عشرة الخامسة الحكمة

عنه حجبك أن سبحانه قهره وجود على يدلك مما

معه ليسموجودا% بما

: الحكمة هذه شرح يدي بين بمقدمة نبدأ دعنا

في بمصباح مستنيرة غرفة في الليل أثناء تكون عندما

الغرفة جهات كل إلى منه 2 ساريا النور 6رى ت داخلها،

. متألق نور إلى ظالمها يحيل وزواياها،

أو قماش كقطعة مCا كثيف جرم إلى عمدت أنك افرض لكن

الذي فإن المصباح وبين بينك ووضعته ذلك نحو أو لوح

2 جزئيا 2 ظالما وأن عنك ينفصل المصباح نور أن هو يحدث

.. وبين بينك حال األجنبي الجرم ألن ذلك وبينه بينك يمتد

. عنك يغيب ثم ومن منه إليك أقرب الجرم أصبح إذ المصباح

. إليك السارية أشعته وتنقطع المصباح ضياء

مخالفة طبيعة له أن أجنبي، جرم بأنه له وصفنا ومعنى

أسدل الذي والجرم مضيء المصباح إذ المصباح، لطبيعة

الضياء عنك يغيب التناقض هذا جراء ومن فيه، ضياء ال عليه

. قبل من السائد هو كان الذي الظالم فيتغلب ويعود

أو دليل إلى تحتاج ال بدهية حقيقة هذه أن المعلوم من

يتجلCى. الذي الرباني بالنور المكونات عالقة ولكن شرح

2 اختالفا يختلف دخائلها في يتغلغل الذي أو ظواهرها على

. ذكرناه الذي المثال هذا عن 2 كليا

إ الساري بالنور مضمخة كلها لله ليهاالمكونات ا عند من

دخائلها إلى سار وجل عز لله ا نور إن بل وتعالى سبحانه

. قبل من ذلك قلنا كما وجزيئاتها

2 ربانيا 2 نورا إن أي وجل عز لله با كلها األشياء قوام ألن ذلك

وكلت التي ووظائفها بمهامها فتنهض المكونات إلى يسري

. السابقة. الحكمة في ذلك بيان في القول فصلنا وقد إليها

على عاكف كبر، أو صغر المكونات، من شيء فكل إذن

إليه الهابط اإللهي النور من Cبسر بها، كلف التي وظيفته

: . وجل عز قوله معنى وهذا أعماقه في ق6دe والساري fلg ك

: ( النور gيح6هh ب e6س و6ت g6ه ت ص6ال6 hم6 :( 24/41ع6ل وتعالى سبحانه وقوله

eمgيح6هh ب e6س ت 6فeق6هgون6 ت ال6 eنh6ك و6ل hهhدeح6مh ب gحi ب gس6 ي jالh إ kءeي ش6 eنhم eنh و6إ

