: السيادة نهاية والعولمة الدولةأنموذجا فوكوياما فرانسيس

وهران 2جامعةاالجتماعية العلوم كلية

مذكرة

الماجستير شهادة لنيلالفلسفة .في

الطالب اعداد منسفيان العاقب

المناقشة لجنة : تشكيلة

االنتماء مؤسسة الصفة الرتبة لقب و اسماالستاذ

وهران 2جامعة رئيسا أستاذ الحسين الزاويوهران 2جامعة مشرفا أستاذ مختار برياحوهران 2جامعة مناقشا أستاذ بن سواريت

عمروهران 2جامعة مناقشا أستاذ محمد بوشيبة

الجامعي الموسم2015../. 2016

شكـــــــــــر و تقدير

الشكر والحمد لله على ما من به من نعم علينا من قبل وبعد . بعد شكر الله نتقدم بجزيل الشكر وجميل العرفان إلى أستاذي

لما أسداه لنا من نصائح"األستاذ الدكتور برياح مختار"المشرف وتوجيهات نيرة ومالحظات ال متناهية، فله منا أسمى عبارات الشكر

والتقدير. حفظها الله لما قدمته" األستاذة الزوجة"كما أتقدم بجزيل الشكر إلى

لي من دعم ومساعدة إلنهاء هذا البحث، وأشكرها على صبرها الجميل علي طيلة إنجاز هذا البحث خاصة مع ما يتطلب من غياب مستمر

وطويل عن البيت. "فيداح صالح" و "شريف الدين بن دوبة"كما أشكر أساتذتي

على صبرهم وسعة صدرهم لما قدموه لي من توجيهات ومرافقة فيهذا البحث.

وأشكر السادة األساتذة في لجنة المناقشة بوسلهام عبد" أشكر كل عمال المكتبة دون أن أنسى أخي وصديقي

مهندس اإلعالم اآللي."القادر

سفيان

إهــــداء

أهدي ثمرة جهدي وتعبي إلى: من فطمني الموت منهما والدي وأخي رحمهما الله،

وإلى من أفنت عمرها لتراني أتقلد هذه الدرجات وأحيى حياة أفضل "أمي شفاها الله"، إلى إخوتى حفظهم الله الذين أغدقوا علي من فضلهم من أجل تربيتي وتعليمي، وإلى من جمعتني بهم صداقة الدراسة من الطفولة إلى

اليوم إلى كل طالب شغوف بالفلسفة..وإلى من ساعدني من قريب أو من بعيد بكلمة طيبة

الفهرس:تشكرات

إهداءأالمقدمة

الفصل األول8المبحث األول: الدولة من المفهوم إلى االصطالح

المبحث الثاني: الدولة والسيادة في الفكر الفلسفي19والسياسي

الفصل الثاني40المبحث األول: العولمة وأثرها على السيادة

المطلب األول: الشركات المتعددة الجنسية وسيادة42الدول

المطلب الثاني: صندوق النقد والبنك الدوليين وسيادة52الدولة

المبحث الثاني: الليبرالية الجديدة ومبدأ السيادة: )النظام60الدولي الجديد(

المطلب األول: النظام الدولي الجديد المفهوم والتطور61

الفصل الثالث:100المبحث األول: فوكوياما من الفلسفة إلى السياسةالمبحث الثاني: السيادة ونهاية التاريخ عند فوكوياما

143159الخاتمة

169قائمة المصادر والمراجع

مقدمة

مقدمة

مقدمة:

لقد أدت التغيرات واألحداث التي أفرزها التاريخ في أبعاده السياسnnية خالل العقnnدان األخnnيران من القnnرن الماضnnي أبعnnادا جديدة لمفاهيم متعددة في الحقل السياسي واألكnnاديمي بوجnnه خnnاص، مnnؤثرة تnnأثيرا جnnذريا في البnnنى السياسnnية واإلقتصnnادية للمنظومة الدولية،وكان من أبرز تلك األحداث ذلك التحول في تركيبة المنظومة الدوليnnة :من الثنائيnnة إلى األحاديnnة القطبيnnة ة وانهيnnار المعسnnكر الشnnرقي ومnnا نتج عنnnه من تفnnرد المعسnnكر الغربي وانتصار الفكر اللبnnيرالي معلنnnا بnnذلك عن نهايnnة التnnاريخ وبروز نمط واحدة الفكnnر السياسnnي ,وبnnروز مصnnطلح العولمnnةكظاهرة يرى البعض أنها أعادت تشكيل خريطnnة العnnالم الجيnnو- سياسية وأثرت تأثيرا جوهريا في بنيته األساسية، كل هذا وذاك سرع إلى ضرورة إحداث تحول مواز وجديnnد في منnnاهج نظريnnة العالقات الدوليnnة الجديnnدة، وكnnان من نتnnائج ذلnnك التسnnارع في عمليnnnات التبnnnادل اإلقتصnnnادي والتصnnnاعد في قnnnوى السnnnوق ومحركnnnات العولمnnnة.أي أدى إلى حnnnد القnnnول إن المفnnnاهيم األساسية التي تقnnوم عليهnnا جهnnود التنظnnير في حقnnل العالقnnات الدولية يسnnتلزم التغيnnير بسnnبب تغnnير قnnوى موضnnوعية فرضnnت

الدولة الســيادة،إعادة فهمها بطريقة مختلفة مثnnل مفnnاهيم: كوحnnدات أساسnnيةالحرية، المواطنــة، الديمقراطيــة ....

للتحليnnnل في نظريnnnة العالقnnnات الدوليnnnة .من هنnnnا ظهnnnرت المناقشات األكاديمية في الفكر السياسي مسnnلمة أن السnnيادة

ا

مقدمة

في خطnnر أو أنهnnا تتجnnه إلى النهايnnة .ممnnا يسnnتلزم إزاحتهnnا عن موقعهnnا الرئيسnnي وتغييرهnnا بمفnnاهيم أخnnرى أو إعnnادة تعريفهnnا بشكل يحقق فهومات أفضل للتحوالت وللقوى الفاعلة الجديدة في السياسة والمنظومة الدولية.بنهاية الحnnرب،ظهnnرت العديnnد من النظريnnات المهمnnة في العالقnnات الدوليnnة رسnnمتها معاهnnدة

مسلمة أن الدولة الوطنية هي الوحدة األساسية"واستفاليا" عnnادة"سالم واستفاليا"للمنظومة الدولية، وأصبح ينظر إلى

على أنه مصnnدر سnnيادة الدولnnة القوميnnة الحديثnnة .وعملت تلnnك النظريات على تقديم أطروحات معينnnة من خالل تnnدخل الدولnة الوطنيnnة في التحالفnnات و المنظومnnات وتحقيnnق تnnوازن القnnوى وإتخاذ القرار.لكن مع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ونتيجnnة تسnnارع عمليnnات العولمnnة .رأى محللي العالقnnات الدوليnnة أن الدولة الوطنية أخnnذت تفقnnد السnnيطرة على سnnيادتها و بالتnnالي على تحركnnات رؤوس األمnnوال، السnnلع والبضnnائع وحnnتى البشnnر والشnnركات والمعلومnnات ، ثم طرحnnوا أزمnnة الدولnnة الوطنيnnة وأعلنوا : عن نهاية السيادة .وحدود يمكن النفاذ منها وتجاوزها . رغم الخالف القليل بين السnيادة والسnلطة والقnوة والسnيطرة إال أن إبراز مفهوم السيادة نجح كقضية وكسؤال لمناقشته في ممارسات التنظير عن العالقات الدولية .وفي بداية التسnnعينات مع توسع اإلتحاد األوربي ونجnnاح بعض التnnدخالت العسnnكرية في

ــراقا ورواند والهرسكوالبوســــــنة ــ ــ ــايتي والع ــ ــ ه

ب

مقدمة

....بتأييد عالمي بدأ التشكيك في قداسnnة السnnيادةالصومالووحتى في المعنى الدستوري التقليدي لها .

مع تزايد قوة هكذا إتجاه ظهرت في األفق إعالنات مسnnلمة أن الدولة الوطنية كوحدة سياسية مسnnتقلة تنحnnوا إلى النهايnnة في

الكارتالتمواجهnnة الهجnnوم المتسnnارع لقnnوى العولمnnة مثnnل: الشركات المتعددة الجنســيات واألنترنيت- اإلقتصادية

....وبnnدأت العديnnد من التحليالتالمنظمات غير الحكومية– الحديثnnة لإلقتصnnاد السياسnnي العnnالمي طnnرح أننnnا أمnnام مرحلnnة ينفصل فيها الماضي عن المستقبل .فالعولمة اإلقتصnnادية خالل ربع القرن الماضي كانت بداية إلعnnادة تnnرتيب حتميnnة وال رجعnnة عنها ألدوار السياسة واإلقتصاد.مع خضوع الدول القومية لقnnوى السوق واإلقتصاد والتقنية العلمية.وبحسب المنظnرين المحللين

...لم يعnnد بإمكnnانشومســكي، هــانتغتون، فوكويامامثل: التnnاريخ أن يكnnون دليال لفهم المسnnتقبل حينمnnا نواجnnه إختفnnاء الدولnnة القوميnnة والجغرافيnnا والتnnاريخ والتقنيnnة.لقnnد بnnدأنا في السنوات األخيرة نمارس حيnnاة عصnnر ميزتnnه التكامnnل اإلقليمي والعولمnnة اإلقتصnnادية وحnnدود يمكن خرقهnnا وتجاوزهnnا بسnnهولة فائقnnة وبالتnnالي من اللnnزوم توحيnnد اإلنسnnانية ضnnمن اللبيراليnnة الديمقراطية.رغم التقليل من األثار التي تحدثها هnnذه العمليnnات في المنظومة الدولية فإن تفسير هnnذه األحnnداث والمتغnnيرات و تحليلها يثير كثيرا من اإلشnnكاالت والخالفnnات .فnnالبعض يnnرى أن عمليnnات العولمnnة الراهنnnة وانتشnnار معnnايير حقnnوق اإلنسnnان

ج

مقدمة

المواطنnnة العالميnnة ،الديمقراطيnnة كلهnnا تشnnير إلى أن سnnيادة الدولة الوطنية في حالnnة نهايnnة وهنnnا يمكن اإلشnnارة إلى وجهnnة

الnnتي تnnرى أنnnه يتم اآلن إزاحnnةســتراينج" "ســوزاننظnnر عن موقعها المركزي بواسطة التغيرات"واستفاليا"منظومة

العالميnnة في عالمنnnا المعاصnnر.ويnnرى فريnnق آخnnر أن عمليnnات العولمة تلك تقوض القاعدة األساسية للمنظومة الدولية-سيادة الدولnnة الوطنيnnة وأن نهايتهnnا- السnnيادة- يمثnnل تحnnوال جnnذريا في

للمنظومnnة الدوليnnة .في مقابnnل ذلnnك إنالوســتفاليةالبنيnnة التراجع المزعوم في سيادة الدولة الوطنية لم يبدأ مnnع ظnnاهرة العولمnnة وإنمnnا يعnnود إلى أبعnnد من ذلnnك مرتبطnnا باألسnnاس مnnع طبيعnnة الدولnnة الوطنيnnة بوصnnفها فnnاعال رئيسnnا في مجتمnnع فوضوي .األمر الnnذي ألnnزم عليهnnا التعامnnل و التكيnnف مnnع قnnوى

وقيود متعددة ومنذ بدايتها.

اإلشكـــالية: إذا كnnانت العولمnnة تعnnني توحيnnد اإلنسnnانية ضnnمن اللبيراليnnة الديمقراطية واألخذ بمسألة نهاية التاريخ في أبعnnاده السياسnnية أن العnnالم أفضnnى إلى توحيnnدها وتعميقهnnا على الكnnون وأنهnnا الشnnكل النهnnائي ألي حكم سياسnnي . فمnnا هnnو التصnnور الجديnnد

،الحريــــة ، الســــيادة ،: الدولةلمضnnnnnمون المفnnnnnاهيم ؟ الديمقراطية

د

مقدمة

بتصnnالح العقnnللفوكوياماوإذا كان التاريخ قnnد انتهى بالنسnnبة مع الواقnnع وانتصnnار الفكnnر اللبnnيرالي السياسnnي-واحnnدة الفعnnل

السياسي – كيف تصبح الدولة الوطنية في ظل العولمة؟. وإذا كnnانت هnnذه النهايnnة ستشnnهد العديnnد من القnnراءات على مسnnتوى المضnnمون فمnnا طبيعتهnnا و نتائجهnnا؟ وهnnل انتهى فعال

التاريخ إلنتصار الفكر اللبيرالي و اإلعالن عن ديمومته؟ وهي الدولnnnةللدولــة الواســتفاليةأين الحلم األعظم

األمnnة من هnnذه المعادلnnة التاريخيnnة ،تلnnك المعادلnnة الnnتي من المفترض أن تكون وثبة للدولة الوطنية لتحقق ذاتها ورسالتها ؟ أال يوجد تعnnارض بين اإلقnnرار بسnnيادة الدولnnة الوطنيnnة واإلعالن عن نهاية التnnاريخ؟ هnnل القnnول بنمnnوذج توحيnnد اإلنسnانية ضnnمن اللبيرالية الديمقراطية يتعارض مع فلسفات التاريخ؟كيف يكون هذا النموذج إعالنا عن نهاية التnnاريخ وكيnnف تمتnnد نهايnnة التnnاريخ

إلى نهاية السيادة؟. إن اإلجابnnة عن هكnnذا إشnnكالية أوجبت علينnnا خطnnة بحثيnnة بدأت بمقدمة متبوعnnة بثالثnnة فصnnول متضnnمنة مبحnnثين في كnnل فصل فكان في المقدمة إطاللة حnnول أهم التغnnيرات واألحnnداث الnnتي افرزهnnا التnnاريخ في أبعnnاده السياسnnية من خالل العقnnدان األخيران من القرن الماضي وما تnnرتب عنnnه من نحت لمفnnاهيم متعددة في الحقل السياسي واألكاديمي والتي أثرت تnnأثيرا في

البنى السياسية واالقتصادية للمنظومة السياسية . فتناولنnnا في الفصnnل األول الموسnnوم بالدولnnة والسnnيادة أهم

ــلطةالمصnnnnطلحات السياسnnnnية ــيادة الدولة،كالسـ ،السـ من المفهوم إلى اإلصnnطالح.إلبnnراز تطnnور و تحnnولالعولمة...

هذه المصطلحات عبر التاريخ وأحداثه المتضاربة. أما الفصل الثاني فتناولنا فيه العولمة ونهاية السيادة ،حيث من

خالله أردنا تبيان أثر العولمة وتداعياتها على السيادة.

ه

مقدمة

وبالنسnnبة للفصnnل األخnnير فتضnnمن فوكويامnnا والتأسnnيس لنهايnnة السيادة وكيف أسس لفكرة أحاديnnة النظnnام اللبnnيرالي كنمnnوذج وتوحيد اإلنسnnانية، ثم أنهينnnا هnnذه الدراسnnة بخاتمnnة حاولنnnا من خاللها اإلجابة عن أهم النتnائج الnتي أوصnلنا إليهnا البحث وإبnراز واقع وأمال سيادة الدولة في هذه األلفية .تستوجب كل دراسnnة أكادميnnة منهجيnnة تسnnتفيض منهnnا مجموعnnة من التصnnورات و

األفكار. ففي ورقتنا البحثية هذه اعتمدنا منهجا نقديا تحليليا تاريخيا ال أردنا منه أن يكون مجرد تتبع لمتغيرات سياسية والتي لربمnnا قد تكون لها عالقة مباشرة في تحديد طبيعة ومجال الممارسnnة السياسية على الفكر السياسي فمنهجنا هذا ال يرمي فقnnط إلى التحnnوالت التاريخيnnة أو الوقnnوف على إحnnداثها المختلفnnة الnnتي عايشها العالم بل يجعلنا أمnnام قnnراءة متجnnددة عnnبر كnnل لحظnnة زمنيnnة مختلفnnة ومتمnnيزة في خصوصnnياتها عن سnnابقاتها .هnnذه الدراسة ليسnnت فقnnط مواكبnnة إجرائيnnة ابتكرهnnا الفكnnر الغnnربي السياسي المعاصر بل دراسة تؤسس لقراءة معاصرة ألحnnداث

ومتغيرات سياسية . طبعnnا هnnذه الدراسnnة من بين العديnnد من الدراسnnات الnnتي كnnانت تشnnتغل حnnول السnnلطة والسnnيادة في ظnnل العولمnnة في الفكر السياسي المعاصر, وبه ستكون ورقتنnnا البحثيnnة المنجnnزة أحد القراءات المطروحة على مستوى مجال النقد، ومن ضمن هذه األعمال نجد رسالة الدكتوراه ألحمد إبnnراهيم حnnول الدولnnة

والعولمة. إن هكnnذا دراسnnات ومحnnاوالت الnnتي يخضnnع لهnnا الفكnnر السياسي المعاصر تهدف إلى إبnnراز شnnيء من التجديnnد والنقnnد في منظومة الفكر السياسي بشكل كامل وهادف ،إذا كان البد علينا أيضا البحث حول هذا الموضوع ولnnو اقتضnnى األمnnر شnnيء

و

مقدمة

من النقد الموضوعي علنا نصnnل بnه إلى مسnتوى ممنهج وككnnل دراسnnة تقnnف جملnnة من العوائnnق أهمهnnا : األحnnداث السياسnnية المتسارعة والمتضاربة على مسnnتوى أي إقليم دولي وسياسnnي في العالم . ممnnا أوجب علينnnا دراسnnة الوقnnائع الnnتي لهnnا عالقnnة

بإشكاليتنا المطروحة.

ز

الفصل األول: السيادة والدولة

الدولة من المفهوم إلىالمبحث األول: االصطالح

الدولة والسيادة في الفكرالمبحث الثاني: الفلسفي والسياسي

السيادة األول الفصلوالدولة

الدولة من المفهوم إلى االصطالحالمبحث األول:

إن كلمة الدولة عندما كانت تذكر في القديم كانت تعني أو تدلعلى وجود مجتمع فيه طائفة تحكم واألخرى تطيع.

والدولة تشكلت عبر الزمnnان من خالل وجnnود مسnnاحة من األرض، هذه األرض تتnnوفر فيهnnا أسnnباب العيش من مnnاء وغnnذاء ومرعى وطقس جيد، فتقوم هذه األرض المتnnوفرة بهnnا أسnnباب العيش بجnnذب السnnكان إليهnnا، السnnكان عنnnدما يحضnnرون إليهnnا يكون عددهم قليل جدا فيتزاوجون وينجبnnون جيال جديnnدا وعnnددا جديدا في هذا الحال ينتقل هذا العnnدد القليnnل من أسnnرة قليلnnة العnدد يحكمهnnا األب إلى عشnnيرة يوجnnد بهnnا عnnدد من األفnnراد ال بأس بها يحكمها شيخ العشnيرة، فتسnتمر عمليnnة زيnnادة األفnnراد بأشكال مختلفة وينتج عن ذلك قريnnة، تتحnnول هnnذه القريnnة إلى قرى أخرى ثم تتحول هذه القرى إلى مدينة، ثم تتحول المدينnnة إلى مدن، ومن ثم ومع زيادة المدن تتشكل الدولة التي تحكمها سلطة معينة وهي عبارة عن عدد من أبنnnاء الشnnعب، لكن هnnذه السلطة قد اتخذت مفهومين مفهوم لغوي مفهnnوم اصnnطالحي،

ففي اللغة:

( لغnnة: إن الدولnnة في اللغnnة: االسnnتيالء والغلبnnةEtatالدولnnة ) والشيء المتداول، فيكون مnnرة لهnnذا ومnnرة لnnذلك والدولnnة في الحرب بين طائفتين أن تلتزم هذه المرة، وهnnذه المnnرة، ودالnnة

9

السيادة األول الفصلوالدولة

األيام دارت، والله يداولها بين الناس، ونقول دال الnnدال الnnدهر،1يمضي انتقل من حال إلى حال

قnnال الجnnوهري في "الصnnحاح": الدولnnة في الحnnرب وأن تnnدال إحدى الفئتين على األخرى، يقال كانت عليهم الدولnnة، والجمnnع: الدول، والدولة بالضم في الحال يقال: صnnار الفيء دولnnة بينهم

يتداولونه، يكون مرة لهذا ومرة لهذا، والجمع دوالت ودول.

وقال أبو عبيدة: الدولة بالضnnم اسnnم الشnnيء الnnذي يتnnداول بnnه بعينnnه، والدولnnة بnnالفتح: الفعnnل، وقnnال الدولnnة والدولnnة لفتnnان بمعنى، وأداننا الله من عدونا وإدالة الغلبة يقال اللهم أدلنا على فالن وانصرني عليه، ودالnnة األيnnام أي دارت، واللnnه يnnداولها بين

الناس، وتداولته األيدي أي أخذته هذه المرة وهذه المرة.

وقnnولهم: دواليnnك أي تnnداول بعnnد التnnداول، قnnال عبيnnد بnnنيالحسحاس:

إذا شق برد نشق بالبرد مثله دواليnnك حnnتى ليس للnnبردالبس

أبو زيnnد: دال الثnnوب يدولnnه أي يبلى، وقnnد جعnnل وده يnnدول، أي يبلى، واندال بطلnnه، أي: اسnnترخى، وإنnnدال القnnوم: تحولnnوا من مكان إلى مكان، وللداول النبت الذي أتى عليnnه عnnابر، والnnدول

لغة في التولة. ، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان،1- جميل صليبا، المعجم الفلسفي، ج1

568، ص 1982

10

السيادة األول الفصلوالدولة

يقال: جاء بدوالته، أي بدواهيه

الدولnnة:1وقnnال الفnnيروز أبnnادي في القnnاموس المحيnnط: دولة انقالب الزمان والعتبة في المال ويضnnم أو الضnnم: فيnnه وللفتح: في الحnnرب أو همnnا سnnواء أو الضnnم: في اآلخnnرة، والفتح: في

الدنيا ج: دول مثلثة ومن أداله.

وتداولnnه: أخnnذوه بالnnدول، ودواليnnك أي: مداولnnة على األمnnر أو التداول بعد التnnداول وقnnد تدخلnnه الnnn فيجعnnل اسnnما مnnع الكnnاف

2يقال: لألدوا ليك أن يتحفز في مشيته إذا جال

ب( الدولة في االصطالح:

جمnnع من النnnاس مسnnتقرون في أرض معينnnة مسnnتقلون وفnnق نظام خاص، أو هي مجتمع منظم له حكومة مستقلة وشخصnnية

معنوية تميزه عن غيره من المجتمعات المماثلة له.

فالدولة هي بمثابة الجسم السياسي والحقوق الذي ينظم حيnnاة ( والفnnرق بين الدولnnةNationمجموعة من األفراد يؤلفون أمnnة )

واألمة، أن الدولة هي األمة المنظمة على حين أن األمة جماعة من النnnاس تجمعهم صnnفات واحnnدة ومصnnالح وآمnnال وأهnnداف

مشتركة.

1000- الفيروز أبادي، القاموس المحيط، ص 11000- الفيروز أبادي، المرجع السابق، ص 2

11

السيادة األول الفصلوالدولة

ويطلق لفظ دولة أيضا على مجموع المصالح واإلدارات العامة، وهو بهذا المعنى مقابل للمديرية والوالية، والعدالة، والمحافظة وغيرها من اإلدارات اإلقليمية أو المحلية، ويكnnون للدولnnة أمالك

domaineعامة ) publique( ةnnوأمالك خاص )domaine privé de

l’état( بخالف أمالك األفراد )propriété privéeوسيطرة الدولة ) (étatisme)

نظام سياسي يجعل جميع الوظائف االجتماعية إلنتاج وخدمات1عامة في هذه الدولة

يnnرى فnnاروق مقnnدس أن مصnnطلح الدولnnة يشnnير إلى مجموعnnة دائمة ومسnnتقلة من األفnnراد أن يكnnون إقليمnnا معينnnا، وتnnربطهم رابطnnو سياسnnية مصnnدرها االشnnتراك في الخضnnوع إلى سnnلطة

2مركزية تكفل لكل فرد التمتع بحرية ومباشرة حقوقه

إن معظم الفالسnnفة والمفكnnرين يnnرون أن الدولnnة نشnnأت أو ظهرت كيفيnnة المؤسسnnات أو المنظمnnات االجتماعيnnة األخnnرى، ومن أهم العوامل التي ساعدت على ظهور الدولة هي القرابnnة والدين والحرب، أمnnا األمnnة فهي عبnnارة عن جماعnnة من النnاس متحnnدة في الجنس واللغnnة والnnدين تربnnط أفرادهnnا عnnبر الnnزمن اإلحساسات المتشابهة والمنافع المشتركة، والnnوطن هnnو رقعnnة

، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان،1- جميل صليبا، المعجم الفلسفي، ج1568، ص 1982

.2003- مداس فاروق، قاموس المصطلحات دار مدني، الجزائر، 2

12

السيادة األول الفصلوالدولة

جغرافية تشترك فيها مجموعة من الناس الnnتي تربطهnnا رابطnnةمعنوية ودموية.

فالدولة هي جماعة بشرية معينة تخضع لقوانين وسلطة واحnnدة تمارسها الحكومة بينما األمة هي جماعnnة بشnnرية نشnnأت نتيجnnة تطnnورات تاريخيnnة واحnnدة وتربnnط بين أعضnnائها روابnnط طبيعيnnة

ومعنوية.

وإذا كانت الدولة هي تلك القوة االجتماعية والسياسية المنظمة والتي تملك سلطة القرار أي أنها هي الجهاز فإن الحكومnnة هي األفراد الذين يملكnnون السnnلطة ويحكمnnون باسnnم الدولnnة وعلى هذا األساس يمكننا القnnول أن الدولnnة هي مجnnرد تصnnور نظnnري بينما األشnnخاص فهم يتغnnيرون، أمnnا السnnلطة فهي القnnدرة على فرض إرادة ما على إرادة أخرى، ونتيجة للعالقة الموجnnودة بين مصلحة ومصلحة األفراد تبnnاينت األنظمnnة السياسnnية في تحديnnد هذه المصلحة، وهذا االختالف أدى إلى تطور األنظمة السياسية

1)نظم الحكم( عبر العصور أهمها

ويتمثnnnل هnnnذا النظnnnام في السnnnيادة الحكم المطلــق:أ( المطلقة للدولة وتستمد هذه السيادة من مصدر أعلى من أفراد كاإلله واإلمبراطور أو الملك الذي يعتnnبر نفسnnه ظnnل اللnnnه في األرض والسnnnلطة في هnnnذا النظnnnام هي الحكم

المطلق على الشرع. - د. عمراني عبد المجيد، محاضرات في تاريخ الفكر الفلسفي والسياسي، دار1

166، ص2008، 1منشورات الحبر، الجزائر، ط

13

السيادة األول الفصلوالدولة

: يnnرى أنصnnار هnnذا الحكم أن مصnnدر الحكم الفوضــويب( األمراض االجتماعية واالختالفات السياسية بين األفراد هnnو الدولnnة ألنهnnا تتسnnبب في االنحرافnnات وفnnوارق الطبيعيnnة

والحروب بين الجماعات البشرية.

بعض التعاريف التي وردت على لسان بعض الفالسفة:

Carre de ليبرج" »الفقيه القانوني الفرنسي: "كاري دي ما.1

mailbag رادnnة من األفnnا: "مجموعnnة بأنهnnرف الدولnnع » تستقر على إقليم معين تحت تنظيم خاص، يعطي جماعnnة

1معينة في سلطة عليها تتمتع باألمر واإلكراه"

«: حيث Bartheley الفقيه القانوني الفرنسي: "بnnارتلي" ».2 عرف الدولة بأنها: "مؤسسnnة سياسnnية يرتبnnط بهnnا األفnnراد

2من خالل تنظيمات متطورة"

الnnدكتور محسnnن خليnnل يعnnرف الدولnnة بأنهnnا: "جماعnnة من.3 األفراد تقطن على وجه الدوام واالستقرار إقليما جغرافيnnا معينا، وتخضع في تنظيم شؤونها لسلطة سياسية، تسnnتقل

3في أساسها عن أشخاص من يمارسها"

- د. نعمان أحمد الخطيب، الوجيز في النظم السياسية، دار الثقافة للنشر،1 14، ص1999مصر،

- المرجع نفسه، الصفحة نفسها.215- د. نعمان أحمد الخطيب، المرجع نفسه، ص 3

14

السيادة األول الفصلوالدولة

ويعرفها د. "كمال العالي" بأنهnnا: "مجموعnnة متجانسnnة من.4 األفراد تعيش على الدوام في إقليم معين، وتخضع لسلطة

4عامة منظمة"

ويعرفهnnا "بطnnرس غnnالي" والnnدكتور "خnnيري عيس" في.5 مدخل علم السياسة: "مجموعة من األفراد يقيمون بصفة دائمة في إقليم معين، تسيطر عليهم هيئة منظمnnة اسnnتقر النnnاس على تسnnميتها بالحكومnnة"، ويحnnدد المؤلفnnات ثالث عناصnnر البnnد منهnnا لكيnnان الدولnnة وهي مجموعnnة األفnnراد،

2واإلقليم والحكومة

أمnnا فيمnnا يخص أركnnان الدولnnة أو عناصnnرها فيوجnnد خالف بين الدراسnnات واألبحnnاث فnnالبعض يركnnز على سnnتة عناصnnر وهي: السnnكان، اإلقليم، الحكومnnة، السnnيادة، االسnnتقالل، واالعnnتراف الدولي، والبعض األخر ذهب بتحديnnد ثالثnnة عناصnnر أساسnnية ألي دولnnة وهي: الجماعnnة البشnnرية )الشnnعب(، اإلقليم، السnnلطة

السياسية.

إن الرأي الغالب يرى أن أركان الدولة هي ستة منها ثالث تنوبعن الباقيات، حيث أن الثالثة تشمل الباقي وهي:

أوال: السكان )الشعب(: إن وجود الشعب في الدول يعد الركن األساسnnي ال غnnنى عنnnه لقيnnام أي دولnnة، والشnnعب هnnو الnnركن

16- المرجع نفسه، ص 4 - د. محمد الدجاتي، د. منذر الدجاتي، الحكم واإلدارة، جامعة القدس، فلسطين،2

66، ص2000

15

السيادة األول الفصلوالدولة

األساسي من أركان الدولة، فال يعقل وجود دولة بnnدون شnnعب، فالشعب هو الذي ساهم في إنشاء الدولة، وال يشترط حد أدنى لهnnذا الشnnعب كشnnرط لقيnnام الدولnnة، فهنnnاك دول تظم مئnnات الماليين من الشعب )السكان(، ودول أخnnرى ال يتجnnاوز تعnدادها عنnnد المليnnون، فال شnnرط لقيnnام الدولnnة وجnnود عnnدم معين من السكان، ولكن يجب أن يكون هناك عnnدد كnnافي من األشnnخاص من أجل تنظيم العالقnnة مnnا بين الحnnاكم والمحكnnوم في إطارهnnا

الذي يتجاوز العائلة أو القبيلة.

:1وسكان الدولة هم ثالثة أقسام رئيسية

وهم أفراد أو جماعة داخل الدولة والتي لهاالمواطنون:.1جميع الحقوق والواجبات ويمنحون والئهم التام للدولة.

وهnnو األشnnخاص الnnذين يقيمnnون في الدولnnةالمقيمون:.2 لسnnبب من األسnnباب، دون أن تكnnون لnnديهم جميnnع حقnnوق

المواطنين وخاصة التصويت. : وهو رعايا الدول األخرى، وتكون إقامتهم لفnnترةاألجانب.3

محددة تتجدد دوريا إن تطلب األمر لذلك.

وهو وجود مساحة محددة من األرضاألرض )اإلقليم(:ثانيا: لها حدود مميزة تفصلها عن المجاورة، ويتضمن مفهnnوم األرض أيضا اليابسة نفسها فقط والهواء فوقها، والميnnاه الnnتي تغمرهnnا

ميال من سnnواحلها والبحnnيرات والجبnnال،12وتحدها إلى مسافة - د. محمد الدجاتي، د. منذر الدجاتي، السياسية: نظريات رنما هيم، جامعة1

القدس، فلسطين.

16

السيادة األول الفصلوالدولة

والمصnnادر الطبيعيnnة والطقس، وحسnnب القnnانون الnnدولي فnnإن للدولnnnة المسnnnتقلة نفس الوضnnnع الشnnnرعي بغض النظnnnر عن

مساحتها أو عدد سكانها.

عناصر اإلقليم: تتمثل عناصر اإلقليم في ثالثة عناصر وهي:

: وهي عبارة عن مساحة من األرض يطلق عليها اسnnماليابسة إقليم لهnnا حnnدود معينnnة تكnnون عليهnnا سnnلطة الدولnnة، حيث أن

الدولة تمارس سيادتها على هذه اليابسة.

أنواع األقاليم:

: وهو عبارة عن مسnاحة يابسnة للدولnةاإلقليم األرضي.1 واألنهار وقد يحnدد هnذا اإلقليم بعnدة طnرق منهnا الصnناعة

والطبيعة...إلخ : وهnnو حnnق الدولnnة في البحnnار واألنهnnاراإلقليم المــائي.2

المالسقة بها ويقصnnد بnnه الفضnnاء الجnnوي الnnذي يعلnnواإلقليم الجوي:.3

اإلقليم األرضي والبحري.

إن تمتnnع الدولnnة بالسnnيادة يعnnني أن تكnnون لهnnاالسيادة:ثالثا: الكلمة العليا التي ال يعلوها سلطة أو هيئnnة أخnnرى وهnnذا يجعلهnnا تسير على الجميع وتفرض نفسها عليهم باعتبارهnnا سnnلطة أمnnر

عليها.

أما خصائص الدولة تتمثل في ما يلي:

17

السيادة األول الفصلوالدولة

laأوال: الشخصnnية المعنويnnة personne moralخصnnإن الش : المعنوي هو شخص قانوني يمتاز على اآلدمnnيين بأنnnه قnnادر على

اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات.

ويترتب على االعتراف للدولة بالشخصnnية القانونيnnة إضnnافة إلى القnnدرة على التمتnnع بnnالحقوق وتحمnnل االلتزامnnات، الفصnnل بين

السلطة ومن يمارسها )الحاكم(.

إن االعتراف بالشخصnnية المعنويnnة للدولnnة يعnnني وحnnدة الدولnnة واسnnnتقالليتها وهnnnذا ال يعnnnني االسnnnتقاللية فقnnnط عن األفnnnراد المحكnnومين بnnل االسnnتقاللية أيضnnا عن الحكnnام، وبالتnnالي زوال

شخصية الدولة وظهور السلطة المجردة النظامية.

:نتائج الشخصية المعنوية للدولة تعتبر الدولة وحدة قانونية مستقلة ومتميزة عن األفnnراد.1

المكونين لها. إن المعاهnnدات واالتفاقيnnات الnnتي أبرمتهnnا الدولnnة، تبقى.2

نافذة مهما تغير شكل الدولة أو نظام الحكم فيها.

وتمتاز:

ال تجعل الحاكم عليها يعبد.أ(الحكام يستمدون سلطاتهم من الله مباشرة.ب(ال يجوز لألفراد مساءلة الحاكم عن أي شيء.ت(

18

السيادة األول الفصلوالدولة نظرية الحق اإللهي غير المباشnnر: فالحnnاكم من البشnnرث(

ولكن في هnnذه النظريnnة يقnnوم اللnnه باختيnnار الحnnاكم بطريقة غير مباشرة، حيث تقnnوم مجموعnnة من األفnnراد باختيار الحاكم وتكون هذه المجموعة مسnnيرة ال مخnnيرة

في اختيار الحاكم أي مسيرة عند الله.:االنتقادات التي وجهت للنظرية الديمقراطية

.نظرية تخدم مصالح معينة.نظرية لتبرير استبداد السلطةاnnة كونهnnبعض الفقهاء نادوا بعدم تسميتها بالنظرية الديني

ال تستند في جوهرها إلى الدين.

ثانيا: نظرية سnيادة األمnnة: بعض العلمnnاء أخnnذوا يقربnnوا مفهnوم سيادة األمnnة إلى مفهnnوم الديمقراطيnnة واعتبروهnnا تعبnnيران عن

فكرة واحدة ولكن من ناحيتين:

حيث أن الديمقراطية هي تعبير عن الشكل السياسي أما مبnnدأسيادة األمة فهو عبارة عن التعبير القانوني.

أن مبدأ السيادة يعني أن سلطة األسرة العليnnا للدولnnة ال ترجnnع إلى فرد أو أفراد معينين بل إلى وحدة مجردة ترمnnز إلى جميnnع األفnnراد باإلضnnافة إلى ذلnnك مسnnتقلة تمامnnا عن األفnnراد الnnذين

تمثلهم وترمز إليهم.

ثالثا: نظرية سيادة الشعب:

19

السيادة األول الفصلوالدولة

إن التطور الذي لحق بالمذهب الفردي واالنتقادات التي وجهت إلى مبnnدأ السnnيادة هي األسnnباب الكافيnnة الnnتي أدت إلى ظهnnور أصوات تنادي بالتمثيnnل النسnnبي الحقيقي للشnnعب منظnnور إليnnه في حقيقnnة وتكوينيnnة، ال بوصnnفه المجnnرد كوحnnدة متجانسnnة

مستقلة عند األفراد المكونين له.

تقوم نظرية سيادة الشعب على أن السnnيادة للجماعnnة بوصnnفها مكونة من عدد من األفراد ال على أسnnاس أنهnnا وحnnدة مسnnتقلة عن األفراد المكونين لها وطبقا لنظرية سnnيادة الشnnعب تكnnون السيادة لكnnل فnnرد في الجماعnnة حيث تنظnnر إلى األفnnراد ذاتهم

وتجعل السيادة شركة ومن ثم تنقسم وتتجزأ.

20

السيادة األول الفصلوالدولة

المبحث الثاني: الدولة والسيادة في الفكر الفلسفي والسياسي

تعد السnnيادة من المقومnnات األساسnnية الnnتي بnnني عليهnnا صnnرح القانون الدولي المعاصر، ويعnnد مفهومهnnا من المفnnاهيم الهامnnة الnnتي اهتم بهnnا فقهnnاء القnnانون وبnnاحثي السياسnnة على قnnدم المساواة وذلك منnnذ أن جnnاء المفكnnر الفرنسnnي "جnnان بnnودان"

م في كتبnnه السnnتة عن الدولnnة، وقnnد بnnرزت فكnnرة1576سnnنة السيادة بمستوياتها المتعددة منnnذ ظهnnور المجتمعnnات البشnnرية

األولى، إال أنها عرفت عدة تطورات عبر مختلف العصور.

وسنتطرق في هnnذا الفnnرع إلى نقطnnتين أساسnnيتين، فنnnبين فياألولى أهم التعريفات التي قبلت بشأن السيادة لغة واصطالحا.

:/ السيادة في المفهوم اللغوي2

السيادة لغة: من سود، يقال ثالثة سيد قومه إذ أريد بnnه الحnnال، ، ويقnnال: سnnادهم1وسائد إذا أريد بnnه االسnnتقبال والجمnnع سnnادة

سودا سيادة سيدودة استادهم كسادهم هو المسود الذي سnnادهغيره فالمسود السيد.

- أنظر: مختار الصحاحn مادة: )سود(1

21

السيادة األول الفصلوالدولة

وللسيد يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل والكnnريم والحليم ومحتمل أذى قومه والزوج والnnرئيس والمقnnدم وأصnnله

1من ساد يسود فهو سيود، والزعامة السيادة والرئاسة

وفي الحديث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "السnnيد اللnnه ، وقال صلى الله عليه وسلم: "أنnnا سnnيد النnnاس2تبارك وتعالى"

3يوم القيامة"

: تعريف السيادة إصطالحا

عرفت السيادة إصnnطالحا بأنهnnا: السnلطة العليnnا الnnتي ال تعnnرف4فيها تنظم من عالقات سلطة عليا أخرى إلى جانبها"

وعرفت بأنها: "وصف الدولة الحديثة يعني أن يكون لها الكلمnnة العليا والسnnيد البطnnولى على إقليمهnnا وعلى مnnا يوجnnد فوقnnه أو

.5فيه- أنظر صحاح اللغة، ولسان العرب، مادة: )سود(، ولسان العرب، مادة: )زعم(1 ، قال4806- أخرجه أبو داود، كتاب األدب، باب في كراهية التمادح، وقم 2

: صحيح، قال في عون المعبود3/180األلباني في صحيح سنن أبي داود، : إسناده صحيح، والمعنى: أي هو الحقيقي بهذا االسم والذي تحق له13/112

السيادة المالك لنواحي الخلق، وهذا ال ينافي لسيادته )ص( المجازية االضافيةالمخصوصة باألفراد االنسانسة، حيث قال: أنا سيد ولد آدم ال فخر.

- أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب )ذرية من حملنا مع نوح إنه كان3 ، ومسلم، كتاب اإليمان، باب أدبي أهل الجنة منزله3162عبدا شكورا" رقم

، و اللفظ له، وإنما قال هذا )ص( ألمور منها "وأن هذا من باب194فيها، رقم: التحدث بنعم الله،ومنها أن الله أمره بهذا نصيحة لنا، ***** بحقه، وهو سيد

الناس في الدنيا واآلخرة وإنما خص يم القيامة الرتفاع السؤ فيه، أنظر: شرح3/66النووي على صحيح مسلم

1210- الوجيز في النظريات واألنظمة السياسية، ص 4 وهو من المبادئ الرئيسية التي يقوم عليها النظام637- معجم القانون، ص 5

الدولي المعاصر.

22

السيادة األول الفصلوالدولة

وعnnرفت أيضnnا بأنهnnا: "السnnلطة العليnnا المطلقnnة الnnتي تفnnردت وحدتها بالحق في إنشاء الخطاب الملزم المتعلق بnnالحكم على

األشياء واألفعال".

والتعريفات السابقة متقاربة، ولعnnل أشnnملها المفهnnوم للسnnيادة هو التعريف األخير، لوصفه السيادة بأنها: سلطة عليnnا ومطلقnnة وإفnراد مnا بnااللتزام وشnمولها بnالحكم لكnل األمnnور والعالقnات

سواء التي تجري داخل الدولة أو خارجها.

ومن جهة أخرى نجد أن السيادة هي اصطالح قnnانوني يعnnبر عن صفة من له السلطة وهو ال يستمد هnnذه السnnلطة إال من ذاتnnه، وال يشاركه فيهnnا غnnيره، والسnnيادة أشnnمل من السnnلطة، إذ أنnnه السnnلطة هي ممارسnnة السnnيادة ويعnnد أول من وضnnع تحديnnد

.Jلمفهوم السيادة هو الكاتب الفرنسي "جnnان بnnودان" Bo Din

في مؤلفnnه "سnnتة كتب عن الجمهوريnnة" الnnذي تم نشnnره عnnام م حيث عرف السيادة على أنها "السلطة العليا المعترف1576

بها والمسيطرة على المواطنين والرعايا دون تقييد قانوني، مnnا عاد القيود التي تفرضها القوانين الطبيعية والشرائع السnnماوية" والخاصnnية اإلسnnتيادية لهnnذه السnnيادة أو السnnلطة المطلقnnة في

1نظر "بودن" تكمن في وضع القوانين أي السلطة التشريعية

والسيادة بذلك تعني عند "بودن" تnnوفر القnnدرة الكافيnnة للدولnnة من أجnnل إصnnدار القnnرارات وضnnمان تنفيnnذها داخليnnا من خالل

.4، ص 08/05/2008- د. حالوة ليلى، "السيادة" جدلية الدولة والعولمة"، مصر 1

23

السيادة األول الفصلوالدولة

االحتكnnار الشnnرعي ألدوات القمnnع واالسnnتقالل عن كnnل سnnلطة ، لجهnnة تnnوافر القnnدرة1خارجية، وبnnذلك ترتبnnط السnnيادة بnnالقوة

الفعلية على األفراد بإصدار القرارات داخل الدولة وخارجها مnnعرفض االمتثال ألي سلطة خارجية في المجتمع الدولي.

وما تجدر اإلشارة إليه أن أراء رجال القانون والسياسة تداخلت وتبnnnاينت في تحديnnnد مفهnnnوم السnnnيادة وسnnnنتطرق إلى بعض

التعريفات التي قيلت في مفهوم السيادة.

م قال "جnnون أوسnnتن" االنجلnnيزي بnnأن السnnيادة19ففي القرن تقوم على فكرة القانون الطnnبيعي ومفادهnnا وجnnود رئيس أعلى في الدولة ال يطع أحد بل يفرض هو طاعته على الجميnnع، وهnnذا الرئيس هو صاحب السيادة في المجتمع وهnnذا السnnيد ليس هnnو اإلدارة العامnnة كمnnا يقnnول "جnnون جnnاك روسnnو" وال الشnnعب أو الناخبين، وليس بعض الموجودات مثل الرأي العام أو إرادة الله أو غnnير ذلnnك، ولكن شnnخص محnnدد وهnnو السnnلطة الnnتي ليسnnت

2موضوعا ألية قيود قانونية

وقد عرفها الدكتور "مصnnطفى أبnnو زيnnد فهمي، بأنهnnا: السnnلطة األصلية التي تنبع سائر السلطات األخرى منها، وهي ال تنبnnع من

3أي منها ألنها أصلية"

- د. عدنان السيد حسين، نظرية العالقات الدولية، دار أمواج للنشر والتوزيع،154، 53، ص2003بيروت، لبنان،

- د. غضبان مبروك، المجتمع الدولي، األصول التطور واألشخاص" القسم الثاني،2135، 1994ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،

3- http://m.ankido.us

24

السيادة األول الفصلوالدولة

في حين يnnرى أرسnnطو أن السnnيادة هي السnnلطة العليnnا في1الدولة

ويمكن االعتماد أيضnnا على تعريnnف محكمnnة العnnدل الدوليnnة في م فبnnدأت: السnnيادة تحكم1949قضnnية "مضnnيق كورفnnو" سnnنة

الضnnرورة في واليnnة الدولnnة في حnnدود إقليمهnnا واليnnة انفراديnnة ومطلقnnnة، وأن احnnnترام السnnnيادة اإلقليميnnnة فيمnnnا بين الnnnدول

2المستقلة يعد أساسا جوهريا حين أسس العالقات الدولية"

وبنnnاء على مnnا تقnnدم يمكن القnnول أن السnnيادة تعتnnبر المنnnبر الرئيسي للسلطة السياسية للدولة وألهميnnة هnnذا التمييnnيز نجnnد أنnnه ينتقnnل من كونnnه صnnفة إلى اسnnم قيnnد ألن القnnول السnnلطة السياسية ذات السيادة أصبحنا نتحدث عن سيادة الدولة ليقصد بهnnا نفس المضnnمون: اسnnتقاللية الدولnnة وعnnدم خضnnوعها أليnnة

سلطة أخرى.

أما مبدأ السيادة من حيث النشأة فهي حتميnnة مnnرت بظnnروف تاريخيnnة، حيث كnnان السnnائد أن الملnnك أو الحnnاكم يملnnك حnnق السnnيادة بمفnnرده، ثم انتقلت في ردال الكنيسnnة فكnnانت سnnندا ودعما لها مع البابا في السيطرة على السلطة، ثم انتقلت إلى الفرنسيين ليصوغوا منها نظريnnة السnnيادة في القnnرن الخnnامس

م، تقريبnnnا أثنnnnاء الملكيnnnة الفرنسnnnية في العصnnnور15عشnnnر

1- www.annabaa.org - د. ببوقين محمد، "أثر التحوالت الدولية الراهنة على مفهوم السيادة الوطنية،2

02، ص 2005جامعة محمد الخامس، الرباط،

25

السيادة األول الفصلوالدولة

الوسطى لتحقيق استقاللها الخارجي في مواجهة اإلمبراطوريnnة.1والبابا، ولتحقيق تفوقها الداخلي على أمراء اإلقطاع

وارتبطت فكرة السيادة بالمفكر الفرنسي "جان بnnودان" الnnذي مؤلفnnه "الكتب السnnتة للجمهوريnnة" وتضnnمن1576أخرج عnnام

2نظرية السيادة"

م، صدر إعالن حقوق اإلنسان الnnذي1875 أوت 26وفي مطلع نص على السيادة لألمة، وغير قابلة لالنقسام وال يمكن التنnnازل عنها، فأصبحت سلطة الحاكم مسnnتمدة من الشnnعب، وظهnnرت تبعا لذلك فكرة الرقابة السياسية والقضائية لتصرفات السلطة

3التنفيذية.

وقد قرر ميثاق األمم المتحدة مبدأ المسnnاواة في السnnيادة بnnأن تكnون كnل دولnة متسnاوية من حيث التمتnع بnnالحقوق وااللnتزام بالواجبات مع الدول األخرى األعضاء في األمم بغض النظر عن أصnnلها ومسnnاحتها ومشnnكل حكومتهnnا، إال أن الnnدول الخمس العظمى احتفظت لنفسnnnها بسnnnلطات، ناقصnnnة وبnnnذلك مبnnnدأ

، وقnnد حnnل محnnل كلمnnة السnnيادة في4المسnnاواة في السnnيادة5العرف للحديث لفظ استقالل الدولة.

