حممود أمحد العسكري هـ١٤٣٥/ ٥/ ٣ هـ١٤٣٥/ ٩/ ٥

-تفصيلي-فهرس البحث

رقم الصفحة / ... املطلب/ املبحث ١ ).التوحيد(مفهوم : املبحث األول o ١ .املعىن اللغوي واالصطالحي: املطلب األول ١ .املعىن اللغوي: أوال ١ - :املعىن االصطالحي: ثانيا ١ .مفردة ذات مفهوم شرعي يف النصوص: اإلطالق األول - ٤ .على أحد العلوم الشرعيةلقب : اإلطالق الثاين -o ٦ .األلفاظ ذات الصلة: املطلب الثاين ٦ - :يف االشتقاق اللغوي) التوحيد(ألفاظ تتفق مع ٦ .الوحدانية - ١ ٦ .الواحد األحد - ٢ ٨ - :يف املفهوم الشرعي) التوحيد(ألفاظ تتقارب وتتداخل مع ٨ .العبادة - ١ ١٠ .اإلميان - ٢ ١١ .الرب - ٣ ١٢ .اإلله - ٤ ١٣ -:يف املفهوم الشرعي) التوحيد(وتنايف ألفاظ تضاد ١٣ .الشرك - ١ ١٥ .اإلحلاد - ٢ ١٧ .التوحيد حقيقة فطرية: املبحث الثاين ١٧ .القلوب مفطورة على حب خالقه وتأليهه - ١٩ .الفطرة تنطق اإلنسان بتوحيد اخلالق - ١٩ .الفطرة تنطق احليوانات واجلمادات أيضا بالتوحيد - ٢٠ .الدعوة إىل التوحيد بتحريك الفطرة وإيقاظهامنهج القرآن يف - ٢١ .قيمة التزام التوحيد والتدين الصحيح يف إرواء الفطرة -

رقم الصفحة / ... املطلب/ املبحث ٢٢ .احنراف الفطرة وتشوهها جبناية الشيطان واإلنسان - ٢٦ .املصائب قد جتلو الفطرة وتصحح مسارها - ٢٧ .الفطرة هي امليثاق الثاين - ٢٨ .أقدمية التوحيد وأسبقيته على الشرك - ٣١ وحدوث الشرك األول يف البشرية) ع(سبب تشوه فطرة قوم نوح - ٣١ .تفنيد مزاعم تطور األديان من الشرك إىل التوحيد - ٣٧ .التوحيد أساس دعوة مجيع الرسل: املبحث الثالث ٣٧ .توحيد العبادة هو أساس دعوة الرسل أصالة - ٣٩ إمجايلالرسل إىل توحيد العبادة بطريق دعوةتقرير - ٤٠ تقرير دعوة الرسل إىل توحيد العبادة بطريق استقرائي تفصيلي - ٤٢ .الربوبية واأللوهية حقيقتا التوحيد: املبحث الرابع ٤٢ .التوحيد هو إفراد اهللا بربوبيته وألوهيته مجيعا - ٤٣ .واأللوهية إذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا الربوبية - ٤٥ .اإلهلية تتضمن الربوبية والربوبية تستلزم اإلهلية - ٤٦ .اقتضاء توحيدي الربوبية واأللوهية لتوحيد األمساء والصفات - ٥٠ .نواقض التوحيد: املبحث اخلامس ٥٠ .الشرك يف عبادة اهللا - ١ ٥٢ .اختاذ الوسائط بني العبد وربه يتوكل عليهم ويسأهلم الشفاعة - ٢ ٥٣ .عدم تكفري املشركني أو الشك يف كفرهم أو تصحيح مذهبهم - ٣ ٥٥ .- صلى اهللا عليه وسلم-تفضيل هدي غري هدي النيب - ٤ ٥٧ .بغض شرائع اإلسالم - ٥ ٥٨ .االستهزاء بشيء من أمور الشريعة أو ما ذكر فيها من ثواب وعقاب -٦ ٦١ .فعل السحر أو الرضا به - ٧ ٦٢ .مظاهرة املشركني ومعاونتهم على املسلمني - ٨ ٦٤ .جتويز اخلروج على الشريعة - ٩

٦٤ .اإلعراض عن شريعة اإلسالم ال يتعلمها وال يعمل ا -١٠

رقم الصفحة / ... املطلب/ املبحث ٦٦ .أساليب القرآن يف الدعوة إىل التوحيد: املبحث السادس o رد: املطلب األول٦٧ .أسلوب اخلرب ا o ٦٧ .أسلوب اخلرب املؤكد: املطلب الثاين o ٦٨ .األساليب اإلنشائية: املطلب الثالث o ٧٠ .أسلوب ضرب املثل: املطلب الرابع o ٧٢ .أسلوب احملاورة: املطلب اخلامس o ٧٤ .أسلوب القصة: املطلب السادس ٧٥ .األدلة القرآنية على صحة التوحيد: املبحث السابع ٧٥ .اهتمام القرآن بإقامة الدليل -o ٧٥ ).دليل الفطرة(األدلة الوجدانية : املطلب األول o ٧٧ .األدلة الكونية احلسية والتذكري بنعم اهللا فيها: املطلب الثاين ٧٨ .آيات األرض والسماء واجلبال - ٨٦ .آيات ونعم الرياح والسحاب واملطر والنبات - ٩٠ .اآليات والنعم يف األنعام - ٩٣ .نعمة البيوت وآيتها - ٩٣ .أزواجآية ونعمة األ -- )٩٤ .ىل التفكري يف مصدرهاتقرير النعم يدفع إ) اختام o ٩٤ .األدلة العقلية: املطلب الثالث ٩٥ ).دليل اخللق وامللك(الدليل البدهي : أوال -- ٩٦ ).العناية وعدم فساد الكون(دليل التمانع : اثاني ٩٧ .دليل الفرض والتسليم: ثالثا -- ٩٨ ).دليل النقص والعجز يف األصنام(الشرك ظنون وأوهام : ارابع ١٠١ .أهم النتائج والتوصيات

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

)التوحيد(مفهوم : املبحث األول

واالصطالحي املعىن اللغوي: املطلب األول

أاملعىن اللغوي: الو:-

: على وزن) وحد( الثالثي املزيد حبرف للفعلقياسي مصدر ،)التفعيل(: على وزن )التوحيد(عن زوالتمي االنفراد :ىالذي يدل يف مجيع فروعه عل) و ح د(وجذره ،-بتضعيف العني- )فعل(

الغري يفرل (، وهذا الوزن الصيل -فعفعالت (ا مع يكثر استعماله يف معانهنم ا ما يتركبننا همهي ، يشاركه اعم امنفرد جعلته: ؛ أي)وحدت اهللا توحيدا: (يقال الجعل؛ى نعماملعىن احملوري للجذر، ك

إىل املعىن احملوري للجذر والحكم عليه به؛ فيقال ءيالش ةبسوكمعىن ن وصفاته، ذاته في يشبهه أو، التفرد والتميز عن الغريو الوحدة إىل - جل وعال- هتبسن :؛ أي)وحدت اهللا توحيدا: (أيضا

: احدا، وكمعىن وجدان الشيء على صفة وعلمه واعتقاده عليها؛ فيقال أيضاوحكمت بكونه وعلمته واعتقدته تعاىل واحدا، ووجدته تعاىل متصفا بالوحدانية أزال وأبدا، : ؛ أي)وحدت اهللا توحيدا(

أكثرت من : ؛ أي)وحدت اهللا توحيدا( :ير والمبالغة؛ فيقال أيضاالتكثري يف الفعل والتكر وكمعىن . )١(تفريده بصفات ألوهيته وربوبيته، وبالغت يف تنـزيهه عن مشاركة املخلوقني له يف شيء منها

اثاني :ياملعىن االصطالح: -

مستفاد شرعي ذات مفهوم أا مفردة: أحدمها ؛إطالقان) يدحوتال(فلمفردة : يف االصطالح أما .ةيعلى أحد العلوم الشرع أا لقب: من القرآن والسنة وآثار السلف، واآلخر

)مبفهومه الشرعي يف نصوص القرآن والسنة وآثار السلف) التوحيد: -

، )و حـ د(إمنا جاءت أخواا من جذر ذه الصيغة يف القرآن الكرمي، و) التوحيد(مل تأت مفردة ةردوسوف يقف القارئ على بعضها يف املطلب الثاين، بينما جاءت يف السنة النبوية على ن.

، احلجة يف بيان احملجة )١١/٧٠٩٦(العلوم لنشوان احلمريي مشس ، )٦/٩٠(مقاييس اللغة البن فارس : ينظر )١(، شذا )١/٥٧(، لوامع األنوار البهية للسفاريين )٢/٦٥٠(املصباح املنري للفيومي ،)١/٣٣١(لقوام السنة

).٣٢:ص(العرف ألمحد احلمالوي

أن وحدانية اهللا تعاىل : ، واجلواب)اجلعل(هنا على معىن ) التفعيل(استشكل السفاريين داللة صيغة ]: مالحظة[إثبات ذلك : هنا) التفعيل(ذاتية ليست جبعل جاعل ال شك يف ذلك، ولكن املقصود بالجعل املذكور يف معىن

.بالحجة والدليل

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

يعذب«: وسلم عليه الله صلى الله رسول قال: قال، - رضي اهللا عنه- جابر حديث: من ذلكاسن نل مأه والتيدي حار فى النتوا حكونا ييها فممح، ثم مركهدة تمحون ،الرجرخون فيحطريو ثم السيل حمالة في الغثاء ينبت كما فينبتون املاء اجلنة أهل عليهم فيرش«: قال »اجلنة أبواب على

عن وجه غير من روي وقد صحيح، حسن حديث هذا" :، رواه الترمذي، وقال»اجلنة يدخلون .)١(، وأخرجه أمحدهـ.ا" جابر

: قال -صلى اهللا عليه وسلم–عن النيب -رضي اهللا عنه- أيب هريرةحديث : ومن ذلك أيضا أنا اذإ: وارانظ: هألهل قال راحتض فلما ،يدوحالت إال قط؛ رايخ لمعي مل مكلبق انك منم لجر كان((مأن ت يقوهححىت ر يدعوه حممث ،ام اطحاذ مث وه،نراذ مث ،ريح يوم يف وهن واريف هفص ون ،الربهفص به، ذلك وافعل مات افلم العاملني، من اأحد هبذعي ال عذابا هنبذعيل عليه اهللا قدر نئل فواهللا؛ البحر، يف

اهللا فأمر البفيه، ما فجمع ر وأمر البحر فجمهو فإذا فيه، ما ع ق يف قائمبضاهللا فقال ،اهللا ة عز ولج : كتيشخ نم: آخر طريق ويف( افتكخم نم! رب يأ: قال ؟تلعف ما على كلمح ما! آدم ناب يا

أ وأنتلعقال ،) م :فغفل رب هومل ا،ه يعلم خإال قط راي التوح٢(أخرجه أمحد) )يد(.

شرعا من جمموع )التوحيد(مفهوم -رضوان اهللا عليهم-وقد استفاد العلماء من السلف الصاحل وهي عموما تقتبس من مشكاة النصوص الشرعية، وتواطؤوا عليه، وإن تنوعت عبارام يف شرحه،

،يأو االصطالح يعروالش بني املعىن اللغوي ةبمن مناس دوتدور يف فلكه، فال ب وقد املعىن اللغوي،املعىن اللغوي نمها ضضعا إىل بنرا إىل طريقني) التوحيد(ر العلماء ملفهوم وانتهى حتري أششرع :

.طريق إمجال وطريق تفصيل

فرع(بأنه) التوحيد(أما طريق اإلمجال فإنه ي) :له ريكال ش هدحة اهللا وادبوهو املعىن الذي ، ))ع: قيل يف تفسـري قولـه تعـاىل يف القرآن الكرمي، فقد ) العبادة(لبيان معىن مفردة قرره أئمة املفسرين

MC I H G F E DL]إال :أي ،]٥٦:الذاريات مهـنم ننيمؤالم لقتا خم

أبواب ( الترمذي، و)٢٣/٣٧٤" ١٥١٩٨: رقم(" -رضي اهللا عنه-أخرجه أمحد يف مسند جابر بن عبد اهللا )١(: حكم األلباين[، )٧١٣/ ٤" ٢٥٩٧رقم "جهنم، باب ما ذكر من خيرج من النار من أهل التوحيدصفة

)].٥/٥٨٠" ٢٤٥١: رقم"السلسلة الصحيحة (صحيح،

صحيح، : حكم األلباين) [١٣/٤٠٨" ٨٠٤٠: رقم(" -رضي اهللا عنه- أخرجه أمحد يف مسند أيب هريرة )٢( )].٧/١٠٦" ٣٠٤٨رقم "السلسلة الصحيحة (

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

ليوحقوله ومثله، يوند :Mb a ` cL ]"أي ،] ٨١: الزخرف -"جزء آية: ـنل مأويدحوبالت هدبة قال، وعكرميع((: عما جي ذكر مآن فة من القرادباد العرفالم يد بهحو١(.هـ.ا ))الت(.

، باعتبار متعلـق التوحيـد ا لثالثة أنواعنمضتم) التوحيد( عل مفهوموأما طريق التفصيل فإنه جي دية كالصـالة والـذبح إفراد اهللا بأفعال العباد التعب" توحيد اإلهلية(أحدها النوع السابق، ويسمى بـ

إفراد اهللا بأفعاله كـالخلق والـرزق واإلحيـاء "توحيد الربوبية : (، والنوعني اآلخرين مها)"والدعاء .")إفراد اهللا بأمسائه احلسىن وصفاته العال"توحيد األمساء والصفات (و") واإلماتة

املعرفة توحيد: د، أحدمهاعلى املوح بجمتضمنا لنوعين باعتبار ما ي) التوحيد(مفهوم أو جيعل معرفة ألن :املعرفة بتوحيد يموس ،والصفات األمساء وتوحيد الربوبية توحيد جمموع وهو( واإلثبات

لنفسه اهللا أثبته ما إثبات أي: اإلثباتبتوحيد و، وأفعاله وصفاته أمسائه مبعرفة تكون إمنا وجل عز اهللاي بتوحيد موهو توحيد اإلهلية، وس(توحيد القصد والطلب : ، والثاين)واألفعال والصفات األمساء من

توسع ، وسيأيت )بذلك وجل عز ويقصده اهللا وجه العبادات بتلك يطلب العبد ألن: القصد والطلب .)٢()األلوهية(و) اإلله(و) الربوبية(و) الرب(معىن إيضاحيف

- :إذا فاخلالصة

شريك ال وحده يعبد أن وتعالى سبحانه استحقاقه((هو :شرعا إمجاال) التوحيد(أن مفهوم - ٣())له(.

هذات تقبل فال ،وأفعاال وصفات ااتذ هتدحو اعتقاد عم بالعبادة املعبود إفراد(( هو :وتفصيال - ب االنقساموجوال ،ه تبشه فصاته فالصوال ،ات الذ عن تنفكوال ،ات يدهأفعال لخ االشتراك،

.)٤())اهوس نم وند اخلالق فهو

، )٤/٤٢٠(، معاين القرآن للزجاج )٣٦٥، ٣٤٥: ص(، غريب القرآن البن قتيبة )٣/٨٩(القرآن للفراء معاين )١( ).٥٩٧:ص(الكليات للكفوي

.)٣٨: ص( والصفات األمساء توحيد يف واجلماعة السنة أهل معتقد )٢( ).١/٢٤(شرح العقيدة الطحاوية البن أيب العز )٣( .)٥٧/ ١( للسفاريين البهية األنوار لوامع )٤(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

- أخرى وبعبارة :))تعاىل اهللا أن اعتقاد فال ربوبيته، يف واحد سواه، رب ألوهيته، يف وواحد إال تنبغي ال اليت كمالال بصفات درفتم ه،وصفات أمسائه يف وواحد سواه، العبادة قيستح فال .)١())نظري وال له شبيه فال له،

)ة) التوحيديا على أحد العلوم الشرعبإطالقه لقب:-

وهو العلم املعتين ببيان العقائد الدينية كلقب على أحد العلوم الشرعية، ) التوحيد(أطلقت مفردة لم- املتعلقة بأركان اإلميان الستة اليت جاءت يف حديث النيبعندما سأله جربيل -صلى اهللا عليه وس

ه لسه وربته وكومالئكت باهللا نمؤأن ت: ((-صلى اهللا عليه وسلم-عن اإلميان؛ فقال -عليه السالم- عما يبحثعلم : ((ذا املفهوم اللقيب بأنه) التوحيد( فرفع، )٢())هره وشخري وبالقدر راآلخ واليوم األفعال، من جيوز وما به، يليق ال ما كل من عليه يستحيل وما والكمال، اجلالل صفات من هللا جيب اإلميان من بذلك يتصل وما حقهم يف جيوز وما عليهم، يستحيل وما واألنبياء، للرسل جيب وعما

ن ا فقد تضم، وعلى هذ)٣())والقضاء والقدر واجلزاء، البعث ويوم األطهار، واملالئكة املرتلة، بالكتبفاإلهليات ختتص ،اتيعمات، والسعلم التوحيد ثالثة أنواع من العقائد الدينية؛ وهي اإلهليات، والنبو

بركين اإلميان باهللا تعاىل واإلميان بالقدر خريه وشره، والنبوات ختتص بركين اإلميان بالرسل واإلميان وما يلحق ما من الغيبيات، الئكة واإلميان باليوم اآلخربالكتب، والسمعيات ختتص بركين اإلميان بامل

عن اهللا تعاىل أو " اخلرب الصادق"ألا ال تستفاد إال بواسطة الدليل السمعي : ومسيت بالسمعيات .وال مدخل حبال لالستدالل العقلي عليها -صلى اهللا عليه وسلم-رسوله

، وهو باألصالة مبحث )اإلمامة(ا هو مبحث يا إضافوقد أحلقت بعض كتب علم التوحيد مبحثا كثر اخلالف من بعض الفرق املتجافية عن مذهب أهل السنة يف موضوع فقهيولكن لم ،

األلفاظ واملصطلحات املتعلقة : ، وينظر)٢١٦: ص( ؛ لعثمان مجعة ضمرييةاإلسالمية العقيدة لدراسة دخلم )١( ).١٦- ١٤: ص(بتوحيد الربوبية؛ آلمال العمرو

- عليه السالم- كتاب اإلميان، باب سؤال جربيل ( -رضي اهللا عنه-أخرجه البخاري من حديث أيب هريرة )٢(رضي -، وأخرجه مسلم من حديث عبد اهللا بن عمر بن اخلطاب عن أبيه )١/١٩" ٥٠: رقم"، ...عن اإلميان ).١/٣٦" ١: رقم"، ...كتاب اإلميان، باب معرفة اإلميان ( -اهللا عنهما

العقيدة لدراسة مدخل، )١٤٩: ص( العقيدة قسم - عفيفي الرزاق عبد الشيخ مساحة ورسائل فتاوى )٣( .)١٠٥: ص( ؛ لعثمان مجعة ضمرييةاإلسالمية

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

ه الضالل ا على وجو، وتنبيهأهل السنة ذهبا ملكتب علم التوحيد إظهاربعض به تممت)= اإلمامة( .)١(واالبتداع يف هذا الباب، وجرت العادة بذلك

ويعرف ذا العلم الشرعيهل ا كلقبالتوحيد أيض بتعريف آخر نظال يفيه إىل مباحثه وموضوعاته ر، ض من تقعيده وتأصيله، فنظوإمنا يرر فيه إىل الغيعربأنه ف)) :لعم قيتدر معه ثى إلعبال اتقعائد

ينالدياألب ةلدلا ةيينقية وعفد شبال همبطلني عناه((فهذا تعريف ، له بثمرتهه وغايت)٢(.

جند = كعلم ذي قواعد ومسائل؛) التوحيد(وكاستعراض سريع لتاريخ االستعمال اللقيب ملفردة كتاب : (انقد ترجم ألحد كتب جامعه الصحيح بعنوابتداء -رمحه اهللا-) ٢٥٦ت(اإلمام البخاري

، مث )كتاب التوحيد: (فصنف كتابا مستقال بعنوان) ٣٠٦ت(، وتاله اإلمام ابن سريج ])التوحيد[مث اإلمام ابن ،)عز وجل كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب(صنف ) ٣١١ت(اإلمام ابن خزمية

، )والتفرد االتفاق على وصفاته -وجل عز- اهللا أمساء ومعرفة التوحيد كتاب(ألف ) ٣٩٥ت(منده التمهيد لقواعد (ألف كتاب ) ٥٠٨ت( حممد بن ميمون، املكحويل النسفي املعني أيب إلمامامث

بيان يف احلجة(ألف كتاب ) ٥٣٥ت(مث احلافظ قوام السنة أيب القاسم التميمي األصبهاين ، )التوحيد) ٨٥٤ت( املقريزي علي بن محدأ الدين تقي إلمام، مث ا)السنة أهل ومذهب التوحيد وشرح املحجة

النجدي التميمي الوهاب عبد بن حممد الشيخ ادد إلمام، مث ا)جتريد التوحيد املفيد(ألف كتاب بن إمساعيل الشيخ لعالمةمث ا، )العبيد على اهللا حق هو الذي التوحيد كتاب(ألف كتاب ) ١٢٠٦ت(

، والعالمة حممد مجال الدين )لتوحيدرسالة ا(ألف كتابه ) ١٢٤٦ت( الشهيد الدهلوي الغين عبديف التراثية واملعاصرة ، وغري ذلك من املؤلفات)دالئل التوحيد(ألف كتابه ) ١٣٣٢ت(القامسي

للعلم من املناسبة؛ ألا تسمية، وال خيفى ما يف هذه التسمية )٣()التوحيد(العقيدة واليت محلت اسم وعال، لة اهللا جيدانحو موضوع وها هحيد وأشرفعلم التو موضوعات بأشرف موضوعاته، وأفضل

) علم الكالم(و) علم العقيدة(، و)علم أصول الدين: (أخرى منها بألقاب علم التوحيد بقوقد ل .هركذب لوطال ن ةيمست هجو من هذه األلقاب ل، ولك)الفقه األكرب(و

، والشريعة لآلجري )وما بعدها-٧/١٣٦٠(شرح أصول اعتقاد أهل السنة واجلماعة لاللكائي : نظر مثالي )١( ).وما بعدها ١/٣٦٣(، غاية املرام لآلمدي )وما بعدها ٤/١٧٠٢(

).٥-١/٤(لوامع األنوار البهية للسفاريين : ينظر )٢( ).١٠٩: ص(مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية؛ لعثمان مجعة ضمريية )٣(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

اظ ذات الصلةاأللف: املطلب الثاين

، اللغوي يف أصل االشتقاق االتفاق هجا، إما على و صلة ذات ألفاظ) التوحيد(ترتبط مبفردة والتداخل يف املفهوم الشرعي، وإما على وجه املضادة واملنافاة، فنذكر بعضها وإما على وجه املقاربة

.على هذا الترتيب

ألفاظ تتفمع ق)الل يف االشتقاق) التوحيدوغي:

الوحاندةي:

مصدر صناعةال( من يدحو (مصوغ بزيادة األلف ز عن الغري وعدم النظريمبعىن االنفراد والتمي ،تفيد املبالغة يف حتقيق املعىن احملوري واإلشارة إىل عموما والنون والياء املشددة، واملصادر الصناعية

ةيذات ةف، فهي صةياندحللو يف املعىن الشرعي ظحلفة زائدة على أصل هذا املعىن، وهذا ما يمعان لطيبصفات اجلالل والكمال دون شريك، مبا يف ذلك ربوبيته جل وعال تعاىل هدرفت :ى تعينالعت هللا

اخللق والرزق واإلحياء واإلماتة وغريها، ومبا يف ذلك للخلق مجيعا وانفراده بأفعاله العظيمة منما هو إال إميان استحقاقه للعبادة سبحانه وتعاىل، والعالقة واضحة بني الوحدانية والتوحيد، فالتوحيد

ال بالعبادة دون شريكعل وي إفراده جا يستدعالى إميانعاهللا ت ةانيدحبو كلفومبا الم ،به سبحانه يليقمن أوصاف اجلالل والكمال اليت ال تنبغي لشسواه ءي.

: يف القرآن الكرمي، لكن جاء يف أثر مذكور يف كتب غريب احلديث )الوحدانية(ومل يأت لفظ ه، بدين باملعج ياندحأميت الو اررش(( :، وجاء أيضا))هغري ألحد ةياندحبالو ضراهللا تعاىل مل ي نإ((

الهاملرائي بعمل ،مخاصب محج١())هت( .

الواحد األحد:

امسان جليالن من أمساء اهللا احلسىن، ومها يالدن على معىن الوحاندة هللا تعاىل يف الذات والصفات يا تقع به الرباءة من الشرك، تا إثباهانتبثوي ،-مبا يف ذلك صفة اإلهلية واستحقاق العبادة- واألفعال

، التفسري )٣/٢٤١٢(، معجم اللغة العربية املعاصرة )٥/١٦٠(النهاية يف غريب احلديث واألثر البن األثري )١(، واحلديث األول مل أقف عليه يف شيء من األصول، والثاين )١٠- ٩:ص(جامعة املدينة - )١ج(املوضوعي

بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن جده، ومل خرجه املتقي اهلندي يف كرت العمال عن أيب الشيخ عن عبد الرمحن .أقف عليه أيضا يف شيء من كتب أيب الشيخ املطبوعة

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

كما بوبها - جل وعال من األبواب اخلمسة اجلامعة ملعاين أمساء الرب باب )ةياندحالو(ومعىن يقـهيالواحد، األحد، الكايف، العلي، األعلى، الرفيع، الوتر: [، تندرج فيه أمساء-الب[.

مثان منهاانية وستني موضعا يف القرآن الكرمي، وما يتفرع منه يف مث) واحد(ولقد جاء لفظ

M Ï ÐÖ Õ Ô Ó ÒÑ: تعاىل قوله مثل. لوحدانيته وتقريرا تعاىل، هللا وصفا مرة وعشرون

ÙØ ×L ]تعاىل قوله ومثل، ]١٦٣: البقرة :M v u t s r

z y x w|{L ]وقد قال اهللا ، ]٤٥: الزمر -ـمت - ثناؤه لجمدا باسم ح

].٦٥: ص[ M? >= < ; : E D C B A @ FL :)دـالواح(

جاءت )أحد( لفظة أن العجيب ومن، مرة ومثانني مخسا الكرمي القرآن يف )أحد( لفظ ورد وقد

متعاىل قوله وهو تعاىل، هللا وصفا واحدة ةر :M%$ # " !L ]وكأن ،]١: اإلخالص .مجيعا والعدد واملعىن اللفظ حيث من تعاىل، اهللا لوحدانية التأكيد من نوع هذا

إليه ةياألحد در مثل ،ما بوجه تعاىل باهللا تتعلق الوصف، غري أخرى بصيغ )أحد( لفظ ورد وقد

° ± M³²: تعاىل قال ،االستثناء طريق عن ®L ]الشركاء نفي ومثل ،]٣٩: األحزاب

MÑ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç Ó ÒL: تعاىل قال ،مطلقا

وقوله ، ]٢٦: الكهف[ MËÊ É È Ç ÆL: تعاىل وقوله، ]٢٧ ،٢٦: اجلن[

Mqp o n m l k j i hg f e d c b aL: تعاىل .]٤١: فاطر[

وتفسري )يف وضع) الواحد اللغة :أنه الشاملنفر ءيالذي ليس باثنني د تفسريه أما منهما، وال بأكثرا، وال وأبد ا أزالا مطلقفهو أن اهللا جل وعال منفرد بأوصاف جالله وكماله انفراد: مساء احلسىنيف األ

يتصور أن يكارشه غريله فيها أصال، ويستحيل وجود النظري له تعاىل عن ذلك عواا كبري.

وذلك ؛الخير خصال من خصلة في نظري سهجن أبناء في له يكن مل إذا واحدا يكون فقد العبدأما وباإلضافة ،مثله آخر وقت في يظهر أن يمكن إذ ؛الوقت إلى وباإلضافة ،جنسه أبناء إلى ضافةباإللفظ : إذا) الواحد(، فلفظ تعالى هللا إال طلاقاإل على وحدة فال ،الجميع دون الخصال بعض إلى

مالحظة معمشترك من حيث األصل فهو اسم ووصف هللا تعاىل، وقد يكون وصفا للعبد، لكن تكون قد بل ل،التحو تقبل عارضة مجيعا اخللق جانب يف فالوحدة احلالني، يف الوحدة بني الفارق

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

فهي هأنش لج خلالقا جانب يف الوحدة أما، وحده نسيج أو دهره، واحد فالن: كقوهلم ،ادعائيةغري ةأصلي وال عارضة عاةدتقبل ال يقينية حقيقة وهي ،م لواالنتقا لالتحو.

ال تنحصر، ألن كماالت اهللا جل ) الواحد(اسم هانيتضمجوانب الكمال واجلالل والعظمة اليت و، فهو جل وعال األولية املطلقة عىنمل) الواحد(ن تضم: فمن ذلكوعال ال تتناهى، ولو عددنا بعضها

على مجيع املوجودات، و سابقء من مل نهتضميعىن استحقاق العبادة كذلك، ألنه ال ينبغي لش .املوجودات أن يضم إليه فيعبد معه

ت الواو مهزة، بلق م، ث)وحد(إن أصلها :قد قال أهل العربيةف :من جهة اللفظف) األحد(أما كلمة على وحدة الذات يدل )الواحد(إن :مترادفان، وقيل )األحد(و )الواحد(فقيل إن : من جهة املعىنو

. على وحدة املعاين والصفات يدل )األحد(، ووانعدام املثل والنظري

من أكمل ألنه تعاىل؛ هللا إال يكون فال وصفا وقع إذا لكنه كذلك، لفظي مشترك )حداأل( ولفظ .)١(، وهو أرقى داللة على معىن الوحدةحامت أبو الق كما الواحد

يف املفهوم الشرعي) التوحيد(ألفاظ تتقارب وتتداخل مع:

العبادة:

مصدر قياسي)عبد يعبد عبوالذل، نيالل على لغة تدل )د ب ع(، ومادة )ةاد وساململوك يم أو كان حرا اإلنسان على تطلق )العبد( وكلمة ،لغريه والطاعة واخلضوع الذل معىن فيه ألن عبدا؛ .جل وعال ملواله وذليل لباريه مربوب أنه معىن على رقيقا

. واالستكانة واخلضوع الذل مع الطاعة: األصل هذا على لغة )العبادة( ومعىن

بأنه تأويله عن البيان اخترنا وإمنا((: M3 2L: قوله عند الفاحتة سورة تفسري يف الطربي قال .هـ. ا ))ةلالذ هاأصل العرب مجيع عند ةيودبالع ألن =؛ونستكني ونذل خنشع مبعىن

.هـ.ا)). واخلوف واخلضوع ةاحملب كمال ا جيمععم ويف الشرع عبارة: ((وقال ابن كثري رمحه اهللا

: ص(، املقصد األسىن للغزايل )٥٨: ص(تفسري أمساء اهللا احلسىن للزجاج ): الواحد األحد: (مراجع امسي اهللا )١(، )٥/١٥٩(البن األثري ، النهاية يف غريب احلديث واألثر )٤٨-١/٣٥(، األمساء والصفات للبيهقي )١٣٣

جامعة املدينة -١، التفسري املوضوعي ج")وحد" "أحد"ماديت (املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكرمي ).١٢:ص(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

ويرضاه اهللا هبحي ما للك امعج ماس((: بأا شرعا )العبادة( تيمية ابن اإلسالم شيخ عرف وقد وهذا ،))لسالر ألسنة على به أمر ما بامتثال اهللا طاعة هي(( أو ،))والظاهرة الباطنة األعمال من

تعريف عمل للك جامع به يقوم تعاىل هللا نيته فيه أخلص إذا العبد.

من عبادات هي اليت واألقوال األعمال وهيحملضة، ذا املفهوم الشامل جتمع العبادات ا) العبادة(و اهللا لغري صرفها حترمي على غريها أو أو اإلمجاع النصوص من الدليل دل واليت مشروعيتها، أصل واإلميان سواه، يعبد أن يستحق أحد ال وأنه اهللا، إال رب ال أنه اعتقادك، ومنها القلبية القولية؛ تعاىل وغري وشره، خريه وبالقدر اآلخر، وباليوم ورسله، وكتبه، مبالئكته، ميانواإل وصفاته، أمسائه جبميع والتوكل عقابه، من واخلوف لثوابه، والرجاء تعاىل، اهللا وحمبة اإلخالص،، والقلبية العملية؛ كذلك بكلمة النطقك، والقولية اللسانية؛ وغريها نواهيه، اجتناب وعلى أوامره فعل على والصرب عليه،

وتعليم تعاىل، اهللا إىل والدعوة وغريمها، والتحميد بالتسبيح تعاىل اهللا وذكر القرآن، وقراءة ،التوحيد واجلهاد، والطواف، واحلج، والصوم، والسجود، الصالة، والبدنية؛ كذلك وغري الشرعي، العلم

من ءشي بإخراج والنذر والذبح، والصدقة، الزكاة،ك، واملالية؛ ذلك وغري الشرعي، العلم وطلب مشروعيتها، أصل من عبادات ليست اليت واألقوال األعمال وهيومنها العبادات غري احملضة؛ املال،

وكأن اهللا، طاعة على يالتقو بنية نفسه على ينفق كأن، عبادات إىل الصاحلة بالنية تتحول ولكنها السن كبري رجال حيمل وكأن ،اهللا ليعبدوا األوالد تربية وبنية اهللا، أمر امتثال بنية أوالده على ينفق بالزواج ينوي وكأن اهللا، وجه بذلك مبتغيا املشي تعب من لريحيه أهله إىل ليوصله راحلته على

.عليها يثاب عبادات كله ذلك كان =؛ذلك وحنو النفس إعفاف

- رضي اهللا عنه–بن أيب وقاص سعد حديث يف -وسلم عليه اهللا صلى- قوله ذلك على ليد ومما :))ولست تنفنفقة ق ا يتبتغ جأ إال اهللا وجهر١())امرأتك يف يف اللقمة جتعلها حىت عليها، ت(.

