التوجيهات اإللهية للفردالمسلم من خالل

القصص القرآني في سورةالقصص

بقلماليوسف مسلم الدكتور المحامي

http://www.saaid.org/Doat/moslem

abokotaiba@hotmail.com

المقدمة} {وال تعد ال التي نعمه على كثيرا حمدا لله الحمد

وصحبه , آله وعلى محمد رسولنا على الله وصلى تحصىوسلم .

وبعد : العصري للشاب بالنسبة األرض هذه على الحياة إن

الذي للمسلم والبد والمتاهات العقبات كثيرة صعبة حياةما بكل األخذ من اآلخرة في أبديا ونعيما حسنة حياة يبتغي

الذي المقياس فيجعلها ونور هدى من الكريم القرآن في . رسول جاء لقد دربه ينير الذي والمصباح أفعاله يقيس

لكل تتسع سهلة سمحة برسالة وسلم عليه الله صلى اللهذلك كان سواء الحياة بمستلزمات وتفي الناس مطالب

الدين . يتصل أو الدنيا بتنظيمبالشؤون يتعلق ما بكل فصلت العظيمة الرسالة هذه

بصيرة على المؤمن يجعل دقيقا تفصيال الصرفة الدينيةقد . نفسه الوقت في وهي مستقيم هدى وعلى أمره في

الكون خيرات واستغالل الدنيا بتنظيم يتعلق ما أجملتوالتطور . التقدم سبيل للمسلم لتتيح

من له البد ويتطور يتقدم أن المسلم يستطيع ولكيالسلف وفهم دراسة وفق عميقة دراسة القرآن دراسة

دراسة . الكريمة السورة هذه دراسة حاولت لذلك الصالحالكريمة , السورة هذه في ما استنتج أن وحاولت موضعيةقصصها خالل من المسلم للفرد إلهية توجيهات من

الكريمة . باب كل وأعطيت أبواب ثالثة إلى البحث فقسمتباب كل قسمت أيضا اآليات لمضمون مالئما عنوانا منها

النحو , على البحث فكان الموضوع تالئم مباحث إلى منهاالتالي :

مباحث : . سبعة األول البابمباحث : . خمسة الثاني الباب

فقط : . مبحثين الثالث البابفيه عرفت بتمهيد واألبواب المباحث تلك وبدأت

القرآنية القصة خصائص بعض وبينت واصطالحا لغة القصة , مالئما عنوانا وأعطيته األول بالباب بدأت ثم وأهدافها

األبواب . باقي كانت وكذلك اآليات لموضوعالنحو على فكانت لألبحاث معالجتي طريقة عن أما

التالي : اآليات وشرح لفهم التفسير كتب بأمهات استعنت لقدالقصة تعالج التي الحديثة الكتب ببعض استعنت وكذلك

أن جهدي وحاولت خصوصا القرآنية والقصة عموماالبحث هذا فكان اآليات من اإللهية التوجيهات استخلص

المتواضع . وبينت البحث بها لخصت بخاتمة البحث ختمت وأخيرا

الله لوجه هذا عملي يكون أن فأرجو المسلم للفرد أهميتهالمسلمين . لعموم مفيدا تعالى

القصد . وراء من والله . مسلم د

اليوسف

سورية حلب00963955453111هاتف :

التمهيد} {في الشامخة العالية مكانته له الفنون من فن القصة

المعاصرين " النقاد من كثير اعتبارها حتى العالمية اآلدابالكتاب " , كبار اتخذها لهذا ريب دون المنثور اآلداب سيدةاألدباء معظم طريقها عن واشتهر للتعبير وسيلة

1العالميين .

زمن على قاصرة للقصة الهامة المكانة هذه وليستوالترابن , يرى كما هي بل سواه دون : 2معين

الحديث" عصرنا في فعالية األدبية األنواع أكثرلتدمجه القارئ تجذب ألنها ذلك األخالقي للوعي بالنسبة

ليضع تدعوه كما الكاتب يتصورها التي المثلى الحياة فيما , المعرفة من تهبنا أنها جانب إلى االختبار تحت خالئقه

الحياة أمامنا وتبسط سواها أدبي نوع أي هبته على يقدر الوتنوع ". وعمق وامتداد سعة في 3اإلنسانية

الكريم القرآن واطالقات واصطالحا لغة القصةعليها :

من اللون هذا عن التعبير في الكريم القرآن يستعملوالمقاصد الحقائق عن المعبرة الدالة الكلمات موضوعاته

عليها . تشتمل التي 4الضخمة

– " : قص قصص الكلمات هذه من نذكر لغة القصةتتبعه . أي أثر

. " " : قصصا آثارهما على فارتدا تعالى قال

ص - , , , 1 القاهرة الحديثة العربية القصة في دراسات زعلوم محمد . 3سالمانكليزي - . 2 كتابالسابقص - 3 . 3المرجععام - , , , , 4 الشريعة كلية دمشق جامعة األدبية والدراسات الكريم القرآن الدين نور ص0م 1988عتر

0220 .

رويته : : الحديث اقتصيت وقد الحديث اآلمر والقصة , . التي القصة جمع القاف بكسر والقصص وجهه على

القصيرة . القصة أقاصيص جمع واألقصوصة 5تكتب

: القصة المعاصرون األدباء يعرف اصطالحا القصةهي : الحديثة القصة جوهر إلى أقربها لعل شتى تعريفاتأو" الواقع أو الخيال من تستمد طويلة نثرية حكايةالكتابي , ". الفن من معينة قواعد على وتبنى معا 6منهما

الواقعي القصص من فهو القرآني القصص أماآياته . في القرآن بذلك صرح كما 7التاريخي

وأهدافها : القرآنية القصة خصائصهي : وضوحا القرآنية القصة خصائص أكثر إن : – أورده فيما المعجز اإليجاز خاصة إن اإليجاز أوالواأليام الرسل وقصص األمم أخبار من الكريم القرآنالباحث نظر تلفت بأن الجديرة الخصائص من الغابرةومواقف وعبر وآمال آالم من فيها ما بكل بها ليتعمق

وعصبية . 8عظيمة

– الكريم القرآن في ورد ما كل في الغاية وحدة ثانياوقصjjص وأنبjjاء أخبjjار اللjjه 9من توحيjjد إلى دعjjوة فهي

أهمها . : عناصر من تتكون الغاية وهذه وتعالى سبحانهله . -1 شريك ال واحد الله أنمتناهية .-2 غير عظيمة وتعالى سبحانه الله قدرة أن

مج - , 5 بيروت العربية الحضارة دار والعلوم اللغة في الصحاح تجديد . 314 – 313/ 2الجوهريالسابقص - 6 . 314المرجعص - , , , 7 األدبية والدراسات الكريم القرآن الدين نور . 221عترالهالل - , , , – 8 دار القاهرة القرآنية القصة فتحي ص , 1978رضوان . 12مالسابقص - 9 . 8المرجع

الناس -3 على يرسلهم للرحمن عباد الرسل أنأسرة الرسل وهؤالء القويم الدين إلى لتهديهم

. بعضا بعضهم يكمل واحدةالناس -4 يدعون حينما لبشريتهم الرسل هؤالء أن

, ال ثم وعزوفا صدا يجدون الصحيح الدين إلى. وكرها عداوة يصبحا أن يلبثان

إلثبات -5 بمعجزات رسله يؤيد جالله جل الله أنصدقهم .

الكافرين -6 وعناد جحود أمام يصبرون الرسل . 10أنللقصة -7 األعظم والهدف الكبرى الغاية ولعل

هو : القرآنية , عليه الله صلى محمد نبوة وإثبات القرآن إعجاز

وسلم . وتقوية -8 وسلم عليه الله صلى النبي قلب تثبيت

تعالى الله نصر خالل من وإخوانه صحبه نفوسوالمعاندين الضالين وزجر وأوليائه لرسله

ما بحسب النفوس فتتأثر مواقفهم عن وزحزحتهمإليه . تحتاج

وخذالن المؤمنين نصر بيان عليها يتولى إذرفع " ويتكرر الباطل وإزهاق الحق وإحقاق الكافرين

القصص خالل من الظلم قوة وسحق العدل راية , بهذا التصريح فيه يقع بما بل القرآن يذكرها التي

مناسبات من كثير في العقبة هذه وإثارة التنبيه . 11القصص

الدين -9 أسس وترسيخ الواضحة الدينية القيم بثحوار من القصص طيات في يقع بما القويمسواء القارئ ويتابعها السامع إليها يصغي ومواعظ

السابقص - 10 . 24المرجعص - , , , 11 األدبية والدراسات الكريم القرآن الدين نور . 222عتر

في لما جاحدا أو مؤمنا مخالفا أو موافقا أكانواإلثارة . التشويق من القرآنية القصص 12طبيعة

التاريخية األحداث من اصطفى الكريم القرآن إناإلسالمية الدعوة يخدم ما المخلوقات حياة في الهامة

ويفتح صحيحا توجيها المسلم ويوجه عقيدتها ويرسخهذه من تخير أنه كما منها والعظة للعبرة طرقا للناسالغاية لهذه المحققة الصورة لبناء صالحا رآه ما األحداث

.13

** * األول الباب

فرعون و موسىاألول البحث

فرعون طغيانالرحيم الرحمن الله بسم

تعالى : قالالمبين {1}طسم" الكتب آيت من {2}تلك عليك نتلوا

يؤمنون لقوم بالحق وفرعون موسى عال {3}نبأ فرعون إنيذبح منهم طائفة يستضعف شيعا أهلها وجعل األرض في

المفسدين من كان إنه نساهم ويستحي ونريد {4}أبناهمونجعلهم األرض في استضعفوا الذين على نحق أن

السابقص - 12 .222المرجعلبنان - , , , 13 بيروت ومفهومه منطوقه في القرآني القصص الكريم عبد . 73ص 1975الخطيب

وهمان {5}الوارثين فرعون ونرى األرض في لهم ونمكنيحذرون كانوا ما منهم . { 6}وجنودهما

من كثير فيها التي المعجزات اآليات هذه يدي بينقد الذي دربه له تنير المسلم للفرد اإللهية التوجيهات

والمهالك واألخطار الصعوبات من كثيرا تكتنفه وقد يظلموتعالى سبحانه الله رحمة ولوال وغيرها والنفسية الجسدية

من شعلة لنا لتكون المباركات اآليات هذه بإنزال علينا موجها تكون ولكي والهناء السعادة درب لنا لتنير الضياء

المختلفة . وصعوباتها الدنيوية حياته في المسلم للفردالله عباد على أليمة سوداء صعبة حياة لكانت

الصالحين . تعالى : قال

" جلي" واضح الكتاب فهذا المبين الكتب آيات تلك " كان قد ما وعلم األمور حقائق عن كاشف به للمؤمنين

كائن " هو .14وما

من " والحالل الباطل من الحق آمنوا للذين مبين وهووسلم , عليه الله صلى محمد ونبوة األنبياء وقصص الحرام

على. 15" تتلى وفرعjون والسjالم عليjه موسjى أخبjار فهjذهمن فيها بما ليعتبر وسلم عليه الله صلى محمد رسولنا

المؤمنين والحكم . 16المواعظ

العصور كل في الطغاة من كغيره طاغية فرعون" وطغى " تكبر . 17واألزمان

ج - , , , , 14 بيروت الفكر دار العظيم القرآن تفسير إسماعيل الغداء أبو كثير . 379 / 3ابنللكتاب - , , , , 15 العامة المصرية الهيئة القرآن ألحكام الجامع األنصاري أحمد محمد الله عبد أبو القرطبي

. 247 / 13ج , 1987القاهرة - , , 16 الكريم القرآن تفسيره في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى ص 1992المجلس م

575 . بيروت , , , , 17 العربي الكتاب دار جوزي ابن تفسير أحمد بن محمد جزي . 514ص . 1983ابن

والعسف" " الظلم في الحد . 18وجاوز

إليه بعضها يقرب فرقا أهلها وجعل البالد في واستكبرفيذبح إسرائيل بني منهم ويستضعف اآلخر بعضها ويسخر

نساءهم ويستبقي .19ذكورهم

المفسدين" " . من كان أنهإسرائيل بني أوالد من كثير خلق قتل على اجترأ لذلك

فاسد . 20لتصور

أراد إذا أمره إنما شيئا وقدره الله قضاء عن يعني الفيكون . كن له يقول أن شيئا

" : استضعفوا الذين على نمن أن ونريد تعالى يقولالوارثين " . ونجعلهم أئمة ونجعلهم األرض في

الذين على يتفضل أن أراد جالله جل فاللهالخjير إلى هjداة فجعلهم وجنjوده فرعjون . "21استضjعفهم

وملوكا . 22ووالة إلى" المسلم توجه الكريمة اآلية فهذهأراد فإذا نافذ أمره وأن وتعالى سبحانه الله قدرة معرفةعالية درجة على كان مهما مخلوق ألي يمكن فال بعبد خيرا

لوصول مانعا سدا يقف أن والبطش والقوة العلم مناآلية هذه المؤمن يقرأ فعندما المؤمن ذلك على الخير

طريقه ليواصل ودواء سكنا له فتكون عروقه في تسريالدين هذا أبناء فيه ضاع الذي األليم العصر هذا في الشاقرسول وسنة الله كتاب ونسوا المادية هاوية في ووقعوا

القرآنص - , 18 تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 575الخوارزميالقرآنص - , 19 تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 575المجلسالمعرفة - , , , , 20 دار البيضاوي تفسير الدين ناصر الخير أبو علي بن محمد بن عمر بن الله عبد البيضاوي . 209 / 2ج, ص - , , 21 العظيم القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 575المجلسدار - , , , 22 التأويل وحقائق التنزيل مدارك المسمى محمود بن أحمد بن الله عبد البركان أبو النسفي

ج , , بيروت . 226 / 2الفكر

أمثال من والمفسدين للطغاة حصل بما يعتبروا ولم الله " وهالكهم ملكهم ذهاب من وجنودهما وهامان فرعون

منهم " مولود يد . 23على

من ألوفا أجله من فرعون قتل موسى الله نبي فهذاأكل داره وفي فراشه على تربى ثم إسرائيل بني أطفال

. فرعون يديه على فأهلك الله أمر فكان وشرب طعامه " الغالب القاهر هو العال السموات رب أن لتعلم وآله

وما كان شاء ما الذي المحال الشديد العزيز القوي العظيميكن لم يشأ " .24لم

من والقرابة النسب أن لنا تبين البينات اآليات هذه إن , تبنى فرعون فهذا كفروا الذين النتفع والرسل األنبياء

من عنه ذلك يغن فلم سريره وعلى داره في ورباه موسىمحمد رسولنا من ونسبنا قرابتنا تنفعنا ال كذلك شيئا الله

ومحمد بالله مؤمنين نكن لم إن وسلم عليه الله صلىالله . رسول

من ويتخذ ويستبد يظلم األرض في عال قد ففرعونفي " الطغيان عادة وتلك بعضا بعضها يضرب سيوفا رعيتهمن خوفا وتتحاب تتماسك الرعية يدع ال ومكان زمان كل

غطرسته " على والقضاء سلطانه إزالة على . 25تكتلها

يعتبر لمن عبرة وجعله قتله قد جالله جل الله أن بيدمن سمعناها والجاحدين الطغاة في سبحانه الله سنة فتلكالله صلى محمد رسولنا في ورأيناها وآله فرعون خالل

الحاضرة حياتنا في وعايشناها الكرام وأصحابه وسلم عليهسنة" فهي مثال وأوضح شاهد أكبر الحاضرة فحياتنا