- فتحي عبدالكريم، الدولة والسيادة في الفقه اإلسالمي، رسالة دكتوراه في155، 23.، ص، ص، 2000الحقوق، جامعة القاهرة،

.123- أنظر أحكام القانون الدولي في الشريعة اإلسالمية ص، 2.119- أنظر معالم الدولة اإلسالمية، ص 3149، 148- أنظر أحكام القانون الدولي في الشريعة اإلسالمية، ص ص 4.118- أنظر العالقات الدولية في اإلسالم مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ص 5

26

السيادة األول الفصلوالدولة

وبعد الحديث عن مفهوم السيادة ونشnnأتها فمن المهم بيnnان إنللسيادة مظهران:

األول: المظهnnر الخnnارجي: ويكnnون بتنظيم عالقتهnnا مnnع الnnدول األخرى في ضوء أنظمتها الداخليnnة، وحريتهnnا في إدارة شnnؤونها الخارجية، وتحديد عالقتهnnا بغيرهnnا من الnnدول وحريتهnnا بالتعاقnnد

معها، وحقها في إعالن الحرب والتزام الحياد.

إن السيادة الخارجية "مرادفة لالستقالل السياسnnي، ومقتضnnاها عnnدم خضnnوع الدولnnة صnnاحبة السnnيادة أليnnة دولnnة أجنبيnnة، أو المساواة ما بين جميع الدول أصحاب السيادة فتنظيم العالقات

1الخارجية يكون على أساس من االستقالل"

وهي تعطي للدولة الحق في تمثيل األمة والدخول باسnnمها في.2عالقات مع األمم األخرى

وممnnا ينبغي اإلشnnارة إليnnه أن هnnذا المظهnnر ال يعnnني أن تكnnون سلطتها عليا، بل المراد أنها تقف على قدم المساواة مع غيرها من الnnدول ذات السnnيادة وال يمنnnع هnnذا من ارتباطهnnا وتقييnnدها

3بالتزامات أو معاهدات دولية مع غيرها من الدول

117- العالقات الدولية في اإلسالم مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ص 1 - أنظر: نظرية الدولة والمبادئ العامة لألنظمة السياسية ونظم الحكم، ص،2

106 - أنظر: النظم السياسية )تطور الفكر السياسي والنظرية العامة للنظم3

.193السياسية(، ص

27

السيادة األول الفصلوالدولة

الثاني: المظهر الداخلي: ويكnnون ببسnnط سnnلطتها على إقليمهnnا ووالياتها، وببسnnط سnnلطتها على كnnل الرعايnnا وتطnnبيق أنظمتهnnا عليهم جميعا، لكن الدولة اإلسالمية ولما تتميز بnnه من مسnnاحة، ووفnnق األحكnnام الشnnرعية تمنح الدولnnة حnnق تطnnبيق أحكnnامهم الخاصة في جانب حياتهم األسnnرية، إال أن هnnذا ال يكnnون امتيnnازا لهم وال يقيد وال يحد من سلطان الدولة أو سيادتها، ويكون قابال

، فال ينبغي أن يوجد سلطة أخرى أقnnوى من سnnلطة1لالسترداد ، وكال المظهرين في الدولnnة مرتبnnط بnnالىخر، فسnnيادتها2الدولة.

3الخارجية هي شرط سيادتها الداخلية.

:العولمة المفهوم واألصول التاريخية

:المفهوم اللغوي للعولمةأ(

لغة: إن مصطلح العولمة في اللغة العربية هي "مصnnدر مشnnتق من "عولم" وهو فعل رباعي مجرد وليس في الفعل المجرد إال وزن واحد هو "فعلل" نحو: بعثر زلزل، وعليnnه يمكن القnnول أن مصدر "عولمة" هو اشتقاق صحيح من الفعل "عولم" والحركnnة مصدرا جاءت توليدا من كلمة عالم، ونفرض لها فعال هnnو عnnولم

4– يعولم – عولمة"

، والعالقات الدولية في اإلسالم ص، ص118- أنظر: معالم الدولة اإلسالمية، ص 1 ، واإلسالم124، وأحكام القانون الدولي في الشريعة اإلسالمية ص 58، 57

.87والعالقات الدولية في السلم والحرب، ص .49- أنظر نظرية الدولة في اإلسالم، ص 2.107- أنظر نظرية الدولة والمبادئ العامة لألنظمة السياسية ونظم للحكم، ص 3 - عبد الكريم فؤاد، األسرة والعولمة، مجلة البيان، العالم اإلسالمي تحديات4

.367، 366، ص،n ص، 2006، 1الواقع واستراتيجيات المستقبل، ط،

28

السيادة األول الفصلوالدولة

أما األصول اللغوية لمصطلح العولمة في اللغات األجنبيnnة فإنهnnا والتي تعنيMondialisation"في اللغة الفرنسية تعود إلى كلمة

العالمية والمصطلح في أصله اقتصادي الجوهر لكنnnه فيمnnا بعnnد1تعدى إال األنماط األخرى من أنشطة الحياة

ويتضح من هذا أن مصدر العولمة في أصلها اللغnnوي يعnnودالعالمية، "Mondialisation"إلى كلمة مفهوم تأخذ والتي

والشمولية، وكل مnnا هnnو كلي، في حين نجnnد إسnnماعيل صnnبري والكلمnnةMondialisationعبnnد اللnnه يnnرى أن الكلمnnة الفرنسnnية

" و"Universelالمرادفnnnnة لهnnnnا في اللغnnnnة األجنبيnnnnة مثnnnnل: "Planétaire اnnفجلها تدل على النطاق الجغرافي، واإلقليمي، أم "

" فتnnnدل على وجهnnnة نظnnnرGlobalisationالكلمnnnة اإلنجليزيnnnة " " ولها داللnnة أوسnnعEconomieاستراتيجية، وجغرافيا واقتصادية "

من الكلمة الفرنسية الnnتي تعnnني انتشnnار مظnnاهر الحضnnارة فيالعالم أجمع.

أو كمnnا يقnnول: "إن العولمnnة مشnnتقة من الكلمnnة اإلنجليزيnnة "Globalisation" ةnnدورها من كلمnnتقة بnnالمش "Globaleنىnnبمع "

وبنnnاء على هnnذا2الكرة األرضية أو الكnnوكب الnnذي نعيش عليnnه" التعريnnnف ففهم أن صnnnاحبه يرجnnnع كلمnnnة العولمnnnة من حيث االشتقاق اللغوي، إلى أصnnول اللغnnة اإلنجليزيnnة، متجnnاوزا بnnذلك

، ص1983- ربغ دانيال، سبيل معجم )فرنسي عربي( مكتبة الروس باريس 1471

- اسماعيل صبري عبد الله، الكوكب الرأسمالية، المرحلة اإلمبراطورية، كتب244، ص، 1999، 1مركز الوحدة العربية، بيروت، لبنان، ط،

29

السيادة األول الفصلوالدولة

" الذي ال يعnnبر في رأيnnه إالMondialisationالمصطلح الفرنسي" على البعد الجغرافي واإلقليمي فحسب. والعولمة تتجاوز بnnذلك

"Globalisationإلى أبعاد كثيرة جدا، في حين يحnnاول مصnnطلح "أن يفي بالغرض الذي تعنيه.

أمnnا المفكnnر العnnربي "حسnnن حنفي" نجnnده يقnnول أن مفهnnوم " إلىGlobalisationالعولمnnnة اللغnnnوي "قnnnد تم نقnnnل لفnnnظ "

" ولم يكن في ذلnnك أي قصnnور في Mondialisationالفرنسnnية " اللغnnة الفرنسnnية، بnnل لفnnظ العولمnnة اشnnتقاق من العnnالم الnnذي

" وGlobe" وليس من الكnnوكب الnnذي يقابلnnه "Worldيقابلnnه " البعض يفضل الكوكبة على العولمnnة ولفnnظ العnالم لم يnرد فيnnه

1القرآن في حين ورد لفظ الكوكب"

وتحديد مصطلح العولمة يعيدها إلى لفظ عالم، الذي يقابnل في" وليس إلى لفظ كوكب الnnذي يقابnnل "Worldاللغة اإلنجليزية "

Globeل، حيثnnذا األمnnا لهnnايرة تمامnnرة مغnnر نظnnفهو إذا ينظ ،" " الnnتي تعnnني عnnالم،World مشتقة من "Globalisationيؤكد أن

التي تعني كوكب، ومن هنا فالخلnnل يكمن فيGlobeوليس من ترجمة المصطلح اإلنجليزي إلى اللغة العربية التي أخnnذت عnnدد صnnnياغات نحnnnو: كوكلnnnة، كوكلnnnة وعولمnnnة.... عكس ترجمnnnة المصطلح اإلنجليزي الواحد إلى اللغnnة الفرنسnnية، الnnتي لم يكن فيهnnا أي قصnnور، كمnnا أن الnnدافع الnnذي جعnnل بعض المفكnnرين

،1999، 1- حسن حنفي، ما العولمة؟ دار الفكر المعاصر، بيروت، لبنان، ط، 121ص

30

السيادة األول الفصلوالدولة

العرب يستخدمون بكثرة كلمnnة "كوكبnnة" بnnدل عولمnnة، ويnnورد لفnnظ الكnnوكب في القnnرآن الكnnريم، دون كلمnnة عnnالم، وهnnذا التفضيل نnnابع لداللتnnه في اللغnnة العربيnnة، فالجديnnد الnnذي قدمnnه "حسن حنفي" في ضبط مفهوم العولمة اللغوي هو أنه صnnحيح

التي يرى أنهاGlobalisationاالشتقاق اللغوي للكلمة اإلنجليزية " الnnتي تعnnني العnnالم وليس من لفnnظWorldمشتقة من لفnnظ "

Globeةnnالمعنى الحقيقي للكلمnnوالتي تعني الكوكب، فهو اخذ ب أي المدلول ال بالدال.

ويرى قطب الفكر العربي المعاصر محمnnد عابnnد الجnnابري: "أن "Mondialisationمصطلح العولمة في اللغة هو ترجمnnة لكلمnnة "

الnnتي تعnnني جعnnل الشnnيء على مسnnتوى عnnالمي أي: نقلnnه من وبالتالي1المحدود والمراتب إلى الالمحدود المقصود به العالم"

فnnإن العولمnnة في نظnnر الجnnابري مصnnطلح مnnترجم من أصnnله وجعل الشnnيء يتمnnيز بالطnnابعMondialisationاللغوي الفرنسي

العالمية، أي إخراجnnه من الخصوصnnية والجهnnة والفئnnة والنnnوع و المحدود إلى الالمحدود والالمقيnnد وبهnnذا يحمnnل صnnفة العالميnnة وهنnnا نلمس االختالف بينnnه ومن "حسnnن حنفي" في األصnnول

اللغوية لهذا المصطلح ونحن تقول.

إن التعريف اللغوي ال يأخذ بعدا نفسيا فقط، والصعوبة ال تكمن في الترجمة اللغوية للمصطلح، بقدر ما تكمن في مضمون هذا

، مركز دراسات الوحدةé- الجابري محمد عابد، "قضايا في الفكر المعاصر1136، ص 2003، 2العربية بيروت، لبنان، ط

31

السيادة األول الفصلوالدولة

أم منMondialisationالمصnnطلح فالعولمnnة سnnواء أخnnذت من Globalisationارnnد االنتشnnو يفيnnدا، فهnnا يبقى واحnnإن معناهnnف

والكونيnnة والكوكبnnة والشnnمولية، سnnواء في الجnnانب الثقnnافي أو االقتصادي أو السياسي، وغيره من المجاالت التي ترتبط بحيnnاة اإلنسnnnان وهnnnذا مnnnا يجعلنnnnا نعnnnود إلى البحث في المفهnnnوم

االصطالحي للكلمة.

المفهوم االصطالحي للعولمة:ب(

مnnا يمكن قولnnه قبnnل ضnnبط المفهnnوم االصnnطالحي للعولمnnة اصطالحا، هو أنه من الصnnعب إن لم نقnnل من التعnnذر أن نقnnدم تعريفا دقيقا ومضبوطا للكلمة، بnnالنظر إلى التحnnوالت الحاصnnلة في العالم من جnnوانب متباينnnة ومختلفnnة، وتداخلnnه مnnع مفnnاهيم أخnnnرى نحnnnو الكوكبnnnة، الكوكلnnnة، والنظnnnام الnnnدولي الجديnnnد والعصرنة... وبالتالي فمسألة ضnnبط هnnذا المصnnطلح تحتnnاج إلى تدقيق وتnnدقيق، كمnnا يجب أن نnnدرك أن العولمnnة باعتبارهnnا في مرحلnnة التشnnكل أو التكnnوين الnnدولي، ال تnnزال تثnnير الكثnnير من اإلشnnكاالت، من حيث الnnدالالت االصnnطالحية ونحن بnnدورنا من خالل هذا العمل نحاول تقديم تعاريف نموذجية لهذا المصnnطلح، آخذين بعين االعتبار المفهوم الذي تبناه محمد عابد الجاري في

دراسته.

لقد تطرق الكثير من المفكرين المعاصnnرين العnnرب والغربnnيين لهذه المسألة والكnnل منهم لnnه وجهnnة نظnnره وداللnnة اصnnطالحية

32

السيادة األول الفصلوالدولة

تختلnnف عن اآلخnnر، أو توافقnnه أحيانnnا، وهnnذا بحسnnب الموقnnع واإليديولوجية التي يتبناها كل فكر أو مفكر، وهنnnا نجnnد "صnnادقة جالل العظم" يصل إلى صياغة تعريف العولمnnة في قولnnه: "هي حقيقة التحول الرأسnnمالي العميnnق لإلنسnnانية جمعnnاء، في ظnnل هيمنnnة دول المركnnز، وبقيادتهnnا، وتحت سnnيطرتها، وفي ظnnل

ومnnا يمكن قولnnه أن1سيادة نظام عالمي للتبادل غnnير متكnnافئ" هذا المفهوم أنه يحمل الطابع الصnnوري باعتبnnاره تعريفnnا جامعnnا للعولمة، ينطلnnق من الزاويnnة التاريخيnnة للتحnnوالت اإليديولوجيnnة في مجال االقتصnnاد، ومnnدى سnnيطرتها على الشnnعوب الفقnnيرة، التي ال توافقها في القوة، وهذا يعني أن صاحب التعريف يعتnnبر العولمnnة كيانnnا اقتصnnاديا، لnnه آليnnات بإمكانهnnا غnnزو الفضnnاءات اإلنسانية األخرى، ويعرفهnnا "عبnnد المنعم حنفي" بnnالقول: "وفي العولمة رسnملة العnالم، وقتم السnيطرة عليnnه في ظnnل هيمنnة دول المركز وسيادة فكرة السيادة الوطنيnnة، وسnnيطرة الثقافnnة العالمية ويبدو نمط العولمة األمريكيnة وهnو جعnل الشnيء على مستوى عالمي، أي نقله من المستوى المحدود إلى آفاق غnnير محدودة حيث يتم تعميم نمط من األنماط الفكريnnة والسياسnnية واالقتصnnادية الnnتي تخص بهnnا جماعnnة معينnnة على العnnالم كلnnه،

2ويعني ذلك ضرورة تجاوز الحدود القومية"

،1- صادق جالل العظم، ما العولمة؟" دار الفكر المعاصر، دمشق، سوريا، ط، 1.125، ص 1999

- عبد المنعم حنفي، "المعجم الشمال لالصطالحات الفلسفية" مكتبة مدواي،2.269، 268، ص.ص 2000، 3القاهرة، ط،

33

السيادة األول الفصلوالدولة

من خالل هذه الصياغة التعريفية المقدمnnة نالحnnظ أن المقصnnود بالعولمة تجاوز الشيء للحدود الجغرافية، وبالتالي يصبح متصفا بالطبnnاع الشnnمولية سnnواء أكnnان ذلnnك في مجnnال االقتصnnاد أو السياسnnة أو الثقافnnة أو غيرهnnا من المجnnاالت ويتأكnnد أيضnnا من خالل التعريف، أن العولمة تحمل طnnابع الهيمنnnة والتسnnليط من طرف دول المركز "الnnدول الغربيnnة برئاسnnة الواليnnات المتحnnدة األمريكية على دول األطراف أو الهامش أي دول العالم الثnnالث ما دامت تحمل في شروعها العولمي فكnnرة محnnو كnnل الحnnدود

والحواجز.

أمnnا السnnيد ياسnnين خnnيري: "أن العولمnnة تعnnرف مجموعnnة من العمليnnات الnnتي تغطي أغلب الكnnواكب )األرض( أو تشnnع على مستوى العالم، ومن هنا فالعولمة لها بعد مكnnاني ألن السياسnnة واألنشطة االجتماعية، والسياسية األخرى أصبحت تبسط رواقها على كل أنحاء المعمورة، ولكي نقترب على التعريnnف الشnnامل للعولمnnة البnnد أن نضnnع في االعتبnnار ثالثnnة عمليnnات تكشnnف عن

جوهرها:بحnnات، بحيث تصnnار المعلومnnق بانتشnnة األولى: تتعلnnالعملي

مشاعة لدى جميع الناس..العملية الثانية: تتعلق بتدوين الحدود ما بين الدول

34

السيادة األول الفصلوالدولة

ابه بينnnnnدالت التشnnnnادة معnnnnة: وهي زيnnnnة الثالثnnnnالعملي .1المجتمعات والمؤسسات"

وعليه يمكننا أن نستخلص من هnnذا التعريnnف أن الفهم الحقيقي للعولمnnة وتحديnnد مnnدلولها ينطلnnق من فكnnرة جوهريnnة ال تكnnاد تختلnnف عن الفكnnرة الnnتي اعتمnnدها "عبnnد المنعم حنفي" وهي العمnnnل على تnnnذويب الحnnnواجز، والقضnnnاء على الخصوصnnnيات

وتجميع كل شيء في قالب واحد مشاع بين الجميع.

أما "حسن حنفي" فيعرف العولمة بأنها: مفهnnوم ذاع في العقnnد األخير للترويح لظاهرة اقتصاد السوق الحر، بعد انهيnnار النظnnام االشتراكي في أوربnnا الشnnرقية، واالتحnnاد السnnوفيتي في العnnالم ذي القطب الواحد وقد توافnnق مفnnاهيم أخnnرى للغnnرض نفسnnه،

واإلدارة العليnnnا، وحقnnnوق اإلنسnnnانية2مثnnnل: نهايnnnة التnnnاريخ ،3Ganderالديمقراطية، والمجتمnnع المnnدني، وصnnراع الحضnnارات

4وتعني الجنسوية...."

إن النتيجnnnة الnnnتي يمكن أن نخلص إليهnnnا من خالل هnnnذه المقاربات المفاهيمية لمصnnطلح العولمnnة هي أن هnnذا المفهnnوم قابnnل للتمnnدد والتقلص وذلnnك حسnnب الموقnnع الnnذي تعnnرف من

- السيد ياسين، "في مفهوم العولمة"، مجلة المستقبل العربي، مركز دراسات1.6، ص 1988، 228الوحدة العربية، العدد،

- نهاية التاريخ: المقولة التي قال بها هيجل ترددها المفكر األمريكي من أصول2يابانية فوكوياما

- صراع الحضارات: الفكرة التي قال بها المفكر األمريكي صومانيلهاندجينتون3..1. 1- حسن حنفي. ما العولمة .دار الفكر المعاصر .دمشق.سوريا...4

04..ص 1999

35

السيادة األول الفصلوالدولة

خالله، فالذي يستسيغ العولمة ويعتبرها ضرورة حتميnnة للتطnnور الحضاري، يتعاطى معها ببساطة، ليس كالذي يرفضها باعتبارها عnnدوا جnnاء للقضnnاء على كnnل مnnا هnnو خصوصnnي، وبالتnnالي نجnnد اختالفا واضحا يصل حnnد التنnnاقض في المفهnnوم، وهnnذا مnnا يعnnبر صراحة على أن طبيعة النظرة للظاهر تؤثر في المفهnnوم، لكن الشnnيء الnnذي قnnد نتفnnق عليnnه جميعnnا هnnو أن العولمnnة ليسnnت مصطلحا بريئا تمام الnnبراءة، بnnل هي كغيرهnnا من المصnnطلحات الnnتي عاصnnرتها نحnnو: الحداثnnة، ومnnا بعnnد الحداثnnة لهnnا أهnnداف

ونهايات.

ومن خالل دراستنا لتعnnاريف العولمnnة في إطnnار الفكnnر العnnربي والغربي معا يتضح لنا أن جل المقاربات المفاهيمية تتعامل مnnع

بحسب الموقnnع ودرجnnة االهتمnnام منPhénomèneهذه الظاهرة هnnذا البnnاحث أو ذاك، وبالتnnالي كnnل المفnnاهيم أصnnبحت ملفوفnnة

بغطاء ذاتي، يعبر عن إيديولوجية كل مفكر.

ومن هنnnا يمكن أن نقnnدم بnnدورنا تعريفnnا إجرائيnnا لمفهnnوم العولمة فنقول: "إنها ظاهرة معقدة لها طابع انتقnnالي، مفتnnوح، غnnير مكتمnnل، فهي تشnnق طريقهnnا لتشnnمل المعمnnورة، وبnnدون اسnnتثناء بآليnnات، ووسnnائل تكنولوجيnnة، وإيnnديولوجيات كافيnnة للذهاب بعيدا نحو تقليص أبعnnاد العnnالم، وتنميnnط ثقافnnة وتوحيnnد سياسnnاته، وتوجيnnه اقتصnnاد إلى مnnا يصnnبح في صnnالح األقnnوى،

36

السيادة األول الفصلوالدولة

فالعولمة مشروع لم يكتمل بعد، وبالتالي من الصعب أن نقnnدمتعريفا جاهزا لها يحقق االتفاق بين الجميع.

ولنقول أيضnnا: إن العولمnnة ظnnاهرة ال تريnnد أن تتوقnnف، وال تعnnرف أين سnnتتوقف وليس لهnnا خطnnوط حمnnراء تجnnاه سnnيادة الشnnعوب واسnnتقالليتها ألن منطnnق العولمnnة هnnو الالمحnnدود، والالخصوصي وبالتnnالي أصnnبح من الضnnروري البحث عن آليnnات التعامnnل معهnnا ووسnnائل التثnnاقف والتحnnاور من أجnnل التعnnايش

والتكيف مع معطياتها الجديدة.

والعولمnnة بهnnذا المعnnنى وباعتبارهnnا ظnnاهرة دوليnnة كغيرهnnا من الظnnواهر والمسnnتجدات الدوليnnة تتمnnيز بجملnnة من الخصnnائص والسnnمات، كمnnا أنهnnا ال تقتصnnر على مجnnال أو مجnnالين ولكنهnnا

تشمل مجموعة من المجاالت.

وباعتبارها ظاهرة شاملة تأخذ الطابع العالمي، وهي كغيرها من الظواهر لها مجموعة خصوصيات وممnnيزات سnnواء في المجnnال االقتصnnnادي أو السياسnnnي أو الثقnnnافي تميزهnnnا عن غيرهnnnا من

الظواهر وأهم هذه الخصائص والمميزات نذكر:

.تعاظم ثورة المعلومات واالتصاالت.االتجاه المتزايد نحو التكتالت االقتصادية العالمية.تنامي دور المؤسسات المالية العالمية.تركز النظام االقتصادي العالمي عند الدول الصناعية.الفوضى والتفكك االجتماعي

37

السيادة األول الفصلوالدولة

.زوال الحدود وإنهاء السيادة

أما فيما يخص ظهnnور العولمnnة في بدايnnة األمnnر كnnان في عnnالم المnnnال والتجnnnارة واالقتصnnnاد، لتمتnnnد إلى مجnnnاالت التسnnnويق والمبادالت واالتصاالت لتشnnمل بnnذلك مجnnال السياسnnة والفكnnر واإليديولوجيا واإلعالم، فالعولمة ليسnnت مفهnnوم مجnnرد، ولكنهnnا عملية متطnnورة ومتعnnددة األوجnnه، ويمكن مالحظتهnnا باسnnتخدام مؤشرات كمية وكيفية في مجاالت االقتصاد والسياسة والثقافة

واالتصال...

الدولة والسيادة في الفكر الفلسفي المبحث الثاني:.والسياسي

ــفي- ــ ــر الفلسـ ــ ــيادة في الفكـ ــ ــة والسـ ــ الدولـ:والسياسي

ال شnnك أنnnه قnnد ظهnnر سnnوء فهم وشnnائع جnnدا بخصnnوص سnnيادة الدولnnة وهي أنهnnا ليسnnت سnnوى القnnوة والتعسnnف ومرادفnnة لالسnnتبداد وبالتnnالي الحالnnة الnnتي يختفي فيهnnا القnnانون وتغيب المؤسسnnات، من هnnذا المنطلnnق أن سnnيادة الدولnnة بحسnnب الفيلسnnوف "هيجnnل" ال تتأسnnس بقnnوة إرادة األفnnراد الجزئيnnة وتفسيرهم الشخصnnي وإنمnnاء جnnذورها متمnnددة إلى حnnد وحnnدة الدولة بوصفها ذاتهم الفردية والقضnnاء الnnذي يمنحهم الوظnnائف

الجزئية.

38

السيادة األول الفصلوالدولة

والسلطات في عصور اإلقطاع لم تكن الدولة صnnاحبة السnnيادة على أراضيها بل انحصرت السnnيادة في شخصnnية الملnnك نفسnnه وكانت وظائف الدولة عبارة عن ملكية خاصة لألفnnراد يnnديرونها وفقnnا لnnنزواتهم الخاصnnة وآلرائهم الشخصnnية ولكن مnnع عصnnور الحداثة حيث إنقلبت وصارت الدولة تتمتع بالسnnيادة، وأصnnبحت سيادة الدولnnة تnnبرز في كnnل المجnnاالت الجزئيnnة وتسnnير الشnnأن العnnام. هكnnذا تملnnك سnnيادة الدولnnة جnnانبين األول هnnو الجnnانب الداخلي ويتمثل في الهيمنة على المجتمع والثnnاني هnnو الجnnانبالخارجي ويتمثل في سيادة الدولة في مواجهة الدول األجنبية.

كما تختلف سيادة الدولة بين السلم والحرب، ففي حالة السلم تنهمك المجاالت الجزئية في االهتمnnام بناياتهnnا الجزئيnnة ورعايnnة مصnnالحها الخاصnnة ولكن السnnلطة العليnnا تتnnدخل وتnnدفعها إلى مسnnاعدة الكnnل والقيnnام بخnnدمات مباشnnرة والعمnnل لصnnالح المصلحة المشتركة وتحقيق الغايnnات الكليnnة والعnnون المتبnnادل، أما في حالة الحرب تصnnل المثاليnnة إلى تحقيقهnnا الفعلي وتnnبرز التضحية والفداء وتتجمnnع المجnnاالت الجزئيnnة من أجnnل السnnيادة وتحمل الثقة بخالص الدولة بفضل صد المصnnالح الشخصnnية في

1األهداف الكلية والمشتركة

هكnnذا تكnnون الدولnnة بفضnnل السnnيادة موحnnدة، وتكnnون السnnيادة الفكرة الكليnة عن هnذه المثاليnة والوجnnه الفnردي للدولnة، كمnا

- هيجل فريديريك، أصول فلسفة الحق"، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، مكتبة1.542ميلولي، دون تاريخ، ص

39

السيادة األول الفصلوالدولة

تمتلك الدولة بفضل السيادة القدرة على القرار النهائي وتكnnون ذاتية واثقة من نفسها بفضل تجريد اإلدارة وتبرز سيادة الدولnnة بواسطة تحدد كل مجال جزئي من جهnnة نشnnاطه ونهايتnnه بغايnnة الكل واعتماده على الفكرة المثالية، اي ان الجديد هnnو االنتقnnال السيادة من الشخص الحاكم صاحب السيادة على الشnnعب مثال في اإلرادة العامة واإلجماع الشnnعبي وبالتnnالي "في اسnnتطاعتها أن تتحدث عن سيادة الشعب بمعنى ألي شعب ممnnا يكن كيnnان قnnائم بذاتnnه في مواجهnnة الشnnعوب األخnnرى، وهnnو يشnnكل دولnnة خاصة به لذلك ينبغي أن يمارس هذه السيادة حكام خاصون بها وحكومnnات عليnnا تسnnتمد سnnلطتها منهم وإال لمnnا كnnانت سnnيادة شعبية لكن أن يترك للناس تحديد من يثقnnون فيnnه للسnnهر على سالمتهم وأن ينشأ حقnnه في الحكم من هnnذه الثقnnة وحnnدها عن طريnnق االنتخnnاب هnnو أن تnnترك العالقnnة بين الحnnاكم والشnnعب للقرار النهnائي لإلدارة الجزئيnnة وتسnقط سnلطة الدولnة في يnد اإلدارة الجزئية وتحت تصرفها ويصبح الدستور ميثاقا استسالميا لالنتخاب وتتحول الوظائف الجزئية إلى ملكيnnة خاصnnة وتضnnعف سnnيادة الدولnnة وفي النهايnnة تتفكnnك ويتم غزوهnnا من الخnnارج

وهزيمتها، لكن ماذايعني هيجل بالدولة في حد ذاتها؟.

يرى أن الدولة هي الوجود بالفعل للفكرة األخالقية، فهي الروح األخالقيnnة من حيث هnnو إرادة جوهريnnة تتجلى وتظهnnر وتعnnرف

1وتفكر في ذاتها، و تنجز ما تعرف بمقدار ما تعرف"

.497- المرجع نفسه، ص 1

40

السيادة األول الفصلوالدولة

ومن المعلوم أن المجتمع المدني هnnو مجnnال الحاجnات الخاصnة وتشتت للذهن وأن الدولة في مجال الغايات الكليnnة والمصnnلحة المشnnتركة ولnnذلك فهي فكnnرة عقليnnة فnnوق الجميnnع وتكتسnnب علويتها من القانون ويجب لألفراد أن يضحوا بأنفسهم من أجلها وأن يكون المجتمع المدني في خدمتها من أجل تحقيق الفكnnرة الكلية والمصلحة المشتركة، وربما كان يقصد "هيجل" من ذلك تبيان السلطة من التحت يؤدي إلى اجتياح لألهواء أفكnnار الفnnرد وبالتnnnnالي تسnnnnود الفوضnnnnى في تحركnnnnات المجتمnnnnع وتعم االضطرابات واإلشاعات، وأما عند ما تأتي السnnلطة من الفnnوق فnnnإن التنظيم المحكم يعم المجتمnnnع ويعnnnود الحكم وقnnnد بnnnرر سياسة اإلنسان بnnاألخالق على هnnذا النحnnو "الدولnnة عقليnnة على نحو مطلق من حيث هي التحقق الفعلي لإلرادة الجوهرية التي تمتلكها في وعيها الnnذاتي بصnnفة خاصnnة، بمجnnرد أن يرتفnnع هnnذا الوعي إلى مرحلة الوعي بكليتnه، وهnذه الوحnدة الجوهريnة هي غايnnة في ذاتهnnا مطلقnnة وثابتnnة، تصnnل فيهnnا الحريnnة إلى حقهnnا األعلى، ومن ناحية أخرى فإن هذه الغاية النهائية لها حnnق أعلى وأسمى من الفرد ذلك ألن واجب الفرد األسnnمى هnnو أن يكnnون

1عضوا في الدولة"

إن الدولة ذات سيادة مطلقة ويعني أنه ال يوجد شيئا أعلى منها فهي مجيء اآللهة على األرض. هكذا تكون السيادة تنبثnnق منهnnا

.497- هيجل فريديريك، أصول فلسفة الحق، ص 1

41

السيادة األول الفصلوالدولة

جميع الهيئات والمؤسسات األخرى، وتمثل بالنسبة إليها مصnnدرالمشروعية.

فهل يمكننا القول أن السيادة من سبب ازدهار الدولة ورخاؤهnnا واستقاللها التnnام من أي دولnnة أخnnرى ومن أيnnة قيمnnة عليnnا وأن

انتقامها يؤدي إلى الخراب والهمجية؟

وما السبيل إلى صيانتها والدفاع عليها بغير الطريnnق االنتخnnابي؟ ومnnاذا يقصnnد "هيجnnل" بمثاليnnة سnnيادة الدولnnة؟ وهnnل يمكن أن تكون المواطنة هي اللفظة الواقعية والدعامة التي ترتكز عليها

سيادة الدولة؟.

42

الفصل الثاني: العولمة ونهايةالسيادة

المبحث األول: العولمة وأثرها علىالسيادة

المبحث الثاني: الليبرالية الجديدة ومبدأالسيادة: )النظام الدولي الجديد(

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

"Mondialisationلقnnد انتشnnر مصnnطلح "العولمnnة "، " واقتصnnادية منnnذ أوائnnل التسnnعينات في كتابnnات سياسnnية

عديدة بعيدة من اإلنتاج الفكري العلمي أو األكnnاديمي في البدايnnnة، وذلnnnك قبnnnل أن يكتسnnnب المصnnnطلح دالالت إسnnتراتيجية وثقافيnnة وفكريnnة مهمnnة، من خالل تصnnورات واقعيnnة عديnnدة في العnnالم، واقnnترن ذلnnك بتفكnnك النظnnام الشيوعي وانهيnnار اإلتحnاد السnوفياتي، وأوروبnnا الشnرقية، وبروز الفكnnرة األساسnnية، الnتي أدعهnnا البnnاحث األمnnريكي الnذي يعnد من أصnول يابانيnnة "فرانسnيس فوكويامnnا" عن االنتصnnار الحاسnnم، والنهnnائي في رأيnnه لنظnnام السnnوق والمشnnnروع الحnnnر الnnnرأس مnnnالي االقتصnnnادي وقرينnnnه

السياسي أي النظام الليبرالي.

39

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

غnnير أن مصnnطلح "العولمnnة" سnnرعان مnnا انتقnnل من كالم السياسة واإلعالميين في الغرب والواليnnات المتحnnدة األمريكيnnة خصوصnnا إلى كتابnnات أكnnثر قيمnnة أنتجهnnا مفكnnرون اقتصnnاديون واسnnتراتجيون وغnnيرهم تنnnاولوا فيهnnا التعريnnف بهnnذه الظnnاهرة الحديثة هن جميع جوانبها وخاصة تأثيرهnnا في العالقnnات الدوليnnة وفي بعض المبادئ الدوليnnة الراسnnخة وخاصnnة مبnnدأ "السnnيادة" لذلك سنتطرق في هذا الفصل إلى ثالثnnة مبnnاحث أهمهnnا آليnnات العولمة وأثرهnnا على السnnيادة، والنظnnام الnnدولي الجديnnد ومبnnدأ

السيادة والدولة الوطنية الحديثة وفلسفة السيادة.

40

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهايةI-آليات

المبحث األول: العولمة وأثرها على السيادة:

ال شك أن العولمة تأثر على الدولة وسيادتها، سnnواء على الصnnعيد الnnداخلي أو الnnدولي، هnnذا مnnا يnnدفعنا إلى القnnول بnnأن المفهوم الكالسيكي للسيادة والذي كانت الدولnnة تمارسnnه على إقليمها وعلى مواطنها، لم يعد ممكنا في ظل تنامي العولمة إذ أصبحت الدول المعاصرة عاجزة إن لم نقnnل مستسnnلمة نسnnبيا في السيطرة على مجموعة من الظواهر التي يسnnعى اآلخnnرين فرضnnيا على شnnعوب األطnnراف في صnnورة الشnnركات متعnnددة الجنسnnية، واألقمnnار االصnnطناعية، واألسnnواق الماليnnة العالميnnة وتشكالت البنية الكونية، والبورصات العالمية، وإال ال يمكن بnnأي حال من األحوال أن تخضع فيها من قبnnل أيnnه فلسnnفة سياسnnية

كانت.

فالسيادة في ظل تنnnامي أفnnاق العولمnnة، فقnnدت معانيهnnا وبخاصnnnة في ظnnnل انتشnnnار مnnnا يعnnnرف بالشnnnركات متعnnnددة الجنسيات، وسيطرة الهيئات المالية العالميnnة المتمثلnnة أساسnnا بالصnnندوق النقnnد الnnدولي والبنnnك العnnالمي ومنظمnnة التجnnارة

العالمية التي أصبحت تفرض قيود إلزامية على سيادة الدول.

ولذلك سنتطرق في هذا المبحث بالدراسية والتحليل إلى مطالب اآلتية: الشركات المتعnnددة الجنسnnية، والصnnندوق النقnnد

الدولي والبنك العالمي، ومنظمة التجارة العالمية.

41

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

كآليnnات اعتمnnدنا العولمnnة للبحث سnnيطرتها على العnnالم واحتوائه من حيث تحديد المفهوم والخصائص واألهداف الخفيnnة والمعلنة، إضnnافة إلى ذلnnك إيضnnاح مnnدى تأثيرهnnا على السnnيادة

الوطنية الحديثة )القومية(.

المطلب األول: الشركات المتعددة الجنســية وســيادةالدول

تعد الشركات متعددة الجنسية بمثابnnة المحnnور االقتصnnادي األساسي في ظل العولمة، فهي بمثابة األداة التي تمول اإلنتاج وتعnnو لمnnه، وتمثnnل السnnمات األساسnnية للنظnnام االقتصnnادي العnnالمي، وقnnد أصnnبحت الشnnركات الكnnبرى، شnnركات متعnnددة الجنسية لما صارت إدارتهnnا في التخطيnnط والتنظيم والسnnيطرة والتسويق، وتجاوز الحدود الوطنيnnة لتصnnبح ذات وجnnود عnnالمي، حيث بدأ تأثير هذه الشركات العالمية على الnnدول، مم أدى إلى تقييد سnnيادتها وتراجnnع دورهnnا على الصnnعيد الnnدولي وازداد هnnذا التأثير بمnnرور الnnزمن وأصnnبح من الصnnعب بإمكnnان أي دولnnة أن

تتجاهل هذه الشركات دون أن تأثر اقتصادياتها.

42

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وبناءا على ما تقدم يمكنا كطلبة باحثين في فضnnاء الفكnnر السياسي المعاصر أن نخصص هذا المبحث لتعليق عن نقطتين أساسnnnيتين، تتمثnnnل األولى في التعريnnnف بالشnnnركات متعnnnددة الجنسيات وتطورها وأهم أهدافها والنقطة الثانية سnnنعرض من

خاللها مدى تأثير هذه الشركات على سيادة الدولة.

العنصـــر األول: الشـــركات متعـــددة الجنســـيةالمفهوم والخصائص.

تباينت التعريفات الخاصة بالشركات متعnnددة الجنسnnيات، كمnnا تبnnاينت تسnnمياتها، من مثnnل الشnnركات العnnابرة للحnnدود، الشركات العالمية، والشركات العمالقة، والشnnركات الكوكبيnnة، ويnnدل على االختالف في التعريفnnات والمصnnطلحات على عnnدم وجnnود اتفnnاق واحnnد حnnول طبيعnnة هnnذه الكيانnnات االقتصnnادية والقانونيnnة الnnتي تعnnبر عن أهم الظnnواهر االقتصnnادية الراهنnnة، ولذلك سنطرق فيما يلي إلى أهم التعريفات التي وردت بشnnأن

هذه الشركات.

" يعnnرفBAHRMANفنجnnد مثال المفكnnر " بهرمانnnة " " الشركة متعددة الجنسية بأنها: » تلك المشروعات التي تسيطر على وحدات في أكnnثر من دولnnة واحnnدة، في إطnnار إسnnتراتيجية

إنتاجية موحدة «.

43

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

بينما يحرفها المفكر " ماتيوز " بأنها: »المؤسسnnات الnnتي تسيطر على عدد معين من الوحدات اإلنتاجيnnة، في عnnدد معين من الدول، والتي تحقق نسnnبة هامnnة من إنتاجهnnا خnnارج الدولnnة

1األم، وكل هذا في إطار إستراتيجية إنتاجية موحدة«.

"، القسمالمجتمع الدولي، األصول، التطور واألشخاصد. غضبان مبروك، " 1.588، ص. 1994الثاني، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،

44

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

DETLEVEويnnnرى المفكnnnر " F. VAGTSذهnnnأن ه " الشركات هي عبارة عن »تجمع لشركات من جنسيات مختلفة، ترتبnnط بعضnnها البعض بروابnnط الملكيnnة المشnnتركة، وتخضnnع

1إلستراتيجية إدارة مشتركة«.

إضnnافة إلى كnnل ذلnnك يمكن القnnول أيضnnا أن الشnnركات متعددة الجنسيات أو مnnا يعnnرف بالشnnركات العnnابرة للحnnدود أو لقارات هي: »نوع من شركات االستثمارات األجنبيnnة المباشnرة ذات الnnرأس المnnال الضnnنى والnnتي يمتnnد نشnnاطها اإلنتnnاجي أو المالي أو التسويقي عnnبر الحnnدود، في إطnnار إسnnتراتيجية عامnnة للشnnركة األم، حيث يكnnون لهnnذه األخnnيرة حnnق ممارسnnة اإلدارة لكnnل الفnnروع في الnnدول المضnnيفة لتحقيnnق أهnnداف الشnnركة

2اإلدارية واإلنتاجية بهدف تحقيق أقصى ربح ممكن«.

المسؤولية الدولية عن انتهاكات الشركاتد جوتيار محمد رشيق صديق، " 1 "، دار المطبوعات الجامعية، جورج عوض،متعددة الجنسية لحقوق اإلنسان

.22، ص. 2009اإلسكندرية، التجارة الدولية وسيادة الدولة، دراسة ألهمد. السيد عبد المنعم المراكبي، " 2

"، دار النهضةالتغيرات التي تحقق سيادة الدولة في ظل تنامي التجارة الدولية272 – 266، ص.ص. 2005العربية، القاهرة،

45

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وفيما يتعلق بالبينة األولى لهذه الشnnركات فهي تعnnود إلى الميالدي، بعدما توسnnعت الشnnركات التجاريnnة18 و 17القرنين

ذات الطابع االستعماري برعاية وتشجيع من الدول الnnتي تتبعهnnا هذه الشركات، وكان نشاط هذه األخيرة مقتصnnر على عمليnnات تجارة الجملة على نطاق واسnnع، إال أن تفجnnر الثnnورة الصnnناعية ورسوخها كان لnnه األثnnر األكnnبر في تحnnوالت عميقnnة في نشnnاط وهياكnnل الشnnركات متعnnددة الجنسnnية الnnتي أخnnذت في التطnnور رويدا رويnnدا حnnتى اسnnتقر شnnكلها الحnnديث في منتصnnف القnnرن التاسع عشnnر، اسnnتمر نموهnnا، وتنnnوعت نشnnاطاتها بعnnد الحnnرب العالمية األولى، بحيث غزت نشاطات لم تكن مطروحة لها من قبل، وتوسعت حتى وصلت إلى قnnدرات وطاقnnات فnnاقت معهnnا العديد من الدول، والحكومات أصبحت محnnدودة على أرضnnيتها، في حين أن هذه الشركات ليست لسيادتها اإلنتاجية والتوزيعيnnة أية أراضي، فهي تجول وتصول وتحnnوم فnnوق العnnالم باسnnتخدام

سرعة وسهولة االتصاالت والمعلوماتية.

وتnnتركز هnnذه الشnnركات خاصnnة في الواليnnات المتحnnدة األمريكية، وأوروبا الغربية واليابان، وتسيطر على ثلثي التجnnارة الدولية في السلع والخدمات في العالم، مما جعل منها الفاعnnل األساسnnي في التجnnارة الدوليnnة، والفاعnnل الرئيسnnي للحركnnة، وأصnnبح لهnnا اليnnد العليnnا في إدارة وتوجيnnه االقتصnnاد العnnالمي،

1وصارت ال تعبأ بالدول وال بقوانينها وال بصوابها.

.274 – 271د. السيد عبد المنعم المراكبي ، مرجع سابق، ص.ص. 1

46

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وتتميز هذه الشnnركات متعnnددة الجنسnnية بجملnnة من الخصnnائصيمكن أن نوردها في ما يلي:

دهاnnدم تقيnnتعبئة الكفاءات: إذ تتميز هذه الشركات بع بتفضيل مواطن دولة معينة عند اختبار العاملين بهnnا حnnتى أعلى المسnnتويات فالمعيnnار الnnذي تأخnnذه بnnه هnnو معيnnار

الكفاءة.التخطيط االستراتيجي واإلدارة اإلستراتيجية: ويعتبر أداة

إلدارة الشركات وهو المنهج المالئم الذي يnnؤد تحقيnnق مnnا تهnnدف إليnnه الشnnركة والتعnnرف على مnnا تnnرغب أن تكnnون عليه في المستقبل. وتسعى من خالل هذا التخطيnnط إلى اقتناص الفرص وتكبير الفوائد، وتحقيق معnnدالت مرتفعnnة

1في المبيعات واألرباح ومعدل العائد على رأس المال.

ذهnnركة من هnnل شnnة: إن كnnدخرات العالميnnة المnnتعبئ الشnnركات تنظnnر إلى العnnالم كسnnوق واحnnدة، ومن ثمnnة تسnnnعى إلى تعبئnnnة المnnnدخرات من تلnnnك السnnnوق في

مجموعها.

1 http://ar.wikipedia.org

47

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

،ارتفاع درجة تنوع النشاط: تشير الكثير من الدراسات أن هذه الشركات متعددة الجنسnnية تتمnnيز بnnالتنوع الكبnnير في أنشnnطتها، فسياسnnتها تقnnوم على منتجnnات متنوعnnة ومتعددة، ويرجع هnnذا التنnnوع إلى رغبnnة اإلدارة العليnnا في تقليل احتماالت الخسارة، فإذا خسnnرت في نشnnاط يمكن أن تnnربح من أنشnnطة أخnnرى، فقnnد بينت بعض الدراسnnات أجرتها "جامعة هارفnnد" األمريكيnnة، أن الشnnركات متعnnددة الجنسية المتواجدة في الواليnnات المتحnnدة األمريكيnnة تنتج في المتوسط اثنان وعشnnرون سnnلعة من أنnnواع مختلفnnة، فمثال شركة " جنرال سnوتورز " ال تكتفي بإنتnnاج قطnnرات السكة الحديدية فحسب بnnل تتعnnداه إلى إنتnnاج الثالجnnات،

1السيارات المختلفة األنواع واألغراض.

فبعد الحnديث عن الشnركات متعnددة الجنسnية الnتي تعتnبر من آليnnات وسnnيات العولمnnة، سnnنطرق إلى الحnnديث عن آثnnار هnnذه

الشركات على سيادة الدول.

ثانيـــا: آثـــار الشـــركات متعـــددة الجنســـية علىالسيادة:

.596د. غضبان مبروك، مرجع سابق، ص. 1

48

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ما يمكن قوله أن الشركات متعددة الجنسية لقد تحnnولت في ظل العولمة إلى دول حقيقية تقوم بتفكيك الnnدول، وإعnnادة بنائهnnا من جديnnد، وجعلتهnnا تتنnnازل تحت ضnnربات الرأسnnمالية االحتكاريnnة عن حقوقهnnا وحnnدودها الجغرافيnnا وواجباتهnnا تجnnاه مجموعاتها، حتى تقيم دولة عالميnnة، قادتهnnا رؤوس االحتكnnارات العالمية الجشعة من صقور اليهود وغيرهم من األمريكnnيين، كي تمتص دماء المستضعفين من شnnعوب األطnnراف، فتقضnnى على شعورهم الوطني الذي هو شعور بدائي عند االقتصادي المعولم الشهير "ليند بيرج" الذي اختnnار عبnnارة "نهايnnة الدولnة القوميnnة"

1 م.1995كعنوان لمؤلفه الذي ألفه عام

إن الشركات متعددة الجنسnnية، قnnد قفnnزت فnnوق الحnnدود التي تفصل ما بين الدول واألقطnnار، كمnnا تمكنت من إزالnnة كnnل الحواجز الجمركيnnة وتغلبت على كnnل القيnnود تحnnول دون تnnدفق المعلومات فسلبت بذلك الكثير من سلطات الدول التي كnnانت تمارسها ضمن حدودها السياسية، و التي تعد من أهم مقومnnات سيادتها الوطنية، فأصبحت هذه الدول اليوم عاجزة غnnير قnnادرة

2في بسط سلطتها وقراراتها غلى أراضيها.