أمهية على كذلك ويدل كله، الدين وتشمل كلها، اإلنسان حياة تشمل العبادة أن على يدل وهذا

M C سبحانه الق كما أجلها، من واإلنس اجلن اهللا خلق اليت ةالغاي هي كانت وهلذا العبادة،

IH G F E DL ]عبادته يف ليختربهم خلقهم تعاىل فاهللا ،] ٥٦: الذاريات

M+ 0 / . - , 1 23L: تعاىل قال كما نواهيه، واجتناب أوامره وامتثال .واختبار امتحان حال يف فهو ميوت أن إىل يبلغ أن منذ الثقلني من عاقل فكل، ] ٢:تبارك[

كتاب (، وأخرجه مسلم )٥/١٧٨" ٤٤٠٩رقم "كتاب املغازي، باب حجة الوداع، (أخرجه البخاري )١( ).٣/١٢٥٠" ١٦٢٨: رقم"الوصية، باب الوصية بالثلث،

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

عالقة واضحة تقدم بياا يف شرح التوحيد شرعا، فاهللا جل وعال هو وعالقة العبادة بالتوحيد اختالف صورها هو حقيقة التوحيد املستحق للعبادة دون سواها، وتفريده جل وعال بالعبادة على

.)١(ال إله إال اهللا: وهو مضمون شهادة) توحيد اإلهلية(

اإلميان:

: تدل على معنيني متقاربني، أحدمها) أ م ن(ة ، وماد)آمن يؤمن إميانا فهو مؤمن(مصدر قياسي األمانة اليت هي ضد اخليانة، واآلخر التصديق، ومها متدانيان، وجيمعهما معىن سكون القلب

وارتياحه، فاإلنسان اآلمن املطمئن ال يساوره اخلوف والقلق، والشخص املؤمن بشيء املصدق به .طرب وال يتململيكون ساكن القلب مرتاحا من جهته ال يض

أنه تصديق جازم يطمئن به القلب، ويكون يف األمر الغيبي،: لغة )اإلميان(يف معىن بذلك يالحظو .ا على جمرد التصديقمعىن زائد نميتض ةغويستلزم القبول لألخبار واإلذعان لألحكام، فاإلميان ل

:أشياء ثالثة عن عبارة يف الشرع اإلميانو

: أي" االعتقاد" وهو -اإلميان حقيقة عدمت عدم وإذا- حبال عنه غىن ال الذي اجلزء هو :ولاأل اليقني من بد وال رسوله، لسان على تعاىل اهللا عند من جاء أنه بالضرورة ثبت ما بكل اجلازم العلم

.اإلميان أساس وجد فقد األول اجلزء هذا حتقق فإذا. العقيدة هلذه النفسي واالرتياح الرضا من اجلازم

االعتراف وهذا. ظاهرة داللة عليها يدل ما كل من غريه أو بالقول العقيدة هذه إعالن :الثاين .عليها ظنية داللة يدل العقيدة عن ترمجة يعد الظاهري

وشبهة حرام من عنه اهللا ى عما واالنتهاء نافلة، أو فريضة من به اهللا أمر ما بكل العمل :والثالث .وجوارحه بقلبه وعالنيته، سره يف، ريةوكب صغرية

، ولكل من هذه -عليه السالم-، تقدم ذكرها يف حديث جربيل ولإلميان يف الشرع أركان ستة .األركان شعب من العقائد، وفروع من األقوال واألعمال يكتمل ا اإلميان

، تفسري ابن كثري )١/١٥٩(، تفسري الطربي )٤/٢٠٦(مقاييس اللغة البن فارس ): العبادة(لفظ مراجع )١(التعريفات االعتقادية لسعد بن عبد ،)٢٨٧:ص(، مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية لعثمان ضمريية )١/١٣٤(

).٦٦:ص(، تسهيل العقيدة اإلسالمية لعبد اهللا اجلربين )٢٣٠:ص(اللطيف

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

ة من جهة ما يتعلقان به، فهما وعالقة التوحيد باإلميان عالقة واضحة جدا، فهما متفقان يف احلقيقيتعلقان بالعقائد الدينية اليت جيب على املسلم أن يعلمها علما جازما ويصدق ا، وأن يستتبع ذلك مبا

يراعى يف مفهومها) التوحيد(تقتضيه من العبادة هللا تعاىل، وإمنا يتغايران باالعتبار فقط، فلفظة ئد من أوصاف األلوهية والربوبية وسائر الكماالت، ختصيص اهللا جل وعال مبا تتضمنه هذه العقا

وتفريده سبحانه بذلك مع نفي األنداد والشركاء، كما أا أدل على معىن توجيه العبادة عمليا وحتقيقها هللا تعاىل دون ما سواه، وهي لفظة تشري إىل أشرف أجزاء املسمى وهو موضوع وحدانية اهللا

فيالحظ يف مفهومها التصديق الكلي العام مبجموع ) اإلميان(ويه، أما لفظة تعاىل كما سبق بذلك التن .)اإلميان(مسيت كثري من كتب التوحيد بعناوين حتتوي لفظة : هذه العقائد، ومن أجل ذلك

النبوية، والسنة الكرمي القرآن يف استعماال الكلمات أكثر من ومشتقاا، )اإلميان( وكلمة هذا، ،واحلساب واجلزاء بالبعث اإلميان وعن عنه يتفرع وما باهللا اإلميان عن امستفيض اثحدي جند وفيهما

هلذا فيكون وااللتزام، الطاعة على وحيمله نفسه، جوانب اإلنسان على ميلك رثؤم حي بأسلوب .)١(حياا ونظام اجلماعة ويف سلوكه، استقامة ويف الفرد نفس يف أثره اإلميان

الرب:

، واملنعم والقيم، واملصلح، واملريب، واملدبر، والسيد، واخلالق، املالك، :به يراد اللغة يف )برال(عموما، وكل هذه املعاين الئقة شرع باهللا جل وعال، فاهللا ) ر ب ب(وكل هذه معان تشري إليها مادة

حواهلم، وهو القائم عليهم يف هو الرب ألنه مالك اخللق وخالقهم، وهو املدبر ألمورهم واملصلح ألشؤون دينهم ودنياهم، وهو السيد الذي ال شبيه له يف اتصافه بالكماالت اليت ال تتناهى، فاهللا جل

.-رمحه اهللا- كما يقول ابن القيم –وعال هو الرب ذه االعتبارات كلها

تلك ومن ،- وسلم عليه اهللا صلى - رسوله وسنة اهللا كتاب يف كثريا )الرب( لفظ وردوقد

: - تعاىل - وقوله ،] ٢ : الفاحتة[ M*) ( ' &L: - تعاىل - قوله اآليات

M ³¹ ¶ µ ´ ¼ » ºL ]رهاـوغي] ٨٦ : ونـاملؤمن. سؤدده، يف مثل وال له شبه ال الذي السيد - ثناؤه جل - فربنا((: - اهللا رمحه - الطربي يقول

.))واألمر اخللق له الذي واملالك ،نعمه من عليهم أسبغ مبا خلقه أمر واملصلح

، مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية؛ لعثمان )١/١٣٣(معجم مقاييس اللغة البن فارس ): اإلميان(مراجع لفظ )١(لغة، والفرق بينه وبني " اإلميان"يف معىن - رمحه اهللا- ، وينظر حتقيق اإلمام ابن تيمية )٨٧: ص(ضمريية

).٧/٢٨٩جمموع الفتاوى " (التصديق"

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

دينا، وباإلسالم ربا، باهللا رضي من اإلميان طعم ذاق((: - وسلم عليه اهللا صلى - قوله السنة ومن هو والرب((: - اهللا رمحه - تيمية ابن اإلسالم شيخ يقول، )١())نبيا - وسلم عليه اهللا صلى- ومبحمد

.هـ.ا)) وغريها العبادة من أحواله، مجيع إىل هيهدي مث خلقه، فيعطيه عبده، يريب يالذ

خلت وإذا ،الدار رب زيد: نقول كأن باإلضافة، مقيدة إال املخلوق على تطلق ال )رب( وكلمة :فقلنا والالم األلف )رب( كلمة قبل جاءت إذا ولكن وحده، اهللا إىل فتنصرف اإلضافة، قيد من .وتعاىل سبحانه اهللا على إال تدل فال ؛)الرب(

لج- معانيه الشرعية هو إفراد اهللا يف أخص التوحيد ، ألنأكيدة عالقةبالتوحيد ) الرب(وعالقة ، والتوحيد يف املعىن بالعبادة، وال يليق بالعبادة إال اإلله العظيم املتفرد باخللق وامللك والتدبري - وعال

الشرعي األعم يتضمإفراد اهللا ن -ويف املبحث الرابع سيأيت تفصيل يف ،أفعاله العظيمةب - وعال لج .)٢(وأما حقيقتا التوحيد ،قضييت الربوبية واأللوهية

اإلله:

، وأصل تدل على التعبد) أ ل هـ(مألوه، ومادة :أي ؛)مفعول(مبعىن ) فعال(على وزن صفة، وإذا له العبادة قحي معبود لك اهللا، وليس، فال إله إال له العبادة قحهو الذي ي :يف اللغة )اإلله(سمي لإ الباطل املعبودا فهذه تسميةه واالفتراء عاءعلى وجه االد.

MH G F EI J: على ألسنة الكفار - جل وعال- وقد جاء يف القرآن الكرمي قول اهللا

K NM LL ]ة؛ ]٥: صهآل وا األصناممفس ،تالعمهة أن قادادبالع قحا تله، مهاؤمأسو عبتت هماتقادتا ال اعم هليء عيي الشف فسهن.

: مشتق، وأصله) اهللا(أن لفظ اجلاللة : والصحيح عند احملققني من أهل اللغة وعلماء الشريعةساكنة قبلها، وحذفت اهلمزة ختفيفا، فاجتمع بذلك المني ، وأن حركة اهلمزة نقلت إىل الالم ال)اإلله(

أبواب (، وأخرجه الترمذي )١/٦٢" ٣٤: رقم"، ...ميان كتاب اإلميان، باب ذاق طعم اإل(أخرجه مسلم )١( .-رضي اهللا عنه-، من حديث العباس بن عبد املطلب )٥/١٤" ٢٦٣٣: رقم"اإلميان،

، جمموع الفتاوى البن تيمية )١/١٤٣(، تفسري الطربي )٢/١٧٩(النهاية البن األثري ): الرب(مراجع كلمة )٢(، عقيدة التوحيد يف القرآن )١٣٨: ص(وحيد الربوبية؛ آلمال العمرو ، األلفاظ واملصطلحات املتعلقة بت)١/٢٢(

).٨٦ :ص(الكرمي؛ حملمد ملكاوي

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

تمخمتحركني، فأسكنت الالم األوىل وأدغمت يف الثانية، ونطق ما الما واحدة مشددة، وفتعظيما، وقد تقرإذا انكسر أو أميل ما قبلها ق.

االسم هو) اهللا(فإن اسم يف األصل؛مها اسم واحد ) اإلله(و) اهللا(فإذا كان االمسان اجلليالن الدال على كل معاين األلوهية والربوبية املوجبة اجلالل، ونعوت الكمال صفاتل اجلامع األعظم

: تعاىل الله قال احلسىن؛ األمساء مجيع االسم هذا يف دخل قدالستحقاقها تعاىل العبادة دون ما سواه، و

MV U T S RQ P O N M LK J I H \ [ ZY X W

^ ]L ]١٧١: ساءالن.[

كانتن التوحيد إذا كان معناه هو إفراد اهللا بالعبادة، وبالتوحيد عالقة ظاهرة، إل) اإلله(عالقة و على قصرها فمن العبادة، تلك املعبود هو اإلله فإن التقرب؛ وجه على واخلضوع االنقياد هي العبادة

إهلا، الغري ذلك اختذ فقد اهللا؛ لغري نفسه يف املعىن هذا وجد ومن شرعية، ةعباد وعبد وحده فقد اهللا، أم بالعبادة نفسه يف الذي املعىن عن عرب وسواء إهلا، يسمه مل أم إهلا مساه سواء شركية، عبادته وكانت

.)١(حقيقته يبطل ال امسه بغري الشيء تسمية فإن أخرى، بعبارة عنه عرب

يف املفهوم الشرعي) التوحيد( ألفاظ تضاد وتنايف:

الشرك:

يكون أن وهوالدال على املقارنة وخالف االنفراد، ) ش ر ك(الشرك يف اللغة مشتق من جذر وأشركت. شريكه صرت إذا الشيء؛ يف فالنا شاركت: يقال ،أحدمها به ينفرد ال اثنني، بني الشيء .لك شريكا جعلته إذا فالنا؛

كثرية، مواضع يف - وسلم عليه اهللا صلى - رسوله كالم ويف اهللا، بكتا يف الشرك لفظ ورد

M B A @? > = < ; : 9 8 7 6: - تعاىل - قوله ذلك ومن

، وخمتار )٥/٢١٦( ، واملخصص البن سيده )١٨٥: ص(الفروق اللغوية للعسكري ):اإلله(مراجع كلمة )١(بارك امليلي ، رسالة الشرك ومظاهره مل)١/٢٠(، واملصباح املنري للفيومي )٢١: ص(الصحاح للرازي

، شرح أمساء اهللا احلسىن يف ضوء الكتاب والسنة؛ )١٦٤:ص(، تفسري أمساء اهللا احلسىن للسعدي )١٣٧:ص( ).١٩٢:ص(لسعيد بن وهف القحطاين

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

ED CL ]تعاىل وقوله ،]١٣ : لقمان :M _ ] \ [ c b a `L .كثري وغريها ،]٢٠ : اجلن[

- وسلم عليه اهللا صلى- اهللا رسول ذكر: قال - هعن اهللا رضي- مالك بن أنس رواه ما السنة ومن غري إىل ،)١(...))الوالدين وعقوق النفس، وقتل باهللا، الشرك((: فقال الكبائر، عن سئل أو الكبائر،

.األحاديث من ذلك

ما بعض يف خملوقاته - تعاىل- باهللا تعدل أن الشرك وأصل((: - اهللا رمحه- اإلسالم شيخ يقولالتعريف وهذا هـ،.ا)) وحده هقيستح ما بعض يف غريه باهللا عدل فمن الشرك، ألنواع لشام

مشرك، فهو الربوبية، صفات من حنوه أو اخللق، أو التصرف، يف هللا شريكا اعتقد بأن وحده يستحقه بنوع يعبده آخر، إهلا دونه، من أو تعاىل، اهللا مع ختذ، فاالعبادة أنواع بعض يف غريه باهللا عدل ومن ما بعض يف غريه باهللا عدل ومن مشرك، فهو ؛األنداد وبني تعاىل اهللا بني فيسوي العبادة، أنواع من

.مشرك فهو الصفات من وحده يستحقه

:قسمني إىل ينقسم فالشرك

.الربوبية يف الشرك هو وهذا ،وأفعاله وصفاته، وأمسائه، املعبود، بذات بتعلق شرك: األول

ذاته، يف له شريك ال -سبحانه- أنه يعتقد صاحبه كان وإن ملته،ومعا عبادته، يف شرك: الثاين .واأللوهية العبادة يف الشرك هو وهذا، أفعاله يف وال صفاته يف وال

أصل يناقض ألنه عليه؛ مات إن لصاحبه اهللا يغفره وال ،العظيم الظلم وذين النوعني هوالشرك .النار يف دهوخيل عمله وحيبط امللة عن صاحبه وخيرج التوحيد،

ومسي عملي، شرك فهو األمور، بعض يف معه تعاىل اهللا غريومراءاة مراعاة هوو أصغر، شرك وهناكصلى اهللا عليه - وفسره النيب، )الشرك اخلفي(تسميته بـ ت، وجاءاألكرب بالشرك مقارنة" أصغر"

، )٢(»رجل نظر من يرى لما صالته، فيزين ي،يصل الرجل يقوم أن الخفي، الشرك«: بقوله -وسلم

، وأخرجه مسلم )٨/٤" ٥٩٧٧: رقم"كتاب األدب، باب عقوق الوالدين من الكبائر، (أخرجه البخاري )١( ).١/٩١" ٨٨: رقم"وأكربها، كتاب اإلميان، باب بيان الكبائر(

كتاب (، وأخرجه ابن ماجه يف سننه )١٧/٣٥٤" ١١٢٥٢: رقم("أخرجه أمحد يف مسند أيب سعيد اخلدري )٢(صحيح الترغيب والترهيب [حسن : ، وحكم األلباين)٢/١٤٠٦" ٤٢٠٤: رقم"الزهد، باب الرياء والسمعة،

"].٣٠:رقم"

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

: واقال ،رغصاأل كرالش مكيلع أخاف ما فوخأ نإ« :-رضي اهللا عنه–ويف حديث حممود بن لبيد : اسالن ىازج إذا ةالقيام يوم ذلك ألصحاب لجو زع اهللا يقول ،ياءالر :قال ؟رغصاأل كرالش وما .)١(»!؟اءزج مهندع وندجت له وافانظر ا،ينالد يف وناءرت منتك ينذال إىل وابهاذ

أكرب من معصية ولكنه اإلميان، من صاحبه يخرج فال التوحيد، كمال مع يتناىف الشرك وهذا .العمل هيئة يف باهللا تعاىل اهللا غري تسوية من فيه ملا املعاصي؛

تفصيل آليات القرآن الكرمي اليت تعدد ما وقع فيه أهل ) نواقض التوحيد(وسيأيت يف مبحث .)٢(اجلاهلية من معتقدات الشرك وأعماله

اإلحلاد:

تدل على امليل عن االستقامة، يقال )د ح ل(، ومادة )دحلا فهو مأحلد يلحد إحلاد(مصدر قياسي وعلىحاد عنه وعدل، : أحلد يف دين اهللا؛ أي: ، ويقالواإلميان احلق طريقة عن مال إذا لرجل،ا أحلد يف معناه وهو احلق، أو الدين أو االستقامة عن والعدول والظلم، امليل، يعين اللغة يف اإلحلاد فلفظ هذا

.- تعاىل - اهللا كتاب

M< = >@ ?L: عز وجـل قال تعاىل اهللا كتاب يف اإلحلاد لفظ وردوقد

MNM L K J IL :قولـه تعـاىل يف منـه الفعل ورد كما] ٢٥ - احلج[

- النحـل [ M- , + * )L :، ويف قوله تعاىل]١٨٠ : األعراف[١٠٣[ .

ويتنوفهوم اإلحلاد يف الدين حبسب ما يضاف إليهم ع.

، وذكره األلباين يف السلسلة الصحيحة )٣٩/٣٩" ٢٣٦٣٠: رقم("أخرجه أمحد يف مسند حممود بن لبيد )١( ). ٢/٦٣٤" ٩٥١: رقم("

، التعريفات االعتقادية لسعد آل عبد اللطيف )٣/٢٦٥(مقاييس اللغة البن فارس ): الشرك(مراجع كلمة )٢(يف ، منهج القرآن الكرمي)٣٢٧:ص(، األلفاظ واملصطلحات املتعلقة بتوحيد الربوبية؛ آلمال العمرو )٢٠٣:ص(

، مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية؛ لعثمان ضمريية )١٠٩: ص(دعوة املشركني إىل اإلسالم؛ حلمود الرحيلي ).٣١١:ص(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

هو أمسائه يف واإلحلاد((: اهللا أمساء يف اإلحلاد تعريف يف - اهللا رمحه - القيم ابن اإلمام يقول أن: أحدها: ((ويفصل ذلك إىل مخسة أنواع ،))هلا الثابت احلق عن ومعانيها وحبقائقها ا العدول وهذا إهلا، الصنم وتسميتهم العزيز، من والعزى اإلهلية، من الالت كتسميتهم ا، األصنام تسمى ؛جبالله يليق ال مبا تسميته: الثاين. الباطلة تهموآهل أوثام، إىل بأمسائه عدلوا فإم حقيقة، إحلاد

عنه يتعاىل مبا وصفه: وثالثها .ذلك وحنو بالطبع، فاعلة علة أو بذاته، موجبا له الفالسفة كتسمية .خلقه خلق أن بعد استراح إنه :وقوهلم فقري، إنه :اليهود أخبث كقول النقائص؛ من ويتقدس إا :وأتباعهم اجلهمية من يقول من كقول ؛حقائقها وجحد امعانيه عن األمساء تعطيل: ورابعها عما اهللا تعاىل- خلقه بصفات صفاته تشبيه: وخامسها .معاين وال صفات تتضمن ال جمردة ألفاظ .- سبحانه - أمسائه يف اإلحلاد من كله فهذا، ))- كبريا علوا املشبهون يقول

بالنصوص عما هي عليه؛ إما بالطعن فيها، أو بإخراجها هو امليل : ((واإلحلاد يف آيات اهللا الشرعية )).عن حقائقها مع اإلقرار بلفظها

< ? @ : ; > =M: ه بقولهثناؤ ليعين ج: ((- رمحه اهللا- قال ابن جرير

BAL ]ا ،]٤٠: فصلتإن الذين مييلون عن احلق يف حججنا وأدلتنا، ويعدلون عنها تكذيب .هـ.ا)) وجحودا هلا

واإلحلاد هو امليل، وقد يكون ميال عن آيات اهللا، وعدوال عنها : ((-رمحه اهللا–أيضا وقال .هـ.ا))بالتكذيب ا واالستهزاء مكاء وتصدية، ويكون مفارقة هلا وعنادا، وحتريفها وتغيري معانيها

)).و إعانةأن ينسبها إىل غري اهللا استقالال، أو مشاركة، أ: ((واإلحلاد يف آيات اهللا الكونية

املعاصر اإلحلاد:

خالق، بال وجد الكون بأن والقول اهللا، وجود إنكار يعين العصر هذا يف عليه املصطلح اإلحلاد وقوانينها، املادة طبيعة مبقتضى أو باملصادفة، متت قد الكون تغريات واعتبار أبدية، أزلية املادة وأن

.املادة يف الذايت التطور أثر من اإلنسان، عند كروف شعور من تستتبع وما احلياة، ظاهرة واعتبار

مبنظمات مدعما مذهبا أو بشري، جتمع ذات بارزة، ظاهرة اإلنساين التاريخ يف اإلحلاد يكن ومل التاسع القرن منذ اإلحلاد وانتشر قليلة، فئات عليه اجتمع ورمبا شاذة، فردية ظاهرة كان وإمنا ودول، والتفسريات باهللا، اإلحلاد أسس على البحتة، العلوم وجذور نسانية،اإل العلوم صيغت حيث عشر، .القدمية اجلاهليات يف له سابق ال انتشارا وانتشر ،ةاملادي

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

األوساط يف التدين من موجة عمت والعشرين، احلادي وبداية العشرين، القرن أواخر يف أنه إال املسيحي باليمني يسمى ما عودة نشاهد أنابد مث الشيوعية، سقوط العامل وشهد امللحدة، الغربية

مل هذا أن إال. اإلحلاد ظلمة يف والعيش الدين، عن البعد ويالت ذاقوا أن بعد ذلك كل املتطرف، .)١(واحلضارة العلم، عباءة مرتديا األوساط، تلك يف متغلغال اإلحلاد بقي قد بل اإلحلاد، اية يعين

يقة فطريةالتوحيد حق: ثايناملبحث ال

القلوب مفطورة على حب خالقها وتأليهه:

إن اإلميان بوجود اهللا جل وعال واإلميان بوحانديله = ه تعاىل يف ربوبيته وألوهيته وأمسائه وصفاته؛تقدالئله الكثرية، وشواهده املتعددة، ويف مدمإن التوحيد حقيقة)الفطرة(هذه الدالئل والشواهد ة ،

بأصول اإلذعان أساليب وأبلغ اإلقناع أساليب أرق، وإن ةيلدج ةينظر قبل أن يكون معرفة ةيفطرال إحالة: اإلميانمإىل بنياطخ وكذلك كان منهج القرآن الكرمي يف اعتماده دليل )٢(وغرائزهم همرطف ،

.يف معاجلة قضايا التوحيد )الفطرة(

¥ ¤M: يف قوله تعاىل فظها مرة واحدة يف القرآن الكرميبل )لفطرةا(لقد جاءت كلمة

® ¬ « ª © ¨§ ¦ ¹ ¸ ¶ µ´ ³ ² ± °¯

º¿¾½¼»L ]وقد ف]٣٠: الروم ،سالفطرة( العلماء ر (مبعان يف النفس غروسامل هو الشعور ):الفطرة(ـب املقصود خمتلفة متقاربة، وأنسبها يف هذا املقام أن

وبتوحيده سبحانه وتعاىل بربوبيته وألوهيته، إن هذه الغريزة الدينية املركوزة بوجوده سبحانه اإلنسانية إىل توحيد اهللا تعاىل قبل أي هلقوع هبلق هجوهي البوصلة اليت ت =؛يف داخل كل إنسان منذ بداية خلقه

.)٣(آخر دليل

، تفسري )٥/٢٣٦(، مقاييس اللغة البن فارس )٢٤٨:ص(غريب القرآن البن قتيبة ): اإلحلاد(مراجع كلمة )١(، األلفاظ )وما بعدها ٥٨:ص(طيف ، التعريفات االعتقادية؛ لسعد آل عبد الل)٢١/٤٧٦(الطربي

).٣٢٧:ص(واملصطلحات املتعلقة بتوحيد الربوبية؛ آلمال العمرو ).١٦٦: ص(منهج الشيخ حممد رشيد رضا يف العقيدة : ينظر )٢(: ينظر) الفطرة(، وللوقوف على املعاين األخرى الواردة يف تفسري لفظ )٤٦: ص(العقائد اإلسالمية لسيد سابق )٣(

.وما بعدها) ٣٢١:ص(حات املتعلقة بتوحيد الربوبية؛ آلمال العمرو األلفاظ واملصطل

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

بفطرتها إليه هجتم بربه، انمؤمأن اهللا تعاىل قد خلق اإلنسان -ضا تؤكد ذلك والسنة النبوية أي أبي حديث من الصحيحني يف ، كما ثبت-والتوحيد العبودية حتقيق هي غايته وأن والعبادة، بالطاعة على يولد مولود كل(: (-وسلم عليه هالل صلى- الله رسول قال: قال -عنه الله رضي- هريرةةطرالف((، يفو ةايرو :))لىع هذه لةالم((، ))اهوفأب انهدوهي انهرصنيو انهسجميويف رواية ،))و :

))كانهرشيا(( ،))وكم ولدة تهيمة البهيمب اء،جعل مه تحونس فايه من جد؟اءع! ،حىت كتأ واوننتم تجدعوناه(( واالق :اي رفأ ؛اهللا ولسأريت نم يموت منهم وهو صغالق ؟،ري :))أ اهللالعب مك امواان

عاملث، ))نيم أ ولقيوب هرـيتمـشئ إن واؤواقر: - رضي اهللا عنه- ةر :M© ª ¬ «

³ ² ± ° ® µL ]"صلى اهللا عليه - فلم يقل الرسول ،)١(]٣٠:الروم" جزء آية النفس يف ركوزةامل فطرةالبل هو ، )٢(رةطللف موافق اإلسالم ألن ،)يسلمانه: (يف احلديث -وسلم

تغطي فهي اإلحلادية املذاهب باقي أما األبوين، لتأثري اإذ حيتاج فال هلا، الطبيعي الوضع وهو اإلنسانية،، ٣خارجي مبؤثر تأيت إمنا داخلها، من النفس على تأيت ال فهي لذلك وتصادمها، وتنكسها الفطرة

لذلك مثال حمسوسا وهو والدة البهيمة سالمة من العيب مث -صلى اهللا عليه وسلم-ويضرب الرسول الصالة عليه عمفج: ((-رمحه اهللا–، يقول ابن القيم جبناية اإلنسان لكيطرأ عليها العيب بعد ذ

والسالم األمرين بني :تغيري الفطرة بالتوهيد والترينص، وتال رييغقلخة أخرب اللذان األمران ومها ،عباجلد ال أنه إبليس بأن د يغيرها،م فغيوهو رفلكبا اهللا فطرة ر تغيري قلاخلاليت ة خوغ ،عليها واقليالصورة ر عباجلد والبتك، فغيإىل الفطرة ر الشرإىل واخللقة ،ك البتفهذا ،والقطع ك خلقة تغيري وهذا وحالر تغيري قلخعلى مفطورة فالقلوب((: كذلك ويقول، ))الصورة ة حوتأليهه، هاوفاطر إهلها ب فصرف امل لذلك ؛النفوس يف ةرطف وتوحيده اهللا معرفة أن ومبا، )٤())للفطرة تغيري غريه إىل ةواحملب هالتأل ذلك: فقالوا الشك هذا الرسل استغرب اهللا لتوحيد الدعوة يف لرسلهم املكذبون األقوام شك

M¦¥§L ١٠: إبراهيم "جزء آية["! ؟.[

، وأخرجه مسلم )٢/٩٤" ١٣٥٨:رقم"، ...كتاب اجلنائز، باب إذا أسلم الصيب فمات(أخرجه البخاري )١( ).٤/٢٠٤٧" ٢٦٥٨:رقم"، ...كتاب القدر، باب معىن كل مولود يولد على الفطرة(

)٢( شرح الطحاوية البن أيب العز)١/٣٤.( ،)٢٦:ص(عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي )٣( ).١/١٠٧(إغاثة اللهفان البن القيم )٤(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

اخلالق توحيداإلنسان بق الفطرة تنط:

كما ل،أتس عندما باحلق فطرهم وتنطق خلقهم، الذي رم يعرفون القرآن نزول حني واملخاطبون

° M: تعاىل قال ®¬ « ª © § ¦ ¥ ¤ £ ¢

À ¿¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ±

Ì Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á Ð Ï Î Í

Ù Ø × Ö ÕÔ Ó Ò ÑL ]٨٩ - ٨٤: املؤمنون.[

© M: تعاىل ويقول § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ }

¬ « ªL ]٦١: العنكبوت.[

وار، وليل ومساء، أرض من العظيمة، املخلوقات هذه أن السليمة بفطرته ياألعراب أدرك وقد تبارك اخلالق على تدل وغريها وسحاب، ورياح وكواكب، ونبات وحيوان، وإنسان مر،وق ومشس ومساء ،ساج وار ،داج ليل ،املسري على يدل واألثر ،البعري على تدل البعرة((: قال حيث وتعاىل،

١())!؟ اخلبري الصانع على تدل أفال ،أبراج ذات(.

ا بالتوحيدالفطرة تنطق احليوان واجلمادات أيض:

واجلمادات الطري حىت بل وحدها، البشرية النفوس على مقتصرة تكن مل الفطرية، الغريزة وهذه قال. أنطقها الذي إال يفهمه ال نطقا وترتيهه، وحتميده تسبيحه على وخالقها ربها فطرها قد وغريها،

Mp o n m l k j ih g f e d c b r q: تعاىل

y x w v u tsL ]٤٤: اإلسراء.[

° ± M ³ ²: تعاىل وقال ® ¬ « ª © § ¦ ¥ ¤ £

¼ » º ¹ ¸ ¶µ ´L ]٤١: النور.[

).٣٣٨:ص(منهج القرآن الكرمي يف دعوة املشركني إىل اإلسالم؛ حلمود الرحيلي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

M P O N M L K J I H G F E D C: تعاىل وقال

Y XW V U T S R Q ]\ [ ZL ]احلج :١٨.[

.له وتسبيحها برا، اجلمادات معرفة على تدل اليت اآليات من ذلك غري إىل

على فطرت قد اجلمادات هذه كانت إذا واملقصود((: اهللا رمحه تيمية ابن اإلسالم شيخ يقول األوىل ريقبط بربه معرفته على يفطر فألن منها، أشرف واإلنسان وترتيهه، وتسبيحه را معرفة

الطيور، من طري اهلدهد وهذا: " يقول أن إىل ،"والفطنة والتمييز العقل من فيه ركب ملا واألحرى، بغري وأعلمه التوحيد، بأعظم سليمان خاطب قد الطيور، من كغريه يصيح العقل، عدمي نظرنا ويف

- "ـةزء آيـج[" MË Ê É Í Ì Ó Ò Ñ Ð Ï ÎL: فقال ذلك،

هذا ،]٢٦: النمل[ MQ P O N WVU T S RL: ـهقول إىل، ]٢٢: لـالنم .)١(هـ.ا)) ناملفسرو ذلك على اتفق كما اهلدهد، كالم كله

منهج القرآن يف الدعوة إىل التوحيد بتحريك الفطرة وإيقاظها

أمرا -قضية معرفة وجود اهللا واإلميان به وتوحيده– القضية هذه يعترب الكرمي القرآن وحيث إن عاقل إنسان فكل نقاش، أو جدال إىل حتتاج ال بدهية وحقيقة السليمة، البشرية نفوسال يف فطريا إضايف منهج إىل احلاجة دون ا، حيس فطرة من فيه تعاىل اهللا أودعه مبا احلقيقة، هذه بنفسه يدرك

البدء القضية، هذه يف ومسلكه الكرمي القرآن منهج فإن لذلك، ورازقه خالقه ربه ملعرفة يسلكه العظيم، اخلالق بوجود ومقرة معترفة أا ليجد أعماقها، يف مغروس هو مبا ويذكرها يوقظها بالفطرة

.دليل إىل حتتاج ال ذلك يف وأا

من تنبعث إا حتصى، أن من أكثر تعاىل اهللا وجود إىل وتشري الفطرة، هذه حترك اليت والدالئل والدقة البديع، النظام ذلك إىل أضف اء،السم يف شيء كل ومن بل األرض، وجه على شيء كل

أن وبصريته بعقله اإلنسان فيدرك وحركتها، سريها يف والترتيب املخلوقات، هذه صنع يف املتناهية

).٣٤٠، ٣٣٩:ص" (مرجع سابق"منهج القرآن الكرمي يف دعوة املشركني إىل اإلسالم )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

تلك ألن موجد، غري من يوجد أو حمدث، غري من حيدث أن ميكن ال اإلبداع، وذلك النظام هذا .)١(نفسها تلقائي من احملكم والترتيب ،الدقيق النظام ذلك إجياد عن عاجزة املخلوقات

أساليب القرآن يف الدعوة إىل التوحيد وأدلة املبحثني السادس والسابع تفصيلوسوف يأيت يف .صحته

ن الصحيح قيمة التزام التوحيديف إرواء الفطرة والتدي:

وال وتنميها رةالفط تالئم هي بل هلا، مغايرة أو الفطرة عن غريبة ليستعقيدة التوحيد وألن ، الفلسفية النظم تشبعها ال اليت الفطرية اجلوعة تشبع الوحيدة اليت تستطيع أن عقيدةال هيف تصادمها،

. )٢(املايل الثراء وال، السياسي السلطان وال، الوثنية املذاهب وال

تغين فلن والنظريات األفكار تعددت ومهما وتزخرفت، اإلحلادية املادية املذاهب استعلنت فمهما توغل كلما بل واجلسد، الروح متطلبات تليب أن تستطيع ولن الصحيح، الدين عن واتمعات األفراد

الدين إىل إال منها مهرب وأال ظمأ، له تروي وال منا،أ متنحه ال أا اليقني متام أيقن فيها لفردا حرية تبطل وأن حنبه، شيء كل يضمحل أن املمكن من إن((: رينان أرنست يقول الصحيح، على ناطقة حجة سيبقى بل التدين، ينمحي أن يستحيل ولكن والصناعة، والعلم العقل استعمال

.هـ.ا))األرضية للحياة الدنيئة املضايق يف اإلنسان حيصر أن يريد الذي املادي املذهب بطالن

وأكرم نفسال ميول أرقى ألا التدين، فكرة تتالشى أن يستحيل((: وجدي فريد حممد ويقول اإلنسان ستالحق التدين ففطرة سيزداد، امليل هذا إن بل اإلنسان، رأس يرفع مبيل ناهيك عواطفها،

ومنو مداركه علو نسبة على الفطرة هذه فيه وستزداد والقبح، اجلمال به يعقل عقل ذا مادام .هـ.ا))معارفه

وما بربه جهله عظم يدرك علمه، آفاق واتساع مداركه علو قدر فعلى ربه عن اإلنسان ابتعد فإذا العلوم جزئيات يف وجهله ويشقيها، ويسعدها ويفسدها، يصلحها وما بنفسه وجهله له، جيب

من العامل يتراجع وحينئذ. . . وغريها والنواة احلاسب وعلوم وارات األفالك كعلوم ومفرداا الطبيعة ووراء حكيما، عاملا العلوم وراء أن ويعتقد واالستسالم، التواضع إىل والكربياء الغرور مرحلة واالستجابة القومي، للدين واإلذعان بالغيب باإلميان املنصف الباحث احلقيقة هذه وتلزم قادرا، خالقا

).٣٣٦:ص(املرجع السابق )١(

.)٢٦: ص( الكرمي القرآن يف التوحيد عقيدة )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

مستوى إىل وتردى فطرته، انتكست ذلك عن اإلنسان ختلى وإذا ،اجلبلية والغريزة الفطرة لنداء .األعجم احليوان

- شرع ما وفق له والتعبد بالتوحيد، اهللا إفراد على يعتمد الذي - احلق تدينال أن إىل ذا وخنلص وسالمته سعادته ولتحصيل العاملني، رب هللا عبوديته خالله من املرء ليحقق للحياة، ضروري عنصر

وحده فبه اإلنسان، يف النظرية القوة لتكتمل ضروري وهو الدارين، يف والشقاء والنصب العطب من .العليا مطاحمه حيقق ال دونه ومن مته، يشبع ما العقل جيد

جماال الدين يف جتد النبيلة العواطف إذ الوجدان، قوة وذيب الروح لتزكية ضروري عنصر وهو .غايتها فيه تدرك معينه ينفد ال ومنهال ثرا،

رببأك ويدرعها والدوافع، البواعث بأعظم ميدها مبا اإلرادة قوة لتكتمل ضروري عنصر وهو .والقنوط اليأس لعوامل املقاومة وسائل

اإلنسان إن":نقول أن فينبغي ،"بطبعه يندم اإلنسان إن": يقول من هناك كان فإذا هذا وعلىمتدي١("بفطرته ن(.

احنراف الفطرة وتشوهها جبناية اإلنسان والشيطان:

، شىت آهلة العصور خمتلف يف الناس عبد امل حقا ايفطر اأمر اهللا إىل هالتوج كان لو: هنا يقال وقد .فهذا واقع مسلم به يخالف المدعى

به حتيط اإلنسان لكن اخلالق، إىل االجتاه إىل املرء تدعو - كما سبق- الفطرة أن: واجلواب واملعلمون الكتاب يلقيه مافيو األبناء، نفوس يف اآلباء يغرسه مافيف، ينحرف جتعله كثرية مؤثرات

.احلقيقة إىل تتجه فال غشاوة، عليها ويلقي ويقذرها، الفطرة هذه يبدل ما الناشئة أفكار يف والباحثون

إذا: فنقول ،!؟بربه عارفا موحدا خيرج هل ؛فطرته يف نؤثر أن غري من الطفل تركنا إذا: يقال وقد الشيطان أخذ فقد يتركوهم، لن اجلن شياطني فإن ؛همفطر يدنسوا ومل البشر، اإلنس شياطني ترك

).٥٠-٢/٤٨(اإلسالم أصوله ومبادئه؛ حملمد السحيم )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

M ï î í ì ë ê é è: آدم بين بإضالل العهد نفسه على

ñ ðL ]١(]٨٣- ٨٢: ص(.