ج - , , , , 23 البيضاوي تفسير الدين ناصر الخير أبو علي بن محمد بن عمر بن الله عبد ,209 / 2البيضاويالثانية , , , الطبعة الكبير بالتفسير المعروف الغيب مفاتيح القرشي عمر بن الله عبد أبو الرازي وانظر

الشرقية – العامرية هجرية . 1324بالمطبعة . 425 / 6ج /

ج - , , 24 العظيم القرآن تفسير إسماعيل الفداء أبو كثير . 380 / 3ابنالهالل - , , , 25 دار الكريم القرآن إلى محمود . 141ص , 1964شلتوت

وطغى " طريقه عن حاد من كل بها الله يعامل .26مطردةوالرشاد . والهدى اإلسالم طريق الناسعن أبعد أو

هذا في بها نستظل أن ولنحاول اآليات بعض لنأخذاألليم . العصر

" : وفرعون موسى نبأ من عليك نتلوا تعالى قال " يستطيعوا الذين أولئك هم من ولكن يؤمنون لقوم بالحق

قد العظيم والخالق اآليات تلك توجيهات من يستفيدوا أنتعالى . : قال اآليات من كثير في ذكرهم

الذين" " " للمتقين هدى فيه ريب ال الكتاب ذلك ألمينفقون رزقناهم ومما الصالة ويقيمون بالغيب يؤمنونوباآلخرة قبلك من أنزل وما إليك أنزل بما يؤمنون والذين

هم وأولئك ربهم من هدى على أولئك يؤمنون هم. 27المفلحون "

الحكم من يستفيدون الذين أن نرى وهكذافيه ما بكل بالغيب يؤمنون الذين هم اإللهية والتوجيهات

. ينفقون ربهم رزقهم ومما الصالة يقيمون الذين وهمبجميع اإليمان هي أخرى شروطا أيضا اإللهي البيان وذكر

اليقيني واإليمان الكريم القرآن قبل أنزلت التي الكتبالتوجيهات من يستفيدون الذين هم هؤالء اآلخر باليوم

البينات . اآليات في المتواجدة اإللهيةتعالى : قال

" شيعا أهلها وجعل األرض في عال فرعون إنإنه نساهم ويستحي أبناءهم يذبح منهم طائفة يستضعف

المفسدين " . من كان

السابقص - 26 . 141المرجعاآلية - , – 27 البقرة . 5 – 1سورة

هذه في المنقوشة الصورة هذه المؤمن أخي تأملمر على العصور كل في نسخا تأكيد بكل لها تجد اآلية

العصر هذا وفي فرعون العصور من عصر فلكل األزمانفراعنة . بل واحدا فرعونا ليس األليم

منا كل داخل في وجد حتى الفراعنة علينا تكاثر لقد حينا ويغلب حينا ويغلبه حينا يقاومه به الخاص فرعونه

آخر . تلوث الدماء مع عروقنا في تسري الفرعونية الروح . وزاغ مشيتنا اختلت لقد وعقولنا وأفكارنا وهوانا دمانا

نبينا . , وسنة قرآننا أهملنا لغتنا نسينا لساننا وتلعثم نظرنامع وغلبنا الزاحفين مع وزحفنا الراكضين مع ركضنا

المغلوبين . . . , ما فعلوا فقلنا قالوا فضعنا ضاعوا وتهنا تاهوا

. , , شلت انتصرنا ما انتصروا هجمنا ما هجموا فعليناأوصاف من بقى ما جروحنا وتعفنت أقالمنا ونشفت أقدمنا

إلينا . ونسبت إال صفة المهزومين , , فسمعنا قالوا فاعتقدنا ابتدعوا فنفذنا خططوا

وحفظنا . حانت أال موسى فرعون ولكل نهاية شيء لكل ولكن . شبابها من األمة جميع العصر هذا فرعون يا ساعتك

. , حان لقد العصر موسى تنادي ونساها أطفالنا وكهولهافرعون . يا موعدك حان لقد فرعون يا موعدك

في وأفسد النساء واستحي األبناء فرعون قتل لقد . شيعا وجعلهم البشر استضعف أفسد ما األرض

في ذبحونا األكبر إمامهم يقلدون العصر هذا وفراعنةوأفسدوا بالنساء وفتكوا األبناء قتلوا والهرسك البوسنة

" أسمه كتاب أتصفح اآلن أنا وها أفسدوا ما األرض فياإلسالمي " العالم في التنصير . 28إستراتيجية

التوحيد جوهرة على تحاك التي المؤامرات فيه اقرأ, الله رسول محمد وأن الله إال إله ال أن يشهدون الذين

تصدر ثم الخارج في وتحاك تنسج المؤامرة تلو المؤامرةال متوكلون قاعدون ههنا ونحن المسلمون ليشتريها إلينا

. ساكنا نحرك : في مستضعفون نحن كم ترى أنت المؤمن أخي

وتمحى نسائنا وتستحي مكان كل في أبنونا يذبح األرض . التأمل ساعة بعد يحن ألم بأيدينا وثقافتنا عقولنا

والتفكير . : قال ما ونفعل نقول تعال تردد بدون المؤمن أخي

الكريم . كتابه في العظيم الخالقوأنفسنا" ونسأكم وأبناكم أبنانا ندع تعالوا فقل

الكاذبين " على الله لعنت فنجعل نبتهل ثم . 29وأنفسكم

وبينكم" بيننا سواء كلمة إلى تعالوا الكتاب أهل يا قلمن بعضا بعضنا يتخذ وال شيئا به نشرك وال الله إال نعبد أال

مسلمون " بأنا اشهدوا فقالوا تولوا فإن الله . 30دون

تعالى , : قال معنا سيكون وتعالى سبحانه واللهاألرض" في استضعفوا الذين على يمن أن ونريد

الوارثين " . وجعلهم أئمة ونجعلهمفي اضعفوا الذين على يمن وتعالى سبحانه فالله

الوارثين . وجعلهم أئمة نجعلهم األرضالطبعة - , , , 28 اإلسالمي العالم دراسات مركز اإلسالمي العالم في التنصير إستراتيجية محمد عمارة

شتاء م .1992األولىاآلية . 29 عمران آل . 61سورةاآلية . 30 عمران آل . 63سورة

موعد وحان األرض في استضعفنا اإلسالم أمة ونحنعلينا الله ليمن الله رسول وسنة الله كتاب إلى العودة

أجدادنا مع فعل كما الوارثين ويجعلنا أئمة فيجعلناالصالحين .

الله رسول وسنة الله كتاب إلى عد المسلم أخي جبارا عدوما كان مهما األرض تعالى الله لنا يمكن وسوف

وجل عز وتعالى سبحانه فالله وقويا " : فرعون ونرى األرض لهم ونمكن تعالى قال

يحذرون " . كانوا ما منهم وجنودهما وهاماناألرض في المستضعفين مكن وتعالى سبحانه فالله

يأمرون ربهم بأمر الخير إلى يهدون أئمة فجعلهمالمنكر . عن وينهون بالمعروف

لنا فيمكن العظيم الخالق علينا سيرضى أيضا ونحنالخير إلى ندعو أئمة فيجعلنا لنا أرضاه الذي ديننا

قادر وتعالى سبحانه والله المنكر عن وننهى بالمعروفشيء . كل على

* * *

الثاني المبحثنحورهم في الظالمين كيد

الرحيم الرحمن الله بسمتعالى : قال

عليه" خفت فإذا أرضعيه أن موسى أم إلى وأوحيناإليك رادوه إنا تحزني وال تخافي وال اليم في فألقيه

المرسلين من لهم {7}وجاعلوه ليكون فرعون آل فالتقطهخاطئين كانوا وجنودهما وهامان فرعون إن وحزنا }عدوا

عسى {8 تقتلوه ال ولك لي عين قرة فرعون امرأت وقالتيشعرون ال وهم ولدا نتخذه أو ينفعنا " . {9}أن

تحوي التي المعجزات العظام اآليات هذه أناملي بينالنكث من فيها لما بثمن تقوم ال توجيهات طياتها بين

نحو المسلم توجه التي والحكم البيانية والصور البالغيةوأسهل . أفضل حياة

جالله : جل يقول

عليه" خفت فإذا أرضعيه أن موسى أم إلى وأوحيناإليك رادوه إنا تحزني وال تخافي وال اليم في فألقيه

المرسلين " . من وجاعلوهإسرائيل بني مواليد قتل من أكثر لما فرعون أن روي

كانوا ما هم فيلون إسرائيل بني يغني أن القبط خافتالشاقة . الوضيعة األعمال من يلونه

أن الحال هذا استمر أن يوشك إنه لفرعون فقالواال نساؤهم يقتلون وغلمانهم إسرائيل بني شيوخ يغني

الشاقة األعمال من رجالهم به تقوم بما يقمن أن يمكن عاما وتركهم عاما الوالدان بقتل فأمر ذلك إلينا فيخلصوولد الولدان فيها يتركون التي السنة في هارون فولد

الولدان فيها يقتلون التي السنة في . 31موسى

أن السالم عليه موسى أم وتعالى سبحانه الله وألهمأن فرعون من عليه خشيت فإذا الفؤاد مطمئنة أرضعيه

خائفة غير النيل في وألقيه صندوق في ضعيه أمره يعرف . جل وأنه إليها ورده بحفظه الله تكفل فقد محزونة وال

إسرائيل بني إلى مرسله . 32جالله

تعالى : قوله أن هنا بالذكر والجديرألهمناها" بل نبوه بوحي ليس موسى أم إلى وأوحينا

أو مرسالت يكن أن يمكن ال فالنساء قلبها في وقذفناووليات . صالحات يكن أن يمكن بل نبيات

فأخذه نجاته في وطمعا عليه خوفا اليوم في فقذفتهبأن وتعالى سبحانه الله قدره ما ليتحقق فرعون أتباع

وعدوا للمؤمنين ورسوال هاديا السالم عليه موسى يكونألحjزانهم مثjيرا وآلjه لفرعjون ودينهم 33لjدودا دنيjاهم وهادمjا

ج - , , 31 العظيم القرآن تفسير كثير بن إسماعيل الغداء أبو كثير بتصرف . 38/ 3ابنص - , , 32 الكريم القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 576المجلسص - , , 33 الكريم القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 576المجلس

كانوا وزمان مكان كل في وأمثالهم وهامان ففرعونأفعالهم " " . في ربهم عاصين شيء كل في خاطئين

ومزيل عدوهم فربى وتعالى سبحانه الله فعاقبهمأيديهم على هالكهم سبب هو ومن . 34ملكهم

. " ذلك" ولك لي عين قرت فرعون امرأت وقالت. ولك لي سرور مبعث الطفل هذا لزوجها قالت رأته لما

لو به يحلف والذي وسلم عليه الله صلى الله رسول قاللهداة امرأته أقرت كما عين قرة له يكون بأن فرعون أقر

عليه الله كتبه الذي للشقاء إال أبى ولكنه هداها كما به الله35 . "

السالم عليه بسببه الجنة وأسكنها به الله فهداها " التقاطه في عظيم خطأ على وهو ذلك فرعون فقبل

منjه " النفjع وفنjاء. 36ورجjاء هالكهم بjأن يشjعر أن دون منيديه على الله. 37ملكهم تكفل فقد حق الله وعد أن ذلك

الله أمر فكان إليها ورده بحفظه موسى ألم تعالى سبحانهموسى شب ثم منه عينيها وتشبع لتربية إليها فرده مفعوالوأتباعه لفرعون وحزنا فرعون لزوجة رحمة فكان وأرسل

الدين . يوم إلىاآليات هذه ظالل تحت لنقف بنا هيا المسلم أخي

تكون لعلها توجيهات من نستطيع ما ونستنبط عقولنا لنريحالمظلم . العصر هذا في عونا لنا

العظيم : الخالق قال

ج - , , , , 34 التأويل وحقائق التنزيل مدارك محمود بن أحمد بن الله عبد البركات أبو .227 / 2النفسيج , , , , الغيب مفاتيح القرشي عمر بن الله عبد أبو الرازي . 4225 / 6وأنظر

ج - , , , 35 الكاشف محمود الله جار الخوارزمي . 166 / 3وانظرج - , , 36 الكاشف محمود الله جار . 166 / 3الخوارزميجزيص - , , 37 ابن تفسير جزي بن أحمد بن محمد جزي ج . 514ابن البيان مجمع ,261 / 6وانظر

ج القرطبي . 254 / 13وتفسير

عليه " خفت فإذا أرضعيه أن موسى أم إلى وأوحيناإليك رادوه إنا تحزني وال تخافي وال اليم في فالقيه

المرسلين " . من وجاعلوهالله أوامر إتباع علينا بأن الكريمة اآلية هذه توجهناوفناء خطر ظاهرها ولو حتى كانت مهما وتعالى سبحانه

حق كان وعد فإذا حق وعده وتعالى سبحانه الله أن ذلكعليه خفت إذا اليم في ألقيه أن موسى أم إلى أوحى لقد

من وجاعلوه سالما إليك رادوه إنا تحزني وال تخافي والموسى بسالمة موسى أم وعد العظيم فالخالق المرسلين

حق . وعده فكانعلى الدين وإظهار بالنصر وعدنا وتعالى سبحانه والله

عقول في والمصائد المكائد الكافرون ولوضع األديان كلالمسلمين . وطرق

الخطط وخططوا المصائد ووضعوا الحفائر حفروابد فال حق الله وعد أن بيد لهم خططوا ما نفذوا ورجالهم

الكافرون . كره ولو عليهم ينصرنا أنشعبنا واستعمروا أرضنا احتلوا البعيد الماضي في

اقتالعهم تعالى الله بعون األجداد فاستطاع ثروتنا ونهبواالذي الضالل ورثوهم جلدتنا أبناء من تالميذهم فوضعوا

فلسطين بيعت حصل الذي وحصل كان الذي فكان يريدونالطغاة على وفرقت البلدان وفككت األسعار بأرخص

والحاقدين . قد وتعالى سبحانه والله نيأس أو نستسلم هل ولكن

األديان . كل على الحق دين وإظهار بالنصر وعدناوسلم : عليه الله صلى الله رسول قال

الحق" على يقاتلن المسلمين من عصابة تزال الالقيامة " يوم إلى ناوءاهم من على . 38ظاهرين

. وقال القريب وبنصره وبوعده بالله نؤمن وسنظلتعالى :

ويوم" الدنيا الحياة في آمنوا والذين رسلنا لننصر إنااألشهاد " . 39يقوم

* * *

الثالث المبحثحق الله وعد إن

الرحيم الرحمن الله بسمتعالى : قال

المسلم - . 38 رواهآية - – 39 غافر . 51سورة

لوال" به لتبدى كادت إن فراغا موسى أم فؤاد وأصبحالمؤمنين من لتكون قلبها على ربطنا {10} أن وقالت

يشعرون ال وهم جنب عن به فبصرت قصيه {11} ألختهأهل على أدلكم هل فقالت قبل من المراضع عليه وحرمنا

ناصحون له وهم لكم يكفلونه أمه {12} بيت إلى فرددناهولكن حق الله وعد أن ولتعلم تحزن وال عينها تقر كي

يعلمون ال ".{13}أكثرهم

وعد بأن تبرهن التي الكرام اآليات هذه عيني أمام فارغا فؤادها أصبح قد موسى أم فهذه فيه ريب ال حق الله

موسى" " ذكر إال شيء كل .40من

الطاغية يد في ولدها بوقوع الجزع من دهمها لماقلبها على ربط فقد واسعة الله رحمة ولكن فرعون