أحمد عبد الغفور، العولمة، المفهوم.د. 1 "، جامعةأثر التحوالت الراهنة على مفهوم السيادة الوطنيةبوبوش محمد، "د. 2

4/ ص. 2008محمد الخامس، الرباط،

49

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

من وسائل هذه الشركات في تأثيرها على سيادة الnnدول، قيامها بإغالق فروعها أو نقلهnnا إلى خnnارج الدولnnة، سnnواء بطلب من الدولة األم أو إذا حاولت الدولة التدخل في شؤون الشركة وإجبارهnnا غلى إتبnnاع سياسnnات اقتصnnادية تnnؤثر على أرباحهnnا، و االتفاق مع شركات أخnnرى على مراقبnnة سياسnnات هnnذه الدولnnة تجاه االستثمار األجنبي المباشر، و إذا ارتأت الشركة أن الدولnnة ال تتماشnnى واسnnتثماراتها نnnزحت بقيnnة الشnnركات المسnnتثمرة األخرى، مم يتولد عن ذلك انخفاض في أسعار العمالت وأسعار األسهم والسnندات لهnذه الدولnnة الراعيnnة لهnnذه الشnركات عnnبر

م، ودول1994أراضnnيها. كمnnا حnnدث ذلnnك في المكسnnيك عnnام م.1990جنوب شرق آسيا عام

ألن الليبرالية الجديدة تعمد في إبعاد الدولة عن الشnnعب، وتشجع الفسnnاد، و تحويلهnnا إلى أداة اسnnتغالل وقهnnر في خدمnnة

مصالح السوق. وفي ذلك نجد أن الشركات متعددة الجنسية، تعمnnل على إضعاف سnيادة الnnدول وتهديnد إي تقnnدم نحnnو الديمقراطيnnة في الدول النامية، بحيث تلجأ هذه الدول إلى سياسة إللى اإلفnnراط في الخصخصnnة لتجنب هnnذه الشnnركات لالسnnتثمار فيهnnا، مم ينعكس بالسلب على انهيار الخnnدمات العم وإضnnعاف قطاعnnات التعليم والصحة العامة، وبالتالي الو جبهnnا تحت نnnيران الوصnnاية

االقتصادية الخاصة.

50

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وازداد نفوز هذه الشركات بعدما أصnnبحت تخلnnق النقnnود، وبذلك استطاعت أن تنزع بعض حقnnوق السnnيادة الnnتي تعnnد من رمnnوز السnnيادة الوطنيnnة، بحيث خلقت هnnذه الشnnركات نقnnودا مقبولة التداول في معظم الدول، وهي بطاقnات اإلئنمnان الnتي ال تخضع لرقابة البنوك المركزيnة، ولnذا فقnدت الدولnة القوميnnة كثnnيرا من أهميتهnnا و تقلصnnت سnnيادتها أمnnام هnnذه الشnnركات العالمية خاصة في الدول النامية التي تفتقد لتقنية والمعلوماتية من أجnnل السnnيطرة على شnnبكات تnnداول المعلومnnات، ولnnذلك فقدت هذه الدول القوة في الوقوف أمام تدخل هذه الشركات في شnnؤون سnnيادتها. ومnnع طهnnور العمالت األجنبيnnة كnnأدوات للتداول ومخزن للقيم وحيازتها للقبnnول العnام، أكnثر ممnnا تحnnوز العمالت الوطنية، مما أدى إلى اهتزاز سيادة الدولة في العnnالم الثالث، ألنه توجد عالقة مباشرة بين السيادة و القوى المهيمنnnة على الساحة االقتصادية وعلى عملة الدولة، فnnإذا كnnانت القnnوى

1وطنية قويت السيادة وان كانت غير ذلك ضعفت السيادة.

.275 – 274د. السيد عبد المنعم الممراكبي، مرجع سابق، ص. ص. 1

51

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وان تراجnnع دور الnnدول أمnnام هnnذه الشnnركات متعnnددة الجنسية لم يقتصر على الدول أمام الدول الناميnnة فحسnب بnل طال هذا التراجع أيضا الدول الصناعية المتقدمة، حتى وإن كان مختلفnnnا من الكم و الكيnnnف، وقnnnد شnnمل هnnnذا الnnnتراجع بعض المجاالت كتخفيض نسبة اإلنفاق في مجال الضمان االجتمnnاعي والتخلي على العnnدد من الخnnدمات وتسnnريح العمnnال، وسnnيطرة نقود هذه الشركات على توجهات الدولة السياسية، حيث أصبح قnnادة الnnدول والحكومnnات يحملnnون عقnnودا تجاريnnة لصnnالح هnnذه الشركات، ويقومون بوسطىات إلبرام الصnnفقات التجاريnnة لهnnا، مع العلم أن مراكز القيادة في هnnذه الشnnركات أصnnبحت أهميnnة

1كبرى في نظر الكثير من مناصب الدولة العليا.

العنصر الثاني: منظمة التجارة العالمية وســيادةالدولة:

المرجع نفسه، الصفحة نفسها. 1

52

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ولتعزيnnز نجnnاح العولمnnة االقتصnnادية، تم إنشnnاء "منظمnnة م، بمثابnnة1995" عnnام w.tالتجارة العالمية" المعروفة باسم ".

قيادة اقتصادية للعالم على الصعيد التجاري، وقnnد تمnnيزت هnnذه المنظمnnة بصnnالحيات واسnnعة في مجnnال المراقبnnة واالنضnnباط النشnnاط التجnnاري، وقnnد أقnnر ميثاقهnnا إبnnراء تخفيضnnات ضnnريبة 1وتحرير المعامالت في مجال الخnnدمات المصnnرفية والسnnياحية

وبتلك أصبح لهذه المنظمة سلطات ونفوذ كبnير، اسnnتطاعت أن يتخطى حدود الدول ليؤثر على سيادتها االقتصادية والذي ينجnnز عنهnnا المسnnاس بالسnnيادة الوطنيnnة لnnدى الدولnnة من الناحيnnة

السياسية. ونظرا لخطورة دور المنظمة التجارة العالمية في إضnnفاء قيودها على السيادة الوطنية، فإننا سنسعى بالدراسnnة في هnnذا العنصnnر إلى نقطnnتين أساسnnيتين تتمثnnل األولى في التعريnnف بالمنظمة مع تبيان أهم وظائفها ومهامها والنقطة الثانية نتطرق

إلى تأثيراتها على مبدأ السيادة.

أوال: التعريف بمنظمة التجارة العالمية:

"، مجدمبادئ في العالقات الدولية، من النظريات إلى العولمةمنذر محمد،"د. 1 ،2002، 1المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع، بيروت، لبنان، ط:

.299ص.

53

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

م1995تعد منظمة التجnnارة الدوليnnة الnnتي أنشnnئت عnnام واحnnدة من أصnnغر المنظمnnات العالميnnة على صnnعيد المولnnد والنشnnأة، وهي خليفnnة االتفاقيnnة العامnnة للتعريفnnات الجمركيnnة والتجارة المعروفة باسم " الجnnات" والnnتي أحnnدث بعnnد أعقnnاب

الحرب العالمية الثانية. وقد تأسست هذه المنظمة بعnnدما عnnرف العnnالم نمnnو في

سnnنويا،5التجارة العالمية، فارتفعت صادرات السلع بمعnnدل % وساعدت منظمة التجnnارة العالميnnة والجnnات على إنشnnاء نظnnام

تجاري قوي ومتطور مم دفع بنمو غير مسبوق.

دولnnة، من52وتحnnوي هnnذه المنظمnnة في عضnnويتها على بينهnnا دول عربيnnة، ويمكن دور هnnذه المنظمnnة في السnnهر على وضع قواعnnد التبnnادل التجnnاري وتحريnnر التجnnارة العالميnnة، وذاك يرفع الحواجز الجمركية، قصnnد تnnدفق البضnnائع والخnnدمات عnnبر

وهي تقوم على ما يلي:1العالم من دون حواجز و قيود

.مراجعة السياسات القومية المتعلقة بالتجارة.التعاون مع المنظمات الدولية األخرى.فض المنازات المتعلقة بالتجارة.إدارة االتفاقات الخاصة بالتجارةةnnnائل المتعلقnnnة في المسnnnدول الناميnnnاعدة الnnnمس

بالسياسات التجارية من خالل المساعدات التكنولوجية.

1 http://webcours.blogspot.com

54

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ثانيا: تأثير منظمة التجارة العالمية على السيادةالوطنية:

مnnا يمكن اإلشnnارة إليnnه أن القيnnود الnnتي فرضnnت على السيادة الوطنية بسبب التطورات في بنيnnة النظnnام الرأسnnمالي لم تقف عند األمر اإلستراتيجية بل تعدت إلى األمور االقتصادية أيضا، وبالتالي أصبح "اإلصnnالح االقتصnnادي" و"التكيnnف الهيكلي" شرط ضروريا للقبول في المنظومة االقتصnnادية العالميnnة، كمnnا أن سيادة الnnدول على قراراتهnnا االقتصnnادية أخnnذت في التقلص مع بروز المنظمnnة العلميnnة للتجnnارة الnnتي قضnnت بإزالnnة التامnnة عوائق أمام تدفق حركة التجارة الدولية والتي تسnnير في اتجnnاه

1يعزز تقدم المتقدمين و يكرس تخلف المتخلفين.

حيث سnnمح تحريnnر التجnnارة الدوليnnة للمسnnتثمرين التnnأثير غرادتت وجماعات في سيادة الدول، فقد نجح أحد المستثمرين

م992"جورج سورس" بمضاربته ضد الجنيه األسnnترليني عnnام مليnnnون دوالر في األسnnnبوع، ولم3من تحقيnnnق أربnnnاح بلغت

يستطيع البنك المركزي البرلماني من سعر الجنيه االسnnترليني، األمر الذي يعد مساسا بسيادة دولnnة كnnبرى، كمnnا أدت مضnnاربة

2أزمة عصفت بعمالت واقتصاد هذه الدول.

1 http://webcours.blogspot.com السيادة الوطنية في ظل المتغيرات العالمية، قيودد. أحمد يوسف أحمد، " 2

"، جامعة الدول العربية، )مجلة(.متزايدة وتحديات شاقة

55

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

كمnnا أن الnnدول الكnnبرى هي األخnnرى لم تنجnnو من التnnأثير على سيادتها نتيجnnة تحريnnر التجnnارة، ولكن بأقnnل ضnnرر مقارنnnة بالnnدول الناميnnة، إذ اقتصnnر تnnأثير الnnدول الكnnبرى على الnnبرامج االجتماعية والدعم المقnnدم للصnnحة والبطالnnة والتعليم، حين تم التقليل منها وذلك من أجل دعم قnnدراتها التنافسnnية مnnع الnnدول الكبرى األخرى، وبالرغم من ذلك لقnnد اسnnتطاعت هnnذه الnnدول الكnnبرى المتقدمnnة من بnnني أربnnاح كبnnيرة من عمليnnة التجnnار،

مليnnون دوالر300العالمية، قدرها أصحاب االختصnnاص بحnnوالي سنويا.

وفي المقابل نجد الدول الناميnnة هي األكnnثر تضnnررا بهnnذه التحرير، إذ تأثرت سيادة الدول بشكل عميق، حتى صار التدخل في شؤونها الداخلية، االقتصادية والسياسية والتشnnريعية، وهnnذا مما أدي على تصدع سيادة الدول الضعيفة من جراء ما يتعرض عليها من التزام باألنظمة السياسية واالقتصادية، بحيث أصبحت لسnnnيادة الnnnدول الناميnnnة حnnnدود ال تمكن أن تتجاوزهnnnا ومنهnnnا المحافظnnnة على فnnnوانين السnnnوق العالميnnnة وحريnnnة التجnnnارة وسياسات البورصات واإلعفnnاءات الضnnريبية على االسnnتثمارات المباشرة، حيث أصبحت معظم دول العالم في حالnnة استسnnالم تnnام للمنظمnnة العالميnnة للتجnnارة. وبالتnnالي صnnارت طلبnnات

المستثمرين تعلو كل الطلبات.

56

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

إضافة إلى كل هذا نجnnد أن الدولnnة قnnد تخلت عن العديnnد من سnnلطاتها، فمnnع كnnون سnnلطة فnnرض الضnnرائب تعتnnبر من السائل المعترف بها لكnnل دولnnة على إقليمهnnا ومواطنيهnnا وفقnnا لمعاير اإلقليمية والوطنية، إال أن تطور التجارة العالمية وقnnدوم اتفاقية منظمة التجارة الدوليnnة أدى إلى منnnع االزدواج ألضnnربي وتخفيض الضnnnريبة بهnnnدف الوصnnnول إلى توحيnnnد التشnnnريعات الضريبية في الدول األعضاء من المنظمة تدعيما لحرية التجارة و إزالnnة كnnل العوائnnق من أمامهnnا مم أدي إلى الحnnد من سnnيادة

1الدول التي كانت مطلقة في غرض الضرائب.

256، 240د. السيد عبد المنعم المراكبي، مرجع سابق، ص.ص. 1

57

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ــدوليين ــك ال المطلب الثاني: صندوق النقد والبنوسيادة الدولة:

سnnnنتطرق في هnnnذا المطلب بالدراسnnnة والتحليnnnل إلى المؤسسnnات الماليnnة الصnnادرة عنnnد اتفاقيnnة "بnnر يتن وودز"

، والممثلnnة باألسnnاس في الصnnندوق النقnnد1944المنعقدة عام الدولي والبنnnك العnnالمي باعتبارهمnnا المنظمnnتين البnnارزتين على مسرح الحياة االقتصادية الدولية وذلnnك من أجnnل توضnnيح مnnدى تأثير سيادة الدولة بهذه المنظمnnات العالميnnة ومnnدى تnnأثير هnnذه

األخيرة على سيادة الدول النامية.

أوال: الصندوق النقد الدولي المفهوم واألهداف:

يعتبر الصندوق النقد الدولي مؤسسة مالية دولية أحnnدثت لتشجيع التعاون الnnدولي1944خالل اتفاقية "بريتن وودز" عام

النقدي، وتنظيم العمالت ما بين الدول، وبيع العمالت لمساعدة الدول األعضnnاء على مواجهnnة الصnnعوبات الخاصnnة بالمnnدفوعات

األجنبية.

والدعم المالي واالقتصnnادي للnnدول الnnتي تواجnnه مشnnاكل ويتكnnnون هnnnذا الصnnnندوق من مجلس المحnnnافظين والمnnnدريين

1التنفيذيين ومدير اإلدارة والموظفين ومقره واشنطن.

ومن أهم أهداف هذا الصندوق ما يلي: د. غازي حسن صباريني، القانون الدولي العام، دار الثقافة للنشر والتوزيع، 1

.173، ص. 2007، 1األردن، ط

58

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ارةnnوازن في التجnnو المتnnع والنمnnير التوسnnتيس العالمية.

.تصحيح اإلختالالت في موازين المدفوعاتتيnnار والnnار دول الجnnتجنب انتهاج سياسة إفق

تتبع من قبل بعض من الدول..إقامة نظام مدفوعات متعدد األطرافا بينnnرف مnnعار الصnnتقرار أسnnالعمل على اس

دول أعضاء.

ثانيا: البنك العالمي وأهدافه:

لقد أنشnnئ البنnnك العnnالمي بمقتض مnnؤتمر "بnnرتين وودز" ، فهnnو االبن الشnnقيق للصnnندوق النقnnد1945وباشر أعماله عام

الدولي ويكمل أهدافه والغnnرض من إنشnnاء البنnnك العnnالمي هnnو تنظم تدفق رؤوس األمnnوال إلى البلnدان الnتي درسnتها الحnnرب والعمnnل على تقnnديم المسnnاعدات في إنشnnاء التعمnnير وتسnnهل االستثمار األغراض إنتاجية، وهو يشnnبه الصnnندوق النقnnد الnnدولي من حيث أعضnnائه المؤسسnnين وكnnذا من حيث نظnnام التصnnويت واإلدارة، وقد ساهمت كل دولة بحصة مسnnاوية تقريبnnا بحصnnتها في الصندوق، باستثناء الواليات المتحnnدة األمريكيnnة الnnتي تزيnnد

حصتها قليال في البنك على حصتها في الصندوق.

59

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ويقnnوم البنnnك بممارسnnة ثالثnnة أنnnواع من األعمnnال وهي اإلقراض المباشرة، وعمليnnة اإلقnnراض غnnير المباشnnرة، وعمليnnة الضnnnمان، وتعتnnnبر اآلليnnnات واألجهnnnزة في الصnnnندوق والبنnnnك

ومقرها "واشنطن" ومن جملة األهداف الnnتي يسnnعى1متشابهةإلى تحقيقها نذكر منها:

.201، 200د. السيد عبد المنعم المراكبي، مرجع سابق، ص.ص. 1

60

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

.تشجيع االستثمار األجنبيةnnالمرافق اإلنتاجيnnتشجيع المشاريع التنموية ك

والموارد االقتصادية في الدول األقل نموا.اnnوا متوازنnnالعمل على نمو التجارة الدولية، نم

طويل المدى.دفوعاتnnابات المnnوازن حسnnة على تnnالمحافظ

الدولية.لnnاء والعمnnير دول األعضnnاهمة في تعمnnالمس

على تقدمها إقتصاديا.

ثالثــا: تــأثير الصــندوق الــدولي والبنــك العــالميعلى سيادة الدولة:

61

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

بعnnد مnnا كnnان هnnدف الصnnندوق النقnnد الnnدولي هnnو ضnnمان استقرار النظام النقد العالمي وكذا معالجnnة اإلختالالت المؤقتnnة في موازين المدفوعات أصبحت مصغرة لخدمة مصnnالح الnnدول الكnnبرى وعلى رأسnnها الواليnnات المتحnnدة األمريكيnnة حيث تقnnف مانعا أمام سياسة االجالءات عن الواليnnات المتحnnدة األمريكيnnة الnnتي ال تتوافnnق مnnع إدارتهnnا ونفس الشnnيء حnnدث مnnع الnnدول الرأسمالية الكبرى، وبالرغم عجز هذا الصnnندوق فإنnnه لم يnnترك للدول الكبرى حرية ما تقرره من سياسات وتوجيهات، كون أن الnnدول الرأسnnمالية الكnnبرى تتحكم في المنظمnnات االقتصnnادية الدولية، التي تساهم بالقسط األكبر في كل من البنك العnnالمي والصnnnندوق النقnnnد الnnnدولي. فهي تسnnnيطر على المنظمnnnات االقتصnnادية الدوليnnة، وتسnnتخدمها لتحقيnnق أهnnدافها االقتصnnادية ووالترويج للسياسات التي تقدمها الدول المنتجnnة للنفnnط للبنnnك العnnالمي والصnnندوق النقnnد الnnدولي، غnnير أن الnnدول الكnnبرى لم تسnnمح بزيnnادة هnnذه الnnدول وبالتnnالي تقلص نفوذهnnا في إدارة

الصندوق.

62

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ويتضح من خالل ازدواجية التعامل التي ينتهجها الصnnندوق النقد الدولي في سياسة تعامالتnnه مnnع الnnدول المتقدمnnة، نجnnده يطعن في سيادة باقي الدول األطراف بحيث يعمل على فرض سياسات اقتصادية تحد من سيادتها، وذاك منذ خالل تدخلnnه في عمليات الخصخصة وإعادة هيكلة االقتصاديات والحد من تnnدخل الدولnnة في العديnnد من الشnnؤون االقتصnnادية، وإال تعرضnnت إلى االتمسار والخراب االقتصادي نتيجة منع القروض عنها أو سحب

1االستثمارات األجنبية المباشرة عنها.

إضافة إلى ذلك تخفيض سعر العملة الوطنية والمصاريف المتعلقة باإلنفاق العمومي، مم يولnnد ارتفnnاع في زيnnادة معانnnاة األفراد، كما أرهقت المديونية المدارة من قبل الصnnندوق النقnnد الnnدولي األول الدائنnnة، وتنج عنهnnا تهمش اإلدارة الوطنيnnة، ممnnا طnnال دون اتحnnاد القnnرارات السnnديدة وتصnnدع مصnnدقية اإلرادة الوطنية وفسح المجال لتقدم الشرعية الخارجية المستمدة من

2المؤسسات المالية الدولة حساب الشرعية الداخلية.

.332، 331د. السيد عبد المنعم المراكبي، مرجع سابق، ص.ص. 1 "، المؤسسة العربية للدراسات والعولمة رقاب كثيرةد. مقدادي محمد، " 2

.88م، ص. 2000النشر، بيروت، لبنان،

63

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وعليnnه يمكن القnnول أن الnnدول الناميnnة قnnد أرغمت على تقبnnل الشnnروط الظالمnnة والتعسnnفية الnnتي فرضnnها كnnل من الصندوق النقد الدولي والبنك العالمي، حتى تحصل على إعnnادة جدولnnة ديونهnnا، والحصnnول على قnnروض جديnnدة كمnnا سnnعت لالقتصاديين أجانب بحث ميزانياتهnnا وقبلت توجيهnnاتهم، وقnnامت بتنفيذ برامج التكييف الهيكلي التي تطلبها المؤسسnnات الدوليnnة بهدف إدراج اقتصnnادياتها من االقتصnnاد الnnدولي، هnnذا النnnوع من البرامج الذي يفرضها الصnnندوق النقnnد الnnدولي تnnؤثر وتنnnال من سnnnيادة الnnnدول الناميnnnة وتضnnnع اقتصnnnادياتها تحت السnnnيطرة المباشnnرة للصnnندوق النقnnد والبنnnك العnnالمي، اللnnذان يقومnnان بتوجيهها وفقا أعمدة مسطرة سياسيا واقتصاديا للدول الكبرى. وعلى رأسها الواليات المتحدة األمريكية، وهذا النوع من العمل يشnnكل اسnnتالبا اقتصnnادي وسياسnnي، وقnnد نهتnnه بعض البnnاحثين باالستعمار السnوقي، إذ بفضnnله اسnnتطاعت الnدول الكnnبرى من إخضnnاع الحكومnnات والشnnعوب لnnترى السnnوق الnnتي يسnnيرها

الدائنون الدوليون و الشركات المتعددة الجنسية.

64

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

فآليات الدولnnة بمnnا فيهnnا الصnnندوق النقnnد الnnدولي والبنnnك العnnالمي إلى جnnانب مؤسسnnة التجnnارة الدوليnnة أضnnحوا بمثابnnة أدوات للتحكم الدولي، قعن طريق سياسات االفتراضية متعددة األطراف والتي يقوم بها البنك الدولي ومجموعة البنوك التنمية اإلقليمية ألمريكا الالتينية وإفريقيا وآسnnيا، وعن طريnnق صnnندوق النقد الدولي، حnnدثت إعnnادة هيكلnnة القتصnnاديات الnnدول الناميnnة والnnدول االشnnتراكية السnnابقة، حnnتى يتم إدراجهnnا في االقتصnnاد العالمي لتسهل إدارتها لصالح المراكز الرأسمالية، وسnnعى كnnل من الصندوق النقnnد والبنnnك العnnالمي للnnترويج للتحريnnر المnnالي. بحيث يتم السعي لفرضه على الدول وفقا تعلمnات الكبnnير اليnnه الجديnnدة وتتضnnمنه من إلغnnاء القيnnود الnnتي والضnnوابط الnnتي المفروضnnة على حركnnة رؤوس األمnnوال عnnبر الحnnدود الوطنيnnة وإعطاء الحريnnة المطلقnnة للسnnوق في عمليnnات حمايnnة وتوزيnnع وتخصيص الموارد المالية وتحديد أسعار العمليات الماليnnة وفقnnا حnnدود قnnانون العnnرض والطلب، ومن إنهnnاء الرقابnnة الماليnnة الحكوميnnة وبيnnع البنnnوك والشnnركات العامnnة فيهnnا يعnnرف باسnnم

1الخصخصة.

.134 – 132المنعم المراكبي، مرجع سابق، ص.ص. د. السيد عبد 1

65

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

والمالحnnظ أن البنnnك العلمي قnnد أدرج على حnnد اعتبnnار المسائل السياسية خارجيnnة عن نطnnاق عملياتnnه وذلnnك مراعnnاة

منnnذ اتفاقيnnةnn،05 03شبه ألحكام صريحة واردة غير المnnادتين تأسيسه إلى "بريتن ورتز" تحرم عليه أخذ هnnذه االعتبnnارات في الحسبان عند اتخاذ قراراته، غير أن ما هو في الواقع هو عكس ما ورد في النصوص، حيث توحل البنك في الشnnؤون السياسnnية وبل في سيادة الدول األعضاء دون أخذ االعتبnnارات االقتصnnادية وحدها في الحسبان، فتحججا األحداث الداخليnnة والخارجيnnة في بلد ما قد يكون لهnnا آثnnار اقتصnnادية مباشnnرة لnnذلك يجب أخnnذها بعين االعتبار عند اتخاذ قراراته، إذا لصعب حnnل الفصnل مnnا بين الشأن السياسي و الشأن االقتصادي، بل التدخل هذا قد يتعدى إلى مسnnnائل أخnnnرى ليس لهمnnnا عالقnnnة بnnnالقرض المطلnnnوب، فالواليات المتحnnدة األمريكيnnة قnnد سnnنت تشnnريعا يلnnزم المnnدير الدتنفيذي الممثل لها في البنك بمعارضnnة تقnnديم أي قnnرض قnnد يقدم في أي شكل آخر من أشكال المساعدة المالية أو العينية إلى أي دولة تنهك بشكل صارخ حقوق اإلنسnnان، أو تnnوفر ملجnnأ لإلرهاب الدولي، وفق ما تراه الواليات المتحnnدة األمريكيnnة بnnه، ولكن يعد ذلك تnnدخال سnnافرا بتشnnريع محلي في سnnيادة الnnدول األخرى، وأداة تزيد من هيمنتهnnا على الnnدول الناميnnة وتعnnزز من األدوات انتهاك سيادتها و التnnدخل في شnnؤونها، إال أن الواليnnات

المتحدة ال تكترث بذلك وال ترى إال مصالحها فقط.

66

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ويمكن اإلشnnارة في هnnذه النقطnnة أن الصnnندوق والبنnnك العnnالميين قامnnا بتعnnديل لوائحهمnnا تnnدريجيا بطلب من الnnدول العظمى حتى يتمكنا من التأثير على سيادة الدول األعضnnاء عن طريق التدخل في تفاصيل الحيnnاة الداخليnnة لهnnذه الnnدول، عنnnد طلب الدول لقروض من البنnnك أو من خالل إشnnراف الصnnندوق

1على برامج التكيف الهيكلي للدول المتعثر اقتصاديا.

.134 – 132المنعم المراكبي، مرجع سابق، ص.ص. د. السيد عبد 1

67

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ــدأ ــ ــدة ومب ــ ــة الجدي ــ ــاني: الليبرالي ــ المبحث الثالسيادة: )النظام الدولي الجديد(

لقد حدث على المسnnرح السياسnnي الكثnnير من التغnnيرات والتحوالت وبخاصة خالل السnnنوات الثالثين الماضnnية في توثيnnق العالقات الدولية، وبخاصة منnnذ تnnولي "غوربnnا تشnnون ميخائيnnل"

، صاحب مشnnروع "البيروسnnترايكا " على الحكم في1985عام االتحnnاد السnnوفيتي والnnذي قnnاد في النتيجnnة إلى اختفnnاء إحnnدى القnnnوى العظمى من المسnnnرح األحnnnداث العالميnnnة والمتمثلnnnة باألساس في المعسكر لشرقي »االشتراكي« وإفساح المجnnال لتفرد الواليات المتحدة األمريكية على الصعيد السياسي واألمن الدوليين وبالتالي زوال ما يعرف بالعالقnnات الدوليnnة المحكومnnة بالثنائية القطبية. ويعتnnبر هnnذا التحnnول على المشnnهد السياسnnي العالمي بداية تشnnكل مالمح نظnnام عnnالمي جديnnد بقطب واحnnد، والذي مازال في مرحلته الجنينية، ألن ما يعnnرف عنnnه هnnو أكnnثر بكثير ما يعرف عنه، وهذا مnnا يثnnير الكثnnير من التسnnاؤالت لnnدى الخاصة والعامة ولكن ما يجب أن تتفnnق عليnnه هnnو وجnnود نظnnام عnnالمي جديnnد، لكن من الصnnعب تحديnnد حقيقتnnه وبيnnان هويتnnه

وأسسه والقوى التي تدير شؤونه.

68

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ويعتبر هذا النظnnام الnnدولي عائقnnا آخnnر من العوائnnق الnnتي تؤثر على مبدأ السيادة الوطنيnnة وتحnnد من أطالقتnnه، نظnnرا لمnnا تفرضه سياسة القطب الواحnnد الnnتي تnnديرها الواليnnات المتحnnدة األمريكية من هيمنة وضغوطات وشروط على المجتمع الnnدولي وبخاصnnة الnnدول ذات السnnيادة في سnnبيل المحافظnnة على هnnذا

النظام الدولي الجديد. وسnnنتطرق في هnnذا المبحث لإلجابnnة عن مجموعnnة من التسnnاؤالت الnnتي يثيرهnnا مصnnطلح النظnnام الnnدولي

الجديد، يمكن أن نوردها في ما يلي: مnnا مفهومnnه؟ وكيnnف نشnnأ؟ وكيnnف تطnnور؟ وفيمnnا تتحلى خصائصه وسماته؟ وما هي انعكاساته وآثاره على مبدأ السnnيادة

الوطنية؟

المطلب األول: النظام الدولي الجديـد المفهـوموالتطور:

69

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

لقد تباينت اآلراء حnول إعطnاء مفهnوم موحnnد لمnا يعnرف بالنظام الدولي الجديد وهذا راجع إلى سبب بسيط هو كون هذا األخير لم يتشكل ويتبلور بصورة كاملnnة وواضnnحة، كمnnا ال يوجnnد اتفاق أيضا على تاريخ ميالد هذا النظام. وأول من استخدم هnnذا المصطلح الرئيس األمريكي السnnابق "جnnورج بnnوش" في نهايnnة

م، وذلك أثناء دعوته إلقامة نظام عالمي جديد يحل محل1989 نظnnام القطب الثنnnائي والnnذي عدلnnه النظnnام الnnدولي الجديnnد »

Nouvel arder Mondial.بعد نهاية الحرب العالمية الثانية »

والنتيجة الخدمية التي أفnnرزت تراجعnnات "مخائيnnل غوربnnا تشون" وسقوط الشnnيوعية في أوروبnnا الشnnرقية، والnnتي كnnانت بمثابnnة تمهيnnد السnnبيل لإلعالن األمnnريكي عن ميالد عnnالم جديnnد برؤيnnnة أمريكيnnnة ممثلnnnة بنظnnnام جديnnnد متعnnnدد المصnnnالح

واإليديولوجيات والقيادة.

70

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

م1989وبذلك فإن نظnnرة "جnnورج بnnوش األب" في عnnام كانت بمثابة دعnnوة إلى تأسnnيس النظnnام الnnدولي الجديnnد وليس

م شnnرع غي تغيnnير1990إعالنnnا عن ميالده، ولكن ومنnnذ صnnيف أقواله بشأن هذا الموضوع، بحيث بدأ في عمليnnة الخلnnط عمnnدا بين الدعوة لإلقامة نظام عالمي جديد وبين وجوده في الواقnnع، أي أنه أخذ يوحي بقيام نظام جديد بزعامة أمريكا وهذا ما كnnان جليا أثناء حرب الخليج الثانية وانتهاء بضرب الصnnومال والهnnدف من ذلك لم يكن تأكيد وجود ظاهر في الواقnnع، بnnل فnnرض هnnذه الظnnاهرة على واقnnع لم يفرزهnnا، عن طريnnق التضnnليل الفكnnري واإلعالمي، المnnnدعوم بالضnnnغوطات السياسnnnية واالقتصnnnادية

والعسكرية.

وبعد أن اتضحت معالم الوضnnع الnnدولي الجديnnد وتبلnnورتسماته السياسية تراجعت إمكانية التضnnليل باسnnتخدام شnnعار »

Nouvel order Mondialذnnا ومنnnدث علنnnوشرعت أمريكا تتح » م عن الزعامة األمريكية.1991نهاية

71

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ومن خالل ما تم ذكره يمكن اإلشnnارة أن النظnnام الnnدولي الجديد قnnد طnnير بعnnد انهيnnار اإلتحnnاد السnnوفيتي وزوال القطبيnnة الثنائية، وتفرد الواليات المتحدة األمريكية بقيادة العالم، ونظnnرا لتباين اآلراء حول مفهnnوم هnnذا النظnnام الnnدولي الجديnnد وكيفيnnة نشnnnأته وتطnnnوره ومnnnا إلى ذلnnnك، يجب أن نتطnnnرق إلى أهم التعريفات التي وردت بشأنه، مع تبيان مراحل تطوره وهnnذا مnnا

سنتطرق إليه فيما يأتي:

الفــرع األول: النظــام الــدولي الجديــد المفهــوموالنشأة:

يعتبر مصطلح "النظام الدولي الجديد" رغم تضارب اآلراء حول تحديد مفهومه بشكل خاص، من أكثر المفاهيم اسnnتخداما في مختلف مجاالت المعرفية والعلمية وخاصnة أعقnnاب الحnnرب العالمية الثانية، حيث تمت المناهج التنسيقية والرؤى النظميnnة، في النظر إلى مختلف الظواهر الطبيعية والبشرية، وقnnد اجتهnnد علمnnاء السياسnnة والقnnانون الnnدولي في سnnبيل إعطnnاء تعريnnف

بفكرة النظام على الصعيد العالمي )الدولي(.

KAPLANفقد عرف على لسnnان حnnال "مnnارتن كnnابلن" »

MARTONاييرnnبأنه "وجود مجموعة من القواعد والقيم والمع » المترابطة التي تحكم عمل العالقات بين الدول، وتحدد مظnnاهر

1االنتظام والخلل غيها خالل فترة معينة من الزمن".

"، رسالةالنظام العالمي الجديد والعالم اإلسالميد. المهيري سعيد عبد الله، "' 1.02، ص. 27التقريب، العدد

72

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ويرى "توريس إست" وآخرون أن "النظام الnnدولي يمثnnل أنماط التفاعالت والعالقات بين العوامل السياسية ذات الطيبnnة

1األرضية أي الدول خالل وقت محدد".

كما يرى البعض أن المقصود بالنظام الدولي الجديnnد هnnو: مجموعة الوحدات السياسية سواء على مسnnتوى الدولnnة أو مnnا هnnو أصnnغر أو أكnnبر، الnnتي تتفاعnnل فيهnnا بينهnnا بصnnورة منتظمnnة ومتكررة لتصل إلى مرحلة االعتمnnاد المتبnnادل همnnا يجعnnل هnnذه

الوحدات تعمل كأجزاء متكاملة في نسق معين.

وبذلك فإن النظام الدولي الجديnnد يمثnnل حجم التفnnاعالت التي تقوم بها الدول والمنظمات الدولية والعوامل دون القومية مثل حركnnات التحريnnر والعوامnnل غnnير القوميnnة مثnnل الشnnركات

2المتعددة الجنسيات وغيرها.

وهناك من يعرف النظام الدولي الجديد بأنه: "مجموعة من القواعد واألسس التي يnnراد بهnnا تسnnيير

عالم ما بعد الحرب البnnاردة في مختلnnف المجnnاالت، والهادفnnة إلى إيجnاد عnnالم مسnnتقر خnnال من الصnراعات،

تسوده الديمقراطية والتعاون واإلخاء بين الدول".

.02 المهيري سعيد عبد الله، مرجع سابق، ص. د. 1 "، المعرفة، سبتمبر على النظام الدولي11تدعيات أحداث د. نظام بركات،" 2

.64، ص. 2002

73

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

كمnnا هnnو في ذات الnnوقت النظnnام الnnذي تريnnد الواليnnات المتحدة األمريكيnnة من خاللnnه فnnرض هيمنتهnnا على العnnالم، بعnnد

1انفرادها بزعامة الدولية إثر تفكك المعسكر الشرقي.

م، الnذي أعnد1979وفي تقرير نادي رومnnا المنعقnد عnام من قبل مجموعة من الشخصيات العلمية والسياسية والفكريnnة تحت عنوان "إعادة تشكيل النظام الدولي"، جnnاء مnnا يلي: »إن النظام الدولي هو ذلك النظام الذي يتضمن مجموعة العالقnnات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية والتي تربط األفراد الذين يعيشون في دول مختلفة«، ونجد أن هذا التعريف ال يعني أكnnثر من القول بأن النظام الدولي هو النظام القائم وهو تعريف قnnد

لnnذا وجب2ال يكnnون معnnبرا ألنnnه يتصnnف بالعموميnnة والغمnnوض. البحث عن تعريف يتسم بالدقة والشمولية ولعل هذا ما يجعلنnnا نقnnول بnnأن النظnnام الnnدولي مnnا هnnو أال ذلnnك: "البنnnاء المتnnداخل والمتكامل من العناصر المادية وغير المادية والnnتي يكnnون لكnnل منهnnا دور في هnnذا البنnnاء، وإذا مnnا كnnف عنصnnر مnnا عن القيnnام

3بوظائفه ودوره المحدد له، فإن النظام قد يسقط.

1 www.algérie.com "، القسمالمجتمع الدولي: األصول والتطور واألشخاصد. غضبان مبروك، " 2

.285، ص. 1994األول، ديوان المطبوعات الجامعية، بن عكنون، الجزائر، .286د. غضبان مبروك، مرجع سابق، ص. 3

74

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

فالنظام الدولي الجديد وفقا ما تم ذكره هو: مجموعnnةإذن من القواعد والنماذج المترابطة التي تحكم عمل العالقnnات بين الدول وتحدد مظnnاهر االنتظnnام والخلnnل فيهnnا عnnبر فnnترة زمنيnnة معينة، وفكرة النظام الدولي الجديد إذن تستهدف التوصnnل إلى القوانين والنماذج السلوكية المتكررة في عمل البيئة الخارجيnnة

للنظام المحلي أو النسق الدولي.

فالمقصود بكلمة " الجديد " هو التمييز مnnا بين مرحلnnتين: وجود نظام الحرب الباردة وثنnnائي القطبيnnة بفعاليتnnه وتفاعالتnnه وآليات العمل من خالله عبر العالم وبين نظnام مnnا بعnد الحnرب الnnnبردة أي عقب حnnnرب الخليج الثانيnnnة وسnnnقوط الشnnnيوعية، وسnnيادة مبnnدأ تnnوازن المصnnطلح وعبnnارة السnnلمية في الصnnراع

ومفاهيم الشرعية وحقوق اإلنسان وحماية البيئة...

إن المقصnnود ب "الجديnnد" هنnnا في عمومياتnnه هnnو وجnnود مجموعة من القيم والسلوكيات لم تكن من قبnnل تؤلnnف انقالبnnا في شكل ومضمون التnnوازن الnnدولي الnnذي سnnادة العnnالم قبnnل مجيء التسnnعينات، ولكنهnnا لم تخلnnق نظامnnا مسnnتقرا أو عnnادال

1ترتضيه جميع شعوب األرض.

"، المكتبةمدخل إلى علم العالقات الدولية في عالم متغيرد. مهنا محمد نصر، " 1.277، ص. 2000الجامعية، االزاريطية، اإلسكندرية،

75

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

إن المصطلح " النظام الnnدولي الجديnnد " في العربيnnة هnnوNewترجمة للمصطلح اإلنجلnnيزي " Order Worldرnnد ظهnnوق "

هذا المصطلح على الصعيد األكاديمي في بداية الستينيات، لمnnا استخدمه المحnnامي األمnnريكي "كالرك كnnر ينفينnnك" المستشnnار لدى وزارة الخارجية في الnnبيت األبيض في مطلnnع الثالثينيnnات و األربعينيات من القnnرن الماضnnي،وبnnالرغم من ظهnnوره لم يnnدرج

، وكnnان أول1تعبيرا عاما في الفكر السياسي، إال بعد ثالثين سنة م "غوربا تشnnوف"1989من وظفت معناه المحامي في أواخر

وبعnnدها الnnرئيس األمnnريكي السnnابق "جnnورج بnnوش األب" عnnام م، بشكل خاص بعد انهيnnار النظnnام الشnnيوعي في أوروبnnا1990

الشرقية، حيث دعا إلى إقامة نظام عالمي جديد مختلف تمامnnا عن سابقه، وقدما لnnذلك وصnnفا واضnnحا لnnه، إذا أنnnه يقnnوم على االعnnتراف بوجnnود عnnالم متعnnدد الثقافnnات والهويnnات والمصnnالح والقnnوى األمnnر الnnذي يnnوجب احnnترام ذلnnك من خالل المشnnاركة

واستخدمته األمم المتحدة عام، 2الجماعية في صيانة األمن والسلم الدوليين

م، ثم تداول بشكل واسع بعnnد انهيnnار وتفكnnك المعسnnكر الشnرقي. واقnترن بالعولمnnة ليعnبر عن انتقnال1991

عمليات السلع ورؤوس األموال وتقنيات النتnnاج واألشnnخاص والمعلومnnات بين مختلnnف المجتمعnnات دون قيnnود

ولكن من الناحية العلمية يعبر عن اتجاه للهيمنة على خيرات العالم من طرف القطب الرائد.

"، مجلة الحرسالنظام العالمي الجديد، واقعه وأفاقةد. حماش بسام نبيل، " 1.01م، ص. 01/01/2007الوطني العسكرية،

"،النظام الدولي الجديد الثابت...والمتغيرد. المخادمي عبد القادر رزيق، " 2.24، ص. 2006، 1ديوان المطبوعات الجامعية، جامعة بن عكنون، الجزائر، ط:

76

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ويمكن القnnول أن النظnnام الnnدولي الجديnnد هnnو مفهnnوم اسnnتخدام للداللnnة على نهايnnة الحnnرب البnnاردة ونهايnnة الثنائيnnة القطبيnnة مnnا بين المعسnnكرين المتصnnارعين وبدايnnة عهnnد جديnnد بقيادة قطب واحد رأسمالي تتزعمه أمريكnnا، ينظnnر إلى العnnالم باعتباره وحدة متجانسة تلتقي فيه المصلحة الوطنية بالمصnnالح الدولية، مع العلم أنه يركز على مفnnاهيم كnnل من الديمقراطيnnة والحريnnة وحقnnوق اإلنسnnان وتعزيnnز دور مجلس األمن في فnnك الصnnراعات والنزاعnnات وردع الnnدول الخارجnnة عن الشnnرعية

الدولية.

إن جل البشرية على المعمورة يتفقون على هnnذا النظnnام الجديnnد الnnذي تبشnnر بnnه أمريكnnا ليس هnnو النظnnام المنشnnود من طرف األغلبية السابقة والذي يفترض أنه ينادي للعدل والسnnالم واألمن، بل انه إعادة بعث الهيمنة بثوب جديد أي إعnnادة هيكلnnة النظnnام اإلمبريnnالي السnnابق بعnnد التحnnوالت الnnتي طnnرأت على المشهد السياسي العالمي وقصد بذلك زوال االتحاد السوفيتي، وأنه يهnnدف إلى تحقيnnق محوتnnه من األهnnداف الخفيnnة والمعلنnnة

والتي يمكن إبرازها في ما يلي:

األهداف المعلنة:-1

ترقية حقوق اإلنسان في كل أنحاء العالم.-

77

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهايةالعمل على نشر الديمقراطية في كافة المناطق.-

تفعيل هيئة األمم المتحدة في فك النزاعات الدولية وحث االستقرار.-

األهداف الخفية:-2

دولي معnارضإنشnnاء كتلnnة دوليnnة بزعامnnة أمريكnnا، لمواجهnnة أي تكتnnل -للنظام الدولي الجديد.

التدخل في شؤون الداخلية لدول األطراف تحت- غطاء حماية األقليات ونشر الديمقراطية وترقيnnة

1حقوق اإلنسان.

تقوية الدور الريادي للواليات المتحnnدة األمريكيnnة-على المسرح الدولي.

وبناءا على ما تقدم فإن فكرة النظام الدولي ليست بالفكرة الحديثnnة أو المعاصnnرة، بnnل هي فكnnرة

قديمة تضرب في جذور التاريخ، حاول من خاللها اإلنسان أن يمثل العالم النموذجي المثالي الnnذي يعيش فيnnه

جل البشرية على مبدأ الوحدة اإلنسانية القائمة على أسس قانونية، دينية، وضعية، دون التمييز بين أفراد هnnذا

النظام بسبب اللون أو المعتقد أو العرق، ولعل أفكارهnnا قnnامت مع الفلسفة الرواقية، التي ظهnnرت في أثينnnا في مطلnnع القnnرنالثالث قبل الميالد، حيث دعا "زينون" إلى إقامة مدينة العالم "

Cosppalis ."

.03 – 02المهيري سعيد عبد الله، مرجع سابق، ص.ص. د. 1

78

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وقnnد اسnnتلهمت اإلمبراطوريnnة الرومانيnnة أفكnnار الرواقيnnة " أن يكون قانون عnnالمي،Gentiumحيث حاول قانون الشعب "

غير أن تلك المحاولة كانت تخفي في حياتها إعطاء المشروعية القانونية لسعي روما إلى احتالل الشعوب األخرى، وقnnد نجحت في ذلك إلى حد كبير، حيث تالشى كيان الدول الموجودة وقتئذ في اإلمبراطوريnnة، وتعnnزز هnnذا االتجnnاه بظهnnور المسnnحية الnnتي أصبحت بعد القرن الرابع الميالدي كديانة لإلمبراطورية، فسعت

غير أن هnnذه الفكnnرة اصnnطدمت بمعارضnnة1إلى نشر المسحية الnnدول القائمnnة آنnnذاك، بحيث سnnهد العnnالم المسnnيحي حروبnnا ونزاعات جعلت فكرة خضوع الدول والشعوب لقانون واحد يعد ضربا من الخيnnال إال أن فشnnل الفكnnرة في ميnnدان التطnnبيق لم يلفيها من الذاكرة اإلنسانية، إذا أن فكرة النظام الnnدولي كnnانت تظهnnر بين الحين واآلخnnر، وبعnnد في عمليnnة التطnnور مnnع بnnروز نظريnnة العقnnد االجتمnnاعي الnnتي نnnاد بهnnا فالسnnفة من أمثnnال "طومnnاس هnnونر"، "وجnnو تلnnوك"، "وجnnون جnnاك روسnnو" إذ أن فكرة العقد االجتماعي القائمة على تنظيم العالقة بين العاملين والمحكnnومين، نقلت هnnذه العالقnnة في المجتمnnع األوروبي إلى نسnnnق قnnnانون منظم دفعت بكثnnnير من المفكnnnرين وأصnnnحاب االختصاص إلى إعادة بعث الفكرة من جديد حnnتى تكnnون واعيnnة وتقوم على تنظيم العالقnnة بين الnnدول، على أسnnاس تنnnازل عن جزء من حقوقها والتزاماتها مقابل الحصول على امتيnnازات من

3المهيري سعيد عبد الله، مرجع سابق، د. 1

79

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

اآلخرين، كالسالم والمصالح المتبادلة وغيرها.

80

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وإذا كان الفالسفة والمفكرون قnد تطnوروا الفكnرة، فnإن السياسnnة والمنفnnذين وبعض المفكnnرين حnnاولوا طnnرح الفكnnرة وإدخالهnnا إلى عnnالم التطnnبيق، وكnnان من أبnnرز هnnذه المحnnاوالت

م، الnnذي طرحnnه1603شروع الوزير الفرنسnnي "سnnامي" عnnام على الملك "هنري الرابع" حيث اقترح إنشاء جمهورية مسيحية تظم كافة شعوب العالم، وكانت الفكرة تقوم على إنشاء إتحاد

أوروبي بإشراف اإلمبراطور.

م و1713وتلك جاءت فكرة األب "برنارد سان بيير" عام التي اقترحها في مؤتمر "بوترخت" في المشروع الnnذي وصnnفه ب: "مشnnروع السnnلم الnnدائم" والnnذي يnnدعو من خاللnnه إلنشnnاء

عصبة أمم أوروبية كاتحاد دولي للفصل في المنازعات.

81

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

" إلنشnnاءKentثم كانت دعوة الفيلسوف األلماني "كانط. "مشnnروع السnnلم الnnدائم يؤسnnس على مجموعnnة من القnnوانين عامnnة تطبnnق على جميnnع الnدول، كمnnا دعnnا إلى ذلnnك "جnnبريمي بينتnnام" صnnاحب فكnnرة المنفعnnة، حين عnnرض مnnا سnnماه بفكnnرة

"، وكnnذلك مnnا دعnnا إليnnه "اسnnكندر"Mondialisation"العلميnnة. ، وكذلك1م إذ دعا إلى حلق مقدس1815القيصر الروسي سنة

"مnnترنيج" الnnذي كnnان يnnدعو إلى مشnnروع للتضnnامن النظnnام األوروبي، واعل فكرة األممية التي نnnاد بهnnا "كnnارل مnnاركس" ال تبتعد كثيرا عن فكرة النظام العلمي، وإن اختلفت في الوسائل

واألدوات.

.03د. المهيري سعيد عبد الله، مرجع سابق، ص. ص. 1

82

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

غnnير أن ونجن بصnnدد الحnnديث عن تطnnور فكnnرة النظnnام الnدولي، ال يمكننnا بnnأي حnال من األحnوال إغفnال الحnديث عنnnد معاهدة "وستيفاليا"، إثر الحروب والصراعات والنزاعnnات الnnتي عاشتها هnذه الnدول فيمnا بينهnا خالل فnترة طويلnة من الnزمن، وتكمن أهمية هnذه المعاهnدة باعتبارهnا أول سnnعي جnnاد ومنظم إلقامnnة نظnام دولي على أسnnس قانونيnnة وتعnnاون مشnترك بين أعضائها عرض الصراعات والحروب، لما سعت هnnذه المعاهnnدة إلى تنظيم العالقnnات بين هnnذه الnnدول وفnnق قnnانون مشnnترك وحددت آليات لتنفيذها من خالل التشاور بين أعضnnائها في حnnل مشnnاكلهم على أسnnس المسnnاواة في الحقnnوق والواجبnnات بين األعضاء، كما أخذت المعاهnnدة بفكnnرة التnnوازن الnnدولي، ولnnذلك أعطت الحق للدول بالتدخل بين األعضاء، كما أخذت المعاهnnدة بفكرة التوازن الدولي، ولذلك أعطت الحق للدول بالتدخل ضد أي دولة تحاول أن تخل بالوضnnع القnnائم حnnتى يمكن المحافظnnة

على السلم والتوازن القائم ما بين الدول.