انطيالش نإ(( :الصحيح احلديث يف كما اإلنسان، قلب إىل لصي أن على القدرة الشيطان وأعطيييرج من من آداب مجا ىرملد، إوين خشنأ يت قيذف كوبلق يفام ش((: قال أو ))ارش٢())ائي(.

` M c b a :بأنه هنم االستعاذة املطلوب الشيطان فصوالكريـم والقرآن

deL ]٥: الناس[.

M ª :الكرمي لقرآنا ويف عليه، وحيثه بالشر، يأمره اجلن من قرينا إنسان لكل أن اأيض حص وقد

° ¯ ® ¬ « ± ´ ³ ²µL ]٢٧: ق[.

ـ له، يوسوس بشيطان ميده كذلك فإنه، ويؤيده يهديه كلمب اإلنسان اهللا دأم وكما ويزيلـه ن وءالس، ويباملنكر يهرغ، ويدإىل وهع وغريهم األنبياء ذلك يف ييستو ،الفتنة.

M B A @ ? > = < ; : 9 F E D C

HGL ]٣(]١١٢: األنعام(.

ترفغ ليال، يعند من -وسلم عليه اهللا صلى- يالنب خرج: قالت عنها اهللا يرض عائشة وعن عائشة، يا لك ما«: فقال ،-فأدخلت يدي يف شعره: ويف رواية- ،عنصأ ما ىأرف اءجف عليه،

ولسر اي: قلت ،»شيطانك؟ جاءك أقد«: فقال ؟كلثم على يلثم ارغي ال يل امو: تلق ،»أغرت؟

)٧٠، ٦٩:ص(العقيدة يف اهللا؛ لعمر األشقر )١(

، وأخرجه ابن )٨/٤٨" ٦٢١٩: رقم"كتاب األدب، باب التكبري والتسبيح عند التعجب، (أخرجه البخاري )٢(، من حديث صفيـة أم املؤمنني )١/٥٦٦، "١٧٧٩:رقم"كتاب الصيام، باب يف املعتكف يزوره أهله، (ماجه

.-رضي اهللا عنها-

).١٤٣:ص(العقائد اإلسالمية؛ لسيد سابق )٣(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

يا كعمو: قلت ،»نعم«: قال ؟انطيش اننسإ لك عمو: قلت ،»نعم«: قال ؟انطيش يعم وأ ،اهللارقال ،؟اهللا ولس :»،معن نلكو بن يرانيأع هليى عتح لم١(»أس(.

إال أحد من منكم ما« :قال وسلم عليه اهللا صلى النيب عن عنه اهللا رضي مسعود بن اهللا عبد وعنقدكل وو به هقرين نم قالوا »الجن :اكإيا وول يس؟ را«: قال اللهإيونأ إال ،ي ن اللهانيأع هليع

،لمن فال فأسرأمر إال ييي٢(»بخ(.

دالتمر إىل دائما هجتت مهأعمال ألن وتدنيسها، الفطرة إفساد يف كبري بدور يقومون اجلن وشياطني اهللا أمر ما ووصل يوصل، أن به اهللا أمر ام عطوق ،والتدمري والتخريب والتمزيق التفريق وإىل اهللا، على

.صلة به وهلم إال الوجود، يف فساد وال األرض يف شر من فما يقطع، أن به

تكذيب إىل مهوعود ،يواملعاص رفالك هلم وانسوح ،العمل وءس السابقة لألمم وانزي الذين وهمالرلس ٣(همأعمال هذه تزال وال ،اهللا أوامر وخمالفة(.

M Î Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À

Ñ Ð ÏL ]٦٣: النحل.[

ذات قال -وسلم عليه اهللا صلى- اهللا رسول أن -عنه اهللا رضي- يااشع بن محار عياض وعن اعبد نحلته مال كل هذا، ييوم يعلمن امم جهلتم ما أعلمكم أن يأمرن يرب إن أال«: خطبته يف يوم

وحرمت دينهم، عن فاجتالتهم الشياطني أتتهم وإنهم كلهم، حنفاء يعباد خلقت يوإن حالل،همليا عم للتأح ،مله مهترأمأن و شا يب ركوايم زل لمأن به لطان٤(إىل آخر احلديث.. .»...اس(.

ه فالشياطنياليت ي دعإىل ت حتريف على واخلروج ،ينالد وإىل ،الفطرة باهللا اإلشراك، وحرمت ةلاوحوم اهللا سبيل عن ةادص طريق لبك لإلنسان تقعد الشياطني تزال وال ،احلرام تلحوأ ،احلالل

صفراألعمال جالئل عن ه.

، وأخرجه )٤/٢١٦٨، "٢٨١٥:رقم"، باب حتريش الشيطان وبعثه، ...كتاب صفة القيامة(أخرجه مسلم )١( ).٧/٧٢، "٣٩٦٠:رقم"كتاب عشرة النساء، باب الغرية، (النسائي

).٤/٢١٦٧، " ٢٨١٤:رقم"، باب حتريش الشيطان وبعثه، ...فة القيامةكتاب ص(أخرجه مسلم )٢(

)١٤٠:ص(العقيدة يف اهللا؛ لعمر األشقر )٣(

: رقم"كتاب اجلنة وصفة نعيمها، باب الصفات اليت يعرف ا يف الدنيا أهل اجلنة وأهل النار، (أخرجه مسلم )٤( ).٢٩/٣٢" ١٧٤٨٤: رقم("، وأخرجه أمحد )٤/٢١٩٧، "٢٨٦٥

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

اهللا صلى- اهللا رسول مسعت: قال -اهللا عنهرضي - )أيب فاكه: أو( هفاك بن ةربس حديث يفف وتذر تسلم: فقال م،سالاإل بطريق له فقعد بأطرقه، آدم بنال قعد الشيطان إن«: قال - وسلم عليه

كيند يندو كائاء آبآبو ؟أبيك!، اهصفع ،لمفأس ثم دقع بطريق له ،ةرفقال الهج :اجرهت عدتو كضأر اءكمسا ،!؟ومإنثل واجر مهثل المس كمي الفرل، فالطو فعاهص ،راجفه ثم دقع بطريق له ،ادفقال الجه :داهجت وفه دهفس جال، النالمل وقاتل، فتقتفت كحنأة، فترالم مقسيال، والم اهصفع داهول فقال، »فجسر لى اللهاهللا ص هليل عسوم :»نل فمفع كا كان ذلقلى حع الله زل عجأن و لهخدة، ينالج نمل وا كان قتقلى حع الله زل عجأن و لهخدة، ينإن الجو ا كان غرققلى حع الله

.)١(»الجنة يدخله أن الله على حقا كان دابته صتهوق أو الجنة، يدخله أن

.أعدائه مع له صدام أول يف اإلسالم دعوة على القضاء يف يرئيس بدور قام يالذ هو والشيطان

M Q P O N M L K J I H G F E D

` _ ^ ] \ [ Z Y X W V U T SR c b a

j i h g fe dL ٤٨: األنفال

أو للجنس، حب من هواه إليه ومييل نفسه، إليه فوا ما فرد لكل يزين يالذ هو الشيطان وهذا بل ،الطغيان إىل ميل أو لالستبداد، إيثار أو اجلاه، إىل تطلع أو املنصب، على حرص أو املال، يف طمع

ألهوائهم، الدين ليطوعوا منه، ينقصوا أو اهللا، شرع يف ليزيدوا هم،أنفس املتدينني على ليتسلط إنه .لشهوام وخيضعوه

وبني والزوجة، الزوج وبني وأخيه، األخ بني فيفرق الناس، بني والبغضاء العداوة ييغر يالذ وهو .ومجاعاا األمة طوائف

وتأيت والنسل، احلرث لكلته فيها وينفخ والشعوب، األمم بني احلروب نريان يوقد يالذ وهو .واليابس األخضر على

.اهللا لعنه إبليس رئيسه لدى قدرا وأعلى مرتلة أقرب كان الشر على أقدر الشيطان كان وكلما

كتاب اجلهاد، (، وأخرجه النسائي يف سننه الصغرى )٢٥/٣١٥" ١٥٩٥٨:رقم"مسند املكيني، (د أخرجه أمح )١(السلسلة الصحيحة، (صحيح : ، حكم األلباين)٦/٢١، "٣١٣٤: رقم"باب ما ملن أسلم وهاجر وجاهد،

).٦/١١٨٦، "٢٩٧٩: رقم"

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

سراياه، يبعث ثم الماء، على عرشه يضع إبليس إن«: قال وسلم عليه اهللا صلى النيب عن جابر عناهنفأدم هنزلة منم مهظمة أعنتج.. فءيي مهدقول أحفي :لتكذا، كذا فعقول وا: فيم تعنئا، صيش

نعم: ويقول منه هفيدني: قال امرأته، وبين بينه فرقت حتى تركته ما: فيقول أحدهم ءييج ثم: قالت١(»أن(.

والفساد ،يالسياس والفساد ،ياالجتماع والفساد ،ياخللق والفساد ،ياجلنس الفساد إن .)٢(األشرار وجنوده إبليس نتاج من هو إمنا وويالت، فنت من اإلنسان يعانيه ما وكل ،ياالقتصاد

وعود على بلكألجل ف ؛ءد الن هذا االحنرافاشئ عن الدخال لائمبلطة من جنايـات اإلنسـان

والشيطان يف تلويث طالفرفقد جاء متام اآلية الكرمية يف الفطرة قوله تعـاىل =؛ة : M ¸ ¶

¼ » º ¹ ¿ ¾ ½L ]"من الناس]٣٠: الروم" جزء آية فكثري ، .)٣(وأعماهلم ودينهم البشر حبياة املرتبطة العظيمة احلقيقة لتلك واإلدراك واملعرفة االعتقادقد فقدوا

املصائب قد جتلو الفطرة وتصحح مسارها:

إذا إليه وتلتجئ به، وتلوذ حقيقة، را تعرف الناس يف تعاىل اهللا أوجدها اليت السليمة فالفطرة .وجل عز اهللا غري ينصرها ناصرا أو يغيثها، مغيثا جتد ومل الضر، مسها

! " # $ % & ' ) ( *+ , - . / M 2 10: تعاىل قال

4 3 5L ]٦٧ :اإلسراء.[

M Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó ÒÑ Ð Ï Î Í Ì: تعاىل وقال

ä ã â á à ß Þ Ý ÜL ]٥٤-٥٣: النحل.[

عندما ،عليها رانت اليت الغشاوة عنها فتزول ،شوهةامل الفطرة عن احلجب تنكشف ما كثرياو من فكم النجاة، أسباب وتفقد عونا، البشر من فيه جتد ال مأزق يف تقع أو أليم، مبصاب تصاب

، وأخرجه )٤/٢١٦٧، " ٢٨١٣:رقم"، باب حتريش الشيطان وبعثه، ...كتاب صفة القيامة(أخرجه مسلم )١( ).٢٢/٢٧٤، "١٤٣٧٧: رقم("أمحد

).١٤٣- ١٤٠:ص(العقائد اإلسالمية لسيد سابق )٢(

).٢:ص(مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية؛ لعثمان مجعة ضمريية )٣(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

به زلـن رلض هللا نهـدي أخلص مشرك من وكم به، يطـأح عندما إليه وآب ربه عرف ملحد

M: ; < = C B A @? > E D K J I H G F

\ [ Z Y XW V U T S R Q P O N M L

e d c b a ` _ ^ ]L ]٢٢: يونس. [

ومتيل، تز فأخذت خلل، طائرم أصاب عندما ربهم إىل ما طائرة ركاب آب كيف مسعنا وقد اإلحلاد، اختفى هناك الركاب، عن فضال شيئا أمره من ميلك ال والطيار الفضاء، يف وتتأرجح وجود واإلحلاد للشرك يبق ومل وإخالص، بصدق را إىل القلوب ورغبت بالدعاء، األلسنة وضجت

.)١(الرهيب املوقف هذا مثل يف

مهمـا عليها القضاء يستطيع ال الفطرة هذه تبقى ؛والعناد والكفر الطغيان يف اإلنسان بلغ ومهما

" !M: تعـاىل قـال كمـا يشـعر، ال أو يشعر وهو تظهر الئلهاد وتظل ذلك، يف كابر

* ) ( '& % $ # -, +L ]ونـوفرع، ]١٤: النمل نإ -السالم عليه- موسى وهدد عبادته، إىل الناس ودعا اهللا، وجود أنكر البشر يف يةـطاغ مـأعظ

° ± M¯ ´ ³ ²: تعاىل اهللا صق كما -السالم عليه- موسى له قال غريه، اهلإ اختذ

µ ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶L ]مث، ]١٠٢: اإلسراء

@ ? < =M: رقـالغ هـأدرك وقد املوج انـأحض يف وهو فرعون قال كانت العاقبة أن

A B C J I H G F E DL ]٢(]٩٠: يونس(.

الفطرة هي امليثاق الثاين

هي امليثاق الثاين الذي أخذه اهللا جل وعال على اإلنسان، أما أشرنا إليها اليت هذه الفطرة اإلنسانيةامليثاق األول فهو العهد الذي أخذه اهللا عز وجل على بين آدم إذ أخرجهم من ظهر أبيهم وأشهدهم

> ; : M6 7 8 9 :ال عز وجـل ـاىل، كما قـحانه وتعـته سبـوبيـعلى رب

= > ? @ A B DC E GF HL أو :M E GFL

).٧١:ص(العقيدة يف اهللا؛ لعمر سليمان األشقر )١( ).٢٠٠: ص(محى التوحيد؛ حملمد الغامدي -صلى اهللا عليه وسلم–محاية الرسول )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

MIH ومالئكته عليهم شهد سبحانه أنه مبعىن ،تعاىل اهللا كالم من MHL كلمة وتكون

R Q P O N M L K J SL ]ثاق أول ـيذا مـفه، ]١٧٢: األعراف ثبت ما أيضا ذلك دويؤي ،كوخطورة الشر أمهية التوحيد له يؤكدلأخذه اهللا على اإلنسان قبل خلقه

اهللا يقول((: قال -وسلم عليه اهللا صلى- النيب عن ،-عنه اهللا رضي- مالك بن أنس عن الصحيح يفكاربالى تعتو نوأهل لار أها النذابع :لو تكان ا لكينا الدما، ويهف تا أكنيدفتا؟ مقول بهفي :،معن أدخلك ولا: قال أحسبه - تشرك لا أن: آدم صلب في وأنت هذا من أهون منك أردت قد: فيقولارالن - تيإلا فأب كر١())الش(.

السليمة اجلبلة على اخللقة مبدأ يف يولد مولود لفكمث يأيت بعد هذا امليثاق الثاين، ميثاق الفطرة، يف هحسن موجود الدين هذا ألن لزومها؛ على الستمر عليها كرت فلو الدين، لقبول املتهيئ والطبع

اآلفات تلك من ملس فلو ،يدلقوالت وءشالن آفات من آلفة هغري إىل لدعي نم هنع لدعي وإمنا العقول، .)٢(التوحيد اخلالص غري عتقدي مل

ا وهو ،ثالث ويأيت بعد ذلك ميثاقم اءتج ل بهسالر زلتأنو به با الكتيددجيثاق تلمل، لالأو

جزء [" M YX W V U T S R Q P O NL به وتذكريا بامليثاق ال امليثاق بذلك ذكروا الذين الرسل بإرسال مآد بين على قائمة فاحلجة ،]١٦٥: النساء -"آية

رسله اهللا دأي وقد ،!؟يذكره ال ءبشي أحد على سبحانه حيتج فكيف يذكرونه، ال فهم ذاك إذ نفسه وند به وقام هلبق فطرته على باق وهو الميثاق هذا أدرك فمن ،صدقهم على والرباهني باملعجزات

تردفتلك فطرته عن احنرف قد كان ومن ،د املعجزات مع والرباهني الرفيها إقناع من لديهم وما ،لس . )٣(به أوىل ارفالن وإال ،اجلنة لخد بامليثاق ىفو فمن وا،نمؤي مل إن معليه الكافية ةجحال

أقدمية التوحيد وأسبقيته على الشرك

يكون األصل يف البشرية هو التوحيد، وأن يكونأن فمن البدهي ؛ةفطري التوحيد حقيقة وإذا كانخالفا ملا تقول به له أقدميته وأسبقيته على الشرك، عليها، فالتوحيددخيل الشرك احنراف طارئ

ةالضال بعض النظريات ر األديانيف تطو.

، وأخرجه )٤/١٣٣، "٣٣٣٤: رقم" -عليه السالم–كتاب أحاديث األنبياء، باب خلق آدم (أخرجه البخاري )١( ).٤/٢١٦٠، "٢٨٠٥: رقم"، باب طلب الكافر الفداء، ...كتاب صفة القيامة(مسلم

).٤/٣٢٧(معامل السنن للخطايب )٢( ).١٣: ص(خمتصر معارج القبول؛ هلشام عقدة )٣(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

على كانوا وذريته -السالم عليه آدم- األول البشرية أبا أن الكرمي القرآن يف تعاىل اهللا لقد حكى بالتوحيد يدينون البشر، أول فهم وتعاىل، تبارك رم من إليهم الزنم ايهلإ امنهج يتبعون التوحيد، عن األمم من أمة احنرفت كلما مث، عنه ارتطو وليس للشرك، اسابق التوحيد يكون وبذلك اخلالص،

ولقد قص اهللا تبارك ، وحده اهللا وعبادة التوحيد إىل يدعوها رسوال إليها تعاىل اهللا بعث، حيدالتو هذا الوضوح يف عليه مزيد ال مبا- وتعاىل يف قصة آدم عليه السالم يف سور البقرة واملائدة واألعراف وطه

التوحيد على كانت -يتهآدم عليه السالم والرعيل األول من ذر- األوىل البشرية أن يقرر ما -والبيان عن القوم احنرف حينما قرون، بعد إال واالحنراف الشرك تعرف ملو ،وشرعه تعاىل اهللا مبنهج وااللتزام

:وحده تعاىل اهللا عبادة إىل يدعوهم -السالم عليه- نوحا هلم تعاىل اهللا فبعث وتوحيده، اهللا دينMC B A @ ? > = < ; : 9 8 7 6 5 D E

I H G FL ]١( ]٥٩: األعراف(.

وتعدد الشرك عليها طرأ مث التوحيد على أمرها أول كانت البشرية أن سبحانه اهللا بنيبل لقد

M U T S R Q P O N: تعاىل قولهيف آية واضحة وهي اآلهلة

f e d c b a` _ ^ ] \ [ Z Y X W V

l k j i h g on mL "]٢١٣: البقرة -"جزء آية.[

مآدو وحن نيب انك((: قال -عنهما اهللا رضي- عباس ابن عن املستدرك يف احلاكم روى قدوعشق ةررلك ونهم ىلع رشيعة مال نحف ،قاخف وافلتباهللا ثع بالنيني مبرشين ومرنذالق ،))ين :

))ذكولك يف قاءرة عباهللا د :MP O N Q ]لفواتفاخ[L ((، ثالق م :))اذه حيثد صحيح ىلع شرال طبارخي، لوم يخرجهلذه هذا التفسري ويؤيد ،)٢(ذلك على الذهيب وافقه وقد ،))اه

M ´ ½ ¼» º ¹ :يونس سورة يف األخرى اآلية =؛اآلية ¶ µ

¾ Ç Æ Å Ä Ã Â Á À ¿L ]١٩: يونس.[

).٢١٧: ص(يدة اإلسالمية؛ لعثمان ضمريية مدخل لدراسة العق )١(صلى اهللا عليه –كتاب تواريخ املتقدمني من األنبياء واملرسلني، ذكر نوح النيب (أخرجه احلاكم يف مستدركه )٢(

)٢/٥٩٦، "٤٠٠٩: رقم"، - وسلم

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

اهلدى على كلهم قرون عشرة السالم عليهما ونوح آدم بني كان أنه لنا كرذ((: قال قتادة وعن اهللا بعثه رسول أول وكان ،نوحا وجل عز اهللا فبعث ذلك، بعد اختلفوا مث احلق من ةـشريع وعلى

)).ألرضا أهل إىل

الشـرك فيهم فظهر والتوحيد، اهلدى على واحدة أمة كانوا الناس بأن يقولون املفسرين ومجهور القرآن دليل إن((: الطربي قال ،التوحيد إىل لريدوهم رسله إليهم اهللا فبعث املوتى، تعظيم طريق عن

م عنهم اهللا أخرب الذين أن على واضحوديـن اإلميان على واحدة ةأم كانوا إمنا واحدة، أمة كانوا أ ": يـونس "فيهـا يذكر اليت السورة يف قال وعز جل اهللا إن وذلك. به والشرك باهللا الكفر دون احلق

M¾ ½ ¼» º ¹ ¸ ¶ µ ´ Â Á À ¿

Ç Æ Å Ä ÃL ]د] . ١٩: يونسفتوع لج ال ،االخـتالف على رهـكذ مث الكفر على كان االختالف قبل اجتماعهم كان ولو واحدة، أمة كوم على وال االجتماع، على الوعد لكان ؛كذلك ذلك كان ولو اإلميان، إىل بعضهم بانتقال إال يكن مل ذلك، بعد االختالف كان دعيتو أن وحمال طاعته، إىل بعضهم إنابة حال ألا الوعيد من احلال ذلك يف ثناؤه جل حبكمته أوىل

.)١(هـ.ا ))والشرك الكفر على اجلميع اجتماع حال يف ذلك ويترك واإلنابة، لتوبةا حال يف

ورجا كثري ابن حوقتادة عباس ابن قول أيض مآدم ملة على كانوا الناس ألن((: بقوله ترجيحه اللع ،))األرض لأه إىل اهللا بعثه رسول أول فكان السالم عليه نوحا إليهم اهللا فبعث األصنام عبدوا حىت

كلهم الناس وأن يكن، مل أن بعد كائن الناس يف حادث الشرك هذا أن تعاىل اهللا أخرب مث((: ويقول واألنداد األصنام وعبدت الناس، بني االختالف وقع مث، ...، اإلسالم وهو واحد دين على كانوا

.)٢(هـ.ا ))مغةالدا وبراهينه البالغة وحججه وبيناته بآياته الرسل اهللا فبعث واألوثان،

أكثر املاء كان النبع من اقريبما كان لك اإلنسان ألن ونقول أيضا أنه ال عجب يف ذلك وال غرابة يداخله وما األذى من عليه يطرأ ملا ؛ونقاء صفاء أقل املاء وجد النبع عن ابتعد وكلما ،ونقاء صفاء

لقرب والتوحيد الفطرة على األوىل البشرية كانت وهكذا ،فيه تنصب اليت والشوائب القذى، من عن االحنراف إىل تأد اليت العوامل وتضافرت ،الينابيع ذلك بعد اختلطت مث تعاىل، برا عهدها

.)٣(عنه ااحنراف وكان التوحيد، ذلك بعد ائطار الشرك ظهور فكان التوحيد،

).٤/٢٨٠(تفسري الطربي )١(

).٤/٢٥٧(تفسري ابن كثري )٢( ).٢٢٠: ص(مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية؛ لعثمان ضمريية )٣(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

يف البشريةوحدوث الشرك األول -عليه السالم- تشوه فطرة قوم نوح سبب:

: تعاىل قوله تفسري عند -رضي اهللا عنهما- ابن عباس حديث من صحيحه يف البخاري رواه

Mv u w x £ ¢ ¡ � ~ } | { z yL ]٢٣: نوح[ ، انصبوا أن :قومهم إىل الشيطان أوحى هلكوا فلما نوح، قوم من صاحلني رجال أمساء هذه(( :الـق

هلك إذا حىت تعبد فلم ففعلوا، بأمسائهم، اوهموس أنصابا، فيها لسونجي كانوا اليت جمالسهم إىل برالع يف نوح قوم يف كانت اليت األوثان هذه وصارت(( :الـ، ق))عبدت العلم، وانتسخ أولئك،

بع١(.هـ.ا)) ...د(.

ونوح، آدم بني نيـصاحل اقوم كانوا((: تفسريه يف قيس بن حممد عن بسنده جرير ابن وروى ذكرناهم، إذا العبادة إىل لنا أشوق كان صورناهم لو: فقالوا م، يعتقدون أتباع هلم انـوك

املطر، يسقون وم يعبدوم كانوا إمنا: فقالوا إبليس، إليهم دب آخرون وجاء ماتوا فلما فصوروهم، .)٢(هـ.ا)) فعبدوهم

بن يزيد الباقر جعفر أيب عند ذكروا(( :قال املطهر أيب عن بسنده حامت أيب ابن عن كثري ابن ونقل رجال "ود" وكان: قال ،"ود" ذكر مث اهللا، غري فيها عبد أرض أول يف قتل إنه أما: فقال املهلب، رأى فلما عليه، وجزعوا بابل، أرض يف قربه حول عكفوا مات فلما قومه، يف اببحم وكان صاحلا، لكم أصور أن لكم فهل هذا، على جزعكم أرى: قال مث ان،إنس صورة يف تشبه عليه جزعهم إبليس أهل لكل أجعل أن لكم هل: قال ذكره، من م ما رأى فلما فتذكرونه، ناديكم يف فيكون مثله، به، يصنعون ما يسرون فجعلوا أبناؤهم وأدرك: قال به، يذكرونه فجعلوا فأقبلوا مثله، متثاال بيت

غري عبد ما أول فكان: قال اهللا، دون من يعبدونه إهلا اختذوه حىت ،إياه ذكرهم أمر ودرس وتناسوا .)٣(.هـ.ا")) دو"ـب يسمونه الذي الصنم" ود" األرض يف اهللا

تفنيد مزاعم تطور األديان من الشرك إىل التوحيد

لكتابا من مقلدم وكذلك ،-األديان مقارنة بعلماء نومسي نمم- الغربيني الباحثني بعض يزعم وصلت حىت جيل، إىل جيل من تطورت قد اإلله عبادة وأن التوحيد، على سابق الشرك بأن املسلمني

).٦/١٦٠، "٤٩٢٠: رقم"، ..."ود وال سواعا"كتاب تفسري القرآن، باب (أخرجه البخاري )١( ).٢٣/٦٣٩(تفسري الطربي )٢( ).٨/٢٣٥(تفسري ابن كثري )٣(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

عقلية وليدة وأا حديثة، جد عقيدة األحد اإلله عقيدة أن بعضهم زعم حىت اخلالص، التوحيد إىل .السامي باجلنس خاصة

منو على البشر حياة يف التوحيد قاسوا حيث واالرتقاء، التطور نظرية على هؤالء اعتمد وقد .)١(البشري اجلهد بسبب وتتطور تنمو اليت والصناعات العلوم وتطور

ملا البشرية أن يزعمون ألم لإلسالم؛ وتزكية لإلنسان ترقيا ذلك يف أن املسلمني بعض يظن وقد واحدا، اإهل تعبد أصبحت وتقدمت ترقت وملا متعددة، آهلة تعبد كانت التأخر من حال يف كانت

الكتاب لبعض األسف كل نأسفل إننا، وعنه ويدافعون ذلك يظنون ،التوحيد ديانات فنشأت الغربية، األفكارذه الخنداعهم املسلمني الباحثني من غريهم ويعدهم أنفسهم يعدون الذين املسلمني .)٢(امللحدة النظرية لتلك وتبنيهم

منذ اإلهلية العقيدة نشأة الكتاب هذا موضوع((": اهللا" املسمى كتابه مقدمة يف يقول العقاد فهذا .))التوحيد نزاهة إىل واهتدى الواحد اهللا عرف أن إىل ربا اإلنسان اختذ أن

: فيقول ،"العقيدة أصل: "بعنوان عقده الذي الفصل يف العبارة هذه يف أمجل ما العقاد يشرح مث حلياته مساوية األوىل عقائده فكانت والصناعات، العلوم يف ترقى كما العقائد، يف اإلنسان ترقى((

الديانات أوائل من بأرقى والصناعة العلم أوائل فليست وصناعاته علومه كانت وكذلك األوىل، )).األخرى يف احلقيقة عناصر من بأوفر منها واحدة يف احلقيقة عناصر وليست والعبادات،

عرفوا قد األولني أن ليثبت البدائية األديان يف بحثي أن له خيطر الذي مالعال فإن((: يقول أن إىل )).حمال عن يبحث إمنا والغباء السخف شوائب عن مرتهة الكاملة الكونية احلقيقة

بني املقابلة علماء يعرف(( :فيقول ،"اإلهلية العقيدة أطوار:" بعنوان آخر فصل إىل العقاد وينتقل التعدد، دور وهو واألرباب، باإلهلية اعتقادها يف لبدائيةا األمم ا مرت عامة أطوار ثالثة األديان )).... الوحدانية ودور والترجيح، التمييز ودور

باقعتم واحد ملس على يكن مل ولكنه فيه، شك ال حمقق الديانات يف التطورف((: يقول مث )).أخرى من وبط ،ناحية من تصعد ،خمتلفة سالمل على كان بل ،الدرجات

).١/٥٨(منهج القرآن الكرمي يف دعوة املشركني إىل اإلسالم؛ حلمود الرحيلي )١( ).٢٢١: ص(مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية؛ لعثمان ضمريية )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

اخلطوة كانت الشمس ديانة أن زاعما العقيدة بتطور القائلني أولئك رأي العقاد قرر وأخريا التوحيد خلطوة السابقة اخلطوة كانت الشمس فديانة((: قال حيث الصحيح، التوحيد خلطوة السابقة

عداد يف أيضا هي دخلت فإذا واحلياة، اخلليقة به وتعلل العني، عليه تقع ما أكرب ألا الصحيح،... واألقمار والكواكب والسماء لألرض موجد خالق إىل حاجة يف كله الكون أصبح فقد املعلومات

? < = >M: الكرمي القرآن يف إبراهيم قصة فحوى على االنطباق متام الترتيب هذا وينطبق

UT S R Q P O N M L K J I H G FE D C BA @

[ Z Y X W V f e d c b a ` _ ^ ] \

w v u t s r q p o n m l kj i h g

§ ¦¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ }| { z y x

¼ » º¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ®¬ « ª © ¨

à  Á À¿ ¾ ½L ]هـ.ا)) ]٨٠ - ٧٦: األنعام.

امل وإال الغربيني العلماء رأي يرى أنه على دليل الكرمية اآليات ذه العقاد تداللاس أن وواضح .))إبراهيم قصة فحوى على االنطباق متام الترتيب هذا وينطبق((: قبلها قال وملا اآليات، ذه استدل

إىل هتداءاال يف متحريا كان -السالم عليه- إبراهيم إن يقولون الذين أن فيه ريب ال الذي واحلق كان السالم عليه إبراهيم أن على اآليات بظاهر استدلوا ألم والصواب؛ احلق خالفوا قد ربه، معرفة .النهاية يف تعاىل اهللا هداه حىت ربه معرفة إىل يصل أن يريد

يف يتدرج كان السالم عليه إبراهيم أن على يدل ومضموا وآخرها اآليات هذه أول أن واحلق تلك يف يعتقدونه ما بطالن على احملسوس الدليل هلم ليقدم -الكواكب عباد- قومه دعوة

.)١(املعبودات

لقومه مناظرا املقام هذا يف كان -السالم عليه- إبراهيم أن واحلق((: اهللا رمحه كثري ابن اإلمام قال إضاءة شدهاوأ السيارة، والكواكب واألصنام اهلياكل عبادة من عليه كانوا ما بطالن هلم مبينا

، منهج القرآن الكرمي يف دعوة املشركني إىل اإلسالم؛ حلمود )٢٦٨، ١٦٧: ص(العقيدة يف اهللا؛ لعمر األشقر )١(، وممن تبع العقاد يف )٥٤، ٥٣: ص(، عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكاوي )٦٢- ١/٥٩(الرحيلي

".التوحيد يف تطوره التارخيي: "نقوش يف كتاا، وثريا م"الشرق اخلالد"عبد احلميد زايد يف كتابه : ذلك

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

تقع ما أنور هي اليت الثالثة األجرام هذه عن اإلهلية انتفت فلما ... الزهرة، مث القمر، مث الشمس،

.)١( هـ.ا ))M t s r q p o nL القاطع بالدليل ذلك وحتقق األبصار، عليه

على بههمين أن فأراد والكواكب، األصنام يعبدون وقومه أبوه كان(( :الكشاف صاحب وقال أال إىل مؤد الصحيح النظر أن ويعرفهم واالستدالل، النظر طريق من احلق إىل ويرشدهم ضاللتهم،

.اومسريه وانتقاهلا وأفوهلا طلوعها دبر ومدبرا أحدثها، حمدثا وراءها وأن إهلا منها شيء يكون

؛وه كما قوله فيحكى مبطل، بأنه علمه مع خصمه ينصف من قول M D CFEL: وقوله .)٢(هـ.ا)) باحلجة فيبطله عليه يكر مث احلق، إىل أدعى ذلك ألن ملذهبه، بصعتم ريغ

: تعاىل قال كما املوافقة، صيغة على الكواكب عبدة مذاهب بإبطال ابتدأ((: الشهرستاين وقال

M7 6 5 4 3 2L ]"تيناهآ: أي ، ] ٧٥: األنعام" جزء آية يف واملخالفة املبدأ، يف املوافقة مساق اهلياكل أصحاب على اإللزام اقفس احملجة، نريه كذلك احلجة

MFE DL: قوله يف يكن مل اخلليل فإبراهيم وإال أقوى، واإلفحام ،أبلغ اإللزام ليكون النهاية،

]٦٣: األنبياء" جزء آية"[ MO N M L KL: قوله يف يكن مل كما مشركا، .)٣( هـ.ا ))كاذبا

تطور من الفكرة نفس فيه عرض أيضا "اهللا" مساه كتابا حممود مصطفى ورالدكت كتب وقد هذا اهود لثمي ذلك بأن ذكر قد كان وإن أخريا، التوحيد إىل وصلت حىت البشر أيدي على العقيدة

-وسلم عليه اهللا صلى- حممد إىل -السالم عليه- آدم من واحدة فهي السماء رساالت أما البشري، .تبديل الو تطور فال

M N: الكرمية باآلية بدأه -وسلم عليه اهللا صلى-" حممد" بعنوان املؤلف لنفس بيتك وجاء يف

V U T S R Q P OL "]قال مث ،] ٢١٣: البقرة" جزء آية : يؤمنون ال العاجلة اللذة وعبادة والكفر واملادية اجلهل على واحدة أمة بالناس، احلال بدأت هكذا((

).٣/٢٩٢(تفسري ابن كثري )١( ).٢/٤٠(تفسري الكشاف للزخمشري )٢( ).٢/٣٧(امللل والنحل للشهرستاين )٣(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

والرسل الكتب نزلت مث والغرائز، املعدة دائرة أشواقهم تتجاوز وال حواسهم، دائرة يف يقع مبا إال )).... وطوائف شيعا واختلفوا وكافر، مؤمن وبني ومكذب، مصدق بني الناس فتفرق

قرد اإلنسان أصل بأن يزعمون الذين تنسج على منوال نظرية دارون وأشياعه املادية النظرية هذهو .يؤفكون أىن اهللا قاتلهم ،إنسانا أصبح حىت تطور مث ،ذلك وحنو مسكة أو

كما الديانة ومنت((: فقال ،النظرتني بني "اإلنسانية تاريخ معامل" كتابه يف ولز. ج. هـ مجع وقد وأسالفه القردة أسالفه بله ؛البدائي اإلنسان مقدور يف يكن مل أنه ويقينا إنسانية، مصلحة كل تنمو يصبح أن فهمه يقو وال ذهنه يستطع فلم الدين، أو الرب عن فكرة أي له يكون أن =؛اتالثديي من

.)١( ))اإلنساين الترابط مع منا شيء فالدين شديد، ببطء إال العامة األفكار هذه تصور على قادرا

وال خيفى أن هذه األباطيل فيها إنكار سافر لكل ما سبق من الوحي السماوي والسنة النبوية، هذه قولت كما- اقح تطور هناك كان لووالوة على منافاا للفطرة واملنطق يف مكابرة صارخة، ع

يدل الواقع ألن الكثرة؛ إىل الوحدة من التطور هذا يكون أن واملنطقي الطبيعي من لكان - النظريات وليس كثرة، من عدهب مبا وتنتهي بالواحد تبدأ -مثال- واحلساب بالعد تبدأ عندما فأنت ذلك، على