واليقين 41باإليمان الصبر المؤمنين . 42ورزقها من لتكونشأنه وتطلبي خبره وخذي أثره اتبعي ألخته وقالت

بعjد عن بjه فصjبرت البلjد نjواحي ال 43من فرعjون وآلقبل } { . من المراضع عليه وحرمنا بها يشعرون

السالم عليه شأنه وعلو لكرامته ذلك قدريا تحريما أيألن أمه ثدي غير يرتضع أن له وصيانة وجل عز ربه عندإلى رجوعه إلى سببا الرضاعة جعل وتعالى سبحانه الله

مطمئنة آمنة وهي لترضعه 44أمه

ج - , , 40 العظيم القرآن تفسير كثير بن إسماعيل الغداء أبو كثير ابن . 381 / 3أنظر

ج- , , , 43 القرآن ألحكام الجامع األنصاري أحمد محمد الله عبد أبو . 255 / 13القرطبي41

ص - , , , 42 جزي ابن تفسير أحمد بن محمد جزي . 514ابنج - , , 43 القرآن ألحكام الجامع األنصاري أحمد محمد الله عبد أبو . 255 / 13القرطبيج - , , , 44 العظيم القرآن تفسير إسماعيل الفداء أبو كثير . 381 / 3ابن

يعلمون } { ال أكثرهم ولكن حق الله وعد أن ولتعلمسوف وتعالى سبحانه بأنه حق الله وعد بأن لتعالم أي

أكثر ولكن فؤادها وليطمئن عينها لتقربه أمه إلى يرده " عن إلعراضهم وذلك فيرتابون حق أنه يعلمون ال الناس

وتعالى " سبحانه الله آيات في . 45النظر

لنسير األمة هذه شباب نحن توجهنا السالفة فاآلياتبه والعمل الحق إتباع في يهمنا ال مستقيما منتظما سيرا

, وينقذهم المؤمنين يساعد جالله جل الله إن الئم لومةقصة ذلك على مثال أصدق ولعل والصعاب المهالك منالله ربط أن لوال به لتبدي كادت موسى أم الصديقةمن لتكون والنصر باإليمان قلبها على وتعالى سبحانه

إليهما سيرده جالله جل بأنه الله بوعد المصدقين المؤمنينفؤادها . ويطمئن عينها لتقربه غانما سالما

من بها ما ولنستنتج الكرام اآليات بعض عند لنقفالتوجيهات .

كادت : " وإن فارغا موسى أم فؤاد وأصبح تعالى قالالمؤمنين " . من لتكون قلبها على ربطنا أن لوال به لتبدي

الكريمة . التعبيرية الصورة هذه لنتأملشيء كل من فارغا فؤادها أصبح قد موسى أم فهذه

من أوسع الله رحمة أن بيد وتصوره موسى ذكر من غالالمؤمنين . من لتكون واليقين الصبر رزقها فقد شيء كل

ولدها ودعت مجاهد أم من سمعت كم المسلم أخيمصيرها ألصبح ورحمته عليها الله فضل ولوال األخير الوداع

مجهوال . تحزن : " وال تقرعينها كي أمه إلى فرددناه تعالى قال

يعلمون " . ال أكثرهم ولكن حق الله وعد أن ولتعلمج - , , , 45 الغيب مفاتيح القرشي عمر بن الله عبد أبو ج , 429 / 6الرازي الكشاف تفسير ,168 / 3وانظر

إذا حق الله وعد بأن يعلمون ال الناس أكثر والله نعمضعفاء هاهنا فنحن فيكون كن له يقول أنه شيئا أراد ما

التي الجرائم بأجسادنا وتفتك البشرية الذئاب تفترسنافيها . زرعت

على ضعفاء ونحن مستزلة ونفوسنا محتلة أرضناإال السالح ومن القليل إال المال من نملك ال كثرتنا من رغمإال الفعل ومن حروفه إال القول من نملك وال العتيق

صوته . الله وعد أن ولنعلم لنتدبره قيما كتابا علينا أنزل والله

حسنا ردا لنا ارتضاه الذي ديننا إلى يردنا ولسوف حقونزهق الحق لنقيم أعدائنا على بفضله ينصرنا ولسوف

ولكن حق الله وعد أن ذلك وألوانه أشكاله بكافة الباطليعلمون . ال الناس أكثر

* * *

الرابع المبحثالمحسنين جزاء

الرحيم الرحمن الله بسمتعالى : قال

وكذلك" وعلما حكما آتينه واستوى أشده بلغ ولماالمحسنين من {14}نجزي غفلة حين على المدينة ودخل

من وهذا شيعته من هذا يقتتالن رجلين فيها فوجد أهلهاعدوه من الذي على شيعته من الذي فاستغاثه عدوه

الشيطان عمل من هذا قال عليه فقضى موسى فوكزهمبين مضل عدو نفسي { 15}غنه ظلمت إني رب قال

الرحيم الغفور هو إنه له فغفر لي بما {16}فاغفر رب قالللمجرمين ظهيرا أكون فلن علي " . {17}أنعمت

التي المبشرات اآليات هذه قلبي وفي أناملي بينالمؤمنين الله لعباد والحكم والعلم والفالح بالخير تبشر

" بلغ لما السالم عليه موسى الله نبي فهذا المحسنينوالعقلية " والبدنية الجسمانية القوة . 46كمال

ج - , , , 46 الغيب مفاتيح القرشي عمر بن الله عبد أبو ج . 429 / 6الرازي البيضاوي تفسير .209 / 2وانظر

آبائه ودين بدينه وعلما فقها جالله جل الله . 47وهبه

" قال المحسنين يجزي وجل عز الله فإن كذلكعلى محازاة والحكمة العلم إيتاء تعالى الله جعل الزجاج

الجنة إلى يؤديان ألنهما " . 48اإلحسان

تكون أن بد فال البشرية الدرجات أعلى فالنبوةالتي المرضية الحسنة والسيرة والعلم بالكمال مسبوقة

إلى اإلشارة من البد هنا ولكن والحكماء الكبراء أخالق هيتعالى : قوله تفسير في البعض به يقع الذي اللبس

النبوة" " . بأن تفسيرها من المحسنين نجزي وكذلكاللبس هذا أن بيد اإلحسان طريق عن اكتسابها يمكن

" أن ذلك المذكورة لآلية الصحيح بالفهم يزال أن يمكنحصول لوجب النبوة هو كان لو والعلم بالحكم المراد

نجزي وكذلك لقوله المحسنين من كان من لكل النبوةمن ذكره تقدم ما على إشارة وكذلك قوله ألن المحسنين

القبطي " قتل قبل عليه إنعامه بين ثم والعلم . 49الحكم

السوق السالم عليه موسى دخل األيام أحد وفيمن واآلخر شيعته من أحدهما يقتتالن رجلين فيها فوجد

فأعانه خصمه على اإلسرائيلي به فاستعان فرعون قومقصد غير من فقتله يده بقبضة بضربة . 50عليه

47 . } { السنة - } { الحكم و التوراة العلم الكشاف تفسير فيج - , , , 48 التأويل وحقائق التنزيل مدارك محمود بن أحمد بن الله عبد البركات أبو وفي 229 / 2النسفي

إحسانهم } { , على المحسنين نجزي وأمه بموسى فعلنا الذي ذلك مثل المحسنين نجزي البيضاوي تفسير .ج - , , 49 الغيب مفاتيح القرشي عمر بن الله عبد أبو . 430 / 6الرازيص - , , 50 القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 577المجلس

عمل : " من هذا على إقدامي إن وقال موسى فأسفالضالل " واضح العداوة ظاهر لعدو الشيطان إن الشيطان

51 .

الله إلى وتاب فعل ما على السالم عليه موسى فندموغفر دعوته تعالى سبحانه الله فأجاب نصوحا صادقة توبة

الرحيم الغفور هو الله إن . 52له

" علي إنعامك بحق رب يا السالم عليه موسى فقالفلن وفقتني فإذا والصواب للخير وفقني والعلم بالحكمة

للكافرين " عونا . 53أكون

ركوب يركب كان السالم عليه موسى أن ذلكتعالى الله إلى تاب لذلك كالوالد ويصحبه . 54فرعون

للمجرمين : " " . ظهيرا أكون فلن وقالتعالى الله ويؤتيه ويستوي أشده يبلغ ال اإلنسان إن

أمل معقد يصبح حتى الرياسة يؤتيه أو والحكمة العلمشjjعبه وقلبjjه عليjjه 55شjjيعته اللjjه أنعم مjjا إذا وخصوصjjا

الحكمة الله بفضل يرزق عندها علم بما فعمل باإلحسان وموجها دافعا أكون أن يجب اإللهي القانون هذا ولعل

بما وعلمت علمت فإذا تتعلم لكي األمة هذه لشباباألمة فتقود والحكمة العلم جالله جل الله من وهبت علمت

يأمرون للناس أخرجت أمة خير لتكون األولى سيرتها إلىالنكر . عن وينهون بالمعروف

الله رحمة هي اآلية هذه في باألهمية والجدير , له وتعالى سبحانه الله فغفر أخطأ فموسى الواسعة

ص - , 51 السابق . 577المرجعج - , , , 52 الغيب مفاتيح القرشي عمر بن الله عبد أبو الرازي تفسير – 431 – 430 / 6انظر وكذلك

ج 168 / 3الكشافص - , , 53 العظيم القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 577المجلسج - , , , 54 الكشاف محمود الله جار القاسم أبو ج , , 168 / 3الزمخشري النسفي تفسير . 230ص 2انظرص - , , , 55 القرآنية القصص يحيى . 40رضوان

واسع رحيم غفور وعال جل فالله ارتكبه الذي الخطأ " صلى الله رسول قال التائب من التوبة يقبل المغفرة

: واستغفروه الله إلى توبوا الناس يأيها وسلم عليه اللهمرة " مائة اليوم في أتوب . 56فاني

مرة مائة اليوم في الله إلى يتوب الله رسول فهذاليتوب للتوبة بحاجة مرة مليار كم األمة هذه أبناء نحن ترى

أبي . عن فيه نحن الذي الجحيم هذا من وينقذنا علينا اللهالنبي عن عنه الله رضي األشعري قيس الله عبد موسى " بالليل يده يبسط الله إن قال وسلم عليه الله صلىمسيء ليتوب بالنهار يده ويبسط النهار مسيء ليتوب

مغربها " من الشمس تطلع حتى 57الليل

أن عسى واالستغفار بالتوبة المسلم أخي فأسرع , عليه الله صلى الله رسول قال علينا جالله جل يتوب

يغرغر " " لم ما العبد توبة يقبل وجل عز الله إن .58وسلم

ولنحاول الكريمة اآلية هذه معاني جوانحنا بيم لنضعاآلية : ظالل في الوقوف

نجزي" وكذلك وعلما حكما آتيناه واستوى أشده بلغ ولماالمحسنين " .

الجسمانية القوة كمال بلغ لما السالم عليه فموسىآبائه , . ودين بدنية وعلما فقها الله وهبه والبدنية والعقلية

" : اآلية هذه عند المحسنين نجزي وكذلك تعالى قالمتأمل . وقفة لنقف العظيمة

الفوز جزاؤهم المحسنين أن المسلم أخي أعلمنكون وكيف اإلحسان مرتبة إلى نصل كيف ولكن بالدارين

المادية الصعوبات عصر في ونحن المحسنين منمسلم - } 56 { 2702رواهمسلم - } 57 { 2760رواهالترمذي - 58 الصالحينص 3531رواه رياض . 13وانظر

من نكون وكيف اإلحسان مرتبة على نصل كيف والنفسيةنصل كيف والعقبات الصعوبات عصر في ونحن المحسنينوجمع الشهوات حب على تربينا وقد اإلحسان مرتبة إلى . لمرتبة نصل كيف والجاه السلطة وراء والجري األموال

ما وكل الله رسول وسنة الله كتاب نسينا وقد اإلحسانرسول محمد وأن الله إال إله ال أن شهدنا أننا هو فعلناه

الذين . يزيد وتعالى سبحانه الله أن جرم ال فقط قوال اللهونحاول اهتدينا وتعالى سبحانه الله وبفضل هدى اهتدوا

اإلحسان . مرتبة إلى نصل أن الطرق بكلثم وإياك الطوية وصدق بإخالص عليك المسلم أخي

وترتيل الدعاء وكثرة القرآن بتالوة وعليك والرياء إياكتفسير مثل صغير بتفسير واحتفظ والمساء الصباح أذكار

سيرة تهذيب كتاب وأقرأ الصالحين رياض وكتاب الجاللينتحصى وال تعد ماال والدروس العبر من فيه هشام ابن

الكاندهلوي يوسف لمحمد الصحابة حياة بكتاب وعليكأمتك . تاريخ وكتب

أمهات في وطالع سدى وقتك تضيع ال المسلم أخيالله . دين إلى وعد اإلسالمية الكتب

لك الله ليحفظها المعاصي من جوارحك وأحفظقوية . نشيطة

إال طعامك يأكل وال مؤمنا إال تصاحب ال المسلم أخيعليه الله صلى الله رسول قال المحرمات عن وابتعد تقي " : من الرجال على أضر فتنه بعدي تركت فما وسلم

النساء " . على أيدينا لنرفع تعالى السلوك هذا سلوك وعند علما موسى وهب من يا اللهم ونقول العظيم الخالق

أرحم يا أعدائنا على وانصرنا وحكما علما لنا هب وحكماالراحمين .

* * *

الخامس المبحثحسبه فهو الله على يتوكل من

الرحيم الرحمن الله بسم

تعالى : الله قالاستنصره" الذي فإذا يترقب خائفا المدينة في فأصبح

مبين لقوي إنك موسى له قال يستصرخه {18}باألمسموسى يا قال لهما عدو هو بالذي يبطش أن أراد أن فلما

أن إال تريد إن باألمس نفسا قتلت كما تقتلني أن أتريدالمصلحين من تكون أن تريد وما األرض في جبارا }تكون

إن {19 موسى يا قال يسعى المدينة أقصى من رجل وجاءالناصحين من لك إني فاخرج ليقتلوك بك يأتمرون }المأل

القوم {20 من نجني رب قال يترقب خائفا منها فخرجأن {21}الظالمين ربي عسى قال مدين تلقاء توجه ولما

السبيل سواء عليه {22}يهدني وجد مدين ماء ورد ولماتذودان امرأتين دونهم من ووجد يسقون الناس من أمة

شيخ وأبونا الرعاء يصدر حتى نسقي ال خطبكما ما قالإني {23}كبير رب فقال الظل على تولى ثم لهما فسقى

فقير خير من إلي أنزلت تمشي {24}لما إحداهما فجاءتهسقيت ما أجر ليجزيك يدعوك أبي إن قالت استحياء على

من نجوت تخف ال قال القصص عليه وقص جاءه فلما لناالظالمين خير {25}القوم أن استأجره يأبت أحداهما قالت

األمين القوي استأجرت أنكحك {26}من أريد إني قالأتممت فإن حجج ثماني تأجرني أن على هاتين ابنتي إحدى

إن ستجدني عليك أشق أن أريد وما عندك فمن عشراالصالحين من الله أيما {27}شاء وبينك بيني ذلك قال

وكيل نقول ما على والله علي عدوان فال قضيت }األجلين28 }" .

