الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

29
رة ش ع ة ي ن ا ث ل ا مة ك ح ل ا)) رة ك ف دان ث م ها! ب ل خ د ي لة ز ع ل ث م! ب ل ق ل ع ا ف نما(( ها. ل! ث ق ي ت ل ا مة ك ح ل ل ل ي و ذ> ا مة ت ن ة هد ل. ما ك ت ل ا ق ف حE ت نً عا م ما ب L د خ> والأ ما ه ع ما ت! ج ا ن م ، و رق ف ن ي ث م ك ح ل ا نX ي! ي و ورة ر L ض ي عل ة ق! ن اL س ل ا ةL م ك ح ل ا ي ف رL ك ر ي ةL ل لء ا اL عط ن! ب ا ن> ا ي ف ي ل! حE ت ي ف زق L لف ا اL م> ا رة ه L ش ل واء ا ض> ا ن ع عاذ ن الأ ي> ول، ا م خ ل ا لة خ ر ب سة، ف ن ن ب و ك ث ل، سان ن{ ور الأ ر م ة. رات! ب خ ل ما ك تE ن ة و عارف م ع سE تE ي سة و ف ن! ب هد تE ن ما ت ن ع ر م ج م ل ا جX ج ض ن ع و

Upload: imam-masngud

Post on 04-Dec-2015

20 views

Category:

Documents


4 download

DESCRIPTION

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطيولد عام 1929 م في قرية (جيلكا) قرب جزيرة ابن عمر الواقعة في شمال شرقي سورية، والداخلة في حدود تركيا حالياً، وهاجر والده المرحوم ملارمضان إلى دمشق وله من العمر أربع سنوات.أنهى دراسته الثانوية في معهد التوجيه الإسلامي بدمشق، التحق عام 1953 بكلية الشريعة في جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية، وحصل على هذه الشهادة عام 1965م.عين مدرساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1965, ثم وكيلاً, ثم عميداً لها، وهو الآن رئيس قسم العقائد والأديان في جامعة دمشق.اشترك في كثير من المؤتمرات العالمية، والندوات العلمية، وهو عضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمان، وهو يتقن اللغة التركية والكردية إلى جانب العربية، ويلم باللغة الإنكليزية.له ما يقارب أربعين مؤلفاً في علوم الشريعة الإسلامية وآدابها والفلسفة والإجتماع ومشكلات الحضارة وغيرها، ترجم بعضها إلى الإنكليزية والألمانية والفرنسية.الإهداءإلى كل تائه عن الله, لم تجذبه عنه عصبية لذات أو مذهب, وإلى كل جاحد بالحق لم يحجبه عنه استكبار أو عناد, أقدم هذا الكتاب الجامع بين موازين العقل ونفحات الروح, عسى أن يجدوا فيه من شعاع النور والهداية مالم يجدوه فى المجادلات المنطقية والصراعات الفلسفية.والله ولي كل هداية وتوفيق