.)٢(العكس

صلى حممد بعثة إىل األرض هذه على األول اإلنسان اهللا خلق منذ كانت التوحيد عقيدة أن واحلق والسنة الكرمي القرآن ونصوص النهاية، وهي البداية فهي الساعة، قيام إىل وستبقى وسلم، عليه اهللا

.بدايتها منذ التوحيد عقيدة صاحبتها قد البشرية أن تؤكد النبوية

وكلما جيل، بعد جيال أبناؤه بعده من وتلقاها السالم، عليه آدم البشر أبو اهللا نيب بذلك بدأ يعيدها من إليها اهللا بعث البشرية الفطرة يف االحنراف أو اجلهل بسبب احلق طريق عن البشرية احنرفت

.والصواب احلق إىل

خرج أن بعد وصفاءها نقاءها العقيدة إىل وأعاد ه،وحد اهللا عبادة إىل السالم عليه نوح دعا فقد عليه آدم عهد منذ األرض يف تقرر الذي التوحيد طريق عن وشذوا اإلهلية، اهلداية خط عن قومه

.السالم

).٦٤-١/٦٣(منهج القرآن الكرمي يف دعوة املشركني إىل اإلسالم؛ حلمود الرحيلي )١( ).٢٢٠: ص(مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية؛ لعثمان ضمريية )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

احلق للناس يبينون أمة كل يف األنبياء وتواىل آلخر، وقت من يتجدد اإلميان موكب واستمر الذي وسلم عليه اهللا صلى حممد واملرسلني األنبياء خامت جاء ىتح احنرفوا أو انتكسوا كلما واهلدى

به اهللا وأكمل تعاىل، اهللا إىل الدعوة يف األنبياء من سلفه ج وسلك جديد، من التوحيد إىل دعا

M R Q P O N M L K : تعاىل قال كما النعمة به وأمت الدين

VU T SL "]٣: املائدة -"جزء آية.[

ديلـتب أو حتريف حصل قد كان وإذا احلقيقة، هذه بتقرير جاءت يعهاـمج السماوية بوالكت ب،ـالكت تلك حبفظ فلـيتك مل تعاىل اهللا ألن فذلك ،األتباع بعض أيدي على السابقة الكتب يف

الزيف، يكشف له اهللا حبفظ حمفوظا مـالكري القرآن بقي وقد وقتها، بانتهاء انتهى قد دورها وأن

Mi h g j l k: تعاىل قال كتاب، من سبقه ما كل على ويهيمن التحريف، ويبني

mnL ]تعاىل وقال، ]٩: احلجر :M U T S R Q P O

[Z Y X W VL "]٤٨: املائدة -"جزء آية.[

الرساالت، بني اختالف أو تدرج حصل قد كان إذا أنه هو الصدد هذا يف يقال أن ميكن ما وكل كانت الصالة فمثال أخرى، تناسب وال أمة تناسب قد اليت واألحكام الشرائع يف ذلك نكا فإمنا

وغريه، الصيام وكذلك أخرى، إىل أمة من ختتلف قد أدائها طريقة لكن السابقة، األمم يف مشروعة ةالوافي الشريعة مع يتفق ال ما كل نسخت اليت اخلامتة اإلسالمية الشريعة يف الكمال حد بلغت حىت

.ومكان زمان لكل والصاحلة

،]٤٨: املائدة -"جزء آية"[ Mon m l k jL: تعاىل قال

% & ' ) ( * + ,- . / M" $ # 3 2 1 0: تعاىل وقال

6 5 4L ]١٠٦: البقرة.[

: تعاىل قال كما تتغري، ومل ختتلف مل وجوهرها، ومضموا لبها يف واحدة فهي الشرائع أصول أما

M Y X W V U T S R Q P O N M L K J

m l k j ih g f e d c ba ` _ ^ ] \ [Z

s r q p o nL ]١٣: الشورى.[

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

أن على تدل بأا زعموا اليت احلفريات بآثار التوحيد على الوثنية بأسبقية القائلني استدالل أما إال هو ما ذلك فإن الفكري، تطورهم مع عبادام تطورت مث بالوثنية، تدينوا قد األمر بادئ يف الناس .الثابتة والسنة الكرمي، القرآن تقاوم ال واليت الومهية والتخرصات التخمينات جمرد

السالم، عليه آدم لذرية وقعت قد اكتشفوها اليت اآلثار تلك تكون أن جدا واملعقول املمكن ومن لقوم أو شعيب، لقوم أو إبراهيم، لقوم أو صاحل، لقوم أو هود، لقوم أو ،نوح لقوم تكون فقد

والدليل بيانه، سيأيت كما السالم نبينا وعلى عليهم األنبياء أولئك أقوام يف الشرك حدث فقد موسى، القرآن بنصوص تصطدم وأدلتهم فكيف به، حيتج دليال يكون أن يصح فال االحتمال، إليه تطرق مىت

.)١(!والسنة؟

التوحيد أساس دعوة مجيع الرسل: املبحث الثالث

وترتيهه عن الند والصاحبة والولد، وتقرير وحدانيته، إن الدعوة إىل اإلميان باهللا تبارك وتعاىل،هي القضية األساسية اليت من أجلها بعث اهللا وإفراده بالعبادة، والتذلل إليه، واالنقياد ألمره وحكمه،

ئه ورسله، وقد جاء ذلك واضحا جليا فيما قصه اهللا تعاىل علينا يف القرآن الكرمي من دعوة مجيع أنبيا .)٢(الرسل إىل أممهم وأقوامهم

منازل وأول الرسل، دعوة أول التوحيد أن اعلم: ((-رمحه اهللا–يقول ابن أيب العز احلنفي .)٣(هـ.ا)) وجل عز الله إلى السالك فيه يقوم اممق وأول الطريق،

توحيد العبادة هو أساس دعوة الرسل أصالة

هو توحيد اهللا تعاىل بالعبادة وإفراده -عليهم السالم–ويالحظ أن اجلانب األهم يف دعوة الرسل مع اقتناس بذلك مقرون هم إذ خالقهم، هوأن باهللا اإلميان جمرد إىل الناس دعوةلاهللا يبعثهم لما، ف

يقف اليت القضية هي األيام من يوم يف اهللا وجود قضية تكن ومل. عليها تعاىل اهللا فطرهم اليت الفطرة

).٦٨-١/٦٥(منهج القرآن الكرمي يف دعوة املشركني إىل اإلسالم؛ حلمود الرحيلي )١( ).١/٦٩(املرجع السابق )٢( ).١/٢١(شرح الطحاوية البن أيب العز )٣(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

، اإلحلاد عنهم عرف الذين األوروبيني بعض عند خاصة ولظروف قليلة فترات يف إال عندها، الناس .)١(فطرم وفساد الحنرافهم ربيرات خاصة؛ فلسفة له جيدوا أن وحاولوا

وخالق خالقهم، وحده سبحانه بأنه أقروا بل املشركون، ينكره مل الربوبية توحيد أن ريب الو اهللا حكى قد كما واحملبة، اإلهلية توحيد أنكروا وإمنا كله، العامل مبصاحل والقائم واألرض، السموات

M R Q P O N M S Y XW V U T: قوله يف عنهم تعاىل

\ [ Z ^]L ]وحيد هذا يف به غريه سووا فلما ،]١٦٥: البقرةكما مشركني، كانوا الت

(* + , - ! " # $ % & ' ) M: تعاىل قال

0 / .L ]١: األنعام.[

حقيق تعاىل وأنه اإلهلية، توحيد يف الشرك مباينة كيفية عباده -وتعاىل سبحانه- اهللا علم وقد

M x w v u t s r q p o n: تعاىل فقال وربا، وحكما وليا بإفراده

© § ¦ ¥ ¤£ ¢ ¡ � ~ } | { zyL ]األنعام :

M ¾ ½ ¼ » º ¹: وقال ،]١١٤: األنعام[ M c b a `L: وقال ،]١٤

ÂÁ À ¿L ]وال حكم الو ويل فال ،]١٦٤: األنعام فقد غريه به عدل من الذي اهللا، إال رب وكافرها، مؤمنها اخلالئق فيه اجتمعت الذي هو الربوبية فتوحيد ربوبيته، وحد ولو ألوهيته يف أشرك

.)٢(واملشركني املؤمنني بني الطرق مفرق اإلهلية وتوحيد

اهللا وعبـادة التوحيـد إىل األنبياء دعوة من تعجبهم السابقني األقوام عن تعاىل اهللا حكى ولذلك

: األعراف[ MG H M L K J I N O QPL :وحده تعاىل العبادة إفراد منهم الرسل طلب إال ينكروا فلم ،!آهلتنا؟ دون من ا وخنصه بالعبادة لنفرده: أي ،]٧٠ـ يفرد كونه وأنكروا يعبد، بأنه أقروا بل، يعبد ال إنه: قالوا وال تعاىل، اهللا ينكروا ومل هللا، بادة،ـبالع

® » ¬ M :تعـاىل قـال كما أندادا، معه واختذوا سواه معه وأشركوا غريه اهللا مع فعبدوا

² ± ° ¯L ]٢٢: البقرة.[

).٣٠٥: ص(مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية؛ لعثمان ضمريية )١( ).٨-٧:ص(جتريد التوحيد املفيد للمقريزي )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

.))كلم امو هكلمت ،كل وه ايكرش الإ، كل يكرش ال كيبل((: للحج تلبيتهم يف يقولون وكانوا

وهدرفأ دق((: ويقول ،))كل يكرش ال((: قوهلم عند يسمعهم -وسلم عليه اهللا صلى- النيب وكانلج اللجل ؛هو تق واكرلوهالإ: م ايكرش هل وتعاىل قال ،به إقرار تعاىل باهللا شركهم فنفس ، )١( ))ك:

Mw v u t s xL]وقال تعاىل، ] ٢٢: امـاألنع :M e d c

g f hiL ]وقال تعاىل] ٦٤: القصص ، :M Ü Û Ú Ù Ø ×

ÝÞL ]األنداد يعبدوا ومل تعاىل، باهللا إقرار الشركاء اختاذ فنفس، ]١٩٥: األعراف .هلم وتشفع، زلفى اهللا إىل تقرم أا العتقادهم إال هلم بالنذور والتقرب هلم باخلضوع

األنداد يف يعتقدونه الذي االعتقاد هذا أن وتبني سواه، ما كل عبادة بترك تأمر الرسل اهللا فأرسل كانوا وقد العبادة؛ توحيد هو وهذا. وحده هللا إال يكون ال ذلك وأن، باطل إليهم التقرب وأن باطل، .وحده والرازق وحده اخلالق هو اهللا أن وهو الربوبية، بتوحيد مقرين

العبادة؛ توحيد هو -والسالم الصالة عليهم- الرسل إليه دعت الذي التوحيد أن نعرف هنا ومن

ـ [ M |{ z y x wL: لـالرس هلم تقول ولذا > = < ? @ M ،]٢٦: ودـه

A BL ]٢(]٥٩: األعراف(.

:ولقد قرر القرآن الكرمي هذا املعىن وأكده بطريقني

( * ' ) ! " # $ % &M : قال تعاىل :مايلـالطريق اإلج: األول

/ . - , +0L ]فهذا تعميم على سبيل احلصر، بأن كل رسول قـد ،]٢٥: األنبياء: أوحي إليه أن اهللا تعاىل متصف بالوحدانية، ال إله إال اهللا، ومستحق للتوحيد، وذلـك يف قـول اهللا

M/ . - , +L أفردوين بالعبادة ألين متفرد باأللوهية: أي؛.

M DE H G F I K J L: يف هذا املعىن أيضاوقال تعاىل

ONML ]هللا تعاىل قد بعث يف كل أمة رسوالهذه اآلية تقرر أن ا ،]٣٦: النحل ،

).٢/٨٤٣، "١١٨٥: رقم"كتاب احلج، باب التلبية، (ن حديث ابن عباس م -بلفظ مقارب–أخرجه مسلم )١( ).٣٠٦: ص(مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية؛ لعثمان ضمريية )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

كل : أن اعبدوا اهللا وال تشركوا به الطواغيت، والطواغيت: وكان أول دعوة كل رسول يف كل أمة .ما يعبد من دون اهللا تعاىل، وهو مشتق من الطغيان

وحيد العبادة هـو أسـاس دعـوة أن ت الكرمي القرآن أن هذا الطريق اإلمجايل يف إثبات وننوه إىل

> = < ? @ MA: تعـاىل بقوله ومنثل هلما واحد، ومدلومها ناخمتلفت له صيغتان= ؛الرسل

BL]٥٩: األعراف[، قولهو :M z y x w v u ts r q pL ]٢: هود[ ، غةـالصي ومدلول غريه، يعبد هـإل هناك ليس أن وتقرير اهللا، بعبادة األمر: ىلاألو الصيغة مدلول إنف

النفس ألن غريه؛ عبادة عن هىـون ،اهللا لعبادة دعا الكرمي فالقرآن ،اهللا غري عبادة عن النهي: الثانية املفهوم يالضمن بالنهي القرآن يكتف فلم احلقيقة، هذه شطري على القاطع النص إىل حباجة البشرية

ال الذي ضده عن يهن بالشيء األمر أن" :من األصول علم يف مقرر هو ما على -الصريح األمر من معه ويعبدون اهللا يعبدون الناس من كثريا ألن اهللا؛ غري عبادة عن الصريح بالنهي أتى بل، "معه جيتمع .)١(مسلمون أم وحيسبون الشرك يف فيقعون غريه،

هذا الطريق يذكر فيه القرآن الرسل بأمسائهم، وكيف كان :االستقرائي يالتفصيل الطريق: الثاين :التوحيد رأس دعوم مجيعا؛ ومن ذلك

. وهو أول رسول من أويل العزم بعث إىل أهل األرض -عليه السالم-ما جاء يف قصة نوح - ١

ــاىل ــال تعـ M 8 7 6 5 B A @ ? > = < ; : 9L: قـ ).٥٩: افاألعر(

» ¬ ® ¯° ± M ¶ µ ´ ³ ² : -عليه السـالم -قال تعاىل عن هود - ٢

»º ¹ ¸L )٦٥: األعراف.(

¦ § ¨ ©M« ª: عليـه السـالم -ونفس األلفاظ قال تعاىل عن صاحل - ٣

µ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬L )٧٣: األعراف.(

MC B: قال تعـاىل عليه السالم،-جاءت على لسان شعيب وهي األلفاظ اليت - ٤

PO N M L K J I H G FE DL )٨٥: األعراف.(

).١٠٣: ص(عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكاوي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

فقد حتدث القرآن بتفصيل وافر عن دعوته إىل النبوة، وحتدث -عليه السالم-أما إبراهيم - ٥السر القرآن عن دعوة إبراهيم بشىت الصيغ واألساليب، يف املواقف املتعددة واألحوال املختلفة، ولعل

صلى اهللا عليه - أنه أبو األنبياء الذين جاءوا بعده -عليه السالم-يف توسيع حديث القرآن عن إبراهيم .وعلى الرسل أمجعني -وسلم

ساب إىل إبراهيم ـوكان اليهود والنصارى والعرب يعترفون بنبوته وأبوته هلم، بل ويعتزون باالنتيث عن إسالمه ودعوته البليغة إىل التوحيد، ونبذ ، ومن هنا توسع القرآن يف احلد-عليه السالم-

الشرك، وعن حماوراته املفحمة للمشركني، وموقفه العملي الصارم من األصنام، سخرية منها، .وحتطيما هلا، وتبكيتا لعبادها

وبذلك تقوم احلجة على املنتسبني إليه من اليهود والنصارى ومشركي العرب، الذين احنرفوا عن ق، ووقفوا يف دروب من الوثنية الطامسة الدامسة، وبذلك تسقط دعواهم أم على دين دين احل

©M: إبراهيم، كما قال تعاىل ردا عليهم جمتمعني § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ª

± ° ¯ ® ¬ «L )٦٧: آل عمران.(

} | { Mz y x w v u t s: ويقول تعاىل عنه وعن املؤمنني معه

~ ° ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �

´ ³ ² ±L )٤: املمتحنة.(

! " M: وهو يدعو إىل وحدانية اهللا -عليه السالم-وكذلك يقول القرآن عن موسى

. - , + * ) ( ' & % $ #L )١٤، ١٣: طه.(

M G F E D C B A: سالمعليه ال- وكذلك خيرب القرآن عن عيسى

X W V UT S R Q P O N M L K J IH

Z YL )٧٢: املائدة.(

دنا حممد ـلقد بعث سي إىل التوحيد، - صلى اهللا عليه وسلم-وخيرب القرآن عن دعوة سيدنا حممد بالبيان األعلى يف شأن الدين كله بالدعوة العاملية الشاملة، وبالتقرير األوىف، و -صلى اهللا عليه وسلم-

وقد أمده القرآن الكرمي بأمت احلجج والرباهني، وسجل أقاويل الكفار . عامة، والتوحيد منه خاصة

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

وردود الوحي عليها؛ حىت تكون حجة اهللا بالغة باهرة إىل يوم الدين، وحىت ال تكون للناس على اهللا ود ونداؤها املوصول، وفيه أكمل حديث عن التوحيد حجة بعد ختم النبوة؛ ألن القرآن صوا املمد

تقريرا وإثباتا، وردا على املشركني وامللحدين، وإبطالا للشرك وكل دروب الوثنية واالحنراف عن .التوحيد

! " # $% M: هلذا ما أمره اهللا تعاىل أن يقول للناس يف كلمات جامعةويكفي مثاال

, + * ) ( ' &0 / . - 3 2 1L ).٤ - ١: اإلخالص(

: فهذه السورة الكرمية على وجازا جامعة لكل ما يليق باهللا تعاىل وحده؛ من صفات الكمالأحدية، استغناء، ترتيه له عن الشركاء واألشباه، مث هي مصححة لضالالت املشركني وأهل الكتاب

.يف باب االعتقاد

على أبلغ الوجوه؛ ألن لفظ أحد أكمل من الواحد، إن اآلية األوىل تثبت الوحدانية هللا تعاىلواآلية الثانية بيان ألسباب أحديته؛ إذ إنه هو وحده السيد الكامل . ولذلك ال يوصف به إال اهللا تعاىل

يف مجيع صفاته وأفعاله، وهو املقصود يف مجيع احلوائج، وهو الغين عن كل شيء، بل كل شيء حمتاج الرابعة تقرير هلذه األسباب أيضا؛ ألنه سبحانه متفرد عن األصول والفروع، وما واآليتان الثالثة و. إليه

أو الشبيه واملماثل، وإن مل يكن أصاليلزمها من الصاحبة أما أو زوجة، وكذلك هو متفرد عن .)١(فرعا

الربوبية واأللوهية حقيقتا التوحيد: املبحث الرابع

االتوحيد هو إفراد اهللا بربوبيته وألوهيته مجيع

، وبناء على هذا )اإلله(و) الرب: (بيان معنيي) التوحيد(سبق يف املصطلحات ذات الصلة بلفظة فالربوبية هي كون اهللا جل وعال هو الرب وحده، واأللوهية هي كون اهللا جل وعال هو اإلله وحده،

وأبطل يأتيا بذات اللفظني يف القرآن، وإن مل واأللوهية، الربوبية عن طويال الكرمي القرآن حتدث لقدو

).١٦-١٣ص(، جامعة املدينة )١: ج(التفسري املوضوعي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

عباده على سبحانه وأوجب اهللا، إال حبق إله وال رب ال أنه وأثبت اهللا، دون من ألحدمها ادعاء كل .التوحيد يف معا ما يفردوه أن

سبحانه إفراده وجوب يعين والتوحيد مجيعا، واأللوهية بالربوبية تعاىل اهللا اتصاف تعين الوحدانيةف وحده هو تعاىل اهللا بأن العبد يؤمن أن: لتوحيدل الشرعية احلقيقة وهذه هي مجيعا، باألمرين عاىلوت

بال والطاعة للعبادة املستحق اإلله وحده هو لذلك وأنه والكمال، التأثري صفات كل صاحب الرب، ولكن بأحدمها، ترفمع أو رمق هو: يقال وإمنا موحدا، يكن مل فقط بأحدمها العبد أقر فإذا شريك،

.امع األمرين جمموع هو التوحيد ألن موحدا؛ يسمى أن يصح ال

اخلالق هو تعاىل اهللا أن أقروا حني الربوبية، توحيد موحدون أم الكفار على القرآن يطلق مل وهلذا

± ° ¯ ® ¬ » Mª: تعاىل قال ،مشركني كفارا مساهم وإمنا الرازق، املالك

³ ² Ã ÂÁ À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´

Ê É È Ç Æ ÅÄ Ë Ì Í Ï Î Ð Ñ Ò Ó Ô Õ × Ö

Ù Ø Ú Ü Û Þ Ý ß â á à & % $ # " !

10 / . - , + *) ( 'L )٣٤-٣١: يونس.(

منها، بوصف أقروا وإمنا اجلامعة، التوحيد حبقيقة يأتوا مل ألم مشركني؛ راكفا القرآن مساهم لقد حبقيقـة يأت مل ألنه الكل؛ يف أشرك فقد فصو يف أشرك فمن ،أصال زئةـالتج يقبل ال والتوحيد

Ms r x w v u t { z y: سبحانه يقول ولذلك اجلامعة، الشرعي التوحيد مسمى

�~ } |L ]١( ]٤٨: النساء(.

إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا واأللوهية الربوبية:

= وألجل هذا الترابط الوثيق بني وصفي الربوبية واأللوهية، وائتالفهما يف تكوين حقيقة التوحيد؛ -:هذا الترابط واالئتالف مبجموعهايتضح وجوه أربعة على الوصفني هذين الكرمي القرآنفقد أورد

. فقط به اخلاص معناه يف اللفظ استعمال :األول جهالو

).١٨، ١٧: ص( ينةجامعة املد -)١: ج(التفسري املوضوعي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

أخص من فاخللق ،]١: العلق[ MON M L KPL: تعاىل اهللا قول الربوبية مثال .هنا بالرب املراد للمعىن حتديدا الرب به وصف الذي للموصول صلة وقع لذلك الربوبية، معاين

مبعىن هنا فاإلله ،]١٤: طه([ M' ( ) * + , - .L: تعاىل قوله األلوهية مثال .بالعبادة العبد أيها فخصين سواي، حبق معبود ال: واملعىن املعبود،

، ومثال واحد مكان يف مجعهما مع به اخلاص معناه يف منهما لفظ كل استعمال :الثاين الوجه :ذلك

: أي ؛ ]٣٠: الرعد[ M A @ ? > = <G F E D C BL: تعاىل قال

معبود ال الذي املعبود هو: أي M A @ ?BL ،آخره إىل... ورازقي ومالكي خالقي يبر هو مجيعا، للمعنيني اجلامعة التوحيد حقيقة لبيان بينهما ومجع به، اخلاص معناه أفاد لفظ فكل ،سواه .منهما لفظ كل عقب املقصود املعىن تبني أخرى آيات جاءت لذلك

_ M U T S R Z Y X W V: تعاىل قوله مثلو ] \[L .احلق اإلله مبعىن متصل عبادته عن االنصراف واستنكار الرب، مبعىن متصل فاخللق) ٦٢: غافر(

! " #$ % & ' )( * + M: تعـاىل قوله يف صراحة املعنيان جاء وقد

.- ,L )معـىن إىل عائد ادةبالعب واألمر الرب، معىن إىل عائد اخللق إذ ،)١٠٢: األنعام .الكرمية اآلية صدر يف الواقع الترتيب على اإلله،

:ذلك ومثال. املطاع السيد هو بينهما املشترك املعىن يف اللفظني استعمال :الثالث الوجه

على يدل اآليات فسياق ،]١٦٤: األنعام[ MÀ ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ÂÁL :قوله تعاىل

Ms r q p: قبلـها تعاىل قوله من املفهوم ويه، مرهأ يف املطاع السيد هنا بالرب املراد أن

~ } |{ z y x w v u t ¢ ¡ �L ]١٦١: األنعام[.

¯ » ¬ ® M¨ © ª: تعـاىل اهللا قـول آخر مثال

³ ² ± ° ´ µ ¶ ¸ º¹ » ¼ ½ ¿¾

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

 Á ÀÃL ]مبعـىن هنـا والرهبـان األحبار وربوبية ،]٣١: التوبة

M ³: تعـاىل قوله يف الواحد اإلله عبادة ومعىن واحلرام، احلالل أمور يف مقدسة طاعة طاعتهم

´¶µ¸º¹L اـسي ليطيعوا: أي؛ا دالطاعة عن املقام ألن هلم؛ واحد .التشريع يف

ذكر فإذا واأللوهية، الربوبية بني تالزم هناك: أي اآلخر، مكان لفظ كل استعمال :الرابع الوجه ذكر فإذا باهللا، إال أحدمها يليق وال واحدة، لذات متفردين وصفني باعتبارمها اآلخر، على دل أحدمها املالك؛ الرازق اخلالق أنه منه فهم اإلله ذكر وإذا وحده، والطاعة للعبادة املستحق أنه منه فهم الرب .الصفات ذه إال حقا إهلا يكون ال ألنه

M W V U T S R Q X Y: تعاىل اهللا قول ذلك أمثلة ومن

c b a ` _ ^ ] \ [ Z l k j ih g f ed

mnL ]والقدرة والرزق باخللق تتصل أشياء عن وقع اآلية أول يف فالسؤال ،]٦٠: النمل اآلية آخر يف سؤاهلم يقتضي املقام فكان الرب، فظل معىن هي اليت التأثري صفات من وغريها والتدبري،

متالزمان، اللفظني ألن Mih g fL: بقوله السؤال وقع لكن ،!اهللا؟ مع أرب: فيقال ذلك، عن .الواقع حيث من بينهما فرق ال

اإلهلية تتضمن الربوبية والربوبية تستلزم اإلهلية

جل وعال قد ألنه عظيمة، حلكمة جاء قدبقة يف اآلية السا هنا )إله( كلمة استعمال ويالحظ أن اخللق كان وملا،!؟معه التأليه فيستحق اهللا مع ويرزق خيلق أرب :واملعىن مباشرة، الرتاع حمل عن سأهلم

آهلة اختاذ باستنكار عاجلهم لذلك اهللا، غري عبادة يف الرتاع وإمنا كثري، نزاع حمل ليس والتدبري والرزق .)١(تعاىل اهللا مع

يقتضي واملقام ،]٧٣: املائدة[ M G F EIHL: تعاىل قولهب ضرب مثال آخرون. الكلمتني بني التام للتالزم اإلله مكان الرب كلمة استعمل لكن وإهلكم، إهلي اهللا اعبدوا: يقول أن

من الرب لفظ يتضمنه ما وهو العبادة، بعلة تصريح فيه الرب ذكر أن - أعلم واهللا- هنا واحلكمة

).٢٣: ص(جامعة املدينة ) ١: ج(التفسري املوضوعي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

سائر يف وتوالكم ورزقكم خلقكم الذي اهللا اعبدوا: واملعىن آخره، إىل ... والرزق خللقا معاين .أموركم

بل ما رأيك أن هذا الربط بني العبادة وعلتها وهي الربوبية وما تتضمنه من املعاين قد نطق به أول

Mr q p o n m l s: ، وهو قول اهللا تعاىل!!أمر يف القرآن الكرمي

y x w v u t¡ � ~ } | { z £ ¢

² ± ° ® ¬ « ª© § ¦ ¥ ¤L ]٢١: البقرة – األمر : يف البداية فتأمل هاتني اآليتني العجيبتني يف نظمهما، كيف أن اهللا تبارك وتعاىل ذكر، ]٢٢

التعليل : د والشركاء مع اهللا، وما بني البداية والنهايةالنهي عن اختاذ األندا: بعبادته، ويف النهاية .الصريح لذلك بتفرده تعاىل خلقا ورزقا وتدبريا للكون

مسلك مستمر للقرآن الكرمي يف إثبات توحيد اإلهلية باالحتجاج على منكري اإلهلية إذا فهذا .بإثبات الربوبية

وامللك الرب: الثالثة احلسىن باألمساء فيها االستعاذة ءتجاولنتأمل أخريا يف سورة الناس، وكيف

M R Q PSL: قال ملا فإنهمبينة هذا التناسق والتواثق بني الربوبية واأللوهية، واإلله،: قيل واهم؟، وأمرهم كلفهم هل خلقهم لما: يقال أن فبقي وفاطرهم، خالقهم أنه إثبات فيه كان

: األعراف [ Mp o n rqL واألمر اخللق أثبتف ،MV UWL: فجاء نعم، ويكون إليه، ويرغب حيب فهل مكلفا، وملكا موجدا، ربا كان فإذا: قيل ذلك، قيل فلما ،]٥٤

ال الذي وحمبوم، مألوههم: يأ؛ MY XZL: قيل واألمر، اخللق غاية إليه التوجه .)١(هلا كالتوطئة قبلها وما وغاية، خامتة اإلهلية فجاءت له، إال العابد املكلف املخلوق العبد يتوجه

توحيد األمساء والصفات اقتضاء توحيد الربوبية واأللوهية ل

إن القرآن الكرمي عندما يثبت تفرد اهللا جل وعال بربوبيته وألوهيته فإنه يربط ذلك مباشرة بتفرده يف تقرير توحيد اهللا جل وعال ، فهذا منهج قرآين مستمر جل وعال بأمسائه وصفاته الدالة على كماالته

بأمسائه وصفاته، إما أن تأيت ضمن آيات الربوبية واأللوهية تذييال هلا كفواصل، أو أن تستقل كآيات .منفصلة بإزائها، تؤكد هذا اجلانب املهم من التوحيد

).٩: ص(جتريد التوحيد املفيد للمقريزي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

على اخلبري، لسميعا فهو الكمال، صفات مجيع يف األعلى املثل بأنه) اهللا( الكرمي القرآن روصلقد احملسنني حيب بالعباد، بصري عليم، واسع قيوم، يح حكيم، عزيز رحيم، غفور قدير، ءيش كل

واألرض، واتاالسم نور قهار، واحد محيد، غىن الكافرين، وميحق الظاملني، حيب وال والصابرين، والشهادة، الغيب عامل شهيد، ءيش كل على هو، إال إله ال ء،يش كل خالق العقاب، شديد قوى،

املصور، البارئ اخلالق املتكرب، اجلبار العزيز املهيمن املؤمن السالم القدوس امللك الرحيم، الرمحن هو والظاهر واآلخر، األول احلكيم، العزيز وهو واألرض واتاالسم يف ما له يسبح احلسىن، األمساء له

عليم العاملني، عن غىن احلساب، سريع د،أح كفوا له يكن ومل يولد، ومل يلد، مل الصمد، والباطن، جيزى للعبيد، بظالم ليس حليم، شاكر غفور، عفو كبري، على حميط، ءيش بكل الصدور، بذات

ذو خبري، لطيف الرازقني، خري انتقام، ذو عزيز امليعاد، خيلف ال اخلائنني، كيد يهدى وال املتصدقني، شريك، له يتخذ وأال والتقديس، بالعبادة جديرا ملثاليةا الصفات ذه يتصف من أوليس. املتني القوة .إله دونه من وال

ـ كل ألمرها يستجيب واليت ء،يش يعجزها ال اليت الباهرة اهللا قدرة القرآن صورو ـذا ء،يش

:يـس [ M¿ ¾ ½ ¼ Å Ä Ã Â Á ÀÆL : قـال إذ البارع التصوير٨٢[.

M Ï السماء ويف األرض يف ءيش بكل علمه وإحاطة علمه، آنالقر يف اهللا صفات أظهر ومن

ã â á à ß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð

åäL )البنه لقمان لسان على ويقول). ٦١ :يونس :M} | { z y � ~

´ ³ ² ± ° ¯® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡L بني ذرة موضع عنه يغيب فال ء،يش بكل اهللا علم إلحاطة املؤثر التصوير هذا أرأيت. ]١٦ :انلقم[

يرونه ما ذلك ومن الغيب، اهللا ويعلم األرض، أعماق يف أو وات،االسم طبقات يف أو صخرة طيات: وليق إذ منهم، بعضها قرب مع عليهم، مستورة أا يدركون غيبية، أمور من يوم كل يف بأعينهم

M Í Ì Ë Ê É ÈÇ Æ Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½

Ð ÏÎÚ Ù Ø × ÖÕ Ô Ó Ò ÑÛL ]٣٤ :لقمان[، M m l k

q p o nrL ]قوله يف لعلمه الشامل التصوير هذا واقرأ. ]٧ :طه :M ¾

É È Ç Æ ÅÄ Ã Â Á À ¿ Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì ËÊ

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

Ó Ö Õ Ô × Ý Ü Û Ú Ù Øß ÞL ]وهكذا. ]٥٩ :األنعام يصور .اسحم املموس اتصوير اهللا علم مشول القرآن

! " # $ % & ' ) ( * +, M الناس، إىل قربه شدة كذلك صفاته أظهر ومن

? > = < ; : 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0 / . -

@ S R Q P O N ML K J I H G FE D C B AL ]ادلة٧ :ا[ .

«¼ M: فقال دعوا، إذا إليهم ويصغى يسمعهم بقربه، الناس خيرب بأن الرسول وأمر

¾ ½ÇÆ Å Ä Ã Â ÁÀ ¿L ]ردـف تطيعـيس وال. ]١٨٦ :البقرة

M 3 2 1 0 / . > =< ; : 9 8 7 6 5 4 عينه، عن ابعيد يعيش أن

HG F E D CB A @ ?L ]اإلنسان، إىل ءيش أقرب هو بل. ]٤ :احلديد

! " # $ M ء،يش منها عنه يغيب ال وخواطره أسراره ويدرك نفسه، خلجات يعلم

0 / . - , + * )( ' & %L ]١٦ :ق[.

من وأكثر الصفة، هذه تأكيد يف القرآن أطال دوق العدل،من أظهر صفات اهللا يف القرآن صفة و

M á à .]٣١ :غافر[ MÇÆ Å Ä Ã ÂL بعمله يجمز إنسان فكل تكريرها،

í ì ë ê é èç æ å äã âL )يف ويقرر). ١٤٦ فصلت

. ]٤٤ :يونس[ M8 7 6 5 4 3 2 1 0 / .L :صراحة

M LK J I H G FL ]٤٠ :النساء[.

العامل اهللا يغضب ال كى العمل، قبل التفكري إىل للمرء لدفعا وتأكيدها الصفات هذه تقرير يف وإن ما والقرب العلم صفىت تأكيد ويف منه، شد قرب ال قربا إليه والقريب منه، تصدر وكبرية صغرية بكل

على يبعث ام العدل صفة تأكيد ويف حرمه، وما اهللا يغضب ما يعمل أن من اإلنسان يف اخلجل يبعث .عقابه عليها سريجع والشر ثوابه، إليها سيعود اخلري ألن النفس حماسبة

وشدة باالنتقام وصفه من أكثر والشكر، والغفران واحللم والرأفة بالرمحة هللا القرآن وصف وكان نالقرآ يكرر ما فكثريا الرمحة؛ صفات أحيانا جانبهما إىل تذكر ما، يوصف ما عند هو بل العذاب،

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

M e d: وقوله. ]١٤٣ :البقرة[ Mh g f i j kL: قوله معىن

q p o n m l k j i h g fL ]وأكد. ]١١٠ :النساء

M ; ? > = <@ F E D C B A:قال حىت الوصف هذا

O N M L K J I H GL ]٥٤ :األنعام[ .M Ï Î Í Ì Ë

Ò Ñ ÐL ]١١٨ :نوناملؤم[ .MÖ Õ Ô Ó Ò× Û Ú Ù ØL

M t: يقول إذ العصيان، يف وجل أسرف ملن حىت وغفرانه، رمحته باب ويفتح. ]١٥٥ :األعراف[

~ } | { z y x w v u� ¥ ¤ £ ¢ ¡¦ ¨ §

«ª ©L ]والرجاء، باألمل مليئة القرآن رمسها اليت الصورة كانت وبذلك. ]٥٣ :الزمر أكثر احلب، عن منبعثة اهللا عبادة جتعل وأخواا، بالرمحة وصفه كثرة أن كما التفاؤل، النفس يف حتىي وصف الرغبة دون بالرهبة خيضع النفوس من كثري كان ملا ولكن واخلوف، الرهبة عن منبعثة منها

آخر، حينا ا يقرا وال ينا،ح بالرمحة بوصفه ذلك يقرن العذاب، وشدة واالنتقام بالعزة اهللا القرآن

M\ [ Z Y X W V: مرة فيقول ] _L ]٩٨ :املائدة[ .