: عز ( 17/44اإلسراء) لله ا أقامه قد بما ينهض شيء كل أي

. وواجبات وظائف من عليه وجل

فما لله ا بنور منور الكون هذا في شيء كل أن عرفنا فإذا

عنه؟ إذن يحجبك الذي

لنور مناقض بجرم جئنا ألننا المصباح مثال استوعبنا لقد

. هذا هو ما لكن 2 مظلما المكان فعاد عليه وأسدلناه المصباح

أسرار فيه تتغلغل ولم الله، بنور يستضئ لم الذي الجرم

لنوره، 2 مناقضا يكون أن يصلح حتى وجل، عز نوره من

..! والعقول؟ البصائر وبين بينه 2 حائال فيصبح

وجل عز لله ا وبين بينك لتسدله الجرم بهذا ستأتي أين من

لله؟ ا عن به 2 محجوبا فتصبح

.. األعلى المأل إلى بنظرك بعثت ولو ،2 وشماال 2 يمينا نظرت لو

.. ما أنه ستجد كلها، واآلفاق األطراف إلى األدنى المأل إلى

( وقد وباطنه ظاهره في لله ا بنور منوCر وهو إال شيء من

.) ذلك شرحنا

كل أن من علمناه قد ما مع عنه، يححبك الذي هذا هو فما

في اإللهي بالنور مغموس الموجودات من الكون في ما

داخله؟ في 2 ساريا النور بهذا ومتقوم ظاهره

يقوم أن يصلح مستقل وجود ذو شيء هنالك يكن لم وإذا

موجود هو ما كل ألن لله، ا شهود عن يقصيك 2 حاجزا

فالمفروض لله، ا صنع عظيم على ودال لله ا بنور مستنير

. شيء عنه يحجبك ال أن إذن

وتريك ،2 شيئا الالشيء من تجعل وجل عز لله ا قاهرية Cولكن

بما وجل عز لله ا عن حجبوا وقد الناس من كثيرين حال

تغالب ذاتية كثافة له ليست بما أي حقيقي وجود له ليس

عن Cبه وتغي فتغلبه شيء، كل في الساري اإللهي النور

. والعقول البصائر

: وجود على يدلك مما بقوله لله ا عطاء ابن يعنيه ما وهذا

. معه 2 موجودا ليس بما عنه حجبك أن سبحانه قهره

لله ا شهود عن حجبوا الذين هم كثيرين أن يعلم كلنا

ا عن العقل يحجب ما يوجد ال أنه من الرغم على ومعرفته،

دال فهو ثم ومن بنوره مستنير موجود هو ما كل ألن لله،

والمستكبرين.. والمعاندين المالحدة حال في تأمل عليه

. شيء بأي ولكن لله ا شهود عن 2 فعال محجوبون أنهم تجد

. .. لله ا وقاهرية وبطشه بقهره عنه حجبوا إنما عنه؟ حجبوا

هو كما الحجب، أو للستر بها يستعان أداة إلى تحتاج ال

. على األمر يتوقف وإنما والمصباح الغرفة مثال في الشأن

: تعالى الله قول عليه الدال فقط، اإللهي 6نj القرار أ 6مgوا و6اعeل

: ( األنفال hهh eب و6ق6ل hء eم6رe ال eن6 6ي ب gولg6ح ي jه6 عز ( 8/24الل الله وقول

:وجل: ( المطففين gون6 6م6حeجgوب ل kذh 6وeم6ئ ي eمhهi ب ر6 eع6ن eمgهj hن إ j6ال ك

83/15.)

دون عنه بحجبهم لله ا قهرهم الذين أولئك هم من ولكن

حاجب؟

. مقته يحيق وإنما ومقته لله ا غضب عليهم حاق الذين هم

بقية دون فقط، عليه والمستكبرين بالمعاندين وغضبه

. 2 جميعا الناس

النور فيتجاهلون والعناد، الكبر بهم Cيستبد من الناس في

في مرآه Cيشع والذي كلها، المكونات به تفيض الذي اإللهي

المستكبر إصرارهم يصرون إنهم ثم وبصائرهم، أبصارهم

في العاجل لله ا غضب بهم فيحيق الكادب، تجاهلهم على

..! حجاب دونما العلية ذاته شهود عن ويحجبهم الدنيا،

حاجز أي إلى حاجة دونما وسلطانه حكمه رؤية عن ويغيبهم

. على يسدله العمى من نوع هو وإنما عنه به يغيبهم

عز لله ا شهود عن محجوبون هم فإذا وبصائرهم، أبصارهم

المكونات بها تفيض التي وأنواره دالئله عن غائبون وجل

متجاهلين يدركونها أو يرونها ذلك قبل كانوا وقد كلها،

مستكبرين.

: عنهم لله ا قال الذين هم مhن6 فهؤالء ا hير2 6ث ك jم6 ه6ن hج6 ل 6ا eن أ ذ6ر6 e6ق6د و6ل

ال6 zنg 6عeي أ eمg6ه و6ل hه6ا ب 6فeق6هgون6 ي ال6 zوبgلgق eمg6ه ل hسe hن eو6اإل iنhجe ال

eمgه e6ل ب h eع6ام 6ن e6األ ك hك6 6ئ gول أ hه6ا ب م6عgون6 e6س ي ال6 zآذ6ان eمg6ه و6ل hه6ا ب ون6 gرhصe gب ي

: األعراف ) 6ض6ل} (.7/179أ

سماع وعدم األعين، إبصار وعدم القلوب، فقه عدم إن

. بل ذلك دون يحول موجود حاجز على يتوقف ال اآلذان

واإلبصار اإلدراك منها وجل عز لله ا gفeقhد6 ي أن يكفي

: تبصر وال تفقه ال وجل عز لله ا شاء كما هي وإذا واالسماع،

. تسمع وال

ومع عيب، وال فيها 6ة6 ي hش ال 2 أعينا الناس أعين في أن تعلم أال

.. أن تعلم أال تراها؟ أن دون األشياء في تحدق فهي ذلك

أي وجود دون األلوان، عمى يسمى بما أصيب قد ما فيها

..! ألوانها؟ تدرك أن دون األشياء تبصر فهي حائل أو عطب

والدنو لله ا شهود عن gحجب ي عليه، لله ا غضب الذي إن

ما إلى قلبه ويتحول ذاته، الغضب من Cبسر حضرته من

هو ما إلى األمر به يؤول بل الصلد، الحجر من قطعة يشبه

: . تعالى الله قول تقرأ ألم الحجارة من ق6س6تe أقسى jمg ث

مhن6 jنh و6إ و6ة2 eق6س د} 6ش6 أ eو6 أ hة eحhج6ار6 6ال ك ف6هhي6 hك6 ذ6ل hدe6ع ب eنhم eمg gك gوب قgل