موسى قصة تقص التي المباركات اآليات هذه أماميمرحلة وهي إال حياته من مرحلة أخطر في والسالم عليه . السالم عليه موسى قتل أن فبعد والهروب الخوف

األذى عليه يقع أن لحظة أي في يتوقع فارغا أصبح القبطيوآله . فرعون من

باألمس بالنصرة مده طلب الذي اإلسرائيلي فوجد قائال موسى فهزه آخر مصري على ثانية مرة به يستغيث

الغوايjة : لشjديد إنjك " 59لjه رجال بjاألمس بسjببك قتلتآلخر " اليوم . 60وتدعوني

يفع أن وأراد باإلسرائيلي الرأفة أخذته هذا ومعيقصده موسى أن اإلسرائيلي فظن به ويبطش القبطي

أتريد : موسى يا قال والقتل األذى نفسه عن ليدفع فقالبjاألمس نفسjا قتلت كمjا بي وتبطش تقتلjني تريjد 61أن ومjا

دعاة من تكون أن تريد ما األرض في طاغية تكون أن إالواإلصالح 62الخير

أحسن . بالتي التخاصم فتدفعالتالي : السؤال أذهن إلى يتبادر قد

يقول أن السالم عليه موسى الله لنبي يجوز كيف؟ . مبين لغوي إنك به يستعين قومه من لرجل

كانوا موسى قوم أن ذلك على الجواب كان ربمابعد لموسى قولهم االستنتاج هذا ودليل غالظا القلب جفاةآلهة لهم كما إلها لنا أجعل العظام اآليات شاهدوا أن

أعلم والله ذلك المبين بالغوي . 63فالمراد

جاء فرعون آل من برجل فإذا عصيبة لحظات ومرت " يتشاورون القوم بأن السالم عليه موسى ليخبر مسرعا

ص - , , 59 الكريم القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 578المجلسج - , , , 60 القرآن ألحكام الجامع األنصاري أحمد محمد الله عبد أبو تفسير 265 / 13القرطبي وانظر

ج , . 230 / 2النسفيج - , , 61 القرطبي تفسير في البيان مجمع الحسن بن الفضل علي أبو . 265ص 13الطبرسيج - , , , 62 التأويل وحقائق التنزيل مدارك محمود بن أحمد بن الله عبد البركات أبو المصلحين , 2النسفي

ج , القرطبي تفسير وانظر الغيظ كظم . 265ص , 13فيج - , , , 63 الغيب مفاتيح عمر بن الله عبد أبو . 432 / 6الرازي

لك إني القتل من فرارا المدينة من اخرج له ويقول لقتلكالناصjحين والمjال 64من الصjحبة من وحيjدا مصjر من فخjرج

ويحفظه منهم يخلصه أن عسى متضرعا ربه .65داعيا

" , بفضله فهداه ربه على متوكال مدين تلقاء فتوجه هاديا فجعله واآلخرة الدنيا في المستقيم الصراط إلى

" . 66مهديا

عليه وصل والصعاب المشعات من الكثير وبعدمن كثير جماعة البئر جانب على فوجد مدين إلى السالم

أسفل مكان في ووجد مواشيهم يسقون مختلفين أناسفقال الماء عن بعيدا غنمهما تدفعان امرأتين مكانهم من

الماء . عن غنمكما تدفعان لماذا السالم عليه موسى لهما : الرعاة يسقي حتى نسقي وال الزحام نستطيع ال فأجابتاالرعي يستطيع ال السن في طاعن شيخ أبانا أن ذلك

ركن ثم أغنامهن يسقي موسى الله نبي فتطوع والسقيوالتعب الجهد من جسده ليريح شجرة ظل .67إلى

أنكر" أبيهما إلى بالغنم سريعا المرأتان رجعت ولمافقصتا خبرهما عن فسألهما سريعا مجيئهما بسبب حالهما

إليه إحداهما فبعث والسالم عليه موسى فعل ما عليهأبيها " إلى . 68لتدعوه

: , يدعوك أبي إن له فقالت الفتاتين إحدى فجاءتهلم . " العبارة في تأدب وهذا لنا سقيت ما أجر ليجزيك إليه

يدعوك : أبي أن قالت بل ريبة يوهم لئال مطلقا طلبا تطلبهلنا " سقيت ما أجر . 69ليجزيك

ج - , , 64 العظيم القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 313 / 3المجلسج - , , , , 65 البيضاوي تفسير الدين ناصر الخير أبو علي بن محمد بن عمر بن الله عبد . 215 / 2البيضاويج - , , , 66 العظيم القرآن تفسير كثير بن إسماعيل الفداء أبو كثير . 313 / 3ابنج , , , 67 الكشاف محمود الله جار القاسم أبو القرآن . 170 / 3الزمخشري تفسير في المنتخب وأنظر

ص , ج . . 578الكريم النفسي . 432 / 2وتفسيرج - , , , 68 العظيم القرآن تفسير كثير بن إسماعيل الفداء أبو كثير . 384 / 3ابنج - , 69 السابق . 384 / 3المرجع

فرعون الله عدو مع قصته عليه وقص إليه ذهب فلما , : من نجوت تخف ال الفتاتين والد قال مصر من وهروبه

شعيب . له وقال هنا علينا لفرعون سلطان ال إذ الظالمينهاتين " ابنتي إحدى من أزوجك أن أريد إني والسالم عليه

فان سنوات ثماني عندي العمل مهرها يكون أن علىألزمك أن أريد وما تطوعا عندك فمن عشرا أتممتها

الصالحين من الله شاء إن وستجدني األجلين بأطولللعهد " المؤمنين . 70المحسنين

: عاهدتني الذي ذلك السالم عليه موسى له فقالوفيت أكون قضيت األجلين فأي وبينك بيني قائم عليه

شهيد . نقول ما على والله بعهديأستطيع – – الكرام اآليات من التعبير صح إذا فسر ومما

التالية : اإللهية التوجيهات أستنتج أنيشقى -1 وال يضل ال التوكل حق الله على يتوكل من إن

ليس خائفا مصر من خرج السالم عليه موسى فهذاأن " ربي عسى متضرعا ربه فدعا طعام أو مال معه

" وبرحمته بفضله الله فهداه السبيل سواء يهدينيالمحسنين . وكذلك

الصالحين -2 عباده يترك ال وتعالى سبحانه الله إنالسالم عليه فموسى الليالي ظلمات في يتخبطون

ابتلى قد وأنه رحبت بما ضاقت األرض بأن أحسالله فساق قصد غير عن ارتكبها التي الجريمة بهذهأذى من خوفا مصر عن باالبتعاد فنصحه رجال إليه

الله بفضل الشرك هذا من موسى فنجى وآله فرعونالمحسنين وكذلك ورحمته . 71تعالى

ص - , , 70 الكريم القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 578المجلسص - , , , 71 القرآنية القصة فتحى . 55رضوان

إال -3 عوض أو مقابل أي دون من الضعفاء نساعد أن , على وجد السالم عليه موسى فهذا الله لمرضاةالظل إلى وانصرف لهما فسقى تذودان امرأتين الماء

وكذلك جالله جل الله مرضاة غال يبغي ال وهوالمحسنون .

والتعب -4 المشقات بعد الدنيا في األسترحة جوازالظل على تولى للمرأتين سقى أن بعد فموسى

. 72ليستريح عليه -5 موسى الله نبي فهذا الواحد بالخبر العمل جواز

فذهب أبيها على تدعوه الفتاتين إحدى جاءته السالممعها .

الشديدة -6 الحاجة حال في المرأة مع بالمشي بأس الوالتورع االحتياط .73مع

القوي " -7 استئجرت من خير أن الكريمة اآلية لنا وتبين " اإلنسان بها يتحلى أن يجب التي الصفات األمين

ال واألمانة الكفاءة فبدون األمة لقيادة يتصدى الذيالصفتين بهاتين القيادة تحلي وعدم األمر يستقيم

إذا تكفي ال وحدها والكفاءة والتخلف ضعف إلى يؤديمن بد ال بل تكفي ال وحدها واألمانة األمانة تصحبها لم

" المسلم القائد شخص مع األمانة مع الكفاءة تزاوجحينما السالم عليه شعيب ابنة ذلك إلى أشارت وقد

السالم عليه موسى مع يتعاقد أن أبيها من طلبتاستأجره " أبت يا الكريم القرآن وسجل عنده للعمل

األمين القوي استئجرت من خير . 74إنج - , , , , 72 التأويل وحقائق التنزيل مدارك محمود بن أحمد بن الله عبد البركان أبو . 232 / 2النسفيج - , , , 73 الغيب مفاتيح القرشي عمر بن الله عبد أبو ج . , 430 / 6الرازي النسفي تفسير /2وانظر

232 . لبنان - , , , 74 بيروت والنشر للطباعة الفتح دار الكريم القرآن موازين الدين عز . 165 / 2ج , 1984بليق

* * *

السادس المبحثالمقدس اللقاء

الرحيم الرحمن الله بسمتعالى : قال

جانب" من آنس بأهله وسار األجل موسى قضى فلماآتيكم لعلي نارا آنست إني امكثوا ألهله قال نارا الطور

تصطلون لعلكم النار من جذوة أو بخبر فلما {29}منهامن المباركة البقعة في األيمن الواد شاطئ من نودي أتاها

العالمين رب الله أنا إني موسى يا أن وأن {30}الشجرةولم مدبرا ولى جان كأنها تهتز رءاها فلما عصاك ألقيدك أسلك اآلمنين من إنك تخف وال أقبل موسى يا يعقب

جناحك إليك واضمم سوء غير من بيضاء تخرج جيبك فيومإليه فرعون إلى ربك من برهانان فذانك الرهب من

فاسقين قوما كانوا منهم {32}إنهم قتلت إني رب قاليقتلون أن فأخاف في {33}نفسا أفصح هو هارون وأخي

يكذبون أن أخاف إني يصدقني ردءا معي فأرسله }لسانافال {34 سلطنا لكما ونجعل بأخيك عضدك سنشد قال

الغالبون اتبعكما ومن أنتما بآياتنا إليكما . "{ 35}يصلون

من كل وجدان تهز التي البينات اآليات هذه أماميإلهية . وحكم وتوجهات عبر من فيها لما إيمان ذرة فيه

" المشروط األجل أتم قد السالم عليه فموسىلطائف في معه ليشتركوا بأهله فسار النبوة أنوار وظهرت

ربه " . 75صنع

نارا الطور جبل ناحية من الطريق في وهو فأبصرباتجاهها سأذهب نارا آنست إني هنا امكثوا ألهله فقال

إلى موسى وصل فلما تستدفئون منها بجذوة آتيكم لعليفي النابتة شجرة من األيمن الجانب ناحية من سمع النار

" : يا له يقول علويا نداء الجبل بجانب المباركة البقعةالفعال العالمين رب هو ويكلمك يخاطبك الذي إن موسى

وتنزه وتقدس تعالى سواه رب وال غيره إله ال يشاء لماوأفعاله وأقواله وصفاته ذاته في المخلوقات مماثلة عن

وتعالى " . 76سبحانه

ج - , , 75 التأويل وحقائق التنزيل مدارك محمود بن أحمد بن الله عبد البركات أبو . 234 / 2النسفيج - , , , 76 العظيم القرآن تفسير كثير بن إسماعيل الفداء أبو كثيرة ج 388 / 2ابن البيان مجمع /5وانظر

تعالى " " , 287 أجمعين الخالئق وخالق العالمين مالك الله هو لك المتكلم أي العالمين رب الله أنا أنيمكان . في أيكون كل في يحل أي عن وتقدس

فلما يسعى ثعبانا الله بأمر فقلبت فألقاها عصاك ألقولم فزعا وفر خاف الرهيبة هيئتها على موسى أبصرهاإلى " وعد النداء على أقبل موسى يا له فقيل وراءه ينظرمكروه , كل من اآلمنين عداد في إنك تخف وال . 77مكانك

كل أمام طبيعي خوف لموسى حصل الذي وهذاوهو ووجوده ذاته في اإلنسان يهدد مخيف أو مجهول شيء

األنبياء بعض اعتدى بل الناس من العامة على قاصرا ليسأسلفنا كما . 78كموسى

السالم عليه لموسى وضع قد وتعالى سبحانه الله إنذهب فعندما فرعون إلى يذهب أن قبل تدريبيا منهجاوكان جالله جل الله وبين بينه حوار النار إلى موسى

إليه القادمة للرسالة موسى يأنس أن الحوار من الغرضورجاله . الكفر مواجهة على يتدرب وأن

رحيق قصة من استخلص أن تعالى الله بعون وأستطيعالذكر : سالفة الكريمة اآليات

حيث -1 بأهله الرجل يسامر أن الحكيم الشارع أجازأن إال الدرجة وزيادة القوامة فضل من لماله يشاء

عهودهم عند فالمؤمنون أمرا لها . 79يلتزمالمؤمن -2 دعوة يجيب شاء إن وتعالى سبحانه الله إن

. الكريم ربه ترجى السالم عليه موسى فهذا دعا إذاوتعالى سبحانه فأجابه هارون بأخيه عضده يشد بأن

ذلك . إلى ورحمته بفضلهآدم -3 بني في الموضوعة السنن من سنه الخوف إن

وكليمه الله نبي وهو موسى فهذا فيه عيبا وليسوضعفه . إلنسانية وذلك ورعب خاف

ص - , , 77 العظيم القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 580المجلسللماليين - , , , 78 العلم دار القرآني النفس علم من عدنان ص , 1987الشريف لبنان بيروت . 64مج - , , , 79 القرآن ألحكام الجامع األنصاري أحمد محمد الله عبد أبو . 281 / 13القرطبي

* * *

السابع المبحثالظالمين عاقبة

الرحيم الرحمن الله بسمتعالى : قال

سحر" إال هذا ما قالوا باينت بآيتنا موسى جاءكم فلمااألولين آبائنا في بهذا سمعنا وما موسى {36}مفترى وقال

عقبة له تكون ومن عنده من بالهدى جاء بمن أعلم ربيالظالمون يفلح ال إنه ما {37}الدار المأل يأيها فرعون وقال

الطين على ياهامان لي فأوقد غيري إله من لكم عملتألظنه وإني موسى إله إلى أطلع لعلي صرحا لي فأجعل

الكافرين بغير {38}من األرض في وجنوده هو واستكبريرجعون ال إلينا أنهم وظنوا وجنوده {39}الحق فأخذناه

الظالمين عاقبة كان كيف فأنظر اليم في {40}فنبذنهمينصرون ال القيامة ويوم النار إلى يدعون أئمة }وجعلناهم

من { 41 هم القيامة ويوم لعنة الدنيا هذه في واتبعناهم. "{ 42}المقبوحين

وهارون موسى مجيء عن اإللهي البيان يخبرناتبارك الله آتاهما وما وآله فرعون إلى السالم عليهما

. القاهرة والدالالت الباهرة المعجزات من وتعالىمنها وتحققوا المعجزات تلك وآله فرعون فراقب

بكفرهم عدلوا أنهم بيد جالله جل الخالق عند من بأنهاالحق أتباع عن واالبتعاد والتكبر الطغيان إلى 80وبغيهم

" الله على تفتريه ثم أنت تعلمه سحر إال هذا ما فقالواالله " عند من بمعجزة وليس السحر أنواع . 81كسائر

ج - , , , , 80 العظيم القرآن تفسير كثير بن إسماعيل الفداء أبو كثير . 389 / 3ابنج - , , , 81 الكشاف محمود الله جار القاسم أبو . 389 / 3الزمخشري

الذين آبائنا في إليه وتدعوا تدعيه فيما نسمع ولم " وهود نوح قصة اشتهار مع ذلك قالوا إنما قبلنا كانوا