MD C B A @ ? > =EL ]٣ :غافر[ .M ¢ ¡ � ~ }

¤ £ ¥L ]أخرى ويقول. ]٤٣ :فصلت : M u t s r q p

w vx z y{ ¡ � ~ } |L ]٧ :احلشر.[ MÖ Õ Ô Ó× Ù Ø

Ú Ü ÛÝ â á à ß ÞL ]٩٥ :املائدة[ .M C B A @ ? >

E DF K J I H GL ]٤ :عمران آل[ .M d c b a _ ^

l k j i h g f em p o n s r qL ]وبرغم. ]٣٧ :الزمر وأنه والتفضل والرمحة اإلنعام يه القرآن يف الغالبة الصفة كانت واجلربوت واالنتقام بالعزة وصفه صورة يفه والبحر، الرب ظلمات يف وينجى السوء، ويكشف دعاه، إذا املضطر جييب والوزر، امللجأ .وإنعامه وخريه فضله لكثرة ا، جدير هو من عبادة العبادة، إىل تدفع النفوس، إىل حمببة

وعاملا عليه، ومنعما له، خالقا باإلنسان تتصل اليت صفاته بإبراز القرآن عىن كيف رأينا فها قد يظلمه، ال عادال به، ورحيما الوريد، حبل من إليه أقرب منه وقريبا منه، تصدر وكبرية صغرية بكل

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

من اجدير الكاملة الصفات هذه له من ليس أو. دعاه إذا وجييبه اخلري، ومينحه الرزق، يهبه يغبنه، وال .)١(!واإلشراك؟ النقص عن لترتيهوا والتقديس بالعبادة الناس

)٢(نواقض التوحيد: املبحث اخلامس

القرآن الكرمي ببيان التوحيد بدالئله، وتفننت أساليب القرآن يف الدعوة إىل التوحيد، لقد اهتما االعتناء بتوضيح ما يقابل التوحيد مما يضاده وينافيه، ففصيف ل القرآن وكان من املنهج القرآين أيض

ا من منكرات العقائد واألعمال واألقوال اليت ختدش التوحيد وتنقصه، كثري من آياته املباركات كثري .أو تبطله وتنقضه

هذه النواقض يعبكنواقض اإلميان، وأسباب الكفر، وموجبات الردة، : عنها العلماء بأمساء أخرى را من حظرية اإلسالم، ويستتبع ذلك أحكام األمور اليت خيرج ا املرء: فهي كلها عبارات فحواها

.خطرية دنيوية وأخروية

ا نذكر منها نواقض عشرة جتمع معظمها، وهي هلذه النواقض فإا كثرية، ولكن وإذا أردنا تفصيالمن أعظمها خطرا، ونستشهد هلا باآليات القرآنية اليت تتكلم عن هذه النواقض، واليت ا وأكثرها وقوع

توضح أيضخطرية ا ما يترتب عليها من تبعات.

:الشرك يف عبادة اهللا )١

اعتىن القرآن الكرمي بالتحذير من الشرك يف عبادة اهللا تعاىل عناية بالغة، وقد بني اهللا تبارك وتعاىل ، )الشرك(و) العبادة(وقد سبق معنا شرح معنيي التبعات اخلطرية هلذا الشرك يف الدنيا واآلخرة،

ن أوجوب إخالصها هللا تعاىل وتوحيده ا، ووأكد ض العبادات اليت بني القرآن الكرمي ونذكر هنا بع .التوجه ذه العبادات لغري اهللا هو وقوع يف اإلشراك

).٢٠٣-٢٠٢، ١٩٣: ص(من بالغة القرآن؛ ألمحد البيلي )١()٢( صلخهذا املبحث م-وإضافات فبتصر- يلعبد العزيز الراجحي، " شرح نواقض اإلسالم: "من كتاب

.لعبد العزيز الطريفي، والنقول املهمة مخرجة يف مواضعها" توضيح نواقض اإلسالماإلعالم ب"و

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

£ ¤ ¥ ¦ § ¨ © M « ª: قال اهللا تعـاىل الذبح، -أ

¯ ®¬ ±°L ]ــام ــبحانه ،] ١٦٢/األنع ــال س M \ [ Z]L: وق . اهللا فقد صرف العبادة لغري اهللا، فيكون مشركا إذا ذبحفإذا ذبح لغري ،]٢/الكوثر[

ــاىل - ب ــال تع ــدعاء، ق M 0 / . - 4 3 21: ال

: 9 8 7 6 5 ;L لفـظ -جل وعال-، ففسر اهللا .الدعاء بالعبادة، وبين أن االستكبار عن عبادة اهللا موجب لدخول النار

M # " !$ %L: االستغاثة املطلقة باهللا؛ قال تعـاىل -ج .]٩: األنفال[

M 6 5 4 3 2L: االستعانة املطلقة باهللا وحده؛ قـال تعـاىل - د .]٥: الفاحتة[

ـ ـال -ه M 7 8 9 : ; <=Lواه، ـخوف من اهللا دون س .]١٧٥: آل عمران[

،أو عاملا أو عابـدا ،يطيع أمريا أو وزيرافمن يف التحليل والتحرمي، وحده طاعة اهللا - و ؛ ألنـه صـرف فقد أشركيطيعه يف حتليل احلرام أو حترمي احلالل؛ =؛أو سيدا ،جاأو أبا أو زو

{ ~ � ¡ ¢ £ ¤ Mالعبادة لغري اهللا؛ ألن اهللا تعاىل هو احمللل واحملرم

ª© ¨ § ¦ ¥L ]٢١:الشورى .[

افت السنة النبوية إليها والتبعات اخلطرية اليت يستتبعها الشرك ذكرها القرآن الكرمي أيضا، وأض -:أحكام أخرى، ومما ذكره القرآن الكرمي

Mr s: ذلك بصورة قاطعة فقال اهللا تعاىل وقد بني أن الشرك ذنب غري مغفور، -أ

u t �~ } | { z y x w vL ]٤٨:النساء[

MJ M L K:قال اهللا تعاىلأن اجلنة حرام على املشرك، وهو خملد يف النار، - ب

P O N Z Y X W V UT S R QL ]٧٢:املائدة[

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

¡ M: ، قـال تعـاىل أنه سبب حلبوط وبطالن األعمال الصاحلة السابقة مجيعها -ج

¢ § ¦ ¥ ¤ £ ¨L ]من قائل]٨٨: اماألنع زوقال ع ،: M ¨ §

ª ©L ]م٦٥: رالز[.

إذا حصلت الردة بوقوع عدم املناكحة بني املسلمني واملشركني، وانقطاع الزوجية - د

: يعين] ١٠:املمتحنة[ M´ ³ ² ± ° ¯ ® ¶µL: قال اهللا تعاىل أحد الزوجني يف الشرك،

M Q P: ويف ذات اآليـة ME D C B GFL: الكفار، وقال تعاىل

UT S RL ]٢٢١:البقرة[

وهو سبب لعدم عصمة املال والدم إال إذا دخل املشرك يف عقد الذمة أو األمان مع -ه

| { ~ � ¡ ¢ £ ¤ M :، قال تعاىلسلمنيامل

§¦ ¥L]وب٥: ةالت[.

/ M1 0: قال اهللا تعـاىل عدم جواز دخول مكة للمشركني، - و

<; : 9 8 7 6 5 4 3 2L ]ــة ، ]٢٨: التوبدل أيها القارئ كيف أن اهللا تعاىل قد عر اإلشراك وتأمجالتصوير هذا يف ليس أو، اس الفنمـا ي

.!واالمشئزاز؟ منه النفور النفس يف يبعث

:اختاذ الوسائط بني العبد وبني ربه يتوكل عليهم ويسأهلم الشفاعة )٢

وهذا ناقض يدخل يف عموم الشرك يف عبادة اهللا، ألن الدعاء واالستشفاع والتوكل كلها عبادات رك وهو اختاذ الوسائط وسؤاهلم ال ينبغي أن تصرف إال إىل اهللا، ولكن ملا كان هذا النوع من الش

حاصال من املشركني، مع = الشفاعة واعتماد القلب عليهم وتفويضه األمر إليهم يف حصول املطلوب؛ادعائهم أن هذا فيه تقرب وتزلف هللا تعاىل، فقد اعتىن القرآن الكرمي أيضا عناية خاصة ببيان هذا

.النوع من اإلشراك

MÓ Ò Ñ Ð Ï Î Ú Ù Ø× Ö Õ Ô: تعـاىل ومن اآليات يف هذا الباب قوله

Þ Ý Ü ÛßL ]وقوله سبحانه وتعـاىل ، ]١٠٦/يونس : M J I H G F E

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

N M L KL ]قوله، ]٢١٣: الشعراء :M ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶

Ê É È Ç Æ ÅÄ Ã Â Á ÀL ]ـ ] ١١٧: املؤمنون فسـ م ، راـاه كاف

M VW b a ` _ ^ ] \ [ Z Y X: وقولــه

nm l k j ih g f e d cL ]وهنا ] ١٤ -١٣: فاطر . مساه اهللا شركا

.دعاء مسألة، ودعاء عبادة: والدعاء نوعان

.فمن كان مراده بالدعاء طلب نفع أو دفع ضر فهذا دعاء املسألة

.دي اهللا جل شأنه فهذا دعاء عبادة ومن كان مراده اخلضوع واالنكسار والذل بني ي

والدعاء بنوعيه دعاء املسألة ودعاء العبادة ال جيوز التوجه به لغري اهللا، فالدعاء من أعظم العبادات

« ¼ ½ ¾ ¿ M Â ÁÀ: وأفضل القربات وأجل الطاعات قال تعـاىل

Å Ä Ã ÇÆL ]قةالبائه وسـؤاله ـوقال آمرا بدع، ]١٨٦: ر :M. - /

21 0 ; : 9 8 7 6 5 4 3L ]رـافــغ :

.]٣٢: اءالنس[M¨§ ¦ ¥ ¤L :قال تعاىلو ]٦٠صلى اهللا عليـه -أن رسول اهللا ،-رضي اهللا عنهما- عن النعمان بن بشري ولقد جاء يف احلديث

/ M 6 5 4 3 21 0:مث قـرأ »ء هو العبادةاإن الدع«: الق -وسلم

7 L ]١(]٦٠: افرغ(.

:فري املشركني أو الشك يف كفرهم أو تصحيح مذهبهمعدم تك )٣

بني اهللا جل وعال يف كتابه أن عقدة اإلسالم ال تكتمل إال ملن كفر بالطاغوت ونبذ ما سوى اهللا،

M Ý Ü å ä ã â á à ß Þ: تعاىل قول اهللا

èçæL ]شك يف كفرهم، أو صحح مذهبهم؛ فإنه فمن مل يكفر املشركني أو ،]٢٥٦: البقرة

كتاب الصالة، باب الدعاء، (، وأخرجه أبو داود )٣٠/٢٩٧، "١٨٣٥٢: رقم"مسند الكوفيني، (أخرجه أمحد )١( ).٥/٢١٩، "١٣٢٩: رقم"صحيح أيب داود، (صحيح : ، حكم األلباين)٢/٧٦، "١٤٧٩: رقم"

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

الكفر بالطاغوت واألمر : األمر األول: مل يكفر بالطاغوت، وليس هناك إميان إال بأمرين ال بد منهماكل ما خالف الشرع، كل ما جتاوز به العبد حده من معبود أو : اإلميان باهللا، والطاغوت: الثاين

. وهو جماوزة احلدمتبوع أو مطاع سمي طاغوتا، من الطغيان

هو أن تتربأ من عبادة غري اهللا وتنفيها وتنكرها وتبغضها وتعاديها )الكفر بالطاغوت(ومعىن وتعادي أهلها، هذا هو الكفر بالطاغوت، الرباءة من كل معبود سوى اهللا، وإنكار كل عبادة لغري

.اهللا، ونفيها وبغضها وبغض أهلها ومعادام

أهل الكتاب واملشركني وأهل اإلحلاد وأهل الردة وغريهم جيب القطع ومن حكم اهللا بكفره من بكفرهم وهذا من لوازم التوحيد، فمن مل يكفر املشركني أو أهل الكتاب أو توقف يف كفرهم مع وضوح حاهلم فهو كافر باهللا وبكتابه وبرسوله حممد صلى اهللا عليه وسلم مكذب لعموم رسالته

ناقضا من نواقض اإلسالم، بإمجاع املسلمني، فال بد للمسلم من اجلزم للناس أمجعني، مرتكب .واعتقاد كفرهم

وهلذا نكفر من دان بغري ملة املسلمني من امللل، أو وقف (( :-رمحه اهللا- قال القاضي عياضفيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك اإلسالم، واعتقد إبطال كل مذهب سواه،

.)١(هـ.ا ))بإظهاره ما أظهر من خالف ذلك فهو كافروأكد اهللا تبارك وتعاىل على وجوب الرباءة من املشركني وحمادم وبين أن هذا هو منهج أهل

M y x w v u t s � ~ } | { z: قال تعاىل اإلميان والتوحيد،

¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ ² ± °

³L ]حنوهذه هي احلنيفية ملة إبراهيم ، ]٤: ةاملمت :M [ Z Y X W V

] \ _^L ]قةالب١٣٠: ر[

وهذا الناقض قد عمت به البلوى وطمت، ونادى به كثري ممن طمس اهللا بصريته، فنادوا بحرية ة مطلقا بني أهل اإلسالم األديان ووحدا والتقريب بينها، وزعموا أن كلها على حق، وأن ال عداو

وغريهم من امللل الكفرية، وجعلوا تبيني هذا الناقض للناس وتوضيحه عنصرية وغلوا وتشددا، وإحياء للعداوة والبغضاء بني األمم والشعوب، وبقوهلم هذا يهدم اإلسالم ويثلم، وهو ردة ظاهرة وكفر

.صريح

).٢/٢٨٦(بتعريف حقوق املصطفى؛ للقاضي عياض الشفا )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

لرسل، وتنوعت عبارام يف عدم تكفري املشركني وأهل وهي دعوة مناقضة للتوحيد مباينة لدعوة ا .الكتاب أو التشكيك يف كفرهم بزعم مجع كلمة الناس، ونبذ الكراهية من قلوب الشعوب

وصاحب هذه الدعوى وهذه املزاعم قد مجع مع هذا الناقض املخرج من امللة، اام شريعة اهللا بني الناس اليت ال مثرة هلا، ومصلحة املسلمني يف غري املرتهة بإفساد الشعوب وخلق الفنت والكراهية

.ذلك، فهذا وإن مل يقل هذا القول بلسان مقاله فإنه يقوله بلسان حاله

على نحلة عصرية االسم قدمية املذهب ئودعوة وحدة األديان وحريتها والتقريب بينها تتكلة تنكر األديان، وتعتمد على املادية اليت واملشرب، كفرية إحلادية وهي العلمانية، ومع كون هذه النح

ال موجه هلا، إال أا تسعى إلماتة الدين يف النفوس بواسطة دعوى حرية الدين والتقريب بني العقائد .ونبذ اخلالف

وهؤالء مل يعرفوا قدر احلياة اليت دعا إليها اإلسالم، وال تعدو نظرم هلا أن تكون نظرة يمية بل ، وذلك أم مل يعملوا ملصريهم، والبهائم ال مصري هلا ينتظرها، وال عقل هلا تفكر به هم أضل سبيال

.خبالف أولئك امللحدين

:- صلى اهللا عليه وسلم–تفضيل هدي غري هدي النيب )٤

جيب أن يعتقد املسلم أن قول النيب صلى اهللا عليه وسلم وفعله وتقريره وحي من اهللا تعاىل، فالسنة

: مالـنجM + 4 3 2 1 0 / . - ,5L ] :رآن بالوحي، قال تعاىلقسيمة للقرد أو جحد القرآن أو شيئا إذا علم هذا علم أن من رد أو جحد السنة أو شيئا منها، فقد، و]٤-٣

ومعارض السنة معارض القرآن، فكالمها من وحي اهللا، وسنة النيب صلى اهللا عليه وسـلم خـري ، منهصلى اهللا احلديث كتاب اهللا وخري اهلدي هدي حممدإن أحسن «: مرفوعا الصحيحجاء هدي كما .)١(»عليه وسلم

MF E D C B A: وشريعة حممد صلى اهللا عليه وسلم كاملة ال نقص فيهـا

I H G K J L M O N P Q R S T

كتاب األدب، باب يف اهلدي الصاحل، ( -رضي اهللا عنه–أخرجه البخاري من حديث عبد اهللا بن مسعود )١(إن خري : "بلفظ -رضي اهللا عنهما–، وأخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد اهللا )٨/٢٥، "٦٠٩٨: رقم"

).٢/٥٩٢، "٨٦٧: رقم"لصالة واخلطبة، كتاب اجلمعة، باب ختفيف ا..." (احلديث

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

VUL ]وألزم اهللا بلزومهـا ، ]٣: ائدةامل: M@ ? H G F E D C B A

L K J IL ]انآل ع٨٥: مر.[

فمن اعتقد أن شيئا من هدي الشرائع األخرى سواء كانت شرائع مساوية كاليهودية والنصرانية احملرفة، أو التشريعات اليت يضعها الناس ويقننوا من دون اهللا خري من هدي حممد صلى اهللا عليه

، وأصلح الستقامة حيام وأمنهم ومعيشتهم، فهو كافر خارج من امللة بإمجاع وسلم وأنفع للناس .املسلمني وإن حكم مبا أنزل اهللا

وقد أمر اهللا بالتحاكم إىل شريعته، ولزوم حكم نبيه صلى اهللا عليه وسلم، فمن فضل حكما على .حكمه فهو كافر باهللا العظيم

ضوع حلكمه، والرتول عند شرعه، والرضا بأمره، ولـزوم اخل :فمن مقتضى اإلميان باهللا ورسولهيف العقائد واألقوال واألفعال، والرجوع إىل كتاب اهللا وسنته عند االختالف يف اخلصـومات ئهقضا

M` _ ^ ] \[ Z Y X: والدماء واألموال وسائر احلقوق، فال ينازع اهللا يف حكمـه

e d c baL ]٤٠:يوسف.[

احلكام احلكم حبكم اهللا وشرعه، وعلى احملكومني التحاكم إىل ما أنزل اهللا يف كتابـه فيجب على

# $ % & ' ) ( " ! M :وسنة نبيه صلى اهللا عليه وسلم قـال تعـاىل

* 3 2 1 0 / . - , + 4 5 6 7 8 9

? > = < ; :L ]سدل علـى كـذب ) نيزعمو: (فقوله، ]٦٠: اءالن .دعواهم اإلميان مبا أنزل اهللا ملخالفتهم ملوجبها وعملهم مبا ينافيها

مث بيوأقسم سبحانه وتعاىل أنه ال جيتمع اإلميان مع التحاكم إىل غري ما أنزل اهللا على نبيه صلى ن

¸ ¶ ¬ ® ¯ ° ± Mµ ´ ³ ² :اهللا عليه وسلم فقـال

¾ ½ ¼ » º ¹ À ¿ ÁL ]سفنفى اهللا اإلميان ، ]٦٥: اءالن .مؤكدا ذلك بالقسم عمن مل يتحاكم إىل ما أنزل اهللا ويرضى حبكمه ويسلم له

ونفي اإلميان هنا يدل على أن حتكيم ما أنزل اهللا بني الناس إميان، وقربة يتقرب ا إىل اهللا، فيجب .أصلح للناس فحسبمع التحكيم اعتقاد ذلك دينا وتعبدا، ال أنه

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

ياة، ون احلؤباد من خصومات، ويف كل شـبني الع رع اهللا واجب يف مجيع ما يقعـوحتكيم ش

Mµ: ولذا قال تعاىل ³L ، غ العموم، ـمن صي :مع صلته} ما{فاسم املوصول .فاحلكم عام يف الدماء واألموال واألعراض وسائر احلقوق

» ريهـتفس«رير يف ـ، وقد روى ابن جفر فهذا كة اهللا بغريها من القواننيـومن بدل شريع

M y x w v u t :تعاىل قوله يف تفسري - رضي اهللا عنهما- اس ـابن عب عن

| { z}L ]به ((: قال ،]٤٤: ائدةامل من جحد ما أنزل اهللا فقد كفر، ومن أقرقفاس م١(هـ.ا)) ومل حيكم؛ فهو ظال(.

ون احلياة من أخطر ؤاخلصومات وغريها يف شاكم إليها عند وتنحية الشريعة اإلسالمية وعدم التح .وأوضح مظاهر الضالل واالحنراف يف هذا الوقت يف جمتمعات املسلمني

وحكم اهللا أصلح لألمة بال ريب، وجيب التحاكم إليه وال بد، فاملشرع هو اهللا، وهو أعلم مبا ال، وتبدل الزمان، وأعلم مبا كان وما سيكون وما يصلح حياة املخلوقني من أنفسهم، وأعلم بتغير احل

.مل يكن لو كان كيف يكون

بعض أن حتكيم الشريعة إقرار لالستبداد السياسي، واإلرهاب الفكري، وأن حكم اهللا الزعم يوقد وتشريعه مجود وعدم مواكبة للحياة املدنية املتجددة، وهذا كله مع كونه مروقا من اإلسالم، ففيه

.علم اهللا فيما يصلح العباد مع تغري حيام وتبدل أزمامتنقص ل

وأما من جعل حكم اهللا حكما له يفصل به ويقضي مبوجبه، مع إميانه بوجوب حتكيمه، وأنه أصلح لألمة من أي حكم وضعي، لكنه وقع منه احلكم يف واقعة ما لغلبة هواه، ولطمع من الدنيا من

مي حكمه هذا، فهذا كفره كفر ال خيرجه من امللة، لكنه مرتكب ظلما مال أو جاه، مع علمه بتحر .وجورا

:بغض شرائع اإلسالم )٥

بني اهللا تبارك وتعاىل يف كتابه أن كراهية شيء من شرائع اإلسالم سبب للكفر واخلروج من امللة

M± ° ¶ µ: قال اهللا تعاىل ³ ² ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸

).١٠/٣٥٧(تفسري الطربي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

¿ÀL ]دحمالذين كفروا(فسماهم اهللا كفارا بقوله ، ]٩-٨: م ( مبسبب أ) كرهوا ما، )فأحبط أعماهلم(ولكون الكفر ال يبقى معه من عمل اخلري شيء فإنه حيبطه بالكلية قال ) أنزل اهللا

. فمن كره شيئا مما أنزله اهللا، أو مما شرعه اهللا ورسوله، فإنه يكون كافرا

ق االعتقادي األكرب الذي خيرج صاحبه من اإلسالم وصاحبه يف وهو من صفات املنافقني النفاوهؤالء املنافقون النفاق االعتقادي موجودون يف كل زمان، خاصة عند ، الدرك األسفل من النار

.ظهور اإلسالم وقوته على خصومه

يا مما فمن كره شيئا من شريعة اهللا وهدي حممد صلى اهللا عليه وسلم وحكمه سواء كان أمرا أو .جاء به من العقائد والشرائع فقد أسرف على نفسه وعرضها ملا ال طاقة له به

كما يصنعه كثري من منافقي العصر ممن اغتر مبا عليه الغرب، فكرهوا احلكم مبا أنزل اهللا كحد ا فهؤالء مبغضون مل ،ودية املرأة نصف دية الرجل ،وقتل القاتل العمد ،وجلد شارب اخلمر ،السرقة

.جاء به رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من عند اهللا كفار خارجون من ملة اإلسالم

:االستهزاء بشيء من أمور الشريعة أو ما ذكر فيها من ثواب وعقاب )٦

M S X W V U T: "التوبـة سورة "والدليل قول اهللا تعاىل يف

Y Z [ \ ] ^ _ c b a ` d e f

hgL ]هلم الكفر بعد اإلميان؛ ] ٦٦-٦٥:التوبة تأثب .

وهذه اآلية نزلت يف مجاعة من ااهدين يف غزوة تبوك استهزءوا بالرسول عليه الصالة والسـالم يعنون الرسول "ما رأينا مثل قرائنا هؤالء : وأصحابه القراء كما جاء يف احلديث، قال بعضهم لبعض

! أرغب بطونا، وال أكذب ألسنا، وال أجبن عنـد اللقـاء "وأصحابه القراء -السالمو عليه الصالة-كذبت ولكنك منافق، ألخربن رسول : فسمعها عوف بن مالك مسعهم وهم يتحدثون، فقال للقائل

ليخربه، فلما جاء إليه، وجد الوحي -صلى اهللا عليه وسلم-اهللا صلى اهللا عليه وسلم فجاء إىل النيب

` M [ \ ] ^ _ b a: قد سبقه، وأنزل اهللا هـذه اآليـة

c d e f hgL ]ذا الكـالم ، ]٦٦-٦٥/التوبة وجاء هذا الرجل الذي تكلمتعلق بنسعة ناقة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وهـو ، وجعل ي-صلى اهللا عليه وسلم-يعتذر للنيب

بطن البعري، ورجاله ختط باألرض، واحلجارة تنكب رجليه، وهو يبالغ يف االعتـذار، احلبل الذي يف

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

\ ]M :-وسـلم عليه اهللا صلى- النيب له فيقول، M Y X W VL: ويقول

] ^ _ c b a ` d f e hgL ١(ما يزيده(.

M s x w v u t: عذاب املهني، فقـال بالد اهللا من اختذ آياته هزوا ولعبا قد توعو

~ } | { zy �L ]وإعداد العذاب املهني يف القرآن مل يأيت إال يف حق ، ]٩: ةاجلاثي .وآيات اهللا دالئله وحججه وأمره ويه، لكفرة واملشركنيا

، أو صح بالنص أن كل من استهزأ باهللا تعاىل، أو مبلك من املالئكة((-رمحه اهللا- قال ابن حزم بنيب من األنبياء عليهم السالم، أو بآية من القرآن، أو بفريضة من فرائض الدين، فهي كلها آيات اهللا

.)٢(هـ.ا) )تعاىل، بعد بلوغ احلجة إليه فهو كافر

~ � ¡ ¢ £ ¤ ¥ M :هللا من عالمات الكفار قال تعاىلواالستهزاء بدين ا

¦ § ¨ ©« ª ¬ ³ ² ± ° ¯ ® ¶ µ´

¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸L ]٤٢-٤١: رقانالف[.

M É È Ç Æ Å Ä Ã Â :مات املنافقني خاصة قال تعـاىل ومن عال

Ê Ë Ì Í Î Ð Ï Ñ Ò Ó Ô Ö Õ × Ø

Ù æ å ä ã â á à ß Þ Ý Ü Û Ú è ç

éL ]٣٣-٢٩: نياملطفف.[

باهللا أو آياته أو رسوله أو شيء من دينه وشريعته، كافر باهللا حىت وإن زعم عدم قصده ئواملستهزحلقيقة ما قال، وإن صلى وصام، فهو بذلك القول مرتد سواء اعتقده بقلبه أو اعتقد اإلميان بقلبه،

يعلمون بكفرهم، وظنوا أم معذورون، ومع هذا مل يقبل ولذا هؤالء املنافقون يف اآلية مل يكونوا .منهم ذلك، ومل مينعهم من الردة، وهذا حكم اهللا حيكم ما يشاء ال معقب حلكمه

دل على أم مل يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كفرا، بل ظنوا أن (( : ابن تيمية قال شيخ اإلسالمورسوله يكفر به صاحبه بعد إميانه، فدل على أنه كان ذلك ليس بكفر، فبني أن االستهزاء باهللا

).١٤/٣٣٣(، تفسري الطربي )٢٥٠: ص(أسباب الرتول للواحدي )١(

).٣/١٤٢(الفصل يف امللل واألهواء والنحل البن حزم )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

وكان كفرا ،ولكن مل يظنوه كفرا ،عندهم إميان ضعيف، ففعلوا هذا احملرم الذي عرفوا أنه حمرم .)١(هـ.ا ))روا به، فإم مل يعتقدوا جوازهكف

¸ M ¹ :ستهزئني فقال تعاىلولعظيم خطر االستهزاء بالدين حذر اهللا من اجللوس مع امل

Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º

Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó ÒÑ Ð Ï ÎÍ Ì ËL أي إنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم، ورضيتم اجللوس (( :قال ابن كثري، ]١٤٠: اءالنس[

رمتوهم على ذلك فقد شاركتموهم يف معهم يف املكان الذي يكفر فيه بآيات اهللا ويستهزأ ا، وأقر .)٢(هـ.ا) )الذي هم فيه

قال القاضي عياض ، فقد كفر بإمجاع املسلمني - يه وسلمصلى اهللا عل-ومن سب رسول اهللا صلى اهللا عليه -أن مجيع من سب النيب -وفقنا اهللا وإياك-اعلم (( :حاكيا إمجاع األمة على ذلك

صا يف نفسه، أو نسبه، أو دينه، أو خصلة من خصاله، أو عرض به، أو أحلق به نق ،أو عابه ،-وسلمأو شبهه بشيء على طريق السب له، أو اإلزراء عليه، أو التصغري لشأنه، أو الغض منه، والعيب له، فهو ساب له، واحلكم فيه حكم الساب، وكذلك من لعنه، أو دعا عليه، أو متىن مضرة له، أو نسب

ى طريق الذم، أو عبث يف جهته العزيزة بسخف من الكالم وهجر، ومنكر من إليه ما ال يليق علالقول وزورا، أو عيره بشيء مما جرى من البالء واحملنة عليه، أو غمصه ببعض العوارض البشرية

رضوان اهللا -اجلائزة واملعهودة لدية، وهذا كله إمجاع من الصحابة وأئمة الفتوى من لدن الصحابة ال نعلم خالفا يف استباحة دمه بني علماء األمصار وسلف األمة وقد ذكر ... هلم جرا إىل -عليهم

.)٣(هـ.ا) )غري واحد اإلمجاع على قتله وتكفريه

ويلحق ذا االستهزاء السخرية بأهل الصالح ألجل صالح دينهم وقد بني اهللا تعاىل أنه سبب يف

; > = < ? M :يف دخول النار فقال وعد اهللا السخرية باملؤمنني سببادخول النار

B A @ O N M L K J I H G F E D C

X W V U T S R Q PL ]١١٠-١٠٨: املؤمنون.[

).٧/٢٧٣(جمموع الفتاوى البن تيمية )١(

).٢/٤٣٥(تفسري ابن كثري )٢(

).٢/٢١٤(ض الشفا بتعريف حقوق املصطفى؛ للقاضي عيا )٣(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

:فعل السحر أو الرضا به )٧

. عبارة عما خفي ولطف سببه: والسحر هو يف اللغة

نات تؤثر يف القلوب واألبدان هو عبارة عن عزائم ورقى وعقد، وأدوية وتدخي: ويف الشرع . فتمرض وتقتل وتفرق بني املرء وزوجه

ومسي السحر سحرا؛ ألن الساحر يؤثر يف اخلفاء، يعمل عزائم أو رقى، أو عقد تؤثر يف اخلفاء يف . القلوب واألبدان، قد تؤثر باملرض، وقد تؤثر بالقتل، وقد تؤثر بالتفريق بني الزوج وزوجه

تصل بالشياطني ال بد أن يقع يف الشرك؛ ألن الساحر الذي يتصل بالشيطان فالساحر الذي يبينهما خدمة متبادلة، وهناك عقد، يعقد الشيطان اجلين مع الساحر عقد، مبقتضى هذا العقد يكفر

: اإلنسي الساحر، وال بد أن يكفر، ألن الشيطان يطلب منه أن يتقرب إليه بالشركيات اليت يريدها . أن يلطخ املصحف بالنجاسة، أو يبول على املصحف، أو يذبح له كأن يطلب منه

تعلمه، أو علمه، أو فعله، أو رضي به، كفر؛ ألن الراضـي : فإذا السحر شرك، فمن فعل السحر

: ; > = < ? M: كالفاعل، من رضي بالشرك فهو مشرك، والدليل قول اهللا تعاىل

C B A @ DL ] زاليف قصة امللكني ،]١٠٢:البقرةفتنة للنـاس إىل األرض اللذين أن ،

@ MC B A: فإذا جاءمها أحد يطلب أن يعلماه السحر نصحاه ونهياه أشد النهي، وقاال له

EDL ،علماه فإذا أصر .

:والسحر يدخل يف الشرك من جهتني

مبـا يريدونـه، ما فيه من استخدام اجلن والشياطني، والتقرب إليهم من دون اهللا: اجلهة األوىل

, - M: شياطني كما قال تعـاىل ليوصلوا الساحر إىل مبتغاه، والسحر من تعليم ال

1 0 / .L ]١٠٢/البقرة[ .

M 9 8 7: قال تعاىلما فيه من ادعاء علم الغيب، ومنازعة اهللا يف خصوصياته، : اجلهة الثانية

A@ ? > = < ; :L ]ا٦٥: مللن.[

.سحر أنه كفر وشرك، وقد يكون منه ما هو دون الكفرواألصل يف ال

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

:مظاهرة املشركني ومعاونتهم على املسلمني )٨

عقيدة الوالء والرباء يف اإلسالم تستلزم انبتات الصلة بني املسلم واملشرك بكل وجه، فإذا ما وقف إذ كيف املسلم يف صف املشرك وتواله، وظاهره وعاونه، كان هذا ناقضا من نواقض التوحيد،

، من !يستقيم أن يتحاب اثنان ويتناصرا ويتعاونا إال إذا كان على قلب واحد فيما يضمر من العقيدة؟ .هنا فقد بني القرآن الكرمي أن مواالة املشركني ال تعين شيئا غري الشرك ونبذ التوحيد

" # $ % & ' ) (* + , -. / M 1 0: قال تعاىل

7 6 5 43 2 ; : 9 8L ]ىل املشركني جعل حكم من يتو، فقد ]٥١/املائدة .كحكمهم

ومن ظاهر املشركني وناصرهم على املسلمني فقد تعرض لتهديد اهللا ووعيده، وخان اهللا ورسوله

\ ] MY X Z :اهللا وعذابه قال تعـاىل واملؤمنني، واستحق سخط

b a ` _ ^] c e d f h g i j l k

m n o p q r s y x w v u t

| { zL ]٨١-٨٠: ائدةامل[.

~ � ¡ ¢ £ ¤ ¥ M :ني فقـال تعـاىل وجعل اهللا ذلك من خصال املنافق

ª © ¨ § ¦ « ¯ ®¬ ² ± ° ³ ´ µ

¶L ]س١٣٩-١٣٨: ءاالن[.

: لنهي سواء، فقال تعاىليف ا =؛ووعدهم باملناصرة صدقا أو كذبا ،وجعل مواالم سرا أو عالنية

M: ; < = > ? @ A B C D F E G

V U T S R Q P O N M L K J I HL ]١١: رشاحل[

أو ، أو مداهنتـهم ،أو مـدارام ،أو اخلوف منهم ،يهم كحظوظ الدنيااألعذار لتولوقطع سائر

< ? @ M = < A :تعـاىل فقال =؛عصمة النفس واملالأو ،خشية الدوائر

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

HG F E D C BL ]تعـاىل وقـال ، ]٥٢: ائدةامل : M h g f

s r q p o n m l k j iL ]ح١٠٧: لالن[.

عمم النهي يف مواالة الكافرين عامة ذوي أرحام أو أجانب، كتابيني أو مشـركني أو مرتـدين و

M Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ :غريهم من ملل الكفر فقالو

é è ç æ å ä ãâ á à ß ÞL ]٥٧: ائدةامل[.

+ , - ! " # $ % & ' ) ( *M: تعاىل وقال

65 4 3 2 1 0 / .L ]٢٢: ادلةا[.

وتوعد من اختذ الكافرين أولياء من دون املؤمنني إن هو مل يرتدع عن مواالته وينجر عن مالخهت: :فقـال ،وأقوى برهـان ةجبأوضح ح =؛فيستحق ما استحقوه ،أن يلحقه بأهل واليته من املنافقني

M n o p q r s t u v xw y z { |

} ¡ � ~L ]س١٤٤: اءالن[.

وتبرأ ممن يتالهم فقـال و: M ¸ ¶ µ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬

Ë Ê É ÈÇ Æ Å ÄÃ Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹

ÌL ]انآل ع٢٨: مر.[

M u ts r q p o n m l k j i :فقال همتدرع بطوق

¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z y x w v

¬ « ª © ¨§ ¦L ]دحمإىل غري ذلك من اآليات ،]٢٦-٢٥: م.

