVVي- النزعة القيميVVة-الأسVVطرة- الاستشVVراف- البعVVد الفلسVVفي- التجاسVVر-

عدم اللياقة- نزعة الإنسانية -النقد اللاذع. )ملاحظة: هذه الخصائص لا تنطبق على جميع النصوص(

-الخصائص الشكلية: أ-الخصائص الثابتة: القصر الشديد- التكثيف- تقليص الزمVان والمكVVان-

التذويت- وحدة الموضوع ب-الخصVVVائص نسVVVبية: الشVVVذرية- التهجين- السVVVينمائية- المشVVVهدية- المفارقة- الانزياح- الرؤية المجهرية- )انظر كتاب حميد الحمداني نحVVو

مقاربة منفتحة للقصة القصيرة جدا(

60

تطبيق المنهجية على قصة "جبل من الثلج"الإطار المرجعي:

قصVVة جبVVل من الثلج في الصVVفحة العاشVVرة من المجموعVVة القصصVVية لسعيد منتسب بعنوان: "جزيرة زرقVVاء". وقVVد صVVدرت هVVذه المجموعVVة

، ضVVمن منشVVورات مجموعVVة البحث في القصVVة القصVVيرة2003سVVنة بالمغرب. تضم هذه المجموعة حوالي أربVVع وسVVتين قصVVة قصVVيرة جVVدا

على امتداد حوالي سبعين صفحة في الحجم المتوسط. أما سVVعيد منتسVVب فهVVو أديب كتب في القصVVة، وفي القصVVة القصVVيرة

جدا.الفضاء النصي

-اعتمد الكVVاتب في عVVرض النص على الورقVVة في الكتابVVة الأفقيVVة: منأقصى اليمين إلى أقصى اليسار.

-لا يستعمل الكاتب لغة البياض؛ إذ جVVاءت الكتابVVة متلاحمVVة من الناحيVVة الشكلية، ولم نصادف الفراغ إلا في السطرين ما قبل الأخVVير )يكVVبرون يVVتراكمون(: وكVVأن الكVVاتب يفسVVح المجVVال من خلال الفVVراغ الVVذي يلي العبVVارتين لامتVVداد الخيVVال لشVحن هVVذا الفVVراغ بالVVدلالات المناسVVبة ل "الكبر" و"التراكم" التي تحتاج لحيز أوسVVع ممVVا يمكن كتابتVVه في قصVVة

! قصيرة جدا -فيما يتعلق بعلامات الترقيم، يسVVتعمل الكVVاتب علامVVة "النقطVVة". كمVVا استعمل "الفاصلة" مرتين للفصل بين فعلين )يكVVبرون( و )يVVتراكمون(،

جبل من الثلج يكبر"، و"يتكاثر".وكذا للفصل بين جملتين: " -وإذا كان نظVVام الفصVل والوصVل في اللغVة العربيVة قVد جعVل النقطVVة علامة على نهاية الفقرة أو الجملة فإن الملاحظ أن الكاتب يخVVرق هVVذا

النظام؛ ويصر على توحيد علامات الترقيم بغض النظر عن السياق.النوع

على المستوى الأجناسي نشير إلى ما يلي:

61

-على الVVرغم من عVVدم تنصVVيص الكVVاتب على القصVVة القصVVيرة جVVدا واكتفائه بوسم مؤلفه ب: "المجموعة القصصية"، فVVان أغلب النصVVوص الواردة في المجموعة تندرج ضمن القصة القصيرة جدا. نلاحظ هنVVا أن قصVVة "جبVVل من الثلج" تأخVVذ حVVيزا محVVدودا من الفضVVاء؛ حVVوالي ربVVع

الصفحة الواحدة. -الملاحVVظ هنVVا أن الكVVاتب يسVVتوحي ضVVمنيا بعض الأنمVVاط السVVاخرة:

النادرة في القديم، والكوميديا، والنكتة في الحديث. الرهان المحتوى:

يحتل موضوع العلاقة بين الرجل و المرأة حيزا كبيرا في كتاب "جزيVVرة زرقاء" بدءا بأول قصVVة في المجموعVVة، وهي بعنVVوان "الموعVVد"، الVVذي جمع بين رجل وامرأة، ثم تجسس امرأة على رجل. وأيضا "قبلة" الVVتي جعلت المرأة تكتشف أن في أعماق الرجل امرأة أخVVرى، وأيضVVا قصVVة "تمثال": إذ يتحول كل من الزوجين إلى مجرد تمثال بارد، وخاصVVة بعVVد