الله توحيد إلى دعوا الذين النبيين من وغيرهم وصالحعبادته " . 82وإخالص

به يدفعون ما وجدوا وما وبهتوا جحدوا القوم أن علىنسمع لم وبدعة مفترى سحر قولهم غال البينات من جاءهم

: يعلم ربي السالم عليه موسى لهم فقال قبل من بمثلهامن والهدى الحق على الدالة اآليات بهذه جئت قد بأني

إن صدقي على مبرهن واضح دليل وهو جالله جل عندهالعاقبة أن تعالى سبحانه الله ويعلم وجحدتم كذبتموني

الكافرون بالخير يفوز ال إنه الحق وألهل لنا الحميدةوجل عز بالله . 83المشركون

وطغيانه فرعون كفر عن وتعالى سبحانه ويخبرنابقلة قومه فاستجاب لنفسه الربوبية دعواه في وافترائه

أفقهم وضيق . 84عقولهم

" : إله من لكم عملت ما المأل أيها يا لهم قال لهذاحجة " ظهرت كلما عادته من كانت فرعون أن ذلك غيريعلى يروجه بافتراء الحجة تلك لرفع يتعلق أن موسى

. أنه ليدعي يكن لم أنه بيد اإللوهية فادعى قومه أسماعوأفعالهم الناس لذوات والخالق واألرض للسموات الخالق

ال " " ويقول الصانع ينفي كان فالرجل المعبود اإلله هو بلملكهم " يطيعوا أن إال الناس على . 85تكليف

وربما قديما العصور في الظالمين عهد هو وهذاففراعنة واحد المضمون أن بيد والمناهج األساليب تغيرت

ج - , , 82 القرآن تفسير في البيان مجمع الحسن بن الفضل على أبو . 295 / 5الطبرسيج , الكشاف تفسير . 176 / 3وأنظر

الكريمص - , 83 القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 581المجلسج - , , , 84 العظيم القرآن تفسير كثير بن إسماعيل الفداء أبو كثير . 390 / 3ابنج - , , , 85 الغيب مفاتيح القرشي عمر بن الله عبد أبو . 442 / 6الرازي

. أن صحيح مصر فرعون بأفكار تشربوا الحديث العصرذلك من أفظع صنعوا لكنهم الخالق وجود ينكر لم بعض

عليها والقائمين السماوية الشرائع تشويه فحاولوامجتمعهم عن عزلهم فحاولوا الله عباد من لها والتابعين

واللين بالشدة األساليب وشتى الرسائل بكافة وجماعاتهمقد جالله جل الله أن بيد والطغيان وبالسخف بالمكر

والغلبة النصر إن لنا لتبين البينات اآليات بهذه علينا تفضلهم القيامة ويوم اللعنة للكافرين وأن الصالحين الله لعباد

المقبوحين . منخطاب هامان وزيره يخاطب الطغيان إمام فهذا

إليه " ألصعد عاليا شامخا صرحا لي ابني له قائال الجبابرةموسى ". إله على أطلع لعلي

. 38القصص

وأن} العوام على وإبهام فرعون من تلبيس وهذاإلى الحاجة في مجراه يجري موسى إليه يدعوا الذي

والجهة {. المكانبناء من بعصرنا تذكرنا العظيمة اآلية هذه ولعلبلوغ ومحاوالتهم الفضائية والسفن للصواريخ الكافرين

بحسب الفضاء بمخلوقات واالتصال والكواكب النجومما , ولكن لهم الشيطان وزينه أوحاه الذي وهمهم زعمهم

فرعون كنهاية نهايتهم بأن جرم ال هؤالء مع المطاف نهاية " : , اليم في فنبذهم وجنوده فأخذته تعالى يقول وأتباعه

الظالمين " عقبة كان كيف . 86فأنظر

فرعون فهذا والكبر الطغيان نهاية المسلم أخي فتدبروجنوده هو واستدراج سلطانه من انتزع الظالمين إمام

. بفضله وتعالى سبحانه الله ينتزع ولسوف هالكهم إلى

آية - , 86 القصص . 40سورة

فرعون أتباع اآلمة هذه أبناء نحن أيدينا على ورحمتهوالمنافقين . والجاحدين الكافرين من ومقلديه

" : ويوم النار على يدعون أئمة وجعلناهم تعالى قالينصرون ". ال القيامة

عليهم فيكون الكفر على يتبعون زعماء جعلناهم أيمن يجدون ال القيامة ويوم إتباعهم من ووزر وزرهم

العذاب هذا من ويخرجهم . 87ينصرهم

في المخلدين ودين المطر من جالله جل جعلهم لقدالمصير . وبئس جهنم النار

كثيرة عبرا طياتها بين تحوي وفرعون موسى فقصةاأللباب . ألولى

غليظ وإنذار الصابرين للمستضعفين عبر فيهاللمؤمنين الحسنة عاقبة وأن األرض في للمفسدين

الظالمين . للطغاة المهيمن والعقاب المتقينيكون أن يجب دولته وأركان الحاكم بين التعاون إن

, على العام الصالح إطار ضمن والتقوى البر إطار ضمنالله أخذه عندما ففرعون والعدوان اإلثم إلى يتعدى ال أناليم في وأغرقه مقتدر عزيز أخذ أخذه وتعالى سبحانهتذبيح في طيعة أداة كانوا الذين وجنوده آله معه وأغرق

شركاءه فأصبحوا األبرياء وتعذيب النساء واستحياء األبناءوالطغيان الفساد في شركاءه كانوا كما الهالك . 88في

هذه آيات بعض ظالل في قليال لنقف المسلم أخيالكريمة . السورة

ج - , , , 87 البيضاوي تفسير علي بن عمر بن الله عبد ج , , 217 / 2البيضاوي القرطبي تفسير ,13وانظرشلتوتص . 289 محمود للشيخ الكريم القرآن إلى . 124وانظر

ج , 88 القرآن موازين الدين عز ، . 153 / 2بليق

ما : " قالوا بينات بآيتنا موسى جاءهم فلما تعالى قالقال األولين آبائنا من بهذا سمعت وما مفترى سحر إال هذا

له تكون ومن عنده من بالهدى جاء بمن أعلم ربي موسى . " البيان أن فنالحظ الظالمون يفلح ال إنه الدار عاقبةالواهية وحججهم وقومه فرعون جحود لنا يصور اإللهي

أي عليه نقيس أن نستطيع أعلى مثال لنا ليضرب وتنعتهمالعظيم . الحدث لهذا مشابه حدث

بل فقط واألديان ينكروا لم العصر هذا فملحدينهذا أن ليبرهنوا سخيفة بحجج جاوؤنا و تعالى الله أنكروا

أو المصادفة طريق عن وجد بل يخلق لم فيه وما العالمله . خالق ال قديم أنه أو الذاتي التفاعل طريق عن

األرض أن لنا ليبرهنوا سخيفة بأمثلة يأتينا من ومنهمالمصادفة . بمحض جاءت

: أرض على ونثرناها مطبعة بحروف جئنا لو قالنظرنا ثم شاءت كيف بها تبعث للريح تركناها ثم معينةبشكل الحروف رتبت قد العمياء الريح أن لوجدنا وتمعنا

كلمة تتشكل ربما الزمن من فترة وبعد معينا معنى يعطيورابعة . ثالثة وربما ثانية

واألرض . السموات تكونت النسق هذا وعلى وهكذاخلق عن السخيف المثال هذا إلى المسلم أخي انظر

فهين . وما واألرض السمواتأن يعني فهذا مطبعية حروفا هناك بأن نقول فعندما

الحروف لهذه أعطى من وهناك الحروف لهذه صانع هناكثبت من وهناك ثابتة ريحا أرسل من وهنالك معينة معانحتى أختها إلى ثبتت كلمة شكلت فكلما المطبعة الحروفكيف هذا وبعد القصيدة أو الجملة أو العبارة تلك تشكلت

. تعالى قال أمامنا التي واألشياء العوامل هذه كل نفسر " : علمت ما المأل يأيها فرعون وقال فرعون لسان علىفاجعل الطين على ياهامان لي فأوقد غيري إله من لكم

من ألظنه وإني موسى إله إلى أطلع لعلي صرحا ليالكاذبين " .

بناءا يبني أن يريد فرعون أن المسلم أخي الحظ" أيضا ويقول واألرض السموات خالق على ليطلع عاليا

الكاذبين " . من ألظنه وإنيوإلى النار إلى مقلديه يدعو الكافرين إمام هو فهذادولة فهذه وشريعة منهاجا منهجه واتخاذ خلفه السير " " وقوة مساحتها اتساع رغم السوفيتي اإلتحاد الكفر

خسائر وال حرب بدون وليلة يوم في انتهت قد بطشها. حسنا ردا ديننا إلى فيردنا علينا نعمته الله يتم ولسوف

قدير . شيء كل على الله إن

* * *

الثاني البابوسلم عليه الله صلى محمد

والمكذبين

األول المبحث

الكافرين جحود

الرحيم الرحمن الله بسمتعالى : قال

القرون" أهلكنا ما بعد من الكتاب موسى آتينا ولقديتذكرون لعلهم ورحمة وهدى للناس بصائر {43}األولى

وما األمر موسى إلى قضينا إذ الغربي بجانب كنت وماالشاهدين من عليهم {44}كنت فتطاول قرونا أنشأنا ولكنا

ولكنا آيتنا عليهم تتلوا مدين أهل في ثاويا كنت وما العمرمرسلين ولكن {45}كنا نادينا غذ الطور بجانب كنت وما

لعلهم قبلك من نذير من آتهم ما قوما لتنذر ربك من رحمةأيديهم {46}يتذكرون قدمت بما مصيبة تصيبهم أن ولوال

من ونكون آيتك فنتبع رسوال إلينا أرسلت لوال ربنا فيقولواأوتي {47}المؤمنين لوال قالوا عندنا من الحق جاءهم فلما

وقالوا تظهرا سحران قالوا قبل من موسى أوتي ما مثلكافرون بكل هو {48}إنا الله عندنا من بكتب فأتوا قل

صادقين كنتم إن اتبعه منهما يستجيبوا {49}أهدى لم فإنهواه أتبع ممن أضل ومن أهواءهم يتبعون أنما فاعلم لكالظالمين القوم يهدي ال الله إن الله من هدى {50}بغير

يتذكرون لعلهم القول لهم وصلنا . "{ 51}ولقد

به أنعم عما واإلكرام الجالل ذو الملك مالك يخبرناإنزال من السالم عليه موسى وكليمه ورسوله عبده علىاألمم من وغيره وآله فرعون أهلك بعدما عليه التوراة

النور عن تبحث التي المظلمة للقلوب نورا لتكون السابقةالسماوية الكتب أن على برهانا اآليات هذه فكانت والهدى

للتي تهدي وهداية نور كتب فهي واحدة مشكاة من كلهاأقوم . هي

جلية واضحة حقيقة عن وتعالى سبحانه الله ينبهأن ذلك وسلم عليه الله صلى محمد بنبوة صدق وهيعليه موسى مع حاضرا يكن لم وسلم عليه الله صلى النبيإليه الله عهد حين الجبل من الغربي المكان في السالم

الرسالة بهذه الجاحدين هؤالء يكذب فكيف الرسالة بأمربكل السابقين أنباء من عليهم يتلو وهو ورسولها العظيمةأخي يا هذا من أعظم دليل فأي وحكم عبر من فيها ماعليه الله صلى محمد وشفيعنا رسولنا رسالة صدق على

وسلم . يقص لم التي الغابرة األمم أخبار يحوي الله فكتاب

لمواقف الغني العالج وهذا الوضوح بهذا أحد قصصهاالقصة . وأحداث

طال أجيال في كثيرة أمما جالله جل الله خلق لقدأخذ وما الهدى من جاءهم ما وتناسوا فنسوا الزمن عليهاعليه الله صلى محمد ورسولنا والمواثيق العهود من عليهممكة أهل يخبر حتى فيهم مقيما أو معهم يكن لم وسلم

بالحق أرسله قد وتعالى سبحانه الله إن ذلك مدين بأخبارالصالة عليه رسولنا يكن ولم مبينا عربيا قرآنا عليه وانزلموسى الله نادى عندما الطور بجانب حاضرا والسالم

األنبياء هذه بيننا أعلم قد جالله جل لكن لرسالته واصطفاهيتذكرون لعلهم للبشرية رحمة لتكون اآلمين . 89بالوحي

أيديهم " قدمت بما مصيبة تصيبهم أن ولوال تعالى قالمن ونكون آياتك فتبع رسوال إلينا أرسلت لوال ربنا فيقولوا

المؤمنين " .

الكريمص - , 89 القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 582المجلس

سبب البعثة قبل أيديهم قدمت ما أن تعالى أخبريستحقوه بما أصابهم لو سبحانه وأنه بالمصيبة إلصابتهم

ينزل ولم رسوال إليهم يرسل لم بأنه عليه الحتجوا ذلك من " كتابا . 90عليهم

بإرسال الحجة هذه عليهم قطع قد وعال جل ربنا إنالله على للناس يكون لئال والصحف الكتب وأنزل الرسلحجة واستمرارنا بقاؤنا اإلسالم أمة ونحن الرسل بعد حجة

القيامة . يوم الكافرين على دامغةوننهاهم بالمعروف الناس نأمر بأن الله يأمرنا لذلكباإلسالم وجن أنس من المخلوقات ونبشر المنكر عن

يكون لئال مخلوقاته على وإنعامه وملكوته بالله ونعرفهمالرسل . بعد حجة الله على للناس

الكفار قال الكريم رسولنا على الفرقان أنزل عندما " الكتاب من موسى أوتي ما مثل أوتي لوال والجاحدون

العصامية كقلب المعجزات سائر من واحدة جملة المنزل , من وغيرها الغمام تظليل البحر وفلق البيضاء واليد

والغباء التعنت على المبينة باالقتراحات فجاءوا اآلياتأشبه وما ملك معك جاء أو كنز عليك أنزل لوال له فقالوا

أجراها التي القاهرات والحجج الباهرات اآليات من ذلكله وبرهانا حجة لتكون السالم عليه موسى يدي على تعالى

, في ينجح لم هذا ومع إسرائيل وبني وملئه فرعون علىوأخيه بموسى كفروا بل وملئه جل 91فرعون الله إن

وأمثالهم الجاحدين هؤالء على ويعرفنا يوجهنا وعال جاللهوبالمقابل وجحدوا كذبوا وكيف والعصور العهود كل في

الله بفضل فانتصروا الله واتقوا وربطوا الرسل صبر كيف

لجنة - , , , , 90 الفقي حامد محمد تحقيق القيم التفسير سعد بن أيوب بن بكر أبي بن محمد القيم ابنص , , بيروت العربي . 401التراث

ج - , , , 91 الغيب مفاتيح القرشي عمر بن الله عبد أبو البن , 447 / 6الرازي العظيم القرآن تفسير وانظرج . 390 / 2كثير

هداه وإتباع الله تقوى عليهم المحسنون وكذلك ورحمتهتعالى . الله شاء إن حليفهم النصر يكون ولسوف

بعض إثر بعضه متواصال الفرقان تعالى أنزل لقد : وعدا ومتتابعا وتعالى سبحانه الله حكمة تقتضيه حسبماهدى من فيه بما ويؤمنوا ليتدبروا وعبرا وقصصا وعيدا

واآلخرة . الدنيا في طيبة وحياة وخيراآليات هذه ظالل في لنقف تعالى المسلم أخي

للفرد إلهية توجيهات من بها ما على نطلع أن ولنحاولالمسلم .