وعلى الرغم من كل ذلك فإن معاهدة "وستفاليا" ال تشبع مفهوم النظام الدولي، بهذه الصفة، بل أقتصر مفهnnوم الدوليnnة

1على العالم األوروبي وبالتحديد الدول الموقعة على االتفاقية.

أيلول عليه:11الفرع الثاني: تطور النظام الدولي وانعكاسات أحداث

.05، 04المهيري سعيد عبد الله، مرجع سابق، ص. ص. د. 1

83

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

إن دراسة النظام الدولي الجديد ومحاولة معرفة كل مnnا يتعلnnق بnnه من أسnnباب ظهnnوره وخصائصnnه

وآثاره، يستوجب من إعطاء لمحة ولو وجيزة عن مراحل تطور النظام الدولي الجديnnد وذلnnك في محاولnnة من

لتحديد خصائص هذه المراحل ورصد أهم التغيرات التي وقعت على هnnذا النظnnام، باإلضnnافة إلى التطnnرق إلى

م بحي منهاتن بمقاطعة "نيويورك"، والnnتي2001 أيلول 11أحداث تعتبر منعطفا هاما في تnnاريخ العالقnnات الدوليnnة، ومؤشnnرا هامnnا

على تغير النظام الدولي الجديد وتطوره.

تطور النظام الدولي:

84

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

لقد مر النظام الدولي منذ نشأته بعدة مراحل وقد حددها الباحثون بثالثة مراحل رئيسية، وسنعرض

كل مرحلة من هذه المراحل مع إبراز أهم خصائصها وسماتها.

م(:1914 – 1648المرحلة األولى )

Westبدأت هذه المرحلة بمعاهدة "وسnnتفاليا" " Phalia" م، هذه المعاهدة التي كانت بمثابة السبب1648المنعقدة عام

الرئيسي في إنهاء الحروب الدينية التي كانت سائدة في أوروبا آنذاك، وكانت كذلك السبب في إقامة النظnnام الnnدولي الحnnديث المبني على تعدد الدول القومية واسnnتقاللها، كمnnا أخnnذت هnnذه المعاهدة بفكرة توازن القnوى كوسnيلة لتحقيnق السnالم الnدائم في العالم، وأعطت أهميnnة للبعثnnات الدبلوماسnnية، وتنتهي هnnذه

المرحلة بنهاية الحرب العالمية األولى.

85

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وما يميز هذه المرحلة هو اعتبار الدولnnة القوميnnة العامnnل الوحيnnد في السياسnnة الدوليnnة، أي أن الدولnnة كnnانت الشnnخص الدولي الوحيد على صnnعيد العالقnnات الدوليnnة، ولم تعnnرف هnnذه المرحلة ال المنظمات الدولية وال المؤسسات غير القومية مثل: الشركات العلمية، وما إلى ذلك من أشnnخاص القnnانون الnnدولي، وكانت قوة الدولة مرادفة لقوتها العسكرية، وكانت أوروبا تمثل

، في حيث أن الواليnnات المتحnnدة1مركز الثقnnل في هnnذا النظnnام األمريكية كانت على أطnnراف هnnذا النظnnام، أي أنهnnا كnnانت على الهnnامش ولم يكن لهnnا دور فعnnال في العالقnnات الدوليnnة، نتيجnnة

سياسة العزلة التي اتبعتها. وكانت الفكرة القومية هي الظاهرة األساسية في النظام الدولي، فهي أساس قيام الnدول وأسnاس الصnراع بين مصnnالح القوميnnة للnnدول، ولم تكن الظnnواهر األيديولوجيnnة األخnnرى قnnد

ظهرت بعد مثل الصراع بين الرأسمالية واالشتراكية وغيرها.

م:1989 – 1914المرحلة الثانية:

"،تداعيات أحداث سبتمبر على النظام الدولي، المعرفةد. نظام بركات، " 1.01، ص. 2002

86

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

تبnnدأ هnnذه المرحلnnة بانتهnnاء الحnnرب العالميnnة األولى عnnام م، وتستمر حnتى نهايnة الثمانينيnات من القnرن الماضnي،1914

وقد تميزت هذه المرحلة بتعدد أطnnراف النظnnام الnnدولي نتيجnnة استقالل عدد من الدول العالم الثالث مثل: سوريا ولبنnnان عnnام

م، مصnnر1946م، العnnراق الnnذي نnnال اسnnتقالله سnnنة 1946م.1961م، الكويت سنة 1955م، السودان عام 1954

وغيرها من الدول، كما تغيرت خريطة أوروبا بظهnnور دول جديدة هي: بولندا، يوغسالفيا، تشيكو سnnلوفلكيا، باإلضnnافة إلى ظهnnور مجموعnnة كبnnيرة من الوحnnدات السياسnnية في المجتمnnع الدولي ومنها المنظمnnات اإلقليميnnة، وبnnروز الشnnركات العالميnnة وحركات التحرير، وقد اتجه النظام بعد الحرب العالميnnة الثانيnnة نحnnو الثنائيnnة القطبيnnة بين المعسnnكر الشnnرقي بقيnnادة االتحnnاد السnnnوفيتي، والمعسnnnكر الغnnnربي بقيnnnادة الواليnnnات المتحnnnدةاألمريكية، وتوسعت قاعدة النظام الدولي القوى خارج أوروبا.

87

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وخالل هnnذه المرحلnnة ظهnnرت األيديولوجيnnة كإحnnدى أهم الظnnواهر في المجتمnnع الnnدولي وأخnnذ االنقسnnام داخnnل النظnnام الnnدولي يأخnnذ طnnابع الصnnراع اإليnnديولوجي بين المعسnnكرين

:  مثnnل1الشرقي والغربي، وتبع ذلnnك ظهnnور عnnدد من الظnnواهر الصراع الذي حnnدث بين القطnnبين الرأسnnمالي واالشnnتراكي في مختلف المجالت مع تفادي االصطدام العسnnكري المباشnnر وهnnو

و1947مnnا يعnnرف "بnnالحرب البnnاردة" الnnتي امتnnدت مnnا بين م، وبعد ظهور ما يطلق عليه باسم "التعnnايش السnnلمي"1989

م، حيث بnnدأت1953وكان ذلك بعد وفاة "ستالين" قي مnnارس مرحلة جديدة بتnnولي "خروتشnnوف" رئاسnnة االتحnnاد السnnوفيتي،

م، وتمnيزت بحnدوث1975واستمرت هذه المرحلnnة حnnتى عnnام تقnnارب بين القnnوتين لnnذلك عnnرفت هnnذه المرحلnnة بالتعnnايش

السلمي، إلى جانب ظهور ما يعرف بالوفاق الدولي.

حتى الحاضر:1989المرحلة الثالثة:

تبدأ هذه المرحلة من نهاية الثمانينيات وبداية التسnnعينيات من القرن الماضي، وتستمر حتى الوقت الراهن، ويطلق عليهnnا مرحلة "النظام الدولي الجديد" و"العولمة" وتعود بدايnnة شnnيوع

م، حيث بnnدأت1990هذا المفهوم إلى حرب الخليج الثانية سنة الدعاية األمريكية على مسnتوى السnلطة الرابعnة الnnترويج لهnnذا

المفهوم رغم وجود محوالت سابقة في هذا المجال.

.02د. نظام بركات، مرجع سابق، ص. 1

88

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

لقnnد اعتمnnد النظnnام الnnدولي الجديnnد خالل هnnذه المرحلnnة مسار األحاديnnة القطبيnnة وذلnnك بعnnد انهيnnار المعسnnكر الشnnرقي وظهnnور الواليnnات المتحnnدة األمريكيnnة كقائnnد للمعسnnكر الغnnربي الرأسمالي والمنفردة بقيnnادة العnnالم، وامتnnد دورهnnا وسnnيطرتها على األمم المتحدة والشرعية الدولية، وعnnرفت هnnذه المرحلnnة زيادة عدد الدول نتيجة االنقسnnامات واالنشnnقاقات الnnتي حnnدثت

دولnnة، وفي90في كثnnير من الnnدول حيث بلnnغ عnnددها حnnوالي نفس الnnوقت يشnnير النظnnام خالل هnnذه المرحلnnة إلى أنمnnاط تفاعالت جديnnدة ترتكnnز بالدرجnnة األولى على الجnnوانب الثقافيnnة والحضارية وتوزيع مصادر القوة والنفnnوذ بصnnورة جديnnدة تعطي دور فعال للمنظمات الغير الحكومية، ممnnا جعnnل البعض يطلnnق عليه اسnnم "النظnnام العnnالمي الجديnnد" عnnوض "النظnnام الnnدولي

الجديد". ولقد ارتبطت هذه المرحلة بمجموعة من المبnnادئ والقيم االنطالقيnnnnة واإلنسnnnnانية مثnnnnل: الحريnnnnة، حقnnnnوق اإلنسnnnnان والديمقراطية، واحترام قواعد القانون الدولي، وإعالء الشرعية

الدولية وتسوية المنازعات بالطرق السلمية.

89

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وشnnهدت األعnnوام األخnnيرة من عقnnد التسnnعينيات شnnيوع مفهوم "العولمة" الذي ارتبط بأحداث الثnnورة الصnnناعية الثالثnnة والطفرة الهائلة في وسائل تكنولوجيا االتصال، ويشnnير مفهnnوم العولمة إلى جملة التحوالت والتغيرات االقتصnnادية واالجتماعيnnة والثقافية التي تمتد تفاعالتها لتشمل جل دول العالم، وهي تعبر عن مرحلة تاريخية جوهرتها زيادة التدخل والترابط بين مناطق العالم هم أدى إلى تراجع أهمية الحدود وسيادة الدولة في ظل

1تعدد الظواهر التي تتخطى هذه الحدود.

وقد عكست هذه المرحلnnة تنnnوع وتعnnدد المشnnكالت الnnتي تواجه الدول خاصة في نصف الكnnرة الجنnوبي ومnnا صnاحبها من تنامي ظاهرة التطرف والصراعات الداخلية وظهور أنمnnاط من التصادمات واالحتكاكnnات في النظnام الفكnnري، ويرتبnnط مفهnnوم "العولمة" بهيمنة النشاط االقتصادي الرأسمالي وتحnnول العnnالم إلى سnnوق اسnnتهالكية كnnبرى لمنتجnnات الشnnركات الصnnناعية

الكبرى. أما في المجال الثقافي فاألمر يظهر وكأنه انتصار لثقافnnة الشمال المتقدم على الجنوب المتخلف وفرض الذوق والثقافة

2األمريكية والغربية على العالم.

.02د. نظام بركات، مرجع سابق، ص. 1.32د. نظام بركات، مرجع سابق، ص. 2

90

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

م، أهم مnnا يمnnيز هnnذه2001 أيلnnول 11وتعتnnبر أحnnداث المرحلة، وقد كان لها تأثير كبnnير على النظnnام الnnدولي الجديnnد، كما أنها تعتبر منعطفا هاما على صعيد العالقات الدولية، ونظnnرا ألهمية هذا الحدث ارتأينا التطرف ولو بإيجnnار إلى تدعياتnnه على

النظام الدولي الجديد.

وأثرهــا على النظــام2001 أيلــول 11أحــداث الدولي الجديد:

91

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

م، المأسوية مرحلة فاصnnلة2001 أيلول 11تعتبر أحداث في تاريخ النظام الدولي الجديد سياسnnيا واقتصnnاديا، لمnnا تnnرتب عليها من أحداث أثرت على جميع دول العالم، حيث تركت هذه األحداث أثار كبيرا على االقتصاد العالمي بشكل عام واالقتصnnاد األمريكي بشكل خاص، وبالتالي انعكست هذه اآلثار في صnnورة تراجnnع مؤشnnرات أداء االقتصnnاد الكلي األمnnريكي والعnnالمي، ولجnnnأت الواليnnnات المتحnnnدة االنتهnnnاج العديnnnد من السياسnnnات االقتصnnادية والnnتي أثnnرت على دول العnnالم من مثnnل: السياسnnة النقدية الهادفة إلى تضيق التعامل على الدوالر، منح تخفيضnnات ضريبية لفترات طويلة، الوقاية على المصرفية ومصادرها، وقnnد أدت هذه األحداث إلى تراجع حركة السياحة في الدول العربيnnة مم أدي تكبد شركات الطيران العربية خسائر كبnnيرة، باإلضnnافة إلى تعرض العديد من الnnدول العربيnnة من أحnnداث إرهابيnnة أدت إلى تأثر االستثمارات العربية في الخارج، وتعرضها للمضايقات، والتجميد أحيانا، واألسوأ ما انطبع في الفكر األمريكي والغnnربي المعاصnnnر من إطالق مسnnnحة اإلرهnnnاب على العnnnالم العnnnربي واإلسالمي في مجمله نتيجnnة ألحnnداث "إسnnبانيا" "ولنnnدن" عnnام

م، وكnnذا منتجnnع "شnnرم الشnnيخ" في مصnnر، في نفس20051العام.

"، المكتبةمدخل إلى علم العالقات الدولية في عالم متغيرد. محمد نصر مهنا، " 1.395، 394، ص. ص. 2000الجامعية، األزاريطة، اإلسكندرية،

92

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

كnnان لهnnا العديnnد من اآلثnnار2001 أيلnnول 11إن األحداث على العالقnnات الدوليnnة بشnnكل وعلى النظnnام الnnدولي بشnnكل خاص، سواد في المجال السياسي أو العسكري أو االقتصnnادي، وسنعرض أثار األحداث المأسوية والتاريخية في كل مجال على

حدى.

أوال: في المجال السياسي:

م على الشnnرخ أو2001 سnnبتمبر 11لقد كشفت أحnnداث الهوة بين المبادئ التي تنادي بهnnا الواليnnات المتحnnدة األمريكيnnة بشnnأن النظnnام الnnدولي الجديnnد بمnnا يمثلnnه من سnnيادة وروح الديمقراطية وحقوق اإلنسان والتعاون الدولي لحل المشnnكالت الدولية بصورة سلمية وبين ممارسات واقعية تقوم علي تقيnnد الحريات وتجاوز حقوق اإلنسnnان وتجاهnnل حقnnوق األقليnnات من

المواطنين والمقيمين .

93

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وتظهnnnر هnnnذه السياسnnnية لnnnدى األمريكnnnيين عnnnبر عnnnدة ممارسnnات منهnnا تشnnكيل محكمnnة عسnnكرية للمتهمين بأعمnnال اإلرهاب وصدور قانون حرية التفnتيش االحتجnاز، وفnرض رقابnة ذاتيnnة على وسnnائل اإلعالم، كمnnا كشnnفت هnnذه األحnnداث عن هشاشة النظام األمريكي والديمقراطية األمريكيnnة عنnnد طريnnق اختالل التوازن بين السnnلطات لصnnالح السnnلطة التنفيذيnnة على حسnnاب السnnلطة التشnnريعية وقnnوى المجتمnnع المnnدني، كمnnا أظهnnرت كnnذالك تراجnnع دور القضnnاء نظnnرا للبنnnود الnnواردة في

أيلnnول بمثابnnة11قانون محكمnnة اإلرهnnاب، فقnnد كnnانت أحnnداث منعطnnف في تحnnدي الهيمنnnة األمريكيnnة على العnnالم من خالل الضربة االستباتية في برج التجارة العالمي في عقر دارهnnا ممnnا

شكل ارتجاج كلي لمكانتها الدولة العظمى.

ثانيا: في المجال العسكري:

لقnnد اعتمnnد الواليnnات المتحnnدة األمريكيnnة سياسnnة الnnردعواالحتواء انطالقا من فكرة إن لم تكن معنا فأنت ضدنا.

94

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

فnnأعطت أولويnnة للحnnرب على اإلرهnnاب وتبنت سياسnnة الضnnربات الوقائيnnة لظهnnور تهديnnدات من جnnانب مجموعnnات مسلحة، والعمل على توسيع دائرة الحرب لتشمل دولnnة أخnnرى غير أفغانستان، مع السعي لتشكيل تحالفات عسnnكرية متعnnددة

.1األطراف والتخلي عن سياسة العزلة وفي نفس الnnوقت احتفظت السياسnnة األمريكيnnة لنفسnها بحق استخدام األسلحة النووية واقتصار الشامل بشكل مفnnرط وبخاصة ضnnد الnnدول الnnتي تعتبرهnnا دوال مارقnnة تnnرعى اإلرهnnاب وتهnnدم األمن والسnnلم العnnالمي بامتالكهnnا لألسnnلحة المحضnnورة كالعراق وإيران وكوريا الشمالية، وقد قادت هذه السياسnnة إلى بروز مفهوم جديد لألمن، واكتشnفت أمريكnnا أنهnا تواجnه تهديnدا من نوع جديد يستهدف الكيان والوجود األمريكي، مما استوجب مواجهته بحرب شاملة من طرف أمريكا واسnnتخدمت فيهnnا كnnل

إمكاناتها السياسية والعسكرية واالقتصادية.

ثالثا: في المجال االقتصادي:

.5،6د. نظام بركات، مرجع سابق، ص.. ص. 1

95

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

أيلnnول11إن أهم مnnا يمnnيز الفnnترة السnnابقة ألحnnداث م، من الوجهnnة االقتصnnادية هnnو سnnيطرة نظnnام العولمnnة2001

االقتصادي والnnذي تقnnوم فلسnnفته على الnnربح السnnريع واقتصnnاد السnnوق والهيمنnnة الشnnاملة للقnnوى االقتصnnادية العظمى، فقnnد

% من سnكان العnالم20كشفت التقارير االقتصادية بأن حوالي الnnذين يعيشnnون في الnnدول المتقدمnnة يسnnيطرون على حnnوالي

% من20% من االسnnnتثمارات، في حين يحصnnnل حnnnوالي 86 %01سكان العالم الذين يعيشون في الدول األكnnثر فقnnرا على

فقnnط من االسnnتثمارات، وقnnد ظهnnر اتجnnاه واضnnح في النظnnام الدولي الجديد يهدف إلى تغيير وظيفة الدول االقتصادية خاصnnة في الnnدول العnnالم الثnnالث، فعnnوض من التركnnيز على تحقيnnق التنميnnة االقتصnnادية ونذالnnة توزيnnع الnnدخل أصnnبح التركnnيز على اإلصالح االقتصادي التي يعني زيادة نصيب القطاع الخnnاص على

حساب القطاع العام. وكان ينظر ألمريكا باعتبارها القائد لهذا النظام االقتصادي العالمي القائم باألساس على العمولة والخصخصnnة في الnnوقت

م جاء لتشnnكل نقطnnة2001 من أيلول 11نفسه، ولكن أحداث فاصلة في تحدي نفوذ الواليات المتحدة بوصفها القوة العظمى والعمالق االقتصادي المسيطر، حيث تعرضت لهجور واسع على مnnرآه ومسnnع العلم، اسnnتهدف رمnnوز عظمتهnnا االقتصnnادية في

يرجي التجارة العالمي بحي "منهاتن" بنيويورك.

96

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وقد أدت هnnذه األحnnداث إلى زعزعnnة الثقnnة في االقتصnnاد األمnnnريكي، وأدت انهيnnnارات في سnnnوق األسnnnهم والسnnnندات األمريكية، وتراجعت قيمة البطالة وإعالن بعض الشnnركات عنnnد إفالسها، وتركزت أمريكnnا بعnnد ه األحnnداث على تnnأمين النفقnnات العسكرية للعمليات الحربية األمريكيnnة. وتقnnديم الnnدعم للدولnnة المؤيnnدة للمجهnnودات األمريكيnnة، وفي نفس الnnوقت تعnnاظمت الجهود األمريكية لتقييد الدعم االقتصnnادي للمنظمnnات اإلرهابيnnة عبر تجميد حسابات عدد من المنظمات والجمعيات واألشخاص

1المتهمين بأن لهم عالقات مالية بتنظيم القاعدة وغيرها.

آثار النظام الدولي الجديد على السيادة الوطنية:

.7،8د. نظام بركات، مرجع سابق،ص. ص. 1

97

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

لشك أن المتغيرات الnnتي رافقت النظnnام الnnدولي الجديnnديادة الوطنيnnة ونطnnاق تطبيقnnه في nnوم السnnرت على مفهnnد أثnnق المجالين الداخلي والخارجي على حnnد سnnواء. وقnnد أثnnارت تلnnك المتغيرات تحديات طالت كل أنماط الدول سnnواءا كnnانت ناميnnة أو متقدمة، وطرحت نفسها ألشكال متباينة على تلnnك األنمnnاط. وكانت لتلك التحديات مصادرها الداخلية والخارجية، التي أثارت بدورها الحاجة إلى رصnnدها وتحليnnل مnnدى تأثيرهnnا على مفهnnوم السيادة، وبشكل عام، يمكن القول أن هناك عالقة طرديnnة بين المتغيرات التي رافقت النظام الدولي الجديnnد وتقلص السnnيادة الوطنيnnة، وأن هنnnاك عالقnnة طرديnnة بين تnnأثر سnnيادة الدولnnة بمتغيرات النظام الدولي والتغnnير في مضnnمون الوظnnائف الnnتي تقوم بها الدولة، كما يمكن القول أيضا أن هناك عالقnnة عكسnnية

بين تقدم الدولة ومدى تأثرها بمتغيرات هذا النظام. فمع قيام النظام الدولي الجديnد إذن بnدأ يعnاد النظnر في مفهوم السيادة، فالرؤية الجديnnدة للمفهnnوم أخnnذت تنطلnnق من كون أن السيادة يمكن أن تتخذ أكثر من شكل، وتؤدي أكثر من

وظيفة. وهذا ما نوضحه في هذا العنصر. وذلك من خالل التعnnرف إلى أثnnار النظnnام الnnدولي الجديnnد على سnnيادة الnnدول الناميnnة

والعربية وتأثيرات على سيادة الدول المتقدمة.

98

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

سيادة الدول العربية واإلسالمية في ظل النظام:الدولي الجديد

بالرغم من أن أزمة الخليج كانت المناسبة لبداية بروز نظام عnnالمي جديnnد وكnnان العnnرب موضnnوعه

طرف رئيسnي،األول وميدانه، لكن التناقض سرعان ما ظهر عندما تحول قائد النظام الجديnnد إلى وصnnار العnnرب ومنطقتهم ميnnدانا الختيnnار مnnدى صnnالبة النظnnام الnnدولي بقيnnادة الواليnnات المتحnnدة، القطب األعظم في هnnذا

سبتمبر تبين أن النظnnام العnnالمي11النظام، ولكن بعد أحداث الجديnnد، صnnار يتحnnرك ليس ضnnد العnnرب فحسnnب، بnnل ضnnد المسلمين ككل، وبالتالي وجد العرب والمسلمون أنفسnnهم في مواجهة النظام الدولي بشكل حاد، أثار قضية النظامين العnnربي واإلسnnالمي من النظnnام العnnالمي الجديnnد، والسnnيما على ضnnوء التغيرات التي طرأت على هيكل األخnnير وتفاعالتnnه بعnnد أحnnداث

م.2001 أيلول 11

99

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ومن الواضnnnح جnnnدا أن األحnnnداث و---- الnnnتي جnnnرت في السnnنوات األخnnيرة، أن النظnnامين العnnربي واإلسnnالمي تتnnأثر عالقتهمnnا بالنظnnام العnnالمي بمحnnددات رئيسnnية، منهnnا: األهميnnة النسnnnبية الnnnتي يوليهnnnا النظnnnام العnnnالمي للنظnnnامين العnnnربي واإلسnnالمي، فبالنسnnبة للعnnربي مثال تnnبرز األهميnnة اإلسnnتراتيجية للمجال الجغرافي لعمل النظnnام اإلقليمي العnnربي، األمnnر الnnذي يكسب النظام العربي قوة نابعة من موقعه، تتمثل في: القدرة على التحكم في الممnnرات المائيnnة األهم في العnnالم، والقnnدرة على التأثير في جميnnع القnnدرات االتصnnالية بين أوروبnnا وإفريقيnnا وآسnnيا، وكnnذلك القnnدرة على تهديnnد أو حمايnnة األطnnراف دوليnnة كبرى، فالوطن العربي الذي يمثل العمnnق االسnnتراتيجي ألوروبnnا جنوبnnا في ظnnل العالقnnات الطبيعيnnة بين أوروبnnا والعnnرب، يمثnnلالبطن الرخو لها أيضا في حال السيطرة عليه من قوى معادية.

ومن محددات العالقة بين النظام العربي والنظام الدولي الجديد: أهمية الموارد التي يتحكم فيها الوطن العربي من حيث اإلنتاج أو االحتيnاطي، وهي مnnوارد يحتnnاج الغnرب الصnnناعي إلىكميات منها، بما يجعله يلجأ دوما الستيرادها لتغطية احتياجاته.

100

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وهناك الطبيعة الحضارية للوطن العربي، ذلك أن النظnnام العربي ال يستند إلى الجوار اإلقليمي بقدر ما يستند إلى توجيnnه سياسي وتجnnانس ثقnnافي فريnnد، وهnnو يشnتمل منnnذ بدايتnnه على دعوة قوية للوحدة السياسية لإلقليم العربي، وبعض النظnnر عن النجاحات أو الفشل الذي واجه هذه الnnدعوة، فإنهnnا اسnnتطاعت غرس إدراك عميق بالوحدة الثقافيnnة، بnnل بين النظnnام اإلقليمي

واإلدراك القومي بين مرحلة وأخرى من تطوره.

ورغم كل هذه المحnnددات فnnإن مnnا يثnnير القلnق هnو وضnع انعكاسnnات هnnذا النظnnام العnnالمي الجديnnد على سnnيادة الnnدول العربيnnة جnnزءا من سnnيادتها، وذلnnك نتيجnnة لألوضnnاع االقتصnnادية واالجتماعية الضعيفة والمزرية، وكذا األوضاع السياسية وخاصة في العالم الثالث التي تشهد اضطرابات وعدم استقرار حقيقي ودائم، وكل ذلك يصب في مصلحة الnnدول الغربيnnة، إضnnافة إلى التبعية الغذائية وظاهرة المديونية التي مازالت مستمرة وتتزايد

يوما بعد يوم.

101

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وإلى جانب كل ذلك يميل النظام الدولي الجديد خلق بؤر كما حدث مع ذلك في "البوسnnنة1التوتر من نوع آخر وتشجيعها

والهرسك" وما حدث اآلن في دول كnnل من العnnراق وفلسnnطين وأفغانسnnتان والصnnومال وليبيnnا، حيث يسnnمى هnnذا النظnnام بnnأي شnnكل من األشnnكال إلى االنتقnnاص من سnnيادة الnnدول العربيnnة واإلسالمية بnnالرغم من حnnق هnnذه األخnnيرة في العمnnل بقوانينهnnا والمأمن من التدخالت الخارجية لم سلبا تماما، أال أن القداسnnة التي أحاطت بهما كمظاهر أساسية لسيادة الدولة لم تعnnد كمnnا كnnانت من قبnnل، لقnnد أصnnبحت لممارسnnة الحقين شnnروط من منظnnnور المسnnnألة الدوليnnnة، ليس كحقيقnnnة واقعيnnnة، ولكن من الناحية المبأية على األقل لقد تم تدويل السيادة، وقnnد اسnnتهلت عملية التدويل هnnذه على توسnnيع ألبعادهnnا الخارجيnnة، فالقاعnnدة األساسية التي يقوم عليها المجتمnnع الnnدولي أال وهي االعnnتراف المتبادل بين دول لهnnا سnnيادة، اتسnnعت بصnnورة معينnnة أدت إلى وضع شروط لممارسة الدولة حقوق السيادة، أهمها أال يتسnnبب من جnnراء ممارسnnة تلnnك الحقnnوق إحnnداث إضnnراب في النظnnام الدولي الجديد، وفي كثير من الحnnاالت الnnتي حnnدث فيهnnا ذلnnك، مnnارس مجلس األمن السnnلطات المقولnnة لnnه، متجnnاوزا بnnذلك الحقnnوق التقليديnnة للسnnيادة واإلجnnراء العسnnكري الnnذي اتخnnذه "حلف الناتو" اتجاه 'كوسnnوفو" أكnnد الواقnnع الجديnnد بأنnnه أصnnبح ممكنnnا أن تقnnوم دولnnة مnnا بهnnذا العمnnل عنnnدما ال تقnnوم األمم

.319د. غضبان مبروك، مرجع سابق، ص. 1

102

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

المتحدة ومجلس األمن باتخاذ اإلجراءات الكافية.

103

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ويعد وضع "كوسوفو" "وتيمnnور الشnnرقية" تحت السnnلطة الكاملة إلدارة دولية انتقالية بتكليف من األمم المتحدة من أكبر العالمات وضوحا على وجود صورة للسيادة الدولية، لnnذلك فnnإن شرط االعتراف بساطة الدولnnة العليnnا لم يعnnد يرجnnع فقnnط إلى

1الشعب.

وفي حين أن الصورة الملكية والشعبية للسيادة كانت تفnnترض وجnnود محاسnnبة خارجيnnة فقnnط على

التصرفات الخارجية للدولnnة، إال أن الوضnnع قnnد تغnnير، فعنnnدما تnnؤثر أمnnور داخليnnة لدولnnة مnnا على األخnnرى، فال

المجلس األمن وال األمم المتحnnدة نيابnnة عن النظnnام الnnدولي كلnnه، وال الnnدول المتضnnررة تسnnتطيع أن تnnترك

رة للخطر. وهذا ما يؤكد مقولة أن الفوضى هي ما تفعله الدول، فعالمناومصالحها الحيوية الحقيقية أو المتص

المعاصر وألسباب مختلفة أصبح صغيرا وصار أكثر اعتمادا على بعضnnة البعض، ولم يعnnد السnnؤال كيnnف تكnnون

آمنا من التدخل الخارجي؟ ولكن كيف تحافظ على النظام العالمي المتداخل والnnذي تعتمnnد عليnnه من التمnnزق

بسبب ما يحدث داخل الدول األخرى؟ فالمجتمع الدولي يقnnوم على االسnnتقرار، وتمnnزق هnnذا االسnnتقرار يضnnر

بالدول األخرى المعتمدة في رخائها عليه.

د. خليل حسين، السيادة في ظل النظام الدولي الجديد، شبكة المعلومات 1.01م، ص. 20/05/2001السورية القومية االجتماعية،

104

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وقد تأكد هذا الشرط الجديد لسيادة الدولnة عنnnدما صnnرح السوكتير العام لألمم المتحدة "كو في عنان" أنه لم يعnnد هنnnاك حصانة للسيادة، ويعني بذلك مفهوم تدويل السيادة وجود نظام لمساء قه الدول في حالة تعسفها الشديد في ممارسة حقnnوق السيادة. هذا ال يعني فرض رقابة دولية على كل دولnnة في كnnل المجnnاالت الnnتي تقnnع تحت مسnnؤولياتها، ولكنnnه قnnد يعnnني قيnnام الدولة المهتمة باالسnnتقرار العnnالمي بلغت نظnر الnدول األخnnرى التي تمارس تصnnرفات أو تعسnnفا صnnريحا في اسnnتخدام حقnnوق

السيادة. بمدى التهديد الذي يمثله ذلك النظام الدولي.

105

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وبناء على عليه يمكن القول أن السيادة سوف تبقى مبدأ أساسيا لتعريف النظام الnnدولي لكن ممارسnnة حقnnوق السnnيادة يجب أال تسبب في عدم اسnتقرار النظnام بصnnورة غnnير مقبولnة ماديا وفي إطار القواعد المعمول بها، لذلك فإن إسهام الدولnnة في تحقيق التوازن واالستقرار للنظام الدولي هو الnnذي يمنحنnnا حnnق السnnيادة. وتnnأتي إرادة الشnnعب في المرتبnnة الثانيnnة. لقnnد استبدلت السيادة الشعبية كمؤهnnل أول لوجnnود الدولnnة بسnnيادة أخرى موازنة لها. فاألساس األول لسيادة الدولة أصnnبح مقnnترن بمدى إسهامها في استقرار النظام والمجتمnnع الnnدولي. فعنnnدها كان الشعب هو المصدر األول للسيادة كانت السيادة تعني حق الدولnnة في تسnnيير أمورهnnا الداخليnnة وحصnnنتها أمnnام التnnدخل الخارجي. واآلن يمكن ممارسة تلك الحقnnوق بشnnرط أن تكnnون

1الدولة عنصر دعم للنظام الدولي الجديد.

وبما أن في صدد دراستنا لوضnnعية سnnيادة الnnدول الناميnnة الدول العربية واإلسالمية في ظل النظام الدولي الجديد، ارتأينا أن نأخnnذ دول الشnnرق األوسnnط في ضnnوء مnnا يطرحnnه النظnnام الnnدولي الجديnnد على المسnnتوى السياسnnي واالقتصnnادي كمثnnال عملي لدراستنا. وذلك بدءا بتوضيح المقصود بالشرق األوسnnط، وصوال إلى التهديدات التي يفرضها النظام الnدولي الجديnnد على

سيادة هذه الدول.

.05، 04أ. الحمراوي محمد عبد الفتاح، ص. ص. 1

106

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وبناءا على ذلك يمكن القول، أنه ليس هنnnاك تعريفnnا على درجnnة عاليnnة من الدقnnة لمفهnnوم الشnnرق األوسnnط، فلقnnد بnnدأ استخدام هذا المصطلح مع بداية الحرب العالمية الثانية، وقيnnام دول الحلفnnاء بإنشnnاء مnnا يسnnمى ب: "مركnnز تمnnوين الشnnرق األوسط" والذي كnnان في تلnnك المرحلnnة يضnnم كnnل من: مصnnر، العnnراق، ليبيnnا، دول الشnnام، تركيnnا، اليونnnان، قnnبرص، الجزيnnرة العربية. تم توسع مدلول التسمية ليضم مناطق أخرى كتnnونس،

الجزائر والمغرب كما ألحقت به: "باكستان وأفغانستان".

وعلى مر التnnاريخ اكتسnnبت هnnذه المنطقnnة أهميnnة قصnnوة كونها تشكل حلقة وصل القارات الثالثة آسيا، إفريقيnnا وأوروبnnا، وازداد االهتمام بها بعد اكتشاف المنnnابع النفطيnnة الكnnبرى فيهnnا، زيnnادة على اعتبارهnnا سnnوقا كnnبرى لتصnnريف السnnلع والبضnnائع والخnnدمات، إضnnافة إلى تnnوفر المnnواد األوليnnة واأليnnدي العاملnnة الرخيصnnة فيهnnا، كnnل ذلnnك جعلهnnا تحظى باهتمnnام كبnnير لnnدى الطامعين في العالم، بعض النظر عن تنوع إيnnديولوجيا واختالف أهnnnدافهم، ويمكن مالحظnnnة ذلnnnك من خالل الحلم السnnnوفييتي للوصnnول إلى الميnnاه الدافئnnة )منطقnnة الخليج العnnربي( والحلم

الغربي باالستحواذ على منابع النفط.

107

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وتجnnدر اإلشnnارة أن خطابnnات اإلصnnالح المنبثقnnة من دول الشnnرق على مختلnnف أنواعهnnnا وتوجهاتهnnnا لم تفلح في إزالnnة مظاهر التخلف و واالنحطاط ومنظوماتnnه على مسnnتوى التربيnnة والتعليم والصحة، بل واجهت هذه الخطابات ردت فعnnل غاضnnبة تمثلت باهتهما بالفكر ومعاداة التراث والتنكnnر لمصnnالح الnnوطن واألمnnnnة، ولقnnnnد دفnnnnع الكثnnnnير من المصnnnnلحين السياسnnnnيين واالجتمnnاعيين أرواحهم ثمن لمnnواقفهم على توجيnnه النقnnد لبيئnnة أميبnnة مختلفnnة ينعnnدم فيهnnا أبسnnط معnnالم الحريnnة والتعبnnير عن

1الرأي.

وعلى مسnnnتوى آخnnnر لقnnnد ذهبت مشnnnاريع الحكومnnnات الرسمية أدارج الرياح في إطار اإلصالحات.هذا مnnا عnnزز فnnرص التطور من قبل قnnوى خارجيnnة أجنبيnnة قائمnnا خاصnnة بعnnد فشnnل جهود الكفاءات والمالذات العلمية والفنيnnة المحليnnة العائnnدة من

خارج الوطن في جعل عمليات اإلصالح ممكنة.

مستقبل الشرق األوسط في ضوء النظام العالميد. دفيف حسن علي، " 101"، جريدة الصباح، ص الجديد

108

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ومن هنnnا يمكننnnا التطnnرق إلى اإلسnnتراتيجية الnnتي اتبعتهnnا م.2001 أيلnnول 11الواليnnات المتحnnدة األمريكيnnة بعnnد إحnnداث

حيث تغاضnnnت أمريكnnnا ودول أوروبnnnا عن األحnnnداث واألوضnnnاع المزريnnة في الشnnرق األوسnnط. نتيجnnة مnnا كnnانت تحققnnه من مكاسب متنوعة في هذه المنطقة، لكن األحداث غيرت نظرتها كثيرا، بالنسبة الخلفية تكريس النظرة األمريكية تجاه المنطقnnة التي تقوم على الربط بين اإلرهاب وإخفاق الnnدول العربيnnة في جهnnnود اإلصnnnالح السياسnnnي واالجتمnnnاعي واالقتصnnnادي. هnnnذه االعتبnnnارات المختلفnnnة دفعت اإلدارة األمريكيnnnة إلى التقnnnدم بمجموعة أفكار قدمت في سياق ما يعnnرف " بمبnnادرة الشnnرق األوسط الكبيرة " لطرحها خالل قمة مجموعnnة الnnدول الثمnnاني

في والية " جورجيا " األمريكية.

وبالرغم من تحديد الدول العربية كهدف لهnnذا المشnnروع، إال أن ظاللnnه طnnالت بقيnnة الnnدول في هnnذه المنطقnnة بشnnكل أو بآخر، إذ قدمت فيما بعnد أفكnnار وخطnط ومشnاريع مختلفnة من دول أوروبيnnة كnnل على انفnnراد تعnnنى بآليnnات وسnnمات اإلصnnالح المنتظر. خاصة أن شعوب المنطقة بدت أكثر إلحاحا على تقبل مشروع لمنطقة بدت أكثر إلحاحا على تقبnnل مشnnروع اإلصnnالح نتيجة لوعيها يوافقها المختلف، بسnnبب تطnnور وتnnأثير االتصnnاالت الحديثةnnnn وأعلنت الواليnnnات المتحnnnدة األمريكيnnnة في مطلnnnع

م، عن مبادرتها لتحقيnnق إصnnالحات شnnاملة في المنطقnnة2004تضم ثالثة أهداف:

109

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهايةتشجيع الديمقراطية والحكم الصالح.ا- بناء مجتمع معرفي.ب- توسيع الفرص االقتصادية.ج-

فبالنسnnبة للهnnدف األول والمتصnnل أساسnnا في تشnnجيع الديمقراطية والحكم الصالح نجد أنه يتدرج ضمن طرح اإلصالح السياسnnي لمنطقnnة الشnnرق األوسnnط وفnnق تطnnورات النظnnام الدولي الجديnnد بالدرجnnة األولى، وذلnnك بهnnدف معالجnnة مشnnكلة الحكم في بلدان هذه المنطقة عن طريق إشاعة الديمقراطيnnة والحياة البرلمانية والتعددية الحزبيnnة، وبنnnاء منظمnnات المجتمnnع المnnدني ومراعnnاة حقnnوق اإلنسnnان وخاصnnة حnnق األقليnnات في الحياة والحرية والتغبير عن الرأي، والعمل على تكريس إشاعة مؤسسات إعالمية حرة غير منحnnازة لهnnذا الطnnرف أو ذاك ولهnnا القnnدرة على التعامnnل مnnع مسnnؤولية الحصnnول على األخبnnار ومصادرة المعلومات، وتساعد هnnذه البيئnnة المنتظnnرة على دعم أطر المشاركة في عمليات البناء والتنمية مثلما تسهم في رقnnع مستويات التربية والتعليم والصحة العامnnة، وتحسnnين المسnnتوى المعيشي لمواطني هذه المنطقة لدرجnnة يختفي فيهnnا االسnnتياء والتذمر واإلحباط الnذي كnان ومnnازال يعnد بnؤرة لنمnو الجريمnةالمنظمة واإلرهاب الدولي والفساد األخالقي والمالي واإلداري.

110

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وتقnnود هnnذه الفضnnاءات فيمnnا بعnnد إيجnnاد حلnnول لمشnnاكل األقليات وتناحر الهويات االثنية والدينية والطائفية في المنطقة، وتغطي الحقnnا على مظnnاهر االضnnطرابات والتقلبnnات السياسnnية

فيها ويواجه هذا اإلصالح السياسي تحديات جدية أبرزها:

ثقافnnnة الماضnnnي واالعnnnتزاز بnnnالتراث ومعnnnاداة الغnnnرب والمشnnnاكل الداخليnnnة للبلnnnدان فضnnnال عن مشnnnاكل الحnnnدود والتطلعnnnات النوويnnnة وعnnnدم االسnnتقرار السياسnnnي والتخلnnnف االقتصادي والمديونية الخارجيnnة وسnnيادة ثقافnnة العنnnف وازدراء الوضع االقتصnnادي المnnتردي في بلnnدان هnnذه المنطقnnة طnnرحت

أفكار اإلصالح االقتصادي وتمثلت فيما يلي:

القضاء على مركزيnnة الدولnnة في العمليnnات االقتصnnادية-1 وإلغاء االقتصاد الموجه والعمل على خصخصة وتحويله إلى اقتصاد السnnوق وإلغnnاء الحnnواجز الجمركيnnة أو أيnnة

قيود على حرية التجارة ورأس المال. ربnnnط اقتصnnnاديات دول المنطقnnnة بnnnاألذرع الفوالذيnnnة-2

لالقتصnnاد العnnالمي كالصnnندوق النقnnد الnnدولي، والبنnnك الدولي لإلنشاء والتعمير ومنظمة التجnnارة العالميnnة من خالل اتفاقيات ومعاهدات دولية تهدف إلى إلغاء القيود على التجnnارة العالميnnة بجعnnل المنطقnnة سnnوقا حnnرة

مفتوحة للجميع.

111

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية تشnnجيع القطnnاع الخnnاص في دول المنطقnnة ودعمnnه-3

بالقروض والخبرات ليكون بديال حاسما لقطnnاع الدولnnةالعام، وهو ما يعرف بالخصخصة.

فتح أبnnواب االسnnتثمار الخnnارجي على مصnnراعيها لبنnnاء-4 مشnnاريع صnnناعية عمالقnnة على أراضnnي هnnذه البلnnدان يمكنها اإلفnnادة من المnnوارد المتيسnرة فيهnnا والرخيصnnة الثمن كالمواد األولية واأليدي العاملة وبما يتناسnnب مnnع حاجات هذه البلدان من سلع وبضائع وخدمات على أن تكون هذه المشاريع بإدارة خnnبراء ومختصnnين في هnnذه

المجال. معالجnة الnديون الخارجيnnة لهnذه الnnدول عnnبر اتفاقيnnات-5

واضحة ومحددة بالتعاون مع الدول الدائنة لجدولة هذه الديون أو محاولة إطفائهnnا، مnnا يسnnهم في التخلص من أعبnnاء الnnديون وفوائnnدها لإلفnnادة منهnnا في مشnnاريع

1التنمية.

ربnnط عnnدد من الnnدول باتحnnادات أو مشnnاريع إقليميnnة-6 اقتصادية يمكن من خاللهnnا اإلسnnراع بعمليnnات اإلصnnالح االقتصnnادي مثلمnnا يمكن لهnnا أن تكnnون مركnnز جnnذب النضمام بقية الدول المنطقة إليها لتشكل مستقبال قوة

اقتصادية لها دور فعال في عمليات اإلصالح.

مستقبل الشرق األوسط في ضوء النظام الدوليد. دفيف حسن علي، " 1.05"، جريدة الصباح، ص. الجديد

112

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وبناءا مnnا تم اإلشnnارة إليnnه، يمكننnnا القnnول أن اإلصnnالحات الnnتي يطرحهnnا النظnnام الnnدولي الجديnnد، سnnواء في المجnnال السياسي أو االقتصادي، على شعوب األطراف )الدول الناميnnة( وبخاصnnة منطقnnة الشnnرق األوسnnط، كلهnnا هشاشnnة أنظمهnnا

السياسية واقتصادية، وحاجتها الملحة لتلك اإلصالحات.

العنصر الثاني: آثار النظام الــدولي الجديــد علىسيادة الدول المتقدمة:

لقد تطور النظام الدولي الجديد في ظل ثالثة قnnرون من أجل هدف محدد وهnnو ضnمان سnيادة الدولnة، والnnذي قnnام على أساسي أن تكتسب الدولة أهلينها وشnnرعيتها وهيبتهnnا من خالل السnnnيادة بجانبيهnnnا الnnnداخلي و الخnnnارجي، وجnnnاءت أحnnnداث التسعينيات من القرن الماضي لتغيnnير النظnnام الnnدولي الجديnnد، بعد اتساع مدى التدخل وأسnnبابه خالل هnnذا العقnnد وبخاصnnة في النصف األول منه أحداث ونكسات وصدمات حnnادة في كnnل من "العراق، الصومال، هايتي، رواندا، وليبريا"ضد "أفغانستان" من

1996 n– 1999م، و"البوسنة والهرسك" وتعتبر قرارات األمم المتحدة في تلك الفترة نقطة تحول أساسnnية بالنسnnبة لمفهnnوم

السيادة وكيفية أدارة األمن والسالم الدوليين.

113

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

بالنسnnبة لمفهnnوم السnnيادة وكيفيnnة إدارة األمن والسnnالم الnnدوليين، وعكس االسnnتخدام الجديnnد لصnnالحيات مجلس األمن الموجnودة في البnnاب التاسnع للميثnnاق بnدئ مرحلnة جديnnدة من

الجهود لحماية المجتمع الدولي. وبإعادة تعريف مفهوم التهديnnد للسnnالم واألمن الnnدوليين، وباعتبnnار أن الnnدول هي الnnتي تكnnون المجتمnnع الnnدولي، أعnnاد المجلس األمن صياغة المبدأ الناظم الذي يحمي الدول والنظام الدولي الذي يعتمnnدون عليnnه، فالمبnnدأ القnnديم والمؤسnnس على مفهnnوم السnيادة كnnان حمايnnة الدولnnة ضnnد التnnدخل في شnnؤونها الداخليnnة والحفnnاظ على النظnnام واالسnnتقرار باتخnnاذ إجnnراءات

لوقف العدوان الخارجي المسلح ضد الدول. غير أن األمnnر قnnد تغnnير اآلن وتغnnيرت االحتياجnnات وأصnnبح التحدي الذي يواجه السnnالم واألمن هnnو حمايnnة النظnnام الnnدولي الذي تعتمد عليه الدول من الفوضى وعدم االستقرار نتيجnnة مnnا قnnد يحnnدث من أحnnداث قالقnnل داخnnل بعض الnnدول األخnnرى، فاألولوية اآلن هي منع االضطرابات الداخلية في الnnدول من أن تنتقل عدوانها إلى الجسد الدولي فتؤثر على أغلبية الدول التي

1تعتمد عليها.

السيادة في النظام الدولي الجديد، شبكة المعلوماتد. خليل حسين، " 1.52م، ص. 20/05/2001"، السورية القومية االجتماعية

114

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وتجدر اإلشارة هنا إلى أن الدولة التي أخذت على عاتقها مهمة الحفاظ على النظام الدولي الجديد بدال من منظمة األمم المتحnnدة، الnnتي تعnnد األولى بالمهمnnة هي الواليnnات المتحnnدة األمريكيnnة، باعتبارهnnا األقnnوى على الصnnعيد الnnدولي، كمnnا أنهnnا استطاعت التحكم في هذا النظام لخدمة مصnnالحها الشخصnnية، فاستغلت قnnدراتها العسnnكرية واالقتصnnادية والسياسnnية للتnnدخل في شnnؤون الnnدول األقnnل قnnوة بهnnدف االنتقnnاص من سnnيادتها الوطنية وذلnnك كلnه وراء حجج وتnبريرات واهيnnة كمnnبرر لحمايnnة حقnnوق اإلنسnnان، واإلصnnالح الnnديمقراطي ونnnزع أسnnلحة الnnدمار الشامل وغيرها، وهذه الحجج مnnا هي إال ذر الرمnnاد في العيnnون وأنها بيnnد الnnدول الغربيnnة وخاصnnة الواليnnات المتحnnدة األمريكيnnةتستخدمها الختراق سيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية. فأمريكا الnnتي تبnnدأن قيnnادة العnnالم بعnnد الحnnرب العالميnnة الثانيnnة واسnnتطاعت التحكم في النظnnام الnnدولي الجديnnد تتمتnnع بعناصر أربعة للقوة: قوة سياسية، قوة اقتصادية، قnnوة ثقافيnnة، قوة عسnnكرية، ولتحليnnل الnnدور األمnnريكي في النظnnام العnnالمي الجديد، يجب معرفة مكونات القوة والضعف، وطبيعة العالقnات والمتطلبات المتغيرة لقيادة العالم، فالعالم المتغير، يحتم علينا دراسة عناصر القوة المطلقة وكذا النسبية، إذ قد يكون ضnnعف

اآلخرين مصدر حقيقي للقوة األمريكية.