مرور وقت على الزواج.. إلى غير ذلك من القصص. أما في ما يتعلق بقصVVة "جبVVل من الثلج" تحديVVدا فVVالأمر يتعلVVق بوطVVأة المشاكل الزوجية؛ بسبب غياب التوافق، مما ساهم في توسيع مساحة الاختلاف بين الVVزوجين: فعلى الVVرغم من كونهمVVا ينامVVان فVVوق نفس السرير، إلا بينهما جبل من الثلج، تنضاف إلى غيVVاب التوافVVق مشVVاكل، أخرى تتمثل في كثرة الأطفVVال )أنجبت جوقVVة أطفVVال(، والإدمVVان على

المخدرات )أدمن الحشيش واللعنات(. ظاهرة التوازي

التوازي هVVو التنVVاظر بين مكونVVات الجملVVة، يمكن الحVVديث عن مظVVاهرعدة للتوازي في نص "جبل من الثلج":

-توازي علائقي: يتعلق الأمVVر هنVVا بجمVVل تحقVVق نوعVVا من التنVVاظر على المستوى التركيبي )كان كالبركان كانت كالبركان(. الملاحظ هنVVا وجVVود تناظر تركيبي بين الجملVتين؛ إذ تتكVVون كVVل منهمVا من الفعVل الماضVي الناقص )كان(، ثم كاف التشبيه، ثم اسVVم. أيضVVا "لم تنفVVع المVVداعبات" تVVوازي )لم تنفVVع الهمسVVات(: يتحقVVق التنVVاظر من خلال تشVVابه البنيVVة

62

التركيبية المتمثلة في أداة النفي "لم"، والفعل تنفع، واسVVم في صVVيغةجمع التكسير )همسات(، ) مداعبات(.

-التVVوازر الصVVرفي: وذلVVك من خلال تكVVرار ألفVVاظ تتشVVابه في البنيVVةالصرفية )المداعبات-الهمسات(.

-توازي دلالي: وذلك إما بإيراد التضاد مثل قولVه: )تنVام فVVوق السVرير(، )ينام تحت السرير(. و إما يكون التوازي بإيراد الترادف في مثVVل قولVVه

)لم تنفع المداعبات، لم تنفع الهمسات( تVVوازي إيقVVاعي: وهVVو ضVVرب من التشVVكيل الموسVVيقي القVVائم على التجانس الموسيقي، على مستوى مجموع مكونات الجملتين، في مثVVل قوله: )لم تنفع المداعبات- لم تنفع الهمسات( ذلك أن كل مكون لغوي

في الجملة يناظر المكون الذي يقابله في الجملة الثانية لم لم

تنفع تنفع المداعبات الهمسات

: البنية التركيبية-قدم النص في قالب إخباري؛ إذ ليس هناك جملة إنشائية واحدة.

-الجمل الفعلية تحيل على الماضي: كان- أنجبت-أدمن-...إلخ. -الجمل قصيرة وبسيطة؛ تتكون من مكونين في الغالب: )فعل وفاعل: لم تنفVVVع الهمسVVVات- لم تنفVVVع المVVVداعبات(، )فعVVVل ومفعVVVول: أدمن الحشيش(، )أو فعل ومتعلقه: تنام فوق السرير- ينVVام فVVوق السVVرير(،

أو )مبتدآ و خبر: جبل من الثلج - كان كالبركان-كانت كالبركان( -عمومVVا يمكن القVVول: إن الجمVVل تVVراوحت بين لفVVظ واحVVد )أنطفVVأ- انطفVVأت..(، ولفظين )كVVان كالبركVVان- كVVانت كالبركVVان...(، إلى ثلاثVVة ألفVVVاظ، وهي الغالبVVVة على النص: أنجبت جوقVVVة أطفVVVال- تنVVVام على السرير..الخ . وهذا يفسح المجVVال لظVVاهرة تركيبيVVة واضVVحة في النص يمكن التعبير عنها ببلاغة الحذف: إن الكاتب يقول الكثير من خلا ل مVVا

عموما .جدا ! و هو التعبير المناسب للقصة القصيرة  لا يقوله

63

-هناك غياب شبه تام لوسائل الربVVط اللفظيVVة، ويبقى الرابVVط المعنVVويهو الذي يحقق الاتساق والانسجام في النص.