TRANSCRIPT

Page 1: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

عشرة الثانية الحكمة

)) فكرة)) ميدان بها يدخل عزلة مثل القلب نفع ما

. قبلها التي للحكمة ذيل أو تتمة هذه

� معا بهما واألخذ اجتماعهما ومن فرق، الحكمتين وبين

. التكامل يتحقق

الحكمة في يركز لله ا عطاء ابن أن في فيتجلى الفرق أما

بمرحلة نفسه، لتكوين اإلنسان، مرور ضرورة على السابقة

ضجيج وعن الشهرة أضواء عن االبتعاد أي الخمول،

. خبراته وتتكامل معارفه وتتسع نفسه تتهذب ريثما المجتمع

اإلنسان اتخاذ ضرورة على فيها فيركز الحكمة، هذه أما

. نفسه إلى فيها يخلو واآلخر، الحين بين العزلة من ساعات

. يكون ال أن فالعزلة الخمول من أخص العزلة أن علمنا وقد

التيارات عن باالبتعاد فيصدق الخمول أما أحد، فيها معك

. أوضحنا كما شهرة أضواء تحت الوقوع وتجنب االجتماعية،

بكل نفسه اإلنسان أخذ من يتحقق الذي التكامل وأما

من وبشيء المناسب، الميقات في بالخمول أي منهما،

يتجلى فلسوف السليمة، التربوية الضوابط ضمن العزلة

الحكمتين، هاتين شرح من الفراغ أعقاب على ذلك

Page 2: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

عنهما غنى ال أساسيتان دعامتان أنهما لنا يستبين ولسوف

. متكامل تربوي بمنهاج نفسه يأخذ أن يريد لمن

. وتحليلها الحكمة هذه بشرح نبدأ واآلن

العضلة: بمعنى وتأتي العقل، بمعنى تأتي القلب كلمة � أوال

جسم من األيسر الجانب في األضالع وراء المعروفة

: بمعنى. وردت بالمعنيين القرآن في وردت وقد اإلنسان

: تعالى قوله في ك�ان�العقل ل#م�ن! ى �ل�ذ#ك!ر �ذ�ل#ك إ#ن( ف#ي

يد. )ق: ه# �و� ش// ع� و�ه//2 م! ى الس//( ��ل!ق و! أ�ل!ب. أ � (50/37ل�ه2 ق

ووردت العقل، هنا بالقلب المراد قالوا المفسرين Zجل

: وجل عز قوله مثل في وذلك المعروفة العضلة �ال�بمعنى أ

وب2 )الرع//د: ل//2 ئ#نB ال!ق2 �ه# ت�ط!م ذ#ك!ر# الل//( ولكن (13/28ب//#

األطباء، عليها يصطلح التي المادية العضلة بها المراد ليس

المشاعر من العضلة هذه على ينعكس ما المراد بل

بالعواطف يسمى ما أي وتعظيم وخوف حب من العاطفية

. والممجدة والرادعة الدافعة

بمعناه القلب هنا القلب بكلمة لله ا عطاء ابن ومراد

. العقل في المتمثل المجازي المعنى وليس الحقيقي

Page 3: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

) عزلة: ) بكلمة عبر لله ا عطاء ابن أن نالحظ أن ينبغي � ثانيا

. ) ( النكرة وبين معرفة العزلة بكلمة يعبر ولم منكرة،

في دقيق فرق والمعرفة

المعنى.

) ( المعرفة بينما التقليل على تدل منكرة عزلة كلمة

(( : .. )) القلب)) نفع ما يقول فعندما التكثير على تدل أل ب

: )) نفع ما قال ولو العزلة، من شيء مثل يعني عزلة مثل

: مثل شيء القلب نفع ما معناه لكان العزلة، مثل القر

. المشروع أن إلى التنبيه بريد إنما وهو الدائمة العزلة

اإلنسان يتخذ أن ال العزلة من شيء هو إنما والمطلوب

نفسه ويقصي المجتمع عن فيبتعد كلها، لحياته � منهجا منها

الناس عن واالبتعاد الغربة من كهف في الدنيا عن

وشؤونهم.

اإلنسان إذ اإلنسانية، الفطرة مع يتنافى الثاني هذا إن

. بطبعه اجتماعي

يأت لم و نكرة، الكلمة لله ا عطاء ابن ساق هذا أجل فمن

.)) أل )) ب معرفة بها

لتكون مطلوبة هي وإنما لذاتها مرادة ليست العزلة إذن

. أخذ أحدنا أن فلو أي والتفكير للتأمل ،� مناسبا � وظرفا � مناخا

Page 4: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

من بمنهاج نفسه فألزم الحكمة هذه من األول الشطر

يوم، كل ساعتين أو ساعة نفسه مع فيها يخلو العزلة،

.. عن � بعيدا عمل أي عن � بعيدا لذاتها العزلة هذه يعانق

.. جانح.. سلوك فهو فكرية وظيفة أي عن � بعيدا القراءة

ضار سلوك باألخرى هو بل خير، بأي لصاحبه يأتي ال مختل،

. للوقت ومزهق للنفس

الله عطاء ابن إليها وينبهنا اإلسالم إليها يندبنا الني العزلة

يفيد فيما والتفكر للتأمل � ومجاال � مناخا تكون التي تلك هي

أسباب من يعتقه وفيما لله ا إلى يقربه وفيما اإلنسان

. باإلنسان تتربص التي الشقوة

لآلخر وسبيل مقدمة أحدهما أمرين إلى يدعونا هنا هو إذن

. والتفكر: العزلة، هما

الدواء يشبه وثانيهما للمريض، بالنسبة الحمية يشبه أولهما

. ال اثنين، بأمرين الطبيب ينصحه فالمريض له بالنسبة

.. ينصحه بالثاني يتبعه لم إن منهما الواحد من يستفيد

عن االبتعاد في يتمثل سلبي عمل وهي ،� أوال بالحمية

أدوية ذلك خالل يستعمل بأن يكلفه ثم الضارة األطعمة

. له يصفها معينة

Page 5: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

. ولو � شيئا يستفيد لن األدوية يستعمل ولم احتمى أنه فلو

لن األدوية هذه فإن يحتم لم ولكنه األدوية استعمل أنه

. فائدتها من المأمول تحقق

ا عطاء ابن بها ينصحنا التي للحكمة صورة المثال هذا إن

لله.