115

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

كمnnا أن قnnوة اآلخnnرين قnnد تكnnون عنصnnرا فعnnاال فيإضعاف فعالية الدور األمريكي.

القوة السياسية:

تعيش أمريكا حالة النشوة بنظامها الليبرالي الديمقراطي الnnذي انتصnnر وباسnnتحقاق على النظnnام الشnnيوعي المنهnnار في المسnnرح السياسnnي، ويnnرى الكثnnير من أصnnحاب االختصnnاص أن الليبرالية الديمقراطية على النسق األمnnريكي بnnالرغم مسnnاوئها هي أفضnnل مnnا توصnnل إليnnه الnnتراث اإلنسnnاني، لحمايnnة حقnnوق اإلنسان والسؤال الذي يطرح نفسه. كيف يمكن أن يكnnون هnnذا

االنتصار السياسي مصدر قوة للواليات المتحدة األمريكية؟

إن النظام الليبرالي األمريكي يقف في الساحة السياسية وحيدا دون منافسة وقد تفرد عن ذلك، أن دخلت الديمقراطيnnة ومؤسسnnاتها في نطnnاق الشnnروط الnnتي يحتnnذي بهnnا من قبnnل

المؤسسات الدولية المالية والتنموية، وتبقى هناك مالحظتان:

أوال: وجود تشnnكك في بعض الnnدول اإلسnnالمية واألسnnيويةمن صالحية النمط األمريكي، كثقافة ونظام سياسي عالمي.

116

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ثانيا: بعد انهيار المعسnnكر الشnnيوعي فقnnدت أمريكnnا أحnnد عناصnnر قوتهnnا اإليديولوجيnnة، إذ لم يعnnد على المسnnرح العnnالمي منافس تقnnارن نفسnnها بnnه، وأيnnة مقارنnnة سnnوف تعقnnد من اآلن فصاعدا بين أحالم الديمقراطية وواقعهnnا، هي ليسnnت دائمnnا في

1صالح أمريكا.

ومن الناحيnnة اإليديولوجيnnة، ال يواجnnه النظnnام األمnnريكي منافسة تذكر، إذ أن كل المنافسين اقتصاديا أعضnاء في الكتلnة اإليديولوجيnnة الليبراليnnة الديمقراطيnnة وغلى الصnnعيد السياسnnة الخارجية وصnnناعة رؤيnnة عالميnnة، فnnإن أمريكnnا تخش المنافسnnة اليابانية، ألن اليابان لم تظهر أي تحمس واضح للقيام بدور أكثر

مما تقوم به حاليا، ونفس األمر بالنسبة ألوروبا الموحدة.

القوة االقتصادية:

لقد عرف االقتصاد األمريكي نموا مطردا منذ بداية القرن م، بفعnnل وفnnرة مواردهnnا الطبيعيnnة ونمnnو إنتاجهnnا الnnزراعي20

وأزدها تقدمها العالمي باإلضافة إلى توفرها على سوق واسnnعة داخل أراضيها أدى إلى دخول اقتصادها إلى مرحلة " االستهالك الجمnnnاهيري ". حيث اسnnnتطاعت أن تنتج وبكميnnnات وفnnnيرة، لمجتمع استهالكي كبير، حتى بعد العرب العالميnnة الثانيnnة كnnانت تتقnnدم على اآلخnnرين بفnnارق واسnnع في اإلنتاجيnnة والتصnnدير

والتكنولوجيا. "، دار الهدى للنشرالنظام الدولي، نظريات وإشكالياتد. عودة جهاد، " 1

.189 – 187،الجزائر، ص. ص. 1، ط:2005والتوزيع،

117

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وفي منتصف التسعينيات، بدأت المتnnاعب تمس االقتصnnاد األمريكي، في حين كانت ألمانيا واليابnnان تجنيnnان ثمnnار نموهمnnا السريع، ومع حلول عقد الثمانينيات كانت المعدالت االقتصnnادية األمريكية تبشر بنشnnوب معركnnة مnnع ذات، وربمnnا مnnع اآلخnnرين،

الستعادة المكانة العالمية القتصادها.

فعلى سبيل المثال كانت معد النمو األمريكي في نصnnيب م19832 و1974الفnnرد من النnnاتج المحلي اإلجمnnالي مnnا بين

أقل من اليابnnان وألمانيnnا وفرنسnnا، والnnدول الصnnناعية مجتمعnnة. م بnnالرغم أن المعnدل ارتفnnع إال أن1992ولذلك األمر في عnام

الوضع األمريكي بقي على حاله، وقد كان من مظاهر انخفnnاض % في20,4 إلى 1960% في عnnnام 28,9النnnnاتج المحلي من

1م.1985سنة

وإذا نظرنnnا إلى قnnوة االقتصnnاد المحلي من حيث نسnnبة التغير السنوي في اإلنتnnاج المحلي اإلجمnnالي، نجnnد أن الواليnnات المتحدة األمريكية شهدت تحسنا طفيفا في النصnnف الثnnاني من الثمانينيات، بينمnnا تnnدهور الحnnال في األعnnوام الثالثnnة األولى من

التسعينات، ولم تكن فرنسا وألمانيا أحسن حاال.

"، دار الهدى للنشرالنظام الدولي، نظريات وإشكالياتد. عودة جهاد، " 1.186 – 185،الجزائر، ص. ص. 1، ط:2005والتوزيع،

118

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ويnnدعونا احتالل احتكnnار التكنولوجيnnا المتقدمnnة كمركnnز الصدارة في منظومnnة مقومnnات القnnوة الدوليnnة إلى البحث عن مكانة الصناعة التكنولوجيnnة المتطnnورة في االقتصnnاد األمnnريكي والتجnnارة األمريكيnnة الخارجيnnة، فقnnد ظnnل القطnnاع األمnnريكي

%،20محافظا عل نصيبه من الدخل القومي األمnnريكي بنسnnبة وإذا ما قرنا نصيب ميزانية البحث األمريكي بمجموع المنصرف على األبحاث في الدول الصnnناعية الخمس الكnnبرى، لوجnnدنا أن

م،1985% حnnتى 55أمريكا طلت وبال منازع متصnnدرة بنصnnيب م،1965% عام 70بالرغم من انخفاض المعدل الذي كان يبلغ

% أي اسnnتطاعت20% إلى 7بينمnnا ارتفnnع نصnnيب اليابnnان من سنة أن تزيد من نفقnnات البحث واإلبnnداع20هذه األخيرة خالل

%، بينما ضnnاعفت كnnل من ألمانيnnا وفرنسnnا300بما يقارب عن من نفقاتها لنفس الغرض.

119

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

وانطالقnnnا من هnnnذه المnnnؤثرات االقتصnnnادية يمكننnnnا أن نستخلص أن الواليات المتحدة األمريكية دولة عظمى ذات ناتج قومي ومحلي ضخم. غير أنها تبقى مصابة ببعض أسباب الوهن كالعجز في ميزان المnnدفوعات وتnnدهور إنتاجهnnا ومهnnارة قواهnnا العاملnnة مقارنnnة بالمنافسnnة العالميnnة ممnnا يnnؤدي إلى الnnتراجع التnnnدريجي في الفجnnnوة اإلنتاجيnnnة، وفي نصnnnيبها من السnnnوق العالمية، ويدفعها إلى االعتماد على رأس المال األجنبي لتغطية عجزها االقتصادي، أما فيما يخص مجال التعليم والبحث العلمي فإن أمريكا هي بمثابة المثال أو النموذج الحي لضمان الصدارة العالمية فقد شهد القرن العشرين صعودا للنظم األمريكي ألنnnهسnnnيدان البحث العلمي والتعليم ركnnnز على البحث النظnnnري )

Théorie.واستثمار في زيادة اإلنتاج والتوزيع ) بحيث صnnادرت أمريكnnا صnnاحبة أرقnnام كبnnيرة في البحث وحقوق االختراع، غير أن الموقف في نهاية القرن العشرين قد اختلف إلى حد كبير، إذ أن عدد كبيرا من االختراعات المسnnجلة في أمريكnnnا، ظلت تnnnأتي من الخnnnارج طلبnnnا لحقnnnوق الnnnبراءة األمريكية، األكثر ضمانا وسهولة، كذلك أن عملية تدويل التعليم والبحث العلمي وتnnnnزاول المعلومnnnnات، سnnnnاعدت األفكnnnnار والمعلومات على الرواج حول العالم حتى ال يقnnع هنnnاك احتكnnار

1للمعلومات ولألفكار.

.187، 186د. عودة جهاد، مرجع سابق، ص. ص. 1

120

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

ويتفق عدد ال يستهان به المحللين على أن أمريكnnا تتفnnرد في مجال اإلدارة أو ما يعرف بفن اإلدارة الnnذي يتمnnيز بسnnرعة اتخاذ القnnرار واإلبnnداع، كمnnا يتمتnnع السnnوق األمnnريكي بقnnدر من االنفتاح والمرونة مم يدفع بالشركات األوروبية لفتح فnnروع لهnnا في الواليnnات المتحnnدة األمريكيnnة واالقتبnnاس النظم اإلداريnnة

األمريكية.

القوة العسكرية:

إن القوة العسكرية األمريكية تعد قnnوة الضnnاربة الوحيnnدة في عالم اليوم، ومن غير المنتظnnر أن تنازعهnnا اليابnnان وألمانيnnا

بالرغم من توفرهما على القدرة.

أما فيما يخص المنافسة العسكرية ألوروبا الموحدة، فnnإن مستقبلها مرتبط بمدى نجاح كل من ألمانيا وفرنسا في إرسnnاء قواعد جيش أوروبي قوي، وسياسة خارجيnnة موحnnدة ومنسnnقة، لتسnnيير هnnذا الجيش الnnذي يعتمnnد على الترسnnانة الفرنسnnية

والجيش أالكاني.

121

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

يبقى احتمnnال واحnnد قnnد يغnnير الصnnورة الناصnnعة للقnnوة العسكرية األمريكية، وهو احتمال أن تتحول حالة اعتماد أمريكا على بعض قطع السالح المصنع خارجهnnا، إلى حالnnة الشnnلل، إن اتخnnذت بعض الnnدول الممولnnة لهnnذه األسnnلحة لقطnnع التصnnدير، وبالرغم من أن هذا االحتمnnال يnnراه الكثnnير بعيnnد المنnnال، نظnnرا لتشnnابك عناصnnر منظومnnة المصnnالح اإلسnnتراتيجية واالقتصnnادية والعلمية، غير أنه يوضnnح لنnnا طبيعnnة القnnوة العسnnكرية في هnnذا القnnرن، فهي كمnnا علمنnnا التnnاريخ ال توجnnد مسnnتقلة في سnnاحة العالقات الدولية، أي يجب عل أمريكا أن تعnزز قnوة العسnكرية باقتصاد داخلي أكثر قوة مما عليه اآلن وبعالقات دوليnnة تضnnمن

1لها سهولة وسيولة عمل اآللة الحربية.

وعليه يمكن القول أن النظام الدولي الجديد لnnه تnnأثيرات سلبية عل الدول الناميnnة، وبخاصnnة الnnدول العربيnnة واإلسnnالمية، فهnnو في جnnل جوانبnnه وتصnnوراته يحnnاول اإلنقnnاص والتقليnnل من شأن سيادة تلك الدول في حيث نجnnد أن يخnnدم مصnnالح الnnدول الكبرى ويزيدها قوة، أي بتعاطي بازدواجية المعايير من منطلق كل شيء لنا وال شيء لك حnnزين، كمnnا أنnnه يعnnد وسnnيلة في يnnد أمريكnnا تتحكم فيnnه كمnnا تشnnاء دون االعتمnnاد على مnnا يسnnمى

بالشرعية الدولية، نظرا لتفوقها في الكثير من المجاالت.

.191، 190د. عودة جهاد، مرجع سابق، ص. ص. 1

122

العولمة الثاني الفصلالسيادة ونهاية

كما أن هذا النظام يتقمص الكثير من الشnnعارات الملونnnة أمnnام الnnرأي العnnام الnnدولي كمسnnألة حقnnوق اإلنسnnان وحمايnnة األقليات، الديمقراطية واالقتصاد، ويمnnارس أجنداتnnه حسnnب مnnا يراه مناسبا حسب رأيnnه األحnnادي كمnnا فعnnل ذلnnك في كثnnير من

1الدول كالعراق وأفغانستان ...الخ

األمن القومي العربي، وإشكالية األمن الدوليد. الحمامي وليد خليل، " 1 مجموعة أعمال المتقى الدولي: النظام الدولي الجديد ومصالح الدول عالم

.58م، ص. 1993 ماي 26-24"، جامعة البليدة، الجزائر، الثالث

123

الفصل الثالث: فرانسيس فوكوياماوالتأسيس الفلسفي لنهاية التاريخ

فوكوياما من الفلسفة إلىالمبحث األول: السياسة

السيادة ونهاية التاريخ عنالمبحث الثاني: فوكوياما

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

شهدت االنسnnانية في العصnnر الحnnديث تحnnوالت بnnارزة في حياتهnnا الفكريnnة والثقافيnnة والعلميnnة، ومن ثمnnة شnnملت بnnاقي مجnnاالت الحيnnاة، فالحيnnات السياسnnية واالقتصnnادية واالجتماعيnnة عامة، وكانت تلك التحوالت قد مسnnت بقnnوة مجnnال العمnnل من حيث وسائله، ومناهجه في التأثير على الطبيعة، وفي استخراج الطاقة وتحويلها من صnnورة غnnير نافعnnة إلى أخnnرى نافعnnة، من منطلnnق تسnnخير الطبيعnnة والطاقnnة لخدمnnة مصnnالح الإلنسnnان وتحقيق أغراضه، وكان لالنفجار العلمي والثورة الصnnناعية ومن وراء ذلnnك اإلصnnالح الnnديني و السياسnnي والnnتربوي الnnداعي إلى تحرير العقل واإلنسان الفرد والمجتمع من كل ما يعيnnق السnnير نحو التقدم واالزدهار الدور الكبير في تفجير التكنولوجيnnا ، وهnnو مnnا تمnnيزت بnnه الحيnnاة عامnnة في الغnnرب األوربي الحnnديث في

الشرق اإلطلنطي وفي الواليات المتحدة األمريكية في غربه .

إن تخطي الغnnnرب األوربي الحnnnديث أزمnnnات ونكسnnnات العصnnور الوسnطى وامتالكnnه لشnروط النهضnnة، وأسnnباب القnnوة والتقnnدم جعلnnه يبnnني حضnnارة قويnnة، تقnnوم على أسnnاس الحيnnة والعلم والتكنولوجيا هذه الحضارة مكنته من الوصول إلى درجة عاليnnnnة من االزدهnnnnار في المجnnnnال االقتصnnnnادي والرفاهيnnnnة المادية ،ذلك لكnnثرة اإلنتnnاج الصnnناعي وتنوعnnه، وازدهnnار حركnnة التسnnويق والتجnnارة ،وكnnان ذلnnك بفعnnل تطnnور وسnnائل النقnnل واالتصnnnال، الحالnnnة الجديnnnدة الnnnتي عرفتهnnnا شnnnعوب أوربnnnا الحديثة،وكذا شعوب الواليات المتحدة األمريكية، غيرت مجnnرى

96

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

ومسار شعوب العnnالم برمتnnه ،بفعnل انتقnnال منتجnnات الحضnnارة الغربية الفكرية والعلمية والتكنولوجيا وغيرها إلى تلك الشعوب مع حرص الغرب على ذلك، ولكن في خضم النمnnاء االقتصnnادي واالزدهnnار العلمي والتكنولnnوجي الغnnربي، تنnnامت الكثnnير من التحnnوالت والتوجهnnات ،وارتبطت بnnالوعي التnnاريخي وبظروفnnه الفكرية والمادية، ومن أبرز هذه التحوالت توجه العولمnnة ،الnnتي ارتبط بمفnاهيم عnدة قnام عليهnا الفكnر الغnربي الحnديث ،مثnnل الحرية و العقالنيnnة و الليبراليnnة و العلميnnة ،العلمانيnnة و الحداثnnة والتحديث وغيرها هذه المفاهيم في إطnnار الظnnروف التاريخيnnة للغرب الحديث ومصالحه قnnامت بأدلجnnة العولمnnة ،حيث نشnnأت ونمت الظnnاهرة وأصnnبحت موضnnوعا يشnnغل الجميnnع ،يشnnغل الغnnرب الnnذي يسnnعى إلى بسnnط سnnلطانه ونفnnوذه على العnnالم بقوته وحضارته المركزية ، ومن دون منnnافس ويشnnغل الجهnnات األخرى من العالم لحاجتها إلى التنمية وهي تفتقر إلى شروطها و توجnnnد في األطnnnراف خnnnارج المركnnnز والعولمnnnة فلسnnnفتها وإيnnديولوجياتها ومنظروهnnا للnnدفاع عنهnnا وفnnرض هيمنتهnnا ،لكن العولمnnnة بهnnnذه الفلسnnnفة وبممارسnnnاتها بلغت من التطnnnرف األيديولوجي الليبرالي ومن االسnتبداد السياسnي ، ومن الفسnاد االقتصادي وغيرها فاجعلهnnا في قفص االتهnnام، وفي ظnnل هnnذه التغيرات والتحوالت التي عرفتها ساحة أوربnnا الغربيnnة وبخاصnnة الواليnnnات المتحnnnدة األمريكيnnnة بnnnزغ على المشnnnهد الثقnnnافي والسياسي البعض من رواد الفكnnر الفلسnnفي و السياسnnي على

97

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

ــون"و"" و"ريتشــارد رورتيشnnاكلة " وصــامويل هيتنجت"هذا األخير الذي يعد نموذجا لبحثنا هذا.فرانسيس فوكوياما

98

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

المبحث األول: فوكوياما من الفلسفة إلى السياسة

Yoshihiro"" يوشـــيهيرو فرانســـيس فوكايامايعتnnnnبر "

Francis Fukuyama " فواقتصاد سياسي سياسةعالمnnومؤل نهايnnة التnnاريخ واإلنسnnان، اشتهر بكتابه "أميركيوأستاذ جامعي

، والnnذي جnnادل فيnnه بnnأن انتشnnارم1992 الصnnادر عnnام "األخnnير والسوق الحرة في أنحnnاءوالرأسمالية الديمقراطيات الليبرالية

العالم ،قد يشير إلى نقطة النهاية للتطور اإلجتمnnاعي والثقnnافي ،بالمحافظين الجnnددوالسياسي لإلنسان. وارتبط اسم فوكوياما

(1)ولكنه أبعد نفسه عنهم في فترات الحقة

يعمل فوكويامnnا في مركnز الديمقراطيnnة والتنميnnة وسnيادةم2010 منذ بجامعة ستانفوردالقانون . قبل ذلك، وعمل أستاذا

و مnnدير برنnnامج التنميnnة الدوليnnة في كليnnة الدراسnnات الدوليnnة بجامعnnة وأستاذ السياسة العامnnة بجامعة جونز هوبكنزالمتقدمة

التنمية. تتمحور أطروحاته ومؤلفاتnnه حnnول قضnnايا جورج ميسن عامنهاية التاريخ واإلنسان األخير. نشر كتابه والسياسة الدولية

النظnام السياسnnي واالضnnمحالل: م ومن مؤلفاتnnه كnذلك 1992 أمريكnnام، 2014 من الثورة الصnnناعية إلى عولمnnة الديمقراطية

على مفترق طرق: الديمقراطية، السلطة، وميراث المحافظين مسnnتقبلنا بعnnد البشnnري: عnnواقب ثnnورة التقنيnnة م، 2006الجدد

الثقة: الفضائل االجتماعية و تحقيnnق االزدهnnار م، 2002الحيوية1 Robert Boynton "Francis Fukuyama: The Neocon Who Isn't". Robert Boynton. May 16 2015.

99

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

الخلل الكبير: الطبيعnة البشnرية وإعnادة بنnاء النظnام م، 1995 م،1920 م، وأصnnnول النظnnnام السياسnnnي 1999 االجتمnnnاعي

باإلضnnافة لعملnnه الجnnامعي، عمnnل فوكويامnnا في قسnnم العلnnوم وال يnnزال عضnnوا في مجلس أمنائهnnا،بمؤسسnnة راندالسياسnnية

ومؤسسة أمريكnnا، الصندوق الوطني للديمقراطيةمجلس إدارة بnnوزارة. كمnnا عمnnل في هيئnnة تخطيnnط السياسnnات الجديnnدة

في الثمانينيnnات. شnnارك في تأسnnيس مجلnnةالخارجية األمريكية وهو رئيس هيئة التحرير. م ،2005 عام آميركان إنترست

بجامعnnة زميnnل في معهnnد السياسnnة الخارجيnnة فوكوياما مؤسسة كارنيغي للسالم، وزميل غير مقيم في جونز هوبكنز

، عضnnو في مجلس الnnرئيسومركnnز التنميnnة العالمية الnnدولي جمعيnnة العلnnوم السياسnnيةاألمnnيركي لألخالقيnnات البيولوجيnnة،

والمجلس الباسnnيفيكي، ومجلس العالقnnات الخارجية، األمريكية.للسياسة الدولية

حي هايnnد بnnارك في يوشيرو فرانسيس فوكوياماولد يوشــيو م لكnnل من 1952 أكتnnوبر27 في شnnيكاغوبمدينnnة

الحnnرب. هnnرب جnnد فوكويامnnا من وتوشيكو كواتافوكوياما لوس أنجلوس م وافتتح متجرا في 1905 عام الروسية اليابانية

قبnnnل االعتقnnnال االدراي لألميركnnnيين اليابnnnانيين خاللكاليفورنيا . والده كان أوفر حظnnا من جnnده وتفnnادىالحرب العالمية الثانية

. هnnذهجامعة نبراسكااالعتقال ألنه حصل على بعثة دراسية في

100

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

التجربnnnة الnnnتي مnnnرت بهnnnا عائلnnnة فوكويامnnnا جعلتnnnه ناقnnnدا(1).لإلسالموفوبيا

الجيnnل من أميركيnnا يابانيا كnnان يوشيو فوكوياماإن والد جامعnnة من علم االجتمnnاع، حصnnل على الnnدكتوراه في الثnnاني والدتnnه كواتnnا(2) حيث قام بتnnدريس الدراسnnات الدينيnnة.شيكاغو

وهي إبنnnه شnnيرو كواتnnا،باليابnnان كيوتو توشnnيكو ولnnدت في لجامعnnة وأول رئيس كيوتوبجامعnnة مؤسnnس قسnnم االقتصnnاد

حيث التقت زوجهnnاالواليات المتحدة. قدمت إلى مدينة أوساكا بمدينnnة مانهاتنللدراسة الجامعية. انتقلت عائلة فرانسيس إلى

بنسnnلفانيا حيث عاش سnnنينه األولى قبnnل االنتقnnال إلى نيويوركم.1967عام

على درجnnnnnnة البكnnnnnnالوريوس فيفوكوياماحصnnnnnnل الفلسnnnnnفة، حيث درس جامعnnnnnة كورنيل من الكالسnnnnnيكيات

السnnتكمالجامعnnة ييل ذهب إلى ،.آالن بلnnوم على يد السياسية ، لكنnnه غnnير تخصصnnه وقnnرراألدب المقnnارندراسnnاته العليnnا في

تتلمnnذهارفارد، في جامعة هارفارد في العلوم السياسيةدراسة من بينوهــارفي مانســفيلد صموئيل هنتنغتونعلى يد

جامعnnةآخرين. حصل على الدكتوراه في العلوم السياسnnية من ألطروحته عن التهديدات السوفيتية الناتجة عن التدخلهارفارد

1 Stephen Moss (2011)."Francis Fukuyama: 'Americans are not very good at nation-building'".The Guardian. May 16 2015. 2 Wade ، Nicholas (Apr 2, 2002). "A Dim View of a 'Posthuman Future'". The New York Times. Mar 17, 2011

101

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

بجمعيnnة تيلوريد كnnان فوكويامnnا مرتبطnnا (1).الشرق األوسطفي ، انضnnم1979. في عام جامعة كورنيلمنذ سنوات دراسته في

من عمnnره27 ومهمتnnه عنnnدما كnnان في الn مؤسسnnة راندإلى جنnnوب في السnnوفييتيالخnnروج باسnnتراتيجية لمواجهnnة التوسnnع

فيبجامعnnة جnnورج ميسن عمل أستاذا للسياسة العامة (2).آسيا2010. وحnnnتى 2000 إلى 1996الفnnnترة من ، عمnnnل أسnnnتاذا

بجامعnnة جnnونزلالقتصاد السياسي ومدير برنامج التنمية الدوليnnة ، يعمل حاليnnا في مركnnز الديمقراطيnnة والتنميnnة وسnnيادةهوبكنز

.بجامعة ستانفوردالقانون

اللغة اليابانية أن فرانسيسإن االبن الوحيد ألبويه، يقول كانت متسخدمة داخل المنزل لكنه لم يتعلمها. والnnده كnnان من

، يقnnولاليسnnار قnnديم يميnnل إلى بروتسnnتانتي، خnnط األبرشانيين (3)فوكويامnnا أن الnnدين بالنسnnبة لوالnnده كnnان نشnnاطا وسياسnnة.

متزوج من لورا هnnولمغرن الnnتي التقاهnnا عنnnدما كnnان يعمnnل في جامعnnة وكnnانت هي طالبnnة دراسnnات عليnnا في مؤسسnnة راند

مشnnيخية. انضم وزوجتnnه إلى كنيسnnة كاليفورنيا، لوس أنجلوس ولكنه ليس عضوا فاعال فيها ويقول أنه يواجه صعوبة في إعتبار نفسه مؤمنا. لديه إهتمnnام بالتصnnوير واألثnnاث األمnnيركي القnnديم

مع زوجتهكاليفورنياالذي يقوم باعادة إنتاجه بنفسه. يعيش في 1 "Francis Fukuyama". The Freeman Spogli Institute for International Studies at Stanford University. Stanford University. March 9, 2011.2 Andrew Bast (2011). "Francis Fukuyama Book: Origins of Political Order".Newsweek. May 24 2015.3 Nicholas Wroe (2011)."History's pallbearer". The Guardian. May 16 2015

102

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي أعلن فرانسnnيس تأييnnدهوجوليا وديفيد. جونوأبنائه الثالث (1) خالل حمالته االنتخابية.لباراك أوباما

ان الصnnnورة الحقيقnnnة الnnnتي تعكس الخلفيnnnة الفكريnnnة و السياسnnية للمفكراالمnnريكي" فرانسnnيس فوكويامnnا" ، تتضnnح معالمها من مؤلفاته وبخاصة اطرو حته"نهاية التاريخ و اإلنسnان

" سnnنةناشــيونال آفــيرزاألخnnير" الnnتي نشnnرها في مجلnnة " م ، قبل يتوسع فيها ويؤلف الكتاب،من ابرز اطروحاتnnه و1989

التي اراى من خاللهnnا بnnأن تطnnور التnnاريخ البشnnري كصnnراع بين األيديولوجيات قد انتهى إلى حد كبير ،ممع استقرار العالم على الديموقراطية بعد الحرب الباردة ، و سقوط جدار بnnارلين سnnنة

م، وتوقعه إلنتصار اللبيرالية السياسية و اإلتصادية.1989

لكن ما نشهده ليس مجnnرد نهايnnة الحnnرب البnnاردة ، و لكن نهايnnة التnnاريخ على هnnذا النحnnو . هnnذه نقطnnة النهايnnة التطnnور األيnnديولوجي للبشnnرية وبايnnة عولمnnة الديمقراطيnnة اللبيراليnnة

كشكل النهائي للحكومة اإلنسانية .

بنهايnnة التnnاريخ كإتجnnاه وليس كأحnnداث ، فوكويامايقصد الديمقراطيnnnnة اللبيراليnnnnة هي تتnnnnويج التطnnnnور األيnnnnديولوجي لإلنسان،وعدم وجود بديل غير بربnnري وخطnnير يعnnني ان الحجج اآليnnnnديولوجيا لآلخnnnnرين التnnnnرقى لمقارعnnnnة الديمقراطيnnnnة اللبيرالية ،وبمعنى ادق يمثل هذا المؤلف النظnnري اآليnnديولوجي1 ^ Francis Fukuyama (2008-11-03). "Francis Fukuyama". The American Conservative

103

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

و السياسnnي للنظnnام العnnالمي الجديnnد ولنوجnnه العولمnnة في عصرنا ، وينطnnوي على الخلفيnnة النظريnnة الفلسnفيةالتي تسnتند اليها ايديولوجيا العولمة و سياستها اللبيرالية في اإلقتصاد و في ممارسnnة السnnلطة و الحكم في الحيnnاة اإلجتماعيnnة الفكريnnة و الثقافية عامة، و لم يكن الكتاب ذا طابع علمي يهد إلى تعميnnق البحث و الدراسnnة اإلنسnnانية و اإلجتماعيnnة انطالقnnا من الواقnnع اإلنساني الحضاري في العالم المعاصر بقدر ماكان بيانnnا نظريnnا و خطاببباسياسيا وايديولوجيا، الهدف منه تبرير توجه العولمة و تمرير فرض النظام العالمي الجديد الذي تسعى القوة المهيمنة إلى فرضه على العالم أجمع ،و مادام اليسار اآليnnديولوجي كnnان ومازال يقف في وجnnه هnnذه األطروحnnة السياسnnية الممثلnnة في الرأسمالية والديمقراطية فإنه يعتبر الوأسnnمالية الموحشnnة هي التي أنجبت العولمة و ماترتب عنهnnا من تnnداعيات خطnnيرة على حياة اإلنسان ،هذا على الرغم من التحوالت الكnnبرى السياسnnية واإلقتصnnادية الnnتي عرفتهnnا السnnاحة الدوليnnة ،ومنnnه توجnnه دول المعسnnكر الشnnرقي صnnوب الديمقراطيnnة واقتصnnاد السnnوق والتعاطي بإجابية مnnع العولمnnة والنظnnام العnnالمي الجديnnد و في اإلتجاه المعاكس ينطلnnق المفكnnر "فوكويامnnا"في صnnياغة رؤيnnة سياسnnية و إيديولوجيnnة ذات أبعnnاد فلسnnفية تحnnدد مشnnروعية مرتكnnnnnزات المرحلnnnnnة التاريخيnnnnnة الراهنnnnnnة ومحnnnnnدداتها وموجهاتهnnا،المرحلnnة الnnتي تتسnnم بسnnيطرة منتجnnات النهضnnة األوربيnnة الحديثnnة و المتمثلnnة في التقnnدم العلمي والتكنولnnوجي

104

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

الهائnnل في الرأسnnمالية و الديمقراطيnnة ،وفيمnnا أفرزتnnه الحnnرب العالميةاألولى والثثثثثثانيةوفي عجnnز اليسnnار في اإلسnnتمرار،إن رؤية :فوكويامnnا"على كnnون الديمقراطيnnة اللبيراليnnة هي "نهايnnة التارخ"الذي يتحرك ليس بفعل العنف بل بدافع الرغبة الشديدة لإلعnnتراف ،هnnذا المحnnرك األساسnnي للتnnاريخ يعnnرففي الرؤيnnة "بالتيموس"ونجnnاح الديمقراطيnnة الليبراليnnة يتم بالتقnnدم العلمي والتكنولوجيا وينبغي التأسيس للعلم و التكنولوجيا في المجتمnnع لبناء الديمقراطية الليبرالية في الحيnnاة السياسnnية واإلقتصnnادية

فينهض المجتمع بمشاركة الشعوب الفعلية

ان الصnnnورة الحقيقnnnة الnnnتي تعكس الخلفيnnnة الفكريnnnة والسياسnnية للمفكراالمnnريكي" فرانسnnيس فوكويامnnا" ، تتضnnح معالمها من مؤلفاته وبخاصة اطرو حته"نهاية التاريخ و اإلنسnان

م ،1989األخير" التي نشرها في مجلة "ناشيونال آفيرز" سنة قبل يتوسع فيها ويؤلف الكتnnاب،من ابرزاطروحاتnnه والnnتي اراى من خاللها بأن تطور التاريخ البشري كصراع بين األيnnديولوجيات قد انتهى إلى حد كبير ،ممع استقرار العالم على الديموقراطية

م،1989بعnnد الحnnرب البnnاردة ، و سnnقوط جnnدار بnnارلين سnnنة وتوقعه إلنتصار اللبيرالية السياسية و اإلتصادية.

لكن مانشnnهده ليس مجnnرد نهايnnة الحnnرب البnnاردة ، و لكن نهايnnة التnnاريخ على هnnذا النحnnو . هnnذه نقطnnة النهايnnة التطnnور

105

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

األيnnديولوجي للبشnnرية وبايnnة عولمnnة الديمقراطيnnة اللبيراليnnةكشكل النهائي للحكومة اإلنسانية.

يعيب "فوكوياما"على بعض البلدان غير الديمقراطية الnnتي اسnnتوردت التكنولوجيnnا من دون إنتاجهnnا قnnائال :" العيب الوحيnnد البnnارز هnnو منطقnnة الشnnرق األوسnnط الnnتي ليسnnت فيهnnا أيضnnا ديمقراطيات مستقرة ، بينما تحتوي عدد كبيرا من الnnدول حيث المnnداخل الفرديnnة تصnnل إلى الفرديnnة تصnnل إلى المسnnتويات األوربية أو األسيوية ولكن النفط يفسر كnnل شnnيء ، فالمnnداخل النفطية سمحت لدول مثل العربية السعودية و العnnراق وإيnnران واإلمارات العربية المتحدة أن تحصل الدالئل الخارجية للحداثnnة n سيارات ، فيديوهات ،طnnائرات حربيnnة من طnnراز مnnيراج دون أن تتلقى مجتمعاتها التحوالت االجتماعية الضرورية لبنnnاء ونحت

(1)هذه الثورة "

إن هذه الرؤية تعبر عن قnnراءة للتnnاريخ والمجتمnnع والفكnnر في الغnnرب األوربي و في الواليnnات المتحnnدة األمريكيnnة ،وهي سالح فكري فلسفي إيديولوجي إلى جانب القnnوة االقتصnnادية و العسكرية للدفاع عن الوضع الذي تجسده العولمة وتعممnnه في العالم أجمع ،من صور الدفاع عن العولمة مnnا جnnاء على لسnnان فوكوياما :"كلما اقتربت اإلنسانية من نهايnnة األلnnف الثالثnnة فإنnnه يال حظ أن األزمتين المزدوجتين للتسلطية واالشتراكية لم تتركا

1 . ،ص - والقوة الحق ،جدلية المعاصر والعنف ،العولمة عباس 290فيصل

106

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

في سnnاحة المعركnnة إال إيnnديولوجيا واحnnدة محتملnnة ذات طnnابع شnnمولي ،هي الديمقراطيnnة الليبراليnnة ،عقيnnدة الحريnnة الفرديnnة والسnnيادة الشnnعبية فبعnnد مnnائتي سnnنة من إطالقهnnا للثnnورتين األمريكية و الفرنسnnية ،بnnرهنت مبnnادئ الحيnnة و المسnnاواة ليس

.(1)فقط أنها دائمة ،بل أيضا أنهnnا تسnnتطيع أن تنبعث من جديnnد" وبعد مرور عقد من الnnزمن على نظريnnة "فوكويامnnا" في كتابnnه

م1999"نهاية التاريخ واإلنسان األخير" يكتب مقاال صدر عnnام عنوانه "عشر سنين على نهايnnة التnnاريخ" يطnnرح فيnnه أطروحتnnه السnnابقة ويؤكnnدعليها، فيقnnول:: الشnnيئ ممnnاطرأعلى السياسnnة العالمية أو اإلقتصاد الكوني مدة عشnnر سnnنوات األخnnيرة يشnnك في صnnحة مnnا انتهت أليnnه أال وهnnو أن الديمقراطيnnة الليبراليnnة واقتصnnاد السnnوق المنقnnذان للوجnnود بالنسnnبة إلى المجتمعnnات

(2)الحديثة ".

إن فلسفة" نهاية التاريخ" لدى المفكر االمريكي فوكويامnnا تعتمد على فلسفة هيجل ومنظورها الجدلي ،لهدف رئيسي هnnو الnnدفاع عن الديمقراطيnnة اللبيراليnnة من منطلnnق تقnnدير الnnذات والرغبnnة الشnnديدة في االعnnتراف"الnnتيموس" وتفضnnيل الحكم الnnديمقراطي و التحnnرك في النضnnال ضnnد كnnل أشnnكال الهيمنnnة والتسnnلط و االسnnتبداد،و الوقnnوف امnnام كnnل من يعيnnق تنفيnnذ الطمnnوح صnnوب الديمقراطيnnة الليبراليnnة وإذا كnnانت الجدليnnة

1 . ،ص شهين فؤاد ،ترجمة األخير واإلنسان التاريخ ،نهاية فوكوياما فرانسيس n68المنصف : 2 ترجمة ، التاريخ نهاية على سنين عشر ،مقالة فوكوياما فرانسيس n

،سنة الكويت الوطني ،المجلس العربية الثقافة دار ، 2002الشنوني

107

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

الهيجلية على مسnnتوى الفكnnر والمثnnال هي محnnرك التnnاريخ في اتجnnاه صnnياغة مكتملnnة تاريخيnnة تتجnnاوز ماخلفتnnه الحداثnnة من مسnnاوئ في الفكnnر و الممارسnnة ،واليتحقnnق اكتمnnال العقnnل و الnnروح السياسnnي والفلسnnفي والnnديني في التnnاريخ إال باسnnلوب ينتهي بnnالوعي إلى المطلnnق المتعين في الزمnnان وفي المكnnان والمتمثل في نظام الدولة المكتمnnل اإلنسnnجام ، "ومن الواضnnح أن هيجل يصف بجالء نموذج الدولة الصناعية الغربيnnة الحديثnnة ، وإن كnnان تnnأثره بnnالنموذج النnnابليوني معnnروف ،ومكن ثم كnnانت اإلنتقnnادات العديnnدة الnnتي وجهت لnnه باتهامnnه بnnالتنظير للدولnnة الكليانية ..فاليمكننا إال أن نقر بأنه وفق في ضبط طبيnnة الدولnnة الغربية الحديثnnة ،الnnتي وانكnnانت أول دولnnة أعلنت حريnnة اإلرادة مبدأ تتأسس عليnnه الحركnnة اإلجتماعيnnة و السياسnnية ،فإنهnnا في اآلن نفسه أكثر دولة سnnلطوية في التnnاريخ، وأبعnnدها تnnدخال في قولبة أنماط المعرفة والسلوك الفردي والجماعي، إن ما يمكن دون تردد ، إن هيجل كان أعمق نظرا وأكثر واقعية من تلميnnذه ماركس ، الذي تنبأ بإنهيار التناقض الطبقي وإنتفاء شكل الدولة ، بينمnnnا اكتفى قيلسnnnوف المثاليnnnة الجدليnnnة بضnnnبط حركnnnة الوقائع ،وقدمها في قالب نسقي تحكمه غائيnnة العقnnل المطلnnق

.لقد تأثر فوكوياما بفلسفة التاريخ1في مسار تجسده التاريخي" لnnnدى هيجnnnل الnnnتي تتمnnnيز بالمتانnnnة الفكريnnnة وبالصnnnالبة في المفاهيم ،ولم تقnnف هnnذه المتانnnة و القnnوة في فلسnnفة التnnاريخ

،ص 1 العولمة اتجاهات ، آباه ولد السيد n150.

108

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

الهيجلية في وجه اإلنحراف بها في نهاية التاريخ نحوكونها مجرد ايديولوجيا تحمي الدولة الديمقراطية اللبيرالية الغربية الحديثة، لذا يعتبر العديد من المفكرين أطروحة نهاية التاريخ وما تنطوي عليه ليس بفمر الجديnnد فهي" التقnnدم رؤيnnة جديnnدة ،أو مفnnاتيح معقولية لحقبة انفصمت فيها الداللة عن الحدث، وإنما هي أثnnرnفوكوياما nnn دهnnاوراء مقصnnل في مnnة، تحيnnألزمة نظرية متفاقم إلى أزمة انسداد آفاق المعقولية الnnتي تنبnnع في سnnياق الحداثnnة من محددات اإلنسانية النظرية )الnnذات المفكnnرة( و المقnnاييس الموضوعية في وصف الظnnاهرة) العلم التجريnnبي(و التاريخانيnnة الغائبة) مقولة التقدم ( .ولذا فان نهاية التاريخ الننفصم عن عن موت اإلنسان الذي أعلنnnه" ميشnnال فوكnnو")أي تقnnويض مقولnnة الوعي في عالقة تمثله المباشnnر لموضnnعه(،كمnnا التنفصnnل عن" موت التجريبية الوضعية"التي أبnnرزت لمقnnاييس اإلبسnnتمولوجية زيفهnnا وعقمهnnا ، وال تنفصnnل كnnذلك عن انتكاسnnة التصnnورات التاريخية التي قامت على أنقاضnnها المنnnاهج الجديnnدة في كتابnnة

.(1)التاريخ وقراءته "

لم يأبه "فوكويامnnا" بnnالتحوالت المتسnnارعة في العnnالم في ظnnل العولمnnة و النظnnام العnnالمي ومnnا سnnببته األزمnnات على المسnnتوى اإلقتصnnادي و المnnالي ، ليس في العnnالم المتخلnnف فحسب بل امتدى تأثيرهnnا إلى البلnnدان المتقدمnnة وعلى رأسnnها الواليnnات المتحnnدة ،ممnnا يطعن في مقولnnة نهايnnة التnnاريخ وهnnو

1 . ،ص بق سا مرجع ، عباس n293فيصل

109

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

الموقnnnف الnnnذي يnnnرى البعض صnnnيه الكثnnnير من الطرافnnnة ،إن فوكويامnnا في"مقالنnnه األخnnيرة الnnتي نشnnرها بصnnحيفة "لnnوس أنجلس تايمز" بnnادر بالتأكيnnد إلى "إنnnني ال أرى فيمnnا حnnدث في عالم السnnياية الدوليnnة ،وفي اإلقتصnnاد العnnالمي خالل السnnنوات العشnnر األخnnيرة أي شnnيئ يتعnnارض حسnnب وجهnnة نظnnري مnnع اإلستنتاج القائل إن الديمقراطيnnةالمتحررة والنظnnام اإلقتصnnادي الذي يتحكم في السوق هما البnnديل الوحيnnد النnnافع للمجتمعnnات الحديثnnة".وفي هnnذا السnnياق الينظnnر إلى غلى األزمnnات الnnتى عصnnnفت باقتصnnnاديات البلnnnدان األسnnnيوية وروسnnnيا، والتراجnnnع الديمقراطية ،وانتشnnار الحnnروب األهليnnة في منnnاطق شnnتى من العnnnالم ، شnnnواهد تفنnnnد نظريتnnnه ، وإنمnnnا يnnnرى ان اتجnnnاه العولمة)بالمنظورالراسمالي الغربي(قد تجذر وتوطnnد ،لسnnببين اساسين:هما من جهة غيnnاب نمnnوذج تنمnnوي بnnديل ،وآثnnارالثورة

(1)التقنية للمعلومات من جهة اخرى"

فوكوياما كغيره من المفكرين الغربييين المعاصnnرين اطnnار العقnnل و الحركnnة في المجتمعnnات الغربيnnة ومجتمnnع الواليnnات المتحدة األمريكية،فيه يكون الnnزمن مليء باإليجابيnnة في الفكnnر والممارسة في حياة الناس ،اإليجابية التي يصنعها العلم وتبنيهnnا الثورة التقنية ، باعتبnnار العلم هnnو محnnرك التnnاريخ وليس حركnnة متطلبnnات اإلقتصnnاد و السياسnnة واإلجتمnnاع البشnnري،والثnnورة العلميnnة التكنولوجيnnة في مجnnال البيولوجيnnا ت كفيلnnة بضnnمان

1 . ،ص سابق مرجع ، العولمة اتجاهات ، آباه ولد السيد n299

110

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

التغnnnير الكيفي للعنصnnnر البشnnnري ، وهnnnو مnnnالم تقnnnدر عليnnnه اإليnnديولوجيا الشnnيوعية ، يسnnتمد فوكويامnnا خلفيتnnه "النظريnnة لنموذجnnه المعnnدل من "اإليديولوجيnnة العلميnnة"ولnnذا لم يكن من المستغرب أن يستند إلى نتائج البيولوجيا التي تشnnهد تطnnورات مذهلة ، منذ أن بnnدأت تطnnورات تقنيnnات التصnnرف في الجينnnات "،ووصnnلت مرحلnnة اإلستنسnnاخ ،ولم يفقnnد فوكويامnnا نزعتnnه التفاؤلية التي انبنت بnnدءا على ايمانnnه باكتمnnال حركnnة التnnاريخ ، وغnnدت تتاسnnس على المراهنnnة على تطnnور العلم والتقنيnnة ومnnا ينجم عنها من تغير لشكل البشnnرية ذاتهnnا الnnتي سnnتنتهي ويحnnل محلها نموذج جديد من اإلنسان ،وهو حصnnيلة انتفnnاء تتnnوفر فيnnه مnnnيزات التفnnnوق و السnnnمو والكفnnnاءة المطلوبnnnة في العصnnnر

(1)الجديد"

أن ارتبnnاط التطnnورات الكشnnفية و التجريبيnnة و التقنيnnة في العلnnوم البيولوجيnnة بسnnلئر مشnnكالت اإلنسnnان أفnnرز نزاعnnات ايديولوجية عديدة قادها مفكرون وعلماء وساسة ، كانت متفقة في عمومها على تحكم العنصر العnnرقي الnnوراثي و الجيnnني في مصادر وأساليب ومنتجات التقدم والتحضر ،واألكnnثر ممnnا تنتجnnه

في رأيالتطnnورات التقنيnnة في البحnnوث العلميnnة البيولوججيnnا فوكوياما، فلسفة ما بعد الحداثة قوضت األيديولوجية المؤسسة للديمقراطيnnة الليبراليnnة، وتnnركت العnnالم الغnnربي في موقnnف أضnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnعف. حقيقnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnة إنعnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnدام

1 . احمد . د ت ، التكنولوجيا الثورة ،عواقب اإلنسان ،نهاية فوكوياما فرانسيس n : ،ط لبنان ، سطور ،اصدارات 189،ص.2002، 1مستجير

111

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

كnnانت الديمقراطيnnة الليبرالية أمnnام والفاشية الماركسية عملية ، ألنالتقnnدمي سببا كافيا لإلحتفاء بالسلوك التفاؤلي في العصر

هذا األمل في المستقبل هو ما جعل المجتمعات الغربية تكnnافح فلسفة ما بعد الحداثnnة (1).التقدمية من أجل الحفاظ على القيم

من ناحية أخرى، أصبحت جزئا ال يتجnnزأ من الnnوعي الثقnnافي، ال تقnnدم أمال وال شnnيء يnnدعو للحفnnاظ على الشnnعور الضnnروري

،رالnnف دانnnدروف (2)والالزم بهذا المجتمع والحفnnاظ على قيمnnه. أن فوكويامnnا 1990 عالم سياسة وعلم اجتماع ألماني قال عام

بعnnد مقالnnه المثnnير للجnnدل،  دقيقnnة من الشnnهرة15 حصل على(3)"nاوز الnnا تجnnبح15ولكن فوكويامnnهرة" وأصnnة من الشnnدقيق

المظفرة" وقnnال عنnnه للرأسمالية يسمى بالn"فيلسوف الملكي:(4) أميتاي إتزيوني اإلسرائيليعالم االجتماع

هو من بين قالئل من المثقفين المسnnتمرين، هم في كثnnير دقيقnnة15من األحيان مجرد نجوم إعالم يلتهمهم ويبصقهم بعد

من الشهرة، لكنه استمر.