التكرار: اذا كان التكرار في الرواية أو القصة يعVد من قبيVVل الإطنVVاب، فإنVه في القصة القصيرة جدا سVVيتحول إلى أداة لتحقيVVق شVVاعرية خاصVVة. يمكن

رصد ظاهرة التكرار من خلا المستويات الآتية: -تكرار بعض الجمل، مثلا )جبل من الثلج( تكررت مرتين في النص.

-تكرار الأفعال فعل "نام"، ومشتقاته أربع مVVرات: ينامVVان- تنVVام- ينVVام-ينامون.

تكرار فعل "أنطفأ" مرتين: انطفأ- انطفأت تكرار فعل "نفع" مرتين: تنفع تنفع

تكرار اسم "البركان" مرتين البنية السردية

-ليس للسارد حضور في النص؛ فالحكي يأتي بضمير الغائب. -الرؤية من الأعلى فالسارد مهيمن على الحكي؛ من مظاهر هيمنته ما

يلي: -التصVVرف في تقVVديم الإحVVداث؛ وذلVVك من خلال تقنيVVة التكVVثيف. من المؤكVVد أنVVه ليس هنVVاك تVVواز بين زمن المتن الحكVVائي، وزمن المبVVنى الحكائي )بلغة الشكلانيين الروس(. ذلك أن سنوات طويلة من العشرة بين الVVزوجين يقVVدمها الكVVاتب في عبVVارات محVVدودة، في مثVVل قولVVه

)أنجبت جوقة من الأطفال(. -تقديم العواطف و المشاعر: لم تنفع المداعبات- لم تنفع الهمسات.

-التصVVرف في تقVVديم الأحVVداث اعتمVVادا على تقنيVVتي الاستشVVراف والاسترجاع.

-تدخل السارد بالتعليق على الأحداث: )كان كالبركان-كانت كالبركان(.

64

بنية السرد: -بنية دائرية إذ ليس هناك عرض للأحداث بطريقVVة تعاقبVVة، وإنمVVا هنVVاك

عرض للحدث بصور متعددة. البنية العاملية

جVVرد القVVوى الفاعلVVة: يمكن التميVVيز في النص بين عVVدة قVVوى فاعلVVةتقدمها كما يلي:

-الزوج الزوجة: ويقدمهما بضمير الغائب. لا يذكر السارد اسم الزوجين، ولا يعVVرض للمواصVVفات الخاصVVة بVVالزوجين، من حيث السVVن والمظهVVر الخارجي، والانتماء الاجتماعي، وغيرها من المواصفات الVVتي يسترسVVل في الحديث عنها القصاصون والروائيون. ذلك أن مبVVدأ التكVVثيف الVVذي طغى على القصة القصVVيرة جVVدا يجعVVل الكVVاتب يقتصVVد في الكلام إلى

حدوده الدنيا.-الأطفال: يكتفي بالإشارة إليهم بقوله: أنجبت أطفال

قوى غير إنسانية: منها العواطVVف والمشVVاعر )عVVدم التوافVVق(، )جبVVل من الثلج(- الشVVعور باليأس: انطفأ، انطفأت- الشعور بالضيق من كVVثرة الأطفVVال )يكVVبرون- يتراكمون(، ومنهVVا الجمVVادات )السVVرير(، ومنهVVا المؤسسVVات: مؤسسVVة

الأسرةوظائف القوى الفاعلة

في كل سرد هناك ستة وظائف العامل الذات: الزوجان

العامل الموضوع: السعي للاستقرار العائليالعامل المرسل: الظروف الاجتماعية

العامل المرسل إليه: الأسرة العامل المساعد: المداعبات، والهمسات، المشاعر الايجابية.