تقوم عزلة إلى كان � أيا اإلنسان بل المسلم، يدعو إنه

. للبدن بالنسبة الحمية كأهمية الروح إلى بالنسبة أهميتها

)) (( : والفكرة فكرة ميدان بها يدخل فيقول يسرع ولكنه

كضرورة والروح للعقل ضرورتها تقوم إليها، يدعو التي

. المريض للجسد بالنسبة الدواء

يوم كل في الخلوة من بساعة نفسه اإلنسان ألزم فإذا إذن

فراغ يمال أن ينبغي الناس، عن فيها نفسه يعزل � مثال وليلة

وللنظر للمناقشة فكره عليه يسلط بموضوع هذه خلوته

مما. به، فكره يشغل الذي الموضوع يكون أن على وللتأمل

يستهوي � موضوعا ال الكونية، الحقيقة معرفة إلى يوقظه

. وأمسك هذه خلوته دخل أنه فلو العقل ويخبل النفس

الموضوعات أو والخرافات الدجل بأصناف مليء بكتاب

فإنه أهوائها إلى بها وتجمع غرائزها النفس في تثير التي

Page 6: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

الحق معرفة عن لالبتعاد وسيلة خلوته من اتخذ قد يكون

. وتعالى سبحانه لله ا وبين بينه الحجب من مزيد وإلسدال

معرفة إلى qه ب rقرq ي الذي بالموضوع االشتغال بالفكرة المراد

سبحانه لله � مملوكا � عبدا هويته إدراك إلى ويوقظه ذاته

فيه، الربوبية وصفات ربه معرفة إلى qهq ب rرsقq ي tمs ث ومن وتعالى

وتعظيم وتعظيمه وجل عز الله محبة من يدنيه ثم ومن

حرماته.

بمادة هذه خلوته في نفسه اإلنسان يشغل أن من بد` ال إذن

.. ا كتاب قراءة المادة هذه تكون قد األهداف هذه له تحقق

وقد خلوته، اإلنسان به يمأل ما خير وهي وتعالى سبحانه لله

. وسلم عليه الله صلى لله ا رسول بسيرة االشتغال يكون

: أنا؟ من ذاته في التأمل تفكيره مادة يجعل أن بأس وال

ال � صغيرا � طفال باألمس كنت الدنيا؟ هذه إلى جئت وكيف

تجاوزت إني ثم الشباب، مرحلة دخلت إني ثم أعي،

النهاية، إلى � فشيئا � شيئا أتجه أنذا وها الكهولة، إلى الشباب

.. العمر في صنعت ماذا الدنيا هذه من سأرحل قليل وعما

ما بها؟ تمتعت التي المالذ من جنيت وماذا مضى؟ الذي

في أتأمل لها؟ مني بقي الذي وما منها؟ لي بقي الذي

التي والطاعات مغارمها، وبقيت لذاتها ذهبت التي المتعة

Page 7: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

.. وعندئذ كله، هذا في أتأمل ثوابها بقي ولكن أتعابها ذهبت

.. من أستكثر لم لماذا والندم الحزن من بحالة أشعر

من أقلل لم ولماذا مضى؟ الذي عمري خالل الطاعات

تزال ما بالعمر وإذا وأنظر، إليها؟ انزلقت التي المعاصي

إلى الفرصة انتهاز بضرورة الشعور فيحفزني بقية، منه

. لله ا أعاهد بل نفسي، أعاهد وهكذا الفوات قبل التدارك

فأغرس أسرع وأن العمر، من الباقية الثمالة أضيع ال أن

. الممكنة والطاعات بالقربات حياتي من الباقية أيامها

العقل يوقظ فكري موضوع مع تمتزج إذ الخلوة أثر هو ذلك

شوائب من النفس ويحرر الكبرى، الكونية الحقيقة إلى

. واألهواء العصبية

وبيان وجل، عز لله ا كالم هذا، في لله ا عطاء ابن ومستند

. العملي وهديه وسلم، آله وعلى عليه لله ا صلى رسوله

: تعالى لله ا فقول األول، د�ةIأما اح# �ب#و أ�ع#ظ2ك2م! ا �#ن(م إ ل! ق2

ا �وا م// ر2 ك//( �اد�ى ث2م( ت�ت�ف �ر ث!ن�ى و�ف//2 �ه# م وا ل#ل//( وم//2 أ�ن! ت�ق2