رفعت من رصيد أستاذه 2001 آيلول من11أحداث  ولكن الnnذي ألnnف كتابnnا يnnرد فيهnnا على صامويل هنتجتــون األسبق

ويقnnدم نظريnnة جديnnد الديمقراطيnnة الليبرالية أطروحnnة تغلب1  Francis Fukuyama, "Reflections on the End of History, Five Years Later", History and Theory 34, 2: World Historians and Their Critics (May 1995): 362  Francis Fukuyama, "Reflections on the End of History, Five Years Later", History and Theory 34, 2: World Historians and Their Critics (May 1995): 363 Dahrendorf (1990)Reflections on the revolution in Europe p. 374 Wroe ، Nicholas (May 10, 2002)."History's Pallbearer". The Guardian. Guardian Media Group

112

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

11أحnnnداث .الحnnnرب البnnnاردة لصnnnراعات عnnnالم مnnnا بعnnnد يnnتراجع قليال ويصnnف مnnا فوكوياماجعلت فرانسnnيس سnnبتمبر

يحدث بالn"تحnnدي التحليلي"، مضnnيفا بأنnnه لم يعnnرف مnnاهو هnnذا الذي يواجهونه بالضبط، "هذه مجموعة بيانات جديدة" على حد

قال الحقا بأن التطرف اإلسالمي هو سلوك اللحظnnات(1)تعبيره. أحnnداث األخيرة لثقافة ستتطور مnnع مnnرور الnnوقت، ألن منفnnذي

ال يمثلnnون توجهnnا غالبnnا وسnnيواجهون التحnnديث في  سnnبتمبر11 النهاية، و"التحديث سينتصر" الحداثة بالنسnnبة لفوكويامnnا قطnnار سnnريع لن يخnnرج عن مسnnاره، الديمقراطيnnة واألسnnواق الحnnرة تستمر في التوسع لتصبح المبnnادئ المنظمnnة والمسnnيطرة على الكثير من دول العالم. عدد المسnnلمين الnnذين يريnnدون الهجnnرة إلى الغرب والمشاركة في إنتخابات، يفوق عدد الnnذين يريnnدون

:(3) يضيف مقدرا موقف معارضيه (2)تفجير كل شيئ فيه.

، أو النسnnخ المتطرفnnة منnnهاإلسnnالم هناك شnnيئ بخصnnوص على األقل التي أصبحت مهيمنة في السنوات األخيرة، ما يجعل المجتمعات المسnnلمة مقاومnnة للتحnnديث. من بين جميnnع النظم الثقافية المعاصرة، اإلسالم لديnnه أقnnل عnnدد من الnnديمقراطيات

الnnدول ، وال يحتnnوي دوال حققت انتقnnاال من حالnnةتركيا باسnnتثناء

1 Wroe ، Nicholas (May 10, 2002)."History's Pallbearer". The Guardian. Guardian Media Group.2 Francis Fukuyama (2011)."The West Has Won". The Guardian. May 16 2015.3  Francis Fukuyama (2011)."The West Has Won". The Guardian. May 16 2015.

113

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

كوريnnnnnnnnnnnnnnnا مثلمnnnnnnnnnnnnnnnا فعلت دول متقدمة إلى النامية هو النظام الثقnnافي الوحيnnد الnnذي اإلسالم .وسنغافورة الجنوبية

أسnnnامة بن ينتج أشnnnخاص يرفضnnnون الحداثnnnة بانتظnnnام مثnnnل . وهو ما يثير التساؤل حnnول مnnدى تمثيnnل هnnؤالءطالبان أو الدن

في المجتمع اإلسالمي األكبر، وما إذا كان هذا الnnرفض للحداثnnة متأصnnnل في الnnnدين اإلسnnnالمي بطريقnnnة أو بnnnأخرى. إذا كnnnان الرافضين للحداثة أكثر من مجnnرد جماعnnات هامشnnية متطرفnnة، يمكن القول أن هنتنغتون محnnق وأننnnا في صnnراع طويnnل أصnnبح

   خطيرا بحكم التمكين التكنولوجي.

: ثم يعقب بالقول

اإلسnnnnnالم من المنطقي أن نسnnnnnأل مnnnnnا إذا كnnnnnان " ،للديمقراطية الليبرالية يشكل بديال موضوعيا السياسي

اإلسnnالم الراديكnnالي ليس لديnnه أي شnnعبية في العnnالم المعاصر بصرف النظر عن أولئnnك الnnذين هم مسnnلمون

("بالنسبة للمسnnلمين أنفسnnهم ،11ثقافيا من البداية" ) أثبت اإلسnnالم السياسnnي أنnnه أكnnثر جاذبيnnة من الناحيnnة

عاما من حكم23النظرية مما هو عليه في الواقع. بعد رجnnال الnnدين األصnnوليين، معظم اإليرانnnيين وخاصnnة الشباب، يودون العيش في مجتمnnع أكnnثر تحnnررا بكثnnير.

   

114

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

يشnnعرون بnnاألمر طالبnnان األفغان الذين عnnانوا من حكمnnترجم نفسه. الكراهيnnة المعاديnnة للواليnnات المتحnnدة ال ت

نهايnnnة إلى برنnnnامج سياسnnnي قابnnnل للحيnnnاة. نحن في بسبب وجود نظام واحد سيستمر بالهيمنnnة على التاريخ

الديمقراطيnnnة السياسnnnة الدوليnnnة وهnnnذا النظnnnام هnnnو ، الصnnراع الnnذي نواجهnnه هnnو ليس صnnراع بينالليبرالية

ثقافnnnات متسnnnاوية بين بعضnnnها البعض مثnnnل القnnnوى األوروبية في القرن التاسع عشر، الصnnراع الحnnالي هnnو سلسnnnلة من اجرائnnnات آخnnnر نفس لمجتمعnnnات تعتnnnبر

وجودها التقليدي مهدد بالفعل بسبب التحديثــا يnnnnnnnرفض ــ ــ موقnnnnnnnف بعض معارضnnnnnnnيه فوكويام

الرافضة للتحديث متجذرة في المعتقد اإلسالمية الراديكالية بأن اإلسnnnالمي نفسnnnه، ويسnnnمي هnnnذا الموقnnnف بالnnnn"هنتجتnnnوني"

ال يnnnؤمن بوجnnnودفوكوياما (1).لصــامويل هنتجتــون ةنسب "اإلستثناء اإلسالمي" أمnnام منطnnق التحnnديث ويnnرى أنnnه وبnnرغم االتحاد القديم بين الدولة والمسجد، ستكون هنnnاك قnnوى دائمnnة

يؤيnده في (2)تدعو لعدم تسييس الدين مثلما حnnدث في الغnnرب. ، الnnذي قnnال بnnأن المسnnلمين"سعد الــدين إبــراهيم موقفه"

وعبر أربعة عشر قرنا، شهدوا ظهور عدة حركnnات سnnواء كnnانت متطرفة أو إصالحية أو متمردة أو روحانية، أو تبشnnيرية فهم في1 Francis Fukuyama (2006)."The 'end of history' symposium: a response". Open Democracy. May 17 2015.2 Francis Fukuyama (2006)."The 'end of history' symposium: a response". Open Democracy. May 17 2015.

115

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

مثال، ألمانيا هnnnذه المسnnnألة ليسnnnوا مختلفين عن المسnnnيحيين. شnnهدت العديnnد من الحركnnات المماثلnnة في القnnرنين السnnادس والسابع عشر، وهي فترة تحول اجتماعي واقتصادي عميnnق في التاريخ األلماني واألوروبي بشكل عام. في ذلك الnnوقت، عمليnnة التحnnديث قnnد بnnدأت لتوهnnا مnnع كnnل مnnا يصnnاحب ذلnnك من

ــدين و يضnnيف" (1)االضnnطرابات الواسnnعة النطnnاق. ــعد ال س "فوكوياماأنnnnه معجب بحساسnnnية وذكnnnاء تفنيد "إبـــراهيم نهاية (2).صراع الحضارات المعنونة صامويل هنتجتون "ألطروحة

التاريخ ليس باعتباره توقفا لألحداث، بل لعnnدم وجnnود نظnnام في المسnnnnnnnnnnnnتقبل لمnnnnnnnnnnnnا بعnnnnnnnnnnnnد الديمقراطيnnnnnnnnnnnnة

تتوافnnnق في الديمقراطيnnnة الليبرالية .والرأسnnnمالية الحديثnnnة األساس مع الطبيعة البشرية ألنهnnا تسnnتوفي الرغبnnات الطبيعيnnة للثراء واالعتراف. بعد عقدين من الزمن على أطروحتnnه وبnnدون تشكل مرحلة ما بعد الليبرالية والرأسمالية في األفق تشخيصnnه

األساسي ال يزال سليما. بnnأنفوكوياما يجnnادل  وفي كتابه مستقبلنا بعد البشnnرية

التكنولوجيnnnnا الحيويnnnnة تسnnnnمح للبشnnnnر بسnnnnيطرة مباشnnnnرة وهو ما طبيعة اإلنسان الطبيعي وقد تسمح بتعديل تطورها على

البعnnد للخطnnر. وصnnف فوكويامnnا الديمقراطيnnة الليبرالية يعnnرض

1 Saad Eddin Ibrahim (2006). "Politico-religious cults and the 'end of history'". Open Democracy May 17 2015.2 Saad Eddin Ibrahim (2006). "Politico-religious cults and the 'end of history'". Open Democracy May 17 2015.

116

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

نمت حركnnات (1)بأنهnnا من أخطnnر األفكnnار في العnnالم. إنسnnانية الحقnوق تحررية كثnيرة في العnالم المتقnدم من المnدافعين عن

مثلnnيي إلى المnnدافعين عن حقnnوق النسnnوية والحركnnات المدنية . ولكن هنnnاك حركnnات غربيnnة كمnnا يصnnفهم فوكويامnnا، الالجنس

يريدون أقل من تحرير الجنس البشnnري من قيnnوده البيولوجيnnة. موجnnودة ضnnمنا في كثnnير من جnnداول أعمnnال البعnnد إنسnnانية (2)

البحوث البيولوجية المعاصnnرة. التكنولوجيnnات الجديnnدة الناشnnئة من مختبرات األبحاث والمستشفيات سواء عقاقير تغيير المزاج مnnواد زيnnادة كتلnnة العضnnالت، عقnnاقير محnnو الnnذاكرة االنتقائيnnة، الفحص الجيني قبل الوالدة، يمكن بسهولة أن تسnnتخدم لتعزيnnز القnnدرات البيولوجيnnة للبشnnر وتخفيnnف حnnدة األمnnراض. الجنس البشري هو جنس ضnnعيف في نهايnnة المطnnاف، أمراضnnه تتطnnور باسnnتمرار، يعnnاني من القيnnود الماديnnة، ويعيش حيnnاة قصnnيرة

nيرة،100والمحظوظ من يعيش إلى سن الnnافة إلى الغnnباإلض . منطقيnnة البعnnد إنسnnانية العنف، والقلق المستمر، تبnnدو مشnnاريع

وجذابnnة. ولكن فوكويامnnا لديnnه نظnnرة مختلفnnة ويجnnادل بnnأن بعnnnد المجتمعnnnات قnnnد ال تقnnnع فريسnnnة سnnnهلة لنظnnnرة دعnnnاة

ولكنهم قnnد يقعnnون في شnnراكها دون إدراك، نظnnرا اإلنسnnانية(3)للمغريات البيولوجية التي يقدمونها بثمن أخالقي فادح.

1 Francis Fukuyama (2004)."Transhumanism".Foreign Policy. May 17 2015.2 Francis Fukuyama (2004)."Transhumanism".Foreign Policy. May 17 2015.3 Francis Fukuyama (2004)."Transhumanism".Foreign Policy. May 17 2015.

117

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

. يقnnnولالمسnnnاواة هي البعnnnد اإلنسnnnانية إن أول ضnnnحايا شnnقت طريقnnا صnnعبا في هnnذا الواليnnات المتحnnدة فوكويامnnا بnnأن

الجانب فأكثر الصراعات السياسية جدية في تاريخ أميركا كانت إعالن تتمحnnnور حnnnول من هnnnو الnnnذي يمكن إعتبnnnاره إنسnnnانا.

شدد أن "كل الناس خلقوا سواسnnية" ولكن االستقالل األمريكي مع ذلك، السود والنساء لم يعتبروا كذلك وفق تفسيرات معظم

الفكnnnnnnnnnرة الكامنnnnnnnnnnة (1).1776 األميركnnnnnnnnnيين عnnnnnnnnnام هو االعتقاد بأن جميع البشر يمتلكnnونالحقوق في المساواة وراء

جوهر اإلنسان الذي يقزم ويقلل من قيمة االختالفات السطحية . هnnذا الجnnوهرالnnذكاء مثل لون البشرة، الجمال، وحتى مسnnتوى

الذي يفيnnد بnnأن لكnnل البشnر قيمnnة متأصnnلة، هnnو قلب الليبراليnnة بعnnد السياسnnية ولكن تعnnديل هnnذا الجnnوهر هnnو أسnnاس مشnnروع

اإلنسانية . إذا ما حاول اإلنسان أن يجعل من نفسnnه أكnnثر تفوقnnا بيولوجيا، تتراود أسnnئلة عن نوعيnnة الحقnnوق الnnتي سnnيطالب بهnnا هوالء البشر المتحولون مقارنة بالذين لم يحظوا بنفس الفnnرص ليجعلوا من أنفسهم بشرا خnnارقين. إضnnافة إلى اآلثnnار المترتبnnة على المواطnnnنين في دول فقnnnيرة حيث عجnnnائب التكنولوجيnnnا الحيويnnة على األرجح سnnتكون بعيnnدا عن متنnnاول النnnاس، تهديnnدفكnnرة المسnnاواة يصnnبح أكnnثر إزعاجnnا من الnnدول المتقدمnnة.

(2)  فالفكرة هي أن تكنولوجيا كهnnذه سnnتجعل من األقويnnاء حاليnnا

1 Francis Fukuyama (2004)."Transhumanism".Foreign Policy. May 17 2015.2 Francis Fukuyama (2004)."Transhumanism".Foreign Policy. May 17 2015.

118

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

أقوى وتخلق طبقة اجتماعية تدعي لها حقوقا أكثر إسnnتنادا علىتفوقها الجسماني أو الجيني.

يجادل فوكويامnnا بnnأن البشnnر هم أعجوبnnة منتجnnات معقnnدة طويلة، خصائصهم الجيدة مرتبطnnة ارتباطnnا وثيقnnاتطورية لعملية

بتلك السيئة. العنف والعدوانية هما السبب وراء قnnدرة اإلنسnnان على الدفاع عن نفسه. مشاعر االحساس بnnالتفرد والتمnnيز، هي الnnدافع وراء االخالص للمقnnربين. الغnnيرة هي الnnدافع الحقيقي خلف الحب. حتى الوفاة تلعب وظيفة هامة في السماح للجنس البشnnري ككnnل في البقnnاء والتكيnnف، فnnآخر مnnا يريnnده النnnاس

يعيش طnnويال وال يمnnوت. تعnnديل أي من الخصnnائص دكتnnاتور هnnو الرئيسnnية لnnدى البشnnر يسnnتلزم ال محالnnة تعnnديل حزمnnة معقnnدة ومترابطة من الصفات االنسانية، وال يوجد أحد قادر على التنبnnؤ

بالنسnnبة لفوكويامnnا، ال يمكن (1)بالنتيجة النهائية لهكnnذا تعnnديالت. الوثوق بعلماء البيولوجيا ألن هnnدفهم الرئيسnnي هnnو التغلب على الطبيعnnnnة وغnnnnالبهم ال يهتم ألي إعتبnnnnارات أخالقيnnnnة، وهنnnnnاك األخالقيnnون البيولوجnnيين وهnnدفهم األساسnnي هnnو تnnبرير وتقnnديم

(2)المسوغات لكل ما يريد أن يقوم به العلماء.

إن الجدال حول هذه القضية ليس حكرا على الجانب الذي تحدث عنه فوكوياما وهو الجانب السياسي فهناك جوانب أخرى ولكن هنnnاك من رد على الجnnانب الnnذي أشnnار إليnnه فوكويامnnا.1 Francis Fukuyama (2004)."Transhumanism".Foreign Policy. May 17 2015.2 Ronald Bailey (2004)."Transhumanism: The Most Dangerous Idea?".Reason. May 17 2015.

119

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

االنتقادات لنظرة فوكوياماتجادل بأن الليبرالية السياسية هي ما سينظم الحياة في مجتمع مnnا بعnnد اإلنسnnانية، ألن البيولوجيnnا لم تكن العامل المحnnدد أو المحnnرك للحقnnوق السياسnnية والمدنيnnة. الليبرالية لم توجد على أساس المساواة الفعلية بين البشر، بnل بالمساواة في الحقوق وأمام القانون. كما أن الهندسة الوراثيnnة قد تخفف من الفوارق بين البشnnر بnnدال من تفاقمهnnا، فهي تnnتيح لكثيرين إمتيازات كانت في السnابق حكnnرا على قلnnة. الليبراليnnة السياسية ليست في خطر بل هي من سيضnnمن حقnnوق األفnnراد في مجتمع ما بعد اإلنسانية لجوهرها القائم على تطبيق القانون على الجميnnع مهمnnا كnnانوا أغنيnnاء أو فقnnراء، جهلnnة أو متعلمين، أقويnnاء أو عnnاجزين، معnnززون بيولوجيnnا بفضnnل األبحnnاث أو غnnير

والجدل ال يزال مستمرا. ( 1)معززين. وفي مقالتnnnه الفضnnnائل االجتماعيnnnة وتحقيnnnق االزدهnnnار ،

% من األحnnداث80 نظرية االقتصnادات التقليديnة الحديثة تشرح االقتصادية، والباقي يعتمد على دور الدولة والتنظيم االجتمnnاعي للمجتمnnnع. مnnnالت البنيnnnة الفكريnnnة واالجتماعيnnnة في غnnnالب المجتمعnnnnnnnnnnnnnات الغربيnnnnnnnnnnnnnة لتهميش المجnnnnnnnnnnnnnاالت

لالقتصاد، ولكن االقتصاد بحد ذاتnnه ال واألنثروبولوجية االجتماعية يمكنه تفسير لمnnاذا بعض المجتمعnnات أكnnثر إزدهnnارا من غيرهnnا. يقول فوكوياما أن البلnnدان المزدهnnرة تميnnل إلى أن تكnnون تلnnك التي يمكن أن تتم فيها العالقات التجارية بين الناس بشكل غnnير1 Ronald Bailey (2004)."Transhumanism: The Most Dangerous Idea?".Reason. May 17 2015

120

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

والواليnnات واليابان ألمانيا رسمي ومرن على أساس الثقة، مثل ،وكوريا وإيطاليا فرنسا . في مجتمعnnات أخnnرى، مثnnلالمتحnnدة

تخضع السندات االجتماعية للعالقات األسرية وغيرهnnا من وجnوه الوالئات المختلة، وهو ما يخلق الجمود ويستفز الدولnnة للتnnدخل بما يثبط النمو االقتصnnادي. الفكnnرة الرئيسnnية للكتnnاب هnnو األداء االقتصادي للمجتمعات متعلق بشnnكل كبnnير بوجnnود درجnnة عاليnnة من الثقnnة في المجتمnnع المnnدني، في العالقnnات الغnnير العائليnnة والغير الحكومية. جميع أشnnكال الجماعnnات الثقافيnnة االجتماعيnnة التقليدية مثل القبائل والجمعيات القروية، والطوائف الدينية وما إلى ذلnك، تقnnوم على أسnاس تقاليnnد مشnتركة وتسnتخدام هnذه

لم تعتnnبر التنمية المعايير لتحقيق غايات تعاونية. األدبيnnات حnnول.لرأس المال االجتماعي هذه العالقات مفيدة

القnnدرة الثقافيnnة على تشnnكيل منظمnnات وشnnركات غnnير أسnnرية وغnnير حكوميnnة هي المفتnnاح لتشnnكيل منظمnnات تجاريnnة كبيرة، ناجحnnة وحديثnnة. في المجتمعnnات ذات الروابnnط األسnnرية القويnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnة أكnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnثر من الالزم أو حيث

قويnnة، يجnnد األفnnراد صnnعوبة في الشnnيوعية أو الكاثوليكية كnnانت تشكيل روابط إجتماعية يمكن أن تؤدي إلى عالقات فعالnnة على

. المجتمعات ذات الثقnnة المنخفضnnة تقلnnلاالقتصاد الجزئيصعيد قnnدرة أعضnnائها على التضnnامن وتقلnnل من فعاليnnة التعnnاون مnnع

والعديnnnد من شnnnرق آسnnnيا الغربnnnاء. في األجnnnزاء الصnnnينية من رأس المnnnnال على سnnnnبيل المثnnnnال، أميركnnnnا الالتينية بلnnnnدان

121

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

يتواجnnnد داخnnnل دائnnnرة ضnnnيقة من األسnnnر، فتلnnnك االجتمnnnاعي المجتمعات ال تثق بالغرباء من خارج دوائرهم الضnnيقة غالبnnا ألن الغرباء يصنفون ضمن فئة مختلفة عن األقارب في ثقافة العمل وهو ما يؤدي إلى انخفاض مستوى السلوك األخالقي للمواطنين

. في مثnnل هnnذه المجتمعnnات، يشnnعرالمعnnايير المزودجةوتبرير الموظف العمومي أن من حقه السرقة أو االختالس طالما أنهnnا تصnnرفات ستصnnب في مصnnلحة عائلتnnه أو عشnnيرته، فحسnnن

(1)السيرة والسلوك محفوظ للعائلة والمعارف فقط

تعnnاني المجتمعnnات التقليديnnة من عnnدم وجnnود أفnnراد على ، أفnnراد قnnادرين على التنقnnل بينالشnnبكات االجتماعية أطnnراف

المجموعات المختلفة وبالتالي يصبحون حملة ألفكار ومعلومات جديدة. المجتمعnnات التقليديnnة غالبnnا مnnا تكnnون قطعيnnة، أي أنهnnا تتألف من عدد كبير من الوحدات االجتماعية المتطابقة والقائمة بnnذاتها مثnnل القnnرويين أو القبائnnل. المجتمعnnات الحديثnnة على النقيض من ذلnnnك، فهي تتnnnألف من عnnnدد كبnnnير من الفئnnnات االجتماعية المتداخلnnة الnnتي تسnnمح بعضnnويات وهويnnات متعnnددة ولnnذلك يكnnون تبnnادل المعلومnnات واالبnnداع واالبتكnnار أصnnعب وإسnnتغالل المnnوارد البشnnرية أسnnوأ في المجتمعnnات التقليديnnة

ال يقnnnترح فوكويامnnnا بnnnأن المنظمnnnات أو (2)مقارنnnnة بالحديثnnnة الشركات العائلية غير منتجnnة فمن الواضnnح أنهnnا ليسnnت كnnذلك،1 Francis Fukuyama (1999)."Social Capital and Civil Society".IMF May 24 2015.2 Francis Fukuyama (1999)."Social Capital and Civil Society".IMF May 24 2015.

122

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

ولكن نمnnnو وتطnnnور الشnnnركات األكnnnبر حجمnnnا ال يحnnnدث في المجتمعات "العائلية" دون تدخل مكثف من جانب الدولnnة، وهnnو مnnا يعرقnnل قnnدرة القطnnاع الخnnاص على إيجnnاد شnnركات ضnnخمة وقوية وديناميكية مثل المجتمعات ذات الثقة العالية، فالمالحnnظ بشأن المجتمعات التقليدية أن الشركات الكبرى في الغالب مnnا تكون ضمن القطاع الحكnnومي مnnع كnnل مnnا يصnnاحب ذلnnك من ال

.الكفاءةفعالية وإنعدام في الفتقارها القدرة على إيجاد عالقات إجتماعية عفويnnة، تقnnع

أو تكلفnnة المحسnnوبية هذه المجتمعات فريسة عnnدم الكفnnاءة أو العقود الرسمية وتدخل الدولة. عنnnدما توجnnد الثقnnة بين العمnnال ورؤسائهم، وبين المnnوظفين ومnnدرائهم من خnnارج العائلnnة، وبين الموردين والمنتجين، تزدهر الترتيبات الغnnير الرسnnمية منخفضnnة

لرأس المnnnnnnnnالالتكلفnnnnnnnnة. من المصnnnnnnnnادر األساسnnnnnnnnية ، فوجود المجتمnnع المnnدني شnnرطمجتمع مدني وجود االجتماعي

:"بnnدون إرنسnnت غيلnnنر ضروري للديمقراطية الليبرالية كما قالمجتمع مدني التوجد ديمقراطية"

إن المصلحة الذاتية والعقود وأتعاب المحامين كلها مصادر مهمة لالرتباط االقتصادي، ولكن أكثر المنظمات فعالية هي تلك القائمnnnnnnة على مجتمعnnnnnnات تمتلnnnnnnك قيمnnnnnnا أخالقيnnnnnnة

تعnnني وجnnود مجnnال لحمايnnة الديمقراطيnnة الليبرالية مشnnتركة. بتقييnnnد الدولnnnة عن التnnnدخل، ولكن يجب على الفردية الحريnnnة

المجتمع أن يكون قادرا على تنظيم نفسه حتى ال يتحول النظام

123

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي ، تتnnدخل الدولnnةالمجتمnnع المnnدني . بغيابأناركية السياسي إلى

لتنظيم األفnnراد الnnذين ال يسnnتطيعون تنظيم أنفسnnهم والنتيجnnة بتصرف الدولة كأب للمواطنين مسnnؤول عن تلبيnnةالحرية غياب

يnnؤدي إلى رأس المnnال االجتمnnاعي كافnnة إحتياجnnاتهم. إنخفnnاض العديnnnnnnد من االختالالت السياسnnnnnnية مثnnnnnnل مnnnnnnا حnnnnnnدث

حيث تشكلت أنظمة مركزية صارمة بشnnكل وإيطاليا فرنسا في مفnnرط وغnnير قnnادرة على االسnnتجابة الشnnعبية، وهnnو مnnا جعلهnnا أنظمnnnة غnnnير قابلnnnة للتغيnnnير واالصnnnالح إال من خالل الثnnnورات واالنتفاضات الشعبية أو االضرابات العامة بصورة أدق كما حدث

. في فرنسا1968أحداث مايو  خالل إن فوكوياما قدم نظريته بشكل جيد لدرجة أن النقاد كانوا على إستعداد لتجاوز تعميمه للمجتمعات التي درسnnها بالتفصnnيل

) مجتمعnnات وألمانيا واليابnnان الواليnnات المتحnnدةفي كتابه وهي )مجتمعات والصين وإيطاليا وفرنسا وكوريا الجنوبية ثقة عالية(،

ويؤكد فوكوياما ويشدد أن كتابه ال يتبنى دعnnوة (1)ثقة منخفضة(. رومانسnnية للnnn"عnnودة إلى األيnnام الذهبيnnة" مnnا قبnnل المجتمعnات

يظالن والرأسماليةفالديمقراطية الليبرالية ،الرأسمالية والتقاليد الجnnnوهر، والتنظيم واإلطnnnار السياسnnnي واالقتصnnnادي الوحيnnnد

االنتقاد يركز على االسnnتثنائات والشnnذوذ (2)للمجتمعات الحديثة. التاريخي، وهي تحديات للهيكnnل االساسnnي للكتnnاب. مnnا افتقnnده فوكوياما وفقا لنقاد كان ربط جدالnnه الرئيسnnي بحnnاالت تاريخيnnة1 Peter Lindsay (2014)."Trust and the Bottom Line".Jstor. May 17 20152 Peter Lindsay (2014)."Trust and the Bottom Line".Jstor. May 17 2015

124

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

الثnnورة سابقة من النهnnوض والصnnعود االقتصnnادي، بمnnا في ذلnnك . التدابيروالواليات المتحدة وبريطانياأوروبا الغربية في الصناعية

واالختبارات التي أجراهnnا فوكويامnnا لقيnnاس دور الثقافnnة والثقnnة وصnnف (1)المجتمعيnnة في التنميnnة االقتصnnادية شnnابتها المراوغnnة.

 لكوريا الجنوبية فوكاياما بأنها مجتمع "ثقة منخفضة" تلقى ردودا مختلطة من علماء كوريين، ألن بعض الدراسات الكورية وجدت خصائص تدعم جدال فوكوياما وبعضnnها وجnnد أن مسnnتوى الثقnnة

والبيانnnات االحصnnائية ال اليابnnان المجتمعيnnة ال يقnnل عن ذلnnك في أميركnnnا في سnnnلة واحnnnدة مnnnع كوريnnnا الجنوبية تnnnدعم وضnnnع

(2)كn"مجتمع ثقة منخفضة". الالتينية

انتهكت جداله عن أقوى نمnnاذج األزمة االقتصادية اآلسيوية المجتمعnnات ذات الثقnnة العاليnnة وفقnnا لنقnnاد ولكن في الحقيقnnة،

وول كnnانت نتيجnnة ضnnغوطات من1997 األزمnnة الماليnnة عnnام " ولمصندوق النقnnد الnnدوليفالكوريون يسمونها بn"أزمة ستريت

صnnندوق النقnnد تكن أزمة اقتصادية أصnnيلة، يعتقnnد الكوريnnون أن استغل أزمة السيولة لفرض أسواق رأس مnnال مفتوحnnة الدولي

وغnnيرهم ألنnnه وسيتي غnnروب غولدمان ساكس في كوريا لصالح مهما ادعى صناع سياسة أميركيين أن نواياهم كnnانت صnnادقة، ال

من جnnانب البنnnوك االميركيnnة الضnnغط السياسي يمكن اغفnnال الكبرى التي لnnديها مصnnلحة ذاتيnnة مباشnnرة من التحريnnر المnnالي1 G. John Ikenberry (1996)."Trust: The Social Virtues and the Creation of Prosperity".Foreign Affairs. May 17 2015.2 You, Jong-sung (2003)."A Study of Social Trust in South Korea". Harvard University. May 28 2015.

125

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

لفnnnورين اآلسnnnيوي. في كnnnل األحnnnوال، هnnnذا الكتnnnاب وفقnnnا سيثري ويزيد من تعقيnnد الجnnدل السياسnnي حnnول التنميnnة آفريز

االقتصادية ألنه يتحدى كافة النظريات التقليدية الحديثnnة وغيرهnnا من النظريات التي تركز على دور الدولة. هو صnnوت ونnnداء إلى المجتمع المدني لالضطالع بدور أكبر في صياغة شnnروط الحيnnاة

(1)السياسية واالقتصادية الحديثة.

وفي مؤلفه "الطبيعة البشرية وإعادة بنnnاء النظnnام االجتمnnاعي"الذي

،يجnnادل فيnnه أنnnه منnnذ السnnتينات وحnnتى 1999 صnnدر عnnام التسnnعينات، معظم الnnدول الغربيnnة شnnهدت خلال في نظامهnnا

: االجتماعي. يظهر هذا الخلل في ثالث محاور

.زيادة معدالت الجريمة.تراجع الثقة في اآلخرينانهيار منظومة األسرة نتيجة إرتفاع معدالت

الطالق. الواليnnnات على مnnnدى نصnnnف القnnnرن الماضnnnي، تحnnnولت

وغيرها من البلدان المتقدمة اقتصnnاديا إلى مnnا يسnnمى المتحدة "مجتمnnع المعلومnnات" أو عصnnر المعلومnnات، أو العصnnر مnnا بعnnد الصناعي. هذه المرحلة االنتقاليnnة تسnمى بnn"الموجnة الثالثnnة "، يعني أنها ستكون في نهايnnة المطnnاف تتبnnع موجnnتي سnnابقة في1 G. John Ikenberry (1996)."Trust: The Social Virtues and the Creation of Prosperity".Foreign Affairs. May 17 2015.

126

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

: من البدائيnnة إلى المجتمعnnات الزراعيnnة ومنهnnا التاريخ البشري إلى الصناعية. المجتمع المتمحnnور حnnول المعلومnnات يميnnل إلى إنتاج أكثر شيئين قيمnnة للنnnاس في معظم الnnدول الديمقراطيnnة الحديثة، وهي الحريnnة والمسnnاواة. انفجnnرت حريnnة االختيnnار في كل شيء من قنوات التلفزيون إلى مجمعات التسوق منخفضnnة التكلفة والتقاء األصدقاء على شnnبكة اإلنnnترنت. الهرميnnة بجميnnع أنواعهnnا السياسnnية والمؤسسnnية، أصnnبحت تحت ضnnغط متزايnnد

وبدأت في التآكل. إن الناس يربطون عصر المعلومات بظهور شبكة اإلنترنت في التسعينات ولكن التحول من العصر الصناعي بnnدأ في وقت أقnnدم من ذلnnك، تمnnيزت الفnnترة منnnذ مnnا يقnnرب من منتصnnف الستينات إلى التسعينات بتدهور خطير في األوضاع االجتماعيnnة في معظم دول العnnnالم الصnnnناعي. بدايnnnة بالجريمnnnة وتزايnnnد الفوضnnى االجتماعيnnة بشnnكل جعnnل وسnnط المدينnnة في أغnnنى المجتمعات على األرض غير صالح للسكن تقريبا. تراجع األسرة

سnnنة200كمؤسسة اجتماعية والتي ظلت مستمرة ألكnnثر من بشكل متسارع في النصف الثاني من القnرن العشnرين. تراجnع الزيجات والوالدات وارتفاع معدالت الطالق. واحد من كل ثالثnnة

الnnدول وأكثر من نصف األطفال في الواليات المتحدةأطفال في . وأخيرا انخفاض الثقة فيالزواج ولدوا خارج إطاراالسكندنافية

المؤسسnnnnات الحكوميnnnnة فnnnnبرغم أن الغالبيnnnnة العظمى من أعربnnوا عن ثقتهم في وأوروبا الواليات المتحnnدة المواطنين في

127

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

حكوماتهم ومواطنيهم في الخمسينيات، أقلية صغيرة بقت على موقفهnnا بحلnnول التسnnعينات. بnnرغم عnnدم وجnnود مnnا يثبت أن العالقات االنسانية أصبحت أقل، إال أنها لم تعد بnnذات الديمومnnة والمرونnnnnة وتقتصnnnnر على مجموعnnnnة أقnnnnل من األصnnnnدقاء

وبعض الnnnnnnnnnnnnnدول ذات اليابnnnnnnnnnnnnnان والمعnnnnnnnnnnnnnارف. استمرت بالتمسك بالقيم العائليnnة التقليديnnة الكاثوليكية األغلبية

باللغnnة أو العnnالم النnnاطق الدول االسnnكندنافية بشكل أوضح من ، وهو ما وفnnر عليهم الكثnnير من التكnnاليف االجتماعيnnةاإلنجليزية

السnnلبية. ولكن من الصnnعب تصnnور أنهnnا سnnتكون قnnادرة على الصمود على مدى أجيال قادمة، ناهيnnك عن إعnnادة تأسnnيس أي

(1)في العصر الصناعي. األسرة النواة شيء مثل

هذه التغييرات كانت دراماتيكية ووقعت على نطnnاق واسnnع في بلدان متشابهة؛ وكلها ظهرت في نفس الفnnترة من التnnاريخ تقريبnnnا. هnnnذه التغnnnيرات أحnnnدثت اضnnnطرابا كبnnnيرا في القيم االجتماعيnnة الnnتي كnnانت سnnائدة في مجتمnnع العصnnر الصnnناعي

. وبnnnnnnnnnرغم االنتقnnnnnnnnnاداتالقnnnnnnnnnرن العشnnnnnnnnnرين خالل لتركnnnيزهم على فرضnnnية االنحطnnnاط للمحnnnافظين الموجهnnnة

محقون مبدئيا. يشnnدد المحافظين األخالقي، يقول فوكوياما بأن فوكوياما أن جداله ليس من الحنين إلى الماضnnي، وال هnnو نتnnاج ضعف في الذاكرة، أو محاولة للتقليل من آثnnار الجهnnل والنفnnاق االجتماعي في العصnnور السnnابقة، بقnnدر مnnاهو تراجnnع إجتمnnاعي

1 Francis Fukuyama (1999)."The Great Disruption". The Atlantic May 17 2015.

128

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

حقيقي قابل للقياس بسهولة بnnالنظر إلى إحصnnائيات الجريمnnة، واألطفnnال الغnnير شnnرعيين واليتnnامى، وانخفnnاض فnnرص التعليموتحقيق النتائج المرجوة منه وما شابه ذلك أشكال االضطراب.

(1)

هnnذا االضnnطراب يفسnnره فوكويامnnا بnnترادف إنتقnnال تلnnك المجتمعات من العصر الصناعي إلى عصnnر المعلومnnات، كثnnيرة هي االيجابيات التي يصدرها االقتصnnاد القnnائم على المعلومnnات، ولكن هنnnnاك تnnnأثيرات سnnnيئة أيضnnnا على الحيnnnاة االجتماعيnnnة

الطبيعة المتغيرة أدت إلى إسnnتبدال عقليnnة العمnnل واألخالقية. البnnnnدني ودفعت الماليين من النسnnnnاء إلى أمnnnnاكن العمnnnnل، االبتكارات في مجال التكنولوجيا الطبية مثل حبوب منع الحمnnل وزيnnnادة طnnnول العمnnnر أدت إلى تراجnnnع دور األسnnnرة، تنnnnامي

يؤدي إلى االبتكnnار والنمnnو وهnnو مnnا امتnnد إلىالفردية الثقافnnة المعايير االجتماعية حيث تآكلت تقريبnnا جميnnع أشnnكال السnnلطة االجتماعية، كل هذه العوامل المnnذكورة آنفnnا سnnاهمت في هnnذا

(2)"االختالل االجتماعي"

ولكن هنnnnاك جnnnانب مشnnnرق، فتعطnnnل أو إختالل النظnnnام البشر بطبيعتهم حيوانnnات االجتماعي يعني العمل على تجديده.

اجتماعيnnة، وغرائnnزهم األساسnnية تnnدفعهم إلى إنشnnاء قواعnnد أخالقيnnة متجnnددة تnnربطهم ببعضnnهم البعض كمجتمعnnات، فهم

1 "Anthony Gottlieb". New York Times. May 19 20152 "Anthony Gottlieb". New York Times. May 19 2015

129

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

حيوانات عقالنية وهذه العقالنية تدفعهم إلى إيجاد سnnبل عفويnnة برغم أنه قد يكون مفيnnدا في الدين للتعاون مع بعضهم البعض.

هnnذه العمليnnة، لكنnnه ليس شnnرطا أساسnnيا ال غnnنى عنnnه كمnnا ، وال الدولnnة القويnnة والتوسnnعية ضnnرورية كمnnاالمحnnافظونيروج

الحالة الطبيعية لإلنسان ليست "كل رجل .اليساريينيعتقد بعض مجتمnع بnل هي في تومnnاس هnوبز ضد رجnnل آخnر" كمnnا تصnnور

حقيقnnة تؤكnnدها األبحnnاث (1)منظم تحكمه قواعد أخالقيnnة. مدني وعلم الوراثnnnnnة ،علم وظnnnnnائف األعصnnnnnاب الجديnnnnnدة في

(2).واألنثروبولوجي،وعلم األحياء التطوري السلوكي

إذا كانت التكنولوجيا تصعب من عملية الحفاظ على تقاليد مجتمعيnnة قديمnnة للمجتمnnع، سيسnnعى الجنس البشnnري تلقائيnnا للخروج بمنظومة أعراف وتقاليد جديدة لتتناسب مع مصnnالحهم

تعامnnل الثقافة األساسية. العديد من المناقشnnات حnnول مفهnnوم النظnnام االجتمnnاعي كمnnا لnnو كnnان مجموعnnة ثابتnnة من القواعnnد المتوارثة عن األجيال السابقة. السياسة العامة محnnدودة نسnnبيا

، فأفضnnل السياسnnات العامnnةبالثقافة في قnnدرتها على التالعب هي تلnك الnتي تتشnكل عnnبر الnnوعي المجتمعي الواسnع بقيnnوده الثقافية المعرقلة. الثقافة قوة ديناميكية متجددة باسnnتمرار، إن لم يكن التجديد عن طريق الحكومات فهو عن طريق تفnnاعالت اآلالف من األفراد الذين يشكلون المجتمnnع. على الnnرغم من أن الثقافة تميل إلى التطور ببطء مقارنة بالمؤسسات االجتماعيnnة1 Francis Fukuyama (1999)."The Great Disruption". The Atlantic May 17 2015.2 "Anthony Gottlieb". New York Times. May 19 2015

130

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

والسياسnnnnية الرسnnnnمية، إال أنهnnnnا تتكيnnnnف مnnnnع الظnnnnروف دراسة كيفيnnة نشnnوء االنظnnام االجتمnnاعي ليس نتيجnnة المتغيرة.

وجود وصاية سnnلطة هرميnnة من أعلى إلى أسnnفل سnnواء كnnانت سياسnnية أو دينيnnة قnnدر مnnاهو نتيجnnة للتنظيم الnnذاتي من جnnانب األفnnراد، يعnnد أحnnد أكnnثر التحnnوالت الثقافيnnة إثnnارة لالهتمnnام في

(1)العصر الحديث وفقا لفوكوياما.

فوفقnnا هيغلي مnnال فوكويامnnا إلى تعميم التnnاريخ بأسnnلوب لنقاد، هو يميل إلى إعتبار كل تطور في فnnترة تاريخيnnة متقاربnnة

نجت وكوريnnا الجنوبية اليابnnان اذا كانت (2)نتيجة لظاهرة واحدة. من مnnا يسnميه بالnn"خلnل االجتمnاعي" بnرغم أنهnا مnرت بنفس التغnnيرات االقتصnnادية الnnتي يقnnول فوكويامnnا أنهnnا تسnnببت بهnnذا "الخلل" في أمكنة أخرى، فهو يخلق معضلة غير مريحة للهيكل

يعnnترف فوكويامnnا في نهايnnة كتابnnه بnnأن هnnذا األساسي لنظريته. "الخلل الكبير" في طريقه نحو الزوال، بداللة إنخفاض معدالت الجريمة والطالق ومشnnاكل شnnرعية األطفnnال منnnذ التسnnعينات،

تقترب من نهايتها للفردية تزايدت معدالت الثقة واآلثار السلبيةوهو ما يطرح السؤال عن فائnnدة أول مئnnة صnnفحة من الكتnnاب.

ومnnnع ذلnnnك، فnnnإن الكتnnnاب قيم لدارسnnnي تقلبnnnات النظnnnام (3) االجتمnnاعي وبnnرغم أن القضnnايا والحلnnول الnnتي قnnدمها أميركيnnة

1 Francis Fukuyama (1999)."The Great Disruption". The Atlantic May 17 20152 "Anthony Gottlieb". New York Times. May 19 2015.3 "Anthony Gottlieb". New York Times. May 19 2015.

131

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

خالصة، من السهل رسم أوجnnه التشnnابه مnnع مجتمعnnات أخnnرى،(2)تواجه نفس المشاكل أو قد تواجهها في المستقبل. (1)

أمريكnnا على مفnnترق طnnرق: الديمقراطيnnة، أمnnا في كتnnاب ويتمحnnور حnnول والnnذي  السnnلطة، ومnnيراث المحnnافظين الجnnدد

. يعد سبتمبر11أحداث   الخارجية منذالواليات المتحدة سياسة هnnذا الكتnnاب أحnnد أكnnثر كتب فوكويامnnا شخصnnنة بسnnبب إرثnnه

شnnارك فوكويامnnا (3)سnnابقا. المحnnافظين الجnnدد الشخصي كأحد جnnnnورج دبليnnnnو العديnnnnد من العnnnnاملين في إدارة الnnnnرئيس

في أكnnثر من بnnول ولفnnويتس نظnnرتهم للعnnالم، عمnnل مnnع بوش جامعnnة جnnون مناسبة وكان مسnnؤوال عن توظيnnف فوكويامnnا في

ومثلnnه ألnnبرت ولسnnتيتر عندما كان عميدا فيها، عمل مع هوبكنز لعnnدة سnnنوات، كnnان فوكويامnnا لمؤسسnnة راند تماما كnnان محلال

 آللن بلوم تلميذا ، فكnnانلليو شnnتراوسالذي كnnان بnnدوره تلميnnذا من السهل على فوكويامnnا أن يشnnعر بالراحnnة كمnnا لnnو كnnان في

ولكنnnه المحافظين الجnnدد منزله خالل أي مؤتمر أو ندوة يقيمها19 عnnام (4)حرب العnnراق مع كل هذا، لم يشاركهم رؤيتهم حول

تبnnني إجرائnnات بيnnل كلينتnnون ، اقترح فوكوياما على الرئيس981 G. John Ikenberry (1999)."The Great Disruption: Human Nature and the Reconstitution of the Social Order".Foreign Affairs. May 19 2015.2 Andrew Leigh (2000)."Review of Francis Fukuyama, “The Great Disruption: Human Nature and the Reconstitution of Social Order”".Australian Journal of Political Science. May 19 2015.3 Paul Berman (2006). "Neo No More". New York Times. بتاريخ عليه May اطلع18 2015.4 Francis Fukuyama (2006)."America at the Crossroads". Yale University Press. May 18 2015.

132

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

لعرقلتnnnه عمnnnل صnnnدام حسnnnين أكnnثر حnnnدة وصnnرامة إتجnnnاه ، ولكن ورقnnة الحnnرب لم تكن موضnnوعةاألمم المتحدة مفتشي

طلب من فوكويامnnا أن سnnبتمبر11أحnnداث  على الطاولة، وبعد للحnnرب علىيشnnارك في وضnnع إسnnتراتيجية طويلnnة المnnدى

 اإلرهاب (1)فقرر حينها أن الحرب ليست جوابا منطقيا

بnnدأ يتسnnائل مnnا إذا كnnان قnnد غnnير قناعاتnnه 2004 وبحلnnول ، أو أن مؤيديالمحافظين الجدد بشكل يمنعه من أن يكون من

غزو العراق أساءوا تطبيق المبادئ التي يؤمنون بهnا. في مقnال بمجلnnة "ناشnnيونال إنترسnnت"، كتب فوكويامnnا 2004 لnnه عnnام

تحnnولت إلى شnnيئ ال يمكنnnه تأييnnده. المحافظnnة الجديnnدة أن بالنسبة لفوكوياما، استندت المحافظnnة الجديnnدة على مجموعnnة

الnnتي ولnnدت الحnnرب البnnاردة من المبnnادئ المتماسnnكة خالل سياسات حكيمة سواء في الnnداخل األمnnيركي أو الخnnارج. يمكن تفسnnير هnnذه المبnnادئ بعnnدة طnnرق، فخالل التسnnعينات كnnانت تستخدم لتبرير سياسة خارجية أميركيnnة أكnnثر إسnnتخداما للقnnوة

في نظnnر المحnnافظين حnnرب العnnراق وهو ما أدى منطقيا لتبرير الجدد. أصبحت المحافظة الجديدة مرتبطة بشكل ال رجعة فيnnه

، وأي محاولnnة العnnادةجnnورج دبليnnو بnnوش مnnع سياسnnات إدارة لnnذلك، تعريفها بشكل مخالف من المحتمل أن يكون غير مجديا

هدف فوكوياما من الكتاب كان إعادة تعريف وتوجيnnه السياسnnة

1 Francis Fukuyama (2006)."America at the Crossroads". Yale University Press. May 18 2015.

133

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

جnnnورج دبليnnnو الخارجيnnnة األميركيnnnة بطريقnnnة تتجnnnاوز إرث(1).المحافظين الجدد ومؤيديه منبوش

،جnnnورج دبليnnnو بnnnوش وخالل الفnnnترة األولى من رئاسnnnة على أراضnnيها من قبnnل جماعnnة الواليnnات المتحnnدة هnnوجمت

، وهو عمل إرهابي يعدبتنظيم القاعدة إسالمية متشددة تسمى ردت إدارة الnnرئيس بnnوش(2)األكnnثر تnnدميرا في تnnاريخ أميركnnا.

: بأربعة إجرائات

" إنجليزية" )وزارة األمن الداخليانشاء:Department

of Homeland Securityدارnnnاتريوت ( وإصnnnانون بnnnق وهو متعلnnق بتسnnهيل ومنح صnnالحيات أكnnبر لألجهnnزة آكت

(3)األمنية األميركية.

الطالبان وخلع نظام أفغانستان غزو  الذي وفر ملجئnnالتنظيم القاعدة.

ربnnتبني سلسلة سياسات وإجرائات وقائية بنقل الح إلى بالد العدو عوضا عن إجرائnnات الnnردع واالحتnnواء الnnتي

رونالnnnد . فحnnnتى رئاسnnnةالحnnnرب البnnnاردة سnnnادت خالل كnnانت تشnnدد على الحفnnاظ الواقعيnnة الكالسnnيكية ،ريغnnان

على المصالح القومية باحتواء األنظمة الشيوعية القائمnnة1 Francis Fukuyama (2006)."America at the Crossroads". Yale University Press. May 18 2015.2 Francis Fukuyama (2006)."America at the Crossroads". Yale University Press. May 18 2015.3 Francis Fukuyama (2006)."America at the Crossroads". Yale University Press. May 18 2015.

134

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

ومنع قيام أنظمة جديدة وليس التدخل في شؤؤن الnnدولاألخرى.

ام العراق غزوnnع نظnnين وخلnnدام حسnnاس صnnعلى أس أسلحة دمار شامل إمتالكه أو تخطيطه إلمتالك

، سnnبتمبر11ألحnnداث  المبnnادرتين األولى، كnnانت ردودا حتميnnة وحصnnلت تأييnnد األغلبيnnة السnnاحقة من السياسnnيين والشnnعب

11ألحnnداث  األميركي. المبادرتين الثانية، لم تكن ردودا واضحة . ما جعلها مثيرة للجدل، كان التركيز لحد الهوس تقريباسبتمبر

الnnتي االسnnتثنائية األمريكية وتأكيد العراق على تغيير النظام في ليس فقnnط الحnnق، بnnل واجب رعايnnة هnnذه واشnnنطن أعطت

(1)المسألة.