والنصوص يف الكتاب والسنة يف هذا الباب أكثر من أن حتصر، وقد حرص الشارع على بيان هذا افرت فيه األدلة، ضوتلعظيم من الدين أشد بيان، فتواترت به النصوص من الكتاب والسنة، األصل ا

.وذلك ألنه من أعظم أصول امللة، فبمواالة الكافرين ومعاداة املؤمنني دم الشريعة ويثلم الدين

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

:جتويز اخلروج على الشريعة )٩

بياهللا عليه وسلمصلى - القرآن الكرمي يف آيات كثرية عموم رسالة حممد ن - ا ومشوهلا للخلق مجيعا وجإنسومن هذه اآليات ة، والناسخة لكل الشرائع السابقة، ا، فشريعة اإلسالم هي الشريعة اخلامتن

© M ® ¬ « ª: قوله تعاىل § ¦ ¥ ¤L ]١:انـالفرق[ ،

: حانه وتعاىلـوقال سب، ]٧٩:النساء[ Mì ë ê é èç æ åL: وقال تعاىل

My x w v u t s rL ]١٥٨:األعراف .[

للتأويل كما جاء يف ا مبا ال يدع جمااليف سنته ذلك أيض - صلى اهللا عليه وسلم- وقد أوضح النيب ي ب نمؤي ال م، ثيانرصال نو يودهي ةماأل هذه نم دحي أب عمسال ي هديي بسفي نذالو((: احلديث

إال دخل النار(()١( ، وذ -صلى اهللا عليه وسلم-ويف حديث خصائص النيبكمنها ر :))وكان النيب يبى قلإ ثعومه خةاصو ،بثعلإ تاسى الن عةام((ويف رواية ،)) :دوأسو رمإلى كل أح ثتعب٢())و(.

ولذلك فقد به اخلروج عن شريعة حممد ن القرآن الكرمي يا يسعصلى اهللا عليه -من اعتقد أن أحد﴿ومن يبتغ غير : كما وسع اخلضر اخلروج عن شريعة موسى فهو كافر، والدليل قوله تعاىل -وسلم

]. ٨٥/آل عمران[ ن﴾الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسري

:اإلعراض عن شريعة اإلسالم ال يتعلمها وال يعمل ا )١٠

الشيطان وال بد ليس هناك أحد دليس له معبود، كل أحد يف الدنيا له معبود، من مل يعبد اهللا عب .

هذا إذا ، متحلل من األديان، ال يتعلم الدين، وال يعبد اهللا: وهذا هو الذي يقول عنه بعض الناسعبد الشيطان؛ ألن الشيطان هو الذي أمره بذلك، فإذا يكون هذا عابدا للشيطان، ليس هناك أحد ي

إال وله معبود، الوثين له معبود، واليهودي له معبود، والنصراين له معبود، املسلم يعبد اهللا، وغري . املسلم يعبد الشيطان

، باب وجوب إميان أهل الكتاب برسالة اإلميانكتاب ( -رضي اهللا عنه–من حديث أيب هريرة مسلم أخرجه) ١( ).١٤/٢٦١، ١٣/٥٢٢" ٨٦٠٩، ٨٢٠٣: رقم"(أمحد ، وأخرجه )١/١٣٤، "١٥٣: رقم" اإلسالم،

ساجد، باب جعلت يل كتاب امل( ، وأخرجه مسلم)١/٧٤" ٣٣٥: رقم"كتاب التيمم، (أخرجه البخاري ) ٢( ).١/٣٧٠، "٥٢١: رقم"األرض مسجدا وطهورا ،

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

الشيطان وعبد الشيطان، فهو الذي أمره فهذا الذي يزعم أنه ال يتعلم الدين وال يعبد اهللا أطاع بذلك فصار عابدا للشيطان، فمن أعرض عن دين اهللا، ال يتعلم دين اهللا وال يعبد اهللا مطلقا، ال يعبد اهللا بالدعاء، وال بالصالة، وال باحلب، وال بالقول، وال باإلميان، وال باالعتقاد أن اهللا هو اخلالق

. حلق، فهذا كافر بإعراضهالرازق املدبر، وأنه املعبود با

وقد بمن أنواع ي خطري أن اإلعراض والصدود عن دين اهللا نوع ن القرآن الكرمي يف آيات كثرية

Mfe d c b a: تعاىل اهللا قال، الكفر _ ] \ [ ZL

+ , - . / M 6 5 43 2 1 0: جل وعال ، وقال]٥٧:الكهف[

9 8 7L ]وقال سبحانه، ] ٢٢:ةالسجد :M y x w v u

zL ]٣:األحقاف[.

واإلعراض عن دين اهللا الذي يكفر به صاحبه هو اإلعراض عـن تعلـم أصـل هـذا الـدين، راض عن دين اهللا والترك والرفض له، بأن يعرض عن دين اهللا ال يتعلمه وال يعمل به، فيكفـر ـفاإلع

: M N O P Q S R T U X W Vذا اإلعراض والترك، قـال اهللا تعـاىل

Z YL]انآل عإن كان قـد أتـى وقد نفى اهللا اإلميان عمن مل يأت بالعمل و، ]٣٢: مر

^ _ ` M] j ih g f e d c b a :بالقول، قال تعاىل

m l kL ]٤٧: ورالن.[

: لاللي[ M Ã Â Á À % $ # " ! ' & ) (L :وقال تعاىل

MR W V U T S X :قال تعاىل ،إلعراض ليس هو التكذيبوا يـوالتول، ]١٦-١٤

Z YL ]ةالقامفجعل التويل مقابال للعمل ال مقابال للتصديق، فالتويل واإلعراض ، ]٣٢-٣١: ي .هو التويل عن الطاعة واإلعراض عنها

الكفر يكون باالعتقاد ويكون باجلحود ويكون بالفعل ويكون بالقول فكذلك يكون وكما أن .باإلعراض والترك والرفض

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

واإلعراض عن دين اهللا، ال يتعلمه، و ال يعمل به، وال يبايل مبا ترك من املأمورات، و ما يقترف لة ظاهرة على عدم اإلقرار يدل دالو ،اا ظاهرأحكام، يلزم منه لزوماحملرمات، و ال مبا جيهل من من

ما ظاهرا بالشهادتني باطنا ولو أقر.

ادتني بفعل أي خصلة من خصال واملكلف ال خيرج من ناقض اإلعراض املستلزم لعدم إقراره بالشهوشعب اإلميان، فإن من هذه اخلصال ما يشترك الناس يف فعله كافرهم و مؤمنهم، كاإلحسان إىل الرب

قة، وبر الوالدين، وأداء لضيف، وإماطة األذى عن الطريق، وكف األذى، والصداجلار، وإكرام اوإمنا يتحقق عدم اإلعراض عن دين اهللا، و السالمة من هذا الناقض بفعل شيء من الواجبات ، األمانة

سلم كالصالة و الزكاة و الصيام اليت ختتص ا شريعة اإلسالم اليت جاء ا الرسول صلى اهللا عليه و .احلج، إذا فعل شيئا من ذلك إميانا واحتسابا سلم من اإلعراض املخرج له عن دين اهللاو

وننوه ا يف هذا املبحث بقضية ذكرها القرآن الكرمي وهي احلالة اليت قد يغتفر فيهـا وقـوع أخري ،الـنفس ناقض من هذه النواقض فال خيرج اإلنسان به من حظرية اإلميان، وهي حالة اإلكراه بإتالف

M M N O P Q X W V U T S RL :تعـاىل قال، أما جمرد اخلوف على النفس أو األهل أو املال دون أن يكون هناك إكراه حقيقـي ]١٠٦:النحل[

ا عن امللـة، فإن ارتكاب أي ناقض من هذه النواقض معه يكون خمرج =؛يبيح هذه الرخصة الشرعية

M ^ ] \ [ Z Y :اهللا ما تقدم من اآلية الكرميـة بقولـه ولذلك فقد عقب

_ ` a b c g f e d h i k j

s r q p o n m lL ]١٠٧ -١٠٦/لنحلا.[

أساليب القرآن يف الدعوة للتوحيد: املبحث السادس

الناس استدعاء يف تلطفا واإلبداع، التفنن غاية على دالدعوة إىل التوحي يف القرآن أساليب جاءتوال األساليب، بكل عليهم للحجة وإقامة وأبصارهم، ألمساعهم ولفتا لقلوم، وتأليفا التوحيد، إىل

.شك أن يف هذا التنويع والتفنن ظهور فائق للسمو البالغي والبياين للقرآن الكرمي

.هذه األساليب القرآنية الرفيعة نقسمها إىل مطالب وتقريبا للوقوف على شيء من

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

د: املطلب األولرجأسلوب اخلرب الم

ا ، تقريرارد اخلرب أسلوبيف كثري من اآليات القرآنية يقرر اهللا تبارك وتعاىل حقائق التوحيد بت والتشبيهات، وكأن احلق تبارك را، ليس معززا بالتوكيدات، وال مشفوعا باحملاوراباشا مبسيط

وتعاىل يلقي هذه احلقائق اإلميانية واألصول التوحيدة، اليت ية السوييتعرف املكابرة ال ة إىل الفطرة النقيعرض بأولئك املشركني املعاندين، ويقول هلم مبفهوم الكالم دون القرآن الكرميوال االلتواء، أو كأن

ق التوحيد هلي أوضح من الشمس، كيف ال والدالئل عليها حتاصركم من كل إن حقائ: منطوقهأولئك املعاندين املكابرين مرتلة اخلالني من لزني فجدير إذا أن جانب فطرة وحسا وعقال وشرعا،

،ما يقطع كل شك ألن معهم من األدلة فيلقى إليهم الكالم أيضا خربا مجردا؛ العناد واملكابرة؛ .ويستدعي كل يقني

& ' M : تعاىل اليت نستطيع ا التمثيل هلذا األسلوب كثرية، وتكفينا اإلشارة بقولهواآليات

* ) (L ]ــة ــه ،]٢: الفاحت ــاىلوقول M Ö Õ Ô Ó ÒÑ Ð Ï : تع

Ù Ø ×L ]ــرة ــا]١٦٣: البق ــه تع Mcb a ` _ e d :ىل، وقول

f g h i j k l nm o p q r s

t v uL ]٦٣ – ٦٢: الزمر.[

أسلوب اخلرب املؤكد: املطلب الثاين

الكالم ابتداء وإضفاء ، وهو أسلوب قيمته البالغية يف تقوية )التوكيد(من أساليب القرآن الكرمي مزيد من الصرامة يف تقريره وإثباته ليكون أدعى لقبول السامع واقتناعه، أو يف جماة املتلقي اجلاحد

الوحدانية شأن يف الكرمي القرآن ا جاء اليت املؤكداتاملنكر مبا يليق حباله من مضادة له ومدافعة، و -:ومنها ومتنوعة؛ كثرية والتوحيد

.)نإ(ـب التأكيد :أوال

."الم التقوية" بالالم التأكيد :ثانيا

.بالقسم التأكيد :ثالثا

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

! " # $ % & ' ) ( * M : تعـاىل قولـه مجيعا ومثاهلا

5 4 3 2 1 0 / . - , +L )٥ - ١: الصافات.(

.القصر بأساليب التأكيد :رابعا

). ٢: النحل( M s r q pL : تعاىل قوله يف واالستثناء النفي كأسلوب -

: األنعام( M L K J I H G F E D CL : )إمنا(ـب القصر وأسلوب - ١٩.(

املفعول فتقدمي) ٥: الفاحتة(} نعبد إياك{: تعاىل قوله مثل. والتأخري بالتقدمي القصر وأسلوب - .نعبدك: اجلملة وأصل وحده، اهللا على العبادة قصر أفاد )إياك(

MÌ Ë Ê Î Í: اجلملـة طريف بتعريف القصر أسلوب أيضا وكذلك -

ÑÐÏL )( اخلرب فتعريف ،)١٠: الشورىاملبتـدأ، على مقصور أنه أفاد )يـرب .)١(تعاىل اهللا على مقصورة الربوبية: أي

األساليب اإلنشائية: املطلب الثالث

أو التقريري كاالستفهام ،الطلب أسلوب :يف تقرير التوحيد أيضا من أساليب القرآن الكرمي، فهذا أسلوب قرآين عال يف نقاش املشركني، إنه يوايل عليهم األسئلة ويترك هلم يف كثري اإلنكاري

.الصواب إىل ويقودهم احلجة، ويلزمهم بأنفسهم، احلق إىل ليصلوامن األحيان إجاباا،

: تعاىل قال كما). ٦٣: النمل( MÍ Ì ËÎ Ò Ñ Ð ÏÓL: تعاىل قال

M � ~ } ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡

± ° ¯ ² ³ ´ µ ¶ ¸ ¹ º Â Á À ¿¾ ½ ¼ »

Í Ì Ë Ê É È ÇÆ Å Ä ÃL )٢٣ - ١٩: النجم(، غري على أمساء هي وإمنا نصيب، أدىن األلوهية حقيقة من هلا ليس آهلة تسموا اليت هذه أن :واملعىن

.املتومهة األشياء من وغريمها والعنقاء كالغول حقائق،

) ١:ج(، التفسري املوضوعي )١/٤٧٧(منهج القرآن الكرمي يف دعوة املشركني إىل اإلسالم؛ حلمود الرحيلي )١( ).٢٦: ص(جامعة املدينة

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

M: املشركني متحديا الكرمي القرآن يقول ولذلك ¶ µ ³ ² ± ¹º »

½ ¼ ¾ ¿À Á Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â ÌË Î Í Ï Ð

ÕÔ Ó Ò ÑL )يء،ـش بكل وعليم رقيب تعاىل اهللا أن :واملعىن ،)٣٣: الرعد .باطلة الفكر من وأوهام القول من بظنون عبدوها وإمنا هلم، حقيقة ال شركاء املشركون له جعل وقد

: املخترعة مساءاأل هذه حتت املطلقة، األوهام يعبدون الذين باملشركني، منددا تعاىل ويقول

M ~ } | { z y x w v u t s r

�¡ ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢® ± ° ¯

³ ²L )١٨: يونس.(

الظاهر، اجلواب تلقني يف األسلوب هذا الكرمي القرآن يستعملومن ذلك أيضا األسلوب التلقيين ف

M [ Z: ىـتعال قوله ذلك أمثلة ومن به، مونيسل بل املشركون كرهـين ال لوضوحه أنه حيث

k j i h g f e d c b a ` _ ^ ] \

r q p o n m l v u t sL ]تعاىل وقوله ،]٦٤- ٦٣:األنعام :M L

SR Q P O N ML ]ويف ذات اآلية، ] ١٦:الرعد :M x w v u { z y

} |L ، تعاىل وقوله :M ED C BA @ ? > = <L ]٢٤:سبأ.[

ومن املخاطر من ينجيهم عمن يسأهلم أن -وسلم عليه اهللا صلى- نبيه اهللا يأمر :اآليات هذه ففي شيئا متلك ال آهلتهم أن العترافهم ،"اهللا: "جييب بأن ويأمره يرزقهم، ومن واألرض السماوات رب وأن غريه جواب عندهم وليس ذلك ينكرون ال أم إىل رةإشا فيه اجلواب وتلقينهم ذلك، من

اهللا هو ذلك فاعل بأن اعترفوا قد داموا ما إم إذ عليهم، حجة فيه لوضوحه اجلواب عن سكوممبثله اإلتيان عن كلهم اخللق يعجز األسلوب هذا ومثل غريه؟ به يشركون فلم.

أول إىل نظـرت فـإن ، ) ١: خالصاإل( M % $ # " !L : تعاىل قوله مثل وأيضا القول مقول أو اجلملة مضمون إىل نظرت وإن ،)لق( األمر فعل لصدارة طلبية إنشائية كانت اجلملة .وأوفاها الوجوه أبلغ على بالتوحيد وأمر للوحدانية، إثبات هي احلالني ويف خربية، كانت

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

هللا تعاىل على ألسنة خلقه من املالئكة أو اجلواب املباشر من ا :ومما يلتحق ذا األسلوب التلقيين ألمره، خاضعني مكرمني، عباد سوى فليسواوالبنوة هللا، األنبياء وهم يدفعون عنهم دعاوى األلوهية

ألنه جهنم، فجزاؤه الدعوى تلك على منهم جترأ من أما األلوهية، ادعاء على منهم واحد جيرؤ ولن أبناء، يدعوم الذين أنفسهم العباد هؤالء فااعتر من وىالدع هدم يف أقوى هناك وهل مبني، ظامل جهنم عذاب جزاؤه كان األلوهية دعوى على منهم جرؤ ومن خاضعني، عبيد سوى ليسوا بأم

M < ; : 9 8 76 54 3 2 1: تعاىل قال فيها، خالدا

J I H G F E D C B A @ ? > =

Q P O N M L K T S R U [ Z Y X W V

] \^ b a ` _L )٢٩ - ٢٦ األنبياء.( يتربأ نفسه املسيح جعل فقد املسيح، ألوهية زعم من على الرد يف جرى نفسه النسق هذا وعلى

M W V U T S R Q P O N M L: قال إذ وينفيه، ذلك من

Z Y X[ ` _ ^ ] \ f e d c b ag l k j i hm n

v u t s r q p ow ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z y x

© ¨ § ¦ª ± ° ¯ ® ¬ «² ¹ ¸ ¶ µ ´ ³º

À ¿ ¾ ½ ¼ »L )١()١١٧ ،١١٦ املائدة(.

ضرب املثل أسلوب: املطلب الرابع

نفس يف املعاين تقرير به يقصد الكرمي، القرآن يف واسع باب وهو األمثال، أسلوب كذلك أساليب من غريمها أو االستعارة أو التشبيه طريق عن ملموسة، حمسوسة صورة يف وتصويرها السامع،

.البيان

¨ © M § ª : ولقد مدح اهللا جل وعال كتابه باشتماله على أسلوب األمثال فقال

¯ ® ¬ « ³ ² ± °L ]٢٧: الزمر.[

، )١٩٧: ص(د البيلي ، من بالغة القرآن؛ ألمح)٣٤٩: ص(عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكاوي )١( ). ٢٦: ص(جامعة املدينة -)١: ج(التفسري املوضوعي

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

ــن ــك وم ــه ذل ــاىل قول MO P Q S R T U V: تع

Y X WZ _ ^ ] \ [` c b a

h g f e d i j l k mn o p s r q

t v uw z y x | {L )فقـد ، )٤٣ - ٤١:العنكبوت شـيء، بأضعف يستنصرون بأم فيه صورهم اهللا، غري بآهلة يستنصرون للذين مثال تعاىل اهللا ضرب يغين فال الصبيان، به ويعبث احلشرات، وتقتحمه الريح، متزقه الذي اهلش بيتها يف العنكبوت وكأم

.شيئا أهله عن

MÁ À ¿ ¾ ½ È Ç Æ Å Ä Ã Â : تعـاىل وقال

ÉÊ Ì ËÍ Ò Ñ Ð Ï ÎL )وحريته، ختبطه يف للمشرك مثالن فهذان ،)٢٩: الزمر سادته ومهـيس ملوكـم عبد يستوي ال كما أبدا، يستويان وال ته،ـوسالم راحته يف دـوللموح

األوامـر، كثـرة ب عليه يشق ال لطيف واحد مالكـل ملوكـم وعبد العذاب، سوء أخالقهم لسوء .واملشارب املذاهب واختالف

ويضرب اهللا األمثال مبينا ضياع أعمال املشركني، وهو ذه التشبيهات البليغة يدعوهم إىل التفكر قالما دامت غري نابعة من إميام وتوحيدهم هللا، -مهما كانت صاحلة–يف العاقبة اخلاسرة ألعماهلم

M I H G F J S R Q P O N M L K: تعاىل

X W V U TY d c b a ` _ ^ ] \ [ Z

j i h g f ek u t s r q p o n m lv x w

¡ � ~ } | { z y ¢L ]وقال تعاىل]٤٠- ٣٩: النور ، :M¶ µ ¸

¹º ¼ » ½Â Á À ¿ ¾Ã É È Ç Æ Å ÄÊ

Ï Î Í Ì ËL ]١٨:إبراهيم.[

وما ينشـأ ،ويضرب اهللا املثل باملشركني أنفسهم وما يعانونه من اضطراب العقيدة وفساد التصور

_ ` M g f e d c b a : تعاىليقول ، عن ذلك من حرية القلب وقلق الضمري

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

m l k j i h w v u t s r q p o n

{ z y x| £ ¢ ¡ � ~ }¤ © ¨ § ¦ ¥L ].٧١:األنعام[

' ) ( * + M: يقـول إذ وأفتكها، اهلالك صور أشد يف هلكى يصورهم وحينا

3 2 1 0 / . - , 7 6 5 4L ]٣١ احلج.[

الكافر املشرك لقلب ومثال الطيب، بالبلد داملوح املؤمن بلقل مثال وتعاىل سبحانه اهللا ضربو

! " # M: ىـتعال فقال ؛يثـاخلب بالبلد مانـيد وال إيـالذي ال ينبت فيه توح

% $ 4 3 2 1 0 / .- , + * ) ( '&L ].٥٨:األعراف[

اهللا أنزل إذا نباته خيرج مشاربه، لعذبةا تربته، الطيبة البلد أن املثل هذا يف وتعاىل سبحانه يبني بعسر نباته خيرج ماحلة ومشاربه رديئة فتربته خبث الذي والبلد ووقته، حينه يف مثره طيبا الغيث .)١(، وكذلك كل من قليب املؤمن واملشرك، سواء سواءوشدة

أسلوب احملاورة: املطلب اخلامس

خالل من التوحيد عن احلديث فيه يورد الذي وهو اورة،احمل أسلوب أيضا القرآن استخدم كذلكواحملاورات يف القرآن كثرية، ،ارد اخلرب من أكثر النفس يف فيتقرر أكثر، أو طرفني بني جيري حوار

> ;:M7 9 8: ىـتعال قالمع أبيه آزر، - عليه السالم–كمحاورات سيدنا إبراهيم

= B A @ ? > F E D C K J I H G P O N M LL .إىل آخر اآليات املتضمنة هلذه احملاورة )٤٢: مرمي(

وهي طرفني، بني املناقشة سبيل على جاءت وإمنا ارد، اخلرب طريق على تأت مل الكرمية فاآليات صماء آهلة عبدت لم: أباه إبراهيم فيسأل املشرك، أبيه وبني -السالم عليه- إبراهيم بني حوارا تورد

، )١٧٧: ص(، عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكاوي )٢٠٠: ص(من بالغة القرآن؛ ألمحد البيلي )١( ).٢٧، ٢٦: ص(جامعة املدينة -)١: ج(التفسري املوضوعي

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

وحده اهللا صفات ويتضمن الباطلة، اآلهلة هذه حقيقة يبني سؤال هو! شيئا؟ عنك تغين ال عمياء .)١(وجل عز املغين الغين البصري السميع فهو بالعبادة،

! " # $ % & ' ) M : وكتلك احملاورة بني الرجلني املؤمن والكافر

2 1 0 / . - , + * ) 9 8 7 6 5 4 3

K J I H G F E D C B A @ ? > = < ; :

T S R Q P O N M LL ]هذه احملاورة يصور اهللا يفف، ]٣٨-٣٥: الكهف املقـر املـؤمن الرجلمشهد و متيم، بين أو قريش ريمتجب بإزاء مشهد الرجل الكافر -جل وعال-

خالطت قلبه ، وكيف أن الرجل املؤمن الذي وأقرام وصهيب وعمار بالل بإزاء هوذي ال بالربوبية .بشاشة التوحيد قد علم ما جيب عليه من شكر خالقه ورازقه

وبني األتباع، الضعفاء بني: الضالل أهل من فئتني نياحلادة يسوم القيامة ب وكتلك احملاورة اهللا نانبهي، وهم يف طبقات اجلحيم من اإلنس بني الشيطان وأتباعه ى، واحملاورة األخرالسادة املتبوعني

: السوء دعاة من االنزالق ويتجنب العاقل، ليحذر بنوعيه احلوار هذا بنود على قرآنه يف سلفا تعاىل

M ; : 9 8 7 < ? > = @ A B C D

L KJ I H G F E N M O S R QP T U V

[ Z Y X W f e d c b a ` _ ^ ] \

n m l k j i hg o p w v u ts r q

¡� ~ } | { z yx ¦ ¥ ¤ £ ¢

® ¬ « ª © ¨§L ]مةـيف هذه اآلية الكريو، ]٢٢- ٢١ :إبراهيم للمشرك صورته املستقبلية وهو يف حال من احلسرة والندامة عندما يتربأ منه - جل وعال-يرسم اهللا

والشجار، لعله يتبصر فيختار لنفسه مصريا خريا من هذا ، ويقع بينهما التالوم الشيطان الذي اتبعه .)٢( !املصري

).٢٧: ص(جامعة املدينة -)١: ج(التفسري املوضوعي )١( ).٢٧: ص(جامعة املدينة -)١: ج(، التفسري املوضوعي )١٤٢٣، ٢/١١٩١(التفسري الوسيط للزحيلي )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

أسلوب القصة: املطلب السادس

عين وقد وغريه، التوحيد يف القرآن أساليب أوسع من أسلوب وهو ،القصة أسلوب أيضا كذلك وانتشار احلفظ، يف وسهولة النفوس، يف تأثري من القصة يف ملا منه؛ وأكثر األسلوب ذا القرآن .الناس بني وذيوع

وقد قص اهللا جل وعال يف القرآن الكرمي من قصص األنبياء وأخبارهم، وما تعرضوا له يف سبيل قص علينا القرآن الكرمي حماورام وجمادالم : لدعوة إىل التوحيد من صعاب ومشاق، ويف ثنايا ذلكا

.مع ذوي الكفر والعناد والتجبر، وما أظهره اهللا على أيدي رسله من باهر املعجزات، وصادق األدلة

بقصة أصحاب وقد أحملنا إىل بعض هذه القصص يف املباحث السابقة، ونضيف هنا تذكريااألخدود، وقصة أولئك القوم املوحدين املؤمنني الذين لقوا املوت يف سبيل عقيدة التوحيد، وقد خلد

:مبينا مصري الفريقني اهللا ذكرهم ذه اآليات الكرميات، ولعن الكافرين أصحاب تلك الفعلة الشنيعة،

M / . - , + * ) ( ' & % $ # " !

C B A @ ? > = < ; : 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0

M L K J I H G F E DN T S R Q P O

e d c b a ` _ ^ ] \ [ Z Y X W V U

n m l k j i h g fo s r q pL ]١: الربوج -١١.[

والوثنية بالكفر إميام وعدم احلميد العزيز باهللا إميام وهو املؤمنني هلؤالء قتلهم سبب اهللا بني قدل القريبة القصة هذه يف، مكة أهلوالعربة هنا موجهة خباصة للكفار من ، املزيفة وعقائدها اليهودية

لكم فيكون دينه يف يدخلواو املوحدين املؤمنني وأصحابه حممد إيذاء عن يكفوا أن إما ،هممن العهد م والسخرية املؤمنني من املوحدين همإيذائ على ستمرواي أن وإما األار، حتتها من جتري جنات

بعذاب الشديد والوعيد والغضب اللعنة يف اليهود مع دخلوني فعندئذ باملوحدين؛ نواس ذو صنع كما .)١(احلريق وعذاب جهنم

جامعة املدينة -)١: ج(، التفسري املوضوعي )٢٢٩: ص(عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكاوي )١( ).٢٧: ص(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

ية على صحة التوحيدألدلة القرآنا: املبحث السابع

الدليل بإقامة القرآن اهتمام:

طرق من بطريق الصحة هذه إثبات أو وصدقه، الشيء صحة معرفة إىل به يتوصل ما هو الدليل وحيث وصحتها، صدقها دالئل عليها ويقيم وتعاليم، مبادئ يقرر الكرمي القرآن جاء ولقد اإلثبات،

عقيدة صحة على االستدالل الكرمي القرآن استوعب وقد ،الرباهني وفهم الدليل طلب على الناس أصنام كلها بل وافتراء، كذب هو اهللا مع معبود أو شريك كل وأن املبني، احلق وأا الوحدانية،

.األلوهية باب يف هلا حقيقة ال بل فيها، حق ال وأوهام

: نقول ال حىت الوجوه، أمت على أورده إال البشر خلطاب يصلح دليال الكرمي القرآن يترك مل لذلك يتدبروا أن الناس على أوجب وإمنا فقط، التوحيد وجوب أو الوحدانية صحة على الدليل يسق مل إنه

الوجود، حقائق أعظم يف بينة على يكونوا حىت ،إمجاال ولو وحيصلوها يفهموها وأن األدلة، هذه مجيع تناسب حىت عجيبا، تنويعا هذا يف دلةاأل نوع ولذلك االستقرار، غاية على إميام يكون وحىت .)١(وعصورهم مستويام اختالف على الناس

دليل الفطرة(األدلة الوجدانية : املطلب األول(

على الدليل انتزاع يف تعتمد اليت هي )الداخلية أو النفسية: أي( الوجدانية األدلةب املقصود من ال الباطين، ووجدانه الداخلي شعوره أعماق ومن ه،خارج من ال اإلنسان، داخل من الوحدانية .املعروفة حواسه مدركات

داخله ومن خارجه من به حياط حىت بالذات اإلميان قضية ويف لإلنسان، األمهية بالغ الدليل وهذا مواألرقا باملعارف عقله امتأل إنسان من وكم قلق، وال ريب إليه يتسرب ال يقينا نفسه فتمتلئ مجيعا، ذلك يف والسبب اإلحساس، متلبد ميضي ولكنه الكون، هذا بعجائب عقله وامتأل اإلحصاء، وفنون

MË Ê É È Ç Æ Å Ä Ì: تعاىل قال كما لي،ـالداخ دانهـوج تعطل

Î ÍL )٤٦: احلج.(

).٢٩، ٢٨:ص(جامعة املدينة -)١: ج(التفسري املوضوعي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

اجلانب ذا للناس تذكريا اآليات وساق النفسي، الدليل هذا ببيان العظيم القرآن اهتم هنا ومن قلوم على رانت اليت والشهوات، الشبهات من ركام حتت وطمروه وعطلوه أمهلوه الذي الفذ،

.وأماتتها فأظلمتها

كل يف أخرى آهلة اهللا مع ويشركون التوحيد، يعطلون الذين املشركني أن خيربنا تعاىل اهللا إن يف حيملون هؤالء أن تعاىل هللا خيربنا أوثام، عن ومحية دفاعا اجلدل غاية وجيادلون حيام، شئون جائحة شدة مستهم إذا حىت الرخاء، يف عنه وعميانا صما وميضون الوحدانية، دليل نفوسهم أعماق يف هم شيئا، أصحابه عن األوهام أو األصنام تغين ال حني نابضا، حيا صدورهم يف الدليل انتفض

, +% & ' ) ( * $ ! " #M: تعاىل يقول ذلك ويف إليه، احلاجة أشد

0 / . -1 5 4 3 2L )٦٧: اإلسراء.(

التقرير يف زيادة هلم يكررها مث فيها، كابروا وإن يعلموا حقيقة عن تقرير سؤال القرآن سأهلم

M { z y x w v u t s r q p o: تعاىل فيقول والتأكيد،

� ~ } | ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡L ).٤١ ،٤٠: األنعام(

إىل النفوس فيه تتجه الذي املعىن هذا على تعتمد حية، واقعة صورة حيام من القرآن هلم وينتزع تكتنفها حني سبحانه عداه ما وتنسى ودعاء، وخضوع وفطرة شعور اجتاه والقدرة، القوى مالك

M? > = < ; :@ G F E D C B A: تعاىل قال ،املاحقة األخطار

V U T S R Q P O N M L K J I H

WXL اهللا سوى أمامهم أحد ال ذلك؟ بعد ماذا MY _ ] \ [ Z `

e d c b aL )١( )٢٢: يونس(.

. املبحث الثاين مزيد شرح واستفاضةيفله وجنتزئ ذه اإلشارة إىل دليل الفطرة، فقد تقدم

).٣٦، ٣٥: ص(جامعة املدينة -)١: ج(املوضوعي التفسري )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

والتذكري بنعم اهللا فيها األدلة الكونية احلسية: املطلب الثاين

وعجائبه يف خلقه كثرية وعظيمة، وأنى التفت اإلنسان ببصره وجد دليل - جل وعال-آيات اهللا آخر جبفاف الفطرة وضمورها، فلم يعد وحدانية اهللا تعاىل ماثال أمامه، وإذا مني اإلنسان لسبب أو

صوا املنادي له بالتوحيد يصل إىل آذان قلبه؛ فإن القرآن الكرمي يرشد اإلنسان إىل أدوات أخرى قد تسعفه وتنقذه من ورطة الغي والضالل، لقد زود اهللا اإلنسان مبداركه وقواه الحسية من سمع وبصر

حواس يكتشف ا العالم من حوله، ويقف بها على عجائب مصنوعات اهللا، وق وشم ولمس، وذانك والكفررك ما يأخذ بناصيته إىل معارج التوحيد، ويرحم أقدامه من مواطئ الشفلعل يف ذل.

سية على وحدانية اهللا تعاىل، فإنه كثريا ما إذ يذكر اإلنسان ذه األدلة الكونية احلوالقرآن الكرمي سبيل االمتنان ا كنعم وعطايا حبا اهللا اإلنسان بها، فلوالها -من أجل هذا التذكري والتقرير-يسلك

مل يكن هلذا اإلنسان من وجود وال ذكر، فهي إذا آيات كبرى حتيط باإلنسان، ونعم عظيمة !.ل حياته، فكيف له بعد ذلك أن يعمى عن توحيد اهللا واستحقاقه للعبادة؟تستوعب تفاصي

وهذا املنهج القرآين مل نتفطن إليه بالتأمل والتدبر، بل إن القرآن الكرمي هو من يشرح بنفسه

M s } | { z y x w v u t: منهجه هذا، وتأمل يف قوله تعاىل

¡ � ~L ]وقوله تعاىل، ]٦٢:الفرقان :M ( ' & % $ # " !