د�ي! �ذ#ير. ل�ك2م! ب�ي!ن� ي// �و� إ#ال( ن// ةI إ#ن! ه//2 ن//( ب#ك2م! م#ن! ج# اح# � ب#ص//

د#يدI )سبأ: �أن ( 34/46ع�ذ�ابI ش سوى منكم أريد ال أي

الواحد ويسأل وأهوائكم، وعنادكم عصبياتكم من تتجردوا

منكم الواحد يتأمل أو ثنائي، موقف في صاحبه منكم

Page 8: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

. وسلم عليه الله صلى محمد أمر في نفسه مع � خاليا � منفردا

لله ا من رسول أنه عقله له يؤكد ولسوف به، جاءكم وما

لكم نذير هو بل تدعون، كما جwنة به ليس قال، كما إليكم

. شديد عذاب يدي بين لله ا عند من

وسلم، عليه الله صلى لله ا رسول بيان وهو الثاني، وأما

وابن والبيهقي والترمذي داود أبو رواد فيما قوله، ذلك فمن

ا رسول سأل أنه عامر أبي بن عقبة حديث من الدنيا أبي

(( : وليسعك: لسانك، عليك أمسك له فقال النجاة؟ ما لله

.)) خطيئتك على وابك بيتك،

ا رسول سيرة من بلغنا الذي العملي النهج وهو الثاك، وأما

حببت التي الخلوات سلسلة فهو وسلم، عليه الله صلى لله

الوحي بدء وحديث بعثته، قبيل وسلم عليه الله صلى إليه

. ذكره إلى داعي ال ومحفوظ، معروف ذلك في

هذه ترك وسلم عليه الله صلى أنه منكم بعض إلى يخيل قد

. فيها حجة فال البعثة، بعد العادة

واظب بل يتركها لم وسلم عليه الله صلى أنه والحقيقة

غار إلى بالذهاب نفسه يلزم لم ولكنه البعثة، بعد عليها

الوظيفة هذه يؤدي كان بل لخلواته، مثابة منه ليجعل حراء،

. ودخل الليل جن إذا خلواته، ساعات أهم وكان داره في

Page 9: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

الثاني فيسبغ الهزيع فراشه من يقوم تعلمون كما كان منه،

من الله شاء ما � تاليا ،� مصليا ربه مع يخلو ثم الوضوء،

أثناء. الفكر عليه يدور موضوع أفضل تعلم كما وهذا القرآن

الخلوة هذه .مثل

: بهذه ايجاب أمر رسوله الله يأمر لماذا ألتساءل وإني

: الخلوة؟ : الليل يقوم أن يأمره لماذا أخرى ابعبارة ��يBه ي�اأ

ل2 ) Y///م ز( ل#يالZ )1ال!م2 �ل� إ#ال( ق م# الل(ي///! و#2( ق2�ه2 أ �ف ( ن#ص///!