وينتقnnد فوكويامnnا جnnذور وفnnروع سياسnnة بnnوش الخارجيnnة. اسnnnnتجابة مفرطnnnnة المحافظين الجnnnnددويnnnnرى أن صnnnnعود

، باالعتقاد أن مثnnل هnnذا الحnnدث الnnذياالتحاد السوفيتي لهزيمة بالجملة، يمكن أن يحnnدثأوروبا الشnnرقية أدى إلى تغيير أنظمة

في أماكن أخرى. رافق ذلك اعتقاد مبالغ فيه عن فعالية العمل العسكري خصوصا مع فكnnرة أن الخسnnائر األمريكيnnة في حقبnnة األسnnnلحة ذات التقنيnnnة العاليnnnة يمكن أن تبقى في أدنى حnnnد

. يشnnرحوكوسnnوفو حnnرب الخليج األولى ممكن، كمnnا كnnانت في فوكوياما كيف فشلت إدارة الرئيس بوش في توقnnع ردود فعnnل

1 Francis Fukuyama (2006)."America at the Crossroads". Yale University Press. May 18 2015.

135

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

بقية العالم عقب غزو العراق. يعتقد فوكوياما أنه لن يكnnون من إستعادة األرض التي فقدتها، فقد الواليات المتحدة السهل على

أمريكnnا تغnnيرت المواقnnف األوروبيnnة بشnnكل دائم، في حين أن انحرفت إلى اليسار بشكل كبير، جزئيا كnnرد فعnnل على الالتينية

الواليnnات المتحnnدة. وفي الnnوقت نفسnnه، هnnاجس األحnnداث في الشرق األوسط، شغل األميركيين بعيدا عن الشؤون اآلسnnيوية،

أن(1)وهي ستشكل تحديات إستراتيجية أكبر على المدى البعيnnد. ،المحnnافظين الجnnدد هدف هذا الكتاب تسليط الضnnوء على إرث

أخطاء الرئيس بوش، وتحديnnد وسnnيلة بديلnnة للواليnnات المتحnnدة لربطها ببقية العالم. يقدم فوكوياما نموذجا غير معروف في أي من مدارس السياسة الخارجية األميركية ويسnnميها بالnnn"واقعيnnة

، الnnرئيس الثnnامن والعشnnرينلnnوودرو ويلسن الويلسونية" نسبة الواقعيnnة الواقعيnnة الويلسnnونية تختلnnف عن (2)للواليات المتحدة.

من خالل أخnnذ مnnا يnnدور داخnnل الnnدول المتسnnهدفة الكالسnnيكية باالعتبار عوضا عن التركيز عما تنتجه أو تصدره للخارج. القnnول

واالنتقnnال الnnديمقراطي عمليnnات صnnعبة ال يعnnني بناء الدولة بأن أنها مستحيلة، الدول الضعيفة والفاشلة هي أكبر مصادر التهديد في العالم اليوم، وال يمكن للقnnوة العظمى الوحيnnدة في العnnالم أن تتجاهلها ألسباب متعلقة باألمن واألخالقيات، ولكن الواقعيين الكالسnnnيكيين والمحnnnافظين الجnnnدد ال يبnnnدون اهتمامnnnا كبnnnيرا

1 ^ Louis Menand (2006)."Breaking Away".The New Yorker May 28 20152 ^ Louis Menand (2006)."Breaking Away".The New Yorker May 28 2015

136

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

داخل تلnnك الnnدول والمجتمعnnات، حيث التطnnورالتنمية بقضnnية(1)المؤسسي والسياسي واالقتصادي مشكلة حقيقية.

الواقعية الكالسnnيكية تقnnول أن طبيعnnة النظnnام سnnواء كnnان ديمقراطيnnا ليبراليnnا أو إسnnتبدادي ليس ذي أهميnnة كبnnيرة لألمن

تفضnnل إزديnnاد الواليnnات المتحnnدةالقnnومي األمnnيركي، وإن كانت في العnnالم ألن الnnديمقراطيات الnnديمقراطيات الليبرالية عnnدد

الليبرالية ال تدخل في حروب ضد بعضnnها البعض وتسnnهل عمnnل الواقعيnnnnة األميركnnnnيين كثnnnnيرا مnnnnع شnnnnركاء أجnnnnانب، ولكن

تقnnترح اللعب بnnاألوراق المطروحnnة على الطاولnnة، الكالسnnيكية أبرز هوالء "الواقعnnيين". المحnnافظين الجnnدد هنري كيسنجرويعد

وفوكويامnnا والليبرالnnيين يعارضnnون هnnذا التوجnnه وإن اختلفت األسnnاليب. المحnnافظون الجnnدد لم يكونnnوا سnnعداء بالواقعيnnة

عنnnnدما قnnnام بالتnnnدخل رونالnnnد ريغnnnان الكالسnnnيكية وأيnnnدوا ألنهم يؤمنnnون باسnnتخدام القnnوة لغايnnات أخالقيnnة. نيكاراغوا في

كانوا مؤمنين بnnالقوة األميركيnnة الحتnnواء الحرب الباردة ليبراليوا التوسnnnnnع السnnnnnوفييتي - دون تغيnnnnnير األنظمnnnnnة - ولnnnnnذلك

.فيتنامفي الواليات المتحدة علقت إن الفnnnرق بين الليبرالnnnيين والمحnnnافظين الجnnnدد هnnnو أن

ويnnرون فيهnnا أوجnnه بالهندسnnة االجتماعيةالمحnnافظين ال يؤمنون القnnانون ولnnديهم شnnكوك حnnول فعاليnnة الشnnيوعية تشnnابه مnnع

الnnتي يعتبرونهnnا تمثيليnnة ليبراليnnة عن واألمم المتحnnدة الnnدولي1 ^ Louis Menand (2006)."Breaking Away".The New Yorker May 28 2015

137

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

التعاون والسالم الnnدولي، فهنnnاك دول جيnnدة وسnnيئة وال منطnnق في معاملة كل الدول باحترام ألنه يخلق مشكلة أخالقيnnة، مثnnل

لجنnnnة األمم المتحnnnدة لحقnnnوق معمnnnر القnnnذافي ليبيا تnnnرأس ، أثبت العديداالتحاد السوفيتي . عندما تفكك2003عام اإلنسان

من المحافظين الجدد أن "الواقعيين" كانوا على خطnnأ، فأصnnبح "تحريnnر المجتمعnnات" هnnدفا مشnnروعا وممكنnnا في السياسnnة

، أصnnبحت وجهnnة سnnبتمبر11أحnnداث  الخارجية األميركيnnة وبعnnدالتحرير القادمة واضحة.

المحnnnnnnافظين تختلnnnnnnف الواقعيnnnnnnة الويلسnnnnnnونية عن و"القومية الجاكسونية" نسnnبة للnnرئيس السnnابع للواليnnات الجدد

، فالواقعيnnnة الويلسnnnونية تأخnnnذآنnnnدرو جاكسnnnون المتحnnnدة المؤسسnnnات الدوليnnnة على محمnnnل الجnnnد. ال يريnnnد فوكويامnnnا

القومية بمنظمات دولية غير خاضعة للمسائلة السيادة إستبدال ألنها ليست ولن تصبح أبnnدا فعالnnة وشnnرعية األمم المتحدة مثل

كمقر للحكم العالمي. ولكن العالم يفتقر آلليnnات المسnnائلة بين الدول، تناسب التداخل االجتمnnاعي واالقتصnnادي المكثnnف الnnذي

بمnnnيزة ال يمكن الدولnnnة القومية تحتفnnnظ . بالعولمة يسnnnمى إسnnتبدالها بnnأي جهnnة دوليnnة عnnابرة للقوميnnات، ألنهnnا المصnnدر

. ولكن هذه الدولة لن تكون فعالة بnnدونلسيادة القانون الوحيد شرعية مستدامة تتطلب طابعnnا مؤسسnnيا أعلى بكثnnير ممnnا هnnو موجnnود حاليnnا. عnnالم متعnnدد المؤسسnnات من شnnأنه تلبيnnة هnnذه االحتياجnnات بصnnورة تدريجيnnة، ولكن العnnالم لم يصnnل إلى هnnذ

138

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

المرحلة بعد، وال توجد مدرسة من مدارس السياسnnة الخارجيnnة الحاليnnة يمكن لهnnا أن تقnnدم إرشnnادات كافيnnة وترسnnم طريقnnا

(1)واضحة للوصول بالعالم إلى تلك النقطة.

هي طريقnnة أو وسnnيلة مختلفnnة الويلسnnونية إن الواقعيnnة للواليات المتحدة لترتبط ببقية العالم، طريقة ليست مسnnتوحاة

الليبرالnnيين وال المحnnافظين الجnnدد والآندرو جاكسnnون من قومية ، طريقnnnnة أكnnnnثر واقعيnnnnة للواليnnnnات المتحnnnnدةالعnnnnالميين

السياسية واالقتصادية للدول الفاشلة أو الضعيفة التنمية لتعزيز دون شن حروب وقائيnnة وتفتح األبnnواب أمnnام مؤسسnnات دوليnnة

(2).بالعولمة متعnnددة مناسnnبة لواقnnع العnnالم الحقيقي المتمثnnل

ألن فوكويامnnnnا جnnnnادل بضnnnnرورة الحفnnnnاظ على ويلسnnnnونية ولكنهnnnnا واقعيnnnnة في نفس الnnnnوقت، الليبراليnnnnة العالمية روح

"لنستمر في تشكيل العالم ولكن ال ينبغي لنnnا أن نكnnون أغبيnnاء هnnذا الكتnnاب يعnnد من أهم (3)حيال ذلnnك" هي الفكnnرة المبدئيnnة.

الكتب حnnnnnول السياسnnnnnة الخارجيnnnnnة للواليnnnnnات المتحnnnnnدة كذلك، ألنه يوفر أحد أفضل التاريخيnnات المحافظين الجدد وعن

الموجودة حاليا عن هذه الحركة. فرانسيس فوكويامnnا أثبت أنnnه أقدر من يسnتطيع رسnم الخطnوط األساسnية لقطب جديnد في

(4)الخطاب السياسي األميركي

1 ^ Louis Menand (2006)."Breaking Away".The New Yorker May 28 20152 ^ Louis Menand (2006)."Breaking Away".The New Yorker May 28 20153 Walter Russell Mead (2006). "America at the Crossroads: Democracy, Power, and the Neoconservative Legacy". Foreign Affairs. May 20 2015.4 ^ G. John Ikenberry (2011)."The Origins of Political Order: From Prehuman Times to the French Revolution".Foreign Affairs May 28 2015.

139

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

و كتابه أصول النظnnام السياسnnي ،يشnnرح فوكويامnnا جnnذور الثnورة المؤسسات السياسية من عصور ما قبل التnاريخ وحnnتى

وهو الجnnnnnزء األول من كتnnnnnاب آخnnnnnر صnnnnnدرالفرنسnnnnnية بعنnnوان النظnnام السياسnnي واالضnnمحالل، والnnذي 2014 عnnام

الثnnnورة اسnnnتمر فيnnnه بتحليnnnل المؤسسnnnات السياسnnnية منnnnذ صnnnامويل وحnnnتى الnnnوقت الحnnnالي. كnnnان كتnnnاب الفرنسnnnية

الصnnادر النظnnام السياسnnي في المجتمعnnات المتغnnيرةهنتجتون يقول فرانسيس بأن (1)اإللهام خلف كتاب فوكوياما. 1968 عام

أطروحة هنتغتون تعnnد أحnnد الجهnnود األخnnيرة في مجnnال التنميnnةالسياسnnية وقnnد كلnnف طالبnnه بدراسnnتها في كثnnير من األحيnnان.

األفكnnار األساسnnية للسياسnnةهنتغتون فقnnد أسسnnت أطروحnnة (2) المقارنnnة بمnnا في ذلnnك نظريnnة االضnnمحالل، ومفهnnوم التحnnديث السnnلطوي، وحقيقnnة أن التنميnnة السياسnnية مجnnال منفصnnل عن

عnnام صnnامويل هنتغتnnون غيره من جوانب التحديث. صدر كتnnاب أي بعد عقد أو اثnnنين تقريبnnا من بnnدء موجnnة التحnnرر من 1968

، والكثnnير منالحnnرب العالميnnة الثانية االسnnتعمار األوروبي بعnnد استنتاجاته عكسnnت إضnnطرابات تلnnك الفnnترة بكnnل مnnا فيهnnا من

. ولكن بعد سنوات، شهد العالم تغnnيراتوإنقالبات حروب أهلية ،شnnرق آسnnيا هامnnة ومفصnnلية مثnnل النهضnnة االقتصnnادية في

، ومnnا سnماه هتنغتnnونالعولمة ، تسnnارع وتnnيرةالشnيوعية انهيnnار1 Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 13 صفحة .ISBN2 ^ Francis Fukuyama (2013)."The Origins of Political Order".MISTRA. May 19 2015.

140

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

حnnnول العnnnالم الدمقرطةنفسnnnه بالموجnnnة الثالثnnnة من عملية كنمnnوذج حكم مقبnnول من كافnnة الديمقراطيnnة الليبرالية وهي

أطراف الساحة السياسية في أي بلد. ال يnnزال هnnدفا صnnعب المنnnال في كثnnير من النظnnام ولكن

المناطق، فشعر فوكوياما بضرورة العnnودة إلى كتnnاب هتنغتnnون حول "النظام السياسي في المجتمعات المتغيرة" والتوسع فيه

يnnرى (1)ومحاولnnة تطnnبيق أفكnnاره األساسnnية في عnnالم اليnnوم. ناقش قضية التحديث السياسي صامويل هنتغتون فوكوياما بأن

ولكنnnه لم يأخnnذ المرحلnnة المتقدمnnة للتnnاريخ الnnدول النامية في الnnتي تعnnاني الnnدول النامية البشnnري بعين االعتبnnار، فكثnnير من

nnnnnا التخلفمنnnnnnد بهnnnnnي يوجnnnnnية السياسnnnnnزاب سياسnnnnnأح، ، ومنظمnnات. لم يشnnرح هنتغتnnون من أينجيش ،للدولة هيكnnل

كثnnير متخلفة لمجتمعnnات في المقام األول بالنسبة النظام يأتي منها قديم بالفعل، الnnدول ليسnnت حبيسnnة ماضnnيها ولكن الكثnnير من األحداث التي وقعت قبل مئات وربما آالف السنين ال تnnزال تؤثر على طبيعة ثقافتها السياسية. فإن كnnان والبnnد من دراسnnة وفهم عمل المؤسسات السياسية الحديثة، يجب دراسة أصولها

يقnnnnnول (2)والظnnnnnروف الnnnnnتي سnnnnnاعدت على تشnnnnnكيلها »سأتحدث عن أصول المؤسسات السياسnnية، من أين فوكوياما

، ألنهالتنمية تأتي بالضبط. هذه هي القضية المركزية في عملية1 ^ Francis Fukuyama (2013)."The Origins of Political Order".MISTRA. May 19 2015.2 ^ Francis Fukuyama (2013)."The Origins of Political Order".MISTRA. May 19 2015.

141

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

جيدا، وال أقصد مجرد القرارات السياسية السياسة إذا لم نفهم على المnnدى القصnnير، ولكن المؤسسnnات الفعليnnة الnnتي تنظم المجتمعات، لن يكون هناك نمو اقتصnnادي، وال تطnnور اجتمnnاعي

(1)وبالتالي لن يوجد مجتمع عادل«

يناقش فوكويامnnا األسnnباب الnnتي جعلت الكثnnير من الnnدول أو أي نnnوع من االضnnطرابات إنقالبnnات أو ثnnوراتحيث قnnامت

المصاحبة لتغيير النظام السياسي، تقnnف في "منطقnnة رماديnnة" . قادتهnnا "منتخبnnون" ولكنهمبالديمقراطيةوال بالسلطوية فال هي

مشnnغولون بشnnراء وسnnائل اإلعالم أو إغالقهnnا، التضnnييق على المعارضnnnnnnnnة، التالعب باالنتخابnnnnnnnnات، واالسnnnnnnnnتيالء على

وشخصنة شروط الحيnnاة السياسnnية. وهnnو مnnا الدولة مؤسسات خلnnق قلقnnا إزاء قnnدرتها على تقnnديم الخnnدمات األساسnnية الnnتي

عادة من حكوماتهم، ألن الفشل في تطبيق المواطنون يتوقعها وعnnود أي نظnnام سياسnnي هي أكnnبر تحدياتnnه الوجوديnnة قبnnل أي

يقnول فرانسnيس، ليسnت الديمقراطيnة الليبرالية(2)شnيئ آخnر. بnnل حزمnnة معقnnدة من المؤسسnnات الnnتي صندوق إقتراع مجرد

والضnnوابط. التوازنnnات منوبنظام بالقانون السلطة تقيد وتنظم وأميركnnnا الشnnnرق األوسط هnnnذه االضnnnطرابات مشnnnاهدة في

وآسnيا وجنnnوب شnnرق آسnيا أوروبا الشرقية وأجزاء من الالتينية.المحيط الهادي والجزر الصغيرة في الوسطى

1 ^  Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 23 صفحة .ISBN2 ^  Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 24 صفحة .ISBN

142

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

الثnnnnnnnورة عقب أوكرانيا مثnnnnnnnل مnnnnnnnا حnnnnnnnدث في رئيس فسnnnnاد الnnnnتي انnnnnدلعت ضnnnnد 2004 عnnnnام البرتقالية

وتالعبnه بنتnائج االنتخابnات، وهnو مnا فيكتور يnانكوفيتش الوزراء خلفnnا لnnه. ولكن تحnnالف فيكتnnور يوشتشnnينكو أدى إلى صnnعود

البرتقاليين أثبت أنه غnnير مسnnؤول وخيب آمnnال مؤيديnnه فكnnانت أميركnnا(1).2010 مجnnددا عnnام يnnانكوفيتش النتيجة إعادة إنتخاب

في المسnnاواة االقتصnnادية لnnديها أكnnبر نسnnب من عnnدم الالتينية ،إثنية العnnnالم وغالبnnnا مnnnا يأخnnnذ التفnnnاوت الطبقي أشnnnكاال

مnnا هnnو إال وإيفnnو مnnورالس هوغو تشافيز مثل شعبويين فصعود الnnتي يشnnعر بهnnا كثnnير من المسnnاواة عnnرض من أعnnراض عnnدم

المواطnnنين إسnnميا في القnnارة الالتينيnnة، سnnواء في األوضnnاع أو تفاوت المداخيل أمر طبيعي شnnريطة إدراك (2)الفرص المتاحة.

النnnاس أن الفرصnnة متاحnnة لهم وألبنnnائهم لتحسnnين ظnnروفهم االقتصادية وضرورة التحقق الnnدائم من شnnرعية الوسnnائل الnnتي جمع بها األثرياء ثرواتهم، هكذا يفكر األمnnيركيون العnnاديون على

(3)األقل

الدولnnnة دولnnnة ديمقراطيnnnة ناجحnnnة منnnnذ تأسnnnيس إن ، وهnnو نجnnاح مبهnnر نظnnرا لتنوعهnnا الnnديني1947 عnnام القومية

الديمقراطيnnة واإلثnnني وحجم مسnnاحتها الجغرافيnnة. مnnع ذلnnك،1 ^  Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 24 صفحة .ISBN2 ^ Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 27 صفحة .ISBN3 ^ Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 25 صفحة .ISBN

143

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

تعnnnnاني من اختالالت جوهريnnnnة مثnnnnل حقيقnnnnة أن ثلث الهندية المشnnرعين الهنnnود تحت شnnكل من أشnnكال االتهnnام الجنnnائي

ذلnnك ألن (1).واالغتصnnاب القتل وبعضnnهم لجnnرائم خطnnيرة مثnnل ، حيث يحصnnلونزبائنية السياسيين الهنnnود يمارسnnون سياسnnات

على األصوات االنتخابية مقابل خدمات ومنافع مباشرة للناخبين ودائمnnnnnnnا مnnnnnnnا تتم مقارنnnnnnnnة أو ممثليهم االجتمnnnnnnnاعيين

، فالصnnينيينالصnnينية الهندية بالعملية والفعالية الفساد سياسات أو مسnnاءلة للحكومnnة مnnا أرادوا بسnnيادة قnnانون ليسوا ملnnزمين

جديnnد أو تجريnnف حي سnnكني بأكملnnه لبنnnاء مشnnروع سد بنnnاء هnذه كلهnا تحnnديات (2).مطnار إسnتثماري، تمهيnnد طريnnق أو بنnnاء

للديمقراطيnة وتؤكnد حقيقnة أن المؤسسnات السياسnية تتطnور التغلب على المجتمعnnات بشكل بطيء ومؤلم أحيانا حتى تتعلم

(3)بيئتها.

هnnnذا الكتnnnاب في جnnnزء كبnnnير منnnnه وإن كnnnان توسnnnعة عن التنميnnة السياسnnية وضnnرورة صnnامويل هنتغتnnون ألفكnnار

إعتبارها مجnnاال رئيسnnيا وليسnnت مجnnرد ظnnاهرة ثانويnnة للهياكnnل .نهايnnة التnnاريخ واإلنسnnان األخnnير االقتصادية، هnnو تكملnnة لكتnnاب

يقول فوكوياما أن الخلل ليس في مفهوم الديمقراطيnnة نفسnه، فعnnnدد قليnnnل من النnnnاس حnnnول العnnnالم معجب بالnnnn"قوميnnnة1 ^ Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 25 صفحة .ISBN2 ^  Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 26 صفحة .ISBN3 Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 29 صفحة .ISBN .

144

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي هوغnnnnnnو إشnnnnnnتراكية ،لفالديمnnnnnnير بnnnnnnوتين البتروليnnnnnnة"

الرأسnnnnمالية ، أوإيnnnnران النظnnnnام في إسnnnnالمية ،تشnnnnافيز الnnnتي ليس من السnnnهل توصnnnيفها أو الصnnnين في التسnnnلطية

محاكاتها. فكل هnnذه النمnnاذج وغيرهnnا كثnnير، حريصnnة على تبnnني مظاهر ديمقراطية سطحية مثل االنتخابnnات الصnnورية والتالعب بnnnاالعالم لشnnnرعنة أنظمتهnnnnا أمnnnnام مواطنيهnnnا. فهnnnذه هي

، تجnnبر السnnلطويين على مجاملتهnnاالديمقراطيnnة الليبرالية قnnوة: أمارتيا سن يقول بالتظاهر أنهم ديمقراطيين.

"رغم أن الديمقراطية ليست ممارسة عالميnnا بعnnد،    إال أن الحكم الnnديمقراطي وصnnل مرحلnnة إعتبnnاره

(1)محقا في الرأي العام العالمي"

   

معظم النnnاس تفضnnل العيش في مجتمعnnات ديمقراطيnnة حيث يمكنهم مسnnاءلة حكومnnة فعالnnة تقnnدم الخnnدمات الnnتي يطالبون بها في وقت قياسي ومنخفض التكلفnnة. إذن المشnnكلة في ضعف وفسnnاد المؤسسnnات السياسnnية وافتقارهnnا للقnnدرات

التي نnnادت بتغيnnير األنظمnnة احتجاجات الربيع العربي(2)والكفاءة وإستبدالها بديمقراطيات متجاوبة لم يكن لهnnا لتنجح دون إدراك المحتجين أن أمnnامهم طريقnnا طnnويال وشnnاقا لبنnnاء مؤسسnnات سياسية تستطيع توفير الديمقراطية والحفnnاظ عليهnnا، فالنظnnام

1 Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 29 صفحة .ISBN .2 Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 29 صفحة .ISBN .

145

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

السياسي ال يتشnnكل تلقائيnnا فnnور إسnnقاط أشnnكال الحكم الغnnير إعتبnnار المؤسسnnات السياسnnية من المسnnلمات أمnnر (1)مرغوبة.

شnnائع ولم يتحnnدث عن ضnnرورة تحnnديثها سnnوى قلnnة من علمnnاء السياسnnة، بnnل إن العديnnد من المنظnnرين السياسnnيين سnnواء

، روادتهم العديnnnد من األوهnnnام بانتهnnnاءاليمين أو اليسnnnار فيالسياسة كليا.

ثnnورة تنبnnأ بnnn"ذبnnول الدولnnة" فnnور نجnnاح كnnارل مnnاركس أو األنnnاركيين اليسnnاريين .الملكيnnة الخاصةفي إلغاء البروليتاريا

وهم يروجnnون لتnnدمير هياكnnل القرن التاسnnع عشر الثوريين منذ السnnلطة القديمnnة دون تفكnnير جnnدي عن البnnديل الnnذي سnnيأخذ

الحقيقية فعلت عكس مnnا الشيوعية بالتأكيد، األنظمة (2)مكانها. تمامnnا، فقnnد بنnnو هياكnnل دول إسnnتبدادية كبnnيرة مnnاركس تنبأ بnnه

قادرة على إجبار الناس التصرف بشكل جماعي ما فشnnلوا في أوهام إلغnاء السياسnة والسnيادة تحقيق ذلك من تلقاء أنفسهم.

اقتصnnاد ، حيث يعتقnnد بعض هnnوالء أناليمين أكnnثر وضnnوحا في سnnيقلل من لزمnnة الحكومnnات أو يجعلهnnا غnnير ذي صnnلة السوق االقتصnاد الرأسnمالي العnالمي يلغي سnيادة الحكومnات بnالمرة

الديمقراطيnnة ويسnnتبدلها بسnnيادة السnnوق، إذا صnnوت مجلس تشريعي لصnnالح فnnرض قيnnود مشnnددة على التجnnارة، سnnيعاقب ويجnnبر على تبnnني سياسnnات يعتبرهnnا اقتصnnاد السnnوق العnnالمي1 Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 30 صفحة .ISBN  2 Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 30 صفحة .ISBN 

146

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

أحالم اليمين التقليديnnة بالغnnاء الدولnnة أو تقليصnnها إلى(1)عقالنية أقصnnى درجnnة ممكنnnة غالبnnا مnnا تجnnد لهnnا أنصnnارا متعnnاطفين

الnnذين جnnادلوا بضnnرورة الليبرتnnاريين مثل الواليات المتحدة في مجلس المحnnnnnnnافظين للنظnnnnnnnام االحتيnnnnnnnاطي التخلص من وكالnnnة االسnnnتخباراتوحتى وإدارة الغnnnذاء والnnnدواء الفيnnnدرالي

.المركزية يقول فوكوياما أن الجدال حnnول حجم الحكومnnات الحديثnnة مشnnروع، فقnnد نمت بشnnكل كبnnير يحnnد من النمnnو االقتصnnادي والحريnnnnnnة الفرديnnnnnnة. من حnnnnnnق النnnnnnnاس أن يشnnnnnnتكوا

الغnnير متفاعلnnة، فسnnاد السياسnnيين، وطبيعnnة البيروقراطية من بشnnكل متزايnnد، كnnل هnnذه مبnnادئ السياسnnة الnnتي أصnnبحت بال

جداالت مشروعة ولكنه دليل على اعتبار مؤسسات الدولnnة من المسلمات في الغرب، وشاهد على عدم إدراك كيفيnnة وجودهnnا بالشكل التي هي عليه حاليا. ال يدرك هوالء أن أحالمهم بتقليص

الشnnnرق الدولnnnة ممارسnnnة فعليnnnا في منnnnاطق كثnnnيرة من أفريقيnnاودول واليمن ليبياإلى   الصnnومال، من وأفريقيا األوسط

%10، حيث ال تسnتطيع الnnدول جمnnع أكnnثر من جنوب الصnnحراء . عوضnnا عنعوائnnد الضnnرائب في النnnاتج المحلي اإلجمnnالي من

"إطالق روح المبnnادرة"، هnnذا المعnnدل المنخفض من الضnnرائب يعني أن الخnnدمات األساسnnية مثnnل الصnnحة والتعليم إلى مجnnرد ملء الحفnnر في الطرقnnات بحاجnnة ماسnnة إلى التمويnnل، البنيnnة1 ^ Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. 31 صفحة .ISBN

147

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

وأنظمnnnnة الطnnnnرق األساسnnnnية لالقتصnnnnاد الحnnnnديث مثnnnnلفي عداد المفقودين.  والشرطةالمحاكم

إن المؤسسات السياسية ضnnرورية وليسnnت أمnnرا مفروغnnا منه. اقتصاد السnnوق والمسnnتويات العاليnnة من الnnثروة ال تظهnnر بطريقة سحرية ألنها تستند على أسnnاس مؤسسnnي خفي مبnnني

.السnnوقونظnnام سياسي ،سnnيادة القnnانون ،حقnnوق الملكية على الحرة والمجتمع المدني القوي، كلها عناصر هامnnة لديمقراطيnnة تعمnnل، ولكن ال شnnيء يمكن أن يحnnل محnnل وظnnائف الحكومnnة الهرمية القوية. يتزايد اعتراف االقتصاديين سنة تلو األخnnرى أن مشكلة الدول الفقيرة ليس في افتقارهم إلى الموارد، بnnل في فقرهم إلى مؤسسات سياسية فعالة. لذلك، هذا الكتnnاب يnnوفر فهمnnا أفضnnل حnnول أصnnل هnnذه المؤسسnnات وكيفيnnة االنتقnnال

.الدنمارك إلى الصومال من المبحث الثاني: السيادة ونهاية التاريخ عند فوكوياما

يقوض ضعف الحكم وأالدارة مبدأ السnnيادة الوطنيnnة الnnذي قnnام عليnnه النظnnام العnnالمي الحnnديث في الفnnترة الnnتي أعقبت اتفاقيnnة وسnnتقاليا .ويnnرج السnnبب في ذلnnك إللى أن المشnnاكل الكثيرة التي تولnnدها تولnnدها الnnدول الضnnعيفة ،لنفسnnها وللnnدول األخرىى، تزيد بشnكل كبnnير احتمnnال ان تسnnعى قnnوة أخnnرى في النظام الدولي إلى التدحل في شؤونها ضد مشnnيئتها لحnnل تلnnك المشكالت بالقوة ،وتشnير كلمnة الضnعف في هnذا السnياق إلى قوة الدولة المداها ،وفق مجموعة اإلصالحات التي طورنها آنفا،

148

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

اي ضعف القدرة المؤسساتية لتفيذ وفرض السياسnnات ،جnnراء افتقار النظام السياسnnي برمتnnه في احيnnان كثnnيرة إلى اسnnاس

(1)الشرعية .

ويرى الكثnnير من الساسnnة والمفكnnرين المنتقnnدين الدارة بnnوش ان عقيnnدتها اإلسnnتباقية الجديnnدة وحربهnnا على العnnراق يشكالن تحوال راديكاليnnا عن ةالسياسnnات السnnابقة الnnتي أكnnدت على الnnردع واإلحتnnواء ، بينمnnا تقnnوم السياسnnة الجديnnدة على اإلنتهاكات الدورية لمبدأ السيادة في الحقيقة،بدأ تآكل السnnيادة قبل ذلك قي التسnnعينات ،خالل مايسnnمى بالتnnدخالت اإلنسnnانية التي مهدت الطريق أمامnnه ، اذ أدت تجnnاريب المجتمnnع الnnدولي في كل من الصnnومال وهnnايتي وكمبوديnnا ودول البلقnnان وغيرهnnا إلى توليد أدبيات مطولة عن التدخل الخارجي )*(.لقد تبين من خالل المنnnnاظرات حnnول التnnدخل االنسnnاني على ان النظnnام العالمي الجديد الذي صnnاغته اتفاقيnnة ويسnnتفاليا لم يعnnد يشnnكل االطار المرجعي المناسب للعالقات الدولية المعاصرة /لن هnnذا النظام انبنى باالساس على غموض مبيت ومتعمد حول مسnnالة السيادة .ويجادل هذا الراي بان نهايnnة الحnnرب العالميnnة الثانيnnة احدثت اجماعا اكبر من ذي قبل داخل المجتمnnع العnnالمي حnnول مبnnدأي الشnnرعية السياسnnية وحقnnوق االنسnnان ،بحيث لم يعnnد باالمكان التسليم بالسيادة الوطنية ، وبالتالي اضnnفاء الشnnرعية

1 " " في واإلداارة الحكم ومشكلة العالمي ،النظام الدولة بناء ، فوكوياما فرانسيس : . ،ط ،الرياض العبيكان مكتبة ت ، والعشرين الواحد .2007،سنة 01القرن ص.

173

149

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

بشnnكل آلي على كnnل من يملnnك مقاليnnد السnnلطة في دولnnة مnnا بحكم الواقnnnnnnع.ان السnnnnnnيادة في دول مثnnnnnnل الصnnnnnnومال وافغانستان ،اللتين انحدرتا إلى مستوى حكم امراء الحرب نهي مجرد وهم زائف او اسطورة خياليnnة ، و الحكnnام الnnديكتاتوريون ومنتهكnnnnnو حقnnnnnوق االنسnnnnnان امثnnnnnال ميلوسnnnnnوفيتش في صnnربيا ،اليمكنهم االختبnnاء وراء السnnيادة لحمايnnة انفسnnهم اثنnnاء ارتكnnابهم لمجnnازر ضnnد االنسnnانية /وبخاصnnة في الnnدول متعnnددة االعراق واالثنيات نحو يوغسnnالفيا سnnابقا ولnnذلك يجnnري التنnnازع والصراع حتى على حدود دولة السيادة نفسnnها، وهnnذه الحnnاالت اليجب على القوة الخارجيnnة بحnnق التnnدخل بnnل بnnواجب التnnدخل باسnnم حمايnnة االقليnnات وباسnnم حقnnوق االنسnnان والشnnرعية

(1)الديمقراطية.

لقد ادت بالضرورة التدخالت االنسانية في التسnnعينات إلى توسيع سلطة ما اصبح الواقع امبريالية دولية على جزء "الnnدول الفاشnnnلة " من العnnnالم .في اغلب األحيnnnان ،شnnnكلت القnnnوة العسكرية األمريكية رأس الحربnnة في هnnذه التnnدخالت ، وتبعتهnnا عملية بناء األمة باالشتراك مع تحالف عريض مكونا أساسnnا من الnnدول العربيnnة واسnnتراليا ونيوزيالنnnدا واليابnnان، في كnnل من الصومال وكمبوديا والبوسنة وكوسوفو وتيمnnور الشnnرقية واألن في أفغانسnnتان ،وتم يعnnد المجتمnnع الnnدولي كيانnnا مجnnردا بnnل اكتسب وجودا نايضا بالحياة ،أذ أصبح الحكومnnة الفعليnnة للدولnnة

،الصفحة . 1 نفسه ،المرجع فوكوياما .174فرانسيس

150

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

المعنيnnnnnة ،في حين تم تعلبnnnnnق السnnnnnيادة الوطنيnnnnnة لهnnnnnذه الدول ،وأنيطت وظلئف الحكم فيها إلىمنظكة األمم المتحnnدة أو المنظمات الغير الحكومية فمثال في تيمور الشرقية اصبح موقع السلطة و السيادة سفينة في المرفأ خارج العاصnnمة ديلي قnnد تكون هذه السلطة األمراطورية الدوليnnة العليnnا طيبnnة النوايnnا ، وقد تكون قائمة على الديمقراطية وحقوق اإلنسnnان ،لكنهnnا في كnnل األحnnوال سnnلطة إمبرياليnnة عليnnا ،شnnكلت سnnابقة في نnnزع

(1)السيادة وتسليمها إلى حكم الهيئات والوكاالت الدولية.

ان المشnnكلة الnnتي تواجههnnا الواليnnات المتحnnدة تتجلى في أنظمnnnة الحكم الفاشnnnلة تشnnnكل تهديnnnدات أمنيnnnة ال تطnnnاق يستخدمون فيها اإلرهابيون أسnnلحة الnnدمار الشnnامل .أذ يفضnnل البعض إقامة تمييز حnnاد بين التnnدخالت لمنnnع تهديnnد أمن الnnدول أالخرى ،فيزعمون أن الحالة األولى فقط تشكل ارضية شرعية النتهاك مبدأ السيادة مثل هذا التميnnيز يبقى مثnnار للجnnدل ،النnnه يفnnترض بطريقnnة مnnا ان الnnدفاع عن النفس اقnnل شnnرعية من الدفاع عن االخرين ،على اية حال ،كثيرا ماتتداخل هذه القضnnايا على الصnnعيد العملي ،الن الحكومnnات الnnتي تnnرتكب انتهاكnnات لحقوق االنسnnان غالبnnا مnnا تهnnدد جيرانهnnا ،او تكnnون ضnnعيفة إلى

(2)درجة التستطيع منع هذه التهديدات و االنتهاكات.

1 . . " " أحمد د ت البيوتكنولوجية، الثورة عواقب ، اإلنسان نهاية ، فوكوياما فرانسيس: ط ، ،بيروت سطور اصدارات سنة 1مستجير، ،2002. ص. 174م

في 2 واإلدارة الحكم ومشكلة العالمي النظام الدولة بناء فوكوياما فرانسيس فص 21القرن السابق، المرجع ،186

151

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

ينبغي ان تفسnnر هnnذه النقطnnة على انهnnا دفnnاع عن حnnرب ادارة بوش في العراق ،فnnالحجج المؤيnnدة والمناقضnnة في تلnnك القضnnية معقnnدة ،لم تستكشnnف االدارة االمريكيnnة بشnnكل مالئم امكانات ردع التهديد االرهnnابي ،بطnnرق لم تعكس بدقnnة مصnnالح مصالح واهتمامات الفريقين المختلفةالنفطة التي نnnود توضnnحها في هذا السياق ،حقيقnnة ان وجnnود اسnnلحة دمnnار شnnامل بايnnدي العبين خارج نطnnاق الدولnnة الشnnرعية يشnnكل الشnnرعية يشnnكل

ويبرر بالتاكيد نوعا جديدا ةبالغ الخطورة من المشاكل األمنية ، تقريبا تدخل الدول المعنية التي تتعرض للتهديد بتلك الطريقة ، ان الnnردع الينفnnع في حnnاالت تكnnون فيهnnا احتمnnاالت المبnnادرة باستعمال أسلحة الدمالر الشامل معتبرة ،ومبدأ السيادة نفسه ال يكفي ابدا لحماية دولة تتسnتر على هnذا النnوع من التهديnد ، وتمنح مرتكبيه مالذا آمنا داخل اقليمهnnا الحدوديnnة ،وبالتnnالي قnnد تقودنا مسالة معالجة مشكلة التدخل ألسباب أمنية تحديnnدا إلى النتيجnnة نفسnnها في التnnدخل اإلنسnnاني:"ضnnرورة الوصnnول إلى داخnnل تلnnك الnnدول واإلسnnتالء على حكمهnnا الزاحnnة مثnnل هnnذة

.لكن كيف لنا ان نعزز حكم(1)التهديدات ومنع ظهورها مستقبال" الدول الضnnعيفة،وبعث شnnرعيتها،وتقويnnة مؤسسnnاتها حnnتى تكnnون مسnnتقلة ذاتيnnا....؟ هnnذا مnnايمكن ان ننعنnnه بالمشnnروع المركزي في علم السياسة الدوليnnة المعاصnرة ،وبالتnnالي يمكن ان نتوصnnل إلى هnnذه النتيجnnة بnnدافع الرغبnnة في اعnnادة بنnnاء

نفسها 1 الصفحة سابق، المرجع الدولة ،بناء فوكوياما فرانسيس

152

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

المجتمعات التي مزقتها الحروب وانهكتهnnا النزاعnnات او الرغبnnة في القضاء على مناطق تفريخ االرهnnاب في منnnاطق العnnالم ،او االمل بان تحظى الدول الفقيرة بفرصة تطور وازدهار اقتصادها ،في كل األحوال اذا كnnان ثمnnة علم او فن للبناءالnnدول فسnnوف تخدم هnnذه االهnnداف مجتمعnnة بشnnكل مnnتزامن ،وسnnوف يشnnتد

(1)الطلب عليها إلى أبعد الحدود في المستقبل القريب .

في الواليnnات المتحnnدة ،تعnnرف هnnذه المحاولnnة باسnnم بنnnاء األمة،ولعل اإلصطالح يعكس التجربnnة القوميnnة األمريكيnnة ،حيث تشnnكلت الهويnnة الثقافيnnة والتاريخيnnة إلى درجnnة بعيnnدة بتnnأثير المؤسسات السياسية ،كالمؤسسات الدستورية والديمقراطيnnة على النقيض من ذلnnك ،غالبnnا مnnا يكnnون األوربيnnون أكnnثر وعيnnا بالفرق بين األمة والدولة ،فيشرون إلى بناء األمة بمعنى إقامnnة مجتمع يرتبط افراده بتاريخ وثقافة مشتركبين يتجاوز قدرة ايnnة قوة خارجيnnة على تحقيقnnه ،وهم بnnالطبع مقnnون قي ذلnnك ولكن الدول يمكن بناؤهnnا عن عمnnد وبشnnكل مnnدروس ، واذا نجم عن بناء الجولة أمة فمرد ذلك إلى إلى الحظ زحسن طnnالع ليس إال

أي اكثر منها قضية تصميم وتخطيط .

انما يروج في الواليات المتحدة حوار مؤدلج من قبل يعض المحافظين حول بنnnاء االمnnة بمnا فيهم اتبnnاع اليمين اللبيرتnnاري الnnnnذين ابnnnnدوا معارضnnnnة شnnnnديدة لبنnnnnاء األمnnnnة من حيث

1 " " المرجع البيوتكنولوجية، الثورة عواقب ، اإلنسان نهاية ، فوكوياما فرانسيسص 120السابق،

153

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

المبnnدأ ،العتقnnادهم بعnnدم قابليتnnه للتطnnبيق ، ولكnnرههم فكnnرة اإللتزام المفتو والمكلف بما يعتبرونه نوعnnا من دولnnة الرفnnاه و الرعايnnة اإلجتماعيnnة على المسnnتوى الnnدولي ،ومن جهnnة اخnnرى هناك الكثير من أعضاء المؤسسات المالية الدولية والمنظمnnات الغير الحكوميnnة ممن يتحnnدثون عن بنnnاء المnnة وكnnأن بnnه الحnnال عملية ندركها وعرف أبعادها ونسnnتطيع تجسnnيدها اذا مnnاتوفرت الموارد الكافية ، ولكن يتعذر تبني الموقف األول او الدفاع عنه إلعتبارات السياسة الخارجيnnة والnnدواعي األمنيnnة الnnتي واجهتهnnا الواليات المتحدة األمريكية ،وبخاصة لمnnا تسnnلمت إدارة جnnورج بوش مقاليد الحكم كnانت تشnnكك إلى ابعnnد الحnnدود في عمليnnة بناء األمة ، غير انها إنجرت اليها في كل من أفغانستان والعراق ،في حين مؤسnnnدو فكnnnرة بنnnnاء األمnnnة فيتحتم عليهم التحلي اإلنصاف واألمانة في مواجهة سnnجل النجnnاح الهزيnnل و المقلnnق

.(1)اللى أبعد الحدود في هذا المجال

فثمة الكثير من المظاهر لبناء االمة ،فيتعلق المظهر األول بما يعرف باسم إعادة اإلعمار في فترة مابعnnد الnnنزاع المسnnلح وينطnnق هnnذا األمnnر على دول مثnnل أفغانسnnتان و الصnnومال و كوسnnوفو ،حيث انهnnارت سnnلطة الدولnnة بصnnورة كاملnnة وكnnانت بحاتجة إلى اعnnادة من القاعnnدة الهnnرم وفي هnnذه الحالnnة تكمن مهام القوى الخارجية في توفير اإلستقرار واألمن والمساعدات

اإلنسانية العاجلة ....الخ .في 1 واإلدارة الحكم ومشكلة العالمي النظام الدولة بناء فوكوياما فرانسيس ف

ص .21القرن السابق، المرجع ،176.

154

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

فnnاذا كnnانت الدولnnة المنهnnارة محظوظnnة بمافيnnه الكفايnnة لتحقيق قدر من اإلستقرار بمساعدة األيnnدي األجنبيnnة كمnnا كnnان الحnnال في البوسnnنة . ام المظهnnر الثnnاني فnnيرتكز على هnnدف رئيسي هام يتمثل في افامnnة مؤسسnnات حكوميnnة قnnادرة على اإلستمرار والصمود في توفير اإلكتفnnاء الnnذاتي ،حnnتى في حnnال انسحاب قوى التnnدخل الخارجيnة يبقى انجnاز هnذا التطnور اكnثر صnnعوبة من سnnابقة لكنnnه حيnnوي بالنسnnبة للقnnوى االجنبيnnة ان

(1)شاءت يوما الخروج بشرف من الدولة المعنية .

يتداخل المظهر الثnnالث مnnع الثnnاني إلى درجnnة معتnnبرة ، اذ يرتبط بتقوية الدول الضعيفة الnnتي التnnزال فيهnnا سnnلطة الدولnnة قائمnnة ووطيnnدة إلى حnnد معقnnول ، غnnير انهnnا غnnير قnnادرة على اإلطالع ببعض الوظnnائف الضnnرورية كحمايnnة حقnnوق الملكيnnة او توفير التعليم اإلبتدائي ، وتضم هذه الفئة الواسnnعة دوال مnnازلت تضم جيnnوب خnnبرات مؤسسnnاتية في مجnnاالت معينnnة /كالقطnاع المصرفي ووادارة معدالت الصرف ، لكنهnnا تعnnاني مشnnاكل في تقديم الخدمات منخفضة مثل التعليم واو حكم القانون كnnالبيرو والمكسnnnيك اضnnnافة إلى دول اخnnnرى لnnnزالت تعnnnاني فيهnnnا

المؤسسات ضغفا حادا في شتى المجاالت) ككنيا وغانا (

ان الواليnnات المتحnnدة والمجتمnnع الnnدولي يمتلكnnان سnnجال متناقضا في تعاطيهnا مnع الnدول الفاشnلة في الطnور األول من

في 1 واإلدارة الحكم ومشكلة العالمي النظام الدولة بناء فوكوياما فرانسيس فص .21القرن السابق، المرجع ،176.

155

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

اعادة البناء واإلستقرار في فnnترة مابعnnد الnnنزاع المسnnلح ، لقnnد ارتكبت الواليات المتحدة والمجتمع الدولى الكثnnير من األخطnnاء في تنظيم هnnnذه الفعليnnnات في كnnnل من البوسnnnنة وهnnnايتي والصومال وبناما لكنها تعلمت قnnدرا البnnأس بnnه من تجاربهnnا في مبnnnادرتي بنnnnاء األمnnnة في )تيمورالشnnnرقية وكوسnnnوفو( بحيث استطاعت الحكومة األمريكية والمجتمع الوذولي اسنباط آليات ووسnnائل أفضnnل لتحقيnnق اإلنسnnجام الnnداخلي والحفnnاظ على

(1)الذاكرة المؤسساتية في عملية بناء األمة .

منيت ادارة بوش بالفشل الnnذريع في االسnnتفادة من هnnذه التجارب السابقة لما دخلت أفغانستان والعراق ،فكررت العديذ من األخطاء التي ارتكبتها من قبل في عملية بناء األمnnة ويرجnnع السnnبب في ذلnnك إلى الطرقnnة األحاديnnة الnnتي دخلت بهnnا في الحرب على العراق ،والتي حرمتهnا إلى حnnد بعيnnد من الشnركاء الدوليين الفاعلين في هذا المجال،كما يرجع السnnبب في جزئnnه األخر إلى الصراعات البيروقراطية الداخلية الnnتي تnnركت تنظيم جهnnود اعnnادة البناءبأيnnدي رجnnال البنتnnاغون وبnnذلك تبقى هnnذه األخيرة العبا أساسيا في أية عملية بناء امة،لكنها تفتقد القnnدرة المؤسسnnاتية على تنظيم كامnnل لهnnذه العمليnnة المعقnnدة ،لnnذلك التبدو عملية بناء الدولة ضرورية في دول عالم الثالث الضعيفة

او المنهارة فحسب بل ايضا بل ايضا في واشنطن نفسها .

في 1 واإلدارة الحكم ومشكلة العالمي النظام الدولة بناء فوكوياما فرانسيس ف.21القرن ص السابق، المرجع ،177

156

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

ونظnnرا لمسnnتوى الدولnnة الnnذي يnnتراوح مnnابين الضnnعيف و الغائب كليا في الكثير من الnnدول الضnnعيفة ،اليبnnدو مnnا اذا كnnان ثمة بديل للعالقات شبه الكولونيالية وشnnبه الدائمnnة بين الدولnnة المستفيدة والمجتمع الدولي ،لقnnد اعnnاد هnnذا األخnnير بمعnnنى مnnا نظام اإلنتداب السابق أيام عصبة األمم حيثحصلت بعض القnnوى االستعمارية على تفويض صريح بحكم مناطق معينnnة نيابnnة عن المجتمnnع الnnدولي .المشnnكلة في نظامنnnا الحnnالي ألن األعnnراف الممعاصرة التقبل شرعية اي شيئ آخر عداال حكم الذات ،ممnnا يدفعنا اللى الصرار على ضرورة أن تكون مختلnnف صnnيغ اإلدارة التي نقدمها مؤقة وانمnnاط الحكم انتقاليnnة ألننnnا في الحقيقnnة ال نعرف كيفية نقل القدورات المؤسسnnاتية علىعجnnل فإلننnnا نهnnيئ انفسنا و كل المسnتفدين المفترضnين لخيبnات امnnل واحباطnات

(1)كبيرة.