يتبعون : " إنما فأعلم لك يستجيبوا لم فإن تعالى قالإن الله من هدى بغير هواه اتبع ممن أضل ومن أهواءهم

الظالمين " . القوم يهدي ال اللهوال الله إلى يستجيب ال الذي أن المسلم أخي أعلم

فضل استمرار بوجوب يقول من هؤالء فمن رسوله إلىالتمييز ومنع الوطنية الوحدة على للحفاظ الدنيا عن الدين , المدبر هو عندهم فاإلنسان الواحد الشعب أفراد بينابتدعوا هنا ومن شؤونه في المتصرف وهو أموره لجميع

هو } الشعب أن تعني الشعب حكم jف الشعب حكم فكرةتعني } { بالشعب و القوانين يسن الذي هو أي نفسه سيد

و القوانين من ابتدعوا بما يحكم الذي هو الشعب أن } من} سن بما يحكم الذي هو الشعب أن تعني للشعب

القوانين.؟ ديمقراطية اإلسالم في فهل

: مبتدعة فكرة هي الديمقراطية فكرة أن نقولوتأخذ وليدتها فهي الحياة عن الدين فصل فكرة مع تنسجم

. كافرا معتنقها يعتبر مردود ألصل فرع وألنها حكمها

لعقيدة نقيض هي الحياة عن الدين فصل فكرة أن ومعلوم { jjب تتمثل التي رسول المسلمين محمد الله إال إله ال

{ . الله

وتنسجم المسلمين عقيدة من تتولد التي والفكرة " وذلك إياه إال تعبدوا أال أمرا لله إال الحكم أن هي معها

يعلمون " . ال الناس أكثر ولكن القيم الدين " " : تعني يعلمون ال الناس أكثر ولكن تعالى فقوله

من العالمين رب قرره ما تجاه األكثرية لرأي اعتبار ال أنهوغيرها . وأحكام أوامر

وحده لله هي العليا الكلمة اإلسالمي النظام ففيوليس القدير للعلي هي والتحريم والتحليل والنهي واألمر

أنواع من نوع أدنى جماعة أو فردا أكان سواء لمخلوقوتعالى سبحانه فالله تعالى الله مع التشريع في المشاركة

لله " " . إال الحكم إن يحكم الذي هوليل يجتمع فكيف حكمه على يعقب أن أحد يملك والالساطع . اإلسالم وضوء نهار مع المزيفة الديمقراطية

* * *

الثاني المبحثالكتاب أهل مؤمني وأخالق صفات

الرحيم الرحمن الله بسمتعالى : قال

يؤمنون" به هم قبله من الكتاب أتيناهم {52}الذينمن كنا إنا ربنا من الحق إنه به آمنا قالوا عليهم يتلى وإذا

مسلمين صبروا { 53}قبله بما مرتين أجرهم يؤتون أولئكينفقون رزقناهم ومما السيئة بالحسنة وإذا {54}ويدرءون

أعمالكم ولكم أعمالنا لنا وقالوا عنه أعرضوا اللغوا سمعوا

الجاهلين نبتغي ال عليكم أحببت {55}سلم من تهدي ال إنكبالمهتدين أعلم وهو يشاء من يهدي الله . " {56}ولكن

الكتاب أهل مؤمنين عن الحكيم العليم يخبرناوبشرى هدى من فيه ما وبكل واإلنجيل بالتوراة وإيمانهم

وسلم . عليه الله صلى محمد ببعثة " به آمنا مسارعين قالوا عليهم القرآن تلي ما وإذانزوله قبل وكتابه محمدا عرفنا ونحن ربنا من الحق 92ألنه

. "

تالوته . على سابق به فإسالمناالكتب بجميع لنؤمن توجهنا البينات اآليات فهذه

الغيب . وأنباء وتوجيهات هدى من فيها وما السماوية " اإليمان" على بصبرهم مرتين أجرهم يؤتون أولئك

وسلم عليه الله صلى محمد وبعثة نزوله قبل .93بالقرآن

الحسن والمنطق بالصبر المشركين 94فيدفعون أذىوجحودهم .

المشركين معاملة كيفية إلى توجهنا اآلية فهذهالحسن بالقول وذلك وقوتهم ضعفنا الحال في والجاحدينحليف والنصر والصالة والصبر العلمية والمناقشة

وتعالى تبارك الله شاء إن . 95المؤمنين

الكريمص - , 92 القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 583المجلسج - , , , 93 التأويل وحقائق التنزيل مدارك محمود بن أحمد بن الله عبد البركات أبو . 240 / 2النسفيج - , , , 94 القرآن ألحكام الجامع أحمد محمد الله عبد أبو . 291 / 13القرطبيالداراني - , , 95 أسد سليم حسين تحقيق وشرحه القرآن ناسخ الله عبد بن علي الرحمن عبد الجوزي ابن

دمشق– العربية الثقافة . 1990دار

بعد األليم العصر هذا في األمة هذه شباب نحن فعلينانحمل كثيرة ألسباب الله رسول وسنة الله كتاب نسينا أناآلباء بأن جرم وال األسباب هذه من كبيرا قسما نحن

عادات أكسبوا ألنهم األعظم القسم يحملون واألجدادوسلوكنا علمنا من ليس علما وعلمونا إسالمنا من ليست

الله أعداء وعلينا أنفسهم على وسلطوا لنا تشق لم دروباوسنة العظيم الخالق تعاليم لتركهم بذنوبهم أعداءنا

بيد والشفاء المرض عنهم وورثنا فمرضوا الكريم رسولهيؤثرون الذين من ويجعلنا عنا يعفوا أن ربنا عسى اللهوينفقون واإلحسان بالعفو السيئة ويقابلون الصالح العمل

وعمل وعلم ومال قوة من أعطاهم ما كل الله سبيل فيمجيد . سميع إنه

تعالى : يقوليشاء" من يهدي الله ولكن أحببت من تهدي ال إنك

بالمهتدين " أعلم وهواآلية القصص

56.

الذي هداية على الحرص شديد الرسول أيها أنك أيتحب من كل اإلسالم في تدخل أن تستطيع ال أنك بيد تحبفيهم علم من لإليمان يهدي فهو وحده الله بيد ذلك ألن

من يعلمه ما على األمور فيدبر واختيارها الهداية قبولالعباد .96صالح

األمور لربط وتوجهنا تعلمنا الكريمة اآلية فهذهما فإذا إياها الله وهبنا التي طاقاتنا بكل نعمل وأن بأسبابها

رضا من فهذا يدينا على الفاسقين أو الكافرين أحد هدي

ج - , , , 96 والخوارزمي محمود الله جار القاسم أبو الزمخشري ج . 185 / 3أنظر البيان مجمع /5وكذلكج . 304 البيضاوي تفسير القرآنص 220 / 2وكذلك تفسير في . 583والمنتخب

الخالق إرادة فتلك بهدايته فشلنا ما وإذا علينا اللهوحكمته .

القرآن في الناس من العامة أحد بال على يخطر قدتعالى : قوله في كما تناقض شبه العظيم

يشاء" " من يهدي الله ولكن أحببت من تهدي ال إنكاآلية . 56القصص

مستقيم : " " صراط إلى لتهدي وإنك جالله جل وقوله .

البعد كل بعيد الكريم القرآن أن الساطعة والحقيقةفإن إنسان أي به يتهمه تناقض أي وأن تناقض أي عن

اإلنسان هو المتوهم التناقض هذا سبب أن هي الحقيقةآخر حينا العقلية مداركه وقلة حينا جهله بسبب نفسه

هو تناقض أي من القرآن خلو أن ذلك األسباب من وغيرهاتعالى : يقول صدقه ودليل القرآن أعجاز أساس

الله" غير عند من كان ولو القرآن يتدبرون أفال " كثيرا اختالفا فيه . 97لوجدوا

قسمان : الهداية إنداللة . -1 هدايةإعانة . -2 هداية

في تعالى يقول جميعا للناس تكون الداللة وهداية{ اآلية فصلت " 17سورة فاستحبوا{ فهديناهم ثمود وأماالهدى " . على العمى

آية - , 97 النساء . 182سورة

صح – ما إذا وسلم عليه الله صلى الله رسول ووظيفة " – إلى لتهدي إنك وإنذار وتذكير داللة هداية هي التعبير

مستقيم " . 98صراط

خالقنا – – من فتكون اإلعانة هداية الحقيقية الهداية أما. فقط القهار الواحد

الهادي هو جالله جل الله 99فالله صلى الله ورسولالداللة . هداية بل اإلعانة هداية يملك ال وسلم عليه

تعالى : يقوليشاء" " . من يهدي الله ولكن أحببت من تهدي ال إنك

" برهة الكريمة اآلية هذه ظل تحت المسلم أخي نقفوهو يشاء من يهدي الله ولكن أحببت من تهدي ال إنك

بالمهتدين " . أعلممن يهدي أن يستطيع ال منا أي أن الحكيم العليم يخبرنا

سبحانه الله بيد شيء فكل المستقيم الصراط إلى يحبوتعالى .

فنتقاعس حجة هذا نجعل أن أخي يا يعني ال هذا أن بيدالعودة إلى المسلمين ودعوة اإلسالم إلى الناس دعوة عن

إلى دعوتهم فعلينا والطرق السبل بكافة الشريعة إلىعلى سيهديهم شاء إن وتعالى سبحانه والله الحنيف الدين

القويم . الطريق

آية - , 98 الشورى . 57سورةج - , , , 99 القرآن موازين الدين عز . 43 – 42 – 1/41بليق

* * *

الثالث المبحثوأبقى خير الله عند ما

الرحيم الرحمن الله بسمتعالى : قال

لم" أو أرضنا من نتخطف معك الهدى نتبع إن وقالوامن رزقا شيء كل ثمرات إليه يجبا آمنا حرما لهم نمكن

يعلمون ال أكثرهم ولكن قرية {57}لدنا من أهلكنا وكمإال بعدهم من تسكن لم مسكنهم فتلك معيشتها بطرت

الوارثين نحن وكنا القرى {58}قليال مهلك ربك كان ومامهلكي كنا وما آيتنا عليهم يتلوا رسوال أمها في يبعث حتى

ظالمون وأهلها إال فمتاع {59}القرى شيء من أوتيتم وماتعقلون أفال وأبقى خير الله عند وما وزينتها الدنيا }الحياة

60} .

مكة أهل مشركي جحود عن تعالى الله يخبرنابأنه علمهم مع الله دين أتباعهم لعدم الكاذبة وأعذارهم

الحق كافة 100دين للناس مرسل الله رسول محمدا وأنبلدنا " من العرب أخرجنا دينك على اتبعناك إن أيضا وقالوا

سلطتنا " على . 101وغلبونا

الله ثبتهم فقد حجج من به يأتون فيما كاذبون وهماإلغارة من فيه يأمنون حرما بلدهم بجعل ببالدهم تعالى

في وهم ويتناحرون يتغازون حولهم من والعرب والقتال , والخيرات الثمرات إليهم تحمل يخافون ال حرمهم

صوب . كل من المتنوعةالله يسلبهم أن يستقيم كيف الواهية الحجة لهذه فياوهو أسلموا ما إذا للمهالك ويعرضهم األمن وتعالى سبحانه

ولكن مشركون وهم واألمن بالخير عليهم أنعم سبحانهالتخطف خافوا لما علموا ولو الحق يعلمون ال الناس أكثر

102 .

المسلمين بحالة تذكرنا التي العظيمة اآلية لهذه فياوسنة الله بكتاب للتمسك تدعوهم عندما وخصوصا اليوم

والتطور العصر نجاري أن إال نستطيع ال فيقولون رسولهالله بأن ونسوا المتقدمة الدول من وغيرها أوربا ومصادقة

يلمسوها لم أرضا وورثهم دينهم لهم مكن قد جالله جلالقوة من المسلمون رزق لقد بها عليهم الله نعمة لوالتضيء أن الستطاعت باإلسالم شنعت ما إذا التي المادية

والهدى . بالنور أجمع العالم

ج - , , 100 الكشاف الخوارزمي محمود الله جار . 185 / 3الزمخشريالكريمص - , 101 القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 584المجلسالكريمص - , 102 القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى تفسير . 584المجلس وانظرت

ج 219/ 2البيضاوي . 185 / 3والكشاف

وثمود عاد من السابقة األمم بمصائر هؤالء يعتبر لم " وكفرت وأشركت طغت التي األمم من وغيرهم

األرزاق " من عليهم به أنعم فيما الله . 103بنعمة

بعدهم مالك يبق ولم بها للمارين خاوية ديارهم فهذهواإلكرام الجالل ذو الله . 104إال

جل لله والشكر الحمد دوام علينا بأن أخي يا وأعلمالسابقة األمم فهذه تحصى وال تعد ال التي نعمه على جاللهديارهم فأصبحت الله بنعمة وكفرت وأشركت طغت قد

أن بعد الله إال وارث لهم يبق ولم للسكن تصلح ال خاويةليهلك سبحانه الله كان وما مولود وال كل بطغيانهم أفنى

بالمعجزات المؤيدين بالرسل ينذرهم أن بعد إال القرى تلكالباطل ويبطلوا الحق فيظهروا القاهرات وأحجج الباهرات

ورحمته . الله بفضلفي واستمروا البرهان هذا كل بعد يؤمنوا لم فإذا

يعبدون . وما فأهلكهم الله أمر أتاهم جحودهموعال : جل فيقول عظيم بخطاب اإللهي البيان يخاطبنا

وما" وزينتها الدنيا الحياة فمتع شيء من أوتيتم وماتعقلون " . أفال وأبقى خير الله عند

فهو وزخرفها الدنيا نعم من رزقتموه شيء كل أيبالله اإليمان عن يصرفنكم فال قريب أمد على محدود متاععن يصرفنكم وال اآلخر واليوم ورسله وكتبه ومالئكته

وأبقى خير الله عند فما وزخرفها الدنيا متاع الصالح العملذلك .105من

ج - , , , 103 العظيم القرآن تفسير كثير بن إسماعيل الغداء أبو كثير الحكام 395 / 3ابن الجامع وانظرج , للقرطبي ج . , 300 / 13القرآن للرازي الغيب مفاتيح . 247 / 6وانظر

الكريمص - , 104 القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 584المجلسج - , , 105 القرآن ألحكام الجامع األنصاري أحمد محمد الله عبد أبو في 300 / 13القرطبي المنتخب أنظر

الكريمص القرآن جزيص . 285تفسير ابن ج 522وتفسير للرازي الغيب مفاتيح تفسير .452 / 6وأنظر

من يستفيد عظيمة توجيهية قاعدة اآلية فهذهالمنصف العصر هذا في وخصوصا المؤمنين كل تطبيقاتها

للمسلمين . والتحديات بالماديةإلى يؤدي شيء كل أمامه مطروح المسلم فالشاب

تصول ومعاصي صارخ وفجور سافرات نساء من المهالكمن هل ينادي سلف ما وكل والديمقراطية الحرية باسمبالله أعوذ لنفسه يقول المؤمن العاقل أن بيد ؟ مجيب

هو الحقيقي والفوز وغرورها الدنيا فتن من العليم السميع" جنته في والطمع ناره من بالخوف تعالى الله مرضاة

من فظهر البحر إلى بالقياس كالذرة الدنيا منافع أن ذلكالبتة . اآلخرة منافع وبين بينها نسبة ال الدنيا منافع أن هذا

الستبقاء اآلخرة منافع ترك العظيم الجهل من فكانقال : ذلك على سبحانه نبه ولما الدنيا منافع

على . اآلخرة منافع يرجح ال من أن يعني تعقلون آفالالعقل . حد عن خارجا يكون كان الدنيا 106متاع