ل#يالZ )المزمل: �ن!ه2 ق من ( 4-74/1ان!ق2ص! م# يمنع الذي ما

بياض في قراءاتها، مع الركعات هذه لله ا رسول يؤدي أن

االهتمام إلى اإللهي األمر توجه وهال الفرق؟ وما النهار؟

عن النظر بقطع بها، � مأمورا كان التي واألوراد باألذكار

بينها؟ ما وفرق األوقات

عليه الله صلى لله ا رسول أن ولتعلم التالي، هو الفرق

: جميعا للمسلمين وغيره هذا في قدوة وسلم

لما النهار بياض في الوظيفة هذه لله ا رسول أدى لو

لله ا كتاب إليها ويدعونا يحفزنا التي الخلوة هذه له تحققت

.. .. . واآليبين الذاهبين الناس حتكاك الضجيج وتعالى سبحانه

.. .. ذلك كل ومشاغلها الدنيا عوارض والمتحدثين السائلين

..! هي فما ولكن النفس وصفاء الفكر، هدأة دون سيحول

Page 10: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

بعث في المثل مضرب هي التي الساعات أو الساعة

.. األخير الهزيع إنه الفكر؟ في والهدوء النفس في الصفاء

. أوله يشبه ال ذاته، فالليل السحر ساعة سيما ال الليل، من

..! فرق من بينهما وكم كم آخره

ال المتهجد أن من العلماء قاله فيما السبب هو هذا ولعل

ا إلى واتجه استيقظ ثم الليل من نام إذا إال � متهجدا يسمى

..! يستيقظ والمناجاة والدعاء بالصالة وتعالى سبحانه لله

،� جميعا الناس بأنفاس الكرى وعلق النأمة، هدأت وقد

أن لإلنسان يتسنى الحالة تلك في لله، ا مع الخلوة وطابت

المشوشات عن � بعيدا باله، وهدوء روحه بصفاء يشعر

. النهار أثناء وترده تأخذه كانت التي والمعكرات

المصطفى حبيبه على لله ا فرضها التي الخلوات من فهذه

. أمته حق سنةفي وجعلها

***

يأخذ عندما الجزئية العزلة هذه أثر نتبين sتعال واآلن،

. العملي والواثع التنفيذ صعيد على نفسه، بها المسلم

شارع في التجار إخوانك من ثلة مع تسير أنك افرض

دائر والحديث الحميدية، كسوق سوق أو الحمراء كشارع

ذلك أثناء يذكرك من وجاء واالقتصاد، والدخل المال عن

Page 11: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

« : كان لو وسلم عليه الله صلى لله ا رسول بحديث الضجيج

واديان له كان ولو ،� ثانيا إليه البتغى مال من واد{ آدم البن

ا ويتوب التراب، إال آدم ابن جوف يمأل وال ،� ثالثا إليه البتغى

» ت~اب من على من 1لل~ه الكالم ه~ذا يح~دث أن عس~ى م~اذا

.. بهذا ستتبرم بل تأثير، أي يحدث لن نفسك؟ على التأثير

فكرك على تتغلب ولسوف ميقاته، غير في جاء الذي الكالم

. وفي بك يحيط الذي والتيار فيها، أنت التي الحالة ونفسك

الحديث هذا ستحترم لديك، اإليمانية األحوال أحسن

. دقائق ثالث بعد تنساه ثم وصاحبه،

الهزيع منه بقي وقد الليل، من قمت أنك فافرض ولكن

في بعث وقد بك، يلتف الذي السكون وتأملت األخير،

طالما بطمأنينة فكرك وأنعش به، لك عهد ال صفاء نفسك

الحال، تلك من بوحي فاندفعت عليها، تعثر ولم عنها بحثت

تيسر ما خالل من تناجيه لله ا يدي بين فتقف تتوضأ أن إلى

من لبستك التي الحال تتأمل جلست ولما الركعات، من

عن � بعيدا وسكونه، الليل هدأة في لله، مناجاتك خالل

من سمعت والمال، التجارة وشواغل واألقران الناس

(( : كان لو وسلم عليه الله صلى لله ا رسول بحديث يذكرك

1 . مالك بن وأنس عباس، بن لله ا عبد حديث من عليه متفق

Page 12: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

)).. عليك يتلو أو حديث � ثانيا إليه البتغى مال من واد آدم البن

(( : مالي، مالي آدم ابن يقول وسلم عليه الله صلى قوله

أو فأبليت، لبست أو فأفنيت، أكلت ما إال مالك ن لك وهل

)) فأمض~يت في 2تص~دقت الكالم ه~ذا س~ماع يحدث~ه ال~ذي فم~ا

تلك في � مندمجا تلك، خلوتك في وأنت ونفسك، فكرك

الحال؟

وسيخبو نفسك، إلى الكالم هذا من كبير تأثير سيسري

كل أن وستشعر حولك، من المتناثرة والزينة األمتعة شعاع