: 9 8 7 6 5 4 3 21 0 / . - , + * )

J IH G F E D C B A @ ? > = < ;

LKS R Q P O N M X W V U T

Y Z L ]وقوله تعاىل، ]٧٣- ٧١:القصص :M A @ ? > = < B

D CE Q P O N M L K J I H G F

U T S R X W V [ Z Y\ _ ^ ]L ]٦٢- ٦١: غافر.[

إن اهللا جل وعال يربط ربطا أكيدا يف هذه اآليات بني توجيه النظر إىل التأمل يف هذه اآليات يمة، وبني داللتها املفترضة ونتيجتها املتوقعة يف توحيد الكيربة، وبني االمتنان مبا فيها من النعم العظ

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

يف اخلوف يبعث ما السرمد والنهار السرمد الليل يف ليس أوس العبادة هللا وقيامهم بالشكر له، النا .)١(!خلفة؟ والنهار الليل جعل ملن واحلب النفس،

نكم أنيرجى ويتوقع م: أي MY XL: تعاىل يف آية سورة القصص قالفقد ولذلك بأبصاركم ترون أفال((: الطربي يقول وتعبدوه، فتوحدوه والنهار الليل بني خمالفته على اهللا اتشكرو تصلح ال العبادة أن بذلك فتعلموا عليكم منه وحجة بكم اهللا من رمحة عليكم والنهار الليل اختالف

بكم ذلك فعل... ذلك بني ا خالف اليت القدرة له وملن غريه دون بذلك عليكم أنعم ملن إال ال أن ينبغي فلذلك شريك؛ بذلك عليكم إنعامه يف يشركه مل ألنه احلمد له وختلصوا بالشكر لتفردوه .)٢(هـ.ا)) عليه احلمد يف شريك له يكون

ML M N O :الناس على متهـنع ذكر بعد ىـتعال يقول غافر سورة آية يفو

U T S R Q P X W V Y] \[ Z _ ^L، صودـاملق هو الذي بوحدانيته واالعتراف عليهم اهللا نعم بشكر يقومون ال الناس أكثر أن تعاىل فأخرب

وأنعم األشياء هذه فعل الذي أي M T S RL: تعاىل لقوله بالنعم التذكري من األعظم تـنعم ال الـيت األصـنام تعبدون فكيف، سواه بر وال غريه إله ال الذي األحد الواحد اهللا هو ا

.)٣(عليكم

وال كل ما ورد فيه من الكونية؛ اآليات من القرآن يف ورد ما مجيعالستقصاء من جمال هنا وما ، والنعم اآليات من النوع ذا االستدالل على التنبيه هونعم امنت اهللا ا على اإلنسان، وإمنا الغرض

.ملقصودا على يدل مبا فنكتفي

:واجلبال األرض والسماءآيات

¤ ¥ ¦ § ¨ M ليضع اإلنسان أمام حقيقة بسـيطة إن اهللا جل وعال

± ° ¯ ® ¬ « ª ©L ]يسأله سؤاال فيـه بل إنه، ]٥٧: غافر

).٢٠٠: ص(من بالغة القرآن؛ ألمحد البيلي )١( .باختصار) ١٩/٦١٣(تفسري الطربي )٢( ).٢٣٦: ص(عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكاوي )٣(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

إن كان اإلنسان مغتـرا ، ]٢٧: النازعاتM^ ] \ [ Z_ a `L ] : إذالل بالتحديغترارا أغراه باجلحود والنكران خلالقه أن يشكره ويعبده؛ فهذه اآليات العظيمة يف خلق األرض خبلقه ا

نسان حبجمه احلقيقي يف هذا الكون، وتنبهه إىل أن الذي خلقها وأبـدعها لـيس والسماء تعرف اإل

M w v u t s r q p o n m l : بعاجز عن إحياء املوتى

{ z y x| ¤ £ ¢ ¡ � ~ }L )٣٣ األحقاف.(

ولنقف عند بعض اآليات اليت تبني جوانب عظمة قدرة اهللا يف آيات األرض والسماء واجلبال .وجمايل نعمه فيها

M w v u t s r q p o n m l: تعاىل قال

¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z y x

©ª ² ± ° ¯ ® ¬ «L ]٢٢- ٢١:البقرة.[

وهم واألنداد األصنام به يشركوا وال يوحدوه أن مجيعا الناس من تعاىل اهللا يطلب اآلية هذه يف تعاىل توحيده على دالة اآلية وهذه(( :كثري ابن قال. األرض وفرش السماء بىن الذي أنه يعلمون العظيمة اآليات ذه خصكم الذي هو أي((: الزخمشري لوقا، )١( ))له شريك ال وحده بالعبادة

.)٢( ))شركاء له تتخذوا فال حدانية،بالو الشاهدة النرية والدالئل

! " # $ M Ù Ø × Ö Õ Ô Ó ÒÑ Ð Ï: تعاىل قالو

4 3 2 1 0 / . - , + * ) ( ' & %

: 9 8 7 6 5 D C B A @ ? > = < ;

L K J I H G F EL ]١٦٤ – ١٦٣: البقرة.[

خبلق باأللوهية تفرده على عباده تعاىل نبه مث، الوحدانية على بالنص بدئت الكونية اآليات هذه رهاواستقرا األرض وإىل وسعتها ارتفاعها يف السماء إىل نظر من ألن بينهما؛ وما واألرض السموات

).١/١٩٧(تفسري ابن كثري )١( ).١/٩٥(تفسري الكشاف للزخمشري )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

اهللا عن يعقلون لقوم واضحة دالالت واألرض السماوات خلق يف ألن وعبادته؛ اهللا لتوحيد أداه .وحدانيته على وأدلته حججه

األوبة إىل هلم منه ودعاء ضالهلم على به الشرك أهل ذكره تعاىل اهللا من تنبيه وهذا((: الطربي قال ذوي استدالل موضع تتلوها اليت باآلية ذكره تعاىل عرفهم مث، شركهم من واإلنابة كفرهم من

تعاىل فقال، عذرهم القاطعة الواضحة وحججه توحيده من عليه نبههم ما حقيقة على منهم األلباب واحد إله إهلكم أن من اخلرب من أخربتكم ما حقيقة يف شككتم أو جهلتم إن، املشركون أيها: ذكره خلق حججي من فإن، فيها وفكروا حججي تدبرواف واألوثان، األنداد من ألوهيته تدعون ما دون

.)١(هـ.ا)) واألرض السماوات

> ; : M2 1 0 / 3 4 5 76 8 9: تعاىل قالو

=L ]٦٥: احلج[ ،تعاىل وقال : M:9 8 7 6 5 4 3L ]٢:الرعد[ ،

اآليات هذه ففي ،]١٠: لقمان[ M�~ } | { zL: تعاىل وقالوجعلها، سلطانه وعظيم بقدرته ممسكها اهللا وأن عمد، بغري السماء وقوف إىل ىـوتعال سبحانه هنب

مساء كل بني ما بعد أن كما، عام مخسمائة مسرية نفسها يف ومسكها، تنال ال حبيث البعد من

Mv: تعاىل قال كما الشريك عن متعال فهو خلقه هذا كان ومن عام، مخسمائة تليها واليت

x w yz } | {~L ]شريك له يكون فأىن، ]٣: النحل .)٢(!؟ ألحد حاجة غري من وإبداعهما خبلقهما منفردا التوحيد، وهو باحلق خلقهما وقد

M¡ � § ¦ ¥ ¤ £ ¢¨ ¬ « ª ©L: تعاىل قالو

M » º ¹: تعاىل وقال ،]١٠: األعراف[ ¶ µ ³ ²

½¼¾L ]تعاىل وقال ،]١٠: الزخرف :M4 9 8 7 6 5

? > = < ; :@ C B AL ]١٥: امللك.[

ومستقرة، وموطأة ممهدة كالفراش هلم جعلها اليت األرض بنعمة عباده يذكر وتعاىل سبحانه اهللا إن وال الطرق فيها نشق أن استطعنا ما هلا اهللا تذليل ولوال خرياا من لالستفادة لنا ذللها الذي وهو

).٣/٢٦٧(تفسري الطربي )١( ).١٥٣: ص(وحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكاوي عقيدة الت )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

، ويتمدح اهللا جل وعال ذه اآلية وما فيها من النعم املنافع أنواع سائر وال احلرث وال ليهاع البناء

].٤٨: الذاريات[ M Ì Ë Ê É ÈL : فيقول

].٢٦ – ٢٥: املرسالت[ M ? > = < ; : 9 8L : تعاىل وقال

ومستقرة، وموطأة ممهدة كالفراش هلم جعلها يتال األرض بنعمة عباده يذكر وتعاىل سبحانه اهللا إن وال الطرق فيها نشق أن استطعنا ما هلا اهللا تذليل ولوال خرياا من لالستفادة لنا ذللها الذي وهو تكن فهي بطنها، يف يكفتون األموات أن منها واليت املنافع أنواع سائر وال احلرث وال عليها البناء

وجيفهم أحياء الناس أذى كفتت فكأا القبور، يف واألموات ملساكنا يف ظهرها على األحياء .)١(أمواتا

رزقهم، وأسباب آدم بين معايش فيها إن حيث، الرزق مستودع أا وهي األرض يف أخرى ونعمة، ويتجرون أقوام ا العباد ليكسب املختلفة واألسباب املعايش األرض يف جعل الذي هو وحده فاهللا

لكم وجعلناها ، األرض يف الناس أيها وطناكم ولقد((: الطربي يقول الشكر، قليل هذا مع وأكثرهم

ا تعيشون M § ¦ ¥ ¤¨L ،تفترشوا وفراشا ،متتهدوا ومهادا ،فيها تستقرون قرارا

M « ª ©L إلـيكم مين وإحسانا ،عليكم مين ةمعن ؛ومشارب مطاعم من حياتكم أيام .)٢( ))سواي هاإل واختاذكم غريي لعبادتكم عليكم أنعمتها اليت النعم هذه على شكركم يلقل وأنتم

! " # $ % & ' ) ( * + M: تعاىل قالو

- ,. 1 0 / 2L ]تعاىل وقال ،]١٦ – ١٥: النحل :Myx

¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { zL ]٣١: األنبياء[،

].٢٧: املرسالت[ MB A @ G F E D CL : تعاىل وقال

بأهلها متيد ال حىت باجلبال األرض ثبت حيث، عباده على تعاىل اهللا من عظيمة نعمة هذه .استقرارها لعدم ملعاشهم التصرف يستطيعون فال وتضطرب

).٢٣٨: ص(املرجع السابق )١( ).١٢/٣١٥(تفسري الطربي )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

كال فإا متنوعة األش، الطريق ضلوا إذا وحبرا برا املسافرون ا يستدل عالمات كذلك واجلبال

} | { ~ � ¡ ¢ £ ¤ M: واأللوان، وقد قال تعاىل

¥L ]٢٧: فاطر.[

الناس منه فيشرب تدرجييا، يذوب وتراكم عليها سقط إذا الثلج أن كذلك اجلبال منافع ومن .عليه مر ما كل السيل وألهلك، منه استفيد ملا واحدة دفعة ذاب ولو، املزروعات ويسقون

للناس أكنان وهي الناس، فيها ليتحصن وكهوف راتمغا من فيها ما كذلك لاجلبا منافع ومن

].٨١: النحل[ M F E D C BL : تعاىل قال كما، واحليوان

وتوحيده املنعم شكر العباد على توجب واجلبال األرض يف العظيمة النعماآليات الكربى و هذه املستحق وحده هو فيكون، النعم هذه وخلق خلقهم الذي هو ألنه واألوثان؛ اآلهلة دون وعبادته اهللا لتوحيد الدعوة يف الدليل هذا السالم عليه موسى استعمل وقد والعبادة، والشكر الطاعة عليهم

. / M : 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0: وقومه لفرعون فقال

D C B A @ ? > = < ;E L K J I H G FL .)١( ]٥٤- ٥٣: طه[

لدالالت أي(( :M L K J I H G FL :تعاىل لقوله تفسريه يف كثري ابن يقول .)٢())سواه رب وال اهللا إال إله ال أنه على السليمة العقول لذوي أي النهى ألويل وبراهني وحججا

:الشمس والقمر والليل والنهارآيات

اهلدوء نعمة من الليل له خلق وعما والنهار، ليلال تبادل نعمة عننا القرآن الكرمي أيضا حيدثو وينظمون حيام، ما الناس فيحسب ونظام، دقة يف جيريان والقمر الشمس وعن والسكون،

.والبحر الرب ظلمات يف السائر ا يويهتد كمصابيح، تزينها السماء يف النجوم وعن أعماهلم،

).٢٣٩: ص(عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكاوي )١( ).٥/٢٩٩(تفسري ابن كثري )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

° ± M: تعاىل قال ® ¬ « ª © § ³ ²

´µ ¼ » º ¹ ¸ ¶½ Æ Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾

Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È ÇL ]٦-٥: يونس.[

معـني بغري والنهار والليل والقمر الشمس خلق الذي هو وحده اهللا أن على تنبيه اآليتني هاتني يف

الشمس عن الصادر الشعاع جعل يالذ هو أي ؛الوحدانية على داللة M§L: فقوله، شريك وال وسلطان ارا الشمس سلطان جعل بأن بينهما وفاوت نورا، القمر عن الصادر الشعاع وجعل ضياء إذا يعلمـون لقوم((: الطربي قال، الوحدانية حقيقة يعلم لذلك فاملتدبر، منازل القمر وقدر ليلا القمر

األنـداد، خلع من وسلم، عليه اهللا صلى حممد إليه يدعوهم ما وصحة، اهللا وحدانية حقيقة تدبروها .)١(هـ. ا ))األوثان من والرباءة

ـ بـه اخلـاص مكانه يف والقمر ا اخلاص مكاا يف الشمس وضعت كيف وانظر عتـووض

MÒ Ó Ô Õ: تعـاىل قـال كما، كله ذلك ودوران ا اخلاصة أمكنتها يف الكواكب

Ö L ]كـذلك ، بـاملغزل إال الفلكة وال ،بالفلكة إال املغزل يدور فال((: جماهد قال ،]٤٠: يس .)٢(هـ.ا)) ن إال يدور وال ،به إال يدورون ال والقمر والشمس النجوم

أحد يستطيع فال، الشمس بدورة مرتبطني والنهار الليل اهللا جعل بأن احلكيم التقدير هذا وانظر الذي هو وحده اهللا ألن األرض؛ من جزء عن والنهار الليل حبس أو دورا، عن الشمس إيقاف

M q p o n m l k j i h: تعاىل قال كما ذلك يتوىل

£ ¢ ¡ � ~ } | { z y x w v u t s r

ª © ¨ § ¦ ¥ ¤L ]٦٢- ٦١: احلج.[

النهار وإيالجي والنهار الليل إيالجي من لالفع هذا فعلت((: اآلية هلذه تفسريه يف الطربي يقول من إهلا املشركون هؤالء يدعوه الذي وأن، ند وال شريك وال يل مثل ال الذي احلق أنا ألين الليل؛ يف

.)٣(هـ.ا)) املصنوع هو بل، شيء صنعة يقدر ال الذي الباطل هو دونه

).١٥/٢٤(تفسري الطربي )١( ).٥/٣٤١(تفسري ابن كثري )٢( ).١٨/٦٧٦(تفسري الطربي )٣(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

¯ ° ± M§ ¨ ¬ « ª ©® ³ ²: تعاىل قال

´ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µL ]٣٧: فصلت.[

، عبادته ووجوب وحدانيته دالئل من والقمر والشمس والنهار الليل أن تعاىل يبني اآلية هذه يف .سواه شيء كل دون خالقها ذلك يستحق إمنا العبادة، القمر أو الشمس تستحق وال

ما على وأنه ،له نظري ال الذي وأنه، العظيمة قدرته على خلقه منبها تعاىل يقول((: كثري ابن يقول

بظالمـه الليـل خلق أنه :أي؛ M§ ¨ ¬ « ª ©® L :قدير يشاء يف منازله وتقدير وضياءه والقمر، وإشراقها ونورها والشمس يفتران، ال متعاقبان ومها بضيائه والنهار

عمجوال ،والنهار الليل مقادير الشمس وسري سريه باختالف ليعرف مسائه؛ يف سريه واختالف ،فلكه الشمس كان امل مث واملعامالت، العبادات وأوقات ،احلقوق حلول بذلك ويتبني، واألعوام والشهور

من عبدان خملوقان هماأن على تعاىل هنب =والسفلي، العلوي العامل يف املشاهدة األجرام أحسن والقمر

¶ M ¯ ° ² ± ´ ³ µ :فقـال وتسـخريه قهره حتت عبيده

½ ¼ » º ¹ ¸L مـع له عبادتكم تنفعكم فما، به ركواتش ال أي .)١(هـ.ا)) به يشرك أن يغفر ال فإنه، لغريه عبادتكم

M 7 6 5 4 3 A @ ? > = < ; : 9 8: تعاىل وقال

F E D C B I H GL ]٤٦ – ٤٥: الفرقان.[ النعمة هلذه عباده وتعاىل سبحانه نبه وقد، الظل نعمةفهذه نعمة أخرى تتعلق بنعمة الشمس وهي

الظل سكون شاء لو ألنه للمنعم؛ الشكر الناس على يستوجب مما مجيعها للكائنات الفوائد من فيها ملا .حتويله أحد استطاع وملا لفعل حتوله وعدم

مده يف ألن أهله؛ به ينتفع مل ذلك ولوال تدرجييا، قبضه هو الظل فائدة به تتم ما على نبه اكم أو دائما وبسكونه حيصى، ال مما واملنافع املصاحل من فشيئا شيئا قبضه مث مكان إىل مكان من وحتوله .)٢(واملصاحل املرافق تتعطل واحدة دفعة قبضه

).٧/١٨٢(تفسري ابن كثري )١( ).٢٣٤: ص(عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكاوي )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

ل والنهار من حيث مها وقت للسكينة والنوم أو العمل والكفـاح، ويذكر القرآن أيضا بنعمة اللي

@ M < ; : 9 8 7> =? B A :فيقــول تعــاىل

D CL ]تعـاىل وقـال ،]٩٦: األنعام :Ml m n o p q r

t su w v x y z { |L ]تعـاىل قوله ،]٦٧: يونس :

M D C B A @ ? F EL ]١٠ – ٩: النبأ.[

! M :، وأقسم به]١٦:النحل[ M 1 0 / 2L: وقال تعاىل عن النجوم

$ # "L ]ومتدح اهللا جـل وعـال فقـال ، ]١: النجم : M : 9 8 7 6L

M Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î : بل أقسم مبواقعها يف السماء ، ]٤٩: النجم[

Ø × ÖL ]ولقبها مبصابيح السماء وبروجهـا ،]٧٦ – ٧٥: واقعةال: M " !

+ * ) ( ' & % $ # . - ,L ]١٦: رجاحل

- ١٧[ ،M_ ^ ] \ [ Z Y X`L ]هاـ، وأقسم ب]٥: امللك :

M $ # " !L ]وأقسم بأحد جنومها واستعجب منـه ، ]١: الربوج: M ! "

* ) ( ' & % $ #+L ]وأصغرها –أليس يف هذه النجوم ،] ٣-١: الطارق !.إىل توحيد اهللا؟ما يدعو -قد يفوق مشس الدنيا حجما مبرات ومرات

له خملص ال إفحاما البشر من األلوهية ادعى نماملربوبة المسخرة ذه اآليات القرآن أفحملقد :يقول إذ إله، أنه ادعى يالذ لكامل وهذا إبراهيم بني دار يالذ احلديث يف وذلك منه،

M > = N M L K J I H G F E D C B A @ ?

Q P O _ ^ ] \ [ Z Y X W V U TS R

h g f e dc b a ` j iL ]١( ]٢٥٨ :البقرة(.

).٢٠٣: ص(من بالغة القرآن؛ ألمحد البيلي )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

:واملطر والنبات والسحاب الرياح ونعم آيات

M ^ ] \ [ Z Y X: تعـاىل قوليونعمة عظيمة، ربى الرياح آية ك

d c b a ` _L ]٢٢: احلجر.[

الشجر وتلقح، ماء فتدر السحاب تلقح ألا لواقح؛ بأا الرياح تعاىل اهللا وصف اآلية هذه يف فتؤلف لفةاملؤ اهللا يبعث مث، السحاب فتثري املثرية الرياح اهللا فيبعث وأكمامها وأوراقها عن فتفتح

هذا يف املتصرف اهللا وحدانية على دالة آية ذلك أليس، الشجر فتلقح اللواقح اهللا يبعث مث، السحاب .!الكون؟

¿ M½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ¾ Â Á À : تعـاىل ويقول

Æ Å Ä ÃL ]تعـاىل وقال ،]٥٧:األعراف : M § ¦ ¥ ¤ £ ¢

¯ ® ¬ « ª © ¨ ´ ³ ² ± °µ L ]٤٨: الروم.[

يدي بني وبشرى ورمحة رخاء فجعله ،الرمحة حبركة حركه اهللا شاء فإذا((: القيم ابن يقول كيف واألرض السماء بني املسخر السحاب آياته ومن، املاء حبمل يلقحه للسحاب والقحا ،رمحته اليت وهي الريح تلقحه مث ،بعض إىل بعضه يضمو بينه يؤلف مث ،كسفا فتثريه بالرياح سبحانه ينشئه أهراق ؛عليها واستوى عالها فإذا إليه، احملتاجة األرض إىل متوا على يسوقه مث، لواقح سبحانه مساها ،جبملته عليه يرتل ما ويهدم يؤذي لئال وتفرقه فتذروه اجلو يف وهو الرياح سبحانه فريسل ،عليها ماءه ظهور على حممولة األرض روايا فهي ،وفارقها عنها أقلع ؛منه هاحاجت وأخذت رويت إذا حىت

.)١( هـ.ا)) الرياح

M Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç Æ: تعاىل ويقول

æ å ä ã â á à ß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Öç ê é è

í ì ëL ]٤٣:النور.[

األمطار منه اهللا يرتل حيث، الكثري للماء احلامل السحاب آية على لعباده تعاىل اهللا نم تنبيه هذاف ووعورها سهوهلا األرض األمطار تعم كيف انظر مث بأخرى، قطرة ختتلط ال حبيث البالغة باحلكمة

).١/٢٠٢(مفتاح دار السعادة البن القيم )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

البحار وميد ،األشجار وتنبت ،املزروعات ويسقي ،اهلوام وسائر لألنعام العشب لينبت ،وشعاا .إليه احلاجة وقت الناس ليستخرجه األرض يف اهللا يودعه منه يزيد وما واآلبار، واألار

يسوقه، والنمل والذر والطري والدواب للعباد رزقا سبحانه يسوقه كيف فتأمل((: القيم ابن يقول اجةاحلمن شدة على إليه فيصل الفالين اجلبل جبانب الفالنية األرض يف الفالين للحيوان رزقا

واألدوية األغذية أنواع به فأخرج األرض يف أودعه كيف مث وكذا كذا الوقت ويف، والعطش .)١( ))واألقوات

: إبـراهيم [ M» º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ±¼ L : تعاىل قال

* + , - . / (! " # $ % & ' )M : تعـاىل وقال ،]٣٢

6 5 4 3 2 1 0L ]تعـاىل وقـال ،]١٩ – ١٨ :املؤمنون : M W V

] \ [ Z Y X^ h g f e d c b a ` _

w v u t s r q p o n m l k j i

y xL ]تعـاىل وقـال ،]٥٠ – ٤٨: الفرقان : M ¥ ¤ £ ¢ ¡ �

´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦L ]٦٨ :الواقعة – ٧٠.[

وحده واهللا املاء، على متوقفة والنبات احليوان حياة ألن عباده، على اهللا من عظيمة نعمة املطر إن فيخرج األرض يف يسكنه مث أجاجا، ملحا جيعله ومل فراتا عذبا السحاب من املاء علينا يرتل الذي هو

.اجلنات يف اروالثم والنبات واحليوان اإلنسان لسقي أارا وجيري ينابيع

والعمران األرض فيفسد كثريا ال املطلوب، بالقدر املطر بإنزال العظمى النعمة تتجلى كيف فانظر ولو بعد، فيما منه لالستفادة خزنه قابلية األرض يف جعل وكيف والثمار، الزروع يكفي فال قليلا وال حبيث األرض أعماق يف ذهابه شاء ولو لفعل، أجاجا جعله شاء ولو لفعل، السماء متطر ال أن اهللا شاء

.شكره لوجوب إياهم منبها النعم هذه بكل إذن عباده على اهللا فامنت لفعل، ينال ال

.املرجع السابق )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

عنه احلديث من القرآن أكثر جرم فال حيام، فعليه وأثره، قدره العربية احلياة يف للمطر كانلقد .)١(عليهم اهللا نعم أجل من نعمة

M # " & % $' / . - , + * ) (0 1: تعاىل يقول

23 6 5 4L ]٩٥:األنعام.[

منـه فتنبـت ، الثرى يف والنوى احلب يشق الذي وحده هو أنه إىل تعاىل اهللا نبهنا اآلية هذه يف

M 1: تعاىل وحدانيته إىل مشريا قال مث وطعومها، وأشكاهلا ألواا اختالف على والثمار الزروع

2 4 3 5L :وتعـدلون احلق عن تصرفون فكيف، شريك ال وحده اهللا هو ذلك فاعل أي .تعاىل اهللا غري بعبادتكم الباطل إىل عنه

حجته موضع على واألوثان اآلهلة به العادلني هؤالء ثناؤه جل اهللا من تنبيه وهذا((: الطربي يقول تعاىل يقول، إياهم عبادم يف ناماألص إشراك من مقيمون عليه هم ما خطأ هلم منه وتعريف ،عليهم احلب فلق الذي اهللا هو واألوثان اآلهلة من تعبدون ما كل دون الناس أيها العبادة له الذي إن: ذكره نواة له مما يغرس ما كل من والنوى الزرع منه فأخرج ،النبات من ينبت ما كل من احلب قش يعين

.)٢(هـ.ا)) الشجر منه فأخرج

M r q p o n m l k j i h g f :تعاىل ويقول

¡ � ~ } | { z y x w v u t s

¦ ¥ ¤ £ ¢§ ® ¬ « ª © ¨¯ ´ ³ ² ± °

¶ µL ]٩٩: األنعام.[

. بعضا بعضه يركب ألنه والثمر احلب هو: واملتراكب. األخضر والشجر الزرع هو: اخلضر .واللون الطعم يف خمتلف وهو والشكل الورق يف متشابه أي: املتشابه وغري تبهواملش

بعـد طيبا ومثرا أخضر زرعا صارت حىت البذرة من تكوا وكيفية والثمار النبات يف التفكري إن ملعرفـة يؤدي شك ال والورق الشكل يف متشاة كوا مع وطعومها الثمار ألوان واختالف، جفافها

).١٩٥: ص(، من بالغة القرآن؛ ألمحد البيلي )٢٤٦: ص(عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكاوي )١( ).١١/٥٥٠( الطربي تفسري )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

M ¯® ¬ « ª © ¨L :فقـال للثمار النظر على اهللا حث ولذلك ووحدانيته، اهللا: فقال مباشرة اآلية هذه بعد املشركني تعاىل اهللا ذم لذلك اهللا، وحدانية على واضحة داللة تدل فهي

M ¸ ¹ º » ½¼ ¾ ¿ Ç Æ Å ÄÃ Â Á À

Ñ Ð Ï Î ÍÌ Ë Ê É È ÚÙ Ø × ÖÕ Ô Ó Ò

ß Þ Ý Ü Û / .- , + * )( ' & % $# " !

4 3 2 1 0L ]١٠٢ – ١٠٠: األنعام.[

ينعه وعند مثره عقد عند مثره إىل نظرمت إذا الناس أيها يا((: اآلية هلذه تفسريه يف الطربي قال وال ،شيء كمثله ليس مدبرا له أن علمتم، ومنوه زيادته يف وتصرفه أحواله الفاخت فرأيتم، وانتهائه اهللا بوحدانية يصدقون وبيان وبرهان حجج فيه وكان، واألنداد اآلهلة دون له إال العبادة تصلح

.)١( ))يشاء ما على وقدرته شاء ولو واألوثان، داألندا دون اهللا هو املنبت والزارع احلب، فيها ويضع األرض يشق العبدإن

يعمله ما وأقصى إنباته، أحد استطاع ما حصاده موعد قبل يابسا حطاما الزرع هذا جيعل أن اهللا، وإن اهللا تعاىل ليضع اإلنسان والثمر الزرع من فاته ما على واحلزن والتفجع التعجب هو اإلنسان

Mi h g k j :أمام عجزه وضعفه يف أسلوب من االستفهام املثري فيقول تعاىل

m l u t s r q p o n w vL ]٦٣: ـةالواقع – ٦٥.[

اهللا وحدانيـة على مستدال اهللا، دون من للشمس سجودهم بلقيس قوم على اهلدهد استنكر وقد واألرض السـماء يف خمبوءا كان أن بعد وأخرجه والنبات املاء خلق بأنه =؛بالعبادة إفراده ووجوب

M? @ A B C D E: عنه تعاىل قال حيث ،املخالفني على حجة ذلك وجعل

W U T S R Q P O N M L K J I H G FL ].٢٦- ٢٥: النمل[

مينت اهللا جل وعال على عباده بالرزق = من رياح وسحاب ومطر ونبات؛ومن جمموع هذه النعم نفسها، برزق تتكفل أن تستطيع ال دواب، من األرض على ما ويرزق يرزقهم، يالذ فهو

).٥٨٣، ١١/٥٨٢(تفسري الطربي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

Mw v u t s r q p ox | { z yL ]العنكبوت

¦ £ ¤ ¥M: فيقول فضله، فيض من هو يالذ طعامهم إىل انتباههم يويسترع. ]٦٠

§ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨

 Á À ¿ ¾ ½ Ç Æ Å Ä ÃL )١( )٣٢ - ٢٤ عبس(.

:اآليات والنعم يف األنعام

آية اهللا جل وعال يف األنعام عظيمة، وعجيب صنعه فيها بالغ، وليس أدل على ذلك من أن اهللا واألرض واجلبال يف سياق، بل وابتدئ ا يف توبيخ املشركني تبارك وتعاىل قد قرا بآيات السماء

M } | { z y x: لنظر إليها نظر االعتبار واالفتكار، فقال تعاىلالغافلني عن ا

¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~L وأن به، يذكروا أن يستحق ما بالبادية العرب حياة يف لألنعامأن وال شك، ]٢٠-١٧: الغاشية[

.ينبغي أن توجه أنظارهم إليهيال قريبا ، فكانت اإلبل دلا عليهم فضله يسجل

, - . + * ( ) ' ! " # $ % &M: تعاىل قال

/L ]تعـاىل وقال، ]٧٢ – ٧١: يس :M ´ µ ¶ ¸ ¹ º ¼ »

! " # $ ' & % ( * ) + , - . /

5 4 3 2 1 06 ; : 9 8 7L]٨ -٦ :النحل.[

متتنع ال ذليلة مقهورة جعلها الذي هو وحده اهللا ألن تذليلها، نعمة هي األنعام يف األوىل النعمة ولو للوقوف، أو للحمل أو للطرق أو للرعي وتوجيهها تسيريها يف إليها احلاجة عند صاحبها على .اكله القافلة مبشيه ومشى أقامه شاء وإذا ألناخه بعري إىل طفل جاء

رجوعها يف لنا وزينة مجاال كوا بتذليلها ويرتبط باألنعام، االنتفاع لتمام ضروري التذليل فهذا ما تذليلها ولوال املرعى، إىل صباحا بعثها ويف مليئة، وخواصرها شبعانة فتكون عشيا املرعى من

.مستعصية نافرة تكون ألا ومجالا زينة كانت

).١٩٦: ص(من بالغة القرآن؛ ألمحد البيلي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

? @ M> = < ; F E D C B A: تعاىل وقال

T S R Q P O N M L K J I H GL ]١٣: الزخرف – ١٤.[

اجلهد من راـكثي توفر ألا الشكر؛ وتوجب النظر تلفت عليها واحلمل األنعام ركوب نعمة إن هـذه ألن مشـقة؛ بال والتجارة والغزو كاحلج البعيدة املصاحل يف السري اإلنسان فيستطيع والتعب،

األثقال محل عن عاجز اإلنسان فإن األنعام هذه وبدون ،وشرابه وطعامه متاعه وحتمل ،حتمله األنعام أفردت ولذلك واحلمري، والبغال اخليل يف خاص بشكل والركوب احلمل نعمة وتظهر قصرية، ملسافة

علـى اهللا فـامنتM4 3 2 1 L، : تعاىل فقال ا خاصة آية يف معا .النعمة ذه لتخصصه بالذات النوع ذا عباده

; > = < ? @ M7 6 5 4 38 : 9 C B A: تعاىل قالو

DEL ]تعاىل وقال، ]٦١: النحل :M8 7 6 59 < ; :L ].٧٣: يس[

اموجب معظم يف عليه قائمة كلهم العباد مصاحل ألن البشرية؛ هذه على توصف ال نعمة اللنب بياضه خالصا والدم الفرث بني من األنعام بطون من خيرج اللنب وهذا الصغار، وخاصة الغذائية، واللحم والعظم للدم أقساما ذهب نضج فإذا املعدة، يف الطعام يكون كيف فانظر وحالوته، وطعمه اللنب فيخرج به يتغري وال بآخر قسم ميتزج وال وبول، روث من فضالت والباقي لبنا يصري وقسم .أحد به يغص ال للشاربني سائغا خالصا

M 3 2<L: تعـاىل وقـال ،]٥: النحل[ M² ± ³L: تعاىل قالو يؤكل كذلك فهي حيام يف األنعام منافع تعدد فرغم األنعام، يف النعم خامتة النعمة هذه ،]٧٢: يس[

علـى تعيش كثرية شعوبا إن بل ،الناس حياة يف كبري اعتماد وعليه األطعمة، أنواع أعلى وهو حلمها .)١(الالمحة باألنعام والتجارة الرعي

وإفراده بوحدانيته واالعتراف هللا الشكر تستحق األنعام يف الكثرية النعم هذه أن لنا يتبني سبق ومما يف جند لذلك اجلليلة، النعم ذه التركيز من األعظم املقصود هو وهذا له، الطاعة وإخالص بالعبادة

).٢٥١- ٢٤٨: ص(عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكاوي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

M: تعاىل يقول، الشيطان خطوات اتباع وعدم اهللا لشكر دعوة ياتاآل ³ µ

¶¸ À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹Á Æ Å Ä Ã ÂL على تطلق :شروالف واحلمري، والبغال واخليل كاإلبل عليه حيمل ما كل: واحلمل، ]١٤٢: األنعام[

هذه من لالستفادة يدعونا اهللا إن ،حيلبو يؤكل ما كل على تطلق وقد، األرض من لدنوه الغنم .باهللا والشرك النعمة وكفر باجلحود اآلمر الشيطان خطوات اتباع وعدم األنعام

M S R Q P: يقول تعـاىل النحل سورة يف األنعام نعمة ذكر بعد وكذلك

T W V U X Y Z [ \ ] ^ _ ` a

e d c bL ]على جيب النعم هذه فمقابل ،]٨٣-٨١:النحل بعـد يكفرون الذين اهللا وذم له، شريك ال وحده وعبادته دينه يف والدخول وحده هللا اإلسالم العباد

.نعمه تعريفهم

MU V W XYZ : الزخرف سورة يف األنعام نعمة ذكره بعد تعاىل يقول وكذلك

[ _ ^ ] \L ]وجحودهـا هلا بالكفر النعم هذه قابلوا أي ،]١٥: الزخرف ،ويعبـدوه ويوحدوه اهللا يشكروا أن: النعم هذه جاهـت عليهم الواجب وكان، اهللا إىل الولد ونسبة

.شيئا به يشركوا وال

M ^ _ ` a b: النحل سورة يف تعاىل لقوله تفسريه يف الطربي يقول

c e dL :))اهللا وإن -ذه عباده عرف إمنا -هؤثنا لج ما وسائر اآلية فعل أطوخ ،وحدانيته على وأدلته ،عليهم حججه على به ونبههم ،عليهم نعمته السورة هذه أوائل يف .)١(هـ.ا ))الشرك أهل من به يشرك من

،M; :L :األنعام نعمة ذكر بعد يس سورة يف تعاىل لقوله تفسريه يف كثري ابن وقال .)٢(هـ.ا!))؟غريه به يشركون وال ،هرخسوم ذلك خالق وندحوي أفال((: قال

).١٧/١٧٣(تفسري الطربي )١( ).٦/٥٩٢(تفسري ابن كثري )٢(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

:وآيتها البيوتنعمة

اهلدوء نعمة يوه قلوم أودعها اليت الكربى النعمة إىل ويوجه القرآن الكرمي أنظار البشر بناء إىل هدايتهم وإىل القوى، يمنهوك مكدودين بيوم، إىل يعودون ما عند ا، حيسون والسكينة

من وأمتعتهم أثاثهم اختاذ وإىل واإلقامة، الظعن يف احململ خفيفة جيدوا األنعام، جلود من بيوت اعقول وحرارا للشمس وإن واالستقرار، األمن عنده جيدون الظل نعمة وإىل وأوبارها، أصوافها

مؤلا احلر، صاحبها يتق الثياب هذه االستتار وسائل أمجل ومن األجسام، وعلى فوسالن يف امتتم و

! " # $ % & ' ) ( * + , M : فيقول اهللا، نعمة

1 0 / . -2 9 8 7 6 5 4 3

= < ; : > ? @ A B C D E F G

H J I L K N MO S R Q P

V U TL )١( )٨١ - ٧٩ النحل(.