* * * الرابع المبحث

واآلخرة األولى في الحمد للهالرحيم الرحمن الله بسم

تعالى : قالمتاع" متعناه كمن القيه فهو حسنا وعدا وعدناه أفمن

المحضرين من القيامة يوم هو ثم الدنيا ويوم {61}الحياةتزعمون كنتم الذين شركائي أين فيقول قال {62}يناديهم

ج - , , , 106 الغيب مفاتيح القرشي عمر بن الله أبو . 452 / 6الرازي

أغويناهم أغوينا الذين هؤالء ربنا القول عليهم حق الذينيعبدون إيانا كانوا ما إليك تبرأنا غوينا أدعوا {63}كما وقيل

أنهم لو العذاب ورأوا لهم يستجيبوا فلم فدعوهم شركاءكميهتدون أجبتم {64}كانوا ماذا فيقول يناديهم ويوم

يتسألون {65}المرسلين ال فهم يومئذ األنباء عليهم فعميتمن {66} يكون أن فعسى صالحا وعمل وأمن تاب من فأما

لهم {67}المفلحين كان ما ويختار يشاء ما يخلق وربكيشركون عما تعالى الله سبحان ما {68}الخيرة يعلم وربك

يعلنون وما صدورهم له {69}تكن هو إال إله ال الله وهوترجعون وإليه الحكم وله واآلخرة األولى في {70}الحمد

. "

عدم وهي عظيمة حقيقة عن وتعالى سبحانه يخبرناالوعد " , الله وعد فأستحق صالحا وعمل أمن من استواءومن الله وعده كما مدركه فهو والجنة بالثواب الحسن

يوم هو ثم وزخرفها الدنيا متاع وفتنه سيئا وعمل كفرالعذاب في الهالكين المحضرين من " . 107القيامة

به يوبخ عما مخبرا تعالى الله يقول الثانية اآلية وفييناديهم : حيث والمشركين الكفار

من" الدنيا الدار في تعبدونها كنتم التي اإلله أينينتصرون أو ينصرونكم هل واألنداد " . 108األصنام

فيقول والتهديد التقريع سبيل على هو النداء وهذا " عليهم حق الذين من الكفر ودعاة والشياطين المردة

الكريمص - , 107 القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى تفسير . 585المجلس وانظر . 242 / 240النفسي

ج - , , 108 العظيم القرآن تفسير القرشي كثير بن إسماعيل الفداء أبو كثير . 337/ 3ابن

إلى دعوناهم الذين هؤالء ربنا أيا ووعيده الله غضبالكفر اختاروا ألنه أغوينا الضالل لهم وزينا " . 109الشرك

وشهواتهم أهواءهم عبدوا بل يعبدونا لم . 110وقبلوه

بدعوة التوبيخ من جانب على وتعالى سبحانه فأمرهموعذابه الجحيم من لتنقذهم الله مع أشركوها التي اإللهة

وشاهدوا بجواب يظفروا فلم وارتباك حيرة في فوقعوا " مؤمنين مهتدين كانوا أنهم لو وتمنوا لهم المعد العذاب

, رؤيته عند تحيروا أو مهتدين كانوا لو تمنوا أو رأوه لما طريقا يهتدون فال التكذيب 111وسدروا أو . 112بالتصديق

بعيدة فهي إليها يهتدون ال عنهم غائبة األخبار فصارتمنهم يقولون ما يعرفوا فلم عمى وكأنهم البعد كل عنهماألنباء } عن بعضا بعضهم يسأل ال العظيم الموقف هذا في

} الجواب عن والعجز الحيرة في تساووا قد . 113ألنهم

والمنافقين . والجاحدين العصاة شأن فهذااألحد الواحد بالله ويؤمن صادقة توبة يتوب الذي أما

أحد كفوا له يكن ولم يولد ولم يلد لم الذي الصمد الفردالفائزين من ربه عند يكون أن يأمل فهو الصالحات ويعمل

ورضوانه . بجنتهعلى التفصيل من بشيء لنتكلم حان قد الوقت ولعل

: واالختيار الجبر مسألةفلم عليهم جبرا كان بأنه بكفرهم يحتجون الكفار إنكان , فالكفر غيره أو اإليمان يختاروا حتى الخيرة لهم يكن " لهم كان ما تعالى قوله هؤالء حجة ولعل عليهم قدرا

الكريمص - , 109 القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 585المجلسج - , , 110 التأويل وحقائق التنزيل بدارك النفسي تفسير ج 242/ 2انظر الكشاف تفسير . 488/ 3وانظرج - , , 111 الكشاف الخوارزمي محمود الله جار الزمخشري . 188 / 3انظرجزي - , , , 112 ابن تفسير جزي بن أحمد بن محمد جزي . 523ابنص - , , , 113 جزي ابن تفسير جزي بن أحمد بن محمد جزي مدارك , 523ابن النفسي تفسير وانظر

ج التأويل وحقائق ج . 242 / 2التنزيل الكشاف تفسير . 188 / 3وكذلك

" أن على تدل ال الكريمة اآلية هذه أن والحقيقة الخيرةمن المراد هذا وليس أفعاله على ومجبر مرغم اإلنسانالله باختيار تجري العالم أمور أن هنا التوجيه كان بل اآليةجل حكمته ووفق ومشيئة إرادته وضمن وتعالى سبحانه

جالله . هذه من االنتفاع فعلينا كذلك األمر كان ما وإذا

الكون هذا يسير أن عظيمة رحمة أخي يا فهذه الرحمةرحيم . روءوف عليم حكيم مشيئة ضمن

من اليأس ومنع بالنعمة البطر عدم علينا فيجبوذنوبنا . بعملنا مكروه لنا حدث ما إذا الرحمة

الذي" اإليجابي الفهم طريق من اإلنسان انتفع ولووجدوى قائده أحسن لكان العقيدة قوة من القرآن أرادهتعاكس التي األحداث أمام اإلنسان تثبت بناءة عقيدة فهي

فتور " وال بأس يعتريه ال مثابرا ورأيه .114إرادته

أن يمكن فال يريد ما يفعل جالله جل الله أن تثبت لماسبحانه , : " تعالى قال يريد أو يفعل فيما شريك له يكون

يشركون " . عما تعالىسبحان } { لفظ واستعمل به مصرحة للمعنى مناسبة

وجه أبلغ على التنزيه على يدل اإلبعاد 115الذي ويفيدجالله جل الله كماليه الرتبة تعالي هنا وهو والتعالي

تصريف في أو الملك في شريك له يكون أن ذاته وعظيمةمن المشركون فعله ما على عقب ثم تدبيره أو الملك

وسلم عليه الله صلى للنبي تثبيت فيه تعقيبا الله غير عبادةسبحانه الله ألن قبائحهم على لهم عنيفا تهديدا تضمن كما

ص - , , , 114 األدبية والدراسات الكريم القرآن الدين نور . 297عترج - , , 115 التأويل وحقائق التنزيل مدارك النفسي تفسير . 242 / 2راجع

" ألنه بالصدر القلب عن وعبر قلوبهم تخفيه ما يعلمعليه " . 116يحتوي

عن والصد والشر الكفر من صدورهم تكن الذي فهذاالله يعلمه هذا كل والتكذيب الكفر من يعلنون وما اإلسالم

تعالى " أحاطته في قوة التعبير هذا في نلحظ أننا إال تعالى تساويا قد والخفاء السر أن إذ والمخلوقات الوجود بأسرار

" ما فقدم الجهر من أقوى كأنه السر صار حتى الله عندالكافرين " " نفوس في الرعب ليوقع صدورهم . 117تكن

داللة فيها عظيمة بقوة المعنى اإللهي البيان أدى وقدما على المطلق وتعالى سبحانه الله إطالع على عظيمةالله وحدانية من أوال ذكره ما أكد ثم وغيرهم هؤالء يفعله , وقد الخلق في وحدانيته إلى واإليمان الخلق في تعالى

الله : " " . وهو بذلك صرحوال " الصريحة بالعبارة ذلك أكد ثم بالحق المعبود الله

" بوجوب وتعالى سبحانه له ذاتيا دليال بين ثم هو إال إله " األولى في الحمد وله هو إال معبود وال خالق ال كونه

الحكم " . وله واآلخرةوحده المستحق باإللوهية المختص الحق الله هو أيوفي وهدايته إنعامه على الدنيا في عباده من للحمد

الحكم صاحب وحده وهو ومثوبته عدله على اآلخرةالمصير وإليه المرجع وإليه عباده بين 118والفضل

ص - , , 116 جزي ابن تفسير أحمد بن محمد جزي . 523ابنص - , , , 117 األدبية والدراسات الكريم القرآن الدين نور . 297عترص - , , , , 118 األدبية والدراسات الكريم القرآن الدين نور بترصد . 297عتر

* * *

الخامس المبحثتحصى وال تعد ال الله نعم

الرحيم الرحمن الله بسمتعالى : قال

يوم" إلى سرمدا الليل عليكم الله جعل إن أرئيتم قلتسمعون أفال بضياء يأتيكم الله غير إله من {71}القيامةيوم إلى سرمدا النهار عليكم الله جعل إن أرئيتم قلأفال فيه تسكنون بليل يأتيكم الله غير إله من القيامة

فيه {72}تبصرون لتسكنوا والنهار الليل جعل رحمته ومنتشكرون ولعلكم فضله من يناديهم {73}ولتبتغوا ويوم

تزعمون كنتم الذين شركائي أين من {74}فيقول ونزعنالله الحق أن فعلموا برهانكم هاتوا فقلنا شهيدا أمة كل

يفترون كانوا ما عنهم " .{75}وضل

البيان انتقل األساسية االعتقادية القضايا هذه وبعدالمخلوقات على وتعالى سبحانه الله فضل ليبين اإللهي

تجلى بعبارات وعقله اإلنسان وبفكر القلوب بمجامع ليأخذالقوة غاية قوي وبرهان دليل إلى النظر ولفت القوة فيها

" مخلوقاته على وإنعامه وفضله تعالى الله وحدانية علىمن لهم سخر بما عباده على ممتنا وتعالى سبحانه يقول

جعل لو أنه بيد وبدونهما لهم قوام ال اللذين والنهار الليلبهم ذلك ألضر القيامة يوم إلى سرمدا عليهم دائما الليل

األرواح " وملته النفوس . 119ولسئمته

البصر نعمة بذكر النهار وتعالى سبحانه الله خص لقدمن بكثير أكثر بالليل يكون السمع سلطان وفيه محله ألنه

وقت ألنه نبصر مما أكثر نسمع الليل ففي البصر سلطانالبصر سلطان ضعف السمع سلطان وقوة وسكون هدوء

سلطان من أقوى البصر سلطان يكون بالعكس والنهار . 120السمع

ألن " " آيته من يقل ولم رحمته من جالله جل قال ثماإللهي الخطاب أن نجد وهنا ونعمة رحمة أية اآلية هذهبتقديم أسوة النهار على الليل فقدم آخر جانب إلى أنتقل

نعم عدد ثم النهار أية من وجودا أسبق هي التي الليل أية " فضله من ولتتبعوا فيه لتسكنوا وفوائدهما والنهار الليل

. "

ذلك في فأتى النهار في واالبتغاء الليل في السكونبصبغة مصبوغا كله ذلك وجعل وحكمته التقسيم بحسن

" اإللهي والفضل " 121الرحمة قويا نفيا اآليات نفت وقدالخصوم مع وتدرجت شريك لله يكون أن إنكاري باستفهام

. مضخما إلزاما لتلزمهم

ج - , , , 119 العظيم القرآن تفسير كثير بن إسماعيل الفداء أبو كثير . 398 / 3ابنص - 120 الجوزية القيم البن القيم التفسير وحقائق 402انظر التنزيل مدارك النفسي تفسير وانظر

ج . 244 / 2التأويلج 121 للزمخشري الكشاف تفسير القرآن , 181 / 3أنظر ألحكام الجامع القرطبي تفسير .308 / 3وكذلك

وغير بشر من اتخذتموها التي المعبودات هذه فكلالكون من شيئا يغير أن يستطيع منهم واحد هل بشر

ال . طبعا . 122والجواب

الذي المصير أمام أوقعهم بأن النقاش هذا ختم ثم " ويوم الرائعة العبارة بهذه وأتى الحقائق فيه تظهر " " فيقال والتوبيخ والتضخيم التهويل معنى لتفيد يناديهم

: أو ينصرونكم آلهة زعمتموهم الذين الشركاء أين لهملكم " يشفعون بصورة " 123شفعاء اإللهي البيان يعرض ثم

" " شهيدا أمة كل من ونزعنا العصيب اليوم لذلك عظيمةبرهانكم " " هاتوا السؤال هذا أمام الهول غاية في الموقف

على. . سيحاسب فاإلنسان وآلهة دين من اتخذتم ما على واعتقادا مبدأ واعتبره به لله. " "124مادان الحق أن فعلموا

يقيمونها حجة من لهم يكن لم كما وتحيروا فبهتوا أي , وأن الله أنزله وما عليه أنتم ما الحق أن يقينا وعلموا

إذا عليه المستهود ألن الحجة فلزمتهم ولرسوله لله الحجةعليه القضية توجهت الخصم بيئة من بملخص يأت لم

الحكم " " . ولزمه

الثـالــث البـابقjjjjjjjjارون و موسjjjjjjى

األول المبحثنصيبك تنسى وال اآلخرة الدار الله أتاك فيما ابتغ

الدنيا منالرحيjjم الرحمjjjن الله بسjjjم

ص - , , , 122 األدبية والدراسات الكريم القرآن الدين نور يسير . 301 – 200عتر بتصرفالكريمص - , 123 القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى ابن . 587المجلس تفسير وانظر

ج , العظيم القرآن تفسير . 398 / 3كثيرص - , , , 124 األدبية الدراسات الكريم القرآن الدين نور . 298عتر

تعالى : قالوآتيناه" عليهم فبغى موسى قوم من كان قارون إن

له قال إذ القوة أولى بالعصبة لتنؤ مفاتحه إن ما الكنوز منالفرحين يحب ال الله إن تفرح ال آتك {76}قومه فيما وابتغ

كما وأحسن الدنيا من نصيبك تنسى وال اآلخرة الدار اللهيحب ال الله إن األرض في الفساد تبغ وال إليك الله أحسن

يعلم {77}المفسدين أولم عندي علم على أوتيته إنما قالقوة منه أشد هو من القرون من قبله من أهلك قد الله أن

المجرمون ذنوبهم عن يسأل وال جمعا فخرج {78}وأكثرياليت الدنيا الحياة يريدون الذين قال زينته في قومه على

عظيم حظ لذو إنه قارون أوتي ما مثل الذين {79}لنا وقالوال صالحا وعمل آمن لمن الله ثواب ويلكم العلم أوتوا

الصابرون إال كان {80}يلقيا فما األرض وبداره به فخسفناالمنتصرين من كان وما الله دون من ينصرونه فئة من }له

الله {81 ويكأن يقولون باألمس مكانه تمنوا الذين وأصبحالله من أن لوال ويقدر عباده من يشاء لمن الرزق يبسط

الكافرون يفلح ال ويكأنه بنا لخسف الدار {82}علينا تلك فسادا وال األرض في علوا يريدون ال للذين نجعلها اآلخرة

للمتقين ومن {83}والعقبة منها خير فله بالحسنة جاء منكانوا ما إال السيئات عملوا الذين يجزي فال بالسيئة جاء

.. " { 84}يعملون

ومال جاه من بمالهم دنياهم في عادة الناس يعتز

إلى ثم البطر إلى الله نعم تصرفهم ما وكثيرا وسلطانفينكرون صالت من الله وبين بينهم ما فيقطعون الطغيان