gج gرe6خ ف6ي gقjق j6ش ي 6م6ا ل eه6ا مhن jنh و6إ gه6ارe ن6 eاأل gهe مhن gرj6ف6ج 6ت ي 6م6ا ل hة eحhج6ار6 ال

kلhغ6افh ب gهj الل و6م6ا hهj الل h6ة ي eخ6ش eنhم gطh 6هeب ي 6م6ا ل eه6ا مhن jنh و6إ gم6اءe ال gهe مhن

: البقرة ) 6عeم6لgون6 ت (.2/74ع6مjا

الحجاب؟ لهذا 2 سببا تكون وحدها المعاصي هل

أو للمقت 2 سببا تكون ال كثرت مهما وحدها المعاصي إن

عنه يتحدث الذي الحجاب منه يتكون الذي اإللهي الغضب

. لله ا عطاء ابن

من يتبعه وما االستكبار من يعاني ال الذي أن ذلك وبيان

ضعفه بسبب األوزار من يرتكبه ما يرتكب إنما عناد،

. يندم أن فيه والشأن عليه وشهواته شيطانه تغلب وبسبب

عنه، لذتها وغياب المعصية من انتهائه بعد منه فرط ما على

وجل، عز لله ا واستغفار التوبة إلى والندم األلم فيسوقه

. منهم التائبين توبة يقبل أنه عباده في الله سنن ومن

. له ذنب ال كمن الذنب من والتائب

على آلى إذ إبليس يخاطب وهو تعالى لله ا قول معنى وهذا

: أجمعين عباده يغوي أن 6قhيمz )نفسه ت eسgم jع6ل6ي zاط صhر6 ه6ذ6ا َ

مhن6( 41 6ع6ك6 jب ات hم6ن jالh إ zط6انeل gس eمhهe 6ي ع6ل 6ك6 ل eس6 6ي ل 6ادhي ب hع jنh إ