:نعمة األزواجآية و

وجتد النفس، إليها تسكن نعمة من الزوج خلق يف ما إىل البشر أيضا أنظارالقرآن الكرمي ويوجه

M Y Z [ \ ] ^ _ ` b a: فيقول واملودة، الرمحة ظلها يف

f e d cg i hk j n m lL )٢١ :الروم.(

، "الذكر واألنثى"إن التفكر يف احتياج الكائنات وافتقارها إىل الزوجية، ووجودها ذه الثنائية ألمر يدفع إىل تسبيح وتقديس اإلله العظيم ذي الوحدانية، الذي مل تكن له صاحبة، إا آية عظيمة

MÏ Î Í Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð :، يقول تعاىلر التوحيدتدعو إىل تذك

×Ø ä ã â á à ß Þ Ý Ü Û Ú Ùå ë ê é è ç æL ].٥١- ٤٩: الذاريات[

).١٩٤: ص(من بالغة القرآن؛ ألمحد البيلي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

:ختاما

يدفعهم ما ا، وتقريرهم إليها، أنظارهم وتوجيه النعم، هذه عن احلديث من القرآن إكثار يف إنف سيما وال بارئها، وتقديس شكرها أنفسهم يف يثري وما بالعبادة، جدير وأنه مصدرها، يف التفكري إىل يتكئ وهكذا. القدير العلى خلق من أنفسهم باعترافهم وأا بشر، طاقة يف ليست النعم تلك أن

باجلميل واالعتراف حينا، اإلعجاب طريق عن صاحبها لتدفع يثريها، إنسانية عاطفة على القرآن املنعم، اهللا حب النفس يف يبعث الوصف ذلك أن كما. تقديسهو وإجالله باهللا اإلميان إىل حينا،

.)١(أياديه وشكر حبه عن منبعثة عبادته فتكون

العقلية األدلة: لثاملطلب الثا

نتائجها، واستخراج املقدمات كترتيب وفكرية، نظرية عمليات على تعتمد اليت األدلة وهي إىل راجعا اجلميع يف اإلدراك كان وإن لنفس،ا ومشاعر احلس بداهة وراء وقوانني ضوابط حسب القرآن يتقيد مل لذلك املنتجة، ودروبه اليوناين املنطق أشكال من مدى أوسع العقلية واألدلة العقل، إعجازه من ضرب وهو العقلي، االستدالل يف خاص منط على جاء وإمنا الفكري، النمط ذا العظيم .)٢(به تفرد الذي

للعقل ألن: وعقلية، القرآن يف لورودها: مسعية عقلية، مسعية كلها القرآن أدلةأن فهذا تنبيه إىل .)٣(الصحيح املسلك سلك إذا واالعتبار والنظر فيها التفكري على قدرة

ولكنا نتوسع يف هذا الفصل بذكر بعض األدلة اليت مل تندرج حتت ما سبق ذكره من أدلة توحيد عناية القرآن بنظمها بأسلوب جديل مرتب مقصود للمناظرة واحملاجة اهللا، وأيضا قد لوحظ فيها

ابتداء، وهذا أسلوب خيتلف قليال عن أسلوب الشواهد القرآنية السابقة يف أدلة اآليات الكونية، التعليل فاألسلوب هناك سمته األوضح هي السرد والحشد للصور والمشاهد، ويأيت التدليل و

.للوحدانية يف ركاب السياق والسباق

.من األدلة العقلية القرآنية لتقرير التوحيد أنواعا العلماء استخرج وقد

).١٩٦: ص(البيلي من بالغة القرآن؛ ألمحد )١( ).٣٦: ص(جامعة املدينة -)١: ج(التفسري املوضوعي )٢( ).٢٦٠: ص(عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكاوي )٣(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

: )الخلق والملكدليل ( البدهي الدليل: أوال

الدليل ابتناء يف املستقرة، والبديهات املشهورة احلقائق استخدام على يقوم ألنه "بدهي"دليل هو . منصفا كان إن إذعانا للدليل اخلصم فيذعن عليها،

-:أصلني على مبين ألنه "اخللق وامللك"وهو دليل .خمترع من له بد ال خمترع كل - ب .خمترعة املوجودات أن -أ

على بذلك واالستدالل مجيعها املوجودات خالق على للتعرف الفكر إثارة على الدليل هذا ويعتمد مقدمات إىل حيتاج وال مباشرة، املطلوب على يدل كونه يف احلسي الدليل يشبهوهو ،تعاىل وحدانيته

تصرف اليت التعقيدات من ذلك وغري منه، النظري على دليل من بد وال خمصوص، وجه على تنظم على مث عليها، واالستدالل باملقدمات، واالشتغال الوسائط، بكثرة األصلي، املطلوب عن الذهن

.)١(اناأحي نتائجها

.-تعاىل اهللا عن ذلك-ونأخذ له أمثلة بآيات القرآن الكرمي يف نفي الولد هللا

الولد، هذا إىل حاجة يف ليس - جل وعال-اهللا أن عن صراحة يف حدثنانجد القرآن الكرمي قد ف

M t s ،يدع إذا ينقاد أن يلبث ال ألمره، خاضع الوجود يف من فكل يساعده، أو يعينه

v uw xy � ~ } | { z¡ ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢©

³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ªL ]١١٧ ،١١٦ البقرة[.

ذلك يدفع اوحين ادفع طبيعكل خلق وقد أما تلد، زوجة له مثة كان إذا إال يكون ال الولد بأن اي :خلق ممن خلق سوى اولد يزعمونه ما فليس ء،يش

M Ê Ì Ë Í Î Ï Ð Ñ Ò Ó Ô ÕÖ × Ø ÙÚ Û Ü

ß Þ ÝL )١٠٢ ،١٠١ األنعام.(

السموات يف ما وله إليه، حيتاج ومل الولد، هذا عن غناه فيقرر الدعوى، هلذه أخرى مرة ويعرض

¨ © M¡ � ~ }¢ £¤ ¦ ¥§ « ª: فيقول األرض، يف وما

¯ ® ¬° µ ´ ³ ² ±¶ ¸ ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹

).٣٧: ص(جامعة املدينة -)١: ج(التفسري املوضوعي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À

Ö Õ Ô Ó Ò Ñ ÐL )٧٠ - ٦٨ يونس .(

البنـات وجيعلـوا ،بالبنني همـأنفس خيصوا أن عقوهلم للمشركني ليخي كيف :القرآن ويعجب

ــول ،!؟هللا M8 7 6 5 ; : 9< ? > =A @L :فيق .]٤٠ :اإلسراء[

اهللا، إىل الولـد نسبة املستعظمة الساخطة الطبيعة موقف -التعبري صور أقوى يف -القرآن ويصور وضـخامة االفتراء، هذا هلول الراسيات وختر ثورة، وتنشق غيظا، تنفجر أن -غضبها لشدة -فتكاد

£ ¤ ¥ ~ � ¡ ¢ M : قوله يف الغضب هذا تصوير إىل غصوأ الكذب، هذا

µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦

¹ ¸ ¶L ]١( ]٩١-٨٨:مرمي(.

دليل عقلي يتكامل مع األدلة احلسية الكونية السابقة، فمىت تدبر ) دليل اخللق والملك(فهذا الدليل مـن له بد ال املخلوقو خملوق، الكون يف ما كل أن :اإلنسان تلك اآليات والشواهد، استنتج منها

واخلالق جيب أن يكون ممتازا عن املخلوق بكـل خالق، غري من خلق يكون أن يستحيل ألنه خالق؛

،ا كان بينهما فرق؛ وإال لملقومـه يقـول رسـول كل كان وهلذاوجه : M ¨ § ¦ ¥

ª ©« L ]١٠: إبراهيم.[

: )العناية وعدم فساد الكون( التمانع دليل: ثانيا

نظم الذي أن إىل ليوصلنا الكونية اآليات ضمن بنا ينطلق ألنه التناسق؛ أو النظام دليل ويسمى، األحد الواحد اهللا هو، تقديرا فيه شيء كل وقدر بعضا بعضها يكمل حبيث أجزاءه وربط الكون

.إىل اخللل والفساد وميتنع أن يكون له تعاىل أي شريك يف ألوهيته أو ربوبيته ألن ذلك سيفضي حتما

M ² ± °¶ µ ´ ³¸ º ¹ : ومن اآليات اليت قرر القرآن فيها هذا الدليل

¿ ¾ ½ ¼ »L ]٢٢: األنبياء[.

). ١٩٧، ١٩٦: ص( من بالغة القرآن؛ ألمحد البيلي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

ولكان نظام، على جيري ال تدبريمها لكان صانعان للعامل كان لو: يقال أن وتوضيح اآلية الكرمية أن إما فحينئذ إماتته، اآلخر وأراد جسم إحياء أحدمها أراد لو نهأل وذلك أحدمها؛ أو يلحقهما العجز عجزمها، إىل فيؤدي معا، إرادما تنفذ أال وإما. الضدين الجتماع النظام فيتناقض معا، إرادما تنفذ

افتراض وهو إليه، أدى ما فبطل عاجزا، يكون ال واإلله عجزه، إىل فيؤدي أحدمها، إرادة تنفذ ال أو .الوحدانية وهو نقيضه وثبت لتعدد،ا

الكون أجزاء بني والتناسق الدقيق التنظيم من الكون هذا يف ملاكلما التفت بنظره اإلنسان إن واحدا إهلا وأن فيه، وما الكون ذا التامة العناية على قاطعة داللة ليدل واإلتقان الدقة غايات أقصى .)١(ظيمتن أحسن فيه ما كل نظم الذي هو قادرا

: التسليمالفرض و دليل: ثالثا

ولو كانت دعواه –وهذا النوع من االستدالل يقوم على التسليم بدعوى اخلصم تسليما جدليا إبطال الدعوى بالنتائج اخلاطئة املتناقضة اليت تترتب على هذه الدعوى، على يستدل مث ،-مستحيلة

M' * ) ( + , / . - 0 1 2 3 4 5 6 7: تعاىل قوله ومثاله

; : 9 8< A @ ? > =L ]٩١: املؤمنون[.

فاحلقيقة أن ال إله إال اهللا، ومل يتخذ اهللا سبحانه وتعاىل ولدا، ولكننا لو سلمنا جدال ذا االفتراض ضهم على بعض، فال يترتب على ذلك استعالء بع: اخلاطئ فما هي النتائج اليت تترتب على ذلك

ينتظم أمر الكون، وال ينفذ فيه حكم وال تتحقق مصلحة، وبالتايل ففي ذلك اختالل نظام املخلوقات .واستحالة استمراره

والواقع املشاهد خالف ذلك، فدل هذا الواقع على أن تعدد اآلهلة حمال ملا يلزم عليه من احملال، استعالء بعضهم على بعض، ومنع كل منهم غريه من متعددة يؤدي إىلكما أن افتراض وجود آهلة

التدخل يف شؤونه، وهو حمال مصادم ملا تستلزمه صفات الكمال املطلق لإلله املعبود حبق.

M ^ ] \ [ Z Y X W V U T S R Q P O N M

h g f e d c b a ` _i r q p o n m l k j

st y x w v uL.

).٢٦٠: ص(وي عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي؛ حملمد ملكا )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

، ودليل M ¸¶ µ ´ ³ ² ± °L : الفرق بني دليل التمانع يف قوله تعاىل :ملحوظة

أن = ؛ M / . - , 0 2 1 3 5 4 6 7 L: الفرض والتسـليم يف قولـه : تبطله املشاهدة، أمـا الثـاين يستلزم اختالل أحوال املخلوقات األرضية والسماوية وهو ما : األول

.)١(فيستلزم النقص يف ذات اإلله وهو حمال ألن اإلهلية تقتضي الكمال املطلق

: )النقص والعجز يف األصنام دليل( وأوهام ظنون الشرك: رابعا

وجوه من آخر وجها العظيم القرآن يربز التوحيد، صحة على تاالستدالال هذا ختام يف صحة على نوع أي من واحدا دليال يقيموا أن حداهمـويت املشركني لبيطا حني االستدالل،

بفعل جاجـواالحت واألوهام، بالظنون التعلق إال ملكونـي ال بل يستطيعون، فال عقيدم،

, - + * ( ) ' & % $ # " ! M : القرآن عنهم قال كما =؛آبائهم

4 3 2 1 0 /. 8 7 6 5L ]ول ،]١٧٠: البقرةام ،دةـفاس ظنون درجم وأا دهم،ـعقائ حقيقة الكرمي القرآن بين ذلك، إتيان على عاجزين كانوا

.]١٥٤: عمران آل[ M 76 5 4 3 2 1L : تعاىل قال

وزعموا له، أشركوها اليت األصنام عبادة وترك بالعبادة، اهللا إفراد إىل الناس يدعوسالم اإل جاءلقد على وبرهن ا،قوي اتفنيد العقيدة هذه القرآن فند وقد زلفى، اهللا إىل لتقرم يعبدوا، إمنا أم حينا

اهإل تكون أن تصلح ال وأا األوثان، هذه تفاهة يف للشك جماال تدع ال برهنة عبادا يف ضالهلم .يعبد

وأعينا ا، ميشون أرجال لعابديها فإن منهم، أقل األصنام هذه أن إىل نظرهم القرآن وجه لقد تستطيع وال واالنتقال، احلركة تستطيع ال فجامثة األوثان هذه أما ا، يسمعون وآذانا ا، يبصرون

MÀ Á Â ÄÃ Å Æ Ç È É Ê تسمع، وال تبصر، وال والدفاع، البطش

Ë Ì Í Î ÐÏ Ñ Ò Ó Ô Õ Ö × Ø Ù Ú Û Ü

Þ ÝL ]١٩٥ :األعراف[، M g f e d c b a _

s r q p o nm l k j ihL ]١٤ :فاطر[.

).١٥٤، ١٥٣: ص(مباحث من التفسري املوضوعي؛ ملصطفى مسلم )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

يسمع ال إهلا املرء يعبد ومل! شيئا؟ يستطيع ال اعاجز يراه ومن دونه، من يعبد أن بالعاقل يليق أو

¨ § M به، نزل أذى عابده عن يرد أن على يقدر وال مبتغاه، إىل جييبه أن يستطيع وال دعاءه،

µ ³ ² ± ° ® ¬ « ª ©L ]وإذا ،]٥٦ :اإلسراء املعونة منه ويطلب اهللا، إىل يلجأ الشدائد عند واملرء النصر، من يؤمل ما عنده جيد مل استنصره

نفسها، حتمى أن تستطيع ال األوثان هذه إن بل ،!؟ ما ميده ال إله بعبادة يصنع فماذا واملساعدة،

M 6 5 4 3 2 1 0 / . - ,L ]األعراف:

© M ¬ « ª :وعابدها تضر، وال تنفع ال حجارة إذا يفه ،]١٩٧ § ¦ ¥ ¤

¯® ° ± ² ³´L ]ميلك ال من عبادة من أشد ضالل يوأ ،]١٢ :احلج ديهمـأبأي ،واألرض؟ واتامـالس يف اشيئ أخلقوا ،!؟اآلهلة صفات من هلم يبق وماذا والنفع؟ الضر

( * ! " # $ % & ' )M ال، والبعث؟ واحلياة املوت

+ , - . / 0 1 2 3 4 5 7 6L ]٣ :الفرقان[،

= M: فيقول السماء، يف أو األرض يف الشركاء هؤالء خلقه ءيش على يدلوه أن يتحداهم والقرآن

> ? @ A B C D E F G H J I K L O N M

_ ] \ [ Z Y X W VU T S R Q PL ]فاطر: خيلقوا أن يستطيعون ال هللا شركاء همـيدعون الذين أولئك أن هلم ادمؤك يالتحد يف يميض مث ،]٤٠

هذا إن بل وضعفه، ابـالذب حقارة برغم بعض، مع بعضهم وتعاون ا،بعض بعضهم ظاهر ولو ا،اببذ

" !M ه،اـإي سلبهم إن منه، ءيش استخالص يستطيعون ال الضعيف احلقري الذباب

2 1 0 / . - , + * ) ( '& % $ #

@ ? > = <; : 9 8 7 6 5 43L ]احلج:

M É ، إمال األرض؟ أو السماء يف ءيش من ميلكون فهل شيئا، خيلقوا مل كانوا وإذا ،]٧٣

Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò

Û ÜL ]٢٢ :سبأ[،M ] \ [ Z Y X W VL .]١٣ :فاطر[

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

ملكـت وال الضر، تكشف وال النصر، جتلب وال تضر، وال تنفع ال انـاألوث هذه كانت وإذا ا،قدر ديهاـعاب من أقل يه بل موت، وال حياة دهاـبي وليس شيئا، ختلق وال شيئا، نفسها أمر من يعدو وال األلوهية، حقيقة عنها امنحت فقد - نفسها عن دفاعال تطيق وال احلراك، تستطيع ال يه إذ

قيةـحقي آهلة على ماءـاألس هذه تدل أن غري من وضعوها، أمساء املسألة تكون أن :بعدئذ األمر

{ ~ �¡ M ،رهبة أو رغبة ادةـالعب وتستحق وقوة، سلطان من هةـلآلل ما هاـل

® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ´ ³ ² ± ° ¯

¿¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µL ]٢٣ – ١٩ النجم[.

الشفعاء صفة هلا، حقيقة ال اليت األمساء هذه منحوا ما عند اعالذ امك م يتهكم ذا هو وها

Mr s t u v w xy: يقول إذ اهللا، عند نفعا هلم ميلكون الذين

{ z | } ¢ ¡� ~ £ ¤ ¥ ¦ § ¨ ©

ª « ®¬ ° ± ²³L ]فأ ،]١٨ :يونسي تمكه مر

.!.؟ M¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ L: قوله يثريه

نةاإلها سوى تستحق ال وأا اآلهلة، ذه الزراية من أثاره عما فضال - نفوسهم يف يثري والقرآن خيبة من فيه همـينال وما القيامة، يوم هلم يصور حني املصري، سوء من والفزع اخلوف - واالحتقار

لعبادم، أهال تكون أن أنكرت قد ا، ليعتزوا اختذوها اليت اآلهلة هذه يرون ما عند األمل،

M G F E D C: فيقول ،العبادة هذه يف عقالء يكونوا مل بأم عليهم ويشهدون

S R Q P O N ML K J I HL ]٨٢ ،٨١ :مرمي[.

آهلة، ا الرضا واحتقار املعبودات، تلك احتقار فيهم أثار قد األفكار هذه من عرضه مبا والقرآن فيهم وأثار شيئا، يساوى ال ملا واحلب واخلوف منه، أقل هو من عبادة درك إىل يرتل ال عاقال ألن

.)١( القيامة يوم ادض عليهم سينقلب ملن العبادة تلك يف متادوا إن مظلم مصري من اخلوف

). ٢٥٧-٢٥٥: ص(من بالغة القرآن؛ ألمحد البيلي )١(

حممود أمحد العسكري: إعداد( - "حبث تفسري موضوعي" التوحيد يف ضوء القرآن الكرمي(

أهم النتائج والتوصيات

القرآن الكرمي كله تبيان حلقائق التوحيد، وشرح لدالئله، وحديث عن مكمالته وتوابعه، - ١ .وتعريف خبوارمه ونواقضه

.عن الشرك والوثنية التوحيد حقيقة فطرية، وهو األصل يف البشرية، وليس تطوراأن - ٢

.أول دعوة الرسل وأهم جوانب رساالم وتوحيد العبادة خباصة ه - ٣

توحيد الربوبية يستلزم توحيد األلوهية، وتوحيد األلوهية يتضمن توحيد الربوبية، - ٤ .وتوحيد األمساء والصفات جيمعهما

عاوى مشركي ، وإبطال دعناية القرآن ببيان اإلشراك الواقع يف الدعاء واالستشفاع - ٥ .العرب يف اختاذ الوسائط والتزلف م

.تنوع األساليب البيانية للقرآن الكرمي يف معاجلة قضايا التوحيد وعرضها ونقاشها - ٦

٧ - فظأسلوب األمثال من أرقى األساليب البالغية، وقد وا، هيالقرآن الكرمي توظيفا عال . لتوحيدوضرب أمثلة متنوعة شاملة جلوانب رسالة ا

.ابتناء احلجج القرآنية يف تقرير التوحيد على أدلة فطرية وحسية وعقلية - ٨

األدلة القرآنية يف تقرير التوحيد متكاملة، فالفطرة توقظ احلس والقلب والعقل، واآليات - ٩الكونية تستدعي تفكر العقل فيما تقتضي من توحيد اخلالق باأللوهية، والرباهني العقلية

املسلمات البدهية وتبين عليها اإللزامات املفحمة خلصوم التوحيد من تنطلق من .املشركني

عليكم بدراسة التوحيد يف ضوء القرآن :توصية واحدة لطلبة العلم من أبناء اإلسالم -١٠الكرمي، فطريقة القرآن هي الطريقة الواضحة السهلة، املالئمة للفطرة، النافية للشكوك

ا، مجيع األدلة، والشبهات، تضماملعتقد والعبادة مع حعلى مجيع املخالفني، وتصح وترد: الذائقة، وصدق اهللا تعاىل إذ يقول العاطفة، وإمتاع العقل، وحتريك فيها إقناع طريقة

M 5 4 3 2 1 0 /L "]٩: اإلسراء" جزء آية.[

واملصادرقائمة املراجع

)بالترتيب اهلجائي للحروف(

مصحف املدينة النبوية، برواية حفص عن عاصم(القرآن الكرمي.(

اإلسالمية الشؤون وزارة، السحيم صاحل بن اهللا عبد بن حممد اإلسالم أصوله ومبادئه، )١ .السعودية العربية اململكة، ط أوىل، هـ١٤٢١، واإلرشاد والدعوة واألوقاف

بكر أبو اخلراساين، اخلسروجردي موسى بن علي بن احلسني بن أمحد والصفات، األمساء )٢ - جدة، ط أوىل، م ١٩٩٣ - هـ ١٤١٣ السوادي، مكتبة، )هـ٤٥٨: املتوىف( البيهقي .السعودية العربية اململكة

، مكتبة الرشد، عبد العزيز بن مرزوق الطريفي اقض اإلسالم،اإلعالم بتوضيح نو )٣ .السعودية العربية اململكة - م، ط أوىل، الرياض ٢٠٠٤- هـ١٤٢٥

قيم ابن الدين مشس سعد بن أيوب بن بكر أيب بن حممد ،من مصايد الشيطان إغاثة اللهفان )٤ .السعودية العربية اململكة -الرياض، املعارف مكتبة، )هـ٧٥١: املتوىف( اجلوزية

.العمرو العزيز عبد بنت آمال األلفاظ واملصطلحات املتعلقة بتوحيد الربوبية، )٥عبد العزيز بن عبد اهللا الراجحي، الدار األثرية للنشر تبصري األنام بشرح نواقض اإلسالم، )٦

.م، ط أوىل، اجلزائر٢٠٠٩-هـ١٤٣٠والتوزيع، الدين تقي العبيدي، احلسيين العباس أبو القادر، عبد بن علي بن أمحد جتريد التوحيد املفيد، )٧

.املنورة املدينة، م١٩٨٩-هـ١٤٠٩ اإلسالمية، اجلامعة، )هـ٨٤٥: املتوىف( املقريزي للنشر العصيمي دار، اجلربين محادة بن العزيز عبد بن اهللا عبد تسهيل العقيدة اإلسالمية، )٨

.السعودية العربية اململكة - الرياض، ثانية، ط والتوزيعسعد بن حممد بن علي آل عبد اللطيف، مدار الوطن للنشر، التعريفات االعتقادية، )٩

.السعودية العربية اململكة - الرياضم، ط ثانية، ٢٠١١- هـ١٤٣٢ القرشي كثري بن عمر بن إمساعيل الفداء أبو ،)تفسري القرآن العظيم(تفسري ابن كثري )١٠

١٩٩٩ - هـ١٤٢٠، والتوزيع للنشر طيبة دار، )هـ٧٧٤: املتوىف( الدمشقي مث البصري .السعودية العربية اململكة - الرياض، ثانية، ط م

: املتوىف( الزجاج إسحاق أبو سهل، بن السري بن إبراهيم احلسىن، تفسري أمساء اهللا )١١ .العربية الثقافة دار، )هـ٣١١

آل محد بن ناصر بن اهللا عبد بن ناصر بن الرمحن عبد اهللا، عبد أبو ،أمساء اهللا احلسىنتفسري )١٢ :السنة( –) ١١٢ :العدد(، هـ١٤٢١، اإلسالمية اجلامعة، )هـ١٣٧٦: املتوىف( سعدي

.املنورة املدينة ،)٣٣: املتوىف( البغوي مسعود بن احلسني حممد أبو السنة، حميي ،)معامل الترتيل(تفسري البغوي )١٣

، ط رابعة، م ١٩٩٧ - هـ ١٤١٧، والتوزيع للنشر طيبة دار، )هـ٥١٠

بن عمرو بن حممود القاسم أبو ،)الكشاف عن حقائق غوامض الترتيل(تفسري الزخمشري )١٤ ، ط ثالثة،هـ ١٤٠٧، العريب الكتاب دار، )هـ٥٣٨: املتوىف( اهللا جار الزخمشري أمحد، .لبنان- بريوت

غالب بن كثري بن يزيد بن جرير بن حممد ،)يف تأويل القرآن جامع البيان(تفسري الطربي )١٥م، ٢٠٠٠- هـ١٤٢٠، مؤسسة الرسالة، )هـ٣١٠: املتوىف( ربيـالط جعفر أبو اآلملي،

.لبنان- بريوتط أوىل، )."مرحلة البكالوريوس" مناهج جامعة املدينة العاملية( التفسري املوضوعي )١٦ هـ، ط أوىل،١٤٢٢، الفكر دار، يليـالزح مصطفى بن وهبة د ،التفسري الوسيط )١٧

.سورية- دمشق التيمي الطليحي القرشي علي بن الفضل بن حممد بن إمساعيل ،احلجة يف بيان احملجة )١٨

-ـه١٤١٩، الراية دار، )هـ٥٣٥: املتوىف( السنة بقوام امللقب القاسم، أبو األصبهاين، .الرياض/ السعودية ، ط ثانية،م١٩٩٩

، الغامدي زربان اهللا عبد بن حممد ،محى التوحيد -صلى اهللا عليه وسلم–محاية الرسول )١٩ املنورة، املدينة أوىل،، ط م٢٠٠٣/هـ١٤٢٣٢ اإلسالمية، باجلامعة العلمي البحث عمادة .السعودية العربية اململكة

ناصر حممد الرمحن عبد أبو ،وفوائدها فقهها من وشيء الصحيحة األحاديث سلسلة )٢٠ مكتبة، )هـ١٤٢٠: املتوىف( األلباين األشقودري آدم، بن جنايت بن نوح احلاج بن الدين،

.السعودية العربية اململكة - الرياض ط أوىل، والتوزيع، للنشر املعارف - يزيد أبيه اسم وماجة- القزويين، يزيد بن حممد اهللا عبد أبو "ماجة ابن" ،سنن ابن ماجه )٢١

.احلليب البايب عيسى فيصل - العربية الكتب إحياء دار، )هـ٢٧٣: املتوىف( وعمر بن شداد بن بشري بن إسحاق بن األشعث بن سليمان داود أبو ،سنن أيب داود )٢٢

.بريوت - صيدا العصرية، املكتبة، )هـ٢٧٥: املتوىف( السجستاين األزدي

عيسى أبو الترمذي، الضحاك، بن موسى بن سورة بن عيسى بن حممد ،سنن الترمذي )٢٣، م١٩٧٥ - هـ١٣٩٥، احلليب البايب مصطفى ومطبعة مكتبة شركة، )هـ٢٧٩: املتوىف(

.ط ثانية، مصر: املتوىف( النسائي اخلراساين، علي بن شعيب بن أمحد الرمحن عبد أبو ،سنن النسائي )٢٤

-حلب ، ط ثانية،م١٩٨٦ -هـ١٤٠٦، اإلسالمية املطبوعات مكتب: الناشر، )هـ٣٠٣ .سورية

مكتبة، )هـ١٣٥١: املتوىف( احلمالوي حممد بن أمحد ،شذا العرف يف علم الصرف )٢٥ .الرياض ،الرشد

، القحطاين وهف بن علي بن سعيد. د ،شرح أمساء اهللا احلسىن يف ضوء الكتاب والسنة )٢٦ .الرياض واإلعالن، للتوزيع اجلريسي مؤسسة: توزيع سفري، مطبعة

الطربي منصور بن احلسن بن اهللا هبة القاسم أبو ،شرح أصول اعتقاد أهل السنة واجلماعة )٢٧ط ثامنة، ، م٢٠٠٣ - هـ١٤٢٣، طيبة دار، )هـ٤١٨: املتوىف( الاللكائي الرازي

.السعودية احلنفي، العز أيب ابن حممد بن علي الدين عالء بن حممد الدين صدر ،شرح الطحاوية )٢٨

، م١٩٩٧ - هـ١٤١٧، الرسالة مؤسسة، )هـ٧٩٢: املتوىف( الدمشقي الصاحلي األذرعي .لبنان- بريوت ،ط عاشرة

للنشر الراية دار، )هـ١٣٦٤: املتوىف( اجلزائري امليلي حممد بن مبارك ،الشرك ومظاهره )٢٩ .، ط أوىلم٢٠٠١ - هـ١٤٢٢، والتوزيع

: املتوىف( اليحصيب موسى بن عياض القاضي الفضل أبو ،الشفا بتعريف حقوق املصطفى )٣٠ .م١٩٨٨ - هـ١٤٠٩، والتوزيع والنشر لطباعةل الفكر دار، )هـ٥٤٤

: املتوىف( اليمين احلمريى سعيد بن نشوان ،مشس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم )٣١ هـ١٤٢٠، )سورية - دمشق( الفكر دار ،)لبنان - بريوت( املعاصر الفكر دار ،)هـ٥٧٣

.، ط أوىلم١٩٩٩ - عليه اهللا صلى اهللا رسول أمور من املختصر الصحيح املسند اجلامع( صحيح البخاري )٣٢

،النجاة طوق دار، اجلعفي البخاري عبداهللا أبو إمساعيل بن حممد ،)وأيامه وسننه وسلم .، ط أوىلهـ١٤٢٢

مكتبة، )هـ١٤٢٠: املتوىف( األلباين الدين ناصر حممد ،والترهيبصحيح الترغيب )٣٣ .الرياض ، ط خامسة،املعارف

اهللا صلى اهللا رسول إىل العدل عن العدل بنقل املختصر الصحيح ملسندا( صحيح مسلم )٣٤ دار، )هـ٢٦١: املتوىف( النيسابوري القشريي احلسن أبو احلجاج بن مسلم ،)وسلم عليه بريوت - العريب التراث إحياء

بريوت - العريب الكتاب دار، )هـ١٤٢٠: املتوىف( سابق سيد ،العقائد اإلسالمية )٣٥ دار مكتبة، ملكاوي خليل القادر عبد حممد أمحد حممد ،عقيدة التوحيد يف القرآن الكرمي )٣٦

.، ط أوىلم١٩٨٥ - هـ١٤٠٥ن، الزما والتوزيع، للنشر النفائس دار، العتييب األشقر اهللا عبد بن سليمان بن عمر ،العقيدة يف اهللا )٣٧

.عشرةم، ط ثانية ١٩٩٩ -هـ ١٤١٩ الثعليب سامل بن حممد بن علي أيب بن علي الدين سيد احلسن أبو ،يف علم الكالم غاية املرام )٣٨

.القاهرة – اإلسالمية للشئون األعلى الس: الناشر، )هـ٦٣١: املتوىف( اآلمدي: املتوىف( الدينوري قتيبة بن مسلم بن اهللا عبد حممد أبو ،غريب القرآن البن قتيبة )٣٩

.اللحام سعيد/ ، تح)هـ٢٧٦

".قسم العقيدة"، )هـ١٤١٥: املتوىف( عفيفي الرزاق عبدفتاوى ورسائل )٤٠ مهران بن حيىي بن سعيد بن سهل بن اهللا عبد بن احلسن هالل أبو ،الفروق اللغوية )٤١

.مصر – القاهرة والتوزيع، للنشر والثقافة العلم دار، )هـ٣٩٥ حنو: املتوىف( العسكري األندلسي حزم بن سعيد بن أمحد بن علي حممد أبو ،والنحل واألهواء امللل يف الفصل )٤٢

القاهرة - اخلاجني مكتبة، )هـ٤٥٦: املتوىف( الظاهري القرطيب: املتوىف( احلنفي البقاء أبو الكفوي، القرميي احلسيين موسى بن أيوب ،الكليات )٤٣

.بريوت ، الرسالة مؤسسة، )هـ١٠٩٤

خان قاضي ابن الدين حسام بن علي الدين عالء ،ألفعالوا األقوال سنن يف كرت العمال )٤٤، ط م١٩٨١/هـ١٤٠١، الرسالة مؤسسة، )هـ٩٧٥: املتوىف( اهلندي باملتقي الشهري

.خامسة، بريوت ،املرضية الفرقة عقد يف املضية الدرة لشرح األثرية األسرار وسواطع لوامع األنوار البهية )٤٥

، )هـ١١٨٨: املتوىف( احلنبلي السفاريين سامل بن أمحد بن حممد العون أبو الدين، مشس .دمشق، ط ثانية، م ١٩٨٢ - هـ ١٤٠٢ ،ومكتبتها اخلافقني مؤسسة

م، ط ٢٠٠٠-هـ١٤٢١لم، طفى مسلم، دار القمص. د ،ري املوضوعيمباحث يف التفس )٤٦ .ثالثة، دمشق

: املتوىف( احلراين تيمية بن احلليم عبد بن أمحد العباس أبو الدين تقي ،جمموع الفتاوى )٤٧ املدينةم، ١٩٩٥-هـ١٤١٦ الشريف، املصحف لطباعة فهد امللك جممع، )هـ٧٢٨

.السعودية العربية اململكة النبوية، الرازي احلنفي القادر عبد بن بكر أيب بن حممد اهللا عبد أبو الدين زين ،الصحاحخمتار )٤٨

خامسة، ط ،م١٩٩٩-هـ١٤٢٠ النموذجية، الدار - العصرية املكتبة، )هـ٦٦٦: املتوىف( .صيدا – بريوت

، الكوثر مكتبة، عقدة آل حممد بن القادر عبد بن هشام عاصم أبو ،خمتصر معارج القبول )٤٩ .الرياض هـ، ط خامسة،١٤١٨

إحياء دار، )هـ٤٥٨: املتوىف( املرسي سيده بن إمساعيل بن علي احلسن أبو ،املخصص )٥٠ .، ط أوىل، بريوتم١٩٩٦ هـ١٤١٧ ،العريب التراث

السوادي مكتبة: الناشر، ضمريية مجعة عثمان .د ،مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية )٥١ .، ط ثانيةم١٩٩٦- هـ١٤١٧، للتوزيع

بن محدويه بن حممد بن اهللا عبد بن حممد احلاكم اهللا عبد أبو ،املستدرك على الصحيحني )٥٢ دار، )هـ٤٠٥: املتوىف( البيع بابن املعروف النيسابوري الطهماين الضيب احلكم بن نعيم

.بريوت، أوىل م، ط١٩٩٠ - هـ١٤١١ ،العلمية الكتب: املتوىف( الشيباين أسد بن هالل بن حنبل بن حممد بن أمحد اهللا عبد أبو ،أمحد مسند )٥٣

.، ط أوىل، بريوتم ٢٠٠١ - هـ ١٤٢١، الرسالة مؤسسة، )هـ٢٤١ أبو احلموي، مث الفيومي علي بن حممد بن أمحد ،املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري )٥٤

بريوت - العلمية املكتبة، )هـ٧٧٠ حنو: املتوىف( العباس باخلطايب املعروف البسيت اخلطاب بن إبراهيم بن حممد بن محد سليمان أبو ،معامل السنن )٥٥

.حلب ،، ط أوىلم ١٩٣٢ - هـ ١٣٥١، العلمية املطبعة، )هـ٣٨٨: املتوىف(: املتوىف( الفراء الديلمي منظور بن اهللا عبد بن زياد بن حيىي زكريا أبو ،معاين القرآن للفراء )٥٦

.مصر ،، ط أوىلوالترمجة للتأليف املصرية دار، )هـ٢٠٧: وىفاملت( الزجاج إسحاق أبو سهل، بن السري بن إبراهيم ،للزجاج معاين القرآن وإعرابه )٥٧

.بريوت ،، ط أوىلم١٩٨٨ - هـ١٤٠٨، الكتب عامل، )هـ٣١١ أضواء، التميمي علي بن خليفة بن حممد ،معتقد أهل السنة واجلماعة يف األمساء والصفات )٥٨

.السعودية العربية اململكة- الرياض ، ط أوىل،م١٩٩٩- هـ١٤١٩ السلف،

مبساعدة) هـ١٤٢٤: املتوىف( عمر احلميد عبد خمتار أمحد .د ،املعاصرةمعجم اللغة العربية )٥٩ .، ط أوىلم ٢٠٠٨ - هـ ١٤٢٩، الكتب ملعا، عمل فريق

بن أيوب بن بكر أيب بن حممد ،مفتاح دار السعادة ومنشور والية أهل العلم واإلرادة )٦٠ .بريوت ،العلمية الكتب دار، )هـ٧٥١: املتوىف( اجلوزية قيم ابن الدين مشس سعد

، )هـ٣٩٥: املتوىف( احلسني أبو الرازي، القزويين زكرياء بن فارس بن أمحد ،مقاييس اللغة )٦١ .م١٩٧٩ - هـ١٣٩٩، الفكر دار

الطوسي الغزايل حممد بن حممد حامد أبو ،احلسىن اهللا أمساء معاين حشر يف املقصد األسىن )٦٢ .م، ط أوىل، قربص١٩٨٧- هـ١٤٠٧، واجلايب اجلفان: ، الناشر)هـ٥٠٥: املتوىف(

، مصر ةض، )هـ١٣٨٤: املتوىف( البدوي البيلي اهللا عبد أمحد أمحد ،من بالغة القرآن )٦٣ .القاهرة ،م٢٠٠٥

، عسريي ماجد /دار، متويل حممود حممد تامر ،منهج الشيخ حممد رشيد رضا يف العقيدة )٦٤ .، ط أوىلم٢٠٠٤- هـ١٤٢٥

، الرحيلي فرج بن أمحد بن محود. د ،اإلسالم إىل منهج القرآن الكرمي يف دعوة املشركني )٦٥-املنورة املدينة ، ط أوىل،م٢٠٠٤-هـ١٤٢٤ اإلسالمية، باجلامعة العلمي البحث عمادة السعودية العربية اململكة

بن حممد بن حممد بن املبارك السعادات أبو الدين جمد ،النهاية يف غريب احلديث واألثر )٦٦ املكتبة، )هـ٦٠٦: املتوىف( األثري ابن اجلزري الشيباين الكرمي عبد ابن حممد

.، بريوتم١٩٧٩ - هـ١٣٩٩،العلمية