65

العامل المعارض: إدمان المخدرات، الفقر، كثرة الأطفال العلاقات:

العلاقة بين العامل الذات والعامل الموضوع علاقة رغبةالعلاقة بين المرسل والمرسل إليه: علاقة تواصل

العلاقة بين العامل المساعد والعامل المعارض علاقة صراع الخصائص الدلالية

:المطلوب التوسع في تحليVVل الخصVVائص الدلاليVVة الموجVVودة في النص السVVخرية- الطرافVVة- التنكيت- الإدهVVاش- الخصVVوبة الدلاليVVة- نزعVVة التقويض- التلغيز- توظيف الحلم- الاستبطان النفسي- النزعVة القيميVVة- الأسVVطرة- الاستشVVراف- البعVVد الفلسVVفي- التجاسVVر- عVVدم اللياقVVة-

النزعة الإنسانية-النقد اللاذع.وكذا الخصائص الشكلية:

أ-الخصائص الثابتة: القصر الشديد- التكثيف- تقليص الزمVان والمكVVان-التذويت- وحدة الموضوع

ب-الخصVVائص النسVVبية: الشVVذرية- التهجين- السVVينمائية- المشVVهدية-المفارقة- الانزياح- الرؤية المجهرية

نماذج من القصة القصيرة جدا

لقصة القصيرة جRRدا للكاتبRRة المصRRرية حنRRانمن اأولا-نماذج فاروق

شاعرة وكاتبة مصرية، طبيبة أخصائية في الإمVVراض الباطنيVVة، حصVVلتعلى عدة جوائز عالمية.

أسود وأبيض قصص قصيرة جدا بعنوان عام: - أولا

66

(1) قيدوا يديها وقدميها..عذبوها..ألقوها في زنزانة ثلجية بدون

غطاء..بعد أيام.. أرسلوا إليها التماسا بإخلاء سبيلهم..

(2) تمردت على ألوان ملامحها..الأحمر والأخضر والأزرق...لاذت

بالأبيض والأسود ..فتعانقا على مفرقها.

(3)قال: أنت روائية

قالت: وأنت شاعرقال:اجعليني بطلك..

قالت: عندما أسكن بيتك...

(4)فقدت بصرها قال: أنا بصرك

فقدت سمعها قال: أنا سمعكفقدت صوتها قال أنا صوتك

فقدت شبابها..أخذ أشياءه ومضى..

(5) تركت لقلمها العنان..انطلق فى كل اتجاه..وحين حاولوا إلجامه

بلجام الغواية..نحرته..

(6) قطعت نفسها إربا وألقت أجزاءها في كل مكان..استعصت

عليها ذاكرتها..سجنتها في الماضي..فأعدمتها..

(7) تمردا على مابينهما..سحبت صورته من قلبها وأودعتها

حرفها..سحب صورتها من قلبه وأودعها حرفه..حين التقىالحرفان.. تمردا على الفراق..

67

ثانيا- قصص قصيرة جدا للكاتبة حنان فاروق بعنوان: تشريح(1)

أرضعته شرايينها فشب ولما تمكن منها الشحوب ..ترك لهاقبلة الجبين ووقع عليها )للذكرى(

(2)

استحلفت دمعتها المشتبكة بروحها لكي لا تغادر عينها فاستجابت وتوقفت عند الباب في حين انفلتت الروح وواصلت

المسير.

(3)

في العشرين بكت فبكى واحتواها

في الثلاثين بكت فمسح دموعها بمنديل حنانه

فى الأربعين بكت فربت على كتفها.

فى الخمسين........أبكاها

(4)

غلقت أسفارها وقالت للامتحان :هيت لك

وحين تسلمت ورقة الإجابة رسمت أمام خانة الاسم علامةاستفهام.

(5)

68

في أول محاضرة تشريح لها أذهلت الجميع..اختطفت المشرطمن يد أستاذها وشرحت....مشاعرها

(6)

قال: أنت في قلبي

قالت: وأنت؟؟؟

قال: في قلبك

قالت: إذن..وقعنا في الأسر.!!

(7)

طرق بابها للمرة الأولى فأوصدته بعنف..طرق الثانية أوصدته بلطف..طرق الثالثة فواربته..وحين طرق الرابعة فتحت بابها

على مصراعيه ثم قفزت من النافذة.

(8)

قالت: ما أنا؟؟؟

قال: جزء مني

قالت: وما أنت؟؟

قال: جزء منك

قالت: إذن..لن نكتمل أبدا

(9)

69

استولت التجاعيد على قلبها..حملته إلى جراح تجميلها الذي أجرى له عملية شد أعادته عشرين عاما إلى الوراء..وحين رأىصورته الجديدة فى المرآة حاول الابتسام لكنه....لم يستطع..