عالج ما وكثيرا والفساد الشر عصابات ويتزعمون الحق

إلى بقصصه فنبه اإلنسان في النزعة هذه الكريم القرآنمهما والمال عظم مهما الجاه إلى والبطر الطغيان عاقبة

ما إذا وقدره الله قضاء من شيئا صاحبه عن يرد ال فإنه كثروبطره . طغيانه في استمر

له الدنيا ببسمة يغير أن مؤمن لعاقل ينبغي ال وإنهإال يكون ال الفالح أن يعرف أن عليه يجب بل أكثر أو مرة

الصالح بالعمل المدعم والتقوى قارون 125باإليمان فهذاله وقريبا موسى قوم من , 126كان غرورا عليهم فتكبر

الكنوز من وتعالى سبحانه الله أعطاه وبما وماله بنفسهحملها يثقل بحيث الكثرة من مفاتيحها بلغت التي الزاخرة

عليه , الله بنعمة فاغتر الرجال من األقوياء الجماعة علىوجحد . بها وكفر

, " شيء كل في يطغى إنه اإلنسان هو فاإلنسانمتاهات في فيضيع ذلك على القدرة نفسه في يجد عندما

وطاغوته وشهواته ألهوائه تبعا فيصبح النفسية العقدوكده 127النفسي " بسعيه أن وكفرا طغيانا اعتقد قارون إن

فجاء السلطان هذا له كان تدبيره وبحسن المال هذا جمعقائلين : ونصحوه القوم عقالء إليه

من" وأما وأطمأن بها رضي من إال بالدنيا يفرح اللم قريب عن فيه ما مفارق أنه ويعلم اآلخرة إلى قلبه

بالفرح " نفسه . 128تحدثه

في والجاه المال هذا من الله وهبك ما واستخدميحصل التي القربان بأنواع إليه والتقرب جالله جل طاعته

من نصيبك تنسى وال واآلخرة الدنيا في الثواب بها لكوالمالبس والمشارب المآكل من لك الله أباحه بما الدنيا

ص - , , , 125 الكريم القرآن إلى محمود بتصرف. . 154شلتوتج - , , 126 القرآن ألحكام الجامع أحمد محمد الله عبد أبو . 240 / 13القرطبيص , , , 127 القرآني النفس علم من عدنان . 105الشريفج - , , 128 الكشاف الخوارزمي محمود الله جار .190 / 3الزمخشري

عليك وألهلك حقا عليك ولنفسك حقا عليك لربك فإنحقه , " حق ذي كل فآت " . 129حقا

وال" إليك الله أحسن مثلما الله عباد إلى وأحسن , ال سبحانه الله إن الله حدود بتجاوز األرض في تفسد

أعمالهم . لسوء المفسدين عن 130يرضى

: ال إني قائال المتحجرين المتكبرين ردا عليهم فردإنما سبحانه الله فإن تقولونه مما شيء أي إلى أفتقر

. لي ولمحبته أستحقه بأني لعمله المال هذا أعطانيمنه أكثر كانوا ممن كثيرا قبله اهلك قد الله أن وتجاهل

استثماره . بوجوه وخبرة المال كسب على 131قدرة

يمتحن قد وتعالى سبحانه الله أن المؤمن أخي أعلمشتى . وأساليب بمظاهر اإلنسان

الذي النوع غير بنوع الناس من طائفة يمتحن قدغاية إلى يؤدي منها وكل تلك أو الطائفة هذه فيه يمتحن

المنافقين من الصابرين الصادقين معرفة وهي أال واحدة , أو بالفقر صبره ليختبر أحد يمتحن أن فيمكن والكافرين

, الفطري استعداده توافق بنسبة حبيب فقد أو المرض , اعترف فإذا والصحة بالغنى أيضا اإلنسان يمتحن وقدالرزق أبواب وتعالى سبحانه الله فتح عليه الله بنعم

والبركة . الشطط عن ويبعدها نفسه يراقب أن المؤمن فعلى

بها . وابتالئه الختباره النعم أكرمه قد تعالى الله أن 132ذلك

ج - , , , 129 العظيم القرآن تفسير الدمشقي كثير ابن إسماعيل الفداء أبو كثير . 399/ 3ابنالكريم - , , 130 القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 587المجلسج - , , 131 القرآن ألحكام الجامع القرطبي تفسير . 315 / 13راجعدمشق - , , 132 القلم دار وأسسها اإلسالمية العقيدة حنبكة حسن الرحمن عبد . 1988الميداني ص 597مبتصرف . 598–

ومع كبيرين وجاه مال جالله جل الله وهبه قد فقارونعقابه فكان امتحانه في فسقط الله بنعم جحد فقد هذا

شديدا . عظيمة زينة في قومه على قارون خرج يوم وذات

وزينتها الدنيا الحياة يريد من رآه فلما الثياب بأبهر وتجملالذي مثل لهم كان لو وتمنوا المتاع هذا على حسدوه

133أعطى .

القوم عقالء أما العظيم والحظ المال من قارونعرفوا بل ذلك يفتنهم فلم النافع العلم الله رزقهم الذينبالنصح المفتونين إلى فتوجهوا وامتحان فتنة ذلك أن

الله عند ما فإن المتاع هذا تتمنوا ال لهم قائلين واإلرشادوتلك صالحا وعمل به آمن لمن أزكى قائم ونعيم ثواب من

ويصبرون " أنفسهم يجاهدون من إال يتقبلها ال حقة نصيحة134 " ما وعلى الدنيا وزينة الشهوات وعن الطاعات على

الكثير " عن القليل من الله " . 135قسم

هو فابتلعه األرض به وتعالى سبحانه الله فخسفعنه يدفعون إليه منقطعة جماعة من له كان وما وملكهألنه ذلك سبحانه قال وإنما به نزل الذي تعالى الله عذاب

وجنوده بماشيته االمتناع لنفسه يقدر . 136كان

وبملكهم بهم يخسف الطغاة مع الله سنة فهذهوكالم فاسدة أفكار من إليه يدعون ما بكل وغرورهم

يا يعتبر من فهل يعتبر لمن عبرة ليكونا األرض منمقأخي :

الله إن يقولون الرهيبة الحادثة تلك عايشوا الذينويقتر عباده من يشاء لمن الرزق ويوسع يرزق سبحانه

ج - , , 133 العظيم القرآن تفسير الدمشقي كثير ابن إسماعيل الفداء أبو كثير . 399 / 3ابنص - , , 134 الكريم القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 588المجلسج - , , 135 التأويل وحقائق التنزيل مدارك محمود بن أحمد بن الله عبد البركات أبو . 245 / 2النسفيج - , , 136 القرآن تفسير في البيان مجمع الحسن بن الفضل علي أبو . 325 / 5الطبرسي

ويقولون سبحانه وإرادته حكمته وفق يشاء من علىبالهداية علينا وفضل إلينا أحسن الله أن لو شاكرين

فعل ما مثل بنا ولفعل تمنيناه ما بإجابة المتحننا واإليمانالكافرون " " . يفلح ال ويكأنه بقارون

في ال الله عند الكافرون يفلح وال كافرا كان أنه يعنوناآلخرة في وال يختص 137الدنيا األخوة أيها اآلخرة الدار تلك

وال التسلط يطلبون ال الذين الطائعين المؤمنين بهاالمعاصي بارتكاب النار إلى ينحرفون وال بالحق إال السلطة

من خشية قلوبهم تمتلئ للذين الحميدة والعاقبة والذنوبالجنة . بنعيم للفوز الله مرضاه في وطمعا الله 138نار

ثواب له الصالح والعمل الصادق باإليمان جاء فمنإال يجزي فال والمعصية بالكفر يأتي والذي بسببها مضاعف

كان ولما أمثالها عشر الحسنة على الثواب أن ذلك مثلهاالعقاب قانون كان الله بعدل يتم إنما السيئة على العقاب

على الجزاء أعلى فكان ذرة مثقال يظلم ال عادال الربانيمثلها . 139السيئة

لتربية شيئين من البد إنه هذا بعد نقول أن ونستطيعسبحانه الله عند بالسعادة تحظى حتى عليها النفوس

في واإلفساد الظلم إرادة من النفس بتطهير وذلك وتعالىوشرائعه أحكامه بإهمال وذلك الله يغضب ما واتقاء األرض

الحكيمة . ونظمه سننه ونسيانالذين المتقين أوصاف على الكريم القرآن نبه لقد

نحن فعلينا الدارين في العزة لهم جالله جل الله ضمنالتقوى وتنمو تكون كيف لنعرف نتدبرها أن الرحمن عباد

ج - , , 137 العظيم القرآن تفسير الدمشقي كثير ابن إسماعيل الفداء أبو كثير . 399 / 3ابنج - , 138 السابق المرجع . 402 / 3انظرص - , , , 139 اإلسالمية العقيدة الرحمن عبد . 605 - 604الميداني

وسلوكه اإلنسان في آثارها تبدو وكيف القلوب في . 140ومعاملته

من آتانا فيما لنبتغي يوجهنا الله إن المسلم أخيالدنيا " " من نصيبك تنسى وال أيضا ويقول اآلخرة دار النعم

.

نعمر الحياة في بالتوازن يطالبنا العظيم فالخالق , فالدنيا أخرى ألعمار دارا تخريب يجوز وال واآلخرة الدنياأعمار أجل من الله وهبك ما كل فاجعل دائمة زائلةاآلخرة وفي حسنة الدنيا في آتنا ربنا دائما وقل الدارين

النار . عذاب وقنا حسنة , حارب الله يرضاه فيما فاستعملها قوتة وهبت فإذا

الدين . وأعداء المشركينالله إلى الدعوة في فاستغله حسنا منطقا وهبت وإذا

وصاغوا أسنانهم سنوا الذين أمام عنه والذب الحق ودينليضلوا والمعاني العبارات وأحلى بأجمل عبارتهم

المستقيم . الصراط عن المسلمينالخالق لمرضاة وهبت ما كل استغل المسلم أخيوالفساد إياك ثم وإياك إليك أحسن كما وأحسن العظيم

" : قارون قال كما تقول وال المفسدين يحب ال الله فإنعندي " . من علم على أوتيته إنما

وأكثر قوة منك أشد هو من أهلك قد الله أن وأعلمهذه أن المسلم أخي وأعلم المال كسب على قدرة منكحق الله واتقي اآلخرة دار فابتغي وبالء امتحان دار الدنياعن وأبعدها وتصرفاتك نفسك وراقب كنت حيثما تقاته

الختباره النعم بهذه اإلنسان أكرم قد الله أن ذلك الشططوابتالئه .

ص - , , , 140 الكريم القرآن إلى محمود . 157شلتوت

تعالى : قالفي" علوا يريدون ال للذين نجعلها اآلخرة الدار تلكخير فله بالحسنة جاء من للمتقين والعاقبة وفسادا األرض

إال السيئات عملوا الذين يجزي فال بالسيئة جاء ومن منهايعملون " . كانوا ما

* * *

الثاني المبحثآخر إلها الله مع تدع ال

الرحيم الرحمن الله بسمتعالى : قال

قل" معاد إلى لرادك القرآن عليك فرض الذي إنمبين ضلل في هو ومن بالهدى جاء من أعلم وما {85}ربي

فال ربك من رحمة إال الكتاب إليك يلقى أن ترجوا كنتللكافرين ظهيرا بعد {86}تكونن الله آيات عن يصدنك وال

المشركين من تكونن وال ربك إلى وادع إليك أنزلت }إذإال {87 هالك شيء كل هو إال إله ال آخر إلها الله مع تدع وال

ترجعون وإليه الحكم له " . {88}وجهه

عليه وسالمه الله صلوات رسوله آمرا وعال جل يقولإياه واعدا الناس جميع على السامية الرسالة هذه ببالغ

غانما سالما مكة إلى سيرده بأنه حق . 141ووعده

وسلم عليه الله صلى الرسول جالله جل الله ويأمرالهداية يستحق بمن أعلم ربي وكذبه خالفه لمن يقول أن

عاقل كل يدركه الذي ضالل في واقع هو وبمن والرشاداإلدراك . 142سليم

إلهيا توجيها نستنتج أن نستطيع الكريمة اآلية هذه منالهداية يستحق من يعلم جالله جل الله أن وهو أال عظيما

. هدى اهتدوا الذين فيزيد ضالل في واقع هو من ويعلميعمهون . طغيانهم في كفروا والذين

تعالى : يقولالكتب" " . إليك يلقى أن ترجوا كنت ما

تعني - , , , 141 معاد إلى رادك القرآن تفسير في البيان مجمع الحسن بن الفضل علي أبو الطبرسي انظرالقيامة . يوم معاد إلى سيرده بأنه

الكريمص - , 142 القرآن تفسير في المنتخب اإلسالمية للشؤون األعلى . 589المجلس

لم وسلم عليه الله صلى الكريم الرسول أن ذلكرجاالت من غيره كان كما بها يطمع وأن بالنبوة يوما يفكرالفرقان عليه وأنزل اصطفاه الله لكن بها يطمعون قريش

أخي يا جميعا علينا فيجب أجمعين وبالناس وبأمته به رحمةكل في تبليغها على نثابر و النعمة هذه تذكر أن المسلم

عونا أخي يا تكن وال ظروف أي وتحت ومكان زمانذلك . ويبغون يريدون ما على للكافرين

والبطش القوة من بلغوا مهما يمكن ال الكافرين إنبها . والعمل الله آيات تبليغ عن يصدونا أن

إلى بالدعوة مكلفين األمة هذه أفراد نحن أصبحنا لقدوأن إله توحيد إلى ودعوتهم كافة الناس الحنيف الدين هذاالله عدا ما فكل سواه العبادة يستحق من هناك ليس

القضاء له الذي األحد الواحد الله هو والباقي وفان هالكالخلق مصير محالة ال وإليه واآلخرة الدنيا في النافذ

أجمعين . ذرة مثقال يعمل ومن يره خيرا ذرة مثقال يعمل فمن

يره . شر

* * *

الخاتمة المسلمة : أختي المسلم أخي

للفرد اإللهية التوجيهات أهم على وقفنا أن وبعدبأنني , أقول أن أستطيع القصص سورة خالل من المسلم

اإللهية التوجيهات بعض ذكر إال البحث هذا من أقصد لمالقصص . سورة خالل من المسلم للفرد

جهد إلى يحتاج التوجيهات جميع إلى فالتطرقتتالءم , , ال جدا كثيرة ومصادر ومراجع طويل ووقت عظيم

البسيط . البحث هذا طبيعة معالسريع المرور إال البحث هذا من أقصد لم هذا وعلى

هذه أفراد منها يستفيد أن فعسى التوجيهات تلك أهم علىالله , ويتقوا وصدورهم بأنفسهم ما فيغيروا العظيمة األمة

وعال . جلالصالح : سلفنا عن المأثور الدعاء بهذا بحثنا ولنختم

وتولنا" عافيت فيمن وعافنا فديت فيمن أهدنا اللهمقضيت ما شر وقنا أعطيت فيما لنا وبارك توليت فيمن

يعز وال واليت من يذل ال وإنه عليك يقضى وال تقضي فإنكوتعاليت " . ربنا تباركت عاديت من

لدنك" من لنا وهب هديتنا إذ بعد قلوبنا تزغ ال ربناالوهاب " . أنت إنك رحمة

العالمين . رب لله الحمد أن دعوانا وآخر

الدكتور : جودت المحامي محمد مسلماليوسف .