اما بخصnnوص الشnnرعية الديمقراطيnnة على الصnnعيد الnnولي /نالحnnظ ان الخالفnnات الحnnادة في الnnراي التتمحnnور حnnول مبnnدأ السيادة .بحد ذاته ، اذ لم يعد هناك الكثير ممن يقبلnnون الnnدفاع عنnnnه بصnnnيغته األصnnnلية ، والواضnnnح ان ليس كnnnل السnnnيادات متساوية ،وان ضعف الحكم واإلدراة يسnnهم بشnnكل مباشnnر في قلة احترام المجتمع الولي لسيادة بلد ما ، ,لكن هذا التحول لم

من سبتمبر بل تطور في سnnياق التnnدخالت11يطرأ بعد أحداث اإلنسانية في التسعينات ، وعوض عن ذلك يرتكز الجدل الnnدائر

في 1 واإلدارة الحكم ومشكلة العالمي النظام الدولة بناء فوكوياما فرانسيس ف.21القرن ص السابق، المرجع ،182

157

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

بين اعضاء المجتمnnع الnnدولي اليnnوم حnnول من يقnnرر سnnيادة من يمكن انتهاكا ،وعلى اي أسnnاس ،وأليnnة اسnnبلب ؟وإلى أي مnnدى مدي تبقى السيادة الوطنية الحف الخاص للدولnnة nnnاألمة ،وإلى اي حد ينبغي ان تتقيnnد القnnرارات حولهnnا بnnالقوانين و األعnnراف الدولية ؟...ستجرنا جملة هذه التساؤالت إلى ميnnدان مجموعnnة مختلفnnة من قضnnايا الشnnعية الديمقراطيnnة مnnع مnnع التركnnيز علىالنظام العالمي وليس على الدول الفردية ،وسيكشف هذا الجدال بونا شاسعا في الراي مابيت الواليات المنحدة وحلفائها األوربيين فإذا كان األوربيون متاضمنين مع الواليات المتحدة اثر

سبتمبر،قد تزايدت اإلنتفnnادات األوربيnnة بشnnكل حnnاد11هجمات وملفت وتحولت في كثnnير من األحيnnان إلى عnnداء سnnافر صnnوب الالمركيين وبخاصة الفترة التي اعقبت نهاية الحرب على حركة

.واتهمت امريnnك بانفرادهnnا2001طالبان بافغانستان اواخرعnnام في اتخnnاذ القnnرار احnnادي الجnnانب حnnول الكثnnير من القضnnايا كالمعاملnnnnة السnnnnيئة لسnnnnجناء القاعnnnnدة في معتقnnnnل خليج غوانتنامو ،ةالغاء اتفاقية الحد منت انتشار الصnnواريخ البالسnnتية من طnnرف واحnnد ،ورفضnnها االنضnnمام إلى المحكمnnة الهnnاي الدولية ،وانسحابها من الفاوضات اتفاقية كيوتو لمنnnع االحتبnnاس الحراري ،لكن الشرخ األكبر ظهر في نيnnة امريكnnا في مهاجمnnة العnnراق ،بهnnدف تغيnnير النظnnام وازالnnة اسnnحة الnnدمار الشnnامل المزعومnnة و هnnذا مnnا أدى إلى خلnnق أكnnبر تصnnدع في العالقnnات

م. 1956األوربية األمريكية وبخاصة منذ أزمة السويس سنة

158

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

لذلك قام األوربين المناهضون لألحادية القطبيnnة األمريكيnnة في انهم يحnnاولون بنnnاء نظnnام دولي قnnائم اساسnnا على حقيفnnة القواعد و الثوانين ،ويتماشى وظروف العnnالم في فnnترة مابعnnد نهايnnة الحnnرب البnnاردة الnnتي تقnnوم على اإلجمnnاع و الحnnوار و

التفاوض كأساس لحل النزاعات .

ان الراي القائل بان االمركnnيين أحnnاديون ،بينمnnا األوربيnnون ملتزمون بنظام عالمي تعnnددي و تnnوافقي ينطnnوي بnnالطبع على قدر كبnnير من التبسnnيط. فطالمnnا احتفظت السياسnnة الخارجيnnة األمريكية بمكانnnة مرموقnnة للبيراليnnة الدوليnnة /وكnnانت الواليnnات المتحدة األمريكية التي شجعت على قيام عصبة األمم المتحدة / ومن ثم األمم المتحدة ، ومؤسسات بريتnnون وودز ،واإلتفاقيnnة العامة للتجارة العالمية : وتشارك أمريكا اليnnوم في العديnnد من من المؤسسnnات اإلدارة الدوليnnة في العnnالم كعضnnو فاعnnل ،بال منازع وتعالج قضايا كثيرة بدءا بوضع المعnnايير الدوليnnة وقواعnnد اسnnتخدام الطاقnnة النوويnnة و التعnnاون العلمي ...وأمن سnnالمة الطnnيران المnnدني والتعnnامالت المصnnرقية و اسnnتخدام الفضnnاء

الخارجي

ويمكن القول ان الجدل القائم اليوم بين الواليات المتحدة و الحلف األوربي ناتج عن األسلب األخرق الذي تمارسه اإلدارة األمريكية فب التعامل مع حالفائها ،ان جزء كبير من تبرم اوربnnا بالواليات المتحnnدة وانزعاجهnnا منهnnا ينبnnع من أدبيnnات و أسnnاليب

159

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

التعامل ،ومتفشل ادارة بوش في التشاور مع حالفائها ،و شرح سياسnnتها و تبريرهnnا ومداهنnnة الnnوربين على طريقnnة األدارات السابقة ،ثمة اختالف تحتي أكثر أهمية بين الواليات المتحدة وو العديد من الدول األوربية حnnول مصnnدر الشnnرعية الديمقراطيnnة على الصعيد الدولي ووراء كل هnnذه النزاعnnات الراهنnnة ،يمكننnnا القول ان أمريكا تنزع إلى اإلعتراف بأي مصnnدر على الشnnرعية الديمقراطية من شرعية و دسnnتورية الدولnnة nnn األمnnة/إلى الحnnد الذي تتمتع فيه أية منظمة دولية :األمم المتحدة بالشرعية ،فإن مر ذللك إلى حقيقة أن األغلبيات الديمقراطية المتخبة بطريقnnة دستورية صحيحة منحتها تلك الشرعية في عملية تفاوضnnية بين مختلnnف الحكومnnات ،مثnnل تلnnك الشnnرعية يمكن سnnحبها في أي وقت من قبل األطراف المتعقnnدة ،والوجnnود للقnnانون الnnدولي و المنظمات الدولية بمعزل عن هذا النمط من اإلتفnnاق ا, العاقnnد

(1)الطوعي بين الدول nاألمم ذوات السيادة .

على النقيض من ذلnnك ،يميnnل األوربيnnون إلى اإلعتقnnاد بnnأن الشرعية الديمقراطية تصدر عن إدارة المجتمع الnnدولي األعلى من إرادة وسلطة أية دولة n أمة فردية ،وال يتجسد هذا المجتمع الدولي ماديا في نظام عالمي ديمقراطي ودستوري واحد ،لكنه مع ذلك يضفي الشرعية علىعلى المؤسسات الدوليnnة القائمnnة ، والتي ينظر اليها على أنها تجسيد جزئي لnnه ،بهnnذا التعتnnبر والدة قوات حفظ السالم في يوغسالفيا سnnابقا ، مجnnرد إجnnراءات تم

في 1 واإلدارة الحكم ومشكلة العالمي النظام الدولة بناء فوكوياما فرانسيس ف.21القرن ص السابق، المرجع ،188

160

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

التفاوض عليها بين مجموعة حكومات لتحقيق غرض معين ، بلتعبيرا أخالقيا عن إرادة وأعراف المجتمع الدولي.

هذا الراي األوربي في الشرعية الدولية يوازي بطرق عnnدة الراي األوربي في الشرعية على مسnnتوى الدولnnة nnn المnnة .كمnnا

.nettleأشnnnnnnnnnار نيتnnnnnnnnnل (( وهنتغتnnnnnnnnnون )1968 Huntington.1981ا فيnnnدول ،خصوصnnnد من الnnnنى العديnnnيتب، )

القnnارة األوروبيnnة ،مفهnnوم الدولnnة باعتبارهnnا الnnراعي للمصnnلحة العامة التي تعلو المصالح الخاصة والمختلفة لمواطنيها ، وهnnذه الدولة المتجذرة عادة في صلب البيروقراطية المهنية الدائمnnة تميnnnل أحيانnnnا تميnnnل أحيانnnnا إلى الوقnnnوف في وجهnnnة اإلرادة الشnnعبية ،ألنهnnا تتمتnnع برؤيnnة أفضnnل وأوضnnح للمصnnلحة العامnnة والمشتركة لألمة جمعnnاء ، على العكس من ذلnnك اليnnرى الnnراي اللبيرالي الذي طرحه "جون لوك"واي يسود الواليnnات المتحnnدة تاريخيا ،أية مصلحة عامnnة بمعnnزل عن مجمnnوع مصnnالح األفnnراد الذين يشكلون المجتمnnع ، لnnذلك تعتnnبر الدولnnة خادمnnة الشnnعب المطيع ،ويمكن للجماهير الشعبية الديمقراطية تفnnويض الدولnnة سnnلطة تنفيnnد بعض القnnرارات الحيويnnة ،لكن الدولnnة تحnnد ذاتهnnا

(1)التملك او التحتفظ لنفسها باستقاللية جوهرية.

لما يفعل تجسيد هذه األفكارعلى الصnnعيد الnnدولي ،تسnnهل رؤية الطريق التي ينظر األوروبيون بها إلى مختلnnف المنظمnnات الدولية كراع للصالح العnnالمي المشnnترك ، والnnذي يعلnnو على

1 . ص . سابق ،مرجع الدولة ،بناء فوكوياما 190فرانسيس

161

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

مشيئة ورغبات الدول ،األمم الفردية ويبقى مسnتقال عنهnnا ،كمnnا تحتفظ الدولة على المستوى الوطني باستقاللية معتبرة ،كذلك يnnنزع األوروبيnnون إلى منح الهيئnnات الدوليnnة سnnلطة أكnnبر في تحديnnد المصnnالح العالميnnة المشnnتركة / على النقيض من ذلnnك ، يبقى تقnويض السnلطة في الواليnات المتحnدة على المسnتويين الوطني و العالمي أكثر تحديدا ، فإذا لم تخnnدم مؤسسnnة دوليnnة مصالح الدولةnاألمة المتعينة ديمقراطيا ، يحق لألخيرة تحديد أو تعليnnق أوسnnحب مشnnتركتها فيهnnا.ولnnذلك ثمnnة أسnnباب عديnnدة لإلختالفات القائمة مابين الواليات المتحدة واوربا حول مسألة

(في أن أسnnاسkegan.2004الشnnرعية ويجnnادل روبnnرت كيغن ) الخالف يكمن في قوة امريكا وتفوقها النسبي على اوربا ،هnnذه األخيرة تحبذ اإللتزام بالقوانين و األعراف الدولية ألنهnnا أضnnعف بكثnnير من امريكnnا ،في حين تفضnnل الواليnnات المتحnnدة العمnnل اإلنفرادي بدافع السيادة والزعامة على العالم أجمع ألنها أقnnوى

(1)إقنصاديا وتكنولوجيا وثقافيا وعسكريا.

تكمن أسnnnباب اإلختالف المعيnnnاري بnnnدورها في جnnnوهر المشnnروع األوروبي لفnnترة مابعnnد الحnnرب العالميnnة الثانيnnة ، اذ ادركت بعد هذه الفترة تحديدا أن ممارسة السnnيادة القوميnnة بال ضوابط أو حnدود لقnد جnرت عليهnا حnnدود جnnرت عليهnا كnوارث حربين عالميتين في القرن العشرين المالدي ، وتسعى اتلnnدول األوربية تحت اسم اإلتحاد األوربي إلى إلى طمر تلك السnnيادات

1 . ص . سابق ،مرجع الدولة ،بناء فوكوياما 190فرانسيس

162

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

معتمدة على طبقات متعددة من اتلقوانين واألعراف و األنظمةلمنها من الخروج عن السnnيطرة مnnرة ثانيnnة .ويnnري كوبتشnnان )

kupchan.2002عnnة لتجميnnرد آليnnو مجnnاد األوربي هnnأن اإلتح) وتوجيه القوة األوروبية خارج حدود أوربnnا ،في الحقيقnnة منشnnبه المؤكnnد بطالن هnnذا الnnرأي ،اذ يnnرى األوربين أن الغnnرض من اإلتحاد األوربي هو مجاوزة سياسات القوة كلية، ان القارة التي اخترعت فكرة الدولة الحديثة القائمnnة على سnnلطة مركزيnnة / وعلى قدرة استخدام القوة العسكرية ازالت جnnوهر الدولnnة من هويتها ، وهذا ماحدث في المانيا اكnnثر من اي مكnnان آخnnر حيثجرى بناء هوية ما بعnnد الحnnرب: كمnnا وضnnح بيnnتر كاتزينسnnتاين )

Katzenstein.1997، يادةnnادي للسnnروع معnnاس مشnnعلى أس،) ومنذ ذلك التاريخ تم تحديد حرية الحركة القومية األلمانيnnة عnnبر طباقnnات متعnnددة من الكnnوابح والقيnnود الدوليnnة ، وعلى رأسnnها اإلتحاد األوروبي باإلضافة إلى مختلف المظمات الدولية وصnnوال إلى األمم المتحدة ، لسنوات طويلة بعد الحرب العالمية الثانيnnة ، علم األلمnnان أبنnnاهم على عnnدم رفnnع العلم األلمnnاني وعnnدم تشجيع الفرق األلمانية بصخب شديد في المالعب كرة القnnدم / لnnذلك يبnnدو نnnوع الوطنيnnة الnnذي أظهnnره األمركيnnون بعnnد احnnاث

من سبتمبر غريبا على األلمان ،بل في الواقع كريهnnا و قليnnل11 (1)الذوق بالنسبة لهم.

ص 1 ص سابق، ،مرجع الدولة ،بناء فوكوياما .193.192فرانسيس

163

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

وتختلف نظرة األمركيين صوب الدولnnة والسnnيادة إلى حnnد بعيد ،و يفسر المفكر "سيمور مارتن ليبست" في سلسلة كتبnnه كيف أن الواليات المتحدة كnانت على الnدوام أكnثر غرابnة ونأيnا من بnnnاقي الnnnديمقراطيات المتقدمnnnة ، وكيnnnف ان سياسnnnتها ومؤسساتها تختلnnف بنnnواح مهمnnة عن مثيالتهnnا في اوربnnا وكنnnدا واستراليا ونيوزالندا و اليابان ، هناك مجموعة اختالفات مطردة تفصل أوربnnا عن كيnnان آخnر سnواء من حيث موقهnا تجnاه دولnة الرفاه و الرعاية اإلجتماعية او الجريمة المنظمة أم األنظمnnة أم التربيnnnة و التعليم أم السياسnnnة الخارجيnnnة ،فهي تبقى بشnnnكل متسnnق معاديnnة للدولnnة وفردانيnnة وأقnnل تدخليnnة وأكnnثر إيمانnnا

بالمساوات من باقي الديمقراطيات .

ويمتnnد هnnذا اإلحسnnاس باإلسnnتثنلئية يمتnnد إلى شnnرعيتها ومؤسسnnاتها الديمقراطيnnة ، لقnnد قnnامت الواليnnات المتحnnدة ، بعكس معظم المجتمعnnات القديمnnة في اوربnnا ، على أسnnاس فكرة سياسية ،ومن جهة اخرى يختلف األميركيون و األوربيnnون في آرائهم حول مصدر الشرعية على الصnnعيد الnnدولي ،فيعتقnnد األمميركيون انهnnا متجnnذرة في ارادة األغلبيnnة الديمقراطيnnة في الnnدول ،بينمnnا يnnنزع األوروبين إلى اإلعتقnnد باتنnnه يتاسnnس على مبnnادئ العدالnnة العلى قيمnnة من قnnوانين و ارادات الnnدول االمم

كافة.

164

والتأسيس فوكوياما فرانسيس الثالث الفصلالتاريخ لنهاية الفلسفي

165

الخاتمة

الخاتمة

 الخاتمة :

ما يكن استخالصه و قوله ممnnا تقnnدم ، أن في مطلnnع عnnام وعلى خلفية األحداث المتسارعة في القطب الشnnيوعي1989

من العالم، كتب محلل وباحث سياسي أمnnريكي مغمnnور اسnnمه "فرانسيس فوكوياما" مقاال نشر في مجلnnة المصnnلحة الوطنيnnة األمريكية تحت عنوان "نهاية التnnاريخ"، معتnnبرا ان الديمقراطيnnة والليبراليnnة الغربيnnة انتصnnرت على كnnل األشnnكال األخnnرى من الحكم في العالم، وجد المقال ترحيبا كبيرا من قبل السياسيين والنقاد وخاصة بعد سقوط االتحاد السوفيتي؛ ما شجع فوكوياما على التوسع أكثر في صياغة أفكاره وطرحهnnا في كتnnاب سnnماه

، في1992"نهاية العالم واإلنسان األخير" والذي نشر في عام كتابه هذا يقول إن الديمقراطيnnة الليبراليnnة هي الشnnكل الوحيnnد الناجح للحكم في عالمنا الحديث اجتماعيا واقتصاديا، وليسnnتمر هذا النظام البد من إصالحات اقتصادية جذريnnة لتحويnnل السnnوق

إلى ساحة ديمقراطية حرة موازية للديمقراطية السياسية.

ولكن توقعnnات فوكويامnnا وغnnيره من المحللين لم تكن في مكانها، فبعnnد انهيnnار االتحnnاد السnnوفيتي لم تتمكن الديمقراطيnnة الغربيnnة من اجتيnnاح العnnالم واالنتصnnار على النظم السياسnnية األخnnرى، ولم تnؤد اإلصnnالحات االقتصnادية إلى إحnnداث تغيnnيرات جذرية في المجتمعات غير الغربيnnة، فالصnnين مثال كnnانت تشnnهد نموا اقتصاديا باهرا منذ الثمانينات بعد اإلصالحات الجذرية وفتح

156

الخاتمة

سوقها أمام المستثمرين األجانب، ولكن هذا النمو واالنفتnnاح لم ينعكس على النظام السياسي هناك، فالحزب الشيوعي الحاكم "حزب الشnعب الصnnيني" احتفnnظ باحتكnnاره للسnnلطة كnل هnnذه السnnنوات بnnدون أي نيnnة لتغيnnير طnnرق إدارة الدولnnة أومجnnاراة الغرب في طرقه الخاصة للحكم، ومن جهة أخرى تظل روسnnيا رغم تبنيهnnا لنظnnام التعدديnnة الحزبيnnة وديمقراطيnnة االنتخابnnات وتخليهnnا عن أطماعهnnا الشnnيوعية التوسnnعية إال أنهnnا تظnnل دولnnة مركزية قمعية وهذا حال الكثير من دول أسيا وأمريكا الجنوبية،

أما أفريقيا فالتزال تعاني من مشكلة بناء نظم حكم قوية.

فمnnا الnnذي حnnدث لنظريnnة انتهnnاء التnnاريخ؟، لمnnاذا فشnnلت اإلصالحات االقتصادية لقيnnادة الnnدول نحnnو ديمقراطيnnة سياسnnية حقيقيnnnة؟ لمnnnاذا نجحت دول ال تمتلnnnك الكثnnnير من المnnnوارد االقتصادية على تبني ديمقراطيات حقيقية في حين فشلت دول

غنية فشال ذريعا في هذا المجال؟ فما السبب؟

بعnnد أن فشnnلت نظريتnnه السnnابقة، عnnاد فوكويامnnا ليصnnيغ أفكاره من جديد باحثا عن إجابnnة أكnnثر رصnnانة من كتابnnه األول، فقام بمراجعة عميقnnة وصnnارمة لتnnاريخ األنظمnnة السياسnnية في العnnالم منnnذ العصnnور الحجريnnة حnnتى يومنnnا هnnذا، متطرقnnا إلى الحضارات البشرية البدائية مرورا بإمبراطوريات الصين والهنnnد والnnروس وصnnوال إلى ظهnnور اإلسnnالم وتnnأثيره على الحضnnارات

157

الخاتمة

القائمnnة ومتnnدرجا بعnnدها إلى سnnقوط األنnnدلس وظهnnور القnnوىاالستعمارية الغربية واكتشاف شمال وجنوب أمريكا.

وبعد جهد طويل نشر فوكويامnnا بحثnnه في مجلnnدين أولهمnnا تحت عنnnوان "أصnول النظnام السياسnnي: من مnnا قبnnل اإلنسnnان

والثnnاني تحت عنnnوان:2012حتى الثورة الفرنسية"، نشnnر في "النظام السياسي والتدهور السياسي: من الثورة الصناعية إلى

، هذان الكتابnnان يعتnnبران2014عولمة الديمقراطية"، نشر في أهم مnnnا تم كتابتnnnه حnnnتى اآلن في علم التطnnnورات السياسnnnية واألنظمة الحاكمة، فهذا العمnل الجبnار ينظnر إلى كnل العوامnل التي قادت شnnعوب العnnالم إلى انتهnnاج نهج معين لتحكم نفسnnها بnnه، أهم مnnا جnnاء في بحثnnه هnnو أن أي نظnnام من هnnذه النظم التاريخية في العالم كان دائما نابعا ومتجذرا من تnnاريخ مجتمعnهبحيث ال يمكن زرع نظام معين في بيئة غير صالحة له تاريخيا.

يعnnترف فوكويامnnا في كتابيnnه األخnnيرين أن التnnاريخ أعمnnق وأكثر تعقيدا مما تصوره سابقا، فهو ال يتحدث عن نهاية للتnnاريخ بnnل عن تnnاريخ مسnnتمر وذي جnnذور عميقnnة نحnnو هnnدف معين، نظريتnnnه الجديnnnدة يمكن اختصnnnارها بعبارتnnnه "الوصnnnول إلى الnnدنمارك"، وال يعnnني بهnnا دولnnة الnnدنمارك نفسnnها ولكن نظnnام حكمهnnا الnnديمقراطي وتعnnدديتها الحزبيnnة والحريnnات الليبراليnnة، بمعنى كيف وصلت الnnدنمارك وغيرهnnا من الnnدول الديمقراطيnnة إلى ما هي عليه اليوم وكيف تخلصnت من القبليnnة والمحسnوبية

158

الخاتمة

والظلم إلى دولnnة ليبراليnnة ال تمnnيز في طريقnnة تعاملهnnا مnnعمواطنيها عرقيا أو دينيا أو أيديلوجيا؟

والسnnؤال هnnو كيnnف تجعnnل دول مثnnل العnnراق وسnnوريا والصnnnومال واليمن وليبيnnnا وغيرهnnnا من دول هشnnnه إلى دول متحضرة وديمقراطية مثل الدنمارك وبريطانيnnا وفنلنnnدا وغيرهnnا من دول الغرب؟ وكيف نقيس مnnدى نجاحهnnا في إصnnالح ذاتهnnا؟ يجيب فوكويامnnا فيقnnول إن أي نظnnام سياسnnي نnnاجح يجب أن

يقوم على ثالث أسس ثابتة وهي:

- دولة قوية ذات نفوذ في كل المجاالت.

- سيادة القانون وتساوي الجميع أمامه.

ذهnnل لهnnيل حاصnnبر تحصnnه تعتnnبة لnnة بالنسnnفالديمقراطي العوامل الثالث، فلو كانت الحكومة قnnادرة على ممارسnnة نفوذها بكل قوة في جميع أرجnnاء الدولnnة، وكnnانت سnnيادة القانون فوق كل شيء حيث يقف الكل متساوين أمامnnه، وكانت هناك مساءلة إجرائية حقيقية للحكومة وموظفيهnnا فهذا كله يضمن تدرج الدولnnة ولnnو ببطء نحnnو تبnnني نظnnام ديمقراطي حقيقي تعددي منفتح على كل أطياف النسnnيج

األيديلوجي والعرقي للدولة ةnnودة إلى النظم المحليnة العnnا أهمي nnا أيضnnرح فوكويامnيش

التي كانت قائمة في بعض الدول قبل االستعمار، فأفريقيا

159

الخاتمة

وبعض دول شرق أسnnيا كnnانت لnnديها نظم "قبليnnة" محليnnة كانت تدير أمورها، فبعض قبائل أفريقيnnا مثال كnnانت تتمتnnع بنظnnام قبلي ديمقnnراطي حيث يتم اختيnnار "شnnيخ" للقبيلnnة من خالل ممثلي المجتمnnع، في نظnnام قnnائم على تنصnnيب ممثلي للمجتمnnnع )شnnnيوخ القبيلnnnة( يحnnnق لهم مناقشnnnة مشnnnnاكلهم في مجلس خnnnnاص يمكن اعتبnnnnاره "مجلس الشيوخ" ويكون القرار األخير بيnnد شnnيخ القبيلnnة والnnذي ال يمكنه أن يتجاوز ما أجمع عليه مشnnايخ القبيلnnة، ولnnو فعnnلnnا طnnرده من هذا وتجاوزهم في قراراتnnه، يتم عزلnnه وأحيان

القبيلة ويتم استبداله بآخر.ةnnع بديمقراطيnnا تتمتnnاالستعمار لم يفهم أن أفريقيا وغيره

محلية ولم يدرك أن قادة هذه المجتمعات ال يمكنهم اتخاذ قnnرارات تخnnالف آراء ممثليهnnا، بnnل جnnاء وانnnتزع كnnل هnnذه الحقnوق والحريnات ووضnع عليهم ديكتاتوريnات اسnتبدادية ليسهل عليه التعامل مع ثnnروات هnnذه البالد ليسnnخرها في خدمة مصالحه الخاصة، فاالسnnتعمار كnnان ينظnnر إلى هnnذه الnnدول والمجتمعnnات على أنهnnا مجnnرد كنnnوز ثمينnnة يجب اسnnتنزافها بأقصnnى سnnرعة قبnnل انتهnnاء زمن التوسnnعات

اإلمبريالية.لةnnوى محصnnوم ليس سnnالث اليnnما تعيشه بلدان العالم الث

لتدخل االستعمار فيها وخروجه السريع منها قبل بناء نظم حكم راسnnخة وعادلnnة في قضnnائها ومسnnاءلتها لموظفيهnnا،

160

الخاتمة

فالحnnل في نظnnر فوكويامnnا هnnو العnnودة إلى تnnاريخ هnnذه المجتمعات والبناء على أسس متجذرة في تقاليد وعادات السnnكان األصnnليين لهnnذه الnnدول قبnnل المسnnير قnnدما نحnnو الدنمارك، هnnذا سnnيأخذ الكثnnير من الnnوقت والجهnnد، فكمnnا ظهnnر لنnnا في تاريخنnnا الحnnديث في أفغانسnnتان والعnnراق وغيرها من المناطق ال يمكننnnا اسnnتيراد نظم حكم مصnnنعة بالخارج وتفعيلها في بيئة غير مهيئnnة لهnnا، يحnnذر فوكويامnnا فيقول: "علينا أن نكون حnnذرين من الغربnnاء الnnذين يnnأتون

إلينا بهدايا الحداثة وبناء المؤسسات".ونnnزاعم من يقولnnا في مnnكك فوكويامnnمن جهة أخرى يش

إن اإلسnnالم غnnير متوافnnق مnnع الديمقراطيnnة، حيث يشnnرح مفهوم الشورى وكيف تم اختيار الخلفاء الراشدين وكيnnف أن دول إسnnالمية عديnnدة مثnnل تركيnnا وإندونيسnnيا وماليزيnnا وغيرها تبنت الديمقراطية والتعدديnnة الحزبيnnة، ثم يتطnnرق للربيع العربي ويصفه بأنه أشبه ما يكون بما شهدته أوروبا من فوضى وتقلبات سياسية في القرن الثامن عشر األمر الذي قاد أوروبا لبناء مؤسساتها السياسnnية الحديثnnة. يصnnر فوكوياما فيقول: "اإلسnnالم ليس عnnدوا للديمقراطيnnة"، ثم يشرح كيف أن األحزاب السياسية اإلسالمية كانت أحرص من غيرهnnا على الديمقراطيnnة، فnnالليبراليون تحnnالفوا مnnعا على nnnابقة حرصnnnتبدادية السnnnة االسnnnكر واألنظمnnnالعس

161

الخاتمة

مصالحهم الخاصة بعد أن فشnnلوا في مجnnاراة اإلسnnالميينعبر صناديق االقتراع.

األمر الذي قد يصدم الكثيرين في دراسة فوكوياما هو أنه يتبنى مفهوم مغاير لكل ما كان متعارفا عليه في الطnnرق الكالسnnيكية لبناء الدول، فعادة يتم بناء مؤسسات شبيهم بنظيراتهnnا الغربيnnة وبعnnدها يتم تnnرك األمnnور للقnnادة المحلnnيين ليحلnnوا مشnnاكلهم باستخدام هذه األدوات المستوردة، وهذا ما فعله األمريكان بعد حل نظام صnnدام حسnnين في العnnراق واجتثnnاثهم لكnnل مقومnnات الدولة والبناء دولة جديدة على أرضية فارغة بعيnnدة عن عnnادات وتقاليد وتاريخ العراق وأهله، وهnnا نحن نnnرى كيnnف يتnnدهور هnnذا

النظام المصطنع والمجبور على العراقيين.

يء فيnnت أهم شnnة ليسnnرى أن الديمقراطيnnا يnnفوكويام الدولة فأهم منها هو بناء دولة قوية قادرة على حكم البالد بشكل فعال حتى لو كانت ديكتاتوريnnة وذات حnnزب واحnnد، ويعطي أمثلة عديدة لشرح نظريته هذه؛ فاليابnnان وكوريnnا الجنوبيnnة وحnnتى تنزانيnnا كnnانت دول ذات حكم ديكتnnاتوري شمولي قوي قبل أن تتدرج نحو الديمقراطية، وعليه فإنه يرى تأجيل الديمقراطية حتى تقوم دولة قوية قnnادرة على النهوض بالدولة اقتصاديا حتى تتقلص الفجوة العميقة بين الفقnnراء واألغنيnnاء ويكnnون هنnnاك طبقnnة أخnnرى قويnnة في المجتمع تسمى "أصحاب الدخل المتوسط"، هذه الطبقnnة

162

الخاتمة

الوسطى هي وحدها القادرة على تفعيل عجلة السير نحوnnا الديمقراطية، وكلما كثر عدد هذه الطبقة ونضnnجت فكري كلما تضاعفت فرص تغيير النظام الnnديكتاتوري إلى نظnnام

تعددي ديمقراطي.لnnة في بالدهم، بnnنعوا الديمقراطيnnا لم يصnnراء أوروبnnففق

صنعها أصحاب المصالح الوسnnطى والnnذين حnnاولوا تقليص الفجوة بينهم وبين األثرياء واألسnnر الحاكمnnة، وألنهم كnnانوا مصممين على الحnnد من نفnnوذ األثريnnاء، قnnاموا بالمطالبnnة بتعديالت جذرية للسماح لهم بالمشاركة في الحكم واتخاذ القرارات تحت شعار "ال ضرائب بnnدون تمثيnnل برلمnnاني"، وهnnذا مnnا دفnnع بعجلnnة التنميnnة السياسnnية واالقتصnnادية في الغرب ولكن بعد عقود من العمل الدؤوب والمتnnدرج نحnnو

بناء مجتمعات ليبرالية تؤمن بالحرية والمساواة.

في منتصف الكتاب الثاني، يبدأ فوكوياما للتطرق إلى مشكلة التnnدهورات السياسnnية في األنظمnnة الديمقراطيnnة نفسnnها، فهnnوnnا يعتnnبر الديمقراطيnnة سnnالح ذي حnnدين يمكن أن يكnnون إيجابي وسلبيا في نفس الوقت، ولكن مnnع مnnرور الnnوقت يبnnدأ الجnnانب السلبي في النمnnو بشnnكل متسnnارع حnnتى يصnnبح سnnببا للتnnدهور السياسnnي في الدولnnة، بحيث ال تتمكن الحكومnnة من ممارسnnةعملها بشكل فعال بسبب العقبات الديمقراطية القائمة أمامها.

163

الخاتمة

ل منnnام كnnراعيه أمnnاب على مصnnة تفتح البnnفالديمقراطي لديnnه رأي أو انتقnnاد وتعطيnnه الحnnق في التعبnnير عن آرائnnه بشكل سلمي وقnnانوني، فتقnnوم بعض الجمعيnnات الخاصnnة وجماعات الضغط باستغالل هذه الحريات فتنشأ تحالفnnات قوية فيمnnا يعnnرف بجماعnnات الضnnغط أو لوبيnnات وتعرقnnل قوانين قnnد تكnnون مفيnnدة للبالد بشnnكل عnnام ولكن مضnnرة ببعض مصالح هذه الجماعnnات، فيكnnون الشnnعب ومصnnلحة

البالد رهينة لمصالح هذه القوى.اnnة في أمريكnnات المختلفnnكلة اللوبيnnا مشnnيناقش فوكويام

ويوضnnnح كيnnnف عnnnرقلت الكثnnnير من القnnnوانين بشnnnكل ديمقراطي، كما يستدل أيضا بجماعات الضغط القوية في بلدان ديمقراطية عديدة مثل الهند والتي تعجnnز حnnتى اآلن عن تطوير بنيتها التحتيnnة وخاصnnة الطnnرق وسnnكك الحديnnد بسبب تعارض هذه المشاريع مع المصالح الخاصnnة للقnnوى الفردية والمتمثلة في أصحاب الشركات العمالقة واللذين

يمولون لوبيات خاصة تقوم بخدمة مصالحهم.لnnا أقnnا نظامnnترح فوكويامnnلبيات، يقnnذه السnnل لهnnكح

ديمقراطيnnnة أو بمعnnnنى آخnnnر نظامnnnا يمنح المزيnnnد منnnnا لضnnnغوط الصnnnالحيات للحكومnnnة بحيث ال تكnnnون رهن اللوبيات، في نفس الnnوقت يشnnير إلى أهميnnة تنظيم هnnذه الجماعnnات كي ال تكnnون دولnnة في داخnnل الدولnnة نفسnnها، فالتعامل معها يجب أن يكون صارما ولكن بشكل قnnانوني

164

الخاتمة

ال يسلب حقوقهم الديمقراطية على االعتراض وإبداء آراء مغايرة للنظام الحاكم.

: من مnnا قبnnلأصول النظام السياسييعتبر الكتابان "ــياإلنسnnnان حnnnتى الثnnnورة الفرنسnnnية" و" ــام السياس النظ

ــي: ــدهور السياس من الثnnnورة الصnnnناعية إلى عولمnnnةوالت الديمقراطيnnnة"،من أهم مnnnا كتب حnnnديثا عن تnnnاريخ التحnnnوالت السياسnnية في العnnالم، يشnnرح فوكويامnnا كيnnف وصnnل اإلنسnnان الحجري إلى فكرة الديمقراطيnnة والتقاسnnم السnnلمي للسnnلطة، اإلنسان بطبيعته اجتماعي ولكن في نفس الوقت عدواني يشك في من حولnnه ويحتnnاج للكثnnير من الnnوقت والصnnبر ليثnnق فيمن حوله وهذا ما يجعل اإلنسان مسnnتعدا لتقnnنين كnnل شnnيء لينظم حياته ويحافظ على حقوقه األمر الذي بدوره سnnاعده على بنnnاء

الحضارات القديمة.

مnnا نحتnnاج إليnnه اليnnوم هnnو العnnودة إلى جnnذورنا التاريخيnnة العميقnnة لفهم مشnnاكلنا الحاليnnة، والتفكnnير بشnnكل أعمnnق في سؤال كيف وصلنا إلى هنا؟ وكيف نصل إلى الدنمارك؟ فالوضع الحالي لعالمنا المتسnnارع يقتضnnي فهمnnا أعمnnق للتnnاريخ لنتجنب تكرار األخطاء السابقة أو البحث عن حلول مستوردة غير قابلة للتطnبيق في مناطقنnnا الخاصnة، فبعض الnديكتاتوريات قnnد تنجح في بناء دول قوية سياسيا واقتصاديا وقد يقود هذا النجnnاح نحnnو ديمقراطيات طويلة األمد بعد بزوغ طبقة متوسnnطة الnnدخل من

165

الخاتمة

الشnnعب تقnnود عجلnnة الديمقراطيnnة مثnnل مnnا حnnدث في اليابnnان وتنزانيا وغيرها، وبعض الديمقراطيات قد تقود البالد إلى حروب أهلية أو إلى كساد اقتصادي وتنمnnوي بسnnبب عجزهnnا عن اتخnnاذ

القرارات الصحيحة وتنفيذ مشاريعها بحرية.

166

المصادروالمراجع

والمراجع المصادر

قائمة المصادر والمراجع:

المراجع باللغة العربية:

الصحاح:

.4806سنن أبو داود، كتاب األدب، باب في كراهية التمادح، وقم .1 صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب )ذرية من حملنا مع.2

، 3162نوح إنه كان عبدا شكورا" رقم صحيح مسلم، كتاب اإليمان، باب أدبي أهل الجنة منزله فيها..3

القواميس والمعاجم:

، دار الكتاب اللبناني، بيروت،1جميل صليبا، المعجم الفلسفي، ج.4.1982لبنان،

ربغ دانيال، سبيل معجم )فرنسي عربي( مكتبة الروس باريس.51983.

عبد المنعم حنفي، "المعجم الشمال لالصطالحات الفلسفية".6.2000، 3مكتبة مدواي، القاهرة، ط،

الفيروز أبادي، القاموس المحيط، مؤسسة الرسالة، غزة،.72005، 8فلسطين ط

لسان العرب، ابن منظور ، دار ناصر للنشر والتوزيع، الدار.82003البيضاء، الجزائر، د ط،

.2003مداس فاروق، قاموس المصطلحات دار مدني، الجزائر، .91981، 1معجم القانون. مجمع اللغة العربية، القاهرة، مصر، ط .10

المصادر والمراجع باللغة العربية

أ. الحمراوي محمد عبد الفتاح، السياسة الخارجية الصينية، مقالة.11، مجلة جامعة االسكندرية.2008 سبتمبر 15منشورة بتاريخ

168

والمراجع المصادر

اسماعيل صبري عبد الله، الكوكب الرأسمالية، المرحلة.12 ،1اإلمبراطورية، كتب مركز الوحدة العربية، بيروت، لبنان، ط،

1999. الجابري محمد عابد، "قضايا في الفكر المعاصر، مركز دراسات.13

.2003، 2الوحدة العربية بيروت، لبنان، ط، المسؤولية الدولية عن انتهاكاتد جوتيار محمد رشيق صديق، ".14

"، دار المطبوعاتالشركات متعددة الجنسية لحقوق اإلنسان.2009الجامعية، جورج عوض، اإلسكندرية،

األمن القومي العربي، وإشكالية األمند. الحمامي وليد خليل، ".15 الدولي مجموعة أعمال المتقى الدولي: النظام الدولي الجديد

26-24"، جامعة البليدة، الجزائر، ومصالح الدول عالم الثالثم،.1993ماي

التجارة الدولية وسيادة الدولة،د. السيد عبد المنعم المراكبي، ".16 دراسة ألهم التغيرات التي تحقق سيادة الدولة في ظل تنامي

.2005"، دار النهضة العربية، القاهرة، التجارة الدولية النظام الدولي الجديدد. المخادمي عبد القادر رزيق، ".17

"، ديوان المطبوعات الجامعية، جامعة بنالثابت...والمتغير.2006، 1عكنون، الجزائر، ط:

النظام العالمي الجديد والعالمد. المهيري سعيد عبد الله، "'.18، 27"، رسالة التقريب، العدد اإلسالمي

د. ببوقين محمد، "أثر التحوالت الدولية الراهنة على مفهوم.19.2005السيادة الوطنية، جامعة محمد الخامس، الرباط،

د. عدنان السيد حسين، نظرية العالقات الدولية، دار أمواج للنشر.20.2003والتوزيع، بيروت، لبنان،

169

والمراجع المصادر

د. عمراني عبد المجيد، محاضرات في تاريخ الفكر الفلسفي.21.2008، 1والسياسي، دار منشورات الحبر، الجزائر، ط

"، دار الهدىالنظام الدولي، نظريات وإشكالياتد. عودة جهاد، ".22،الجزائر.1، ط:2005للنشر والتوزيع،

د. غازي حسن صباريني، القانون الدولي العام،دار الثقافة للنشر.232007، 1والتوزيع، األردن، ط

المجتمع الدولي، األصول، التطورد. غضبان مبروك، " .24 "، القسم الثاني، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،واألشخاص

1994. المجتمع الدولي: األصول والتطورد. غضبان مبروك، ".25

"، القسم األول، ديوان المطبوعات الجامعية، بنواألشخاص.1994عكنون، الجزائر،

د. محمد الدجاتي، د. منذر الدجاتي، الحكم واإلدارة، جامعة.26.2000القدس، فلسطين،

مدخل إلى علم العالقات الدولية في عالمد. محمد نصر مهنا، ".27.2000"، المكتبة الجامعية، األزاريطة، اإلسكندرية، متغير

المؤسسة العربيةالعولمة رقاب كثير" د. مقدادي محمد، ".28م.2000للدراسات و النشر، بيروت، لبنان،

مبادئ في العالقات الدولية، من النظريات إلىد. منذر محمد،".29 "، مجد المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع،العولمة

.2002، 1بيروت، لبنان، ط: مدخل إلى علم العالقات الدولية في عالمد. مهنا محمد نصر، ".30

.2000"، المكتبة الجامعية، االزاريطية، اإلسكندرية، متغير تداعيات أحداث سبتمبر على النظام الدولي،د. نظام بركات، ".31

.2002"، المعرفة170

والمراجع المصادر

د. نعمان أحمد الخطيب، الوجيز في النظم السياسية، دار الثقافة.32.1999للنشر، مصر،

د. وهبة الرحيلي، أحكام القانون الدولي في الشريعة اإلسالمية،.332003المكتبة األنجلوساكسونية، القاهرة، مصر، د ط،

السيد ياسين، "في مفهوم العولمة"، مجلة المستقبل العربي،.34.1988، 228مركز دراسات الوحدة العربية، العدد،

صادق جالل العظم، ما العولمة؟" دار الفكر المعاصر، دمشق،.35.1999، 1سوريا، ط،

عبد الكريم فؤاد، األسرة والعولمة، مجلة البيان، العالم اإلسالمي.36.2006، 1تحديات الواقع واستراتيجيات المستقبل، ط،

فتحي عبدالكريم، الدولة والسيادة في الفقه اإلسالمي، رسالة.37.2000دكتوراه في الحقوق، جامعة القاهرة،

فرانسيس فوكوياما ،"نهاية اإلنسان"، عواقب الثورة.38 البيوتكنولوجية، ت. د.أحمد مستجير، اصدارات سطور، بيروت،

م. 2002، سنة 1ط: فرانسيس فوكوياما ،مقالة :عشر سنين على نهاية التاريخ ،.39

ترجمة المنصف الشنوني، دار الثقافة العربية، المجلس الوطني2002الكويت ،سنة

فرانسيس فوكوياما بناء الدولة النظام العالمي ومشكلة الحكم.40.21واإلدارة في القرن

فيصل عباس ،العولمة والعنف المعاصر ،جدلية الحق والقوة،.412008لبنان،

، واإلسالم124القانون الدولي في الشريعة اإلسالمية ص .42والعالقات الدولية في السلم والحرب.

171

والمراجع المصادر

نهاية التاريخ: المقولة التي قال بها هيجل ترددها المفكر األمريكي.43من أصول يابانية فوكوياما

هيجل فريديريك، أصول فلسفة الحق"، ترجمة إمام عبد الفتاح.44إمام، مكتبة ميلولي، دون تاريخ.

وهبة الزحيلي، العالقات الدولية في اإلسالم مقارنة بالقانون.45 الدولي الحديث، دار المكتبي للطباعة والنشر والتوزيع – سوريا،

2010د ط، المصادر والمراجع باللغة األجنبية:

46. Andrew Bast (2011). "Francis Fukuyama Book: Origins of Political

Order".Newsweek. May 24 2015.

47.Andrew Leigh (2000)."Review of Francis Fukuyama, “The Great

Disruption:Human Nature and the Reconstitution of Social Order”

".Australian Journal of Political Science. May 19 2015.

48.Anthony Gottlieb". New York Times. May 19 2015

49.Dahrendorf (1990)Reflections on the revolution in Europe p. 37

50.Francis Fukuyama (1999)."Social Capital and Civil Society".IMF May 24

2015.

51.Francis Fukuyama (1999)."The Great Disruption". The Atlantic May 17

2015.

52.Francis Fukuyama (2006)."America at the Crossroads". Yale University

Press. May 18 2015.

53.Francis Fukuyama (2006)."The 'end of history' symposium: a

response" . Open Democracy. May 17 2015.

54. Francis Fukuyama (2008-11-03). "Francis Fukuyama". The American

Conservative

55.Francis Fukuyama (2011)."The West Has Won". The Guardian May 16

2015.

172

والمراجع المصادر56.Francis Fukuyama (2013)."The Origins of Political Order".MISTRA. May

19 2015.

57.Francis Fukuyama". The Freeman Spogli Institute for International

58.Francis Fukuyama, "Reflections on the End of History, Five Years Later",

History and Theory 34, 2: World Historians and Their Critics (May 1995):

59.Francis Fukuyama. The Origins of political order : from prehuman times to

the French revolution. Farrar, Straus and Giroux

60.G. John Ikenberry (1996)."Trust: The Social Virtues and the Creation of

Prosperity".Foreign Affairs. May 17 2015.

61.G. John Ikenberry (1999)."The Great Disruption: Human Nature and the

Reconstitution of the Social Order".Foreign Affairs. May 19 2015.

62.G. John Ikenberry (2011)."The Origins of Political Order: From Prehuman

Times to the French Revolution".Foreign Affairs May 28 2015.

63.History and Theory 34, 2: World Historians and Their Critics (May 1995)

64.Louis Menand (2006)."Breaking Away".The New Yorker May 28 2015

65.Nicholas Wroe (2011)."History's pallbearer". The Guardian. May 16 2015

66.Paul Berman (2006). "Neo No More". New York Times. اطلع عليه بتاريخ May 18 2015.

67.Peter Lindsay (2014)."Trust and the Bottom Line".Jstor. May 17 2015

68.Robert Boynton "Francis Fukuyama: The Neocon Who Isn't". Robert

Boynton. May 16 2015.

69.Ronald Bailey (2004)."Transhumanism: The Most Dangerous

Idea?".Reason. May 17 2015.

70.Saad Eddin Ibrahim (2006). "Politico-religious cults and the 'end of

history'". Open Democracy May 17 2015.

71.Saad Eddin Ibrahim (2006). "Politico-religious cults and the 'end of

history'". Open Democracy May 17 2015.

72.Stephen Moss (2011)."Francis Fukuyama: 'Americans are not very good at

nation-building'".The Guardian. May 16 2015.

173

والمراجع المصادر73.Studies at Stanford University. Stanford University. March 9, 2011.

74.Wade، Nicholas (Apr 2, 2002). "A Dim View of a 'Posthuman Future'". The

New York Times. Mar 17, 2011

75.Walter Russell Mead (2006). "America at the Crossroads: Democracy,

Power, and the Neoconservative Legacy". Foreign Affairs. May 20 2015.

76.Wroe، Nicholas (May 10, 2002)."History's Pallbearer". The Guardian.

Guardian Media Group

77.You, Jong-sung (2003)."A Study of Social Trust in South Korea". Harvard

University. May 28 2015.

المجالت والمقاالت:حسن حنفي. ما العولمة .دار الفكر المعاصر .دمشق.سوريا،..78

1999. أحمد عبد الغفور، العولمة، مقال منشور بمجلة جامعة بغداد،د. .79

2001العراق، د. أحمد يوسف أحمد، "السيادة الوطنية في ظل المتغيرات.80

العالمية، قيود متزايدة وتحديات شاقة"، جامعة الدول العربية،)مجلة(.

د. بوبوش محمد، "أثر التحوالت الراهنة على مفهوم السيادة الوطنية"،.81.2008جامعة محمد الخامس، الرباط،

د. حالوة ليلى، "السيادة" جدلية الدولة والعولمة"، مصر.8208/05/2008.

د. حماش بسام نبيل، "النظام العالمي الجديد، واقعه وأفاقة"،.83م.01/01/2007مجلة الحرس الوطني العسكرية،

حسين، "السيادة في النظام الدولي الجديد، شبكةد. خليل .84م.20/05/2001المعلومات السورية القومية االجتماعية"،

174

والمراجع المصادر

د. دفيف حسن علي، "مستقبل الشرق األوسط في ضوء النظام.85الدولي الجديد"، جريدة الصباح.

الفلسفة والدراسات بجامعة نواكشوط ،أستاذالسيد ولد آباه ، .86، مجلة فوكو، بيروت.2001اتجاهات العولمة ، مقال منشور سنة

المواقع اإللكترونية:

87.http://ar.wikipedia.org

88.http://m.ankido.us

89.http://webcours.blogspot.com

90.http://webcours.blogspot.com

91.www.algérie.com

92.www.annabaa.org

175