ملحق: نماذج قصصية قصيرة جدا لكتاب مغاربة شاعر، قصاص، من أعماله: "قصائد كاتمةأ- عبد الله المتقى

الصوت" و"الكرسي الأزرق"

براءة

سأل الطفل جده بعدما تأمل مئذنة المسجد في ذهول ...

- جدي... متى ينطلق هذا الصاروخ ...؟

نهر الجد حفيده ، ودخلا المسجد الأعظم

بلاهة

دق الجرس

انفتح الباب

؟00- جئت

- نعم

اعتقدت أنك لم تأت بعد؟

 

70

عمى الألوان

 

خطر للرجل الأعمى، الرجل الذي له عينان جاحظتان، أن يرى وجههفي المرآة.

تسلل إلى غرفة نومه، أشعل الضوء، وقف أمام المرآة، ثم ريثماانقطع التيار الكهربائي

اشتعال

طلب من تلاميذه الصغار، كلمات تبدأ بحرف السين

قال الأول : سكر

قال الثاني : سعر

التفت جهة النوافذ، ثم طلب كلمات تبدأ بحرف " الزاي "

قال الأول : زيت

قال الثاني: زيوت

وفيما القسم يغوص في ضجيج من الكلمات، اندلعت النيران فيالسبورة

طوارئ

ارتدت فستانا عاريا، هيأت المائدة، و تمددت فوق السرير

الساعة التاسعة، ولا أحد بالباب

تأملت المرود وقارورة الكحل، وتنصلت من تبانها

تأملت طبق الفستق، والقنينتين، وترنحت كاللبؤة71

"العاشرة ليلا "

ولا.. لا أحد بالباب

ثم...رن هاتفها الخلوي:

- أعتذر مداومة طارئة "

 

انتبه من فضلك

نسي أن يتنصل من بيجامته، ونزل درج العمارة بطيئا،

لم ينتبه الحارس، لم ينتبه المارة، لم ينتبه أصدقاء المقهى

ولم ينتبه النادل، فقط، انتبهت المرآة في دولاب الملابس

حين كان يبحث عن بيجامته، مساء نفس اليوم

 

جنون

وقفت سيارة أجرة بيضاء، وصعد الرجل ذو القبعة الرمادية

السائق: إلى أين ؟

يطقطق الرجل أصابعه، ويمطر ضحكا

السائق بهلع: إلى أين ؟

الرجل باكيا: إلى ثلاجة الخضر

 

غضب

72

المعلم يطل من النافذة، والتلاميذ يكتبون على الدفتر ملخص: كانوأخواتها.

خلسة يخرج الطفل أقلامه الملونة، ويرسم بحرا وقاربا مكتظا بالهاربين، ثم ريثما يستغفله المعلم، يلكمه على قفاه، وكاد القسم

يموت من الضحك

غضب البحر.

انقلب القارب.

و..

غرق المعلم

والأطفال

طوق حمامة

شربت ما يكفي من الجعة، وكتبت رسالة إلكترونية :

" عزيزي

لقد أذهلتني جملتك الرائعة التي قلت فيها: "ما الذي يحدث لو ولدناعلى مقاس لحية تولتسوي، ومتنا رضعا؟ "

إنها عبارة فاتنة جعلتني أقف عندها كثيرا.

أتصورك رقيقا للغاية وحساسا أيضا أيها الجميل، غير أنني أخاف أن أصاب بالإحباط عندما نلتقي. فلدي خيال واسع يجعلني أحلق عاليا

وأحلم كثيرا وعندما لا يتحقق كل ما كنت أحلم به أحبط.

إنني مشاغبة وطفلة كبيرة تكسر كل شيء إذا شعرت بعدم الرضا. لاأريد إزعاجك،

73

لكن، أريد أن يكون لقاؤنا الأول رائعا. وليس ضروريا أن يحضر الجسد، رغم أهميته، يكفي أن ندردش، ونسكر بمقهى ميرمار، ثم نتعشى

بالمطعم السوري.

)مجموعة بالأحمر القاني(ب- وفاء الحمري قرأ الكاتب العالمي )كيف تصبح مليونيرا( إلى نهايته.

وضعه برفق تحت الحصير.. بحث على ضوء شمعة عن كتاب الواقع.

قرأ ما تيسر منهونا

م وفاء الحمري

صلى الفجر في الأقصى مع صلاح الدين وغفالما استيقظ... لم يجد صلاحا و لم يجد الأقصى ...