: ( الحجر eغ6اوhين6 بوصف ( 42-15/41ال تحققوا الذين إن أي

. كل ألن ذلك إغوائهم إلى سبيل لك يكون لن لي العبودية

من ووضعها بها اعترف أي لله العبودية بوصف تحقق من

. عز لله ا على يستكبر أن يمكن ال التنفيذ موضع حياته

في. فوقع شهواته به واهتاجت نفسه به جمحت فإذا وجل

عبوديته مشاعر تسوقه أن Cبد ال منها، لله ا حذره معصية

عز لله ا من الحياء وإلى فعل ما على الندم إلى تعالى لله

عدم على والعزم الصادقة، التوبة إلى بذلك فيندفع وجل،

.. عليه نفسه تغلبت فإن منه بدر قد ما مثل إلى الرجوع

) تعالى، ) لله عبوديته مشاعر عاودته ممكن وهذا أخرى مرة

وصدق، Cبجد أخرى مرة فيتوب واأللم، الندم إلى وألجأته

. به جمحت كلما وهكذا، مثلها إلى الرجوع عدم على ويعزم

التوبة، إلى تعالى لله عبوديته ساقته المعصية إلى نفسه

. 2 مناال منه ينال أن يستطيع ال الشيطان فإن jمC ث ومن

أبي رواية من عليه المتفق القدسي الحديث ذلك على يدل

يحكيه فيما وسلم عليه الله صلى النبي عن وغيره هريرة

: ( : ذنبي، لي اغفر اللهم فقال 2 ذنبا عبد أذنب قال ربه عن

: 2 ربا له أن فعلم 2 ذنبا عبدي أذنب وتعالى تبارك لله ا فقال

: رب أي فقال فأذنب عاد ثم بالذنب، ويأخذ الذنب يغفر

: أن فعلم 2 ذنبا عبدي أذن وتعالى تبارك فقال ذنبي، لي اغفر

: . أي فقال فأذنب، عاد ثم بالذنب ويأخذ الذنب يغفر 2 ربا له

: 2 ذنبا عبدي أذنب وتعالى تبارك فقال ذنبي، لي اغفر رب

. لعبدي غفرت قد بالذنب ويأخذ الذنب يغفر 2 ربا له أن فعلم

.) شاء ما فليفعل

صادقا فعاد المعصية فعل مهما أنه شاء ما فليفعل 2ومعنى

. منها تاب التى معصيته له أغفر فإنى منها التوبة إلى

ال لله، العبودية بذل 2 موقنا 2 قلبا تصادف التي فالمعصية إذن

ذلك هنا، لله ا عطاء ابن عنه يتحدث الذي للقهر 2 سببا تكون

من تيه في ويزجه الرب عن العبد يحجب الذي القهر

. منه له نجاة ال الظالم

بسائق تكون التي المعصية من القهر هذا يأتي إنما

. ال الذي القاتل الداء هو إذ وجل عز الله على االستكبار

: . وجل عز لله ا يقول منه jذhين6 منجاة ال hي6 6ات آي eع6ن gفhرeص6 أ س6

: ( األعراف iح6قe ال hرe hغ6ي ب hضeر6 eاأل فhي ون6 gرj 6ب 6ك 6ت يأ( 7/146ي

المكونات هذه في تتمثل وهي وجودي، دالئل عن سأحجبهم

ما الكون في فليس وإال بقهره، عنها يحجبهم وإنما كلها،

ساطع دليل فيه ما كل بل الله، شهود عن اإلنسان يحجب

. بقهره اإلنسان قلب لله ا أعمى إذا ولكن تعالى لله ا على

: تعالى لله ا قول عليه وحق عينيه ضياء ينفعه ال6 لم jه6ا hن ف6إ

: الحج ) hورgالص}د فhي hي jت ال gوبgلgقe ال 6عeم6ى ت eنh6ك و6ل gص6ارe 6ب eاأل 6عeم6ى ت

22/46.)

فيهم الأذكرأن ولكني حياتي، في كثيرين عصاة لقدرأيت

عز لله ا مع يصطلح لم و معاصيه عن 2 أخيرا يتب لم 2 أحدا

النفس. في 2 جموحا المعصية إلى دوافعهم كانت إذ وجل

. استكبار وال عتو دون اإلرادة، في 2 وضعفا

يمارسون تعالى لله ا على مستكبرين رأيت ولقد

واألوزار المعاصي من حظهم ويأخذون انحرافاتهم

لله ا على واالستكبار الالمباالة من بسائق المختلفة،

.. تاب منهم 2 واحدا رأيت فما وأوامره بأحكامه واالستهانة

..! المصائب منهم كثير إلى تسربت وعتوCه Cه غي عن بعد فيما

البؤس عليهم وهيمن المهانة بهم وحاقت واألوجاع،

وعتوها استكبارها تمارس بقيت مشاعرهم ولكن والضعف،

..! إنسان صورة من أقبح الدنيا في أر ولم لله ا على

وتناوشته والضعف والقهر الذل عوامل عليه تراكمت

ا على مشاعرتعاظمه Cيجتر يزال ال وهو واألمراض، األوجاع

ا بسلطان واستخفافه سخريته ألفاظ ويردد وجل عز لله

( . zتeسg أ السائر العربي المثل صاحب لله ا ويرحم وأمره لله

.) السماء في zورأس الماء في

لله ا عطاء ابن عنها يتحدث الذي القهر صورة هي تلك

بما: عنه حجبك أن سبحانه قهره وجود على يدلك مما 2 قائال

. معه 2 موجودا ليس

عبوديته.. ربقة خلع لمن العاجلة العقوبة منه لله ا جعل zقهر

ثم قدمه، إلى فرقه من له مالزمتها 2 متجاهال وجل عز لله

. وجل عز لله إال تصلح ال الني الكبرياء رداء لنفسه اصطنع

مشاهدته، عن بصيرته صرف أن القهر هذا عاقبة من فكان

التأثر عن قلبه منافذ وأغلق آياته، رؤية عن عقله وحجب

تنظر أنك من الرغم على جبروته، وعظيم سلطانه بباهر

بصبغة مصطبغ المتهاوي، كيانه أجزاء من جزء كل أن فتجد

. جل و عز لله الضارعة العبودية

: وجل.. عر لله ا قول به قضى iر6 قهر ذgك eنjمhم g6م 6ظeل أ eو6م6ن

ع6ل6ى 6ا eن ج6ع6ل jا hن إ g6د6اه ي eم6تjق6د م6ا 6سhي6 و6ن eه6ا ع6ن 6عeر6ض6 ف6أ hهi ب ر6 h6ات hآي ب

hل6ى إ eمgهgعe6د ت eنh و6إ ا و6قeر2 eمhهh آذ6ان و6فhي gوهgق6هe6ف ي e6ن أ jة2 hن 6ك أ eمhهh gوب قgل

: الكهف ) 6د2ا 6ب أ hذ2ا إ 6دgوا 6هeت ي e6ن ف6ل eهgد6ى (.18/57ال