قد ومتعها الدنيا أموال من الحاجة فوق استزدته قد ما

. معها التعامل إلى يعيدك ولن كاهلك على عبء إلى تحول

السوق أعمال في ثانية اندماجك إال منها، واالستزادة

. وأهله رواده مع وتعاملك

: التجارية وأعماله السوق إلى العود كان فإذا تقول لعلك

إلى فيها أخلو ساعة من الفائدة فما منه، مناص ال أمر

الليل؟ من وصفت التي الساعة كهذه نفسي،

هذه استمرار من وتتحقق ستظهر الفائدة أن والجواب

إعراضك في تتمثل ال والفائدة لها، � وردا واتخاذك الساعة

انضباطك في تتمثل وإنما الدنيا عن وإدبارك السوق عن

2 . هريرة وأبي الشخير بن لله ا عبد حديث من مسلم رواه

Page 13: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

� شيئا تقتحم فال وجل، عز الله بأوامر أجلها، من السعي أثناء

محبوب من تحولها في تتمثل كما إليها، المحرمة السبل من

. بيدك زمامه خادم إلى قلبك، على يهيمن

***

: نتساءل فتعال المسلم، أخي يا هذا عرفت إذا

ليلهو الليل أول في والسهر باليقظة عينيه أحدنا يكرم لماذا

الليل آخر في باليقظة يكرمهما وال لله، ا هو الذي مواله عن

.! أعظم ما الحالتين، بين الفرق أعظم وما لله؟ ا مع ليكون

. ومن لله، ا عن الليل ليحجبه الليل يساهر من بين الفرق

..! الله مع ليكون آخره في يستيقظ ثم الليل ينام

أسوقك أنني إليك يخيل وهم فكرك إلى يسرين ال ،� أخيرا

. كم التي الحساسية هذه من دعك الكالم بهذا التصوف إلى

..! وأفسدت أساءت

كان بما اإلسالم، إليه يدعو بما التحلي إلى بهذا أدعوك إنني

. والسالم الصالة عليه المصطفى نبيك عليه

: الخلوة بهذه االنضباط إن يقولون، من الناس في تسأل قد

كذلك؟ األمر فهل مرشد، إلى يحتاج

: الله رسول بسنة التمسمك كان متى الجواب في وأقول

لم إن بحيث مرشد، على يتوقف وسلم عليه الله صلى

Page 14: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

إلى الناس سبيل وتقطع السنة تعطلت المرشد يوجد

.. بها؟ العمل

وجوده.. ولكن كبرى، نعمة المرشد وجود أن نشك ال أجل

عامل هو وإنما بها، والتمسك السنة إلحياء � شرطا ليس

عن فرع المرشد ضرورة إن ثم بها، الناس لتذكير إضافي

. منه بد` ال اجتماعي أساس والتربية المربي، ضرورة

من يتكسب حرفة اإلرشاد أعمال من يتخذ الذي أن على

ليس بها، الناس بين وشهرة مكانة لنفسه ويبني ورائها

أن له طاب ورزق، وطالب حرفة صاحب هو بل ،� مرشدا

. الدنيا من � بدال الدين باب ذلك في يطرق

بعلوم تبصر الذي ذاك ،� حقا مرشد هو الذي المرشد

� ضابطا منها يجعل أن له أتيح بحيث اإلسالمية الشريعة

حب من قلبه فرغ الذي ذاك إنه ثم وتصرفاته، لسلوكه

وأهوائها، متعها فوق وترفع فيها، فزهد بها، والتعلق الدنيا

إال أعماله من شيء يبتغي ولم نفسه، حظوظ عن أعرض

. ربه مرضاة

. كانت إذ له انتقاصهم مع عليه، الناس ثناء لديه تساوى

في متمثلة عينه قرة وكانت الناس، مع ال الله مع معاملته

. الناس مديح في ال لله، ا رضا

Page 15: الحكم العطائية شرح وتحليل الحكمة 12

من ما إذ بأذياله، وتشبث به عليك المرشد، هذا صادفك إذا

االبتعاد وأسباب لله، ا إلى القرب سبيل لك سييسر أنه شك

ويجنبك السنة اتباع إليك سيحبب الشيطان، مزالق عن

. البدع في الوقوع

عليه، عثورك على � متوقفا لله ا إلى سيرك تجعل ال ولكن

.. يغنيك وتوقفت أعرضت تجده لم وإن سرت صادفته إن

الصالحون اإلخوة عليه التعثر قد الذي الحقيقي المرشد عن

. وصقع مدينة كل في لله ا بحمد أكثرهم وما والناصحون،

الله صلى لله ا رسول األعظم المرشد من أنت أين ثم

. عليه، الصالة على وداوم بتدبر سيرته اقرأ وسلم؟ عليه

إن ويقومك ضللت إن يدلك � مرشدا منه لك الله يقيض

في ويزينه الله، من بفضل اإليمان، إليك ويحبب اعوججت

. والعصيان الفسوق إليك ه rويكر قلبك