ضيع الإثتين في غفوة.د- سعيد منتسب

جبل من الثلج ينامان فوق نفس السرير. بينهما جبل من الثلج. كان كالبركان. كانت

كالبركان. أنجبت جوقة أطفال. أدمن الحشيش واللعنات. لم تنفع المداعبات. لم تنفع الهمسات. انطفأ. انطفأت. الأطفال يكبرون،

يتراكمون. جبل من الثلج يكبر، يتكاثر. تنام فوق السرير. ينام تحت السرير.

ينامون في كل الجهات.

74

لائحة المصادر والمراجع: الخطاب الروائي، ميخائيVVل بVVاختين، ترجمVVة: محمVVد بVVرادة، دار الأمVVان

1987: 1 ط الرباط،للنشر والتوزيع، سيميولوجية الشخصVVيات الروائيVVة، فيليب هVVامون، دار الكلام، الربVVاط

1990، الشعور المخلVVوع من فرويVVد إلى لاكVVان، أندريVVه تابوريVVه، مجلVVة الفكVVر

.1983، 25العربي المعاصر، عدد : 1944العذارى، توفيق يوسف عواد، منشورات الجديد،

فرويد والرغبة ''الحلم و هستريا الإقلاب''، رالف رزق الله، دار الحداثVVة1986 : 1للطباعة والنشر والتوزيع، ط

75

منشورات مقاربVVات،، القصة القصيرة جدا بالمغرب- قراءة في المتون مؤسسة التنوخي للطباعة والنشVVر والتوزيVVع، آسVVفي،المغVVرب، الطبعVVة

م.2009الأولى، سنة القصVVة القصVVيرة جVVدا بVVالمغرب، المسVVار والتطVVور، سلسVVلة الورشVVة النقدية، مؤسسة التنوخي للطباعة والنشVVر والتوزيVVع، آسVVفي،المغVVرب،

م.2008الطبعة الأولى، سنة أحمد جاسم الحسين في كتابه دار الفكر، دمشق، القصة القصيرة جدا،

1997سوريا، 1974بيروت، دار الحرية للطباعة-القطار الليلي، حبيب الراوي،

لاكVVان بين التحليVVل النفسVVي والبنيويVVة، جVVاك ألان ميلVVر، مجلVVة الفكVVر.1983، 23العربي المعاصر، عدد :

الماركسية وفلسفة اللغة، ميخائيل باختين، ترجمة:محمد البكري ويمنى1986:1العيد، منشورات توبقال للنشر، البيضاء، ط

معجم مصطلحات القصة المغربيVVة، عبVVد الVVرحيم المVVودن، منشVVورات.1993سال، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء،

شركة مطابع، مقومات القصة القصيرة جدا عند جمال الدين الخضيريم2012الأنوار المغاربية، وجدة، المغرب، الطبعة الأولى سنة

من أجVVVل تقنيVVVة جديVVVدة لنقVVVد القصVVVة القصVVVيرة جVVVدا )المقاربVVVة الميكروسردية(، جميل حمداوي شركة مطابع الأنوار المغاربيVVة، وجVVدة،

2011، 1ط. حميVVد لحمVVداني، مطبعVVة نحVVو نظريVVة منفتحVVة للقصVVة القصVVيرة جVVدا،

م.2012أنفوبرانت، فاس، المغرب، الطبعة الأولى سنة حميVVد لحمVVداني، مطبعVVة نحVVو نظريVVة منفتحVVة للقصVVة القصVVيرة جVVدا،

م.2012أنفوبرانت، فاس، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2003النصل والغمد، محمد شويكة، جماعة الكوليزيوم القصصي، ، 2003النصل والغمد، محمد شويكة، جماعة الكوليزيوم القصصي،

نظرية السرد من وجهة النظVVر إلى التبئVVير- ترجمVVة : نVVاجي مصVVطفى،.1989: 1منشورات الحوار الأكاديمي والجامعي، ط

النقد الاجتماعي، نحو علم اجتماع للنص الأدبي، ترجمة : عايVVدة لطفي. مراجعVVة : د. أمينVVة رشVVيد و د. سVVيد البحVVراوي. دار الفكVVر للدراسVVات

والنشر والتوزيع )دون سنة الطبع(.

76

الهذيان والأحلام في الفن، سجموند فرويد، تVVر: جVVورج طرابيشVVي، دار1978 : 1الطليعة للطباعة والنشر، ط

77